عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - يوحنا بيداويد

صفحات: [1] 2
1
كلدان ملبورن يحيون مهرجان اكيتو راس السنة الكلدانية البابلية 7324
الدعوة عامة لجميع ابناء الجالية العراقية


2
العقل الجمعي (الوعي الجماعي)!
 
بقلم: يوحنا بيداويد
 مقال جديد نشر في مجلة بابلون العدد 33

حسب العالم غوستاف لوبون صاحب الكتاب (سايكلوجية الجماهير)، ان «العقل الجمعي» هي عملية الحشك في الحشد أو الاستجابة لرغبة الجماعية من غير تفكير (من غير وعي)، وهو أمر قد يبدو غير عقلاني ولكن بالتاكيد ان فرويد، مؤسس علم النفس التحليلي قد وضع هذا القرار ضمن نشاطات العقل غير الواعي(). بالاختصار هي الموافقة على قرار الجماعي من دون الدراسة والتمعن بالعواقب، والعامل الحاسم هنا هو المزاج الجماعي أو العام، الذي يعطي تاكيد بان القرار هو صائب.
لقراءة كامل المقال
رجاء افتح الرابط ادناه


https://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,1056063.msg7803003.html#msg7803003

3
شؤون الحياة المعاصرة/ 13
تاثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع( 1)
بقلم يوحنا بيداويد

تمر البشرية في مرحلة مضطربة مخيفة حاليا تفصل بين عصر الحداثة  وما بعد الحداثة، المتمثل "عصر التكنلوجيا وتطبيقاته) مثل الوسائل التواصل الاجتماعي والانسان الالي والابتكارات التكنولوجية الاخرى المتنوعة التي انتشر استخدامها كثيرا.
يخبرنا علم الاجتماع( 1) بان التغير بدا في المجتمعات القديمة حينما بدا الانسان يتواصل مع افراد عائلته او عشيريته او قبيلته اكثر فاكثر بعد ترميز الصوت، فتبادل التعاون والخبرات بينهم من اجل الحصول على الغذاء والماء والراحة والامان. هذه المتطلبات او الحاجات تعد من الخط الاول  من مخطط "ماسلو".
لكن في العصر الحديث (عصر التكنولوجيا)،حدثت ثورة علمية في الابتكارات التكنولولجية وتطبيقاتها، فعبرت خط حاجة الانسان الى مرحلة الاستمتاع واللذة ومن ثم الادمان على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي.
في هذا المقال سنتحدث عن التاثيرات التي تركها التطور الحضاري في عصر التكنولوجيا على حياة الانسان كفرد وكعائلة وكما يلي:
1-   ظهر تاثيرها على  علاقة الانسان بالفكر الديني بالاخص في العالم الغربي المتقدم، نتيجة التطور العلمي وتطور النظريات المادية المعتمدة على التجربة المادية والمنشورة على النت  بدا الكثير يفقدون ايمانهم او احترامهم للمقدساتهم (المرجعيات الروحية تفقد سلطتها واحترامها) بسبب التنوع الفكري المتبادل من خلال هذه الوسائل، لان من سمات هذا العصر هي انتشار الثقافة غير الموثوقة من مصادر رصينة، كما ان الاعلام المنفلت، بدون رقابة او عقوبة يساعد على تشويه الحقائق، فالانسان بطبعه الحيواني يتهرب من المسؤولية!!.

2-   ظهر او بدا يظهر تاثير عالم التواصل الاجتماعي على الاعراف اي الاخلاق ( العادات والقيم والتقاليد) كنتيجة لممارسة الحرية الفجة. الكثير يفهم مصطلح الحرية بصورة سلبية، فالحرية ليست فقط وجود الامان، او توفر الظروف الامنة للفعل او القول او العمل بما يفكر به الانسان، وانما هي وجود الفرصة للابداع والابتكار واعادة تنظيم الشؤون الشخصية من غير كسر الاعراف اي القوانيين المدنية والدينية. ايضا الاعلام المنفلت يجعل من الاطفال ان يبتعدوا عن اطاعة الوالدين ( يبدا الطفل بالتمرد نتيجة هذه الحرية، يتصرف عكس ما يطالبون به الوالدين).


3-   اكبر تاثير او اسوء نتيجة لوسائل التواصل الاجتماعي هي الادمان على استخدامها. فقدان السيطرة او الارادة عند المستخدم على توقيفها او الاستغناء عنها، بل اصحبت ملاذا وسبيلا للاستمتاع عند كل الاعمار، وبالاخص عند الشباب من خلال الادمان على الالعاب الالكترونية. ونتيجة لذلك يبتعد الطالب عن اداء واجباته ويبدا بعدم الشعور بضرورة ذلك، فيتعلم الكسل ويكره العمل والدراسة، ويتحجحج بان المدرسين غير كفوئين، او ان الادارة لا تعرف كيف تدير المدرسة.

4-   عالم الانترنيت يخلق عالم وهمي غير حقيقي يخدع العقل، يفصل الفرد من المجتمع او اقرب شخص له بسبب هذه الحدود الوهمية، هكذا سيتم القضاء على العائلة وتفتيتها، ما نراه اليوم ميل الاطفال الى الانفصال عن  اهلهم ويسرح مع مشاعره ورغباته الخاصة دون اي شعور بضرورة التقيد بالاعراف التي ذكرناها.

5-   عالم الانترنيت يقود الناس الى الافعال الرذيلة مثل القمار والخلاعة والجريمة، خاصة الذين يؤمنون بالحرية غير المنضبطة، يظن من حقه ممارسة حريته حتى في ممارسة هذه الرذائل.

6-   بالنسبة للاطفال والصبيان يتم الاطلاع على اشياء ممنوعة او غير ملائمة لاعمارهم، اي يتعلمون على ممارسة افعال غير مسموحة لهم، وهنا تفتح الفرصة امامهة نحو الانحراف الاخلاقي او المشاركة في الجريمة او القمار.
7-   التفكير بعملية الانتحار لا تاتي بصدفة عرضية وانما من الشعور بالاحباط والكآبة والشعور التشاؤمي  لاطلاعهم على اشياء بصورة سلبية لم يتوقعوها، او نتيجة الكسل والادمان وعدم السيطرة على مشاعره.

8-   كلما زاد استخدام الانسان لوسائل التواصل الاجتماعي كلما فقد خصوصيته، يكون من السهل القرصنة على ممتلكاته من قبل المجرمين والسراق في عالم النت .

9-   بالاضافة الى الاثار النفسية السلبية التي تتركها هذه الوسائل، هناك تاثير بيولوجي ايضا (خاصة الاطفال) هو عدم اهتمامهم بالطعام والصحة والنظافة والنوم.

10-   يفقد الانسان كما قلنا القابلية على التركيز والتذكر فتضعف الذاكرة عنده، حتى العمليات الرياضية البسيطة لا يستطيع القيام بها، كل هذه الفعاليات التي يفشل فيها الطفل تقوده الى الاحباط بدون معرفة السبب.

11-    ان الاصطدام الفكري والجدالات تقود احيانا الى حالة عدم التوافق والتفاهم ، فيبدا التسقيط والتشويه والتنمر والاشاعات الكاذبة حول شخصية اللاعب او السياسي او الاعلامي او الفنان او الكاتب، فتزيد من حالة عدم القابلية على التركيز .

في الختام نحن نعلم ان العالم او التاريخ لن يعود الى الوراء، والتكنولوجيا وبناتها لها ايجابيات وسلبيات لا تعد ولا تحصى، وان حياة الانسان انتقلت من الكهف الى العيش في ناطحات السحاب والسفر بالطيارة والاتصال باي نقطة في العالم بسبب جهوده الفكرية وتطبيقاتها، ولكن استخدم هذه التطبيقات بصورة عشوائية دون تقيد تقود الى اثار سلبية كما ذكرنا بعضها اعلاه.
------------------------------
 1- المجتمع هو مجموعة بشرية تربطها اواصر متنوعة في مقدمتها اللغة والارض والدين والتاريخ والمصلجة العامة.
 2- علم الاجتماع هو احد فروع الفلسفة والذي اختص في دراسة علاقات الانسان ببئته، وبالاخص العلاقات الاجتماعية بين  القوميات والاديان والاجناس وكروبات المختلف.



4
الرابطة الكلدانية تشارك في استقبال رئيسة وزراء ولاية فكتوريا

شارك السيد يوحنا بيداويد ممثلا عن الرابطة الكلدانية فرع ملبورن في استقبال رئيسة وزراء ولاية فكتوريا السيدة جيسنتا الن يوم الاربعاء الماضي المصادف ١٤ كانون الاول ٢٠٢٣  خلال زيارتها كنيسة مار كوركيس الكلدانية
هذا كان في مقدمة المستقبلين الاب هاني عبد الأحد راعي الخورنة مع ممثلين من الاتحاد الكلداني
والجمعية الخيرية  الاسترالي وVicTalk كما شارك عدد من اعضاء مجلس الخورنة ولجانها.
الجدير بالذكر رافق رئيسة الوزراء الوزير ايوان والتر نائب عن منطقة كرينفل وكاثلين  ماثيو نائبة عن منطقة برودميدوس
وقد شرح ممثلي اللجان لرئيسة الحكومة احتياجات الخورنة
في الختام شارك الجميع في شرب الشاي والكليجة والحلويات.

اللجنة الثقافية للرابطة الكلدانية
فرع ملبورن

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1049200.msg7800326.html#msg7800326

5
مقارنة بين جدلية هيجل ووجودية كيركيغارد

بقلم: يوحنا بيداويد
نشر المقال في مجلة بابلون العدد 33


المقدمة
تعرضت مثالية هيجل بعد وفاته عام 1831م إلى نقد شديد وتحليل معمق من قبل عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين، اغلبهم تلاميذه، لأن جدليته كانت مثالية، طوباوية ومجردة. حيث تجعل من كافة الموجودات في الكون كأنما هي عبارة عن جزئيات منصهر تجري في نهر نحو نقطة واحدة، لتحقيق غاية الوعي التام، من خلال صراعها مع نقيضها والتأليف في كل مرة. فكانت هذه الأفكار معقدة، بعيدة عن الواقع، يشعر معظم الباحثين والمحللين انها صعبة التحقيق، لهذا ظهرت عندهم قناعة يجب البحث عن الحقيقة عن طريق آخر، هكذا انبثقت عدة مدارس فكرية جديدة من بعدها مثل الجدلية المادية (كارل ماركس)، والوضعية - الواقعية (اوغست كونت)، والإنسانية المطلقة (فيروباخ)، والوجودية (سورين كيركيغارد).
لقراءة كامل المقال يرجى فتح الرابط
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1049119.0.html



6
شؤون الحياة المعاصرة 12
خطر انتشار مرض التوحد عند الأطفال


بقلم: يوحنا بيداويد
ملاحظة
 نشر المقال في مجلة نسمة الروح القدس التي تنشرها ارساليو الروح القدس ف ملبورن / استراليا


من الأمراض العصرية التي ازداد انتشارها عند الأطفال في الآونة الاخيرة هو مرض التوحد “Autism Spectrum Disorders – ASD”، انه مرض الاضطراب النفسي، يحدث نتيجة تأثيرات خارجية على نمو دماغ الطفل. وقد ازداد اهتمام المؤسسات الطبية والاجتماعية به في جميع الدول المتقدمة، ووصل الحد إلى ان عينت حكومة جنوب أستراليا وزيرة خاصة (إميلي بورك) للاهتمام بهذا المرض وللحد من تأثيره على المجتمع.
يعجز الأطفال المتوحدون عن إقامة علاقات طبيعية مع البيئة المحيطة بهم، حيث يكون لديهم صعوبة في التواصل الاجتماعي، فلا يستطيعون اكتساب الخبرات من الحياة اليومية، ويتصرفون كإنما هم شبه معزولين عن الناس حولهم، بسبب عدم امتلاكهم الرغبة (المتعة) أو القدرة في أغلب الأحيان للتحسس بأهمية الترابط الاجتماعي معهم.

حسب آراء العلماء ان هذا المرض ليس بجديد، وانما زادت نسبته بين الأطفال في العقود الاخيرة لأسباب كثيرة ولكن قد يكون أهمها الشد النفسي نتيجة مستلزمات الحياة العصرية وتغيير البيئة أو العامل الوراثي. النسبة المقدرة للمصابين بهذا المرض في أستراليا هي 1\150 طفل وفي أمريكا هي 1\68، وأن نسبة الإصابة عند الذكور هي 3\1 مقارنة بالإناث. تشير تقارير معهد ابحاث التوحد، ان كل 10 ألاف طفل في العالم يصاب 60 طفل في عمر 5-11 عاماً حالياً به، بينما في السابق كان يصاب 5 أطفال بين كل 10 ألاف طفل لنفس الفترة العمرية. من الجدير بالذكر بأنه عبر التاريخ خرج عباقرة وعظماء بينهم مثل البيرت اينشتاين ونيوتن والرسام الكبير فان كوخ، وتوماس اديسون بسبب امتلاكهم نسبة ذكاء غير طبيعية مقارنة مع أقرانهم، حيث كانوا مصابين بمستوى معين من حالات التوحد.

لقراءة كامل المقال يرجى فتح الرابط
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1048240.0.html


7
قصيدة بغديده
 قرات هذه القصيدة في اليوم الاول من مهرجان مار  كوركيس الذي أقامته خورنة مار كوركيس الكلدانية في ملبورن من 20-22 تشرين الاول 2023 
القصيدة تحت عنوان " بغديده"
القصيدة كانت عبارة عن صورتين
اتمنى تنال إعجابكم.
للاستماع يرجى فتح رابط ادناه

https://www.facebook.com/100000979647616/videos/270849305363039/

8

تعزية جماعية لشهداء بغديده في ملبورن
نظمت الكنيسة السريان الكاثوليك في مدينة ملبورن بتعاون مع اهالي شهداء بغديدة وبمشاركة بعض المؤسسلت المدنية في اقامة وتنظيم تعزية جامعة لكل شهداء عرس بغديدة.
حيث استقبل المعزين الخوراسقف فاضل القس اسحق مع ممثل من عائلة كل شهيد. شارك في تقديم التعازي مار اميل نونا مطران الكلداني في استراليا ونيوزلنده مع اباء الكهنة من جميع الكنائس.
فتح صندوق جمع التبرعات من قبل المشرفين وكذلك القت عدة كلمات من الاب الخوراسق فاضل القس اسحق وسيادة المطران مار اميل نونا والاب نسطورس هرمز وكلمات لخرى من ممثلي المؤسسات المدنية.
الرحمة والراحة الابدية لارواح الشهداء والشفاء العاجل للمصابين والجرحى والصبر والسلوان لاهاليهم.
هذا نص الكلمة القصيرة التي القيتها بالمناسبة

الكلمة القصيرة التي ألقيتها باسم الرابطة الكلدانية/ فرع ملبورن  في التعزية الجماعية لشهداء بغديده في ملبورن

سيادة المطران مار اميل نونا
الاباء الكهنة
الاخوة والاخوات اهالي الشهداء
الاخوة والاخوات الحضور
حادث احتراق قاعة الهيثم في بغديده اثناء حفل زواج  مصيبة  وفاجعة كبيرة في تاريخ العراق وبالأخص تاريخ المسيحيين
هذا الحادث الذي سبب احتراق وموت اكثر  مئة شخص  ومئات المصابين بالحروق والجروح ،سيبقى هذا الحادث في ذاكرة ابناء شعبنا قرون وقرون.

نقدم تعازينا الحارة إلى اهالي الشهداء وأهالي بغديده ونقول لهم نحن معكم في كل حين.
كم كنت اتمنى ان تكون لنا لقاءت بهذا الزخم في مناسبات اخرى لا فقط في أوقات المصائب والتعازي لكن هيهات .
نشكر كافة الجهات التي قدمت اي مساعدة او خدمة لاهالي الشهداء وبالأخص المحطات الإعلامية العراقية الذين أعطوا اهمية كبيرة للحدث وطالبوا تقديم المقصرين إلى المحاكم لنيل جزاءهم

كذلك نشكر  لكل المسؤولين  من الحكومة المركزية والإقليم لخدماتهم  ونقول الخزي والعار لكل مسؤول حكومي وغير حكومي شارك في  تسبب حصول هذه الفاجعة بصورة مباشرة او غير مباشرن
. والرحمة والراحة الابدية لشهداء بغديده وشهداء العراق
للاستماع في الفيديو التالي
دقيقة ٤٠
https://fb.watch/nnIbliZKKu/?mibextid=v7YzmG




9

نظرية تفسير  مفهوم العدد بين هوسرل وفريجه
بقلم يوحنا بيداويد


مقدمة
لقد قلنا في المقال السابق، بأن علماء النفس التجربيين حاولوا قياس التأثير الفيزيائي على شعور الإنسان (رد فعل الاعصاب)، على امل يصلوا إلى ايجاد علاقة بين العقل والطبيعة أو الواقع التي تقودهم إلى المعرفة الحقيقية والربط بينهما. هكذا ولدت فكرة تأسيس علم فيزيولوجيا حسب رأي العالم النمساوي ارنست ماخ (1838-1916). لقد طور هذا الاتجاه العالم النفساني فرانز برنتانو (1838-1917)، ومن بعده تلميذه ادموند هسرل (1859-1938). لكن المشروع فشل لعدم مقدرة علماء النفس التجريبين على ترجمة المشاعر والأحاسيس الباطنية للإنسان بدقة اللازمة، بسبب نسبيتها، واختلافها من شخص إلى آخر. ما يهمنا في هذا المقال هو التركيز على نظرية "تفسير العدد" التي وضعها العالم ادموند هوسرل معتمدا على علم النفس وعالم الرياضيات والمنطق كوتلب فريجه معتمدا على التحليل المنطقي للعبارات الصادقة، وكذلك الربط بين المنطق وعلم الرياضيات والمصطلحات اللغوية.

العالم فرانز برنتانو
 كان حلم العالم برنتانو مثل غيره من النفسانيين التجريبيين ان يجعل من علم النفس التجريبي ان يكون نقطة الانطلاق لتفسير كل العلوم وكل النظريات العلمية والفلسفية والنفسية. حاول جاهدا دحض افكار الفيلسوف الانكليزي ديفيد هيوم (1711-1776) التي تشك في صحة قانون العلية والهوية والجوهر ( 1، 2)، اتبع المنهج التجريبي للبحث عن المعرفية الحقيقية أو الصحيحة فهو يقول: "أن التجربة وحدها معلمي" (3). لكي يستطيع تطبيق قانون الاستقراء لجأ إلى حساب الاحتمالات (4). يعد برنتانو من اعظم علماء النفس التجريبي، حيث اقترح اتجاها جديدا "النفس الفعل" وبينما الآخرون اهتموا بعلم "النفس المحتوى".

 في القرن التاسع عشر كان هناك نظريتان حول ميكانزم عمل العقل، الأولى تشير ان العقل يوسع بالمادة (الأحاسيس) التي تنقلها الحواس إليه، والثانية ان العقل عامل فعال ونشط، اتجه رواد النظرية الأولى إلى تفسير محتوى العقل بحسب قانون العلية المادية، أي ظواهر الطبيعة وتفاعلاتها، لهذا اطلق عليهم "الارتباطيون"، أي ربطوا كل الأشياء ببعضها بحسب قانون العلية. اما الطرف الاخر فقد استسلم لأمر الواقع وانتهى إلى نتيجة مفادها، لا يمكن التحكم بالعقل ولا التنبؤ بنتائج تجاربه بتاتا. فكانت أهمية برنتانو في محاولته توحيد النظريتين، نشاط العقل والتجربة الدقيقة، كذلك في التمييز بين الأحاسيس والذهن، ومن ثم تأكيده على ان وحدة الوعي بين البشر أهم مبدأ في علم النفس إطلاقاً(5) . كما ان أهميته تأتي من تفسيراته وطروحاته في علم النفس التجريبي مثل القصدية، التي فتحت الطريق امام تلميذه ادمند هوسرل صاحب الفلسفة الظاهراتية، ونظرية تفسير العدد التي سناتي اليها في هذا المقال.

الطريق إلى المعرفة الحقيقية
عبر التاريخ كان المفكرون (بكافة مدارسهم وأديانهم) يعتقدون هناك ثلاثة طرق للوصول إلى المعرفة الحقيقة، الفكر العقلاني (المنطق) والتجربة (المادي والايمان- التجربة الصوفية. لكن عمانوئيل كانط (1724-1804) بحث عن افضل الطرق التي تقود الإنسان اليها. قام عمانوئيل كانط بإزالة الغموض والشكوك اتى بها الفيلسوف الانكليزي ديفيد هيوم(6)، واعترف بضرورة وجود قوانين في الطبيعة كمثل "قانون العلية" حتى وان لم تكن تلك القوانين مطلقة. كانط كان يرى ان الفلسفة العقلية فشلت في نقل الفكر إلى الواقع (ظاهرة في الطبيعة)، وبالعكس كذلك فشل التجربيون في تفسير الظواهر (أحداث الواقع) بطريقة فكرية. قضى كانط حياته في حل هذه المعضلة التي اعتقد انها سترفع من إمكانية الإنسان لإدراك المعرفة الحقيقية والصحية عن الواقع والوجود.

 من أجل تحقيق هذه المهمة وضع نظريته في المعرفة التي تعتمد على "الاحكام الأولية التركيبية"(7) ، كما اقترح كانط ضرورة وجود شرطين أساسيين هما الضرورة والتجربة الواقعية حيث قال: "أن المفاهيم بدون حدوث حسية جوفاء، كما ان الحدوث الحسية بدون مفاهيم عمياء"، أي أن أي ظاهرة في الطبيعة لابد من إعادتها تجريبياً لتحقيق صدقها. كان هدف كانط تبرئة الفلسفة من اللغط الذي حصل سابقا بسبب سوء فهم كلا المدرستين (العقلية-المثالية والواقعية - المادية) عبر التاريخ، حيث اعتقد بعض رواد كلاهما بان بعض ملكات العقل قادرة على معرفة الواقع في ذاته، أي ان المعرفة هي نتيجة لتأثير الأشياء في العقل (الذهن)، لكن الصحيح هو عكس ذلك، أي ان المعرفة هي نتيجة لتأثير العقل على الأشياء الخارجية، حيث العقل يقوم بترجمة الأحاسيس واعطائها رموز (Coding)، بهذا أصبح العقل هو صاحب القرار في تحديد الحقيقة كما قال ديكارت، هو صاحب المشرع في الطبيعة، وتركيب التجربة وليس العكس، وبدونه (العقل) يشك البعض حتى في وجودنا(8)!!.

اعترف كانط فيما بعد بعدم امكانية العقل الوصول إلى كل الحقيقة المطلقة، إلى ماهية كل الأشياء (جوهرها)، لان امكانيات الإنسان محدودة بالتجربة التي تعتمد على الحس المادي فقط، لهذا من الضروري حسب كانط، التمييز بين ما نحن نعرفه عن الأشياء بالحواس، وبين حقيقتها الذاتية (طبيعة الشيء في ذاته من دون وصف الإنسان!). استخدمت النتيجة الأولى لهذه الخلاصة الكانطية من قبل علماء النفس التجريبيين، وبنوا أمالهم عليها كي يصبح علم النفس التجريبي كأساس لبقية العلوم.

العلاقة بين المنطق والرياضيات
لحد بداية القرن الثامن عشر كان معروفا ان الفلسفة هي منبع المعرفة التي تقود الإنسان إلى المعرفة الحقيقية الشاملة، حيث كانت تشبه شجرة كبيرة وان بقية العلوم ما هي الا جذوع لها. وكان المعروف أيضاً ان المنطق هو احد فروع الفلسفة، لكن في نهاية القرن التاسع عشر أصبح علم الرياضيات والمنطق واللغة يعملون معا في حقل واحد في البحث عن تحديد المعرفة الصحيحة. اما الرياضيات والمنطق أصبحا تؤمان بعد ان استقلا من الفلسفة، وبعد مجيء عالم الرياضات الألماني غوتلب فريجه (1848-1925)، زاد التأكيد على ان الرياضيات والمنطق لهم ومهمة واحدة هي التدقيق والتعبير عن القضايا والجمل الصادقة بعد فحصها.

تحليل العدد عند ادموند هوسرل
كان للعالم برنتانو تأثير كبير في جعل تلميذه ادموند هوسرل ان يتوجه إلى دراسة علم الحساب، حيث ألف هوسرل كتاب " فلسفة الحساب"، وقام بتطوير فكرة "القصدية" ليؤسس فيما بعد الفلسفة الظاهراتية(9). اقتنع هوسرل حينما يستطيع تحديد "مفهوم العدد" يستطيع احداث ثغرة مهمة في جدار الفاصل عن الهدف الرئيسي "المعرفة الصحيحة"، التي يحتاجها علم النفس والمنطق وكل العلوم، لهذا قرر في الحالة الأولى ان يدرس مفاهيم (الوحدة والكثرة والعدد) من خلال منظور علم النفس، بعيداً عن الرمزية التجريدية، ثم درسها في الحالة الثانية بحسب المفاهيم الرمزية، وانتهى إلى أهم مبدأ كان هوسرل اعتمده في تفسير العدد هو "العلاقة الجمعية" بين الأشياء المتشابهة التي تصبح قابلة للعدد.

حسب برنتانو هناك نوعين من العلاقات بين الأشياء الاولية والثانوية. الاولية مرتبطة بظواهر الطبيعية، ان هذه الأشياء هي مدركة كجزء مكون من الفكرة التي نعنيها، ثم ادخل العلاقات الرياضية (المساواة والتماثل والدرجة....الخ)، أما العلاقة الثانية فادرجها تحت مفهوم (الظواهر الذهنية) وتستند إلى أفعال قصدية مثل التخليل أو التأمل والحكم والرغبة.....الخ. ومن خلال التفكير والتأمل وتطبيق هذا الافعال يتم اكتشاف هذه العلاقات.
هوسرل يفسر ظهور مفهوم العدد في ذهن الإنسان نتيجة لتركيزه على موضوعات أو على اشياء محددة، ثم تظهر العلاقة الجمعية بين الفئات المتشابهة والمختلفة عن طريق المقارنة والتميز من خلال فعل التأمل. فأفعال الذهنية (التأمل أو التفكير الداخلي) هي أفعال مركبة ومعقدة تنقل الذهن من المحسوسات إلى التجريد، وباستخدام العلاقة الجمعية بين الكثرة والوحدة وبإهمال الموضوعات وصفاتها ينتقل الذهن إلى مرحلة التجريد وتصبح الأشياء المتشابهة متكررة (كثرة)، شيء ما، مع شيء ما آخر، مع شيء ما آخر........ بهكذا تظهر العلاقة الجمعية في الذهن ومن ثم يعطي لها العل رمزاً عددياً Coding. هكذا يفسر ادموند هوسرل العدد كنتيجة للشعور وتركيز الذهن على كثرة الفئات المتشابهة.

تحليل العدد عند فريجه
يعد كوتلب فريجه أب الرياضيات التحليلية أو الحديثة، ومؤسس المنطق الحديث، لأول في التاريخ استطاع ان يغير نظرة الفلاسفة والعلماء عن المنطق منذ زمن أرسطو بالأخص في تحديد هوية الشيء، وعلاقة الجنس- النوع. من خلال دراسة وتحليل المفاهيم تمكن من ايجاد طريقة لتعيير العبارات والمصطلحات والحصول على مصداقية المفاهيم أو العبارات. يقول كوتلوب فريجه في كتابه (أسس علم الحساب):" ان ما أهدف إليه في عملي هذا هو تأكيد ان قوانين الحساب إنما هي أحكام تحليلية، ومن ثم قبلية" ، الاستنتاج من هذه القول هو ان علم الحساب ما هو إلا حالات لتطور المنطق، وان كل قضية حسابية نابعة من قانون منطقي أو مشتق منه.
 تعريف فريجه للعدد، انه فئة ضمن مجموعة من الفئات التي بينها وبين فئة أخرى، ذات قيمة معلومة أو معينة، توجد علاقة مساواة واحد بواحد، أي التطابق بينهما، أو ان الفرق بينهما معدوم.

كيف انتهى الجدال الساخن بين هوسرل وفريجه حول تفسير العدد؟
لقد هاجم فريجة الطريقة النفسانية التي اتى بها هوسرل لتفسير العدد، لقد نقض فريجه فكرة هوسرل بان العدد يمثل علاقة الجمع لفئات المتكررة المتشابهة، بل سخر منها اية تسخير! حيث رأى ان فعل التأمل الداخلي- المركب (الذهن) الذي اتخذه هوسرل اساسا لنظريته في تفسير العدد ليس صحيحا، كيف يحقق فعل الذهن التركيبي العلاقة الجمعية بين الواحد والصفر، شيء ما، مع لا شيء ما، لا يجمعان اثنين شيء ما !!، لهذا هوسرل على خطأ، وتفسيره غير مقنع. بالنسبة لفريجه العدد معتمد على علاقة الصلة بالمفاهيم، ولا يمكن عد الأشياء أو الموضوعات الا من خلالها، بكلمة أخرى المفهوم هو الذي يحدد طريقة وصف الأشياء (هوية الشيء)، أي عدها. فطريقة فريجه معتمدة على التحليل المنطقي، بينما طريقة هوسرل كانت معتمدة على التفسير النفسي (الترابط الجمعي عند فعل الذهن التركيبي). استسلم هوسرل لموقف فريجه في النهاية على المضض، البعض اعتبره مدين للاخير لتخليصه من فكرة التفسير النفساني للعدد، بهذا قضى فريجه على امل هوسرل واستاذه برنتانو في ايجاد علاقة أو تفسير نفساني للعدد.

الخلاصة
كما اشرنا ان فريحه يعتبر من اعظم علماء الرياضيات بلا منازع في القرن التاسع عشر، حيث أسس علم المنطق الرمزي، وربط بين المنطق والرياضيات والمفاهيم اللغوية وفسرها بطريقة تحليلة جديدة، بل اعاد صياغة المنطق بطريقة تحليل المفاهيم لإثبات أو نفي صدقها. هذا الارث العلمي لفريجه اعطى زخماً كبيرا لآرائه أمام آراء ادموند هوسرل المتأثرة بآراء استاذه العالم النفساني برنتانو الهشة التي شابها الشكوك، بسبب فشل علم النفس التجريبي في انجاز مشروعه في القرن التاسع عشر.
 
لكن حسب قناعتي ان كلا التفسيرين متداخلين، فالشعور والاحساس هو مصدر معرفتنا اجمالا حسب "كانط"، وان فكرة اعتبار الاعداد من المسلمات خارجية لا علاقة لها بالشعور كما قال فريجه، لا أجدها صحيحة. ان مفهوم المسلمات أو البديهيات هي مفاهيم قبلية قد تكون صحيحة ولكن في النهاية هي أيضاً خضعت للشعور الفطري قبل ان تصبح بديهيات قبلية مسلم بها، لهذا اعتقد ان كلا النظرتين متداخلتين لتفسير العدد احدهما ركزت على الشعور النفساني بالكثرة والوحدة والأخرى ركزت على المنطق وتعريف المفاهيم.
.....................
  1- قانون العلية أو العلة هو قانون قديم استخدمه أرسطو في براهينه ينص: "لكل علة معلول".
  2- الفينومينولوجيا-المنطق عند ادمون هسرل، يوسف سليم سلامة، دار الفارابي، دار التنوير للطبعة والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، 2007، ص73.
  3-  نفس المصدر، 99.
  4- قانون الاستقراء هو قانون الاحتمالات في الاحصاء. ينص على "ان الطبيعة تسير سيرا مضطردا، ان ما يحدث مرة في ظروف بعينها سيحدث مرة أخرى اذا ما توفرت الظروف والشروط نفسها. أي الاعتماد على سلوك الطبيعة من خلال اقامة تجرية وحساب الاحتمال الاكثر وقوعا في الطبيعة ومن ثم يحاول صاحب التجربة تطبيقها على مجال أو مدارات اوسع لتفسير الظواهر في الطبيعة.
  5- الوعي هو مواقف الانا من المواضيع، هي حالات شعور الانا باختلاف الظواهر، أي اقامة العلاقة بشيء ما عن قصد " القصدية".
  6- حسب هيوم ان العقل يفسر الظواهر بشدة الانطباع أو ضعفها، وان وظيفة التي يقوم بها الذهن هي فقط القبول والتلقي حسب قوانين التداعي قانون وضعه عالم النفس الروسي إيفان بافلوف.
  7- الاحكام الاولية أو القبلية هي أحكام يعمل العقل بموجبها لتصنيف الاحاسيس القادمة من الخارج من خلال الحواس.
  8-الفينومينولوجيا-المنطق عند ادمون هسرل، يوسف سليم سلامة، دار الفارابي، دار التنوير للطبعة والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، 2007، ص75.
  9- القصدية: هي حدس الوقائع أو النتائج، مصطلح استخدم قبل برنتانو ليصف كل الافعال العقلية أو الذهنية التي يتجه الوعي بها نحو شيء ما بطريقة أو أخرى، وهي احدى الطرق للوصول إلى المعرفة.نفس المصدر ص 99-100.
  10-     https://www.marefa.org/%D8%AC%D9%88%D8%AA%D9%84%D9%88%D8%A8_%D9%81%D8%B1%D8%AC%D9%87.
 
 




10
التسجيل الكامل للندوة الحوارية التي اقامها ملتقى سورايا الثقافي في ملبورن بتاريخ 21 اب 2023
 تحت عنوان : "سحب المرسوم الخاص بغبطة البطريرك مار لويس ساكو  سابقة خطيرة"
للاستماع يرجى الضغط على الرابط ادناه

https://www.facebook.com/100000979647616/videos/1007599450259310/

11
اعلان
ملتقى سورايا الثقافي يسره دعوتكم لحضور ندوته الحوارية تحت عنوان

" سحب المرسوم الخاص بغبطة البطريرك مار لويس ساكو سابقة خطيرة "
وذلك في قاعة ابونا عمانوئيل خوشابا في كنيسة مريم العذراء حافظ الزروع الكلدانية في مدينة ملبورن في الساعة السابعة مساء من يوم الاثنين 21 اب 2023.
حضوركم يسرنا ومشاركتكم تغنينا.

12

الهرطقات في القرون الاولى من المسيحية ومجمع نيقيه 325م
القيت هذه المحاضرة في ضيافة اخوية مريم العذراء حافظة الزروع / ملبورن بتاريخ 20 تموز 2023
للاستماع يرجى فتح الرابط ادناه

https://www.youtube.com/watch?v=u5NOy5A2Dhg&t=857s

13
بيان شجب واستنكار من كلدان استراليا / فكتوريا ضد مرسوم رئيس الجمهورية بحق غبطة البطريرك ساكو

الى سيادة رئيس جمهورية العراق الدكتور عبداللطيف رشيد المحترم
الى السيد ريئس الوزراء العراقي المحترم
الى السيد رئيس مجلس النواب العراقي المحترم
 
الموضوع: شجب واستنكار
 
ان اصداركم المرسوم الجمهوري المرقم31 لسنة 2023 القاضي بإلغاء المرسوم الجمهوري السابق المرقم 147 لسنة 2013 لم يكن في محله وهو مخالف للعرف السائد بعلاقة الكنيسة الكلدانية بالمؤسسة السياسية في العراق منذ الزمن العباسي مرورا بالخلافة العثمانية وبعدها الملكية ووصولا الى النظام الجمهوري في العراق، كل هذه السلطات وعبر كل تلك العصور ولحد 2023 اعترفت بالسلطة الدينية للبطريرك الكلداني على الكنيسة الكلدانية واتباعها وعلى املاكها.
ان عملكم هذا غير قانوني ومخالف للدستور وليس تصحيحا للدستور كما تدعون في مبررات اصداركم لمرسومكم المشؤوم.
ان عملكم هذا ضربة في خاصرة المسيحيين المتبقين في العراق وهي رسالة لهم لترك موطنهم الأصلي وهم سكانه الأصليون. كما انه إهانة توجه لرمز مسيحي نزيه وشريف ومدافع عن العراق في جميع المحافل الدولية وهو الكردينال مار لويس روفائيل ساكو.
اننا نستنكر ونشجب بقوة قراركم هذا وندعوكم وجميع مسؤولي الدولة العراقية بإعادة النظر فيه والغائه وإعادة الأمور الى نصابها السابق، بهذا تقرون بانكم دولة ديمقراطية تحمي جميع سكانها من دون استثناء وتعطي حقوق المكونات الاصلية للبلد.
اننا هنا في استراليا نعيش بكل حرية نحن المسيحيون مع بقية الديانات والمعتقدات وان الحكومة الاسترالية قد أعطت امتيازات خاصة جدا لسكان استراليا الأصليين فلماذا لا تقتدون بها انتم أيضا .
 
 
 
الرابطة الكلدانية فرع ملبورن
الاتحاد الكلداني في فيكتوريا
الجمعيات والنوادي الكلدانية في مدينة ملبورن
 .

14
كلمة شكر وعرفان

الاخوة والاخوات من الأقارب والاصدقاء و ابناء الجالية في مدينة ملبورن                                         
وجميع انحاء ألعالم، ابائنا  الكهنة الاكليروس من كل المراتب وجميع الكنائس والمؤسسات الثقافية والاحزاب والكتاب والفنانين والشخصيات الاكادمية نود ان نقدم جزيل الشكر والامتنان والتقدير  لكم جميعا
الى كل من شاركنا في حزننا في رحيل والدتنا الفقيدة مريم يونان
‎ نشكر كل من حضر او شارك معنا في  او اتصل بنا او ارسل رسالة الكترونية عن طريق التواصل الاجتماعي  .نطلب من الرب ان يرحم امواتكم جميعا ويعطيهم الحياة الابدية
‎ان شاء الله نشاركم في افراحكم

.
عائلة المرحوم يوسف مرقس
‎بيداويد



كلمة الرثاء التي القيتها نيابة عن اخواني واخواتي في يوم جناز والدتي الغالي

يقول احد الحكماء
يبقى الانسان طفلا لحين تموت امه وان ماتت وجد نفسه شيخا
الاباء الكهنة جميعا
الاخوة  والاخوات الحاضرين. نيابة عن اخواني واخواتي، ان اشكركم على حضوركم ومشاركتكم معنا، في مصيبتنا الكبيرة برحيل والدتنا مريم يونان ساوا، اسمحوا لي  ان اقول كلمة  بحق والدتي، التي كرست حياتها لعائلتها بكل تفاني واخلاص الى نهاية عمرها، وانتقالها الى الراحة الابدية يوم الاحد الماضي في عيد قلب يسوع الاقدس، الى السماء لتلتحق باعزائنا الاخرين الذين سبقوها.
نامي امي قريرة العينين،  نعم نامي، لقد انجزت المهمة باحسن الصورة، لقد حققت احلامك،  وهمومك في هذه الحياة الزائلة. نامي ولترتاح روحك بسلام الى الابد، لان كل شيء كنت تتمنينه قد تحقق لك، نعم كانت حياتك حافلة بالعطاءات والتضحيات والانجازات.
ولدت امي في قرية دير شيش في عام 1938، ثم تزوجت من والدي يوسف مرقس بيداويد من قرية اصطفلاني عام 1952، بعدها انتقلت الى قرية جومي عام 1961 ومن ثم الى محلة العباسية في زاخو عام 1973، ومن هناك الى كهف اصطفلاني مرة اخرى اثناء الثورة الكردية 1974، عادت الى بيتها مع عائلتها في محلة العباسية ربيع عام 1975، ثم هاجرت الى بغداد عام 1977 ومنها الى مدينة ملبورن عام 1997.
 في حياة امي  التي ناهز عمرها  85 عاما،  محطات مهمة ،  قضتها في العمل والمثابرة والتربية والتضحية والعمل واعطاء النصائح ونقل الخبرة من خلال احاديثها الشيقة.
اعزائي امي كانت امراة مؤمنة علمتنا الصلوات والتراتيل "دوركياتا"، لازالت اتذكر بحدود عام 67 كانت تفرش المنام في الصيف على السطح وتجمعنا على ضوء فانوس وتحكي لنا قصة يوسف مصريا ومار يوحنا وحياة بقية القديسين، في الحقيقة كل ما تحمله عائلتنا من ارث او تقوى او ايمان هو نتيجة لجهود والدي والدتي .
اتذكر وانا طفل صغير، كم كنت تتعبين،  كم كنت مثابرة على العمل، حيث تنهضين من الصباح الباكر حيث كان ينتظركم العمل الكثير خلال كل النهار بالاخص في الربيع والصيف، لقد قاسيتم الحياة انت ووالدي من اجل سعادة اولادكم وبناتكم، اتذكر الكثير عن حياة القرية ومستلزماتها الصعبة  التي كنت تقومين بها مثل تربية الاطفال، والاهتمام وتهيئة الطعام للعائلة وللعمال، العمل في الحصاد والاهتمام بالحيوانات، لقد كانت حياتكم سباق مارثوني يوميا، كله من اجل اسعاد وخلق فرص لتعليم اولادكم وتدفعونهم للدراسة والحصول على الشهادات الجامعية والثقافة كي لا يعيشوا مثلكم.
بالنسبة لعوائلنا ولاولادنا، كنت الشخص الحكيم في تقديم النصائح والارشادات والحكم، فكنت نِعمَ الشخص للجوء اليه في هذه المناسبات، وكنت فعلا السقف الذي يجمعنا معا مرة واحدة على الاقل في كل اسبوع، كان احفادك من البنين والبنات يلجؤون اليك لتقديم شكواهم ومشاكلهم، حتى في بعض الاحيان ضد ابائهم كل هذا لسعة قلبك لهم وثقتهم بك.
اخواني واخواتي، رغم  ان امي كانت امراة غير متعلمة لكنها، لكن كانت امراة غير عادية في امكانياتها وذكائها، وملاحظتها وقوة استنتاجها، انا متاكد بعض منكم من عاش معها يعرف ذلك، حيث كانت تتذكر كل حدث صغير او كبير مرَ في حياتها، او سمعته عن عائلتها وهي فتاة  وعن اهل قريتها ديرشيش، وعن قرية زوجها بلن، كانت خزين كبير للمعلومات الثمينة  عن المنطقة، حيث سمعت الكثير منها من جدي مرقس نيسان الله يرحمه، كانت في الحساب لا يغلبها احدا ، كانت معروفة للصغير والكبير في جراتها امام الاغوات، ففي قول الحق لم تكن تتهاون ابدا.

شكرا لكم اخواني واخواتي، كل ابناء جاليتنا الكريمة، شكرا للذين حضروا معنا في اليوم الاول وللذين حضروا قداس وصلاة الجناز في الكنيسة والمقابر او حضروا الان هنا ، وشكرا لسيدنا مار اميل نونا راعي الابرشية وجميع المطارنة والاساقفة الذين اتصلوا بنا لمواساتنا، شكرا الاب ثائر الشيخ الذي اتى مسرعا في منتصف الليل ليزودها بالزوادة الاخيرة، شكرا للاب كمال بيداويد الذي طلب من كاهن الرعية ان يقيم قداس وصلاة الجناز على روحها رغم مشاكله الصحية، شكرا لجميع اباء الكهنة في مدينة ملبورن من كافة  الكنائس الذي حضور وشاركوا معنا في تعازينا، شكرا لكل الاباء الكهنة الذين اتصلوا بنا، او ارسلوا رسائل التعزية.
شكرا لجميع الاخوة والاخوات من الاصدقاء والمعارف والاقارب حول العالم الذين شاركونا في مصيبتنا، شكرا لجميع روساء المؤسسات والاحزاب والشخصيات والكتاب والفنانين الذين ارسلوا برقيات التعزية او اتصلوا بنا.
 الله يحفظكم جميعا من كل شر او اذى ونطلب من الرب ان يغفر لجميع امواتنا ويمنحهم النعم السماوية مع القديسيين والابرار امين يا رب.
نامي امي وانت مرتاحة والضمير،  لقد كنت فعلا  نِعمَ الام لنا، شكرا لك ولوالدي لان اعطيتم كل شيء في حياتكم لنا، لن ننساكم الى الابد.  لقد كنت تطلبين دائما وتقولين اريد ان اموت وانا واقفة، من قامتي الى القبر، فكان طلبك مستجاب من قبل رب المجد، وها انت تغادرين هذا العالم وانت في اتم الصحة والعافية، والا فهل يعقل ان يرحل شخص بصحتك في اقل من 12 ساعة فشكرا له.
 
اخوتي لا احب ان اطيل عليكم لكنني اجدها فرصة مناسبة ان اذكركم اننا في بلاد المهجر فقدنا اواصرنا العائلية وبدانا نفقد ايماننا، لهذا من الضروري ان يرجع الجميع الى احترام الاب والام وتقديس رابطة الدم والعائلة، وان يستعد احد افراد كل عائلة، ان يقدم كلمة بحق والده او والدته يوم رحليهم الى الحياة الابدية،  انه دين علينا ان نقدم الشكر لهم امام الملء. ربما ذلك يكون احد الطرق او سبب لاستمرار علاقتنا العائلية وتواصلها، الامر الذي يعده معضمكم ضروريا

15
برقية ادانة وشجب لمن يتطاول على كرسي البطريركية الكلدانية
طالعنا من خلال وسائل الاعلام والمحطات التلفزيونية توجيه اتهامات وتسقيط لغبطة البطريرك مار لويس ساكو بطريرك على كرسي بابل للكلدان في العراق وحول العالم.
في الوقت ارتينا ان يتم حل الموضوع بين ابناء الكنيسة الواحدة بروح عائلية حرصا على المصلحة العامة والمسيحيين والكلدان خصوصا، الا ان الاتهمات طالت واصبحت موجهة لشخصية غبطة ابينا البطريرك ساكو بدون اي دليل او برهان.
ادين  واشجب هذه الاتهامات الرخيصة لشخص البطريرك كرئيس للكنيسة الكلدانية التي يعود تاريخها الى الفي سنة، وفي نفس الوقت نطالب الحكومة المركزية وكافة المؤسسات الحكومية مثل القضاء والنزاهية واوقاف المسيحية ان يتحملوا مسؤوليتهم القانونية والاخلاقية والوطنية ايقاف هذه الاتهامات الرخصية الموجهة لكرسي البطريركية.
وفي نفس الوقت نطالب السيد ريان الكلداني ان يوقف هذه التصريحات الاعلامية وحملته التسقيطية ضد رئيس كنيستنا الكلدانية.
 وفي حالة وجود اي خلل او اختلاس لا سماح الله ندعوه ان يسلم الوثائق الى النزاهة كي تجري التحقيق ويكون للعراقيين والمسيحيين الاطلاع على حقيقة هذا الامر.
يوحنا بيداويد
عضو الهيئة التاسيسية للرابطة الكلدانية
رئيس السابق للرابطة الكلدانية / فرع ملبورن


16
رد على تعليقات الاستاذ شوكت توسا الاخيرة في مقال الاستاذ متي كلو "هل "بابليون" لسان حال الكلدان !!

ملاحظة المقال يعبر عن رائي شخصي

لقد كتبنا كثيرا عن هذا الموضوع خلال السنوات الماضية وها انا اضع لك روابطين من مقالاتي الشخصية . لكن جوابا عن دور كتاب الكلدان والادباء الكلدان الذي وصفتهم بــالــ" كوتاب"
اود ان اذكرك ببعض الملاحظات الشخصية المهمة عن الكلدان وهي:
1-    ان اغلب كتاب الكلدان حسب علمي لا يؤيدون "كتائب بابليون" لا سيما بعد فضيحة استلاء هذه الحزب على مقاعد الكوتا باصوات غير مسيحية.

2-   حسب علمي ان  الرابطة الكلدانية لم تؤيده بتاتا، بل خسر البابليون علاقتهم في السنيين الاخيرة بعد ترشيح ايفان جابرو وزيرة الهجرة والمهجرين بينما كانت عضوة في الرابطة / الهيئة العليا وتنكرت ذلك، كما ان اتحاد الكتاب والادباء الكلدان لم يؤيدوه قط، ولا حزب مجلس القومي الكلداني و لا حزب اتحاد الكلداني.


3-   حاليا  لا ارى اي امل في اي مسيحي سواء كان حزب  كلداني وغير كلداني حاليا، لان التجارب برهنة لنا كل حزب من ابناء شعبنا واقع تحت نفوذ مكون اكبر منه بكثير اما شيعي او كردي او سني. فهي دكاكين لا غير، خلال عشرين سنة الاخيرة قلما سجل حزب مسيحي موقف جريء وضحى بمصلحته لصالح المسيحيين بعيدا عن سياسة المفروضة عليهم محليا او اقليميا او دوليا، والاهم من ذلك لم يكن لهم رؤية ولا خبرة او قابلية في فهم علامات التغير التي كانت تحصل حولهم ولحد الان.

4-    بصورة عامة ان المسحيين اليوم لم يتعلموا من التاريخ، قبل الف سنة كانت مشاكلهم نفسها مثلما هي اليوم، كل واحد يرغب ان يكون هو البطريرك، هو القائد والزعيم والاخرون فاشلون، كانت الواسطات والرشاوي تقدم للخليفة او للسلطان كي يعزل فلان ويضع فلان في مكانه لا حبا لخمدمة المسيحيين والمسيحية وتعاليمها وانما حبا بالمال والنفوذ والشهرة.بالاختصار لم يفهم احدا ماذا نريد مثلما قال مام جلال الله يرحمه

5-   -الكلدان كشعب مظلمون في هذه المرحلة من التاريخ، والسبب يرجع الى عدم تراصفهم وانقساماتهم وقلة الوعي القومي بين الشعب الذي لا يميز بين الهوية الانسانية التي تحقق له حقوق المدنية كانسان والدين الذي يعطيه الفردوس وكثرت الاراء والمجتهدين!. حينما تدخلت الكنيسة واسست الرابطة الكلدانية  عام 2015 البعض عارضها، قبل ذلك حينما كانت الكنيسة لا تتدخل ولا تدعم اي مؤسسة لكلدانية كان الكثير  يكتب ويطالب بتدخلها بل يلومها على عدم تدخلها، ولحد اليوم لا زال البعض يلومها لانها لا تبشر على منابر الوعظ بالامة الكلدانية، ونفس الناس لا يستطيع ثلاثة منهم الجلوس والمحادثة معا ثلاث مرات بدون اختلاف ثم انقسام ثم انقطاع التواصل.

6-   الكلدان حال الواقع هم اكثرية في العراق هذه حقيقة، لكن لعدم اصطفافهم وراء قيادة لها شجاعة واخلاص وحكمة او حنكة سياسية سحب البساط من تحت ارجلهم. بكل سهولة.

7-    مليون مرة كتبنا ونوهنا وشددنا ما يجمعنا كمسيحين، كابناء بين النهرين ككلدان واشورين وسريان هو اكثر ما يفرقنا بمرتين لماذا الاصرار على التسمية التي لا نتسطيع الاجماع عليها، لنفكر بطرق وامور اخرى تخدم ابنائ شعبنا مثل تاسيس ائتلاف او اهتمام باللغة و تاسيس ارشيف جامع  لتاريخ ابناء شعبنا، تاسيس جمعية قانونية تدافع عن حقوقنا في المحافل الدولية وغيرها.

8-   البعض خلق بصورة عجيبة/ مصر على ان لا يرى الا نقطة واحدة، ولا يهتم او يتحسس بما لانهاية من النقاط حوله، هكذا يصر على انه الوكيل والوريث الحقيقي لدم المسيح!

9-   كل ا بناء شعبنا يعرف حقاقئق مهمة، مثل ان  75% من ابناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان وحتى الارمن الان هم في المهجر، عدد الذين يتكلمون لغتنا هو اقل من 50%، الجيل الذي ولد في المهجر لا يملك الكثير ان بلاد اجداده لهذا بعد جيل او جيلين لن يكن الا اعداد قليلة منهم بقى في العراق.

10-   الحقيقة الصادمة والمعروفة للجميع ايضا، ليس لنا اصدقاء، لان لنا ديانة وقومية تاريخ ولغة بل هوية مختلفة، وحسب قانون البقاء للاقوى هناك صراع ضدنا ونحن لا نملك روحية او الارادة الدفاع عن انفسنا بصورة مناقضة لجيمع الاحياء في الطبيعة.

في الختام استاذ شوكت نحن الذين وصفتهم بـالـ كوتاب اعذرنا على امكانياتنا.

الروابط
 1-
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1013256.msg7748751.html#msg7748751

2-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=381819










17
الفقرة التي قدمتها في الندوة التي اقيمت في مركز ابونا البير الثقافي في كنيسة مار كوركيس الكلدانية في ملبورن تحت عنوان " الفلسفة من منظور الحداثة"
اتمنى تعجبكم للمشاهدة يرجى فتح الرابط
https://youtu.be/9J3DtksvkX0

18
مقارنة بين ديالكتيكية هيجل وجدلية كارل ماركس/ ج٢
بقلم يوحنا بيداويد
ملاحظات
1- نشر المقال في مجلة بابلون العدد 29 التي هي مجلة فصلية ثقافية متنوعة مستقلة تصدر عن أتحاد الكتاب والأدباء الكلدان / في ملبورن.
2- نود ان ننو القراء الاعزاء، لقراءة الجزء الاول يمكن فتح الرابط ادناه
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1039247.msg7783564.html#msg7783564
...........

- الجزء الثاني
تحدثنا في الجزء الأول باختصار عن الفلسفة المثالية، وعن مثالية هيجل (ديالكتيكية أو جدلية) وبالمقابل عرضنا تطور الفكر الفلسفي المادي عبر التاريخ  وتطرقنا على أهم مدارسه، بالاخص الفكر المادي الماركسي. نعيد تعريف كلا التيارين للتذكير قبل نقيم مقارنة بين كلا المدرستين المتناقضتين.
 
الفلسفة المثالية:
هو الفكر الفلسفي الذي يتناول المفاهيم والقضايا الفلسفية الميتافيزيقية غير المادية، والتي لا يمكن فحصها أو إجراء أي تجربة عليها للتأكد من صحتها، لكن رواد هذا التيار يقولون؛ يمكن الاستدلال على صحة هذه القضايا عن طريق المنطق والفكر (العقل) والشعور الصوفي. تعطي الفلسفة المثالية الأولوية للعقل أو الروح قبل الذات الفردية، ويؤمنون بأسبقية الفكر على المادة.
 
الفلسفة المادية:
هو التيار الفلسفي المعارض أو المعاكس للمثالية، يؤمنون بالأشياء المحسوسة التي يمكن إجراء التجربة عليها وفحصها للحصول على البرهان المادي. يرجع رواد هذا التيار كل الظواهر الموجودة في الكون إلى الطبيعة المادية أو الطاقة، وينكرون أي وجود للقوى الغيبية، أي ان الوجود أو الكون كله مادي، لا توجد أي قوة خفية خارجية تخضع لها المادة، بهذا تنكر المادية الماركسية وجود أي خالق لهذا الكون، فالحياة بكل غرائبها وكل الظواهر في الكون، ما هي إلا عمليات فيزيائية-كيميائية بين المادة والطاقة لا غير، اي لا يوجد أي بعد ميتافيزيقي أو روحي لهذا الوجود.
 
مقارنة بين الفكر المثالي-الهيجلي والفكر المادي- الماركسي
الآن نقيم مقارنة بين كلا المدرستين حول عدة مفاهيم جوهرية وهي:
1-   الظواهر ووجود الكون
كانت محاولات فيلسوف المثالية "هيجل" مركزة بصورة عامة على تفسير الظواهر في الطبيعة بحسب قانون واحد، هو الصراع المستمر بين الذات والموضوع وتأليف مركب جديد منهما. وضع هيجل نظريته الديالكتيكية التي ظن انها تعطي تفسيراً شاملاً لتطور الوعي عند الإنسان وبقية الكائنات الحية والموجودات من خلال صراع الأضداد، ولم يتطرق هيجل الى فكرة وجود الله الخالق أو مسبب خارجي.
 
أما الماركسيون الماديون طالبوا الفلاسفة والعلماء بوقف صرف جهودهم في هذا المسار، وصرحوا في أكثر من مناسبة، انتهى عصر تأثير الفلسفة واللاهوت، بل ماتت الفلسفة! واقترحوا عليهم ان يوضعوا تركيزهم على الاقتصاد وإعادة تنظيم العلاقات بين العمال والطبقة البرجوازية الاقطاعية، تغير نمط التفكير عند العامة واستخدام المعرفة بهذا الاتجاه.
 
2-   حركة التاريخ
كان الفلاسفة والأديان يركزون على التطور البيولوجي للطبيعة والوعي عند الإنسان والمجتمعات اما الأديان يركزون على الشعور الصوفي الوجداني من أجل الاتحاد مع الله الكامل، فالتاريخ حسب دياكيتكية هيجل هو السجل للتطور الفكري (الروحي) للأحداث والتجارب والمحاولات التي قام بها، بل هو خارطة المسار الذي سلكه العقل عبر المراحل المختلفة من الزمن في طريقه نحو الاهداف المنشودة، الا وهي الوعي الكامل او الحرية المطلقة، اي تطابق التام بين الذاتية والموضوعية، أو الذات والكون!
 بينما رواد الفكر المادي-الماركسي يعتقدون إنهم أسسوا علماً جديداً من خلال اهتمامهم بالتاريخ (المادية التاريخية)، ياملون من هذا العلم استثمار تطبيقات كل المعرفة الحديثة في بناء نظام اقتصادي يحل كل المشاكل التي يواجهها الإنسان والتي حسب قناعتهم إنها اجتماعية، وبنجاح هذا النظام ستوصل إلمجتمع الى مرحلة يكون خالي من الصراع بين الطبقات.
 
3-   الجدلية
أخذ كارل ماركس من هيجل فكرة الديالكتيكية (قاعدة التطور الروح)، المتمثلة بصراع الأضداد (الموضوع ونقيضه والمركب الجديد) وأعاد صياغتها في الجدلية المادية المتمثلة بصراع بين الطبقات في أي مجتمع نتيجة النظام الاقتصادي وحق التملك وحق استثمار الرأسمال والتي مصيرها محتوم بسيادة الطبقة البروتالرية-العمالية والقضاء على النظام الطبقي.
 
4-   الحرية
كلا النظامين يجعلون من الحرية قدس الأقداس لمذهبهم، لكن تفسيراتهم مختلفة وأحياناً متعاكسة. فنظام الهيجلي لا يلغي حرية الفرد الذاتية بل يعتبر وعي الذات (نزعاتها وطموحاتها) هي عامل ضروري ومحرك اساسي لتطورها الفكري.

 بينما النظام المادي –الماركسي يلغي حرية الفرد إذا تعارضت مع النظام التوليتاليري الجماعي، الذي يتطلب الغاء حريات العامة، ووتجريد الامم من نزعاتها العرقية ونسيان ارثها الثقافي الاجتماعي، الذي سينتهي بصهر الامم في بعد واحد على حد قول هربرت ماركوزي.
 
5-   حق التملك
إن النظام الشيوعي الماركسي مبني على فكرة خلق مجتمع خالي من الطبقات (كما قلنا سابقا)، أي إزالة الفوارق بين شرائح المجتمع، لانها مصدر العبودية والتبعية والضعف والتعاسة والفقر. هذا النظام لا يمكن تحقيقه إلا بإلغاء حق التملك ووضع نظام شيوعي، بكلمة أخرى ليس للفرد أي حق لاستملاك اي ممتلكات خاصة به، كل الممتلكات تكون تحت سيطرة الدولة أو النظام، فكل شيء يشترك في الاستفادة منه جميع أفراد المجتمع .
 بينما النظام المثالي يحكمه قانون واحد هو تقدم الوعي عند الأضداد واتحادهما معاً في مركب جديد بحرية تامة من غير اي قرار قسري، فحق الفرد مكفول.
 
6-   الفكر والواقع
في الفلسفة المثالية، والفلسفات القديمة بصورة عامة، للفكر أسبقية على الوجود، بمعنى لو لا الفكر لم يكن بمقدور الإنسان يعي وجوده، ولا يتحسس بالطبيعة المحيطة به، أي لم يكن هناك من يعطى معنى للوجود، لان بدون معرفة أو الوعي لا يمكن التاكد فيما اذا كان هناك اي وجود ام لا.
بينما الفكر الماركسي يعكس الفكرة، حيث يرى أن الوجود يسبق الماهية، الماهية عند الماديين يكتسبها الإنسان كنتيجة لنشاطه، حيث يكونها من خلال تفكيره، بل هي نتيجة لقراراته الواعية، هنا نلاحظ تحاول الماركسية قطع الحاضر من الماضي، اي تلغي اهمية المعرفة والخبرة والتجارب السابقة.

7-   الوعي
في الفكر المادي الماركسي ان الوعي هي ظاهرة مادية متطورة لا غير، بينما في الفكر المثالي الوعي هو نتيجة لتفكير العقل وتطوره عبر قفزات متتالي، في كل واحدة منها تحصل الذات على معرفة او إدراك جديد، كنتيجة للصراع الديالكتيكي بين الموضوع ونقيضه.
 
8-   النظرة الى الله
بصورة عامة أن الفلسفة المثالية والديالكتيك الهيجلي هو استمرار للخط الميتافيزيقي القديم التي أتت به الأديان والفلسفات الاغريقية، هي محاولة للتوفيق بين ارائها وبين العلوم الحديثة، أي ان المثالية تنزل الإنسان من السماء إلى الأرض،  بينما الفلسفة المادية- الماركسية ترفض ذلك، فالإنسان وجوده محدد بالمادة فقط، أي ان الإنسان هو نتيجة لتطور البايولوجي، أي نتيجة الصيرورة الموجودة في الطبيعة الواقعية (نظرية التطور لداروين) وليس نتيجة للوهم الذي يتخيله الانسان بأنه مخلوق غير عادي.
 
9-   القيم والمشاعر القومية
لم تلغي النظرية المثالية النزعات والمشاعر (الغرائز) الفردية والقيم الاجتماعية أو القومية، ولم تلغي الفكر الديني عند أي مجموعة بشرية بل اعتبرته من محطات أو محركات مهمة لتطور الفكري (تقدم الوعي)، بل ان هذه العوامل هي التي كانت ولا زالت تقوم بتشكيل الثالوث الديالكيتيكي الهيجيلي (الموضوع ونقيضعه والمركب الجديد).
 في الفلسفة المادية – الماركسية تجرد الإنسان من الغريزة المغروسة في صميمه، بل وضعت قوانين وانظمة جديدة تهدف إلى طمرها وضمورها من وجدانه بل الغاء شخصيته.
 
10-   مدى تحقيق الهدف
كما نوهنا الفكر المثالي الهيجلي هو استمرارية للخط الفلسفي القديم، الذي يجمع الأديان والنظريات الفلسفية في نظام بيولوجي مادي معقد صعب التقبل وصعب التحقق منه. لا زال يلقي صعوبة في الفهم والتفسير في كيفية الربط بين جميع الظواهر في الكون بحسب هذا المبدا، وان كانت هذه الجدلية تشير فعلا الى وجود خيط دقيق يربط بينها، وانه أحد القوانين العميقة الغامضة الذي تسير الطبيعة بموجبه.
بينما الفكر المادي الماركسي، التجئ إلى التطبيق العملي لبناء مجتمع خالي من الفروقات الطبقية من خلال تغير الدساتير والأعراف والقوانين المحلية والنزعات العرقية. لاقى هذا الفكر نجاحا كبيرا عند الشعوب الفقيرة التي كانت تحكمها الاقطاع بتعسف. ولكن مع الآسف مارس قادة هذا الفكر نفس التعسف الذي كان يمارسه الاقطاع من أجل الوصول الى اهدافهم، لكن في النهاية انهارت انجازاتهم بسبب الصراع الطويل مع النظام الرأسمالي المعادي له وسوء تقديراتهم في تفسير مبدا الديالكتيك نفسه!.
 
 
الخلاصة والتعليق
نجد في النظام المثالي الذي اتى به هيجل شذرات من نظرية التطور البايولوجي الموجود في الطبيعة والديانة البوذية والفلسفة الحلولية. لكنه نظام معقد، فهو صعب الاستغاسة لحد الآن عند الكثيرين، التغير الذي يزعمه هيجل يحصل بين النقيضيين غير ملموس أو محسوس، قد يحتاج إلى ملايين السنين أحياناً(كي تحصل قفزة التغير)، ولا يمكن إدراكها او التحسس به إلا على المستوى النظري لهذا هو مثالي.
 
أما مشروع كارل ماركس هو تكرار لاحد مباديء المسيحية في جزئياته (العلاقة الغني والفقر) لكنه بثوب الفكر المادي، لا الروحي، إلا أن تأثيره على الفكر الإنساني حقيقة كان كبيرا، كانت له مقبولية كبيرة لدى الطبقة العاملة والمتوسطة، لكن سرعان ما أصاب المؤمنين به خيبة. لن نتطرق إلى أسباب ذلك الان، إلا أننا لا بد ان نذكر هنا نتيجة سلبية مهمة أتت أو (شاركت) بها الماركسية سواء كان بوعي أو من غير وعي منظريها، آلا وهي ظهور مرحلة "تشيء الإنسان" في الحضارة الحديثة.
 
المصادر:
1- أطلس الفلسفة، بيتر كونزمان، فرانز-بيتر بوركاد، فرانز فيدمان، ترجمة د. جورج كتورة، الطبعة الأولى، المكتبة الشرقية، بيروت لبنان 2001.
2- جدل الإنسان (تطور الجدل بعد هيجل) المجلد الثالث، د. إمام عبد الفتاح إمام، دار التنوير للباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، بيروت-لبنان، 2007.
3- الفلسفة والإنسان، د.
علي الشامي، دار الإنسانية للدراسات والطبع والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، بيروت لبنان، 1991.

[/b][/color][/size]

19
تقرير اعلامي عن ندوة حول مفهوم الحداثة في ملبورن
للاستماع على فقرتي يرجى فتح يوتيوب على  الرابط ادناه
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1043505.0
نص التقرير
ضمن نشاطات مركز العلامة الأب ألبير أبونا الثقافي انعقدت ندوة أدبية في مفهوم الحداثة وذلك في الساعة السابعة من مساء يوم الخميس المصادف 2/3/2023، وهو النشاط الثالث للمركز في هذه السنة. حيث شارك أربعة متحاورون تناول كل واحد منهم جانب من جوانب الحداثة، وهم كل من: الشاعر أحمد راضي في مجال الشعر... الموسيقار رائد عزيز في مجال الموسيقى... الفنان المسرحي ثامر ميخائيل في مجال المسرح... الكاتب يوحنا بيداويد في مجال الفلسفة. حيث تكلم كل منهم مدة 10 دقائق عن الحداثة في مجاله. وقد أدار الندوة الأديب نزار حنا الديراني الذي تحدث باختصار عن مفهوم الحداثة لديه وما رافقها من ثورة ثقافية وصناعية وأهمية اللقاءات والحوارات التي كانت تجري في منتديات أوروبا في دعم المسيرة الحداثوية.
وهذا ملخص طرح المشاركين الأربعة:
1- الشاعر أحمد راضي: حيث تناول أبرز محطات الحداثة في الشعر لخصها بخمسة محاور مختصرة تعاطت مع موضوع الحداثة في الشعر: في المحور الأول عرف الباحث الحداثة لغة واصطلاحا ونشأة كما تعرض لاختلاف الآراء في انطلاقتها وبيئتها، وكذلك لطبيعة تفاعل الحداثة مع الماضي والحاضر. المحور الثاني كان الحداثة في الشعر العربي القديم والشعراء الكبار الذين نادوا بالحداثة وأدخلوا أدواتهم وأساليبهم الشعرية وجددوا بنية القصيدة العربية وشحنوها بألفاظ ومعان تنسجم مع عصرهم. المحور الثالث على الإبداع والتجديد والحداثة في الشعر المعاصر متخذاً من قصيدة التفعيلة والشعر الحر أنموذجًا. المحور الرابع مشاكل الحداثة وآثارها كالالتزام بالأصالة ورفض المنتج الغربي والشك في كل ما هو مستورد، أيضاً قصيدة النثر وطبيعتها وبعض الإشكالات التي تلازمها والفوضى في تحديد معالمها وأسسها وبنيتها. وأخيراً المحور الخامس الذي تناول نصوصًا شعرية للشعراء المحدثين من الشعر القديم والحديث مقارنة بالشعر الجاهلي والشعر القريب من عصره.
2- الموسيقار رائد عزيز: تناول الحداثة في الموسيقى قائلاً: (الموسيقى في مفهوم الحداثة ومن الناحية الفنية - تتميز الحداثة الموسيقية من خلال خصائص رئيسية تميزها عن الفترات السابقة وهي التوسع أو التخلي عن النغمة، استخدام التقنيات الموسعة، دمج الأصوات والأصوات الجديدة في التكوين، استخدام المتتابعات الايقاعية المتعددة الأوزان البالغة التعقيد، استخدام أصوات موسيقية متضاربة ونشاز في بعض الأحيان أخيراً تحرر الموسيقى العربية من أجواء التطريب التقليدية الى فضاء التجديد والحداثة من خلال مزج القوالب الغربية بالقوالب العربية). بالنسبة إلى الموسيقى العراقية فقد بدأت الحداثة تأسيس المعهد الموسيقي سنة 1936 وتأسيس مدرسة الموسيقى والبالية ومعهد الدراسات النغمية ومن ثم أكاديمية الفنون الجميلة ومن ثم تأسست هذه المدارس في عدة محافظات بالعراق وكنتيجة لهذه المؤسسات كانت:
•       ظهور جيل موسيقي جديد واعي وذو نظرة مستقبلية متجددة
•       تقديم الأعمال الموسيقية العراقية التراثية بتوزيع موسيقي اوركسترالي حديث.
•       تقديم أعمال موسيقية لمؤلفين شباب بأسلوب معتمد على أفكار موسيقية حديثة
3- الفنان المسرحي ثامر ميخائيل: تحدث عن أوجه الحداثة في المسرح قائلاً: (المسرح كفن ابداعي إنساني يخضع لقواعد وأنظمة تتغير وفقا لتغير الحضارات باعتباره إنتاج حضاري معقد تصنعه الشعوب بتجاربها عبر مجموعة من العناصر والمتغيرات التي تعطي للظواهر مدلولاتها). ففي نهاية القرن التاسع عشر شهد المسرح عملية تحول في شكله وعلاقته بالمتلقي وتم إعادة النظر في مفهوم المكان والديكور والموسيقى والعمارة المسرحية بشكل مغاير على يد ادولف ابيا، جوردن كرك، انتوان ارتو، مايرهولد وبرشت... الخ الذين ساهموا في ابتكار مقاربات جديدة للمسرح ركزت على التجريب والابتكار مما أرسى الحداثة. فالمسرح الحداثي يضعنا في مواجهة بين الذات والدراما لأنه نتاج تواصلنا مع الحضارة الحديثة. المسرح الحداثي يقوم على ثنائية نص/ عرض وان الحقيقة تظهر في الفضاء المسرحي والنص يتحول إلى جزء من البنية التكوينية للفضاء المسرحي والمكتوب هو رمز بصري يضل بحاجة إلى التجديد الصوتي والحركي فظهرت نظرية العرض المسرحي كبديل للنظرية الدرامية الكلاسيكية.
4- الكاتب يوحنا بيداويد: تحدث عن أوجه الحداثة في الفلسفة مستعرضاً المحطات التي تجلت فيها الحداثة قائلاً: (الحداثة في الفلسفة هو تيار فلسفي حديث بدأ مع بداية عصر التنوير. هدفه تحرير عقل الإنسان من هيمنة القوالب والمرجعيات والهيئات والمؤسسات القديمة، حيث اتخذ رواده من مقولة الفيلسوف كانط: "تجرأ على استخدام فهمك!" شعاراً لهم. حيث دعا إلى الخروج من عقدة الشعور بالقصور التي يرجعها إلى ذاته). كان رواد الحداثة يبحثون عن اكتشاف العالم بحسب منظور علمي حقيقي بعيداً عن الغيبيات. فنقلت الإنسان من العبودية إلى عصر الحرية والديمقراطية والمساواة. الحداثة أيضاً لكن كان لها مساوئها فتجاوزت حدود المعقولية وأصبحت فلسفة تفكيكية غير مهتمة بالموضوعية على نقيض هدفها الأصلي. لكن أمام هذه التيارات الفلسفية الهدامة لم تفقد الإنسانية الأمل، فولد تيار فكري إيجابي بل إنساني تماماً، معارض لكل هذه النظريات، والذي مثلته الفلسفة النقدية التواصلية، حيث دعا عميد هذا التيار "هابرماس" كل المؤسسات الكبيرة (الدينية والعلمية والفكرية) إلى الحوار والنقاش من أجل ايجاد طريقة او نظام لحفظ الحياة قبل ان يقضي الإنسان على نفسه.
بعد ذلك فتح باب النقاش والمداخلات حيث اشترك في النقاش مجموعة من السيدات والسادة وهم: غسان فتوحي، رفل يلدا، ناسان اسبر، د. غانم حبوبي، ناصر عجمايا، يوسف الرماوي، ألياس متي، المطران جرجيس القس موسى، مريم نزار، فاتن محمد، جولي العطري، ماري الظواهرة. بعد ذلك أتيحت الفرصة للباحثين للرد على المداخلات، حيث كانت ندوة ممتعة انعكست على الحضور للتفاعل مع الموضوع.

20

هل عادت الروح الى جسد الوطن بعد كاس الخليج 25؟!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن 25 ك1 2023

لا زالت البسمة على وجه كل عراقي سواء كان في الوطن او في المهجر بعد نجاح العراق في تنظيم دورة الخليج 25 وبعد فوز الفريق العراقي بالبطولة، بعد حضور متميز من بلدان الخليجية الثمانية، وبعد الثناء والاهتمام الكبيرين اللذين ابدوه الضيوف واعضاء الفرق والاعلاميين والوفود والاجانب على الدورة، لا سيما حينما حاول كل بصراو عراقي يدعو اي ضيف خليجي يصادفه في السوق الى بيته ليتناول على الاقل وجبة غذاء اكراما له.

نعم كانت  فرحة كبيرة  وهل توجد فرحة اكبر منها،على مر اربع عقود لم يشعر العراقيين بما شعروا بعد انتهاء المباراة وفوز فريقهم بالبطولة. شخصيا لم اتذكر فرحة مثلها سوى يوم 8/8/1988 حينما اعلن وقف اطلاق النار بين العراق وايران بعد ثمان سنوات دامية استشهد خلالها مئات الاف من الجانبين. وقبل ذلك ربما يوم 11 اذار 1970 حينما اعلن وقف القتال بين الثوار الاكراد والحكومة المركزية واقامة مدة اربع سنوات سلام بينما.

بنجاح هذه البطولة فرح كل العراقيين من المرحلين والمهجرين في الخيم او في كمبات او في دول الجوار المنسين او من ابناء الوطن او في المهجر.  لاول مرة منذ اربع عقود توحد العراقيون في مناسبة واحدة وعبروا حدود المذهبية والقومية والدين والمناطقية وكل تكلات بشرية تحت اي عنوان كان.

الان  ناتي الى سؤالنا المهم، هل عادت الروح الى جسد الوطن؟ اي هل عادت الروح الوطنية الى جسد العراق؟  بما نفسر هذا المسيرة الشعبية التي توجهت الى تشجيع الفريق العراقي في مباراته الاخيرة. ما سبب هذه الغبطة والفرح التي شعر بها قلوب العراقيين وتناسوا مصائبهم وفروقاتهم وصراعاتهم وحتى نسوا ان الدولار يحاصرهم من كل الجهات، والوطن لا زال مسروقا ومخترقا من جهات خارجية!!.

ما هي تفسيرات او دلالات السيكولوجية في تصرف هذا الشعب المسكين الذي انتج واعطى اكثر من اي شعب اخر للعالم المعرفة والعلم؟
للاجابة لابد ان نرجع الى تفسيرات العالم النفساني الفرنسي غوستاف لوبون صاحب المقولة :" ان روح العرق المدفونة في الشعور اللاواعي تسيطر على سلوك الجماهير"، اضافة الى ذلك الموروثات التاريخية لها دور كبير في ارجاع الذات الى ماضيها  وكانما التاريخ المجيد الذي حققه الاجداد لا زالت دمائه والشعور به في دماء الاجيال الحاضرة. كل الشعوب لها نفس تصرف هذا ما نراه في تصرف مشجعي الاندية الاوربية العالمية مثل ريال مدريد او برشلونة او ماجستر يوناتيد  او فريق الالماني او الاسباني او البرازيلي او الارجتيني. كانت الشعوب تأله القائد المنتصر مثل اسكندر المقدوني او نابليون اوهتلر بالنسبة للالمان ومحمد الفاتح للاتراك وسعد بن وقاص للعرب وغاندي للهنود... الخ. هذا الشعور بالفرح والافتخار موجود على مستوى الجامعات والشركات الكبيرة في مجال وجودة الانتاج والماركات.




يقول غوستاف لوبون: في مستهل كتابه " سيكولوجية الجماهير" : " ان مجمل الخصائص المشتركة المفروضة من قبل الوسط والمحيط والوراثة على كل افراد شعب ما تشكل روح هذا الشعب"(1).
روح الشعب هو هذا التراصف على قضية واحدة، هو ذلك الشعور المفعم بالبهجة والفرحة  بحدث يخص الجماعة، في الماضي كان العرق او القبلية او الدين او الحزب اما اليوم هو اكثر حدث يخص الوطن كله. هذا بالضبط ما حصل في سلوك الجماهير العراقية انهم نسوا التناقضات والحروب والانقسامات السياسية وتوحدوا في قضية واحدة بدون وعي، اي بدون تخطيط اي جهة، كل واح تصرف بصورة عفوية غير ملزمة او مدفعوة من اي جهة، بكلمة اخرى تنطمس الهوية الشخصية في الهوية الجماعية بصروة موقتة (2).

هذا التفسير هو منطقي وحقيقي ان الشعب العراقي بكافة مكوناته يشتاق الى الللحمة الوطنية ، ويقدس الهوية العراقية، ويفتخر بها على الرغم من محاولات الاعداء والاصدقاء على طمس هذه الهوية. منذ اكثر من ثلاثين او اربعين او خمسين سنة هم ينتظرونا لحظة ليظهروا هذا الشوق، وتنفجر بطاقة هائلة، ويتعجب الاخرون من وطنيتهم وحبهم للعراق.

في الختام نهيء كل العراقيين على الروحية التي فجرت القيود بعد عقود من الظلمة، ونهيئ كافة اللاعبين واعضاء الوفد وكادر التدريبي ، نهيء الاخوة البصراويين على كرمهم، ونشكر الاخوة العرب على موقفهم في طمس الهفوات.
....................
1—غوستاف لوبون، سيكولوجية الجماهير، ترجمة وتقديم هادي صالح، دار الساقي، الطبعة الاولى 1991، بيروت – لبنان.
2- نفس المصدر، ص 53.

21
معاناة الاباء والامهات كبار السن في المهجر
" اكرم اباك وامك كي يطول عمرك خروج 20/5"

شؤون حياة المعاصرة/ 10
بقلم يوحنا بيداويد


نشر المقال في العدد الاخير من مجلة نسمة الروح القدس التي تصدرها ارسالية مار افرام للسريان الكاثوليك في ملبورن - استراليا

لا يستطيع احد ان ينكر الفرق  بين  الظروف التي يعيشها كبار السن الذين تعدى عمرهم 80 سنة في المهجر والذين اعامرهم اقل من ذلك .
هناك قاعدة تقول :" كلما كان الانسان يافعا  كلما كان اهتمامه بالتقاليد والعادات اكثر باهتا"، والسبب يرجع الى الثقافة العالمية الجديدة التي افرزتها العولمة وادواتها ( وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة ).
هذه الاختلافات ادت الى ازمة اخلاقية بين الجيل القديم (ابائنا او اجدادنا ) وبين ابنائهم الصغار او احفادهم. الازمة ضربت مقومات الاساسية للمجتمع (الاعراف)، التي هي مبنية على التعليم الديني والقييم لاي مجتمع او قوم او قبيلة.
من خلال دراستنا للمجتمع والاستماع الى معاناة كبار السن او الذين يعيشون في دور اعتناء الحكومية وجدنا ان كبار السن فعلا يواجهون هذه المشاكل.


ما هي معناة كبار السن في المهجر؟
هنا نضع قائمة عامة قد لا تغطي كل المشاكل او المعناة التي يعانيها كل المسنين ولكننا سنحاول نكون شمولين ودقيقين في حديثنا وهي :
1 – قلة الاحترام
ان كبار السن انهم يشكون من قلة الاحترام لهم بل يتذمرون،  لانه يشعرون انهم بلا مكانة او احترام بين عوائلهم المتكونة اولادهم او احفادهم او زوجاتهم.
اظن الكل عاش ويعرف جيدا ان تقاليدنا القديمة والمتوارثة عبر الاف السنين هي اعطاء الاحترام لكبار السن سواء كان الجد او الجدة او الاب او الام او الاخ الاكبر. لا ننسى معظم الاديان توصي باحترام كبار السن بل يضعونه واجب اخلاقي وديني في الوفاء . لانهم لهم دين على اعناق ابنائهم حيث عملوا وضحوا من اجل سعادة ابنائهم ومن اجل بناء مستقبلهم، وحينما يصبحوا كبارا ويطعنون في السن يجب اعادة هذا الدين لهم عن طريق خدمتهم واحترامهم والاعتناء بهم بقدر الامكان.

2- الشعور بالاحباط بسبب اللغة
الكبار السن يشعرون بالاحباط كأنما يعيشون في سجن كبير بسبب عجزه من التواصل مع الاخرين بسبب صعوبة اللغة. هذا الانسان يشعر انه مهمل، او غير مرغوب به، او فقد اهميته (لان فقد عطائه) قيمته مقارنة بالاخرين، لانه حينما يكون جالس مع الاخرين لا يفهم حديثهم الذي غالبا  يكون باللغة الانكليزية ولا يحاول احد ان يشرح له او يفهمه اي شيء عن الموضوع.

3-  المشاعر والحالة النفسية
كل انسان ينتمي الى مجموعة بشرية (قوم، قبيلة او دولة) وهذه المجاميع لها اعرافها الخاصة مثل التقاليد والعادات والقيم المعتمدة في حياتهم الاجتماعية. لان معظم افراد عوائلنا تاقلموا بسرعة في المجتمع الغربي بسرعة بسبب الحاجة، كي يعوض ما خسروه في الوطن الام، مثل شراء البيت او شراء محل خاص له او تاسيس شركة خاصة....الخ . هذا الوضع يترك كبار السن وحدهم غير متاقلمين مع المجتمع، هذا يجعلهم مرة اخرى ناس ثانويين الموقع، يعيشون على هامش لا احد يعيرهم اي اهتمام لمشاعرهم، ولا يفكر بحالتهم النفسية ومعناتها، حتى يفقدون فرصة لقاء مع اقرانهم ممارسة هوياتهم، الاستمتاع بالموسيقى او الاحاديث.

4- خيبة امل والشعور بالنفي
بعض الكبار السن وصلوا الى بلدان المهجر بكفالة مالية عائلية، بكلمة اخرى ان ابنائهم  يتعهدون لدائرة الهجرة ان يتحملوا كل المصاريف وتقديم كافة الخدمات لهم.
لكن بعد وصول والديهم وبعد اشهر قليلة يتم اهمالهم بل البعض يطردونهم بحجة انهم لا يستطيعون رعايته لان جميع افراد العائلة لهم التزامات (لاسباب اخرى!)، فتضطر الحكومة ان تعزلهم في دور الرعاية ويبقون هناك في بيئة مختلفة تماما عن بيئتهم، فهل هناك معاناة اشد هذه الحالة، ان يجبر الانسان العيش في المنفى!!

5- من المشاكل الجانبية التي يعاني منها كبار السن  ايضا
ا- حرمانهم من حضور والمشاركة بالقداس والشيروات والتعازي بسبب عدم وجود من يوصلهم الى الكنيسة او الى هذه المحافل.
ب- وجود اضطراب او عدم انسجام بين الكنة وكبار السن لا سيما اذا كانوا والدي الزوج او بالعكس، اذا كانوا والدي الزوجة فالزوج لا يستغيسها بسهولة.
ج- اجبار الكبار السن بان يعطوا كل مستحقاتهم لابنائهم ويبقون بلا اي مصرف قد يحتاجونن بحريتهم.
د- قلة احترام الاطفال لاجدادهم بسبب قلة احترام الابناء لوالديهم



الخلاصة والتعليق

لنتذكر جميعنا مسؤوليتنا الاخلاقية اتجاه الوالدين او اجدانا ولنتحملها بكل رحابة الصدر بل بايمان، لانها مسؤولية اخلاقية بل هو دين على اعناقنا لان هم قاموا بدورهم اتجاههنا واليوم جاء دورنا لنرجع قسط من هذا الدين على الاقل باحترامنا. بخلاف ذلك لا نختلف عن بقة الحيوانات في تعاملنا مع بعضنا.

  اما المصاريف والكلفة لنشكر الحكومة الاسترالية التي تمنحهم رواتب تكفي بالزيادة وليس بالنقصان، وترسل من يقوم بواجباتهم في بيوتهم عند ابنائهم وهي تدفع لهم.



22
"دراسة مختصرة عن كتاب مانكيش بلدة الجمال والعطاء" للدكتور عبد الله رابي
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
13 كانون الاول 2022


قبل اسابيع وصلتني نسخة من كتاب "مانكيش بلدة الجمال والعطاء" دراسة اجتماعية وانثروبولوجية مهداة من الاخ الكبير والصديق العزيز الدكتور عبد الله رابي الذي يعيش في كندا/ لندن اونتاريو.
لقد قرات معظم فصوله خلال هذه الفترة واطلعت على الجهد الذي بذله الباحث الكبير د.عبد الله في تاليف هذه الكتاب الكبير الذي تتجاوز صفحاته اكثر من 534 صفحة.
حقيقة قليل من الكتب التي اطلعت عليها تناولت بهذه  الشمولية من حيث كثافة المعلومات التي احتواها الكتاب، لاحظت وجود جهد مبذول  للحصول على المعلومة الصحيحة بقدر الامكان، لهذا نجد ان الكتاب كثيف بالمعلومات عن هذه البلدة الجميلة  "ناحية مانكيش" التي اسمها الاسطوري يدل على قدمها و سحر جمالها.
وهنا اضع بعض ملاحظات المهمة التي  وجدت ان الكاتب اهتم بها في بحثه او اثناء تاليفه هذه الكتاب وهي:
1-   طريقة تقسيم فصول الكتاب، الامر الذي يسهل على الكاتب للبحث عن الملعومة الخاصة التي قد يحتاجها.
2-   الاهتمام الكبير الذي اولاه الدكتور عبد الله رابي للانسان الذي ولد في هذه البلدة، فوثق انجاز كل انسان ( حسب قراءتي)  مهما كان كبيرا او صغيرا، حتى لو كان تحريك حجرة من الطريق.
3-   كان اهتمامه اكثر مركزا على اصحاب الشهادات العليا والمهنيين والمبدعين والمختارين والموظفين في البلدة والمتعلمين، كان يعطي النسب الرقمية بصيغ مختلفة كي يطالع القاريء او يقارن التقدم والتطور التعليمي بين ابناء البلدة بتقدم الزمن. بل يشجع الجيل الجديد للدخول في السجل الذهبي لابناء القرية، من خلال عمل اي انجاز مميز خاص به.
4-   بخصوص تاريخ الكنيسة  واحداثها وطريقة تحولها من النسطورية الى الكاثوليكية والشخصيات المؤيدة اوالمعارضة والرسائل المتبادلة بين البطريرك اهالي القرية للعودة الى الكنيسة الام في تلك الفترة المضطرية من تاريخ الكنيسة .
5-   تناول د. رابي ايضا باسهاب سيرة المطرانة والكهنة والشمامسة الانجيليين من اهالي القرية وكذلك سرد اسماء وسيرة المطارنة والكهنة الذين خدموا القرية خلال ثلاثة القرون الماضية. كذلك ذكر عن ابرز السياسيين من اهل الناحية وانتمائاتهم الحزبية.   
6-   ذكر الكاتب الموسوعي معلومات مهمة عن العشائر الاصيلة في القرية،  ثم عرج الى  العشائر المهاجرة خلال القرنين الماضيين لا سيما بعد مذابح العثمانيين (سفر برلك) في الربع الاول من القرن الماضي.
7-   الكتاب ايضا يحتوي على معلومات عن البلدة  والمنطقة المحيطة بها من القرى والتضاريس الجغرافية والاثار التاريخية فيها .
8-     تناول ايضا الكاتب العلاقات مع العشائر الكردية والنزاعات ومن كان يحمي ويساعد اهالي القرية ومن كان يعتدي عليهم، لا سيما العلاقة مع والي العمادية قبل زوال هذه الامارة الكردية من الوجود  بحدود عام 1843.
9-   لقد جمع الكاتب كماً كبيرا من المعلومات بعد ان بذل جهدا كبيرا من خلال الاتصالات والمراسلات والمطالعة او البحث في المكاتب عن المصادر العلمية حول الطوبغرافية واركيولوجية  "ناحية مانكيش" والمنطقة المحيطة بها، لهذا نجد ان الكتاب غنيا بنوعية المعلومات النادرة حول اسماء المواقع الاثرية والجبال والكهوف والينابيع واطلال القرى المخربة.
10-   الكتاب ايضا لم يحسم الراي في قضية تفسير التسميات التي اطلقت على هذه المواقع بل ذكرها جميعا بكل موضوعية كل الاراء المطروحة.
11-   تناول الكاتب تاريخ الاثنيات التي ظهرت وعاشت في المنطقة منذ فجر التاريخ، وكذلك الادارات السياسية لا سيما الامبراطوريات العظيمة (الاشورية والكلدانية والفارسية والاغريقية) التي سيطرت وحكمت على المنطقة، وذكر الاثار التي تركت واحدة منها.
12-   في النهاية نجد الكاتب يقدم شكره بكل التواضع لكل من ساعد او ساهم بصورة او اخرى ان ياتي هذا الكتاب الى الوجود.

هنا اقدم بعض مقترح للاخ الدكتور عبد الله اذا ما طبع طبعة ثانية للكتاب وضع فهرس لمحتويات  كل فصول ايضا، كي يسهل الامر للقراء لحفظ المعلومة او استخدامها.

في الختام اود اهنيء وابارك الدكتور عبد الله رابي على نجاح مشروعه في توثيق تاريخ "بلدة مانكيش" خلال القرون الثلاثة الماضية واتمنى له كل الصحة والعافية كي يتمم بقية ابحاثه وافكاره لنقلها للقراء.

 في هذه المناسبة اكرر ما اقترحته او كتبته عنه سابقا الا وهو توثيق تاريخ كل قرية من قرانا اينما كانت (بيث نهرين، تركيا، سوريا، بلاد فارس)، هذا العمل  هو مهمة  مقدسة ملقاة على عاتق مثقفي كل بلدة او قرية،  اذا ما ارادت الاجيال القادمة العودة الى تاريخ اصولها او البحث عن مصيرها او مطالبة حقوقها امام المحاكم الدولية يكون هذا الكتاب وغيره وثيقة رسمية تساعده، وان يبذلوا قصارى جهدهم لتوثيق تاريخ قراهم وان يوسع في ذكر المعلومات لا سيما قصص واحداث الكبيرة داخل القرية او خارجها.



23
""في الذكرى الاولى لرحيل العلامة ابونا البير ابونا ننشر لقائنا معه لاول مرة " الحديث عن تسميات ابناء شعبنا

ننشره هذا اللقاء النادر الذي  سجل هذا الحديث مع الاب العلامة البير ابونا في ايلول عام 2016 في عنكاوا على هامش المؤتمر الاول للرابطة الكلدانية العاللمية والحديث يدور حول اصل القوميات والافكار والوثائق . من المعلوم ان  المؤرخ البير ابونا كان من دعاة الارامية، ولكن لم يجيب على  اسئلتنا هل الهنود الذين يتكلمون الكلداني او ارامي هم ارامييون ام هنود؟

اتمنى ان  يسمع الفديو للنهاية ولا يقطع في المستقبل اي جزء منه ثم يحرف.
في نهاية الحديث هو لم يحسم القضية، بل عبر عن رايه، والاراء عادة للاثبات او الدحض امام اثبات العلمي والمادي.

هنا لابد ان  نذكر  كان حاضرا معنا في هذا اللقاء  الاخ سلام مرقس من فرنسا والاخ الدكتور فارس فرنك  من اسبانيا.
لمن يريد استماع للمقابلة يرجى فتح الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=8CBwJUcQnbI&t=53s


يوحنا بيداويد

24

نبذة مختصرة عن محاضرة اخوية مار كوركيس الكلدانية/ مالبورن
" ازمة الزواج بين الشبيبة واسباب الطلاق للمتزوجين الجدد"


التقت اخوية مار كوركيس يوم الاحد المصادف ٤/ ١٢/ ٢٠٢٢ ومحاضرة تحت عنوان “ ازمة الزواج بين الشبيبة واسباب الطلاق للمتزوجين الجدد" للاخ يوحنا بيداويد .


بدا اللقاء صلاة البداية ثم بدا المحاضر بمقدمة مختصرة عن العلاقة الغريزية بين الذكر والانثى بيولوجيا واهدافها، كيف تطورت هذه العلاقة والظروف التي مرت بها من الشرائع في الحضارات القديمة ومن بعدها كافة الاديان.
والمجتمعات الحديثة او الامم والشعوب المتطورة .
اما عن نظرة الكنيسة او المسيحية الى العائلة، فهي تعدها  الحجر  بل الهدف الاساسي لمهمتها لان من خلال العائلة يتم نقل الايمان لهم، تم التركيز على العهد الذي يعطيه كل ذكر او انثى الواحد للاخر امام المذبح والكاهن والشعب بانه لن يتخلى عن قرينه لا في حالة المرض او الفقر او العجز او اي سبب اخ، وان يكون امينا مستعدا للتضحية من اجل مستقبل عائلتهما.
ثم فتح النقاش امام الحاضرين عن اسباب وجود ازمة او عقدة بين الشبيبة  فكانت هذه بعض اهم العوامل: 
١- قلة الخبرة تقف عائقا امام الخطيبين او الحبيبين دائما في معرفة مسيرة بناء عائلة ناجحة
  ٢- عدم الاستماع الى نصائح الكبار
 ٣- قلة اللقاءات الاجتماعية بين العوائل والشبيبة التي تخلق فرصة للتعارف
 ٤- الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن القرين، الامر الذي لا يساعد على كشف حقيقة كل طرف.
٥- عدم اعطاء اعتبار او اية اهمية للقيم الاجتماعية  والتقاليد والتعاليم
٦- الكلفة الباهضة لاتمام مراسيم حفل الزواج
اما اسباب  الطلاق  فكانت هذه اهم النقاط التي طرحت في النقاش
- قلة الثقة المتبادلة بين الزوجين، وتدخل الاقرباء بالاخص الامهات والاخوات او الاخوان من كلا الجانبين في الحياة الزوجية.
- احيانا الاستبداد  في الراي عند احد الطرفين، وتصل المشكلة الى مرحلة الضرب والتعدي من قبل الزوج على زوجته.
- مرض القمار  والشرب وعدم التركيز على مستقبل العائلة، كل واحد يفكر كيف يستمتع باوقاته لوحده. عدم تحمل المسؤولية في تربيةالابناء
 بعض الاقتراحات  لعلها تفيد المتزوجين
- المصارحة التامة كل طرف للاخر بكل شيء، وعدم اخفاء او تأجيل اي فكرة قد تخلق سوء ظن في المستقبل. والتفاهم التام في كيفية حل المشاكل
- عدم الاسراع في الحكم واتخاذ القرارات السريعة نتيجة حالة الغضب
- التقليل من مصاريف الحفلة وكل انواع الترف بقدر الامكان والاحتفال بالضروريات والرموز المعنوية في حفلة الزواج. 
في الختام قرار الزواج مهم في حياة كل فرد، النجاح والفشل يعتمد على طريقة المعالجة من كلا الطرفين. هكذا يجب ان يصر كلا الزوجين على انجاح زواجهم مهما كانت الصعوبات التي تواجهم.
انتهت المحاضرة بصلاة الختام
هذا اللقاء كان اخر لقاء للأخوية هذه السنة بمناسبة قدوم اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة ٢٠٢٢_ ٢٠٢٣ متمنين للجميع اعيادا مليئة بالحب والفرح والسعادة على أن نلتقي مرة اخرى بالخير والمحبة العام القادم.
بعدها تم التوجه للقاعة لشرب الشاي والكوفي والكيك والمعجنات .
اللجنة الإعلامية / كنيسة مار كوركيس


25
ديالكتيكية هيجل وجدلية كارل ماركس/ الجزء الاول
بقلم يوحنا بيداويد

المقدمة
بالنظر لاهمية وتاثير الفكر الفلسفي المثالي وبالاخص ديالكتيكية هيجل على الفكر الفلسفي، والذي ادى الى ظهور عدة مدارس فلسفية اخرى ذات بعد مادي مثل الماركسية والوجودية والوضعية والانسانية سوف نتطرق خلال اعداد القادمة على جميع هذه المدراس بصورة مختصرة محاولين تبسيط افكارها واجراء المقارنة بينها ومن ثم نقدها املين ان تكون هذه الدراسة مفيدة لقراء الفكر الفلسفي القلائل في هذا العصر.

الفلسفة المثالية
الفلسفة المثالية هو الفكر الفلسفي الذي يتناول المفاهيم والقضايا الفلسفية الميتافيزيقية،غير المادية، والتي لا يمكن فحصها او اجراء اي تجربة عليها او التاكد من صحتها ماديا، لكن رواد هذا التيار يؤمنون يمكن الاستدلال على هذه القضايا بالمنطق والفكر(العقل) والشعور الصوفي. تعطي الفلسفة المثالية الاولوية للعقل او الروح، ويؤمنون باسبقية الفكر على المادة. من اهم اعلام هذا التيار في الفلسفات القديمة هم هيرقليطس وافلاطون وارسطو وافلوطين، ومن الفلسفات الحديثة جورج بيركلي ولبينتز وكانط  وشلينج وفخته واخيرا الفيلسوف الالماني هيجل الذي رفعها  الى قمة المثالية.

الفلسفة المادية
هو التيار الفلسفي المعارض او المعاكس للمثالية، يؤمنون بالاشياء المحسوسة التي يمكن اجراء التجربة عليها وفحصها. يرجع رواد هذا التيار كل الظواهر الكون الى الطبيعة المادية او الطاقة وينكرون اي وجود للقوى الغيبية. من اعلامهم في عهد الاغريق هم فلاسفة المدرسة الايونية (العناصر الاربعة)، ولوقيبوس (صاحب النظرية الذرية) وتلميذه ديموقريطس، ومن اعلامهم من عصر التنوير لحد الان  توماس هوبز وجون لوك وديفيد هيوم واخيرا كارل ماركس وزملائه (فيورباخ وانجلز ولينين). حسب المدرسة المادية ان الوجود او الكون كله مادي لا يوجد اي قوة خفية خارجية تخضع لها المادة، بكلمة اخرى تنكر وجود اي خالق لهذا الكون. فالحياة بكل غرائبها وظواهرها ما هي ظاهرة فيزيائية- كيميائية بين المادة والطاقة لا غير، لا يوجد اي بعد ميتافيزيقي او روحي لهذا الوجود.

المثالية الديالكتيكية
هي الفلسفة الجدلية التي وضعها الفيلسوف الالماني الكبير هيجل معتمدا على ارهاصات الفلاسفة الالمان الذين سبقوه، مثل كانط، وفيخته وشلنج. يرى هيجل العالم (الكون) كله وحدة واحدة (كل الموجودات معا)، هو الحقيقة النهائية المطلقة. ولكن هذا الكل المعقد المتكون من اجزاء متناثرة هو روحي ايضا. حسب هيجل ان الكون في صيرورة مستمرة من التطور لحين يصل الى الحالة المطلقة، حيث تعي الروح الكلية (الكون) ذاتها تماما. في تلك نقظة من التاريخ تتحد فيها الموضوعية مع الذاتية،و لن يكن هناك اي تميز بين الاثنين.
تتحقق هذه العملية من خلال الصراع الديالكتيكي بين الموضوع ونقيضه لينتج مركب جديد. ان حركة التغير تحصل حينما تناقض الذات ذاتها (تثور عليها) بسبب شعورها بالنقص، او اكتشافها انها عاجزة عن تحقيق كل رغباتها، فتبحث عن كيفية تعويض هذا النقص، فتقفز عن طريق الفكر (الوعي) الى درجة اعلى من الوعي،  فتجد لا حل امامها سوى ان تندمج مع نقيضها (كي تعوض عن نقصها) لتكون كيان جديد( المركب الجديد)، تلك هي عملية الشعور بالسلب :" ماهية الشيء في تناقض مع حالة وجوده، فطبيعة الشيء التي هي ماهيته تدفعه الى ان يتخطى حالة وجوده الى حالة اخرى"(1).
هذه العملية تحصل في عدد ما نهاية من المحاولات في الكون، اي هناك صراع دائمي مستمر بين القضية ونقيضها لانتاج المركب الجديد المتكون من اتحادهما في اصغر جزئية من الكون وفي كل لحظة وفي كل مكان. ومن هذا المركب الجديد تبدا مسيرة جديدة، اي تعاد العملية من جديد
حسب هيجل ان التاريخ هو تاريخ الفكر الانساني، لانه الكائن الوحيد له امكانية الشعور بالوجود والتميز بين ذاته والعالم الخارجي. الانسان وحده يملك العقل التي تسيطر على العالم ويحكم التاريخ . اذا التاريخ هو مسار المراحل الذي اختاره العقل بحثا عن تحقيقه كيانه الذاتي، لكن في النهاية يحصل تحقيق الحرية المطلقة للكيان الكلي (كل اجزاء الكون). اذا مهمة الروح في التاريخ هي فهم ذاتها او تحقيقها، ومن خلال تحقيق هذه العمليات يتحقق الوعي المطلق في نهاية التاريخ حينما يتوقف الصراع وتتوقف قوانين الثرموداينمائيك الثلاثة من العمل.
من الامثلة التي يضربها هيجل في شرح جدليته علاقة الانسان بمجتمعه. الانسان كفرد يضطر ان يخسر شيئا من خصوصيته حينما ينتمي الى جماعة بشرية (جماعة دينية، دولة، قومية) ويخضع لاعرافها او قوانينها، ان قبوله لهذه العملية هي ضرورة، لان بدون هذه العلاقة الجماعية لن يتحقق  له كثير من الاهداف (خدمات، امن، طعام، انسانيته تكون ناقصة). هكذا يرى هيجل الشعور بضرورة تقوية علاقته وتوسيعها من اجل تحقيق مصلحة ذاته، لكن من خلال قيام كل الافراد باقامة هكذا علاقة بصورة صادقة يتحقق مجتمع مثالي ، الصورة النهائيةللحقيقة، اي حينما يتجاوز الفرد انانيته(سلب حريته) ويقيم علاقة مع بقية افراد مجتمعه يكون قراره نابع من وعيه بان مصلحته تفرض عليه ان يتجاوزها.


الجدلية المادية (الفكر الماركسي)
كارل ماركس من خلال التحاق بحلقة تلاميذ هيجل(2) التي شكلت بعد وفاة الاخير، اختمرت عنده نظرية جديدة. في النهاية قرر الاعلان عنها، التي بشرت المفكرين والعامة بمقولة غريبة الا هي :"موت الفلسفة واللاهوت" معا في العصر الحديث، وما على الانسان الا التركيز على اعادة تنظيم القوانين الاجتماعية و النظام السياسي بسبب تاثيرهما الكبير على حياة البشر بالاخص  الفقراء او العمال( الطبقة البروليتارية) .حيث يقول انجلز :"بان المادية التاريخية طردت الفلسفة التي انحصرت، قبل ان تلفظ انفسها الاخيرة، في مجال الفكر الخالص(هيجل) الذي لا علاقة له بالواقع"(3).
ركزت الماركسية على ان الحل ليس في زيادة المعرفة التي قضى الفلاسفة والاديان قرون وقرون في البحث والتقصي عنها ومراقبة الظواهر والتدقيق واجراء المقارنة بينها للوصول اليها، انما في النمط الاقتصادي- السياسي، انما يكون الحل في كيفية تطوير الواقع من نظام انتاجي ضعيف غير عادل، الى نظام اقتصادي اكثر كفاءة وعدالة. فيه يتم القضاء على فكرة الارباح من صاحب رأسمال الذي يجنيه المستثمر ويتم تحويله لصالح الجميع.

الخلاصة والتعليق
الصراع بين المثالية والمادية لم يكن جديد، لكن احتدم في القرنين الاخيرين، وقد جرب الانسان كلا المسارين عبر التاريخ، لكن مع الاسف الفائدة المرجوة منهما كانت محدودة. على الرغم الفكر الطباوي  الذي اتى  في  الفكر الماركسي المادية
لكن الضيق الفكري والضغط الذي مارسته على الشعوب التي حكم رواده كان هولا لا يطاق، بحيث وصل الى مرحلة الغاء حرية الانسان نفسه، المبدا الذي كان يقدسه كلا التيارين تم نقضه.  اما مثالية هيجل (الديالكتيكية) حسب قناعتي لم تكن سوى تكرار لما اتى في الفلسفات والديانات وبالاخص الشرقية والفلسفة الحلولية. في العدد القادم سوف سنجري مقارنة بين مثالية هيجل ومادية ماركس.
......................
1-   مدخل الى الفلسفة، د. هادي فض الله، دار المواسم للطاعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، بيروت-لبنان 2002، ص 172.
2-   حلقة تلاميذ هيجل التي شكلت بعد وفاته في عام 1827 في برلين شملت كل من برونو باور واخوه ادجار باورو ماكس شوتر، وموسى هيس، وروج، ودافيد شتراوس، وفيورباخ و هايزنبرج. نقد فلسفة هيجل (كيركجورد-فيورباخ-ماركس)، د. فريال حسن خليفة، طار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بيوت- لبنان، 2006، ص 5.
3-   الفلسفة والانسان، د. علي الشامي، دار الإنسانية  للدراسات والطبع والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى، بيروت لبنان، 1991 ص، 234.

26
التسجيل الكامل لمحاضرتنا اليوم 12 تشرين الثاني 2022 التي كانت في ضيافة اخوية مريم العذراء حافظة الزروع. ملبورن تحت عنوان الفلسفة السكولائية / مرحلة دفاع الاباء عن الايمان / الجزء الاول  والجزء الثاني
شكرا لكل الحضور
للمشاهدة يمكن الضغط على الرابط ادناه
https://www.youtube.com/channel/UCeMHR9AhDWyofHWSUsRSi5g


نص التسجيل للمحاضرة الجزء الثاني
https://www.youtube.com/watch?v=gdKSTJCaDRA



27
التاريخ 29 ايلول 2022
مدينة ملبورن
كلمة يوحنا بيداويد نيابة عن الهيئة الادارية لتحرير لمجلة بابلون
في حفل توقيع كتاب "مقالات مبعثرة" للدكتور عامر ملوكا

.............................................................
سيادة المطران مار اميل نونا السامي الاحترام
سيادة المطران مار جرجيس القس موس السامي الاحترام
الاباء الكهنة الافاضل من جميع الكنائس
الاخوة الكتاب والشعراء والمثقفين والضيوف الكرام من ابناء شعبنا في ملبورن
اهلا وسهلا بكم في هذا المساء الجميل
يشرفني ان اقف اليوم امامكم لألقي كلمة نيابة عن الهيئة  الادارية لتحرير مجلة بابلون التي تصدر في هذه المدينة الجملية، اعتقد معظم كتابها حاضرين بيننا الان في هذا اللقاء.

الكتب هي ثروة العالم المخزونة و أفضل إرث للأجيال و الأمم _  هنري ديفد ثورو
عندما تصبح المكتبة في البيت ضرورة كالطاولة و السرير و الكرسي و المطبخ ، عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قوما متحضرين _  ميخائيل نعيمة
ولكن حسب قناعتي ان الامة او المجتمع الذي لا يشارك في الحضارة الحالية ولا ينتج فكرا موضوعيا بناء ولديه لغة حية، هو مجتمع استهلاكي في طور الزوال اجلا ام عاجلا.


  بصورة عامة، انخفض اهتمام ابناء مجتمعنا بتقيم او بتقدير الشهادة الجامعية والابداع في الفن والثقافة، فلا مكانة للفنانين و لا للشعراء ولا للكُتاب او المثقفين حتى الاكاديميين ربما  بسبب النظام الراسمالي الذي نعيشه الذي غير توجهاتنا واهتماماتنا.
الان اسمحوا لي ان القي نظرة عامة عن الكُتاب ومؤلفاتهم في حضارة اليوم.
 وان اجيب على سؤال  ما هي نسبة الكتاب الناجحين مقارنة بالعدد السكاني؟
في امريكا  مثلا التي سكانها يقترب من 340 مليون نسمة. نصفهم اي 170 مليون  منهم لديه رغبة في الكتابة عن فكرة ما او عن موضوع ما او قصة ما ، لكن فقط 3% منهم يقومون فعليا   يقومون بكتابة افكارهم ، حسب نسبة وتناسب يعني  حوالي 7 ملاين يشرعون بمشروع كتابة فكرتهم.
وان 20% من 7 ملايين فقط  ينجزون المشروع ويصل كتابهم الى مرحلة النشر، اي 1.4 مليون كاتب  فقط ينجز كتابه، ويمكن ان يرسل للدور النشر.
وفي احصائية اخرى نجد فقط 2.5 من عشرة الاف من هؤلاء الذين نشروا كتابهم تصل مبيعات كتابهم الى 1000 نسخة.
 بالاختصار  من بين 170 مليون شخص يفكر في الكتابة، فقط 3500 منهم  يصل الى مرحلة بيع الف نسخة من كتابه.
او بكلمة اخرى 1 من كل 100 الف نسمة يستطيع ان يكتب كتاب ويبيع 1000 نسخة منه!
فمهمة الكتابة ليست بسهلة كما يظن البعض،  الكاتب الناجح علىه يقرا ويبحث ويقارن ويعصر عقلة لانتاج فكرة جديدة من ظواهر المجتمع ليكتب عنها، لكي يؤلف كتابا عليه قراءة مئات الكتب وعشرات المجلات والابحاث المنشورة هنا وهناك.

 لكي نعرف دور الكاتب واهميته لنتذكر دور المؤرخين  والكتاب والشعراء والعلماء، وحتى الانبياء في توثيق احداث الماضية منذ بدا المعرفة او بداية الحضارة، خاصة قبل اختراع الة الطابعة، التي ساهمت في نقل الخبرة والمعلومة الى الورق كي ياتي الجيل الجديد ليستفاد منها.

تقيم كِتاب مقالات مبعثرة
حينما اطلعت على كتاب (مقالات مبعثرة) للدكتورعامر ملوكا، وجدت فيه افكارا جميلة وعميقة مفيدة لبناء مجتمعنا في المهجر وكذلك الوطن، فمقالاته متنوعة تشمل كل حقول المعرفة ومعاناة واحداث وهموم افراد المجتمع. بعض المقالات انسانية بحتة، واخرى وطنية، واخرى قومية واخرى ثقافية وقسم كبير منها عن شؤون الكلدان وكيفية بناء بيتهم والوصول الى مرحلة متقدمة من الوعي الوطني والقومي في السياسة. وفي القسم الاخير وضع بعض من خواطره التي نشرها في مجلة بابلون خلال اعدادها الـ 26 الماضية.
بماذا تتميز  مقالات دكتور عامر ملوكا في هذا الكتاب :
1-   وسطي، معتدل يبتعد من حكم المتطرف دائما.
2-   دقيق في تشخيص وطرح موضوعه، ومن ثم يعطي رائيه في كيفية حلها.
3-   لا يحب ان يوجه النقد للاخرين بصورة مباشرة، كي لا يجرحهم فيلجيء للتعبير بصيغة المبني للمجهول او الاسلوب العمومي.
4-   لا يحب ان يكون تابعا او محسوبا لاي جهة بصورة عامة.
5-   له نفس طويل في العمل، وقد عرفت ذلك من خلال السنين الطويلة من عملي معه في الاتحاد الكلداني الاسترالي واتحاد الكتاب الكلدان والرابطة الكلدانية وكذلك كرئيس الهيئة الادارية لتحرير مجلة بابلون منذ 2015.
6-   كما اراه هو كلداني في الصميم، لكنه ليس متطرفا لها وهذا واضح من علاقاته فهو منفتح للجميع.

في الختام باسمي وباسم جميع الاخوة والاخوات في هيئة تحرير مجلة بابلون اود ان اهنيء الاخ الدكتور عامر ملوكا على كتابه هذا الذي بلا شك سوف يغني مكتبات المهتمين في مدينة ملبورن والعالم عبر الشبكة الالكترونية، ونتمنى له المزيد من  النجاح في تاليف الكتب وكتابة المقالات والابحاث لنشر الثقافة بين افراد مجتمعنا، بل لحاميته من الزوال في هذا العصر المضطرب
 وشكرا.


28
عقدة الزواج بين الشبيبة في المهجر

مقال جديد
بقلم يوحنا بيداويد
ملاحظة
نشر المقال في العدد الاخير (36) مجلة نسمة الروح القدس التي تنشرها كنيسة نسمة الروح القدس للسريان في ملبورن





في نقاش عميق مع صديق قديم قال لي:" اشبه قرار الزواج بالقرار الذي اتخذناه يوم هروبنا من الحرب ونحن لا نملك اي نموذج او اجازة او عدم تعرض، وعبرنا الحدود العراقية التركية بعد رحلة ثلاث ايام وثلاث ليالي في الجبال تحت الامطار والثلوج، فلم نكن نعرف هل سننجح في قرارنا، وحينما دخلنا الاراضي التركية قضينا ثلاث ايام وثلاث ليالي اخرى في يد الجيش مهددين بالضرب او القتل ان لم نرجع الى بلدنا. لكننا اصرينا على اللاعودة ، ها نحن بعد 31 سنة نعيش في استراليا مع جميع افراد عوائلنا واغلب اقاربنا واصدقائنا". ثم توقف صديقي برهة، ثم رفع راسه ونظر الي ثم قال: " هكذا يجب ان يكون  قرار الزواج ايضا، قرار حازم وصريح، لانه مصيري ومهم، ولكن لا بد ان يتخذه شبيتنا، فهم في المهجر بحاجة الى امتلاك الشجاعة واحيانا القدرة على المجازفة مثل هذا القرار، النجاح حليف المجتهدين والشجعان.
اصبح واضحا ان مجتمعنا الشرقي يعاني من عدة مشاكل اجتماعية بسبب الاختلاف الثقافي والقوانين وغيرها. لكن من اهم هذه المشاكل هي عقدة الزواج، حيث نجد عدد كبير من الاناث والذكور يعانون، بل يجدون الصعوبة في ايجاد الشخص الملائم لمستواهم الدراسي او الثقافي الاجتماعي او الذي يتوافق معه. سوف نحاول القاء النظر على اهم القضايا المتعلقة بهذه القضية.
الزواج هو اقتران بايلوجي بين ذكر وانثى في كل الكائنات الحية، الهدف  منه هو حفظ النوع او العرق عن طريق التكاثر. بالنسبة للانسان تعد العائلة هي الركن الاساسي لوجود الامم والمجتممعات الناجحة. مرت هذه العلاقة في مراحل كثيرة لحين تطورت عند الانسان كما هي الان، حيث نجد فقرات خاصة عن حقوق كل فرد داخل العائلة في اقدم الشرائع التي وضعتها الحضارات القديمة خاصة شريعة حمورابي في حضارة وادي الرافدين.  تم وضع قوانين وتقاليد وعادات وقيم اخلاقية لتحديد مسؤولية الرجل ومسؤولية المراة في كل الديانات والعقائد.
في المسيحية تعتبر العائلة الحجر الاساسي في تعليميها، حيث يصفهم الكتاب المقدس بعد الزواج يصبح "الرجل والمراة جسدا واحدا ."
بعد موجات الهجرة واختلاف البيئة والقوانين والعادات وتقاليد المجتمعات الجديدة التي اختلط بها مجتمنعا العراقي نلاحظ هناك زيادة نسبة الطلاق، زيادة نسبة الشبيبة غير المتزوجين، زيادة نسبة الخيانة الزوجية، وظهورعلاقات وممارسات غير الشرعية دينيا او اجتماعيا على العلن. هذه اهم عقد ومشاكل تواجه الشبيبة في زواجهم:
1-   قلة الخبرة  تقف عائقا امام الخطيبين او الحبيبين دائما،  كذلك عدم استماع الى نصائح الكبار التي قد تحفظهم من الوقوع في المشاكل، قلة اللقاءات الاجتماعية بين العوائل والشبيبة التي تخلق فرصة للتعارف وجها لوجه، الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن القرين الامر الذي لا يساعد على كشف حقيقة كل طرف.
2-   عدم اعطاء اعتبار او اي اهمية للقيم الاجتماعية  والتقاليد والتعاليم الدينية الامر يجعل ذلك الزواج هش غير متجذر او مبني على القواعد اجتماعية تساعده على مواجهة المصاعب .
3-    في السابق كان الغرض من الزواج هو التكاثر وحفظ النوع، وكذلك امتلاك قوة بشرية للعمل وللدفاع عن الذات او عن العائلة او القبيل. اليوم اصبح الزواج عند البعض فقط للاستمتاع بالحياة الجنسية.
4-   الكلفة الباهضة لاتمام مراسيم حفل الزواج (القاعة، شراء اثاث وتاجير بيت او شراء  خاص بالخطيبين، والمحبس، والفديو كليب والتصوير والفرقة والمغني من الدول الاخرى، والفستان والديكور، وشهر العسل، والحفلات الجانبية خلال اسبوع الزواج مثل الحنة واخذ الجهاز الى بيت العريس وغيرها
5-   في بعض الاحيان يتهم احد الاطراف الاخر بالاستغلال المادي او الزواج طمعا بمال الطرف الاخر، او يحتفظ كل واحد منهم بحسابه الخاص (استقاليته او انانيته) لوحده، الامر يعطي نظرة عدم تماسك العائلة كليا، وبالتالي يؤثر على تربية الاطفال.
الان ناتي الى اهم اسباب الطلاق :
1-   قلة الثقة المتبادلة بين الزوجين، وعدم مصارحة احدهما للاخر عن علاقاته السابقة بكل امانة.
2-   تدخل الاقرباء بالاخص الامهات من كلا الجانبين في الحياة الزوجية.
3-    قلة الموارد الاقتصادية التي لا تكفي لسد ديون المتراكمة بسبب حفل الزواج في بعض الاحيان.
4-   احيانا الاستبداد  في الراي عند احد الطرفين، وتصل المشكلة الى مرحلة الضرب والتعدي من قبل الزوج على زوجته في اغلب الاحيان.
5-    مرض القمار  والشرب وعدم التركيز على مستقبل العائلة، كل واحد يفكر كيف يستمتع اوقاته لوحده. عدم تحمل المسؤولية في تربية الاطفال.
6-   عدم وجود اندية اجتماعية  تبادل الخبرات كي تولد احتكاك  بين العوائل كي يتعلم الناس من خبرات بعضهم البعض الاخر.
7-   قلة المعلومات التي يكتسبها الخطيبين من الدورة المخصصة من الكنيسة للمتزوجين، بسبب الغياب او قلة الاهتمام، حيث ان هذه الدورات توفر معلومات مهمة من الناحية الروحية والقانونية بالاضافة الى الخبرات وكذلك الاطلاع على القيم والعادات والاخلاق السائدة في الحياة الاجتماعية لذلك المجتمع.

التوصيات
 هنا نضع بعض الاقتراحات  لعلها تفيد المتزوجين الجدد الذين نتمنى ان يعيدوا التفكير في اسباب مشاكلهم لا سامح الله ان وجدت، لعله تفتح انظارهم على بعض الملاحظات لم ينتبهوا اليها، وكذلك نطلب من الشبيبة المقبلين على الزواج  يطالعونها بإهتمام، كما نطلب من الاباء ان يفكروا في مساعدة الخطيبين في كيفية بناء عائلة مسيحية متماسكة:
1-   المصارحة التامة كل طرف للاخر بكل شيء، وعدم اخفاء او تأجيل اي فكرة قد تخلق سوء ظن في المستقبل.
2-   التفاهم التام في كيفية حل القضايا و بالاخص في ادارة البيت وتحمل المسؤولية باتجاه واحد للاخر ولاطفالهم، على الطرفين ان لا يسمحوا لاي شخص التدخل في حياتهم الخاصة حتى من اقاربهم، الا اذا كانا كلاهما متفقان على شخص ما سيقدم مقترحات او مشورة ونصائح  صالحة.
3-   عدم الاسراع في الحكم واتخاذ القرارات السريعة نتيجة حالة الغضب والاتهام، لا توجد عائلة مثالية ليس لها مشاكل، لكن المهم في كيفية ايقاف الخلاف وايجاد الحلول.  في نهاية كل يوم يجب ان تدفن مشاكل واختلاف وكل متعلقاته في مساء ذلك اليوم مع اختفاء نوره.
4-   اقامة علاقات طيبة وصريحة على الاقل مع عائلة احد اصدقاء امناء برضى الطرفين لطلب المساعدة عند الحاجة كذلك للمشاركة معا في الحياة الاجتماعية مثل السفرات.
5-   التقليل من المصاريف الحفل وكل انواع الترف بقدر الامكان والاحتفاظ بالضروريات والرموز المعنوية في تحضيرهم لحفلة الزواج.
في النهاية لا بد ان نقول ان قرار الزواج ليس سهلا، ولكن ليس معقدا الى درجة التي يخاف منها الانسان.  لكن لنتذكر كيف كان ابائنا واجدادنا يتحملون مسؤولية العائلة ويعملون ويكدون ليل نهار من اجل سعادة اولادهم وتعليمهم وصحتهم وسعادتهم. على الجيل الجديد ايضا يسير على خطى ابائهم، ان يتحملوا نفس المسؤوليات واكثر بكل رحابة الصدر.
في الختام قرار الزواج مهم في حياة كل فرد، النجاح والفشل يعتمد على طريقة المعالجة من كلا الطرفين. هكذا يجب ان يصر كلا الزوجين على انجاح زواجهم مهما كانت الصعوبات التي تواجهم، فليس هناك عائلة لا يحصل سوء تفاهم بين الزوجين، ولكن بلا شك اذا كان هناك استعداد عند كلا الطرفين للتراجع عند نقطة ما  والتضحية من اجل العائلة سوف يجد الحلول. والكتاب المقدس يخبرنا بقول جميل بهذه الصدد :"من يضع يده على المحراث يجب ان لا ينظر الى الوراء". فمن يتزوج يجب ان يسد عيونه من مظاهر الاغراءات او التجارب في الحياة اليومية.



29
دماء شهداء قرية صوريا الكلدانية لا زالت  تنتظر العدالة بعد 53 عاما

بمناسبة الذكرى 53 لمذبحة قرية صوريا الكلدانية  اعيد نشر التقرير  المفصل عن احداث هذه المذبحة مع الصور والاعداد  التي حصلت لهذه القرية المنكوبة التي لم ينال اهاليها حقوقهم والاعتراف بهم  والذي اعدته قبل سنتين بهذه المناسبة الاليمة على ابناء شعبنا . اتمنى ان ينال رضاكم
للمشاهدة يرجى فتح الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=BgjvbtVLKN8&t=180s

وهذا رابط للمسرحية التي انتجتها الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا قبل حوالي عشرة سنوات
https://www.youtube.com/watch?v=ER5eKE5W_dM


يوحنا بيداويد
معد التقرير


30
المهندسة الكيميائية  ديانا گوگا السندي اول رائدة الفضاء من ابناء شعبنا
اعداد التقرير عبد الاحد هرمز حاني


المهندسة الكيميائية ديانا السندي , ولدت في بغداد / العراق , مسيحية كلدانية , اصول عائلتها من قرية بيرسفي / سندي / زاخو , والدها هو الفنان الرسام قيس عيسى كوكا متي من عائلة ( كروما ) . غادرت ديانا العراق وهي في العاشرة من عمرها واستقرت في الولايات التحدة الامريكية ومن هناك بدأت بمسيرتها العلمية ومن خلال دراستها حصلت وحققت لحد الان على المناصب والأنجازات التالية >
١- مهندسة في تطوير الدفع الصاروخي المرحلة الاولى في شركة ( فيرجن اوربيت) منذ يوليو ( تموز ) 2018 الولايات المتحدة الامريكية وتعتبر ديانا السندي اول مهندسة عراقية تعمل في شركة ناسا في تصنيع صواريخ اكتشاف الفضاء ومحركات الاقمار الصناعية

للاستماع الى المقابلة التي اجرتها معها راداو العربية يرجى الضغط على الرابط ادناه

https://www.facebook.com/RudawArabi/videos/770826467296473/


٢- تقلدت ديانا منصب مساعد مهندس تطوير نظم الدفع الصاروخي المرحلة الاولى في شركة ( فيرجن اوربيت ) بين 2017 و2018 ومهندس ضمان الجودة في شركة SPACE MICRO بين 2016 و2017 وقائد فريق الدفع ومدير العمليات في شركة SEDS UCSD بين 2015 و2017 ,
٣- شغلت ديانا عدة مناصب في جامعة كالفورنيا سان دييغو وعملت باحثا غير متخرج في مختبر STABLE ISTOPE عام 2015 وباحثا غير متخرج في مشروع أداء الطاقة الشمسية الكهروضوئية في نيبال في الجامعة ذاتها عام 2015 ومسؤولا للجنة الخارجية في المعهد الامريكي للمهندسين الكيميائين بين 2014 و 2015 ,
٤- عملت مشرفا مساعدا في ( سي وورلد ) في الولايات المتحدة بين 2013 و 2014 ومساعدا في THE MICRO CONNECTION INTERPRICE عام 2013 ,

٥- حاصلة على هندسة بكالوريوس في الهندسة الكيميائية عام 2017 من جامعة كالفورنيا سان دييغو في الولايات المتحدة وزمالة في الرياضيات والعلوم والفيزياء عام 2014 من كلية ( كوياماكا ) في امريكا .
* - كل التقدير والاحترام للمهندسة الشابة ديانا السندي على كل ما انجزته من التقدم الرائع في دراستها العلمية وتمنياتي لها المزيد من التفوق والنجاح في عملها وخاصة في المجال الفضائي ولها الصحة والعمر المديد بعون الرب . A.Y.H See

31

الحياة الرسولية للكاهن وصعوباتها.
بقلم يوحنا بيداويد

نشر الموضوع في مجلة نسمة الروح القدس  العدد 35 التي تصدرها ارسالية الروح القدس في ملبورن

بمناسبة رسامة الاب الفاضل فاضل القس اسحق خور اسقف لخدماته الروحية لابناء كنيسة الروح القدس للاخوة السريان الكاثوليك في ملبورن سنلقي بعض الضوء على الحياة الرسولية للكاهن وصعوباتها في هذا العصر.

اننا اليوم نعيش في بداية الالفية الثالثة، وان ملامح هذه الالفية تبدو مختلفة تماما عن قبلها. حيث اننا شاهدنا في نهاية الالفية الثانية تغيرات جذرية طرأت على العالم وبالاخص على النظام الاجتماعي العام . حيث وقعت كل الامم والشعوب تحت تأثيرات الثورة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والتغيرات الاقتصادية والحروب العالمية الاولى والثانية والحروب الاقليمية التي تركت اثرها على الانسان وحياته الروحية.

العقل الجماعي (العلماء بكافة اختصاصاتهم) منقسم على ذاته اليوم، قسم يسال هل يجب ان نسير خلف الحضارة ومنتوجاتها الجديدة بدون خوف او الشك او التدقيق والفحص والتاكد من مسارنا؟ وقسم الاخر يسال هل يجب علينا التوقف وفحص هذه المنتوجات والمباديء والقوانيين الغريبة التي انتجتها الحضارة الحالية، نحلل نتائجها على ضوء المباديء والقوانين ومسلمات الحضارة الانسانية الجامعة سواء كانت روحية ام فكرية؟.
 فسبب هذا الانقسام هو ظهور شعور يرافقه الخوف عند معظم الناس على مستقبل الحياة بكافة صيغها، فالخوف على الكوكب الاخضر اليوم موجود عند معظم المهتمين بغض النظر عن درجة ثقافتهم او شاهاداتهم، والكل يعترف ان هذه الخطر جاء بسبب نشاط الانسان العشوائي عبر القرون الاخيرة حينما تصرف في بيئته بدون مسؤولية، بكلمة اخرى لم يعد محبة القريب عند الانسان المؤمن كافية بل تعددت  ليشعر بمسؤوليته اتجاه الطبيعة والكائنات الحية الاخرى.

حينما تجعل شخصا يشعر بمسؤوليته بهذا الحجم اليوم،  بلا شك ستكتشف هناك صعوبات وثقل اضافي على كاهل اي معلم روحي او تربوي بالاخص الكاهن. فالكاهن يحمل رسالة معلمه وحارس لها، مهمته الرئيسة اعطاء الاسرار المقدسة التي تؤدي الى نيل النعم الروحية. ان الكاهن كما يفهم العامة هو رئيس الكنيسة من الناحية الروحية والادارية( )، لهذا من واجبه العيش بموجب هذه التعاليم والمباديء وتطبيقها في الحياة الاجتماعية اليومية،  احيانا شخصية الكاهن ترتفع عند العامة الى درجة القداسة لانه يمثل السيد المسيح،  لهذا حياته ومواقفه يجب تحاكي سيرة المسيح نفسه بين الجماعة المؤمنة، وهذه ليست بسهلة، فمن مهامه اعطاء النصائح و شرح التعاليم وتفسير مبادئها، فهو طبيب روحاني، يساعد المؤمن المسيحي الى العيش بالتقوى والفضائل ونيل النعم الروحية.

من هنا يجب ان نعلم ان مهمة او مسؤولية الكاهن ليست بيسرة كما يظن البعض، لا سيما في الوقت الحاضر، الكاهن عادة يسال نفسه كيف يستطيع ان ينقل التعليم المسيحي في عصر كادت حواس الانسان تعطب من التحسس الروحي؟،  فالنفوس لم تعد تشتاق الى  الفضائل  الروحية و لا ترغب ان تنال نعمة الخلاص!،  لان سيمة العصر او الحضارة الحالية كلها مبنية على النظرية المادية المعاكسة للايمان، بل العصر كله ارتدى ثوب الفلسفة المادية. فما الذي يجب يعمله كي يجعل الاخرون يبقون مستقرين على ايمانهم وممارسة تقواهم؟

اذا تاملنا في تاريخ الكنيسة الطويل (سجل العمل الرسولي)، سنجد انه تاريخ حافل  بالانجازات الانسانية والعلمية والفلسفية العظيمة، فسيرة القديسين والابطال المؤمنين تشهد على ذلك،  بل هي الان بوصلة لطريق للخلاص عند الاخرين، بلا شك هناك الاف القديسين الذين عاشوا كالشموع التي اشتعلت كي تنير درب المؤمنين في مسيرتهم الروحية، هؤلاء الابطال كان لهم دور كبير في تحويل الانسانية من العيش بموجب قانون الوحشية والبربرية في الغابة، الى تبني قانون المحبة والايمان كمبدا في الحياة، فتركوا مبدا القوة للدفاع عن الذات وحماية حقوقهم وافراد عائلتهم، واستبدل بمبدا المحبة والتسامح والايمان بالعدالة والمساواة بين البشر بغض النظر عن اي اختلاف، هذه النتائج لم تكن سهلة امام اعرق مؤسسة روحية هي الكنيسة، لهذا مسؤولية المؤمن ايضا ازدادت مع هذه التحديات، لان الكنيسة هي الكاهن مع الجماعة المؤمنة.

وبمناسبة رسامة الاب فاضل القس اسحاق خور اسقف بعد خدمته الروحية الطويلة، لاسيما هنا في ملبورن نهنئه شخصيا ونهنيء ابناء كنيسة الروح القدس في ملبورن جميعا بهذه المناسبة العزيزة، ونتمنى له كل التوفيق في مسيرته الروحية. ليضع كل واحد منا نفسه في مكان الكاهن (اي كاهن) حينما ننتقده حينها نجد كم هي الصعوبات امامه.  فالعصر هو "عصر الانا"، حب الذات -الفلسفة الفردانية او الانانية المقيتة.

لنتذكر قول يسوع المسيح في هذه المناسبة التي تجسد بالحقيقة سيرة اي كاهن او مؤمن مكرس حينما قال لتلاميذه: " الحق الحق اقول لكم، ان الحبة ان لم تقع وتمت تبقى وحدها، وان ماتت اخرجت حبا كثيرة  يوح 12/24". كما نود نذكر القراء وكل مؤمن بقول اخر للرب يسوع المسيح :" ما من احد يضع يده على المحراث ثم يلتفت الى الوراء، يصلح لملكوت الله. لو 9/62". لان كرم الرب بحاجة الى العمال والعملة فيه قليلون في هذا العصر، الله يبارك حياة ابونا فاضل مع جميع الكهنة المسيحيين.


32
النص الصوتي والصوري للمحاضرة التي القيتها في ضيافة اخوية مريم العذراء حافظة الزروع- ملبورن بتاريخ 28 ايار 2022 تحت عنوان" دور الفلاسفة والمترجمين واللاهوتيين المسيحيين في بناء الحضارة العربية والعالمية" اتمنى تنال رضاكم
للمشاهدة والاستماع يرجى فتح الرابط ادناه.
https://www.facebook.com/100000979647616/videos/748486202819225/

33
الفلسفة الغنوصية/ الجزء الاول
بقلم يوحنا بيداويد
نشر المقال في مجلة بابلون العدد 26  التي تصدرها نخبة من المفكرين والباحثيين والكتاب الكلدان   في مدينة ملبورن وحول العالم.


المقدمة

الغنوصية مدرسة فكرية، مزجت بين الفكر الفلسفي والديني في تفسير الوجود و الظواهر الكونية والحياة، معتمدة على التاويل والتجربة الاشراقية التي يمر فيها الشخص (الغنوصي) والخبرة الروحية الصوفية التي يكتسبها الفرد والتي تمكنه في فهم الاسرار العلوية لهذا العالم. ظهرت الغنوصية  قبل المسيحية بقرنين تقريبا، وازدهرت وتطورت بعدها لحد القرن الرابع الميلادي، ثم عادت لتقهقهر وتتراجع بعد ذلك، وبحدود القرن العاشر اختفت تماما بعد ان بسطت المسيحية نفوذه على اروبا. لكنها  عادت لتظهر الى مسرح الاحداث  في منتصف القرن العشرين بعد اكتشافات  اللفائف في الموقعين (القمران و نجع حمادي).
اعتبرت المسيحية الغنوصية منبعا للبدع والهرطقات التي ظهرت ضدها في القرن الثاني والثالث الميلادي، لكن بعض الدارسين والنقاد يعدونها حركة توفيقية بين الفكر الديني والفلسفي التي رافقت انتشار المسيحية في القرون الاولى.  ترجع جذور الفكرة الجوهرية  للغنوصية، الى الفكرة " الثنائية"  التي كانت موجودة في الفلسفات الاغريقية القديمة والاساطير الديانات البابلية القديمة، والديانة (الهرمسية) في مصر ولكن اكثر وضوحا في الديانة (الزرداشتية) في بلاد فارس، والبعض الاخر يرجع اصلها الى الحضارة الهندية (الهندوسية- والبوذية).

من الناحية الفلسفية كانت الغنوصية متاثرة بالمدارس الفلسفية الاغريقية  بالاخص الفيتاغورسية والرواقية والابيقورية وافلاطونية الحديثة (افلوطين) وفلسفة فيلون الاسكندري التاويلية لعهد القديم(1). انتشرت الغنوصية في جميع بلدان الشرق الاوسط، وتاثرت بافكارها جميع الديانات الوثنية واليهودية والمسيحية والاسلامية، معظم اعلامها  المعروفين كانوا من المسيحية الذين حاولوا تفسير مفهوم الثالوث وكيفية الوصول الى المعرفة الصادقة بطريقة مختلفة عن اللاهوت المسيحي المعتمد و لمثبت في قانون الايمان منذ 1500 سنة..

الفكر الغنوصي ومصادره

كلمة (غنوص) كلمة اغريقية ترجمتها تعني المعرفة او العرفان (امتلاك المعرفة او اسرار عالية السرية)، ثم تطورت واخذت بعدا جديدا مثل علم الالهيات او (اللاهوت)، والبعض الاخر اعطى كلمة(الغنوص) وصف الاستنارة، التي تصل  بصاحبها الى امتلاك الهام او النبوءة لمعرفة الحقائق السرية للوجود و الكون او الكشف عن مسسبات ظواهره(2).
عادت الغنوصية الى تحت الاضواء بعد ان اكتشافات قمران عام 1947م (3) واكتشافات (نجع حمادي) الذي حدثت على يد قروي اسمه محمد علي السمان الذي خرج يبحث عن سماد طبيعي (السبخ) في نفس الوقت تقريبا، ووقع عينه على حجرة (انية فخارية) كبيرة  حمراء اللون، طولها  حوالي متر تحت التراب، بعد ان كسرها ، وجد بعض الكتب المجلدة  لها غلاف جلد بني. حملها الى البيت، ورماها بين القش الذي كانت تستخدمه امه في التنور، فاحرقت بعض اجزائها الى ان صدف مرور كاهن من هناك اسمه القمص باسليوس عبد المسيح،  تعرف عليها، ثم اخبر محمد عن اهميتها.  بعد دخول محمد في عملية ثأثر بعد ان قتل ابيه، سلمها او باعها الى الكاهن باسليوس الذي بدوره نقلها الى احد المتاحف التابعة للكنيسة القبطية، التي قامت بترجمتها، ثم تدخلت الحكومة المصرية فاصبحت وثائق وطنية، ومن بعد تلك اللحظة بدات اعلام العالم يسلط الاضواء عليها لحد اليوم، ما ازاد من قيمتها التاريخية هو اكتشاف بان هذه اللفائف الورقية تحتوي على بعض اجزاء من الاناجيل المنحولة التي لها علاقة كبيرة بالتيارات الفكرية المتاثرة بالغنوصية(4).

الغنوصية كحركة فكرية كانت  تبحث عن المعرفة والحكمة والارشاد، كذلك كانت حركة سرية باطنية تحتفظ باسرارها بين اعضائها على غرار المدرسة الفيتاغورسية، لكن احينا  تتجلى بعض من هذه الاسرار في الحياة الاجتماعية لافرادها، تعتمد الغنوصية بصورة رئيسية على الحدس او التاويل الوجداني للشخص(5)،  لهذا هي شديدة التاثير على الشخص من خلال الاسئلة البسيطة والمصيرية التي تطرحها، فتؤثر بسرعة على المستمع وبالتالي تحوله كليا من ارتباطاته السابقة كالعقيدة والتراث والعادات (6).

بحسب ميثولوجيا الغنوصية ان البشر موجودون في هذه الحياة على الارض بسبب خطا قام به احد افراد الالهة المتعالية الذي هو اله الحكمة (صوفيا)، حينما قام بعمل فردي دون علم الاله الاعلى (الملا الاعلى) به او شريكه من اجل تحقيق كمونه الفطري للابداع (تحقيق ذاته او تكامله). (الديميورغوس) هو مبدا الحياة والموت(الفساد) في هذه الحياة، حيث تهب الالهة الحياة لفترة وجيزة ثم لا تلبت تقضي عليها. تطورت هذه الفكرة بعد ان ظهر مفهوم الخلاص المسيحي، الذي يعطي مبررا لتجسد المسيح (كلمة الاله) من اجل القضاء على جميع الشرور وتحقيق الخلاص لجميع البشر


علاقة الغنوصية بالاديان
الهرمسية:
هناك صور واشارات واضحة في الديانة الهرمسية المصرية القديمة(7)عن الغنوصية، حيث يقول العقل الالهي الى (هرمس) : "ان لم تجعل نفسك مساويا لله، فانك لن تستطيع تدرك الله، ذلك لان الشبيه يدرك الشبيه."(8). وفي مكان اخر يؤكد اله الهرامسة  الاستسلام الى الرذائل تقود الانسان الى الضياع، وهذه تاتي حينما يعجز الانسان عن التفكير انجاز الخوارق والعجائب، او لا يؤمن بانه يستطيع الوصول اليها او صنعها لان الله لا يكون قريب من ذلك الانسان. بعكس ذلك حينما تطمح بالمعرفة وتبحث عنها وتتدرب على الطرق المؤدسة لها ستجد الله يكون مرافقا لك في مكان وزمان وستنجح وتنجو من خطر والمصائب(9).

اليهودية:
طرحت الغنوصية بعض الاسئلة التي تلهب مشاعر المستمع في البحث عن اجوبتها مثل من نحن؟ الى اين نحن سائرون؟ من اين اتينتا؟ حاول الغنوصيون ايجاد اجوبة توفيقية على غرار محاولات الفيلسوف اليهودي فيلون الاسكندري ايجاد تاويلات للعبارات واقوال والقصص الموجودة في العهد القديم(10). الا انهم تفسيرهم كان مخالفا لما انتهى به التاويل في الكتاب العبري. حيث انتهى تاويلهم او حدسهم الى نتيجة على ان الانسان خارج العالم المادي وانه كائن سماوي (على غرار فكرة كلكامش) وان الاله الادنى (الديميورغوس) الاله العبري هم من ضلل الناس باقواله المزيفة، لهذا فهو عدوا الله وعدو البشر(11). وحينما تاثر بعض اللاهوتيين المسيحيين بهذه الافكار  جعلوا من المسيح اول غنوصي، وان مهمة اله العهد الجديد هي تصحيح خطا اله العهد القديم، لان كان الها شريرا، كاذبا ومسؤول عن كل الشرور الموجودة في العالم(12).

الزرداشتية
ان تاثير الزرداتشتية على الغنوصية ياتي من خلال استعارة الاخيرة  فكرة اله الخير واله الشر الموجدان في الكون من الاولى. ففي بداية  الغنوصية كانت فكرتهم ان الله (الملا الاعلى) الذي له وجودا معقولا غير قابل للادراك مطلقا، صدرت منه ارواح (ايونات مزدوجة ذكر وانثى). احد هذه الايونات ( الارواح ) طرد من العالم المعقول. ومن هذا الايون، صدرت ارواح شريرة مثله، وصدر  منه ايضا العالم المادي المحسوس . لكن كان هناك مشكلة كيف يمكن من اله معقول غير قابل للادراك يصدر منه ارواح شريرة محبوسة في المادة؟. فقاموا باستعارة  فكرة وجود الهين في الكون هما الخير واله الشر في الوجود من الزرداشتية(13).


الصائبة المندائية
بعض النقاد يصنفون  الصائبة المندائية هي الفرقة الوحيدة من الفرق الغنوصية (العرفاني السري) القديمة المتبقية والموجودة في العراق حاليا فقط. هي ديانة تتبع مار يوحنا المعمذان، متاثرة بافكار الديانات السرية مثل  فرقة الاسينية، والزرداشتية الثنيوية. انتشرت على ضفاف نهر اردن حيث عمذ يوحنا المعمذان المسيح. ثم هجروا الى هجروا الى جنوب العراق والاحواز. حيث يستوجب عليهم العيش على ضفاف الانهار  بسبب فرائض وتعاليم ديانتهم التي يشوب الغموص والسرية.(14).
المانوية:  ان مؤسس هذه الديانة هو ماني بن فتك الغنوصي ( 216-276 م) الذي ولد في مدينة بابل وبشر فيها. قام بدمج افكار وتعاليم  اكبر ثلاث ديانات معا على غرارالمدرسة الغنوصية، وانتاج ديانة عالمية جديدة من المسيحية والبوذية والزرداشتية، لكنالملك الفارسي بهرام بن شابور قضى عليه بتحريض من كهنة الزرداشتية، بسبب تعاليم ديانته الصوفية والمخالفة للزرداشتية لهذا يمكننا القول ان المانوية كانت المحاولة الاخيرة  لتجديد الديانة الغنوصية لكنها فشلت بسبب حرمانها.

التعليق والمناقشة
لقد خرجت من بطانة الغنوصية  معظم الهرطقات ضد المسيحية في القرون الثلاثة الاولى، لقد حاربتها الكنيسة بكل ما تمتلك من النفوذ والفكر والقوة. وعلى الرغم من محاولات الاباء الاوائل للكنيسة القيام  بصدها وغربلتها، الا ان افكارها  تركت اثرا على  الفكر اللاهوتي، لهذا نجد بعض من اعظم اللاهوتين في الكنيسة حرموا او وفقدوا مكانتهم في الكنيسة، بسبب ميلهم الى التفسير الغنوصي عن الثالوث المقدس او انزلاقهم افكاره موالية لها مثل اريجنوس الاسكندري(15)، كذلك نجد الجدالات والحرمات والانقسام التي حصلت القرون الاولى من المسيحية في الكنيسة كانت بسببها. في العدد القادم سنتحدث عن اهم التيارات الغنوصية وافكارها وكيف رد الكنيسة عليهم .

--------------------------------------------------
1-   فيلون فيلسوف يهودي عاصر السيد المسيح (30 ق.م---- 50م)، حاول ايجاد طريقة توفيقية بين الفلسفة الاغريقية و الديانة اليهودية وكتاب العهد القديم..
2-   ملامح الفكر الفلسفي والديني في مدرسة الاسكندرية القديمة، د حربي عباس عطيتو، تقديم د. علي عبد المعطي،دار العلوم العربية، بيروت – لبنان، 1992، ص 269.
3-   قرية تقع شمال اريحا على بعد 12 كم.
4-   الحركة الغنوصية في افكارها ووثائقها، الخوري بولص الفغالي، الرابطة الكتابية، عمشيت- لبنان، 2009، ص 158.
5-   الانسان والله،ج1 لاهوت عقائدي، المطران كوركيس كرمو، مؤسسة اورينت، ميشكان، الولايات المتحدة، 1987، ص 52.
6-   الحركة الغنوصية في افكارها ووثائقها، الخوري بولص الفغالي، الرابطة الكتابية، عمشيت- لبنان، 2009، ص 12.
7-   - الهرمسية هي الديانة المصرية القديمة التي تعود الى القرن الرابع قبل الميلاد، مؤسسها هرمس طوط الذي هو اله الحكمة والفنون او رسول الالهة العظام.
8-    الحركة الغنوصية في افكارها ووثائقها، الخوري بولص الفغالي، الرابطة الكتابية، عمشيت- لبنان، 2009، ص 271.
9-    نفس المصدر، ص 271
10-    نفس المصدر، ص 250-256. وص 278
11-    نفس المصدر، ص31.
12-   نفس المصدر، ص 210.
13-    نفس المصدر، ص 274.
14-    ذات الجريحة، سليم مطر ( اشكالية الهوية في العراق والعالم العربي – الشرقمتوسطي)، المؤسسة العربية للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، 2000، ص 440.
15-    الحركة الغنوصية في افكارها ووثائقها، الخوري بولص الفغالي، الرابطة الكتابية، عمشيت- لبنان، 2009، ص 80.





34
قناة اور الكلدانية
تقدم لقاء مع شخصية كلدانية
الحلقة الاولى
لقاء مع الكاتب والناشط الكلداني يوحنا بيداويد
الموضوع/ حذف اسم بابل من عنوان البطريركية الكلدانية
اعداد وتقديم : هيثم ملوكا
اخراج : عائد اسمر

للمشاهدة يرجى فتح الرابط ادناه
https://www.youtube.com/watch?v=Sfi-AFkqCfA&t=49s

35
مقابلة قناة القيامة مع الكاتب يوحنا بيداويد حول تاريخ الجالية الكلدانية في ملبورن/ الجزء الاول
بتاريخ 28 كانون الثاني 2022
في هذا الجزء تحدثنا عن تاريخ تاسيس رعية مريم العذراء حافظة الزروع في ملبورن، مرحلة ما قبل تاسيس الرعية ومن ثم وصل الاب الراحل عمانوئيل خوشابا، ومعلومات عن مسيرة  هجرة الكلدان بعد حرب الخليج الى ملبورن مساعدة الكنيسة الكلدانية وجمعية الحضارة الكلدانية في تقديم المساعدات من عمل كفالات الى وصولهم واستقرارهم وعملية شراء الارض ومشاكلها وبناء الكنيسة الجديدة في مركز كامبيلفيد وبعد ذلك شراء كنيسة مار كوركيس وغيرها ونشاطات اخوية مريم العذراء حافظة الزروع في ثلاثة العقود الماضية وغيرها من المعلومات المفيدة..


ملاحظة
 ​في اسبوع القادم ان شاء الله، في الجزء الثاني، سنتحدث عن دور المؤسسات القومية للكدان في خدمة ابناء شعبنا في مدينة ملبورن شكرا للاعلامية جنان يوسف وكادرها لهذا الجهد الكبيرر الذي يقومون به.

للمشاهدة يرجى فتح الرابط ادناه
https://www.youtube.com/watch?v=m135czeSa8Y

الجزء الثاني من مقابلة قناة القيامة
في هذا الجزء  تحدثنا عن نشاطات المؤسسات المدنية  الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  والرابطة الكلدانية والجمعيات والنوادي القروية في خدمة الجالية واستقبال المهاجرين والشيروات
https://www.youtube.com/watch?v=-4UOyV9FIIc
تعديل المشاركة

يوحنا بيداويد

36
الجزء الثاني من مقابلة قناة القيامة
في هذاالجزء  تحدثنا عن نشاطات المؤسسات المدنية الجمعيات والنوادي القروية
https://www.youtube.com/watch?v=-4UOyV9FIIc

37
مقابلة قناة القيامة مع الكاتب يوحنا بيداويد حول تاريخ الجالية الكلدانية في ملبورن/  الجزء الاول
بتاريخ 28 كانون الثاني 2022
في هذا الجزء تحدثنا عن تاريخ تاسيس رعية مريم العذراء حافظة الزروع في ملبورن، مرحلة ما قبل تاسيس الرعية ومن ثم وصل الاب الراحل عمانوئيل خوشابا، ومعلومات عن مسيرة  هجرة الكلدان بعد حرب الخليج الى ملبورن مساعدة الكنيسة الكلدانية وجمعية الحضارة الكلدانية في تقديم المساعدات من عمل كفالات الى وصولهم واستقرارهم وعملية شراء الارض ومشاكلها وبناء الكنيسة الجديدة في مركز كامبيلفيد وبعد ذلك شراء كنيسة مار كوركيس وغيرها ونشاطات اخوية مريم العذراء حافظة الزروع في ثلاثة العقود الماضية وغيرها من المعلومات المفيدة..


ملاحظة
 ​في اسبوع القادم ان شاء الله، في الجزء الثاني، سنتحدث عن دور المؤسسات القومية للكدان في خدمة ابناء شعبنا في مدينة ملبورن شكرا للاعلامية جنان يوسف وكادرها لهذا الجهد الكبيرر الذي يقومون به.

للمشاهدة يرجى فتح الرابط ادناه
https://www.youtube.com/watch?v=m135czeSa8Y
يوحنا بيداويد

38

تعقيب على اراء د عبد الله رابي في مقابلته الاخيرة بخصوص الرابطة الكلدانية
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
 كانون الثاني

 اجرى الصديق العزيز الكاتب هيثم ملوكا مقابلة طويلة ومفصلة مع المفكر الاكاديمي  والباحث العراقي الدكتور عبد الله مرقس رابي  تحت عنوان :
" حوار مع المفكر والباحث العراقي الكلداني في علم الاجتماع الدكتور عبد الله مرقس رابي"  على  الرابط
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1028225.0
تطرق فيها عن مسيرته الاكاديمية وابحاثه والمواقع التي شغلها اثناء وظيفته كاستاذ في جامعة الموصل، كما تطرق الى الشؤون القومية والاجتماعية ومستقبل مجتمعنا المسيحي في الشرق الاوسط من الكلدان والسريان والاشوريين، ومن خلال السؤال السابع والثامن تطرق بصورة مركزة على الرابطة الكلدانية ومستقبلها.

في البداية اشكر الصديق العزيز القديم هيثم ملوكا لهذا التوجه الجديد الذي اتخذه، اجراء المقابلات مع الشخصيات المهمة في مجتمعنا واتمنى له كل التوفيق. اود ان اعقب فقط ما جاء في ارائه بخصوص افكار واراء الباحث والعالم الاجتماعي د. عبد الله رابي عن الرابطة والاحزاب القومية الكلدانية اكثر من بقية المواضيع التي تحدث عنها.

كما يعلم الجميع قامت صداقة كبيرة بيني وبين الدكتور عبد الله من خلال الحوار والنقاش وتبادل الاراء من خلال التلفون والانترنيت، انا شخصيا اعتبره قامة نادرة في مجتمعنا الكلداني والمسيحي. في هذه المقالبلة اتفق معه بعض الفقرات تماما و في نفس الوقت لا اتفق معه في بعض الجزئيات لان لم يطلع على كل مجريات الامور.لكن انا احترم رايه اي كانت، ومن واجب اعضاء الرابطة اثبات للقراء موقفهم ان كانت عكس ارائه او وضع توضيح لما اتى في اقواله كما سافعل هنا.
ملاحظتان مهمتان:
- اود ان اؤكد ان هذه الملاحظات والاراء التي اكتبها هي ارائي الشخصية التي ليس لها بالموقف الرسمي للرابطة  فارجو الانتباه الى ذلك.
-  كما اود ان اؤكد انني هنا ساكتب للتاريخ بكل صدق وامانة وعن ما اؤمن به، وعن ما اعرفه، وما كنت ارغب بتحقيقه من خلال مشاركتي وعملي في الرابطة ككاتب وكناشط كلداني شارك في تاسيس الرابطة الكلدانية العالمية وغيرها من المؤسسات الكلدانية والمسيحية.


ساضع تعقيبي على شكل نقاط لتسهيل الامر على القاريء:
- ان قضية تمثيل الكلدان على مستوى الدولة العراقية بعد عام 2003، اي بعد مجيء الحكومات الطائفية او القومية او المكوناتية ( مكونات) لم تكن لصالح الكلدان ابدا. لاسباب  يعرفها الجميع، ان الكلدان كانوا دائما وطنيين اكثر ما قوميين او طائفيين، لهذا في ظل الحكومات الطائفية كان لهم مصاعب جمة وكادوا يفقدون ذكر هويتهم في الدستور! 

- الاحزاب الكلدانية والمؤسسات الكلدانية التي تاسست بعد 2003 والمهجر في الوطن لم تستطيع تمثيل الكلدان او تاخذ مكانة لها بين الاحزاب والكتل الطائفية الكبيرة في العراق ولا الحصول على شيء ملموس من حقوقهم من الحكومات المتعاقبة لاسباب كثيرة ليست موضوعنا الان.

- اما فكرة تاسيس مظلة كلدانية عالمية كانت موجودة لدى اغلب نشطاء الكلدان والدليل حصول مؤتمرين للكلدان في امريكا  قبل تاسيسها لتوحيد الصف الكلداني لكن هيهات لاسباب تحدثنا مرارا عنها وهي نفسها التي اعاقت مسيرة الرابطة.

- فكرة الرابطة الكلدانية ايضا طرحت على غبطة البطريركة بعد ان تخمرت عند المسؤولين والنشطاء الكلدان، بكلمة اخرى حينما وصلت الحاجة لها، فهي ليست تماما من بناة افكار غبطته لوحده حقيقة كما اشار د عبد الله،  لان الرجل لم يكن لا قومي ولا سياسي ولا ناشط كلداني وانما كاهن، ثم اسقف، ثم انتخب الى السدة البطريركية، و ان اهتماماته ومسؤولياته لا زالت روحية بصورة رسمية. لكن الفكرة نقلت اليه من قبل بضع نشطاء قلائل له، على ان تقوم الكنيسة الكلدانية بدعم تاسيس مظلمة كلدانية عالمية وتدافع عن حقوقهم، تركز في اولوياتها على الدفاع عن الهوية الكلدانية، لانها ( اي الكنيسة ) كانت ولا زالت هي الام الشرعية لهذا الشعب، ولا يوجد من يوحد بين الفرقاء من الكلدان في مثل هذه الظروف حول مباديء موحدة سوى الكنيسة لانها المؤسسة الوحيدة يتعبها ابناء شعبنا، ولها المكانة والمصدقية والامكانية وكلامها مسموع من الكلدان، هكذا  مثل طرحت مثل هذه الافكار على غبطته من عدة اطراف عن كيفية اقامت المؤتمر والتحضيرات والدعوات وتحمل المصاريف.


- فعلا قامت الكنيسة بالتحضير للمؤتمر التاسيسي، الذي انعقد في1-3 تموز 2015 في مدينة عنكاوا، حضرة غبطة البطريرك مع سبعة اساقفة من العالم والوطن وعدد من الكهنة والمسؤولين والناشطين من العراق ومن اوروبا وامريكا واستراليا  وقدموا كل واحد غبطته والسادة الاساقفة دعم ملموس للرابطة،  كما ان المؤتمر تمت ادارته من قبل غبطته مع المطران باسليوس .

- لهذا كعضو مشارك في مرحلة تاسيس الرابطة وعضو مشارك في المؤتمر التاسيسي وكعضو في المؤتمر الاول وكرئيس فرع ملبورن لمدة ستة سنوات تقريبا وكذلك مسؤول الهيئة الاعلامية للرابطة في فترة ما، اود ان اقول ان غبطة البطريرك والسادة الاساقفة لهم فضل في تاسيس هذه المظلة المهة التي تمثل الكلدان وتهدف حماية هويتها والدفاع عنها. بدليل تحملت الكنيسة والسادة الاساقفة في تكاليف المؤتمر التاسيسي وكذلك المؤتمر الاول. هذه المواقف الايجابية للكنيسة ولغبطته لا يمكن نكرانها اوالتغاضي عنها.

 
لكـــــــــــــــــن بالمقابل يجب ان نقول بكل وضوح وبكل جراة وصراحة حصلت بعض السلبيات في العلاقة بين الرابطة والكنيسة  كما يلي
- ان فكرة الكنيسة يبدو لحد الان غير دقيقة عن مفهوم القومية، ان الكنيسة كانت تعامل مع الرابطة كاخوية كلدانية عالمية يجب ان تكون قريبة من بطانتها وقراراتها في بعض الاحيان وهذا امر غير صحيح دائما.

- ان ابائنا رجال الدين بصورة عامة يجهلون مفهوم القومية ومقوماته حسب منظور علم الاجتماع وعلم النفس، انه غريزي الى الاعماق مثلما تكون حاجة الجائع او العطشان الى الطعام والماء. وان تاثير الشعور بالعرق (الشعور القومي)، يختصرونه كله بالشعور الديني او الايمان بالمباديء وتعاليم الدينيةز هذا صحيح لنسبة معينة من الناس منهم قسم من الكلدان لان لم يعيشوا تاثير الشعور القومي عليهم ومثلهم العرب الشيعة حاليا، لكن في هذا العصر الشعوب بدات ترجع الى جذورها خوفا من الضياع في الفيضان المعرفي الذي انتجته وسائل التواصل التكنولوجي.
 
- لكن الحقيقة ليست كذلك عند الاغلبية. هناك شواهد قديمة وحديثة وحية  تعطي دلالات ان تاثير الشعور القومي او  الحاجة للهوية او  الافتخار بالجنيسة (مفهوم جديد) هو اقوى من المشاعر والوجدان لاي شيء اخر، لا تسيما نحن نعيش عصر مادي وعلماني بحت، حيث ان الشعور القومي يعتمد على عدة عوامل منها البيئة او التربية والنزعات الشخصية الاخرى
 ( يمكن قراءة المزيد عن تاثير النزعات على المقالالتالي:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1026357.0.html )
 لكن في النهاية التمسك والرغبة في الدفاع عن العرق او الذات الكبيرة( الهوية القومية) كبير لا سيما عند الجهلة.

- كما نوهت شخصيا ونوه غيرى من الكتاب والمثقفين والاكادمين والباحثيين الافاضل ان حالتنا (وضعنا) الكلدان او السريان اوة الاشوريين او الارمن او المارونيين هي حالة مختلفة عن حالة الشعوب والامم الكبيرة التي لها عشرات الملايين من النسمة، وان خيار الحفاظ على الهوية و اللغة يقوي من الشعور الديني وبقائه، لان لكلاهما علاقة بالحياة الاجتماعية.

-   لهذا من الضروري ان يكون هناك تعاون بين القادة القوميين( السياسيين والنشطاء والكتاب والفنانين...........الخ) لحماية الهوية (اللغة والعادت والتقاليد والقيم) الامر يساعد على التمسك بالهوية الروحية (الديانة المسيحية). في النتيجة لهما مهمة واحدة هي الحفاظ على هذه القلة القليلة الباقية من ابناء شعبنا في المهجر والوطن.

- فمهمة الرابطة كما هو موجود في اولوياتها هي حماية الهوية الكلدانية كقومية وليس كما حاول البعض او يحاول تصغيرها او تضعيفها او جعلها غامضة.
الان ساتطرق على ايجابيات وسلبيات مسيرة الرابطة بصورة مختصرة لان كنت من اللجنة التحضيرية التي شكلت للدراسة عنها.

- كما قلت سابقا وساقولها الان والى الابد لن نجد فكرة او نظام اخر او مؤسسة اخرى افضل من فكرة الرابطة الكلدانية، ولن يكن هناك مؤسسة تستطيع العمل طريقة موسعة وشاملة حول العالم اسهل من الرابطة، في حالة التزام كوادرها العمل  بالموضوعية وبمبادئها التي اثبت بالفعل والقول بعض الانجازات التي تحققها اكثر اي من الاحزاب الكلدانية الذي كان ولا زال تمويل من الحكومة الكردية والمركزية.

- الرابطة فتحت ابواب العمل فيها، لكل نشطاء الكلدان في العالم، البعض وليس الكل وقف موقف المتفرج لحين يعرف مدى نجاحها، والبعض الاخر كان يبحث عن الالقاب والمناصب الامر الذي لم يكن من مشاريع الرابطة، والبعض الاخر زعل لان لم يتم دعوته شخصيا!.

- الرابطة لم تقف  اي موقف معادي لاي حزب او مؤسسة او جميعة او جهة ان تقوم بنشاطات او خدمة للكلدان فمن يتهم اعضاء الرابطة يجب ان يكون منصف.

- ان جميع اعضائها خلال ستة سنوات لم يحصولوا على منصب او راتب او دعم من اي جهة هذا دليل اخلاصهم حسب درجات مختلفة، وعلى الرغم الاختلافات الموجودة بين قادة الفروع ومواقفهم ورؤيتهم للعمل، باستثناء السيد صفاء هندي الذي عين مستشارا لرئيس الوزراء لشؤون المسيحين.

- الجدير بالذكر ان الوزيرة ايفان ياقو صعدت الى وزارة على اكتاف الرابطة ثم قطعت علاقتها مع الرابطة. اذا كان قادتنا من الاحزاب والنشاط مثل هذه النماذج كيف نحقق شيئا لابناء شعبنا؟!

اما عن السلبيات الرابطة التي ذكرها الباحث الدكتور عبد الله ساكون صريحا جدا  مرة اخرى


- لقد شكلت الرابطة الكلدانية قبل سنة لجنة من ثمان اشخاص لدراسة السلبيات والايجابيات الرابطة منذ تاسيها لحد قبل سنة،  وبعد عدة اجتماعات قدمت اللجنة اربع تقارير شملت دراسة كل النواحي من مسيرة الرابطة، ستطرح للمناقشه قبل انعقاد المؤتمر المتوقع من اقامته خلال اشهر القادمة. هذه التقارير كانت موضوعية جدا في تشخيص السلبيات وكذلك الايجابيات  والعلاقة مع الكنيسة وتصحيح النظام الداخلي وهيكلية عملها  وتمويلها.

- نعم لدى هيئة الرئاسة والهيئة العليا (رؤساء الفروع) تقصير في عملهم وهم يعرفون موقفي ومواقفي غيري وتم مناقشة هذا الامر في الاجتماع الاخير بكل صراحة وقدم رئيس الرابطة السيد صفاء هندي توضيحاته وتبريراته.

- العلاقة مع الكنيسة علاقة عضوية ومصيرية، لكن اتفق مع د عبد الله يجب ان يتحمل مسؤولي الرابطة وقيادتها مسؤولية القرار والاستقلالية كما هو حال واقع جميع المؤسسات سواء كانت دينية او مدنية  خاصة التي على شاكلة الرابطة

- نعم بعض الفروع لم يقدموا شيء من النشاطات والخدمات لحماية الهوية الكلدانية كما اتى في تقرير اللجنة المذكورة.

- نعم لم تترجم كل اهداف الرابطة على الواقع لكن املنا يلتحق بالرابطة نشاطاء جدد ويحتلون مناصب الرابطة ويترجمون جميع الاهداف ويحققون على ارض الواقع في الدورة القادمة .

- قضية التمويل كانت موضوع احدى اللجان المشكلة لمناقشة مسيرة الرابطة وهي قضية شائكة و صعبة جدا حقيقة!

- شخصيا انا ادافع عن الرابطة وسابقى ان ادافع عنها سواء بقيت فيها في الدورة القادمة ام لم ابقى، هذا لا يعني انني ادافع عن شخوص الذين يديرون الرابطة، ولكنني كما قلت لن يكن هناك مؤسسة اخرى تستطيع تنتشر وتعمل حول العالم بهذه الطريقة او افضل منها.
في الختام اود ان اختصر مقال بالفكرة التالية

 تبقى فكرة الرابطة الكلدانية العالمية كمظلة عالمية للكلدان افضل مؤسسة للعمل في حماية الهوية الكلدانية، لكن بدون تسيسها او التركيز على المناصب والاحزاب، وانما التركيز على  احياء الوعي القومي لدى الشعب الكلدانية من خلال تعليم اللغة واحياء التراث والثقافة والتراث وتوثيق تاريخنا واقامة المؤتمرات والمحافل الرياضية الشعبية.

الرابطة لم ولن (حسب ما اظن)  كانت او ستكون حجر عثرة امام اي مؤسسة او حزب او  اي جهة تقوم بنشاطات او المطالبة بحقوق الكلدان في المحافل الدولية ولن تزاحمهم بل تفرح وتثني على جهود اي مؤسسة اخرى تخدمهم.

العلاقة مع الكنيسة مثل علاقة الام  مع بنتها، لكن على الام ايضا تعرف حدود تدخلها في قرار بنتها، معقول جدا ان تعلمها او ترشدها لكن الا تقرر لها ، يجب ان يتحمل  قادة الرابطة المسؤولية التي يديرونها بحسب النظام الداخلي ويتحملون مسؤولية قراراتهم امام الشعب لا ان تبقى في ظل الكنيسة او تتكيء عليها في كل قراراتها وخطواتها.

كما قلت نتمنى من الذي يرغب في خدمة الكلدان الانضمام الى مسيرة الرابطة بالانتماء والدخول في الانتخابات لان ستجري قريبا في كل الفروع حول العالم ومن احتلال المناصب والمسؤليات.

اخيرا اتفق تماما مع الدكتور عبد رابي ان حذف اسم كلمة "بابل" من عنوان الكنيسة كانت خطوة خاطئة،  اتمنى اعادة النظر فيها لا سيما اعضاء السينودس، واقترح تشكيل لجنة من الباحثين والمختصين والمؤرخين والذي لهم دراية كافية بالموضوع،  لان كما قلنا لم تكن هذه القضية ليست قضية عقائدية ولا روحية وليس لها علاقة باسرار الكنيسة، وانما هو لقب لكنيسة اغلب شعبها من الكلدان كما نوه غبطته بذلك بنفسه مرارا.

اتمنى ان اكون قد وفقت في توضيح بعض النقاط المهمة المخفية من مسيرة الرابطة والعلاقة مع الكنيسة.




39
ولادة المسيح لحظة نادرة في تاريخ البشرية
بقلم يوحنا بيداويد
https://youhanabidaweed.com/

اخواني واخواتي في الانسانية
ان  ولادة السيد المسيح في مغارة بيت لحم لحظة نادرة ومهمة في تاريخ الانسانية تستحق  التامل والدراسة فعلا؟!!. بولادته ولدت رسالة جديدة غريبة مختلفة عن سابقاتها، رسالة شعارها الاول والاخير الغفران والتواضع والرجاء والايمان بل اعظم من ذلك، ممارسة المحبة المباشرة الانسان الاخر دون شرط،او تميز او تحديد. رسالة استبدلت الحقد والبغض والعنف والكراهية والحسد والقتل والزنى والطمع، بالصلاة والصوم والاعمال الحسنة والخدمة المجانية والمساعدة الخفية، والفرح البعيد عن النشوة الجسدية.
 في ذكرى هذه المناسبة العظيمة علينا كبشر وكمؤمنيين ان نعود نعطي بعض الوقت لانفسنا للتامل والتفكير بحياة المسيح وتعاليمه وعلاقة معانيها بحياتنا.  ولادته المتواضعة في المغارة!، سيرته البسيطة، واخيرا  تعاليمه المملوءة من القيم الانسانية التي وصلت الى اعلى قمة يمكن ان يتصورها الانسان، الى حد ان افدى جسده لا فقط قربانا من اجل مفغرة خطايا، وانما الى ادات تجعلنا نشعر ونحس ونعي بالاخر من خلال تناوله، الاخر الذي هو كل انسان اينما وكيفما يكن!!. وعليه علينا ان نراجع ذواتنا وقراراتنا وتصرفاتنا، لان نحن على يقين ان الحياة علىى هذا الكوكب الصغير في هذا الكون الواسع تمر اليوم اكثر من اي لحظة اخرى في التاريخ، بظروف حرجة و ان مسيرة الانسان وحضارته التايهة التي وصلت الى اعلى قمة لها، لكن ايضا وصلت اعلى قمة  لها من الانانية واليأس والنشوة الفارغة.

علينا اجراء تحليلا لمعرفة ما هو فعلا مفيدا، وما هو مضرا لحياتنا ولعوائلنا وكنيستنا و لبلدنا الام العراق ولمجتمعنا ولاعراقنا وللانسانية جمعاء. اخواني اخطر  تصرف الان للانسان، انه يزدري كل شيء قديم لا لسبب  معين وانما  يشعر انه يحد منحريته الفجة، بل يعتبره قيد في يديه. بلا شك الحرية غير الملزمة بالوعي والمسؤولية هي مثل تصرف حيوان في غابة لا يوجد ما يحيده من اكل اي نوع من الحشائش الضارة او غير الضارة فيها حتى غريزيا.

 املنا ان يفهم الانسان من خلال تامله في هذه الايام  هناك مفهوم عميق لرسالة المسيح في تشديده على المحبة غير المشروطة، تلك المحبة الغريبة للكثيرين في هذه الايام، لانها لا تعطي الاولوية (لانا الصغيرة)  بل تهتم ب(أنا الشاملة) غير المحددة بالجنس او قوم او وطن او قبيلة او دين او شكل او لون او عمر او درجة الغنى او الفقر او العوق، تعطي الاولوية لكل انسان. اخواني اخواتي الاعزاء اغلب عجائب المسيح كانت مشروطة بالايمان، اي بقبول التغير، تغير الذات. في عالمنا المنهمك القوى من جراء الصراعات والتصدعات والعقد  الاجتماعبة نستطيع اليوم ايضا ان نعمل اعمال عظيمة، اذا كان لنا الاستعداد لقبول تغير ذاتنا. وكل عام انتم بخير.


كتبت  الصيغة الاولى لهذه الخاطرة في 18 كانون الاول 2012
وتم اعادة صياغتها في 24 كانون الاول 2021
  يوحنا بيداويد

40
رحيل ملفان تاريخ الكنيسة الشرقية الكلدانية وادابها.      

انتقل الى الراحة الابدية الاب البير ابونا ملفان  تاريخ الكنيسة الشرقية الكلدانية وادابها يوم امس الرابع من كانون الاول 2021
 
في هذه المناسبة الحزينة نقدم تعازينا الحارة لاهله واقاربه واصدقائه وطلابه
وكل اباء الكنيسة بمختلف درجاتهم الروحية
كما نثني ونشكر شخصيا  سيادة المطران مار بشار وردة وكافة العاملين في مركز ابرشية حدياب / اربيل لاهتمامهمم بالفقيد الراحل في سنينه الاخيرة
الله يجازيهم جميعا
نكتب الكلمات القليلة  التالية بحق معلمنا الذي طالما القى  علينا المحاضرات الكثيرة  في الدورة اللاهوتية او  في اخوياتنا في بغداد
 
رحل بالامس
 معلم الاجيال وملفان تاريخ الكنيسة الشرقية.
نعم  رحل بالامس معلمنا الشهير من عالمنا الناقص الى عالم الابدية الكامل  .
 نم قرير العينين ايها المعلم المجاهد بنشر  الكلمة.
نم قريرالعينين ايها العامل الامين في كرم الرب
.
برحيلك
سنفتقدك  كمعلما كنا نقتدي به.
سنفتقدك كطبيبا روحانيا ماهرا قلما نجد مثيلا له في هذا الزمن الفقير
الذي انتشر فيه مرض الانا في كل ثغرة من الوجود.

الرحمة والراحة الابدية لروحك

 كما اضع رابط المقابلة الرسمية التي اجريتها معه قبل حوال عشرة سنوات على موقع عنكاوا كوم. https://ankawa.com/forum/index.php?topic=503591.0
يوحنا بيداويد

41
خاطرة مهداة الى صديقي العزيز في اعدادية الشرقية جان يلدا

نعيش في عصر  ذو مزايا غريبة وعجيبة!!:
بقلم يوحنا بيداويد
4 كانون الاول 2021
1- نعيش في عصر، بعض الاجسام  اصبحت معدومة  الثقل، وبعض المفاهيم خالية من المعنى!!
2- نعيش في مرحلة، اختفى التاريخ من الوجود، كانما أبتلِع من قبل اللحظة!!
3- نعيش في عصر، فقد البعض شرف الرجولة والخصوبة، وبعض الاناث يكرهن الامومة،
بل اصبح الكلب اوفى من صاحبه!!
4- نعيش في ايام، السياسة لم تعد الفن الممكن وانما هي الامكانية على الكذب والخداع والسرقة!!
5- نرى بعض رجال الدين  في عصرنا فقدوا صوابهم وتخلوا عن مهمتهم، لهذا يكرهون حتى ملابسهم، بل البعض لا يلتزمون بما يعلمون او يبشرون!
6-  نعيش في عصر لم يعد  لجسد الميت كرامته!!
7- نعيش في عصر فيه اشترك كل من الدولار والحرية والفردانية بدفن مباديء العائلة في قبرا بلا كفن!!
8- الكتاب والقلم  اليوم اصبحا من اشد اعداء بعض الافراد والاقوام او الشعوب!
9- فقد العلم والمعرفة والاخلاق مكانتهم عند البعض، بل اهميتهم اصبحت مثل اهمية الطب الشعبي عند الطبيب!
10- نعيش في عصربلغت فيه الكراهية والانانية حدها، لو استطاع البعض لقاموا بمنع الشمس من الشروق على غيرهم.

 الويل لامة لا تمتلك ملكا مميزا تكون اعماله مثل افكاره، وتنضح منه فضيلة التواضع وحب الوطن والايمان بالقيم الانسانية 
كمبدا فوق كل القيم!!

 الويل لشعب لا يملك ملكا يقدسه شعبه لحكمته ولقراراته الحكيمة كما هي ملكة خلية النحل بين خليتها!!.


42
مقابلة اذاعة SBS Arabic 24 حول قصة هجرة كاتب الى استراليا
للاستماع وقراء نص القصة يرجى فتح رابد ادناه

شكرا للاخ الاعلامي علاء التميمي. وكل الاخوة. والاخوات العاملين في اذاعة sbs Arabic 24,
هذه نبذة مختصرة عن مسيرتنا في رحلة الهجرة. سوف ننشرها بصورة اكثر تفصيلة ان شاء الله
يوحنا بيداويد
https://l.facebook.com/l.php?u=https%3A%2F%2Fwww.sbs.com.au%2Flanguage%2Farabic%2Faudio%2Firaqi-immigrant-the-decision-to-immigrate-was-in-the-subconscious-as-we-used-to-live-in-a-big-prison%3Ffbclid%3DIwAR11xJ9ylWqOPMJ5RbRvZ3MZa6Tk08-Pyi8WzQ5bMNO4pwuhA8GOY-9Bbt8&h=AT1pV1pwh_bl-tptE8anvwVKUttwOegauDPLvYnq1liPvmrbis_ufmB_P71bWUBrREV_Up8k87SAF_WADC3qOBBum-6UZ_5MKWMFVWwgJVjfMCk8K5momMyqtmADpl7Ck14J6hCdnCd6CaE

43
النزعات النفسية الرئيسية وتاثيرها على القرارات الشخصية / الجزء الثاني
بقلم يوحنا بيداويد
27 تشرين الاول 2021
الموقع الشخصي:
 https://youhanabidaweed.com

ملاحظة
هذا البحث يفيد لقادة المجتمع اي كان موقعهم، وكذلك يفيد افراد اي مجتمع او عرق  بصورة عامة، حيث يكشف لهم دور النزعات الرئيسية  الموجودة عندهم وتاثيراتها على مواقفهم وقراراتهم ونتائجها.

المقدمة
تحدثنا في الجزء الاول من هذا المقال - رابط المقال الاول(1)، عن النزعات (الدوافع) التي تؤثر على نفسية الانسان حينما يكون في ظروف تجبره  على اتخاذ قرارات مهمة في حياته، وتؤثر على دوافعه(رغباته). في هذا الجزء سوف نتحدث عن اهم التاثيرات التي تتركها هذه الدوافع على سلوك الانسان من خلال تمسك افراد مجتمع ما (العرق) بالمُثُل العليا والقيم والعادات والمعتقدات والاراء الخاصة به.

 ان الخصائص المشتركة (العادات والمعتقدات) لاي قوم او شعب المفروض ان تنتخب  او تترشح من قبل افراد ذالك العرق او القومية من خلال تجارب الحياة اليومية، فهي تشكل روح تلك الامة فيما بعد. هذه الخصائص ليست جديدة، وليست طارئة على طبع هذه الشعب، بل منقولة من الاسلاف السابقة، تكون هذه الخصائص ضرورية وحتميىة، بمرور الزمن يتم الاضافة اليها حسب الظروف، مثل اوقات الازمات والكوارث الطبيعية (المجاعات وانتشار الامراض الفتاكة والزلازل وغيرها)، لاننسى ان الخوف والحاجة هما وقود النزعات.

اولا-  تاثير المعتقدات والعادات والاراء الموروثة
يتاثر الانسان بقيم عائلته ومجتمعه، بصورة عامة يتاثر بالبنية الفكرية للعرق او الجماعة التي ينتمي اليه. من هذا المنطلق يمكن فهم سبب انتقال التعاليم الدينية بنفس القوة من جيل الى جيل اخر في  القرون الماضية. ان سبب تمسك الاجيال بهذه التعاليم الروحية المورثة ياتي من التربية الصارمة على  ممارسة الطقوس بروح تعصب من قبل الاطفال، على ايادي معلميهم او ابائهم اواقاربهم اوالمؤسسات الروحية لديانتهم.

نفس الحال تطبق على الاراء والمعتقادت والقيم الاجتماعية لاي عرق لكن بدرجة اقل. الشعور بالانتماء يعد حاجة ملحة لاي انسان، لا يستطيع الاستغناء عنه غريزيا (هذا هو السبب في وجود قطعا من الحيوانات في البرية)،  يتم التعبير عن هذا الانتماء من خلال الملابس والاكل او الطقوس في الزواج والرقص والموسيقى، اي مظاهر الفلكلور ( بصورة عامة) التي تظهر بصورة جلية في المناسبات الكبيرة مثل الاعياد القومية والاعياد الدينية.

 كما قلنا في الجزء الاول من المقال، للعدوى دور كبير في نقل او تبني الاراء والمعتقدات المنتخبة (المَثَل الاعلى) لاي مجموعة بشرية (شعب)، التي تكون بسبب الرغبة او حاجة الانتماء، لهذا نرى ان التغير لدى المجتمعات بطيء جدا ان لم يكن معدوم، فاي تجديد لدى اي فرد لاي سبب يلاقي اعتراضا قويا من قبل العامة، لانه يشكل خطرا على البنية الاجتماعية او الدينية لذلك المجتمع، بل يقوم المجتمع محاربة ذلك الفرد ومحاصرته، فيقع تحت تحت ضغط نفسي كبير، يؤدي في بعض الاحيان انسلاخه من عرقه والقيام بالهجرة الى مكان جديد.

ثانيا- الخلق ( الطبع او المزاج)
ان العوامل المؤثرة على طبيعة(المزاج او الخَلق) اي مجموعة بشرية لا يمكن تغييرها بسهولة. يبدا تاثيرها من افراد العائلة الواحدة (النواة الاولى للمجتمع) ثم تنتقل الى المؤسسات الكبيرة التي تشرع القوانين( رجال الدولة والشركات ورجال الدين او الاحزاب)، او المؤسسات الحكومية مثل وزارة الداخلية او التربية والتعليم. يضاف الى هذه العوامل المزاج الشخصي، المتاثر بالعوامل النفسية الذاتية التي تعتمد على مدى قيام اعضاء الجسد بوظفائها (الوظائف الفسلجية).

 للطبع (الخلق) تاثير كبير على تصرف الانسان. لا يستطيع التخلص منه مهما كان حكيما او صاحبه ذو ارادة، تعليقا على هذه الموقف، قال العالم النفساني الامريكي وليم جيمس :" ان تاريخ الفلسفة هو تاريخ التصادم بين العقل البشري"(2). يظهر  تاثير المزاج الشخصي لدى الفرد في تعامله مع الاخرين اثناء ممارسته لمسؤولياته، لهذا ترى بعض  المدرسين متعصبين وبعض الاخر متسامحين هادئين، بعض الضباط صارمين وبعض الاخر عاديين وهكذا تجدها في الحقول سواء الثقافية او العملية مثل الفنانين او الكاتب او الاستاذ الجامعي الى جابي المصلحة.
 
هذا الاختلاف يقسم الشعب الى قسمين، محافظ وثوري او متعصب،.الثوريون يكون مزاجهم ضد المباديء والطبايع والتقاليد الاجتماعية، ربما بسبب الطبقة الاجتماعية التي ينتمون اليها، او بسبب النقص والحرمان الذي يعيشونه. اغلب الاحيان الثوريون يريدون تغير النظام بعكس المحافظون الذي يريدون  حمايته و الحفاظ عليه. بعض الثوريين يكونوا منحدرين من الطبقة الدنيا في المجتمع، حيث لا يروا اي مكانة لهم فيه، لهذا يرفضون ويبتذلون القيم والمُثُل العليا لذلك المجتمع، بل يبحثون عن طرق تحطيمها وازالتها باي طريقة.

 في بعض الاحيان نرى ان اصرار الثوريون على التغير ياتي بنتيجة غير متوقعة ويترك اثر منقطع النظير، لا سيما اذا كان وضع ذلك المجتمع غير مستقر، متهيئاً للتخلي عن العادات والتقاليد القديمة بسبب كثرة العيوب او العجز او اصبح افراد هذه المجموعة البشرية اقلية بعد اختلاطها مع عرق آخر، مثلا في ظرف الحرب والظروف الاقتصادية  القاسية، او نقص في الموارد الاولية، فينجح الثوريون في الوصول الى مآربهم، الى تغير الواقع بعدما يلتف حولهم عامة الشعب ويكون لهم شانا كبيرا في تاريخ امتهم ومستقبله، لكن في بعض الاحيان يكون فشلهم ذريعا في ادارة المؤسسات والمجتمع  فيتم ذمهم والامثلة كبيرة في التاريخ(3).

ثالثا- المَثَل الاعلى في المجتمع (المُثل العُليا)
ان المَثل الاعلى (المُثُل العُليا) لاي قومية او لاي مجتمع هي المبادئ والقواعد والخبرة المكتسبة لاي شعب من خلال التجارب التي يمر فيها عبر قرون طويلة، بكلمة اخرى هي الحكمة  المستخلصة او المترشحة من قبل عامة المجتمع التي تظهر على شكل اقوال وحكم وقصص، التي تلبي الاحتياجات والطموح المستقبلية لها، مثل ايمان القوميين بالتحرر وتوحيد وطنهم وبناء دولتهم تدار بحسب هذه القواعد والمبادي(4).

 ان تاثير المثل الاعلى لا اهمية له، ان لم يصل تاثيرها الى اعماق الفرد، حينما يصبح مبدا مسلما به من قبل الجماعة او فكرة مطمورة في عقل كل فرد من افراد ذاك المجتمع، اي لا تقبل  الجدل والنقاش عليها، حينها يكون تاثير المُثُل العُليا على ذلك المجتمع تاثيرا كبيرا، من كل الجوانب لا سيما في الحياة اليومية، فيصبح المحور الرئيسي الذي تبنى وتقاس او تعيير القضايا من خلاله. في بعض الحالات هناك (من جميع طبقات المجتمع) من يتهاون ويتخاذل في الدفاع عن مبادئهم، لا يقف عندها في العلن، فيتردد في اظهارها ويسير في القطيع ساكتا خانعا متناقضا مع ذاته.

  حينما يظهر تاثير المثل الاعلى عند المتعصبين( من القوميين او الحزبيين، او متدين) بصورة غير صحيحة، يصبحون مصدرا لخطر على مجتمعهم، لا سيما حينما هناك من يمس احدى الاحتياجات الضرورية في حياته، حينها تصبح مطالبهم من المثل الاعلى ولها مكانة مقدسة لدى عامة الناس، فيكون سببا لنجاح وعظمة ذلك الشعب او الامة التي تسير خلفه، لكن حينما تتناقض  دوافع الثوريين مع حاجة المجتمع، حينها يكونوا سببا لزوال تلك الامة او تلك المؤسسة او العقيدة من الوجود!

رابعا- الاحتياجات
قد تكون الحاجة او الاحتياجات هي من العوامل الاكثر تاثيرا او الاهمية  في تكوين او صياغة الاراء والمعتقدات او القواعد العليا لمجتمع ما . فالاحتياجات  تقود الانسان بصورة غريزية لتبني بعض الاهداف انطلاقا من النزعات الرئيسية عند الفرد  "الحاجة ام الاختراع"(5). حين مشاهد افلام عالم الحيوان يكشف لنا كيف يجعل الجوع  بعض من الحيوانات وحوشا حينما يجوعون ويخاطرون في حياتهم من اجل الحصول عليه، لكن حينما يكونوا في حالة الاشباع يكونوا هادئين وديعين في بيئتهم. هذا كان سببا لترك اجدادنا الكهوف بحثا عن الطعام والماء والامن، انتهوا في بناء الحضارة الحالية، فكأنما اي عملية الصراع في الطبيعة هي عملية ايجابية!.

لكن كلما زاد تحضر الانسان او تطور مجتمعه، كلما اضيفت الى احتياجاته طلبات جديدة (كماليات)، هذا يسبب الزيادة في السعادة (اللذة) والالم (التعاسة)، كلاهما يقودان الانسان للبحث عن الافضل دائما وهذا ما يؤدي الى تطور الحياة. احيانا تعمل على تعقيدها، احيانا تخلق فرصة للتطور. ليست كل الاحتياجات مهمة لكل فرد، لكن قد تكون من المتطلبات او من الاحتياجات للمؤسسات الكبيرة مثل الشركات والبنوك والمؤسسات الدينية والحكومات (مثل شراء الاسلحة للجيش). بصورة عامة الاحتياجات كانت ولازالت سببا للصراع بين كافة الكائنات الحية من الخلية الى الصراع بين الافراد، الى كتل بشرية كبيرة (الحروب بين الدول الكبيرة).

ان دراسة التاريخ يبن لنا ان سبب الصراعات بين الدول لا سيما الحرب العالمية والثاني  تركتا اثرا كبيرا على المفاهيم والقيم والاولويات عند افراد الشعوب بسبب الدكتاتورية في اتخاذ القرارات المصيرية، لهذا حطمت كل المرجعيات، في نفس الوقت هي امثلة حية على القرار الجماعي (الدول او الاقوام) في تصرفها الغريزي، الذي لا يختلف عن تصرف الحيوانات الوحشية التي تفترس بفريستها في الغابة وكانها ظاهرة طبيعية.

خامسا- المنفعة
ان تاثير المنفعة الشخصية (المصلحة الذاتية) على قرار اي قائد، اي جماعة، او رئيس اي مؤسسة او اي دولة او فرد، يشبه تاثير دافع الاحتياجات الشخصية الانفة الذكر في تكوين او صياغة قرارتهم، ولكن يختلف عنه من حيث الهدف، فهو برغماتي –ذاتي، اي شخصي اكثر ما هو موضوع، الذي هو حجر الاساس لاي قانون او قاعدة في المجتمع. كثيرمن الاحيان القرارات يكون هدفها لخدمة مجموعة ضيقة من اعضاء المؤسسة او فرد معين(6). فالاراء والمعتقدات والقرارات لا تسير بحسب رؤية الجماعية هنا اي ليست موضوعية او منطقية لها، بل العكس يتم طمر كل ما يخدم الجماعة من اجل المنفعة الشخصية.

هذه العوامل او المواقف من قبل رجال الدولة او الدين او المؤسسات الكبيرة تؤدي في النهاية، الى ضعفها ويزيد من تهكم العامة عليها، وعدم الرضا  الموجود عند الشعب تنقله العدوى مثل نقل النار في الهشيم ، وفي النهاية تؤدي الى ظهور فئة من المعارضين بين عامة الناس، ويصبحون ثوارا(او حزب معارض) فيما بعدا، الذين غالبا ينجحون في الوصول الى اهدافهم اي (تغير الواقع)، لكن كما نوهنا، قد لا تدوم بسبب، ميل هؤلاء الثوار للانتقام او البحث عن المصالح الفردية على غرار قبلهم.
 
 هذه الظاهرة منتشرة في بلدان الفقيرة والعالم الثالث  مثل البلدان العربية في الشرق الاوسط، او في المؤسسات الدينية او الحزبية بعد ان يتولى مسؤولون ضعفاء الذين لا يدركون اهمية موقعهم او تاثير قرارهم، يميلون الى تشريع القوانين الفجة واتخاذ  القرارات التي تخدمهم فقط ، وتزيد من نفوذهم، دون الاهتمام بمصلحة الفرد والشعب والوطن او اعضاء مؤسستهم سواء كانت دينية او مدنية.

7-  الحرص
تحدثنا كثير عن دور التعصب في اثارة  المشاعر ودور العدوى في نشرها. لان الحرص يخلق التعصب، بحجة حماية الارث والدين والقيم العليا للمجتمع، في هذه الحالة الحرص الزائد على الشريعة يشكل عاما خطر على المجتمع، لانه يخلق مقدسات وهمية غير صادقة، حيث يزيد من تاثيره على الاراء والمعتقدات حتى و ان كانت ضد القضية وضد العقل والمنطق، فالمجتمع يتغير مهما كان مغلقا، العدوى تنقل تلك المفاهيم الباطلة الوهمية بين العامة باسم الحرص والمُثُل العليا او الله، وحينها تتوقف الناس من التفكير ببصيرتهم وعقلهم، ويتكلون على اراء والمعتقدات الوهمية التي وصلت الى مرحلة القداسة عند اغلب الناس بسبب حرص المتعصبين الزائد. هذا الحرص الزائد المزيف، يصبح سببا لسقوط ذلك المجتمع  بعد ان  في ويغرق في ضع تنعدم فيه الاخلاق ويكثر الفساد وتزول المرجعيات القانونية - الدستورية.



الخلاصة
الثورات الحديثة على التقاليد الاجتماعية، على التعاليم الدينية وقيودها، على المسلمات القومية، لم تاتي من لا شيء، كما قلنا اتت من الانحاطاط الاخلاقي (المنفعة الذاتية) والحرص المزيف(التعصب) والفساد (انعدام المُثُل العليا) المنتشر في مفاصل المؤسسات الكبيرة مثل الدينية والبنوك والدول والامبراطوريات القديمة.

اذا حينما تصل قناعة الفرد هناك خلل في البنية الفكرية لامته او القواعد المتبعة كمثل عليا عند عرقه (دستور او عقيدة) يبدا التخلي عن القواعد والمسلمات الانفة الذكر، مثلا (حينما لا يتم تطبيق كل بنود الدستور بنفس القوة) حينها يفقد النظام الالتزام بالعدالة، فيقتنع الفرد هناك خلل، وهناك انتقائية في تطبيق القوانين او الالتزام بالموروث الاجتماعي، وان تلك السلطة او النظام غير عادل
.
لقد توقع الفيلسوف غوستاف لوبون قبل اقل من قرن، ان تمر البشرية في مرحلة انتقالية في القرن العشرين، وولادة مجتمع جديد، الذي سيتخلى عن القيم والعادات والتقاليد والمشاعر الجماعية وتسوده مفاهيم الحضارية الانية والمادية، بسبب حصول انهيار في القييم (البنية الاجتماعية للشعوب)، فالجماهير او عامة الناس قد تهيئة لهذه الظروف بسبب الانحطاط والفساد والتعصب فقدان حرية الفكر والتعبير والامن والعدالة.

لكن مهما عمل الثوار على تغير الواقع لا يكون بعيدا عن الاحتياجات التي يريده المجتمع لان القوالب الفكرية متشابهة عند معظم المجموعات البشرية، لكن عنصر القومية اكثر ثباتا من اي عنصر مؤثر علة العلل الباطنية للاراء والمعتقدات لدى المجاميع البشرية لان مبدا حاجة الانتماء مبدا غريزي.

ان دعائم اي مجتمع لا تهتز الا حينما  يفقد الفرد مثله الاعلى سواء كان معلما او ضابطا او شرطيا او محاميا او رجل دين او وزيرا او حاكما، حينما يبتذل افراد ذلك المجتمع المُثِل العُليا المتوارثة المعتمدة عند عامة الشعب.

ما زاد الطين بلة لنا في هذه العقود، هو اننا نعاني من التطور السريع  الذي سرقت  منتوجاته بصرنا وعقلنا ( ذهننا)، فالشركات والدول الكبيرة  هدفها زيادة الانتاج والاسواق الارباح .



.....................
1- https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1023447.msg7762285.html#msg7762285.

2- غوستاف لوبون، الاراء والمعتقدات، ترجمة عادل زعيتر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، مصر، ص 104.
3- مثال على ذلك الاحزاب والحكومات التي حكمت العراق بعد التغير 2003.
4- نفس الحال يؤمنون ابناء الاديان والمذاهب المتعصبة التي تريد الجميع يتدين بعقيدتهم او يسير بحسب تعاليم ديانتهم.
5- قال كارل ماركس: " ان تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام".
6- غوستاف لوبون، الاراء والمعتقدات، ترجمة عادل زعيتر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، مصر، ص 106.

44

اهمية كلمة بابل من منظور تاريخ الكنسية والقومية الكلدانية.
بقلم يوحنا بيداويد
8 ايلول 2021
الموقع الشخصي :
https://youhanabidaweed.com/
 لا زالت أوكد ان ما حدث في قضية تغير اسم البطريركية في السينودس الأخير للكنيسة الكلدانية هو خطا تاريخي، لم و لن يفهمه الا المهتمين بأهمية  الإنجازات الحضارية للشعوب ومساهمتهم في الحضارة الانسانية كارث لهم وكذلك أهمية احتلال المراتب العليا لنفس السبب واخيرا تاريخ الكنيسة الشرقية/ الكلدانية.

من الناحية التاريخية كل المصادر تقول ان كرسي قطيسفون او كوخي والذي كان يطلق عليه (كرسي بابل على الكلدان في العالم) في القرون الاخيرة.  له  اهمية كبيرة ، لانه يعطي للكنيسة الشرقية/ الكلدانية بل يحفظ لها صفة "كنيسة رسولية". حيث ان الرسل الاوائل مار ماري ومار ادي ومار توما الرسول مؤسسيها، مثل بقية الكراسي التي ظهرت قبلها او بعدها ( كرسي الاسكندرية وكرسي انطاكية وكرسي قسطنطينية وكرسي روما و وكرسي اورشليم كلها احتفظت باسمها منذ تاسيسها).

 كرسي بابل او قطيسفون سابقا من المراكز المسيحية الاولى، هو كرسي بابل يكاد يكون اقدم من روما لان اعتراف الملك قسطنطين الكبير بالمسيحية كديانة رسمية في الامبراطورية كان في بيان ميلانو في 313 ميلادية وثبت اكثر في اعلان اكتشاف الصليب من قبل القديسة هيلاني ام الملك قسطنطين الكبير في 14 ايلول 326م،  هذه الفترة هي قريبة جدا من فترة اقامة المجمع الاول للكنيسة الشرقية في قطيسفون وانتخاب اول بطريرك للكنيسة الشرقية وتثبيت كرسيه في قطيسفون- القريبة من بابل.بينما اسم الكلداني اطلق رسميا على ابناء الكنيسة الكاثوليك عام 1553 الذي يفقد الكنسية الشرقية صفة كنيسة رسولية، ولكن قبل قرنين كان قد تم تصحيحه .

ربما الكثير لا يهمهم التاريخ او لا يفهمون أهميته او لا يعيريون اهمية لهذا الامر بسبب محدودية فكره، لكن مثلما الجينات الوراثية هي الهوية الرسمية لاي عرق او شعب او قوم، كذلك ان التاريخ هو هوية اي عرق او شعب او مجتمع (بالمناسبة لا يوجد مجتمع ليس له هوية حتى لو كانت فترة تجمعه ساعة واحدة او اقل)  هوية من حيث العطاء او الإنجاز او المكانة في التاريخ.

لكن بالنسبة للمهتمين بِشان القومي والمتاثرين بهذا الحدث،
اود ان اقول يجب ان لا يتكلوا على الكنيسة او البطريرك ان يدافع عن قوميتهم او هويتهم، لان صرح موقع البطريركية الكلدانية مرارا وتكرارا ان الكنيسة لا تتدخل في السياسة ولا في الشان القومي. لهذا انها مهمة الاحزاب والمؤسسات القومية الكلدانية وبالاخص الرابطة اللكدانية ان لا يتركوا ان يحصل فصل اسم بابل عن الكلدان بكلمة اخرى ان لا يندثر اسم بابل من الوجود او يذهب لغيره!!!.

أتمنى ان يفهم مقالي بصورة موضوعية وصحيحة ولا نستمر بالنقد بدون تحملنا المسؤولية في الحفاظ على اسم بابل.
 هناك الكثير من الطرق نستطيع احياء اسم بابل وربطه بالكلدان (البابليين الجدد)  مثل إقامة المهرجانات والجوائز ودورات كرة قدم او مجلات ومسابقات اقامة أبحاث ودراسات وكتب وغير ذلك. من المفروض هذه المهمة ان تقوم بها المؤسسات الكلدانية وبالأخص الرابطة الكلدانية والأحزاب الكلدانية والأندية والجمعيات والمواقع .
 
يجب ان يفكر جميعنا مليئا بأهمية علاقة ابناء شعبنا الكلداني بحضارة وادي الرافدين التي كانت عاصمتها لقرابة 2500 سنة قبل المسيح هي  مدينة بابل،
 يجب ان نعمل على ابراز اهمية الانجازاتها التي تم تحقيقها هناك من الرياضيات والفلك (منجمين) والمثلثات (النظام الستيني) والكيمياء (السحر الذي سخروا من الكلدان بهذه المفردة ) والقانون والزراعة والطب ...... الخ، لان هذا الارث هو الذي يجمعنا في المستقبل ومن خلاله نستطيع ان نحافظ على هويتنا ووجدونا في المهجر على الالقل، اما دور لغتنا اظن نحن الموجودين في المهجر نتكلم   اللغة الكلدانية اكثر من اخوتنا في بغداد!!

 فاذن من ناحية التاريخية  هذا ارثنا نحن الكلدان بل هو مساهمة من كل العراقيين القدماء في بناء الحضارة الانسانية وكيفية يمكن الحفاظ على هذه الهوية في الجيل الحاضر من خلال الإنجازات العلمية والثقافية والرياضية وكل مجالات الابداع.

الكلمة الاخيرة  التي ان اود اقولها ان متاحف العالم تزين أبوابها ببوابة عشار البابلية وهناك مئات المصادر والكتب والتماثيل تحمي اسم بابل لكن من هو صاحب ارثها، تاريخ مدينة لن يمحوا من داخل الكتب والمتحاف، هل سيحافظ الكلدان الحاليين او البابليين الجدد شرف هذه المسؤولية ام يضعوها على اكتاف الكنيسة التي صرحت اكثر من مرة انها ليست مسؤوليتها؟؟



45

النزعات النفسية الرئيسية وتاثيرها على القرارات الشخصية/ الجزء الاول
بقلم يوحنا بيداويد
الموقع الشخصي:
https://youhanabidaweed.com/

من منظور علم الاجتماع القديم هناك حقيقة اساسية تقول:" ان الانسان ابن بيئته". وقد اكد ذلك الفيلسوف الانكليزي جون لوك (1632-1704) قبل ثلاثة قرون حينما قال :" إن الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء، وكل ما يقوم به الإنسان من سلوك هو عبارة عن شيء مكتسب من البيئة المحيطة(1). ولكن حسب علماء الاجتماع والنفس في العصر الحديث، ان شخصية الانسان تتاثر بعاملين اساسيين هما البيئة والجينات الوراثية.
 في هذا المقال سنحاول شرح (النزاعات النفسية الرئيسية) وتاثيرها على القرارات الشخصية الفردية تبعا لنماذ.ج التفكير التي اتبعتها البشرية على مر التاريخ (المنطق)، وكيف تتاثر قرارات الفرد بالصراعات الموجودة بين هذه النزعات؟.

حسب العالم الاجتماعي والنفساني الفرنسي  غوستاف لوبون(2)، حينما يولد الانسان في اي بقعة من العالم ويصل الى مرحلة الوعي سيجد  نفسه امام خمس نزعات او (منطق التفكير)، يجب ان يتبع احدها (او اكثر) في كل قرار يتخذه، بكلمة اخرى  كل الناس تتاثر او تخضع  في كل افعالها او نشاطاتها (قراراتها) لاحدى الطرق الخمسة من منطق التفكير الشائعة بين الجماعات البشرية وهي كما يلي:

اولا- منطق الحياة (غريزة البقاء)
حسب العالم غوستاف لوبون(1841- 1831) (3) ان هذا المنطق من التفكير هو غير خاضع للوعي او لارادتنا، هو فطري يعمل من اجل حفظ الوجود ، الكفاح او الصراع من اجل البقاء، يشبه ما اصطلح عليه مواطنه العالم والفيلسوف الفرنسي هنري برغسون صاحب " نظرية الدفع الحيوي"(4). حسب هذا المنطق من التفكير (النزعة) ان الانسان  يتصرف بحسب الغريزة  الفطرية ليحافظ على حياته من  المخاطر الموجودة في البيئة المحيطة به، ويكافح من اجل توفير الحاجات الضرورية الاساسية (الغرائز) مثل الطعام والماء والامن والتكاثر وغيرها.

ثانيا- المنطق العاطفي (الغريزة العاطفية)
تاريخيا كان علماء النفس يتحدثون عنها، ويفسرون عملها ونشاطها كجزء من المنطق العقلي(النزعة العقلانية). لها تاثير كبير على الافراد بصورة جماعية وفردية، يمكن ان تتطور كغيرها من النزعات الرئيسية لتصبح صفة اجتماعية لمجموعة بشرية (قوم معين) حسب المباديء والعلاقات الاجتماعية، مثل القيم والعادات والتعاليم الدينية التي لها قوة ساحرة في اشعالها في وجدان الشخص للافراد تصل الى درجة قبول الموت والاستشهاد.

عموما الشرقيون معروفون انهم عاطفيون، اي يتاثرون بهذه الصفة( القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة) بالاضافة الى دور التعاليم الدينية المبنية على العلوم الغيبية، كما ان ظاهرة التلذذ بالفقر او قبوله او الزهد او تاذية الذات( جلد الذات) لها علاقة بهذه النزعة، بينما الغربيون بصورة عادة يتم وصفهم بالعقلانيين اوالماديين بعيدا عن تاثير الوجدان والمشاعر العاطفية، بسبب تاثرها بالفلسفات الحديثة والانظمة المدنية الحديثة التي وضعتها.

ثالثا- المنطق الديني (النزعة الدينية)
النزعة الدينية نزعة قديمة، ظهرت عند الانسان منذ فجر التاريخ، وما حفر القبور ودفن اجساد الاموات بحسب طقوس معينة الا دليل على قدسيتها، بمرور الزمن ظهرت الاجتهادات (الاساطير) حول سبب وجود الحياة، الهدف منها، القوة التي اوجدتها. النقطة المهمة في هذا المجال هي قلق الانسان من الموت، كان التركيز هل توجد حياة اخرى بعد موت الانسان في هذا العالم. طبعا كان ولا زال الخوف من المجهول (تاثيرالصدمة) موجودة لدى اغلب الناس حتى في العصر الحديث، لهذا نرى ظهور بعض فلسفات حديثة(الوجودية) كنتيجة لهذا القلق او هذه النزعة (الشعور بالخوف من المجهول)، شكلت الاديان احدى اهم النزعات لبناء تكتلات بشرية(كروبات)، وبنوا مؤسسات وشرعوا القوانيين باسم الالهة كما جاءت في الاساطير البابلية الكلدانية ثم جاءت من بعدها الديانات السماوية. هذا التيار لازال اقوى من بقية النزعات، بسبب الجهل والخوف والفقر واحيانا كثيرة المنفعة الذاتية!

رابعا- منطق الجموع (النزعة القومية)
منطق الجموع الانضمام الى الحشد، مفهوم غريزي قديم، الجموع هو تعبير اخر(للعرق او القومية او الشعب)، الذي  له صفات (مقومات ومشتركات خاصة به)، لا يشترك بها مع غيره. هذه المقومات لها فائدة اجتماعية واقتصادية ونفسية لاي فرد من افراد المنتمية له، كانت ولا زالت هذه المقومات تعمل بحسب الغريزة عند المجتمعات القبلية بموجب (قانون الفزعة). تاثرت الشعوب والاقوام بهذه النزعة في القرنين الاخيرين كثيرا على اثر ضعف دور الاديان، وكان الغليان في الشعور القومي مستخدما في السياسة الدولية (ولحد الان) كوسيلة لدفع الشعوب للتحرر من طغيان الامبراطرويات القديمة (بالاخص العثمانية والمجرية والفرنسية والبريطانية)، كانت السبب الرئيسي للحروب التي حصلت في القرن التاسع العشر بالاخص الحربين العالميتين الاولى والثانية التي راح ضحيتها قرابة 75 مليون ضحية.

ان منطق الانضمام الى الجموع(الحشك مع الحشد) يعمل بقوة عند الناس البسطاء والفقراء، حينما تتوفر قيادة تعرف كيف تستخدمها، لان جذوره ترجع الى زمن الدفاع عن الذات او عن القبيلة من اجل البقاء ومن ثم تطور هذا المفهوم الى تحقيق الحرية والاستقلال، فحينما يشعر الفرد  ان اهداف هذه الصراعت هي قومية شمولية، فيشعر الفرد انها لمصلحته.  ان الشعور القومي احيانا يفعل عند الشعوب اكثر من اي نزعة اخر بل تحول الانسان العادي الى المتعصب وثوري ومستعد للكفاح وحتى الموت من اجل حماية عرقه كما حصل في الحرب العالمية الاولى حينما استسلمت اليابان في الحرب العالمية الثانية بعد ضربتها  الولايات المتحدة بالقنابل الذرية.

خامسا- منطق العقل
هذا المنطق او هذه النزعة هي اضعف من اي نزعة اخرى الانفة الذكر،  بل لا تتعدى 5 % من النسبة الكلية، هذه النزعة تبعد عن نفسها من تاثير كل انواع النزاعات، تعتمد على التفكير بالظواهر والقضايا و التحليل العقلاني لها، ويدرس هذا المنطق من التفكير الوقائع الارضية والعوامل المؤثرة عليها من الماضي والحاضر والمستقبل، وكذلك تقيم مدى نجاحها والفائدة المرجوة منها ومن ثم يتم الحكم عليها.
ان العاملين بحسب هذه  النزعة ( طريقة التفكير) هم النخبة  المؤلفة من المفكرين والسياسين والباحثيين والمسؤولين الكبار في الدولة الديمقراطية او المؤسسات او الشركات الكبيرة التي هي غير خاضعة لاي تقاليد او قواعد او تعاليم قبلية.

تاثير الافكار المتعارضة بين النزعات الرئيسية للبشرية
يقارن العالم غوستاف بين علم الهندسة الميكانيكة وعلم النفس، ويعترف لو وصل تطورعلم النفس الى مستوى علم الهندسة سيكون بمقدور علماء النفس تغير خضوع اي انسان لاي من النزعات الرئيسة الانفة الذكر، فكما يمكن التنبؤ بخسوف القمر كذلك تصبح روح الانسان تحت سيطرة ومعرفة الانسان كالة بيد العلماء، فكتابة اي حرف لا تحتاج الا الضغط على زر معين(5).

من المعلوم ان علم النفس ينجز مهمته من خلال مراقبة تصرفات الانسان وردود افعاله للمؤثرات الخارجية، ان علم النفس اليوم توصل الى التمييز بين الانسان المتزن وغير المتزن، فالانسان غير المتزن تظهر المطبات في تصرفاته بتاثير العوامل الخارجية، وبمعرفة هذه العوامل يمكن تشخيص امراض والصعوبات التي يمتلكها هذا المريض( يعني الهيجان او الغضب او التعصب وعلو الصوت والتجاوز على الاخرين بعبارات مبتذلة...الخ) حينما يفكر في هذه المواضيع او القضايا. اما الانسان المتزن يكون المنحي الذي يثمل ردود افعاله مقابل تصرفاته(الاستنفار النفسي) ثابت بل معدم، لهذا قراراته مقبولة وصحيحة لانها مبنية على العقلانية التي يشترك بها مع معظم الناس حوله المنتمين لمجموعته او قوميته.
لكن السؤال المطروح كيف تنتقل عدوى هذه النزعات او (المنطق التفكير) الى دم الجموع والحشود  بحجم مئات الملايين من البشر؟
حسب غوستاف لوبورن ان البيئة و العرق والعدوى هي كافية لانشاء النزعات العظيمة، وان المنفعة الشخصية و والانفعال(الهيجان) هي كافية لتكوين او لتحديد التصرفات اليومية لكل الانسان(6).
 سنشرح  في الجزء القادم،تاثير المفاهيم  بعض اهم المفاهيم المشتركة بين كروبات البشرية (كالاخلاق، والمثل الاعلى، والحاجة، المنفعة، الحرص) على هذه الاقوام او الجماعات البشرية.
...................
1- وليم مكلي رايت، تاريخ الفلسفة الحديثة، ترجمة محمود سيد احمد، تقديم ومراجعة امام عبد الفتاح امام، دار التنوير للطباعة والنشر، الطبعة الثالثة، القاهرة-مصر، 2016، ص157 .
2- غوستاف لوبون، الاراء والمعتقدات، ترجمة عادل زعيتر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، مصر، ص-62-64
3-  غوستاف اوبون (1841- 1831) طبيب وعالم نفساني فرنسي صاحب نظرية العقل الجمعي  التي طرحها في كتابه "الجماهير: دراسة في العقل الجمعي" و كتاب الاخر "سيكولوجية الجماهير" وكتاب "تطور المواد" الذي تناول فيه العلاقة بين المادة والطاقة، وكتاب "اراء ومعتقدات" وكتب اخرى مهمة في دراسات المجتمعات الشرقية.
4 - تعود "نظرية الدفع الحيوي"  للفيلسوف والعالم الفرنسي  هنري برغسون (1859-1941). يوحنا بيداويد، مقال نشر في موقع الحوار المتمدن العدد3480،  بتاريخ 8/9/2011
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=274738
5- غوستاف لوبون، الاراء والمعتقدات، ترجمة عادل زعيتر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، مصر، ص.103 .
6- نفس المصدر، ص 104.




46

رسالة مفتوحة  الى الاخت اخلاص سكرتيرة البطريركية الكلدانية

ردت الاخت اخلاص مقدسي على التعليقات التي جاءت على مقال غبطة البطريرك ساكو المنشور على موقع البطريريكية على الرابط التالي تحت عنوان التالي " السينودس الكلداني 2021 الحقيقة!"
https://saint-adday.com/?p=44999
 وجدت نفسي معنيا بالعبارات التي اتت في رد الاخت اخلاص من خلال تعليقها على مقال د. عبد الله رابي. لهذا اوجه هذه الرسالة لها ولابائنا اعضاء السينودس الكلداني وللقراء العزاء.(انظر الى اقتباس رد الاخت اخلاص في اسفل الصفحة)
 اتمنى ان يفهم الجميع  ان الرسالة ليست  بروح الضغينة او انتقام من اي شخص وانما بروح التواضع ولآجل تحقيق الموضوعية التي يجب كل انسان ان يحاول تحقيقها في حياته ويطبقها في علاقته مع الاخرين .

اخت المحترمة اخلاص
تحية
  لم اكن اتوقع جوابكم الذي اتى  ردا على تعليقات الاخوة، الذي اراه  ليس بمستوى موقعكم، بل اكون صريحا معكم، يعكس  عجزكم للرد بصيغة موضوعية ومقنعة على اراء والانتقادات التي طرحت حول هذا الموضوع من قبل عدد كبير من ابناء الكنيسة ( اي حذف كلمة بابل من عنوان الكنيسة).
ان الاختصاص التي تحدثت عنها والتي يمتلكها السادة الأساقفة ليس الا بقضايا لاهوتية وبالأخص لاهوت عقائدي واجتماعي. وانا لا اريد التحدث اكثر في موضوع الشهادات والاختصاصات والامكانية الفكرية  للاكليروس والعلمانيين لانه امر معيب لنا جميعا.!!

ثم نحن نعيش عصر اصبح المعرفة متوفرة لاي شخص مهما كانت شهادته، وكل واحد يستطيع ان يتحقق عن صحة اي معلومة او شهادة او اطروحة او قضية مطروحة للنقاش.

اتمنى من اباء الكنيسة يتعاملون مع اخوتهم المؤمنين ليس بمفهوم (راعي واغنام) لان السيد المسيح استخدم بمفهوم روحي وليس اداري وقبل الفين سنة. ان الامم الحية والشعوب الحية تحتفظ باي حجر اثري، لا اعرف من فكر في حذف اسم بابل من عنوان البطريركية بهذه الطريقة السطحية. يمكن يجهل ان العالم يرفع قبعته حينما يتم ذكر بابل او بلاد الرافدين التي عاصمتها بابل والكرسي لاول بطريرك كان في قطيسفون التي لا تبعد الا كيلو مترات قليلة منها بسبب حدق ملوك الفرس المجوس ايضا!! .

لسنا نعيش القرون الحجرية، الوجود الانساني فوق كل الاعتبارات والمقدسات، وهذا الوجود مرتبط بمشاعر واحاسيس مشتركة بين مجموعة بشرية التي تنشا بينها روابط مصيرية الكل يعرفها، هذه مدفونة في ذات الانسان سواء يدركها او لا يدركها لكن يعيشها بالفطرية بصورة واخرى، لاننا من المملكة الحيوانية كلنا!!.

اخت اخلاص
نحن لسنا مرضى كي نبحث عن الظهور على صفحات الانترنيت في ردودنا، بل عشرات بل مئات المرات فضلنا ان لا نعلق او نرد على تصريحات البطريركية، وغبطة البطريرك ساكو يعرف معظم الكتاب الذين طالبوا بعدم تغير  عنوان البطريركية. لانها خطوة غير  مدروسة وغير موفقة وليست منطقية والتاريخ سيحكم عىل كل من يتلاعب بمقدسات الشعوب بالادانة، بل هكذا يتم فتح الباب للشرير للدخول في النفوس ثم يبدا بعمله - زرع الزوان !!.

وفي الختام اود ان اوضح نقطة اخرى مهمة في هذه المناسبة.
 ان وجودنا في محك وهذه ليست اول نقولها ولست الوحيد من يقولها ايضا،  ان الغاء الأسماء والتراث والتقاليد وكل شيء له علاقة بالتاريخ ليس من صالح الكنيسة ابدا، لان بدونها لن يكن هناك شعب اسمه كلدان بابلي  وبالتالي لن يكون يبقى للكنيسة نفسها وجود بدون وجود الشعب الكلداني البابلي.
 انا على يقين بان السادة الاساقفة بالاخص الموجودين في الخارج، يعلمون جيد ان ان الشعب الكلداني البابلي اليوم منتشر حول العالم ولم يبق في العراق الا اقل من ربعه، ان لم  يتم الحفاظ عليه عن طريق مقدساته الانسانية والروحية،  سيزول من الوجود، ان لم تكن خمس عقود، سيكون خلال عشرة لكن في النهاية سيزولون، اين المسيحيون الذين هاجروا الى امريكا اللاتينية من الشرق الاوسط.

اما سبب زوالهم ليس سوى نتيجة تفرضها العولمة علينا في المهجر، فلا يوجد امامنا غير الالتصاق بتاريخنا ولغتنا وعقديتنا وتراثنا لعله يقينا من العاصفة القادمة
 اتمنى ان نفكر جميعا بطرق موضوعية للحفاظ على وجودنا.
تحياتي
يوحنا بيداويد
https://youhanabidaweed.com/
[/size
..........................
]لاخوة الاجلاء المحامي رياض والشماس بطرس والدكتور مرقس
شكرا جزيلا على تفهمكم وهذا الامر نعتز به. من المؤسف جدا ان يلجأ البعض الى الانتقاد غير الموضوعي وهو مجرد للظهور وليس للبنيان.. القرار يعود الى الاساقفة وليس الى هؤلاء ومن غير المعقول ان يطرح على استفتاء الشعب.. الاساقفة متخصصون ويعرفون التاريخ ويقدرون الواقع المختلف عما كان في السابق.

الاخ فريد ما اشرت اليه غير صحيح..
حفظكم المولى الكريم

47

أولويات الكلدان في هذه المرحلة من التاريخ
بقلم يوحنا بيداويد
https://youhanabidaweed.com/
8/8/2021

بعد ظهور العولمة وانتشار تطبيقاتها في الحياة الاجتماعية، وبعد عودة الذات الجماعية الى اعماقها واكتشافها الخطر المحدق بها بسبب خطر التماهي والضياع الذي سيشل قدرتها للدفاع عن حقوقها او وجودها بين الشعوب والامم ،عاد المثقفون والسياسيون ورجال الكنيسة من ابناء الامة الكلدانية  لتقيم وضعهم.

كمجتمع متجذر ذو بعد حضاري وتاريخي يفوق غيره من الامم والشعوب، وكمجتمع اتكل على ديانته المسيحية منذ الفي سنة والتي ساعدت على حمايته من الضياع،  وحماية بعض من ارثه الانساني ولغته التي حمت هويته، بدا الكلدان حديثا بالعودة على مسرح التاريخ كمجتمع مدني بعدما كانوا لحد قبل قرن معتمدين على المؤسسة الروحية (الكنيسة) كليا في ادارة شؤونهم الدينية والدنيوية.

عاد الكلدان الى الساحة السياسة والاهتمام بتسميتهم القومية، الى حب التاريخ وامجاده و الافتخار به، الى تقديس لغتهم وابجديتها كغيرهم من الامم والشعوب الحية. عاد الكلدان الى وعيهم للاهتمام بحضارتهم وكنيستهم وتراثهم وعاداتهم بعدما دق ناقوس خطر الضياع او الانصهار بين الامم والشعوب التي يعيشون بينها بسبب الظروف القاهرة التي فرضت على وطنهم، وادي الرافدين(بيث نهرين).
عاد الكلدان على امل ان لا تفوتهم الفرصة الاخيرة في حماية كيانهم من حيث الايمان والهوية الانسانية(القومية)، لان كلاهما من اهم اسباب الاستقرار والاستمرار لدى كل الشعوب والأمم.

هنا نضع بعض اهم الاولويات امام الانا الجماعية للكلدان(اي الشعب الكلداني كمجموعة بشرية واحدة)، لعلها تفيد او تقينا من الانجراف وراء تيارات العولمة الحديثة، التي تحاول ان تقضي على ذاكرة الشعوب من خلال توحيدهم او سحقهم في نظام اقتصادي جديد، لا احد يعرف أساسه ولا يفهم مبادئه ولا حتى من يقوده!!  وهي كالتالي:

اولا- حماية الارث الروحي
اقصد بالارث الروحي الايمان او العقيدة المسيحية، بلا شك هي من اقوى الاواصر التي تربط مجتمعنا الكلداني حاليا، كم قلنا مرات عديدة حينما دخل اجدادنا في المسيحية خلعوا كل شيء وثني منهم، بل تنازلوا عن ارثهم الحضاري في حينها، فاليوم نحن الكلدان اصبحنا متشتتين بين الوطن والمهجر يجب ان نبقى صادقين في ايماننا، لاننا تعودنا ان نرى الانسان المؤمن  مستقيم  في حياته، صريح مع ذاته ويندم على زلاته او اخطائه ويوقفه من القيام بالجرائم مثل القتل والسرقة والزنى وغيرها.
ثانيا- حماية الارث الحضاري الانساني
كما هو معلوم الكلدان الجدد هم احفاد البابليين القدماء، الذين توحدت كل الادارات والامبراطوريات التي ظهرت في وادي الرافدين من السومريين والاكديين والاموريين والاشوريين والاراميين تحت سلطة عاصمتهم بابل التي لا زالت تعد  احدى اعظم المدن التاريخية في الحضارات القديمة. حتى العبرانيين اكتسبوا الكثير من حضارتهم حين تم سبيهم الى وادي الرافدين في زمن ملكهم نبوخذ نصر 600 قبل الميلاد، حيث اعادوا النظر في ارثهم الروحي.
هذه الحضارة التي تركت بصماتها على الحضارة الانسانية قرابة سبعة الاف سنة او اكثر ولازالت تطبيقات انجازاتها وابداعتها او اختراعتها هي  من المبادئ الاساسية في الحضارة الانسانية الحالية، ولن ياتي يوما تستطيع المعرفة الانسانية التخلي عنها؛ لذا حماية هذا الارث هي من مسؤولية الجيل الحاضر.

ثالثا- الحفاط على التواصل
هذه مهمة كبيرة وعسيرة لكنها مصيرية، بدون وجود تواصل بين ابناء الشعب الكلداني المنتشر حول العالم لن يبقى له وجود. حقيقة قليل من الكتاب والمفكرين ورجال الكنيسة يفكرون بهذا الامر لحد الان، ان انتشار الكلدان حول العالم جعلنا اقرب الى الانصهار والضمور اكثر من اي لحظة اخرى في التاريخ، لا سيما نحن الكلدان شعب سريع التقبل والامتزاج والتكيف مع المجتمعات والقوميات الاخرى. لهذا يجب ان يستمر التواصل بين ابناء شعبنا من خلال النشاط الكنسي- الروحي والاجتماعي والثقافي والرياضي وكل المجالات الاخرى.

رابعا- التجديد امر لا مفر منه لكن!
التجديد يفرض نفسه، والتجديد هو الذي خلق العولمة، وتياراتها الجارفة التي بدأت المجتمعات الضعيفة الفقيرة تغرق فيها. العولمة ليست سلبية لكن الفيضان المعرفي الذي انتجته احدث اضطرابات متزايدة عبرت حدود قابلية الانسان للتعاطي معها، حيث بدا يخنق الانسان من جراء المشاكل الاجتماعية التي فرضتها
 العولمة على المجتمع، بحيث لا تترك له فسحة يتنفس بسبب زيادة الحاجة او الملذات او مغريات الحياة غير الضرورية في اكثر الاحيان.
فالتجديد امر لا مفر منه، لكن يجب السيطرة على بواباته (مفاتيح السيطرة)، كي لا يدمر هذا الفيضان المعرفي كل شيء، ويؤدي الى فقدان الانسان السيطرة على متطلبات حياته وبالتي ينقطع عن جذوره التاريخية اي من مجتمعه تماما.

خامسا- حماية اللغة لانها رمز لروح اي امة
الكلدان المعاصرون يجهلون اهمية اللغة ودورها في حماية هويتهم وارثهم الروحي والانساني. هناك خلط  كبير عند الكلدان بين الهوية الدينية التي يشترك فيها اي انسان مع ابناء اي قوم آخر في الفكر او الوجدان الروحي، لكن كمجتمع كلداني ذو بعد حضاري عريق لا يوجد حضارة اخرى تضاهي حضارة اجداده، يفتقد اليوم الاهتمام بلغته وثقافته وحضارته وتراثه وتقاليده. اللغة كما قلنا في كثير من المرات السابقة هي الروح  التي تسير في جسد اي امة حية، فاي امة تفقد لغتها تفقد روحها.

هذه بعض اهم اولويات اضعها امام كل القراء بصورة عامة وامام اعضاء الرابطة الكلدانية حول العالم، نتمنى ان يعيد المثقفون اي كانوا النظر بهذه الاولويات، لان اندماج الكلدان مع الشعوب المحيطة بهم يجعل كنيستهم او ارثهم الروحي ايضا في محك الزوال لا سماح الله .

48
     برقية شكر وعرفان لغبطة البطريرك وكافة المعزين من عائلة المرحوم د. جيرالد بيداويد

غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى وجميع اباء الكهنة الافاضل المحترمين
السسيد صفاء هندي رئيس الرابطة الكلدانية العالمية وجميع اعضاء الرابطة الكلدانية العالمية المحترمين
السيد حبيب منصور رئيس جمعية حدياب للكفاءات وكافة اعضائها والاكاديمين فيها المحترمين
السيد روند بولص رئيس اتحاد الكتاب السريان وجميع اعضاء الاتحادالمحترمين
الاخوة والاخوات من الاقارب والاصدقاء  وكل من شاركنا في عزائنا بهذا الالم الكبير حول العالم.
تحية
باسمي وباسم زوجة الفقيد بريجيت واولاده وباسم والدتي لبيبة وباسم اخواني واخواتي اقدم جزيل الشكر لكم جميعا على مشاعركم ومشاركتكم ووقوفكم معنا من خلال برقياتكم ورسائلكم في وسائل التواصل الاجتماعي او الاتصال المباشر بالموبايل. ان وقفتكم معنا اشعرتنا بالمحبة والاخوة والمعزة والاحترام التي وددتم به للفقيد ولعائلتنا وهذا شرف كبير لعائلتنا، ونحن نشكركم ونطلب من الله ان يجازيكم على موقفكم المشرف بإتجاه الفقيد.
اذا كانت هذه البرقيات والكلمات والمواقف تشير الى شيء ما، فانها بكل تاكيد تشير الى المكانة التي تركها فقيدنا الراحل الدكتور جيرالد جبرائيل يوسف بيداويد الى عالم الابدية بين اصدقائه.
بالتاكيد هذه الوقفة تركت اثرا عميقا على والدتنا واولادنا واقاربنا من عائلة بيداويد وبقية اهالي قريتنا العزيزة (بلون) التي طالما حاول الفقيد رفع شانها بتقديم المساعدات الى الفقراء او المشاركة في المشاريع التي تخدم الكنيسة وابنائها في العراق او الدول الجوار باسم مؤسسة البطريرك روفائيل بيداويد.
في الختام نقدم لغبطة ابينا البطريرك وكافة الاباء الكهنة ولرؤساء كافة المؤسسات واعضائها المعزين الشكر والعرفان على مشاركتكم لنا هذه المحنة.نرفع صلواتنا معكم طالبين من الرب الرحيم ان يشمل الفقيد وكافة امواتنا بعنايته الربانية ويبعد عن الجميع  كل سوء او شر. 
وشكرا
المخلص
يوسف جبرائيل يوسف بيداويد
عن عائلة الفقيد الدكتور جيرالد بيداويد.

49

رحيل الدكتور جيرالد جبرائيل بيداويد الى عالم الابدية

يوحنا بيداويد
انتقل الى الراحة الابدية احد اعلام عائلة بيداويد من قرية بلون / زاخو، الى الحياة الابدية اليوم صباحا الاربعاء 21 تموز 2021 في سويسرا، على اثر اصابته بمرض عضال الذي لم يمهله الا قليلا.

اتصلت اليوم مع السيد فيليب اخ المرحوم الذي كان معه حتى النهاية ووافاني بالمعلومات التالية عن المرحوم.

((ولد ١٩٥٠/١/١ في البصره
ثانويه الشرقيه وفتره في كليه بغداد
جامعه السليمانيه هندسه زراعية اعتقد ١٩٧٤
سافر الئ فرنسا في سنه ١٩٧٦ ودرس في أهم معهد علمي وهو معهد بأستور وحصل علئ دكتوراه دوله فرنسا في العلوم البايلوجيه عام 1979م.
وبعد تخرجه جاء الى سويسرا واشتغل في اهم شركات الدواء السويسريه بعدها عمل شركة خاصة في مجال العلوم الصيدلانية ثم في المنتجات الطبيعه من مشتقات العسل والنحل ومؤخرا عمل في مجال المستشفيات الميدانيه وجميع مستلزماتها.
 
كان رجلا همه عمل الخير ومساعده المحتاجين. فقد عمل في جمعيات كثيره تعمل للصالح العام ولمصلحة شعبه. كان للمرحوم قلب طيب وشعور انساني نبيل تجاه المهاجرين والمهمشين.
تزوج من زميلة له في نفس الجامعة (بريجيت) في حينها
لديه بنت وهي صوفي وعندها بنت وولد، ولديه ثلاثه اولاد كبار
كبرييل متزوج ولديه بنت
/ مارك لديه ولد
وماثيو غير متزوج
الجميع ناجحون في حياتهم في سويسرا.
 توفي في المدينة التي احبها وسكنها من اكثر من ٢٥ سنه، وهي فريبورك ، كما كان قد عاش فتره في زوريخ وسان كالن)).


كان يعمل مع مؤسسات الامم المتحدة والصليب الاحمر لتوفير الادوية والاطعمة للمهجرين نتيجة الحروب والفيضاتنات والزلازل والمناخ وغيرها.
هذه اهم مؤسسات مدنية المتعلقة بابناء شعبنا التي عمل فيها:
1-       رئيس مؤسسة البطريرك بيداويد الخيرية التي اقامت مشاريع كثير في كردستان - العراق ولبنان، وتركيا وسوريا وغيرها اماكن  وقدم المساعدات للمهاجرين.
 وهذا رابط عن تقرير نشاطات هذه الجمعية
"https://saint-adday.com/?p=3542

2-   عضو مؤسس للرابطة الكلدانية وعمل رئيس هيئة العلاقات الخارجية لفترة.
3-    عضو الهيئة العامة لجمعية حدياب للكفاءات وعضو الهيئة الاستشارية للجمعية

ارسل الكثير من اباء الكهنة والاساتذة ورؤساء المؤسسات وعدد كبير من الاخوة والاخوات من المعارف والاصدقاء تعازيهم لعائلته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نحن بدورنا نشكر الجميع ونطلب من الرب ان يشمله بعنايته الربانية ولاهله الصبر والسلوان.

تعرفت عليه وعلى زوجته الاحت بريجيت قبل عشرة سنين الاخيرة، وقد زرته مع مجموعة من الاصدقاء عام 2013 وقد استضافنا في حينها يوما واحد.
وقام بزيارة استرايا مرتين، وقد تعرف على عدد كبير من الاخوة والاخوات من اهالي قريته "بلون" والقى محاضرة عن تاريخ القرية والكفاءات التي تخرجت منها.
هذه مجموعة البرقيات صور خلال لقاءاتنا به

50

عجلة التغير الى اين تقودنا!
شؤون الحياة المعاصرة/ 5
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن 16تموز2021

 في ثنايا الحياة السريعة ظاهرة خفية القليل يلاحظونها، الا وهي الرغبة في التغير حتى وان كان غير ضروري. هذا المرض اللعين الذي يبدو اصاب الجيل الحاضر او الجديد، لا يترك الانسان اي برهة من الزمن لمراجعة الذات او الخروج من جلده لملاحظة ما يقوم به هو بنفسه ومجتمعه. فيكون كل شخص في حالة الركض مسرعا يوما بعد يوما دون التوقف بسبب انغماسه في تبني عجلة التغير والاستمتاع بها دون ان يدرك انه اصبح تحت نفوذها، اصبحت مخدرا بسبب رغباته ونزعاته البعيدة عن الموضوعية.
.
 حسب قناعتي ان استمرارعجلة التغير في حركتها، اصبحت خطيرة على وجود الانسان والطبيعة، ربما لا يتفق البعض مع هذا القول، لكنني ارى انها حقيقة. يجب الا نملك ادنى شك بان كل تغير يحصل ليس بالضرورة ايجابي النتيجة، وليس كل قديم رديء الكفاءة والمنظر. اذا حصل اي تغير يجب ان يكون بموجب ضرورة موضوعية..

 مشكلتنا هنا من يحكم في قضية ما مثل الخيار (أ) افضل من الخيار (ب)  ام بالعكس في زمن قضت الفلسفة النسبية على كل البديهيات والقوالب الفكرية!!. نعم فقدت البديهيات مصدقيتها ولم تعد من الامور المسلمة بها اليوم، بسبب اختلاط الوهم والخرافة بالحقيقة.

هل يوجد خرافة اكثر حينما يؤمن مليارات من البشر بنظرية المؤامرة التي تبثها بعض الجهات الاعلامية ضد اخذ اللقاح ضد فايروس كورونا

ان البشرية بحاجة الى الاخلاق بقدرما هي بحاجة الى الماء والغذاء والسلم. بدون اخلاق الانسان اشرس حيوان في الطبيعة، الاديان وبالاخص المسيحية تعطي الاولوية الى هذه القضية بصورة مطلقة حيث يقول معلمها الاول السيد المسيح :" اعملوا للناس ما تحبون ان يعغملوع الاخرون لكم"، و يقول ايضا: " احبوا اعدائكم ودعوا لمضطهديكم".

لعل سائل يسال ما علاقة الاخلاق بالطبيعة؟ لا شك اغلب الناس تعلم من خلال المعرفة العامة، ان المرض الجديد ( هو مرض نفسي) اي الشعور باللذة والنشوة  اثناء التغير او من جراء التغير، بسبب الافراط في التغير يتم سحق كل القيم والاخلاق مثلما تسحق البديهيات، كما قلنا سابقا، اما مهمة الاديان بصورة عامة هي الاصلاح او التوازن وتحقيق العدالة  المجتمع من خلال تمسك الجماعة بالقيم الدينية وطقوسها، اليوم الانسان يم يعد يلتزم بهذه القيم بل يتظاهر بالايمان كي يحصل على مبتغاه!!.

نود ان نوضح للقاريء ان الذي التغير الذي  نقصده ليس في مجال معين او قضية معينة انما التغير اليوم شامل كل شؤون الحياة حتى الاكل او الملبس او البيت او  طريقة التعامل مع الاقرباء والاصدقاء، طريقة التعليم كل شيء يستطيع العقل يغيره. 

الانسان يحب التغير كمبدأ شمولي في كل شيء، وذلك امر عادي وضروري في كثير من الاحيان، لكن لا تنتبه المؤسسات والجماعات والحكومات على مساويء التغير، مساوىء المنتوجات الجديدة، اذا لم يتخلى الانسان عن طبيعته الانانية، ويوقف عجلة التغير ويفكر بالاثار الجانبية سيكون الانسان معرض الى خطر الزوال اكثر من اي كائن اخر.

ان الدليل مدى تاثر فايروس كورونا الذي هو عبارة عن بروتين غير عاقل ولا كائن حي، مجرد بروتين حينما تتوفر له الظروف الملائمة يبدا بالانقسام والتكاثر ويرترك اثره من غير يدرك ضخامة الرعب الذي تركه على البشرية خلال 18 اشهر الماضية.

 لهذا  هنا نرى ان التغير غير الضروري ، الذي يسود طبيعة القطيع عادة اصبح خطرا على وجود الانسان، لانه عبر حدود المعقولية واصبح خارجا عن السيطرة، بكلمة اخرى فقد الانسان بوصلة الاولويات، ولا اخفي شكوكي ان الانسان بدا يعلب بمصيره بنفسه، كالطفل الذي يعلب بسلاح محشو لا نعرف متى يضغط على الزناد ويقتل نفسه او من حوله.

يوحناا بيداويد
https://youhanabidaweed.com/

51
اهمية الاعياد الدينية والقومية في حياة المهجر
بقلم يوحنا بيداويد
شؤون الحياة المعاصرة ج /5


ملاحظة
نشر المقال في العدد 31 من نشرة نسمة الروح القدس التي تصدرها ارسالية كنيسة السريان الكاثوليك في ملبورن مع اجراء بعض التعديلات لضيق المساحة

هناك الكثير من الاعياد والمناسبات الدينية والقومية والاجتماعية يحتفل بها ابناء شعبنا في  الوطن وفي المهجر خلال التقويم السنوي، حسب  ديانته وهويته وبيئته وتراثه او تقاليد قريته. وسنتناول في مقالنا هذا اهمية هذه الاحتفالات  المختلفة سواء كانت دينية او اجتماعية على الفرد والعائلة والمجتمع  من عدة محاور .
من منظور علم النفس اي احتفال جماعي او شعبي  يجلب الفرحة والبهجة  للحاضرين من كافة الاعمار، لهذا حضورها او المشاركة فيها مفيد للحالة النفسية والصحية، لا سيما نحن نعيش عصر الكآبة ومرض التوحد، فهي تقضي على شعور الانسان بالاحباط وعدمية الوجود في هذا العالم الذي يفرض على كل كائن حي بعض الواجبات التي تشبه الكفاح من اجل البقاء، مثل الحركة  والنشاط لتوفير الطعام والماء والتكاثر والسلامة والامان وتحمل المصاعب التي تفرضها الطبيعة عليه.
المحور الديني او الروحي:
اذا كان لابد اعطاء تقييم للاديان، فانها بصورة عامة هي احدى المقاييس او المعايير  للتميز بين الانسان والحيوان وان انسانية الانسان ترتفع بسمو قيمها(1)، وستبقى المجتمعات الاكثر استقرارا وسعادة هي التي تلتزم بالقواعد الدينية ذات الروح الشمولية والتي تصنع السلام، التي لها ابعاد الروح الانسانية الشمولية، التي تقدس حياة الانسان وتحترم حريته وتهتم بالطبيعة. التعاليم الدينية السامية ترفع انسانية الانسان وتنتشلها من الخضوع للغرائز الطبيعية والقيام بالافعال الوحشية ضد اخيه الانسان سواء كان من افراد عائلته او قبيلته او مجتمعه او مدينته والان هناك نظام عالمي لملاحقة المجرم اينما كان. هذه الاهداف كانت موجوده في الشرائع القديمة مثل  حضارة وادي الرافدين وبالاخص شريعة حمورابي.
في احتفالتنا الدينية بالاخص عيد الميلاد والقيامة وراس السنة الميلادية( للمسيحيين)، كان جيل الاباء (60+ سنة) يشعر انها مثل محطات في صحراء  يتوقف عندها راكب القطار، عندها يتنفس الانسان ويشعر بالراحة والاطمئنان، يشعر بالانا المهمشة المحطمة تحت ثقل الالتزامات والعمل طول ايام السنة الباقية. الناس كانت تُحضر في السابق ولحد الان يحضرون لهذه الاحتفالات سواء تجديد الاثاث او الملابس او شجرة عيد الميلاد او تزين الواجهة الامامية للبيت بالنشرات الالكترونية كل هذه هي علامات او اشارات تقول للاخرين اننا هنا نحتفل وسعداء، اننا موجودون!، اننا نقوم ما يستوجب علينا روحيا.
 ان المشاركة في الطقوس والمراسيم  بهدف خدمة المذبح هو نيل رضا السماء او الله (حتى المشاركة في المهرجانات الثقافية او الفنية او الرياضية)  تجعل من الانسان  يشعر بحضوره المكثف، اكثر من اي لحظة اخرى (النشوة او السعادة المفرطة)(2)، لان  الانسان المشارك يعي انه اكتسب شرف القيام بمهمة روحية مقدسة امام الجموع الحاضرة، المشاركة في المناسبة الروحية مثل دور الشماس في القداس، او الشبيبة في حمل قبر المسيح في جمعة الآم او قراءة احد النصوص او صلوات معينة، التراتيل او العزف او المشاركة في تنظيم المناسبة او خدمة اخرى خارج الكنيسة. فالمشاركة في هذه النشاطات تعطي للانا الشعور بشرف المسؤولية والمشاركة والخدمة وكسب رضا الاخرين وبالاخص رضا الله الخالق.


المحور القومي:
على الرغم من ان المفهوم القومي ظهر بوضوح بين شعوب الشرق الاوسط خلال القرنين الماضيين، الا ان بذور فكرته كانت موجودة في تقاليد وعادات وقيم الشعوب القبلية، بل احيانا نجد هناك اختلاط بين المناسبات الروحية والقومية. فالقبائل والمجتمعات القديمة اوجدت لنفسها دلالات تاريخية وروحية (اعلام او بيادق) مهمة يجب ان يحملها ابناء القبيلة حينما يتقدمون للمنازلة او الحرب.
اهم مهرجان يقيمه ابناء شعبنا  المسيحي في المهجر من الكلدان والسريان والاشوريين هو عيد اكيتو راس السنة البابلية (البعض يضيف الكلدانية او الاشورية عليه) الذي كان يقيم في مدينة بابل قبل اكثر من خمس الاف سنة، والذي يصادف الاول من نيسان كل سنة، فيه ترفع الاعلام المتنوعة واللافتات والمقولات .
اما المهرجانات الثقافية الاخرى او الامسيات الشعرية او المحاضرات فهي كثيرة ، ان هدف  المنظمين لهذا المهرجانات هو التماسك بين الاجيال والحفاظ على الانا الكبيرة(3) لاسباب عديدة لكن اهمها انها احتفال جماعي بمناسبة تاريخية لها وقع بين الاجيال، فكما تفتخر الامم بتاريخ ابناء شعبها ، ابناء شعبنا وجدوا من الضروري الاحتفاظ  بهويتهم القومية بل ان الحضور والمشاركة في هذه الاحتفالات هو نوع من الالتزام الاخلاقي.
 
المحور الاجتماعي ظاهرة الاحتفال بالشيروات (تذكار القديسيين)
ان ظاهرة الاحتفال بتذكار القديسيين ( الشيروات) ليست جديدة، ففي تاريخ الكنيسة كثير من المناسبات والاعياد وتذكار القديسيين، الكنيسة عادة تحتفل بها بحسب الطقس والمراسيم الروحية الخاصة بكل مناسبة، كانت هذه الظاهرة منتشرة في بغداد والموصل من بعد التهجير القسري لابناء شعبنا من القرى الشمالية في زاخو ودهوك عام  1977 (4) حيث تعودوا  ابناء هذه القرى على اقامة الشيروات بصيغة مشتركة(اجتماعية – دينية) حيث يتم اقامة القداس او المشاركة في القداس في الكنيسة ويتم ذكر اسم الشفيع، بعدها تقوم اللجان القروية او الجمعيات قد حضرت المكان للمشاركة في تناول الطعام كما كان يحصل في قرانا الجميلة قبل ترحليها قبل 45 عاما تقريبا.
احيانا يتم اضافة فقرات اخرى للشيروات مثل قراءة قصائد شعرية وتقديم مسرحيات او فلم او صور تاريخية لابناء القرية، وكذلك يتم ادخال شعار القديس مع الصليب بالزياح مع الشمامسة وبمشاركة اطفال وشبيبة القرية. ان هذه التجمعات لها اهمية كبيرة لانها وسيلة او طريقة او سبب لتماسك ابناء القرية بعلاقاتهم الاجتماعية والقرابة والنسابة.
ان تنظيم هذا الاحتفالات هو مهم جدا لان  يجعل من ابناء القرية ان يعيدوا الى اذهانهم ذكريات القرية والعادات والقيم والشخوص الذيم رحلوا الى عالم الابدية.  فكم يكون فرحنا حينما نرى الشباب والشابات متراصين وهم يحملون الصلبان والشموع وصور القديسيين و البعض الاخر يقومون بالخدمة ومساعدة الحاضرين للجلوس وتناول الطعام ومن بعد ذلك التنظيف.
هذه المهرجانات الصغيرة لها اهميتها في الحياة الاجتماعية تجعل من ابناء القرية الواحدة ان يكونوا متماسكين معا وكذلك يتعلم ابناء القرى الاخرى على الاحتفاظ بهذه الروابط من خلال اقامة تذكار قديس او شفيع قريتهم .
........................................
1-   هناك عدة مقومات يتميز بها الانسان عن الحيوان  التدين(الضمير) والاخلاق والعاطفة والابداع وقابلية التفكير كلها تنبع من ظاهرة الوعي التي يمتلها الانسان. 
2-   هذه الظاهرة لا تنحصر لدى المسيحيين وانما كل الاديان، فحينما يمارس اي مؤمن من اية ديانة كانت حتى الوثنية تكون النتيجة نفسها.
3-   القومية هي الهوية الجامعة لمجموعة بشرية مقوماتها اللغة والارض والتراث والثقافة والتاريخ واحيانا العرق والدين ايضا.
4-   في عام 1976-1977 تم ترحيل اكثر 45 قرية في منطقة زاخو  منها (اسنخ ، وامرا- شيش، ويردا ، الانش، باجوا، بيناخري، واسطفلاني وبيهري ودشتاخ وجومي وابرخ وقسروك ) وعدد كبير في منطقة بروالي بالا في دخوك من قبل النظام السابق.

52
سيرة شيخ المدربين عمو بابا في ذكرى رحيله الثانية عشر

بمناسبة الذكرى الثانية عشر على رحيل شيخ المدربين عمو بابا الذي يعد رمز الوطنية العراقية بدون جدال،
نعرض الملف التالي عن سيرته، بالتاكيد هذا الملف لا يغطي كل الاحداث ولكن لاننا وعدنا صديقنا الاخ ادمون بابا (ابن اخ المرحوم) توثيق سيرته منذ مدة قمنا بإعداد هذا الملف.

  نطلب من الرب الرحمة والراحة الابدية لروحه ولارواح كل الوطنيين الشرفاء الذين رفعوا اسم العراق عاليا في المحافل الدولية من الرياضيين والفنايين والمسرحيين والرسامين والمهندسين وكل الفنانين في علم الموسيقى، العلماء من كافة الحقول المعلمين والاساتذة الجامعيين، لاسيما العلماء في حقل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والطب،  والسياسين المخلصين (غير ملطخة اياديهم بالدم او بالدولار) و مراتب الجيش بكافة اصنافهم من جندي  شهيد مقاتل، الى ضابط ، الى اعلى رتب، الى ارواح المبدعين في كل الحقو من الادب والعلم.

 نتذكرهم في هذه المناسبة ونرفع الصلوات والطلبات الى الله الخالق طالبين  منه الرحمة والراحة الابدية لارواحهم، لاسيما شهداء الوطن الجدد في ثورة تشرين املين ان يحل الوفاق بين ابناء الوطن الواحد العراق ، ان نراهم قريبا موحدين تحت علمه وخارطته .

53
ايها العراقيون لم يفيدكم الغرباء

54

النص الكامل لمحاضرة : دور المباديء المسيحية في حماية الحضارة الانسانية
اعداد وتقديم يوحنا بيداويد

هنا نقدم تقرير مختصر عن المحاضرة.
بعد الصلاة الجماعية لاعضاء الاخوية، رحب الشماس واهل احد اعضاء المسؤولين عن نشاطات الاخوية بالسيد يوحنا بيداويد معد المحاضرة.

قدم السيد يوحنا بيداويد معد المحاضرة او اللقاء فكرة عن الهدف الرئيسي لهذه المحاضرة (المناقشة) الذي كان تقيم دور الكنيسة (او المسيحيين كجماعة) في الحياة الروحية والاجتماعية والسياسية والحضارية والثقافية للبشرية خلال 2000 سنة من بدء رسالتها.
 كذلك طرح اسئلة عن القضايا المهمة والملحة التي يجب ان يكون للمسيحيين كجماعة موقف منها في الحاضر او يكون لها دور او موقف في طريقة اتخاذ القرارت بشانها في المستقبل.

ثم شرح طريقة ادارة المحاضرة (لقاء مناقشة) واعطة نبذة مختصرة وتوضيحات عن اسئلة المحاور
بعدها تم تقسيم الحاضرين الى اربع مجاميع وكل محموعة ناقشت محور معين او سؤال معين.

بعد نصف ساعة من المناقشة عاد الجميع الى اماكنهم
وتم فتح المجال لممثل كل كروب اعطاء نبذة مختصرة عن الافكار والاراء والاجوبة التي وضعها كروبه.

هذه مجوعة من سلايتات تشرح طريقة اداء المحاضرة ومشاركة الحاضرين.
وفي الختام وضع السيد  يوحنا بيداويد معد اللقاء الاجوبة التي اعدها.

ملاحظات مهمة
1- شارك معظم الحاضرون في النقاش بجدية
2- الاجوبة والتعليقات كانت عميقة وموضوعية قريبة من الحقيقة
3- بعض الاجوبة لم تكن مشابه لاجوبة معد اللقاء.
4- شكرا لاب جليل منصور الذي شارك في نقاش الكروبات.
5- احب معظم الحاضرون الموضوع وطريقة الاعداد وطريقة المناقشة
وهذه بعض الصور وسلايتات عن احداث اللقاء

55
 
محاضرة في ملبورن تحت عنوان : دور المباديء المسيحية في حماية الحضارة الانسانية"
يقدمها الكاتب يوحنا بيداويد
الدعوة عامة لابناء الكنيسة

56
الاعلامي نينس كاكو من اذاعة SBS radio Australia/ Assyrian Program يلتقي مع الكاتب يوحنا بيداويد
حول اتهام الشرطة لغبطة البطريرك ساكو

لمن يرغب استماع المقابلة يمكن فتح الرابطة
https://www.sbs.com.au/language/english/podcast/sbs-assyrian

ولمن يرغب قراءة المقال
يا قضاة العراق بطريرك الكنيسة الكلدانية له مكانته!
بقلم يوحنا بيداويد
 
اكتضت صفحات الوسائل الاتصال الاجتماعي اليوم من الشرق الى الغربي بين العراقيين بخبر مشكوك في امره في قضية غير واضحة
ومختصرها توجيه اتهام تزوير الى غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو رئيس الكنيسة الكلدانية. لن احكم هنا على مجريات التحقيق حاليا، وسننتظر النتيجة حينها يكون لنا كلام اخر.
لكنني ساحكم على اسلوب المخاطبة الرخيص، غير اللائق الذي استخدمه قاضي وضابط  التحقيق "حسن على يوسف" بحق غبطة البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى، الاسلوب السوقي غير المرتقي الى مستوى الشعب العراقي المعروف باحترامه لرجال الدين حسب الاعراف والتقاليد عبر قرون وقرون عديدة، الامة  التي اخرجت النور والمعرفة الى العالم قبل خمسة الاف سنة، ووضعت بنود  ارقى القانون في التاريخ قبل اربعة الاف سنة ولازالت نسخ مسالة حمورابي محفوظة في متاحف الاوروبية اليوم تتعامل الحكومة بازدواجية مع ابنائها.
هنا اضع بعض الاسئلة والملاحظات امام قضاة العراق وبالاخص ضابط التحقيق حسن علي يوسف الذي اشك في اسمه اصلا
لم يرغب تكملة قراءة المقال يمكن فتح الرابط
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1016238.0.html

57

نقد وتعليق لمقال الكاتب بولص ادم :" دَرسْ يورغن هابرماس في تقبل النقد وعدم تسليم الراية)
 بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
13 ايار 2021

الاخ  الكاتب بولص ادم المحترم
تحية
اعجبني مقالكم  (راجع الرابط  الاول المرفق) عن رفض احد اعظم الفلاسفة في القرن العشرين من حيث النضج الفكري الا وهو يورغن هابرماس استلام جائزة الشيخ زايد قبل بضعة اسابيع بسبب اكتشافه وجود تناقض بين  ممارسات النظام السياسي للامارات والاهداف التي تدعو لها الجائزة  " اي الاهداف التي ترغب بتحقيقها حكومة الامارات من خلال منح هذه الجائزة"
 
لمن لا يعرف يوغن هابرماس فهو الفيلسوف الذي يحمل راية الفلسفة او الفكر الاعتدالي في عصر كادت الفلسفة تنهش ذاتها (راجع الرابط الثاني المرفق)، فهو زعيم التيار الفلسفة النقدية التواصلية التي انتشرت في القرن الماضي بقوة، حاول مع زملائه فتح الانوار وتعرية مشاكل العصر من منظور الفلسفة النقدية الموضوعية المعتدلة، وطالب بالتواصل و استمرار الحوار بين ممثلي التيارات الفكرية  من اليمين واليسار،  لايجاد التوافق والاصرار على استمرار بالتواصل بين كل المشاركين والمؤثرين بالعقل الجمعي للانسانية، اية كانت مصادرها من رواد النظرية النسبية و الكوانتية الى معجبي ورواد الفوضى والتغير (ما بعد الحداثة و الفلسفة التفكيكية) الى اقسى اليمين المتطرف التابعة للتيارات الدينية المتعصبة.

لقد اثلج صدورنا هذا الفيلسوف العظيم  بهذا الموقف الجريء الذي سار عكس المتوقع  مقارنة مع غيره من العظماء والعلماء والمفكرين الذين يرغبون عادة استلام الجوائز والظهور على المنصات  لاعطاء كلمات الابتهاج بوصلهم اليها  بعيدا عن اهدافهم!، والتزم بمباديء مدرسته (الفلسفة النقدية التوااصلية). التي اقتربت من قرن كامل لتاسيسها ( تدى ايضا بمدرسة فرانكفورت الالمانية) على يد مجموعة من الفلاسفة والعلماء على غرار حلقة (فينا).

لكن كاحد ابناء المنطقة الشرقية اظن ان دول الخليج لا يمكنها ان تكون اكثر تطورا مما هي عليها الان!!، لان رد الفعل التيار الرجعي  مثل التيار الاسلاموي الحديث سينجح في تدميرها والانتصار على المعرفة وحركة التطور بصورة كاملة، هذا يمكن ان نستنتجه من وضع الدول المجاورة للخليج بدءا من ايران والعراق وسوريا ومصر وتركيا، فايران التي كانت تسبق كل المنطقة لتطورها واختلاطها او قربها مع الغرب قبل 70 سنة في زمن شاه هي تعاني من الفكر الديني المتزمت القاتل للحريات،  ونفس الحال لتركيا التي مر قرن كامل على نظامها الديمقراطي التي لم تدخل اية حرب او صراع دولي كبير، ها هي تعود بالحنين الى ماضيها الدامي على يد اردغان من خلال نشر التيار الدين المتعصب كوسيلة للحصانة والدفاع عن هويتها الذاتية، من خلال اشباع مشاعر الفقراء وترويضهم  ومن ثم السير خلفه، كي تبعدهم من الحضارة الغربية المتشربة بالفكر البراغماتي!!
 اما العراق ومصر  فهما مهد اعظم حضارتين في تاريخ البشرية (حضارة وادي الرافدين وحضارة الفرعونية) يبدو ضمرت العقول وتخدرت بالجدل الديني المتعصب، دخلت في عصر الظلام بعدما ان مات الفكر فيها منذ 800 سنة.

لهذا اظن لا يجب ان ان نظلم او ننتقد  حكام الخليج لان هذا اقسى ما يستطيعون فعله في دويلاتهم نحو التقدم والتطور.

لا ننسى الغرب السياسي ليس تحت نفوذ العقل العلمي او الفلسفي الموضوعي (العقل الجمعي المعتدل)، وانما بالعكس هي تحت نفوذ العقل السياسي البراغماتي هو السائد في كل محافل الدول الغربية لاسباب نجهلها بل البعض يتهمها بسرقة القرار الموضوعي للعقل الجمعي وخداعه، والبعض الاخر يتهم  الشركات والدول الصناعية التي تتبنى وتدعم التيار البراغماتي  ليشل حركة العقل الجمعي ويبعده من الاعتدال والموضوعية، بل يتهمه بالخيانة لعدم تحمله المسؤولية في الالتزام بالموضوعيىة في اتخاذ القرارات.

 لان العقل الغربي تخلى عن الانجازات الفكرية التي اتى بها العقل  الجمعي (العقل الانسان عبر كل التاريخ)، واستبدلها  بالسلع التكنولوجية الجديدة ، فتشبع او تخدر العقل نفسه بالعابها الالكترونية. وفي نفس الوقت يجب ان نعرف، ان البعض يصف  العقلي الشرقي  "الذي يصفه البعض الاخر بانه لا زال تحت تاثير المفاهيم الرجعية القديمة واحيانا" ، بانه عقل حكيم لانه يقف ضد سلع التفكيكية والبراغماتية بتعنته وتعصبه الديني والاجتماعي الذي يتمسك به.

تبقى المدرسة التفكيكة العدوة الاولى للمدرسة النقدية التواصلية تحت قيادة هابرماس، لان هناك شعور بالاحباط كبير في اوساط المفكرين من الضوضاء والفوضوي واختزال المعني والمسؤولية والاخلاق الذي تقوم به النزعة التفكيكية في المجتمعات المختلفة لا سيما الفقيرة فهي تنتشر كالتهام النار للهشيم.

في الختام نحيي الفيلسوف الاكبر سنا والاكثر التزما في الخط الوسط بين اليمين واليسار، خط الاعتدال الذي لا تذهب لحظة من الزمن او يكتب حرفا لا يدعو الطرفين اصحاب النظرية التفكيكة والبراغماتية والطرف الاخر المتمثل بالتيارات الفلسفة القديمة بظمنها الاديان الى الحوار الجاد من اجل مستقبل الانسان والاجيال القادمة ومصير كوكبنا الذي تغطيه دخان المصانع،

كما احييك اخي الكاتب بولص ادم لهذا المقال النوعي الذي تفتقره ساحتنا الثقافية حاليا
................
الرابط الاول
دَرسْ يورغن هابرماس في تقبل النقد وعدم تسليم الراية
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1016841.0
الرابط الثاني
نظرية الفلسفة النقدية
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=631870


58
يا قضاة العراق بطريرك الكنيسة الكلدانية له مكانته!
بقلم يوحنا بيداويد
 
اكتضت صفحات الوسائل الاتصال الاجتماعي اليوم من الشرق الى الغربي بين العراقيين بخبر مشكوك في امره في قضية غير واضحة
ومختصرها توجيه اتهام تزوير الى غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو رئيس الكنيسة الكلدانية. لن احكم هنا على مجريات التحقيق حاليا، وسننتظر النتيجة حينها يكون لنا كلام اخر.
لكنني ساحكم على اسلوب المخاطبة الرخيص، غير اللائق الذي استخدمه قاضي وضابط  التحقيق "حسن على يوسف" بحق غبطة البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى، الاسلوب السوقي غير المرتقي الى مستوى الشعب العراقي المعروف باحترامه لرجال الدين حسب الاعراف والتقاليد عبر قرون وقرون عديدة، الامة  التي اخرجت النور والمعرفة الى العالم قبل خمسة الاف سنة، ووضعت بنود  ارقى القانون في التاريخ قبل اربعة الاف سنة ولازالت نسخ مسالة حمورابي محفوظة في متاحف الاوروبية اليوم تتعامل الحكومة بازدواجية مع ابنائها.
هنا اضع بعض الاسئلة والملاحظات امام قضاة العراق وبالاخص ضابط التحقيق حسن علي يوسف الذي اشك في اسمه اصلا!

1-    من صيغة  المخاطبة في العبارة الاولى يبدو ان الضابط المحقق غير مؤهل لكتابة رسالة حيث يقول " الى المتهم لويس ساكو موشي" بدون ان يذكر لقبه الامر الذي يستنتج القاريء ان المتهم مجرم بالفعل وهذا غير صحيح تماما المتهم بريء لحين اثابت التهمة.
 كان من المفروض ان لا يسقط القاب غبطته، فهو رئيس اكبر ككنيسة مسيحية في العراق ( بطريرك)، وهو كاردينال، ودكتوراه وشخصية وطنية عراقية معروفة.

2-   ان اسال الضابط المحقق حسن علي يوسف، لو كان سماحة اي رجل دين مسلم او شيخ  مثل سماحة السيد مقتدى صدر او السيد الصافي او  الصميدعي، او وزير ما  او نائب ما   دكتور ما ، هل كنت تسقط لقبه؟ لماذا هذا اسلوب التحقير او التصغير والاسقاط بحق المسيحيين، لماذا هذه الكراهية اتجاه اتجاهنا؟ الم تسالون انفسكم يا مسؤولين يا قادة البلاد الى متى تستطيعون خداع هذا الشعب بالازدواجية والنفاق والكذب وعدم تطبيق القانون الا على الضعفاء والفقراء والابرياء؟.


3-   يا قضاة  العراق  بربكم واستحلفكم بكل مقدساتكم جميعها، هل انتم هكذا عادلون وحريصون على اموال المسيحيين والكنيسة تتهمون بطريرك الكنيسة بالتزوير والخداع، اين هو موقفكم من مليار دولار من ثورة العراق،  ابن موقفكم من مئات قضايا السرقة والتزوير والقتل والاجرام، هناك ملايين الجرائم والمجرمين والتزوير من الضباط والوزراء وحمل شهادات دكتوراه لم نسمع منكم اي اجراء ضدهم او توجيه تهمة له، نحن هنا لا نطالب الا بتطبيق القانون على الجميع وباحترام.

4-   يا رجال القانون كم شهيد سقط في الثورة التشرينية خلال سنتين الماضيتين وانتم تعلمون وتدركون والسيد عادل عبد المهدي رئيس الوزارء السابق يعلم بذلك وكل الجيش والامن يعلم ذلك ولم يتم معاقبة مسؤول امني او حكومي واحد لماذا؟ لماذا القتلة يكونون احرار هكذا بينما يتم مخاطبة البطريرك الكاردينال ساكو بهذه العبارات المشينة.


5-   نحن نعلم من هي الجهة المحركة للقضية ونعرف هدفها ونعرف سبب موقفهم من الكنيسة ورئيسها ، ولكن الحكومة والقضاة يجب ان يقفوا في مسافة واحدة من الجميع.

6-   ان اتهام رئيس الكنيسة وتسريب الخبر في الاعلام وحده جريمة، يشكف لنا ان هدف القضية هي تسقيط الكنيسة الكلدانية والمسيحية في العراق بل هي جريمة بحق المسيحيين ورئيسها غبطة البطريرك ساكو.


7-   عتابنا على الاخوة المسيحيين الذي يحتلون مواقع حكومية او هم قادة احزاب لا سيما الوزيرة ايفان جابرو التي صرحت تصريحات غير مسؤولة في اكثر من مناسبة ضد الكنيسة وضد المسيحيين عموما وهي تجهل الكثير حتى تاريخ كنيستها، لقد خيبوا امالنا بهم، نسوا ان رئيس الكنيسة يمثل الجميع روحيا، وان كان هناك اختلافات كان يجب ان يتم حلها في البيت المسيحي وان لا تصل الى هذه المرحلة مهما كان الثمن. نحن نعلم لكل واحد طموحه السياسي ومصلحته الشخصية وهذا من حقه، لكن حسب الاصول وحسب النظام او الدستور، ولكن يجب ان لا ينسوا نحن ايضا من حقنا ان نفضح من لا يمثلنا حقيقة ويتهاون مع قضايانا ويسرق اخوتنا في الوطن او يبيعهم لاجل مآربه الخاصة.

8-   نقرا بعض الانتقادات والتعليقات الساقطة لبعض الاخوة من الكلدان او غير الكلدان، نحن لا نقل لهم  غير الله يسامحكم مثلما قال المسيح لمن صلبه، لكن صدقوا انتم تتصرفون كالعميان وتدسون على مقدسات ايمانكم هذا اذا كان لكم ايمان!!.


9-   لا اعرف لماذا الاعلام العراقي يقف مكتوف الايادي في قضية تشهير براس الكنيسة الكلدانية، ان السكوت عن هذه الاهانة الكبيرة التي حصلت للكلدان ولكنيستهم  بغض النظر عن احداث ومتعلقات القضية هي علامة الرضا، وهذخ خيبة لنا الكلدان حول العالم، ان الدولة والمجتمع لا يرتقي الى الاعالي، ولا يصل بنائه الى مداه الا بالنقد السليم والمشاركة من قبل الجميع.

10-   املنا يصحى المسؤولون ورئيس القضاة والمحقق الضابط "حسن علي يوسف" يتراجع عن طريقة مخاطبته لغبطة البطريرك ساكو، اما التحقيق ليجرى كي نرى من هو على الحق حينها  كما قلت سيكون لنا كلام اخر.

في الختام نقول الله يحفظ الشعب العراقي من ظلمكم يا قضاة ومسؤولي  الحكومة وقادة الاحزاب، لكن صدقوا سياتي اليوم الذي تنقلب عليكم الاحجار الى حيات تلدغكم كما انقلبت على خيركم ليس ببعيد، وسيخلد العراقيون الوطنيون الشرفاء شهدائهم الكرام في سجل الخلود.

يرجى الاطلاع على مرفقات الاتهام ورد غبطة البطريرك مار لويس ساكو لهم.

59
بمناسبة احياء الذكرى 106 لمذابح سفر برلك (سيبو) الاعلامي نينوس كاكو   من اذاعة SBS Australia/ Assyrain Program اجرى اللقاء التالي مع السيد يوحنا بيداويد رئيس  الرابطة الكلدانية / فرع ملبورن

للاستماع يرجى فتح الرابط ادناه
https://www.sbs.com.au/language/english/audio/in-memory-of-anzacs-and-our-nation-s-martyrs-day
The Chaldean league (Assora Kaldaya) with the Australian Chaldean Federation and the Parish of Chaldean Catholic Church in Melbourne, will have a commemoration of ANZAC Day and the Safar Barlik (The forced expulsion) martyrs memorial on Tuesday 27 May 2021.
UPDATEDUPDATED 13 HOURS AGO
BY NINOS EMMANUEL

 President of the Chaldean League-Victoria, Mr. Youhanna Bidaweed, spoke to SBS about the event. He says "the organisers thought of combining the two events because they both reflect the sorrow and sadness of losing your people".

Mr Bidaweed says as Australians, we must participate and share the Australian nation's moments of happiness and sadness. Many of us came to this country as migrants or refugees, we have been treated equally as everyone else. Many have been living here for decades, we have children and grandchildren who were born here. So as Australians, we must commemorate the loss of soldiers at ANZACS as our own loss.

The program will start with a mass at 5:30 PM at St Mary's Chaldean church-Melbourne, followed by a commemoration which will include short documentaries, poems and speeches. Refreshment will be served.

The organisers are inviting all members of the community in Melbourne to participate.
[/b][/size]

الرابطة الكلدانية فرع ملبورن تحيي الذكرى 106 لمذابح سفربرلك

تحي الرابطة الكلدانية فرع فكتوريا وبمشاركة الاتحاد الكلداني الأسترالي /فكتوريا وبحضور سيادة المطران مار أميل نونا راعي ابرشية مار توما للكلدان والاثوريين في استراليا ونيوزلندا، الذكرى 106 لمذابح سفربرلك وذكرى شهداء استراليا  ANZAC DAY
وذلك في يوم الثلاثاء المصادف 27 نيسان 2021،
حيث سيقام القداس على أرواح الشهداء في كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع الساعة 5:30 مساء وبعدها يبدا برنامج التذكار في قاعة الاب عمانوئيل خوشابا الساعة 6:30 مساء .
ان حضوركم ومشاركتكم في احياء هذه المناسبة هو اكرام لشهدائنا الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى
الدعوة عامة لجميع ابناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان

العنوان : كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع
ٍ93-99
Somerset Rd. Capmbellfield, Vic 3061

للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالاخوة
مخلص يوسف 0421122102
يوحنا بيداويذ 0401033614

60
أكيتو- .. عيد الربيع البابلي ، جذوره ، أيامه ، عائديتهِ
بقلم الحكيم البابلي
مقال يستحق القراءة
هذا المقال مهم لان له علاقة بالسنة المعتمدة في احتفال اكيتو وتاريخ بدايته

https://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=300534&r=0&fbclid=IwAR3JcMB744VHHPYphyhz-DCWeYwp4k2V2hyTgTkqRJs7jPC7ocQWfdQ0-Js

61
يوحنا بيداويد  يلقي محاضرة  في ضيافة جمعية الحدياب للكفاءات تحت عنوان
حقائق تاريخية حول تسمية مكونات شعبنا الكلدان والسريان والاشوريين تحليل ورؤية 
لمن يرغب بالاستماع  يمكن عدو الرابط المحاضرة على يوتوب

https://youtu.be/B9H9u_RtBoc
































62
رد على مقال  (جورج السرياني و حدبشاب- العربي )  لمن يدعي لا وجود للكلدانيين و لا للاشورين بقاء في التاريخ.


اخواني المتحاورين
تحية
 اود ان اعيد اباختصار اهم ما جاء في بحثي الذي رابطه ادناه
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,704685.0.html
الذي علق عليه السيد المدعو حدبشاب بسخرية
وللاخ جورج السرياني الذي كتب مقال تحت عنوان :"كيف يكتب بعض الكلدان والآشوريين تاريخهم/ السيد يوحنا بيداويد مثالاً"

اولا- ان اللغة الآرامية طغت على الشرق الأوسط بسبب تبنيها الابجدية الفينيقية ولم يتكلم فيها ابناء الكنيسة الشرقية فقط وانما العرب والفرس والاتراك وغيرهم ، المفروض هم يحسبهم حدبشاب سريان مشارقة لماذا  لا يطالبهم بذلك ؟؟؟.

ثانيا- مار ادي ومار ماري ومار اجي مبشري الكنيسة الشرقية اتوا من منطقة اورهاي (التي كان حاكمها ابجر اوكاما دخل المسيحية بعد شفائه) جاؤوا وبشروا بالمسيحية باللهجة السريانية - الآرامية وعلموا المسيحيين الجدد الصلوات والطقس بالآرامية واقنعوا كل المسيحيين الجدد من الاقوام تعلم لغة المبشرين القريبة من العبرية والتعلم نفس العبارات والمفاهيم التي استخدمها السيد المسيح له المجد وقبل بذلك كل من امن من اجدادنا .

ثالثا - ان الاسم الذي ذكره القديس لوقا في الفصل الثاني العدد 2:"فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها فرتيون و ماديون و عيلاميون و الساكنون ما بين النهرين و اليهودية و كبدوكية و.............الخ
لم يقل لا ســــــــــــــــــــريان المشارقة او الاراميـــــــــة او السريانية
 ولا الكلدانييــــــــــــن
 ولا الاشـــــــــــــوريين.
يكفي هذا البرهان ان ابناء الكنيسة الشرقية كلهم ليس قومية واحدة وعرق واحد وانما شعب مختلط.

رابعا- ان الكنيسة الشرقية حملت أسماء عديدة كما ذكرتها في المصادر، ولم تحمل اي اسم قومي منها
كنيسة قطيسفون
كنيسة فارس
كنيسة الشهداء
كنيسة النسطورية من 497 الى 1551 اي اكثر الف سنة  ثم اصبحت (كرسي بابل) الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية والنسطورية الى القرن الثامن العشر ليصبح "كرسي بابل للكلدان) على العالم  على الكلدان . وفي نفس الوقت بدا استخدام القبائل الاشورية على ابناء الكنيسة النسطورية بعد اكتشف لايارد اثار نينوى عام 1851.
اما اسم كنيسة السريان المشارقة كان استخدم بسبب استخدامهم اللغة السريانية المهجنة بالبابلية -الاشورية القديمة وكما قلنا المفروض اما كل من تحدث بالسريانية هم  سريان بالحق وبذلك يكون العرب والترك والفرس والاكراد الاقوام الموجودة في المنطقة منذ فجر التاريخ ايضا سريانا مثلما يدعي المتعصبين او انها حجة فارغة فيصبح القول غير صحيحا. لكن قلنا في ردنا السابق اليوم نصف العالم يتكلم الانكليزية لكنهم اغلبهم ليس انكليزا بل اعداء لهم.

 اتمنى ترك الطعن واحد بالاخر او الغاء الاخر.
بخصوص الاخوة السريان مهما حاولتم تحريف التاريخ لا يوجد لكم حتى مدينة واحدة اثرية
 وهذا ما ترك ميخائيل الكبير يقول :" ان العلاميين والاثوريين والارامييين وهم الذين سّماهم اليونان سرياناً سُمِّموا قاطبة كلداناً بإسمهم القديم واوشوريي اعني اثوريين بإسم اشور الذي بنى مدينة نينوى."(1)

نعم اللغة الارامية- اللهجة السريانية تطورت وانتشرت في الشرق الأوسط واصبحت لغة عالمية مثل الإنكليزية حاليا، ولكن هذا لا يعني كل من تحدث بها اصبح سريانا من طور عبدين.
للعلم هناك 32 قبيلة او مملكة صغيرة للأراميين هل تظن كلهم كانوا يتكلمون لهجة واحدة؟؟

انا لم الغي الاخوة الاشوريين وانا لي شرف وافتخار بالاخوة الاشوريين والدماء الزكية التي اسقطوها منذ الحرب العالمية .
وفي نفس الوقت اقدر الاخوة السريان لا سيما الموضوعيين الذي يعترفون بالحقيقة والاخطاء التي حصلت في التاريخ.

وفي النهاية لنسال هؤلاء العباقرة الذين يكسرون سيوفهم في الهواء، من منا يكون له وجود افضل باختفاء الاخرين من القوميات الثلاثة؟؟.
لنعترف جميعا هذا قدرنا اجبرنا التاريخ ان يكون ثلاثة اسماء ولكن دمائنا مختلطة اكثر من اي شعب او قوم اخر، بالأحرى لا يستطيع اي واحد منا يجزم عرقه الصحيح 100%
انا اشعر من صغري بانني كلداني وقد نمى هذا الشعور ربما بسبب اسم الكنيسة او العائلة او القرية  المنطقة  او المحيط المهم بصمت الكلدانية في
وانا لي افتخار بالفعل اكون احد ابناء مدينة بابل العظيمة عاصة الكلدان الدولة الوطنية الاخيرة في التاريخ القديم التي وضع فيها اول قانون مدني و اول معدالات المثلثات والجبر وعلم الفلك والري والطب والعجلة وفكرة الخلود وعشرات الانجازت الحضارية التي لا زال العالم لحد اليوم مدين لهم ولا يستطيعوا استبدالها ابدا..

صدقوا لحد الان أتذكر حينما ملئت فور إحصاء سنة 1977  كتبت الكلدانية ولكنهم اضافوا عليها هذه الصيغة (الكلدانية/ العربية)
كان هذا موقفي قبل 40 سنة وكان هذا موقفي 1995 وكان هذا موقفي بعد 2003 وكان هذا موقفي 2015 وهذا موقفي اليوم

اكتفي بهذا الحد مع العلم لدي بحث اجدد سوف يرى النور وسيوضح ويوثق الحقائق اكثر فاكثر عن وجود الكلدان والعلاقة مع الاشوريين والسريان

تحياتي للجميع
يوحنا بيداويد

..................
ن المؤرخين السريان الذي ادركوا هذه الحقيقة هو بطريرك اليعاقبة ميخائيل فيذكر في تواريخه : " ان الكلدان الاثوريين هم السريان". وابن العبري في كتبه (معلثا) : " الشرقيون العجيبون اولاد الكلدان القدماء." واثناء بحث ابن العبري عن فروغ اللغة الارامية في كتابه (تاريخ الدول) يسمى لغة اهل جبال اثور وسواد العراق الكلدانية النبطية. في عهد ديونوسيوس التلمحري الذي عاش في النصف الاول من الجيل التاسع كان اليونان يستهزئون بالسريان اليعاقبة ويقولون لهم :" ان طائفتكم السريانية لا اهمية لها و لاشرف، فإنه ليس لكم مملكة و لاقام في سالف الزمان فيما بينكم ملك جليل. فاضطر السريان اليعاقبة ان يقروا ويثبتوا انه ولو اطلق اسمهم سريانا الا انهم ان اصلهم كلدان اثوريين وقد صار منهم عدة ملوك جبابرة." لكن بطريرك السريان اليعاقبة ميخائيل( نقلا عن ديونوسيوس التلمحري) يقدم توضحيات اكبر عن هذا الموضوع والتي تحزم الامر على نتيجة مهمة يعترف بها اغلب ابناء شعبنا بها اليوم هي بأنه الشعوب الثلاثة الكلدانيون والاراميون والاشوريين الذين يتحدثون نفسه اللغة معا لحد اليوم ، اتحدوا معا واصبحوا قوم واحد نتيجة تبنيهم الديانة المسيحية فيرد البطريرك ميخائيل:" ان العلاميين والاثوريين والارامييين وهم الذين سّماهم اليونان سرياناً سُمِّموا قاطبة كلداناً بإسمهم القديم واوشوريي اعني اثوريين بإسم اشور الذي بنى مدينة نينوى."
المصدر : ادي شير، كلدوا اثور، المجلد الثاني، ص4

63
الحلقة الثانية من مقابلة الاعلامية جنان يوسف من قناة القيامة مع مؤلف كتاب " سفر برلك" مذابح الدولة العثمانية بحق الكلدان
يمكن المشاهدة على الرابط ادناه
https://youtu.be/frzMgDpan2g

وهذا رابط الحلقة الثانية
https://www.youtube.com/watch?v=zrXRcDeogOs[/b][/color][/size][/color]

64
الحلقة الاولى من تاريخ مذابح سفر برلك
يمكن مشاهدة الحلقة الاولى من مقابلة الاعلامية جنان يوسف مع الكاتب يوحنا بيداويد التي اجريت يوم السبت الماضي على قناة القيامة
على الرابط التالي
https://www.youtube.com/watch?v=zrXRcDeogOs


وهذا رابط الحلقة الثانية
https://www.youtube.com/watch?v=wR3rGTlHP7Q&t=1202s

65
اخبار غير سارة من قبة البرلمان العراقي

* الدستور العراقي في خطر؟!!!

* الاقليات الدينية في اخطر لحظة من تاريخ وجودهم؟!!!
* الاسلاميون من اعضاء البرلمان العراقي على يصوتون على  الغاء الحريات المدنية والحرية الدينية الحرية الفكرية.
* انهم يريدون الضغط على الاخوة الاكراد من اجل تمرير الميزانية مقابل قبولهم على تشريع قانون يجعل من العراق  تعيش بحسب قانون يشبه ولاية الفقه.

ان تشريع قانون المحكمة الاتحادية في الوقت الحالي ينذر بخطر كبير على المدنية في العراق، خاصة أن البرلمان صوت على مادة  في الايام الماضية على جعل عدد فقهاء الشريعة الاسلامية في القانون ٤ رجال دين من (الشيعة والسنة).

والآن يريدون اعطاء دور وحق اكبر لهولاء الفقهاء بالتشريع في جميع المسائل القانونية وبهذه الحالة تتحول الدولة العراقية إلى دولة ذات تشريعات اسلامية رسميا.
نطلب من كل اصحاب المباديء والروح الوطنية والقيم الانسانية رفع صوته عاليا في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ العراق التي تبدو اشد خطورة وقسوة من ضربة الدولة الاسلامية ( الدواعش) عام 2014 على الاقليات المسيحية واليزيدية والبهائية والصابئة المندائية والزرادشتية وغيرها.

يوحنا بيداويد



هذا رابط المقال ادناه يشرح خطر هذه التغير على الحريات المدينة والاقليات الدينية
https://www.alaraby.co.uk/politics/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D8%A7%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9

عقد البرلمان العراقي، اليوم الاثنين، جلسة جديدة لتمرير قانون المحكمة الاتحادية المثير للجدل، بعد فشله في التوصل، خلال جلسة عقدت نهاية الأسبوع الماضي، إلى تفاهمات حيال بعض بنود القانون، وأبرزها إضافة فقهاء الشريعة الإسلامية إلى كادر المحكمة، التي تعد أعلى سلطة قضائية في البلاد.

وترفض عدة قوى سياسية الخطوة وتعتبرها محاولة إخضاع القضاء للمحاصصة الطائفية مثل باقي مؤسسات الدولة والتأسيس في الوقت نفسه لدولة دينية لا مدنية، إذ يمنح القانون الجديد للفقهاء الشرعيين صلاحية نقض القوانين التي تتعارض مع أحكام الشريعة، وهو ما يراه المعترضون خطوة خطيرة تلغي تعدد الديانات والمذاهب في العراق أيضاً.


وصوّت البرلمان العراقي، الخميس الماضي، على أغلب مواد قانون المحكمة الاتحادية، الذي يعد آخر العقبات التي تقف بوجه إجراء الانتخابات المبكرة المقرر أن تجرى في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، إذ ينص الدستور على وجوب مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات.

وما زالت هناك 6 بنود داخل القانون تعتبر خلافية، لكن الأكثر جدلاً هي الفقرة المتعلقة بإضافة فقهاء شريعة إسلامية من السنة والشيعة إلى أعضاء المحكمة ومنحهم صلاحية نقض القرارات التي لا تتماشى مع أحكام الشريعة.

ومنذ أمس الأحد، بدأ ناشطون حملة واسعة على منصات التواصل لرفض القانون، معتبرين أنه يقضي على آخر فرص قيام دولة مدنية في العراق ويهدد استقلالية القضاء بالكامل. وتصدر وسم "#قانون_المحكمة_الاتحادية_باطل" موقعي "تويتر" و"فيسبوك" في العراق.



وبخصوص الجلسة المقررة اليوم، قال النائب عن تحالف "سائرون" رعد المكصوصي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنه "لغاية الآن لم تحسم الخلافات على فقرات قانون المحكمة الاتحادية، والخلاف عميق رغم الاجتماعات والحوارات التي جرت في اليومين الماضين، لكن لم تتوصل القوى السياسية إلى أي توافق فيما بينها".

وبيّن المكصوصي أنّ "الخلاف يتركز على جعل خبراء الفقه الإسلامي ضمن أعضاء المحكمة الاتحادية"، مضيفاً أنّ "هناك من يرى أن هؤلاء الخبراء يكونون ضمن هيئة استشارية خاصة، لكن لا يحق التصويت والتدخل في القرارات التي تتخذها المحكمة"

وأوضح أن "من بين الخلافات أيضاً هو تحديد الجهة التي يمكن أن ترشح القضاة إلى المحكمة الاتحادية العليا، خصوصاً أن هناك من يريد أن يتم ذلك عبر الجهات السياسية، والبعض يريدها عن طريق القضاء، والآخر يريد أن تكون من خلال مؤسسات الدولة كرئاسة الوزراء أو الجمهورية".


تقارير عربية
البابا فرنسيس في ختام زيارته: العراق في قلبي
وتابع قائلاً إنّ "بقاء هذه الخلافات حتى جلسة اليوم يعني أن التصويت على القانون سوف يؤجل، وربما تكون الساعات الأخيرة قبل انعقاد الجلسة هي الحاسمة لحل هذه الخلافات، خصوصاً أن البرلمان تعود على حسم ملفات كهذه في اللحظات الأخيرة".

بدوره، أوضح النائب عن تحالف "عراقيون" أسعد المرشدي، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "تمسك القوى السياسية بآرائها ومحاولة فرضه على باقي الأطراف، هما ما يعرقل التوصل إلى توافق بين الفقرات الخلافية في قانون المحكمة الاتحادية العليا، خصوصاً أن هناك من يريد أن يشرع هذا القانون وفق أهواء ومصالح سياسية".

وبيّن المرشدي أن "هناك أطرافاً سياسية تريد أن تكون المحكمة الاتحادية العليا محاصصة كباقي مؤسسات الدولة، وهذا يشكل خطورة حقيقية على النظام الدستوري والسياسي في العراق، فهذه المحكمة الدستورية يجب أن تبقى مستقلة وبعيدة كل البعد عن أي أجندة سياسية".

ورجّح النائب عن تحالف "عراقيون" أن "تتوصل الأطراف السياسية إلى توافق على بعض الفقرات الخلافية وليس جميعها، وتؤجل الفقرات الأخرى لموعد آخر يصوت عليها لحين الاتفاق بين كافة الأطراف السياسية، خصوصاً أن هذا القانون يختلف عن القوانين الأخرى، فلا يمكن تمريره إلا بتصويت ثلثي أعضاء البرلمان بمعنى إلا بعد تصويت (220) نائباً، ولهذا يجب اتفاق الكل عليه من دون مقاطعة أي جهة".

ويقول الخبير القانوني العراقي علي التميمي، لـ"العربي الجديد"، إن "ستة مواد متبقية في مشروع قانون المحكمة الاتحادية العليا الذي يناقش في البرلمان، أهمها كيف تعقد المحكمة الاتحادية هل بحضور كل الأعضاء بضمنهم الرئيس أم بالأغلبية؟ وكيف تتخذ القرارات بالأغلبية البسيطة أم أغلبية الثلثين؟".

وأردف "أعتقد، ولأهمية هذه المحكمة، أنه يجب أن تعقد بحضور كل الأعضاء وأن قراراتها لا تكون صحيحة إلا بحضور كل الأعضاء، وأن تتخذ القرارات البسيطة بأغلبية بسيطة وتتخذ القرارات المهمة بأغلبية الثلثين".

وأضاف التميمي أنه "في ما يتعلق بخبراء الفقه الإسلامي وفقهاء القانون وهل إنهم جزء من المحكمة الاتحادية العليا أم دورهم استشاري، أرى أن دورهم استشاري، بدلالة المادة 92 من الدستور العراقي التي جعلتهم ضمن تكوين المحكمة وليس ضمن تشكيلها، وأن تكون هيئة المحكمة من 7 أعضاء بضمنهم الرئيس، لأن القاعدة تقول كل قاضٍ فقيه ولكن ليس كل فقيه قاضياً".

المحكمة الاتحادية العراقية (تويتر)
تقارير عربية
حراك عراقي جديد لاستكمال قانون المحكمة الاتحادية وسط خلافات حادة
وزاد موضحاً "أما بقية نقاط الخلاف، فهي يسيرة قابلة للحل، لكن يبقى وجود المحكمة الاتحادية العليا مهم مع الصلاحيات العظيمة في المادة 93 من الدستور العراقي، والتي منحها المشرع لها وأهمها المصادقة على نتائج الانتخابات التشريعية في العراق"، مشددا على أنه "لا انتخابات بدون وجود هذه المحكمة".

وبدأت إشكالية المحكمة الاتحادية نهاية عام 2019 بعد أن تقاعد أحد أعضائها، وهو فاروق السامي، حيث لم تستطع المحكمة تعيين عضو بديل، بعد قيامها في وقت سابق بإلغاء النص القانوني الوحيد الذي ينظم عملها، بانتظار قيام البرلمان بتشريع "قانون المحكمة الاتحادية"، الذي من شأنه وضع الآليات المناسبة لاختيار الأعضاء الجدد.

66
جميعة حدياب للكفاءات تبدا موسمها الثقافي بمحاضرة مشتركة
عن مصير لغتنا القومية وحقائق عن تسمياتنا القومية الجمعة القامة

يسر الهيأة الادارية لجمعية حدياب للكفاءات دعوتكم لحضور فعاليات الموسم الثقافي الثامن.
نلتقيكم يوم الجمعة المصادف 19 - شباط - 2021 في تمام الساعة 9 مساء بتوقيت بغداد عبر تطــبيق الـGoogle Meet  ســيحـصل المشــارك على شـــهادة الحــضور –
 للاستفسار الاتصال بمدير الادارة على الرقم 9647504349609+ -
يشرفنا حضــــــوركم ومشاركتكم
وهذا رابط الحضور meet.google.com/hdn-pvmy-cfe

المزيد المعلومات موجودة في البوستر المرفق

اللجنة الإعلامية
جمعية حدياب للكفاءات


67
نص المقابلة التي اجرتها الاعلامية جنان يوسف من قناة القيامة مع الكاتب يوحنا بيداويد حول تاريخ قرية بلون واهاليها بتاريخ ٥ شباط ٢٠٢١
اتمنى تنال رضاكم


https://m.youtube.com/watch?v=Fi0gvd9swss&feature=youtu.be&fbclid=IwAR1VbmA4WyE1kL4ibM3b52ZtGDobnqec_exPgKGuRfJlt9QxJh_4BLxBZkI


68
تهاني لنخبة من ابناء شعبنا المبدعوون
 بنتائجهم لامتحانات النهائية
اعداد
يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
10 كانون الثاني 2021

على الرغم  من انتشار جائحة كرونا حول العالم، وعلى الرغم جلوس  معظم الطلبة في بيوتهم يدرسون على النيت او وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من ابتعادهم من مدرسيهم الامر الذي افقدهم فرصتهم للمناقشة والمسائلة وجها لوجه من اساتذتهم الا ان نخبة من  طلبة من ابناء شعبنا  حصلت على نتائج باهرة هذه السنة.
بهذه المناسبة نهنيء جميع الطلبة الذي انهوا دراساتهم الاعدادية، وبالاخص الذين حققوا نتائج باهرة، رفعوا اسماء ابناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان عاليا بنتائجهم رغم قلة عددنا في العراق او في الدول الاخرى حول العالم .
نشكرهم على جهودهم المتميزة ونشكر اهاليهم على الدعم والسهر الطويل الذي بذلوه حينما رافقوا ابنائهم من اول يوم البدء بالدراسة  المدرسية في المرحلة الابتدائية الى اخر يوم من الامتحانات النهائية.
الغرض من  اعداد هذا التقرير كما ذكرنا في السنين الماضية اثناء احتفالات الرابطة الكلدانية فرع ملبورن او الاتحاد الكلداني الاسترالي هو تشجيع ابنائنا على الاهتمام بالدراسة والحصول على المراتب العليا في الامتحانات النهائية ومن ثم الاستمرار على نفس المنوال في دراستهم الجامعية والاكاديمية ومن ثم الابداع في اختصاصاتهم العلمية والادبية او اي مجال اخرى.
كذلك نطلب الاباء والامهات والمؤسسات الثقافية على الاهتمام وتشجيع ابنائنا وتكريم المتفوقين منهم، كي يزداد الحماس والمنافسة او (التحدي الايجابي) بينهم التي في النهاية تدفعهم لاظهار ابداعات وكفاءات ومهارات وتفوق على اقرانهم اينما كانوا وبالتي سيحملون اسمنا كشعب حي يستطيع العطاء في كل الظروف مهما كانت قاسية.

ملاحظة ارجو من جميع الاباء والامهات الذين حصلوا اولادهم على درجات اعلى 90%  نشرها كردود او ارسالها الى ايملي كي اضعها ضمن هذه القائمة
youhanabidaweed@hotmail.com
فكانت نتائج الامتحانات بكلوريا او النهائية لسنة 2020 كالتالي:

1-    عمانوئيل ماركوس حصل 99.75 ( فكتوريا / استراليا)
Camberwell Grammar School 



2-   مينة بشار الكزنخي حصلت على 99.4 (فكتوريا/ استراليا)



3- اماندا امير بويا بمعدل 99.4



3- مريان الربان حصلت على 99.05 (فكتوريا/ استراليا)



4-   "لين عصام ايشوع"  حصلت  على 98.67 ( كرمليس/ العراق) 



5-   ريتا بيضاء حصلت على 96.6 ( نيوساوث ويلز/ استراليا)
 




6-    راميل كوندا حصل 94.55 ( فكتوريا/ استراليا)
 

7-

69

شؤون الحياة المعاصرة (4)
العمل الطوعي في المؤسسات المدنية ولجان الكنيسىة.
بقلم يوحنا بيداويد
ملاحظة
نشر المقال في نشرة ارسالية الروح القدس للسريان الكاثوليك في ملبورن

ان العمل الطوعي هو عمل مقدس لا يستطيع ان يقوم به اي شخص الا من لديه الروحية والشعور بالمسؤولية العالية اتجاه مجتمعه، وله قلب طيب يعشق خدمة الاخرين، اي متفوقا على اقرانه في حبه للعطاء، وقد يكون له كارزما القيادة ومؤهلات اخرى. من خلال دراسة التاريخ ومقارنة احداثه مع بعضها، نجد ان  تقدم الامم والشعوب وتطورها وابداعها كان ولا زال يعتمد على قوة نظام الحكم، وحكمة وثقافة الحاكم واستجابة الشعب لهما. حتى افلاطون اوصى في جمهوريته بان يكون الحكام او ملوك الشعوب من الفلاسفة او بدرجة حكمتهم.

هنا نضرب امثلة معروفة عن تقدم الشعوب بسبب حكمة حكامها، كانت  الفترة الزمنية الذهبية في التاريخ الروماني حسب المؤرخ ول ديورانت في كتابه "قصة الفلسفة" هي الفترة المحصورة بين " 96 – 180م"، التي اطلق عليها عصر الملوك العظام. في الزمن الحديث، يعد "اوتو فون  بسمارك" رئيس وزراء بروسيا الاتحادية (1871-1890) الاب الحقيقي لتأسيس دولة المانيا الاتحادية الحالية.  كما ان الحضارة العربية تقدمت في زمن الخليفة المأمون (813-833) ومن بعد اخيه معتصم (833-842)  حيث كان كلاهما من اكثر الخلفاء مهتمين بالثقافة والعلم فوصل الانتاج الفكري في الدولة العباسية قمته في عصرهم، ومن بعدها غلب التطرف الديني على الفكر، فحل الانحطاط والتخلف والضعف فيها لحين سقوطها عام 1258م.

 اما لماذا نجد اليوم هناك شحة وتصحر في ظهور قادة لمجتمعنا لهم الروحية والنفس الطويل للعمل الطوعي في خدمته في كافة النواحي؟ واذا كان هناك من يعمل اي عمل، لماذا يشعر بالاحباط في نهاية خدمته؟ او يبدا بالتذمر والنميمة عن الذين ياتون وياخذون موقعه في العمل الطوعي؟.
حينما نطالع سيرة بعض من الذين  ذخروا حياتهم في خدمة المجتمع نجد شيئا من التذمر، سواء كان ذلك القائد خدم وطنه كسياسي، او خدم ابناء جاليته كما هو الحال في بلدان المهجر او خدم قوميته في بلدان الشرق الاوسط لكونها اقلية، او عمل في لجان كنيسته. طبعا هذا التذمر او الندم على تقدم الخدمة المجانية ليس في محله في كثير من الاحيان، واحيانا اخرى هو رد فعل  بسبب التعليقات التافهة المفبركة، او بسبب المطاليب والاراء الفجة من قبل عامة الناس الذين يفتقدون الى الروحية والشعور بالمسؤولية الجماعية.

في هذا الزمان الذي تشك الناس حتى في ظلها!، هذا الشك غير المبرر الذي اصبح بمثابة مرض منتشر بين عامة الناس هو احد اهم العوامل المسببة لانحطاط وسقوط الامم وتوقفها من التقدم الابداع و لعدم ظهور عباقرة وعظماء ومفكرون يقودون مجتمعهم نحو الافضل، نحو التمسك بالاخلاق والقييم الانسانية وحماية ارث اجدادهم ، لا بل هذه المواقف والاعمال اصبحت مبتذلة عند البعض ومن يتحدث عنها يجد نفسه شاذا او غريبا في محيطه.
حتى رجال الكنيسة احيانا يشعرون بالحيرة في كيفية التعاطي مع الافراد الذين تحت سلطتهم الروحية وجعلهم اكثر قربا للايمان من خلال تشجيعهم على الالتزام بالقواعد والمباديء المسيحية في الحياة الاجتماعية.

هنا نذكر بعض اهم الاسباب التي تجعل من القائمين بالعمل الطوعي يتذمرون او يندمون على تضحيتهم وهي:
1-   التسقيط والنظرة السلبية  من قبل القلة القلية في جماعتهم، بسبب موقف او عمل او قرار يتخذه المسؤول (المتطوع) يظنون (هؤلاء القلة القليلة) ليس من حقه.
2-   الحسد والغيرة والنفس المريضة والنظرة الضيقة بسبب نيل المتطوع  بعض الاحترام من قبل افراد مجتمعه، فالمرضى نفسيا لا يريدون رؤية من هو افضل منهم عند الاخرين او محترم عند غيرهم.
3-   رفض المتطوع القيام باعمال خارج نطاق مسؤوليته، مثل تسهيل تمشية امورهم او تحمل مسؤولية قانونية اكبر من حجمه وهو في غنى عنها لانه متطوع!.
4-   بسبب الجهل وفقدان الثقافة ونقص في التربية الصحيحة عند بعض المعلقين واصحاب النميمة انهم يخالفون القيم والاخلاق وعادات مجتمعهم وحتى التعاليم الدينية بمواقفهم السطحية، وان ما يقمون به من الابتذال هو امر مروفض.
5-   بعض المتطوعين ايضا لهم ذنب فيما يحصل، لانهم يفهمون العمل الطوعي بصورة خاطئة، لا بل يحاول البعض منهم استغلاله لمصلحتهم الشخصية فيجلب نقمة المجتمع ضدهم.
6-   بعض المتطوعين لا سيما  العاملين في الهيئات الادارية للجمعيات والمؤسسات الثقافية حتى لجان الكنيسة، لديهم قصر نظر ايضا في تقدير مسؤوليتهم او مهمتهم، يعتقدون لا يوجد من هو اكثر تاهيلا للقيام بها، فيتذمرون ويقومون ببث اشاعات ملفقة حول من اتى بعدهم، وبعض الاحيان الجدد يتهمون القدماء بالتقصير والتبذير واحيانا السرقة.

الخلاصة
هذه المواقف من الشعب او من العامة تجعل من الصعب ظهور متطوعين يرغبون بخدمة المجتمع، في نفس الوقت لا يتم تقيم جهودهم بعد عشرات السنين من العمل المضني لا من قبل المجتمع او اي مؤسسة اخرى الامر الذي لا يشجعهم . لكن هذا امر متوقع وعادي، ليتذكر ماذا قال بني اسرائيل لموسى حينما بقوا في الصحراء اربعين سنة، وكذلك نتذكر قول يسوع المسيح حينما كان يقودونه جنود الرومان الى قمة الجلجلة وهو حاملا صلييبه:" إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هذَا، فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟»" (لو 23: 31).

 ليتذكر العاملون طوعيا في المؤسسات الخدمية للمجتمع، ان عملهم  له طعم خاص، بل هو مقدس، انهم اشخاص نادرون، بين ابناء مجتمعهم  الذي  يثمن اغلبهم تضحيتاتهم. لا تنسوا قبل كل شيء انتم كنتم مثالا صالحا لافراد عائلتكم وخميرة خيرة لمجتمعكم. بدونكم المجتمع بدون بوصلة. فانتم تحملون مشاعل النور امام مجتمعكم. انتم لكم مواهب وقلب وثقافة واخلاق ومشاعر سامية تختلف عن اقرانكم  ولهذا الله منحكم الكارزما والروحية في خدمة الاخرين.



[/b][/size]

70

فشل الموضوعية في نهاية التاريخ مفارقة غريبة جدا!!.
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن - استراليا
9 كانون الاول 2020

ربما يكون عنوانا غريبا للقراء الاعزاء، ولكن يبدو لي انها نتيجة حقيقية لما الت اليها الصراعات الدولية سياسيا واقتصاديا بدءَ من الكتل  الكبيرة والاقطاب السياسية الرئيسية في العالم الى الدول الصغيرة وبالاخص الشرق الاوسط الدول التي لم ترى حالة الاستقرار قرنا كاملا، بالعكس الان تعيش حرب اهلية بسبب الفساد السياسي المقنع بالثوب الديني والعقوبة السماوية.

عبر التاريخ كان معظم الفلاسفة يثقون بالعقل لايجاد مخرجا لازمات المجتمعات القديمة وكوارث الطبيعة، ولم يشك اي عاقل في امكانية العقل في انتاج الحلول، اي وضع الحلول، سواء كانت  تاويلية، غير يقنية او وهمية (اساطير، واديان، وفلسفات) او عملية واقعية كما في الحضارة المادية التي نعيشها في هذا العصر التكنولوجي.

حتى في نقطة انقلاب التاريخ في (نهاية القرن العشرين) كما يشاء للبعض ان يطلق عليها مثل  بحث "نهاية التاريخ " للباحث اليابااني فوكوياما، او كتاب  "صدام الحضارات " للاستاذ الجامعي صاموئيل هامنتغتون، وما بعدها لم يحصل اي تغير ايجابي او موضوعي في منطقتنا الشرقية. في كل الاحوال نحن لن نعيد ما قيل او كتب عن البحثين، بقدر ما نركز على  ما جاء في الفلسفة الجدلية- الديالكتكية للفيلسوف الالماني هيجل.

 كما هو معلوم ان هيجل في (فلسفة التاريخ) يرى ان التاريخ ما هو  الا محطات او لحظات تقفز فيها الروح من موقعها الادنى الى الاعلى بعدما ان يوقف العقل الصراع مع نقيضه ويقرر التصالح معه ليسد احتياجاته (الخواص او المميزات التي تنقصه)، فيتحد معه ويكون مركبا  جديدا (هيئة ذات هوية جديدة). نتيجة هذا الصراع تعي  عقل الذات الفردية امكانياتها وتكتشف نقصها، فتستسلم للواقع وتقرر المصالحة مع النقيض، فالتارييخ كله عند هيجل اذن ليس سوى هذه اللحظات التي تحصل  للفرد او الجماعة (الاشراقية الداخلية بمفهوم الديني).

في منطقة الشرق الاوسط، منذ اكثر الف سنة، اي منذ حكم الدولة العباسية نمط الحكم واحد او مشابه، وغيب العقل منذ ان قضى الخليفة المتوكل على المفكرين المعتزلة، في المغرب العربي لم تحصل الا محاولتين فقط، واحدة على يد ابن الرشد (الشارح) لفلسفة ارسطو، والاخر لابن خلدون الذي اوصل فكرته بصورة شبه مبهمة للحكام خوفا على حياته كي لا يكرر اعدامه على غرار ابن رشد.

لم تحصل اي ثورة فكرية في الشرق الاوسط ولا في الدول العربية ولا في الامبراطورية العثمانية التي كانت تحكمهم ولا عند الفرس على غرار ثورة التنوير التي قادها الفلاسفة والعلماء والشعراء والفنانين في اوربا من امثال كوبرنيقوس وبرونو وسبينزا ولبينتز وغاليلو واسحق نيوتن ولويس باستور ولامارك وفرويد وداروين وفولتيرو ديكارت وبيكون ولوك وكانط وهيجل وكيركغارد وماركس واخيرا ماكس بلانك واينشتاين والاف الاخرين الذين نالوا الشهادة من اجل تحرير الانسان من العبودية الدينية وتوصياتها القبلية المعيقة للتطور الفكري والحضاري. هؤلاء غيروا العقلية الاوربية والبنية الاجتماعة والنظام السياسي واثروا كثيرا على العقيدة الدينية.

في الشرق الاوسط، منذ بداية القرن العشرين حينما كانت سلطة الرجل المريض (الامبراطورية العثمانية) تلفظ انفاسها الاخيرة، جاءت الفرصة الاخيرة  في اخر قاطرة قادمة من برلين الى بغداد، حينما انشات الدولة العراقية الحديثة وبقية البلدان العربية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، على الرغم لا زال البعض يعتير الثورة العربية بقيادة شريف مكة وبتحالفه مع فرنسا وبريطانيا خطوة غير موفقة وجلبت الاستعمار معه. ينسى هؤلاء ان الاستعمار ايضا جلب الكهرباء والماء الصالح، وانشاء سكك الحديد واستخراج النفط، والثروة الزراعية وغيرها، بدونها كانت هذه الدول كانت ستكون فقيرة مثل بقية دول العالم الثالث في افريقيا والامريكية الجنوبية.

خلال قرن كامل اي منذ سنة 1920 ولحد 2020 حكم العراق كل اصناف الانظمة بصورة واخرى، من الملكية، وشبه اشتراكية في زمن عبد الكريم قاسم، ثم القومية العربية في زمن عبد السلام عارف، والاشتراكية القومية في زمن البعث واخيرا الاحزاب الاسلامية منذ تغير النظام في 2003.
كل هذه الانظمة لبست ثوب الوطنية والقومية واسلام السياسي الا انها كانت واحدة افشل من التي تليها في تحقيق اي قفزة نوعية للوعي الجماعي، اي خطوة نحو الصعود في تحقيق الموضوعية او الذاتية.

منذ اكثرر من سنة العراق يعيش ظروف اقتصادية خانقة بسبب الفساد السياسي الذي اتى به اعضاء مجلس الحكم وبتعاون مع امريكا وايران ودعم الارهاب من كافة دول جيران العراق في مقدمتهم تركيا وسوريا ودول الخليح ثم اللاعب الاكبر في نظر العراقيين الثوارر، اي ايران المجوسية الفارسية.

العراقيون اليوم منقسمين الى فئيتين، حاكم ومحكوم، الحكماء من الاحزاب وبطانتهم الفاسدة وميليشياتهم واتباع احزابهم الفاسدة، والقسم الاخر الاكبر الذي يشكل اكثر من 99% من الشعب هم ضد هذه الاحزاب الدينية والقومية والمذهبية.

على الرغم انني مؤمن بقول الشاعر العربي ابو قاسم الشابي:
اذا الشعب يوما اراد الحياة،    لا بد ان يستجيب القدر
الا اني ارى ان بوادر انتصار الموضوعية في معركتها ضد ذاتية الاحزاب الفاسدة التي تحكم باسم الدين والمذهب والقومية امر شبه مستحيل لان الارادة الدولية لا زالت تفضل ايضا مصالحها الانية او الذاتية على المصلحة الموضوعية للشعب العراقي الملخصة بتحقيق العدالة والاخاء والمساواة بينهم جميعا.

انها مفارقة اكثر من الف سنة لم تحقق لا الموضوعية ولا الذاتية اي تغير على ارض الواقع في بلداننا ولم يغير العقل الشرقي قيد انملة من طريقة تفكيره، بل زاد تعصبه وتمسكه بالتبعية للمقولات القبلية الغير المبرهنة بالمنطق المجرد رغم الثورة التكنولوجية.

الغريب عندي ان نخبة من علماء من زملائي او معارفي، البعض اصبحوا يحملون دكتوراه في علم الذرة والنظرية النسبية والثرمودائميك والرياضيات وهناك كُتاب وباحثين اخرون معروفون على مستوى الوطن العربي لهم كتب فكرية وفلسفية ثمينة لا زالوا  يستخدمون عبارات رجل ديني التي تناقض الدرجة العلمية التي وصلوا اليها ويطبقونها في حياتهم اليومية، ويسيرون خلف ما يحجب الفكر ويقيد العقل من البحث عن الحقيقة، وبالتالي ستبقى الروح في قفصها وتموت اللحظات التاريخية التي آمن هيجل في انها ستؤدي الى حصول قفزة نوعية نحو المطلق او الغاية النهائية للصراع بين الذات والموضوعية فيتحدان في نهاية التاريخ الموضوعي.


71
 نقد وتحليل لمقال د. عبد الله رابي حول اهمية تجديد التراث والصلوات الطقسية.

ملاحظة
كتب الاخ الدكتور عبد الله رابي مقالا تحت عوان:" البطريرك ساكو وعصرنة التراث الديني\ مكامن الصواب والتساؤل
على الرابط التالي: https://ankawa.com/forum/index.php/topic,996503.0.html
وقد كتبت ردي على شكل مقال لزيادة الفائدة لقراء الاعزاء
............................................................

اخي العزيز الدكتور عبد الله مرقس رابي المحترم
تحية
اختيارك لموضوع التراث والمناقشة حول ضرورية  تجديده او التمسك به لمجتمع مثل مجتمعنا الذي اصبح اقلية منذ زمن بعيد، والان اصبح في شتات، موزع على سطح الكرة الارضية اشبهها بقضية الحياة والموت لكائن حي ( انا هنا اشبه المجتمع شخص )،وفي نفس الوقت تعطي اشارة للقراء صورة عن عمق الفكري للقضايا التي تتناولها في مقالاتك.

قد اتفق معاك او اختلف هنا، لكن ذلك ليس مهما بقدر ما هو مهم ان اعطي رأي باسلوب حضاري مبني على التحليل المنطقي والمعرفة الموثقة  المبنية على التجارب التاريخية والتشبيهات الصورية المعبرة، كما نوهت في هذا المقال او غيره.  ان قضية تجديد التراث الديني وبالاخص صلوات طقسية قديمة هي بالفعل قضية مهمة وجوهرية لنا، لاننا شعب يؤمن لحد الان بان الكنيسة هي الام الشرعية لنا وليس هناك من يمثلنا او يحل محلها في تغير او تقرير مصير قضايانا، وان مفهوم المجتمع لا زال محصر  ضمن نطاق مفهوم الرعية التابعة للكنيسة( الكاهن) هذا واقع شعبنا بنسبة عالية وان لم تكن مطلقة. وهذا هو سبب احتدام الجدال بين مؤيدي التجديد والتغير ورافضيه. نترك هذا الموضع جانبا لانه بعيد  عن جوهر مقالك عن التراث.

 هناك نقاط ايجابية وموضوعية ذكرتها  في مقالك، يجب ان تحصل لكل مجتمع الذي يريد يواكب الحضارة الانسانية الحالية اجلا او عاجلا، لان اليوم كل البشرية كانما متراصفة في موكب واحد وبدا انطلاق السير عند البعض (الامم) قبل اكثر من ثلاثة قرون والبعض الاخرى لا زال يتحضر او لم يقرر لان لم يفكر بما بالكفاية،  لكن بالتاكيد من يتخلف (اي شعب او امة) عن السير في هذه المسيرة المصيرية لن يكن هناك الا تفسير واحد هو عجزه الفكري والحضاري والانساني طالما اصبحت مسلمة من مسلمات العصرر " ان التاريخ لا يعود الى الوراء!".

لقد تحدثنا معا سابقا في هذه الموضوع. واظن قلت هذه العبارة"ان التراث يكون مقدسا حينما يجعل من وجود المجتمع متماسكا معا عن طريقة ممارسته، ويصبح مفسدا حينما يكون سببا للتشت والانقسام والتشظي ". فالتراث يحتوي الى جذور حية في وجدان الفرد يشده مع مجتمعه من خلال التمسك به، لانه يمتد الى اعماق التاريخ وتجعل من ذاكرة ووجدان شعب ما اكثر تماسكا قويا وبالتالي يصبح وجوده ايجابي، كما يحصل حينما تحتفل ابناء قرانا الشمالية بتذكار قديسهم – شيروات، او فرحة الاحتفال عيد السعانين حينما الاطفال  يسيرون في موكب واحد ويدخلون الكنيسة وهم يرتلون اناشيد اوشعنا، التي تذكرهم بلحظات المجد للمسيح على الارض، هذه الموكب يشبه موكب دخول المسيح اورشليم فعليا ، ونفس الامر  يحصل حينما تحتفل الشعوب باعيادهم الوطنية القديمة، مثل مشاعر ابناء شعبنا حينما يحتفلون بعيد اكيتو – راس السنة البابلبة، اهمية التراث تاتي من مدى فائدة المجتمع ككائن حي والاستفادة منه.

من جانب اخر اذا اصبح التراث والتقاليد والصور عاملا يعيق  تطور الحياة والفكر من تحقيق ما هو اسمى وافضل من الموجود لا بد يحصل التغير ومثلما يكون هناك ضرورة للاستبدال عضو من جسد لهذا الكائن الحي( اقصد المجتمع ككل) حينها يجب استبداله، او عادة يقوم بها شخص ما مريض وهي خطرة على حياته فيجب التوقف عنها مثل الشرب والتدخين والسمنة وغيرها.

 طبعا هنا تاتي قضية اخرى اكثر جوهرية هي مدى صلاحية المستبدِل بالمستَبدل. بكلمة اخرى الفكرة من مدى صلاحية الفكرة الجديدة واستساغتها من قبل افراد المجتمع (خلايا الجسم الحي)، اي قبول التجديد او رفضه من قبل المجتمع، الاسباب الموجبة لعملية استبدال وتجديد التراث  هي حساسة كعملية طبية حينما يتم استبدال احد اعضاء الجسم، فالعضو الجديد يجب ان يتلائم مع بقية اعضاء الجسم  يعمل بتناغم وتفاهم بيولوجيا، والا ستشل  نشاط كل اعضاء الجسم ويحدث تخبط فيها.  فالتجديد يجب ان يكن فعلا هناك ضرورة له وليس كيفما كان!،  والذي يقوم بالتجديد ان يكون معه فريقا مختصا بالتاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس (بالاضافة الى علم اللغة واللاهوت في قضية تجديد نص ديني).

اخي د. عبد الله يشبه التاريخ مثل قطعة قماش حية، لا يمكن قطعها واعادة ترقيعها كيفما كان، في بعض زوايا هذه القطعة تحتاج الشد والقوة كي لا تضعف قوة القماش ولا يتفتت.  لهذا يجب ان ندرس ايضا سبب قيام بعض الدول باحياء التراث والتقاليد والاعياد الوطنية القديمة من ناحية السايكولوجية. فالصينيون مثلا بداؤوا حديثا يحتفلون بذكرى ولادة ولادة كنفوشيوس ( المصلح الاجتماعي او الذي له مقام نبي في تاريخهم والذي كان يعلم قبل 2600 سنة) واليهود لا زالوا يحتفلون باعياد دينية قررها رجال الدين اليهودي لانها كانت لحظات مهمة مصيرية في تاريخهم قبل المسيح ب 1000 سنة او اكثر مثل العبور او الخروج( الفصح). في هذه عملية ( الاحتفال او احياء التذكار الذي هو جزء من الماضي لا يؤثر على الحاضر نظريا)  يتم تكثيف الزمن في ذهن الفرد وكل افراد المجتمع ليشده  وجدانيا الى جذوره الى جوهر كيانه او صلبه، الى ماضيه. بودي اذكر باختصار ملاحظة مهمة هنا هي ان الانسان الحاضر اليوم امامنا ليس محدد او مستقل عن ماضيه، بل حضوره هو امتداد لماضيه من كل النواحي، بايلوجيا ونفسيا واجتماعيا وفكريا، فمن يزدري التاريخ والماضي على حساب الحاضر والتجديد، فهم لم يفهم كيف تتحرك غرائز ومشاعر الانسان، لانه يهمل جزء مهم من الحقيقة.

هذه المفاهيم هي جوهرية من منظور انساني، قد لا يتهم بها رجل دين، لان ما يهمه هو ان القطيع يسير خلفه!. نحن لا يجب نلومهم لان هذه مهمة الكتاب والمفكرين والمختصين والمثقفين والسياسيين، شتان بين هذا وذاك، حيث معظمنا مركز على عنوان القضية،ا لتي هي التسمية، فلا يفيد التجيد او عدم التجديد  لان النتيجة هي واحدة!

في النهاية اشكرك اخي د عبد الله على اختيارك لهذا الموضوع المهم المهم للنقاش فيه بصورة حضارية، كما اشكرك شخصيا لانك جعلتنا نعود مرة اخرى للنقاش في قضية مهمة وجوهرية لا بل مصرية، بعدما كان الملل دخل مشاعرنا من كثرة قراءة مقالات وتعليقات وجمل واسطر وتعابير جارحة وغير مجدية  في هذا المنبر.
اخوكم يوحنا بيداويد

72

زمن الآن، بين دكتاتورية الصور وحرية الفن 
+ المطران الدكتور يوسف توما
    إننا نعيش في عصر الصور منذ ما يقارب القرنين، مذ اخترع الفرنسي نيسيفور نييبسNicéphore Niépce التصوير الفوتوغرافي عام 1825، لكن الصور مكروهة في مخيلة الأديان التوحيدية، إذ كان الخوف من التوقف عندها ما جعل بعضهم يحرمها وآخر يتغاضى عنها أو يخاف منها، فحدثت حرب الأيقونات بين عامي 726 و787، فكسروا التماثيل ومزقوا كتبا ثمينة فيها صور، لكنها عادت وصارت مقدّسة بالأيقونة. وأخيرا دخلت الصور كل حيّز بفضل التكنولوجيا والحاسوب والنقال. وكقول المثل: "الزائد أخو الناقص"، أي كثرة الأشياء تفقدها القيمة، والوفرة أخت الحرمان. تدفق الصور سبّب في تعبنا بحيث ضعفت أعيننا وأدمنت ونامت مغناطيسيًا فاندمجت اللحظة الحاضرة وذاب الماضي والتصق الحاضر بالمستقبل. هكذا ضاع عند الكثيرين إدراك الطبيعة والتاريخ والوقت. بحكم الصور يبدو أن كل شيء هنا، يحدث الآن أمامنا!

كان القرن العشرين بامتياز قرن فن التصوير السينمائي، وخلاله أنتج العالم آلاف الأفلام بالمقدمة تأتي الهند، ثم نيجيريا، وبعدهما الولايات المتحدة. وأسهمت السينما في تغيير مفهوم الوقت لدى البشر. فلم نعد نفهمه كزمن خطي أو تاريخي، ولا ننظر إلى موروث القرون الغابرة نفس النظرة، فتغيرت نظرتنا إلى ثلاثة أمور مهمة: إلى الدين (الكتاب المقدس) والسياسة (كارل ماركس) وعلم النفس (سيجموند فرويد). إذ أخذت حصة الأسد في الأفلام بحيث سادت عليها. مثلا: صورة النبي موسى في مخيلتنا هي وجه الممثل "شارلتون هيستون" Charlton Heston (1956) وهو يلقي لوحي الوصايا، فقام حاجز بين عصر موسى ومكانه وبيننا. سألني صبي ذكي في العاشرة يوما: لماذا ذهب موسى إلى البحر الأحمر ولم يعبر من الأرض، فقناة السويس لم تكن آنذاك محفورة؟ عموما صار الوقت يتخذ طبيعة مكانية ويحتل زمنًا جامدا في مخيلتنا. فتتحرك عيننا كعدسة كاميرا وينتقل المتفرج وراءها من الحاضر إلى الماضي ثم يقفز إلى المستقبل. إنها استمرارية غير منقطعة.

بين اختراع السينما والتلفاز يوجد 30 سنة تقريبا، في ثلاثينيات القرن العشرين، وأزاد في هذا التوجه، وزعزع القناعات، بل أحدث لدى جيل السينما الأول حالة نوبة وحيرة، تشبه التي حدثت عندما تحوّلت السينما من صامتة إلى ناطقة، كم من أبطال ظهروا ثم اختفوا مع كل حقبة، خصوصا من لم يتمكن من مجابهة التحوّل. كذلك لم يكن التغيير بسيطا بين السينما والتلفاز، كان يعتمد على مواجهة الفرق بين زمن واحد وتزامن أوقات مختلفة، بقيت المرساة الوحيدة بيد المشاهد الذي تغيّر لديه مفهوم الوقت "هنا والآن". أسموه "صندوق العجائب" أو المرآة التي تنقلك آلاف الكيلومترات وأنت في بيتك. لم يعد من داع أن تسافر بالمكان ولا بالزمان ابق حيث أنت هو يأتيك. وسرعان ما لمسنا أنه لا يوجد شيء نمسك به، لا هو صلب ولا اتجاه. فخاف بعضهم. أعرف رب أسرة عراقية حرم أولاده من التلفاز فخلق عندهم شعورا بالحرمان جرجروه طوال حياتهم.

كانت جدتي تقول: "أطفال القصة يكبرون بسرعة"، وهذا صار بالفعل أمامنا مضاعفا، فلم يبق حد أدنى للتاريخ بل اختلط مثل كوكتيل من الأحداث، فيه كل الأزمنة والأوقات. يظهر "فريد أستير" Fred Astaire ميتًا، في تابوت لكنه سرعان ما يقفز ويعود ليرقص، فنحن في فيلم موسيقي. أين المنطق؟ لست أدري. إنها الحكاية والمخيلة تعمل بنا ما تشاء! وهكذا، بالتدريج تلاشى التاريخ، وخفت كأضواء المسرح بعد العرض. واختفت مثاليات وأوهام أجيال سبقتنا، فلم يعد الصراع اليوم بين الأديان والمذاهب، إنما داخل كل دين بل في كل بيت وجيل، ما دفع الكاتب الأمريكي الياباني الأصل فرنسيس فوكوياما أن يتنبأ بموت التاريخ. في حين كنا نعتقد أن كل شيء مرتب كقول كاتب سفر الجامعة: "هناك وقت للبناء ووقت للتدمير؛ وقت للحب ووقت للكراهية، وقت لشن الحرب ووقت لإقامة السلام" (جا 3). اليوم لم نعد نعرف سوى وقت واحد: "الآن"، فيه يتداخل البناء بالدمار والحب بالبغضاء والحرب بالسلام، نرى مشاهد الطبيعة وصور من المعركة، ثم نعبر إلى طلبات المستمعين والمشاهدين.

حتى كلمة "السعادة" مثلا، لم تعد في حدّ ذاتها سوى مشروع مؤقت، تقلصت لمجرد متعة فورية يفضل استخراجها حالا من الأشياء والممتلكات، وخصوصا مع تضخم "الأنا" بتوفير: القوّة، الثروة، والإسقاطات الشخصية، إلخ. صارت السعادة ضحية "لمسات" حسّاسة بصرية، على البَشَرَة، وعلى الذوق.... ذهب زمن الأوهام بقيام "المدينة الفاضلة" (أوغسطين)، انخفض كل شيء إلى مستوى نجاح الفرد فحسب. لم تعد الأفكار تحرّك الحياة ولا نبل المبررات المفترضة. يكفي أن تكون قادرا على "الاستهلاك" الذي يوفر رفاهيّة كافية.

بسبب تأثير السينما والتلفاز وبعدهما جاء الإنترنت، فأصبح الوقت الآن محصورًا في الذاتية لهذا الأنا. ولتحقيق أي خبرة يكفي أن تكون واعيا بالحاضر موضعيًا. فحينما كانوا في الماضي يتأثرون بكل ما هو خارق للطبيعة، الكل يتنفسه كالهواء، كان دعاة الاستنارة يأملون بمجيء مستقبل الوعي فجاءت الأيديولوجيات! لكن هذه لم تدم، فاليوم لا يهم سوى الحاضر فنقول: "أطعمني اليوم وجوّعني غدا، عصفور في اليد.... صرنا في عصر يجعل الحاضر مستمرًا بفعل عمليات التجميل ومستحضراته التي نصرف عليها الملايين. مايكل جاكسون وبرنس، بقيا شابين أبديين لم يتغيرا، وبعض الفنانين الذين عرفناهم بقوا في مخيلتنا لم يشيخوا... تتبعهم الجماهير وتقلد تسريحاتهم، لديهم إكسير الشباب الأبدي. المهم أننا نموت بصحة جيدة ورشاقة ...
لعل تفشي اللامبالاة في كل مكان بين الناس مرتبط بما يصيب ضمير الإنسان من خدر وانكفاء على الأنا. نفس الشخص يمكنه أن يعيش خبرات مختلفة دون أن يراجع المبادئ الأخلاقية أو الدينية أو السياسية، كأن يصلي ويصوم من جهة ويقبل دفع أو أخذ الرشوة مثلا! الفساد يقابله شعور بالعجز ومثاليات وشعارات ومبادئ أدّت إلى الظلم والقتل. كهذا السياسي ناجح في البداية ثم تحوّل إلى الاهتمام فقط بمصالحه وتجارته! أين يكمن الحدّ بين الخير والشر، الصواب والخطأ، الماضي والمستقبل؟ لماذا لا نتعلم مما يحدث لنا؟

هذه الحالات لا نراها بوضوح سوى عندما يسود التشدّد والتطرف ويصبح الهواء مسموما. وكما يحدث في السينما من تقطيع ولصق هكذا يصير الواقع، الصور عبارة عن لقطات مقرّبة واسترجاع لا ينتهي flashbacks، وحنين زائف إلى الماضي ولا يبقى سوى قشرة من "يوتوبيا" المدينة الفاضلة.
مع ذلك، في التزامن الحالي بين الماضي والمستقبل يوجد شيء إيجابي: إنه خلق لحاجة متزايدة إلى الروحانية والبحث عن شيء ما فينا. وتخصيص وقت للتصوّف المجاني. صرنا نحلم: كيف نتمكن من توليف جميع الأوقات بحيث يتوقف الزمن وينتفي الوقت. إنه الحاجة إلى "كايروس"، الزمن المناسب، حيث الخلود، واستراحة المحارب والشعور بالانتماء إلى الأبدية، حيث الثمار خالصة والحياة بسيطة لا تحتاج التعقيد.

المتشدّدون لا يحبون الفن، لا الموسيقى أو الشعر فهذه "تعطل الساعة" وتجعل الوقت يتبخر. في الموسيقى، تلتقط الأذن صياغة بعض النغمات وهذا هو الطرب، إنه ذكرى لما حدث من قبل ولا يزال عالقا بعاطفتنا المشتركة، لأن كل شعب لا يطرب لما يطرب له غيره. على هذا النحو، اللحن لا يلمسنا تمامًا كالقصيدة، فكلاهما عبارة عن تعاقب إيقاع للمقاطع والنغمة بدقة. ما هو موجود مجرد صدى للنغمة وللكلمة في ذاتيتنا التي تنساق للطرب. ثم يبدأ التسلسل: سنفهم أنه الحاضر الذي لا ينتهي. وقت اللانهاية، كما الحال في الحب، حيث يصبح كل يوم من الأيام مجرد إيقاع عادي لإلهام غير عادي ولعله هذا كان قصد المسيح عندما علمنا أن نذكر في الصلاة "هذا اليوم" فنقول: "أعطنا خبزنا كفافنا اليوم..."، به يخاطبنا الرب ويحررنا بالنعمة والحق.
كركوك 28 تشرين الأول 2020

73
خاطرة رقم -4
يوحنا بيداويد
 
التعصب مرض ومن يلتزم به مريضا ، والعالم في قارب واحد.
والاديان جاءت لتحل مشاكل الانسان لا ان يصبح الانسان عبيدا لاقوالها او رجالها!
 
 لا قيمة لاي شيء، ولا لاي الدين اكثر من الحياة، لان ببساطة لم ولن يكن هناك دين، ولا حاجة له بعدم وجود حياة وبالاخص حياة عاقلة!.
 
 نحن اليوم عالميا، بحاجة الى قادة جدد يقودون العالم الى السلام والامان ، يبعدون الدين من السياسة والعالم من الحروب،
والا كل العالم حاله سيصبح حال العراق تحت حكم سراق وفاسدين يسرحون ويمرحون باسم الدين بدون اخلاق او قيم او ضمير، وسينتشر في كل بلد خاضع للدين القتل والفقر والمرض والجهل والاغتصاب، والفساد والسرقة يسود نظامه باسم الدين.
 
يعني العالم ينتقل من عالم حقيقي الى عالم فوضوي بسبب خرافة الدين!

لمن هو متدين نقول يحب ان يتذكر بما ان الحياة في عجلة التطور يجب ان يعلم ان دينه ( اي دين كان ) ومبادئه ايضا يجب ان تخضع للتتطور كي تواكب الفكر ومتطلبات الحياة والا يصبح اداة خراب وفساد، فكل البشر لا يعيشون الانفاق والكهوف كما جاء قصة اهل الكهف من قبل الفيلسوف الكبير افلاطون، وانما في قرية صغيرة بجانب بركان كبير!!

74

البشرية في قارب واحد
خاطرة رقم -3
يوحنا بيداويد
 نعيش في لحظة حرجة من التاريخ، نجد هناك واجب اخلاقي وانساني على كل انسان، وجميع الدول والاديان والمؤسسات الفكرية والجامعات بالاخص الامم المتحدة ومؤسساتها الكبيرة، ترك الخلافات والانقسامات والبحث عن نقطة الالتقاء والشروع منها لبناء حضارة انسانية جديدة تهتم بالانسان بعيد عن تاثير انتمائه العرقي او الجنسي او الديني او اللون او العمر.

 لنتذكر هنا اليوم لا توجد دولة ليس لديها مشاكل الفساد وسوء الادارة، ولا حزبا مقبولا وناجحا في تطبيق اهدافه، ولا ديانة كاملة ومطلقة تستطيع ان تقنع كل البشرية بمعتقادتها.

ولا قومية او جنس له الامكانيات الفكرية يتفوق عن بقية الشعوب.

ولا يوجد سياسي نظيف بدرجة القداسة، فهو يعمل من اجل مصلحة اعضاء حزبه قبل وطنه.

  ان لم نسمو باخلاقنا ونعلو بافكارنا
حتى الله الذي نظن نحن نرضيه بعدوانيتنا او انانيتنا وكرهنا للاخرين
لن يقبلنا، لانه اله الكمال والجمال والحق
ويعامل الانسان مثلما يعامل الاباء ابنائهم الصفار، لان هو
  اله الرحمة والغفران والمحبة.

75
محاضرة عن مسيرة العقل في البحث عن الحقيقة " فلسفة اللغة من منظور العلماء والفلاسفة"
يرجى فتح الرابط التالي
https://www.youtube.com/channel/UCeMHR9AhDWyofHWSUsRSi5g
ارجو ان تنال رضاكم
يوحنا بيداويد

76
 تقرير بمناسبة الذكرى السادسة للابادة الجماعية  وتهجير ابناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان وبقية الاقليات في محافظة نينوى وقصباتها نقدم هذا التقرير

77
برقية تعزية رحيل الاخ الاعلامي ولسن يونن في امريكا.

ببالغ الحزن والاسى بلغنا خبر  انتقال الصديق الاعلامي الكبير ولسن يونن الى عالم الخلود.
في هذه المناسبة اقدم تعازينا الشخصية وتعازي الهيئة الادارية للرابطة  الكلدانية فرع ملبورن  اخوته وزوجته واولاده والى اقاربه واصدقائه والى جميع القوميين المخلصين  من الكلدان والاشوريون والسريان الحريصين على العمل بروح الوحدة دوما.
انها خسارة كبيرة كبيرة ان نفقد شخصا مخلصا   يحب ان يقول الحقيقية بدون ماربه دوما.

لقد خسرت شخصيا صديقا عزيزا قريبا مني في الفكر والثقافة والعمل القومي ومباديء الانسانية.
قلما كان عزيزنا ولسن ياتي الى ملبورن لا نلتقي ونجلس معا ونتبادل الاحاديث عن شؤون الوطن والشعب والتاريخ والسياسة والكنيسة.

نم قرير العين يا صديقي العزيز لقد ابليت بلاء حسنا في الوقت الذي كانت الناس تكره الحقيقية وتنكرها حبا بالمال والرمال والرماد  الزائل.لقد كنت تحب الكلدان مثلما تحب الاشوريون والسريان.
الرحمة والراحة الابدية لروحك
يوحنا بيداويد
الرابطة الكلدانية فرع ملبورن

78
بمناسبة الذكرى السادسة لترحيل ابناء شعبنا المسيحي واليزيدي من سهل نينوى والقصبات المحيطة بها

تمر علينا في هذه الايام ذكرى الفاجعة الكبيرة التي اصابت اهالينا في محافظة نينوى والقصبات المحيطة بها، في الوقت الذي نشجب وندين هذه الهجمة البربرية التي سببت الويلات والابادة الجماعية لاهالينا، نطلب الحكومة الفدرالية  وحكومة الاقليم تقديم التعويضات لاهالينا بسبب الخسائر الروحية والمادية التي اصابتهم. كما نطالب الادانة الواضحة والاعتراف بها كجرائم حرب وابادة جماعية للكلدان والاشورييين والسريان واليزيديين. وادخالها ضمن كتب منهاح التعليم المدرسية كي يتعلم الاطفال ما حصل لاهالينا
واقامة نصب باسماء الشهداء لا سيما الفتيات اللواتي تم بيعهن في اسواق النخاسة امام انظار الدول العربية والعالمية من دون اتخاذ موقف ادانة واضحة لهذه الاعمال الوحشية البربرية التي يندى لها الجبين.
المجد والخلود لشهداء الموصل وقصاباتها
المجد والخلود لكل شهداء العراقيين الذين شقطوا دفاعا عن شرف العراقيين وترابه


الرابطة الكلدانية
فرع ملبورن استراليا

79

القائد الخالد

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن 23 تموز 2020

على القائد الذي يطمح ان  يصبح خالدا بين شعبه ان يكون له:
 قرارات حكمية وشجاعة متزنة .
روح متواضعة بعيدة عن أي حقد او كراهية.
الجرأة المبدئية في قول الحق في وجه الاقوياء والفاسدين لتحقيق العدالة.
 يسامح كثيرا، لان المسامحة عادة  من شيمة العظماء.
لا يتحدث عن المال كثيرا، ولا يحب ان يكون مسؤولا عنه.
مستعد للتضحية في أي لحظة من اجل القضايا المصيرية لامته.
لا يكرم الشعراء ولا يسود او يوسخ مجلسه باي كلمات مدح او ابتذال.
حريص على مشاعر وهموم شعبه دائم.
يدرك مقام موقعه ويشعر بمسؤولياته.
ويحاول ان يسمع اقوال الناس في الشارع عن حكمه او أدائه.
يسمع الموسيقى يوميا، كي تزيد حكمته و يحتفظ باتزانه،  ولا يختل عقل.

80
مقابلة جديدة للاعلامي مخلص يوسف من قناة Anton Production مع الكاتب يوحنا بيداويد
تحت عنوان : "بصراحة"
للمشاهدة يرجى فتح الرابط المرفق
https://www.youtube.com/watch?v=Yc-rgKRk9o8&t=99s
نتمنى ان تنال رضاكم

81

الحكومة الوطنية بحسب افلاطون تبدا من التربية والتعليم الصحيح!!
بقلم يوحنا بيداويد
الثلاثاء 30 حزيران 2020

بعد انتصار الثورة الشعبية العارمة في العراق، التي استمرت أكثر من ستة أشهر وسقط فيها أكثر من 700 شهيدا و23 ألف جريحا ولا زال الاف الناشطين في السجون المخفية التابعة للأحزاب الفاسدة، وبعد مجيء حكومة الكاظمي على السلطة وطرد عادل المهدي البراغماتي الذي قفز ولعب كل الأدوار في الحلبة السياسية في حياته من الشيوعية والبعثية والإسلامية، يراقب الثوار والسياسيون والعراقيون الوطنيون بشغف قرارات وتحركات حكومة السيد الكاظمي وهم يقطعون انفاسهم خوفا من انهيار الحالة ال حزيرات أمنية.
في هذا الجو المشحون لم يعد امام النقاد والمحليين والمثقفين والكتاب والوطنيون والاحرار نظرية او نظام لم يدرسوه بحثا عن مخرج او عن دستور او نظام حكم يناسب العراق.

هنا أوجز فكرة المدينة المثالية التي كتبها افلاطون، ربما تساعد على رجوع الوعي والضمير الى البعض ليغيروا طريقة تفكيرهم اليوم في العراق وتشجع الثوار الى قلع كل ما يعيق بناء الانسان الجديد في العراق من خلال تجديد مناهج التربة والتعليم.

في الدولة المثالية التي كتب ملامحها الفيلسوف الاغريقي العملاق افلاطون في كتابه "جمهورية افلاطون" وضع بعض المبادئ التي تبنتها البشرية مذاك الى اليوم في كل مدينة وكل دولة وكل قرية وفي كل مؤسسة حتى في كل عائلة، هي التمييز بين قدرات الانسان على القيام بوظيفة ما، لهذا حينما يتقدم الشخص الى أي عمل اليوم، يطلب منهم السيرة الذاتية، كي يتم معرفة الشهادات التي يحملها والخبرة التي اكتسبها.
 
عن ملامح المدينة المثالية وكيفية تحقيق الحكم العادل المثالي، قسم افلاطون المجتمع الى ثلاث فئات على الرغم من انهم اخوة من حيث انهم ابناء للطبيعة ولكنهم يختلفون حسب الفضائل التي منحتها الالهة لهم.

كيف يتم تمييز او غربلة المجتمع وتقسيمه الى ثلاث طبقات دون حصول صراع واختلاف بينها؟

 يقول افلاطون في جمهوريته "حينما يصل الطفل الى العاشرة من عمره يجب ان يؤخذ من والديه يدخل مدرسة داخلية في الريف بعيدا عنهم".  فمنذ صغره يتم ابعاده عن والديه كي لا يبق أي اثر لتعاليم المتوارثة والتعصب القبلي او الديني عليه عن طريق تعليم والديه!!، يتم تدريبه على الرياضة والقراءة والحساب وممارسة الفضلية واكتساب الاخلاق الحميدة والشعور بالمسؤولية اتجاه اخوته المحطيين به، حينما يبلغ العشرين من عمره يمتحن، في هذا الامتحان يواجهوا الطلاب جميعهم نفس التجارب والصعوبات،  بعد عشرة سنوات من المساواة لا رحمة في الامتحان، حيث تتم عملية تصفية وفلترة وغربلة، لا تعتمد على الدروس العلمية فقط، بل يكون امتحانا عمليا ونظريا، بحيث يتم تعرضهم الى عناء وتعب وصعوبات وآلام والصراع، حتى يتم الكشف عن أصحاب المقدرات والمواهب فتكون هذه فرصة لاظهار مؤهلاتهم، فيتم غربلت الضعفاء والكسالى وقليل المقدرة من بينهم، فالناجحون ينتقلون الى مرحلة أخرى اكثر صعوبة، بينما الفاشلون سيتم توظيفهم كتجار ورجال اعمال وكتبة في دوائر الدولة و عمال مصانع وفلاحون وجنود للدفاع عن الدولة.

في هذا الامتحان لا يوجد محاباة او تمييز بين فرد وآخر، ولا يتم تقرير مصير شخص فلاح وهو بمرتبة فيلسوف او بالعكس (كما كان يحصل في امتحان بكلوريا سابقا في العراق حيث النتيجة هي التي تحدد المستوى العلمي التي تؤهله لدخول الجامعة او القسم الذي يقبل فيه). هؤلاء الفاشلون عليهم القبول بقدرهم عن طريق فضيلة العفة التي تعلموا عليها، مقتنعون بأنهم يشاركون البشرية بإخوة لأنهم ابناء الطبيعة واحدة جميعا ولكن الاله منحتهم هذه المرتبة (الفضيلة) حينما خلقتهم بهذه المقدرة وعليهم القبول بها.

  اما من نجح يدخل مرحلة أخرى في الدراسة، تكون أقسى من الأولى، وفيها يتدرب الناجحون خلال عشرة سنوات اخرى على التعليم والتدريب الجسدي والعقلي والخلقي، وبعد ذلك يتعرضون جميعا مرة أخرى للامتحان أكثر شدة وعسرة من الامتحان الأول، ومن يفشل في هذا الامتحان يصبح من الضباط او اداري الدولة او من المشرفين على الطبقة المنتجة. يتم اقناع الذين سقطوا في الامتحان على قبول مصيرهم في الامتحان الثاني بسلام وروح التواضع، اما الناجحون  الذين يكونوا بلغوا 30 عاما من عمرهم يتم ادخالهم الى دروس الفلسفة وهم قلة قليلة ولكن محبة الحكمة تقودهم الى البحث عن الحقيقة، في هذا العمر يكونوا قد تخلصوا من اثر الشهوات والنزوات بل يركزوا على واجباتهم الكبيرة في ادارة الوطن وتحقيقة العدالة.

ولكي يتم اقناع الجميع بمراتبهم، لا بد من وجود قوة عليا تحكم على افعالهم ومواقفهم (الثواب والعقاب الإلهي) حيث يتم اقناعهم عن طريق الدين والايمان بتعاليمها، فهو الحل الوحيد سوف لاقناع الشباب الذين سقطوا في الامتحان الأول بان سقوطهم كان مقدرا لهم من الله، لهذا يجب القبول به، وهو امر قطعي لا يمكن تغيره.

 ثم يقول افلاطون يجب القص عليهم قصة المعادن:" أيها المواطنون انكم اخوة مع ذلك فقد خلقكم مختلفين، بعضكم تتوفر فيه مقدرة (الفضيلة) الزعامة وهؤلاء خلقهم الله من الذهب، هؤلاء يتوجهم الله بالشرف العظيم ليحكموا الدولة، وقسم اخر خلقهم من الفضة (فضيلة التي تساوي المرتبة) ليقموا بإعمال المساعدين، والبقية خلقهم من الفضة والنحاس" ليكونوا تجار وعمال وفلاحين وصناع.

على هذا الأساس في المدينة المثالية سيكون هناك طبقات هي:
الطبقة الحاكمة:
  الطبقة الحاكمة تتألف من الملك او الحاكم وحاشيته الضيقة، يجب ان تكون هذه الطبقة (الممتازة) من الناجحين في المرحلة الثانية ودرسوا الفلسفة واكتسبوا الحكمة، التي تؤهلهم على تولي السلطة. (اعلى مرتبة من القوة العقلية والحكمة والبدنية، طبقا لقوله العقل السليم في الجسم السليم).

طبقة الحراس:
هي الطبقة الناجحون في الامتحان الأول والفاشلون في الامتحان الثاني حسب قرارات الطبيعة والالهة، تتألف من الموظفين الوزراء والنواب وكبار القادة والضباط والسفراء، مهمتهم هي ان يشرفوا على ادارة مفاصل الدول وعلى الطبقة المنتجة (العامة) كي يخضعوا لقوانين الدولة ويعملوا لحمايتها بالإخلاص.

الطبقة المنتجة:
 هي الطبقة الادنى في الدولة، تتألف الطبقة المنتجة الصناع القادرين على ادارة الصناعة والزراعة، والجنود والخدمات، تشكل هذه الطبقة حوالي 90% من الشعب.

لكن السؤال الذي سأل افلاطون في حينها، كي تقتنع كل طبقة بالعمل بالإخلاص لوطنها وتخضع حكامها؟
 كما نوهنا أجاب افلاطون على هذا السؤال، مركزا على الخوف من الله وعدالته، حيث قال " الشعب لن يكن قويما ما لم يخاف الله" وعلى التعليم والتربية الصحيحة والتدريب البدني والصحة البدنية؟

لكل من هذه الطبقات صمام الامان (فضيلة) والفضيلة هنا تعمل على منع الانسان من الانحراف من طبيعته او التخلي عن الاخلاق والقواعد التي تعلمها في التربية المدرسية في السنين الاولى من عمره، فصمام الامان للطبقة الحاكمة هي فضيلة الحكمة لهذا يتطلب على الحاكم ان يكون فيلسوفا! كي تكون قراراته حكيمة وصحيحة، غير متهورة بل دقيقة ومتوازنة ولصالح الدولة!
بالنسبة لطبقة الحراس يجب ان تتوفر عندهم فضيلة الشجاعة (صمام الامان) .
بالنسبة لطبقة العامة او المنتجة صمام امانها هي العفة والاعتدال في تنظيم ملذاتها وشهواتها.
لا يجوز مشاركة اي طبقة الحكام في الحكم او ممارسة مسؤولياتها خاصة المنتجة لا يمكنا ان تشارك الطبقة الممتازة الحاكمة لان المؤهلات التي منحتها لهم امهم الطبيعية او الاله الذي خلقت (وضعت) التمييز بينهم وتحدث خلل ومصائب كما حصل ويحصل الان في العراق.

في هذا العصر يبدو ان الناس لم يعد يخافوا من عقاب الله، ولا ينوبهم ضميرهم، وليس هناك اية فضيلة تمنعهم من السرقة والكذب والخداع، ولا اية اخلاق  او قييم يخجلون من فقدانها.

في الختام نود ان نقول، يجب ان نقتنع ليس كل شيء مسموحا لنا  ان نعمله في اي مكان كنا في هذا العالم، العالم ليس فيه فوضى، وان الواجبات تتقدم على الحقوق والحريات، وان التاريخ حتما سيدفن  طبقة الزبالات (طبقة الفاسدين) الموجودة في العراق اليوم تحت اقدام أصحاب القامات كي تطول قامتهم.

اذن خلاص أي مجتمع يأتي من التربية والتعليم الذي كما قال افلاطون في بناء أي دولة ناجحة تحقق العدالة والمساواة بين المواطنين وليس من القوة والخداع بتعاليم دينية مزيفة بعيدة عن المنطق والضرورة.


المصادر
قصة الفلسفة ول ديوانت
جمهورية افلاطون، لافلاطون، ترجمة عيسى الحسن

82
الرابطة الكلدانية ما لها وما عليها

ملاحظة جاء هذا الرد على مقال الاخ زيد مشو  تحت عنوان "الرابطة الكلدانية ...بين طعنات ولدغات العقارب، إيفان جابرو نموذجا"

"https://ankawa.com/forum/index.php/topic,980568.0.html


اخي زيد
تحية
1-   شكرا لمحاولتك للدفاع عن الرابطة في اكثر من مقال؟
2-   الرابطة تبقى فقط قوية حينما يكون ابنائها معها في القول والفعل ويشاركونها في اتمام نشاطاتها.
3-   تبقى الرابطة قوية حينما تكون امينة للغة ابنائها، التي هي كاهمية دفتر خدمة او عنوان المقال او كتاب او اسم لمنطقة ما او معركة ما او نظرية ما ....الخ فهي الروح الخاصة بها
4-   داخل الرابطة هناك اعضاء ومسؤولين منهم من كان كفوءً ومنهم من كان مساندا على الاقل، وهذا حال كل المؤسسات حتى الروحية منها!
5-    مشروع الرابطة هو خلاص الكلدان بل انشاء رابطة تحوي على الكلدان و الاشوريين والسريان  على نفس المنوال تهتم باللغة والتاريخ والتراث والفن والثقافة والرياضة والحياة الاجتماعية وتدافع عن حقوقهم ومصالحهم سيكون له اثر كبير على مستقبلهم جميعا.
6-   الرابطة مؤسسة مدنية غير ربحية ليس لها دعم من اي جهة سوى اشتراكات اعضائها وبعض المخلصين من ابنائها وبعض الدعم المحلي الذي تقدمه لها الحكومات كأي مؤسسة مدنية غير ربحية وعلى الربح الذي تحققه من نشاطاتها.
7-   الرابطة بحاجة الى دعم ابنائها لها من خلال الانتماء اليها والعمل وتقوية نشاطاتها فالكل مدعو للانتماء والعمل والمشاركة وتقديم الدعم وهي مسؤولية ابنائها.
8-    اعضاء المجلس التأسيسي والدورة الاولى يفتحون اياديهم وصدورهم لكل من يريد الانتماء لها والعمل بحسب نظامها الداخلي من اجل الكلدان ومسيحي العراق والعراقيين جميعا بروح وطنية وانسانية واعية لمسؤولياتها.
9-   من يترك الرابطة من اجل مصالح هو الذي يخسر لان اصحاب المصالح وسراق الاموال لم ولن يدخلوا في قاموس العظماء، فالرابطة لا تحتاج الى مثل تلك الشخصيات التي لا تعطي لشعبها بدون مقابل ويكون هدفها المواقع!
10-   من ينتقد الرابطة كمتفرج وهو كلداني اظن لا يفهم ما يقوم به، ولا يعي ما يفعله، سفسطة غير في محلها، بل ربما له خلل عقلي، لان لا توجد حشرة في هذا الكون لا تدافع عن نفسها فهو ينكرها( ينكر ذاته الكبيرة = المجتمع) بل ربما سيرقص حينما تموت  الرابطة كما يتوهم بخلاف الفطرة الطبيعية الموجودة في كل الكائنات.
الرابطة ستستمر في طموحها مثل  حماية هويتها ولغة ابناء شعبها من دون كلل وملل وها هم يعدون لاقامة المؤتمر الثاني ان شاء الله وتم عمل لجان  لدراسة كل الافكار التي طرحت في هذا المنبر وغيرها.
تحياتي لك ولجهودك
يوحنا بيداويد



83
قصة موت احد شبابنا في الثلوج اثناء محاولته للهروب من الموت في حرب الكويت ربيع 1991.

عنوان القصة "الموت القاهر"

بقلم يوحنا بيداويد
كتبت هذه القصة بعد عشرة سنوات من وصولي الى استراليا ربيع 1992


غادرنا القرية في الصباح باكرا، كان الطقس باردا جدا، والغيوم تغمر الوديان والطرق والجبال الواقعة في جهة المقابلة للقرية، كان سطح الأرض مغطى بطبقة سميكة من الجليد، الذي عبرت العربة فوقها دون أن تنكسر، أما الجبال من الجهة المقابلة لطريقنا، التي بالكاد يراها البصر، كانت مبيضة من تراكم الثلوج عليها، كنا نرتجف من شدة البرد، من جراء الريح الباردة التي كانت تلامسنا، حيث أن العربة لم تكن مغطاة بغطاء خارجي. كان سائق العربة (جيب عسكري)، التي تنقلنا من قرية (القرور) إلى (سي كرك) أو (لشبونة) في اللغة التركية، يقود بحذر شديد، حيث أن الطريق في هذه الوديان العميقة يلتوي التواءات حادة وكثيرة، لما أصبحنا على بعد ميل أو ميلين من القرية، رأينا الدخان يتصاعد من مداخن بيوتها المعدودة، وبعض الرعاة يجمعون مواشيهم وأبقارهم حول أماكن القوت الشتوي. حينما دخلنا المعسكر رأيناه في حالة حركة واضطراب شديد، فعدد كبير من الآليات العسكرية متراصفة واحدة خلف الأخرى، وكأنها على وشك الانطلاق في مهمة عسكرية، وقسم آخر من الجنود ومختلف الرتب كانوا يمارسون التدريبات العسكرية في الساحة الواقعة خلف بناية المعسكر، وبعض الآخر منهمك في الأمور الإدارية الأخرى للمعسكر.

كان ذلك هو اليوم السادس، ونحن لا زلنا في الطريق، ولم نصل إلى جهة تركية رسمية التي تستقبلنا وتسجلنا كلاجئتين حرب. بعد انتهاء من التحقيق والاستجواب الذي أجراه معنا بعض المسؤولين من المعسكر، قادنا أحد الجنود الذي كان يتكلم اللغة الإنكليزية بلهجة مكسورة إلى الساحة الأمامية للبناية، كانت هذه هي المرة الأولى التي اشعر فعلا بنوع من الاطمئنان والراحة، على الرغم من وجودي في بلد غريب، وتحت حماية قانون دولة أجنبية، فبدأت صور السيئة تزول عن ذهني لاسيما التي تولدت عندي بسبب ما جرى لنا على أيدي جنود الأتراك في قرية (الوش على الحدود العراقية التركية) حينما دخلنا حدود التركية أو أثناء الطريق إلى مدينة (القرور).

بعد حديث قصير جرى مع ذلك الجندي وجندي آخر باللغة التركية، التي لم نكن نفهم منها شيئا آنذاك، سلمنا لزميله، وكان الأخير يتكلم اللغة العربية الماردينية التي هي قريبة من اللهجة (المصلاوية). بعد أن عرفنا باسمه، قادنا إلى بناية صغيرة تقع قرب المدخل الرئيسي الخارجي للمعسكر، بالرغم من التعب والجوع والصعوبة التي لاقيناها في الطريق، وكانت هذه اللحظات أشبه بلحظات النصر لنا، بعد هذه الرحلة الشاقة الصعبة والخطرة، إذ تم أخيرا تسجيلنا كلاجئين من قبل الحكومة التركية،
حينما كنا في الطريق كان يتخيل لنا، سوف يكون هناك لكل واحد سرير خاص به، وسوف ينام من ألان وصاعدا بأمان وراحة تامة. لما دخلنا البناية المقصودة، وجدنا مجموعة أخرى من الشباب هناك، ثم اخبرنا هذا الجندي العربي أن آمر المعسكر أمره أن يخبرنا بأنه لا يوجد أي مكان أخر فارغ في المعسكر، ثم قال لنا ما عليكم إلا مساعدة بعضكم للبعض الآخر ألان، لكي يحتويكم هذا المكان جميعا.

كان ذلك الخبر أشبه بصاعقة ضربت رؤوسنا لأنه من الوهلة الأولى عرفنا أن هذا المكان لا يستوعبنا، على الرغم من ذلك بدأنا نفتش عن أي مكان فارغ فلم نجد، حيث كان على كل سرير هناك من ينام عليه. فهذه البناية كانت أصلا غرفة سيطرة للبوابة الخارجية للمعسكر وتسع لثمانية أو عشرة أشخاص فقط.

حينها انقلبت نشوة النصر التي شعرنا بها قبل لحظات إلى مصيبة كبيرة، وعلى الفور عرفنا إن كل ما سمعنا به عن طريق الأعلام الغربي كان كذبا وخداعا، ثم راحت الأسئلة والمواقف والصور تتطاير كالبرق في ذهني وبدأت اسأل نفسي هل فعلا ما قمت به هو صحيح؟ هل لم اجلب كارثة لذاتي!؟ لماذا تركنا بلدنا وبيوتنا ومشينا طريق الأخطار!!؟ إذا كانت البداية هكذا فكيف سوف تكون النهاية!!؟
وحينها شعرت فعلا بأنه لا يوجد ألذ من نسيم الوطن وتربته المقدسة، 
لاسيما أماكن ذكريات الطفولة، فتذكرت شوارع مدينتي بغداد وزاخو،
وتذكرت حديقة بارك السعدون والأيام التي كنت فيها ألعب كرة القدم مع
زملائي هناك، كان ذلك حالي خلال أيام الأولى.

على أية حال قضينا الليلتين الأوليتين بصعوبة بالغة، حيث كان ينام على كل سرير وبصورة متناوبة، وفي اليوم الثالث رحلت مجموعة من اللاجئين الطلبة إلى كمب أخر يدعى (سلوبي)، وبقينا هناك كل من هو متخلف أو هارب من العسكرية.

في الليلة الثالثة كان يشاركني في المنام شاب في الخامسة والعشرين من العمر، كانت ملابسه ملطخة بالطين والدم، لحيته طويلة، يظهر للمرء انه لم يحلقها منذ أن ترك البيت، رأيت أن إحدى رجليه كانت مجروحة، وفيما هو يقوم بتنظيفها لاحظت أنها تنزف، والربطة التي كان يلفها حول الجرح هي عبارة عن قطعة قماش ذات لون احمر داكن، من كثرة امتصاصها للدم، أما ملامح وجهه فكانت مملوءة من الحزن والتعب.

في البداية لم أحاول أن اهتم بأمره كثيرا، إذ اعتبرت انه ليس بأفضل مني، وان سبب تلك المظاهر هي من جراء تعب الطريق، أو فراق الأهل والوطن أو ما شابه ذلك من الامور.
لكن بعد فترة قصيرة من الزمن، حاولت أن انسي التعب والمحنة التي كنت انا فيها، وبدأت بالحديث معه فسألته
_ما اسمك؟
أجابني وبصورة مغضبة.
_روميل!!
_ماذا حصل لرجلك؟ كيف جرحت نفسك؟
لم يرفع رأسه لينظر إلي في هذه المرة، ولم يرد على السؤال أيضا، بل استمر في عملية شد الربطة حول جرحه، لكن لم تمضي برهة من الزمن حتى بدأ يتكلم بلغة مضطربة ومتسرعة، كمن يحاول أن ينسى تلك اللحظات العصيبة التي مرت عليه فأجاب.
_في الطريق حينما كنا نعبر الحدود.
ازداد شوقي لمعرفة اكثر من ذلك في هذه المرة، لأنني ظننت بأنه لا يوجد مجموعة أخرى لاقت مشقة في الطريق، اكثر من مجموعتي فكان سؤالي الأخر
_كم يوما قضيتم في الطريق ؟
أجابني بسرعة كمن يعرف السؤال قبل أن يسأل به
_سبعة أيام!!!
_ولماذا سبعة أيام؟ ماذا حصل لكم في الطريق!؟ سألته متعجبا
توقف من الربط، في هذه المرة ورفع وجهه لينظر علي بصورة الاستغراب، وهو يهز برأسه، ثم مد يده اليمنى ووضعها على وجه وراح يحك ذقنه، وبدأت عضلات وجهه تتقلص من الحزن كمن أصابه البكم لا يستطيع الإجابة.
_يا أخي قصتنا قصة طويلة، لما تركنا الشمال باتجاه تركيا عبر منطقة (برواري بالا) كانت ترافقنا مجموعة من الأكراد الذين دفعنا لهم كمية كبيرة من النقود، وكان شرطنا معهم أن يقودونا، عبر طريق أمين من الألغام إلى أي جهة تركية رسمية. بالنسبة لنا لم نكن نملك أي خبرة في البيئة الجبلية بتاتا، لما وصلنا منتصف الطريق اليوم الثاني، كان الوقت مساءا وكنا في واد عميق، اخبرنا الأكراد بأن الحدود التركية، هي تقع خلف قمة ذلك الجبل الذي نحن ألان في أحد وديانه، ثم اخذوا أجورهم ورجعوا في تلك الليلة. وفي صباح اليوم التالي صعدنا الجبل، باتجاه ما قالوا لنا، مشينا طوال ذلك النهار ولم نصل إلى قمة الجبل، وفي هذه الأثناء بدأت الثلوج تتساقط والضباب والغيوم تحيط بكل الأماكن، نتيجة لذلك فقدنا معرفة الاتجاهات، من كثرة النزول والصعود بين الوديان في المساء وجدنا أنفسنا في واد عميق من جديد. هكذا كان حالنا لمدة أربعة أيام، حيث كنا نصعد في الصباح إلى قمة الجبل وفي المساء نعود تقريبا إلى نفس المكان. ما زاد مصيبتنا هو نفاذ غاز في القداحة التي كان يملكها أحد أصدقائنا، ولم يعد باستطاعتنا عمل نار ولم نملك أي طعام أيضا، حتى الماء الذي كنا نشربه، كان من ماء الجداول الجارية في تلك الوديان. لقد فقدنا القابلية للحركة بسبب البرد القارص لاسيما أثناء الليل، لذلك أصاب معظمنا (الكركري) أو شبه شلل من شدة البرد واقترب بعضنا من فقدان الشعور بأصابعنا، وذلك ما حدث لأحد رفاقنا أثناء الطريق حيث وقع ولم تعد له المقدرة على المشي فمات هناك، كان المرحوم أخو (اميل) ذلك الشاب الجالس هناك.
لما سمعت كلمة المرحوم امتلأت عيونه من الدمع، ثم توقف قليلا ولم يعد الاستمرار بالحديث ثم راح يمسح دموعه، ثم قال لي على الرغم من انه كان ابن خالتي لكن كان صديق العمر لي
_ومات ذلك الشاب هناك على قمة الجبل!!؟
قلت له بلغة التعجب
-كيف؟!!
_نعم مات من شدة البرد والجوع والتعب، نعم مات وهو يهرب من الموت !!فأين عدالة السماء !؟ قالها كمن لا يعرف من يعاتب أو كمن يبحث اسباب الاقدار، او لماذا تحصل هذه الأشياء في هذا العالم.
أما أنا بدأت اسأل أكثر فأكثر 
_وماذا فعل أخوه!؟ كيف تركه هناك!!؟
_لقد بكى كثيرا عليه وفي الحقيقة بكينا نحن جميعا عليه ولكن لم نكن نستبعد أن نموت جميعا بنفس الحال، لذلك تشجع بقية الأصدقاء الذين كانوا معنا لاتخاذ قرار بتغيير الاتجاه مهما تكون النتيجة.
_وماذا عملتم بجثة صديقكم ؟
_كنا في حالة مرهقة يرثى لها، ولم نملك أي شي لنحفر به قبره، فكل ما عملناه جمعنا مجموعة من الأحجار حول جثته، بحيث تمنع الحيوانات من الاقتراب منها وربطنا خشبيتين معا على شكل الصليب ووضعناها على قبره لكي يدرك الناس المار هناك، أن في هذا المكان هناك قبر،
 ثم صلينا ونحن نمسك الأيادي معا وغادرنا المكان ؟
_وماذا عن اميل أخيه!!!؟
_في البداية رفض أن يترك قبر أخيه، بإلحاحنا جميعنا عليه أقتنع بالمجيء معنا، قال له أحد أصدقائنا الذي هو أكبرنا سنا (إذا لم تأتي معنا سوف لن نرحل بل  نبقى هناك حتى نموت جميعا) بهذه الحجة تم إقناعه
في تلك الليلة لم أستطيع النوم، رغم التعب فكنت أتقلب من جهة إلى جهة في منامي حتى ساعات المبكرة من الصباح، وذلك من شدة القهر والهم لا فقط على المسكين المرحوم وإنما على كل ما حدث لنا في الماضي.

في اليوم التالي حينما كنا في الطريق إلى قاعة الطعام، اخبرني روميل، بأنهم سوف يغادرون إلى محل آخر يدعى (سلوبي)

كانت الساعة الثانية بعد الظهر حينما تحركت العربة وهي تحمل روميل وأميل مع بقية الشباب الذين كانوا معنا. وكانت أخر نظرة لي معاهم هي حينما بدأت العربة تتواري عن الأنظار، بينما هم يلوحون لنا بأياديهم علامة الوداع، منذ ذلك اليوم ولحد ألان لم أراهم أو اسمع أي شئ عنهم وكأنه اصبح فراقنا شبه ابدي، لكن بالرغم من مرور عشرة سنوات على هذه الحادثة، لازلت أتذكر أميل وعلامات الحزن العميقة التي كانت تبدو على وجهه من جراء حزنه على وفاة أخيه، ولا أظن سوف أنسى تلك اللحظات، مهما جرى الدم في شراييني، وتملك عيناي النور
[/b][/size]

84
رد على مقال الاخ نيسان سمو تحت عنوان " من يقدر في مساعدتي بحق وحقيقة...!)
على الرابط التالي
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,978914.0.htm

اخي نيسان سمو
تحية

بالاختصار سأحاول نقل خبرتي لكم بخصوص سؤالك المهم والمحير، لكن في البداية لابد ننزل من الاعلى الى الاسفل كي تسهل المسالة عندك، ساعرف لك المصطلحات الكلية (ذات الصبغة الشمولية) كما ارى واقعها وتاثيرها على المجتمع الانساني اليوم:
اولا الانسانية
 لن تنتصر في النهاية، لان في أعماق طبيعة الانسان لازالت رواسب الغريزة الحيوانية ودوافعها فعالة ولها حيوية وهي جزء مهم لاستمرارية الحياة، فترى بضع من هؤلاء الذين لا يسيطرون على انفسهم يخرج شرهم الى العالم الواقعي فيصبحون زارعي الزوان في العالم  وهناك نماذج كثيرة منهم يعيشون كالعميان في هذا العالم لا يرون ويشعرون ولا يعملون الا لاشباع وملء غرائزهم!

ثانيا الديمقراطية
 كذبة من قبل الاقوياء لتخدير مشاعر الضعفاء والفقراء وعامة الشعب، وابسط برهان لكلامي هي ديمقراطية الاميريكية التي جعلتها تغزو العراق، او ديمقراطية الاحزاب الاسلامية من بعد ديمقراطية صدام الذي دمر العراق في ثلاث حروب كبيرة وأخيرا صعد المشنقة كالابطال بصورة غريبة!


ثالثا القومية

غريزية داخلية لكل انسان، لان الوعي عندنا يدفعنا الى الانتماء لاسباب كثيرة اهمها حماية الذات، كما ان الحضارة التي بدات من اتحاد مجموعات بشرية تحولت الى الاقوام بسبب الأرض واللغة والتاريخ والثقافة والتراث والعادات والمصير.....الخ. اليوم تحول الموضوع الى الهوية الوطنية التي هي فكرة اكثر متقدمة واعتدالا، لكن هناك مجاميع بشرية مثل الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا والعرب والهنود  شعوبها لن تتراجع عن ذاتها الكبيرة مقابل عدم وجود ضمان للذات مستقبل للذات الصغيرة، وعند البعض الاخر الذات الكبيرة( القومية) هي اهم من الذات الصغيرة لهذا يتقدمون ارواحهم دفاعا عنها، فيصبح أحلام تحقيق الحرية للذات الكبيرة افيون يخدر الوعي فيتعصب الانسان فينغلق على ذاته وعلى فكرة واحدة كل طموحه وحلمه. لهذا لا نستغرب من الإرهابيين الذين غسل عقلهم بجمال الحوريات فيقبلون بشرط معلميهم ان يقتلوا الابرار وينتقلوا على نعيم الحوريات.
 
 من جانب اخر الهوية والمجتمع والخبر المتراكمة مهمة لهذا القومية التي تحمل معها اللغة والفكر والتاريخ والعادات والملابس ..اي البيئة التي انوجدت فيها فذا انت مستعد ان تنسى صورة اول يوم التحقت بالمدرسة او صورة تناول الاول، او صورة نيل اول هدية الاول على الصف او المرحلة النهائية، او شهادة التخرج من الاعدادية بمعدل يؤهلك دخول الجامعة التي حلمت بها..الخ.

أصبحت القومية مهمة لي حينما وجدت كيف كان (الاخرون من غير هويتنا) يتعاملون مع اهالينا من الكلدان والاشوريين والسريان والارمن وبقية الأقليات في الجيش او كمبات اللاجئين في تركيا وكيف كان بعض الاخوة من اتراك كركوك معززين ومكرمين، وبعضهم مع الأسف يتجسس علينا ويسبب مشاكل بل  سبب حصول البعض على  الرفض فخسر فرصة للهجرة للدولة التي اقاربه فيها!!

فإذا كنت اخي نيسان سمو الهوزي(هذه الأخيرة ثقيلة على المعدة هههه) مستعدا لنيسان الماضي أنسي الهوية واللغة والقومية والقرية وكل شيء عيش يومك حرا كما تريد بعيدا عن ادغال الماضي كم يصفها البعض.

لا اود ان اكون النبي زارا( بطل الفيلسوف نيتشه في كتاب هكذا تكلم زرادشت) لك في هذا التعقيب كي لا يطول ردي ومن ثم تذكرني بالعمري التسعيني ( هاي من وين جبتها حتى كذبت نيسان مو هيج).

بالاختصار انت حر في قرارك ولكن يجب ان تسال نفسك كيف ان تصبح أكثر سعيدا، وكيف سيكون ابنائك اكثر سعداء حسب حسدك في المستقبل!.

لكن همسة في اذنك ارجو ان لا تنقلها للقراء
موضوعك هذا كان فلسفي

تحياتي


[/b][/size]

85
 استنتاجات من مقالات د. رابي وبولص ادم عن اراء الفيلسوف ارنست رينان حول موضوع الهوية
بقلم يوحنا بيداويد
14 ايار 2020
ملبورن


 اشكر الأخ العزيز د. عبد الله رابي والأخ العزيز الكاتب بولص ادم
طرحهما مقال الفيلسوف رينان عن (هوية امة) اوعن ضرورة وجود هوية لكل مجتمع، سواء كانت قرية او مدينة او قوم او دولة، روابط المقالين على التوالي ادناه
ماهي الامة؟ تعقيب منفصل على ترجمة الكاتب" بولص ادم" عن " ارنست رينان"
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,976902.0.html

 ما هي الأمة؟ نحن ما كُنتَ عليه، سنكون ما أنت عليه
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,976656.0.html

 كلاهما كان رائعا في ربطه مع ما يطرح في الوسط الثقافي مجتمعنا الضايع الذي يبحث عن هويته مع العلم هو من وضع اللبنات الاولى للحضارة الانسانية، كانما مصاب بعمى الالوان!!
هنا اضع تعليقاتي على شكل نقاط بغية تسهيلها للقارئ وللاختصار
اولا-
اشكركما لان طرحتما مشكلتنا (هوية المجتمع) من زاوية فلسفية، فكرية وتاريخية، من منظور فيلسوف كبير (ارنست رينان) الذي تحدث في هذا المقال عن واقع المجتمع الاوربي قبل قرنين على الأقل ومفهوم الهوية اوالهويات التي ظهرت والتي تجسدت عند الشعب الألماني اكثر من غيره بصورة غريبة! .
ثانيا-
كما قلت كنتم موفقان ان تجلبوا الى انظارنا جميعا كقراء وكتاب ومسؤولي الكنيسة او اي دين او مذهب او قومية الى ملاحظة مهمة هي، ان اللحظة التي نعيشها لها تحدياتها الانية، لهذا يجب ان يتكيف الانسان او المجتمع (الامة او القرية) حسب متطلبات هذه اللحظة، كي تعبر عاديات الزمن ولا ينصهر او يذوب او تنقرض قيم وعادات وخبرات الصحيحة لهذا المجتمع. بالمناسبة هذا قرار غريزي في صميم كل مخلوق ماعدا الكلدان!!؟
ثالثا-
 كما كتب الاخ الكبير د. عبد الله، في النهاية يجب ان يسلم حكم وقرارات هذا العالم الى علماء (لا بد ان نذكر هذا قاله الفيلسوف الكبير افلاطون قبل 24 قرنا) والا ستدفع البشرية ثمنا باهضاً ولن تنتهي الازمات والحروب والويلات لاسيما القدامة من اشكال فايروس كورونا.

فكم أتمنى ان يكون لا يتم وضع الرجل الفاشل في قيادة المجتمع، كم أتمنى من كل مسؤول يفهم مسؤوليته التاريخية والأخلاقية حينما لا يجد في نفسه القدرة على إتمام مهمة الموقع ان يستقل ولا يصبح عالة على المجتمع.
رابعا-
اتمنى ان يستمر العطاء الفكري والمناقشة والنقد البناء بين كتابنا، وبالأخص ما طرح من اراء الفلاسفة في القرون الثلاثة الاخيرة وشرح سبب اتخاذ مواقفهم هذه ونتيجة هذه القرارات التي انارت العالم لهذا دعي بعص التنوير.
خامسا-
ان نكون حريصين ايضا ان لا يتم خدعنا باسم الحرية والتقدم كما حصل في القرن العشرين، حيث ان يتم تسخير القدرات العقلية في قالب الفائدة المادية (الفلسفة البراغماتية)، فيستفاد من الافكار التحررية والاستقلال وحماية حقوق الفرد التي دافع عنها الفلاسفة والعلماء والمفكرين بدمائهم نتيجة الاضطهاد الذي مارسه الجهلة من رجال الدين بحجة حماية الايمان.

 هناك حقيقة مهمة يجب ان نذكرها هنا، اليوم الفرد لا زال مهمشا، وان قرارات الدول الكبيرة اصبح بأيادي مخفية اصحاب الشركات العملاقة، وان مبدا حماية حقوق وحرية الفرد وأفكار الليبرالية تحولت الى مرض في جسد الإنسانية (البشرية جمعاه)!!، لأن تطبيق هذه المبادئ عبرت حدود العقلانية او المنطق، بسبب الانفلات الذي حصل من جراء التركيز على معاداة الفكر الديني على اساس انه رجعي يعيق الحياة وتقدمها.


في الختام
ليكن منطلق بحثنا هو البحث عن الحل الموضوعي والشمولي مركزين على جعل قيمة الحياة للإنسان قيمة مطلقة، قيمة مقدسة فوق كل الاعتبارات، وان حق الفرد يجب ان لا يتحاوز على حق العام وبالعكس. كما ان اعادة صياغة دستور مؤسساتنا الروحية والثقافية والمدينة والسياسية من ناحية الإدارية بعيدا عن الطغيان. يجب ان يكون للمجتمع ممثلين من نخبة صالحة ويتم دراسة مشاكلهم التي تواجه أعضاء هذا المجتمع، كي تواكب عصر الحالي وحضارته وعدده ومشاكله.



86

رؤية عن حالة الكنيسة الكلدانية بعد قرن اذا تخلت عن اللغة الكلدانية وهويتها !!
بقلم يوحنا بيداويد

 
ملاحظة
 هذا كان ردي على التعليق الاخير في مقالنا السابق العزيز ابو نينوس
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,974906.0.html
اضع جوابي على شكل مقال لاهمية معلوماته

اخي ابو نينوس
تحية
بخصوص ما قمت به باتجاه اللغة، اي تعلم اللغة الكلدانية، صدق تعلمتها من نفسي ومن خلال اصراري للقراءة والكتابة ومشاركتي في دورات قصيرة للتعلم اللغة في الكنائس.
لدي اربعة قواميس هي اوجين منا، وتوما اودو، ويونان هوزايا وقاموس اخر انكليزي سورث لا اعرف مؤلفه، إضافة قاموس الكتروني.

ولدي عدة كتب لتعلم اللغة أحدهم للاب ابونا البير قواعد اللغة الآرامية، بل انا اوزع كتب مجانية لتعلم اللغة للأطفال.
ادعو اولادي وكل اخوتي واخواتي واقاربي وفي كل محاضرة ثقافية او مقال له علاقة باللغة والمصير الى تعلم اللغة واشرح لهم اهميتها.

بما انه انت تريد تفهم سبب مطالبتي للكنيسة على تنشيط دورها في توعية ابنائها على اهمية الارث الروحي والإنساني والمشاركة في تعليمهم كما تفعل عدد ابرشيات حول العالم منها استراليا.

اود هنا ان أعرج في جوابي الى قضية حصلت في تاريخ كنيستنا الكلدانية.
من المعلوم بعد الاتحاد مع روما الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية حملت هويتين  هما القومية والمذهب الكاثوليكي بحسب هذه التسمية.
كما هو واضح الهوية القومية كانت مضمورة بل معدومة، لم يكن احد يفكر بها لحد منتصف القرن العشرين ربما، فكانت هويتنا هي المسيحية في الدولة العثمانية (ملت كلدان) وعند العرب وكل القوميات الاخرى، وسورايي لأنفسنا اي مسيحيون ونتكلم لغة المسيح السورث.

ولما سقطت الدولة العثمانية، قرر قادة الكنيسة الميل الى التيار العروبي على اساس ان الامة العربية كبيرة وفيها تسامح ديني، وهناك هناك مسيحيين مثلنا في مصر ولبنان وسوريا واوردن والجزيرة العربية، فبدأوا يغيرون لغة القداس من الكلدانية او السورث الى العربية، وممارسة الاسرار الى العربية.
في النهاية الكنيسة شجعت التعريب بكل قوتها، من دون ان تفكر سيأتي يوم سيكون خطرا عليها، ان خطر زوال لغة هذه الشعب سيكون سببا لضعف الايمان لدى ابنائها وفي النهاية غلق الكنائس بسبب قلة المؤمنين الذين يفهمون العربي او التركي او الكردي او الهندي او الفارسي ( كما حصل بعد عام 1990 بسبب الهجرة في العراق).

وهناك عامل اخر حصل يجب ان نذكره هنا،  في بعد منتصف القرن العشرين، التعرب كان في مدينة الموصل  وبغداد وضواحيها اما القرى الجبلية استمرت الكنيسة باستخدام اللغة الكلدانية، لكن بسبب الحركة الكردية في بداية الستينات من القرن الماضي رحلت حكومة البعث الكثير من القرى المسيحية عام 1976-1977  بحدود 45 قرية في زاخو وعدد كبير اخر في شمال دهوك برواري بالا بحدود 25. كلهم كانوا يتكلون السورث حينما جاؤوا الى الموصل او بغداد او بقية المحافظات الجنوبية ساهمت الكنسية بتعريبهم من خلال القداس وممارسة الطقوس الكنيسة فعوض ان تقوم الكنيسة بممارسة الطقوس بلغتهم الام على تبسيطها، لم تبالي باهمية اللغة بل اصبحت العربية هي اللغة القداديس وممارسة القداس في اغلب الاحيان.

راحت تترجم القداس الى العربي لنفس السبب انهم لا يفهمون صلواتهم. فعوض ان يتم ترجمة الطقس الى اللغة المحكية (سورت المحكية) لم يجهدوا بأنفسهم ففضلوا العربية وراحت البال.

اليوم اكثر من 75% من شعبنا في المهجر وفي عدد دول مختلفة اللغات، حسب توضيحات وتصريحات المسؤولين في الكنيسة سيتم ترجمة القداس الى اللغات المحلية  لؤلاء المهاجرين في دولهم كي يفهموا ابنائنا الصلوات، طبعا هذا عمل معقول للجميع لانه مهمة الكنيسة الاولى  هي نقل الايمان.

ولكن ما لا تفكر به الكنيسة الان، مثلما لم تفكر قبل مئة سنة (اي عام 1920 حينما حصلت المذابح وحصلت الهجرة وتم وضع الحدود بين العراق وتركيا الحديثة عام 1926 ) حينما قررت ترك السورث- الكلدانية والانتقال الى العربي، وبسبب وجودنا في المهجر، بعد جيلين سنكون مسيحيين لاتين او بروتستنانت او انكليكان او اقباط .....الخ.

بكلمة اخرى ستنتهي الكنيسة من حضورها في التاريخ وسيكون احد اهم الأسباب هو عدم التزامها او التصاقها باللغة والهوية والتقاليد. طبعا بمنظور رجل ديني لا علاقة للهوية او اللغة بالايمان او اهمية، لكن الانسان هو عبارة عن مجموعة من العواطف او الغزائز لا يستطيع الانسلاخ منها، وهذه جزء مهم في حياته لا يمكنه التغاضي عنه او عدم التاثر بهذه العواطف او ممارسة هذه الغرائز بوسيلة التواصل مع الاخرين (اللغة)، لا سيما نحن نعيش في عصر هناك تصحر روحي وثقافي بين الناس.

سيقول قائل كان هذا حال الواقع لغير الامم والشعوب المهاجرة التي امتزجت وذابت في امريكا الحالية مثلا.
طبعا هذا صحيح
لكن هناك نتيجتين مهمتين يجب ان يعرفها كل كلداني بل كل مسيحي له جذور ترجع الى الكنيسة الشرقية سواء كان كلداني او اشوري او سرياني
 اولا
ستضمر الكنيسة الشرقية كمؤسسة روحية في المهجر وانتهاء وجودها من التاريخ في حالة هجرة كل الكلدان والاشوريين والسريان من بلاد الرافدين سوريا والعراق طبعا المتكلمين بالسورث.

النتيجة الثانية
 هناك نسبة كبيرة من المهاجرين، من ابناء الكنيسة الشرقية في المهجرسيفقدون ايمانهم المسيحي تماما بسبب انصهارهم وتبنيهم قيم الحضارة الوثنية الحديثة الزاحفة على كل الامم والشعوب.

فرؤيتنا هنا هي ان نقاوم التغير والاذابة والانصهار بكل الطرق واول سلاح لنا هو حماية اللغة والتقاليد والعادات والقيم والثقافة والتاريخ كما فعل الشعب اليهودي عبر التاريخ منذ خراب الهيكل عام 70 ميلادية وهذا ليس مستحيلا اذا تكاتف الجميع على حماية الانا الجماعة الروحية- المسيحية والانسانية- القومية.

ارجو ان اكون وضحت فكرتي عن سبب دعوتي للكنيسة تشجيع اللغة.

تحياتي للجميع



87
مرة اخرى حوار ساخن / هل احتفاظنا باللغة والهوية سيساعد ابنائنا على ممارسة الايمان في المهجر؟

بما ان قضية اللغة واهميتها عادت للنقاش بين مسؤولي الكنيسة والمثقفين من ابناء شعبنا
اضع امامكم عنوان ورابط للمقال والتسجيل الاذاعي للحوار الساخن الذي جرى قبل ثمان سنوات بين نخبة من مثقفينا

حوار ساخن حول مصير اللغة السريانية والناطقيين بها
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=620220.0
 نشر المقال في موقع عنكاوا كوم في 4/11/2012

هذا المقال كتبته بعد ان أجري الاخ الإعلامي (الذي نتمنى له الشفاء العاجل وعودته للإذاعة للعطاء) ولسن يونن من اذاعة SBS Australia/ Assyrian Program
مع مجموعة من المختصين والمثقفين في اللغة حينها لإبداء آرائهم حول مصير اللغة التي نتكلم بها تاركين التسمية جانبا في حينها.

ان هدفي لإعادة النشر المقال اطلاع القراء مرة أخرى على اراء وردود واجوبة بعض الاخوة المشاركين والمعلقين اغلبهم لا زالوا رواد الموقع
كان فعلا حوارا اذاعيا ساخنا استمع اليه عشرات الاف المستمعين لتلك الحقلة، كما اطلع على هذا المقال بحدود 30 ألف شخص.

وبعد ثمان سنوات نشاهد لا زلنا نراوح في مكاننا وقضية حماية اللغة لا زالت غير مهمة عند البعض، والبعض الاخر قضية التسمية كانت ولا زالت اهم من شريحة كبيرة معارضة لتسميتها، لنكن صريحين ابناء شعبنا أكثر ابتعد من بعضه وان أحد الاختلافات هي اسم اللغة بالإضافة الى اسم الشعب او هويته وكذلك اسم الوطن والحقائق التاريخية.

 هنا انا لا احكم على من هو صح او خطا ولكن اهتمامي مركز مرة اخرى على اهمية اللغة في حفظ الشعب المسيحي الشرقي / ابناء الكنيسة الشرقية بمختلف مذاهبها وتسميتها ودورها في حماية الايمان في حضارة وثنية نمت في بلدان كانت المسيحية ديانتها لأكثر من 1500 سنة.
هذه بعض الاسئلة اضعها امام رجال الاكليروس اتمنى التمعن فيها محاولة الاجابة عليها وهي:

1-    نسأل هنا هل حقا اصحبت لغتنا ميتة؟
2-   هل فعلا حماية اللغة هي خطرة على ايماننا إذا احتفظنا بها سوف نخسر الكثير من المؤمنين؟
3-   هل فعلا هي ليست مهمة الكنيسة لإحيائها؟ وهل لأبناء شعبنا بكافة تسمياتهم القدرة على احيائها من دون مشاركة الكنيسة في هذه المهمة؟
4-   ماذا ستفعل الكنيسة لو بعد ربع قرن لن تجد الا بضع الأشخاص المعمرين يجلسون مقاعد الكنيسة.
5-   الا يشاهد رجال الاكليروس حال الكنيسة الغربية، لماذا لا يسألون عن سبب خسارتها لأبنائها؟
6-   الا يمكن نصل القناعة، ربما احتفاظنا باللغة يصبح حالنا حال الاخوة اليهود والارمن والاكراد حماية الهوية واللغة قد يساعد الى حماية الايمان من خلال احياء والاحتفاظ بالعادات والتقاليد والموروثات والثقافة؟
7-   اليست (تذكار القديسيين) الشيروات ظاهرة اجتماعية لماذا الكنيسة تقبل احيائها بمظهر اجتماعي؟
8-   الم يحن الوقت تعلم الكنيسة ان الحياة الاجتماعية هو مجال ممارسة الايمان وان تعليم الكنيسة يتم تطبيق في الحياة اليومية أي الحياة الاجتماعية؟ بكلمة اخرى لماذا تبعد من المشكلة؟
9-   ايهما اهم للكنيسة بقاء الشعب مؤمن وهو جاهل؟ ام مؤمن وهو واعي له هدف يسعده ويدافع عنه؟
10-   لتسال الكنيسة نفسها كم سيكون عدد المؤمنين التابعين لها في أوروبا وامريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا والبلدان العربية بعد ثلاثة عقود.

هذه الأسئلة مجرد أفكار قد تفيدنا للنقاش حول مصير الكنيسة قبل ان نناقش مصير اللغة.

لكن قناعتي اكررها مرة أخرى بدون حماية اللغة والتراث والعادات الاجتماعية والقيم وبدون غرسها في الجيل الجديد، ستتأثر الكنيسة كثيرا ان لم اقل ستزول على الاقل في المهجر لا سامح الله. وإذا فكرت بطرق عملية وبمشاركة المؤمنين بتأسيس مدارس أهلية تابعة لها يمكن ان يكون لها البقاء مدة أطول بكثير.

الا نستطيع جعل عملية حماية اللغة والهوية عاملا مساعدا لحماية مسحيتنا الشرقية، عن طريق جعلها هدفا او رابطا يربطنا معا في ظل أمواج الاتية من الحضارة الحديثة المدمرة لكل القيم والعقائد كما هو واضح.


يوحنا بيداويد

88

متى ستحي الكنيسة الكلدانية ذكرى  شهداء مذابح سفر برلك (سيفو) في الحرب العالمية الأولى

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن 28 نيسان 2020

 قبل أيام مرت علينا، أبناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان ذكرى مذابح سفر برلك (سيفو) التي وقعت اثناء الحرب العالمية الأولى 1914-1918 التي راح ضحيتها أكثر من 350 ألف شهيد مع عدد كبير من المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة، بينما سقط من الأرمن أكثر من مليون ونصف مليون حسب المصادر التاريخية (1).
 
من خلال دراستي لأهمية  هذا الحدث اثناء تأليفي كتاب حول هذا الموضوع ( سفر برلك / مذابح ومجازر واضطهادات العثمانيين للكلدان والاشوريين والسريان والارمن)  و متابعتي عن كيفية تعاطي المؤسسات الروحية (الكنائس) مع هذه المناسبة الأليمة التي كانت اشد من الاضطهاد الاربعيني، وجدت ان الأرمن كشعب ودولة وككنيسة  وكمؤسسات قومية احيوا هذه الذكرى الاليمة التي تصادف يوم 24 نيسان 1915 منذ السنيين الاولى لوقوع الفاجعة ويطالبون المجتع الدولي دون كلل او ملل للاعتراف بها، حينما القت الدولة العثمانية على أكثر من 650 شخصية قيادة  مسيحية،  اغلبهم من المجتمع الأرمني من التجار والضباط والوزراء والمدراء والعلماء ورجال الدين والادباء والكتاب والسعراء والفانيين .......الخ وأعدم اغلبهم لا لسبب سوى لمسيحهم ومعموذيتهم.

كما ان الاخوة الاشوريون اعتادوا على احياء هذه الذكرى في السنيين الأخيرة، لكن بأقل أهمية من مذبحة سيميل التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة الاف شهيد وقد شكلوا لوبي عند الدول الطبيرة مع الارمن واليونانيين للمطالبة للاعتراف بها.

اما الاخوة السريان هم منذ سنوات قليلة قررت الكنيستين السريانية والكاثوليكية الى احياء ذكرى مذابح سيفو في بداية شهر حزيران ويطالبون الاعتراف بها.

اما الكنيسة الكلدانية والمؤسسات الثقافية والقومية والحزبية، لا زالت في سباتها من هذه القضية لم يعطوا أي أهمية لها رعم هذا العدد الكبير من الشهداء(2).
 
لكن يحز في قلبنا قضية كبيرة مثل مذابح "سفر برلك" ان تمر دون اهتمام او ذكرها او إقامة قداس على ذكرى هؤلاء الشهداء (3)، حيث سقط من ابناء الكنيسة الكلدانية أكثر من 120 ألف شهيد، وازيلت من بكر ابيها أكثر من ثمان ابرشيات كلدانية فقتل من قتل وسبي من سبي واستسلم من استسلم وهرب بجلده من هرب.، كما سقط في هذه المذابح ثلاثة من أكبر أساقفة الكنيسة الكلدانية .

المطارنة الذين سقطوا هم العلامة المثلث الرحمة الشهيد مار ادي شير مطران ابرشية سعرت، والمثلث الرحمة المطران الشهيد مار يعقوب اوراهم مطران ابرشية الجزيرة، والمثلث الرحمة المطران الشهيد مار توما اودو مطران اورمية مع القاصد الرسولي صونتاج في اورمية.

منذ أكثر من عشرة سنوات طالبنا برفع قضية تطويب المطارنة الثلاثة الذين سقطوا وهم يحملون صليبهم ودفاعا عن أبناء كنيستهم لم يحصل أي شيء الى قبل بعض سنوات شكلت لجنة من السينودس الكلداني برئاسة مار فرنسيس قلابات مطران ابرشية مشيكان في ديترويت لكن لحد الان لم نسمع باي خبر او نتيجة لا من قريب ولا من بعيد من هذه اللجنة ولا من لجان  المختصة في الفاتيكان حول هذه القضية مع العلم ان الطوباوي مار اغناطيوس ملويان مطران الكنيسة الارمنية الكاثوليكية تم تطويبيه قبل بعض سنوات وكان مسجونا مع الشهيد المطران مار يعقوب اوراهم ربما في نفس السجن ولنفس السبب.

لا اعرف كيف يمكن ان نطلق اسم القديس على رهبان او كاهن كان عاش في دير او قلية قبل عدة قرون عديدة لمجرد انعزاله عن الحياة المدنية، الذين كنا نقيم لهم الشيروات سابقا في قرانا،  ولا زلنا حتى اليوم في المهجر  نقيم ذكراهم مع العلم معظمهم لم ينالوا الاعتراف من اللجنة المختصة بتطويبهم في الكنيسة الجامعة. نعم  كنا نقيم الشيروات ونحتفل بذكراهم ونستعد لهذه الذكرى قبل أشهر وهو امر مفرح وصحيح لانه يعطي اهمية لسيرة شخص كان مخلصا في ايمانه، بينما ذكرى اعلان اتخاذ القرار المشؤوم سيفو (او سفر برلك) الذي سبب سقوط اكثر من 120 الف كلداني لا تكلف الكنيسة الكلدانية نفسها بإقامة قداديس في ذكراهم، ولا تحيي هذه الذكرى حتى بكلمات قليلة او إقامة محاضرات تشرح عن احداثها كيف ولماذا حصلت وكيف تصفيتهم بدم بارد  لا لانهم كلدان او اشوريون او سريان وانما لانهم مسيحيون!!! ولا تطالب الكنيسة الكلدانية القتلة على الأقل  بالاعتراف بجريمتهم او بخطيئتهم كي لا تكرر لأخوتنا الباقيين هناك(4).

ان  اتخاذ قرار المطالبة بادانة هذه الجرائم البربرية ، ليس نابعا من روح الحقد او الكراهية او البغض او رغبة في الانتقام ، وانما المطالبة  بالدفاع عن الحق وارجاعه لاهله، وتحقيق العدالة والمساواة بين الناس، تحقيق السلام والأمان، لان القوة الأخلاقية لا زالت مؤثرة في إيقاف قوى الشر ورغباتها في محيطنا، التي بدأت تلبس ثوب العلمانية والحضارة وتبذر بذور الزوان في كل حقل، وفي كل مؤسسة، وكل محفل او في كل مجمع من اجل ايقاف شعلتها من التقدم وكذلك لزيادة الانقسام!!، بل بسكوتنا نساعد عودة قانون الغابة الى عالمنا من جديد!!

أتمنى من السادة الأساقفة حزم امرهم في هذه القضية اتخاذ قرارا بإقامة ذكرى مذابح سفر برلك في السنين القادمة واعطاء اهمية لذكرى هؤلاء الشهداء.

في النهاية
اود ان أوضح للجميع ، بكل تأكيد ان هذه القضية او الدعوة ليس لها علاقة بالبعد القومي او الهوية او التراث او اللغة التي لا زلنا نرى الكنيسة مقصرة في طريقة تعاملها معها، لا سيما ان الوقت يمر دون تشكيل لجنة لدراستها ومناقشتها بصورة كافية لاتخاذ القرارات المناسبة في هذا الموضوع، وانما هي قضية دماء شهداء سقطوا امواتا تحت الصليب الذين طلب الرب منهم ان يحملوه ويتبعوه،  فهم بالحق شهداء، لان لم ينكروا صليبهم، لو كانوا فعلوا ذلك لكان الان لهم احفادا يعيشون في نفس القرى والمدن والقصبات.
.................
1-   اعترف عدد كبير من رؤساء وحكومات الدول ومسؤوليها بهذه المذابح واصدرت تصاريح بهذا المناسبة من ضمنهم رئيس دولة المانيا الاتحادية التي كانت حليف العثمانيين في هذه الحرب، وتم ذكر اسم الكلدان لأول مرة فيها في هذه السنة.

2-   بالاستثناء الاتحاد الكلداني الأسترالي الذي احيى (الذكرى المائة) لأول مرة في تاريخها، في 24 نيسان 2015 في مدينة ملبورن بمشاركة نادي بابل الثقافي الاجتماعي الكلداني في ملبورن، ومن بعد ذلك قامت الرابطة الكلدانية فرع ملبورن (بعد تأسيسها) احياء هذه الذكرى في كل سنة بمشاركة بعض مؤسسات أبناء شعبنا الأخرى.

3-   باستثناء ابونا نياز توما المالح في كندا الذي ذكر هذه المناسبة في محاضرته الأخيرة قبل بضعة أيام على يوتيوب.

4-   ألم يحن الوقت لنتعلم من الدروس الماضية، ألم تكن عملية التهجير والابادة الجماعية للأقليات في سهل نينوى وجبل سنجار تكرار لسيفو جديدة، لماذا لم نطالب بحماية دولية، الى متى نضع رؤسنا تحت الرمال؟!! الامر الذي يجعلنا ان نسأل باستغراب هل المسيحيون الشرقيون هم مشروع الموت لانهم مسيحيون!!!


89
تقرير عن خسائر الكلدان خلال الحرب العالمية الاولى  / مذابح سفر برلك

بمناسية مرور الذكرى 105 لمذابح ومجازر سفر برلك التي قامت بها الدولة العثمانية للاقوام الشرقية من الكلدان والاشوريين والسريان  والارمن.
 نقدم اليوم هذا التقرير  الخاص عن خسائر الكلدان والكنيسة الكلدانية على امل نعود لنقي الضوء على خسائر القوميات الاخرى.

للمشاهدة على يوتيوب يرجى فتح الرابط ادناه
https://www.youtube.com/watch?v=KPjros7xT38&t=282s
يوحنا بيداوي
د

90
السخرية من أداة نقد او رسالة عتاب الى سلاح الطعن وأسلوب التجريح
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
22 نيسان 2020

 نتيجة الحجر الصحي المفروض على البشرية في هذه الايام، كثرت النقاشات بين الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي في أمور قديمة التي لم تكن قبل تطرح قبل ظهور فايروس كورونا.

لاحظت بعض الكتاب من أبناء شعبنا بدأوا يطرحون في بعض المقالات أفكارا ذات الطابع الفلسفي، او التوجه الصحي او يكتبون مواضيعا ذات طابع السخري ضد الدين بعد ان جزعوا من السياسة والسياسيين.

 اظن ان السخرية هي رسالة عتاب الى الاخر ان يعيد النظر في قراراته او أفكاره او تصرفاته او طمعه .......او رسالة الرفض لموقف الأخر تماما.
 
 لا اظن هناك من لا يعلم ان السخرية هو اسلوب ادبي قديم مارسه الانسان في تعابيره الكتابية او تمثيله حركات او صوت لشخص اخر، كان سلاحا بيد الضعفاء، لتوجيه النقد للوضع العام او الوضع السياسي او الوضع الاجتماعي او تصرفات رجال الدين.  حتى في محاورات افلاطون نجد الأجوبة الساخرة بين تلاميده، في مسرحيات شكسبير وغيرهم، في العصر الحديث كان الكاتب الإيرلندي برناردشو من أشهر كتاب المسرحيات الناقدة الساخرة ضد المرأة كنتيجة عقدة نفسية له!.

لكن حسب قناعتي بعض من كتابنا مع الأسف تجاوزوا طريقة التعبير او لو يوفقوا في اختيار اسلوب طرح أفكارهم، وبعض الاخر راح يسقط الاخرين كأنهم الدكتور المختص الوحيد، فأذن له المعرفة أكثر من غيره في حسم القضايا!

المشكلة عند البعض هي ان السخرية لم تتوقف عند حد المعقول، بل امتدت لتشمل المقدسات الاخرين، الامر الذي أرى قد ينقلب الى أسلوب التعبير عن الكراهية، هذا ما لا اتفق معه بل اظن معظم الكتاب يرفضونه.

اظن كلنا نعترف ان معرفتنا مهما كانت واسعة تبقى محدودة! لهذا اتمنى من كتابنا ان يحترموا الرموز الطقوس الدينية المقدسة عند شريحة كبيرة من أبناء مجتمعنا، فكما لديهم الحرية في طرح أفكارهم،  في نفس الوقت يجب ان يكونوا حذرين الا يطعنوا في مشاعر الاخرين وتدنيس مقدساتهم. لان السخرية لن تعود في هذه الحالة الى أسلوب التعبير عن الأفكار الذاتية وتطلعاتهم، بل تنقلب الى أداة جرح وتسقيط وتصغير وتوجيه اهانة من غير حق للأخرين.

الصلوات على أرواح الاموات وتقديم النذور او مواكبة الميت الى القبر او حضور الجناز او القاعة لتقديم التعازي هي من طقوس كما قلت في (رد السابق) هي المقدسات، نعم من الموروثات القديمة لكن لا يستطيع الانسان فجأة التخلي عنها، وقلت (باختصار أيضا) كانت طريقا لتخفيف الضغط النفسي وكذلك إزالة عقدة الخوف من الموت.
 كما لاحظت ان مجتمعنا يشعر بأهميتها أكثر فأكثر في المهجر لنفس الأسباب!!

في زمن النظام السابق حينما كنا في العسكرية او تدريب الطلبة كانت النكات الساخرة التي نسمعها كثيرة،  بل يتبارى أحيانا البعض في انتاجها من خياله الفكري لترفيه نفسه وتقليل اثر الضغوطات النفسية التي كانت السلطة تمارسها على الناس.
وبعد فشل الحكومات الإسلامية الحالية في إدارة الوطن، بل سرقت سرقت أموال العراقيين تلاحظون البوستات الساخرة الموجهة لقادة السياسيين ورموز الحكومة لا تنضب.

في الختام أتمنى ان يترفع أسلوب الادب عند كتابنا، لا أقول ان لا يتم نقد الظواهر السلبية، او السكوت عنها، بالعكش هي مهمتنا جميعا ان نقول الحق في وجه الاقوياء لكن باسلوب لا يتاثر الاخرين من جراء موقفنا لا سيما البسطاء، لهذا ادعوا ان احترام مقدسات الاخرين ورموزهم، وفي الحذر من طريقة التعبير في الطعن من غير وجود دليل.

 طبعا لا أتوقع الكل سوف يرضى او يستجيب لدعوتي، لكن أتمنى ان يفكروا كثيرا فيما يكتبوا لان الزيادة كالنقصان،  وان (غلطة الشاطر بالف) كما يقول المثل الشعبي.

فالابداع يمكن يكون اكثر وقعا في نفس الاخر (المقصود او المعني) ان وجدت الطريقة الاكثر دقة وقريبة من الحقيقة، حينها ستصل الرسالة بدون خدش مشاعر الاخرين، اما في حالة وجود راي مختلف يمكن كتابة مقالة منفصلا بعيدا عن الاسلوب السخري يتم دعم ارائء كاتبه بالجدل والمناقشة والبراهين او التجارب.


91
التسجيل الكامل لمحاضرتنا التي القيت في ضيافة اخوية مار كوركيس الكلدانية في ملبورن بتاريخ 7/10/2019
عنونا المحاضرة
" انجازات اجدادنا ابناء حضارة وادي الرافدين وتاثيرها على الحضارة العالمية"
للمشاهدة يمكن فتح الرابط ادناه
https://www.youtube.com/watch?v=a0zHM_vrlsA

رابط المحاضرة الخامسة تحت عنوان
المحاضرة الخامسة:" اعلام المسيحيين في القرن العشرين ودورهم في بناء الدولة العراقية."
https://www.youtube.com/watch?v=nHr2nPaKmxo&t=164s

تاتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة من المحاضرات عن تاريخ اجدادنا ابناء حضارة بين النهرين كاحفاد حقيقيين للسومرين والاكديين والبابليين والكلدانيين والاشوريين والاراميين قبل وبعد دخولهم المسيحية  ومساهمتهم في الحضارة العالمية الحالية
.
المحاضرة الاولى " :" انجازات اجدادنا ابناء حضارة وادي الرافدين واثرها على الحضارة العالمية"
يمكن مشاهدتها على الرابط ليوتيوب اعلاه
 
المحاضرة الثانية :" انجازات اجدادنا في القرون الخمسة الاولى من المسيحية"
المحاضرة الثااثة:" انجازات اجدادنا في زمن الدول الاسلامية ومساهمتهم في ترجمة الحضارة الاغريقية الى لغة الام ومن ثم الى العربية"
المحاضرة الرابعة :" انتقال اثر الانتاج الفكري لاجدادنا الى العربية ومن ثم الى اللاتينية في القرون الوسطى ومنه الى اللغات الاوربية الحالية الانكليزية والالمانية والفرنسية"
المحضارة الخامسة:" اعلام المسيحيين في القرن العشرين ودورهم في بناء الدولة العراقية."

اخوكم يوحنا بيداويد



92
الانسة دورين وليد بيداويد تحصل على شهادة ممارسة المحاماة في ملبورن


 منحت الانسة دورين وليد يوسف مرقس بيداويد يوم امس رخصة مزواله مهنة المحاماة بعد تخرجها من جامعة ACU (الجامعة الاسترالية الكاثوليكية) في مدينة ملبورن.
 لقد أكملت دورين خمس سنوات دراستها وتخرجت وهي تحمل بكالوريوس في المحاماة والتجارة
 (  Bachelor in Law and Coomerce Graduate & Diploma of Legal Parctice))
بهذه المناسبة اقدم نيابة عن نفسي (عمها) ونيابة كل اخوتي واخواتي احلى التهاني والتبريكات لوالديها ( وليد ونهلة) على جهودهم وتضحياتهم لحين وصولها الى يوم التخرج، كما نقدم لدورين احلى التهاني والتبريكات لها، ونقول ان عائلتنا فخورة بما أنجزته في مسيرتها الدراسية.
يوحنا بيداويد

93
هل تحتاجنا الكنيسة في زمن الكورونا؟

رسالة الى أبناء كنيستنا الكلدانية في ملبورن!!


اخوتي واخواتي ابناء كنيستنا الكلدانية في مدينة ملبورن

تمر البشرية في ظروف نادرة لم يشهدها التاريخ بسبب انتشار فايروس كورونا في كل بقعة من المعمورة. وكما تعلمون ان معظم الحكومات والدول قد أعطت تعليماتها الصارمة بإيقاف اي تجمع مهما كان غرضه. حتى في حالة الوفاة فقط اعضاء عائلته يمكن ان يحضروا وفي حالة الزواج خمسة اشخاص فقط.

 كما طلبت الحكومات قطع الاتصال والاحتكاك مع أقرب الناس وانتم تسمعون الأخبار والإحصائيات بالوفيات والإصابات.

كما تعلمون ان الاباء الكهنة لكنائسنا الكلدانية يقيمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صلوات وشروحات واتصالات لكل من يحتاج أي خدمة روحية.

اخوتي كما تعلمون كنائسنا ليس لها مصادر مالية خارجية أي  دعم سوى  المعونات او الاشتراكات او ما يجمع  عن طريق الصينية.
كذلك تعلمون لها التزامات مالية ومصاريف ورواتب، وفي النهاية هذه البنايات هي أملاك الشعب أي أملاكنا او أملاك أبناء الكنيسة فلا تعود للكاهن ولا لأسقف الرعية.


أدعو كل من له الرغبة والشعور بالمسؤولية بعيدا عن احداث ضجة اعلامية. بملء حريته ان يساهم بدفع اشتراكاته الشخصية لهذه السنة او اي مبلغ يراه مقبولا حسب إمكانيته.

في الختام اود ان اؤكد هذه الرسالة او الطلب لم يكن بدافع او تشجيع اي كاهن او اي شخص اخر مني لكتابتها.

لهذا انا أدعو واؤكد من له الرغبة الشخصية ليوصل اي مبلغ يقرره (يريد ان يعطيه) للكنيسة في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها البشرية ومؤسساتنا الروحية.

كما أوجه نفس الرسالة لأبناء اخوتي المسيحيين التابعيين للكنائس الأخرى الشقيقة، الموجودة في ملبورن او اي مكان اخر في العالم؟.

دعواتنا من الله ان يحمي كل البشرية من هذه الوباء وتعود البسمة الى وجوه الأطفال بعودتهم الى مدارسهم ونطلب السلامة لجميع أبناء كنيستنا الكلدانية بشفاعة مريم العذراء حافظة الزروع ومار كوركيس الشهيد ومار افرام الملفان.

يوحنا بيداويد
28 اذار 2020
 ملبورن- استراليا

94
المعجزات في زمن مرض كورونا!
بقلم يوحنا بيداويد
24/3/2020
يجتاح العالم في هذه الأيام وباء عالمي فتاك قل نظيره، انطلق من مدينة يوهان في الصين ليجتاح الشرق والغرب دون توقف، أصاب لحد الان أكثر من ربع مليون فسقط أكثر 15 ألف . فشل حركة الحياة وكافة مظاهرها في كل دول العالم من دون استثناء.
فتوقفت الجامعات والمدارس ودور العبادة وقفلت مراكز الرياضية والسينما والمطاعم وقاعات المناسبات  والمسارح والأسواق الكبيرة في معظم المدن حول العالم.

ظهرت حقيقة الانسان التي كانت منتوجات الحضارة المادية ومفاهيمها قد اخفتها، بل خدع الانسان نفسه ونسى ادم مرة أخرى ان الله اوصاه ان لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر!، نسى اهل نينوى تهديد رسالة يونان لهم، ونسى اهل بابل ان برجهم كان سبب بلبلتهم حسب كاتب السفر التكوين فصل 11 .
نسى الانسان الحاضر ان سبب مرض كرونا مرة أخرى هي انانيته!!!

لدينا الحدس بأن فايروس كرونا هو نتيجة لعمل خاطئ قام به الانسان، مثل اجدادنا (لا اقصد هنا اكل التفاحة بقدر ما أعنى التركيز على ذاته)، قد لا يتفق معي الكثير ولكنني شعرت اليوم بعد ان استمعت الى تقارير عديدة ان كرونا جاء للوجود نتيجة غايات غير صحيحة (غير موضوعية) وغير إنسانية بل بسبب انانية بحتة، ساترك برهان هذا الامر الان الى المستقبل.

لكن جاء الوقت كي يمتحن الله ايماننا، فمثلما امتحان الحديد هو بالنار كذلك امتحان ايمان الانسان هو بالمصاعب والامراض. السؤال الذي يطرحه الكثيرين،
 الا يمكن ان نتكل على ايماننا لإنقاذنا من هذه التجربة؟
 الا يمكن لصلواتنا ودعواتنا ان تقود الى حصول المعجزات في
هذا الزمن، ويبعد عنا خطر مرض كرونا!؟
واذا مات شخص ما لا سماح الله بسبب كرونا، هل هذا يعني صلواتنا ذهبت سدى، بكلمة أخرى لم تكن مستجابة، ولم يكن لها اثر او أهمية او فعالية، او لم يسمعها الله.

انا أرى ان قرارات الطبيعة لا زالت بعيدة عن سيطرة الانسان، لهذا يجب ان لا نبتعد عن هذه الحقيقة بل نقر بها، لا اقصد ان نعيد عبادتها مثلما عمل اجدادنا كما اتى في اساطير الخلق البابلية والسومرية، انما ان لا ننسى غضبها!!  ولا ننسى هي امنا الأولى، لنقدسها ونحترم قوانينها، ونقدم القرابين لهاّ، نعم القرابين حينما نعمل على حماية البيئة على توازنها في أطول فترة ممكنة على الرغم من اننا متأكدين انها مستمرة في التغير، فمثلا قبل 3.8 بليون سنة كانت امنا الأولى (الأرض) ارض صحراء قاحلة لا يغطيها غير غاز اول أوكسيد كاربون بنسبة عالية. وبينما المريخ كانت جنة عدن، مكتظة بالكائنات الحية، لكنها بدأت بفقدان غازاتها بالأخص الاوكسجين لأسباب غامضة!

حقيقة انا اختلف في نظرتي الى الطبيعة وعلاقاتها بالإنسان وعلاقتنا بالكائنات الحية الأخرى. كما هو معلوم ان ادراكنا او شعورنا بوجود الله ككائن مطلق مهم لحياتنا جاء من خلال الطبيعة، ولو لا فهمنا لظاهر التي تحصل فيها، لكان الانسان مثل بقية أولاد العمومة لنا(القرود)؟
فاتباع قوانين الطبيعة وحمياتها هي صلاة!

في الأخير اود ان أهمس في اذان الكثير الذين ينزلون اللعنات على فايروس كرونا هذه الايام، ليتمهلوا قليلا، لو لا عمل الفايروسات لكانت البكتريا وبقية الحشرات أدت الى انقراض الانسان منذ زمن طويل.

ما نحتاجه في هذه الأيام هو العودة الى التأمل والتفكير بوجدنا، وهدف الحياة وكيفية تشريع قوانين أكثر إنسانية او شمولية تخدم الحياة.
حان الوقت ان نعيد التفكير في كثير من مقدساتنا سواء كانت من عاداتنا او قيمنا او اخلاقنا او تعليم ديانتنا التي تفصلنا عن حماية الانسان واحترام قوانين الطبيعة، بل نضعها في مقدمة اولوياتنا.

95
للعلم
تم تاجيل المحاضرة حاليا


راديو إٍس ب إس الاسترالي / البرنامج الاشوري يلتقي الكاتب يوحنا بيداويد حول محاضرته عن اللغة الاحد القادم 22 اذار 2020

اجرى الاعلامي المعروف الاستاذ عادل دنو مقابلة اذاعة SBS Radio ِِAustralian معنا حول محاضرتنا القادمة تحت عنوان: " اللغة من منظور الفلاسفة والعلماء” كيف وأين ولماذا نشأت؟ اخر النظريات حول مستقبلها"
للاستماع يرجى فتح الرابط
 https://www.sbs.com.au/language/english/audio/language-from-the-perspective-of-philosophers-and-scholars
ملاحظة
المحاضرة لم تؤجل

96

اخوية كنيسة مار كوركيس الكلدانية في مدينة ملبورن
تستضيف الكاتب  يوحنا بيداويد في القاء محاضرة الأسبوع تحت عنوان:

   
اللغة من منظور  الفلاسفة والعلماء
كيف وأين ولماذا  نشأت؟ اخر النظريات حول مستقبلها.


اليوم: الاحد
الساعة: السابعة مساء
التاريخ: 22 اذار 2020

الدعوة عامة لجميع ابناء الكنيسة.


97
اخبار فنية ثقافية اجتماعية / 22
« في: 17:53 03/02/2020  »
22

98
ساحة الاستشهاد لا يتجرا دخولها الخونة!!
بقلم يوحنا بيداويد

أيها الثوار في ساحات الاستشهاد وغسل عار الوطن
استحلفكم بمقدساتكم لا تنسوا دماء اخوتكم الذين سقطوا معكم وبين ايديكم حينما كنتم ترفعون العلم العراقي وتنادوا معًا 
(خرجت أخذ حقي) وأنتم تتسابقون معا طريق الاستشهاد.

انا و كثيرون مثلي، يؤمنون بان ثورتكم ستنجح حتما ان لم تكن اليوم غدا، وان لم تكن غدًا ستكون بعد الغد، او بعد سنة او بعد عقد او قرن سيتحرر العراق حتما سيتحرر العراق، وتعود به الأيام الى مكانته الى أمجاده وأمجاد اجداده في  زمن نبوخذنصر وآشوربانيبال وكلكامش ومردوخ وانكيدو 

استحلفكم بكل المقدسات التي تؤمنون بها وبشرفكم ان لا تنسوا ان كرامة الانسان وحريته الفكرية والاجتماعية وحقوقه وتعلم الأطفال وتوفير فرصة التعلم والعيش بعيدا عن الجهل والمرض والفقر التي كانت من دوافع واهداف ثورتكم.

تذكروا جيدا ان ثورتكم انتصرت وستغير الواقع وستغير العراق  مهما امتد الزمن ولكن النهاية دائما تكون مع الحق والمنطق والجماعة المتعاونة من اجل الخير.

اقراؤا عن تاريخ الثورة الفرنسية وغيرها من الثورات الشعبية الصادقة مثل ثورتكم، صحيح أخذت بعض الوقت كي تصل أهدافها لكن في النهاية وصلت وأصبحت مثال لثورات الشعوب.

املنا ثورتكم تحرر الإنسان الشرقي من كافة قيوده وعقده وتقضي على الجهل والفقر والمرض والتقاليد البالية التي خنقت عندكم الابداع والتفكير والاستمتاع بالسلام والامان والحرية والحياة الواقعية.

مرة اخرى نقول كل من خان وطنه لم ولن يذكره التاريخ الا في خانة المزابل
ومن بقى للنهاية مخلصا او استشهد لا زالت تماثيلهم تملء ساحات ومتاحف اوطانهم
الرحمة والراحة الابدية لشهداء العراق
الله ينصركم


99

ايها الثوار لا تقلبوا الا بجمهورية جديدة غير طائفية
بقلم يوحنا بيداويد
28 تشرين الثاني 2019

ايها الثوار وأخوة الشهداء في ساحة التحرير او في اي مكان من العراق،
لقد حققت ثورتكم ما لم تحققه اي ثورة اخرى في العالم في عصر الحديث بحسب ظروفها الإقليمية، فقد فاجأتم العالم رغم أعماركم الصغيرة.

لقد قلبتم موائد الفساد والاختلاس والرشوة على رؤوس أصحابها
انهم يتخبطون كمن يريدون إرجاع ساعة الزمن الى الوراء بهذه العقلية لكن من المتأكد انهم سيندمون مثل ما ندم قبلهم ولن تفيدهم ساعة الندم ابدا ابدا!!

ان استقالات عادل عبد المهدي رئيس الوزراء السابق والدكتور برهم صالح رئيس الجمهورية الحالي المستقيل وغير المستقيل!!
كانت ثمارا لدماء الشهداء الأبرار والأبطال الذين لن ينساهم العراقيين كما لم ينسوا امجاد اجدادهم الله يرحمهم وثمر وإصراركم الذي مضى عليه ثلاثة أشهر

أنتم تعرفون أعداء ثورتكم، ومن قتل اخوتكم ومن سرق أموالكم وثروات بلادكم
لا تحتاجون اليوم الا الى التراصف أكثر فأكثر ووضوح الرؤية واختيار شعارات او أهداف معبرة وواضحة وتضع حد للفساد وتجدد الفكر السياسي والاجتماعي والديني في البلاد والتي تحقق كل مطاليبكم وثورتكم
هي اولا
الوحدة الوطنية بدون اي هوية،

ثانيا الجمهورية المتجددة، الجمهورية التي لا يتكرر اي سياسي موقعه بعد اربع سنوات.
 ثااثا
تغير منتج التعليم وحذف اي مفهوم قومي او قبلي او ديني او مذهبي.

باختصار
اقترح ان تطبقوا الشعارات التالية
الوطن الواحد
الجمهورية المتجددة
المناهج المدرسية الحديثة
 وفي الختام نقول
اذا استقال برهم صالح، لا تقبلوا بالحلبوسي، الضعيف غير النظيف
يجب حل البرلمان حالا
وضع العراق تحت الوصاية الدولية

 وفي نفس الوقت نقترح ان يستلم الفريق الساعدي إدارة الدولة للفترة الانتقالية لمدة ست اشهر، ويعلن احكام العرفية لحين يتم وضع دستور جديد يقضي على الطائفية والقبلية والمذهبية والقومية.

الرحمة والمجد والخلود لاخوتكم الشهداء الابرار الذين ترتاح أرواح بتكليل ثورتكم لينصركم دائما .


100
انجيلا يوحنا بيداويد تنال شهادة الماجستير في علم الرياضيات والفيزياء بدرجة الامتياز

نالت ابنتا انجيلا بيداويد يوم السبت الماضي المصادف 14 تشرين الثاني 2019 شهادة الماجستر في تدريس علم الرياضيات والفيزياء بدرجة الامتياز من جامعة ملبورن.
باسمي وباسم عائلتي نشكر كل من شجع وساند انجيلا لاتمام مسيرتها الدراسية ونيلها هذه الدرجة الاكاديمية، وبدورنا نتمنى التوفيق لاولاد وبنات جميع الاخوة والاخوات في مسيرتهم الدراسية والاجتماعية والوظيفية.

يوحنا بيداويد

101
ظاهرة ليون برخو ومدى موضوعيتها!!

بقلم يوحنا بيداويد
14 تشرين الثاني 2019

لا اعرف ما الذي يبحث عنه الأخ الدكتور برخو في مقالاته الأخيرة، فهي تشبه عمل ضجة مفتعلة حول اسمه، لا اعرف هل غرضها زيادة عدد قرائه كي تزيد ثمن كلماته كما كان هرون الرشيد وأولاده يدفعون للفيلسوف والمترجم حنين بن اسحق وابنه اسحق بن حنين او لعائلة بختيشوع او للفلاسفة المسيحيين الاخرين.
على اية حال سوف أحاول طرح فكرتي عن الموضوع وأتمنى ان أكون عادلا وموضوعيا، وفي نفس الوقت أجد نفسي ملزم لدراسة او لنقد او لاعطاء رائي في هذه الموضوع، كما أتمنى الا يتهمني البعض بالغيرة منه لا سيما الدكتور ليون نفسه.
 
 كتب الأخ الكاتب متي اسو مقال تحت عنوان:" رد على رد الاخ ابو افرام، وظاهرة السيد " ليون برخو "رابط (1)
ثم كتب الدكتور ليون برخو مقالا تحت عنوان:"
حملة التشهير على "ظاهرة ليون برخو" ترتد عليك وتزيد "الظاهرة" تألقا وتأثيرا واستقطابا؛ ومن أقامك يا متي اسو حكما او ديانا على مسيحية الأخرين؟ رابط (2)

ثم كتب الأخ الكاتب عبد الاحد سليمان مقال تحت عنوان " نعم الدكتور ليون برخو ظاهرة ولكن ما نوعها؟" رابط (3)

الاخوة المشاركين في هذا النقاش جميعا
الاخوة رواد الموقع
لاننا نكتب للأخرين، اذن لدينا مسؤولية أخلاقية في نقل المعرفة الموضوعية والصحيحة الى الاخرين من خلال مقالاتنا او ردودنا او ابحاثنا او ارائنا، لا بد ان نقولها، ومن جانب آخر قد تفيدنا جميعا او تفيد غيرننا. هذه هي اهم افكاري حول "ظاهرة ليون برخو":
أولا
ان ما يسمى بظاهرة (ليون برخو) بصراحة شخصيا لا ارى لها وجود او أثر سوى عند مجموعة من قراء او كتاب يرحبون بانتقادات وجهها أحد ابناء الكنيسة لكنيسته او لرئيسها الذي يبدو كان زميلا له في مقتبل العمر.
ثانيا
هذا الموقف من د. ليون برخو ومقالاته التي يتناول شؤون لاهوتية او فقه الدين الإسلامي وشهرته جعل بعض من رواد الموقع ان يراقبون كل ما يتعلق بآراء سيد برخو بالأخص التي تنتقد غبطة البطريرك ساكو أكثر من غيره طبعا بسبب أسلوبه!!.
ثالثا
ان محتوى  معظم مقالاته الموجه لابناء شعبنا هو توجيه نقد لاذع لغبطة البطريرك ساكو في كل عمل قام به او يقوم به، في نفس الوقت يجب ان ننوه هناك عشرات الفعاليات والمواقف والتصريحات والمبادرات الايجابية أطلقها غبطته لكن الأخ الدكتور  ليون يغض النظر عنها، ولا يكتب عنها، وان كتب شيء عنها فيكتب بصورة سلبية ان لم نقل يقوم بتشويه متعمد لغرضها او هدفها.
رابعا
هذا الموقف ليس منطقيا من دكتور يدعي البعض أصبح ظاهرة، كيف لا يجد د. ليون قضية او نشاط او موقف واحد ايجابي على الاقل  لغبطته خلال أكثر من 43 من خدمته ككاهن وكمطران وثم بطريكيا، هذا يدل على وجود نوايا مبيته او حقد غير مبرر او لنقل موقف غير عادل.
خامسا
اذن ظاهرة "ليون برخو" تمثل الأصوات النشاز الذين يراقبون غبطته، وبعض الاخر منهم يكرهونه ان لم نقل يحقدون على مسيرة الكنيسة الكلدانية في زمن غبطته ومن ثم ضده شخصيا ومن ثم ضد أعضائها.
سادسا
لو حاولنا تفسير السبب، سنرى انها نتيجة محاولة غبطته لإزالة الغبار عن قضايا مهمة كان يجب ان تواجهها الكنيسة سابقا " مع العلم احيانا انا لا اتفق مع كل الخطوات التي قامت به الكنيسة الكلدانية، ولكن لأنني لست مسؤولا عن هذه القرارات، لهذا انا فقط اعطي ارائي لاي شخص مسؤول بصورة مباشرة، اوأرسلها لهم مباشرة بدون تشويه او تأثير على ايمان المؤمنين البسطاء، أي لا امارس سفسطة غير مجدية هنا "
سابعا
من خلال مراقبتنا  وقرائتنا لآراء الكتاب والنقاشات واللقاءات نستنتج هناك موجة من الاصوات التي تهددف الى ايقاف عجلة تقدم الكنيسة الكلدانية ومواجه التحديات العصرية الكنيسة لا سيما في القضايا العقائدية والايمانية والاجتماعية والسياسية والديموغرافية.
ثامنا
من اهم أسباب هذه الموقف غير الودي مع الكنيسة، عند البعض هو مبادرة الكنيسة وغبطته بتأسيس الرابطة الكلدانية العالمية كمؤسسة مدنية تمثل الكلدان في المحافل الدولية والوطنية وتدافع عن حقوقهم وهويتهم وتحافظ على ارثهم التاريخي، كذلك إعطاء غبطته الأولوية للتعليم المسيحي وجوهر الاسرارعلى التراث والتقليد واللغة والالحان وغيرها من الروابط التي تربطنا مع طقس الكنيسة الشرقية القديم التي ننتمي اليها.

اود هنا ان اذكر موقفين مهمين لاثنين من عمالقة الفلاسفة القرون الأخيرة اللذين قاما بهما كمحاولة منهم لاعطاء أولوية للعلاقات الاجتماعية اكثر من الالتزام بالحقيقة المجردة!!.

اولهما هو الفيلسوف الألماني الكبير عمانوئيل كانط، الذي كانت تعده الكنيسة الى قبل فترة قريبة من اكبر الملحدين بسبب فلسفته العقلانية التي شرحها في كتبه العديدة ولكن اهمها (نقد العقل الخالص ونقد العقل العملي). حيث جعل من وجود العالم خارج العقل امرا مشكوك فيه، بل ما نعرفه عن الوجود محدد بنوافد صغيرة(الحواس) تدخل ذبذبات او معطيات حسية أخرى للعقل، التي تقوم بدورها بغربلة وترميز وترتيب وتصنيف ومقارنة هذه المعطيات الحسية لتصبح معلومة معروفة في عقل الانسان.

ولكن في نهاية عمره اكتشف كانط ان فلسفته قد تدمر العلاقات الانسانية وقد تؤثر على  مسيرة المجتمع الإنساني بسبب نظريته المجردة في المعرفة، فتهدم كل ما بناه العقل الجمعي (الحضارات والشعوب معا)، فرجع كانط وكتب كتابا آخر مهم في الاخلاق " نقد الاخلاق المحض" وفيه شدد على اهمية الاخلاق في العلاقات الإنسانية والمجتمع وضرورة الايمان والالتزام بها وعدم استبدالها الا بالأفضل منها.

الموقف الثاني كان للفيلسوف البريطاني في القرن العشرين برتراند روسيل، حيث كانت احدى اهم مقولاته في المنطق هي:"ان وجود أي خطأ في اي جزء من الجملة الرئيسية (كجملة توصيلية او ظرفية او وصفية)، تجعل العبارة او الجملة كلها، جملة خاطئة، وسميت هذه نظرية ايضا باسمه (Theory of Definite Descriptions).

ذكرت الموقفين كي أقول ان العلماء والفلاسفة والدكاترة هم حريصون على المجتمع والإنسانية اكثر من توجيه النقد للاخرين او جعلهم هدفا لقلمهم، أتمنى ان نتعلم جميعنا من مواقف ابطال التاريخ مثل كانط وروسيل ونيلسن مانديلا وغاندي وكونفوشيوس ومارتن لوثر كينك، وغيرهم.

كنت اتمنى ان لا يقع الاخ ليون برخو في هذا الخطأ القاتل الذي هو تسليط الضوء على نفسه وعلى مقالاته واعماله وتركها لغيره او للأجيال القادمة ان تقيمها، لان مدح الذات برائي هي اهانتها أكثر من اكرامها.

كما أتمنى ان يدرك الأخ برخو ان الجهات الإسلامية التي طالبته بالكتابة بأسلوب النقد والمقارنة بين ما يوجد في فقه الإسلام ولاهوت الكنيسة، انها تريد تطرح آرائها باستخدام شخص مسيحي علماني الهوية ولكن قد يوقع في خطأ انه لا يقول الحقيقة بدون ان يدرك هدفهم. من حقه الكتابة ما يريد ان يكتبه لكن من المفروض كراهب ان يكتب الحقيقة، ومن حقنا نحن أيضا ان ننقد ارائه وافكاره وطريقة استخدامه.

أخيرا أقول ليس المهم ادراك او نقل او شرح او وصول الى المعرفة (المعلومة)، وانما إعطاء غرض
 او هدف إيجابي لها، وكذلك التأكيد على وجوب استخدامها لصالح الحياة، وبالاخص الانسان بصورة مطلقة والامثلة كثيرة (السكين والنار والبارود، والوسائل التكنولوجيا....الخ) .

  في الختام، اطلب من الأخ الدكتور ليون الابتعاد عن تضخيم الأمور او إعطاء تأويلات قد تأثر او تشوه سمعته وسمعة الاخرين الامر الذي يناقض مباديء التعليم والمثقف ولقب الدكتوراه. وأتمنى ان يكون اكثر موضوعيا في نقاشه او مقارنته بين فقه الإسلام ولاهوت الكنيسة.
ساترك طريقة تداول الدكتور ليون برخو فقه الاسلام ولاهوت الكنيسة لمقال اخر


..........
1-   http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,959281.0.html
2-   http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,959302.0.html
3-   http://www.ankawa.com/forum/index.php/board,9.0.html


102

رسالة من وراء البحار الى الثوار في ساحة التحرير:" حذارى من خيانة دماء الشهداء والانقسام"

ملاحظة
نشرت على صفحتي هذه المقال على شكل أفكار وملاحظات مهمة لأخوتنا العراقيين من الثوار وفي المهجر
بغرض إيجاد طريق للبناء هذا الوطن مرة أخرى، لاهمية ولكثرة التعليقات الايجابية انشره، أتمنى ان ينال رضى الجميع.
........
الى اخوتنا العراقيين الشرفاء في الوطن والمهجر
الى اخوتنا الثوار في ساحات الاستشهاد
لكل الغرباء والأصدقاء الذين وقفوا ولا زالوا يقفون في العلنية او الخفاء مع ابناء الثورة
ان نهاية النزال يقترب والحية بدأت تحس بالخطر على وجودها
نضع أمامكم بعض من افكارنا وملاحظاتنا قد تفيدكم وهي:


اولا
الثورة نجحت ولا شك في نهايتها انتصار العراق على اعدائه ممن كانوا وان شاء الله سيشرق الشمس-المعرفة والديمقراطية من ارض الرافدين على العالم الشرقي مرة أخرى.


ثانيا
لا لن ننسى ان دماء الشهداء هي التي غسلت عار العراقيين منذ ٢٥٠٠ سنة.


ثالثا-
أرجو تشكيل قيادة لكم على شرط ان تكون هده القيادة من جماعية معروفين ومنهم من يكون في الداخل البعض الاخر في الخارج كي يتم حماية مبادئ الثورة في حالة حصول اختراق او اغتيالات
وتكون كل محافظة ممثلية لها في هذه القيادة على شرط تكون امينة لكم، أعنى القيادة المخفية للثورة ويكون أعضائها بحسب النسبة السكانية المقدرة من المحافظات.


رابعا
هناك محاولات لاختراق الثورة وهذا خطر كبير
مثل شراء الامم او الوعود وغيرها نرجو الانتباه
كما نطلب من الثوار ان لا يخونوا دماء الشهداء من اجل حفنة من المال وينتقلون الى الطرف الاخر الظالم والقاتل والسارق التي قادت باللصوص الحالين شراء الذم.


خامسا
تشكيل حزب جديد (حزب واحد) منكم (الثوار وعوائلهم) شعاراته تكون
ا- لا للطائفية باي شكل من اشكالها.
ب- لا للمذهبية ولا للتعصب الديني باي شكل من اشكاله.
ح-  يكونوا كل المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات امام الدولة.
د تساوي الحقوق بين الرجل والمرأة في قوانين الدولة.
ه- شطب ألديانة والمذهب والقومية من الجنسية العراقية والجواز العراقي او أي وثيقة عراقية معترف فيها.
سادسا
إلغاء اجازة كل الأحزاب التي شاركت في حكم العراق منذ سنة ١٩٦٨وتقديم المجرمين من السياسيين التابعين لهم الذين سببوا القتل او سرقوا أموال باي طريقة كانت، ومكافأة كل من كان منهم مخلصا وقبوله في وتعينه في وظائف الدولة والانتماء لحزبكم (حزب الثوار).


سابعا
طلب من اليابان وألمانيا وفرنسا وأمريكا مساعدة الحكومة الانتقالية باسم الأمم المتحدة لا غير هذه الدول.


سابعا
يقدم رئيس الجمهورية الحالي والبرلمان الحالي كلهم استقالتهم فورا وتشكيل حكومة انتقالية تحت إشراف هذه الدول، لحين عمل دستور جديدة تكون مبادئه الأساسية النقاط أعلاه، لحين اجراء انتخابات خلال 6 اشهر تحت إشراف دولي( الدول المذكورة أعلاه) ومن ثم يصوت البرلمان الجديد على الدستور او يتم اجراء تصويت شعبي عليه خلال 6 اشهر أخرى.
ثامنا-
الغاء كل العقود المبرمة من الحكومات السابقة والتدقيق فيها وتشكيل لجان مستقلة تقوم بإعادة التدقيق فيها وتثبيتها
.
اخوان للتاريخ نقول كما قالها الملايين قبلي
ان لم يتم فصل الدين عن سلطة الدولة
لا محال يرجع العراق الى نقطة الصفر حتى لو بعد 150 سنة أخرى.


يوحنا بيداويد
7 ت2 2019


103
اطفال العراق يحلمون كيف سياتي بابا نوئيل هذا العيد الى ساحة التحرير
قصيدة مع موسيقى مع ترتيلة مع صور من انتاج الاخ المهندس رعد رزق الله وترتيل الشماس سعد توما
نتمنى تنال رضاكم

https://youtu.be/3kMzvypLyK0

104


أيها الثوار نستحي منكم....... أيها السياسيين هل انتخبتم لاجل هذا!!!
بقلم يوحنا بيبداويد
8 تشرين الثاني 2019

أيها السياسيين لعنة الله عليكم
هل انتخبناكم لتقتلوا شبابنا وأولادنا المتظاهرين أمام تمثال الحرية في ساحة التحرير وغيرها من الساحات والمواقع وهم يطالبون بحقوقهم؟

هل انتخبناكم لتسرقوا قوة الأيتام وتقاعد الأرامل والشيوخ والشهداء؟

هل انتخبناكم لتعطوا خيرات العراق لأعداء العراقيين التاريخيين الفرس المجوس الذين غزوا العراق أربعين مرة منذ بدا التاريخ؟

هل انتخباكم لتحرموا اولادنا من التعليم والتربية بل تزيدون الجهل والمرض والتخلف والطائفية المذهبية البعيدة من القيم الإنسانية الحديثة؟

هل انتخبناكم او استبدلناكم بالدكتاتور كي تمارسون اعمالكم الشريرة والوحشية وتشجعون على تطويل اللحى وارتداد الأثواب السوداء؟

هل انتخبناكم كي تحرمون العراق من سمع الموسيقى وممارسة الفنون والغناء حتى نشيد الوطني العراقي "موطني موطني" لوطن جريح منذ عقود بسبب عقدتكم والخرف الذي استوردتموه من اساتذتكم؟

هل انتخبناكم كي ترموا شبابنا بالقنابل المحرمة والغازات السامة الخانقة وهم يتظاهرون وليس في يدهم غير علم العراق وحده؟ كان الاجدر بكم ان تستحوا من العلم ومكانته الذي يرمز كل الوطن بكل معانيه وشعبه وارضه وسمائه.

هل انتخبناكم لتوزعوا ثروات العراق على اولادكم وأحفادكم وطوائفكم وتجعلون أطفال العراق ايتام يبيعون السكائر في طرفات الشوارع وغيرها؟
 
نحن نعلم ان الدستور الذي وضعتموه، تم لغمه من أساسه بقرارات مبهمة متناقضة غير واضحة بل غير إنسانية، حيث خولتم انفسكم الصلاحيات ان تسرقوا وتشرعوا لأنفسكم قوانين بحيث تكون مكانتكم مكانة النبلاء في اوروبا في القرون الوسطى، وتمنحوا سرا لأعدائنا النفط بدون مقياس او حدود؟

فظهرت وطنتيكم المنحرفة حينما اخترتم مصلحة الجيران او الأصدقاء على وطنكم وعلى تربته.

ايها السياسييون ، لعنة الله عليكم وعلى اعمالكم، نحن نعلم وضعتم بعض البنود في هذا الدستور بحيث أصبح دستور طائفي وقومي ومتعصب والبستموه الثوب الديني الأمر الذي سبب دمار العراق باسم الله والدين والعبادة! ونحن نعلم مهمة او رسالة اي دين هي اصلاح المجتمع وتحقيق العدالة لابنائه وليس خلق الفتنة والقتل وسرق اموالو حقوق الاخرين،
 ..........................................................

أيها الثوار نستحي من انفسنا التحدث لكم

 الى اخوتي وابناء وطني الواقفون في ساحات التظاهر وبالأخص في ساحة التحرير والمطعم التركي تحياتنا لكم
 حقيقة نحن نخجل ان نكتب لكم، تخاف من التقصير في حقكم، تخاف ان نكتب كلمة او تعبير لا يفي او يعطي حقكم وحق حبكم لوطنكم وشجاعتكم، شعاراتكم التي طبقتموها بالقول والفعل. نستحي ان نكتب وأنتم تحمون وتدافعون عن الوطن والبعض منكم استشهد وهو يرفع العلم العراقي، بل أصر ان تبقى يده مرفوع حتى اخر رمقه؟

لقد قمنا بإيصال أصواتكم الى العالم
كونوا اكيدين ان ثورتكم ستعد أعظم ثورة في العصر الحديث من بعد الثورة الفرنسية، لا محال ستنتصرون مهما طال الزمن والصعوبات والتضحيات.
 
أيها الشهداء غسلتم عار العراقيين بموقفكم
 ازلتم العقدة التي اصابت العراقيين منذ سقوط بغداد على يد المغول سنة ١٢٥٨ م
وبابل على أعداء اليوم بعد خيانة البعض مرة اخرى سنة ٥٣٨ ق م.

الرحمة والراحة الابدية لأرواحكم  ايها شهدائنا أنتم كلكم قديسون
قديسون لأنكم جابهتم الشر بدون استخدام العنف او الشر نفسه، سلاحكم كان علم العراق وحده، شهادتكم من اجل حماية اولادكم وعرضكم ووطنكم وشرفكم وحقوقكم هي وسام ليس بمقدور الجبناء الحصول عليه، لاسيما الذين أطلقوا رصاص على قلوبكم.

لقد دخلتم كلكم سجل الخلود، ذلك السجل الذي يحوي على اسماء عظماء حضارة وادي الرافدين من كلكامش وحمورابي ومردوخ وعشتار الى اخر شهيد بينكم الدكتور عباس مسؤول مفرزة الطبية على جسر الاحرار وغيره

أيها الثوار لا تخافوا ان الله معكم، وان الشر سيسقط حينما تتوحد قلوبكم ونياتكم، حينما تتشابك الأيادي التي تعمل من اجل الخير، لان مصدر الخير والمحبة والوحدة والحق هو الله نفسه، اما المرتزقة والعملاء والسراق والفاسدين واللصوص من المسؤولين في الحكومة من أصغر موظف فاسد الى رئيس الجمهورية غير العادل، سيزولون هؤلاء من وجه التاريخ آجلا ام عاجلا

في الختام أقول بارك الله فيكم أيها العراقيون الثائرون لان رفضتم الذل والخنوع
لاتخافوا إرادتكم هي التي ستجبر اعدائكم قبل اصدقائكم لخضوع لكم مثلما خضعت لإرادة اليابانيين والألمان.


105
."علاقة الانسان بالكون حسب منظور الفلاسفة"
كان هذا عنوان مقالي الأخير في مجلة الفكر المسيحي العدد الأخير
أتمنى ان ينال رضاء قرائنا الأعزاء
يوحنا بيداويد

106
اعلان عن محاضرة تحت عنوان" اللاهوت والفلسفة يلتقيان في فكر الملفان توما الاكويني" في مدينة ملبورن

دعوة لجميع اعضاء اخويات المسيحية  وكل  الاصدقاء والمثقفين والمهتمين لمعرفة العلاقة  بين الفكر واللاهوت في مدينة ملبورن لحضور المحاضرة التي تنظمها اخوية مريم العذراء حافظة الزروع في مدينة ملبورن  تحت عنوان " اللاهوت والفلسفة  يلتقيان في فكر توما الاكويني"
 وذلك يوم السبت القادم المصادف 31 اب 2019 في الساعة السابعة مساء



107
كتب د. صباح قيا مقال تحت عنوان "
هامش على البيان الختامي وتوصيات السينودس الكلداني
"
على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,946034.0.html
نود هنا ان نرد على مقال الأخ د. صباح  قيا مع وضع بعض التوضيحات في المقدمة
أولا-
  كل شخص هو محدود الإمكانيات، لا يوجد شخص كامل في التاريخ لم يتعرض لانتقاد الاخرين سواء كان سقراط الذي كام مثاليا في قبول الموت من اجل ان لا يناقض مبادئه وتعليمه لطلابه او جيفارا الذي استشهد من اجل مبادئه او مارتن لوثر كينك الذي كان يعرف سيقتل بعد ايام من خطبته المشهورة ( انا احلم ...) الى اخر قديس او بطل او عالم او فيلسوف او سياسي او معلم ....الخ في يومنا هذا.
ثانيا
ان بث الاشاعات وراء الناس من دون وضع البرهان هي فتنة، والفتنة اشد من القتل ( حسب قول العرب). مثل هذه الاتهامات الموجهة لشخص الدكتور جورج منصور بدون جرأة وضع الدليل خوفا من المحلقات القانونية هو تهرب من الحقيقة، فان وجدت أي تهمة اتمنى وضعها.
ثالثا
الرابطة حينما تأسست على يد البطريرك مار لويس ساكو وحينما شكلت الهيئة الإدارية الأولى بعد المؤتمر التاسيسي وبعد المؤتمر الأول لها، لم تدعي بانها سنتقذ الكلدان او المسيحيين العراقيين من محنتهم مثلما انقذ موسى العبرانيين من الفرعون، او انها ستحقق كل التوصيات التي أتت في البيان الختامي في كلا المؤتمرين وانما تسعى لذلك.
رابعا
الرابطة هي مؤسسة مدنية لها فروع ومكاتب كثيرة في العراق والمهجر ولها منتسبين يقومون بنشاطاتهم المتنوعة بحسب امكانياتهم المادية المحدودة، ونزيدكم علما ان معظم الفروع ونشاطاتهم مصاريفها من أعضاء الفروع وان مساعدة البطريركية اختصرت على إقامة المؤتمر التحضيري والأول.

خامسا
ان الرابطة كانت ولا زالت مفتوحة للتعاون مع أي مؤسسة او حزب كلداني او غير كلداني من اجل المصلحة العامة للشعب المسيحي وبالأخص الكلدان حيث تعتبر مهمة الحفاظ على هويتهم والدفاع عن حقوقهم من مسؤولياتها.
سادسا
الرابطة تدرك جيدا هناك اختلاف في نشاطات الفروع، وهذا امر طبيعي حسب المدينة او الدولة وحسب حماس أعضاء الفروع وبالأخص رئيس الفرع وكذلك طبيعة الحياة الاجتماعية وسعة المدينة وعدد المثقفين والمؤمنين بالهوية الكلدانية.
ندين العبارات التالية التي استخدمت بصورة مباشرة غير مباشرة ضد الرابطة الكلدانية العالمية وبالاخص فرع  /فرع ونزر الذي هو متميز بنشاطاته وبالأخص ضد الدكتور جورج منصور رئيس فرع الرابطة هناك. ثم من مسك ايادي بقية الكلدان من القيام بنشاطات خدمية وثقافية واجتماعية وترفيهية ..الخ للكلدان.

 هنا نضغ العبارات المستهجنة والمفروضة التي اتت في مقال السيد قيا باللون الازرق هي :-

1-   " وتتخللها فترات ترفيهية لا تخلو من التقاط الصور الهوليودية وتناول ما لذّ وطاب من المواد الغذائية,......-" .

وصف غير لائق من دكتور برتية عسكرية عالية وله خبرة كبيرة في الحياة لأعضاء السينودس ومن حضر معهم

2-   "وجعل من البعض من أعضاء الرابطة أسوداً على بقية أفراد الرعية لا لشئ  إلأ لكون الرابطة الكلدانية هي الوليد المدلل للبطريركية, وهنالك البعض من منتسبي الرابطة من ذوى المركب الناقص يتخيل نفسه خليفة غبطته في تلك البقعة".

معلومة غير دقيقة تماما بل فيها تلفيق وكذب وتزوير


3-   " هنالك من همس بإذنهم بأن الترشيح للمطرانية لا يتم إلا عبر الرابطة الكدانية, ومن لا تربطه علاقة مشاركة أو ود مع مسؤوليها سوف لن يرى رتبة  المطرانية ما دامت البطريركية نفسها هي المتواجدة على الساحة, وبالفعل هنالك من القسس من انقلب 180 درجة عن موقفه السابق مع الرابطة ً تحسباً من تنفيذ تلك الهمسة القاسية... لا يا مطارنة السينودس الافاضل ما هكذا تُرعى الإبل".

أتحدى السيد قيا ان يضع برهان لهذه القضية، بخلاف ذلك  ستكون هذه معلومة غير دقيقة تماما بل فيها تلفيق وكذب وتزوير


4-   "من لا يدعم الرابطة الكلدانية من الآباء الكهنة سوف يظل بجلبابه الأسود ولن يرتقي إلى رتبة أعلى إلى أن يسير في الدرب المرسوم من قبل المرجع الروحي الأعلى."

عبارة ملفقة وفيها بذور الفتنة

5-   "الراعي الذي يخشى الذئاب المستقواة بسلطة البطريركية"

تدنيس لكرسي البطريركية
من هو الذي تخاف البطريركية منه ؟؟ ومن هم الذئاب المستقواة.

6-   "هنالك العديد من فروع الرابطة التي أبدعت في أساليبها الملتوية لشق الصف الكلداني، وأخص بالذكر لا الحصر الفرع القابع في المدينة التي أسكنه".

اذكر اسم رئيس الفرع من هو؟ هل تخاف منه؟ 

7-   "ألمصيبة الكبرى عندما يشعر عضو الرابطة أنه محصن ومحمي من الحساب مهما فعل من آثام لأنه من العائلة المدللة ويعتقد أنه وكيل غبطته في المكان والزمان... نعم له كل الحق أن يعتقد ذلك ما دام له حضور في لقاء السينودس. لكن من المسؤول عن هذا الشطط؟؟؟ "

الرابطة غير محصنة بالعكس مثل أي مؤسسة لها مشاكل في العمل، وانا شخصيا غير راضي عن كفاءتنا 100%

8-   "أنها أخفقت في صعود كلداني بحق وحقيق إلى قبة البرلمان العراقي بالرغم من التطبيل والتزمير وإلإسناد الكنسي اللامحدود, فمن صعد بدعم الرابطة المستميت وتشجيع البطريركية فإنه يخدم أجندات أخرى."

التحالف الكلداني استطاع إيصال رسالة للحكومة الوطنية والسيد هوشار قرداغ هو ممثل هذا التحالف الذي الرابطة جزء منه وهو يمثلها في البرلمان وهناك اتصالات واستشارات وتعاون بين الرابطة واستاذ هوشار.

9-   ب"أن مشروع الرابطة لن يكتب له النجاح لأسباب متعددة:
أولهما كونه مرتبط بشخص واحد هو غبطة البطريرك الكلي الطوبى, والتاريخ يشير بكل وضوح إلى إخفاق المشاريع المرتبطة بالأفراد كالماركسية واللينينية والماوية والناصرية والكاستروية وما شاكل"


تلفيق بل اتهام مبطن ضد البطريرك

10-   بالإمكان اختبار مدى إيمان المسؤولين الحاليين بأهداف الرابطة وحقيقة تشبثهم بالهوية الكلدانية بجعل فترة المناصب الإدارية لمدة سنتين فقط قابلة للتجديد مرة واحدة فقط لنفس الفترة.

النظام الداخلي للرابطة لا يختلف عن أي مؤسسة مدنية، متى ما تجاوز أي عضو او رئيس الفرع للرابطة، يمكن عزله بمادة قانونية، واظن اخ جورج قدم استقالته بسبب الظروف الشخصية والتعب لكن أعضاء الفرع ونزر رفضوا الاستقالة.

11-   لأني على ثقة بأنها لو وافقت فسوف تحفر لها نعشها بيديها. أتحدّى والسبع من يقبل التحدّي. يركية.

هنا انا ايضا اتحداك يا د. صباح قيا
اذا فعلا كنت مهتما بمصير الكلدان والكنيسة وتريد نجاح الرابطة الكلدانية او على الأقل حرص على تصحيحها مسارها، فلازم أخلاقيا تتحمل جزء من المسؤولية، لان عملية التنظير وكتابة المقالات الملفقة بل المزورة التي كانت تجري في الخفاء سابقا (في الجيش مثلا) مع الاسف اليوم أصبحت ممكنة لاي شخص، ويستطيع اي فرد القيام بها.

 حلا لهذا االمطلب وتحديا للاخ قيا، انا سوف أقدم استقالتي كمسؤول للهيئة الاعلامية للرابطة وارشح الاخ د. صباح قيا شخصيا لهذا المنصب بعد  ان يتعهد بالالتزام بالنظام الداخلي للرابطة، واذا لم يقبل التحدي الذي دعى له فلم الجعجعة التي يحدثها ضد الرابطة الكلدانية العالمية وبالاخض فرع الرابطة في مدينته.

أخي د. صباح قيا، لا اراك عادلا ابدا في اتهامات للرابطة ولا للدكتور جورج منصور، وإذا انت مهتم بالأمر ادخل في الرابطة وقدم مشاريع ونشاطات أفضل من التي يقدمها الدكتور جورج كي يقبل اهالي ونزر بترشيحك ويصوتوا لك وتزيحه من موقعه.

اما تظن ان مشروع الرابطة فاشل، اظن قلتها وكتبتها أكثر من مرة لا داعي لتكرارها.
انا متاكد ان التاريخ سيحكم بصحة هذه الخطوة حتى لو مرت الف سنة، لان حماية مصير( التراث والثقافة وكل مظاهر الوجود ) لاي مجموعة بشرية من قبل ابنائه هي قضية جوهرية بل هي ناموس طبيعي في هذا العالم. لان لا يوجود كائن حي واحد في هذا العالم لا يدافع عن ذاته ضد مؤثرات الخارجية، لماذا على الكلدان ان لا يدافعوا عن انفسهم. ومن يزدري عالمنا لا اظنه دقيق على الاقل في قراره لاه يناقض قوانين الموجودة في الطبيعة نفسها.

أتمنى ان تفكر قبل ان تعلق او ترد بروح مسؤولية وبتواضع وبموضوعية على مقالي هذا
شكرا
يوحنا بيداويد
ملاحظة الرد لا يمثل موقف الرابطة الكلدانية العالمية

108

 رد على مقال ليون برخو: " ان الأمم التي تأكل من فتات غيرها تموت قبلها !!"


بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
14 أيلول 2019


كتب الدكتور ليون برخو مقالا جديدا تحت عنوان: "
من روائع التراث المريمي لكنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية – أنشودة بصلوثا دموارختا: تحليل نقدي"
على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=post;topic=946125.0;last_msg=7667290

وجدت من الأفضل وضع تعليقي بصورة منفصلة وعلى شكل رسالة مفتوحة له لأهمية هذا العمل الذي قام به وكذلك رغبة مني لإيصال فكرتي الى اكبر عدد من القراء

الصديق العزيز د ليون المحترم
تحية
شكرا للجهود البارعة التي قدمتها في شرح وترجمة وترنيم ونقد وتحليل وتوضيح لهذه القصيدة المجيدة (بصلوتا دموارختا) من حيث نغمتها ومفرداتها لذيذة السمع، حتى وان كنا نجهل الكثير من معانيها بسبب تطور الذي حصل على المفردات وتغير طريقة لفظها.

اخي احسبها أحد الانجازات الكبيرة التي قمت بها؟ تتذكر انني طالبتك بالتركيز مقالاتك وابحاثك على مثل هذه المسائل والتراث والادب واللغة كي تشجع الشبيبة للتمسك بلغة اجدادهم واحترام   وفهم اهمية دورها في الحياة، ومن ثم حصول القناعة لدى ابنائنا بان اجدادهم كانوا عباقرة من الدرجة الممتازة في الشعر والموسيقى وانهم قد طاوعوا الشعر وكل ما يملكونه حياتهم في خدمة الكنيسة ولمجد الرب الامر.

انا متأكد من ان هذا العمل سيكون له أثر على الكثير من الكتاب والقراء الذين لا يثمنون دور اللغة في الحياة، او بالأحرى يجهلون أهميتها، لكن سوف يتحسس عقلهم الباطني على نعمة هذه الترتيلة وموسيقاها على اهمية اللغة في عالمنا المعاصر الذي يحاول يذيب كل شيء في بودقة الدولار.

 بالمناسبة معظم الدول والمجتمعات والامم والشعوب والتكتلات البشرية تحاول مقاومة الخضوع لتيار العولمة بسبب حبهم لهويتهم ولغتهم وحضارتهم وايضا يحاول تطويعها(العولمة) كي تساعدهم على البقاء اي على استقرار مجتمعهم على حالته،  لان كلنا يتذكر حينما انتقل ابائنا من القرى الجبلية الى بغداد والموصل في الترحيل القسري الذي مارسه جيراننا علينا (منذ سقوط الامبراطورية الكلدانية والاشورية عام 538 و612 ق م على التعاقب على غرار مقولة الفيلسوف الالماني "العود الابدي")، كيف كانوا يكرهون الحياة هناك بسبب صعوبة اللغوية حيث اصبحوا على هامش الحياة، بل فقدوا احترامهم وسلطتهم او موقعهم في العائلة وتركت بصماتها هذه الظاهرة على الايمان والقيم والاخلاق وبالتالي تغيرت الكثير من القيم ربما نحو الاحسن لكن بضريبة عالية هي فقدان الارث ( تحتوي هذه الكلمة على كل ما يتوارثه الاجيال عبر ذاكرته الشفهية والمدونة).

وهذا ما يحصل لجيلنا الذي هاجر للدول الانكليزية وغير الإنكليزية حيث يجدون صعوبة تعلم التأقلم بسبب اللغة (ورفض تغير الإرث).

مرة أخرى اشكر جهودك، لانني أجد في هذا العمل نادر من حيث أهميته على مشكلة التمسك باللغة الام التي اصفها هذه المرة بالأصرة او المشيمة التي تغذي الطفل في رحم امه قبل ان يولد في هذا العالم المتهور!!!!!

109
رد على مقال الدكتور ليون برخو الأخير " بعد ست عجاف"
كتب الدكتور ليون برخو مقالا جديدا تحت عنوان: 
"بعد ست عجاف: الأساقفة الكلدان مدعوون الى تشكيل لجان لإدارة البطريركية والمؤسسة الكنسية، عسى ولعل ينقذون ما يمكن إنقاذه"
على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,944922.0.html

اضع تعليقي هنا على شكل مقال ايمانا مني على ان الفائدة ستكون اكثر.

الصديق العزيز الدكتور ليون برخو المحترم
الاخوة القراء والكتاب
تحية
حقيقة ان المشكلة او المشاكل التي تمر فيها الكنيسة الكاثوليكية، او الكنائس الشرقية وبالأخص الكلدانية تحتاج الى وقفة وتأمل عميق.
 لان نوعية هذه المشاكل التي تواجهها الكنيسة بصورة مباشرة او غير مباشرة اليوم  مختلفة المصادر حسب رائي هي كالتالي: -
 اولا- مشاكل بسبب اختلاف البيئة
  هناك مشكلة بسبب تغير البيئة (من قرية نائية الى مدينة، ثم الى دول غربية ذات قانون علماني)، مشكلة اختلاف الثقافة، مشكلة الامكانية العقلية للتفكير في القضايا والوصول الى جوهرها وتشخيص حلها، او المعرفة المكتسبة، مشكلة السرعة الفائقة في الحصول على المعلومات ونقل الاخبار مثل ضوء البرق التي تقوم بعملية غسل دماغ الناس ومن ثم الايمان بكل ما ينشر في الاعلام بدون تفحص او وضع اي شك حول صحة الخبر.

ثانيا - مشاكل بسبب العلومة
 ان مشكلة العولمة التي تحاول قبر العادات والتقاليد والقيم وغيرها حيث تترك أثرها على الكنيسة، بصورة غير مباشرة.

ثالثا- مشاكل بسبب اختلاف الثقافة عند الاكليروس
 مشاكل من نوع شخصية او ثقافة الاكليريكي نفسه، مثل (اختلاف المدارس الفلسفية او الثقافة اللاهوتية لدى الاكليروس او العمر او البيئة التي تربى فيها، مشاكل الادارية من ضمنها المالية والنفوذ او السلطة، ومشكلة التجديد في الطقس والعقيدة، والتعصب القومي او القروي....الخ. كل هذه المشاكل تترك أثرها على حركة الكنيسة ومصيرها.

رابعا- مشاكل اخلاقية
مشاكل من نوع الاخلاقية، مثل التحرش الجنسي بالأطفال والتشهير الذي تقوم به وسائل الاعلام احيانا بصورة مضخمة، او التعدي في مدارس الكاثوليكية او التعصب او التمييز بسبب قوانين العقيدة.
 انا هنا لا اعطي الحق او احاول تخفيف الجريمة ابدا، بالعكس أطالب بتوجيه اشد العقوبات لمن يقوم بمثل هذه الجرائم.

  لكن فقط اود ان اقول في أي العمليات الاحصائية هناك 10% خارج المتوقع، 5% منها تكون في الخسارة، و5% الاخرى تكون قريبة جدا من الهدف او النتيجة المثالية. هذه النسب تطبق على نتائج الامتحانات الطلاب، او كفاءة المهندسين في الشركة، او على شجاعة الجنود في الحرب، او كفاءة الأطباء في المستشفى، ونتوقع حصولها عند الاكليريكي أيضا من حيث من حمل رسالته بصورة الصحيحة (العفة والزهد والطاعة) او خانها.
اخواني
 انا متفق معاكم بان الكنيسة أي (رجال الاكليروس) لا زالت متمسكة بسلطتها وكأنها جزء من رسالتهم المقدسة، لأسباب كثيرة ذكرت معظمها في الفقرات اعلاه، لكن أدعوكم جميعا الى تحمل جزء من  مسؤوليتكم او مسؤوليتنا ككتاب او باحثين او مؤمنين او اعضاء او ابناء الكنيسة الشرقية او كقراء ، نعم اتفق في كثير مما ذكرتموه خاصة الفقرات التي ذكرها  الدكتور عبد الله والدكتور ليون في متن المقال وReoo وغيرهم.
لكن في نفس الوقت لنكن أكثر ايجابيين وهنا، اطلب من د. عبد الله العودة الى الكتابة، الى المواضيع التي ذكرها في تعليقه، حتى وان لم يأخذ بها السينودس، ستترك اثرها بمرور الزمن، لان الفكرة الصالحة بمرور الزمن مثل النبته الواقعة في البيئة الجيدة تنبت.
 
كما ادعو الدكتور الصديق الدكتور ليون برخو ان يسخر قلمه الى كشف الحقائق والظواهر السلبية ووضع الحلول والمقترحات بعيدا عن الشخصنة او الاتفاق او عدم الاتفاق مع الاسقف او البطريرك، لان اظن ما يهمنا جميعا هو مصير الكنيسة هويتنا الانسانية( الدينية والقومية)، شخصيا ما يهمني هو الكنيسة ومسيرتها الايمانية وهويتي الانسانية التي هي مهمة لي ولأولادي، لان بدونها نصبح بدون هوية، او بدون وجود او وجود مبهم!!.

 احب ان اذكر مرة اخرى انا متفق معك د. ليون في قضية اهمية اللغة ودورها في حماية وجودنا، ومن ثم وجود كنيستنا، لان بدونها لن يكن هناك افراد يحضرون الكنيسة، او يمارسون العبادة من خلال الاسرار.

لنقل كلنا معا نحن الكنيسة، ومن حقنا يكون لنا راي وعلينا واجبات، ولنطالب السادة الاساقفة مع غبطة البطريرك، اي اعضاء السينودس المقدس بأجراء تغيرات على ارض الواقع، على طريقة ادارة الكنيسة، ومن ثم اجراء تجديد  اللازم والملائم على العقيدة الايمانية والاسرار، بطريقة ملموسة وواقعية ومدروسة.
 ولكي نصل الى هذه الاهداف يجب ان نطالبهم بتشكيل مؤسسات ولجان او هيئات مختصة تدرس هذه الظواهر والمشاكل بصورة معمقة، كي يصلون الى نتائح بطرق علمية، ومن ثم الإقرار بها، ضمن التوصيات السينودس.

نعم لم نعد نعيش في قرية صغيرة اليوم ليكون الكاهن هو الطبيب، هو الكاهن، هو المختار، اذن لنمسك جميعا بالأيادي ونسير في موكب واحد  في الكنيسة الجامعة، كي لا نخسر أحدا في الطريق لان كل فرد مهما لنا جميعا!!!.
شكرا
يوحنا بيداويد

110
التسجيل الكامل لمحاضرتنا في اخوية مار كوركيس بتاريخ 1 تموز 2019 تحت عنوان :" انجازات اجدادنا ابناء حضارة واددي الرافدين وتاثيرهه على الحضارة العالمية.
شكرا للاخ جورج خوشابا لتسجيله ونشرها على صفحته.

للاستماع يرجى فتح رابط المحاضرة
https://www.youtube.com/watch?v=D7O33CiIG5M


111
  الاعلان عن موعد محاضرة تاريخية في ضيافة اخوية كنيسة مار كوركيس الكلدانية
 تحت عنوان "     انجازات اجدادنا في حضارة وادي الرافدين واثرها على الحضارة العالمية"
التاريخ: 7 تموز 2019
اليوم: الاحد القادم
الساعة:  السادسة مساء
الدعوة عامة


112
رسالة مفتوحة الى الدكتور نوري بركة حول مشروع بناء اكاديمية كلدانية في ولاية كاليفورنيا

الاخ العزيز الدكتور نوري بركة رئيس الرابطة الكلدانية فرع كاليفورنيا المحترم
الاخوة المعلقين والقراء والمهتمين بالخبر الاعزاء
تحية
لقد أثلج خبر تأسيس أكاديمية كلدانية (او مدرسة كلدانية) قبل بضعة أشهر قلوبنا ومقالك اليوم هو تأكيد على الخبر المفرح الذي انتظرناه طويلا!!!.
عنوان ورابط المقال:
"اكاديمية كدينو "Kidinnu Academy" : اول مدرسة حكومية مستقلة في كاليفورنيا باشراف كلداني"
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,941416.0.html

ان الامم والشعوب تظهر على مسرح التاريخ وتنجح بمدى نجاح أبنائها في إقامة المشاريع الكبيرة او الانجازات الفكرية او العملية (الاختراعات والابتكارات والاكتشافات)،  بكلمة اخرى بمدى عطائهم للأمم الاخرى، وتصبح مكانتهم مقدسة ومحترمة بقدر اهمية هذه الانجازات، لهذا لأجدادنا بناة حضارة وادي الرافدين وبالأخص البابليين مكانة خاصة عند الأمم القديمة او الحية الحاكمة اليوم.

على الرغم كراهية الامم المجاورة (الميديين والفرس والأتراك والعرب والاكراد والمغول) الا ان مكانة الكلدان البابليين محفوظة وموجودة في التاريخ وبالأخص عند الاغريق والفراعنة والرومان الذين كانوا أكثر الشعوب استفادوا منها، فمدحوا وحفظوا تاريخهم وتاريخ حضارة وادي الرافدين بصورة عامة.

ان التاريخ يشهد من خلال شهادة الباحثيين والمؤرخين ان المترجمون والفلاسفة المسيحيين في القرون الاولى كان لهم فضل على الحضارة العربية والعالمية حيث كانوا سببا لنقل بل لحامية ارث الفكري والحضاري المتنقل بين الامم القديمة والحديثة فجهودهم تشكل حلقة مهمة في التاريخ.

اخي د. نوري جهودكم في تأسيس مدرسة كلدانية تقوم بتعليم اللغة الكلدانية وتنقل لهم تاريخ حضارتنا بالراي المتواضع هي نقلة نوعية لحماية الهوية الكلدانية، الشعار الذي رفعته الكنيسة الكلدانية على راسهم غبطة الكاردينال مار لويس ساكو حينما أسست الرابطة الكلدانية، نقلة نوعية في احياء وتجديد وجودنا ووجود هويتنا.
الله يباركم ويبارك كل العامليين في هذا المشروع لا سيما الهئية الادارية المشرفة على تاسيسه.

اتمنى ان يقف كلدان ولاية كاليفونيا وسيادة المطران مار عمانوئيل شليطا وكل اباء الكهنة في كنيستنا وكل كلدان حول العالم في دعم مشروعكم هذا، لأنه اهم من اي مشروع اخر في المهجر.
اكرر ما كتبته مرات عديدة:
"اي شعب يخسر لغته يموت كشعب ويزول من مسرح الحياة قد يبقى له شيئا من التاريخ ان كان مهما".

نعم هناك من لا يفهم ولا يبالي ولا يثمن ولا يعرف قيمة اللغة اليوم لكن بعد قرن او اقل حينما يعود عصر العبودية على الشعوب والامم حينها سيتذكر ابناء واحفاد كل امة حفظ وعلم أجدادهم ابنائهم على حماية اللغة وتقديس تاريخ شعبهم ونقل تقاليدهم الايجابية.
أتمنى من ابائنا الأساقفة والكهنة والشمامسة وكل أبناء شعبنا يدركون أهمية اللغة قبل فوات الأوان!!

المخلص لكم
يوحنا بيداويد

لمن يرغب للاطلاع على دور ابائنا المسيحيين الشرقيين( النساطرة ( من الكلدان والاشوريين) و الغربيين (السريان) الارثوذكس) الذين لقبوا بالسريان عند العرب والرومان قراءة مقالي القديم حول هذا الموضوع على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=333582.0

113
احتراق كنيسة نوتردام ( نوتردام دي باريس) هل كانت علامة موت وقيامة؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن - استراليا
18 نيسان 2019

امتلأ قلوب ملايين لا بل مليارات من البش حزنا،  لا سيما المسيحيين على احتراق احدى اقدم كنائس في قلب باريس عاصمة فرنسا، كنيسة (نوتردام دي باريس) التي يرجع تاريخها حوالي الف سنة، وزاد المنا حينما راينا علامات الفرح على وجوه البعض من الشاذين والحاقدين على المسيحية بحرق هذه الكنيسة القيمة في رمزيتها.

 لكن اليوم فرحت كثيرا، وهنا انقل سبب فرحي الى كل الذين فيهم مشاعر واحترام القيم الانسانية واحترام الاخر بغض النظر عن هويته الدينية وجنسه او شكله. فقد وصلت ملايين البرقيات الى الرئيسي الفرنسي وشعبها وكنيستها، من كافة  انحاء العالم من الحكومات الاوربية والشرقية والامريكيتين، كما وصل مبلغ التي تبرع به من قبل الحكومات والشركات والشخصيات الفنية وغيرهم الى حوالي مليار دولار.

السبب الثاني لفرحتي هو، وجود علامات ان الحضارة الغربية هزت  واستيقظت من سباتها الطويل بهذا الحادث، لتعود الى القييم التي بدأت حضارتهم.
عتبي على الحكومات العربية والاسلامية التي قليل منها أرسل برقيات التعزية الى الحكومة الفرنسية. كنت اتمنى ان تكون حكومة بلدي العراق وحكومة اقليم كردستان اول من أرسل برقيات التعزية لان فرنسا وقفت مع العراق دائما وكان تاريخها مشرف في كل قضاياها أكثر من اي دول اخرى.

ربما تكون احتراق كنيسة دي نوتردام مثل قول السيد المسيح: "الحبة ان لم تمت تبقى وحدها، وان ماتت اخرجت ثمارا كثيرة"
اتمنى ان يفهم الناس في بعض الاحيان مهما كان واثقا من نفسه، هناك علامات ورموز واحداث تحدث حوله تشعره بين حين واخر انه يجهل الكثير. حقيقة انا اشعر ان هذه الحداثة التي كانت كارثة ومصيبة كبيرة تحولت الى فرحة ونعمة بين البشر من غير تمييز.

تشبه حادثة احتراق كنيسة دي نوتردام باريس، علامة موت المسيح التي كانت خيبة كبيرة لتلاميذه وعلامة قيامته حينما وحدت مشاعر مليارات البشر معا في تبرعات وعزائها وصلواتها.

ساعرض بعض الصور النادرة التي سحبت قبل خمس سنوات تقريبا حينما التأم مخيم الاصدقاء الثاني في باريس، كذلك سأنشر الكلمة التي كتبتها في حينها في سجل التشريفات.

كل عام وأنتم بخير.

ملاحظة يظهر في الصور معي بعض الأصدقاء من المخيم هم كل من الياس متى من استراليا وبولص توما من كندا وسلام مرقس من فرنسا.

114
رد على مقال الاب لوسيان جميل تحت عنوان"  الكنيسة الكلدانية كانت ولا زالت الكنيسة الأم في العراق وفي المهجر"

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن - استراليا
21 شباط 2019


كتب الاب المخضرم لوسيان جميل مقال تحت عنوان: " الكنيسة الكلدانية كانت ولا زالت الكنيسة الأم في العراق وفي المهجر"
ونشره في موقع البطريركية على الرابط التالي:
https://saint-adday.com/?p=28574&fbclid=IwAR0gJKscfVoNmd4EAwYFD7eEPfqQ0jQ4vgtrgEquB8j4RIXtCWX2tFyBnUU

في الوقت الذي نحن نشد على يد الاب لوسيان على عنوان مقاله الإيجابي والمفرح، والذي نتمنى ان يبقى هدفا دائما لكل الكلدان وابناء الكنيسة الكلدانية، الا انني سوف أسجل بعض الملاحظات التي اراها مهمة مدام فتح النقاش حول علاقة الكنيسة الكلدانية بالهوية الكلدانية وبدا بنقد ونبذ أي تأييد للهوية الكلدانية او القومية الكلدانية، بل يراها من المصائب الكبيرة التي ستقع فيها الكنيسة، لان القوميين سوف يسيطرون على الكنيسة ويحرفونها، او يستميلونها من تحمل رسالتها الاصلية التي تبشير العالم بالخلاص والعماذ. انا شخصيا أرى العكس تماما، ان تحاول الكنيسة حماية هوية هذا الشعب وتساعدهم على احياء تراثيه وحماية لغته فإنها في النهاية سوف تجني منها ثمارا عظيما، بعكس ذلك سوف يلومون انفسهم  بعد جيلين.

من هذه الملاحظات المهمة التي اود طرحها هنا هي:
أولا
 مع احترام للاب لوسيان، وانا اسف ان أقول له، لا يعرف ما الذي يحرك عقول الاجيال الجديدة وما هي أولوياتها، خاصة لا يعرف مشاكل المهاجريين في الدول الغربية. فقط اقول له يجب ان يدرك اننا نعيش عصر الفلسفة المادية تماما، وكل شيء يقاس في حضارتنا اليوم ( في بيئتنا بمقياس علمي- مادي)، اننا نعيش في عصر لا يوجد خوف من الغيبيات (الله)، عصر لا يوجد اخلاق او خجل(سقطت القيم)، عصر غرقت الانا في انا(الفردانية) ، تاهت الذات في الملذات( الغرائز الحيوانية)  وتاهت بسبب الطوفان المعرفي ( دور السلبي للوسائل التواصل الاجتماعي) ، كأنما فقد الانسان معرفته بالاتجاهات الأربعة، لم يعد يعرف الخير من الشر، ولا يميز بين الوقاحة والعيب، ولا بين القناعة و الجشع.......ولا بين الأسود والابيض.

ثانيا
لا اعرف هل يوافقني الاب لوسيان بان الاكليروس أنفسهم لم يعدوا مستعدين بان يشهدوا للحقيقة كما اوصاها السيد المسيح نفسه وذلك نلمسه من مواقفهم في الحياة اليومية، بل الكثير منهم وقعوا في التجربة وهربوا من المسؤولية او تخاذلوا من حمل الصليب، ان وعض واقوال هؤلاء (الاكليروس) لن يجعل من المؤمنين أكثر التصاقا وتعمقا بأيمانهم.

ثالثا
ان النميمة المنتشرة بين المؤمنين بسبب شحة الاخلاق والعفة والزهد والايمان المطلوبة من الاكليروس، تركت الكثير من المؤمنين يفقدوا ايمانهم، او يلجؤون الى الكنائس الأخرى.

رايعا
عدم قدرة الكنيسة على مواكبة الحضارة والعلوم من خلال إقامة أبحاث ودراسات التي تجلب اليقين للمؤمنين، واقناعهم بان طريقهم صحيحا وان اتكالهم على الله هو امرا مثمرا، جعلت وعظهم ضعيفة، فهم(الاكليروس) يلجؤون الى طريقة العقاب او التخويف و الاقناع بالمصلحة الذاتية لإبقائهم في المسيحية، وهذه طريقة فقيرة بعيدة عن التفسيرات اللاهوتية الحديث. هذه الطرق لا تجعل من المؤمن ان يكونوا مرتبطبين روحيا بتعليم المسيحي، لهذا يحس المسيحي المؤمن أصبح عالمنا متصحرا روحيا وثقافيا.

خامسا
الصراع الموجود والكبرياء وعدم احترام رجال الاكليروس لرسالتهم ولأنفسهم وبعضهم للبعض الاخر او لأبناء رعيتهم خلق نوع من الشك. هذا الوضع يجعل من المؤمن يشك بدعوة الروحية لبعضهم.

 بكل تواضع وانا ممتلأ من الحسرة والحزن والالم أرى عنوان مقال ابونا الفاضل لوسيان لا يمت للواقع باي شيء، لان بكل صراحة كنيستنا لا زالت متأخرة فكريا عن العصر الذي تعيش فيه، ولا تعرف أصلا ما هي مشاكل الانسان العصر الحديث؟ وكيف يمكن خلق اليقين كي يؤمن الانسان التائه في حضارة اليوم التي أصبح فيها رقما فقط، رقما فقط لا غير.

فأفضل شيء تعمله الكنيسة هو ان تجمع العلماء والمختصين بكلا الجانبين الروحي والعلمي وبالأخص علم النفس والفلسفة لا يجاد مخارج لاهوتية جديدة على غرار ما حصل في زمن القديس اوغسطينوس وتوما الاكويني وانسليم .

اما قضية القومية الكلدانية التي يحاول الاب لوسيان تخويف الكنيسة والمؤمنين منها، هي مع احترامي له ، هو لغط اخر ناتج عن الجهل، فالكلدان القوميون الجدد لا يبحثون عن دولة، ولا عن علم، ولا عن حدود، ولا يبحثون عن مواقع سياسة ومناصب، او اسم فارغ. حسب قناعتي انهم يبحثون عن حقوقهم، عن جهة تدافع عن حقوقهم كبشر ويتم اعتراف بهم، وهذا امر طبيعي في هذا العصر، وان معظمهم يؤمن لا يكفي ان يكون مسيحي بدون حقوق في هذا العالم اليوم، وهذا منطق كل الشعوب والأمم المسيحية وغير المسيحية، فلماذا يحرم اكليروس الكلدان على الكلدان حماية هويتهم والتمسك باسمهم، الامر الاخر المهم الذي أرى معظم رجال الاكليروس يجهلونه، ان الكلدان القوميون يؤدون خدمة عظيمة للكنيسة الكلدانية  بصورة غير مباشرة، حينما يحاول حشد الكلدان في مؤسسات وتجمعات قومية، لأنها في النهاية تجعلهم ان لا يذوب بين الأمم في المهجر بل قريبين من الكنيسة الكلدانية!

 للذين يؤمنون لا محال، اننا سوف نذوب بين الأمم الغربية في المهجر، أقول انكم تنكرون قدرة الله وتعاليمه، فقط اذكركم الم يتم طرد اليهود من اورشليم قبل 2000 سنة، لكن بسبب وحدتهم واملهم وايمانهم بقضيتهم وارادتهم حققوا المستحيل، فلم يذوب بين الأمم بل أينما ذهبوا تسلطوا على اقتصاد تلك الأمم.

في الختام أقول لا يوجد انسان ليس له جذوره، سواء كانت عائلة او قرية او محلة او دولة او عرق او قومية، الكلدان هم أصحاب أعظم إنجازات حضارية في تاريخ البشرية حسب كل انساكلوبيدات العالم  ليس من المعقول تطلب الكنيسة الكلدانية منهم ان يزدروا هويتهم بسبب ايمانهم؟!

كذلك اؤكد ان اهمية حماية الهوية او اسم القومي للكلدانيين في الوضع العصر الحديث وبسبب انتشارهم بين الدول هو لصالح الكنيسة، بل من المفروض الكنيسة تدعمهم كي يبقى الكلدان متحدين معا في الكنيسة وبسبب حبهم للغتهم وتاريخهم وثقافتهم وحبهم لعرقهم لان في النهاية يبقون أبناء لها (للكنيسة الكلدانية) كما تعمل بعض الكنائس الشقيقة!
اتمنى ان يقبل صراحتي جميع اساتذتي وأصدقائي من الاكليروس الكلداني ويكون للاب لوسان صدر واسع حينما يقرا هذه الآراء.

115
رحل الزارع
بمناسبة رحيل الكاهن المتواضع عمانوئيل خوشابا في ملبورن

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن 26 كانون الثاني 2019 ( يوم دفنته)
  رحل الأب المتواضع الذي عاش  حياته الأرضية بكل محبة وتفاني وقناعة وببساطة إلى عالم الأبدية، وذلك في يوم الخميس الماضي المصادف 24 كانون الثاني 2019 في مدينة ملبورن عن عمر ناهز 88 سنة.
 F
رحل الرجل الذي ساعد آلاف وعمل مئات الكفالات للاجئين  من ابناء شعبنا الكلداني وغير الكلداني، وعمل بكل ما بوزعه في كرم الرب الى اخر رمقه، اخر قطرة من قوته وارادته وغيرته على المؤمنين، عمل الكثير من اجل كنيسته في مدينة ملبورن. قلما رابت انسانا التقاه ولم يترك تواضعه وبساطته وروحه المرحة اثرا عليه، فكان معروفا بحبه لجماعته ولتاريخ كنيسته وشعبه والالحان والصلوات بالاخص صلاة الوردية، بالاضافة الى حبه للغات السورث- الكلدانية والعربية التي كان ضليعا بها والفرنسي، فترك مكتبة عامرة للأجيال القادمة.

كنت أعدت أسئلة عديدة لإجراء مقابلة شاملة معه، ففي منتصف عام 2016 كان كل شيئا معدا لاجراء هذه المقابلة لكن لسوء تدهورت صحته بصورة مفاجاة ولم يعد يستطيع الكتابة ولا الطباعة، كما ان صوته  بدا بالضمور ولم يعد يكن واضحا، فطلب الانتظار لتحسن صحته ولكن هيهات فكان قانون الطبيعة اقوى من ارادته وارادتنا جمبعا كالعادة فلم تتحسن صحته، فرحل عن عالم الأرضي الى عالم السماوي في  24 كانون الثاني 2019 عن عمر جاوز 88 عاما (حسب شهادة العماذ)، ستبقى اسئلتي تنتظر أجوبتها الى الابد، لن يأتي شخصا اخرا يجيب عليها مهما كان قريبا او صديقا او عزيزا له.

لكن نتيجة علاقتي الشخصية بالأب المرحوم الاب عمانوئيل خوشابا وعملي معه لفترة طويلة(1993-2002) منذ وصولي عام 1992 (في تلك السنة درست طلاب التناول الاول كما تظهر الصورة  المرفقة التي تجمعنا مع الاب زهير ) في التعليم المسيحية (بعد تاسيس مركز اوسع في منتصف تموز 1994، والاخوية  التي كنا أسسناها في بداية 1992 ومجلة نوهرا التي أصدرت اكثر ٥٥ عددا وكذلك عملي كسكرتير لجنة الخورنة لدورتين سأحاول القاء نبذه مختصرة، وربما سيقوم غيري بالإضافة كي تكتمل سيرته الشخصية للاخرين اكثر فاكثر.
 .
تعود ذكرياتي مع الاب عمانوئيل خوشابا الى عام 1971-1974 في محلة العباسية في مدينة زاخو، حيث كنا صغار نحضر دورس التعليم المسيحي والتراتيل والتحضير للأعياد والمشاركة فيها، كما تم تأسيس اخوية في محلة العباسية التي كانت تعد في عيوننا حينها أعظم مؤسسة كبيرة، بسبب الحياة البسيطة والهدوء والكثافة الكبيرة للعوائل المسيحية التي زادت في تلك المحلة، حيث كانت تلك الأخوية الفتية تقوم بسفرات ومهرجانات بسيطة وتقديم تمثيليات وغيرها، كذلك لتعلم لغة الكلدانية فتحوا دورة لأعمارنا.

ولد الاب المرحوم عمانوئيل خوشابا (فؤاد خوشابا) في 15 أيار عام 1931 في قرية شرانش في قضاء زاخو. توفيت والدته السيدة كاترينة خوشابا وهو عمره سنتان، تزوج والده من امرأة أخرى فولدت له ثلاث اخوة وأربع اخوات.

تأثر كثيرا بسيرة عمه الكاهن الاب حنا خوشابا الذي(كاهن قرية فيشخابور لمدة اكثر 30 سنة) كان له دور كبير في تصقيل وتهذيب مواهبه وثقافته وكان أحد العوامل المساعدة الذي دفعه للدخول الدير في بداية الاربعينيات (1942) بعد ان اكمل دراسته الابتدائية، وفي معهد شمعون الصف انكب فؤاد على دراسة مختلفة العلوم واللغات، الى ان اكمل دراسته القانونية في اللاهوت والفلسفة لنيل سر الكهنوت في سنة 1953م. وكان من الأوائل، وكانت العادة ان يتم ارسال الطالب الأول على الدورة الى جامعة بروبكندا في روما لنيل شهادة الدكتوراه، لكن بسبب المحسوبية في حينها تم ارسل طالب اخر الامر الذي اغضبه كثيرا في حينها، كما ان بقى ينتظر الرؤساء والمسؤولين للدير ان يرسلوه في العام التالي  والثالث ولكن هيهات  ثم هيهات !

فتمت رسامته في 29/حزيران 1955 على يد\المثلث الرحمة المطران سليمان الصائغ في الموصل، وحينها تبنى اسم عمانوئيل عوضا فؤاد كما كانت العادة سابقا لدى الاكليروس، خدم في السمنير لحين ان تم استدعائه من قبل المثلث الرحمة المطران توما الرئيس الذي كان قد خلف المثلث الرحمة يوحنا نيسان على ابرشية زاخو (زاخوتا)، عاصر المطران الشهير يوحنا نيسان ثلاث سنوات، فقد كان متأثرا بحكمته وايمانه وشخصيته، وكان يتحدث عنه كثيرا ، خدم في البداية مركز المطرانية مار كوركيس في زاخو (محلة النصارى)، ثم وبدا خدمته لقرى خط باتيل الذي يربط بين دهوك وفيشخابور (قرى أهالي كزنخ لمدة ثلاث سنوات وهي قرية صوريا، بخلوجا، وافزووك) كان الطرق صعبة التنقل لأنها لم تكن معبدة، فكان يستخدم الحيوانات للتنقل من قرية الى اخرى التي كانت تستغرق 45 دقيقة الى ثلاث ساعات.  بسبب الثورة الكردية والصراع مع نظام البعث انتقل الى بغداد في منتصف السبعينات وخدم كنيسة الصليخ فترة  قصيرة ومن ثم سافر الى باريس لإكمال دراسته العليا في سنة 1978 حيث  حيث تم الموافقة على سفره من قبل الحكومة العراقية ولكن على حسابه الخاص ، حيث انه لم يحصل على منحة السفر الى روما من قبل البطريركية الكلدانية انذاك ومن مميزات المنحة الدراسية ان يكون الطالب الاول على اقرانه مع العلم انه كان الاول في الفلسفة واللاهوت. فذهب على نفقته الخاصة وهناك بدا بتعلم  القداديس باللغة الفرنسية ودرس في جامعة تولوز الفرنسية، بقى يخدم في فرنسا لمدة أربع سنوات لحين استدعائه الى مدينة ملبورن في استراليا نهاية عام 1982.

على الرغم من قلة العددالمهاجرين الا الاب عمانوئيل قام بجمع العوائل والشباب حول الكنيسة، فكان يزورهم كثيرا، كما ان استطاع بهمة أبناء الكنيسة وتبرع ارملة أموالها للكنيسة واخذ قرضا من كنيسة الكاثوليك واستعارة بعض المال من المثلث  الرحمة المطران بولص كرتاش مطران استنبول في حينها لشراء ارض كبيرة مساحتها 40 ألف متر مربع في منطقة بولا خلف المطار، لكن لسوء الحظا  كانت هذه الارض  في منطقة تشكل ضوضاء وخطورة فتم اغلاق المركز بأمر من البلدية.
 
دخل اسمه في ذاكرة الأجيال من بابه الواسع بسبب مواقفه وهمته في عمل الكفالات للمهرجين للوجبات الأولى بعد الحرب الخليج-حرب الكويت. وقام مع بعض الاخوة والاخوات (أعضاء الجمعية الكلدانية في فكتوريا) بأعمال جبارة في مساعدة الكثيرين من المهاجرين من الكلدان والاشوريين والسريان والارمن في شتى الطرق من عمل الكفالات وحجز بطاقات السفر الى عملية إيجاد المسكن والعمل وتقديم النصائح لهم بعد وصولهم.

مكتبة ابونا عمانوئيل تشمل مؤلفاته:

·لمحات منثورة تاريخ رعية حافظة الزروع.2006
·مكانة مريم العذراء في الطقس الكلداني.2009
·القربان الاوخارستية محور حياتنا الروحية.2009
·لنصلي معا". 2012
·شرح اناجيل السنة الطقسية الكلدانية 2014
·خرج الزارع ليزرع. 2014
·خرج الزارع ليزرع. 2016
·قاموس اللهجات العامية للغة السورث الشرقية.

نكتفي حاليا في هذا المقدار من المعلومات عن سيرته ، الى مرحلة أخرى ان شاء الله  نلقي الضوء على إنجازاته في مدينة ملبورن.
تعازينا لأبناء والآباء والسادة الأساقفة في الكنيسة الكلدانية لاسيما مار اميل نونا راعي ابرشية استراليا ونيوزلنده للكلدان والاشوريين لأصدقائه من الاباء ابونا البير ابونا وجميل نيسان وكمال بيداويد وغيرهم. الرحمة والراحة الابدية لروحه والصبر السلوان لإخوانه وأخواته وابنا ء الكنيسة الكلدانية في ملبورن.



116
لو كان المسيحيون يفكرون مثل بعض الأخوة من المسلمين!!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
31 كانون الثاني 2018

حسب ما رأينا بان السيد مهدي الصميدعي مفتي الجمهورية العراقية كما يظهر في الرابط المرفق، حرم على المسلمين مشاركة المسيحيين في أعيادهم أو تقديم التهاني لهم كما جاء اخبار الرابط المرفق.

على الرغم من الادانات والاستهجانيات التي أعلنها المسيحيون والمسلمون لم يمض يوما حتى قام السيد علاء الموسوي رئيس الوقف الشيعي هو الاخر بحرم تقديم التهاني مثل الإمام السني لأخوتهم المسيحيين.

من الناحية العقائدية لا ننكر هناك اختلاف في المنظور اللاهوتي او الفكري بين الديانتين رغم ادعائهما بانهما من الاديان السماوية، وهذا شيء طبيعي، لان الاختلاف احدى سمات الرئيسية في الموجودات في هذا العالم، لهذا حتى بين الأديان هناك اختلاف، لأن كل دين يرى الحقيقة بعين صغيرة وضيقة، عاجز من الوصول الى رؤية الله الكاملة في هذا العالم.

كما او د ان أسجل ملاحظة مهمة هنا الا وهي، ليس كل مسلمين  يفكرون أو يعملون مثل كلا المسؤولين الكبيرين بطريقة غير معقولة، وشخصيا لدي أصدقاء مسلمون من الوطن افترقت منهم قرابة ٣٠ سنة، لكن في كل عيد وكل مناسبة يقدمون التهاني لي وأنا بدوري ابارك لهم أعيادهم بكل احترام.


لهذا لابد ان اعبر عن انزعاجي هنا من اصحاب الفتاوي الإرهابية، الذين يحرمون العلاقات الانسانية بين ابناء الوطن الواحد، او بين البشرية، لانهم يعيشون خارج القيم الصحيحة، وان اوكد لهؤلاء الذين يحرمون العلاقات الانسانية السامية بل يزرعون الشك والحقد والكراهية والحق بينهم باسم الله، انهم نفر ضال بكل معنى الكلمة، وانهم مصدر الإرهاب بعينه، لأنهم يغسلون عقول الشباب والمؤمنين المسلمين بأفكار ارهابية غير صحيحة، أي كان مصدرها، وسببوا ولا زالوا يسببون قتل الأبرياء بطرق بربرية بعيدة عن كل القيم الانسانية.


هؤلاء المعممون الذين يظنون ان العالم لا زال يجهل نواياهم وافكارهم، بل احلامهم، يجهلون لو كان المسيحيون الغربيون يفكرون مثلهم لكان هذا العالم قد فني منذ زمن بعيد!.


ان الذين يكفرون على كل مسلم يقوم بتقديم التهنئة للمسيحيين يؤمنون بطريقة واحدة هي استخدام الكراهية والحقد وباستخدام القوة بكل اشكالها، وانهم يظنون سيغزون العالم مرة أخرى بهذه الأفكار المتطرفة، الخرافية البعيدة عن الواقع والموضوعية (لان لو كان ذلك ممكن ومفيدا كان غيرهم عملها قبلهم)
 ان هؤلاء يؤمنون بقاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) التي هي طريقة حيوانية بحسب علم النفس الحديث.

ينسون لو كانت الدول الغربية المسيحية تفكر بنفس الطريقة، التي هم يفكرون بها، لكانت حصلت عشرة حروب عالمية خلال القرن الماضي، وكان العالم عاد الى العصور ما قبل الحجرية، ان  لم يكن قد زال العالم من الوجود، ينسون ان سلاح النووي والكيماوي والكتلوي والبايلوجي الموجود في يد الدول المسيحية الكافرة حسب نظرهم يكفي للقضاء على العالم ٣٠٠ مرة.

 لكن نشكر الله لا يوجد مثل هذا الفكر لدى أي شعب او أي دولة غربية ولا عند أي رئيس مؤسسة كبيرة، لأنها تنبع من عقول مريضة تقوم بزرع الكراهية والحقد ويبعد السلم والأمان بين الكتل البشرية وهذا لم يعد من منهاج الدول المتقدمة والديمقراطية والمدنية.

 كذلك نشكر نعمة الله على ان الكنيسة نظفت نفسها من افكار التعصبية واللاهوت المنغلق الذي لا يقدس حياة الانسان، أي إنسان كان، سواء كان مسلما عربيا او غير مسلم. وتخلت الكنيسة منذ زمن بعيد من محاكم التفتيش وحصر الناس في تعاليمها. حتى مفهوم الخلاص أصبح واسعا لأي شخص مسيحي وغير مسيحي ممكن، ببساطة لان الله الذي خلق العالم له الحق في الحكم والادانة وحده!!.
انهم اليوم يقدسون حياة كل شخص مسيحي وغير مسيحي، وشرعوا قوانين حماية الحيوانات منذ اكثر من نصف قرن،  ومن بعد ذلك حماية البيئة.
كل هذا حصل لان الكنيسة تعلمت من اخطائها فهل يتعلم الاخوة المسلمون من اخطائهم؟
هل يمكن ان يتم مطالبة كلا الرجلين تقديم اعتذارهما عن الخطأ الكبير الذي قاما به، لان موقفهما ببساطة كانت رسالة لنا المسيحيون العراقيون ما فعل داعش بنا كان له تاييد وقبولية من قبل الكثيرين، منهم المسؤولين الكبار ورجال الدين !!!.

أتمنى ان يسمع  كل مسلم صوت ضميره ويعلنه على الملء، هل ممكن نزرع الكره والحقد والتعصب الى هذا الحد بين أبناء الوطن الواحد باسم الله؟
 
هل فعلا يوجد اله حقيقي يهتم بالحياة ويسمح لهؤلاء ان يشجعوا على قتل الأبرياء؟

أي إله هذا الذي يطلب من الناس يقومون بقتل الاخرين باسمه لان الاخرين لا يريدون اتباع أفكارهم؟؟

أتمنى ان تكون عام 2019 عاما مملءً من الخير والبركة لإخوتي المسلمين والمسيحيين واليزيدين اخوة (نادية مراد صاحبت القيم والأفكار النبيلة)  التي أعطت  للرجال الدين وللسياسيين العراقيين درسا قاسيا افتقدناه منذ زمن طويلا.

.....................
https://almadapaper.net/Details/215544/%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AE%D8%B7%D9%89-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%88%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A-%D9%8A%D9%8F%D8%AD%D8%B1%D9%91%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%87%D9%86%D8%A6%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%8A%D9%86?fbclid=IwAR251iXvXkcgep6PjnnVM181aV_EzuF-X44OtJ3rTOSbspOWn919Bh74Yd4



117

 ولادة ألمسيح في مغارة بيت لحم لحظة نادرة في تأريخ ألأنسانية !!!
بقلم يوحنا بيداويد
19 كانون الأول 2012
 
ان ذكرى ولادة السيد المسيح بلا شك كانت لحظة مهمة في تاريخ الإنسانية، بولادته ولدت رسالة جديدة غريبة مختلفة عن سابقاتها، رسالة شعارها الأول الغفران والتواضع والرجاء والايمان بل اعظم من ذلك، ولادة الرسالة المبنية على علاقة المحبة المباشرة بين البشر دون تميز او تحديد. رسالة استبدلت الحقد والبغض والعنف والكراهية والحسد والقتل والزنى والطمع، بالصلاة والصوم والاعمال الحسنة والخدمة المجانية والمساعدة الخفية، والفرح البعيد عن النشوة الجسدية.

في ذكرى هذه المناسبة العظيمة علينا كبشر وكمؤمنين ان نعود  ونعطي بعض الوقت للتأمل والتفكير في حياة المسيح وتعاليمه وعلاقتها بحياتنا. في ولادته المتواضعة في المغارة، ومن ثم في حياته البسيطة، وأخيرا في تعاليمه المملوءة من القيم الإنسانية التي تصل الى اعلى قمة يمكن ان يتصورها الانسان، الى حد ان يتحول جسده لا فقط قربانا من اجل مغفرة خطايا وانما الى أداة تجعلنا نشعر ونحس ونعي بالآخر ، الاخر الذي هو كل انسان، أي انسان. بكل الوجود!!

وعليه, فعلينا ان نرجع الى ذواتنا ونراقب مسيرة الحياة في الأوقات الحرجة و مسيرة الانسان وحضارته التائهة التي اوشكت للوصول الى اعلى قمة لها من الانانية واليأس والنشوة. علينا اجراء تحليل ونقد لما هو فعلا مفيد، وما هو مضر لحياتنا ولعوائلنا وكنيستنا و بلدنا العراق ولمجتمعنا ولقومتينا وللإنسانية جمعاء.

اخواني اخطر شيء يحصل الان لدى الانسان، انه يزدري كل شيء قديم لا لسبب غير تحديد حريته بل يعتبره قيد في يديه.بلا شك الحرية غير الملزمة بالوعي والمسؤولية هي مثل تصرف حيوان في غابة لا يوجد ما يحيده ( حتى غريزيا) من اكل أي نوع من الحشائش الضارة و غير الضارة.

املنا ان يفهم الانسان في هذه الأيام عمق مفهوم رسالة المسيح في المحبة، تلك المحبة الغريبة للكثيرين في هذه الأيام لأنها لا تعترف بالانا الصغيرة لوحدها بل تهتم بأنا الشاملة غير المحددة بالجنس والقوم والبلد او القبيلة او الدين او الشكل او اللون او العمر او الغنى او الفقراء العوق, يهمنا الانسان فقط.

اخواني اخواتي الأعزاء اغلب عجائب المسيح كانت مشروطة بالأيمان، أي بقبول التغيير ، تغيير الذات. في عالمنا المنهمك القوى من جراء الصراعات والتصدعات والعقد نستطيع اليوم أيضا ان نعمل عجائب كثيرة اذا كان لنا الاستعداد لقبول التغيير.
 

وكل عام وانتم بخير
 


118
كيف يتم اصلاح وطن ما مثل العراق ؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبونر/ استراليا
1 كانون الاول 2018

 كيف تصلح امة فسدت بسبب ساستها؟ او وطن فك حدوده للأعداء او أي مجتمع في الظروف الصعبة الحالية بعدما أصبحت علاقة الانسان بأخية الانسان مثل رمال البحر تتناثر في الفضاء، معتمدة على قيمة الدولار الذي يستفاد منه واحد من الاخر، اصبحت هذا الأسئلة الصريحة والمهمة اصبحت تطرح الان في اوساط المفكرين ولقاءاتهم، بعد ان وجدوا هناك مشكلة في الأنظمة السياسية والادارية القائمة لدى جميع الدول وبالأخص دول العالم الثالث، بعد ان انتشرت مبادئ الفلسفة الفردانية وقضت على الفكر الموضوعي بحجة ان هذا الفكر يقود الى قيام أنظمة رجعية توتاليتارية تسلب حرية الفرد لصالح النظام والحاكم ويوقف العقل من التفكير والأبداع والتطور، الامر الذي أُثبِت عدم صحته في الكثير (خاصة بعد حلول الربيع العربي المزيف) من الدول، منها الدول المتقدمة، لأنها معظمها تعاني من صعوبة تطبيق القانون والعدالة وبدا يتفشى فيها الاختلاس والوساطة والفساد والاجرام على مستوى مؤسسات الدولة ورؤسائها!!.

نعود الى سؤالنا أعلاه:" كيف يتم اصلاح امة او شعب او دولة "؟ نضع هنا بعض الأفكار التي نحن متأكدين ان بعض الاخوة القراء الأعزاء يعرفونها، ولكي يطلع عليها بعض المسؤولين الوطنيين المخلصين لوطنهم وشعبهم وهي: -
أولا
لإصلاح اي وطن يجب ان يكون تساوي بين جميع ابناء الشعب او الوطن الواحد في الحقوق والواجبات، ويكون  هذا المبدأ الحجر الأساسي للدستور، بدون أي شك او لأي سبب كان، ومنه يتم اشتقاق ووضع بقية بنود الدستور والقوانين والقواعد.
ثانيا
 يبدا الإصلاح في أي وطن مثل وطننا العراق او أي دول في الشرق الأوسط بالتخلي عن قاعدة النعامة التي تضع رأسها تحت الرمال وتظن لا يراها أحدا عند الخطر، فيبدأ هذا الإصلاح من تغير هذه عقلية بعقلية جيل جديد متسلح بالفكر والحضارة وقيم الإنسانية المشتركة السامية (المشتقة من العدالة والوطن للجميع) وليس هناك أي خصوصية التي قد تقود الى تقسيم المجتمع او الشعب او أي امة الى طوائف ومذاهب التي تتصارع مع بعضها كما يحصل في بلدان الشرق الأوسط، بالتالي هذه الانظمة تراها عاجزة من تقديم الخدمات.
ثالثا-
يجب ان يكون واضحا ومثبتا في الدستور والنظام ذلك البلد، ان الحياة مقدسة بكافة أنواعها (الانسان والحيوانات والنباتات) وان موقع الانسان له قيمة مطلقة كما هي الحقيقة (لأنه منتخب من الطبيعة نفسها كمسؤول لها)، لكن لا يعطيه الحق في تأذية الحيوانات ولا تدمير الطبيعة.

 ان هذا الإصلاح يحتاج الى نظام عمل، الى خطوات يتم اتباعها بصورة ثابتة ومستقرة ويتم تغيرها نحو الأفضل حسب النتائج الإيجابية والعملية التي يعطيها النظام، الذي قد يستغرق اكثر من عقد، وان هذا النظام لا يتم نجاحه الا من خلال تطبيقه على شريحة كبيرة من المجتمع ولها القابلية لقبولها والايمان بها، فلا يوجد غير النظام التربوي والمدارس والتعليمي (وزارة التربية والتعليم)، فيجب ان يحل محل المنهاج التربوي القديم، نظام جديد فيه بذور هذه الافكار وهي كالتالي :-
أ – يأتي دور الام بالدرجة الأولى لانطلاق هذا المشروع ( لهذا هناك أهمية كبيرة للحافظ على كيان استقرار العائلة)، فكما جاء في قول الشاعر المصري حافظ ابراهيم حيث يقول:" الام مدرسة ان أعددتها ........اعدت شعبا طيب الأعراق".
 يجب ان تولد لدى الام الرغبة والقناعة في وضع مع حليبها الذي تعطيه لطفلها القيم والأخلاق العالية لحب المجتمع والوطن والايمان به والتعلق بها كي يربط مصيره معه، وكذلك الاب وبقية اعضاء العائلة.
ب- بعد دخول الطفل الروضة تأتي اهمية المادة (المعلومات التي يتغذى عليها) في المنهاج التي ينقلها المدرس او المعلم للطلاب، يجب ان تكون مختارة بعناية تامة، لأن  هذه المرحلة  مهمة جدا نشببها بمرحلة "الشتلات" تحتاج الى السماد والماء والضوء كثيرا! كي تنمو بصورة صحيحة.
ج- تأتي أهمية  سلوك المدرس الذي يشرح المنهاج  هنا كبيرا، لان عقل الأطفال في هذه المرحلة (الروضة والابتدائية) سريعة الحفظ والمقارنة والتدقيق والخزن، كل صورة سيئة تترك اثرها في ذاكرة الطفل، وبالتالي على سلوكه، يجب ان يكون أفعال المدرس مطابقة لما يسمعه الطالب منه، يجب ان يقنع المدرس كل طالب في الصف ان ما يعلمه هذا المدرس هو ملتزم به تماما، ومؤمن به قبل ان يشرحه للطلاب.
ج-  يجب ان لا يكون هناك في النظام التربوي أي فقرة من هذا التعليم يخالف نظام الدولة او يخلق شكا لديه، بل كل ما موجود يكون مطابقا له بقدر الامكان.
 د- بعدها يأتي دور الاعلام العام بكل وسائله المطبوعة والمسموعة والمرئية والالكترونية،  يجب ان يكون الاعلام حقيقا جريئا، وله حصانة قانونية قوية وملزمة لكل لمؤسسات الدولة، كي يصبح  العين الحارسة على سلامة الوطن من خلال فضح كل من يتخلف من تطبيق القانون مهما كان كلفة تحقيق العادلة المثبتة في الدستور او في النظام،  يجب ان لا يغتفر الاعلام لأي شخص، في المقدمة أي رجل ديني، او سياسي او موظف حكومي او رياضي او فنان وعالم مهما كانت أهميته كبيرة في الوطن، لان قيمة حياة الاخرين اهم من قناعة او المصالح الفردية لأي شخص كان، فكلهم امام القانون واحد بصورة حقيقة.
 
ه- ان تطبيق القانون بكل دقة  على الجميع ضروري، لا سيما على رؤساء الدولة (او الرجل الأول في المجتمع)  والوزراء والسياسيين والموظفين الكبار، حيث يجب ان يكونوا نظيفي التاريخ أخلاقيا، وليس حولهم أي شبهة فساد وجرم (الامر الذي لا يوجد في العراق )، هذا الامر مهما أيضا كي تتولد لدى الطفل القناعة التامة ان ما يتعلمه هو حقيقي وصحيح، وليس فيه اي كذب، او ليس من خيال او كلام فارغ.

حينما يرى الطفل ان ما يتعلمه هو حقيقي وواقعي وله علاقة قوية بالنظام الذي يحقق العدالة ومرتبطة كله بقاعدة واحدة هي ان قيمة الحياة، كقيمة مطلقة وفوق كل الاعتبارات الأخرى حتى تعاليم الدينية!، يقود هذا الطفل الى القناعة بان يحب وطنه  وأبناء شعبه بصورة مطلقة، ويكون محبا وملتزما لهذا القانون بصورة طبيعية وربما فطرية وبدون تعقيد، وحتى تزرع فيه الروح الغريزية الاستعداد للتضحية والشهادة بنفسه للدفاع من اجل كرامة او حماية وطنه، لأنه تعلم على مبادئ صحيحة متماسكة وموضوعية ان يقنع الطالب هناك عقوبة لكل من يخالف القانون وهناك مسؤولية لمن لا يلتزم به.

هكذا ينمو عقل الطالب بروح وطنية واخلاقية وإنسانية عالية بدون تشتت، بل يرى كل شيء محكم بقانون عادل والجميع امامه على نفس المستوى او درجة، بعد توفر شروط جمهورية افلاطون في القرن الحادي والعشرين يبدا نمو الفكر الإصلاحي لدى الجيل الصاعد ويعطي ثماره بعد عقد نصف وبعدمرور جيل واحد تحصل عجائب في ذلك الوطن مثل اليابان.




119

محنة المثقفين في العقود الأخيرة


بقلم يوحنا بيداويد
بقلم 13 تشرين الثاني 2018
ملبورن- استراليا


تمر شريحة المثقفين في كل انحاء العالم في محنة كبيرة في العقود الأخيرة في ظاهرة غريبة في التاريخ، حيث أصبحوا اقلية بين مجموعة كبيرة، في عصر السرعة والتغير المضطرب غير المنتظم في مصادر الثقافة اوالمعرفة، الذي طغى في العلاقات البشرية. على الرغم من سهولة الوصول الى المعلومة الصحيحة عن طريق محرك كوكل وغيره من المصادر والمكتبات المحملة على الانترنيت، الا ان سهولة استخدام الأجهزة الالكترونية وكثرة Apps وتطبيقاتها جعلت من كافة الاعمار ينتقلون من عالم الواقع الى عالم الخيال والتبحر فيه عن طريق القصص والأفلام والتطبيقات الوهمية والغرق او الضياع فيها.

ان هذا الوضع الفوضوي غير المنتظم، هذا الفيضان في المعرفة والإنتاج والتغير في شكل السلع وجودتها وسهولة ادارتها، قلبت موازين الاستقرار في المجتمعات في كل مكان من العالم، حيث جعلت العالم يصبح قرية صغيرة، لكن هذا التغير الإيجابي لم يكن بدون ثمن، بل كانت ضريبته عالية جدا، فجلبت نوع من الحرية والاستقلال للفرد المفرط بصورة فجائية، بحيث اصبح لكل فرد الامكانية على التحدي والدفاع والتصريح او ابداء موقفه بكل حرية في أي قضية، فكانت النتيجة حصول بيئة عالمية جديدة تتصارع مع البيئة المحلية القديمة في كل مجتمع أينما كان،  على الرغم من انتماء هذا الفرد الى مجتمع ما لخ خصوصيته وتقاليده وقيمه وعاداته ومبادئه واخلاقيات التي تنظم علاقات افراده في الحياة اليومية والتي كان الاستقرار مقياس سعادته اكثر من المال!!.

من الأمور المهمة التي اثرت هذا البيئة الجديدة على حياة الفرد والمجتمع وجعلته يتصارع وأحيانا يتخلى عن البيئة القديمة هي:
1-   رغبت معظم الناس الهجرة (بصورة اعمى) الى المدن للبحث عن الوظيفة او العمل او إدارة عمل خاص بهم لهذا نرى نسبة البشرية التي هجرة من الريف الى المدن هي أكثر من 50%، مع العلم في المدينة هناك ظروف قاسية جدا مثل الفقر والمرض ومشاكل العصبات والمخدرات والقمار والانحلال الأخلاقي.

2-   جعل اطلاع الناس على اسواق المالية والبورصات وأسعار العملات من النظام الاقتصادي في وضع غير مستقر ومقلق، لا تساعد الفرد على اتخاذ القرار بسهولة (هذا ما نلاحظه في سوق العقارات على الأقل)، بسبب اعتماد الاسواق والبنوك وفائدتها على رغبة أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار والتي هي السبب الرئيسي المخفي لمعظم الصراعات الدولية بصورة او أخرى.


3-   المعرفة الالكترونية وفرت فرص كبير للأشرار للاطلاع على كيفية القيام بعمل اجرامي او اعمال إرهابية وكذلك نشر الأفكار المتعصبة الظلامية التي تعادي تطور المجتمع ككتلة واحدة متفقة على قوانين ومبادئ عادلة او قد تؤدي الى انحلال اخلاقي وانحراف جنسي للأطفال.

4-   خلق مسافة غير متناهية بين افراد المجتمع الواحد بحيث اصبح الموبايل الخطر الأول على التفكك الاجتماعي، حيث لم يعد للناس الوقت للاستمتاع  في الحياة، من خلال المشاركة في الحديث مع افراد عائلتهم والتباحث في الشؤون العائلية والاستمتاع بحياة الاجتماعية، فاصبح كل شخص مستقل (ملك) في عالم الفضاء الالكتروني متخليا عن كل شيء يعود للبيئة القديمة (التقليد والعادات والقيم والأخلاق والتعاليم الدينية والطعام والملابس وطريقة الاحتفال في الأعياد....الخ)


5-   في بعض الأحيان أدى انعزال الفرد على ذاته على اصابته بمرض التوحد، أي التغرب عن الواقع اوالتفكير بطريقة غير واقعية او عملية لهذا نجد نسبة الانتحار في الدول المتقدمة عاليا جدا بسبب الإحباط التي يصيب الفرد، بعد شعوره بهزيمة امام المشاكل الاقتصادية (اي الشعور بالعدمية) التي تؤدي الى مشاكل عائلية واخلاقية والانحراف والجريمة والقمار ....الخ. هذا الحالة طبعا وصلها المجتمع الغربي بعد ان تشيء الانسان مثل اي مادة او سلعة اخرى رغم معارضة مؤسسات كبيرة!!

6-   في كثير من الأحيان يتم تنظيم محاضرة فكرية او طبية او ثقافية او فنية او في أي مجال(مثلا هنا في مدينة ملبورن) نرى عدد الحضور قليل جدا هنا في المهجر، وإذا قارن عدد الحضور او المهتمين نجد نسبتهم قريبة 0.001 من سكان المجتمع، وهذه المصيبة كبيرة للمجتمع، لاننا نعرف ان المثقفين هم الشريحة المؤثرة على قرار المجتمع بصورة مباشرة او غير مباشرة، لان لهم الامكانية اختيار الطريق الافضل،  او الخيار الأفضل، بسبب المعرفته العلمية او أي الثقافية لدى هذه الشريحة.

7-   بصراحة اشعر ثقافة المجتمع ومعرفته بالأولويات المهمة في الحياة بصورة عامة في هذا الزمن هي اقل ما كانت في الماضي، بحيث اشعر ثقافة اليوم تقود الى الجهل والضياع في بعض الأحيان أكثر ما تؤدي الى الاطلاع وتساعد الفرد على تحقيق سعادته وسعادة عائلته وبالتالي استقرار مجتمعه.

في الختام
فعلا نجد اليوم المثقفين مكبلين الايدي، عديمة التأثير او قيادة المجتمع (خاصة عندنا المهاجرين)، لان التركيز عندنا هو على تحقيق الارباح وجني الاموال، على اساس ان المال يحقق الاطمئنان والضمان، لهذا من الحكمة ان يتثقف الناس على المعرفة الصحيحة المبنية على النظام الهرمي، اي  كل حجر له علاقة بالاحجار المحيطة به وكلهم يشكلون جسد او شكل الهرم، كذلك من المهم ان يعرف الناس ليس كل ما موجود في المواقع الالكترونية او ينشر فيها هو مفيد للاطلاع او مشاهدته.

 اذن المعرفة يمكن ان نشبهها هنا مثل سد مياه كبير، فلا بد من وضع حواجز ومفاتيح للسيطرة عليه والا عملت هذه الكمية من الماء في حالة اندفاعها في وقت واحد، فضيان كبير اغرقت محيطها وقلعت كل شيء.



120
بمناسبة الذكرى الثامنة لمذبحة سيدة النجاة نعيد نشر التقرير الذي كتب عن المسيرة الحافلة التي اقيمت في حينها في ملبورن

نعيد نشر التقرير الاعلامي للمسيرة التي شاركت فيها معظم مؤسسسات ابناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان في مدينة ملبورن التي حضرها  في وسط ملبورن العدد كبير التي فيها شجب الحاضرون هذه الجريمة النكراء التي لا زال ابناء شعبنا المسيحي يتذكرها بالم وحسرة
لقراء التقرير يرجى فتح الرابط  التالي الذي فيه صور كثيرة عن فقرات المسيرة
.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,456894.0.html?PHPSESSID=kfb3ioovb18k0pe6d1sig59rs6

ستبقى ذكرى شهداء
سيدة النجاة
شهداء صوريا
شهداء سيميل
شهداء سفر برلك
شهداء ...
شهداء..
.......

في قلوبنا الى الابد
يوحنا بيداويد

121
ازمة العلاقات الإنسانية، قضية اختفاء خاشقجي مثالا!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
15 تشرين الأول 2018



قد لا يكون عنوانا غريبا، لكن بلا شك هو موضوعا هاما وساخنا، هي محاولة جديدة لتسليط الضوء على التدهور الكبير الذي حصل في العلاقات الإنسانية في هذه العقود، بحيث وصلت هذه العلاقة الى تشيء الانسان (إعطائه قيمة مادية) بأبشع صورة، بينما وصلت معرفته الى اعلى قمة لها!.

لا أدري من اين ابدا بالتحدث عن تدهور العلاقات الإنسانية، هل ابدا من الأخير، من قضية الصحف السعودي جمال خاشقجي ومساومات الجارية بين الدول على جثته؟، ام عن الدواعش الذين خطفوا لـ 130 عائلة من اللاجئين في سوريا امام انظار العالم؟  ام بمآساة الأقليات من الكلدان والاشوريين والسريان واليزيدين الذين قتلوا بطريقة بربرية وسبيت نسائهم باسم الله من قبل مؤمني احدى مدارس الإسلامية العصرية الشهيرة (الوهابية) بدون أي ادانة واضحة لدوافع هذه الجرائم، والتي اعترف العالم مؤخرا بها بصورة أخلاقية، حينما منحت الفتاة (السبية) ناديا مراد جائزة نوبل للسلام لمواقفها الجريئة في الدفاع عن قضية السبايا اليزيديات وبقية الاقليات في المحافل الدولية.

كلما حاولت التوقف عند أقدم خسفة في العلاقات الإنسانية التي لا تعد ولا تحصى ارجع الى الوراء، فإنها تقودني الى أعماق التاريخ، الى زمن أقدم اساطير وروايات البابلية، او الى الأيام الأولى في قصة الخلق في الكتاب المقدس.

حينما اعيد الكرة في قراءة بنود شريعة اجدادنا التي وضعها ملك بابل (عاصمة العالم القديم) العظيم حمورابي، كلما فهمت أكثر فأكثر نوعية الخروقات التي كانت تحصل في العلاقات الإنسانية في حينها.

لقد اطلعت على عشرات الشرائع التي أتت من بعدها على يد مدارس الفلسفية او الاديان الوثنية واخيرا الديانات السماوية كلها حاولت حماية هذه العلاقات (كل واحدة بطريقتها الخاصة) وبنائها على أسس الصحيحة وتحقيق العدالة، لكن بل جدوى، يوما بعد يوما يزداد الانحطاط في العلاقات الانسانية وتصبح أكثر سوء او متردية، وان مشاكل الانسان لم تقل او تنحصر. من ينسى زمن العبودية والرقيق وسطوة الرجل على المرأة التي لا زالت مستمرة اليوم في نصف دول عالم؟!

حاولت مرات عديدة، ان ابحث واجمع اهم أسباب تردي هذه العلاقة التي تعطي للحياة معنى وتحافظ على قدسيتها على نقيض مبادئ الفلسفة العدمية التي انتشرت في العصر الحديث التي خرقت بنود كل الأديان والقيم الأخلاقية.

فتوصلنا الى قناعة تامة ان سبب هذا التردي في العلاقات بين البشر هي:
1-   هي الزلازل الذي حدث بعد منتصف القرن العشرين نتيجة التطور العلمي ومصادر المعرفة والتي كشفت وسائل وطرق أفضل تساعد الإنسان على تحقيق سعادته الفردية.
2-    وطريقة إدارة النظام الاقتصادي العالمي.
3-    والحرية التي التصقت بمبادئ الفكرية في الفلسفة الفردانية.
4-    هجرة سكان من الأرياف الى المدن الكبيرة وتخليهم عن المبادئ الدينية والعادات والقيم الموروثة.

بصورة عامة الاختلاف والتنوع والصراع والتحدي والمنافسة هي من حقوق الفرد المشروعة، ومن الصفات ومقومات الحياة المهمة لتحسين النوع والإنتاج، في تصقيل المواهب، وان وجود مساوئ مرافقة لأي حالة او موقف جديد يتبناه الانسان او أي ظاهرة جديدة تحصل في الطبيعة امر طبيعي. لكن ان يتبنى الأجيال الحاضرة مفاهيم ومبادئ الحضارة التي اتكلت على الحداثة والعديمة والعولمة والفيسبوك بدون فحص نتائجها او دراسة اضرارها على الصحة والعائلة والمجتمع هو امرا غير صحيح، بل يعد عملية انتحار جماعي بسبب تقدم الانسان وحضارته، حيث بدا الانسان يفقد قيمة علاقته باخيه الانسان بل يشيئها (اي يعطيها قيمة مادية)، بدات هذه العقلاقات تنحل وتسقط، مثلما ذرات الرمال التي تفقد الالتصاق او الاتصال مع بعضها.

 في الختام نقول اين التزام الدول الكبرى والمجتمعات بلائحة حقوق الانسان؟ اين موقف الدول من الجرائم البشعة التي حصلت داخل العراق اثناء الحرب الاهلية خلال 15 السنة الماضية، بينما نفس الدول اقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب الصحفي السعودي الذي اختفى في ظروف غامضة من بعد دخوله القنصلية السعودية في انقرة من الثاني اوكتوبر 2018.





122

كيف تحصن الكنيسة نفسها من الأشرار؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن 16 أيلول 2018

في مقالنا قبل بضع أيام تحت عنوان " انها كنيسة الله وكنيسة الشعب" على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,902207.0.html

حاولنا شرح لقرائنا ان ما يكتب عن التحرش الجنسي بالأطفال لبعض رجال الدين، واتهام الكنيسة الكاثوليكية في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ بالسكوت عنها. حيث قلنا نعم حدثت مثل هذه الأخطاء، ولكن ليست بهذه الدرجة السيئة، فما يقال في هذه القضية، فيه الكثير من التلفيق والكذب، وان هدفه الرئيسي ليس الدفاع عن الأطفال الأبرياء بقدر ما هو الطعن في الكنيسة (لان هناك جرائم مثلها واسوء منها تحصل في المؤسسات الأخرى وجرائم تحدث باسم الله لا يتحدث عنها أحد) وهدم مكانة الكنيسة بين الناس، وتشويه صورة الاكليروس بصورة عامة، وبالتالي يصل هؤلاء الى تشويه صورة المسيحية وأهدافها وتعاليمها امام المؤمنين وغير المؤمنين. كذلك أكدنا على ان الكنيسة اعترفت بوجود مثل هذه النماذج الشاذة في الكنيسة كما هي موجودة في جميع شرائح المجتمع، وإنها (أي الكنيسة) قامت بشجبها وادانتها قبل أعضاء المجتمع والسلطات المدنية.

في هذا المقال سنقدم بعض اقتراحات التي نظن انها ضرورية لمواجهة الواقع الجديد ومعطياته، نتمنى ان يتم دراستها من قبل رئاسة الكنيسة وكافة المسؤولين، وكل من يهمه مصير المسيحية او كنيستها.

 نريد ان نؤكد ان الغاية من هذه الاقتراحات ليست للطعن بالكنيسة، كما فعل البعض وانما لمعالجة المشاكل التي تواجه الكنيسة في المرحلة الجديدة التي نعيشها والتي اختلفت تماما من قبل 70 او 100 سنة، في نفس الوقت نقول اننا نكتبها بحرص وايمان عميق ونريد تقديم الخدمة لا غير.

في نفس الوقت نقول ليس بالضرورة تطبيق هذه الأفكار كما هي، وانما يمكن ان يتم اجراء اي تعديل مناسب لهذه الأفكار لتصبح بصيغة أفضل، او ان يتم وضع أي اضافة أخرى اليها، او مقترحات اخرى من قبل المؤمنين.

المقترحات المقدمة هي كالتالي:

أولا
ان يتم تغير طريقة ومنهاج اعداد الكهنة تماما بما يلائم البيئة والثقافة وحاجة المجتمع اليوم والبيئة اليها، ان لا يبقى مركزا على دراسة وتعلم الطقس واللاهوت وتاريخ الكنيسة وطريقة تقديم الاسرار ومرور سريع على تاريخ الفلسفة (حسب علمي) وغيرها من المواضيع، وانما يجب ان يتم التركيز على العلوم الإنسانية الحديثة بالأخص المدارس الفلسفة بعمق بدءً من الاغريق الى الفلسفات الحديث، لا سيما المدارس التي ظهرت في القرن التاسع عشر والقرن العشرين والتي اثرت على الحضارة والمجتمعات والمناهج الدراسية في كل الدول، كذلك يجب الاهتمام بدراسة الديانات الاخرى، بالإضافة الى كل هذا التركيز على دراسة علم النفس ونظرياته الحديثة.
 لان المعرفة الثقافية التي يكتسبها الكاهن هي ضرورية لطريقة خدمته، حيث ترفعه الى ان يكون طبيبا نفسانيا قبل ان يكون مرشدا روحيا او خادما للأسرار، ليستطيع ان يحمي نفسه من التجارب أولا، ويخدم المؤمنين بقناعة وإخلاص وتكون ثقافته كافية ان يقود الجماعة لممارسة تعاليم المسيحية بالأخص مبدا المحبة المجاني.
 بحسب قناعتي ان الرجل الذي يتشرب بمعرفة كافية من هذه العلوم، سوف يكون له الامكانية ان يقرر قرارا معقولا وصائبا لنفسه اولا، سيعرف كيف يقرر مصير مستقبله، اذما كان سوف يلبس ثوب العفة والكهنوت ويقرر الالتزام بالبتولية من قناعة تامة ام سوف يقرر اختيار حياة مؤمن مسيحي كغيره.

ثانيا
 نتيجة التجارب والمشاكل الحالية التي تواجه الاكليروس واستجابة لظروف الاجتماعية والبيئة المحيطة بالكاهن، نرى يجب إعادة النظر في المسؤولية والمتطلبات المتعلقة بسر الكهنوت. انا اتحدث بكل صراحة هنا، اليوم مجتمعنا يعيش في بيئة مختلفة حينما قررت الكنيسة وجوب التزام الكاهن بالبتولية، أي قبل 1200 سنة مثلا.
 اقترح ان يكون هناك طبقتين من الكهنة، طبقة عليا وأخرى دنيا، الطبقة العليا تكون ملزمة بالعفة والبتولية والاختصاص بشهادة عليا ومستعد لتحمل مسؤوليات اعلى مثل ان ينتخب مطرانا، والثانية (الطبقة الدنيا) خدمة الاسرار فقط ومساعدة الكاهن الرئيسي وبذلك يتم حل أكبر مشكلة عصرية تواجهها الكنيسة حاليا.

ثالثا
إعطاء لجان الابرشية والخورنة صلاحيات أكثر مما قبل، في اتخاذ القرار بعد مناقشة ودراسة مستفيضة، بالأخص في القضية المالية على شرط ان تكون اللجان منتخبة من المؤمنين بعد توفر شروط الاخلاق والنزاهة في أي عضو منها، يجب ان تكون مشاركة المؤمنين في القرارات المهمة تساوي 50% كي يتم تدخل راعي الأبرشية ومناقشة الموضوع بأكثر جدية في حالة الضرورة.

رابعا
العمل على تدوير مواقع الكهنة بين كنائس داخل الأبرشية الواحدة، على الأقل كل خمس سنوات كي لا يعطي مجال لظهور نزعة حب التشبث بالموقع او الكرسي او السلطة لدى أي كاهن، ولا تخلق فرص للوقوع في أي خطأ مثل حصل في السابق، كذلك ستجير الجميع على الدقة وحفظ أوراق الرسمية لأنه سوف تتم عملية استلام وتسليم وتدقيق الحسابات وممتلكات الكنيسة مع الكاهن المستلم الجديد.

خامسا
كتابة مذكرات يومية عن نشاطات كل رعية بدقة، كي تصبح شهادة في اي قضية ضد رجال الكنيسة في المستقبل، تشمل كل الذين يعملون في الكنيسة على الأقل رؤساء المجاميع.

سادسا
انشاء لجنة رعوية من العلمانيين او المؤمنين (بعد اعدادهم اعدادا جيدا، على شرط لهم الاستعداد الكامل لتحمل المسؤولية) يشاركون في تهيئة المخطوبين الجدد في لقاءات فردية للاطلاع على مسيرة الحياة الزوجية ومتطلباتها وكيفية ظهور المشاكل بصورة واقعية وموضوعية، الامر الذي يترك الخطيبين التركيز عليه أكثر من صرف الوقت على التحضير لحفلة الزواج. كذلك في الاطلاع على المشاكل التي تسبب الطلاق بين الزوجين الامر الذي يعصف مستقبل العائلة المسيحية في هذا العصر، لكن الكهنة لا يعلمون بكثير من المعلومات الحياة الزوجية أيضا.

سابعا
 من المهم جدا  إعادة النظر في قبول المؤمنين للخدمة الشماسية، أي يتم غربلة الشمامسة الجيدين والملتزمين ومن الذي يحبون الظهور على المذبح بدون التزام أخلاقي او تعليمي، ولا يقدمون أي خدمة عملية، فالقراءة والمشاركة في خدمة القداس هي من واجب الشعب، بل ملزمة لهم اثناء القداس، لهذا ليس من ضروري وقوف الشمامسة حول المذبح ، الخدمة التي تنتظرهم بعد ان يهيئوا انفسهم، هي تعليم الطقس للأطفال و مبادئ التعليم المسيحي والمشاركة في لجان الكنيسة ونشاطاتها فالشماس الذي فقط يصعد المذبح لمشاركته في الصلوات بالسورث لا يقوم باختراع عظيم للامة الكلدانية وكنيستها.

ثامنا
على الكنيسة بصورة عملية التركيز وتطوير امكانياتها في استخدام وسائل الاعلامية لنقل المعلومات الضرورية والدقيقة للمؤمن بالتالي تزداد الثقافة، لا يستطيع ان ينكر أي شخص، ان تحسن التربية والتعليم لا يتم الا عبر انشاء المدارس او تحرير مجلات او انشاء اذاعات صوتية او مواقع الإلكترونية او فيسبوك وغيرها من الوسائل الإعلامية.

تاسعا
زيادة الحلقات واللقاءات الروحية بين أبناء الرعية، أي يجب ان تخرج الكنيسة من الصيغة الكلاسيكية القديمة التي تعود الناس عليها، توعية على الاخطار التي سوف تلحق بأبنائهم في حالة الذوبان في العلمانية ومجتمعاتها الوثنية الجديدة، أي مناقشة شؤون العائلة والكنيسة والصعوبات العصرية ومستقبل الكنيسة بموضوعية وواقعية اكثر جرأة، اي خلق الشعور بالأمل والقوة والايمان لدى المؤمنين كوحدة واحدة وليس ترك الفرد بذاته امام زخم الوثنية الممزوجة القادمة بثوب الحضارة والفلسفة الفردانية ، كي يترسخ  في القيم والاهداف السامية إنسانيا وروحيا التي تحمله المسيحية .

عاشرا
بالنسبة لكنائس الشرقية بالأخص الكلدانية، زيادة الاهتمام باللغة الكلدانية وبالإرث التاريخي والقيم والعادات والهوية القومية، التي هي جزء من الذات التي رافقتها عبر التاريخ حتى داخل الكنيسة. فمن خلال الالتزام بها يتوقف الذوبان في المجتمع الوثني الجديد الذي لا يملك هوية بل يدعي بالقيم الإنسانية لكن في الحقيقة هي فارغة وبعيدة عنها، وان هدف مصمميها هو السيطرة على مقدرات الشعوب والأمم واذابتها في مجتمعات خرساء صامته، او فارغة من وجدان والقيم التاريخية، واخضاعها لسياسة العولمة التي هي أشرس امراض العصر.


الحادي عشر
 ان يتم تدقيق الحسابات والقرارات وطريقة إدارة الرعية من قبل راعي الأبرشية كل ست أشهر، وبدوره يكلف كل سنة، مؤسسة قانونية مجازة رسميا للقيام بتدقيق الحسابات والوصولات لكل كنيسة في ابرشيته، وبعد ذلك يجمعها ويرفع نسخة كل تقرير كل رعية باسم الأبرشية الى سكرتارية السينودس (يمكن ان تشكل لجنة من قبل أعضاء السينودس لهذه المهمة وغيرها).
كما يمكن ان تترك الكنيسة إشارة واضحة في كل مناسبة ان أي خطأ غير أخلاقي يتحمل صاحبه عقبة الخطأ وان الكنيسة بريئة منه ولن توقف بجانبه من ناحية الدفاع او التغطية او التشويه.


الثاني عشر
لحد الان الكنائس الشرقية تتعامل مع المؤمنين بنفس العقلية التي كانت سائدة في الزمن الدولة العثمانية، وهذا خطأ كبير لأنها بعيدة من الواقع الحقيقي لما يدور في المجتمع، لهذا يجب اشراك عدد من العلمانيين في قرارات سينودس واعطائهم الفرصة لأبداء آرائهم في قضايا الكنيسة وشؤونها، يجب ان يتم خلق قناعة بين المؤمنين والاكليروس انهم اخوة ولا توجد طبق اعلى من طبقة بسبب موقع السلطة والمال والرتبة. لان الكنيسة هي جماعة المؤمنين.

في الختام
أملى ان يتم النظر من قبل غبطة سيدنا البطريرك والسادة الأساقفة أعضاء السينودس المقدس على هذه الاقتراحات وغيرها بنظرة أكثر واقعية وعملية وجدية قبل فوات الأمان، حرصا على كرم الرب وحبا بابنائه.

ملاحظة
 هذا رابط لمقالنا القديم، قبل عشرة سنوات تحت عنوان: “ألم يحن الوقت لتجديد طريقة إدارة الكنيسة الكلدانية" على الرابط التالي: http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=221346.0
حقيقة  وجدت بعض النقاط المذكورة تم تحقيقها.

123
شيء من تاريخ مذابح ابناء شعبنا
 مذبحة قرية صوريا الكدانية مثالا

بمناسبة اقتراب ذكرى مذبحة قرية صوريا الكلدانية 16 أيلول 1969، اعلنت الرابطة الكلدانية فرع ملبورن والاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا عن احياء هذه المناسبة كالعادة، كما جاء في الاعلان على الرابط التالي:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=901445.0





بهذه المناسبة انشر اهم النكبات التي حصلت نتيجة المذابح والمجازر للمسحيين من الكلدان والاشوريين والسريان والارمن وبقية الاقليات التي جاءت في كتابي سفر برلك مذابح ومجازر واضطهادات العثمانيين لللكدان ولاشوريين والسريان والارمن)


حملة تيمورلنك 1401 على العراق
الصفويين 1508 على بغداد
العثمانيين1517 الموصل وبغداد
نادر شاه 1732 و 1742 على الموصل وسهل نينوى حتى ماردين
مير كور 1832  على القوش والموصل وعقرة  وازخ في طر وعبدين
بدرخان بك1843-46 على هكاري
عبد الله النهري1876-1878على ولاية بوتان
السلطان الاحمر عبد الحميد الثاني 1894-1895  على عموم المسيحين في كل انحاء الامبراطروية
مذابح السلطان الاحمر 1909 في استنابول على الارمن وبقية المسيحيين
ومن ثم مذابح سفر برلك اثناء الحرب العالمية الأولى 1914-1918 في عموم الولايات الشرقيية للامبراطرية العثمانية التي راحت ضحبتها اكثر 300 من  الكلدان والسريان والاشوريين و1.5 مليون من الارمن
وبعد تأسيس الدولة العراقية الترحيل القسري لقرى الكلدانية من كلي كويان (قضاء زاخو) عام 1925 اثناء وضع الحدود بين العراق وتركيا الحديثة،
بعدها مذبحة سميل 1933 في دهوك
مذبحة قرية صوريا عام 1969 في قضاء زاخو- ناحية السليفاني
ثم  مذبحة كنيسة سيدة النجاة عام  2010 في بغداد
واخير الترحيل القسري للمسيحين من الموصل وسهل نينوى على يد الداوعش الذي بدا 9 حزيران 2014 ثم القرى والقصبات الكلدانية والسريانية في 8 اب 2014 ولا زالت الدماء جارية في البصرة في هذه الأيام.


وبهذه المناسبة اعيد نشر التقرير المفصل الذي كنت اعدته قبل عقد من زمن، بعد اجراء المقابلات مع بعض الناجين منها و اجراء دراسة وبحث عن تاريخ ووقائع هذه الجريمة البشعة التي اصيب بها اهالي قرية بريئة على ايدي الدواعش من ذوي الفكر الارهابي الذين لم يكن لهم اي احترام لحق المدنيين.


كما نود ان نعلمكم ان الدعوة موجهة الى جميع المؤسسات والاحزاب والجميعيات والنوادي والمثقفين والكتاب وأهالي القرية وكل اهالي ملبورن من الكلدان والاشوريين والسريان بالأخص اباء الكهنة لجميع الكنائس والشمامسة للحضور والمشاركة في  الصلوات على أرواح هؤلاء الشهداء وكل الشهداء الذين سقطوا بسبب صليبهم او قوميتهم في السلسلة الطويلة من المذابح  التي ذكرناها اعلاه والتي بدأت منذ القرن الرابع عشر منذ اليوم

اعلان عن الدعوة لهذه السنة

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=903164.msg7614448#msg7614448





..................................


التقرير
كتب التقرير يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
12/ ايلول 2009
تمر علينا في هذه الايام ذكرى مذبحة قرية صوريا الكلدانية التي حدثت في 16 ايلول 1969. تلك الجريمة البشعة التي تركت اثاراً واضحة على حياة اهالي  القرية ولازال البعض منهم يعانون من اصابتهم. حينما حاولت الاتصال باهالي الشهداء والقرية لكتابة هذا التقرير، اعتذر البعض منهم الحديث عن الجريمة من شدة المهم وحزنهم وبسبب فقدانهم اعز الناس عليهم ولا يريدون ان يتذكروا تلك اللحظات.  فقال احدهم من شدة حزنه " اربعون سنة والدماء لازات تجري من اهالي صوريا، لحد الان لم يتخذ اجراء بالقضية."
وهذه بعض من المعلومات المهمة عن مذبحة قرية صوريا، المذبحة الاولى في المنطقة:

التاريخ : 16/ ايلول 1969
اليوم : الثلاثاء
الساعة : بين العاشرة – الثانية عشرة صباحاً.
المكان : قرية صوريا الكلدانية في منطقة سليفاني.
الساكنون : عدد من عوائل المسيحية الكلدانية مع  بضع عوائل كردية.
الجريمة : قتل اهالي القرية بدون اثبات اي جرم.
التهمة : خيانة الوطن ودعم قوات بيشمركه الكردية.
القائم بالجريمة : الملازم عبد الكريم جحيشي مع جنوده.
عدد الشهداء : 38 شهيدا بين طفل وشاب وشابة وشيوخ وعجوز.
الجرحى : 55 جريح ، 40 منهم كلدانيا و 15 كرديا بعضهم توفوا بيما بعد.
الشخصيات البارزة في الحادث : الشهيد الاب حنا قاشا والشهيد المختار خمو مروكي والشهيدة الشابة ليلى خمو التي تشابكت مع المجرم الجحيشي حينما بدا بالرمي اهالي القرية.
الادانة الدولية : لا توجد
القضاء العراقي الحكومي : لم يجري اي تحقيقي في الجريمة
المحاكم العسكرية : لم تتخذ اي اجراء ضد المجرم بل  كُفِأ برفع الجحيشي منصبه الى رتبة النقيب .

قصة الجريمة
يقول السيد حنا ايليا الكزنخي الذي يعيش الان في مدينة ملبورن " في صباح  يوم الثلاثاء المصادف 16 ايلول 1969 مرت مفرزة عسكرية من امام القرية باتجاه منطقة فيشخابور بقيادة الملازم المجرم عبد الكريم الجحيشي. بعد مدة قصيرة سمع اهالي القرية صوت انفجار لغم من بعيد، لم تمضي فترة قصيرة حتى عادت السرية العسكرية ودخلت القرية. امر الملازم الجحيشي مختار القرية الشهيد خمو مروكي بجمع اهالي القرية، صدف كان الاب الشهيد حنا قاشا هناك، حاول بعض من اهالي القرية الهروب يمينا او يسارا خوفا منهم، الا ان الاب الشهيد حنا قاشا حاول تهدئتهم واقناعهم بعدم وجود اي خطر عليهم لانه متأكد من برائتهم، وتقدم الى المجرم الجحيشي مستفسرا عن الغرض لتجميع اهالي القرية.

 
السيد حنا ايليا الكزنخي فقد شقيقه في الثانية عشر من العمر
 
حينها بدأ المجرم الجحيشي بكيل التهم والسب لاهالي القرية، فاتهمهم بالتعاون مع قوات بشمركة ووضع الغام  التي انفجرت على الطريق تحت عربتهم العسكرية اثناء مروها باتجاه فيشخابور. حاول الاب الشهيد حنا قاشا وكبار اهالي القرية اقناعه  بأن اهالي القرية لم يعملوا ذلك ، فكلهم فلاحون بسطاء لا يعرفون اي شيء عن الالغام والمعدات العكسرية ولا ليديهم اي علم بوجود بيشمركة في المنطقة. الا ان المجرم عبد الكريم الجحيشي اصر وقال " ان لم تسلموا لي الفاعل ، فانتم كلكم متهمون،  كلكم خونة سوف ارميكم" . فكان الحقد والغضب والشر يقدح من عينيه. فلما اتم جنوده من جمع اهالي القرية من الكبار والصغار والشيوخ  في بقعة ارض مسيجة كانت تستخدم لزرع الثوم او بستان واحيانا  تستخدم كزريبة للحيوانات (حسب اقوال البعض) وحينما لم يجد المجرم الجحيشي اي شخص قام بعملية زرع الالغام، سحب اقسام رشاشته ثم امر جنوده العمل بالمثل  والبدء  برمي اهالي القرية.  حينها قفزت الفتاة الشجاعة الشهيدة ( ليلي خمو) التي كانت في مقتبل العمر على المجرم الجحيشي وتشابكت معه محاولة ايقافه واخذ السلاح منه، لم يستطيع المجرم  سحب سلاحه من يدي الشهيدة البطلة، فسحب  مسدسه و قضى عليها .
ثم امر الضابط المجرم جنوده برمي جميع اهالي القرية بضمنهم الكاهن الزائر الشهيد حنا قاشا . استمر الرمي الا ان تأكد  لم يبقى شخصا واحدا واقفا على قدمه ، لان مساحة المكان كانت صغيرة فوقعت الجثث واحدة فوق الاخرى الامر الذي ترك بعضهم يبقى احياء او جرحى. ثم اشعل النيران بالبيوت والبساتين وترك القرية منكوبة.

بعد هذا اكملت الجريمة من قبل الجهات الحكومة والجهات المسؤولة في المنطقة، الامر الذي لا يترك اي شك، كانت هناك اوامر من الجهات العليا لعمل هذه المذبحة، حيث منعت القوة العكسرية من وصول اي اغاثة او دواء للجرحى او حتى نقلهم او دفن الموتى ، لمدة يومين او ثلاثة تركوهم هناك في دمائهم الى ان قضى بعض الجرحى نحبه من شدة النزيف . بعد تدخل الشخصيات المعروفة واغوات المنطقة سمح لهم بدفن موتاهم ونقل الاحياء الى المستشفيات . سقط في هذه الجريمة 35 شخصا بعضهم براعم صغار لا يتجاوز عمرهم بضعة سنوات، وعدد كبير من الجرحى الذين توفوا فيما بعد.

ثم طالب السيد حنا الكزنخي الجهات المسؤولة بعدم دفن اثار هذه الجريمة التي سببت فقدان اخيه الصغير ياقو (12 سنة) وعجر والدته راحيل متي لمدة اربعين سنة فقال:  " انني اطالب الحكومة العراقية وحكومة الاقليم تثبيت هذه الجريمة من ضمن جرائم الانسانية التي اصابت شعبنا العراقي كغيرها من الاف الجرائم  التي اقدم عليها النظام المجرم في العراق منذ توليه السلطة في تاريخ العراق، وادخال الحادثة  ضمن منهاج الدراسية للاجيال القادمة لا سيما في اقليم كردستان الذي دفعنا ثمنا باهضا في قضيته، كما اطالب المسؤولين من شعبنا تعويض اهالي الشهداء بما يستحقون كغيرهم الذين تم تعويضهم" .

يقول السيد شمعون موسى مروكي  بنبرة مملوءة من الحزن والالم:  " كلما اتذكر هذه الحادثة كأنها تحدث امامي الان )


السيد شمعون موسى مروكي خمسة ضحايا من عائلتي
يتوقف قليلا محاولا جمع قواه من شدة حزنه  ويستمر في الحديث: "  كان عمري عشرة سنوات في حينها ، اتذكر كان بيتنا في طرف القرية لم نسمع بما كان يحصل في القرية الا ان جاء احد الجنود واجبرنا بالحضور انا ووالدي ووالدتي واخواتي الصغار. كنت محظوظا كانت اصابتي في كف اليد ووقعت تحت اشلاء الجثث انا واخواتي سلمى (6 سنوات ) وجميلة (9 سنوات) في حينها، لكن استشهد والدي وعمي وبنات عمي اثنتان من ضمنها ليلى البطلة وكذلك زوجة عمي.  حينها هربت الى القرية المجاورة افزروك ومن هناك ذهبت الى شكفتي مارا قرب مدينة زاخو حيث كانت اختي المتزوجة تعيش. قبل عبورنا نهر الخابور، طلبت من اخواتي الصغيرات جميلة وسلمى ان يغسلوا ملابسهم من الدماء التي لطخت بها. ولما وصلت بيت اختي. تعجت اختي واهالي بيتها عن قدومي ومعي اخواتي الصغيرات لوحدنا".

  توقف قليلا السيد شمعون وادار وجهه طرفا محاولا مسك ذاته  ثم استمر بالحديث فيقول:  " حينها لم استطيع ان اتحمل فجهشت في البكاء واخبرتهم انهم قتلوا جميع اهالي القرية ولم يبقى احدا منهم حياً ونحن انهزمنا  الى افزوك وجئت الى هنا الان).

عن هذه الجريمة يقول السيد شمعون " انني اطالب اخوتي وابناء شعبي من الكلدان  جعل هذا اليوم متميزا في تاريخنا المعاصر،  كذلك اطالب حكومة الاقليم ان تدخل هذه الجريمة في المنهاج الدراسية في  كردستان كجزء من وفائهم  لكل الجرائم والشهادات والماسي التي قدمها اهالينا في القضية الكردية منذ ما يربوا خمسين سنة.".

اما العم ايليا يوخنا جلو الذي يتجاوز عمره الان 85 سنة  يقول " لا استطيع انسى تلك اللحظات التي استشهد فيها عدد كبير من اقاربي واهالي قريتي وانا اراهم يسقطون واحدا بعد الاخر في لحظات معددة، ولا ان انسى كيف استشهد ابني  ياقو الذي كان عمرة 12 سنة على صدري برصاص هؤلاء المجرمون ."


 
السيد ايليا يوخنا جلو وزوجته راحيل متي ياقو فقد ابنه


اما زوجته راحيل متي ياقو  تقول " كاد الموت يقضي علي لولا رحمة الله، كانت اصابتي شديدة و بالغة ، لي اصابة في ظهري  وقدماي، عشت منذ ذلك ولحد  اليوم اربعون سنة معوقة لا استطيع التحرك الا  بصعوبة، والان اتحرك على الكرسي."
 


اثار الجرح على اقدام السيدة راحيل متي ياقو جعلتها مُعوقة لمدة اربعين سنة

ثم تقول بعد " نقلي الى مستشفى في موصل اراد الاطباء قطع كلا قدمي، الا ان الاب ابونا البير الذي تواجد هناك في زيارتنا والاعتناء بنا  منعهم من فعل ذلك."
ثم اردفت تقول " لقد اصحبنا لا جئين خمس مرات وخسرنا ولدنا واصحبت معوقة خلال كل هذه السنوات."


يقول السيد ايشو بطرس" كان عمري 11 سنة ، احضرونا الجنود بالقوة انا ووالدي ووالدتي الشهيدة مريم صليو واخي زيتو واختي كني واخي الشهيد سفردون. استشهدت والدتي مريم  واخي سفردون ووقعنا تحت الجثث ومن هناك اخذنا والدي الى قرية افزروك ثم  الى قرية شكفدلي. ارسلني والدي اذهب الى القرية كي  ارى ماذا حصل فيما بعد. بعد مجيء مع الاخرين وجدنا الجثث على حالها ، متحلل، متفسخة"

 
السيد ايشو بطرس توما فقدت والدتي واخي في المذبحة 
   

عن هذه الحادثة يقول السيد ايشو " كانت المذبحة الاولى في المنطقة لمدة طويلة من الزمن ، على الرغم من مرور اربعين سنة الا ان المسؤولون من حكومة الاقليم او حكومة المركزية لم يجروا اي بحث لجمع معلومات عن الجريمة ولا عن  اهالي المذبحة"
ثم يردف قائلاً " انا ايضا اطالب ان تسجل هذه الحادثة في الكتب التاريخية  مثل تاريخ العراق المعاصر او تاريح الحركة الكردية لاننا دفعنا ثمنا باهضاً من اجل القضية الكردية، اتمنى ان تدخل هذه الحادثة في المنهاج الدراسية كي يعرف الاجيال القادمة عنها وان لاتنسى"
 
السيد زيتو بط-رس


يقول السيد زيتو بطرس عن الحادث:  " على الرغم من عمري الصغير، 8 سنوات لكنني اتذكر الحادث جيدا، جمعونا في بستان صغير مسيج، انا وقعت تحت الجثث لذلك لم يصيبني اي شيء، اتذكر قال والدي لي ارمي نفسك على الارض واجعل نفسكم امواتاً)
 عن دفن الموتى قال السيد زيتو " كانت الجثث متفسخة، فعمل اهالي القرية مع الرجال القادمون من القرى المجاورة حفرتان كبيرتان وضعوا الرجال والصغار في احداهما والاناث في حفرة اخرى"
ثم يردف قائلا " اتذكر جيدا كنت ابحث عن حذائي ، حينما مسكني احد الجنود وضربني على ظهري وسحبني حافيا الى مكان الجريمة. اتمنى ان لا ينسى هذا الحادث ويصبح عابرا بل على الاقل يتم بناء نصب تذكاري في هذا الموقع  وان يدخل تاريخ هذه الجريمة  في المناهج الدراسية كي تتطلع الاجيال القادمة عليها وان لاتنسى . " 


 
يمكن قراءة التقرير المفصل عن هذه المذبحة على الرابط ادناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,345593.0/nowap.html


124
هل عادت البشرية في هذه الايام الى بيئة العصور الحجرية؟!
بقلم يوحنا بيداويد
5/أيلول 2018
 بعدما أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة بفعل التطبيقات التكنولوجية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لكل لشخص مهما كانت ثقافته او عمره، او موقعه الجغرافي الامكانية بالتواصل مع أي شخص اخر في ابعد نقطة في العالم في الثانية الواحدة، حتى الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم سنة اليوم لهم الامكانية لتشغيل (آبد) للتفرج افلام كارتون بلغة الام لهم.

استبشر العلماء والفلاسفة في بداية القرن الماضي بانهم توصلوا الى المعرفة الكاملة لتحديد كل الثوابت للكون وتفسير كل ظواهره، التي كانت تبدو لهم مستقرة غير قابلة للتغير بحسب قوانين الثرموداينمك وقوانين نيوتن الثلاثة. لكن في عام 1905م فاجئهم العالم  الألماني آينشتاين بنظرية جديدة غريبة (النظرية النسبية) التي إعادت كل شيء الى المربع الأول، حيث حطمت كل المعادلات الرياضية والفيزيائية في تفسير طبيعة الكون، ثم لاحقتها نظرية الكوانتم للعالم ماكس بلانك الألماني ايضا، بتفسير مختلف عن طبيعة الضوء، فجعلت من العلماء يتيهون بين النظريتين مذاك اليوم ولحد اليوم(1)

لكن من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، تداخلت الشعوب مع بعضها واندمجت الاقوام لا سيما بعد الحرب العالمية الأولى والثانية التي راح ضحيتها أكثر من 70 مليون، فتغيرت خرائط العديد من الدول مثل تركيا وفرنسا والمملكة المتحدة (بريطانيا العظمى) وتم وضع خارطة الدول الشرق الأوسط حسب معاهدة سايكس –بيكو.

وفي نهاية القرن العشرين أعلن الرئيس الأمريكي كلنتون ان علماء امريكا توصلوا الى أعظم اكتشاف في القرن العشرين، توصلوا الى وضع اول خارطة للجينات الوراثية للإنسان، الامر الذي يفتح افاق جديدة وعظيمة امام الانسان بالقضاء على الامراض والتشوه الخلقي(منغولي) وتقوية الصفات الضعيفة، وراح البعض يشببها ب (نبة الحياة) التي بحث عنها البطل في تاريخ العراق القديم كلكامش في رحلته الى عالم الخلود.

لكن هيهات ثم هيهات، فمن يلاحظ تصرف الدول الكبيرة وأحزابها، يرى انها تتصرف وكأنها تعيش في عالم الغابة في فترة العصور الحجرية. على الرغم من عشرات المؤسسات العالمية التابعة للأمم المتحدة مثل اليونسكو والصحة العالمية والمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمم المتحدة وغيرها الا ان الدول بصورة عامة تتصرف مثل حيوانات مفترسة، تتصرف بحسب قانون الغابة، فالقوي يفترس بالضعيف، تتصرف وكأنها تنين كبير بحسب غرائزها الحيوانية بدون اي عقلانية، هكذا تبتز الدول الكبيرة الدول الصغيرة وتقتل وتعتدي وتقيم المذابح والمجازر بدون رادع قانوني ولا أخلاقي ولا ضمير انساني،، نفس الامر حصل ويحصل من قبل الاقوام الكبيرة  على الاقوام الصغيرة حيث تمارس نفس التصرف البربري على الاقوام والأديان الصغيرة فيما بينها، وابسط مثال على ذلك ما حصل للأقوام المسيحية والأقليات الأخرى مثل اليزيديين والصائبة المندائين وغيرهم في العراق.

حيث نلاحظ لم يكن هناك الشجب والادانة القوية من قبل الاخوة العرب المسلمين، سوى التركيز على ابعاد التهمة او هذا التصرف من مبادئ الإسلام؟!، الامر رفضه وترفضه المنظمات الإسلامية الإرهابية والمتعصبة حول العالم التي تقوم بهذه الجرائم، وتعلنه على الملء انها تطبق الإسلامي بحرفيته. اما الدول الغربية والأمم المتحدة لم تفعل ايضا ما يجب عمله، حتى المساعدات التي أرسلت ، لم يحصل اللاجئين منها الا على 25% .

فإذن مقولة تقدم الحضارة والإنسانية بزيادة المعرفة والتكنولويجا، حقيقة ليست صحيحة تماما، على الاقل مستوى الدول، ككتلة بشرية قرارها نابع من رأس واحد اي حكوماتها التي تتصرف كشخص واحد له غريزة حيوانية. ربما تجد التقدم الحضاري يمارس لدى الحكومات او لدى المجتمعات المتقدمة الغربية الاوربية (لكن تلوثت  أيضا في السنوات الأخيرة مع الأسف بالمواقف المهاجرين ناكري الجميل)، او على مستوى المجتمعات المستقرة لفترة طويلة ذات القومية الواحدة مثل اليابان، لكن في الدول الشرق الأوسطية، لا لم يتم  تحقيق الحرية والعدالة والمساواة بين البشر، ولم تستطيع تحقق  حتى معظم بنود لائحة حقوق الانسان.

امام هذا المشهد الرهيب، وهذا الصراعات الدولية الحامية في الشرق الأوسط بين روسيا وحلفائها، مثل إيران والصين واخيرا تركيا والدول التي تدور فلكها من جهة، ومن الجهة الأخرى الطرف الغربي المتمثل بأمريكا، وبعض دول الخليج وبعض الدول الاوربية، نحس أحيانا ان العالم يسير على شفير الهاوية، بسبب التفكير  غير المنطقي والصراعات الجشع وفقدان القيم الأخلاقية على مستوى حكومات الدول (صاحبة القرار). نعم نحس وكأننا نعيش في عالم الغابة او في  بيئة عصور الحجرية التي كان قانون الغابة سائدا بين الحيوانات.
 حقا لا نرى أي دور مؤثر او ايجابي للأديان في هذه الأيام لتخفيف هذه الصراعات او لتغير عقلية الحكومات ولا مجتمعاتها  في تعاملها مع القوميات الضعيفة او الدول الضعيفة.
.............
1-- للمزيد عن هذا الموضوع يمكن على الاطلاع على مقالنا القديم تحت عنوان:" الصراع بين أصحاب النظرية الموجية والنظرية الجسيمية حول طبيعة الضوء:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=273073.0




ملامح خارطة الجينات الوراثية



معاهدة سايكس بيكو التي وقعت عام 1916 لتقسيم الشرق الاوسط


احدى المنظمات الارهابية مع علمها



فتيات من سبابا الاقوام الصغيرة من اليزيدات في العراق اثناءخطفن من الدواعش في السنجار

[/url]
رؤساء الكتلة المتصارعة، روسيا وامريكا


وضعية العوائل المسيحية بعد التهجير القسري من قبل الدواعش عام 1914

125
انها كنيسة الله و كنيسة الشعب؟
بقلم يوحنا بيداويد
1 أيلول 2018
كانت السنوات الأخيرة من اسوء السنوات في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية بسبب الاتهامات الكثيرة والخطيرة  التي وجهت لها، بالأخص في قضية التحرش الجنسي بالأطفال، وقبل بعض سنوات قضية غسل الأموال  ومن قبلها عملية سرقة وتسريب مذكرات الطوباوي يوحنا بولص الثاني من قبل مساعديه وغيرها من الملفات والمشاكل الداخلية غير المعلنة.

 لقد كُتبَت العديد من المقالات والبيانات والتقارير الصحفية حول هذا الامر كما أجريت الكثير من المقابلات مع ذوي العلاقة و المتهمين. يجب ان  نعترف بالحقيقة ونقولها في العلن ان بعض هذه الاتهامات مع الاسف صحيحة وتم الاعتراف بها من قبل المعتدين (ألقائمين) بها شخصيا، لكن الحصة الأكبر هي ملفقة وموجهة من قبل جهات سياسة معادية ضد الكنيسة، هدفها الأول اسقاط الكنيسة لا سامح الله او اضعافها وفي النهاية زوال قوتها وزعزعة مكانتها بين المجتمع كي يفقد المؤمنين الثقة بها، ومن ثم تبتعد الناس من الايمان المسيحي بسبب الشك في مصدقيه العاملين فيها.

نعم هناك أخطاء حصلت وتحصل في المؤسسة الكنسية (اقصد الجزء الإنساني منها) كغيرها من المؤسسات الإنسانية العالمية اليوم على  سبيل المثال مثل رؤساء الحكومات والمحافظين و ومدراء البنوك ورؤساء الجامعات ورؤساء المحاكم وقادة الأحزاب السياسية الى مستوى الموظفين العاديين، الى  مستوى المدرس الذي يبيع أسئلة الامتحانات.

 لا يمكن لاحد أيضا ان ينكر مثل هذه الخيانات  حصلت عبر التاريخ على مستوى الامبراطوريات والسلاطين والملوك بحيث لا يمكن ان نستثنى منها واحدة، كذلك حصلت في الكنيسة في الماضي وتحصل في الحاضر وستحصل في المستقبل، لكن بسبب حجم الكنيسة وقدسيتها وقوتها ونظامها الصارم ونقاوة رسالتها اصبح للبعض كراهية ضدها!!، فأصبح لديهم الرغبة في تكبير وتضخيم الأمور ضدها،  أيضا هناك من له النية الصافية هدفه إيقاف أصحاب هذه الممارسات الخاطئة في الكنيسة وتقديمهم للمحاكم كي ينالون حقهم،  والبعض الاخر وهم الأكثرية يرغبون في تشويه سمعة الكنيسة بصورة متعمدة واللبيب يفهم الإشارة.

لهذا طلب الطوباوي مار يوحنا بولص الثاني طلب الغفران عن كل اساءات حصلت في تاريخ الكنيسة ككل، من محاكم التفتيش وقبلها وبعدها الى تبرئة اليهود من دم المسيح.

 الان أدعوكم الى قراءة مختصرة عن تاريخ اقوى دولة مدنية حديثة، التي تأسست على مبادئ حقوق الانسان الا وهي الولايات المتحدة، فترى لحد يوم امس، نلاحظ ان الاتهامات موجه الى الرئيس ترامب وفريقه في تزوير النتائج وتسريب ملفات شخصية مس كلينتون لتشويه سمعتها والتلاعب بنتائج التصويت مثلا، بالإضافة الى مقتل ثلاثة أعظم رؤساء لها في التاريخ ابراهم لينكولن (1865) والرئيس وليم مكينلي (1901) وجون كندي (1963) ومحاولات فاشلة لقتل الرئيس روزفلت وريغن(1981) واكثر من عشرة محاولة أخرى ضد رؤساء الاخرين، من يتحدث عن هذا التاريخ الأسود وغيرها من الجرائم ليس فقط أمريكا، بل في العراق او في البلدان العربية؟!.

 يجب ان لا ننسى أيضا عشرات بل  مئات الانقلابات والبطش ومذابح دموية بين افراد العائلة الواحدة بسبب المال والسلطة او الكرسي أشهرها انقلابات أولاد على ابائهم واخوتهم مثل سلاطين الدولة العثمانية وبالأخص محمد الفاتح ، وفي الزمن الحاضر ما حصل خلال عشرين سنة الأخيرة في امارة القطر من ثلاث انقلابات متتالية قام بها الابناء ضد آبائهم!! وكذلك السعودية ومصر وغيرها. اما العراق لا حاجة لنا بذكر الرؤساء الذين تم قلتهم بالانقلابات من مجزرة في قصر الرحاب بعائلة الملك، الى صدام حسين ومهندس التغير النظام السابق احمد الجلبي. هذه الجرائم لا  يتحدث عنها الاعلام بسخرية مثلما يسخرون من الكنيسة، حيث يتم ذكرها في الاعلام بصور خفيفة بدون اكتراث وبصورة هامشية بينما يحاول أعداء الكنيسة تكبير صورة الخلاف بين قداسة البابا واحد سفرائه حول قضية أحد كرادلة واخطائه.
 
 اذن الكنيسة مؤسسة إنسانية كغيرها من المؤسسات يمكن ان تصرف أحد أعضائها خارج نظامها او اخلاقيات العمل فيها فلا يعني ان كل المؤسسة فاشلة او مجرمة، لننظر مئات الإنجازات والمواقف الإنسانية التي كان للكنيسة في التاريخ لصالح الفقراء والإنسانية، قصدي لننظر الى عطاءات الكنيسة  في التاريخ من حيث حماية الإرث التاريخي للأمم وتأسيس الجامعات والرهبانات والمستشفيات وحملات تقديم الادوية وتلقيح الأطفال في بدالية القرن الماضي وغيرها من الثمار والاعمال الإنسانية. كما يجب ان نعترف بحقيقة ساطعة منذ فجر التأرجح، ان الخيانة كانت من شيمة الانسان الأول الى اليوم (ادم وحواء وقصة التفاحة، هابيل وقابيل، واسحق وعيسو، ويوسف واخوته، يهوذا وزوجة ابيه، داود .......الى هيردوس ومقتل أطفال بيت لحم، الى حصار أمريكا ضد أطفال العراق وغيرها الى جرائم الدواعش ضد الأقليات وسبي نسائهم، الى حملة التي تقوم الميلشيات الكردية في قامشلي ضد المسيحيين. إذا العمل المشين ضد القانون الوضعي او الأخلاقي او الضمير الانسانية غير مقبول لكنه يحصل مع الأسف رغم تنديد الجميع به.

في الختام نقول ان الكنيسة هي الشعب المؤمن بتعاليم المسيحي، هناك من نذر نفسه لخدمة المذبح والاعتناء بتعليم الروحي والإنساني للمجتمع وهم قلة قليلة الان يدعون بالاكليروس او الكهنة لهم مؤهلاتهم ، وهناك من هو مؤمن وملتزم بهذه القواعد الايمانية.

يمكن ان يحصل الخطأ من قبل أي انسان مسيحي او غير مسيحي، مؤمن او غير مؤمن، مسؤول او غير مسؤول، لأنه انسان وفيه الغرائز كما هي عند بقية الحيوانات. من المهم جدا ان نساعد الخاطئ الواقع تحت نفوذ الغزيزة ان يتخلص منها ونشجعه على انه لا يقع  مرة أخرى ونساعده  ليتشفى. ولنتذكر مقولة المسيح  لليهود عن المرأة الخاطئة:"
 من منكم بلا خطيئة ليرجمها يو 8/7).
لكن  يجب ايضا من يخطأ ان ينال جزاءه حسب القانون الوضعي والاخلاقي.

126
قراءة من اللوح الاخير
لاسطورة الخلق البابلية

بقلم يوحنا بيداويد

في هذا الزمن الغريب!
أصبح كلَ شيء مستحيل 
وغير مستحيل
لا توقف للصيرورة (1)
وأصبح الضمير من اخوات كان وشقيقاتها
وأصبح الدولار اقوى سلطان في بلادنا

جفت مياه نهري دجلة وفرات على يد اعداء
وتحولت ارض العراق الى صحراء
ولم يبال أي منهم بهذا البلاء
 كيف ستستمر الحياة بلا ماء؟
أصبح أبناء اور وبابل ونينوى واريدو والوركاء
 كلهم غرباء
 حتى إله انليل لا يسمع عويل الايتام والفقراء
 
لأول مرة تخاذلت الهتنا (2)
اين عظمة مردوك وكلكامش وعشتار؟
حتى الاله (انو) هرب الى وراء البحار
تنازلوا عن عشتروت الخلود
واختاروا اشباع الغرائز والملذات
اجبر ابنائهم للهجرة
كي تبتلعهم امواج بحر ايجه
كانما امر كتب من انشار
من صاحب لوح الاقدار

بالأمس قادت جموع في البصرة (3) مظاهراتهم الى معبد العظيم (4)
فلم يجدوا لا الحراس ولا إله (انليل).
فرجعوا الى بيوتهم خائبين
لا كهرباء، لا ماء ولا دواء للمساكين
نسوا انهم احفاد انكيدو الجبار
منازع كلكامش وقاتل خمبابا وعشيق شامات!
لماذا يدفنون حزنهم ؟
اكراما لالهة سيع سماوات؟

نحيب وصراخ راحيل واخواتها
وصل أعماق الأبدية
وانقلب هناك صمت الأبدية الى صخب
الى عزاء كبير
بكى حمورابي وأبكى كل الملوك الجبابرة
وكل آلهة بلاد ما بين النهرين
 
لقد سمعوا بما لم تسمع اذانهم
منذ ان اجبرت عشتار على العراء

ان حضارتهم فسدت بيد رجال الدين وتعاليمهم الجوفاء
ودماء احفادهم جرت وتجري بدون اكتفاء
تذكروا كيف سقطت بابل العظيمة على يد الغرباء
كيف فتح رئيس الحراس الباب للاعداء
لوح القدر كتب علينا
كل الهزائم تاتي من وراء خيانة

اندثر العدل والقانون باسم اله غريب
لا يستطيع القيام واجبه
 فأعطى للفاسدين توكيل
جعلوا الموت والقتل طريقا للقداسة
لا عدالة، لا ضمير
 لا تسمع الا كلاما مريب
 كله نفاق باسم الدين
هل فعلا الدين  يتحول الى افيون  عند المؤمنين؟!

أيها العراقيون
لماذا تحبون لون الأسود
لقد خانكم الجميع
خانتكم  إلهتكم من اعظمهم الى الاخير
 حتى اخر موظف او شرطي تراه عميل
فأنتم تعيشون في زمن حكام لا شيمة ولا اخلاق
حتى الأستاذ وباع أسئلة الامتحان
فممن تنتظرون ان يكون امين

تخلوا عن مبدا الميزان او مبدا الجاذبية!
لا نعرف من افسد من؟
هل الدين سبب فساد والخراب.
ام المؤمنين عادوا الى الهبل والعز واللات

بالامس
ترائى لي الاله انو (5) في الحلم
وقال:
في أعالي
تعالت صيحات حراس الأبدية
في قاعة الخلود اجتمعت الالهة 
فاقسموا على انهاء الفوضى وجلب الفناء
ودفن الحرية
لن يبق كائن يتنفس الهواء
ولا شيئا من هذه البربرية

انتهى السفر.

127
محاضرة السيد يوحنا بيداويد التي القاها في أخوية مار كوركيس في ملبورن / أستراليا بعنوان "التطور الديني في حضارة وادي الرافدين" بتاريخ 8/ 7/ 2018

http://www.ankawa.org/vshare/view/10888/youhana-bidaweed/

128
 ايها العراقيون انتم لستم اقل من الامة الفرنسية!

بقلم يوحنا بيداويد
15 تموز 2018

في مثل هذه الايام  قبل 233 سنة قرر الشعب الفرنسي القيام بثورة ضد ملك فرنسا وحاشيته واتباعهم بعد ان ملات شوارع  باريس من الجياع والفقراء والمرضى والايتام مثل البصرة وبغداد والموصل.

حينها اعلنت الطبقة المعدومة والمسحوقة والمحرمة والمضطهدة التي سرقت اموالها وثروة بلادها على يد الملكة مار انطوانيت وزوجها لويس السادس عشر ومن قبل طبقة النبلاء ( مثل السياسيين الحرامية الذين يحكمون العراق اليوم) ورجال الكنيسة ( اصحاب العمائم اليوم)،  اعلنوا القيام بثورة ضدهم، ورفعوا الثوار شعارهم الشمولي المشهور( العدالة والمساواة والاخاء)، واعلنوا مطالبتهم بنظام جمهوري مع دستور لا يخرج عن اطار الشعارات الثلاثة.

حان الوقت انتم أيضا ان تقولوا كلمتكم، فتاريخ حضارتكم( حضارة وادي الرافدين) اعظم من تاريخ حضارة فرنسا نفسها، فانتم لستم اقل من أبنائها جرأة وقدرة.

أتمنى لكم كل الموفقية في مسعاكم وهذه بعض ملاحظات مهمة لكم:
1- مهما طال الزمن ان السياسيين الحاليين لن يغيروا سياستهم  لا بل لن يستطيعوا، لأنه جميعهم مشتركون في نفس الجريمةّ!! واغلبهم حرامية.
2- ان دول الجوار والأصدقاء والحلفاء ليست افضل من الأعداء، لان ما يحرك الاخر في عالم اليوم هو المصلحة الاقتصادية، فلا أمريكا ولا ايران ولا تركيا ولا الخليج يفيدكم الا وحدتكم ووطنيتكم وشعاراتكم الثلاثة.
3- ان لم تنجحوا اليوم في ثورتكم بلا شك ستكون بسبب سرقتها  من قبل اعدائكم منكم كما حصل في الماضي وقد يحصل اليوم لا مسامح الله .
4- ارفعوا شعارات الثلاثة في الدولة المدينة، لأنها الطريقة الوحيدة كما ترون أنظمة العالم تسير، نعم الدولة المدنية وحدها تحقق لكم المساواة والعدالة والتآخي ومن يبتعد عن هذه الشعارات هو ضدكم بل عدوكم!!!
5- يا للمفارقة اغلب العراقيون في المهجر نائمون مع الأسف، فلم يعد يهمهم مصير وطنهم ووطن اجداده،  لهذا لا يغرونكم (المهاجرين العراقيون) بالشعارات والشهادات وتعاليم واقاويل دينية متطرفة.
6- الحياة الواقعية التي تعيشونها هي افضل لكم وسعادتكم ومستقبل اطفالكم والأمان والسلامة والراحة هي افضل لكم  من الايمان بأفكار خرافية قد لا توجد لها صلة بالواقع ابدا.
7- يجب انتخاب وبأسرع وقت ممثلين من بينكم  يتحدثون باسمكم والا سيندسون بينكم من يسرق او يغير مصير ثورتكم كما حصل في الماضي.
8- الرجل الوطني  هو من يخلص  للوطن وليس لطائفته او قوميته او عقيدته او قبيلته او عروبته، هو وحده يفيدكم، فحذار من الشعارات الطائفية والقومية والدينية.
9 - انتصاركم معتمد على وحدتكم واصراركم وخلاصكم لثورتكم.
10 - تأكدوا ان لم تنجحوا اليوم، لا بد ان يأتي من بعدكم ويخلدكم  انتم فقط بسبب موقفكم الوطني، اما البقية يذهبون الى مزبلة التاريخ كما ذهب تاريخ التتر الذي جاوز 200 سنة اليها.
 في الختام أتمنى ان تستمروا في مسيراتكم  ولكن يجب ان تكون سلمية ولا تحرقوا المؤسسات والبنايات الحكومية لأنها ثروتكم واموالكم أتمنى لكم كل الموفقية




129
              دعوة لحضور محاضرة تحت عنوان: " تطور الفكر الديني في حضارة وادي الرافدين) في مدينة ملبورن

ضمن منهاجها الشهري تستضيف اخوية مار كوركيس للكدان في مدينة ملبورن الكاتب يوحنا بيداويد في محاضرة بعنوان " تطور الفكر الديني في حضارة وادي الرافدين" في مدينة ملبورن وذلك في يوم الاحد القادم 8 تموز 2018 الساعة السابعة مساء في قاعة نفس الكنيسة على العنوان التالي
1 Copper st, Campbeelfield, 3061 Vic.
الدعوة عامة


m/][/url]

الاله آنو Anu

المحاضر في متحف لوفر امام عرش الاله القديمة

[/url]





الواح القدر




اسطورة الخلق البابلية
:اينوما ايليش
عندما لم يكن في اعالي سماء...



كلكامش وخليله انكيدو



الاله مردوخ حفيد الاله انكي او ايا

130
تقرير عن حفل توقيع كتاب "سفر برلك" الطبعة الثانية في سدني.

اللجنة الإعلامية سدني - استراليا

برعاية سيادة المطران مار أميل نونا السامي الاحترام راعي أبرشية مار توما الرسول للكلدان والأثوريين الكاثوليك في استراليا ونيوزيلندا، نظمت الرابطة الكلدانية لفرع نيو ساوث ويلز حفل توقيع كتاب "سفر برلك" للكاتب والباحث الاستاذ يوحنا بيداويد وذلك في يوم الأربعاء الموافق 2018/6/18 في قاعة كنيسة مار توما الرسول في مدينة سدني الأسترالية وبحضور الآباء الكهنة وبعض الشخصيات السياسية الأسترالية وممثلي الأحزاب والمؤسسات الاجتماعية الكلدانية والسريانية والآشورية والعراقية واللبنانية  ونخبة من المثقفين وعامة الشعب.
في البداية طلب عريف الحفل السيد مخلص يوسف سكرتير الرابطة فرع ملبورن الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهدائنا في مذابح "سفر برلك " وكل شهداء العراق منذ ذاك الوقت الى اليوم.
في كلمته رحب السيد سمير يوسف نائب رئيس الرابطة الكلدانية العالمية ومسؤول فرع سدني بالضيوف جميعا باللغات الثلاثة الكلدانية والعربية والإنكليزية، ثم ثمن جهود الكاتب في البحث والتنقيب وفحص الوثائق اثناء قيامه بتأليف هذا الكتاب الثمين (سفر برلك)، حيث وثق مآسي أبناء شعبنا في هذا السفر المؤلم من تاريخه.


  ثم قُرات رسائل السادة مطارنة الكنائس الشرقية في استراليا التي وضعت في مقدمة الكتاب/الطبعة الثانية.
 حيث قرا الاب بولص منكنا رسالة سيادة المطران مار اميل نونا السامي الاحترام الذي اعتذر عن الحضور بسبب تواجده في مدينة ملبورن.



[url=http://uploads.ankawa.com/][img width=800
http://
height=450]http://uploads.ankawa.com/uploads/1529597499262.jpg[/img][/url]

ثم قراء الاب يوسف يوسف رسالة سيادة المطران مار ياقو دانيال السامي الاحترام،


 ثم قراء الإعلامي المعروف ولسن يونان رسالة سيادة المطران مار ميلس زيا السامي الاحترام.

رسالة سيادة المطران مار جرجيس القس موسى النائب البطريركي  والزائر الرسولي في استراليا

ثم قدم الكتاب الشماس الإنجيلي سامي ديشو، حيث قيم جهود الكاتب في جمع الوثائق واراء المؤرخين ومقارنتها مع بعضها وإعادة ترتيب جداولها.[img width=540 http://height=960]http://uploads.ankawa.com/uploads/152959801652.jpg[/img][/url]

في الفصل الأول تطرق الى المذابح التي حصلت المسيحيين منذ حملات تيمورلنك 1496 و1401 التى شتت شمل أبناء الكنيسة أبناء الكنيسة الشرقية بين الشرق والغرب فوصل البعض منهم الى قوقاز وجورجيا، قبرص والهند. ثم تطرق الى ما جاء في الكتاب عن مذابح نادر شاه وميركور وبدرخان والنهري، الى مذابح السلطان الأحمر عبد الحميد الثاني.

في الفصل الثاني الذي كان مخصص لمذابح التي حصلت للأرمن سنة 1894-1895 واثناء الحرب العالمية الأولى 1914-1918، وكيف اتخذ القرار المشؤوم "سفر برلك" في 24 نيسان 1915 الذي راح ضحيته قرابة مليون ونصف مليون شهيد ارمني.

في الفصل الثالث تحدث الشماس سامي عن الابرشيات الكلدانية الخمسة التي كانت موجودة في شرق الدولة العثمانية التي ابادها الجيش العثماني مع المليشيات المحلية من أفواج الحميدية من العشائر الكردية والى الابرشيات سلامس وارومية.وخويي في إيران التي تعرضت الى أسوأ نكبة في التاريخ الحديث.

الفصل الرابع تحدث عن "رحلة الموت" للأخوة الاشوريين الذين اجبرتهم الحرب العالمية الأولى الى الدفاع عن ذاتهم ومن ثم الهجرة من ديارهم في هكاري في شرق تركيا الحالية الى منطقة ارومية وسلامس في شمال الغربي من إيران الحالية وبعد ثلاث سنوات، وبعد خيبتهم بوعود الإنكليز اضطروا للهجرة الى همدان في إيران ثم الى بعقوبة في العراق ثم الى الكمب قرب فلوجة (العراق) وبعد سنيتن الى منطقة "مندان" قرب عقرة (العراق)، وكيف تم نفي القائد اغا بطرس الى المنفى في فرنسا.
في الفصل الخامس والأخير تحدث الكاتب عن مذابح الكنيسة السريانية بطرفيها الكاثوليك والأرثوذكس في المحافظات الشرقية والجنوبية بالأخص في منطقة النصيبين ملامح السريان في الدفاع عن أنفسهم في (آزخ).


ثم القى السيد روئيل الشماس نائب رئيس الرابطة الكلدانية فرع سدني نبذة عن سيرة المؤلف التي شملت عطاءاته في المجال الثقافي ومشاركاته في العمل القومي والتثقيف الكنسي.

بعدها ألقيت قصيدتان بالكلدانية والعربية، حيث القى الشماس دواد ابونا قصيدة باللغة الكلدانية والدكتور شابا هرمز باللغة العربية

ثم القى المؤلف السيد يوحنا بيداويد كلمته، شكر فيها والديه وزوجته وافراد عائلته وكل من قدم له المساعدة في تأليف هذا الكتاب، وشكر غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو الكلي الطوبى الذي قدم الكتاب. كما شكر السادة مطارنة الكنائس الشرقية الذين بعد اطلاعهم على النسخة الأولى كتبوا رسائل تثمن جهود الكاتب يوحنا بيداويد في توثيق الحدث الأكبر في القرون الخمسة الأخيرة من تاريخ المسيحية في الشرق. وتمنى المؤلف ان يوحدوا ابناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان كلمتهم وان يقيموا تذكارا سنويا على ارواح هؤلاء الشهداء في 24 نيسان من كل سنة وفاء واحتراما لهم، كما اوضح ان الكتاب لا يمثل قضية تخص الكاتب بقدر ما هي قضية دماء شهدائنا، فالاهتمام به يعني اهتماما بهذه القضية المهمة في تاريخنا.

كما شكر أعضاء الرابطة الكلدانية فرع سدني على جهودهم في التنظيم، كذلك شكر أعضاء الرابطة الكلدانية من فرع ملبورن الذين حضروا لهذه المناسبة من ملبورن وشاركوا في تنظيمها.

وبعدها طلب السيد سمير يوسف من الحضور، كل من يرغب باقتناء نسخة من الكتاب يستطيع الحصول عليها مع توقيع المؤلف، اثناء ذلك تناول الحاضرون العشاء والمشروبات الغازية والساخنة التي تم اعدادها من قبل الأخت بسمة بيداويد جزيلة الشكر بمساعدة لجنة المرأة التابعة للرابطة الكلدانية. وهذا جانب من صور الحفل.

[/b][/size]





[img width=640 [url=http://uploads.ankawa.com/]http://height=960]http://uploads.ankawa.com/uploads/15295920672.jpg[/img][/url]














[img width=800 [url=http://uploads.ankawa.com/]http://
height=533]http://uploads.ankawa.com/uploads/1529592683182.jpg[/img][/url]






















131
الانسة انجيلا مرقس بيداويد في لقاء الصداقة بين الكاثوليك والجالية اليهودية

شاركت الانسة انجيلا مرقس  من الكنيسة الكلدانية  يوم امس الاحد المصادف 17 حزيران 2018  في اللقاء السنوي بين الكاثوليك والجالية اليهودية، الذي كان في هذه السنة حول" قضايا الشبيبة الساخنة في المجتمع الاسترالي".

 حيث اختيرت من قبل مطرانية مدينة ملبورن للكاثوليك(Catholic Arch  Diocese of Melbourne/ EIC) بجانب الفتاة اخرى اسمها كاثرين سبنسر لتمثيلهاوالمشاركة في النقاش في هذا اللقاء. ومن جانب الجالية اليهويةJewish Community of Victoria (JCCV) شارك في النقاش فتاتين اخرتين .

وجهت السيدة ماريا سبعة اسئلة حول مواضيع مختلفة عن مشاكل الشبيبة في المجتمع الأسترالي في الوقت الحاضر الى الفتيات الأربعة، استمع الحاضرون الى اجوبتهم ورؤيتهم الممتعة وعن كيفية إيجاد الحلول لها.

هذا وقد حضر اللقاء عدد من الاكليروس المسيحي ورجال الدين اليهودي مع نخبة من وزراء ورؤساء البلديات والشخصيات الاكاديمية والسياسية في ولاية فكتوريا.

لقراءة التقرير باللغة الانكليزية يرجى فتح الرابط التالي
http://www.jwire.com.au/annual-jewish-and-catholic-friendship-dinner-explores-youth-issues/



[url=http://uploads.ankawa.com/]

[/url]











132
الرابطة الكلدانية والاتحاد الكلداني الاسترالي في ملبورن يحتفلون بمناسبة فوز قائمة ائتلاف الكلدان 139

 احتفل اعضاء الرابطة الكلدانية / فرع ملبورن والاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا يوم الاحد الماضي المصادف 27/05/2018 على قاعة ابفيلد بفوز قائمة الائتلاف الكلداني في مقعد بالبرلمان العراقي.

تم قص الكيك بهذه المناسبة وتمنى الحضور التقدم والنجاح لائتلاف الكلدان لتحقيق المزيد من النجاحات في انتخابات الاقليم ومجالس المحافظات القادمة، كما انها المرة الاولى يتشرك فيها الكلدان بقائمة موحدة تحقق لهم الفوز.

 كما تمنوا ان لا تؤدي التجاذبات بين الكتل الانتخابية بعد اعلان نتائج الانتخابات الى صراعات تجر البلاد الى حرب بين الاطراف يكون وقودها الشعب العراقي التي ابتلي بسياسيه الفاسدين منذ سقوط النظام...

اللجنة الاعلامية في الرابطة
فرع ملبورن












133
مهمات تنتظر الكلدان بعد فوزهم في الانتخابات

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
20 ايار 2018

 
اخواني واخواتي نشاط الكلدان حول العالم
تحية لكم
مرة اخرى نباركم لكم فوزكم بمقعد اربيل للكوتا المسيحية، كما نبارك لكل الكلدان الذين صوتوا لهذه القائمة والذين عملوا بكل جهدهم الاعلامي لتحشيد والمشاركة في الحملة الاعلامية لصالح قائمتنا (139).

شكرا لكافة المؤسسات المدنية والمنابر الاعلامية والاذاعات ولاسيما اعضاء فروع الرابطة الكلدانية حول العالم واعضاء الحزب الديمقراطي الكلداني وأعضاء الحزب مجلس القومي الكلداني.
 
اشكر من قلبي كل كلداني شعر بمسؤوليته القومية والاخلاقية والانسانية في عدم التخلي عن اخوته في ارض الوطن العراق (بيث نهرين) في مصيبتهم ومحنتهم حيث عمل كل ما بوسعه وحضر مراكز الانتخابات وصوت.
 
في نفس الوقت اعتب لموقف لبعض الأصدقاء والمعارف والقوميون الكلدان حسب ادعائهم، الذي قدمنا لهم خدمات كثيرة في كل مناسبات خلال 26 سنة الماضية لكنهم لم يكونوا اوفياء ابدا لعلاقتنا الطيبة معهم، ولم يوفوا بوعدهم، ولم يقدموا ابسط ما يكون لشعبهم وأمتهم ومسيحتيهم، مع الاسف اقول لهؤلاء ان موكب الكلدان انطلق وعبر مرحلة التشتت والضياع وعبر المحطة الاولى في مسيرته نحو مجد اجداهم، لا بل قفز فوق الاخرين في خطوته الاخيرة.
 
اخواني في الحلقات الاعلامية الداخلية التي عملت بكل جهدها لرص الصفوف كما قلنا وقيادة الحملة الاعلامية الشرسة والقوية مع الاخوة المنافسين من القوائم المسيحية الأخرى في انتخابات الدورة الرابعة للبرلمان العراقي، اضع امامكم بعض افكاري الشخصية لعلها تكون مفيدة من اليوم الاول من بعد فوز الاستاذ هوشيار قرداغ بمقعد أربيل اتمنى ان تنال رضاكم.
 
هذه بعض مهمات تنتظر الكلدان في المرحلة القادمة هي -:
•   ايقاف الحملة الإعلامية في هذه المرحلة، ومحاولة طرح أفكار بناءة عن كيفية تسخير نشاط اعضائها في ابراز الهوية الكلدانية عند الاخرين مثلا كتابة تقارير إعلامية عن نشاطات الكلدان حول العالم عن الحياة اليومية،  مثل نشاطات ثقافية او رياضة او الحياة الاجتماعية، ومحاولة توثيق الاحداث التي حصلت خلال القرنين الاخيرين في كل قرية او مدينة، حيث يمكن ان يقوم مثقفي كل مدينة  او قرية او لجنة الشيروات فيها على توثيق هذه الاحداث في  كتاب او كتيب بالأخص احداث النصف الأخير من القرن الاخير ، كي يبقى اعضاء هذا الكروب بالعمل معا وبنفس الحماس والأهداف، لكن لهدف جديد، ولكي لا يضع وقته في طرح الانتقادات لتصرفات السلبية حدثت اثناء الانتخابات. فاستخدام الاعلام ضروري جدا في هذه المرحلة لتوعية الكلدان بهويتهم القومية.

•   التفكير في كيفية جعل الكلدان الذين لم يشاركوا في التصويت هذه المرة ان يدركوا مسؤوليتهم الأخلاقية في الانتخابات القادمة، لان يمكن ان يكونوا  هم اول الخاسرين، كما طرحنا ربما يتم الغاء تقاعد الكبار بسبب افلاس الدولة العراقية نتيجة حكومة مزيفة والتي تأتي على الحكم من خلال قرار الشعب نفسه من خلال عدم مشاركته في عملية التصويت في البرلمان.


•   الاستمرار بالتعاطي والتواصل مع رئاسة الكنيسة والسادة الاساقفة لان دعمهم وارشادهم ضروري، كما ان عددنا لا يساعد على الانقسام.

•    التفكير في كيفية ابراز الهوية الكلدانية بصيغتها الحضارية كي نكتسب اصواتا أكثر فأكثر في الانتخابات القادمة، وضرورة تطابق العمل والمواقف مع التصريحات والاقوال!


•   الاستعداد للانفتاح والتعامل مع الاخوة الاشوريين والسريان على اساس المصلحة المشتركة، لأننا واحد في الأخير في جسد المسيح، فيجب ان يكون هذا مبدا أساسي بغض النظر عن موقف الاخرين حتى لو كان ضدنا.

•    محاولة وضع حقوق كل المسيحيين فوق المصالح السياسية فالدفاع عنهم هو امانة مقدسة.


•   تأسيس مكتب لوضع دراسات استراتيجية لدراسة ومراقبة التطورات السياسية لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لمصلحة العامة.

•   ادعوا الى اقامة مؤتمرات كلدانية محلية في كل دولة لأجراء مسح لآراء وافكار وتبادل وجهات النظر بين الشعب الكلداني ونشاط القوميون الكلدان على امل يتم دراسة إقامة مؤتمر كلداني موسع في السنين القادمة

•   من الضروري جدا خلق امل لدى ابناء شعبنا كي يؤمن بوجوده ويدافع عنه، وفي حقه في ارض اجداده-ارض الرافدين وخيراتها، كذلك التأكيد على ضرورة القصوى إعادة الاهتمام باللغة الام، لا توجد امة بدون لغة، فان فقدنا لغتنا فقدنا الامل بقاء  الروح في هذه الامة شئنا ام ابينا. لان الاقوام تعرف بلغتها قبل كل شيء.

•   في الختام أتمنى للكلدان وكل قوائم أبناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان الموفقية، كما اتمنى من الفائزين ان يكونوا أوفياء للهدف الذي رشحوا من اجله الا وهو الدفاع عن حقوق المسيحيين والمطالبة بحقوقهم في كل مناسبة والمحافل الدولية.
 


134
 الاعلامي نينوس عمانوئيل من Radio Sbs assyrain program تجري مقابلة مع السيد يوحنا بيداويد مسؤول الرابطة الكلدانية فرع ملبورن حول انتخابات البرلمان العراقي
https://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/en/audiotrack/iraqi-elections-stations-melbourne#transcript_anchor



135
هل يستحق الكلداني ان يدخل قبة البرلمان العراقي في دورته القادمة؟!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
3 أيار 2018



مرة أخرى نعود الى قضية انتخابات البرلمانية العراقية التي لم يبقى لها الا أسبوعا واحدا فقط. مع الأسف وبصورة غير مقبولة كثرت المقالات والجدالات والطعن والتسقيط بين القوائم المسيحية بأسلوب غير صحيح وغير الموضوعي.
لكن كأحد اشخاص المكلفين في الحملة الإعلامية لدعم قائمة ائتلاف الكلدان كان لنا اتفاق عام على ان نبتعد من هذه الأساليب الرخيصة التي قد يلتجئ اليهاالبعض، بل التجئ اليها غيرنا كما يراه أبناء شعبنا المسيحي في موقع عنكاوا كوم او غيره او على صفحات فيسبوك.
 كانت مهمتنا الرئيسية ولا زالت توضيح لأبناء شعبنا المسيحي على أهمية انتخاب قائمتنا التي تحمل رقم 139 ومرشحيها، كذلك تعريف العراقيين بمرشحي هذه القائمة على حقيقتهم والاطلاع سيرتهم، ونقيم الندوات والمقابلات واللقاءات أكبر عدد ممكن لها في ارض الوطن والمهجر لهم. كذلك إعطاء أهمية للأولويات التي أتت في البرنامج الانتخابي لقائمة الكلدان 139.
نضع هنا بعض مواصفات عن الشخصية الكلدانية التي تبلورة عبر التاريخ الحديث والتي بلا شك يشاركهم عدد آخر من المسيحيين العراقيين أيضا وهي:
أولا-ان الكلدان بصورة عامة كانوا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في سنة 1921 وطنيون، وقد شهد لهذا الموقف القاصي والداني، لقد عملوا بكل جد وتفاني وإخلاص في كل الحكومات الملكية والجمهورية والدكتاتورية والإسلامية وفترة الحرب الاهلية وحتى اليوم.

ثانيا-كانت الكنيسة الكلدانية (الكنيسة الأكبر في العراق) تتصرف كأم لكل المسيحين بغض النظر على هوياتهم الاثنية او المذهبية. ففي زمن كل البطاركة للكنيسة الكلدانية بدءا من البطريرك عمانوئيل الثاني يوسف، ويوسف غنيمة، البطريرك بولص شيخو، وروفائيل بيداويد، وعمانوئيل الثالث دلي، والبطريرك الحالي مار لويس الأول ساكو، كان موقف الكنيسة الكلدانية شمولي وروحي ومسكوني  بالاضافة الى الروح الوطنية وإلانسانية بعيدة عن التعصب وكانت تدافع عن حق الانسان ممن كانوا.

ثالثا-ان البرنامج الانتخابي لقائمة ائتلاف الكلدان الموجود اعلى الرابط ادناه
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=872541.0
يطالب بمعالجة هموم المواطن العراقي، مطالبات بإعطاء حق المسيحيين وتعويضهم الشهداء والمهجرين وعلى الضيم الذي حصل لهم على ايدي المجرمين الدواعش، وتغير فقرات من الدستور بخصص الحرية الدينية والمنهاج وكذلك يتضمن على طموح القومي لأقدم مكون عراقي قديم الذي كان اخر سليل لحضارة وادي الرافدين.

رابعا – لعل يسال سائل لماذا هذه المطالبة بالتغيير؟
 هنا لا بد ان نسألهم ماذا انجز لنا الاخوة ممثلي أبناء شعبنا خلال ثلاث دورات السابقة؟ ماذا كانت مطالبهم؟ هل استطاعوا نقل مآساة أبناء شعبنا الى العالم كما فعلت فيان دخيل للأخوة اليزيديين؟
الم يحن الوقت ان يعطي للكدان مجال لتمثيل شعبهم؟  كل من يشك في قدرة الكلدان في العمل السياسي يستطيع ان يدقق دورهم الريادي في الأحزاب العراقية خلال قرن الماضي.

خامسا-هذه نقطة مهمة جدا والتي يحاول كتاب من أمثال أنطوان صنا بخلاف الحقيقة الادعاء بها والقيام بتشويه أبناء شعبنا بأنهم انقساميون ولا يهمهم غير تقسيم أبناء شعبنا المسيحي من الكلدان والاشوري والسريان وتفتيت اواصرهم
كما جاء في مقاله على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,873484.0.html
هنا نذكر مبادرات التي أطلقها غبطة ابينا البطريرك في 29 أيار 2015 التي لم تستجيب الجهات المعنية لها من الأحزاب السياسية والمؤسسات المدينة او البطاركة الاخرين او اي جهة صاحبة شأن وهذا رابط اقتراحه
http://saint-adday.com/?p=8321 

ليعلم الجميع ان الكلدان شاركوا ويشاركون في كل تجمعات والمسيرات والندوات والمؤتمرات الدولية والوطنية والقومية إذا ما وجهت له بصورة رسمية وبدون تصغير وتميع دورهم  وعلى أساس انه مكون كبير بين المسيحيين العراقيين وله خصوصيته ولا ينكر وجوده.

سادسا-ان مرشحي قائمة ائتلاف الكلدان للكوتا المسيحية التي تحمل رقم 139، هم أصحاب شهادات جامعية وبعضهم أكاديميين، لهم سيرة حسنة ومواقف جريئة وإنسانية، ولهم وظائف حاليا خدمية للمجتمع العراقي والمسيحي بصورة عامة الان، يعني هم يدركون هموم المواطن العراقي وبالأخص المسيحي.

اما من لا يسعده بتوحيد الصف الكلداني في هذه القائمة او بترميم البيت الكلداني من خلال تاسيس الرابطة الكلدانية او اقامة مؤتمرات او زيادة التناغم بين المثقفين والسياسيين ونشاط القوميين بين المؤسسات الكلدانية لا اظنه مخلصا لاي جهة حتى لنفسه.

ارجو من كل واحد ان يكون له موقف بضمير حي بعيدا عن التعصب الاعمى. ومن لا يتخذ موقف في هذه الانتخابات اشببه بورقة التوت المنفصلة من الشجرة لم يعد فيها حياة ولن تعود الى الابد.

في الختام نطلب من كل العراقيين ان يفكروا قبل ان يقرروا لمن يعطون صوتهم الوحيد !!!
وان لا ينخدعوا باي شخص ممكن يكون حتى لو كان كلداني، فكل شخص عليه شائبة غير وطنية يجب ان يبعدوه من تصويتهم.
ويعلم الجميع ان صوت كل عراقي اليوم مهم جدا في هذه المرحلة.
لان الحق في إعطاء صوته لشخص واحد فقط ولكيان او حزب او ائتلاف واحد خلال أربعة سنوات.
وان مستقبل أولادهم بل أجيال القادمة ومستقبل خيرات الوطن متوقف على ذلك الصوت التي تزكي به مرشح ما.
وبخصوص الكوتا المسيحية أتمنى يفوز كل من يستحق ان يفوز، كل من يستطيع ان يخدم أفضل ويكون امينا للمسيحيين في تمثليهم والدفاع عن حقوقهم
ان يكون جريئا مثل فيان دخيل التي جعلت ضمير العالم ان يهتز لنكبة اليزيديين والأقليات في سنجار وسهل نينوى التي حصلت تموز-اب 1914.
وفي الختام نكرر للكدان مقولة غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو
"استيقظ يا كلداني.". نعم حان الوقت لكل كلداني ان يحمل المنجل والمعول والقلم ويشارك في بناء وطن اجدادنا، الذي كان مهد حضارة الرافدين (بيث نهرين) على أساس نظام سياسي اجتماعي اقتصادي وطني اساسه المبادئ الثورة الفرنسية (الاخاء والمساواة والعدالة).

136
الرابطة الكلدانية والاتحاد الكلداني – ملبورن يحضران اللقاء الاول مع وزير الجنسية والتعددية الثقافية الخاص بالجاليات المتعددة في ملبورن
 
تلبية للدعوة الموجهة من وزير  وزير الجنسية والتعددية الثقافية السيد الن تودج  Federal Minister for Citizenship and Muticulture Affairs  الى الرابطة الكلدانية والاتحاد الكلداني – في كتوريا /ملبورن ـ حضر السيد يوحنا بيداويذ رئيس فرع الرابطة والسيد مخلص يوسف رئيس الاتحاد الكلداني اللقاء وذلك يوم الاثنين 30 نيسان 2018 .

وعلى هامش اللقاء تطرق السيدان يوحنا بيداويذ والسيد مخلص يوسف عن هموم الكلدانيين الاستراليين حول افراد عوائلهم واقاربهم المعلقين في دول جوارالعراق والذين يتنظرون لسنين طويلة هجرتهم الى استراليا... كما تطرقوا عن الوضع العام في الوطن الام العراق واوضاع الاقليات فيه وخاصة المسيحية.
وقد طلب الوفد من سيادة الوزير اعطاءه فرصة لاقامة لقاء خاص معه لتقديم المعلومات والوثائق والتقارير ومزيدا من الشرح عن وضع الجالية الكلدانية في استراليا وعن الذين ينتظرون الهجرة في دول جوار العراق الذين هجرهم الارهاب المتمثل بداعش ودمر مدنهم وقراهم وبيوتهم .

اللجنة الاعلامية للرابطة الكلدانية – فرع فيكتوريا
والاتحاد الكلداني الاسترالي - فيكتوريا 














137
مقابلة اذاعة SBS Radio Australia/Assyrian program مع الكاتب يوحنا بيداويد حول مقالته الاخيرة المنشورة في موقع عنكاوا كوم تحت عنوان:" هل ستجرى انتخابات ديمقراطية في العراق؟"

للاستماع يرجى فتح الرابط التالي
https://www.sbs.com.au/yourlanguage/sbs-radio-assyrian/en/article/2018/04/14/iraqi-election-your-vote-diospora-accounted?cx_navSource=related-side-cx#cxrecs_s

ولقراءة المقال يرجى فتح الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,872128.0.html

138
هل ستحصل انتخابات ديمقراطية في العراق؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن

ملاحظة
انا سأقول رائي بصراحة هنا واتمنى ان اكون على خطأ.

كل الدلائل تشير الانتخابات ستزور حتما
وان اصوات المهجر لن تصل الى الصناديق على حقيقتها.
لماذا؟

الجواب
حسب قناعتي للأسباب التالية
اولا -خبرتنا للانتخابات السابقة وطريقة فرز الأصوات وطريقة إيصالها او ارسالها. فلم يتم تغير الموظفين الرئيسين المسؤولين عن تنظيم الانتخابات الماضية وهذا خلل كبير بل امر خطير.

ثانيا -موقف المفوضية الحالية الغامض، بل المعيق، بل اللا امبالي بالمهجر حول طريقة التسجيل والوثائق التي كانت مطلوبة.
ثالثا-عدم وجود رد او جواب لأسئلتنا مع محاولتنا للاتصال بالمفوضية.

رابعا-لحد الان لم يصل موظفون من المفوضية لإيجاد مكان ونشره بين ابناء الجالية عنوان موقع التي ستجري الانتخابات ولم يتم تسجيل وتدقيق الوثائق والحصول على رقم للدخول الانتخابات.

خامسا واخيرا لحد لم يعلن للجالية طريقة توظيف ومن هو المسؤول عن اختيار الموظفين
وكم عددهم؟
ان شاء الله لا يكونوا مثل المرة السابقة قليلون لمدينة ملبورن التي يعيش فيها أكثر من 50 الف عراقي ويصل طابور الانتظار اربعة اوخمس ساعة لان مئات الناس ينتظرون فرصتهم لإعطاء صوتهم.

ان لم يرفع العراقيون الموجودين في المهجر اصواتهم الان فانا مقتنع الاحزاب التي حكمت وجلبت الفساد والخراب والحرب الاهلية والسرقات والجرائم لن تتخلى عن نهجها ولن تسمح لصوت الوطنيين الذين اغلبهم في المهجر تغير الواقع الفاسد في البلد.
لأنهم سراق مجرمون ويخافون من يوم العقاب الاتي من الشعب .

لكن يكن شعارنا مثل شعار الشاعر الكبير ابو قاسم الشابي

اذا الشعب يوما اراد الحياة            لا بد ان يستجيب القدر

يوحنا بيداويد
موظف لانتخابات دورتين سابقيتن
في ملبورن





139
كلمة الانسة انجيلا يوحنا بيداويد امام قداسة البابا فرنسيس خلال جلسة الافتتاح سينودس الشبيبة في روما اليوم

القت الانسة انجيلا مرقس (بيداويد) من كنيسة الكلدان ملبورن / استراليا، التي مثلت قارة استراليا ونيوزلندا كلمة امام قداسة البابا فرنسيس اليوم 18 اذار 2018 في روما بحضور اكثر من شاب وشبيبة ممثلين كافة كنائس الكاثوليكية في العالم.
ملاحظة
1- التسجيل الكامل يستغرق ساعتين تتضمن كلمة قداسة البابا فرنسيس وخمسة من الشبيبة حول العالم.
2- كلمة انجيلا تبدأ في الدقيقة 1.44 الى النهاية
3- للاستماع يمكن فتح الرابط التالي
 https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1733890360005511&id=100001536903825

نشكر الرب على نعمته الكبيرة في حياتنا
يوحنا بيداويد



[/url[url=http://uploads.ankawa.com/]]


140
رسالة معكوسة الى د. شاكر جواد بخصوص رسالته عن سيرة الشهيدة الدكتورة شذى مالك وزوجها

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
14 اذار 2018

عزيزي د. شاكر جواد زميل الطبيبة المسيحية الشهيدة شذى المحترم

قرأت كلمات المؤثرة والغريبة في رثائك لزميلتك الشهيدة شذى التي تم قطع اعضاء جسدها الى اوصال متعددة هي وزوجها الطبيب، ثمنا للحق الذي اجرمت به ضد أبناء العراق وأطفالهم لسنين طويلة، وثمنا لأعمالها غير الإنسانية وخيانتها لسلوك الوظيفي كطبيبة!، كذلك لإعطائها الدواء الشافي للأمراض واجراء العمليات الجراحية التي انقذت الاف المسلمين من الموت المحقق، بالأخص ضد فقراء بغداد الجديدة الكثيرين الذين عالجتهم طبيا ونفسيا وجسديا من دون مقابل تطبيقا للقسم المشهور للطبيب الاغريقي 460 ق.م (ابقراط ) الذي اقسمته معكم حين تخرجها.

عزيزي الدكتور دموعك حزنا عليها وعلى الزمن السعيد حقا تركت دموعي لا تسقط من حيث لا أدرى؟؟ ايمكن لأنك خالفت القاعدة من بين الاف المثقفين والأطباء والموظفين الذين يعرفون الشهيدة المجرمة والذين بقوا ساكتين، عابرين على الخبر وغير مبالين!؟. شكرا لموقفك الانساني وكلماتك الجميلة عن سيرة الشهيدة، لكن في الحقيقة كلماتك لن تشفي غليل قلبي ولن تبلسم جروح المسيحيين الى الابد.

ام لأنني انا أرى الأمور على غير حقيقتها كالعادة؟!، فانا كنت احلم بان جريمة قتل الشهيدة مع زوجها سيقود الى اعلان ثورة مدنية تبدأ بمظاهرة شجب واستنكار يشارك فيها كل العراقيين من فاو الى زاخو، في مقدمتها الايتام والارامل وامهات الشهداء شيوخ ونساء، ففي مثل هذه الأيام كانت بذور فكرة ثورة العشرين قد غرست في ارض الرافدين بينما انت (وقلة قليلة) كتبت هذه العبارات الجميلة بحق الشهيدة.

 نعم كنت احلم ان تبدأ هذه المسيرة من مدينة فاو التي اغرقت دماء الشهداء ترابها وطهرته عشرات المرات الى مدينة زاخو، حيث دخلها اهل الشهيدة هربا من أولاد وجنود السلطان الأحمر قبل مئة عام الذين قتلوا بدم بارد أكثر من مليونين مسيحي لا سبب سوى انهم على دين الافرنج والانكليز والروس!

وفي مقدمة هذه المسيرة الطويلة التي تمتد لأكثر ألف كيلو ميتر اعلام عراقية ولافتة كبيرة مطرزة بعبارة التي قالها شاعر الثورة الفرنسية "ميرابو" لحاجب الملك قبل 229 عاما اثنا الثورة الفرنسية:" اذهب وقل لمولاك اننا هنا بإرادة الشعب، ولن نبرح مكاننا الا على اسنة الحراب!".

في نهاية العام الماضي كنت مكلف لألقاء محاضرة في منتدى ثقافي نادر في مدينة ملبورن تحت عنوان:"محاكمة العقل/ لماذا نجحت البربرية في القرن العشرين ؟!
سألت نفسي مرارا وتكرارا، هل فعلا فشل العقل في الشرق الأوسط في العقود الاخيرة؟  لماذا اختار الانسان (أي اختار العقل) القرار الخاطئ في كثير مناسبات مهمة في القرن العشرين مثل الحرب العالمية الأولى والثانية؟

 لماذا يختار الانسان الشرقي العبودية وتأليه الحاكم منذ قرون طويلة؟ الم يحن الوقت تغير طريقة تفكيره؟  لماذا تقبل المراة ان تكون من الممتلكات وليست صاحبة الحق ولها الإرادة بامتلاك الموجودات؟ لماذا تخاف رعية من الخراف من الذئب ويأتمنون الى الراعي الذي هو القاتل الحقيقي وليس الذئب وحده؟!.

كل هذه الأسئلة تقودين الان الى السؤال الأهم، هل كل ما يحدث معقول ونحن المسيحيون مجرمون واغبياء؟؟!، لهذا تستحق بناتنا الاغتصاب وشبابنا قطع الاعناق بالفأس والساطور ونساء الإهانة والذل واجبارهم على الهجرة او الدخول في الإسلام لأنهم مسيحيون؟! هل يجب ان يكون ثمن الانسانية المتعالية في المسيحي الشرقي هو الموت بالسكين او الرصاص او الساطور او الهجرة؟ ماذا يملك العرب ولم يكن للمسيحيين الفضل فيه؟! هل البيئة المحيطة بينا ترفضنا؟ ما هو الشر الذي فينا كي ترفضنا؟

صحيح كان قديما في طبيعة الانسان غرائز وحشية (انكيدو)، لكن بمرور الزمن تحضر الانسان وتعلم وتهذب. وكان اجدادنا العراقيين الاصلاء اسسوا دويلات صغيرة في جنوب العراق ذات قانون محلي، ولما جاء سركون الاكدي وحدهم في اول امبراطورية في العالم ومن جاء حمورابي البابلي ليشرع اول قانون مدني شمولي يعطي حق لكل انسان، للمرأة وحتى حيوانات والانسان من دون ربطه بالدين.

ما يحصل في العراق الان كأنه كل شيء يسير بالمقلوب، عكس المنطق، والفلسفة التجريبية التي هي مبنية على التعلم من الأخطاء، عكس معطيات الطبيعة وعمل العقل.

الناس في العراق تؤمن ليس لها اي حق ولا تريد الحرية، وليس لها الامكانية للتغير! فكأنهم احجار منذ ملايين السنين وسيبقون احجارا، لان بعض معلمي عقيدتهم علموهم هكذا؟
الغريب في الامر ان العراقيين لمدة 1500 سنة الأخيرة لم يستطيعوا ان يتعلموا من الطبيعة ومن المجتمعات المجاورة ولا حتى الحضارة الحالية التي قصفت جدران قلاعهم بوسائل التكنولوجيا، فلم تنتج الحضارة العربية مفكر واحد يقف ضد هذا التوجه الا وقتل قبل ان يعلو صوته. 1500 سنة لا انتقاد للتعليمات الخاطئة التي لا تقدس الحياة ولا تضعها فوق كل اعتبار.

 اخي العزيز الدكتور شاكر لا تظن انا من المتعصبين، لكنني اسأل هل حقا رجعنا الى زمن الغابة والجاهلية والقبلية التي عفى عليها الزمن وشرب! هل ان سعادة المجتمع اليوم أكبر مما كانت قبل؟ هل شيخ القبلية له الحكمة وتحقيق العدالة أكثر من المحامي او القاضي او المثقف كي يكون قراره أكثر مقبول ومعقول وملزم.

بلا شك انت منصدم من الجريمة التي سمعت بها، لكن بالنسبة لي وغيري هو ألم، وجرح فوق جرح، فانا قضيت سنوات طويلة بالبحث والتقصي عن شهداء المسيحيين اثناء جرائم العثمانيين جمعية الاتحاد والترقي ومن قبلهم السلطان عبد الحميد الثاني الذي حكم سنين طويلة، فلم أرى شعرة واحدة اختلاف بين ما حدث في جريمة قتل شهدائنا (الطبيبة الشهيدة شذى وزوجها الطبيب والاخرون) في الأسبوع الماضي وبين ما حصل في مجازر ومذابح "سفر برلك" ولا ما عمله سمكو الشكاكي ولا بدرخان ولا مير كور او نادر شاه او السلطان ياووز ولا عباس الصفوي.

فرسالتك كانت صدمة لي، حينما وجدت شخصا عاديا يتأسف على مقتل زميلة له في الجامعة لمدة ست سنوات لم يسألها عن ديانتها؟!، الصدمة جاءت لماذا انت الوحيد؟ لماذا لم يفعل مثلك ملايين العراقيين الذين يعيشون نفس البؤس.

في الختام احييك على روح الإنسانية المتجذرة فيك. لكن صدق مادام الشعب ساكت الراعي والذئب يهنون بلحم خراف الرعية.
المجد والخلود لكل شهداء العراق الابرار


ملاحظة المرفق هي رسالة الدكتور شاكر جواد التي قراتها في فيسبوك


News Feed
Senan Zaia and Stewart Alzablo shared Shakir Jawad's post.

 

Shakir JawadFollow
7 hrs ·
طلعت مسيحية !!!
(شاكر جواد)
بمرحلتنا الي دخلنا كلية الطب عام 1975 و تخرجنا عام 1981 كان اكواثنين بس اسمائهم تبدأ بحرف الشين .. شاكر و شذى.
و بما انه كلية الطب كانت تتبع طريقة المجاميع الصغيرة في التدريب (كنا نسميها كروبات) فكانت الاسماء تتقسم حسب التسلسل الابجدي و الشخص الي اسمه يبدي بنفس حرف اسمك يلزك بيك بنفس الكروب لمدة 6 سنوات.
و طبعا صار واضح الكم انه بسبب هذا كضيت 6 سنوات ويه شذى بنفس الكروب، بالمختبرات و بالتدريبات السريرية و بالزيارات الميدانية وغيرها ..
شذى كانت طالبة متميزة جدا في دورتنا و تميزها كان في انها كانت غاية في الرقة و لم يكن لها مثيل في هدوئها و خفرها و خجلها و صوتها ذو النبرة المنخفضة ، كانت نسمة هادئة تبرد اعصاب مجموعتنا من يصيبنا التوتر بسبب ضغط الدروس، كانت الوحيدة التي لا تنفعل ولا تتأثر بالظروف و المحن الي يمر بيها الطلاب بشكل كان يثير استغرابي بل و يجعلني احسدها بسبب هذا الصفاء و الهدوء الداخلي المزمن..
انقطعت اخبار شذى الحلاوية منذ التخرج قبل 37 سنة و لم اسمع بها و لا باخبارها الى ان ظهرت صور سيدة لم استطع تمييزها على صفحات الانترنت اسمها شذى.. لم تثر الصورة انتباهي اول الامر و حتى بعد انتشار الخبر المؤسف بمقتل عائلة عراقية مسيحية في بغداد طعنا بالسكاكين لم اربط بين صورة الطبيبة ضحية هذه الجريمة البشعة و بين زميلتي شذى ببساطة لأني و خلال ست سنوات من علاقة الزمالة الوثيقة بشذى مالك حنتوش لم اعرف انها كانت مسيحية..
نعم .. تخيلوا لم اعرف الا الان بعد مقتلها انها كانت مسيحية .. عرفت بعد ان اصبحنا نصنف العراقيين حسب اديانهم و مذاهبهم في هذا الزمن العاهر..
لروحك الجميلة عزيزتي شذى و لروح عائلتك الشهيدة كل المحبة و لتنعم هذه الروح الملائكية بالسلام الابدي و الراحة الدائمة بعيدا عن قذارة هذا العالم التعس.. اكتب هذا الرثاء و عيناي دامعتان و ما ازال غير مصدق بأن شذى الوديعة الطيبة الجميلة تطعن بسكين و تموت .. شذى التي جعلني موتها بهذا الشكل الدراماتيكي فقط اعرف انها مسيحية بعد ان انقطعت اخبارها 37 عاما ..
و أرجو ان تبريني الذمة عزيزتي شذى فطالما قلدت صوتك المنخفض و حركاتك البريئة لاضحاك طلاب مجموعتنا و لكنك كنت تفاجئيني دائما بانك اكثرهم ضحكا على ما افعل و ليتني ما فعلت فلربما جرحت مشاعرك بتصرفاتي الخرقاء تلك و لكني لم اكن فاهما لمشاعر الناس كما انا الان... فعذراً
الوداع
#ابرونا_الذمة


141
راديو اس بي اس الاسترالي/ قسم الاشوري يلتقي الكاتب يوحنا بيداويد حول مشاركته في الندوة التي يقيمها ملتقى سورايا الثقافي في مدينة ملبورن يوم الاربعاء القادم
 في محور تحت عنوان:"  اولويات ابناء شعبنا في الانتخابات القادمة؟
للاستماع يرجى فتح الرابط التالي
https://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/en/audiotrack/what-should-priorities-be-our-elected-members-upcoming-parliament




142

هل نيل البطريرك ساكو جائزة نوبل للسلام يبلسم جروحنا؟!!

بقلم يوحنا بيداويد
23 شباط 2018

اثناء لقائه بالسادة الأساقفة لكنيسة الكلدان قبل أكثر من أسبوعين بارك قداسة البابا فرنسيس (امير الفقراء) غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو ترشيحيه لنيل جائزة نوبل للسلام. كانت هذ اول اشارة عن ترشيح غبطته لجائزة نوبل للسلام. وفي المقابلة الرائعة التي اجراه الصديق الإعلامي ولسن يونن من إذاعة SBS Australia/Assyrain Program مع غبطته أوضح بان تم ترشيح من قبل فرنسا وان منح هذه الجائزة له هو لأبناء الكنيسة الشرقية، وهو فرحان جدا لا بسبب نيل هذه الجائزة وانما قضية أبناء شعبنا ومعاناتهم تنتقل الى المحافل الدولية.

لا يستطيع أحد ان ينكر الكاريزما الموجودة في شخصية غبطة ابينا البطريرك ساكو جعلته معروفا على مستوى العامل، بالإضافة الى خدمته كاهن أكثر من 43 سنة، لديه إنجازات على الصعيد الشخصي التالية:
1-   فهو بالإضافة الى شهادته في الكهنوت، يحمل شهادتين دكتوراه "دكتوراه الاولى في لاهوت اباء الكنيسة الاوائل والثانية دكتوراه في تاريخ العراق القديم، فضلا عن ماجستير في الفقه الاسلامي.

2-   له أكثر عن عشرين كتاب عن الحضارة المسيحية وتاريخ الكنيسة الشرقية واعلام السريان ودورهم في بناء الحضارة العباسية وفي الحوار المسيحي – الاسلامي وهو عضو المجلس البابوي في حوار الاديان التابعة للفاتيكان.

3-   حاز غبطة البطريرك مار لويس ساكو على عدة اوسمة منها وسام الدفاع عن الايمان من ايطاليا، ووسام باكس كريستي الدولية ووسام سانت استيفان عن حقوق الانسان من المانيا

4-   عمل رئيس دير الكهنوتي (شمعون الصفا) التابع لكلية بابل الحبرية للاهوت والفلسفة  قبل ان يصبح اسقفا.

5-   انتخب مطرانا (رئيس أساقفة) على كرسي كرخ سلوخ (كركوك) عام 2002.

6-   -انتخب بطريركا على كرس بابل للكلدان من قبل السينودس المقدس للكنيسة الكلدانية بتاريخ الأول من شباط 2013 في روما.

7-   اول رجل من أبناء شعبنا المسيحي يلقى كلمة امام مجلس الامن الدولي في 27/3/2015 وينقل ماساه أبناء شعبنا الى العالم بعد ان طرد أكثر من 125 ألف مسيحي من الموصل والقصبات المجاورة.

8-   مشاركة في عشرات المؤتمرات والقاء المحاضرات، قام بمبادرات كثيرة وقدم مشاريع ووطنية وإنسانية عديدة من اجل تغير وضع القائم في العراق وتغير عقلية التعصب الديني الى الحوار الإنساني بين العقل


بعد هذه الإنجازات عشرات الأخرى التي لم يتنسى لنا ذكرها او لا نعرفها، نرى ان شخصا بهذا العطاء على مدى 43 سنة من خدمته، بالفعل يستحق ان ينال جائزة نوبل للسلام بعد ان وقف صامدا امام كل أنواع الصعوبات والتصدعات السياسية والتغيرات التي جرت في العراق والشرق الأوسط والعالم.
لا ننسى كان ولازال احدى أكثر الشخصيات العراقية التي تدافع عن الفقراء وحقوق المظلومين ويشارك روح إنسانية عالية في مساعدة المحتاجين والمهاجرين من كل المذاهب والأديان والقوميات بدون تفرقة، يطالب بحماية الحقوق المدنية للجميع، ودولة وطنية، فصل عن الدين عن إدارة الدولة، المطالبة بحقوق القاصرين في البقاء على ديانة والدهم او والدتهم في حالة تغير أحدهم ديانته.

في الختام ان كان لا بد من قول كلمة، فان الكثيرين من أبناء شعبنا المسيحي عبر عن سعادته في اعلان هذا الخبر. الذي بلا شك بمثابة بلسمة جروح العميقة والكبيرة خلال أكثر من قرن، ولن يعوض لنا الخسارة الكبيرة عن اضطهادات التي حصلت لابناء الكنيسة الكلدانية او الشرقية، فلا يسعني الا ان نبارك لغبطته على جهوده المتميزة المثمرة التي أعطت نتائجها في نقل معاناة أبناء شعبنا الى المحافل الدولية.

في نفس الوقت ننا نطالب كافة الرؤساء الروحانيين والسياسيين والكتاب والباحثين والمؤسسات المدينة توحيد صفوفهم في دع قضية ترشيحه من اجل رفع اسمنا وحماية حقوقنا، من اجل ذاتنا الكبيرة سواء كان الوطن الام العراق (بيث النهرين) مهد الحضارات، نيله لجائزة نوبل للسلام هي وسام لنا أبناء الكنيسة الشرقية جميعا.

 الى نهاية أيلول القادم ستبقى انظارنا متعلقة بمنبر لجنة جائزة نوبل في الاكاديمية الملكية السويدية للعلوم حين تعلن الفائز بجائزة نوبل للسلام التي وعد غبطته بتوزيع ريعها للفقراء.





143
امنيات غريبة لعام 2018

بقلم يوحنا بيداويد
30 كانون الأول 2017

ان تحلم وتسرح في خيالك حول امر يهمك هو امر عادي، لكن ان تحلم بمصير أمتك او شعبك ذلك بلا شك حلم كبير وهم ثقيل. لا ننكر ان الحلم هو أكثر وقعا في مثل هذه الأيام لدى الفقراء المحتاجين والضعفاء والغرباء من ديارهم وبيوتهم ووطنهم، لكن للبعض الذين هم مصابون بمرض " بمحبة الاخر" اوالاهتمام بالأجيال القادمة لأبناء جلدك الذين قسى القدر والزمن معهم بمكيال لا مثيل له، لا تنتهي الاحلام تستمر كأنها ينبوع الماء"!
في كل سنة مثل هذا الوقت يوجه الأصدقاء والمعارف اسئلتهم الى محبيهم سائلين عن ماذا يتمنون ان يحصل لهم في العام القادم؟ وحينما سئلت كغيري كان جوابي كالتالي:
1-   أتمنى ان يستثمر كل واحد من أبناء شعبنا (الكلداني والاشوري والسرياني) جهوده في تقريب وجهات النظر للوصول الى مسافة أقرب ما كانت في عام 2017، ويكون كل واحد مستعد لقبول الاخر المختلف عنه بغض النظر عن اية تسمية كان يفتخر (الاخر) بها، لان في النهاية، كل هذه التسميات وعشرات التسميات الأخرى غير المستخدمة هي جزء من تاريخ العراق القديم، أي تاريخ شعبنا، وبصورة أكثر دقة او حقيقية او موضوعية، أتمنى ان يكف رواد الكتاب المتعصبين من اللجوء الى التشويه والتجريح والطعن والتعصب الاعمى والا ما الفرق بين من يلتزم بهذا الفكر وفكر اعدائنا الدواعش؟ فبدون ربط الماضي مع الحاضر نصبح نكرة نكرة نكرة!!!.

2-   أتمنى ان تكون سنة 2018 "سنة تعليم اللغة الام " لأبناء شعبنا، كل واحد يبدا تعليم نفسه وأولاده اقاربه ومعارفه وجيرانه، أتمنى ان يتحدث بها يوميا. نحلم في نهاية السنة القادمة يستطيع التحدث بلغة الام، (فالشعوب كأي كائن ان لم يحلموا سيموتون!!)، وهكذا الى نهاية السنة 2018 املنا تكون اغلب عوائلنا وأبناء شعبنا تفهم ان مصيرهم مرتبط بمصير اللغة، لان هذه اللغة هي الرابط العضوي الأهم الان!!! او الشريان الرئيسي لسير الدم في جسد الشعوب (الحية).

 فاللغة هي الوعاء "كما قلنا سابقا" الذي حمل حضارة اجدادنا لنا، فبدونها نصبح نكرة نكرة نكرة!!!، وصاغت لنا هويتنا الحاضرة، كشعب له تاريخ مجيد وكنيسة قوية الايمان، بدون وضع شروط امام طريقة تعلمها او مضيعة الوقت حول تسميتها مرة .

3-   أتمنى ان يوحد الكلدان جهودهم تحت سقف الرابطة الكلدانية ويستمثرون الفرص، ان يقوم كل فرع  بنشاطات مهمة لأبناء شعبنا كي تصل فكرة الرابطة لهم، تقوم بتوعيتهم للحفاظ على ارتباطه بأصله.


4-   أتمنى ان يحصل ونفس الشيء لإخوتنا للأشوريين والسريان، ان يوحدوا جهودهم تحت أي سقف يختارونه بأنفسهم، ومن ثم يبدا الحوار الهادئ والهادف والموضوعي والواقعي عن مستقبل أبناء شعبنا المسيحي (الذي يحمل تسميات مختلفة) في الوطن وفي الشرق الأوسط وفي المهجر (لان عددنا ووضعنا وقوتنا لا تساعد على الانقسام والجدال الفارغ).

5-   أتمنى من آبائنا الروحانيين ان يكونون واقعيين وجريئين في اتخاذ مواقف من قضية اللغة، فديانتنا المسيحية لن تنقرض او تضعف او يقل ايماننا حينما يتعلم أولادنا تلو الصلوات بلغة الام، بالعكس هذه اللغة حملت لنا ايماننا المسيحي (من خلال اوانيها) اي قوالب التفكير، او صور (حلة فستانها) الكلمات الروحية الجميلة  انتقلت لنا، لهذا من المهم جدا البدء بتعليمها في كل مدارسنا ونشاطاتنا وكنائسنا وبيوتنا ومؤسساتنا، الناس تسمع وتسير خلف الكنيسة اكثر من أي جهة أخرى لهذا نرى من الضروري ان تأخذ الكنيسة الخطوات العملية كام ومعلمة ومربية وحارسة مهتمة بمستقبل ابناءها وحمايتهم من الضياع في المهجر بتعليم لغة الام ( لان عددنا ووضعنا وقوتنا لا تساعد على الانقسام والجدال الفارغ)

6-   أتمنى ان ينمو فكر وطني ثوري عراقي رافديني بحت، يقلع و يشلع كل ما هو فاسد وغريب وغير معقول او منطقي في بلاد الرافدين، ويبعد الأشرار الذين مدت ايدهم الى ممتلكاتها من الأصدقاء البعيدين والجيران القريبين، ان يحمي هذا الفكر ويدافع ويقدس كل شيء يعود لتاريخ وارض الرافدين المباركة.

7-   أتمنى ان لا تفوز الأحزاب والشخصيات والكيانات السياسية التي سببت قتل أكثر من مليون شخص وتشريد خمس ملايين عراقي حول العالم.

8-   أتمنى ان أرى الأطفال الصغار يتعلمون التربية العلمية الصحيحة، ويطبق المعلمين مبادئ علم النفس الحديث في إزالة براكين الغضب من الجينات الوراثية التي اكتسبوها من ابائهم من خلال الزمن الأسود الذي مروا فيه.

9-   ان يوحد المثقفين والعلمانيين والوطنيين من كافة شرائح المجتمع جهودهم معا من اجل النجاح في الانتخابات 2018 وتصبح فاصل تاريخي بين الماضي والحاضر.

10-   في النهاية أتمنى ان لا يتوهم بعض من كتابنا الذين ملؤوا موقع عنكاوا من الضجيج بان عددنا ووضعنا وقوتنا لا تساعد على الانقسام والجدال الفارغ).

وفي الختام اتمنى لكل العراقيين وبالأخص لأبناء شعبنا المسيحي عاما سعيدا مملوء من الخير والبركة والسعادة وتحقيق السلام والاماني، كما أتمنى ان لا تذهب احلامي مع الارياح وكل عام وأنتم بخير.


144
الشابة الكلدانية انجيلا يوحنا مرقس بيداويد تمثل استراليا في لقاء الشبيبة مع قداسة البابا



اعلنت الكنيسة الكاثوليكية في استراليا اختيار الشابة الكلدانية انجيلا يوحنا مرقس بيداويد من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية لتمثل استراليا في لقاء الشبيبة مع قداسة البابا فرنسيس الاول على هامش سينودس المطارنة مع قداسته في بداية العام القادم.
ننقل لكم الخبر كما نشرته الكنيسة الكاثوليكية في استراليا
على الرابط التالي
http://mediablog.catholic.org.au/australia-represented-vatican-gathering-young-people/ 

Australia to be represented at Vatican gathering of young people - ACBC Media Blog
mediablog.catholic.org.au
A Melbourne woman with a deep faith and a strong sense of social justice has been chosen to represent young Australian Catholics at a Vatican meeting next year to prepare for the Synod of Bishops on Young People, the Faith and Vocational Discernment. Young people from across the world will gather in Rome in March …



في هذه المناسبة نشكر الرب على نعمته باختيار ابنتنا انجيلا لهذه المهمة المباركة
ونشكر سيادة المطران اميل نونا  مطران ابرشية مار توما للكلدان والاثوريين في استراليا ونيوزلندا
ومطران Archbishop Anthony Fisher OP, Bishops’ Delegate for Youth ، وجميع الاباء الكهنة  وكافة معلمي التعليم المسيحي واخوية الشبيبة في كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع
كما نشكر كل من اهتم واعطى لانجيلا  فرصة للعمل والخدمة و الابداع، او اي معرفة او تعليم او تربية في القيم الروحية والانسانية، كما نشكر كل من اتصل او ارسل لنا كلمات التهنئة
ونطلب من الرب ان يحفظ عوائلكم واولادكم
وكل عام عيد ميلاد سعيد لكم جميعا

يوحنا بيداويد
وبشرى كليانا

Australia to be represented at Vatican gathering of young people
Office for Youth
Leave a reply
A Melbourne woman with a deep faith and a strong sense of social justice has been chosen to represent young Australian Catholics at a Vatican meeting next year to prepare for the Synod of Bishops on Young People, the Faith and Vocational Discernment.

Young people from across the world will gather in Rome in March in anticipation of the Synod, which will be held in October 2018.

Archbishop Anthony Fisher OP, Bishops’ Delegate for Youth, said Angela Markas, a member of the Chaldean Catholic Church in Melbourne, was one of many faith-filled young people who were nominated to represent Australia at the pre-Synod gathering.

“Across Australia, we see young people who are living out their faith both in the life of their local parish, but also beyond the walls of the church,” Archbishop Fisher said.

“As we observed with almost 20,000 young people earlier this month in Sydney, there is a vibrant and diverse community of young Catholics right across our country and Angela, and the work she does in the Chaldean community, is a great example of the vibrancy and diversity of the Catholic Church in Australia.”

Miss Markas, who is currently studying at the University of Melbourne, was honoured when she found out she was chosen to attend the pre-Synod gathering.

“Like many other young Catholics in Australia, I am constantly seeking to live out my faith in my daily life. I don’t see my own journey or my own life as much different from those around me, so it will be that faith, that journey, that I carry with me to Rome next year,” she said.

“The opportunity to gather with young Catholics from across the world and to spend some time in the company of the Holy Father is one I will cherish, but I know that I am there to represent my fellow Australian Catholics.

“I will therefore use the coming months to engage with my peers and share their hopes and their visions when I travel to Rome.”

Archbishop Fisher, who along with Melbourne Auxiliary Bishop Mark Edwards OMI will attend the October Synod, said the March gathering of young people is a pivotal step along the way.

“If the Catholic Church is to host a Synod on Young People, Faith and Vocational Discernment, it is obvious that the voice of young people must help to shape the preparations for the meeting and also the deliberations that take place at the Synod,” he said.

“A survey of young Catholics in Australia, amplified by Angela’s presence at the March gathering, will ensure that the voice of hundreds of thousands of young Australians will be heard by the Holy Father and by the universal Catholic Church.”

In addition to her involvement in her parish, Miss Markas is involved in a range of initiatives to support people who are homeless, those who are vulnerable and those who are marginalised


145
اشهر العقد النفسية في مجتمعاتنا المعاصرة
 اعداد وترجمة يوحنا بيداويد
8 تشرين الثاني 2017

المجتمع هو عبارة عن مجموعة من الافراد واسر مرتبطة بعلاقات مختلفة أهمها اجتماعية - دينية تعمل على شكل قانون وعلاقات شبه محكمة. حيث لا يوجد انسان بدون مجتمع، فكل فرد يحمل في تكوين شخصيته من بيئة التي ولد فيها الكثير من الخبرة والمبادئ الأولية، تنتقل اليه بصيغة فطرية ويؤمن بها. اهم مقومات أي مجتمع (قومية) هي اللغة والدين والقيم الاجتماعية والعادات والتقاليد الموروثة  التي تقع ضمن التاريخ كذلك طقوس الزواج والغذاء والملابس في الاعياد والمناسبات الرسمية.

المجتمع الأكثر استقرارا هو ذلك المجتمع الذي تقل فيه الجريمة، والسرقة والقمار والطلاق، والشذوذ الجنسي وأخيرا الانتحار. كذلك يمكن ان نقول هو ذلك المجتمع الذي لا يجد الفرد نفسه مهملا او وحيدا، هذه المشاكل بلا شك هي وليدة لعادات سيئة او ممارسات خاطئة او ضغوطات نفسية تعمل على حصول تصدعات في شخصية الفرد التي يتعرض لها الفرد من طفولته من قبل مجتمعه، بكلمة أخرى نتيجة وجود هذه المشاكل لدى بعض افراد المجتمع الذي لا يتحملون صعوبات الحياة وتجاربها، تحصل هذه العقد بمرور الزمن. مع الانتباه الى ان اكثرها تحصل نتيجة خلل في العلاقات العائلة او نتيجة علاقة الأصدقاء من نفس المجتمع.

هذه العقد موجودة في المجتمعات الشرقية والغربية وتصيب اشهر الشخصيات من كافة شرائح المجتمع من الاطباء والمعلمين والكهنة والعلماء والسياسيين والضباط وغيرهم، لكن بالنسبة لنا، اقصد مجتمعنا الشرقي المهاجر الى البلدان الغربية، لاننا نعيش في بيئة مختلفة عن بيئته الاصلية لذلك نحن معرضون أكثر من غيرنا لمثل بعض هذه العقد.  وهذا واضح لنا من اخبار المجتمع المحيط بنا، حيث نسمع من هنا وهناك الكثير من المشاكل من الطلاق والقمار والسرقة. فمن واجبنا هنا ان نذكر كل البالغين وخاصة الإباء والامهات الى اجراء فحص ومقارنة سلوكهم بانفسهم او زيارة مراكز فحص وتحليل النفسي لمعرفة فيما إذا كان هناك مشكلة ام لا. كما نرجو ان يفهم القراء ان مراجعة الذات او عمل فحص ضمير او مراجعة طبيب نفساني هو عمل إيجابي روحيا وجسديا ومردود إيجابي للنفس والعائلة والمجتمع.
هنا نضع قائمة لأشهر عشرة عقد نفسية المعروفة مع تعريف قصير جدا لأجل الاطلاع لعله يفيد للأفراد مجتمعنا. وهي:
1-   عقدة حب الافتخار والعظمة Hero Complex))
هي عقد موجودة لدى الأشخاص الفاشلين، لكنهم يناقضون ذواتهم بإظهارها بمظهر ابطال وقادرين على انجاز ما يؤهلهم لهذا اللقب، لهذا تراهم يضخمون أعمالهم وانجازاتهم الفارغة امام الاخرين، ويحبون ان يكونوا مركز حديث الجميع، لكن المجتمع ينظر إليهم بنظرة دونية لعدم واقعيتهم. حينما يفشلون في تحقيق شهرتهم تصابهم الكآبة وأحيانا يقومون بجرائم والانتحار كتعويض حالة شعورهم بالنقص من اجل نيل هذا الشرف (شرف اهتمام الاخرين). اغلب الذين ينتمون الى هذه الطبقة هم موظفون من الطبقة الوسطى يعملون في الخدمات الحكومية. 

2-   عقدة الشعور بالذنب Gulty Comolex))
أصحاب هذه العقدة دائما يلومون أنفسهم، أي فشل يحصل لهم حتى وان لم يكن كذلك، فهم بعكس أصحاب عقد الافتخار المزيفة، فهم يقسون على أنفسهم دائما. المصابون بهذه العقدة حساسون وغير واقعيين في تقيمهم للمواضيع، لهذا لا يستطيعون كشف سبب فشلهم بصورة واقعية. أحيانا يلجؤون للكذب خوفا من عقوبة الفشل، يخافون من معاداة أحد، لهذا يحطون من قيمة أنفسهم مقابل الاخرين. بل يبالغون في مطالبة أنفسهم او غيرهم بإنجاز العمل أفضل مهما كان عمل المنجز جيدا. هم حساسون لآراء الاخرين عنهم. هؤلاء الناس يقسون على أبنائهم بالمطالبة أكثر فأكثر (ليس المقصود هنا الاقتراب من المثالية). حسب نظرية فرويد ان الانا غير الواعية لدى هؤلاء لها نفوذ كبير وتأثير واضح على قرارات الشخص، تنشا هذه العقدة بسبب صرامة وقساوة الوالدين في التربية في مرحلة الطفولة والحاحهم بصورة مبالغة وغير واقعية.

3-   عقدة الاعتماد على الاخرين Cinderella or The Peter Pan Complex
عقدة الناس الكسولين، الذين يحلمون هناك من يأتي لخلاصهم وانقاذهم من حالتهم المزية، اصحاب كلا العقدتين لا يكلفون أنفسهم لمواجهة مشاكلهم. يطبق عليهم المثل (الطفل الذي لا ينضج ابدا)، فهؤلاء كسولون، يهربون من تحمل مسؤولياتهم، لا يمتلكون قابلية اختيار توجههم او ميلهم، يعيشون في عالم الخيال الفنتازيا، لديهم نقص في مواجهة مشاكل حياتهم او الشعور بأهمية حلها. الناس يطلقون على اصحاب هذه العقدة بالطفولي او الابله.
من جانب اخر بالنسبة لعقدة ساندريلا التي تصيب الفتيات اللواتي يحلمن بتحقيق امانيهم من قبل شخص اخر(ذكر) ويعوض لهم نقصهم، ولا ترغبن ان تكون لها استقلالية شخصية. اهتماماتهن مركزة على اعمال البيتية، هؤلاء النساء تبقين بدون علاقات وتنتظرن ان يتم الاهتمام بهن من قبل رجالهن، مع قليل من القسوة والسيطرة.

4-   عقدة العظمة او الالوهية God Complex
أصحاب هذه العقدة هم عادة يشغلون مراكز القوة، مثل السياسيين ورجال الاعمال رؤساء الدول (وما اكثرهم في التاريخ الحديث والقديم). انها تلك العقد النفسية  التي يتوهم اصحابها او يقتنعون دائما لهم امكانية خاصة او خارقة (لان موهوب من الله او مختار من الله) لإظهار قوتهم او سلطتهم. عادة تحصل حينما يحاول المصاب او يحلم صاحبها جعل المهمات الخطرة والمستحيلة ممكنة. فيه نزعة من النرجسية التي تمنعه من النظر في البدائل الأخرى لحل المشكلة، يرفض اراء ونصائح الاخرين وفي نفس الوقت يحب تحمل المسؤولية. أصحاب هذه المشاعر على الرغم من قلتهم، إضافة الى فضاحة اعمالهم وجرائمهم يظنون على المجتمع اعطائهم استثناء في معاملتهم ( أي الا يتم معاقبتهم في حالة فشلهم)، لكنهم لا يطبقون نفس المبدأ على اعدائهم، فموقفهم خالي من الرحمة (حيث يعدمون اعدائهم بلا رحمة). هذا يخلق مشكلة كبيرة لكل افراد المجتمع ويمكن ان يتطور الامر الى ان يصبح الغرق في النشوة.

5-   دون جوان او (النسونجي بالعامية) Don Juan Complex
يصف صاحب هذه العقدة (بالنسونجي باللغة العامية)، أي له الرغبة لممارسة الجنس مع عدة نساء في نفس الوقت. كذلك يوصف بـ (رجلين ونصف). أفضل مثال يمكن ضربه هو الممثل دون جوان، فهو يغير زوجاته او خليلاته بالاستمرار، لديه حساسية مفرطة بحب النساء على الرغم أحيانا ليس له جاذبية. مثل هذا الرجل له القابلية لامتلاك علاقات طويلة الأمد حتى مع من فقدن أنوثتهن.
 حسب العالم النفساني يونك (تلميذ فرويد) تنشا هذه العقدة من رغبة الشذوذ الجنسي المخفية في طبيعة المصاب وعقد الامومة، يحاول الشخص إيجاد امه في كل امرأة كطريقة لدفع رغبته الشاذة. ان ممارسة الجنس مع القرين او الزوجة ابدا لا تشبع غريزته.  تنتج هذه العقد كرد فعل للصدمة الناتجة من تجربة الجنسية في مرحلة الطفولة او تجربة عاطفية فاشلة.

6-   عقد اوديب Parental Complex
 اوديب هو اسم لبطل الاسطورة الاغريقية (اوديب) اكتسبت هذه العقدة شهرة بسبب استخدامها كثيرا في التحليل السيكولوجي لعالم النفساني المشهور فرويد في بداية القرن الماضي. حسب الأسطورة يقود القدر (بأوديب- بطل الاسطورة) الى قتل والده والزواج من امه كما جاء في الاسطورة، وحينما يعلم بحقيقة ما حصل (لان الأمور جرت من غير معرفته او علمه) يقوم بفقس عينيه، بينم تقدم امه على الانتحار.
بحسب هذه العقدة تبدأ الرغبة عند الطفل في العقل غير الواعي لممارسة الجنس مع والدته، وقد تصل الى درجة الرغبة بالزواج منها.  اما الاب يشعر بخصومه قوية من ابنه وخوف مهول، يمكن يتطور الامر الى ان يقوم بخصي ابنه.
اما بالنسبة لعقدة اليكترا ُElectra هي بعكس عقدة اوديب، تميل البنت لإقامة العلاقة الجنسية مع ابيها. في كلا الحالتين تنمو هذه العقدة في عمرة 3 الى 6 سنوات.

7-   عقدة التضحية Martyr Complex
هذه عقدة خطرة جدا لانها تعمل على تأذية الذات جسديا ونفسيا. المصاب بها يظن ان هدف الحياة هو التألم، بل الالم نفسه سعادته!، ويرغب عادة بزيادة المه كي يلاقي المزيد من الموساة من الاخرين المحيطين به (السعادة). عادة يذكر الاخرين بالآلام والعذابات التي مروا فيها واستعراض حالتهم المأساوية. على العموم أصحابها يغرقون في المشاعر التشاؤمية عندما لا يلاقون اهتمام وانجذاب من الآخرين.
مثل هذه النماذج لوحظت في النساء اللواتي يعانون من قسوة الضرب من رجالهن، خاصة الزوج الفقير. في حالات أخرى تتحول هذه العقدة ما يدعي Masochism أي الشعور بالسعادة من جراء الألم على الرغم من تناقضها، الا انها تبدو جزء من مسيرة الشهادة التي يجب ان تقبلها (او يقبلها) كم يتوهم. كذلك يمكن ملاحظة سلوكهم للميل الى امتلاك قسوة مضمرة في الداخل، في هذه الحالة، عادة يتصاعد التأثير النفسي على المصاب لهذا إدخاله الى المستشفى امر ضروري وأحيانا محتم.

8-   عقد الشعور بالتوفق او الاستعلاء Superiority Complex
الانسان ذو العقدة الاستعلاء هو يظن في داخله لديه مؤهلات تؤهله للموقع قيادة الناس المحيطين به بعكس الشخص المصاب بالعقدة الدونية. المصابون بهذه العقدة يهتمون كثيرا لا بمسؤولياتهم القيادية امام الاخرين، لأنهم يضنون هم موهوبون فطريا.
ينظرون الى الاخرين بنظرة دونية، على اساس انهم لا يمتلكون أهمية تذكر مثلهم، ولا يستحقون مواكبتهم الا كحاشية. علاقاتهم مع الاخرين مبنية على  مبدا (الغاية تبرر الوسيلة)، فهم لا يمتلكون صداقة دائمية ابدا مع احد، فهم عادة يخلون بوعدهم. ومسؤولياتهم. عندما تصل مرحلة تاثير العقدة الى مرض نفسي للمصاب، يبدا بالاحلام اليقظة التي تعطي له الانطباع ان الناس المعارضين له مخطؤون دائما. قد تعبر هذه المرحلة الى Psychosis  التي تعني الهلوسة ( اضطراب عقلي). هذه العقدة مشابه لعقدة التفوق والعظمة.

9-   العقدة الدونية Inferiority Complex
ان أصحاب هذه العقدة يشعرون انهم أدني من مستوى الاخرين. أحيانا يعوضون عن هذا النقص بتفوقهم على اقرانهم بعكس رغباتهم الاصلية فيبدون ويصبحون عباقرة مثل (الرسام فان كوخ الهولندي). بخلاف ذلك هو يرفضون الحياة الاجتماعية وعاداتها. عادة هم يميلون الى ان يكون مهملين للاهتمام بحاجاتهم الشخصية، فيضعون أنفسهم في مواقع مختلفة لأنهم يظنون في كل الأحوال انهم غير مستحقين النجاح لأنهم أدنى من غيرهم. يتحدثون عن أنفسهم بطريقة سلبية، لهم صعوبات الشعور بالثقة على الرغم من تلقيهم كثير من المدح من حولهم. بصورة غير مباشرة مقتنعين هناك شيء خطا في قابليتهم او شخصيتهم لا يستطيعون التغلب عليه. ان الطلاب الذين يواجهون هذه العقدة، صعوباتهم عادة ترجع الى تأثير العقل الباطني بصورة سلبية. عادة النساء أكثر تعرضا لهذه العقدة، وربما تقودهم الى استنتاج انهم غير مستحقين للرؤية، لهذا يكرهون النظر في أنفسهم امام المرأة، او تقيم الأمور طريقة موضوعية ومعقولة، او القابلية حتى أي موضوع شخصي. العقدة الدونية هي شديدة الأثر قد تبلط الطريق للإصابة بالكآبة.

10-   عقد الخوف من العقوبة Persecution Complex
هذه احدى اهم العقد المنتشرة في العصر الحديث، تصاب بالشخص الواقع تحت الضغط الشديد، نتيجة الحياة السريعة التي تتطلب التشدد على الإنجازات او المهمات. نتيجة لهذا التشدد المستمر يشعر المصاب ان كل المحيطين به ضده بل اعداء له، يقومون بتأذيته بنفس الطريقة. عدم وجود ثقة بالعالم والشعور دائما انهم مراقبون، كما انهم دائما في العجلة لإتمام مهماتهم في الوقت المحدد وانهم يشعرون ان الوقت ليس كافيا لهم. ان تصرف المصابين بهذه العقدة يشبه في سبيل المثال، حينما يذهب هذا الشخص الى المطعم ويطلب وجبة معينة من الطعام من الخادم، ولكن الخادم يخطأ فيجلب له وجبة شخص اخر، فيظن ان الخادم عمل ذلك بصورة متعمدة لازعاجه. وقد يكون هذا التصرف نتيجة وجود اثر عقد أخرى على المصاب أيضا.
هذه العقدة أيضا تصاب الناس (الأقلية) الذي يمارسون عبادة ديانتهم بصورة دائميه ويخافون من الاخرين يضطهدونهم بسبب ممارستهم معتقداتهم ولعدم وجود قبول الاخر في مجتمعهم.

في الختام قلما يوجد شخص ليس له افراط او حساسية او رغبة إضافية او ميل الى موضوع ما مقارنة مع النسبة او الدرجة المعقولة.هذا الموضوع ايضا موجه الى الذين يتحدثون عن أخطاء الاخرين ولا ينظرون الى اخطائهم، او يظهرون انفسهم بالقديسين وغيرهم اشرار.

146
وليد بيداويد يحصل على بركة البابا فرنسيس الأول وشهادة التقدير من حاكم ولاية فكتوريا في استراليا.

بنعمة الرب حصلت'على بركة من قداسة البابا فرنسيس الاول وبتكريم من سيادة المطران مار اميل نونا مطران الكنيسة الكلدانية في استراليا ونيوزيلندا .
كما استلم اليوم شهادة التقدير من الحاكم العام لولاية فكتوريا لنشاطاتي وخدمتي للجالية خلال السنين
الطويلة .
شكرًا لكل من ساهم في الدعم .وخاصة الأخ مخلص يوسف .

What an honor it was to accept both blessings. A blessing from his Holiness Pope Francis, and an award of excellence from the multicultural Victorian commission.
Had the pleasure of meeting the Governer, chair person, minister of education and many other parliamentary members. It was an abosoulte pleasure to be recognized for community excellence.
             

147
القانون الجديد لأحوال الشخصية في العراق من منظور علماني!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن-استراليا
5 تشرين الثاني 2017

من يتأمل في تاريخ العراق الحديث، يرى العجب، يشعر بالخيبة التي تملء نفوس العراقيين جميعا، لاسيما الذي يعيشون في الوطن المجروح، ويرى أمورا غريبة جدا، ويكتشف ان حظهم سيء جدا، لاسيما بعد ليل طويل طال 35 سنة، انتظر العراقيون قدوم صباحه بفارغ الصبر، لعله يحقق لهم مقولة الشاعر العربي أبو قاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة              لا بد ان يستجيب القدر  .

لكن بعد التغير عام 2003، يوما بعد يوم يبدو ان ليلهم (العراقيون) غرق أكثر في ظلامه بسبب حكم نخبة من جهلة من الإسلاميين المتشددين، اغلبهم غير وطنيين. انه قدر سيء ان تكون ثروات العراق نقمة على شعبه، بسبب المصالح الدولية وقرارات غير القانونية تم احتلال العراق ومن ثم سرقة ثرواته من قبل أمريكا وتركيا وإيران وإسرائيل والدول الاوربية وحتى روسيا، كلهم اشتركوا في الغنية، وتركوا هذا الشعب المنكوب تزيد جراحاته تحت حكم الديني المتطرف الذي يرتدي اثوابا المختلفة بين حين واخر، من القاعدة والوهابية والدواعش وأخيرا الشريعة الجعفرية!!

لقد صدم العراقيون بتصويت البرلمان العراقي بصورة متوقعة على تغير قانون الأحوال الشخصية بحسب القانون الجعفري بالأمس وهذا نص الفقرة: “بموجب المادة الثالثة من التعديل المقترح “يلغى نص البند (5) من المادة العاشرة من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل ويحل محله ما يأتي: 5-يجوز إبرام عقد الزواج لأتباع المذهبين (الشيعي والسني) كل وفقاً لمذهبه".

بحسب هذا التغير ان القانون الجديد يعطي الحق للرجل الزواج من القاصرات. وهو قانون غير معقول علميا ولا إنسانيا وبعيد كل البعد عن كل القيم والأعراف والدساتير الدولية، يخالف مفاهيم المدارس الاجتماعية الحديثة، وبخلاف لائحة حقوق الانسان المثبتة من الأمم المتحدة التي اعترف بها العراق.

  يذكر ان السيد نوري المالكي رئيس وزراء السابق، حاول تشريع هذا القانون عن طريق وزراته في الأشهر الأخيرة لحكومته 2013، لكنه لاقى رفضا شعبيا وسياسيا في حينها ايضا.

على الرغم ظهور اليوم ايضا رفض شعبي وشجب وإدانة لهذا القرار منذ إعلانه قبل بضعة أيام، الا ان تاريخ طرحه وطريقة تمريره والجهة التي دفعت بمسودة المشروع والسرعة التي نال التصويت كلها تعطي مؤشرا واحدا، كان لهم خوف من عدم تمريره، لاسيما ان مجلس النواب والعراق منشغل بقضية علاقته مع الإقليم. ان هذا القانون ليس صحيحا، وليس مقبولا من قبل المجتمع ولاسيما من قبل شريحة مهمة هي المرأة التي تشكل نصف المجتمع.

لا بد ان ننوه هنا (فقط للتذكير) بحسب اراء معظم الفلاسفة والمفكرين والمصلحيين الاجتماعيين وعلماء النفس في القرن العشرين، وبحسب اخر نتائج للفلسفة البنيوية والفلسفة الظاهراتية اللتان تعد اخر محاولة لإيجاد ربط بين العقل والحقيقة:" ان الدين او (أي عقيدة، او فلسفة وعلم او مبدا او مفهوم) عقدية او اجتهاد معرفي، مهما كان مصدره، في النهاية هو منتوج عقلي!!، منتوج للجهد الفكري الذي يقوم فيه عقل الانسان عن الظواهر التي تحيط بالإنسان، كلها نتجت في بدايتها بسبب خوفه (الانسان) من الموت واندثاره واختفاء أثره رغم جبروته!!!. لهذا كلها محاولات لإيجاد جواب لسؤاله لماذا هو موجود؟!

اذن لا وجود مبدا مطلق في صحته!!، ولا قاعدة، ولا قانون، ولا مفهوم، ولا عقيدة ولا أي دين يطابق الحقيقة المطلقة، بل كلها تتغير مع تغير معرفة الانسان.
 فإعادة المجتمع العراقي بحسب القانون الديني الجديد الذي ربما كان ملائما لزمن ما في السابق، لكنه لم يعد يلائم أي المجتمع العراقي ولا أي مجتمع اليوم، لا يلائم زمنا فيه التقنية والتكنولوجيا والفيضان المعرفي جعل كل نقطة من العالم مرتبطة بكل النقاط الموجودة حولها في الكون (وهي ما لانهاية) وبالأخص على سطح الارض.

في الختام إذا كان لا بد من تعبير عن موقفنا الشخصي هنا فنحن نطالب بما يلي:
1-    اقف كأي مواطن عراقي مع الشجب الذي رفعه التيار الوطني الديمقراطي حول العالم وبقية شرائح المجتمع لاسيما التيار المدني في العراق ولجنة المرأة وغيرها من الأحزاب والشخصيات الوطنية وبعض رجال الدين.

2-   كذلك نأمل من أعضاء البرلمان الذين شرعوا هذا القانون ان يقوموا بإلغائه فورا، كي لا يبقى وصمة العار في تاريخهم. لان التاريخ لا يرحمهم ولن يرحم من اجبرهم على التصويت!!!.

3-   كذلك نطلب من كافة وسائل الاعلام والكتاب والمثقفين والمؤمنين بالقيم الإنسانية الاصطفاف معا من اجل انقاذ العراق من براثن سراق النفط باسم الدين واجبار أعضاء البرلمان على الغاء هذا القرار الحامل بين طياته روح البربرية.

أيها العراقيون لا تنسوا ان فرصتكم مرة اخرى قادمة، قادمة وربما تكون حاسمة في تقرير مصيركم !! عليكم قول كلمتكم بجرأة، وان تقوموا بتصحيح مسار تاريخ حضارة أبناء وادي الرافدين الذين يعيشون في فترة أكثر ظلمة من فترة حكم التتر والمغول والعثمانيين، لم يبقى الا القليل للانتخابات البرلمانية القادمة سوى ست أشهر، يجب ان تصوتوا على قلع الدواعش الجدد في المنطقة الخضراء.
....................
يمكن مشاهدة جراة المراة العراقية في مسيرتها في شجب هذا القانون على الرابط التالية
https://www.facebook.com/RudawArabi/videos/1591686530916374/


 




148
لماذا اصر السيد مسعود البارزاني على الاستفتاء؟
دراسة تحليلية لازمة الشرق الاوسط في زمن الربيع العربي



بقلم يوحنا بيداويد
 24 تشرين الثاني 2017

لقد كتب الكثير عن تاريخ الصراع حول مدينة باب كركر (كرخ سلوخ) خلال قرنين الماضيين منذ اكتشاف سبب الشعلة الأبدية فيها. وكانت جزء من مفاوضات والي بغداد العثماني عبد الرضا شاه وقنصل الإنكليزي ومير كور والي راوندوز ومحمد انجه بيرقدار والي مدينة الموصل عام 1832-1836.

ان ما حصل خلال أسبوعين الأخيرين في مدينة كركوك كاد يشبه تسونامي لأهل المدينة على الرغم الجميع يشكرون الله على عدم حصول اصطدام مسلح بين أبناء العراق جميعا من الاكراد والعرب والأقليات الذي كان سيقود الى سقوط أكثر من 10-20 ألف شهيد من الطرفين.

باختصار نقول ما حصل في كركوك مؤخرا، يعد نجاح اخر في سجل السياسة الإيرانية التي تكاد ان تعيد امجاد واحلام الدولة الاخمينية (الفارسية) قبل أكثر من الفي سنة في هذه الأيام في الشرق الأوسط، حينما اسقطت الدولة الكلدانية 538 ق.م، الذي يعد اخر حكم وطني للشعوب القديمة في وادي الرافدين. حيث أصبح لها نفوذا واضحا وكبيرا على معظم دول الشرق الأوسطية اليوم أكثر من اي وقت اخر منذ 1400 سنة.

يمتد نفوذ إيران اليوم او يبدا من الحكومة المركزية في العراق وإقليم كردستان الجزء الشرقي منه (سليمانية وكركوك وخانقين وحلبجة) الى سوريا ولبنان واليمن والبحرين والقطر والكويت وبعض فصائل الفلسطينية. فجعلت من هذه البلدان حواجزا ومصدات تمنع وصول يد الشيطان الأكبر اليها كهدف رئيسي له.

إضافة الى ذلك حققت مؤخرا انجاز أعظم لأول مرة استطاعت خلقة فرصة التحوار والتفاهم بين ثلاثة امبراطوريات التي كان لها تاريخا طويلا في الحروب والعداء معا، هي روسيا القيصرية وتركيا العثمانية وإيران الصفوية في الأشهر الماضية.

لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون اليوم على ماذا راهن السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان في موقفه الأخير حينما مضى في اصراره لاجراء الاستفتاء في إقليم كردستان؟ ما الذي جعله يستعجل بالأمر؟

ربما من الصعب معرفة كل الأسباب لقراره، لان قد يكون هناك اسبابا خاصة به، ولكن حسب تحليلنا لا بد ان يكون الوضع الذي مر فيه الشرق الأوسط خلال العقدين الأخيرين والذي سنشرحه  له أثره على ذلك، بالإضافة الى الأسباب ألاخرى قد لا نعرفها الان، اثرت على قراره للمضيء في عملية استفتاء.

ان السيناريو التالي يعد أحد اهم الاحتمالات الذي فكر فيه السيد مسعود البارزاني،  حسب هذه النظرية ان رئيس الإقليم وجد قراره متاخرا بعدما وجد ان معظم الدول المشاركة في مشكلة الشرق الأوسط غيرت مواقفها واولوياتها. فهو ظن من مصلحة أمريكا وإسرائيل والدول الغربية المتحضرة ان تولد دول او على اقل دولة مدنية جديدة في المنطقة وان كردستان قد تكون مرشحة من قبل الغرب اكثر من أي خيار اخر، لأنها الاكثر ملائمة لهذا الغرض بسبب تاريخ الصراع الكردي ضد جيرانه من اجل تحقيق هذا الهدف خلال القرن الماضي بل القرنين الماضيين.  وان هذه الدول مثل امريكا لن تتخلى عن خطتها، لهذا لن تتخلى عن موقفها بالدفاع عن كردستان، حتى وان لم يعجبها طريقة ادارته (ادارة السيد مسعود البارزاني) او سياسته في ادارة الاقليم، لكن سيكونون مضطرين للتدخل لصالحه من اجل حماية منطقة الإقليم من نفوذ الإيراني الذي يعد من جانب آخر، آخر معقل في الشرق الأوسط (ما عدا القطر والسعودية) يمكن ان يكون لها موطئ قدم فيه!!.

في نفس الوقت كان المسؤولون الإيرانيون والروس والأتراك يراقبون الوضع منذ حزيران 1991 حينما تم وضع (منع الطيران شمال خط 36) منطقة الاقليم تحت الحماية الدولية كي تحمي سكانها من بطش صدام حسين. لهذا هيأوا أنفسهم لهذه لمواجهة، اي رغبة الاستقلال لدى الاكراد. من جانب اخر تم خضع منطقة محافظة السليمانية وحلبجة وكركوك وخانقين تحت النفوذ الإيراني، وزاد التبشير بالفكر الديني المتعصب فيها بالأخص في محافظة السليمانية ومدينة حلبجة لهذا كلا الحزبيين الطالباني والكوران او التغير اللذين لهما جذور مشتركة مع الفكر الاشتراكي او الماركسي أصبحوا صامتين امام امتداد الأحزاب الإسلامية هناك، كما ان إيران كانت المعبر الرئيسي لدخول المواد الغذائية وبقية الواردات اليها منذ زمن صدام حسين،انه المعبر الوحيد لها للتنفس نحو الحرية!!.  في نفس الوقت سمحت حكومة الإقليم التي يديرها بشكل رئيسي الحزب البارتي لتركيا العثمانية ان تستثمر بقوة في منطقة بهدينان، أربيل ودهوك وزاخو على امل انها ستكون عامل استقرار لها يوما ما!!
كما تسربت اخبار مؤخرا ان السيد سليماني قد ابلغ كلا طرفي الاكراد، ان لم يتم الانسحاب من كركوك، سوف تدخل إيران من الشرق وتركيا من الشمال لإسقاط حكومة الاقليم واحتلاله. يبدو ان هذه الخطة تم الاتفاق عليها قبل اسابيع بين حكومتي إيران وتركيا في حالة فكر او أعلن الاكراد الاستقلال.

لنعد الى الوراء وننظر الى الخارطة السياسية للمنطقة الشرق الأوسط منذ حصول الربيع العربي، ونسأل في نفس الوقت عن سر ظهور الدولة الإسلامية بسرعة البرق وسيطرتها على مساحة واسعة من العراق وسوريا، منه سوف نعلم ان ما حصل في كركوك لم يكن الا نتيجة حتمية لما الت اليها الظروف في المنقطة.

 يمكن ان نستنتج من ظهور الدول الإسلامية في سوريا والعراق ودعمها من قبل دول المنطقة مثل تركيا والقطر السعودية والامارات وبعض دول الغربية حتى إيران بصورة مباشرة او غير كان بمثابة اللعب بالنار، وربما كان على الجميع المشاركة رغما عنها، لان كل من تخلف يمكن ان يكون هو الفريسة للأخرين، لهذا جازف الجميع بالدخول اللعبة، هذا الامر يمكن ان نستنتجه ايضا من التغير الذي كان يحصل في مواقف اللاعبين المشاركين من الكبار الى أصغر لاعب خلال أسابيع وفي بعض الأحيان خلال أيام قليلة، كي ليتوازن موقفها مع الظروف الطارئة التي كانت تحصل على ساحات المعارك!.  فمصطلح الشرق الأوسط الجديد كان بمثابة كابوس كبير على الجميع، والكل كان يتوقع ان تستثمر إسرائيل وامريكا وبعض الدول الغربية كل طاقتها لإعادة رسم خارطة سايكس - بيكو، كي تنشغل دول المنطقة في الصراع والحروب مئة سنة أخرى!
 
من كان اللاعبون الأساسيون المشاركين في ازمة الشرق الأوسط ولماذا؟

لا اظن ايجاد الجواب صعبا لاحد، بل حتى الاميين الذي ضجروا من سمع الاخبار يعرفون اللاعبين الاساسيين هم عديدون، مثل امريكا وإسرائيل بدرجة الأولى من الدول الغربية، والسعودية والقطر والامارات والكويت والبحرين ومصر وليبيا وتونس واليمن من الدول العربية، واحفاد الامبراطوريات القديمة في الشرق الأوسط، إيران الصفوية وتركيا العثمانية وروسيا القيصرية.

 كانت تركيا تود إعادة سيطرتها على غرار سياسة سلاطين الدولة العثمانية في الشرق الأوسط، مرة أخرى كانت تريد ان تطبيق خطة السلطان محمود الثاني سنة 1827 حينما خسروا آخر موطئ قدم لهم في أوروبا. وبعدما فشلت تركيا العثمانية الدخول في السوق الاوربية بسبب سياستها الداخلية القمعية واقتصادها الضعيف، قرر السيد اردغان تطبيق سياسة جده عبد الحميد الثاني قبل أكثر من قرن في قمع الحريات واضطهاد الاكراد. ظن اردغان من خلال دعمه للدولة الإسلامية سوف يتم اختراق PKK وسيعادي الاكراد بعضهم البعض، وسيكون هو المستفيد الاكبر اقتصاديا وسياسيا وامنيا في الداخل، كذلك يزيد من رصيد حزبه بهذه الانجازات. كما ولعه في التوجه الإسلامي والقومية الطورانية كان سببا اخرا للمضيء في خطة اجداده، كذلك اعتقد ان هذه السياسة سوف تجعله ان يكون قريبا من دول الخليج الذين بالفعل بدأوا بالفعل بالاتكال عليها ضد الخطر الإيراني قبل بضع سنوات، كذلك لم يغيب عن بال اردغان لنشر في الاخبار بين حين وآخر، له مطامع في ولاية الموصل القديمة لانها تعود للدولة العثمانية حسب قناعته، لان الإنكليز احتلها من بعد وقف إطلاق النار في الحرب العالمية الأولى، فهو حاول ابتزاز اهل المنطقة، القوميات والحكومات بهذه الرغبة، ولا استغرب اذا كان يفكر بها جديا لحد الان!

أمريكا (الشيطان الأكبر حسب مقولة الإيرانيين)  كعادتها لم تغير طريقة تفكيرها ولم تحيد عن مبداها البراغماتي (الفوضى الخلاقة)،  ارادت ان تكرر ما عملته في منطقة البلقان في الشرق الأوسط، اي تفتيت جميع الدول الشرق الأوسطية حسب خطة كيسنجر من بعد حرب تشرين 1973 من خلال ثورة الربيع العربي، حيث سيتنفس المتعصبين ويخلقون الاضطرابات عن طريق الشعور القومي المتعصب او المذهبي (العصب القديم) او  ظهور تيار ديني اخواني ارهابي متطرف، لهذا هلهلت لقدوم الربيع العربي في الايام الاولى، على أساس ان شعوب هذه الدول سوف تثور على ملوكها وامراء وحكوماتها التي حكمت اغلبها اكثر من 50 سنة والتي كادت  في السنوات الأخير تغير أنظمتها وحكومتها الى الوراثة مثل العراق وليبيا ومصر وسوريا ما عدا السعودية ودول الخليج لانها اصلا وراثية، لهذا اختار الشيطان الاكبر وبصورة غير منطقية او معقولة  إزاحة صدام حسين في البداية من الحكم على الرغم من تحول تصرفه من اسد الى فأر في الأيام الأخيرة من حكمه، بسبب الحصار الجائر الذي فرض على أولاد العراق وهم في بطون امهاتهم!!،  كي تهيء  الجو من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي حلول الفوضى في المنطقة، ومن ثم يسير النار في الهشيم. وفعلا حصل ما ارادته أمريكا في بداية  الربيع العربي، نجحت خطتها لحد جاء  التدخل الروسي فأوقف كل شيء حاليا!

اما إيران الصفوية الفارسية الاخمينية الميدية الشاهشانية المزدكية، لم تلغى فكرة احتلال وادي الرافدين من بالها ولو لحظة واحدة منذ فجر التاريخ، ولم تتخلى عن مطامعها في سهول ووديان ومياه الينابيع العذبة وتمر شط العرب، لهذا عملت في كل العصور من اجل اضعاف الحكومات العراقية أي كانت صيغتها (كلدانية، اشورية، يونانية، رومانية، عربية ، مغولية ، تترية ، عثمانية، إنكليزية او بعثية) فهي كانت( حسب ما تسرب في الاعلام مؤخرا  كانت ايران معبرا لرجال القاعدة من أفغانستان وباكستان والدول التركمانية في الاتحاد السوفياتي القديم الى العراق)، بل قدمت الكثير المساعدة للدولة الإسلامية في البداية على غرار حكومة سوريا التي كانت متوهمة انها ستتخلص من الارهابين، حينما فتحت المجال للإرهابين من القاعدة القادمين من الخليج والدول العربية وتركيا وشمال افريقيا الدخول بسهولة الى العراق للانضمام الى القاعدة من عام 2004-2011 لحين بدء ثورة الربيع العربي الذي في الحقيقة ليس سوى خريف العربي!!
 
بالنسبة لاكراد العراق أيضا كانوا يراقبون الوضع بصورة جيدة، كانوا يريدون من اكراد سوريا الدخول في الثورة ضد الحكومة السورية كي يحصل عدم استقرار في المنطقة، تخلخل في منطقة شمال سوريا، على امل ان يسيطروا (اكراد سوريا) على هذه المنطقة التي تربطهم بالبحر، ومن ثم الاندماج في إقليم كردستان العراق او في الحزب الديمقراطي الكردستاني وبالتالي سيكون لهم منفذ الى العالم الخارجي من خلال هذا الشريط الذي طوله يقارب أكثر من 500كم وعرضه 250 كم وبالتالي سسيكون لهم امل في الاستقلال وإعلان دولتهم.

اما حكومة العراق او بالأحرى حكومة المالكي كانت من جانب تحت سيطرة نفوذ ولاية الفقه الإيراني بشخصية العقيد سليماني وبدون قرار احيانا، ومن جانب اخر كانت الحكومة كلها منغمسة في الفساد المالي والعقود المزورة وسرقة الاموال الدولة من خلال اقامة مشاريع وهمية او شراء مواد اولية بأضعاف مئات المرات، وكان السيد المالكي يعمل المستحيل ليبقى على راس الحكومة لولاية ثالثة وربما كان الانسحاب من الموصل احد هذه الاسباب، فصارع من اجل بقاء في السلطة لفترة أطول مع الأحزاب الكبيرة، لا نعرف سر إصراره رغم فشله في دروتين السابقتين!!، وكذلك تولد ضغط كبير من سنة العراق الذين دعموا الدول الإسلامية والقاعدة بصورة مباشرة او غير مباشرة من اجل خلق جو عدم استقرار في العراق على امل عودة البعثيين للحكم او على الأقل تأسيس دولة إسلامية لهم بأموال خليجية وتجهيز غربي وتدريب تركي.

 
لكن فضائح الدولة الإسلامية في سوريا وفي العراق والاجرام والبربرية والوحشية التي استخدموها ضد الأقليات بالأخص ضد المسيحيين واليزيديين التي كسرت الأعراف والأخلاق والمعاهدات الدولية والقيم الإنسانية الشرائع الدينية، حيث اقامت مذابح وجرائم وإبادات اسوء من مستوى الإبادة الجماعية بالمسيحيين واليزديين.
فصعدت صياحات ونداءات وتنديدات الأقليات في الدول الاوربية وامريكا وأستراليا الى السماء وملئت التقارير الإعلامية نشرات الاخبار والمواقع الالكترونية، التي توضح الجرائم بحق الإنسانية من القتل، بلا رحمة وسبي النساء والعذارى، حيث قامت مظاهرات كبيرة في معظم المدن الغربية من قبل الجاليات الكلدانية والاشورية والسريانية واليزيدية مطالبة حكومات الغرب والمؤسسات الإنسانية بالتدخل، ورفعت تقارير موثقة من قبل مؤسسات هذه الأقليات الى حكوماتهم تثبت عن حصول إبادة جماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية ضد الأقليات الأبرياء.

  كذلك كان التدخل المفاجئ لروسيا القيصرية الذي حصل في بداية 2014 ضد الفوضى العارمة التي ضربت الشرق الأوسط من جراء ولادة الدولة الإسلامية الإرهابية، كذلك عدم قدرة الفصائل الإسلامية بكافة أنواعها (أكثر 10 فصيل) من اسقاط حكومة بشار الأسد لحد ذلك التاريخ (2014)، قلب الموازين راسا على عقب.
(فكانت الخطة كما قلنا من قبل هي تفتيت دولة سوريا التي ستساعد بالتالي الى تفتت العراق واثبات اركان دولة إرهابية في وادي الرافدين وبلاد الشام) لكن نتيجة العوامل الثلاثة تغيرت موازين القوى فتغيرت الأولويات والاهداف عند الجميع.

حينما لم تفيد تهديدات الامريكية لروسيا، وحينما اقتنعت السعودية والخليجيين ان ما قاله وزير الخارجية الروسية لسفير القطري في احدى اجتماعات مجلس الامن بحدود 2012 (عد الى حجمك واصمت حينما يتحدث الكبار والا سوف نجعل من دويلة قطر شيء من تاريخ  الماضي!!) هو جاد في كلامه، أعاد جميع اللاعبين الدوليين النظر في سياستهم واهدافهم، أولوياتهم، فراح كل واحد يريد ان يسحب بيادقه من المعركة ويريد التخلص من المأزق الذي فيه باقل الخسائر.

 حينها  لم يكن امام اردغان العثماني الا الرضوخ والركوع وتقديم الاعتذار لروسيا  لاسقاطه  طيارة حربية روسية في سوريا (شاركت في الحرب ضد الدواعش في سوريا على حدود التركية) وتعويض اهل الطيار الذي قتل من قبل الاتراك بروح انتقام وحقد، كما ان الانقلاب المشكوك فيه لم يعطيه الفرصة للتخلص من معلمه القديم فتح الله كولن الهارب الى الولايات المتحدة الذي كانت شعبيته تزداد يوما بعد يوم، لهذا عمل بكل طاقته للعودة الى التفاوض مع اعدائه التقليديين روسيا القيصرية وايران الصفوية وكذلك عمل على إعادة ترتيب وضعه الداخلي ليكون الرئيس المطلق لمدى الحياة على غرار جده السلطان الأحمر.

بالنسبة للسعودية كان اندلاع الحرب المذهبية في اليمن، وقرب النار على حدوها والعجز في ميزانيتها جعل منها ان تعيد حساباتها. فلم يبقى غير لاعب واحد قوي ومستمر في رغبته الشرانية لتدمير المنطقة هو دويلة القطر الغنية بالغاز والبترول، الذي عد من اليوم الاول المسؤول والداعم الأول للدولة الإسلامية والارهابين الذين لا نعرف كيف اندثروا او اختفوا او بلعتهم شقوق الأرض من بعد تحرير مدينة الموصل وسهل نينوي وإقليم سنجار ومدينة حلب وتدرم ودير زور وكل المدن السورية من ايدي القتلة المجرمين.

في الخلاصة نستطيع ان نقول ما حصل في كركوك هو اخر فصل من الصراع في ما يدعى بالربيع العربي، الذي سعى الى تغير خارطة سايكس بيكو مؤخرا، لكن فشل الان او تأجل مرة أخرى، لان لحد الان بوادر تغير خارطة المنطقة امرا ضئيل جدا، لكنه ليس معدوم! لان سيطرة احفاد الدولة الساسانية الصفوية على معظم دول الشرق الأوسط بلا شك لن يعد يتحمل من قبل الشيطان الأكبر (الامر الذي قد فكر فيه السيد مسعود البارزاني وراهن عليه)، لهذا اتوقع ان الشرق الأوسط لا زال على رمال متحركة مثلما قالت مس كلنتون في بداية عام 2011. وان شيئا ما يحصل خلال السنوات الخمسة القادمة في المنطقة، لكن نتمنى ان لا يكن على حساب دماء الفقراء ومستقبلهم ان شاء الله.

 




149
التسجيل الكامل لمحاضرة محاكمة العقل  " محاكمة العقل لماذا نجحت البربرية في القرن العشرين "  في ضيافة ملتقى سورايا الثقافي في مدينة ملبورن بتاريخ 10/10/2017
شكرا خاص للاعلامي سرمد الياس الذي قام بتسجيل المحاضرة ونشره على يوتيوب
كذلك شكر خاص للمصور جبران مرقس بيداويد

يمكن مشاهدة فقرات المحاضرة مع المداخلات والاسئلة والتعقيبات الحاضرون
شكرا لاعضاء الهيئة الادارية للملتقى سورايا الثقافي  وروادها على استضافتي
يوحنا بيداويد
https://www.youtube.com/watch?v=ZBXW-tSqsiw

150
دعوة للاحتفال في يوم 25 أيلول من كل سنة بيوم العائلة


العائلة المثالية

وضعية العائلة اليوم

قبل أكثر من اسبوع احتفل الشعب الأسترالي في عيد الاب، ومن خلال برقيات التهنئة التي تبادل أعضاء اخوية يسوع الشاب (اخوية كنيسة مار توما في بغداد المنتشرين حول العالم) طرحت فكرة إقامة يوم خاص للعائلة (1)، تحتفل كل فيه عائلة معا سنويا، وبعد ان تم طرح الفكرة عبر الفايبر للتصويت ونيلها عدد الأصوات المطلوبة من أعضاء الاخوية، تم اقتراح ان يكون يوم 25 أيلول من كل سنة يوم العائلة وفيه يجتمع جميع افراد العائلة الواحدة معا للاحتفال مهما كانت الصعوبات والظروف والاختلافات.
املنا ان يتبنى هذه الفكرة جميع العوائل المسيحية في الكنائس الشرقية اللواتي لا زالت الاواصر العائلية قوية بينهم، وكذلك ان قيم العائلة هي من اهم الأولويات للإنسان، ومرتبطة بقضية الكرامة والكفاح في الحياة والتضحية من اجل القريب أعني الوالدين والاخوة الصغار وغيرها.
كما قلنا مرارا ان الحضارة الإنسانية تسير شيئا فشيئا نحو تطبيق الفلسفة الفردانية التي تلهم الفرد للاعتناء بذاته والتخلي من العلاقات الاسرية في العائلة. نعم هناك إيجابيات لاعتماد الفرد على ذاته وتحقيق أحلامه لكن في نفس الوقت هناك سلبيات كثيرة مثل الانحلال الخلقي، والاجتماعي، والانتحار والقمار والطلاق والسرقة والجريمة وأخيرا الشعور بفقدان قيمة الوجود، لهذا احتفالنا سنويا بيوم العائلة هو مثل تجديد الوعد بين الانسان ونفسه مع عائلته انه يبقى مخلصا ومضحيا إيجابيا بقدر الإمكان.



اهداف الفكرة من الاحتفال
1-   حماية العائلة من تأثير الفلسفة الفردانية (كما نوهنا عنا) التي ولدت في القرن الاخير وتبنتها الانظمة والحكومات الدولية، والتي بالتأكيد هدفها الرئيسي هو اقتصادي زيادة نفوذهم على العالم الفقير.
2-   زيادة اواصر الوحدة بين افراد العائلة الواحدة أكثر من ذي قبل، بل تجديد العهد على بقاء الانسان في عطائه ومشاركته في هموم ومسؤوليات العائلة وتحقيق وتلبية حاجياتها.
3-   يجب نقل وادخال قيمنا الشرقية والمسيحية الى الحضارة الغربية بصيغة وطرق إيجابية حديثة بحيث يتم قبولها بسهولة وتترك أثرها على الحياة الاجتماعية في المجتمع الغربي.
4-   خلق تيار اجتماعي واعي بين الناس، يفهم ان وحدة العائلة هو امر مقدس وان المجتمع القوي والصحيح والسليم، هو ذلك المجتمع الذي يوجد فيه اتزان في عواطف أبنائه، كل انواع العواطف والغرائز منها الاخوة والابوة والامومة والالتصاق بها والا ان الفردانية تقود الانسان للرجوع الى ما قبل مليون سنة او أكثر، الى الحياة الفردية التي يعيش معظم الحيوانات الان، لأنها لا تستطيع تكوين مجتمع؟!! (الموضوع طويل نتركه الان).
5-   ان الاحتفال بيوم العائلة يجعل من الزوج والزوجة والابناء ان يعيدوا تعهدهم مرة اخرى لاستمرار معا في الخلية الواحدة (العائلة)، المصير الواحد مهما كانت الصعوبات، والدفاع عنها وعن أعضائها في كل الظروف التي تمر فيها الاسرة وبالتالي تظهر المحبة، بل يتم تطبيق المحبة المسيحية على الاقل بين افراد العائلة الواحدة.
6-   سوف تجعل من الاخوة المتنازعين والمبتعدين يتصالحون معا في هذه الفرصة، الزوج والزوجة المتخاصمين يتصالحون تحت ضغط علاقات أبنائهم وكذلك بين الاخوة والاخوات. كما انها فرصة لسد الثغرات التي تحصل في الحياة الزوجية نتيجة التصدعات في الحياة اليومية ومشاكلها.

اخوية يسوع الشاب المنتشرة حول العالم اليوم قبل 25 تقريبا

اخواني هناك فوائد كثيرة من احياء او تبني هذه الفكرة الاحتفال بيوم العائلة من قبل كافة شرائح المجتمع والمفروض كل المؤسسات الاجتماعية تؤديها وحتى الكنيسة تزكيها لهدف واحد هو حماية قيمنا وايماننا المسيحي.
طقوس الاحتفال (يمكن ان يتم الاضافة اليها)
1-   في يوم الاحتفال (25 /9/ من كل سنة) يحضر جميع افراد العائلة (الاب والام وابناء) الى مكان الاحتفال بملابس تليق المناسبة.
2-    يتم شراء او تحضير قطعة كيك مناسبة الحجم، حسب عدد افراد العائلة.
3-    تحضير عدد شموع بعدد افراد العائلة.
4-   يتم وضع الكيك على المنضدة ثم يتم المشاركة معا بصلاة خاصة (سوف يتم صياغتها لاحقا)
5-   يقوم الاب بإشعال شمعته وغرسها في الكيكة ومن بعده الام ومن بعدهم الابن الاكبر او البنت الكبرى ثم الذي يليه وهكذا الى الاصغر او بالعكس.
6-   هنا يلاحظ لا يتم اطفاء الشمعة على غرار احتفالنا بعيد الميلاد وانما يتم اشعال الشمعة كعلامة او رمز يعبر عن إرادة وموقف كل واحد من أعضاء الاسرة لحضوره واستمرار وجوده كعضو في العائلة، وتواجد موقعه واحترامه وحقه وقيمته.
 كل هذه الافكار تؤدي الى تقوية اواصر العائلة امام تيارات العصر، تدعو الى تقوية الترابط الاسري بين افراد العائلة ونقل هذا التراصف الى العوائل الاخرى القريبة من الاقارب والجيران والاصدقاء.
7-   ثم يهنئ واحد للآخر بداَ من الاب، يصافح او يقبل واحد الاخر، كي تتم المصالحة في حالة وجد خلاف او زعل بين افراد العائلة الواحدة في هذا اليوم، من غير وجود تكلف رسمي مَن يقدم الى المصالحة، او من دون تقديم اي اعتذار للآخر سواء بين الزوج والمرأة، او بين الاخوة او بين الاخوات او بين الاباء والابناء.
8-   كل واحد يقدم كلمة قصيرة ولو في دقيقة واحدة يجب ان تشمل على امنية او امنيات على امل ان تحقق في السنة القادمة، وكذلك يتعهد بشيء من اجل حماية العائلة وتقويتها، او في نيته ما سوف يقدمه لعائلته في السنة القادمة من التضحية او التزام (مثل تحمل كلفة سفرة، او دعوة او شراء اثاث او شيء اخر بحيث يجلب او يشترك فيه جميع افراد العائلة الواحدة).
في الختام اود ان اقول هذه الفكرة ربما تصبح عالمية ان حاولنا جميعا، نشرها والالتزام بها والعمل بها سوية. وبهذا نكون اعطينا مرة اخرى ثمرة ووجه مشرق لإيماننا المسيحي التي نبتت بيننا وفي قلبنا.
كما نكون عملنا مصد لنواجه الانحلال الاجتماعي والأخلاقي في العصر الحديث، وكذلك نعبر عن موقفنا ضد حركة مثلي الجنس الذين يطالبون الاعتراف بزواجهم وتكوين عائلة، الامر الذي
المنطق والموضوعية والعقلانية.

.......................................................

1-ملاحظة مهمة

لقد جاءت الفكرة أيضا نتيجة الضغط الذي يمارسه مجتمع مثلي الجنس وغيرهم على الحكومة الأسترالية من خلال مطالبتهم (وبالتحالف مع بعض السياسيين والإعلاميين والفنانين .......الخ) الى الاعتراف بهم كعائلة، لهذا قررت الحكومة اجراء تصويت شامل لكل الاستراليين لتعبير عن رأيهم في هذه القضية من 12 أيلول الحالي الى 7 من تشرين الأول القادم.
 فتقوم هذه الجماعات الان بحملة إعلامية كبيرة تدعو فيها الاستراليين الى المشاركة والتصويت لتشريع قانون لصالح مثلي الجنس في العيش معا ونيل الاعتراف بهم كعائلة رسميا في الدولة مع منحهم استحقاقات وقيم التي تمنح للعائلة في الدستور الأسترالي.

بعض اعضاء الاخوية يسوع الشاب في مناسبة خاصة قبل 30

151
 التسجيل الكامل لمحاضرة الباحث الاستاذ يوحنا بيداويد بعنوان مذابح الدولة العثمانية على الاقوام المسيحية الشرقية من الكلدان والاشوريين والسريان والارمن خلال الحرب العالمية الأولى (سفر برلك) بتاريخ 27 ايلول 2017 في اخوية كنيسة مار كوركيس الكلدانية في مدينة ملبورن. يوتيوب للمشاهدة والاستفادة يرجى فتح الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=GnjNC6gLpY4&feature=share

اشكر الصديق الاعلامي سرمد الياس على جهوده الكبيرة لتسجيل هذه المحاضرة وغيرها من النشاطات في مدينة ملبورن. الله يجازيه ويوفقه في عمله ويعوضه عن خدمته وتضحيته في الوقت.



152

غدا محاضرة عن مذابح سفر برلك للدولة العثمانية ضد الاقوام المسيحية في مدينة ملبورن

153
 مقابلة الاستاذ كمال يلدو مع الكاتب يوحنا بيداويد حول كتابه مذابح سفر برلك
للمشاهدة على يوتيوب على الرابط.
https://www.youtube.com/watch?v=Iua9FiFf3Hg&feature=share








اعلان عن محاضرة يوم غد


154
ارسالية مار افرام الكلدانية في ملبورن تستضيف الكاتب يوحنا بيداويد في محاضرة في تقديم كتابه عن مذابح سفر برلك

155
الصحفي والاعلامي البارع جوني عبو من جريدة التلغراف في استراليا يجري مقابلة مع الكاتب يوحنا بيداويد مؤلف كتاب مذابح سفر برلك.




156
           تقرير عن اطلاق كتاب سفربرلك
              للآديب يوحنا بيداويد



كتب التقرير الشاعر سالم يوخنا
والصور كاميرا الاستاذ سمير الصفار

شهدت مدينة ملبورن تظاهرة ثقافية نادرة قبل بضعة أيام ، حيث حضر اكثرمن 400  شخص من مختلف أطياف المجتمع في حفل توقيع وإطلاق كتاب(مذابح سفر برلك) للكاتب يوحنا بيداويد وذلك  تزامنا مع " مرور  الذكرى الثانية بعد المائة لمذابح ( سيبا/ سيفا ) لما تعرض له ابناء شعبنا من الابادة الجماعية والتي راح ضحيتها اكثر من 300 الف شهيد خلال السنوات الأربعة من الحرب العالمية الأولى1914-1918  من ابناء شعبنا من الكلدان و الاشوريين و السريان ،(كما تم تهجير البقية الباقية من الاشوريين الى العراق وسوريا ولبنان )، ومليون و نصف المليون شهيد من الاخوة الأرمن  على ايدي برابرة العصر(أعضاء جمعية الاتحاد والترقي وحزب الفتاة التركي)، حيث قام المؤلف بالبحث معمق في العديد من المصادر التي وثقت تلك المجازر والمذابح التي اصحبت شبه منسية عند الجيل اليوم وبعد جهود دامت اكثر من خمس سنوات لتوثيق تلك المأساة في كتاب يتألف من (415 ) صفحه من الحجم الوسط مدعوما بالعديد من الصور والجداول التوثيقية.
وكان في مقدمة الحاضرين كل من:
نيافة المطران جرجس القس موسى/ الزائر الرسولي لاستراليا ونيوزيلاندا للسريان الكاثوليك
الاب عمانوئيل خوشابا/ مؤسس خورنة مريم العذراء حافظة الزروع للكلدان
الاب عمانوئيل كورئيل/ احد اباء خورنة مريم العذراء حافظة الزروع للكلدان
الاب ماهر كوريال/ خوري رعية كنيسة مار كوركيس الكلدانيه
الاب ساند باسيل/ عن ارسالية الكنيسه الكلدانيه في مدينة اوكلي
الاب فاضل القس اسحق/  راعي ارسالية الروح القدس للسريان الكاثوليك في ملبورن
الاب افرام افرام/ راعي كنيسة مار يعقوب المقطع للسريان الارثوذكس
الاب نسطورس هرمز/ راعي كنيسة مريم العذراء للكنيسة الشرقية القديمة
السيد سمير يوسف/ نائب رئيس الرابطة الكلدانية العالمية ومسؤول فرع سيدني

بالاضافه الى عدد كبير من ممثلي المؤسسات المدنية والاحزاب وتنظيمات ابناء شعبناوعدد كبير من الادباء والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي في مدينة ملبورن
طلب عريف الحفل الدكتور خليل مروكي في بداية البرنامج من الجميع الوقوف دقيقه واحده اجلالاً واكباراً لشهدائنا الابرار الذين سقطوا في مذابح سَيبا/ سَيفا (سفر برلك) او من بعدهم والى هذا اليوم. بعدها تم عرض فلم وثائقي عن مجازر سَيبا أُعد لهذه المناسبة، ثم قصيده رثاء معبره عن هذه المجازر القاها الشاعر سركون توماس وخص الذكر فيها العلامة مار ادي شير الاسقف الأول الذي استشهد في الحرب العالمية الأولى وكانت ابرشيته سعرت الابرشية الكلدانية الأولى التي ضربتها مذابح سفر برلك في مثل هذه الايام من حزيران 1915.
ثم قرأ عريف الحفل اهداء الكتاب التي جاء فيها:"   

القى كلمة المناسبة سيادة المطران مار جرجس القس موسى الزائر الرسولي لاستراليا ونويزيلاندا للكنيسة السريانية الكاثوليكية ، الذي أكد فيها، على ضرورة العمل المشترك والشعور بالمسؤولية في الظرف المحرج الذي يمر به أبناء شعبنا المسيحي في الشرق، لان أبناء الكنيسة المشرقية هم شعب واحد وان كانوا يحملون أسماءً متعددة، حيث لهم نفس اللغة والتاريخ والثقافة والعادات والوطن بالإضافة الى ديانتهم المسيحية، كما ان الأعداء عبر التاريخ لم يفرقوا بينهم ابدا.  كما طلب من ابناء شعبنا الاهتمام بالحاضر وبناء مستقبل للأجيال القادمة أكثر من التعلق بالماضي المرير الذي استهلك الكثير من طاقاتنا، وتمنى كل الموفقية لمؤلف الكتاب ( سفر برلك) وتمنى ان تزيد مثل هذه النشاطات بين أبناء الجالية في المهجر.
بعدها قرأ الاب ماهر كوريال راعي كنيسة مار كوركيس في مدينة ملبورن تقديم الكتاب التي كتبها غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو ، حيث ثمن غبطته واشاد بالجهود التي بذلها الكاتب في جمع الوثائق وتوثيقها في كتابه سفر برلك.
ثم القى السيد سمير يوسف نائب رئيس الرابطة الكلدانية العالمية مسؤول فرع سدني قصيدة قصيرة بهذه المناسبة.
بعدها قام الدكتور عامر ملوكا بتقديم الكتاب، حيث قدم نبذه مختصره عن هدف الكاتب من تأليفه (مذابح سفر برلك)، مثمنا الجهود والوقت الذي صرفه في البحث عن المصادر المختلفة للوصول الى المعلومات المؤكدة عن احداث وعدد الشهداء من أبناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان. كذلك تطرق الى عدد فصوله واهم الاحداث التي تناولها كل فصل من فصوله بصورة مقتضبة، ثم قدم شرحا عن اهم المميزات الضرورية التي يجب ان تتوفر في تأليف اي كتاب كي يكون رصينا والتي وجدها في كتاب (مذابح سفر برلك).
كانت الفقرة التالية هي سيرة الكاتب، التي قراها عريف الحفل الدكتور خليل مروكي الذي أبدع في هذه المناسبة .
في الختام جاء دور مؤلف الكتاب، الاديب يوحنا بيداويد ليلقي كلمته حيث شكر فيها الحاضرين، ووالديه اللذين افنيا حياتهما من اجل خلق فرصة تعليمه، كذلك شكر كل افراد عائلته وزوجته بشكل خاص لوقوفهم معه ومساندته من اجل انجاح هذا العمل التوثيقي المهم.
كما شكر في هذه المناسبة كل من اساتذته ومعلميه من الصف الأول الابتدائي الى الجامعة والى اليوم، والاباء الكهنة الذين تركوا بصماتهم الروحية والإنسانية على حياته، كما قدم الشكر الجزيل لكل من قدم مساعدته او ساهم بطريقة او أخرى لإتمام هذا المشروع بالأخص الدكتور امير يوسف الذي قام بالتنقيح اللغوي والسيد مخلص خمو لجهوده في التصميم والطبع.
ثم أكد الكاتب ان كتابه لا يدعو الى روح الكراهية او الحقد او الانتقام، وانما الى نيل الاعتراف من حكومة تركيا الحالية الوارثة للإمبراطورية العثمانية وان تتعلم الإنسانية من اخطائها كي لا تتكرر هذه المجازر بحق أبناء شعبنا ولا أي شعب اخر في اي مكان او زمان. كما أكد الكاتب ان هدفه كان ايضا نقل احداث هذا السفر المؤلم لأبناء شعبنا من الجيل الحاضر والمستقبل كي لا يضيع وجودهم من التاريخ، وان يكون أحد المصادر الذي يشرح ما حدث لأبناء شعبنا من المجازر والمذابح في المحافل الدولية.
في نهاية الاحتفال اصطف الحاضرون في طابور مهنئين الكاتب بإنجازه واقتناء نسخه موقعه من قبله. بعدها توجهوا الى مائدة من الحلوى والمرطبات والشاي والقهوة المعدة من قبل إدارة القاعة لهذه المناسبة.
و اليكم بعض صور الاحتفال :
















































































157
راديو  SBS Assyrian program تجري مقابلة مع الكاتب يوحنا بيداويد حول كتابه (مذابح سفر برلك 1914-1918) للاقوام المسيحية الشرقية. للاستماع الى المقابلة افتح الرابط المرفق
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/en/content/safar-berlik-book-about-genocide-our-nation





158

 رد وتعليق على مقال الكاتب ابرم شبيرا الأخير حول التسميات، من المُلام بيننا؟1

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
2/6 /2017

المقال التالي يعبرعن راي الكاتب الشخصي فقط
كما ارجو ان يقبل الأخ ابرم شبيرا نقدنا برحابة الصدر ويجري مقارنة بين الحقائق التاريخية والموضوعية لقضية التسمية ويقارن بين مواقف الرابطة الكلدانية وغيرها من المؤسسات في العمل القومي.


كتب الكاتب ابرم شبيرا مقالا تحت عنوان "مختصر في فهم التسميات الرسمية
رأي مقارن بين المكون المسيحي و "الكلدان السريان الآشوريين" على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,841828.0.html

ابدا رد ما جاء في السطر الأول من مقال الكاتب شبيرا وهذا اقتباس من مقاله:
(مدخل:
----
نشرت الرابطة الكلدانية (رابطة) بيانا تقترح فيه تسمية "المكون المسيحي" كتسمية رسمية في الدستور العراقي وكسبيل لتوحيد خطابنا ومواقفنا ومطالبنا للمرحلة الراهنة خصوصا أنه، كما جاء في البيان، الأكثر إنتشارا محلياً ودوليا مع الإحتفاظ بتسمياتنا الخاصة الحضارية والتاريخية من الكلدان والسريان والآشوريين رافضة بذلك التسمية المركبة "الكلدان السريان الآشوريين". لم يرضى تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية (تجمع) هذا المقترح فأصدر بيانا رفضا مقترح تسمية "المكون المسيحي" وللأسباب التي ذكرها في بيانه وشدد على التسمية المركبة "الكلدان السريان الآشوريين" وأعتبرها تسمية مقبولة على الأقل في المرحلة الراهن.) نهاية الاقتباس

عزيزي استاذ ابرم
 ما ذكرته في السطر الأولى في مقالكم هو غير صحيح تماما وأتمنى منك ان تقرا بيان الرابطة حول هذا الموضوع، الموجود على الرابط رقم (1)
لا اعرف لماذا انت أيضا تريد تلبس ثوب الخطيئة للرابطة الكلدانية هنا؟!!. فالرابطة لم تطالب اي جهة لاستبدال التسميات القومية المذكورة للكلدان والاشوريين في الدستور بالعكس ايدت مطالبة الاخوة السريان في مطالبتهم لاضافة اسم السريان بجانب الكلدان والاشوريين في الدستور.  مع العلم لو قرات وتصفحت عن تاريخ الرابطة انها لم تنكر وجود الاخرين وكل ما تعمله يعمله الاخرون تحت التسمية التي تروق لهم لماذا اليوم حرام على الرابطة وكان حلال للاخرين عقود طويلة. ثم ان استراتيجية الرابط حسب فهمي هي مقتصر في هذه المرحلة بناء البيت الكلداني والاهتمام بهويتهم وتمثيله كغيره من القوميات او تسميات.
 
كما ارجو قراءة
للذين يتهمون غبطة البطريرك بالانفرادية، نرجو الاطلاع على الرابط رقم (2) الذي دعى فيه الى إيجاد حل للتسمية قبل ان يتم تأسيس الرابطة. وهذه احدى المرات بين عشرات المناسبات الاخرى التي وجه فيها غبطته دعوة علنية للجميع لتوحيد الموقف السياسي.

رد تجمع احزبنا على بيان الرابطة رابط (3)
تحت عنوان:
تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية: ترفض المغاطات الواردة في بيان الرابطة الكلدانية حول التسمية.
لكن حقيقة الامر بالعكس حيث كان بيانهم يحتوي على مغالطات كثيرة وقد عليهم الدكتور عبد الله رابي في مقال طويل هذه رابطه(4)

هنا اذكر بعض ملاحظات و اطرح بعض  الاسئلة مهمة التي يجب ان تذكر في هذه المناسبة :
1-   نسى تجمع احزابنا السياسية دور الكنيسة الكلدانية من اليوم الأول حينما حصل التهجير لأهالي موصل وسهل نينوى ما قدمته للمهجرين، حتى قبل ان تصلها اية مساعدات، حتى لم تكن تعلم سوف يكون هناك مساعدات وممن قد تكون؟، لكن قررت الالتزام وتطبيق تعاليم المسيحية من غير النظر على الأسماء ولا على المذاهب ولا حتى على القوميات ولا على الأديان، بدون التفكير بالمصلحة التي يتهمها البعض بها اليوم؟!. هل فعلا نحن نعيش في عصر من يضحي يقدم اكثر، ينال لوما وعتابا اكثر؟!!

2-   نسى تجمع احزابنا ان اغلب أوقات غبطة البطريرك والسادة المطارنة الان هو في سبيل تدويل قضية المسيحيين في سهل نينوى امام محافل الدولية وهم لم يستطيعوا غير اصدار بيانات لحد الان. هناك عشرات المؤتمرات التي نظمت في الدول الاوربية وشارك فيها اغلب مطارنة الكلدان والاشوريين والسريان. يعني الدول بدأت تتكل على الكنائس ومطارنتها بسبب موقفها وكذلك بسبب تحملها مسؤولية حماية ومساعدة المهجرين بينما الاحزاب كادت تختفي من الوجود في الايام الاولى من الازمة.

3-   نسى تجمع احزابنا السياسية ان خمس أعضاء البرلمان لم يستطيعوا ان يعملوا ما عملته السيدة فيان دخيل حيث أوصلت قضية الاخوة اليزيدين الى المحافل الدولية بموقفها الشجاع وتحركاتها. حتى المساعدات التي خصصتها ميزانية الدولة (مليار دولار) للمهجرين واعتقد ان رئيس اللجنة كان السيد فاضل مطلك (اعتقد له منصب نائب رئيس الوزراء) هو المسؤولي الرئيسي عنها، لم يستطيعوا الضغط والمطالبة بهذه المساعدات لأهالينا المهجرين قرابة 22 شهرا.


4-   نسى اخوتنا في الأحزاب السياسية لأول مرة في تاريخنا المعاصر يصعد شخص منبر الأمم المتحدة ويلقى خطاب عن قضيتنا الرابط (4) وكان هذا الشخص غبطة البطريرك مار لويس ساكو.

5-   الأخ الكاتب ابرم شبيرا أيضا يغض النظر عن حقائق بل ينسى ما يكتبه او ماكتبه في مقالاته السابقة بالأخص حول قضية التسمية فمرة نراه يذكرنا نحن شعب واحد لكن كله اشوري ومرة أخرى شعب له تسمية مركبة (برائي لم تعد واقعية) ومرة أخرى يذكر الكلدان والسريان طوائف دينية وان النضال في القضية القومية حملها الاخوة الاشوريين لوحدهم؟!! ، اقصد هناك ضبابية في الموقف ولا اعرف السبب؟


6-   ينسى البعض بل معظم الذين ينتقدونها، ان الرابطة ذكرت في البيان الختامي لتأسيس الرابطة والبيان مؤتمر الأول بوضوح على العلاقة الأخوية بين الكلدان والاشوريين والسريان فقرة (6) من البيان على الرابط (5).

7-   لو كانت أحزاب شعبنا جديين لكانوا وجدوا حلا للتسمية وكذلك لم تندلع الصراعات والاتهامات بينهم قبل الانتخابات وكنا كلنا خلفهم وحولهم؟!!


8-    نسوا ايضا في كثير من المقابلات صرح مسؤولي الرابطة ان الهدف من تأسيس الرابطة هو تراصف وتجميع القوى الكلدانية وتوجيهها نحو غاية واحدة هي حماية الهوية الكلدانية وتمثيلهم سياسيا وثقافيا واجتماعيا والمطالبة بحقوقهم في كل المحافل الدولية، (يظن البعض ممارسة العمل القومي ليس سياسة اية هراء لدى هؤلاء! وكيف يفهمون الامور!؟ ) وكانوا ولا زالوا يتمنون ان يوحد الاشوريين والسريان جهودهم في مؤسسة واحدة كي تخرج مرجعية واحدة بعد اتفاق الجميع.

9-   انا شخصيا لي اجتهادي الشخصي ارجو ان لم ينال رضى الجميع ان لا يغضبهم ايضا، مهما تكن اختلافاتنا وصراعتنا وتخويننا واحد للاخر، الا ان مصيرنا كان ولازال وسيبقي واحد والى الابد في الوطن الام بيث نهرين والمهجر أيضا. فالصراع على التسميات هو تشتيت لطاقتنا، لهذا كما قلت مرارا نحن امة لها جسد واحد لكن بثلاثة رؤوس يجب ان نقبل هذا الواقع ونعترف بهذا، يجب ان ننسلخ من جلودنا، ونتجرأ لنعمل عملية لهذا الجسد كي نوحد ذاتنا او ذواتنا تحت اسم او عنوان جديد يحمينا من الزوال، كي يبقى لنا بصيص من امل مثل غير الامم ويكون لنا وجود. طبعا البعض لن يروق لهم اقتراحي هذا لانهم يجهلون حركة التاريخ كيف اندثرت وكيف تبقى الامم.

10-   على الرغم من الصعوبات والقراءات المتشاؤمة في السياسة الدولية التي لا تبشر بالخير لحد الان لنا، لكن لابد ان يكون لنا الايمان بان التاريخ يتحرك ويتغير كله بسبب أحداث بسيطة، لهذا ارجو بل اطلب من الجميع التراصف مهما كانت الاختلافات وتوحيد الجهود وتقليل (التقليل ثم التقليل) القيادات واللجان التي تحاول تمثيلنا دوليا، لأن بكثرتهم يعطون  وينقلون صورة خاطئة ومتناقضة ومتعاكسة وفي النهاية حتى الذين يريدون يتعاطوفون علينا ويساعدوننا سوف يتخلون عنا.

أخيرا اقترح ايضا عقد مؤتمر مصغر من رؤساء الكنائس او ممثلي الكنائس السريانية والكلدانية والاشورية مع رؤساء احزابنا لإيجاد مرجعية سياسية. كما اود ان اجلب انظاركم ان الكنيسة الكلدانية تقوم بدور كبير الان على صعيد التمثيل المسيحي دوليا ولها صيت دولي كبير، كما ان قضيتنا لم تعد في هذه الايام منفصلة عن قضية بقية المسيحيين في الشرق الأوسط بالأخص الاقباط والموارنة وبقية الطوائف في لبنان وسوريا واوردن والخليج لهذا الكنيسة الكلدانية ترى من الافضل تبني المكون المسيحي مع الاحتفاط كل واحد بعنوانه وليس استبدال اسمائنا القومية المذكورة في الدستور.

رابط (1)
الرابطة الكلدانية : نلتزم بالتسمية الرسمية لكننا ندعو الى تبني مصطلح (المكون المسيحي) في المرحلة الراهنة
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,840863.0.html

رابط رقم (2)
(مقترح حول التسمية من غبطة البطريرك مار ساكو )
http://saint-adday.com/?p=8321

رد تجمع الأحزاب في بيان لها على الرابط (3) قبلك أرادوا فرض ما يصاح لهم ولطموحهم الشخصي

رابط (3)
رد تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية على بيان الرابطة الكلدانية
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,841065.0.html

رابط (4)
تناقضات وتشويهات ومغالطات في محتوى رد تنظيمات شعبنا السياسية لبيان الرابطة الكلدانية
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=841212.0


كان رد الرابطة مرة أخرى لتاكد على بيانها الأولى (رابط 5)
تحت عنوان:
"الرابطة الكلدانية ترد على بيان تجمع التنظيمات السياسية حول التسمية"
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=841379.0

 كلمة البطريرك ساكو في جلسة مجلس الامن الدولي في مقر الامم المتحدة بتاريخ 27/3/2015
على الرابط (6)
http://saint-adday.com/?p=7983

رابط (7)
البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي للرابطة الكلدانية بتاريخ 3/7/2015
الفقرة 6
http://saint-adday.com/?p=8761

رابط(8)
البيان الختامي للمؤتمر الأول للرابطة الكلدانية
الفقرة 12
http://www.ishtartv.com/viewarticle,70519.html



159
حصول الانسة كارمن سفردون يوسف مرقس بيداويد على
شهادة ماجستير في القانون من جامعة موناش الاسترالية

حصلت الانسة كارمن سفردون بيداويد على شهادة ماجستير في القانون  بعد تخرجها من جامعة موناش الاسترالي في 25 مارس الحالي.ان عائلة يوسف مرقس بيداويد تهنيء الانسة كارمن على لاانجاز الكبير الذي حققته بعد تغير مسارها شهادة الجامعية الاولى بكالوريوس في الهندسة الى القانون. انها بهذا الانجاز رفعت اسم ابناء عائلتنا مرة اخرى عاليا بين اصحاب الشهادات العليا في ملبورن وكذلك رفعت اسم عائلة بيداويد المعروفة بشهادات المتوفقة حول العالم منذ عقود طويلة.

كما نهنيء المهندس سفردون بيداويد والمهندسة مادلين هرمز بيداويد على تخرج اولادهم وبناتهم كارمن وفلورا ومارتن  على التوالي ماجستير في القانون ودكتوراه في علم الموائع (هندسة كيميائية)  وبكالوريس في هندسة بناء والانشاءات.

عن عائلة يوسف مرقس بيداويد
يوحنا بيداويد







160
حفل توقيع كتاب في مدينة ملبورن تحت عنوان "مذابح سفر برلك" للعثمانيين على الاقوام المسيحية الشرقية (الكلدان والاشوريين والسريان والارمن) اثناء الحرب العالمية الاولى.


161

لا نريد اعتذار الموسوي، لكن نريد...........؟؟.

بقلم يوحنا بيداويد
18/5/2017
لا اظن هناك شخص عراقي لم يسمع بتصريحات السيد علاء الموسوي رئيس الوقف الشيعي التي نشرت في وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام الموجودة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=X8bJUtIliBQ

على الرغم من الضمانات والاطمنان والمحاولات التي قام بها السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى حول هذه القضية، لكن لحد الان لم يظهر أي تعليق من رئيس الوزراء العبادي يوضح موقفه من هذه القضية، كذلك لم نسمع لحد الان أي تصريح من الناطق الرسمي باسم الحكومة يوضح موقفهم والخطوات التي سيتبعونها لجلب الاطمئنان الى نفس المسيحيين وبقية الاقليات سكان الأصليين لبلاد الرافدين بعد هذا التصريح.

 لكن حقيقة ما جاء على لسان السيد علاء الموسوي ليس بجديد، نحن على علم بها منذ طفولتنا، بل ربما قراناه مع عشرات الآيات القرآنية المتشابهة في المنهاج والكتب والمجلات التي تدعوا بصورة او اخرى الى قتل كل من لا يصبح مسلما، وان الإسلام هو دين الحق وغيرها من التعاليم التي تدعوا الى كفر غير المسلم. نحن هنا لن نذكر تاريخ الفواجع والمصائب والمذابح والويلات التي حصلت لنا بسبب ديانتنا المسامحة. لكن ما يحصل لنا الان هو تكرار لما حدث عشرات المرات في الماضي، وما قال السيد الموسوي كان ولا زال يقولونه الدواش في الموصل وحلب وسنجار وغيرها اليوم .

إذا فعلا تعهدت الحكومة على حمايتنا (وان كنت شخصيا اشك في نجاح او القيام بها) وكانت جادة في إعطاء مثل هذه التعهدات، فنحن نريد تأسيس مؤسسة ضد التمييز العنصري وتكون مخولة ان تقوم ما يلي:
1-     تغير المناهج المدرسية تماما وفورا بحيث تشطب كل فقرة تتشابه او تدعوا الى الاكراه في الدين.

2-     تراقب الخطب والوعظ لرجال الدين في ايام الجمعة والاجتماعات والمؤتمرات، وتسحب اجازاتهم( اذا كان هناك نظام الاجازات) كل من يخرج من الخط العام ويدعوا الى الكراهية اوالحقد الديني، ولا يدعوا للتعلش السلمي بين الشيعة والسنة والمسيحيين والشبك واليزيديين واللادينيين حسب مقولة (الدين لله والوطن للجميع).

3-    نريد ان تراقب هذه مؤسسة المطبوعات والاعلام والبرامج (المرئي والسمعي والالكتروني) وكذلك تزيل التمييز العنصري في عملية التوظيف المتخرجين في دوائر الدولة.

4-    نريد ان تنشا هذه المؤسسة برامج تلفزيونية وعلى الراديو تشجيع على بناء الروح الانسانية في العراق حسب بنود حقوق الانسان ومواثيق الامم المتحدة. نريد تجعل من الحياة امرا مقدسا فوق كل الاعتبارات كما هو مؤكد في جميع الأديان والفلسفات والعلوم.

5-    ان تقوم بتعويض المسيحيين فورا على غرار ما قامت به الحكومة لأخوتنا الشيعية في الجنوب من ناحية المالية او الاخوة الاكراد في منطقة الاقليم، لان المسيحيين أصبحوا مهجرين منذ أكثر قرن، منذ مذابح (سفر برلك) العثمانية في الحرب العالمية الاولى، ثم حركة الكردية في منطقة الشمال منذ 1961 وحركة الشواف 1959 في الموصل، حروب صدام حسين ثم الحرب مع ايران والخليح وامريكا ، واخيرا الحرب الاهلية التي تنكرها كل الاحزاب الكبيرة بعد الغزو الأمريكي التي أدت الى هجرة نصف المسيحيين بعد ان تم خطف معظم كنهتهم وتفجير كنائسهم واستشهاد 1400 شخض منهم.

6-   - ان تقوم هذه المؤسسة بمتابعة توفير الامن تماما بحيث شرطي واحد يكفي لجعل المواطن يخضع القانون.

7-    تقوم بإزالة الفقرة الخاص بالدين من هوية الاحوال المدنية والجنسية العراقية كي تقضي على التمييز العنصري في دوائر الدول او الأماكن العامة وحتى من طريقة التفكير، ويبقى الاخلاص والجد في العمل هو المقياس المتبع.

8-   نريد تغير فقرة من الدستور العراقي التي ترغم الأطفال للالتحاق بالأب او الام التي تشهر اسلامها طوعيا لحين بلوغ سن الرشد.

9-   نريد فقرة قانونية في الدستور يحمي كل من يريد ان يغير دينه من المسيحية الى الاسلام او بالعكس من الاسلام الى المسيحية او اي ديانة اخرى لان الدين قضية شخصية مادام هناك دستور يحمي الجميع.

10-   سماح للناس العيش بالحرية في التعبير عن رائيها من خلال الفكر او ممارسة الطقوس او التقاليد او ارتداء الملابس الاعتيادية في الأماكن العامة.

في الختام اقول هيهات هيهات ان تحصل الأقليات على مثل هذه التعهدات او الحقوق، ولكن إذا كان اخوتنا المسلمين من الشيعة والسنة جديين بحمايتنا من الارهاب فعلا، ويشجعونهم على البقاء في وطن اجدادهم، فانها ستقوم بتشريع هذه القوانين من يوم غد حتى وان اضطرت تغير بنود الدستور.

162
بعض المسيحيين يقفون ضد البطريرك ساكو في شجبه للخطاب التحريض ضد المسيحيين !!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
11 /5/2017

كتب السيد كامل زومايا ردا على بيان البطريركية الذي شجب "الخطاب التحريضي ضد المسيحيين"
الموجود على الرابط التالي
http://saint-adday.com/?p=17555
وهذا رابط لمقال السيد كامل زومايا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,839798.0.html

حقيقة فضح هذا المقال طبيعة او جوهر الناس الذين يرتدون ملابس الحملان وفي داخلهم غريزة الذئاب مفترسة من اجل مصالحهم الذاتية.

لنبدأ حديثنا من زاوية جديدة في هذه المرة، من حيث ينبع فكر السيد كامل زومايا. لقد اعترف معظم الفلاسفة واللاهوتيين ان المشكلة الرئيسية في هذا الوجود هو الشر، والشر مصدره (كما جاء في اللاهوت الادبي) هو النقص، سواء كان هذا النقص في الادراك او في المعرفة او في الطبيعة المادية وعلاقاتها الناقصة مغ بعضها، غير المتكاملة.
بالنتيجة مصدر الشر عند الانسان هو معرفته او تصرفه الناقص او شعوره بالنقص يدفعه الى الامام وهو امر طبيعي وصحيح من حيث المبدا، ولكن هنا (في قضية الأخ كامل زومايا) مرة أخرى يدخل الشر الى الوجود عن طريق الانانية والطمع والمصلحة الذاتية التي كلها تنفي وتتنافر مع الموضوعية والحقيقة والعدالة .

السيد كامل زومايا ان كان ولا زال ماركسيا، وهذا امر ليس بعيب فالماركسية فكر ليس بقديم وكانت احدى اهم الفلسفات العصر الحديث، وربما لحد الان عند البعض. لكن هذا لا يعني يجب ان يغفل السيد زومايا او الا يأخذ بالحقيقة الموجودة في واقع مجتمعنا او ان لا ينظر اليها بالموضوعية بصورة صحيحة. أي يعتمد فقط ما تقوله النظرية الماركسية حينما ظهرت (قبل 160 سنة تقريبا) عن الأديان ونكران دورها في تطوير واستقرار المجتمع وحمايته من الفلتان الخلقي الامر الذي تقوم به دساتير الدول اليوم (لان الماركسيين ينكرون وجود قوى غيبة تماما).

 ولان السيد زومايا من الطغمة الغارقة في الانا وحب الظهور والمال فهو ربما لم يقرا ان الماركسية كانت فرع من المثالية الالمانية وحتى مؤسسها ماركس وفيورباخ وشتيرنر كانوا تلاميذ للفيلسوف العملاق هيجل الذي لم ينكر المثالية بل يعد أحد اقطابها الرئيسيين مع كانط وجورج بيركلي وافلاطون.

هجوم السيد كامل زومايا على بيان الشجب الذي اطلقته البطريريكة أوقعه في ورطة لاحد السببين أحدهما اسوء من الأخر، فاذا لم يكن هناك من دفعه الى كتابة هذا المقال الهجومي (طبعا يكون امرا أخطر في حالة وجود جهة دفعته للكتابة بهذه الصيغة، حينها سيكون لا يحتاج هذا الى جهد كبير لمعرفة مصدره فيما بعد)، فيكون نابع من جهله في تاريخ الفلسفة المادية تماما.

 فهو في هذا الرد يرى ان الكنيسة الكلدانية مؤسسة روحية التي تؤمن بالغيبيات والعدالة السماوية والاخرة، التي هي خارج تفكيره والنظرة الضيقة لبعض الماركسيين، هي عديمة الأهمية والتأثير على المجتمع، بل يتهم غبطة البطريرك بجهله في فقه الديانة الإسلامية، مع العلم احدى شهادات الدكتوراه لغبطته هي في الفقه الإسلامي، بينما هو ماركسي بعيد  كل البعد عن علم الغيبيات تماما، بل لا يؤمن بها. الى اي درجة من التناقض يذهب السيد كامل زومايا لحين ينهض من سباته او متى تحيله مؤسسته الى التقاعد؟!!.

الكنيسة ليست مؤسسة روحية حسب راي الشخصي فقط، انما هي مؤسسة سماوية –أرضية، أخلاقية-إنسانية، روحية – اجتماعية، تدير الامور المجتمع عن طريق مبادئها الروحية والقيم الأخلاقية والضمير الانساني التي تطلب من المسيحي الى درجة محبة الاعداء.
 
فالكنييسة هي مؤسسة قريبة من الموضوعية أقرب من اي مؤسسة اخرى مهما فعلت، لأنها لا تدعوا الا التواضع والتسامح والرحمة المغفرة ومحبة القريب مثل النفس، هذا المبادئ ان نظر اليها السيد زومايا بنظرة موضوعية عادلة سوف يراها غير موجودة في اي مؤسسة او دستور اي دولة او اي جمعية او حتى حزبه الماركسي.

أتمنى من السيد كامل زومايا ان يكون صاحب الجرأة الأدبية ليقدم اعتذاره المكتوب ويحذف مقاله لان لن يبقى نقطة سوداء في صفحته بل سوف تجعل صفحته كلها سوداء إذا اصر على هذا المنطق في تعامله مع الحقائق.

163
رد على مقال د عبد الله رابي تحت عنوان "الثقافة الكلدانية تتألق مع الرابطة الكلدانية “

كتب الأخ العزيز البروفيسور عبد الله رابي المحترم
مقالا تحت عنوان “الثقافة الكلدانية تتألق مع الرابطة الكلدانية “
على الرابط التالي http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=post;topic=836681.0;last_msg=7520934

كان ولا زال البعض يراهن على حركة القومية للكلدانيين المعاصرون حركة تافهة وطارئة، بل هي ردة فعل لصراع التسميات بين أبناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان، وان نشاطهم القومي في عشرين سنة الاخيرة ما هو الا زوبعة في قدح الشاي.

 لكن الحمد لله بتظافر جهد الجميع وبتعاونهم وبالأخص الدور الايجابي والابوي الذي لعبه غبطة البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى في جمع المثقفين الكلدان من حول العالم ومشاركته الشخصية مع سبع أساقفة وثلاثة كهنة معهم في المؤتمر التأسيسي، اتت بثمار لم يتوقعها الجميع وها هو حصادهم ظهر للعيان في الاحتفلات عيد اكيتو الاخير راس الكلدانية البابلية 7317، ومشاركتهم ودعمهم لاعمار بلدات قرى ابناء شعبنا في سهل نينوى او غيرها من القضايا.

شخصيا لا اشعر بالسعادة الا حينما تتجلى الحقيقة، او حصول مفارقة في الحدث، او نجاح الطرف العادل الذي معظم أحيانا يكون الطرف الضعيف في هذه الأيام! هكذا كانت سعادتي كانت كبيرة في هذه السنة حينما رأيت احتفالات في عيد راس الكلدانية البابلية بصورة عفوية أقيمت في كل الإمكان تقريبا من غير تحضير او نشر لها او تنسيق معا. حيث أقيم الاحتفال في هذه السنة في (دهوك، مانكيش، القوش، أربيل، كركوك، بغداد، عمان/اوردن، تورنتو، ونزر، ديترويت (احتفالين) وسانت دياكو احتفالين وسدني.

اما كلدان مدينة ملبورن فهم معروفون في اهمية هذا العيد لهم، وفي عدد السنوات التي اقاموا احتفالاتهم بعيد اكيتو، حيث كانت هذه السنة الرابعة العشر على التوالي يحتفلون بهذا العيد (في سنتين 2003 و2004 كان مشترك بين الكلدان والاشوريون والسريان).

فرحتي هذه أتت لان في الأخير شعر اخوتي الكلدان بأهمية القضية التي كتبنا وعملنا من اجلها خلال عشرين السنة الأخيرة. نعم الوعي والتغير الذي حصل لدى الكلدان وظهر للعيان وعلى مراء الجميع وفي الاعلام في احتفالاتهم بعيد عيد اكيتو .


وما زاد فرحي هو مشاركة بعض ابائنا الروحانيين في احياء هذا الاحتفال الذي يعتبره البعض عيد وثني، حيث اعادوا المفهوم الصحيح للهوية او القومية الكلدانية، لان احترامها لا يعني التخلي من الايمان المسيحي او الابتعاد عن تعليمه وانما هو حماية الذات الجامعة لمجتمعنا ضرورة حقة، احترام وعدم نكران الذات الكبيرة امر حتمي كما هو لدى كل الامم والشعوب في العالم، مفهوم القومية هو مفهوم يشمل على الجماعة التي نشترك معها باللغة والوطن والتاريخ والعادات والقيم والاخلاقية الملابس والموسيقى والفلكلور ...الخ.
لأول مرة في التاريخ وبعد 2552 سنة تسمع مدينة بابل من بعد سقوطها أصوات ابنائها يحتفلون بعيدها الكبير عيد اكيتو بهذا الحجم وهذا العدد.

اخي. عبد الله
لا يهمك الذين ينتقدون مقالاتك او الذين يريدون ان يحطوا من قيمتها يفعلونه بغير وعي او بدافع الحسد، انهم يصورن مقالاتك للقراء وكأنها اطروحة دكتوراه ام مجموعة المختصين في قضية جدلية مهمة لا تقبل أي مجال للاجتهاد!!، ينسون ان مقالك هو موجه لكل المستويات الثقافية، لهذا يجب ان تُفهم من قبل جميع القراء. فالكتاب الجيد هو ذلك الكاتب الذي يجعل القاريء ان يفهم فحوى المقال بكل بسهولة، ان يسرق انتباهه ليكشف له الحقيقة او امرا جديدا لم يعرفه سابقا!، قراءة المقال الجيد هو مثل رغبة في الاستماع الى قطعة موسيقية بدون انقطاع. فالنقد الذي اتى به عزيزنا د ليون معروف غرض وسببه؟؟!!.
يسوع المسيح قال لتلاميذه عن امثال د. ليون برخو: " من ثامرهم تعرفونهم".
اساله ان يتحفنا برابط مقال كتبه يفيد الكلدان ليس فيه طعن في الكنيسة.

لا يهمك اخي العزيز د. عبد الله، مسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، ومسيرة الكلدان بدأت على يد الرابطة الكلدانية والمؤسسات الكلدانية القومية الأخرى، أتمنى ان لا تتوقف عند هذا الاحتفال، ان يصعد عطائهم يوما بعد يوم، ان يوحد الكلدان حول العالم وحدتهم عبر مؤسسة (آصورا كلدايا) من اجل حماية هويتهم ومجتمعهم ولغتهم وكنيستهم واخيرا قوميتهم الكلدانية.

شكرا لا بائنا الاكليروس الذين ادركوا أهمية هذه القضية من جانبها الإنساني والروحي.

اشكرك على التحليل الموضوعي والثناء والتقييم والايجابي الذي اعطيته للرابطة بثورة محقة.

يوحنا بيداويد








165
                          هل كان غبطة البطريرك محقا في اختياره
                          تسمية المكون المسيحي في ندائه الاخير؟؟!!


بقلم يوحنا بيداويد
23 كانون الأول 2016
ملبورن استراليا.



طالب غبطة البطريرك مار لويس ساكو أبناء مجتمعا المسيحي من جميع القوميات بتبني مصطلح (المكون المسيحي) كمخرج للمرحلة الصعبة التي يمر فيها الوطن خاصة بعد احتلال محافظة الموصل قيام الدول الإسلامية الداعشية بعمليات الإبادة الجماعية ضد المسيحيين والأقليات في سهل نينوي في نداء تم نشره على موقع البطريركية على الرابط التالي:
http://saint-adday.com/?p=15524

من البداية كنت اود التعليق على هذا البيان لكن تريثت طويلا كي لا اسيء ظن أحد من أبناء مجتمعنا ولا رواد الموقع.
بعض كتاب من أبناء شعبنا لا يريد ان يرى الحقائق على ارض الواقع ومشاكلنا الكثيرة الكثيرة الا من خلال سفسطته الفارغة وفكره الضيق البعيد عن المنطق ومصالحه الذاتية التي كل مرة يزينها بألوان إنسانية وحقوق المرأة وغيرها ولكن في الحقيقة هي مناقضة للواقع، وقليلون يجرؤن للبوح او التحدث عنها علنا.

 بعيدا عن هذا التعصب والانغلاق والتطرق عن الحالات الفردية، اود ان اقول بكل صراحة مشكلتنا تكمن نحن حقيقة لا نعرف عن قضيتنا الجوهرية اي الموضوعية (أعنى التي تهم الكل) الا القليل، ولا نستطيع تشخيصها، لأننا اليوم نعيش بموجب منطق جديد الذي اتت به حضارة (الفوضى الخلاقة).

 بكلمة أخرى، نحن لم يعد لنا ادوات لنقيس بها الأمور او نعيرها، كل واحد يمكنه ان يكتب ويشوش باسم الحقوق، حرية ابداء الراي ويكون مقبول، حتى لو كان بثوب الشيطان، حتى لو استبدل الحقد والكراهية بكلام وتعاليم المسيحية التي أصبحت غير مقبولة عند البعض، لان أصلا لم يعد ما يجمعنا او يهمنا معا، كل واحد له همومه او غاياته واولوياته الذاتية او الشخصية في الحضارة الغربية. لهذا انتشرت وتنتشر الكراهية مثل البرق بمجرد وجود لاختلاف الراي.

سنذكر بعض من هذه المشاكل المهمة التي تهم المسيحيين (الكلدان والاشوريون السريان والارمن وغيرهم) التي كتبت عنها مرات عديدة بصورة موضوعية بعيدا عن الذاتية والمؤسسات التي عملت فيها مثلا:
1-معظم الذين في الخارج فقدوا الامكانية تخيل ظروف الموجودين في الداخل، يجعلون أنفسهم أولياء وأصحاب القرار عن مصيرهم!

2-الانقسام الذي حصل كنسيا منذ القرن الخامس وتجدد عام 1553 و1830 لم تستطيع الحركة القومية تجاوزه ولن تستطيع ان استمر رؤساء الكنائس التفكير بنفس طريقة التفكير والتعاطي مع الواقع.

3-عدم وجود اهداف واضحة لنا كقوميين او سياسيين او مسيحيين، لا نعرف ماذا نريد!! صحيح البعض له موقفهم او فكرتهم، لكن كم هم مؤيدين لها؟ اعتقد حتى أقرب الناس الى صاحب الفكرة يصبحون معارضين له في حصول أي خلاف بينهم، هذه طبيعتنا يجب ان نتعرف بها؟!!، لان هدفنا ليس الموضوعية وانما شخصي وللمنفعة الذاتية.

4-ليس لنا اصدقاء ولا حلفاء ولا مصادر مالية ولا قوة كجيش.

5-عددنا لا يساعد على المطالبة بالكثير كما يحلم ابطال الشبكة الشيطانية.

6-وجود خطة دولية لتهجير المسيحيين الامر الذي كررته منذ 2004 ولم يعترف به قادة كنائسنا واحزبنا الا مؤخرا بصورة غريبة!

7-عدم وجود كتاب ومحللين بين أبناء مجتمعنا لهم روح المثل والشجاعة في تشخيص الحقيقة او جوهر القضية، ويشهدون لها مهما كان الثمن، وهم مقبولون من المجتمع، يكونون بعيدين عن الطائفية، لهذا حتى عباقرتنا أصبحوا طائفيين ارضاء لكنيستهم او طائفتهم.

8-فقدان التواصل والهموم والالويات أي التجانس الفكري ونشاطات الحياة الاجتماعية بين المهجر والداخل.

9-فقدان لغة الام والابتعاد عن القيم المسيحية، تحول مجتمعنا من جسد واحد متكامل(كنسيا) في الوطن الى ذرات متناثرة في الغرب على حد قول (جان بول ساتر).

10-- أصبحنا خاضعين لمتطلبات العصر (المال، والحرية، الكسل، الفخفخة والمظاهر، او الشهرة الفارغة، عدم الالتزام بالقيم او ليس لنا موقف او كلمة بالاحرى لم يعد لنا مبادئ نسير عليها)

انا شخصيا ارى سيدنا ساكو حاول جاهدا ايجاد مخرجا لحماية المسيحيين في العراق من خلال هذا النداء، بالمناسبة كرر غبطته هذه الفكرة انشاء مرجعية عدة مرات منذ توليه سدة البطريركية، كي يكون لنا مرجعية لها موقفا موحدا امام الحكومة المركزية وحكومة الإقليم وفي محافل الدولية، مع الاحتفاظ كل واحد منهم على ارثه واسمه وكنيسته او حزبه وتطلعاته.

الغريب في الامر ان الاخوة الإسلام الطيبين يصدقون ويساعدون سيدنا ساكو على إيجاد أي مخرج للمسيحين أكثر من المسيحيين أنفسهم والذين يخصهم الامر، بعضهم يرفضون افكاره لأسباب، منها انه ينفرد بالقرار حسب ادعائهم. لكن لا يسألون أنفسهم الى متى نكون بدون موقف بدون هدف او مطاليب واضحة امام الراي العالمي؟ نعم نحن فقط عند الواجع نجتمع للبكاء!. الى متى نبقى ننادى بالأسماء القومية ولا يعترف احد بنا(اعين الدول او قومياته او مكونات العراقية الاخرى) لأنها جزء من الماضي، او بالأحرى من هو مستعدا خلق فرصة لجيرانه لمزاحمته على الأرض!!!!!!!!!!

لقد جربوا عدة مرات احزابنا لأنشاء هيئة سياسية او مرجعية بعد مجزرة سيدة النجاة عام 2010، لكنا حينما كانت الانتخابات تقترب كل واحد انفرد في قائمته وبشعارات، حتى الكلدان أصبحوا عدة قوائم مثلا فكيف لا يفشلون؟!. وبعضهم في الاجتماع يقول شيء وخارجه شيء اخر.

حتى موضوع الحماية الدولية الذي كان أصبح قاب قوسين او أدني في هذه السنة من خلال اعتراف الأمم الاوربية وامريكا به، قد اندثر اثره بسبب عدم وجود وحدة واصرار من قبل ابناء شعبنا، لان هذه الهيئات الدولية لم يجدوا موقفا موحدا بين أبناء شعبنا نفسه، فربما سألوا أنفسهم أليس من المعقول حينما توفرت المنطقة الامنة يندلع القتال بين أحزاب القومية المسيحية دفاعا عن تسميتهم والحقوق القومية( على غرار ما يحصل في دولة السودان الجنوبية) داخل قوميتنا التي أصبحت هشة الان!!!.

صدقوني نحن أصبحنا أسرى الانانية والكراهية والفردانية، بقائنا صعب ان لم نصبح واقعيين، واصحاب موقف موحد وموضوعي بعيد عن اصوات النشاز التي تخطب ابناء مجتمعنا بثوب الانسانية وهم أكثر شريرون من الثعالب، وتاريخهم اسود والمزيف وكذبهم وتلفيقهم كل مرة في الاعلام، يعرفهم كل واحد ولكن يسكتون عنهم لان يتحدث ضد البطريرك.

في الختام أتمنى ان لا توقف محاولات سيدنا ساكو، كما أتمنى ان يتقدم أي شخص او مؤسسة او كنيسة أخرى بمشروع اخر أفضل او أحسن قبل فوات الاوان.

في النهاية لا يسعني الا ان أقدم لكم جميعا، كل الاخوة المسيحيين والإسلام في الوطن والعالم، ازكى التهاني والتبريكات بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة.

166


الانسة فلورا سفردون بيداويد تحصل على
 شهادة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية بامتياز




l]

حصلت الانسة فلورا سفردون يوسف مرقس نيسان  بيداويد على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية  2016 من RMIT.
على الرغم من عمرها الصغير نالت الدكتوراه بامتياز .

ان عائلة يوسف مرقس تبارك لها هذا الانجاز وتتمنى لها النجاح في حياتها والمزيد من الشهادات والميداليات.
انها فعلا رفعت بهذا الإنجاز  اسم العائلة  واسم الجالية في استراليا شكرا لكل من ساندها وشجعها ونتمنى لابناء شبيبتنا  ان يخطوا خطاها.

كذلك حصل ابن اخي مارتن سفردون يوسف مرقس نيسان بيداويد على شهادة بكالوريوس هندسة الانشاءات في نفس الدورة 2016
من جامعة RMIT
وحصلت ابنتي انجيلا يوحنا يوسف مرقس نيسان بيداويد على شهادة بكالوريوس في العلوم الرياضيات والفيزياء من جامعة ملبورن لدورة 2016
 ان عائلتنا فخورين بهم جميعا نتمنى لهم ولجيمع ابناء جاليتنا المزيد من التوفق والحصول على الشهادات العليا.
[/b]
[/size]
[/color][/size]

[/ur
[url=http://uploads.ankawa.com/]





http://uploads.ankawa.com/uploads/1481729441782.jpg






167
رد وتعليق على د.عبد الله رابي حول تحليله لزيارة البطريرك ساكو للامم الاوربية الاخيرة

كتب الكاتب والباحث الاجتماعي البروفيسور عبد الله رابي مقالا تحت عنوان:" هكذا أفسر مغادرة غبطة البطريرك مار ساكو مع وفد حكومي الى الامم الاوربية في بروكسل"
على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,825904.0.html

احي روح الإنسانية والموضوعية التي تعودنا على التماسها في كتابات ومؤلفات الباحث البروفيسور عبد الله رابي. لان حسب قناعتي المتواضعة، ما كتبه ليس دفاعا عن البطريرك مار لويس ساكو او عن الكنيسة الكلدانية وصيرورة فهمها للواقع، وانما دفاعا عن حدث إيجابي نعيشه في هذه الأيام.

مع الأسف وانا هنا لا اقصد الأخ الكاتب أنطوان الصنا، وانما عدد كبير من كتابنا وقرائنا يحبون فقط قراءة مواضيع الاثارة بغض النظر عن فحوى الموضوع، ظهر هذا الأسلوب او هذا المرض لدى البعض، بعد ان اقتحمت العولمة حرمة حقوق الانسان ومقدساته. ان ظهور فرصة لتوجيه النقد او ابداء الراي في كل حدث او موضوع من قبل كل شخص هي نعمة وفرصة مثالية وإيجابية، ولكن لكي يكون الكاتب كاتبا موضوعيا عليه الالتزام بشرف المهنة وهي الفكر السامي والمتعالي عن المصالح الذاتية، ان يكتب شيئا له ربط مع المنطق وشواهد حقيقة والاهم من الكل ذلك يفيد المجتمع. لان المهمة الأساسية لكل كاتب هي نقل معلومة جديدة ومفيدة للقارئ، ابراز الفائدة او السلبية من أي حدث بنظرة شمولية غير ضيقة وبعيدة عن تأثيرات خارجية.

 مع الاسف ظهر مرض جديد في مجتمعنا من جراء ولادة هذه الفرصة، هي الامكانية لتشويه حقيقة الحدث، عوضا عن ابراز جوانب الايجابية فيه، وجود رغبة ولوعة عند بعض القراء لقراءة مقالات فيها التقسيط واوصاف التصغير وأحيانا القذف بعبارات غير لائقة، وتبدأ معركة حامية الوطيس بين الاقلام التي من المفروض ان تكون مهمتها اشعال الفكر وزيادة الوعي مثلما تشعل الشمعة النور.

ان تقدم غبطة البطريرك ساكو الى الساحة السياسية ومشاركته في المحافل الدولية، قد تحتاج الى تنسيق أكثر، لكنني اراه مجبرا أكثر من مخيرا للقيام بها في هذه الظروف الدولية التي مر بها أبناء شعبنا. ماذا بقي لأبناء شعبنا من الكلدان والأشوريين والسريان كي يخسروه؟ والى متى ينتظرون الضمير الانساني كله اان ينهض من سباته ويتدخل لينقذنا من الابادة الجماعية لشعبنا؟ الى متى نظن ان الاخر سياتي يوما ينصفنا؟ وكم مؤتمرا حضره ممثلينا السياسيين بدون جدوى، ومن هو الأكثر اخلاصا لهذه المهمة من غبطته؟

حقيقة نحن بحاجة للتراصف مثلما تراصفت الامة الهندية وراء رجل واحد (غاندي) الذي قادها الى الاستقلال من بريطانيا العظمى من دون حرب او تصاعد دخان قذيفة واحدة في أي من مدنها الفقيرة الكثيرة. حقق استقلالها بطريقة السلمية وبتراصف جميع الهنود خلفه، نعم كان الشعب الهندي شعبا فقيرا ولازالت الهند من أفقر الدول وكان لها تقريبا نفس المشاكل التي للعراق مثل الأديان المختلفة والقبائل والصراعات الداخلية ولكن كانت غنية في وحدتها وتراصفها معا فوصلت الى شواطئ الحرية.

فحينما يرافق سيدنا ساكو وفد حكومي عراقي الى الأمم الاوربية له مدلول قوي على ان بذور الفكر الإنساني لا زال يصارع الفكر الشراني المتولد من الفساد وحب المال المنتشر في وطننا ، على  الاقل زال حيا مهما كانت الظروف سيئة.

بالعكس كنت أتمنى ان يثمن القراء والكتاب (كما فعل بعض الأصدقاء) الكنيسة الكلدانية على الدور الريادي الذي اتخذته رغم انها عبرت في أكثر من مناسبة انها لن تتدخل في السياسة او تتصف مع أي حزب سياسي، وان مهمتها ليست غير الدفاع ورفع صوتها للمطالبة بحقوق الجميع، وبالأخص عن أبناء كنيستها بكل لها من الإمكانيات المادية ومواقف الإنسانية.


اشكر الأخ الباحث الدكتور عبد الله رابي على ابرازه الحقيقة الموضوعية في هذا المقال مرة أخرى، ونتمنى ان تكون النظر الإيجابية دائما هدفا لكتاباتنا ومواقفنا في الحياة اليومية.
يوحنا بيداويد 17/11/2016

168
حربنا مع الدواعش عبر التاريخ
بقلم يوحنا بيداويد
مقال جديد
ان حربنا مع الدواعش قديمة وطويلة وان كنا حاولنا نسيانها كلما اندملت جروحنا
مذابح مير كور على القوش 1832.
منذ مذابح بدرخان بك 1843-1846.
منذ مذابح عبيد الله النهري 1887-1878.
منذ مذابح السلطان الأحمر 1894-1895.
منذ مذابح اخرى للسلطان الأحمر بعد ثورة جمعية الاتحاد والترقي 1909.
منذ مذابح أنور وطلعت وجمال باشا المجرمين الثلاث 1914-1918.
منذ مذبحة سميل 1933.
مذابح الشواف 1959.
منذ مذبحة صوريا 1969.
منذ مذابح الانفال 1987-1988.
منذ الحرب الطائفية غير المعلنة ضد المسيحيين من قبل بعض أطراف الدينية المتعصبة التي تسلطت على رقاب العراقيين منذ 2003 لحد اليوم.
منذ مقتل الشهيد رحو والأباء الكهنة كل من رغيد واسكندر وعبد الله وأكثر من 1500 شخص بصورة مقصودة وخطف أكثر من 24 كاهن وحرق أكثر من 30 كنيسة ما عدى ما عمله داعش خلال السنتين الماضيتين في قصبات ومركز مدينة الموصل.
منذ مذبحة سيدة النجاة 2010.
منذ حرق محلات المسحيين في زاخو وشيوزا ودهوك.
منذ ضربة باصات الطلبة.
منذ نكبة تسليم الحكومة وجيشها مدينة الموصل وقصبات سهل نينو الى الدولة الإسلامية.
كل هذا ولم نتعلم من هم اعدائنا ومن هم أصدقائنا؟
كل هذا ونحن نتعارك وفي حرب دامية ومستمرة من اجل اثبات التسميات.
كل هذا ونحن نكذب ونقول نحن اخوه.
ارجو ان نسأل أنفسنا سؤال الذي أكد علية سقراط الفيلسوف الاغريقي: " اعرف نفسك؟:
الظاهر لحد الان لا نعرف من نحن ومن هم اعدائنا؟
لهذا لصراع مستمر كنسيا، قبليا وتسمويا. البعض منا لا زال يحلم بان التاريخ سيعيد حقنا لنا.
أتمنى ان لا يزايد أحدا على أحد باي طريقة او لاي سبب بل لنركز على الدواعش القادمون الجدد من الدخل مرة أخرى، من أعضاء البرلمان والحكومات المحلية والوزراء الإرهابيين. !!
يوحنا بيداويد

169
مقابلة 
اجرى الاعلامي سليم الفهد من SBS Arabic program  الاسترالية مع الكاتب يوحنا بيداويد حول المؤتمر الكلداني الاول الذي انعقد 25-27 ايلول 2016. لمن يرغب الاطلاع على مجريات المؤتمر بخصوص المهجرين في اقليم كردستان واللاجئيين في الدول الجوار.
يمكن الاستماع المقابلة على الرابط التالي
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/arabic/ar/content/qdy-lljyyn-l-jnd-mwtmr-lrbt-lkldny?language=ar




170
الطريق الى الينابيع الاصيلة
بقلم يوحنا بيداويد
10 تشرين الثاني 2016
ملبورن-استراليا

ملاحظة
كتب هذا التقرير بناءً على طلب البروفيسور افرام عيسى الذي أصله من قرية اسناخ (السناط) ويعيش حاليا في فرنسا. له عدة كتب بخصوص تاريخ شعبنا وتاريخ وادي الرافدين والمنطقة.

حينما يصل الانسان الى قمة جبل (بيخير) (1) قادما من دهوك (نوهدرا) وينظر الى الأفق، لا يرى الا سهولا واسعة تنتهي بمنطقة جبلية على شكل طبقات متداخلة تلو الواحدة الأخرى، كأنها طبقات من الجلد تلتحف بها مدينة زاخو (زاخوتا) وقراها من قر الشتاء وحر صيفها. تمتد هذه السلسلة الجبلية شمالا الى داخل اراضي تركيا (كلي كويان) (2) والى اليسار باتجاه قمة جبل (جودي الخالدة) الذي يقال رست سفينة النبي (نوح) قبل عشرة الاف سنة او أكثر عليها أيام الطوفان الكبير، ومن جهة اليمين تمتد هذه السلسلة الى وراء ما يقطعه النظر. اما بالنسبة لهذا السهل المعروف بالسهل (السندي)، فهو يمتد من اليسار ليعبر نهو هيزل (الحدود الطبيعية بين تركيا والعراق) باتجاه تركيا وسوريا والى اليمين يمتد ليعبر قرية (بيرسفي) الكلدانية حتى (ملا عرب) وحدود (باتوفا).

للقادمين الى هذه المنطقة من اهالي زاخو المهاجرين الى ما وراء البحار مثلي، تمتزج احاسيسه ومشاعره بشكل لا يوصف، حيث ترتفع نبضات القلب وتصعد شهقات الزفير والنفير ممزوجة من الفرح والحزن، تنتاب مشاعر الفرح على الانسان حينما يرى المرء نفسه مرة أخرى في البيئة التي عاش فيها طفولته، فهو يعشقها رغم قساوة الطبيعة والعلاقات الإنسانية المتردية بين ساكنيها، كالطيور القاطعة للبحار والقارات العائدة الى جبال اعشاشها ولادتها، هكذا يعشق الانسان بيئته غريزيا، لأنها  تحمل الصور والذكريات التي  لا تحصى ولا تعد، هذه الذكريات التي أصبحت محفورة في وجدان الذات، فلن تمحيها الظروف والمتغيرات مهما طال الزمن،  تبقى حية، شاهقة في الذاكرة مثل قمة جبل (جودي) او جبل (خنطور) الصاعدة في فضاء الطبيعة!.

لن تمر دقائق قليلة من السياقة، حتى ظهرت سطوح بيوت وبنايات المدينة الخالدة (زاخو) او (زاخوتا)على ضفاف نهر الخابور الذي تعود على سرقة حصته من الضحايا في ربيع كل سنة من أبناء المدينة. يتفرع هذا النهر عند محلة (كوندكي) الى فرعين ثم يعود ليتلاحم مرة اخرة على بعد بضع كيلو مترات من غرب المدينة الامر الذي كان يشكل حماية طبيعية للمدينة القديمة من الغزوات التي كانت تأتي تهب وتدب من كل صوب على المنطقة وما اكثرها.

 حينما توجهنا الى شرق المدينة، ظهرت لنا اقواس جسر (دلالي بلغتنا الام) او (برا مزن بالكردي)، ربما تكون هذه الاقواس هي لأقدم جسر في العالم اليوم (3). يقع الجسر في شرق المدينة، في محلة العباسية القديمة والذي سمي الجسر باسمها خطأَ. في هذا الجسر لازالت عظام الضحية (دلالي حسب الأسطورة) (4) ترقد في قلايتها خلف شبابيكها الداخلية الموضوعة على سمك الجسر(5).

 





وبعد اقل من كيلومتر واحد  يتلف الطريق نحو الشمال، فوق جسر حديدي جديد على نهر خابور عند محلة نهاية محلة العباسية، يستمر مئات الامتار ليتلف حول ساحة بارزان الكبيرة التي كان قربها مقر اللجنة المحلية للحزب البارتي في قضاء زاخو أيام القائد الكردي عيسى سوار (قائد الحركة الكردية في منطقة زاخو) وعثمان القاضي (رئيس اللجنة المحلية لمدينة زاخو) من عام 1970-1974. بعدها بعدة مئات الأمتار، يصل الطريق بنا الى كنيسة مريم العذراء الكلدانية في محلة العباسية الجديدة القلعة الكلدانية التي بناها المثلث الرحمة المطران بطرس الهربولي في بداية الثمانيات حينما كان كاهنا يخدم فيها (1974-1997)، يذكر تأسست هذه الكنيسة في نهاية الستينات من القرن الماضي في زمن المطران يوسف بابان، وكانت مروج حقول الحنطة والبساتين تحيطها لحد قبل 1976، لان البيوت لم تكن وصلت الجدول المائي(جلالا) القادم من قرية (تلكبر).
 
في هذه المحلة (العباسية الجديدة) كنت قضيت أربعة سنوات في عمري، حيث كنت درست في مدرسة زوزان الابتدائية وثم انتقلت الى هيزل الابتدائية، وحينما كانت تمر السيارة في شوارع المحلة، كنت احاول ان اتذكر كل دار من موقعه ونقشة بابه الحديدي، وكل زاوية، وموقع كل ساحة كنا نعلب كرة القدم بحماس منقطع النظير، كذلك كل جدار او زاوية او عمود كهرباء الذي كنا نتجمع (صبايا وصبيان) للعب اثناء ليالي الصيف.

التفت بنا السيارة الى اليمين عند نهاية ثانوية الزراعة باتجاه الشمال ليصل الى المكان الذي كان يمر فيه الجدول المائي القادم من (كهريز او كاريزي) (6)، بإتجاه قرية (تلكبر)، الذي كان يسقي البساتين القريبة من زاخو في فصل الصيف. ومن هناك التفت السيارة مرة أخرى الى اليسار، هذا الشارع يقودنا الى (كاريزي) ومن ثم الى قرية (تكلبر)، القرية الصغيرة التي تأسست من قبل المرحوم حازم بك في بداية القرن الماضي للفلاحيين المسيحيين وسكنها المرحوم ايشو بيداويد وهرمز حاني وأولاده (يونن ويوسف واسكندر) وغيرهم. الشارع كنا نسير عليه، يمر فوق مكان الجدول المائي الذي كان يأتي من (كاريزي) باتجاه جسر دلال، حيث كانت هذه المنطقة بساتين قبل 45 سنة، اليوم كلها بيوت وعمارات ومحلات تجارة ومطاعم وفنادق كبيرة، بحيث نقطة التفتيش الشمالية للمدينة هي واقعة ابعد من قرية (تلكبر القديمة).


 
في هذا الطريق الذي يقودنا الى (باتوفا مركز ناحية كولي) ثم الى قرية (كاني ماسي) او (اينَ دنوني)، بدأت رحلتنا من سوق في محلة العباسية التي يقع على جانبها الأيمن تلال (دوازد ملاني بالكردي)، تبدأ هذه التلال من جسر (دلالي او العباسي) الى شمال الشرق لناحية السندي  لتصل الى قرى الستة (لعشيرة مركايي) (ملا عرب، نافكندالا، وليفو، ميركا صورا، بيركا وشوادن).
 
عند قرية (هيزاوا)هناك مفرق، كانت هذه القرية قبل نصف قرن لا تزيد عن خمسين بيت اليوم امتدت وتوسعت لتلتحم مع دركار عجم بسبب وفرة المياه الارتوازية، التف العم بطرس أبو ضياء سيارته الى اليسار واخذ الطريق الذي يقودنا الى قرية (شرانش) الذي يمر بقرية (دكار عجم) (7). بني هذا الطريق في عهد الملكية في العقد الخامس من القرن الماضي وبمطالبة والحاح كبير من المثلث الرحمة مار يوحنا نيسان مطران ابرشية زاخو من الملك فيصل الثاني.

الطريق الى قرية (شرانش) (8) يمر فوق الطريق البري القديم الذي كان يربط كلا القريتين وقرى (كلي بصاغا) بمدينة زاخو، بعد انتهاء من التعرجات ( لوفات) الموجودة على جبل (كيرا) ووصلنا الى قمته، وبعد اقل من 200 متر وصلنا الجهة الثانية لجبل (كيرا)، ينقسم الطريق هناك ايضا الى قسمين، طريق ينحرف نحو اليمين وينخفض ببطيء ثم يعبر الجدول المائي الذي يجري في قعر الوادي، بعدها يبدأ بالصعود بإتجاه قرية (شرانش) السفلى ( للاكراد) ومن ثم الى شرانش العليا ( للمسيحيين الكلدان) بعدها. عند نقطة الانقسام تشاهد (سلافا) شلال مائي ينحدر من سفح الجبل المقابل لجبل (كيرا) الذي توجد قبله رابية مسطحة، كانت موقع قرية (شرانش) السفلى قبل 40 عاما. تحت (سلافا او الشلال) ترى جنة من الحقول والكروم والبساتين التي يزرع فيها اليوم كل انواع الفواكه والخضروات بفضل المضخات المائية والاليات الزراعية الحديثة بعدما كانت الطريقة القديمة (المحراث تسحبه ثيران) المعتمدة بالمحراث.

https://www.google.com.au/maps/dir/37.3195288,42.8316121/37.3185226,42.8321636/@37.2750516,42.7209356,31565m/data=!3m1!1e3!4m2!4m1!3e0.
صورة رقم (1) من كوكل
 الطريق من زاخو الى شرانش ثم الى كلي الى قصروك ودشتاخ.

https://www.google.com.au/maps/dir/37.3195288,42.8316121/37.3185226,42.8321636/@37.3321471,42.8019792,26455a,20y,90h/data=!3m1!1e3!4m2!4m1!3e0.
صورة رقم (2) من كوكل
 الطريق من قرية قصروك الى قرية يردا ومزار مار ادي.


التفت العربة بنا الى اليسار، الى الطريق الذي يمر على الصفحة الداخلية  لجبل (كيرا)(نزارا). تم عمل هذا الطريق من هذه النقطة (قمة جبل كيرا الى قرية دشتاخ) بعمل شعبي عام من قبل أهالي المنطقة من القرى الكلدانية والكردية (بهيري، اصطفلاني، جومي، برخ، قصروك، دشتاخ، صورنكي، بهنونة، سناط، امرا دشيش، يردا، الانش وبيث اخري (بيت العطور)، وباجوا) في سنة 1972م، وقد قاد الحملة السيد حميد شريف(9). وتم تبليطه فيما بعد من قبل الحكومة العراقية السابقة لتسهيل حركة العربات العسكرية، كما مدت الحكومة الطريق ليصل الى قرية (شيش للمجلويين) و(دشتاخ لاهالي قرية السناط الكلدانية).


 
 بقايا قرية اصطفلاني


قرية اصطفلاني وبساتينها


اثناء مرور السيارة في الوادي الكبير (كليا سنديا بالكردي) الذي لا يسع عرضة أكثر من ثلاثة كم، والذي كان مزدحما ببيوت الفلاحين لحد خريف عام 1976، حيث تم ترحليهم جميعا من قبل حكومة البعثيين السابقة واعتبرت هذه المنطقة عسكرية (10)، كنت انظر الى كل شبر من الأرض، أحوال ان أتذكر كل لحظة عشت هناك، من اعلى قمم الجبال الى اعمق اعمق الوديان وروابي الحقول والبساتين، ومواقع عيون الماء، الحقول والكروم بالأخص كلي علي اغا (وادي علي اغا) والقلعة (قلا) المحصنة المعروفة التي يعود تاريخها الى زمن الرومان او ابعد التي خلف قريتنا و عين (برجكي) (عين مائي سحبت مياها بالأنابيب الفخارية من الوادي القريب الى مدخل القلعة، و(صوتكا) الحقل الذي كان والدي يزرعه حنطة او حمص ونقضي معظم أيام الصيف عنده (مكانه محل وقوفنا عليه في الصور)، والحقل الاخر (باكفشي) ( حقل كبير الذي  كنا نزرع نصفه سبيندار (أشجار الحَور) ونصف الاخر تبغ وطماطة).
https://www.google.com.au/maps/dir/37.3195288,42.8316121/37.3185226,42.8321636/@37.2459879,42.8136114,936m/data=!3m1!1e3!4m2!4m1!3e0
صورة (3)
لقرية اصطفلاني  من كوكل

https://www.google.com.au/maps/dir/37.3195288,42.8316121/37.3185226,42.8321636/@37.2620453,42.7968315,2743a,20y,90h/data=!3m1!1e3!4m2!4m1!3e0
صورة (4)
 لقرية جومي من كوكل


قرية جومي من نزارا



مع احد أهالي القرية الذي لم اراه منذ 44  سنة.

توقفنا طويلا مقابل قريتنا (جومي) وكذلك (اصطفلاني) (11) لننظر الى الحقول والمزارع واطلال البيوت، مستذكرين ايام طفولتنا قبل 45 سنة هناك، كيف كنا نقضي وقتنا على الرغم من قساوة الطبيعة وفقر البيئة بالأخص المصادر المائية التي كانت مصدر معظم الصراعات (في معظم القرى)، التي لم تكن اعداد بيوتها أكثر من 15 بيتا.

الطريق يمر من أسفل قرية (برخ الكردية) المشهورة التي يقال كانت قرية مسيحية قبل قرنين او أكثر ليصل بنا الى قرية (قصروك) مقر حميد شريف واجداده، عند (قصروك) هناك مفرق، طريق يلتف الى الشمال باتجاه وادي كبير (كلي دامرا او قرية شيش).

كان أصعب جزء من الرحلة هو السير في هذا الطريق، لأنه كان فيه خطورة، بالإضافة الى وعورته، الناحية الامن، فهو محل نزاع بين الحزب العمالي وحكومة التركية.

 كان الطريق مملوء بالصخور الكبيرة جرفتها مياه الامطار لتسد الطريق، كذلك تآكل جزء كبير من الطريق بسبب مياه الامطار ايضا، كما ان عدم وجود صيانة دائميه للطريق بمرور الزمن. يصل الطريق القديم الى قرية (شيش) للأخوة الاكراد (مجولي).

لكن كيف وصلت سيارتنا الى بعد أمتار من مزار أحد أقدم الرهبان في تاريخ المسيحية، للإجابة على السؤال نحتاج الى تقرير اعلامي مفصل مع الأشخاص الذين قاموا بهذه المهمة الكبيرة.  لكن سنذكر بعض المعلومات المقتضبة عن المشروع ونترك تفاصيل المعلومات لأصحاب الشأن.

كما هو معلوم ان قرية (يردا الكلدانية او ايرهي بالكردي) تقع على ظهر قرية (شيش)، على سفح المقابل لشروق الشمس (بروشا بالكردي) من الجهة الثانية ، التي لا تبعد عنها أكثر من ساعة مشيا على الاقدام.

على الرغم انها في منطقة صخرية لا تملك مئة متر مربع من ارض مسطحة، الا ان أهالي قرية (يردا) يبدو أصروا على العيش هناك لأسباب مهمة خاصة بهم (12)، من أهمها قربها من المزار وكذلك موقعها يشكل حماية ذاتية لها من هجمات الأعداء بسبب بعدها من الطريق العادي. يبدو كان هناك عين ماء الذي راينا ما لازال يتدفق الماء منه قرب القرية. قسم منه سحب لمسمفة اكثر من كليو متر عن طريق الانابيب الى موقع المزار.

من اهم ملاحظات عن هذه القرية هي، كان لاهاليها بساتين وكروم وحقول تسقى بماء العيون ونهر الاتي من (كلي عشيرة بصاغا) في ثلاثة أماكن أخرى، والتي أدت الى نقل عوائل بعض العوائل بيوتهم اليها، مثل قرية (باجوا قرب قرية (برخ) على الجهة الثانية من جبل خنطور الكبير) و (بيث اخري-بيت العطور)، وقرية (الانش) القريبة من مراسيس. اما قصة انشطار قرية (الانش) من قرية (يردا) قبل اكثر من 150 سنة، التي أصبحت بمرور الزمن أكبر منها فذلك موضوع طويلا أيضا نتركه الان، لكن قرية (الانش) لها سواقي وعيون مياه وحقول واراضي زراعية أكثر كل قرى المجاورة.

 أخيرا وصلت سيارتنا الى قمة الجبل الذي يفصل بين قرية (يردا الكلدانية) وقرية (شيش الكردية) بعد توقفها عدة مرات في الطريق، بسبب صعوبة الطريق خاصة الجزء الجديد، الذي مد أخيرا من قبل أهالي يردا.
 
هذه الصورة سحبت قبل سنة مع الأخ منير فرنسيس من كندا ومختار قرية الانش واخي ميخائيل تحت شجرة الجوز المعروفة اسفل القرية على ضفاف النهر.

من هناك، من قمة الجبل (في الجهة الثانية من شيش)، وقعت اطلال قرية يردا امام انظارنا، لكنا أكثر ما كان مدهشا لنا هو طريق السيارة الذي تم شقه او نقره على سطح الجبل المائل للأسفل بـ 70 درجة مئوية تقريبا، كيف تم ثقب الصخور بالديناميات والمكائن والحفلات والجرافات؟! فحسب قول أحد الاخوة كانت بعض الأيام لا يتم حفر حتى طول متر واحد من الطريق.

الطريق الذي عمله أهالي قرية يردا الى مزار مار ادي.

وحينما كانت سيارتنا تعرج يمينا ويسارا من جراء التعرجات، كنت منشغلا بسحب الصور لكل الجهات. بعد ربع ساعة اوصلتنا السيارة الى فوهة المزار مار ادي.

يذكر ان هذا الطريق تم عمله في 2013-2014 من قبل الأخوين اصطيفان إسكندر وكريم كوجو بمساعدة بعض تبرعات (قليلة حسب قولهم) من أهالي القرية المنتشرين في الشتات بالأخص استراليا وامريكا وكندا وأوروبا (13).

حقيقة لا يقوم بهذا العمل الجبار الا شركات كبيرة او دول متقدمة، بارك الله في جهود كل من  الاخوين اصطيفان وكريم وكل من ساهم إيصال هذا الطريق الى المزار الذي بلا شك يحمل بصمات وجود اجدادنا قبل وبعد الحرب العالمية الأولى (14).

 قدمنا صلواتنا واشعلنا الشموع وجلسنا على فوة الجرن المائي بعض الوقت، متأملين حياة هذا النساك الذي ترك العالم واختار هذا المكان الصعب لتكريس ذاته لله ويسوع المسيح من خلال صلواته انقطاعه عن العالم. يذكر لا يوجد في المكان سوى جرن ماء صخري يبعد خمسين متر منه موقع المزار.

بعد ذلك ثم عدنا الى محل التي كانت القرية مقيمة، التي عمل مساحة مسطحة لوقوف السيارات وإقامة المناسبات، هناك تناولنا طعامنا وغادرناها خوفا من القصف التركي المتكرر لهذه المناطق.

اسف لعدم كتابتي عن أماكن أخرى بسبب قصر الزيارة لهذه المنطقة حيث كانت فقط (يومان) لم أستطيع الوصول الى أماكن أخرى.

داخل مزار مار ادي
.

 جر المار لمزار ما ادي


يظهر في الصورة الصخور المعروفة باسم  صخور( كفرا خليف هي امتداد لجبل خنطور من الغرب) التي تفصل بين قريتنا (جومي)  و(قرية باجوا الواقعة في الوادي تحتها، والعائدة لأهالي (قرية يردا).


صليب امام مدخل مزار مار ادي

............
1-   جبل بيخير (كلي سبي، او الجبل الأبيض) يبدا من منطقة فيشخابور ويمتد الى حدود مندلي.
2-   (كلي كويان) كانت منطقة كثيفة السكان قبل الحرب العالمية الأولى، اغلب قراها كلدانية مثل بلن، امرا دمار سوريشو، قرور، بيجن، اشي، باز وغيرها بالإضافة الى القرى الكردية مثل آلوش ونيروا وسي كرك وغيرها.
3-   جسر (دلالي) او (برا دلال بالكردي) او (برا مزن)، وأحيانا يطلق عليه بالجسر العباسي أيضا على أساس بني هذا الجسر في عهد الدولة العباسية، لكن في الحقيقة يعود تاريخ بنائه الى عهد الاغريق.
4-   هناك اسطورة تقول تم بناء الجسر ثلاثة مرات لكن كان يهدم، الى ان سمع البناء (المهندس) صوت من السماء يقول له يجب ام يضع ذبيحة فيه والا لن يبق، بل سيهدم مرة اخرى، فقرر البناء ان يضع فيه أي كائن يصل اليه أولا  في ذلك النهار كذبيحة مطلوبة لقيام الحسر، فكانت كنته (زوجة ابن ابناء) عادة تجلب طعامه في الظهر، لما رأى قدومها  والكلب يسبقها في ذلك اليوم ، بدأ يضحك من سعادته، لكن (كنته )ظنت ان  حمها (والد زوجها) يستهزأ بها لأنها تمشي وراء الكلب، فقررت ان تسبق الكلب، فمنعته من استباقها ، فحينما وصلت اليه، ملء حموها قهرا وحزنا، لكن لم يكن امامه الا ان يلتزم بوعده، حسب الأسطورة بنى لها قلاية داخل الجسر لكن لا تستطيع النزول منها وترك لها شبابيك كي تتنفس. في كل الأحوال هي اسطورة قابلة للمد والجزر.
5-    ان الجسر بني في حدود القرن الخامس الميلادي، حيث عبر جيش القائد الاغريق زينفون من هناك بحدود 401 ق.م.
6-   الكهريز طريقة قديمة لنقل الماء السطحي في جداول الماء تحت الأرض، وان كهريز قرية (تلكبر) تبدأ من قرية (سي كرك) التي تبعد عن زاخو حوالي 7 كم على نفس الخطأ قبل قرية (هيزاوا).

7-   قرية (دركار عجم الكردية)  هي مركز ناحية السندي حاليا بعدما كانت قرية شرانش مركز ناحية السندي لمدة 60 سنة على الأقل، لحد عام منتصف الثمانينات.
8-    شرانش هي قرية قديمة في المنطقة، هناك عدة اساطير حولها البعض يقول اسمها مشتق من (الالهة انوش).
9-   قائد كردي معروف، أحد آغوات المنطقة أبا عن جد، (مجولي) من قرية (قصروك) لازال حيا يعيش في زاخو.
10-   بنيت هذه القرية على يد أهالي قرية بلن او (بلوايي او بلهي بالكردي) في بداية سنة 1927 بعد ان تم الترحيل القسري من قراهم من قبل حكومة اتاتورك في سنة 1925م الى زاخو. بعد ان مات هناك عدد كبير منهم بالتافوئيد والكوليرا  بسبب الماء الملوث وحر الصيف،  فتم ارجاع سكان كل القرى المهجرين من تركيا الى بيئتهم، فتم  توزيعهم من قبل حكومة الإنكليز الى هذه المناطق،  أهالي قرية مركا الى قراهم الحالية (بيركا ، نافكندالا، بيركا وشوادن، ليفو، مل عرب، ميركا صورا، و(تم ارجاع أهالي قرية بيجن الى قرية  شوادن) و(أهالي قرية قرور الى قرية شرانش) و(أهالي قرية مار سوريشو الى  قرية (هفشن) ثم هاجروا الى قرية (اصطفلاني) بعد مقتل رجلين منهم على ايدي عصابات الكردية في تركيا) فيما رجع أهالي قرى (السناط وامرا دشيش ويردا والانش) الى قراهم بعد وضع الحدود بين تركيا والدولة العراقية الفتية (خط بروسليس) في خريف سنة 1926م.
11-   حينها عقدت حكومة العراقية اتفاقية الجزائر المشؤومة عام 1975 مع إيران برعاية أمريكا، فأدت الى نسكة للثورة الكردية في حينها.
12-    يقال تم قتل ست اشخاص في ديوان المختار كوما من قبل عصبات المجرمة الكردية التركية في بداية القرن الماضي.
13-   يعيش اصطيفان إسكندر حاليا في قرية (هيزاوا) وكريم كوجو في محلة عباسية زاخو.
14-   مزار مار إثقن او دير مار إثفن يقع في الجهة المقابلة لقرية شيش مجولي ( أي بر يوما او بروشا بالكردي). قبل ثمان سنوات كنت زرته مع وفد بمعية سيادة المطران يوسف توما، كان الطريق قد أوصل الى الدير، لكن في العام الماضي ، لكن في هذه السنة كان الصعود صعبا الى هناك بسبب انسداد الطريق بالأحجار الكبيرة وخراب الطريق من جراء الامطار.


الطريق الى مزار مار اثقن.

 
اطلال قرية امر دشيش.


 


171
الرابطة الكلدانية لا تبني امالها على الأقلام الهدامة!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
19/ أيلول 2016

رسالة رد على الدكتور صباح قيا لمقاله الأخير  تحت عنوان "
أبشري رابطتي الكلدانية العالمية فقد جاءك الدعم من غسل السيارات 
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,821615.0.html

عزيز د. صباح قيا المحترم
تحية
كنت اظنك اكبر من هذا المستوى لاسيما انك د. عسكري وذو رتبة عالية ومارست الوظيفة والطبابة مدة طويلة مثقف وتمارس الكتابة.
انتقاداتك طالت من دون ضرورة، ولا افهم غرضك. هل وجود شخص لا يعجبك يجعلك الى هذه الدرجة تحقد على الرابطة، تتحدث بطريقة الهدم للرابطة التي هي امل لتوحيد صفوف الكلدان اليوم، كما انك لم تعطي أهمية للاخرين من اصدقائك الذين هم في الرابطة؟!!

هل انت مع الكلدان ومع الرابطة كما يوحي عنوانك!!؟ ام ضدهم ارجو تسال نفسك؟

الا تلاحظ حتى الاخوة الاشوريون والسريان اكثر ايجابيون مع الرابطة من بعض كتابنا الكلدان، ان هذا التشتت الذي تخلقونه خلال مقالات نتيجة علاقة سيئة بين هذا الطرف والطرف الاخر، او من خلال كتابة تعليقات ورود غير ضرورية، بل هي سيئة بدرجة زراعة السم في نفوس الفقيرة المتعبة من جرى الكوارث السياسية التي حصلت لهم في بلدهم الام، تجلعونهم يفقدون الثقة حتى بالسماء.

اخي العزيز انت ادرى مني ان شعبنا مهجر، بل شعبنا في صيرورة التهجير منذ قدوم الاسلام الى بلادنا الام بيث نهرين، ماذا تتوقع من كنيسة قدمت دماء شهداء بقدر مياة نهر دجلة، حيث كان عددهم في القرن السابع او الثامن الميلادي يقدر 80 مليون مؤمن  كان من المفروض ان يكونوا 800 مليون او مليار اليوم كلهم يتحدثون هذه اللغة التي نتحدث بها والتي كانت لغة الثقافة والعلوم  لمدة اكثر 1700 سنة، لكن عددهم في احسن الاحوال لا يزيد على مليونين حول العالم. وربما نحن نعيش الايام الاخيرة التي قد نخسر وجودنا الى الابد في ارض الاجداد ولازالت اقلامك تضرب برؤس واحد الاخر.

تدهشني كتابات ورودك التي اصبحت عملية شخصنة بينك وبين رئيس مكتب وينزر. كنت افضل ان تتريث لحين عقد المؤتمر وترسل اقتراحاتك وملاحظاتك للمسؤولين بصورة رسمية، او  مادام كنت مهتم بشان الكلدان كان من الافضل تعالج احد المحاور المهمة التي فتحت الرابطة باب البحث فيها امام الكلدان وغير الكلدان .

اما ردود بعض الاقلام التي تاتينا على مستوى قومي،  حقيقة هي اغلبها من شخصيات لم يكن لها عطاء او خدمة للمجتمع الكلداني سوى بالادعاء وكتابة مقالات فارغة بل هدامة، لم تستطيع تنتمي او تعمل ضمن المؤسسات الكلدانية الكبيرة، وهب الان تعمل بعكس التيار الكلداني العام ، تظن حينما بدأت بالكتابة بالسخرية ضد غبطة البطريرك والكنيسة الكلدانية والرابطة تظن انها توعي الشعب الكلداني !!!
مرة اخرى اقول رحم الله امرء قدر نفسه وحجمه وتاريخه.

ارجو اخي العزيز ان تترفع  في المستقبل من كتابة هذه المقالات والمواضيع التي لا تخدم الكلدان .

نحن كاشخاص وكمجتمع لا نستطيع ان نجزم باننا لا نخطأ ولكن المشكلة يا اخي حينما كل واحد يرى القذى التي في عين اخيه ولا يرى الخشبة التي في عينه( مثل ضربه يسوع المسيح).

اسئلة قد تفيد من يظن يفيد الكلدان في كتابة مثل هذه المقالات:
1- هل استطاع الكلدان قبل الرابطة توحيد صفوفهم في مناسبة معينة او في قضية واحدة؟
2- هل المؤسسات الكلدانية الأخرى اكثر عطاء من الرابطة الكلدانية التي استطاعت خلال سنة التسجيل في الأمم المتحدة والأمم الاوربية؟
3- هل استطاعت مؤسساتكم فتح 15 فرع في العالم تعمل معا بنفس الجهود؟!!
الا يكفي للكدان ان يفتخروا برابطتهم من بعد انجاز هذه القدر خلال سنة؟ لمن يعود الفضل لاقلام المريضة ام للكنيسة والكلدان الواعيين والمثقفين الذين يعملون من خلال نكران ذاتهم.
لكن كما قال السيد المسيح من ثمارهم تعرفونهم؟

172
اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة



اعيد نشر التقرير المفصل عن مذبحة قرية صوريا الكلدانية التي حدثت قبل 47 سنة، لقد قمت باعداد هذا التقرير واجراء المقابلات  قبل سبع سنوات حينما قام الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا مشكورا كأول مؤسسة كلدانية تكريم الشهداء بإقامة اول حفل تابيني لشهداء صوريا وشهداء كل الكلدان والعراق الذي كان يعاد في كل سنة.
كذلك طالب الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حينها باسم اهالي الشهداء بإقامة نصب تذكاري للشهداء وادخال الحادث في منهاج التعليم المدرسي لدى حكومة الاقليم وكذلك الحكومة المركزية، وكذلك اعادة دفن الشهداء في مقبرة خاصة بهم.
حسب علمي تم ان نصب شهداء صوريا وصل الى منتصف انجازه توقف بسبب الازمة المالية التي تعاني منها حكومة الاقليم وكذلك تم اعادة دفن الشهداء في مقبرة خاصرة به اكراما لهم.



نصب شهداء قرية صوريا الكلدانية

اما ادخال هذه الحادثة في منهاج التعليم مثل بقية الجرائم والمذابح التي حصلت للشعب الكردي والعراقي بصورة عامة لحد الان لم تتم.

املنا ان يتم الاهتمام بهذه القضية أي المطالبة بإدخالها ضمن المنهاج المدرسية من قبل المؤسسات الكلدانية وكذلك مديرية الثقافة السريانية في حكومة الاقليم.

المجد والخلود لشهداء مذبحة قرية صوريا الكدانية
المجد والخلود لجميع شهداء العراق من كافة القوميات والاديان والملل

 كما ننوه بان الرابطة الكلدانية فرع ملبورن والاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا
سيقيمون امسية تذكارية لهذه المناسبة يوم الاحد 25 ايلول 2016 في مدينة ملبورن لمزيد من المعلومات يمكن ايجادها على الرابط التالي:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=820983.0
يوحنا بيداويد

................
اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة بعد اربعين سنة
كتب التقرير يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
12/ ايلول 2009
تمر علينا في هذه الايام ذكرى مذبحة قرية صوريا الكلدانية التي حدثت في 16 ايلول 1969. تلك الجريمة البشعة التي تركت اثاراً واضحة على حياة اهالي  القرية ولازال البعض منهم يعانون من اصابتهم. حينما حاولت الاتصال باهالي الشهداء والقرية لكتابة هذا التقرير، اعتذر البعض منهم الحديث عن الجريمة من شدة المهم وحزنهم وبسبب فقدانهم اعز الناس عليهم ولا يريدون ان يتذكروا تلك اللحظات.  فقال احدهم من شدة حزنه " اربعون سنة والدماء لازات تجري من اهالي صوريا، لحد الان لم يتخذ اجراء بالقضية."
وهذه بعض من المعلومات المهمة عن مذبحة قرية صوريا، المذبحة الاولى في المنطقة:

التاريخ : 16/ ايلول 1969
اليوم : الثلاثاء
الساعة : بين العاشرة – الثانية عشرة صباحاً.
المكان : قرية صوريا الكلدانية في منطقة سليفاني.
الساكنون : عدد من عوائل المسيحية الكلدانية مع  بضع عوائل كردية.
الجريمة : قتل اهالي القرية بدون اثبات اي جرم.
التهمة : خيانة الوطن ودعم قوات بيشمركه الكردية.
القائم بالجريمة : الملازم عبد الكريم جحيشي مع جنوده.
عدد الشهداء : 35 شهيدا بين طفل وشاب وشابة وشيوخ وعجوز.
الجرحى : 55 جريح ، 40 منهم كلدانيا و 15 كرديا بعضهم توفوا بيما بعد.
الشخصيات البارزة في الحادث : الشهيد الاب حنا قاشا والشهيد المختار خمو مروكي والشهيدة الشابة ليلى خمو التي تشابكت مع المجرم الجحيشي حينما بدا بالرمي اهالي القرية.
الادانة الدولية : لا توجد
القضاء العراقي الحكومي : لم يجري اي تحقيقي في الجريمة
المحاكم العسكرية : لم تتخذ اي اجراء ضد المجرم بل  كُفِأ برفع الجحيشي منصبه الى رتبة النقيب .

قصة الجريمة
يقول السيد حنا ايليا الكزنخي الذي يعيش الان في مدينة ملبورن " في صباح  يوم الثلاثاء المصادف 16 ايلول 1969 مرت مفرزة عسكرية من امام القرية باتجاه منطقة فيشخابور بقيادة الملازم المجرم عبد الكريم الجحيشي. بعد مدة قصيرة سمع اهالي القرية صوت انفجار لغم من بعيد، لم تمضي فترة قصيرة حتى عادت السرية العسكرية ودخلت القرية. امر الملازم الجحيشي مختار القرية الشهيد خمو مروكي بجمع اهالي القرية، صدف كان الاب الشهيد حنا قاشا هناك، حاول بعض من اهالي القرية الهروب يمينا او يسارا خوفا منهم، الا ان الاب الشهيد حنا قاشا حاول تهدئتهم واقناعهم بعدم وجود اي خطر عليهم لانه متأكد من برائتهم، وتقدم الى المجرم الجحيشي مستفسرا عن الغرض لتجميع اهالي القرية.
يمكن قراءة التقرير المفصل عن هذه المذبحة على الرابط ادناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,345593.0/nowap.html


173
اختيار البطريرك ساكو رئيساً لمجلس كنائس الشرق الأوسط للعائلة الكاثوليكية

http://saint-adday.com/?p=14418

قي الجلسة الختامية لاعمال الجمعية العامة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط المنعقد في عمان من ٦-٨ ايلول، تم صباح الخميس ٨ ايلول ٢٠١٦ انتخاب غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو رئيساً لمجلس كنائس الشرق الأوسط للعائلة الكاثوليكية لمدة اربع سنوات، وهذه هي المرة الاولى التي بها يتبوأ بطريرك الكلدان هذه الرئاسة.

 

174
رد على مقال الكاتب انطوان الصنا  تحت عنوان : الدكتور عبدالله رابي : نحن الكلدان والسريان والاشوريين شعب واحد واحزابنا الكلدانية فشلت
على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,820146.0.html

الاخ الكاتب انطوان الصنا المحترم
الدكتور عبد الله رابي (المحاضر) المحترم
الاخ الكاتب خوشابا سولاقا المحترم
الاخوة المعلقيين والقراء
تحية لكم جميعا

بما ان موضوع التسمية رجع مرة اخرى الى الصفحة الامامية من حوار كتابنا ومفكرينا وبحضور السياسيين وحتى رجال الاكليروس، اتمنى ان يكون هذا الحوار هادئا بدون طعن او جبر الاخرين على قبول بعض حقائق التي لا يؤمنون بها.
انا شخصيا عشرات المرات قلت ما يلي:
1-   ان وجود جميعنا في خطر بسبب عددنا الذي لا يساعد على الحصول على أي شيء مضافا اليه الانقسام التسموي والديني لا يعطي الا اشارات الضعف لجيراننا او اعدائنا!!.
2-   ليس لنا اصدقاء ومعظم جيراننا اعداء لنا بسبب ديانتنا وكذلك بسبب هويتنا التي تدل او تعبر على اننا اصحاب الارض الأصليين.
3-   ليس لنا هدفا واضحا نجمع عليه، فكل حزب او مجموعة او كنيسة ترى الامور من زاوية مختلفة بحسب مصلحتها او قصر بصرها، فالبعض غير واقعيين لأنهم يتحدثون وكأنهم لا يرون المعوقات الموجودة على الارض الواقع.
4-   ليس لنا حلفاء في المنطقة، حتى الغرب ضحك ولا يزال يضحك علينا لان ليس لهم مصلحة فينا.
5-   التسمية ليست اهم من وجود الشعب حيا، او من استمرار وجوده.
بصراحة بدون تضحية او الرجوع الى الواقعية، بدون الوحدة لن يكن لنا مستقبلا في المنطقة.
6-   الهجرة نخرت جسد هذا الشعب او هذه الامة، ان كان يتفقوا معا انهم واحدا، او انهم مصرين على البقاء !!

حسب قناعتي الشخصية وبعيدا عن مواقف المؤسسات التي اعمل فيها.
انا ارى قضية التسمية يجب ان تحسم فورا.

وبحسب معطيات الواقع واراء المفكرين والمؤرخيين الحاضر من ابناء شعبنا فان الخيارات المطروحة هي:
اولا-تسمية (كلدو واثور   التي ليست نفس مصطلح كلدواثور ) لأنها تاريخية وشاملة وطرحت قبل اكثر من 120 سنة من قبل عمالقة الفكر القومي لأنباء شعبنا من المثلث الرحمة الشهيد ادي شير والمرحوم اغا بطرس.

ثانيا-تسمية (سورايي او سورايا ) ولكن بشروط  ان يتم التوقيع على وثيقة تاريخية من قبل جميع رؤساء الكنائس والاحزاب السياسية او المؤسسات القومية والمثقفين والمفكرين والمؤسسات المدينة المهمة الاخرى التي تكون بالصيغة التالية:
1-   يعترف جميع الموقعين هنا على ان كل التسميات الموجودة  حاليا على انها حقيقة وتاريخية.
2-   يعترف جميع ابناء شعبنا من البطاركة الخمسة رؤساء الكنائس، وؤرساء جميع الأحزاب السياسية الكلدانية والاشورية والسريانية وجميع أعضاء البرلمان الفدرالي وأعضاء برلمان في حكومة الإقليم  وجميع المؤسسات القومية ونخبة من المفكرين والمثقفين موافقون على اتخاذ تسمية سورايي، تسمية قومية لنا من الان وصاعدا (من تاريخ التوقيع).

3-   ان هذه التسمية ( سورايا او سورايي) ليست لها اية علاقة بكل االتفسيرات اوالنظريات اوالتأويلات عن مصدر اشتقاقها.

4-   من هذا التاريخ نحن جميعا نعتبر أنفسنا (سورايي)، وان هذا المصطلح او هذه التسمية ليس لها اية علاقة تاريخية مع اي من التسميات الثلاثة المتداولة الان بين ابناء شعبنا من السريان او الاشوريين او الكلدان وانما نحن اخترناه اليوم كمصطلح قومي يعبر  عن هويتنا ككلدان وكآشوريين وكسريان.

ثالثا-تسمية (بين النهرين) او (بيث نهرايي) التي تعني (ابناء وادي الرافدين) القدماء من السومريين والاكديين والبابليين-الكلدان والاشوريين والسريان-الاراميين.

مرة اخرى اقول إذا كان هناك عضو من الجسم مصابا بمرض سرطان، نلاحظ يقرر الانسان إزالته في اقرب فرصة ممكنة كي لا يسبب موته واندثاره. هكذا اذا كننا نريد البقاء يجب نقرر الاستئصال الأورام الخبيثة من فكرنا والتوحد بتسمية معقولة لا تخلق الشك او الفرقة بيننا، بل توحدنا وتسعدنا وتزيل كل الحقد والكراهية التي خلقتها هذه التسميات بين ابناء الكنائس او الكنيسة الشرقية.

فان كان قادتنا السياسيين والروحانيين والمثقفين والمفكرين وكافة ابناء شعبنا الواعيين، لهم إرادة البقاء او الوعي الذي يشدهم نحو هذا الهدف، اي هدف البقاء او التصميم للاستمرار في وجودهم وحماية حقوقهم لابد من التضحية،حتى لو كانت مكلفة وعلى حساب الأولويات او المشاعر لان المنطق (العقل) يقودنا وليست العواطف في هذا القرار مثلما نقرر ازالة عضو مهم من جسدنا.

مرة أخرى اقول للمرة الاف بدون تضحية لن يحصل أي تغير على ارض الواقع ، ولن يحصل اي طرف من أبناء شعبنا على أي شيء حقوقه المشروعة بل مصيرنا الزوال بين شعوب العالم التي يزيد عددهم اليوم سبع مليارات. !!

ارجو ان يلاحظ المهتمون
ان نظرتي في هذا المقال موجهة نحن المستقبل وبقاء وجودنا وليس الى معطيات الجدالات الموجودة في التاريخ
يجب ان نقع في نفس خطأ الذي وقع فيه الغربيون قبل 500 سنة حينما استمر النقاش البيزنطي حول جنس الملائكة هل هم ذكر او انثى، بينما كانت مدافع وجيوش محمد الفاتح تعد لاقتحام القسطنطينية.


يوحنا بيداويد
تقرير اذاعة صوت الكلدان في امريكا
تحت عنوان:
الواقع الفعلي للمسيرة الكلدانية، الرابطة الكلدانية نموذجا.. محاضرة للدكتور عبدالله رابي بالأشتراك مع الأنسة سانتا رابي في مشيكان
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=820221.0

175
 نشر الاخ العزيز عزمي البير بالامس مقال للباحث والمؤرخ العراقي المعروف د. سيار جميل على صفحة منبر الحر وهذا رابط المقال
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,819971.0.html

الحقيقة ان المشروع فيه الكثير من الافكار والاقتراحات عن طريقة طرحه  وتنفيذه بغرض بناء المنطقة واعادة الاعمار فيها، والتفكير في اعادة السلام والاطمئنان الى نفوس الناس في هذه المنطقة المهمة كي يعودوا للعيش المشترك في اقليم له خصوصية ونظام علماني بحسب بنود ولوائح حقوق الانسان في الامم المتحدة.

بدوري وجهت بعض اسئلة التي اراها مهمة جدا للاخ عزمي والدكتورسيار جميل وهائندا اضعها امام القراء والكتاب والمثقفين والسياسين من ابناء شعبنا لعل هذه المناقشة تقودنا الى نتيجة معينة او على الاقل فكرة واضحة عن ارضية المشروع والعوامل المؤثرة اوالمعيقة لتحقيقه، او العوامل الظروف الحتمية التي تساعد على اقامته بنجاح.

مرة اخرى ادعو الجميع لمناقشة المشروع  بهدوء وعقلانية وفكر مفتوح وبروح وطنية وانسانية وواقيعة

مناقشة هادئة عن مستقبل سهل نينوى بعد اندحار الداعش!!.


الحقيقة هذا المشروع فيه نقاط ايجابية جيدة وهو موسع وشامل لمعظم النقاط المهمة. لكن يبادر الى ذهننا اسئلة مهمة نرجو اجابتها او التعليق عليها: -
1-من هي الجهة او الجهات التي شاركت خلال ستة أشهر الماضية في اعداد هذه الدراسة.
2-هل ستكون هناك حماية دولية لها؟ لان الجيش العراقي حقيقة مخترق الان والا اصلا لم تتكن موصل سقطت بأيدي الدواش.
3-ماهي درجة قبول هذا المشروع من قبل مكونات المتعايشة في الموصل ومن مراكز القوى العراقية.
4-الا تلاحظ يا اخي عزمي الصراع لم يكن في البداية عراقي عراقي بقدر ما هو صراع بين اقطاب دولية متصارعة في المنطقة
5-مرض الطائفية والتعصب القومي والفكر الوهابي الارهابي والفكر الديني المتطرف أصبح يتوغل المجتمع الاسلامي في الشرق الاوسط بقوة، حتى تركيا اليوم ليست تركيا قبل 25 سنة. فالتوجه هو نحو التطرف الديني خوفا من العولمة وتقاليد الحضارة الغربية وقيمها!!، فليس من المعقول ان تنجح الفكرة في بقعة ومحيطها كله صحراء من الناحية الفكر ، لان لن تكن متناسقة مع محيطها من ناحية الفكرية والقانون السائد والحياة العامة.
6-المشكلة الرئيسية تبقى قائمة بين الاكراد والعرب، ليس من السهل حلها لأنها مشكلة دولية، والدول لا تريد حلها، وهذا يؤثر على مستقبل هذا الاقليم
8-العرب الدواعش او الذي ساعدوا الدواعش لطرد المسيحيين وسبي بنات اليزيديين ليس من السهل ان ارجاع الثقة للعيش معهم.

9-الموارد الاقتصادية والتمويل من اين؟ من يشرف عليهه؟ لان السياسيين والعراقيين ( من ضمنهم المسيحيين)  بصورة عامة ينسون القيم وتعاليم الدينية ومفهوم الحرام والحلال حينما يجدون فرصة لسرقة الاموال العامة، لأنهم يظنون ان الله لا يعاقبهم عليها، والسرقة ليس عيبا، والفرص لا تتكرر، لانهم اصلا لم يسرقوا احدا !!!

10-إيران الثورة الإسلامية التي زرعها الغرب في المنطقة قبل 37 سنة خوفا من انتشار الشيوعية، أصبحت اليوم اللاعب الاهم في المنطقة، لا اظن إيران تريد استقرار المنطقة او العراق، لهذا ترى الميلشيات التابعة لها اقوى من الجيش. كذلك تلاحظ هناك تشابه بين لعبة القط والفار وبين التصريحات الدولية حول مصير الدولة الكردية بين إيران والدول الغربية.

11-نتمنى من اليوم قبل غد ان يستطيع العراقيين العودة الى هويتهم الوطنية وتشريع قانون المواطنة وازالة المذهبية والقومية والقبلية من عقليتهم ومن قانون البلد، ويصبحون مواطنين مدنيين، يهمهم مستقبل أطفالهم والعيش بسلام وامان والتخلص من افيون التعصبية والقبلية والتخلف باسم الدين.

في الختام نقول نرجو ان يفكر ابناء شعبنا معا كلهم ( الكلدان والسريان والاشوريين والارمن) مع اليزيديين والشبك والاكراد والعرب وبقية الاقليات في المنطقة بروح وطنية وانسانية بعيدا عن تاثير الدين ، بل وضع قيمة الحياة او الانسان قبل اي تعليم اخر. لان مهمة التي ظهر من اجلها الدين اصلا هي خدمة وحماية وجلب الخير والسعادة لكل انسان وليس استعباده!! وليكن للعراقيين ومنهم ابناء شعبنا الايمان : "بان ارادة الشعوب لن تقهر ابدا!!".

يوحنا بيداويد


176

اضواء على المؤتمر الرابطة الكلدانية القادم

بقلم يوحنا بيداويد
20 اب 2016
ملبورن-استراليا

تمر اميال الساعة بسرعة على اللجنة التحضيرية لمؤتمر الرابطة الكلدانية الاول المزمع عقده من 25 -27 ايلول/2016 في مدينة عنكاوا /اربيل.
وخلال الفترة الماضية كثفت الهيئة العليا ورؤساء فروع الرابطة في العالم سواء من خلال تسجيل الرابطة في الدوائر الرسمية للبلدان التي يوجد فيها فروع، او إجراء انتخابات للهيئات التي ستقود الرابطة للمرحلة القادمة من اربع سنوات، وأعداد التقارير المالية.

 في نفس الوقت تقوم اللجنة التحضيرية بتحضير المستلزمات اللازمة لإقامة المؤتمر، حيث ستوجه دعوات الى شخصيات كلدانية اكاديمية عالمية لتقديم أبحاثهم لغرض مناقشتها اثناء المؤتمر، كذلك دعت مؤسسات اعلامية و جهات أكاديمية في مجالات متنوعة لتساهم بالمؤتمر من خلال تقديم دراستها.
اما لجنة التشريفات تقوم بتوجيه الدعوات الى لممثلي الحكومة المركزية والاقليم وسفراء الدول والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ونخب من ابناء شعبنا.

من جانب اخر لم يبقى الا القليل امام الباحثين والمختصين من ابناء شعبنا لتقديم بحوثهم ودراستهم للجنة الابحاث كي يتم دراستها وتقيمها وطبع المناسب منها في كتيب يتم تقديمه للمؤتمرين.
في هذه المناسبة اود ان اضع امام القرّاء والمتهمين من ابناء شعبنا الكلداني بصورة بعض الملاحظات المهمة:

1- لقد اختارت اللجنة التحضيرية عشرة محاور مهمة  وفتحت المجال امام جميع ابناء شعبنا من المؤيدين والمعارضين لمشروع الرابطة، للتعبير عن رايهم وتقديم مقترحاتهم من خلال هذه المحاور كي يتم التعاطي مع كل من يظن ان الرابطة سياسية او تقسيمية او اقصائية  او تخريبية او سارقة لجهودهم !!.لكن مع الاسف لم يستجيب الا القليل، عوض عن ذلك ذهب البعض بتوجيه الانتقادات التي نراها( بدون ارضية ) الى  الرابطة واعضائها، حسب قناعتنا كان من الافضل لهذه الشخصيات  او المؤسسات  الكلدانية او الاشورية او السريانية ان تقدم مشاريعها وابحاثها للمؤتمر كي تساعد لجنة تحضير المؤتمر على صياغة  مواقفها ورؤيتها، لكن مع الاسف لم يحصل هذا ايضا، وان دل هذا على شيء يدل على قصر البصر وقلة الوعي.

2-حسب علمي الشخصي لن يحضر المؤتمر كما أشرنا الا اعضاء وفود الهيئات الفرعية للرابطة الكلدانية حول العالم مع الجهات التي وجهت لها الدعوة الرسمية لحضور الايام المخصصة للمناقشات العامة.
3-سيكون للمؤتمر ناطق رسمي باسمه فنتمنى من الجميع عدم الاسراع في بناء تأويلات او تفسيرات خاطئة او مفبركة او وضع دعايات كاذبة لحين يتم اصدار البيان الختامي والتوصيات.

4-نود ان نؤكد مرة اخرى ان اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر ليسوا من عالم اخر انهم بشر مثلنا وسوف يسعون نحو الخير والمصلحة العامة والعمل بروح الفريق الواحد والتخلي عن روح الانفراد.

5--ان الرابطة الكلدانية هي مؤسسة فتية وتعمل جاهده في تقديم كل الخدمات في مجالات عدة، ولكنها في عين الوقت لا تستطيع انجاز كل ما يفكر به الاخرون كأفراد او جماعات او مؤسسات، لان هناك مئات الاقتراحات ومئات الأفكار وهي عملية غير ممكنة، فلا يخيب ظن أحد في حالة عدم التطرق الى رايه او الاخذ باقتراحه.

 في نفس الوقت لأعضاء الرابطة اهداف ونظام داخلي وقرارات كأي مؤسسة ملتزمين بالعمل بها وإنجازها، وهم مصرين على الاستمرار من اجل بناء البيت الكلداني متطلعين للعمل أكثر ايجابية وموضوعية لبناء خيمة أكبر واوسع لتشمل جميع ابناء شعبنا بكافة تسمياته في المرحلة القادمة.

177
 برنامج اضواء على العراق
حلقة اليوم الاربعاء 3 اب 2016

رسالة مقدم البرنامح الاستاذ كمال يلدو المحترم

تحية لكم اعزائي
ويمكنكم الآن مشاهدة التسجيل الكامل لحلقة - أضواء على العراق - التي عُرضت مساء الاربعاء (٣ آب بتوقيت ديترويت ـ ٤ آب بتوقيت استراليا) والتي حملت عنواناً ريئسياً يكشف نوايا بعض (الناس) تجاه مواقف الجاليات العراقية في الخارج:
** انتم تتسلون بجراحات العراقيين ، اتركونا وشأننا! **
حيث تناولت بعض تلك الطروحات ، والموقف من تصريحات وزير الدفاع العراقي ، اضافة الى الذكرى الأولى لانطلاق التظاهرات في ٣١ تموز، والذكرى الاليمة الثانية لسقوط (سنجار) بيد المجرمين من داعش في ٣ آب ٢٠١٤
كما وتشرفت باستضافة كل من :
١) المهندس والكاتب والناشط القومي الكلداني يوحنا بيداويد ـ من مدينة ملبورن في استراليا حيث تحدث عن نشاطات الرابطة الكلدانية هناك وآفاق العمل مع الجالية العراقية
٢) المهندس هامبرسوم أغباشيان: الباحث والكاتب في الشؤون التركية والابادة الأرمنية ـ من ولاية كاليفورنيا، حيث تحدث عن التطورات الجديدة في الموقف الدولي من تركيا وعلاقتها بالابادة الجماعية عام ١٩١٥ تجاه الارمن والكلدان والسريان والآشوريين في شمال العراق ايضاً فيما سميت بمذابح (سيفو) .
ويمكنكم مشاهدة الحلقة على رابط اليوتوب ....وآمل ان تروق لكم
مع الود والتقدير من ...كمال يلدو

https://www.youtube.com/watch?v=VD_uZBcVclA

ملاحظة يبدا الحديث مع السيد يوحنا بيداويد في دقيقة 54 من زقت البرنامج.
شكرا للاستاذ كمال يلدو ولوطنيته النقية.


178
انتقادات الدكتور ليون برخو الجارحة لكرسي البطريركية الكلدانية وكرسي روما الى اين؟!

الصديق العزيز الدكتور ليون برخو المحترم
تحية
ارجو ان توسع صدرك لكلماتي ونقدي وتعيد التفكير فيما تفعله.
ان طريقة طرحكم وتهجمكم على الفاتيكان وكرسي روما لمدة طويلة بحجة القضاء على طقوسنا الشرقية وتراثنا وشل سلطة البطريرك هي غير صحيحة، لا بل تدهشننا وتشعرنا كأنك غير متعمذ ولا تؤمن بالمسيحية.
اخي ليون اذا كنت تظن نحن نحلم بإعادة امجاد الكنيسة الشرقية او الامبراطوريات التي اندمجت أبنائها في المسيحية. فانت متوهم، لن ولم نستطيع العودة الى زمن مار طيماثاوس الكبير وابا او مار شمعون برصباعي والى زمن ابن العبري او إسرائيل اودو.
لكل زمان رجال ومقام، الكنيسة الكلدانية اليوم منتشرة في اصقاع العالم 150 ألف اوروبا و300-350 الف أمريكا 60 الف استراليا و60 الف كندا. ماعدا الشرق الأوسط والعراق وإيران والخليج.
ليس من السهل إدارة الكنيسة في كل هذه البلدان والمجتمعات المختلفة التي لها قوانين مختلفة بنفس العقلية او الطريقة او ان لا تجد مشاكل.

هذه اهم نقاط مهمة يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار من الناحية الموضوعية للحديث عن علاقة كنيسة الكلدان بروما وهي :-

اولا
عندما تتحدثون عن علاقة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المشرقية بكرسي روما ، يجب ترجعون 500 سنة للوراء وتبحثون أصلا عن سبب ارسال القديس يوحنا سولاقا الى روما باسم السينودس للمطارنة المعارضين لتنصيب برماما بطريركا وهو دون سن قانوني.
فالاتفافقية تعود الى هذا التاريخ حينها لم يكن كلداني واحد يعيش في اوروبا، فقط في قبرص كان هناك مجموعة انتقلت اليها بسبب مذابح تيمرلنك1400م، كان المهم لهم الايمان المسيحي وليس اللغة في حينها ولا الطقس وانما الخبز.
ثانيا
كل كنائس الغربية اللاتينية والتي كانت ولازال تمثل اقوام مختلفة متحدة مع روما ويخضع رئيس الاسقف المحلي لها لسلطة البابا. وهي تطبيق عملي والتزام واضح من المؤمن المسيحي ان يكون لهم راعيا واحدا وهو خليفة بطرس، لا يجوز ان يكون اثنان، والكل أصبح منذ 1950 موحدين حسب هذا المبدا الذي وضعه الرب يسوع المسيح نفسه.

ثالثا
ان غبطة البطريرك ساكو ومن قبله المثلث الرحمة دلي، بيداويد ، شيخو ، غنيمة وعمانوئيل كلهم كانت لهم مشاكل ومعوقات في إدارة الكنيسة في وقت ادارتهم، كل واحد قاد الكنيسة حسب الظروف السياسية في مرحلته واتخذ قرارات مصيرية والبعض اخفق والبعض تفوق لكن عمل حسب رؤيته وقدرته.

بعض المشاكل تراكمت بمرور الزمن ولم يتم البت بها لحين مجيء غبطة البطريرك ساكو الامر الذي لم يتحمل الاخفاء. منها اوقاف الكنيسة، طريقة اختيار الأساقفة، وتنقلات الكهنة، تجاوزات الإدارية وحالة الانفلات كانت أصبحت مودة، كل من لم يكن يعجبه قرار سيدنا دلي او مطرانه يترك مكانه ويذهب الى احدى دول الغرب او يلتحق بكنيسة شقيقة.  اكثر من 20 كاهن ترك كنيسته من غير مبرر بحجة العلاقة السيئة من اسقفه او البطريركية قبل مجيء غبطة البطريرك ساكو. فاذا قطعت كنيسة الكلدان صلتها بروما هل تظن سيخضع رجال الاكليروس اكثر للبطريرك؟!!
الجواب يكمن في وضعية ابرشية مار بطرس في سانت دياغو.

رابعا
لنكن موضوعيين بعض الأمور خرجت من سيطرة الكنيسة ولم تعد بيد الكنيسة أي حيلة، مثل الهجرة القسرية التي فرضت على أبناء شعبنا بدا من البصرة والمحافظات الجنوبية ومن ثم بغداد وأخيرا الإبادة الجماعية لأهالي في الموصل وسهل نينوى شملت 150 الف مرحل. كذلك خطف الكهنة التي وصلت 26 كاهن (كل الكنائس) واستشهاد خمسة منهم بضمنهم المثلث الرحمة الشهيد رحو وكني مع الشمامسة الثلاثة وغيرهم.


خامسا.
لزوم مواكبة الكنائس المحلية الشقيقة، لزوم ادخال الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لربط المؤمنين بالكنيسة، هكذا حاول سيدنا ساكو اعلام أبناء كنيسته بكل الاخبار ما يحصل داخل الكنيسة. هذا القرار لم يكن سهلا بسبب الاختلاف الشاسع في علاقة المؤمنين بالكنيسة وكذلك الاختلاف الذي طرأ على طريقة الادارة، فقسم راها إيجابية وتعاطي معها إيجابيا مثل الاستماع الى الوعظ او التراتيل او الأفلام او قراءة المقالات والأبحاث الروحية للاكليروس وغير الاكليروس .

اخي ليون اشعر بصعوبة بالغة في إيجاد تفسير معقول الى هذه الدرجة من الاتهام الذي توجه للكنيسة الكلدانية على أساس انها متخاذلة وان موظفي روما يديرون شؤونها او يتخذون قراراتها.
كذلك اشعر بصوبة بالغة في فهم مدة حرصك وايمانك المسيحي وما كتبته وتكتبه والذي صرحت به لك بروح الاخوة سابقا.

انا شخصيا اعتبر نفسي مسؤول امام الله والمجتمع لأي خطأ لن اقف مكتوف الايدي باتجاهه حتى لو وقفت كل الكنيسة صامته، لانه قوة الايمان والحرص هي التي تدفعني الى عدم السكوت وليس إرضاء الكاهن او المطران المحلي او البطريرك. لو كلنا نحاول ان نبني صدقني اللغة والطقس والتراث وكل الامور تحل، لكن المشكلة كل واحد يريد ان يسمع الاخرين انه يفهم اكثر من البطريرك.!!

البطريرك ساكو له رؤيته كغيره من البطاركة او الأساقفة او الأشخاص لا نتوقع منه يتخذ قرارات بحسب ما يفكر به كل واحد منا. أي واحد منا في موقعه لن يستطيع حل المشاكل التي تواجهه بكل سهولة. اللغة المستخدمة في الخطابات يمكن ان تتحسن، لكن الكنيسة اليوم دخلت معترك الاعلام قبل عشرة سنوات لم يكن هناك سوى بيان او بيانين كل سنة.
فالمفروض نساعده نقدم الدعم له عن طريق كتابة الاقتراحات او المقالات او الأبحاث او اصدار الكتب وغيرها وليس انتظار بينات البطريركة ليتم الهجوم عليها وكأن معركة.

مع الأسف أقول بكل صراحة تهجمك على كرسي البطريرك الكلدان او كرسي روما لا يعطي الا تفسير واحد إنك لا تؤمن بالمسيحية تماما. والا كانت لغتك اكثر لياقة وادبا معهما.

لا انكر اتفاقي معك بان للطقس واللغة والتقاليد والعادات اهمية في الحفاظ على الهوية، لكن البعض او اكثر المؤمنيين يريدون كلمات يفهمونها.
كما يقول المصلح الصيني الكبير كنفوشيوس: "ان تشعل شمعة خيرا من ان تنزل اللعنات على الظلام".
نريد مشاركة عملية منك في بناء هذا التراث وحمايته عوضا ان تضيع وقتك في نقد مواقف البطريرك وكرسي روما وكانهما اعدائك.!!!

في الختام أقول صحيح المسيح يقول : لا تدينوا كي لا تدانوا
لكن أحيانا ان تشعر اخيك بخطئه يأتي من محبتنا له ربما يعود الى رشده.
..................
مقال الاخ ليون برخو
نهضة المطران سرهد جمو أطلقت أسماء الحيوانات على معارضيها من الكلدان؛ نهضة البطريرك ساكو تطلق تسميات غير حميدة عليهم
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=post;quote=7482512;topic=815141.0;last_msg=7482833

179
تحليل ونقد لمقال سيادة المطران يوسف توما تحت عنوان “ سائق تاكسي في باريس"

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
25 تموز 2016

كتب سيادة المطران يوسف توما مقالا قبل يومين في موقع عنكاوا كوم تحت عنوان : " سائق تاكسي في باريس" على الرابطة التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,814860.0.html
وعلق بعض الاخوة والاخوات على المقال بآراء مختلفة، وهانئذا أقوم بتقديم نقد وتحليل للموضوع والتعليق على بعض الردود البعيدة عن هدف المقال حسب رؤيتي الشخصية.

في البداية لابد ان أوجه التحية لأستاذنا الكبير وصديقنا العزيز مار يوسف توما الذي اخرج مئات الطلاب من الدورة اللاهوتية التي كان مشرفا عليها على الاقل (مديرا لها) ومن كنيسته سنتر (مار يوسف) وكان يتحمل المتعلقات والتبعيات القانونية في زمن قاسي جدا جدا الكل يعرفوه!!. ومن بعد ذلك قبل ان يحمل صليبا أكبر حملا وثقلا وخطورة على حياته الشخصية ليصبح أسقفا لمدينة كرخ سلوخ (كركوك او بابا كركر) المشهورة التي يعرف القراء الاعزاء الخطورة هناك.

اخواني لا اعرف كيف ستنمو الحنطة في حقلنا حينما يكون هناك العشرات من بيننا يعمل مثل اللص الذي جاء في الليل وزرع الزوان في الحقل مع الحنطة؟!!!

ينكر الكثيرون فضل التربية المسيحية على الإنسانية، مثلما نكرت اوروبا قبل عقد وجود أي إثر للثقافة المسيحية على الحضارة الاوربية حينما ارادوا وضع الدستور الاوربي (الذي لم ينجح في كثير من البلدان لحد الان) بالرغم من طلب وإصرار قداسة البابا الطوباوي يوحنا بولص الثاني وسلفه البابا المتقاعد بندوكتس، مع العلم سقطت روما على يد قبائل الجرمانية البربرية في القرن الرابع الميلادي في زمن القديس اوغسطينوس الذي اجبر للرد على تساؤلات الناس عن مصدر الشر وارادة الله في كتابه (مدينة الله).
اليوم الالمان او العنصر الجرماني يقود العالم في الفلسفة والعلم والصناعة والاقتصاد.
هكذا البعض منا ينكر دور المسيحية غير المباشر في انماء الثقافة الانسانية فيه وينكر دور المسيحية في تربيته ان لم نقل ايمانه الروحي الشخصي بجوهر تعاليم المسيحية. ليسال كل منا واحد نفسه، لو لم يكن مسيحيا فماذا كان سيكون؟!!!

اخواني واخواتي
سيدنا مار يوسف توما المعروف للقاصي والداني في اختصاصه علم اللاهوت واجناس البشرية واستاذ في الدير الكهنوتي منذ 35 سنة ورئيس مجلة الفكر المسيحي لما يقارب 18 او 19 سنة ومدير الدورة اللاهوتية التي انتجت نخبة واسعة من المثقفتين أبناء شعبنا في بغداد.
 اراد ان يقول للقراء الكرام يا اخوان لا زال العالم بخير عن طريق وصف موقف او ذكر تصرف هذا السائق البسيط المتجول في شوارع باريس.
 كذلك اراد ان يقول لنا هذا السائق يفكر بعيدا رغم بساطته، ففيه ترى توحيد الموضوعية (المصلحة العامة) مع الذاتية (المصلحة الفردية) من خلال معرفته بان سرقة الناس تضره وتضر سياحة البلد.
اراد ان يقول يجب ان لا ننسى لدينا مسؤولية باتجاه الجواهر الأخلاقية اتي ورثناها وتعلمناها في الكنيسة.
 صحيح العالم أصبح اليوم غابة كبيرة، لان المدن الكبيرة تحتوي على كتل بشرية مثل عشرة او سبع ملايين من البشر تربطهم العلاقة الاقتصادية بدرجة الأساسية.
 لكن اي مجتمع بدون تطبيق قانون ووصول افراده الى القناعة الداخلية بان القانون يأتي بالفائدة للمواطن نفسه وللمجتمع معا بل يبني ومن ثم تتطور الحياة ويتقدم المجتمع.
الموضوع رغم بساطته أراد سيادة المطران الى الماضي الى المُثل والقيم السامية، الى التفكير كيف تم بناء الحضارة، الى زمن حمورابي كيف شرع قانونه، كيف قبل الناس الالتزام به.
لان يريد ان يقول ما نعيشه هي حالة فوضى لا أخلاقية، لا مسؤولية، الغريزة الحيوانية هي السائدة في داخلنا. وذلك خطر، نعم خطر على الجميع.
كل هذا النقاط تركها أحد أصدقائنا المعلقين ويتابع سيادة المطران الذي يقول كان صديقه قبل 30 سنة لماذا لم يتكرم للسائق 5 يور!؟
وكأن سيادة المطران بخيل واناني رغم امانة السائق الغريب لكن المطران لم يكرمه خلافا لما هو معتاد.
 وانا اساله الأخ المعلق، من اين عرفت لم يكرمه سيادة المطران لكن لم يذكرها!؟  لان سيادة المطران لم يريد ان يشتت فكر القارئ بهذه المعلومة؟ او على الأقل لم يريد ان يترك مجالا لكلام الفارغ الاتي على صفحات الأنترنيت كالسكاكين الطاعنة، او لم يذكرها لان أراد ان لا يترك مجال لمعلق اخر ان يكتب كما فعل أحدهم، فقد كتب أحد المعلقين لنفس المقال وهو نادب حظه ويلوم والدته التي لم تشجعه ان يدخل سلك الكهنوت كي يصبح مطرانا او كاهنا كي يجول سارحا ومارحا في مدن اوروبا لان هو كاهن او مطران؟
حقا نحن نعيش في عصر ملؤه جهل ان لم نعرف التضحية والمسؤولية الملقاة على الكاهن والمطران والبطريرك وحتى معلم التعليم المسيحي او الشماس المؤمن والملتزم!!
[/b][/size]

180

محطات من الحوار مع غبطة مار لويس ساكو في القلاية البطريركية:
ما اطلقناه، بطريركا ومجمعا اسقفيا، حقبة أنجلة متجددة دوما ببركة الرب
حاوره في بغداد الاب أ. نويل فرمان السناطي
٢٧ نيسان ٢٠١٦

ككاهن يخدم الكنيسة الكلدانية، لا أزعم، أني حصلت على امتياز لخصوصية ما، خلال زيارتي الاخيرة للعراق في شهر نيسان الماضي، فكما سيأتي في متن المقابلة، الدعوة البطريركية مفتوحة للاحبة الكهنة الراغبين، ليجدوا في البطريركية بيتا حميما لهم، بطريركا ومعاونين بطريركيين، وسكرتارية وخدمة رهبانية ومنزلية. ومع وقت كتابة السطور وحتى يتيسر للعديد من كهنة كنيستنا الكلدانية، من كل حدب وصوب أن يقرروا، ربما بآن واحد، ان يحجوا الى كنيسة العراق، آمل أن سيفتتح صرح بطريركي ثان مترامي الاطراف، يتسع بامتداداته، في السنوات القادمة، لكهنة كنيسة العراق وأحبارها، في الزمن الذي نتعشم ان يكون زمنًا متفرّدا مع عهد البطريرك لويس والبابا فرنسيس.
الاسابيع التي امضيتها في بغداد، وتخللتها زيارة خاطفة الى كركوك والشمال، كانت كافية لتشيع وتيرة منتظمة من الحياة الهادئة والمنتظمة في الصرح البطريركي. واذا كان ثمة ما حدد تلك الاقامة، فلم يكن فوضى اضطراب الشارع الخارجي الذي الهبه اكثر من زعيم مأجور أو مراهق (فكان يمكنك عندئذ البقاء في الأرجاء البطريركية بسكينة وامتلاء) بل الذي حددها، سواء في البطريركية او برفقة كهنة وشعب الشمال، أنها كانت إقامة محسوبة الاسابيع والايام.
ويبدو أني كنت سأحتاج الى ان افرغ الشريط الفيديوي والصوتي لمقابلتي مع البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، لأتأمل في خبرة تلك الايام، فأجدني مع من يمني النفس أن يكون من موقعه البطريركي متجانسا مع موقف البابا فرنسيس بغية تشكيل مدرسة تحرص على الديمومة. هذا ما جعلني آسف على مقابلات تبقى تذاع عبر الاثير، لكنها تبقى حبيسة الأثير بدون أن تحظى بتوثيق مكتوب وما يستحثه من تعليق ومناغاة بين السطور. وهذا ما حفزني الى متعة تفريغ المقابلة، توثيقا وتعليقا واجترارًا لزمن نعمة وبركة آمل أن يعود لي وللعديد من اخوتي الكهنة.

بيت صلاة
*بدأت فأشرت إلى غبطة البطريرك، عن حياة الصلاة في البيت البطريركي، انطلاقا من خبرة لقاءات الصلاة اليومية التي كانت تجمعنا، وخصوصا ما كان يبدأه البطريرك في الصباح بمشاركتنا عن آخر الاخبار بالطريقة التي تعملها بعض الرهبانيات وتحديدا حسب ما اتذكر اخوات يسوع الصغيرات عندما يربطون قراءة الجريدة بالصلاة لتأوين النيات، فكان السؤال للبطريرك كيف يرى على ضوء هذه التأوينات واقع بغداد اليوم. استهل مار لويس الاجابة بالتعليق عما استذكرته من سنوات جمعتنا في أزمان متفاوتة، من التلمذة إلى خدمة الكلمة والصحافة، لأكون في حضرته كبطريرك بابل على الكلدان. إذ قال:
- شكرًا لك ابونا نويل. من المؤكد ثمة رفقة في "السمنير" -المعهد الكهنوتي- ثم ايضا العمل الكنسي الوطني من خلال مجلة الفكر المسيحي في عملك، وبعد ذلك ايضا في الكهنوت واحد يكون بموقع بطريرك وأخر ككاهن. على أن الكهنوت واحد إنما الخدمة والمسؤولية تكون في مرحلة تغيرّ. وانا اعتز كثيرا بهذه الذاكرة الطويلة معك واعتز بكل ما اعطيته لاجل الكنيسة ولا تزال.
* ثم تناول الاجابة عن موضوع الصلاة بالقول:
- نحن كأشخاص مكرسين، حياتنا مبنية على الصلاة. الصلاة لا تكون نوعا ما صلاة غيبية، بل تكون مجسدة بحياتنا اليومية ولهذا نذكر في صلاتنا الاحداث التي تحصل، الاشخاص الذين نلتقيهم أو نسمع انهم مرضى او توفوا او الكوارث التي تحصل، وبذلك تصير صلاتنا معبرة تتجسد في واقعنا وتاريخنا ولا تكون الصلاة نظرية. كما أن هذا الانجيل الذي نقرأه هو كلمة حية وليس كلمة جامدة أو نصًا جامدًا يقرأ كما يقرأ اي نص آخر. هكذا نحاول ولو بكلمة قصيرة، بحوالي سطرين، فنأخذ العبرة- المعنى من النص ومن ثم ننهل القوة، الرجاء لنهارنا ونحن نفتتحه بصلاة وقداس مع الاخوات والعاملين في البطريركية. نلتقي ايضا في صلاة المساء قبل العشاء. هذه الصلاة، صراحة، تمنحنا القوة. وهي خبرة عشتها عندما كنت مطران كركوك وقبلها في المعهد الكهنوتي وكذلك عندما خدمت كخوري رعية في الموصل: نلتقي دائما مع الاخرين لنصلي، كي تصير حياتنا قدر الامكان (لا أدعي انها صارت) بل في صيرورة، ان تكون حياتنا ليتروجية، وتغدو حياتنا بمثابة صلاة. عندما يقول يسوع: صلوا ولا تملوا، لا يعني هذا ان نردد مثل الببغاء انما أن تتجسد الصلاة في حياتنا.
واقع بغداد اليوم
* واقع بغداد، يصدم، لا شك، من يراها بعد غياب سنوات: كثير من تحديات في الطريق تكشف هذا التدهور المتزايد، الذي يستغل حتى غطاءات ديمقراطية، مثلما حدث، ما تبين مع الايام، انه مسرحية مفضوحة تشارك فيها اطراف متضاربة، كل منها يداعب مشاعر الجماهير بنحو استغلال، عن هذا قال مار لويس:
- هناك فوضى عدم الاستقرارا ضبابية الرؤية وكأن هناك صراعًا من اجل المال، من أجل الكرسي، بينما الشعب المسكين يبحث عن لقمة عيش عن رغيف خبز. هذا يمزقنا، خصوصا انه لا توجد في الافق حلول واضحة، وهذا يؤلمنا كثيرًا، بالرغم ان الذي صار في البرلمان عن المعتصمين ظاهرة بديعة، عندما تنتفض الناس من اجل الاصلاح من اجل الخدمات وايضا من اجل استرجاع المال العام وحقوق الناس.
نشاطات كنسية تتحدى الظروف
*عن نشاطات الكنيسة في الظروف الحالية قال مار لويس:
- بالرغم من كل الازمة والمحنة و القلق والخوف، الكنيسة حية، وثمة نشاطات كل يوم، نشاط في خورنات بغداد، نشاطات اجتماعية ثقافية وروحية. هناك سفرات حج: أكثر من مائتي شخص في اربع باصات في حج الى اور يلتقون مع اهل الناصرية من المواطنين المسلمين، هكذا شيء هو رائع ويعطي الأمل. هناك سفرات اخرى في هذا الاسبوع: أكثر من 50 واحدًا يقومون بزيارة حج الى مصر هذا أيضا شي مفرح. وفي شهر حزيران هناك حج لمجموعة كهنة وايضا للعائلات الراغبة، إلى روما، وذلك لمناسبة سنة الرحمة. نرى في هذا ما يظهر حيوية الكنيسة. وفي بداية الشهر الحالي في المسرح الوطني ببغداد كانت هناك امسية موسيقية ومشهد تمثيلي عن معاناة المسيحيين عن الوطن عن العراق، كيف ان الوطن كأنه غائب، هذا النشاط، الكنيسة قامت برعايته وكان لها الدور في تمويله. وهناك اشياء اخرى من هذا النوع تحدث هنا وهناك.
*وعن اجواء الكنيسة العمرانية، استأنف البطريرك حديثه بالقول:
-كما حاولت قدر الامكان، اظهار الريازة المشرقية لكنائسنا وكذلك تنسيقها الفني وتنظيمها في مجال الايقونات بهدف الحصول على ليتورجيا وقورة وليست خفيفة ومن النوع الطالع والنازل بشكل غير منتظم. هذا لا ينبغي ان يحدث. وهناك التزام وتوجه جميل للكهنة في هذا الاتجاه، كما في تجديد الليتورجيا والحمد لله نراهم متابعين لهذا الطقس الجديد. هناك مشاركة كبيرة وحتى صلاة الصبح وصلاة المساء اليومية، بصيغتها المؤونة، تؤديها كنائس وخورنات كثيرة، وهناك على الطريق مشاريع في هذا الاتجاه. كما عندنا ايضا لقاءات الكهنة ومجلس راعوي قوامه اكثر من اربعين رجل وامراة موزعين على اللجان، الحمد لله على هذا ايضا. أما اللجنة المالية فقد اخذت مكانتها وغيّرنا فيها وهذا المال بدأ يرجع قدر الامكان ويستثمر بشفافية، وتقدم المساعدات، مثلا للابرشيات المحتاجة ونساعد ايضا المهجرين والمهاجرين بالداخل أو بالخارج.
سلطة للمحبة والخدمة وليس سلطة للسيادة والاستعلاء
*هذه الكلمات جاءت بنغمة متفردة بشأن واقع كنيستنا، واقع يؤكد فيه البطريرك بأننا كلنا خدام، فإزاء ما تقدم عن الصورة التي يتطلع اليها في كنيسة العراق اليوم، علق غبطته بالقول:
- إنها رسالتنا نسعى إلى أن نؤديها بكثير من نكران الذات والكثير من السخاء والمحبة. فإذا كان هناك سلطة لرجل الدين فلها ان تكون للمحبة والخدمة وليس للسيادة والاستعلاء لأننا كلنا خدام . يسوع أكد هذا الشيء، وأنا أطلب دائما من الكهنة ان نكون خدومين قريبين متواضعين، هذه رسالتنا خصوصا بهذه الظروف حيث الناس تعبون قلقون فنقف بجنبهم نرفع معنوياتهم، نديم حماسهم ونعطيهم الامل نعطيهم الرجاء.
إلى جانب زيارات الرسامات واللقاءات الرسمية نطلق الدعوة الى المقاسمة المفتوحة مع ابرشياتنا
* لآ أخفي على القارئ الكريم، ان ساعات الصمت الرهيبة، من اصطنبول الى بغداد، بجوار مواطن عراقي فصلني عنه ما حسبته جدارًا كونكريتيا، من الهواجس. هواجس تأزمت اكثر عندما طالعني مطار بغداد، في كل مدرجه، بطائرة فارسية يتيمة، كشفت الواقع غير الطبيعي لبغداد وعراقها. لكن هذه الهواجس، كلها تتبخر مع تآلفك وأجواء القلاية البطريركية. هذا ما دعاني إلى محاورة البطريرك بهذه الكلمات: جميل جدا سيدنا ان نرى هذا الانفتاح في الكنيسة لشعبنا المؤمن والانفتاح الى العالم الخارجي فيما يخص هذه الزيارات وهذه الزيارات المقدسة التي تقومون بها. السؤال: هل يمكن ان ننظر الى الشىء المعاكس اي استيراد الزوار من شعبنا في الابرشيات، اي أن يأتوا الى زيارة العراق كمحجة انطلاقا من اور وان ينزل هذا الجدار، النفسي ربما، ما بين الخارج وما بين العراق، يأتون ويرون انه ممكن للكنيسة أن توفر الكثير من الامكانات، وأن يصير ثمة تواصل مع الداخل.
مار لويس: أجل هناك حاجز، هو حاجز نفسي وأيضا الاعلام زاد في ارتفاع هذه الحواجز بين الداخل والخارج كأنما الناس تخاف أن ترجع، واعتقد ان الخبرة التي عملتها لأكثر من عشرين يوما هي خبرة ايجابية كثيرا، لنا ولك، وهي قد تنعكس أيضا الى الخارج، لتحكى للاخرين فيأتون يرجعون الى الينابيع الصافية الى بلدهم يتضامنون مع اخوتهم المتألمين، يقاسمونهم مخاوفهم لكن يقاسمونهم ايضا آمالهم صلاتهم إلى آخره، هذا يجعلنا نكون فعلا في وحدة وفي شركة. لا شك ان هناك زيارات لاساقفتنا في المناسبات مثل رسامة أو سينودس، او زيارة من بعض كهنة، لكن نتمنى أن لا يتم الاكتفاء بفرصة زيارة سريعة رسمية بل يجيئون ويذهبون هنا وهناك، يقدسون، يلتقون مع الناس في بغداد، البصرة، الشمال حتى يكون هناك رؤية واضحة للواقع الذي نعيشه. هذا يفيدهم من ناحية اذ يرجعون بغير انطباع، كما هو، من ناحية أخرى، تضامن مع الكنيسة في العراق.
أبرشياتنا في بلدان الانتشار، وهذا الزخم من الحضور الدولي مع العراق والكنيسة
دعوة شخصية لكهنتنا وأساقفتنا
* ولفت البطريرك الانتباه، الى ما يعزز أهمية زيارات الاكليروس ويشجع عليها، بقول غبطته:
- ها اننا نرى بنفس الوقت زيارات من مستويات عديدة من كنسيين ورسميين كرادلة وفود، أساقفة دول، كهنة، جمعيات خيرية، مجتمع مدني وايضا سياسيون، رؤساء دول، وزراء برلمانيون يأتون يزوروننا ان كان في بغداد وان كان ايضا لمخيمات المهجرين من بلداتهم. أما كنائسنا، في هذا المجال، فهي بعض الشيء خجولة ربما باردة... دون أن نقلل من أهمية ان هناك بعض الابرشيات ايضا ساعدت وهي تمد يدها باستمرار. وأضاف البطريرك:
الذي يهمنا، ليس المال، بل المشاعر الاخوية، التضامن الروحي والانساني والوطني معنا ومع غيرنا.وبما يحسس الناس، ان هذا المكون المسيحي غير متروك لوحده ومنسي . كل الحراك المسيحي العراقي وايضا الانساني الدولي، بصراحة هذا يعطينا قوة ودعم كثير كبير، فمن خلالك ادعو كل كهنتنا واساقفتنا للمجئ وأن يقضوا هكذا اسبوعين اكثر او اقل في خورنات العراق من الشمال الى الجنوب لعودة الشركة الكنسية والانسانية والوطنية
بادرة ابرشية مار توما في ميشيغن
* قلت لغبطته: في هذا المجال، لاحظنا ايضا ابرشية مار توما في ميشيغن، خصوصا فيما يتعلق بتركيا. بالاضافة إلى وجود قرب جغرافي يسهل هذا التبادل بين العراق وبين اوربا ولكن من الجميل جدا ان توجه هذه الدعوة الى مختلف كنائسنا، ونحن ممتنون لهذا الاستعداد الطيب من البطريركية.
السؤال: سيدنا نظرة الى واقع شعب المؤمنين في العراق، لا شك ان اخلاء العراق من شعبه، ليس هو الحل، سواء كانوا مسيحيين او غير مسيحيين، ولا شك ان هناك نزعة عند الانسان للذهاب الى حيثما يريد في بلدان العالم، وهناك فعلا من يستطيع ان يقوم بذلك، ولكن ايضا هناك من هو مجبر على البقاء ولا يستطيع ان يقوم بذلك. فهل يا ترى ان المجبرين من مسيحيينا ومن الشعب العراقي، هل يمكن أن يكونوا كحافز ضاغط باتجاه الحل قبل ان يكون الموضوع بالنتيجة هو موضوع افراغ العراق...
- مار لويس: ارجع الى بداية سؤالك، النقطة الاولى التي اثرتها عن الابرشيات في الخارج. ابرشية مار توما الرسول في ديترويد هي اقدم ابرشية في بلاد الانتشار ولها ثقلها ولها قوتها المادية وايضا المعنوية والكنسية، وهي بادرت لا فقط بالذهاب الى تركيا، حيث بقوا مؤخرا حوالي الشهر... بل هناك زيارات يقوم بها المطران وكهنة من الابرشية، زاروا المهجرين، وايضا ساعدوا المهجرين في لبنان، كما في الاردن، وفي بداية تهجير المسيحيين كانت زياراتهم الى العراق. وكذلك ابرشية سان دياغو حسب ما ذكر المطران بشار يبعثون له ايضا مبالغ من المال لمساعدة المهجرين في هذه المخيمات، وابرشية استراليا، وقدر الامكان ابرشية كندا، مع أن ابرشية كندا بعدها حديثة، ولديها سياقات لها ان تتبعها حتى الحصول على الاعتراف الرسمي بها كأبرشية، وهي تفتقر الى المال، برغم هذا هي ايضا بادرت لتقديم المساعدة هنا وهناك قدر الامكان. نحن نثمن كثيرا هذه العلاقة، هذا الشعور الاخوي بين الابرشيات وبين شعبنا. الامنية ان يتم الموضوع بنحو مركزي منسق، وتكون هناك لجنة، وأن ذلك كله يأتي مركزيا ويوزع لمن هو اكثر محتاج، ودائما مع اعتماد الشفافية.
وعودة الى سؤالك: مشكلة العراق بعد سقوط النظام صار تغيير جذري بالتفكير، بالعقلية بالثقافة بالسياسية، صار شيء اسمه طائفي، محاصصة. هذا مزق النسيج العراقي: الشيعي بدأ يحس انه شيعي وحسب، والسني انه سني، والكردي انه كردي، التركماني تركماني، المسيحي مسيحي والصابئي صابئي. هذا ما كان هكذا في العراق، انما هناك امه اسمها الامة العراقية، لا يقصد من ذلك امة عربية، بل شعب عراقي، مبني على مبدا المواطنة، ولكن من المؤكد ان هناك قوى خارجية عملت على تفكيكه من اجل اجندة معينة، وايضا قوى اقليمية لها مصالح، وهناك ايضا قوى داخلية مستفيدة من هذا الفراغ من هذه المحاصصة.
لكن العراق في داخله في عمقه، هناك بذرة للتقدم للازدهار، هناك الفكر العراقي هو جذري، يبدع، والعراق ايضا بلد غني: نفط غاز صناعة سياحة، له امكانات ثروة متنوعة، لو تركه أهل الخارج على مسؤولية الداخل، هو قادر أن يقوم بمصالحة، بنهضة وطنية من خلال الحوار وليس التقاتل. وغالبا ما نسمع ان الكل يريد ان ينبذ نزعة التهديد والاقتتال وما ينتج عنها من خراب وتهجير. أرى أن هناك جذوة تحت الرماد يمكن الاستفادة منها لبناء مستقبل زاهر للكل. املنا هو ان العراقيين، المسؤولين العراقيين يحسوا، يحس ضميرهم من اجل ان يعملوا شيئا من اجل العراق ككل وليس من اجل فئة معينة او طائفة معينة.
هناك طبعا تحديات. التحدي الاول هو فصل الدين عن الدولة لانه، لا فقط السياسة انهكت العراقيين لكن ايضا التطرف الديني لا فقط أنهك وقتل، بل دمر هذا النسيج باسم الدين باسم الاسلام: السني يقتل الشيعي والشيعي يقتل السني وداعش يقتل الكل لمن لا يتفق معه. فينبغي، من ثم، ان يعتمد دستور مدني يحترم القيم الدينية للكل، ليس فقط المسلمين بل لكل الديانات: الذي يريد أن يؤمن، ويكون مسيحي يحترم، يكون مسلم يحترم، وحتى الذي ما عنده ايمان ينبغي أن يحترم في مساره الفكري في هذا القرار، ويحترم لشخصه. القاعدة هي المواطنة الواحدة هذا يلزم ان يتحقق على ضوء حقوق الانسان، وأن يسري هذا حتى في القوانين المدنية: كل ما يخص الارث والزواج وغيرها من المعاملات، ان تكون مدنية، مدنية مشتركة للكل، ويكون هناك حرية أمام من يذهب إلى الكنيسة، أو الذي يذهب إلى الجامع، أو الهيكل أو المعبد، الكل يمارس، مثل ما هو موجود بغير بلدان فتقدمت: اوربا تقدمت بفضل فصل الكنيسة عن السياسة، لو ظلت كما في السابق، ربما كان حصل تأخر. هنا ايضا هذه البلدان، لن تحصل على تقدم، إذا لم يتم فصل الدين عن السياسة. نتمنى انه حان الوقت أن يخرجوا من هذا الركود، من هذه التجاذبات والصراعات من اجل مصالحة حقيقية، أي مصالحة بالفكر والقلب وان يرصوا الصفوف ويتكاتفوا من اجل عراق واحد موحد حتى لو كان عراقًا فيديراليا، ولما لا، على أن يحافظ على وحدته.
* سيدنا، تطرحون غبطتكم في مناسبات عدّة، مبدأ عراق فيدرالي، بأن يتم تقسيم العراق هكذا؟ أم اننا بمواجهة تقسيم العراق كواقع حال؟
- مار لويس: الحل للحافظ على وحدة العراق هو في الفيدرالية، والتي ليست كونفيردارية. الفيدرالية هي ان هناك اقليم، اقليم شيعي اقليم كردي ولكن بغداد تكون العاصمة الاتحداية، وكل اقليم - كل فيدرالية- له ميزانيته له ادراته. وأن يعتبر إلى جانب هذا ما يخص الخارج: حيث يكون الجيش مشتركا، وأيضا أن تكون السياسة الخارجية مركزية، إلى آخره. وهذه الحالة ممكن أن تخلق منافسة بين الاقاليم، فهناك حواجز كثيرة بين شعبنا. ولشعبنا ان يتعلم على الغفران والمسامحة وطي صفحة وفتح صفحة جديدة. إذ للاسف هناك عقلية ما زالت بعض الشيء قبلية، عقلية الانتقام وتصفية الحسابات، هذه لا تجلب الخير لا تجلب السلام. فقد يكون الاتجاه الفيدرالي، فرصة لخلق شيء من التوازن في العراق، بدل ان ينقسم البلد الى دويلات لا مستقبل لها.
*وفيما يخص شمال العراق، قال البطريرك:
- اكيدا هناك طموحات في العراق، طموحات بدولة كردية، هذا حق مشروع، مثل حق كل الشعوب إذا أراد أبناء اقليم كردستان أن يكون لهم دولة. ولكن ان يكون ذلك بالتوافق والحوار وليس من خلال الحرب.
عن الاتجاه الفيدرالي على اساس طائفي نسأل البطريرك: سيدنا، هل استطاع المخططون ان يفصلوا العراقيين باسرهم بمدنهم الى شيعة وسنة؟
- البطريرك: هذا واقع وواقع مؤلم جدًا، لا فقط شيعة وسنة، لكن كردي وعربي واليوم ايضا مسيحي ومسلم، مع الاسف.
* ونحاور غبطته بالسؤال: سيدنا، هل يوجد في العالم خبرة او مثل لفيدراليات قائمة على اساس طائفي؟
- لا ابدا. لكن هناك دول فيدرالية، امريكا نفسها فيدرالية..
* ولكن ليس على أساس طائفي...
- ليس على أساس طائفي بل على اساس جغرافي. وهناك بلدان أخرى تعتمد فديراليتها على الاثنيات مثل بلجيكا: فيها من يتكلمون الفرنسية، او الفلامنكية. أو في سويسرا فيها من يتكلم الفرنسية وآخر الالمانية، أو الايطالية او الفلامنكية. ولكن في الوقت عينه يوجد وحدة، وحدة بلد، وحدة أمة، كل واحد يحتفظ بتراثه وبخصوصيته وهذا نوع من الثراء وما هو فقر.
* من الاسئلة الاخيرة التي أود طرحها على غبطتكم: ما هي الرسالة التي تحبون هذه الايام ان توجهونها الى الشعب العراقي، الى المسيحيين في الداخل وفي بلدان الانتشار؟
فيما يخص الشعب العراقي، أوجه رسالة: ان يرجعوا الى طبيعة الشعب العراقي، طبيعة الانسان العراقي، الذي هو غير متطرف، غير متزمت، سنين عشناها مع بعض مسيحيين ومسلمين، شيعة وسنة، كردًا وعربًا، كجيران كمدرسة كعمل كزملاء كمواطنين كأبناء المدينة الواحدة، لنرجع الى عمقنا والى قيمنا المشتركة وتاريخنا المشترك الذي ليس تاريخ فئة دون فئة، هذا التاريخ ما هو تاريخ للمسلمين فقط، انما هو تاريخ للمسلمين للمسيحيين، للصابئة للعرب، للكرد، وما هو تاريخ شيعي بل هو شيعي وسنى الى آخره من المقارنات، هذا التاريخ هو التاريخ العراقي بكل تنوعاته بكل قومياته بكل مذاهبه وان يكون ثمة مصالحة حقيقية وايضا اهتداء القلب والفكر من اجل خير العراق والمواطنين، من اجل شعبنا المسيحي، نحن في العراق عانينا وما زلنا نعاني كل يوم من مخاطر من آلام من ضغوطات واضطهاد بكل معنى الكلمة من الارهاب.
وهنا ينتقل غبطة البطريرك ليؤشر حالة أميل إلى تسميتها بالاعلام الالكتروني الغوغائي الصدري، تفشت، بين ليلة وضحاها في قطعات عنكبوتية، شذت بنحو مقرف عن عموم ميادين التعبير الالكتروني، المنتمي الى المسيحية والى الكنيسة الجامعة، بل إلى المستوى الانساني الراقي، لتختلط باللادينية والالحاد، والمراءاة الدينية بستراتيجيات تخريبية تخدم اعداء المسيحية، بعيدا عن اي بناء روحي ورقي أخلاقي. ونعتقد أن غبطة البطريرك تصوّر في البدء أنه بتعامله المناقبي مع هذه الحالات، سيعيدها لروح الاهتداء الى التعامل الراقی، قبل ان يلمس حل المضي قدما... دون الالتفات إلى الوراء، قال:
لكننا ايضا نعاني من ارهاب الانتقادات الهدامة هنا وهناك خاصة التي من الخارج وتفتقر الى اللياقة، والى معرفة الحقيقة الموضوعية. لا يعرفون ما الذي يحصل، إن كان داخل الكنيسة أو البلد أو المدينة، ما يرونه هو سطحي، قشور، مما يقدمه الاعلام لكن الحقيقة كما هي لا يعرفونها. المطلوب أن يكفوا من هذا، فإذا أرادوا فعلا ان يكون نقدهم إيجابيا وكتاباتهم بناءة ، ليأتوا حتى يروا الواقع، وعندئذ ليكبتوا ليقترحوا ليقدموا الحلول، ليكن هناك حوار ولا يكون هناك تجريح مما يؤدي الى خلق نوع من اليأس والاحباط عند الناس ويعيق المسيرة للاسف.
ولكن دعني اقل لك صراحة نحن ككنيسة تجاوزنا هذا الشيء، لأن رسالتنا هي اكبر بكثير، ونحن في المرحلة الانتقالية، مطلوب منا الكثير من العمل، مما يجعلنا لا نهتم بهذا وذاك من القيل والقال، ما يقال وما يعمل. ما نعوّل عليه هو ان يكون هناك الشعور بالمسؤولية، حتى النقد هو مسؤولية وذلك لكي نحرك الاشياء الى امام وما نتركها تمزق العمل او ترجعه الى الوراء وهذا ليس لصالح احد.
الأب نويل: ماذا تقصدون سيدنا بالمرحلة الانتقالية.
غبطة البطريرك: أقصد انه علينا بهذه المرحلة الانتقالية ان نبني. اليوم توجد متطلبات المرحلة: البلد ممزق، المسيحيون مهجرون، الكنيسة ايضا نوعا ما مبعثرة، لأنه كثير من المرات نريد ان نلتقي بكهنة بالابرشيات ما نقدر، بسبب الطرق، بسبب الصراعات الى اخره وبسبب الحاجات...
* أية حاجات؟ هنا ينتقل البطريرك لويس ساكو، وهو الذي يعوّل على المجمعية الاسقفية في البطريركية، على غرار المجامع الاسقفية في العالم الملتمة بانسجام وعقائدية حوالي الكرسي الرسولي، ينتقل ليشخص الحالة الهيراركية المضطربة التي ورثها مع كرسي بابل، وكان العشم أنها ستحسم بحسن نية الالتفاف حول السلطة البطريركية، وبدل أن يجد ما طمحنا أن يجده في المصاف الاسقفي، كمجلس اساقفة كلداني، على حد ما وُصف في مقالنا الاول (يليق يا رب بكنيسة المشرق الكاثوليكية، ان يكون رئيس مجلس أساقفتها - بطريركها، مار لويس ساكو)الصادر بعد انتخاب غبطته بطريركا، تحت الرابط: (http://www.ankawa.com/…/index…/topic,638946.msg5902383.html…
وإذا بالبطريرك، يقف كما نعتقد، بمواجهة تمزقين يتنافسان بالجسامة والثقل:
التمزق الاول: تشكيلة اسقفية على غرار الحقائب الوزارية الاستراتيجية والتوفيقية العشائرية للانظمة الشمولية التوتاليتارية: أسقف لكل ضيعة أو ضيعتين، بنحو مبعثر ومتشتت، بينما في العصر الحديث، تدار الابرشيات، كما تعنيه تسمياتها، تُدار على مستوى المدينة الكبرى الواحدة او المدن المتناثرة.
التمزق الثاني: انسحاب تأثير هذه الحالة غير الكاثوليكية، على الدوائر الفاتيكانية، مؤثرة بخلايا غير بناءة انساقت مع بعض قنواتها الدبلومساسية الى مراعاة الواقع المريض إياه ومجاراته ومحاباته والعمل على وفق ايحاءاته غير الكاثوليكية، تحت ذرائع من الخصوصيات الطقسية للكنائس البطريركية المتحدة بروما، فجاءت هنا صرخة البطريرك ساكو، ليس على مستوى كرسيه البطريركي بل كجرس انذار لكراسي بطريركيات نائمة في سبات المظاهرية الاسقفية ووجاهة الخصوصية الطقسية المندثرة، بينما أبناؤها يتسربون ذات اليمين وذات الشمال، فكانت صرخة مار لويس بالكلمات الصريحة الآتية:
- نحن بحاجة الى ان نكون فريقًا واحدًا، في الداخل والخارج وان يكون لنا رؤية واضحة خطاب واحدة وايضا مركزية في المواقف: لا واحد يجر بالطول وآخر بالعرض. واحد يشجع الهجرة، وواحد يقول: لا يوجد مستقبل لنا في هذا البلد، وآخر يقول: كلا، بل لنا مستقبل وهذا تراثنا، وهذه ارضنا وهذه هويتنا وهكذا. نعم، هناك خيارت شخصية تحترم، ولكن ان يأتي آخر ليأخذ الأمر على عاتقه، بشكل فوضوي، ويوحي بأن يحصل الموضوع إياه بنحو مبرمج وموسع، ويتكلم بما يطرأ في باله يحكيه لمجرد ان يحكيه، ينتقد حتى ينتقد ويخرب، هذا اكيدا ما مطلوب ان يكون وهذا مرفوض.
* كلام يوحي بأنه عكس التيار، ولكنه كلام مبدئي مما يدعو الى التساؤل أي موقع الاشخاص من التغييرات التاريخية، فنسأل البطريرك بهذه الكلمات: كلامك، غبطة البطريرط، عن العراق وعن واقع العراق وعن الحلول، وهذا الكلام ايضا تم بمخاطبة وسائل الاعلام، هو كلام عين العقل وهو الحل، ولكن هناك شعور بالضد مما يخطط له في العراق، ولكن بقاؤكم هو علامة شهادة للرجاء، السؤال تحديدا هو: هل شأن الكنيسة في العراق في هذا الظرف الحالي ومستقبلها مرتبط بالاشخاص؟ وهنا تنطلق أسارير البطريرك، لينبري بعرض تطلعاته لمعالجة ما ورثه، على كرسي بابل، من تركة اسقفية، ليجيب:
- الموضوع مرتبط بالاشخاص وما هو بمرتبط، بل المفترض ألا يرتبط، ولكن بشريا هو مرتبط، فالكنيسة مؤسسة، انها مؤسسة إلهية ولكنها مبنية على الناس والناس اشكال.
* وهنا يؤشر مار لويس انسحابات الحالات غير الطبيعية في البلاد وفي الشرق الاوسط، على الحالة في مصافه الاسقفي، ولعلنا نجزم انه يفكر في مجامع اسقفية أوربية، حسمت، سواء بمجمعيتها، أو اعتمدت على سلطة الكرسي الرسولي، لتصون مجمعيتها من كل من يغرد خارج السرب، وعلى سبيل المثال اسلوب التعامل مع موضوع المطران جاك غايو، في فرنسا- التسعينيات، والموقف الحاسم لمجلس اساقفة فرنسا من عضويته، ليترك وحريته وشأنه، ولكن خارج السرب الاسقفي. هذا في الأقل ما نعتقد أننا نستقرؤه ونحن نسمع تشخيص البطريرك ساكو وهو يقول:
مع الاسف كانت الكنيسة..... ضعيفة، لا عندها رؤية ولا اي شي، مثلما هو بالبلد اليوم، وعليه فالحاجة هي الى قياديين بالبلد يكون لهم رؤية، يكون لهم خطة وبرمجة ليديروا البلد. كذلك الكنيسة بحاجة الى قيادين فعليين، يد واحدة ما تصفق، قياديين يديرون مفاصل حياة الكنيسة وشعبنا في كل المجالات الابرشية.
*ويشرح غبطته الامر بالقلم العريض قائلا:
- لنأخذ الابرشيات: ابرشية واحدة تزدهر، ما شاء الله، وابرشية أخرى بالعكس، لا شيء جيد فيها، وحتى الموجود فيها ضعيف كثيرا وآخذ في الانطفاء والتدهور.
* وهنا يعدد البطريرك جملة عناصرمن شأنها أن تدعم مسيرته، للحصول في المدى القادم، على المجمعية الاسقفية التي تربأ بأن تجعل الاسقف وزيرا بلا وزارة، أو شيخا قبليا، او منظرا خارج السرب، أو مقاولا أو درويشا أو جنبازا، بل أن يكون أسقفا قريبا من الشعب البسيط، من قلب الله، ومن قلب البابا فرنسيس بابا الفقراء. يقول سيدنا لويس روفائيل ساكو:
- نحن بحاجة الى كثير من المهارات وايضا الى اشراك الاسقف والبطريرك، لدينا السينودس الدائم، كما لدينا السينودس العام، ولدينا في البطريركية اللقاءات مع كل الكهنة، لدينا مجلس راعوي، وعلينا بالتالي ان نشرك الكهنة واعطاؤهم مسؤولية اكبر في قراراتنا ونشرك العلمانيين، فالعلمانيون ليسوا جنودًا، مجرد يتلقون الاوامر ويطيعون، بل بالعكس انهم شركاء معنا في الحياة الكنسية. يراد إذن اسلوب جيد في التفكير والتعامل والتخطيط ونخرج من هذا الفكر التقليدي الذي ما عاد يمشي فالناس تغيرت والعالم تغير. فعلى سبيل المثال: لا نتكلم اليوم مع الكهنة مع اناسنا، مثلما كان يتكلم البطريرك او مطران قبل خمسين سنة. الحساسية ليست نفسها، الثقافة ليست نفسها وكذلك الضغط النفسي على الناس. ولهذا فمن غير الممكن ان يكون الحال كما كان من قبل.
حتى طقوسنا غير ملائمة لها ان تكون طقوس حية مناسبة لهؤلاء الناس، غير طويلة ما بها تكرار يفهمون الكلمات، تعطيهم الحماس، تعطيهم المعنى تعطيهم الاندفاع، فيراد الكثير من العمل، الظروف متسارعة لا تسمح لنا بالكثير، مع هذا صارت عدة انجازات نشكر الله، لا زال عندنا امل وطموح أن يتطور الموضوع اكثر فأكثر.
وهناك شيء على المستوى الانساني: نحن بحاجة الى قادة كنسيين نحن بحاجة فعلا ال قياديين وعدد الاشخاص هو محير عدد الكهنة قليل، خياراتنا قليلة برغم أن هناك نوعية الحمد لله جيدا هناك تفاعل، واتمنى ايضا الاديرة تنشط وأن يكون لها الدور الكبير جدا كان لها في السابق في انهاض الكنيسة الكلدانية ودفعها الى امام
*سيدنا، لا شك يلمس المرء خلال التواجد في البطريركية انه يوجد حيوية في البطريركية في كنيسة بغداد ويوجد حالات انتعاش، السؤال تحديدا: هل وضع غبطة البطريرك آلية لاستمرار هذه الحيوية استمرارها بغض النظر عن تواجد الشخص.
- نعم اكيدا هذا مهم كثيرا. ان كنت انا وان كان اليوم البابا فرنسيس، انا قلق مثلما هو قلق لما يخص ما بعده. نحن نحاول، نريد ان نخلق نوعًا من المدرسة، نوعًا من الفكر، نوعًا من التوجه في الكنيسة حتى هذا يستمر، وما يأتي واحد آخر فيما بعد، وعلى هواه، يقلب كل شيء ويعيده الى الوراء، هذا لا ينبغي أن يحدث. نحن ربما ثقافتنا نحن العراقيين، هي نوعا ما في هذا الاتجاه، يأتي من يريد ان يمسح كل ما يخص الذي قبله، نحن في لقاءاتنا نتكلم كثيرا في هذا الشأن، مع التركيز على ما هو المهم، وهو الفكر، الاقتناع بمثل هذا الفكر. لا يمكن اليوم لأي مطران يأتي أو اي بطريرك آخر يأتي، أن يرجع الامور الى حال آخر، لتكون فردية ويعود إلى نوع من الطقوس هي اكثر ما تكون تعبدية غير حية، وليس فيها شيء جماعي، ولا يوجد رؤيا ولا خطة. يكون فيها كل شيء مرتجلا، هذا الامر لن يتمكن من الحدوث، لا الناس سيقبلون به ولا أيضا الكهنة سيقبلون. إننا نعمل الكثير من اجل هذا. وأنا لا أفكر فقط ببغداد، بل افكر بكل الكنيسة الكلدانية، أن يكون هناك رؤية وخطة طريق للكنيسة الكلدانية مبنية على اسس ثابتة... ثابتة الى حد ما لأن الشي الذي نفكر نحن فيه لهذه السنوات الخمس وربما اقل من خمس سنوات وحسب... لا ينبغي ان يحصل العكس، ولهذا فيما يخص المصاف الاسقفي مع الكهنة ومع العلمانيين، يجيب أن يكون هناك شيء يحمل طبيعة من الديمومة والاستمرارية، وأخذنا نعمل بهذا الاتجاه، الكل احسوا بهذا، كل المطارين يحسون بهذا الشيء، يوجد نوع قلق، شعور، يوجد طروحات متصلة ولهذا فإنا متفائل كثيرًا في هذا الشأن.
الاب نويل: إن شاء الله سيدنا، والرب وعدنا أن يكون مع كنيسته مدى الايام، وشكرا جزيلا لسعة صدركم في هذا اللقاء.
غبطة البطريك: شكرا ابونا نويل، الله يخليك وان شاء الله تبقى علاقتنا ويبقى نفسك هنا وانت تعمل هناك في الخارج، ونتعاون قدر الامكان والشيء الذي نخدم فيه نعطيه من كل قلبنا هو الذي يبقى اما الاخر فكله يزول.

181
من كتب قصيدة ولحن ترتيلة عمر لي عيتا؟ ܐܸܡܲܪܝ  ܠܝܼ ܥܸܕܬܵܐ ؟

بقلم يوحنا بيداويد
21 أيار 2016 / ملبورن

 
بين حين واخر يتم التطرق الى قصيدة (عمر لي عيتا؟) (ܐܸܡܲܪܝ  ܠܝܼ ܥܸܕܬܵܐ) هذه القصيدة المهمة التي ترتل في الكنيسة الكلدانية حسب الطقس الكلداني الشرقي في سابوع تقديس الكنيسة، الذي يبدا حسب ما اظن بعد عيد الصليب.

المهم في هذا الموضوع تم التطرق الى هذه القصيدة عدة مرات واخرها كان السيد مايكل سيبي انظر الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,810769.0.html

الذي حاول يشرح ويعلق على محاضرة سيادة المطران مار سرهد جمو في محاضرته قبل بضعة سنوات. على الرابط
http://www.ankawa.org/vshare/view/9686/sarhad-gamo/

أيضا تطرق اليها الدكتور ليون برخو قبل أكثر من سنتين.

على الرغم من اعجاب الجميع بالكلمات الجميلة التي تحمل في وصفها البلاغة الشعرية وروعة الجمال ودقة الاتزان في اللحن، وعلى الرغم من عمق الأفكار الروحية في المفردات المستخدمة التي نالتها القصيدة، لكن من المؤسف لم أرى أحدا يهتم بالشاعر نفسه، صاحب القصيدة، صاحب الفكر والامكانية في اللغة والشعر والموسيقى الذي أبدع في هذه الترتيلة.

حز في قلبي هذا الامر حينما أرى أبناء شعبي الى هذه الدرجة يجهلون سلم الصعود بين الأمم، وإعطاء الحق لصاحبه، فالأمم تعرف بإنتاج أبنائها، وها هم الالمان يتربعون في صدارة العالم من حيث امتلاكها عدد الفلاسفة الكبار والعلماء والمخترعين.

أدهشني عدد الكتاب والمعلقين الذين دخلوا مقال السيد سيبي ولم يحاول أحدا منهم ان يسال السؤال المهم من كتب القصيدة؟ ومتى؟ ولماذا؟ من لحنها او رتلها؟
لمن لا يعرف، اود ان أوصل له هذه المعلومة المهمة.

هذه القصيدة تعود للمثلث الرحمات مار توما بيداويد الذي كان مطرانا في الاحواز ثم انتقل الى مصر وتوفي في مقتبل العمر.

182
من كتب قصيدة ولحن ترتيلة عمر لي عيتا؟ ܐܸܡܲܪܝ  ܠܝܼ ܥܸܕܬܵܐ ؟
بقلم يوحنا بيداويد
21 أيار 2016
ملبورن
 
بين حين واخر يتم التطرق الى قصيدة (عمر لي عيتا؟) (ܐܸܡܲܪܝ  ܠܝܼ ܥܸܕܬܵܐ) هذه القصيدة المهمة التي ترتل في الكنيسة الكلدانية حسب الطقس الكلداني الشرقي في سابوع تقديس الكنيسة، الذي يبدا حسب ما اظن بعد عيد الصليب.
المهم في هذا الموضوع تم التطرق الى هذه القصيدة عدة مرات واخرها كان السيد مايكل سيبي انظر الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,810769.0.html
الذي حاول يشرح ويعلق على محاضرة سيادة المطران مار سرهد جمو في محاضرته قبل بضعة سنوات. على الرابط
http://www.ankawa.org/vshare/view/9686/sarhad-gamo/
أيضا تطرق اليها الدكتور ليون برخو قبل أكثر من سنتين.
على الرغم من اعجاب الجميع بالكلمات الجميلة التي تحمل في وصفها البلاغة الشعرية وروعة الجمال ودقة الاتزان في اللحن، وعلى الرغم من عمق الأفكار الروحية في المفردات المستخدمة التي نالتها القصيدة، لكن من المؤسف لم أرى أحدا يهتم بالشاعر نفسه، صاحب القصيدة، صاحب الفكر والامكانية في اللغة والشعر والموسيقى الذي أبدع في هذه الترتيلة.
حز في قلبي هذا الامر حينما أرى أبناء شعبي الى هذه الدرجة يجهلون سلم الصعود بين الأمم، وإعطاء الحق لصاحبه، فالأمم تعرف بإنتاج أبنائها، وها هم الالمان يتربعون في صدارة العالم من حيث امتلاكها عدد الفلاسفة الكبار والعلماء والمخترعين.
أدهشني عدد الكتاب والمعلقين الذين دخلوا مقال السيد سيبي ولم يحاول أحدا منهم ان يسال السؤال المهم من كتب القصيدة؟ ومتى؟ ولماذا؟ من لحنها او رتلها؟
لمن لا يعرف، اود ان أوصل له هذه المعلومة المهمة.
هذه القصيدة تعود للمثلث الرحمات مار توما بيداويد الذي كان مطرانا في الاحواز ثم انتقل الى مصر وتوفي في مقتبل العمر.
 
 


183
مقابلة قصيرة للاعلامي المعروف ولسن يونن من اذاعة sbs Assyrian program مع السيد يوحنا بيداويد حول ندوة غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبي يوم الاثنين القادم في الساعة السادسة مساء في قاعة عشتار في مدينة ملبورن.
لاستماع المقابلة والاطلاع على المعلومات المتعلقة بالندوة يمكن فتح الرابطة التالي:

http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/en/content/chaldean-leaqgue-melbourne-australia


184
ارهاصات الكنيسة الكلدانية والهوية الكلدانية
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
20 نيسان 2016

استغرب الكثير من المتابعين من المنحى الذي اتخذته رئاسة الكنيسة الكلدانية حينما قررت تنظيم مؤتمر تأسيسي للنشطاء والمهتمين بشأن القومي او البيت الكلداني في بداية تموز العام الماضي. وعدها البعض الاخر خطوة متقدمة جدا بناءً على الوضع الحالي وما سيؤول اليه وضع الكلدان بعد ان هجر أكثر من نصفهم الى بلدان الانتشار للبحث عن الامن والمستقبل لاولادهم. بينما عدها البعض الاخر خطوة سلبية لأنها تشكل نوع من التدخل او ممارسة للعمل السياسي الذي لا يليق بالكنيسة الكلدانية.

لكن من ناحية المنطق والمسؤولية وبما ان للكنيسة دوما الدور المهم (الأم والمعلمة)، لهذا يجب دوما ان تكون صاحبة صوت الحق في الدفاع عن الفقراء، اذن ليست مهمتها فقط تعليم ابنائها على الصلاة والعبادة والتقوى كما كانت القرون الماضية وانما ان تدافع عن وجودهم حينما يحتاجونها أيضا، فقبول الموت بدون الدفاع عن الذات لم يعد مقبولا باي صورة او مفهوم او عقيدة، ان تدافع عنهم حينما يقعون في المحن وفي المصائب ممن ومهما كان مصدرها. لهذا هو امر منطقي وموضوعي واخلاقي ما قامت به الكنيسة الكلدانية، حينما نظمت لأبنائها مؤتمر لتساعدهم على التفاهم والالتقاء والاتفاق للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم وترشدهم وتنصحهم الى الطرق الصحيحة وتقف معهم دوما لانها هي امهم روحيا(1).

 شخصيا اعتبرها من الخطوات الجريئة والصائبة التي اتخذتها قيادة الكنيسة الكلدانية، حينما دعت الى لم الشمل للكلدانيين في جميع انحاء العالم من المثقفين والكتاب والشعراء والسياسيين والمؤرخين والفنانين والاكاديميين للمشاركة في المؤتمر التأسيسي للرابطة الكلدانية(ܡܘܬܒܐ ܕܫܬܣܬܐ ܐܝܣܘ܏ܪܐ ܟܠܕܝܐ) التي تحمل خارطة الطريق للكلدانيين، هذا الطريق الطويل والوعر، المملوء من الاخطار بسبب التقلبات السريعة التي جرت وتجري يوميا في ارض الوطن العراق والشرق الاوسط وفي العالم، تشجع كل هؤلاء الذين يهمهم شأن ومستقبل الأجيال القادمة ان يعمل كل واحد من موقعه وبإمكانياته الفردية والجماعية من اجل حماية الهوية القومية للكلدانيين، وكذلك الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم وممتلكات وارثهم ولغتهم. لان لم يعد هناك مجال للتريث او الانتظار، ولم يعد هناك مَن نتكل عليه يحمينا، او يرجع حق أبناء شعبنا، لهذا يجب الاستعجال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لهذا كان تأسيس الرابطة امرا مهما جدا للكلدانيين، لا سيما بعض من أبناء شعبنا يعيش الوضع الصعب بعدما هُجِر أكثر من 120 ألف مسيحي من سهل نينوى بصورة قسرية من قراهم فخسروا ممتلكاتهم ووظائفهم ومستقبل أطفالهم ويعيش اغلبهم في كرنفانات في إقليم كردستان.

 حسب قناعتي الشخصية بالإضافة الى هذه الأسباب، هناك أسباب اخرى مهمة تجعل من المثقفين والمهتمين بشأن الهوية الكلدانية جميعا ان يعطوا أهمية كبرى لنجاح مشروع الرابطة الكلدانية مهما كانت المصاعب ومهما كانت التكاليف ومهما كانت الاختلافات. لأنني في الحقيقة اجدها القارب الوحيد (الفكرة الوحيدة) ممكن ان يعطي بعض الامل لابناء شعبنا، ان يقي مجتمعنا من الذوبان بفعل الاحماض والقواعد الكيمائية التي انتجتها الحضارة الوثنية الجديدة المنتشرة في العالم الشرقي والغربي، البعيدة عن كل القيم الإنسانية (الروحية والأخلاقية والفكرية)، التي تقلع كل شيء باسم حماية حرية الفرد والقانون والتجدد والحضارة. من هذه الأسباب:-

1-    من حق كل مجموعة بشرية التي لها وجود في التاريخ، ولها ارض، ولها مساهمات في انتاج الحضارة الإنسانية الجامعة، ان تحافظ على هويتها القومية وان يكون لها وجود على ارضها، ويكون لها حقوق وان يعترف بحق وجودها كل جيرانها بكل وضوح. لان على الأقل ان تاريخ هذه المجموعة البشرية ولغتها وارضها وانجازاتها وثقافتها وعاداتها والقوانين الاجتماعية والأخلاقية السائدة في مجتمعها هو ارث انساني بصورة عامة فكيف الحال ان يكون هذا المجتمع  ينتمي الى أقدم الحضارات في التاريخ وكانت عاصمتهم بابل (ܒܒܠ) المدينة الأولى في العالم القديم لمدة ثلاثة الالاف سنة او أكثر.

2-    الكلدانيون وان كانوا دوما يعتبرون مسيحتيهم فوق كل شيء، وان كانوا وطنيين وخدموا العراق بكل امانة عبر كل التاريخ، لكنهم شعروا في العقدين الأخيرين، هناك خطر كبير على وجودهم وعلى حقهم وعلى تاريخهم وممتلكاتهم من حتى وجيرانهم، لاسيما ان الوطن الام (ܒܝܬܐ ܢܗܪܝܢ) يمر بحرب طائفية ومذهبية وقومية منذ أكثر من عقد، كما ان المجتمعات البشرية اليوم بدأت تميل الى القانون المدني. لهذا حماية الهوية الكلدانية هو حق مشروع للكلدانيين ولا غرابة فيه، لا بل التهرب من تحمل هذه المسؤولية هو خطأ كبير لن تغفره لنا الأجيال القادمة.

3-    ان حقوق الفرد لم تعد مصانة في العراق، ولا في الشرق الأوسط حاليا، لان الوطن يمر في حرب طائفية فرضها الجيران والدول الكبرى عليه. لهذا كان يجب ان يكون هناك جهة او مؤسسة كلدانية مدنية قوية منظمة تطالب بحقوقهم وتحمي ممتلكاتهم وتطالب بتعويضهم وان يشارك في تأسيسها ودعمها وتمثيلها كلدان كل العالم.

4-   افتقار الأحزاب الكلدانية في السابق الى امكانية تمثيل الكلدان في الانتخابات السابقة، نتيجة الصراعات الداخلية بينهم، حيث خسر المجتمع الكلداني ثلاثة مرات ان يكون له ممثلا خاصا به في المجلس النيابي نتيجة تلك الصراعات البراغماتية بينهم، التي لم تصل الى مرحلة الوعي لنكران الانا الضيقة والاستعداد للإخلاص والتضحية من اجل قضية مستقبل الكلدان عند جميعهم.

5-    بجانب حماية الهوية الإنسانية (القومية الكلدانية) التي يجب ان تهم جميع الكلدانيين، شخصيا أرى وجوب حماية الهوية الروحية او الفكر الروحي أيضا، الذي يعد الجانب الاخر المهم جدا للتماسك والتواصل للمجتمع الكلداني عالميا، لان عملية بناء المجتمع المسيحي الشرقي ومن ضمنهم الكلدانيين، منذ الفي سنة يسير حسب تعاليم الديانة المسيحية وتعتمد على فكرها الروحي و لاهوتها، والذي يعد المصدر الاول للنظام الأخلاقي في حياتنا الاجتماعية،  بكلمة أخرى، نشعر ان مسيحيتنا الشرقية التي هي مصدر اخلاقنا وقيمنا، ستصبح في خطر في بلدان الانتشار بعد جيل او جيلين كما حصل لغيرنا من الأمم كنتيجة للحرية والانفتاح والقانون المدني والانحلال الخلقي الذي أصاب المجتمع الغربي في العقود الأخيرة سوف ينصهر الكلدان مع اخلاقهم وعاداتهم فيها ايضا. فوجود مؤسسة كلدانية عالمية تربط بينهم عالميا بأواصر ومبادئ وقيم يشاركون بعضهم البعض الاخر هو امر مهم ويساعد ويقوي من قوة الكنيسة، لان تغير الظروف او العادات او القيم الاجتماعية التي مصدرها الايمان المسيحي كما قلنا سوف يقلل من التصاق الشخص او العائلة او المجموعة البشرية بكنيسته.

في الختام أرى نجاح الرابطة الكلدانية، ستنظم نشاطات ومهرجانات ومؤتمرات وتنشا محطات تلفزيونية واذاعية وغيرها من طرق التواصل الاجتماعي، ويتم تأسيس مؤسسات جانبية تابعة لها وبتعاون واشراف الكنيسة التي ستساعدهم على الاستمرار في حياتهم الاجتماعية العادية، وبالتالي يكون قريبين من  كنيستهم ومن ممارسة الاسرار المقدسة، فتعمل هذه المؤسسة فعلا كعمل رابط (آسورا ܐܣܘܪܐ) بين افراد المجتمع الكلداني بصورة شاملة وتحافظ عليه بالفعل، كي يبقون كمجتمع شرقي متقدم ومتكيف، قبل كل ما هو إيجابي في الحضارة الغربية ويعيش بحسب كل القيم الايجابية بحسب الايمان والطقس الكلداني المسيحي الشرقي.

.......................
1- قلت عدة مرات سابقا، كان يجب ان يتم تأسيس مثل هذه الرابطة منذ عقود، على الاقل منذ المؤتمر الكلداني الاول الذي نظمته الكنيسة الكلدانية  في بغداد عام 1994 م

185
       الرابطة الكلدانية في استراليا فرع فكتوريــــــــــا
       تقيم ندوة لغبطة البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى
 تحت عنوان

           " اهمية الانتماء للرابطة لتعزيزالبيت الكلداني "

تدعو الرابطة الكلدانية /فرع ملبورن جميع أبناء الكلدان المهتمين بالشأن الكلداني لحضور الندوة المفتوحة والتي تقيمها الرابطة مع غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى وعبر السكايب Skype   يوم الاثنين  2 أيــــار 2016   في قاعة عشـــتار على العنوان التالي:-
  8Kyabram St., Coolaroo, Vic
       
للمزيد من العلومات يرجى الاتصال بالاخوة:

1-   سيزار هرمز                     0412812309
2-   سالم يوحنــا                       0402448597
3-    ايفلين السناطي                  0411390042     
                       


ملاحظة:
يمكن مشاهدة الندوة من كل انحاء العالم عبر  الانترنيت على العنوان التالي:
http://www.oshana.com.au/live-streaming.html



186
مجلس الأنبياء في اجتماع مهم؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
24 اذار خميس الفصح

من شدة البكاء وعويل الأطفال، من شدة الالم والجوع والمرض والفقر والحرمان، بسبب كثرة القتلى وسقوط الأبرياء في بلاد الرافدين والشام، دعى الله الاب، الخالق، ضابط الكل، المنظور وغير المنظور، رئيس ملائكته جبرائيل ليتحدث معه، عن الصلوات والدعوات الممزوجة بدموع الأمهات وصحيات الايتام الاتية من هذه المنطقة.

فأجاب رئيس الملائكة جبرائيل بكل خشوع واحترام:" انها بسبب الحرب الدائرة بين جماعة جديدة تدعى بالدواعش، ظهرت هناك مؤخرا، تصارع الحكومات المحلية وتريد تطبيق شريعتها باسمكم يا خالقي الرحيم، يدعون أنكم خولتموها ان تحارب كل الأمم والشعوب باسمكم، وتجبرهم على عبادتكم بحسب قواعد وطرق التي يتبعونها، والا الموت او الجزية الباهظة التي تنتهي في النهاية الاستسلام لهم والخضوع لإرادتهم".

 أجاب الاله الرحمن الرحيم: كيف يحصل هذا وانا لم اعطي لأية جماعة او فئة او قوم حتى أي نبي السماح او ان يتولى الحكم على مخلوقاتي وتجبرهم لعبادتي؟! لان أحبهم لهذا اعطيتهم الوجود من العدم، سمحت لهم ان يحكموا بعضهم البعض بموجب مبدا الخير الذي يخدم الجميع ويفرحهم معا ويجعلهم أكثر اخوة ومحبين لبعضهم ومتعاونين من اجل التغلب الى الشرير ومعاصيه وتجاربه الكثيرة التي لا تنتهي. هل يعقل انا اعطي لبعض من مخلوقاتي السماح ان يحكموا بعضهم بعضا باسمي وبخلاف ارادتي، فمن انا اذن؟ وما هو دوري؟ وهل لهم الحق يعملوا بعكس رحمتي وعدالتي لمخلوقاتي وبالأخص الانسان الذي له الامكانية إدراك مقاصدي في عالم الادنى؟"

رد رئيس الملائكة بكل خشوع ووقار:” نعم يا إلهي المبارك، قداستكم منذ البدء خلقتم الانسان حرا، ولم تفرضوا عليه حتى طاعة ارادتكم، بل خيرتموهم بين عمل الخير والشر، فهو يختار بإرادته الطريق الذي يرغب ان يسير عليه. ولم تفوضوا عليه أحدا".
 توقف الملاك لكن لازال لسانه يعد اصطفاف الكلمات والاسئلة فرجع وقال:" ولكن يا إلهي، هناك امرا عجيبا يحصل في هذه المنطقة التي كانت مباركة في الماضي في هذه الايام، كأنها أصبحت ملعونة مملوءة بالأرواح الشريرة، لان أبناء الشر بدأوا ينتصرون على أبناء الخير في بلاد مهد الحضارات".
 ثم توقف الملاك جبرائيل مرة أخرى من الاسترسال حينما شعر ان رب العالمين يود ان يقول شيء.

فقال رب الارباب: "اذن يا جبرائيل حان الوقت ان نتدخل لنوقف الأشرار من أعمالهم السيئة البعيدة عن منطق الحق وارادتي والتي تحصل باسمي من دون علمي ورغبتي. فادعوا الى اجتماع مع جميع الأنبياء والمصلحين والاولياء والقديسين، وحتى الذين يدعون انهم يحملون رسائل اصلاح باسمي للبشرية.  قل لهم ان صحيات أطفال وابائهم الاتية من المخيمات في كردستان، ومن حدائق وشوارع عنكاوا او غيرها من المدن والقرى في كردستان، ومن الوديان العميقة في جبل سنجار ومن التائهين في البحار الكبيرة بلغت مسامعي، هزت سلطتي اريد وقفها".

توقف الله المحي برهة ليقل لملائكه اشد كلام استهجانا فيما يحصل باسمه: “وضح لهم أمورا كثيرة ومهمة عن ارادتي التي يبدو يجهلونها او يعمل اتباعهم عكسها، لا أستطيع تحمل سماع هؤلاء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والعجوز والامهات والاباء وان لا اتدخل. لا أستطيع ان أقف مكتوف الايادي وانا اراهم يزجون الصبيان والصبايا في الجهاد الذي لم ادعو اليه قط، حيث يغرونهم بالحوريات ويخدعونهم بأنهار من العسل والخمر في جنة وهمية خلقوها من خيالهم او كذبهم بمساعدة الشرير. لان انا إله الحق والعدالة، إله الرحمة والمحبة، انا لست بإله الظلم والموت والطريقة الواحدة في العبادة، لست بإله الانغلاق والانعزال، لست اله دولار والمادية، انا إله الفرح والمحبة والنشوة في الايمان لكن في طرق صحيحة غير مؤذية لاحد او حتى نفس المؤمن، انا أعطيت للإنسان العقل الذي يمكنه ان يدركوني، يراني ويعرفوني ويعرف مشيئتي ويعمل بها على الأرض، لا اقبل ان تظلم مخلوقاتي من أبناء الشر وباسمي".

لم تمضي فترة طويلة حتى امتلأت قاعة الاجتماعات من حضور الأنبياء والفلاسفة ومن المصلحين والاولياء والعلماء وغيرهم من شتى اجناس البشرية، كان البعض منهم يدخلها لأول مرة، والبعض الاخر لم يحضر مثل هذا الاجتماع ابدا. كان الاندهاش والقلق يغطي وجوه الجميع متسائلين بعضهم البعض الاخر، ما الذي جعل رب العالمين لدعوة مثل هذا الاجتماع الذي لم يحصل مثله في التاريخ.

 دخل عليهم رئس الملائكة جبرائيل ووقف امامهم واشعة النور تنبث من ملامحه ثم بدا يخطب بينهم قائلا لهم: " أيها الأنبياء والمفكرين والمصلحين والاولياء، ان إلهكم والهي الجبار دعاني وبلغني ان انقل لكم هذه الرسالة المهمة، ان اتباعكم عثوا بالمسكونة وزاد شرهم وقساوتهم عن حد المعقول فوصل صداها مسامعه. فانزعج كثيرا بسبب هذا الامر وغضب على غير عادته لاسيما من الذين يكذبون ويلفقون باسمه الآيات والتعاليم والاوامر لإجبار الناس على طريقتهم الشاذة المقفرة في العبادة والتدين على كل انسان قريب منهم او في وطنهم، يقتلون الناس الأبرياء باسمه كذبا وزورا في المحطات والشوارع وأماكن الصلاة، فهو اذ أراد ان يخلق او يتامر شيئا يحصل بمجرد ان يتأمل فيه، لان اذا قال كن فيكن،  فهو لم يرسل أحدا ان يعلم البشرية بموجب هذه الشريعة الغربية البعيدة من المعقولية والمنطق الذي وضعه في مدارك الناس، انه الاله الكامل، ضابط الكل، لا شيئاً يحصل من غير علمه في الوجود، وكل شيء يحصل بمجرد ان يفكر فيه، بمجرد ينطق به، لا يحتاج الى السلاح او المعارك او جنود او مجاهدين، ليكن في علمكم ان من يقتل الأبرياء باسمه عقوبته أكبر من اية عقوبة أخرى في السماء، لان هذا التعليم لا يوافق مع تعليمه على الرحمة والعدالة والحق".

توقف الملاك برهة من الحديث وراح يتأمل فيما يقوله، ثم عاد مجددا الى حديث قائلا: “بلغوا اتباعكم ان من يكذب باسم رب الكل، ينال عقوبة لا عقوبة اشد منها، كثيرون منكم لم يعطيهم الرب حتى رسالة الى البشرية لكنهم حصلوا على نعمة بجهادهم من خلال اعمالهم الخيرية بين البشرية، من خلال تعليمهم الصالح والمفيد، من خلال اكتشافاتهم الفكرية والمادية التي خدمت البشرية، اليوم اصبحوا بدرجة المختارين وحاضرون في هذا المجلس، فلا مفضل بينكم، كلكم مدعوون لا بل كل انسان مدعو الى عمل الخير والصالحات والعيش في التناغم مع مخلوقاته في عالم الأدنى، وكل واحد مدعو الى ان يتسامى ليخلع ثوب الرذائل من نفسه كي يصل مرحلة القداسة ويصبح عضوا في هذا المجلس، لا يحق لأي من كان ان يدعي انه يمتلك مفاتيح الملكوت السماوي، وكما ترون هنا لا توجد انهارا من العسل ولا الخمر والحوريات، لان تلك من منتوجات الفكر الحسي الغريزي للإنسان في عالم الحواس والطبيعة الناقصة، تلك من أفكار الملاك الشرير الذي يخدعهم ويعلمهم على اختلاق الأمور غير الصحيحة من اجل الوصول الى مصلحته، انكم ترون هنا لا شيء من هذا القبيل، كل شيء متكامل ومتناغم ومتناسق معا".

فذهل المجتمعون من كلام الملاك، وبدا كل واحد يسال من هذا الذي يستطيع ان يكذب باسم رب الارباب وملك السماوات والأرض؟ ومن هذا الذي يخول لنفسه ان يحكم بين الناس من شريعة ابتدعها من نفسه لا تتفق مع المنطق ولا اية شريعة أخرى أتت في تاريخ الإنسانية؟ انتهى الاجتماع وذهب كل الى منزله منذهلا من سقوط الانسان في وحل الخطيئة والانانية بهذه الدرجة وهو في اعلى درجات المعرفة على الاطلاق.

187
وزير الهجرة الاسترالي يناقش مسألة تأخير طلبات اللاجئين
 سوريا والعراق مع ممثلي المؤسسسات المدنية
[/size]

اذاعة SBs Australia تلتقي بالسيد يوحنا بيداويد عضو الهيئة العليا لرابطة الكلدانية ومسؤول فرع ملبورن/ استراليا حول اجتماعهم اليوم مع وزير الهجرة الاسترالي بيتر دوتن  حوال مسالة اللاجئيين العراقيين والسوريين وسبب تاخير تاضيراهم ومقابلاتهم .

http://www.sbs.com.au/yourlanguage/arabic/ar/content/wzyr-lhjr-ynqsh-msl-tkhyr-tlbt-lljyyn?language=ar
هذا يذكر حضر  ايضا ممثل عن الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا
وممثل عن المجلس الاشوري الأسترالي 
وممثل عن المجلس الاشوري الكلداني السرياني في فكتوريا
وممثل عن كنيسة مار أوديشو  الاشورية
وممثل عن كنيسة السريان الملكيين الكاثوليك
وممثل عن كنيسة مار مينا
وممثل عن كنيسة مار مارينا
ومؤسسات عربية واجنبية اخرى


188
الرابطة الكلدانية -- مسيرة واهداف
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
الاحد 24 كانون الثاني 2016

بعد فترة قرابة سنة من النقاشات وتقديم المقترحات حول الاهداف وفقرات النظام الداخلي حول فكرة تأسيس الرابطة الكلدانية التي طرحها غبطة البطريرك ساكو، عقد المؤتمر التأسيسي في مدينة عنكاوا من 1-3 تموز الماضي. لقد شارك فيه غبطة البطريرك نفسه مع سبعة أساقفة وثلاثة كهنة وأكثر من 55 شخصية قومية وثقافية وممثل مؤسسة. بعد ثلاثة أيام اختتم المؤتمر في بيان ختامي أعلن فيه تأسيس الرابطة الكلدانية واعلن عن أهدافها وبنود دستورها، التي ركزت بصورة عامة على بناء البيت الكلداني ودعوة ابنائه للتحمل المسؤولية التاريخية في توحيد الجهود والاهداف للدفاع عن حريتهم وممارسة طقوس عبادتهم والحفاظ على هويتهم المتمثلة بالتراث والتقليد والعادات والقيم والملابس والطعام والشعر والقصص والغناء والرقص وشتى أنواع الفنون ونشاطات الحياتية التي تقوم بها أي مجموعة بشرية  الاخرى مع الاحتفاظ بفتح باب الحوار والتواصل مع بقية الاخوة من ابناء شعبنا من الاشوريين والسريان. الذين شاركوا وسيشاركون في المصير دائما

شخصيا كنت أحد الذين يحلم بتأسيس مؤسسة كلدانية عالمية مثل الرابطة الكلدان قبل عقد من الزمن، وما افرحني أكثر هو ان الدعوة جاءت رئيس اعلى سلطة في كنيستنا، من غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى وشارك فيها سبعة الأساقفة المشاركين الذين جميعهم يشكلون اعلى سلطة روحية وأخلاقية لمجتمعنا الكلداني.

من الأمور الأخرى التي افرحتني كثير أيضا هو مشاركة نخبة كبيرة من ممثلي المؤسسات المدنية لأبناء شعبنا في الوطن والمهجر في المؤتمر  وخرجوا بنتائج إيجابية، اهمها الإصرار على مواصلة تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم جميعا في هذه الحقبة من الزمن في المهجر والوطن.

 بعد مرور ثمانية أشهر من تشكيل هيئة عليا للرابطة، قام ممثلي ومسؤولي فروعها في العالم بعدة نشاطات وندوات ومقالات وتصريحات وزيارات ومشاركات في المؤتمرات وكتابة البيانات والتسجيل رسميا في بعض الدول. على الرغم من هذه النشاطات الان انها مسيرة الرابطة تحتاج الى دعم واسناد نضج الفكر ونقل نفحة روحها الى جميع الكلدان في العالم كي يدركوا فعلا أهمية هذا المشروع الكبير والمصيري لهذا الشعب الذي فرض عليه الأصدقاء والاعداء معا التشتت والموت والاندثار او الزوال من وجه التاريخ.

يجب ان نتعلم من تاريخ الشعوب المجاورة من التكتلات الاجتماعية الاخرى، نتعلم ان النجاح لا يأتي بدون تعب وعمل وتضحية وسهر وتواضع وقبول الاخر النجاح لا يتحقق والحقوق لا يتم الحصول عليها. نتعلم لا يأس في الحياة حتى في زمن الموت (الحب في زمن كوليرا). نعم مرت قرون طويلة على طمس وضمور حضارتنا ووجودنا كأمة وكشعب له موقعه من الوجود المادي. ولكننا نعرف احيانا كلما قطعت جذوع الشجرة او فروعها كلما امتدت جذورها تحت الأرض الى مسافات ابعد ويقوى اصرارها أكثر فأكثر لانبثاق ساق جديد، لهذا يجب ان يكون للإنسان امل، امل في مستقبل زاهر وامل في قضية مهمة يحبها أكثر من أي شيء اخر الا وهي ذاته الكبرى، اي الانا الجامعة.
كأي شخص لي رؤيتي الخاصة بمستقبل الرابطة ودورها لقيادة مجتمعنا في الوطن والمهجر. كما اريد ان انوه، قد لا يتفق معي كثير من الاخوة المثقفين والناشطين الكلدان، ولكن من باب ابداء حرية الراي كغيري، اعبر هنا عن رؤيتي الشخصية في هذا الموضوع.
كما قلت عدة مرات في السابق نحن أبناء الكنيسة الشرقية، التي كان لها شعبا مؤمنا واحدا متجانسا من عدة شعوب، لقد انصهرت هذه الشعوب فيها بفعل الايمان واتحدت تحت سقف الكنيسة الشرقية (الكنيسة النسطورية) التي اتخذت اسماء عديدة. ولكننا اليوم كلدان، ربما فعلا من الكلدان الذين تعود جذورهم الى بابل وعظمتها او الى نينوى وشهرتها او ربما نحن بقايا من سبايا اليهود على يد نبوخذ نصر او غيرهم. ولكن في كل الاحوال اليوم لدينا هوية موثقة على الاقل لها قرابة 500 سنة تحت اسم الكلدان الكاثوليك. نحن لا نستطيع الادعاء بأشياء غير مثبتة علميا او تاريخيا ونحن نعيش في عصر هو في قمة الحضارة والتقدم، لأننا لا نتعرف مثل غيرنا بالخرافة او التحريف او قبول التأويل غير المعقول، فكما اخوتنا الاشوريين حملوا اسمهم الاشوري منذ النصف الاول من القرن التاسع العشر والاخوة السريان لهم اسم السريان بفضل لغتهم المنتشرة منذ زمن بعيد كذلك لنا اسم يعود على الأقل قبل 500 سنة. لكن في كل الأحوال نحن جميعا أصحاب ما بين النهرين القدماء وان هذه الحضارة أسسها اجدادنا جميعا بدون استثناء!.

صحيح هذه الهوية متأثرة بالثوب الديني ولكن نشاطاتها في الحياة كلها ليست نشاطات دينية، لدينا نشاطات ثقافية واجتماعية ورياضية، لدينا تراث ولدينا عادات وقيم كأي مجموعة بشرية أخرى لها وجود.

مسيرة
بلا شك بعض من هذه العادات والقيم هي مشتركة مع الاثنيات الأخرى التي نعيش بينها، هذا طبيعي في علم الاجتماع حسب قاعدة التبادل الحضاري.
في الآونة الاخيرة كثر الحديث والانتقادات عن أسباب التي جعلت الكنيسة الكلدانية ان تفكر بتأسيس رابطة كلدانية، تجمع أبناء شعبها في الوطن والمهجر بأواصر قوية ومهمة منها الايمان مع حماية الهوية، هوية هذا المجتمع الذي هو أبناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. وعلى الرغم من الانتقادات المعارضة هناك الكثير من ابناء شعبنا الكلداني شعر لأول مرة انه يجب ان يسال ويجيب بين نفسه من هو؟ وماذا يريد؟ ولماذا حلت بنا هذه الويلات عبر التاريخ؟ هل كان ذلك بسبب موقف الكنيسة او لاهوتها؟ ام بسبب قلة الثقافة والوعي القومي؟ ام بسبب الشعور بالضعف في المقدرة (القوة)؟ ما هو الحل لمستقبل أفضل لنا جميعا ومعا؟.
 من المفارقات بعض الكلدان الذين يحسبون أنفسهم أكثر حرصا على مستقبل الكلدان انتقدوا غبطة البطريرك والمؤسسيين والعاملين في الرابطة حتى اليوم، ولكن كثير من الاخوة الاشوريين والسريان يرون ترميم وبناء البيت الكلداني هو قوة وسند ودعامة قوية لهم قوميا وانسانيا. وكنسيا.

الاهداف
من اهم الأسباب التي ارها شخصيا كانت وراء تفكير غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو لتأسيس الرابطة طبعا ظهور بوادر تلاشي وجودنا من صفحة التاريخ بسبب الوضع السياسي في بلاد الرافدين، وكذلك هجرة اكثر من نصفهم الى المهجر وبعد بروز بكل وضوح مخططات تعمل على قلع المسيحية او القوميات الصغيرة من وطنها الأصلي، (من اهم هذه الأسباب) هو الدافع عن وجود الباقيين  وحماية حقوقهم الوضعية كمواطنين وكأصحاب الأرض الاصلاء كذلك حماية هويتهم وايمانهم وتقاليدهم في المهجر، هذه الاواصر، هذه القيم لها اهمية كبيرة في حماية الانسان الشرقي من الذوبان في مذيبات الحضارة الغربية الكثيرة والمملوءة من السموم والامراض الخطرة. من خلال عمل الرابطة يتم حماية اخوتنا في الوطن الام وفي المهجر من الضياع عن طريق الحافظ على حق الفكر وحرية التعبير عن الراي، بالتالي الحفاظ على قيم مجتمعنا بين افراده، الامر الذي هو جوهر رسالة الكنيسة المسيحية.

في الختام نقول إذا كان لنا الكلدان جميعا الإرادة، أؤمن نستطيع الحفاظ على هويتنا ووجودنا من خلال الالتزام باستراتيجية موحدة، واهداف موضوعية شاملة وعمل وتضحية من قبل الجميع بإخلاص والتفاني في الرابطة الكلدانية ومؤسساتها المستقبلية.
 الرابطة الكلدانية هو بيت جميع الكلدان في العالم، ابوابه مفتوحة لكل مهتم بمصير ابناء شعبنا وبعوائلهم، بل هي سند لأخوتنا الاشوريين والسريان وكل المسيحيين لهذا يجب ان تتوحد جهود جميع الاحزاب والاتحادات والمؤسسات والجمعيات والنوادي الثقافية والاجتماعية والرياضية والاعلامية لدعم الرابطة وتحقيق اهدافها، التي اهمها الهوية 

 اتمنى ان يفكر جميع اخوتنا الكلدان في كل انحاء العالم في هذا السؤال، كيف سيكون مصير ابناء شعبنا بعد جيلين او ثلاثة من كل النواحي؟ ليس فقط من الناحية الاقتصادية وانما من ناحية الايمان والاخلاق والحياة الاجتماعية التي هي مهمة؟ هل سيكون احفادنا في زمن العولمة والمجتمع  بلا هويات يكونون أفضل؟ هل المجتمع الغربي الذي نعيش بينه في حالة صحية الان؟ إذا كان للغرب حضارة تكنولوجية متطورة ولكنهم يفتقرون الى الاواصر الاجتماعية القوية في العائلة هل ستحل العلوم التكنلوجية مشاكلهم الاجتماعية في القريب العاجل؟ خوفي تكون اجيالنا القادمة من ابنائنا اسوء بكثير من ابناء الغربيين الذين لهم مشاكل (القمار والمخدرات والسرقة والجريمة والكابة والانتحار) بسبب فقدان الهوية (او مثل اجيال اليونان والايطاليين والشرق الاوسط من ضمنهم أبناء شعبنا الذين نسمع عن مشاكلهم اليوم في المهجر) في الانحلال الخلقي بعد خسارتنا قيمنا وتقاليدنا حتى ايماننا المسيحي تحت مطرقة العولمة ومعها سنخسر هويتنا بل انسانيتنا.[/b]

189
توضحيات وتعليقات مهمة حول موقف البطريركية من تشكيل مرجعية سياسية مسيحية

رد موجه للاخ اوشانا في مقال لسيد انطوان الصنا
على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=801705.msg7449342#msg7449342

ملاحظة
انشر الرد على على شكل مقال منفرد لزيادة الفائدة

عزيزي السيد اوشانا
شكرا لردك

فقط اود ان انوه الى ملاحظة مهمة ربما لم تتذكرها او لم تقرأها من قبل الا وهي البيان الذي صدر في موقع البطريركية يشير الى اتهام رئيس او جهة مسؤولية لأحدى الكنائس في بغداد بانفراد غبطة البطريرك ساكو بالقرارات.
والتوضيح جاء تحت عنوان:
توضيح حول دور البطريركية الكلدانية وتحركاتها
على الرابط التالي:
http://saint-adday.com/permalink/8307.html
الذي استنتجته شخصيا من هذا التوضيح،

اقتباس
من المؤسف ان نسمع من بعض رؤساء الكنائس في بغداد انتقادات   حول تحركات غبطة البطريرك الكلداني وزياراته وتصريحاته.

هناك اتهام لغبطة البطريرك بل تذمر من رؤساء الطوائف الاخرى لدى الحكومة المركزية او حكومة الاقليم من كثرة لقاءاتهم مع سيدنا ساكو وهم اشاروا بصورة او اخرى ان غبطته لا يمثلهم، لهذا يجب ان لا يتم استشارته لوحده في كل قضية مهمة بخصوص المسيحيين ومصيرهم في العراق. .

هذا الحديث (المفترض الذي استنتجته شخصيا من التوضيح) يبدو قيل او طرح وجها لوجه لغبطة البطريرك من قبل مسؤولي كلا الحكومتين المركزية او الاقليم بانه لا يمثل كل المسيحيين، لهذا وقع سيدنا ساكو في وضع محرج، شعر ان الاخرون يقولون له: "حتى في وضع الماسي انكم (اي المسيحيين) غير موحدين فماذا تريدون؟ ومع من نتحدث؟ ولمن نستجيب؟

سيدنا امام هذا الموقف لم يبق امامه الا ليطرح الموضوع لراي العام بتوضيح أعلاه، اذ هو لا يمثل كل المسيحيين ولكنه دوما كان يعمل لمصلحة الجميع من دون التفرقة او معرفة الهوية ولم يمنع أي مطران او رئيس طائفة او كنيسة من العمل.


جاء التوضيح الثاني المنشور في موقع البطريركية تحت عنوان
المشهد السياسي المسيحي في العراق
على الرابط
http://saint-adday.com/permalink/8364.html
 بعدما جاءت الردود والمقالات أكثر متشنجة وسلبية بل متهمة إياه باختراق القاعدة القديمة كرئيس لكنيسة التي تعودوا عليها (لان يظنون مهام البطريرك حسب رأيهم هي فقط الصلاة وعمل القداديس ودفن الأموات دون تحمل المسؤولية الاخلاقية نحو حماية الاحياء او الدفاع عن حقوقها الوضعية والانسانية)
لوح التوضيح  الثاني بصورة مباشرة وبدون لف ودوران، على أهمية إقامة مرجعية مسيحية لاتخاذ القرارات المصيرية للمسيحيين الباقيين في العراق وتنشيط دورهم السياسي والمدني.

اقتباس
"هذا هو المشهد الحالي، فلا تليق الانتقادات ولا البكاء على المأساة.
نحن بحاجة الى نظرة واسعة بعيدة لأحوال شعبنا المسيحي ألمظلوم، نظرة دراسية واقعية وتحليلية تقدم حلولا شافية ومفيدة، والكنيسة من جانبها بأقل تقدير تقدم إرشادات قويمة ودعم معنوي لصالح البلد العام ولصالح المسيحيين الخاص.

البطريركية تقترح تشكيل فريق مسيحي جامع، مقتدر ومهني يكون هو المرجعية السياسية والناطق الرسمي باسم المسيحيين فيما يخص المشاركة السياسية.  ويخرج بقائمة انتخابية واحدة تحت "تجمع مسيحي" وتختار من هم الأفضل لتمثيلهم. انها فرصة مفصلية ونأمل ان تدعم المرجعيات الكنسية هذه المبادرة."




 نوه التوضيح في النهاية، في حالة عدم وجود استجابة من بقية الجهات أي الكنائس او المرجعيات السياسية، ان بطريركية الكنيسية الكلدانية لها واجب روحي واخلاقي وانساني للدفاع ومساعدة وتنشيط وتنقية النخبة السياسية التي تمثل الكلدان والمسيحيين فهو سيعمل على انشاء قائمة كلدانية للمشاركة في الانتخابات القادمة.

اقتباس
"بخلاف ذلك سوف تدعم البطريركية وبكل قوتها وامكانياتها قائمة كلدانية في الانتخابات القادمة وتشكل فريقا وطنيا كلدانيا لإنجاح هذه القائمة".

اذكر مرة اخرى كاثبات لنوايا الحسنة واثبات قيامه بمحاولات حقيقة حاول سيدنا ساكو في صيف الماضي تاسيس هئية مسيحية مشكلة من كل الناشطين والفعالين والسياسيين واعضاء البرلمان، لكن توقفت اجتماعاتها لاسباب لا نعرفها تماما ولكن نتوقع لعدم اتفاقهم على طريقة العمل.
الخبر منشور في موقع البطريركية تحت عنوان
البطريرك ساكو يجتمع مع النواب المسيحيين ونخبة من السياسيين والمهتمين بالشأن المسيحي
على الرابط
http://saint-adday.com/permalink/7478.html

فأخي اوشانا سيدنا ساكو لم يفرض نفسه على المجتمع المسيحي في العراق بل عمل من اجل مصلحة المسيحيين جميعادون تفرقة،

اذا رفض البعض تحركاته لانها انشط منهم واكثر أهمية او فائدة للمجتمع فتلك مشكلتهم، في نفس الوقت لا يستطيع ان يرى شعبه يموت ولا يستطيع ان يتحرك او ينتظر موقف الاخرين او لامبالاتهم او خوفهم.

فالحدث كبير والموقف مصيري ومن له الشعور بالمسؤولية وله الايمان المسيحي اكيد يميل بل يقبل بالحوار الذي يدعوا اليه. فهو  لا زال يدعو الى العمل المشترك والوحدة، فلا اعلم ما الذي يغيط البعض من قيامه بواجبه؟!!

اخي اوشانا ارجو ان اكون اضفت شيئا جديدا يوضح الموضوع كله لك وللقراء الاعزاء.

ملاحظة مهمة
 هذه الملاحظات هي ملاحظاتي شخصية ..

يوحنا بيداويد

190

يونان هوزايا كما عرفته

يوحنا بيداويد
5 كانون الثاني 2016
ملبورن/ استراليا

رحل عنا الى الاخدار السماوية قبل بضعة أيام صديقاً عزيزاً متميزاً في انتاجه الفكري، ترك اثراً كبيراً على افراد مجموعتنا الثقافية في مدينة ملبورن الا وهو المرحوم الصديق يونان هوزايا. لمن لا يعرف يونان اقول:" كان يونان متعدد المواهب، لذا نال القاباً عديدة مثل الاديب، الشاعر، اللغوي، والسياسي، والصحفي بالإضافة الى مهنته الرئيسية كمهندس ميكانيكي خريج جامعة موصل سنة 1982، حقيقة لا أحب مدح الاخرين من غير استحقاق، ولكن حسب قناعتي ان يونان هوزايا كان يستحق هذه الألقاب بجدارة. وبالإضافة الى جدارته فيها، هناك سببا آخرا مهماً عندي قلما اجده عند المبدعين، تواضعه وبساطته وولعه الكبير في التواصل مع الاخرين مهما كان الاختلاف او الثمن".

تعود معرفتي بالأستاذ الاديب يونان هوزايا الى فترة 1978-1980 من خلال الدورات التعليمية للغة الام التي كانت تقام في جمعية الناطقين بالسريانية قرب منطقة القوة الجوية في بغداد، ومن خلال السفرات، اللقاءات، الزيارات، الحفلات الاجتماعية او مشاهدة كاس العالم لكرة القدم.  لا ابوح سراً ان قلت صداقته مع اخي الأكبر سفردون (اللذان كانا معا في نفس المرحلة الى حين التخرج من جامعة الموصل) قد تركت انطباع عندي أيضا عن حبه للغة والوطن وحفظ التراث.

أتذكر كانت مجموعته (مجموعة زاخو) مؤلفة من الاخوة (نزار، اديب، الياس، سلام، اسكندر، سعيد، كوركيس، بولص، ايليا وغيرهم الذين كلهم كانوا أكبر مني سناً) حينما يحضرون الحفلات سواء كانت (تناول او خطوبة او زواج) او الشيروات (تذكار القديسين) كانوا يحاولون الغناء بالسورث كطريقة لاحياء اللغة.

حينما انهيت مرحلة الإعدادية ودخلت كلية الهندسة (قسم الكيمياء /جامعة بغداد) زادت علاقاتي بالمجموعة وكثير من الأحيان كنت احضر جلساتهم واستمع الى آرائهم الثورية، من هذه الآراء مثلا (كانوا ضد فكرة السفر تماما، كانوا يهمهم تعليم لغة الام قراءة وكتابة، وحفظ التقاليد، زيادة التعارف والتواصل مع الشبيبة الجامعية). لا أنكر كانت اهتماماتي في حينها بعيدة عن اهتماماتهم، كان مركزا على تطوير معرفتي بالفكر والفلسفة بالإضافة الى الدراسة الجامعية، بالإضافة الى ذلك الاهتمام بالتعليم المسيحي مع الإباء الكهنة في كنائس بغداد (كنا حلقة كبيرة من الجامعيين والموظفين وغيرهم)، فلم يكن لي وقت كافي بسبب مسؤولتي في ادارة المحاضرات او القائها او الاستمرار في حضور في اخويتين (اخوية يسوع الشاب في كنيسة مار توما، واخوية ام المعونة في بارك السعدون) بالإضافة الى التدريس لطلاب تناول الاول او تعليم المسيحي.

كنت بين حين واخر احضر جمعية الناطقين بالسريانية التي كان يرأسها المرحوم هوزايا حينها، مثلا كنت حاضرا في معرض الخط السرياني الذي فتح قبل بدا الحرب العراقية الإيرانية بشهر، وكذلك محاضرة المطران جاك اسحق عن الطقس الكلداني وغيرها من المناسبات.

كان يونان هوزايا يعمل بالخفاء، قليل الكلام والتطبيل، يختار الأرض الصالحة لبذر افكاره؟!، محب النكتة والمزاح، والمقالب، يحترم أصدقائه الى اخر درجة يتصورها الانسان. إيجابي دائما، كان يكره المبالغة غير الواقعية، جريء في قول ما يؤمن به.

وحينما فتحنا انا واخوتي (ميخائيل ووليد) تسجيلات اغادير، كان يديرها ابن خالي سلام مرقس (في فرنسا الان) لأنني كنت في الخدمة العسكرية، ووليد طالب جامعة) كان الأخ يونان يزورنا ويجلسون ساعات طويلة يتحدث مع الموجودين هناك، لا uبل كان مشاركا فعالا في مسابقة أجمل اغنية اشورية (التي اقامتها تسجيلات اغادير حينها1994). حتى قال لي اخي الأصغر وليد كانت جريدة (بهرا) التي تصدرها الحركة الديمقراطية الاشورية تصلهم سرا الى التسجيلات.

في ملتقى الأصدقاء الأول الذي أقيم في ملبورن 14-18 كانون الأول 2011 (انظر رابط رقم 1). كنت أحد المشاركين فيه، تبادلنا الحديث كثيرا من خلال أيام الكمب، او من بعد ذلك خلال المحاضرات واللقاءات الفردية والجماعية في مدينة ملبورن، ناقشنا كثيرا من الامر، لا سيما انا كنت أحد مؤسسي الاتحاد الكلداني الأسترالي وسكرتيره (الذي يؤمن بالهوية الكلدانية هي حقيقة ثابتة مثلما هناك مجموعة تؤمن بان الاشورية هي هويتنا وأخرى بالسريان).

قبل عودته الى ارض الوطن، اتصلت بأحد الاخوة لتنظيم لقاء خاص لي معه. فعلا تم اللقاء، وفيه سألته أسئلة كثيرا عن الحركة الديمقراطية الاشورية واستراتيجيتها، عن سبب نقل مركز ثقلها السياسي الى بغداد، معارضتهم لمشروع الحكم الذاتي الذي طرحه المجلس الشعبي قبل ذلك بسنين، وعن السبب الرئيسي لعدم تبني الحركة الاسم (كلدو اشوري) الذي قرره مؤتمر أبناء شعبنا في بغداد تشرين الأول 2003 (طرحت صيغة هذه التسمية  للأول مرة من قبل الشهيد المثلث الرحمة ادي شير قبل 100 سنة من حينها). كما سألته عن كيفية التواصل إذا لم يعد هناك اتفاق او تفاهم بين المؤمنين بالكلدانية والمؤمنين بالأشورية كهوية قومية لوحدها بدون وجود أي اتصال او علاقة عضوية بينهما. أتذكر جوابه جيدا، قال:" مهما يكن او يحصل يجب ان يستمر الحوار والجدال الى ان يتم التفاهم، بمعنى الاتفاق على صيغة ما".

 كنت اسمع اخباره بعد تدهور صحته من خلال الأخ الياس منصور او من خلال صديق الطفولة سرهد خوشابا هوزايا (ابن عم المرحوم) بحيث ان قصيدته (كوينا تما  .. كوينا تاما...) سمعتها من كاسيت أرسلها للأخ سرهد عام 1994 او 1995 قراها في عيد راس السنة في جلسة عائلية قبل مغادرة بعض افراد عائلته بغداد.

في اللقاء الثاني لملتقى الأصدقاء في باريس بداية تموز2013 (انظر رابط رقم 2)، تحدثنا كثيرا وكانت اماسي الكمب مملؤة من قراءة القصائد والغناء وذكر المقالب والذكريات والمواقف المضحكة التي عاشتها مجموعته. أتذكر في أحد المرات قال لي: " ان طريقتك في كتابة الشعر بحاجة الى التطوير، انت تلزم القافية كثيرا، وتحاول جعل المستمع ان يفهمك وهما امران غير ضروريان، ليست مسؤوليتك جعل المستمع يفهم كل مفردة من القصيدة، يجب ان تنطلق الى الفضاء الخارجي المبهم للأخرين؟!!" وانا احتفظ لحد الان بملاحظاته وتصليحاته لقصائدي.

كان لنا امل ان يقام لقاء الثالث لملتقى الأصدقاء في ارض الوطن ويكون الأخ هوزايا هو المشرف لتحضير برنامجه، لكن كما يقول المتنبي (ليس كل ما يتمناه المرء يدركه...) رحل يونان عنا متألما بابناء شعبه من بعد الإبادة الجماعية والترحيل القسري الذي فرضه الدواعش على أهلنا في مدينة الموصل وقصباتها.

حينما سمعت بخبر تدهور صحته للمرة الأخيرة قبل حوالي سنة، صعقت فعلا وحزنت كثيرا، لم اشأ الاتصال به مباشرة وانما اتصلت بعمه خوشابا هوزايا كي نطمئن بل نقدم الاقتراحات لجلبه لأستراليا للمعالجة او أي مكان اخر.

في زيارتي الأخير للوطن لحضور المؤتمر التأسيسي للرابطة 1-3 تموز 2015 قمت بزياته ثلاث مرات، في مساء يوم الأخير زرته وودعته وانا أتذكر هذا اخر لقاء بيننا. اثناء هذه الزيارة طرحت عليه فكرة اجراء مقابلة مطولة عن سيرته الثقافية والسياسية، فوافق عليها وفعلا اجريت المقابلة وتم نشرها بعدما اطلع على النسخة الأخيرة قبل نشرها (رابط رقم3)

شخصيا أؤمن، ان يونان هوزايا، علم من اعلام شعبنا في العصر الحديث بسبب عطائه وتضحياته واخلاقه النادرة، كما قلت سابقا تواضعه واخلاصه وبساطته، عندي كانت هذه قمة المزايا التي تميز بها من غيره من الادباء والكتاب والسياسيين والمثقفين من أبناء شعبنا، الذين يصرون على التظاهر بأولويتهم على الاخرين.

اكتفي بهذا القدر من الكتابة الان، ربما اعود مرة أخرى الى دراسة شخصية يونان هوزايا مرة أخرى في المستقبل.


رابط رقم 1
مخيم الاصدقاء في ملبورن!
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,475510.0/wap2.html

رابط رقم 2
مخيم الاصدقاء الثاني في باريس
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=685019.0

رابط رقم 3
مقابلة مع الأستاذ يونان هوزايا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,788082.0.html


 



191
رد على مقال الاخير للدكتور ليون برخو نسأل: ايهما له الاولوية الايمان ام الهوية (1)؟

 بقلم يوحنا بيداويد
26 كانون الثاني 2015
ملبورن

نشر الدكتور ليون برخو مقال جديد بتاريخ 25 كانون الأول 2015 اليوم من عيد الميلاد السيد المسيح تحت عنوان :
"عيد الميلاد مؤشر لضياعنا وخسارتنا لهويتنا كشعب وكنيسة مشرقية (كلدانية اشورية) مجيدة) على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=799845.0
شارك عدد من الاخوة في الرد التعليقات، ربما أكون اخرهم ولكن وجدت من الضروري التسليط الضوء على هذه المعضلة (الايمان قبل الهوية ام الهوية ثم الايمان؟؟)
لهذا اضع ردي كمقال ضمن المقالات اليومية هذا نصه كي يفتح المجال للنقاش واهتمام اكبر من قبل المفكرين والكتاب والاكليروس والسياسيين.
 
الاخ د. ليون برخو المحترم
الاخوة المتحاورون
ايامكم سعيدة وكل عام أنتم بخير ان شاء تحقق الاماني ويفيض الرب النعم على عوائلكم وعلى أهلنا في الوطن والشتات، ويقيم السلام والأمان مع الإنسانية مثلما فعلها في زمن النبي نوح من خلال علامة القوس والقزح.
 
اخواني ارى الكثير من الصواب في وجهة النظر للأخ ليون برخو إذا كنا نفكر في خلاصنا وحماية وجودنا كأمة لها هوية.

بالمقابل لا املك أدني شك في صحة توجه غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو في تطبيق احد شعاراته (التجديد). لا شك ان البركة التي تتحرك مياهها تفسد (بمعنى لا تصلح للشرب).

هنا نحن فعلا امام معضلة كبيرة كشعب شرقي كان يعيش ويموت بل يقبل الموت من اجل صليبه لمدة 19 قرن على الاقل، نعم نحن في مفترق الطرق، وان لم يستطع قادتنا الروحانيين والمفكرين ايجاد حلا، او ايجاد طريقة لتصفيت الأولويات، او احتواء كلا المعضلتين في رسالة واحدة سيكون مصيرنا من الجانبين في زوال والضمور.

السؤال الذي يطرح امامنا من خلال هذه المناقشات هو هل ايماننا المسيحي يأتي في الأولوية الاولى ام الهوية الإنسانية لابد منها قبل الايمان؟؟.

قبل ان اجاوب مرة اخرى اذكر بقراء برزمة من حقائق عن أنفسنا كحال واقع التي اظن تساعدنا على فهم المشكلة وكذلك سهولة الاختيار وهذه اهم:
1-   لم يبقى لنا عدد الذي له وزن في الوطن الام العراق وسوريا لا بل هاجر أكثر %60 او 70% خاصة من العراق.
 
2-   -  تشتت ابناء شعبنا بين أكثر 300-مدينة ف عالم الامر الذي يسرع من انصهارهم في المجتمعات التي نعيش بينها بسبب الحاجة او الضروريات في الحياة مثل العمل.
 
3-   عدم وجود خط واضح نحو الوحدة على ثلاث مستويات اقولها بكل صراحة لا كنسيا ولا سياسيا ولا ثقافيا.
 
4-   اعدائنا ماضون في خطة قلعنا من ارضنا التي لنا جذورها فيها ترجع الى سبعة الاف سنة.
 
5-   لا نملك حلفاء ولا اصدقاء لان قضيتنا خاسرة والدليل هو موقف امريكا لا تريد ان تعترف بالمذابح والمجازر والابادة الجماعية لشعبنا لان لا تريد  انتزعج حلفائها او تعمل شيئا لا تستفاد منه، بمعنى انها قضية بلا فائدة لها ، لان سياسيينا وقادتنا لم يستطيعوا ان يعمل مثلما عمل المرحوم احمد جلبي ان يقنعوا الدول الكبرى في وجود مصلحة لهم في حمايتنا.
 
6-    نحن شعب لم يتعود الى الدفاع عن ذاته بسب تعليم الكنيسة في قبول الخضوع والاستسلام من اجل الا نكسر وصية المسيح ( من ضربك على خدك الايمن استدر له الايسر) وكاننا المسيحيون الوحيدون يجب ان نلتزم بها حرفيا!!.
 
7-   لا نمتلك اسلحة وجيوش وقادة وحتى فكر لتنظيم ذواتنا سياسيا ولا اعلاميا، أغنيائنا في بلدان المهجر اراهم سكارى بدولاراتهم ولا يبالوا بأبناء شعبهم المهجرين ولا مصيرهم ومستقبل اولادهم.
 
8-    اننا نرى الحضارة الغربية ايجابية تماما 100% ونسير ورائها من دون الفحص والتدقيق، مع العلم على الاقل اجتماعيا نرى الفساد والانحلال والطرق الملتوية التي حلت في مجتمعنا. ولا نؤمن لنا الكثير من الإيجابيات من المبادئ والقيم التي لا تعوض.
 
 
فنحن لا نملك الا سلاحين لحماية ما تبقى لنا من ارث او هوية او وجود كمجموعة بشرية لها  وجودها بل كانت صاحبة لأرقى وأقدم حضارة انسانية على الاطلاق، وكذلك لها ايمانها المسيحي الشرقي. السلاح الأول هو الاحتفاظ بمسيحيتنا التي تقودنا الى العيش مع الاخر (الاقوام الاخرى) بسلام ومحبة وامان وتواضع مع الامل في الدخول في شركة القديسين بين الأموات والاحياء. والسلاح الثاني حماية لغتنا التي أصبحت فعلا من ناحية مفرداتها وسبك الجمل وصيغ التعابير وطريقة لفظ الكلمة كلها قديمة تحتاج الى التجديد والابداع من قبل الشعراء والكتاب والمتضلعين في اللغة مثلما نوه الأخ بطرس نباتي.
 
شخصيا أرى من الضروري إقامة المؤتمرات والندوات وتقديم الأبحاث وتشكيل لجان لدراسة هذه المواضيع بجدية وقبل فوات الأوان. ننعم ان ايماننا المسيحي هو الطريق الذي يقودنا ال الخلاص وكذلك هو قوة بقائنا كحاملي رسالة سلام وايمان وانسانية، وان لغتنا وتراثنا وهويتنا هي الروح الموجودة في كيان مجتمعنا الإنساني الذي لا نستطيع الاستغناء عنها. (كما قلت في الندوة الرابطة الكلدانية في ملبورن: "اللغة هي روح الامة، بدون اللغة تتحول الامة الى شيء جامد ميت أي أمة بدون لغة هي بدون روح بالتالي  بدون حياة")

يبقى السؤال الأهم هل هناك علاقة بينهما؟
الجواب عند الكثيرين ليس لإيماننا المسيحي علاقة بالأمور الاجتماعية (الارضيات مثل الهوية الانسانية ) كما يقولون لأن ايماننا متعلق بقضية مطلقة التي هي الله و الخلاص والعدالة السماوية والملكوت والإنسانية (محبة القريب الاخر ممن يكون بدون شرط).

 لكن جوابي بدون الارضيات ربما لا نجد اليوم انسانا يقبل هذا الايمان بهذه الصيغة بسبب الحضارة الإنسانية التي نعيشها، التي فقدت  بوصلتها (لانها تعتمد على البعد المادي في تفسيرها لك شيء)، وبدات الان تسقط في الوثنية الجديدة هي اللامبالاة بعيدا عن الايمان الذي نقله لنا اجدادنا بدمائهم الزكية.

 فانا أرى لنا خصوصية ضيقة وحرجة الى ابعد الحدود، هي ان ايماننا المسيحي الشرقي يصبح في مرحلة الزوال عندما تختزل الأدوات (الوعاء = اللغة) التي نقلت لنا هذا الايمان.

 انا اعرف الكثير لا يتفق معي في هذا التفسير ولكن خلال خمسة سنوات الماضية ومن بعد الندوة المفتوحة التي أقامها الأخ الصحفي ولسن يونن حول دور اللغة ومقالنا تحت عنوان :"حوار ساخن حول مصير اللغة السريانية والناطقين بها" التي شارك اكثر من 24000 قاريء
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,620220.0/wap2.html
أجد الكثير بدا يفهم وضعنا كأبناء كنيسية شرقية صاحبت أقدم طقس مسيحي، اقدم حضارة إنسانية، اكبر كنيسة أعطت شهداء من اجل الصليب.
أي ان ايماننا المسيحي له علاقة عضوية قوية باللغة التي نقلته لنا (وهذه الحالة الشاذة فقط تطبق علينا ابناء كنيسة الشرقية)، زوال اللغة يعني ضعف في فهم تاريخ المسيحية الشرقية وانقطاع التواصل الفكري مع الماضي وكذلك الانغلاق في حضارة وقتية او انية لا تعرف بوصلتها الى اين تقودك.
 
 وكذلك اود ان انوه، بدون وجود دور للمؤسسة الكنيسة فان المؤسسات المدنية عاجزة تماما عن حل المعضلة، خاصة بعد تشتتنا في المهجر او تقديم قضيتنا في المحافل الدولية والدليل دور بطاركة الكنائس الشرقية وبالاخص غبطة البطريرك ساكو في المحاف الدولي خلال العام الماضي من بعد احتلال نينوى.
 
في الختام أقول نحن المسيحيين أبناء الكنيسة الشرقية (بغض النظر عن التسمية الان) ليس لنا بقاء اذا تخلينا عن أي ايماننا المسيحي الشرقي وعن قيمه ومبادئه وطقوسه وكذلك اؤمن بصورة شبة مطلقة ان ايماننا المسيحي يضعف كثير ا في حالة استغنائنا عن لغتنا في التواصل مع ماضينا الذي لا يوجد فيه الا اعياد وتذكار القديسين والصلوات وقصائد الايمانية.

................
ملاحظة مهمة
لقد وضعت ردي في صيغة سؤال لا لجعل القاريء ان يفهم نحن نقارن اهمية الايمان  مع الارضيات وهل هو مساوي لها، بل كي نجعل الايمان اقوى واشد من خلال لغة الام التي نتحدث فيها.


192
                        العراق يقترب من تابوته!! 
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
19 كانون الثاني 2015

يمر الشرق الأوسط في هذه الأيام بفترة حرجة لم تمر بها قبل قرن، فالتغيرات والاحداث السياسية تشير الى وجود تكملة او تجديد لخطة او خارطة سايكس-بيكو التي وضعها الإنكليز والفرنسيين وروسيا القصيرية(1). هذه الخارطة سوف تكتمل ملامحها خلال بضع سنوات قليلة ولكن على ايدي لاعبين جدد مثل تركيا وسعودية وقطر وايران وإسرائيل وامريكا. رغم إني لا أحب اكون متشاؤم ولكن حسب حدسي، ان وجود العراق كدولة قوية وكبيرة ذات النفوذ الاول في المنطقة، اصبح في مرحلة الغروب بعد قرن من وجوده كدولة مهمة وغنية وقابلة للتطور والتقدم وممارسة الحياة الطبيعية بين مكوناتها المتعددة(2)، لابل نشعر ان العراق اقترب من تابوته أكثر من أي لحظة أخرى في التاريخ.

كما توقعنا في مقالنا السابق الذي كتبناه قبل سنتين ونيف تحت عنوان
"اخيرا انقلب السحر على الساحر !!!" وعلى الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=384735

ان العالم سينقسم من جديد (3) الى طرفين متناقضين وسيكون كل طرف منه  متكون من تحالفات من قبل اطراف لا تربطه أي قاسم مشترك سوى غريزة البقاء!

الطرف الأول هو " والإرهاب والدولار" متكون من تركيا، السعودية، القطر وبقية دول الخليجية ، أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الغربية في الخفاء.

والطرف الاخر هو (محور العقائد القديمة والامن الذاتي) المتكون من روسيا وإيران والصين وسوريا والكنائس المسيحية مثل الفاتيكان الكنيسة الأرثذوكسية وربما الان التحق بهما أردن ومصر.

ان دخول روسيا بقوة في الصراع الموجود في سوريا بكل قوتها وامكانياتها أعطت إشارة على ان روسيا حسمت امرها ،ووضعت بيضاتها كلها في سلة واحدة، مراهنة بل مُصرَعلى بقاء الحكومة السورية تحت قيادة بشار الأسد. ولم يحصل هذا التدخل وهذا الدعم لبشار الأسد الا بعد ان تأكدت روسيا القيصرية من نوايا حلف (الدولار والإرهاب) بانه لن يتوقف من تمدده حتى وان تم تقسيم العراق وسوريا والشرق الأوسط بحسب الخارطة الجديدة، بكلمة أخرى حتى لو انجز حلف الارهاب والدولار ما اراده، فالهدف من تدخلها هو منع امقتراب النار من حدودها!!
 
ان أمريكا(4) صاحبت القرار الأكبر سياسيا واقتصاديا وعسكريا في العالم، يبدوا قررت المضيء قدوما أكثر فأكثر في رفع شعارها البراغماتي (الفوضى الخلاقة) من بعد ضرب ابراجها قبل 14 سنة، بل نقل الحرب الى بلدان التي يولد الإرهاب عندها.

فهي على الرغم لها الماكنة العسكرية الأكبر، لكن تخاف النزول في منازلة مع أي طرف، لان الطرف الاخر المتحدي الان مستعد للموت في كل الأحوال، وان الجندي الأمريكي باهض الثمن في كل المقاييس لدى الشعب الأمريكي، فهو اي الشعب يتحكم بقرار النجاح وبقاء الحزب الحاكم او فشله وطرده من البيت الابيض لا بل تقديم المسبب للمحاكم العسكرية.

أمريكا تصرح دائما بان الديمقراطية والحرية والامن هم من اهم الاولويات في سياستها العامة، لكن في الحقيقة تريد ان يتوقف تقدم الأمم والشعوب كي تبقى محتاجة الى دعمها السياسي والاقتصادي وتبقى سوق لصادراتها وبعيدة من مزاحمة أسواقها مثل اليابان او الصين. خطة أمريكا تقسيم الشعوب والأمم الى طوائف وقبائل ومذاهب واديان وقوميات متصارعة فيما بينها على الارض والماء والهواء (التلوث). لان نجاح الاتحاد الأوربي خلق سوق حر و جعل من اليورو الأوربي  يعادل 150% من 100% من قيمة الدولار، لو استقر الشرق الأوسط او البلدان العربية سوف تخلق سوق تجاري فيما بينها وسوف تكف هذه البلدان من الاسترداد من المعدات والبضائع والمكائن الامريكية. كل هذا سوف يؤثر على النمو الاقتصادي الأمريكي فلا مجال امام أمريكا الا للدفاع عن مصالحها عن طريق شعارها (الفوضى الخلاقة).


اما تركيا تحت قيادة اردوغان وحزب (العدالة والتنمية) الذي يبدو ولد من بطانة حزب الاخوان في مصر، ينطبق عليها القول العراقي:" عادت حليمة الى عادتها القديمة"، بدا اردغان يسير على نفس الخطة جده عبد الحميد الثاني (السلطان الأحمر) (5) والذي يحلم بإعادة هيبة امبراطورية الرجل المريض (6) عن طريق التلاعب بالمشاعر الدينية عند المسلمين الفقراء وعن طريق تطميع البلدان المتحدثة بالتركية في اسيا الوسطى بتحالفها معها لحماية المد الفكر العلماني اليها وخلق فرص عمل عن طريق بناء سوق اقتصادي بين ولايات العثمانية القديمة في هذه المنطقة. تركيا لا تعتمدعل نجاح هذه الخطة بل تريد كسب العالم الإسلامي السني باعتبارها حفيدة السلطان الذي كان يحمل لقب الخليفة وفي نفس الوقت يتم دعمها بالمال والدعم العسكري والسياسي من دول الخليج لا سيما السعودية وقطر.

اما حكام ال سعود وحكام القطر يظهر من تصرفاتهما انهما سكارى من الثروة والمال الذين يورد لهما النفط، فلا امل لهما، ولا شعار لهما، ولا هدف لهما لات تعرف كيف تصرف هذا المال، سوى دعم الفكر الإرهابي السلفي المتطرف لدى بعض المسلمين بالأخص من البلدان الفقيرة مثل الصومال وأفغانستان وباكستان والسودان ومصر والمغرب العربي وحتى من الطبقات الفقيرة المنغمسة في التطرف الفكر الديني من الخليج العربي والعراق وسوريا.

 فقط نود نسأل حكام السعودية والقطر لو صرفت المبالغ التي يصرفونها على دعم الارهاب والفكر السلفي المتعصب على التعليم وبناء الحضارة، الم تكن تجعل من هذه المنطقة أكثر امانا واستقرارا وهدوءً، وكانت الناس تعيش بسلم وامان والسعادة، ام لان الغريزة القبلية التي كانت متجذرة في المجتمع الجاهلية لدى الاعراب لا زالت تسير في دمائهم.

لكن الغريب والصدمة الكبرى عندي كانت عندي حول موقف المانيا تحت قيادة ميركل التي وصلت انسانيتها الى درجة النرجسية(7)، ففتحت ابواب اوروبا امام المهاجرين السوريين والعراقيين عطفا عليهم بدون ان تأخذ في حسبانها ان مئات بل الالاف من الارهابيين تسللوا مع هؤلاء المساكين الى اوروبا، وقد نفذوا اول هجمة لهم في قلب باريس والثانية كادت تؤدي بحياة المئات بل حتى تؤدي بحياة ميركل نفسها.

اللاعب الاخر الاهم في معادلة السياسية في الشرق الاوسط (من محور العقائد القديمة والامن الذاتي) هو إيران  او الفرس الصفويين(8). كما قلنا في المقال السابق ان إيران اجادت اللعبة السياسية في الشرق الاوسط بكل دقة، فقط اخطأت في حربها مع العراق حينما اصرت على اطالتها، لا نستطيع ان لا نقول حالفها الحظ بان يكون تفكير صدام حسين الضيق السبب المباشر لنجاح سياستها في المنطقة. فتهوره جعله يدخل كويت   دون ان يحسب حساباته بدقة، دون ان يعرف قدرته وحجمه، توهم ان انتصاراته على إيران كانت نهاية الامتحان له، لم يكن يدرك لايوجد في السياسة اصدقاء دائمون، هناك مصالح واهداف هي التي تقود الامم والشعوب الى ان تتصرف كالكائنات الحية التي تقودها غريزتها الى الافتراس من اجل اللقاء !!!!

يبدو إيران أدركت وراء كل هدوء هناك عاصفة، فهي عملت ما استطاعت عمله بخفاء وهدوء بحيث جعلت من السياسيين العراقيين الشيعة بدون ارادة او قرار مستقل الامر الذي يعد اخطر من دور الدواعش على مستقبل وحدة العراق، كذلك خلقت من خلال سياستها انقسام كبير في السياسة الدولية في قضية برنامجها النووي الغامض لحد الان!!!!.

في الختام نقول ان العالم يسير الى حيث لا يدري أحد ما سيحصل؟
لحد الان الاوربيين لا يعرفوا كيف يتعاملون مع الارهاب الاسلامي المتطرف ولا يعرفوا دوافعه النفسية، ولا دوافعه السياسية ولا الدينية، وهم يراهنون على استيقاظ الضمير الانساني في هذه المجموعات عن طريق المنطق العلمي المادي الموجود على ارض الواقع الذي سيجبرهم على التخلي عن وهمهم البعيد عن الواقع والفكر والحقيقة الموضوعية التي يدركها  كل الانسان اليوم. متكلين على  مفهوم القانون المدني والإنجازات الحضارية وحاجة الانسان الى الانسان الاخر(9)

ان الدول العربية والشرق الاوسطية بالاخص العراق وسوريا شئنا ام ابينا اصبحت قريبة جدا من نهاية وجودها السياسي بسبب الهجمة الشريرية القادمة من الشرق والغرب معا، هجمة اصحاب الاطماع في الدولار من الدول الغربية ومحبي الإرهاب باسم الله او المتعصبين باسمه او من أصحاب الشعور بالنقص والبحث عن الهوية!!!.

ان لم تتدخل الدول الكبرى قريبا وتحرر العراق من ايادي الشريرة لـ Isis وكذلك يولد الشعور الوطني بالهوية العراقية بعيدا عن النفوذ الايراني والسعودي والتركي والغربي، لن يكن هناك امن وسلام في العراق، لابل سينقسم العراق ومن بعده سوريا الى الابد وسيحمل العراقيين تابوت خارطة وطنهم بأيدهم الى المقبرة وهم لا يدركون ما الذي فعلوه!!.
...........
1-انسحبت روسيا القيصرية من معاهدة سايكس –بيكو بعد سيطرة الثورة البلشفية عام1917 على الكرملين.
2-أصل كلمة العراق هو كلمة اورك او اور احدى اقدم اقدم مدن في التاريخ التي سطرت فيها النسخة الاولى من محلمة كلكامش بعد قصة الطوفان الكبير في المنطقة.
3-أعنى بعد انتهاء الحرب الباردة بين الكتلة الاشتراكية والكتلة الراسمالية.
4-حينما نقول امريكا لا نقصد الشعب وانما نقصد النخبة السياسية الحاكمة والشركات الكبيرة التي لها نفوذ كبير على السياسة الخارجية الامريكية.
5-لقب عبد الحميد الثاني بالسلطان الأحمر بسبب مذابحه ضد الأرمن وبقية الاقوام المسيحية من الكلدان والاشوريين والسريان في مذابح 1894-1995 التي ذهب ضحيتها أكثر من 200 ألف حسب بعض المصادر.
6-امبراطورية الرجل المريض مصطلح أطلق على الإمبراطورية العثمانية منذ بداية القرن التاسع العشر بعد ان دأب التصدع والانقسام فيها بعد انتفاضة الإنكشاريين عام 1927م والتي أدت الى ابادتهم تماما.
7-النرجسية مرض نفسي يصيب الناس الذين ينسلخون من واقعهم.
8-الفرس الصفويين، الفرس مصطلح القومية او هوية هذا الشعب  بلاد فارس ، الصفوية اوالصفويين جاءت من  الشاه عباس الصفوي الذي ادخل التشيع الى ايران في بداية القرن السادس عشر.
9-ان الحضارة الإنسانية الحالية، قلبت الموازيين الفكرية عند الانسان، بعد ان عبرت عتبات واشواط متقدمة في كشف الغاز واسرار الطبيعة من خلال البحث العلمي في اتجاهات متعددة، والتي كلها تسير الى نتيجة واحدة، التي هي ان المعرفة الانسانية محددة بحسب إمكانياته وبيئته، وان مقولات ارسطو المثالية لم يعد لها مكان في فكر العلمي الالكتروني اليوم. لهذا لا يوجد شيء ثابت لا يقبل التغير في فكر الانسان، حتى تعاليم الأديان، لان الأديان انتاج فكري للإنسان حسب بيئته وحضارته وحاجته!!


193
 اجرى الصحفي المبدع ولسن يونن من اذاعة وتلفزيون Sbs الاسترالية مقابلة رائعة مع سيادة المطران اميل نونا راعي ابرشية مار توما للكنيسة الكلدانية والاثورية في استراليا ونيوزلنده.

تناول فيها مختلف مواضيع من مستقبل المسيحية في الشرق الاوسط ومشاريع الكنيسةالكلدانية في استراليا ونيوزلنده واولوياتها مثل التعليم المسيحي ونقل الايمان والتربية وتعليم لغة الام وتقوية اواصر العائلة وغيرها من المواضيع المهمة والساخنة. لاستماع الاجوبة يمكن فتح الرابط التالي:

http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/en/article/2015/12/18/wilson-younan-face-face-his-grace-mar-amil-nona

شكرا للاخ ولسن لطرحه في مقابلاته مواضيع مهمة وعلى اختياره الشخصيات التي لها القرار والمسؤولية.

يوحنا بيداويد

194
الاعلامية منال العاني من إذاعة sbs الأسترالية تلتقي السيد يوحنا بيداويد عضو الهيئة العليا للرابطة الكلدانية حول محاضرة ( تاريخ كنيسة المشرق الكلدانية ) للكاتب موفق نيسكو يوم الخميس القادم 10 كانون الأول 2015 في قاعة هولي في منطقة برودميدوس _ Dallas في مدينة ملبورن

للاستماع الى المقابلة يرجى الضغط على الرابط
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/arabic/ar/content/mhdr-n-trykh-knys-lmshrq-lkldny?language=ar



195
مناقشة مع أعضاء البرلمان حول اتباع الأطفال القاصرين الدين الإسلامي

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
1 تشرين الثاني 2015

حضرات أعضاء الحكومة العراقية
حضرات السادة أعضاء البرلمان العراقي
حضرات أصحاب الضمير الإنساني والوطني من الشعب العراقي جميعا
تحية
ادخلتم في تاريخ الجمهورية العراقية صفحة سوداء جديدة، حينما قرر أعضاء البرلمان العراقي بتاريخ 27 تشرين الثاني 2015 في الجلسة رقم 32 قانون البطاقة الوطنية الموحدة والذي فيه شرعتم حسب المادة 26، تبعية الطفل القاصر الدين الإسلامي إذا اعتنق أحد الوالدين الإسلام وان كان ذلك يناقض قانون الحق الوضعي والطبيعي وحقوق الانسان.

نحن نعلم ان الأغلبية الساحقة اليوم هم من اخوتنا المسلمين وان كان العراق قبل 1400 سنة ذات اغلبية مسيحية.

نحن نعلم اليوم الشعب العراقي هي خليط من الديانات أحد لا يستطيع ان يميز بينهم وبين سكانه الأصليين المسيحيين والمندائين الصابئة واليزيديين بسبب تأثير المد الديني والغزوات والاكراه في الدين الذي مرس ضد الناس عبر التاريخ الطويل من ظهور الإسلام.

لا يستطيع أحد ان ينكر ايضا الحقيقة التاريخية المعروفة للجميع، بان سكان وادي الرافدين لم يكونوا عربا او فرسا او تركمانا او اكرادا، بل ان المسيحيين الحاليين الذين تعود جذورهم الى الاقوام القديمة أصحاب الأرض الحقيقيين من السومريين والأكديين والبابليين والكلدانيين والاشوريين والاراميين.

اليوم باسم الدين وباسم الله يستمر الاضطهاد الديني من غير حق ضد المسيحيين وبقية الاقليات بسبب التعصب الديني الذي هو وقود لكل الازمة الاخلاقية التي تحصل في العراق الذي جعله يعيش بحسب قانون القوي ياكل الضعيف، اي قانون الغابة.
وهنا نضع امامكم بعض الأسئلة المهمة نتمنى ان يكون لكم الجرأة الرد عليها.

س1-هل تظنون طفل او عشرة أطفال عمرهم سنة او بضعة سنوات يشكل خطر على الدين الإسلام حتى تشرعون هذا القانون القاسي تجبرونه على اتباع او الاعتناق الإسلام من غير وعيه؟

س2-الدستور العراقي الذي تحكمون باسمه والذي وقعتم على صيانته كلكم يناقض هذه الفقرات (المادة 2 / ثانيا، المادة 14، المادة 37 / ثانيا، المادة 41، المادة 42) تماما، وأنتم بهذا القرار تعترفون بوضوح انكم غير ملتزمين بالدستور العراقي نفسه، ولا بحقوق الانسان وان القانون الذي تحكمون به هو قانون الغابة والعشيرة والمذهب والقومية.

س3-هل تظنون انكم تشرعون هذا القانون بمنطق ديني حقيقي ام انه نتيجة خرافة من الخرافات العصر التي اتى المتعصبين الوهابيين الداعشيين؟  ثم ما الفرق بين موقفكم وموقف هؤلاء الناس الذي يمارسون الاجرام مثل الدواعش بحق غير المسلمين؟

س4-لنفرض فكرة التي تعودنا سماعها منكم على البشرية ان يصبحوا اسلاما كي يدخلوا الجنة، اليس من حق البعض الا يرغب بدخولها بالقوة؟

س5 – إذا كان الإسلام حلا، انظروا مسيرتكم التاريخية حول استخدام العنف والانتقام باسم الله. إذا كان الله يريد من البشرية كلهم اسلاما والا لتقطع رؤوسهم، لماذا خلقهم غير الإسلام، هل خلقهم اله اخر؟ يعني لماذا يناقض هذا الاله ذاته يخلق الطبيعة مملوءة من أنواع الورد بشتى الألوان الجميلة والطيور والحيوانات والاجناس؟ الا ترون ما تفكرون به يناقض ما خلقه الله في الطبيعة؟ لماذا هناك بين البشر اجناس شعوب واسود ابيض ولغات متعددة؟ إذا كانت فكرتكم صحيحة يعني الله سبحانه وحاشا عنه أخطأ في خلقه الاختلافات في الطبيعة يجب ان يوحدهم بلون واحد وبصيغة واحدة. لان الاختلاف وحرية التفكير خطيئة تعارض إرادة الله!!!

س6-لنفرض ان المسيحيين هم فعلا كفار ومشركين كما يقول البعض منكم، بربكم هل وجدتم إرهابي مسيحي يقتل نفسه ليقتل الاخرين معه، هل سرق أحدهم ما سرقتم أنتم من خزينة الدولة؟ هل رأيتم بينهم من لا يحترم شعاريكم وتقاليدكم؟ هل حمل أحدهم سيفا او سكينا او بندقية وهدد الاخرين الدخول الى المسيحية والا الموت؟

هل اخلاقهم وضميرهم وعاداتهم وقيمهم ليست قيم إنسانية بعيدة عن روح التعصب والكراهية التي يمارسها البعض منكم ضدهم. اين المثل والفضائل السامية في مجتمعكم حينما طفل يتحمل تبعيات قرار أحد والديه. وحينما يصبح بالغا هل يترك له الحرية ليقرر ان يختار دينا لنفسه او يصبح لا ديني؟

س7 – يعيش اليوم الالاف من الاخوة المسلمين في أستراليا كندا واروبا وامريكا بربكم ماذا يكون رد فعلكم لو اتخذ نفس القرار ضدهم في هذه الدول؟ حسب القاعدة الدينية لسكان بلاد الرافدين التي وضعها الملك حمورابي المستخدمة في السعوديةاليوم(العين بالعين والسن بالسن) هل يقبل هؤلاء بهذا القرار؟؟ نتمنى ان الا يسكتوا على ما حصل لأخوتهم في الوطنية والإنسانية

في الختام أدين بشدة هذا القرار اللاإنساني الخالي من الرحمة والقيم الإنسانية المخالف للدستور العراقي ولائحة حقوق الانسان والحضارة الإنسانية الحديثة.  واطالب بتطبيق الدستور بروح وطنية بعيدة عن التعصب وتنظر الى جميع المواطنين بنظرة واحدة وان يتم تغير المناهج الدراسية للطلبة الى نحو تعليمهم قبول الاخر ونبذ العنف وبناء حياة سعيدة وخلق الروح الوطنية فيهم ويعلمهم على حب واخلاص لوطنهم الكبير العراق.

196
البيان الختامي للسينودس الكلداني المنعقد في روما بين 25 – 29 تشرين الأول 2015
بدعوة من غبطة مار لويس روفائيل ساكو عقد في روما للفترة 25 – 29 تشرين الأول 2015 السينودس الكلداني في كازا ترا نوي (Casa Tra Noi)، شارك فيه فضلاً عن غبطته كافة السادة الأساقفة الاجلاء (21 اسقفاً) ما عدا المطران جبرائيل كساب لاسباب التأشيرة.


افتتح السينودس بصلاة رفعها الآباء إلى الروح القدس لينيرهم في تحمل مسؤولياتهم كاملة خدمة لكنيستهم بهذا الزمن الصعب، بعده وجه غبطته كلمة ابوية مفتتحاً بها السينودس، ثم ناقشوا جدول أعمال السينودس بحرية وصراحة وروح انجيلية.


استعرض الآباء الوضع العام في العراق والمنطقة وما آلت اليه الامور من تدهور الوضع الامني والاقتصادي والاجتماعي والتحديات التي يواجهونها في كل من العراق وسوريا. كما درس الإباء الوسائل الكفيلة لتثبيت وجودنا التاريخي والفعال ككنيسة وشعب، وبحثوا عن الية استمرار المساعدات المادية والمعنوية للمهجرين والمهاجرين. وقد شكر غبطة البطريرك كل الذين قدموا العون. وبغية تفعيل ذلك توزع الاباء الى مجموعتين: الاولى تدرس الجانب العملي والثانية جانب الهوية والخصوصية الذاتية للكنيسة الكلدانية.


اللقاء مع قداسة البابا. في صباح يوم الاثنين 26 تشرين الاول، استقبل قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس آباء السينودس في مقره الرسمي بالفاتيكان. في البداية ألقى غبطة البطريرك كلمة عبر فيها عن تعلق كنيستنا الكلدانية بالكرسي الرسولي وبخليفة مار بطرس فأجاب البابا مرحبا ومذكرا بأصالة هذه الكنيسة وشهادتها للمسيح والانجيل عبر تاريخها الطويل، وقال انه يذكر العراق وسوريا يومياً في صلاته.

بعد الظهر تم تقييم مسيرة البطريركية خلال السنتين والنصف، وأشاد الآباء بدورها في تحسيس الرأي العام العالمي والمحافل الدولية بمأساة المسيحيين، ووقوف الكنيسة إلى جانبهم في محنتهم وتقديم المساعدة المتنوعة لهم وقد عملت ما لم تعمله الدولة وتعهد الإباء تفعيل شعار غبطته: الوحدة والاصالة والتجدد. ولم يخلو النقاش من معاتبات، شدد غبطته على ان يتحلى الجميع بروح المسؤولية والجماعيّة والمشاركة بموضوعية ومحبة وشفافية.


موضوع تنشئة الكهنة المستدامة. شدد الإباء على أهمية ان يقوم الاسقف الابرشي كأب ومسوؤل بمتابعة كهنته من خلال لقاءات دورية ثقافية وروحية وراعوية والعمل معاً، مؤكدين على اهمية الصلاة والتامل ومراجعة الذات وتثقيفها باستمرار. واقترح غبطته ان تقوم الكنيسة بمناسبة سنة الرحمة بمبادرة ابوية تجاه تجاوزات بعض الكهنة وحث كل اسقف على توجيه رسالة راعوية للمصالحة والغفران في ابرشيته. كما تعهد الجميع عدم قبول اي كاهن أو راهب من دون رخص قانونية  كما كان السينودس الكلداني عام 2013  قد قرر.

 

 

قرارات:

1- تشكلت محكمة بطريركية لمعالجة المشاكل الكنسية لتحقيق العدالة من المطران ميشيل قصارجي رئيسا والمطران شليمون وردوني قاضيا اول والاب سلار بوداغ قاضيا ثانيا والاب ثائر عبد المسيح محاميا عن العدل والأب ميسر بهنام مسجلا.


2-  تشكلت لجنة لدراسة البعثات الدراسية المتخصصة من المطرانين جاك اسحق ويوسف توما ومدير المعهد الكهنوتي وعميد كلية بابل الحبرية. تهتم  ببعثات  طلاب الدير الكهنوتي بعد مرحلة الفلسفة والكهنة الذين يرشحهم اساقفتهم للتخصص بعد خدمة سنتين على الاقل من رسامتهم.


 وشجع الاباء على منح الكهنة الراغبين سنة سبتية للراحة والتعمق في الحياة الكهنوتية والراعوية أو لتعلم لغة اجنبية أو متابعة دورة كنسية معينة. تدرس اللجنة الطلبات وتقييم قابليات المرشح الذهنية والروحية والتوازن الإنساني والعاطفي، ويقدّم التقرير الى مطران المرشح وهو من يقرر في النهاية.


3- رسامة الشمامسة. وافق الإباء على رسامة شماسات قارئات ورسائليات وشجعوا رسامة شمامسة انجيليين دائميين في الكنائس. وتشكلت لجنة من الاساقفة جاك اسحق وميشال قصارجي وسرهد جمو لوضع شروط للرسامة وتبيان دور الشمامسة.


4- تفعيل دور المؤمنين (العلمانيون). أكد غبطته على أهمية ان يشكل الاسقف مجلساً في ابرشيته والكهنة مجلسا راعويا  بلجان متعددة كما تتطلب القوانين، منها المالية لتحقيق الشفافية، فالمال هو مال عام وليس مالا خاصاً بأحد يتصرف به كما يشاء. هناك اكثر من ابرشية كلدانية قد اعتمدت هذا ولها نظام داخلي. لذلك كلف الإباء المطرانين سرهد جمو وميشال قصارجي باعداد نظام موحد للمجالس تعتمده كافة الابرشيات الكلدانية في العالم.


5- أوصى غبطته بعدم نشر اية مقالات تخلق البلبلة في المواقع الكنسية، وشجع على نشر مقالات تعمل على اشاعة الوعي الايماني والأخلاقي والإنساني والانتماء الكنسي، أي ما يبني وليس ما يهدم وتعهد الجميع اعتماد ذلك.


6- الرابطة الكلدانية. شجع غبطته ومعظم الاساقفة على دعم الرابطة الكلدانية حتى تستطيع أن تخدم في المجالات الثقافية والاجتماعية ويكون لها دور وحضور لخير الشعب الكلداني حتى في المجال السياسي، دون ان تتحول الى حزب سياسي.


7- قرر اباء السينودس استعادة مسحة اليدين بالزيت المقدس في الرسامة الكهنوتية كما كانت في الماضي.


8- الطقوس. تأجل دراسة معظم الطقوس في سينودس قادم يخصص له لدراستها بشكل اصيل وشامل امانة لاصالتنا المشرقية وايضاً لمؤمنين اليوم بحيث تتحول حياتهم الى ليتورجية.


9- تم اتخاذ قرارات إدارية تعلن في حينه. 

 

 

الخاتمة

شعر الجميع بأن نسيم الروح القدس انعشهم طوال أيام سينودس روما، فشكروا الرب على نعمه الوافرة والعذراء مريم، سيدة الكلدان، أم الرحمة في سنة الرحمة هذه (التي ستبدأ في عيد الحبل بها بلا دنس يوم 8 كانون الاول) متمنينا ان تكون ثمار هذا السينودس مفعمة بالبركة على شعبنا في الوطن والمهجر وتغدوا منعطفا جديدا لمسيرة كنيستنا الشاهدة والشهيدة في الظروف القاسية. وشكر الإباء كل الأشخاص الذين رافقوهم بصلاتهم والرعايا التي نظمت صلوات جماعية.

بارك الرب الجميع.

 

المطران يوسف توما

أمين عام السينودس

197
اخوية يسوع الشاب تحتفل بذكرى 31 سنة لتاسيسها

بمناسبة مرور 31 سنة على ذكرى تاسيس اخوية يسوع الشاب في كنيسة مار توما حي الخليج، اقامت مجموعة من اعضاء الاخوية في ولاية ميشيكان في امريكا والمدن القريبة منها حفلة تذكارية في كنيسة ام الله التي يرعاها الاب فادي فيليب احد اعضاء هذه الاخوية سابقا.

تخلل البرنامج كلمات وتقديم التهاني التي جاءت من كافة انحاء العالم على شكل مقاطع فديو وكذلك قطع الكيك وتقديم التهاني وبعض فقرات اجتماعية.

نشكر اعضاء الاخويةالذين هم مستمرين في كنيسة مار توما في بغداد يقمون بنفس النشاطات ونتمى لهم للاب راعي للخورنة الموفقية والسلام والامان.

بهذه المناسبة نضع تقرير كتبه الاخ فريد عبد الاحد احد اعضاء اللجنة الرئيسية للاخوية امام انظار الاخوية مع صور قديمة كذلك مع ملاحظات كنت كتبتها قبل ست سنوات.


تهنئية قلبية لجميع اباء الكهنة وبالاخ الاب الفاضل داود بفرو راعي الاخوية، وكذلك للاب نياز ساكا، فارس توما، فادي فيليب، فواز كاكا، جمال يوخنا، سالم ساكا، هاني عبد الاحد وصبري والبقية اعذروني ان نيست احدهم .

شكرا خاص للاخ رعد فؤاد  وبقية الاخوة خيري الطون وفواز، ونزيه وكامل، وكل الذين حضروا الاحتفالية.


شكر خاص للاخ نبيل خوشابا صاحب فكرة انشاء شكبة فايبر للتواصل معا التي جعلت العالم حولنا صغيرا بحيث نسمع اخبار بعضنا البعض يوميا.

اسف على قلة الصور لان حجمها كبير لهذا الموقع يسمح بالاثنين فقط لكن كل شخص يكون عضو يستطيع  وضع المزيد
وهنا اضع الرابط لتقرير الاخ الشماس فريد عبد الاحد

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=355324.0

198
اعلان عن محاضرة اخوية الروح القدس في ملبورن

بدعوة من لجنة اخوية روح القدس في كنيسة السريان الكاثوليك في مدينة ملبورن، سيلقى الكاتب يوحنا بيداويد محاضرة تحت عنوان

"النقاشات والجدالات في المجامع المسكونية الأولى"
وذلك في الساعة السابعة من مساء يوم الخميس المصادف 29 تشرين الأول الحالي 2015 في كنيسة هولي جايلد على العنوان التالي:
Holy Child Parish
227 Blair St. Dallas Vic. 3064.
الدعوة لأبناء جاليتنا المسيحية.
لمزيد من المعلومات
 يرجى الاتصال بالاخ
فريد عبد الاحد على تلفون  0412238807

199
امسية ثقافية بمناسبة ذكرى 46  لمذبحة صوريا في ملبورن
إلى أبناء جاليتنا في مدينة ملبورن
يقيم الإتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا ذكرى 46 لمذبحة قرية صوريا الكلدانية في منطقة سليفاني - زاخو التي حدثت ثس 17 ايلول 1969 وذلك في قاعة هولي جايلد أن يوم الغد على العنوان التالي:
Holy Child church
175 _ 225 Blair st dallas
من الساعة 530 مساء إلى السابعة
يتخلل البرنامج كلمات وقصائد وصلوات ومسرحية.
نهيب بجميع المثقفين والشعراء والسياسيين وأبناء الجالية أن يحضروا لإحياء هذه الذكرى الأليمة كغيرها من المذابح والمجازر من سيبو وسيميل وصوريا  وسيدة النجاة على قلوبنا.
لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال
بالاخوة إيليا كاكوس 0421346175
ومخلص يوسف 0421122102
ويوحنا بيداويد 04010333614
ملاحظة الدعوة عامة
نرجو مساعدتنا لنشر الخبر بين أبناء الجالية
الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا

200
 هل فعلا الكلدان اصبحوا بالأمس شعب رسمي في استراليا كما يدعي السيد سيبي

كما يقال امتحان الحديد بالنار
اليوم اطلب منكم  أيها الأعزاء السياسيين والكتاب  والمثقفين رواد الموقع عنكاوا كوم الحكم وابداء الراي وعدم السكوت  في قضية ادعاء السيد مايكل سيبي بانه ترك الكلدان يصحبوا شعبا رسمي في استراليا في 1 أيلول الحالي)!!!!
حسب مقاله التالي
الكـلـدانـيون شعـبٌ رسـمي في أسـتـرالـيا لأول مرة بتأريخ 1 أيلول 2015
عنوان الرابط ادناه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=791903.0
 السيد مايكل سيبي تعود  ان ينتقص من الاخرين ويزور التاريخ ويدعي الكثير .
 والبرهان حسب الرابط أعلاه يدعي بالامس تم الاعتراف بالكلدان  رسميا في استراليا

ادعو جميع القراء ان يحكموا بالبراهين الملموسة ما يدعيه. والطريقة بسيطة جدا
ان يطلبوا من عم Google  ان يحكم بالعدل ويعطيكم الجواب ، عن طريق اجراء بحث عن اسم الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا.
The Australian Chaldean Federating of Vitoria
او يطلعوا على تقارير الاتحاد في موقع عنكاوا كوم تحت هذا الاسم   ACF- Victoria
او الكتبة عند عم كوكل اسم ايليا كاكوس، او د. عامر ملوكا، ميخائيل الهوزي، ناصر عجمايا، مخلص يوسف او باسم ساكو او يوسف المركهي او جورج داود او سعد عليبك او لؤي بودغ ، او هيثم ملوكا او يوحنا بيداويد.

ليطلعوا على كم اجتماع قام به الاتحاد الكلداني مع الحكومة الفدرالية والولاية والمحلية؟.
كم مرة اجتمعوا مع وزير الهجرة الأسترالي؟
كم مرة التقوا رئيس الوزراء الاسترالي مع الصور طبعا؟
كم سنة احتفلوا بعيد اكيتو راس السنة الكلدانية البابلية  بحضور اعضاء البرلمان الفدرالي والمحلي؟
كم مرة القت السيدة ماريا فامكينو كلمة في البرلمان الفدرالي عن الكلدان وهمومهم على العراق وشعبهم الكلداني في العراق وحاجاتهم.

اخواني القراء ارجو ان تكذبوا واحد من الاثنين
اما مايكل سيبي او يوحنا بيداويد.

لان ليس معقول وزير الهجرة الاسترالي يحضر حفلة ذكرى تاسيس الاتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا وهو لا يعلم لماذا يحضر ومن دعاه وهذه الرابط لكم
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=430164.0
"تقرير عن حفل عشاء اقامها الاتحاد الكلداني الاسترالي على شرف وزير الهجرة الأسترالي"
تقارير أخرى
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=286111.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=83721.0
مع عشرات التقارير الاخرى

تحت اسم ACF- victorai
اذا  كان فعلا ما يقوله السيد مايكل سيبي صحيحا حينما يدعي بانه هو من عرف الحكومة الاسترالية بالشعب الكلداني، لماذا كان غائبا عن الاجتماع مع رئيس الوزراء يوم الجمعة الماضي الاجتماع، الذي دار حول قبول استراليا 12 الف لاجيء عراقي و سوري؟

لماذا كان غائب عن الاجتماع التشاوري الذي عقده وزير الهجرة قبل اربعة أشهر مرة اخرى في ملبورن؟
ثم من من الكلدان حاضرا كلا الاجتماعيين؟؟؟

 اين كان مايكل سيبي في الاجتماع التالي اتركه مفاجئة لكم اعزائي القراء واسم من تم ذكر في هذه الجلسة من البرلمان المهمة جدا جدا جدا.

ارجو فتح الرابط.
https://www.youtube.com/watch?v=Mva2ceFt178&feature=youtu

ارجو الرد والتعليق بعد ان تتقصوا عن الحقيقة.
يحز في قلبنا حينما يجبرنا شخص يعتبر نفسه مثقف وكاتب تأتيه التهاني من وراء القارات وهو لم يقم بشيء سوى الكتابة  وتزوير التاريخ والكتابة بسخرية على غبطة البطريرك ساكو رئيس الكنيسة روحيا وهو يعتبر نفسه شماسا. حقا نعيش في عالم زالت القيم واختلطت الحقيقة بالكذب والخداع.

 ومن يريد يطلع على مؤسسة Startts يستطيع البحث عنها عند عم كوكل ايضا ليعرف من هي هذه المؤسسة.
يوحنا بيداويد

201
نتاجات بالسريانية / نجمة
« في: 19:58 13/09/2015  »
ملاحظة يمكن الاستماع الى القصيدة بفتح الرابط الموجود ادناه
http://www.ankawa.com/sabah/yohana.mp3








 

202
                    الكنيسة الكلدانية واولوياتها
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
6 ايلول 2015

لم أكن اريد حشر نفسي في موضوع جوهري ومهم لنا كمسيحيين او كأبناء الكنيسة الكلدانية الا بعد ظهور بوادر التراشق في الاعلام بين قطبين داخل الكنيسة الكلدانية سواء كان بين المؤمنين او الاكليروس (1).
حسب قناعتي الايمانية، ان الكنيسة التي أرادها المسيح ان تسير نحو ملكوت الله من عالمنا المادي، الناقص، الى عالم الوحدة والمحبة والكمال اللاتناقض، عالم الابدية، أرادها موحدة دائما، تسير في موكب واحد، وليست على شكل قطيع متناثر بين هنا وهناك، و أحيانا البعض منهم يسير نحو الملكوت التي تعجبه او اختلقها لنفسه من فكره بعدما عجز عن فهم معنى ملكوت الله التي عناها يسوع المسيح.

الكنيسة الكلدانية التي لها التاريخ العريق وحملت اسم كنيسة الشهداء يوما ما، تمر في مرحلة مضطربة اليوم بسبب الظروف السياسية والاجتماعية التي تركت أثرها على هذه الكنيسة العظيمة من الناحية الروحية والإدارية .

قبل سنتين ونيف تم انتخاب غبطة البطريرك ساكو الكلي الطوبى أبا جديدا للكنيسة، وفي الأيام الأولى رفع ثلاثة شعارات مهمة في مسيرته (الاصالة والتجدد والوحدة)، ففرح أبناء كنيسته اية فرحة بها لادراكهم مدى حاجة الكنيسة الى تحقيق هذه الشعارات، ولكن بمرور الزمن جاءت معوقات كبيرة امام مسيرة الكنيسة منها داخلية بسبب التركة الثقيلة من الإدارات القديمة ومشاكل  كبيرة التي دخلتها الكنيسة بسبب فقدان أموال وممتلكات الكنيسة، او مواقف شخصية نوعا ما بسبب الثقافة المختلفة بين الجيلين او بئتين، او ترك عدد كبير من اباء الكهنة الكنيسة رسالتهم الروحية بعدما رفض البعض منهم  الطاعة، او تخلى عن عهده لخدمة المذبح بكل تواضع وزهد وعفة، وذهب كل ليحقق رغبته الفردية، فكان البعض منهم التحق  بكنيسة شقيقة أخرى،  وبعض الاخر خلع ثوبه الكهنوت وبدا يعيش حياة شخصية، او بدا (احدهم) يشكل لنفسه كنيسة مستقلة جديدة كما حصل في هذه الايام تابعة لنفسه بسم الكلدان !!.

في تلك الأيام اعني (2003-2015)  كانت الضربات الموجعة  توجه الى أبناء الكنيسة الكلدانية والمسيحية بصورة عامة في الوطن بشتى الطرق، لإجبارهم على الهجرة، فقاموا المجرمين بخطف الكهنة، و قتلهم بعد تعذيبهم، وتفجير  اماكن تواجدهم مثل باصات الطلبة جامعة الموصل، الى مذبحة سيدة النجاة وغيرها. لم  تكن تمر سنة وبضعة اشهر على انتخاب غبطة البطريرك حتى حدث الجلاء الأكبر في تاريخ الكنيسة المسيحية في العراق، حيث اجبر أكثر من 150 ألف مسيحي من الهجرة والترحيل القسري من مدنهم وقراهم فتركوا، أموالهم ونقودهم حتى اوراقهم الشخصية، من مدينة الموصل والقصبات المحيطة بها الى مدينة ابرشيات الكنيسة الكلدانية في عنكاوا وزاخو ودهوك وشقلاوة وعمادية وغيرها من القرى في منطقة الإقليم.

سردت هذه المقدمة البسيطة عن واقع الكنيسة الكلدانية قبل تسلم غبطة البطريرك ساكو سدة البطريرك كي لا ينسى كتابنا ولا ابائنا الكهنة الذي أصبحوا اليوم أساقفة في الكنيسة او البعض الاخر منهم قرروا حزم حقائبهم والتوجه نحو اهاليهم في بلدان الغربية او الذين قرروا الخروج من كنيسة الام الكلدانية ام الشهداء.

اما عن أولويات الكنيسة الكلدانية اليوم فهي كثيرة ومهمة ومبدئية، لا أستطيع ان احدس ما سيحصل لها في الظروف القادمة خاصة ونحن نرى حالة غير طبيعة اقل ما يمكن وصفها بانها حالة مريضة وناقصة بل بعيدة عن مواصفات مسيرة الموكب الواحد الحاوية على كل نفوس المؤمنة الذي أرادها المخلص ان تسير نحو ملكوته السماوي، انني اشبه هذا التشرذم بحالة شعب الله حينما خرج من عهد العبودية من مصر الى صحراء سيناء.

ان الأولويات التي اراها ضرورية لمعالجة هذه المشاكل ليست صعبة او بعدية من المنال، وانما هي متصقة بايماننا المسيحي منذ 2000، كذلك  ليست هذه التي كنت ادرجتها قبل سبع سنوات في مقال سابق والتي تتخلص بمايلي:
1-   اجراء تجديد في النظام الاداري
2-    تجديد الطقوس او الصلوات في ممارسة الاسرار
3-    تكثيف الجهود في تثقيف الكهنة لا فقط في اللاهوت المسيحي الكلاسيكي وانما ادخال علم النفس والفلسفة بصورة اكثر عمقا وتوسعا
4-   فتح مجال عمليا امام العلمانيين المؤهلين للمشاركة في قرارا الكنيسة المحلية
5-    تجديد النظام الإداري( التوثق وارشفة ووضع نظام تدقيق أموال الكنيسة في كل سنة).
6-   هذه الأولويات هي عملية لا يمكن تجاهلها اليوم بعدما اصحبت كنيسة مختلطة مع كل شعوب العالم.
هذا رابط المقال القديم  الذي يحمل عنوانه: "  ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري للكنيسة الكلدانية"
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=221346.0

اما  الالويات الاهم،  التي اراها ضرورية وحتمية ان تحصل اليوم  في الكنيسة الان فهي:
1-    رجوع كل مؤمن من الاكليروس او غير اكليروس الى نفسه ويسالها، لماذا كان مسيحيا سابقا ؟ لماذا قبل ابائه منذ 2000 الاسشتهاد؟ او قبل مئة عام قبل اكثر من مئة الف كلدان الشهادة بسبب الصليب؟ لماذا؟ هل كانو ا مجانين ؟ ما الذي سيخسره  هو وعائلته او مجتمعه في حالة تركه لايمانه او ايمان ابائهم؟ وماذا سيكون مصيره بين قوميات العالم التي بدات تسير تحت ظلام الحضارة المادية؟.

2-    ان يسال كل واحد نفسه، هل هو فعلا في الموكب الواحد الشامل لأخوته المؤمنين الذي قصده المسيح باتجها ملكوته؟  ام طغت على حياته بذور الفلسفة الفردانية التي افزرتها الحضارة الحديثة فقرر السير لوحده في موكب الرغبات والشهوات والفردانية المريضة؟

3-    مع الاسف، بالنسبة للاكليروس اراهم مرتبطيين كثيرا بالمسؤوليات الملتصقة بادارة الكنيسة في  الحياة اليومية، بعيدين عن ملاحظة و مواكبة التطور الفكري الذي حصل  في العالم، الذي من ينبثق الخطر القادم على رعاياهم، لان اللصوص يهاجمون رعاياهم من كل زاوية  بينما معظمهم منشغلين بادارة أموال الكنيسة او الحفاظ عليها او اعمال روتينية؟!

4-    ان يكن كل واحد صريح مع نفسه، هل له الايمان من الدرجة الذي يتركه يسير في الموكب الواحد نحو ملكوت الله ام يريد اختار شيء اخر؟ ام انه ينفصل ويرغب السير لوحده؟

5-    وأخيرا  جاء الوقت لاقول الأولوية الاهم ،" يجب على كل من مسيحي  مؤمن، ان يؤمن ايمانا مطلقا وثابتا، ليس لوحده في مسيرة ايمانه، وليس له وحده القرار الأخير في أي قضية،  ليترك مجال لروح القدس ان يعمل في حياته وحياة الكنيسة كجماعة؟."
ان الموكب الواحد يحتاج الى عملة  الذين داعاهم يسوع المسيح للعمل  في كرمه، فهم كثيرون كلهم  يجب ان يعملوا بكل جهدهم من دون مقارنة انفسهم مع غيرهم ( كم هم افضل منه او كم هي سيئياته، لهذا يقول في نفسه : يجب ان اكون انا في موقعه، او التاثر في مثل هذه  الافكار الصبيانية!!) من اجل إيصال موكب الواحد الى هدفه أي ملكوت السماوي.

ابائنا الأساقفة والكهنة، المسيحية هي عطاء من غير مقابل، هي تضحية ليست امتلاك القاب وافتخار بالنسب، هي حبة ان لم تمت تبقى وحدها بدون ثمار!!، فندعو كل واحد يسال نفسه كم هو مستعد للتضحية من اجل مواجهة المصاعب التي تواجهها الكنيسة الكلدانية والمسيحية اليوم من غير ان يحاسب الاخرين ؟؟ .
اعلموا ان الحضارة الحديثة أحدثت اختراق كبير في جدار الكنيسة وايمان أبنائها، من غير الاتكال على التفاعل مع الروح القدس، لن  يستطيع  التغلب على الشرير واعوانه، لان التجارب عظيمة وصعبة.

اخيرا اقول
اذن اذا فشل البطريرك لا سامح الله، ستفشل الكنيسة ، بالتالي فشلنا جميعا معا، بل هو فشل بسبب مواقفنا الفردية النابعة من حب الانا والبحث عن الموقع ، او اي بسبب  مواقفنا البعيدة عن روح المسيحية.
 واذا نجح لن  يكن  ذلك فقط  بسبب موهبته وانما روح المحبة الموجودة في فريقه، هي التي صنعت له النجاح.  كل انسان سواء كان البطريرك او غيره ،انه ليس كاملا، لهذا يحتاج الى دعم وعون وصلاة والعمل معه بروح التواضع و التفاهم والمشورة وليس وضع لوائح الشروط.

 نحن كلنا كلـــــــــــنا بحاجة الى الاصلاح ولكن لم يتم ذلك بدون قبول كل واحد الواقع الذي نعيشه،  بل يكن كل واحد مستعد لغمس ذاته في بحر التواضع، فاي واحد يتحدث عن امجاده صدقوني يفشل ويُفشل الذين معه، لنعمل جميعا من اجل الكنيسة ومن اجل حماية موكب المؤمنين الى ملكوت الله بروح التفاني والمحبة.

اخوكم يوحنا بيداويد


............
اريد فقط انوه ان هذا التراشق ليس معناه هناك طرف على حق واخر باطل وانما هناك طاقة روحية واجتماعية وإدارية في الكنيسة تستخدم في اتجاهات متعاكسة وتترك اثرها على الكنيسة والمؤمنين.


203
ما بين الثورة الفرنسية 1789م والثورة العراقية 2015 م
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
20 اب 2015

يعتبر المؤرخون الثورة الفرنسية التي أطاحت بإمبراطورية ماري انطوانيت (1)، من أعظم الثورات التي الهمت الشعوب والأمم والقوميات في العصر الحديث للسعي الى تحررها من قيود النظام الملوكي والامبراطوريات والدكتاتوريات، حيث تعد هذه الثورة بداية عصر الديمقراطية وحكم الشعب بنفسه، حيث رفعت هذه الثورة الشعارات (الحرية – الأخاء -المساوة) التي اعطت الامل للشعب الفرنسي المنقسم بسبب طبقاته الاجتماعية. وعلى الرغم من نجاح الثورة نجاحا ساحقا في بدايتها الا ان الثورة لم تحقق هدفها في عشر سنوات الاولى، حيث انتخب روبسيير قائد اليعاقبة قائدا للثوار والطبقة الفقيرة، الذي قام باعدام الملك لويس الرابع عشر مع زوجته الامبراطورة ماري انطوانيت في ساحة كونكرد (ساحة الجمهورية) في وسط باريس في 21 كانون الثاني 1793.  حينها حاولت الطبقة الاقطاعية القريبة من الملك وقادة العسكر (الجيرونديين) الرد على روبسيير وجماعته، فحدثت حروب داخلية وصراعات محلية وانقسامات بين الثوار أنفسهم بسبب تسرب نفوذ اصحاب  الدنيئة ووصلت الى مصادر الحكم والقانون، ادت الى ظهور تاثير لها على روح الثورة نفسها، حيث اتيحت الفرصة امام روبسيير ان يصبح جلادا ويعدم اقرب اصدقائه دانتون  مع اكثر من 5000  معارض اخر له بوضع راسهم تحت المقصلة، لم تنتهي الحرب ألاهلية والصراعات الداخلية لحين تم تصفية قائد الثورة نفسه  (روبسيير) من قبل جماعته و بوضع راسه تحت نفس المقصلة التي قطعت راس ماري انطوانيت وزوجها الملك، بعد اتهامه بالخيانة من قبل الجمعية الوطنية.

مر العراق باشع صورة من الحرب الاهلية والطائفية منذ 13 عشرة سنة، حيث تولى الحكم احزابا قومية ودينية ورجال فاسدين لم يعملوا سوى على سرقة الاموال العامة، والتعاون مع الدول الاقليمية مثل السعودية وإيران وتركيا. ثلاث حكومات حكمت منذ حين، كانت الواحدة اسوء من الأخرى، تناوبوا على مقاليد الحكم باسم الدين وثوب الحشمة والعفة، لكن اغلبهم مارسوا مهنة الصوص، ثلاثة انتخابات اقيمت ولكنها مزورة بدليل المشاركين في هذه الحكومات لم يملكوا الروح الوطنية الا القليل منهم، فلم جدا منهم من يعبر عن هموم الشعب او ينتفض ضميره لما جرى من السرقات بعلمه، بالعكس كانوا في اعلام الخارجي كانوا يظهرون لنا انهم أعداء، بينما في الحقيقة كانوا يتقاسمون كانهم يتقاسمون الكعكعة؟!!!، لم نجد بينهم خرج من الحكم واياديه نظيفة الا القليل منهم!!.

في 31 تموز الحالي وبسبب الحر الذي ضرب الوطن لم يقدر الفقراء والمهجرين والنازحيين الذين تم سرق مساعداتهم على عدم تحمل طوق الحر الذي ضرب الوطن المحرق بنار السياسيين وطبخاتهم الفاسدة، فبعدما امنوا، لم يعد لهم شيئا اخر يخسروه بعد موت 52 طفلا من شدة الحرب بغياب الكهرباء، فخرجوا افواجا أفواجا في مسيرة كبيرة، لم تشهد مدينة بغداد الحزينة مثلها منذ نصف قرن تقريبا، توجهوا الى امام ساحة البكاء، الباب الشرقي، امام البوابة التي وضع الفنان الخالد جواد سليم الواح ونصب رموز تعود لأجدادهم (العراقيين القدماء)، الذين كانوا يقودون العالم في تقدم حضارتهم ومعرفتهم وسلطته العسكرية.

سؤالنا للمتظاهرين هل قراتهم ما حصل في الثورة الفرنسية قبل 225 عاما، لنا كل الامل بان الشعب فاق فعلا من سباته او زال عنه أثر مخدره !! وأدرك نيات قادته الذين البعض منهم كانوا يعمل مثل مرتزقة للدول الأجنبية، عملوا على سرقة البلد ونهبها باسم الله والدين، لنا الامل يفهم العراقيين ليس لهم كلهم خلاصا لا في الأحزاب القومية ولا في الأحزاب الدينية ولا في الأحزاب المذهبية ولا في النظام العشائري، انما خلاصهم بخلاص الوطن، ومستقبلهم مع مستقبل الوطن، كل الوطن (كل المواطنين)، بخلاف ذلك اعدائهم يفكرون في التقسيم والتمزيق وخلق الصراعات بينهم، حتى ان يأتي الموت ويدق ابوابهم ويهدي الانتصارات للدواعش اعدائهم، ان لم يتحدوا والا استعدوا لحفر القبور ؟!!

أملى من المتظاهرين الواقفون تحت بوابة الحرية اتي تحمل رموز الحضارة العراقية القديمة ان يفهموا النقاط التالية:
1-   ان لا يخون أحد منهم وطنيته مقابل حفة من النقود التي سرقها اللصوص يهدونها اليوم إليهم مقابل تراجعهم او تحجيمهم من ثورتهم الوطنية.

2-   الاستمرار بالمطالبة الإصلاح التام من اعلى هرم الى ادناه، من الدستور والقضاء والسلطة التنفيذية والتشريعية، الى الوزارات الى اخر موظف في الدولة وبناء جيش عراقي وطني لا يتم ذكر الهوية او القومية في سجلهم ويطرد كل من يتحدث او يبوح عنها.

3-   تشريع نظام العدالة الاجتماعية لشمل الفقراء والايتام والعجزة برواتب رمزية تساعدهم على العيش بكرامة.

4-   المطالبة بحل الأحزاب التي أشرفت قادتها على نشر الفساد والقتال الاهلي وقام البعض منهم بالخيانة للوطن على غرار الحذر المفروض على حزب البعث المقبور الذي استخدمه المجرم صدام حسين في حكمه 35 عاما.

5-   تشكيل جبهة رسمية من قادة المتظاهرين لتمثليهم جميعا وحمل مطالبهم على تكون مطاليب وطنية وعدالة وشاملة مثل الثورة الفرنسية ( الحرية والاخاء والمساواة)  تخدم كل العراقيين  ونابعة من روح وطنية خالصة.

6-   مطالبة تقديم الفاسدين للمحاكم وعدم قبولهم في الحكم باي طريقة كانت والا سرطان الفساد يسري في جسد الوطن والحكومة ويشله وقد يقود الى موته (زواله من الخارطة السياسية)>

7-   تشكيل هيئة إعلامية مستقلة من القنوات والصحف والإعلاميين والاذاعات لبث الاخبار والتقارير الصادقة البعيدة عن التزوير او الترهيب او التلفيق.

8-   تقديس الحياة كل عراقي بغض النظر عن خطئه او خيانته وعدم اللجوء الى العنف بتاتا وانما التشبث بالحقوق على طريقة غاندي ونيلسن مانديلا ومارتن لوثر كينك.

9-   التفكير لتأسيس حزب علماني ذو اهداف وطنية بعيدة عن الطائفية والسلطة الدينية والاحزاب القومية والاستعداد للدخول في الانتخابات القادمة.

10-   تأسيس مجمع علمي عراقي مستقل من الحكومة الأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية، يعمل مع المؤسسات الحكومية على التفكير لبناء الدولة العراقية القادمة بروح وطنية على غرار روحية الشهيد عبد الكريم قاسم.

في الختام أتمنى لكم ولكل العراقيين النجاح والتوفيق في مساعدكم لتخليص الوطن من براثين السراق والاعداء والجيران وكل ذي نفس دنيئة.


..................
1-الملكة ماري انطوانيت قالت لحاشيتها حينما رات الجماهير الجائعة تتظاهر امام قصرها المشهور فرسايي “إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء. دعهم يأكلون كعكاً"


204
الاعلامية منال العاني في اذاعة SBS Arabic  Program  تلتقي  بـ يوحنا بيداويد ممثل الهيئة العليا للرابطة في أستراليا ليتحدث عن الندوة التعريفية للرابطة المقامة الاحد القادم

http://www.sbs.com.au/yourlanguage/arabic/ar/content/lrbt-lkldny-fr-strly-tqd-ndwth-lwl-fy-mlbwrn?language=ar

205
 اعلان عن اقامة ندوة تعريفية عن الرابطة الكلدانية في مدينة ملبورن

يسر فرع استراليا للرابطة الكلدانية دعوة أبناء الجالية الكلدانية ومؤسساتها ونواديها وجمعياتها والنوادي
 الرياضية والقروية لحضور الندوة التعريفية التي ستقيمها في قاعة هولي جايلد على العنوان التالي:
227 Blair St.
Dallas, VIC

التاريخ: 23/8/2015
اليوم: الاحد
الساعة: 6.30 مساء

نهيب بجميع الاخوة والاخوات المهتمين بالشأن القومي الكلداني الحضور لهذه الندوة التي ستبحث عن الاهداف والنظام الداخلي للرابطة وطريقة العمل والمشاركة في تقديم الاقتراحات لإقامة النشاطات والخدمات الضرورية التي نحتاجها في مدينة ملبورن والمشاركة ووضع افكار عن كيفية التواصل مع الكلدان الباقيين في ارض الوطن والكلدان الموجودين في الشتات.
 كما نود ان نعلمكم بأن باب الانتساب للرابطة سيفتح، للمزيد من المعلومات يمكن الاتصال:
مخلص يوسف      0421122102
سيزار هرمز        0412512309
عوديشو المنو     0412269114
سالم يوخنا         0402448597

يوحنا بيداويد
عن فرع استراليا
للرابطة الكلدانية
7 اب 2015


206
مقابلة مع رابي يونان هوزايا


يوحنا بيداويد
تموز /2015
يونان هوزايا أحد اعلام أبناء شعبنا، حمل هموم امته منذ نعومة اظافره، إهتم باللغة السريانية وكتابة الشعر والقصة القصيرة، بالإضافة الى مؤهلاته العلمية حيث تخرج من جامعة الموصل – كلية الهندسة عام 1981. عمل سنوات طويلة في وزارة النفط، التحق بالحركة الديمقراطية الاشورية وتولى مهام عديدة من عضو المكتب السياسي الى  نائب للسكرتير العام للحركة  وتولى حقيبة وزير الصناعة والطاقة.
صداقتي مع رابي يونان قديمة على الرغم من فارق العمر، حيث كان زميل لأخي الأكبر سفردون في الجامعة. التقيت به وبمجموعتهم في الجمعية الثقافية السريانية عام 1979م، ومنذ ذلك عرفته انسان صاحب مبدا في حياته، كثير العمل قليل التصريحات، حينما طلبنا منه اجراء هذا اللقاء الذي كان مؤجلا منذ ملتقى الأصدقاء قبل سنتين في باريس بسبب الظروف التي مر بها أبناء شعبنا بالرغم من ظروفه الصحية لم يرفض مشكورا. نتمنى له الصحة والشفاء العاجل وعودة سريعة لقلمه وابداعاته.
كما اشكر الاصدقاء الياس منصور، واديب كوكا وعادل دنو الذين ساعدوني في جمع المعلومات والملاحظات المهمة عن سيرة رابي يونان وتوفير الصور القديمة.

س1
رابي يونان هل يمكن تخبرنا شيئا عن سيرتك الذاتية؟
بداية، فإنني أشكر الأخ والصديق يوحنا بيداويد واشكر موقع عنكاوا لنشره هذا اللقاء.. وأود أن أسجل إعتزازي العالي وتقديري لزوجتي ورفيقة دربي، التتي كانت دوما سندا لي، وتحملت لأجلي صعوبات جمة، وأعتذر للذين نسيت أو سهوت في ذكرهم، وعن سيرتي الذاتية:
-   تولد زاخو- 1956
-   متزوج من السيدة جاندارك  خوشابا، ولهما: نينوس- نيشا- رابيل- راميل
-   خريج كلية الهندسة- جامعة الموصل
-   عمل وزيرا للصناعة والطاقة- حكومة أربيل- بين 2000- 2005
-   نشر 14 كتيبا في: الشعر السرياني والقصة القصيرة السريانية، أعد مع الزميل أندريوس يوخنا قاموس بهرا (العربي- السرياني)، ومع الأساتذة ب. حداد وعوديشو ملكو قاموسا (سريانيا- عربيا)، (برعم اللغة)، وكتابين في اللغة السريانية، وكتاب في النقد الأدبي، وكتاب مقالات وأبحات بالعربية..
-   ترأس الجمعية الثقافية السريانية لعدة سنوات
-   شارك في الأعداد والتحضير لمؤتمر بغداد القومي (الكلداني السرياني الاشوري)، عام 2003
-   شارك في عملية ترجمة وأعداد المناهج للدراسة السريانية في التسعينيات
-   القى عشرات المحاضرات في مستقبل الامة واللغة والادب السرياني
-   له مقالات كثيرة في الصحف والمجلات والدوريات السريانية
-   انتخب عضوا في المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية في المۆتمر الثاني – نوهدرا 1997
س2
حسب معلوماتي الشخصية انت دخلت حقل السياسة مبكرا، هل يمكن ان نعرف شيئا عن تلك المرحلة؟ ماذا كانت بواعث رغبتك؟
 شهدت بداية السبعينيات نهوضا عاما وبدايات للوعي القومي وحتى الوطني، وهذا بسبب الحراك الثقافي والسياسي الذي كان نتيجة لتفاعل مجموعه‌ من القرارات والاتفاقيات، منها: اتفاقية آذار للحكم الذاتي لكوردستان العراق وميثاق العمل الوطني والجبهة الوطنية والحقوق الثقافية للسريان والتركمان .. وكل هذه اسفرت عن أجواء صحية للحوارات، وفي مكان مثل زاخو حيث كنت طالبا في الثانوية، كانت الاجواء تتجه نحوالانفتاح، تأثرت بذلك المناخ من ضمن الاستجابة الطبيعية لبعض الطلبة المتفوقين في مراحلهم، وكان من بينهم الاخ الاستاذ أيشو الياس (الذي يعيش في امريكا)، شخصيا لا اعتبر ذلك الانفتاح والحوار بالسياسة، لانه يفتقر الى التنظيم والمواقف، الا ان تلك الظروف دفعتني الى المطالعة، وانتهال الثقافة، فاصبحت زبونا كثير التردد على المكتبة العامة في زاخو، وقرأت الكثير من الروايات والاعمال الادبية المتوفرة فيها، أمثال أعمال مصطفى لطفي المنفلوطي وإحسان عبد القدوس وسلامة موسى ويوسف أدريس ونجيب محفوظ وميخائيل نعيمه وجبران خليل جبران، والاخير تأثرت باسلوبه الكتابي كثيرا..
س3
بعدما إنتقلت عائلتك الى بغداد، دخلت مجال الدفاع عن الهوية القومية لأبناء شعبنا. هل لك تعطينا عن هذه المرحلة أيضا شيئا مختصرا، فحسب علمي كنتم مجموعة من الشباب معظمهم من زاخو تقضون معظم اوقاتكم معا؟
أحداث وتداعيات ثورة أيلول التحررية الكردية خاصة بعد انهيار وعود السلطة في بغداد في منح الحكم الذاتي، وكون قرانا في مناطق التماس وميدان كل اقتتال، من ثم تهجيرنا ثلاث مرات، ناهيك عن الحصار الدائم من قبل الحكومة، مقابل ذلك يبدأ النزوح من القرى الى بغداد للعمل – وبالنسبة للطلاب للالتحاق واكمال دراستهم، ولاحقا لالاف العوائل، وفي بغداد انخرط الشباب في النشاط في الاندية التي وصل عددها قرابة العشرين، منها ثقافية فنية كالنادي الثقافي الآثوري والجمعية الثقافية، وبعضها اهتم بالامور الثقافية والفنية، كنادي بابل ونادي الأخاء، وهذه كانت نواة تجمعنا نحن مجموعة شباب من مختلف قرى زاخو، جمعنا حب لغتنا والبحث في ثقافتنا، وارتياد النوادي بحضور المحاضرات والانخراط في دورات اللغة الام، وحضور مجالس الأكبر منا سنا وخبرة على حدائق الجمعية الثقافية وأتحاد الأدباء السريان وغيرها، وأخص بالذكر الأساتذه‌ بنيامين حداد وزيا نمرود كانون وأفرام جرجيس الخوري ومنصور روئيل وهرمز ششا كولا وعوديشو آدم وغيرهم، ومجموعتنا كانت تضم اسماءا كثيرة نذكر منهم (ألياس منصور وأديب كوكا وأسكندر بيقاشا وكوركيس اوراها ونزارالديراني وسلام قرياقوس وجميل ايشو وبولس توما وسعيد زيتو ويوارش خوشابا واكرم كوركيس ويونان داود وداود متي وأيليا عيسى وسفردون مرقس وفرنسيس توما و سرهد خوشابا وعبد المسيح بولص وجوزيف الفارسي وعادل رزقو وخالد كاكو وحنا عازار وعوديشو بولص الملقب ب عوديشو زورا)، وجميعهم من قرى زاخو واتسعت هذه الدائرة خاصة عندما قمنا بنشاطات متميزة وممنهجة في مجال اللغة الام، اضافة للنشاطات الثقافية والاجتماعية وسفرات موحدة للطلبة الجامعيين، فحاضرنا في العديد من الكنائس اضافة الى الجمعية الثقافية السريانية، واصبحت المجموعة معروفة بانفتاحها ومشاركتها وخطها القومي الواقعي والواضح فاتسعت الدائرة لتمد الجسور مع آخرين أمثال وحيد كوريال – القوش وحازم قرياقوس وكوركيس حنكرا – باطنايا وكامل كوندا ونصير بويا – عنكاوا وحوريا ادم ويوخنا دانيال القس كوماني ومع الكثيرون من اعضاء النادي الثقافي الاثوري ولجنة الشباب في كنيسة مار عوديشو في كراج الامانة نذكر منهم وروبن بت شموئيل وأبرم شبيرا وليم دنخا ويورم داود وموشي داود ونمرود يوسف وآرام أوراها وأمير أوراها- بغداد، وبعدها انطلقت المجموعة من داخل بغداد الى دهوك وبغديدا وعنكاوا والقوش و قرى سهل نينوى، وأصبحت هذه الحركة نواة ساهمت في المهرجانات الدورية المقامة في دهوك (نوهدرا) وقره قوش (مهرجان الابداع السرياني)، في بخديدا، ومهرجان القوش الثقافي في ألقوش وبمشاركة زملاء كثيرين نذكر منهم: متي البازي وجليل ياقو وأميل غانم (دهوك)، وشاكر سيفو وزهير بردى وطلال وديع وهيثم بردى ونوئيل جميل وحنا نيسان (قره‌قوش)، ويوسف زرا وسمير زوري وسعيد شامايا (القوش)، وجبرائيل ماموكا (كرمليس) وكثيرين غيرهم..


صورة تذكارية في اثار بابل من اليسار جميل ايشو، يونان هوزايا، الكسان حنا، الياس منصور، يوارش نيسان، إسكندر بيقاشا،
الجالسون من اليسار: كوركيس اوراها، سلام قرياقوس وسعيد زيتو.

س4
ماذا تتذكر عن الحياة الجامعية في الموصل؟ هل التقيت بالمزيد من الشباب لهم الحس القومي؟ هل كان هناك نشاطات خاصة في تلك الفترة؟
قبولنا في جامعة الموصل – كلية الهندسة في 1977 تعرفنا على اصدقاء، وتعمقت صداقاتنا بمشاركتنا السفرات الجامعية التي افرزت نخبة جديدة من الشباب تمحورت نشاطاتنا حول نقاشات قومية وتبادل الكتب والدوريات والمعلومات، وحوارات في اللغة وتبادل النصوص الشعرية، وجدير ذكره انني تعلمت احرف لغتنا الحبيبة وانا في المرحلة الثانية من الكلية عندما طلبت من الزميل زكي ريحانة (طالب انذاك في المرحلة الثالثة من كلية الادارة والاقتصاد) ان يكتب لي الحروف السريانية مقابل الحروف العربية، ففعل، وبعدها إعتمدت على نفسي ولم أزل، وأود أن أذكر عن ترددي لمكتبة الآدآب- جامعة الموصل، حيث كنت أقرأ في نقد الشعر.
س5
في بداية الثمانيات او حتى قبلها التقيت بكم في الجمعية الثقافية، واتذكر قمتم بمعرض الخط السرياني وكذلك أصبحت رئيسا للهيئة الإدارية للجمعية في تلك الفترة؟ كيف دخلت الجمعية الثقافية وعن همومكم وطموحاتكم ونشاطاتكم في حينها؟
سبقني في التردد على الجمعية الثقافية السريانية عدد من الاصدقاء الذن كانوا في بغداد، فاصبح الأخ نزار الديراني عضوا في الهيأة الأدارية، وكانت الحاجة ماسة لعضوية الهيأة الأدارية، اذ أن ظروفا صعبة مرت على الجمعية وعلى المؤسسات عموما في البلاد، التي أدت الى غلقها او تلاشيها، أما نحن فتحدينا السلطة بالعمل بهدوء مشهود، وارتاينا الترشح للأدارة، فكان أن دخلنا الادارة كوركيس واسكندر والياس واديب ويونان.. فاستمر تردد الأصدقاء وأستمرت دورات اللغة الام ونشاطات اخرى، والتي منها معرض الخط السرياني في أيلول 1980، والذي كان تظاهرة حقيقية في التحضير والمشاركة، وندوة نقدية عن التي وصلت الى 26 خطاطا من مناطق مختلفة من الوطن.. وندوة نقدية حول الشعر السرياني اضافة لعشرات المحاضرات ومعرض تشكيلي للفنان جميل ايشو اضافة للسفرات الموحدة للطلبة الجامعيين من ابناء شعبنا، وخاصة مواصلة اصدار مجلة (قالا سريايا)، لحين غلقها من قبل السلطات عام 1984، رغم الظروف المادية الصعبة للجمعية، وتستمر المجموعة على نفس المنهج حتى في بلاد الإغتراب، تتواصل فيما بينها بالهاتف والرسائل الإلكترونية واللقاءات الثنائية، كما نظمت لقاءين مهمين موسعين أحدهما في ملبورن (ك1- 2011) والثاني في باريس (أب- 2013) ..
 
صورة تذكارية في معرض الخط السرياني عام 1980 في جمعية الثقافة السريانية في الصورة الواقفون من اليمين يوسف يوخنا، يونا هوزايا، جميل ايشو، هرمز شيشا كولا، الياس منصور، الكسان حنا، اديب كوكا، كوركيس اوراها، الجالسون من اليمين: بولص توما، روبن بت شموئيل، إسكندر بيقاشا، سلام قرياقوس، عبد المسيح بولص بيقاشا.
س6
في بداية الثمانيات او حتى قبله أتذكر كان هناك تعطش للحس القومي بين شبيبة أبناء شعبنا تزامنت محاولة النظام السابق فرض تدريس القرآن على الطلاب المسيحيين، قسم عمل مثلكم في مجال تعليم اللغة السريانية، وقسم في التعليم المسيحي والنشاطات الكنسية وغيرها. هل تشرح لنا أسباب هذه الظاهرة؟
ظاهرة مفادها ان شعبنا يعمل وينتج في ظروف الضغوط والتحديات!!.. ومثلما دفع الكورد باتجاه حقوقهم القومية بشتى الوسائل، كذلك فان رصيد التوجه القومي لشعبنا بدا بالأزدياد، خاصة بعد فشل صيغة الجبهة الوطنية، والحكم الذاتي.. بالنسبة لنا أنحسرت مجالات النشاط القومي يوما بعد آخر، وخاصة بعد غلق الجمعية الثقافية واتحاد الادباء والكتاب السريان عام 1984، والنادي الثقافي الاثوري لتقتصر على قاعات الكنائس، في تعليم اللغة الأم، ولقاءات الكازينوهات والبيوت، اضافة الى مجموعات تنظيمية سرية..
س7
في عام 1984 تم غلق الجمعية الثقافية واتحاد الادباء والكتاب السريان، وتم استحداث المكتب الثقافي السرياني في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بديل لهما. هل كان لكم نشاطات خاصة بكم هناك؟ مثل إقامة محاضرات عن تاريخ أبناء شعبنا؟ واصدار المجله
صدر قرار بغلق عشرات الجمعيات والغائها.. وطال ذلك مؤسسات تخص شعبنا، منها دمج الجمعية الثقافية، واتحاد الادباء والكتاب السريان، في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين- واستحداثت السلطات المكتب الثقافي السرياني لنا تابعا لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين، وأصبحت هيكلية اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين كالأتي: المجلس المركزي يتكون من 30 شخصا ( 2 منهم سريان- شموئيل أيرميا وبهنام البازي)، والمكتب التنفيذي 11 شخصا ( بينهم أمين المكتب السرياني).. فأصبح نشاطنا في المكتب الثقافي السرياني اصدار مجلة الاتحاد تغير اسمها الى الكاتب السرياني، وبناء العلاقات مع الأدباء، في جمعية أشور في برنامج المحاضرات.
س8
في جمعية اشور بانيبال اثمرت جهود حلقتكم بعدما اتحدت معكم خبرات وجهود اشخاص اخرين. حقيقة انا شخصيا سمعت الكثير عن نشاطاتكم ولم احضرها بسبب الهجرة مبكرا. ماذا كان هدفكم من وراء تلك النشاطات والمهرجانات والمحاضرات
وتمخض إصرارنا على الحضور والتواجد عن مقترح الثلاثاء الثقافي والذي نجح نجاحا باهرا.. بدء المقترح بنقطتين الأولى الحضور في اليوم المحدد- الثلاثاء- قدر الإمكان، والثانية المشاركه‌ في تقديم مادة محاضره‌ لأحد أيام الثلاثاء.. وإستمر المشروع بالإتساع ليستقطب مثقفين وفنانين وأساتذة الجامعات، والمهرجان الثقافي السنوي ومن ثم مهرجان الطفولة السنوي، وبذلك سجلت الجمعية نجاحا غير مسبوق، خاصة في حالة الفراغ الثقافي العام، والجمود الذي كان يلف المۆسسات الثقافية في الوطن..
 

س9
عرفتم انكم تمتلكون حسا قياديا ظهر في اثناء تواجدكم في اقتراحات نشاطات ابناء شعبنا المختلفة ووضع الخطط لتنفيذها وخاصة في جمعية آشور بانيبال. فهل استفدتم من دراستكم الهندسية في تنفيذ المشروعات الثقافية والفنية والاجتماعية كذلك.
أعتقد إن هناك علاقة جدلية عجيبة بين الآداب والعلوم، تتحقق هذه بين الشعر والهندسة في لغتنا الحبيبة، إذ أن المفردتين من نفس الأصل اللغوي (محرا)، كما أن القصيدة (مشوحتا) وعلم المساحة (مشوحوثا) هما نفس المادة اللغوية، وفكريا الإثنين يعنيان البناء الجميل وإستخدام الخيال.
س10
سنة 1994 حسب علمي قررت الالتحاق بالحركة الديمقراطية الاشورية في أربيل. ماذا كان السبب وراء هذا القرار المفاجئ للكثيرين؟ وهل حققت ما كنت تصبو اليه بوصولكم الى درجة نائب الأمين العام الحركة ووزير في حكومة الاقليم؟
في 1994 قررت اللحاق بالمنطقة المحررة من اقليم كردستان العراق، أذ كنت منتميا للحركة الديمقراطية الأشورية- زوعا، حيث أن موعد إلتحاقي سبق وأن اجل، اذ كان قبل عام من هذا التوقيت، والسبب كان إنشغالنا نحن الثلاثة (ب. حداد، عوديشو ملكو وأنا) بمشروع القاموس المعروف، والذي أعلنا عنه ضمن الثلاثاء الثقافي، وأنتهينا منه في  أيلول 1994. والتحاقي كان مفاجأة للبعض الا أنه كان مثل ألتحاق رفاق أخرين فبعد أتساع العمل في التنظيم والاعلام، لا بد من ذلك، وبالنسبة لي للمساهمة في عملية التعليم السرياني أيضا، أما ما وصلت اليه في السلم الحزبي أو الوظيفي، فأنه أمر طبيعيي ومشروع، بل وواجب. ويعرف الرفاق الذين عملت معهم، أن وجودي في القيادة أو في المكتب السياسي أو حتى نائب السكرتير العام، كان بألحاح شديد من الرفاق في القيادة نفسها، كما إن ترشحي لمهمة السكرتير العام، في المؤتمر السادس، والتي لم أتوفق فيها، جاءت مشفوعة برغبة وقناعة رفاق قياديين مهمين، ورموز معروفين من أبناء شعبنا، الذين إرتأوا إنها ستصب في مصلحة زوعا فشعبنا.
س11
انت أحد الشعراء وكاتب القصة القصيرة المعاصرين هل يمكن ان تعطينا فكرة عن اهم انتاجك الشعري، والادبي. وبعض من اصدقاءك الشعراء يقولون: "ان القصيدة السريانية الحديثة والقصة القصيرة تطورت على يد يونان هوزايا". ما هو تعليقكم ؟!
حاولت كتابة الشعر ومعه القصة القصيرة، وتجربتي متداخلة، سوق الشعر أرحب من مجال القصة القصيرة، في أدبنا السرياني، لأسباب خاصة بها، اذ لا زال الأدب الشفاهي أسهل من المقروء، لانحسار القراء وشحة الكتابة والنثر.. برأيي إن ما ماكتبت من أدب هو قصة قصيرة أكثر من كونه شعرا.. وهذا ينسحب على زملاء آخرين، مثل الأخوان روبن وعادل.. حيث إننا نحاول أن نحمل النص شيئا من قضيتنا القومية على حساب رقة الشعر وخياليته..
أهم ما كتبت برأيي هو:
-   كتاب "السريانية المعاصرة- أشكاليات.." ملاحظات في لغة السورث"
-   كتاب (طلانيثا- الظلال) – بالسريانية، وهو عدد من الدراسات النقدية
حاولنا وأجتهدنا مع زملاء اخرين، وحتما حدث تطور ما في الشعر والقصة القصيرة كنتيجة الجهد الجماعي..
س12
مساهمتك الكتابية نجدها في اغلب منشوراتنا وساهمت في تحرير بعض المجلات وتألقت صحيفة (بهرا) في فترة تراسكم لهيئة تحريرها. إذا أمكن أخبرنا بالأرقام عدد المقالات والأبحاث التي كتبتها والندوات والمحاضرات التي قدمتها باللغتين السريانية والعربية؟
لقد ساهمت في تحرير العديد من الصحف والمجلات، أهمها الكاتب السرياني مجلة المكتب الثقافي السرياني في أتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وكتبت ونشرت مقالات أدبية وابحاث لغوية، والقيت محاضرات وشاركت في ندوات جماهيرية وتلفزيونية.. وفي جريدة بهرا التي ترأست تحريرها لخمس سنوات كتبت مائة عمود بأسم آنو ونشرا.. بالعربية، وعشرات غيرها بالسريانية..
س13
كنت أحد اهم الأشخاص الذين بذلوا جهود مضنية في قضية اعداد ووضع المناهج تعليم لغة الام السريانية. هل يمكن ان تتحدث لنا عن تلك الجهود وكيفية التغلب على الصعوبات؟ هل ترون ان السريانية الحديثة تصلح ان تكون لغة علم وتعليم؟ هل نجحت هذه التجربة؟
اعداد ووضع المناهح للتعليم باللغة السريانية كانت عملية شاقة وخطيرة، وجهد متواصل يواكب العملية .. إعداد المناهج ليس ترجمة فقط، لأن لغتنا أدبية والموروث الكمي التي تضمه القواميس الرئيسية هو مادة ادبية ومجازات لغوية ومرادفات، وفي المناهج وضع الاصطلاحات هي عملية دقيقة، قد تبدو في الجانب الأدبي ممكنة، الا انها في جانبها العلمي صعبة ودقيقة.. فمثلا ان كلمة القوة في الفيزياء تعني كلمة محددة في الانكليزية، اما في قواميسنا المعروف، فأنها تعطي عدة مرادفات وعليك الاختيار وتحديد كلمة واحدة من بينها، ونجاحك في مدى توفقك
اللغة الأم هي أهم مقومات الهوية القومية، لا بل يذهب بعض الباحثين الى أن اللغة هي القومية.. فتعلم اللغة الأم قراءة وكتابة، بالأضافة الى المحادثة ضرورة أساسية للوجود.. وعلى هذا الأساس بذرنا في السبعينيات والثمانينيات بذار اللغة الأم وحاولنا زرع حبها في افئدة كثيرة.. وكنا حقا نتوجس من المستقبل- في ظل نظام قومي عربي شوفيني- الا ان تجربة التعليم السرياني بدأت 1992 في أقليم كردستان- العراق، فتحت افاقا رحبة، واحتمالات عديدة، رأيي الشخصي هو نجاح التجربة استنادا لعناصر عديدة مجتمعة.. وأرى مستقبل التعليم كالأتي:
1.   أرى الأهتمام بتدريس اللغة (فقط اللغة)، وتطويرها لتكون سلسلة تستطيع مواكبة العصر. وهذا في كل المراحل ال (12) الى الأقسام اللغوية في المعاهد والكليات.. والدراسات العليا.
2.   يكون تدريس المواد العلمية بالانكليزية.
3.   يجري الأهتمام باللغات الوطنية- العربية والكوردية وفق منهج تربوي مقبول.
س14
صدر لكم حديثا كتاب عن الإشكالات الموجودة في اللغة الكتابية وكذلك عرضتم مشروع لتطوير الحرف السرياني. هل رأيك نحتاج الى دراسات جادة للتطوير هذه اللغة الوليدة؟
اي لغة تحتاج الى دراسات جادة متواصلة لتواكب الحياة، ولغتنا تحتاج الكثير الكثير، ابتداء من رسم الحرف الى صيغ الفعل وأشتقاق الأسماء واملاءها، والحروف والظروف وادوات الربط..
ودراسة الصيغة الكلاسيكية القديمة وعلاقتها مع المعاصرة المحكية السورث، كون الأولى هي الأم وتضم في دفتيها معظم التراث المكتوب، والثانية تضم تراثا شفاهيا لا يستهان به.. والمطلوب معالجة الاشكالات اللهجوية في السورث المحكية.. والناجمة عن الحروف الحلقية وتأثيرات اللغات الجارة.
س 15
ان أبناء شعبنا يحوص منذ عشرين سنة او أكثر في قضية التسمية. أي تسمية من التسميات انت تفضلها وتراها الحل المناسب؟ ولماذا؟
التسميات.. وهي عديدة، أشورية، سريانية، كلدانية، سورايا، كلدوأشورية.. وهي حالة طبيعية لشعب يمتد تاريخه لالاف السنين ان يمتلك تسميات متعددة، وقد استخدمها جيل الريادة في العمل القومي الوحدوي في مطلع القرن العشرين جميعها دون تردد، وتعامل معها كونها ملك لشعبنا نعتز بها، أمثال توما أودو وأدي شير ونعوم فائق وأفرام برصوم واغا بطرس، ولاحقا فريد نزها وبولس بيداري وحتى المطران سرهد جمو (على مدى ربع قرن عندما كان كاهنا).. وحاليا أرى الصيغة التي توافق عليها مؤتمر بغداد- الكلداني السرياني الآشوري- 2003  هي صيغة جيدة وهي أسم شعبنا الكلدوأشوري وبلغة وثقافة سريانية.

صورة تذكارية من مؤتمر بغداد 2003 في الصورة من اليمين عادل دنو، عماد شمعون ممثل عن الكاردينال صفير، بشير السعدي، يونان هوزايا، .... ، الدكتور حكمت حكيم، الدكتور دوني جورج، باسكال وردة

س16
كنت معروفا بين اصدقائك في مواجهة الصعاب من اجل جلب الأمان والسلام والحرية والكرامة لأبناء شعبنا. هل اصبت بالإحباط في مرحلة من المراحل؟ متى كان ذلك ولماذا؟
كانت صدمة كبيرة ومۆثرة جدا دخول (داعش) في الموصل وسهل نينوى، ولاحقا في الحسكة وقرى الخابور السوري.
س17
هذه أسئلة قصيرة نرجو اجابتها:
1-   القصيدة الشعرية الأولى التي القيتها في مناسبة مهمة؟
قصيدة (سنة جديدة) تجمع للطلبة الجامعيين في الموصل في الاول من نيسان 1980
2-   قصيدة كنت تود انت كاتبها؟
(نسر آثور) لـ فريون آثورايا
3-   الشخص الذي ترك بصماته في حياتك؟
كثيرون
4-   حلم تود ان يتحقق عاجلا؟
أن يعود اهلنا الى قراهم ومدنهم وأراضيهم
5-   انجاز تفتخر في إنجازه لوحدك او شاركت فيه مع الاخرين؟
مساهمتي مع الزملاء في إنضاج (مدرسة) للكتابة السريانية

محاضرة يونان هوزايا الموسومة (حتمية وحدة أبناء شعبنا في الوقت الراهن في 1/7/2003 في بغداد) إدارة الجلسة اديب كوكا

207

رد على مقال إسكندر بيقاشا تحت عنوان (الرابطة الكلدانية تبدا باكورة اعمالها... بالتزيف)

كتب الأخ العزيز إسكندر بيقاشا مقال يوم امس تحت عنوان (الرابطة الكلدانية تبدا باكورة اعمالها.... بالتزيف)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,787797.0.html

لقد جلب عنوان المقال انتباه الكثير  من القراء  وعلق عليه الكثير من الكتاب  كل حسب رؤيته
و هائنذا اكتب مرة اخرى  عن الموضوع لعلني اوصل جزء من الحقيقة للقراء واضعهم على البينة اين تكمن المشكلة وما مدى صحة التزيف التي قامت به الرابطة.
اؤكد مرة اخرى انني اكتب لأدافع عن الحقيقة الموضوعية وليس بروح تعصبية اعمى.

اخي العزيز اسكندر بيقاشا
ان الكلدان وانت (ربما) منهم دائما كانوا وحدويين جميعا الا القلة القليلة، لكن لغة الاقصاء، وجهل البعض في التاريخ، وتعصب القسم الاكبر  من الاخوة الاشوريين جعلهم يكونوا مثلهم يدافعون عن كلدانيتهم اليوم احيانا بالتعصب، لحد الان نجد اشارات عند بعض الكاتب من الا خوة الاشوريين بان القومية الكلدانية ولدت بعد 2003. نسوا التاريخ القديم، نسوا ربما هم أنفسهم كلدان اصلاء أكثر منا، هذا الموقف جعل المثقفين والسياسيين من الكلدان يدافعون عن الحقيقة التي لا بد ان يأتي يوم، فيه كل واحد عاقل ومنطقي ويفكر ويبحث عن الحقيقة، يقبل بهذه النتيجة، بان المسيحيين من ابناء الكنيسة الشرقية، لم يكونوا فقط اشوريين او كلدان، وانما يهود وعرب واكراد ومغول وفرس وغيرهم ايضا تلمذوا على يد الرسل القادمين من سوريا  الذين كانوا يتحدثون السريانية او سورث وهكذا ولد المصطلح المشهور  سورايي اي المتحدثين بالسورث والمؤمنين بنفس إيمان السوريين القدماء اي السريان. الذين بشروهم.

نعم انا كتبت مرات عديدة وعبرت عن موقفي ككلداني، وبعدما رجعت من لقائنا الأخير في فرنسا عام 2013، بحثت عن جذوري الاصلية، وعرفت الحقيقة أعلاه بكل جلاء وانا مؤمن بها، ولكن لم يفيد بحثي هذا الأخرين الا قلة قليلة.

الان نعود الى جوهر الموضوع
السؤال المهم الذي يطرح نفسه اليوم عليك وعلى جميع القراء، كم مبادرة تريدون تخرج من الكلدان كي يكونوا وحدويين مثلما تريدونهم؟؟.

كم دعوة تريدون يوجها غبطة البطريرك ساكو لأبناء الكنيسة الشرقية من الاخوة الاشوريين بكلا فروعيها وابنائها المنقسمين، فيها يعبر غبطته عن استعداد الكنيسة الكلدانية للبحث عن المصير الموحد؟ هل انا او اي عضو في الرابطة، او اي كاتب او مثقف كلداني او عضو في اي مؤسسة كلدانية ، له مكانة او تأثير عند الكلدان أكثر من راس الكنيسة اي غبطة البطريرك مار لويس ساكو؟ هل كان هناك جواب معقول من الوحدويين؟ هل كان هناك تأييد على الاقل من الوحدويين الذين تمثلونهم حسب علمي لفترة طويلة ربما أكثر من اربعين سنة؟ هل رد على دعوة غبطته الى الاتفاق على تسمية من التسميات الكثيرة المقترحة؟
هل سمعنا جوابا ايجابيا رسميا من الكنيسة الاشورية الشرقية او القديمة على دعوته حينما كان قال انه مستعد للتنحية وانتخاب بطريرك للكنيسة الموحدة؟

الحقيقة التي وصلها الكلدان اليوم، عليهم ان يبنوا بيتهم لوحدهم، لان احدا لن يبنيه لهم.
وكما قال ممثل أحد الاحزاب الاشورية المعروفة لي قبل أكثر من 12 سنة كيف تقبل شخص يملك مليون دولار يشارك مع شخص لا يملك مئة دولار او مفلس في بناء شركة وتكون الارباح بالتساوي ؟ هل هذا معقول؟

كان ردي عليهم اذن يجب ان نبني بيتنا قبل ان نفكر بالوحدة معكم.
هكذا اخي اسكندر الكلدان بدأوا بالعمل القومي لبناء البيت الكلداني والتعبير والدفاع عن وجودهم وحماية هويتهم، وهذا ما عمل مؤسسي الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا منذ عشرة سنوات مع جمعياته ونواديه والمؤسسات المعاضدة معها.

وبعدما اجبروا اهالينا في سهل نينوى على الهجرة القسرية من بيوتهم في العام الماضي، وقع حمل ثقيل على اكتاف الكنيسة، فجأة وجدت نفسها اما مهمة كبيرة وصعبة، فاحتاجت الى طاقات وعمل شاق من العلمانيين لتقديم  مساعدة او خدمة 120 -150 الف نازح، وحينما وجدت الكنيسة ان محافل الدول وانظمتها لا تتعامل على اسس ومبادئ التي تتدعي بها في الامم المتحدة، لم يبق امامها الا الاعتماد على ابنائها، فدعتهم على لسان غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو  من جميعا انحاء العالم للتفكير في انشاء مؤسسة عالمية تدافع عن حقوقها وهويتها الكلدانية وتقدم المساعدة لأهاليهم المنكوبين وتمثلهم في المحافل الدولية وتحمي ارثها الثقافي.

هكذا ولدت الرابطة الكلدانية التي زالت في طور التهيئة نفسها للانطلاق في نشاطاتها ومشاريعها وبناء ذاتها اي فروعها.

ان الخطأ الذي حصل (بإضافة كلمة السريان على النص) لم تكن جريمة كبيرة كما تظن او يظن البعض كي يتم اتهام الرابطة بالتحريف والتزييف والخداع وبالتالي خلق مشكلة جديدة عن طريق جر السريان الى حلبة الصراع من اجل التسميات كما يبدوا لي شخصيا.
حدث خطا من خلال كتابة النص عوض اقتباسه ( copy and Paste).

في الختام نقول لو كل الكتاب والنشطاء واعضاء الرابطة الكلدانية كل الاحزاب الكلدانية كانوا متعصبين ومخربين وخطرين على مصير هذه الامة كما تظنون، كان على الوحدويين ومؤسساتهم واشخاص المخلصين لمصير هذه الامة، اصدار على الاقل بيانات وتصريحات ،او  كتابة مقالات تؤيد وتقبل وتدعم دعوة غبطة البطريرك ساكو، الذي هو راس الكنيسة الكلدانية؟!!. لكن هيهات فقط الناس الوحدويين وانت منهم اخي إسكندر يبدو تراقبون فقط الكلدان على ما يعملون، لكن لا تخافون على ما نشر وينشر منذ عشرات السنين باللغة الانكليزية بصورة مشوه وغير حقيقة ومزيفة عن تاريخ هذه الامة كما أنتم تتصورنها!!!. احد لا يتجرا عن الحديث عن ما يكتب ويضع من جداران بين الكلدان والاشوريين والسريان؟!! ام ترونه حق طبيعي للبعض  حينما يدعون بانهم الاصل والاخرون مزيفون؟!!

في الختام اقول صراحة كشف لنا هذا الجدال خوف الاخرين من الكلدان ومن الرابطة والا لم يكن هكذا الاتهام وهذا الهجوم يأتي عليها بهذا الشكل.

يوحنا بيداويد

208
دعوة لحضور ندوة

ندعوكم لحضور الندوة التي ستقيمها أخوية مريم العذراء حافظة الزروع في ملبورن تحت عنوان
( تأثير نظام العولمة على حياتنا الاجتماعية والروحية).
وذلك في يوم السبت القادم 1/8/2015
الساعة السابعة مساء
في قاعة ابونا عمانوئيل خوشابا في كمبيل فيلد ( نفس عنوان كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع).


الندوة من إعداد وادارة الكاتب يوحنا بيداويد .
سيشارك في الندوة د. عامر ملوكا
الاقتصادي سليمان يوحنا

الدعوة عامة لجميع ابناء الجالية
حضوركم يسعدنا.
شكرا



209
مقابلة اذاعة SBS Australia Arabic program مع الكاتب يوحنا بيداويد عن المؤتمر التاسيسي للرابطة الكلدانية واهدافها.

على الرابط
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/arabic/ar/content/mwtmr-fy-rbyl-ynqsh-qdy-lnzhyn?language=ar

مقابلات اخرى لاعضاء الهيئة العليا للرابطة
https://www.youtube.com/watch?v=B7anuzaI7iI&feature=youtu.be

210
بمناسبة ثورة 14 تموز
لو قدر لي ان أكون...
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن
20/5/2015


 لو قدر ان جميع العراقيين قرروا ان يسمحوا لي ان أجد حلول للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني الذي يعيشه العراق، لكنت قررت عشرة اهم تغيرات لإصلاح الواقع العراقي، ويعود من جديد شمس الحضارة تشرق على الأمم والشعوب بعدما اخرتهم التكنولوجيا الحديثة بتحقيق المنجزات العملية الناجحة بإخضاع الطبيعة تماما الى امكانياته بعد ان تخلص من عقدة الخوف التي كانت تجبره على عبادتها قبل بضعة الالاف سنين او التخلص من مفاهيم الأديان المغلقة على ذاتها حتى في الوقت الحاضر. وهذه اهم اهم التغيرات او القوانين التي كنت تقترح تشريعها:

1 يتم تدريس جميع الديانات والفلسفات لجميع الشعوب على ان تبدا من مرحلة المتوسطة وتنتهي في نهاية الإعدادية ويتم يترك الايمان كقضية شخصية او قرارا شخصيا بحتا.

2- كنت ابني جدارا مرتفعا اعلى من اسوار التي وضعها نبوخذنصر حول مدينة بابل العظيمة قبل 26 قرنا وسور الصين الكبير الطويل! بحيث لا يعبر فوقه غير الطيور، واتخلص من تدخل كل الجيران والأصدقاء في مقدمتهم الفرس وعرب الجزيرة واحفاد الدول بني عثمان، واطرد الدواعش خارج الحدود في بلاد الشام الى حيث أتوا، واغلق الأبواب امامهم فعل اهل مدينة الطروادة امام الاغريق القدماء.

3- اعمل على إزالة مفهوم القومية المبني على الاحداث التاريخية وحاجة الفرد للجماعة وانشر مفهوم المواطنة الصالحة الذي يغرس في الفرد الإخلاص وحب الوطن التعامل مع الاخرين على الكفاءة والاستحقاق بعيدا عن الرشوة والمفاهيم الجاهلية مثل القبلية والتعصب القومي الغريزي.

4- اضع ضمن المنهاج المدرسي دراسة موضوع الوطنية والمواطنة الصالحة كدرس أخلاقي أساسي (كما تفعل الدول الغربية بصورة غير مباشرة) مهم ويكون هناك تطبيق سنوي للمشاركة في بناء مشاريع تنموية للمجتمع ضمن العطلة الصيفية.

5- ازيل الأوراق النقدية من السوق، وابني نظام الكتروني قوي يتم تحويل الأموال بين الناس واضحا، بحيث تقضي على الاختلاس والرشوة واموال الفساد، لان جمع طرح الأرقام ستكون اوتوماتكية، يسهل تدقيقها كي لا تذهب 227 مليار في مشاريع وهمية مرة اخرى؟!

6- ادرس مادة الفلسفة كمادة أخرى اجبارية مع العلوم الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء. لان في دراسة الفلسفة يتمعق وعي المواطن ويتطور ويطلع على القضايا المهمة في حياته ويستطيع يفهم ماهيتها وتقدير الاختلاف بينها.

7- نظام الاقتصاد يكون اشتراكي رأسمالي، هناك خدمات عامة مثل الرعاية الصحية والمدارس والجامعات والرعاية الاجتماعية كما هو النظام الأسترالي، مع وضع ضوابط مهم عدم تداول النقد باليد.

8- السياسيين يجب ان ينهوا الدراسات الجامعية في حقل القانون الدولي، والاقتصاد والفلسفة.

9- لن يكتب في الجنسية او هوية الأحوال المدنية أي شيء عن ديانته. بل يكون امر سري ومن يبوح بها تفرض عليه غرامية مالية عالية، لان هذا الشخص اناني يريد من يتحيز الى جانبه من المؤمنين بعقيدته او مذهبه، كل واحد يكتب وصيته ويدعها في بنك سري لا احدا يعلم به سوى شخص واحد قريب عليه.

10- في كل مدينة كنت أسس مكتبة عامة،  ويكون في كل يوم هناك محاضرة ثقافية لمختص في موضوع ما او احد العلوم او احد الفنون او أي مجال من مجالات الثقافة.




 

211

مقابلة مع سيادة المطران مار بشار وردة مطران ابرشية حدياب- اربيل
في اذاعة Sbs Australia Assyrian program

http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/en/content/25th-general-assembly

شكرا للاخ الصحفي اللامع ولسن يونن

يوحنا بيداويد

212
"التحدي الكبير الموجود في تاريخ الكنيسة هو كيف يتم جعل المؤسسة الكنسية في خدمة هدف الجماعة المؤمنة التي هي الكنيسة الحيّة المتكونة من اعضاء مؤمنين، وليس ان تكون المؤسسة هدف بحد ذاتها."

مقابلة مع سيادة المطران اميل نونا السامي الاحترام مطران ابرشية مار توما للكنيسة الكلدانية في استراليا ونيوزلندا

اجرى المقابلة يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
5 حزيران 2015
 


سيادة المطران اميل نونا هو من مواليد القوش سنة 1967، وفيها أنهى الدراسة الاعدادية، الفرع العلمي، بعدها دخل معهد شمعون الصفا الكهنوتي في بغداد، ورُسم كاهنًا في 11/1/1991.

خدم المطران نونا في خورنة القوش ككاهن مساعد لخوري البلدة الى سنة 1997 ثم استلم مسؤوليتها. في سنة 2000 سافر الى روما – ايطاليا لإكمال دراسته اللاهوتية العليا وحصل على شهادة الدكتوراه في الانتروبولوجية اللاهوتية من جامعة اللاتران الحبرية سنة 2005 بأطروحته الموسومة: (انتروبولوجية العلاقة الزواجية في كتابات مار افرام السرياني).

رسم رئيسًا لأساقفة الموصل في 8/1/2010. وعلى اثر التهجير القسري الذي جرى لأبناء ابرشيته مع بقية المسيحيين انتقل الى عنكاوا ومن هناك راح يقوم بمهام كرئيس للجنية تقديم المساعدات والاهتمام بالمهجرين الى ان تم ترشيحه من قبل سينودس الكنيسة الكلدانية المنعقد بعينكاوة – اربيل من 24-27 حزيران 2014 راعيا لأبرشية مار توما في استراليا ونيوزلندا خلفا لمار جبرائيل كساب الذي تقاعد بسبب بلوغه سن التقاعد. تم تنصيبه من قبل سيادة المطران بشار وردة مطران ابرشية حدياب-أربيل بتكليف من غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الجزيل الاحترام في 7 اذار 2015 في كنيسة مار توما سدني.

بعض إصدارات المطران نونا:
الكتب المؤلفة:
1.   كتاب: افرحوا في الرب – تأملات في السنة الطقسية لكنيسة المشرق الكلدانية – الاشورية، الموصل 2011.
2.    كتاب: رتبة درب الصليب، الموصل 2012.
3.   كتاب: العائلة والمجتمع، 2013

الكتب المترجمة:
1-   تفسير الخدم الكنسية لابراهيم القطري، بغداد 1996.
2-   كلمة الله في روايات البشر، اربيل 2007.
3-   100 سؤال في الحب والزواج، اربيل 2009.

وحينما طلبنا منه اجراء هذه المقابلة قبلها مشكورا برحابة الصدر على الرغم من التزاماته الكثيرة.



س1       سيدنا اهلا وسهلا بكم في استراليا كراعي جديد لأبرشية مار توما الرسول للكلدان في استراليا ونيوزلندا خلفا لسيادة المطران جبرائيل كساب الذي تقاعد من الخدمة بسبب العمر بحسب القانون الكنسي. كيف كان انطباعك قبل وصولك؟ وكيف هو الان بعد ان حصلت لك لقاءات واجتماعات بين ابناء الابرشية في سدني وملبورن؟

الجواب
قبل وصولي كان الانطباع العام هو الترقب لمعرفة وضعية الابرشية بشكل صحيح وليس عن طريق الاصغاء، لهذا لم يكن هناك تحديد دقيق لما كنت اشعر به لان من الطبيعي ان نكّون انطباع عن شيء حين نبدء نتعرف عليه او نعيشه. بعد وصولي ارى ان ابناء الابرشية لا زالوا ملتزمين بإيمانهم ومتطلباته وهم بشكل عام محبين لكنيستهم وكل ما تتطلبه تعاليم الكنيسة.


س2       اثناء قداس يوم الخميس المصادف 18 اذار 2015 في كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع، سمعنا من خلال كرازتك، إنك تحمل شعارا تقول فيه:" صورا طاوا لبني علما -اي الرجاء الصالح لبني البشر".  لماذا اخترت هذا الشعار الذي هو جزء من انشودة الملائكة حينما بشروا الرعاة بولادة المخلص. وكيف تطبقه في حياتك؟ وما اهميته لأبناء الابرشية لأنهم الحقل الذي ستقضي عمرا مديدا ان شاء الله معهم في تطبيق هذا الشعار؟

الجواب
شعار اسقفيتي من البداية كان حول الرجاء المسيحي، وقد اخترت كبداية مسيرتي في ابرشية مار توما هذا النداء الذي أطلقه الملائكة، كونه يرتكز على الرجاء. في ايماننا الرجاء هو اساسي وجوهري للحياة، لأنه لا يعطي فقط قوة للمستقبل بل يحقق في الحاضر ما نطلبه في المستقبل. لذا الحياة الانسانية اليومية بحاجة ماسّة للرجاء كي تستطيع ان تحقق الفرح والسعادة المرجوة من الله في تفاصيل الحياة اليومية. اعتقد ان ابرشيتنا تحتاج الى رجاء قوي يعطيها زخم وقوة في مواجهة تحديات عالم اليوم ومتغيراته.


س3      من خلال حفلة العشاء يوم الاحد المصادف 22 اذار في اخر لقاء لك مع ابناء رعية ملبورن، قلت كلمة قصيرة ولكن كانت جوهرية وكثيفة على مسامعنا، حينما قلتم ما معنها: "ان الكنيسة يجب ان تستدير وجهها 180 درجة، ان تستدير وجهها الى المؤمنين وتقوي علاقة المحبة والاخوة في الايمان أكثر من العلاقات الادارية الرسمية او البيروقراطية بين الإكليروس والشعب (المؤمنين). وقلت ايضا هذه تعليمات الكنيسة الكاثوليكية في عهد قداسة البابا فرنسيس الجديد". الان هل تستطيع توضح لنا هذه الفكرة أكثر لقرائنا المؤمنين؟ وماذا كنت تقصد بوجود ركنيين في الكنيسة، المؤسسة او الهيكل الإداري والعائلة الواحدة حسب المفهوم الروحي؟

الجواب
الكنيسة هي جماعة الرب يسوع المسيح المؤمنة به والتي تحاول ان تحقق رسالته الخلاصية في العالم في كل مكان وزمان. هذه الجماعة هي نفسها لها هيكيلية مؤسساتية مهمة جدا لديمومة رسالة الجماعة المؤمنة. التحدي الكبير الموجود في تاريخ الكنيسة هو كيف يتم جعل المؤسسة الكنسية في خدمة هدف الجماعة المؤمنة التي هي الكنيسة الحيّة المتكونة من اعضاء مؤمنين، وليس ان تكون المؤسسة هدف بحد ذاتها. في ايماننا المسيحي نحن نؤمن بان رسالة الكنيسة هي جعل الخلاص متاحا للجميع، لذا من المهم ان يكون كل ما عند الكنيسة موجّه لهذا الهدف، وان لا يكون هناك فصل او مسافة كبيرة بين المؤسسة الكنسية والجماعة المؤمنة.



 
س4      سيدنا هل ممكن نعرف اهم خمسة أولويات لك ستقوم بها في خدمتك لهذه الأبرشية؟

الجواب
لقد تكلمت في خطاب التنصيب عن برنامج عملي الذي سأعمل على تحقيقه في الابرشية، وممكن ان نلخصها في بعض النقاط، وهي التعليم الايماني والانساني بكافة جوانبه، الممارسة الطقسية للإسرار بروحية وايمان عميق، الاهتمام بالعائلة بكافة جوانبها، الاهتمام بالأجيال الناشئة هنا والشباب، تقوية العلاقات داخل جسم الابرشية بين مختلف الشرائح.


س5    ما مدى اهمية الهوية الإنسانية التي تحملها ككلداني؟ وما أهمية اللغة بالنسبة لك؟

الجواب
الهوية للإنسان جوهرية في مسيرته الحياتية، فمن المهم ان يكون لكل شخص هوية يعتز بها وتعطيه خصوصيته التي يُغني بها الحياة والعالم، بشرط ان لا تعمل على الغاء خصوصيات الاخرين بل تساعدهم على ابراز ما لهم كونه سيعطي زخم لهويته الشخصية. انا انسان كلداني، وهذه هي هويتي الانسانية التي تعطيني خصوصية معينة مؤَسَّسة على تاريخ وحضارة وانتماء كنسي معين. هذه الخصوصية يلزم ان اضعها في خدمة الخصوصيات والهويات الاخرى ايضا كي اغتني بها واحاول ان اغني الاخرين بما عندي.
اللغة بالتأكيد هي واحدة من اسس تشكيل الهوية والانتماء القومي لاي جماعة او شعب، ولغتنا هي تصوغ شخصيتنا بكل ابعادها، وايماننا ايضا هو مُصاغ بهذه اللغة الخاصة بنا. من المهم اذن ان نحافظ عليها ونحاول ان نجعلها حيّة عند جميع الاجيال الحالية.


س6    ما الإيجابيات التي لاحظتها من خلال خبرتك القصيرة في رعايا ابرشية ما توما؟ وما هي النواقص التي تحتاج الاهتمام والعمل على إصلاحها؟

الجواب
   لا زالت الفترة التي قضيتها قصيرة لعمل تقييم او انطباع دقيق عن الابرشية، لكن أستطيع ان اقول ان الكنز الاساسي في الابرشية هو الجماعة المؤمنة التي لا زالت محافظة بشكل عام على ايمانها وتقاليدها وطريقة عيشها لهذا الايمان. اما ما يحتاج العمل عليه فاعتقد كل شيء، ليس لان كان هناك نقص فقط بل لان العمل لا ينتهي والطموح يلزم ان يكون نحو الاحسن دائما.


س7     انت كنت رئيس أساقفة لأبرشية عريقة وقديمة يعود تاريخها الى أكثر 18 قرنا، وفجأة بين يوم وليلة اجبرتم كلكم الى الهجرة والترحيل القسري. ماذا تستطيع ان تخبرنا عن تلك الأيام العصيبة التي مريتم فيها كراعي وكأبناء رعية؟

الجواب
   ممكن ان اقول انها كانت ايام سوداء بكل معنى الكلمة ومن كل الجوانب: من الناحية الانسانية ليس سهلا ترك، وبشكل اجباري، المحيط والبيئة التي ينشأ ويتربى بها الانسان والتي تعطيه طابعه الخاص، لذا كان تأثير الازمة ولا يزال على مؤمنينا كبيرا جدا، بحيث افقدتهم الثقة بالبيئة والبلد والاخرين وأحيانا بالمستقبل. من الناحية الكنسية نحن خسرنا تاريخا ايمانيا طويلا وتراثا معماريا وحضاريا عميقا جدا في التاريخ بحيث لا يعوّض، مثل الكنائس القديمة في الموصل. من ناحية اخرى ليس سهلا ترك كل شيء من مقتنيات واملاك وبيوت وحاجيات ومكتبات. شخصيا خسرت مكتبتي التي كانت موزعة بين الموصل وكرمليس، بينما استطعت ان انقل الجزء الموجود في تلكيف. وهكذا حال بقية المؤمنين الذي خسروا الكثير جدا. لكن في ايماننا هناك الرجاء ونحن متأكدين ان اهم شيء هو الحياة، ونشكر الله انه لم تراق دماء ابنائنا او يتم سبيهم. نطلب من الله ان يعطي القوة للجميع ليكملوا حياتهم بايمان عميق بالحياة المسيحية.


س8  من خلال استماعي الى أحاديثك وجدتك مهتما كثيرا بالثقافة. على الرغم من قصر مدة استلامك مهمة راعي الأبرشية، لا بد ان نسألك، ما هي مشاريعك في هذا المجال؟ ما الذي تنتظر ان تجلبه الثقافة للمؤمنين؟  هل للثقافة أهمية في حياة الانسان فعلا؟

الجواب
   الثقافة في ايماننا لها بعدان اساسيان: الثقافة الايمانية، والثقافة العامة. انا ارى ان من الجوهري اليوم ان يكون المؤمن مثقفا ايمانيا بشكل كبير، وخاصة في بلدان الانتشار مثل استراليا ونيوزلندا، لان التحديات التي يواجهها كبيرة جدا ضد كونه مؤمنا. ولهذا سأحاول كل جهدي التركيز على نقل وتوضيح وزيادة الوعي والثقافة الايمانية عند مؤمنينا لأنها سلاحهم الاساسي في حياتهم الحالية. وقد بدأت بمحاضرات اسبوعية عامة للجميع، ونحاول الان تنظيم الامور ليكون هناك شمول لكل الفئات بالتعليم والتعمق الايماني.
   من جانب آخر هناك الثقافة العامة التي تخص الجوانب الاخرى في الحياة غير الايمانية. هذا البعد للثقافة هو اساسي ايضا لأنه يعطي دافعا للسؤال والاستفسار عن الايمان ويجعل المؤمن متحركا نحو المطالبة بمعرفة اكثر عن ايمانه استنادا الى ثقافته العامة. سنحاول ان نعطي اهمية كبيرة لكل ما يخص هذا الجانب إن كان بالاهتمام بالمكتبات او النشاطات المسرحية او غيرها من الجوانب الاخرى.


س9    ما هي القاعدة الذهبية في حياتك؟

الجواب
    هي القاعدة الذهبية التي قالها الرب يسوع المسيح (اعمل للآخرين ما تريد ان يعمله الاخرين لك).



 
س10 هل من كلمة أخيرة لإخوتنا في ارض الوطن والمهجر؟

الجواب
 مؤمنينا من ابنائنا في الوطن هم اساسنا وسند لوجودنا كمؤمنين مشرقيين في بلدان الانتشار. ايمانهم وقوة رجائهم تعطي لنا كلنا هنا دافعا لنشر رسالة ربنا بحياتنا ونموذجنا الانساني. لذا نحن ممتنين لهم لوجودهم ولايمانهم. سوف نعمل لك جهودنا – بقدر لامكانيات الموجودة هنا - من اجل ان تكون ظروف حياتهم افضل.


213
العراق بحاجة الى صدام جديد؟؟!!

بقلم يوحنا بيداويد
1 حزيران 2015

يبدو ان مشكلة العراق لن تحل الا بولادة صدام جديد، شريف يقطع ايادي السراق بالسيف. لكن بشرط ان لا يكون له اية اقارب او ابناء او بنات او اولاد اعمام، ولا تكون ولادته من اي مدينة عراقية. كذلك ان يكون بدون دين او مذهب او قومية او عشيرة،( او ان لا يعلنه في حالة امتلاكه اي منها ) حتى لا يرحم أحدا ولا يحتاجهم أيضا.

اعتقد إذا وجد صدام الجديد في المستقبل القريب او البعيد، يجب ان يتم ايضاً تشريع قانون مهم جداً جداً، حينما يلقي صدام الجديد الخطب في اماكن العامة، ممنوع التصفيق له بتاتا (كي لا يتشجع اللوكية والحرامية للتقرب منه ويحلسون اقدامه ويحصلون على البقشيش والعلاوات)، وعندما يتحدث صدام الجديد او يقود اجتماعا معينا، لا يسمح للمشاركين في الاجتماع بالجلوس بتاتا، حتى لو كانوا بدرجة الوزراء، كي يفرض قوته على العراقيين اكثر من صدام القديم ب 10 أس 12)،10 ترليون مرة.

بالاختصار نحن الان بحاجة جـــــــــــلاد عـــــــــــــــــــــــــــــــادل والا لا يوجد حل، لان لم يبق.........؟.

ايضا يجب ان يتم محاكمة الحكومات السابقة كلها منذ تأسيس الجمهورية العراقية من الاحياء والاموات، ان يتم القاء القبض على رؤساء الجمهورية ونوابهم  ورؤساء الوزراء ونوابهم ورؤساء البرلمان ونوابهم وجميع الوزراء جميع الاحزاب) كي ويقدمون للمحاكمة ينال كل واحد حقه منهم العادل من الاكرام والاهانة او الرزالة والاستحقار، حسب تاريخه الشخصي. ويتم وضع الاحياء منهم في السجن او الاقامة الجبرية حسب نوع التهمة لحين تقديمهم للمحكمة وفي حالة تبرئة اي منهم من سرقت المال العام، يعود الى موقعه ويكرم عشرة اضعاف ما كان يحصل عليه.
لكن هيهات تجد واحد منهم يسير مرفوع الراس في شارع سعدون او الرشيد او كرادة خارج او في بغداد الجديدة او يجلس مقهى ابو سلام على ابو نواس والناس تتجمع حولهم لسحب الصور التذكارية.

ملاحظة كتبت المقال بعدما اطلعت على تقرير احدى المحطات عن ان كلفة الحكومة العراقية خلال  ثمان سنوات بلغت 48 مليار دولار، فقط رواتب الحكومة وحراسها.
اخواني القراء نريد تعليقاتكم بكل حرية.

216
في مقابلة معه عن معاناة ابناء شعبنا...
سيادة المطران مار يوسف توما: "اسألوا كم طفل ينام في أحضان امه جائعا بدون حليب!"


أجرى المقابلة يوحنا بيداويد، ملبورن/ استراليا   16 اذار2015

على أثر مخابرة شخصية للاستفسار عن صحته واحواله، تطرق سيادة المطران يوسف توما السامي الاحترام راعي ابرشية كركوك والسليمانية لكنيسة الكلدان على معاناة أبناء شعبنا المهجرين من المسيحيين من كافة الطوائف (الكلدان والاشوريين والسريان والارمن وحتى الإيزيديين والعرب والاكراد وغيرهم) وعن الصعوبات التي يمرون فيها، والمستلزمات الضرورية التي يفتقدونها، لا سيما الأطفال، وطلاب الجامعات والمدارس، والمرضى، والعوائل التي لازالت تعيش في أماكن شبه عامة، غير صالحة لسكن اية عائلة!.

نظرا للحاجة الملحة التي يعيشها هؤلاء الاخوة لنا في الايمان والهوية، وجدت من الضروري ان نقوم بنقل الصورة الحقيقية من خلال اجراء مقابلة مع شخص يقضي ليله ونهاره مع هؤلاء المحتاجين في تلبية طلباتهم وحل مشاكلهم ومشاركة همومهم وتشجيعهم على الايمان والمثابرة في إيجاد الحل والتفاؤل في الحياة مهما يحصل.

لا أخفي عليكم، قراءَنا الأعزاء، كان رد سيادة المطران يوسف توما السامي الاحترام فيه الكثير من العتاب علينا وعلى أبناء شعبنا في المهجر الذين قدموا القليل مقارنة بحجم المأساة والمصيبة التي ضربتهم. فنسي الكثير( لا اعني الكل طبعا) منا في المهجر اقاربهم واصدقاءهم ومعارفهم كأن هؤلاء الناس لم يكونوا إخوة لهم يعيشون ويقتسمون الحلو والمر، الفقر والعوز، الخوف والهروب معا، قبل عقد أو عقدين من الزمن.

بل خاطبني سيادته بحزم، مع شيء من المرارة والعتاب حينما حاولت (معرفة رأيه في قضية أبناء شعبنا ومصيرهم، كيف يجب نفهم الوضع الدولي؟ وخلف أي بوصلة نسير بعدما أصبحت قضيتنا قضية دولية؟) قائلا: "أتركوا اهتماماتكم لأنفسكم ونقاشاتكم الفارغة وصراعاتكم حول التسميات بعيدا عنا، فهي لا تعنينا شخصيا، وليست محل اهتماماتنا لأننا لا نملك مثلكم الوقت لها. يهمّنا الآن كيف نوفّر الطعام للجياع والدواء للمرضى والأجور للطلاب والمساكن للعوائل. إن أردتم أن تسألوا عنا، إسألونا عن ماذا نحتاج؟ كم طفل ينام في أحضان امه جائعا بدون حليب، أو كيف يقضى المرضى وكبار السن ساعاتهم ليل نهار وهم يندبون حظهم في الحياة؟ أو ما الذي سيجبر بعض طلاب الجامعة الطبية وغيرها من الجامعات من أبنائنا ترك دراستهم الجامعية؟

فحينما طلبتُ منه إجراء مقابلة، حتى وإن كانت سريعة، حول هذا الموضوع وافق حالا مشكورا، على الرغم من ضيق وقته وكثرة التزاماته ومسؤولياته وأعماله، ليتحدث إلينا بوضوح أكثر عن معاناة ابناء شعبنا فيطلع عليها إخوتنا في المهجر من قبل شخص يعيش تماما واقع ما يحدث في أرض الوطن لعلّ بعض إخوتنا ممن هم في الخارج يفوقون من سباتهم!

نص المقابلة مع سيادة المطران يوسف توما السامي الاحترام


س1  سيدنا يوسف، كم هو عدد العوائل المهجرة في ابرشيتك؟ ومن اين اتوا؟ واين يسكنون الان؟

ج/ عدد العوائل المهجرة التي استقبلنا في ابرشيتنا في البداية، أي منذ شهر تموز تجاوز 300 عائلة في كركوك و 500 عائلة في السليمانية. كانت البدايات من الموصل وفي ليلة 6و7 آب جاؤوا من سهل نينوى من 13 قرية وبلدة هجروا فلجأوا الى كردستان خصوصًا وكان هذا المجموع أكثر من 800 عائلة وهي حصة أبرشيتنا وهذا الرقم يشكل بحدود 7% من مجموع المهجَّرين. حاولنا منذ البدايةأن نتجنب إسكانهم في الخيم، وقمنا بتأجير الشقق والمساكن لكن الغالبية وزّعناهم على الكنائس والمدارس، وبالحقيقة فتحت كل الكنائس أبوابها من آشوريين وسريان وإنجيليين، كلهم فتحوا أبوابهم واستقبل كل واحد بحسب إمكانيته. أما المدارس فاستعملت لفترة العطلة الصيفية، لكننا اضطررنا إلى افراغها من المهجرين والبحث عن بيوت ومساكن أخرى إما ما تبرع به أصحابها لمساعدتنا أو قسم آخر اضطررنا إلى دفع إيجارات لهم.

س2، سيدنا هل بإمكانك أن تعطي لقرائنا في الوطن والشتات - ولو بصورة مختصرة أو تقريبية – فكرة عن معاناة هؤلاء المهجرين داخل أبرشيتك من أبناء شعبنا، حاجتكم مثلا إلى مبالغ تصرف على حليب الأطفال؟ أو أجور نقل لطلاب الجامعات او أجور السكن للعوائل والمواد الأساسية كالمواد الغذائية والادوية؟

ج/ تتفاوت معاناة هؤلاء المهجرين بين شخص وآخر بحسب عمره وحالته الاجتماعية، وحاجاته: فالأطفال يحتاجون إلى الحليب والعناية يمكنني أن أعطيك رقم كمثال، نحتاج كل شهر إلى 4 آلاف دولار لحليب الأطفال الرضع في كركوك فقط لأن لكلّ طفل حليب معيّن.كما قبلنا أغلب طلاب الابتدائية في مدرستنا الأهلية وحصلنا استثناء للبقية كي يقبلوا في المدارس القريبة من مناطق سكناهم. لكن سرعان ما ظهرت مشكلة أكبر مع طلاب وطالبات الجامعات الذين توافدوا إلينا من كل مكان في إقليم كردستان (حيث شكلت اللغة مانعا لعدم قبولهم في جامعاتها) مما أثقل كاهل أبرشيتنا واضطررنا للإهتمام بهم وهؤلاء طلاب الجامعات ينقسمون الى قسمين: من سجلوا كدائميين وقبلوا في معاهد وجامعة كركوك (خصوصا الطبية والصيدلة والهندسة) وعددهم حوالى 70 ويقضون عندنا حوالي 20 يومًا بالشهر، هؤلاء يجب إطعامهم وإسكانهم ونقلهم إلى الجامعات أو لدى زيارتهم لأهلهم خارج كركوك (في اربيل أو دهوك). وهناك الطلاب المؤقتين الذين يأتون فقط لإجراء الامتحانات للدور الثاني أو لأغراض اخرى، ويقيمون عندنا لأسبوع أو أكثر، هؤلاء يتجاوز عددهم 80 اضطررناإلى إسكانهم في الفنادق وإطعامهم ونقلهم كي لا تضيع السنة الدراسية منهم. هذا ما عدا بقية المهجرين الذين نوفر لهم الخدمات والمواد الأساسية والغذائية، كما هنالك المسنون والمرضى الذين نضع تحت خدمتهم العيادة الخيرية التي يتطوع فيها أكثر من 15 طبيب وطبيبة من مسيحيين ومسلمين والكل يقدّم بطواعية وفرح الخدمة مجانًا ونستقبل بين 50 و 70 مريضًابالأسبوع،كما نوفر لهم الأدوية مجانًا،خصوصا أدوية الأمراض المزمنة أو أدوية أخرى نادرة نضطر إلى شرائها من الخارج، إلى جانب دفعنا مصاريف عمليات كبرى بعضها يكلف آلاف الدولارات.
س3، هل تصلكم مساعدات من مؤسسات من غير أبناء شعبنا او كنائسنا، مثل مؤسسات انسانية عالمية مثلا؟ وما هو وجه المقارنة بينها؟ والتي يرسلها ابناء شعبنا لكم من المهجر؟
ج/ بخصوص المساعدات نشكر الله ونشكر جميع المؤسسات التي دعمتنا من الداخل والخارج وخصوصا كل الذين أعطوا بفرح ومحبة حتى الكميات القليلة، أما المؤسسات فبالرغم أنها جاءت متأخرة حوالي الشهرين، لكنها وفرت لنا مساعدات عينية وغذائية مثل أخوية المحبة (كاريتاس) ومنظمة الصليب الاحمر والهلال الاحمر ومؤسسات أخرى إستطاعت ان تسد الحاجة بينما كنا في البداية فقط لوحدنا نحاول أن نسعف أبناء شعبنا. أما إخوتنا في المهجر فيأتي منهم مساعدات،قسم منها مباشرة قد تذهب إلى الناس مباشرة، أو تذهب إلى مناطق أخرى حيث يتوزع المهجرون وقد لا تظهر بوضوح بسبب كثرة الحاجات. المهم كثيرون يعملون كالأحزاب والمؤسسات التي لديها اتصال مع بلدان أوربا واستراليا وامريكا، هنالك أناس أسخياء أيضا من كنائس فرنسا والمانيا وبريطانيا ممّن يبذلون المساعدة والعونأو مؤسسات كاثوليكية مثل "ميسيو"(Missio) أو عون الكنيسة المحتاجة وكاريتاس وغيرها.كذلك مؤسسات الدولة أو الإقليم لم تبخل بالمساعدة خصوصا وزارة المهجرين التي منحت كل أسرة مبلغ مليون دينار (حوالي 800 دولار) منذ بداية الأحداث مما أسهم في مساعدة المهجرين.وعلى الرغم من بعض المشاكل يمكنني القول إننا بصورة عامة استطعنا أن نتجنب الأسوأ حتى الآن.

س4 ، سيدنا اجبتنا خلال المكالمة التلفونية بشيء من العصبية بأنك لا تستطيع بل لا تودّ زيارتنا الآن؟ ما هو السبب؟

ج/ لم أعد استطيع كالسابق أن أسافر إلى الخارج لأن حياتي ومهامي تغيّرت منذ بداية أسقفيتي، قبل أكثر من سنة، فالعمل الذي كنت أقوم به كراهب دومنيكي وكرئيس تحرير مجلة "الفكر المسيحي" وكناشر للكتب وكمدرّس، كان يسمح لي بعطلة شهرين سنويا كي أجد مشتركين أولألتقي بأبنائنا في الشتات،كنت فعلا أكثر حرية، أما اليوم فمسؤولياتي كمطران تضطرني إلى البقاء ومتابعة ما يستجدّ كل يوم. من جهة أخرى قدوم هذا العدد الكبير من المهجَّرين،الذي يعادل سكان ابرشيتي القدماء،هؤلاء يأخذون مني جُلّ وقتي وحضوري واهتمامي.

س5، لقد طُرِحًت فكرة التبرع بدولار واحد شهريا لكل شخص من أبنائنا في المهجر قبل سنوات لإنشاء صندوق لمساعدة ابناء شعبنا في الداخل قبل هذه الاحداث ولم يتم اكمال فكرة هذا المشروع الذي كان قد يفيد اليوم، ولم تفكر كنائسنا في تطويره ولا حتى المؤسسات الثقافية ولا الحزبية لأبناء شعبنا في المهجر حتى في هذه الظروف الصعبة لماذا؟ ومن يتحمل المسؤولية إضاعة فرصة رصد أكثر من مليون دولار شهريا لأبناء شعبنا المهجرين في الوطن؟

ج/  لقد كانت غاية تأسيس "الرابطة الكلدانية" التي اقترحها غبطة البطريرك لويس ساكو، منذ تسنمه كرسي البطريركية قبل سنتين بالذات، لتحقيق مقترحكبل أكثر من ذلك، وهذا كان سيحل أكبر مشكلة تعانون منها في الشتات ألا وهي البعثرة وعدم وجود مؤسسات قوية تعنى بحاجات شعبنا في الداخل وحتى الخارج. فمثل هذه المؤسسات يجب أن تكون فعالة تجمع الآراء وتحقق عمليا بعكس ما يحدث الآن حيث لا يزال الجدل حول التسمية أو السلطة، هذا إلى جانب عدم كفاءة لدى من يدلي بدلوه في مواضيع شتى. فالمنهجية التي يجب على أبناء شعبنا في الشتات ان يتعاملوا بها لا تخص جمع المبالغ فقط وإنما إستثمارها والعتاب الذي توجهه أنت في سؤالك حول عدم كفاءة المؤسسات الثقافية او الحزبية، يقع ضمن عدم الكفاءة والمنهجية اللتين ذكرتهما. لكن مع ذلك، كما يقول المثل "الحاجة تفتق الحيلة"، أي يبقى هنالك مجال مفتوح وفرص موجودة أمامكمفي المهجر للمشاركة والتعاطف، والمهم "أن لا تنسونا" - كما جاء عنوان الكتاب الأخير الذي صدرمؤخرا عن غبطة البطريرك لويس ساكو بالفرنسية(1)، لا تنسونا يا إخوتنا في المهجر،فالمسألة تتجاوز العتابوالمرارة، وإنما هي صرخة إخوة يمرّون في محنة ومعاناة شعب تتكرر مأساته مرة أخرى.

س6 ، قضية تهجير المسيحيين من المواصل وقصباتها مثل تلكيف وبغديدة وكرمليس وتلسقف وبنطانيا وباقوفا وبرطلة وبعشيقة وغيرها وإخوتنا الإيزيديين في سنجار أصبحت قضية دولية، وكذلك مع أهلنا في سوريا في الخابور وحلب ودمشق وبقية المحافظات السورية. وقد صدر أكثر من بيان دولي من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وروسيا والكونجرس الامريكي بهذا الصدد. هل برأيكم من فائدة لهذا التحشّد الدولي إعلاميا وسياسيا حول قضية أبناء شعبنا المسيحيين من كلدان وأشوريين وسريان وأرمن وغيرهم من الأقليات؟

ج/ ذكرت في سؤالك المناطق والقصبات التي تعرضت إلى التهجير، وذكرت أيضا الأقليات الأخرى مع ما حدث في سوريا لإخوتنا في كل مكان وذكرت البيانات والتصريحات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الامن (الذي سيلقي فيه غبطة البطريرك خطابا يوم 27 آذار المقبل) لكل هذه الجهود في اعتقادي فائدة كبيرة لتحشيد الدول والسياسيين حول قضايا أبناء شعبنا والاقليات، وهذا قد يحرك المعنيين وأصحاب القرار لصد كل من لا يلتزم بالقوانين والأعراف الدولية والعالمية مثل عصابات "داعش" وغيرها. كما أن لوسائل الإعلام قوّة كبيرة في إطلاع العالم على ما يحدث من تجاوزات وتعدٍ، ففي هذه السنة بالذات تكرر ما حدث لشعبنا قبل مئة عام في مذابح "سيبا" (السيف) التي راح ضحيتها الملايين وزالت ثلاث أبرشيات كلدانية تماما. لذا علينا أن نثمن كل من يبذل ما يمكنه من جهد ومال وإعلام فيطلع عليها الناس في أنحاء العالم،إلى جانب ما يقوم به العقلاء والمحللون من محاولات تشخيص لهذه الأمراض التي تعود مع كل جيل وتتكرر ويكون الإنسان من أبناء الاقليات والضعفاء هو الضحية، فالبلاد كلها تقريبا عانت في زمن ما، لكن الحكماء أنقذوها واستعانوا بذوي الاختصاص فأسهموا في نهوض شعوبهم بشكل أو بآخر.

س7 ، ما هي رؤيتكم لمستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط؟ وما هو الحل الامثل لنا؟ ألم يحن الوقت ان تتوحد جهود السياسيين والعلمانيين جميعا في وضع مطالب أبناء شعبنا أمام المحفل الدولي؟ وما هو الحل الامثل لنا وللإخوة الإيزيديين وبقية الاقليات والمهجرين حتى من العرب والاكراد؟

ج/ مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط بالتأكيد يقف على المحك، وهو مهدّد ولا ينبغي أن نفصل ما يحدث من المسببات والنتائج، فكون الأقليات مرصودة من قبل تيارات مختلفة منها ما يهمش أو يستبعد أو يقصي بل حتى يمارس مذابح جماعية وحروب باسم آيديولوجية دينية أو قومية، فالإقصاء لدى هذه التيارات يعرفها العالم منذ قرون ولعل أشهرها ما حدث قبل 70 سنة مع النازية والتيارات المتطرفة التي ادّت إلى حروب وكوارث دمّرت شعوبًا كثيرة وغيّرت جغرافية العالم.لكن العالم اليوم أصبح مختلفا وصغيرا بواسطة وسائل الاعلام والاتصال، والذين يعانون تصل أخبارهم في كل مكان.كما أن مشكلتنا ليست فقط لكوننا أقلية بل إنها أكبر تجاه من يدّعون أنهم غالبية هنا ويعتقدون أنفسهم قادرين على عدم الأخذ في الاعتبار متغيرات جوهرية تحدث في العالم،عليهم أن ينظروا إلى أنفسهمفي المرآة، فالغالبيات لا يحق لها أن تسحق الاقليات، هناك من هو أقوى منك سياسيا،هذا إلى جانب المفهوم الديني الحقيقي عندما نؤمن بأن الله لنيقبل الظلم والتعدي، ومهما كان الظالم قويا سيأتيه يوم، "يوم لك ويوم عليك"، هذا ما تؤمن به جميع الاديان، فالله عادل سيقتصّ من الظالم عاجلًا أو آجلًا.

س 8، ماذا تطلب من أبناء شعبنا في المهجر بصورة عامة؟ وبصورة خاصة عن مساعدة المهجّرين لاسيما
الطلاب (كلية الطب والهندسة والعلوم وغيرها) الذين لا يملكون أجور النقل والدراسة وغيرها، وقد يضطرون إلى ترك دراستهم بسبب ذلك؟


ج/ ما لاحظته من خلال زياراتي العديدة لأبنائنا في المهجر خلال أكثر من عقدين هو البعثرة وعدم تمكنهم من تنظيم أنفسهم، وبسبب عدم وجود دراسات اجتماعية تساعد على التوعية فإنك تراهم يتكتلون– وهذا طبيعي – باحثين عن توازن مؤقت فيبذلون جهودا كبيرة في ذلك بخصوص اعتبارات ضيقة قروية أو عشائرية لا ديمومة فيها، لكنها كلها تتميز بالإنكفاءعلى نفسها والانغلاق فيتأخر نضوجهم كجماعة، ويكفي أن نتجول على صفحات المواقع الالكترونية كي نرى أن هذه المحاولات تتكرر مع كل جيل يهاجر فلا تغيير ولا تطور، والذين ينجحون على الصعيد المادي تراهم يصرفون على انفسهم وراحتهم من دون التفكير بما يمكن أن يساعد الآخرين (في المهجر أو في الوطن)، وهذا الانشغال بالنسبة لي يغرق في الثانوي والانفعال، ولا يخطر على بال أحد أنه عبارة عن تقلبات ناتجة عن قطع الجذور، وهذا سبب كل أشكال الأنانية وكأنه يكتشف الأنا لأول مرة في حياته، من هنا تنحدر أشكال المشاكل العائلية وغيرها. فيأخذ من الغرب ما هو من الأسفل، من أسوأ ما فيه، أي الفردانية، فلا يفكر بالآخرين حتى على الصعيد العائلة أو القرية أو الحي أو الصداقات القديمة... كم مرة سمعت من يتذكر صديقا عاش معه سنوات فلا يفكر بأن يرسل إليه هديةقد تعينه في أزمنة صعبة،إنهم قد يتذكرون الوطن بحنين وانفعال ويبكون على الأطلال، لكن ليس في ذلك من فائدة تعطي للقرابة والصداقة والجيرة حقها. من ناحية أخرى إن عدم وجود دراسات اجتماعية معمقة تراه يحاول أن يؤثر على أولاده بعقلية لا تلائم البلد الذي حلوا فيه، فلا يعطيهم صورة إيجابية للعراق. لذلك يصبح ضائعا بين عالمين: الذي جاء منه وانتهى بالنسبة إليه، وعالمه الآن الذي حتى اللغة فيه لا يتعلمها.

أما بخصوص مساعدة هذا المهاجر لدينا الباقي عندنا في الوطن أقول لك لا يمكنكم أن تؤثروا في مسار ما يحدث من بعيد، أنصحك بالواقعية، يمكنك أن تتعاون مثلا في تبني أحد الطلاب الكليات في الطب أوالصيدلة أوالهندسة،فكل طالب عندنا يحتاج الى 20 دولار يوميا،لأجور السكن والنقل والطعام والملابس والدوام والدراسة، ومن دون هذا قسم منهم سيضطر الى ترك الدراسة او تضيع عليه السنة، مع شيء من التفهم يمكن ان تتعاون عدة عائلات على هذا المشروع ويمكننا ارسال اسمائهم اليكم،أعني 400 دولار شهريايمكن أن تساعد أحد أبناء شعبنا للوقوف على قدميه، وبذلك ستساعد أسرته وتخفف عنها وتجعله يشعر أنه جدير بثقتك وغير منسي، وبهذا ستبقي شعلة الأمل لديه وسأرفق صورة لي مع مجموعة من هؤلاء الطلاب الذين ينتظرونالاهتمام بهم.

س9، هل من كلمة اخيرة تريد توجيهها من خلال موقعنا العزيز عنكاوا كوم؟
ج/  هنالك الكثير من الحاجات ولعل الكنيسة هي المؤسسة الوحيدة التي تستطيع سماعها ومحاولة تلبيتها بلا تلكؤ وتأخير أو بيروقراطية وبلا تفرقة، فالمحتاج الذي يطرق بابنا هو مرسل من الله، لأنني سأشعر بفخر بأبناء المهجر الذين عندما سيقرؤون هذه الاسطر، ستتحرك لديهم عزة النفس والتفهم وسيلبون هذا النداء، واقول خصوصا للأخ العزيز يوحنا الذي شعر في مقدّمة هذه المقابلة بامتعاضي من نوعية المشاكل التي تطرح لديكم وعلى شبكة الانترنيت، لم يكن منك، بل من هؤلاء الجالسين خلف حواسبهم الذين يدفعهم القلق والخوف إلى متاهات البحث عن حلول لمشاكل الهوية والانتماء في المهجر، في حين نقف نحن أمام جبال من عوز وحاجات أخرى أكثر إلحاحا وضرورة، وأذكرك بأن المسيح في إنجيل متى لمتعنِه هوية أتباعه إلا من خلال مساعدتهم للغريب والمحتاج والمريض والسجين والعاري، هؤلاء إذا ما ساعدتَهم سيقول لك: "كلما صنعت شيئا من ذلك لواحد من إخوتي فلي قد فعلته"،"أدخل إلى فرح سيدك" (متى 25/23 و40).

217
رد خاص للاخ كامل كوندا عن مقالته: صوم الباعوثا ( صوم نينوى) صوم ديني أم قومي
على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=post;msg=7359791;topic=771349.0

كتب الاخ كامل كوندا مقال عن صوم الباعوثا هل يمكن جعله عيد قومي وديني؟
لاهمية الموضوع ولزيادة الفرصة امام الاخوة القراء للتفكير ومناقشة هذه الفكرة وضعت  تعليقي على شكل مقال منفصل .
 
 الاخوة الاعزاء جميعا
الاخ والصديق كامل كوندا عذرا

مع الاسف مع الاسف مع الاسف اقولها لثلاث مرات نحن شعب نحب البلبلة،والسفسطة الفارغة اكثر من السفسطائين انفسهم ،  بل حواراتنا ومناقشاتنا تشبه حوارات ومناقشات الطرشان او العميان.

اخواني  الاعزاء المتناقشين، الاخ كامل في اقتراحه هذا ينقل لكم خبرة شعب عريق وقديم وقليل العدد، عانى الويلات والمذابح اكثر من اي شعب اخر في هذا العالم، لكن حافظ على وجوده لانه سار في الطريق الصحيح، لان دائما كان يجد او يستوجد (يخلق) لنفسه سببا او حجة للبقاء، وكان متكاتف معا الى حد حافة القبور او حبال المشانق او صفوف الاعدامات.

انا شخصيا قرأت وفكرت ومؤمن بهذه الفكرة التي طرحها الاخ كامل منذ زمن بعدي، لهذا كنا منذ البداية وصولنا الى ملبورن نقوم بالشيروات والسفرات و ننظم عيد اكيتو ، ثم مذبحة صوريا ومناسبات غيرها(1).
لان انا مؤمن، اي شعب ليس له ثقافة او لغة او عادات او قيم وحضارة وتقاليد خاصة به لا وجود له او حضور له على وجه التاريخ حتى لو كان مليارات من العدد.

والشعب اليهودي بالاحرى قادة الشعب اليهودي هم خلقوا لهم مناسبات وعادات وقيم وطرق للنقل ميراثهم من جيل الى جيل لا سيما بعد مجيء المسيحية وبعد ثورة المكابيين الاخيرة 69 ميلادية او خراب الهيكل. هم قادوا مئات المرات شعبهم الى الخلاص من الزوال من وجه التاريخ.

انا هنا لا اتحدث عن محتوى نصوص عهد القديم وعلاقة اليهود وانبيائهم  بالله الخالق او كشعب الله المختار كما يقولون، وانما اتحدث عن فترة ما بعد المسيحية، بعد خراب الهيكل وتهجيرهم وتفتيتهم بين الامم والشعوب العالم الى يومنا هذا . فعددهم اليوم لايزيد عن 25 مليون نسمة في العالم لكنهم يسيطرون على الاقتصاد العالم لاسباب التالية حسب قناعتي ما يلي:
اولا- لهم هدف واحد في تاريخ.
ثانيا-  لهم قادة ومفكرين ومضحين الى درجة الشهادة.
ثالثا- لهم قومية وديانة متحدة بحيث لهما مصير واحد.
رابعا-  لهم الكثير من الاعياد والمناسبات والتراث والقيم يلتزمون بها الى درجة القداسة وهم متحدون عن طريقها معا.

نحن هذا الشعب المسكين الذي كان له الكثير مثل الارض واللغة والحضارة والفكر، والعادات والقيم غيرها من المقومات  لكن لم تحمينا، وبدانا نزول من وجوه التاريخ، لان ليس لدينا هدف او خطة او قادة . وليس لدينا ما يربطنا معا كثيرا (خاصة في المهجر)، ليس لنا مناسبات ثقافية او تقاليد او عادات او مهرجانات تحمينا من الذوبان في المهجر بين الامم الاخرى ( ارجو ان لا تحسبوا الحفلات مهرجانات ثقافية!!!)، بل انقساماتنا موجودة حتى على اصغر قضية ( فقط لدينا لحد الان الاغاني التي تعمل في هذا الاتجاه) .

شكرا لكم جميعا واسف ان كان كلامي او صراحتي قد ازعجت البعض من الغارقين في احلام اليقظة ويعدون انفسهم قادة هذا الشعب عن طريق تعصبهم في حرب البسوس الكلدانية / الاشورية / السريانية( التسميات).

........
ملاحظة:
وقبل عقد او اكثر، حينما كنت عضوا في  مجلس الخورنة لرعية كنيسة مريم العذراء حافظة الزوع في ملبورن اقترحت على الاخوة في المجلس والاب عمانوئيل خوشابا راعي الخورنة في حينها، ان يكون لنا  يوما خاصة للجالية نحتفل به (يشبه بالعيد الفصح عند اليهود او العبور   حينما عبروا البحر الاحمر وخلصوا من الجيش الفراعنة)، وان يكون ذلك يوم هو 22 شباط من كل سنة، لان في هذا اليوم او التاريخ، وصلت اول مجموعة من اللاجئيين من كمب سلوبي الى استراليا وكان تعدادهم 122 نفرا مع العلم لم اكن شخصيا ضمن هذه الوجبة. ان نذهب كلنا كأبناء الى منطقة هنا قريبة من ملبورن اسمها ( Hanging Rock) ونسير او نصعد الى قمة هذا الجبل مشيا على الاقدام التي تستغرق حوالي نصف ساعة او اكثر ولكنه طريق وعر ، كي نعيد او نحافظ على الذكرة الاليمة التي خرج عشرات الالاف من ابناء شعبنا من زاخو  ودهول والقوش وعنكاوا وبيرسفي وغيرها وبقية المدن والقرى الشمالية بإتجاه تركيا او سوريا او ايران مشيا على الاقدام ومات المئات في الطريق، كي نخلد هؤلاء الاموات الاعزاء علينا، كي نحفر في ذاكرة الاجيال القادمة قصتنا، قضيتنا ، هويتنا،  من اين جئنا؟ ولماذا جئنا؟ ومذا حصل لنا في الطريق ؟ لان اكيد سيسأل الاطفال او الاجيال القادمة عن المغزى من القيام بهذا النشاط ؟ و لماذا نحتفل بهذا اليوم. بهذه الطريقة كنا سنربط الاجيال الحاضرة بالماضي، تاريخ اجدادنا ووطنا وهويتنا المسيحية والقومية.

 فقط ننوه للحد اليوم بعد اكثر من 3250 سنة من خروج اليهود من مصر يحتفلون بهذه الذكرى بينما نحن نزوح القسري اهالينا كان قبل 25 سنة فقط ولكنا نسيناها.

218
                      الكاهن في نظر رجل علماني
                  الكاهن رجل غير عادي - الجزء الاول


بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
21 كانون الثاني 2015

في الاونة الاخيرة نشر بعض رجال الاكليروس عن ارائهم ومواقفهم في شؤون الكنيسة وقضاياها ومشاكلها في وسائل التواصل الاجتماعي . على الرغم من طرح هذه المواضيع في وسائل الاعلام لا تجلب فائدة كبيرة بسبب سوء الفهم واللغط الذي يحصل في تفسير البسطاء له الا انه اصبح امرا واقع الحال مع الاسف فلا بد ان نتعاطى معه.

ونتيجة علاقتي وقربي من رجال الكنيسة والمجتمع والاعلام وجدت من المفيد ان نتطرق الى نظرة العلماني عن الكهنة بكافة درجاتهم من البطريرك الى الشماس الانجيلي وحتى مدرس التعليم المسيحي. حاولت ان استقرا اراء الناس حول هذا الموضوع كيف ينظر البسطاء الى الكاهن او رجل الدين بصورة عامة؟ بماذا يشعرون حينما يتحدثون اليه او ينظرون اليه؟ او كيف يقيمون دوره في حياتهم الايمانية؟. هذه اهم الملاحظات والنقاط وجدتها مهمة وربما هناك اكثر واهم منها بحسب نظرة الاخرين:
•   ان الكاهن في نظر العلماني هو رجل خارق او سوبرمان، غير طبيعي، له مؤهلات لا يمتلكها الا القليل من الناس لهذا هو كاهن.

•   له امكانية عقلية كبيرة وذكاء عالي  يساعدانه في حل المشاكل او ايجاد  مفاتيح جديدة لها من خلال تقديم الاقتراحات وتوسيع الرؤية  في تحريك الامور المستعصية لاسيما في القضايا الاجتماعية والعائلية.

•   احيانا تصل مكانة الكاهن الى القداسة عند الشعب، بل يمثل العقيدة والمباديء بحد ذاتها، فإيمان الانسان البسيط مرتبط كثيرا بعلاقته بالكاهن ( الاكليروس في جميع درجاتهم) وحينما تشوب على علاقته بالكهنة بعض الفتور يخسر ايمانه بسرعة.

•   الكاهن في نظر الانسان البسيط هو رجل مثالي في قراراته، و اقواله وارائه مسموعة كانها منزلة من السماء او ان الروح القدس يتحدث عن طريقه كالانبياء في العهد القديم.

•   ان رجل الدين صلب المواقف لانه صلد في ايمانه، من الصعب تصديق ان رجل الدين يقع في خطيئة او يعمل اخطاء او ضعيف امام التجارب الزمنية في عالم الواقع لانه انسان غير عادي.

•   ان الكاهن هو شخص ايمانه قوي بحيث يتصورونه مثل المسيح حينما كان يحمل صليبه وهو يسير تعرجات مدينة اورشليم في طريقه الى قمة الجلجلة حيث   صلب، وهو مؤمن برسالته، يظنون ان الرجل الدين في كل لحظة مستعد للموت من اجل ايمانه الشخصي ومن اجل ان يشهد للعالم عن مدى اخلاصه وتعلقه بالصليب والمسيح ومحبته للاخرين.

•   رجل دين بعيد عن الميول الشخصية ولا يميز او ينحاز لطرف ما في اي قضية، لا سيما المشاكل العائلية مثل الطلاق، وان ما يسمعه من الاسرار الشخصية بين الطرفين لا يمكن ان يعلم بها غير الله، لهذا هم مستعدون للافصاح عن اسرارهم اماهم.

•   ان الكاهن ليس له عقدة نفسية او اجتماعية لهذا امكانيته فوق العادة فهو ينبوع العطاء والتضحية والسخاء والرحمة مثل المسيح. فعند الحاجة لا يذهبون الى احد غيره بل لا يثقون بغيره لان هو الطبيب الجسدي والنفسي والروحي وفوقها هواب رحوم لهم.

•   الكاهن له الثقافة العالية تؤهله للاجابة عن اي سؤال ديني او عقائدي وحتى غير ديني، ويؤولون الكثير على ارائه بل يعتبرونها جزء من عقيدة ايمانهم بها فيصدقونها بصورة مطلقة.

•   ان الكاهن لا يحسد ولا يحقد ولا يبغض، لا يزعل وليس عصبي المزاج متكامل وبشوش ويحب الاطفال والشبيبة بهدف ضخ فيهم روح الايمان والقيم المسيحية والانسانية.

هذه بعض الملاحظات المهمة قرأتها في عيون الناس من خلال حديثهم او تصرفاتهم او مواقفهم او تعابيرهم او عند مسائلتهم عن الكاهن في جميع مراتبه.

فالناس في الحقيقة ينسون ان الكاهن هو رجل عادي مثلنا لحم ودم تماما، وليس سوبرمان، كما يظنون لا ينقصه شيء عنا، ولا يزيد عنا باي شيء سوى الارادة والرغبة في التضحية من اجل الاخر، وبسبب ايمانه بالتعاليم والمبادىء المسيحية والتصاقه بها او انجذابه اليها نال نعمة خاصة من الله والمسيح، فاعطيت له الدعوة لحمل اكليل النعمة الذي قد يقوده الى اكليل الشهادة اوالقداسة.

لا يعلم الناس ان الكاهن لا يعطينا الخلاص لانه ليس الفادي لان هناك شخص اخر هو المسيح هو المخلص. لكن  يمكن ان يكون سببا لنا لنيل الخلاص من خلال تبشيره او التاثر بشخصيته او مواقفه .

فالذي اتمناه من ابائنا الاساقفة، من غبطة البطاركة الى اخر شماس ان ينتبهون الى رسالتهم الروحية ومواقفهم الشخصية ويكونوا مخلصين لها، لان الناس تنظر اليهم بنظرة قداسة، ينظرون الى اعمالهم واقوالهم او اختيارهم ، ينظرون الى كم منهم يجسد ما يقوله على المذبح  في عالم الواقع في حياتهم اليومية لانهم مقياسا ودليلا ودافعا لايمانهم. فاي خبر مهما يكون مفرح قد يفسر بصورة سلبية تماما ويترك اثر كبير على الحياة الروحية او ايمان الناس بكل بساطة.

كما ان الصراعات بين الاكليروس وطرح ارائهم في وسائل الاعلام احيانا تترك اثار سلبية كبيرة على ايمان الناس واستعدادهم في ممارسة اسرار الكنيسة لاسيما سر التوبة و المصالحة والغفران. المسيح كان واضح في مخاطبته للناس لا سيما المدعوون الى الحفل. فمن لا يوفر في شخصه مستلزمات الدعوة يا ليت لا يكون سببا لجعل الفتور طاغيا على ايمان الناس.

الكاهن جندي في معركة يوميا، يجب ان يكون شاهدا للحق، مانحا مواهب الاسرار بدون مقابل، يدرك بل انه اختار الطريق الذي لايسمح له للنظر الى الوراء.

في النهاية اختم مقالي بالتشديد ان حصول الاختلاف في المواقف او الاراء اثناء الخدمة امر بشري عادي، ولكن لكل واحد حدوده وصلاحيته وحقوقه يجب ان تصان لكن بشرط ان لا يكن سببا لتقهقر ايمان الناس بالقيم والمبادىء المسيحية التي منها انبثقت القوانين الانسانية في الرحمة والعدالة والمساواة.
 يتبع

219
رسالة مفتوحة  الى الاخوين الكاتب حبيب تومي والكاتب عبد الاحد سليمان
تحية وسلام
من البداية اود ان اشير، شخصيا لا يهمني الا قول الحقيقة ورصدها من اجل مصلحة ابناء الكنيسة المؤمنين  حتى غير المؤمنين من الذين يتحدثون بلغتنا السورث. ولهذا اعيد مرة اخرى الى اذهان  القراء والاخوين حبيب تومي وعبد الاحد سليمان المقولة المشهورة للمصلح الصيني الكبير كنفوشيوس الذي قال:"لا اعرف مصير الانسان الذي يعرف الحق ولا يتخذ جانبه".  ومن هذا المنطلق ارجو ان يكون صدركم واسع لرسالتي القصيرة هذه.

حقيقة لا عرف عن ماذا يبحث كتابنا في هذه الايام (1).؟ وهل هم يعيشون في عالم آخر يختلف عن الذي اعيش فيه؟ وهل لا تصلهم الايملات والاخبار التي يرسلها الاخ الكبير الشماس جورج اوغانا الذي يعمل كجندي مجهول في ضخها الينا يوميا؟  او غيرها من المصادر الاخبارية، كيف يسير هذا العالم وما يحصل فيه؟.

اخي العزيز عبد الاحد سليمان
بعد التحية
احييك على الشجاعة التي تبديها في الدفاع عن الحق بلا مآربة او رغبة في هدف معين سوى لَمْ الشمل لابناء كنيستنا الجريحة التي وقعت تحت سهام الاعداء وابنائها الذين مع الاسف البعض منهم فقد بصره وبصيرته. فيفرضون شروطهم على رئاسة الكنيسة ويطالبون ان يكون البطريرك المنتخب اقل مكانة منهم، و احيانا خاضعا لارائهم، فيطالبون ان يخالف القوانين المثبتة والمعترف بها من خلال مجامع الكنيسة التي اتت في تاريخها الطويل.

لا اعرف على ماذا نحن متجادلين؟ عن ماذا نبحث؟ عن مواقع محددة؟ او نفوذ سياسي؟ او مصالح مادية؟ هل هناك امرا حقا يستحق هذا الصراع وسكاكين الاعداء تحوم حولنا منذ مئة سنة؟ والنيران تلتهم بنا منذ عقود(2)؟.

هل فعلا نحن ندرك حقيقة الواقع الذي نمر فيه ؟ ام انحرفنا وانسلخنا من الواقع نعيش في الوهم، بحيث لا نميز بين الرغبات والامنيات وبين المباديء والاولويات؟ في اي زمان كان البطريرك يركع لارضاء الناس؟


الصديق العزيز حبيب تومي المحترم
تحية وسلام
كنت اتوقع ان تكون ارفع من ان تكتب مقال مثل مقالك الاخير الموجود على الرابط (3). وكنت اظن ان العمر والخبرة، والكتابة و الاطلاع الفكري قد اوصلك الى مرحلة  من النضج لا يهمك غير اختيار ما يهم مصلحة ابناء هذا الشعب بغض النظر عن ما حصل وما يخطط له او يطمح به غيرك،. وكنت اظن انك  تدرك الحقيقة الكبرى، ان الاعداء لم يتركزا لنا فرصة للبقاء حتى بقدر راس ابرة للبقاء!!.

لقد  قلت في ردي السابق للاخ عزمي البير لاحظ الرابط (4) ان الكنيسة جريحة.  وها اني اعيد عليكم القول  نفس القول مرة اخرى،  لانني اشعر لكم  مسؤولية  كبيرة ان تعرف وان تقف مع هذه الحقيقة، وان تلتف الى هذا الامر بغض النظر عن عقيدتك الفكرية ، فكما يترآى لي  انكم غير مباليين بقضية مصير ووحدة الكنيسة  بقدر ما انتم  يهمكم موضوع التسمية.

كما قلت لكم سابقا اعدكم بان اكون اخر كلداني بينكم يغير قناعته المبنية على شواهد وبراهين واثباتات التي اتت في مئات الكتب التاريخية القديمة والحديثة ولكني اختلف عنكم في طريقة التفسير واستخدام هذه الحقائق. هناك حقائق وقضايا اهم من قضية الصراع الداخلي الذي حصل بين الكلدان  انفسهم في هذه الايام الامر الذي حذرت عنه سابقا ايضا.

فلم اتوقع ان تنجرف او تلتصق بقضية التسمية الى درجة تتهم غبطة البطريركي واعلام الكنيسة الكلدانية بتحزبه او تخليه عن هويته الكلدانية، لانه يقابل هذا الطرف او ذلك من السياسيين الموجودين في بغداد مثل السيد يونام كنا رئيس الحركة الديمقراطية الاشورية اوعن ما حدث اثناء زيارة غبطة البطريرك مع السادة الاساقفة الكلدان لغبطة مار دنخا بطريرك الكنيسة الشرقية والتاويلات الخاطئة التي اتت في الاعلام، متناسيا الحمل او الثقل والمسؤولية والظروف التي يعيشها البطريرك شخصيا وتعيشها الكنيسة وابنائها في داخل الوطن.

 مرات عديدة سالت وسال غيري ايضا نفس السؤال، ماذا يهمنا الاسم ام المسى اليوم؟ هل يهمنا تاريخ خالي من حياة يتفرج الغرباء عليه،  كما تشعر حينما تزور متحف لوفر او لندن او برلين، او وجود  انسان تجري في شرايينه الحياة ويكافح فيها ويخلق وجود امته ويربطه بتاريخها العظيم ويفتخر به؟!!.

في النهاية ومن خلال هذه المناسبة ادعوكما وادعو جميع الكتاب والمفكرين والمخلصيين لانباء شعبنا ان يعيدوا تفكيرهم. ان المسؤولية الاخلاقية والانسانية والروحية الملقاة على عاتقنا جميعا سد الثغور التي حدثت في جدران مجتمعنا من خلال ضرب الكنيسة الكلدانية وقضية التسمية. ولن يكن هناك طرف خاسر بيننا بل نحن جميعا خاسرون حتى بإنتصار اي طرف. كان يجب ان تكون جهود كلنا منذ البداية متوجه لحلحلة المشكلة من خلال تغير قناعة كل الاطراف  من تمسكهم بارائهم او موقفهم من اجل مصلحة المجتمع وابناء الكنيسة والمصير المهدد ودمتم في عطائكم لهذه الشعب المكسين المشرد الذي لم يعد له غير اعداء.

يوحنا بيداويد
التاسع من كانون الثاني 2015
وشكرا
..............
1-   انا شخصيا من اعماق ذاتي لم افرح ولم احتفل بالعيد هذه السنة، لاني اراها اكثر تشاؤمية من السنة الماضية التي هجر فيها 150 الف مسيحي من بيوتهم ومدنهم. خاصة حينما ارى هذا الاحتدام بين اطراف ابناء الكنيسة الكلدانية ومثقفيها.

2-   مرة اخرى اود  انوه ، انا لا ادافع عن البطريرك ساكو كما يروج البعض له بشعور قبلي وانما لانه راس الكنيسة في هذه المرحلة، يجب ان نسانده حتى وان لم نتفق معه في كل شيء، وان نكتب له ارائنا في حالة وجود ضرورة دون خوف او خجل. فدفاعي عن كرسي البطريرك هو دفاع عن الكنيسة الكلدانية من التشتت والانهيار او الذوبان او الضمور، توعية ابناء شعبنا كمجتمع وتحذيره للدفاع عن نفسه وتوحيد جهوده قبل فوات الاوان.

3-الحملة الإعلامية ضد المطران سرهد جمو وتعقيب على عنوان مقال ليون برخو الأستفزازي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,763880.0.html   
4-رد على مقال " الخيمة وقراءة وتحليل لمقال الباحث د. عبد الله رابي" للكاتب عزمي البير على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=763430.0


220
رد  على مقال "الخيمة قراءة وتحليل لمقالة الباحث د. عبد الله مرقس رابي" للكتاب عزمي البير

يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
1 كانون الثاني 2015

الاخوة المشاركين في النقاش في المقال الاخ البير الموسوم
"قداس الخيمة قراءة وتحليل لمقالة الباحث د. عبد الله مرقس رابي" على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,763307.0.html
كل عام انتم بخير ان شاء الله تكون عام  2015 عاما مملؤة بالانجازات وتحقيق الاماني للجميع وعودة اهالينا الى ديارهم .

صراحة حاولت خلال الشهرين الماضيين سحب نفسي من كتابة التعليقات بقدر الامكان لاسباب البعض منكم يعرفها والبعض الاخر سيطلع عليها حينما تكون المناسبة مناسبة.

لا اعرف لماذا يريد البعض تضليل الطريق او اخفاء الحقيقة عن القاريء او المستمع او الرائي. المشكلة الرئيسية في هذا الوجود كما قلت للدكتور رابي في احدى المرات، هي الصراع بين الذاتية والموضوعية، بين الانا الواعية نسبيا والانا الشمولية ، بين الصليب ومعانيه وبين التيجان والالقاب والنفوذ والشهرة، بين الخير والشر الموجود في داخل كل ذات وكل مجتمع معا وفي كل لحظة.
 
لا يوجد حل لهذه المشكلة تماما لان الوعي الانساني (الفرد) والوعي الجماعي (  المتمثل بالحضارة المتغيرة يوميا) في تغير مستمر، كل يوم تزيد المشاكل لاننا نعيش عالما ناقصا غير كامل وهو سر سعادتنا وتعاستنا في نفس الوقت. ولكن الانسان المؤمن وغير المؤمن هو مدعو بصورة فطرية وعقلانية الى التمثل ودفع ذاته للالتزام والميل الى مباديء الخيرة والمباديء المفيدة والشمولية التي تجعل من هذا الوجود له معنى ، بل على الاقل تسير على ضلاله كي تقترب من معرفة الحقيقية، لان الحقيقة الخالصة لا يستطيع احد منا رؤيتها او معرفتها كما قال افلاطون.

اسئلة اضعها امامكم اخوتي القراء والكتاب المتناقشين ربما تساعدكم لاعادة فحص رائيكم في هذه القضية ربما تساعدكم للتقرب من الحقيقية.:
1- ان غبطة البطريرك ساكو وجميع المطارنة والكهنة والشمامسة والمهتمين والمسؤولين القائمين على تقديم المساعدات هم في ساحة معركة منذ 9 حزيران وقبلها. هل هذا صحيح ام لا؟.

2- غبطة البطريرك اختار الاحتفال مع الاطفال واهاليهم في خيمة متواضعة اسوة مع ظروف ولادة يسوع المسيح في مغارة بين لحم ، كي يعيد الى اذهان الاطفال والمسيحيين وغير المسيحيين مكان ولادته. هل هذا صحيح ام لا؟.

3- اختار ان يقدس في هذه الخيمة  المتواضعة كي يجلب الى انظار العالم معاناتهم وبؤسهم والاذى التي لاحقتهم والظروف التي يعيشون فيها بل يرسل رسالة ادانة لمواقفهم الاخلاقية الفقيرة والمتناقضة لمبادء حقوق الانسان ، حتى قداسة البابا فرنسيس شارك في هذه الفكرة من خلال ارساله رسالة عبر سكايب لهم.  هل هذا صحيح ام لا؟.

4- غبطة البطريرك رئيس منتخب عن طريق سنودس مقدس ومثبت ومعترفة فيه، وله سلطة روحية وادارية واخلاقية على ابنائه. هذا هذا صحيح ام لا؟.

5- الكنيسة الكلدانية جريحة بل المسيحية في العراق والشرق الاوسط جريحة . هذا هذا صحيح ام لا؟

6- هل الان هو الوقت المناسب لتصعيد الصراع مع غبطته من قبل بعض الاكليروس في ابرشية سانت دياكو وكتابها؟؟ وهل جروح الكنيسة تندمل بهذا الموقف؟ وحينما ياتي مثلا قرار البابا لصالحهم هل حقا انجزوا انتصارا على الشر و الرذيلة والعنف على من انتصروا على انفسهم اليس في هذا الموقف تناقض؟  هل هذا الانتصار  اهم من وصول ابناء شعبنا الى حقوقهم وعودتهم الى ديارهم؟؟.

7- هل هناك خلل في العقيدة التي يعلمها غبطة البطريرك؟ هل هو البطريرك الذي يحتاج الى اوامر والالتزام بالوصايا الكُتاب بالاخص الذي يظنون عن طريقة كتابة المقالات سيعيدون امجاد بابل؟.

8- هل سرق غبطته كرسي البطريركية من احد كي يكون هذا الحقد عليه ام لانه لا يسير على توجه بعض الكتاب، الله يساعدهم على قصر بصيرتهم وفقر روحيتهم؟.

9- لنفرض كل المشاركين في النقاش والحوار في هذه القضية تمت دعوتهم للمناقشة وايجاد التوصيات لحل مشكلة عصيان بعض الاكليروس اوامر البطريرك. ماذا سنناقش؟ هل نبحث عن الحلول ام نبحث عن وضع اللوم؟ كيف سنحل المشكلة بتحزبنا للطرف معين ضد الاخر ام نقول الحقيقة؟، في المسيحية هناك غفران وتضحية وشهادة، وبالنسبة للاكليروس هناك مشروع شهادة مثل سيدنا بولص فرج رحو والاب رغيد واسكندر وعبد الله ودنبو وغيرهم فنحن ابناء كنيسة  لقبها "كنيسة الشهداء". فهل يجهل الاكليروس المعارض لغبطة البطريرك ساكو هذه الحقيقة؟.
10- ماذا يهم هؤلاء الكتاب من يكون المنتصر في حالة اتخاذ القرار؟ ام يهمهم بلسمة جروح الكنيسة؟.

11- هل تعاليم المسيح ليست كافية للاشارة او ايجاد دليل عن كيفية حل القضية ؟  كي نحتاج الى المحاكم الكنسية؟ او ننتظر قرارات روما؟.

اخواني الا يشبه اليوم باليوم التي سقطت القسطنطينية على يد العثمانيين حينما كان الشرق والغرب يتبادلون الاتهامات في مناقشات فارغة لا نراها مناسب  طرحها الان؟
اتمنى من كل واحد ان يعيد النظر في هذا الموضوع  بلا شك اسئلتي هذه ستساعده على اعادة النظر على الموضوع من جديد.

وكل عام وكلكم بخير

ملاحظة
اشكر جميع الاخوة الذين شاركوا في مناقشة هذه الموضوع بصيغة ايجابية سواء كانت عن طريق ردودهم او تعليقاتهم او كتابة مقالاتهم مثل الاخوة اوالاصدقاء الكاتب عبد الاحد سليمان ، والبروفيسور عبد الله رابي، الشماس الانجيلي سامي ديشو،والكاتب كوركيس اوراها،و الكاتب جاك الهوزي،الكاتب ناصر صادق، وكاتب المقال عزمي البير، وكل الاخرين الذين لا اتذكر اسمائهم لكثرة عددهم.
الحقيقة كتبت رد على شكل مقال قبل قراءة مقال الاخ عبد الاحد سليمان "مناقشة هادئة لمقالة السيد عزمي البير حول قداس الخيمة". مرة اخرى شكرا للجميع

221
دراسة تحليلة لسبب لظهور الدواعش في المنطقة
[/b][/size]
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
كانون الاول 2014

ان العالم منشغل في هذه الايام في الكشف عن سر رغبة الدواش في الموت، عن اسباب تصرفاتهم الشاذة البعيدة من الواقع الحضاري الذي تعيشه البشرية، مغزى من ترك بعضهم المجتمع الغربي الحر المترفه والالتحاق بمدارس التدريب على القتال، تحت تاثر الفكر السلفي، الذي لا يعترف بطريقة اخرى في العبادة سوى طريقته بخلاف ذلك كل شيء مباح لهم من القتل، والسبي واختصاب الفتيات والسرقة واجبار الناس للدخول في الاسلام او الموت والتعدي على مراكز الاديان والاثار وسرقتها وتفجيرها.

من الناحية التاريخية، كل الفلسفات والنظريات الاقتصادية والعلمية، تعرضت الى التغير والتجديد والتطور، استبدال النسخ القديمة بنسخ اكثر حديثة، بلا شك هي اكفا وافضل واكثر موضوعية وعقلانية من القديمة. على هذا المنوال حتى الاديان والمدارس مرت بمراحل التجديد والتطور والاجتهاد وانسلاخ من واقعها القديم الى واقع الجديد تماشيا مع روح العصر والتطور الذي حصل في فكر الانساني
.
في الطبيعة المحيطة بنا، التي نحن الجزء الواعي منها، هناك قانون مهم يدعى ب( الفعل ورد الفعل) وضعه العالم الفيزيائي اسحق نيوتن 1642- 1727م. اليوم علماء النفس يطبقونه على الحالة النفسية للانسان. مبدئيا لا يوجد انسان كامل في هذا العالم، لان طبيعة الانسان مبنية على الغرائز، ولايوجد انسان ليس له حساسية في احدى غرائزه، ولكن الى اي درجة متطورة هذه الحساسية؟ هل وصلت الى درجة خلقت عقدة نفسية لدى اصحابها؟ هل تركت بصمتها على طبائعه؟ على تصرفاته؟ هل خلقت عنده الشعور بالاحباط او الاشمئزاز والكراهية او حالة الغضب؟ هذه الاسئلة وغيرها مهمة في محاولتنا للكشف عن الرغبة الموجودة في اعماق الانسان.

اذا كان سر رغبة الدواعش في الموت هو وجود عقدة نفسية فيهم، السؤال الان يبقى هو كيف نمت هذه العقدة؟ ماهي اهدافها ؟ وما اثرها على المصابين بها؟. بالتاكيد هذه الاسئلة تحتاج الى جهد كبير لدراسة ظاهرة ظهور الدواعش في هذه المرحلة من التاريخ وهنا نضع بعض اهم هذه الاسباب وهي:

اولا- الاحباط المعنوي
ان الوطن العربي يعيش حالة من الاحباط منذ ثمانية قرون، منذ سقوط بغداد1258م اومنذ انتهاء الحروب الصليبية، ان الانسان العربي او المسلم ليس له اية منجزات في التاريخ تذكر حتى يفتخر بها (1)، حتى معظم العلماء والمفكرين الذي دعى اعلام العربي انهم عرب وجدوا حقيقة انهم ليس عربا ، بل الحضارة العربية في زمن العباسيين لم تكن بجهود العرب بقدر ما كانت جهود الفلاسفة والمفكرين السريان (2). خلال اكثر من 250 سنة التي تلتها جاءت فترة حكم المغول والتتر، كان الحكم في العراق كالرياح الموسمية، متغيرة حسب قوة الغازي او المعتدي. في عام 1514م حدثت معركة شهيرة تدعى بمعركة الجالديران فيها انهزم اسماعيل الصفوي على يد السلطان سليم ياووز العثماني ومن بعد هذه حسم الامر لمعظم بلدان العربية، فاصبحت تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية بالاستثناء العراق، ومن بعد ذلك حكمت الامبراطورية العثمانية المنطقة اربعة قرون، مارست فيها شتى انواع القتل والارهاب والعنصرية عن طريق تطبيق سياسة فرق تسد السئية الصيت، حتى كادت اللغة العربية تضيع من كثرة اهمالها او منعها ، لم يجلب العثمانيين الى المنطقة غير التخلف والمرض والجوع والحروب من خلال صراعهم المستمر مع الصفوييين الى حد اليوم.

ثانيا- فشل التيارات الفكرية القومية، الاشتراكية، الانظمة السياسية الحاكمة
من بعد تحرير الدول العربية من قبضة الدولة العثمانية وقعوا تحت سيطرة انظمة الاستعمار ومن بعدها باربعين سنة وقعوا تحت سيطرة انظمة عربية بعد استقلالهم، لم تحقق اي النجاح بسبب الجهل والتخلف الفقر والانقسام المذهبي والطائفي والقبلي او القومي، في النهاية انقلبت معظم الحكومات العربية الى الدكتاتوريات. لقد جرب العرب خلال ثمانية عقود الماضية الاحزاب القومية والوطنية والاشتراكية، لكنها فشلت في ادارتها، خاب املهم في تحقيق اي شيء فعلي يضاهي انجازات الاحزاب العريقة في العالم، لم ترفع شأن بلدانهم في الحقول العلمية اوالصناعة اوالتكنولوجيا على الرغم الثروة الطائلة التي امتلكتها، كما ان التعليم في مدارسهم لم يخرج من بطانة التعليم الديني الذي غالبا قيد الاجتهاد الفكري تماما لدى المسلمين، مثلا لم يحصل اي تغير في الوطن العربي على الرغم من انتشار الفكر الماركس شرقا وغربا منذ ست او سبع عقود، وعلى الرغم من تطور صناعة السينما في مصر وسوريا ولبنان منذ الخمسينات وعلى حركة الترجمة التي باشرت فيها لبنان ومصر وسوريا والعراق منذ قرن ونصف الا ان الادب والثقافة العامة لم تترك اثرا لها.

وفي النهاية انقلبت الجمهوريات العربية الى الملوكيات ( في العراق وسوريا وليبيا)، كما ان ملوك وامراء العرب لم يحققوا اي شيء من الرفاهية لشعوبهم. لم يمر هذا الفشل بدون دفع الضريبة، فظهرت الحركات التعصبية في الوطن العربي منذ ان لاحت فكرة تصدير الثورات في ايران ونجاح الثورة الاسلامية في اول بلد اسلامي في العصر الحديث.

قبل بضع سنوات اكتسحت معظم البلدان العربية بثورات جماهرية وسميت بالربيع العربي في حينها ظنا منها بداية فجر جديد للفقراء والمظلومين، لكن سرعان ما انقلبت الى (الخريف العربي) على يدى الاحزاب السلفية مثل (اخوان المسلمين، والداعش، والنصرة، والوهابية و القاعدة ، وعصائب الحق والحوثيين وفرق الموت وغيرها).

ثالثا- زحف قيم الحضارة الغربية في المجتمعات الاسلامية
لا يخفى كان هناك خوف من الاحتكاك مع المجتمع الغربي منذ مجيء الجيوش الغربية الى المنطقة العربية اثناء الحرب العالمية الاولى على اثر الحملة الاعلامية التي وضعتها العثمانيية (3). حيث يقول العلامة العراقي علي الوردي عن مواقف رجال الدين حينما دخل الانكليز العراق(4)، لم يريدوا اكل بالمعلقة، وارسال الفتيات الى المدارس، وارتداء الملابس الافندية وغيرها من الممارسات الاجتماعية، لانها من تقاليد وقيم الغرب. لكن الغرب والشرق اختلطا معا في العقد الاخير من القرن الماضي عن طريق الانترنيت والايميل والفيسبوك والقنوات الفضائية والمجلات الالكترونية. ان المجتمع الشرقي او العربي مبني على الفلسفة الاسلامية التي تناقض الحضارة الغربية خاصة في قضية حقوق المراة، والعبادة، وحقوق الاقليات في تقرير مصيرهم ، وممارسة التقاليد الاجتماعية، وحرية حقوق الفرد في ابداء الراي والفكر، حرية التدين، الملابس وغيرها.
بصورة عامة ان العادات وتقاليد المجتمع الغربي المفتحة هي غير مرغوبة بها بصورة عند المجتمعات المنغلقة. هذا العامل استخدمته المدارس الدينية المتعصبة كحجة لضخ الفكر السلفي عند الشبيبة، هذا الامر يجعل قسم من الشباب ان يتعطشوا ويتحسروا الى امجاد الفتوحات الاسلامية في القرون الاولى فيظنون تحقيقها ممكن في هذا العصر اذ ما ترسخت هذه العقيدة في فكر الشبيبة وهذا ما تقوم بها بعض الجهات باسم الدين في معظم المجتمعات الاسلامية اينما وجدت في العالم.

رابعا- غسل الدماغ الذي تقوم به رجال الدين
كثير من رجال الدين يتحدثون في مواعضهم وخطبهم للناس معلومات خاطئة تماما،غير معقولة مناقضة للبراهين والنتائج البحوث العلمية. ان هؤلاء الرجال يعضون الناس باسم الدين والله اشياءً بعيدة عن الحقيقة، بعيدة عن منطق التي اتت الاديان من اجله. ان فكرة البحث عن وجود الله توارثتها اجيال جميع الامم والشعوب بمختلف الطرق والنظريات الفلسفية والعلمية والدينية. هذه الفكرة كانت محور صراع وبحث بين عباقرة الفكر الانساني مثل هيرقليدس وبامنداس وافلاطون وارسطو وزينون القبرصي، وفيتاغورس وافلوطين والقديس اوغسطينوس و القديس توما الاكويني، وديكارت، وهوبز، وليبنتز، كانط، وشيلنك، وهيجل، وكيركارد وسارتر، ومئات الفلاسفة الاخرون.

كما ان مدارس الفكر الديني في الديانات العالمية المعروفة جهدت من اجل الوصول الى الصيغة الامثل لفهم العلاقة  الانسان المخلوق  مع  الله الخالق، مثل اليهودية، المسيحية، الاسلامية، الهنودسية والسيخية والبوذية و الكنفوشيوسية، والزرداشتية، والمانوية، الطاوية، والبهائية والشنتوية وغيرها كلها اجتهدت وبحث في حل معضلة الوجود والهدف منه.

من رواد العلوم الذين تركوا بصماتهم على الحضارة الانسانية لايستطيع احدا ان يمحيها وبدونهم ربما الحضارة التي نعيشها اليوم لم تكن بهذا الثوب او الوعي ، مثل اقليدس، ارخميدس، فيتاغورس، باسكال، ديكارت مندليف، نيوتن، غاليلو، كوبنكريوس، ماكس بلانك، واينشتاين وداروين و مندل، وفرويد ويونك ومئات الاف الاخرين الذين يدرسون الان في الجامعات العلمية ويديرون المؤسسات الادارية والصناعية.

كل هؤلاء سواء كانوا من الفلاسفة او رجال الدين او رجال علم، كان لهم مواقف واراء في قضية وجود الله الخالق، وحكمته من خلق العالم، سواء بالايجابي او السلبي، ومن ثم كيفية الاستفادة من النتائج العلمية لهؤلاء العباقرة تحسين ظروف حياة الانسان.
لكن رجال الدين المتطرفين السلفييين يغطون عيونهم عن رؤية عظمة هذا الارث الفكري و العلمي والفلسفي والديني الذي وصلته الانسانية خلال حضاراتها القديمة ( حضارة وادي الرافدين، حصارة الفراعنة، وحضارة الهندوس، وحضارة الاغريق ، حضارة الصينية ) والحضارة الغربية حديثا او الحضارة العالمية حديثا، الارث الذي تركه هؤلاء العباقرة للبشرية هو سبب السعادة والرفاهية التي يعيشها الانسان اليوم ، بينما رجال الدين السلفيين يلجؤون الى غسل عقول مرديهم عن الحقائق العلمية والفكرية المؤكدة والمبرهنة علميا، ويقنعونهم باراء خرافية لا وجود لها حتى في الاساطير القديمة، يشرعون قوانينهم على منطق  اللذة الجنسية وعبودية المراة، وقتل الاخر باسم الله دون رحمة.

هؤلاء رجال الدين لا ينطبق عليهم غير المقولة المشهورة التي قالها الفيلسوف المادي او الماركس فيورباخ بحدود سنة 1843م :" ان الدين افيون الشعوب" (6). نعم اصبح عند الكثيرين الدين افيون، لا يستطيعون العيش بدون الخضوع له او ممارسة طقوسه من دون استخدام تفكيرهم وعقلهم مدى صحة ذلك التعليم من ناحية الجوهر ومعقوليته، او الشك في التصرفات الشاذة لمعلميهم.

خامسا – الانقسام الطائفي في المنطقة
ان المجتمع الاسلامي كان منقسما على نفسه منذ بدايته حول شرعية الخلفاء وطريقة قتلهم، وعلى مر التاريخ ترك هذا الانقسام اثره، لكن بدا بالوضوح اكثر بعد نهاية معركة الجالديران بين الصفويين والعثمانيين في القرن السادس العشر(1514). منذ ذلك التاريخ كان المجتمع العراقي مختلطا بين المذهبين السني والشيعي ، يعاني من الويلات والحروب والقتال التي استمرت الاضطهادات بسبب اضطهاد الطرف الحاكم لطرف المحكوم بصورة غير انسانية دائما لا سيما في فترات انقلاب الحكم في العراق بين الصفويين والعثمانيين في الاعوام التالية 1508، 1534، 1623، 1638، 1732 و1742 وغيره من المناسبات الكثيرة.

اثناء الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 ذهب اكثر من مليونين ضحية ومليون معوق ومفقود من الطرفين. ومن بعد تغير النظام في العراق في عام 2003 تجددت الحرب الطائفية والمذهبية والقومية في العراق. تسببت هجرة الملايين خارج العراق، قتل ما لا يقل نصف مليون نسمة، اهدار وسرقة 800 مليار دولار في مشاريع وهمية كان الحاكم نفسه جزء منها، وترك البلد يعاني من ثلاثة ملايين طفل يتيم، كذلك مقتل اكثر من 300 عالم من علماء الدولة العراقية امام انظار الحكومة. كل هذا ترك اثره على المجتمع فنمت روح الحقد والكراهية والانتقام المذهبي والقومي والقبلي بين الطرفين وراح كل واحد يجد الحجج والذرائع لضرب الناس الابرياء باسم الدين واله عن الروح الطائفية وهذا ما يقوم به رجال الدواعش في العراق اليوم.

سادسا- السياسة العالمية
لا شك ان ظهور الدواعش في الايام الاخيرة بهذه القوة من التنظيم والادارة والفكر والخبرة في القتال لم يكن صدفة، كان هناك له اسباب وعوامل اخرى مهمة مثل السياسة الدولية. لان هناك مصالح اقتصادية للدول الكبيرة المتنفذة  في المنطقة،  هناك احتمال قوي لتقسيم المنطقة بحسب خارطة سايكس بيكو جديدة، لهذا نجد هناك دولة كبيرة ومهمة مثل تركيا والخليح والولايات المتحدة وبعض الدول الاوربية وربما اسرائيل قدمت في البداية الدعم لحركة الدواعش في التدريب والتسليح والدعم المادي والدعم التقني والعسكري والاستخباراتي على اساس انها حركة ثورية تغير الانظمة الدكتاتورية القائمة مثل سوريا والعراق وليبيا ومصر وتونس واليمن والبحؤين والسودان والصومال . واليوم البعض من هذه الدول تراجع عنها بسبب خروجها عن المسار المخطط لها  او فضحها، والبعض لازال يدعمها شبه علنا مثل تركيا.
في الخلاصة نستطيع القول ان ظهور الدواعش في هذه المرحلة من التاريخ،  كان  نتيجة للعقدة النفسية التي ضربت المسلمين والعرب في الصميم من جراء شعورهم بإحباط لعدم وجود لهم مكانة او اهمية في خارطة العالم السياسية، وفي نفس الوقت ان المنطقة العربية تعرضت الى غزو للحضارة الغربية عن طريق وسائل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، كما ان عدم توزيع الثروات بصورة صحيحة احد اهم اسباب فشل الانظمة في حكمها، يأتي معها الانقسام الطائفي او المذهبي المتوارث منذ  بداية الاسلام، لكن احد اهم الذي اراه شخصيا في هذه المسالة هو عدم ظهور مفكرين وعظماء بين العرب على غرار الفلاسفة الثوار الذين ظهروا في اوروبا من امثال فولتير وجان جاك روسو وغاليلو يقاومون نفوذ رجال الدين الذي كان في حينها  بصورة مطلقة في زمن محاكم التفتيش، كما هو الحال الان في الوطن العربي وبقية البلدان الاسلامية.

لهذا نجد ان المنطقة لا زالت على فوهة البركان، لان الصراعات لازالت قائمة لاسباب انفة الذكر، بل هناك صراعات داخلية وخارجية و جانبية متنوعة اخرى ، كلها لا تبشر بالخير لا للعراقيين، ولا لاهل منطقة الشرق الاوسط. الحل بعيد عن العقول السياسيين الذي يديرون سؤون المنطقة، اننا نعيش لحظات شبيه بالتي كانت تعيشها اوربا في بداية الحرب العالمية الاولى ومن قبل الحرب العالمية الثانية. الدول الاوربية والولايات المتحدة اصبح لها اكثر قرنيين من تاسيس الدولة العلمانية الديمقراطي المدنية،  ن الاستقرارية في حكومات المنطقة . حسب تحليلي الشخصي مبني على عاملين، اولا بدون حصول تجديد في الشريعة الدينية برؤية توافق ضروريات الحياة لن ياتي سلام الى المنطقة. والثاني بدون بدا بتاسيس الدول العلمانية واخراج الدين من تدخله في السياسة او الحكم وتركه قضية شخصية، تبقى دخان المعارك القائمة في الشرق الاوسط متصاعدة.
......................
1-  نلاحظ حينما يفوز فريق كردة لبلد عربي كيف يحتفل العرب، في سبيل المثال حينما تعادل الفريق التونسي مع المانيا عام 1982 او 1978  كنت في بغداد حينها، راح الناس يطلقون النار في الفضاء لحد ساعة متاخرة من الليل ابتهاجا بهذا الانتصار، ظنا منهم وصول مرحلة الامة الالمانية التي لها نصف الارث العالمي من الفكر الفلسفي.

2-  مثلا ابن سيناء (ولد في تركستان)، الكندي ( من السريان) الفارابي ( ولد في بلاد الترك)، الغزالي ( بلاد الفرس)، ابن باجة ( ولد في اسبانيا)، والقائمة تطول كلهم ليسوا عرب اصلا.

3-  كتاب : "دراسة في طبيعة المجتمع العراقي" للعلامة علي الوردي

4-  اقرا المزيد في مقال لنفس الكاتب تحت عنوان : " ماذا كتب علية الوردي عن المحرمات قبل قرن" على الرابط التالي http://ishtartv.com/viewarticle,44165.html.

5-  اقرا المزيد في مقال لنفس الكاتب تحت عنوان : " متى يصبح الدين افيون الشعوب؟!". على الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=166568


222
مأدبة غذاء على شرف سيادة المطران جبرائيل كساب في قاعة اغادير في ملبورن

اقام السيد وليد بيداويد مأدبة غذاء على شرف سيادة المطران جبرائيل كساب راعي ابرشية مار  مار توما  في استراليا ونيوزلنده.
حضر المناسبة الاباء الكهنة في كنيسة مريم العذراء حافظة الزوع  كل من الاب كمال وردة بيداويد النائب الاسقفي للابرشية والاب عمانوئيل خوشابا والاب ماهر كورئيل والاب عمانوئيل كورئيل المحترمين.
كما حضرها نخبة من ابناء الرعية من  الجالية الكلدانية في مدينة ملبورن.

في البداية رحب السيد يوحنا بيداويد بسيادة المطران واباء الكهنة وجميع الاخوة الضيوف وشكرهم على حضورهم.  ثم قال ان الهدف من اقامة  هذه اللقاءات والمناسبات هي لزيادة فرص التقارب والتفاهم والتشاور من اجل خير الكنيسة وابنائها ولزيادة الخدمة لهم.

 ثم القى الاب كمال وردة بيداويد النائب الاسقفي للابرشية مار توما كلمة شكر الحاضرين وشكر السيد وليد بيداويد ونوه بانه مستعد للتعاون دائما من اجل مصلحة الرعية وابنائها في جميع المجالات.

ثم القى سيادة المطران جبرائيل كساب راعي الابرشية كلمة قصيرة شدد على الوحدة الروحية والقومية، واصفا قوتنا في وحدتنا، التزامنا بالكنيسة وقربنا منها، الانسان الذي يبعد من الكنيسة يفقد النعمة بسهولة. بارك في هذه المناسبة مشروع شراء البناية الجديدة لرعية كنيسة مريم العذراء في ملبورن وطلب المساهمة من جميع الحاضرين وكل ابناء الرعية  في تحمل واجباتهم .

ثم اعطى البركة على الغذاء المعد لهذه المناسبة ومن بعدها تم سحبت بعض صور تذكارية مع سيادته من قبل الحاضرين ثم ودعهم عائدا الى مقره في سدني.


[/color][/size][/font][/center][/b]

































223
الحق هو ما تنطق به فوهة البندقية اليوم ؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
26 تشرين الثاني 2014

 حينما يتأمل الانسان ما يحدث في الشرق الاوسط والوطن العربي، ويسجل ما يحدث من الجرائم والمواقف غير الانسانية ويعدد المواقف، والصمت المخيف الذي يسود  مجالس السياسيين وممثلين الشرائع السماوية يصيبه الاحباط والتشاؤم. بل يفقد قدرته على التصور حينما يرى ما كان غير قابل للتصور والتخيل يحدث بل حدث بكل سهولة امام عينيه.

اتذكر حينما قرات احدى المذيعات في احدى محطات الراديو المحلي خبر في نهاية عام 2010 توقعات احد المنجمين الكبار عن سقوط نظام عربي كبير ومهم في الشرق الاوسط، قلت في نفسي هل  لا يزال هناك شخص ساذج  يؤمن بهذه ألاقوال؟!!.

 اتذكر ايضا حينها كانت وزيرة امريكا هلاري كلنتون عائدة الى بلادها  من احدى مؤتمرات في دول الخليج في نفس الفترة قالت : " ان المنطقة العربية تعيش على رمال متحركة". فقلت ايضا داخل نفسي هل تعلم ماذا تقول هذه المراة.؟!!

لكن لم تمر اسابيع حتى بدات الثورة ابو العزيزي في تونس بعد ان احرق نفسه احتجاجا على الظروف الاقتصادية، ثم انتشرت  هذه الشرارة التي اعطاها الاعلام الغربي الوصف بــ ( الربيع العربي ) في مصر واليمن ثم انقلبت الى ليبيا.
لكن شخصيا اعتبرته حينها توقعت انه (خريف عربي)، وتوقعت اللصوص تتربص الفرصة لسرقة ثورة الديمقراطيين مثلا ابوالعزيزة التونسي. وكتبت مقال تحت عنوان:
"ايها الديمقراطيون احذروا بين قادتكم لصوص!"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=267186

 ومنذ ذلك الحين لازالت الحركات الاسلامية من اخوان المسلمين وحركة الشباب والحثويين والنصرة واخيرا الدواعش يعبثون بمقدرات ثلاثمائة مليون نسمة. بل انظمت دول كبيرة وجهات متنفذة لدعمها علنية واحد لا يستطيع اتهامها بسبب تصادم المصالح الدول الكبيرة.

في بلاد ما الرافدين، الذي انجبت الحضارة الانسانية الاولى، اشعلت رغبة  حب المعرفة والقيم الانسانية، وبمرور مئات العقود وعشرات القرون تقلص وجود ابناء تلك الحضارة الى مليون ونيف نسمة. ومنذ 25 سنة والهجرة تتأكل جسد هذه الشريحة الاصيلة النادرة الحاملة لخميرة اولى حضارات البشرية امام عواصف واهتزازات وتقلبات ومخطاطات وجرائم ومذابح التي  تحاك ضدهم من الاصدقاء والاعداء من الجيران والشركاء في الوطن الواحد.

بعد العاشر من حزيران التاريخ الاسود الذي لن تنساه الاجيال القادمة الى الابد حيث اجبر المسيحيين لترك ديارهم بملابسهم فقط، وبعد ان توالت الاحداث الماساوية وخروج القمم من تحت الارض عبر تصدعات السياسة الدولية بهوية الدواعش التي  قلعت امام انظار العالم المتمدن والمنحط ، من اصحاب الضمير ومدعي قوانيين حقوق الانسان وحماية حرية الفكر والعبادة او كرامة الانسان وقيمه، او من اصحاب المقولات الفارغة " لا اكراه في الدين" او " الدين لله والوطن للجميع"  وصلتُ الى القناعة بأن المقولة التي قالها احد شيوخ العرب: " ان الحق هو ما تنطق به فوهة البندقية".

اذا العالم الذي نعيش فيه اليوم هو بالحق مملؤ من التناقضات والتلفيقات افقر عصر انسانيا من اي وقت مضى، فالجزء الغربي يعيش بحسب القوانيين المدنية التي تحترم حق الفرد والجماعة معا الى درجة الانغماس في الوهم، بينما العالم الشرقي وبالاخص وطننا  وادي الرافدين ومحيطه عاد الى شريعة ما قبل العصور الحجرية، قانون اللاقانون!، سلوك حيواني بلا ضمير انساني، او تصرفات غريزية بحتة في جسد مملؤ من طاقة الحقد والكراهية والانانية.  عصر يشبه العصور التي كان عدد رجال القبيلة  هو العامل الحاسم لقضية بين تجمعات البشرية المتخلفة.

اما نحن الكلدان والاشوريين والسريان واليزيديين وبقية الاقليات لا زلنا نؤمن بان قوة الخالق تحمينا بل ستنتقم لنا. لم نتعلم اي شيء من مآسات التي مرت علينا خلال قرون الماضية. قبل 99 سنة بالضبط وفي صيف سنة 1915 هرب ابناء شعبنا  المتبقي مذابح اجداد اردغان من حكاريا والويلات الشرقية في الدولة العثمانية الى منطقة ارومية (شمال غربي ايران) وهناك التفت  الذئاب حوله من كل الجهات لحين تمكن  ( سمكو الشكاكي  ان يغدر في مكيدة قذرة  قتل فيها الشهيد مار بنيامين)، قاوم اغا بطرس مع جيشه  بضعة اشهر فيما بعد، الا ان ان نفوذ السلاح اجبرته مع جيشه  في الاخير للانكسار التوجه الى الجيش البريطاني في همدان، لن استمر بسرد احداث (رحلت الموت). لكنني توصلت الى القناعة منذ زمن ليس ببعيد  الى مقولة الاعرابي الذي قال : " الحق هو ما تنطق به فوهة البندقية  ؟!!"  او تحمي صاحبه او ترجع الحق  الى اهله.

 لكن مع الاسف ابناء شعبنا لم تتربى على هذه  العقلية، تربوا على روح السلام والامن تربوا على  الاستسلام والانخراط تحت عباءة القوميات الاخرى على امل هناك فيما بينهم  اصحاب ضمير لكن هيهات هيهات!!!

224
اجرت الاعلامية منال العاني من اذاعة SBS Australia / Arabic program  مقابلة اخرى باللغة العربية  بتاريخ 30 اوكتوبر مع السيد يوحنا بيداويد  من اللجنة الاعلامية في الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا كانت حول المذكرة المنشورة في موقع عنكاوا كوم حول المطالبة للاسراع بتوفير الكرفانات للمهجرين. يمكن الاستماع اليها عن طريق الرابط :
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/arabic/highlight/page/id/370629/t/Signatures-campaign-to-help-Iraqi-Christians//

225
مصيرنا في المهجر مقرون بحماية اللغة !!
رد على مقال الدكتور الاخير للدكتور ليون برخو : الدروس التي في الإمكان إستخلاصها من الأزمة التي تعصف بالكلدان وكنيستهم الموجود على الرابط (1)
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
6 تشرين الثاني 2014

ان ما تناوله الدكتور والصديق ليون برخو  في مقاله اعلاه  من حيث طريقة طرحه ونقده كان في الكثير من العمق والدقة و الحكمة، والمنفعة العالية،  بل كان فيه الكثير من الموضوعية والصراحة.  انا ايضا ا تفق مع الاخ لوسيان  الذي كان احد المعلقين الاوائل على النقاط الثلاثة المذكور في المقال ( سلطة البطريركية الشاملة، الغاء المجمع الشرقي اوبعض فقراته التي تعيق البطريرك والسينودس المقدس للكنيسة الكلدانية ، اهمية احياء اللغة )  ولكن لي ملاحظة اخرى ، ذكرها الدكتور ليون في الدرس الاول هي:" ان الكلدان  شعب راق"  يعيشون عصر فيه  الحوار الثقافي وصل الى اعلى درجاته ، لان عدد كبير من الكتاب والمثقفين ورجال الاكليروس عبروا عن رايهم بالقضية بصورة موضوعية بصورة مباشرة و بصورة غير مباشرة ووصلت الى مسامع المعنيين بكل وضوح.

انا اظن على الكنيسة الكلدانية (بل الاحرى كل الكنائس الشرقية وبالاخص المارونية ) ، تتحمل رسالة اضافية اخرى اليوم  بجانب رسالتها الروحية التي  كانت مهمتها عبر الفي سنة، الا هي احياء اللغة الكلدانية او (السورث التي نشترك بها مع بقية الاخوة السريان والاشوريين)، لان الكنيسة كانت اول من شجع العصرنة في السابق بعد الهجرة من القرى التي بدات في بداية القرن الماضي واشتدت في منتصفه ومستمرة لحد اليوم. السبب الاخر ان الكنيسة هي المؤسسة الوحيدة التي امتلكها ويمتلكها الكلدان  لحد الان التي لها وجود وسلطة ونفوذ بين المجتمع  بدرجة القداسة المطلقة، صحيح ان مهمة الكنيسة الاولى هي روحية ولكن  اصبحت عملية الحفاظ على اللغة ضرورة  لحماية الايمان،  اكثر من  ما هي ضرورية لحماية الثقافية او الحياة الاجتماعية او الهوية القومية ، لان تراثنا الروحي مكتوب بهذه اللغة ، فإن فقدناه ، يعني فقدنا ارتباطنا بتاريخنا الروحي بآبائنا القديسين والفلاسفة والمترجمين والمفكرين وبالطقس وبالمورثات مثل الشيروات، يجب ان يفهم رجال الدين لا يمكن حشر الايمان في عقول بدون اللجوءالى الاسلوب او الحجة والمنطق المناسب للعملية التعليم ، و تحسيس المتلقي انها ضرورة ملحة او لمصلحته غريزيا !!، لان العصر والثقافة ووسائل الفكر ليست كما كانت قبل نصف قرن في القرية، اليوم الطفل يستطيع استخدام (آي باد ) بعد ستة اشهر من ولادته قبل ان يمشي على رجليه، يعني يفهم ويتلقى المعلومات كثيرة واغلبها لا تعلمه روح الايمان بل بالعكس تزرع فيه روح الشك بوجود الهة اخرى عن طريق الانسان الخرافي وقدرته المخلوق في عوالم اخرى، فما الضير ان يتعلم الحروف والكلمات واسماء القديسيين والصلوات عن طريق  والتراتيل بلغته السورث على (آي باد)، الكنيسة لها رعاة والرعاة يقودن الشعب الى المراعي الصالحة والامنة، اذن اليوم من مهتم هؤلاء الرعاة  الاهتمام بما يقوي من وجودهم الثقافي والاجتماعي والتقليدي ( بالمناسبة كانت شعب الله  اي اليهد يحتفلون بكثير من الاعياد لاحياء الذكرى لا لغرض روحي فقط وانما لغرض انساني اجتماعي او قومي اعني شد المجتمع في مصير واحد امام المصائب والويلات والاعداء.
إذن اصبحت اللغة هي من المستلزمات  الضرورية لانماء وحماية الايمان لدى ابنائها في المهجر بين مجتمع له ثقافة ولغة وعادات وقيم مختلفة( مرة اخرى نتحدث عن تجربة اليهود او شعب الله المختار حسب مفهوم القديم ، لو لم يقم اليهود بهذه الخطوة، لكانوا في خبر كان الان بعد قرن قرنين من هجرتهم من اور ، ولكنهم استمر في عطائهم الثقافي من خلال اللغة والدين لمدة اربعة الالاف سنة من بعد هجرت ابونا ابراهيم  على الرغم من الازمات والكنبات وقلة عددهم لان كان لهم اصرار على حمل رسالتهم التاريخية.
فالكنيسة بالحق  تحتاح الى هذه الوسيلة اي  اللغة للاستمرار في وجودها وجود ابنائها وحضورهم  وممارستهم اسرارها. للمرة الف اقول : لا يوجد شعب لا يمتلك هوية، فليس معقول  ان يستمر بعض الاخوة العاملين  في الكنيسة يفسرون هويتنا بأنها مسيحية فقط. نعم هويتنا  الايمانية مسيحية من ناحية الاخلاق والقيم ولكن انسانيا جنسنا ثقافتنا جغرافيتنا تاريخنا نظام عقلنا او نفسيتنا  هويتنا هي كلدانية او مشرقية ونشترك مع الشعوب او اقوام اخرى شقيقة بالدم في هذه اللغة،  وان بقائنا في المهجر بعد ان هجر اكثر من 60% من مجتمعنا اليه مرهون باستخدام اللغة في الكنيسة وطقوسها.

ان هنا لا اريد ينشغل او يميل فقط رجال الاكليروس الى الاهتمام باللغة على حساب التربية وتهذيب  او تعليم الايمان ومباديء  والقيم الانسانية التي في المسيحية، ولكن اقول من المهم يستخدم الكاهن والشماس والمعلم اللغة كوسيلة في الحوار او ممارسة الطقس،  ويهتم  بها شخصيا  في استخدامها بصورة مباشرة  عند التحدث عن ( التاريخ والثقافة والشعر والفن والاغنية والعادات والتقاليد ....الخ).
بخلاف ذلك لن يستمر لنا وجود ولن يعد لنا مجتمع يستمر بعد عدة عقود كما حصل للاخوة المهجرين من ابناء شعبنا الى البرازيل وارجتنتين والدول الاخرى في القارة جنوب امريكا وبالتي لن يكون هناك رابط يربطنا اجتماعيا معا، فحضورنا للقداس او لممارسة اي اسرار من اسرار الكنيسة يكون غير ملزم لدى الكلدان لان يمكن اجراؤه عند بقية الكنائس اللاتينية خاصة الوقت والسرعة والاقتصاد والعمل وبقية المعوقات مثل الكسل والتهرب من تحل المسؤولية في بلاد المهجر كبيرة جدا جدا .
...........
1-   http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,757968.0.html

226
يقيم المجلس القومي الكلداني العالمي فرع استراليا محاضرة لسيادة المطرافوليط مار ميلس زيا) ( السامي الاحترام) مطران  الكنيسة الاشورية الكاثوليكية لاستراليا ونيوزلنده ولبنان تحت عنوان:

" العلاقات الاشورية الكلدانية السريانية الى اين؟"

اليوم : الاربعاء
التاريخ 12/11/2014
الساعة : السادسة والنصف
العنوان:
.
Lantana Function Centre
   130 Edensor Rd, Bonnyrigg NSW 217

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال:
1-   ابراهيم بلو     0422865188   
2-   صلاح كينا        0403555851       
3-   سروان جرجيس     0415662662
4-   فراس شاكر       0414777247
 
نتمنى من جميع ابناء شعبنا الحضور والاستفادة والمشاركة في نقاش  قضية مهمة للجميع
ملاحظة
1-المحاضرة ستكون باللغة العربية من اجل ايصال الفكرة والفائدة لاكبر عدد ممكن من ابناء شعبنا
2- الدعوة عامة لجميع ابناء شعبنا.
   

227
بتاريخ 31/10/2014
اجرت الصحفية منال العاني من نفس الاذاعية باللغة العربية مقابلة اخرى مع السيد يوحنا بيداويد كانت حول المذكرة المشنورة في موقع عنكاوا كوم حول المطالبة للاسراع بتوفير الكرفانات للمهجرين.
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/arabic/highlight/page/id/370629/t/Signatures-campaign-to-help-Iraqi-Christians/

مقابلة الصحفي المشهور ويلسن يونان  مدير اذاعة  Radio sbs Australia / Assyrian Program مع الكاتب يوحنا بيداويد حول محاضرته تحت عنوان : " الله حسب منظور الفلاسفة"

يمكن الاستماع الى المقابلة
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/highlight/page/id/369987/t/PHILOSOPHY-AND-RELEGION



228
قراءة قصيدة شعرية  بعنوان " مار ابرم ملبنانا" في مهرجان مار افرام السنوي الذي تقيمه كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع للكلدان في مدينة ملبورن
يمكن الاستماع الى القصيدة على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/youhana.bidaweed
ارجو تنال رضاكم

229
شتارتيفي كوم- ايلاف-عبد الجبار العتابي /

حملة شعبية عراقية لتوفير بيوت متنقلة للنازحين

أطلق ناشطون عراقيون حملة كبرى في بغداد وعلى شبكات التواصل الإجتماعية للضغط على الحكومة ورجال الأعمال والمشهورين لتوفير كرفانات للنازحين في ‫العراق بسبب قدوم فصل الشتاء، مؤكدين ان هذه الكرفانات اسهل وانسب طريقة لحل مشكلة المهجرين.

واعرب عدد من الشباب انهم بدأوا بنشر لافتات في بعض شوارع بغداد للتنبيه الى خطورة اوضاع النازحين في فصل الشتاء حيث الظروف الجوية الصعبة التي ستزيد من معاناة الناس هناك لاسيما ان الاطفال وكبار السن سيتعرضون الى الامراض بسبب البرد.

فيما راح البعض يطالب اعضاء مجلس النواب العراقي بالتبرع برواتبهم لشهر واحد من اجل تخصيص الكرفانات.

حملة تضامن

أكد الناشط ماهر مكي على ضرورة وجود صوت قوي لاغاثة النازحين.

وقال: "الخيم لا تحمي الاطفال من البرد والامراض، والوضع المقبل سيكون صعبا بالنسبة لهذه الاسرة التي هجّرت من بيوتها رغما عنها فيما الحكومة لا تهتم لهم كثيرا وكأنها غير مسؤولة عنهم لذلك طالبنا بتجهيز العوائل النازحة بالكرفانات".

أضاف: "انا واحد من الذين يشاركون في هذه الحملة بعد ان وجدنا ان اول الغيث الممطر اغرق الامكنة والمخيمات التي يسكنها النازحون ونحن نعرف اية عذابات يعيشها هؤلاء البعيدون عن بيوتهم وخاصة الاطفال منهم وكبار السن، انا اشعر بالحزن لانني لا استطيع ان اعمل شيئا لهم وليس لي سوى ان اتضامن معهم باللسان وان كان هذا اضعف الايمان عسى ان تسمعنا الحكومة".

بلد النفظ والمليارات

الناشط المدني ياسين عبد الله، أكد ان الكرفانات هي ابسط ما يمكن تقديمه.

وقال: "ليس لدينا سوى ان نقول، كرفانات للنازحين.. يا بلد النفط والمليارات، نريد ان نعلن عن انسانيتنا بشكل صريح وواضح، فالبرد القارس القاتل على الابواب، وهناك مئات الالاف من النازحين في العراء، ما ذنب الاطفال والنساء والشيوخ وهم يعيشون وضعا مأساويا؟ ونحن نعرف جميعا انهم يتعذبون فلا شيء لديهم جيد، لا مأكل ولا مشرب ولا سكن، لذلك ندعو لتوفير ابسط ما يمكن توفيره لهم وهو الكرفانات عسى ان يحموا انفسهم الى ان يمن الله عليهم بالعودة الى منازلهم".

واضاف: "نحن كناشطين مدنيين نطالب بقوة من الحكومة ان تتحمل مسؤولة هؤلاء الناس ومن المعيب جدا ان بلد النفط والمليارات لا يستطيع ان يوفر لابنائه كرفانات لحمايته".

أمر لا يرضينا

يشير المحامي عبد الستار احمد الى ضرورة توفير كرفانات للنازحين.

وقال: "وضع النازحين تعبان جداً وخاصة ما سيكون عليه في الأيام المقبلة حيث الأمطار والفيضانات، وهم يسكنون في خيم وابنية المدارس التي كلنا يعرف انها غير صالحة للسكن، وهذا امر لا يرضينا لان هؤلاء اخوتنا في الوطن وحمايتهم وحماية اطفالهم مسؤوليتنا حميعا".

واضاف: "اقترح توفير كرفانات فهي تقاوم اكثر ومعزولة لان العوائل تتكون من نساء واطفال، وهذه الكرفانات يصنعونها في محافظة واسط، غرفة بمساحة 6 × 4 بحوالي اربعة ملايين دينار عراقي (حوالي 3 الاف دولار اميركي)، نطالب الحكومة العراقية بحماية العوائل المهجرة من ديارهم وتوفير المسكن والملبس لهم فوراً".

رواتب الكبار

إلى ذلك، اقترحت الكاتبة لطفية الدليمي ان يتبرع البرلمانيون برواتبهم لشهر واحد لشراء كرفانات.

وقالت: "فليقتطعوا من رواتب البرلمانيين والوزراء والرؤساء المنعمين في المنطقة الغبراء ويشتروا كرفانات للعراقيين المظلومين المحرومين حتى من سقف يحميهم وجدار يؤمن ليلهم ابن دينهم وشهامتهم وادعاءاتهم".

أضافت: "الا يكفي احدهم مليون دولار شهريا؟ فليتبرعوا بشهر واحد من رواتبهم لشراء كرفانات تحمبي الامهات والاطفال وااشيوخ والفتيات من غول الشتاء وغيلان البشر".

اما عماد البهادلي، موظف، فقد اكد على ان يتدخل المجتمع الدولي: "النزوح الدي جرى ويجري وحسب تصنيف سلّم الطوارئ فانه يُعتبر كارثة وليس أزمة، ولأن تصنيفه ارتقى الى درجة الكارثة فهذا يعني أن معالجاته لا تتم بموارد الدولة فقط بل يجب ان يتدخل المجتمع الدولي ايضا".

أضاف: "مقترح نصب الكرفانات جيد من الناحية النظرية لكنه لن يحل ازمة اكثر من مليوني نازح وربما يكون حلا مؤقتا لازمة ستستمر طويلا".

رسالة الى رئيس مجلس النواب

من جانبها، وجهت الناشطة المدنية والكاتبة سلوى زكو رسالة الى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري تطالبه فيها توفير كرفانات للنازحين.

وقالت: "هناك حملة يقوم بها نشطاء الفايسبوك للمطالبة بتوفير كرفانات للنازحين لا اعرف ان كان وقتك قد سمح بالاطلاع عليها".

أضافت: "خلاصة الامر ان هؤلاء النازحين وعددهم يقارب المليونين قد داهمهم موسم الشتاء فمزق خيامهم وتركهم يعيشون في العراء وسط برك من مياه الامطار. وتتلخص الفكرة في الدعوة الى توفير كرفانات لهم تحميهم من قسوة موسم الشتاء، نعرف ان الدولة لا تملك الاموال اللازمة لتغطية كل متطلبات هذه الحملة، ولكن هناك اقتراح يوفر جانبا كبيرا من هذه الاموال وهو ان يتبنى مجلس النواب قرار ملزما للجميع باقتطاع نصف رواتب اعضاء البرلمان والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة واعضاء مجالس المحافظات للأشهر الثلاثة المقبلة".

وتابعت: "هذا كثير على العراقيين الذين اوصلوهم الى ما هم فيه؟ هذا وقت تبييض الوجوه وليجرؤ واحد من اعضاء البرلمان ان يصوت بالضد من هذا القرار، القضية تحتاج الى حل فوري خارج الصندوق على الا تودع الاموال بأيدي اللصوص، أدام الله السقوف فوق رؤوسكم".

مطالبة الامم المتحدة بمساعدات

النائب عن محافظة نينوى محسن السعدون، دعا الأمم المتحدة ودول الجوار إلى إرسال كرفانات وخيم للنازحين خاصة مع حلول موسم الشتاء وهطول الأمطار الغزيرة.

وقال النائب عن التحالف الكردستاني: "عدد المهجرين قارب المليون و250 الف نازح يعيشون أوضاعاً مأساوية ويعانون فقدان أبسط مقومات الحياة، ونحن نواب نينوى نطالب الأمم المتحدة بالتحرك السريع لتوفير كافة المستلزمات اللازمة للمهجرين".

واضاف: "ندعو الأمم المتحدة ودول الجوار الى إرسال كرفانات وخيم الى النازحين خاصة مع بدء موسم الشتاء البارد وهطول الأمطار الغزير".

المفوضية العليا لحقوق الإنسان، أكدت في وقت سابق أن أحوال النازحين مأساوية وقد أصيب اغلب الأطفال بنزلات برد وإسهال شديدين بعد موجة البرد الأخيرة، كما أن "الأمطار الغزيرة والرياح اقتلعت الكثير من الخيام خاصة في مناطق دهوك واربيل"، وفيما بيّنت أن النازحين يطالبوننا بإيصال أصواتهم لصناع القرار، أوضحت إنها ومنذ ثلاثة أشهر ناشدت لجنة إغاثة النازحين بضرورة وضع خطط لتلافي حالات الطقس التي يمكن أن تتسبب بهلاك الكثير منهم.

 

230
الاعلامي ويلسن يونان يخاطب قادتنا وابناء شعبنا من منبر Convention 2014 !!
BY Youhana Bidaweed
24 Oct 2014

مرة اخرى يظهر الصديق الاعلامي ويلسن يونان مدير  Radio SBS Australia /Assyrian program  في الاحتفال السنوي الذي يقيمه ائتلاف الجمعيات والنوادي الاشورية الامريكية  من 28 /8/2014 لغاية 2/9/2014 في لافيكاس.
 Assyrian American Natinal Federation Convention held in los   Vagas  امام حشد كبير من ابناء شعبنا مخاطبا قادته من السياسيين والروحانيين والمفكرين و الاعلاميين و الكتاب والفنانين وكافة الشرائح الاخرى الى توحيد كلمتهم  وقبول الواحد الاخر  بروح التواضع والتجدد والنظر الى الافق القادم بنظرة واقعية حقيقة مفروضة قبل فوات الاوان.

لا يخفى ان ابناء شعبنا بحاجة الى مثل هذه المواقف الشجاعة والارادة والالتزام بالموضوعية، الى مثل هذه الشخصيات لها القدرة الوقوف امام الالاف ومخاطبتهم بلغة الام بطلاقة  وبكفائة نادرة،  حاثا اياهم النظر الى الاخطار المحدقة بنا في هذا الواقع المفروض الذي اصبحت فيه منطقة الشرق الاوسط كغابة  لا يسودها  الا قانون القوي يفترس بالضعيف.

 لقد خاطب الاخ ولسن يونان من هذه المنبر جميع ابناء شعبنا بدون استثناء،  بعد العاشر من حزيران يجب  الى اعادة حساباتهم  من جذورها، يجب ان لا ننعلق بالاسماء او المذاهب او الطوائف التي دحرجتها عوادي الزمن في طريقنا، يجب ان نتجدد من الداخل، او تحدث الولادة الجديدة من الاعماق، من الفكر والقناعة والايمان .

 لا يستطيع احدا منا ان يفصل جسد هذه الشعب الى قطع منفصلة لها حياة منفردة لوحدها مهمها حاول، لم ولن يستطيع يزحفه شعرة واحدة بإتجاه بوصلته او قبيلته او شرنقته  او تسميته، لا بل هناك حقيقة يجب ان يدركها الجميع، ان دماء السريان والكلدان والاشوريين يوما بعد يوم تختلط معا عن طريق الزواج والنسب والعماذ والصداقة والعمل والثقافة والفن والكنيسة. ومن يعمل بعكس هذا الاتجاه ليعلم انه يجري عكس التيار، ما يحتاجه كل  واحد منا من يهمه الشان القومي او الديني هو قبول الاخرين والعمل معه بروح الاخوة بالايمان والدم واللغة والمصير.
نبارك للاخ ويلسن يونان وبقية الاخوة الذين تم تكريمهم في اللقاء السنوي الذي تقيمه Media awards at the AANF Convention

ونتمنى له الموفقية وان شاء الله يكون مثالا جيدا لجميع العاملين في حقل الاعلام.
لمشاهدة كلمة الاخ الاعلامي البارز ولسن يونان في حفل توزيع جوائز  من قبل Convention of  2014
 يمكن متابعته على الرابط التالي :
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/article/2045/Media-awards-at-the-AANF-Convention,-Las-Vegas-2014/in/english


231
مناقشة هادئة مع ناقدي البيان  البطريركي الاخير للكنيسة الكلدانية !!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
14 تشرين الاول 2014
 
تناول بعض الاخوة الكتاب من ابناء شعبنا  بيان البطريركية الذي نشر على صفحة الموقع  الخاص بالبطريركية تحت عنوان : "الكهنة والرهبان الكلدان الخارجون عن القانون"(انظر الرابط 1) بسلبية  واحيانا  انتقامية بعيدة عن الروح المسيحية على الرغم اتفاقي مع البعض منهم على ان اللغة والمصطلحات المستخدمة في البيان وطريقة طرح الموضوع لم تكن موفقة كما يجب .
شخصيا لم اكتب اي  رد او تعليق سوى مداخلة قصيرة في مقال احد الاخوة ( عبد الاحد سليمان) ووعدت بالعودة الى الموضوع بعد جلاء الامور اكثر على حقيقتها وكذلك برود اعصاب البعض من شحنتها، بعد يخرج كل واحد ما في جعبته من النقد سواء كان بناء او سلبي.

هناك بعض الملاحظات والمواقف السلبية التي  لاحظتها في طرح بعض الكتاب سواء كانت بقصد او بغير قصد وهي :
اولا -  فقر الموضوعية  في الكتابة، احيانا كثيرة  الكاتب يكتب ليس غرضه او هدفه معالجة موضوع  معين او مشكلة معينة  بقدر ما هو التشهير بالجهة المعارضة، وخلق مشاكل وتشويه الصورة له وابعاد القضية الرئيسية عن انظار المهتمين بصورة صبيانية وكأن الناقد كان ينتظر ذلك الشخص او المسؤول ان يتفوه بكلمة بصورة غير موفق او خاطئة  حتى لو كانوا متأكدين من نيته الطيبة.

ثانيا-  التحزب او التطرف البعيد عن المنطق، بعض من كتابنا لا ينظرون الى الامور الا بنظرة واحدة او قناعة واحدة التي يمتلكونها.  ويسردون جملهم وتعابيرهم وكأن ما يقولونه هو جزء من الحقيقة بدون الانتباه الى احتمالية وجود نقص  في معرفتهم او انهم لا يدركون الحقيقة كلها. ان التطرف والتحزب اصلا بعيد جدا عن رجال العلم والادب والثقافة، لانها تعطي صورة عن  قصر النظر لدى صاحبها او قصر القامة له في مقاييس المقارنة و الابداع.

ثالثا-  كثير من كتابنا يلتصقون بمواضيع جانبية او غير مهمة مبتعدين  من المواضيع الساخنة والمصيرية لابناء شعبنا التي  يجب ان تكون تحت مطرقة النقد  ومعالجتها ، فهم لا يضعون اقدامهم في حذاء صاحبهم  على قول الانكليزي:Try To Put Your Feet in Others Shoes) جل همهم هو هناك موضوع  ما او قضية يستطيعون الكتابة عنها والطعن بالشخص المقابل  بصورة سلبية الى حد الحقد تاركين الظروق وموقفه الشخصي بدون مبالاة.

رابعا-   خلط القضية القومية مع الرسالة الروحية الكنيسة الكلدانية بصورة قسرية ، حيث يطالب البعض من الكرسي البطريرك بالالحاح الالتزام بالقضية القومية و بالصيغة التي يرونها،  ولانه البطريرك لا يؤيدهم او لايتفق معهم، تراهم يكتبون كل ما يستطيعون بصيغة سلبية عنه وعن مواقفه.

خامسا-  وهنا  لا بد ان اشير كشخص علماني عمل لفترة طويلة في الكنيسة، انا لا انكر وجود اهمية كبيرة للاهتمام بالقضية القومية والانفتاح الى الاخر لاسيما في هذه الظروف و بحسب المعطيات والظروف الدولية  والكيفية المتبعة في حماية ونيل المجتمعات الاثنية حقوقها كمواطنين ، ولكن مهمة الكنيسة الاولى هي بناء الانسان روحيا، اي تربيته على تعاليم الايمان المسيحي والتي  بلا شك  تتطابق مع القيم ومباديء الانسانية السامية اي احترام وجود الاخر وصيانة حقه. لكن ان اجعل من البطريرك زعيما سياسيا بسبب ضعف الامكانيات السياسية عند القوميين الكلدان ، مثلا  من اجل وصول اشخاص من الكلدان الى مقاعد البرلمان او اعطاء نفوذ اكبر لهم  من الحكومة او غيرها من الامور، هو امر غير صحيح حسب قناعتي.

  لكن مرة اخرى اقول، هذا لا يعني ان الكنيسة يجب تتبتعد من ابداء موقفها بصراحة وصرامة  في القضايا السياسية التي اصبحت الوسيلة الوحيدة لاتخاذ القرارات المهمة التي يتعلق  بها  مصير المجتمعات الاثنية والدينية، وخاصة ابناء الكنيسة الكلدانية والمسيحينن العراقيين المهمشين، هكذا يصبح من الواجب الاخلاقي لكرسي البطريرك ان يهتم و ويبدا رايه في القضايا المهمة ويلتقي المسؤولين السياسيين الذين يديرون البلد على غرار ما يقوم به بقية رؤساء الكنائيس في الشرق الاوسط وحتى في الغرب وهو ما يقوم به غبطة البطريرك ساكو نفسه. وهذا بالفعل ما يقوم به غبطة البطريرك ساكو ولا يستطيع احد نكرانه.

هنا فقط اجلب انتباه بعض الاخوة الناقديين الى الاسباب الضرورية التي يجب ان يدعموا موقف البطريركية ويقفوا معه كما يقف الجنود مع قادتها في المعركة، لاننا حقا في معركة المصيرية من اجل البقاء كشعب في الشرق الاوسط،  او على الاقل  يكون نقدهم بأدب ان استوجب الامر وهي :

1-     ان كرسي البطريركية يمثل اعلى جهة روحية واخلاقية وانسانية واجتماعية لابناء الكنيسة الكلدانية، فلا يمكن نقدها دون اخذ بنظر الاعتبار موقعه او هذه المفاهيم او المناصب. ولا يمكن النظر الى مقام الكرسي البطريركي عن طريق الشخص الذي يشغله فقط، البطاركة اشخاص حاملين شعلة الايمان وصولجان القيادة للمؤمنين، فليس من المعقول ان لا تكن له حرية العمل او التفكير او من واجبه يعلم كل ما يجول في ذهن الكتاب والناقدين. او يجب ان يرضي كل كاتب حسب مزاجه.

2-     الكرسي البطريركي ليس وسيلة او اداة لممارسة النفوذ والسلطة وتوجيه الخطابات والتهم والحكم على الاخرين، بقدر ما هو الموقع الذي  فيه يتحمل البطريرك  مسؤولية كبيرة امام الله والجماعة المؤمنة والمجتمع المحيط بهم  من غير المسيحيين، لهذا حينما ننقد ابائنا لا يجب ان لا نشهر بهم في الاعلام بصورة مرتذلة مثل اهداء اغنية للبطريرك ( لاحظ الرابط 2) !! وانما ايصال العتاب او النقد بأدب الى الشخص المعني بطريقة مباشرة او غير مباشرة سواء كان  البطريرك او اي شخص اخر يعمل في مقر البطريريكة.

3-     الكنيسة الكلدانية تعيش حالة النكبة فعلا كما وصغها غبطة البطريرك ساكو قبل بضعة اشهر، فليس من المعقول ان يعيش في شوارع مدن كردستان 120  الف او اكثر لاجيء مسسيحي  لاجئين بدون مأوى او مأكل او مشرب ، اي انها تعيش حالة غير استثنائية تماما، فليس من المعقول ان نهتم او ننقد دور البطريرك الريادي وبتعاون مع مطارنتنا الاعزاء جميعا في رفع قضيتنا الى مقام الاول في المحافل الدولية وحضور المؤتمرات وطرح قضية الحماية الدولية والانسانية له.

4-     ان شرارة النقد السلبي اتت من كاليفونيا ، من الراهب نوئيل كوركيس الذي تطرق باسلوب غير لائق عن غبطة البطريرك ساكو حسب مقال الاخ عبد الاحد سليمان ( رابط 3).

5-      لا يمكن اخفاء وجود نفور وعدم اتفاق بين رؤية سيادة المطران سرهد جمو ورؤية غبطة البطريرك ساكو في طريقة ادارة الكنيسة الكلدانية العالمية منذ البداية.

6-     بعض الكتاب نوه بانهم لا يخاف ولا يستحي سوف يكتب كل ما يراه او يحس به ضميره صحيح. الامر الذي لا اراه شخصيا صحيحا، الضمير مع الوعي والادراك يجعلنا كلنا نحس نشعراخلاقيا بما يشعر او يهتم به غبطة البطريرك مع جميع الكهنة والمطارنة والعلمانيين من القوميين وغير القوميين، خاصة بالقضية اخوتنا المهجرين من سهل نينوى اكثر من اي موضوع اخر.

7-     في الختام او ان اشدد على قضية مهمة هي ان الكتابة مسؤولية اخلاقية يجب دائما ان يكون ما يهمنا ما يهم الجموع وليس اشخاص، احيانا يموت الانسان او يقبل الشهادة من اجل انقاذ رجل او انسان اخر لانه ذلك الشخص مهم للمجتمع  كما جاء في  سيرة استشهاد القديس مكسيميلان ماريا كوب  البولوني الاصل  (Saint Maximilian Maria Kolbe  على يد  النازية اثناء الحرب العالمية الاولى الذي طلب من القوات النازية طوعيا اعدامه عوض رب اسرة له عشرة اطفال.
 
 
......................
1.- الكهنة والرهبان الكلدان الخارجون عن القانون
 http://saint-adday.com/permalink/6613.html
 
2- سفينة البطريرك ساكو وبيانه الاخير  الى اين – الحلقة الثانية
 http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=238530
 
3- هل للكاهن حدود يلتزم بها في كرازاته ؟
المصدر http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=7324

232

ايها  فقراء العراق اسندوا الدكتور العبادي قبل فوات الاوان مرة اخرى!!!!!بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
30 ايلول 2019

يمر العراق اليوم في ازمة جديدة من نوعها قلما تحصل في مكان اخر في العالم، هي ظهور اصوات نشازة معارضة واحيانا مهددة من اخوة وحلفاء ورفقاء الدرب للدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق الحالي انفسهم، بعدما اصطف العالم كله خلفه لانقاذ العراق من حركة الدواش الارهابية والاجرامية. فكل واحد منهم اظهر بصورة شاذة ريبته ورغبته الشرانية وانعدام  الروح الوطنية  في مشاعره التي احيانا كانوا ينادون بها.
العالم كله هرع لانقاذ اطفال المسيحيين مدينة الموصل وقصباتها المكنوبين الذين عاشوا اسابيع في العراء تحت ظلال اشجار شوارع مدينة عنكاوا وغيرها من المدن في منطقة اقليم كردستان جائعون وعطشانين.
 العالم كله هرع لانقاذ العذارى وشيوخ وكبار السن اليزيديين الذي صعدوا اعلى قمم جبال سنجار هربا من الموت الاسود هجم عليهم امام انظار العالم بدون رحمة بسبب السياسة القذرة التي اتبعها قادة العراق الجدد باسم الدين احيانا. والتي ادت الى موت عدد كبير من تلك ابناء تلك الديانة بدون رحمة ، وتم اخذ الفتيات لاتمام غريزة النكاح للمجاهديين !!.
العراق كله كان يبحث عن المسؤولين الحقيقيين لمذبحة جنود قاعدة سبايركر، والصقلاوية الذين كانوا في معسكرات التدريب كي يلتحقوا بوحداتهم  الجيش، نرى خلال هذه الايام تصاعد اصوات النشازة من بعض السياسيين الذين كانوا يرتجفون قبل التدخل الدولي عسكريا خوفا من قدوم الدواعش اليهم في عقر دارهم، في بغداد العاصمة التي يسكنها اكثر من سبع ملايين بشر. ان تصاريح ومواقف هؤلاء السياسيين ليست فقط غريبة وانما يبدوا لهم نيات اسوء من مواقف ونيات جماعة الدواعش انفسهم، فما يطمحون به هو بقاء العراق خرابا اكثر بمليون مرة مما كانت حالته تحت ظل النظام السابق يبقى اطفال العراق مشردين يتامى وارامل تملء الشوارع والمدن ولا يتم محاسبتهم للاعمال الاجرامية والسرقة على الاموال العامة.
وهنا يأتي السؤال الكبير الذي يطرحه المواطن العراقي، بعد عشرة سنوات من التغير وبعد حصول العراق على اكثر من ترليون ( 1000 مليون مليون دولار ) من بيع النفط والمنح والتبرعات واموال مجمدة في البنوك ما الذي حصده المواطن العراقي؟ ما الذي حصده الفقراء والناس الذين لا ينتمون الى اي حزب او مليشية او قبيلة متنفذة.
ايها فقراء العراق احذروا ولا تتأخروا،  لم يبق لكم املا الا في دعم ومساندة الرئيس الحالي لوزارة العراق قبل فوات الاوان، فالرجل يريد اخراج العراق من محنته لكن اللصوص والثعالب يتربصون خطواته ، وبداوا يكشرون انيابهم من البحر الابيض المتوسط  الى الصين وافغانستان

233
بين "خريف البطريرك" لماركيز و"ربيع البطريرك" لمار ساكو.
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
14 ايلول 2014

كتب  الكتاب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل للاداب عام 1987 عن قصته "مائة عام من العزلة"(1)، رواية عالمية اخرى، تتحدث عن شخصية  من الشخصيات السلاطيين التي ابتلت بها الامم والشعوب على مر التاريخ تحت عنوان " خريف البطريرك".

استوحى ماكيز احداث هذه الرواية من بيئته  الفقيرة والفساد السياسي والاجتماعي وربما الديني الذي انتشر في القرون الثلاثة الاخيرة  في القارة امريكا الجنوبية  وركز على فكرة الجلاد الطاغية الذي  اراد تغير مسار الطبيعي لهذا الوجود الى خدمته وتحت سلطته. فيحاول البطريرك (2) الجلاد  الذي لا يعرف اية رحمة  ولا قيم انسانية ولا اي شريعة دينية بسط نفوذه على كل شي. لا يرغب برؤية اي شيء او حدوث اي حركة ما لم تكن مرافقة برمز من الرموز  التي تشير الى شخصيته، يحلم بجعل كل زوايا الوجود مرايا تعكس صورته المقفرة.

ينسى البطريرك ان  الزمن هو كالنهر يسري دوما  وان خريره لا ينقطع مهما استمر العالم ( الادنى) في وجوده. يتحدث ويخطط ويقرر وكأنه اله ابدي في بيئته  بلا منازع  وان حياته تدوم بطول الابدية، كل شيء له مباح اما  الاخرون فلا استحقاقات لهم.
الجدير بالذكر ان شهرة ماكيز كبيرة في العالم فقد ترجمت رواياته الى اكثر من 25 لغة عالمية، وبيع في دار النشر اكثر من 50 مليون نسخة منها

اليوم نحن نعيش زمناً يشبه زمن النبي نوح، البشرية مصاب بامراض فتاكة كبيرة، امراض عديدة، منها اجتماعية ومنها الفساد السياسي الدولي ومنها الخرف الديني ومنها الفيسيولوجي. العالم على وشك حصول انقلاب جديد في بنيته الاجتماعية والثقافية والدينية بسبب هبوب عاصفة هوجاء عمياء على العلاقات الانسانية خلال خمس وعشرين سنة الاخيرة واخر فصولها ظهرت في السنوات الثلاثة الاخيرة تحت عنوان  ما يسمى " بالربيع العربي". هذا الربيع المنحط المملوء من التناقضات الثقافية والحضارية والدينية الذي جيء به من مخططين سياسيين ماكرين ذوي ذكاء خارق وكأنهم من الاطباق الفضائية.

 فسقطت الشعوب العربية في الامتحان كما سقطت الامبراطورية العثمانية حينما استدار السلطان عبد الحميد الثاني توجه الامبراطورية عام 1876م بــ180 درجة حينما عزل مدحت باشا  الصدر الاعظم  الذي ظهر في تاريخ العثمانيين .

بالنسبة للمسيحيين الشرقيين الذين لهم تسميات قومية و كنائس مختلفة قاسوا مرارة لا تقل عن التي ذاقوها في الحرب العالمية الاولى. ففي  العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر نسبة كبيرة من المسيحيين هجروا من قراهم وبلداتهم ومدنهم ، لن نتحدث بلغة الارقام عن ما حاصل ويحصل للمسيحيين في هذا المقال، لكننا سنتحدث عن الربيع الحقيقي الذي هب على المسيحيين الذين استفاقوا من سباتهم  نتيجة الدمار والخراب والقتل والخطف والذبح والاضطهاد والتهجير القسري والاختصاب والاجبار على الدخول في الاسلام في منطقة الشرق الاوسط.
لكن ما حصل في العراق وبالاخص في مدينة نينوى التاريخية خلال ثلاثة الاشهر الاخيرة يكاد ان يكون شيئا من الخيال (وان كان لي شخصيا امرا متوقعا منذ زمن بعيد !!). بين ليلة وضحاها تم اجبار سكان مدينة نينوى للهجرة القسرية خلال عشرة ساعات. وحصلت احداث مرعبة ومقفرة في سنجار للاخوة اليزيديين التي  ادمت قلوب كل انسان  يشعر ويعتبر نفسه انسان ! ومن ثم تم تفريغ جميع قرى والبلدات والقصبات المسيحية من كركوك الى فيشخابور بصورة قسرية لم يشهدها التاريخ الا في الجزيرة العربية في القرن الاول من  بعد ظهور الاسلام .

هذه الاحداث المؤلمة ادخلت الكنيسة المسيحية في تجربة مرة اخرى لا تقل عن تجربة اضطهاد نيرون وشابور الكبير ودقليديانوس، وعباس الصفوي وتيمورلنك، لكن في نفس الوقت وضعت هذه الظروف  القادة الروحانيين للمسيحيين في امتحان  لم يتوقعها احدا. فالرجال عند الشدة، والحمد لله كل رؤسائنا الروحانيين كانوا عند الحدث وبمستوى الحدث، جابهوا الفضيان البشري الذي هجر قسريا وعمل كل ما بوسعهم، ولازالوا في الخطوط الامامية من هذه الجبهة كي لا تنهار الحضارة المسيحية التي قادت الشرق وبالاخص العرب ان يخرجوا من الظلمات الفكرية ليطلعوا على افكار ابقراط و ارسطو وافلاطون وفياغورس ارخميدس وغيرهم من عباقرة الانسانية من خلال ترجمته الفكر الاغريقي الى العربي.

من الشخصيات التي لفت انتباهي الى حركته الفكرية ومواكبته ومراقبته لصيرورة الحدث الحالي ( هبوب العاصفة الداعشية) هو غبطة البطريرك مار لويس ساكو (3). 
من يراقب خطواته وانتاجه الفكري  وتحركاته منذ ان سيم بطاركيا على كنيسة بابل للكلدان في العالم  ويراقب تصريحاته الجرئية ومواقفه  المملؤءة من المفاهيم الانسانية بحسب قوانيين حقوق الانسان في لائحة الامم المتحدة والتي وقع الكثير من الدول عليها كذبا يدرك الجهد الكبير الذي يقوم به غبطته.
هذا القائد الروحي لم تنم له رمش منذ التاسع من حزيران 2014 الحالي، فتراه يوميا في اجتماعات ولقاءات وندوات ومؤتمرات وزيارات المسؤوليين من الحكومة المركزية وحكومة الاقليم والدول الغربية. البطريرك ساكو رجل جريء قلما وجد مثله، كان اول من طالب قادة الاخوة المسلمين جميعا بضرورة فتح الحوار الجدي بين الاديان والاهم اعطاء فتوى بتحريم قتل المسيحيين بسبب ديانتهم في البلدان العربية والذي تبناه  مؤتمر مطارنة الكنائس الكاثوليكية الشرقية في العام الماضي في لبنان. حاول اجراء مصالحة حقيقة بين اطراف الحكومة العراقية السابقة وزار جميع المرجعيات السياسية والدينية وقدم مشروع المصالحة. وفي الاخير زار المرجع الديني الاعلى للاخوة الشيعة المرجع علي السستاني مطالبا اياه بالتدخل لتشكيل الحكومة الجديدة وعدم ترك البلد في فراغ سياسي.

شارك في المؤتمرات العديدة التي جرت في اوربا لم يتهاون امام مسؤوليته التاريخية، بل قالها بكل صراحة ان الغرب يجهلون واقع الشرقيين وبالاخص واقع المسيحيين. وفي اكثر مناسبة عاتب ووضع اللوم على الادارة الامريكية على ما جرى ويجري في العراق والمنطقة، بل عاتبهم على الروح الانسانية الفقيرة التي امتلكتها الادارة الامريكية الحالية التي لم تتدخل لحماية المسيحيين واليزيديين حينما هجروا الا بظهور خطر على القادةالعكسريين وخبرائها العاملين  في العراق وبالاخص من بعد اعدام الصحفي الأمريكي جيمس فولي على أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

 هذه بعض من اهم نشاطات البطريرك ساكو الاخرى:
1-   اجراء تغير جذري في ادارة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ومحاولته لادخال الدماء الشابة في الاسقفية.
2-   اعادة المحاولة بتحقيق حلم ابناء الكنيسة الشرقية بطرفيها الاثوري والكلداني بفتح الحوار عن الوحدة وان لم يظهر اي شيء ملموس منه لحد الان.
3-   اعطاء دور للعلمانيين من خلال الخدمة والمشاركة في لجان البطريركية سواء كانت مالية او ثقافية.
4-   اقتراح تاسيس رابطة للشعب الكلداني على غرار الرابطة المارونية والسريانية  ، مؤسسة غير سياسية وغير دينية تهتم  بشؤون كافة الكلدان وتتعاون مع الكنيسة في الدفاع عن حقوقهم وقضاياهم في المحافل الدولية كمؤسسة علمانية.
5-   اعادة توثيق ممتلاكات واموال الكنيسة مع التاكيد اجراء نفسه في جميع الابرشيات في العالم.
6-   نشر تقارير بالواردات والصادارات التي تأتي البطريركية كمساعدات للفقراء والمهجرين او كمساعدات لنشاطات اخرى تقوم  بها الكنيسة.
7-   التاكيد على اقامة المهرجانات والمؤتمرات والندوات والمحاضرات وحرصه للحضور والمشاركة  شخصيا.
8-   اجراء لقاءات دورية مع اباء الكهنة في ابرشية بغداد التي تقع تحت سلطة البطريركية وكذلك  اجراء مع كهنة جميع الابرشيات التي زارها مثل اوربا وكندا وامريكا .
9-   الاهتمام بالاعلام الكنسي ومحاولة بناء شبكة عنكبوتية لتسيهل ايصال  اخبار وصوت الكنيسة لابنائها في كل انحاء العالم.
10-   الاهتمام بالدير الكهنوتي وعملية اعداد الخريجين الجدد من الاكليروس بعيدا عن الاعلام.




.................
1-    للروائي غابرييل غارسيا ماركيز عدة روايات مشهورة عالميا الحب في زمن الكلوليرا،   "خريف البطريرك" عام 1975، و"قصة موت مُعلن" عام 1981، و"الحب في زمن الكوليرا" 1986 وغيرها.
2-   اعطى ماكيز اسم لبطل روايته (البطريرك) تهربا من الملاحقة السياسية وكذلك نقد للكنيسة وفي النهاية هي رواية ليست كتاب تاريخي، فكل شيء فيها مستوحي من خيال.
3-   غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو  هو عضو  في لجنة الحوار المسيحي الاسلامي منذ ان كان كاهنا ، اي قبل عام 2000 ولحد الان.

234
الشبيبة المسيحية في مدينة ملبورن تنظيم مسيرة اخرى  في  13 ايلول 2014
[/b][/size]

الانطلاق سيكون من ساحة فدرشين سكوير Federation Square  الى بناية البرلمان الولاية Victorian parliament building
المسيرة تنطلق في الساعة الثالثة  3.00   من بعد الظهر مشيا على الاقدام عبرا فلندر ستريت Flinder St  الى نهايته عند سبرنك ستريت Spring street  ثم تلتف عبر سبرنك ستريت Spring street  وتستمر المشيء الى بناية البرلمان لولاية فكتوريا عند تفاطع سبرنك ستريت  Spring Street مع  بيرك ستريت Burke street  حيث ستلقى الكلمات بحضور الضيوف  الرسميين المتظاهرين.
ندعور جميع ابناء الجالية المشاركة والحضور للدفاع عن حقوق وحماية ابناء شعبنا في العراق وسوريا.
ملاحظة افضل طريقة للوصل هي بالقطار ، النزول عند محطة Flinder Station  opposite Federation Square
ومن هناك تعبر الشارع الى نقطة الانطلاق كما هي موجودة في الخارطة المرفقة




235
هل سقط المجتمع العراقي اخلاقياً؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
27 اب 2014

اصبحت بديهية عند الشعوب ان نتيجة كل حرب هي  سلبية، تأثر على النظام الاداري والاقتصادي والاجتماعي- الاخلاقي لمجتمع ذلك البلد، لهذا نرى اليوم الكثير من الامم والشعوب تتفادى الحروب باقسى ما تستطيع، لانها تعتبرها اتون لحرق ابنائها. في العراق بلدنا الام، البلد الغني كثيرا بموارده الاقتصادية وتاريخه العظيم وحضارته العريقة اكثر من اي حضارة انسانية اخرى في العالم. هناك مصيبة كبيرة ترافقت نتائج الحروب الكثيرة والعملية السياسية الفاشلة التي مر فيها المجتمع العراقي منذ عقود بل قرون كثيرة.

انني لن اتحدث عن ما حصل في التاريخ العراقي القديم، فمحطات التاريخ  ذات اللون الاسود المصبوخ بدماء ابنائه كثيرة جدا، فمنذ سيطرة الاخمينيين على بابل بعد خيانة احد قادة جيشها سنة 538 ق م الذي يعد اخر حكم عراقي رافديني ومن بعد ذلك لم يحل السلام والامان لحد اليوم.

لكن نركز حديثنا في هذا المقال على القرن العشرين بعد انسلاخ العراق وتحرره من حكم العثماني العفن الذي دام اكثر من اربعة قرون. ما نلاحظه في تاريخ الشعوب في هذه المرحلة من التاريخ، ان الشعوب والامم استفادة من الحضارة الانسانية الحديثة والتي اصبحت مشتركة، فكل دولة بنت لنفسها نظام سياسي وثبتته على شكل دستور، ومن ثم اعطت الصلاحية لممثليها او يقوم الشعب بنفسه بالتصويت على تجديد او تغير اي فقرة إن احتاجت الى التجديد.

كذلك اهتمت هذه الدول بالنظام الدراسي وتشجيع ابناء البلد على الابداع والابتكار والاختراعات، لكن الاهم من اي شيء شجع قادة ومفكري هذه الدول التي اصبحت اليوم متقدمة على ترسيخ مفهوم روح المواطنة والالتزام بالقانون و حماية حقوق الفرد، وعلمت الفرد ان مصحلته هي ضمن مصلحة الدولة او المجتمع بالعكس.

هكذا بنت الشعوب العالم الاولى لنفسها دول ومجتمعات متقدمة عبر النظام والقانون الذي يلزم الفرد الالتزام به، فوصلت المرحلة في هذه الدول مثلا اذا تعطلت اشارة المرور في تقاطع معين في اي مدينة ، خلال دقائق يتم اعلام الجهة المسؤولة عن تصليح العطل، وهكذا عن الجريمة والحوادث والحرائق وعن كل مشكلة تواجهها الحكومة او البلد، لهذا نرى ان عدد رجال الشرطة قليل جدا مقارنة مع عدد النسمة لان المواطنين يلتزمون للقانون وايضا يساعدون على ضبط المخالفين عن طريق اتصالهم واخبارهم الجهات المسؤولة عن اي خرق قانوني بل هم الشرطة الحامية للمتلكات البلد، بكلمة اخرى ان هذه الدول تعيش في سلام وامان لان مواطنينها يحمونها ومخلصين وملتزمين بالقوانين بلدهم.

ما يحصل اليوم في العراق، ليس فقط بسبب سقوط النظام السياسي اوالبنية التحتية اوكثرت المجرمين الذين فُتِحت ابواب السجون لهم او كثرت السراق نتيجة الفقر او كثرت السياسيين الانتهازيين، الى  المرحلة الاخيرة ظهور الداعشين السفاحين، وانما سقوط المجتمع العراقي اخلاقيا. طبعا انا هنا لا اعني كل  افراد المجتمع العراقي او كل العراقيين وقعوا في هذه الرذيلة ، لان دائما هناك طيبون وانقياء القلوب، ولكنهم حقيقة اجد نفسي مجبرا على ان اقول الحقيقة هنا، ان المخلصين والشرفاء  قليلون جدا جدا.

 ما لاحظته منذ زمن بعيد ان روح المواطنة قد اندثرت عند العراقيين لا سيما بعد مرحلة التغير اي 2003م. العراقيون ربما فقدوا الامل في ايجاد نظام عادل يحكم وطنهم او ليس لهم صبر نتيجة السقطات السابقة اوقيام المظلومين في عهد النظام السابق على الانتقام والحصول على حقهم، وهكذا لم يبقى مواطن عراقي واحد لم يتم اجباره على تغّير موقفه او نظرته او علاقته بالوطن، وكأن ارض العراق و مياه دجلة والفرات هما اوقعا الظلم عليهم وليس اخوتهم الذين فعلوا ما يفعلونه هم انفسهم اليوم لغيرهم.

فالمنظومة الاخلاقية العراقية برأي الشخصي بعد2003 سقطت من ضمير العراقيين بل اندثرت، واصبح الناس لا يخافون من القانون ولا يخافون من الله او يعطون اي اعتبار للقيم والتعاليم الدينية الانسانية لان  المفسرون الفاسدون المضللون في الدين كثيرون،  ولا يستحوا بعضهم من البعض  الاخر في النهاية سقطوا اخلاقيا، واصبح الدين حمال الاوجه، وكل واحد يتستر وراء اقنعة عديدة وبعيدة عن هموم الوطن والارض والهوية، كل واحد حاول و لازال يحاول قطع اكبر قطعة ممكنة من جسد الفريسة التي وقعت (ارض العراق) لنفسه، اي ممارسة رذيلة  السرقة من مرتبة الوزير الى اخر فرد في اي دائرة حكومية.

مع الاسف استطاع وكالعادة الجميع تبرير سقوطهم الاخلاقي بعد ان اختزلوا الضمير الانساني من انفسهم و ابتدعوا لانفسهم حجج واهية اما باسم الدين او المذهب او  حرصا على القومية او القبيلة او العشيرة او المنطقة، قاموا بأرذل الرذائل والفحشاء وهام افعال جنود الداعش تشهد ( اي طبقوا مبدا الفلسفة البراغماتية: اي الغاية تبرر الوسيلة)، لكن الهدف الاصلي كان الحصول ( سرقة) على اكبر قطعة من جسد الفريسة المذبوحة على يد ابنائها.

طبعا هذا التغير لم يحصل من لا شيء وانما هيأته الظروف الدولية له واخطاء النظام السابق، ولكن عادة البقاء للاقوى او لاكثر حكمة وعدلا، وهنا الاقوى كان يجب ان  من يستطيع ان يفهم الوضع ويستبق قراءة المستقبل، ويغلب العدو او الصديق الذي اوصل العراق الى حد الضياع عن طريق الاتخاذ القرار الصائب ان لايقع في هذه الفخ، ولكن مع الاسف نقول كان هناك في السابق نخبة محدودة تحكم العراق غير ملتزمة بالاخلاق والقيم الانسانية او المباديء الدينية ، لكن بعد التغير استطيع ان اقول معظم السياسين الحاليين اياديهم ملطخة بالدماء ابناء الشعب العراق لا سيما الابرياء واموالهم التي يمتلكونها هي مسروقة بنسبة 80%، اي ان حكام العراق الجدد او النخبة السياسية الجديدة سقطوا اخلاقيا وانسانيا ودينيا .

فمن هو القائد الذي يعيد الى العراق ( الفريسة الجريحة) الروح او نسمة الحياة  من جديد؟ هل بقى لنا امل في هذه الوطن وكيف؟.
انا شخصيا لن يعد لي امل في الحصول على شيء، بل كل شيء يسير نحو الانحطاط والخراب والدليل ما يقوم به الداعشيون و السكوت المخيم على معظم حكومات الدول العربية والاسلامية كأنها مؤيدة، بل هناك الكثير من العراقيين ايدوا وساندوا بل انخرطوا في  دولة الداعش التي هي  اسوء نموذج من المجتمعات الانسانية ظهر في التاريخ، وفي نفس الوقت الكل يتفرج بل منهمك في السرقة والوطن يحترق بل يفقد وجوده، لان العراقيين اصلا فقدوا هوية العراقية، بل باعوها للغريب مقابل المذهب الديني او القومية او المال الفاسد المسروق، لان العراقيين فقدوا طعم الافتخار بهويتهم الرافدينية وتاريخها العريق الذي يرفع المثقفين الغرباء قبعاتهم حينما يتم ذكر اسم حضارة مسوبوتوميا. بل كأن الذين يعيشون في العراق هم ليسوا اصحاب هذا الوطن ، كأنهم غرباء ؟!!

في الختام اقول للمنتقدين ارائي هذه، قد يصفونها متشاؤومة او محبطة، اقول نعم انا محبط، كيف لا اكون محبط، لقد اصبح لاهالي الموصل المرحلين من المسيحين واليزيديين اكثر من شهرين خارج بيوتهم بدون اي مأوى اومأكل او دواء او مدارس او ملبس او راحة او حتى نظافة والحكومة المركزية لحد الان لم تقم باي عمل انساني او اخلاقي الذي هو جزء من واجبهم بتقديم مساعد الفورية لهم بل  تركتهم بدون استحاء وكأنهم ليسوا عراقيين. ليقرا هؤلاء المنتقدون ان لم تعجبهم ارائي كتب العلامة العراقي الدكتور علي الوردي (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث)  مثلا .

 املي ان لا يطول الليل الدامس بالظلمة الذي يعيشه ابناء هذا الوطن، وليفكر السياسيون الحاليون عن حلول العملية المعقولية للتخلص من السرطان الذي اصاب ضمير وجسد هذا الوطن العزيز، وليعيدوا القيم الاخلاقية والانسانيةعن طريق فرض القانون والعدالة والمساوة بين ابناء الوطن الواحد ويتخلصوا من عقد المذاهب وغيرها.

236
فلم قصير يحتوي على كلمات ومقابلات ومشاهد عن مآساة ابناء شعبنا المسيحي في سهل نينوى
اخرجه فريق  The Good word في مدينة ملبورن اثناء المظاهرة للتنديد والشجب للاعمال الارهابية التي قامت بها رجال ما يدعى بالدولة الاسلامية داعش في يوم السبت المصادف 2 اب 2014 في Federation Square - Melbourne
على الرابط التالي:
http://www.ankawa.org/vshare/view/5472/melbprotest/

237
صراع الالهة في سماء مدينة الموصل!!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
13 اب 2014.

لا يشك اي شخص عاقل بأن ما جرى في مدينة الموصل واقضيتها هو امر يشبه ما يحصل في افلام الخيال العلمي في هذه الايام، ولو سألت اي شخص عراقي قبل غزو الداعشيين لمدينة الموصل، عن الطريقة التي حصل هذا الهجوم الهمجي ، وعن هوية الناس الذين فرضوا وجودهم وشريعهتم المستمدة من قانون الغاب على مدينة الموصل لجن جنونه بحديثك. لكن اليوم مدينة الموصل التاريخية الاشورية تحت سيطرة هؤلاء رجال الذين يدعون انفسهم جنود داعش او الدولة الاسلامية.

اسئلة كثيرة ومهمة يجب ان يطرحها كل شخص على نفسه. لماذا ظهر الداعشيون بهذه القوة وفي الموصل بالذات؟. و هل حقا هناك اله له شريعة بالصيغة التي تفرضها هذه الملة او المجموعة البشرية؟. وهل فعلا هناك فكر حي في عقول مجموعة بشرية من هذا النموذج؟.

ان هذه الاسئلة ربما كانت محور حديث الاعلام العالمي خلال هذا الشهرين الماضيين، ان اية اجوبة لها بالتاكيد يجب ان تكون مبني على اراء الفلسفية والمنطق العلمي، و علوم الاديان، والعلوم العصرية الحديثة.

من ناحية موقف الفكر الفسلفي، اليوم اصبح واضحا جدا ، ان المعرفة الانسانية ليست مطلقة، بل محددة و تتأثر بالبيئة وثقافة المجتمع والوعي الذي يمتلكه الانسان المفكر اي كل انسان في بيئته. والحقيقة المطلقة قد لا نصل اليها ابدا على قول العالم والفيلسوف البريطاني المعوق ستيفن هوكن.

من شهادة الفلاسفة القدماء حول هذا الموضوع نستشهد هنا ما قال الفيلسوف الاغريقي اكسنوفانس في القرن السادس قبل الميلاد حينما سمع الناس تؤمن بالآلهة الوثنية المنتشرة في حينها في المجتمع الاغريقي إنها الهة خالدة : " نعم ، فإذا كان للثيران او الاسود ايادي، وكان لها القابلية للرسم بها اشكال كما يستطيع الانسان ان يفعل، فالحصن كانت ترسم شكل الهتها حصان، والثيران مثل الثيران، وكل واحد كان يرسم الهه مثل شكل جسمه" وفي مكان اخر يقول:" الاثيوبيون كان يرسمون الههم اسود اللون معقوف الانف"(1)

فما يقولونه الداعشيون او يفرضونه على الناس هو شيء من هراء او خيال بل من فراغ، لان امكانيتهم الفكرية لا زالت مستمدة من الغرائز الجنسية ونرجسية الشعوب القبائل في عصور الحجرية تعودت على العيش في صحراء جزيرة العربية التي لا ترغب اي قبلية اخرى تشاركها في الوجود. لهذا تؤمن بشريعة الغاب و  تجبرك على تطبيق المقولة الفلسفية حتى وان كنت لا تؤمن بها: " إن لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب"

فالله الذي لا يرحم مخلوقاته، ولا يهتم بها، وليست في ناموسه علاقة المحبة والتناغم والانسجام، هو اله فوضي، اله فاشل ،بل ناقص وغير كامل على حد قول افلاطون، هو اله ظالم، لانه كيف يخلق مخلوقاته، ثم يقوم يتعذيبها، بل هذا الاله مصاب بالكابة النفسية قد ينتحر في اي دقيقة!!!.

ان الاله الذي يترك الانسان ان يقتل اخيه الانسان باسمه لانه لا يعبده او يعظمه، بعكس عكس المنطق والمقولات الفلسفية التي اوجدتها الخبرة الانسانية عبر ثلاثين الف سنة الاخيرة من وجوده، هو اله منافي للعقلانية ، لا وجود له في الحقيقة ولا يمكن ان يتصوره الانسان، انما هو كاحد الاله التي تكلم عنها الفيلسوف الاغريقي اكسنوفانس موجود في الاساطير القديمة.
نعم يبدو هناك صراع بين الالهة القديمة والجديدة في سماء مدينة الموصل الازلية، وقد نجد الاله مردوخ ، الاله العظيم لمدينة بابل الكلدانيةالقديمة، قد ينبعث من جديد و يقود ثورة ضد الغزاة واللهم، ويشترك معه الاله تموزي وخطيبته الجميلة عشتار التي لا تعرف الرحمة على الغزاة.
............
1- المصدر: S.E.Forest, Jr, Basic Teaching of the Great Philosophers, p. 103

238
اسف نشر الموضوع في نفس الصفحة
لهذا تم حذفه

239
التقرير الرسمي لمظاهرة مدينة ملبورن التي اقيمت في 2 اب 2014

"تحت شعار : " انا المسيحي ... انا العراقي....صمتك يقتلني".

يمكن مشاهدة فقرات المظاهرة كاملة على الرابط التالي:
part 1
https://www.youtube.com/watch?v=v7U1dBmBK-o
part2
https://www.youtube.com/watch?v=o6yYNzi8hEs
part 3
https://www.youtube.com/watch?v=V-Ak7WETZ6g

 اقامت مؤسسات ابناء شعبنا المسيحي في مدينة ملبورن مظاهرة كبيرة وصاخبة في مركز مدينة ملبورن Federation Square يوم السبت ماضي 2 اب 2014 في الساعة الثانية من بعد الظهر للتنديد بالاعمال الاجرامية والترحيل القسري الذي فرضه رجال ما يدعى بدولة الاسلامية ( داعش) في مدينة الموصل وما حولها ضد المسيحيين الاصليين وبقية الاقليات الاخرى من اليزيديين والعرب والشبك.
 لقد امتلات ساحة Federation Square بالحضور بساعة من قبل موعد المظاهرة من ابناء الجالية المسيحية في هذه المدينة الذين اتوا من اربعة اركانها بمختلف وسائل النقل. كما حضر هذه المظاهرة عدد كبير من المسؤولين الكبار من حكومة الفدرالية والولاية والمحلية وممثلي عن الاحزاب الاسترالية وممثلين عن معظم الطوائف المسيحية في مقدمتهم سيادة المطران سوريل مطران الكنيسة القطبية في ولاية فكتوريا.
 كما حضرها ابناء الجالية العراقية من الاخوة العرب والاكراد وابناء الجالية اليونانية واللبنانية والسورية و عدد قليل من اليهودية بالاضافة عدد كبير من شباب الاستراليين وطننا الجديد الذي ساعدونا مشكورين على تنظيم وتحضير المظاهرة.
 في البداية قرأ السيد لؤي بوداغ لائحة ضوابط المسيرة المتفقة مع ادارة مكان المظاهرة Federation Square على الجمهور وشدد على الالتزام بها كجزء من القوانيين المتفقة عليها لاقامة المظاهرة ونجاحها. في الساعة الثانية من بعد ظهر ظهر عرفاء المظاهرة الثلاثة على المسرح كل من مخلص يوسف باللغة العربية، واويا اوراها باللغة السريانية، وننوي اندريوس باللغة الانكليزية. رحبوا جميعا بالجمهور الحاضر باللغات الثلاثة.
 ثم طلبوا من الجميع الوقوف دقيقة واحدة صمتا على ارواح الشهادء الذين سقطوا على يد مجرمي الدولة الاسلامية ( داعش في الموصل وما حولها) وجميع شهداء الوطن.
 ثم عزف النشيد الوطني الاسترالي والعراقي.
 ثم شاهد الجموع الحاضرة فلم قصير يروي مشاهد عن مآساة التي حلت بابناء شعبنا بعد الترحيل القسري الذي فرض علىيهم في مدينة الموصل.

 ثم القت الانسة مريانا مروكي كلمة اللجنة المنظمة للمظاهرة باللغة الانكليزية التي نددت بالجرائم الوحشية والبريرية التي يقوم رجال ما يدعى بالدولة الاسلامي في الشام والعراق او ( داعش ISIS ) بوضع المسيحيين والاقليات الاخرى امام الخيارات الضيقة والمحددة التي : اشهار اسلامه او دفع الجزية او الترحيل القسري، او مواجهة الموت. طالبت المجتمع الاسترالي وحكومتها والمجتمع الدولية ان لا يسكتوا عن هذه الجرائم الوحشية التي اقل ما يقال عنها بانها بتطبيق شريعة الغاب التي يندى الجبين لها ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين .
 ثم توالت فقرات المنهاج التي طال وقتها لاكثر من ساعتين ونصف ساعة. وهذه اهم فقراته بالتسلسل:-
1- كلمة السيد Bernie Finn عضو ولاية فكتوريا للمنطقة الغربية من حزب العمال من ملبورن الذي بدا كلمته بالقول : انا مسيحي ، انا نــــون.
2- كلمة السيد Frank Mcguire عضور برلمان ولاية فكتوريا لمنطقة بروميدوس من حزب العمال.
3- كلمة الكاتبة الاسترالية المعروفة في دعمها لشؤون المسيحية وقضاياهم Ms Elizabeth Kendal -
4-كلمة الانسة فيكي عن الحزب المسيحي الاسترالي كلمتهاVicki Jansen from Australian Christians party.
5- القى سيادة المطران سوريل مطران الكنيسة القطبية كلمة طويلة ومقتضبة الذي دعى الاخوة المسلمين المتعدلين الى عدم السكوت عما يقوم به هؤلاء المجرمون
6- القى الاب Ref Fr. Geoff Harney Good shepherded Mission monish University -
7-كلمة قصيرة من ممثل الكنيسة اليونانية
8- كلمة قصيرة من ممثل اللوبي المسيحي في استراليا
9- كلمة قصيرة من الشاب ماهر مراد مع مسرحية قصيرة توضح كيف يسبي رجال منظمة داعش الفتيات المسيحيات وكيف يتم اجبارهم للادخال في الاسلام
10  كلمة اللجنة المنظمة للمظاهرة باللغة العربية القها السيد هيثم ملوكا.
11- كلمة اللجنة المنظمة للمظاهرة باللغة السريانية القاها السيد سركون توماس .
12- كلمة الاب كوركيس توما راعي كنيسة مار عبديشوع في مدينة ملبورن
13- كلمة الاب اسحق باوي راعي الكنيسة الاثرذوكسية في مدينة ملبورن .
14- القى السيد يوحنا بيداويد قصيدة بالسريانية بعنوان " لا لَمتلي يمي" .
15- القى السيد ياقو هاويل قصيدة باللغة السريانية " شوق شمي ناش".
16- القى السيد عماد هرمز قصيدة باللغة الانكليزية "To the pepole labed N" 15
17- كلمة الختام القاها السيد الياس متي منصور .

هذا كان عرفاء الحفل الثلاثة يرددون شعارات التنديد بين فقرة واخرى والشعب يردد معاهم بحماس شديد

. اللجنة المنظمة للمظاهرة تقدمها شكرها الجزيل لجميع ابناء الجالية المسيحية والعراقية وبقية الجاليات الاخرى لحضورهم ومشاركتهم ومساهمتهم في دعم قضية مسيرتنا للضغط على الجكومة الاسترالية والاعلامة الاسترالي. كما نود ان نقدم شكرنا الخاص للاخوة :-
1 - الشكر الجزيل لجميع الاباء الكهنة من الكنائيس الشرقية الذين حضروا المسيرة والذي شجعوا الناس عن طريق التوصية اثناء القداس او نشرها في منشورات الاسبوعية في الكنيسة.
2- الشكر الجزيل للاخوة الخطاطين كل شاذل متي ومخلص خمو وباسم ساكو الذين قدموا جهود كبيرة وسخية في عملية الطبع وتخطيط اللافتات والاعلام مجانا
3- شكر خاص للاخوة المصورين سركون هيدو وجيمس هرمز وزياد بطرس (فيديو) ويوسف المركهي للتصويرو بقية الاخوة الذين قاموا بالتغطية من انفسهم.
4 - شكر خاص لجميع الاخوة والاخوات الذين اشرفوا على عملية نقل الجماهير بالباصات التي كان عددها 9 بدون استثناء.
5- شكر خاص للاخ فريد صاحب شركة الامنية Royalty Security الذي حضر مع جميع الاخوة العاملين فيها و الذين جاوز عددهم 30 رجل مجانا لتنظيم المسيرة.
6 - شكر خاص لجميع الاعلاميين من خارج الجنة المنظمة للمسيرة الذي قاموا يالتغطية ونشرها في الاعلام الاسترالي والعالمي.
7- الشكر الخاص للشبيبة الذين قدموا جهود كبيرة في عملية النشر والمشاركة والتبرع مبلغ معين لاقامة المسيرة.

في الختام نشكر جميع الاخوة والاخوات الذي قاموا بتنظيم المسيرات خلال فترة قصيرة ، ولكل من ساهم وحضر وشجع ودعم لانجاحها الله يجازيهم على نياتهم جميعا. اللجنة
اللجنة
 المنظمة لمظاهرة ملبورن
 الاثنين 1
2 اب 2014


 
//im60.gulfup.com/Y2xkFE.jpg[/img][/url]

240
النائبة فيان الدخيل: اله الداعشيين يريد قتلنا جميعا!!!!!
يوحنا بيداويد
الاربعاء 6 اب 2014

الاخت النائبة فيان الدخيل لم تكوني الوحيدة التي بكت على الاخوة اليزيديين وما حدث و يحدث لهم من اعمال بربرية باسم الله الذي ما زال صامت عن هذه الاعمال الوحشية. من مدينة ملبورن في نهاية العالم سمعنا صوتك وبكينا معك. و لكن ان وقع على احد فهو يقع على مجلسكم النيابي ، فموقف قادتنا السياسيين في هذه المجلس، فيه الكثير من القباحة والازداوجية، عرض الناس تهتك في السنجار والموصل والزمار وتلعفر والقصبات المسيحية واليزيدية المحاذية لها وبرلمانكم لحد الان لا يستطيع اتخاذ انتخاب رئيس وزراء . سؤال لهؤلاء الذين وقوفوا خلفك وتضامنوا مع رسالتك لماذا هذه الازدواجية، الا تستطيعون انتخاب رئيس غير قومي او غير طائفي اوغير مذهبي، الم يبق رجل واحد بينكم وطني كلكم مذهبيون وطائفيون وقوميون وعملاء. بالله عليكم الا تخجلون من انفسكم مضى اكثر من اربعة اشهر ولازلتم تناقشون عن حصصكم من الفريسة. بالله عليكم هل كان صدام حسين هكذا دنيء في وطنيته، لقد خسر العراق اكثر من 200 الف شهيد لحين حرر مدينة فاو واليوم اجزاء ومقاطعات بكاملها تقطع من العراق، نصف مساحة العراق الان غير عراقية. اعداء العراق من كل الجهات ينهشون بجسد الوطني وانتم لا زالتم عاجزين عن ايجاد رجل وطني وقومي وشهم يقود هذه الامة.

مع الاسف يظهر ان عقارب الزمن بدات تعود للوراء والتاريخ اكمل دورته 360 درجة وان الحياة لا بدا ان تعود الى البداية، لهذا رجع الانسان الى غرائزه المطمورة منذ اجداده القدماء الذين لم يكن لهم لغة ولا مسكن وملابس وغذائهم ديدان وجيفة البراري.

مع الاسف المبدأ ( وجود الله) الذي اتفقت عليه معظم البشرية منذ الالاف السنين انهار وجوده عند البعض، فكلمة الله او الخالق اصبحت تعني لا شيء، لان ضميرهم لم يتحسس بمشاعر ولا يخاف ولا يستحي، بل كلمة او مبدا الله تعني للبعض الاقدام على الانتحار وقتل اكبر عدد من الاخرين بسم الله الذي نظن ليس الهنا وانما اله جديد، يبدو، لان الاله الجديد وعدهم بحياة اجمل من هذه الحياة، لا سيما فيها ممارسة الجنس بلا هوادة والتمتع برذائل التي منعها او كضمها الضمير الانساني النقي.

مع الاسف الناس قضت على ولادة مفكرين وقادة و ابطال في التاريخ باسم الانسانية والديمقراطية المزيفة التي لم تجلب للعراقيين سوى الدمار والجبناء ولصوص و ناس فاشليين من المذهبيين والقوميين والجهلة ووحوش كاسرة باسم الله الذي كان اسمى شيء لدى البشرية.

مع الاسف العثمانيون مع دول عربية وغربية يغزون الشرق الاوسط من جديد باسم الله لا نعرفه، الذي لم يجد الباحثيين وعلماء الدين والفلاسفة والعلوم العصرية اية توافق بينه   وبين  لهنا الذي له الضمير، لان اله  الداعشيون  هو بلا ضمير تماما، حتى في عملية التناظر اومقارنة المظاهر اوآثار البصمات التي تركها  الهنا مع الههم على خلائقه هي غير متجانسة، لان الهنا خلق الموجودات والوانها المختلفة والحركة المتغيرة بينها، فليس من المعقول ينكر عمله. وليس من المعقول يقبل بوجود اله اخر ينوب عنه، لو يزاحمه ولكن السؤال هل من المعقول فعلا قدر اله الظلمة ان يقتل الاله الحق؟؟!!

الاخت النائبة فيان الدخيل لا نتمنى لكم ولانفسنا الا زوال هذه العاصة الصفراء ، وعودة الحياة الى مظاهرها الطبيعية في محافظة نينوى وكل اقضيتها.

 اخي القاريء انظروا  واستمعوا على صراخ السيدة فيان دخيل الذي لم يرى رد فعل لحد الان وكانه كان صراخ في  عالم معدوم الموجودات والحياة او الخلاء!!!
https://www.facebook.com/shares/view?id=752899858085995&overlay=1&notif_t=story_reshare

مع الاسف الناس لحد الان لم تفهم معاني قصيدة الشاعر الخالد ابو قاسم الشابي:
إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة               فلا بـــد أن يســــــــــتجيب القــدر
ولا بـــد لليــــل أن ينـــــجلـــي                    ولابـــــد للقيـــــد أن ينـكســــــــــر
ومن لم يعانقــه شــوق الحيــاة                     تبخــر فــي جوهــا واندثـــــــــــــر
كـــذلك قالــت لــي الكائنــــات                     وحدثنـــي روحهــا المستتــــــــــــر
ودمدمت الريح بين الفــــــجاج                     وفــوق الجبــال وتحــت الشجــــــر
إذا ما طمحت إلى غايـــــــــــة                     ركبــت المنـــى ونســيت الحــــــذر
ومن لا يحب صعود الجبـــــال                     يعش ابــد الدهــر بيــن الحفــــــــر
فعجت بقلبي دماء الشبـــــــاب                     وضجت بصــدري ريـــــاح أخــر
وأطرقت أصغى لقصف الرعود                    وعزف الريــــاح ووقـــع المطـــر
وقالت لي الأرض لما ســــالت   :                يا أم هــل تكرهيــن البشــــــــــر؟
أبارك في الناس أهــل الطموح                    ومن يستلـــذ ركــوب الخطــــــــــر
وألعن من لا يماشي الزمـــــان                    ويقنع بالعيش ، عيش الحجـــــــــر
هو الكون حـي يحــب الحيـــاة                     ويحتقــر الميــت مهمــا كبـــــــــــر
وقال لــي الغــاب فـي رقـــــة                       محببـــة مثــــل خفـــق الوتــــــــــر
يجيء الشتاء شتــاء الضبــاب                    شتـــاء الثلــوج شتاء المطـــــــــــر
فينطفئ السحر سحر الغصون                   وسحر الزهور وسحـر الثمــــــــــر
وسحر السماء الشـــجي الوديع                   وسحر المروج الشهي العطـــــــــر
وتهوي الغصـــون وأوراقهــــا                  وأزهـــــار عهـــــد حبيــب نضــــر
ويفنــى الجميــع كحلــم بديــــع                   تألــق فــي مهجــة واندثــــــــــــــــر
وتبقـى الغصــون التــي حملــت                  ذخيــرة عمــر جميــل عبـــــــــــــر
معانقة وهي تحــت الضبـــــاب                 وتحــت الثلــوج وتحــت المــــــــدر
لطيف الحيــاة الـــــذي لا يمــل                  وقلــب الربيــع الشــذي النضـــــــــر
وحالمــة بأغانــي الطيــــــــور                  وعطــر الزهــــور وطعــــم المطـــر




قصيدة أبو القاسم الشابي

241
تقارير عن مسيرات ابناء شعبنا في مدينة ملبورن وسدني في محطات التلفزيونية والجرائد 

تقرير قناة 7 عن مسيرة سدني وملبورن
https://au.news.yahoo.com/a/24616298/australian-iraqi-christians-stage-protest-against-religious-persecution-in-their-homeland-by-isis/

قناة SBS
http://www.abc.net.au/news/2014-08-02/iraqi-christians-stage-protest-in-sydney-against-isis/5643410

كلمة سيادة المطران سوريل عن كنيسة القبطية
HG Bishop Suriel:’The world watches in silence
http://www.auscma.com/?p=2808
http://www.auscma.com/?p=2784

http://www.newenglishreview.org/blog_direct_link.cfm/blog_id/55485

تلفزيون العراقية
http://www.youtube.com/results?search_query=uvqyqot2gik
Christians march in Sydney against killings by ISIS in Iraq and Syria
http://www.demotix.com/news/5427778/christians-march-sydney-against-killings-isis-iraq-and-syria#media-5427954

242
مقابلة  اذاعة  SBS Australia - Arabic program برنامج العربي  مع الكاتب  يوحنا بيداويد عضو اللجنة الثقافية والاعلامية في الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حول تهجير المسيحيين في مدينة الموصل وقصبات سهل نينوى
على الرابط التالية:
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/arabic/highlight/page/id/350098/t/The-displacement-of-Iraqi-Christians
 تبدا المقابلة في الدقيقة Am 6.44

243
شارك السيد سمير يوسف مسؤول المجلس القومي فرع اشتراليا  في
المؤتمر الصحفي الذي اقامته لجنة العمل المشترا للجالية العراقي في سدني/ استرالي ضد ارهابيين داعش.
للمزيد من المعلومات يرجى الاطلاع على الفديو على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=d5JmbYgJB2c&feature=youtube_gdata_player




244
المعاهدات والعهود والتوصيات في الدين الاسلامي حول المسيحيين النصارى
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
22 تموز 2014

بمناسبة ظهور الفكر السلفي المتعصب لدى شريحة معينة من المسلمين في العراق، وبمناسبة قيامهم بالتعدي المخالف لكل القيم والاعراف الانسانية على المسيحيين  وطردهم من بيوتهم وديارهم و الاستلاء على كنائسهم واديرتهم في مدينة الموصل ، نود ان ننشر هذه الوثائق التاريخية التي جاءت كمعاهدات وتوصيات من بي الاسلام محمد بن عبد المطلب والخلفاء الراشدون لرؤساء الكنيسة الشرقية في بداية نشر رسالته الدينية وفي بداية فتوحاتهم لبلاد الشام والعراق.

يحز علينا حدوث هذه الجرائم المؤلمة امام انظار العالم الذي يعش عصر الحقوق والمواطنة والانسانية والرفق بالحيوان وحتى الحشرات، يحز علينا ان نرى اخوتنا المسيحيين يضطهدون من غير سبب سوى انهم مسيحيون.لاول مرة في تاريخ المسيحية يتم اختفائها، بل قلعها من مدينة الموصل الاثرية ( نينوي او ننوي بالارامية القديمة).
 إننا نخاطب اصدقائنا واخوتنا في المواطنة والانسانية والقيم الروحية المشتركة (الايمان باله الواحد الخالق)  من ابناء الدين الاسلامي الذي تعلمنا عنه الكثير  من خلال الكتب المدرسية والمطالعة الخارجية،  لا سيما عن المصطلح ( الاسلام)، الذي يعني( إن الضمان لشخص الذي لا يعادي تعاليم هذا الدين، في سلام وامان.  لان عبارة اسلم تسلم لاتعني يجب ان تصبح مسلم كي تسلم لانها تناقض العبارة الاخرى مثل ( لا إكراه في الدين) ،او العبارة ( لكم دينكم ولي دين ).

هنا نضع  الوثيقة التاريخية التي اعطاها نبي الاسلام محمد بن عبد المطلب الى اهل نجران، امام اخوتنا المسلمين من المتعلمين والمجتهدين، فأن كانت هذه الوثيقة مزيفة  وهي خلاف ما جاء في التاريخ ، اي لم توجد في التاريخ او لم تحصل، لينفوها، وان كانت صحيحة، لماذا لا يلتزمونا بها؟ لماذا لا يشجب الاسلام المعتدل، الاسلام الذي يقتل ويطرد المسيحيين الابرياء في الموصل. لماذا يستخدم بعض الاخوة المسلمين الفلسفة البرغاماتية في تفسيرلتعاليم الاسلام بحسب مزاجهم او ضيق فكرهم؟.

 املنا ان يعي كل مسلم، لا سيما المثقفين والمعتدلين،  إن عصر الفتوحات والسيف والقتل والنهب و البحث الغنيمة قد انتهى، اليوم الانسانية عائلة واحدة ،  اصبح العالم قرية واحدة متجانسة، فالمسلم اليوم لا يعيش في فقط في الشرق الاوسط او افريقيا،  ففي اوروبا يوجد حوالي ثلاثين  مليون مسلم ، وفي امريكا يوجد على الاقل عشرة ملايين مسلم، في  روسيا يوجد حوالي 50 مليون مسلم،  وهناك قوانيين ترعى حقوقهم الدينية والفكرية والثقافية. لهذا ندعوا هؤلاء وغيرهم لرفع صوتهم عاليا ضد الاسلام المتطرف المزيف حسب ما جاء في هذه الوثائق، ان ينددوا ويقفوا بكل حزم مع اخوتهم المسيحيين الذي طردوا من بيوتهم لا لسبب سوى إنهم مسيحيون الذين تعيشون انتم اليوم بينهم، إن هذا الموقف لن يكن معارض لتعاليم ديانتكم، بالعكس سيكون التزم تام بما جاء في الوثائق التاريخية.

لاخوتنا المسلمين في  مدينة الموصل، نقول ماذا حصل لكم، هل سكرتم بكلام المزيف!؟ مالذي غير قلبكم وعقلك اتجاهننا؟ هل الان و بعد 1400 سنة وجدتم  ان دينكم يحرم عليكم التعامل مع المسيحيين، او ان يعيشوا بينكم. هل المسلمونالذين اتوا من قبلكم كانوا على خطأ ام انتم على الخطأ؟  اين اثر العلاقة في التاريخ الطويل المشترك معا؟!! . فقط نود ان نذكر، ان الذي يحرضكم بضرب المسيحية في مدينة الموصل وسهل نينوي بلا شك سوف يكون سببا لدمار شامل لكم في المستقبل ولكل المنطقة. لا يوجد افضل من التعايش المسالم مع حفظ القانون والعدالة.

المعاهدات والعهود الاسلامية للمسيحيين اثناء فتوحاتهم:
في البداية نود أن نذكر ان الغرض من هذه المعاهدات والوعود هو ان نذكر جميع اخوتنا من المسلمين من جميع القوميات والمذاهب عن مسؤوليتهم الاخلاقية والانسانية والدينية للالتزام بوعد جاء على لسان نبيهم وصحابى من الخلفاء الراشدين ومن بعدهم خلفاء الدولة الاسلامية على مر العصور.
لكن للأسف أُهملت كل هذه الوعود ولم يتم الالتزام بها، الامر الذي ادى الى معاناة المسيحيين لأكبر المصائب المتمثلة بالمذابح، والمجازر، والإغتصاب والقتل والنهب، وتدمير الأضرحة المقدسة للقديسين، وتحويل عدد كبير من الكنائس الى جوامع، وتدمير عدد كبير من الأديرة من قبل رؤساء العشائر المحلية  خاصة في القرن الاخير من فترة حكم الإمبراطورية العثمانية.

قبل التطرق إلى المعاهدات والتوصيات التي اعطاها  نبي الإسلام الرسول محمد وصحابه للمسيحيين النصارى، من الضروري أن نذكر هنا بعض الحقائق التاريخية التي قلما يعرفها المثقفون العرب وإخوتنا المسلمون على وجه العموم، كي نبين السبب الرئيسي الذي جعل بطريرك الكنيسة الشرقية الجاثليق النسطوري إيشوعياب الجدالي أن يتخذ موقف الانحياز إلى جانب دعوة الاسلام.

لقد استبشر رئيس الكنيسة الشرقية ( النسطورية في حينها) بخبر ظهور ديانة جديدة في الجزيرة العربية، حيث أن  نبيهم  يؤمن بالله ويحسنون الى المسيحيين النصارى. ففضل حكمهم على حكم الفرس بسبب التاريخ الاسود الذي امتاز به ملوكهم من جراء مذابحهم المتكررة للمسيحيين.  ففي زمن الدولة الساسانية (الفارسية) حصلت مذابح  ومجازر كبيرة لأبناء الكنيسة الشرقية، لا سيما في زمن شاهبور الثاني دامت حوالي اربعين سنة( 340-379م)، حيث حكم على القديس مار شمعون برصباعي وعدد كبير من الأساقفة والإكليروس بالموت، ثم ثلاثة بطاركة من الذين خلفوه، وبقت الكنيسة الشرقية طوال أربعين سنة مضطهدة وتعيش في الخفاء. استمر الحكام الذين جاءوا بعد شاهبور على الحكم في التسامح تارة والإضطهاد تارة اخرى، واستمرت الحالة على هذا المنوال لمدة ثلاثة قرون أُخرى من بعده.

 لهذا حينما ظهرت دعوة نبي الإسلام محمد في الجزيرة العربية  في بداية القرن السابع الميلادي، وبدأت تنتشر وتسيطر على منطقة الحجاز، وقف الجاثليق النسطوري إيشوعياب الجدالي، الذي كان هارباً من ملك الفرس بهرام ويعيش عند الملك العربي النعمان بن منذر في الحيرة عاصمة دولة المناذرة، موقف المؤيد لها (1) ، حيث يذكر المؤرخ رفائيل اسحق بابو نقلاً عن المؤرخ توما المرجي في كتابه ( الرؤساء) (2) :"ان البطريرك إيشوعياب الجدالي وجه رسالة  الى احد اساقفته في بلاد الفارس قائلا: إن العرب الذين وهبهم الله الملك، يحترمون الديانة المسيحية ويودون القسوس والرهبان، ويكرمون أولياء الله ويحسنون الى الكنائس والاديار". "فحاول الجاثليق الجدالي اقامة الإتصالات والمعاهدات معه. لهذا السبب نرى، حين قدوم الجيوش العربية الى العراق، وقوف النساطرة مع الجيش العربي، بل ساعدوه في توفير المؤونة، وربما قاتل البعض معه على امل ان ينقذوهم من نير الفرس".
على الرغم من هذه العلاقة الطيبة في بداية ظهور الإسلام، وعلى الرغم من المعاهدات والتوصيات  والوعود الكثيرة التي أُعطيت للنصارى، وقبل كل شيء من نبي الاسلام محمد نفسه، ومن اصحابه الخلفاء الراشدين من بعده، إلا ان سيف المسلمين وقع على رقاب المسيحيين فيما بعد بقساوة، وقتل الالاف لا لسبب سوى لانهم لم يكونوا مسلمين، وهذه اهم الوثائق والعهود والتوصيات التي جاءت في التأريخ الاسلامي لمعاملة المسيحيين معاملة حسنة.

أولا -(  وثيقة العهد )لِأهل نجران
هي ما تعهد به نبي الاسلام محمد بن عبد المطلب الى المسيحيين من أهل نجران اثناء صراعه مع اهل المكة، جاء فيها:  " لنجران وحاشيتها جوار الله، وذمة محمد النبي رسول الله، على اموالهم، وارضيهم، وملتهم، وغايتهم، وشاهدهم، وعشيرتهم، وبيعهم، وكل ما تحت ايديهم، من قليل او كثير، لا يُغير اسقف من اسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا كاهن من كهانته، وليس عليهم دية، ولا دم جاهلية، ولا يحشرون، ولا يعشرون، ولا يطأ ارضهم جيش، ومن يسأل منهم جزيتهم، فسهمهم النصف غير ظالمين، ولا مظلومين، ولا يؤخذ منهم بظلم اخر، على ما في هذا الكتاب جوار الله وذمة محمد رسول الله ، حتى يأتي الله بأمره ما  نصحوا واصلحوا....."( 3)  (4) .

ثانيا- رسالة النبي محمد للجاثليق النسطوري إيشوعياب الجدالي
أرسل الجاثليق النسطوري إيشوعياب الجدالي(5) (627م)  الهدايا إلى رسول الإسلام محمد، من جملتها الف ستارة فضية مع جبرائيل اسقف ميشان (بصرة  واهواز)، مع كتاب سائلاً إياه بالإحسان على النصارى. فيقول ماري بن سليمان في كتابة (اخبار بطاركة كرسي المشرق): " وكان هذا الفطرك يكاتب صاحب شريعة الاسلام ويهدي إليه، ويسئله الوصاة في نواحيه، فأجاب الى ذلك، وكتب إلى أصحابه كتباً بليغة مؤكدة وبره صاحب الشريعة عليه السلام ببر كان فيه عِدّة من الإبل وثياب عدنية"(6)

ثالثا- توصيات الخلفاء الراشدين الاربعة
 أوصى خلفاء الراشدين الاربعة بخصوص النصارى على هدى كتاب الاسلام الكريم وسيرة نبيهم محمد بن عبد المطلب، حيث أكدوا جميعهم في اكثر من مناسبة على إلتزامهم بعهد نجران (7). تعهد الخليفة، عمر بن الخطاب، الذي نال لقب الفاروق، لمطران القدس صفرونيوس  بعدم التعرض لكنائسهم (8 ،9)
الخليفة علي بن ابي طالب، كتب الى عبد الله بن المعتم، قائد الجش الاسلامي في زمن خلافته، كتابا بالوصاية عليه( (مار امه الارزوني) على اثر مساعدة الاخير لهم في فتح مدينة الموصل : "عليهم   بالنصارى ورعاية ذمتهم، وكان يظهره لكل من يتولى من رؤساء الجيوش وامرائهم، فيمتثلونه"(10 ، 11).

في الختام نقول ان الحياة عطية من الله لمخلوقاته، ومن لا يقدس هذه الحياة ( هذه العطية) ، إنه لا يعيش بوعي ديني وروحي صحيح مهما كانت ديانته، واية ديانة لا تحرم القتل (إلا في حالة واحدة الدفاع عن عن الذات) هي ديانة غير صالحة للبشرية حسب الحضارة الانسانية اليوم. قتل الابرياء كان قانون الغابة من يقتل الابرياء لا بد يعيش بحسب غرائز غير انسانية !!.
............................
1-   ابونا، البير (الاب)، تاريخ الكنيسة الشرقية، الجزء الاول، الطبعة الثانية، بغداد، العراق، 1985م، ص167.
2-   اسحق، رفائيل بابو، تاريخ نصارى العراق، مطبعة المنصور، بغداد، العراق، 1948، ص116.
3-   قاشا، سهيل، مسيحيو العراق، الطبعة الاولى، دار الوراق للنشر المحدودة، 2009 ، بيروت لبنان، ص 65.
4-   اسحق، رفائيل بابو، تاريخ نصارى  العراق، مطبعة المنصور، بغداد، العراق، 1948 م، ص 59.
5-   المعروف بإيشوعياب  الجدالي (جدلايا)  نسبة الى قرية جدال القريبة من الموصل. نفس المصدر، ص 59.
6-   سليمان، ماري، اخبار بطاركة كرسي المشرق، روما، 1899، ص62.
7-   قاشا، سهيل، مسيحيو العراق، الطبعة الاولى، دار الوراق للنشر المحدودة، بيروت لبنان، 2009، ص 66-86.
8-   عام 638 دخل العرب القدس ولم يمسوا بالمسيحيين وبمقدساتهم، وسمحوا لهم بممارسة طقوسهم بعد عقد معاهدة بين بطريرك القدس - البطريرك صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب. و على اثرها لقب الخليفة بالفاروق، وهي كلمة سريانية مشتقة من كلمة باروقا التي تعني المخلص او المنقذ.   قاشا، سهيل، مسيحيو العراق، الطبعة الاولى، دار الوراق للنشر المحدودة، بيروت لبنان، 2009، ص70.
9-   ساكو، (البطريرك) لويس روفائيل الاول، البطريرك ايشوعياب الجدالي حياته ورسالته اللاهوتية، بغداد 2014، ص 12-14.
10-   حين نزلت جيوش الاسلام  حول الموصل، حمل مار امه الارزوني (المتوفي 650م) الارزاق  والميرة لهم، وساعد رئيسهم عبد الله بن المعتم على فتح المدينة.  فيقول المؤرخ ماري بن سليمان في  الصفحة 62 من كتابه (اخبار فطاركة كرسي المشرق) ما نصه : " وكتب له علي بن ابي طالب عليه السلام كتابا بالوصاة عليه ( مار امه الارزوني) بالنصارى ورعاية ذمتهم ، وكان يظهره لكل من يتولى من رؤساء الجيوش وامرائهم، فيمتثلونه". 
11-   اسحق، رفائيل بابوا، تاريخ نصارى  العراق، مطبعة المنصور، بغداد، العراق، 1948 ، ص58.

245
عندما يصبح الانسان حيوانًا!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
14 تموز 2014 

لسنا نأتي بشيء جديد حينما نقول أن الإنسانية مرت بمراحل عديدة لحين بلوغها المرحلة الحالية. وليس بشيء جديد، أن قلنا، إن الحياة كانت تنتقل دائما من وضع   سيء إلى افضل، بسب تراكم الحكمة والمعرفة . واذا تفحصنا جيدا سوف نجد، دائما كان العقل هو الذي كان يقرر الانسلاخ من واقع قديم إلى واقع جديد.  أكثر إنسانياً ونضجاً، وأكثر شمولياً في إيجابيته وعطائه.

حسب آراء علماء أن الإنسانية هي عائلة واحدة بغض النظر عن اللون أو الجنس أو القومية أو الدين.عائلة واحدة ﻻنه لديها مشتركات ثابتة غير قابلة للجدل او الشك. أما التمييز الموجود بين البشر هو ظاهري فقط،  جاء نتيجة النقص في الطبيعية، الذي هو مصدر الشر الطبيعي لاهوتيا، ونتيجة قلة الثقافة او المعرفة، اوالادراك او الوعي، و كذلك نتيجة الصراعات بكافة أنواعها (السياسية والدينية) والتي يغذيها الاقتصاد او المال في كل الاحوال.

. ان هذه العائلة ( الانسانية) مرت بأربع مراحل مهمة في مسيرة تطورها هي مرحلة الأساطير، ومرحلة الأديان والفلسفة، و مرحلة العلوم والصناعة، وأخيرا مرحلة العولمة وعصر الالكترون، كان هدف الانسان من هذا التغيير هو الانتقال او الصعود او التسامي، الانتقال من الاسوء إلى الافضل، والتخلص من عقدة الخوف، و تسخير الطبيعة المادية لارادته، والعيش بسعادة واطمئنان. كان الانتقال الأخير سريعاً جداً، مما ترك أثره الكبير على الانسان وكافة انواع نشاطاته.

في المرحلة الاخيرة اختلطت المعرفة الشرقية والغربية معا في ليلة وضحاها. اختلطت المفاهيم الثابتة في القواميس المعرفية والعقائد و المدارس الفكرية معاً، عن طريق وسائل الاتصالات الحديثة الكثيرة والسريعة التي جعلت امكانية الإنسان نقل الحدث أو الخبر من اي نقطة على سطح الأرض إلى العالم في لحظة واحدة بغض النظر عن المسافة والوقت.
في بلداننا المشرقية وحضارتهم المتشربة بالعاطفة، بقت ثابتة  في محلها قرابة اكثر من الفي سنة، غيرقادة للانسلاخ من واقعها وعبر مخاض التجديد ومواكبة الحضارة الانسانية الا في اماكن وفترة محددة مثل الدرو الاول من فترة حكم الدولة العباسية ، وانتقال تركيا من دولة الخلافة الاسلامية الى دول مدنية على يد كمال اتاتورك.

لقد طال انتظار الامم وشعوب الشرق الاوسطية قرابة ما يزيد عن اربعة قرون لحين سقطت الدولة العثمانية وبزغ فجر جديد لهذه القوميات والشعوب لنيل استقلالها، ولنيل الاعتراف بكياناتها السياسية والادارية. بعد اكثر من اربعين سنة نالت معظم الدول التي تكونت من التركة  التي تركتها الامبراطورية العثمانية استقلالها من الانتداب البريطاني والفرنسي . وبعد نصف قرن من حكم هذه الدول الحديثة التكوين بنفسها، باسم الديمقراطية والانظمة الملوكية او غيرها، والتي لم تكن في جوهرها الا انظمة دكتاتورية بعينها، حلت مرحلة الربيع العربي الذي لم تنمو بذوره لحد الان الا في بلد واحد هو مصر.

الشرقيون دائما يضعون اللوم على الانظمة الغربية على انها هي التي تخطط لارجاعهم الى الوراء، الى عصر  الظلمات والتخلف، الى الانقسام السياسي، الى العجر في اتخاذ القرار الصائب. لكنهم يتناسون حقيقة مهمة الا وهي، ان هذا الغرب مر في حروب اشد ضراوة من التي يمرون الشرقيون فيها، وقتلوا من بعضهم  من بعض الاخر لعقود، بل قرون طويلة، لكنهم في النهاية استسلموا الى قرار العقل، وقبلوا الانتقال من عصر الحروب الى عصر الحضارة ، الى عصر قوامه واساسه احترام وتقديس الحياة ، بل تشريع قوانين تحمي كل انواع الحياة. قبلوا التغير واستعدوا لمخاض الانسلاخ، وها هم يعيشون عصراً ذهبياً مبنياً على الحرية وسيادة القانون والسلام. وكل شرقي يتمنى ويحلم ان يعيش لو يصل الى هذه البلدان.

في شرقنا المريض قرر البعض العودة الى الوراء كثيرا، الى عصر الذي كانت الغرائز الحيوانية هي السائدة على عواطفه و مركز قراراته، هي التي تقرر ما يفعله الجسد. وكأن هذا الانسان قرر الانسلاخ من انسانيته والرجوع الى الطبيعة الحيوانية. ولعل سائل يسال كيف يحصل هذا؟.  إنني لن اتحدث الا بعض عن الكثير الذي حصل ويحصل في مدينة الموصل العريقة او  في غيرها من الاماكن على يد الارهابيين المتعصبين المتلثمين !!
من يقطع الماء الصالح  والكهرباء  والطعام عن الناس وهم جالسون في بيوتهم بدون سبب ماذا يكون؟
من يقتل الاخرين لانهم لا يتبعون مذهب القاتل او دينهم ماذا يكونون؟
من يتعدي على عرض الناس ويفتك بالعذارى ويخطف ابرياء ماذا يكون؟
من يزيل الصلبان ويهدم المساجد ماذا يكون؟
من يهدم الاضرحة ويتمثل بالجثث ويحرقها ماذا يكون؟
من يقتل جندي مكلف بخدمة علم وطنه ويتم اخراج كبده واكله نياً ماذا يكون؟
من يصلب طفلا صغيرا لانه مسيحيا ماذا يكون؟
من يخطف ايتام ومربيتهم دون سبب ماذا يكون؟
من يفجر نفسه كي يقتل الناس الابرياء في الشارع ماذا يكون.؟

لا شك معظم البشرية وحتى هؤلاء القتلة يؤمنون بان الله هو خالق كل شيء.
الله هو الذي خلق التنوع والاختلاف ولم يوصي احدا بالقضاء عليه او التخلص منه!!
الله هو الذي اوجد اللذة والالم، السعادة والتعاسة، وخلق الليل والنهار، واوجد الحكمة والقوة!!
الله هو الذي وضع مفهوم الميزان العادل من الطرفين ( لانه يعمل بحسب الجاذبية)، فليس من المعقول ان يكون الميزان من طرف واحد؟
الله هو اعطى للانسان العقل كي يعمل ويفلح ويصلح العالم باعماله الخيرة واخلاقه الطيبة وليس بقوة فوهة البندقية.
ان لله القدرة ان يزيل كل المخلوقات والكائنات الموجودة وحتى كل الطبيعة من وجدوها الى العدم، كما كانت قبل الخلق.
فليس من المعقول ان ينتظر الله سبحنه وتعالى ، او يطلب من مخلوق تعيس  مملوء من الكبت النفسي في  الشرق ان يتدخل في خلقه، او يزيل جزء  البعض من مخلوقاته.
مشكلتنا الشرقيون  نحن نَحِن الى الماضي، الى الالم، الى التعاسة، نحن نجلد ذواتنا من اجل ارضاء الله، لكن لا نعلم كان ذلك لاهوت قديما، اكل الدهر عليه وشرب.
الله يريد من الانسان ان يحب، يحب بدون شرط او قيد، يحب البشرية كلها، بدون استثناء، مهما كان لونه او شكله او جنسه او مذهبه او دينهم او قومه والا كان جميع البشر اصبحوا انتحارين اليوم!!

246
لماذا سقطت مدينة موصل بيد الارهابين!!؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
12 حزيران 2014

سقط خبر سقوط مدينة ام الربيعين بيد الارهابين ( داعش)  اي دولة الاسلام في العراق والشام، كسقوط كوكب من السماء على رؤوس العراقيين جميعا، من كافة القوميات والديانات والمذاهب والاحزاب والاطراف. ان لم يتوحد موقف قادة بلدنا العراق صدقوني ستكون احداث فلوجة والانبار خلال الاعوام الماضية اهون مما سيحصل في مدينة موصل.

 انها مناسبة غير سعيدة ولكن لا بد ان نذكر شيء من تاريخ مدينة موصل التي وقفت في وجه نادر شاه قولي او الفارسي قبل حوالي 280 سنة في محاولتين فاشلتين( 1732م و1742 م )، الذي كان يقود جيشا اكبر من جيش نابليون حينما هاجم روسيا، حيث كان  يزيد عن 300 الف مقاتل مع معدات عسكرية اكثر من 250 مدفع وهاون . وبعد 42 يوما من حصاره و بعد ان قام بخمس محاولات ذات تكتيكات مختلفة لم ينجح  نادر قولي اختراق سور مدينة ام الربعيين الذي كان متراصا بصدور الشباب من كافة القوميات والاديان في حينها تحت قيادة الرجل الوطني الذي تسامت عنده الروح الوطنية فوق الدين والقومية والنسب والقرابة الحاج حسين الجليلي واخوانه الذي كان مثالا قلما وجد مثله في طريقة ادارته لاحداث هذه المعركة.

منذ عان 2005 والارهابيون يمرحون ويتحركون في مدينة الموصل كما كانت شقاوات اهل الفضل تقوم في شيخ عمر في ايام زمان، وكانوا وجهوا قبلتهم الى مدينة الموصل وحوليها وكان هدفهم في حينها الى خطف المسيحيين واغتصاب بناتهم وقتل رجالهم و وذبح رجال دينهم بدون تمييز، ربما اجبرو اكثر من 200 الف مسيحي على الهجرة وترك بيوتهم واملاكهم ووظائفهم، لقد ذبحوا الشهيد بولص فرج رحو و قتلوا الاب رغيد كني والاب اسكندر بولص مع مئات شهداء اخرين، وكأن المسييحين كانوا نزلوا من كوكب اخر في حينها بين اهل الموصل.

مئات الدعوات وجهت للحكومة المحلية والمركزية والاقليم كي يتوحدوا في خطابهم الوطني ويتركوا المصالح الفردية وحب الظهور وامتلاك النفوذ والجلوس على الكرسي جانبا، لان الوطن في خطر ولكن لم يسمع احدا.

الالاف المقالات التي كتبت وعبر اصحابها عن رغبتهم وتوسلهم بالايقاف من الاعتماد على الاصدقاء المقربين سواء كانت امريكا (الشيطان الاكبر) وحلفائها ام الجيران  ايران (الشيطان الاصغر) التي سقط اكثر من مليون شهيد في حرب طويلة  ثمان سنوات معها ، ام تركيا التي كانت لحد قبل قرن تطبق سياسة فرق تسد كما يعمل المراهنيين في (عركة الديك) و تطبيق التتريك الاجباري والتهجيري والمذابح القسرية التي شملت العرب سوريا وماردين ومارسين ( قبل واثناء الحرب) والاكراد ( بعد الحرب) واليزيديين ( في جبل سنجار اثناء الحرب)  قبل ان تشمل القوميات المسيحية المخلتفة من الارمن والاشوريين والكلدان والسريان في عموم الامبراطورية العثمانية لا سيما في ويلاياتها الست الشرقية في حينها. عدم الاعتماد على حكام السعودية والكويت وبقية دول الخليج الذين هم منبع الارهاب، حيث كانوا سببا لاقامت حصار دولي مجرم بل مقرف  على الطفل العراقي الذي لم يكن قد ولد من امه بعد بسبب العمل الجنوني الذي قام به الدكتاتور المجرم صدام حسين في دخوله الكويت وغيرها من تمويله هذه العصابات الاجرامية التي احرقت سوريا و العراق منذ عشر سنوات العراق ايضا..
اخواني العراقيين ارجو تقبلوا الحقائق التالية برحابة صدر:

1-   ابواب الجحيم فتحت على العراق للغرباء من الداخل ، فكما سقطت مدينة اجدادكم بابل القديمة تحت اقدام الفرس قبل 25 قرنا بعد ان خان احد رؤوساء الحراس  وفتح المداخل للجيش الفارسي من الداخل ،وكما  اقدم ابن العقلم على خيانته لاخر خليفة عباسي في بغداد الذي سبب سقوطها  سنة 1258م  على يد هولاكو، هكذا كان ولا زال  بينكم من اهالي  مدينتنا الحبيبة موصل من فتحوا ابواب  بيوتهم وابواب المدينة لايواء هؤلاء الارهابين الذي ضربوا المسيحيين قبل تسع او ثمان سنوات وانتم وقفتم ساكتيين صامتيين  والصمت عادة علامة الرضا ، بدون  تحرك او اجراء حكومي او عشائري او وطني او حتى ديني او انساني.  ها انتم تحصدون نفس المصير الذي سمحتم به ان يحصل لاخوتكم في الوطن المسيحيين، حينها كان البعض رجال الدين الاسلام المتعصبين يخطبون في الجوامع ويشجعون الاخوة المسلمين على عدم التعامل مع الكفار المسيحيين النصارى الذين عشاوا معهم اكثر الفين سنة،  وكانت توزع الرسائل اثناء النهار على بيتهم ، لم يسأل احد منكم لماذا هذا التجاوز وهذا التعدي وهذا التحريض المقرف؟؟. فهكذا تحققت مقولة: من حفر حفرة لاخيه وقع فيها.

2-   قادتنا السياسيين ، بصراحة فشلتم وها انتم جميعا تفكرون في تقسيم وتمزيق شمل المجتمع العراقي من دون ضرورة. قلنا سابقا العراق غني جدا جدا ، انتم وكل الشعب له الفرصة للتعويض عن ما جرى خلال 50 سنة او 100 سنة الاخيرة، كل واحد ياخذ حقه ويعيش سعيد وبسلام وبأمان ان فكرتم بطريق المنطق والوطن والقيم الانسانية،  فقط مطلوب منكم الا تصدقوا الغرباء ممن يكونوا، الا تفضلوهم على اخوانكم العراقيين،وتتعاون باخلاص لبناء الوطن، انقسامكم اوصلنا الى هذه المرحلة ، الى سقوط مدينة ام الربعيين التي لم تسقط امام 300 الف مقاتل فارسي، بأيدي شلة من الارهابيين والمرتزقة  بعضهم قاد من خلف البحار.

3-   اليوم اقترب الخطر من كراسيكم ، من عوائلكم وبيوتكم، العراق في خطر فعلا، انها اللحظة التاريخية التي ستمييز بينكم من هو وطني ومخلص وعراقي ومن يفكر بمصلحته وكرسيه وحزبه والعراقيين الان يراقبونكم ليس في اعطاء التصريحات وانما في التطبيق العملي . بالمناسبة ليس الاخوة الاكراد فقط متهمين بعملية تقسيم العراق في هذه الايام وانما ايضا هناك بعض من قادة الكبار من الشيعة التابعيين لايران لا يشربون ولا يأكلون الا بأوامرهم.


4-   نتائج الانتخابات يجب تساعدكم على تشكيل حكومة وطنية فورية ترفع الشعارات الوطنية فوق كل شيء ويتم اعادة كتابة الدستور بصيغة اكثر وطنية. امام هذه الظروف على الجميع طي صفحات الاختلاف والانقسام والاعتماد على الروح الوطنية.

5-   يجب ان نقول حقيقة خطرة جدا جدا، هو ان الجيش العراقي الحالي ليس فيه روح وطنية، او لم يشعر بها، لانكم يا قادة الوطن لم تكونوا وطنيين ومخلصين لهذا الوطن خلال عشرة سنوات الماضية. الهروب من مهمة الجيش خاصة في الدفاع ضد المعتدي على الوطن او مدينة هي جريمة عالمية ان لم تكن عار في  كل المقايس للمجتمعات الراقية، فالجنود والشرطة والامن والاستخبارات وقادة الجيش انفسهم هربوا الى بغداد. هذا لا يطابق تاريخ الجيش العراقي ابدا ابدا وانا هنا لا اعني الجيش الذي كان في  زمن صدام فقط وانما  اعني زمن الحاج الحسين الجليلي قبل 280 سنة وكل التاريخ.

6-   كل شر الذي حصل  ويحصل الان او سيحصل في الغد في العراق، لانكم لم تعملوا مصالحة وطنية حقيقية  كما فعل الاخوة الاكراد مع انفسهم!!!، استعجلوا بالمصالحة الوطنية قبل فوات الاوان!!.

247
لماذا خسر الكلدان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟!!

بقلم يوحنا بيداويد
26  ايار 2014

 بدأ الحركة القومية الكلدانية تظهر بردائها السياسي مؤخرا ، ليس ابعد من ثلاث او اربع عقود. وربما اكبر تظاهرة كلدانية كانت في زمن المثلث الرحمة مار روفائيل بيداويد الاول، خلال المؤتمر الكلداني الاول الذي نظمته الكنيسة عام 1995 في بغداد.

منذ ان لاح في الافق، بأن السياسة الامريكية التي كان لها القوة ان تفرض ارادتها على العالم، بأن نظام صدام حسين يجب ان يزول، بدا المثقفين والمفكرين والكتاب الإهتمام بالقضية السياسية للكلدان، لان الكلدان كانوا موجود قبل ذلك  كمُلَة من المِلل التي اعترفت بهم الامبراطورية العثمانية 1839م و 1856م.

وبعد ان تم وضع الحماية الدولية لاقليم كردستان سنة 1991، وتطورت الحياة السياسية بشكلها الديمقراطي هناك،اسست نخبة من المثقفين الكلدانيين الحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني في الاقليم مع الاستاذ عبد الاحد افرام عبد الاحد الذي لا زال يرأسه منذ حين.
ثم تشكلت المؤسسات القومية الاخرى مثل المجلس القومي الكلداني سنة 2001-2002 في سانت دياكو، ومن بعدها المنبر الديمقراطي الكلداني سنة 2004 في ديترويت ميشكان.

وبعد ذلك تم تأسيس الكثير من المؤسسات الكلدانية التي بعهضا ضمرت نشاطاتها وبعض الاخر لا زالت قوية في وجودها مثل الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا، والاتحاد الكلداني الامريكي، والاتحاد اكلداني في السويد وكثير من الجمعيات والنوادي الاجتماعية والقروية في فرنسا والمانيا والسويد وامريكا واستراليا وغيرها من البلدان.

اقيم مؤتمرين كلدانيين اخرين احدهما في كليفونيا سانت دياكو عام 2011 م والاخر في ميشكان – ديترويت عام 2013م كما نود نذكر كان اذاعة صوت الكلدان في ديرويت وغيرها من الاذاعات والمواقع الالكترونية القومية اشاعت الفكر القومي عند الكلدان.
اشترك الكلدان في الانتخابات البرلمانية ثلاثة مرات، لم يحصدوا مقعدا الا مرة واحدة ، حينما كان الاخ عبد الاحد افرام متحالفاً مع الكتلة الكردية في انتخابات سنة 2005م.

خسر الكلدان الفوز المحقق في انتخابات 2009م بسبب الانقسام والصراع الذي حدث بين المنبر الكلداني في امريكا والحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني بقيادة الاستاذ عبد الاحد افرام والمجلس القومي الكلداني بقيادة الاستاذ ضياء بطرس.

خسر الكلدان في الانتخابات الاخير التي جرب 30 نيسان الماضي مرة اخرى بسبب دخول الكلدان بعدة قوائم على الاقل قائمتين واضحتين  الملامح، قائمة اور و قائمة البابليون  ماعدا البعض مثل المجلس القومي الكلداني كان تحت مظلة المجلس الشعبي .
الان بعد اعلان النتائج وخيبة الامل التي لاحقت الكلدان، بدا النشطاء الكلدان المخلصين يتساؤلون عن السبب الذي ادى الى فشل الكلدان في الحصول او الفوز ولو بمعقد واحد على الرغم إنهم يشكلون 75% من المسيحيين العراقيين سواء في المهجر او الوطن.

هنا اسرد بصورة مقتضبة اهم الاسباب التي ادت الى خسارتهم ولن ادخل في شروحاتها  بالتفصيا الان (ربما نعود اليها ان حصل مؤتمر بهذا الصدد):
اولا- عدم وجود ارضية او قاعدة للاحزاب الكلدانية او قوائم المشاركة في الانتخابات بين الجماهير.
ثانيا- ظهور الاخ ريان سالم بصورة مفاجاة على الساحة السياسية وتعلق امال اغلب القوميين الكلدان به وبوعوده الفارغة.
ثالثا – شوه بعض الكتاب الكلدان المتملقين الصورة الصحيحة  للمحبين للقومية الكلدانية الحقيقيين لهذا لم يدرك الكثير منهم لمن يصوتوا!.
رابعا- الانقسام المفاجيء الذي حدث بين الكلدان قبل الانتخابات ومن بعد المؤتمر الكلداني الاخير في ميشكان- ديترويت بصورة غريبة ، الامر الذي ترك  اثره على الناخب الذي فقد الثقة بهم تماما.
خامسا- عدم اتخاذ الموقف الموحد والصريح ضد الذين شقوا عن التيار الكلداني العام، لابل تحدى بعض من هؤلاء الكتاب غبطة البطريرك ساكو الذي لم يحبذ او يقبل  تمثيل المسيحيين الكلدان (كمسيحيين) بشخصية السيد ريان سالم بسبب ظهوره الطاريء وربما لاسباب اخرى.
سادسا- وجود نظرة استعلاء وتكبر بعيدة عن ارض الواقع و طبيعة المجتمع الكلداني الذي  كان اصلا متوغل في الاحزاب الوطنية والقومية الاخرى مثل الاحزاب العربية والكردية والاشورية.
سابعا- فقدان الماكنة الاعلامية الصحيحة وطريقة توحيد الصفوف بسبب الانقسام الذي حدث وتسرعهم للجلوس على المقاعد بصورة غير واقعية بدون اجراء مسح واتفاق على الشخصيات المنتخبة( على الرغم من تقديمنا الاقتراحات البناءة لاجراء استفتاء داخلي لاختيار الشخصيات الاكثر الكفؤة والتي لها اكثر خبرة سياسية او التي لها الشعبية الكبيرة والمصدقية.
سابعا- وجود بذور الانقسام القبلي بين صفوف الكلدان التي طلبتُ بتطهيرها في بحثي للمؤتمر الكلداني الاخير ولم يحدث ذلك ، حيث كان هناك اصطفاف قروي ولم يجري احد التصريح او التنويه اليه.
ثامنا- وضع اللوم والامال على موقف الكنيسة وعلى بطريركيتها، في حين كان غبطة البطريرك لويس ساكو اول بطريرك يحض الانتخبات الوطنية ويطلب في اكثر من مناسبة من جميع العراقيين والمسيحيين والكلدان ان ينتخبوا الشخص الذي يؤمنون انه اكثر امينا للامانة. على نقيض ما يطالبون القوميين الكلدان من البطريرك دوما بعدم تدخله في القضايا السياسية. كانوا يحبذون تأيد قوائمهم بصراحة في جميع الكنائس ومن جانب اخر لا يريدوا  منه ان يبدي رائيه حتى في القضايا السياسية.

الان يسأل بعض الاخوة مثل  الأخ فوزي دلي او صباح دمان ، ما العمل؟

الموضوع بحاجة الى دراسة مفصلة وتحليل الوقائع  لكن اهم خطوة هي تشكيل لجنة من كافة الكيانات السياسية والمدنية لدراسة الموضوع واتخاذ بعض القرارات المهمة مثل :
1- تشكيل حزب جديد واحد، يفتح المجال للجميع العمل فيه بصورة نظيفة من ناحية السياسية والمالية والديمقراطية لاشغال المواقع بصورة دورية مثلما يعمل الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حيث تكون دورة رئاسية الاتحاد هي دورة سنوية، واحدة  فقط غير قابلة للتجديد.
2- بناء ماكنة اعلامية قوية.
3- انتخاب اشخاص جدد مؤهلين ومنتخبين بصورة ديمقراطية.
4-اخذ راي الكنيسة وتوصياتها بصورة موضوعية وحقيقية وعملية بنظر الاعتبار وعدما السماح للتجاوز من قبل اي شخص على كرسي البطريريكة.
5- دعم مشروع  غبطة البطريرك ساكو في تاسيس الرابطة الكلدانية عالميا.
......................................
ملاحظة
كتبت مقال بنفس العنوان قبل اربع سنوات
وهذا رابطه
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=209386
دراسة موضوعية لماذا خسر الكلدان في الانتخابات؟

248
الصديق رزاق عبود:  لا تزعل العراقيون يحبون الانظمة الدكتاتورية!!
بعد التحية
ان كتابة المقالات النقدية اللاذعة في السابق كانت تثير مشاعر القراء وكان رد فعلهم قوي وحازم ، لكن اليوم يبدو ليس لها اي اثر.  وكلنا يعلم في مجلس كل امير او شيخ او خليفة كان هناك شاعر او عدة شعراء يمدحون الامير او الخليفة، ونتيجة هذا المدح احيانا كان يصبح عار عليه ان لا يتمثل او يصل الى تلك المزايا والخصائل المبالغة فيها التي اتت من هؤلاء الشعراء، فكان الامير يضطر ان يصبح فارسا حتى وان كان جبانا.

. لكن نحن الشرقيين و بالاخص العراقيين، اخي رزاق،  كنا ابدع شعب في تاريخ لحد قبل الف سنة حين توقف هذا الابداع الحقيقي عندنا، ومنذ حين والى اليوم ولازلنا مبدعين في  مجالات ومواضيع اخرى، نحن  في العصر الحديث مبدعون في صناعة الدكتاتوريات. صدقني نحن صنعنا كل دكتاتور ظهر في العراق او على الاقل ساهمنا في تسهيل مهمة ظهورهم.

 تصور عزيزي  رزاق 12 مليون نسمة الذين شاركوا في الامس في الانتخابات العراقية، كان لديهم الفرصة لاحداث ثورة اكبر من الثورة الفرنسية، في قول كلمتهم من خلال تصويتهم في عملية الانتخابات ولكنهم لم يقولوها؟ أليس هذا لغز اخر من الغاز المحيرة ؟!!!
  كأنه لحد الان لم يولد لدى الـــــ12 مليون ناخب ما حصل ويحصل في العراق؟  او تولدت عندهم فكرة او حس وطني ليسألوا انفسهم ماذا حصل لهم خلال الحرب الاهلية ؟ وماذا كانت انجازات هؤلاء السياسيين جميعا  نعم جميعا وبدون استثناء ؟
كم حرب اخرى يجب ان يدخل فيها العراق كي نصل الى مرحلة تقديس تربة وطننا ؟
كم مئة الف او مليون شهيد اخر يجب ان يكون لدينا كي نغسل العار من تاريخنا الحديث ونتخلص من طبعنا او مرضنا في خلق الدكتاتوريات؟
كم مليار اخر يجب ان يسرق من ثروات البلد وابنائه يموتون جياعا  في شوراع دمشق واستنابول وعمان ؟
كم مليون يتيم اخر يكون لدينا وهو محروم من التعليم المدرسي والكتب والمناهج الصحيحة؟
كم مدينة تسقط بيد الارهابين الذي يغتصبون الفتياة عنوة في ابشع صور لا اخلاقية ولا دينية ولا انسانية؟
كم وكم جرح اخر يزيد فوق الجروح الاخرى في جسد هذا الوطن؟
كي نستيقظ من سباتنا
من انانيتنا وحبنا لانفسنا

سؤال واحد اتمنى ان يساله كل عراقي نفسه :" ما الفريق بيننا كعراقيين و الاخوة المصريين في حبهم لوطنهم ومواطنينهم؟؟؟!!!)
نعم
الكل صوت (لحزب ما)  الذي وعدهم كذبا باخلاصه للوطن والشعب والمحافظة والبلدية والمشاريع المزيفة الكثيرة السرقات العلنية.

 نسوا انهم شاركوا في ثلاث انتخابات سابقة ولم يحصدوا  لا هم كأتباع لحزبهم (اي كان ) ولا العراقيين كشعب من سياسيين حزبهم اي شيء غير المزيد القتل والدمار والهجرة.

12 مليون كانوا يستطيعون يسجلوا في التاريخ حدث لم يستطع اي شعب او امة اخرى عملته، لو نصف عددهم  صوت على شعار الذي طرحه (اظن) ملك فيصل: " الدين لله والوطن للجميع" حينها كانت الامم ستقول برافوا لكم ايها العراقيون، فعلا كنتم ولا زالتم متميزيون ؟
كم مليون هندي مشى في المسيرة  التاريخية (مسيرة الملح) في الهند وراء  المحامي غاندي الذي اصبح اباً للامة الهندية واسطورة في نظر  شعوب العالم الثالث؟
كم رجلا كان وراء نلسن مانديلا الذي جعل العالم كله يبكيه يوم رحيله بسبب ميراثه الاخلاقي  واخلاصه لوطنه ولشعبه  وللعالم.
اخي رزاق الان انا اصبحت على قناعة التامة الخلل ليس في قادة احزابنا مهما كانت طبيعتها، وانما الخلل فينا ، في شعبنا الذي يحب اللواكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
مئة بالمــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــئــــــــــــة
ألم يقل الشاعر الخالد المتنبي :
على قدر اهل العزم تأتي العزائم.....
                ......وعلى قدر اهل الكرام تاتي المكارم."

مع تحيات صديقك الذي يعيش في وجه الاخر من الكرة الارضية
يوحنا بيداويد
ملبورن
3 ايار 2014

ملاحظتان مهمتان
1-  كتبت هذا المقال كجواب لمقال الصديق الكاتب رزاق عبود  الذي كتبه قبل بضعة ايام تحت عنوان: قتلة، لصوص، وخونة يريدون تمثيل الشعب العراقي!.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,737114.0.html2-

2- لا اخص حزب او شخص معين في وصفي (العراقيون يحبون الانظمة الدكتاتورية) وانما اتحدث بمنظور موضوعي لا غير.

250
جاء اكيتو  مرة اخرى بثوب حزين !!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
30 اذار 2014

غدا يوم الاحد سيحتفل معظم ابناء شعبنا المتصارعين على الهوية المبهمة او الصحيحة بإحتفالاتهم الوحيدة معا خلال كل عام بعيد اكيتو رأس السنة البابلية التي كانت اعظم مدينة في تاريخ القديم ، حيث فيها رأى الناس نور العلوم والمعرفة للمرة  الاولى في تاريخ البشرية. غدا سوف سوف تلقى كلمات والقصائد بهذه المناسبة الكبيرة والعزيزة على قلوبنا على اساس نحن امة ولنا وجود وها نحن نحنتفل لنعلن للعالم هذا الوجود.

ولكن لي شخصيا مرة اخرى يأتي اكيتو بثوب شريد، بائس،  حزين، بدون اي ابتسامة على وجهه. اكيتو الذي اشتق منه عيد نورز عند الاخوة الاكراد والفرس وغيرها من الامم الشرقية اليوم في هذه السنة اكثر تشاؤما من اي وقت اخر، حيث الانقسامات لم تعد فقط بين ابناء  كتل او طوائف ابناء شعبنا المنقسمين على التاريخ والعلم والاسم، بل بين ابناء البيت الواحد من اجل الحصول فتاة ممن يحكمون الوطن، من اجل الحصول على حفنة من الدولارات او كرسي من كراسي المكسور اصلا؟!!

حينما نقارن مصير الشعوب المنطقة وطموحاتهم وانجازاتهم ووضعهم السياسي مع وضعنا  نحن الكلدان او الاشوريين او السريان، الحقيقة نخجل نقول من نحن؟ نتهرب من الحقيقة، بل نكذب على انفسنا حينما نحن نعرف حقيقة ولا نجهر  او نتعرف بها، حينما نعلم لم يعد لنا جمعيا اي مستقبل اذا بقينا مصرين على هذه الطريقة من التفكير، او الاعتراف بان البقاء لنا هي مسألة وقت، اللوم الكبير الذي يقع على قادتنا السياسيين  اكبر ، لانهم يخفون هذه الحقيقة وهم يدركونها تماما ، وحينما يتحدثون لنا (لا سيما الضيوف التي اتت الى مدينة ملبورن خلال فترة خمس سنوات الماضية) وكاننا من اهل الكهف لا نعرف ما جرى وما يجري، اوما سيجري؟!!

لا اعرف كيف اصابنا هذه المرض النفسي الذي لن يقودنا الا الى الفناء. سؤالي هل فعلا نحن لا نحب الحياة نريد او نرغب بالموت فعلا ،لهذا نحن مصرون على عدم التلاقي والتعامل معا من اجل انقاذ ما تبقى من الهشيم؟ على هذه الطريقة من التفكير؟

هل نحن على هذه الدرجة من الجهل، لا نعرف المنطق ولا نمتلك الوعي كي لا نقترب من الاخر الذي هو عضيدنا الوحيد، ولماذا لم نستفاد من تجارب التاريخ، او لم نستفيد من تجارب جيراننا من الامم والشعوب او دروس المنطق والواقع ؟!!

عذرا اخواني واخواتي القراء ، بربكم هل يصلح ان يطلق علينا اسم امة ونحن نسير على هذا الوضع غير مبالين بالحريق الذي التهم كل شيء نملكه؟ ونحن لا زلنا نتحارب على الاسم على الرماد؟؟ .
او هل نستحق ان يكون لنا اسم وعلم ونشيد وطن ونحن لا نعرف  او لا نريد ان نتعلم كيف نحميهم ؟
 او فعلا كل فئة او مجموعة او طائقة او قومية من القوميات المريضة التي نمتلكها سواء كانت الكلدانية او السريانية او الاشورية  سكتب لها البقاء؟  و الا تلاحظون يبدوا كل واحد يتصرف كأنه فاقد حواسه الطبيعية ( البصر والسمع والاحساس والتذوق والشم) ، ليس على مستوى من الاخلاص والعمل والالتزام والاستعداد للعمل والمشاركة في حماية وجودنا الجماعي؟

كم مقالة او قصيدة او اهزوجة، او اغنية او مسرحية او ندوة او حفلة جديدة احضرت لهذه المناسبة من الكلدان والاشوريين والسريان؟
حتى نستطيع  او نتلمس او ان نشعر انهم فعلا سعداء بأكيتو .
نعم رايت اكيتو مرة اخرى مغادرا ساحات الاحتفالات وهو حزين ،بل اشد حزنا من اي وقت مضى في التاريخ.؟!!

251

مقابلة مع السيد يوحنا بيداويد رئيس الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حول تحضيرات عيد اكيتو
 من قبل الصحفي المعروف ولسن يونان  في SBS Assyrian program  على الرابط التالي

http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/highlight/page/id/322804/t/CHALDEAN-BABYLONIAN-NEW-YEAR-AKITU-7314/in/english

شكرا للاخ ولسن يونان وكل العاملين في برنامج  SBS Assyrian program  

252

السيد المدعو  أنترانيك عقراوي
حقا ينطبق المثل العامي " الاناء ينضح بما فيه" عليك،  لان اتهمتنا بتحريف اقوال صديقك العزيز الفنان ايوان اغاسي ومن دون معرفة الحقيقة؟؟
سؤال نضعه امامك وامام القراء
اذا كان الفنان الكبير ايوان اغاسي  صديقك وانا حرفت كلامه، لماذا لم تتصل به لتخبره بالامر كي يتصل بي (او بالموقع ) ويطلب  شطب المقابلة؟  او على الاقل  تصحيحها ؟ او ان يكتب توضيح باسمه ليوضح من هو الكذاب وملفق الاقوال نحن ام انت؟؟؟!!!!!



يوحنا بيداويد

253
الفنان الكبير ايفان اغاسي: رفضت دعوة نظام صدام وصك بـتسعة مليون دولار  


ايوان اغاسي فنان كبير، ورائد من رواد الاغنية السريانية الاكثر عطاء  منذ قرابة نصف قرن، لا اظن هناك شخص من ابناء شعبنا لم يستمع الى اغانيه الكثيرة والجميلة والشجينة في مختلف مواضيع الاغنية.  يعتبره بعض النقاد  انه مشعل شرارة مفهوم القومية والهوية بين ابناء شعبنا مع عدد قليل من الفنانيين الاخرين من خلال اغانيهم واشعارهم في مختلف المناسبات والازمات،  وهو الاكثر انتاجا من دون منازع، ولهذه كانت الحكومة السابقة منعت اشرطته من التداول في العراق  اثناء حكم البعث.

 ولد الفنان الكبير ايوان اغاسي في كرمنشاه ايران وغنى في طفولته  بالفارسية ، ثم انتقل الى  بالسريانية تماما.  بسبب المضايقات الكثيرة وتغير نظام الحكم في ايران هاجر الى امريكا  في نهاية السبعينات وهناك غنى اكثر من 350 اعنية اكثرها قومية وعاطفية.

بمناسبة وجوده في مدينة ملبورن لاحياء حفلة عيد الحب يوم السبت القادم اجرينا هذا اللقاء معه. نقدم شكرنا الجزيل له للاستجايته طلينا لاتمام هذه المقابله   على الرغم من عدم  امكانيتة قراءة وكتابة في اللغة العربية.


اجرى اللقاء
يوحنا بيداويد
بمساعدة  جوني اوديشو من سدني



س1: ايوان اغاسي نجم كبير في سماء الاغنية السريانية، ماذا يعني لك هذا اللقب.

انه لفخرُ لي ان احصل على هذا اللقب في الاغنية الاشورية المعاصرة ولكن يجب ان لا نذهب بعيداً فالذي امتلكه يعتبر موهبة من الله عز وجل. وهنا اريد التاكيد على مسالة مهمة والتي كانت السبب الرئيسي في بروزي وعلى هذا المستوى كما تفضلتم وهو الدور الذي قام به الاديب الكبير (كوركيس اغاسي) في حياتي الفنية وهو لا يزال يتواصل معي طيلة اربعة عقود ولحد اللحظة وكان له الدور الريادي في ترسيخ معاني ومفاهيم وتفاصيل الاغنية الاشورية لجميع طوائف شعبنا من الكلدان والسريان والاشوريين.

 


س2: عندما يستمع اليك الناس يشعرون انك تغني من الاعماق هل هذا صحيح؟ لماذا تعطي انطباع الشجن في اغلب اغنياتك؟ما هو السر في ذلك؟
لانني حين اغني اعيش حالة الانسجام مع الاغنية وهذا هو سر تواصلي مع كل الاجيال، والسبب الرئيسي الذي يعطي انطباع الشجن في اغلب اغنياتي هو عدم الاستقرار الذي يعاني منه ابناء امتنا وتواصل النكسات في جميع الامكان التي يتواجد فيها ابناء امتنا في الشرق الاوسط تحديداً.

س3: كيف كانت بدايتك؟ متى شعرت انك فعلاً لك الموهبة في الغناء؟هل هناك فنانين شجعوك على الغناء؟
بصراحة لا استطيع تحديد السنة ولكن منذ طفولتي اي تحت عمر الخمس سنوات كنت اغني او اقلد في بعض الاحيان. وكما اشرت منذ البداية فهذه موهبة منحها الرب لي. وكان الكل في حينها حينما يسمعني اغني ينعجب بادائي ويقول ستكون في المقدمة من بين مطربين شعبنا وهذا ما كان يثير احساسي ويجعلني اتواصل.

س4: اليوم مضى على وقوفك على المسرح اكثر من 45 سنة كم اغنية تعتقد غنيت؟ وما هي الاغنية التي لها اثر على نفسيتك الداخلية؟ولماذا.
غنيتُ اكثر من 350 اغنية لحد الان. وانا تاثرت حقيقة بالاغاني القومية والعاطفية والانسانية بشكل عام.

س5:كشعب مكون من الاشوريين والكلدان والسريان له جسد واحد وان كانت له تسميات مختلفة متنوعة؟ هل تشعرون انكم اديتم رسالتكم اتجاه هذا الشعب؟ وماهي ؟
نعم بالتاكيد... اقول هذا التنوع الذي نفتخر به وليس العكس وان صدى الكلمات التي كتبها (كوركيس اغاسي) اخي الاكبر كان لها تاثيرها الواضح في ملامح هذا الشعب.علما انني شاركت في عدة مناسبات وكان كل الحاضرين من كل اطياف شعبنا (كلدان-سريان-اشوريين) وانني على يقين بان رسالتنا قد وصلت واعتقد بان شعبنا اليوم اكثر انسجاما من اي وقت مضى.

س6:الاغنية في العهد الحديث حلت محل الشعر الذي كان في العهد القديم حيث لم تكن تحلو المجالس بدون حضور الشعراء.اليوم الاغنية هل تشعر كانت برسالتها او مهمتها في فعل هموم الشعب ومعاناتهم وجروحهم منذ زمن؟


قلتها واقولها ان الرسالة وصلت لكل متلقي ناضج وواع وله الحد الادنى من الوعي القومي وصوتي كان الاداة بين كلمات الاديب (كوركيس اغاسي) وابناء شعبنا وان صداها اصبح اليوم مسموعاً في كل مكان وزمان واجزم في القول ان لكلمات الاغنية تاثيرها الكبير في الغناء بشكل عام.
 

 

 
س7:الى اي حزب او مؤسسة او جهة تجد نفسك اقرب؟
انتامئي الاول والاخير هو لامتي وارى نفسي واقفاً على مسافة واحدة من جميع الاحزاب ومؤسسات شعبنا واحترمهم جميعاً.لم ولن انتمي الى اي حزب أو مؤسسة.

س8: هل هناك احزاب تم تاسيسها على ضوء اغانيك واشعارها. وهل استفادوا من اغنيتك
موضوع تاسيس حزب على اساس الاغنية لا اراه صائباً . ولكن للاغنية تاثير على المستمع فهذا صحيح ولكن هذا لا يمنع ان بعض هذه الاحزاب طلبوا مني يوما وفي مراحل سابقة بان اقدم لهم المساعدة لاقامة الحفلات والتركيز على الاغاني القومية وفي حينها قالوا لي بانك تستطيع ان تجمع لنا الكثير من المساعدات المالية لانهم على علم بمقدار ما يكنه الجمهور لي من حب واحترام وقمت بذلك من اجل تلك الاحزاب ولكن لا اعرف اذا كانوا اليوم يتذكرون ذلك الشي ام ينكرونه.حقيقة لا اعلم.

س9: الحكومة العراقية السابقة وجهت لك دعوة مرات عديدة وكانت هناك دعاية كبيرة لذلك. لهذا حضرها في حينها عدد كبير من ابناء شعبنا لسببك؟لماذا لم تحضر:
نعم الحكومة السابقة وجهت لي ثلاث دعوات للحضور والغناء في بغداد وما زالت اثنتين من تلك الدعوات لدي واذا اقتضت الضروة سوف انشرها لاحثاً. وان تلك الدعوات كانت موجهة من قبل وزارة الثقافة والاعلام انذاك. وصراحة طوال عمري لم افكر بمصلحتي الشخصية والمادية والاهم من ذلك كيف اذهب واغني لحكومة تقتل شعبها وجيرانها ولديها الكثير من المعارضين سواء في العراق او خارجه وكيف اضرب عرض الحائط في حينها احزابنا القومية التي كانت ضمن المعارضة. واني الصديق العزيز الذي تكلم مع وفد النظام هو السد (انترانيك عقراوي)الذي كان في حينها مسؤول الحركة الديمقراطية الاشورية في ديترويت ولا يزال احد اعضائها.
وقامت الحكومة بتقديم صك مفتوح الى 9 مليون دولار لكنني رفضت ذلك.
وقال السيد انترانيك لهم بان لا يقوموا مرة اخرى بتقديم العروض له. وقال لهم بانه لا يرغب في رؤيتهم والتحدث معهم.
في الختام
انه لفخر لي ان يكون هناك كما تفضلت مدمنين على سماع ومتابعة اغنياتي ولهم مني تحية اخوية انسانية صادقة نابعة من القلب مع جل احترامي وتقديري لهم. وفي الختام اشكرك استاذ يوحنا بيداويد لهذا اللقاء.......

 




صورة من حفلة السابقة  بتاريخ 24 كانون الثاني 2014 في قاعة بروك وود
 


صورة من حفلة السابقة  بتاريخ 24 كانون الثاني 2014 في قاعة بروك وود


254
الرابطة الكلدانية حلم قد يحقق الكثير!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
11 شباط 2014

وضع غبطة البطريرك مار لويس ساكو امام المثقفين والقوميين والسياسيين من ابناء الكنيسة الكلدانية، مقترح  تاسيس رابطة الكلدانية العالمية على غرار الرابطة المارونية والرابطة السريانية.

طُرِح  او وضع هذا المقترح للمناقشة  امام جميع المهتمين بشأن الهوية الكلدانية  في الوطن والمهجر. هذا المشروع الذي اظن شخصيا كان يجب ان يكون، احد نتائج مؤتمر الكنيسة الكلدانية الاول الذي عقد في بغداد عام 1995- 1996، لكن يبدو ان الظروف السياسية في الوطن  في حينها، كان لها دورها على اهتمامات الكنيسة والكلدان كشعب انذاك.

 كاي مهتم  بالهوية الكلدانية  من ناحية الروحية والقومية اضع امام  ابائنا الروحانيين (الاكليروس) و امام الاخوة المثقفين والقوميين والسياسيين و القراء،  بعض مقترحات، كما وضع الاخ الدكتور عبد الله رابي  بعض من افكاره في مقال خاص له تحت عنوان " نداء البطريرك مار لويس ساكو لتأسيس الرابطة الكلدانية" الموجود على الرابط التالي: http://www.saint-adday.com/permalink/5611.html
لعلها تفتح افاق المنقاشة والحوار، كي يتم اغناء الموضوع من جوانبه الكثيرة ، وهذه اهم هذه الاقتراحات:-
اولا-  يجب ان يتم التحضير لهذا المشروع بصورة جيدة عن طريق تشكيل لجنة رئيسية لها في بغداد، و لجان فرعية في كل بلد او ابرشية، او رعية حسب الامكانيات في المهجر.

ثانيا- ان يتم الاستفادة من خبرات الاخوة السريان والمارونيين والاشوريين.

ثالثا- ان يكون للمؤسسة، الطابع الفكري يتجسد فيه الرؤية الروحية من جانب، ومن جانب الاخر الرؤية القومية، كشعب له ارث ولغة وتاريخ وارض ووجود.

رابعا- ان تكون الاهداف واضحة ومحددة وغير قابلة للاجتهاد كي لا يتم الانحراف عنها في المستقبل.

خامسا- يتم ادارة هذه المؤسسة من قبل العلمانيين والاكليروس  وباشراف ممثلين من الكرسي البطريركي وكذلك ممثلين عن السادة المطارنة في ابرشيات المهجر.

سادسا- ان يكون الهدف الاساسي من نشاطات هذه المؤسسة، هو الحفاظ على الهوية الكلدانية كشعب، لهذا يجب ان يكون من اولوياته ، تنشيط  العلاقة بين الفرد الكلداني وكنيسته وهويته ، وان انماء  هذا الشعور لدى المجتمع الكلداني للالتصاق بهويتهم وكنيستهم الشرقية  لا يتم الا من خلال اقامة النشاطات الثقافية والرياضية والاجتماعية.

سابعا- ان تكون طروحات هذه المؤسسة موضوعية حسب الامكانيات المادية  والفكرية والاجتماعية للكدان خاصة الوضع الصعب الذي يمر فيه في المهجر وتضع  خطة طويلة الامد لاستعادة الامكانيات وتصقيلها وتهئيتها للتكيف في المهجر.

ثامنا - ان يكون خيار العمل او الاتحاد اوالتقارب مفتوح  دوما ، كخيار اساسي في المنظور البعيد والقريب من الاخوة السريان والاشوريين والمارونيين والارمن، للتعاون من اجل خير مجتمعنا واوطاننا وكنائسنا المشرقية. لاسيما بين الكلدان والاشوريين والسريان الذين لهم روابط عضوية قوية  وعميقة جدا. ليست كما تراها الناس  من خلال التسميات ، فان هذه الاختلافات موجودة فقط على القشرة الخارجية من القضية المصيرية .

تاسعا-  ان يتم تاسيس صندوق دعم عالمي لمشاريع الرابطة، ويتم ادارة هذه الاموال بصورة امينة.

عاشرا – يتم وضع دستور او نظام داخلي يلتزم به كل الاعضاء، لا سيما المسؤولين، كي يتم ادارة نشاطات هذه المؤسسة بسهولة.

هذه بعض الافكار قد تكون اساسية او يمكن اعادة صياغتها او سبكها بصورة اخرى بعد وضع اضافات اخرى عليها. اتمنى من جميع الاخوة ان وجدت التعليقات او التعقيبات، ارجو ان تكون  لها صلة بهذه الاقتراحات و بالفكرة الفكرة الرئيسية التي طرحا للنقاش غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو.

255
كنت اتمنى بعد اعلان قبول مار سيادة باوي سورو في الكنيسة الكلدانية!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
الخميس 16 /1/2014

اعلن يوم السبت الماضي 11 كانون الثاني  2014 عن انتخاب ثلاثة مطارنة جدد للكلدان وقبول طلب سيادة المطران مار باوي سورو في الكنيسة الكلدانية الذي التحق بالكنيسة الكاثوليكية بعد ان وافق قداسة البابا فرنسيس الاول على تعيينه للعمل في ابرشية مار بطرس في ولاية كاليفورنيا.

في الوقت الذي نبارك ونهنيء انفسنا وجميع ابناء الكنيسة الكلدانية من المؤمنيين جميع مراتب الاكليروس، الى  خادمها الاول غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو بهذه المناسبة الكبيرة، لكنني لا اخفي شعوري الشخصي، المملوء من الفرح الممزوج بالالم والحسرة بهذا القرار الذي قد يستغرب البعض منه.

حزني واسفي لم يكن بسبب التحاق  شخص معروف في عمقه الروحي والفكري بتعاليم المسيحية وتاريخها مثل سيادة المطران مار باوي سورو الجزيل الاحترام للعمل في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. انما للحالة التي نحن نعيشها كمسيحيين، والتي يرثى لها. نحن الذين نؤمن برجل صعد ومات على الصليب من اجل ان يعلمنا معنى الحياة والعطاء والاخوة الانسانية، الذي علمنا لا يوجد عطاء من غير تضحية الى درجة الفناء، الى ضحالة الايمان الذي نمتلكه، الى المفارقة الكبيرة التي يراها الجميع امامهم وهم غير مبالين للكارثة التي تنتظرهم في الوطن، لا يتحركون الى تجميدها اوانقاذها. صارفين جهوده في امور ثانوية لا تقدم ولا تؤخر بشيء ، لان في النهاية مار باوي هو  كاهن في كنيسة المسيح  في كل الاحوال.

اين هي التزاماتنا جميعا من اقوال المسيح؟! هل الفرحة الكبيرة التي هبت على مدينة سانت دياكو التي وصلت انوارها الى مدينة ملبورن، هي بالحق تستوجب من جراء التحاق رجل اكليروسي قد تعهد حمل صليبه الى ظهره.؟!!
بربكم من انتصر على من؟ وماذا كانت النتيجة؟ هل هي من عمل الرب ؟ ام رغبة الشرير؟
هل هذا العدد الكبير من المناطحات الكتابية والكلمات الجارحة في المقالات المنشورة في المنبر الحر هي فعلا تجسيد لمسيحيتنا في هذا العالم؟! ألم نشوه صورة الفداء والصليب والخلاص بهذه الافعال وهذه الاقوال؟!

فقط اذكر الاخوة الذين يحاربون بعضهم بعضا عبر الاثير الالكتروني بعض مما اوصى به المعلم الاوحد يسوع المسيح.
-   "ما ينتفع الانسان من ان يربح العالم ويخسر نفسه". مرقس 8/36
-   "الله محبة". رسالة يوحنا الأولى 4/7-19  .
-   "طوبى لانقياء القلوب لانهم يعاينون الله" متى 5/8
-   "احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم." يوحنا 13/34 .
-   "لو تكلمتُ بلغة الناس والملائكة ولم تكن في المحبة فما انا الا نحاس يطن او صنج يرن." رسالة مار بولص / كورنثوس الاولى 1/13
-   الحق الحق اقول لكم : " ان الحبة ان لم تقع وتمت تبقى وحدها، وان ماتت اخرجت حبا كثيرة." يوحنا 12/24.

 هذه هي بعض من مقتطفات من تعاليم المسيحية ورسلها، فهل يا تُرى انتقال اسقف من خدمة المسيح من كنيسة مسيحية الى كنيسة مسيحية اخرى تستوجب هذا الكم من الجروح والاهانات.
كنت اتمنى ان يحصل مايلي ( ارجو المعذرة ان لا يعجب احدكم او احد المعنيين ان يسمع احلامي التي لي الحق فيها لانهم اخوتي بالدم والروح ايضا!):-
1-   كنت اتمنى، كان سيادة المطران مار باوي سورو الجزيل الاحترام قد كتب او اعلن تصريح  يعبر فيها عن فرحته وحزنه في نفس الوقت!!، ويطلب من اخوته ابناء الكنيسة الشرقية المسامحة والغفران وفي نفس الوقت قد غفر لهم ، لانه بدأ يوما جديدا بالعمل في كرم الرب من مكان اخر، ولكن لم ولن يحيد عن التعليم الذي تعهد به منذ ان وضع الصليب على ظهره.

2-   يشكر جميع اخوته من ابناء الكنيسة الكلدانية في ابرشية مار بطرس في سانت ديكو وعموم امريكا والعالم والوطن. ان تكون مهمة استلامه للموقع الجديد،ليس موضوع فخر واعتزار الا لمجد الرب، وان لا يتم استغلال هذه الفرصة لزيادة التراشق الباهت بين اخوة يبدو إنهم يجهلون إنهم اخوة بالدم والروح!!.

3-   ان يوجه رسالة الى جميع ابناء الكنيستين الشقيقتين الكلدانية الكاثوليكية والشرقية بطرفيها القديم والحديث، ان لا يجعلوا من قضيته سبباً لتوقف الحوار والاقتراب من تعاليم المسيح وتطبيقها لا سيما موضوع وحدة الكنيسة الشرقية، لان مصيرها وبقائها معتمد على اقامة الوحدة في اقرب فرصة ممكنة، كتعبير عن ايمانهم الحقيقي بالمسيحية وتعاليمها السامية.

4-   كنت اتمنى ان يكتب سيادة المطران سورو رسالة الى غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو يشكره على جهوده كرئيس للكنيسة الكلدانية ويعده بالتعاون مع السينودس المقدس للكنيسة الكلدانية للعمل في حقل الرب من اجل اعلان بشرى الخلاص.

5-   كنت اتمنى ان ارى سيادته حاضرا في كنيسة مار يوسف في كرادة يوم الجمعة القادم المصادف 24 كانون الثاني واقفا مع صفوف المطارنة ورجال الدين وابناء الشعب الذين سيشاركون او يحضرون في رسامة ثلاثة مطارنة جدد اخوة لهم . وتكون هذه فرصة له كي يلتقي بغبطة البطريرك مار ساكو واخوته المطارنة العاملين في الوطن والشرق الاوسط.

في الختام اتمنى من جميع اخوتي الكتاب والمعلقين الذي يهدرون وقتهم في تعميق جروح اخوتهم الاخرين في قضية انتقال اسقف من كنيسة تابعة للمسيح نفسه الى  كنيسة اخرى تابعة للمسيح نفسه ايضا. وان يُصلوا ويوحدوا افكارهم وهمومهم في قضايا اهمها مصيرنا كشعب اولا وكمؤمنين ثانيا وشكرا.

256
نقاش مع منتقدي موقف البطريرك  وتصريحه  الاخير حول هوية الشيخ !!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
5 كانون الثاني 2014

لم اكن اود وضع تعليق على المقالات الكثيرة في موقع عكاوا كوم وغيرها من المواقع  لا سيما مقال الاخير للدكتور ليون برخو الذي عنوانه :
كيف نقرأ الصراع  بين "شيخ الكلدان العام" وأصحابه وبين بطريرك بابل على الكلدان ومناصريه
وعلى الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=post;topic=719388.0;num_replies=28
 لانني رديت بما في الكفاية لمعظم الذي علقوا على مقالي الموجود على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,719029.0.html
(كرسي البطريركية تحت مطرقة انتقادات ابنائه  ؟!)
الذي لازال موجود على الصفحة الامامية من الموقع ، لكن ردود بعض الاخوة  اجبرتني كتابة هذه التعليق.

في البداية اود ان  اقول بوضوح ردي ليس ضد اي شخص او للتشهير به او ضد اي قائمة وانما احترم الحق الوضعي لكل واحد كأنسان مثلما لي الحق في ابداء رائي او اي واحد منا لكن ضمن حدود المعقولية والموضوعية ومن الان اقول مبروك لرئيس القائمة او من يمثله في الانتخابات.لكن ذلك ليس موضوع  ردي  في هذا المقال اود ان انقاش عدة الامور هي اهمية كرسي البطريرك بغض النظر عن شاغله، الهوية الكلدانية وكيفية حمايتها، امكانية الساسي الكلداني في تحقيق احلامنا.

مرة اود ان اوجه اسئلة لكل الذين يظنون هناك تهميش للكلدان في الحكومة العراقية.
هل صعود نائب او نائبين للبرلمان سوف يعطي لنا بئر من ابار النفط العراقي لوحدنا كي نتصارع ونتحسم بهذه الطريقة حتى تصل الى مرحلة التراشق مع كرسي البطريركية؟، ام سوف يعطون  الحق لهذا النائب  مثلا التدخل والاستفسار ومتابعة  وايجاد حل لاي قضية لاي مسيحي وبالاخص الكلدانيين المهمشين الان!؟

اخواني بالنسبة لي شخصيا اصبح  الامر واضحا، هناك عدة امور  متداخلة او تداخلت في هذه القضية الان، اهمها ان السياسيين الحاليين الذين يمثلوننا هم براغماتيين الى اعلى درجة يمكن ان نتصورها والا لما كان يحدث هذا الانقسام على الاقل بين الكلدان انفسهم بعد اقامة مؤتمرين في امريكا وعدة اجتماعات محلية. يكون هدفهم الصعود والفائدة الشخصية لا غير كما فعل غيرهم قبلهم ، لان كما قلت قبل بضعة ايام: "ان العراق فوق رمال متحركة حتى نوسترداموس لا يتسطيع حدسها وفك الغازها."

الموضوع الاخر تدخل ابرشية من امريكا بكل طاقاتها  ضد موقف البطريركة لا سيما بعض من كتابها مع احترامنا  لهم ، هم يريدون جعل من الكلدانية ان تصبح اسوء من النازية وتنسى انسانيتها ، ورئاستها الكنسية، متحدينها بكل الوسائل الاعلامية ، هذا الامر لم اكن اتوقعه  يوما ما ان بحدث لهذه الكنيسة العظيمة وكأن تعاليم المسيح اصبحت ثانوية عند البعض، اتمنى ان اكون خاطئا في قراءتي للوضع ولكن كل الدلائل تشير هناك حملة ضد موقف البطريرك لان ابدى رايه في قضية تمثيل المسيحيين.

قضية التحالف مع قوائم العربية او الكوردية ام عادي ومعقول، لكن  بشرط ان لا تتم  على حساب احد او يتم تحجيم صوت البطريرك بحجة لا يحق له التدخل في السياسية .، ليتحدوا هؤلاء الذين يريدون اسكات البطريرك بإعلان عن مشروعهم واتفاقهم مع الكتلة التي تحالفوا معها، او ليقولوا للشعب  الكلداني ماذا سيحققون له من صعود نائب او نائبين الى البرلمان؟ كيف ؟  

لكن يجب ان لا ينسوا ان الناس سوف تقارن  بين اقوالهم هذه ومع ماضيهم وسيرتهم ومواقفهم وامكانياتهم وشهادتهم ومواقعهم ومعقولية تحقيق هذه الاهداف،  فالشعب ليس جاهل كما يظن البعض، وهذا ما شاهدناه في انتخابات الاقليم اظن اقل 15 او 10 % من سكان عنكاوا اعطوا اصواتهم لقوائم كوتا المسيحية والبقية اعطوا اصواتهم للكتل الكبيرة ربما لديهم فائدة مباشرة  او يحققون ما يريدونه.  او كما حصل في الانتخابات الاولى حيث اعطت معظم الاقليات اصواتها للقائمة العراقية التي كانت كتلة جامعة لكل القوميات والاديان والمذاهب.

 انا مع الدكتور ليون ليس في الدفاع عن كرسي البطريرك فقط وانما في الدفاع عن حق كل شخص كلداني او من اخوتنا الاشوريين والسريان او اي مسيحي وكل عراقي بعض النظر عن هويته القومية اي ان يكون لنا نظرة شمولية، وانا لا ارى اية فائدة  كبيرة كما يتحدث الاعلام من حصول الكلدان على عضو برلمان او عضوين .

 بصورة عامة انا ارى ان الكلدان سوف يستطيعون ان يحصلوا على حقوقهم حينما يكونون مثلا لابناء الشعب العراق في الروح الوطنية و التعلق  بالقيم الانسانية، وعدم سكوتهم عن حقهم في امريكا وليس في العراق ، في اي محفل  دولي، الكلدان في المهجر يجب ان يتحركوا لايصال صرخات ابناء شعبنا في الموصل والدورة وسوريا الى صناع القرار في الامم المتحدة مثل فرنسا او روسيا و امريكا  باننا شعب مظلوم بقرارات دولية التي اتخذوها، يجب ان يضغطوا على الحكومة العراقية لتصفي الارهاب وسراق اموال الشعب ، لايقاف الدعم للارهابين في الموصل وسوريا  من التعدي على اهلينا وتسليم ارض اجدادنا في سوريا ليد الارهابيين وتقديم السلاح والاموال عن طريق دول ارهابية اخرى وفي نفس الوقت يدعون انهم ضد الارهاب.

اخواني قادة الكلدان انظروا الى الخارطة السياسية  الحالية والاحداث الدولية الجارية او المتعاقبة وتاريخ نضال الاقوام في المنطقة واختاروا لكم طريق واحد يكون عقلاني ومنطقي ويكون لنا حق فيه بحسب القوانيين الدولية.

القضية الاخيرة هي قضية حماية الهوية الكلدانية التي تخصنا كلنا، انا اشعر ان مفهوم القومية ليس ناضج عند الكثير الذي يغردون  ويصرخون في موقع عنكاوا كوم ويصفوننا بالمنافقين لاننا ندافع عن كرسي البطريريكة ، نحن لا نريد ضوضاء بلا معنى، يجب ان نشتغل بقوة في تقوية المؤسسات المدنية الثقافية والاعلام ( ومجالاتها عديدة) و مجال الرياضي لانها الشبيبة يحبونها حتى اكثر من السياسة والدين والعائلة التي اهم مقدسات الانسان. المجال الاخير هو المجال الاجتماعي ، عن طريق تاسيس النوادي الاجتماعية التي ستربطنا معا، تقوي اواصرنا اجتماعيا التي تؤدي الى  تقوية شأن العائلة في مجتمعنا، بالتالي صعود جيل مثقف وواعي لهويته ومتعلم ومتمسك بلغته.

 لا اظن احد منكم يستطيع ان يبرهن لي الحقول الثلاثة هذه  ليست اهم من حصول شخص او شخصين على عضوية البرلمان في الدورة القادمة، لانه بكل بساطة يمكن ان يتم التخلص من هذا الشخص اذا عبر حدود المنطق او صعدت عنده  روح الوطنية وعبرت خط الذي وضعه اعداء العراق،  فكما قلت مستقبل العراق على رمال متحركة، وان فكوك التماسيح والحيتان الكبيرة وحيوانات البراري المفترسة  لازالت تنهش بجسد الفريسة ( العراق ) والدم لا زال يجري ولا يمكن لاي شخص ان يتوقع  في اي لحظة سيتركون فريستهم. فالذي يدخل الفابة اما يجب ان يكون قوي ومفترس او يكون في ظهره مفترس اخر الا حظه بالكعكعة لازال صفرا.

257
كرسي البطريركية تحت مطرقة انتقادات ابنائه  ؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
30 كانون الاول 2013

يتعرض كرسي البطريركية بين حين واخر الى انتقادات لاذعة من قبل ابنائها  بالاخص المنتشرين في المهجر. واحينا كثيرة نجد بعض الاخوة يعبرون حدود المعقولية في طريقة مخاطبتهم للبطريرك وكأنهم يخاطبون رجل اعمال او مدير شركة اعلامية او رئيس حزب معارض لهم!!.

السبب الرئيسي لهذه الانتقادات هو ان كرسي البطريركية تبدي رائيها في قضايا يهم ابنائها احيانا  في هذا الوقت المحرج وهذه الظروف الاستثنائية التي يمر فيها العراق، حيث هناك ازمة وطنية في الوطن لاسباب لا ندخل فيها الان.

هناك الكثير من الاخوة السياسيين يقولون ليس من حق البطريرك الدخول في القضايا السياسية او ابداء رائه فيها، الحقيقة انا ساكون اول شخص موافق لهذا الراي عندما اجد البطريرك يتحيز لجهة معينة لاسباب تخصه ، ولكن حينما  يبدى رائه بروح مسؤولة او يتحزب لصالح شعبه ويدافع عنهم في كل المواقع والمجالس فانا اشد على يده.

الكثير من السياسيين لا يرون انجازات غبطة البطرريرك ساكو خلال فترة انتخابه التي لم تتجاوز عشرة اشهر على الرغم من  كثرتها واهميتها وهو امر غريب عندهم وكأنه يرفضون اختياره!!

قلت لبعض الاخوة بالامس ، ان اكبر انجاز للبطريرك هو جعل يوم 25 كانون الاول عطلة رسمية لا فقط للمسيحيين وانما لكل العراقيين وقال احد الاخوة (غير  كلداني) هذا الانجاز اعتبره الخطوة الاولى الصحيحة التي اتخذتها الحكومة العراقية منذ ظهورها 1921م ، ولاول مرة نجد انفسنا مساويين امام القانون مع اخوتنا العراقيين الاخرين. لان المسلم من كربلاء او جبايش او البصرة او في تلعفر حينما يعرف غدا عطلة سوف يسأل لماذا؟

لكن اخوتي الكتاب والسياسيين لم يعروا لهذا الحدث اهمية بصورة غريبة ؟!! لم يشير اي منهم الى هذا الانجاز  لا اعرف لماذا؟ فقط حينما لا يروق لهم تصريح البطريرك ترى كل  يحاول يجد تفسير بين عباراته ليجعلها عنوان لمقالته، هل نكر الكلدانية او لم يتعرف بها ام خف من معناها.

 لحد الان لم يفهم الكثير ان مصطلح الطائفية هو مصطلح ديني  اكثر ما هو قومي يطلق لاقلية دينية معينة او لجماعة معينة تتشابه مع مجاميع اخرى موجودة حولها . للمسيحية 13 طائفة في العراق ، ماذا نفهم من هذه الجملة، هل هناك 13 قومية مسيحية ام جماعة مسيحية.؟

نعم الساحة السياسية هي للسياسيين لكن الدفاع عن القيم والانسانية وحماية الحقوق هي من واجب الجميع وبالاخص المسؤول الاكبر الذي هو البطريرك. وهذه ما حصل في التاريخ .

لماذا نشكر ونمدح المثلث الرحمة مار شيخو  لحد اليوم حينما غضب على السيد طارق عزيز حينما وزع القران على الطلبة و لانشكر  البطريرك ساكو على اقناعه للحكومة العراقية الحالية بجعل 25 كانون الاول  من كل سنة عيدا لكل العراقيين؟؟

يظن بعض الاخوة هناك تسقيط للاخ ريان في محاولته للدخول عملية الانتخابات وتحقيق اماني الكلدان بالحصول على مقعدا ومقعدين على الاقل حسب اقوال البعض ، الحقيقة انا ارى الامر بالعكس ، منذ زمن بعيد ا انا ارى لاخوة الكتاب الكلدان يريدون تطويع قرار البطريرك بقلمهم وان  يجعلوا من مواققفه تخاف او ان لا تخرج  من منطق الذي هم يفكرون فيه.

اخواني الاعزاء الكتاب والسياسيين الكلدان ، الكلدانية مثلنا قلت لكم سابقا ليست ملك شركة تابعة لاي شخص  . القومية الكلدانية مذكورة في الدستور العراقي منذ عشر سنوات، ولا خوف على زوالها من الدستور، لكن الخوف هو انتم تضيعون او تزولون من الوجود بهذه الطريقة من التفكير.
ليس المهم المقاعد في البرلمان كي يقتنع الكلدان لهم قومية، المهم يفهم الكلدان معنى القومية وان يشعر بها ويكونون مستعدين للدفاع عنها بكل الطرق،  ويتم تعليم مبادئها وحبها لابنائنا  منذ الطفولة مع رضاعة الحليب.

كم مدرسة الكلدانية اهلية او خاصة لنا الكلدان في المهجر تقوم بتدريس معترف  بها لدى هذه الدول وتقوم في نفس الوقت تدريس اللغة الكلدانية؟
انا شخصيا لم اسمع بوجود اي واحدة؟

اليس هذا تناقض بما نؤمن به؟
اليس هذا اهم من ان يحصل احدنا مقعد في البرلمان؟

هل فكرنا كيف نحافظ على قوميتنا بدون ان يكون لنا لغة او نحافظ على لغتنا ونتعلم ونعلمها لاولادنا؟
كم مؤتمر عالمي نظم عن تاريخ الكلدان في الجامعات العالمية نتيجة لوبي لسياسيين الكلدان، كم بحث عن تاريخ الكلدان تم دراسته كاطروحة  في الجامعات العالمية من قبل ابناء الكلدان؟

اخواني الاعزاء  اذكركم بحقيقة هنا في استراليا يوجد حوالي 50 الف كلداني

للمرة الثالثة يحصل احصاء  بعد وصولنا ، نحن الناشطون الكلدان ف ي الاتحاد والجمعيات والنوادي القروية  نقوم بحملات اعلامية واحيانا الكنيسة معنا. هل تعرفون  كم هو عدد الكدان  مذكور في هذا الاحصاء، الجواب  حوالي تسع الالاف نسمة، البقية كتب عربي او كوردي او اشوري او سرياني  او بدون ؟ ما السبب ؟ لماذا لا نبذل جهودنا في هذه المجالات وبقية المجالات التي قدمتها في بحث لكم في المؤتمر الاخير في مشيكن في ضيافة المنبر الكلداني.

وهذا رابطه
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,675539.0.html
في الختام اود ان اقول ان كرسي البطريرك  كرسي مقدس ، يتحتم  علينا احترامه واجلاله، اخلاقيا ، لنفكر في العبارات التي نطلقها او نوصفه بها ، لكن اكثر دقة وحذر، البطريرك اب روحي  لمؤمنينه، من واجبه الاخلاق والروحي ان يرشد ابنائه على الطريق الصحيح الذي يظنه صالح لهم ، مثلما لكم الحق في العمل السياسي الذي لم يمانعكم من مزاولته.


258
حينما نزل نوسترداموس من اسوار مدينة بابل القديمة!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
28 كانون الاول 2013

مرة اخرى شاهدت شبح نوسترداموس (أحد أشهر المنجمين في التاريخ) في ازقة مدينة بابل العظيمة، نازلا من اسوار وخرائب جنائن المعلقة القديمة في احدى الليالي الاخيرة من سنة 2013 حاملا ناظروته وقارورته وقلمه وبضعة قصاصات الورق.

رجوته ان يحدثني قليلا عن احوال بلادي والحريق الذي اوقده الاعداء وبتعاون بعض الخونة من ابنائه بعد ان تحالفوا معهم كالصوص والمرتزقة. طلبت منه ان يسعفني بمقطع من اشعاره المملؤ بالغاز، لعلها تشير الى بابل القديمة واهلها ومصيرهم في السنين القادمة. توسلت به ان يبشرني ولو بخبر سار، لعله يحمل بين طياته امل انفراج وانتهاء العاصفة المدمرة التي ضربت بلداننا الشرقية، بسبب تضارب القيم والمصالح، وزوال الاخلاق والبديهيات التي كانت في السابق مرجعيات عند العقل لتقيم الاعمال ولتعيّر معاني الكلمات.

وبعد الحاح طويل ان يحدثني عن اهلي واقاربي وجذوري، في الاخير بدا حديثه معي والانزعاج يظهر وجهه. وكأنما يتحدث لكل العراقيين لا سيما الشعوب القديمة (الكلدان والاشوريين والسريان والصابئة المندائيين واليزديين والشبك وغيرهم) الذين اوشكت ان تقف الحياة في جسد مجتمعهم، كانت ملامحه تشير الى شيئا لا يسرني، ولا تحمل بين معانيها اي بشرى او مسرة فقال لي:
في هذه المدينة العظيمة، انتقل وعي الانسان من زمن الاسطورة والخرافة، الى زمن المعرفة والقانون والحكمة وبقية علوم المعرفية. لهذا لها قدسية خاصة اما مدرستها في علم التنجيم لازالت مصدرا لإلهامي لقراءة مستقبل الامم والشعوب العالم والناس لهذا تجدنني بين حين واخر اعود اليها لفحص ارائي.

انا لا اريد ان اضيف على الام ومتاعب على كاهل اهلكم أكثر ما  يحملون، في هذه المدينة التي اشرقت انوار المعرفة منها على البشرية منذ ان اسسوا التاريخ ورتبوا الايام والاشهر وفصول السنة لأول مرة فيه، حينما ظهر مفهوم التاريخ للوجود لأول مرة في التاريخ! ان الامور لا تجري ما تشتهيها السفن.

•   إن اقول ان لم تزيلوا الاملاح وتقلعوا الاشواك من البراري المحيطة بالمدينة (بابل) سوف تخنق الحياة فيها. وان ترجعوا مروجكم خضراء ملونة بشتى الالوان وتتفاعل وتتصارع الحياة من اجل بناء ذاتها لا من اجل انتحارها، فقبلتكم خاطئة ومصير بلدكم نحو زوال والتلاشي من الوجود.

•    إن لم تعيدوا جريان المياه في الجداول والترع التي تفرعت من النهرين الخالدين دجلة وفرات، التي اقامها اجدادكم سوف تمتلئ بالمياه الراكدة وتصبح معملا للقاذورات والجراثيم والامراض ستصيب ابناءكم، الذي تعودوا على السباحة فيها وتتحول مروجكم وبساتينكم الى اراضي قاحلة، وستنعدم الحياة في مدنكم بعد عدة عقود وجيرانكم يتنعمون!!

•   إن لم توقفوا الازدواجية التي كل  واحد منكم من اجل الاسترزاق والتي تعد خيانة في حد ذاتها دائما، سيكون هناك من بينكم من يفتح ابواب الاسوار للأعداء كما حدث عام 538 ق. م.، ومن حين لازلتم لحد اليوم تحت سلطة الغريب الذي قلما اصبح صديقا لكم!!.


•   كثير من قادتكم السياسيين يكذبون حينما يتكلمون عن الوحدة والمصير والمستقبل ووضعوا حياتهم مشروع شهادة من اجل قضيتكم، لكنهم  سراقتهم فوق كل شيء، لا يغيرون انفسهم وغير مستعدين للتراجع عن مواقعهم او مواقفهم و مصالحهم قيد شعرة واحدة.

•   الكثير من بينكم يرتدي رداء القومية وشعارتها ولكن في الحقيقة لم يتعمق في فهم جذور مشكلتكم وتاريخها، فسار وراء شعارات براقة فارغة من دون وعي، كما تسير الاغنام ايام الصيف واحدة ملتصقة بالأخرى دون ان تدري من يقودها هل هي لصوص ام الاعداء ام رعاتها ؟  فاصحبوا ابوقا لشعارات للحزب القائد الذي باع المصير منذ زمن بعيد وسكتوا لحد النهاية عنهم واليوم يقذون الاخرين بسهامهم.

• يتحدث البعض منكم وكأنه فوق فرس اشور او نبوذخنصر سيعيد امجاد امبراطوريتهم ولا يراه الناس حتى في ابسط مسيرة او مناسبة قومية وحينما يحضر كأنما ابن السلطان قد حضر يداه في جيبه، وحينما يكتب يظن نفسه منظر للامة.

• في بلدكم ان لم تزيد مقاعد الطلاب فالجهل سيغيم على مجتمعكم، وان لم توفروا القوت والمعرفة المستقيمة التي تشجع للحياة والامل سوف يزيد خوفكم برجوع عقارب التاريخ للوراء وانتم لا تعرفون لم يبقى لكم اي مقومات كي عودة الحياة اليكم كأمة.

•   ان لم تفهموا كيف يجري مسار التاريخ، وتسبقون احداثه وتستعدون لاستغلال تعرجاته وانحناءته في اقامة المتارس وتثقبوا لأنفسكم ثغرات فيه فتملؤوا مخازنكم من فرصه، فكل جدالاتكم باطلة حتى مسيحتكم مشكوك فيها، لا محال نهايتكم واحدة.
 ان لم تفهوا من تاريخ الامم والشعوب الاخرى وتعتبرونها درسا لأنفسكم هتافاتكم ما هي إلا صرخات الخرسان في اذن الطرشان. انتم وقادتكم من قررتم الموت عوضا عن التغير او التنازل من حصانكم.

دعني اذهب لان طريقي طويل، قل لحكماء اهلك، الله يرحمكم لانكم ستموتون قريبا!!.

259
ذكرى عيد الميلاد في زمن الفقر  الروحي!

ذكرى ميلاد السيد المسيح لها وقع ومذاق خاص عند المسيحيين وغير المسيحيين دائما. فهي تعيد الى اذهان البشرية شخصية الطفل الذي كرهه العالم ورفضه من اللحظة الاولى لولادته. غريب الاطوار والسيرة ، جاء من خارج الزمن لهذا العالم المادي المحدود، لم يكترث لذاته (الانا) بل ضحى بنفسه من اجل تعليم البشرية طريق الخلاص والحياة .

 يسوع المسيح كتلة من المحبة (روح) ظهرت في عالمنا، كي لا فقط تزرع  الشعور الجديد لدى الانسان بل تُحَسِسه بانه ليس تراب وماء فقط كما هي الشجرة، وليس كل في ما طبعه حيواني او غريزي فقط ، انما هو صورة الخالق، المبدع، المخفي عن الانظار. لا يمكن ندراكه او نكتشفه إلا حينما يكون لنا حالة الاستقرار الداخلي، و التناغم مع جميع البشر والبيئة المحيطة بنا.

ندركه او نحس به حينما يكون احترام الحياة وقيمتها فوق كل القيم، وحينما يكون الاخر قريبا لنا بالحق  من غير حق!.

حينما يكون الفقير والمريض والارملة واليتيم في مقدمة الموائد الفاخرة ويخدمهم اصحاب الملايين والقادة السياسيين الكبار والبابوات والبطاركة ورجال الدين من كافة الاديان والعلماء .

حينما يسال الواعض او الخطيب نفسه (وهو على منبر الوعض) كما من كلام الذي يقراه على مسامع الاخرين هو  يطبقه ويقبله ويقوم به  في هذه الايام حياته.

كفرد كم من روح الكبرياء والانانية تستطيع قلعها من داخلك، كم من السقطات تستطيع الاعتراف بها امام الله في الدينونة التي تقيمها لنفسك في هذه الايام .

اخواني من المسيحيين وغير المسيحيين تمر علينا ذكرى الميلاد في هذه السنة مملوئين من المرارة والالم  بسبب الجروح التي ضربت كنيسة المسيح في الشرق( العراق وسوريا ومصر ولبنان) على يد الارهابين او المصابين بجنون الموت على سوريا الجريحة والربيع العربي الذي لم يبدا لحد الان.  لنا الامل ابواب الجحيم لن يقوى عليها، وان هؤلاء المخرفين الذين يتحدثون بإسم الله وفكرته سيتندمون كما تندم احفاد اتاتورك وقادته على جرائم اجدادهم بحق المسيحيين (اجدادنا) في الحرب العالمية الاولى(1)  

تمر علينا ذكرى عيد الميلاد في زمن فقير للمفاهيم الانسانية والتعايش في بلادنا في الشرق الاوسط ، زمن مملؤ من التناقضات والوهم والتركيز على لذة اللحظة فقط، زمن لا احد يحتمل المسؤولية الاخلاقية سواء كانت من المسيحيين او اخواننا المحيطيين بنا، صراع بين الذاتية الغربية والخرف الشرقي الذي  يناقض الواقع العلمي الذي يستخدمونه!
 
نتمنى ان تزيل انوار مغارة الميلاد اثار هذه الافكار المدمرة ، وتجلب انوارها في بيوتكم نور الحب وفرحة الامل والفرح مسرة الحياه، وان تجعل من ايامكم كلها اعيادا، ان تجلب هذه المغارة لنا القناعة بأن الكثيرة ليست هي الحل، وانما الاكتفاء هو العلاج ، في هذا العالم الذي احرقته المظاهر البراقة الفارغة ، وان مرض العصر (الازدواجية) مرض فتاك يخلق وهم وصراع داخلي ضد ارادة الخير في ذاتنا حان وقت اقتلاعه.

كل عام انتم وكل من يقرا هذه الكلمة القصيرة بالخير والسعادة.

youhana Bidaweed
from  Melbourne Austrslia
.....................
1- قبل اسبوع (حيث صرح وزير خارجية تركيا قبل ايام)  قال: "ان ترحيل المسحيين في الحرب العالمية الاولى لم يكن عمل انساني".

260
رد على مقال الكاتب اشور كيوركيس : كان يا ما كان ...  السّــوريان في تاريخ الفاتيكان

عنوان الرد :
هل كانت رسالة روما انسانية ام استعمارية.؟؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
14 كانون الاول 2013

مرة اخرى عاد النقاش عن دور كنيسة روما في تحطيم تراث الشعوب والامم اثناء تبشيرها على صفحات عنكاوا كوم .واخر المقالات الموجودة تعود للكاتب اشور كوركيس من لبنان على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=post;topic=716697.0;num_replies=5
وهائنذا  اكتب رد على شكل مقال لمناقشته مع المؤيدين لهذه الفكرة  .

ملاحظة مهمة:  الغرض من كتابته على شكل مقال كي تتم الاستفادة منه اكثر ما يمكن، لان الكثير من الاخوة القراء والكتاب يكرهون قراءة الردود بسبب لغة التشنج والاقصاء والتعصب التي فيها.

لا اريد كتابة مقال عن تاريخ واهداف و نشاطات الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة الجامعة لكل الامم والشعوب ورسائلها التبشرية منذ بدء التاريخ . لان  اظن كل واحد يتوقع ذلك بدون ماربة او لف او دوران.
ولا اود ان ادافع عن اخطاء حصلت في تاريخ الكنيسة (كما قلت سابقة سواء كانت بسبب قلة المعرفة او لغيرها من الاسباب ) لانها قد حصلت، لكن اود ان اقول ان رجال الكنيسة ليسوا ملائكة هم بشر مثلنا، يأكلون ويشربون ويتاثرون بعوامل الطبيعة والمشاعر الانسانية. لهذا قرارتهم كانت مثل قرارات الناس في زمانهم متاثرة معارفهم وثقافتهم مثلما نحن اليوم لا نعطي القيمة المطلقة لاراء اي من كان، لان اصبحت كل الحقائق نسبية القيمة(1) لنا اليوم.

لا يستطيع احد يبرهن لنا بان هدف روما كان استعمار  العالم واخضاعه لها(2) كما يحاول بعض الاخوة اظهاره ووضع اللوم عليه لسبب ضمور الدور القومي لاجدادهم، لان الشعور القومي حديث الظهرو ليس تاريخه ابعد من قرنيين ، مثلا العرب اختفى لديهم الشعور القومي قبل قرابة 600 سنة مع العلم قبل ذلك كانت لهم امبراطورية عربية كبيرة حكمت لمدة 600 سنة في دار السلام وفي اسبانيا . السبب هو ان العامل الديني كان هو الاهم والمسيطر على عقول الامم والشعوب.

مهمة البابوات (التي يبدو ليست مهمة للبعض اليوم ) كان العمل بوصية المسيح لحد اليوم، التبشير، تعميذ الامم والسعوب باسم الاب والابن والروح القدس كما اوصاهم المسيح ، توحيدهم تحت سقف الكنيسة بغض النظر عن مكانتهم السياسية او الطبقية او اللون او الشكل او العمر او الجنس. لم يكن تكوين دولة او امبراطورية سياسية. واذا عملوا احدهم بخلاف ذلك بنية طيبة او سيئة هذا لا يعني ان الكنيسة بكاملها ارادت الاساءة المباشرة لاحد او لاي مجموعة بشرية. لان الصراع قديما كان صراع ديني ومذهبي، اما الان الصراع هو صراع اقتصادي بثوب قومي او ديني والاختلاف كبير هنا.

هذا النظام الديني الذي بلا شك كان و لازال متداخل في حياتنتا الاجتماعية (اليوم مع حياتنا الاقتصادية اكثر ). لان  هؤلاء البابوات عاصروا  هولاكو وجنكيزخان وتيمولنك وعباس الصفوي وسليم ياووز ونادر خان، لم يكن يعيشون في مجتمع ديمقراطي، مدني، عادل، لهم الحرية مثل الذي نعيشه اليوم، وان الطباعة التي غيرت مجرى التاريخ كانت لحد لذلك الوقت لازالت  محدودة. كلها هذا العوامل جعلت الباباوات يتصرفون حسب رسالتهم  ومعرفتهم وبيئتهم.

لم يكن بالهم ولا في بال اي شخص في حينها ، بعد 500 او 600 سنة يأتي عصر ترجع المفاهيم القومية لدى الشعوب وترتقي الانسانية الى هذه الدرجة ان يُشيع العالم رجل اسود في جنوب افريقيا بسبب الارث الانساني الذي تركه في حياتهم ، وسوف تنفصل من الدين وتربط مصيرها بالقومية تماما. فحينها لم يكن احد يعلم اهمية الكتب الوثنية، مهمة واحدة كانت امامهم المبشرين ( وان كان بينهم خالف الامر) هي نشر مفاهيم المسيحية وصيانتها وتعليمها لهم ، لهذا كان يجب ابعاد التعاليم الافكار القديمة المناقضة اوعلى الاقل مخالفة لرأيها.

سؤال اخير للاخوة اشور  كيوركيس ود. ليون برخو اللذين يزكيان هذه النظرية دائما
فرضا قبل  500 او 600 سنة كان الشعب الصيني كله اصبح مسيحيا  ،واليوم اختلفت الثقافة والنظام السياسي وطريقة التعليم، والانجازات العلمية واكتشافاتها  في العالم  كما هي الحال اليوم حيث تكاد الصين ان تقود العالم في تطورها ونموها الاقتصادي. فحسب نظريتكم هل يجب الشعب الصيني  يلعن ماركو بولو شفيعها ا(لذي مر بوادي الرافدين اليها) وبشرها مثلما بشر مار توما الرسول شبة القارة الهندية لان تعاليم ماركو بلو هي التي اخرتهم؟؟

اخواني ارفعوا رؤوسكم وانظر الى الافق الزمني للماضي وافق المستقبل، وحاولوا ان تتطاوعهما لاجل خدمة  الانسان الحاضر، لاجلنا ، لاجل شعبنا الذي له مصير واحد اي اسم يكن له، واي بدلة يلبسه،  او اي كاهن يوعض له!!.

انا اؤمن لا بوجد خطأ حصل في التاريخ بصورة مطلقة ، لان اظن بمرور الزمن الانسان يلاحظ الخيارات وتظهر النتائج  بعد ان يحليلها  حينها يعرف افضل الخيارات ويظن بقية الخيارات هي خاطئة تماما .  لكن في الحقيقة لا ندرس الظروف المتعلقة ببقية الخيارات كاملة ، هذا الامر يجعلنا ان نظن ما حدث هو خطا تاريخي جسيم وقد يكون ذلك صحيح. لكن الاهم لنا يجب ان ندرك سبب ادى ابائنا تبني خيار معين او الى الخيار العملي الذي أخِذ به  حينها او الموجود على الارض الواقع.

مانحتاجه ليس فقط نبش التاريخ والغرق في اوهامه اليوم ،  وانما جعله عاملا ودرسا لقادتنا وابناء شعبنا للاستفادة والتخطيط للمستقبل ، لكي لا نقع في نفس الاخطاء.

  يجب ان يولد بيننا انبياء جدد من امثال غاندي وماندير وتريزا ومارتن لوثر كينك، الابطال الذين نقصدهم هنا يجب ان يكون فعلا قديسيين في عطائهم لاجل مجتمعنا.

ارجو ان اكون اضفت معرفة بسيطة للحوار الذي يعود بين حين واخر على مسيرة الكنيسة الكاثوليكية والاخطاء التي وقعت فيها دون تقديم الناس الذي حولهم وفي عصرهم  الى المحاكم بنفس الطريقة مثل هتلر وقادة الدولة العثمانية جمال باشا وطلعت باشا وانور باشا وغيرهم الذين اصبحوا في مزبلة التاريخ اليوم .
..............
1-   انا شخصيا انقد رجال الكنيسة في كثير من الاحيان وقد يكون لي راي مخالف لارائهم  (خاصة في قضية التطور الفكري الذي يحرمه البعض منهم) ولكن هذا لا يعني ما يقومون به كله سلبي. ربما في موقف او عمل ما لهم رؤيتهم ، وقد اسبابها  تكون صحيحة او ناقصة. لكن لا استسلم لها واقول إلا ما اؤمن  به هو صحيح للانسانية قبل ان يكون صالح للمسيحية.

2-   مع العلم هناك الاف الرهبان والكهنة قضوا حياتهم في تقديم الخدمة الانسانية سواء كانت في الطب او الثقافة والبحث او الهندسة والتعمير وماتوا بعيدا عن اهاليهم واقربائهم واقاربهم  من اجل تقديم خدمة للاخرين كما اوصاهم المسيح فعلا، ومثال حي يعرفه العراقيين دور اباء المخلصيين والدومنيكان والكرمليين في العراق.


261
في الامس مات مانديلا ... فإهتزت اركان الكرة الارضية!!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
7 كانون الاول 2012

بالامس رحل بطل اخر من ابطال القرن العشرين من امثال غاندي، الام تريزا، والبابا يوحنا بولص الثاني وديغول وتشرشل ومارتن لوثر كينك والشيخ زايد الهيان و والمفكر انطون سعادة وغيرهم . لا زال اذان العالم ترن على العبارة التي قالها اشهر سجين في العالم و الذي اصبح رئيسا لدولة جنوب افريقيا فيما بعد ، وهو يقف على اخر عتبة من عتبات السجن الذي عاش فيه 27 سنة من اجل الحرية والمباديء والقيم الاسانية : " عند مغادرتى لبوابة السجن فى ذلك اليوم نحو الحرية، أدركت بأننى إن لم أنس كراهيتى ورائى فى السجن، سأكون و كأننى ما زلت سجينا في هذا السجن".

من خلال قراتي لاخبار وتعليقات الصحف والمواقع وجدت حزن العالم  حزنا كثيرا على رحيل هذا الرجل بعد ان قاسى عمرا طويلا في كفاحه من اجل الحرية وتحقيق السلام وزرع المباديء الانسانية البعيدة من تأثير الديني او القومي او الجنس او اللون . بل اندهشت حينما عرفت ان رد فعل رحيله كان عكس ما تعود الناس ان يشعر به في مثل هذه المناسبات ، فعلى الرغم من الخسارة التي منيت بها دولة جنوب افريقيا والقارة السوداء والعالم جميعا جاءت الاخبار ان سكان جنوب افريقيا من السود والاقلية البيضاء بعدما سمعوا برحيله مسكوا يدا بيد وراحوا يرقصون ويغنون فرحين معلنيين للعالم باجمعه ان الوحدة القوية التي يعيشونها الان بعد عقدين من انتهاء الحرب الاهلية، انها من صنع هذا الرجل في هذا البلد الذي عانى الكثيرمن الحرب الاهلية والعنصرية لعقود من الزمن.

لقد حزن العالم بخسارته رجل مبدئيا مملءً من القيم الانسانية البعيدة من البغض والحقد والكراهية التي عاشها ويعيشها العالم اليوم بإسم الدين والله والانبياء واهل ورجال الدين يقفون مكتوفين الايدي ساكتين بصورة غريبة لا نعلم هل هي علامة الرضا عند بعضهم او كلهم!؟ . لقد خسر العالم برحيله احد اعمدة المناضلة للقيم الخيرية التي ناضلت واضطهدت السلام وفي الاخير حققت الكثير بل وقفت مع كل المضطهدين.

ما افرحني هو قرار اربعة دول عربية افريقية ( ليست خليجيةَ!)، نعم افريقية ان تنكس بضعة ايام اعلامها حدادا على روح الفقيد وحزنا على رحيله، ان كانت هذه الخطوة صحيحة ومن صميم قرار ورؤية انظمتها فهو امرا مفرحا حقا، وإن تدل على شيء فإنها تدل على ظهور امل و فجر جديد في هذه البلدان، هذا يعني بأن بذور الخير والانسانية والنور بدات بالظهور بعد ليل طويل ظلامه دامس في هذه البلدان .

اليوم العالم والمنطقة العربية  فعلا بحاجة الى ولادة رجال من امثال مانديلا ، اليوم بلداننا مثل العراق وسوريا وحتى ايران وتركيا بحاجة الى انجاب اشخاص او ابطال من هذا الطراز والا سيتحول الوضع من السيء الى الاسوء. فهل سيطول ظلام العنصرية الدينية والقومية والمذهبية في بلادنا؟!.

! ذلك لا نستطيع الحديث عنه،  لكن حسب قاعدة حركة البندول( حركة بندول هي حركة موجية التي تضحمل وتضمر بعد وصلها القمة او اكتمالها) الفجر الجديد يجب ان يظهر من الشرق مرة اخرى. هناك فعلا بوادر ظهور شخصيات فكرية ذات فكر انساني شمولي في بلاد الرافدين بعيدة عن التاثُير الديني او القومي او المذهبي، ولكن هل ستنجح في مهماتها الانسانية وتصل الى مكانة مانديلا في انجازاتها ودفاعها عن الحرية وتصنع اللحمة وتحقق حلم الوحدة بين العراقيين  كلهم وسترقص اجيال العراقيين في يوما ما وهم متماسكون يدا بيد يوما ما عند رحيله !!، ام ننتظر قرن اخر ليظهر او يولد مانديلا او غاندي لنا.



262
 من يحل مشكلتي انا كلداني ولغتي سريانية؟؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
28 تشرين الثاني

كتب الاخ موفق نيسكو مقال  قيم منشور على صفحات عنكاوا كوم تحت عنوان " لغة السريان الشرقيين ( الكلدان والاشوريين) " الموجود على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,712142.0.html
 وقد علق عدد كبير من الاخوة عليه بصيغة ايجابية وبعقلية منفتحة بعيدة عن التعصب معتمدين على المصادر بالاخص موفق  نيسكو كاتب المقال.
كتبت هذه النقاط  في البداية على شكل رد ولكن لكثرتها ولكثافة لزوجتها الفكرية وضعتها على شكل مقال له صلة بنفس الموضوع

اولا - اشكر الاخ موفق نيسكو على بحثه في شان اللغة السريانية وحقيقة تاريخ اللغة التي نتحدث بها الان، كما اشكر بقية الاخوة الذين اضافوا معلومات اخرى مفيدة بعيدة عن روح التعصب .

ثانيا- منذ زمن طويل وانا وكثير من الاخوة طالبنا بإقامة مؤتمر لحسم قضية لغتنا والتسمية القومية حتى وان على كان شكل مراحل.  في المرحلة الاولى حقيقة  تسمية اللغة واصولها معتمدين على الابحاث والمناجد وابحاث الجامعات و المتاحف الغربية والشرقية لا سيما الفارسية والهندية واليونانية والفرعونية الحضارات التي واكبت حضارتنا - حضارة وادي بين النهرين. ثم في المرحلة اللاحقة دراسة كيف انصهار قوميات او شعوب عديدة في الكنيسة الشرقية المتحدثة باللغة السورث الشرقية والغربية الان!!!

ثالثا- لا نستطيع ان ننكر ان حماس الاخوة الاشوريين بعد منتصف القرن التاسع العشر، حيث تغيرت حياتهم كليا  بعد مذابح مير كور وبدرخان والنهيري وبعد جلب البعثات التبشرية الذين يكفر  بعض الاشوريين الان بقدومهم المطابع وانتشرت الثقافة وتجددت الحياة في لغتنا المتصارع عليها الان  هي ( اشورية؟ او كلدانية؟ او سريانية؟)، كذلك تبنيهم التسمية الاشورية كتسمية قومية بعد ابحاث لايارد وكتابات ويكرام.  هذا الحماس والحس القومي طغى كثيرا على حياتهم اليومية وراح الكثير منهم يفكر ويطالب ويعمل من اجل موطن خاص بهم او بنا جميعا، وقدموا تضحيات كبيرة في هذا المجال ( القومي) حتى خلال قرن العشرين الى يومنا هذا. لكن مع الاسف ان الانقسام الكنسي كان دائما عائقا مهما  امام الجميع للتقارب.

رابعا- هذا التاريخ المشرف للاخوة الاشوريين جعلهم يظنون بسهولة يمكن اذابة الكلدان والسريان تحت  تسميتهم، ( ولحد اليوم ينكر  البعض منهم وجود للكلدان و السريان كلمة يونانية معناها الاشوريون) سواء شئنا ام ابينا لم يحصل ذلك لظروف كثيرة ومنها مرة اخرى الكنائس والالتزام المذهبي والوعي السياسي لدى الكلدان والسريان. الذي حدث هو بدء نمو الشعور القومي وان كانوا يمارسون السياسة بإحتراف في الاحزاب غير القومية  لدى الكلدان، لان منذ تاسيس الكنيسة الكلدانيىة (وكذلك بقية الكنائس) كانت تحمل صفة ( ملة او ملت اي طائفة او شعب) في الدولة العثمانية وان رئيسها اعني البطريرك هو الذي يمثلها امام السلطات ويدير شؤونها الداخلية . بعد نهاية الحرب العالمية الاولى حدثت محاولات للمطالبة بالحقوق السياسية وذهبت وفود عديدة الى فرنسا وسويسرا لتمثيل ابناء شعبنا كل حسب جهته.  وذهب وفود باسم  بطريرك الكنيسة الكلدانية مار عمانوئيل الثاني يوسف توميكا ايضا مع رسائل موثقة وشرح مفصل بالارقام عن ضحيا  الكلدان خلال الحرب الذي بلغوا (الموثقة فقط) حوالي اكثر من خمسين الف.

خامسا- للاخوة السريان ملحمة بطولية لا ينساه التاريخ في منطقة ماردين (في قرية ازخ ) كانوا يستحقون مطالبة حقوقهم من دول الحلفاء ( بريطانيا وفرنسا وامريكا وروسيا التي انسحبت سنة 1917) لانهم قاموا ثلاث هجمات شرسة للجيش العثماني والعشائر الكردية في المنقطة بالعكس اندحر الجيش العثماني امامه. وراحت ضحايا كثيرة لهم ايضا في الحرب العاليمة وقبل الحرب العالمية وان كانت الدولة العثمانية تتعامل معهم بصيغة مخلتفة عن الارمن والكلدان والاشوريين لان كنيستهم كانت اثرذوكسية مخالفة لمروما.

سادسا- اليوم نحن ( الكلدان والاشورين والسريان)  على شفير الهاوية، على حافة المقبرة، على وشك الزوال والضياع، الاسباب الكثيرة ليس مجال لشرحها ولكن اهمها هو الانقسام والصراع على التسميات سواء كانت اللغة او القومية او الكنيسة. لكن اذا فكرنا وقرأنا التاريخ بصورة منطقية وموضوعية اكيد سوف نصل الى نتيجة التي اؤمن بها  شخصيا هي نحن  حتى ولم نكن قومية واحدة قبل دخولنا ،  لكن  بعد دخولنا المسيحية وقضائنا على تراثنا الثقافي القومي الوثني السابق جعلنا بدون هوية، وعبر الاجيال بدأنا نحمل ونتوارث هوية واحدة جديدة هي المسيحية سواء كانت نسطورية او منوفيزية او كاثوليكية  وما تبقى منقول شفهيا على الالسن عن طريق اللغة التي لا زلنا نتحدث بها ( لان عملية النتقيب والحفر في اثار والمدن القديمة لم تحصل الا قبل 170 سنة حوالي)

سابعا- اذا كانت لغتنا الحالية سريانية او  اشورية- بابلية  (اكدية) ، حقيقتها الجوهرية هي هي . نحن اليوم نتحدث لغة  واحدة ولدينا ارث واحد هو ارث التاريخي والثقافي والعادات والقيم وارث الكنيسة. صحيح هناك اختلافات بيننا لكنها طفيفة من ناحية الجوهر.

ثامنا- بعد مطالعة ومناقشة النقاط اعلاة انا شخصيا وصلت الى قناعة راسخة وثابتة  منذ فترة ، هي نحن واحد اليوم وان كنا في السابق عديدين ومختلفين، نحن نصارع اليوم من اجل البقاء في الشرق سواء كانت مسيحيا او قوميا ولهذا (منذ عشرين سنة كنت  اقول  يجب ان تستقيض الكنائس وتفهم  ما يجري او سيجري وتتعامل في السياسة بل تتعاطي السياسة من اجل مصلحة شعبنا ) ان نوحد جهودنا كنسيا وقوميا وعلميا وثقافيا في المهجر وفي الشرق بقائنا امر مشكوك فيه.

تاسعا - يجب ان لا نكون متشائمين  دائما لان الظروف السياسية العالمية متغيرة وان الصراع  على المصالح هو العامل الذي يحسم اية قضية ، فهل نستطيع جعل  من جهة قوية لها مصلحة في قضيتنا لكي نبقى او يكون لنا البقاء ؟؟؟!!!! ، نعم هناك اخبار مفرحة بل مفرحة جدا هي ان  هذه الامور وهذه الحقائق اصبحت جلية وواضحة  لجميع بطاركتنا ، وهم يعملون بجدية كبيرة  من اجل انقاذ ما تبقى ولكن يحتاجو الدعم المعنوي والعملي لقراراتهم.

عاشرا -  كفى من معاركنا وانهماك قوانا في قضية اللغة او التسمية ، لاننا واحد ، ممن نكون الان ، او في المستقبل  سواء كنا كلدانا او اشورين او سريان، لغتنا وابجديتها ستبقى هي هي سواء كان تحمل  اسم اللغة السريانية او الكلدانية او الاشورية ، لكن بقائنا امر مشكوك فيه كما قلنا  ، فحينما لا يكون لنا بقاء ما الفائدة لتغير اسم لغتنا من السريانية الى الكلدانية او بالعكس او اسم قوميتنا اشورية او بالعكس، اكرر يجب ان نكون واقعيين، ان لانغوص او ننسلخ من الواقع؟!!! ما هو الاهم من المهم  الان؟!

يجب ان نتذكر قوة بقائنا  تكمن في ثلاث عوامل ، كل عامل موجود لدى تسمية معينة  ، لغتنا  وثقافتنا معروفة لحد الان بالسريانية ، قوميا الاسم الاشوري له صيت سياسي اكبر ،  من ناحية العدد الكلدان هم الاكثر عددا من  ابناء شعبنا الباقيين في ارض الوطن . لهذا لا يستطيع احدا الغاء احد  او استغناء عنه .

لنعترف بكافة التسميات ولنعتبر هذه اللغة لغة الجميع  ونبدا ان نصارع الزمن ولننجز خلال عشرة سنوات ما يجب ان يتم انجازه خلال مئة سنة ، يجب ان يكون لنا حلفاء ويجب ان يكونوا اقوياء ويجب ان يكونوا في المنطقة. وشكرا

263
                                               نقاش ساخن مع الاخ الدكتور ليون برخو حول مقال الاخير!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
22 تشرين الثاني 2013

كتب الاخ الدكتور ليون برخو عدة مقالات نقدية عن الكنيسة الكاثوليكية في روما و السلبيات التي ظهرت نتيجة قرارتها وطريقة ادارتها فلا سيما بخصوص العلاقة بين الكنيسة الشرقية الكلدانية الكاثوليكية
و في المقال الاخير الذي جاء تحت عنوان :
هل سيعيد البابا فرنسيس الصلاحيات والإمتيازات والحقوق التي سلبها الفاتيكان من بطاركة المشرق الكاثوليك
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,712015.0.html


على الرغم انا متفق مع الاخ ليون حصلت اخطاء في الماضي من قبل بعض اشخاص الذين كانوا يديرون مراكز في كنيسة روما ولكننا نشك في قضية انحرافها من المسيرة الايمانية في رسالة الكنيسة الجامعة الواحدة التي اوصى بها السيد المسيح نفسه.

هنا نقدم دراسة تحليل ومقارنات وفي كثير من الاحيان نوجه اسئلة للاخ ليون شخصيا ننتظر الجواب منه لعل هناك شيء اخر نجلهه.

اولا - في المسيحية توجد المحبة لا توجد خصوصيات بل  الخصوصيات ملغية، هناك اتحاد وشراكة  ايمانية واحدة حتى مع الاموات ( اذا كان لنا ايمان بالروح وقيامة الاموات)، وهذا ماحصل واتفق من اليوم الاول مع الفاتيكان من قبل الكنيسة الشرقية،  لا بل كان الكنيسة الشرقية هي اول كنيسة تحصل على استثناء من روما بإدارة شؤونها وممارسة طقوسها في حينها اي في  1553م.

ثانيا - قضية اختيار ورسم المطارنة هي كانت سبب انقسام او انشقاق الكنيسة النسطورية القديمة  وانتقال القسم الاكبر( اليوم) الى الكلثلة  حصل بسبب الصراع على الكرسي من قبل رجال الطامعين في المادة والكرسي،الامر الذي ينكره بل يغيب من بال الاخ الدكتور برخو والذي لا اعرف لماذا ؟. هل مثلا كنت تتمنى مسيحية على شكل نظام عهد القديم ؟ مثلا  ان يكون هناك مجموعة مسيحية معينة فقط لها الحق في  خدمة المذبح مثل سبط اللاويين  كان لهم الحق في ممارسة خدمة الهيكل  قي عهد القديم ، بكلمة اخرى يعني فقط بيت ابونا ان يكون لهم الحق في اشغال كرسي البطريركية و الحق في ادارة شؤون الكنيسة بغض النظر عن العمر والامكانية والظروف وغيرها من المشاكل اللاهوتية والفكرية التي تظهر بين حين واخر نتيجة تطور نظرة الانسان للحياة.  حقيقة لا اعرف ماذا كان سيكون مصير الكنيسة النسطورية الشرقية؟ هل كانت تبقى في زمن الدولة العثمانية ان لم يكن  جزء منها متحد مع روما؟ او ماذا كان سيكون مصيرها اليوم؟

ثالثا- قضية  كلدان ملبار لم تحسم من اليوم الاول، ربما لانها لم تكن هناك مشكلة لها في حينها، ولكن حسب الاتفاق بأن البطريرك الكلداني على كرسي بابل  كان له الحق في ادارة شؤون كنيسته في منطقة محددة ( اعتقد الشرق الاوسط حدودها) ربما تكون منطقة ملبار خارج عن هذا الحدود  وبعيدة عنها لهذا حولت روما ادارتهم ، وربما هناك اسباب محلية وسياسية في الهند اصلا نحن لا نعرفها . البطاركة الكدان حاولوا ان يتمسكوا بها لكن ذهبت الى ادراة روما مع الحفاظ على الطقس . هنا يستوجب علينا ذكر ملاحظة مهمة بأن ابناء الكنيسة الشرقية الاشورية اليوم هم احفاد الكثلكة الاوائل الذين اتحدوا مع روما ونحن ابناء كنيسة الكلدانية الكاثوليكية  اليوم او بطريرك كنيستنا في حينها وجماعته من ساعد على قتل مار يوحنا سولاقا البطريرك الاول للكنيسة لكرسي بابل.

رابعا- لا اقل لم تحصل اخطاء في الكنيسة ولن اقل لن تحصل في المستقبل  لانها مؤسسة بشرية والهية!!.  ربما لم يكن هناك احد قبلي وجه رسائل من خلال الاعلام طالبا لاصلاح الشؤون الادارية للكنيسة قبل ست سنوات ( اقرا عنها من الرابط في اسفل المقال)  ومن بعدها  توجيه عدة رسائل  شخصية باليد للسادة المطارنة،  ما عدا ما دار في المقابلات واللقاءات الفردية،  ما عدا ما جاء في المقابلات الصحفية ( سيادة المطران شليمون وردوني ابونا البير ، عبطة البطريرك ساكو، الاب يوسف توما الدومنيكي  البروفيسور بطرس يوسف، الاب جميل نيسان، سيادة المطران جرجيس القس موسى وغيرهم)  التي كلها كانت بغرض تصحيح امر الكنيسة لكن بصيغة ادبية  وعرضية بدون توجيه اي اتهام لاحد او وصف روما بالمؤسسة الارهابية او مارست الارهاب ضد النسطورية او المسيحية الشرقية.

خامسا- لا اعرف مدى صحة رؤية الاخ ليون هل يريد ان يرفع مرتبته الى مرتبة اللاهوتين الكبار الذي يناقشون القضايا اللاهوتية ام انه فقط  مقاله مثل مقال صحفي كغيره؟، لان في هذا المقال ارى الاخ الدكتور يرفع من شأن مكانته العلمية مرة اخرى؟؟

سادسا-  الناس الذين يرون ان المسيحية التي قد يراه اليوم البعض ديانة فيها نواقص او قامت باخطاء ادارية في الماضي وغيرها انهم يرون جزء من الحقيقة او يتحدثون عن جزء من تاريخ الحقيقي لما حصل.  لو وضعت ايجابيات الكنيسة واعمال الانسانية امام اخطاء ادارية من اي مستوى سوف نراه معدومة لا تذكر، قوة المسيحية في روحانيتها الشمولية  التي هي معدومة في بقية الاديان والرسائل الدينية وليست في الانظمة الادارية.  ربما هناك قضايا لاهوتية غير قابلة للفهم اليوم  نتيجة تغير الحضارة وسيطرة العقلانية على المعرفة الانسانية التي نعيشها اليوم.

لكن اسأله الاخ ليون بربك من دافع عن العراق بكل الاخلاص غير الطوباوي يوحنا بولص الثاني في حرب الكويت والحصار على فقراء  العراق؟  ومن ساعد  العراقيين جميعا من خلال مؤسسة الكريتاس التابعة لروما؟ من كان يرسل الدواء  لهم؟ هل الشعب السعودي الذي تنشر مقلاتك في صحفهم  ام فقراء الكاثوليك  من انحاء العالم كانوا يجمعون التبرعان لايتام العراق؟، هل نسى الاخ ليون ما قاله البابا المتقاعد السعيد الذكر بندوكست عن مفهوم وصايا الله العشر في العصر الحديث.؟ من روض روح العنف التي كانت موجودة في القبائل الاوربية قبل دخولهم المسيحية؟ هل الحضارة الرومانية التي ورثت الفلسفة اليونانية بعظمتها والتي اضطهدت المسيحية لحد سنة 313م من اعلان ميلانو الشهير بقت تنظر الى الامور كشعب بنفس الطريقة بعد دخولها المسيحية ؟ اعتقد لم تطلع اخي العزيز ليون على الاعمال الانسانية العظيمة للقديسة هيلاني والدة قسطنطين الكبير.

انا اعتبر الكنيسة امنا روحيا وانسانيا واخلاقيا، الكنيسة جسد حي نحن اعضاؤه، اي خلل او شلل في اعضائه سوف يترك اثره على كل الجسد وعلى حياتنا الشخصية  فردا فردا وعلى المجتمع المحيط بنا ككل،  اي خلل فيها سيحدث خلل في حياتنا الاجتماعية والايمانية وسوف تختل قيمنا الانسانية، بل لن يعد يكن هناك مقيايس من بعد ذلك، لان الحرية والحضارة الحالية علمتنا ان لا نقيد انفسنا الا بالذي يفيدنا فقط  وهنا الذي يحكم ب(الذي يفيدنا )هي الغريزة في معظم الاحيان ، لان البشرية لم تصل الى هذه المرحلة من الوعي لحد الان كي تقرر وتلتزم بالعمل الخير كسلوك يومي؟!!!

اليوم  هل هناك رجل دين في العالم بمرتية  قداسة البابا فرنسيس يقبل يد كاهن لانه اوشك على الموت من جراء مذبحة من قبل الارهابيين على كنيسته ورعيته والتي ادت الى مقتل حوالي ستين شخص مع كاهنيين.؟؟  أليست هذه ثورة فكرية وروحية وانسانية  يقودها بابا روما الارهابية؟
ويقبل رأس رجل مصاب بمرض غريب . اليست هذه بطولة نادرة نتيجة لايمان وفضائل المسيحية؟؟؟ وغيرها من الامور التي طبقها في حياته الشحصية كنوع سيارته ومكتبه ،  هل هناك ثورة اعظم من ثورة يقودها البابا فرنسيس في المفاهيم والفضائل المسيحية خاصة في قضايا الانسانية؟؟؟ لماذا لا نتحدث عن هذه الاعمال؟

سابعا- لا اعرف هل الاخ ليون فعلا مؤمن بالمذهب الكاثوليكي ؟ لان اصراره على الطعن في مسيرة الكنيسة الجامعة ( جامعة  بمعنى الذي اتى  في قانون الايمان قبل اكثر 1600 سنة من خلال المجامع المسكونية الاولى  ( كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية ) )؟؟ ام انه يريد ارجاع السلطة الى البطاركة الشرق الذين يعانون من الانقسام والتشرذم  في كنائسهم و هناك ضعف في طاعة  بل احيانا عصيان من قبل رجال الدين لرؤساهم  وغيرها من قضايا الادارية المرئية امامنا وامام الاخ ليون؟.

ثامنا- لنفرض قرر مجمع الكرادلة مع البابا ارجاع السلطة المسلوبة من الكنيسة الشرقية الكلدانية اليها و الى جميع الكناس الشرقية الاخرى ، ماذا سيحصل من بعد ذلك؟ ماهي الفائدة من ذلك ؟ هل لاجل حماية لغتنا وهويتنا وعادتنا وقيمنا وشرقيتنا فقط؟، لكن ينسى الاخ ليون والكثير ان الخميرة الحقيقة لمفاهيم الانسانية تنتقل الينا او تحل علينا من خلال دخولنا المسيحية، ألم يكن لنا امبراطوريات لم يظهر  في التاريخ مثل عنفوانها لحد الان لكنها سقطت لانها كانت مبنية على عامل القوة بدون حكمة؟!!!!!!!!!!!

نحن نريد بل نشتاق الى حماية ذاتنا الكبيرة الهوية القويمية عن طريق حماية الارث واللغة  وتفعليهما ولكن حذار ان نتقوقع على ذاتنا، لان هناك تكون نهايتنا او مقبرتنا ، لان الكائنات الحية المتوقعة لا زالت( المتبقية منها بعد انقراض معظمها ) غير متغيرة او متتطورة بنسبة 1% عن حالتها لمدة ملاين او مليارات السنين.

الكثير منا متعطشين الى امتلاك القوة لاعادة امجاد هذه الامبراطوريات، لكن حقيقة انها احلام غريزية مدفونة فينا من جراء العنف الذي مرس ضد مسيحتنا من الجيران خلال 1800 سنة، نحن ان لن نستطيع تغير عقلية المنطقة عن طريقة تغير ذاتنا لن يكن هناك امل لبقائنا لا في المهجر ولا في الشرق.

في الختام اود ان اقول حقيقة انا فعلا مستغرب من خطابات والصاقات التهم في كتابات الاخ ليون واغفال الايجابيات في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، لانني لم اجد يوما ما من الاخ ليون يكتب عن ما قامت به مثلا الام تريزا؟ او فرنسيس الاسيزي، او منصور دي بول او وضع نقد او دراسة للاهوت توما الاكويني او القديس اوغسيطنوس او البير الكبير او القديس انسليم او غيرهم؟

انا اطلب من الاخ ليون ان يقبل نقدي ومناقشتي بروح اخوية، لانني لا اريد ان يعكر الصفوة الايمانية لدى بعض المسيحيين من خلال  هذه النقاشات والتي قد لا يقصدها بنفسه ايضا. اعترف في ردي وتحليل واسئلتي هناك بعض الشدة وان دكتور ليون صديق عزيز احب ان احتفظ بصداقته لكن ليس فوق المباديء والحقيقة ، اتمنى ان يعيد قراءت لتاريخ الكنيسة النسطورية ومشاكلها والظروف التي مرت بها مع قراءة تاريخ كنيسة روما الايجابي وليس الذي يراه العالم اليوم  او يتحدث عنه الاعلام الغربي والشرقي فقطّ!.


ألم يحن الوقت لتجديد النظام الادري في الكنيسة الكلدانية
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=221346.0;wap2


الاخ الدكتور ليون برخو رد على مقالي ضمن التعليقات والردود التي وضعها لمقاله.
 
وان هنا اريد انقل نص رده كي احافظ على لغة الحوار والنقاش والتفاهم وليس الاتهام او التعصب او جرح الاخرين
للعلم سيبقى الاخ ليون صديق وعزيز لي لانه رجل يفكر ويعمل ولا يسكت وهذا ما هو مطلوب من الجميع  في نفس الوقت نشدد هذا لا يعني لا يخطا او  لا انا او اي انسان  اخر لا  يخطا.


.................................................
نص رد الاخ ليون برخو

إلى الأخ والصديق العزيز يوحنا بيداويد

قرأت مقالك الذي هو بمثابة تعقيب على المقال الذي نحن بصدده. وكالعادة أشكرك شكرا جزيلا على الكياسة وأخلاق الكتابة والخطابة السامية التي هي سمة بارزة لكل ما تكتبه. (رابط أدناه)

وأسمح لي أن أقول إن تعقيبك أغلبه خارج موضوعنا. أنا أناقش فترة تاريخية محددة من كنيستنا المشرقية الفرع الكلداني وأسرد حقائق تاريخية. كنت أتمنى ان تناقش مثلا لماذا من حوالي 1000 كاهن في عهد هذا البطريرك الغيور على هويته وحقوق كرسي بابل وقطيسفون الذي كان يمتد حيث تواجد الكلدان في الدنيا تم تقليصه رقعته الجغرافية إلى بضعة  كهنة  تدخلنا في نقاش لاهوتي.

أنا أتحدث عن الهوية والثقافة والطقس والإدارة والمؤسسة والتنظيم ولغة كنيستنا المشرقية وأحقية جاثاليقها وسنهودسه بإدارتها دون تدخل من السفير والمبعوث والمجلس الشرقي وبروبغندا والبعثة التبشيرية وغيره.

أنا لم ولن أناقش الإيمان والإنجيل ومكانة الحبر الأعظم في الكنيسة. نقاشي هو حول تحديد منطقة بطريكية وتقليص جغرافية كنيستنا وسلب صلاحيات الجاثاليق. هل هذا جزء من الإنجيل أم من السطلة الأرضية. عصمة البابا في أمور إنجيلية إيمانية بحتة وليس في تقليص صلاحيات الجاثاليق وحرق الكتب وتهميشي الليتوريجا والثقافة وسلب الكنائس والأديرة والأوقاف وجعلها تحت سلطة اللاتين. أين هذا من الأنجيل؟

أظن أن تعقيبك الذي  تتهمني به من كوني أرفع من شأن مكانتي العلمية قد ينعكس عليك لأنك تتحدث وكأنك لاهوتي بارز – أعذرني ونحن أصدقاء.

لا علاقة لي باللاهوت على الإطلاق. كل همي هو مشرقيتي وهويتي كمسيحي مشرقي وليس لاتيني. ولكن يبدو من تعقيبك أنه لم يبق أي خصوصية لنا غير الخصوصية اللاتينية وهنا الخطر.

أنظر ومع أحترامي الكبير لقداسة وطوباوية الأسماء التي تذكرها – أنظر كيف أن كل الأسماء المقدسة هذه لاتينيية ولم تذكر لنا إسما واحدا من قديسينا وشهدائنا وعلمائنا من كنيستنا المشرقية المجيدة. هذا بيت القصيد. اي أن الثقافة اللاتينية إحتلتنا وبتنا لا نعرف ما هي خصوصية كنيستنا المشرقية إلى درجة إن أردنا ذكر أسماء القديسين فليس هناك إلا اللاتين، مع إيماني بقداستهم ولكن أنا أيضا لدي قديسين. اللاتيني لو ذبحته لن يعترف بأي قديس من كنيستنا المشرقية ولن يحتفي بأي منهم ولن يقبل أن ينصب أيقونة لأي واحد منهم في كنيسته ولن يقبل أبدا ن ينشدا نشيدا واحد من تراتيلنا ولني يقبل إدخال جملة من ليتورجيتنا في ليتورجيته. أنظر إلى كنائسنا ....

وأخيرا كنت أتمنى أن لا تثير مسألة الإيمان. أنا أؤمن بالإنجيل والمذهب هو قراءة الإنجيل سوية، أي تفسير بشري للإنجيل.

لا أظن أنك تؤمن أننا سنحتاج إلى هوية فيها خانة تؤشر إلى المذهب كي نقدمها للديان الذي هو المسيح كي يسمح لنا دخول ملكوته. سيحاسبنا الرب على اعمالنا ولن نتكىئ يوم الدين إلا على أعمالنا من حيث قربها وبعدها عن الإنيجل  وليس مذاهبنا.

مع تحياتي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,712132.0.html
إلى الأخ والصديق العزيز يوحنا بيداويد

قرأت مقالك الذي هو بمثابة تعقيب على المقال الذي نحن بصدده. وكالعادة أشكرك شكرا جزيلا على الكياسة وأخلاق الكتابة والخطابة السامية التي هي سمة بارزة لكل ما تكتبه. (رابط أدناه)

وأسمح لي أن أقول إن تعقيبك أغلبه خارج موضوعنا. أنا أناقش فترة تاريخية محددة من كنيستنا المشرقية الفرع الكلداني وأسرد حقائق تاريخية. كنت أتمنى ان تناقش مثلا لماذا من حوالي 1000 كاهن في عهد هذا البطريرك الغيور على هويته وحقوق كرسي بابل وقطيسفون الذي كان يمتد حيث تواجد الكلدان في الدنيا تم تقليصه رقعته الجغرافية إلى بضعة  كهنة  تدخلنا في نقاش لاهوتي.

أنا أتحدث عن الهوية والثقافة والطقس والإدارة والمؤسسة والتنظيم ولغة كنيستنا المشرقية وأحقية جاثاليقها وسنهودسه بإدارتها دون تدخل من السفير والمبعوث والمجلس الشرقي وبروبغندا والبعثة التبشيرية وغيره.

أنا لم ولن أناقش الإيمان والإنجيل ومكانة الحبر الأعظم في الكنيسة. نقاشي هو حول تحديد منطقة بطريكية وتقليص جغرافية كنيستنا وسلب صلاحيات الجاثاليق. هل هذا جزء من الإنجيل أم من السطلة الأرضية. عصمة البابا في أمور إنجيلية إيمانية بحتة وليس في تقليص صلاحيات الجاثاليق وحرق الكتب وتهميشي الليتوريجا والثقافة وسلب الكنائس والأديرة والأوقاف وجعلها تحت سلطة اللاتين. أين هذا من الأنجيل؟

أظن أن تعقيبك الذي  تتهمني به من كوني أرفع من شأن مكانتي العلمية قد ينعكس عليك لأنك تتحدث وكأنك لاهوتي بارز – أعذرني ونحن أصدقاء.

لا علاقة لي باللاهوت على الإطلاق. كل همي هو مشرقيتي وهويتي كمسيحي مشرقي وليس لاتيني. ولكن يبدو من تعقيبك أنه لم يبق أي خصوصية لنا غير الخصوصية اللاتينية وهنا الخطر.

أنظر ومع أحترامي الكبير لقداسة وطوباوية الأسماء التي تذكرها – أنظر كيف أن كل الأسماء المقدسة هذه لاتينيية ولم تذكر لنا إسما واحدا من قديسينا وشهدائنا وعلمائنا من كنيستنا المشرقية المجيدة. هذا بيت القصيد. اي أن الثقافة اللاتينية إحتلتنا وبتنا لا نعرف ما هي خصوصية كنيستنا المشرقية إلى درجة إن أردنا ذكر أسماء القديسين فليس هناك إلا اللاتين، مع إيماني بقداستهم ولكن أنا أيضا لدي قديسين. اللاتيني لو ذبحته لن يعترف بأي قديس من كنيستنا المشرقية ولن يحتفي بأي منهم ولن يقبل أن ينصب أيقونة لأي واحد منهم في كنيسته ولن يقبل أبدا ن ينشدا نشيدا واحد من تراتيلنا ولني يقبل إدخال جملة من ليتورجيتنا في ليتورجيته. أنظر إلى كنائسنا ....

وأخيرا كنت أتمنى أن لا تثير مسألة الإيمان. أنا أؤمن بالإنجيل والمذهب هو قراءة الإنجيل سوية، أي تفسير بشري للإنجيل.

لا أظن أنك تؤمن أننا سنحتاج إلى هوية فيها خانة تؤشر إلى المذهب كي نقدمها للديان الذي هو المسيح كي يسمح لنا دخول ملكوته. سيحاسبنا الرب على اعمالنا ولن نتكىئ يوم الدين إلا على أعمالنا من حيث قربها وبعدها عن الإنيجل  وليس مذاهبنا.

مع تحياتي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,712132.0.html

264
رسالة نقدية قصيرة للاخ الكاتب انطوان صنا!!
الاخوة الاعزاء المتحاورين المحترمين
الاخ انطوان صنا المحترم
لقد قرات مقالكم تحت عنوان : "  الاسباب الخفية وراء حذف الخبر والصورة من موقع البطريركية الكلدانية بعد ساعات من نشره ؟"
على الربط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,707857.0.html

في الحقيقة كنت قررت قبل اسابيع عدم  المشاركة في الردود او النقاشات غير المجدية.
 بصراحة  اخ انطوان للمرة الثانية اشعر كتاباتك غير مجدية او غير بناءة  بل جعلتني تخميناتك وتفسيراتك ان اعود الى نقد ومناقشة افكارك وتأويلات غير المنطقية في هذا المقال.

شخصيا انا ارى اذا كان هناك امل للوحدة، فإنك احد الذين ترفضها او تعمل لاعاقتها الى حد نسفها  بإطروحاتك هذه في هذا المقال.
اريد اسألك ما الذي تجنيه الكنيسة الشرقية من تفسيرك بل تخمينك هذا؟ هل مثلا سوف يتعلم غبطة البطريرك ساكو معلومة جديدة من مقالك؟!!!، ام تقول للكلدان بين الاسطر انظروا بطريرككم لا يبالي بمشاعركم؟ ام تقول ان البطريرك خضع للكتاب والقوميين الكلدان، ام تريد تقول للاخوة الاشورين لا سيما قيادة الكنيسة احذزوا ان غبطة البطريرك ساكو لا زال خاضع لاوامر الفاتيكان التي تعارض الوحدة؟!! ان الحقيقية او النتجية التي اراها كما كتب الاخ الكاتب حبيب تومي تقسيم كتلكة الكلدان وزيادة الفسحة بين الكنيسة والعاملين في مجال القومي؟!!!

اخي انطوان وبقية الاصدقاء من الكتاب ، الحوار ثم الحوار،  ثم احترام اراء الاخرين.
لقد قلت قبل عشرة سنوات في مقالاتي العديدة ، ان طريقة الحوار والتعاطي مع الكلدان واهمال وجدهم او الغائهم  سوف يخلق تيارا كبيرا وعريضا من الصعب ان يتراجع من مواقف بسبب استهانة البعض به. وها انكم تجدون قسم من هذا التيار يرد عليك في هذا المقال.

اخواني ان  الكتابة مسؤولية اخلاقية كبيرة جدا. الكتابة هي عملية تلقيح العقول بالافكار، كم يتم تطعيم براعم النباتات، تشبه عملية نقل شعلة النار من مكان الى اخر لغرض الفائدة. لا توقف في مسيرة او انتقال الفكر. لكن من ينقله او من يكون صمام الامان المسيطر عليه ؟ الجواب بالتأكيد  دائما المفكرين الحكماء والسياسيين  والكتاب . لقد جاء في "جمهورية افلاطون وحواراته" شرط  وضعه افلاطون على ان اي ملك يجب ان يكون بدرجة الفيلسوف، اي مملوء من الحكمة ، كي تكون قراراته موزنة وحكيمة وفي صميم القضايا.

فإذا كان الكاتب يشعل النار في الممتلكات والبيوت يصبح مجرم بنظر المجتمع بحسب القانون. لهذا فقط اود ان اضعك واضع جميع الاخوة القراء والكتاب على البينة، بإن ما نكتبه كلنا قد يكون خطر جدا جدا لمجتمعنا يؤدي الى اشعال حريق لا يمكن اخمادها، وقد يكون الدرع الواقي السميك يوقف اختراق رصاص الاعداء، وقد يكون القوت الفكري لبناء جسد الامة من خلال التوعية كما جاء في قصة " الحب في زمن كوليرا للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز"

ارجو منك اخي انطوان تقبل نقدي هذا قد يكون قاسي وتعيد قراءة مقالك ورسالتي هذه ، لانني كتبتها بروح موضوعية وواقعية بعيدة عن الكراهية او الحقد او الانتقام وانما الحرص على المصلحة العامة لنا جميعا.
شكرا لكم جميعا
يوحنا بيداويد

265
اخيرا انقلب السحر على الساحر !!!
[/b]
بقلم  يوحنا بيداويد
30 تشرين الثاني 3013
 ملبورن استراليا


تتوالي تقارير عالمية عن ان المملكة العربية السعودية تنوي اجراء تغيراً كبيراً في علاقتها مع الولايات المتحدة على اثر عدم اقدام امريكا مرة اخرى بجر جيش العالم لغزو سوريا على غرار ما قامت به في العراق قبل عشرة سنوات.  ان الموقف السعودي هذا لم يكن مستغرباً لاي متابع جيد  لما دار ويدور في السياسية العالمية من بعد حرب الخليج الاولى وسقوط جدار برلين وسقوط  كتلة الاتحاد السوفياتي الاشتراكية ، لمن يعرف كيف جرت الامور والاحداث في الشرق الاوسط خلال اربعة او خمسة عقود ماضية .

لنعود ونحلل ما حدث في ربيع العربي او بالاحرى الخريف العربي الذي قامت به الشعوب العربية خلال السنوات الثلاثة الماضية دون ان تعرف كيف ولماذا والى اين قادتهم هذه الثورات؟ .اتذكر جيدا حينما عادت هلاري كلنتون من اجتماعاً عقد في احدى دول الخليح قبل بدا الربيع العربي بايام (قبل نهاية 2010)  قالت: " ان بعض الانظمة العربية هي واقفة على رمال متحركة". كنت مندهشا جدا من هذا القول، وبدات اشعر بشيء من الفرح، لاني ظننت اخيرا هناك امل سوف تتغير الامور في الشرق الاوسط نحو انظمة اكثر انسانية وديمقراطية وعادلة فتخدم اوطانها وشعوبها بإخلاص وامانة . اخيرا ستتحرك مياه البركة الساكنة (الشرق الاوسط وانظمتها ) منذ اكثر 60 عاما.  حقيقة لم اتوقع  ان تونس تكون الاولى  يهب عليها ريح الجنون، الربيع المزيف!! ولم اكن اتوقع صعود الاخوان في مصر ولا ان  تجوب وتجوول فصائل الارهابية وهم حاملين الاسلحة الامريكية في بلاد الشام بينما الجيش الامريكي يقاسي بين فترة واخرى من ضرباتها في افغانستان.


اسباب صعود حمى الصراع بين حلف العقائد وحلف الدولار:-
اولا - اصبح واضحا للعالم ان امريكا  تعاني من ازمة اقتصادية كبيرة جدا من جراء الديون الكبيرة التي تركتها الحرب في العراق وافغانستان واليمن وغيرها من الامكان الساخنة. لهذا تحتاج الدولار بأي ثمن كان  كي تحافظ على هيبتها وتعيد دورها في قيادة العالم كما كانت في الماضي. امريكا لحد  زمن قريب كانت تؤمن بأن نظام "الفوضى الخلاقة"  سوف يأتي بنتائج ايجابية لها، لكن هيهات.

ثانيا - في نفس الوقت صعدت روسيا من امكانياتها الاقتصادية والسياسية ورجعت تحتل موقعها بين دول العالم، واصبحت تدرك نوايا السياسة الامريكية البعيدة المدى. فحزمت امرها في هذه المرة وقررت ان لا تقع في نفس الخطا التي وقعت فيه اثناء حكومة غورباشوف وخبيره بيرماكوف في حرب العراقية – امريكا الاولى عام 1991 .
لان روسيا متأكدة انها  لن تسلم من هذا الحريق ، وان شرارة النار سوف لن تخمد في الشرق، بل ستصلها اجلا ام عاجلا  عن طريق ايران او تركيا. و ان دولة الصين الشعبية التي يساوي عدد سكانها خمس البشرية تخاف هي الاخرى  من وصول شر مفاهيم القومية والدينية ومفاهيم الديمقراطية الفارغة اليها، وان جدارها العظيم لم يعد يستطيع يحميها من غزو الغريب . لهذا تحاول الدخول الحلبة السياسية من بعيد، فتحالفت مع مكونات القطب العقائدي فوضعت ثقلها على الاقل لحد الان او (بيضاتها) في السلة الواحدة وارتبطوا مع مصير سوريا.

 ثالثا - استطاعت ايران وبكل جدارة تدير سياسة خارجية ناجحة بعد قبولها وقف اطلاق النار مع العراق عام 1988، لا بل استطاعت ان تستدير توجهات السياسة العالمية لصالحها، فأنشت لنفسها  في البداية حاميات ( سواتر ) مثل حكومة سوريا وحزب الله وحركة الحماس ومن ثم العراق بعد 2003 ومجيء عصر حكومة ذات غالبية شيعية. استطاعت حكومة ايران ان تتماطل في المحافل الدولية عن طريق التلاعب في مواقفها السياسية بصورة بارعة، عن طريق التصريحات الفارغة التي كانت تعلنها بين حين واخر حسب الظروف السياسة العالمية ، فوصل الامر بها اوقعت بين الدول الغربية نفسها، فلم يكن بإستطاعتهم اتخاذ اي قرار ضدها خلال كل هذه الفترة وان كان الكثير من السياسييين يفسرون كانت هناك اسبابا اخرى.
رابعا- احتلال العراق ونشوء الحرب الاهلية فيها لحد الان، بدون وجود امل لاخماداها، بل ظهور بذور الشقاق والتقسيم الطائفي فيها.

خامساَ- ان الكنائس المسيحية لا سيما الشرقية منها رأت ان  بقاء الانظمة الشمولية  كانت ولا تزال افضل من (الفوضى الامريكية المدمرة) من اجل البترول، التي لا تخدم سواها، لان الحروب  الاخيرة كادت تقلع جذورها من الشرق، فاجبرت الملايين من ابناء هذه الكنائس على الهجرة كما حصل في العراق و كما يحصل الان في سوريا ولبنان وفلسطين ومصر، لهذا استخدموا كل الوسائل لفضح خطة الشيطان الاكبر المدعومة من حكومة السعودية ودويلة قطر وتركيا المعممة.

سادسا - اما تركيا تحت قيادة اردغان العدالة و التنمية  ، الحزب الذي له جذور اسلامية، لان انسلخ عدة مرات  من حزب الرفاه وارتدى عدة اثواب لحين فاز بالحكم ، فإنقلب على الدستور والمحكمة الدستورية والقادة العسكرين الذين حافظوا على استقلال تركيا قرابة قرن بعد الحرب الكونية الاولى، وسكوت امريكا  على تصرفاته على غير عادتها في حينها، كانت فعلا علامة شؤم للشعب التركي الذي ذاق طعم الحرية من بين اكثر 55 دولة اسلامية  ولاطول فترة. اراد اردغان يستخدم سياسة جده عبد الحميد الثاني،اراد التلاعب بمشاعر الاتراك المسلمين عن طريق الدين، لعل الحظ يساعده على ان يحمل لقب خليفة الاسلام كما فعل سلاطين الدولة العثمانية لاربعة قرون.

النتيجة النهائية انقسم العالم عالم قطبين متصارعين من الناحية السياسة وان كانت مكونات كل قطب اصلا غير متجانسة ولا يربطها من حيث جوهرها واهدافها اي شيء. لكن مصالحها  والخطر القادم اليها اجبرتها للعمل معا.
[/b]

اطراف القطبين المتصارعين:-
القطب الاول يمكن ان نطلق عليه ( القطب العقائدي)  يتكون  كل من ايران الشيعية و روسيا، الصين الشيوعية، الكنائس المسيحية ( الكنيستان الارثذوكسية والكاثوليكية "اي روما مع كنائسها الشرقية الاقليمية "). مع سواتر الايرانية السميكة من شيعة العراق، نظام السوري ذو الخبرة الطويلة في قمع الحريات، حزب الله في جنوب لبنان، واخيرا حركة حماس، وربما كوريا الشمالية من خلف الستار.
القطب الثاني يمكن ان نطلق عليه ب( قطب الدولار) القطب الذي يتحرك نتيجة الحاجة الى الدولار او امتلاكه بفيض ،  يمثل هذا القطب امريكا  وبعض حلفائها من الدول الغربية لكنهم (غير واضحيين في قراراتهم بسبب نفوذ الكنائس المسيحية فيها)، المملكة العربية السعودية (منبع الوهابية -الارهاب والنفظ – الدولار ، ودويلة قطر (الطفلة الطائشة) الغنية  وحكومة تركيا الجائعة تحت قيادة اردغان المعمم والمتشوق للدخول الى السوق الاوربية.


اسباب تحالف الاعداء:-

السؤال الذي قد يطرحه ذاته الان ، ما هذا التناقض في عالم السياسة ، كيف حصل تحالف مسيحي -اسلامي( شيعي)، مع انظمة كانت  ماركسية لحد  العظم لحد قبل فترة قليلة مثل الصين وروسيا.
الجواب بكل أكيد  هي المصالح، لحماية ذاتها . نعم ادركت الاطراف الثلاثة لهذ القطب، التي هي غير المتجانسة في جوهر رسالتها والبعيدة عن بعضها، بل لها صراعات غير معلن مع بعضها،  ان غرض الشيطان الاكبر ( امريكا) هو تعميم سياسة (الفوضى الخلاقة) المدمرة بأي طريقة في العالم،  بعد ان تيقنت جميعها ان امريكا (الشيطان الاكبر ) لن تبالي الا بمصالحها وان جشعها لن يرحم احدا منهم . كلهم تعلموا من الدروس التي حدثت خلال العقدين الاخرين ، و تيقنوا مما حدث في العراق وما حصل لصدام حسين ومبارك وزين العابدين وعلى عبد الله صالح والمكرود ( المستحق) معمر القذافي الذي تنبيء بحصول ما حصله شخصيا، الذين كان معظمهم حلفاء الشيطان الاكبر لحد قبل بضعة سنوات مثل مصر.

بعد اندلاع الثورات العربية  في تونس ومصر وليبيا واليمين بسنتين وصل  نيران الثورة العربية حدود سوريا. في سوريا التقت مصالح القطب العقائدي المتناقض .واتفقت مكوناته على الدفاع عن ذاتها بالمقاومة وصد الهجمة العسكرية وفضح  قطب المعتمد على (الدولار والنفط والارهاب) لتحقيق مصالحه ، اي فضح دور الشيطان الاكبر ومموله او عرابه السعودية التي هي بشهادة الكثيرين منبع الارهاب و دويلة القطر التي اجبر اميرها على الاستقال  قبل اشهر لدوره القذر التي نالت اشد توبيخ من وزير الخارجية الروسي حينما قال له: ( ارجع الى حجمك، والا...........) ،  ودور حكومة التركية  بقيادة المعمم (سراً) رجب طيب اردغان الذي يحلم بإرجاع الخلافة الاسلامية الى استنبول وارتداء عباءة خليفة المسلمين مرة اخرى كما قلنا، وبعض الدول الغربية التي لم تعلن موقفها رسميا بسبب حذرها انقلاب السحر على الساحر!!!.

المهم في الاونة الاخيرة كما قلنا استطاع القطب العقائدي فضح القطب الدولار واعوانه، بل ظهر للناس انهم  ليسوا افضل من خط الشر (سوريا، ايران، عراق، ليبيا)  الذي تكلم عنه جورج بوش الاب قبل عقدين، بل ان امريكا والسعودية  وقطر وتركيا يحملون اليوم هذا اللقب بجدارة.


بداية انهيار التحالف الدولار:-

في الاونة الاخيرة تجلت بعض الحقائق الميدانية لهذا الصراع، لقد اصبح واضحا للسعودية ان امريكا لم ولن تستطيع اقناع اوربا وروسيا بغزو سوريا على اثر الضربة الكيميائية للمدنيين الاخيرة والتي شكك في مصدرها كل العالم. فتراجعت وبدات تغازل الشيطان الاصغر (ايران)  لتقسيم الادوار والمصالح في المنطقة. فسعودية  ايضا بدات تغازل الرئيس الجديد لايران الذي اختارته القيادة الايرانية بذكاء ودهاء كبيرين  ليقود المرحلة النهائية من فك الحصار على نظام الملالي في ايران، فأرسل الاخير ايضا اشارات عكس اشارات الرئيس احمد نجادي االسابق المتهور.

ان سعودية ادركت واقعها جيدا، ادركت ان ما يربطها بامريكا هي المصالح فقط  لاغير، وحينما تزول او يكون هناك خيار افضل لامريكا انها سوف تتخلى عنها، اي حينما تنتهي مصلحتها معها،سوف تنتهي علاقتها معها،  لان حنجرة العالم اصابتها البحة  من  كثرة الصياحات والنداءات بأن منبع الارهاب كانت ولاتزال المملكة العربية السعودية  بفكرها الارهابي دولارها الغزير، كذلك ادركت حكومة السعودية العربية  ان عقابها اتي اجلا ام عاجلا حتى ان لم يكن من حليفتها امريكا ، لانها زوعت الشر في العالم  بما يكفي ان تقلبه ضدها الرياح السياسة العالمية، فتلتهمها نيرانها بنفسها .
 
لقد قاربت هذه المسرحية او الفلم من نهايته بعد الضربة الكيميائية التي  حصلت في سوريا وقتلت اكثر من الف شخص من الابرياء كما قلنا. ان اوتار السياسة العالمية في حالة الشد  اكثر من اي لحظة اخرى في تاريخ العالم من بعد الحرب العالمية الثانية  او مشكلة صواريخ على اراضي كوبا 1962، وان التغيرات في المواقف السياسية الكبيرة مثل هذه  بلا شك لن تذهب سدى، فلا بد ان يكن هناك من يدفع الفاتورة. فمن هي الدولة او النظام الذي سيدفع الفاتورة في هذه المرة ؟ لا احد يستطيع ان يجزم  ما سيحصل ، لان الجميع قلق من حيث علاقته بحلفائه، لكن بلا شك سيحدث بعد الان تغير كبيرفي اسس العلاقات الدولية بعد ان كشفت الدول الاوربية قذارة تجسس شبكات جواسيس امريكا على حلفائها بدون علم رئيسها، سيتم اعادة تركيب الخارطة السياسية العالم  بعد هذا الانفراج الوقتي الذي حدث في قضية سوريا.


266
مقابلة مع الاب الدكتور بطرس يوسف
راعي كنيسة سيدة كلدو الكلدانية في باريس

اجرى المقابلة يوحنا بيداويد
و سلام مرقس

29 تموز 2013 باريس/ فرنسا

الاب الدكتور بطرس يوسف هو راعي كنيسة كلدو الكلدانية في باريس، يحمل شهادتين دكتوراه الاولى  عن " القربان المقدس في الطقس الكلداني" و الثانية  عن "تاريخ الاباء/ مار افرام " . استاذ بدرجة بروفيسور في معهد الدراسات الشرقية في روما / الجامعة الاوربانية واستاذ سابق في المعهد الكاثوليكي في فرنسا.

 الاب بطرس يوسف اشرف على عديد من الاطروحات الطلبة لنيل شهادة الدكتوراه والماجستير في الجامعة الاوربانية- نشر الايمان  المعروف عنه رجل ايمان، يعمل في سكوت وخفاء. وافق على  إجراء هذه المقابلة مشكوراً على الرغم من التزاماته الكثيرة وصعوبة اوضاعه الصحية .

  
ابونا بطرس هل لنا نعرف شيئاً عن سيرتك الذاتية؟ مثلاً محل الولادة والتحصيل الدراسي الاولي والدراسات العليا؟ اعني الشهادات التي تحملها واماكن خدمتك ككاهن؟

الجواب:
حسب شهادة العماذ التي احملها، ولدتُ في 4 تموز سنة 1936م، في قرية كرمليس، دخلتُ مدرسة الراهبات الابتدائية للتنشئة وتعليم الصلوات ،حينما اصبح عمري سبع سنوات اُدخِلتُ مرحلة الابتدائية، سبع سنوات على اساس سيكون عمر كافي للاستفادة اوالاستعاب اكثر، كنتُ دائما  متوفق بين زملائي في المدرسة .
في ايلول 1949 دخلت السيمنير، بعدما نجحت بتفوق في بكلوريا الابتدائية، قدمني الى السينمير المرحوم الخوري يوسف بابكا راعي كنيستنا في كرمليس، حينها كان المثلث الرحمة مطران كوركيس كرمو رئيس المعهد الكهنوتي في الموصل.
في السنوات الاربعة الاولى والتي تقابل الثانوية العامة، تطورت عندي العلوم واللغات لا سيما العربية والكلدانية. في بداية السنة الرابعة اخبرنا رئيس السيمنير المثلث الرحمة المطران كرمو بأن الثلاثة الاوائل من طلبة السينمير سوف يتم ارسالهم الى روما لتكملة الدراسات العليا بكالوريوس وماجستير ودكتوراه
وضعت كل جهدي في الدراسة في هذه السنة ، كنت الثاني من حيث الترتيب  بعد امتحانات نصف السنة وقريب جداً من الاول على المرحلة، لكن اعطاء بعض المدرسين درجات لطلاب اخرين في دروس غير اساسية  مثل الرياضة، تراجع ترتيبي و اصبحت الرابع على المرحلة في نهاية السنة ، فلم يكن لي امل في الدراسات العليا في حينها، لكنني لم افقد الامل ابدا، فقلت في نفسي سأعتمد على ذاتي كما فعل المثلث الرحمة المطران موسيس.

هل لك تذكر لنا بعض اهم محطات حياتك في الدير؟.

الجواب:
كنت مولعاً بالتراتيل ولما سافر الاب بولص بشي  الذي يعيش الان في مرسيليا- فرنسا ، الذي كان مشرف على الجوقة في السينمير، كلفني سيدنا كرمو للاشراف على الالحان والتراتيل والمقامات اي الاهتمام بالجوقة لكن طلب مني ان لا احمل رئيس لقب الجوقة لصغر عمري مقارنة لاقراني واحتراما لهم. كنت اكتب الشعر ولا زالت اذكر بعض الابيات من قصائدي.
 
اتذكر ايضا على اثر حادثة معينة  حصلت مع المطران اسطيفان كجو (الاول) (يطول الحديث عن الحادثة) اختارني المثلث الرحمة اسطيفان كجو راعي ابرشية مدينة الموصل من بعدها ان اقوم بخدمة قداسه كل يوم احد طول ايام السنة، لان احبني من بعد ذلك الموقف كثيرا


قلت كنت غير مرشح للدراسة في روما، كيف انتهى المطاف بك ان تحمل شهادتين دكتوراه اليوم؟

 نعم لم اكن من المختارين لارسالهم الى روما في حينها كما اشرت قبل قلي، لانني لم اعد من الاوائل بعدما حدث ما حدث!، لكن ارادة الله احيانا  تأتي بما لا يتوقعه الانسان لخيره،  فأصبحتُ احد المرشحين انذاك باشهر، بعد ان تغير مجرى حياة احد المرشحين الثلاثة فأصبحت المرشح الثالث للذهاب، لهذا انا ارى ارادة الله تظهر في حياتنا احيانا رغماً عن رغبة الانسان نفسه. سنة 1954م دخلت المعهد الشرقي لنشر الايمان (معهد الاربانية) في  روما، كان المرشحون معي في حينها الاب يعقوب يسو الموجود الان في امريكا الان، والمثلث الرحمة يوسف توماس.


كم سنة بقيت في روما ؟ ماذا درستم خلال هذه السنوات؟ هل درستم مثلا الفلسفة؟ ماذا كانت المواضيع التي كنتم تدرسونها قبل خمسين سنة او اكثر في الجامعة الاوربانية؟

الجواب:
انا بقيت ثمان سنوات في روما ، لان السنة الاولى كانت تمهيدية وتعلم اللغات، ثم ثلاث سنوات في الليسانس في الفلسفة حيث تخرجت الاول على المرحلة بتفوق بمعدل 49/50 وهذا نادرا ما يحصل، كان بحثي او رسالتي في الليسانس عن كيفية تطابق الحقيقة مع الواقعية او " واقعية الحقيقة"، نعم درسنا مواضيع اخرى كثيرة .  
ثم دخلت مرحلة الدراسات العليا فقضيت اربع سنوات في دراسة اللاهوت، وكان الموضوع الذي تناولته في اطروحتي هو عن "القربان المقدس في الطقس الكلداني". لا انسى ان اقدم شكري للابوين بولص بشي والاب بطرس ججو اللذين ساعدونا كثيرا في حينها في نهاية سنة 1962 تخرجنا.

متى رسمت كاهناً و اين كان اول تعين لك؟

الجواب:
رسامتي كانت في نهاية21 كانون الاول سنة 1962 في روما نحن الثلاثة الذين ذهبنا الى روما. اول تعين  لي كان في ابرشية الموصل في عهد المثلث الرحمة المطران عمانوئيل ددي في كنيسة المسكنتة  في سنة 21/ كانون الثاني 1963 ، كذلك كنت ادرس التعليم المسيحي في مدرسة الراهبات الكلدان في الموصل. لان السينمير كان انتقل الى بغداد، فلم يكن مجال لي ان ادرس فيه وانا في الموصل.
لكن بعد سنيتن اي في  سنة 1965 كلفوني الاباء الدمنيكان تدريس اللاهوت الليتروجي واللاهوت العقائدي  في معهد مار يوحنا الحبيب للاباء الدمنيكان.
سنة 1973 دعاني المطران عمانوئيل ددي الى تأسيس خورنة جديدة في وادي العين كنيسة مار افرام.

ماذا حدث بعد سنة 1973؟

الجواب:
كان المثلث الرحمة المطران ددي كان متسامحاَ معي لانني كنت مشغول في التدريس ايضاَ، فكانت دائما تأتيه الشكاوي من المطارنة و الاكليروس الاخرين لماذا "لا تعينه في الخورنة معينة؟!".  في ايار سنة 1973م فاتحني  المثلث الرحمة عمانوئيل ددي لتاسيس خورنة جديدة في وادي العين بإسم كنيسة مار افرام ، فعلا حينما كان سيدنا ددي في سفرة الى روما وجدنا ارض اشترينا قطعة ارض هناك، الحقيقة الناس الذين كانوا حاضرين المزاد  من المسحيين و المسلمين و من اغوات المنطقة كلهم تراجعوا عن المزائدة لصالح الكنيسة وهم فرحين لاقامة هذا المشروع في المنطقة!! .خلال ثلاث ايام تم تسجيل قطعة الارض المخصصة لبناء الكنيسة بإسمي،  لما رجع سيدنا ددي من روما كان قد جلب بعض النقود استطعنا بدء المشروع فوراً.

متى اكتمل المشروع؟

الجواب:
الحقيقة انا تركت الموصل بعدما جاءتني بعثة من السفارة الفرنسية سنة 1974م. ذهبت الى السفارة الفرنسية كان هناك رجل اسمه شمار (اذا ما كنت نيست اسمه)  والسيد يعقوب اوغانا الذي كان تلميذ سابق في معهد ما يوحنا الحبيب،هو من عنكاوا كان يعمل كمترجم في السفارة، ابلغوني بوجود بعثة لي الى فرنسا ، سألته عن الخيارات المتاحة . اجابوني : " تستطيع تاخذها وتستطيع ترفضها).
 قبلتها بعدما اخذت موافقة المطران عمانوئيل ددي، قلت له انا لم ارى فرنسا ، على اساس ان البعثة هي لفترة قصيرة وارجع وان الكنيسة ( التي كنا نقوم ببنائها)  كانت على وشك انتهاء وحينها كان الاب يوسف حبي معي واخذ محلي فوافق المطران ددي.
لما وصلت باريس دخلت الى كورس تعلم اللغة الفرنسية،لانه كان ضروريا لاكمال دراسة البعثة، لان دراستي كانت في نطاق جامعة جامعة السوبرون ، لما وجدت المشرفة الخاصة على الكورس من ناحية اللغة، بان  لدي معلومات كثيرة عن اللغة الفرنسية فعملت لي استثناء  كثيرا، فأصبح لي وقت فراغ  كثير، لكن المشكلة التي وقعت فيها كانت المكان، لما جئت الى البعثة ، على اساس المؤسسة المسؤولة عن البعثة ستوفر المكان لي ، لكن ذلك لم يحدث فإضطرت ان ابقى عند الاباء الدومنيكان في باريس. لكن فيما بعد وجدنا انا وكاهن اخر كنيسة كنا نساعدهم في الخدمة يومم الاحاد و كذلك توفر لنا المكان وفي نفس الوقت تعطينا الفرصة لاكمال الدراسات العليا.  


الان عرفنا من خلال سردك لسيرتك انت حاصل على دكتوراه في القربان المقدس في الطقس الكلداني سنة 1962 ودكتوراه اخرى بعد اكثر من اربع وثلاثين سنة في تاريخ الاباء- الملفان مار افرام. هل لديك مؤهلات اخرى او شهادات خرى؟

الجواب:
عندي شهادة  اخرى في الكتاب المقدس تعادل الليسانس، لان الحصول على هذه الشهادة كان يتوجب ان يكون لي شهادة في العبراني التي درستها لمدة ثلاث سنوات فحصلت على دبلوم في العبراني، وحصلت  ايضا َعلى دبلوم في اليوناني ودرست سنة اللغة الارامية لكن هذه الاخيرة كانت سهلة لي . يعني جعلتني ان احصل على دبلومين في العبراني واليوناني ومن ثم حصلت على شهادة في الكتاب المقدس التي اهلتني للتدريس في المعهد الكاثوليكي في باريس.



انت احد رعاة كنيسة الكلدان في باريس منذ زمن لا باس فيها. هل تستطيع ان تعطينا نبذة عن تاريخ هذه الرعية او الرعايا؟

الجواب:
ان تاريخ تاسيس هذه الرعية  يرجع الى سنة 1934م وكان الخوري دومنيك دهان راعي الاول لرسالة الكلدان في فرنسا لها لحد 1974. ومن بعده جاء سنة1974 م الاب فرنسيس يوسف اليشوران الذي توفي سنة 1987م  الله يرحمه  . حينها دعاني البطريرك المتقاعد مارعمانوئيل دلي الذي كان معاوناً لبطريرك مار شيخو للقيام بمهمة راعي الخورنة ، قبلت على الرغم من عدم وجود لي طلب في ذلك بسبب انشغالي في التدريس في جامعتين كبيرتين روما وباريس   فمنذ سنة 1987م ولحد الان اعمل في خدمة هذه الرعية (كنيسة سيدة كلدو)،  لا انسى ايضا تم تعين الاب صبري انار في سنة 1981م للخدمة هنا في باريس وقدم فيما بعد  بعض الاباء الكهنة المتزوجين من تركيا بعد هجرة اهالينا الكلدان من مناطقها الحدودية مع العراق مثل هربول واشي وباز وكزنخ و هوز و مير وغيرها الى باريس.


ماذا عن المشاريع التي قمتم بها  للكلدان في فرنسا؟

الجواب:
ارادت جماعة  الكنيسة ، وانا معهم  شراء كنيسة وتاسيس مركز للكلدان في باريس،  كان هناك احد الشباب يعمل في مجال بيع العقارات اسمه على ما اتذكر لوسيان من كرمليس. يعمل في مجال العقارات.  الحقيقة هذا الشاب ساعدنا في ايجاد المكان الجديد الذي هو هذا الموقع بسعر مناسب، عندما عرضت الامر على مطرانية باريس، قبلت بالفكرة ، فبعد مشاورات أتخِذ القرار في اختيار هذا الموقع الحالي لاسباب كثيرة ، من اهمها  قربه من محطات القطار في باريس ، خاصة خط الشمال حيث تعيش اغلبية جماعتنا الكلدان وكذلك للذين يعيشون في المركز .
في النهاية كما قلت ، وافقت المطرانية على خطة بيع البناية القديمة  التي كانت تمتلكها الكنيسة في مركز المدينة وشراء هذه الارض . بدأنا نبني لكن انا بقيت مع الراهبات اثناء فترة شراء واكمال مشروع بناء الارض. بعد ان اكمل المشروع تم افتتاحه من قبل المثلث الرحمات البطريرك روفائيل بيداويد سنة 1991.
 

هل كلدان باريس هم سخيون بدعم الكنيسة؟
الجواب:
نعم بالعموم، في حينها كان معظمهم يشتغل  الذي كان يحتاج الى جهد كبير في معامل الخياطة . لكنهم كانوا يقومون بالواجب المطلوب ولحد الان، لكن جاءتنا مساعدات من محسنيين اخرين وعن طريق علاقاتي الشخصية مع اناس متمكنين، كذلك استخدمت الاموال التي جاءت من البيت القديم (البناية القديمة) الذي تم بيعه في دعم بناء كنيستنا سيدة كلدو التي نحن الان فيها. ثم زادت بعض النقود التي استخدمناها في شراء وبناء كنيسة مار توما في منطقة ساغسيل في شمال باريس التي لها قصة طويلة اخرى نتركها الان.


دكتور بطرس يوسف،انت استاذ في الجامعة الاوربانية المعهد الشرقي - الدراسات الشرقية في روما واشرفت على العديد من شهادات الدكتوراه والماجستير. واستاذ في معهد الكاثوليكي في باريس وكاهن رعية خورنة كلدوا في باريس.  يعني كان لديك ثلاث وظائف كيف كنت او لازلت توفق بينهم؟ هل تستطيع ان تعطينا المزيد من المعلومات عن طبيعة عملك؟ وكيف توفق بين العملين الاشراف على الشهادات العليا وخدمتك؟


الجواب:
الجماعة  هنا في باريس تفهمت الوضعية، حيث كنتُ اذهب الى روما اربعة اسابيع قبل وقت الميلاد ومن بعد ذلك  اسبوعين بعد الميلاد. فاعطي محاضرات مكثفة في الاسبوع الواحد ضعف المحاضرات التي تعطى في الوقت العادي، يعني اعطي محاضراتي بصورة مكثفة  واخلص مادتي وارجع الى مهمتي في خدمة الرعية ، والجماعة ابدا لم تتشكك او تتذمر، بالعكس تفهمت الوضعية بصورة عادية ، بل كان فخر لهم كاهن كلداني يقوم بهذا العمل. مشى الحال على هذا التنظيم الى سنين اخيرة. لا انسى ان اذكر إن اخواني الكهنة ايضا لم يقصروا معي في تغطية واجباتي اثناء فترة غيابي.

السؤال التالي هو عن ثروتك ، اعني مكتبتك، حقيقة انا معجب بها كثيرا ، لانها مكتبة كبيرة، فيها كتب قديمة معاجم اللغات، انسكلوبيديا، اطروحات جامعية، حقيقة تضاهي مكتبة جامعة كاملة لان فيها مصادر كثيرة.
السؤال هو كيف جمعت هذا العدد من الكتب من المصادر.  وهل لديك رؤية او فكرة ماذا ستفعل بها في المستقبل؟، لا نريد احراجك الان بقدر ما هي دعوة للتفكير بها ؟ كيف سوف يتم استثمارها؟ لانها تحمل اسمك وجهودك وسنين تعبك ؟


الجواب:
المكتبة مفتوحة لكل الناس الذين يريدون  يأتون يراجعون او يبحثون عن المصادر. هذه المكتبة قسم كبير من كتبها انا اشتريتها من حسابي الخاص ، وقسم اخر من الكنيسة وقسم اخر كانت هدايا لي يعني خاطر ابو خواطر يعني تعود له. انا مرتب الامر  بحيث تصان المكتبة ، لا شك المكتبة ستبقى في خدمة الجماعة،  ولكن لا اريد اعطي معلومات اضافية اكثر الان والجواب سيكون في حينه.

 
عرفنا من خلال حديثك انك متذوق للموسيقى،  تعزف وتلحن وتكتب الشعر وتؤلف التراتيل.  تحدث لنا عن ابداعك في هذا المجال؟.

الجواب:
نعم  كنت مولع بالموسيقى من صغري كان الاب بولص بشي هو معلمي وهو يقول لحد الان انا علمت القس بطرس، حقيقة انا استفدت من الاب بشي. انا لحنت كثير من التراتيل بألحان شرقية و اخرى بألحان غربية و تعزف وترتل هذه التراتيل الان في الكنيسة حسب مناسباتها.


عن الطقس الكلداني ، ابونا تحدث لنا شيئا عن تاريخ هذا الطقس؟ كذلك نعرف انت احد اعضاء اللجنة المكلف في اعادة كتابة الطقس الكلداني. الى اي درجة وصل عمل بهذه اللجنة؟ هل سيحصل تطور في طريقة التعبير واداء الصلوات مثلا؟ الى اي مرحلة وصلتم في المشروع؟

الجواب:
منذ البداية بإعتباري حامل دكتوراه في القربان المقدس في الطقس الكلداني، و كمدرس للطقس، تعينت في اللجنة المكلفة لاعادة كتابة الطقس التي تألفت منذ السبعينات برئاسة المطران عمانوئيل دلي (البطريرك فيما بعد) في حينها و المطران سرهد جمو والمطران جاك اسحق. وقد جاؤوا الى هنا مرتين وعملنا نسخة جديدة من الطقس اعتقد كانت جيدة، كانت تحتاج فقط الرتوشات والاضافات الاخيرة،إلا ان المشروع لم يكتمل.
المشكلة التي نواجهها في هذه الموضوع ، اعني تواجها اللجنة هي ان الشعب لا يقبل بفكرة التغير بصورة سريعة على الرغم من تناقضها من خط التوحيد الليتورجي لدى الكاثوليك.، حيث البطريرك (السابق) لم يرى  قبول تام من قبل الشعب او استجابة للتغير تامة الذي اجريناه، اعني لم يكن هناك تقبل من جميع الكنائس الكلدانية في العالم لهذه التغيرات، التي كانت مساوية في جوهرها الصيغة القديمة، طبعا بسبب الثقافة والحياة الاجتماعية واللهجة وغيرها.

سيدنا البطريرك الجديد مار لويس ساكو من خلال شعاراته ( الاصالة والوحدة والتجدد) اعتقد هذا التجدد سيشمل الطقس الكلداني والصلوات ايضاً؟

الجواب:
بالنسبة لي شخصيا هناك تواصل لي مع غبطة البطريرك ساكو منذ ايام دراسته كطالب في الدير مار يوحنا الحبيب الى اليوم. اذا قدم اشياء عملي في هذا الصدد سوف يكون لنا راي اذا طلب منا، من ناحية القانون نحن نلتزم بالقانون الكنسي اذا كان الامر ضمن القانون.

الان يعيش حوال عشرين الف كلداني في كنيستكم في فرنسا حسب ما سمعت هنا ، تحدث لنا قليلاً عن مستقبل الكنيسة الكلدانية في فرنسا واللغة والهوية والشبيبة كيف سيتم ربطهم بجذورهم التي تعود الى الكنيسة الشرقية؟

الجواب:
مسألة اللغة، نظريا هناك مشكلة، لكن عمليا لا توجد مشكلة.  نحن اثناء القداس نحاول نسهل ايصال الايمان للمؤمن، فإذا كان المؤمنون الحاضرون هم فرنسيون  نقيم القداس  بالفرنسي واذا كان هناك حاجة الى ادخال اللغة العربية ندخلها حسب الوقت والضرورة. لكن حقيقة معظم الاوقات يكون القداس باللغة الكلدانية في كنيسة مار توما التي يحضرها اغلب الناس.


لكن ابونا الا تلاحظون اجلاً ام عاجلاً ستظهر مشكلة كبيرة للكنيسة هي ان الشبيبة ان لم يتعلموا اللغة الكلدانية او السورث سوف لا يفهمون مفردات او عبارات التي تستخدم في القداس الالهي ، اعني لن يفهموا معانيها، لذلك سوف يبتعدون من الكنيسة، وان عملية الاندماج في الكنيسة اللاتينية فيها صعوبات، لان اصلا حضور الشبيبة فيها قليل جدا. أليس من المفروض ان تفكر الكنيسة  او تعطي القليل من الاهتمام لهذه اللغة كي تحافظ على استمرارها على الاقل؟

الجواب:
نعم  هذا صحيح ، ونحن ندرس اللغة الكلدانية هنا في كنيسة مار توما ، فرقة التراتيل ترتل بالكلداني، معظم نشاطاتنا بالكلدانية ، هنا في المركز معظم الذين  يحضرون يتحدثون بالعربي لا يعرفون السورث ونحن لا نحرمهم من القداس لهذا هناك بعض القراءات بالعربي او فرنسي.

مونسيور بطرس متى ستبدأون ببناء الكنيسة الثالثة التي تحمل اسم ما يوحنا الحبيب في شمال باريس- ساغسيل؟ ماذا عن دار العجزة ؟ عن المكتبة؟ وماذا عن المدرسة؟ هل انتم مفكرون بها؟

الجواب:
نعم نحن مفكرون بهذه المشاريع، هذه المشاريع الثلاثة مهمة لكن مشروع المدرسة معقد واصعب من دار العجزة. لانه يفترض ان يكون لنا الامكانيات للإدارة و التدريس اي يكون لنا مدرسين يحملون مؤهلات والوثائق والايجازات.

 ابونا انت احد الخبراء المتمكنين في مجال اللغة والتاريخ هل تستطيع
تسمعنا رؤيتك التي من خلالها ربما نجد مخرجاً لوحدة هذا الشعب؟ ما هو رائيك كيف نتوحد؟ كيف ننقذ انفسنا من الزوال ؟ ما هو الطريق الامثل اوالاصح الذي يجب نتبعه كي نتخلص من المشكلة؟ كيف نتوحد؟


الجواب:      
تحدثنا في اللقاء السابق بعض الشيء عن هذا الموضوع. الهوية هو الشيء الذي يربطنا بالماضي، مبدئيا لدينا اسماء كثيرة ، لا نستطيع الغائها، فلم يبقى امامنا اذا اردنا ايجاد حل، الا ايجاد تسمية مركبة تحتوينا كلنا اذا كنا مخلصون ومؤمنون نحن واحد. مثلا كلدو اثورية Assyro- Chldeadn مستخدمة هنا في الدولة الفرنسية منذ البداية، لانه من الصعب الاتفاق على تسمية واحدة وترك بقية التسميات.

يعني انت تفضل التسمية المركبة كي تحوي كل الاطراف كي تحل المشكلة؟

الجواب:
 اظن الشيء هذا كان موجوداً منذ البداية ، منذ السبعينات حينما كنت هناك يعني كان هناك تفكير بهذا الاتجاه ، بما ان نحن تاريخيا مكونين من شعوب مختلفة او على الاقل حاليا نحن لدينا ذاتية مركبة اي هوية مركبة من كلدان واشورين او من بقايا تلك الشعوب، لا اشوري يتنازل من اسمه ولا الكلداني يريد ان يتنازل عن اسمه، مع العلم نحن شعب مختلط معا الان ، الخطا الاكبر الذي قد نقع فيه، هو اذا ظن البعض منا نحن شعبين  منفصلين تماما، لكن حقيقة نحن مختلطين منذ زمن طويل. وعبر تاريخ حدث ان مجموعة معينة رأت نفسها قريبة من الاشورية فإدعت انها اشورية ونفس الشيء حدث للكلدان، وجود انهم قريبين من الكلدان فاصبحوا كلداناً، لكن حقيقة نحن شعب واحد مختلط ممتزجا امتزاج تام ولا يمكن لاي شخص ان يميز بعضنا عن بعض الاخر ولا لايستطيع اي واحد منا يثبت انه كلداني ام اشوري او سرياني، لكن انا شخصيا افضل كلدواشوريةAssyro-chaldean  ( كما هو الاسم المستخدم من قبل الدولة الفرنسية رسميا من زمن طويل)  لانه يجمع ويحل المشكلة.

هناك صراع فكري قديم ومرير مستمرعبر عصور طويلة  الى حد اليوم بين الفكر الميتافيريكي اللاهوتي وبين الفكر المادي، و اصبحت المشكلة اكثر واضحة بعد ظهور العلوم التكنولوجية والازمة الاخلاقية؟ فالمسيحة وبقية الاديان تعاني من هذه المفاهيم، خاصة قضية ازمة الايمان وازمة في الاخلاق. فما هو مطلوب من رجال الاكليروس، منكم ابونا، من ابنائنا الكهنة؟ ما هو السلاح الجديد الذي يجب ان يتسلحوا به، او ما هي الطريقة الجديدة التي يجب ان يخاطبوا بها المؤمنيين لاسيما الجيل الجديد حتى تجذب انظارهم كي يتم ارجاعهم الى الايمان المسيحي مرة اخرى؟.

الجواب:
انت تقول هناك صراع بين الميتافيرقيك وعالم المادي، نحن درسنا هذا الموضوع طويلا اكثر من سنتين. بإختصار هناك افكار او مباديء ميتافيزيكية عالية وهناك عالم الواقع الذي نعيش فيه، الذي يجب ان نأخذه دائما في الحساب دائما ، ان نُقيمَه، يجب ان يكون هناك تناغم وتناسق بين الاثنين، او  تكون هذه المباديء  المثالية متجسدة على الواقع.
اما الازمة الاخلاقية فهي موجودة فعلا ، وعلى الكنيسة ان تكون تدرك خطورة هذا الموضوع وايجاد الحلول المطلوبة لها.
مع الاسف ان المسيحية في هذا الزمن  اصبحت مضطهدة جداً، المثالية العالية الموجودة في المسيحية التي هي غير موجودة في اي من الديانات او الفلسفات اصبحت مضطهدة في العالم، هناك اعداء ولوبيات كثيرة ضدها في العالم. توجه العالم يسير بإتجاه عالم الماديات، فلوس و فلوس ، فلوس في النهاية ضد من ستكون هذه الفكرة؟ هي ضد المسيح والمسيحية التي بعكسها لان تماماً من اولويات المسيحية هي نشر المحبة وازالة الفوارق المادية.


لكن ابونا انتم الاكليروس او اي كاهن حينما يقف على منبر وعظ ويريد جلب انظار الف شخص حاضرون في القداس مثلا ، أليس من الضروري ان يكون لهذا الكاهن الكارزما والامكانية  في الخطابة مثلما كان مار بولص يخطب؟ ما هي الخبرة و النصيحة التي تريد نقلها للجيل الجديد من الكهنة؟

الجواب:
يجب على الكاروز يؤمن بما يقوله اولاً ، لان عندما يتكلم هو يزرع ،خطأنا هو نظن كأننا نحن الذين نقوم بكل عمليات انبات البذرة، وننىسى من  نحن؟  نحن فقط نضع البذرة لا غير، الروح القدس او الكنيسة هي الزارع الحقيقي للنبتة، يعني نحن نركز على انفسنا كثيرا، المفروض ان نكون مثالين في حياتنا في تطبيق التعاليم المسيحية واولهم انا، نعم انا شخصيا احيانا اشعر ما هو ذلك المثال الذي كنت اتمنى ان اكون، يجب عدم الانشغاف او الانجراف وراء  الايدلوجيات الاخرى كنتيجة لقلة الثقافة او البحث او تطويرها. مثلا حينما قام الرئيس الصيني السابق ماو تيسنوك  بالثورة الثقافية التي ادت الى قتل 20 مليون نسمة ثم يأتي بعض كهنة يمدحونه  كيف لا يدخل الخراب الى الكنيسة؟! . المشكلة  التي تحصل هي حينما يتم البحث عن الحل او التقارب في افكار او الفلسفات الاخرى مثل النظرية الاقتصادية او نظرية تايلر  دائما النتيجة تكون ابتعادهم عن الانجيل و رسالتهم الاصلية.

ابونا احد الاشخاص المهتم بهذه القضية، اعني مصير الكنيسة، انا اشعر الكنيسة متأخرة، لا تقوم بتهئية كوادر و لا علماء لمحاججة افكار الفلسفات الجديدة مثلا حينما تظهر فلسفة مثل الشيوعية، يجب ان يكون للكنيسة المقدرة والامكانية صد هذا الفكر بنفس المستوي، اي تعطي الجواب اللازم للمؤمن لحل هذه المشكلة وتنشر هذه الافكار بين مؤمنيينها، بينما حقيقة كهنتنا لا يمتلكون الثقافة الكافية في هذا المجال او بهذا المستوى  لهذا يكون من السهل سقوط او تغير المؤمن المسيحي ويصبح من اتباع هذه الايدلوجيات كما الحال في المدنية الغربية؟


منذ سنة 1962، كان هناك كاهن اعتقد اسمه (فضل) يرحمه  في الجامعة الاوربانية، اسس معهد عن دراسة الالحاد فقال: " اذا نريد نوصل المسيحية للاخرين، يجب نعرف مع من نتكلم!" . لكن الخطر  هو حينما يتوجه شخص ما لدراسة هذه المواضيع شيئا فشيئا تراه  ينطمس ويضيع او يتيه في هذه الايدلوجيات مع الاسف عوض عن يتعلمها ويكتشف عيوبها .

ابونا ارجو هذه مجموعة اسئلة قصيرة قد تحتاج الى كلمة او سطر او جملة منك.

•   ما هو الشيء الذي كنت تتمنى ان يحصل ولم يحصل؟

الجواب:    
لم اطلب شيء من الرب ولم يعطيني اياه ، وان كان هناك شيء لم اناله لحد الان، لي الرجاء بأنه سيعطيه فيما بعد لان لدي ثقة مطلقة بالله، لان في الظروف الصعبة التي مريت والتي احتجت اليه فيها كان الرب دائما هناك.  حدثت اشياء كثيرة احزنتني، لكن الله عوضني عنها بكثير لو كنتَ هنا في قداس يوم الامس لَرأيت الناس الذين في الكنيسة، انهم جميعا قطعة مني وهذا ما يفرحني.

•   ما هي الاطروحة عجبتك والتي كتبها احد تلاميذتك وانت كنت مشرف عليها؟
الجواب:
لقد تخرج من تحت يدي حوالي اربعين او خمس اربعين  دكتوراه وستين شهادة ماجستير. اما الرسالة او الاطروحة التي عجبتني هي للاخت سناء حنا تحت عنوان : " لاهوت وروحية واصالة الصلاة في الطقس الكلداني سنة 2003م"

•   اللون الذي يعجبك؟
الجواب:
ليس لدي لون معين "لكن بعد توقف وتامل" قال: " ابيض مذهب".
•   الكتاب الذي لن تنساه ما عدى كتاب المقدس؟
الجواب:
شرح الانجيل المقدس لمار افرام.

•   الانشودة الترتيلة التي تعجبك؟
الجواب:
ترتيلة كتبتها ولحنتها تبدا : " ادي تيي بين ايداتخ يا ماري......الخ"

•   مثالك من القديسيين والفلاسفة واباء  الكنيسة؟
الجواب:
بالنسبة للقديس فهي مريم العذراء، مار افرام ، لويس غونزارا
بالنسبة للفلاسفة هما ارسطو، وتوما الاكويني.
من اباء الكنيسة مار نرسايي و عبديشوع الصوباوي الذي كان شاعرا وفيلسوفاً
•   -امنية تتمنى ان تحصل؟
الجواب:
اكمال مشروع كنيسة مار يوحنا الحبيب في باريس

•   احدى الشخصيات التي لها الفضل عليك؟
الجواب:
اشكر كل من قدم لي اي خدمة بغض النظر عن كبرها او صغرها ولا اود ذكر اسم احد كي لا اظلم احد.

•   شخصية سواء كانت حية ام ميتة كنت  تتمنى اللقاء بها ؟
الجواب:
توما الاكويني


ان كنت تريد ان تفتخر بشيء او بإنجاز ما من اعمالك ، فما هو هذا الانجاز او هذا الشيء؟
افتخر بمؤلفاتي التي تتجاوز 150 عنوان ومشاركتي في بناء الكنائس ولكن يريد يفتخر ليفتخر بالرب كما قال القديس بولص.

ابونا الان هل من كلمة اخيرة لقراء موقع عنكاوا كوم.؟

فقط اود ان اذكر القراء الاعزاء ، ان الانسانية والمسيحية لا تتناقضان، ولتحقيقهما نحتاج الى بذل الجهود من قبل الكل ، بالتفاني والتسامح . ولكن اخر كلمتي  هي محبتي وصلاتي  لكم ومن اجلكم  وشكرا.


267
بحث في تسميات الكنيسة الشرقية وتاريخ ظهورها حسب المصادر التاريخية
مقدمة:
في البداية اود ان اسجل بعض ملاحظات مهمة للاخوة القراء قبل ان اقدمي بحثي هذا لهم كي يطلعوا على الاطلاع على الغرض من كتابتي للبحث وكذلك على نشره الان وهذه اهمها:-
1- انا انسان واقعي وابحث عن الحقيقة دائما وحينما اكتشف شيئا جديدا منها مخالف لما اؤمن به انا اخذ بجانبها فوراً، واعترف بقصر نظري او معرفتي لذلك الجانب.
2- انا كلداني القومية ولكن هذا لايعني ليس لدي اي اواصر عضوية للاشورية او السريانية، بالعكس كل ما يحصل لاي منهما من التقدم افرح وابتهج لانني ارى ذاتي الكبيرة بصورة اكثر كمالاً فيها ومعها.
3- بعد مجيء غبطة البطريرك ساكو الى سدة كرسي بطريركية الكلدان، توجهت انظار كل ابناء لشعبنا لخطواته وافكاره وتصريحاته، لان للرجل مؤهلات علمية واكادمية وله مؤلفات جاوزت العشرين، فتنفس السعداء الكثير منا خاصة المشوقيين لحصل الوحدة لاقواله وافكاره، لكن ما اراه او اشعر به في هذه الايام ، هناك من يريد يفرض شروطه قبل بدا النقاش او الاجتماعات بين قادة الكنيستين خلافا للحقيقة المنطقية التي جاءت في التاريخ.
4- بحثي هذا لم يكن معد لعرضه للقراء اليوم ،بقدر ما كان معد مسبقا لاي مؤتمر او ندوة فكرية او حوار جدي وجذري يجري مثقفي ومفكري ومؤرخي ومهتمي عن مستقبل ابناء شعبنا، عن ماضي التسميات وتاريخ ظهورها حسب المصادر التي توفرت عندي .
5- ما ألمني كثيراً هو اصرار البعض على تحريف التاريخ بل (لَويه) الى اتجاه الذي يعجبهم، و مع الاسف الكثير من الذين يعدون انفسهم وحدويين تركوا الساحة وانسحبوا من المنازلة الفكرية او على الاقل لم يبدوا رأيهم في قول الحق وانا احسبهم نوع من الخيانة لهذه القضية!!
6- اود ان اوضح ايضا ان المصادر المعتمدة لاعداد هذا البحث هي كثيرة كما ستورونها وللتأكيد اضع رابط لدراسة لغبطة البطريرك ساكو نشرت بالامس في موقع البطريركية والتي راجعتها، فلم اجد نقطة مخالفة لما جاء في البحث الذي كنت اعدته سابقا كما اشرت.
The Chaldean Church Story of survival
http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5084.html


7- هذا البحث كما قلت ليس للطعن باي تسمية او انزال من مكانتها بل اظهارها على حقيقة التي جاءت في هذه المصادر، كذلك تجيب على اسئلة مهم مثل متى وكيف ولماذا ظهرت في التاريخ.؟
في الختام اتمنى من كل الاخوة الذين سيطلعون على البحث ، قراءته اكثر من مرة ، التدقيق في المصادر والتفكير بصورة منطقية قبل انفعالهم في نقظة قد لا تعجبهم. واود مرة اخرى اشدد و اؤكد على رؤيتي في هذه القضية التي : " نحن شعب واحد مهما صعدت صيحات البعض بعيدة عن الواقع ، ومهما استمر النزال من اجل اجبار الاخرين للانطواء تحت تسمية معينة قد تعود لهم ، ان الذي يجمعنا اكثير بكثير من الذي يفرقنا، والمقومات القومية الموجودة بينننا هي اقوى من اي شعب اخر على وجه الارض لان على الاقل شهدائنا وقديسنا ولغتنا مشتركة.
املي ان نوقف الصراع بسبب التسميات والبحث عن طريق العودة الى نقطة المركز التي هي المصير الواحد الذي سوف نمر به سواء كنا واحد او عشرة قوميات!.

بداية انتشار المسيحة في وادي الرافدين:-
منذ بداية نشوئها ظهرت للكنيسة الشرقية عدة اسماء. يقول الاب العلامة البير ابونا في انطاكية اطلق لاول اسم المسيحيين على اتباع يسوع الناصري. ومنا انطلقت الحملات التبشيرية بإتجاه الشرق والغرب . اما من يحمل شرف مبشر الام الشرقية او نشرها هم اربعة مار توما الرسول ومار ادي وتلميذاه مار ماري واجاي . لكن لا شك مار ادي الذي عمذ ملك ابجر اوكاما الخامس هو الذي ارسل تلميذيه مار ماري و مار اجاي الى بلاد ما بين النهرين وفارس للتبشير بالمسيحية . اما مؤسس كنيسة كوخي في المدائن (ساليق- قطيسفون) قرب سلمان باك حاليا في جنوب بغداد هو ماري حسب اغلب المصادر، وكانت هذه الكنيسة تحمل ايضا اسماء المدن اعلاه حسب زمن الادارة السياسية .
اما في مقاطعة الحدياب ، كانت هناك كنيسة حدياب ( اربيل) و ويذكر الكاتب مشيحا زخا في كتابه ( تاريخ احوال كنيسة بابل) اول اسقف لها كان مار ادي بحدود نهاية القرن الاول ميلادية .
لكن بعد الاتحاد وجعل كرسي البطريرك (الجاثاليق) في العاصمة قطيسفون او المدائن اصبحت الكنيسة تحمل اسم كنيسة المدائن سنة 280 م . ثم جاءت تسمية كنيسة فارس، لان الامبراطورية الفارسية كانت تحكم معظم العراق و سوريا في حينها، اطلق عليها كنيسة الشهداء خاصة بعد الاضطهاد الاربعيني لشابور الثاني اثناء فترة حكمه مابين 340-379 م ، لكن الاسم الاكثر المتداول لها في المصادر هي الكنيسة الشرقية، او اسم الكنيسة الكاثوليكية لانها امتدت الى اقاصي الشرق الهند وصحراء تبت والصين ومنغوليا . فيقول ادولف دافريل : " انتشر النساطرة في سيلان والصين وبلاد التتر والهند واورشليم وقبرض."
ظهرت التسمية النسطورية في المنطقة بلاد الرافدين بعد ان هرب مؤيدوا فكرة نسطورس بإتجاه الشرق خوفا من الاضطهاد في الامبراطورية الروماني بعد التحريم الذي وقع على نسطوري بطريرك القسطنطينية وكورلس بطريرك الكنيسة المرقسية في الاسكندرية (الكنيسة القبطية) سنة 451م . يقول روفائيل بابو اسحق : "المائة الخامسة للميلاد ظهرت في الشرق تعاليم نسطور واوطاخي وانتشرت في البلاد الشرقية ولا قت سوقاً رائجة. فالمسيحيون الذين تبعوا مذهب نسطور دعوا (نساطرة او سرياناً شرقيين) والذين انضووا الى لواء اوطاخي سموا يعاقبة او سريان غربيين".

المؤرخ والعلامة ادي شير يؤكد في مجلداته الاول والثاني على هوية الشعب في الكنيسة الشرقية كانت كلدانية اشورية بدون اي تميز، لان كان شعب واحد من ناحية اللغة والتاريخ والديانة والحضارة والتمدن والتراث والقتاليد حيث يقول بهذا الصدد : " ان اسم الكلدان و الاثوريين يطلق على شعب واحد دون تمييزلان لسانهم واحد وديانتهم وتمدنهم وعوائدهم واحدة لا تختلف. غير انه لما انتشرت المسيحية بينهم اهمل المتنصرين الاسم الكلداني الاثوري (الاشوري) لنفورهم عن كل يدل على الوثنية."
كما قلنا ابناء الشرقية كانوا منتشرين في رقعة واسعة من العالم، وان الاضطهادات في خمسة القرون الاولى من الالفية الثانية كانت مشابهة لخمسة القرون الاولى من المسيحية ، حيث انها قاسية جدا عليهم، فنتشرت المسيحية بعد حملات المغول والتتر والصفويين الى المنقطة ادت بهم لخروج موجات هجرية الى القبرص والهند ( ملبار) واقاصي منطقة ارمينا وكردستان في شمال الشرقي من تركيا الحالية. ان محاولات الاتحاد مع كنيسة روما الاولى تعود الى القرن الثالث عشر حيث نرى ان بطريرك الكنيسة الشرقية ( النسطوري) مار بريشوع (مات 1256م قبل سقوط بغداد) في سنة 1247م يتبع الكنيسة الكاثوليكية الرومية ، فارسل الربان اّرا الى البابا انوكنتيوس الرابع مزودا بصورة ايمانه، وكان وقع عليها نصارى الصين. وقام بنفس العملية مار يشوعاب ملكون مطران نصيبين ومطرانين اخرين مع ثلاثة اساقفة. ويستمر المؤرخ روفائيا اسحق بابوا في ذكر كل المحاولات حيث يذكر : " في سنة 1307 اقام البابا اقليميس الخامس مطرانا على مدينة كنتون في بلاد الصين" .

من هذه الدراسة التاريخية نستنتج بأن هذا الشعب الذي دخل الكنيسة الشرقية لم يكن فقط بقايا الكلدانيون او الاشوريون وانما دخل المسيحية كل القوميات والاديان التي كانت موجودة في حينها في الشرق الاوسط. من هذه القوميات بحسب المصادر كانت بقايا يهود لسبي بابل وملك سنحاريب في مقدمة الذي قبول المسيحية .
ومن القوميات الاخرى التي كانت تتدين بديانات الوثنية مثل الزرادشتية والمزدكية والمانوية فيما بعد والبوذية وغيرها دخلت المسيحية الفرس بكثافة والعرب والاكراد والمغول والهنود والصينيين.
لهذا كنيستنا هي خليط من الامم الشرقية، و لان الطقس الكنيسة الشرقية هو من اقدم الطقوس يعود لزمن ماري وكتب باللغة السريانية ، ولان اللغة السريانية كانت سائدة في المنطقة في حينها، اصبحت الكنيسة تمارس طقوسها بالسريانية التي كانت تتحدث بها جميع الامم في بلاد الرافدين.

كيف ومتى ظهرت تسمية السريان في التاريخ:-
يقول العلامة ادي شير : "اطلق مشارقة و على كنيستهم الكنيسة الشرقية .....واطلق عليهم ايضا اسم السريان الشرقيين ( شرق نهر فرات) ولكنه اسم غريب خارجي اطلقه المصريون ثم اليونان على اهل سوريا، ومن اليونانين استعاره الاراميون الغربيون، ومن السريان الغربيين ( غرب الفرات) سرى على المتنصرين من الكلدان الاثوريين لان من سوريا اتت ديانتهم، فتسموا بإسم السريان تمييزا لهم من الكلدان الاثوريين الوثنيين، فلم يكن الاسم السرياني يشير الى امة بل الى الديانة المسيحية لا غير."
هكذا اصحبت لفظة (سورايى) المستخدمة بين المسيحيين الشرقيين لحد اليوم لاسيما اهل زاخو وسهل نينوى تدل على المسيحيين المتنصرين على يد مار ماري وادي واحاي وغيرهم . ولكن بمرور الزمن اخذت التسمية الطابع القومي لانهم كانوا يتكلمون لغة واحدة هي اللغة السريانية سليلة الارامية والاكدية القديمة.
من المصادر التي تذكر هذا الامر بوضوح هو العلامة ادي شير فيقول: " ما جاء في كتاب تاريخ ايليا مطران نصيبين ما بين 975-1046، الذي فسر سرياني بلفظة النصراني ".
يؤيده هذا التفسير الكاتب يوسف داود في "اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية" حيث يقول: " ان هذا الاسم عندهم مرادف لاسم مسيحي من اي امة وجنس كان.
من المؤرخين السريان الذي ادركوا هذه الحقيقة هو بطريرك اليعاقبة ميخائيل فيذكر في تواريخه : " ان الكلدان الاثوريين هم السريان". وابن العبري في كتبه (معلثا) : " الشرقيون العجيبون اولاد الكلدان القدماء." واثناء بحث ابن العبري عن فروغ اللغة الارامية في كتابه (تاريخ الدول) يسمى لغة اهل جبال اثور وسواد العراق الكلدانية النبطية. في عهد ديونوسيوس التلمحري الذي عاش في النصف الاول من الجيل التاسع كان اليونان يستهزئون بالسريان اليعاقبة ويقولون لهم :" ان طائفتكم السريانية لا اهمية لها و لاشرف، فإنه ليس لكم مملكة و لاقام في سالف الزمان فيما بينكم ملك جليل. فاضطر السريان اليعاقبة ان يقروا ويثبتوا انه ولو اطلق اسمهم سريانا الا انهم ان اصلهم كلدان اثوريين وقد صار منهم عدة ملوك جبابرة." لكن بطريرك السريان اليعاقبة ميخائيل( نقلا عن ديونوسيوس التلمحري) يقدم توضحيات اكبر عن هذا الموضوع والتي تحزم الامر على نتيجة مهمة يعترف بها اغلب ابناء شعبنا بها اليوم هي بأنه الشعوب الثلاثة الكلدانيون والاراميون والاشوريين الذين يتحدثون نفسه اللغة معا لحد اليوم ، اتحدوا معا واصبحوا قوم واحد نتيجة تبنيهم الديانة المسيحية فيرد البطريرك ميخائيل:" ان العلاميين والاثوريين والارامييين وهم الذين سّماهم اليونان سرياناً سُمِّموا قاطبة كلداناً بإسمهم القديم واوشوريي اعني اثوريين بإسم اشور الذي بنى مدينة نينوى."


كيف ومتى ظهوت التسمية الكلدانية من جديد في التاريخ الكنيسة الشرقية الكاثوليكية:
اول ظهور جديد لتسمية الكلدانية مرتبط بجماعة مسيحية كان في قبرص في سنة 1445م على اثر طلب المطران طيمثاوس اسقف جزيرة والقبرص مع شعبه من البابا اوجين الرابع، فرحب بهم بعد ان قرا صورة ايمانهم ،واصدر براءته المشهورة : " ان يطلق على جميع النساطرة الذين يتبعون الكنيسة الكاثوليكية كلداناً." في القرن السادس عشر ظهرت مشكلة انتخاب البطريرك حينما ابطل البطريرك شمعون الباصيدي عملية انتخاب البطريرك وسن قانون تكون عملية انتقال البطريركية بشكل وراثي بين عائلته بسبب قسوة الاض’هادات على الكنيسة لم يكن من السهولة التنقل وحضور المجمامع بالاضافة طمعا بالمال والرئاسة . وحينما انتخب شمعون السادس (برماما) سنة 1551م خلفا ايشوعياب (شمعون برماما)، صغير السن (في الثامنة من عمره) ، استغاض بقية الاساقفة من هذا التصرف فعقد بعض الاساقفة سينودس (حضر السينودس اساقفة اربيل، وسلامس، واذربيجان ووكلاء من كنائس بغداد و كرخ سلوخ(كركوك) والجزيرة وتبريز ونصيبين وماردين ودياربكر وحن كيفا في نفس السنة وانتخبوا رئيس الدير ربان هرمز يوحنا سولاقا بطريرم عليهم ، فقام البطريرك الجديد بزيارة روما لاعلان عن صورة ايمانه وكذلك نيل التثبيت امام البابا يوليوس الثالث سنة 1552 وبعد ستة اشهر سنة 1553 نصب مطراناً وبعد اسبوع نصبه بطريرك للكلدان في كنيسة القديس بطرس امام جماهير غفيرة على كنيسة بابل . وسلمه البيرن ( الثوب) وزوده ببراءة رسوليم ملكية.

كيف ومتى ظهورت التسمية الاشورية من جديد في التاريخ الكنيسة الشرقية النسطورية:-
بعد ان رجع البطريرك يوحنا سولاقا الى الشرق لم يرجع الى بلاد ما بين النهرين او دير ربن هرمز خوفا من البطريرك شمعون برماما السادس، وانما استقر في منطقة ديار بكر وبدا يمارس نشاطه الكاثوليكي هناك، الا انه قتل سنة 1555م على يد امير العمادية (امارة البهدينان) بوشاية من جماعة برماما. وبعد هذا حدث الانقسام الفعلي في الكنيسة الشرقية الى الطرفين، قسم النسطوري يمثل خط الكنيسة النسطورية الشرقية القديمة، والقسم الاخر الذي اصبح كاثوليك تحت اسم كلدان تابع لكرسي بابل. استمرت الصراعات والتنقلات بين الطرفين حيث رجع الطرفي الكاثوليكي الى المذهب النسطوري الكنيسة الشرقية، بينما القسم النسطوري القديم انتقل والتحق بالكثلكة.
لكن نتيجة قدوم المبشرين والمستشرقين والمنقبين الى الشرق بحثا عن بقايا اثار الحضارات القديمة لا سيما في الموصل والتي اتت بنتائج باهرة، بدا هؤلاء المستشرقيين يحاولون الربط بين بقايا الشعوب القديمة والحاضرة، لكن يجب ان لاننسى ايضا كان هناك صراع بين اصحاب حملات التبشير انفسهم ، فصراعات السياسية والمذهبية في الغرب انتقلت الى الشرق بدون علم ابناء الكنيسة الشرقية. لهذا نرى ظهور ثلاث مدارس لاهوتية مختلفة جديدة عند هذه الشعب بالاضافة الى المذهبين القديمين اللذين تواجدوا في المنقطة منذ الف سنة هما المذهب النسطوري المتمثل بالكنيسة الشرقية والمذهب المنوفيزي الارثوذكس.
المذهب الكاثوليكي من قبل الكلدان الجدد تابعين لكنيسة روما، المذهب البروتستنتي الذي بدأته الكنيسة الانجيلية بحملاتها تحت اسم البعثات الامريكية استقر نشاطها في اورمية في ايران منذ منتصف القرن التاسع عشر واخيرا المذهب الانكليكاني التابعة لتاج ملكة بريطانيا الذين حاولوا كسب الكنيسة النسطورية ( الشرقية القديمة) في هكاري.
نتيجة التنقيبات التي اجرتها بعثة المؤلفة من العالم الانتربولوجي هنري لايارد، الخبيرين في فك رموز اللغة السومرية كل من هنري كريزويك رولنصون وهنري روس بمساعدة هرمز رسام التي ابتدات سنة 1845م حدثت ثورة فكرية حتى على مستوى قراءة الغرب لكتاب العهد القديم وقصة الطوفان بعد اكتشافهم اسطورة طوفان بابل.
بعد هذا جاء الكاتب ويكرام
لقد استخدم مصطلح القبائل النسطورية او الكنيسة الاشورية او القبائل الاشورية للدلالة الى ابناء كنيسة الشرقية النسطورية منذ النصف الاخير للقرن التاسع عشر بعد ان تم تبني التسمية الاشورية كدلالة لقومية قبائل هكاري نتيجة الابحاث والدراسات التي اجراها ويكرام على شعوب المنطقة. هناك مصادر عديدة تتحدث بوضوح عن هذا الموضوع .من اهمها هي:-
اولا- شفالييه، ميشيل :المسيحيون في حكاري وكردستان الشمالية، ، ترجمة نافع توسا، مراجعة وتقديم الاب د. يوسف توما، شركة الاطلس للطباعة المحدودة، بغداد، العراق، 2010. ص88. وص 179
-181
ثانيا- حيث يكرر يوئيل وردة في كتابة " الاشوريين والكنيسة) عبارات النسطورية مرات عديدة للتعبير عن المسيحيين التابعيين للكنيسة الشرقية الاشورية الحالية
The Assyrian Nation and Church ,Rev. Joel E. Werd,1924 .page: 9.

ثالثاُ- القسيس والكاتب ويكرام ايضا يعبر بوضوح عن ان هذا الشعب له تسميات مرادفة كثيرة منها الكلدانية والنسطورية بجانب الاشورية، ولكن يعتبرهم جميعا بقايا الاشوريين القدماء حسب نظريته. ما يهمنا من المصدر هو كانت هناك التسمية النسطورية او الكلدانية تطلق على ابناء الكنيسة الشرقية.
" It is sometimes said that the Assyrian´-or-Nestorian Christians have no connection with the Assyrians of antiquity, either by language or, so far as is known, by race. With all respect, the present writer ventures to differ altogether from that conclusion, and to assert his belief that the present Assyrian, Chaldean,´-or-Nestorian, does represent the ancient Assyrian stock, the subjects of Sargon and Sennacherib, so far as that very marked type survives at all. It is not a matter that is capable of documentary´-or-monumental proof, from the nature of things, but certain facts that can be quoted seem to speak at least as loudly as do the words of any historia".
THE ASSYRIANS AND THEIR NEIGHBOURS,By THE REV. W. A. WIGRAM, B.D.(Camb.), D.D.Lambeth,Lendon, 1929. Page: 72
نود ان نشير ايضا حتى في مخطوطات الدولة العثمانية كانت التسمية المعتمدة منذ بدايتها هي الكنيسة النسطورية الشرقية،
هناك العديد من المصادر المعتمدة لم تشير الى الكنيسة الشرقية بإسم الاشورية الى حد القرنيني الاخرين وهذه اهمها:-
- "تاريخ الكنيسة الشرقية" للاب البير ابونا
- "اخبار البطاركة في المشرق" لماري سليمان
- "احوال النصارى في زمن بني عباس" لجان فييه
- "اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث" لستيفن لونكريك
- "اكتشاف نينوى" اوستن هنري ليارد
- "تاريخ الكنيسة" ليوسابيوس القيصري
- "تاريخ الموصل" المطران سليمان الصايغ
- "تاريخ النصارى" روفائيل اسحق بابلو
- "بلدة تلكيف ماضيها وحاضرها" الاب ميخائيل البزي
- " أثر جهود السريان على الحضارة العربية الإسلامية" د . أحمد محمد على الجمل .
- الموصل في عهد العثمانيين" د عبد السلام رؤوف
وهناك مصادر اخرى











268
كيف يحافظ ابناء شعبنا على وجوده ؟ "مقابلة مع البروفيسور افرام عيسى في قناة عشتار"

 اضع امام  الاخوة  والاخوات القراء رابط احدى المقابلات المهمة التي اقامها الصحفي نوزاد حكيم  مع شخصية اكادمية مهمة الا هو البروفيسور افرام عيسى.
الحقيقة عجبتني المقابلة كثيرا لسببين الاول  كان اتفاق بيني وبين البروفيسور افرام اجراء مثل هذه المقابلة بعد لقاءنا  الاخير " في لقاء الاصدقاء في باريس"  في تموز الماضي والسبب الثاني هو شمولية الموضوع لوضع ابناء شعبنا من كافة التسميات القومية ومن ناحية الدينية وكذلك مسح الوضع السياسي للمسيحيين .
 تحدث البروفيسور عن النقاط الايجابية التي يجب ان تكون املنا والتي يجب نلتزم بها كشعب له وجود قديم وتراث وثقافة وتراث  لااريد سرد او ذكر اكثعن مما تحدث .
اترككم مع البروفيسور افرام في هذه المقابلة المهمة جدا لكل انسان واقعي وموضوعي ومهتم ويريد يعرف مسؤوليته ,
كذلك اضع رابط للمقابلة التي اجريتها بها قبل قرابة ثلاث سنوات مع البروفيسور افرام ومنشورة في عنكاوا كوم  
 مقابلة قناة عشتار
http://ishtartv.com/viewvideo,1049,tv.html

مقابلة يوحنا بيداويد
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=501856.0

269
جولة في التصريحات وافكار غبطة البطريرك ساكو الاخيرة

من اجل ان يطلع الاخوة القراء وابناء الكنائس الشرقية جميعها على افكار غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية على كرسي بابل وضعت اهم فقرات لتصريحات غبطته اثاء زيارته الى لبنان الاخيرة ومناسبات اخرى مع روابطها .
الهدف كي يطلع الاخوة القراء على افكاره المسيحية النابعة من شعاراته ( الاصالة، الوحدة ، التجدد) املين ان تزيد الوعي عند الجميع من المسيحيين وغير المسيحيين، من ابناء الكنيسة الكلدانية وشقيقاتها الاخرى عن رؤيته في خطة اصلاح وحماية المسيحة الشرقية والانفتاح على الاخر، حماية الحقوق والتاريخ والارث واللغة والهوية الشرقية والقومية لهم. كذلك زيادة التقارب والحوار مع الديانات الاخرى بالاخص الاخوة المسلمين.
يوحنا بيداويد


البطريرك ساكو في مراسيم استقباله في بيروت:
"لسنا أمراء على المسيحيين بل خدّام لهم"
.


وشكر غبطته في مستهل المؤتمر الصحفي لبنان على استقباله وعلى الخصوص فخامة رئيس الجمهورية. وتمنى السلام له ولكلّ الشرق الأوسط: "هناك اليوم صراعات في عدد من البلدان، ومع الأسف اقتتال بين المواطنين، وهو أمرٌ غير مبرر. نفهم أن هناك مبدأ الدفاع عن الوطن والحفاظ عليه، ولكن الاقتتال بين ابناء البلد الواحد لا يمكن أن يُفهم... ولا يوجد حل للمشاكل إلا بالجلوس والحوار معًا، والتفاهم بطريقة حضارية تليق بالانسان المخلوق على صورة الله ومثاله بحسب ما نؤمن نحن المسيحيون ويؤمن أخوتنا المسلمون أيضًا. نحن المسيحيون جزءٌ لا يتجزأ من هذا الشرق، إذ كان للمسيحيين دور ريادي في تاريخ الحضارة العربية والاسلامية وخصوصًا في التاريخ الحديث، ولهم رغبة في البقاء والتواصل مع اخوتهم المسلمين في إداء شهادة المحبة واشاعة السلام والاستقرار في هذه البلدان، حتى يشعر كل انسان أنه حر ويعيش بعزّة وكرامة. أتمنى أن نلتقي مع كل الاقطاب الروحية المسيحية والاسلامية، كما أحمل همّ العراقيين ومسيحييهم وهمّ المواطنين الاخرين في سوريا ومصر ولبنان من أجل مستقبل أفضل لأننا جميعًا إخوة".
.
وسأل أحد الصحفيين عن علاقة الكنيسة الكلدانية بالاشورية، خصوصًا بعد أن أرسل البطريرك ساكو مؤخرًا رسالة إلى قداسة البطريرك دنخا يدعوه فيها إلى الوحدة، بالإضافة إلى زيارة غبطته إلى الكنيسة الاشورية ضمن زيارته الراعوية الحالية لأبرشية بيروت، وأجاب غبطته: "نحن تاريخنا واحد وكنيستنا واحدة وشعبنا واحد، وعلى الرغم من حصول انقسام بيننا، هناك رغبة في الوحدة. وإذا بقينا كنائس معزولة عن بعضها البعض، ككنائس طائفية او مناطقية، فلا مستقبل لنا في هذا الشرق. يجب أن يكون لنا موقف سياسي وخطاب مسيحي، ووحدة الكنيسة مهمة جدًا في هذا الجانب. ونحتاج إلى الجرأة والشجاعة لنعيد اللحمة بيننا".

. للمزيد يمكن الاطلاع على الموضوع بالضغط على الرابط التالي:
http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/4989.html


البطريرك ساكو خلال احتفاله بالقداس في كاتدرائية الكلدان ببيروت:
"لا يمكن أن يكون الدين نظامًا للدولة المعاصرة، وإلاّ حلّت الكارثة على كليهما"

 

."ودعا من خلالهم الدول الغربية إلى مساعدة المسيحيين وعدم تشجيعهم على الهجرة، وإلى تطبيق حقوق الانسان وعدم تصنيع الأسلحة التي تقتل الانسان وتخرّب البلدان، بل تصنيع أشياء مفيدة تشجّع الحرية والحوار وتقف ضدّ التدخلات العسكرية.
..
.- حافظوا على جذورِكم وهويّتِكم المسيحيّة المشرقيّة الاصيلة، وتمسكوا بها امام تحديّات قاسيّة تهدف الى تشويشها. اثبتوا على ايمانِكم وربَّوا اولادَكم عليه فهو طريقُ رجاءٍ لعيشِ انجيل يسوع المسيح. كما ادعوكم الى التمسك بكنيستكم الام في بلاد الرافدين، وبوطنكم لبنان، لبنان الخير والانفتاح، لبنان التنوع والحرية، لبنان التعددية والوحدة والعيش المشترك.
.- للكلدان في لبنان جذورٌ عميقةٌ وحضورٌ وتفاعلٌ ولتراثهم الادبي والكنسي الى جانب تراث انطاكية وبيزنطية والعرب أهميّة في تاريخ الحضارات، لذا فمن حقِّهم ان يُمثلوا في مجالات الدولة كمجلس النواب والوزارة، مع الاقليات الاخرى. ..
.- اؤكد على وحدة الكنائس المسيحية وتفعيل العمل المسكوني لأنها اليوم ضرورة وجوديّة ملحّة أمام التحديات الكبيرة التي تُهدد بقاءَنا. لا مستقبل لنا من دونها. اؤكدُ على الوحدة وأُحمّلُ الجميع مسؤوليةَ تحقيقها وبخاصّة البطاركة الشرقيين. الوحدة هي رغبة يسوع والإنقسام خطيئة. انه يتعارض مع الايمان ويعيق الشهادة المسيحية. انقساماتنا سببتها عوامل ثقافية وشخصية وسياسية وسلطوية وليس ايمانية. ايماننا واحد، لكن بتعابير مختلفة، فلا سبب للبقاء منقسمين.
الوحدة التي أشير اليها ليست فيدرالية كنائس، ولا ذوبان هوياتنا الكنسية الخاصّة في نمط واحد، انما اقصدُ وحدة في التعددية وشركة مبنية على الايمان الواحد والاحتفال بالاسرار المقدسة والاتفاق على الموقف والخطاب. هذه الوحدة تحافظ على وجودنا وتواصلنا وحقوقنا ودورنا. مرة اخرى اؤكد لا مستقبل لنا اذا بقينا كنائس صغيرة مناطقية تقليدية ومنغلقة على ذاتها. لابد من الاصلاح. والاصلاح مسألة حياة أو موت بطيء! الانفتاح والتجدد والتأوين والاتحاد ينبغي ان يشمل البنى الكنسية ومؤسساتها وطقوسها وبرامج التربية المسيحية وانظمة التعليم والخطاب اللاهوتي. انسان اليوم لا يستطيع عيش حاضره ما لم يكن له الرّجاء. الرجاء يجدد حياتنا الفردية والجماعية والكنسية ونظرتنا الى الوجود والمستقبل، كما أكدّ الارشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الاوسط" : "فلتتمكّن أخوّة المسيحيِّين من أن تصبح، بشهادتها، خميرةً في العجين الإنسانيِّ (راجع مت13، 33)! وليتمكَّن مسيحيّو الشَّرق الأوسط، الكاثوليك والآخرون، مِن أن يقدموا في الوحدة وبشجاعة هذه الشَّهادة، غير السّهلة، إنما المعظّمة، من أجل المسيح، لنَيِل إكليل الحياة .

.
 "ليدرك الجميع ان اليوم لا يمكن ان يكون الدين، اي دينٍ، نظاماً للدولة المعاصرة وإذا ما حصل ذلك فستكون الكارثة عليه وعلى الدولة معًا. قواعد الدين عموماً ثابتة، في حين أن قواعد الحكم متغيرة ومبنيّة على المصالح. ولا حلّ عربّي إلاَّ باعتماد المواطنة الواحدة، فالبلدان العربية خليطٌ من شعوبٍ وقومياتٍ وثقافاتٍ ولغاتٍ ودياناتٍ ومذاهبٍ. لذلك ادعو القيادات العربية والمرجعيات الدينية المسلمة الى معالجة هذا الوضع ومتابعة هذه الأفكار التي تخلق الفتنة والفرقة وتضر بالنسيج الوطني وتقوض العيش المشترك. على رجال الدين مسيحيين ومسلمين ومن ديانات اخرى ان يتحدوا وان يتعاطوا بشجاعة وصراحة ووضوح مع التطرف الديني واستغلال الدين لمآرب سياسيّة، عبر خطة تربوية تقوم على الانفتاح على الاخر وتقبله، وتسعى لتعزيز الحوار والتفاهم وتمتين جسور التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، فالسلام قيمة مشتركة لدى كل الديانات."

. للمزيد يمكن الاطلاع على الموضوع بالضغط على الرابط التالي:
http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5024.html


بطريرك الكلدان لـ«الجمهورية»: المسيحي لا يعيش في غيتو

.

.".

ويرفض ساكو "تحميل المسيحيين المشرقيين أعباء وأوزار السياسات الغربية الخاطئة، فيكونون كبش الفداء"، مشدّداً على وجوب أن "نبرز حرصنا على تعزيز العيش المشترك وأيضاً استعدادنا وإسهامنا كما كان عبر التاريخ في نفض دولنا ثقافيّاً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. وهذا ممكن أن يحصل. وقد يطمئنّ المسيحيّون إذا صدر بيان رسميّ من مرجعيات دينية بتحريم إراقة دم أيّ إنسان وخصوصاً المسيحيّين".
.

ويشدّد على أنه "مواطن عراقي تاريخي عراقي ولي كل الحقوق في أن أبقى عراقياً. فأنا لست مواطناً درجة ثانية واذا كنت مسيحياً فلست أقل من المسلم في حقوقي وأداء واجباتي. لا بل أكون في مرات كثيرة أكثر اقتداراً"، مضيفاً: "إذا كان الكلدان في لبنان أقلية، فهذا لا يعني أنهم أقلية في العالم. فالكنيسة الكلدانية تمثّل غالبية السكان في العراق فضلاً عن وجود أبرشيتين في إيران".

.أنّ هناك مسيحيين يهاجرون لبلدان تصرف عليهم أضعاف وأضعاف ما كان يمكن توفيره في شمال العراق على سبيل المثال، حين يمكن تحسين البنى التحتية والزراعة والسكن والخدمات ما قد يكلفهم أقل من استقبالهم المسيحيين على أرضهم. وهكذا يحافظ المسيحيون على تراثهم ولغتهم وتقاليدهم وهويتهم".

ويرفض ساكو أن ينغلق الكلدان، "فالمسيحي لا يستطيع العيش في غيتو، فقد عشنا كل تاريخنا مع الآخرين ولا يمكن ان نقع في فخ منطقة محصورة ممكن ان تخنقنا"، داعياً المسيحيين المشرقيين الى "وعي ما هو حاصل ويحصل في المنطقة، وفتح عيونهم والتكاتف والتضامن والتوحّد لإنقاذ وجودنا المسيحي وأخوتنا الذين نعيش معهم"

للمزيد يمكن الاطلاع على الموضوع بالضغط على الرابط التالي:
http://www.aljoumhouria.com/news/index/96199
.".
.
البطريرك ساكو يدعو خلال قمة روحية استثنائية كاثوليكية ارثوذكسية ببكركي إلى تأسيس تجمع مسيحي

 



." دعا غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، في اجتماع لبطاركة
الشرق الكاثوليك الذي جرى اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، إلى تأسيس تجمع مسيحي يتعاون في تكوين رؤية واضحة لمستقبل المسيحيين في الشرق. وفيما يلي نصّ خبر اجتماع اليوم نقلاً عن موقع البطريركية المارونية ببكركي:

..
أملنا كبير بآبائنا البطاركة وبأن توحد الكنائس الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة صفّها وخطابها ومواقفها وتقوم بعمل واقعيّ داخليّ. اتمنى ان يتشكل فريق عمل رفيع المستوى لتفعيل الحوار مع المرجعيات  المسلمة شيعةً وسنةً وأيضاً مع  السّياسيّين في هذا الشّرق، لأنّ الخلاص يأتي من الدّاخل وليس من الخارج، ونحن بحاجة الى آليّة عمل لإبعاد كلّ المخاوف والقلق الذي تشعر به شعوبنا. لنا أمل ورجاء، ان ما يحصل على السّاحة في الشّرق الأوسط لن يكون له مستقبل، كثقافة العنف والعقلية الطّائفيّة وتهميش الآخر وإزالته وتخوينه وتكفيره. ونأمل ان يعود التفاهم والإستقرار وان يتعزّز العيش المشترك افضل مما كان، بانفتاح المسيحيّين ومهاراتهم وأيضاً بروحانيّتهم وأخلاقهم واخلاصهم فهناك دور ينتظرهم. ونسمع كثيراً من إخوتنا المسلمين تقييماً لهذا الدّور."

للمزيد يمكن الاطلاع على الموضوع بالضغط على الرابط التالي:
http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5004.html



البطريرك ساكو يزور فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية:
"نناشد منح الطائفة الكلدانية الحقّ الشرعي في تمثيل عادل وصحيح يساهم في صنع القرار"

..
 


.: زار غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو صباح اليوم السبت، 28 أيلول، فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري ببعبدا. وشكر غبطته فخامة الرئيس على مواقفه ورعايته لجميع المكوّنات في لبنان، وأبرز دور أبناء الكنيسة الكلدانية في الانخراط في النسيج الوطني اللبناني، كما ناشد منح الطائفة الكلدانية الحقّ الشرعي في تمثيلها ومشاركتها في صنع القرار اللبناني.
..
ومن هذا المنطلق يا فخامة الرئيس، نناشدكم من هذا المنبر الأرفع والأسمى، أن يتمّ في عهدكم الممنون منح الطائفة الكلدانية التي نمثّل، الحقّ الشرعي في تمثيل عادل وصحيح يوصل صوتها إلى البرلمان اللبناني ويُشركها المشاركة الفعّالة في صُنع القرار اللبناني"

للمزيد يمكن الاطلاع على الموضوع بالضغط على الرابط التالي:
http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5016.html

__________________________
زيارة البطريرك ساكو الى الكنيسة الآشورية في لبنان (تيلي لوميار)
.
ان كنيسة المشرق هي كنيسة ممجدة , واذا أردنا الوحدة علينا أن نعود الى جذور كنيستنا والى ينابيعها الصافية ونشرب من مياه آبائنا القديسين ,وأن يتخلى كل واحد منا عن ذاته لمصلحة الكنيسة لنؤدي جميعاً دور الرسالة والشهادة , بهذا الكلام المعزي خاطب بطريرك بابل على الكلدان مار لويس روفائيل ساكو أبناء الطائفة الآشورية في لبنان , في اليوم الخامس لزيارته الرعوية مؤكداً من هناك أنه لا توجد أية عقبات أمام الوحدة بين الكنيستين. .
للمزيد يمكن الاطلاع على الموضوع بالضغط على الرابط التالي:

http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5032.html
.
زيارة البطريرك ساكو الى دير القديسة كلارا في اليرزة (تيلي لوميار.)

في ظل غياب الأفق والخوف من المستقبل وهشاشة الوضع الأمني منذ عقود والصراعات الدائرة في المنطقة منذ وقت طويل أصبحنا بحاجة اليوم الى اشعاع روحي جديد .
.واعتبر البطريرك أن هذه الزيارة وكل زيارة يقوم بها البابا فرنسيس انما هي تتضمن نداءً صارخ للذهاب الى العمق والعودة الى الينابيع الى الجذور , لكي نرتوي من الماء الصافي ومن الينبوع , لكي لا تبقى المسيحية مجرد خطاب عابر وكلام لاهوتيّ جميل انما يشدّ العالم اليه .هذا واستقبلت الراهبات البطريرك ساكو بالترانيم والتطواف بالشموع ورفعت الصلوات.

للمزيد يمكن الاطلاع على الموضوع بالضغط على الرابط التالي:
http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5039.html

270
برقية تعزية الى اهالي الشهداء و حكومة اقليم كردستان.
يوم امس تعرضت  مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان- العراق الى عملية تفجير مستهدف لاحد مراكز المهمة من  سلطة حكومة الاقليم الا وهو  مركز اسايش اربيل.

 في الوقت الذي  ندين ونشجب  هذا العدوان و هذه التصرفات الجبانة الاتية من فكر رجعي بعيد عن الاخلاق و القيم الانسانية للامم والشعوب الراقية، وبعيدة عن ارادة الله بحسب تعاليم وقواعد جميع الديانات السماوية، نقدم تعازينا لاهالي الشهداء الذين سقطوا وهم يدافعون عن امن وسلامة الوطن، كما نقدم تعازينا للحكومة وكافة المسؤولين وسكان الاقليم جميعا .

نتمنى من حكومة الاقليم ان تعمل باكثر طاقاتها، لان القوى الاجرامية الرجعية في المنطقة لا تود نمو  او ترتفع زهرة كردستان اكثر علوا ولا تريد ان يستمر الاستقرار والسلم للاقليم،  هذه البقعة الامنة من يد المجرمين لقرابة عقد من الزمن.

كما نجلب الى انتباه الحكومة  في هذه المناسبة ان طرق التقدم والتحضر والرقي لدى شعوب العالم  المتقدمة لم تحصل بصورة اعتباطية، وانما من  اساس، الذي هو المنهاج المدرسية، ففي السنيين الاولى يتم غرس في الانسان ( الطفل) قوة الخير والمثل والقيم  والاخلاق وحب العدالة ومفاهيم الانسانية.  ودور الاعلام الصحيح والتزام المسؤولين بقواعد القانونية والصحيحة كل هذا يحصل في التربية والتعليم في المدرسة وكذلك عن طريق وسائل الاعلام الكثيرة التي تكشف للناس الطريق الصحيح وتوعيهم،   بعيدا عن نفوذ رجال الدين المتعصبين ومدارسهم المتعددة و فلسفاتهم وسفسطتهم الفارغة التي تستحقر الحياة الواقعية اصلا وتمجد الموت والقتل وتفجير الذات  بصورة غريبة وغير معقولة.

نأمل ان يكون سكان الاقليم من كافة القوميات والاديان والاحزاب يدا يدا، تاركين فروقاتهم السياسبة جانبا ، ومتراصين لصد الهجمة العدوانية التي قد تتوجه الى ارض الاقليم  لاسامح الله في الايام القادمة، من ارض جيرانه الذين  يحاولون ان يفرضوا بصورة واخرى الطريقة التي يجب ان تنمو الحياة في اقليم كردستان وزهرته اليافعة.

 صلواتنا ودعائنا لله ان يشمل هؤلاء الشهداء بعنايته الربانية والصبر والسلوان لاهاليهم ولحكومة الاقليم وسكانها جميعا.
الكاتب يوحنا بيداود
ملبورن- استراليا
 1 تشرين الاول 2013
youhanabidaweed@hotmail.com


271
كلمة رئيس الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا في ذكرى
مذبحة شهداء صوريا في مدينة ملبورن

بتاريخ 15 ايلول 2014 .
 يوحنا بيداويد  رئيس الدورة الحالية

الاخوة والاخوات رؤوساء الجمعيات والنوادي الكلدانية واعضاء الهيئات الادارية في مدينة ملبورن.
الاخوة والاخوات من الشعراء والكتاب والمثقفين من ابناء الجالية.
 ضيوفنا الكرام الكرام  الحاضرون في هذه الامسية الحزينة التي هي ذكرى الرابعة والاربعون لمذبحة شهداء قرية صوريا الكلدانية.
اهلا وسهلا بكم جميعا

جمعنا هنا لاقامة حفل تأبيني لشهداء قرية كلدانية -  كردية كانت نائية تقع في قضاء زاخو ناحية السليفاني  الذين سقطوا في عمل غير اخلاقي وغيرانساني بل قلما حدث في تاريخ العراق الحديث ان لم نقل كانت الاولى في زمن النظام السابق.

اخواني الاعزاء ان اعضاء الاتحاد الكلداني تعودوا من دون المؤسسات والاحزاب الكلدانية الكثيرة المنتشرة في العالم  ان يقيموا حفل تأبيتي او اصدار بيان في هذه المناسبة الاليمة، ايمانا منا من ان الانسان او الشعب الذي لا يحترم شهدائه، يقل احترامه وحقه عند الاخرين، ففيها  تجسد للصورة والحالة التي مروا فيها في تلك المرحلة. .

نحن هنا لا نذكر الحكومة الفدرالية والاقليم فقط بتعويض اهالي الشهداء فقط، وانما الاعتراف بحصول الحادثة ومن ثم الاعتراف بها كأحدى جرائم ضد الانسانية على غرار مذبحة حلبجة والدجيل. نعم لم ولن نطالب بقطعة من الكعكة التي سببت زهق ارواح الالاف الشهداء من ابناء العراق بعد تغير النظام السابق وانما نشر الوعي والقيم الانسانية التي تستنبط من هذه الحادثة وغيرها.

نحن لا نستطيع مثل غيرنا ننكر ذواتنا وتاريخنا وماضي اجدادنا وحقوق الباقيين من اخوتنا  في ارض الوطن، تهمنا هويتنا القومية ، لغتنا التي جنى العالم كله من ثمارها، يهمنا ان يعترف الاخر بوجودنا كما تفرضها قوانيين الدولية ولائحة حقوق الانسان.

كما نذكر في هذه الامسية شهدائنا الاخرين الذين سقطوا في الحرب العالمية الاولى لا سبب معين سوى مسيحيتهم وهويتهم القومية المختلفة من امثال توما اودو وادي شير واراهم يعقوب ومار بنيامين شمعون وعدد كبير من المؤمنيين و كذلك شهداء الحرب الاهلية بعد التغير من امثال المثلث الرحمة بولص فرج رحو والاب رغيد كنا ورفاقة واكثر من الف شهيد اخر خلال عشرة سنوات الماضية من بعد التغير وغيرهم.

في الختام بأسمي وباسم جميع اخوتي اعضاء الهيئة الادارية للاتحاد الكلداني والهيئة التاسيسة اشكر حضوركم ومشاركتكم معنا في الامسية التي تعيدنا  الى الوراء قرابة نصف قرن ، الى يوم الثلاثاء المصادف  16 من ايلول سنة 1969 حينما قدم المجرم الملازم عبد الكريم الجحيشى مع  جنوده رمي اهالي قرية صوريا التي يسكنها الكلدان وبعض بيوت من الاكراد فاستشهد عدد كبير منهم كان من ضمنهم الاب حنا قشا .

نتمنى ان لا تحدث مثل هذه الجرائم في المستقبل لاي شعب من شعوب العالم.
نتمنى ان لا تكرر مثل هذه الجرائم  في وطننا العزيز العراق.
كما نتمنى ان لا تحدث لابناء شعبنا الباقيين في ارض اجدادهم مرة اخرى .

شكرا

272
رسالة مفتوحة للمتحاورين عن موضوع الوحدة بين الكنيسة الكلدانية والاشورية
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
19 ايلول 2013

اخواني الاعزاء المتحاورين في مقال الاخ ليون برخو تحت عنوان :" إلى البطاركة لويس ودنخا وأدي: أهديكم هذه الأنشودة وأنتم على درب وحدة شعبنا وكنائسنا سائرون" على الرابط التالي:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,699934.msg6108806.html#msg6108806

الا ترون انكم سبقتم حتى بدا اللقاء او مناقشة الموضوع  من قبل المعنيين، او حتى وصول دعوة غبطة البطريرك ساكو لقداسة مار دنخا !؟ فخلقتم حواجزا عالية يصعب اجتيازها منذ الاسبوع الاول.

 أليس من المفروض  ان  تقدموا المزيد من الاقتراحات والتشجيع  لكلا الكنيستين  او لكلا البطركيين كي يتشجعوا لعدم اضاعة الفرصة او ان  تتحدثوا عن ايجاد الحلول المناسبة وليس وضع الشروط امام رؤساء الكنائس.

اخواني اعتمادا على المعطيات السياسية و الظروف الدولية والانعطاف المثير والغريب الذي تمر بها البشرية تحت مطارق الحضارة المادية ان وحدتنا مهمة ان لم تكن حتمية. لقد اصبحت هوياتنا مقدسة  قبل قرن او قرن نصف  فقط ، فكان يزدري الناس من اسماء الوثنية قبل هذا. لكن العالم بدا يسير تبعا  للهوية والديمقراطية وتتأثر بعدد الاصوات على نقيض العقلانية التي اتت في اول صورة جمهورية لافلاطون.

 اخواني لنبحث عن طريق يحفظ وجودنا الروحي والقومي والثقافي وكفى من وضع الرؤس تحت الرمال ؟!! ألم يكفي قرن كامل على هذه الطريقة من التفكير؟!

انتم  في هذه المناقشات البعيدة من روح الوحدة والتي تحمل في طياتها روح الانانية واحيانا عبارات يجهل صاحبها  ثقل او عيار كلماته وتعابيرها ،فتهدمون كل ما ظهرت محاولة حتى وان كانت من شخص في قمة هرم المسؤولية.

ولا احب ان اذكر الطريقة او المحاولة  التي قام بها مثلث الرحمة بيداويد لاقامة الوحدة قبل 15 سنة وكيف فسرت بعكس ما كان يعني او ينوي تًفسر،  فإنقلب عليه كلا الطرفين مفسرين كلامه او غرض كلامه بعيدا عن واقعيته. فالوحدة ضرورة تاريخية، ان اردتم بقائنا كشعب له وجود  وحتمية من ناحية الروحية ان كنتم تريدون بقاء لكنيسة المشرق هوية.

وها هو التاريخ يعيد نفسه ، ففي زمن غبطة البطريرك ساكو  بطريرك الكنيسة الكلدانية تلوح في الافق نفس المشاكل . غبطته فقط ارسل دعوة لاعادة الحوار حول مصير الكنيسة والحقوق والاولويات ولم يقل حتى اندماج الكنيسة . اما انتم كل واحد اظهر قائمة شروطه من جيبه على المنضدة وكأن الوحدة اكتملت لم يبقى سوى التوقيع.

اخواني الا ترون انفسكم غير واقعيين وغير موضوعيين في  طروحاتكم في هذه القضية.
ان لم تكونوا كذلك،  فارجو ان اكون شخصيا موضوعي ، غير بعيد من المعقولية بل واقعي .

اخوكم يوحنا بيداويد

273
رد على تعليق الاخ حكمت اوسلو على مقالنا  عن شهداء صوريا

كتبت قبل بضعة ايام  مقال عن مذبحة صوريا تحت عنوان :
شهداء صوريا ووطنية المسؤولين في الحكومة العراقية والاقليم !!"
على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,693745.0.html

لقد كتب الاخ حكمت اوسلو تعليق جميل ومفيد جاء فيه :
"استاذنا العزيز يوحنا بيداويد
في ضوء التحديات التي تحيط بنا من جميع الجهات، قومية كانت ام دينية ام مذهبية، ارى انه من الافضل عدم توسيع نبرة الخصام بين مكونات شعبنا من خلال التركيز على فصل الشهادة والشهداء وتميزهم عن بعض لغرض المتاجرة بأرواحهم. وقصدي بالمتاجرة هنا هو عدم استغلال هذه القضية لتوسيع الهوّة بيننا كشعب، استطيع، او الحقيقة ارغب ان اطلق عليه سورايي. فالذي اطلق النار على شهدائنا في سمّيل وصوريا لم يفرق بين انتماءاتهم المذهبية والقومية بقدر ما كانت رغبته القضاء او فرض سيطرة على مناطق تواجدنا نحن السوايي وبالتالي تغييرها ديموغرافياً، بالإضافة الى عملية استعراض السلطة لعضلاتها على مكون مسالم من الشعب لإرهاب البقية.
ان اضافة كلمة (آشورية) الى شهداء سميل او (كلدانية) الى شهداء صورية هي بحد ذاتها عملية تجزئة وفصل وتقسيم، نزرع بذورها بين ابناء شعبنا من حيث لا ندري، لتنمو مستقبلا ولتزيد في الطين بلة.
سؤالي اليك استاذنا العزيز: ان كنتم تؤمنون باننا شعب واحد ذو تاريخ وحضارة ولغة ودين وعادات وتقاليد واحدة، اليس من الافضل ذكر سميل وصوريا بعيدا عن مماكحاتنا وعراكنا البيزينطي لكي نستطيع ان نفعل في المستقبل ما فعله الارمن تجاه شهدائهم؟ تخيل ماذا ستتعلم اجيالنا عندما يتم غربلة الشهداء ما بين سميل وصوريا وتقرن الاولى بالآشورية والثانية بالكلدانية؟! ستكون كمن يلف الحبل حول عنقه!!
استاذي العزيز: مداخلتي هذه هي فقط للتنبيه بعدم المساس بقدسية الشهادة والشهيد وتجييرها لصالح صراعات بيزنطينية لا تخدمنا كشعب وامة وقومية واحدة، من خلال الاخلال بجوهر الشيء للوصول الى قشور الشيء.
هذا وتقبل وافر حبي واحترامي
حكمت كاكوز منصور"
انتهي الاقتباس.

وهنا اردت الرد وتوضيح موقفي بصورة اكثر  للقراء الاعزاء لهذا نشرته ملحق وبصورة منفصلة عن المقال ايضا
هذا نصه:-

عزيزي حكمت: شكرا على مرورك على الموضوع الرب يباركك.

لا اعرف كيف ارد عليك، ومن أين ابدا النقاش؟ انت تعيدني الى وراء  اكثر من عشر سنوات، ايام تاسيس التجمع الكلداني  المؤقت في استراليا - فكتوريا والذي تحول الى الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا . على اية حال انت لو تابعت مقالاتي خلال سنوات العشرة الماضية لن تجد ولو مرة واحدة اقول نحن كلدان لا لدينا اي علاقة عضوية بالاخوة الاشوريين او السريان.
انا الذي قلت مرارا نحن امة حكم عليها قدرها  السيء فولِدت بجسد  له ثلاثة رؤوس، و انا لم ولن اتجرء على اجراء اي عملية على هذا الجسد كي لا اكون سبب موته او زواله!!.
انا الذي طالبت في رسالة مفتوحة ولازالت منشورة في المواقع الالكترونية الى استاذ سركيس اغا جان ان يتم تبني تسمية سورايي في المؤتمر الاول للمجلس الشعبي  مع اجراء تعريف واضح لتحديد بل لاحتواء كل الاطراف في هذا المصطلح التاريخي الذي  كان ولا زال يعبر عن هويتنا الدينية والقومية .

في العام الماضي من بعد محاولات ونقاشات طويلة مع الاخ الصحفي ولسن يونان  واخرين اقترحت اقامة مؤتمر قومي جديد بعيد عن كل الاحزاب السياسية . يشارك فيه فقط المثقفون والكتاب والمفكرون والاعلاميون والمهتمون بشأن القومية وفي النهاية نتفق على صيغة شمولية جامعة ونضعها على شكل مباديء عليا ، تخدم ابناء شعبنا جميعا من دون استثناء ونعلنها امام الجميع ونوقع عليها متعهدين الالتزام بهذه المباديء ولن نتعامل مع اي طرف لا يتبني هذه المباديء بعد ان نشرح لهم بصورة وافية  جذور وافكار واهداف هذه المباديء التي بلا شك  تكون بنائة وصحيحة ومنطقية وعملية وواقعية ، تصهرنا جميعا في هوية واحدة شاملة  ولكن لم نجد عشرة اشخاص مستعدون لتبني هذه المقترح.

وكم مرة خاطبت للسياسييننا والمسؤولين والمهتمين جميعا :" ان تتحدوا احفروا القبور؟!!"
وانت اليوم تأتي تعاتبني على مقالي عن قرية اقيمت مجزرة على اهلها  بعد اكثر اربعين ،اصبحت منسية، بل البعض ؟؟ اعتبر اهلها خونة ومن العصاة وكانوا يستحقون هذا الجزاء او هذه المجزرة لانهم كانوا متعاطفين مع ثوار الاكراد في حينها، تعاتبني على ذكري  انها قرية كلدانية  لبضع مرات وانت لا تعاتب الحركة القومية التي انت منتمي لها ، هذه الحركة التي كانت تعد الاولى من حيث حجمها ودورها الواضح في السياسة العراقية ولها بعد تاريخي اكثر من ثلاثين سنة وتحمل اسم الاشورية مع هذا لا ترى انها تؤدي الى الانقسام والتجزئة والضياع او تؤذي القضية القومية لشعبنا

 لا اعرف لماذا لم توجه انتقادك للاخوين اشور كيوركيس وفاروق كيوركيس وغيرهم الذين ينكرون  اي وجود للكلدان على نقيض الحقائق والوثائق التاريخية بل لا يعتبرون الكلدان الا اسم ديني فقط
اخي حكمت لو اكتب لك ما لدي من احاديث عن هذا الموضوع اعتقد احتاج تألبف كتاب .

اتمنى ان توجه انتقادك الى الجميع وبالاخص للحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا) قبل غيرها حينما اقامت الدينا واقعدتها حول التسمية( كلدو اشوري) ولم تتبناها مع العلم نحن (اعضاء نادي برج بابل الكلداني) وحتى كنيستنا  الكلدانية تبنت هذه المصطلح في البداية  ولكن غيرنا يراه لحد تحريف للتاريخ.  ولا واحد منكم يطالبهم بتصحيح مواقفهم.

وفي النهاية اجلب انتباهك انا ذكرت مجزرة صوريا بنفس درجة مجزرة سميل وسيدة النجاة بصيغة ابناء شعبنا اي ابناء شعبي مثل كل مرة عكس ما يفعله غيري!!!
وشكرا

274
شهداء صوريا ووطنية المسؤولين في الحكومة العراقية والاقليم !!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
 10 ايلول 2013

تمر علينا السنين في هذه الايام مرور البرق، لكن الذكريات  المُرّة المملوءة من الجروح والالم والحزن على ماسي والنكبات والثورات والمذابح والمجازر التي  لا تعد ولا تحصى  في ذهن العراقيين لم تندثر بعد. وفي السنين الاخيرة  اصبح الدم العراقي رخيصاً لا فقط عند الاصدقاء والاعداء مقابل الدولار و براميل النفط الملعونة وانما عند العراقيين انفسهم وبالاخص القادة الذين ظننا انهم قديسيين واولياء من حيث العفة والنقاوة ولكن هيهات ثم هيهات .

من بين العراقيين الذين مازالت  الذكريات المُرّة تعيد على اذهانهم  هم  اهالي شهداء  قرية صوريا و اهالي قرى الكلدانية  التابعيين لمدينة زاخو والذين كانت تعد قراهم اكثر من  44  قرية ، حين امر المجرم الملازم عبد الكريم الجحيشي الذي لا زال يسرح ويمرح في ازقة الموصل بجمع اهالي قرية كلدانية- كردية نائية لا تعد عدد بيوتها اكثر من ثلاثين بيتا في زريبة للحيوانات ومن ثم يأمر  رميهم  جميعاً رمياً بالرصاص دون اي ذنب او تهمة مثبتة في 16 من ايلول سنة 1969 .

في كل سنة يقيم الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  في مدينة ملبورن حفلاً تأبينياً لهذه المناسبة لا لا جل الدعاية لنفسه وللكلدان او الحصول على قطعة من الكعكة التي دمر العراقيين وطنهم من اجلها وانما فقط لتعيد على اذهانهم واذهان العالم ان ابناء شعبنا ( الكلدان والاشوريين والسريان)  وقع عليهم ظلما قاسيا من دون  ذنب او جرم وان كان الظلم لم يستثني احدا في مناسبات كثيرة.
 
فاملنا ان يعي  قادة الوطن والمسؤولين ونواب المجلس الوطني ان لا يبقى همهم كما هو  في هذه الايام تقاعدهم، ان الحضور والمشاركة في مثل هذه المناسبات مثل صوريا وسميل وسيدة النجاة وحلبجة  ومحزرة الدجيل و الثورة الشعبانية وغيرها التي لا تزال في اذهان ابناء شعبنا وكل العراقيين الوطنيين مهم جدا ، لان جروحها عميقة على الرغم من ان ابناء شعبنا المسيحيين كانوا وطنيين دوما، وفي كل الازمنة واعطوا الاف الشهداء في ساحات المعارك او افنوا  او بذلوا حياتهم في الابداع والخدمة وطنهم وشعبهم ، فكم  عالم و ومفكر ومؤرخ وفنان ولاعب او رياضي او دكتور ومهندس ومحاسب وموظف ورجل اعمال شاركوا في بناء هوية العراق الحديثة والقديمة، واليوم اجبروا على الهجرة القسرية التي تهدد وجودهم و تهدد زوال هويتهم لا في الوطن فقط وانما في المهجر ايضاً من جراء التبعثر

نعم املنا ان يفكروا قادة الوطن في مثل هذه المناسبات لا فقط في ابناء شعبنا وانما في مستقبل ابنائهم واحفادهم وكيفية الحفاظ على سلامتهم وايقاف نزيف الدم والهجرة وهدر ثروات الوطن من خلال اجراء تغير جذري في مناهج التعليم، وادخال مثل هذه المناسبات الاليمة في هذه المناهج لا لاجل يتعلموا كيف يرموا الناس بالسلاح كما فعل الجحيشي  بل كيف يوقفوا صعود الدخان من افواه البنادق،  كي يقضوا على روح او رغبة القتل والتفخيخ والتدمير، كي يتم بناء وطن مملوء من السلم والامن والسعادة والخير والوحدة والتساوي بين الجميع المواطنين امام القانون بالحقوق والواجبات لا سيما ان ارض العراق واسعة، وان مياهها حلوة ودافئة وثورتها كافية لاجيال عديدة.

على مر التاريخ الانسان كان يتعلم من تجاربه، والعراقيين كانوا اول من اوجد مفهوم الزمن والنظام الهندسي الستيني والكتابة الصورية والرياضيات علوم الفلك من تجاربه ،أليس معيب بعد سبعة الاف سنة يعودوا الى قانون الغابة وعصر الظلام؟!!.

في هذه المناسبة ندعو جميع الاخوة والاخوات من ابناء جاليتنا الحضور للحفل التأبيني الذي يقيمه الاتحاد الكلداني بهذه المناسبة في قاعة الاب عمانوئيل خوشابا في كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع في منطقة كابيلفيلد في ملبورن.
كما جاء في اعلان التالي:

 استذكاراً لشهداء مذبحة صوريا وكل شهداء الكلدان والعراق
بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لمذبحة قرية صوريا الكلدانية، يقيم الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حفلاُ تأبينياُ استذكاراً لكل شهدائنا الأبرار و تضحياتهم.
وذلك في الزمان و المكان المثبتين أدناه:
اليوم : الاحد
ألساعة السادسة مساءاً
التأريخ  9/15/ 2013
.

المكان
 قاعة الاب عمانوئيل خوشابا الواقعة ضمن مركز بناية كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع في مدينة ملبورن
على العنوان التالي:

Our Lady Guardian Of Plants Chaldean Catholic Church
93-99 Somerset Rd. Campbellfiled Vic. 3061

الدعوة عامة للجمـيــــــــــــــــــــــــــــع

نهيب بجميع الشعراء والكتاب والمثقفين من ابناء الجالية العراقية الكريمة في ولاية فكتوريا للحضور والمشاركة في هذه الفعالية لاستذكار كافة شهداء الشعب الكلداني و العراقي.
للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالسادة:
هيثم ملوكا 0434253520
أدمون يوسف 0401033854

وكذلك يمكن قراءة مقابلات اجراها كاتب المقال مع اهالي شهداء قرية صوريا قبل اربعة سنوات المنشور في موقع عنكاوا كوم على الرابط التالي : http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=345593.0;wap2

او الاطلاع على الاحتفال التأبيني الذي اقامه الاتحاد في العام الماضي على الرابك التالي:
http://www.nadibabil.com/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%AF%D8%A7/



275
تقرير عن مشاريع مؤسسة مار روفائيل  بيداويد بطريرك الكلدان الخيرية.

 

كتب التقرير: يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
31 اب 2013

 
بمناسبة دعوة غبطة البطريرك ما ر لويس روفائيل  الاول ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية على كرسي بابل في العالم لابناء شعبنا القيام بتقديم المساعدة والدعم لاهالينا في ارض الوطن كي يستقروا في بيوتهم واراضيهم وقراهم. تم تحرير التقرير التالي كي يشجع بل يدعو ابناء شعبنا في المهجر لا سيما الشخصيات العالمية من ذوي الامكانية المساهمة في هذه المشاريع او تلبية هذه الدعوة. او دعم مؤسسة مار روفائيل بطريرك الكلدان ( مؤسسة البيداويد) او غيرها من المؤسسات الخيرية العالمية في ارض الوطن او في بلدان الشرق الاوسط التي فيها مهاجرين من ابناء شعبنا.
 
 
مؤسسة مار روفائيل  بيداويد بطريرك الكلدان الخيرية:-
هي مؤسسة خيرية عالمية مركزها سويسرا. مهمتها  الاساسية هي الاهتمام بالاقليات العراقية وحماية تراثهم ولغاتهم . يأتي ايضا في مقدمة اهداف واولويات مؤسسة مار روفائيل بيداويد بطريرك الكلدان او مؤسسة الـبيداويد  الدفاع عن حقوق الاقليات وحمايتهم بحسب معاهدة حقوق الانسان المعلنة سنة 1948. هذه المؤسسة مستعدة لتقديم الخدمات والمساعدات الخيرية التي تحتاجها الاقليات العراقية ايضاً.
 
انتشار مؤسسة الـ بيداويد:-
ان مركز مؤسسة  الـ بيداويد ( مارروفائيل البطريرك ) يقع في مقاطعة فريبورك FRIBOURG السويسرية ولها مؤازيرين وداعمين لمشاريعها من دول عديدة مثل استراليا، بلجيكا، فرنسا، المانيا، هولندا، إيطاليا ، العراق ،اليابان، الاردن، لبنان، السويد، سوريا ،تركيا واخيرا امريكا.
 
المشاريع التي قامت بها  مؤسسة الـ بيداويد:-
في مقدمة النشاطات التي قامت بها هذه المؤسسة هو تحسيس واعلام العالم عن ماّسي الاقليات العراقية ووضعهم المزدري بعد ان تم ترحيلهم بصورة قسرية من وطن اجدادهم وبلداتهم ومدنهم  والتجؤوا الى الدول الاخرى وانتشروا بين اكثر من ثلاثين دولة عالمية .
 
ركزت مؤسسة الـبيداويد في مشاريعها في الفترة الماضية على  تقديم وتوفير المستلزمات والحاجيات الاساسية والمساعدات الانسانية الاخرى للاجئين و اقامة مشاريع التعليم  في عدة دول عالمية وهذه بعض منها:-
 
اولا- استنبول/ تركيا:-
المساهمة في بناء مركز حديث يتضمن مركز طبي يعمل بصورة مجانية، مركز رعاية الاطفال، مركز رعاية الاجتماعية، مركز تعليم اللغات، غرف اجتماعات واقسام وغرف لادارة المركز.
 


 
 
ثانيا – دهوك /العراق:-
 في قرية ارادن التابعة لمحافظة دهوك،  الواقعة في وادي صبنا التي يتجاورها عدد كبير من قرى ابناء شعبنا ، اقامت مؤسسة البطريرك مار روفائيل الـبيداويد ايضا مركز طبي الذي يقوم بالمعالجات الطبية العامة، معالجة الامراض النسائية، ومعالجة الانسان وتوفير صيدلية. بالاضافة الى ذلك بناء مكتبة، مركز للانترنيت، غرف خاصة للمؤسسة وللاطباء واشخاص المسؤولين عن ادارة المركز.  
 
 
 












 
 
 
1-                       مشروع روضة اطفال مار ايليا الحيري في بغداد
 





 
 
 
 
2-                       مشروع كنيسة الارثوذكس محافظة اربيل
 
ثالثا- لبنان
اقامت مركز لدعم اللاجئين العراقيين في الضاحية الجنوبية. ومشروع مار شربيل الطبي- بيروت .
 


 
رابعا – مصر
مشروع دار العجزة لدى الكنيسة القبطية  في مصر في منطقة الغردقة
 
 
خامسا- المملكة المتحدة
مشروع  لدى الكنيسة الارثوذكسسية في المملكة المتحدة.
 
سادسا- جورجيا
مساهمة بسيطة لكنيسة الكلدان في جورجيا.
 
سابعا  واخيرا
عمل لوبي مكثف في اوساطة الامم المتحدة للدفاع عن اللاجئيين العراقيين خاصة الاقليات.
 
 
المشاريع القادمة:
ان مؤسسة الـبيداويد/ مار روفائيل بطريرك الكلدان هي بصدد اقامة بعض مشاريع في المستقبل تهتم بتوفير فرص العمل لابناء شعبنا .
 
تود ادارة مؤسسة الـ بيداويد القيام بتطوير مركز ايجاد العمل لللاجئيين والمهاجرين من ابناء شعبنا. كذلك اعادة تدريب وتأهيل  اصحاب الشهادات الجامعية من الاقليات العراقية مثل الفيزيائيين والصيادلة والاكادميين وخريجي العلوم والمحاسبين والمعلمين، كذلك تدرس امكانية تدريب الايتام والارامل الفقراء .
 
حينما تتوفر المصادر لمؤسسة الـبيداويد وكافة المستلزمات اللازمة والضرورية سوف تقوم بإنشاء مركز لللاجئين في الدول العراق والاردن وسوريا ولبنان.
 
دعم او المشاركة :-
اما كيف يستطيع الانسان المشاركة او تقديم الدعم لهذه المشاريع الخيرية لمؤسسة مار روفائيل البطريرك البيـداويد ؟
 الجواب  لهذا السؤال نعم
 فابواب  المساهمة او المشاركة والدعم مفتوحة للجميع  الناس لتحقيق واكمال هذه النشاطات او تقديم المساهمات المادية فردية او جماعية او جمعيات او مؤسسات اهلية او حكومية . او ان  يود اي شخص ان يصبح عضوا دائميا في تقديم دعم شهري لها  حتى وان كان دولار واحد فقط .
 
ملاحظة التوديع يتم عن طريق توديع النقود في الحساب عن طريق الانترنيت
 
اما  لمعرفة طريقة إصال الدعم،  يرجى الاطلاع  موقع المؤسسة على الرابط التالي :
 
www.foundation-bidawid.org
 
Site :
www.fondationbidawid.ch
 
 
او الاتصال  برئيس مؤسسة الـبيداويد / مار روفائيل بطريرك الكلدان
د. جيرالد بيداويد
CONTACTS:
 
Foundation Raphaël Bidawid
Route de l’Ancienne Papeterie
Bat. 180
P.O BOX 285-Marly 1723
Switzerland
 
drgerald@foundation-bidawid.org
 
Tel : +41 26 436 42 41
Fax : +41 26 436 58 85
 

 وهذه لقاء قصير  اجريناه مع  الدكتور جيرالد بيداويد  مع رئيس مؤسسة بيداويد بطريرك الكلدان
 

 




  
 
س1 - متى تأسست وما هي اهدافها؟
الجواب:
عملتً المؤسسة بشكل غير رسمي وبكل كتمان وهدوء على مساعدة  العراقيين عامة بالدواء والغذاء تحت ظل الحصار الظالم ولفت أنظار العالم لتاثيراته الكارثية . وبنفس الوقت ساعدت وساهمت الكثير  اللاجئين العراقيين وخاصة المسيحيين والصابئة على الوصول لبلدان اللجوء وتنظيم أوضاعهم القانونية منذ عام 1991.ً بعد احتلال العراق تسجلت المؤسسة بشكل رسمي في سويسرا بحسب القانون السويسري وتحت مراقبته القانونية والمالية وذللك منذ تاريخ  7..2.
 
س2 - ماهي نوع المشاريع التي تقوم بها؟
الجواب:
كافحت وناضلت موسستنا بشدة وعنفوان بعد احتلال العراق لاجل إيجاد دول تقبل لجوء العراقيين وخاصة أبناء الأقليات وأهمهم  المسيحيين والصابئة خاصة في المحافل الدولية وساهمت بتحسين أوضاعهم في الأردن والعراق وسوريا بشكل محسوس وساهمت بشكل فعال بفتح أبواب الولايات المتحدة ، كندا، استراليا، اوربا أمامهم خاصة بعد عام 5..2.
 
تجهدً موسستنا بترقية وتحسين أوضاع أبنائنا واخوتنا في دول المهجر وماتبقى منهم بالعراق ودفعهم إلى الريادة والبروز في جميع المجالات والى الوصول إلى أعلى المناصب والإنجازات ولكي يكونوا أعضاء ومواطنين فعالين لمجتمعاتهم ومساهمين فيها اكثر من من منتفعين منها وتجنب اللجوء إلى استجداء الإعانات الاجتماعية.
 
س3 - ما هي المشاريع التي قامت بها ؟
الجواب:
- تشييد مركز ارادن الطبي الاجتماعي
- روضة أطفال في بغداد الجديدة بكنيسة مار ايليا الحيري - بغداد
- المساهمة في المشاريع التالية:
. دار العجزة القبطي في الغردقة بمصر
. مركز الطائفة الكلدانية بااسطنبول تركيا
. المركز والكنيسة الأرثوذكسية بالمملكة المتحدة- لندن
. المركز والكنيسة الأرثوذكسية في أربيل العراق
.مركز سان ميشيل الطبي ببيروت لبنان
. مساهمة متواضعة ببناء الكنيسة الكلدانية والمركز في جورجيا
. الكثير من المساهمات بالمؤتمرات  بكل مايتعلق بشؤون اللاجئيين العراقيين بالخارج .
 
س4 - هل كان هناك مشاركة من قبل مؤسسات اخرى او اشخاص اخرين مثل كنائس ، رجال اعمال او عاملي الخير؟
الجواب:  
للأسف لم يمنح أي شي للمؤسسة عدا مساهمة الشيخ فيصل البرادوستي بتأثيث مركز ارادن ومحافظة دهوك بمد الكهرباء له. عدا هذا جميع التمويل  من عرق جبين ال بيداويد وكان فقطً من قبل عشيرة ال بيداويد فقط وبمساهمهتم.  
 
 ففي حالة  وجود نية لأي مشروع كان يتم الاتصال ببعضهم وطلب منهم المساهمة . ومن الجدير بالذكر ان  النظام الداخلي ومراقبة الحسابات الرسمية من قبل الدولة السويسرية تنص صراحة  ان مؤسسة بيداويد ممنوع ان تصرف فلسا واحدا لأي فرد من ال بيداويد لأي خدمة ولكن لها كل الحق لان تقبل وتستقبل كل مساهماتهم . ومنذ تأسيسها وحتى الآن لم تسجل مخالفة واحدة لهذا المبدأ وجميع من ساهم بشكل مباشر وغير مباشر لايريدون نشر أسمائهم لئلا يضيع آجرهم عند ألرب . ما اكثر الساعات التي أعطوها والمبالغ اللتي صرفوها بدون حساب لأجل  تحقيق أهداف المؤسسة .
 
في الختام شكرنا الاخ الدكتور جيرالد بيداويد على هذه المقابلة القصيرة،
وبدورنا نتمنى لكم كل الموفقية والازدهار، والله يجازي كل من شارك او قدم اي معونة مادية  او معنوية لاتمام هذه المشاريع املين من كافة ابناء شعبنا من كافة التسميات تحمل مسؤولية اخوتهم في  المهجر والباقيين في الوطن .
  
 
 
 لمزيد من المعلومات يرجى الاطلاع على المعلومات التالية:
Your donations and contributions can be sent directly to our bank account, via the Internet by PayPal or by money order. For further information, please contact us by e-mail at
drgerald@foundation-bidawid.org
Donations& subscription : Banque cantonal de Fribourg, 1701 Fribourg, Switzer land. Account IBAN
 
 
 
 




276
حينما وقفنا امام تمثال كلكامش والثور المجنح وتمثال حمورابي!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن - استراليا
 20 اب 2013

اذا كان هناك من له الحق يفتخر بتاريخ حضارة اجداده فلن يكن سوانا ، واذا كان الله انعم على شعب ما في التاريخ  بخيرات فليس غيرنا، واذا كانت هناك مسيحية شعب ما تجذرت بينابيع الايمان الاصيلة، فلن يكونوا سوى ابناء كنيستنا الشرقية.  ولكن اذا كان لشعب ما  قدر سيء، فلن يكن اسوء من قدرنا  ايضاً!!!!

هذا الشعور وهذه الافكار راودتني حينما قررنا الخروج من متحف لوفر الشهير في باريس دون الاستمرار في زيارة بقية اقسام المتحف الذي يخص معظم شعوب العالم،  على اثر الاحباط الذي حل بنا حينما اطلعنا  لاول مرة عن اثار اجدادنا العظام هناك.  حدث هذا حينما كنا في زيارة الى متحف لوفر في باريس  مع بعض اصدقاء اعزاء بمناسبة وجودنا في فرنسا في مخيم الاصدقاء الثاني  في تموز الماضي.

كنا قررنا مبدئياً منذ الصباح  زيارة جميع اقسام المتحف، لا سيما  قسم حضارة وادي الرافدين Mesopotomia، ولكن حينما وصلنا الى باحة المتحف لم نعرف مكان مدخله من سعة كبره وكثرت بناياته الموجودة حولنا، وفي النهاية علما ان المدخل هو من خلال هرم زجاجي في وسط الباحة، وبعد مرور اكثر من نصف من وقوفنا في صف طويل من الناس يتنظرون دورهم للتفتيش قبل الدخول، نزلنا الى طابق ارضي لنجد باحة اخرى اصغر من الاولى ولكنها لها سقف يمتد تحت الارض، فيها الكثير من المطاعم والمكتبات وشابيك لبيع البطائق ومداخل للاقسام المختلفة .

كنا متلهفين ان نرى قسم الذي يخص تاريخنا الذي قرأنا وسمعنا في كتب التاريخ او راينا صورهم او مخططات عنهم، وقفنا طويلا امام الحاويات الزجاجية الكبيرة التي تحوي على القطع الاثرية  ذات احجام مختلفة وقراءة التعاريف والملاحظات المدونة عن كل رقيم او لوحة او تمثال او مسلة  ، حينما كنا نقف امام التماثيل العملاقة  من كلكامش بطل اقدم اسطورة مدونة في تاريخ الانسانية او تمثال لماسو الثور المجنح  المرعب بارجله الخمسة او تمثال حمورابي امام اله الشمس وهو يستلم او قانون انساني مدون  او بجانب صورة اسد من جدران مدينة بابل القديمة التي كانت تضاهي باريس ولندن ونيويورك في مدنيتها في عالم القديم  وغيرها من التحفايت النادرة غرفنا لماذا كتب هذا القدر عن تاريخ حضارة وادي الرافدين  وغرفنا لماذا كانت تنحني الانسانية لعظمتها و كما توقعنا انه يرجع الى الدور الذي لعبته في تقدمها تطورها لا سيما الكتابة والعجلة والرياضيات وعلم الفلك والمصارف .

، جلسنا انا و صاحبي من شدة التعب على اريكة ضيقة كانت موضوعة في مرمر احدى القاعات الكبيرة والعديدة.  هنا راح احد اصاحبي يرفع صوته بهدوء متذمرا ومعاتبا المارين قائلاً  بلغتنا السريانية : " ايها الزائرون، ايها المتجولون في هذه المكان،هذا هو ارث اجدادنا، نحن اصحابه، هذه انجازاتهم العظيمة، هذه هي الحروف  الاولى التي خطتها ايادي الانسان التي ترونها، كانت بأيادي اجدادنا، ومنهم تاسست العلوم وانتشرت مثل الرياضيات والنحت والهندسة والفلك وفن الصيد وعظمة الجيوش التي اشتهروا بها. واليوم نحن جالسون هنا غرباء لا يعرف ولا يعترف بنا احد. وشعبنا يسحق ويهجر ويضيع على اثر تيارات وبراكين السياسة الدولية الهمجية او البربرية المتعاكسة".

في طريقنا ونحن نعبر شارع شانزيه ليزي الشهير الذي تقيم فرنسا استعراضا كبيراً في 14 تموز من كل سنة بذكرى قيام الثورة الفرنسية  لتروي عظمة تاريخها قلت لاصحابي: " اعتقد من المفروض ان لا نعاتب او نشجب الدول الغربية مثل فرنسا والمانيا  وبريطانيا على نقل او   سرقة اثار اجدادنا  و جلبها الى هنا ، بل من المفروض نشكرهم على حمايتها ، حماية ارث اجدادنا الذي هو  الختم الوحيد  ( او البصمة التي يريد البعض سرقتها منا) التي نملكها عن اصلنا وهويتنا و الوطن.  نشكرهم على حملها ووضعها في اماكن امينة ومصانة محترمة عوضا عن عرضها للسرقة و التكسير و التدمير  او طمرها الى الابد.  يليق بها ان تكون  في هذا المتحف  بجانب ارث جميع الامم والشعوب الاخرى. لان لو كانت هذه القطع والتماثيل والمسلات  بقت في ارض الوطن لكانت اندثرت وزالت من الوجود واختفى ماضينا ، الامر الاخر المهم الذي يجب ان نتذكره ايضاً ، ألم تلاحظوا كم من الغرباء كانوا يتجولون في جناح حضارة وادي الرافدين  ويلتقطون الصور بجانب تمالثيله  أليس هذا اعترافاً منهم بسبب عظمتها ودورها الريادي في خدمة الانسانية "

 ثم اردفت قائلا: " ثم  ماذا بقى من حضارة العربية التي دامت اكثر من 500 سنة في بغداد في زمن العباسيين ، ألم يتهم هدم كل صرح تاريخي او ديني او ثقافي من قبل السلطة الحاكمة التي جاءت من بعدهم ، حيث كانت تزيح  بالقوة السلطة الموجودة  كل ما يعود للسلطة التي قبلها ومن ثم تقوم بمحي اثار وتاريخ  هذه السلطات من  الوحود،  حتى سور بغداد الشهير تم هدمه قبل 140 سنة (في زمن مدحدت باشا)  بسبب خطر مرض الكوليرا الذي كان تنتجه الفضلات التي كانت تُرمي خلفه!!"

 كالعادة  نحن نقول نصف حل مشكلتنا هي داخلية وان لم نستطيع حلها اذا لا  نلوم إلا انفسنا ، و ما الذي يفرقنا عن غيرنا من الامم والشعوب في المنطقة ؟ اذا كان اجدادنا عظماء واصحاب هذه الحضارة اين نحن منها؟ ما الذي انجزناه خلال العقود والسنيين الاخيرة سوى زيادة الشرذمة على اثر الصراع على التسميات ومحاولة احتواء الاخر بل بلعهم ، وإلا ماذا يقصد الاخوة الذين كانوا وراء  نصب تمثال لشهداء مذابح في الحرب العالمية الاولى على يد العثمانيين بإسم شهداء الاشوريين والسريان ويستثنون ذكر شهداء الكلدان من ابناء جلدتهم، يعني الكراهية موجودة في قلوبنا ختى بخصوص الشهداء!! ، لماذا يحول البعض غمض عيونهم عن الحقيقية ، وهل هناك من يستطيع نكران الوثائق . لماذا لم  يذكروا استشهاد 50 الف كلداني مع زوال 6 ابريشيات موثقة بقلم المثلث الرحمات مار عمانوئيل الثاني يوسف توما في رسالة موجهة الى الحكومة الفرنسية في 20 كانون الثاني 1920  خلال الحرب العالمية الاولى ، في حين نرى احزابنا السياسية  لازالوا في نفاق وصراع سياسي غريب من اجل الحصول على اكبر حصة من الكعكة والكرسي. اين دور الحكماء والعقلاء ورجال المؤمنيين العظماء في توحيد الرؤية امام شعبنا ام شعوبنا. وختاما لن اقول سوى كلمة واحدة: " إن لم تتحدوا، احفروا القبور من الان!!   "










































277
مخيم الاصدقاء الثاني في باريس
يوحنا بيداويد
 3 اب 2013
ملبورن استراليا

 
 بعد مرور اكثر من ثلاثين شهراً على مخيم الاول في مدينة ملبورن الاسترالية قرر رواد ملتقى الاصدقاء تنظيم مخيم ثاني لهم في  باريس  للفترة (8-13/ تموز 2013)  . وعلى الرغم  الفرق الشاسع بين فترات او محطات الفراق بين رواد المخيم الاول والثاني  الا انني لاحضت ان الشوق  والحماس لدى المشاريكن لم يكن اقل من المخيم الاول. فكانت اللجنة المكلفة للاعداد وتحضير المخيم الثاني قد اكملت تحضيراتها قبل شهرين، ثم وجهت الدعوات لجميع الحاضرين في اللقاء الاول والى اصدقاء اخرين لم يتنسى لهم حضور المخيم الاول ، الا ان الظروف والالتزامات الشخصية، وقصر الفترة والبعد الشاسع بين القارات جعلت البعض منهم يغيب عن هذا اللقاء مرة اخرى.
 
بعد ان وصل جميع المشاركين في بداية شهر تموز الماضي، حملوا حقائبهم في صباح يوم الاثنين المصادف 8 تموز و توجهوا الى المخيم الخاص الذي أُعد لاقامة اللقاء الثاني فيه ، الذي كانت بناياته قديمة نوعا ما ، ورثتها احدى الكنيسة المحلية الكاثوليكية في احدى ضواحي الشمالية لمدينة باريس بعد ان اهدتها لها عائلة مسيحية ثرية قبل اكثر 200 سنة.
 
قضت المجموعة التي كان عددها  22 شخصا اربعة ايام وليالي متتالية بين محاضرات ومناقشات في محاور  مختلفة ومهمة عن مستقبل ابناء شعبنا الذي لا يمكن وصفه بكلمة اقل من المنكوب!!.
بين هذه اللقاءات التي كانت تطول ساعات كان هؤلاء الاصدقاء يعيدون شيئا من ذكرياتهم الجميلة  المملوءة  احيانا بالحسرة و المرارة لعدم استطاعتهم تحقيق طموحاتهم الشخصية والقومية  واحلام شبابهم، لا  بل خسروا بضعة اصدقاء لهم في الحروب المجنونة التي فرضت عليهم وعلى الوطن.
وفي المساء كان اللقاء مخصص للابداع الغنائي والشعري والطرائف واعادة اجمل واسوء مواقف التي عاشوها او مروا فيها قبل ثلاثين عاما حينما كانوا طلابا في جامعة الموصل او بغداد. كان البعض منهم يبقى ساعات طويلة اثناء الليل حتى الصباح في هذا الجو الربيعي البديع الذي ترتدي الطبيعة احلى حلاتها وتظهر في ابهى مقام من جمالها كالعادة.

مرت الايام والليالي الاربعة وكأنها لحظة زمن واحدة، وفي اليوم الاخير كانت اللجنة المشرفة على برنامج المخيم اعدت زيارة الى قصر (فرسايي الشهير) الذي يحوي على ذكريات مهمة وعصيبة من تاريخ الثورة الفرنسية قبل اكثر 224 سنة .
 
هنا ذكر احد الاصدقاء للحاضرين في هذا القصر وفي 10 يناير 1920 تم التوقيع نهائيا على اخر نسخة من معاهدة فرسايي وتم بموجبها انشاء عصبة الامم التي خيبت امال الكثير من القوميات و الشعوب من الوعود والمعاهدات التي اعطوها لهم ، منها حق شعبنا في الحرب العالمية الاولى والمنكوبة من جراء جرائم اللاانسانية من قبل الدولة العثمانية وقادتها المجرمين في قلعهم من اراضي اجدادهم من خلال المذابح والتصفية العرقية التي ادت الى زوال نصفه من جراء ذلك.
 قضينا ساعات طويلة امام الالواح الكبيرة وامكان التي اتخذت قرارات كبيرة ومهمة في تاريخ فرنسا وكيف كان تعيش الملوك والاباطرة.

في هذا المخيم، كان بين الحاضرين احد الشخصيات الاكادمية البارزة من ابناء شعبنا الا وهو البروفيسور افرام عيسى الذي القى محاضرة عن كتابه ( الحملات الصليبية كما يرويها المؤرخون السريان). كما القى السيد جوزيف  اليشوران محاضرة عن كتابه (المسيحيون بين أنياب الوحوش / مذكرات الأب جاك ريتوري) .
 
وفي الختام لا استطيع ان لا اشكر كل اعضاء اللجنة المنظمة للمخيم وجميع الاصدقاء والاقارب الذين استقبلونا من لحظة وصولنا الى المطار و الذين اغمرنا بمحبتهم الفائقة الى اخر لحظة من تواجدنا في باريس مع شكر خاص للاخ سلام مرقس الذي كان داره المقر الرئيسي لهذه اللقاءات.

كما اود اشكر الاصدقاء الذين زرناهم في المانيا وباريس في سويسرا ومدينة ليون الذين استضافونا مثل الدكتور جيرالد بيداويد والاستاذ بهنان قصرا والدكتور رياض يلدا والاخ دواد زوا في سويسرا والاخ فاضل كوركيس و الاخ يوسف  والاخت اديبة كوركيس في ليون والاخ عبد المسيح بولص في المانيا والاخرون جميعا.

 لقراءة تقرير عن المخيم الاول في مدينة ملبورن يرجى فتح الرابط التالي:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=475510.0;wap2

 

278
شيخ قطر عزل بقرار امريكي؟!!!
[/b][/size][/color]

شيخ قطرعزل بقرار امريكي بالطريقة نفسها التي عزل فيها الانجليز الملك طلال ملك الاردن والسلطان سعيد سلطان عمان لصالح ولديهما حسين وقابوس  هذا ما ذكرته تقارير استخباراتية غربية.


كما أن مسؤولا عسكريا امريكيا رفيع المستوى زار خلال الشهرين الأخيرين الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني في قطر وطلب منه التنحي عن العرش تنفيذا لأوامر أمريكية لا تقبل النقاش، مضيفة أن الضابط الأمريكي جاء حاملا معه رسالة من واشنطن تخير حمد بين التنازل التلقائي عن العرش لابن الشيخ موزة المدلل الشيخ تميم بن حمد بتوصية امريكية ليس من المستبعد أن يكون للشيخة موزة حرم الامير يد فيها، أو أن يكون مضطرا للتنازل عن الحكم بأساليب قهرية.

ورفص الضابط الامريكي رفيع المستوى أن يشرح لحمد أسباب سحب الأمريكيين الثقة منه، مؤكدا له أن مهمته تكمن فقط في نقل جواب من حمد إلى الإدارة الأمريكية، يقضي ب إما قبول العرض الامريكي او رفضه مع تحمل تبعات قراره.

وأضافت المصادرذاتها ان الولايات المتحدة الامريكية اصبحت تنظر بعين الريبة إلى تحركات قطر في الآونة الأخيرة، والتي زاغت برأيها عن كل الحدود،سواء من خلال لعب حمد على الحبلين في علاقاته بايران أو حماس مع نسجه علاقات ملتبسة مع القاعدة وتيارات الاسلام المتطرف بشكل تجاوز بكثير الحدود المرسومة له من قبل الولايات المتحدة الامريكية،

الامريكيون خيروا حاكم قطر بين سجن غوانتاناموا او العمل على اسقاط النظام السوري بعد ان اكتشفت المخابرات الامريكية ومن خلال كومبيوترات اسامة بن لادن ان وزير مالية بن لادن هو احد اصدقاء شيخ قطر ويعمل في الديوان الاميري القطري واسمه ( سليم حسن خليفة راشد الكواري ) وكان هذا هو حلقة الوصل بين شيخ قطر واسامة بن لادن واكتشفت المخابرات الامريكية ان تمويل بن لادن كان يتم من خلال بنوك قطرية تديرها خلية تعمل مع شيخ قطر تضم الى جانب الكواري الارهابي عز الدين عبد العزيز خليل ( وهو سوري ) و عطية عبد الرحمن واوميد محمد وعبدالله غانم محفوظ مسلم الخوار وعلي حسن علي العجمي من الكويت وهو ابن عم الارهابي الكويتي شافي العجمي الذي تباهى مؤخرا بذبح الطفل السوري في دير الزور,

وسليم الكواري ( ويعرف عند الامريكان بسليمان ) وعمره 33 سنة كان موجودا في قطر عند مقتل بن لادن ويقال انه سلم للامريكان بعد مقتل بن لادن واضاف ان احدا من الحلقة الضيقة التي كانت تحيط به بما فيهم رمزي بن الشيبة و حاج محمد لم يكن يعرف بأمر الكواري وعلاقته بقطر وشيخها واضاف ان الاستخبارات الامريكية كانت تشك - في عهد بوش - بوجود علاقة مالية وتنظيمية بين شيخ قطر وبن لادن ولكن لم يكن لديها ادلة ملموسة ومع ذلك فكر جورج بوش بقصف مكتب الجزيرة القطرية وبعد النزول فوق منزل بن لادن والحصول على وثائق بن لادن الشخصية فك الامريكان اللغز ووجدوا في كومبيوتر بن لادن اسماء الخلية المذكورة اعلاه التي كانت تؤمن لابن لادن المال والسلاح وتربطه بشيخ قطر

وأضافت المصادر ذاتها ان الشيخ حمد لم يتنازل طوعا عن العرش بل تمت إزاحته عنه لأسباب يعلمها جيدا كما تعلمها العائلة الحاكمة ومحيطه السياسي والاعلامي، وعلى رأسهم قناة الجزيرة التي لم تتطرق إلى الخب


الرابط

http://insafpress.com/politics/112-arab-world-politics/13407-c-.html

279
كيف نحافظ على هويتنا الكلدانية في العصر الحديث

بقلم يوحنا بيداويذ  
قدم هذا البحث الى المؤتمر الكلداني الذي اقامه مؤخرا المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في ديتوريت بتاريخ 14-20 /5/2013 ونشر ضمن كتيب الذي صدر بهذه المناسبة. اضعه امام  المهتمين والمثقفين والعاملين من ابناء شعبنا الكلداني و جميع التسميات . ارجو ان تكون الطروحات والافكار مفيدة للجميع بالاخص للناشطين الكلدانيين الذي يقومون بتنشيط الشعور القومي في المهجر والوطن. كما نود ان ننوه ان البحث كتب قبل تسعة اشهر  من الان ، حدثت تغيرا كثيرة خلال هذه الفترة مثل  انتخاب غبطة البطريرك ساكو بطريركا على كرسي بابل للكلدان والقرارات التي اتخذها سينودس الاخير وغيرها.  لهذا ربما تجدون الكثير من الامور لم  يتم التطرق عليها في البحث.

مقدمة البحث:
ان عملية  إقامة المؤتمرات الكلدانية بين حين واخر عملية مفيدة من اجل الاطلاع على الأفكار والطروحات والاراء، ومن ثم توحيد الصفوف بعد الاتفاق على خطة عمل مستقبلية. في الحقيقة كان على المثقفين والقوميين الكلدان ان يبدأوا بهذه المسيرة منذ زمن بعيد.
 اهم الملاحظات التي اراها ضرورية امام المشاركين في المؤتمر:

1-   من اهم الامورالتي يجب ان تكون هدفاً رئيسياً لهذا المؤتمر هي ان يكون التركيز على الاهتمام بمصلحة الشعب الكلداني والمسيحي والعراقي وان يُراعي فيها احترام القيم الانسانية وحقوق كل الشعوب في الوجود ومنها الكلدان.
  
2-   انها حقيقة دامغة لا مفر منها، يجب ان نتذكرها دائما هي ان أننا لا نمتلك العدد البشري الكافي للتأثير على القوميات المحيطة بنا، اي عددنا لا يساعد وليس  لدينا الامكانيات المطلوبة التي تساعدنا للوصول الى اهدافنا، لذلك يجب ان نلتجيء الى الحلفاء. لهذا يجب ان لا نحملَ اية شعارات تعصبية، عنصرية، قومية شوفينية، فوقانية، غير واقعية من الناحية الانسانية والمسيحية والوطنية. نعم لنا هويتنا التاريخية ونريد حمايتها، لكن في نفس الوقت يجب ان نضع امام انظارنا امكانياتنا وخبراتنا والمرحلة السياسية التي يمر فيها الشرق الاوسط والعالم الان و كذلك التوزيع الجغرافي لدى الكلدان والمسيحيين في العالم اليوم.
  
3-  كما اود ان اشدد على نقطة مهمة، حيث ارى  كثيراً من الاحيان بين اسطر مقالات كتابنا او في احاديث المثقفين والسياسيين اثناء الندوات والمؤتمرات من ابناء شعبنا، انهم يحملون اويميلون الى افكار الطائفية الضيقة ذات الصبغة القروية او العشائرية. في هذا المؤتمر يجب ان نوعيَ بل نُوقِف مثل هذه النماذج في تمثيل الكلدان على كافة الاصعدة، لاننا معنيون جميعا بعموم الكلدان وليس بكلدان مدينة او قرية لتفضيلهم على غيرهم، ليس كلدان القوش اهم من كلدان تلكيف او كلدان عنكاوا افضل من زاخو او بالعكس، نعم كلهم كلدان بدون تمييز وإلا، لا خير في عملنا القومي او السياسي ولا حتى في هذا المؤتمر.

 4-    يجب ان يدرس المؤتمر جميع المستلزمات والامكانيات لشعبنا الكلداني ومن ثم يضع استراتيجية طويلة الامد عن كيفية حماية كيانه من الذوبان او الضياع في المهجر.

المحور الاول
 اولاً - دور الاحزاب الكلدانية السياسية:
إنَّ الاحزاب الكلدانية وان كان لها فترة قصيرة في العمل السياسي، لكنها بلا شك يشعرُ مؤسسوها والمُنتمون إليها بالحس القومي والتمثيل السياسي للكدان في الحكومة المركزية و حكومة الاقليم والمحافل الدولية، في نفس الوقت يجب ان نكون موضوعيين وواقعيين في طروحاتنا، إنهم يحتاجون الى جهد اكبر من قبل، لاثبات قدراتهم و زيادة كفاءَاتهم في العمل السياسي، كي يستطيعوا عبور وتجاوز المعوقات التي تواجههم الان. ولهذا نتمنى ان يعوا مسؤولياتهم بهذا الخصوص ويكونوا ديمقراطيين، وكذلك بعيدين من الانانية والمصلحة الفردية وان لا يُضحَكَ عليهم مقابل المصلحة الخاصة التي تُعتَبَرمرضَ جميع الامم الشرقية. بالنسبة لاعضاء الاحزاب هذه بعض اهم النقاط الاخرى التي نراها مهمة ويجب الالتزام بها في عملهم السياسي ومنها:

1-   اعلان أهداف ومباديء الحزب (اعنى اي حزب موجود او سيظهر لاحقاً)
 
2--   تثقيف الكوادر لإستيعاب معانيها ومحتواها (اعني اهداف ومبادئ الحزب نفسه) لغرض نشرها في المجالس والمؤتمرات والندوات ومراكز الاعلام. اي عمل دعاية حزبية لانفسهم.

3-   ان يكون لدينا طموحاتُ انبعاثِ الحس القومي لدى الكلدان وأن تتوافق مع  المصلحة الكلدانية وتُوظف من أجلها  تحقيقاً للمصالح الوطنية ووحدة العراق. ومحاولة إقامة تحالفات مع الاحزاب العاملة في الساحة العراقية ولا سيما المسيحية منها الاشورية والسريانية  لتشكيل كتلة يكون لها وزنها بين الأقوام والأديان الموجودة في العراق.

4  - تأسيس مواقع واذاعات وإنشاء صحف ووسائل اعلامية أخرى، لأنها الأدوات الوحيدة التي عن طريقها نُعلن عن أهدافنا بل السلاح الوحيد بيدنا الان، ولا يوجد وسيلة اخرى لها الكفاءة في العمل للوصول الى الهدف مثلها.

5-   تحديد ولاية رئيس اي حزب او امين سر اي حزب بدورتين فقط، كي يتم اعطاءُ مجال لغيره من الكوادر للعمل والابداع، تطبيقاً لدورة الحياة نفسها.

6-   طرد اي عضو من امين سر الحزب الى اخر كادر من الحزب في حالة عدم التزامه وخرقه لمبادي الحزب او جلبه السمعة السيئة للحزب، أوعمله من اجل مصلته الشخصية او قبوله الرشوة.

ثانيا - دور الجماهير الكلدانية
الجماهير او الشعب الكلداني لم يتذوق حلاوة الشعور القومي الا قبل فترة قصيرة، و علينا ايصالها إليه الى درجة القمة في فترة قصيرة، نريد ان يصل الى (مرحلة الهذيان او السكران)  لان إثارة روح التضحية (بعيدا عن اي اشكال من العنف) هي اهم مقومات تطور وتقدم وصعود الشعور القومي لأي  شعب عبر التاريخ، ولكن يجب علينا أن نضع أمامَ نظرنا دوماً خمسَ نقاط مهمة في قضية دفع الحس القومي لدى الكلدان الى التطور هي:
أ‌-  أن لا ننسى مسيحيتنا، اي نبتعد عن العنف بأي شكل من الاشكال، لانه لا يفيد لا سيما في العصر الحاضر الا في حالة الدفاع عن الذات، وكما تشرعها القوانين الانسانية والدينية والاخلاقية.

ب‌-  أن لا ننسى انتشارنا في العالم  وهو أمر مخيف، بل اعتبره مرحلة اقتراب من النهاية.
 
ت‌-  عامل الوقت الضيق، حيث لم يعد امامنا الكافي مِنه.

ث‌-  لا ننسى (مرة اخرى) بأن عددنا محدود سواء في الوطن او في الخارج.

ج‌-   التركيز في الاعلام العام على الروابط العضوية التي تربطنا بالاخوة السريان والاشوريين كمسيحيين. يجب ان نتفق معا ويجب ان نعمل معا،
 وان ننتزع من ايديهم الكثير من القرارات، بخلاف ذلك تنقسم جبهتنا وتظهر خلافاتنا جليَّة امام الاخرين فتسهل عملية تهميشنا اكثر فأكثر كما حدث خلال  السنوات العشر الماضية.
 
ح‌-   لا ننسى طبيعة مجتمعنا التي اصبحت مادية وميّالة للانغماس في اللذة الذاتية ، فلا نطلب المستحيل بدون التزامنا الشخصي أولاً ثمَّ نطالب المسؤوليين  بالإلزام والتضحية.

 ثالثا-  دور المؤسسة الكنسية
 إن مصير الكنيسة الكلدانية كمؤسسة قائمة حاضراً وفي المسقبل البعيد معتمد على الهوية القومية الكلدانية. وإذا لم تعمل شيئا للدفاع عنها والتشبِّث بها بحزم وبصورة صحيحة. انا اشعر انها سوف تذوب بل سوف تنتهي في الغرب. اما في الشرق فلن يبقى لها من الاتباع الا القليلون. لهذا حينما نطلب من الكنيسة أن تُبديَ اهتماماً أكبر بالهوية او القومية واللغة اننا لا نعني به البعد السياسي بقدر ما نعني البعد الانساني والتُراثي للحفاظ على كينونتنا. في الحقيقة لا استطيع ان لا اذكر التذمر الذي سمعه كل واحد منا بسبب الهجرة المبعثرة التي حدثت لنا دون أن نلحظ للكنيسة اية رؤية واضحة عنها الجميع يتحملون وزرَ هذا التذمر او العتاب، ولهذا خسرنا ولا زلنا نخسر الكثيرَ من جراء النظام الاداري في الكنيسة وموقفه اللاأبالي الذي لم يكن بالمستوى المطلوب، بل الكنيسة نفسها نخرت من جراء ترك الاباء الكهنة كنائسهم والتحاقهم بالدول الغربية بشكل غير نظامي. ليسأل اباؤنا الرروحانيون اين هم من مهاجريهم قياساً بالمهاجرين الاوائل في الارجنتين والبرازيل من الاخوة المسيحيين المارونيين والسريان السوريين. إن حماية الهوية القومية مهمة للكنيسة ككنيسة ايضا، وذلك لن يتم الا بالحفاظ على اللغة.
يجب دعوة رجال الكنيسة الكلدانية الى مثل هذه المؤتمرات ويجب اعطاؤهم المجال ليسألوا او ان يعبروا عن آرائهم، كذلك يجب ان تُوجَّهَ إليهم العديد من اسئلة محرجة عن الحاضر والمستقبل وعن الوضع غير الوُدّي الذي مرت به المسيحية في العراق وبلدان الشرق الاوسط بصورة عامة. يجب ان يعلم آباؤنا ان هذا الامر لم يعد يُحتمَل. ولان مصير مستقبل أجيال الكلدان هو  في ايديكم وهو مرتبط  بمصير الاجيال الحاضرة يا أيها القادة، لهذا يجب المحافظة على  كرامتها وحقوقها ووجودها وتاريخها . املنا ان لا تبقى الكنيسة على ما كانت عليه قبل انتخاب غبطة مار لويس روفائيل الاول ساكو والتي كانت طريقة تفكيرها تعود للوراء على الاقل مئة سنة.

الكنيسة الكلدانية في داخل مؤسساتها ايضا تحتاج ايضا الى الاصلاح. ويجب ان يتم اعطاء الدور للعالمانيين للمشاركة بالقرارات التي  تتخذها الكنيسة. ويجب ان يلتزم كُلُّ واحد من أبناء الإكليروس برسالته وان لا يجتهد او يتمادي في مصلحته الشخصية، وان يتم الإحالة الى التقاعد لكل واحد بلغ سن التقاعد كي يتم اعطاء مجال للاباء الجدد الشباب لإشغال هذه المناصب واخذ دورهم في الحياة.

رابعا - الدعم المالي
يجب ان يتوفَّر للسياسيين والقوميين والمثقفين والمفكرين وحتى رجال الدين المُساندين للقضية القومية عون مالي، وعليهم أن يطالبوا ويشجعوا اصحاب رؤوس الاموال للإستثمار بهدف دعم الموقف السياسي للكلدان ليتسنّى لهم الدفاع عن جودهم القومي والوطني، لأن الحياة لا معنى لها بدون ان يكون للفرد مكانة بين مجتمع خاص به.

خامسا -  وضع ستراتيجيات العمل الميداني
1 - العمل في مجال الرياضة بصورة مكثفة لانها مهمة، بل هي دين العصر كما قال احد الفلاسفة، اعني اقامة بطولات موسمية أو سنوية بين شباب الاندية او الجمعيات او الكنائس.

2- التركيز على اللغة  باقامة مراكز لتعليم اللغة الكلدانية في القرى والمدن عن طريق الكنائس او الجمعيات و المؤسسات الأخرى واصدار منشورات بللغة الام، التحدث في الاذاعات المحلية بنفس اللغة اثناء المقابلات.
3- إقامة مهرجانات ثقافية وشعبية بللغة الام ورصد جوائز قيمة وكبيرة لهذا العمل بحيث تترك الشبيبة والمثقفين يجنون فائدة مادية من هذا العمل.
 
4-   تشجيع الشبيبة الكلدانية على احتلال مناصب كبيرة وعالية في الدول التي يعيشون فيها والاعتراف بقوميتهم  وابرازها بدون خجل.

5-   تشجيع الطلبة للقيام بالدراسة في الجامعات واختيار مواضيع عن الهوية الكلدانية في اطروحاتهم ومشاريعهم.

6-   تشجيع الكتاب والشعراء لتأليف الكتب عن التاريخ والتراث الى جانب قصص وقصائد واغاني وشعر ضمن الفلكلور الكلداني.
 
7-   انشاء متحاف محلية في كل مدينة في العالم، تُجمع فيها تُحفٌ واداوت الصنع واجراء عملية التوثيق لها.

المحور الثاني: حول تنمية الوعي القومي
1-   يجب ان نكون حذرين، ان لا نجري عكس التيار الذي يسير معه المجتمع الانساني العالمي، لان لا مفر منه، لأنه سيواصل سيره ولا يهمُّه أن يسحق من يقف مقاوما له، يجب ان نسبق الاحداث و نوجه أبناء شعبنا الى عدم السيرعكس التيار بل معه في الاتجاه المفيد والذي يخدم مجتمعنا.  ما اود ان اقوله هنا هو ان العالم يسير بإتجاه (الرياضة، والفنون بكافة انواعها، تغيير مناهج التعليم في المدارس، الالعاب الالكترونية، مراكز اللهو الاخرى) نود ان نشير ان الالكترونيات والرياضة اكتسحتا العالم من ناحية الاهتمام وغيرتا عقلية الجيل الصاعد بحيث كل واحد منا يرى الفروق الكبيرة في طريق التفكير وتحليل الامور او وزنها  بينه وبين اولاده. لهذا يجب ان نركز جهدنا في هذه الحقول وغيرها كمجتمع وكأفراد ونعمل من خلالها للحفاظ على الذات الكبيرة (الهوية او القومية).

 2-    بالنسبة للمراة  ليست فقط نصف المجتمع بل هي النصف الاهم للمجتمع في هذا العصر، لهذا يجب ان يتم استثمار جهودها على كافة الاصعدة، لا سيما من خلال التربية وزرع حب الهوية القومية للكلدان من خلال تعليمه اللغة  والايمان بالتعاليم المسيحية التي تحافظ على التوازن العقلي للانسان، واحترامه للتقاليد والقيم الاجتماعية التي توارثناها من  اجدادنا لا فقط بسبب حياتهم بل للسبب ذاته – اي حماية ذواتهم من الزوال بين الاعداء.

 3--   اقامة مهرجانات سنوية عالمية في ديترويت، شيكاغو، سانت ديكو، سدني، ملبورن، ويندزور، تورونتو.، والأهم في منادق الوطن؛
 
 في الخلاصة يجب ان تعاد هذه المؤتمرات في كل سنتين على الاقل من اجل اجراء التصحيح اللازم على المسيرة حسب الظروف السياسية العراقية والدولية .

280
رد على مقال الدكتور ليون برخو :"  هل قلب المطران إبراهيم إبراهيم الطاولة على رأس السينودس الكلداني ومقرراته؟"



الاخ د ليون برخو
الاخوة الاعزاء المتحاورون

تحية لكم
 
حقيقة لم اعد افهم غاية الاخ ليون من هذه المقالات لا سيما قضية الطعن  في ادارة الكنيسة  الكاثوليكية اللاتينية  كما يقول .
من هي الكنيسة روما اللاتينية ؟ هل هم ابناء حضارة القرون الوسط في اوربا؟  ام هل فعلا  ان الكنيسة الكاثوليكية هي فعلا  كنيسة جامعة تحوي كل الامم والشعوب من العالم من دون تميز كما اوصى السيد المسيح نفسه.

انها اسئلة حقيقة  اذا تم الاجابة عليها بصورة صحيحة وعميقة ستوضح للقاريء لماذا انتخب قداسة البابا البرازيلي بابا  على كرسي الكنيسة اللاتينية.
في المسيحة قضية الوحدة قضية مبدئية وجوهرية، ان لم تكن الوحدة الادارية موجودة، فقضية العمل الرسولي والتعليم  والالتزام بتعاليم المسيح الجوهرية هي التي تحدد مدى قرب او بعد اي شخص او اي كنيسة من جوهر رسالة المسيحية .

ألم تكن كنيسة المشرق اكبر من كنيسة روما عددا ؟ مالذي ادى الى اختزالها؟ لماذا لم تحتل الثانية الاولى عكس ما يصف الاخ ليون ؟؟
حقيقة لنعترف هذه امكانيتنا كشعوب شرقية وهذا كان لاهوتنا او الانتاح الفكري لاجدادنا فلا نطلب من الاخرين يعملوا لنا عجائب . كم انشقاق وانشقاق حصل في الكنيسة الشرقية ؟ ماذا كان السبب ؟ ومن كان يحكم في قضيتهم؟؟؟ هل كانوا ينتظرون المسيح   ام غرباء؟

لنفرض اليوم قررت الكنيسة الكلدانية قطع ارتباطها بروما؟ هل تضمن يا اخ ليون  لن يحدث انقسام فوري في الكنيسة الكلدانية بسبب انانية الانسانية ؟ السنا نحن كتاب وهواة الكتابة نتجادل الى حد السيف وكأننا في معركة من اجل ارائنا وافكارنا التي نعتبرها صحيحة والاخرين مخطئين ؟ كيف هو حال اخوتنا الاشوريين والارثوذكس؟

ان الالتزام بمبادي المسيحية الاساسية المذكورة في الانجيل هي الاهم ، هي خميرة و منها تنبثق  قوة الكنيسة, صحيح نمر في عصر اصبح الايمان مصاب بشيء من الفتور   ولكن كل ذلك من جهلنا ومن انانيتنا وحبنا لانفسنا ورغبتنا لتسهيل الامور  امامنا ونتهرب من المسؤوليات الدينية والاخلاقية لهذا ترى كل واحد يجتهد ويصنع لنفسه الها غير الاله الذي تحدث عنه يسوع المسيح نفسه

اتمنى من الاخ ليون يكون صريحا معنا ماذا يريد من ادارة كنيسة روما  والكنيسة الكلدانية . حيث نجده تارة يريد فصل الفكر القومي من مسيرة الكنيسة ومصيرها وتارة اخرى يريد من الكنيسة تدير كل شؤون المسيحيين حتى قضايا القومية مثل التاريخ واللغة والتراث؟

حسب علمي في السنيين الاخيرة روما دعت الكنائس الشرقية الحفاظ على تراثها ولغتها وطقوسها وتاريخها وثقافتها. وما المؤتمرات الكثيرة التي تقوم بها سوى محاولة منها لتقوية الوجود المسيحي في الشرق وتقليل الهجرة لانها ضياع في بلاد الراسمالية.

بالنسبة لي شخصيا ارى ما قرره سينودس الاخير هو عين العقل وقمة الحكمة،  دعى الكل  للعمل من اجل بناء الانسان و الدفاع عن حقوق هذا الشعب روحيا واجتماعيا وسياسيا. الكل مدعوين للعمل من اجل مصلحة الكل ولكن كل من موقعه كي لا يتم خلط في المسؤوليات، كي نقلل من سقطات احفاد ادم التي تعود الوقوع فيها منذ البداية وسيظل كل منغلق على ذاته (اناني)  يقع فيها الى ابد لانه يعتمد على نفسه ويحب ذاته.

لكن انا اتفق مع الدكتور ليون بان الكنيسة الكلدانية اصبحت ضعيفة جدا خلال على الاقل في النصف الثاني من  القرن الاخير لاسباب كثيرة منها ادارية  ذاتية ومنها الوضع السياسي للبلد والحروب والهجرة القسرية.  والان هناك مسؤوليات اخلاقية  ومهمات اكبر واصعب  على عاتق الجميع للعمل معا من اجل الحفاظ ما تبقى من وجودها قبل ان تضيع بين الامم الغربية الراسمالية.

اسف لاجراء التغيرات في الرد  لوجود اخطاء فيه
شكرا  لكم جميعا
يوحنا بيداويد

281
مار جرجيس القس موسى النائب البطريركي لكنيسة السريان الكاثوليك يقول:
 ان الغرب يراعي الدولار والنفط على حساب شعوبنا
 
مقابلة سيادة المطران مار جرجيس القس موسى النائب البطريركي لكنيسة السريان الكاثوليك  السامي الاحترام
اجرى المقابلة: يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
الاربعاء 29 ايار 2013

 
القليل من قراء مجلة الفكر المسيحي يعرفون شخصية ( ابو فادي) صاحب خواطر في الصفحة الاخيرة من مجلة الفكر المسيحي في العقود الثلاثة السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، والتي كانت تحمل بين اسطرها دائما افكارا اواخبارا مشوقة او طرائف غريبة. ان صاحب تلك الخطوار كان احد اعضاء جماعة يسوع الملك الذين اسسوا  هذه المجلة قبل اكثر من نصف قرن.  بمناسبة وجوده هنا في مدينة ملبورن في زيارة عمل اجرينا اللقاء التالي مع سيادته اجاب على اسئلتنا  مشكوراً على الرغم من قصر المدة المتبقية لزيارته.
 

 
س1 :  سيدنا هل لنا نعرف شيئاً من سيرتك الذاتية؟ دراساتك؟ خدمتك الكهنوتية؟ مهمتك الان كمعاون للبطريرك السريان الكاثوليك؟

الجواب : اولا أبدا بتوجيه الشكر لك يا صديقنا يوحنا على رغبتك في اجراء هذا اللقاء . وثانيا أحب أن اثني عليك لاهتمامك بقضايا شعبك ومستقبله وهمومه وانت متغرب في "تلفات الدنيا" كما يقال، في كعب القارة السادسة .
أما عن سيرتي الذاتية: فأنا من مواليد قره قوش / بخديدا في 25/10/1938. كانت دراستي الأبتدائية في مسقط راسي قبل ان اقصد معهد مار يوحنا الكهنوتي وأتم دراستي الفلسفية واللاهوتية في معهد مار يوحنا الحبيب بالموصل. رسمت كاهنا في 10 حزيران 1962 على يد المثل الرحمة المطران عمانوئيل بني، سلفي على أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك. ومنذ اطلالة حياتي الكهنوتية ومع زملائي نعمان اوريدة وبيوس عفاص وجاك اسحق اسسنا جماعة كهنة يسوع الملك الكهنوتية... وبدات رسالتي الكهنوتية في الموصل... مع الشبيبة والأخويات والتعليم المسيحي للناشئة وتقديم الخدم والمواعظ في مختلف الكنائس وفي زيارة المرضى في المستشفى.. وخاصة كانت رسالتي في ربوع مجلة الفكر المسيحي التي اسسها كهنة يسوع الملك في سنة 1964. بين 1977 و1979 تخصصت في دراسة علم الأجتماع في جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا وقدمت اطروحتي بعنوان "المسالة الدينية في المجتمع العربي". رسمت مطرانا على أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك في
 9 /12/1999 . وفي ايار 2011 التحقت ببيروت كمعاون بطريركي لغبطة بطريركنا مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الذي قام باول زيارة له لاستراليا في شباط الماضي.
  
س2 :  بإعتبارك احد مؤسسي مجلة الفكر المسيحي التي تعد الان  احدى اشهر واقدم مجلة مسيحية دينية في العراق وربما في الشرق الاوسط. هل تستيطع اعادة ذكرياتك وتتحدث لنا عن هذا المشروع ؟ كيف ولدت الفكرة؟ ماذا كانت المعوقات في ذلك الوقت؟ ماذا كانت الاولويات في سياسة المجلة؟ وما هي المواضيع الذي تتمنى تهتم ادارتها الجديدة من اباء الدومنيكان به؟
الجواب : انك تثير فيّ فيلم تاريخ أغزر ذكرياتي عطاء. الأهتمامات الفكرية والاعلامية رافقتنا منذ دراستنا في المعهد،  زميلي الأب بيوس عفاص وأنا، وعندما اسسنا جماعة كهنة يسوع الملك في الموصل منذ فجر حياتنا الكهنوتية في ايلول 1962 راودتنا فكرة اصدار دورية مسيحية في العراق مفتوحة الى كافة المسيحيين. سيما وكانت قد غابت عن الساحة العراقية اية دورية مسيحية منذ انقلاب 1958.  فانبثقت  سلسلة الفكر المسيحي، على غرار أمسيات الأحد اللبنانية.
وكانت "السلسلة" كراسا دوريا شهريا يعانق مواضيع تربوية وكنسية ولاهوتية واعلامية يتوجه الى العائلة المسيحية والى الشبيبة. وتطورت "السلسلة" بعدد صفحاتها وبالأخبار والأفتتاحية.. الى أن اصبحت "مجلة الفكر المسيحي" في 1971 ، دورية شهرية مع عدة ابواب ومنها الأخبار، ذات طابع ثقافي توجيهي. وكان رئيس تحريرها الاب بيوس عفاص، والأب نعمان مديرا للأدارة، وأنا نائبا لرئيس التحرير. وفي غياب الأب بيوس عفاص للدراسة العليا التخصصية في الصحافة في بلجيكا، استلمت انا رئاسة تحريرها من 1974-1977. وبعد عودته طرأ التحول الكبير في حياة المجلة، اذ أصبحت مجلة اعلامية من طراز ممتاز، من دون ان تفقد هويتها المسيحية التثقيفية. ولكنها آثرت الاسلوب الأعلامي الصحفي الموضوعي الحر تاركة الحكم للقارىء، ودعمت المقال والبحث والتحقيق والخبر والطاولة المستديرة وبالصورة المعبرة. وكان كل عدد يحمل ملفا مركزيا يبحث طرحا فكريا او واقعا معاشا او تحقيقا صحفيا عن بلد أو كنيسة ما، والكل  مدعوم بالصورة والأحصائيات والخرائط. ولاقت انتشارا واسعا بين مسيحيي  العراق، من مختلف الطوائف، وكان من بين قرائنا اخوة مسلمون كثيرون من الأوساط المثقفة والمنفتحة. ذلك ان "الفكر المسيحي" ارادت ان تكون مجلة الفكر المسيحي المنفتح والحوار البناء والمواطنة المتكافئة والأيمان الملتزم في الحياة، وليس منشورا ينطق باسم طائفة او مؤسسة او سلطة كنسية معينة. مع بقائها ملتزمة بانتمائها. والأنتماء لا يعني انغلاقا او اكتفاء بالذات.  
الصعوبات كانت متاتية بالدرجة الأولى من  ايجاد كتّاب . ومع ذلك نعتز أن  تكون الفكر المسيحي قد اصبحت على ممر السنين مدرسة، كما قال احد كتابها الدائميين، لتدريب الكتاب والمفكرين.
أما الخط الذي اتخذته المجلة فكان منذ البداية بحسب الاولويات التالية: 1. كنيسة العراق 2. القضايا المسكونية والخط الوحدوي 3. حياة الكنيسة في العالم 4. قضايا التحرر والألتزام المسيحي في العالم . الأسلوب: اسلوب حر في التعبير ولكن ملتزم، همّ التوعية المتدرجة وليس الهجومية، خلق تيار فكري ومسيحي ملتزم ضمن الكنيسة: ملتزم في حياة الكنيسة وملتزم ضمن الوطن.
 


س3 :  هل تظن قدمت هذه المجلة او شاركت في تثقيف الجيل الحاضر او الماضي خاصة انها الان عبرت يوبيلها الذهبي اي نصف قرن من عمرها ؟ ما الذي كنتم تتمنون تحقيقه ولم يتحقق نتيجة امور خارج ارادتكم  حينما كانت تحت ادارتكم ؟

الجواب : بشهادة قرائها السابقين والحاضرين نجحت الفكر المسيحي في أن تبني تيارا فكريا ملتزما وواعيا لدور الكنيسة في حياة العراق وضمن الكنيسة الجامعة. ولقد كان نيلها الجائزة الذهبية من الأتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة عام 2005 مؤشرا الى الدور الذي لعبته الفكر المسيحي على الساحة العراقية والشرق الأوسط كمجلة ملتزمة منفتحة ورائدة. أما في باب الطموحات فكنا نتمنى ان تستمر مجلة "الفكر المسيحي"  في رفد الفكر المسيحي العراقي بادوات التحليل والمبادرة والكتابة الملتزمة عن طريق مزيد من الحوارات الفكرية والصحفية والتحقيقات والمعالجات والطاولات المستديرة. ولربما كان أحد أحلامنا خلق مركز للدراسات والأبحاث الفكرية والأجتماعية والكنسية تساعد في اقامة مبادرات اعمق واوسع لتجسيد رسالة الكنيسة العراقية وقراءة آفاق مستقبل المسيحية  في بلادنا وبناء قواعد أمتن من العيش  المشترك بين المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط.  

س4 :  سيدنا  انت الان  معاون البطريركي لكنيسة السريان الكاثوليك. واعتقد عبرت عقد السبعينات، ما هي نشطاتك الثقافية في مجال الكتابة؟ تحدث لنا عن جولاتك الثقافية في اوربا خاصة فرنسا واستراليا؟
الجواب : الى جانب التزاماتي كمعاون تحت تصرف غبطة أبينا البطريرك ، أعطيت الجانب الثقافي الأولوية في اهتماماتي خلال هذه الفترة من  خلال الكتابة والترجمة  والمحاضرات واللقاءات الأعلامية . فلقد صدرت لي في السنتين الأخيرتين كتب معربة عن الفرنسية نشرها مركز الدراسات الكتابية في الموصل، منها: الخطوات الأولى للمسيحية في الشرق الأوسط، سفر  الرؤيا. كما صدر لي كتاب "من البيدر العتيق" وهو كتاب توأم مع كتاب "ثلاثون عاما مع القلم" للأب بيوس عفاص صدرا بمناسبة يوبيلنا الكهنوتي الذهبي. ولي كتابان مترجمان تحت الطبع: "الدليل الى قراءة العهد الجديد" و "أسلّم لك ذاتي".
 وصدر لي كتاب آخر باللغة الفرنسية عنوانه "حتى النهاية" JUSQU’AU BOUT   (صدر عن دار نشر  ( NOUVELLE CITE   الفرنسية وهو حوار طويل مع صحفي فرنسي، يتناول جانبا من السيرة الذاتية والنشاة في مسقط الراس والدراسة، ثم يتبسط الحوار حول وضع المسيحيين في العراق على ضوء التحولات والعنف الدائر منذ الأحتلال الأميركي للعراق، وعلى ضوء الظروف الواقعية التي تهدد الوجود المسيحي في ارض اجداده بسبب العنف الأعمى الدائر والهجرة الناجمة عنه، كما يتناول جوانب العيش المشترك الذي دابنا عليه، مسيحيين ومسلمين، في هذه الأرض الطيبة، وهي ارثنا التاريخي المشترك، شئنا أم ابينا، شاء البعض أم ابوا! كما يتناول الكتاب العلاقات بين الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية في شهادتها المسيحية ووجودها في الشرق الأوسط وفي بلاد الأنتشار، وعلاقة الكنائس الكاثوليكية الشرقية مع روما.
وعلى هامش صدور هذا الكتاب، دعتني دار النشر التي عنيت بنشر الكتاب في فرنسا ومنظمة "مبرة الشرق" التي ساندت طبعه، على دفعتين، للقيام بجولتين مكوكيتين في أرجاء فرنسا وسويسرا في الربيع والخريف الماضيين، لألقاء سلسلة من المحاضرات في الكنائس أو القاعات والمكتبات العامة، او الجامعات الكاثوليكية، ولأجراء لقاءات صحفية واذاعية وتلفزيونية حول مسيحيي الشرق وامكانيات وتحديات العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين في هذا الشرق المشترك بيننا. وقد نال الكتاب الجائزة الأدبية لعام 2012 من "مبرة الشرق" سلمني اياها شخصيا نيافة الكردينال فانتروا رئيس اساقفة باريس، في غضون القداس الأحتفالي السنوي للمبرة الذي اقامه سيادة المطران أنطوان أودو مطران حلب للكلدان في كاتدرائية نوتردام في باريس نفسها. وهناك ترجمة عربية للكتاب تحت الأعداد.
الى جانب ذلك اشتركت في مؤتمرات دولية مختلفة والقيت في بعضها مداخلات او محاضرات حول مسيحيي العراق والشرق، وحول امكانيات وتحديات الحوار الحياتي بين مسيحيي الشرق ومسلميه.

س5 :  في الاول من شباط  من هذه السنة 2013 تم انتخاب صديق ورفيق لك على سدة البطريركية لكنيسة الكلدان الكاثوليك الا وهو غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو الكلي الطوبى.  برأيك ما هي الاولويات التي يجب ان يعمل عليها ونحن في بلد لهيب حريقه  لازال يقوى يوما بعد يوم، والهجرة تنخر جسد الكنيسة المادي كما حصل في الحرب العالمية الاولى او في زمن تيمورلنك او في شابور في الاضطهاد الاربعيني؟ هل ترى هذه الهجمة  هي الاقوى منهم جميعاً؟، هل هذه نهاية المسيحية في الشرق كم حصل لنا في الدولة  العثمانية وايران قبل قرن؟
الجواب : اسئلتك طويلة ومتشعة يا يوحنا. ولكنها غنية ايضا بالمبطنات.
غبطة البطريرك ساكو أخ وصديق  و"رفيق جهاد" حقا كما وصفني في كلمته في الأمسية التي نظمتها خورنة حافظة الزروع في ملبورن يوم الأربعاء 15 أيار المنصرم. لقد عملنا سوية في كنائس الموصل ومع شبيبتها ومثقفيها لسنوات طويلة، وقد أخذت محله في كنيسة أم المعونة لتأمين القداديس بالطقس الكلداني أكثر من مرة لدى غيابه في سفر أو مؤتمرخارجي. وعملنا سوية في ظروف قاسية ومؤلمة بعد 2003 وقبل انتقاله مطرانا لأبرشية كركوك.
أنا 100% مع البطريرك ساكو عندما لا يريد اقحام المؤسسة الكنسية في الشؤون السياسية والقومية، فهذه من نطاق العلمانيين ويجب احترام طبيعة عمل السياسيين واستقلاليته عن عمل الكنيسة، واستقلالية القرار الكنسي عن التاثيرات والتحالفات والتوجهات السياسية. من جهة ثانية أؤيد نهجه في تنظيم البيت الداخلي واعادة الحيوية الى المؤسسات والهيئات الكنسية وتفعيل طاقات  الشهادة الكنسية من حيث التجدد الروحي والأيماني والألتزام الأنجيلي واعطاء العلمانيين والشبيبة دورهم الفاعل في حياة الكنيسة ...ومن ثم  فتح افاق التوحيد والوحدة بين جناحي كنيسة المشرق... وتفعيل ومضاعفة مجالات العمل والشهادة المشتركين بين الكنائس الشرقية الكاثوليكية فيما بينها، كما اوصى سينودس الأساقفة من أجل مسيحيي الشرق الأوسط المنعقد في روما في تشرين الأول 2010 تحت شعار "شهادة وشركة"، وقد سلمنا وثيقته الرسمية البابا بندكتس السادس عشر في لبنان في ايلول الماضي.
لن استرسل، يا يوحنا، في ماساة شعبنا على مرّ العصور، وفي الحرب العالمية 1914-1918 خصوصا، في استئصال وجوده في قسم من ارضه التاريخية جنوبي تركيا، ولكني اقول لك اذا استمر الفكر التكفيري الدخيل الحالي والذهنية الفوقية المتجاهلة لمبدا الشراكة في الوطن الواحد والتكافؤ في الأنتماء الوطني والمساواة في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن الأنتماء الديني او القومي، والأرهاب باسم الدين وتحت غطائه وما ينتج عن كل  ذلك من عنف وقتل، سيستمر دفع أبناء وبنات شعبنا الى الهجرة وتفريغ بلادنا المشرقية من مسيحييها. أنا لا أنكر أن الغرب السياسي، وفي غفلة أو يقظة من سياسيينا المنشغلين في صراعاتهم الدامية من أجل السطلة والأستحواذ والمال،  يراعي هذا الغرب الدولار والنفط على حساب شعوبنا، ويستمر يضرب التناقضات الأجتماعية والطائفية والدينية الداخلية في بلادنا ببعضها، مزودا اياها بالسلاح والدعم اللوجستي كلما ضاقت به أزماته الأقتصادية وتحالفاته الستراتيجية.

س6  : خلال الفترة القصيرة من تولي غبطة البطريرك ساكو سدة البطريركية، قدم بعض افكار وقام ببعض الخطوات العملية من اجل اعادة اللحمة بين الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكنيسة المشرق الاشورية الكاثوليكية. خاصة في اللقائات التي جرت في سدني وملبورن وانت كنت احد الحاضرين في هذه المناسبات. ما هي رؤيتك كمعاون بطريركي لكنيسة السريان لمسار الوحدة بين الكنائس الشرقية بطرفيها الكاثوليكي والارثذوكسي؟ هل خياري ام ضروري ام حتمي؟
الجواب : لن أدخل في تفاصيل "الخطوات العملية من أجل اعادة اللحمة بين الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية"، فتلك مسألة داخلية يتدارسها سينودسا الكنيستين الشقيقتين. ولكني أوضح بأن الوحدة بين الكنائس الشرقية، بأطرافها الكاثوليكية والأرثوذكسية، ضرورية حتما، ولكنها تأخذ اشكالا مختلفة ومتدرجة. فهناك الزيارات المتبادلة بين الأقطاب الكنسيين، والمشاركات الطقسية الليتورجية، واللجان المشتركة لتنسيق العمل الراعوي والأنساني والأنشطة الشبابية، وهناك تبادل الخبرات والأساتذة والتلامذة في المعاهد  والجامعات وسمنيرات التنشئة الكهنوتية، ونشر الدراسات  والتحقيقات للتراث الكنسي والروحي والصوفي المشترك، وهناك البحث عن طرق عملية لتوحيد الأدارات الكنسية المزدوجة المفتعلة... وما الى ذلك من كل أوجه التكامل بين جناحي الكنيسة الواحدة، على الصعيد الفكري والتطبيقي.  
 
س7 :  اعتقد هذه الزيارة الرابعة  او الخامسة لك لمدينة ملبورن، وانت شاهدت ولمست واجتمعت وخالطت مجتمعنا في هذه المدينة بكفاية. ماهي الايجابيات وماهي السلبيات التي وجدتها في مجتمعنا المسيحي في المهجر او على الاقل في هذه المدينة؟ ماهي نصائحك لنا في المهجر؟
الجواب : انها زيارتي الخامسة لهذه المدينة التي احببتها، لأني احببت أبناءنا فيها. أجل لقد التقيت في مختلف هذه الزيارات بأبناء شعبنا من الكنائس المختلفة، ومن اتجاهات فكرية وثقافية متنوعة ايضا. وما وصفته بـ "النصائح" أرتبه على النحو التالي، وقد يهمّ ليس احبابنا في ملبورن، بل في كل ارجاء بلاد الأنتشار:
1.    كونوا أمناء للقيم الأيمانية والعائلية والأخلاقية التي جلبتموها في قلوبكم من تراث بلاد الأم يوم قدومكم الى هذه البلاد.
2.    كونوا أمناء وملتفين حول كنيسة آبائكم، هنا تجدون هويتكم الثقافية والتاريخية، من دون أن تنغلقوا فيها وتتحجروا . وعوض ان تكونوا خرافا فيها، طالبوا بأن تكونوا فعلة فاعلين فيها، ومشاركين في تطوير قدراتها وابداعاتها.
3.    كونوا أمناء لقوانين البلاد التي استقبلتكم  واحملوا الولاء الخالص لها، هي التي منحتكم ما يحتاج اليه كل انسان: السلام والأمان، الحرية، الحقوق والواجبات المتساوية، الكرامة والأحترام، العمل.
4.    اعرفوا أنكم، اذا ساقتكم الاحداث الى الهجرة الى هذه البلاد، فأنتم تحملون رسالة الأنجيل والكنيسة اليها. أنتم مبشرون فيها لقيم المسيحية التي تعيشونها وتتكلمون بها ايضا اذا اقتضى الأمر. كنيسة هذه البلاد تحتاج الى شهادتكم، انتم المسيحيين الشرقيين، لتطعموها بأمانتكم للمسيح ومحبتكم للكنيسة وخبرتكم في عيش الأيمان مع مواطنين ليسوا من دينكم.
5.    على رعاة الكنيسة والمربين والأهل البحث سوية وبجدية وتخطيط للمستقبل لمواكبة احتياجات  تنشئة الشبيبة الأيمانية والتربوية، باسلوب ولغة تفهمها وتتفاعل معها هذه الشبيبة. فالمشروع، على ضرورته للحفاظ على ابنائنا ومستقبل كنائسنا الشرقية في هذه البلاد، ليس سهلا، بل هو صعب ويتطلب جهودا اشتثنائية لاكتشاف لغتهم وطرق الوصول الى اهماماتهم ، لاسيما  الذين ينشأون هنا في المهاجر مع ذهنيات الغرب والحريات الشخصية.
6.    أخيرا: على مسؤولي الكنائس الأم أن يحسنوا اختيار واعداد الكهنة الذين يعملون في بلاد الأنتشار، ويتبعوا دورات خاصة في التهيئة الأجتماعية والثقافية والراعوية والأنسانية. وأن يكون تعيين كاهن في ارسالية الأنتشار خاضعا لضوابط ومرجعية بطريركية واضحة، فلا يشعر وكأنه متروك لحاله، لا أحد فوقه، ولا احد بعده. ذلك أن كنيسة الأنتشار تضاهي اليوم كنيسة الاوطان، أهمية وعددا، ولربما في بعض الاماكن أصبحت أكثر عددا منها.        



س8  : الوطن العربي  لا يزال يمر في ربيع دامي لا احد يعرف الهدف منه او موعد نهايته ولا كلفته من الارواح والممتلكات. وشظايا هذا الربيع  بدأت تقترب من وطنا العزيز العراق وكلنا يعرف العراق اصبح على وشك الانحلال او التقسيم من جراء الصراعات الطائفية والاقل\يمة والدولية خلال العقد الاخير و النظام السابق، ونحن كمسيحين  دفعنا الثمن الاغلى، بعد شهدائنا  كانت الهجرة القسرية ومن ثم خطر الذوبان في الدول الغربية ونهاية هويتنا كقوميات او كشعب مسيحي واحد تابع للكنيسة الشرقية.. ما هي رؤيتك لخلاص هذا الوطن الجريح من براثين الموت ؟ هل بقى هناك امل بعد  جريان انهر عديدة من الدماء البريئة  بدون ضرورة او سبب؟

 
الجواب : ما يخرج بلادنا من المأزق الكثيرة التي لا تني تزج فيها ذاتها فتتدحرج في التخلف والعنف والدمار الذاتي هو :
اولا : ان تتخطى الفكر الديني السلفي الذي يظل يزج فيها في الماضي ويجعلها تبني حاضرا ومستقبلا لا يشبه الأنسان، بل يمسخ الأنسان في نظريات هي بالأحرى فتاوى سطحية لا تمس جوهر الأنسان ابدا، بل تستعبد حرية الأنسان في حلال وحرام لا ينتهيان،  وتسلم مقاليد حياتها لأناس استغلوا الدين لمآرب سياسية ، واستغلوا السياسة للوصول الى فرض أعراف وسلوكيات لا تمت الى الدين بشيء.
ثانيا: ان تتجاوز بلادنا الأنتماء الديني او القومي او العرقي أو العشائري أو الطائفي لتبني أوطانا لجميع المواطنين، وليس لفئات دون فئات. فيشعر المسيحي في العراق انه ابن العراق وللعراق، وليس مشروع هجرة أو تهجير ،  ويشعر الشيعي انه ابن العراق وللعراق، وليس ابن امبراطورية من صدر التاريخ. ويشعر السني انه ابن العراق، وللعراق، وليس مشروعا لخلافة ما في مكان آخر. ويشعر اليزيدي أو الصابئي أو الشبكي أنه ابن العراق وللعراق. ويشعر كل مواطن أنه ليس أكبر أو أصغر من المواطن الآخر، ولا أنه يملك حقوقا لا يملكها الآخر. ويتم ذلك كله في الواقع المعاش عندما يعطي الدستور والقانون والعقلية الشعبية والمنطق السياسي حقوق كل مواطن وكل منطقة على مبدا المساواة والتكافؤ وتطوير البلد،وليس من مبدا المحسوبية أو كسب الأصوات اللأنتخابية، أو تفضيل منتم الى هذا الدين دون ذاك.
ثالثا:  أما شعبنا المسيحي: فقضيته لا تحل في الهجرة، وليس من حل حقيقي أخر سوى باعطائه  حقوقه المواطنية بالمساواة مع سائر المواطنين، والكف عن ملاحقته في حياته ومصالحه ووجوده وكأنه كأئن هامشي أو لاجىء عند حماة الذمة أو حلقة زائدة في عقد  الوطن. فاذا قبل شخص مسيحي مطارد في استراليا، أو هاجرت عائلة مسيحية منكوبة الى أميركا، أو استقبلت السويد قافلة من المهددين المسيحيين بحياتهم وكرامتهم بعد أن سلبت بيوتهم ولوّحوا لهم باعتناق الدين الآخر للنجاة... فنقول: شكرا للدول التي فتحت اذرعها لهم. ولكننا  نضيف: هذا حلّ جزئي. أما الحل الحقيقي فهو في تغيير القوانين والذهنية في بلادنا، العراق وسوريا ومصر والخليج وتركيا وايران و...و...و لتعامل المسيحي، فردا وجماعة، كما تعامل المواطنين الآخرين المنتمين الى الأكثرية، في المساواة والأحترام.
رابعا: أخاطب المسيحيين ابناء شعبنا الذين دفعتهم الظروف والعنف والتهجير والتجاهل والتهديد الى بلاد الأنتشار أن يبقوا أمناء لتراثهم ولكنائسهم ولغاتهم الأم ويعمل مثقفوهم وقياداتهم الروحية والمدنية على احياء هذا التراث (باللغة العربية كما بالسريانية)  بالأنشطة الثقافية والأجتماعية والفنية والمعارض والمحاضرات والصحافة والنشر بما يحفظ تراث الأوطان حيا عندهم، وكذلك بتنظيم السفرات السياحية والعودة الى الأوطان، الى  الجذور.  
 
 
س9  : سيدنا هذه مجموعة اسئلة قصيرة الاجوبة  نتمنى ان تجيب عليها
•       ماهو اول مقال لك واين نشر؟

الجواب : مقال عن الأخوية المريمية طبع في لبنان وانا بعد تلميذ في المعهد الكهنوتي سنة 1961  وقد نشر من دون أن يمر بادارة المعهد، كما كان يلزم.
•       ما هو الموقف الاكثر احراجاً مررت فيه؟
الجواب : عندما خطفت سنة 2005 وواجهت الموت والذبح.•  
•       ما هي اللحظات الاكثر خطورة مرت عليك اثناء خطفك وكيف استطعت مجابهتها؟
الجواب : عندما وضع السكين على رقبتي وضغط المختطف على رقبتي قائلا: باسم الله الرحمن ...وطلب الي قول شي لذويّ كآخر رسالة لي فقلت بهدوء: أقدم تضحية حياتي من اجل سلام العراق ولكي يضع ابناؤه، مسيحيين و مسلمين، يدهم بيد بعضهم ويبنوا هذا البلد. هذا ما عندي.•
 
•      ما هو الكتاب الذي دائما تحب تتقلب صفحاته وتقرأ او تشرب من افكاره؟
الجواب :  الأنجيل•    
•        ما هو اللون الافضل لك والى ماذا يرمز له؟
الجواب : اللون الاحمر. يرمز الى الشهادة والحب، وكلاهما هبة الذات•  
•        ما هي الانشودة التي ترتلها دائما في اوقات النشوة لوحدك؟
الجواب : نحن والقمرجيران•    
•        من هو مثالك من القديسيين والفلاسفة والمصلحين؟                                        
الجواب : القديسة تريزيا الطفل يسوع وشارل دي فوكو والفيلسوف سقراط  والحلاج      
س10 هل من كلمة اخيرة لقراء موقع عنكاوا كو م.
الجواب : كل الكلمات قيلت. واذا كان لا بد من كلمة فهي: الله محبة ومن أحب اخاه فهو من الله



 
 
 
 
 
 
 
 


282
رسالة مفتوحة الى سيادة المطران مار باوي الجزيل الاحترام

سيادة المطران مار اشور سورو باوي الجزيل الاحترام
بعد التحية
في الاونة الاخيرة ومن بعد تولى غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاولى ساكو الكلي الطوبى سدة البطريركية للكنيسة الكلدانية قبل بضعة اشهر، ومن بعد ان رفع شعار ( الاصالة ، الوحدة ، التجدد)، وبعد ان بدأت مسيرة الكنيسة تتحرك ملهمة بهذه الشعارات لا سيما التقارب الذي حصل مؤخرا بين الكنيستين الكلدانية والاشورية في استراليا كتطبيق عملي لدعوته.  ظهرت مقالات ورسائل ودعوات ايجابية  عديدة تدعم وتبارك خطوات ابينا البطريرك ساكو تثني شجاعته ونظرته الموضوعية.

 في نفس الوقت، استفلح  هذا الامر لدى العديد من الكتاب من ذوي الشعور القومي المتعصب البعيد عن المنطق من بين ابناء كلا الكنيستين الكلدانية والاشورية فكل واحد يكتب وكأنه هو المفكر الوحيد يستحق رأيه للاخذ به وكأن امته اثمن من كنيسته او سيكون لامته البقاء من دون الكنيسة وحماية اللغة.

 بعض من هذه المقالات خرجت من الاصول وادب المخاطبة لغبطة البطريرك، والتي لاقت استهجان من قبل الجميع والبعض الاخر يراقبون كل كلمة او خطوة يقوم بها ليمطروا المواقع الالكتورنية بمقالات غير مجدية، مصرين على طريقة تفكيرهم غير المنطقية بل متناسين الماضي المرير الذي مرت فيه الكنيسة الشرقية (بكل اطرافها)  والحاضر المؤلم واخطاره المحدقة.

  يتصورون انهم غير قادرين على العيش خارج الكهف ولا يستطيعون ان يتمتعوا بالنور المشرقي الاتي من الحقيقة الموضوعية، ولا يدركوا او لا يشعروا بالخطر المحدق والمرحلة العصيبة التي تمر فيها المسيحية الشرقية وشعبنا الهالك من جراء الحروب الطائفية والمذهبية في المنطقة .

سيادة المطران مار باوي  المحترم ، سبق لي  كتبت مقال عن قضيتك قبل خمس سنوات او اكثر  تحت عنوان " هل سيصبح  مار باوي سورو مارتن لوثر كينك* للكنيسة الشرقية؟!  على الرابط التالي : http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=164988.0
 
حينها اتصل احد الاصدقاء من الكلدان  والذين هم اشد المدافعين عنك اليوم يستفسر عن فحوى او الهدف  من الموضوع، في نهاية حديثنا طلب مني حذفه او تغير بعض العبارات فيه، لكنني رفضت لانني كنت اعني ما اعنيه!!.

 وانا شخصيا  التقيتكم قبل اكثر من سنة  في ابرشية مار توما الرسول الكلدانية في سدني واستمعت الى وعضتك هناك وكذلك استمعت اليك  من خلال المقابلات الاذاعية سابقا . ما اعنيه لدي معرفة لا بأس بها عنك.

 سيادة المطران باوي ها هي الايام تعود من جديد لتظهر قضيتك بقوة امام قيادة كلا الكنيستين، بل لتضعك انت شخصيا  في امتحان صعب و امام مسؤولية ايمانية نادرة لا ينجح فيها الا القليلين.

 نحن نعلم انك الان احد اعضاء الكنيسة الكاثوليكية في روما، وقبلت فيها ولك الحق في مممارسة ايمانك فيها، وفي نفس الوقت تقوم بممارسة نشاطاتك الروحية داخل ابرشية مار بطرس الرسول الكلدانية  في ولاية كليفونيا مع سيادة المطران سرهد جمو الجزيل الاحترام وتنتظر قرار سينودس الكنيسة الكلدانية منذ اربعة سنوات.

انت ايضا  على علم بما جرى ويجري من المخاطبات بين اعضاء  سينودس الكنيسة الكلدانية حول قضيتك، وعلى علم ما يكتبه مؤازيك من الكلدان او الاشوريين وفي نفس الوقت تقرا ما يكتبه  المعارضين والمعتدلين من كلا الطرفين.

انها دعوة وطلب شخصي مني اليوم وبدون ايحاء من اي شخص ، بل كإنسان مسيحي مؤمن و ابن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المشرقية العريقة، ان تُجسد خطوات القديس مارتن لوثر كينك السلمية في قضيتك. لانني اشعر شخصيا هناك بوادر غير حميدة بسبب قضيتك ستترك اثرها على مسيرة الكنيسة الكلدانية لا سيما في قضية الوحدة التي تجددت على يد غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو بين الكنيستين الهدف الذي كنت انت دائما تنشده بنفسك حسب علمي.

نعم اطلب منك حمل صليبك من جديد من اجل احبائك  كما حمل فادينا المخلص يسوع المسيح الصليب من اجل خلاص احبائه من الخطيئة والانانية والكبرياء .

ان تتريث المطالبة في البحث عن قضيتك وتطلب من من مؤازيك التريث لفتح الطريق امام حوار بين بطريك كلا الكنيستين واعضاء سينودهما، لعلها تصيب وتحقق المعجزة وتلتحم كلا الكنيستين معا  ومن ثم الاتحاد مع الكنيسة الجامعة روما كعلامة منا جميعا نسيرونلتزم بوصاياه والا بخلاف ذلك نكون في تناقض مع تعليم المسيح نفسه وما تعلمون وتبشرون به انتم وكافة ابائنا الاكليروس هو مناقض لروح المسيحية.

 تعطي فرصة اخرى لعل العملية الغريبة لجسد واحد بثلاثة روؤس تبدا بخطوتها الاولى وتنتهي برأس وجسد واحد كما طلب المسيح نفسه لاحقاً ان شاء الله.

كما ارجو ان تنصح الكتاب الكلدان المؤازين لقضيتك ان لا يتهموا بطريرك كنيستهم بالخيانة والدكتاتورية احيانا من اجل قضيتك، لان امام غبطة البطريرك اولويات اكبر منها مثل مصير المسيحية في العراق والشرق الاوسط حسب رؤيتي  واعتقد انت بنفسك لا تقبل ان يحيد عن هذه المهمة او يؤجلها  في هذه المرحلة الصعبة.
ننتطر جوابا من سيادتكم لهذه الدعوة التي اظن الكثير من ابناء شعبنا  يؤيدونها.

في الختام اتمنى لك الصحة والموفقية وكل العطيا ومواهب الروح القدس كي تشجعك وتقوي من ايمانك بل تغربل ايماننا وافكارنا جميعا من الشوائب الغريبة.


يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
1 حزيران 2013

283

البطريرك ساكو يقول: الاتحاد لا يعني يكون لجميعنا بدلة واحدة متشابهة

بقلم يوحنا بيداويد
ملبون/ استراليا
الجميعة 17/5/2013


ملاحظة مهمة جدا
المقال يعود لي شخصيا  وليس لغبطة البطريرك، هذا ما انا سمعته او فهمته من كلامه لربما يكون هناك شيء اخر مهم لم اذكره فأنا اعتذر عن اي نقص او اختلاف.  ولكن لمن يريد يعرف الحقيقة ويسمع منه شخصيا ليسمع المقابلة على الرابط في ادنى المقال.


 ازال غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية على كرسي بابل في مقابلة تلفزيونية نادرة مع الصحفي المعروف ولسن يونان لاذاعة اس بي اس الاسترالية - البرنامج الاشوري وكذلك في لقائه مع الجمعيات والاندية الكلدانية والاحزاب ومؤسسات شعبنا يوم الاثنين الماضي (13/5/2013) وايضاً اثناء لقاءاته الاخرى العديدة في مدينة ملبورن  الغموض والتأويل الخاطيء الذي اعطاه بعض الكتاب غير الموضوعيين عن بعض قضايا مهمة ومصيرية للكنيسة تحدث عنها سابقا اوفي مدينة سدني اثناء زيارته الرعوية الاولى لاستراليا التي تناولتها اقلام هؤلاء الكتاب بشيء من قصر النظر وغير المسؤولية. من اهم هذه المواضيع التي اصبحت واضحة التي لا تقبل الشك بعد الان هي:-

اولا- نقد الكنيسة
حرية التعبير عن الراي والكتابة، غبطة البطريرك اكد بضوح انه مع الكُتاب في نقدهم لمسيرة الكنيسة وكرسي البطريركية ولن يطالب بتوقفهم، لكن يطلب منهم ان يكون نقدهم موضوعي وعلمي وصادق ويكون هدفه البناء وليس التشويه للموضوع و احيانا الكذب، ضرب مثالا كيف تم اخذ عنوان كتابه ( اباؤنا السريان) فقط دون التطرق على محتوى الكتاب والقضية التي عالجها او عن من وعن ماذا تحدث الكتاب؟ وفسرت على اساس انه نكران او تنازل عن كلدانتيه واصبح سريانيا.

ثانيا- كلدانيته
اكد اكثر من مناسبة و في هذه المقابلة ايضاً وكذلك في اللقاء في مدينة ملبورن انه كشخص او كفرد كلداني ابن كلداني لا يحتاج هذا الموضوع الى التاكيد او التوضيح اكثر ولا يستطيع في كل حديث يحمل لافتة  يضعها امامه  ليعلن انه كلداني، لكنه وضح غبطته انه اليوم في موقع  بطريرك الكنيسة الكلدانية التي تحتوي على كثير من المؤمنيين غير الكلدان هل هذا يعني انه ليس بطريرك كنيستهم اوعليهم الخروج من الكنيسة لانهم ليسوا مثله كلدانيين. ثم ان مهمته كبطريرك اعلى مرتبة في الكنيسة هي ادارة الكنيسة المسيحية الاهتمام بشؤون الايمان لدى ابناء كنيسته وليس ادارتها كحزب  قومي او مؤسسة قومية، هناك اختلاف بين القومية والمسيحية يعرفها ابسط متعلم ، القومية شيء ذاتي  يقود في اغلب الاوقات الى الانغلاق والتعصب بينما المسيحية رسالتها الانفتاح الى الاخرين ونقل البشرى الى الامم والشعوب وتعليمهم الايمان المسيحي الذي لا يميز بين جميع البشر. فهو لا يستطيع ان لا يقدم الخدمة لمن يدق بابه سواء كان كلداني او غير كلداني، مسيحيا او غير مسيحي فرسالته ملزمة بتقديم الخدمة لاي انسان يطلب منه مساعدة .

ثالثا-  قضية مار باوي
اكد غبطته ان قضية المطران مار باوي سورو هي تحت الدارسة والبحث لايجاد حل لها مقبول من كلا الكنيستين ومن ناحية القانونية والكنسية وكذلك من ناحية تاثيرها على العلاقات الاخوية بين الشرقية الاشورية كنيسته الاصليه . وان قرار قبوله في الكنيسة الكلدانية  يعود للسينودس الكلداني وليس لوحده فقط . لكن مار باوي كمؤمن له فعلا الحق في الذهاب او الالتحاق باي كنيسة يرغب بها.
  
رابعاً- الاتحاد مع الكنيسة الشرقية
 الاتحاد بحسب غبطته ليس معناه ان يكون لجميعنا بدلة واحدة متشابهة ، الاتحاد هنا جاء بمفهوم اخلاء الذات من اجل مصلحة المسيحية والكنيسة وايمان ابنائها .كما ان الكنيسة الشرقية كانت واحدة  لقرون طويلة خاصة الذين كانوا في المملكة الفارسية. الاختلاف الذي حدث نتيجة المجامع المسكونية الستة الاولى لدى اجدادنا لم يكن شيئاً جوهرياً بل مظهري ولفظي من جراء صعوبة لفهم المصطلحات الفلسفية وتعابيرها بين كلا الحضارتين الاغريقية والشرقية. اليوم لا يوجد اي اختلاف جوهري من  ناحية العقيدة الايمانية لكن هناك تراكمات جاءت من الغرباء علينا بسبب حكمهم ، بكل سهولة نستطيع ازالة هذه الاتربة ونعود الى اصالتنا مع  اجراء التجدد الضروري الذي يلزمه العصر حيث يعيش الانسان من جراء التقدم الحضاري والثقافي للانسان وضع جديد ، الوحدة بين الشعب موجودة، الحواجز هي عند قيادة الكنائس فقط، فالامر متوقف عند قرارهم وليس عند قرار الشعب، ان ارادوا الاتحاد فلا هناك مانع لاهوتي عقائدي متوفر وكذلك الشعب لم يمانع ابدا كما ظهر من خلال المحاولات السابقة. فالتنازل عن كرسي البطريركية الذي قلته في احدى المناسبات لا يتم هكذا فجأة بدون وجود دراسة واتفاق ووصل الى وحدة حقيقية مصانة، يعني ان يكون هناك حاجة لهذا القرار، اي  اذا اقتضت مصلحة الكنيسة مني ان اتنازل الكرسي ، ساتنازل لان هذا هو تعليم الانجيل المقدس و تعليم الكنيسة، لان عملية التنازل تشبه عملية اخلاء الذات، يعني التضحية بذات من اجل مصلحة الكنيسة. فقضية الوحدة مع الكنيسة الشرقية الاشورية التي تعد من اولويات والامور المصيرية لكلا الكنيستين لا سيما بعد انتشار ابناء كلا الكنيستين في العالم وكذلك الظروف السياسية التي يمر فيها الوطن. وهذا الخط  ايضا يوازي عن ما جرى خلال السنة الماضية من التقارب بين جميع الكنائس ومحاولاتهم لفهم الواقع بنظرة واقعية جديدة واجراء التقارب والبحث عن  السب التي توجههم الى الوحدة . الوحدة لا يعني الغاء احدهما الاخر وانما الاندماج الذي يسير معا من كلا الطرفين مع معالجة جميع المشاكل والمعوقات بنظرة  وبروح مسيحية وايمان صحيح.

خلال اربعة الايام التي رافقناه في كل مناسبة تحدث الكثير ربما سنأتي لاحقا ولكن كنت انوي ان اعيد التأكيد على التأويل والفهم الخاطيء لدى بعض نشطاء الكلدان الذين يريدون خطف الكنيسة وتوجيه رسالتها الى القضية القومية عوض عن تنشيط ذاتهم للقيام بمشاريع مهمة في الوطن والمهجر التي تساعد على الاقل للحفاظ على الهوية الكلدانية بصورة صحيحة وليس وضع اللوم على الكنيسة وكأنها حزب قومي او سياسي يجب ان يكون من اولوياته الدفاع عن الشأن القومي.

 رابط مقابلة الصحفي ولسن يونان مع غبطة البطريرك ساكو في سدني.
http://www.ankawa.org/vshare/view/3891/mar-luis-raphael-sako/
http://www.ankawa.org/vshare/view/3892/mar-luis-raphael-sako2/

رابط مقال لنفس الكاتب  تحت عنوان :
لا اريد ان تكون مهمة  كنيستي الاولى هي الدفاع عن القومية ؟!!
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,660663.0.html

284
قصيدة للكاتب يوحنا بيداويد القيت في حفلة العشاء التي اقيمت على شرف غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو على كرسي بابل للكلدان الجزيل الاحترام في قاعة بروك وود يوم الثلاثاء المصادف 13/5/2013 بحضور رهط من اساقفة كنيسة الكلدانية على الرابط التالي:

http://www.margaya.com/forum/index.php?topic=23408.msg168963;topicseen#new

285

المؤتمر الكلداني الثالث  هل سيكون فعلا صرخة من اعماق التاريخ؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
9 مايس 2013

ينظم الناشطون الكلدانيون في المنبر الديمقراطي  الكلداني في ولاية ميشكان- مدينة  ديترويت المؤتمر الكلداني الجديد (1) تحت شعار " وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية الوطنية".   يحضر المؤتمر الثالث الجديد الكثير من المهتمين بالقضية القومية الكلدانية من جميع انحاد العالم  من الكتاب والصحفيين والسياسيين والمؤرخين وربما البعض من الاكليروس.

حسب معرفتنا لحد الان سيناقش المؤتمر القضية القومية الكلدانية والسبل اخراجها الى عالم الواقع واحتلال المجتمع الكلداني موقعه بين الشعوب والامم الاخرى بإعتباره وريث الحضارة الكلدانية البابلية القديمة في وادي الرافدين.

 في الوقت الذي نتمنى كل الموفقية والنجاح للاخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني في تنظيمه هذه التظاهرة السياسية نطلب منهم التفكير عميقا في قضية الهوية الكلدانية وماهيتها من كل زاوية بفكر موضوعي وروح انسانية متسامية عن العواطف واخلاق مسيحية شرقية التي اعطى ابائنا انهارا من دماء في سبيلها.  وبمناسبة قرب مؤتمرهم الذي لم يبقى له سوى اسبوع  نود ان نجلب الى انظار الاخوة المؤتمرين بعض المواضيع المهمة في هذا الظرف الحرج الذي نمر فيه.  من اهم الامور التي يجب يهتم بها المؤتمرون هي  ان يصلوا او يضعوا او يخططوا  خارطة الطريق لمسيرة الكلدان المستقبلية.

 كنت شرحت في بحثي المقدم للجنة المشرفة على الابحاث المقدمة للمؤتمر  الكثير من الامور وها انا اكرر بعضها واضيف اليها افكارا جديدة لعلها تفيد وهي كما يلي :-
1 – اتمنى ان لا يكون  هدف المؤتمر فقط  دراسة عن كيفية الوصول الى مقاعد البرلمان او الوزارات او الحصول على الوظائف في الحكومة المركزية او في حكومة الاقليم، وانما  الاولوية تكون عن كيفية حماية الارث الحضاري لهذا المجتمع ونحن موزعون بعددنا القليل بين ست قارات، اعني وضع استراتيجة لعدم ضياع الاجيال القادمة.

2- عامل اللغة  كان العامل الاساسي لظهور او بقاء او فناء اي شعب في التاريخ، بدون حماية اللغة التي نتحدث بها اليوم اعتقد من العسير جدا يبقى لنا وجود او هوية بين شعوب العالم.

3- اقامة المهرجانات المختلفة سنويا وفي كل مدينة ، مهرجان رياضية، ثقافية، فكرية، فنية، اجتماعية  وتخصيص هدايا و جوائز قيمة وكبيرة كي تشجع الشبيبة للمشاركة .

4- الاهتمام بوسائل الاعلام، على الرغم من وجود اكثر 300 الف بين كندا وامريكا  لكن لحد الان الكلدان لا يملكون قناة خاصة بهم تبث 24 ساعة ما فائدة ادعائهم انهم كلدانيين و يوجد شيء من كلدانتيه في الواقع اليومي؟؟ . مع العلم احد اهم الاعمال الناجحة في هذا العصر هو الاعلام؟!! كم مجلة او صحيفة سياسة او مجلة تاريخية للكدان اليوم؟ كل ما انتج او لازال في الانتاح هو تابع للكنيسة الكلدانية . الم يأتي اليوم الذي فيه يستطيع ابناء هذا الشعب يتكل على ذاته ليقوم بتوثيق والكتابة عن هويته. وإن لم يتم الاهتمام  بهذه المهمة، الا يدل ذلك على ضعف المفهوم القومي لدى ابناء هذا الشعب. بالمناسبة مرحلة المقالات انتهت يجب ان يبدا شيء جديد، اي مرحلة جديدة.

5- تشجيع الشبيبة للانخراط في دراسة تاريخ اجدادهم، يمكن لاصحاب الاعمال مساهمة دعم زمالات دراسية عن تاريخ الكلدان شهادة الدكتوراه في مواضيع مختلفة كي يتم تثبيت وجودهم الحقيق بدعم  وثائق تاريخية  ولا ان يكون ادعاء كما يدعي البعض.

6- اعطاء دور مهم للمراة وتقدير جهودها سنويا على غرار قول الشاعر العربي:
الام مدرسة ان اعددتها    اعدت شعباً طيب الاعراق
دور الام مهم جدا، لان من خلال  ترضيعها للطفل  تستطيع غرس فيه  حب هويته  ووطنه وروح الالتصاق بماضي اجداده.

7- تأسيس مراكز الابحاث والتوثيق عن تاريخ شعبنا و تاريخ قرانا الجبلية بمساعدة كبار السن الاحياء عبر  اجراء مقابلات عن طريق التسجيل الصوتي ومن ثم اجراء فلترة واعادة سبكها بصيغة علمية موثقة كي لا  يضع ارثنا وممتلكاتنا كما فعل الاب جان فييه  في كتابه قبل اكثر من نصف القرن بكتابه ( اشور المسيحية) .

8-  التخلص من عقدة ممارسة السياسة على ان كل من مارسها شخص غير نظيف، والتجرء للتوغل في الفكر السياسي للاحزاب المحلية  في البلد الذي تعيش فيه جاليتنا والاقتراب منهم ومن ثم رفع شان الشعب الكلداني من خلالهم كما فعل الشعب اليهود عبر التاريخ،  كي يأخذ موقعه كبقية شعوب والاثنيات المحلية في بلد الام العراق او في المهجر.

9- ان يحافظ السياسيين والمهتمين بالقومية على تعاونهم مع الكنيسة الكلدانية دوما وان يكون هناك حوار فكري وعلمي هاديء بعيد عن الاعلام والتشهير والمزايدات، لان الحقل الذي تعمل فيه الكنيسة والسياسيين الكلدان هو حقل واحد هو مصير الشعب الكلداني روحيا وانسانيا واجتماعية واقتصاديا وإن كان لكلاهما رؤيته الخاصة في طريقة التطبيق العملي في تقديم الخدمة.

10- اخيرا لا مجال للتهور او التعصب او التعنت او زيادة الكراهية الاتية من العاطفة السريعة او استفزاز الاخرين، كلمامرينا او لا زلنا نمر في هذه اللحظات المريبة ان لم اقل اللحظات الطائشة، ان  الشعب الذي يتحدث بلغة السورث من الكلدان والاشوريين والسريان شعب واحد وان كانت هناك الانقسامات منذ اكثر 500 سنة. وهذا الانقسامات عند البعض وصلت الى مرحلة الطلاق. انا اظن على كل مسؤول سياسي او مثقف او رئيس  او عضو مؤسسة قومية من التسميات الثلاثة عليه ان يكون موضوعي ومنطقي مع نفسه  ويسال نفسه : اين هي مقومات بقائه في الظروف السياسيية التي يمر فيه العراق والشرق الاوسط واقطاب السياسية العالمية وطريق عملهم والتشتت الذي حصل لنا جميعا في العالم.

ختاما اتمنى لكل المؤتمرين الموفقية والنجاح .
..........
1- هناك  مؤتمران  كلدانيان اقيما لحد الان،  الاول سنة 1995 في بغداد في زمن المثلث الرحمة مار روفائيل الاول بيداويد ( الذي يقول البعض اصبح اشوريا !!!!) ،  والثاني في سانت دياكو – كلفونيا سنة 2011 بمساعدة او باشراف سيادة المطران  سرهد جمو الموقر.

286
 لا اريد ان تكون مهمة  كنيستي الاولى هي الدفاع عن القومية ؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
 22 نيسان 2013

  ارجو ان لا اكون مخطئاً ان قلت هناك فعلاً ربيع  كلداني  على غرار الربيع العربي،  ضرب مجتمعنا الكلداني وربما ينتقل الى بقية ابناء شعبنا  بمختلف تسمياتهم. واتمنى من قلبي ان يكون ربيع الخير والبركة والمحبة ويحقق امالهم.

 لكن من خلال متابعتي الى مقالات الكتاب الكلدان وغير الكلدان من ابناء شعبنا ومن خلال ردودهم وجدت هناك حلقة مفقودة في الحوار الدائر في موقع عنكاوا كوم. لهذا شعرت انا مثلي غير من مسؤوليتي ان اكتب ما في جعبتي من افكار بهذا الخصوص.

يبدو لي ايها الاخوة، هناك الكثير بينكم ( الكلدانيين والاشوريين او السريان) لا يميزوا بين دور الكنيسة كمؤسسة روحية ودورها في تمثيل المدني الذي  مارسته خلال القرون الماضية وبالاخص من بعد تشريع  نظام الملة ( ملت  بالتركية) من قبل السلطان عبد المجيد  الاول سنة 1856م .

 ان الامر الذي يجب ان يعرفه الجميع هو ان  دور اي كنيسة مسيحية بغض النظر عن لاهوتها  هو دور روحي، اخلاقي، انساني، تربوي قبل اي شيء اخر . الكنيسة الكاثوليكية كانت دوماُ  ام ومعلمة،  أًم روحياً ومعلمة تربوياً. مهمة الديانة المسيحية في جوهرها هي القضاء على الشر ومصدره في  هذا العالم.   بكلمة اخرى مهتمها هي تربية المؤمن على مباديء انسانية عميقة وقوية  بحيث تحول الانسان من ( وحشيته)  تبعيته  لغرائزه الحيوانية  الى انسان ذو ضمير وحس روحي ومشاعر انسانية عالية . 

ان هذا التحول يخلق شعور متجانس او متشابه بين البشر، الامر الذي بالتالي  يقضي على الاختلافات ومن ثم على الحروب والقتل والدمار والذي هو الشر الذي تحدثنا عنه. فالانسان المؤمن حقيقيا تراه معتدل ويحب العدالة بل يدافع عنها لحد الاستشهاد من اجلها .

 البعد الاخر المهم  في مهمة الكنيسة هو البعد الروحي ،اي بناء علاقة الفهم والثقة والايمان بين الانسان وخالقه (الله).  فالايمان يزيل عقدة الخوف من المجهول الذي تخيفه عند تعمقه بالتفكير في وجوده في هذا العالم المجهول . ومواضيع الاخرى مثل الدينونة والقيامة والخلاص والحياة الاخرى( التي ليست موضوعنا الان).

 كيف تقوم الكنيسة بمهمتها ببعدها  التربوي الانساني ؟ الجواب ( حسب قناعتي طبعا وربما اكون خاطيء)  عن طريق اسرار الكنيسة والزام المؤمنيين بتربية اولادهم على مباديء الايمان المسيحي الصحيحة بالفعل والقول . لان الكنيسة معلمة فلابد  ان تجتهد في عملها في جلب السعادة وازالة الخوف من قلب الانسان، لا بد ان ترفعه الى مرتبة الانسان الحقيقي الذي يدرك اسباب وجوده ومهمته في الحياة اي تعطيه خارطة الطريق، لهذا ترى الكثير من اللاهوتيين كانوا فلاسفة وعلماء ومبدعيين .
 
ارجو الا  يظن القاريء انا اقول هنا  ان  الكنيسة التزمت في كل مكان وزمان بهذه المهمة كلا . وربما حصلت تجاوزات وانحراف عن المسار الصحيح لاسباب قد نجهلها اليوم  لاننا لم نكن شهود لها في حينها  او بسبب النقص في وعي او معرفة و ادراك المسؤولين في حينها،  قرروا شيئا وكان غير صحيح ، مثلما نحن نقرر احيانا ولكن نفشل بسبب ضعف في تقديراتنا. 
ولكن في نفس الوقت انا شخصيا لا اعتبر البطريرك او الاسقف او الكاهن  وحده يمثل الكنيسة. الكنيسة عندي تشمل كل من ينقل رسالة المسيحية ويعيشها  في حياته اليومية، اي لانه الخميرة لذلك عليه التفاعل  من خلال حياته العامة في المجتمع.  والمسيحي الحقيقي يجب ان يكون خميرة في محيطه لا لاجل اقناع الاخرين ان يصبحوا مسيحيين،  بل من اجل عمل الخير ونشر المحبة و كشف الحقيقة بالفعل لهم .

اما الكنيسة بمفهومها الاداري كمؤسسة هو حقيقة  لضمان نقل الرسالة بصورة صحيحة الى العالم كما قلنا سابقا. الخميرة الموجودة لدى المؤمن المسيحي هي الاهم في عالم  اليوم، لان فعل هذه الخميرة ( تصرفات المؤمن) هي التي تقود غير المسيحي الى الانتباه الى تعاليم المسيح الى مفاهيم المسيحية وكذلك عمل اصلاح داخلي في الانسان في قضية الضمير الحي وتحقيقة العدالة ونشر الافكار الصالحة و الخيرة.

اذن الكنيسة الحقيقة هو ذلك الضمير الذي انبثق من الايمان بمباديء المسسيحية والموجودة بالفعل في عالم الواقع المعاش يوميا ويعطي النور او ينقل صورة الايمان بصورة مباشرة او غير مباشرة للمحيط الذي يعيش فيه.

 الان نرجع الى موضوع دور الكنيسة في الدفاع  عن القضية القومية للكدان. لا شك الكلدان كانوا ولازالوا مهمشين من قبل الدولة العراقية وحكومة الاقليم. ولكن اللوم لا يقع على الكنيسة لوحدها بل على قادة الكلدان انفسهم  من الاحزاب والمؤسسات و السياسيين والمفكرين والكتاب ومن ثم رجال الدين انفسهم الذين لحد الان ينجزوا الا القليل على ارض الواقع.

 لكن جواب البطريرك يبدوا لم يكن  مقنع لكثير من كتاب الكلدان، وان ردودهم كان فيها شيء من مبالغة والاستعجال ان لم اقل غير موضوعية، انا شخصيا لا حب ان تكون مهمة الكنيسة الكلدانية هي الدفاع عن القضية القومية الكلدانية قبل كل شيء. وما قاله غبطة البطريرك هو بالفعل صحيح : اي بمعنى اي كنيسة تقوقع على ذاتها تكون خسرت رسالتها.

الاخوة الكتاب الكلدان لم يفهموا نظرة البطريرك الجديد ( حسب ما اظن شخصيا لان الكلام لا يعود لغبطته) انه اب روحي للكنيسة الكلدانية الكاثوليكة و بقية المؤمنيين، لديه مسؤولية ايمانية روحية وانسانية على عاتقه اتجاه جميع العراقيين وبالاخص المسيحيين ، لهذا يجب ان يبتعد عن التركيز على فئة او قومية معينة، لان ذلك يجعله ان يميز او يفرق بين من هو كلداني وغير كلداني وبين من هو مسيحي وغير مسيحي الامر الذي يعوق رسالته. وهو غير ملزم بنظرة اي رجل دين اخر  مخالفة له مهما كانت رتبته او موقعه او نظرته للامور الانسانية والقومية.

لهذا ارى بين اسطر التوضيح البطريركي، لدى البطريرك  موقف من القضية القومية لكن ليس من المناسب التطرق اليها الان، وهي ليست ضمن الاولويات التي يريد تحقيقها الان، الاهم له هو  التنظيم الاداري في الكنيسة الللدانية و ايقاف الهجرة،مساعدة الفقراء الباقيين  والمحافظة عليهم وتشجيع للمهجرين للعودة الى بلدهم الام  في حالة تحقيق الامن والسلم والاخاء بين العراقيين.
لهذا الاعتراف بكلدانتيه والدفاع عنها في محافل الدولة امر ثانوي له، الاهم له هو ايجاد موقف موحد شامل من قبل كل طوائف المسيحية ووضعه امام الحكومة المركزية والاقليم و الدفاع عن  كل المسيحيين الذين لم يبقى منهم سوى 30-40%. اما الصراع الدائر بين  الكلدان والاشوريين والسريان على التسمية بالنسبة له صراع بين اخوة في بيت واحد، لأًم واحدة هي الكنيسة الشرقية، يمكن حله في المستقبل في حالة وجود نية صادقة من قبل الجميع او لديهم الاستعداد للتضحية ( لا نعرف حجمها لكن لا بد من وجود تضحية او خسارة لدى كل الفئات) ، لهذا الاهم عنده  تحقيق السلم في البلد، و تحقيق الاستقرار السياسي في البلد، والذي بالتالي يؤدي  توفر الامن ، فيؤدي الى توقف الهجرة للمسيحيين، ومن ثم لم يستلم مسؤوليته كأب ( بطريرك)  اعلى للكنيسة الكلدانية الا بضعة اشهر،  ولم يعقد اي سينودس لحد الان لهذا هناك امور ربما تحتاج الى القرار الجماعي من اباء الاساقفة في السينودس.

بقى شيء اخير اود ان اقوله حقيقة انا لا احب ان تكون رسالة كنيستي الكدانية الاولى هي  الدفاع القومية وعن الاحزاب والمؤسسات المدنية ، لانها سوف تتخلى عن رسالتها الاصلية التي هي التبشير بمباديء المسيحية لكل البشر من دون التميز. ولكن اتمنى ان لا تنسى كنيستي  دور القوميين في الدفاع عن الجماعة التي تعود لها  لدى الدول والشعوب والحكومة العراقية وحكومة الاقليم من اجل الحصول على مطاليب وحقوق وعدالة امام القانون وليس منح مالية في البنوك تحت سيطرتها .

 لا استطيع ان لا اذكر هنا ان الكثير من المحسوبين على القومية الكلدانية لم يكن لهم موقف في الانتخابات الاخيرة  بل لم  يحملو انفسهم جهود للحضور مراكز الانتخابات ووضع صوتهم لقائمة من قوائم الكلدان ، كما ان الصراع بين القوائم هو الذي  ادى الى خسارتهم على الاقل مقعد او مقعدين.  فلماذا يلومون الكنيسة اليوم، ليتباحثوا عن كيفية زيادة الوعي القومي عند الكلدان وكيفية  ايجاد طريق يوصلهم الى  المواقع المتنفذة في العراق  ومن ثم الدفاع عن حقوقهم كغيرهم من مكونات المجتمع العراقي حينها لا يحتاجون منابر وعظ الكاهن ان تتحدث عن امال القوميين الكلدان وطموحاتهم.
.

287
رد على مقال " همسة في أذن الدكتور ليون برخو المحترم" للاخ عبد الاحد سليمان.  

بقلم يوحنا بيداويد
8/ نيسان 2013

اخواني الاعزاء جميعا
تحية لكم جميعا
شكرا لجمعيكم ولمحاولتكم الحضارية في التعبير عن الرأي بطريقة مبنية على المنطق والعقل.

كما اشكر الاخ  عبد الاحد سليمان بولص لنشر موضوعه منفصل  كي يأخذ حقه من النقاش، وكذلك اشكر الاخ كوركيس منصور لطريقة دخله الموضوع بهدوء ومحاولته للارجاع الجميع الى المواضيع الاهم لنا ( وضعنا وهمومنا ومصائبنا ولغتنا ووحدتنا ومصيرنا وطريقة حوارنا وقبولنا واحد للاخر).

الاخ الدكتور ليون برخو له ارائه وهو حسب ما فهمت من مقالاته يود ربط الجسور بين الحضارات الانسانية وبالاخص بين المسيحية والاسلامية  عن طريق طرح هذا النوع من التساؤلات والاراء في صحف اخوتنا العرب وهي محاولة جيدة ان جاءت في طريقة صحيحة او خلقت نوع من الحوار الانساني بين الطرفين .  لكن هذا لم الاحظه في ردود التي جاءت لمقالات الاخ ليون في هذه الصحف مع الاسف.

نحن  نحترم اراّئه ، لكن في نفس الوقت  ليس بالضرورة نتفق معه ولا حتى نقبلها لان بالنسبة لنا بعيدة عن الحقيقة. وهو حر في رؤيته  في وصف دور وتأثير الكنيسة وتعليم المسيحي للانسانية. كما قلت سابقا ( بالنسبة لي شخصيا)  في مقالتي السابقة تحت عنوان ( هل كانت كنيسة روما فعلآً كنيسة استعمارية؟!)  و بصورة مختصرة : "  بدون الكنيسة وظهور المسيحية لم اكن اعلم حال البشرية اليوم" .
 في نفس الوقت انا اثني على دور الاخ زيد مشو ونيسان سمو  و لوسيان وغيرهم لمحاوتهم للدفاع عن الكنيسة وفكر الانساني ومقارنتهم لما هو موجود على الارض الواقع من ثمار فكر الدين الاسلامي وما حصل في التاريخ وغيرها من الامور يعرفها الجميع.

نحن اذا كان نريد الحقيقة يجب ان نقولها كما هي بدون تزلف: مرة اخرى اذكر جميع الاخوة بما قاله الفيلسوف الاغريقي
اكسينوفاسنس : لو كانت للخيول والثيران ايادي وتعرف الرسم لكانت رسمت الهتها على شاكلتها ". لكل كائن حي مركز معلوماتي خاص به يفهم الوجود  حسب حواسه ومقدرته وحسب بيئته. اليوم الانسانية بحاجة الى غربلة هذه المعرفة لاننا وصلنا الى درجة المصير المشترك. لهذا لا يحق لاي ديانة او مذهب او شخص او دولة الانفراد باي قرار يخص الجميع. هذه الغربلة تقود بالانسانية الى الصعود عتبة اخرى من المعرفة الخيرة.

لقد قالها قداسة البابا (المتقاعد)  بندوكتست السابع عشر:   " هناك ملايين من الطرق تؤدي الى الخلاص" . بمعنى هناك ما لا نهاية من الطرق امام اي انسان تساعده ان يكون ايجابيا وبناءً ولديه العطاء المثمر في مجتمعه ومحيطه (حتى البيئة).

هذا القياس اوهذه القاعدة موجودة لدى البعض من اخواننا المسلمين كأفراد ، لكن في الحقيقة  غير موجودة عند الاغلبية لاسيما رجال الدين ( المفسرين والمشرعين واصحاب الفتوى ) يرون  ان المسيحيين كفار حقاً، حتى وان كانت هناك بعص الايات القرانية المختلفة تشير الى غير ذلك. ( وهذه مشكلة جاءت من ايات الناسخ والمنسوخ عندهم  وذلك موضوع اخر) .

اخواني الاعزاء
اعتقد اصبح لنا اكثر من شهرين نحن نتحدث عن مواضيع غير مهمة و بعيدة عن هموم شعبنا. لهذا ادعو جميع الاخوة ان يوقف مسار هذا الاتجاه من المناقشة والعودة مثلما قال الاخ كوركيس الى مواضيع الاهم مثل اللغة ومستقل مجتمعنا وايصال قضية مجتمعنا الى الاعلام العالمي الى مجالس المجتمع الدولي.

فأذكر مثال لما حصل قبل بضعة ايام  كان من المفروض يشغل بال الكتاب والمثقفين من ابناء شعبنا. من المؤسف جدا ان يصل شخص معين الى موقع دولي مهم ويصرح او يسبب  حصول تصريح غير دقيق عن تاريخ مكونات مجتمعنا وهويتنا من وراء الكواليس . مثل هذا الشخص يقوم بهدم الجسور التي يحاول الكثيرون في بناءها  ليغير الحقيقة ويشوهها. اعتقد ان هذا الشخص بهذا العمل  يقوم بحفر قبره بيديه دون دراية!!!!!!..
ذلك ما حصل عندي من انطباع بعد ان قام السيد البياتي ممثل العراق في الامم المتحدة قبل حوالي اسبوع بتهنئة الاخوة الاشوريين بمناسبة عيد اكيتو لوحدهم دون ذكر الكلدان والسريان ( انا لا اعني او الوم السيد البياتي لانه قد لا يكون عراقي اصلا!!) . وكأن العالم لم يسمع بابل وعظمتها وعلومها  وكأن عيد اكيتو لم يتكرر فيها لمدة تزيد عن 2500 سنة ، وكأن مردوخ كان اله الالهة في  مدينة نينوى، وكأن الكلدانيين كانوا يعيشون في قفقاس؟!!. مع الاسف حصل هذا امام انظار الجميع دون ان يحصل اي تصحيح بيان توضحي  له، لا سيما ممن يدعون انهم يمثلون جميع مكونات شعبنا من الاحزاب الكبيرة ويدافعون عن مستقبلهم وطموحهم بدون تجزئة. او ممن يقولون انهم وحدويين.

   كنت اود ان يقوم الاخوة الكتاب المنشغليين بهذا النقاش  ومع الاخ د. ليون برخو   بالرد  على مثل هذه الافتراءات غير الصحيحة و اسكات مثل هذه الاصوات الغريبة الفجة البعيدة عن الحقيقة والكتابة عن حقيقة تاريخ وادي الرافدين وعظمة بابل في مثل هذه الايام لمدة تزيد 2500 سنة قبل الميلاد. ولكي لاتكون سبب لحريق اخر كبير وطويل فيلتهم ما تبقى لابناء شعبنا من الامل في البقاء. اامل ان يهم جميعنا الحقيقة ومصيرنا والكف عن مضعية الوقت ووضع الرؤس تحت الرمال

288
هل  كانت كنيسة روما فعلا  كنيسة استعمارية(1)؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
16 اذار 2013

ان كنيسة روما لم تؤسس على اهواء اشخاص كما يظن البعض، بل مؤسسها السيد المسيح نفسه، وبطرس هو الرئيس الاول لها بحسب وصيته.


المسيحية علمت البشرية من كل الشعوب والامم المحبة والتواضع ونبذ العنف ومحبة القريب والاعداء سوية (على نقيض الواقع)  والعيش بسلم والامان وشكر الخالق على الدوام.
الكنيسة حسب تعليم معلمها الاول ( يسوع المسيح) كان لها شروط  مهمة لاعضائها هي الوحدة، المحبة حتى النخاع، والرجاء،  والتواضح والتسامح ونكران الذات وحماية حق الفرد بالوجود بغض النظر عن موقفه او وضعه او هويته او شكله.  كم من القديسين افنوا حياتهم مثل المسيح من اجل جلب الخير والامن والسلم والسعادة للاخرين؛

المسيحية وضعت شرط  كبير على مجتمعها هو التساوى بين الملك والعبد اثناء الصلاة واخذ البركة، تساوت القيمة بين الغريب والقريب والقوي والضعيف بين الغني والفقير بين الرجل والمراة (2) بين الطفل والشيخ .........الخ.
الكنيسة وحدت الشعوب تحت كرسيها لمدة الفي سنة. انظروا الان العراق ما حل به لانه ليس موحد وليس له رأس، والشعب غير متحد معا(3)  فالوحدة ضرورية حتى لو كلفتنا بعض الشيء. ولم  تطلب كنيسة روما (على الاقل في العراق)  منا التخلي هويتنا ولغتنا وطقوسنا الشرقية.

ظهرت الاجتهادات والبدع في الكنيسة  في القرون الاولى وتحولت البعض منها الى الهرطقات نتيجة تزمت اصحابها او خروجها من الرؤية المعقولة عن شخصية السيد المسيح. فحدثت الانقسمات وظهرت الكراسي  منذ بداية الكنيسة وشكلت علاقاتهم مع المجتمع  واهتمام الناس بهم والادارات السياسية الحاكمة عائق اساسي امام وحدتهم.

 الكنيسة حاولت ان تدافع عن الايمان القويم دائما بنية صالحة وامينة. لكن حدثت اخطاء في مسيرتها من قبل اشخاص فيها من درجة بابوات او من اساقفة او كهنة لا نعرف ولا نستطيع الحكم على نيتهم بعد قرون طويلة.

  لكن هذا لا يعني ان مباديء المسيحية المحبة او الوحدة او التسامح او الغفران والتضحية من اجل القريب او عمل الخير والعيش بالامان والسلم مع الاخرين فيها اخطاء.
اخطأوا هؤلاء كما يخطأ اي واحد منا، لانهم كانوا بشر مثلي ومثلكم ومثل بطرس الذي نكر المسيح.

لكن روح القدس هو من يقود الكنيسة، و من له الايمان يستطيع ان يشعر بخطاه، بأثره ، بتاثيره او اعماله خاصة في هذه الايام تشهد على ذلك.

الكنيسة حولت الاقوام الاوربية من البربرية الى اقوام متحضرة ، بنوا حضارة الانسانية الحاضرة التي نعيشها. الكنيسة رفعت من شأن الانسان وانسانيته في كل المحافل في كل العصور، حتى البعض يرى ان بنود حقوق الانسان في الامم المتحدة ودساتير الاوربية هي نابعة من بذور الايمان المسيح التي كان يمتلكها كتابها او مشريعها.

بالنسبة لكنيستنا الشرقية لا اود ان اقول الكثير عن ما كان يجري  فيها من الصراعات على كرسي الجاثاليق منذ البداية دوما بدون تدخل الغرب.

 ومن يشك في كلامي ليقرا كتاب ( احوال النصارى في خلافة بني العباس) للدكتور جان فييه ليرى كيف كانت الخلفاء يضحكون على اساقفتنا في الكنيسة الشرقية النسطورية  حينما كانت الشكاوي تقدم لهم من قبل اساقفتنا ضد اخوتهم  حول الكرسي. او كيف دفع البعض  لوالي عمادية ان يقضي على الراهب يوحنا سولاقا ويرمي بجثته في نهر من اجل صليب المسيح(3). وما الانقسام الذي نعيشه الان الا بسبب مواقف رجال الدين وصراعهم على كرسي البطريركية في ذلك الوقت . الغريب الكل يعلم هذه الحقيقة ولكن يضعون اللوم على رمز الوحدة المسيحية ( كنيسة روما) فقط.
من جلب الحضارة والعلم الحديث الى الشرق؟
هل كانوا العرب او الفرس ام الاتراك او الهنود او ام المغول  ؟
 الم يتم زرع  بذور الحضارة من جديد في هذه البلدان على يد المبشرين من روما والبروتستنات ؟.

 هل كان فعلا كل عملهم التجسس لمصالح روما الاستعمارية؟ هل كان الاب انستاس ماري الكرملي وجان فييه وريتوري وغيرهم  من عناصر استخبارات الغربية فعلا ؟ ثم اين الدلائل والبراهين على ذلك. ثم من كان يرسل المساعدات للاخر، هل الكاثوليك  الجدد الذين كان اصلهم من النساطرة مثلنا  ام بالعكس ؟ كانت روما تدفع مصاريف المبشرين والمستشرقين لجلب المطابع الى العراق وارومية. من كان يحاول انقاذ المسيحيين من ايدي مجرمي الحرب وجرائم الابادة في الحرب العالمية الاولى.
 هل يعلم بعض الاخوة ان اللغة السريانية كات تنتهي والى الابد من بعد مذابح  نادر شاه ومير كو وبدرخان بك في القرنيين الثامن والتاسع عشر لولا المطابع التي جلبت عن طريق المبشريين الى ارومية والموصل ( الاباء الدمنيكان)(4) .

 حقيقة انا من المشددين على حماية اللغة والعودة الى الاصول والينابيع الشرقية الاولى. انا منذ بداية كتاباتي في الشان القومي اشدد واقول بل مؤمن  بهذا المبدأ " بدون حماية لغتنا السريانية او اي تسمية اخرى يكون لها (الان)،  يكون بقاء الشعب المسيحي الشرقي من الكلدان والاشوريين و السريان والموارنة في خطر جدا . بل عاجلا ام اجلا  سيذوبون في المجتمع الاسلامي يستسلمون نتيجة الحصار الاجتماعي المفروض عليهم كما حدث في الماضي!!!. فإذن اللغة هي الدرع  او الوقاء الخارجي المسيحية  وليس خطر عليها، والشرنقة احيانا مفيدة على لا تكون ابدية ، لان بدون شرنقة كانت بعض الكائنات الحية تكون قد انقرضت من زمان بعيد. (5) .

لكن مع الاسف البعض يطلب من الكنيسة  الانحراف من مهمتها الاصلية التي هي انماء الشعور الانساني في داخل كل انسان في كل مكان وفي كل عصر، و ان تتحول الى حزب سياسي قومي شوفيني والا انها انحرفت واصبحت خاضعة للاستعمار الغربي.

نحن لم نقل لم تخطا الكنيسة والبابا السعيد الذكر الطباوي يوحنا بولص الثاني  تجرأ من غير توقع احد، ان  يعترف ب 92 خطا قامت به كنيسة روما  وان يطلب العفو من المسيء لهم. من منا يتجرأ للعلن وبدون محاكمة الاعتراف باخطائه وذنوبه؟!.

املي ان يتطلع كتابنا بنظرة اكثر شمولية الى واقعنا ويتخلون عن الجدالات السطحية والعقيمة ويكتبوا بما ينير درب او طريق ابائنا الاكليروس( لانهم اصحاب القرار)  كي تساعدهم على روية الحقيقية بصورة اكثر شمولية. وفي نفس الوقت املي من ابائنا الاكليروس لا سيما  البطاركة والاساقفة ان يثقون بل يعطون المجال امام اخوتهم من العلمانيين المشاركة في القرار والنقاش. وينظرون الى مطاليبهم بصورة موضوعية وبدون استعلاء، لانها احيانا هي اصوات صحيحة وخيرة ،ربما تكون مندفعة  من الروح القدس  لاعلاء اصواتهم في اذانهم. وان موضوع حماية اللغة هو موضوع جوهري ومصيري والمستقبل سيشهد على ذلك،
................................

1- ملاحظة مهمة انني لا ادافع الا عن الايجابيات التي اتت بها المسيحية وطبقت على الارض  الواقع من قبل رجالها. نعم حدثت اخطاء ولازالت هناك اخطاء  بل ستظهر اخطاء.  لكن وحدة مجتمع تعداده 2 -2.5 مليار بشر على نفس مبادئ هو بالحق انجاز كبير و يشع الامل في نفوس الانسان لا سيما اذا كان تعليمهم :"  ان تحب الرب إلهك من كل قلبك، من كل نفسك، ومن كل فكرك... وتحب قريبك كنفسك" (متى22: 37- 39".

2- هذه لا توجد في اية ديانة اخرى وعكس المجتمع الذكوري التي تحاول الحضارة المدنية وضع حد له الان.

3- من اطلع على تاريخ العراق القديم  يدرك مدى الدمار الذي كان يحب به كل عشرة سنوات بسبب الحروب.

4- ارجو ان لا يفهم البعض ااني اعني اي كنيسة  شرقية معينة . مع العلم انني شخصيا الان انتمي لبطريركية تلك الكنيسة التي اصبحت كاثوليكية فيما بعد.

5- يقال طبع في ارومية  حوالي 110 الف كتاب خلال 65 سنة (1850-1915) قبل الحرب العالمية الاولى.

6- هذا ما لايفهمه مع الاسف ابائنا في الكنيسة، لانهم لا ينظرون الى ما جرى التاريخ بصورة صحيحة.

289
هل تَهَرب قداسة البابا من مسؤوليته
 ام ادخل الكنيسة في عهد جديد!!؟
بقلم  يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
الاحد 17 شباط 2013


حقيقة كانت  لي خيبة امل حينما قرأت مقال الصديق انطوان صنا مع ردود التي علقت عليه بعنوان  "استقالة بابا الفاتيكان : ثقل المسؤولية جعلته ينحني" وعلى  صفحات موقع عناكوا كوم وعلى الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,643760.0.html

  فانا لا اتفق مع الاخ  صنا في طريقة طرحه للموضوع ولا مع الاخوة الذين رأؤوا مقالته تحليلية ومنطقية، وكذلك  لا اتفق مع الاخ د. ليون برخو بمعالجة القضايا الكنسية الكبيرة في الاعلام، لان المؤسسات الاعلامية احيانا ليس غرضها كشف الحقيقة وصنع الخير الاسمى للانسانية  كما هو المفروض، بل بالعكس  تقوم  بتضخيم و تشهير للنيل من الشخص او المؤسسة لا سيما الكنيسة الكاثوليكية،  خاصة اذا كانت ( المؤسسة الاعلامية) تابعة او مدارة  من قبل جهة معادية (واشدد هنا معادية) او هناك من يدفع لها، او لجلب الشهرة. لان ليس كل ما يُقال في الالاعلام بأسم الحضارة والعلم هو صحيح ومنطقي ولصالح الانسان.

لكن  النقد الذي يأتي نتيجة دراسات وبحوث  في الندوات او المؤتمرات من قبل الجامعات والمؤسسات او اشخاص مؤهلين، فانا لست فقط من المؤيدين بل من المطالبين لها تماما لا بل يجب ان تحصل  بين حين واخر. لا بل يجب ان يشارك المؤمنون في عملية ادارة واتخاذ القرار داخل الكنيسة ( كما جاء في المجمع المسكوني الثاني)  ولكن بصورة موضوعية وصحيحة. وفي نفس الوقت انا من المؤيدين ان يتم معاقبة الشخص  المسيء ( ممن يكون)  لشخصه وان لا تتحمل الكنيسة او المؤسسة التي يعمل فيها (كما يحصل في الاحزاب السياسية او في الحكومات)  تصرف شخص مريض ، اوخائن ! او ربما مندس بصورة او اخرى في الاكليروس ( او هذه المؤسسة) من قبل  جهات لا تحب الخير!!!!

انا اسف عن القول بأنني رأيت في مقالة الاخ الصنا شيئا من استهداف الكنيسة الكاثوليكية او انتقادها بقساوة ووضع الكنيسة الجريحة في هذه الايام في موضع اصعب ما عليه. وهذا واضح من سياق الجملة الاولى في مقالته حيث قال : "...بسبب الاعلان المفاجىء غير المسبوق لاستقالة بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر مؤخرا والذي وضع حداً لثماني سنوات بابوية عاصفة مثرة للجدل وهذه الاستقالة هي الاولى من نوعها منذ 600 عام ." انتهى الاقتباس.

ان الكاتب هنا لم يتذكر عن مَن هو متكلم اومتحدث ومَن هي المؤسسة التي يترأسها، وما هي اللفظة المطلوبة من مؤمن كاثوليكي مثل اخ صنا (حسب علمي) ان يستخدمها. لكن  بعد مقدمة طويلة مملوءة من التشاؤوم والظنون يعود اخ انطوان صنا  ويستخدم  اللقب الصحيح ( اعني كلمة قداسة البابا ) في الفقرة الثانية .

الدليل الاخر الذي اراه يدعم هذه الرؤية هو، ان الاخ انطوان صنا  لم يتطرق و بصورة غريبة، عن ايجابية واحدة لكنيسة الكاثوليكية من عملها خلال الفي سنة!!،  ولم يتذكر على الاقل كيف رفض  الطوباي السعيد الذكر يوحنا بولص غزو العراق على الاقل في  2003، جهود كريتاس في مساعدة الفقراء والمرضى اثناء الحصار الظالم على الشعب العراقي. كم مرة مُرِست الانسانية ( افعال الرحمة )  بين البشرية بسبب تعليم الكنيسة. انجازات القديسين امثال سانت بول  وسانت فنس  والام تريزا على الاقل منذ مئة سنة.

لا انكر ولا يمكن لاحد ان ينكر ان كنيسة الكاثوليكة اخطات في كثير من المرات و قد اعترف  الطوباوي السعيد الذكر يوحنا بولص الثاني بشجاعة عن اشهر 92  خطأ قامت به الكنيسة. ولا ينكر ان الكنيسة مرت في ازمة اخلاقية من خلال اعتداء الجنسي على الاطفال قام بها بعض المرضى من الاكليروس خلال عقود الاخيرة.

ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح هل الكنيسة هي المؤسسة الوحدية اخطأت او  تخطأ ، اين ضمير العالم من الحصار الذي كان مفروض على اطفال العراق وهم في بطون امهاتهم  او في السنة الاولى من ولادتهم ، اين ضمير المؤسسات  الاعلامية العالمية و الامريكية ومحاكمها الانسانية في حماية هؤلاء الاطفال ، هل يتجرأ احد ان يطالب بتقديم اعضاء تلك الحكومات للمحاكم الانسانية؟ !  من هو المجرم؟ الطفل في بطن امه، ام صدام حسين، ام الحكومات العالم الظالمة؟!

من جانب اخر هذه ليست اول ازمة تدخلها الكنيسة على مر العصور، ولكن الكنيسة كأكبر مؤسسة تشمل حوالي ملياري بشر واقدم مؤسسة انسانية- سماوية حقيقة على الارض. لا يمكن ان لا يكن لها مشاكل عبر هذا التاريخ الطويل ولا يمكن ان لايكون هناك اخطاء في مسيرة رجالها ، فنحن لا نعيش عالم الطوباوي،  لان من يديرها بشر مثلنا لهم لحم ودم و لهم رغبات وغرائز،  ليسوا ملائك !!!. يخطؤن مثلما نحن نخطأ لكن المفروض ان يكونوا اكثر واعيين لمسؤوليتهم بسبب مواقعهم ويدركون ان القرار الذي يتخذونه يؤثر على ايمان الاخرين قبل كل شيء.
  لاننسى ربما هناك من يريد يوقع الكنيسة في شرك الخطيئة عن طريق اعماله. فهل  تكون مسؤوليتنا  فقط  توجيه النقد فقط لاننا نعرف هذه الحقائق ام الدفاع والتوضيح وتضميد الجروح والتشجيع ؟!!

 مرة اخرى ، انا والاخ  صنا وغيرنا،  مَن مِنا يتجراء ان يتعرف باخطائه على الملء  وامام الناس كما فعل يوحنا بولص الثاني. مَن مِنا له الجرأة ان بقول  كلمة اعتذار عن  كل اخطائه المتعمدة وغير المتعمدة.
نسى الكثير من اصحاب الردود انهم مسيحيون وانهم جزء من تلك الكنيسة، وعملية اصلاحها او ايقاف الهدم لا يأتي فقط بتوجيه الانتقادات المبنية على التكهنات والظنون بدون برهان ودليل. لابل يطالبون  شهادة طبية عن عجز قداسة البابا  وهو في السنة الخامسة والثمانيين من العمر للقيام بمهامه. حقيقة انا  لا ارى الكنيسة الكاثوليكية قديمة التعاليم والفكر بل هؤلاء  هم الذين لا يعيشون القرن الحادي والعشرين،  بل انهم يعيشون في العصر محاكم التفتيش ، الذي اخطأت الكنيسة بالحكم على غاليلو بسبب قضية دوران الكرة الارضية حول الشمس، وان البابا بندوكتس السادس عشر يعي جيدا مسؤوليته كما يجب في هذا العصر المريض. ولهذا قام بعمل جبار لم يتوقعه احد بتاتاً.

بالنسبة لي شخصيا ارى حدث استقالة قداسة البابا حدث كبير وعجيب، وكما يُقال : "ان التاريخ يصنعه الرجال" . هناك  الكثيرون مثلي مؤمونون بأن  البابا بندوكتس السادس عشر  صنع التاريخ وادخل الكنيسة في عصر جديد من خلال استقالته. وانه قال الحقيقة في كثير المناسبات لم يستطيع غيره قولها  كما يجب مهما كانت جبروت قوته بدون تزلف وخوف وتهرب.!!!


290
 تعقيباً  على مقال الكاتب تيري بطرس :
 "تأملات ما بعد انتخاب غبطة مار لويس روفائيل الاول"

بقلم يوحنا بيداويد
 استراليا /ملبورن
7 شباط 2013

الحقيقة جرأة الاخ تيري بطرس جعلتني الدخول في التعقيب على مقاله  . ان نظرة اخ تيري  (في هذا المقال)، هي نظرة  جريئة وعميقة بل هي نظرة مفكر مخلص  وامين وواقعي لشعبه ولكنيسته . انها محاولة لردم الشقوق و ترميم التصدعات بين ابناء شعبنا. ولكن هل سيفلح؟ دعنا نقيس ارتفاع وسمك الجدران او السواتر التي بيننا ؟؟.

 لا يستطيع اي باحث او مؤرخ  موضوعي يلغي الروابط القومية التي تربط السريان والكلدن والاشورين معا مثل ( اللغة ، التاريخ، الارض، العادات ، القيم المسيحية، والطقس ( الليتورجيا)، والميلوديا  وغيرها ) ويعتبرهم شعوباً منفصلة لا علاقة لها ببعضها .  لكن من جانب اخر، لا نستطيع ان ننكر  ونجافي الواقع والحقيقة التي نعيشها، لان لدينا انقسامين الاول  كنسي –لاهوتي عن شخصية السيد المسيح نفسه  منذ القرن الرابع الميلادي، والثاني الانقسام  (القومي) على التسميات  التي عادت للظهور بعد خمسة عشرقرنا من اختفائها ولكن بثوب الديني.
 
 ان الموضوعية التي يحاول يتفاداها كل المتعصبين من كل الاطراف واضحة للعيان،  بل هناك تزوير حقيقي لتاريخ  هذا الشعب او هذه الامة ( التوأمية) .  لقد اختفت اسماء الامم والشعوب التيكانت  صاحبة الحضارات القديمة، والتي كانت المهد الاول  للحضارة الانسانية  في وادي الرافدين بعد اندماجها معا  كلها في المسيحية تحت تسمية واحدة  جامعة  هي  كنيسة المشرق، او الكنيسة الشرقية، او كنيسة كوخي.

لانرى لهذه التسميات اي وجود او ذكر إلا في الحالات النادرة حتى القرن الرابع عشر، حيث نرى رجوع التسميات من جديد بالثوب الديني ( عكس الاتجاه الذي كانت الكنيسة الاولى تبنته منذ خمسة عشر قرنا) . فظهرت  التسمية الكلدانية منذ منتصف القرن الرابع عشر في قبرص، ثم التسمية الاشورية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في هكاري واورمية ،  اما التسمية السريانية فكانت متداولة  منذ القرن الرابع او الثالث قبل الميلاد كإشارة للغة الارامية الحديثة، لكن الكنيسة الارثذوكسية في مدينة انطاكيا  تبنتها  لانها كانت تتحدث السريانية بالفعل .

اذا مهمة اعادت عقرب الساعة للوراء ليست بسهولة، وان  ردم هذه الهوة امرا عسيرا إن لم يكن مستحيلاً، لان لكل واحد من الاطراف الثلاثة او (الخمسة)  اسبابا للتزمت والتعصب والانغلاق  لا سيما بعد مرور فترة زمنية  طويلة عليها، كذلك بسبب الخوف من ضياع ما هو مقدس عنده.

فالاخوة الاشوريون يخافون ( كما قال احد المعلقين) على التسمية الاشورية لانهم سكبوا دماء عزيزة من اجل نيل حقوقها ،و يخافون ان تضيع وتصبح التسمية الاخيرة  بعد عقود  من الزمن ونتيجة الضغوط السياسية هي  المسيحية، وتنهتي هوية او هويات  شعبنا بهوية دينية  مسيحية فقط ، وربما لهم الحق في ذلك حسب اراء بعض السياسيين .

اما الكلدان يخافون من ركوب الموجة القومية، لان عبر التاريخ كانت عملية ركوب هذه الموجات  عند الشعوب المحيطة بنا مكلفة جدا و خاسرة.  وفي نفس الوقت لا يريدون خسارة علاقتهم بأكبر كنيسة عالمية جامعة لكل الامم الشعوب ، ثم ان لاهوتها ومدارسها وتعليمها مبني على طريقة الكنيسة اللاتينية ،فليس من السهل التخلي عنها، وفي نفس الوقت يتكيلون دائما على قرار الكنيسة  خوفا من الانقسام ايضا، فهم حرصون على ان لا يحدث اي انقسام ومن ثم زيادة عوامل الضعف.

اما السريان فهم  كالكدان، ظهر بينهم مؤخرا بعض  المؤسسات المدنية والاحزاب القومية والمثقفين  ينادون  بالقومية الارامية او السريانية، وفي نفس الوقت يعانون من الانقسام مذهبي (الكاثوليك والارثذوكس).

امام هذه الصورة المتشائمة من الاختلافات الصعبة ، التي تُشعر البعض من الصعب ان لم يكن من  المستحيل ايجاد اي لها ،  اصبحت كل الاطراف ايضاً  على يقين ان وجودهم  اصبح مهدداً جداً ، لا بل على وشك الضمور والاختفاء للاسباب التالية:
1- الهجرة القسرية واحياناً الهجرة العادية.
2- الاضطهاد الديني الذي مُرِس خلال الفي سنة ولا زال  يُمارس ضدهم في بلدانهم.
3- عدم التحدث الجيل الجديد في المهجر بلغة الام العامل الاهم للحفاظ على هويتهم
4- الثقافة  الجديدة المختلطة بالثقافة العالمية عن طريق وسائل التكنولوجية التي الغت الحدود بين الدول بصورة غير مباشرة.
5- انعدام الامن والسلم في بلدانهم.
6- الفقر والصحة والظروف المعاشية الصعبة في بلدانهم.
7- وجود منظمات ارهابية خططت ونظمت لترهيب ابناء شعبنا لتجبرهم على الهجرة .

 هنا يجب ان تظهر حكمة العقلاء وحذاقة الاذكياء، هنا يتم امتحان الجميع امام  الله، وامام شعبهم او شعوبهم، وامام التاريخ .
من سيجد لنا المخرج؟؟؟.

من سيجد طريقاً لخلاص هذا الشعب؟ من ينقذهم و يوحدهم مرة اخرى في كنيسة واحدة جامعة مقدسة ورسولية  بحجج مقنعة ومنطقية ومدروسة بحيث يقبلها الجميع؟
ومن يوحد تسمياتنا الثلاثة في واحدة ذات مدلول تاريخي مقبول ؟.

و هل سنجد  في هذه الايام من يتحدى الامتحان ؟

 انها مسؤولية جميع رؤسائنا الروحانيين، لان قرار كبير مثل هذا القرار لا يمكن ان يحصل إلا من قبلهم ،  فهم الوحيدون قادرون على صنع التاريخ ، توحيد الكنيسة ، حماية شعوبهم  من الضياع.

فهل هناك من يتكل على المسيح والروح القدس ويباشر بالبحث عن مشروع خلاص هذه الشعوب؟ ام  سنبقى منقسمين، منغمسين ( مرة اخرى)  في الجدال المرير حول  قصة الدجاجة والبيضة " هل البيضة من الدجاجة او الدجاجة من البيضة؟" لحين ان نذوب بين  الامم الاخرى والشعوب التي نعيش بينها، او  لحين عودة المسيح ثانية؟ !

291
مدلولات شعارات ابينا البطريرك لويس ساكو
"الاصالة ،الوحدة، التجدد"  
[/b] [/size]    
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
3 شباط 2013  

في البداية اود ان  اهنيء وابارك جميع ابائنا الاساقفة المشاركين في سينودس الاخير المقام في روما حاليا على انتخابهم اباً روحياً جديداً للكنستنا الكلدانية. في نفس الوقت اهنيء غبطة  ابينا البطريرك الجديد مار لويس روفائيل الاول ساكو على  انتخابه بطريركاً  على كرسي بابل للكلدان  في العالم. لتكن اليد الرب في حمايتكم جميعا والروح القدس ملهمكم وحنان الاب يرعاكم.

في تاريخ كل امة اياماً مجيدة خالدة لا تثمن ولا تنسى، من اجمل الذكريات السعيدة والجميلة التي ستتذكرها الاجيال الحاضرة والقادمة هو الاول من شباط 2013، يوم حلول الهام الروح القدس على ابائنا  مجلس اساقفة الكلدان وخروجهم بروح واحدة كما خرج تلاميذ الرب المسيح مع العذراء مريم من عُلية صهيون وهم ممتلئين من مواهب الروح القدس  خرجوا وهم منتخبين اخا وابا وخادما جديدا لمذبح الرب وكنيسته المقدسة واخوته المؤمنين المنتشرين في انحاء المعمورة والوطن الام العراق.

ان شعارات التي رفعها غبطة ابينا البطريرك لويس ساكو في خطابه الاول هي حقاً عميقة وغنية في مدلولاتها الروحية والفكرية والانسانية و حتى الوطنية. عميقة لمن انتظر طويلاً لبزوغ فجراً جديداً في هذه الكنيسة، لمن كان ممتلءً من القهر والحزن  لما اصابها في الفترة الاخيرة من الهوان والضعيف لاسباب كثيرة وعديدة،  املنا، بل لنا الكل الامل ، ان تتوحد الكنيسة الكلدانية  في رؤية  واحدة من خلال هذه الشعارات ، العلامات المضيئة التي وضعها غبطته كدالات لمسيرة الكنيسة الكلدانية المشرقية في المستقبل. انه صليب كبير سيشارك في حمله كل ابناء الكنيسة الكلدانية من المشرق والمغرب، من بغداد الى اقاصي الارض، ليس صليب اسقفاً واحداً او كاهناً واحداً او مؤمناً واحداً، بل صليب جميع ابناء الكنيسة بدون تميز، هذا الصليب الذي سيتجسد من خلال تطبيقات ومدلولات  الشعارات الثلاثة التي رفعها سيادته.

الاصالة:
 نحن في شوق كبير للعودة الى الينابيع الاصلية التي استقى منها اجدادنا الشهداء والمؤمنين  يوم عماذهم الاول، اجدادنا الذين حفروا المتاريس حول جداولها  من اجسادهم منذ الفي سنة كي يوصلوا البشارة والمعموذية للمتشوقيين لها، نحن في شوق للعودة الى الانا ( الهوية)  القديمة الماضية الحاضرة والمتجددة، والتي نظن  ان ابنائها ( نحن) بحاجة الى معرفتها بصورة حقيقة ، انا الحية التي لم تمت لحد الان على الرغم من الجروح العميقة  من المذابح والاضطهادات ومصائب الدهر التي لاحقتها على مر القرون، والتي تركت بصماتها، واثارها على  قمة كل جبل و في كل وادي وفي كل كهف و في كل شبر من وادي الرافدين. نحن بحاجة الى معرفة ذواتنا، تاريخنا، لانه مقدس بدماء الشهداء المؤمنيين، نحن بحاجة الى تجديد مقومات التي ساهمت في وجودنا الانساني و الروحي والاجتماعي. نحن بحاجة الى الاهتمام بإحياء هذه المقومات من جديد، الاعتناء بإصالة هذه الكنيسة الرسولية، بهويتنا المشرقية، بعادات ابنائها، بطقوسنا، قيمِنا ،بلغتنا التي هي من المجهورات الثمينة والتي كانت  ادات  لنتفخر بها كأمة اعطت البشرية العلم والمعرفة، بل كانت في احدى المراحل من التاريخ  هي حلقة الوصل للحضارة الانسانية التي نعيش اليوم في نتائجها.   ان مورثاتنا ليست تافه كما يظن البعض ولم تأتي من العدم او من السذاجة، لان الحضارة والمعرفة  الانسانية هي نتيجة لحلقات التواصل بين الماضي والحاضر في وعي الانسان نفسه، وإلا لَكان الانسان يعيش في الكهوف جالساً خلف النار لحد الان.

الوحدة:
 لا نتستطيع  هنا ان لا نتذكر ما قاله السيد  المسيح نفسه لنا جميعاً في وصيته " أعطيكم وصية جديدة: أحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم، إذا أحب بعضكم بعضا عرف الناس جميعا أنكم تلاميذي.  يوحنا 13/35-36"
الوحدة ليست مطلوبة فقط من مجلس الاساقفة وتأييدهم لابيهم البطريرك الان وفي المستقبل ، الوحدة ليست فقط مطلوبة بين الكاهن وابناء رعيته، الوحدة ليست  فقط مطلوبة بين افراد العائلة الواحدة لبناء مستقبلهم ، او ابناء الوطن الواحد، او بين كنائسنا الشرقية و الغربية، الوحدة مطلوبة  حتى بين الانسان وذاتهّ!!!، نعم اخطر علامات الدهر هي ان الانسان منقسم على ذاته فكريا ونفسيا . الانقسام هي سمة العصر، هذه هي المنافذ التي يدخل منها الشرير  بدون رقابة او حراسة ويزرع الزوان بين الحنطة!! يزوع الشك و روح الاستستلام  في الذات. نعم الاختلاف جزء من ناموس الطبيعة التي خلقها الله، وهو ضروري جدا، لانه هو سبب وجودنا  كما نحن  عليه الان ، ولكن حذار من السير على الخطى  غير الصحيحة او الغرق في الوهم والاساطير.

نعم للوحدة في العمل والفكر والتطبيق، نعم للوحدة  في النية والرؤية والطموح،  بدون وحدة في العمل والنية ستشتت قوانا وتقوى علينا مصائب الدهر وستقوى علينا ابواب الجحيم شئنا ام أبينا. فكنيستنا بحاجة الى هذه الوحدة الروحية كي يحضر الروح القدس بنفسه بين الاخوة المؤمنيين جميعا في كل مناسبة.

التجدد:
ان بقاء الذات في ثوبها القديم، تعني ضحالة درجة الوعي و تلكيء الصعود في سلم  الارتقاء والنقاء حسب فلسفة هيجل،  لهذا في كل لحظة يجب ان يكن هناك استعداد للتجدد لدى كل نفس. والتجدد الذي نعنيه هنا، لا يعني كيفما يكون على غرار ما انتجته العولمة المظلمة او التايه في هذا العصر(على الاقل لحد الان!)، وانما التجدد الضروري والمناسب حينما يكون هناك  سبب او  غرض ، التجدد المُلح،  تجديد البناء المؤسسات الروحية، الادارة وطريقة العمل ، النظرة الجديدة للانسان ومشاكله في العصر الحديث، انها تشبه عمليات  جراحية طبية تجرى على جسد حي، على الذات. نعم انها ضرورية ولكن يجب ان تجرى بحكمة تمامة وبدون استعجال ابداً ابداً.

بدون حصول تجدد لدى الذات او في الجماعة او في الكنيسة،  ستزداد قوة المرض، قوة الشرير، وستموت الذات من الهوان والضعف. بكل كلمة اخرى ستعجز الكنيسة عن الوقوف في وجه مصائبها ولن تحافظ على ابنائها.

نعم نحن بحاجة الى  اجراء التجدد في كل اتجاهات، الروحية والاجتماعية ( الفكرية والسياسية والانسانية). لكن يجب ان لا يتم قطع وصال الربط مع مشيمة الام، مع الكنيسة، كل الكنيسة بماضيها المجيد وحاضرها العتيد. مع هويتنا المشرقية بكل مقوماتها.  املنا ان يكون للاخوة المؤمنيين ايضاً   الصبر الكافي  على الرغم من انتظارهم  الطويل لظهور  لتطبيقات مثل هذه الشعارات " الاصالة والوحدة والتجدد" بكل جدية وبصورة حقيقية في الكنيسة الكلدانية.  
 


292
من يستحق ان يكون بطريركا على كرسي بابل  للكلدان في العالم؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
10 كانون الثاني 2013

ينتظر الكلدانيون بفارغ الصبر موعد انتخاب البطريرك الجديد على كرسي بابل للكلدان للعالم ، كي يعلموا الشخص الذي سيشغل هذا الكرسي ويحمل هذه المهمة العسيرة في عصر اصبح الكلدانيون متوزعين بين اكثر من 40 دولة واكثر من 300 مدينة.
لقد كتب بعض الاخوة  الكُتاب عن هذا الموضوع خلال الاسبوعين الماضين منذ استقالة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي، وعبروا عن افكارهم وطموحهم وارائهم واحيانا امنياتهم بمجيء شخصيات عرفوها بأسمائها. ان كان ذلك من باب حرية الفكر الفردي فلابأس به.
لكن هؤلاء الاخوة بل كل الذين تحدثون عن توقعاتهم او ارائهم (وهم كثيرون) كانوا بعيدين عن النضج الفكري والايمان المسيحي اللازم والمطلوب من كل واحد منا في هذه المرحلة بعد هذا السفر الدامي من دماء الشهداء الذين عبر عددهم الالف منذ 2003 . ان عملية التحزب او عملة اقامة دعاية او تفضيل مطران على اخر لاعتلاء هذا الموقع هو امر غير صحيح ان لم يكن مخجل.

 اختيار اي شخص من الاكليروس لهذا المنصب ليس شرفا لقبيلته او منطقته او عشريته او قريته بقدر ماهو استعداد ذلك الشخص للتضحية وتحمل المسؤولية والعمل الجاد  الذي سيواجه ، لانه سيتحمل مسؤولية روحية امام الله والمؤمنيين ، الامر الذي همله او يهمله بعض الكُتاب،سيتحمل مسؤولية اخلاقية امام المجتمع المسيحي وغير المسيحي، وهذا ايضا لم يفكر به البعض من استعجل في اخراج امنياته الصبيانة ، وكذلك سيتحمل قرار عن  قضية مستقبل هذه الكنيسة والمؤمنيين فيها وممارستهم للطقوسهم بلغتهم الام، او كمجتمع له وجوده الحاضر والماضي ام سيندمجون مع اللاتين في اقرب وقت ممكن؟!!

لا اعرف كيف يتجرأ البعض ويتحدث عن الايمان المسيحي وهم لا يبالون بأقوال او وصايا السيد المسيح نفسه، فعوض ان يصلوا ويصوموا ويطلبوا من الروح القدس ان يلهم جميع المطارنة  المشاركين في سينودس انتخاب البطريرك ، ان يفتح ذهنهم كي يستقبلوا الهما من الروح القدس لاتخاذ القرار الصائب واللازم والصحيح والمطلوب لهذه الكنيسة وهذا الشعب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها ، من المؤسف من الان بدأنا سماع همس البعض واحاديث التحزب بل التحريض على الحفاظ على الاسلوب القبلي في كنيسة المسيح.

لقد نسى معظم الذين يتحدثون عن امنياتهم بأن السيد المسيح هو رأس الكنيسة،  فالافضل ترك الامر له كي يختار من يكون خادما وحارسا بكل ايمانة واخلاص لمؤمنيه، لان نحن هنا لسنا بإنتطار نتيجة انتخاب رئيس حزب او جميعة او اتحاد او مؤسسة مدينة عادية، ولسنا بأنتظار مجيء شخص ينجز طموحاتنا وافكارنا ومشاريعنا، ولسنا بأنتطار انتخاب رجل سياسي او اداري محنك كرئيس دولة او حكومة .

  اذا كنا فعلا مسيحيين ومؤمنيين به، يجب ان نكون بأنتطار مجيء رجل حكيم مؤمن ومملؤء من القداسة وله كل مواهب الروح القدس التي هي :  " روح الحكمة والمعرفة، وروح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب" (اش 11: 2) .
المسيح له المجد قال: "من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (متى16: 24 )" .

هذه احدى الوصايا بين مئات الوصايا التي اوضح المسيح بصورة قاطعة من هو الاقرب له كما قال في مثل الشاب الغني. فهل مجيء البطريرك من القبيلة الفلانية او القرية الفلانية او صاحب الشهادة الفلانية او  له العدد الفلاني من السنين  من الخدمة مهم في نظر المسيح نفسه والمؤمن الحقيقي به؟!!!. انا شخصيا  اتمنى ان يكون البطريرك الجديد يحمل المزايا الامكانيات التالية، ولكن  مرة  اخرى اصلي واطلب  ان لا يأتي البطريرك الا بحسب ارادة السيد المسيح نفسه :-

1- لا اتمنى ان يأتي بطريرك جديد لا يمتلك الثقافة الكافية بالفلسفات القديمة والحديثة، و غير مطلع على جميع مدارس اللاهوت المسيحي الحديثة ، كذلك له الدراية الكافة لبقية الاديان غير المسيحية،  كي يعرف بالضبط  ما الذي يجعل ابناء كنيسته يتركون امهم الروحية (الكنيسة) ؟ هل هو هو من من جراء نقص ايمانهم او القناعة او الوعي عندهم؟. كيف سيعالج هذه المشكلة ؟ كيف سيبشرهم من جديد ويقوي من عزم ايمانهم روحيتهم

2 - ان يكون مثالا صالحا لاخوته من الاكليروس ومواقفه تكون مطابقة لوصية السيد  نعم نعم ولا لا بدون زيادة او نقصان. وان لا يكون مع القوي ضد الضعيف كما حصل في الماضي احياناً، بل يكون قديساً في تواضعه وفارساً في شجاعته مثل مار كوركيس ومار بولص الذي نال لقب رسول الامم.

3- ان يكون شهاداً دوماً  للمسيح في كل اعماله، يهتم بأبنائه وقادراَ على ان يزوهم ويستمع اليهم بعيداً عن التحزب لاهله واقاربه واصدقائه او لاي جهة كما فعل البعض من سبقوه؟!.

4- ان يقيم المؤتمرات السنوية للكهنة والاساقفة وبمشاركة العلمانيين من ذوي الخبرة والمعرفة او الكفاءة لتقديم الخدمات وتطوير الكنيسة والحافظ عليها في واقعها الجديد الصعب الانتشار في عالم.

5- الاهتمام باللغة وتقويتها لانها احدى اهم الاعمدة او الركائز  للحفاظ على هوية الكنيسة والمجتمع و طقوسها امام التيارات الفكرية الحديثة التي اذابت الكثيرون فيهم.

6- فتح ملفات قديسي الكنيسة الكلدانية بدءً من الاب الشهيد جبرائيل دنبو والمثلث الرحمات الشهداء  كل من  ادي شير وتوما اودو واوراهم يعقوب وبقية اباء الكهنة والمؤمنيين خلال الحرب العالمية الاولى والشهيد المطران بولص فرج رحو والاب رغيد كني وبقية اباء الكهنة ورفاقهم والمؤمنيين في زمن الارهاب.

7- اتمنى ان يكون واعياً لمسؤوليته بصورة موضوعية ، ان يعرف جيدا إنه يمثل السيد المسيح بين قطيعه وان يستعد لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه بكل امانة وايمان في قيادة دفة الكنيسة امام امواج وعواصف وازمات العاتية في هذا العصر الذي يشعر فيه الانسان بان كل شيء خرج من معقوليته!!

في الختام اتمنى من كل قلبي ان لا يحتل هذه الموقع من لا يستحقه، و لا ان يأتي من لا يكون حارساً وخدماً  للجميع قبل ان يكون راعياً لابناء كنيستي الكلدانية، بل اتمنى واطلب من الروح القدس ان يخيب امالي  قبل غيري ( إن كنت تحزبت لاي شخص)  و كذلك امال كل متحزب، او  كل من  يفكر في مصلحة خاصة به او بجماعته الضيقة،البعيدة من مفهوم المسيحي للجماعة او الكنيسة في هذه القضية.


293
مهمات تنتظر مجلس اساقفة الكلدان و بطريركهم الجديد
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/// استراليا
21 كانون الثاني 2012

عانت الكنيسة الكلدانية في السنين الماضية شيئا من اللامركزية واستقلالية الابرشيات والرعايا الى درجة وجدت اجتهادات في طريقة تفسير وتطبيق تعاليم الكنيسة وكذلك ترك عدد كبير من الكهنة الشباب كنيستهم والتحقوا بكنيسة اللاتينية او الكنيسة الشرقية الاشورية او استقالوا من الخدمة الكهنوتية(1).

قبل ان نودع سنة 2012 وبعد تسع سنوات من خدمته قدم البطريرك عمانوئيل الثالث دلي استقالته عن عمر ناهز 85 سنة قضى ستون منها كاهنا  ومطرانا وبطريركا في خدمة الكنيسة . حصلت هذه الاستقالة المتأخرة  بعض الشيء، تاركة المجال امام السادة الاساقفة والكهنة الكلدان ان يقرروا المصير الاداري لهذا القطيع من شعب الله المؤمن.

نحن لسنا هنا بصدد دراسة الانجازات او المحن والمصائب الكثيرة التي لاقتها الكنيسة الكلدانية  خلال المرحلة  التي كان البطريرك دلي في سدة الكرسي البطريركية، لكن يهمنا كثيرا كمؤمنين علمانيين وعاملين في حقل الكنيسة سنوات طويلة ان لا تكرر الاخطاء الماضية بخصوص العمر التقاعدي لجميع المناصب والا يهمل  ايضا موقف العلمانيين او المؤمنيين  في الزمن القادم لان هم الكنيسة الحقيقة والفعلية.

سوف نذكر اساقفتنا الاجلاء مرة اخرى (2) ببعض الاقتراحات لاجراء التجديدات التي ينتظرها الشعب الكلداني منهم  على امل ان يدرسونها بإمعان ودقة قبل ان يختاروا راعيا جديدا للكنيستنا منها:-

1- الالتزام  دائما بالعمل الجماعي والمقررات التي تتخذ في الاجتماعات الدورية ( سينودس) او لجانها التي تخدم الكنيسة قبل مصالح الاشخاص، والتخلص من الصراع على المناصب او الاداراة . والالتزام بمواعيد الاجتماعات الدورية وارسال من ينوب رئيس الابرشية في حالة تعذر السادة الاساقفة الحضور.
 
2- تأسيس سكرتارية للكرسي البطريركي  بمستلزمات عصرية، من موظفين مهنيين ومسؤول مباشر يكون تابعة للكرسي البطريركي ، عمل هذه المؤسسة يكون  توثيق كل السجلات والوثائق و والبيانات والتقارير والمراجعات والخطبات المتبادلة داخل الكنيسة او الكنائس الكلدانية في العالم  التي تسهل عمل الكنيسة الكلدانية وكذلك توثق كل ما يجري فيها امام القانون والمؤمنين.

3- توثيق سجل بممتلكات الكنيسة  في كل ابرشية وبالصادر والوارد، ويكون تحت انظار الجهات المختصة او اعضاء السينودس، وتقدم تقارير لجميع اباء الكهنة في كل الكنائس الكلدانية حول العالم، كي يطلعوا على مجريات الكنيسة الام وكذلك الاطلاع على المشاكل والافكار التي قد تخدمهم .  و في نفس الوقت تقدم كل ابرشية تقرير سنوي عن نشاطاتها  و عن نشاط كل كنيسة  فيها بمفردها  لدى  سكرتارية الكرسي البطريركي. كي يتم القضاء على  الاتهامات واختفاء الاموال ان كانت باطلة او حقة. وفي نفس الوقت يكفي ان تعتبر مسألة اموال وممتلكاتها من اسرار الكنيسة اكثر من اسرار الكنيسة المقدسة نفسها!!، لنكن شهود ايمان على مقولة يسوع المسيح " ليس بالخبز وحده يحيى الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله"

4- تشكيل لجنة من خمس اشخاص بمشاركة احد الاساقفة او اثنان وثلاثة كهنة مختصين لدراسة مشاكل اوالاسباب التي ادت الى ترك عدد كبيرمن الكهنة  العمل الكهنوتي في الكنيسة الكلدانية ودراسة المخاطبات المراسلات لكل واحد منهم واتخاذ القرار المناسب لقضيته من الرجوع الى خدمته في الكنيسة الكلدانية في حالة وجود طلب له.

5- في قضية انتخاب اساقفة جدد لاشغال مواقع الشاغرة، نرجو يتم دراسة الترشيحات بصورة موضوعية بعيدة عن النزاعات القبلية والجغرافية والشخصية، او القطبية ، حيث يتم درج جميع متطلبات اللازمة في الاسقف المنتخب ومن ثم دراسة السيرة والدرجة العلمية والانجازات والعمر وعامل اللغة لكل مرشح ومن ثم اعطاء درجات على شكل سري من قبل الاباء الاساقفة في عملية الترشيح  لكل فقرة او متطلبة، كي يتم اختيار صاحب اعلى درجات والتي ستكون بالحق نتيجة للرأي الموضوعي والضمير الحي لكل المشاركين في عملية الترشيح.

6- على الكنيسة الكلدانية اجراء دراسة  وفتح الحوار او تبادل اراء مع كنيسة روما حول درجة استقلاليتها وطريقة ادارتها ككنيسة شقيقة لها مع الاحتفاظ بخصوصيتها الشرقية من ناحية الليتوريجيا والتاريخ وطبيعة المجتمع.

7 - اجراء عملية تجديد في منهاج الدراسي في كلية بابل لطلاب السلك الكهنوتي، لان ما تحتاجه الكنيسة  الان هو الثقافة اللازمة ، فضح الفلسفات والعقائد والهرطقات المادية المعادية و التي تحاول طمر الضمير الانسان و خصوصية وسعادة المجتمع، عن طريق دراسة هذه الفلسفات وهظمها فكريا  ومن ثم نقدها وفضحها بصورة مقنعة للمجتمع . كذلك  يستفاد الكاهن من خلال تدريبه الاهتمام بالفكر والتعمق بالايمان.

8- اقامة المؤتمرات الكلدانية على غرار المؤتمر الكلداني الاولى عام 1995 في بغداد في عهد المثلث الرحمات البطريرك بيداويد، على ان يتم توسعيه واتخاد القرارات وتشكيل لجان لمتابعة تنفيذها. لان في الكنيسة  الكلدانية هناك اشخاص يعيشون  في هذا العالم الواقعي الذي له متطلباته ، ليست مهمتهم فقط الصوم والصلوات.

9- فتح باب المشاركة امام ابناء الكنيسة من المثقفين والسياسيين والقوميين  لابداء رايهم في تقرير مصير الكنيسة عن طريق مشاركتهم في المؤتمرات الدينية ( سينودس) والثقافي والاجتماعية ، دعم عملهم من اجل اعلاء شأن ابناء هذه الكنيسة في جميع المحافل  المحلية والوطنية و الدولية، وتأيده مطاليبهم الانسانية بحقهم في الوجود، حضور المؤتمرات القومية وابداء رأيهم في القضايا المصيرية وبقوة وبصوت واحد.

10- الاهتمام  بلغة الام اصبح امرا ملحا جدا جدا، ان كان يهم اباء الكنيسة من البطريرك والسادة الاساقفة والكهنة والشمامسة اسم الكنيسة الكلدانية واستمرار وجودها(3)، لهذا من الضروري تأسيس  مدارس اهلية في الداخل وفي  المهجر لتعليم لغة الام فيها كي يستمر التواصل الارثي و الحضاري والديني بين الاجيال بدون انقطاع.

 كا تعلمون تعاليم مسيحيتنا لها علاقة كبيرة في حياتنا اليومية لهذا من المخيب ان يعتبر من بعض من رجال الاكليروس ان الانسان معدوم الاحساس.  بدون افراد مؤمنين لا توجد كنيسة، وحينما تتواجد الافراد يتواجد المجتمع حالاً، وهنا لابد تتواجد المقايس والوحدات والمصطلحات والتعابير واساليب الاتصال معا، وجزء كبير من هذا العمل لا يتم الا بوجود لغة للتفاهم معا. لا مجتمع بدون وجود له نشاطات خاصة به مثل اي كنيسة محلية لها نشاطاتها. فاللغة هي الوعاء او  الوسيلة المهمة للقيام بهذه النشاطات(4).  

اخيرا نتمنى ان يكون البطريرك الجديد من عمر الشباب على الاقل له الامكانية للقيام بالسفر والنشاطات الكثيرة مثل حضور المؤتمرات والاجتماعات الدولية، وان يكون له الامكانية اللغوية والفكرية والثقافية (5) وان يجهد بنفسه لتطبيق مقررات السينودسات القادمة واجراء التجديدات اللازمة للكنيسة ورعاية ابنائه من الاكليروس والمؤمنيين بإيمان وتواضع دون تميز ، ونحن على امل ان تدخل الكنيسة الكلدانية في عهده الالفية الثالثة من ناحية  التجديد الاداري والايماني وله منا كل التوفيق مقدماً .
.........
1- بحدود عشرون كاهن ترك الكنيسة الكلدانية خلال عقد الماضي.

2- سبق كتبنا مقال في عام 2008 تحت عنوان (ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري للكنيسة الكلدانية ) على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=221346.0;wap2

3- كل مجتمع او قومية لها مقومات وخصائص خاصة بها ، والكنيسة الكلدانية هي للكلدان بصورة عامة على الرغم فيها غير اللكدان، ونحن نعلم جيدا ان مهمة الكنيسة ليس قومية او ثقافية او سياسية بل روحية ودينية ونحن نقدر ذلك كثيرا. لكن الظروف والخطر المحدق بالكنيسة الكلدانية وارثها في هذه الايام او الظروف التي تمر فيه في هذه الايام   يتحتم على الجميع حميايتها واول خطوة  لحمايتها هو حماية لغتها.

4- طقوسنا اعني طقوس الكنيسة الكلدانية  كلها مكتوبة بهذه اللغة، فكيف سوف يتعلم وتتم عملية نقل هذه الطقوس والتعاليم  للاجيال القادمة في المهجر ان لم يتعلموا هذا اللغة كيف سيفهموها؟!


5- ان  بعض رجال الدين المسيحي في هذا العصر مع الاسف  كثير من الاحيان يظهرون قليل الثقافة والاطلاع، لا يميزون بين عمل الجمعية اوعمل النادي الاجتماعي او الثقافي او الحزب السياسي، لهذا اعتقد هم بحاجة كبيرة الى الثقافة العامة يوميا، قراءة الجرائد والمجلات والمواقع للاطلاع على اخبار السياسية والعامة الذي هي ضرورية لهم في  تقوية وعضهم وكذلك في تعاملهم اليومي. وكذلك اثناء اتخاذ موقف او قرار معين له علاقة بالحياة العامة.

294
في مقابلة له الاب جميل نيسان يقول: اتمنى ان ارى وطني الحبيب العراق في مقدمة الاوطان ...











296
اجراس الحرب تدق مرة اخرى في كركوك !!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
20 تشرين الثاني 2012

لا نريد حربا وليكن دستورنا من الان : الدين لله والوطن للجميع


مرة اخرى يعيد التاريخ نفسه، مرة اخرى ستحمل الامهات اطفالهن على صدرهُنَّ ويركضنَّ نحو الكهوف والوديان والاعراش  هربا من المعارك وصوت الدبابات والطائرات وكافة انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة بين اخوة في وطن واحد .

  ها هي ايام  ثورة ايلول سنة 1961 م تعيد الى اذهان العراقيين مرة اخرى بنفس ثوب كأنما شيئا لم يكن، او لم يحدث خلال 51 سنة الماضية، ها هي الحرب الكلامية تتصاعد مرة اخرى بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم كأن ايام الماضية لم تترك جرحا ابداً، او كأنما قدر العراقيين لم يكتب لهم إلا سيل دماء الابرياء وابناء الفقراء والهجرة واللجوء والعوز والفقر والموت.

 لا أشك هناك الكثير من العراقيين مثلي يتساءلون  اليوم، ماذا تعلم العراقيون من الحروب والمصائب والكوارث وتجارب التاريخ الماضية التي مرت عليهم؟ هل هناك شعب اخر لاقى ويلات الحروب اكثر من العراق خلال خمسين سنة الماضية؟

 ألم يحن الوقت ليفهم العراقيون شيئاً من مشاكل اوربا في القرون الثلاثة الماضية والحربين العالميتين والتي  انتهت كلها في النهاية  بتفاهم الجميع على العيش المشترك وتبني الحوار والالتزام بالقيم الانسانية والديمقراطية بعيدا عن اثارة مشاعر المذهبية والقومية التي لجؤوا اليها حينها والتي لجيء  اليها ايضا  كل السياسين العراقيين في تاريخ الحديث والقديم.

كانوا دائما يقولون لنا في المدارس ان  تدخل الاستعمار والدول الغربية والشرقية في شؤووننا هي سبب حروبنا؟ وقد اقتنعنا بذلك في حينها  ولكن الان من وما هو السبب؟. ألم يتعلم القادة السياسيين العراقيين من الابادات الجماعية  المشؤومة في صولات الانفال و مذابح جلبحة وسميل وصوريا والثورة الشعبانية كم كانت مكلفة ومؤلمة؟

ماذا حصد العراقيون من حربهم مع الايرانيين لمدة ثمانية سنوات  بعد سقوط مليونين شهيد ومعوق ومفقود ولحد الان لم يرجع بعضهم؟. وهل بقى ركن زقاق في بغداد او في المدن العراقية الاخرى لم يعلق عليه عشرات اللافتات السوداء المشؤومة  التي كانت تشير الى اسماء الشهداء الذين سقطوا واحدا يلو الاخر في نفس المعارك و الحروب التي  كانت اسبابها واهية وغير مبررة من الجانبين؟

ماذا تعلم العراقيون من غزو امارة الكويت التي كانت الى حد قريب ( قرابة قرن) جزء من العراق فعلا،  وكيف اصبح جنود العراق  في خنادق الحرب فحم من دون رحمة لا من قادة العالم ولا من قائدنا المريض؟،  هل اتعض العراقيون ام العرب شيئاً من الماضي ، ثم اتى زمن الحصار العالمي الظالم  بسبب هذا العمل( الاعتداء على الجيران)  الذي عوق جيل كامل من ابناهئهم بسبب فقدان المناعة والتغذية الصحية وحصوله على العلاج اللازم من التلقيح والعمليات والتربية الصحيحة البعيدة من يحمل دكتوراه مزورة وفي موقع رئيس جامعة او سفير او وزير؟

 ماذا تعلم العراقيون جميعا وبدون استثناء من الحرب الاهلية المذهبية والدينية  التي بدأت بعد التحرير او احتلال او التغير او التركيع ( اختر عزيز القاريء اي وصف يعجبك لان العراقيين مختلفين في وصف هذه المرحلة ايضا)  سنة 2003م من قتل الابرياء  بسبب الاسماء التي يحملونها مثل حسين وعلي وعمر وعثمان وجرجيس ويوسف وغيرها؟

من ادخل فكر الارهابي القاعدي  الى العراق الذي حلل قتل الناس وهم سائرون الى عمله او وظائفهم او مدارسهم؟ هل يعقل ان يقدم رجل بٍسم الله لاطفال المدارس قطع الحلوى مسمومة، نحن نعلم كثيرين يدعون عبادة الله والالتزام بتعاليمه لكن في الحقيقة هم  يأتون كالذئب  يأتون في جلود الخراف ، ولكن حتى الحيوانات المفترسة يفكرون احيانا  في صغارهم فلا يقتلون صغار الاخرين.

ايها القادة السياسيين المسؤولين  في العراق اليوم : إن العراق لازال غني بل  غني كثيرا كثيرا،  وان ثروته تكفي لضعف شعبه، لا نريد حروب ولا قتال ولا سكب دماء من اجل النفط، فالنفط يكفي الجميع اذا كانت هناك عدالة ؟! نريد سلاماً وصفاءً وهناءً للجميع ولنرفع  جميعا الشعار الجميل "الدين لله و الوطن للجميع" وليكن هذا دستورنا من الان الى يوم الدين.[/b][/size]

297
حوار ساخن حول مصير اللغة السريانية والناطقيين بها

في حوار مفتوح اقامه الصحفي المعروف ولسن يونان في اذاعة
 SBS Australia/Assyrian Program يوم الجمعة الماضي المصادف 1/11/2012
حول اهمية لغتنا السريانية  في الحفاظ على هويتنا  وايماننا المسيحي ووجودنا.
كان ضيوف البرنامج كل من :
1-   العلامة اللغوي بنيامين حداد من دهوك - العراق
2-   البروفيسور ادوارد اوديشو من شيكاغو- امريكا
3-   الدكتور ليون برخو من جامعة يونشوبنك - السويد
4-   الكاتب عادل دنو من سدني-  استرايا
5-   الكاتب يوحنا بيداويد من ملبورن- استراليا
6-   المهتم بشؤون اللغة بنيامين بنيامين من سدني – استراليا.
يمكنكم الاستماع اليهم  جميعا على الرابط التالي:
(ملاحظة الحلقة مقسمة الى جزئين وموجودة على نفس الرابط )
http://www.sbs.com.au/podcasts/yourlanguage/assyrian
الجزء الاول
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/highlight/page/id/240167/t/Linguistic-Status-of-Syriac-in-Native-Homelands-and-diaspora-1/in/english

الجزء الثاني
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/highlight/page/id/240169/t/Linguistic-Status-of-Syriac-in-Native-Homelands-and-diaspora-2/in/english


في هذه الحلقة ناقش المتحاوريون حول مصير اللغة السرياني او سوريوتا او سورث بكافة لهجاتها( الاشورية والكلدانية والسريانية الغربية).
 استمعوا الى اراء البروفيسور اداورد اوديشو حول ماحدث للجاليات الاثنية الاوربية المهاجرة الى امريكا وكيف خسروا لغتهم بعد عقود على الرغم من محاولاتهم في تعليمها.
استمعوا الى  اراء الدكتور ليون برخو حول علاقة اللغة بالهوية  وماذا حصل للموارنة السريان بعد قرنين من تبنيهم اللغة العربية؟. لماذا اصبحوا عربا فيما بعد؟.
وتساءل هل  يتذكر الاقباط الفراعنة الحالييين مع المصريين العرب  شيئا من جذورهم القطبية الفرعونية السابقة لماذا؟ .
كما اقترح على ضرورة انشاء مجمع علمي خاص بنا، يقوم بتوحيد مناهج اللغة كي لا تكون المؤسسات المهتمة بتعليم هذه اللغة سببا لضياعها او اضعافها ومن ثم زوالها عن طريق اجتهاداتهم.
ماذا كان رائي العلامة بنيامين حداد حول اقتراح الذي قدمه الكاتب يوحنا بيداويد حول تغير استبدال الحروف السريانية الحالية بالحروف الانكليزية على غرار ما قامت به تركيا الحديثة سنة 1928م. ما هو الاختلاف بين اللغة السريانية الفصحى القديمة لغة الحضارة والثقافة  واللغة الشعبية المحكية ( سويدية) الحديثة.
تسأل الكاتب يوحنا بيداويد بأي وسيلة سوف ننقل افكارنا، تراثنا، عادتنا، قيمنا افكارنا، اذا فقدنا الوعاء ( اللغة) الذي نملكه والذي ورثناه من اجدادنا منذ ثلاثة الاف سنة . وقدم اقتراح استبدال الحروف كي يتم توحيد وتسهيل العملية لابنائنا في المهجر لا سيما (الشباب) هم بدأوا يتحدثون الان بين انفسهم بهذه الطريقة في الموبايل والفيس بوك والايمايل و كتابة التعليقات اوالقصائد في الانترنيت .
اما الكاتب عادل دنو اكد على ضرورة بدء المهتمين باللغة من جميع الاطراف من الكنيسة والمثقفين والمؤسسات المدنية او احزاب ايجاد صيغة حل للحماية وعدم انتظار للظروف. واقترح ان تقوم حملة كبيرة في المهجر لاحياء اللغة والاهتمام بها من جميع الاطراف عن طريق تاسيس مدارس خاصة لهذا الغرض.
السيد بنيامين بنيامين اكد على قوة الموجودة في اللغة السريانية مدة اطول مما خمنها البروفيسور اداورد على غرار اللغات العالمية القديمة مثل اللغة السومرية او الاكدية. فكان اكثر تفاؤلا في بقاء اللغة السريانية في مدة اطول من البروفيسور ادوارد.

اخواتي و اخواني قراء ورواد  وكتاب  موقعنا العزيز عنكاوا كوم، ان حماية لغتنا هي مسألة مصيرية، ان  بقائنا بأي هوية (او تسمية ) يعتمد كليا على اللغة،  بدون لغة لا بقاء لاي قومية او هوية او مجتمع . بكلمة اخرى لم ولن يظهر  شعب في تاريخ لم يكن له  لغة خاصة به ، وحينما فقد لغته  اكتسب لغة اخرى فأكتسب هوية شعب المتحدث بتلك اللغة ، اي اصبحت قوميته قومية نفس الشعب.
البعض منذ زمن بعيد حاول اقامة فصل بين لغتنا (الوعاء) الذي نقل فيه ابائنا والمرسلين ورجال الكنيسة ايماننا المسيحي. وظنوا ان عمل التواصل والترابط بين اطراف المجمتع لا يعتمد على اللغة ، ولكن حقيقة بالنسبة  لشعب صغير مثلنا متشتت بين اكثر من 300 مدينة في عالم سوف يذوب بل تتبخر لغته حتى الايمان المسيحي عندهم سوف يصبح ضعيف جدا.
في هذا الصدد وحول هذا الموضوع ندعو كتابنا ومثقفينا اباء الكنيسة وقادة الاحزاب ورؤساء المؤسسات الحكومية المهتمة باللغة الدخول في الحوار الذي قد يصب في النهاية الى اقامة مؤتمر ومن ثم تشكيل مجمع علمي من المختصين .
 نود ان نستمع الى ارائكم ومقترحاتكم وافكاركم. هي يهمكم بقاءكم على هويتكم؟ هل يهمكم بقاء اولادكم على نفس القيم والتقاليد والعادات والايمان؟ هل يهمكم حماية الانا الكبيرة ( الهوية او القومية او الشعب او الكنيسة او سوريوتا )  وانا الصغيرة (العائلة او الزوج والزوجة او الفرد بذاته؟.
 واخيرا  نتساءل هل من المعقول ستستطيع كنائسنا الحفاظ على ايمان ابنائهم بنفس الدرجة التي كانوا عليها حينما كانوا يبشرون ويكرزون ويعضون بهذه اللغة التي تحمل مكانة خاصة لدى كل شعوب العالم،  لان المسيح له المجد نفسه تحدث بها.

299
الجدلية في  طروحات كتابنا حول شعبنا الغريب الاطوار!!  
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
الجمعة 20 تشرين الثاني 2012

في البداية اود ان اؤكد على امر ضروري ومهم هو، يجب ان نسلم نحن جميعاً بحقيقة مهمة، هي ان  نقاشاتنا وجدالاتنا وارائنا وإنتقاداتنا واختلافاتنا واعتراضاتنا واحد للاخر هو امر عادي وطبيعي، بل يُعد امر غير معقول ان نتفق جميعا على رؤية واحدة بسهولة، في نفس الوقت كلنا يعلم علم اليقين ان دوافع اغلب المتحاورين لا سيما غير المنتفعين  بكافة انواعهم هي نابعة من موقع الشعور بالمسؤولية القومية واخلاق المسيحية والضمير الانساني.

في اسابيع الماضية لاحظت ظهور ظاهرة ثقافية جيدة في موقع عنكاوا كوم، الا وهي مناقشة المقالات ونقدها من خلال كتابة مقالات جديدة ومن ثم حصول تعقيب ومداخلة للموضوع من قبل كتاب اخرين ( انظر الى الروابط ذات العلاقة في اسفل المقال)، فيحاول كل واحد دحض اقوال زميله. وانا شخصيا ارى هذا امر ايجابي بل  يحمل بشائر خير، يجب ان نعبر من مرحلة حوار الطرشان الى حديث الحكماء، يحب ان نقرأ بين الاسطر معاني واشارات التي يحاول كل كاتب تأكيدها او قولها او اسماعها للاخرين، ومن ثم هضمها فكريا قبل التعليق عليها.

هذه الظاهرة كانت موجودة في الموقع ولكن ظهرت اكثر جليا في موضوع "مواقف واقوال المرحوم بهنام ابو الصوف الله يرحمه ". لكن يجب ان ننتبه، ان لا نتوقف عند الكتابة فقط لاظهار عضلاتنا في المناقشات التي قد تصبح فارغة، وانما نعبر الى مرحلة اخرى هي كيفية التطبيق وايجاد الحلول العملية ( كما جاءت في دعوة الاخ سيزار هرمز وسمير توماس وغيرهم مؤخرا).

ان الهدف من كتابتي  من هذا المقال هو، توضيح امر مهم جدا ايضاً، ان ارائنا جميعا هي نسبية نوعا ما ولا تحمل الصفة المطلقة، انها محاولات فكرية فردية لايجاد تفاهم وطرح افكارنا حول قضية ما او موضع ما. في اي قضية او موضوع او حديث هناك نقاط ايجابية وهناك نقاط سلبية، هناك حالة غموض في الحديث او تحليل،وهناك حالة اوضوح، وهناك حالة الاكثر وضوحا. او هناك حلول ضعيفة وحلول معقولة وحلول مثالية او منطقية،  فإذن ما تطرق اليه جميع الاخوة في مقالاتهم فيهم الكثير من الايجابية ولنترك النظرة السلببية او الشخصانية جانباً، فإن لم تكن كلها معلومات مفيدة، لنفرز المفيد منها ولنترك الضار او السلبي، لكن لكن لا ننسى مرة اخرى هناك المفيد والجيد والاكثر جودة و اخيرا هناك الامثل او الافضل حسب الظروف والامكانيات والطموح .

 إذن يجب ان نقيم مقارنة بين جودة الافكار والطروحات ومن ثم اختيار الاسمى بينهم، ونختار الاهم والافضل دون التوقف او المداهنة بسبب امتلاكنا النظرة القاصرة عن المعرفة الحقيقة، يجب ان حول صراعتنا الى التنافس من اجل مصلحة هذا الشعب في الوطن او في المهجر كي نحافظ على وجودنا كما حافظ اليهود على وجودهم قرابة الفين سنة متشتتين بين دول العالم مضطهدين كثيرا ، يجب ان نتعلم منهم ومن غيرهم كيف نصارع الحياة ونحافظ على البقاء.

انها مسؤولية المفكرين والاكادميين والناشطيين او الواعيين والقادة السياسيين والروحانيين او ينظروا الى موضوع  المصير القومي او المسيحي او الانساني لهذه الكتلة البشرية التي تتحدث بلغة السورث، التي لها ثلاث رؤوس كحالة نادرة في الطبيعة ( كما تولد التوائم من نفس رحم  امهاتهم) من جميع الجوانب، و كحالة نادرة في طبيعة المجتمعات الانسانية التي تعاني من حالة الازدواجية في الهوية او الرغبات، الذي هو قدرنا اليوم ، يجب ان نقبل به اذا اردنا الاستمرار في الحياة، ومن ثم اختبار الطريق الانسب اوالافضل كي يسير يجب ان نجري علمايات كبرى الان فقط الان قبل فوات الاوان . المجتمع كله  ليس مهتم بكيفية سحب او قيادة موكب المجتمع  وراء مطلب او قضية او قبول قرار او تبني فكرة ما، لان الجميع  لا يملك الوعي او المعرفة او لا يمتلكون الشعور بالمسؤولية.

 إذن  هي مسؤولية الاكادميين والمفكرين من طراز الذين تحدثوا عنهم (الدكتور ليون برخو في مقاله الاخير  رابط رقم 6) ان يوضحوا لنا الحقائق العلمية  الاقرب الى الواقع كي لا ننجرف وراء الاوهام !!، بل مهمتهم  تصل الى حالة التنبأ بالمستقبل على غرار انبياء عهد القديم حينما كانوا يعيدون الملوك والشعب  الى الطريق الصحيح حينما كانوا ينحرفون.

 في نفس الوقت انها مسؤولية القوميين الناشطين من طراز الذين تحدثوا عنهم (الاستاذ غسان شذايا) ، ان يقودوا الامة  في واقعها اليومي من خلال حمل المشاعل في جميع  زوايا موكبه!، فأي امة بدون ثوار لا تستطيع  ان تحقق وجودها او كيانها بل لن تصل الى اهدافها العليا (  كما فعل الطياريون اليابانيون في هجومهم على قاعة بيرل هاربر الامريكية في العالمية الثانية ادت الى بهجوم امريكي نووي على مدن اليابان ، انا لا اعني هنا  القيام بالعمليات المسلحة او الفدائية بقدر  ما عني تقديم التضحية وتحمل المسؤولية).

انها مسؤولية الروحانيين ان لا يكونوا سبب انقراضنا بأٍسم المسيحية والكنيسة وقبول الخنوع والذل عكس غير الشعوب التي حافطت على وجودها القومي والحضاريي والانساني حينما قبلت الايمان المسيحي ( ونحن لا نعني هنا ابدا استخدام القوة بل العقل او الفكر مثلا العصيان او الفضح الاعلامي او التنديد بدون خوف  في المحافل وغيرها من الطرق!! )، وان لا يخجلوا من ذكر تاريخ هذا الشعب وحقيقته في جميع المحافل التي يتصدرونها، لاننا شعب مضطهد وبحاجة الى تعضيد منهم( كما نرجوا ان يتجنبوا الادعاء تمثيل الجميع ماداموا انفسهم غير متفقين على شخصية المسيح وتعاليم الكنيسة الجامعة نفسها!!)

انها مسؤولية السياسيين وممثلين شعبنا( مثل النواب) ان يتعلموا من الاخرين كيفية الاستفادة من التناقضات السياسية الموجودة  او الطارئة في الساحة السياسية، ويدخلوا الحلبة كعامل مؤثر يمكنهم قلب الموازين  الحكم او القرار ويستفيد منها ابناء شعبنا، ان لا تكون الاولوية عندهم رواتبهم وموقعهم او موقع حزبهم.

  لهذا كنا ولا زلنا نقول في كل مرحلة من تاريخ  شعبنا  ربما سيكون هناك شخص في موقع معين يجب ان نقبل بقيادته للمجتمع (اعني الشعب كله مثلا اغا  بطرس) اذا كنا فعلا نريد خلاصا لهذا الشعب ، ولكن حينما يضعف ذلك  الشخص او لا يستطيع تقديم المزيد، يجب ان يقبل قرار المجتمع بتغيره وتغير استراتيجيته بدون معارضة او تخريب، او حلوله او رؤيته بغيرها، ويقبل برؤية معارضه حسب الحاجة!!!.

انها مهتمنا جميعا ان نجعل من اصدقائنا واعدائنا ان يفكروا فينا الف مرة قبل ان يقرروا،  ان يستثمروا في قضيتنا التاريخية ومصيرنا المقلق مادام لنا مفكرين وسياسيين ماهرين ونشطاء قوميين وقادة روحانيين. نحن مسيحيون بل نقاوة المسيحية عند اجدادنا كانت شبيه بنقاوة تلاميذ المسيح  انفسهم ، مادام كانوا  يقبلون الشهادة بإسمه ولاجل تعليمه دون خوف او تراجع خلال الفين سنة.

 لكن اليوم استراتيجية الاستسلام والخضوع والاتكال على مسيحيتنا كما كان يحصل عادة لم تعد تجدي،  و قبول الضيم والتعدي والحقوق ومحوا التاريخ والارث والاثار من الوجود  بسبب التزامنا بقيم وتعاليم مسيحية حالة لم تعد معقولة عند شعبنا، بل اضطهدنا كان اغلب الاحيان والى حد القريب كان بسبب ديانتنا المسيحية وليس القومية التي ظهرت مؤخرا!!.

 لهذا الحل لبقاء هذا الشعب، يكمن في كسر الحواجز المذهبية والقبلية والتسميات والاستعداد للانسلاخ من واقعنا القديم والحالي الى واقع جديد كما تفعل الزواحف حينما تنسلخ من جلودها ، الاستعداد للتضحية وقبول الم  هذا التغيرا الذي قد يشمل الحقائق الكنوكريتية في ذهننا مثل قضية التسمية، والا لنُحضِر الكفن والتابوت  ولنقيم العزاء على تاريخ وحضارة هذا الشعب الان،  لانها ستموت عاجلا ام اجلا، وستنطفى الشعلة الحضارية والفكرية والانسانية التي حملها ابناء حضارات العراق القديم بمختلف تسمياتهم  الذين انصهروا في في الكنيسة الشرقية منذ 1900 سنة.

.............
المقالات التي جلبت انظار القراء  هي:
1- بين العالم الأكاديمي والناشط القومي: تعقيب على موقف السيد غسان شذايا من الدكتور ابو الصوف
ليون برخو
 جامعة يونشوبنك – السويد
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,613364.0.html


2- رد على مقالة الدكتور ليون برخو عن بهنام أبو الصوف وهوية شعبنا بين الأكاديمي والناشط القومي
         بقلم غسان شذايا على الرباط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,613603.0.html

3- الاخ  ليون برخو والاخ غسان شذايا مصير شعبنا اهم لنا!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,613712.0.html


4- الأخ يوحنا بيداويد: ملاحظات مهمة عند الكتابة عن مصير شعبنا
 بقلم غسان شذايا على الرباط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,613971.0.html


5- مداخله محايده  حول حوار الاستاذين ليون برخو وغسان شذايا
        بقلم شوكت توسا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,614422.0.html


6- ملاحظات هامة جدا على شعبنا أخذها في عين الإعتبار
        بقلم د ليون برخو على الرابط التالي:
1-   http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,614915.0.html

300
  حفلة الاتحاد الكلداني الاسترالي لتكريم الطلبة بين الايجابيات والسلبيات!!.
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
10 تشرين الاول 2012

سيُقيم الاتحاد الكلداني في استراليا – ملبورن حفلة تكريم الطلبة للخريجي الثانوية والجامعيين (1) يوم السبت القادم 20/10/2012، هذه ليست اول مرة يبادر الاتحاد لتكريم المبدعين من ابناء جاليتنا بعض النظرعن التسميات وحتى من اخواننا العرب والاكراد في هذه المدينة بل اقام حفلة مماثلة قبل خمس سنوات وقدم الجوائز في حينها لفريق نادي اسود كامبيل فيلد  الذي كان حائزا على بطولة الدوري للمرتبة التي يلعب فيها مع حوالي عشرين طالب وطالبة من الجامعيين.

على اية حال بعد نشر الاتحاد الكلداني اعلانه عن اقامت مثل هذه الحفلة، جاءت انتقادات من اليمين واليسار من ابناء الجالية عن الهدف والجدوى او اسباب قيام الاتحاد مرة اخرى بتنظيم هذا التكريم. ولتوضيح الامر هنا اود ان اشرح بعض الاسباب التي جعلت الاتحاد للمضي قدما في  تتنظيم مثل هذه الفعالية منها:-
1-ان عملية تشجيع الطلبة للوصول الدراسات العليا او الجامعية او الحصول على شهادات مهنية او تحقيق اي ابداع في حياتهم العلمية او العملية مثل الفرق الرياضية هو احد اهم اهداف الاتحاد حينما تأسست قبل سبع سنوات. ان الاتحاد  الكلداني الاسترالي يعتبر انجازتهم انجازا له وللمجتمع ولكل المساهمين والقائمين المهتمين بهذا العمل.

2-ليس مخفياً على احد من ابناء جاليتنا الذين اظن هم على علم كم شاباً وشابة قدر انحرف لسبب او اخر وربما لعدم وجود مؤسسة او مجتمع يهتم بهم او يترك او يخلق مجالاً ليفرغ شحناته المكبوة او يعرض ابداعه ومهارته او مستوى فكره او امكانيته العملية.

3-ان شيوع ظاهرة السرقة في مدينة ملبورن وبالاخص من قبل ابناء الجالية لبيوت ابناء الجالية  نفسها حينما يكونون في مناسبة مثل حفلة او سفرة لَهو موققف مخجل للجميع لاسيما لاعضاء عائلة المنحرفين واقاربهم وحتى اصدقائهم.

4- اننا معروفون اكثر من اي شعب اخر بالتذمر، والنظرة السلبية لاي عمل خارج اطار الذي تعودنا عليه، ولهذا عملية اختراع شيء او ابداع شيء او احتلال موقع سياسي او انجاز عمل جديد مدهش هو خارج قاموس المجتمع . اي ان التقليد قتلنا منذ زمن بعيد واحيانا الخوف. فإنتقادات الاخرين للاتحاد ليست سوى مثل الحجرة التي لا تشرب الماء و لا تترك الماء ان يصل الى الزرع.

5-الفرق الرياضية الكثيرة التي هي عديدة وبارزة ولها انجازت انتجت لاعبين ماهرين على مستوى استراليا وربما على مستوى دول عالمية، لكن لان المجتمع غير مهتم بهم فتضمر وتضيع  هذه الاسماء البارزة بسبب اهمالهم ولعدم تشجيعهم.

6-حينما يقوم الوالدين بتكريم ابنائهم او تشجعهم بهدية او بسفرة او شراء حاجة غالية  بمناسبة تفوقهم، حقيقة يدفعون هذا الطالب ان يهتم اكثر فأكثر بهذا الامر وربما مشاعر الفرح التي تنتابه حينما يُكرم امام اصدقائه وابناء جاليته  تجعله ان يبذل جهد اضافي للوصول الى قمة اعلى.

7-في ندوة نادرة اقيمت في اخوية الكنيسة  في ملبورن قبل بضعة اشهر استمع عدد كبير من اباء الحاضرين الى ثلاثة اكادميين من ابناء الجالية ومسيرتهم والصعوبات والدوافع التي جعلتهم ان يحققوا هدفهم، اجاب احدهم على سؤال احد الحاضرين هل وصلت الى قمة التي تحلم بها ؟ فأجاب:  كان كلا بل نحن نرغب الانتقال من قمة الى قمة؟ اي التحول من انجاز الى انجاز.

8-ان تكريم الطلبة بحضور الوالدين امام جمع من ابناء الجالية واحيانا بحضور وزير او شخصية حكومية او سياسية معروفة في البلد  نراه امر ضروري بل صحي الى حد بعيد، بل من اهم الخطوات التي يجب ان نفكر فيها كأفراد وكعائلة وكمؤسسات وكمجتمع.

في الختام نقول حان الوقت ان تستيقض مؤسساتنا الروحية والمدنية  على الخطر المحدق من خلال انحراف الذي يحدث بين شبيبتنا، وليقارنوا بين الاجيال السابقة والحاضرة من ناحية نسبة الخريجيين او المنخرطين حاليا  في الجرائم .

 حان الوقت ان يقوم كل واحد بتشجيع مبادرات مثل مبادرة الاتحاد الكلداني الاسترالي  وغيرها من المؤسسات التي تهدف رعاية الشبيبة وتصقيل مواهبهم وتشجيعهم نحو تحقيق انجازات علمية او ادبية او رياضية وفنية اومسرحية، لهذا نقترح ان تقوم مؤسسة اخرى بتنظيم مهرجان غنائي للشبيبة ومؤسسة اخرى تنظم مهرجان اخر للمسرح واخرى مهرجان للرسومات الفنية والاعمال اليديوية واخرى دورة كرة قدم كبيرة وشاملة و غيرها من مجالات الابداع، بحيث تكون مجال الابداع والتشجيع مفتوح في جميع اشهر السنة امام الشبيبة.

  بلا شك  سيجذب نسبة كبيرة  من ابنائنا إن شاركنا كأباء  بحضورنا وتقيمنا هذا الجو الاجتماعي النظامي المتطور، الذي يسوده الاحترام والتقدير المتبادل، بل تجعل منهم أن ينافسوا اصدقائهم من اجل الفوز ونيل الاوسمة او التكريم عند تنظيم مثل هذه المناسبات.

............
1-لمن يرغب  المزيد من المعلومات عن حفلة تكريم الخريجيين يمكنه الاتصال بالاخوة :-
السيد ايليا كاكوز 0421346175
السيد هيثم ملوكا 0434253520
السيد جورج داود 0421831936
السيد ميخائيل الهوزي 0438300368

301
الاخ  ليون برخو والاخ غسان شذايا مصير شعبنا اهم لنا!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
1 اكتوبر 2012

قرأت مقالكما على صفحات عنكاوا كوم وتمعنت فيهما كثيرا على الرابطين التالين :
مقال الاخ الدكتور ليون برخو
بين العالم الأكاديمي والناشط القومي: تعقيب على موقف السيد غسان شذايا من الدكتور ابو الصوف
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,613364.0.html

مقال الاخ غسان شذايا
رد على مقالة الدكتور ليون برخو عن بهنام أبو الصوف وهوية شعبنا بين الأكاديمي والناشط القومي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,613603.msg5769747.html#msg5769747

ليس الهدف من رسالتي هذه هو اعطاء  رأي او نقد  في كلا المقالين لان كلاهما يحتويان على معلومات ونقاط ايجابية تحتاج الى الوقت والمناقشة الطويلة.  لكن ارى عملية  استمرار المناقشة في هذا الموضوع هو هدر الوقت  بسبب الامكانيات النادرة التي يمتلكها كل واحد منكم والظروف التي نمر فيها.

نعم بسبب الظروف الصعبة التي يمر فيها ابناء شعبنا من جميع التسميات، وبسبب الخطة المدروسة التي وضعها الفرس وبعض العرب وبعض الاكراد في تفريغ المنطقة من سكانها الاصليين، ارجو منكما ان توقفا مناقشتكما في هذا الموضوع حول شخصية المرحوم الدكتور بهنام ابو الصوف ومواقفه. وتوجه اقلامكما الى جروح هذه الشعب والاخطار المحدقة به.

اخواني  لناخذ النقاط الايجابية من اي حادث او موضوع او مؤتمر وندوة اوتصريح ونستثمره لصالح قضية شعبنا اعلاميا،  نكتب عنه لا فقط  في اللغة العربية وانما بلغات العالمية الاخرى لا سيما الانكليزية وفي محافل الدولية.
 تمعنوا في تاريخ  الشعب اليهودي، لا سيما عهد القديم وكذلك الاسفار المنحولة (غير معترف بها من قبل المسيحية)  مثل سفر المكابيين الثالث، وغيرها انهم وبكل جدارة يستحقون الاحترام، لانهم كانوا يفهمون معنى التاريخ، بل يقودونه بصورة صحيحة، بل يطاوعونه لصالح شعبهم دائما، في منظور  المستقبل القريب والبعيد، يستثمرونه في افضل ما يمكن، لا يركزون على الهفوات والكبوات الا من باب فهم وكشف الخطأ ، و لا يلحون اكثر  ما هو ضروري كي لا يخلقون الروح التشاؤمية بين عامة الناس، كانوا ولا زالوا يركزون على الهوية اليهودية كدين وكقومية اقوى عنصرين او مقومتين  مؤثرتين في وجدان اي شعب.  لهذا هم  من اقوى القوميات رغم انهم اقل  عددا مقارنة مع غيرهم ومنتشرين في انحاء العالم منذ خراب اورشليم 70 ميلادية بنسبة 80% وانهم لاقوا اصعب الويلات والمصائب والاضطهادات والمجازر.

نفس الشيء نراه في ملحمة الالياذة والاوديسا في تاريخ الاغريقة، في بداية ظهور الاغريق  كأمة عظيمة، وغيرها من القوميات، كلهم كانوا  يمجدون الاعمال البطولية لابناء قومهم بصورة بلاغية جدا جدا، كي يوحدوا الشعب ويعطوه الامل و السماد كي ينموا هذا الطموح ويصل الى هذا الهدف ،  يكافحون من اجل تحقيق هذه الرغبة او الحلم للحصول على هذا الهدف، كي يتوحدوا في نفس النقطة  كلهم رغم وجود الاختلافات الشخصية. بدون اتباعنا هذا الطريق الذي سارت عليه  كل الامم في صنع تاريخها لن يكن لنا وجود في المستقبل.

من كان يقوم بهذا العمل  او هذه المهمة ؟.  المفكرون والفلاسفة والمصلحين وقادة الشعب، امثالكم  وغيركم من ابناء شعبنا، ان عظمة اي شعب تقاس بعظمائها وانجازاتهم؟!!

 الان السؤال المهم الذي يطرح نفسه هل ما بين ابناء شعبنا من هذا النوع من العظماء؟ نعم هناك، لكن ينقصهم فهم التاريخ والمسؤولية، ينقصهم ان لا يركزوا كثيرا على قوت اليوم!، اومكانة الاعلامية الحاضرة!. وينقص ابناء شعبنا تشغيل الماكنة الاعلامية بصورة صحيحة.

فقط اذكر لكم هذه الحادثة او المثل" كان الفيسلوف الهولندي سبينوزا  منذ صغره موهوب، وكان قادة  الشعب اليهودي وضعوا امالهم عليه كثيرا، لكن حينما بلغ مرحلة الرجولة والنضج، خرج عن الطريق الذي كان رجال الدين اليهود يتوقعون او يريدون  منه ان يسير عليه،  فطرد من مجتمعهم ( حرم في الكنسيت) وبرأت عائلته نفسها منه، بل هدروا دمه، لهذا  هرب من المدينة، ثم غير اسمه وعاش في غرفة واحدة فقيرا مع عائلة مسيحية في الريف، وراح يكتب وينشر كتبه بأسماء مستعارة من هناك. لما علم به عمدة المدينة ، زاره في احد الايام بصورة مفاجأة ، ولما  رأى الحالة المقززة والفقر الذي كان يعيش فيه هذا الفيسلوف الكبير (الذي ذاع صيته وشهرته وارائه الفلسفية فيما بعد)،قررالعمدة بأن يمحنه هدية الف(من عملتهم في حينها)، فرد عليه الفيلسوف الفقير:" لا اريد استلم هديتك، ولا احتاج الى فضلك، اذهب وتصدق بأموالك لاخوك الذي ليس حالته افضل من حالي!!".

 اليوم بعد اكثر من اربعمائة سنة يتم ذكر الفيلسوف سبينوزا في كل مكان حينما يتم المجادلة او النقاش في المواضيع الفلسفية التي تناولها، اما ذلك الحكام لا يعرفه احدا ولا يتم ذكره الا بهذه الحادثة!.

فإذن الاعمال العظيمة لن تمحوا بل تبقى وترفع شأن المفكر وعائلته وامته.

هذا ما اتمناه منكم ومن جميع المسؤولين السياسيين والقوميين وحتى رجال الكنيسة الذين لازالوا غير واقعيين في فهمهم لموضوع التاريخ، او لا يقومون بايجاد الربط  بين احداث التاريخ ومصالح الناس ومصيرهم والواقع الذي يعيشون فيه ، ولا يهتمون بمصير شعبهم في المستقبل.

302

303
الفلم الذي اساء الى الاسلام لم يحصل إلا على اساءة!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
20 ايلول 2012
منذ اكثر من اسبوع والعالم مشغول بقضية الفلم المسيء للاسلام والنبي محمد الذي جرح مشاعر ملايين المسلمين في العالم حول الصور القذرة التي ظهرت في مقاطع الفلم. هذا الفلم الذي لاقى شجب من كافة القادة الروحانيين المسيحيين قبل رجال الدين المسلمين لاسيما الفاتيكان والكنيسة القبطية والكلدانية .
كما ادانه السياسيين البارزين ورؤساء الاحزاب من ابناء شعبنا المسيحي ، بالاضافة الى المقالات الكثيرة التي كتبها الكتاب في الوسائل الاعلام والمواقع الالكترونية ،اوالادانات التي جاءت عن طريق مقابلات محطات التلفزيونية والراديو.
ان ما عمله هذا الفلم بالحق بعيد جدا عن اخلاق اي مجتمع انساني متحضر، ومؤمن بالقيم الانسانية والديانات السماوية، التي دوما تحرص في تعاليمها على التاخي والمحبة والتعاون والتسامح. ان احوج ما تكون اليه شعوب العالم اليوم هو التفاهم والتعاون، من اجل حماية حياة الانسان على هذا الكوكب الجميل الذي هيأه الله تعالى للبشر مع اثمن هدية، هي خلقنا لنعيش عليه واعطائنا الوجود من العدم. ان الله سبحانه تعالى اكرم الانسان من دون الخلائق بفضائل ونعم، لكن مع الاسف الكثير منا لا يدركها ولا يعرف، انه بدونها لا معنى لحياته في هذا الوجود بل سيعيش مثل بهائم!.
كل انسان له حق في هذا الوجود ما دام الله هو خالقه، وما دام لا يختلف عن غيره بأي شيء، كل انسان له كرامته وقيمه، له مشاعره الخاصة التي تحرك عواطفه برؤية لوحة جميلة مثلا او سماعه قطعة موسيقية نادرة، سماعه كلمات قصيدة ذات ذكريات لها وقع خاص في حياته. الانسان الحقيقي يجب ان يكون مجموعة احاسيس ومشاعر، الانسان الحقيقي لا بد ان يحب الجمال والموسيقى ، لانهما من صفات الكمال التي يمتلكها الله سبحانه وحده. كذلك لكل انسان حقيقي  مقدساته و رموزه التي عن طريقها يعرف الله ويتصل به  او يتحدث اليه عن طريق صلاته!!
ان الاسلام والمسيحيين واليهود، يؤمون بالله الواحد، لذا يجب ان نحترم قوانينه، ارادته اواعماله ونتائجها في هذا العالم،  انه لا زال يخلق، لازال يراقب ويعمل معنا ومن خلالنا في بناء هذا العالم، خلالنا حينما نسلم له ارادتنا، نعمل اعمال التي ترضيه والتي هي الخير دائما، بعيدة عن الاخلال في الطبيعة التي خلقها، مبنية على منطق العقل، ففكر او عقل  الانسان ليس جامد مثل صخرة (لانه مجموعة احاسيس) ، ولا يمكن يتوقف العقل من التفكير حتى اخر لحظة من الحياة، وهذا ما كان يعنيه الفيلسوف الفرنسي الكبير رينه ديكارت في عبارته المشهورة " انا افكر، فإذن انا موجود" . ثم استنتج منها " لاننا موجودين، اذن الله موجود " . هذه كانت خلاصة فكر احد اعظم الفلاسفة والرياضيين  في تاريخ قاطبة ، واحد مؤسسي حركة العصر التنوير في العصر الحديث (1)، لاننا نفكر ونعمل لكي نعيش،إذن نحن في حالة صيرورة وتغير مستمرة، إذن الله يراقبنا ويراقب اعمالنا كم هي بإتجاه ارادته. هل جعلنا انفسنا ادوات في يده لعمل الصالحات والخير؟!!  
الله هو الخالق الجميع، وهذا مبدا تعترف و مسلم  به كل الديانات السماوية، فإذن هل من المعقول الله يخلق شيء لايريده او لا غاية له فيه. إذن لله غلية في وجود كل واحد منا ،إذن الله اعطى الحق لكل انسان في الوجود. لكن لكل واحد شيء  خاص به ، يختلف عن غيره في اللون والشكل والطول وقابليات الذهن والعمل والمشاعر التي كلها من عمل الله فينا والا كانت الحياة جامدة وغير معقولةّ!، لهذا يجب ان نحترم واحد الاخر، لان الله يريدنا او خلقنا هكذا، الله اعطنا العقل كي ينور طريقنا في عملية اتخاذ القرار الصحيح والصائب المرشد له ،الذي يوافق او يواكب او يوازي فكره (اعني الله) او ارادته.
ان علومنا وثقافتنا ومبادئنا ونواميسنا ودساتيرنا كل منتوجات ونشاطات عقلنا كلها ناقصة وربما ردئية وشرسرة احيانا، غير كاملة  ولن تبلغ الكمال في اي لحظة، لهذا يجب ان نكون يقضين على مسار الذي يريده الله منا، نعم مسارنا الى الله يتعرج ويصعد وينزل لا نعرف احينا لماذا؟!، لاننا بشر لم ولن نستطيع ان نعرف ذلك، ولن نعرف اراته الكاملة او التامة، لان لله في خلقه شؤون.!!
انا بدوري ايضا ادين هذا الفلم الذي لا يعبر سوى عن قرف فكر مخرجه ومن وراءه، بلا شك يريد يخلق فتنة بين الاسلام والمسيحيين في كل مكان من العالم. املنا انلا  يكن الا سبباً لجعل الانسانية جمعاه ان تستيقظ على الخطر المحدق لمصير الجميع، ان يكون سبباُ لزيادة احترام المقدسات والقيم والرموز الدينية الخاصة بكل واحد حتى وان كانت غير مقبولة عند الاخر.
انا احي غبطة البطريرك عمانوئيل الثاني دلي بطريرك الكنيسة الكلدانية لاصداره ادانة واضحة باسم الكنيسة الكلدانية وجميع المسيحيين في العراق، كما احي سيادة المطران لويس ساكو و المطران بشار وردة الذين ادانوا الفلم بأشد العبارات. ونتمنى ان نجد حوارا بناء لبناء الجسور وازالة الفواصل والحواجز التي تحدث عنها الاب الدكتور يوسف مي مقابلتنا له قبل عرض لقطات هذا الفلم والموجودة بين الانسانية وديانتها وفلسفاتها المختلفة  كما يجب ان يحترم ابناء الديانات السماوية احدهم الاخر ويحترموا رموزهم فلا مجال اساء الى مقدسات دين الاسلامي ونبيهم  ولا مجال للاساء للدين المسيحي على اساس انه كفار ايضا.
...........................
1-   اعظم انجاز فكري اوجده يكارت كان في هذه العبارة التي اوجد فيها الارتباط بل البرهان بين المادية والروحانية بمنطق لا يقبل الجدل .

304
ماذا كتب علي الوردي عن المحرمات التي حصلت قبل قرن؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
10 ايلول 2012

يمر الشعب العراقي اليوم  بأزمة اخلاقية بحتة لم يشهدها في تاريخه الحديث ابداً،هي حصول التعدي والهجوم من قبل قوات امن الدولة على المنتديات الثقافية والاجتماعية ومحلات بيع الخمر بغية الترهيب والتشديد باسم الدين الذي هو خارج الدستور واعراف العراقية .
 المجتمع العراقي  منقسم  بصورة واضحة الى ثلاثة فئات، الفئة الاولى هي الفئة  المتشددة او المتعصبة دينيا او مذهبيا، الفئة الثانية هي العلمانية او التي تريد مواكبة الحضارة وتعيش الحياة الواقعية، الفئة  الاخيرة التي هي اكبر الفئات، هي الفئة المهملة الفقيرة التي كانت تعيش في الهامش وتتبع  فئة الحاكم او النظام، اي تابعة من غير قناعة الى القوى المسيطرة على البلد.

علي الوردي العالم والباحث العراقي الكبير المختص بعلم الاجتماع الذي يتفق معظم العراقيين على  موضوعيته في تحليله ووصفه لمشاكل المجتمع العراقي، ولغته المعتدلة في تقيم التاريخ والحضارة الغربية والشرقية والاسلامية. هذا الكاتب الكبير كتب الكثير عن المجتمع العراقي منذ ظهور الاسلام والصراعات التي واكبته لحد الان .

هنا ننقل بعض اراء هذا العالم الكبير والتي هي موثقة في كتابة " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي"  عن الضغوط التي مارسها رجال الدين المتعصبين او المتشددين  قبل مئة عام (كما يحصل اليوم في قضية غلق المنتديات الثقافية والنوادي الاجتماعية ) على المجتمع العراقي  من مواكبة  الحضارة او السير ورائها التي على الاقل كانت ترمي القضاء على الفقر والمرض والجهل في حينها. لكن بعد مرور اقل من ربع قرن على هذه المحرمات كسر القاعدة او الطوق الذي ضربه رجال الدين عليهم وتبعوا الحياة الواقعية وضرويات الحياة التي لم يعد بمقدرة احد الاستغناء عنها .

معظم ان لم نقل جميع هذه المواد  حرمت على الفرد العراقي من امتلاكها في بداةي القرن الماضي لان مخترعها من اهل الكفار وابناء الاستعمار.  لكن على الوردي يعود ويذكر بعد عشرة او عشرين سنة كان الاقبال لها كثير جدا. بل حدثت جرائم بسبب هذا الحرمان لا مجال لذكرها، حيث وجد الفقراء ان اولاد رجال الدين الذين كانوا يحرمون على العراقيين على ارسال اولادهم او بناتهم الى المدرسة كانوا قد ارسلوا اولادهم بناتهم الى ارقى المدارس بل الى اوربا وتخرجوا من احسن الجامعات وتزوجوا من الكفار.!!!

بيت القصيد في دراسات على الوردي كان  ان المجتمع العراقي كان ولازال يعيش في ازدواجية مقية ظهرت في العصر الحديث نتيجة تراكم السكاني في المدن ومن ثم اضافة اليه تقاليد العثمانيين و تشدد الايرانيين، فهم من جانب يكرهون الغرب وتقاليدهم الاجتماعية ويحرمون الاحتكاك بهم ومن جانب اخر كانوا متلهفين الى امتلاك منتوجات الغربيين كامر طبيعي نتيجة ذلك يكرهون يب يحقدون على المسيحيين والاقليات جميعها.

هنا بعض ما وثقه العلامة علي الوردي في هذا الكتاب.
 حيث  يقول في الصفحة 287 :" كانت الدعاية العثمانية خلال الحرب (يقصد الحرب العالمية الاولى) تؤكد للناس على ان الانكليز انما جاؤا لتحطيم الخلافة ومحق الاسلام".
ثم يقول في نفس الصفحة بعد الحرب :" كان اهم مظاهرها ما حدث فيها هو تحريم واستنكار لكل ما جاءت به الحضارة من افكار وعادات وازياء ."
ثم يقول ايضاً : " فدخول المدارس حرام، قراءة الجرائد حرام، وتعلم اي لغة اوربية حرام. كذلك حرموا لبس القبعة والاكل بالمعلقة وربما الجلوس على الكرسي وحرموا امورا اخرى كثيرة لا حصر لها"(1)
في الصفحة 289 يقول: " لقد كانت الوظيفة مغرية لما فيها من نفوذ ومرتب ومضمون، لكن بعض الرجال الدين اعلنوا تحريمها واعتبروها من قبيل التعاون مع الكفار". لكن بعد عشر سنوات بعد الازمة الاقتصادية العالمية سنة 1929 كانت الناس تبحث عن وساطة للتعين في وظيفة.
في الصفحة 291 يقول علي الوردي: " وعندما بدا الحكومة العراقية (تحت سيطرة الانكليز) تفتح المدارس اعلن بعض الرجال الدين تحريم الدخول فيها، فلقى هذا التحريم هوى في قلوب العامة. ولذا كان الاقبال على المدارس في بداية الامر ضعيفا ولم يدخل فيها الا عدد قليل من التلاميذ" .

يذكر الوردي  في الصفحة 294 (معتمدا عل احصائيات في وزارة التربية وتعليم العالي) : " ان عدد طلاب تلاميذ المدارس الابتدائية في عام 1920-1921 كان زهاء 8 الاف، ثم اصبح هذه الرقم (بعد اربعين سنة) في عام 1963-1964 حوالي 958 الف اي حوالي مليون طالب. " بمعنى زادت نسبة التحاق بالمدارس عشرة الاف ضعف.
اما بالنسبة للمراة يقول في الصفحة291: " في العهد العثماني يعتقدون بأن مجرد تعليم المراة القراءة والكتابة يؤدي الى فسادها وخروجها عن الطريق."

حتى تم تأليف كتب واقمت دراسات عن كيفية حصول فساد المراة عن طريق التعلم مثلا صدر كتاب في عام 1897م تحت عنوان" الاصابة في منع النساء من القراءة" فيذكر العلامة الوردي نص منه في صفحة 292 من كتابه  : " فاما تعليم النساء القراءة والكتابة فأعوذ بإاله منه اذا لا ارى شيئا اضر منه بهن، فإنهن لما كن مجبلات على الغدر."
في نفس الصفحة يقول على الوردي في العقد الثاني من هذا القرن( اي قرن 20) اغلقت مدارس للبنات بعد فتحها لان الاباء رفضوا ان يرسلوا بناتهم اليها. لكن في منتصف الستينات كان عدد الطلاب ربما متساوي النسبة بين الاناث والذكرو، وفي الحروب المدمرة لصدام حسين كانت المراة هي معيل العائلة هي المعلمة والدكتورة، والمهندسة والمحاسبة بل هي التي تدير عجلة الحياة.

ما هو مهم الذي يجب يعرفه كل العراقيين الان  وبالاخص الذين يحاربون المسيحيين والديانات الصغيرة  هو ان التغير الذي حصل في العراق لم يكن فقط بسبب حصول الاحتلال الذي ليس لهم العلاقة به اصلا ، بل بسبب الازدواجية التي يمكلها العراقيين. فقط نريد ان يتذكر العراقيون كانت هناك قبل حرب الكويت   ثلاثة او اربعة معامل البيرة في العراق ما عدا الخميرة المستوردة ، فهل من المعقول كل انتاجها كان يستهلكه الاقليات؟! .

 فما اشبه اليوم بالامس ، فمنع المنتديات الثقافية والاجتماعية في مدينة دار السلام وابي نؤاس  بحجة منع انتشار الخمرة هي شبيهة بمنع  اجدادهم من ارسال الفتيات الى المدرسة بحجو حصول الفساد،  لكن في النهاية كانت المراة العراقية هي اول امراة  تقود السيارة في الوطن العربي. وان اول طبيبة في الوطن العربي ( الدكتورة آنة ستيان عراقية ارمنية) .

علي الوردي كعالم اجتماعي يعترف في كل كتاباته ان اي ظاهرة تحصل في المجتمع لابد في النهاية تصل الى مرحلة التوازن بين طرفي النقيضيين.

 ان التعدي على الاقليات هي جريمة انسانية واخلاقية قبل ما تكون معصية اوامر امام الله, المتدين الجيد هو الذي يعيش حياته دائما صائما، صائم من ممارسة الفحش والجريمة والسرقة والتعدي على ارواح الاخرين، مثاليا في المواطنة والالتزام في القانون ومستعدا للتضحية بنفسه من اجل وطنه او مجتمعه.  بل امينا في وظيفته.

خلاصة الامر نقول ان اسلمة الناس بالقوة لن تنجح، والبراهين التاريخية كثيرة، والعاصفة التي تهب على الوطن العربي والدول الاسلامية  ليست بسب حصول صحوة اسلامية  اي دينية حقيقية وانما هناك من افتعلها (مثلما جاءت عملية نفي شاه ايران الى حيث لا عودة ونقل الامام خميني الى ايران في نفس  الاسبوع) لغرض بث العنف والقتل والجهل والفقر والانتقام بين العراقيين.
..............
1-

  هذه قائمة من المواد او المنتوجات الجديدة التي  اتت بها الحضارة الغربية اوالتي اتى بها الكفار الى العراق بعد الحرب العالمية الاولى  بفترات متفرقة كانت محرمة  على المجتمع هي :" الكهرباء، والثلاجة، المبردة، السيارة، المعلقة ، الغاز والنفط، السكك الجديد والقطار، المضخات ، الطائرات، والبواخر والسفن، ابرة البنسلين والبراسيتول وبقية المضادات الحيوية، ومخدر العمليات وحبوب السكر و حبوب الضغط ، والراديو. بعد النصف الثاني من القرن الماضي وبعد ظهور علم الالكترونيات ظهر التلفزيون والكومبيوتر والموبايل، والفيس بوك والايميلي والانترنيت وتستمر القائمة بحيث لا نجد اليوم شيئا واحدا باقيا من المواد التي كانت مستخدمة قبل قرن سوى فكر المتشددين انفسهم . فهل يستطيعون تحريمها اليوم على الناس؟؟!!




305
مقابلة مع الاب الدكتور يوسف توما الدومنيكي


إننا منذ الف سنة نحارب الفلاسفة في المنطقة العربية!!!

يُعَّد الأب الدكتور يوسف توما أحد أعمدة الحركة الفكرية الجديدة بين شباب الأمس واليوم في العراق، فهو مدرّس في المعهد الكهنوتي وكلية بابل منذ اكثرمنذ اكثر من ربع قرن، وقد كان أيضًا مؤسس ومدير الدورة اللاهوتية في كاتدرائية القديس يوسف (السنتر) في بغداد منذعام 1980م، ورئيس تحرير مجلة "الفكر المسيحي" منذ  عام 1995م. في لقائنا الثالث معه تطرق الى مواضيع متفرقة ومتنوعة من وضعية الرهبنة في عصر الحديث، ووضعية جاليتنا في المهجر، ووضعية الانسان في العراق وشعبه بمختلف قومياتهم واديانهم، ومستقبل المسيحية الشرقية والكنيسة الكلدانية  والصراع الشرقي الغربي في سوريا والحضارة العالمية وغيرها من المواضيع الجانبية  .
 
 
  
الأب يوسف توما اهلا وسهلا بك في مقابلة ثالثة لموقع عنكاوا كوم
 

 

صورة من الارشيف

س1
يمر العالم اليوم في عصر مادي بحت، والحياة الفكرية كادت تنعدم، فلا تأمل ولا تفكير، ربما حتى الصلاة فقيرة من حيث المحتوى والمعاني بسبب انعدام الوقت، كراهب الآن قضيت  38 عامًا في الرهبنة الدومنيكية. كيف ترى الحياة الرهبانية اليوم، ما هو وضع الرهبنات الكبيرة مثل رهبنتكم أو رهبنة الكرمليين اوالمخلصيين وغيرها من ناحية الإنتاج الفكري، المشاريع الإنسانية الخدمية، وعدد الذين يرتدون ثوب الرهبانية فيها؟

الجواب:
إن المشكلة في العالم كله هي فعلا مشكلة هذا التذبذب الفكري الموجود نتيجة العولمة التي حوّلت العالم إلى نوع من السوق، "سوق هرج". فالقنوات الفضائية العديدة منعت الإنسان من الاحتكام إلى مقاييس معينة، كما هنالك النظم التي تتخبط، ويحار فيها الإنسان، وهناك الفكر الذي لا يستقر أيضًا على قرار، وهناك خصوصًا الحياة الروحية التي قد تداخلت مع التجارة، فيحاول كل واحد أن يجتذب أكبر عدد من "الزبائن" إليه.
في الحقيقة حتى المشاريع الخيرية "الإنسانوية" (humanists) أي التي تخصّ الإنسان أصبحت في حالة صعبة، إلى جانب التطوّع من خلال الدعوات صعب خصوصا كلما كان الإنسان معرضًا إلى "ترغيب العولمة"، كلما كان صعبا عليه أن يتخذ قرارات مستقرة في حياته. هذا التذبذب يجعل لدى الفرد غموضا في ما يخص الحاضر والمستقبل لذلك تراه يلجأ إلى الماضي، ويحاول أن يجد فيه مقياسا لحياته المادية. لكن هذا الماضي لا يكفيه ليروي عطشه. أما المادية التي بنيت عليها حضارة اليوم، فقد وصلت إلى الخط الأحمر فالبطالة في كل مكان وهي مقنعة حينًا ومكشوفة أحيانًا كثيرة في حضارة وصلت إلى حالة إشباع، بحيث أطلقوا عليها اسم "مجتمعات ما بعد الحداثة"، فيها لم يعد الطعام والملبس مشكلة، لكن المشاكل اختلفت، لكن في مجتمعات أخرى ما زالت متخلفة عن الركب، مشكلتها هي أنها تمنع أبناءها عن التفكير. وهي حتى إن بقيت على شيء من التدين لكن بلا تفكير لا يمكن للدين أن ينتعش ويُنعش، فهو كالطعام يحتاج أيضا إلى تحميص وفحص.
والدليل عندي، عندما يهاجر أبناء "المجتمعات المتعبة" إلى مجتمعات مرفهة، سرعان ما يصبحون "ماديين" مثل أبناء هذه المجتمعات.
الحقيقة، باختصار: إن محاولاتنا ومشاريعنا ورغبتنا في دعوة أكبر عدد ممكن من الشباب إلى هذه الحياة التي نريدها في خدمة الإنسان مبررها هو لكي نجيب على هذا السؤال الأساسي الذي سألته...
 
س2
أنت كثير الأسفار بين جاليتنا المسيحية الشرقية، بالأخص العراقية منها. هل لك أن تعطينا الغرض من سفرك؟ هل هناك حاجة أو ضرورة له؟ ماذا تقدم لهم؟

الجواب :
سفراتي هي فقط إبّان العطل، لكي التقي، لكي أغير الجوّ، ولكي اضبّط أوتاري، فبقائي تسعة أشهر أو عشرة في مكان واحد يحتاج إلى تغيير. الغاية هي أن أتعرف على أحوال جالياتنا وأن أكتشف أيضا من هذه البلاد التي أزورها الجديد مما لديهم من مسارات يسيرون عليها فأنقلها لإخوتي من أبناء شعبنا، في الداخل والخارج، هل يندمجون معها أم هل ينكمشون إزاءها؟ أو هل عليهم أن يذوبوا أو هل هم يضيعون؟ هذه هي الغاية ولكي أشكل أيضًا نواة لبحوث سوسيولوجية وفلسفية لوضع جالياتنا. كم أتمنى أن يأتي من بعدي من يهتم بوضع أسس لفكر اجتماعي يساعد على تجاوز هذه المحنة التي هي الهجرة والاقتلاع من الجذور وضياعها وهي حالة أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها كانت عنيفة بالنسبة إليهم، وأنه يجب أن نحاول معالجة الصدامات والدمامل التي شكلها عنف الهجرة.



 

صورة من الارشيف

س3
بعد مرور
سبعة عشر عاما على تسلمكم إدارة مجلة "الفكر المسيحي". كيف ترون تعاطي القراء مع المجلة، أعطِ لنا بعض التوضيح عن مجلتكم؟
الجواب:
صحيح دخلنا في السنة الثامنة والأربعين ونكاد ننهيها هذه السنة من عمر المجلة، وننهي بذلك ثمانية عشر عامًا من تسلم الآباء الدومنيكان لها، حاولنا أن نبقيها على خطها برغم ما حدث من تحولات كبرى هائلة جرت خصوصا بعد عام 2003. هذا إلى جانب ما ظهر على الساحة من كميات هائلة من مجلات ونشرات أخرى، لكن الخوف الذي كان يسودني قبل ثمانية أعوام، الآن قل كثيرًا، لأن الكثير من هذه المجلات لم يقاوم عامل الزمن والديمومة ولم تستمر. فإحصائية وزارة الثقافة العراقية في عام 2500 كانت تقول هنالك 2500 منشور ورقي في العراق، ولست أدري الآن ما هي الإحصائية؟
أرى الكثير منها قد انقطع أو تراجع أو أصبح هامشيا، ولم يتمكن من الإمساك بالمقود، نحو تحقيق رسالته التي تأسس من أجلها. ثم من ناحية أخرى، أغلب هذه المجلات كانت لسان حال جماعة معينة: إما حزب أو طرف معين لديه ما يدعمه. في حين الفكر المسيحي حاولت فعلا أن تبقى فكرًا ومسيحية، أي بانفتاح ودخول إلى الأعماق حتى لا تبقى الديانة المسيحية على هامش الأمور وإنما أن تنقل إلى قرائها شيئًا من هذه الحقيقة الضرورية التي تساعد كل واحد أن يمسك الدفة ويتجه نحو معنى حياته وهدفها.
وبالرغم من اختفاء أسماء كتاب مثل الأبوين حبي وبطرس حداد، وسفر عدد منهم الكتاب وخصوصًا الشباب منهم إما للهجرة أو للتفرغ للدراسة والحصول على الشهادات، مع ذلك نشكر الرب هنالك من يرفدنا بأحسن المقالات، ويحاول أن يدلُ بدلوه في إعطاء فكر وإيمان.  
 
س4
يمر العراق اليوم بوضع حساس جدا بل هو على مفترق الطرق، بعد قرابة عشر سنوات من التغيير لا يزال العنف يحصد أرواح الأبرياء. هل ترى بوادر لخيوط فجر جديد، فكر جديد، يقظة جديدة، روح وطنية جديدة، غير مبنية على الدين أو القومية أو المذهبية أو الأقلية والأغلبية؟

الجواب:
صحيح نحن على مفترق الطرق، المشكلة إن الاندفاع إلى الطريق لا يعني وجود غاية أو هدف كثير من الناس لا يرون أبعد من خطواتهم ولا يفكرون في المستقبل وتراكمات الماضي لم تعالج بصورة صحيحة وهذه يجعل أن العنف يحصد أرواح في كل مكان، وقد يمتد النار إلى جيراننا ولا يزال ما سمي بالربيع العربي يحصد أرواح كثيرة و منها أرواح الأبرياء.
ما يؤسف له هو أننا منذ ألف سنة، بسبب محاربة الفلاسفة في المنطقة العربية، لم نعطِ للفلاسفة والمفكرين مكانتهم في حل مشاكلنا وهذا أيضا دفعنا ثمنا غاليا عنه، ومازلنا ندفع.
الحلول ليست فقط بيد السياسيين، ولا بيد رجال الدين، الحلول بيد كل المفكرين وهؤلاء قد يكونوا سياسيين أو رجال دين، أي المسألة ليست فقط في مسائل إدارية، للديانات مكانتها، لكن من بينهم من يفكر وآخر يستغل الدين للعيش أو للربح. الديانات في بداياتها قامت كقيم وللتغيير، ونحن اليوم في حاجة ماسة إلى مراقبة ما نتعامل معه من قيم سادت وتسود مجتمعاتنا، البعد الديني العميق نحن نحتاج إليه كلنا، كما نحتاج إلى إداريين جيدين لكن الأهم نحن نحتاج إلى من يرسم أمامنا المستقبل ويعطي لنا - من خلال هذا الرسم - رؤية واضحة، كم نحن في حاجة إليها. أي إلى هؤلاء المفكرين الذين يعرفون رسم خارطة طريق نحو الغد.
أما هذا الانكفاء الذي أصابنا اليوم في الدين أو في القومية أو في المذهب أو على الجماعات الصغيرة كالعشيرة والأسرة ... هذا الانكفاء ما هو إلا رد فعل آت من الخوف، والخوف ليس صديقا صالحا ولا ناصحًا جيدًا! الخوف هو الذي يقود الجماعات إلى الانغلاق على نفسها والعمل بالمثل القائل: "الباب الذي تأتيك منه الريح سدُّه واسترح". هذا الخوف إذا لم نستطيع أن نرفعه من داخلنا سيستولي علينا وسيعشش بين بعضنا البعض - وهذا ما يحدث! ألا ترى كل هذه الحواجز والجداران العالية التي تبنى بين الجماعات؟ لم تكن موجودًا في الماضي لمنها أقوى وأعلى من الماضي، لذا نحتاج إلى من يكسر الجدران التي قامت بيننا، بين مذاهبنا وجماعاتنا، المفكر في اعتقادي هو ذلك الشخص الحر القادر على كسر مثل هذه الجدران والحواجز.


 

صورة من الارشيف

س5
المسيحية الشرقية في خطر بسبب الهجرة، البيروقراطية التي لا تستطيع تغييرها، الحداثة والتجديد السريع وحرية الفكر الذي وصل إلينا بواسطة التكنولوجيا. ما هو السبيل لإنقاذ مسيحيينا الشرقيين من الضياع أو على الأقل إيقاف نزيف الهجرة خصوصًا في العراق الذي هجره حوالي 60% من مسيحييه؟

الجواب:
المسيحية الشرقية واقعة منذ زمان بعيد في هذا العجز البيروقراطي - المؤسساتي، شأنها شأن جيرانها من الأديان الأخرى لأنها أهملت جانبين: فكري وروحي، فعامّة الناس غالبا لا يرون في رجل الدين سوى رجل مؤسسة، يخدم فقط قوالب مؤسساتية "كتابنا وكتابكم". لذا لم يحدث تغيير ولا حداثة ولا تجديد في مناطقنا بل انقسامات وتحزّب للأشخاص فبقينا في مناطقنا إلى حد قبل خمسين عامًا نكتفي بما يخص الخدمات والحاجات الضرورية، على نفس الأسلوب الذي كنا عليه منذ ثلاثة آلاف سنة!
ثم جاء دخولنا سريعًا جدا في الحداثة وحدث التغيير وقامت أصوات تنادي بضرورة وجود حرية في الفكر، وهذا جعل الفجوة كبيرة جدًا لا بين أجيال قديمة فقط، لكن في البيت نفسه، بين جيل الأهل وجيل الأبناء.
الهجرة إذن ليست هي المشكلة ولا هي الحل، لأنك تأخذ مشاكلك معك أينما ذهبت! الهجرة مجرد حل مؤقت، والمهاجر للأسف لا يأخذ معه سوى حاجاته وعقده ومشاكله وأحيانا كثيرة يأخذ فقط جهله. أما المهاجر الذي كان عنده رغبة في التعلم فهذا سيستفيد من بلاد الشتات، لكن الذي يهاجر كي يرتاح ويتخلص من معانات بسيطة فهذا الشخص لا يمكنه قط أن يصل إلى نتيجة، بل سيقضي وقته في بطالة وفراغ قاتلين. ولديّ الكثير من الأمثلة على الشلل الذي يصيب جماعتنا المسيحية في كثير من أنحاء العالم، خصوصًا أن البعثرة أضافت على ما كان لدينا من مشاكل كانت التكتل في ما مضى يخفيها.
لديّ إحصائية غير أكيدة إذ في اعتقادي أن لدينا على الأقل 35 دولة فيها مهجر مسيحي عراقي، وإذا أردت الوضوح أكثر لقلت: حتى في نفس البلد لا يمكن أن يكون استقرار في مكان معين، هذا إلى جانب تبعثر في بعض المناطق فيها عائلة واحدة أو عائلتان في مدينة معينة أو قرية. هذه الظاهرة أيضا لا تساعد على إنقاذ جماعتنا، ماذا سيتبقى منهم بعد عشر أو 20 سنة؟
إن نزيف الهجرة شيء ونتائجها شيء آخر فهي تحتاج إلى من يقيّمها ويجمع معلومات عنها ويخرج باستنتاجات تساعد كل واحد منا أن يفهم ويتحرك. هذا إلى جانب كل السلبيات الموجودة على الساحة المهجرية، ما هي سوى كشف لمعانات لدى كل مهاجر.
 
 
س6
المسيحيون والمسلمون والصابئة والإزيديون، كل له ديانته التي يكفل الدستور العراقي والمجتمع لها ممارسة عبادتها بكل حرية. لكن الاختلافات الاجتماعية من الملبس أو الطقوس في الأعياد الدينية موجودة. هذه الأسباب وغيرها جعلت المسيحيين يعيشون في قصبات ومدن وقرى في مناطق خاصة بهم منذ زمن بعيد. اليوم هذه الخصوصية تتعرض للخطر بسبب زيادة التناقضات السياسية وتحالفات الأحزاب وكذلك احتمال تقسيم العراق خاصة في المناطق المتنازع عليها. كيف يمكن للعراقيين جميعا أن يعتمدوا على بعض مبادئ مثبتة أو يجب تثبيتها في الدستور لتساعد على حل المشكلة ؟ كذلك على حفظ حق كل مكوّن في الوجود وممارسة نشاطه الإنساني.

الجواب:
إننا لم نصل بعد إلى وضع قانون لضبط علاقتنا مع بعضنا البعض، فالمسالة ليست في تعددية دينية أو مذهبية أو عشائرية ولا حتى في الاختلافات التي لا بد منها في كل بلد وزمان. الصراعات تحدث عندما يختل التوازن، وما نراه في الظاهر على السطح من تناقضات قد تبدو "سياسية" لكنها في الحقيقة تخفي تناقضات أخرى أعمق، لم يتم معالجتها، فهذه الأحزاب مثلا تتحصن خلف مواضيع مبدئية لكن الحقيقة هي حب السلطة والمال وتفضيل جماعة على حساب جماعة أخرى، أي إننا لم نصل بعد إلى تجاوز ما قد تجاوزته دول عديدة (كالهند مثلا حيث لا تشكل اختلافات شعوبها مشكلة في دستورها).
أنا الآن أكتب لك من ألمانيا، حيث كثير من معالم هذا البلد كانت قد دمرت قبل 65 عامًا، لكنه اليوم بلد يُعدّ من أكثر البلدان نجاحًا ورفاهية في العالم، ذلك لأنهم قلبوا الصفحة، واستطاعوا أن يتجاوزا الماضي، فقام بينهم مفكرين، آخر واحد منهم اكتشفته قبل أسابيع، وهو قريب من هذه المنطقة، هو المفكر " بيتر سلوترديج Sloterdijk المولود عام 1947 وهو أستاذ في جامعة "كارلس روهو". وقد اقتنيت ثلاثة من كتبه كي أطلع على أسباب نجاحه وتأثيره والشأن الذي أخذه والضجة التي أقامها بأفكار طرحها... ما يعجبني في هذا البلد - بالرغم من أخطاء ارتكبها قادته وآباؤه - أنه ما يزال يطرح مسألة الإنسان، فكل مفكريه طرحوا مسألة الإنسان كأساس جوهري لكل فكر.
أما نحن في العراق، فما زلنا بعيدين عن طرح هذه المسالة، أو هي تبقى عمومية، فلا تخص شعبًا أو جماعة أو ديانة أو قبيلة وطائفة، لكن يجب طرح مسألة الإنسان الضحية، لا بسبب انتمائه فقط كمسيحي أو مسلم أو إيزيدي أو صابئي، لكن عندما يصبح كل إنسان ضحية لأحد فهو هذا إنساننا أخونا وقريبنا، أما الأحزاب التي لا تضع الإنسان في أساس عملها و بحثها فلا معنى من وجودها وشعاراتها.
في الحقيقة حتى الدستور العراقي في حاجة إلى إعادة نظر كي يبنى على مبادئ إنسانية، ولكي نصل إلى نتيجة يجب أن نعرف ما هو الإنسان والى أين يتجه، فالأفكار القاتلة هي التي أدت بالعالم إلى الحروب لأنها همّشت الإنسان وخلقت إيديولوجيات قاتلة، كما قال المفكر اللبناني أمين معلوف في كتابه "الهويات القاتلة". أدعوك وأدعو القراء إلى مطالعة هذا الكتاب الذي ترجم إلى العربية أيضا.  
 
س7
أكثر من مرة طُرِح الموضوع عن وضعية الكنيسة الكلدانية، وأكثر من دعوة وجّهت إلى رئاسة الكنيسة وأعضاء السينودس لاتخاذ خطوات عملية في تغيير أو تصحيح النظام الإداري. لو كنتم انتم أحد الذين استشارتكم الكنيسة الكلدانية لوضع الحلول العملية لها، ماذا كنتم ستقترحون على السينودس المقدس والكهنة والمؤمنين لجعل الكنيسة مرة أخرى تستعيد حيويتها.

الجواب
هنا أيضًا أقول لا زلنا نتخبط في مسائل ثانوية وهي ليست لا فكرية ولا روحية، لا زلنا نتخبط في مسائل إدارية أو قانونية قديمة عفا عليها الزمن. الأولوية ليست لنظام أو مؤسسة بل للحياة. كما قال يسوع: "جئت كي ما تكون لهم الحياة وتكون لهم أوفر" (يو 10/10). وباعتقادي على هذه الحياة أن تمر مع عناصرها فينا فنحيا كما يحدث في جسمنا، وكل قطعة منا لا تتغذى لا يمكن أن تبقى حية في الجسم، لذا بنى يسوع الإيمان على صورتي مغذيتين: "كلام وطعام".
لذلك أقول إن ما يعوز كنيستنا هو كلام نازل وآخر صاعد أي لقاءات بالرب واجتماعات بيننا. والحال منذ خمس سنوات لم يحدث أي سينودس في كنيستنا، هذا إلى جانب اعتبار الكهنة خارج عن هذا السينودس. أنا شخصيا كاهن منذ 32 عامًا، لم أدعَا قط إلى أي حلقة نقاشية حول مستقبل كنيستنا من قبل السادة الأساقفة، ولست اعرف كيف يمكن أن نفعّل هذه القابلية في إعطاء الحياة للقاءاتنا وإنعاش هذا الفكر الذي يقتصر فقط على تمشية الأمور، لكنه لا يتناول الأساسيات التي نحن بحاجة ماسة إليها.
مع ذلك، والحمد لله، شعبنا شعب مؤمن رائع، وفيه عناصر جيدة خصوصا بين الشباب الأسخياء، هؤلاء يقف عليهم إنقاذ المستقبل، فهم خدام "الكلام والطعام" الذين يقدّمونهما وهم الذين يذكرونني بعرس قانا الجليل (يوحنا 2)، فالخدام وحدهم شاهدوا المعجزة، عندما حوّل يسوع الماء إلى خمر، أما العريس والضيوف فكانوا مخدومين فقط أي أبناء هذا العالم، نحن الخدام، علينا أن نفتح أعيننا نحو المستقبل فنشهد التحول الذي يريد يسوع أن يجريه بيننا وفي عالمنا.
لهذا في اعتقادي، المستقبل يكمن بيد العناصر الشابة المفكرة والمصلية، أي الجماعات الصادقة المحبة التقية التي لديها رغبة عميقة بأن تشهد للمسيح ولحياته الرائعة ولمعجزة التحوّل التي يريد أن يجريها في عالمنا، أي يحوّل حياتنا التي تشبه الماء (بلا طعم ولا رائحة) إلى خمرة عيد طيّبة. فالمسيح قادر أن يحوّل الحياة إلى عيد وإلى فرح. والفرح مقياس كل مؤسسة أيا كانت دينية أم مدنية. النتيجة فرح ورغبة بالاستمرار وهذا هو الطريق الأصح.  
 
س8
بعض النقاد والمفكرين يرون أن الحضارة الغربية مريضة، بل هي في خطر، لأنها وضعت "البيض" كله في سلة الفكر المادي. هل تظن هذا صحيحًا؟ وهل تعتقد أنها ستوفق في النهاية لو استمرت في نهجها المادي؟

الجواب
هناك انقاد يأتي من خارج الأمور، وهناك نقد يأتي من الداخل من المعرفة كالمثل العراقي القائل: "ما يعرفك يا لبن، غير الذي يخضّك"، كثيرًا من الأحيان ننتقد بيت من الخارج فقط، بسبب بعض العيوب التي تظهر عليه خارجًا، لكننا إذا ما دخلنا في داخله سيختلف شكل نقدنا. فالانتقاد ليس كالنقد، الأول سطحي وانفعالي أما النقد فمعرفي وعن خبرة وهذا ليس سهلا قط، أي يختلف الانتقاد عن النقد الذي هو شيء بناء، يعطى لمن لديه كفاءة، ويكون قادرًا على تغيير الأمور وإعطاء البدائل. والدول المتقدمة استطاعت بفضل الديمقراطية أن تعطي لأبنائها نضوجًا وشعورًا بالمسؤولية وقدرة على إجراء هذا التغيير بواسطة صناديق الاقتراع، وهذا أهون بكثير مما يحدث في الدول الدكتاتورية القامعة التي تريد تحقيق الأمور بسرعة، لكنها عمياء.
هذا لا يعني أن الأمور تسير على ما يرام في كل مكان، لكن لنكن منصفين، في الدول الديمقراطية نسبة كبيرة من الناس تعيش بشكل جيد مع ضمانات فلا يشكل الفقر والعوز فيها الأساس أما دول العالم الثالث فتختلف كثيرا، باعتقادي في الدول الغربية قدرة على الإصلاح من خلال صمامات الأمان التي تعطيها للقوانين والصحافة والقدرة على إصلاح المسار واختيار الناس الأكفاء لقيادتها، وبرغم بعض الأخطاء الموجودة لا يمكن أن تقارن بما عندنا. هذا ما أستطيع قوله جوابا على هذا السؤال لكنه يحتاج إلى توسع أكبر.


صورة من الارشيف
س9
في ظل الصراعات الحالية بين الشرق والغرب، التي تتجسد الآن في قضية سوريا، من سيُذيب الآخر أو سَيبتلع الآخر، هل الغرب سيُجبر الشرق على التغيير أم الشرق سيسحب الغرب إلى الوراء ونبذ التجديد؟

الجواب:
لا اعتقد أن سؤالك هذا مطروح من منظور حقيقة ما يحدث على أرض الواقع. فالشرق والغرب اليوم يشهدان قيام معسكرين يلعب فيهما الاقتصاد الدور الكبير. ما أراه فقط هو عودة شبح الحرب الباردة، التي كانت بين دول متشابهة غربية فقط وكانت كلها تسمي نفسها دولا ديمقراطية! اليوم وقوف روسيا والصين في جانب وأوربا وأمريكا في جانب آخر يقسم العالم – كما في الماضي – ويجر البقية وراء قرارات ليست منه، أي عدنا إلى "الانحياز" لهذا أو لذاك ومن يجري وراء من؟ هذا العودة إلى الوراء انكشفت في سوريا، لكن لا بد أن نعترف أن الكثير من الأمور المتراكمة هي التي فتقت الخرج (أو الكيس)، وإهمال الإصلاحات جعلت الكيل يطفح. نحن أمان جمهوريات وراثية وديكتاتوريات طويلة الأمد، وأناس لم يعطوا أهمية لعامل الزمن. في الحقيقة كل شيء يمكن أن نقرأه من منظور تعاملنا نحن مع الزمن، الذي لا يمكن تجاهله وقتنا قصير وحياتنا قصيرة، والنتيجة ليست بالتخلص من هذا أو ذاك، لكن ماذا سيكون اللاحق، من يقول أننا لن نعاني مما هو أسوأ؟
الشعوب ما عادت ترضى أو تقتنع بلغة الشعارات والوعود والأفكار الإيديولوجية، كل هذه لعبت بعواطف آبائهم، وهذا ما ساد القرن العشرين (قرن الإيديولوجيات)، أما اليوم فلا أحد يريد أن يكرر الماضي القريب الشعارات والأفكار التي دغدغتنا لم تعد تغذينا.
ما يحدث بصورة عامة، وفي منطقتنا خصوصا، أعقد بكثير ولا اعتقد يجب أن نكتفي بثنائية: شرق وغرب، خير وشر، أسود وابيض، أو بكلمات مثل رجعية وتقدمية، أو قديم وجديد... الثنائية علامة سذاجة ونقص في القدرة على التحليل، وطروحات سريعة، المسألة تحتاج إلى كثير من إعادة نظر، وخبراء والتزام وأن نستفيد من شعوب أخرى سارت على هذا الطريق من قبلنا وقد تفيدنا في قراءة أمورنا.
  
س10
هل من كلمة أخيرة تود توجيهها لشعبنا المسيحي والعراقي من خلال موقع عنكاوا كوم.

الجواب
كنت هذه الأيام أتأمل في آيتين من الإنجيل؛ الآية الأولى: عندما قال يسوع لتلاميذه الأوائل من الصيادين: "تقدّموا إلى العمق وألقوا شباككم" (لوقا 5/4)، أي إنّ السمك الكبير يكون في عمق البحر، لكن التقدّم إلى العمق يحتاج إلى شجاعة وتقنيّة وصبر. وهذا يذكرني برواية قديمة للكاتب الأمريكي ارنست همنجواي (الشيخ والبحر) الذي أصرّ أن يسحب إلى البر بهيكل عظمي لسمكة كبيرة اصطادها، لكن أسماك القرش نهشت لحمها، لكنه أصرّ أن يأتي بعظامها كي يقول لأصدقائه: "إنتصرتُ، أنا الشيخ، على هذه السمكة العملاقة". إنها دعوة إلى المحاولة والتحدّي، فلا نكتفي باستعراض المشاكل ولعنة الظلام. صيد السمك بالنسبة إلينا هو الغوص في محاولات فكرية وروحانية جديدة، من أجل قيم نظام صالح يفيد الناس ويعطي خبرة كل واحد قيمتها.
الآية الأخرى التي جلبت انتباهي هي: "سراج الجسد العين، فإذا كانت عينك سليمة جسدك كله يكون نيرا" (متى 6/22). ولعل أحسن تفسير لها قرأته لدى الفيلسوف عمانوئيل ليفيناسLevinas (1906 - 1995) الذي قال: "نحن لا نعرف سوى ما نسلط عليه نورَنا". أي لن نصل إلى الحقيقة إلا بحقيقتنا، وهذا يميّز الإنسان الواعي والمسؤول، الذي يدعوه يسوع ليتبعه، ويعطيه القدرة على التوجّه، وتسليط الضوء، فيوجه (خبرته الإيمانية) كسراج تبرز ما في الأمور من خفيّ لا تراه الناس عادة.
كثيرون منا يعملون أشياء بلا فائدة ويشعرون على مدى سنوات أنهم لم يحققوا شيئا في حياتهم. كأن يكونوا قد قضوا وقتهم في كسب لقمة العيش فقط، سيفهمون معنى: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (متى 4/4)، فاللقمة لم تعد تكفي ولا تشبع. ولذا، أينما كنتَ، أفي الشرق أو في الغرب، ستشعر أن ما يتحداك كلمتان: القلق والكسل، وهما أخطر مرضين في زماننا، لأن كلاهما يشلان الفكر والعمل، في الشرق كما في الغرب الإنسان هو هو والاختلاف فينا وليس بيننا. فمن يقول: "لا استطيع" يبقى كسولا، ومن يحاول سينتابه القلق، وإذ فشل في محاولته الأولى سيتراجع وهذا أيضا مشكلة. لذا في اعتقادي كل لجوء إلى حل مؤقت أمر عقيم، كما أن اللجوء إلى الماضي فقط كي يرتاح علامة كسل عقيم . القلق والكسل يتقاطعان ويتفاعلان فينا أكثر مما نتصور.
الحل في الواقع والحاضر وهذا يذكرني بجملة قالها الممثل الساخر وودي ألن Woody Allen في أحد أفلامه: "أنا أحب الفن، أحب السينما، ولكن بالواقع فقط يمكنني آكل قطعة لحم بقر لذيذة (ستيك steak)". أي المهم أن تكون أقدامنا على أرض الواقع، فعبادة الماضي شكل من أشكال الصنمية، والحنين لا يطعم شيئًا، والبكاء على الأطلال بلا فائدة. كلنا في حاجة إلى العبور، عبور من الانفعال السياسي والديني إلى حياة حقيقة، وعبور من إعلام لا يدغدغ سوى المشاعر والعواطف إلى إعلام يكشف الحقيقة.
 
7/أيلول/2012
 
رابط المقابلة الاولى:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=search
 
رابط المقابلة الثانية:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,229022.0.html




306
توضيحات حول كيفية التصويت للمرشح لرئاسة بلدية فيرفيلد في استراليا سمير يوسف

في يوم السبت القادم المصادف 8 ايلول 2012 سيقول الشعب في بلدبة فيرفلد كلمته ويختار رئيسا لمجلس بلديته لدورة جديدة اربع سنوات قادمة..
السيد سام (سمير)  يوسف  عضو المجلس البلدي الحالي الذي اثبت وجوده في تقديم الخدمات لجميع الفئات والطوائف والقوميات  خلال اربع السنوات الماضية  قد وضع نفسه  مرة اخرى في خدمة شعب هذه البلدية ورشح نفسه لرئاستها.
انها فرصة نادرة ان يصل احد ابناء شعبنا العراقي والبلدان الشرق الاوسطية لهذا المنصب  الذي بلا شك سيقدم كل ما يستطيع من المساعدة والاستشارة  لكل من يطرق بابه فيي حالة نجاحه.
بهذه المناسبة ندعوا ابناء شعبنا العراقي بكافة قومياته وطوائفه والشعب العربي الى مساندته واختياره كمرشح الاول  في هذه الانتخابات كما هو موضح في الاستمارات المرفقة ادناه.وشكرا



307
جورج بيداويد يحصل على شهادة دكتوراه في علم المحاسبة



حصل الاخ جورج توما  بيداويد على شهادة الدكتوراه فلسفة في علم المحاسبة من الاكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك بدرجة جيد جدا بعد مناقشة اطروحته الموسوة  " الافصاح المحاسبي، أثره وأهميته في نمو الاعمال التجارية العربية في استراليا" عن طريق غرفة الاتصالات المغلقة في 21 مارس 2012 .
انه فخر كبير لابناء جاليتنا العراقية والعربية ان يحصل احد ابنائها على هذه الشهادة العالية رغم الصعوبات والالتزامات العائلية الكثيرة بالاضافة الى العمر واللغة والتنقل المستمر وغيرها التي واجهته.
 بهذه المناسبة السعيدة نقدم للدكتور جورج توما بيداويد ولعائلته ازكى التهاني والتبريكات متمنين له الموفقية والسعادة الدائمية. املنا ان يتشجع غيره من ابناء الجالية لحذو طريقه والتقدم وتحدي الصعوبات لتحقيق طموحاتهم التي طالما حرموا منها في بلدهم الام العراق بسبب الاوضاع السياسية.
 
ملاحظة :
لمن يرغب الاطلاع ان اطروحته منشوره في موقع الجامعة وعلى الرباط التالي̣: http://www.ao-academy.org/

 
سيرة ذاتية
- جورج توما بيداويد
- مواليد مدينة الموصل / العراق في 24/03/1950
- بدأت مشواري الدراسي طالب أبتدائية في مدرسة شمعون الصفا في الموصل في العام 1957
- انهيت دراستي الاعدادية في بغداد –اعدادية التجارة المركزية – الفرع الانكليزي عام 1969
- خريج الجامعة المستنصرية / بغداد عام 1975 بكالوريوس محاسبة وادارة أعمال بتقدير جيد
- خريج جامعة بغداد / الدراسات العليا عام 1977 دبلوم دراسات عليا ادارة مصارف، بدرجة جيد جداً، والبحث المقدم (الوعي المصرفي في العراق، مع دراسة تطبيقية على واقع مصرف الرافدين) وكان تقييم البحث بتقديرامتياز.( الدراسة معادلة لشهادة الماجستير من ناحية التعيين فقط).
- موظف في البنك المركزي العراقي من العام 1970 ولغاية مغادرتي العراق في 1991.
- وصلت الى أستراليا في 1994


انهيت في استراليا بعض الدراسات منها:
- دبلوم ادارة عقارات في العام 1998( مدة الدراسة سنتان).
- أنهيت عدة مواضيع في المالية على مستوى دراسة ماجستير (جامعة إيدث كاون – بيرث) 1999 - 2000
- شهادة دراسات عليا في المحاسبة من جامعة فكتوريا – ملبورن في العام 2007.
- أنهيت عدة مواضيع قانونية على مستوى دراسة ماجستير ( جامعة فكتوريا الاسترالية – ملبورن) خلال الاعوام 07/2009       
- دورات تعليم مستمر الزامية ( سنوية) لتجديد رخصة ممارسة مهنة المحاسبة في استراليا.
- دورات تعليم مستمر الزامية (سنوية) لتجديد رخصة ممارسة مهمة الاستثمار والتعاطي بالعقارات في استراليا.
- قامت الاكاديمية العربية في الدانمارك بمعادلة شهادة الدبلوم العالي في ادارة المصارف الصادرة عن كلية الادارة والاقتصاد في     جامعة بغداد بموجب الامر الجامعي في العام 1978 ، بدرجة ماجستير علوم ادارية ومصرفية، وتم ذلك بموجب كتاب الاكاديمية:
Dated: 13/02/2009
Nr: 0455 S.K 2009
- حصلت على درجة دكتوراه فلسفة في المحاسبة من الاكاديمية العربية في الدانمارك وبتقدير جيد جداً (83%)، بموجب قرار لجنة المناقشة المختصة التي إجتمعت بتأريخ 21/05/2012 لمناقشة الاطروحة الموسومة " الافصاح المحاسبي، أثره وأهميته في نمو الاعمال التجارية العربية في استراليا"، والصادر في 31/08/2012
حالياً:
- عضو (زميل) جمعية المحاسبين العموميين في عموم استراليا، منذ العام 2002
- عضو جمعية متعاطي ادارة العقارات في غرب استراليا، منذ العام 1998
- محاسب عمومي مجاز في كافة الولايات الاسترالية.
- شريك في مكتب محاسب قانوني متخصص في كافة مجالات المحاسبة والضريبة في أستراليا.
- أقوم بتقديم الاستشارات المحاسبية والضريبية والاستثمارية والمالية والعقارية.
- مدير مكتب مجاز رسمياً للاستثمارات العقارية في مدينة بيرث الاسترالية.
- مدير مكتب وممثل "الاكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك" في استراليا منذ العام 2009 ولحد الان.
خلال تواجدي في ملبورن منذ 2004 ولغاية 2009 ساهمت مع بعض الاخوة الاعزاء في العديد من النشاطات الاجتماعية على مستوى أبناء الجالية العراقية بشكل عام والمسيحية بشكل خاص وكنت أحد الاعضاء المؤسسين للاتحاد الكلداني الاسترالي في مدينة ملبورن في العام 2007، وحاولنا بقدر المستطاع مع بعض الاخوة من خدمة ابناء الجالية في المحافل الحكومية والرسمية وخاصة في ميادين الهجرة والتعليم والخدمات الاجتماعية الاخرى، وخدمتي في الاتحاد الكلداني الاسترالي استمرت عامين فقط. وبعدها تفرغت لإكمال دراسة الدكتوراه  في حقل إختصاصي (المحاسبة).
وحاولنا أيضاً في العام 2008 من أقامة مشروع أستثماري تجاري مدروس (الشركة التجارية الكلدانية)، بذلنا جهداً كبيراً إلا أن الجالية لم تكن على أهبة الاستعداد للخوض في غمار هذه المحاولة الاستثمارية والتي تم إفشالها في بداياتها الاولى.
عملت كمحاسب قانوني في عدد من مكاتب المحاسبة والضريبة المجازة في مدينة ملبورن الاسترالية خلال الاعوام 2004 ولغاية 2009

308
العراقيون يضعون مفهوماً جديداً للديمقراطية
يوحنا بيداويد
15 ايلول 2012
ملبورن/ استراليا

يمر النظام الديمقراطي الذي صدرته امريكا وحلفائها الى العراق بأزمة سياسية حادة بين طرفي معادلة غير متعادلة لا بالقوة ولا بالعدد ولا بالمنطق ولا بالقيم . الطرف الاول هو الطرف المتسلط المتمثل بالكتل السياسية الكبيرة المسيطرة على جميع مواقع السلطات الاربعة حتى جمعيات ومؤسسات المراة التي تمثل 25 % من برلمان اللواتي اصبحن صمم، بكم،  والطرف الاخر المتمثل بالنرجسيين او الحالمين، الذين كانوا يحلمون  بقبول كل عراقي شروط الديمقراطية بمجرد دخول اول دبابة امريكية حدود العراقية او يشاهدونها ، جبهة فقيرة معدومة من ناحية الامكانية المالية والنفوذ السياسي وقسم منها يعيش في المنفى الاوربي اوامريكا او قرب جزر واق واق في استراليا بصورة قسرية بسبب الوضع الامني.

مرة اخرى نود نشير ان النظام الديمقراطي ظهر لاول عند الاغريق في القرن الخامس قبل الميلاد حينما كانوا يظنون ان الوجود اصله من  العناصر الاربعة (التراب والماء والهواء والنار)، ومعناه حكم الشعب، اي ان الحاكم او الملك ينتخب من قبل الشعب والبرلمان (ممثلي الشعب)  ايضا ينتخبون من سكان المحليين كي يمثلونهم وهكذا تسهل عملية اتخاذ القرار المعبر عن اراء جميع فئات المجتمع من ناحية الجغرافية والسياسية والدينية.

لكن في العراق وبعد عشرة سنوات من ارهاصات ومجادلات ونظريات واطروحات فلسفية وسياسية ودينية ومذهبية في مؤتمرات اقليمة  ووطنية ودولية ، وجدنا ان النظام الديمقراطي الذي صدرته امريكا لنا والذي تصدره الان لسوريا وبعض بلدان العربية تحت تسمية ثورات الربيع العربي، ما هو الا كعملية  الزواج من امراة عاقرة فلا اولاد ولا امل بولادة ابن صالح ، او تشبه  عملية زرع شجرة نخلة على قمة جبل جودي التي لن تعطي تمر حتى بعد مليون سنة  اونفي طيور القبج من الجبال الشمالية الى صحاري الرطبة ودير الزور او اعطاء قيادة المكوك الفضائي ديسكفري لبدو في صحراء السعودية فنجاح الديمقراطية على يد السياسيين الحالين هو امر مستحيل.

نعم النظام الديمقراطي ومفهومه يحتاج الى انسلاخ من ثوبه القديم بمعنى اخر يحتاج الى تجديد لانه لا يلائم السسياسيين العراقيين الحاليين.   لكن  اغرب ما في ديمقراطية العراقيين هو ان اعضاء الحكم قرروا بل شرعوا  ان السرقة عملية قانونية حسب مفهوم الجديد الذي ابتكره اصحاب السلطات، اي سرق الشعب علنية، و ان اخوتنا اعضاء البرلمان العراقي المنتخبين ديمقراطيا نكثوا بالمبداء الذي على اساسه انتخبوا، اي انقلبلوا على الديمقراطية التي اتوا بموجبها والتي قالوا انهم مؤمنين بها  مثلما انقلب غيرهم قبل نصف قرن على الشعب العراقي.
احي اخوتي من ممثلي التيار الديمقراطي الذي تأسس قبل بضعة اشهر في استراليا ونيوزلنده  على ادانتهم لقرار الاخير للبرلمان العراقي على خلفية قرار المحكمة العليا بعدم احقية احتساب اصوات المنتخبين للكتل الكبيرة بعد اقصاء الاحزاب الصغيرة.
 
بل اتمنى كل عراقي ان يدين  هذا النموذج من العمل السياسي والساسيين الذين هم بالحق ليسوا  سوى اسوء من صدام ورجال حكمه، وان يفكر كل عراقي جيدا بل يتهيؤوا جيدا للانتخابات القادمة بأن لا يضحك على ذقونهم مرة اخرى بحمل الاحزاب الحالية لا سيما الكبيرة شعارات وعنوانين جديدة بثوب وطني مزيف ، بينما في حقيقتهم اغلبهم سراق ومرتزقي على اموال الفقراء والشهداء والمهجرين (استثني منهم ما امثال مهدي الحافظ وعادل مهدي وغيرهم).  لان الصراع الطائفي والمذهبي على اعضاء  مفوضية الانتخابات تعطي  بلا شك اشارات وعلامات تشاؤومية، بأنه سيتم سرقت وحذف اصوات الناخبين ( كما حصل في ملبورن في المرة الماضية ) وسرقت اموال باسم انتخابات ديمقراطية مرة اخرى كما فعلت الاخت حمدية في اردن فالحليم تكفيه الاشارة.!!!

309
                         في العراق اليوم حفنة من القوة خير من كيس من الحق !!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
الخميس 15 تموز 2012

اسوء شيء  يمكن ان يعرفه الانسان هو انه لا يستطيع ان يفعل شيئاً لشعبه، وابغض شيء في الحياة ان تحترم وجود من لا يحترم وجودك، من اكبر الجرائم ايضاً هي  ان تقلع  احلام طفل بريء من بيئته التي  تحمل ذكريات محفورة في ذاكرته  مع كل الموجودات الى نهاية حياته ، في حين انت مطلوب منك الزاماً ودوماً القيام ببطولة  هي ان تسامح عدوك، وعلى الجريان ضد الطبيعة غير العاقلة ان تحب من تعرف انهم يكرهوك بل يتربصون الفرصة للانتقام منك.

في عصر  اصبحت كل الاشياء المبهمة في هذا العالم معلومة، في عصر تحقق حلم الكاتب الالماني غوته في الشخصية الخيالية التي تحمل اسم مسرحيته  الدكتور فاوست، او رؤية الفيلسوف الالماني الاخر الكبير نيتشه في  الانسان المتوفق (سوبرمان) عن طريق الانجازات العلمية والتكلنولوجية والتي غيرت معالم هذا العالم وعلاقاته تماما. ففي هذا العصر عراقنا الجريح يرجع الى الوراء ويعود الى عصر الظلام!!

فعراقنا المسكين خلال هذه القرون  لم تنموا في تربته خلال قرنين الماضيين غير الاشواك وازدادت الصخور والاحجار التي جرفتها سيول الاحداث والتخلف والهمجية، فتصحرت ارضه من قادة ومصلحين ( قادة سياسين وطنيين مخلصيين لتربة العراق وشعبه).
 بالامس احتفل الشعب الفرنسي بهجوم ثواره على سجن الباستيل وقيامه سنة 1789م بثورة ضد الملكة انطوانيت وحاشيتها ومن ثم اعلان الشعارات الثلاثة المقدسة لدى كل شعوب العالم هي "الحرية والمساواة  والتاخي".

اما نحن العراقيين بماذا نفتخر اليوم؟!، ما هي الانجازات التي قام بها سياسيوننا او احزابنا  خلال القرنين الماضيين مقارنة بالشعب والحكومات الفرنسية ؟ او على الاقل منذ  قيام ثورة 14 تموز 1958م غير  تكرار انقلابات  واغتيالات بين السياسيين وظهور احزاب غير وطنية التي قامت بسلب مقدرات الوطن باسم الدستور و الشعب (1).
هل مثلا نحن وضعنا شبكة الكهرباء في العراق ؟  
هل نحن اقمنا شبكة  سكك الحديد؟
 هل قمنا بصناعة سيارة عراقية او شبكة تبليط الشوارع بين المدن؟!
 ماالذي اقامه العراقيون على ارض الواقع خلال هذه القرون؟

العالم يتطور بسرعة البرق، بينما قادة عراقنا الجريح يسببون كل يوم بقتل العشرات بل المئات لمدة عشرة سنوات باسم الديمقراطية والتغير والقضاء على الحكم الفاسد الجلاد والعروبي وغيرها من الاوصاف، لكن في الحقيقة لا الحكم الحالي ولا الحكومات الماضية قدمت شيء للشعب العراقي.  بالنسبة للمسيحيين اليوم(حسب رائي)  حالهم اسوء بكثير من الماضي، عكس ما يتحدث بعد رجال السياسة  العراقيين بأنه (عصر الذهبي ) بوجود خمس نواب في البرلمان الذين هم عاجزين عن اداء اي تصريح صريح!!!. ولا يقولون هاجر منها اكثر مليون اصبحوا متشردين في اكثر 50 من العالم.

 أليس من حقنا نٍسأل ما السبب؟ أليس هناك من يتجريء ليقول الحقيقة، ان الخلل هو في نظام التربية والقانون وروح المواطنة المعدومة، ان الخلل في رجال الدولة انفسهم ودستور الذي وضعوه وليس في المواطنين.

ارجو ان لا يفتخر اي حزب او رجل سياسي من احزابنا المسيحية  اولاً ومن ثم العربية او الكردية بإنجازاته الوطنية ، لانه لم نرى اي نتائج ايجابية  وطنية شاملة منهم لحد الان ، بالعكس الهجرة والتعدي والقوي يسلخ الضعيف.  هكذا فعل صدام حسين بالاكراد بعد معاهدة  الجزائر 1975م مع ايران ،  وهكذا  فعل صدام حسين  بالشيعة في الجنوب خاصة عام  1979م  حين رحل الالاف من الاخوة الشعية الى ايران بحجة عدم امتلاكهم الجنسية العراقية، وهكذا تفعل الحكومة المركزية الحالية والمحلية  بالمسيحيين في سهل نينوى اليوم، هذا ما يحدث في برطلة.

يبدو ان العراقيين  لا يعرفون الا لغة واحدة هي لغة العنف والقوة ، لا يخضعون الا لقانون الغابة، او مبدأ الغاية تبرر الوسيلة المنبثق من الفلسفة  الميكافيلية ، وان هذا المبدأ او القانون السائد بصورة حقيقة  هو قانون الغابة اي البقاء للاقوى،  فمقولة الفيلسوف الالماني شتيرنر  في بداية القرن التاسع عشر (حفنة من القوة خير من كيس من الحق)(2) هو الوصف الصحيح لما هو موجود في العراق اليوم ، بل هو المبدأ الذي تطبقه الجماعات والفئات والقوميات والاديان العراقية الحالية.

الغريب في القضية هو ان العراقيين الذين كانوا اصحاب اول حضارة انسانية ومشرعي اول  قانون مدني يحافظ على الضعيف من القوي والفقير من الغني والبسيط من الوالي، اليوم انقلب 180 درجة عكس الاتجاه، فبينما  كان العالم يحاول خلال اربعة الاف سنة  الوصول الى تطبيق مفاهيم الانسانية في شريعة جد العراقيين الاول  ( حمورابي) وترقيتها ،  العراقيون الجدد الحاليين  تخلوا  عن هذه الشريعة وتخلوا من القمة الاخلاقية والانسانية  التي كانوا فيها، وفضلوا شريعة ( انا اخي ضد ابن عمي ، وانا ابن عمي ضد الغريب) وكأن العالم يرجع للوراء او عقارب الزمن سارت للوراء من دون يجهد اي من  طلاب اينشتاين لتحقيق نظريته ذو الابعاد الاربعة عمليا.

في سهل نينوى حيث يعيش شعبنا المسيحي بجميع قومياته او تسمياته بصورة متاخية على الرغم من مظالم الادارات السياسية المتعاقبة ، في  وادي الرافدين  التي قامت اعظم الامبراطوريات العسكرية في تاريخ الانسانية الامبراطورية الاشورية  والكلدانية  واعظم حضارة انسانية في اعظم مدينة في تاريخ القديم - بابل قبل المسيحية ، تخلت شعوبها من مفهوم القوة او البقاء للاقوى ودخلوا المسيحية التي تشترط  المساوة بين الحاكم والعبد من خلال ركوع كلاهما  على نفس البساط امام خالقه اثناء صلاتهم ، و فرضت عليهم  العيش بالتاخي مع كل الشعوب الاخرى من والكرد والعرب والفرس الارمن وغيرهم ، لكن في سهل نينوى اليوم يطبق قانون حاكم قرقوش السيء الصيت بدون الرجوع  حتى بنود الدستور المريضة!. لان المسيحيين ليس لهم قوة . أليست مقولة  "حفنة من القوة خير من كيس من الحق" تنطبق عليهم !!!!

الدكتور حنين قدو رئيس تجمع الاخوة الشبك ، يرد الى نداء  مطارنة الموصل وتجمع القوى السياسية لشعبنا بعبارة استخدمها العرب في زمن فتوحاتهم بلدان العالم وادخالهم بالقوة للاسلام ( السلام على من يتبع الهدى)!!.

سؤال يطرح نفسه، هل يعني الدكتور قدو  بكلامه هذا ان زمن الفتوحات والاكراه في الدين والقوي يفترس بالضعيف عاد من جديد في العراق ؟
 ام حان وقت ان  يعرف الجميع ان نور الله  وشمسه يشرق على جميع خلائقه بدون تميز .!!!
 
هل هذا ما كان ينتظرونه المسيحيون من زمن التغير بعد كل هذا الاضطهاد والقتل والتشريد  اثناء الحرب الاهلية والطائفية والمذهبية التي راح ضحيتها الكثير من العراقيين ابرياء لم يكن لهم اي ذنب ولم يكونوا قوميين ولا طائفيين ومذهبين ؟ .

هل هذا هو الذي حصل عليه اهل سهل نيوى في العراق بعد حكم نظام البعث ودكتاتوره لمدة 35 سنة.

انه سؤال متروك للحكومة  المركزية وحكومة الاقليم والمحلية في محافظة نينوى  ولاصحاب الضمير من الشعب العراقي الذين  يجب ان يجبوا عليه في الانتخابات القادمة.
..........................
1- ان لا اقصد هنا لم يخرج من العراق علماء ، ولكن هل فتح المجال امام هؤلاء  العلماء ان يخططوا ويبدعوا ويخترعوا ويستثمروا بلاد الرافدين التي كانت قبلة كل المهاجرين من الشرق والغرب والجنوب والشمال لعشرة الاف سنة الماضية بسبب مائها الطيب ومناخها الجيد.

2- تعود هذه المقولة الى احد تلاميذ الفيلسوف الالماني هيجل يدعى شتيرنر الذي يعد افضل استاذ لنيتشه عوضا لشوبنهاور.

3-نص رسالة الرد للدكتور حنين قدو
"الأخوة الأساقفة فى برطلة وقضاء الحمدانية المحترمون"
 الشبك نت 14/6/2012م - 9:30
على الرابط التالي:-
http://www.alshabak.net/


310
مقابلة مع سيادة المطران لويس ساكو السامي
 الاحترام  مطران ابرشية كركوك  في العراق


-  املي ان تكون هناك مصارحة  ومصالحة بين الاساقفة وان ينعقد سينودس عام كلداني يعيد الى الكنيسة الكلدانية حيويتها
-  اقتراحي هو ان يحتفظ كل طرف باسمه كما هو من دون مشاجرات ولا تشنجات والصاق التهم ولنحترم التسميات الحالية: الكلداني والاشوري والسرياني ولا نضيع فيها الوقت
-   من المؤكد ان الكنيسة الكلدانية تمر بازمة  شديدة



اجرى المقابلة : يوحنا بيداويد
التاريخ 10 حزيران 2012.

سيرة  المطران لويس ساكو :
يعد سيادة المطران لويس ساكو السامي الاحترام احدى  الشخصيات المهمة  التي تلعب دوراً فعالاً  ليس على مستوى كنيسة العراق فقط، انما  على مستوى الوطن - العراق  لما يقوم به من مبادرات واجراء  حوارات  ولقاءات  من اجل تقريب وجهات النظر لتوطيد العيش المشترك بين كافة ابناء الوطن.
 ينحدر اصل سيادة مار لويس ساكو  من قرية  إمرا مار سبريشوع الواقعة الان على الطرف الاخر من حدود  في تركيا والتي كانت تابعة لابرشية جزيرة ابن عمر  قبل وضع الحدود بين تركيا والعراق سنة 1925م، اي قبل ًَالحرب العالمية الاولى.

كانت  قرية امرا  ضمن القرى التي هاجرت في خريف سنة 1924 الى جانب  قرية بلون ومركا وبيجون وسناط واقرن وكزنخ وهوز ومير  خوفا من انتقام الاتراك. سكنوا سنة في زاخو ، ثم انتقلوا الى قرية (هفشن) فترة قصيرة  قبل ان يستقروا في  قرية اصطفلاني في بداية الثلاثينات، ثم انتقلوا الى مدينة الموصل  وبغداد وزاخو على اثر حادث قتل احد اولاد عمومتهم منذ منتصف الخمسينات، ترك المتبقين منهم مدينة الموصل  بعد سقوط النظام وهاجروا الى بلدان الانتشار بسبب الاعمال الارهابية والتعدي الذي حصل للمسسيحيين.

المطران الدكتور لويس ساكو معروف في عطائهم الفكري، فهو يحمل شهادتي دكتوراه  الاولى في لاهوت  اباء الكنيسة الاوائل والثانية دكتوراه في تاريخ العراق القديم، فضلا عن ماجستير في الفقه الاسلامي.
له عدة كتب عن الحضارة المسيحية وتاريخ الكنيسة الشرقية واعلام السريان ودورهم في بناء الحضارة العباسية وفي الحوار  المسيحي – الاسلامي وهو عضو المجلس البابوي في  حوار الاديان التابعة  للفاتيكان. وقد حاز المطران ساكو على عدة اوسمة منها وسام الدفاع عن الايمان من ايطاليا، ووسام باكس كريستي الدولية ووسام سانت استيفان عن حقوق الانسان من المانيا...
 وقد احببنا ان نجري معه  هذا اللقاء عبر الشبكة الالكترونية
 

س1
سيادة المطران  لويس ساكو حدثنا  بعض الشيء عن  سيرتك الشخصية وانجازاتك الفكرية ومؤلفاتك والخط الفكري الذي تبعته؟  كذلك  نريد نسمع عن ابرشيتك ووضعهم  الامني والاقتصادي واثرهما على هجرتهم ؟
سيرتي الشخصية بسيطة كسيرة اي شخص.. مع قناعتي بان الله يرعانا ويفاجئنا بنعمه غالبا وعلينا ان نمسك بها ونستثمرها..  انا شاكر لكثيرين ساعدوني في تنشئتي الانسانية والكهنوتية والفكرية..
 اما انجازاتي الفكرية فهي اكثر من 200 مقال في المجلات المحلية والعالمية والى اليوم 20 كتابا في مجال اختصاصي..
 خطي الفكري واضح بالنسبة اليّ، الامانة لتراثنا لكن مع الانفتاح والتجديد.. لابد من التاوين والتجديد والا راوحنا في اماكننا نردد ما قاله سابقونا.. استغرب من البعض عندما يفكرون في التقليد والتراث، مرات عديدة من دون معرفة بحقيقة الامور واسسها، انما من اجل القديم وهذا لا مستقبل له.. التجديد والابداع وحدهما كفيلان بالبقاء والمستقبل.. التجديد ليس عشوائيا او فوضويا، انما عن معرفة وبرمجة..
اما ابرشية كركوك، فنحن تأثرنا بالوضع الامني: 37 شهيدا مسيحيا وهناك من خطف ومن هاجر  الى الشمال والى الخارج، لكن اقل من مدن اخرى بسبب علاقاتنا الجيدة مع جميع المكونات ومبادراتنا من اجل الحوار وتقريب وجهات النظر..
اقتصاديا: الابرشية تعيش من اوقافها ومن جمعيات خيرية كنسية كاثوليكية ونحن رفضنا استلام اية مبالغ من جهات سياسية  حتى تبقة الكنيسة حرّة في توجهها ومواقفها.

س2
حينما نرى ان الصراعات بين الامم  و الشعوب في هذا العالم تجري كما هي  تجري الصراعات بين وحوش الغابة؟ او ان الحق مغلوب عليه في اكثر الاحيان، وان الخطئية  فعلا اصبحت بلا معنى كما قال احد البابوات ، وان ازمات اقتصادية  لا تكاد تنتهي نتيجة السرقة والادارات الفاشلة بل اصبحت مصدر الفقر للدول الكبيرة، وان الطبيعة وغضبها لم تعد ترحم البشرية ، وان الحوار الموجود بين الامم والشعوب والاحزاب هو شبيه بحوار الطرشان على ارض الواقع . هل فعلا ( كما يقول البعض ) : "ان الزمن الذي نعيش فيه هو زمن المسيح الكاذب او المسيحيين الكذبة".  اليست هذه هي علامات النهاية؟
مفهوم الزمن الاخير، مفهوم لاهوتي – رمزي، لا علاقة له في نهاية العالم ماديا!..  الزمن الاواخري هو في كل آن..  هو الانتباه الى نداءات ربنا في  اتباع الحق والنزاهة والصدق والتعاون وبناء مجتمعه اخوي يعيش فيه الجميع بكرامة وفرح.. هذه التفسيرات  ضيقة جدا.. وكانت هناك حقبات في تاريخ البشرية اكثر ظلما وظلاما.. نحن المسيحيين نؤمن ان العالم من خلق الله وانه جميل فكيف يا ترى ينهيه؟؟؟ .
 
س3
المسيحية والمسيحيون بصورة عامة لهم روح المسامحة و يقبلون العيش بوئام مع الاخرين لا سيما اخوتهم المسلمين وهذه كانت حالتهم على مر العصور، لا بل فرحوا بقدوم اولاد عمومتهم (المسيحيين العرب )الى ارض وادي الرافدين.
 ما الذي ترك هذه العلاقة  الطيبة ان تنقلب الى 180 درجة ويظهر هذا العداء  (من قبل بعض المتعصبين المسلمين ) بحيث وصل الامر الى تفجير كنيسة سيدة النجاة التي كان فيها عدد كبير من  المؤمنيين يصلون لنفس الاله ، دون ذنب ولا عداوة .  و غيرها من الجرائم البشعة في قتلهم  للابرياء في الموصل وبغداد  وخطف الكهنة وقتلهم مثل جريمة  قتل المثلث الرحمة المطران فرج رحو . ألم يكن اسلام اليوم هو نفس اسلام الامس؟ اين الخلل؟ واين دور الحوار المسيحي الاسلامي على مستوى العراق لحل هذه المشكلة؟ اين دور المرجعيات الدينية ورؤساء العشائر في ايقاف هذه الجرائم؟

المتعصبون في كل مكان ومن كل الفيئات.. المتعصب غير قادر ان يرى الا نفسه.. صحيح ظاهرة العنف مستشرية ومن المؤسف جدا ان تكون ظاهرة التشد الاسلامي بارزة وتستعمل الاقصاء والتهميش وحتى التصفية الجسدية..
اعتقد ان التطرف لا مستقبل له ويجب فصل الدين عن الدولة حرصا على الدين والدولة معا وعدم تسييس الدين ولا تدين السياسة.. لا مستقبل لبلداننا من دون المواطنة الواحدة وليس الدين الواحد او المذهب الواحد..
 دور الدين هو التوجيه والنصح وليس اكراه الناس على اي امركان.. الكل تضرر من الصراعات ان كانت دينية او مذهبية او اثنية...
 نحن المسيحيين  تضررنا أكثر كوننا لسنا طرفا في هذه الصراعات واستهدافنا غير مفهوم؟؟ كنا ننتظر مواقف اكثر صلابة ووضوحا من مواطنينا المسلمين  عند الاعتداءات على الابرياء..
اما الحوار فهو السبيل الوحيد والحضاري لمعرفة الاخر وقبوله واحترامه.. هناك حوار الحياة والعمل والثقافة ولماذا لا حوار الديانات.. هناك نقاط تقارب ونقاط اختلاف وهذا امر طبيعي ومشروع.. الحوار بحاجة الى اعداد..
 


 
س4
الحضارة بكافة حقولها اثرت على الانسان وابعدته من الايمان او الالتزام بمباديء ديانته بصورة عامة، والفلسفات تجددت واصبحت كثيرة وكأنها موديلات الفساتين التي تخرج الى السوق.  هل تتوقع عودة  الناس للبحث عن الينابيع الاصيلة  ذات المياه النقية كي تستقي منها روحياً؟ هل تتوقع العلوم سوف تصطدم بواقع ما  يجبرها على التوقف من المضيء في ابحاثهم  في ما لايجدي او يتوافق مع القيم الانسانية  البناءة ، فتعود البشرية مع علمائها  الى القيم والعادت والاخلاق والعائلة ؟
اعتقد انه لا يصح الا الصحيح ولا تستقيم امة و جهة من دون القيم الانسانية والدينية والاخلاقية..فلابد ان تنتهي الفوضى والزوبعة وان يعود الناس الى كيانهم العميق والى جذورهم الدينية والاخلاقية كي يتمكنوا من العيش بسلام وكرامة.
س5
منذ المجمع المسكوني الثاني الذي مره عليه نصف قرن، المسيحيين من الاكليروس والمؤمنيين منقسيمن بين اطروحاته ، فالبعض قال  إنها متقدم جدا عن عصرها ، فلم يقبلها بسهولة لانه لم يكن متعود عليها لهذا لم يطبقها في ابرشيته،  والبعض رأها متأخرة جدا،  فيطالب بمجمع مسكوني جديد الان كي يعالج قضايا جوهرية مثل كهنوت النساء وزواج الكهنة وحوار المسكوني وحوار الاديان.
هل تتوقع ظهور تعديلات او اطروحات جديدة في القضايا الجوهرية مثل  دور العلمانيين في ادارة الكنيسة ، او في وضعية ممارسة اسرار الكنيسة المقدسة، او ظهور نسخة جديدة من النظرة الاهوتية المتقدمة كي تجذب او تجعل من الملحدون يكتشفوا الحق فيعودون الى حضن الكنيسة.

هذا العام نحتفل بذكرى مرور 50 سنة على انعقاد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. المجمع كان نفحة روح وتطهير وتجديد للكنيسة.. من المؤسف ان تكون كنائسنا الشرقية عامة والكلدانية خاصة مرت على المجمع مرور الكرام من دون ان تستفيد من توجيهاته وتقوم باصلاحات مهمة في مجال الطقوس والتعليم والاخلاق والتنشيئة والادارة والمشاركة..
اللاهوت  شيء والايمان شيء آخر. اللاهوت علم واي علم يخضع للتطور اما الايمان فهو علاقة وجدانية.. علاقة حب مع شخص التقيناه بشكل من الاشكال..
اعتقد لزاما اننا بحاجة الى مجمع مسكوني اخر يقيم ما تم انجازه ويتابع المستجدات الكثيرة ويلقي ضوء الانجيل عليها. العالم يتغير بسرعة وعلى الكنيسة " الام والمعلمة" ان تكون هي في المقدمة لاستيعاب هذه القضايا وانجلتها وتوجيه المؤمنين..
الكنيسة ليس الاكليروس، انما هي جماعة المؤمنين.. والمعمدون لهم كهنوتهم الملوكي والنبوي وهم شركاء في الكنيسة وليسوا قطيعا.. لكن المشاركة تتوقف على وعي الاكليروس والعلمانيين بدورهم ومواهبهم.. في اعتقادي على الكل ان يكون خلية نحل من اجل الانجيل والانسان..


س6
سيدنا كما يعلم الجميع لك شهادتين دكتواره الاولى علم اباء الكنيسة 1983 والثانية دكتوراه في تاريخ العراق القديم. انت تسافر بين حين واخر للالقاء المحاضرات او حضور المؤتمرات او اجتماعات  في اوربا ولك لقاءات بوفود الدول او المؤسسات  المجتمع الغربي.
 هل تلاحظ  ان الغربيين يفهمون الخطر المحدق بالمجتمع الذي يعيش في محافظة كركوك ؟ وهل تلاحظ يفهمون وضعية الشرقيين وعقدهم الكثيرة ومسيرة تاريخهم؟ هل لهم فعلا مساهمات انسانية ترتقي الى درجة تترك اثراً في الوضع القائم؟

عموما لهم فكرة، نحن بدورنا نبلورها ونشرحها.. اوكد لك وللقراء ان الخلاص ياتي من الداخل وليس من الخارج.. الخارج قد يساعد او يعيق.. علينا نحن ان نوحد صفوفنا وان نعمل بروحية الفريق الواحد والا نبقى منقسمين ومبعثرين..  من المؤكد ان الجمعيات الكنسية والمدنية تود ان تساهم في مشاريع عملية واضحة.

س7
كثير من الناس لاحظوا  اللقاءات وزيارات التي تقوم بها لزعمات الروحية والسياسية  والتي هي احيانا وطنية واحيانا اخرى اجتماعية واحيانا اخرى هي دينية ولك مواقفك وتحركاتك  المشكورة من اجل  خلق تفاهم ووئام بين مكونتا العشب العراقي بغض النظر عن ديانتهم او قوميتهم في محافظة كركوك حيث هي ابرشيتك. والكل يقدر ويثمن جهودك واطروحاتك الانسانية الشمولية في الاعلام .
  هل ترى اثرا لذلك على ارض الواقع؟ وماهي الحلول التي سمعتها من هؤلاء المسؤوليين في حل قضية كركوك، او ماهي رؤياهم. الا يكفي نصف قرن من القتال في سبيل نفط كركوك، الم يدفع العراق ثمنا كبير من دماء ابنائه بسبب عدم تفاهم  المسؤولين في ايجاد  حل موضوعي لهذه المشكلة وان كانت سياسية. الا يوجد طريق اخر للحل الا القتال؟

دورنا كرجال الدين مؤسس على دور السيد المسيح الذي حمى الحياة ونشر ثقافة  المحبة والمصالحة والسلام.. علينا ان نكون جسرا للسلام.. ونحن للكل وليس لفئة معينة. انا اسقف للمسيحي والمسلم ولغيرهما.. من المؤكد ان لحواراتنا ولقاءتنا صدى ايجابي ونلمس ذلك.. الى اليوم لم يحصل تصدام ديني او اثني في كركوك.. كما يدعم حضورنا المسيحي.. فنحن حاضرون في حياة مجتمعنا..  لو كانت الكنيسة قوية ولها رؤية واضحة لقدرت على تقريب النظر بين الفرقاء في بغداد وغيرها.. لماذا لا وهذا نابع من صميم رسالتنا.
بخصوص كركوك، النفط ليس وحده الهدف..  ما حصل هو ابعاد العنف حتى الان بين المكونات في كركوك .. ونقول للكل ان مستقبل كركوك يقرره اهلها بعيدا عن اية ضغوطات.. وان اهل كركوك مثقفون منفتحون وواعون ان العنف يخسر القضية ويخسرهم.

س8
الكنيسة الكلدانية في ازمة داخيلة شئنا ام ابينا ، والاسباب كثيرة والمواضيع شائكة، حتى الاب البير  ابونا قبل بعض سنوات كتب رسالة( كنيستي الى اين؟) محذرا  من الخطورة الموجودة عليها، وان قضية ترك الكهنة  كنيستهم والتحاقاهم بكنائيس الشقيقة لهوَ امر صعب لا سيما بعد ان تعبت في تعليمهم وتحضيرهم وفي نفس الوقت هي بحاجة اليهم الان. الخطر على المسيحية في المهجر ربما اقوى من الداخل! .
متى يستفيق رجال الكنيسة الكلدانية من نومهم؟ متى يتذكرون  ان مهمتهم يجب ان يكون كالحبة التي قال يسوع المسيح عنها ، الحق الحق اقول لكم: " ان حبة الحنطة التي تقع في الارض ان تمت تبقى وحدها، وان ماتت اخرجت ثمراً كبيراً  يو 12/24 "؟ فما هي التغيرات او امنيات او طموحات التي تتمنى ان تحصل في الكنيسة الكلدانية في الداخل و في الخارج؟

 اسلوب الاب البير معروف وبراي هذا النمط لا ينفع. الذي ينفع هو المواجهة المباشرة والمصارحة الجادة.  من المؤكد ان الكنيسة الكلدانية تمر بازمة  شديدة . الاسباب عديدة. تركة السنين العديدة. غياب قيادة مركزية قوية لها رؤية وخطة.. التفرد وغياب القناعة بالعمل الجماعي، التكتلات، الوضع الامني ستهم والهجرة اضعفت الكنيسة وابرشياتنا صغيرة.. وعدد كهنتنا محدود واخذوا بالهجرة.. التنشيئة الروحية للكهنة واحتضانهم سبب اخر لتركهم.. غياب المقاييس.. عقلية السلطة- المشيخة وليس الخدمة..
  اتمنى ان يكون لكنيستنا راعي بحسب قلب الرب والرعية.. وان تكون هناك مصارحة  بين الاساقفة ومصالحة  وان يتم سينودس عام كلداني يعيد الى الكنيسة الكلدانية حيويتها وتجديدها وشركتها وشراكتها ويجدد تنظيمها ويقوي حضورها اينما وجد ابناؤها.
س9
هل لك رؤيا في حل قضية الهوية التي يعاني منها ابناء الكنيسة الشرقية باطرافه الثلاثة على مستوى العراقي والعالمي؟ لا سيما نحن الان كالقطعة الثلج الموضوعة امام الشمس نذوب بسرعة في المجتمعات المحيطة بنا في المهجر!!!
صراحة صارت التسمية وكأنها القضية الاولى في اهتمامات شعبنا، بينما الاولية يجب ان تكون على البقاء والتواصل.. ماذا تنفع التسمية اذا غادر ابناء شعبنا العراق..
اقتراحي هو ان يحفظ كل طرف باسمه كما هو من دون مشاجرات ولا تشنجات والصاق التهم ولنحترم التسميات الحالية: الكلداني والاشوري والسرياني ولا نضيع فيها الوقت. قد ياتي يم يتم الاتفاق على تسمية علمية او توافقية يقبلها الجميع. الاولوية حاليا هو تجميع ابناء شعبنا في فريق واحد مثلا " المسيحيون" ليكون لنا حضور ومشاركة.. فيها يكون الكلداني والارمني والقبطي  والاشوري والسرياني.. لنخلق الوعي بقضية وجودنا وبقائنا وتواصلنا.. التسميات تاتي  فيما بعد.. يجب الا تكون عائقا امام وحدتنا ومشاركتنا ..
س10 هل من كلمة اخيرة ، او طلب تريد توجيه  من خلال موقع عنكاوا كوم  لم نتطرقه اليه تود التحدث عنه للقراء الاعزاء في المهجر وفي الوطن ؟
ارجو من كافة الذين يكتبون ان يحافظوا على اللياقة الادبية ولا ينزلوا الى الشتائم والكلمات الجارحة والنابئة لاي  شخص كان .. وليكن النقد علميا وموضوعيا وبكثير من الادب والكياسة.. يكفي اسلوب القدح والاستعلاء والازدراء..
شكرا جزيلا سيدنا
 نتمنى لكم ولابناء ابرشيتكم وكافة المسيحيين وغير المسيحيين في كركوك وعموم العراق  التوفيق والسعادة  والسلام والرخاء  في بلدنا العزيز العراق.
 
 
  
 
 
 
 


311
                            هل تغير المالكي يحل المشكلة!؟
بقلم يوحنا يوسف بيداويد
ملبورن /استراليا
الاحد 3 حزيران 2012
ان الساحة السياسية العراقية في حالة ضبابية وتخبط كبيرين جعلت معظم العراقيين يفقدون الامل بالقادة السياسيين الحاليين الذي يزعمون انهم قادوا الشعب العراقي الى التخلص من الطاغية وحكومته. لكن حقيقة لم يخسر العراق من موارده الاقتصادية خلال هذه الفترة كما حصل في زمن الطاغية. بل يحز قلب الانسان عندما يرى ما حدث في العراق خلال مئة السنة الاخيرة هي بالعد التنازلي وليس بالعكس فهو يسير من سيء الى الاسوء.

لقد كان العراقيون يظنون مجرد زوال نوري سعيد او نظام الملكي سوف تفتح ابواب السماء لهم ، وفي نفس الوقت حينما قتلوا عبدالكريم قاسم ورفعوا الشعارات الرنانة عن رسالة الامة العربية الخالدة ظنوا ان فلسطين في الغد سوف تتحرر،ثم تبوأ صدام حسين خمسة و ثلاثين سنة على الحكم بصورة مباشرة وغير مباشرة وبدأ التاريخ الاسود لحروبه . ثم جاءت الجمهورية الثانية بحرب الطائفية التي قد ستقود العراق الى الزوال من الخارطة السياسية ويصبح دويلات طائفية وقومية.

منذ الانتخابات الاخيرة قبل سنتين ولحد الان، هناك صراع على رئاسة الحكومة والقضية لم تحسم الا بعد ضرب كنيسة سيدة النجاة من قبل الارهابيين باسبوع بقدرة قادر( لنترك هذا الامر جانبا الان) !!
الموضوع المهم الذي نتحدث عنه هو ان الرئيس نوري المالكي هو تحت مطرقة المعارضيين لسياسته خلال سنوات الاخيرة من بعد ترأسه الوزارة للدورة الثانية والان مهدد بسحب الثقة منه. الغريب في القضية لحد لم يظهر على الشاشة الشخص البديل عنه ، فكيف يطمئن الشعب بالشخص الجديد الذي سيتولى الوزارة وهم لا يعرفه ، السؤال الاهم هل فعلا حل المشكلة يكمن في ازالة المالكي من الكرسي.
مشاكل العراق ليست كلها من الحكومة او المالكي حسب اعتقادي ( ارجو لا يفهم القاريء انني ادافع عن المالكي وحكومته ومن يريد يقرا عن مقالتي السابقة سيرى كم كنت قاسيا على الحكومة نفسها) .
مشاكل العراق تنحل عندما تتحقق الامور التالية على ارض الواقع وهي :
1- حينما نعرف بالضبط ماذا حصلت عليه امريكا بعد انسحابها المخزي، غير المعقول من العراق. وما هي الاتفاقات السرية الجارية بينها وبين الحكومة العراقية الحالية التي جعلت من امريكا ان تتفق مع عدوها الرئيسي السيد احمد نجاد في تحديد مصير العراق.

2- عندما نعرف مدى قوة النفوذ الايراني على الاخوة الشيعة الذين اصبحوا بعضهم (ليس الجميع) حائرين بين الولاء لايران بسبب تشابه مذهبهم الديني ، او الولاء للوطن الذي هو بحاجة اليهم اليوم اكثر من اي يوم اخر.


3- عندما لا يعلو فوق القانون ممن يكون، ويقدم المجرم او المخالف للمحاكم دون التاخير ويحصل على نصيبه من العدالة بدون تدخل الحكومة او المعارضة في قضيته او في اي قضية اخرى.

4- عندما لا يتم تعين وزير حرامي !! ااو متعصب لطائفة معينة بالعكس يقوم كل وزير بتطبيق الدستور حرفيا ويكون مثال حسن في اخلاصه والتزامه بالقوانين كي يعلموا موظفيهم الصغار الحرص على في العمل وان لا يسرقوا.


5- عندما يتم تغير المنهاج الدارسية الحالية الى منهاج حديثة متطورة و تكون متنورة بتاريخ العراق القديم والحديث والقيم الانسانية الحية والعدالة والوطنية الصحيحة الوقوف معه ضد اي كان ضد الوطن.

6- عندما لا يتم تتعامل الحكومة مع العراقيين على اساس القومي اي عربي - كردي - اقلياته ،ولا على اساس ديني مثل مسلم - مسيحي - اقلياته، و لاعلى اساس مذهبي شيعي - سني ومذاهبهم . وانما يتعامل معه كمواطن ذو مرتبة واحدة بدون تميز له حقه وعليه واجباته.


7- اعادة الخدمة الالزامية للوطن لغرض التوعية ونمو الروح الوطنية ودمج المجتمع معا من جديد في خدمة الدولة والمجتمع، بكلمة اخرى اصهار الطوائف والقوميات في بودقة الوطن الواحد العراق. وكذلك ان تدريب الشبيبة على تحمل الصعوبات وتقوية البدن والفكر وقواهم العقلية يأتي بالفائدة لهم وللوطن وللمجتمع حسب المقولة الاغريقية العقل السليم في الجسم السليم.

8- عندما يكون عراق رائد في الحفاظ على حقوق الانسان ولوائح قوانين الامم المتحدة، بخصوص الطفل والمراة والاقليات وحرية التعبير عن الراي وغيرها. بلا شك ستكون الاجيال القادمة من الذين لا يرقصون امام الطغاة والدكتاتوريات و لا يمجدونهم بل سيزيلونهم بكل سهولة.

9- عندما يكون علم العراقي مقدس والنشيد الوطني على السن الصغار في الشوارع كما هي اغاني كاظم ساهر وفيروز حينها تعرف ان مستقبل الوطن بخير بل بالف خير.

10-عندما يخطأ رئيس الوزراء او وزير او نائب برلماني او موظف كبير او صغير و يكتشف انه اخطا، يجب ان يعترف ويطلب العفو من الشعب كما يفعل السياسيين في الدول المتقدمة وان كانت هناك ضرورة للاستقالة ان يستقل فورا بدون اراقة دماء.

لكن هيهات هيهات بل الف هيهات ان يحصل هذا في العراق في الظروف الحالية، فلا توجد كتلة سياسية او اشخاص يؤمنون بنصف مطاليب هذه اللائحة ، او مستعد لتطبيقها على ارض الواقع ، لان كل واحد يتعهد بعمل المستحيل لحين وصوله الكرسي ثم ينسى ما قاله ينسى ما حصل للعراقيين خلال خمسين سنة الاخيرة. يسنى كم شهيد سقط في الحروب الباطلة.وكم عراقي غرق في بحر ايجة او المحيط الباسيفك بين اندونسيا واستراليا، او كم واحد مات بين الثلوج على قمم جبال بين عراق وتركيا واصحبت جثه طعام الكواسر والوحوش كلهم كانوا في طريق الهروب من الموت وماتوا فيه.

(العراق غنى جدا نحن بحاجة الى نتفاهم كيف نوزع خيراته بيننا!!) . هذه كانت تصريحات احد المسؤولين الذين كان في زياررة الى ملبورن قبل بضعة ايام. من شهادة هذا الرجل نفهم ان معظم الذين في المجلس الوطني او في الحكومة وبعد مضيء قرابة عشرة سنوات لم يتفقوا على توزيع الحصص. اين ذهب دخل العراق الذي زاد عن 700 مليار منذ 9 نيسان 2003 ،واطفاله لا زالوا يدرسون في صفوف مبنية من تبن وبلا كهررباء او ماء صحي. اي ان حصة كل عراقي (كبير وصغير) سنويا كانت خمسة الالاف دولار!!.

السؤال الذي يطرح نفسه الان ان لم تكن عملية السرقة اصبحت حرفة لدى المسؤولين، واذا كان كل شخص يسرق من اموال الشعب ينال جزائه ممن يكون (حتى وان كان ابن رئيس الوزراء)، هل كان هؤلاء الموظفين الصغار والكبار يتجرؤن القيام بالتزوير وسرقة اموال العامة وهل كان وضع العراق كما هوال الحال .

في الختام ان تبديل المالكي ليس حلا بل قد يكون سببا لظهور مشكلة اخرى . الحل هو البدء بتغير طريقة التفكير والعقلية ، الحل هو بتطبيق هذه اللائحة من المطاليب والتي اعتقد بعضها هي من بنود الدستور نفسه . فمن هو الرجل او القائمة المستعدة للتضحية من اجل المجتمع العراقي فعلاً وتقوده الى بر الامان عبر تطبيق ما ورد في اللائحة اعلاه او على الاقل تشرع بتطبيقها.

312
نتاجات بالسريانية / تخرت خليتي
« في: 18:06 28/05/2012  »


314
ازدهار الثقافة في مدينة ملبورن ،  مهرجان شيرا مثالاً
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
6 نيسان مساء عيد القيامة 2012

منذ زمن بعيد اراقب نشاطات ابناء شعبنا خاصة في بلدان المهجر الكثيرة  بعد الهجرة القسرية التي فرضت عليهم من اعداء الحياة والتطور والابداع، من الذين يكرهون الفرح والبسمة ونغمة القيثارة و الكتاب والجريدة و قصائد نزار قباني وجبران خليل جبران و اغاني عبد الحليم وفيروز، من الذين يكرهون لبس التنورة وحمل الوردة او امتلاك دفتر مذكرات.

من المدن المهمة بين مدن العالم الكثيرة التي يسكنها العراقيين من كافة قومياتهم واديانهم هي مدينة ملبورن التي يتجاوز عدد سكانها اربعة ملايين التي تأتي عادة  بين  خمس اجمل مدن سياحية في العالم في كل سنة.

يعيش في ملبورن مابين ثلاثين الى اربعين الف عراقي. في هذه المدينة المعروفة بكثرة مناسباتها الرياضية و معارضها للمتاحف العالمية المتنقلة  والمسرحيات وفرق الموسيقية  العالمية المشهورة  والندوات والمؤتمرات العالمية في شتى حقول المعرفة من العلوم والسياسة والاقتصاد وحقوق الانسان يرافقه نشاط  ثقافي عراقي ملحوظ خلال السنين الاخيرة.

 ان نشاطات العراقيين فيها كثيرة، بسبب كثرة المؤسسسات المدنية والرياضية والاجتماعية والثقافية فيها، عدد كبير منها هي جمعيات قروية صغيرة يختصر نشاطاتها في ايام الاعياد وشيروات( تذكار قديسين)والسفرات الربيعة، وبعضها تدير موقع الكتروني  باسم القرية ايضا. لكن قسم اخر لهم  حجم اكبر من حيث النشاط، لهم اهتمام ثقافي ورياضي واجتماعي. من امثلتها  رابطة الكتاب العراقيين التي تدير موقع الكتروني الذي يعد احد المواقع العراقية المعروفة عالميا الذي يهتم بالثقافة والسياسة واخبار العراق، ومنتدى الثلاثاء الثقافي الذي  يجمع المثقفين ابناء شعبنا مرة واحدة في كل شهر في موضوع ثقافي جديد وشيق،  وعدد اخر من المؤسسات التي لها وجودها الحاضر دائما.  من المؤسسات المهمة الاخرى في هذه المدينة هي الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا التي  هي مؤسسة مدنية تهتم بشؤون الثقافة والرياضة والمناسبات الاجتماعية، حاليا هي مظلة  لتسع جمعيات واندية مختلفة، احدى الجمعيات الكلدانية المهمة في هذا الاتحاد هي نادي بابل الثقافي الاجتماعي التي تنضم مهرحان ثقافي- اجتماعي كبير في هذه السنة وبإشراف كوادر مؤهلة و من اصحاب شهادات مختصة تحت عنوان ( مهرجان شيرا الثقافي الاول).

 لم يبقى سوى اسبوعين لمهرجان شيرا الذي سيقام في قاعة مدرسة بانولا في منطقة برودميدوس، وقد امضت الهيئة المشرفة على تنظيم المهرجان اكثر من ست اشهر في تحضيره. من المتوقع ان تكون فقرات هذا المهرجان متنوعة وشاملة بين المسرح واوبريت، والشعر و المعرض الفني ( 1) وغيرها.
نحن نشد على يد اللجنة المنظمة ونحيِّ اعضاء الهيئة الادارية للنادي ونتمنى لهم كل الموفقية في تنظيم مهرجان شيرا الثقافي الاول (2)، كما نحيِّهم مرة اخرى على انفتاحهم الكبير على ابناء الجالية للمشاركة والحضور بصورة شمولية.

املنا ان تقوم الجمعياات والنوادي والمؤسسات المدنية الاخرى في المدينة  بتطوير جمعياتهم الى مرحلة اخرى من التطور، ان يزيد اهتمامهم بالثقافة والتراث والفن والرياضة وغيرها من الجوانب المهمة من حياة الانسان. كمثل تشجيع بعض  المثقفين او الكتاب من اهل القرية (او غيرهم)  لكتابة كتيب عن تاريخ قريتهم، او اقامة مسرحية  جديدة سنويا تدور احداثها عن ظروف وقصص واحداث مهمة في تاريخ القرية ، او اقامة محاضرات ثقافية مع صور موثقة وقديمة عن تاريخ القرية، او غيرها من المواضيع مثل المسابقات الرياضية و اقامة مناسبات اجتماعية اخرى التي تَغني حياة الفرد من ناحية الثقافة و الاجتماعية بقيم ومُُثل تعبر عن اصالة شعبنا المسيحي  ولكي يتعلم ابنائنا  شيئا من لغتنا وجذورها و يفهمون معاني القصائد الشعرية  التي تركها لنا اجدادنا ، ولكي تحافظ على هوية شعبنا عند الاجيال القادمة . والاهم من الكل لكي نقضي على الملل والرتابة والشعور بالوحدة والخيبة التي تتمير بها بعض المجتمعات الغربية ومجتمعاتنا التي غرقت في وهم الدولار  (4).


..........
1-   
 سيتضمن المهرجان الفقرات التالية:
•   اوبريت المحبة يؤديه مجموعة كبيرة من الاطفال والبالغين.
•   دراما تلفزيونية ومشاهد كوميدية مصورة تعرض على شاشة كبيرة.
•   نشيد المهرجان يؤديه مجاميع من الفنانين.
•   فلم وثائقي عن دير الربان هرمزد.
•   فلم وثائقي عن تاريخ وحاضر مسيحيي العراق.
•   عرض ازياء فلكلورية مع لوحة تراثية راقصة.
•   اغاني تراثية وحديثة يؤديها مجموعة مطربين معروفين.
•   معرض تشكيلي يشارك فيه مجموعة من خيرة الفنانين التشكيليين لشعبنا.
•   قصائد شعرية مع عرض سلايد لتجسيد معاني القصيدة.
•   مسرحية كوميدية قصيرة.
•   اغنية جماعية بعنوان ( قُرانا في القلب ). وفقرات اخرى

2- لا ننسى ان ابناء مدينة عنكاوا قدموا مثال رائع  اخر في تنظيمهم  ييوم عنكاوا التراثي في مدينة ملبورن خلال السنوات الثلاثة الماضية،  كذلك  قيام ابناء قرية امرا دشيش بتقديم مسرحية عن  (سرقت ممتلكات الدير)  وابناء قرية مار سبريشوع عن قصة (انقاذ مار سبريشوع لاحد اغوات الاكراد المسجون في  احدى زنزانات الامبراطورية العثمانية)  قبل بضع سنوات.

3- من الجمعيات والاندية القروية  التي تقيم تذكار شفيع قريتهم هي:

أ‌-    مركايي/ مار اوراها
ب‌-   القوش /  ربن هرمز
ت‌-   بيرسفي / مار كوركيس
ث‌-   امرا دشيش/ مار اثقن
ج‌-   امرا مار سوريشو/ ما ر سبريشوع
ح‌-   شرانش/ مارت شموني ومار قرياقوس
خ‌-   الانش/ يوحنا المعمذان
د‌-   بجوايي/ مارت شموني
ذ‌-   يردا/ مار ادي
ر‌-   بيدارو/ قلب يسوع الاقدس
ز‌-    شيوز و مار ياقو/ مار كوركيس
س‌-    بلون/ مارت شموني(احيانا)
ش‌-   السناط / مارت مريم
ص‌-   ابناء كنيسة مسكنة في الموصل في مدينة ملبورن/ القديسة مسكنتة
( شيرين)

4-في هذه المناسبة اقدم اقتراح الى اهالي زاخو ان تقوم  الجمعيات و النوادي والمؤسسات  المنتمية الى  هذه مدينة،  بتنطيم في السنة القادمة مهرجان عام لابناء الجالية  مثل مهرجان شيرا الحالي،  بمشاركة جميع الجمعيات والنوادي بفقرة واحدة مختلفة على الاقل.  وان تشكل لجنة ممثلة من جميع الجميعات المشاركة بعضو واحد تقوم بهذه المهمة وبمساعدة لجنة شيرا الحالية التي بالتأكيد لها الخبرة والامكانية لمساعدتهم.

315
الصحافة مهنة الشهداء
بقلم يوحنا بيداويد
31 اذار 2012
ملبورن استراليا

في الدولة الديمقراطية الحقيقة، يجب ان يكون هناك حرية التعبير عن الرأي وحرية العمل وتحمل المسؤولية حسب ضوابط وبنود واضحة في الدستور، وكذلك حسب قيم انسانية محلياً وعالمياً.
في كل دولة يجب ان تعمل اربعة مؤسسات مختلفة منفصلة من بعضها تماما بحرية وصلاحية دستورية وحماية قانونية. هذه المؤسسات هي سلطة التشريع( البرلمان) وسلطة التنفيد ( الوزارة) والقضاء ( المحاكم وقضاتها ) واعلام الحر ( الصحافة ووسائل الاعلام) .

ان تواجد المؤسسات الاربعة معا وقيام كل واحدة منها على الانفراد بعملها بصورة منظمة وبدون تدخل من قبل جهات خارجية تخلق من ناحية النظرية الدولة المثالية التي حلم بها افلاطون في جمهوريته ، وتحدث عنها القديس اوغسطينوس (مدينة الله) وكتب عنها الفارابي (المدينة الفاضلة) .

من يدرس الانظمة الحاكمة في مجتمعاتنا الشرقية يكتشف لا زالت تعيش شبه جمهورية فارغة من الداخل، بل هي اسوء من الانظمة الملكية القديمة التي يعود فيها القرار للملك او الدكتاتور وحاشيته، بالاحرى الى عصور العبودية.

ان عقلية اي نظام شرقي( حتى المؤسسات الصغيرة) هي عقلية تولوتارية تماما، لان هذه الانظمة مشتقة من الفكر الميتافيزيكي و الحالة الطباوية. النظام فيها مصمم الى ان يحصن الملك او الدكتاتوري او رئيس الجمهورية او امير البلاد من اي ملاحقة قانونية واخلاقية، بل يجعله اله مقدس فوق القانون، يحق له ما يشاء وكأنه ليس انسان.

هذا التأليه المزيف للسلطان وسلطته هو الذي يحد من تطور العقل وتقدم المجتمعات الشرقية و تمنعهم من تغير بعص عاداتهم وبعض قيمهم القديمة نتيجة الضرورة الزمنية الاتية من تطور البيئة والمجتمع وحاجات الذات العصرية لها.ان افراد المؤسسات الانفة الذكر في الدول العالم الثالث عاجزين في اداء مهماتهم بصورة المطلوبة وكثير منهم يصبحون شهداء لانهم يسلطون الاضواء على المجرميين الحقيقيين من خلال تقاريرهم ومقالاتهم .

لكن الصحفي او الاعلامي هو الشخص الاكثر تعرضا للشهادة من بين افراد اي المؤسسات الاخرى (ما عدى الشرطة والامن وافراد الجيش ). لانهم يحتكون بأطراف القضية بدون حماية، هم الوحيدون يستطيعون كشف ملامح الحقيقة او ملامح الجريمة او القضية من اصغر قضية الى اكبرها مثل الحروب والصراعات القومية او الاثنية ما بين دول العالم وقضاياهم الكثيرة والغريبة.

ان الصحفي هو من يحلل ويستقصي عن اثار الجريمة او الاخلال بالقانون، الصحفي هو من يتجرء لتوجيه التهمة للمجرمين او المتهمين بالاسئلة الكبيرة ويجعل من الجمهور او الشعب يطلع على الحقيقة، لاسيما حينما يكون المتهم السلطان نفسه او من حاشيته ، الاعلامي هو وحده يدخل منطقة المحرمة مجازفا بحياته من اجل نقل الحقيقة لابناء وطنه او شعبه، يدخل المنطقة المحرمة كي يكشف حقيقة ما تنتجه افواه البنادق والمداافع وصواريخ الطائرات.

الصحفي الجيد يقضي يوميا ساعات طويلة لجمع الاخبار من شتى وسائل المعرفة الانسانية، مقارنا بين التشابه والاختلاف مع غيرها، وباحثا عن خيوط الجريمة او الفساد او صحة او تطابق المعلومات . الصحفي هو من يقوم بملاحقة الشخصيات المتهمة عن طريق اجراء المقابلات والاحاديث مع الاطراف المتصارعة او المتهمة في قضية ما ، كي يتعرف على القضية ومسبباتها اي جوهر الحقيقة ومن ثم نقلها الى الناس .
الصحفي يكشف زيف السياسيين لهذا يكرهونهم وحذرين منهم بل يتفادونهم دائما، وان كانوا ادواتهم في مقارعة خصومهم لاظهار افكارهم وسياسيتهم او خطتهم كي يصلوا الى مواقع الصدارة في بلدانهم.

عندما يتم نشر تقارير عن قضية ما (القضية مع متعلقاتها) في الاعلام بعد دراستها بصورة موضوعية وبعد ان يعطي القضاء قراره النهائي فيها ، تصبح هذه التقارير الصحفية مصدراً لبقية المؤسسات الحكومية والمدنية، حيث تعتمد الجامعات في دراستها او اقامة المؤتمرات اوالندوات او حلقات تلفزيونية او اذاعية عليها، هكذا يتم نقل المعرفة بصورة موضوعية وصادقة الى الفرد وتدفعه الى الالتزام بالقانون و تعلم طريقة تطبيقه بل الى تقديسه لان مصدر العيش بسلام والامان . كما تظهر الماء في الاواني المستطرقة المتعددة هكذا تأثر التقارير الصحفية الى زيادة السلم واحترام القانون من قبل المجتمع. وهكذا نرى كل حلقات المجتمع تقوم بواجباتها فتتحقق الدولة الفاضلة بجهود الجميع.

ان احدى اهم الوظائف التي اعتبرها شخصيا مقدسة ( بالاضافة الى التعليم و التمريض و والبحث في العلوم الاخرى) هي مهنة الصحافة، لانها مهمة عسيرة والصحفيون وان كانوا يعلمون انهم مشروع شهادة، لكن ملتزمين بمهمتهم في كشف المجرمين الحقيقيين و الوجوه المقنعة والفاسدين بكافة انواعهم او المتحايلين على القانون.

316
مذبحة الحلبجة والضمير الانساني

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا
18 اذار 2012
 
تمر في هذه الايام ذكرى إحدى أبشع الجرائم في تاريخ الانسانية التي قُتل فيها اكثر من خمسة الاف نسمة من الشعب الكردي (1) في مدينة الحلبجة الكردية الواقعة على الحدود العراقية الايرانية بتاريخ 16 اذار 1988م.
كانت هذه اول مرة في تاريخ الانسانية تستخدم الاسلحة الكيمائية وتترك هذا العدد الكبير من الضحايا عالميا،  الجريمة  تمت بتخطيط وتحت اوامر المجرم  علي حسن المجيد السيء الصيت الملقب ب( علي الكيميائي) (2).
حينها قام المغني الكردي الكبير شفان بكتابة وتلحين وعزف وغناء الاغنية  المشهورة ( هاوار هاوار  هاوار) التي جعل  من اوربا ان تبكي على الضحايا، بعدما رأوا مشاهد من فلم مصور عن الجريمة  التي  اظهرت جثث الضحايا المحروقة نتيجة الضربة الكيمائية.
فأستيقضت اوربا على القضية الكردية التي كانت اصبحت مطمورة حوالي 75 سنة بعد الحرب العالمية الاولى على اثر دور رجال الدين المتعصبين وبتأثير من قادة جميعة الاتحاد والترقي العثمانية في دفع  اكراد تركيا  للقيام والمشاركة  في مذابح المسيحيين (3) التي ذهب ضحيتها اكثر من مليوني نسمة  في الجبهة الشرقية ضد الاقوام الاخرى.
مذبحة جلبجة  لم تكن اول مجزرة تحصل  للاكراد في التاريخ، فهناك العشرات مثيلاتها سواء كانت على يد الاتراك او الفرس او  العرب او غيرهم عبر التاريخ، ازيلت في القرن التاسع عشر على الاقل  اربعة  من اشهر اماراتها ( الراوندوس، البدرخان، والنهيري، و البهدينان) ما عدا محاولات  الشيخ محمود الحفيد في السليمانية ومن بعد ذلك جمهورية مهاباد في ايران في القرن العشرين.
يحز علينا كعراقيين من سكان الاقليم  ان نرى الشعب العراقي متمزقاً مشلولاً في هذه  الايام بسبب الفكر الطائفي والمذهبي والقومي بعد ان قاسى جميع مكوناته جرائم الحكومات البائدة من جنوبه الى شماله  في حروب خاسرة.
من المؤسف جدا ان نرى الانسانية وصلت الى هذه الدرجة من المعرفة واليقظة بينما  نرى في نفس الوقت، ان قادة المجتمع السياسيين والدينيين يتصرفون بعدوانية مريضة بعيدة عن القيم  والضمير الانساني، وكأنهم  بعيدين عن روح العصر وقيمه الحاضرة ، فتركونا ان نُشّبه المجتمع مثل الشخص الذي لا يملك  الرأس (العقل).
عبر التاريخ  كانت الشعوب والقوميات تحاول دائما تدخل في القتال سواء كانت في حالة الدفاع او العدوان، ولهذا نرى صفحات تاريخ الامم والشعوب كلها تبدا بالدماء . هذا ما نراه مثلا في تاريخ المانيا و تركيا الحديثة والقديمة ودول البلقان الحديثة ودول الشرق الاوسط  التي هي حديثة العهد مقارنة بالانكليز او الفرنسيين او الروسيين.
في الختام نطلب الرحمة لشهداء مذبحة الحلبجة و نطلب الرحمة لكل شهداء العراق بكافة مكوناتهم وعقائدهم،  ونتمنى من الجميع لا سيما من الاخوة الاكراد (قادةً وشعباً) ان لا ينسوا اخوتهم  المسيحييين (من الكلدانيين والاشوريين والسريان والارمن ) واليزديين الذي شاركوا معهم في نضال منطقة الاقليم على الاقل  خلال نصف القرن الماضي (اي منذ سنة 1961 ولحد الان) . وان لا  يعطوا مجالاً ان يهب عليهم خريف العرب !! ولونه القاتم المملؤ من روح التشاؤم والتعصبية واللون الواحد في الحياة.
ان يحافظوا على وحدة الاقليم ويدافعوا عن نظامه الديمقراطي الذي ذهب ضحيته اكثر من 200 الف شهيد على الاقل ، وان يصونوا  تطبيق القانون والعدالة على الجميع  بدون تميِّز في جميع المواقع الحكومية ، ويتم القضاء على العنصرية والتميِّز الديني عن طريق بث الفكر الحضاري الانساني المستنير الموثق  في لوائح حقوق الانسان في الامم المتحدة.
 
............
1 – كان من بين الضحايا بعض افراد المسيحيين
2- هناك عدة اراء حول من الذي ضرب حلبجة بالاسلحة الكيميائية ايرن ام العراق؟ معتمدين على التحاليل والاعراض التي ظهرت على الضحايا كي يتم التعرف على  نوعية السلاح الذي يُقال على الاغلب هو  غاز هيروسيانيد ( هديروجين سيانيد).
3-  الارمن والاشوريين والكلدانيين والسريانيين واليزديين واليونانيين.


317
كيف نحافظ على كلدانيتنا!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
السبت 3 اذار 2012

طرح بعض الاخوة (فيما بينهم) فكرة الاحتفال بذكرى انتصارات الامبراطورية الكلدانية في حروبها  ضمن احتفالات عيد اكيتو راس السنة البابلية الكلدانية لهذه السنة، وتمنوا ان نعيد الى اذهان ابناء شعبنا شيء من ذلك تاريخ المجيد.

لا اعتقد نستطيع ان ننسى الجوهر الحقيقي الذي نحن نستند اليه كلدانيتنا ووجودنا الحاضر ، الا وهي مباديء ديانتنا المسيحية والتي  نبعت منها معظم مفاهيم الانسانية التي فينا وفي غيرنا ايضا.

ان  هجرة الكلدان والاشوريين والسريان الى الدول العالم وصلت 70% او اكثر،  وان السبات القاهر الذي عاشه اجدادنا منذ قرون وعصور (الذي كان خارج امكانيتهم بالتاكيدفي بعض الاحيان ) ندفع ثمنه الان .  وكما قال بعض الاخوة احيانا نحن مِن الناس الذين يحسبون انفسهم امواتاً وهم احياء بطريقة غير عقلانية.  هذا هو تاريخنا وواقعنا بدون تصقيل وتحريف .

 لكن الشكر لله  في نهاية الالفية الثالثة وبعد 25 قرن،  فاق ابناء شعبنا المثقف من نومه العميق، وادرك الاولويات واهمية  وجود لهم مجتمع يحمل الهوية القومية من اجل حماية حقوق افراده من تكرار المذابح والويلات والمجازر التي حصلت والتي تحصل في العراق والشرق الاوسط ، و ازداد اهتمامهم بالحفاظ عليه(المجتمع ذو هوية قومية)  من اجل مستقبل الجميع، كي يطالبوا  بحقوق اخوتهم في المحافل والمنظمات الانسانية في الاوقات العصيبة كما حصل في العراق خلال عشرة سنوات الماضية او في  زمن الامبراطورية العثمانية خلال القرن الماضي (الامر الذي ادركته بواقعية كل الشعوب والقوميات المجاورة لنا  وبالاخص الشعب اليهودي والاخوة الاكراد قبلنا بقرون).

 لكن ان  نركز في الاحتفالات بإنتصارات الامبراطورية الكلدانية على الاشورية مثلاً اراه  شيء من الخيال وبعيد كل البعد عن الواقعية. لنكن صادقيين مع انفسنا جميعا (اعني الكلداني والاشوري والسرياني).  منذ سنة 80 ميلادية ( تاريخ تأسيس اول كنيسة في العراق تقريباً) حين وصلت المسيحية الى العراق الى 1500م لم يتم ذكر اسم اي قومية اوالهة وثنية في كتبنا المقدسة ولا في الكتب الثقافية ولا في تراثنا او في تقاليدنا، بل كنيستنا التي كان يطلق عليها في حينها النسطورية، الشرقية،  الفارسية،  ام الشهداء، كنيسة بابل او قطيسفون ،دخلها لا فقط الكلدانيون او البابليون والاشوريون او الاراميون (السريان الجدد) وانما العرب والاكراد والفرس  والميديين والاتراك وحتى الهنود والصينييين والمغول.

فنحن الذين نقول عن انفسنا كلدان اليوم ( او من يدعي نفسه اشوري او سرياني)  لا نستطيع ايجاد البرهان المادي البيلوجي ( تماثل الاجناس من خلال  علم الاجناس البشرية) تماما بأننا اولاد  اصحاب تلك الامبراطروية الكلدانية العظيمة.  و لكن لاننا حملنا هذا الاسم منذ 500 سنة، ولاننا متأكدين بل على يقين، ان جزء كبير من هذا الشعب الذي اصبح مسيحياً، كان من ابناء الامبراطورية الكلدانية الاخيرة التي كانت اخر حكم وطني عراقي في عصر القديم ، لهذا  نعتز بكلدانيتنا مثل غيرنا، لكنهها لا تجعلنا نسكر ابدا.

انا من الذين لا يؤيدون هذه الفكرة، لان لا جدوى منها كما قلت سابقا، لان الكلدانيين  والاشوريين والسريانيين ومن يدعون انفسهم اراميين لا نشكل 2% من الشعب العراق وان نسبة 70% منهم (اعني نسبة 2% من الشعب العراقي)  في المهجر الان، كيف نستطيع ادارة عجلة التاريخ للوراء ونحتفل بهذه الانتصارات وكأننا نعيش في تاريخ قريب من سنة 612ق. م حينما اسقطت الامبراطورية الاشورية على يد الكلدانيين والميديين؟  والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا نستفيد عمليا من احياء مثل هذه الذكرى سوى او تبذير الجهود؟.

اذا اردنا ان يبقى لنا وجود ككلدان بين القوميات والشعوب العالم ، لنحافظ على هذا الاسم في المحافل الدولية كمجتمع تعود جذوره الى الامبراطورية الكلدانية البابلية ، التي هي جزء من حضارة بين النهرين او الرافدين ولا يتجزء منه .

 لنفكر للقيام بنشاطات واعمال انسانية واجتماعية وثقافية  بطرق علمية وعملية وواقعية مفيدة لشعبنا

 من اهم هذه النشاطات هي  الحفاظ على لغتنا الام التي هي بمثابة حجر الزاوية من قضية بقائنا او زوالنا.

لنحافظ على القيم التراثية والاجتماعية والتقاليد التي ورثناها من ابائنا واجدادنا،مثل الشعر والغناء والموسيقى والمسرح والكتب والروايات لننقلهم الى الجيل الحاضر.

   لنرفع اعلامنا التي ربما هي  الصور القديمة و الالات التراثية في البيوت لنحافط على الصلبان والادوات التي تركها لنا اجدادنا على مسافة قريبة اربعة او خمسة اجيال كي تلمس اطفالنا شيء ملموس من اجدادهم حتى وان كان رديء الشكل او الصورة.

لنهتم بكتابة تاريخ قرانا على الاقل في القرون الثلاثة الاخيرة، وتوثيق القصص والاحداث حتى لو كانت صغيرة لا تستحق.

ان لم نحافط على قرانا واراضيها من الزوال او الضياع!!. لا تسألوا عن بقاء الهوية القومية في المهجر! بعد 50 سنة من الان!

 فحينما نصل الى درجة ان يفتخر اطفالنا  بتاريخ ابائهم واجدادهم وبهويتهم القومية،  ويتبارون في حفظ الاغاني والقصص وكتابة الشعر  وكتابة الرسائل في لغتنا الام، (المسج والايميل في موبيلاتهم )، حينها نستطيع نقول حقا ان امتنا بخير وشعبنا لازال يحتفظ بأصالته بل له الحياة ،  فهذه الاشياء هي التي  تساعدنا للحفاظ على وجودنا.

او لنقم المشاريع الانمائية والاستثمارية  سواء كانت رؤوس اموالها من ابناء شعبنا (مشروع الدولار الواحد الذي طُرِح في مخيم الاصدقاء سنة 2011 في ملبورن)  في المهجر او من الشركات الاجنبية او من مساعدات الانسانية لابناء شعبنا  في القصبات والمدن والقرى المسيحية من زاخو و دهوك وسيميل والقوش وبطنايا وتلسقف وعنكاوا وبغديدة وتلكيف وبرطلة  وشقلاوة وبغداد والموصل وغيرها من الامكان التي يعيش فيها ابناء شعبنا، كي نساعدهم للعيش بكرامة، نساعدهم للحصول على حقوقهم ويقرون طريقة عيشهم، لانهم خميرتنا الوحيدة التي لنا فيها الامل ان تحمي  وتحمل اسم الكلدان اذا كنا حقا نريد لبقائنا وجود بعد هذه الهجرة القسرية الكبيرة والظروف الدولية.

لنتعاون معا كلنا كمسيحيين او(ككلدانيين واشوريين وسريانيين) في تحقيق الاولويات التي تحافظ على وجود وسلامة جميعنا وجميع الشعب العراقي،  لان المسألة المطروحة امامنا اليوم هي مسألة البقاء او الزوال. وان جميعنا يعرف: " ان الحقوق لا تُعطى بل تُؤخذ بالقوة " .  ونحن في نفس الوقت  لا نملك اي سلاح او حلفاء او اصدقاء سوى صليبنا الذي كان ولازال على ظهرنا خلال عشرين قرن؟؟!!. فإن لم يوحدنا هذا الصليب في فهم ان مصيرنا واحد  شئنا ام ابينا ، فإننا زائلون عاجلاُ ام اجلاُ.
كل هذه المصائب الم تجعلنا نعي واقعنا؟
ألم يحن الوقت لندرك الامور بواقعيتها الموضوعية بعيدا عن النرجسية والفردانية او الذاتية المريضة.

318

النص الكامل لمقابلة الصحفي غسان نخول من محطة SBS الاسترالية مع السيد يوحنا بيداويد حول محاضرته
يوم غد في سدني

 على الرابط التالي:

www.sbs.com.au/arabic

إعــــلان

لمناسبة يوم المرأة العالمي
يستضيف الملتقى الثقافي في سدني
ألأستاذ يوحنا بيداويد
لألقاء محاضرة بعنوان
دور المرأة في تاريخ العظماء
وذلك في الساعة السابعة من عصر الثلاثاء 6 آذار 2012
على قاعة
Lantana
Club BABYLON
130 Edensor Road
Edensor Park NSW 2176

للمزيد من المعلومات الأتصال بالسيدين

عادل دنو 0420565117
أديب كوكا 0432239405


 









319
                                  البارتي يعتذر للحزب الاسلامي، فمن يعتذر للمسيحيين واليزيديين؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
2 اذار 2012

تناقلت وكالات الانباء والمواقع الالكترونية عن زيارة السيد نجيرفان بارزاني رئيس الوزراء الاقليم للكابنة السابعة مع وفد من الحزب الديمقراطي الكوردستاني مقر الحزب الاسلامي الكوردستاني يوم امس والمنشور في موقع الجيران تحت عنوان

" حكومة اقليم كردستان تعتذر لللأسلامي الكردستاني
 ونيجرفان بارزاني يشكل حكومة الأقليم الجديدة الأسبوع القادم"
على الربط التالي:
http://aljeeran.net/iraq/35325.html
في الوقت الذي لا املك اي شك  من ان السيد نجيرفان بارزاني يعد احد اكثر الشخصيات الكفوءة والمعتدلة والمخضرمة في السياسة الداخلية والخارجية وله  خبرة و مؤهلات عديدة بغض النظر عن تاريخ عائلته العريقة المعروفة بالاعتدال و التي ناضلت من اجل القضية الكردية خلال اكثر من قرن، الا انني حقيقة  فوجئت بعنوان الخبر وطريقة صياغته.

كل انسان متعلم وناضج وعادل ويحب الخير لابناء وطنه، يكون مع الحوار والتفاهم واللقاء وجها لوجه لايجاد الخلل والخطأ وتشخيص التقصير، ومن ثم ايجاد الحل المناسب للمشكلة بطرق سليمة، نعم بل  الف نعم للتعاون والتفاهم بين القادة السياسيين للاقليم والعراق عموما من اجل ايجاد الحلول السليمة للمشاكل المستعصية كي يتم الحفاظ على روح التعايش بسلام والامان بين مكونات الاقليم او في العراق عموما.

 انا مثل اي مسيحي اصله من سكان الاقليم  الذي لا يتمنى ان تحصل اي مشكلة او نزاع او سوء تفاهم او صراع  بين ابناء الاقليم، ولا يتمنى ان  يلجأ احد الاطراف الى الطرق غير الشرعية للوصول الى حقه، ولا ان يحصل غُبن في حق اي مواطن ايضا ،  ولا يتمنى ان يتم اطلاق ولو رصاصة واحدة لا في سنة واحدة في العراق او منطقة الاقليم وانما في قرن كامل. ولكن في نفس الوقت كنت اتمنى ان يتم اعطاء الحق للمتضررين والمعتدى عليهم من المسيحيين واليزيديين بدون سبب من اصحاب المحلات والمطاعم والفنادق، اي ان يتم ارجاع الحق لاصحابه في نفس الفترة المتزامنة  الذي فتح هذا الحوار البناء الذي يقوم به السيد بارزاني.

كما هو معلوم ان المسيحيين واليزيدين لم يكونا طرفا في المشكلة وان محلات المساج لم تكن تعود اليهم كما تم نشر الخبر في  بعض وسائل الاعلام بصورة مغلوطة ومتقصدة من البعض .

ان المحلات التي كانوا يمتلكونها، كانت موجودة منذ زمن بعيد في مواقعها، ومرخصة ترخيص قانوني، وهي لبيع الخمور والمطاعم والفنادق و ان عملية حرقها تم بوضع النهار وامام مرئ المسؤولين من الشرطة والامن ومقرات الاحزاب والشخصيات المعروفة، وان التحريض حصل من رجل دين ( الملا اسماعيل السندي)  كما يظهر في يوتوب على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=xUBaQJDc6TQ
كان هو سبب المشكلة.

انني كمواطن ابن مدينة زاخو العريقة في التاريخ، والتي كان والدي ( يوسف مرقس نيسان) احد المناضلين من قوات البيشمركة الذي دخلوا المدينة سنة 1961 منذ بداية الثورة الكردية ، هذه المدينة التي كان يعيش حوليها اكثر من 42 قرية مسيحية كلدانية وحسب الاحصائيات التفكجي في سنة 1913م كان هناك اكثر من 11 الف نسمة من المسيحيين الكلدان حولها فقط ، اعيد الى اذهان المسؤوليين لا سيما رئيس الحكومة الجديدة السيد نجيرفان بارزاني  ان يتم تعويض المتضررين ، كي لا يشعر اي مواطن من سكان الاقليم بوجود اي تميَّز بينه وبين غيره لاي سبب كان،  كذلك معاقبة المقصرين كي يكونوا درساَ في تاريخ المدينة  التي عرفت بالتسامح الديني والتعايش السلمي ، كي لا تتكرر عمليات الحرق والتهديد والتخريب والفوضى والتعدي التي حصلت (التعدي  على مقر المطرانية لابرشية زاخو)  وان يتم توجيه الاعلام والمنهاج الدراسية في الاقليم  نحو تربية الاجيال القادمة على روح الوحدة والتعايش السلمي والامان وسيادة القانون وحماية حقوق الانسان مع تمنياتنا لكم بالموفقية والنجاح.



320
مهرجان العراقية في تكريم المبدعيين في سدني حدث مميز
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
28 شباط 2012
 
تنظم المؤسسة العراقية للثقافية و الاعلام التي يترأس ادارتها الكاتب والمخرج  موفق ساوا مهرجانا ثقافيا كبيرا في مدينة سدني يوم الخميس القادم المصادف 8 اذار 2012.
حينما تقع عيون الانسان على مثل هذا الخبر للوهلة الاولى لا اظن إنها لا تتدمع من الفرح، ولا اظن انها لم تدخل البهجة الى قلوب المبدعين العراقيين  والعرب المشمولين بهذا التكريم مهما كانت هوياتهم او انتماءاتهم .
  منذ زمن بعيد كان المبدعون العراقيون ينتظرون مهرجانا ثقافيا فنيا رياضبا يشمل كل فنون الابداع من الادب والشعر والصحافة والاخراج والتمثيل المسرحي وحتى العلماء واصحاب الاختراعات والابتكارات العلمية وشهادات العليا والرياضية لقاء خاصا او تكريما بسيطا، او مهرجانا  يحتويهم كي يتعارفوا بعضهم بعضاً او تعرض كتبهم او يتم تعريفهم وتعريف انجازاتهم  للجمهور والاعلام  بعد ان فرضت القوى الشر العالمية والعراقية الهجرة القسرية عليهم .
ان اقامت مثل هذه المهرجانات هو امر عادي  لدى الشعوب المتقدمة مثل الدول والقوميات الاوربية. عادة تحضر قبل اشهر كي يفتخروا بل يذكروا اولادهم عن عظمة شعبهم واصولهم،  فبعضها تحتفل سنويا بعيد ميلاد عدد كبير من الفلاسفة و العظماء والمفكرين والمبدعيين والعلماء واصحاب الانجازات العلمية والعسكرية والسياسية، لا بل  تشكل لجان وهيئات دولية للاقامة مهرجات دولية كبيرة وتدعوا شخصيات  عالمية معروفة للحضور. مثلا المانيا تحتفل بولادة عظمائها من امثال هيجل وعمانوئيل كانط وفرويد ونيتشه واينشتاين وليبنتز وغيهم، كذلك تحتفل فرنسا بولادة الشاعر والفيلسوف فولتير وجان جاك روسو وديكارت وبسكال ولابلاس وغيرهم وبريطانيا تحتقل بعيد ميلاد العالم الكبير اسحق نيوتن وديفيد هيوم وبيكون وغيرهم، كما الاخوة لبنانين يحتفلون سنويا بذكرى ولادة المفكر والكاتب والاديب الكبير جبران خليل جبران.
نتمنى ان يزيد الاهتمام من قبل الحكومة العراقية بالمهجرين والمهاجرين لا سيما بعلمائها وادبائها ومفكريها وشعرائها وكل المبدعين، وندعوهم  الى دعم مثل هذه المهرجانات في دول المهجر، من خلال دعم المؤسسات التي تقوم مشكورة بتنظيمها . كي يتم التواصل بيم حضارة اجدادهم حضارة وادي الرافدين وابنائهم في المهجر اينما كانوا.
في هذه المناسبة احي الاخ الكاتب والمخرج موفق ساوا صاحب المبادرة في تنظيم هذه المناسبة الكبيرة في تكريم نخبة من المبدعيين العراقيين والعرب المعروفين. ونتمنى ان يتم تطويرالفكرة في السنين القادمة بتشكيل هيئة مختصة لتقيم الابداعات في كافة المجالات المتنوعة وان يتم دعم المشروع( كما قلنا سلفا) من السفارة العراقية او الحكومة العراقية وابناء الجالية.
كما نتمنى من الجمهور العراقي والعربي الحضور والمشاركة في هذه المناسبة الجميلة النادرة.


321
                              ماذا سيكون مصير الحضارة التي  تمنع التنورة القصيرة (1) !؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
3 شباط 2012

بعد سنة من انطلاق شرارة ثورة الربيع العربي في 17 كانون الثاني 2011 حينما احرق الشاب الفقير بوعزيزة  نفسه في تونس الخضراء الماً على بؤسه وشقائه  لعدم استطاعته توفير الخبز لعائلته والتي ادت الى تغير انظمة اربعة دول عربية كبيرة ولازالت البعض الاخر في مخاضها العسير، ظهر لنا بوضوح الروح البربرية والهمجية المطمورة في طبيعة الانسان الشرقي،  ظهر لنا بوضوح كيف يجد البعض اللذة في قتل الابرياء و كيف يستمتع في تأذية وتعذيب الاخرين وكأن الكرة الارضية كانت مزرعة لجده فورثها  والاخرون لا حقوق لهم فيها، وان قيمتهم قيمة الحيوانات الاليفة، فلا يحق لاي كائن دخولها الا بحسب نظامه وتعليماته.  

ظن الكثير من المفكرين والكتاب والمعلقين والسياسيين انها ايام ربيعية في تاريخ العرب،  فشبوها بأيام الثورة الفرنسية  حينما قام الشباب من غرب الوطن العربي الى شرقه بمظاهرات لقلب وتغير انظمتها السياسية الفاسدة. ولكن هيهات بين  الواقع والامنيات، فلم يتوقعوا من ظهور الاحزاب الدينية السلفية المتعصبة  بهذه القوة ومن ثم سيطرتهم على الانتخابات باسم الديمقراطية المزيفة(1)  في معظم هذه الدول.

مشكلة  الشرقيين بالاخص العرب اليوم، هي مثل مشكلة الاوربيين في القرن الوسطى، لازالوا  يعيشون في شرنقة التاريخ وقوالبها الجاهزة، ليس لديهم اي اهتمام لاي انتاج او ابداع فكري خاص بهم و لا يحترمون المبدع والابداع، يعيشون في الماضي و يموتون من اجل الماضي. إن وجد من هو متجدد، فكيفما يكون دائما يوضع في خانة الالحاد والكفر والخروج من الصراط المستقيم، كما حصل لغاليلو وكوبنركريوس وغيرهم في اوربا قبل ثلاثة او اربعة قرون. لهذا نرى كثير من الشواهد على فشلهم يوما بعد يوم  في كل المجالات لاسباب عديدة.

من اهم هذه الاسباب هو عدم استعدادهم  لقبول النظام او القواعد او القياسات المستنتجة من ناموس الطبيعة كما فعل الملك العراقي البابلي  العظيم حمورابي قبل اربعة الالاف سنة، او  كما استنتج العالم  الاغريقي اقليدس البديهيات الرياضية والهندسية  قبل 2300 سنة. ان سبب عدم اتباعهم او ايمانهم بضرورة الالتزام بالقوانين المدنية الحديثة (النظام ) لانهم يظنونها مخالفة للعقيدتهم المتطرفة. فحريتهم الفكرية محدودة كما كانت في زمن محاكم التفتيش في اوربا، اصبحت مربوطة بأقوال وتفساير رجال الدين التي هي هي  بعيدة من الواقع بل من الحقائق المثبتة كما قلنا في البديهيات الرياضية. لكن على نقيض ذلك، نرى ان حرية الانتقام واستخدام القوة والعنف مفتوحة المدى لهم الى ما لا نهاية خاصة ضد الضعفاء.

ماحدث قبل بضعة ايام في ملعب كرة القدم في بورسعيد الذي ادى الى قتل اكثر من 76 شخصا هو افضل حدث لنفسر ما معنى ضرورة وجود النظام في المجتمع او ان الالتزام به هو امراً مقدساً.
 وما صرحت به وزيرة شؤون المرأة  في الحكومة العراقية السيدة إبتهال كاصد الزيدي  من ان التنورة القصيرة والأحذية الخفيفة والقمصان المبهرجة هي من الممنوعات (2)،  هو  مثال اخر يكشف لنا العقلية والمباديء المعتمدة عند الهيئة التنفيذية والتشريعية لادارة البلدان العربية و من ثم اية قوانين و حضارة يريدون تسود في المجتمع .

 الشيء الذي يجهله الكثيرون وبالاخص المحافظين على النظام القديم المتعصبين
( اعني المتعصبين اي كانت فئاتهم الغربية ام الشرقية) ، ان عجلة التاريخ ستسير الى الامام شاءوا ام ابوا،  ولا عودة للوراء مهما عملوا الى عرقلة مسيرتها، الشيء الاخر المهم جدا ايضا يجب ان يعلموه، ان الثورة الفرنسية لم تشعلها  اللصوص ورجال السياسة الفاسدين او رجال الدين المتعصبين ، فجرتها اقوال الفلاسفة وقصائد الشعراء ونقد الادباء مثل جان جاك روسو وفولتير لامارتان وفكتور هيجو وغيرهم.
نحن نسأل هنا هل احد من هؤلاء الذين يشرعون القوانين فعلا قرأ قصة البؤساء لهذا الفيلسوف والكتاب والشاعر المبدع ( فكتور هيجو)، كي يتعلموا  ما معنى البؤس في نظر الاطفال و الايتام؟

  لا يمكن تعليم النظام  للكبار او تثقيفهم  بسهولة كزرع قناعات جديدة عندهم ابداً. حب النظام والالتزام به ينبع من السنة الاولى من عمر الطفل، فحينما يفتح عينه ويراقب الطبيعة في محيطه يتعلم هذا الشيء، يلاحظ كيف يتم التعامل معه ومع  كيف يتعامل الاخرون مع بعضهم او مع الطبيعة ، كيف تتعامل امه او ابوه  معه بروح الحنان (3)، حيث يراقب افعال عائلته ويسمع نغمة صوتهم وتصرفاتهم فردا فردا . هذه الملاحظات مهمة جدا لانها المعلومات الاولية في حياته، ستصبح قاموسه الشخصي المستخدم  في بناء علاقاته مع الاخرين و مع الطبيعة، فتصبح كقانون في داخله، هذه المعلومات الاولية تترك انطباعاً كبيراً على نفسية الطفل حتى في مرحلة نضوجه الى يوم مماته.

 ان عملية قبول او الرضوخ للنظام لا تتم بسهولة، ولا تصل الى مرحلة القناعة التامة او الايمان بها الا في المدارس، لهذا كانوا يقولون ( وزارة التربية والتعليم)، ولا يفيد التعليم الا اذا كان المعلم او المعلمة المثال الصحيح بالفعل (4)  لطلبتهم في كل شيء، مثال لعدالة السماء بينهم، النظام لا يترسخ ولا تكون له اهمية ان لم تكن هناك قصص وروايات وافلام كارتون تعلم الطفل مبدأ الخير والشر الموجود في كل الديانات وكل الحضارات زكل القوانين الانسانية الواعية، وان من يعمل الشر يفشل في النهاية، بل يكون مرفوضا من الارض والسماء وصاحبه لا ينال الاحترام.  ومن يعمل الخير ينال الرضاء والمكافأة  من الله والتقدير من مجتمعه فيشهد له في المجالس ويصبح مثالا لاقتداء الاخرين به.

 اذن اول خطوة لبناء دولة متحضرة هي تعليم الاطفال على المباديء الانسانية وحب الوطن، حب المجتمع او حب الخير، ان زراعة المباديء الانسانية من المراحل الاولى من ولادته هي مهمة جدا في تنمية الطبيعة الانسانية الصحيحة البعيدة من الاجرام (وسرقة الملايين وقتل الاخرين)، ان زراعة  حب النظام وتحقيق العدالة الحقيقة المستمدة من عدالة السماء (اي الله)  كان (وسيكون) هو الطريق الوحيد  لتحويل المجتمع الانساني من  تبعيته لقانون الغابة الى مجتمع متحضر ذو قيم انسانية  تحافظ على حقوق وحرية الفرد و سلامة الوطن.

 في الختام نقول لكل عصر مشاكله، ولكن في تاريخ كل الامم المتقدمة والراقية، في كل عصر تظهر  شخصيات نابغة من رجال  ونساء، من علماء ومفكرين وسياسيين ومصلحيين وغيرهم، يُقوِمون المجتمع كي  يسير فعلاَ على الصراط المستقيم او المنطق الصحيح يقودون المجتمع الى اهداف اكثر سامية وانسانية وواقعية. من امثلة هؤلاء النابغة الذين تركوا مكانة مقدسة لدى شعوبهم واقوامهم في التاريخ هو نيلسن مانديلا  في جنوب افريقيا، وجورج واشنطن ومارتن لوثر كينك في الويلايات المتحدة، وغاندي في الهند، طه حسين في تاريخ مصر والشيخ زايد في الامارات المتحدة وجورج بيكون في تاريخ  بريطانيا القديم وبسمارك في تاريخ المانيا الحديث وديغول في تاريخ فرنسا الحديث والام تريزا ويوحنا بولص الثاني في الكنيسة الكاثوليكية في القرن الاخير ومئات اخرين.

 املنا يتعلم قادة شعوب المنطقة من مقولة الفيلسوف الالماني الكبير وزعيم الفلسفة المثالية  شيئا حينما يقول : " ان تاريخ العالم ليس الا تقدم الوعي  في الحرية". نسأل السيدة إبتهال كاصد الزيدي  وزيرة المراة في الحكومة العراقية الحالية (5)، الا نوقف هذا الوعي عند الانسان حينما نحرمه من ممارسة حريته بحسب النظام الواقعي والصحيح ؟!!، بمعنى اخر ان لا نرجع الانسان الى حيوانيته القديمة  عصر الكهف والجهل عوضا عن رفع انسانيته عن طريق تربيته على ممارسة حريته حسب النظام الملائم لسلامته وسلامة مجتمعه.  
  لحد الان لم يفهم البعض، انه من الضروري في حياة كل الانسان في هذا العصر ان يقضي يوميا بعض الوقت  في (استمتاع) ممارسة هوايته والا يصبح برميلاً من كاّبة سينفجر في النهاية . فهل الرياضة في نهاية المطاف ايضاً  ستصبح من المحرمات مثل التنورة القصيرة والموسيقى والمسرح والرسم واللعب بكرة القدم؟!!.

 وفي النهاية نسأل السيدة الوزيرة  السؤال الاهم، الا تقودنا هذه التعاليم والاوامر في النهاية الى الانتحار الجماعي لا سامح الله؟!!، بعد ان يفقد الانسان الرغبة في الحياة والوجود لانه يشعر يعيش في سجن كبير كما كنا في زمن النظام السابق. أليس هذا هو السبب  الرئيسي لمعظم عمليات الانتحار في مجتمعاتنا الشرقية المغلقة المقيدة البعيدة  التي تحرم حتى لبس الملابس والسماع الى موسيقى او الفن او ممارسة الرياضة للفتيات.
.........
1-- ارجو ان يفهم القاريء العزيز هناك تميز بين موضوع الخلاعة ولبس التنورة القصيرة، ان النظرة التي نقصدها في طرح هذا الموضوع هي شرعية ممارسة الرغبة  عند الانسان  للوصول الى حالة الجمال والكمال ( التي هي من مواصفات الله نفسه) والتي تميل الطبيعة الانسانية تحقيقها دوما بصورة غريزية .

2- هناك تناقض كبير بين الايمان بمباديء الديمقراطية وطريقة تطبيقها في الدول العربية الامر الذي يمكنة تفسيره الا بانهم يعيشون قبل 300 سنة من الان.

3- كما فعلوا في بابل حينما حرموا قيثارة سومر من عمل اي ازعاج، او سماع قصيدة اي شاعر او كاتب من جميعة الادباء.

4- يقال ان هتلر كان ملء قلبه من حقد بسبب مواقف امه وعلاقتها برجل يهودي مما ادى الى حقده على كل اليهود لهذا قام بالمذابح والمجازر ضدهم.

5- لحد الان اتذكر اغلب اساتذة والمعلمين الذين درست على ايديهم، ولكن استاذ عبد الكريم الله يرحمه في متوسطة البتاوين سنة 1977 الذي كان يدرس الهندسة الاقليدية  لازال في ذاكرتي ، حيث كان يمنح درجات اضافية للمبدعين في الصف ويحرم ابنه منها لانه لم يكن يستحق ويقولها لابنه بوضوح امام الطلبة.

6-- حينما خطب احد النواب  السلفين الجدد في البرلمان المصري المنتخب حديثا قبل بضعة ايام  حينما كانوا يناقشون الاسباب التي ادت الى  حصول المذبحة في بور سعيد  على اثر مقتل 76 شخص في نهاية مبارة كرة قدم . قال هذا النائب" ولماذا يلعبون بالكرة؟!!).






322
رئيسة وزراء استراليا السيدة جوليا كيلارد تمنح السيد سمير يوسف درجة سفير شعب استراليا


سمير يوسف وسط وزير الخارجية لاستراليا ووزير الهجرة


اعلنت السيدة جوليا جيلارد رئيسة وزراء استراليا والسيدة كيت لوندي سكرتيرة البرلمان الاسترالي لشوؤن الجاليات الاثنية  من مدينة مالبورن يوم الاربعاء الماضي المصادف 18 كانون الثاني 2012 اسماء اربعين شخصية استرالية ومنحتهم  درجة سفير لشعب استراليا وذلك تثمينا لجهودهم الجبارة في بناء المجتع الاسترالي عامة والجاليات الاثنية خاصة ووصفتهم بالابطال وقالت من هذا اليوم ستكون اعباء كبيرة على عاتقهم حيث سيشاركون في رسم خارطة الطريق للتعامل مع المجتع الاسترالي والحكومة وسيكونون مسشاريين للحكومة الاسترالية ورئيسة الوزراء في كل مايخص الجاليات الاثنية في استراليا عموما وبجهودهم هذه ستساعدنا على بناء الجسور وتقويتها وسيكون لهم دور مهم في تغيير المجتمع الاثني الاسترالي نحو الاحسن ليشعروا انهم في استراليا وان استراليا هو بلدهم الام على حد تعبيرها.
وكان لشعبنا حصة من بين هؤلاء الاربعين شخصية اللذين انتخبوا من بين عشرين مليون نسمة حيث اعلنت من بين تلك الاسماء اسم الشخصية الكلدانية المعروفة السيد سمير يوسف عضو مجلس محافظة فيرفيلد وعضو اللجنة المركزية للمجلس القومي الكلداني مسؤول استراليا ونيوزلندة  الذي قال انه فخر لشعبي قبل ان يكون لي ولم اعمل يوما  لكي  احصل على كلمة شكر او تقدير من احد انه واجب علينا لكي نخدم بعضنا البعض فهذه هي مسيحيتنا ( في مقابلة اذاعية مع راديو اس بي اس ).
 
   
نبذة مختصرة عن سيرة سمير يوسف:-
سمير يوسف من مواليد 1963  زاخو – أومرا (ديرة شيش)
حصل على دبلوم في علوم البناء سنة 2006
 Dip . In Building Studies
 شارك في تاسيس جمعية الثقافة الكلدانية في سيدني وانتخب نائبا للهيئة التاسيسية  وانتخب عدة مرات رئيسا للجمعية  1993
اسس اول جريدة كلدانية سميت ( عما كلدايا)
اسس اول تلفزيون كلداني في استراليا  ودام البث لمدة اربعة اشهر
اسس مجلة صدى الكلدان
كان احد موؤسسي المجلس القومي الكلداني سنة 2000 وانتخب نائبا لرئيس الهيئة التأسيسية
2000 أنضم الى لجنة الاحزاب العراقية المعارضة في استراليا
2005 شارك في المؤتمر الاول للمجلس في بغداد وانتخب منسقا عاما للمجلس وعضو اللجنة المركزية
2007 شارك في المؤتمر الثاني وانتخب للمرة الثانية عضو  اللجنة المركزية للمجلس
2007 عين سفيرا للسلام
2007 حصل على شهادة بركة من البابا بيندكتس السادس عشر قدمها له سيادة المطران مار جبرائيل كساب السامي الاحترام.
2008 أنتخب عضوا في مجلس محافظة فيرفيلد ولحد الان
  والجدير بالذكر ان السيد سمير يوسف عضوا في المجلس الابرشي لكنيسة مار توما الرسول للكلدان والاشوريين الكاثوليك واحد مستشاري سيادة المطران مار جبرائيل كساب السامي الاحترام.
2011 عند تشكيل تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية في استراليا انتخب ناطقا رسميا للتجمع في استراليا
2012 سفيرا لشعب استراليا
وبهذه المناسبة نود ان نقدم ازكى التهاني والتبريكات لاخونا وابننا سمير يوسف متمنين له المزيد من النجاح والازدهار له ولشعبنا.
 



الاتحاد الكلداني الاسترالي
 في ولاية نيو ساوث ويلز
 
  

323
لقاءات اخوية يسوع الشاب اثناء زيارة الاخت فاتن هرمز لاستراليا


حينما بلغ مسامع بعض اعضاء اخوية يسوع الشاب في كنيسة مار توما الرسول في بغداد  اضطرار البعض منهم ترك العراق الوطن الام مجبرا بسبب حرب الخليج،  كان الخبر بمثابة وقوع الصاعقة لهم، فظن اغلبهم انهم لن يروا واحدا الاخر الى الابد.  مع مرور السنين اصبح الهجرة امرا لا محال منه، توزعوا بين اركان الاربعة من العالم، في اوربا ودولها الكثيرة وامريكا الشمالية وولاياتها العديدة حتى في امريكا الجنوبية، استراليا ونيوزلده.
مرت السنين والاخبار تتناقل بينهم بالقطارة، وفي بعض الاحيان انقطعت اخبار بعضهم  بضعة سنوات فتشكلت لجان الطواريء للبحث  والتقص عن اخبار مفقدي الاتصال. لكن في خمس السنوات الاخيرة بعد ان اضطر اغلبهم للهجرية القسرية وبفضل الوسائل الالكترونية والمواقع الانترنيت وبالاخص عنكاوا كوم (التي نشرنا فيها وجبتان من صور الاخوية تعود الى ما قبل 25 سنة، عاد التواصل معا التي ساعدت على التواصل).
في العام الماضي حضر راعي كنيسة مار توما الرسول في بغداد سابقا الاب داود بفرو مناسبة خاصة اعدت كلقاء لاول مرة بين اعضاء الاخوية ، حضرها عدد كبير من اعضاء اخوية يسوع الشاب مع اقاربهم وعوائلهم واطفالهم  للساكنين في الولايات المتحدة وكندا في عيد القيامة، وبعدها زار الاب بفرو استراليا والتقى البعض الاخر في استراليا.
اقرا المزيد على الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=516114.0
قبل نهاية عام الماضي ، كانت مفاجاة كبيرة لاعضاء الاخوية وعوائلهم في استراليا والعالم  حينما قررت الاخت فاتن هرمز احدى اقدم اعضاء الاخوية والعاملات في حقل تدريس تعليم المسيحي( منذ سنة 1976)  ان تتصل بكاتب الاسطر. بأنها بعد عشرين من الفراق سوف تلقي  بهم قريبا في عيد الميلاد ،وعندما حصل اللقاء اصبح العيد عيدين!.  وهذه مجموعة من صور من لقاءات الاخت فاتن هرمز احدى اقدم مدرسات التعليم المسيحي في بغداد مع اخوانها واخواتها من اعضاء اخوية يسوع الشاب في ملبورن وسدني.
نرجو ان تنال رضاكم.
كاتب التقرير
يوحنا بيداويد
* -  فاتن هرمز من السويد  ويوحنا وفريد من استراليا ورعد فؤاد في كندا كانوا يشكلون اللجنة الاولى المسؤولة عن الاخوية ومركز تعليم المسيحي في الكنيسة مع كاهن الرعية الاب داود بفرو،  فيما بعد التحق الاخ منير فرنسيس في كندا واديبة كوكريس في فرنسا  بها والجميع كان يعمل بروح المحبة والاخلاص.

 
 
 

من اليسار
فاتن هرمز، هند فريد عبد الاحد ، اقبال صليوة، بشرى قريو، يوحنا بيداويد
 

 
فريد ، فاتن، اقبال، بشرى، هند
في ملبورن بارك

 
هند فريد، يوحنا، فاتن، بشرى، اقبال
في ملبورن بارك
 
 
 


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 





 مع عائلة وليد بيداويد
 
 
 
 
 
عند احدى محلات كراون كازينو

 
عند المغادرة
 
 
 
 
 
 
 
 
في منطقة لون
 
 
عند المغادرة في مطار ملبورن
 

في منطقة لون

 
فاتن تحضر الغذاء مع عائلتي يوحنا بيداويد وفريد عبد الاحد اثناء سفرتهم لمنطقة لون
 

فريد، ابن ادمون ، والدة ادمون، الواقفين ادمون مع زوجته دورين
 
 
 
فريد عبد الاحد مع رعد رزق الله في فيرفيلد/ سدني

 
فاتن هرمز( السويد)  مع رعد رزق الله في منظقة  فيرفلد /  سدني

 
من اليسار رعد ، فريد، والدة ادمون (نوبار) ، ادمون بابا ، رجاء شمعون مع ابننها، فاتن في بيت رجاء شمعون
 

والدة ادمون، فاتن ، نرجس، رعد ، فريد

 
والدة ادمون ، فاتن، نرجس، رعد والشخص الواقف هو هيثم  (زوج نرجس)

 
فريد مع ناهي صادق في منطقة فيرفيلد/ سدني

 
فريد مع اولاد ادمون ( لينارد و مارك     ) والدة ادمون

 
فريد مع فاتن في منطقة  فيرفيلد / سدني

324
نبوءات نوسترداموس عن مستقبل العراقيين في سنة 2012
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
8 كانون الاول 2012

مضى الاسبوع الاول من سنة 2012 ومازال الدخان يتصاعد من مجالس السياسيين العراقيين  بتوجيه الاتهامات  والفضائح  والمساومات والتهديد بالانتقام والتصفيات . ولان امال العراقيين خاب فيهم التجؤا الى المنجمين والمخمنين وتوقعاتهم لعلها تحمل اخبارا سارة في السنة الجديدة، لهذا اردت ان انقل للاخوة العراقيين في الوطن والمهجر بعض مما توقع نوسترداموس المنجم المشهور ان يحصل في عام 2012.
 
 في البداية لا بد ان نُعَرِف القراء الاعزاء بهذا المنجم الكبير نوسترداموس، انه ميشيل نوسترداموس، فرنسي الجنسية ، مولود سنة 1503م، كانت عائلته يهودية لكنها اعتنقت المسيحية بعد ولادته واصبح كاثوليكيا، كان طبيبا مشهورا في حينها، مولعا بعلم الفلك والتنجيم، وضع نبوءاته المشهورة في كتابه المشهور ( القرون) سنة 1555م على شكل ابيات شعرية مبهمة مستخدما مصطلحات من لغات مختلفة واحيانا تغير مواقع الحروف الكلمات كي تصبح مبهمة. في كتابه القرون وضع تنبوءات لاحداث اربعة قرون قادمة.

انتهت نبؤاته في نهاية الالفية الثانية، كان شبحه جالسا على ضفاف نهر دجلة ليلة انقلاب السنة الميلادية من 2011 الى 2012  وكتب  على صفحاته مرة اخرى ابيات شعرية مبهمة مرة اخرى حاملا اخبار مشؤومة لهذه لسنة او السنوات القادمة وهذا اهم ما جاء فيها:
1- ان ملف قتل وتهجيرالقسري المسيحيين  وضرب الكنائس خلال الفترة الماضية سينكشف قريبا جدا، وسيعرف ابناء شعبنا الحقيقة ولكنهم لن يستطيعوا استثماره لقضيتهم المصيرية لانهم منقسمون.
2- ضمور واختفاء المشاعر الوطنية الحقيقية في قلوب ومن افواه عدد كبير من السياسيين العراقيين بصورة اكبر من السابق الامرالذي سيؤدي في النهاية  الى ولادة دويلات في العراق الجديد.
3- ظهور خارطة سياسية جديدة على ارض الواقع تنتهي بتقسيم العراق سياسيا وقوميا ومذهبيا على الاقل الى ثلاثة دويلات متصارعة فيما بينها.
4-  ظهور بوادر ولادة نظام دكتاتوري جديد  سيرفضه الشعب وسينتهي الامر بالصراع الدامي وضحايا وسيحن الكثيرون الى ايام الدكتاتور صدام حسين وقسوته بدل عن الحروب الطائفية والمذهبية خلال السنين الماضية او القادمة.
5- لن تظهر الاسباب والنتائج الحقيقة وراء احداث الاخيرة حول عملية حرق محلات المسيحيين واليزيديين  في مدينة زاخو ومنطقة البهدينان في الوقت القريب.

6- ستزيد حالة الشرذمة الموجودة بين المسيحيين من الكلدانين والاشوريين والسريان والارمن  بسبب مواقف الرجال الدين وصراعاتهم على الزعامات وطريقة تعاملهم مع القضايا المصيرية بصورة موضوعية واحيانا بسبب جهلهم بكيفية التعاطي مع مثل هذه القضايا المصيرية كما هو مطلوب.  
7- لن تقبل اسرائيل بسقوط نظام بشار الاسد بسهولة وبدون بديل.

8- بالنسبة لجيران العراق ، ستنتقل وضعية حكومة الايرانية  الى وضع اصعب خلال السنين القادمة الى ان تحصل الثورة الشبابية في الجيل الصاعد من شبابها، وسينتهي عصر الملالي من جديد.
بالمقابل سينكشف الدور التركي على حقيقته  اكثر فأكثر، ولكن لن تضعف الحكومة بسهولة بسبب دورها الأستراتيجي  مع الغرب والشرق وقابليتها واستعدادها للمساومة دائما.
بالنسبة لسوريا لا زال الامر غامض ولكن الرئيس بشار الاسد وزال خائفا من اتخاذ القرار المصيري الا وهو الانتقال من معسكر الايراني الى معسكر العرب والغرب.
بالنسبة لسعودية لن يطالها اي عملية تغيير كبيرة ولكن بذور حب الديمقراطية بدأت تترطب وتتهيأ استعداداً لزهور النبتات الاولى  ستقود حملة المطالبة بحرية المراة .
اما بالنسبة للكويت اكتشف بعض العراقيين حقيقتهم بعد فوات الاوان.
9- ستعاني ثورات الربيع العربي التي نجحت في العام الماضي (2011) الكثير من الاضطهاد بسبب ازاحة قادتها الحقيقيين الساحة السياسية وانحرافها من اهدافها ، وحل محلهم قادة الاحزاب الاسلامية التي ترفض قبول القيم التي اوجدتها الحضارة الانسانية بمجمولها، لهذا ستنتظر هذه الثورات، حصول ثورات جديدة اخرى وانسلاخ جديد التي لا تظهر ملامحها قريبا.

10- نظام العولمة سيعاني الكثير بسبب حالة الخوف التي ملأت قلوب الناس العامة ومعركة اليورو عند الاوربيين واليقظة عند الدول وعلمائها من الايادي المخفية الموجودة  المتلاعبة بالبورصات ونسبة الارباح التي تفرضها واخيرا بسبب فضح  الكثير من المؤسسات والانظمة الفاسدة.

325
  
المواقف الانسانية  عند الشخصيات الكردية المشهورة في زاخو !!

شتان بين خطبة المُلا احمد وخطبة المُلا عثمان بعد قرن!!
[/b][/color]بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
20 كانون الثاني 2011

ان " مقولة التاريخ يعيد نفسه " هي افضل عبارة يمكن ان نبدأ بها مقالنا هذا، الذي هو عن دور بعض الشخصيات الكردية الانسانية في حماية والدفاع عن المسيحيين في زاخو. خلال مذابح  الامبرطورية العثمانية للمسيحيين ( الارمن والكلدان والاشوريين والسريان) وقف اغلب  الاتراك والاكراد مع قيادة جمعية الاتحاد والترقي التي كانت اتخذت الابادة قرار لهذه للاقليات.

 في اقليم زاخو(1) بالذات في السهل السندي جرت المحاولات من قبل عشائر في محافظة شرناخ مع عشائر الكويان ونافرويي وبعض الضباط العثمانيين للقيام بنفس المذابح والمجازر التي حدثت في استنبول وجميع الولايات التركية لا سيما الولايات الشرقية (اخرها كانت في فيشخابور). لكن وجود رجال من ذوي الضمير الانساني من الاخوة المسلمين من اكراد المنطقة (زاخو) تصدوا للفكرة، بل قاوموها بكل قوة، وأبدوا استعدادهم للدفاع عن اخوتهم المسيحيين على الرغم صعوبة القرار (لانه كان ضد ارادة الامبراطورية). كان على رأس المدافعين عن المسيحيين في حينها هو المرحوم محمد شمدين أغا (2) وعائلته مع الاخرين من أغوات القرى في سهل السندي. وقد ألف المرحوم الاب يونان أُوراهم بلوايا ( من قرية بلون حاليا في تركيا)  قصيدة طويلة انذاك (3)، يصف فيها البطولة الكبيرة والشجاعة التي قامت بها عائلة شمدين أغا والمرحوم المُلا أحمد الإمام (يبدوا كانت المحاولة في البداية  الهجوم على قرية بـِيدارو القريبة من زاخو ثم انتقلت الى زاخو) ، وجرت نفس المحاولة لابناء قرية بيرسفي التي انقذها  بعض ابناء قرية (دركار عجم) إقرأ المزيد  عن الموضوع عبر الرابط (4).

 في الاحداث الاخيرة التي حدثت في زاخو قبل اسبوعين، عاد التاريخ نفسه،  بدأت  شرارتها من خطبة المُلا عثمان السندي الذي كان ألقى خطبة اثناء صلاة يوم الجمعة في الجامع ، بعكس ما كان قام به المرحوم الملا أحمد الامام قبل مئة سنة، حيث اعطى الاخير  فتوى في الجامع أنه حرام على كل مسلم الاقتراب من اموال المسيحيين كما تشير قصيدة الاب يونان. بينما كانت خطبة الملا عثمان السندي قبل بضعت ايام  كمن يصب الزيت على النار، فخرجت جموع كبيرة من المصلين متوجهيين الى محل المساج الصيني في محلة العباسية (5) ومن ثم توجهوا الى المحلات والمطاعم والفنادق ومحلات الحلاقة التي  يملكها ابناء شعبنا المسيحيين واليزيديين (فقط!) في زاخو ليحرقوها وبكل دم بارد  ، ثم توجهوا الى دار المطرانية يحاولون الاعتداء عليها، ومن هناك انتقلت الشرارة الى سميل وشيوز ودهوك وغيرها من الاماكن كأننا نعيش ايام شاهبور السفاح مرة اخرى.

 لقد قام عدد من حراس المطرانية ومركز هيزل والاب بولص الهوزي مع ابنائه وبعض ابناء محلة النصارى في زاخو للدفاع عن حرم المطرانية بكل شجاعة على الرغم من قلة عددهم وامكانياتهم وبحضور السيد امير كوكا النائب في برلمان كردستان.
 لكن حضور استاذ عمر بشار اغا السندي مع رجاله على العجل الى الموقع وبقائهم هناك في الفترة العصيبة، كان له اثر كبير في نفس اخوتنا من ابناء محلة النصارى لا سيما اهالي اقليم زاخو الموجودين في المهجر الذين استحسنوا موقفه وقدموا شكرهم الجزيل له على هذا الموقف الاخوي والانساني عن طريق التلفونات (كذلك عملت رئاسة الكنيسة حسب علمنا). كذلك سمعنا من مصادر اخرى، حصل نفس الموقف لكنيسة الارمن في زاخو وقام اولاد (عبدي اغا) بالمواجهة مع الغوغائين وتم ابعادهم ايضاً .

ان موقف حكومة الاقليم ومسؤوليها وبالاخص موقف رئيس الاقليم السيد مسعود البرازاني تحلى بكل شجاعة واقدام حينما قال:" سيكون اول من سيحمل السلاح ما دامت المسألة وصلت فوق مستوى الكفر!!!" (6) بلا شك يعبر هذا الموقف عن درجة الغضب الانزعاج والاندهاش لما حدث من التعدي على بعض من سكان الاقليم بغض النظر عن ديانتهم او قوميتهم ، وعرف رئيس الاقليم مدى خطورة البربرية والهمجية التي قام بها هؤلاء الشباب الذين نسوا قيمة الحرية وقوانينها واهميتها لاستمرار الحياةفي حالة  طبيعية في الاقليم، وكذلك الخطورة التي تحيط  بتجربة كردستان بعد نضالهم ستين سنة.
 
فيما بعد قامت بعض الشخصيات من الحكومة المحلية والحزب البارتي و رؤساء العشائر من اهل المنطقة بزيارتهم لدار المطرانية وعبروا عن شجبهم وادانتهم لهذا العمل غير الاخلاقي وابدوا استعداهم للدفاع عن حرم المطرانية على الرغم من ان مبادرتهم  جاءت متأخرة ولم تتخذ التدابير المطلوبة في اللحظة اللازمة.
مرة اخرى نعيد الى اذهان كل الاخوة الاكراد ولا سيما من الاحزاب الاسلامية المعارضة  ان الوجود المسيحي في هذه المنطقة ليس بجديد، ان لم يكونوا هم اقدم الشعوب هناك، ان المنطقة وقعت تحت سلطة ادارات عديدة ومختلفة، لكن التاخي كان موجودا بين الجميع، وكان التعاون والتعاضد حاضرا دائما بين وجهاء المنطقة في مثل هذه المناسبات.

 في هذه المناسبة الاليمة نجلب الى انتباه المسؤوليين في حكومة الاقليم و قادة الاحزاب كلهم، لكي يستمر المجتمع الكردستاني بالعيش في التآخي كما كان وكما هوالمفروض، يجب ان يتم زوال اي شعور لدى اي مواطن من اي فئة كانت  بأنه من الدرجة الثانية بسبب الدين او القومية او الدرجة الحزبية او القرب من السلطة. ان شعوب المنطقة قاست واعطت ثمناً باهضاً منذ الحرب العالمية الاولى ولحد اليوم لحين تحقيق الامن والاستقرار وحرية الرأي وحقوق الفرد، يجب ان لا يضيعوا هذه الجهود وهذه الانجازات بطريقة  بسهولة وبسبب مواقف ساذجة وبعيدة عن الواقعية اليوم من قبل فئة صغيرة من الناس، او بسبب فلسفة جربها غيرهم وفشل.

 ان الامن والاستقرار لا يتم إلا بخلق روح وفكر المواطنة الصالحة لدى الفرد، البعيد من اي  كراهية اوانتقام اوقتل اوحرم اوتكفير، كما هو معلوم، ان جوهر كل الديانات السماوية وحتى الفلسفات هي تقديس القيم الانسانية ، ومن ينكرها اعتقد ينكر ارادة السماء ايضا. فالهدف الاول للاديان هو حماية الانسان من الطبيعة وازالة الالم والمرض وتحقيق العدالة والامن والاستقرار للانسان وليس القتل والتعدي على حقوق او وجود الاخرين.

 هذه المباديء لن تجد طريقها  للتحقيق في المجتمع الكردستاني إلا عن طريق التربية على المنهاج الصحيح في المدارس الحكومية والاهلية والاجنبية  من الان وصاعداً، لهذا حكومة الاقليم امام مسؤولية  قانونية واخلاقية وانسانية ووطنية لتحقيق العدالة عن طريق تقويم الانسان من طفولته على الافكار الصحيحة والمباديء الانسانية المتسامية الموجودة في الكتب السماوية  التي تحرم القتل والتعدي على حقوق الاخرين بعض النظر عن هويته الدينية او القومية،  والتي هي مطبقة في الدول المتقدمة.

ان الاستعداد لقبول الاخر المختلف (التنوع) هو امر مهم جداً جداً، يجب ان يدركه ويقبله  كل فرد في اقليم كردستان. وان فكرة وجود الاختلاف هو امر يعود للخالق سبحانه وتعالى، لذلك نجد حتى في الطبييعة نفسها الاختلاف جزء اساسي من ناموسها ومفروض على كل الموجودات فيها، وبالاخص بين اجناس البشرية، وان الانسان مهما فكر وعمل لا يستطيع أن يُوقف او ان يُغير او ان  يَزيح اي جزء من قانون الطبيعة!
في الختام نقدم شكرنا الجزيل للصديق الاستاذ عمر بشار اغا و لكل من شارك او وقف مع المسيحيين في زاخو وغيرها من الاماكن،  لا لانهم مسيحيين  فقط ، وانما لانه هو نفسه يعيش ويؤمن بالقيم الانسانية!!.

.................
1-اقليم او قضاء زاخو كان يتالف من ثلاث نواحي السندي والسلفاني والكولي.  في منطقة السليفاني ذاقت فيشخابور مرارة المذابح في الحرب العالمية الاولى.  اقرأ المزيد في الموضوع في مقالنا المنشور في عنكاوا كوم ومواقع عديدة  تحت عنوان :
" بمناسبة اعتراف برلمان السويدي بمذابح سيفو ماذا حصل في فيشخابور وسهل نافرويي سنة 1915 " على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=395557.0;wap2

2- ولد المرحوم محمد شمدين اغا في زاخو سنة 1874 وكان يجيد اللغات الانكليزية والعربية والتركية فضلا عن لغة الام الكردية، كما انتخب نائبا عن المنطقة في اول دورة لمجلس النواب العراقي وتوفي في سنة 1924 اثر سقوط الطائرة التي كانت تقله من بغداد الى الموصل .حاز بعد وفاته على الوسام البابوي سنة 1925 تقديرا للموقف الذي قام به في الدفاع عن المسيحيين اثناء الحرب العالمية الاولى. الجدير بالذكر ايضا كان اول مدير لبلدية زاخو.

3-هذه بعض اهم الابيات في قصيدة  ألفها المرحوم الاب يونان اوراهم بلوايا :

كود بنافروي۸ هادخ أوذ لي
موشلماني تكبير دريلي

لأي بيدارو هجمي كولي
دقطلي لناشي وسلبي المالي
................
...
....
.... الخ
....(( في الابيات التالية يذكر عائلة محمد شمدين اغا))
..............
جيبو جيبو رشيد آغا
وعبد الرحمان ومحمد آغا
زورا ديي حازم آغا
ياليلي دبي شمدين آغا ١٨
.................
شود ويوا أشمعلايي
لمريا ويذي نافنجيي

كرشلي غيرت تا سورايي
تد محاميلي مشرنخايي
................
سبب رابا بأذي كدشا
حجي قاسم مفتي بيشا
 
لشرنخايي خورا ﭙﻴشا
دلن سورايي أوذ هراشا
..............
ملا أحمد إيمام أيلي
بكاود جيمع موكرزلي وميري

قطلا دسورايي جايز ليلي
وهم مال ديي حراميلي
.................   
أو تلغرف لموصل مطيلي
موالي دموصل۱٩ أمرا نبقلي

....
.... الخ
((ملاحظة هذه فقط بعض الابيات المهمة من القصيدة  التي تقارب اربعين بيت)).

4-اقرأ المزيد في  مقالنا تحت عنوان " قصة نجاة قرية بيرسفي من مذابح الحرب العالمية الاولى ودور مختارها المشهور المرحوم مشو أغا" في موقع زاخوتا.كوم   على الرباط التالي: http://www.zaxota.com/forum/showthread.php?t=21978

5-هذا لا يعني ان المسيحيين كانوا موافقين على وجود محلات المساج الصيني او الفساد في القضايا الاخلاقية التي قد تحصل فيها.

6-تقرير منشور في عنكاوا كوم  على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=printpage;topic=547264.0





326

هل نسى قادة  حركة التغير والاحزاب الاسلامية
 بعض الحقائق التاريخية عن  اقليم كردستان ؟!.

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
9 كانون الاول 2011
ملاحظة مهمة: المقال يعبر عن الرأي الشخصي للكاتب

يمر اقليم كردستان في وضع امني عصيب غير مستقر في هذه الايام، خاصة بالنسبة للمسيحيين ( الارمن والكلدان والاشوريين والسريان) لم يشهده منذ سنوات كثيرة. بسبب خطابات بعض رجال الدين المتعصبين  وموقف احزابهم .

لكن السؤال المهم الذي يجب ان يسأله كل كردي وغير كردي من اهل المنطقة ، كل مسلم ومسيحي ويزيدي،  هل يتذكروا شيئا عن  ما حدث خلال ثلاثين سنة او اربعين سنة الاخيرة في هذه المنطقة؟   هل يعرفون كم كانت الدماء التي سالت من اجل نيل  المنطقة الحرية والامان والديمقراطية والعدالة؟
هل نسوا ايام يوسف نزير (رجل المخابرات ) في شوارع زاخو كيف كانوا يتمنون الاختفاء في شقوق الارض من سطوته ؟

 لنذكرهم جميعا بقليل من ذلك التاريخ الاسود، المصبوغ بدما الشهداء لا فقط من الاخوة الاكراد وانما من المسيحيين وكل العراقيين.

 بعد انهيار الجبهة الكردية في 6 اذار 1975 بعد معاهدة الجزائر  التي اقيمت بين ايران والعراق (بعد ان غدر الشاه محمد رضوي وامريكا  بسكان المنطقة وقيادتها السياسية)،  عاش الاكراد 15 سنة في اصعب ظروف من تاريخهم الحديث (1) ، فكان الذل والقحط والتمييز العنصري وصعوبة العيش والحرمان وعدم ارسال الاطفال الى المدارس  والتشريد والقتل (الاعدام بدون محاكمات) والترحيل والتهجير القسري الذي مُرِسَ ضدهم في اسوء اشكاله. كذلك مرت سنوات عصيبة في كفاحهم المسلح  الذي كلف آلاف الارواح ، بحيث وصل عدد شهد الانفال الى 180 الف قتيل ومفقود ومعوق  اغلبهم من الشعب الكردي.

 وحينما رد نظام صدام حسين على انتفاضتهم نهاية اذار  سنة 1991 بعد حرب الكويت، نزح اكثر من مليون ونصف من الاكراد والاقليات ( الكلدان والاشوريين والسريان واليزيديين والارمن و العرب ) الاخرى من سكان المنطقة الى جبال كردستان في تركيا وايران وسوريا، حينها سلط الاعلام العالمي على الكارثة الانسانية التي حصلت بهم  شعرت امريكا بحرجها امام الدول الاخرى العالم .
فقررت دول الحلفاء اقامت جسر  جوي لنقل الامدادات والمساعدات واتخذ قرار في مجلس الامن بإقامة المنطقة الامنة لهم فوق خطا 38 الدولي. ومنذ ذلك الحين، كان الاكراد مع الاقليات يعيشون بأمان على الرغم  صعوبة الحياة  من جراء حصار الاقتصادي على العراق.

  لكن بعد ان قررت امريكا وحلفائها تغير نظام صدام حسين 2003  حينها ظهرت فرصة ذهبية اخرى للاكراد واهل المنطقة لنيل حقوقهم لم تظهر من قبل ابدا فعاشوا منذ ذلك الحين وهم احرار وقرار الحكم في يدهم.

ماذا حقق الاكراد خلال عشرين الماضية؟

على الرغم من اعتراف معظم القادة السياسيين للاقليم  من عدم تحقيق كل الطموحات والاهداف التي كانوا يَصبُون اليها ،  لكنهم بلا شك حققوا اهم شيء بالنسبة لهم الا وهي نيل الحرية التامة والمطلقة لاول مرة  في تاريخهم ، كذلك مارسوا منذ 1992 عدة انتخابات ديمقراطية ، فانتخبت عدة دورات برلمانية وشكلت عدة وزارات منذ ذلك الحين، وتم الاعتراف بقانون الفدرالية في الدستور العراقي الجديد الذي يضمن حدود اقليم كردستان الحالي، وصعدت الحياة العمرانية والتجارية والثقافة وانشأت عدة جامعات واقيمت فيه عدد كبير من المؤتمرات العالمية و العراقية والعربية والاقليمة.

 لكن مع هذا نستطيع نقول لم تحقق كل الطموحات  لا سيما وجود الفساد والتبعية والواسطات وغيرها من الامور التي هي منغرسة في طبيعة الشرقيين و الموجودة في دول المنطقة  الى حد العظم،  نتمنى ان يستطيع قادة الحكومة في الاقليم و القادة السياسيين والمثقفين واعضاء جميع الاحزاب القضاء على هذه المظاهر غير الطبيعية وغير الانسانية وتحقيق العدالة ويتم تطبيق القانون على الجميع، دون اي تمييز على اساس ديني او حزبي او قبلي او بهديني او صوراني او قومي . ان يكن فوق الجميع القانون واحد من دون استثناء.

كيف تعامل القادة السياسيين في اقليم كردستان من الاقليات لاسيما المسيحيين؟

من خلال لقائي بأغلب المسؤولين السياسيين من ابناء شعبنا خلال زيارتي الى الاقليم كما قلت عام 2009 او خلال زيارت بعضهم الى استراليا ، اقر الجميع ان الاخوة الاكراد في حكومة الاقليم (2) قدموا المساعدات الكثيرة لابناء شعبنا، لا سيما بعد الضربات التي قصدتهم  مابين عام 2004 ولحد الان والتي اجبرت الكثير منهم  الهجرة الى منطقة الاقليم، وان مشاريع لجنة المسيحيين التي يشرف عليها الاستاذ سركيس اغاجان ساعدت الكثيرين ولازالت تساعد على الرغم  من ظهور بعض النواقص  الادارية فيها.
اقرت القيادة السياسية و برلمان الاقليم  خمس مقاعد عن طريق كوتا للاقليات المسيحية (الارمن والكلدان والاشوريين والسريان) في البرلمان، وكثير من الوظائف اسندت الى الشخصيات الكفوءة من ابناء شعبنا و لازالوا يمارسون فيها.

اين هي نقاط الضعف عند الاكراد حاليا؟

 كما قلنا خلال عشرين سنة الماضية حدث كثير من التطور الاداري والخدمي والتعلمي والنقل والبناء وشق الطرق وحل النظام في كثير من مفاصل الحياة بصورة عامة . لكن الصراع كان لا يزال مستمر (كما هو الحال في اي مجتمع اخر في العالم)  لاسباب كثيرة منها ادارية وانتشار الفساد ومنها دخول ايادي الغرباء في المنطقة عن طريق التجارة والهجرة والدين  او السياسيين! ومنها العقلية القبلية الكردي المتوارثة منذ قرون طويلة التي كانت دوما  ارضية خصبة وسهلة لرجال الدين للاختراقها  والاستناد عليها لتحريك الشارع الكردي بسبب والجهل (3). 

يقال ليس عيب ان تخطأ في المرة الاولى، ولكنه العيب كله يكون حينما تخطأ  نفس الخطأ مرتين. والشعب الكردي ( مع احترامي له) قد اخطأ كثير من المرات في التاريخ. والسبب دوما كان رجال الدين المتعصبين الذين كانوا ولا زالوا ادات التحطيم والتخريب و التهديم للتيار الانساني المتطور بين قومهم وفي المنطقة.

 المرة الاولى
 انه اصبح عبدا مطيعا لجميعة الاتحاد والترقي  التركية  ذات الاهداف العنصرية النازية التي ارادت صهر جميع القوميات الاثنية في تركيا ، من العرب والاكراد والجورجيين واليونانين والصربيين والكلدان والاشوريين والسريان في القومية التركية الطورانية(4) ، كانت القومية  الكردية هي القومية الوحيدة لم تنتفض ضد الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى بعد ان اقنعهم رجال الدين في حينها  ان وجود الدول الغربية في المنطقة يكون لغير صالحهم. لكن منذ حين ولحد الامس لم ينال اكراد تركيا من عدالة  جمهورية تركيا الفتية سوى الاعتراف الاخير من اردغان بمذابح ديرسم وتركوا مئات المناسبات الاخرى!!!.

المرة الثانية:
 بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وفضح معاهدة سايكس- بيكو  (التي يعتقد الكثير من المؤرخين بأنها كانت اكثر عادلة من معاهدة فرسايي وباريس فيما بعد)  انقسم الاكراد مرة اخرى  حسب رؤساء عشائره وطموحاتهم الشخصية بين مؤيدي كمال اتاتورك والانتماء الى الهوية التركية الطورنية،  وبين تيار الكردي الذي يرغب بالتحرر والاستقرار ونيل حقوقهم(5).
 
المرة الثالثة : لم تحدث  لحد  الان
لكنها قد تحدث  لا سامح الله وهي الانقسام الكردي بعد الاحداث الاخيرة في زاخو وسميل و شيوز ودهوك. وغيرها من الاماكن.
 ان حقيقة الصراع الدائر في المنطقة ليس سببه وجود محلات الخمور او مرافق السياحية مثل الفنادق والنوادي والمطاعم وانما هو صراع قائم  بين من يريد العودة  الى وضعية  ما قبل مئة سنة حينما كان قرار السياسي المنظم  مفقود وان رجال الدين هم من يقود المجتمع الكردي.
  وبين النخبة السياسية ، من لهم التجربه المبنية على المحن والحروب والقتال ودفن الشهداء بأيديهم والهجرة والغربة والتميز العنصري وخيانة الاصدقاء من  اجل نيل الحرية والحقوق .
هذا الصراع لا سامح الله إن لم يُخمد  سيترك فرصة تاريخية لدول المجاورة للقضاء على النعمة التي يعيش فيها سكان الاقليم ( ذو اغلبية كردية طبعا)  في هذه الايام، وهي امتلاك الحرية و النظام الديمقراطي والتعلم والتجارة والبناء.  والاهم من كل هذا هو العيش في  ظروف تتوفر فيها امن وسلام الامر الذي افتقدوه الاكراد  قرونا عديدة!

هل يمكن اصلاح العلاقة بين الاكراد وابناء شعبنا؟

 بالتأكيد يدرك جميع الاكراد بمن فيهم (الذين اشعلوا شرارة الفتنة في زاخو)، ان المسيحيين بجميع فئاتهم كانوا منذ القدم هناك وليس وجودهم طاريء كما يعتقد البعض منهم . وكانوا شركاء لهم على مر التاريخ في السراء والضراء، وان قيادة الحركة الكردية يدركون جيدا كم كانت مشاركتهم في حركة ايلول منذ سنة 1961 ولحد اليوم (ومن يشك ليذهب ويدقق سجل شهداء الحركة الكردية على الاقل).

ان الجواب لهذا السؤال هو بالتأكيد نعم ، هناك فرصة كبيرة لاصلاح الوضع، الامر يتطلب من الجميع الاعتراف بسيادة القانون وقبول مسؤولية الخطأ الذي حصل من اجل المصلحة العامة وليس المصلحة الحزبية الضيقة ،  وكذلك على الجميع  الاعتراف  بحقوق  ووجود الاخر  و العودة الى القيم الانسانية التي هي اسمى ما هو موجود في جوهر جميع الديانات ، يجب ان يكون كل واحد حريص وحذر جدا جدا  لما قد يحدث للتجربة الكردية الحديثة من جراء هذا الانقسام.
  والامر الاخر والذي هو مهم جدا حسب رأئي ، يجب ان ينظر الاكراد المتعصبين دينيا الى التاريخ بنظرة موضوعية وعادلة، ويُشخِصوا ما حدث للابناء القومية  الكردية عبر التاريخ  بسبب رجال الدين ومواقفهم،  وكذلك ما حدث للدول التي قادها رجال الدين في ثلاثين سنة الاخيرة وايران احد اهم الامثلة منها . فهل الحرب والجوع والموت والنار والعيش في الكهوف افضل من العيش في مجتمع مدني يسوده قانون وعدالة وحرية الراي والمساواة .

.......
1- لازلت اتذكر حينما قدمت الى زاخو من بغداد في ايلول  عام1980 . من اول نظرة على جبال كردستان من فوق جبل الابيض على الجهة المقابلة،  كانت هذه المنطقة سوداء محروقة  كي لا يستطيع الثوار العيش هناك بعد ان كانوا قد ارحلوا سكان معظم القرى الكلدانية والكردية  منها سنة 1976م.

2- من خلال مطالعتي لتاريخ  الحديث للاكراد ومتابعتي لقصص واحاديث  لاشخاص مقربين من قائد الحركة الكردية في عصر الحديث المرحوم الملا مصطفى  البرزاني كانوا دوما ايجابيين ومعتدلين مع ابناء شعبنا.

3- كان احد اهم اسباب سقوط الامراء الاكراء عبر التاريخ مثل مير كور الراوندوسي وبدرخان بك  في القرن التاسع عشر هم رجال الدين، فالاول اُعطِيت فتوى ضده من قبل الرجل الدين المشهور (في الموصل)  والثاني  كان رجال الدين هم من شجعوه على القيام بالمذابح ضد المسيحيين واليزيدين في حينها ( مذابح بدرخان بك ضد الاشوريين النساطرة عام 1842- 1846).


4- على الرغم من ان اثنين من اربع طلاب الذين اسسوا  هذه الجميعة كانوا اكرادا القومية، إلا  قادة الجمعية بعد استلائهم على الحكم اتخذوا قرارا سياسيا سريا بصهر جميع القوميات والكردية من ضمنها في القومية التركية الطورانية الاتاتوركية؟
 

5 - عدد كبير من رؤساء القبائل الكردية  فضل الحكم التركي على ولاية الموصل سنة 1925م ، فكاد يسقط مشروع انتماء ولاية الموصل الى جمهورية العراقية.














327
                                   في زاخو تصاعد دخان الاسلاميين من محلات المسيحيين !!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
3 كانون الاول 2011

عندما كنت اشاهد الفلم (1) الذي صور مسيرة الغوغائية التي قامت باحراق جميع محلات الخمور والمطاعم والفنادق والحلاقة للمسيحيين واليزيديين  وكذلك محاولتهم للاعتداء على مطرانية الابرشية في مدينة زاخو   ثم انتقلت الى شيوز وبعدها الى دهوك- نوهدرا،  كنت أسأل نفسي وانا مملوء من الدهشة والاستغراب،  هل وصلت شرارة الربيع العربي الاسلامي الى القوميات غير العربية الاسلامية ؟ اين الشرطة والحكومة ورجال الامن والسيطرات والجيش؟ هل يعقل امر كهذا (2)  ان يحدث ويطول لاكثر من خمس ساعات بدون  وجود اي تحرك للجهات المسؤولة او ان يبلغ الى مسامعهم اخبار الاعمال الشنيعة كي يوقفوها من الاستمرار في التعدي.  ثم هل هذه الشرارة قدمت من ايران التي تشعر بقرب ضربتها ام من سوريا المنهمكة في احداثها الداخلية او من تركيا التي تريد ان تعيد مجدها ام من الجهات الداخلية لها مقاصدها واهدافها ؟؟؟؟.

عندما يبحث الانسان في صفحات التاريخ عن شواهد للمذابح التي حدثت في زمن الامبراطورية العثمانية اثناء الحرب العالمية الاولى،  فأنه يرى نفس الصور تعيد نفسها قبل مئة سنة،  وكأن التاريخ يعيد نفسه، هكذا وبكل سهولة كانت تحدث المذابح  كما حدثت اليوم (3) .
حيث  كان يخطب رجل دين مسلم  متعصب في مسجد ما اثناء صلاة يوم الجمعة (سمحت السلطات الامبراطورية رسميا/ 4) ثم  تخرج الجموع المصلية وتتوجه الى اماكن تواجد  المسيحيين  كنائسهم او بيوتهم وتنتقم منهم دون اي خوف!.

لحد الان الامر غير مستقر والمسيحيين في المنطقة قلقون على ماحدث وعلى تأخر او غياب رد فعل من قبل السلطات لايقاف الغوغائيين من الاستمرار في عملهم الاجرامي. ولا احد يعلم هل  انتهت مهمة التي اوكلت لهم؟  ام هناك مهمات اخرى سيقومون بها في الايام القادمة ان لم تقم السلطات بايقافهم ووضع حد للمسؤولين عنهم؟.

من جهة  اخرى قرأنا قيام مجموعة اخرى بإحراق مقر الحزب الاسلامي في  مدينة زاخو الرابط  ادناه (5) بدون الاشارة الى الجهات التي قامت بها والسبب.

 كذلك هناك خبر عن امر السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان  بتشكيل لجنة للتحقيق في القضية حسب الاخبار السومرية  الموجودة على الرابط ادناه (6) .

 في الختام اصبح امرا غير مشكوك به على ضوء المعطيات الحالية ، هناك خطر كبير على حياة المواطنيين (بالاخص المسيحيين) وممتلكاتهم.  من حق الناس ان تقوم السلطات بحمايتهم وان تعتقل مسببي الفتنة والقائمين بها كي لا تتكرر.  كذلك املنا ان لا تسيس القضية وان تعلن الحقائق في منابر الاعلامية العامة وان تجري المحاكمات بصورة قانونية بدون تدخلات وواسطات ينال كل واحد حقه .

 املنا ان لا يسكت  المجتمع الكردي المثقف ويكون له دور في ايقاف اي فتنة قد تحدث على غرار تلك التي حدثت اثناء الحرب العالمية الاولى والتي يذكر المؤرخ والكاتب ديفيد مكدول  صاحب الكتاب " تاريخ الاكراد الحديث" كانت احد اهم الاسباب  ادت الى عدم نيل الاخوة الاكراد حقوقهم بعد انتهاء الحرب بسبب مشاركتهم الفعلية في تلك المذابح  والمجازر ضد المسيحيين.وان تقوم المؤسسات الثقافية بفضح مسببيها وكذلك الاخطار القادمة على البناء الذي وصلوا اليه اليوم  والذي دفعوا انهارا من دماء في سبيله.

..........
1-الرابط التالي :-
http://www.ankawa.org/vshare/view/2731/sotena-cehe-mesaje/.

2-يقال في البداية توجه الغوغائيين الى محلة المساج فيها موظفة صينية في محلة العباسية زاخو ومن هناك انتقلوا الى محلات الهمرة والفنادق.

3- اقرأ المزيد في كتاب "القصارى في نكبة النصارى"  لشاهد عيان.

4-بعدما اباحت الامبراطورية من اعلى السلطة فيها ارواح المسيحيين من الارمن والكلدان والاشوريين والسريان واليزيديين واليونان ووغيرهم

5-الرابط

http://ku.aswataliraq.info/Default1.aspx?page=article_page&id=132464&l=1

6-  الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,546911.0.html


328
العدالة في نظر الرئيس التركي اردغان!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
26 ت الثاني 2011
 
احيانا كثيرة تملء النشوة اوالفرحة قلب الانسان بتحقيق امنية قديمة او النجاح في قضية مهمة، او حينما يشارك مع الملايين في  تشجع فريق كرة القدم لوطنه وهم هدف يسجلون الفوز ، فينسى تحديات الحياة اليومية ومشاكلها العصرية فيصبح كالاطفال حينما ترسم الابتسامة على وجههم.  لكن احياناً اخرى تملأه روح التشاؤم القهر والغضب والشعور بالحيف حينما  يسمع خبراً سيئأً، فيتركه ان يشعر وكأن هذا العالم يتلاطم بين امواج القدر التائهة ويسير في مدارات مجهولة!.
 
طالعنا في اخبار يوم امس المفاجاة الكبرى التي قام بها الرئيس التركي طيب اردغان حينما اعتذر من الشعب الكردي عن مذابح التي قام بها قواد جمهورية اتاتورك في منطقة ديرسم سنة 1937 حينما قتلوا اكثر من 13 الف مواطن تركي بسبب مطالبتهم لحقوقهم القومية والانسانية في حكم ذاتي. هذه المفاجاة وان كانت افرحتنا كثيرا، لانه في النهاية اعترف الاتراك على ما قام به اجدادهم بحق اخوتنا الاكراد من المذابح لا سيما خلال مئتين السنة الاخيرة.
التصريح على الرابط التالي: http://www.peyamner.com/details.aspx?l=2&id=257038

لكن اوجعتنا كثيرا الانتقائية والتعصب والتمييز الديني والكذب والخداع السياسي الذي اتى به اردغان في  هذا الاعتراف. هذا ما ترك الملايين من ابناء الشعوب المضطهدة ان يتحسروا على ذكرى الجرائم الكبرى التي قامت بها تركيا في زمن الامبراطورية العثمانية اثناء الحرب العالمية الاولى 1914-1918 م ضد الاقليات  من الارمن والعرب والاكراد والكلدان والاشوريين والسريان واليزيديين و اليونان التي كانت تعيش ضمن حدود الامبراطورية ، الذين لم تشملهم عدالة وانسانية طيب اردوغان ان يعترف بمجاز اجداده ضد اجدادهم. هذه الازدواجية المقيتة الموجودة في قادة الدول القوية التي تخدع الشعوب المسكينة بشعارات فارغة من المعنى لا زالت حية على الرغم من وجود المؤسسات العالمية الكبيرة التي تسعى لرفع شأن قيمة حياة الانسان في اي مكان بغض النظر عن الدين او القومية او الجنس او الشكل او العمر او اللون .

فمنذ سنة 1299م (1) حينما تأسست الامبراطورية العثمانية مرورا بتاريخهم الاسود في زمن عبد الحميد الثاني وفرسانه المتعطشة الى الدماء الى زمن طلعت باشا وجمال باشا وانور باشا (2) قادة حزب الاتحاد والترقي مهندسي فكرة اصهارجميع القوميات والاثنيات والملل التي كانت تعيش في حدود الامبراطورية في القومية التركية الطورانية، كان هدفهم ممارسة سياسة التتريك وفرق تسد والمضاربة بين القبائل الكردية اولا (3) و من ثم مع بقية الاثنيات لا  سيما بين الاقوام المسيحية ( الارمن والكلدان والاشوريين والسريان)  ثانيا.

فما اشبه اليوم بالامس، ان اردغان بدأ يمارس نفس سياسة جده كمال اتاتورك في ترويض الحس القومي الكردي بكلمات مبهمة احيانا و مصبوغة بحس ومفاهيم دينية احيانا عندما اشتد الامر ،  يظن الاخوة الاكراد نسوا اجداده ما عملوا بهم من الفتن ، حيث كانت هذه حالة جميع السلاطين العثمانية الذين يعتمدون على القبائل الكردية وتحريضهم ضد اخوتهم في التعايش من الارمن والاشوريين والكلدان لا سيما اثناء الحرب العالمية الاولى للقيامهم بالمجازر مروعة بأسم  الدين الاسلامي والخطر القادم على المسلمين  من الخارج مما ادى الى  قيام الاكراد في ويلايات الشرقية  من الامبراطورية بالمشاركة مع الاتراك والجيش العثماني بمجازر ضد المسيحيين في قصص مروعة موثقة ومصورة في مئات من الكتب والوثائق والمذكرات والافادات الشفهية  مثل كتاب (هل تفنى هذه الامة؟) للاب جوزيف نعيم ،  وكتاب (قتل الامة) للسفير الامريكي هنري مورغتطان (4) وغيرهم.

يندهش الانسان من ازدواجية طيب اردغان حينما يصرح بأن تركيا لن تسمح للاكراد الحاليين الاستمرار بمطالبتهم حقوقهم وان سيمحي حزب االعمال الوجود. انظر مقال
جبار قادر  المنشور في موقع الحوار المتمدن : (قراءة أولية في تصريحات أردوغان حول القضية الكردية في تركيا) على الرابط:
 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=43582

و وعن سوريا  ليل نهار تصريحاته لا تقف عن الشأن السوري وجوب  حصول التغير ورحيل الاسد ونظامه
الرابط : http://osodalbaath.montadarabi.com/t179-topic

ويتلاسن  اكثر من مرة مع رئيس وزراء اسرائيل قبل سنة بسبب مقتل ثمانية اتراك ضمن قافلة السلام الى فلسطين. اقرا المزيد من تصريحاته اثناء مقابلته
على الرابط التالي :- http://www.arab2.com/2/?p=3154

و لكن يلوم الاوربيين على عدم قبولهم تركيا لحد الان ضمن اتحادهم الاقتصادي وكأن العالم لا يعيش في القرن العشرين و لاتصلهم الاخبار اثناء ثواني .
ولكن اللوم لا يقع على اردوغان على اعترافه بمجازر التي اقترفتها ايادي اجداده من الاتحاد والترقي او الكماليين بل على ابناء شعبنا من الكلدان والاشوريين والسريان لوحده لكن على كتابنا الاعزاء الذي خرس اقلامهم في فضح هكذا تمييز وعنصرية ربما لانهم لازالوا منهمكين الحوار البيزنطي هل الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة!.
 
 

الاب جوزيف نعيم متنكر بملابس عربية
اثناء هروبه من ايدي الاتراك الى سوريا
 
 
هنري مورغتطان السفير الامريكي لدى الامبراطورية العثماانية 1913-1916
 
 
 
اعضاء جمعية الاتحاد والترقي سنة 1908
...................
1-   اعتبر عبد الحميد الثاني  او السلطان الاحمر سنة 1299م سنة ولادة الامبراطورية العثمانية.
2- كان طلعت باشا  وزير الداخلية ورئيس الوزراء بين 1917-1918، انور باشا   وزير الدفاع، جمال باشا  وزير البحرية ، بهاء الدين شاكير امر الفرق الاجرامية المسؤولة عن ابادة الاقوام المسيحية ( تشكيلاتي خصوصية)
3-   في الجبهة الشرقية  قام مير كور الراوندوسي قضى على امارة البهدينان في عمادية سنة م1838 وضرب قرى المسيحية في سهل نينوى في البدرخانيين في جزيرة ابن عمر في نفس الوقت في نفس الفترة.
4-   تذكر بعض المصادر استشهد في هذه المجازر اكثر من مليونين من الارمن والاشوريين والكلدان والسريان
 
 

329
التناظر بين ابطال قصة الاخوة كرامازوف و قادة العراق السياسيين الان!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
15 تشرين الثاني 2011   

 اتمنى من كل السياسيين العراقيين الذين يديرون البلد الان ، لا سيما رئيس الجمهورية مام جلال ونوابه الثلاثة ورئيس الوزراء نوري المالكي ونوابه الثلاثة ورئيس مجلس النواب اثيل النجيفي ونائبيه وكافة رؤساء التكتلات السياسية في الحكم وخارج الحكم،  ان يطلعوا على مختصر هذه الرواية  العالمية الخالدة  للكاتب الروسي التي كتبها قبل اكثر من 140 سنة تماما، والتي اشبهها بحالة التي يمر فيها العراق بسبب برغماتية والنرجسية التي هم فيها. فالعراق اليوم اوشك على الانقسام كما تنبئ بها الاطفال قبل الحكماء قبل عشرات السنوات  بسبب قراراتهم وصراعاتهم غير الحكيمة . فكل واحد منهم يعمل من اجل مصلحة حزبه وطائفته ومصلحته وجيبه  قبل كل شيء واعطوا اعلى مثل للفساد العالم بحيث جعلوا من العراق ان يحتل الموقع الثالث من حيث اسوء دولة في العالم من ناحية الفساد.

لكي يتذكروا  كلهم وبدون استثناء ما وعدوا للعراقيين قبل وصولهم الى الحكم؟ وكيف سيزيلون الفساد و الاضطهاد والاجرام واللاعدالة واللاحرية والقيم اللاانسانية من قاموس السياسين والمسؤولين في الحكم داخل العراق، ويحققون العدالة الاجتماعية ويعوضون الايتام والارامل والعجزة الشيوخ ومعوقي الحروب،  ولن يسرقوا او يزُوروا اي شهادات ابتدائية الى الدكتوراه و ويقتلون  اكثر من 275 من خيرة قادة الفكر والعلم والادارة الذين كانوا يديرون العراق من دون سبب يذكر سوى انهم علماء او مفكريين بجدارة  بحجج دنيئة ويحلون اولاد اعمامهم واقربائهم  (بعضهم) اصحاب شهادات المزورة محلهم هؤلاء بدون مستحاء.

اتمنى ان يفتح كل واحد منهم مذكراته ويقارن بين الايام التي  كان في المنفى لا يستطيع دفع اجاره او نفقات دراسة اطفاله او معالجة مرضه، وكيف اليوم يسرق ويبحبح باموال العراقيين بسرقة مليارات وليس ملايين، ومن ثم يدعون بان المجرم الدكتاتور صدام حسين هو سبب كل الويلات للعراق ليوهموا العراقيين البسطاء ويبعدوا عن نفسهم سبب ضياع اكثر من 700-800 مليار دولار من خزينة الدولة  خلال 9 سنوات من حكمهم الجائر الذي اوصل العراق الى مرحلة الضياع من الخارطة السياسية. و يتفقون مع الاجنبي من الشرق والغرب على سرقة البلاد بدون شعورهم بوخزة الضمير كما فعل الاب (فيدور) بطل قصة الاخوة كارامازوف ( الاخوة الاعداء) التي اترككم اخوتي القراء الاعزاء مع موجزها . وشكرا.
 
 موجز مختصر لرواية الاخوة كرامازوف او الاخوة الاعداءتعد رواية الاخوة كرامازوف للكاتب  الروسي الخالد دستويفسكي بعد قصته الشهير الجريمة والعقاب من اروع قصص الادب العالمي في القرن التاسع عشر. بدأ في كتابتها عام 1879  وبعد عامين انتهى من كتابتها، و بعد نشرها  فورا باربع اشهر  (1981م ) مات الكاتب دوستويفسكي  تاركا كنزا ادبيا كبيرا للروس والعالم مرة اخرى .

 تعالج القصة الكثير من المشاكل الاجتماعية في عصر القرن التاسع عشر و العشرين والحادي والعشرين وكأن تركيب الفيلسوف هيجل يحقق من مكانة هذا الكاتب والشاعر ليكون في موقع النبي المصلح فعلا ! .
تتناول الرواية القضايا الجوهرية التي تحير الانسان في هذا العصر، مثل الخير والشر والعدالة السماوية والخلود والحرية، القصة بمجمولها تنوال قضية ازمة الاخلاق وقيم الاجتماعية بين العائلة ورجال الدين و القانون والانانية والغريزة.  لهذا  بعد نشرها عظمها  كثير من كبار المفكرين والعظماء في العالم في ذلك العصر مثل فرويد واينشتاين والفيلسوف الوجودي مارتن هديجر وعالم الرياضيات الحديثة لودويك وايتنشتاين.
  في هذه الرواية نجد قمة الابداع الفكري التي اثبتت بلا شك ان دستويفسكي هو كاتب قدير وعالم نفسي محترف وفيلسوف بكل معنر كلمة  ورجل دين لاهوتي متعمق  ورجل مخابرات من درجة اولى (كما يظهر بجلاء في قصته الاخرى - الجريمة والعقاب).

المحور الرئيسي في هذه الرواية هو اندلاع صراع مرير بين الاب ( فيودور كارامازوف )  وابنه البكر ( ديمتري البالغ 27 من العمر) بسبب علاقة كلاهما لامراة اسمها ( كراشونيكا  ذات 22عام ) التي تحترق لممارسة غريزتها الجنسية مع كلاهما بعد عذاب طويل مع صديق قديم لها والتي هربت منه.  كان كل احد يتمنى ان تكون خليلته لوحده، ويحتدم الصراع بينهما  الى درجة  الى تهديد الاب لابنه انه سوف يقتله اذا اقترب من خليلته مرة اخرى.  فيقرر الابن بعد  عودته من مدينة اخرى كان غادرها اليها من اجل العمل ان يقوم بالدفاع عن حبه لهذه المرأة فيقترب من بيت ابيه. تشاء الاقدار يعلم بهذا الصراع والتهديد  بينهما شخص اخر (لقيط من شارع يقال هو ابن  غير شرعي لفيودور الاب  نفسه من امراة مات في بولادته طفلها اللقيط ). كان هذا الصبي المصاب بمرض الصرع اسمه (سماداركوف) يعيش كخادم للاب اكثر ما ما كان ابناً له يقوم بقتله (الاب فيودور) انتقاما منه من تصرفاته المشينة ودكتاتوريته الابوية.  لكن انظار الشرطة والعدالة  توجه الاتهام الى ( ديمتري الابن البكر) كمتهم في قضية قتل والده،  لانه في يوم حصول الجريمة شاهد كثير من الناس الابن البكر (ديمتري) في نفس الشارع و  بيده معول وعلى ملابسه  قطرات من الدم وفي جيوبه بضع الالاف من الروبيات ( عملة روسية في حينها).
 
لكن الاخ الصغير (يوشيا) يصبح  اكثر قريبا  من اخيه سماداركوف (المجرم) المريض الذي استبعدت الشرطة من قيامه بالجريمة على الرغم من  قرب مكان الجريمة بسبب مرضه ونوبة الصرع التي ضربته قبل يوم من حدوث الجريمة.  في احدى جلسات يعترف الابن اللقيط (سماداركوف)  بأنه هو من قتل (فيدور ابوهم جميعا) انتقاما لمعاملته السيئة له ولهم.

 يسمع الاخ الثاني ايفان الذي كان دخل عالم الجنون والهذيان بسبب ماديته وواقعيته المفرطة وفقدان الايمان بالله واهمية الاخلاق في المجتمع حيث كان يقول : " ان الله يسمح العمل بكل شيء!" ( كما يحصل في العراق في هذه الايام  من اخيه الاصغر يوشيا  هذا الاعتراف الخطير والمهم  بأن القاتل  الحقيقي لابيه هو ( اخيه الخادم سماداركوف) .

فيهز هذا الاعتراف الخطير اعماقه  ، فيستقيظ ايفان من  سباته وجنونه وهلوسته و يعود الى وعيه ويقرر ان يكون مهتم بمصير العائلة ، فيبحث عن طريقة نقل هذا الاعتراف الى المحكمة لعله يبريء اخيه الاكبر (  ديمتري من الاب فقط) . وحينما كان يبحث عن طريقة لجعل القاتل الحقيقي أن  يأتي الى المحكمة ويتعرف  بجريمته ، يصله  خبر بان اخيه المجرم الحقيقي (سماداركوف)  مات بسبب مرضه اي انتحر.
وفي المحكمة يحاول ديمتري تبريئة نفسه بكافة الطرق ، فيشرح لهم بان النقود التي كان معه هي تعود لخطيبته الحقيقية ( فكتوريا) التي كلفته بأن يرسلها لاختها وانه صرف نصفها في ليلة قبل  يوم حدوث الجريمة مع خليلة ابيه (كراشونيكا) في الحانة والنصف الاخر وضعها في ملابسه.
لكن المفارقة الكبيرة تأتي من خطيبته الحقيقية (فكتوريا) نفسها التي تتألم كثيرا لحالة ايفان (اخو ديمتري) الجنونية  والكاّبة التي لازمته منذ زمن طويل فظنت انها  هي  اي ( فكتوريا ) السبب الحقيقي من وراء حالة الكاّباة التي مصاب بها ايفان الشاب كنتيجة لحبها لديمتري.  لهذا تقرر التخلي عن (ديمتري) وتغرم بأخيه وتقوم بتكذيب اقوال ديمتري عن النقود التي اعطته اياها، فأنقلبت ايفادتها ضدهُ ، كان الهدف من هذه العملية هو  تصحيح خطأها بحبها لديمتري.
اما الابن الصغير يوشيا الذي تربي على يد كاهن (شزيما) فيصبح مصلح واعظ بين اصدقائه في المدرسة وتستمر هذه الحقلة حتى بعد وفاة صديق عزيز عليهم.

  تنتهي القصة بحكم العدالة على (ديمتري البريء) الذي كان خطيب لفكتوريا رسميا ومغرم بخليلة والده (كراشونوكا)  بالاعمال الشاقة لمدة عشرين سنة في سيبيريا.   ولكن فيما بعد تقوم فكتوريا واخيه الصاحي في هذا الوقت ( ايفان)  بوشاية احد الحراس لتهريب ( ديمتري ) من السجن من سيبيريا  و يتلقي  في النهاية كل من فكتوريا و ديمتري في مستشفى حينما  كان الاخير يعالج فيها، فيقرران الاعتراف بحبهما واحد للاخر على الرغم من علم كل واحد بالاخر بأنه يحب اشخاص اخرين.
وتنهي مسأة الاخوة كارامازوف اي الاخوة الاعداء في نهاية تراجيدية هو ضياع العائلة كلها وموت الاب والامهات الثلاثة والكاهن والمجرم الحقيقي الذي دفن الحقيقة معه الى الابد.
اخواني انها محاولة لايقاف الاجرام في العراق على السياسيين الرئيسيين!!!


330
الربيع العربي حسب قياس ريختر!
بقلم يوحنا بيداويد
الاول من تشرين الثاني 2011
ملبورن/ استراليا

يظن الكثير من اخواننا العرب ان ثوراتهم  في سنة 2011 هي الولادة الجديدة التي كانوا ينتظرونها منذ زمن طويل، وشببها البعض منهم بالربيع العربي الذي في معناه البلاغي والبايلوجي يشير الى انهم سينسلخون عن انفسهم الرداء القديم ويرتدون ثوبا جديدا، او سوف يولدون ( يتكاثرون)  جيلا جديدا اكثر تطورا او تقدما حسب قانون البايلوجي الموجود في الطبيعة.

 لقد انقاد الناس الى هذه الثورات كما انقاد شعب الفرنسي قبل 213 سنة امام سجن الباستيل المشهور ايام ملكة انطوانيت ملكة فرنسا. ولكن شتان بين الاثنين ، للاسف لم يكن هناك اي مؤشر او دليل عن  وصول هؤلاء الشباب الى ما  يبحثون عنه  لحد الان ؟ لا نعرف ماهي اهدافهم وشعاراتهم؟ من هم قادتهم؟!  حتى تصريحاتهم متناقضة (1).  بالنسبة للثورات التي نجحت لحد الان لا يوجد اي دليل على سيرها نحو الامام ، مثلا في مصر وتونس وليبيا يبدو ان الاسلاميين هو من  حصل على حصة الاسد من غنيمة الثورة ان لم تكن الغنيمة كلها . اما سوريا واليمن والبحرين لازال الصراع قائم من الموالين للحكومة والمعارضين لهم ، الله يحمي الابرياء من الاشرار اي كانت هويته.

صحيح شباب العرب قاموا بثورات وهزت بلدانهم تحت صياحاتهم في ساحات العامة مثل ساحة التحرير او باب العزيزية ، لكن نتائج هذه الهزات على مقياس ريختر تبدو ضعيفة جدا الى درجة انها لا تحسب هزة لان لم تترك اي اثر على طبيعته الاجتماعية والدينية والفكرية (2) . قد يزعل كلامنا هذا الكثيرين لكنه  حقيقة واضحة، ان قادة الثوار ليس لديهم اي شيء جديد، بل ان البعض يرى ان القديم المجرب  هو اامن ومفضل من  الجديدة غير المجرب  بسبب الخطورة المتوقعة من انزلاق هذه البلدان في حرب اهلية طائفية مذهبية دينية اثنية كما حصل في اعرق بلد في تاريخ الانسانية الا وهو العراق، ومن ثم يسرق اللصوص خيرات المتبقية ( هذا ان بقى شيء من الخيرات) باسم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان والشريعة الاسلامية، وغيرها من حواجز العالية التي لا يستطيع المجتمع الوصول اليها او القفز من فوقها بسبب الطبيعة الفكرية والدينة والاجتماعية والقبلية .
نأسف ان نرى هذا الواقع لدى الشعوب العربية ، في نفس الوقت نود ان نذكر هنا  كنا قد  توقعنا عن ما يحدث  في هذه الايام في الربيع العربي منذ البداية وكتبنا مقال بتاريخ الاول من شباط  من هذه السنة  منشور في المواقع الالكترونية تحت عنوان :

 " ما بين ثورة الغضب في مصر والثورة الفرنسية"

على الرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=243912

 وقلنا  في مقتطفات  من ما يلي : " من الاسباب الرئيسية الذي تجعلنا نقول مرة اخرى ان الثورة العربية الثانية -الحديثة التي حصلت في هذه الايام لا تحمل امالا كبيرة لحد الان،  لان شعارات الثوار ليست واضحة، بل ان هوية الفعلة الرئيسيين الذين اشعلوا الثورة مخفية او مبهمة ، ان الهدف الوحيد الذي يعلنون عنه لحد الان هو اسقاط النظام القائم الفاسد، لكن ماذا وكيف ومن سيحكم البلد هذا وغير معروف؟؟؟. الكتل السياسية المعارضة الموحدة مع الثوار لحد الان، لكن لم تفصح اي واحدة منها عن ماتريد، حسب تصريحات بعضهم هم موحدون في دعم ثورة الشباب او ثورة الغضب لكن الى اي حد سيكونون مخلصين للثورة ومتحدين معاً، ذلك شيءً لا نعرفه لحد الان ، كما ان تجربة العراق وما حصل بعد تغير النظام السابق فيها يجعلنا ان نشك بأن مسيرة التغير في اي دولة عربية من مغربه ( تونس) الى مشرقه (العراق) ستكون واحدة ، ستكون غير مفروشة بالورد والياسمين، لهذا ستعاني هذه الدول ما عاناه ولا زال يعانيه بعض اجزاء من العراق من الاضطهاد والقتل بالاخص الاقليات القومية او الدينية كذلك الانحلال الخلقي  والحروب الاهلية و النظام الطائفي.

 و على الاغلب سيتولى الامر في النهاية مرة اخرى بعض رجال الدين الاصوليين ،
 لان الناس تثق بالله ويعتقدون ببساطة ان رجال الدين هم حقا وكلاء الله على الارض وفي قلوبهم رحمة ولهم اخلاق حميدة ترضى الله وفي عقولهم حكمة تقودهم دوما الى الاعمال الحسنة التي تنبع من ارادة الله سبحانه وتعالى ورحمته وغفرانه وحمايته للمتكلين عليه . وعن طريقهم سيتولى نظام اداري افسد من النظام الحالي وسيسلب خبز من الثوار مرة اخرى ربما بطريقة اكثر جشعة وسيزيد عدد المتوسلين في الشوارع والذين ينامون في المقابر وستذهب امال الشباب مع الرياح!.

لان ثورة يقودها ثوار ( بالتأكيد نحن هنا لا نعني كل الثوار هم يقومون بالسرقات) يحرقون مؤسسات وبنايات الدولة كما حصل في العراق هم ليسوا ثوار بل مخربين.
ثوار يسرقون ممتلكات الدولة والعامة و المواطنين هم ليسوا ثوار بل حرامية.
ثوار يصطدمون بالاجهزة الحاكم ويحررون مجرمين وقتلة هم ليسوا ثوار بل مجرمين مثلهم.
ثوار ليست لهم قيادة موحدة ولا اهداف معلنة بلا شك ثورتهم ستكون في خطر كبير، لا بل اجلا ام عاجلا ستسرق من اللصوص المتربصين في اركان ساحة المعركة او ميدان التحرير!.
ثورة تقودها جماعة لا تنادي بأنه يؤمن بالحرية والاخاء والمساواة ( التي كانت سبب اندلاع الثورة بالتأكيد لا تحمل نيات طيبة او امل لشعب مصر." انتهى الاقتباس.

حقيقة ليس لدينا اي شك بأن الربيع العربي هو ربيع بثوب قديم، حتى لم يرتقي الى مفهوم الثورة لانه  امل التغير معدوم  فيه. حتى ان الثورة الفرنسية  التي اتت قبل 213 سنة  والتي رفعت شعارات انسانية ( الحرية والاخاء والمساواة ) هي اكثر تقدمية وليبرالية منها!!!!.

لهذ يزداد تشاؤمنا يوما بعد بعد يوما من ان الربيع العربي ليس ربيعا حسب مفهوم اللغوي او البايلوجي،  لانه كا قلنا  ما لم يأتي بما هو ملموس لحماية الحريات جميع ابناء الوطن بما فيهم الاقليات غير العربية  وتحقيق المساواة  والاخاء بينهم ،

لكن الربيع لعربي الجديد  قد يكون  يشبه غزوة عربية  مثل غزواتهم في عصر الجاهلية التي كانت تنتهي بقتل الحاكم بطريقة ابشع من الطرق التي استخدمها ذلك الحاكم  في بطشهم  ومن ثم البدء بسفر جديد تحت حكم سفاح جديوكان الله يحب المحسنين!!.

...............................
1- حقيقة لم نرى اي شعارات واضحة المعالم الا في ساحة التحرير في بغداد خلال هذه السنة من قبل القوى العلمانية والوطنية المختلفة البعيدة عن ثوب القومية والمذهبية والدين والطائفية.
2- من المفيد مقال اخر لنا كتب قبل خمس سنوات  له علاقة كلبرة بالموضوع تحت عنوان :
"  مستقبل الشرق الاوسط ومعادلة هيجل"  في عنكاوا كوم
على الرابط التالي http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=49483.0;wap2

331
لقاء سيادة المطران جرجيس القس موسى مع ممثلي ابناء شعبنا في ملبورن
كتب التقرير : يوحنا بيداويد
ملبورن 27 تشرين الاول 2011
التقى سيادة المطران  بممثلين بالهيئات والاتحادات والاحزاب وبعض المثقفين من ابناء شعبنا في مدينة ملبورن يوم الاثنين الماضي المصادف 24 تشرين الاول 2011  في قاعة اغادير.
بعد ان رحب  الاخ ماجد رفو بسيادته والاباء الافاضل والحاضرين، قدم نبذة مختصرة عن سيرة سيادته ومواقع  التي عمل فيها  خلال اكثر من خمسين سنة في مجال الاكليروس والتي انتهت  في موقع نائب لغبطة البطريرك يونان عبو بطريرك الكنيسة الكاثوليكية السريانية .
ثم ابتدا اللقاء بكلمة قصيرة من قبل سيادته التي اختصرها بأننا ابناء وطن واحد وكنيسة الواحدة وشعب واحد. ثم اقترح ان يتم تحويل المحاضرة الى نقاش من خلال اسئلة واجوبة كي تكون الفائدة اكثر.
فكانت محاور النقاش ( الاسئلة والاجوبة) حول المواضيع التالية :- 
•       عن وضعية المسيحيين في الشرق الاوسط ومشكلة وقعهم بين الفكر الدين المتعصب المتزائد في السنيين الاخيرة وبين عدم اكتراث المجتمع الدولي لمحنتهم بسبب سيرها وراء السياسة الامريكية البعيدة عن الموضوعية في معالجة القضايا الدولية وبالاخص في الشرق الاوسط و التي اثرت على مستقبلهم.
•        عن دور ابائنا البطاركة والمطارنة في العمل مع القادة السياسيين من اجل حماية هذا الشعب وضمان مستقبله وعدم تركه يتشتت بين دول العالم.
•        عن دور الكنيسة في تقريب وجهات النظر المختلفة بين قادة الاحزاب في القضايا المهمة مثل العمل المشترك او ايجاد مخرج للتسميات وتوحيد الجهود في رفع قضايا شعبنا في البرلمان العراقي باسم قائمة واحدة.
•       من الاسئلة المهمة طرحت بالالحاح نتائج التحقيق في مذبحة سيدة النجاة (وغيرها) التي تمر ذكراها خلال هذه الايام.
•         عن المخطط العالمي الموجود لتفريغ المنطقة من المسيحيين.
•        عن وضعية العلاقات بين الكنائس الشقيقة قبل نصف القرن مقارنة بما هو واقع اليوم وكيفية تطورها.
•       اخذ موضوع المحافطة الخاصة بالاقليات وقت متسع من الحديث في اللقاء على اثر تكرار الاسئلة عنه.
•       عن دور ابناء شعبنا لا سيما الكتاب منهم في تقريب وجه النظر وتأثيرهم على وضع الموجودين في الداخل.
وغيرها من الاسئلة والمداخلات الجانبية
 
 اجاب على كل الاسئلة سيادة المطران جرجيس القس موسى السامي الاحترام حسب رؤيته كمطران في كنيسة المسيح وكأحد ابناء هذا الشعب المضطهد فكان دائما يذكر الحاضرين بالامكانيات والظروف التي يمر فيها العراق والمنطقة الامر الذي يفرض على الجميع التخلي عن العمل المفرد والتحول الى العمل الجماعي الشمولي الذي  يفيد المتبقين في ارض الوطن اكثر . فقضت الساعتان  بسرعة كبيرة  من كثرة شوق الحاضرين للاستماع .وفي ختام اللقاء قام الجميع لاداء الصلاة الجماعية ثم طلب منهم الجميع العمل هنا في استراليا بهذه الروحيو وهذه الاهداف الشاملة التي تخدم الجميع. ثم اخذت صورة تذكارية جماعية.


332
من نصدق رجال العلم ام رجال الدين ام تجار العصر؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
اكتوبر 2011

عندما يتأمل الانسان في احداث  العالمية الكبيرة التي تجري في هذه الايام، مثل الازمة الاقتصادية العالمية وثورات الربيع العربي  والعلاقات بين الكتل البشرية الكبيرة مثل  الشرق والغرب، المجتمع المنتمي الى الدول الاشتراكية السابقة والدول الرأسمالية، كتلة الشمال والجنوب، الدول النامية والمتقدمة، الديمقراطية و الدكتاتورية او النظام الديني (مثل ايران) بلا شك سوف يشعر بالاحباط بسبب زيادة الهوة بينها يوما  بعد يوم.

كانت هناك مقولة قديمة تقول: " لما جاءوا اصحاب العلم ذهبوا اصحاب الامانة" مع الاسف نشعر احيانا هناك كثير من الصحة في هذه المقولة، لان التخبط الذي يحدث في العالم اليوم والصراعات العديدة التي لا حد لها، لم تجلب نتائجها  للناس سوى القتل والدمار وترحيل القسري من مناطق عيشهم عن طريق الحروب الطاحنة بين الكتل الكبيرة اما بالثوب الاقتصادي او الديني او المعرفة العلمية وتطبيقاتها السريعة ،التي ادت الى قلع السعادة والطمأنينة من عيون الاطفال والاباء ومستقبل عوائلهم.  

فالسؤال الذي يطرح نفسه على البشرية  الان وبكل جدية : " من نصدق اهل العلوم والحضارة ام رجال الدين وقوانينهم المعتقة واحيانا المرقعة  ام مؤسسي نظام العولمة المقلق ؟ " اي طريق يمكن ان يعول عليه مستقبل الانسانية؟ العلوم وانجازاتها الكثيرة التي عبرت حدود المعقولية واحيانا اصبحت فاسدة؟ ام الاديان التي  تراكم الغبار على قوانينها وتعاليم بعضها منذ قرون ام نظام النظام الاقتصادي العالمي الجديد ( العولمة ) الذي بدا يغزو بل يربك اقتصاد الشعوب .

لنعود نضع جواهر العلم والدين والاقتصاد ايهما اثقل في الميزان ويحمل بين طياتها السلع الفاسدة والمسممة وما سببها؟
لنبدا بالعلوم  التي صارعت من اجل كشف حقيقة هذا الوجود منذ كان الاسطورة السومرية عن الكون الى يومنا هذا، الذي  تمكن فيه  الانسان ان يبتكر الموبايل و ipod5   والانترنيت وملايين الابتكارات الاخرى التي يعجز 90%  من الناس فهم نظام عملها او طريقة تشغيلها او اثارها المستقبلية. هذه الانجازات الكبيرة التي امكنت الانسان من ان يخضع الطبيعة لذاته تماما لم تحل المشكلة الرئيسية المدفونة في اعماقه، لم تحل عقدة قابيل التي دفعته على قتل اخيه هابيل. لازال الانسان يتصرف وكأنه في غابة حسب غرائزه الشهوانية، لا زال العدوانية تسود تصرفاته، اما تصرفات  المجتمعات ذات الكتل الكبيرة التي ذكرنا بعضها فهي ليست على مستوى الانجاز العلمي الذي  وصلته و تطبقه، لازالت تعيش في حالة الصراع من اجل البقاء. لهذا اندثرت كل امم والامبراطوريات القوية في الماضي ولن تبقى اية واحدة  منها لا اليوم و لا في المستقبل، لان  في داخلها يوجد صراع مدمر بين الانا الذاتية والانا الشمولية الموضوعية دائماً.

فعلى الرغم من ان هدف جميع العلوم هي خدمة الانسان وحمايته من الطبيعة ، الا ان العلوم لم تستطيع عمل تغير جذري في دوافع الانسان، بل وقفت حائرة امام عملية الجريمة والانتحار والمخدرات والقمار، فكلما سهلت العلوم امور الحياة  للانسان كلما وجد الانسان نفسه في حيرة وارتباك بل في فراغ يعجز تجاوزه او تحمله . لهذا ظهرت الفلسفة الوجودية في القرن الاخير التي حاولت قلع هذا القلق والارتباك واصرت على التخلي عن الماضي وقوالبه، بل جعلت من الذات الفردية  القيمة المطلقة للوجود !

اما الاديان على الرغم محاولاتها الموضوعية في جعل حياة الانسان اكثر طمأنينة وامان، واكثر استقرار، الا انها في الاخير تبدو نظريتها قد هرمت ايضاً،  فصورت الاديان الحياة بسيطة وكأنها جدول  الدروس الاسبوعية لطلبة المدارس، فما على الانسان سوى الالتزام بها ومن يغيب او يفشل في هذه الدروس، سيُحرم من الاحترام بين مجتمعه و سعادة العالم الاخر، عالم الكمال والعدالة والحق . لكن بسبب تقوقع الدين على ذاته وشرنقته في قوالب لا تقبل التجديد ومواكبة الفكر والادراك وحاجات الانسان الحديثة اصبحت مكانة الدين ضعيفة عند الناس، كذلك بسبب ظهور المدارس التعصبية المتزمة، فهي تريد اجبار الناس  على الالتزام بما تؤمن به شاؤا ام ابوا، وكأنهم وكلاء من قبل الله على البشر في معاقبة كل مخالف او مختلف عن رأيهم.

الاديان تجددت شيئا ما عن طريق ظهور بعض مدارس ومذاهب واجتهادات جديدة، بل ظهرت اديان جديدة من بعض اديان قديمة،  لكن  في كل الاحوال لم يستطيع اي واحد منها احتواء اكبر عدد من ممكن من البشرية (مثلا نصفها) على قانعة واحدة في نظرية الوجود والخالق . هكذا اصبح الدين مشكلة عن طريق المعلمين المنحرفين الفاسدين عن فكرة الدين و هدفه  الاصلي . لم يعد يهمهم سوى الاصرار على رؤيتهم الخاصة في تعاليم دينهم الامر الذي سبب ولا يزال يُسبب الاصطدام والحروب والقتال والدمار  بين الناس بإسم الله وشريعته.
اما النظام الاقتصادي العالمي ، حقيقة يعد العامل الاكثر تأثيراً على حياة الانسان  اليوم، كان الاقتصاد هو الوقود اللازم لدفع الحركة العلمية للاستمرار في التطور منذ البداية ، كان له تأثر مباشر على الدين وعلاقته بالانسان، لا سيما اليوم، فقد اصبحت النقود المعيار الاهم في حياة الانسان بعدما كان المعيار الاهم في المجتمع هي الاخلاق وتعاليم الدينية.

النظام الاقتصادي العالمي الحالي هو الذي يجوع نصف شعوب العالم، هو الذي يترك بعض الناس ان  يصبحوا احيانا مجرمين ومدمنين ولصوص وخارجين عن القانون، مع الاسف الانسان في هذا الزمان  يقبل بل يركع او يعشق كل شيء  حديث او جديد باسم الحضارة والتجدد بدون فحصه اومعرفة مساوئه على اساس الكفاءة والنقاوة والجودة. الناس ( الدول) قبلت فكرة العولمة  دون فحصها ودراستها ( بعضها مرغمة)، لكن المحصلة النهائية  اظن هي مضرة اكثر ما هي  مفيدة لان (كما قلنا في مناسبة اخرى) اتت بطريقة غير انسيابية  او غير متزنة ( هذه التغيرات) مع بعضها، العولمة لم تكن وليدة اليوم، فالتجارة كانت  موجودة بين الصين واوربا عن الطريق البري ( طريق الحرير) قبل الف سنة او اكثر. لهذا بدون تقيد ووضع بعض شروط  لتوازن عملها كي تجعلها  تخدم الامم والشعوب جميعا. لهذا العولمة في وضعيتها الحالية  ليست سوى وسيلة لسيطرة اغنياء العالم على الشعوب الفقيرة، الامر الذي يجبر الانسان على الثورة كما حدث في الدول العربية مؤخرا، لكن مع الاسف الايادي المتنفذة وصلت حتى في هذه الثورات فوضعت الافكار المسممة بين كتلها بحيث لم يظهر  برهان لحد الان  يثبت عن اية من هذه الثورات انها تسير على السكة الصحيحة والدليل ما حصل في العراق. بعد عشرة سنوات نجد الفساد والفقر والاحتيال وفقدان الامن  حاله حال زمن النظام السابق ان لم يكن اسوء منه. وان التوافقية التي تسير الان في العراق ليتها لا تحصل في اي من الدول العربية الثائرة او النائمة  لانها افسد من الدكتاتورية.!!!!!

في الخلاصة نستطيع ان نقول هناك حيرة بل قلق كبير على مستقبل الانسانية عند كثير من المفكرين،  بسبب التأثير الكبير التي تركته الانجازات العملية  وسرعة تجديدها على الحياة اليومية، اما الاديان  تبدو ( بعضها) دخلت مرحلة الشيخوخة وان تعالميها قد انحرفت وبعضها غير ملائمة لعصرنا، اما العولمة التي تبدو مقبولة عند الكثير من الناس المساكين ، مع الاسف  لا يعرفون انها خدعة الكبار ذوي الايادي المجهولة للسيطرة على الصغار واسواقهم!.

333
                                 اهالي مذبحة صوريا  بعد 42 عام لازالوا يسألون اين العدالة؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
14 ايلول 2011

مرة اخرى تمر علينا في هذه الايام الذكرى الثانية والاربعون على ابشع مذبحة قام بها المجرم الملازم عبد الكريم الجحيشي في قرية نائبة بيوتها من الطين ومواردها من تربية المواشي والزراعة كبقية الاف القرى الفقيرة في المنطقة الشمالية من العراق في حينها.

هذه الجريمة كانت باكورة الجرائم بحق شعبنا في النصف الثاني من القرن العشرين ا، لتي لا زالت مستمرة لحد اليوم لا سيما ما حدث لهم من القتل والتهجير والاختصاب والتعدي والاجبار على الدخول في الاسلام العقد الاخير، بدءً من المحافظات الجنوبية الى بغداد (خاصة في الدورة) والموصل وضواحيها والان في مدينة كركوك والقصبات المحيطة بالموصل.

من يقرا التقارير والمقالات والكتب التي وثقت الحادثة نقلا عن اهالي الشهداء . بلا شك سوف يعرف ان اهالي هذه القرية النائبة لم يشكلوا اي خطر على الحكومة المركزية التي كان  يقودها حزب البعث في حينها ولم يكن لهم اي علم بزرع الالغام على الطريق ولم تكن معقلا لقادة ثوار الاكراد ( عصاة المصطلح الذي كانت تطلق عليهم حكومة البعث).

هذه القرية الكلدانية- الكردية كبقية  كانت كمئات القرى الاخرى ، تعيش بسلام وامان والناس البسطاء فيها الذين لم يكن لهم اي هم سوى توفير الغذاء والملبس لاولادهم وعوائلهم ، أُبيدَت من بكرة ابيها في صباح يوم الثلاثاء من 16 ايلول سنة 1969 بوحشية بعيدة عن كل القيم الانسانية او الدينية ولا يمكن ان يصدقها العقل. فأمر الملازم المجرم الجحيشي الجنود بجمع اهالي القرية من الشيوخ العجزة والامهات واطفال الابرياء مع المختار وكاهن القرية في زريبة للحيوانات وتم تصفييتهم بطريقة وحشية اجرامية كمثل طرق النازية في حرب العالمية الثانية او العثمانية في الحرب العالمية الاولى.  فلم ينجوا منهم الا عدد قليل من الصغار الذين وقعوا تحت جثث امهاتهم وابائهم .

فأمتزجت دماء الاكراد والكلدان في هذه المذبحة الكبيرة الامر يشهد على تضحيات ابناء شعبنا  في الحركة الكردية وتضحياتهم الكثيرة التي جاوزت مئات الشهداء الاخرين مع الترحيل القسري  والقصف الجوي  وحرق القرى والمدن ومزارع سكانها .

اننا هنا لا بالغ ان قلنا كادت هذه المذبحة  تندثر وتزول من ذاكرة العراقيين وعموم شعبنا وحتى الاخوة الاكراد والعرب لا سيما الحكومات الجديدة بعد التغير 2003 لو لا قيام نخبة من كتابنا من مدينة ملبورن (1)  للكتابة عن الحادثة وتوثيق شهادات اهالي الشهداء الاحياء منهم الموجودين هنا وفي العالم.
في مناسبة لقاء الاتحاد الكلداني مع السيد قنصل السفارة العراقية في مدينة ملبون قبل حوالي شهر (2)، اعدنا شكوانا القديمة بخصوص  مطاليبنا عن هذه الجريمة وكالتالي:-
1- عدم ذكرها من ضمن الجرائم الانسانية التي قام بها النظام السابق على غرار مذبحة الدجيل وpلبجة والانفال والثورة الشعبانية التي ذكرت في مقدمة الدستور العراقي.
2-  لم يتم توثيقها ودرجها ضمن كتب التاريخ لتدريسها لطلاب المدارس ومناهجها.
3-  لم يقم  لحد الان اي نصب شهيد(3) الذي يرمز لذكرى شهداء القرية .
4-  لحد الان لم يتم تعويض اهاليهم.
5-  المطلب الاخير والاهم في نظرنا لم يتم تقديم المجرمين لا سيما المجرم الملازم عبد الكريم الجحيشي الى محاكم جرائم الانسانية حتى لم يجرى تحقيق معه.

نعيد هذه المطاليب مرة اخرى الى اذهان الحكومة العراقية وحكومة الاقليم وجميع المؤسسات المدنية والمهنية مثل حقوق الانسان المهتمة بجرائم النظام السابق وننتظر منهم جوابا بالقول والفعل من الجميع، كي يثبوا لنا هناك تساوي بين العراقيين جميعا ولا يوجد تميز بين القوميات والاديان والاقليات.

ننتظر برهانا عمليا من المسؤولين الموجودين في قمة الهرم للحكومة المركزية ، مام جلال طالباني رئيس الجمهورية الذي اطلق قنبلته ولم يريد يسمع صداها، ونوري المالكي رئيس الوزراء الذي كان حزبه ايجابيا مع وفد من ممثلي ابناء شعبنا في لقائم بهم قبل بضعة اسابيع، والاستاذ اسامة النجيفي رئيس البرلمان الذي رفض مطاليب ابناء شعبنا في اقامة محافظة للاقليات التي تحميهم من الهجرة والضياع جملة وتفصيلا.
................
1-    مقال اخر لكاتب المقال الحالي تحت عنوان :
"اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة بعد اربعين سنة"
على الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=184604
2- وعدنا السيد القنصل بدراسة الموضوع بعد توفير الوثائق.
3- سمعنا من بعض اصدقاء ان حكومة الاقليم بصدد اقامة نصب شهيد في المنطقة التي وجدت بقايا الشهداء.

334
لا غرابة في موقف السيد اثيل النجيفي  
بخصوص حقوق الاقليات !!!
[/size]

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
30 ايلول 2011


لم استغرب ابداً من تصريحات السيد اثيل النجيفي محافظ مدينة الموصل (الموجود على الرابط رقم 1) مع الصحفي المعروف من ابناء شعبنا، ولسن يونن عبر اذاعة  sbs الاسترالية في الأسبوع الماضي، حينما ذكر ان المسيحيين يشكلون 30% من نسبة سكان محافظة الموصل مما يجعل مشروع  بناء محافظة خاصة بالاقليات من الشبك واليزيديين والكلدانيين والاشوريين والسريان والصابئة والاكراد والعرب مشروعاً ميتاً .

ولم استغرب ابداً حينما قال السيد اسامة النجيفي رئيس البرلمان  العراقي  لرؤساء المذاهب المسيحية قبل اسبوعين  (2) ، ان حدود محافظة الموصل خط احمر، بينما تصريحه في امريكا قبل حوالي شهر  بإقامة  اقليم سني  من اربع محافظات سنية امر محتمل في اي وقت لا زال امراُ متوقعاً (3).

شخصيا كنت دائما احدس ما سيحدث لابناء شعبنا  على ارض الواقع منذ بداية الفتنة في صيف 2003 .وكما قلنا مرارا في المناسبات السابقة، ان القوى الكبيرة استعمرت بل سرقت ارادة وحرية الشعب العراقي كما سلبها قبلهم نظام البعث باسم القومية العربية خلال 35 سنة او اكثر من القرن الماضي.

الخطة  بالنسبة للمراقبين كانت واضحة هي ضربة كل القوى الوطنية وشخصياتها ورموزها ، قتل وتشريد الاقليات بالاخص المسيحية، بدءً  من البصرة وبغداد والموصل والان في كركوك. واليزيديين في سهل نينوى والصابئة المندائيين في المحافظات الجنوبية وبغداد وحتى التركمان في كركوك  وتكريت كي يتم تقسيم الغنيمة ( ثروات العراق) حسب استحقاق طائفي كما هو جاري لحد الان .
  
لو كان السيد محافظة الموصل  او غيره ، له مواقف حازمة في الوقت الماضي في حماية المسيحيين وغيرهم في محافظته،  لكنا  صدقنا وامنـّا بما يقوله الان، لو كان سمع صحيات ابناء شعبنا وهم يُذبحون من الوريد الى الوريد وعمل شيئا لنا، لكان لنا أملاً في كلامه (4) .

 لكن لا بد من الرجوع الى مواقف محافظ نينوي الحالي (والاخرين قبله)  ووضعها في ميزان العدالة، اين كان اثيل النجيفي وحزبه او غيره  في توعية سكان الموصل واهاليها في حماية اخوتهم الاقليات فيها من المجرمين اوعدم ايوائهم؟ اين كانت حركة الاصلاح والعمل العراقي في محافظة الموصل حينما كان شهداء شعبنا يُدفون بعيدا عن اهاليهم خوفا من ان يحصل لهم الاسوء،  لتأتي وتعلو بصوتها الان  بعد هجرة اكثر ثلثي من ابناء شعبنا المحافظة نفسها،  برفض تقسيم محافظة الموصل وبمطالبة تفعيل دور ابناء شعبنا؟! >

 ما هو الرادع العملي الذي وضعه لمنع حصول هذه الجرائم؟  هل مثلا خصصوا جائزة بربع مليون دولار لكل من يكشف عن المجرميين الذين عذبوا (رجل دين  وطني له فضل كبير عليهم !)  الشهيد بولص فرج  رحو مطران الكنيسة الكلدانية وغيره مثل الاب رغيد والاب اسكندر ومئات الشهداء الابرياء من الاطباء والمهندسين واصحاب الكفاءات النادرة والموظفين . كي يتم القضاء على المجرمين الغرباء ومن ثم يطيب خاطر اهاليهم وتجلب  لهم الطمانينة ؟
ام  ان العدالة في نظر الاستاذ النجيفي  لاهلنا هي كما كانت في زمن حاكم قرقوش او تيمورلنك السفاح او نادر شاه الفارسي او مير كور الراوندوسي او بيرقدار العثماني ( الوالي الجديد الذي خلف الجليليين في حكم الولاية) او العميل الشواف وثورته الاسلامية برداء القومية  الذين عملوا مثلما عملت الايادي الخفية بشعبنا في محافظة الموصل وقصباتها في هذا العقد، فيستحقون ما حل بهم وبئس المصير!!.

لقد سئم شعبنا  طوال قرون وقرون من التمييز والعنصرية والتعصب الديني الاعمى الذي لم يتغير من عقلية الناس في المنطقة الا في فترات قليلة. لقد ترك اكثر من نصف مليون من ابناء شعبنا بدون رحمة و لا موقف انساني يذكر سوى الادانات الاعلامية (5). ألم يقل محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق" بان من واجب كل مسلم اسلمة العراق (6)؟!!) . اين كانت نصوص الدستور حينها عند رئيس البرلمان الذي من المفروض يكون الحارس الامين على بنود الدستور وتطبيقاتهِ ؟ من قال  له في حينها  من اعلى سلطة الى اخر موظف  : " ما تقوله يا رئيس البرلمان غير قانوني ودستوري و غير انساني غير وطني وغير دستوري وغير اخلاقي ؟؟؟؟؟؟؟؟"

لم نعد نصدق اقوال احدا الا بأفعاله؟ وما ابداه اعضاء البرلمان من اهتمام بموضوع المصيري لحماية البقية الباقية من ابناء شعبنا  عبر بياناتهم او اثناء لقاء وفد من ابناء شعبنا مؤخرا هي علامة تبشر بالخير، ربما تكون  بداية جديدة لعراق جديد وبثوب وعقلية جيدة،  لكن مرة تأتي الحسرة من الداخل ونقول هيهات  هيهات.  لكن مع هذا الف شكر لكل وطني يحافظ على العراق وابنائه بدون التميّز و يحافط على ثرواته من ايدي اللصوص في وضح النهار بروح وطنية وانسانية مخلصة .

كما ارجو  من القراء  الاعزاء الاطلاع على مقال اخر كتبته قبل ست سنوات عن نفس الموضوع  تحت عنوان : " مشاكل الحكم الذاتي لشبعنا الكلداني الاشوري السرياني"
على الرابط التالي:
http://www.kaldaya.net/Articles/300/Article323_Dec25_YouhanaMarkas.html
.........
 1- تصريحات السيد اثيل النجيفي حسب السومرية نيوز وبحسب  الرابط  التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,530218.msg5325705.html#msg5325705

2-موقع عربكرد على الرابط التالي: http://www.arabkurd.com/news_article.php?id=1096

3- موقع المدى على الرابط التالي :
http://www.almadapaper.net/news.php?action=view&id=43296

4-هل فعلا سكت مسلمي مدينة الموصل على  ذبح  اخوتهم المسيحيين؟
 كان  عنوان لمقال لنفس كاتب (المقال الحالي)  المنشور في عنكاوا كوم  في 15 تشرين الاول 2004. الموجود على الربط التالي :
 http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=32&topic=874

5- على الرغم من قلتهم، لكن لن ننسى دور الشرفاء والوطنيين والمخلصين والعادلين والذين قدموا المساعدات لاهلنا في ايام نكباتهم.

6- يقول السيد محمود المشهداني في لقاء معه على قناة الحرة وبإداره
 الاستاذ سعدون محسن ضمد" :لقد اتفقنا جميعا (يقصد كأحزاب اسلامية طائفية شيعية وسنية ) على (اسلمة ) العراق" .. الموجود على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=240809

336
                         من يعرض قضية شعبنا امام محكمة لاهاي الدولية!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
4 ايلول 2011

تتباهى الامم والدول والشعوب والاقوام  في هذا العصر بإنجازات ابنائها الفكرية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، وتنظم مهرجانات لتكريم ابنائها المتفوقين في الدراسة او في ابداعاتهم او اختراعاتهم او انجازاتهم الرياضية، واصبح الخجل عندهم يقاس بالعجز عن الالتزام باخلاقيات المهنة او المواطنة او قيم الانسانية. وحينما تفتح القنوات التلفزيونية او برامج الاذاعات لابداء ارائهم او التعليق على قضية ما (مهما تكون صغيرة  او كبيرة ) تكون مخالفة للقيم ذلك المجتمع، لا يملك مقدمي البرامج الوقت الكافي لاستلام الردود عن طريق التلفونات او قراءة البرقيات الالكترونية عن هذه القضية الاتية من المواطنيين العاديين.
وحينما تكون فضيحة سياسية، اوقضية اختلاس (Corruption )  يتحمل ذلك الحزب او رئيس المؤسسة مسؤولية ذلك الموظف ومخالفته الاخلاقية او القانونية.

اما في عراقنا العزيز حيث ولدت شعوب وقوميات واديان كثيرة، لا زال قانون الغابة يسود، والمجرمين و اللصوص يسرحون ويمرحون  كما يشاؤون، والسياسيين يتقاسمون الفريسة مع اعداء الوطن. ويتباهى الارهابيون او الميليشيات في عالم السفلي (Under ground) بعملياتهم الاجرامية ضد الابرياء بالاخص ضد الاقليات الذين لم يكونوا طرفا في حصد الغنائم وفي الصراع الطائفي.

عندما يتأمل الانسان بعد ثمانية سنوات من التغير وحلول الديمقراطية في العراق (كما يحلو لقادة الحاليين للبلد او مسؤولي الحكومة الادعاء بها) ويقارنها بمواقفهم واعمالهم يعرف مدى بعد الحقيقة من الكذب، ومدى الفساد الساري امام انظار اعضاء البرلمان وانظار ابناء الوطن وهم ساكتون.

لا اعرف متى يحل الخجل على وجه المسؤوليين عندما تحصل مثل هذه الجرائم امام انظارهم وهم ساكتون ، او لا يستطيعون القيام بواجبهم  المطلوب، لا يعتذرون عن تقصيرهم كما هو متعود في الدول المعترف بها دولاً في امم المتحدة، ولا يستطيعون جلب المجرمين امام القانون ، ولا يقدمون استقالتهم ليأتي غيرهم اكثر كفاءة ووطنية للقيام بذلك الواجب.

امام هذا المشهد لا يبقى تفسير لنا الا وان نشك بأن هناك جهات حكومية مشتركة في الجريمة، فجريمة مقتل الشهيد الاب رغيد والمثلث الرحمة رحو وتفجير كنيسة سيدة النجاة وقتل شهدائها  وتفجير باص الطلبة سهل نينوى او خطفهم وتفجير الكنائس في بغداد في 2 اب 2006 وخطف اكثر من 17 كاهن  ومئات جرائم اخرى ولا واحدة منها كشف عن المجرم الحقيقي تماما،  بحيث وصل عدد الشهداء في هذه الجرائم الموثقة الى الف فقط من المسيحيين ، ولازالت الحكومة الحالية تدعي بصلاحها للبقاء على قيد الحياة. وتدعي انها تقوم بالواجب الوطني كمل يلزم  .
حقيقة شتان بين القول والفعل اعتقد لو كانت مقاييس جميع الدول مثل مقياسهم كانت تكون البشرية لا زالت تعيش  في عصر الغابة والقوي يفترس بالضعيف والحكومات تتهاوى امام قادة الحروب والغزوات.

وكما قلنا سابقا الوطن بحاجة الى قوة تقوم بتطهيره، وهذه ليست مهمة امريكا الملعونة التي كذب عليها وهي ايضا لازالت تكذب علينا، ولا ايران العدو الخبيث التي  منذ زمن الملك قورش الذي اسقط حكم الكلدان الاخير في بابل سنة 538 ق م حتى اليوم حيث تقوم بقصف وحرق حدودنا الشرقية في هذه الايام  ولا مهمة الخليجي او العربي السكران بأفكار  وهمية او طموحه  للقيام بعملية جهادية  بتفجير ذاته بحزام ناسف من اجل الوصول الى الجنة والحصول على استحقاقاتها او غنائمها.

الخلاص يأتي عن طريق سواعد وحناجر واقلام ابناء هذا الوطن المخلصين والوطنيين الذي يضعون وحدة الوطن وحياة ابناء محل القداسة . هؤلاء طبعا مهمشين او مكتوم صوتهم اليوم  بسبب عدم وجود تنظيم بينهم او عدم امتلاكهم قادة من امثال مانديلا وتيتو وغاندي وبسمارك ومارتن لوثر كينك وغيرهم.

هؤلاء ليس المطلوب منهم تغير الواقع بالسلاح كما حصل في الماضي او كما يحصل اليوم ، وانما بالحناجر التي تطالب بحقوقهم وسواعد الشباب في حمل رايات وشعارات الوطنية التي تبنيه واقلام المفكرين والكتاب والصحفين والعلماء لابداء ارائهم لاخراج موقفهم،  ورفض السكوت او ورفض قبولهم قتل الابرياء وسرقة اموال الشعب.
حقيقة كنت اتمنى ان تأخذ قضية هذه الجرائم الى محكمة العدل الدولية في لاهاي في قضية جرائم انسانية،  ضد كل المسؤولين الحاليين  من اولهم الى اخرهم، وبعد التحقيق  كنا سنعرف من منهم بريء ومخلص للوطن ومن منهم مذنب وعميل لص ومجرم بل صديق ذلك الذي فجر نفسه؟
كما قال كنفوشيوس معلم الامة الصينية الاول قبل 26 قرنا:
"لا اعرف مصير الانسان الذي يعرف الحق و لا يتخذ جانبه"    
كذلك انا لا اعرف مصير الحكومة الحالية، حينها ربما كنا نرى اغلبهم في قفص الاتهام مع المجرمين الحقيقيين الباقيين من النظام السابق.

املنا ان لايسكت اخوتنا الوطنيين عن هذه الجرائم وان لا يضحك عليهم باسم الدين . ومن يشك في تضحيتنا وعطائنا ليبحث في تاريخ العراق القديم والحديث من كان اكثر اخلاصاً له، فبعد يوم واحد من تبرع مطرانية الكلدان في كركوك 20 الف دولار لمستشفيات المحافظة معاملة وطنية واخلاقية من مجتمعنا، رد المجرمين بهيبة مختلفة وباخلاق وقيم مختلفة تماما، ردوا  بتفجير كنيسة السريان في المحافظة وبمحاولة فاشلة لكنيسة البروتستانت هناك ايضا. حقا شتان بين الهبتين . وهنا لا بد ان نتذكر قول الشاعر:
متى يبلغ البنيان تمامه
                          اذا كنت تبني وغيرك يهدم.


337
                            ايها الديمقراطيون احذروا بين قادتكم لصوص!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
13 تموز 2011
تمر المنطقة العربية بربيع غريب مملوء من الثورات والبراكين في السياسة وسقوط الانظمة على يدي الشباب المتعطشين الى الحرية والخبز بعد قرن كامل تقريبا من استقلالها من الامبراطورية العثمانية بعد خسارتها في حرب العالمية الاولى.
خلال هذه الفترة جربت المنطقة العربية ومحيطها ثلاثة انواع من الانظمة هي القومية والاشتراكية والملكية ولكن لم تفلح اي منها في تحقيق المساواة والعدالة والاخاء شعارات الثورة الفرنسية لشعوبها. ولم يحصل اي تقدم فيها بموازات ما حصل في الدول الاوربية او الاسيوية.

 في نهاية العقد الاخير قفز العالم الى مدار جديد من التقدم والتطور بعد ظهور النظام الاقتصادي العالمي الموحد ( العولمة) ولكن الدول العربية وغير العربية  في المنطقة عادت الى قواعدها القديمة الا وهي الاصولية الدينية او التيار الديني المسيس كما كان سابقا لقرون طويلة.

من ضمن هذه التيارات المشاركة في هذه الثورات هناك حركات ديمقراطية وعلمانية وتقدمية ووطينة وقومية ودينية معتدلة كلهم يدعون او يرتدون اثواب منقوشة عليها اعلام وشعرات ديمقراطية مشكوكة فيها فأحذروا منها.
فما حصل في العراق يعد افضل درس يجب ان يتعلم منه كل الشعوب واقوام المنطقة بل العالم، ولا تحصل الحرية والتقدم والامان بدون ثمن، بل الغريب والقريب من الاصدقاء لم يأتوا الا للتطفل وسرقة اموال العامة،  يجب ان لا تغري هؤلاء الشباب التيارات شعارات الديمقراطية البراقة والرنانة لان تراب المنطقة ليس مطهر من الانظمة الفاسدة لحد الان كي تنبت بذور الديمقراطية الحقيقة فيها وان كان العالم بدأ يفحص النظام الديمقراطي نفسه(1) . والدليل لنا مرة اخرى هو ما حدث في العراق، هذا البلد الغني بثرواته وموارده الطبيعة و لكن شعبه فقير يقع في اسفل قائمة المحتاجين والمصابين بأمراض السرطان في العالم، هذا الوطن الغني بعطائه التاريخي والمتصحر المتخلف بحاضره المشؤوم بسبب النظام السياسي فيه. هذا الوطن الذي انتقل من مدارات اعلى الى الادنى خلال قرن كامل عكس حركة التاريخ والمنطق تماما.

لان كل نظام  جديد جاء   في العراق عبر مئة سنة الاخيرة كان اسوء من القديم الذي سبقه، والنظام الفدرالي اللامركزي الحاكم الان هو الاسوء من بين الجميع، لانه اعطى الصلاحية  التامة والمصانة  للمسؤولين فرصة ان يسرقوا بقدر ما يستطيعون دون خجل اوخوف اوشعور بالمسؤولية حتى ان  اكبر عمليات سرقة بنوك  في التاريخ على يد العصابة الايطالية مافيا الشهيرة لم تكن مثلها.

الان نأتي الى عنوان المقال الذي يحذر السياسيون الديمقراطيون من رؤسائهم لعل بعضهم حرامية. لان في العراق  حاليا تقارير موثقة منشورة في الاعلام اليومي تشير بوضوح الى ان معظم قادة السياسين الذين جاءوا مع امريكا اللعينة بأسم الديمقراطية والوطنية وتحقيق العدالة انكشفوا انهم حرامية.

لا اعرف ما الفرق بين وزراء اليوم ووزراء ايام صدام حسين والبعثيين، بل ما الذي استفاد العراقيون من النظام الديمقراطي الحالي مقارنة بنظام الطاغية صدام حسين ؟ او الانظمة الديمقراطية الحقيقة في مواقع اخرى من  العالم؟
 هل الوزراء الحاليين اكثر امانة واخلاص مثلا من قبلهم؟ ومن سرق اكبر كمية من اموال الشعب امام انظار العراقيين؟ هل هناك رادع لهم، بالعكس اعضاء هيئة النزاهة مهددين بالقتل بل رئيسهم لاقى حتفه على يد المجهولين والشك يذهب بنا الى من قتله كان المتضرر من عمل هذا الشخص ومؤسسته.

هل ان السلم والامن الذي ساد خلال هذه الفترة كان افضل من  زمن حروب الخاسرة الثلاثة التي قادها  القائد المهزوم؟ كم
شخص يُقتل يوميا بصورة عشوائية في العراق اليوم؟.

هل السرقات والتعدي على شرف واموال وحياة الناس الذي كان يحدث في ايام المقبور عدي كانت اكثر من التي تحصل اليوم؟

من يقوم اليوم بحرق ملفات الوزارات والبنوك ويهرب المجرمين الدوليين؟ من يسأل عن مسببيها واين دور القانون  والدستور في حماية الشعب وثرواته؟

اخيرا هل الاحزاب الحاكمة او المشاركة في الحكم هي اكثر وطنية واخلاص من الحزب البعث العربي الاشتراكي السيء الصيت؟؟

الا ينطبق المثل الشعبي على وضع العراقيين الان ( تيتي تيتي مثل ما رحتِ جيتِ)

فإذن ايها الديمقراطيون احذروا  من قادتكم لان معظم قادة هذه الايام هم حرامية ولصوص!.
.....................
1-   ان العالم المتقدم يبحث عن طرق جديدة لتطوير حتى الديمقراطية الغربية من خلال هيئات في البرلمانات مثل هيئات المراقبة او الفرص المتساوية، ولجان الانتخابات المستقلة وعشرات الهيئات الاخرى التي لا يستطيع حتى البرلمان ايقاف اعمالها بسبب حماية الدستور لها.


338
عندما يرتدي الشيطان ثوب القداسة!
بقلم يوحنا بيداويد
26 ايار 2011
ملبورن/ استراليا

بعدما تحول العالم الى قرية صغيرة، بفعل  التكنلوجيا وتطبيقاتها الكثيرة مثل الموبايل و اس ايم اس والرسائل والمواقع الالكترونية وفيس بوك والراديو والتلفزيون وغيرها من وسائل الاتصال بين البشرية، لم يعد اهل الجبل بعد الان مغفلين عن ما يدور في المدينة وبيئتها، فلم يعد ينخدعون بألالوان البراقة لمنتوجاتهم الصناعية  مقارنة بمحاصيلهم الزراعية النقية، ولم يعد يؤمنون الى حلفانِهم في كل مناسبة او وعودهم الباطلة الكثيرة !.
 
 لقد اصبح الصراع من اجل البقاء اكثر تعقيدا من قـَبل، وتعددت الطرق  للوصول الى الاهداف بين الشريفة والصالحة والمسموحة وبين الطرق الملتوية والمزيفة والخادعة الكاذبة. وفي اغلب الاحيان يكون الدولار هو سيد الموقف، فكأن مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" اصبحت قاعدة اساسية عندهم. فكثيرون في هذه الايام  يرتدون ثوب الامانة والاخلاص و القداسة والمثالية والتضحية والرجولة والبطولة بينما في داخلهم ليسوا كذلك. هؤلاء الذين كانوا يوما ما مثل مسطرة او مقياسا اومثالا يقتدي الناس بهم في حياتهم اليومية، بدات حقيقتهم  تنكشف من خلال مقارنة اعمالهم ووعودهم وغاياتهم  بفعل التقدم الحضاري والتكنولوجي (1).

هذه الحياة التي اعطى لها الفلاسفة العظماء والانبياء  تعاريف واوصاف ووضعت مع الاديان تعاليم كثيرة خيرة، التي تعمل عمل المكيال لدى صاحب الدُكان، لتساعدهم على تقييم  او تمييز اعمالهم الفردية والجماعية وتقيم اعمال الاخرين ايضا بصورة واقعية وحقيقية ، اليوم  بدأ الناس يتـَخَلـَون عن هذه التعاليم ( المكاييل) وفي مقدمتهم المسؤولين، لا بل بدأوا  يغشونها ! ولكن الغرابة الاكبر هي ان معظم الناس يعرفون الحقيقة ولكنهم يسكتون ظناُ منهم ان الله يرضي عنهم اكثر عندما يسكتون عن الباطل!.
ان ديانتنا المسيحية التي روضت البشرية وساعدتها للتخلي عن قانون الغابة والقوة والعنف والبقاء للاقوى واحلت محله قانون المحبة والتسامح والتعاون والاصلاح وتحمل المجتمع جزء من مشكلة الفرد او عجزه ، ديانتنا المسيحية  التي كانت مصدر اساسي لانبثاق معظم قوانيين حقوق الانسان(2) . هذا اللاهوت العظيم  يظهر لنا  اليوم وكأنه عاجز عن ايقاف الشر الذي  بدأ يسير في شريان الكثيرين منا ، لاسيما من هم في مقدمة الجماعات البشرية والامم.
 
نعم قدرنا مثل قدر كل الحضارات الماضية دخل السوس الى كيان كل مؤسسات البشرية، الدينية والمدنية من السياسيين ، من الجامعات العالمية ومنابر الاعلام  المحايدة والمحاكم الدولية ورجال البوليس ثم رجال الدين في معظم الاديان ومنهم الاكليروس المسيحي  واخيرا المفكرين الذين بدأوا يقلدون السفسطائيين في بيع معرفتهم  .

المشكلة الرئيسية التي تواجهها الانسانية هي فقدانها للبوصلة الصحيحة والحقيقية، فلم يعد يعرف الناس الى أي اتجاه يسيرون ؟ والى من يصدقون ؟ وتعاليم من يطبقون؟ . فدخل الشك في قلوبهم من جراء مواقف قادتهم المتضاربة المتناقضة بين الشريعة نفسها وبين التطبيق الذي يخالف جوهر الشريعة او الحقيقة والمصلحة العامة. والسبب بسيط جدا  ليس إلا اصرار هؤلاء القادة على تحقيق رغباتهم الشخصية وطموحاتهم الفردية واظهار بطولاتهم الباطلة النابعة من عجزهم الفكري والعقلي  للانتاج الاعمال الحسنة فيحيطون انفسهم بمن يشابههم او يجري وراءهم.
 
لكنني مؤمن كل الايمان،  في النهاية لا يصح الا الصحيح، وكل هؤلاء  سوف ينالون حقهم ، بطريقة ما ، لاحاجة لذكر الامثلة والقصص التي حدثت في الماضي في مثل هذه المناسبات، لان السيد المسيح نفسه  يقول: " لا تسقط شعرة من رؤوسكم الا بعلم ابيكم السماوي" . فهل يسكت الله عن الباطل ، بلى ستظهر حقيقة كل الذين يلبسون الاقنعة المزيفة الذين يحاولون اظهار انفسهم  انهم برتدون  ثوب القداسة والعفة لكن في داخلهم ما هي الا رغبات شريرة  لاتهتم   بأركان المصلحة العامة ،  لان اللاهوت المسيحي والمنطق يقول ان الله لا يتنازل عن الحق (3) الا  اذا وصل شكنا في عدم وجود هذا الاله نفسه .
..............
1- مثل فضائح الدول ورجال السياسة  التي ظهرت في موقع ويكي ليكس الاخيرة.
2- اذا درست هذه القوانين  بعمق ستجد ان جوهرها  مستنبط من اللاهوت المسيح الذي يعطي الحق لكل انسان بل كل مخلوق  حق الوجود وحق في حمايته من قبل الاخرين
3- ان الله مثل النور لا يمكن اخفائه .


339
مقابلة مع الاب البير ابونا
" كلنا نحتاج إلى إصلاح وتغيير وإهتداء جذري.


"

اجرى المقابلة الكترونيا :  يوحنا بيداويد من استراليا
التاريخ 18 نيسان 2011

 
كل انسان في هذا العالم له طموحاته الخاصة ، فالبعض يريد ان يصبح تاجراً ناجحاً كي يعيش في موقع مترف بين اقرانه، البعض الاخر ينخرط في مجال السياسية لاجل الاسم والنفوذ والشهرة، والبعض الاخر يقضي حياته في المختبرات العلمية لاكتشاف دواء جديد يعالج مرض مستعصي،والبعض الاخر يقضي لياليه وانهاره في ايجاد حل لمعادلة رياضية تكشف لغز جديد من الغاز الكون الكثيرة ، البعض الاخر يمزق آلاف الاوراق  لحين ان يكتمل كتابة نص لقصة تعالج مشكلة من المشاكل الانسان الحديثة، والبعض الاخر ينسى نفسه غارقا في التفكير كي يضع  فكر فلسفي جديد  قد يساعد في انارة الطريق امام البشر ليسيروا في طريق الصحيح.
 
أن الاب البير ابونا ( اسمه الحقيقي هو يوسف  ميناس يلدا ابونا )  اختار حمل الصليب، على غرار مريم اخت لعاز التي قال عنها يسوع المسيح  : " مريم اختارت النصيب الصالح الذي لا ينزع منها.  لو 10-42 ".   اختار العمل في حقل الرب ، فقضى  ستون عاما  بدون كلل او ملل في خدمة الهيكل، وفي حقل التبشير والوعظ والتثقيف بالاضافة  الى ذلك صرف وقتا طويله في مهمة اصعب الا وهي التأليف .  فقد ترك مكتبة كبيرة ،لا اعتقد هناك شخص اخر من الاكليروس من جميع الكنائس الشرقية في العراق  له مثل  هذا الكم من الانتاج ، بعض من هذه الكتب هي من تأليفه والبعض الاخر من ترجمته والبقية من تجميعه، هذا  بالاضافة الى هذ عدد كبير من الابحاث والمقالات التي نشرت في مجلة بين النهرين ومجلة الفكر المسيحي و مجلة النجم المشرق وغيرها .
 
ولد  الاب البير ابونا سنة 1928 في بلدة فيشخابور التي هي قريبة من الحدود العراقية  السورية التركية في قضاء زاخو. اما والدته فهي  كاترينة عبد الاحد الجزراوي. دخل المدرسة في مدينته ( فيشخابور) ثم  اكملها في زاخو. دخل معهد يوحنا الحبيب الكهنوتي في الموصل سنة 1940، وأمضى فيه 11 سنة : درس في السنوات الخمس الأولى منها علم اللغات (العربية والفرنسية واللاتينية )، وفي السنوات  الست الاخيرة درس الفلسفة واللاهوت والكتاب المقدس وغيرها من العلوم الدينية.
 
على الرغم من كبر عمره والصعوبات الصحية التي يعاني منها  وضعف بصره استجاب لطلبنا  لاجراء هذا اللقاء  مشكورا. لا يسعني في هذه المناسبة كأحد طلابه في الدورة اللاهوتية سنتر- بغداد  وعضو لاخوية ام معونة الدائمية واخوية يسوع الشاب في كنيسة مارتوما الرسول اللتين القى عشرات المحاضرات فيهما  بالاضافة اقامة العديد من الرياضات الروحية . لايسعنا إلا ان نقدم له الشكر الجزيل ، ودعواتنا له بالصحة والسلامة والعمر المديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س1    
هل لنا نعرف شيئاً عن سيرتك الذاتية؟

الجواب:
لقد كتبتُ سيرتي الذاتية وارسلتـُها إلى عنكاوه . والأمل ان تطبع وتـُنشر قريباً . وفيها
 جميع التفاصيل من أصلي وفصلي وتربيتي ودروسي ونشاطاتي الفكريه والروحيه . فصبراً
أيها الاخ يوحنا .
 
س2    
ما الذي جعلك ان تختار الدخول الى الكهنوت ثم الرهبنة؟

الجواب:
هنا تمتْ قضية الدعوة التي تأتي من الله. وعلى الأنسان ان يتلقاها ويُحققها يوماً فيوماً
  في حياته او أن يرفضها ويعيش كما يريد الله لهُ .
 
 
 
س3
كنت احد اساتذتنا الدورة اللاهوتية في كاتدرائية القديس يوسف مع الاب يوسف توما والمطران بولص دحدح والاب كوب المخلصي وغيرهم في عقد الثمانيات . ماذا كان الهدف من هذه الدورة؟ وهل تشعر جلبت ثمارا طيبة؟ او كيف تقيم النتائج؟

الجواب:
أن الدورة اللاهوتية التي استمرت سنوات طويلة واستقبلت العديد من الشباب من كلا
  الجنسين. كانت تهدف إلى تنشئة هولاء تنشئه مسيحية في مختلف الفروع العلمية   والدينية ، وتهيئتهم ليصبحوا بدورهم معلمين للتعليم المسيحي في الاوساط الت  يعيشون فيها. وأظن أن الدورة اللاهوتية أدت رسالتها وأخرجت أفواجاً من  المسيحيين الواعين الذين يقومون الآن برسالتهم في الكنيسة والعالم .
 
 
 
 
 
س4  
لديك العديد من الكتب والمؤلفات من الترجمة والتأليف والتجميع. ماهو الكتاب الذي اكثر كان متعباً لك؟ واي واحد منهم احببته اكثر من البقية؟

الجواب:
  أجل ، لديّ العديد من الكتب ، وكل منها شغل فترة من حياتي وجهودي . وقمتُ بتأليفها أو
   ترجمتها لفائدة المؤمنين عامة ، وطلاب المعهد الكهنوتي خاصة . ولا أخفي الجهود
  التي بذلتها خاصة في سبيل تأليف " أدب اللغة الأرامية " و" تاريخ الكنيسة الشرقية"
باجزائه الثلاثة .
 
س5    
من هو الشخص الذي ترك اثراً في حياتك على طول مسيرتها؟

 الجواب:
كثيرون هم الاشخاص الذين تركوا اثراً عميقاً في حياتي ، إبتداءً من خوري الرعية
    في القرية، والاساتذة والأباء في معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي، وجميع المؤمنين
   الذين لمستُ فيهم روح الله والإرادة الصالحة في مسيرتهم. ولاأنسى الجهود الجباره الذي
   بذلها في هذا الشأن الآب يوسف أومي الدومنيكي الذي قام بإدارة المعهد الكهنوتي نحو
   أربعين سنة، وعلـّمنا كيف نحيا حياتنا المسيحية والكهنوتية باصالة وأمانة .
 
س6-  
من هم ابطالك في الحياة والعمل الرسولي؟

الجواب:
أبطالي هم جميع الذين قاموا بواجبهم الإنساني والروحي بأخلاص وتجرّد، وحاولوا أن
   يجتذبونا وراءهم في طريق المحبة والصلاح .
 
س7  
ما الذي جعلك تحب التأليف وتقضي معظم حياتك في الكتابة ؟ ولماذا كانت معظم مؤلفاتك هي حول نقل الايمان او توثيق تاريخ القديسيين والمؤمنيين؟

الجواب:
أن ماجعلني أميل إلى التأليف والترجمه هي حاجة المؤمنين إلى مثل هذه الكتب
   الروحية والتاريخية في مسيرتهم المسيحية ، ثم إعداد الكثيرين منهم للقيام برسالتهم في
   الكنيسة عن طريق ثقافة روحية عميقة .
 
 
 
س8 -  
الكنيسة بصورة عامة منذ قرن تمر في مرحلة صعبة ان لم نقل مرحلة ازمات او انكماش. فالضربات تأتيها من جميع الجهات ، احيانا من الداخل واحيانا من الخارج. فمن الداخل هناك مشكلة الطاعة والخضوع للرسالة الكهنوتية التي لها مقاييسها الخاصة ، ومن الخارج الثورة الفكرية والعلمية والتكنولوجية والتي اثرت على جميع القيم في المجتمعات الحديثة فأصبحت بعيدة عن قيم المسيحية.
كيف ترى المستقبل ؟ هل ستغلب الكنيسة وتستعيد قوتها ووجدوها كما حصل مرات كثيرة في الماضي مثلا في القرن السابع الميلادي حينما حصلت ما سمي حينها بجروح الكنيسة ؟

الجواب:
  أن السؤال الذي يتناول الكنيسة وصعوباتها والأزمات القاسية التي تمـرُ بها سؤال ذو
    اهمية عظمى جعلني أفكر طويلاً في مسيرة الكنيسة عامة والكلدانية خاصة . فالكنيسة
    ليست على مايرام، وربما أنها لاتؤدي رسالتها في العالم كما يطلب الرب منها. الأمل
    أن لانترك الكنيسة في هذا الوضع ، بل أن يسعى كل منا في سبيل إنعاش هذه الكنيسة
   بحياتنا الشخصية وبما يمكننا أن نقوم به من الجهود لتحريك هذه الكنيسة لكي تؤدي
   رسالتها في العالم . رغم  العقبات التي تعترض مسيرتها الطويلة والشاقة ، والمطلوب       من كل مسيحي أن يتعرّف إلى موقعه الحقيقي في الكنيسة ، وان يكون له الشجاعة ليعيش
   إيمانه رغم كل المعضلات والأزمات التي تخصُ كنيسة اليوم .
 
س9    
الكنيسة الشرقية تحت خطر الزوال بسبب الهجرة ومن ثم الهجمة الشرسة التي تأتيها من الجهات الاسلامية المتعصبة او جهات سياسية اسلامية متعصبة. كيف ترى مستقبل المسيحية في العراق لا سيما بوادر انقسام العراق اتية عاجلا ام اجلا؟.

الجواب:
  لاشك أن اخطاراً كثيرة وكبيرة تحيط بكنيسة اليوم . وقد تكون الهجرة من أجسم هذه
   الأخطار، بالأضافة الى ما أسميته بالهجمات الشرسة التي تهدف إلى القضاء على
   الكنيسة . لكن هذه الامور كلها لاينبغي أن تحبط من همتنا وتدفعنا الى التخلي عن
   الكنيسة.  فإينما كنا نحن أعضاء في كنيسة المسيح ، ونحن مدعوون لنقدّم للعالم وجهاً
   نيـرّاً للكنيسة الأنسانية والثقافية والروحية والإجتماعية وغيرها . ولايجوز لنا ان نخاف
   من الاخطار والمشاكل ، بل أن يكون إيماننا من القوة والعمق بحيث يدفع الكنيسة إلى
   تجاوز جميع المحن والسير حسب النهح الذي رسمه لها مؤسسها الإلهي .
 
س10    
وصفها البعض بقنبلة  الاب البير ابونا  على غرار قنبلة المرحوم الاب بولص البيداري حينما قلت بأن اصل جميعنا ( الكلدانيين والاشوريين والسريان) هو ارامي . كيف تفسر لنا نظريتكم في هذا الموضوع وهل هناك وثائق تثبت ذلك؟

الجواب:
    أن ماقلته عن أصل هذه الفئات التي تدّعي باصالتها ليس حصيلة افكار طارئة ، بل ثمار
    دراسة طويلة ومهما لامَني البعض على هذه الصراحة والجرأة ، فالحقيقة يجب ألا تخيفنا
   وتجعلنا نتردد أمام المطروحات العديدة التي قـُدّمت وتـُقدّم في سبيل تبرير بعض التسميات
   التي تخلق في الأمة المزيد من التفرقة .
 
س11  
لقد عاصرتَ الكنيسة قرابة ثمانية عقود وكنت ولازالت كاهنا فيها لفترة ستة عقود. فرضا تم اقامت مجمع مسكوني جديد.  وكنت احد المدعويين له. ما هي الاقتراحات او القرارات تقدمها بغرض  حصول تجديد في الكنيسة كي تواكب العصر، كي تستطيع تقنع المؤمنين في هذا العصر؟ ما هي الخطوات التي كنت تتخذها لمجابهة المشاكل الفكرية والعقائدية والاجتماعية في هذا العصر؟

الجواب:
أجل، لقد عاصرتُ الكنيسة سنوات طويلة ، وعشت بعض مشاكلها منذ أن كنتُ طالباً في
  معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي ، ومازلت أعيش الكثير من معضلاتها حتى اليوم . وأحياناً رفعت صوتي مُحتجاً على بعض التصرفات الجارية في الكنيسة، فحسبوني ثائراً مُتمردا، ولم  يولوا إعتباراً كبيراً لأقوالي ومقترحاتي. نعم ، لقد اسكتوا صوتي الذي ازعج الكثيرين من الكنسيين، كما أزعج سابقاً صوت إبن زكريا وصوت يسوع الكثيرين من الكتبة والفريسين وعظماء الكهنة.  
ولو تمَ الاقتراح الذي قدّمتهُ، لكنت اقوم بدور المعارض أولاً، ثم اقوم  بحركة ترمي إلى دراسة الوضع في كنيستي، بدءاً من رؤسائها حتى اصغرالمؤمنين فيها. كلنا نحتاج إلى إصلاح وتغيير وإهتداء جذري ، كفانا من الرياء والكبرياء والمغالطات،  كنيستنا اليوم بأمس الحاجة إلى رعاة صالحين مُتجردين ومتواضعين لا يتوخون سوى الخير والعطاء في كل شيء.
 
س12  
العولمة جعلت العالم قرية صغيرة، وكل شيء ينتقل بسرعة البرق الى مسامع الناس، فهناك عدة صراعات فيه، صراع سياسي- اقتصادي، صراع حضاري بين الشرق و الغرب، صراع بين الاديان وكذلك بين المتدينين والوثنيين الجدد. كيف ستكون النهاية بعد خمسين سنة او مئة سنة؟

الجواب:
     أن مشكلة العولمة والصراعات الفكرية الدائرة الآن في العالم معَ الكنيسة ، لا أحد ينكر
     الدمار التي تسببه في الكنيسة . ولكن ألاَحَظ بمزيد من الاسى والاسف ان الكنيسة تلوء
     بالصمـت وتعيش في نوع من الطمانينة الزائفة. ياناس ! بيتنا يحترق، ونحن نقف
    أمامه متفرجين ومستعذبين اشعة النيران بدون أن نحاول إخماد هذا الحريق الذي لا يبقي
    ولا بذر. لماذا لانتحرك وكأن الأمر لايعنينا... وكيف تكون النهاية ؟ الله أعلم ! إنما
    علينا أن نعيش حاضرنا ونهىء مستقبلنا تحت أنظار أبينا السماوي .
 
 
 
س13  
بعض القضايا اللاهوتية العقائدية  اتخذت قبل 17 قرنا في مجمع نقية وافسس وقسطنطينة الاول والثاني باختصار الانقسام الكبير حدث في الكنيسة في القرون الستة الاولى او في المجامع  المسكونية الستة الاولى. الا تعتقد حان الوقت ان يحصل بعض التجديد عليها، لان فكر الانسان ووعيه وثقافته او معرفته اليوم تختلف عن  التي كانت قبل عشرة او خمسة عشرة قرنا في الماضي.

الجواب:
     بالتأكيد لقد تغيرت افكار الناس ومفاهيمهم منذ قرون عديدة. وأظن أن إنسان
     اليوم لا يوافق على العديد من المطروحات التي أدت إلى إنشقاقات في كنيسة
     المسيح. وتعلم أن اسباب الانشقاقات عديدة ، منها لاهوتية عقائدية وغيرها
    إجتماعية ،واخرى شخصية، واخرى ناجمة من كبرياء الأنسان وتمسكه بالكراسي
    والمناصب، في حين أن توجيهات المسيح صريحة واضحة ، السلطة خدمة
    مُتواضعة !
 
س14  
ما العمل الذي كنت تتمنى ان تنجزه ولم تستطيع لحد الان ؟ وما العمل الكنيسي الذي أُنجِز من قبل غيرك  كنت تتمنى ان تكون مشاركاُ في اتمامه؟

الجواب:
     سؤال محرج ! في أكثر الامور التي كنتُ أتمنى تحقيقها ، ولم يتسنّ لي ذلك ، سواء    
     لإمكاناتي المحدودة أو للظروف المعاكسة التي حالت دون ذلك . ومع ذلك، فهناك أمور
     كثيرة كنتُ أتمنى القيام بها لخير الانسان ولبنيان الكنيسة . ولعل الرب يساعدني لأحقق
     شيئاً منها !.
 
س15  
  لقد درَستَ منذ الخمسينات في الدير الكهنوتي مار شمعون الصفا في الموصل واعطت مئات بل الاف المحاضرات في الاخويات والمؤسسات الثقافية والكنسية وتخرج الاف الطلاب بين يديك، هل تشعر هناك خلفاء لكم؟ بمعنى  هل تشعر هناك من يحمل راية الايمان والفكر والعمل الرسولي من بعدكم؟.

الجواب:
  أجل قد درستُ في معهد ماريوحنا الحبيب وفي معهد شمعون الصفا الكهنوتي البطريركي
     وفي غير هما من الجامعات والدورات والحلقات والدروس الدينية. وأملي أن ما زرعتـَهُ
     في نفوس المؤمنين بالتعليم والمواعظ والإرشادات لن يذهب سُدى، بل قد وقع في ارض       جيدة التي ستُثمر عاجلا ام آجلاً ثماراً وافرة لذيذة. أما أحد يكون خلفاً لي من بين الذين    
    أهتممت بتنشئتهم الدينية فهذا أمر متروك لتدبير الله .
 
 
 
س16:
من خلال المقالات الاخيرة لك في موقع عنكاوه التي شخصت فيها حال  الكنيسه ومع هذا لم يقام اي اجراء لتصحيح الاخطاء التي فيها ان كانت روحيه او كنسيه او طقسيه....الخ.
ما العمل لتخليص الكنيسه من هذه الاشياء والى متى ننتظر للاعجوبه ليحدث التغير؟

 
الجواب:
  ربما تقصد بهذه المقالات الأخيرة مانشرته مؤخراً في الكراستين
1- كنيستي الى أين؟
2- كنيستي إلى متى ؟
وحملتُ الكراستين مجمل أفكاري وامنياتي ، ووجهت كلماتي بكل صراحة  وواقعية إلى جميع فئات المؤمنين وناشدتهم أن يكونوا عناصر خير ومحبة في كنيسة المسيح.  وإذا كنا نسير حقا تحت إرشاد الروح القدس ، فهو سيُلهمنا الصبر والاستمرارية . ويعرف الساعة التي فيها تتحقق هذه الامور.
 
س17-  كيف انتهى بك الدهر  في السويد؟  هل بسبب عدم اهتمام السلطه الكنيسة في الاعتناء بك، اهكذا يعامل خدام الكنيسه وكهنتها؟
 
الجواب:
أنا الآن في السويد منذ منتصف حزيران سنة 2010، واسكن في بيت ابن أختي هاني حنا
     منصور في العاصمة ستوكهولم .
 
•        قضيت الفترة الأولى من حياتي في قرية فيشخابور(العراق) مسقط رأسي.
•        أمضيت الفترة الثانية(1940-1951) في معهد ماريوحنا الحبيب الكهنوتي في الموصل.
•        قمتُ بالخدمة الكهنوتية في قرى السليفاني (زاخو) .
•        أستدعيتُ للتدريس في معهد مايوحنا الحبيب(1955-1973) .
•        أمضيتُ سنتين في دير راهبات الكلدان في الزعفرانية .
•        إنتميتُ إلى الرهبنة الكرملية (1976-1990).
•        إنتميت إلى الرهبنة الكلدانية (1990-1994) .
•        خوري رعية سلطانة الوردية المقدسة في الكرادة(بغداد)(1994-2000) .
•        مُتقاعد في دير القديسة حنه لراهبات بنات مريم الكلدانيات في الكرادة داخل. وهنا أسجل
شكري الاخوي العميق لأخواتي الراهبات اللواتي قدّمن لي خدمة أخوية لايمكنني أن انساها فصلواتي ومحبتي وشكري لـَهُنّ جميعا .
•        ومنذ خدمتي في كنيسة سلطانة الوردية المقدسة، اجريَت لي عمليات متلاحقة بلغ عددها
14 عملية جراحية: فتقات متتالية ، عمليات عيون، المرارة، بروستات...الخ وكانت العملية
الأخيرة ( فتق مخنوق ) خطرة جدا دعت الى عملية جراحية فورية في مستشفى سان
رفائيل. إضطررت بعد هذه العملية إلى ترك بغداد وذهبت إلى كركوك وامضيت هناك نحوَ 18 شهراً، ثم أمضيت فترة قصيرة في عينكاوه ضيفاً في معهد شمعون الصفا الكهنوتي.
ونزولاً عند إلحاح إبن أختي سافرت إلى السويد ، حيث حصلت بسهولة على الإقامة وعلى جميع الحقوق الواجبة للمهاجرين. وأنا هنا أكمل صلواتي اليومية مع القداس اليومي في غرفتي ، واقضي النهار في القراءة والترجمة أما في ايام الأحاد والأعياد فأقيم القداس في أحد الكنائس التابعة للكلدان: سودرتاليا،  شاوهولمن ،  الخ ......
وأنا بإنتظار اليوم الذي فيه يُناديني الرب لآشترك في الوليمة الأبدية !
 
 
   
 
س18  
هل من كلمة اخيرة لطلابك وابنائك وقراءك واخوانك الكهنة والمؤمنين

الجواب:
    إن كان لي كلمة أخيرة أقولها لأخوتي الكهنة ولأصدقائي وقرائي الأحباء فهي أن  يواصلوامسيرتهم رغم السلبيات التي يلاحظونها في العالم وفي كنيستهم ، وألا يكتفوا بالأنتقادات الهدامة بل يسعى كل منهم من موقعهُ أن يكون عنصراً فعالاً للخير ولنش


شكر خاص للاخ فريد عبد الاحد الذي شارك في اعداد هذه الللقاء

340
مقابلة مع البروفيسور افرام عيسى يوسف

التاريخ  18 اذار 2011
اجرى المقابلة  يوحنا بيداويد




البروفيسور افرام عيسى في اربيل عاصمة اقليم كردستان

سؤال:
هل لنا ان نعرف شيئا عن السيرة  الذاتية لبروفيسور افرام عيسى؟
أنا من قرية سناط ، ولدتُ في هذه القرية الجميلة سنة 1944،  تقع قرية سناط  في  قضاء زاخو التابعة جغرافيا الان الى محافظة دهوك . لهذه القرية مكانة  في تاريخ المحلي ،  لقد كانت تابعة للدولة العثمانية، وفي سنة 1924م،  اضطر اهالي هذه القرية مع القرى المجاورة الاخرى مثل بلون وامرا دمارسورريشو وامرا دشيش ويردا وغيرها  إلى النزوح إلى مدينة زاخو بسبب مشكلة رسم الحدود بين العراق وتركيا الجديدة. بقوا هناك ينتظرون اكثر من سنة  لحين  عام 1926 ، في تلك السنة، تمّ إلحاق ولاية الموصل بالدولة العراقية وتمّ رسم الحدود. وهكذا وقعت سناط داخل حدود العراقية اما القرى الاخرى مثل  بلون وامرا مار دسوريشو وبيجون ومركا وقعت في الأراضي التركية . فلم  يرغب سكان تلك القرى العودة إلى تركيا.
      بعد أن أصبحتْ سناط تحت إدارة الدولة العراقية، تم تعيين  بعض الشرطة العراقية في المخفر الحدودي هناك.
     فتحت أول مدرسة فيها سنة 1931، فكانت المدرسة الرابعة في قضاء زاخو. وبدا اهالي القرية يرسلون أولادهم إليها ليتعلموا القراء والكتابة. أنا احد أبناء القرية الذي دخل المدرسة سنة 1951،وكان احد أساتذتي سعيد شامايا الموجود حاليا في أربيل. درستُ في  مدرسة سناط الابتدائية وبعدها توجهت لتكميل الدراسات العليا الى الموصل عند اباء الدومنيكان. تركت البلد 1974 وتوجهت الى فرنسا، فدخلت جامعة نيس سنة 1974، ودرست فيها إلى 1980، لحين إكمال دراساتي العليا وحصولي على شهادة دكتوراه سنة 1980 في الحضارات القديمة، وشهادة دكتوراه أيضا في الفلسفة من جامعة تولوز . فهذا موجز عن فترة دراستي في فرنسا قبل رجوعي إلى
الوطن.


 
 

البروفيسور افرام عيسى في الموصل عند اباء
الدومنيكان عندما كان في الثالثة عشر من العمر


سؤال:
متى رجعت الى العراق ومن ثم عدت الى فرنسا ثانية؟

بعد  تخرجي  1980 رجعت الى العراق ، بعد وصولي بفترة زمنية قصيرة بدأت الحرب العراقية الإيرانية،  وجدتُ ان حكومة البلد في حينها لا تساعد على ممارسة اختصاصي  ووجدتها عنيفة في ممارساتها. عدت الى فرنسا مرة اخرى1981 وذهبت مباشرة الى تولوز، وانخرطت في سلك التعليم في جامعة تولوز، للتدريس  تاريخ الحضارات وأيضا  القيام بإلقاء بعض الدروس في تاريخ فلاسفة القرون الوسطى.


سؤال:
ماهي اهم مراكز الثقافية عملت معها ؟ بعد تخرجك من جامعة نيس وتعينت في جامعة تولوز.

 بعد ان عدت الى فرنسا ،  وبسبب علاقاتي الجيدة مع  بعض أساتذة جامعة تولوز التي تقع في جنوب فرنسا ،  طلبوا مني ان أقوم بتدريس تاريخ الفلسفة بالأخص عن فلسفة القرون الوسطى التي كانت قريبة من اختصاصي، لان اطروحتي  كانت عن " فكرة الانسان عند ابي حامد الغزالي"  فقمت بتدريس منهج وفكر  فلاسفة العرب  مثل الكندي و ابن سيناء والفارابي وابن طفيل وابن باجة وغيرهم .  بقيت ان ادرس في جامعة تولوز الى سنة 1991.

 

البروفيسور افرام عيسى طالبا  في باريس سنة 1974


خلال هذه الفترة ساهمت في تأسيس "معهد للدراسات الإفريقية" في مدينة تولوز ، لأنه كانت هناك جالية عربية كبيرة في جنوب فرنسا من المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا. كان قد   طلب مني المعهد الكاثوليكي بان افتح لهم مركزا خاصا لتدريس اللغة العربية،   ففتحت لهم مركزا لتعليم اللغة العربية لأربعة مراحل،. كان الهدف الرئيسي هو أن يتعلم الجيل الثاني والثالث من العرب  لغتهم ،  لكن في الواقع كانت غالبية الطلاب  الذين يحضرون  في هذا المركز هم من الفرنسيين الذين يعملون في الدول العربية والشرق الأوسط.
      كان نشاطي في تلك الفترة مركزا على التدريس  في الجامعة او في المركز الثقافي الإفريقي.
عام 1991  تحولت الى باريس لاقوم بتدريس مواضيع فلسفية وحضارية متعددة.

سؤال:
دكتور انت الان في باريس ماهو المشروع الذي انت مشرف عليه هناك؟ ما هو اسم المؤسسة  التي تديرها هناك او المؤسسة التي تعمل فيها؟

حينما قدمتُ  مخطوطة كتابي ( عطور الصبا في سناط )  عام 1992  إلى دار النشر لارماتان L’Harmattan في باريس، وجدت بأن المسؤولين  أحبوا نشر هذا الكتاب ، لأنه كان  يتكلم عن الحياة اليومية في  قرية مسيحية من بلاد الرافدين ، فوجدتُ هناك اهتمام بهذا الموضوع من التأليف أي معرفة تراثنا وتاريخنا. لهذا وجدت من الأفضل الانتقال الى باريس والاستقرار فيها، لان البقاء فقط في حقل التعليم في الجامعات الفرنسية ، يجعلك في مستوى واحد دون تغير. فشعرت بالحاجة لبدء بانطلاقة جديدة في حقل التأليف و النشر، لهذا سكنت في باريس. وبدأت  في الفترة الأولى بإلقاء  بعض الدروس في جامعة "نانتير" الفرنسية التابعة لجامعة "سوربون" وفي بعض الجامعات الأخرى.
  بعد فترة  زمنية بدأتُ انشر كتاب الثاني ( بلاد الرافدين جنة الأيام الخوالي)، طلبت مني دار النشر لارماتان (إنه ألان ثاني كبريات دار نشر في فرنسا )،  أن أكون احد  مدراء أقسامها الشرقية وتم ذلك قبل 16 سنة.  لا ينشر هذه الدار قصصا أو روايات وإنما كل ما يخص العلوم،  سواء كانت علوم  تاريخية  أو حضارية أو علوم إنسانية أو تطبيقية.  يهتم  هذا الدار بنشر كتب تتطرق الى مادة الدراسات الشرقية أو العلوم العربية او الفن الإسلامي.
   لما بدأتُ بالعمل هناك قبل 16 سنة كان الدار ينشر حوالي 400 كتاب في مختلف الحقول، اما ألان فإننا  ننشر سنويا حوالي 1200 كتاب و 70 مجلة. لهذا يمكن اعتباره ، دار النشر الأول في باريس  فهو دار ضخم  وكبير فعلا .  مسؤوليتي  في هذه الدار هي بعد أن يمر الكتاب بالقراءة الأولى والثانية يصل عند المدير القسم لكي يقّر بقبول نشره أو رفضه، فهذه مسؤوليتي هي ان اوافق او ارفض ان ينشر هذا الكتاب بعد دراسته جيدا.  

 
البروفيسور افرام عيسى في قرية دشتتخ العائدة للسناطيين مؤخرا

سؤال:
دكتور افرام هل 1200 كتاب، هل كلها عن الحضارات الشرقية والعربية ام عن جميع الحضارات؟  

1200 كتاب يشمل كل ما يدور في فلك النشر وفي كل حقول المعرفة. اما عن الكتب التي تنشر عن الشرق والعالم العربي او دول الاسلامية في هذا الدار، إنها تتراوح بين 100-200 كتاب سنويا. عندما أقول بان الدار ينشر 1200 كتاب في السنة، هذا لا يعني  بان كل ما يقدم لنا يُنشر، علما بأنه سنويا  21000 الف مخطوطة تُقدم للدار لنشرها، لكن 1200 كتاب فقط يتم الموافقة على نشرها او تكون صالحة للنشر.

سؤال:
من المعلوم انت تكتب وتتقن عدة لغات ولكن اكثر ما كتبته هو باللغة الفرنسية و ليس العربية؟ لماذا اخترت الكتابة للمتحدثين بالفرنسية بالذات؟ وماهو الموضوع الاهم الذي نقلته لهم؟

اخترت الكتابة باللغة الفرنسية لعدة أسباب، أولا لاني أتقن اللغة الفرنسية، أتقن مفرداتها وتعابيرها. لقد درست عند الآباء والدومنيكان في الموصل وكانت باللغة الفرنسية، لكن هذا لا يعني اني لا اكتب بعض الاشياء  باللغة العربية وباللغات الأخرى.
  السبب الثاني هو كثرة المصادر المتوفرة في اللغة الفرنسية، لان غالبية المصادر الموجودة عن حضارتنا وتراثنا والتي لها علاقة بالمواضيع التي اكتب عنها، هي باللغة الفرنسية وهذه فائدة كبرى للتأليف .
  السبب الثالث ايضا  حينما ألفّ كتابا باللغة الفرنسية، انا متأكد بان كتابي سوف ينشر ويُوزع و يُقرأ، هذا  يعني بان الكتاب يُباع. مثلا لو نشرتَ كتابا عند إحدى دور النشر الفرنسية ولم يتمّ بيع إلا نسخا قليلة، فأنت تشعر بالفشل، ولن تتجاسر الى التأليف ونشر كتاب اخر. بالنسبة لي منذ كتاب الأول "عطور الصبا في سناط " لقي إقبالا حسنا  ، وأصبحت لي ثقة بنفسي وقناعة بان كل كتاب انشره باللغة الفرنسة لدي قراء سوف يقرؤونه ويشترونه.
  هناك أسباب أخرى، الكتب المنشورة باللغة العربية لا يباع منها إلا بأعداد قليلة،  ونحن نعرف كمية المبيعات باللغة العربية عند دور النشر سواء كانت لبنانية أو مصرية أو عراقية قليلة.  القارئ العربي لا يقرا ولا يشتري الكتاب إلا بأعداد قليلة. هذه احدى مأساة المجتمع الشرقي ، وهذه الأمور تخلق إحباطا في  المجتمعات الشرقية والعربية،  لهذا انا افضل الكتابة باللغة الفرنسية لان لدي قُراء في اللغة الفرنسية .

 

سؤال:
يعني تحاول نقل شيئا ما عدنا من الحضارة ومن التراث، اي عن تاريخ  وتراث حضارتنا حتى يطلعون عليه ويكتشفونه؟

طبعا اكتشفتُ، منذ ما بدأت ادرّس او اكتب باللغة الفرنسية، أن الفرنكوفونيين يعني الشعوب التي تقرأ  وتتكلم اللغة الفرنسية ما عدا الفرنسيين، لم يقرأوا إلا شيئا  قليلا عنا ومن مؤلفات كتب  الغربيين، ، فليس  لهم عاطفة أو إحساس  مثل ما لنا بخصوص تراثنا.  فأردتُ أن أتكلم واكتب  عن حضارتنا  وعن تراثنا وعن تاريخنا، باسلوبهم الأكاديمي والفكري، لكن بإحساسنا وعواطفنا وشعورنا   ومحبتنا.  صراحة لاحظت هناك اقبال على كتبي،  لاني  ارى ان القاريء الفرنسي أو الغربي يكتشف شيئا آخر ، وهناك إحساس آخر،  ونكهة جديدة تنبع من المادة المقدمة بصورة جديدة و بطبق من غذاء لذيذ . ولهذا اكتب باللغة الفرنسية لكي يطلّعوا على تراثنا و حضارتنا بمنظورنا الشرقي.
واكتشفت أيضا بان  حضارتنا لها مراحل  وطبقات عديدة ، ليس هناك فقط حضارات بلاد الرافدين القديمة وإنما هناك أيضا حضارتنا السريانية، لقد كانت معروفة بصورة جزئية في الغرب. لهذا  شعرت بأنه من واجبي كأحد  أبناء بلاد الرافدين وسليل الثقافة السريانية أن أحاول بقدر استطاعتي أن انشر و اكتب عن هذا التراث للمجتمع الغربي ، وبلغته الغربية .


سؤال:نبية
سناط ، وادي الرافدين ، العراق ، كردستان ، والفلاسفة والمترجمون السريان، أسماء كبيرة حاضرة دائما في عناوين كتبك. هل الشعور بالغربة والحنين الى الوطن، ام الظلم والحيف الذي عاناه  هذا الشعب المسكين على مر العصور جعلك ان تهتم بها؟  يعني  هل انك كتبت بسبب ما عانوه، ام لأنك  كاتب وباحث ووجدت ان المجتمع الفرنسي يعجبه الاطلاع على هذه الحضارة فكتبت عنها؟ او ما هو الدافع لك للكتابة عن  موضوع حضارة وادي الرافدين ؟

الحقيقة، عندما تريد ان تكتب، يجب ان يكون لك شيء تحبه  لكي تستطيع أن تكتب عنه. حينما بدات اكتب عن حضارة بلاد الرافدين، كان السبب الرئيسي محبة هذا الموضوع ، لهذا كتبت في هذا الحقل. ولماذا كتبتُ كتابي الأول عن قريتي سناط ؟.  حينما بلغني خبر  سنة 1976 بانه تم هدم 182 قرية آشورية كلدانية سريانية في شمال العراق، قررت الكتابة عن  قرية سناط كنموذج لكل للقرى التي هدمتْ وحطمتْ، لكي  تبقى خالدة مع مثيلاتها، على الأقل في الكتب وفي   الأدب .
 وأيضا كتبت عن حضارة وادي الرافدين،  لأنها حضارة مهملة من قبل الآخرين، ففكرت بانه من الضروري ان اكتب عنها وأبين بأنها ليست فقط حضارة أهالي بلاد الرافدين وإنما هي حضارة الإنسانية وعلى كل العالم  أن يهتم بها ويحافظ عليها  .

وحينما كتبت عن  والفلاسفة السريان والتواريخ السريانية  وجدت ان شعبنا غير معروف ومتروك ومهمل ،وربما هو في مرحلة الانقراض  والى طوي صفحة وجوده وتاريخه.  فأردت ان اكتب بأننا موجودون، ونحن باقون رغم كل المصائب ،لقد  حمل آباؤنا شعلة الحرية والعلوم والتاريخ . أهمية الشعوب ليس في عددها أو بالملايين التي تكونها.  بل في نوعية الخدمة التي قدمتها للبشرية. على الرغم من قلة عدد شعبنا أي ما يقارب بمليونين ، لكن تاريخنا حافل بالإنتاج الفكري والثقافي.
لدينا الكثير من المفكرين والفلاسفة والمؤرخين والشعراء والمترجمين،  فنحن فخورين بانتاج أجدادنا  في جميع حقول المعرفة.  لذا لا نخف من قلة عددنا. أبدعنا في للأجيال السابقة، ويجب أن نبدع للأجيال اللاحقة.  قليلة هي الشعوب التي خلّفتْ ما خلفه ابائنا . الان لدينا  15 الف مخطوطة خلفها آبائنا وأجدادنا، أنها موجودة الآن في المتاحف الغربية والشرقية ، قليل من الشعوب خلفت 15 ألف مخطوطة في كافة العلوم . هذا الكم الكبير من التراث و الارث هو لا فقط لنا بل للبشرية جمعاء.

سؤال:
شعبنا اليوم مبتلي باربع هويات  متداخلة ولا يستطيع اي واحد ان ينكر اية واحدة  منها ( الكلدان والاشوريين والسريان و احيانا الاراميون).  كيف يستطيع هذا الشعب ان ينسلخ من ماضيه ويحقق  ما يشبه بطفرة وراثية ، ويقرر ان يكون له هوية جديدة ويستمر في وجوده حاضرا وقويا كما كان في الماضي ؟.  بكلمة اخرى كيف يمكن  ان نُكَوِن لنا هوية جديدة مع الحفاظ على جوهر الهويات القديمة؟

  كل شعوب  العالم لها مشاكلها، المشكلة بالنسبة لنا هي التسميات، هذه التسميات هي وليدة التاريخ والماضي الغابر، لكن يجب أن لا تكون عائقا من وحدة شعبنا، وعلينا بان نشعر بأننا شجرة واحدة ، ولهذه الشجرة أغضان متعددة،  ولكنها هي  شجرة واحدة ، لأننا قوم واحد. هذه الأسماء أتت على مراحل من تاريخنا و هي أيضا أسماء لكنائس متعددة  وطوائف، لنعتبرها غنى وليست موانع أو عقبات أمام وحدة هذا الشعب.
اجل، إننا شعب واحد،  لأن تاريخنا واحد، ولغتنا واحدة، وتراثنا واحد ،وجغرافية الأرض التي نعيش فيها هي واحدة، وهناك عنصر اخر مهم هو الديانة ، حتى ديانتا واحدة هي المسيحية. فهذه العناصر  الخمسة الموجودة  في هذا الشعب تبرز وتشير وتبرهن بأننا شعب واحد ، هذا الأركان الخمسة  ليست موجودة  عند اي شعب اخر  بتلك القوة .
إن هذه التسميات، هي تسميات تاريخينا الماضي واتت في إطار زمني، ما هو المانع  بان يجتمع الرؤساء الكنسيون والأحزاب والمفكرون وقادة المنظمات المنية ويتم اختيار اسم واحد لنا. مثلا ماهو المانع من  أن نختار كلمة "سورايي"، والجميع يستخدم كلمة سورايي ، فالجميع يقبل بكلمة سورايي، وانا متأكد اذا استخدمنا كلمة سورايي لمدة  سنتين  ستصبح كلمة رسمية و تدخل في الإعلام العربي والكردي والغربي. أو اختيار تسمية "بيث نهرايي" (مثل الأقباط  "قبطايي" اي المصر القديم) . ما هو المانع من ان يقرّ أبناء شعبنا  استخدام كلمة بيث نهرايي (الرافديين) ، اذا استخدمناه سنة او سنتين سوف تصبح تسمية عادية،  فإذن الإرادة هي التي تنقصنا،  فإذا  أكدنا واخترنا اسما معينا نكون قد قمنا بحل مشكلة كبيرة وهذا شيء ممكن وليس بعسير. أما إذا كل واحد يجر يمينا ويسارا  ولدية مواقف او اهداف مختلفة او غايات سياسية ومصالح دينية  خاصة به، فلن يكن هناك حل. انأ متأكد  بان هذا الشيء سيحصل  يوما ما قريبا او بعيدا، لان التسمية مهمة،  وحينما تصبح التسمية موحدة، لا توجد مشكلة،  كل من ينظر إلى التاريخ  يعرف  بأننا  شعب واحد وقوم واحد في الماضي والحاضر .

سؤال:  
المسيحيون اجبروا خلال عشرين السنة الاخيرة على الهجرة القسرية. كيف تقرا المستقبل لهم ؟ هل سيضيعون بين الامم والقوميات او الشعوب التي يعيشون بينها؟  ام سوف يعودون الى الوطن يوما ما ويحققون وجودهم ليحصلوا على حقوقهم الانسانية كغيرهم من القوميات الموجودة في وادي الرافدين.
الهجرة هي احدى المشاكل الرئيسية الموجودة لدى كل الشعوب المنطقة،  لانها تعيش في الفقر و الحكم الاستبدادي.  الأسباب: هي وجود العنف والتعصب الديني ونقص الحريات.
 قسم كبير من شعبناها هاجر. أكثر من نصف مليون من شعبنا موجود في المهجر، وهذا عدد كبير.  هناك قسم منهم انخرط وانصهر في المجتمعات الغربية وهناك شريحة معينة لازالت محافظة  و تحاول الحفاظ على حضارتنا وتراثنا وهويتنا. لأنه هناك فرصة كبيرة أمام هذه الشريحة، بسبب أجواء الحرية الموجودة، لكي تهتم وتبحث وتحافظ على هذا التراث. ليكن وجودنا في  دول المهجر فرصة سانحة لبناء مؤسسات ثقافية ، و حضارية وتعليمة ، فرصة لتأسيس معاهد ومكتبات كي نحافط على تراثنا. وفي المستقبل إذا ازدهرت الحرية وحقوق الإنسان  سيعود  قسم الى وطنهم الام ويؤسسون مجتمعات  حضارية ثقافية او مؤسسات قومية   وهذه امنيتنا كلنا، ولكن هل ستسمح الشعوب الاكثر عددا في العراق أن نمارس حريتنا وحقوقنا وهذا هو السؤال الكبير؟
 الان يجب ان نبني مؤسسات سواء كانت في الوطن أو في المهجر رغم قسوة الزمن، لا نحلم بان الديمقراطية والرفاهية ستحل قريبا في بلداننا، وحينذاك نرجع مسرورين.


سؤال:
من المعلوم لك اهتمام كبير بالفكر والفلسفة.  في عصرنا عصر  الحداثة والعولمة  اصبحت المعرفة نفسها مشكلة ، فمن جانب  نرى ان المعرفة  اصبحت  مسطحة ممتدة افقيا، ابتعدت حقولها  بعضها عن البعض، او استقالة بعض اجزاءها من بضعها وكأنها منفصلة  بسبب كثرة الحقول التي ظهرت لها.
 ومن جانب الاخر نرى ان المعرفة  في اي حقل اوعن اي موضوع معين يحتاج الى المعرفة الى بقية العلوم القريبة منه  لكي تتم  عملية اكتمال الصورة الصحيحة عنه.  يعني  المعرفة تسير  في اتجاهين متعاكسين متعارضين ، من جانب  هناك توسع وتمدد ، ومن جانب اخر يزداد الارتباط بنقطة المركز.
فالسؤال  هو هل فعلا المعرفة اليوم اصبحت مشكلة بسبب اللااستقراية رافقت او نتجت بسبب  توسعها؟
مثلا  قانون معين بعد سنتين او ثلاث سنوات يحدث تجديد له  بعد عشرة سنوات يسير تجديد اخر له مرة اخرى وهكذا او حتى في المباديء العامة والقيم  حتى في مجال الطب  وغيرهم .
يعني هل  اللااستقراية الموجودة  في المعرفة  هي مشكلة لنا في هذا العصر؟.


صراحة،  ان المشكلة ليست من المعرفة وإنما من الجهل،انه مشكلة المشاكل.  لان المعرفة تفتح آفاقا وأبوابا موصدة، تفتح مجالات غير معروفة وتنور. فالمعرفة هي الان في طور التوسع،  لنلاحظ مثلا  علومنا قبل مئة سنة ؟ كانت معرفتنا عن الكون وعلوم الحياة البيولوجية محددة، بينما  الان أصبحت معرفة الإنسان  واسعة وعميقة،  بدأنا نعرف قسما هاما من الكون ونفهم الإنسان بصورة أعمق و نشخص علاقاته الاجتماعية  بصورة ادق.
مشكلة الإنسان  لم تأتي من المعرفة أو من ازدهارها إنما من غزو الجهل، لان الذين يهتمون بالمعرفة والعمل في تطويها  هم شريحة معينة، و الناس الذين يرغبون بالبحث عن المعرفة والعلم هي شريحة صغيرة  ، اما الشريحة الاكبر  الموجودة  مثلا في امريكا والغرب هي شريحة  الجهلة. اضرب لك مثلا، هل تعرف  أين يصرف الفرنسيون  ثلاثين مليار يورو في السنة الواحدة؟ يتم صرفها لدى فتاحي الفال و العرّافيين وقراء  أبراج النجوم  والكف، يعني تصرف في الخزعبلات  التي هي  امور غير علمية ،  الناس يركضون وراء  ما هو خرافي وغير علمي .
ألان الخطر الأكبر في الغرب والشرق ليس من العلوم وإنما من الجهل  والغيبيات. قراءة النجوم والكف والفنجان وفتح الفال، إنها مزدهر. فنحن يجب أن لا نخف من العلوم ابدا،  وإنما نخاف من الجهل و الظلامية . كل الماسي والمصائب ،خاصة في الشرق،  لم تخرج من المعرفة او من الحكمة وإنما خرجت من الجهل  ومن بعض الحركات الدينية المتطرفة والعنيفة .

سؤال:
لحظة دكتور،ألا تلاحظ هناك مشكلة في سرعة تغير الانجازات، اعني سرعة  تغير في  المعرفة او تغير الانجازات بحيث عقل الانسان المحدود لا يستطيع ان  يواكبها، ان تشخيصك للجهل كسبب للمشاكل هو صحيح جدا ولكن  ربما المشكلة هي في كثرة الانجازات وسرعة طورها، حيث هناك سرعة كبيرة في الابداعات واختراعات والانجازات بحيث عملت فيضان كبير، تجعل من الصعب على  العقل الانسان ان يهضمها او يفهمها فلا يقبلها العقل بسهولة، لان هناك معلومات كثيرة وضعت امامه.

إن التطور هو بالأخص في مجال التكنولوجي،  يعني في وسائل النقل والانترنيت والكومبيوتر، كلها وسائل للاتصال بين البشر، وأحيانا تسبب حرجا لأنه بعد سنتين من شراء كومبيوتر نرى ظهور كومبيوترات جديدة  أو أجهزة حديثة بحيث لا نستطيع مواكبة  الحداثة الصناعية .
لكننا نريد التطور الذي يجري في الإنسان نفسه. نتمنى بان يتطور الإنسان ويصبح أكثر روحانيا ومثاليا، أي تتعاظم إنسانيته ، فيصبح عادلا أكثر ، مستقيماً أكثر ، نزيها أكثر . فالتطور الذي يحدث  الان هو في المكننة وليس في القيم و الاخلاق والانسانية .
نلاحظ ان الانسان هو هو منذ اجيال ، لم تتطور إنسانيته أكثر، لكن الوسائل التي تطورت، سواء ان كانت عسكرية او تكنولوجية او مادية.


سؤال:
الفكر الميتافريقي، الماورائي  اصبح هامشيأ بعيداً عن الانظار ، بعيداًعن حديث المجالس ، عن الاهتمام  بعدما اشغل فكر الفلاسفة واللاهوتيين والانبياء والمصلحين فترة طويلة. ما هو السبب في ذلك ؟  هل لازال  الجانب الاخلاقي هو الجانب الاهم الباقي منه؟ ما هو تعليق، ماهو ردك على هذا الموضوع؟

ليس  الجانب الأخلاقي هو الباقي والأهم ، لكن هناك جوانب عديدة ما زالت موجودة .
  من ناحية  الدراسات الميتافيزيقيه، في كل الجامعات  بالأخص الجامعات المسيحية، يُدرس  هذا القسم الهام ،لان قسم الدراسات الميتافيزيقية أو ما وراء الطبيعة  يُعتبر في خدمة الفكر المسيحي.  

اما في الجامعات المدنية الحديثة سارت دراستها في اتجاه آخر، إنها مهتمة أكثر بموضوع الوجود، وعن كيفية المعرفة. ما هو الوجود ومكوناته؟ وما هي طريقة البلوغ الى المعرفة؟ وتتطرق إلى موضوع حرية الإنسان وقدره. فصارت اهتماماتها أكثر باتجاه  الوجود. في  بعض الجامعات الغربية، أدخلت الميتافيزيقية في مادة الرياضيات الحديثة ففتحت ابوابا اخرى جديدة.
أملنا بان يكون الخطاب الأخلاقي، المادة الأساسية عند الفلاسفة، لان الدراسات الفلسفية والميتافيزيقة أعطت للاخلاق دورا مهما، بغية  حماية المجتمع  والعيش المشترك.

لان الإنسان يعيش في مجتمع والمجتمع بحاجة إلى أسس وأنظمة وقيم سامية حتى يشترك في حياته مع الآخرين  بمبادئ معينة. فالاخلاق هي التي تقوم بتنظيم هذه العلاقات.  لكن مع الأسف  الشديد، علم الأخلاق أصبح مهمشا لدى بغض رجال الفكر والسياسة .  الناس  يريدون العيش في مجتمع حديث  بحرية  وبدون قيود . كل المجتمعات بحاجة إلى فلسفة الأخلاق وإننا بحاجة ماسة إليها أكثر من أي وقت آخر.



سؤال:
د كتور  بالنسبة الى القيمة التي يعطيها الانسان الان لمباديء او تعاليم الدينية او علاقة الانسان بمباديء الدينية في اي ديانة  في اي مجتمع،  أليست هذه العلاقة هي اضعف من اي وقت سابق؟ اليس هذا هو احد الاسباب لانحلال الخلقي الموجود في المجتمعات؟

نعم ، بالأخص  في المجتمعات الغربية .
لماذا ؟ كما تعلم في الغرب ، كان هناك تزمت ديني عقائدي لاجيال طويلة، نتيجة الصراعات والجدالات بين الكنائس.  كانت الكنيسة أحيانا تغذي هذا التزمت، لذا كان التطور والانفتاح ضعيفين، وبمرور الزمن حدث رد فعل كبير من هذا الموقف، فبدأ الناس يبتعدون عن مواقف الكنيسة خلال العقود الماضية.
أما في الشرق، كما نلاحظ  في عالم العربي و الإسلامي، العملية هي معاكسة، نجد  قسما كبير امن  الناس يسيرون باتجاه التزمت الديني ،والحركات الدينية تتحرك باتجاه الماضي  وباتجاه الأصولية. فالشرق يسير نحو التطرف، بينما الغرب يسير نحو اللامبالاة
سؤال:
د كتور لنضع سؤال اخر مهم الان ، ان الغرب يتهرب من الاخلاق والمسؤولية والقيم الدينية  بحجة الحرية او تحديد الحرية التي يعتقد لا يوجد ضرورة لها ، بينما الشرق يحب التعصب ويعيش في الماضي،  في حالة اسقاطية، يعيش دائما في ما انجزوه ابطال الماضي او ما عمله السابقون لهم من انبياء او حكماء او ابطال الحروب او سلاطين او قادة او شعراء ....الخ ؟
هنا نلاحظ وجود تيارين متعاكسين مريضين  كلاهما بعيدان عن الحكمة والاعتدال، برايك  ما هو طريق الاصح  للمجتمع ؟


الطريق الأصح هو الوسطية، أجل، خير الأمور أوسطها.
الانفتاح المعاصر الذي حدث نتيجة كفاح المفكرين والفلاسفة في عصر التنوير، يجب أن لا يقود الى  انهيار او انحلال في الأخلاق والقيم والمبادئ الموجودة  التي بني عليها المجتمع، وإلا ما الفائدة من تلك المكتسبات .
أما بالنسبة  للذين ينشدون بان  السعادة والمستقبل هي فقط في  التزمت او في القوانين و مباديء الماضي  الصارمة التي وضعها الأديان والأنظمة الحاكمة، فهم أيضا يسيرون في طريق التطرف، وكم كانت المآسي شديدة التي أتت من وراء هذا التعصب.

الإنسان بحاجة الى أنظمة وقواعد ومبادئ سامية، لكي ترتكز الحياة عليها و لكي تكون مثل أعمدة لبناء الحياة. هذه الاعمدة كانت موجودة في الماضي عند الإنسان، خاصة لدى فلاسفة الإغريق ، حينما تقرا كتاب "الأخلاق" لارسطو تتعجب وتشعر هناك شيء رائع  وجميل من القيم والأخلاق  والفضائل التي يتطرق إليها فيلسوفنا .


سؤال:
ان فلاسفة القرن العشرين ابتعدوا كثيرا عن مثالية هيجل وميتافيزقية افلاطون والاديان،  وتبنوا فلسفات جديدة مثل المادية والوجودية والسايكلوجية والعلوم الطبيعية، لكن فلاسفة القرن العشرين من امثال  بتراند روسيل، ولودفيغ فيتغنشتاين  وغيرهم ركزوا بصورة خاصة وغريبة على المنطق واللغة و كيفية  تفسير او تحويل الاشارة المحسوسة الى معلومة واعية وحاضرة في ذاكرة الانسان . فكأنها  كانت هي استمرارية لفلسفة عمانوئيل  كانط العقلية، ماهو السبب  في ذلك؟ مع العلم ان اكبر خطر يواجهه الانسان كما قلنا في السابق هي الازمة في  الاخلاق والقيم . لماذا توجهوا الى هذا الموضوع ولم يهتموا بالاخلاق؟

ان هؤلاء الفلاسفة كانوا في بداية القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين، يشجّعون الحركات الثورية والسياسية و يريدون تحرير الانسان من قيود الماضي سواء كانت قيود دينية او تقاليد هرمة او أنظمة سياسية مجحفة،  فأعطوا أهمية للفكر وللمنطق واللغة حتى تكون أدوات قوية ومتطورة لخدمة الإنسان . لكن أهملَ الجانب الاساسي الذي هو الأخلاق، يعني أهملت ركائز المجتمع التي  يجب ان تكون موجودة . بدأت مبادرات جديدة من قبل المفكرين لإعادة ترتيبها وتطويرها وتنظيما من جديد.
ألان نلاحظ بان بدا نوع من التغير و وتقييم الأمور مجددا ، حقيقة إني متفائل من هذه الجانب.


سؤال:
ان قضية اللغه والاهتمام بالصوت  ورموز اللغه هل يَحل معضلة الانسان؟. دائما الانسان يشعر بقلق في حياته ويسال  ماهو سبب وجوده؟ او الى اين سيذهب بعد موته؟  ماهو الغرض من الحياة على هذه الارض؟ ، يعني هذه اسئلة  كانت خالده في فكر الانسان قبل عشرة الالاف سنه او اكثر ، ولحد الان الجدال قائم عليها، لكن الفلاسفه في  100 سنه الاخيرة ركزوا بقوة وبكثافة  اغلبيتهم  على اللغه وعلى تفسير الاشاره وترميزها  لدى العقل،  انا أرى ما كان هذه حلا للمعضلات الفكرية  التي يواجهها الانسان التي نوهنا عنها في اعلاه، او لم يكونوا  قريبين على الاقل عن الحل  بالعكس نقول ابتعدوا عن مركز الموضوع الذي يبحث عنه الانسان الذي  معرفة الغرض من الوجود فماذا تقول انتَ ؟



سؤال هام، كثير من الفلاسفة المعاصرين  أخذوا نقطه معينة أو جانب من الفلسفة اليونانية أو فلسفة القرون الوسطى  او عصر النهضه وأرادوا بان  يبنوا نظرية أو فلسفه خاصة بهم. فغالبية الفلاسفة المعاصرين بنوا نظرية معينة على فكرة معينة، اكتشفوها لدى السابقين.  فطبعا تعطي الحَلّ لهذه الفكرة فقط، ولم تعط منهاجا فلسفي كاملا حتى تمنح  التوازن والحكمة للإنسان لكي يشعر الإنسان بالسمو  الفكري والروحي.
 إن خطابه ليس بخطاب فلسفي شامل،  بل خطاب معين لجانب معين . لان الخطاب الفلسفي  مبني على ثلاثة أقسام ، أولا الخطاب المنطقي  المبني على  علم المنطق وكيفية بناء الفكر بأسلوب عقلاني، وايضا الخطاب الفلسفي هو خطاب اخلاقي، وأخيرا الخطاب الفلسفي هو خطاب فيزيقي.  فهذه الجوانب الثلاثه  تجعل من الخطاب  الفلسفي متكاملا  ويعطي فكرة شامله عن الفلسفه، اي تشمل المنطق والأخلاق والوجود. اما  إذا أخذت جزءً  وتعتبره بأنه "الفلسفة" هذا ليس إلا  نقطة منها . الكثير من الفلاسفة المعاصرين  بحثوا في دراساتهم الفلسفية عن الحياة الاجتماعية او الحياة السياسية او الحياة السيكولوجية. لقد اخذوا جوانب معينة وهذه الجوانب لا تشكل فلسفة كاملة ولا منهاجا شاملا للإنسان. لهذا السبب، كثير من هؤلاء الفلاسفة  الذين ظهروا  منذ 100  عام  قلّ ألان تأثيرهم .


سؤال:
من المعلوم ان فرنسا اخرجت بعض من اعظم عباقرة التاريخ من امثال ديكارت، جان جاك روسو، فولتير، جون بول سارت ، كامو ،  بلزندال ، برغسون وغيرهم.  هل هناك بوادر ظهور مدارس فلسفية جديدة في فرنسا ؟ او ماهي المواضيع  المهمه التي تشغل فكر الفلاسفة  الفرنسيين الآن ؟

هناك حقلان، الفلسفي والعلمي. هناك بوادر جديدة في الحقل الفلسفي، إننا نعلم بان الشعوب الغربية في أوروبا وأميركا، منها ما هو مؤمن و منها ما هو غير مؤمن ، لذا  بدأت حركات فلسفية إصلاحية  من قبل المفكرين و الفلاسفة الفرنسيين لفتح آفاق جديدة ، اشهرهم: Pierre HADOT, Michel ONFRAY, André SPONVILLE, Luc FERR  . لقد بدأوا يكتبون عن الممارسات الروحية، يعني عن الحياة الروحية  التي لها علاقة بالكون  وبالأخر و بالمجتمع  وهذه الحياة الروحية  تجعل الإنسان بان يكون حكيماً ونزيها ومخلصا  وشفافا ويشع بالقيم وبالفضائل. بدأت هذه الحركة منذ 20 سنه، وقدّم هؤلاء الفلاسفة بكتاباتهم وتأليفهم غذاءً لشريحة كبيرة من المؤمنين ومن غير المؤمن.
ومن الجانب  العلمي، هالك فيلسوف فرنسي كبير فتح أبوابا واسعة وهو Edgar MORAN . كتب ونشر وعلم في كبريات الجامعات الغربية، مؤكدا على ضرورة ربط  كافة العلوم بعضها مع البعض، (كما قلنا سابقا العلوم بدأت تتوسع  وتنتشر)  حتى تخدم الإنسان. في كتابه الأخير "الطريق" ألحّ على  ربط العلوم مع بعضها  وتقديمها حتى تكون  لصلح البشر و المجتمع ، ولخدمة الانسان في حياته اليومية والسياسية .  يجب أن تكون لخدمة الإنسان بصورة عامة وليس فقط للإنسان الغربي.  
 وهكذا نستطيع القول بان فرنسا إحدى الدول الرائدة في هذين الحقلين، الفلسفي والعلمي.  


سؤال:
سؤال شخصي لك دكتور، هل لديك نظرية فلسفية خاصة بك؟  هل لديك رؤية خاصة  عن الوجود والحياة والفكر والانسان و الاديان والحضارات ومستقبل الانسانية؟  يعني هل لديك رؤيا او سوف يكون لك يعني  كتاب  او مؤلف عن رؤيتك  الخاصه ؟

طبعاً  بالنسبة لي، الفلسفة هي نهر عظيم، ننهل منها  لحياتنا الفكرية والروحية  والنفسية. نشرب من جداول هذا النهر الذي نبع وجاء من حكمة بلاد الرافدين وبعد ذلك من الفلسفة اليونانية وفلسفة عصر النهضة والعصر الحاضر، أنا تلميذ لهؤلاء الفلاسفة والمفكرين. الشيء المهم بالنسبة لي هو كيف أدير حياتي وكيف يكون كلامي مطابقا لفكري ولأعمالي. اريد ان أكون كمزارع، فحينما يشعر بأنه هناك نبتة رديئة، يقوم بقلعها، وبالعكس إذا كانت هناك نبتة جيدة يجب إن يكثر الاهتمام بها . في فكري وحياتي الشخصية ارغب أن اكون مثل هذا المزارع ، أن اقلع النبتة الرديئة و أطور الشتلة الجيدة .

وكذلك اسأل نفسي  كيف تكون حياتي وعلاقاتي مرتبطة مع إخوتي البشر. يجب أن تكون هذه العلاقة مبنية على التناغم والاعتدال وعلى الاهتمام بالآخرين.  ليس الاهتمام فقط بالمصلحة  الشخصية والانانية . وعليّ أن  أدرك بان الحياة  تكون جميله وجيده حينما اكون مع الاخرين انساناً حسنا، ويكون الآخرين سعداء معي، وذلك بتطوير ما فيهم من الإحساس الطيب ومن القيم الحميدة.

وكذلك أدرك باني جزء من هذا الكون، وان هذا الكون هو سر كبير. بدأنا نكشف ونعرف قسما منه، لكن كواكب الكون ومجراته التي تُعد بالمليار تفوق إدراكنا . نحن في عالم صغير و في كوكب صغير الذي هو جزء من الكون الكبير ومن المجرات  الهائلة ومن الأكوان  المتعددة. يجب أن نتعجب من عظمتهُ وجماله. ونندهش من قساوة الكون، لأنه هناك البراكين والعواصف والزلازل وغيرها من الكوارث وقد لاحظنا في الايام السابقه في اليابان  كيف أن زلزالا وسونامي  أديا إلى انهيار  قسم من المدن في اليابان. فالكون رائع وجميل ومخيف في نفس الوقت.  فيجب أن تكون علاقتي  متناغمة وحميمة مع نفسي و مع الاخرين ومع الكون  ، بكلمة اخرى فلسفتي في الحاية هي  كيف أعيش في التناغم مع هذه الأمور  الثلاثة.  

سؤال:
من المعلوم لديك كتب عديدة في التاريخ عن علماء السريان ( للكنائس الشرقية من الكلدان والسريان والاشوريين) وانت احد اشخصيات المهتمة والمطلعة على تاريخنا بصورة جديدة، ماهو الانجاز الفكري الاهم انجزه ابائنا اللاهوتيين على مستوى الفكر  او الانساني  يستحقون الثناء والافتخار بهم ( بمعنى فكر او نظرية اوجودها قبل غيرهم)؟
الشيء الهام الذي اكتشفته من خلال دراستي واهتمامي  في تراثنا وتاريخنا، ان ابائنا كانوا روادا في  أمور عديدة على مرّ 13 قرنا. كانوا  من الأوائل الذين فهموا أهمية تراث اليونانيين و كانوا الاوائل من الذين قاموا بترجمة معظم الفكر اليوناني الذي كان يحمل المعارف الفلسفية والطبية والطبيعية والرياضيات. اجل، قاموا بترجمة التراث الإغريقي الى اللغة السريانيه  ومن ثم الى العربيه ايضا . أما الشعوب السابقة فكانت تترجم مؤلفات قليلة إلى لغتهم الأم ، لكننا الشعب الوحيد  الذي فكر بأهمية هذا التراث وقام  بترجمة قسم كبير منه  إلى لغته السريانية وثم الى للعربية، هذا لم يحصل من قبلهم أبدا، إباؤنا هم أول من فتح هذا الطريق .

 لقد أدرك مفكرونا السابقون بان التراث اليوناني العظيم هو تراث البشرية،  علينا نتغذى منه و نقدمه  للشعوب الأخرى بالترجمات والشروح والتعليم. وكانت هذه إحدى خصائصهم  وامتيازاتهم. وايضا الشيء الذي اهتم به آبائنا هو الاهتمام  بالمدارس وبترويض العقل، فالشعوذة والأمور التي لها علاقة بالخرافة  لم تكن محببة في مجتمعاتنا.

أعطوا أيضا اهتماما كبيرا جداً لعلم المنطق، إذ ترجموا كتاب "الاوركانون" لأرسطو  إلى اللغة السريانية.  لأنهم كانوا بحاجه في مدارسهم  لتعليم طريقة التفكير للإنسان حتى يكتشف الحقيقة  ويعرف أن يميز الصواب عن الخطأ .
هذه هي الخصال الثلاثة الأساسية التي كانت ميزة لآبائنا الأجلاء وأملنا بان الجيل الحاضر والمستقبل يسلك طريقهم .

سؤال:
 دكتور  موضوع آخر،  نحن من الناحية القومية ومن ناحية شعور الانسان  الاجتماعي والقومي  او الهوية الذاتيه  كمسحين الشرق،  سواء  كانوا كلدان او اشورين والقوميات الاخرى  جميعنا انصهرنا في الكنيسه  وتبعنا اللاهوت الكنسي  الصوفي الشرقي  الخاص بحيث  كل الماضي تركناه  أو اندثر  بسبب اهمالنا او بسبب  ابتعادنا عنه لالتزامنا الجديد بالديان المسيحية  وتعاليمها ،  لكن الان  هناك شوق وهناك نهضة، هناك شعب يشعر انه بحاجه الى ماضيهِ والشعب الان واقع في محنه، فمن جانب يشعر ان الكنيسة  ضروريه اليه و من جانب الاخر يشعر ان الهويه  القوميه التاريخيه  مهمة  له فلا يوجد شعب بلا هوية،  كيف نجد طريقا  جديدا  للتعامل مع هذا الواقع  ، يعني يرجع  الانسان المسيحي  الشرقي يُحافظ  مثل اي شعب اخر على إيمانهُ وعلى هويتهُ  في نفس الوقت ؟

ندرك جيدا بان الشعب الذي يعرف تاريخها يعرف ذاته أيضا.
نحن الشعب الكلدو آشوري السرياني، لدينا مشكله خاصة  منذ اتفاقية "جالديران" بين الدولة الفارسية و الدولة العثمانية سنه 1514 م  التي أدت إلى سيطرة الدولة العثمانية على بلاد الرافدين وأناضول، وأدت هذه الاتفاقية بشعبنا العيش تحت نير الدولة العثمانية وأصبحت كنائسنا  تابعة لحكمها  . ان الدولة العثمانية كانت إمبراطورية دينة  وكان السلطان العثماني  "الخليفة" في وقت واحد.  
وهكذا أصبحت الكنيسة تدير أمور شعبنا الدينية والمدنية لان  الدولة العثمانية لم تسمح بحرية تأسيس الأحزاب. كان البطريرك رئيسا لطائفته ولكنيسته،  وحينما انقسمت الكنيسه النسطورية الشرقية الى قسمين  في 1830 م  صار لدينا بطريكين واحد للكلدان والأخر للأشوريين وكذلك بالنسبة للسريان عندما انشطرت كنيستهم إلى قسمين أصبح لهم بطريركين. كانت الدولة العثمانية تعتبر البطريرك  رئيسا للمِلـَة  الكلدانية أو الأشورية أو السريانية .
و حدث انهُ في نهاية القرن التاسع عشر، بدأت الحركات السياسية  والشعور القومي يتعاظم  عند العرب والأكراد والأتراك  والأرمن، وبدأوا  يسألون عن حقوقهم وعن  وجودهم القومي و انتشرت الأفكار القومية  في الشرق .
أما بالنسبة لنا بدا الشعور القومي في نهاية القرن التاسع عشر على يد نعوم فائق ، فريدون اثورايا، بنيامين ارسانس،أغا بطرس ، يوسف مالك وآخرون.

اليوم، "الكنيسة" إنها مؤسسة هامة ولها مكانتها الروحية في مجتمعاتنا  الأشورية الكلدانية السريانية. ولابد أن ندرك أيضا بأهمية الشريحة الثانية وهي "الأحزاب السياسية" لأنه لهم دور فعّال لبناء  المجتمع   القومي . و علينا أيضا مساعدة واهتمام بشريحة ثالثة وهي "منظمات المجتمع المدني" التي تقوم بخدمات ونشاطات جليلة .  فإذا كانت هذه المؤسسات الثلاثة : الكنسية والأحزاب  والمنظمات المجتمع المدني  متكاتفة مع بعضها، حين ذلك  يُبنى الشعب وتُبنى  القومية بصورة صحيحة .
على الكنيسه ان لا تخاف  من الأحزاب  وان لا تخاف  من  منظمات المجتمع المدني  ولا تقاومهم، بل أن تتعاون معهم. هذه المؤسسات الثلاثة لابد أن تتعاون معاً لبدء حياة جديدة ونهضة جديدة لهذا الشعب المنكوب.      

سؤال:
ماهو الهدف الرئيسي الذي اخترته  في مسيرتك العلميه والفكريه، هل حققت ما كنت تحلم بهِ  واي جزء منه  لم يحالفك الحظ  او لحد الان لم  يأتي الوقت  لإتمامهِ ؟

  حاولت في تدريسي وتأليفي و قيامي بالمحاضرات والمداخلات و اشتراكي بالمؤتمرات أن أعرّف  للغرب غنى تراثنا  شعبنا العريق. أردت ان يكشف ما هو تراثه؟ وما هو حاضره؟  وما هو مستقبله في الظرف الحالي؟
قمت 4 نوفمبر عام2008 بإلقاء محاضرة في يونسكو  أمام سفراء العرب حتى يعرفوا من هم فلاسفتنا ، وقمت كذلك بتنظيم  محاضرتين في مجلس الشيوخ الأولى في  2 نيسان 2009 والثانية في 26 شباط 2011 ومحاضرة ثالثة  في البرلمان  الفرنسي .
حاولت بواسطة هذه المحاضرات والمؤتمرات والمداخلات في فرنسا وفي الدول الأوربية أبراز تاريخ وأدب وتراث شعبنا.

ساهمت بتأسيس "مجمع للدراسات الشرقية" في باريس عام 2004، والآن مجلس الدراسات الشرقية يعقد كل سنة مؤتمره في باريس ويقوم بدراسة موضوع خاص.  مثلا هذه السنة، كان موضوع البحث من هم المتصوفون السريان ؟ وماهو دورهم في حقل التصوف ؟
يجتمع كل سنة أعضاء مجمع الدراسات السريانية ويبلغ عددهم 110  أستاذا وخبيرا مُختصا في  الدراسات السريانية ، إنهم أساتذة الجامعات الأوربية والأميركية. نجتمع سنويا ً وندرس موضوع  وننشره في كتاب جديد، في السنة الماضية كان موضوع بحثنا  التواريخ السريانية.  
وتمكن هذا المجمع إلى ضّم  كل المستشرقين الغربين لهذه المؤسسة فيقومون بإنتاج وإبداع و بنشر دراساتهم وبحوثهم .

في سنه 2006 قدمت مشروعا لتأسيس جامعة لشعبنا في دهوك أو في أربيل ، في زمن رئيس الوزراء نجيرفان البارزاني، كان المشروع قد وصل الى مرحلة متطورة لكن مع الأسف بعض الأشخاص المتزمتين وقفوا مانعا لهذا المشروع و لكن مع  هذا بدأنا بمحاولات أخرى. لابد أن  تكون لنا جامعة في بلاد الرافدين  حتى نربي جيلا جديدا مختصا و أكاديميا، فخورا بوطنه وبلاده .

وكان من ضمن اهتماماتي الآن هو أن نقوم بجمع المصادر التي نشرت في الغرب   وتُرسل إلى  بلاد الرافدين. لقد راسلتُ مدير الثقافة والفنون السريانية الدكتور سعدي المالح  وصارت الموافقة لشراء 340  كتابا التي هي مصادر لما ألفه آبائنا مثل مارا فرام و طيماثاوس الكبير وميخائيل  الكبير و لأبن العبري وآخرين،  وصلتْ ألان الى مدينة عنكاوا.
 أمنيتي بان نقوم بتأسيس مركزا للبحوث والدراسات في بلاد الرافدين العليا، لهذا السبب سأقوم بجمع المصادر الباقية التي صدرت في الدول الأوربية وإرسالها إلى، مديرية  الثقافة  والفنون السريانية ، لكي لا يركض أبناء شعبانا  يمينا ويسارا للقيام ببحوثهم ودراساتهم،  بل أن يجدوا في بلدهم، بلاد الرافدين، مصادر تاريخهم وأدبهم وتراثهم .








سؤال :
هل من كلمة لقرائنا قراءنا قراء  موقع عنكاوه  دوت كوم ؟

اقول لقرائنا في عنكاوا كوم بان لا يخافوا من قراءة آراء مختلفة وان لا يبخلوا بوقتهم في  القراءة . القراءة مفتاح المعرفة والحكمة والتنوير.
 الشيء الذي فرّحني كثيرا، أني اكتشفت كوكبةً بارعة من الكتاب والمفكرين والصحفيين في شعبنا وهناك أقلام جيدة و مرموقة تفتح آفاقا جديدة، يجب أن نعطيها أهمية وأولوية حتى تستطيع أن  تعمل وتبرز وتزدهر.

سؤال:
هل لديك كلمه اخرى لمجتمعنا المسيحي  وشعبنا بصورة عامة تريد اضافتها؟

كلمتي الأخيرة لشعبنا هي أن لا يغلبهم اليأس بل ليكون الأمل بيرقهم، رغم كل الظروف القاسية  ورغم الهجرة.  المستقبل مفتوح أمامنا في الوطن والمهجر، قوة إرادتنا وإصرارنا ووعينا تكون مفتاح نجاحنا. الصعاب تصنع الرجال والشعوب.


شكرا جزيلا على تعاونك معنا

مؤلفات البروفيسور افرام عيسى يوسف هي:
1- عطور الصبا في سناط ، قرية مسيحية في كردستان العراق. باريس 1993
2- بلاد الرافدين جنة الأيام الخوالي. باريس 1969
3- الفلاسفة والمترجمون السريان. باريس 1997
4- ملحمة د جلة و الفرات. باريس 1999
5- المؤرخون السريان. باريس 2002
6- إزهار الفلسفة عند السريان. باريس 2003
7- أزمنة في بلاد الرافدين. باريس 2004
8- السريان يتكلمون عن الحروب الصليبية. باريس 2006
9- رؤية حول الإنسان لدى فيلسوفين سريانيين : برديصان واحودميه . باريس 2007
10- المدن الساطعة في بلاد الرافدين العليا. باريس 2009
-  11صلاح الدين الأيوبي والسلالة الأيوبية . باريس 2010
  
وقد ترجمت خمسة من كتبه إلى اللغة العربية وهي:
•        كتاب : ملحمة دجلة والفرات
•        كتاب : أزمنة في بلاد الرافدين
•        كتاب: الفلاسف

341
من العادات القَيِمة للجالية الكلدانية في مدينة ملبورن  (1)
[/size]

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
27 نيسان 2011

نتحدث اليوم عن احدى العادات القيمة الموجودة بين ابناء كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع التي تجعلهم عائلة واحدة بغض النظر عن الانقسامات الفردية والعائلية والقروية والسياسية الموجودة بين البعض (في بعض الاحيان)  الا وهي القيام بالواجب عندما تحصل حالة وفاة .(2) .

لا نبالغ  هنا ان قلنا ان اهالي ملبورن يرفعون رأسهم بهذه العادة اينما حلوا او ذهبوا التى لا توجد في بلد من بلدان المهجر. فقد  نالت هذه العادة منذ البداية رضا الجميع، كذلك نالت استحسان كل الزوار من الاكليروس او المسؤوليين السياسيين اوالمثقفين اوالزوار العاديين من كافة انحاء العالم لا سيما الذين يأتون لاجل حضور التعازي.

 لقد بدأت فكرة هذه العادة  في مدينة ملبورن  سنة 1994  من قبل مجموعة شباب (ابناء اخوية مريم العذراء حافظة الزروع في حينها) بمساعدة اهل المرحومة (ليندا شمو) التي توفيت في حادث سيارة في حينها ، ومن بعد هذا استمرت العادة  لمساعدة عائلة معظم المتوفين من ابناء  الجالية.
  
ما دفعنى ان اكتب عن هذا الموضوع الان  هو ما حصل قبل اسبوع ( الاثنين 18 /4/2011) من عيد القيامة في مدينة ملبورن، حيث  حصلت فاجعة كبيرة لاهل ملبورن حينما توفي  شاب لم يبلغ الحادية والعشرين من العمر بسبب سقوطه من العجلة النارية التي كان يقودها بسرعة عالية. فهرع ابناء الجالية منذ اللحظة الاولى من سماعهم من الاقارب والاصدقاء والمعارف لتقديم التعازي والقيام بالواجب حسب الاصول المتبعة هنا.

على الرغم من هذا الامر كان معتاد عليه في ملبورن  (كما قلنا)،  الا في هذه المناسبة الحزينة جلبت انتباهي  بعض الملاحظات المهمة  التي شدتْ ابناء الجالية الكلدانية معاً، والتي اعطت الصبر والتعزية لاهل الفقيد  اكثرعلى الرغم من قساوتها وهي :-

1-   في هذه المناسبة  الحزينة تكاتف جميع ابناء الجالية لا فقط على تقديم المساعدة المالية لاهالي المرحوم  كما هي العادة منذ 17 سنة (3)، وانما لتحضير المكان وتقديم كافة الخدمات مثل تقديم القهوة والشاي والماء وتحضير الطعام و توفير المكان، البقاء في التعزية مع اهالي الفقيد لساعات طويلة نتيجة الزخم الكبير من الحضور.

2-    جاءت فكرة تشجيع الشبيبة لحضور القداس الجنازي في  يوم الدفنة بصورة متزامنة من قبل عدد كبير من الاشخاص العاملين في الكنيسة  والمؤسسات الثقافية، فقدموا الاقتراح الى الاب ماهر كورئيل الذي تحدث مع بقية الاباء فوافقوا الجميع على الفكرة . ثم بدأت حملة اعلامية بين الشبيبة من الكبار والشبيبة انفسهم عن طريق الرسائل الالكترونية و الفيس بوك. فقد زاد عددهم عن 300 شاب وشابة الذين حضروا القداس الجنازي في يوم الدفنة.

3-   القى الاب ماهر كورئيل  كلمة خاصة  موجهة لهم باللغة الانكليزية  اثناء القداس . نصح فيها الشبيبة تقديم الصلوات عن راحة نفس الفقيد، العودة الى قراءة الانجيل والقضاء بعض الوقت في تأمله وتطبيقه في حياتهم  اليومية، كذلك نصحهم على عدم الاستعجال في اتخاذ القرارات السريعة التي غالبا ما تكون خاطئة ، شدد على ضرورة  الاستماع الى الوالدين كما توصي وصايا الله العشر. ( اكرم اباك وامك كي تطول ايام عمرك).

4-    حضروا خلال الايام الخمسة من التعزية معظم ابناء مدينة مرة او مرتين او اكثرالى قاعة الكنيسة او الى بيت والد الفقيد، وفي احد الاوقات حضر معا كهنة ثلاثة كنائس هم الاب ماهر كورئيل كاهن الكنيسة الكلدانية (كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع) و الاب نسطورس هرمز راعي الكنيسة الشرقية القديمة، والاب انطوان  ميخائيل من كنيسة المشرق الاشورية . وفي يوم الدفنة حضر اكثر من 1500 شخص القداس والمقبرة وتقديم التعازي.


5-   ظهر الاسى والحزن العميق على وجه الجميع الذين حضروا التعزية .

6-   حمل نعش الفقيد اثناء ادخاله او اخراجه من الكنيسة او نقله الى المقبرة مجموعة من الشبيبة من اقارب والاصدقاء المقربين للفقيد بينما كان الاسى يغلب اوجه جميعهم على الخسارة الكبيرة التي حصلت بفقدان حياة هذاالشاب في هذا الحادث،  كذلك  كان امرا مقصودا لهم من قبل الكبار كي يحتكوا مع مسيرة الحياة وصعوباتها  بصورة واقعية.

7-   في اكثر من جلسة  اثناء التعزية استمعتُ الى حديث الحاضرين عن ضرورة حصول زيادة التفاهم بين الاباء والابناء لملء الهوة التي حصلت نتيجة الاختلاف في العادات والقيم بين الجيلين، جيل الكبار المولود في الوطن و جيل الشبيبة الذين تربى او ولد في المهجر.

8-   اثناء قداس يوم الثالث والسابع الذي كان في سبت النور، حضر جمع غفير مرة اخرى بصورة غير متوقعة وهنا حرص الذين لم يستطيعوا الحضور في الايام السابقة  بسبب ظروف عملهم في تقديم التعازي ، حضروا في ذلك النهار لتأدية الواجب.

9-   في الختام  نطلب من الله ان يسكن الفقيد في واسع رحماته وان يعطي لاهله الصبر والسلوان في تحمل هذه المصيبة الكبيرة  كذلك نقدم تعازينا لاقاربه واصدقائه الكثيرين الذين حضروا.  شكرا لكل من قدم اي نوع من المساعدة باي صيغة  كانت ،  شكرا لكل من اظهر حرصه على زيادة تخفيف حزن  والم اهالي الفقيد وكذلك  شكراً لكل من عمل على زيادة الروابط الاجتماعية والايمانية بين ابناء الكنيسة الكلدانية  وبقية الاخوة الموجودين في هذه المدينة.

10- املنا ان تقوم حملة  توعية سريعة وواسعة على جميع المستويات  بين الحلقات الموجودة  في الكنيسة مثل الاخويات او مراكز تعليم المسيحي او  قيام المنتديات الثقافية او الجمعيات والنوادي القروية بمحاضرات  لدراسة كيفية تفادي حصول مثل هذه المصيبة في المستقبل وكذلك  التركيز على  كيفية حماية العائلة من الذوبان او الانحلال في المهجر بصورة عامة التي فالعائلة هي الحجر الاساسي في قيمنا وايماننا المسيحي .  


........
1-   الجدير بالذكر اصل هذه العادة تعود الى اهالي مدينة زاخو لمساعدة عوائل الشهداء اثناء الحرب العراقية الايرانية التي ذهب ضحيتها  عدد كبير (البعض يقدرها  50-60 الف شهيداً).

2-   ان الحديث عن مجتمعنا المسيحي الشرقي في دولة غربية مثل استراليا يحتاج الى دراسة وبحث وتقصي واجراء الكثير من الاحصائيات والندوات كي يتم استخلاص  المعلومات الكافية عن الايجابيات والسلبيات الموجودة فيه، لغرض معالجتها او على الاقل اطلاع المؤسسات المعنية بها.

3-   ان الغرض من المشاركة في مصاريف اي تعزية منذ البداية  لم  تكن تعني  ان اهل ذلك الفقيد كانوا عاجزين عن تسديدها ابدا، ولكن هو زيادة التقارب و التعاضد والتعاون بين ابناء الكنيسة او الجالية  في مثل هذه المناسبات وجعلهم عائلة واحدة مشاركة في الاحزان والافراح

342
بمناسبة الجمعة العظيمة، من  منا مستعد لمسح جروح المسيح على الصليب!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
الجمعة العظيمة 22 نيسان 2011

مرة اخرى اقتربت ايام الفصح وعاد حديث الناس عن قضية صلب المسيح والمغزى عنها. مرة اخرى ازدحمت شوارع المدن بمواكب الناس الراجلة إلى الكنائس لسماع  وَعظة  الجمعة العظيمة و بشارة القيامة في قداس احد القيامة. مرة اخرى يعود بعض المسيحيون ليرفعوا وجههم بإفتخار السماء كالفريسي  الذي كان واقف في الهيكل ، وفي ايديهم اقلامهم وسجلاتهم  لتذكير الله ( ابوهم السماوي) في صلواتهم  عن حصادهم من الحسنات والصدقات والاعمال الخيرية والمواقف الانسانية خلال السنة  كما فعل الاقطاعي بغلاته في نهاية كل سنة.

تعودت منذ طفولتي ان اعتبر وعظة يوم الجمعة العظيمة مناسبة مهمة من بين جميع المناسبات الدينية على طول ايام السنة بل المناسبة الاهم في تاريخ المسيحية، لانه كانت اللحظة الحاسمة لرسالة المسيح في قبوله الفداء والموت على الصليب لاعطاء علاقة الانسان بخالقه في السماء وباخية الانسان بعداً اخراً جديداً عن طريق تشريع قانون جديد مبني على مفهوم المحبة  ليحمل جوهر المسيحية بكاملها.

  في هذه السنة كنت احد الجالسين على اريكة الكنيسة اقوم  واقعد مع المصلين وكان كل شيء يوحي بأنه عادي ، في لحظة ما وقع نظري على صليب المسيح  فرأيت شيئا غير مألوفا، فتخيل لي ان المسيح  يتحدث  الى الحاضرين جميعا وجروح جسده المقدس تنزف على الصليب  ، وبصوت حزين يقول لنا جميعاً :

" ها قد جئتـُم مرة اخرى الى الكنيسة لتعيدوا ذكرى صلبي وقيامتي "!!    
ألم تتعلموا من غاندي اي شيء لحد الان حينما قال لكم:

                                         " اعطوني مسيحكم واتركوا لأنفسكُم مسيحيكتم"

كم واحدٍ منكم اقدم على مصالحة قريبه في هذا العيد من كل قلبه قبل ان يقترب من المذبح ؟ وتعهد بمحبته كمثل نـَفسِهِ وترك الحقد والحسد والغيرة والضغينة من قلبه، بل عاهد نفسه ان يتخلص من هذه الرغبات االجسديه الى الابد؟.

كم منكم اعترف بخطاياه بصورة صادقة بعد سنين طويلة من الفراق والقطيعة بينه وبيني دون وجود سبب سوى رغبته  وقرر ان لا يعود اليها وانما سيّلتزِم بما أوصيتكم به؟ كيف يشفى السقيم  بينكم بدون ان يتناول الدواء؟!! ام أنّ المريض بينكم لم يعد  يعرف عـلة مرضه !

كم واحد منكم  ياخادمي المذبح من الاكليروس والمؤمنيين تنازل عن صولجانه ومكانته وتعلم من الدرس الذي اعطيته اياكم في خميس الفصح حينما اقدمت على غسل ارجل التلاميذ ، كي اعلمكم كم يجب ان تقبلوا التنازل و تعيشوا في التواضع وسحق الذات وكبريائها بين الناس من اجل اقامة علاقة نظيفة مع اخيك القريب؟

كم واحد منكم يتبرع احيانا لارامل والايتام والواقعين في النكبات مثل اخوتكم المهاجرين في دول المجاورة لبلدكم العراق الذي يعانون من اشد انواع الصعوبات التي يمرون فيها. وانتم جميعا تسمعون اخبارهم ؟ كم واحد منكم  شكل جميعة تبرع ولو بفلس الارملة لمساعدتهم دون ان يلحق اسمه بهذه المساعدة ؟

كم واحد منكم يزور المساكين والمرضى والمتروكين وكبار السن في دورهم ويتحدث اليهم ويعطيهم الامل ويشعرهم بأنهم بشر لهم مكانة  من الاحترام في المجتمع مثلما كانوا قبل ذلك ؟

كم واحد منكم يتحدث بإسمي للناس عن تعاليمي ويظهر نفسه بدرجة نبي ورسول وهو لا يملك ولو نقطة  واحدة من الايمان والمحبة وفي داخله لا يوجد اي ارتباط له بي و وبما يقوله لهم؟

كم واحد منكم قـَبَل من اجل اسمي ان يتحمل خطأ لم يقم به  بل شخصاُ اخراً لسوء فهمه او قلة ادراكه او لامبالاته من اجل ان يصلح او يعلم او يروض او يعطي تغذية روحية لهذا  الشخص الخاطيء المريض بينكم؟

اليست حياتكم اليوم مرتبطة بدفتر المواعيد و ارقام المبالغ التي تحصدونها من المشاريع وأعمالكم  الآمرالذي لم امنعكم منه ولكنني ذكرتكم  بخطورته بأنكم لن تستطيعوا خدمة إلهين في ان واحد؟

كم واحدٍ منكم لا تفارق الابتسامة والفرحة من وجهه كعلامة امل والرجاء والقناعة عوض الغضب والعصبية والتشنج او الانغلاق على ذاته ولا يقبل اي نصيحة من حد بل كبريائه لا ينقص عن كبرياء قيصر نفسه؟

كم واحدٍ منكم حينما يقرر المجيء الى الكنيسة يترك افكاره الخارجية جانبا وينزع من قلبه الضغينة ويرتدي الملابس اللائقة بالمكان المقدس ويدخل بخشوع ووقار ويركع امام المذبح ويصلي ولا يلبس ما يجلب للاخرين الشكوك او تشتيت الافكار ؟؟

كم إمرأة قـَبـَلت زوجها على علاته ونواقصه الكثيرة او اعوجاجه الخـُلقي او الفكري البعيد عن خط الاعتدال وقررت ان تضحي بحياتها من اجل اولادها وكرامتهم ومستقبلهم كي لا يضيعوا في ازقة الفساد او الضياع في المتاهات؟ و لا تطلب او تتعامل مع رجلها كخادم لها حينما يكون مطيعا او اميناُ لها ؟

كم رجلاً منكم استمر كما كان ابائه يحسبون العائلة امراً مقدساً، كموضوع لا يحتاج الى النقاش او التفكير بل قُـُرِرَ مسبقاً وهو مستعد للموت من اجلها ومستعد لعمل المستحيل لتوفير كل المستلزمات لاولاده وزوجته ولا يحسب الزوجة عـَبدة له بل رفيقة حياته؟.

ارى قسم كبير منكم حرف مفاهيم تعاليمي و قولبَها كي تصبح وسيلة لإصالهِ الى مأربه الخاصة او مصلحته الذاتية فحرف هذه التعاليم من معانيها الروحية ؟

اذكركم مرة اخرى ببعض من اقوالي المهمة لكم واطلب كل واحد منكم ان يتأمل مع ذاته ويفحص قربـِه او بعده من معانيها :
" ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه .؟ متى 16/26؟"
"  أنا نور العالم من يتبعني لا يمش في الظلام بل يكون له نور الحياة.  يو8: 12"
نعم علاج جميع امراضكم الروحية والجسدية هي المحبة ثم المحبة ثم المحبة التى يجب ان لا يرافقها اي  قيد او شرط او هدف او حجة مهما كانت ، مهما كانت.

خلاصكم الفردي قد يكون مرتبط بخلاصكم الجماعي لهذا الخطيئة الفردية التي يقوم خاطيء ما بينكم يجب ان يتحمل المجتمع جزء منها ولهذا عليكم جميعا الاعتناء اوالعمل على اصلاح هذا الخاطيء.


مرة  إخرى اذكركم بقول القديس بولس الرسول في رسالته الى أهل العبرانيين:     "انا هو هو بالامس واليوم والغد. عبر 13: 8"
[/size]

343
          بين كلدانيتي وكلدانية غيري
                        "الويل لامة تعصب عينيها عن اخطاء ابنائها"

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا 9 نيسان 2011
 
لا انكر ان مفهومي للشعور القومي اختلف بمرور الزمن وانتقل من مرحلة الى اخرى حسب خبرتي في الحياة، ولكن كلما مرت الايام كلما زاد تعلقي والتصاقي بها كالعطشان الذي يزيد عطشه بشرب ماء البحر.
لا انكر قد اكون خطأت في الماضي في طريقة وضع جهودي لخدمة هذا الشعب حينما بالغت احيانا في تعابيري عن كلدانيتي، لكن سرعان ما اكتشفت ان الموت يحوم حولها بسبب انغلاقي الاعمي بدون مبرر.
لهذا بدأت بالانفتاح الى الاخرين  لا من اجل التنازل عن كلدانيتي،  بل من اجل رفع شأنها والدفاع عنها بواقعية حقيقية  وطرق غير ملفقة، طرق مستندة على الحقائق و الوقائع التاريخية وبطريقة موضوعية.
انا لست كلداني متعصب لا يرى نور الوجود إلا من خلال كلدانيتهِ لانني ارى هذه العملية، هي عملية انتحار ذاتي جماعي؟!، لانني اؤمن كل الايمان ان هذه الطبائع  لازالت موجودة في البشرية اصلها هي من الغرائز الحيوانية،  ولم يتم ترويضها و  لا تصقيلها لحد الان؟!،  وان الجانب الغرائزي لا زال هو السائد عند المجتمع والامم والقوميات والشعوب وحتى الدول؟!. ولا تقول كلدانيتي انها الوحيدة لها الحق في الوجود وان الاخرين  باطلون لا يستحقون  الوجود او لانهم خونة لان حينها تصبح كالاعمى الذي لا يرى فكيف يميز بين الاشياء .
كلدانيتي ليست في محل مساومة، لكنها ليست طاغية على انسانيتي، ولا على  مسيحيتي، ولا على وطنيتي العراقية.  نعم هي هويتي الذاتية، لكنها تصيح من شبابكها الكثيرة المفتوحة بإتجاه الاخرين و باعلى صوتها:
" هيا بنا نعبر الى الضفة الاخرى لعلنا نرى ما هو مستور.... لعلنا نستطيع التخلص من الانا القاتلة ونتحد مع الانا الكبيرة..... لعلنا نشفي ونتخلص من امراضنا بعد ان نتوب عن زلاتنا "
كلدانيتي لا ترغب و لا تتمنى من اخي الاشوري ان يترك اشوريته ويلتحق بكلدانيتي، ولا تطلب من اخي السرياني ان ينزع رداءه المزكش بقصائد واشعار وجميع الفنون من ثقافة شعبنا  (على الاقل خلال الف وخمسمائة سنة الاخيرة)  وتتركه عريانا في الطبيعة. بل تشعر كل ما قدمه اخي الاشوري من النضال القومي كان قوة لي،  وكل ما أُنتج باسم الثقافية السريانية هو ثروة لكلدانيتي لانها لغتي الام. وان كلما ما ابدع الكلدان في حقول المعرفة والسياسية والفكر والكنيسة كان انجازا يفتخر به كثيرمن الاشوريين والسريان ايضا.ً
كلدانيتي لا تقبل تشويه التاريخ ، خاصة خلال الفي سنة الاخيره بعد دخولها وامتزاجها كليا مع البقية الباقية من السريان الارامين والاشوريين في الديانة المسيحية وبقاءهم ابناءً لكنيسة لا تحمل اي صفة  او اسم  قومي ككلدانية او اشورية او سريانية ، وانما تحمل اسماءً مثل كنيسة المشرق او الشرقية او النسطورية او الفارسية او كنيسة الشهداء او كنيسة كوخي او قطيسفون  بعيدة عن جميع اسماء القومية ، وان تجديد اسمائها بأسماء قومية لم يتم الا على يد رجال الكنيسة بعد الانقسمات التي حصلت فيها في القرون الاخيرة.
لهذا كلدانيتي لا تستطيع ان تغمض عيونها عن الماضي ، او تنكر حقيقة هذه الفترة الزمنية الملتصقة بحياتنا وتاريخنا الحديث وتقفز  25 قرن للوراء وتهمل الفترة الوسط الواقعة بين اليوم (2001)  و تاريخ سقوط بابل و نينوى 25 او 26 قرن.
نعم اقدس الجذور التاريخية لامتنا واقبلها بعلاتها وعيوبها وفترة سباتها وسقطاتها، اقبلها بالصورة الواقعية وما حدث لها،  وليس كما احلم او ارغب او ينتقي او يضيف او يختلقهً غيري، لانني لا استطيع تغير الماضي وانما استطيع اغير ذاتي.
     نعم لكلدانيتي طموح و شعور بالذات، ربما لانها نهضت من سباتها مؤخراُ، ولكن كما يسري الناموس الطبيعي على كل الموجودات فهو يسري فيها وعليها، لهذا تراها تدافع عن ذاتها احيانا بضراوة وبكل ما لديها ، لكنها لم ولن تقبل ان تسلب او تسحق اوتختصب حق غيرها.
لهذا انا كلداني ربما اكثر ما انا انا، ولكن لن تطغي كلدانيتي على المنطق والحق وتبتعد من الواقعية ولن تشوه الماضي ولن تتزمت او تتعصب في المستقبل، لانني ادرك ان امراض الانا الكبيرة اكثر من امراض انا الصغيرة ، و الويل لأمة تعصب عينها عن اخطاء ابنائها.
كلدانيتي لا تحتاج الى التعهدات والحَلف بالمقدسات لانها حية في ذاتي وتسري مع الدم في شراييني ، لكنني لم ولن اتركها تسبح في بحار الوهم او الانغلاق على الذات ابداُ ابداً.
ليست كلدانيتي وحدها تسير في هذا الإتجاه بل هناك الكثير مثلها .

344
مقابلة مع الدكتور عامر ملوكا سكرتير الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا


اجرى اللقاء:  يوحنا بيداويد
الصديق والزميل  الدكتور عامر ملوكا احد اعضاء الهيئة التأسيسية وسكرتير الهيئة الادارية الحالية للاتحاد الكلداني الاسترالي  في فكتوريا ، واحد مؤسسي وعضو في اتحاد ادباء والكتاب الكلدان العالمي. يحمل دكتوراه في الكيمياء،  كان قد شغل مناصب ومواقع اكادمية عديدة في العراق وفي اقطار العربية.
بسبب البعد وارتباطه بالعمل لم يستطيع حضور المؤتمر الكلداني الاول الذي سيقام في ساندياغو- امريكا بعد بضعة ايام ، كذلك لم يستطيع الاتحاد الكلداني الذي كان يتوق للمشاركة الفعلية بالقوة في مؤتمر كلداني كهذا لاسباب خارج ارادته (ما عدا  الاخ ناصر عجمايا الذي سيحضر).
لاجل الاطلاع الاخوة المؤتمرين وبقية ابناء شعبنا الكلداني والمسيحي بصورة عامة على موقفه وافكاره وارائه الخاصة المتعلقة بالمؤتمر اجريتُ  له هذا اللقاء معه.
 
 
س1
باعتباركم احد اعضاء الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا، واحد مؤسسي اتحاد الادباء والكتاب الكلدان العالمي، كيف تقيم اهمية انعقاد المؤتمر الكلداني الان في ساند دياغو؟


تاتي اهمية انعقاد هذا المؤتمر كونه المؤتمر القومي الاول للكلدان وخاصة ان الكلدان كمكون اساسي ومهم ان كان بين مكونات شعبنا العراقي بشكل عام او بين مكونات شعبنا المسيحي بشكل خاص.
وايضا ياتي المؤتمر الكلداني لتوحيد الرؤى وبلورة  استراتيجية للعمل للمرحلة القادمة بين جميع مكوناته ان كانت حزبية او مؤسسات مجتمع مدني ام شخصيات مستقلة. وخاصة ان معظم الاحزاب والتجمعات الكلدانية حديثة التكوين والخبرة وصراحة ان عقد هذا المؤتمر مدعاة للفرح والزهو، فعندما يتم ذكر اسم الكلدان وتجتمع نخبة طيبة من ابناء شعبنا تحت راية هذا الاسم وعلى بعد الاف الاميال من ارض الاجداد فان هذا الاعتزاز يجعلنا نشعر إننا بخير وإننا قادرين على فعل شئ لشعبنا وان يكون لنا مساحة تحت اشعة الشمس.
س2
كثرت المقالات النقدية في الاسبوع الماضي والحاضر  بين المؤيدين والمعارضين لاختيار المكان والزمان وطريقة توجيه الدعوات  لحضور المؤتمر. ماهو رائيكم في الموضوع؟

 
نحن نعتقد ان عملية النقد بحد ذاتها هي عملية حضارية ووجد النقد للتقويم والاصلاح وخاصة اذا كان هذا النقد ايجابيا ويصدر من اطراف ليست لها موقف سلبي مسبق من هذا المؤتمر، ان عملية عقد مؤتمر عالمي وكتجربة اولى نعتبره انجازا كبيرا يحسب للكلدان ولابد للانجازات الكبيرة والتجارب الاولى ان ترافقها بعض السلبيات والهفوات ولكن المحصلة النهائية هو انجاز كبير. المهم هو توصيل الصوت الكلداني، كنت اتمنى ان تاتي الانتقادات بعد انعقاد المؤتمر وقراءة البيان الختامي للمؤتمر وليس قبل انعقاده . بصراحة ان عملية عقد مؤتمر بهذا الحجم تحتاج الى جهود اكثر من مؤسسة وكادر متخصص وامكانات مادية كبيرة اضافة الى الخبرة فالاخوة في اللجنة التحضرية قد ادوا عملا رائعا ضمن الامكانات المتاحة والتوجه بعقد المؤتمر وبهذه العجالة كان سببا لظهور بعض هذه السلبيات.
س3
هل سوف تشارك جميع الاحزاب والمؤسسات في المؤتمر؟ لماذا استثنيت بعض الجهات او احزاب او مؤسسات؟ الا تعتقد هذا الانقسام هو خطر بحد ذاته على الهوية الكلدانية والعمل القومي ؟ وما حقيقته او اسبابه الحقيقية؟

للاسف الشديد سوف لن اشارك شخصيا لضروف خاصة وكنت انوي المشاركة ببحث ودراسة وتحليل لواقع شعبنا في العراق والسبل الكفيلة بايقاف نزيف الهجرة.
ان وجهة نظرنا كانت اشراك جميع الكلدان على اختلاف توجهاتهم دون استثناء احد على الاطلاق، لاننا في مرحلة بناء البيت الكلداني ومرحلة البناء تتطلب ان يتواجد الجميع وان يطرح الجميع وجهات النظر وان اختلفت فتفاعل وجهات النظر وتداخلها . خاصة عندما تكون اهدافها خدمة قضايا شعبنا سوف تصب في صالح الاهداف المرجوة ونعتقد ان تجزأ المجزأ وزيادة عدد الاحزاب والمؤسسات الناطقة باسم الكلدان هو بالتاكيد لايخدم الهدف المنشود. وان عملية الاقصاء او التهشيم او اصدار احكام مسبقة ليست من صلاحيات اية جهة ان لم تكن باسلوب حضاري وديمقراطي سليم.
س4
ما هو موقف الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا من المؤتمر، هل تشاركون فيه ولماذا؟

موقف الاتحاد الكلداني هو بالتاكيد موقف داعم وساند لكل عمل قومي يوحد ويلم شمل العائلة الكلدانية ، اما عن المشاركة كاتحاد فاستلم الاتحاد  الدعوة قبل عشرة ايام من موعد بدء المؤتمر خاصة لاعضاء الاتحاد غير المنتمين لاتحاد الادباء والكتاب. وكان لبعض اعضاء الاتحاد بعض التحفظ على عدم توجيه دعوة لبعض الاطراف الكلدانية للمؤتمر واتخاذ موقف مسبق منها،  لكن مع هذا سيحضر المؤتمر الاخ ناصر عجمايا عن الاتحاد حاملا لهم افكار وتوصيات  التي يقترحها  الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا للمؤتمرين .
س5
هل تتوقعون ان تكون التوصيات في البيان الختامي موجهة نحو الاقتراب والوحدة مع الاخوة الاشوريين والسريان ام سيعزز عملية التصاق الكلدان بالتسمية الكلدانية لوحدها؟ ولماذا؟ ماهو الشئ الاهم برائيكم يجب ان يتضمنه البيان الختامي؟

نحن نتوقع ان تكون معظم اهداف المؤتمر حول تشكيل هيئة عليا ممثلة للكلدان تستطيع من خلالها ان توصل الصوت الكلداني داخل وخارج العراق اضافة الى ذلك الحفاظ على الهوية القومية والدفاع عنها . ومن وجهة نظرنا ان التقارب الكلداني الكلداني هو في مصلحة الاقتراب والعمل المشترك الموحد مع بقية مكوناة شعبنا وهكذا الحال يكون التقارب الاشوري الاشوري والسرياني السرياني سوف تكون جميعها لخدمة العمل المشترك والموحد ونعتقد جازمين ان الاعتزاز القومي لاية مكون هو ليس عنصر هدم كما يعتقد بعض من مثقفينا وانما عنصر بناء اذا تم توظيفه بالشكل الصحيح وتجربة الاتحاد الاوربي خير مثال على العمل المشترك والمصالح المشتركة رغم ان اعضائه ودوله يعتزون كثيرا بهوياتهم القومية . نعتقد ان مفهوم الوحدة المعبر عن الوحدة القومية كاحد مقومات النجاح اصبح مفهوما قديما وحل محله العمل الموحد والمصالح المشتركة والمصير المشترك ومن هذا المنطلق تتعايش العديد من القوميات داخل الوطن الواحد. ونتمنى على الاخوة المشاركين بحث ومناقشة ووضع استراتيجية لشكل وطبيعة هذه العلاقة وسبل الارتقاء بها. واتمنى على الاخوة المؤتمرين ان يناقشوا ويتبنوا توصيات بشان الوسائل والحلول التي توقف نزيف الهجرة وان الشعب والانسان هو المادة الرئيسية التي تعبر عن الوجود القومي وبالتالي المطالبة بالحقوق وخاصة ان الوجود الكلداني في امريكا مؤثر وقادر على تبني الخطط والاستراتيجيات والعمل المشترك لجعل ابناء شعبنا يتسلحون  بثقافة البقاء بدل من ثقافة الهجرة.
س6
كيف تقيم الحركة القومية الكلدانية في الداخل والخارج، لا سيما لم يحصل الكلدان على اي معقد في البرلمان العراقي ولا في برلمان اقليم كوردستان ولا حتى على مستوى مجالس البلدية؟ اين الخلل برائيك؟ وكيف يتم تصليحه اذا كان الكلدان هكذا مشتتين؟

لااريد ان اكون متشائما بل متسائلا ، فاذا اردنا ان نقيم الحركة القومية من خلال المناصب والمقاعد فاستطيع القول ان هناك خلل كبير وغبن كبير قد لحق بهم من هذه الناحية، ولكن الحس القومي لدى الكلدان وان كان دون المستوى المطلوب  لحد الان لكن لا بأس به. لكن الذي يجعلك متفائلا ان هذا الشعور في تنامي وتصاعد واذا قارنت اليوم بما كان عليه الكلدان قبل عام، اليوم افضل وهكذا ونحن مطمأنون كثيراعلى تصاعد الروح القومية. اما لعبة الحصول على  المقاعد والمناصب فهي تحتاج الى اكثر من الوعي القومي كالخبرة والمناورة والامكانيات المادية والتقادم الزمني اضافة الى ضرورة دخول الانتخابات بقائمة واحدة كلها عوامل داعمة وساندة.
س7
ماهو الطريق الاسلم لتوحيد الجهود القومية لكل الجهات او التسميات؟ لماذا لم يحصل اي تقارب حقيقي بين الجميع؟ وما هو رائيك باللجنة الحالية التي تشكلت من كافة الاحزاب والتسميات بعد مذبحة كنيسة سيدة النجاة  في بغداد خاصة في قضية مطالبة تكوين محافظة جديدة للاقليات في سهل نينوى؟

نعتقد ان العمل المشترك والموحد على مانتفق عليه جميعا ونترك مانختلف عليه جانبا هي المفتاح للعمل الموحد،  وان المشتركات كثيرة ومانختلف عليه اليوم قد نتفق عليه غدا،  وان الكثير من الاختلافات التي ترتبط من قريب او بعيد بالوضع السياسي والامني للعراق، اضافة الى نضج التجربة الديمقراطية للعراق سوف تكون مفتاح لكثير من هذه الاختلافات وايضا للكثير من القضايا المتعلقة بالاقليات.
اما مايخص العمل المشترك للاحزاب والمؤسسات فهو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح اما مايتعلق بالمحافظة فمن مبدأ ان تطالب باقصى مايمكن لتحصل على ماهو مستطاع . انا مع هذه المطالبة لكن الوضع السياسي والامني قد يعقد هذه المطالبة، وان الوصول الى التطبيق الديمقراطي الصحيح مع بناء الدولة المدنية اضافة الى فصل الدين عن الدولة هي الحل الاضمن والابقى والاصلح. فعلى جميع الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة التابعة لابناء شعبنا  دعم القوى والاحزاب ذات التوجهات الديمقراطية والعلمانية في العراق .
س8
هل تريد توجيه كلمة للكلدان المؤتمرين في امريكا اولعموم مثقفي ابناء شعبنا من جميع الطوائف في العراق او في العالم؟

كلمات محبة وتقدير لكل المساهمين في التحضير والاعداد لهذا المؤتمر متمنين للمؤتمر ان يخرج بنتائج تدعم وحدة الصف الكلداني ليتسنى له الانتقال الى المرحلة الاخرى وهي ايجاد ارضية العمل المشترك والموحد مع بقية اخوتنا الاشوريين والسريان اما بالنسبة لمثقفي شعبنا الابتعاد عن نقاط الاختلاف والتركيز على المشتركات والكثير من القضايا ممكن ان تجد لها حلولا بالتقادم الزمني .
اما الحلقة الاكبر فهي شعبنا العراقي فنتمنى ان تسود ثفافة التسامح وقبول الاخر واللاعنف بين جميع مكوناته وان يتم فصل الدين عن الدولة وان ينتقل من مرحلة اشباع الغرائز الى مرحلة التقدير الاجتماعي وتحقيق الذات والطموح وان تسود الديمقراطية مع الرفاه الاجتماعي والعدالة الاجتماعية، حينها تصبح مفاهيم وقيم وعادات كالدين والقومية والطائفة اهتمامات شخصية ولها علاقة بفكر الانسان وتبتعد عن اهتمامات الدولة .اما الحلقة الاكبر وهي الانسان على كوكببنا الارضي وكما تقول الاية في الكتاب المقدي ان:  "راس الحكمة مخافة الله " فاتمنى ان يبتعد الانسان قليلا عن سلطان عصر التكنلوجيا ليقترب من الله اكثر لتكتمل سعادة الجسد مع سعادة الروح.  
 


345

مرة اخرى العلمانيون و الشيوعيون في سبطانة المدفع!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا
8 اذار 2011
بدأت في هذه الايام ظهور ملامح الشخصانية لاعضاء الوزارة الجديدة من القيادة السياسية الحالية  في العراق  ومدى قربهم او تطبيقهم للديمقراطية  بعد تسع سنوات من الحكم بتأثير من عاصفة التغير التي هبت على بلدان العربية.

منذ بداية  زوال حكم الدكتاتور صدام حسين كان هناك اشارات حول حلول عصر الحرامية في هذه الحقبة من الزمن في العراق، فما كانت عمليات ( looting) سرقة الوزارات والمؤسسات الحكومية الكبيرة مثل الجامعات والمعسكرات والمستشفيات والمدارس والعيادات الشعبية والبنوك والنوادي والمؤسسات النقابية والمهنية  الا علامة او اشارة على ذلك . فقد تم سرقة كل شيء لا يقف او لا يستطيع صاحبه حمايته بعد 9 نيسان 2003.

كل هذا حدث امام انظار السياسين العراقيين الجديد والجيش الامريكي  بدون تحرك او حتى شجب ( البعض من هذه الاحزاب هي قادت عملية سرقة البنوك) ولحد الان مستمرة بعض الاحزاب والسياسيين في نهب وسرقة اموال الدولة العراقية بدون اي خوف او ردع. فقط عندما اشتدت  صيحات العلمانيين والديمقراطيين والاحرار والشيوعيين  في ساحة التحرير وبقية المحافظات وتم فضح امر فقدان 40 مليار دولار من ميزانية الدولة، حينها اعترف الجميع وعلى رأسهم رئيس الحكومة التنفيذية رئيس الوزراء نوري المالكي بصحة القضية وطلب التهدئة وامهاله مئة يوم لتصحيح المسار والقضاء على الفساد والفاسدين.

لا اعلم فيما اذا كان رئيس الوزراء يعلم كان من المفروض مع اعترافه بوجود الفساد في حكومته كان يجب ان يقدم استقالته كما هو معمول به في الدول الديمقراطية التي يتشهد بها في احاديثه.

مئات المرات كتبنا ونوهنا مع غيرنا من الاخوة والاخوات،  ان خلاص العراق لا يعتمد على الغرباء ولا على اصدقاء وانما  على اهل الوطن انفسهم. مئات المرات قلنا امريكا لا يهمها غير مصلحتها،  ومن مصلحة العراقيين ( حينها) كانت فقط اساقط النظام السابق ولكن بسبب الانانية وروح اللاوطنية واللاانسانية  وروح الطائفية والمذهبية والقومية الضيقة لدى قادتنا (قادة الطخم الجديد)  في الحكم استطاعت امريكا وايران وسعودية وتركيا وسوريا تمزيق هذا الوطن بالف طريقة , طريقة  واحداث حرب اهلية فيه لن يهدا مئة سنة اخرى اذا استمر سياسيو البلد هكذا يفكرون

 حقيقة لم اكن توقع هناك وحوش ومجرمين نعيش بينهم بهذه الدرجة من البربرية بحيث يُقَتل الشخص لانه اسمه محمد او علي اوعمر او عبد المسيح او كاوه ؟ لانه يختلف عن مذهبهم الديني او عقيدتهم او قوميتهم. والحكومة العراقية لحد الان لم تفتح ملف واحد من هذه الجرائم كي تلاحقهم وتتحق العدالة .

فجأة هبت رياح التغير من اقسى الغرب من تونس الخضراء الى شرقه ،ووصلت هذه الرياح الى عاصمة هرون الرشيد دار السلام ، فشعر السيد رئيس الوزراء وحكومته  بالخطر على حكومته ، فأعترف بوجود فساد اداري في الحكومة فقط الان .

 لنفرض لم تحدث هذه الثورات في البلدان العربية، يعني السيد مالكي كان يسكت عن الجرائم والفساد الاداري وسرقة اموال الايتام على الرغم من علمه بها لا لمئة يوم قادمة بل لمئة سنة، بل كان يدافع عنهم بكل وسائل لا سيما عن طريق الدستور الناقص المتناقض، على اساس ان حكومته جاءت بانتخابات ديمقراطية.

 اي ديمقراطية هذه ، مليونان صوت من القوائم الصغيرة تم الغائها بحجة عدم وصولها الى المعدل الانتخابي ومن ثم اضافتها او احتسابها للقوائم الكبيرة مثلا نائب في برلمان  الحالي حصل فقد 620 صوت فقط وكتلة اخرى حصلت خلى 65 الف صوت لم يرشح اي شخص منها للبرلمان ؟. اية انتخابات ديمقراطية هذه يتم سرقة اصوات الناخبين امام الرأي العام ؟ اية ديمقراطية هذه، ثلاث مرات تحتسب للقوائم الكبيرة اصوات الناخبين ( بالاخص المصوتين  لغيرهم ) ؟! . حقيقة حتى حاكم قرقوش كان يقرر مرة واحدة وليس ثلاث مرات. من وضع النظام الانتخابي بهذه الدرجة السذاجة والخبث،  بالله عليكم هل هناك دولة في العالم تجري فيها انتخابات ديمقراطية وتحتسب مليونان صوت لجهة  التي لم يصوتوا لها الناس ؟

وحينما عجزوا  من اسكات الاحرار والديمقراطيين والعلمانيين لجأ السيد رئيس الوزراء الى عملية ابتزازهم~ واسكاتهم ، فطلب من الجيش القيام بمحاصرة بناية التي يشغلها الحزب الشيوعي في ساحة الاندلس. الا يعلم السيد رئيس الوزراء كما يقول المثل الشعبي: "ان غلطة الشاطر بالف"الا يتذكر ان سبب ثورة تونس وهرب زين العابدين الى سعودية بالبجامة كان بسبب قيام شهيد الحرية والثورات ابو العزيز بحرق نفسه امام انظار الناس، كي يعلن الثورة على الفاسد والفاسدين. هل عملية افراغ بناية تعود للدولة تستدعي تدخل جيش.
اعتقد فعلا ان السيد رئيس الوزراء لا يعلم  لحد الان ان غلطة الشاطر بالف


346
ولادة جديدة للعراق ام جولة جديدة من القتال ؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
23 شباط 2011

 يصاب الانسان احياناً بالعجب والحيرة حينما يرى ظواهر غير مألوفة في الطبيعة، فيَعدها من العجائب وان كان الناس لم تعُد تـُؤمن بها، فحينما كتب عالم الرياضيات والفيزياء الالماني البيرت اينشتاين النظرية النسبية سنة 1905 قلب قوانين علم الفيزياء رأساً على عقب بولادة البعد الرابع (الزمن) في جميع العلوم ، فأصاب العلماء الكلاسيكيون (1)   بالدهشة والخيبة ، لانهم كانوا يعتقدون لحينها، انهم اكتشفوا كل شيء في الكون ولم يبقى إلا النـُزر القليلة .

اعتقد هناك القليل منا مَن لا تصابه الدهشة حينما يعيد مسلسل الاحداث التي هزت العالم العربي خلال شهر الماضي بهذه السرعة، بينما إنتظر ابائنا اربعة او خمسة عقود لم يروا اي تغير يحدث بالحاكم او بطانته.
لقد هب نسيم التغير مرة اخرى على شعوب المنطقة بعد حوالي مئة عام  تقريباً(2) منذ مروره الدامي خلال الحرب العالمية الاولى.

 على الرغم من ان كل العراقيين، كانوا يتوقعون  كان يجب ان يحصل التغير قبل تسع سنوات من بعد سقوط نظام صدام حسين، بسبب تجربتهم الطويلة مع المعاناة والاضطهادات والحروب والجوع الحصار والهروب التي ذاقوها خلال ثلاثة عقود ونيف، الا ان اعدائهم واعداء الانسانية بثوا روح الطائفية و التفرقة والعنصرية القومية والدينية والمذهبية ، امراض المجتمعات القديمة في المجتمع العراقي من دون درايته، لهذا اعوج مفهوم الديمقراطية عندهم بعد ان ألبسوه ثوب الدين عوضا عن القومية العربية في نظام صدام حسين ، لهذا مَر المجتمع العراقي في اشد فصل من تاريخه من الظلام، حيث حدثت مجازر وقتل متعمد وانتقام المباشر بين الجميع ، الابادة الجماعية  للمسيحيين (وهولي كوست)  وبقية الاقليات الصغيرة كانت احداها،  لم يرى العراقيون  مثل هذه الظروف لا في زمن الحجاج إبن يوسف الثقفي ولا في زمن شاهبور الفارسي السفاح ولا في زمن هولاكو.

قالها الفيلسوف الاغريقي هيرقليدس  قبل 25 قرنا ( لا تستطيع ان تضع رجلك في النهر مرتين) حينما كان يصف حالة او طبيعة الوجود في نظريته  الفلسفية ( اللااستقرارية في الكون) اي لا يوجد شيء ثابت حتى برهة واحدة فكل شيء في صيرورة التغير . وعلى هذا المبدأ وضع  الفيلسوف الالماني الكبير هيجل جدليته ( الديالكتيكية) ومنه اشتق الفيلسوف كارل ماركس نظريته الاقتصادية ( الاشتراكية).  حيث ان الصراع بين الطبقات يؤدي في النهاية الى زوالها، بعد ان يعي العامل حقوقه ويستمر المطالبة بها و من ثم يقوم بواجبه في الاتمام.

ما تركني ان اذكرهذه ألاسماء الكبيرة في تاريخ  مسيرة المعرفة الانسانية، هو ان التغير بالحق هو القانون الاول في الطبيعة والانسان وجميع مخلوقات في هذا الكون، فلا شيء له ثبوت ابدا، كل شيء معرض الى تغير وزوال حتى المعرفة نفسها في التغير يوميا .
 
لهذا نظن ان وقت حصول الولادة الجديدة في العراق قد تكون حانت ، لكن نتمنى ان تحصل في هذه المرة بصورة حقيقة وجوهرية وان لاينخدع  الناس بأي نوع من المظاهر او العلل والمسببات وان لا تسرق منهم مثلما يحدث في مصر الأن بحيث أصبح القرضاوي متحدث بأسم ثورة الشباب. وان حصلت نتمنى أن تحصل بأقل الخسائر، فهي حلمنا واملنا الكبير والطويل منذ زمن بعيد ، لا سيما للعراقيين القدماء (3) التاريخ المشرف بين الامم والحضارات كما نوهنا في مناسبات اخرى. لعل سائل ما يسأل ماذا تعني بالولادة الجديدة(4)
الولادة الجديدة يعني:-
1- ولادة نظام سياسي جديد في العراق، يكون في درجة من النضج والمعرفة الموضوعية، يستطيع ان يُزيل من قاموسه ( دستوره) اي تميِِِِّز بين العراقيين وحتى ولو كان بقدر شعرة واحدة، وان يكون هناك مفهوم الوطن الواحد للجميع، وعلى الجميع نفس الواجبات كما هي في الدول المتقدمة بدون تميِّز بين اللون او الجنس او العمر او القومية او الدين او المذهب او الشكل....ألخ.

2- ولادة روح الانسان المتعالي كما يقول نيتشه، يستطيع ان يقبل الاخر مهما كانت درجة الاختلاف معه، ويعيش معه في السلم والهدوء، و يُحرم القتل مهما كان السبب حتى وان كان مشرعاً في بعض الاديان، هذا لا يعني قبول اخطائه او افكاره الخاطئة وانما قبوله كإنسان له حق في الوجود، ليس من حق شخص اخر يأخذه منه. ولكن اخطائه مرفوضة ومعرضة العلاج بحسب القانون العام الذي يشمل كل المواطنيين معا الذي هو الدستور.

3-ولادة شعور جديد بعيد من التعصب القومي الغريزي الذي ورثناه من طبيعتنا الحيوانية المتوارثة والتعصب الديني الذي كان موجود في جميع الديانات التي ظهرت في التاريخ حتى اليوم، التعصب القبلي الذي هو حلقة اخرى اصغر من  حلقة الانا الكبيرة الموجودة في مفهوم القومية او الديانة الواحدة.

4-ولادة جديدة لا تحرق الماضي وتراثه وعاداته وقيمه وتجاربه التي اتت من التجارب والمحن والحروب ، ولكن  جعلها دائما كعجينة مقدسة او معدن قابل للتطويع والتشكيل الجديد، كي يحصل التغير المطلوب بإنسيابية والهدوء مع التطور الذي يحصل عند بقية الامم والشعوب.

5-ولادة جديدة بحيث تضع الذات نفسها امام المراّة  او على كرسي الاعتراف وتطلب من الموضوعية  نقد اخطائها ونواقصها وجهلها وانانيتها على تقبلها بكل رحابة الصدر.

6-ولادة جديدة تكون فيها الروح الوطنية هي الشعور الاقوى تسير في عروقنا بحيث تجعل كل واحد منا يشعر ان حريص لجيرانه وابن العراق كله مثلما حريص على بيته.

7-ولادة جديدة يكون الدين موضوع شخصي لوحده، وتحترم بقية  الاديان والمذاهب كلها  بالتساوي وبدون تمَيز ، وعدم ترك رجالها (خطبائها او رؤسائها) يستخدمونها بطرق خاطئه فيصبح  الدين مثل افيون لا يعرف الانسان ما يقوم به (5) ،الى درجة ان نقتل واحد الاخر باسم الله وكان الله عاجز عن انتصاره على اعدائه .

8-ولادة جديدة يرى كل من الجبل والسهول والوديان والاهوار والصحراء والانهر انفسهم جزءً  مكملاً واحد من الاخر، ومنهم يشكل الوطن الواحد  والشعب الواحد  وعليهم يعتمد مستقبل الاجيال.

9-ولادة جديدة تحترم العلاقات الدولية لا سيما مع الدول المجاورة ،بحسب مواثيق دولية عادلة تتفق عليها كل البشرية بدون وصاية او تدخل او ارسال مرتزقة للعمل على افشاء الفساد بين ابنائه، فتكون في نفس الوقت مستعدة لايقاف تدخلهم ونصائحهم  وان كان ذلك من المستحيل يحدث في العراق في هذه الايام ؟!

10-ولادة جديدة يتم فيها غربلة  وتصفية للقوانين و الدستور المتناقض والناقص الذي خبن حق الكثيرين على الرغم من تضحياتهم الكثيرة في سبيل العراق وترك القيم والاصول القديمة في المجتمع. وحرق كل ما لا يليق او يعيق بالولادة الجديدة  للعراق الجديد في هذا الوطن الذي تعمذ بدماء الشهداء مئات المرات.

فهل العراقيون مستعدون للولادة الجديدة  ام يفضلون جولة جديدة من القتال من الحرب الاهلية والقومية والدينية والمذهبية والاقليمة التي مرت خلال تسع سنوات الماضية.
لننتظر لنرى ما يحصل من مقولة " ان غداً لنظاره قريب"
.............................
1-الفيزياء الكلاسيكية هي القوانين الفيزيائية  القديمة المعمتدة على قوانين نيوتن وغاليلو وكوبنكريوس ولابلاس وديكارت وغيرهم.
2-   التغير الذي طرأ على الشرق الاوسط بعد انهيار الدولة العثمانية بعد خسارة دول المحورالمركزي ( المانيا  والدولة العثمانية والنمسا وبلغاريا )  وظهور الكيانات السياسية الحالية.
3-    العراقيون الكلدان والبابليين والاكديين والاشوريين والسومريون وغيرهم  .
4-   نعني بالولادة الجديدة ، ولادة الانسان العراقي  الجديد الذي يتسطيع يقبل اخيه الانسان الاخر مهما كانت طبيعته ويؤمن بالواقعية قبل كي شيء.
5-    اي لا يُميِّز الانسان بين الشر والخير الذي يحصل بأسم الدين احيانا والامثلة كثيرة.

347
هل سينقسم العراق الى دولة اسلامية ودولة علمانية؟؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
15 شباط 2011

قد يكون هذا العنوان غريب لدى بعض الاخوة من القراء،  لكن من بعد ثورة الياسمين في تونس والخضراء او الغضب في مصر، الغليان الجماهير متواصل في جميع الدول العربية من دون استثناء، لعل اقربها الى النجاح هي اليمن اوالجزائر . اما في العراق كما كان متوقع ان المشاركين في اللعبة او (الجريمة) الذين  يعرف احدهم  الاخر جيد جدا. ويعرفون اين هي مساند خيمة الوطن العراق ويعرفون ايضا كيف يستطيعون اسقاطه او ازالته من الخارطة السياسية العالمية كوطن واحد(1)  .

فبعد طوفان في تونس ومصر بدات الاصوات الدينية تتصاعد في بغداد مرة اخرى وكأن المعركة قادمة لا محال، فكل واحد بدا يحضر عدته. هذه الاصوات تعبر بطريقة غريبة جدا وكأن المعركة من اجل الاسلام نفسه او ان الاسلام في خطر؟! . فعدد من المراجع الدينية والخطباء عبروا بكل صراحة،  ضرورة فرض القيود والتعاليم الاسلامية في العراق  بأي طريقة. وإلا هل من المعقول يسرح ويمرح  كامل الزيدي واعوانه بهذه الطريقة في بغداد التي كانت حتى في  زمن هارون الرشيد اكثر ديمقراطية وانفتاح وتطورا ونظافة واّمن؟.
لهذا نرى هناك حراك سياسي سريع يحدث في العراق في هذه الايام من اهم ملامحه هي :-

1- السيد رئيس وزراء نوري المالكي فجأة وبطرقة غريبة يعد بتبرع نصف راتبه للدولة..
2- تشكيل لجنة لاعادة دراسة موضوع استحقاقات رواتب موظفي الدولة الكبار والصغار كي يقطع الشك عن الفساد الذي سار في اوصال الدوائر الدولة خلال تسع سنوات الماضية..

3- رئيس مجلس بلدية بغداد السيد كامل الزيدي بعد غارة وحداته المخفية الى نادي ادباء وجميعة اشور بانيبال وتفجير وعزل محالات بيع الخمور، الان يريد انشاء اتحاد جديد باسم ادباء وكتاب العراقيين التابعين له. لانهم اعضاء اتحاد الحقيقيين لم يخضعوا لاستفزازاته وقراراته القرقوشية.

4- بعض خطباء وممثلين لقيادات الدينية الاسلامية يعتبررون قضية غلق محالات بيع الخمور مهمة الى درجة انها  بمثابة معركة من اجل الاسلام ؟!
5- المالكي يخضع لتهديدات العلاوي ويجتمع معه بالامس حول عملية تشكيل الحكومة و تنسيب الوزراء في محاولة جديدة منهم لخلط الاوراق.
6- المالكي يصرح بان المظاهرات حق دستوري للمواطنيين لكن مجلس بلدية بغداد تشترط ان تكون المظاهرة مجازة.

7- الاعلام الداخلي والكتاب والمواقع الالكترونية والبرقيات الالكترونية تنقل اخبار المظاهرات التي اقيمت في شارع المتنبي وساحة التحرير وبعض المحافظات الجنوبيةفي الايام الماضية . وتدعوا لتحضير اكبر منها.

8- السيد رئيس الجمهورية الذي ازيل منه ومن نوابه حق النقض قرارات رئيس الوزراء والبرلمان الان ومن بعد محاولة المالكي للايحاء لعدم وجود اي افراط في صرف اموال الدولة او الفساد،  يطالب مام جلال فجأة  بتعين نائب رابع له من الاخوة التركمان فقط ( متخليا عن طلبه بتعين نائب اخر مسيحي له).  لانعرف اية روح وطنية او توافقية ستخلق هذه الخطوات والقرارات في المستقبل ؟ هل هي من اجل وحدة العراق؟  ام من اجل تقسيمه؟!.

9- جماعة السيد مقتدى صدر،  بعد ان  جاءتهم تعليمات من القيادة الايرانية اشغال الشعب العراق داخليا وقطع الطريق امام  القوى الديمقراطية العراقية التي تعتزم اقامت مظاهرة كبير قريبا في بغداد، و كذلك امام المطالبين او المؤيدين لعراق مسالم متطور ديمقراطي يعيش بحسب  لائحة حقوق الانسان،  يهددون بمسيرة مليونية لاتباعه كي يدخلوا الخوف والرعب  في قلوب جميع قادة العراقيين السياسيين من الخارج والداخل على انهم الرقم الصعب في المعادلة السياسية العراقية .

10  ان العراقين حقأ اليوم منقسمون بطرق عديدة اهمها مذهبيا ( شيعة، سنة ، المسيحية وبقية الاقليات) منقسمون قوميا ( العرب والاكراد والتركمان و القومية التي تشكل منها الاقليات المسيحية). منقسمون سياسيا ( بعضهم يريد نظام فدرالي ديمقراطي وبعض الاخر يريدون ان يكون نظام الدولة ان يكون  نظام اسلامي سواء،  كان ولاية الفقه –شيعي او وهابي –سنة ).

هذه اهم معطيات الحراك السياسي الموجود في العراق. فقسم يتحضر بل يحلم بتغير جديد كالذي حصل في مصر او تونس، تغير يقود الوطن الى الاتحاد والتخلص من الطائفية والمذهبية الدينية والقومية،  وقسم اخر يتشوق لتقسم العراق اكثر فاكثر كي يحصل على كعكعه خاصة  به ويتصرف بها حسب مشيئته،  بحجة محاربة امريكا والغرب والعلمانية.
 
 من كل هذا نستنتج ، في كل الاحوال ان وضعية العراق ليست مرشحة للاستقرار، لا سيما ان اخبار الجارة الحقودة ايران  ليست على ما يرام في هذه الايام،  فبعد ان وصل سجونها نسيم الحرية من تونس الخضراء. حصلت مظاهرات واصطدامات بين السلطة والمواطنيين بالامس، ربما يتكرر ما حدث قبل عام هناك ، حينما كاد ان ينقلب الحكم  رأساً على عقب بعد الانتخابات العامة لولا التزوير وتغير نتيجة الاصوات.

في نهاية المطاف،اذا احتدم الصراع،  قد يتوحد الديمقرطيون والاحرار والقوميون الاكراد والاقليات في طرف الشمالي من العراق  والمتدينون في طرف الجنوبي في حالة  تقسيم العراق الى دولتي علمانية ودينية وان كان اغلب العراقيين بعض النظر غن خلفياتهم لا يفضلون هذا الخيار.
.....
1- بلا شك  نحن نعني بهم امريكا وايران والدول الجوار والاطراف السياسية العراقية الرئيسية المشاركة في السلطة ( هنا لا اعني نظام الطاغية صدام حسين كان مثالي او افضل منهم) .

348
                             أليس من حق العراقيين ان ينفجروا غضباً !!؟؟
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
8 شباط 2011

تردد في الكثير من المواقع الالكترونية والصحف ووسائل الاعلام في ايام القليلة الماضية، بان ثورة الجياع التي فجرها الشهيد البوعزيز في تونس ثم مصر اشعلت لهيبا من الثورات في الوطن العربي لن يستطيع  اطفائها اي شخص او جهة الا بالتحقيق العدالة الاجتماعية وحماية الثروات الوطنية وتقديم الفاسدين والمختلسين والانتهازيين من حكام العرب  ومن حولهم للمحاكم وتحقيق الديمقراطية لا سيما العدالة والاخاء والمساواة ، شعارات التي رفعها ثوار الفرنسيين قبل 200 سنة.

لعل الكثير من القراء يقول ان الحكومة العراقية الحديثة غير المكتملة بعد سنة من الانتخابات هي حكومة ديمقراطية ووطنية وخالية من الفساد لهذا لا يمكن مقارنتها بحكومات الفاسدة الماضية مثل في تونس او مصر او اليمن اوغيرها  حتى حكومة الطاغية صدام حسين! لهذا لن يكن هناك حاجة للمظاهرات ومطالبة الحكومة  بالاصلاحات.

اعتقد لا نحتاج الى وقت طويل وتفكير عميق للحكم على هذا الموضوع، فالبراهين شاخصة امام عيوننا، الكل يعلم بالحقائق،  لا سيما لدى المسؤولين المنتخبين انفسهم الذين سكتوا او لازالوا يسكتون على الجرائم والفساد الاداري الموجود في الدوائر الدولة. حقيقة لم نجد بين المنتخبين اشخاص وطنيين ضد الطائفية والتعصب الديني والتميز القومي الا عدد قليل جدا ربما بعدد اصابع اليد.
 
ومن يريد المجادلة ارجو ان يجيب على هذه الاسئلة:-
العراق له واردات من النفط حوالي 60-80 مليار دولار سنويا ولمدة على الاقل ست  سنوات (لانقل تسع  سنوات منذ 2003 )،  هذا يعني 450 مليار دولار خلال ست سنوات  كان دخل العراق فقط من النفط ما عدا مليارات الدولارات التي ضخها او تركها هنا وهناك  السيد الحاكم الامريكي السيء الصيت بريمر (كي يتم سرقتها من قبل العراقيين كأنه كان يريد ان يعلم بعض العراقيين درس في السرقة! )، بالاضافة الى مليارات الدولارات  التي اتت من الدول المانحة وكذلك مليارات الدولارات من اموال المجمدة في البنوك او عائدات النفط . لنقل وصل رقم الى 600 مليار دولار واردات العراق خلال ست  سنوات.

الان نأتي الى بيت القصيد لنسال الحكومات الثلاثة اين صرفت هذه الكمية من الاموال؟
من كان يصرف الصكوك؟
كيف كانت تحسم العقود؟
اية مشاريع اقامتها الحكومات الثلاثة بهذه الكمية الخيالية من المال؟
هل تم مثلا بناء جامعات وملاعب رياضية  جديدة؟
هل تم انجاز مترو في بغداد او موصل او بصرة ؟
هل تم بناء شبكة سكة حديد جديدة بين مدن العراق لا سيما في الجنوب؟
هل تم تبديل البنية التحيتة  للمدن الكبيرة لا سيما بغداد (المجاري والكهرباء والماء والتلفون ؟)
هل تم تجهيز الجيش باسلحة حديثة وطائرات خارقة؟
الجواب بلا شك هو سلبي لم يتم انجاز 10% من هذه المشاريع
اذن اين ذهبت هذه الاموال؟؟؟
الجواب واضح مثل وضوح الشمس ومن لا يدري ليبحث عن سبب الصراع على الوزارات الامنية  التي لم يتم تعين وزرائها منذ  سنة !!
اية حكومة ديمقراطية ووطنية هذه لا اعلم؟

 كيف بُرِأ وزير التجارة السابق المتهم بإختلاس مليارين دولار من ارزاق الايتام والعجزة والاميين وبقية العراقيين؟ لماذا الان تتحدث الحكومة وتعترف بوجود تقصير في توفير المواد الغذائية حسب البطاقة التموينية؟؟ ومن حقق في الموضوع؟ وكيف تم التوصل على براءة ذلك الوزير؟ بلا شك لا جواب واضح فقط عند المسؤوليين.

كم مجرم خطر من جماعة القاعدة او غيرهم تم تهريبهم من السجن خلال هذه السنيين؟
كم وزير او نائب برلماني هرب من العراق قبل او بعد انتهاء مسؤوليته؟
كم واحد منهم كان يحمل شهادة مزوة وعفى السيد رئيس الوزراء عنهم بحسب اي مادة من الدستور ؟
كم ملف جرائم تم التحقيق فيها بصورة شفافية وتم اعلان النتيجة لها مثل اخطاف  وقتل الشهيد المطران رحو؟
كم طفل عراقي جائع في العراق الان؟
كم يتيم متشرد منهمك لا مكان لائوائه؟
كما ارملة او عجوز ومسن او معوق حرب محروم من ثروات البلد؟؟؟

اسئلة اخرى لها علاقة بالموضوع
لماذا يعلن السيد رئيس الوزراء الان ان راتبه عالي وسيتبرع نصفه للخزينة الدولة؟ الم يكن يعلم بذلك من قبل؟؟؟؟

لماذا يقدم مام جلال رئيس الجمهورية مشروع للنواب بخلق موقع جديد لنائب رئيس الجمهورية من الاخوة التركمان ويهمل المسيحيين؟ مع العلم كان هو الذي اقترح ايجاد منصب لنائب رئيس الجمهورية للمسيحيين واخر للتركمان؟ هل يظن مام جلال ان العراقيين سذج لا يفهمون ما معنى لهذه المداهنة  مع  حكومة تركيا وبذات الان ؟
 

هذه الاسئلة بل الاف  اسئلة اخرى مثلها ، لم ولن نجد لها جواب ابدا ما دام حرية الصحفة والاعلام والتحقيق مع المسؤولين غير مسموحة بل القانون او الدستور يحمي المجرم عوض ان يقدمه للمحاكم.  مادام الحكومة تشارك هؤلاء السراق ، حتى المحكمة العليا اصبحت تغير نبرتها كي تكون موالية للحكومة احد لا يعرف السبب؟؟؟والا كيف يمكن تقرر في نفس القضية قرارين متناقضين؟؟؟

بما ان اليوم هو الثامن شباط يوم انقلاب الاسود في العراق، بهذه المناسبة استطيع ان اقوله  شيئا واحدا على الرغم من بساطته وطريقته الشعبية في ادارة  اول حكومة جمهورية ، لكن اعتقد  كان انظف شخص في تاريخ العراق الحديث هو  الشهيد عبد الكريم قاسم لانه حينما انعدم لم يجدوا في جيبه الا ربع دينار!!!.

349
ما بين ثورة الغضب في مصر  والثورة الفرنسية
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
1 شباط 2011

يظن الكثير من الاخوة العرب، ان هبوب رياح التغير على الانظمة العربية هي النهاية او القمة  التي كانوا يحلمون بالوصول اليها، وان هذا التغير حاصل ويحمل بين جناحيه فعلاً امالاً كبيرة واحلاماً وردية في العيش المشترك بين طبقات المجتمع العربي المختلفة من الان وصاعدا في ظل انظمة ديمقراطية خالية من العقد الاجتماعية(1)  و انحلال الاخلاقي و التعصب االديني الطائفي او القبلي.

 مساكين لا يدركون ان الحمل اثقل من طاقتهم وان الثائر الحقيقي لن يصل مبتغاه بل لن يخرج من عنق الزجاجة وسيظل مخنوقا باوتاد لا يستطيع التغلب عليها لان الوقت لم يحن بعد لهذا التغير الكبير او القفزة النوعية ان تحصل في التاريخ  (حسب ديالكتيكية هيجل) ان يكون الحاكم هو شعب نفسه في الدول العربية ولكن امين للمسؤولية تماما!  حقيقة هذا ليس ما نتمناه ان يحصل ولكن  هذه حقيقة يجب ان تُقال.

اما عن سبب ثورة الياسمين في تونس وثورة الغضب في مصر، ومظاهرات واحتجاجات التي بدأت تتصاعد في السودان والجزائر واليمن( الوطن العربي كله مهدد بالتغير) هو الكبت الطويل الذي عانته شعوبها، الكبت الذي اخيرا تغلب على الخوف وفجر طاقاته وتعالت الهتافات مطالبة بحقها ان تشم نسيم الحرية والتخلص من الانظمة الفاسدة العاجزة من مواكبة الحضارة الانسانية. لكن هيهات ان يحصل ذلك التغيِّر المطلوب حتى ولو على نمط الدول الاشتراكية قبل عشرين سنة (2). هيهات ان تحل انظمة ديمقراطية جديدة خالية ولو 50 % من الفساد في الوطن حالياً!!!.

الانسان العربي منذ زمن طويل لا بل منذ سقوط بغداد 1258 يمكن القول كان قد وقع تحت حكم الغريب، بعد الثورة العربية الاولى اثناء الحرب العالمية واصطفافهم مع الانكليز والفرنسيين ضد الدولة العثمانية (دولة الرجل المريض). وعلى الرغم من انهم حصدوا فوائد كبيرة منها عن طريق ادخال الكهرباء والسكك الحديد و وتبليط الطرق وبناء المدن الحديثة مع مستلزمات البنية التحتية التي كانت مفقودة في الوطن العربي وحصول تطور كبير في النظام التعليم الا انهم أُصيوا بالخيبة ولم تحقق لهم هذه الثورة الكثير بسبب وقوعهم تحت انتداب الغربي، كذلك بعد عجزهم في الوصول الى قرار موحد في قضية فلسطين، فخسر العرب ثلاث حروب كبيرة مع اسرائيل ودُمِر اقتصاد بعضها مثل مصر واردن وسوريا ولبنان.

 من ناحية اخرى خلال هذه الفترة  ذاقت الشعوب العربية ثلاث انواع من الايدلوجيات هي القومية  العربية- الناصرية و نظام حزب البعث الاشتراكي والانظمة الاشتراكية،  ولم تتوفق اي واحدة منها في تلبية طموحات المواطن العربي العصري،  فجاءت مرحلة الاصولية الدينية تحل محلهم كرد لنظام العولمة (3).
نتيجة ظهور الاصولية الدينية منذ ثلاثين الى خمسين سنة  انقسمت الشعوب العربية الى قسمين او قطبين هناك قطب الاحرار والليبراليين والديمقراطيين وهم لحد الان اقلية  و قطب الاخر الاكثرية هو قطب الاصوليين المتمسكين بثوب الدين كحجة لحماية المجتمع من الانحلال الخلقي والسير وراء ركاب الحضارة الغربية.

من الاسباب الرئيسية الذي تجعلنا نقول مرة اخرى ان الثورة العربية الثانية -الحديثة التي حصلت في هذه الايام(4) لا تحمل امالا كبيرة لحد الان هو ان شعارات الثوار ليست واضحة، بل ان هوية الفعلة الرئيسيين الذين اشعلوا الثورة مخفية او مبهمة (5) ، ان الهدف الوحيد الذي يعلنون عنه لحد الان هو اسقاط النظام القائم الفاسد، لكن ماذا وكيف ومن سيحكم البلد هذا غير معروف؟؟؟. الكتل السياسية المعارضة الموحدة مع الثوار  لحد الان، لكن  لم تفصح اي واحدة منها عن ماتريد، حسب تصريحات بعضهم  هم موحدون في دعم ثورة الشباب او ثورة الغضب لكن الى اي حد سيكونون مخلصين للثورة ومتحدين معاً، ذلك شيءً لا نعرفه لحد الان(6) ، كما ان تجربة العراق وما حصل بعد تغير النظام السابق فيها يجعلنا ان نشك بأن مسيرة التغير في اي دولة عربية من مغربه ( تونس) الى مشرقه (العراق) ستكون واحدة ، ستكون غير مفروشة بالورد والياسمين.

لهذا  ستعاني هذه الدول ما عاناه ولا زال يعانيه بعض اجزاء من  العراق من الاضطهاد والقتل بالاخص الاقليات القومية او الدينية كذلك الانحلال الخلقي (7) والحروب الاهلية و النظام الطائفي. و على الاغلب سيتولى الامر في النهاية مرة اخرى بعض رجال الدين الاصوليين لان الناس تثق بالله ويعتقدون ببساطة ان رجال الدين هم حقا وكلاء الله على الارض وفي قلوبهم رحمة ولهم اخلاق حميدة ترضى الله  وفي عقولهم حكمة تقودهم دوما الى الاعمال الحسنة التي  تنبع من ارادة الله سبحانه وتعالى ورحمته وغفرانه وحمايته للمتكلين عليه . وعن طريقهم سيتولى نظام اداري افسد من النظام الحالي وسيسلب خبز من الثوار مرة اخرى ربما بطريقة اكثر جشعة وسيزيد عدد المتوسلين في الشوارع والذين ينامون في المقابر وستذهب امال الشباب مع الرياح!.

لان ثورة يقودها ثوار ( بالتأكيد نحن هنا لا نعني كل الثوار هم يقومون بالسرقات)  يحرقون مؤسسات وبنايات الدولة كما حصل في العراق هم ليسوا ثوار بل مخربين.
ثوار يسرقون ممتلكات الدولة والعامة و المواطنين هم ليسوا ثوار بل حرامية.
ثوار يصطدمون بالاجهزة الحاكم ويحررون مجرمين وقتلة هم ليسوا ثوار بل مجرمين مثلهم.
ثوار ليست لهم قيادة موحدة ولا اهداف معلنة  بلا شك ثورتهم ستكون في خطر كبير، لا بل اجلا ام عاجلا ستسرق من اللصوص المتربصين في اركان ساحة المعركة او ميدان التحرير!.
ثورة تقودها جماعة لا تنادي بأنه يؤمن بالحرية والاخاء والمساواة (8) التي كانت سبب اندلاع الثورة بالتأكيد لا تحمل نيات طيبة او امل لشعب مصر.

في الختام انها لدواعي الفرح لدى كل انسان يعيش في الوطن العربي ان تحصل اي ثورة تقدمية فيه، على امل ان تكون ثورة انسانية حضارية  تؤمن بلائحة حقوق الانسان وتصونها. في نفس الوقت تمنى  لشباب مصر وتونس الموفقية في خروجهم من السجن الكبير باقل خسائر في الارواح والممتلكات و لا نتمنى  ان تحصل  لهم هذه الصور المأساوية التي تحدثنا  عنها ، لانها حصلت في بلدنا الام  العراق، ولاننا عانينا منها كعراقيين بما في الكفاية.
................
1-   يقال ان الثورة الفرنسية استمدت افكارها من كتاب العقد الاجتماعي  لجان جاك روسو وقصائد فولتير وغيرهم.
2-   دول شرق اوربا او الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي.
3-   نظام دولي جديد يديره اصحاب شركات العملاقة في العالم له تأثير كبير على السياسية الدولية وبروصات البنوك وغيرها من الطرق المجهولة.
4-   صادفت الثورة العربية الجديدة ان صح التعبير تقريبا قرنا بعد الثورة الاولى التي قادها شريف مكة.
5-   بعض مصادر اعلامية تقول انها  ثورة  شباب حصلت بصورة عفوية .
6-    ان هذه الاحزاب غير متشابهة او متجانسة في مبادئها وسياستها او ايدلوجياتها لذلك هناك خطر من فشلها معا ومن ثم بدات حرب اهلية كالتي حصلت في لبنان والعراق.
7-   ان سرقة البنوك وممتلكات الدولة تجعل من المجرمين متنفذين في زيادة التخريب في البلد كي لا يتم تقديمه للعدالة.
8-   كانت هذه شعارات الثورة الفرنسية  في بدايتها  قبل 210 سنة تقريباً.

350
التتر يحكمون بغداد من جديد ويغزون جمعية اشور بانيبال !

بقلم : يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
20 ك الثاني 2011

تشبه ايام بغداد في هذه الايام، مثل ايام دخول هولاكو إليها ( 10 فبراير 1258م)  الذي اباح القتل وسيل دماء أهل مدينة دار السلام اربعين يوما واربعينة ليلة كما يقال، وراح ضحيتها قرابة مئة الف قتيل او اكثر (1). كما ان نهر دجلة اصبح ازرق او اسود اللون ( بسبب اذابة حبر الكتب)  بعد ان رموا معظم الكتب التي كانت قد ترجمت من الحضارات الاغريقية والفرعونية والصينية والهندية والفارسية اليها في بيت الحكمة  خلال خمسة قرون من الاشعاع الفكري بعد تحولها الى المنارة الفكرية الاولى بين الحضارات الشرقية في حينها .

ما اشبه اليوم بالبارحة، فقبل اشهر منعت الحان القيثارة السومرية (2) من الطرب في مهرجان بابل، المدينة الاولى في تاريخ الانسانية، وكأنهم يقولون للناس ان الله لا يحب سماع الموسيقى بتاتا.  لا يعرفون ان احدى صفاة الله هي الجمال وان الموسيقى او الفنون جميعها تتكلم بلغة الجمال نفسه، فهي احدى الطرق للاقتراب من الله هي الابداع والجمال، ولا يعرفون ان الموسيقى هي دواء ( علاج) للمصابين بالامراض العقلية فكيف تكون غير مرغوبة عند الله سبحانه تعالى.

ثم  تم غلق نادي اتحاد الادباء العراقيين بحجة ان الادباء حولوه الى محل الدعارة وكذلك  اغلقوا كافة محلات ومطاعم التي تقدم الكحول مستندين الى قرار حزب البعث سنة الصادر في سنة 1994 ، وكأن هذا القرار كان  الوحيد صحيح اتخذه قادة هذا الحزب كانت خاطئة يا للمفارقة!!.

بعدها اقدم المجرمين المتعصبين الجدد بمجزرة كنيسة سيدة النجاة فقتلوا كاهنين مع 58 شخص عندما كانوا يتبعدون ويقدمون صلواتهم لله الباري ان يحفظ اهل العراق من اي سوء ، فقتلوهم بدم بارد ثم انتحروا، ثم قاموا غيرهم من نفس الزمرة بمهاجمة المسيحيين وهم في بيوتهم ( في الغدير وغيرها من  الامكان ).
 
   كان حدث  الاخير قبل بضعة ايام قليلة هو الاغرب، حيث  اقدم التتر الجدد على غارة جديدة  وهي الهجوم على جميعة اشور بانيبال، اهم صرح ثقافي  في العقد التسعينات لا فقط لشعبنا المنكوب بل لجميع العراقيين  وبشهادات عدد من رجال الدين المسلمين والمفكرين العراقيين من العرب والاكراد، فسرقوا ممتلكاتها  ودمروا ارشيفها.

امام هذه المشهد المأساوي لم نرى اي عمل  فوري على ارض الواقع ضد هؤلاء ، من قبل المسؤولين السياسيين والدينيين والشخصيات الوطنية سوى تصريحات وبيانات لحفظ ماء الوجه او التهرب من المسؤولية الاخلاقية الملقاة على عاتقهم  وربما كانت مداهنة للقائمين بها!!.
  نعم هناك صورة ضبابية في اروقة ومجالس السياسيين العراقيين، كلهم انزلوا دموع على  مصائبنا وشدائدنا وبؤسنا، لكن اكتشفنا فيما بعد بعضها شبيه بدموع التماسيح. الامر الذي جعلنا  ان ننشكك بأن بعض اطراف من الحكومة هي ضالعة بصورة واخرى في عملية التطهير العرقي التي تحدث لشعبنا، بل الحكومة تعرف هذه الاطراف مثلما كانت تعرف  بالسجون السرية والاعدامات التي جرت فيها بسبب الهوية التي حصلت قبل بضعة سنوات من بعد سقوط صدام، فهي تسمح لمن يقوم بهذه الجرائم  ضد المسيحيين . ليس امرا مستبعد بأن تكون هذه الزمر من العصابات او الميليشيات المتعاونة مع القاعدة وايضا مدعومة من قبل بعض الجهات المتنفذة في الحكومة مثل السيد كامل الزيدي رئيس مجلس بلدية بغداد الذي يبدوا له رجال للمهات الخاصة (على غرار مؤسسة الامن الخاص السيئة الصيت التي كان يشرف عليها حسين كامل ). يقومون بواجبتهم الخاصة ضد المسيحيين عند الطلب ويقولون لهم ( هذه ديار اسلامية ليست مكانهم اخرجوا منها!!!)
لم يعد هناك شيء غريب في العراق  فكل لا معقول اصبح معقولا، من امثلة الامور اللامعولة التي حصلت، ان العراق يحكمه الان عدة حكومات متداخلة ومتصارعة حسب رغبة ومصالح مموليها او حلفائها في الخارج.
 كانوا كل هذه السنيين يضعون اللوم على قوات المحتلة  بأنه هي التي تختلق وتفعل هذه الجرائم بين الشيعة والسنة باسم القاعدة . لكن الحقيقة  ظهرت الان، هناك جهات حكومية تلبس رداء القانون وتعمل ما يخالفه او ما يخالف الدستور وتقوم بجرائم باسم القانون نفسه والكل يعلم ويسكت لان القضية هي ضد المسيحيين الذين نزلوا من المريخ في العراق.

ان رئيس الجمهورية مام جلال كالعادة يكون اول المصرحيين في مثل هذه المناسبات لحل مشكلة،  لكن كلامه او تصريحاته  كرئيس جمهورية  لا تجد لها صدى لدى السياسيين والكل يعرف ماذا كان رد السيد دباغ ( الناطق الرسمي باسم الحكومة )على مقترح مام جلال عن المحافظة المسيحية. لهذا تغير موقف مام جلال من محافظة اقامة محافظة مسيحية وقتية لحماية المسيحيين المهجرين من قبل التتر المتوغلين في مؤسسات الدولة. الى اقامة مديرية مسؤولة عن شؤون المسيحيين بعدما كان يطالب باستحداث منصب نائب رئيس الجمهورية لمسيحي. ألا يعني هذا هناك تراجع عن موقفه السابق !؟
السيد نوري المالكي  رئيس الوزراء اجتمع مع سفراء الاتحاد الاوربي قبل ايام  ليسمعهم بأنه قدم معلومات مهمة لاحدى دول الجوار ساعدت على عدم حصول كارثة جديدة للمسيحيين في هذه الدولة ، في الوقت نبارك جهوده وجهود كل من يعمل الخير باي شكل وصيغة ولاي عراقي او انسان في العالم ،  نتسأل ما هي الاجراءات القانوية اتخذها  بنفسه ضد الذين يقومون بهذه الجرائم ويخنقون الحريات ، لحل مشكلة اضطهاد اوالتطهير العرقي (هولكوست) للمسيحيين التي يقوم بها البعض من المخفيين وراء الظلام والقانون، لحد الان لم يستطيع السيد رئيس الوزراء وضع حد للميليشيات الارهابية الايرانية او القاعدة او غيرها  التي قضت على معظم علماء ومفكرين والاساتذه العراقيين و غيرها من الجرائم من ضمنهم  التطهير العرقي للمسيحيين، ولم يقدم مجرم واحد منهم للمحكمة كي ينال جزاءه. بالاضافة الى مئات التصريحات من ان الحكومة وضعت يدها على معلومات وملفات المجرمين والضالعين بها بدون معاقبة المجرمين لحد الان.

الاخوة الاكراد في كل مناسبة يفتحون اذرعهم لقبول المهاجرين المسيحيين من الموت ( مع شكرنا وتقدرينا لمواقفهم الانسانية) كأنه دولة اخرى ، لكن في المجلس الوطني او مجلس الوزراء او رئاسة الجمهورية ليس لديهم دخل ما يحصل للديمقراطية التي وعدونا كلهم بتحقيقها في العراق الجديد،  كأنه لا يهمهم  ما يحصل الا  ما يخص قضايا الاقليم فقط  وهي اشارة واضحة للحكومة المركزية ومليشياتها بأن يعملوا ما يروق لهم، بدون وجود معارضة لهم  ما يحصل في بغداد. ولكن اذا ما صرح تركماني او عربي بشيء عن مشكلة كركوك ترى تصريحات السيد محمودعثمان تنتشر كالبرق في اخبار العالم.!!

السيد علاوي  للمرة الثالثة ينال حصة الاسد من اصوات المسيحيين بإعتبار تياره ديمقراطي وبعيد عن الطائفية والميليشيات الا انه بالرغم كل ما حصل  لم نسمع ما يحرك مائه الراكدة في هذه القضية. بل موقف تياره كان الاضعف في قضيتنا!!
القوى الشيعية المعتدلة لا تستطيع ان تبوح برأيها خوفا من جماعة ايران الذي يسيرون الامور كما تشاء ا سواء شاؤوا  ابوُا  ، هذا كان واضحا من تجربة احتلال الجيش الايراني لموقع نفط الفكة!
اما  الدول المحيطة بالعراق فيظهر انها  في حالة الغبطة  بما يحصل للمسيحيين ،  لان التيار الاسلامي والفكر المتعصب هو الذي يسير في عروق هذه الدول و اغلب المسؤوليين فيها.

 نعم ما اشبه اليوم بالبارحة، فقبل قرن تماما استولت جميعة الاتحاد والترقي الحكم من الجلاد الكبير عبد الحميد الثاني في الامبراطورية العثمانية ( 1909) على اساس انها تطبق شعارات الثورة الفرنسية العدالة والمساواة والاخاء ، لكن بعد نشوب الحرب العالمية الاولى  1914 اعلنت الحرب على ابنائها من المسيحيين  من كافة القوميات والاقليات لا سيما الذين لم يكن لهم اي تدخل في السياسية مثل الكلدان والسريان. فقلعت المسيحية من جذورها  من  تركيا وضربوا بالسيف الرقاب بدون تمييز ، فقتلوا ما يقارب مليونين من ابرياء  في الامبراطورية لا ذنب لهم مثل اليوم سوى انهم مسيحيين.!!!

 في الختام انا شخصيا لا اتعجب  مما يحصل  في العراق منذ زمن بعيد، لانني مؤمن بوجود ايادي مسؤولة في الدولة تشترك في هذه الجرائم الانسانية، ودليلي والبرهان الذي اعتمد عليه هو، ما صرح  به رئيس مجلس النواب السابق السيد المشهداني قبل بعضة اسابيع  بكل وضوح من ان مهمتنا كمسلمين في قيادة الدولة اسلمَة العراق!!(3)
.................
1 – بعض المصادر تبالغ بالرقم الى حد مليون
2- اول الة موسيقى في التاريخ هي القيثارة اخترعت في وادي الرافدين من قبل السومريين قبل 3500 سنة.
3- المصدر : ( المشهداني: وصلنا إلى السلطة ولن نتنازل عن أسلمة العراق ) جريدة المدى، الرابط:
http://www.almadapaper.net/news.php?action=view&id=32887


351
مخيم الاصدقاء في ملبورن!


بقلم يوحنا بيداويد
11 ك الثاني 2011
فيليب ايلاند - استراليا
 
إلتقوا مرة اخرى على ارض مطار مالبورن بعد فراق قارب ثلاثين سنة بين بعضهم. إلتقوا وكأن فراقهم كان بالامس، فقد امتزجت دموعهم بإبتسامات فرح التي ارتسمت على أوجههم، وحلاوة الذكريات راحت تَمسَح مَرارة الفِراق بسرعة البرق. كأن الزمن فقد خواصه، والتحمت لحظة الوداع بلحظة الِلقاء، وأن ايام الخوف من التربص من قبل رجال الامن الذين وضعوا انظارهم عليهم وَلَتْ الى غير عَودة. فالمكان ليس بِجمعية الناطقيِن باللغة السريانية في حي الوحدة، او بنايات  الامن في بارك سعدون أو كازينو دار السلام على ابو نؤاس ام كراج مدينة زاخو حيث كانت محطة الوداع بين اغلبهم.
كنت اراقب اللحظات الاولى من لقائهم من بعد هذه الفترة الطويلة، كانت الافكار تتراكض في ذهني، ماذا سيقول واحد للاخر؟ كنت اتسأل انا البعيد القريب منهم، كيف سيتصافحون؟ كيف سَيُّقبِل بعضهم بعضاً، كيف سينظر واحد للاخر حينما يرى كل واحد ان الدهر ترك تجعدات على وجه صاحبه لن تُمحى بعد الان، حينما يرى بعضهم ان شعر اغلبهم استمالَ الى البياض بعد ان عبر معظمهم عتبة  الخمسين، كنت اراقب العيون وأحسُ بإضطراب القلوب وحرارة القُبلات والمصافحات الحميمة التي عوَضتْ عن كل هذه السنين من الفراق القسري المُؤلم .
لا اعتقد هناك مَوقف أصْعب مِن موقف فِراق الاحبة، خاصة إذا كان سببهُ شيئاً خارج إرادتِهم، بل ان مصير بعضهم كان قد انتهى بحبال المشانق ام في احواض حامض النتريك بعد ساعات ما لم يكن قد قرروا الرحيل والعبور فوق حواجز الموت.
لعل يتسائل البعض من قرائنا الاعزاء، ما هذا الاهتمام والمبالغة بمجموعة من الشباب افترقوا كملايين من العراقيين الذين اجبرهم الوضع السياسي في البلد لقبول الهجرة القسرية.
نعم هم مجموعة مختلفة عن غيرهم ، مجموعة من الشباب الذين كانوا قد وضعوا فوق رموش عيونهم مصير شعبهم وتاريخه،ولغته،وهمومه ووجوده. هدفهم الاسمى كان تعليم الشبيبة  لغة الام السريانية، فاللغة كانت دائماً مهمة في تحديد  مصير اي امة في التاريخ من بقائها ام زوالها. وزيادة الوعي القومي، إصدار مجلة قومية (قالا سورايا)  كأن حدسهم يقول لهم: "ان الغدَ لناظرهِ قريب!".  
فأحدهم تخلص باعجوبة من براثين القتلة المتربصين، بسبب تاليفه كتاب عن كيفية تعلم لغة الام ونشره مقالة سياسية قومية، والاخر هددوه بالانتماء للحزب او النقل الى جبهة القتال، هكذا كل واحد كل منهم كان له سبباً خاصاً به ان جعله يترك اهله واصدقائه واقاربه ومدينته، فتفرقوا أو أُجبِروا على الفراق، فراح البعض منهم في الاحزاب السياسية والاخرون في الاعلام، والاخرون في مجال الثقافة والتأليف والشعر....الخ ، ولكن لم يَخفقْ معدن ايَّ واحد منهم، لم ينسى مهمته، بقت هموم الجميع نفسها ، اللغة ومصيرالشعب المسكين الذي لم يمتلك قيادة فكرية حينما كان واقعاً تحت ضربات النظام  الظالم و موجات البحر السياسية الدولية الهائجة.
هنا في نهاية العالم قرب القطب الجنوبي، حيث تقع بلاد جزيرة الواق الواق،ارض  كوالا وكانكرو إلتقت المجموعة(السبع القادمين من قارات العالم(1))  مع بقية اصدقائهم القادمين من مدينة سدني وبحضور الموجودين اصلاً في مدينة ملبورن ،إلتقت في كمب (ادناك) في امسيات اعادت الذكريات الحلوة والمٌرَة كلها بشغف كبير.
على الرغم من ان هذا اللقاء كان سريعاً، إلا إنه كان لقاءً كثيفاً، مملوءً من الشوق وتبادل الاحاديث و قصص ومقالب ايام زمان التي مر عليها اكثر من 35 سنة ،  في الحقيقة كان لقاءً جميلاً ، ناجحاً، مملوء من تبادل الخبرات والافكار والاخبار بعد كل هذه السنين الطويلة، انه لقاء نادر ومتواضع، قد لا يحصل مرة اخرى بهذه الكثافة والصورة ، لهذا لن ابالغ إن قلتُ كان لقاء القرن.
اعتذر مقدما عن التقرير المختصر وكذلك عن عدم نشر كل الصور !!
.............
1-            الضيوف السبعة القادمون كانوا كل من :-
يونان هوزايا - العراق
نزار الديراني - العراق
اسكندر بيقاشا - السويد
 
سلام مرقس - فرنسا
فاضل كوكيس - فرنسا
كوركيس اوراها - امريكا
بولص عزيز – كندا
 

الضيوف السبعة القادمون من اليسار الى اليمين
سلام مرقس، اسكندر بيقاشا، يونان هوزايا، نزار الديراني، بولص عزيز، كوركيس اوراها، فاضل كوركيس


اللقاء الاول بعد فراق ثلاثين سنة بين البعض منهم  في البيت يوحنا بيداويد
 
 
اللقاء الاول
 

اللقاء  الاول
 

اللقاء الاول
 

 
صورة امام المخيم في يوم الاخير
 
 
 
صورة من داخل المخيم
 
 
 
صورة لاحد لقاءات داخل المخيم


صورة لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 

صورة لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 
 
صورة  لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 

صورة  لاحد لقاءات داخل المخيم
 

  
صورة لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 

الشاعر نزار الديراني يلقي قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم
 
 
 
الشاعر الياس منصور يلقي  قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم



الشاعر يونان هوزايا يلقي  قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم
 


الشاعر  اديب كوكا يلقي  قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم
 
 
 
صورة في منطقة السد قريب منطقة المخيم
 
 
 
 
 
اليوم الثاني من المخيم
 
 
  
الندوة التي اقيمت في قاعة عشتار يوم 21 ك الاول  2010 تحدث فيها كل من  السيد يونان هوزايا واسكندر بيقاشا وادارها الياس منصور
 
 
 
 
 
  
 
يونان هوزايا في امسية شعرية
 
 
يونان هوزايا في امسية شعرية
 
  
يونان هوزايا في امسية شعرية
 
 
 



 



 

 



 


 
 


 


 

 

 

 

 

352
رسالة القاعدة للمسيحيين والاسلام في عام 2011

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
4 ك الاول 2011

"اذا كان عام 2010 مؤلم ، فإن عام 2011 كله سيكون نعيق الغراب"

قبل ثلاثة ايام وَلت سنة 2010 المشؤمة لشعبنا المسيحي في العراق والتي سُجِل في كل اسبوع منها حادثة  مروعة ضدهِ، فتكررت عليهم مجازر حلبجة وصبر وشاتيلا ببطىء امام انظار المسؤوليين العراقيين بكافة مستوياتهم وامام الرأي العربي والاسلامي والاوربي والامريكي بدون ايجاد حل للمشكلة الامنية لهم.

العالم كله دخل الحرب ضد القاعدة في السنيين الاخيرة ، لكن المسيحيين في العراق وفي الشرق الاوسط عموما اصبحوا هم الضحية ويدفعون الثمن. فلم يستطيع العالم (والبعض لم يشأ ان لم يقل ساعدهم!! ) ايجاد طريقة لايقاف هذه المجازر، على الاقل ادانتها بصورة رسمية واستخدام كافة الطرق المتوفرة لايقافها ، مثلاً تدخل رجال دين الاسلامي بكافة مذاهبهم في ادانة عمليات قتل الاقليات المسسيحية  وغيرهم من دون سبب. او على الاقل تحريم قتل الانسان المسلم وغير المسلم مهما كان السبب واستخدام مبدأ " العين بالعين والسن بالسن الموجود في العراق منذ  شريعة حمورابي قبل اربعة الالاف سنة " كعملية رادعة او الافتاء بأنه فعل محرم كما فعلوا في مناسبات اخرى في التاريخ..

لنكن اكثر صريحيين في هذه المرة،  ان العالم الاسلامي منقسم على نفسه  بين مؤيدي والرافض للارهاب، فمؤيدوا الارهاب والقتل الجماعي واقامت المذابح بالمسيحيين لانهم مشمولون بالفناء لانهم كفار وملحدين،  والقسم الاخرالاكبر  الذين هم الرافضين  لهذه الاعمال، يرون ان هؤلاء الارهابيين هم خرجوا من التعليم الصحيح للاسلام لان قتل نفس واحدة كأنهم قتلوا الانفس جميعها.
هؤلاء الذين تعاطفوا مع المسيحيين بكلمات حزينة وجميلة وفي مناسبات عديدة، لم يعملوا بجد لايقاف اولاً تشويه دينهم وتعاليمهم من تخريب الارهابيين ومن ثم حماية اخوتهم في الانسانية والذي قضوا معا سنين وقرون طويلة.

مع نهاية عام 2010 وبداية عام 2011 جاءت رسالة من المسلمين الارهابيين الذين ظلوا طريق في ديانتهم قبل ان ينحرفوا عن قيم الانسانية تقول الرسالة : "  اذا كان عام 2010 شؤم، فإن عام 2011  كل سيكون نعيق الغراب".  في اخر ايام السنة قام الارهابيين بعمليات اجرامية ارهابية جديدة في احياء مسيحية لا سيما في منطقة الغدير وبغداد الجديدة. وفي اليوم الاول من هذا العام قاموا بتفجير كنيسة الشهيدين للاقباط في الاسكندرية في مصر. بما معناه نحن سنضرب المسيحية اينما كانت وبدون اي سبب ولا توجد شريعة او قانون او قوة توقفنا. نحن ابناء البربرية وسنظل هكذا ولن نؤمن يوماً ما بالقيم الانسانية من المساواة والعدالة والاخاء التي هي من انتاج الفكر الغربي، هكذا هو اسلامنا؟؟!!..

قلت لاحد اصدقائي المسلمين  قبل بضعة سنوات " على الاسلام الان اختيار طريق جديد في تعامله معنا غير المسلمين في العراق وفي العالم، لان في السابق كان العالم الاسلامي منعزل عن العالم المسيحي بصورة عامة، ولكن مع نهاية الحرب العالمية الاولى اصبح العالم يقترب بعضه من بعض الاخر شيئا فشيئا، ها هو الان اصغر من قرية صغيرة. الاسلام بحاجة الان ان يغربل بعض من تعاليمهم المشوهه  والمستخدمة كسند ديني اليوم لدى القاعدة (وغيرها)في عملياتها الاجرامية ضد الابرياء، يجب ايقاف من يسيء للاسلام من داخل الامة الاسلامية من قبل المسلمين انفسهم وإلا سوف تحصل كوارث وجرائم بأسم الاسلام  وسيتم تشويه تعاليم كثيرة للاسلام من قبل مسلمين انفسهم".

حينما كان العراق تحت تهديد الاحتلال الامريكي قبل حوال ثمانية سنوات ، كانت حكومة جورج بوش تتحدث وكأنها  ستجعل من العراق تكون منبع للديمقراطية  في الشرق الاوسط وكأن العراقيين بمجرد ان يأكلون اول سندويج مكدونالد سوف يُلقحون بالقيم الديمقراطية والانسانية والوطنية وتحمل المسؤولية واحترام حق الاخر واعطاء خياره حسب ارادته في العيش بحسب القانون والنظام ودستور البلد ، وكأن السياسيين القادميين الى الحكم في العراق هم خريجوا جامعة كامبرج وهارفد وباريس ونيويورك،او كانوا زملاء لفرنسيس بيكون ويحملون نفس الافكار (قبل اربعة قرون) في تطبيق الحق الوضعي لاي انسان.

كل هذه الاحلام والصور الوردية التي كنا نحلمها بعد مرورنا  في نفق مظلم طويل طوله 35 عاما او اكثر تلاشت من فكرنا بعد ان شهدنا ما حدث في الاشهر الاولى من العمليلت الارهابية. واصبحت نظرتنا اكثر تشاؤمية حينما رأينا ثلاث حكومات متعاقبة لم تتحرك بصورة فعلية لايقاف هذه الجرائم ، لم تقدم اي من هؤلاء المجرمين الذين القت القبض عليهم  للمحاكم امام انظار العالم كي ينال عقابهم، لم تقم رجال الدين بحملة توعية من منابر المساجد على تحريم القتل لاي شخص مسلم وغير المسلم  باي شكل من اشكاله ولاي سبب كان، ولم يحصل توافق بين الكتل السياسية الامر الذي يفسر كانت ولا تزال هناك تصفيات في عالم الخفي بينهم. والبعض سعيد بما يحصل للمسيحيين على يد الارهابيين جزاءً لروح الوطنية التي يمتلكونها منذ زمن الملكية الى عصر صدام حسين وخنادق المعارك تشهد على ذلك.

الروح الوطنية يوما بعد يوم تضمر والطائفية والانقسام ورغبة التقسيم تزداد بين القوميات والمذاهب الدينية، تدخل الصارخ للجيران لا سيما ايران كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وقتل حبل السري بين العراقيين في سنين الاخيرة بحجة لها الفضل على المعارضة العراقية ( السياسين الذين يقودون البلد الان). 

قدر العراقيين في هذه العقد اصبحت بلادهم ساحة معركة بين جميع انواع القوى، القوى الخيرة والشريرة، اليسارية والرأسمالية، الارهابية والديمقراطية، الشرقية والغربية ، المدنية والدينية ، بين القوميات وبالطوائف والمذاهب ، بين القانونية والنظامية من جانب وبين المجرميين و قطاع الطرق واللصوص من جانب الاخر.  لم يبالي ايَّ منهم بِمن يعيش او يَتأثر في ساحة المعركة  سوى الانتصار على الاخر مهما كان الثمن الذي كان سفك دماء العراقيين الابرياء  بالمئات الالاف وهجرة الملايين وهدر قدرات العراق الفكرية وثرواته الوطنية.
عراقنا الذي كان تحت ظلم صدام حسين ثلاثة قرون ونيف اليوم يعاني من مشاكل اضافية الى مشاكله القديمة والنتيجة كانت او ستكون  بلا شك كما يلي:
1- هزيمة امريكا في نظرنا العراقييين لكنها بلا شك انجزت مهتمها و ضمنت انتصارها بطرق لا نعرفها الان،  بل ربما لن نعرفها إلا بعد نصف قرن !
2-  تقسيم العراق على مبدأ الطائفي والقومي الذي جلب الدمار الموجود و سيجلب دماراُ اكثراً  للعراق اجلا او عاجلا، اذا لم تولد الروح الوطنية بين العراقيين ويتخلون عن ميزانهم او معيارهم (مَسطَرتُهُم) الطائفي اوالديني او المذهبي اوالقومي اوالقبلي في قياس الامور.
3-  زوال المفهوم الوطن الواحد ، ومفهوم الوطنية عند العراقيين اصبح منبوذ اً لان حزب البعث وصدام حسين استخدمه اكثر مما يجب، فحدث تشبع، فلم يعد ايمان لدى العراقيين بجدواه، اي تم تفريغه من معناه !، ولكن لا عرفون مشكلتنا الاساسية هي انعدام الروح الوطنية التي هي القاسم المشترك بين جميع العراقيين.
4-  انتصار القاعدة ومساعديها ( من العراقيين والجيران)  في قلع جذور اقدم تجمعات بشرية من القوميات وشعوب القديمة في العراق بسبب دياناتهم غير الاسلامية . والذين بلا شك غدا سوف يطالبون التعويض بالبلايين الدولارات في المحاكم الدولية  بعد اجبارهم على الهجرة بصورة قسرية.
5- سينشا صراع مرير بين هذه الفئات او المجاميع الرئيسية الثلاثة،  مجموعة التابعة لايران من الشيعة والتابعة للسعودية والعرب من الاخوة السنة ومجموعة التابعة لاقليم كردستان من الاكراد واقلياتها. ولن يهدأ عراق بل سيصبح بلقان الشرق الاوسط.
ليكن الله في عون الفقراء والمهمشين والمسالمين والاقليات وغير المنتمين لاي من الاحزاب الكبيرة  في تلك الايام  من التماسيح البرمائية وصراعها المرير القادم.
 
 


353
رسالة من قيثارة اور السومرية الى الحكومة العراقية الجديدة
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
23 كانون الاول 2010

سيدي الرئيس الوزراء واعضاء الحكومة الجديدة وجميع ابناء الرافدين  الكرام
تحية لكم من جدتكم قيثارة السومرية الاثرية القابعة في متحف العراقي
في عصر تتبارى الامم والدول في اقامة ذكريات ولادة عباقرتها وعظمائها بعد مرور مئة سنة او ربع قرن او غيرها ، وفي وقت تتفاخر الدول بإبداعات ابنائها الفكرية من ادبائها وكتابها وموسيقيها ورساميها وفلاسفتها وعلمائها وشعَرائها وفناني التمثيل والمسرح والرياضيين وغيرهم ، احفادنا في بلاد ما بين النهرين يقرون منع انتشار نورالمعرفة والتذوق الجمالي في الرسومات بيكاسو  والشعور بالنشوة في سماع قصيدة الشعرية من قصائد المتنبي او ابو نؤاس اواغنية من اغاني فيروز الصباحية او الافتخار في حل معضلة فكرية او طرح نظرية فلسفية جديدة او اكتشاف مضاد حيوي مثل اكتشاف انسولين جديد يقضي على مرض سرطان او قصة رائعة مثل قصة الجريمة والعقاب او الاخوة الاعداء للكاتب الخالد دوستويفسكي، او ايجاد علاج جديد للامراض  النفسية غير معتمد على اقوال عبقرية  فرويد  او تلميذه يونغ في تحليل النفسي.

في عصر تتصارع فيه الامم والحضارات في تكبير شأنها بتاريخ معركة صغيرة او حادثة بسيطة مرت في بلدانها لاجل تضخيم احقيتها ( الانسان الثلجي) او مكانتها بين الامم الاخرى. نرى ان السياسيين من ابنائنا يفضلون مسح كل ما انجزناه في التاريخ وتركناه لكم ارثاً حينما كانت الامم الحديثة تعيش في عصر البربرية وقانون الغابة سائداُ. فما اقبح ان ينسلخ الانسان من جنسه او عرقه و ينكر الابن فضل اجداده او ينكر او ينبذ اثارهم وانجازاتهم العظيمة.
 

 هل تعلمون يا اولادي قسم منكم يجهلون الكثير عن انفسهم من هم ،اصلهم ،تاريخهم ، حتى تاريخ حضارة وادي الرافدين الذي هو اكثرة ثروة من نفطكم الذي يسرقوه السياسيين الانتهازيين  والعملاء والجيران والمحتلين. لم أعـُد افهم اساس قراراتكم بالسير عكس عقارب زمن التاريخ، فالتاريخ لا يجري وفق ظواهر الطبيعة وتأثيراتها فقط وانما تحت تاثير المنطق العقلي وانجازاته المتجسدة عمليا في التطبيقات العلمية، انظروا فقط الى تطبيقات العملية لاختراعات مكتشف المصباح الكهربائي توماس اديسن.

اولادي الصغار هل تعلمون جدكم كلكامش كتب اخصب قصة في تاريخ الانسانية كله ودون فيها فكرة السموات والالهة وقوة الخير والشر قبل كل الامم ، هل تعلمون جدكم حمورابي وَحد بلاد الرافدين كله تحت سلطته وكَتب الشريعة الانسانية في التاريخ مكتوبة تعالج جميع مشاكل الاجتماعية في ذلك العصر وهي لا زالت احد المصادر الرئيسية في شرائعكم. هل تعلمون في هذه الايام الجامعات الغربية وبالاخص الامريكية تتبارى في تقديم براهين اجدادكم في علم الهندسة حتى نظرية فيتاغورس المسجلة بإسم العالم الاغريقي (؟؟)  والتي تعد احدى البديهيات في عصركم هي من انجازات الفكرية لاجدادكم .

اولادي لا ان اريد اطيل عليك بسرد انجازات اجدادكم ،خلال سبعة  الالاف سنة وحضارتهم العريقة والتي استقت منها كل الامم والشعوب، ولست حزينة على اي شيء سوى على قراركم بدفن الحان واشجان التي عزفتها اوتاري التي لا زال صداها يأتي  في فضاء بلاد ما بين النهرين، ولست حزينة الا على النكبة المشينة التي يشنها البعض منكم على كل من يعيد اصوات الحاني في المقاهي والاذاعات والتلفزيون وبالاخص في المهرجانات.

اولادي انكم بنبذكم للعلوم والفنون والموسيقي تختارون الموت والقبر والاندثار، هذه ليست مشيئة الهكم الذي كان الهنا وان كنا لا نعرفه، لانه الخالق واحد مهما تغير الزمن والعصر والمكان. منعكم لتصدح صوت اوتاري في قاعة مهرجان مدينتي العظيمة بابل كانت جريمة اكبر من قتل انسان نفسها لانها تعني قتل حضارة وفكر وفن ، هي عملية قطع الماضي عن الحاضر، وانتم تعلمون جيدا اي حاضر فاسدا تعيشونه واي ظلم جور تقومون به على الضعفاء والمسالمين بينكم.

القيثارة السومرية

 

354
                       هل نجحت عملية تصدير الثورة الاسلامية في ايران الى العراق؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
13 كانون الاول 2010

 ملاحظة:
في البداية اود ان اوضح  ان نقد هذا المقال، موجه الى كل من يشرع او يسلب الحريات او حق التعبير عن الراي لاي فرد او ديانة او مذهب او قومية  عراقية بدون تميز .

في نهاية العقد السابع من القرن الماضي، انقلبت موازين القوى في الشرق الاوسط، حيث صنعت الدول الراسمالية الغربية طوق ديني متعصب حول الكتلة التي كانت تتألف منها دول الاتحاد السوفياتي والدول المهددة بتغير نظامها الى المعسكر الاشتراكي،كان الهدف منها هي وقف المد الشيوعي في اسيا والشرق الاوسط.

 ومن ضمن هذه الخطة، كان تغير نظام الحكم في ايران كشيء حتمي. نجحت الثورة الاسلامية في ايران اعلاميا واستقبل الامام خميني في طهران شعبيا وجماهيريا بصورة منقطعة النظير في بدايةسنة 1979 ( لكن القرار الحقيقي كان من صنع الغرب). لم تمضي اشهر قليلة حتى اصبح واضحا معالم النظام الديني الذي تبعه الامام خميني في ايران، فضرب النظام الجديد (ولاية الفقه) جميع التيارات المدنية والديمقراطية والشعبية والقومية والديانات والاحزاب التي كانت موالية او تعمل تحت حكم شاه ايران . اما قادة الجيش وجهاز المخابرات وحزب تودة الاشتراكي قد ازيلوا من الوجود، فاعدموا كل من مسكوا به. تلت انقلابات بعد انقلابات في ايران، حتى ان اقرب شخص الى الامام خميني ( قطب زاده) قد اعدم على يد الملالي الجدد.

 ثم بدأت القلاقل تحدث في المجتمع العراقي، على الرغم من ان معظم العراقيين كانوا متأكديين من ان  مجيء صدام حسين على الحكم لم يكن اعتياديا ، بل انقلابا داخليا،  الا ان متطلبات حصول  الحرب بين العراق وايران كانت قد اعدت تماما .
فمن جانب الثورة الاسلامية بقيادة الامام خميني ارادت تصدير ثورات شبيه لها الى بلدان الشرق الاوسط وبقية الدول الاسلامية وبالاخص العراق الذي هو المعقل التاريخي للمذهب الشيعي قبل ان تصبح ايران شيعية ( تاريخيا ايران تشعيت على يد اسماعيل الصفوي في القرن السادس عشر).

 ومن جانب الاخر بدأ صدام حسين بحملته بتقديم تحفيزات ومنح لتشجيع الشباب  للانخراط والتطوع في صفوف القوات المسلحة براتب ضعف الموظف  مع منح سيارة برازيلي وقطعة ارض وقرض للبناء كذلك ادخل تدريب الطلبة بصورة الزامية من مرحلة الاعداية والجامعات. وبدا صدام بشراء الاسلحة الغربية والشرقية ومن عالم الثالث.

 المهم في ذلك الربيع بدأت شرارة النزاع بين ايران والعراق، فحدثت انفجارات في الجامعة المستنصرية وفي بعض شوارع  بغداد .رد صدام عليهم بقرار ترحيل عدد كبير من الاكراد الفيليين والايرانيين والعراقيين الذين لم يكونوا يملكون الجنسية العراقية والذين كانوا يعيشون في العراق منذ عقود طويلة.

 في نهاية شهر اب سنة 1980 بدأت المناوشات العسكرية على الحدود، في الرابع من ايلول بدات عمليات القصف بين الطرفين وفي 22 ايلول اعلنت الحرب بين الطرفين، ودخل الجيش العراقي الذي كان متهيء لانجاز مهماته المحددة التي كانت تتلخص اعادة الشط العربي والاراضي التي استقطعت من العراق في قاطع خانقين ومندلي (حوض سومار) حسب معاهدة جزائر سنة 1975 بين صدام حسين وشاه ايران وبإشراف الجزائر وبرضا الولايات المتحدة و على حساب الثورة الكردية وقائدها الملا مصطفى البارزاني.

حسب تصريحات السياسيين العراقيين في تلك الايام (من امثال طه الجزراوي وطارق عزيز وسعدون حمادي) ان مدة الحرب في فكر صدام حسين لن تطول اكثر من اسبوع واحد و تتدخل الامم المتحدة ودول عالم الثالث ومؤتمر الاسلامي ويتم حل النزاع بين الطرفين بالمساومة والسياسة مرة اخرى.

لكن الحرب العراقية الايرانية اصبحت فيما بعد مصيبة كبيرة للعراقيين، فالامام خميني رفض اي نوع من المفاوضات بل لم يعد يريد مفاوضات وصدام حسين من الطرف الاخر  كان يزيد ويغير  من شروطه. بعد هذا مضت ثمانية سنوات من القتال بين الدولتين .ففقد العراقيون مليونين من ابنائهم بين شهيد ومفقود ومعدوم واسير( بعض المسيحيين الاسرى لم يعدوا لوطنهم لحد الان، لانهم اجبروا الاستسلام او الموت).

المهم في 8/8/1988 وافق الامام خميني على وقف اطلاق النار وقال في حينها بما يشبه كان يفضل شرب السم من التوقيع على وقف اطلاق النار مع صدام حسين.

النتيجة من الناحية المبدئية هي انتصار العراق في الحرب، فنجح صدام حسين  في صد الثورة الاسلامية اعلامياً ( هذه حقيقة شئنا ام ابينا وارجو المعذرة ممن لا يتفق معي) وحفظ  الجيش العراقي وصدام حسين عرب الخليج الذين يتنعمون الان بالميارات ويتسابقون في بناء اعلى ابراج في العالم من الزوال . لكن فكرة تحقيق (اصدار) الثورة الاسلامية للعراق لم تنتهي، بعد مرور سنوات قليلة مات الامام خميني، والعراق وقع في مأزق دولي جديد  بعد ان ضرب صدام حسين  ثوار الاكراد والمعارضة العراقية من المسيحيين والشيوعيين واليزيديين  في حلبجة وفي الانفال بالاسلحة الكيمائي في جبال كردستان..

  حينها نسى صدام حسين  ان الغرب وبالاخص امريكا هي التي قررت ان تنتهي الحرب مع ايران لصالحه بضربها سفينة ايرانية تراقب السفن التجارية في الخليج العربي و مساعدته لتحرير فاو  عن طريق تزويده بمعلومات مهمة عن مواقع الجيش الايراني  عن طريق الاقمار الصناعية. فراح صدام حسين  يظهر يوميا في بدلته العسكرية مسده على خصره ، على شاشة التلفزيون ولساعات طويلة في اجتماعات وخطابات فارغة بعيدة عن الواقعية. ما زاد الطين بلة هو ان الدينار العراق اصبحت قيمته درهم كويتي، كذلك اعدم الصحفي البريطاني الايراني الاصل  بازوف وقضية منع تصدير متسعات ضمن برنامج النووي الذي كان العراق يريد اعادة بنائه في تلك السنين. شعرصدام حسين الذي كان يظن اصبح قائدا للامة العربية ( بسبب حصول اول انتصار عربي في عصر الحديث على يده) ان عمليات الغدر تحوم حوله مرة اخرى ،  وبالاخص من قبل اسرائيل و ابناء اعمامه الخليجيين الذين انقذهم عن طريق دماء ابناء العراق وابنائه من السقوط تحت اقدام الثورة الاسلامية.

 راح صدام حسين يطالب سرا وعلنا دعما للدينار العراقي، و اعفاء الديون التي اعطاها اهل الخليج له اثناء الحرب، في نفس الوقت كان العرب يزداد خوفهم منه يوما بعد يوم، وكانت امريكا تهمس في اذنهم سرا عن المخاطرالقادمة في حالة عودة القوة العكسرية والقوة المالية ليد صدام حسين، كما ان قضية كويت التي اعتبرها معظم قادة العراق بعد الجمهورية انها عراقية الاصل.

بعد ان غدرت  السفيرة الامريكية صدام عن طريق عباراتها الغامضة المبهمة حول موقف الولايات المتحدة عن الخلاف الذي كان موجود بين العراق والكويت، وقع صدام في الفخ، فحدث مالم يتوقع اي شخص في العالم ان يحدث،  ففي اليوم الثاني من ايلول سنة 1990 وفي الساعات الاولى من الصباح، دخل الجيش العراقي حدود الكويت الدولي وخلال ساعات وصل بدون سابق انذار الى مركز المدينة، وهربت العائلة الحاكمة هناك بعد وشى احد الضباط العراقيين لهم الخبر مقابل صفقة كبيرة من المال. فاصبحت كويت عراقية بين ليلة وضحاها،  ادان العالم  هذه العملية وطالبت جميع الدول الانسحاب بدون قيد وشرط.  وكادت عملية انسحاب تتم بسلام بعد  حصول تفاهم بين قادة العرب، الا ان عدم وجود الثقة بينهم الت الى استمرار الوضع على حاله.

منذ اليوم الاولى فرض حصار عالمي على العراق والذي  طال 13 سنة فيما بعد الى 2003، بعد خمسة اشهر كان العالم  بقيادة امريكا قد هيأت جيشا جرارا مكون من 32 دولة في اراضي السعودية. على الرغم من ان جميع دول العالم كانت تطالب بحل المشكلة سليما الا ان الامور اصبحت معقدة ودخلت القضية في مساومات دولية اقليمية وعالمية. صدام حسين الذي لم يكن يطبق الا قاعدة واحدة في حياته  التي هي عدم الوثوق بأحد، والهجوم خير طريق للسلم،  قد تركته ان يدفع ثمنا بالغة في هذه المرة.

في الساعة 12.30 صباحا من يوم 17 كانون الثاني سنة،199  اعلنت الحرب ضد العراق من القوات التحالف الدولي، و بدات هذه قوات التحالف الدولية  بقصف مواقع الجيش العراقي في الكويت ومعسكراته داخل العراق عن طريق القاذفات العملاقة ب 32 والصواريخ الموجه عبر  القارات من المحيطات. ظن الكثير من العراقيين ان امريكا صادقة معهم، انها سوف تقضي على صدام حسين وتنتهي مشكلة العراق بمجيء حاكم اخر يكون عادل،  هرب الكثير من الجنود من الجبهة و لم يقاوم الجيش في هذه المعركة بسبب عدم وجود القناعة عند قادة الجيش العراقي في قضيتها.

في 28 من شباط  1991 كانت الجيش العراقي  خسر الحرب وعادت الكويت الى اهاليها. العراقيون المعارضين في الخارج شكلوا جبهة معارضة عريضة، وقاموا  بمحاولات عديدة لاسقاط صدام حسين لكنهم لم يفلحوا ابدا.

بعد ان ضربت القاعدة برجي مدينة نيوورك في 11 ايلول 2001، عاد صدام حسين الى الشاشة السياسية العالمية، خافت امريكا وبريطانيا منه قد يكون زود او سيزود جماعة القاعدة الارهابية بالاسلحة النووية او الجرثومية. فقررت الولايات المتحدة اسقاط صدام حسين وان لم يكن السبب مقنع للجميع العالم و لا الوقت لصالحها.

سقطت نظام صدام على يد القوات الامريكية في 9 نيسان 2003، واختفى صدام حسين وقيادته من الوجود، في هذا الاثناء جاءت المعارضة العراقية (الحكومة الحالية)  لتستلم الحكم، او تشارك الحكم مع الحاكم العسكري الامريكي بريمر.

نحن الان في نهاية سنة 2010 اي بعد سبع سنوات من ااستلام القادة الجدد السلطة في العراق وحصول ثلاثة دورات انتخابية اي تشكيل ثلاثة حكومات ونجاح التصويت على الدستور العراق الجديد. لكن بوادر حصول استقرار في العراق لازال بعيدا في نظر الشعب العراقي.

 ففي هذا الاسبوع ظهرت بوادر وعلامات غربية وخطرة على مستقبل العراق. حينما قررت مجلس محافظة بغداد غلق النوادي والجمعيات في مدينة بغداد بحجة الدعارة وشرب الخمر فيها كما كان حصل في البصرة قيل سنين و كذلك حرم الموسيقى والغناء في مهرجان بابل.  الامر الذي يخالف الدستور وحق الحريات المحفوظ لهم.

 وما زاد الطين بلة هو خروج اصوات من المراجع الدينية الشيعية  مؤيدة لقرار مجلس محافظة وكأنهم يقولون ان العراق اصبح تحت ولاية الفقه او ان المراجع الدينية هي التي تقرر مصير الدولة، وان الدستور ورقة فارغة لا قيمة لها حسب العرف الدولي و ان مواثيق التي وقع العراق عليها في الامم المتحدة والمحافل الدولية كلها باطلة. كذلك سكوت رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية والاحزاب الكبيرة وحتى المحكمة الدستورية التي لم تنطق بشيء لحد الان عن هذه القرار، فقط الكتاب والمفكرين العلمانيين والديمقراطيين والاقليات اظهروا معارضتهم لهذا القرار.

السؤال الذي بدأ يساله كل عراقي الان، هل اصبح العراق على مفترق الطرق فعلا؟ هل ان الاختلافات التالية ليست خطرة على وجوده :-

1- ان الحكومات السابقة لم تكن مستقرة  ولا الحكومة الاتية ستكون مستقرة،  لان بنيتها الاساسية هي على الطائفية والمذهبية والقومية وان الوزارات اصبحت هي حصص للاحزاب الكبيرة حسب نسبة اصواتهم كما كانت حصص تموين في زمن صدام حسين معتمدة على عدد افراد العائلة. اي هي حكومة توزيع العلاوات وليست حكومة حماية الحريات والحقوق والدستور والنظام؟

2- ان الدستور على الرغم من وجود نقص ونقائض فيه، لكن فيه فقرات تحمي حرية الراي والفرد والعبادة والتعبير. لكن من يحفظ  هذا الحق الدستوري من التزوير؟ هل المحكمة العليا في الدولة تستطيع قول كلمتها في هذا الصدد؟.

3- وجود خلاف كبير بين حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية حول قضايا كبيرة ومهمة وجوهرية لها ارتباط بمستقبل العراق ووحدته.

4- ضرب وتهجير الاقليات في العراق من قبل أيدي خفية و ظاهرة السكوت مطبق من قبل مسؤولي الحكومة بالاخص نوري المالكي الذي عاهد بإنزال اشد العقوبات بالمجرمين في مناسبات عديدة.  لكن في الحقيقة لم نرى اي شيء عملي لهذه الوعود سوى اعلانات وبيانات اعلامية فارغة. الامر الذي ادخل الشك قلوبنا جميعا حول مصدقية اقواله.!!!
(فمثلا المسيحيين الذين كان يتجاوز عددهم مليون وثلاثمائة الف نسمة، لم يبقى فيها الا اليوم الا اقل من نصف مليون،  اغلب هؤلاء موجودين في المناطق الشمالية في منطقة اقليم كردستان).

نستلخص من قراءة هذه الاحداث التي طالت ثلاثين سنة، ان العراق في هذه الايام يمر في ايام حرجة ، فهل سيصبح دولة اسلامية على غرار الجمهورية الاسلامية في ايران؟ ام سيحافظ على نهجه ومسيرته في التاريخ، اي العيش المشترك لجميع الاقوام والاديان والمذاهب والفئات العراقية بدوت تميز؟؟.

اما اذا استمر اصوات رجال الدين تعلو  بتأييدها لرئيس مجلس محافظة بغداد،  فلن يكن هناك الا تفسيراً  واحداً له كما يبدو لنا، هو نجاح الثورة الاسلامية في ايران بقيادة خميني من بعد ثلاثين سنة من تصدير ثورتها الى العراق!! . الامر الذي يجعل كل العراقيين قلقين ويتسألون هل الشعب الايراني الان راضي عن مسيرة ثورته كي ينتقل الى العراق؟ ام ماذا اختلف الامر لناس العاديين بين حكم صدام ودكاتوريته وبين نظام ولاية الفقه الذي يرديون تطبيقه .

لكن السؤال الاهم هو هل لازالت  الديانات السماوية وبالاخص الاسلام  منها، تظن تستطيع فرض الايمان على الانسان بالقوة في هذا العصر، وهل الايمان بالقوة هو ايمان؟!!. وهل هذه هي ارادة الله نفسه؟ ام ان مسؤولية رجال الدين تختصر في الوعض وتعليم الانسان للابتعاد عن كل انواع الشرور واعمال الفاحشة منها قتل الانفس البريئة  والالتزام بتعاليم ديانتهم بدون الضغط او الجبر او توجيه اي تهديد لاحد.

355
اخيرا بغداد امارة طلبانية!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
4 كانون الثاني 2010

يظن الكثير من حكام العراق الجدد الذين اتوا على ظهر  الدبابة الامريكية وهو يرتدون تحت عبائتهم الملابس الوهابية، ان العالم لا يمكن ان  يكشف او يفهم نواياهم. يظنون  انهم يستطيعون خداع الناس بان صدام حسين هو المجرم الوحيد الذي ظهر في تاريخ العراق الحديث، لكن في الحقيقة ان حكام  بغداد "اعني اعضاء مجلس محافظة بغداد" بقرارهم منع المشروبات في النوادي الليلة اظهروا للعالم اخر قناع الذي كانوا يرتدونه منذ وصولهم الى بغداد وان جرائهم ضد الانسانية اكبر بكثير من جرائم  صدام حسين.

 ربما يسأل سائل ما،  اية ديمقراطية واي دستور واية انسانية تنبع من اعمال هكذا رجال؟! فعوضا ان يقيموا المهرجات الفكرية والرياضية والمسرحية والغناء والمسابقات الثقافية في كل المناطق والاحياء والمحافظات،  ورصد جوائز وتشجعهم الشخصي لها ،  انهم اختاروا بعد فشلهم الكبير في السياسة وادارة البلاد  منع المشروبات في النوادي الليلة. عوضا من صرف اموال على تربية الاطفال على احترام  القانون  وزرع مفاهيم وطنية و احترام وقيم الانسانية  وحرية الفرد اختاروا سرقتها وسن قوانيين غير طبيعية.

نعم في الاسابيع الاولى من سقوط صدام ظهرت بوادر انشاء دولة وهابية اسلامية اكثر رجعية من التي كانت تدير حكم الطلبان في افغانستان. ولكن ظل هؤلاء مع الماكنة الاعلامية الامريكية والايرانية  تكيل التهم وتزيد من قائمة جرائم صدام حسين (  ارجو لا يظن احد نحن هنا نبرر ما ما عمله صدام حسين من الجرائم ) ولكن عندما نقارن عصر صدام حسين اواحمد حسن البكر بما يحدث الان في العراق بلا شك يعرف الحقيقة حينما يتذكر حدائق ابو نؤاس في مطلع السبعينيات في ليالي الصيف، مقارنة بجرائم  القتل والخطف وتفجر  المخخات، يعرف الفرق حينما يعلم  اصبح جسدهم  اخر مرحلة او اخر نوع من هذه  المفخخات.

ومن  ينظر الى شوارع بغداد ويرى قمم الكمامة، يعرف جيدا من عقلية ونظام انتم ،  بدليل اعداد القتلى يوميا وجرائم ضد المواطنين اصبحت غير موثقة . يعرف ايضا ان الحكومة المركزية ما هي الا حكومة كارتونية تخضع بل تطبق ما يشرع في ايران بدرجة اولى ثم سعودية.

اما امريكا الخنزيرة قررت سحب قواتها بعد ان تأكدت انها كانت متوهمة في ادخال مشروعها الديمقراطية الى الشرق الاوسط  لا بل فشلت وهي وحدها تعرف اي فشل حل بها، بل لم تكن تعلم انها بلطت الطريق امام الفكر الوهابي التعصبي  بحيث اصبحت بغداد، مدينة دار السلام ، مدينة ابو نؤاس احدث امارة وهابية،  والله يعلم في الغد ماذا سيمنعون ؟ هل يمنعون النساء من الذهاب الى الجامعات او ارتداء البنطلون او الملابس العادية او قص شعورهم وتلوين اظافرهم  او وضع وردة على رأسهم ؟ بل من سيمنعهم من تغير برامج  لتلفزيون الاذاعية لتصبح برامج دينية بحتة وكأننا في القم او طهران او تحت حكم حركة طلبان.

ايها الديمقراطيون العراقيون من كل الاطراف والجبهات انها معركة بينكم وبين من يحب سير عكس اتجاه عقارب الزمن والتاريخ،  انها رسالة، بل امتحان لكم، فإذا نجحوا في هذه المرة،  سوف ينجحون في ما يأتي من بعده لا سامح الله. و احدا لا يستطيع التكهن بما سيحصل لكم  الا الله وحده.

قد يظن بعض الاخوة العراقيين انها تجني على الحكومة المركزية ومجلس ادارة محافظة بغداد، وواضعي الدستور العراقي  المناقض لنفسه (الذي صوتنا له رغم نقصه كما قلنا سابقا) بوصف بغداد امارة طلبانية ، لكن الحقيقة كما قلنا في اعلاه  واضحة ولا تحتاج الى برهان اكبر.

 فكم من هؤلاء الذين يحتسون الكحول في النوادي فجروا انفسهم في الجوامع والكنائس  حينما كان الناس تصلي ؟ او في الشوراع امام المحلات والوزارات؟ او كم واحد منهم شارك في اغتيال السياسيين او رجال الدين او فجروا انفسهم في المناسبات الدينية سواء كانت شعية ام سنية ام مسيحية؟
 كم واحد منهم سرق اموال الناس وسطى على البنوك ومحلات المجوهرات وبيوت الناس واموال الوزارات؟ وكم  واحد شارك في حرق البنوك او الوزارات كي يغطي على اختلاس الوزراء من اموال الدولة .؟
 كم واحد منهم كان مندس في صفوف الحكومة والوزارات والوحدات العسكرية او الامن او الداخلية ينقل الاخبار الى الارهابيين من القاعدة بل يمولهم؟.

ايها السياسيون ذوي الفكر الوهابي الرجعي اللاانساني  لا تستطيعوا اخفاء الشمس بالغربال.  
لاتستطيعوا تشويه الحقيقة، انكم تريدون بغداد تصبح على نمط البصرة وقـُم وافغانستان .

لينتقم الله من امريكا التي بالفعل هي الشيطان الاكبر، نقلت المعركة ضدها (ورطتها)  الى العراق صاحب اقدم حضارات في العالم واشعلتها  النار بين اهاليها بثوب الدين والوهابية والتعصب والطائفية والمذهبية والقومية.

 ايها السياسيون الذين تحكمون بغداد والعراق عموما الان ، صدقوا ان مكانتكم مزبلة التاريخ، احدا لن يذكركم بالخير ، لان الخير هو مثل اشعة الشمس يعطي نوره وفائدته للجميع وبدون استثناء. صدقوا سوف ينقلب سحركم عليكم،  لقد مر في اسفار التاريخ ملايين من امثالكم، لكن لم يذكرهم التاريخ باي خير، بل ان صدام حسين المجرم لحد يوم امس يسصبح ولي او قديس من جراء اعمالكم المشينة وجرائمكم الفاضحة.

انكم فقدتم روح الوطنية والديمقراطية ، بل انكم تقتلون كل من يعمل بروح الوطنية او قيم الانسانية او الثقافة والمعرفة العصرية،  انكم تقودونا الى الانفاق المظلمة ونهايتكم اتية عاجلا ام اجلا،  ومهما طال الزمن انكم تخسرون المعركة لانكم  تظلمون ، تسلبون حرية الفرد والمجتمع والاقوام والاديان وقيم الانسانية، ذلك هذا ما حدث عبر كل العصور لكل من سار الى الوراء واغتصب حرية الاخرين بدون مبرر.

356
                        حديث الصعاليك في زمن المجازر !!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
15 ت الثاني 2010

جلس الصعاليك  (1) الاربعة  حول الطاولة المربعة  في لقائهم الاسبوعي المتكرر كالعادة، ليتبادلوا الحديث عن شؤون الساعة  حول المسيحيين الذين هم سكان بلاد ما بين النهرين القدماء واخبار المجزرة  التي حصلت في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، والتي قام بها بعض الاجراميين الذين لا حضارة لهم سوى قتل الاخر من اصحاب الحضارة الاولى في العالم.

قال احدهم: " ان الجريمة الانسانية التي قام بها هؤلاء المجرمون، احدثت زلزالاً قوياً في مشاعر سكان بلاد ما بين النهرين في المهجر، انظر صفحة عنكاوا كوم، لا ترى في الصفحة الامامية الا اخبار المسيرات في الوطن الام العراق و اوربا وامريكا وكندا واستراليا".

اجاب الثاني " هل تحسبه قليلا ما حدث،  فبعد المجزرة التي استشهد لحد الان 58 شخصاً و68 جريحاً، قام الارهابيون بعمليات ارهابية واعتداء على بيوت المسيحيين، الامر الغريب الذي لا اجد له  اي تفسير"

قاطعه الثالث قائلا : " انا اتفق معاك، انه في الحق لهو امر مستغرب، هل يريدون هؤلاء المجرمون  يقولوا للعالم، ان تعاليم المسيحية في محبة القريب والاعفاء عن المعتدي هي تعاليم ردئية او ناقصة!، ام يريدون ان يقولوا ان التجديد الذي حدث في الاسلام هو دعوة الله لهم لقتل المسيحيين لانهم من ال....".

الاول:
 "شعبنا يذبح امام انظار العالم والحكومة العراقية وقادة الاحزاب والمسؤوليين  لازالوا يقضون اوقاتهم في الصراع والجدال عن طريقة تقسيم حصص كعكة تشكيل الحكومة العراقية. هل يوجد دليل اخر اكبر من هذا ....... انهم لايريدو......؟؟؟؟"

قاطعه الثاني قائلاً:
"نحن نستحق ما يحدث لنا، ألم يقلها الاقدميون، ان الاتحاد قوة وانقسام ضعف، ماذا تنتظرون يحدث لنا اكثر كي ننجبر و نتحد، وكما يقول المثل العربي " شر البلية ما يضحك" المجرميين يقتلون المسيحيين وقادتنا في كل مجلس وفي كل عزاء يتصارعون من اجل رفع اعلامهم  واسماء مؤسساتهم واحزابهم، وعندما يصل وفد من الحكومة العراقية الى هنا او هناك ، يسرعون للقاء به في الخفية كي لا يسمع البقية! . فاذا كانت احزابنا الكثيرة لا تستطيع  ترى بعضها البعض الا في ايام المجازر والقتل والمصائب ، ولا تستطيع تتفق معاً لايجاد مخرجانا ولنفسها واذا كانت قيادتنا الدينية لا تتبادل التعازي حتى في زمن النكبات والوفايات مع اخوانهم من الكنائس الشقيقة في مثل هذه الظروف والمناسبات، فهل تتوقعون شيئاً يحصل لنا؟!!،  لهذا انا اشك حتى الله نفسه لا يريد ان ير......؟!!"

الثالث:
 " يا اخوان الا تظنون المسألة اكبر من حجمنا ؟، الا تظنون هناك مخططات دولية لضرب المسيحية  وغيرها في العراق والشرق الاوسط ، هذه المؤسسات خططت مسبقاً خارطة العالم ربما قبل نصف قرن او اكثر، همهم  الاول  كان دوما النفط، والان القضاء على سكان ما بين الاصليين كي يرجعوا ويطالبوا هم انفسهم بالتعويض عن هجرتهم والتي اجبروا عليها مثلنا على اساس انهم اصحاب الارض؟. هل سمعتم بالمؤسسة العالمية ( KKK) متعاونة مع  القاعدة لضرب سكان الاصليين وبالاخص الكاثوليك؟!!".

ثم دخل الحديث الصعلوك الرابع بعد ان وضع مناظره  وقال:
"انا اعتقد مشكلتنا ليس لديها قيمة في الحسابات الدولية مخططاتها، نحن لا نشكل الا جزء صغير من المجتمع العراقي، حتى نحن غرباء في وطننا بسبب ديانتنا المسيحية، المسيحية نفسها قيدتنا عبر التاريخ ، جعلتنا ان نصبح انسانيين اكثر ما تطلبه الانسانية نفسها منا، بحيث لم يعد لنا رغبة او استعداد حتى للدفاع عن انفسنا مهما يحدث لنا، ومن جيل الى جيل انتقلت ماساتنا معنا، انا اتصور هذه كانت بحد ذاتها عملية انتحار واليوم نحصد اثارها واعدائنا يعرفون نقصنا او عيوبنا، فلو دافعنا عن انفسنا لكان المجرم يفكر الف مرة قبل ان يقترب منا."

قاطعه الثاني:
" لا يا اخي ، مشكلتنا كنا موزعين بين المناطق الكثيرة واسعه، بسبب المجازر التي حدثت لنا على العثمانيين وقادتهم من اعضاء جمعية الاتحاد والترقي بأسم الدين في الحرب العالمية الاولى والتي اعطينا ثمنا باهضاً مرة اخرى بحيث خسرنا اكثر من نصف شعبنا في مذابح لم يكن دخل فيها، والان هجر نصف المتبقي يعني ليس لدينا الامكانية للدفاع عن انفسنا"

الرابع " قلت مراراً لقد عبرنا قطار الذي ركبته الامم قبل قرن و بسبب خيانة اصدقائنا او حلفائنا، ثم انقساماتنا على الهوية والمذهبية جعلتنا ضعفاء كثيراً، لذلك لا نستطيع توجيه اللوم الى احد، انه قدرنا ، لنتحمله."

الصعلوك الثالث قاطعه:
"لا تنس  بعد الهجرة القسرية خلال عشرين سنة الاخيرة ، الان نحن نعيش في اكثر من 45 دولة، وفي اكثر من 150 مدينة في العالم، اولادنا بدأوا يفقدون الموروثات من العادات والقيم واللغة والتقاليد، وكل شيء الذي كنا نقدسه في الماضي اصبح مشكوك به الان،  بسبب حرية التسيب اوالانفلات الخلقي لحق بأولادنا بحيث اصبحت مثل فايروس السرطان في مجتمعنا. حتى الايمان المسيحي الذي اعطينا انهاراً من دماء في سبيله أصبح في المهجر بدون اثر في حياتنا، نرى اليوم ابنائنا قليلي الالتزام به، فمثلا نيل اسرار الكنيسة المقدسة فقدت قدسيتها (عند البعض)، بسبب تركيز الشباب على المظاهر البراقة قشورها المزيفة التي بعيدة عن روحية ومفهوم السر نفسه، والكهنة يطالبون في كل مناسبة التقليل من هذا المظاهر، لكن الجيل الجديد وكأنه غير معني بهذا الكلام، فأي وجود او هوية تتوقعون تبقى لنا في هذه البلدان"

فجأة دخل الصعلوك الاول الحديث بعد ان كان يستمع بكل اهتمام اصدقائه، وراح يتذكر المسيرة التي اقيمت قبل بضعة ايام في وسط مدينتهم التي يعيش فيها اكثر من عشرين الف نسمة فقال وهو غاضباً:
اتريدون معرفة الحقيقة ايها الاخوة، نحن شعب لا يخجل، كم كان عدد المشاركين في المسيرة، هل رأيتم احدا من اصحاب الملايين حاضراً هناك؟ هل يكفي ان يشارك 5% من مجموع شعبنا في هذه المدينة في مسيرة تستنكر ابشع جريمة حصلت ربما في هذا القرن، مجرمون يقتلون طفلاً (ادم) الذي لم يكن يتجاوز عمره اربعة سنوات ونصف وهو يصيح ( كفى...كفى....كفى... ) فجاوبه المجرمين ( اقتلوا.. اقتلوا... اقتلوا.)
اذا كان قتل هذا الطفل البريء لم يحرك مشاعر مجتمعنا، مثقفينا ،اصحاب الامكانيات، واصحاب النفوذ والقرار، رؤساء الكنائس، ما الذي سيحرك فينا النخوة والرجولة  ويُذكرنا بالعلاقة مع اخوتنا المذبوحين في الوطن؟!!
متى تتحرك مشاعر الانسانية والقومية والدينية والقيم الانسانية عند البعض. لقد انسلخ الكثير من ماضيهم واصبح الدولار إلههم  المعتمد، واذا كان حال قادتنا هكذا فهل تتوقعون خيراً يحصل لنا؟!.

اجابه  الثالث:

"يحز فيّ ان اقول هذا الشيء يا اصدقائي، ولكن حقيقة لا بد ان اقوله الان، لقد كرهت الحضارة الغربية لا لأسباب كثيرة وانما لسبب واحد رئيسي هو ان الناس يعبدون المال في هذه الاوطان، انا انسان اجتماعي وازور عائليا بيوتا كثيرة، لم الحديث الا عن المال وطريقة جلبه، فمثلاً لم الناس يتحدثون عن موضوع ثقافي ولم اجد كتاباً واحداً موضوعاً على المنضدة او مكتبة، الناس قلعوا حب الثقافة و الفكر  من رأسهم، كل المشاكل الاجتماعية من الطلاقات وترك الاطفال المدارس مبكرا وقضايا المخدرات والسرقة التي هناك تقارير اسبوعيا عنا ، كلها لها منبع واحد هو البحث عن الدولار باي وسيلة !"

اجابه الثاني
 " يبدو ان ابناء شعبنا الذين يفتخرون بل يتصارعون في الدفاع عن اسمائهم القومية والتاريخية التي انارت للعالم المعرفة، اليوم يقدسون الجهل، يتهربون من حب المعرفة، بل يفضلون الحرية المتسيبة التي تحررهم من الضمير و الشعور بالمسؤولية، حتى اكره نفسي عندما افكر في المال من وراء هؤلاء."

 ارجع الثاني الموضوع حول المسيرة التي اقيمت في المدينة فقال:
سألت احد اصدقائي الذي يعمل وظيفة لها علاقة بالجالية ومناسباتها الكثيرة عن سبب عدم حضوره. اجابني قائلا: " هل تعرف لماذا خرجتم للمظاهرة ؟؟؟"
قلت له: "لكي نظهر لاخوتنا في الوطن وبالاخص اهل الشهداء  نحن معهم ولم ننساهم وسنعمل المستحيل لاجله"
اجابني: "انا اقصد من ناحية التحليل النفسي هلى تستطيع اعطائي  تفسيرا عن سبب خروجكم للمسيرة؟"

وقفت حائرا لا اعرف عن ما يبحث هذا الرجل : "فسالته قل لي بالاختصار ماذا تعني؟"
قال: "انتم شعرتم بالذنب لهذا خرجتم للمسيرة، انتم خرجتم مسيرة وجمعتم اكثر من الف شخص حسب ما سمعت لكن بعد ذلك ماذا حصل؟، ماذا عملتم، هل ستستمرون في اعتصام ؟ ما هي الخطوة التي تليها؟؟"

قلت له : " وضعنا نحن وغيرنا من اخواننا المسيحيين في العالم ضغط دولي على حكومة العراقية ودول التحالف ودول العالم لايجاد حلا لقضيتنا حتى وصلت ولاول مرة مناقشتها في مجلس الامن عن طريق الحكومة الفرنسية التي  يجب ان نشكرها على هذا الموقف، كذلك بعض اقطاب الرئيسة تتحدث عن تشكيل المنطقة الامنة تحت حماية الدولية والعراقية لنا
فإذن في السابق كان يقال الحق يؤخذ ، ونحن الان......!!"
قال: " الا توافقني ، اذا قلت لكم انكم فقط عملت المسيرة لتخلص من وخزة الضمير وعتابه،  كم مجزرة يجب ان تحصل حتى تستطيعون ان تجتمعوا وتخططوا و وتسيروا في مسيرة  اخرى"

قلت: "لقد اصبت الحق في هذا الامر. بالتأكيد هو عمل مخزي ان يكون انسان ازدواجي في موقفه المبدئية"
ولكن في النهاية ان لم استطيع اخفاء انزعاجي  عن عدم حضوره مثل غيره من اصحاب الاعمال فقلت : "  انت على حق ولكن ، هل تستطيعوا تقولي كم معتوه مثلك اصبح لنا في هذه البلدان، بحيث لم يعد لهم لا مقدسات ولا قيم ولا مباديء ولا مشاركة في مسيرات ........في زمن مجزرة تلي مجزرة لاهلنا في الوطن، كفاك اللوم والسفسطة، نحن عملنا مسيرة ، وعبرنا عن ادانتنا وشجبنا، ماذا انت عملت لهم؟ هل تستطيع ان تقول لي ماذا قمت به ؟؟!!!".
ثم جاء العامل الذي يعمل في ذلك المحل ليقول لنا :"اسف ان اقول لكم، لقد حان وقت غلقنا هذا الجناح وشكرا."
............
1-استخدم مصطلح الصعاليك هنا مجازيا بمعني مشلولي القدرة على القيام بعمل او الضعيف وليس بمعنى الفقير.

357
لقد تم تغطية المسيرة السلمية التي اقامتها اكثر من 20 مؤسسة من ابناء شعبنا في مدينة ملبورن. احدى هذه المؤسسات الاعلامية كانت اذاعة sbs  المتمثلة بالاخ الصحفي حسام شعبو .
الذي بلا شك يستحق كل التقدير والثناء لقيامه بهذه المهمة كما عاودنا في المرات السابقة.
مقابلات مع السيد كامل كوندا وسلام مروكي ويوحنا بيداويد

التقرير الاعلامي لاذاعة SBS العربية في استراليا لمسيرة شهداء
كنيسة سيدة النجاة في مدينة ملبورن يوم الجمعة الماضي المصادف 12/11/2010 موجود على الرابط التالي
http://www.sbs.com.au/yourlanguage/arabic/highlight/page/id/124011/t/Iraqi-Christians-protest-in-Melbourne/

يوحنا بيداويد

358
من يصدق ان انبياء الالفية الثالثة هم ارهابيين؟؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
الجمعة 5 تشرين الثاني 2010
 سؤالا يطرح نفسه ، هل  من المعقول انبياء هذا العصر يمكن ان يكونوا ارهابيين كي يوصلوا رسالتهم الى البشر؟؟!!. واذا كان عمل الخير للبشرية مقياس النبوءة ، كيف نقارن عمل توماس اديسن الذي انار العالم باختراعه المصباح الكهرباء مقابل مفخخاتهم
ان معظم الديانات مبينة على فكرة وجود خالق مبدع للعالم ، وان مصدر الحياة واستمرارية وجودها مستمدة منه. في الديانات السماوية ( اليهودية والمسيحية والاسلامية) هناك قصص انبياء،  كل نبي حمل رسالة الى بني البشر لحين ان اكتمل الزمان. كانت رسالة كل واحد من هؤلاء الانبياء تحوي على تعليمات ونصائح وافكار تعليمية لبني البشر، كي  يعمل الخير الذي يرضيه (اي الله)  ويتجنب عمل الشر الذي يبغضه في حياته اليومية على الارض، لكي يجازيه الله العيش في الجنة او ملكوت. لم يشرع  اي من هؤلاء الانبياء قتل الارواح بتاتا ارضاءً له او كجزء من نبوءته، واذا كان هناك كائن غير واعي او انسان طائش او مريض او لايؤمن او لا يلتزم بوصايا الله (كلام الانبياء) في كل هذه الديانات لم يخول اي رجل دين او غيره يحكم عليه بالموت.
كل الاديان والفلسفات والقوانيين المدنية العصرية في كل البلدان تعتبرالحياة اقدس شيء في الوجود وجوهر قوانينها ملزمة لحمايتها بصورة مطلقة، لان وجود الحياة يعني  هناك وعي، والوعي يؤدي بلا شك الى معرفة الله، ومعرفة الله تستلزم حفظ التعاليم والوصايا الذي نقلها لنا انبيائه ومن ثم العيش بموجبها وتقديم العبادة والخشوع والصلوات والطلبات والصدقة والصوم وطلب الرحمة والمغفرة منه وحده وليس من غيره ( كلها تتركنا نتذكر تعاليمه ولا نخرج منها). بدون وجود حياة في اي جزء من الطبيعة يبقى  ذلك الجزء ترابا لا يمكنه ان يقديس وتعظيم اسم الله بين خلائقه. يعني وجوده او عدو وجوده واحد.
فإذن على مر التاريخ وفي كل الفلسفات وفي كل المذاهب وفي كل الاديان، كان هناك احترام للحياة  ، هناك مرجعية اخلاقية فرزها الضمير الانساني المستمد من قوة الله سبحانه في عقل الانسان.  لكن الغريب في هذا العصر المظلم يبدو ان مزاج الله تعالى ( حشا عنه) قد تغير، بل انقلب 180 درجة، بدأ الله يرسل انبياءً رسالتهم تختلف عن رسالة وفحوى رسائل انبيائه القدماء الكثيرين، انبيائه في عصر الحديث، الالفية الثالثة مهمتهم قتل الارواح عن طريق عمل تفجيرات لقتل الاخرين،  ان كان هؤلاء القتلة والارهابين(المجاهدين حسب قناعتهم) على حق، فما معناه ان الله يجيز الان وبعد الاف او ملايين من السنين قتل بل زهق الارواح بدون مبرر، قد يكون هذه الشيء معقول لدى هؤلاء (المجاهدين) الذين هم مستعدين للموت من اجل ان يقتلوا غيرهم عن طريق تفجير انفسهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما اذا كان هذا الله الذي تعرفه البشرية من المؤمنيين والملحدين  والذي له الامكانية المطللقة  في خلق هذا العالم من العدم واعطى للكائنات الوجود وللبشر الحياة، الا يستطيع هذا الخالق بنفسه  ان يقتل من يشاء من الذين  يخالفون كلامه او وصاياه او شرعه.؟
اذا كان الله يرى، ان مَن يقتل البشر الذين لا يعبدونه حسب  رؤية هؤلاء القتلة والمجرمين الذين يفجرون انفسهم او يقنعون الناس بتفجير انفسهم، لماذا لا ينجز هذا الاله بنفسه عمله في لحظة واحدة فيقتل من يشاء او من لا يرغب ان يعيش بعد الان؟
 والسؤال الاهم عندي هو اذا كان الله ينعم لهؤلاء المجرمين حسب رأينا ( مجاهدين حسب رؤيتهم) بحياة اسعد او اوفر حظا واكثر  اشباع غرائزهم، لماذا يخلقهم على هذه الارض المملوءة من الصعاب والقهر والمشاكل والمرض والحزن والالم، ثم يطلب منهم ان يقتلوا بعض من البشر الذين لا يعبدونه؟ لماذا لا يخلقهم هناك مباشرة وينعم عليهم تلك الامتيازات؟
 هل هذا يعني ان الله الذي كان عادلا وكاملا بالامس اصبح ناقصا اليوم؟  ولا يستطيع يقوم بمسؤولياته اتجاه مخلوقاته فينوب المجاهدين عنه في العمل ( اي يعملون عمل الذي يقوم به الله لكنه لا يستطيع الان فوكلهم نيابة عنه) ومن ثم يجازيهم في العالم الاخر، وكأننا نفهم هناك عمل مشترك او شراكة في المصالح بين الله حاشا عنه والمجاهدين،  واذا كان ذلك صحيح ما معناه ان هذا الله هو غير كامل وبالتالي ،ليس هو الذي خلق العالم .
لكن انا اظن ان التفسير الصحيح لما يحدث ( كما حدث في الدول الغربية مرات عديدة يقوم مريض نفسي بعملية انتحارية فيقتل اكبر عدد ممكن من الناس في مطعم كما حصلت قبل بضعة سنوات في تسمانيا- استراليا او بناية كما حصلت في امريكا –ولاية كولومبيا قبل اكثر 15 سنة تقريبا ثم يقدم على قتل نفسه اذا افلح) هو الفقر والمرض والعوز يجعل من الانسان ان يتمرد على واقعه او يكن له مرض عقلي ،فيبحث عن حجة ليسند عليها جرمه او قناعته المريضة، فيترك هؤلاء المرضى عقليا او يصابون بامراض عقلية عن طريق مسح دماغهم من الثوابت والقوانيين والاعراف الانسانية، ويبدأون بالبحث عن امجاد والنعم عن طريق قتل انفسهم. يبحثون عن كنز مفقود من نوع اخر هو العيش في الجنة و ويخدعون انفسهم بأن الله سيمحنهم أمتيازات خاصة لمجاهدتهم على الارض.

ليرحم الله شهداء العراق  جميعا.
وليرحم شهداء كنيسةسيدة النجاة الابرياء
ليبارك في كل من يعلم عائلته واخوانه واقاربه القيم الانسانية الحقيقية البعيدة عن الاكراه في الدين او سلب الحرية

359
بمناسبة الذكري  التاسعة لرحيل الاب يوسف حبي ..نعيد نشر مقابلته مع قناة الجزيرة!

كي  لاننسى مفكري امتنا وكنيستنا و بمناسبة ذكرى التاسعة  لوفاة الاب الدكتور يوسف حبي نعيد نشر المقابلة المهمة التي اجرتها قناة جزيرة قبل حادث الذي ادى الى وفاته بعد اسبوعين، وفي نفس الوقت يبقى سؤالنا الابدي يتكرر،  هل القدر كان وراء رحيله ام ما تفوه به في هذه المقابلة اقصر عمره .؟؟ اسئلة تراود مخيلة الكثيرين من ابناء شعبنا، لكن لا جواب لها الان ، وربما  لن يكون هناك جوابا لها الى الابد.
كما نريد ان ننوه بأن من يظن يستطيع تحريف احداث التاريخ فهو يحلم ، هذه المقابلة توضح بجلاء الكثير من الحقائق التاريخية من رجل علامة في تاريخ العراق القديم . فعلا تستحق هذه المقابلة القراءة او الاستماع اليها.

يوحنا بيداويد.

نص المقابلة:

 الكلدان والآشوريون هم من سكان العراق القدامي، دانوا بالمسيحية وظلوا أوفياء لها وللعراق، ولغتهم ما تزال صامدة إلى يوم الناس هذا كتابة وحديثاً، والقضية أن هؤلاء -رغم حرصهم على خصوصيتهم- أفلحوا في أن يكونوا جزءاً من نسيج المنطقة الحضاري والوطني دون عصبيات أو صدامات كما يحدثنا عن ذلك ضيفنا لهذا الأسبوع الدكتور (يوسف حبي) عميد كلية بابل للفلسفة واللاهوت في بغداد.
الدكتور يوسف حبي الاسم الكامل: الدكتور فاروق داوود، لكنه عرف بالاسم الأدبي يوسف حبي، من مواليد الموصل في العراق عام 1940م، توفى قبل أسبوعين في حادث مرور أليم في عمان، حاصل على شهادات جامعية عليا عديدة في الفلسفة واللاهوت والدكتوراة في القانون الكنسي، يتقن العديد من اللغات منها الكلدانية والإيطالية والفرنسية واللاتينية والألمانية وغيرها، عضو مجمع اللغة السريانية منذ 1972م وعضو المجمع العلمي العراقي منذ 1978م، ورئيس هيئة اللغة السريانية، ورئيس تحرير مجلة (بين النهرين) الفصلية الحضارية منذ تأسيسها عام 1972م، النائب البطريركي للكلدان للشؤون الثقافية، عميد كلية بابل للفلسفة واللاهوت منذ تأسيسها عام 1991م، رئيس محكمة الاستئناف الكنيسة في العراق منذ 1990م، كاهن منذ 1961م، له زهاء 26 كتاباً بين أدبي ولاهوتي.
محمد كريشان:
دكتور يوسف حبي أهلاً وسهلاً.
محمد كريشان:


عندما نتحدث عن الكلدانيين البعض يشير أيضاً إلى الآشوريين، إلى السريان، إلى البابليين، هل من توضيح لهذه الصورة؟
د. يوسف حبي:
مؤكد لأنه الكلدان اليوم هم الشريحة الكبيرة من كنيسة المشرق التي هي كنيسة وشعب ضم الكلدانيين والآشوريين، ولغة ما تسمى بالسريانية، من ذلك أيضاً السريان، وهذه الكنيسة وهذه المسيحية امتدت من القرن الأول للميلاد وعبر العصور في شرقي الفرات: العراق وبلدان الخليج وإيران وجنوب تركيا وحتى أقاصي جنوب وشرق آسيا، يعني حتى الهند والصين واليابان والتبت، أما اليوم فبالعكس الانتشار هو نحو الغرب ونحو الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، ونيوزيلاندا، يعني في بلاد تماماً عكس المنعطف اللي كانت عليه، وهذه كلها ---كشعوب وككنائس- كانت مسيحية واحدة في القرون الأولي، وكشعوب تنتمي طبعاً إلى الشعوب التي سكنت المنطقة خاصة في وادي الرافدين، في بلاد ما بين النهرين، وفي المجاورات، وهي شعوب تنتمي بالأصول إلى ما هي الشعوب القديمة. وكانت عليه يعني من سومريين وأكاديين وبابليين وآشوريين وكلدانيين وعرب وطبعاً أقوام أخرى.
محمد كريشان:
إذاً هم من الناحية العرقية -إن شئنا- شعوب مختلفة، ولكن كانتماء ينتمون كلهم إلى الكنيسة الشرقية.
د. يوسف حبي:
نعم.. نعم هم انتماء حضاري وانتماء بعدين أيضاً ديني ولغوي أكيد.
محمد كريشان:
ما الذي بقي كآثار من هذه المرحلة الآن في العراق؟
د. يوسف حبي:
آه، الحمد لله هذه المسيحية وهذه الشعوب لم تنقرض كما تصور البعض، وأحياناً حتى في الإنترنت وفي الصحف تصدر بعض أمور وبعض أقوال ما تمت إلى الحقيقة بصلة، يعني بدءاً أن كنيسة المشرق بشقيها الكبيرين الكلداني والآشوري هي كنيسة حية، ولكل من هذه الكنيسة بطريرك، بطريرك الكلدان هو في بغداد حالياً، وبطريرك الأشوريين هو في شيكاغو، وهناك أيضاً بطريرك ثالث للآشوريين قسم يعني آخر للأشوريين هو في بغداد، ثم هناك أيضاً مؤكد أن السريان لديهم بطريرك في الشام، وفي بيروت للكاثوليك وفي الشام للأرثوذوكس، فهي كنيسة حية وبها عدد كبير وما يزال أيضاً هناك أكثر من 6 ملايين من الذين بالضبط هم انتمائهم كان إلى هذه الكنيسة، كنيسة المشرق في المدائن القديمة، يعني قرب بغداد بعدد ستة ملايين من الملابريين ومن الملانكاريين ومن الهنود المشرقيين الذين هم في كيرالا في جنوب الهند، وهذه الكنيسة، وهذا الشعب، وهذه المسيحية هي حية أولاً: بلغتها وبطقوسها، وثانياً: بتاريخها وإرثها، وثالثاً: بنشاطاتها الحالية اليوم، فأنا معاك في كل مكان أبرشيات عامرة، أديرة عامرة أيضاً، أندية، مجلات، صحف، وحتى وسائل الإعلام كالتليفزيون.. التلفاز و..
محمد كريشان:
نتحدث بشكل عام ليس بالضرورة في العراق فقط؟
د. يوسف حبي:
نعم في العراق وخارج العراق لأن كما قلت أنه الكلدان ولآشوريين وأيضاً السريان منتشرين حالياً سواء في العراق، كما في إيران، كما في سوريا، في تركيا، في لبنان، في مصر، وطبعاً قلت في البلدان الأوروبية وخاصة في هولندا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإنجلترا والبلدان الإسكندنافية، كما هناك عدد كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ سنوات أيضاً في أستراليا وفي نيوزيلاندا، وفي أماكن أخرى.
محمد كريشان:
لكن دكتور الآن شعور الكلدان في العراق، هل يشعرون بأنهم عُرّبوا وأن انتماءهم أصبح بالأساس انتماء ديني مسيحي، أم إلى جانب الانتماء المسيحي هناك انتماء ثقافي في كلغة وكعادات وأشياء أخرى ربما تميزهم عن بقية سكان الـ..؟
د. يوسف حبي:
هذا الشعور بالانتماء أو الانتماءات المتعددة بيختلف من عصر إلى عصر، يعني لما دخلت المسيحية -خاصة في شرقنا- حاولت أن -نوعاً ما- تبعد الناس عن التراث القديم باعتباره وثني، ولكن بقي من هذا شيء لابد منه الآن خاصة أن الفكر والأدب يستمران على طول الخط، والحضارة الرافدية –يعني حضارة وادي الرافدين، حضارة ما بين النهرين، الحضارة العراقية القديمة –حضارة ليست فقط معروفة، وإنما -كما يعلم الجميع- هي أول حضارة في العالم، وبدءاً بالسومرية، ثم الأكادية، البابلية، الآشورية، الكتابة اخترعت وبدأت في هذه البلاد، وأيضاً ليس فقط التدوين وإنما الأدب وعندنا ملاحم عظيمة، وهذه الملاحم ارتبطت في المسيحية بقصص مثلاً، خذ على سبيل المثال قصة (مارجورجيس) كما نسميه إحنا أو جورجيوس أو جورج هذه مرتبطة في قصة سومرية، وفي ملحمة سومرية اللي هي صرع التنين، أو قتل التنين، ورُكّب على هذا الشهيد جورجيز أو جورج أو جورجيوس مصارعته أو قتله للتنين، وهي قصة رمزية جميلة معبرة، كذلك النفحة الصوفية التي نلقاها حتى في ملحمة جلجامش، استمرت في كنيسة المشرق الكلدانية الآشورية السريانية عندما نسميهم بالآباء الروحانيين فإسحاق قنينة، ويوحنا دالياسي، وغيرهما من المتصوفين وحتى بعض المتصوفين المسلمين بنوع ما صار عندهم تقارب في هذه المجالات، ودائماً يعتبروا الله المتسامي والإنسان لا يطاله إطلاقاً، وإنما يقدر فقط أن يصل إلى ماء المعين دون أن يغوص، أو يغوص في المعين ذاته، لكن يتخطى السواقي والجداول إلى المعين نفسه بتصرف أعلى. هذا يعني أن المشرقي سواءً كان كلدانيا أو آشورياً أو عربياً أو مهما كانت التسمية احتفظ بسمات حضارية تراثية تاريخية عبر التاريخ، ولم يتمكن –إن جاز التعبير الشديد- الدين أن ينهي على الأقل هذه الانتماءات بالأرض –التعلق في الأرض- التعلق بالتاريخ، التعلق بالأدب، بالحضارة بشكل عام، وهذه نقطة إيجابية، أنا أعتبرها لأنه دين -أكيد أي دين- لم يأتِ ليلغي وإنما ليكمل، ولكن عندما تعددت -نوعاً ما- الأديان كما كانت أيضاً في السابق، عندما دخلت المسيحية إلى البلاد وأخذت تنتشر طبعاً بقى آخرون على دينهم الوثني، وكانوا ما يزالون أغلبية، شعر هؤلاء المسيحيون الجدد بضرورة هذا الجديد من وحي، من أيضاً مباديء، ومن طبعاً ما يترتب على ذلك أيضاً من طقوس ونظام ديني فمن جهة نوعاً ما اختلفوا أكيد عن المجتمع القديم، ولكن لم يتمكنوا، أولم يريدوا أيضاً بأن يبتعدوا 100% عن أصالة حضارية ومؤكداً عن الأصالة اللغوية وإلى آخره..، وهذا حدث بعد سنوات في انتشار الإسلام في البلاد.
محمد كريشان:
كأصالة لغوية إذا أردنا.
د. يوسف حبي:
نعم الأصالة..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
هل بقيت اللغة الكلدانية الآن؟ هل هي الآن لغة محكية ومستعملة سواءً في العراق أو في دول الجوار وبها بعض الكلدانيين؟
د. يوسف حبي:
نعم، أكيد، بحدود قلنا تقريباً 95% من مجموع المنتمين إلى كنيسة المشرق كلدان آشوريين وحتى السريان -ولو بدرجة أقل- يتحدثون كلغة أم ما نسميه بالسورث وهي لغة آرامية، لهجات تنتمي بأصولها إلى اللغات القديمة التي أولى اللغات التي هي معروفة في هذا الباب هي الأكادية حالياً، وتقاربها في سوريا الإبلية وربما هي أيضاً أكادية، وتفرعت، أو هي ذات فروع: البابلية، الكلدانية، الآشورية، الآرامية، وحتى في هذه..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
هناك تشابه بينها؟
د. يوسف حبي[مستأنفاً]:
نعم.. وهناك طبعاً التشابه الكبير في كل هذه اللغات التي تسمى أيضاً آرامية غربية، وآرامية شرقي ، ويدخل في هذا الباب حتى اللغة العربية.. كاللغة العبرية والحبشية واللغات الأخرى، هي عائلة واحدة، لأنه هذه الشعوب هي ذات أصول..، أو أصل واحد في نهاية الأمر، طبيعي هناك الكتب المقدسة كلها تقريباً كتب الأديان الموحاة تقول بالأصل الواحد للإنسان، العلم يحاول أن يقول أيضاً بأصول متعددة، ولكن في نهاية المطاف نحن أمام أصول مشتركة مؤكداً ليس فقط كأقوام وأجناس، ولكن وخاصة كلغات، هذه اللغة باقية..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
باقية إلى الآن حتى في البيوت والاستعمال اليومي؟
د. يوسف حبي:
إلى الآن وحتى الذين انتشروا في بلاد الشتات، يعني اللي راحت اللي ديترويت، أو إلى شيكاغو، أو إلى أمستردام، أو إلى مالبورن بتسمع هؤلاء المشرقيين، هؤلاء الكلدان والآشوريين والمسيحيين يتحدثون بهذه اللغة.
محمد كريشان:
وأغلبهم يجمع بينها وبين العربية في أغلب الأحيان؟
د. يوسف حبي:
أغلبهم ولكن ليس الكل، يعني هناك طبعاً الإيراني مثلاً أو التركي الأصل فيتحدث بهذه اللغة السورس أو الآرامية أو الآشورية الكلدانية كما يتحدث بلغة البلد كما، ولكن لأن الأغلبية هم في الوطن العربي فطبعاً اللغة العربية تسود أيضاً بين معظمهم كلغة أدب وتخاطب وحضارة. وهذا ما حصل أيضاً كانتماء حضاري بعد ازدهار الحضارة العربية وكذلك أيضاً من القرن الأخير يعني التاسع عشر والقرن العشرين عندما تعززت العربية والأدب العربي والحضارة العربية أصبحت تقريباً هي السائدة في المنطقة، وبين شعوب المنطقة فمن الطبيعي أيضاً أنه أصحاب هذه اللغة، ومسيحيين هذه اللغة دخلوا في الخط إنما بقليل من اختلاف مع مثلاً الأردني لنقل أو الفلسطيني الذين هم أكثر يمتون بصلة إلى العربية، وإلى الحضارة العربية لأنها لغتهم الأم بينما هؤلاء ليست لغتهم الأم عادة ولكن هي اللغة..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
القديمة.
د. يوسف حبي[مستأنفاً]:
القديمة والشقيقة أيضاً، فالمصطلحات هي نفسها يعني حتى أيضاً المشاهد يعرف أن الخلاف أو الاختلاف هو بسيط نقول شمشا (شمس) ونقول أرا (أرض) ونقول ميّا (ماء) وإلى آخره من الكلمات.. الأصولية واحدة تقريباً.
محمد كريشان:
هل ما زالت هذه اللغة متواصلة كإبداع أدبي كما كانت في السابق؟
د. يوسف حبي:
نعم، وخاصة أن هناك أيضاً نوع من حركة شجعت على أن تزداد قوة وتنتشر أيضاً على صعيد الأدب والكتابة والمجلات والصحف ووسائل الإعلام خاصة في بلاد الشتات، لأنه كما قلت بلاد الشتات جمعت أصحاب هذه اللغة من عدة بلدان، فالمشترك بينهم هو خاصة هذه اللغة أكثر من لغات أخرى فتقوت وتشجعت ثم هناك دراسات أوروبية ويعني مزدهرة سواء للأدب السرياني القديم وسواء لأدب السورث أو هذه اللغة المحكية من قبل الآشوريين والكلدانيين في العالم، فهي الآن واليوم لغة أدب، لغة شعر ولغة صحافة أيضاً، ولكن لنقل دائماً في معظم -أو في العديد من أيضاً- الاشتغالات بتتشابك مع العربية –وهذا- هؤلاء الأشخاص لا يشعرون بالغربة إطلاقاً بالنسبة للحضارة العربية، واللغة العربية بالعكس.
محمد كريشان:
عندما جاء الإسلام ومعه تحديداً اللغة العربية ولغة القرآن الكريم، كيف كان تفاعل الكلدانيين أو الآشوريين مع هذه الرسالة الجديدة؟ علماً وأن الكنيسة المشرقية كانت من أقدم الكنائس في العالم يعني عندما؟
د. يوسف حبي:
عندنا شهادات تاريخية واضحة أن الجفالقة –نقصد بهم البطاريك يعني رؤساء هذا الكنيسة- خاصة في العراق، يعني في المدائن قبل طبعاً تشييد بغداد،قرب بغداد، المدائن، هؤلاء لم يعارضوا انتشار الإسلام، لا بل هناك نوع من تعاطف ولم يحدث أي صدام بين مسيحيين بلاد ما بين النهرين بشكل عام وخاصة وادي الرافدين والعراق وبين المسلمين، وهناك أيضاً كان مسيحيين عرب كمسيحيي الحيرة، المناذرة، وكذلك المسيحيين الغساسنة الذين هم أقوام عربية، ثم إن هناك أقوام أو قبائل عربية عديدة كانت مسيحية كطيء وتغلب وغيرها دخلت في الإسلام بسهولة لأنها نفس اللغة، نفس الحضارة، وأيضاً، ولو أن معظم المسيحيين لنقل بقوا على دينهم، الذين أصبحوا مسلمين عادة هم الذين كانوا زراد شتين أو كانوا على أديان وثنية أخرى، لماذا؟ لأن الإسلام لم يجبر مسيحياً على أن يسلم، وإنما أن يدفعوا جزية واعتبروا أهل الكتاب، وبعد سنوات نلقى ليس فقط تعايشاً سلمياً وإنما عيشاً مشتركاً بين المسيحيين والمسلمين، والدليل هي أولاً حتى حوارات دينية بين أعلى المستويات كمثلاً الحوار بين الجثاليق البطريرك (تمثاوث الكبير) في حدود سنة 800م مع الخليفة المهدي، أو حوار المطران (إيليا برشينايا) مطران نصيبين مع الوزير المغربي.
محمد كريشان:
حوار بالمعنى كأنه بدايات لحوار.
د. يوسف حبي:
مسيحي إسلامي ينحكي عن الله، وعن الوحي، وعن المعجزة، وعن العقاب والثواب وإلى آخره، وكذلك حوار بين العلماء خاصة وبين الفلاسفة والمفكرين المسيحيين والمسلمين، لا، بل في بغداد عاصمة الحضارة العباسية خاصة الزاهرة والمجيدة، المدارس كانت مشتركة، يعني لم تكن هناك أي تفريق في أن تكون هذه المدرسة مسيحية وإسلامية خاصة على صعيد العلوم، وعلى صعيد الفكر والفلسفة وبالأخص المنطقيات، فمثلاً بيت الحكمة يترأسه مسيحي، يعمل فيه أيضاً مسلمون، أو يترأسه حتى صابئي ويعمل فيه مسيحيون ومسلمون، أو مسلم وبالعكس، وكذلك في المستشفيات مثلاً في مستشفى الأرضي نلقى أبا فرج ابن الطيب، عبد الله بن الطيب الذي هو كاهن سكرتير البطريرك، وفي عين الوقت فيلسوف ومنطقي وقانوني و..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
كان يتتلمذ على يديه حتى من المسلمين.
د. يوسف حبي:
نعم، يوحنا بن حيلان هو أستاذ الفارابي، والفارابي هو أستاذ أبو بشر متى بن يونس، وأبو بشر متى بن يونس عبد الله بن الطيب بعده ويحيى بن عدي والسجستاني والمنطقي وفلاسفة كثيرين معتبرين كأنهم زملاء في عين المدرسة الفكرية المنطقية الفلسفية وأصل الترجمة عندما نطالع قوائم المترجمين في العصر العباسي نلقى مسيحيين، ونلقى مسلمين، ونلقى صابئة، ونلقى حتى يهودياً، فكان هناك حوار بين الأديان على صعيد العلم ربما أحياناً بعض المتدينين، أو بعض يعني رجال الدين هنا وهناك لم يتقبلوه 100%، ولكن على صعيد المجتمع، وعلى صعيد العالم، وعلى صعيد الحضارة هذا الحوار كان قائم، وهذا دليل وخاصة منذ 1400 سنة وحتى اليوم، وفي هذه البلاد يعني خاصة مثلاً في العراق، لم تقم حرب دينية واحدة، هذا دليل على أن فعلاً التعايش المسيحي الإسلامي والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين كان قائماً، لماذا؟ لأن الأصولية واحدة، لنعد دائماً إلى الأصول الحضارة هي التي أولدت هذا الشعب العظيم فعلاً وحقاً والتي أعطت لنقل حتى أكثر مما تأخذ.
محمد كريشان:
الصورة لم تهتز حتى مع الحروب الصليبية؟
د. يوسف حبي:
بالعكس نحن نرى ونعرف بأن المسيحيين وقفوا جنباً إلى جنب في صد هجمات الصليبية ولهذا في العراق مثلاً خاصة لم يكن هناك أي تأثير صليبي واضح، وكذلك في حروب أخرى مثلاً عندما نادر شاه أو طهماسب غزا البلاد بشكل تصفه كتب التاريخ وهوامش المخطوطات القديمة بأنه كان فعلاً بشعاً ويعني فتاكاً، وقف هناك أيضاً المسيحيون والمسلمون صفاً واحداً كما في مدينة الموصل، وشهيرة هي الحادثة –حادثة محاولة تهديم أسوار الموصل من قبل الطهماسب نادر شاه وعسكره الجرار بقذائف المنجنيق..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
جاءوا من بلاد الفرس.
د. يوسف حبي[مستأنفاً]:
نعم من بلاد الفرس بقذائف المنجنيق ويقال أنه ألقى على الأسوار بحدود 25 ألف قنبلة حديدية بواسطة المنجنيق ولما كانت تتهدم الأسوار كان أهالي الموصل يضعون حتى –للاستعجال ولكي لا يتركوا ثغرة لدخول العسكر المعادي –يضعون حتى جثث على الأسوار، ويقال أن التشابك اللي كان بين مزار العذراء مريم الطاهرة في الأسوار –قرب الأسوار- ومرقد يحيى أبي قاسم والشافعة التي كان المسيحيون والمسلمون يتضرعون إلى العذراء وإلى يحيى أبي القاسم صدت أيضاً هذه القوة العاتية وجعلتها فعلاً تبوء بالفشل، ونقدر نذكر أمثلة عديدة كمثلاً عندما كان تكوين الدولة العراقية وقف المسيحيون مع المسلمين بكلمة واحدة هي القول أن الموصل هي للعراق، وهي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، وغير صحيح أنها تتبع –ويجب أن تتبع- مثلاً تركيا وإلى آخره، فهناك شواهد عديدة على هذا التعايش على الصعيد حتى السياسي وأكيد الوطني، ومؤكداً الحضاري واللغوي، وحتى الخلقي فالصداقات والعلاقات بين البيوتات الإسلامية والمسيحية في العراق كما في بلاد الجوار معروفة يعني وليس هناك أي إشكال من هذا الناحية.
محمد كريشان:
يعني هذا التعايش اللي سمح، برأيك ألم يسع البعض ولو أحياناً لإثارة (فتن) ربما؟ لأن فقط على سبيل المثال يعني مثلاً في المغرب العربي القضية مختلفة، هناك البربر أو الأمازيغ وهم من سكان البلاد الأصليين وانتماؤهم نفس الانتماء الديني للعرب الموجودين وهو الانتماء إلى الإسلام، ومع ذلك انتماء ديني واحد وهناك حساسيات عرقية أو قومية أو ثقافية، هنا اختلاف ديني ولكن انتماء حضاري واحد.
د. يوسف حبي:
يعني إذا..، ليس هناك أحد يستطيع أن يقول أن الإثارات لم تكن، لأنه مع الأسف هناك دائماً أشخاص أو فئات يثيرون ويريدوا أن يعمقوا بعض الخلافات أوالاختلافات تصبح خلافات، أو الحساسية إلى حد استثارة النفوس.. إلى آخره، ولكن لأقولها أنا كعراقي وككلداني وعمري في الستينات أنني ومعي الألوف نبتسم وأيضاً نتألم عندما نسمع أحداثاً عجيبة، غريبة مثلاً في مصر، أو في الجزائر أو في أي بلد آخر، في لبنان يعني بين.. والقضية تصبح قضية مسلم ومسيحي، لأنه إما القضية هي وطنية وتشمل الجميع أو هي قضية دينية، وأي دين –وأنا رجل دين- لا يمكن أن يخلق أو ينشيء أي فرقة بين إنسان وإنسان، كل دين صحيح –ونحن مؤمنين بأديان صحيحة- يجب أن يعمل على توحيد الإنسان أولاً في ذاته، الإنسان مع الله، والإنسان مع قريبه يعني مع الآخر ومع الآخرين بغض النظر عن أي انتماء عرقي أو لغوي أو حضاري أو ديني أو مهما كان نوعه.
محمد كريشان:
دكتور يوسف هذا التوجه استمر حتى في الأوساط الكلدانية المسيحية الموجودة في أمريكا أو غيرها، لم تكن هناك بعض النعرات الخاصة؟
د. يوسف حبي:
مؤكداً في الخارج ممكن بسهولة أكبر أن يكون التأثر السلبي، لأن التعايش المباشر يضعف، ولكن هناك يمكن أيضاً ما حدث بالعكس أنه المسافر أو الذي عاش في الشتات والآن يعني استوطن في بلدان أخرى يشعر بانتماء أقوى، يعني قبل أيام بالضبط وإحدى قريباتنا في أستراليا مولودة في أستراليا، والآن شابة تقول نعم إني أحمل الجنسية الأسترالية لكن أنا أشعر بأن بلدي هو العراق.
محمد كريشان:
مع أنها ولدت في أستراليا وتربت هناك.
د. يوسف حبي:
ولدت وتربت هناك وحسب الأصول فهذا دليل وطبعاً إحنا نسمع من كل الذين يعيشون في الخارج أنهم يشعروا بأنهم يعيشون في غربة، والغربة قاسية كما نعلم، والانتماء عميق، لماذا؟ لأنه أنا متأكد أنه هذا الانتماء طبع في قلوبهم أكبر الأثر، أعمق الأثر حيث لا يمكن أن ينفصل، ولهذا تشوف التعاطف أيضاً التعاطف الذي فعلاً المواطنين الكلدان وحتى الآشوريين والسوريان تتحدث عن الكل متعاطفين مع –أكيد- وطننا العربي والبلدان العربة بشكل عام، مع القضية الفلسطينية مؤكداً ومع كل القضايا التي تخص بلادنا وشعبنا، مثلاً مع حصار بالنسبة للعراق، يعني بخصوص الحصار لولا تعاطف –حقيقة- لشعبنا في الخارج، وللمسيحيين –أيضاً- من كلدان، ومن أشوريين، ومن سريان وغيرهم..
محمد كريشان[مقاطعاً]:
تعاطف يعني كإرسال مساعدات وإرسال أموال.
د. يوسف حبي[مستأنفاً]:
تعاطف كإرسال مساعدات بشكل هائل وكبير، وقسم من هذه المساعدات ليست لأهاليهم ولا لأقاربهم، ولا حتى فقط لأبناء دينهم، وإنما للجميع، وحتى عن طريق القنوات الرسمية للدولة، أو حتى التي تأتي إلى الكاريتاس مثلاً يعني، (خويت المحاربة) كما نسميها في العراق وجوباً يجب أن توزع منها حصص –أيضاً- على المسلمين، وليس فقط على المسيحيين، وهذا دليل الانتماء، ولكن وخاصة في المحافل السياسية، وقسم من أبنائنا، يعني من شعبنا الكلداني مثلاً في أمريكا، نحن عندنا أعضاء في الكونجرس، وعندنا ناس متقدمين في المجالات السياسية، أو أيضاً الفكرية، أوفي وسائل الإعلام، وفي الإدارة العامة في عدة بلدان، هؤلاء دائماً يعرضوا قضايانا كلها المصيرية سواء عن الحصار، سواء عن –كما ذكرت- القضية الفلسطينية وغيرها، وحتى بالمظاهرات يقومون بها، وباحتفالات، وبوسائلهم الإعلامية المتقدمة المتطورة، هم تقريباً الصوت الحي –حقيقة- لقضايانا.
محمد كريشان:
توزيع المساعدات التي تأتي من الخارج على المسيحيين وغير المسيحيين في العراق برأيك زادت من تعميق هذه الأواصر التي كنا نتحدث عنها؟
د. يوسف حبي:
مؤكد..
محمد كريشان:
يعني هل هناك مثلاً بعض الحرج من أن يأتي مواطن عراقي مسلم يأخذ مساعدات غذائية، أو حتى عينية من كنيسة كلدانية؟ هل هناك بعض الحرج أم القضية –ربما- غير مطروحة بالنسبة إليه؟
د. يوسف حبي:
الحرج غير موجود، بدليل أني أنا –أيضاً- في كنيستي في بغداد عندي رعية كبيرة، أقدر أقول: كل يوم، إن لم أبالغ مؤكداً كل أسبوع يأتي أكثر من شخص، ولا نرفض مساعدة أشخاص مسلمين، ولا نرفض أبداً أي شخص، كما أنه وجوباً –كما قلت- نقدم –أيضاً- مساعدات لعائلات مسلمة، بعد أن نتأكد –طبعاً- كما نتأكد من العائلات المسيحية كذلك المسلمة أنها فعلاً محتاجة أكثر من غيرها أكيد الكل محتاجون الآن، وعكس ما يمكن حصل في بداية ما يسمى بحرب الخليج أو العدوان على العراق أن بعض المتطرفين كانوا يريدون أن يتهموا بعض المسيحيين بأنهم مع الأمريكان، والجواب كان الرسمي والشعبي على الساحة أن العراقي المسيحي هو أقرب إلى العراقي المسلم من أي شخص آخر، ولا فرق في هذه المعاناة بين مسلم ومسيحي، وكلنا نرفض ونشجب العدوان الذي حدث على العراق، ونندد به، ومعلوم أنه مثلاً صوت البابا ارتفع أكثر من مائة مرة ضد الحرب وضد العدوان وضد الحصار، وكذلك صوت البطريرك الكلداني معروف (…) المعروف بمواقفه الوطنية ودفاعه المستميت حقيقة عن شعب العراق، ولم يقل في يوم من الأيام هذا البطريرك أنه يدافع فقط عن مسيحيي العراق، وإنما عن شعب العراق ككل، لأنه منتمين إلى هذا الشعب، وحتى ولو أنه بطريرك الكلدان في العالم، وإليه تعود كل الأبرشيات والرعايا الكلدانية، لكن طبعاً اعتزازه بالدرجة الأولى بأنه عراقي، وبأنه من هذا البلد، ومن هذه المنطقة، ومن هذا الوطن العربي الكبير.
محمد كريشان:
الكلدان لديهم –أيضاً- مؤتمرات ومجامع كنسية، مناسبات معينة، فيها الجانب الديني، وفيها الجانب الاجتماعي، منها قضايا الزواج، وترتيب عمليات زواج، لو تعطينا فكرة عن هذه الجوانب الدينية والاجتماعية.
د. يوسف حبي:
هناك مؤتمرات عامة يعقدها الكلدان مع كل مسيحيي العراق، ونسميها (المؤتمرات المسيحية) هذا عادة يترأسها هو غبطة ربطة البطريرك الكلداني باعتباره السلطة الكنيسة الأعلى في العراق، مع كل رؤساء الطوائف والكنائس المسيحية، وبالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وهذا يتم كل سنة أو كل سنتين، وهناك المؤتمرات الخاصة بالكلدان اللي تعقد سنوياً إما في العراق، أو في لبنان، أو في روما حسب الحاجة، ودائماً هناك فقرات ضد الحصار، تندد بالحصار، تتكلم عن معاناة الشعب، عدا طبعاً كل ما يترتب على ذلك من إعلام، ومن قضايا أخرى.
ثالثاً: هناك مؤتمرات عامة يعقدها الكلدان مع كل بطاركة الشرق، والعام الماضي –أيضاً- في شهر (أيار) مايو مع كل بطاركة وأساقفة الشرق، وكان العدد أكثر من مائتي شخص وكنت حاضراً.
محمد كريشان[مقاطعاً]:
بكل طوائفهم وكل..
د. يوسف حبي:
بكل الطوائف، وصدرت بيانات، صدر بيان، وصدرت توصيات رائعة جداً سواء على صعيد المنطقة ككل، المنطقة العربية خاصة وعلى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام للتأكيد على ضرورة وحدتها وأيضاً للتخفيف عن المعاناة التي تسببها تدخلات أجنبية هنا وهناك، وتأكيد على الحوار وعلى التعايش الإسلامي المسيحي في المنطقة وبين الأديان وبدون يعني ترك تماماً كل ما يعيق وحدة هذه الشعوب أو هذا الشعب الواحد من أي تفرقة لأي تفرقة مهما كان لونه أو شكله إلى عنصرية، أو دينية، أو لغوية، لأن الكل والمسعى هو أن يكون الكل واحداً، وهذه المؤتمرات –فعلاً- كان عندها مردود كبير لأنه الذين حضروها –أيضاً- وسائل الإعلام بشكل كبير وشخصيات –أيضاً- كبيرة من العالم، وكان لها أصداء –حقيقة- مثيرة، وكما تعلمون أيضاً قبل سنوات نحن ككلدان خاصة ككنيسة كلدانية طلبنا من بعض البطاركة أن يزوروا العراق، وفعلاً زاروا العراق من جملتهم البطريرك ميشيل صباح الذي في القدس، بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر، بطريرك الأرمن الكاثوليك، وبطريرك السريان الكاثوليك وآخرين بعثوا ممثلين عنهم، وكذلك في هذه المؤتمرات المسيحية الكنائس الأرثوذكسية، الكنائس الإنجيلية بالتعاون مع الكلدان مع الآشوريين، كلنا نعمل في هذا البلد، وفي المنطقة قدر الإمكان بيد واحدة، ودائماً هناك أيضاً في المؤتمرات العامة حضور إسلامي متميز، وأيضاً كلمات لرجال دين مسلمين لكي لا يظهر أي فرق، وأعطى آخر مثال قبل أيام بالضبط من الثالث إلى السابع آيار (مايو) الماضي، إحنا ككلية بابل وأنا رئيس هذه الكلية، عميدها، مع المعهد الكهنوتي البطريركي الكلداني رتبنا مؤتمراً حول وجه الله، في هذا وجه الله تحدث شخص آثاري عن وجه الله في الحضارات القديمة، وتحدث الشيخ جلال الحنفي عن وجه الله في الإسلام، وتحدث عالم براسيكولوجي عن وجه الله في البراسيكولوجي، وتحدثت قصائد وكلمات عن وجه الله في الفن وفي الشعر، وفي الأدب، وفي الكتاب المقدس، وفي الروحانيات، وفي التصور فوصولاً إلى –وكان هذه الغاية- أننا جميعاً نكشف قليلاً عن وجه إلهنا الذي إذا ما تجلى مؤكداً الإنسان راح يكون أكثر بخير، لأن إلهنا الذي نؤمن به كمسيحيين، كمسلمين، وكأديان توحيدية أخرى هذا الإله هو حتماً إله خير، وإله محبة، وإله سلام، وإله تآخي، إذن هو إله يجمع ولا يمكن أن يُفرِّق، وهذا ما نحتاجه خاصة في المنطقة وفي العالم..
محمد كريشان:
هذا على الصعيد الديني، ماذا على الجانب الاجتماعي؟ قضية تنظيم الزواج بين الكلدانية [الكلدانيين] ربما المغتربين والموجودين هنا؟ هل هذا يعود إلى حرص على..
د. يوسف حبي[مقاطعاً]:
هناك شيء طريف جداً في هذا الباب، لأننا كل أسبوع نُفاجأ بشخص يأتينا من أمريكا، من كندا، من أستراليا، من السويد، ويريد أن يتزوج فتاة عراقية، لماذا؟ لأنهم يقولون، وأنتم أدرى..
محمد كريشان[ضاحكاً]:
أنتم أدرى..
د. يوسف حبي[مستأنفاً]:
أن بناتنا بنات –حقيقة- حافظوا على أصالة وعلى تقاليد، وعلى نقاء، وثانياً أيضاً ربما من باب تشجيعنا إحنا أيضاً لكذا زواجات، إلا أن مع الأسف بسبب الحرب الإيرانية العراقية، وبسبب أيضاً الهجرة التي حدثت وهي نزيف استمر بعد الحصار، نقص عدد الذكور، ونوعاً ما عدد الإناث أصبح كثيراً فلتلافي هذا الخلل نحن نشجع –بالضبط- الزواجات من الخارج إلى الداخل، وباعتبارهما عادة نفس العائلة، ونفس الشعب ونفس الـ.. ولكن أيضاً هناك شيء ثاني منذ –يعني- زمن طويل –على الأقل- نحن لا نقيم وزناً في الزواجات ونسميها المختلطة بين كلداني وآشوري وسرياني، كاثوليكي وأرثوذكسي، نعتبرها كلها واحدة، المشكلة يمكن فقط في الزواجات المختلطة بين مسيحيين ومسلمين لأنه عندنا في العراق دين الدولة هو الإسلام، ومعنى ذلك أن حقوق المسيحية إن بقيت على دينها تكون منتقصة نوعاً ما، وإذا هي أسلمت فطبعاً هناك –يعني- نوع من التدارك لهذا القانون –ربما- مع الوقت كما حصل ويحصل في بعض بلدان تتبنى الخط ما يُسمى بالعلماني، وهذه بعض الأحزاب حتى العربية..
محمد كريشان:
مازال هناك بعض الحساسية في الزواج المشترك؟
د. يوسف حبي:
ما يزال بعد في هذا المجال، نعم مازال هناك، ولكن مؤكداً العلاقات العائلية والاجتماعية وروابط الصداقة قائمة، أنا من الناس وأنا –طبعاً- صح رجل دين ولكن أيضاً عندي صفة الثقافة، صفة –أيضاً- عضو المجمع العلمي، وعندي صداقات عائلية عديدة مع عائلات إسلامية، وبدون أي حرج أنا أدخل إلى بيوت عائلات إسلامية، كما أن عائلات إسلامية بكاملها يعني تقصد بيتي، وهذا أعتبره شيء طبيعي جداً وخلافه هو غير الطبيعي يعني.
محمد كريشان:
نعم، أشرت إلى ظاهرة نزيف الهجرة، الحقيقة أن هذه الظاهرة موجودة حتى في دول أخرى مجاورة فيما يتعلق بالمسيحيين، مثلاً في فلسطين هناك هذه الظاهرة، هل فعلاً هذا الخطر خطر جدي؟ وكيف يمكن مقاومته؟
د. يوسف حبي:
هو خطر مؤكداً، ولكن نحن لنسأل عن أسبابه، ونحن نخشى أن هناك يعني مَنْ تقريباً يريد أن يكون هذا الخطر وأن يتحقق، لأنه فعلاً كما نوهت وذكرت أن هناك نزيف من كل بلدان المنطقة، حتى في مصر، في فلسطين مؤكداً، في لبنان، سوريا، تركيا، إيران كلها للمسيحيين كنسبة أكبر مما للمسلمين، كنسبة أكبر بكثير، فيوماً ما هذا توقُع المتشائمين وليس توقعي- ستفرغ المنطقة من مسيحييها، أنا لا أعتقد وأنا لا.. ليس فقط لا أعتقد، وإنما لا أتمنى أن يحدث ذلك، لأنه ستكون خسارة ليس –فقط- للمسيحية وللمسيحيين في هذه البلاد، وهي بلادهم وموطنهم وأراضيهم، وإنما للمسلمين أنفسهم، لأني من الناس الذين يؤمنون بالتعددية، وماذا تريد يعني يا صديقي؟ الله لو لم يرد التعددية لما خلق الكون ألواناً، فإحنا أحياناً نتحسس ونريد أن الكل يجب أن يأخذوا بلغتنا، بديننا، بعاداتنا، بإلى آخره، بينما الأنا هو دائماً مختلف عن الآخر، هذا المختلف ليس ولا ينبغي أن يكون.. وأن يسبب خلافاً، بدون الآخر لن أكون أنا، فإذن بدون التعددية ما راح أؤكد على ذاتي، يا ريت يسمعني أي واحد ويقول: أنا من الناس أقول: يجب أن يكون المسلم إزائي، يجب أن يكون أيضاً مسلم أيضاً، ويجب أنه المسلم أيضاً يقبلني كمسيحي وكلنا..
محمد كريشان:
احترام الآخر.
د. يوسف حبي:
ونعيش، بالضبط، الواحد يحترم الآخر، الواحد –أيضاً- لا بهذه السهولة والسرعة يقول: أنا معي كل الحق والآخر معه كل الباطل من المستحيل أننا نحيط علماً ونلم بكل الحقيقة، كالشمس أنت ترى أشعتها تنتشر في كل مكان ولكنك لا تستطيع أن تلم بها كلها، وكما ذكرت قبل –أيضاً- كالماء المعين، أنت تصل يمكن إلى فهم المعين، ولكنك لا تدخل إلى قلبه، فهذه هي الحقيقة، لأن الحقيقة في نهاية الأمر هي الله.. أكبر وأسمى بكثير منا جميعاً.
محمد كريشان:
دكتور يوسف حبي شكراً جزيلاً.
د. يوسف حبي:
أهلاً، وسهلاً

360
بمناسبة انعقاد سينودس الكنيسة الكلدانية  في روما
  
بقلم يوحنا بيداويد
 ملبورن/ استراليا
السبت 9 تشرين الثاني
 
 
مرة اخرى تتوجه انظار ابناء الكنيسة الكلدانية  الكاثوليكية الى روما حيث ينعقد سينودسها  اثناء انعقاد سينودس خاص من قبل الكنيسة الكاثوليكية من اجل الكنائس الشرقية الكاثوليكية في الفترة ما بين 10 -25 تشرين الحالي. مرة اخرى يرى الكثير من المؤمنيين جروح كبيرة في جسد الكنيسة لن يشفيها غير الوحدة الروحية النابعة من  الارادة والايمان والقناعة والرغبة في الالتزام بتعاليم معلمنا الرب يسوع المسيح وتعاليم الكنيسة الجامعة المتمثلة باسرارها وإرثها وفكرها عبر الفي سنة.
 
لا يخفي على ابائنا الاساقفة المجتمعين في روما ان الكنيسة الكلدانية تمر في هذه السنيين في زمن صعب حقيقي لم تمر فيه الا في زمن حرب العالمية حينما  خسرت فيها حوالي ربع مليون نسمة وازيلت سبع ابرشيات كبيرة في الامبراطورية العثمانية  من الوجود (1).
 
انني اكتب لكم ككلداني كاثوليكي مؤمن وكاحد العلمانيين العامليين في الكنيسة لفترة طويلة، وان ما انقله لكم ليس نابع فقط  من نظرتي الشخصية وانما من نظرة كثيرمن المؤمنيين مثلي الذين يبدون قلقلهم اتجاه مصير الكنيسة ومشاكلها وطرق حلها. هنا اود ان اذكركم  برسالة المرفقة على الرباط ادناه التي وجهتها لحضراتكم قبل انعقاد السينودس المقدس الاخير في ايار سنة 2008 في عنكاوا (2).
  
اذن مشكلة الكنيسة الكلدانية ليست فقط هجرة ابنائها وتوزعهم في اركان العالم  وانحلال الخلقي والاجتماعي الذي اصاب البعض منهم بسبب احتكاكهم مع مجتمعات جديدة اوالعيش بحسب قوانين الدول الكثيرة التي هم مهاجرين اليها ، لكن هناك مشاكل على صعيد الادارة والتعليم والعلاقة بين الاكليروس انفسهم  في كنيستنا الكلدانية التي نعتز بها كأُم روحية لنا جميعا. كما نشعر دائما هناك مسؤولية على عاتقنا جميعا الدفاع عنها كذلك ان نقول ما هو صالح ويبني ويخلق تجدد ويجمع بين الجميع.
 

لقد انطلقت الكنيسة الاولى المتمثلة بإثني عشر رسل ومعهم النسوة والاخوة الذين حل عليهم روح القدس في عيد العنصرة  يتكلمون بألسنة الامم  والشعوب الشرقية كلها، انا دوما اظن ان كل رجل من الاكليروس مر في نفس تجربة ذلك الشاب الغني الذي سأل يسوع المسيح عن كيفية دخول ملكوت السماوات، ولكن عمل كل من  اختار الكهنوت عكس قرار ذلك الشاب، فكان له الشجاعة الكافية في بيع  كل ما يملكه وتصدق به وتبع المعلم السماوي. واصبحت الطاعة والفقر والعفة هي الجدران الثلاثة التي بدأ يتسلقها للوصول الى نقطة القمة في هرم المتمثلة بحياة القداسة. فعلا هذه هو الوصف الحقيقي الذي يليق بكل رجل من الاكليروس الذي يجب ان يكون في المقابل امين لرسالته المقدسة ومستعد للتضحية من اجلها كما فعل الاب الشهيد رغيد كني والشهيد المطران رحو وغيرهم.
  
لكن ما يؤلم كل المسيحيين في العالم حقيقة هو بعض من رجال الاكليروس لا في الكنيسة الكلدانية  فقط وانما في جميع الكنائس وفي كل مكان هم في ازمة  وان روما في هذه الايام تدفع ثمن هذه الأخطاء كما حصل في امريكا وبريطانيا. وان كنيستنا الكلدانية واحدة من تلك الكنائس تمر في ازمة وفيها نواقص تحتاج الى سينودسكم  الذي سيعقد بعد ايام قليلة. وتحتاج الى الجرأة والحكمة في اتخاذ قرارات صالحة للكنيسة فقط وليس لصالح الاشخاص! .
  
لهذا ابائنا الاساقفة انشادكم كأحد المؤمنيين أن تدرسوا النقاط التالية التي اراها ضرورية ان تتعالج قبل ان يدخل اللص في الليل ويزرع زوانه في حقلها ، ولا سامح الله يهب روح الانقسام والطائفية والقبلية الامر الذي حدث  تكرارا في تاريخ كنيستنا الشرقية  :-
 
1-    العودة الى التركيز على تعليم المسيحي الذي هو خبز الحياة  للمؤمن فعلاً، ورجال الاكليروس يجب يشهدوا باعمالهم وبأقوالهم ووعظهم في هذا الامر. يجب ان يعيشوا يوميا على ضوء هذه التعاليم  امام الاخرين، كي يرى المؤمنيين رجاءهم الكامل بقيامة المسيح ووعده  المقدسة. فيتعلمون منهم الشجاعة في الايمان والالتزام به.
  
2-    التركيز على ان الكنائس المسيحية هي عائلة واحدة تربطهم علاقة روحية اقوى من الدم او اية علاقة اخرى. والعمل من اجل جمع واتحاد الكنيسة كما اوصانا يسوع المسيح لا سيما الشرقية،  فكونوا انتم اول من يشهد على اقوال المسيح في المحبة والتضحية والتسامح  بمواقفكم لاباء الاساقفة في الكنائس الشقيقة الاخرى كي تنير لهم الطريق. لان احد اهم اسباب ذوباننا هو انقسام الكنائس وعدم وجود روح العمل المشترك معا
3-    اجراء تجديد في طريقة تفسير دروس تعليم المسيحي بلغة وتقنية عصرية كي يفهما الاجيال الذين ولدوا في المهجر على ان تكون موثقة بشهادات وسيرة ابائنا الشهداء وانجازات المفكرين  ورجال المؤمنيين في الكنيسة الشرقية على مر التاريخ.
  
4-    الاهتمام بلغة الطقس (سورث) والهوية القومية، هذا الامر مهم جدا لان الطريقة الوحيدة لربط بين كنيسة الام في الوطن والمهجر هي اللغة، انها الوسيلة الوحيدة للتفاهم ونقل الايمان  اذا اردنا نبقى ونحافظ على هوية كنيستنا ، ككنيسة شرقية الطقس والتعليم.
اما ماذا  نعني بالهوية القومية؟ فالهوية  هي تلك العلاقة الخاصة بين مجموعة من البشر لهم نفس اللغة والتاريخ والثقافة والارض والدين ،  فقط نريد  تشجع روح التأزر بين كما يحصل لدى غير الامم والشعوب والمجتعمات مطالبين الامر الذي يشجعهم للمطالبة بحقوقهم الانسانية ، ولا تعني القومية الانغلاق على الذات لكنها ضرورية جدا ولهذا من واجب الكنيسة عدم محاربة فكرتها او الحط منها. لا يمكن رفع قيمة الشعور القومي  الى مرحلة القداسة  كما هي تعاليم الكنيسة  ولكن مh قلنا هي ضرورة من ضروريات الحياة المهمة في وجداننا الانساني كجماعة لها وجود وجذور تاريخ التي  قلعها او الانسلاخ منها. وان لا تخلق اي تعارض في مفاهيم الانسانية والمسيحية  التي تؤمن الكنيسة فيها .حقيقة ان العاملين في حقلها لن يشكلوا اي خطر على الكنيسة بل هم كانوا  وسيبقون قوة للكنيسة والمدافعين عنها لانها تدير دستور حياتنا الروحية وحتى الاجتماعية.
 
5-    وضع نظام اداري مالي جديد ( لان في المال تتحرك روح الشيطان، كما ان السيد المسيح اكد في قوله : لا تستطيعوا ان تخدموا الهين المال والله) للكنيسة يكون واضح كي ينظم العلاقات بين كل رعية وابرشيتها وبين كل ابرشية والبطريركية ويصبح هذا النظام معلوم لدى الجميع وتلتزم به جميع الاطراف، وفيه يتم تحديد صلاحيات لجان الرعية والابرشية والراعي والاسقف. ارجو ان يتم تجديد هذه القوانيين لانها فعلا منبع انعدام الثقة بين الاكليروس انفسهم  والعاملين معهم في هذه السنوات كي لا تغلق مشكلة في حالة نقل او تقاعد اي طرف كما حصل في الماضي.
  
6-    وضع صيغة جديدة لطريقة انتخاب اسقف لاي ابرشية، على ان تكون الافضلية لكهنة تلك الابرشية وان لا يتم فرض بصورة قسرية على ابناء الرعية اسقف من خارج الابرشية، ولا ان يكون هناك انفراد في اتخاذ القرارات مثل النقل او التعين  الامر الذي خلق مشاكل عانت كنيستنا منه على مر العصور وفي هذه الايام وربما في المستقبل وانتم على علم بها!

7-    كذلك يجب ان يلتزم كل واحد بالمدة المقررة لخدمته واعطاء المجال لكهنة الشباب للخدمة والعمل  والتجديد في الكنيسة الا وهي 75 سنة لجميع مراتب الاكليروس بدون استثناء.

8-    العودة الى مشروع المرحوم الدكتور يوسف حبي الا وهو اجراء احصاء عام في الكنيسة الكلدانية واخراج كتيب بالبيانات ومن ثم وضع دراسات وبرامج شاملة تعالج وضعية الكنيسة على ضوئها، لان حقيقة طريقة  ادارة كنيستنا في بعض الابرشيات والبطريركية هي مئة سنة او اكثر للوراء.
 
9-    تشكيل لجنة من الاساقفة والكهنة والعلمانيين لدراسة مشكلة ترك بعض الكهنة رسالتهم الكهنوتية والوقوف على اسبابها بكل صراحة وحتى يمكن استجواب  جميع اطراف اصحاب الشأن في هذا الموضوع  للمعرفة الاسباب الحقيقة وراء هذه المشاكل ، كي يتم معالجتها الان قبل ان تشكل عقبة اكبر امام الكنيسة في المستقبل.
 
10-  اعادة تنظيم العلاقات بين ابناء الكنيسة من البطريركية و الاساقفة والكهنة و العاملين في الكنيسة والمؤمنيين على حجر اساس المسيحية هي المحبة والتضحية والتواضع. والالتزام بالعفة والفقر والطاعة الامر الذي يجعل المؤمن يشعر بصدق رسالة الكنيسة تماما  كما يجب ان نتذكر دائما ان نشكل سبباً  يخلق الشكوك في ذهن اي مؤمن!!!.
 
11-   اصلاح نظام ارسال البعثات والدراسات الى روما او الخارج  بعد تخرجهم من كلية بابل بأسم الكنيسة . والاقتراح الذي نطرحه الان هو ان يتم ارسال الطالب بعد اكماله الخدمة  الكهنوتية في ابرشيته عشرة سنوات على الاقل.
 
في الختام نصلي ونطلب من الرب  يسوع المسيح الفادي ان يعطيكم النعمة والقوة والصحة وان ينيركم  الروح القدس كي ترون القضايا والمشاكل بصورة اكثر موضوعية ودقة وان تقررون بما يمليه عليكم ضميركم  بشفاعة امنا العذراء القديسة مريم. امين
 ........
  
1-    الابرشيات الكلدانية التي ازيلت في مذابح الحرب العالمية الاولى هي الجزيرة وماردين ودياربكر وسعرت واثيل وارومية وسلامس.
 

 
2-    عنوان الرسالة " ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري في  الكنيسة الكلداني على ال الرباط التالي

 
 
 

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=221346.0

361
الاب الدكتور يوسف توما سندباد الكنيسة
كتب التقرير: يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
12 سبتمبر 2010
يعد الاب الدكتور يوسف توما الدومنيكي  أنموذجاً خاصاً في عطائه الفكري والروحي ، فمنذ ان عاد الى ارض الوطن نهاية سبعينيات القرن الماضي بعد ان انهى دراسته العليا في فرنسا ( دكتوراه في اللاهوت العقائدي وماجستير في علم الاجناس البشرية) للفترة بين عامي 1974-1980، شرع بالتدريس في معهد شمعون الصفا الكهنوتي في موضوع اللاهوت العقائدي. وفي عام 1984 اسس الدورة اللاهوتية للشبيبة ومرحلة الطلاب الجامعيين، وذلك في كاتدرائية القديس يوسف – (السنتر) بمعية الاساتذة الكبار حينذاك من امثال سيادة المطران بولص دحدح (مطران اللاتين في العراق) الذى كان يدرس تاريخ الفلسفة والأخلاق، والعلامة الكبير الاب لوسيان كوب المخلصي ، مدرس  تفسير الكتاب المقدس ، والاب المؤرخ الكبير البير ابونا، الذي يدرس تاريخ الكنيسة الشرقية، والاب الدكتور يوسف توما نفسه ، الذي درس اللاهوت (1). في عام 1995 استلم الآباء الدومنيكان ادارة مجلة الفكر المسيحي من كهنة يسوع الملك ، وعُيّن الاب يوسف توما رئيسا لتحريرها ولا يزال حتى يومنا هذا رئيسا لتحريرها. وقبل حوالي سنتين اسس الجامعة المفتوحة للعلوم الانسانية في بغداد. هذا بالاضافة الى دور هذا الأب في التأليف والترجمة ونشر وتقديم العديد من الكتب الدينية والتاريخية كما قام بشر واستيراد كتب عديدة متنوعة خدمة للفكر والثقافة في العراق.
نظرا لظروف العراق الصعبة من جراء الحروب التي خاضها منذ بداية الثمانينات والاحتلال الذى تعرض له في عام 2003 وحتى ايامنا هذه، هجر عدد كبير جدا من الشعب المسيحي العراق الى بلدان مختلفة مثل امريكا، كندا، اوروبا، استراليا - فراح الاب يوسف توما يلاحقهم مزودا إياهم بالغذاء الروحي والفكري واللاهوتي وذلك من خلال المحاضرات والندوات واللقاءات والوعظ وأشرطة الفيديو والكاسيت وأقراص السي دي، ناقلا اليهم اخبار الوطن وخبراته الكهنوتية والمعرفة المتراكمة. هذا بالاضافة الى رغبته الشديدة للاطلاع على ثقافات المجتمعات الشرقية والغربية، مما حدا بأحد الكتاب بوصفه بالسندباد البحري للكنيسة (2).
للاب يوسف توما شغف كبير في دراسة وجمع المعلومات عن تاريخ وعادات وتقاليد شعوب العالم ودياناتهم (وهذا جزء من اختصاصه الثاني علم الاجناس البشرية). فاثناء زيارته الثانية إلى مدينة ملبورن في عام 2008 ، كان صاحب  فكرة القيام بحج أنثروبولوجي الى صخرة أولورو   Uluru وهو مكان يقدسه سكان استراليا القدامى (Aborigines)   (3)- ( وهم السكان الاصليون لاستراليا والذين إنقرضت غالبيتهم مع قدوم البيض إلى هذه الأصقاع إما بالأمراض التي جيء بها أو الكحول أو الإضطهاد والتنكيل العلني مما حدا برئيس الوزراء السابق كيفين رود أن يطلب العفو منهم) قام بهذه السفرة البعيدة للاطلاع على تاريخ ومقدسات وحضارة هذه الشعوب .
وخلال هذه الايام بالاضافة الى لقائه مع ابناء الكنيسة في سدني ونيوزلندة في شهر تموز وبداية آب جاء الأب يوسف الى ملبورن ليقضي معهم اربعة اسابيع (4)، فالقى المحاضرات العديدة في شتى المواضيع الاجتماعية واللاهوتية ، مثل العائلة ومشاكلها (الطلاق) والتربية المسيحية للاطفال والشبيبة ومواضيع أخرى مثل الايمان والروحانيات والفكر، بإسلوبه الشيق الذي تمتزج فيه الفكرة مع الفكاهة أحيانا كثيرة مما جعل الجمهور يقبل إليه بأعداد لم يسبق لها مثيل.
للاب الدكتور يوسف توما جمهور كبير فاينما حل يجد طلابه وأصدقاءه من حوله.  فكان هناك تقبل وزخم كبير لحضور محاضراته من قبل أبناء كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع في ملبورن مما حدا بالقائمين عليها نقل محاضراته من القاعة إلى داخل الكنيسة الكبيرة. 
ومن النشاطات الاخرى والتي يقوم بها الاب يوسف توما خلال رحلاته هو جلبه للمكتبة المتنقلة مع نفسه حيث تعرض أغلفة  الكتب الدينية والفكرية والتاريخية التي تقوم بنشرها دار نشر "الناصرة" وهي تابعة لمجلة الفكر المسيحي، فيتسنى لجمهور المؤمنين الإطلاع عليها،  فتكون فرصة لهم لاقتناء تلك الكتب.
نمتنى له الموفقية والصحة والسلامة في عطائه الفكري والروحي ونتمنى من رواد محاضراته الاستفادة منها.
_____________________________________________________________
 
1-    كان هؤلاء الاباء  مدرسي السنة الأولى للدورة اللاهوتية الاولى، لكن في السنين التالية جاء المطران جاك اسحق ليدرس الليتورجيا، والمرحوم الأب روبير الكرملي ليدرس الروحانيات وغيرهم . علما ان شهادة التخرج كانت تعطى لمن اكمل الدورة بعد حضوره كل يوم إثنين ثلاث ساعات وعلى مدى ثلاث سنوات.
2-    فقد زار أكثر من أربعين دولة لحد الآن وكثير من المدن والعواصم والجامعات (راجع مجلة مسارات عدد خاص عن مسيحيي العراق رقم 14 لسنة 2010 ص 66.
3-    قام  الاب يوسف توما برحلة مع مجموعة مؤلفة من السيد عوديشو المنو والشماس سليم كوكا وكاتب التقرير من مدينة ملبورن  الى  Uluru الذي يقع غرب نقطة مركز استراليا Alice springs  ،  من 14 إلى 16 آب 2008.
4-    القى الاب يوسف توما محاضرات عديدة في كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع  ايام الجمعة والسبت والاحد وذلك خلال الاسابيع الثلاثة الماضية وسيكون لقاؤه الاخير مع الشبيبة يوم الاحد 19/9/2010 في الكنيسة نفسها.



362
حينما التقينا المطران جرجيس القس موسى في مدينة ملبورن !!
كتب التقرير:  يوحنا بيداويد
الجمعة 20 ايلول 2010
ملبورن- استراليا

ان ابناء الجالية المسيحية العراقية بصورة عامة، والكلدانية بصورة خاصة في مدينة ملبورن الجملية (1) محظوظين جدا مقارنة مع ابناء المدن الاخرى في العالم، حيث دائما كان لهم حصة الاسد من زيارات الشخصيات الروحية والفكرية والقومية من ارض الوطن العراق او من غيرها  في كل عام، وكلما حل احد من هؤلاء ضيفا في هذه المدينة، يهرع المثقفين والمؤمنين والمهتمين بالشان الروحي والفكري و القومي الى لقاء  بهم وتنظيم محاضرات عامة لهم (2)، ولا يترك معظمهم اي مناسبة الا يحضرها ويشارك في طرح الاسئلة او في مداخلة، لاشباع جوعهم الفكري والايماني والوطني او القومي.
 فقبل  ثمان سنوات قام المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد ( 2002) بزيارة مدينة ملبورن ،فقد كانت هذه المناسبة الاكبر في تاريخ الرعية  منذ تأسيسها عام 1982، ثم تلتها زيارة غبطة البطريرك مارعمانوئيل الثالث دلي 2004 للافتتاح بناية الكنيسة بمعية المطران ابراهيم ابرهيم وعدد كبير من الكهنة ، فكان هذا الحدث مهم ايضا لابناء الجالية بعد اتمام هذا الصرح الكبير، ثم قدم الى مدينة ملبورن سيادة المطران شليمون وردودني النائب البطريركي للكنيسة الكلدانية لبضعة اسابيع. لما قدم سيادة المطران جبرائيل كساب 2006 بعد تعينه راعيا لابرشية الجديدة ( مار توما للكلدان الكاثوليك ) في استراليا ونيوزلنده حل ضيفا  معه على الرعية سيادة المطران سرهد جمو كانت مناسبة عزيزة على قلوب المؤمنين، حيث تم تأسيس ابرشية جديدة  لابناء الكنيسة الكلدانية في استراليا ونيوزلنده ، قام  الاب بشار وردة (مطران ابرشية حدياب- اربيل حاليا)  بزيارة اصدقائه واقاربه في مدينة ملبورن خلال في ايلول 2007 ، في السنتين الاخيرتين حل عدد من الضيوف غير الاكليورس علينا وهم كل من العلامة  اللغوي الكبير بنيامين حداد والاستاذ روند بيثون رئيس اتحاد ادباء السريان حاليا، والاستاذ عبد الله النوفلي رئيس اوقاف المسيحيين والديانات الاخرى في العراق، والوزير السابق نمرود بيتو وضيوف اخرين . كان لابونا كمال وردة  بيداويد الذي هو في زيارة لمدينة ملبورن في هذه الايام  زيارات متكررة لهذه منذ  1993 وفي كل زيارة كان له محاضرة في الاخوية، كذلك كان للاب داود بفرو زيارتين لهذه المدينة (3) . ايضا قبل بضعة اشهر زارنا سيادة المطران توماس ( مطران  ابرشية اورمية،  مدينة شهداء المسيحيين من الاشوريين والكلدان والارمن في الحرب العالمية الاولى) لاول مرة، الذي تحدث لنا بمرارة عن الاحداث الاليمة التي حدثت في اورمية في الماضي.

اما الدكتور الاب يوسف توما الدومنيكي الذي حل بيننا بالامس في الزيارة الثالثة له ، فهو معروف لدى ابناء الكنيسة الكلدانية و الجالية المسيحية جدا من خلال محاضراته ولقاءاته العديدة(4)، فاصبحت له علاقة كبيرة بابناء الرعية عن الطريق تلاميذه واصدقائه واقاربه الكثيرين في هذه المدينة .

لكن قبل اسابيع كانت المفاجاة الكبيرة هي حلول الضيف الكبير الاخر على رعية مدينة ملبورن، سيادة المطران جرجيس القس موسى الذي كانت هذه الزيارة الثانية له (5)، معظم هؤلاء الضيوف كان لهم لقاءات مع ابناء الكنيسة من خلال القداس او في محاضرات اخوية مريم العذراء حافظة الزوع  الاسبوعية او من خلال محاضرات و لقاءات خارجية مع المؤسسات الثقافية لابناء الجالية.
 
لكن زيارة المطران جرجيس القس موسى كان لها طعم خاص، لانه جاء من ارض الوطن المهموم ومن مدينة الموصل الجريحة حيث قاسى ابناء شعبنا المسيحي الكثير بدون سبب. تحدث لنا عن مسيرة مجلة الفكر المسيحيي والحركة الثقافية المسيحية خلال ستين سنة الماضية في الموصل. فهو لم يبخل كالعادة بلقاء اخوته المؤمنين واصدقائه من اهالي الموصل من خلال مقالاته المشهورة ( ابو فادي) في مجلة الفكر المسيحي التي كان احد مؤسسيها مع بقية اباء كهنة يسوع الملك.

بالاضافة الى ذلك القى محاضريتين قيمتين الاولى عن محبة القريب في مثل : " السامري الصالح"  والثانية في مثل : "  ابن الضال" . كان لنا مع مجموعة من اصدقاء  لقائين اخرين معه، و في لقاء الاخير الذي اشبهه ب(ليلة من ليالي العمر)، تحدث لنا سيادته عن النوادر الشيقة التي مرت في حياته من خلال رسالته الكهنوتية الطويلة والصعوبات التي مرت فيها الكنيسة في السنيين الاخير. كذلك تم طرح هذا اللقاء مواضيع اخرى مهمة وساخنة مثل الوحدة المسيحية و قضية التسميات وحلولها ودور اللغة في الحفظ على الايمان والهوية وتوقفنا كثيرا عند المشكلة الكبيرة التي تحدث الان في المهجر الا وهي الذوبان الذي يحصل في القييم والهوية لدى أولادنا من دون توقف في المجمتع الغربي الغريب وخطورة انقطاع التواصل بين الاجيال.
 وهذه مجموعة من الصور لهذه المناسبات الجميلة مع اسفنا المسبق لعدم وجود صور لبعض مناسبات اخرى حدثت في مدينة ملبورن.
..........
1-   معظم الاحيان تختار هذه المدينة   في كل سنة ما بين اجمل عشر مدن في العالم.
2-   معظم المحاضرات جرت في اخوية مريم العذراء حافظة الزروع التي تأسست في ايار 1994.
3-   الاولى كانت سنة 1998 حينما كان رئيس كاريتاس في العراق.
4-    للاب يوسف توما محاضرات في كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع في مدينة ملبورن (في الساعة السابعة مساءً)  للايام التالية       الجمعية والسبت والاحد للفترة المحصورة بين 20-22-2010 في الاسبوع القادم ايضا في الايام التالية  الجمعة والسبت والاحد للفترة المحصورة 27-29/8/2010
5-   الزيارة الاولى كانت في سنة 1999









صورة قديمة لمثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد   1958 ؟؟




  
البطريرك دلي بعد لقائه اطفال رعية كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع في مدينة ملبورن في مدخل الكنيسة 2004
 

 
سيادة المطران شليمون وردوني النائب البطريركي مع اعضاء من الاتحاد الكلداني الاسترالي في ملبورن2006




سيادة المطران كساب لحظة نزوله في مطار ملبورن 2006

 

 
سيادة المطران جبرائيل كساب مع وفد الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا الذي زاره بمناسبة الذكرى الاولى  لتنصيبه مطرانا للابرشية
 

 
سيادة المطران جبرائيل كساب مع الاتحاد الكلداني الاسترالي وبعض ابناء الجالية 2010

 


سيادة المطران سرهد جمو مع ابناء الجالية بعد القاء محاضرته 2006
 

 
سيادة المطران سرهد جمو مع بعض اعضاء الاتحاد الكلداني بعد القاء محاضرته في قاعة اغادير 2006

 


 صورة الاب بشار وردة ( مطران حاليا) في مقابلة مع كاتب التقرير يوحنا بيداويد 2007
 


 
الاب الدكتور يوسف توما الدومنيكي في لقائه الاخير مع ابناء جالية ملبورن 2008 في قاعة اغادير



  
العلامة بنيامين حداد مع ابناء الجالية بعد انتهاء محاضرته في الاتحاد الكلداني لاسترالي في ملبورن 2009

 


 
الاستاذ روند بيثون رئيس اتحاد الادباء السريان في العراق في ضيافة الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا 2009

 


 
العلامة بنيامين حداد والاستاذ روند بيثون مع كاتب التقرير يوحنا بيداويد 2009
 

 
الاستاذ عبد الله النوفلي في ملبورن مع ابناء الجالية 2009
 

 
سيادة المطران جرجيس القس موسى  مع ابناء الجالية المسيحية في ملبورن  ايلول 2010



 
سيادة المطران جرجيس القس موسى  مع ابناء الجالية  في قاعة الكنيسة بعد محاضرته  ايلول 2010
 
 

 
  الوزير السابق في حكومة الاقليم نمرود بيتو مع نخبة من مثقفي الجالية المسيحية في مدينة ملبورن2009



363
من كمب كنكال في تركيا الى مائدة وزير الهجرة

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
25 تموز 2010
اتذكر قبل حوالي عشرين سنة حينما كنت جالسا على سرير حديدي ذات طابقين في قاعة كبيرة كان فيها حوالي 300 لاجيء مع مجموعة من الشباب الذين، هربوا من الموت الاتي من لهيب عاصفة الصحراء (1) في كمب كنكال في محافظة سيفاس التركية الشهيرة التي لازالت قصص واثار دماء اخوتنا الارمن على جدران ازقتها اثناء مذابح الحرب العالمية الاولى. كنا نسأل بعضنا البعض الى متى نكون تحت رحمة الشرطة التركية وجبنتهم الصباحية اليومية وصياحاتهم على اللاجئين وهم متراصين امام ابواب الحمامات او المطبخ او الباب الخارجي  كيج ...كيج.... كيج! . الى متى ننتظر ساعت طويلة في الليالي الباردة  قرب بدالة التلفون، لا لكي يتصل بنا احد من اقاربنا او اصدقائنا او اخوتنا من الخارج ويرسل حوالة مالية، بل لربما نسمع خبر من الذين يتصلون بهم اهاليهم عن مصيرنا المجهول في هذه الكمبات التعيسة البعيدة المنسية.
قبل عشرين سنة، كنا نقسي على اقاربنا واصدقائنا ومعارفنا في المهجر، ونتهمهم بشيء من قليلي الذمة واحيانا الخيانة لانهم كانوا قد فقدوا شوقهم وشيم عراقيتم المعهودة المتواصلة التي تتراصف في الظروف الصعبة. فحينما كنا ننظر الى حالة بعض من اخوتنا في الكمب ونراهم في ملابسهم القديمة، ممزقة واحيانا مرقعة والبعض الاخر لا يملكون دينارا واحدا في جيبهم كي يشتروا حتى موس   الحلاقة فبقت لحية البعض شهور وشهور غير محلقة، كنا نقول واحدنا  للاخر يا هل ترا نحن ايضا سنكون مثل هؤلاء الذين نسوا كل شيء ؟!!
امام هذه الصعوبات الذي تكررت علينا وعلى ابائنا وعلى اجدادنا وعلى اجداد اجدانا كنا نقول بين انفسنا،هل سوف ننسلخ من جلدنا، وننسى الماضي والواجب بإتجاه اهلنا واصدقائنا كالذين الان في الخارج ولا يسألون عن مصيرنا ؟! كيف نساعد الالاف المؤلفة الباقية في العراق الذين لا يملكون لقمة العيش، ماذا عن الايتام الكثيرة الذين فقدوا ابائهم في الحروب، الامهات واباء المعمرين الذين لم يبقى لهم احد في ارض الوطن؟
عاهد بعضنا البعض منذ تلك الدقيقة  ان لا ننسى الاخرين وسنعمل المستحيل لاجل تخفيف معانات اخوتنا، واذا وصلنا الى احدى الدول او حتى الى انقرة او استنبول سوف لن ينسى الباقيين في الكمب، سيعمل من اجلهم كي يصلون حيث ما كنا. عاهدنا على العمل الجماعي بعد وصولنا الى الدول الغربية  وبناء مؤسسات كبيرة مثل الاتحاد الكلداني الاسترالي او غيره ، يكون لها نفوذ في الدول كي ترفع قضية شعبنا والمظالم التي تتكررعلينا مع حركة شبه بندولية في كل قرن .
مرت اشهر ومرت سنة وفتحت السفارات والامم المتحدة ابوابها لقبول اللاجئين، فوصل بعضنا بعد سنة ونصف الى ملبورن او سدني او تورنتو او امريكا او سويد او فرنسا او المانيا. وبدات الرحلة الجديدة للتكيف مع القوانيين الجديدة وتعلم اللغة معادلة الشهادة والعمل من اجل تامين الزواج وبناء العائلة بالاضافة الى التخطيط  ومساعدة الاهل والاقارب والاصدقاء لسحبهم  للوصل الينا.
هكذا قد قاربنا اليوم من عشرين سنة على هذا العمل بموجب هذا العهد الذي كنا قطعناهم على انفسنا كجماعة، على الرغم من قلة عدد الذين واوا بعهدهم، بل تخلوا عنه وعنا منذ سنوات طويلة وانزلقوا في متاهات الحياة الغربية ونسوا ما كانوا قد وعدوا،فوقعوا تحت سلطة الدولار والمظاهر سواء برضائهم او عدم رضائهم، الا ان البعض من عمل المستحيل في اتمام المهمة وذلك العهد، ولا زال العمل من اجل الاخرين يسري في دمهم. بل زادت شرارة روح الشعور القومية والبحث عن الهوية عند البعض في المهجر.
 

بالامس اقام الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حفلة عشاء على شرف السيد وزير الهجرة الاسترالي ورئيس السنتاور لحزب العمال الحاكم  كريس ايفين مع عدد كبير من المسؤولين السياسين الاستراليين وموظفي الدوائر الحكومية، وكنت احد من هؤلاء الاخوة  في الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا الذين عملوا سنين طويلة كي نصل الى هذه الهدف. كي نوصل هموم جاليتنا في الداخل ودول الجوار والعراق بلد الام الى مسامع السياسين الاستراليين. وعلى الرغم من كثرة الصعوبات واحيانا طعنات الخدر في الظهر التي اتت قريبين منا ويوما ما كانوا عاضدين لنا ، وعلى الرغم من كثرة المناقشات والجدالات الكثيرة بيننا لتفادي الاخطاء في التحضير والتنفيذ،  الا ان هذه المناسبة كانت رائعة بكل معنى الكلمة، وكان نجاحها منقطع النظير بدليل التقيم العالي اعطته الاوساط  السياسية للحكومة المحلية والحكومة الفدرالية والضيوف الحاضرين.
لكن لي شخصيا ربما  كانت هذه المناسبة  اكثر اهمية ومعزة من اي شخص اخر، لانني  شعرت فيها وفيت بعهدي الذي قطعته قبل عشرين لاخوتي واقاربي واصدقائي على تلك السريرة الحديدية في كمب (كنكال) مع اصدقائي، وتذكرت تلك الايام التعيسة وتذكرت اصدقائي الذين كانوا معي واليوم بعضهم في الشتات لم اسمع منهم اي شيء منذ زمن طويل، وكذلك تذكرت الذين قطعوا العهد على انفسهم وخابوا في عهدم وسقطوا في اول عتبة من مصاعب الحياة.  هنا الواجب الاخلاقي يفرض علي  بان لا انسى دور الاوائل هنا في استراليا الذين عملوا من اجل مساعدتنا والدفاع عن قضيتنا ونحن كنا لا نعلم بهم.


 
مبروك لاعضاء الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا على العمل المشرف لتنظيمهم هذه المناسبة الكبيرة ولرفعهم شأن جاليتنا الكلدانية بين الجاليات الاثنية  الاخرى التي تفوق عن 200 جالية . والى الامام من اجل بناء الانسان والعائلة والتوازن بين الذات والمجتمع واضرام روح الشعور بالمسؤولية اتجاه الوطن الام العراق الذي شربنا من مياه دجلته وفراته والوطن الجديد استراليا ومجتمعه الذي قبلنا بكل معزة وتقدير بين احضانه بدون اي نوع من تفرقة او تمييز.
...........
1-    اطلق على حرب الخليج عاصفة الصحراء.

364
                  اللعنة عليك ايتها الذات المريضة
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
13 تموز 2010

اللعنة عليك ايتها الذات (1) الرخيصة، المتطفلة على ارزاق الايتام وارامل والشيوخ وكبار السن والمعوقيين بطرق خسيسة ،غير نظيفة، بإسم الوطنية والدين والهوية والقومية والعدالة والاصلاح وحقوق الانسان والثورة والتجدد والحداثة والتراث وارث الاجداد وحقوق الانسان. وفي الحقيقة ما انت الا حاوية خالية من القيم السامية التي يجب ان يتحلى بها كل من يعمل في مجال هذه المفاهيم .

اللعنة عليك ايتها الذات المملؤءة من شرور الانانية، ليس لك هدف سوى تصغير صورة الاخرين في نظر الناس وتقليل قيمتهم وتذويب مبادئهم لاجل موقعك انت فقط، تُلفقين اكاذيب عن اعمالهم الحسنة، لاجل تلميع صورتك امام الاخرين بالعفة والقداسة والتجرد والنزاهة بينما في داخلك لا توجد الا سموم قاتلة شعارك  واحد  هو انــا، انــــــــا ، انـــــــــــــــا،  ثم انــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.

اللعنة عليك ايتها الذات المريضة الناقصة التي تقدسين الدولار بل تركعين له اجلا لا واحتراما، تجبرين الاخرين على الركوع  له، فأنت لازلت من منابع الشرور والحقد والضغينة في هذا العالم وبالاخص في العراق الذي اصبح يسير في الظلام بسبب اقواك ونفوذك على نفوس الاخرين. فليكن نارحسدك عقاباً لك طوال الابدية.

اللعنة عليك ايتها النفس التي سعادتك لا تتحقق الا بسقطات الاخرين وان كانت بدون ضرورة و زيادة الاّمهم ومتاعب حياتهم من دون سبب و تمتلئين  بالغبطة عندما تحل المصائب بكل من يكون في محيطك، حينها تقولين لنفسك اطمأن يا ذات الان تنفسي تنفس الصعداء، لان كل شيء يسير على ما يرام.

اللعنة عليك ايتها الذات المزيفة، تعودت على ارتداء فساتين موسمية وتتلونين ملامحك بألمع اصباغ عصرية، كي يرونك الاخرون بأبهى مظاهر الاعتدال والنضج، فتقولين في داخلك، لعلهم يتوهمون ويقولون في داخلهم  بأنك من ذوات القلوب الطاهرة.

اللعنة عليكم ايها السياسيون غير الوطنيين الذين ملأتم العالم من شرور الرشوة والسرقة والبراغماتية والميكافيلية والشكوكية بحيث حولتم الحقيقة الصلدة التي كانت حجر الاساس لامالهم في هذا العالم الى جسم مجوف فارغ، لا قيمة له، فتركتم الناس تضيع بين معاريكم المتغيرة دوما حسب مصلحتكم. نيستم كم رقبة سقطت لحين وصولكم الى حكم، وننسيتم كمل ارملة ويتيم يشحذ طعامه اليومي  وانتم لازالت تتصارعون على المناصب والمواقع.

اللعنة عليكم ايها المتحدثون باسم الله والمثل والسماوات والقوة العاقلة وقوة الخير وانتم بعيدون من الخضوع لها، حولتم حياة مستمعيكم الى ينبوع من كابة مستمرة، مملؤءة من قلق والسأم والارق وشتى انواع الامراض النفسية بسبب تعالميكم السفسطائية التي لا تجلب الفائدة الا بإجور ودفوعات سخية لجيوبكم من دون حساب.

اخيرا اللعنة عليك ايتها النفس الخالية من ضمير ومحاسبة الذات، فإنك كنت تعلمين الاخرين الى استماع الى الرقيب الداخلي (الضمير) وانت عشت طول الدهر بدون مراقب، هل نسيت اين كنت واين اصحبت، فأي جحيم ينتظرك .

........
1-الذات تمثل الشخوص التي لها الصفات المذكورة والكلام هنا عمومي، لا يخص طرف معين او شخصية معينة.



365
                                    ازمة الكنيسة الكلدانية – اسباب وحلول  !!ّ
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن 3 مايس 2010

منذ فترة ليست بقصيرة والكنيسة الكلدانية تلاقي انتقادات من قبل الاكليروس والمؤمنيين معا  وفي مجالين الروحي والاداري. كنت شخصيا احد هؤلاء الذين كتب رسالة مفتوحة الى الاباء المطارنة قبل اجتماعهم  في مايس 2009 في عنكاوه في السينودس المقدس والمقال تحت عنوان " ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري للكنيسة الكلدانية" على الرابط التالي :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=printpage;topic=222233.0

كذلك كنت متتبع جدا لرسائل الاب الفاضل البير ابونا والمقالات العديدة للاخ الكاتب ليون برخو والعقراوي وغسان شيذايا وسمير شبلا ورسالة ابونا عمانوئيل الريس في امريكا وتصريحات سيادة المطران شليمون وردني النائب البطريكي ورسالة ابونا سعد سيروب الاخيرة وكذلك احتفظ بالبيانت المتضاربة التي خرجت من اطراف السينودس قبل سينودس الاخير وغيرها من المقالات والبيانات واللقاءات الفردية مع السادة ابائنا المطارنة.

ان غرض ذكر هذه المقدمة اثبات للمسؤوليين  وبالاخص رئيسها غبطة الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي المسؤول  الاول للكنيسة واصحاب السيادة المطارنة اعضاء سينودس المقدس بوجود ازمة فعلية داخل الكنيسة الكلدانية لا يمكن انكارها او اخفائها، وان مسيرة الكنيسة ليست على مار يرام بدليل نصف الانتقادات هي من الاكليروس نفسهم.

كمؤمنيين وباعترافكم (ابائنا الروحانيين من الاكليروس)،عشرات المرات في لقاءاتكم ووعظكم ، اعترفتم لنا شأن بما يحصل( الكهنوت المؤمن؟)، لذلك من الضروري الان  فتح ابواب الكنيسة  لغير الاكليروس للعمل وبناء الكنيسة و ابداء ارائهم  على ان تناقش هذه الاراء من باب المنطق والشعور بالمسؤولية والموضوعية والحرص على مستقبل الكنيسة من قبل ابنائها كما يحصل في الكنائس الكاثوليكية في سبيل المثال  المارونية.

كنيسة المسيح التي نعرفها ونؤمن بتعاليمها  ليست كنيسة الاحجار ولا الهياكل ولا المراتب الادارية وتفيصلاتها فتلك هي امكان لتجمع المؤمنيين ووسائل لتعبيرايمانهم ، ولكن الكنيسة الحقيقة هي الجماعة المؤمنة بتعاليم المسيح والعيش بموجب اسرار الكنيسة المقدسة بكل ايمان واخلاص ووعي  في الحياة اليومية  اينما كان المؤمن في العائلة اوالكنيسة او ايجزء من العالم.

اذن ما هو جوهري، هو هذا الايمان الذي يجب ان ينقل للاجيال القادمة من ينبوع صافي خالي من الشوائب وبدون ضبابية. هذه المهمة قام بها الرسل على مر العصور وشارك في نقلها الاباء الكهنة والقديسيين والشهداء بمختلف درجاتهم والمؤمنيين الغيوريين ، هذا ما لاحظته شخصيا بعد السبعينيات من القرن الماضي لحد الان بالاخص في بغداد.
لم ولن ننكر دور الكاهن الذي كان وسيبقى رئيس الكنيسة (الجماعة المؤمنة) التي تمثل جسد المسيح السري في هذا العالم، ولكن كنيسة المسيح تعيش اليوم في الالفية الثالثة لا في منتصف القرن الثامن عشر او ما قبلها. وان قوانين المجامع الشرقية التي تنظم الكنيسة الان اتت عبر عصرو ظروف مختلفة ، لذلك نرى من الضروري ان يتم اعادة النظر بتطبيق هذه القوانيين وتجديدها حسب متطلبات العصر،  نريد ان يكون لنا كنيسة تعي متطلبات ومشاكل العصر، وان لا  تتكل على هذه القوانيين التي شرعت بعضها قبل 1500 سنة.

نحن هنا لا نقول ان هذه القوانيين كانت باطلة او غير صحيحة ، وانما نقول لكل زمان  رجال ومقام، الحياة تغيرت والمعرفة الانسانية اصبحت واسعة جدا والوسائل التكنولوجية كثيرة، وان قوانيين المجامع الشرقية اتخذت في وقت لم تكن هناك هذه الوسائل وهذه المعرفة موجودة. لهذا من الخطأ جدا جدا ان يتم ادارة الكنيسة بموجبها اوالتبشير باسم المسيح بنفس الطريقة والنظرة القديمة.

 كانت صدمة كبيرة لي ولكثير من اصدقائي الذين قرأوا تصريحات المعاون البطريركي شليمون وردني الاخيرة عن وجود عجز في واردات الكنيسة في دفع مصاريفها، لذلك يحاولون تأجير مساحة من باحة اقدم كاتدرائية يملكها الكلدان في تاريخ في بغداد لغرض الحصول على هذه الواردات التي تغطي مصاريف الكنيسة.
يا حيف الى اي درجة وصلت كنيسة المشرق التي كانت قاربت سبعون مليون نسمة في القرن السابع الثامن الميلادي ووصل حدود ابرشياتها الى الصين والهند ومنغوليا.

هنا يجب ان اقول ان اي مؤمن حريص لا بد  يسأل وبدون احراج،  كيف كانت تعيش الكنيسة اثناء الفي سنة الماضية ؟ كيف كانت اثناء حرب ثمانية سنوات ضد ايران و 12 سنة من الحصار الظالم؟ ، هل من المعقول بمجرد ايقاف معونات الاستاذ سركيس اغاجان خلال خمس سنوات الاخيرة عجزت الكنيسة عن الاستمرار في مسيرتها؟ هل كانت الكنيسة تظن سيستمر عطاء سركيس اغاجان الى مالا نهاية؟  مع العلم عدد كبير من ابناء الكنيسة  لم يكن متفقين مع ابائنا الاكليروس في اخذ هذه المعونات وصرفها  بطرق عشوائية  غير الضرورية!

انا حقا متسغرب ألم يبقى للكنيسة اي موارد حتى تلجىء الى  تأجير ساحاتها او تحويلها الى دكاكين كما حصل لبناية كنيسة السنك التاريخية ؟ فاذا كان الامر كذلك انا اسف انا اقول ربما لم يكن هناك من  يفكر في مستقبل الكنيسة.  وفي نفس الوقت اين دعم اكثر من مليون كلداني في العالم لكنيستهم الام؟!! ام الكلدانية هي فقط قشرة خارجية فقط للتباهي.

نعم الكنيسة الكلدانية تمر في ازمة وهذه حقيقة يجب ان نعترف بها كلنا من دون استثناء، ولم يعد مبررا مقولة لا يحق للعلماني التدخل في شؤون الاكليروس، العلمانيون هو ابناء هذه الكنيسة وحريصون ومهتمون بها ودافعوا عنها لا سيما في الازمات. نعم لا يحق للعلمانيين التدخل في طريقة منح الاسرار والقضايا العقائدية الايمانية ولكن لهم حق ان يسألوا كيف تدار اموال الكنيسة و في كل ابرشية وفي البطريريكة ولماذا حصل هذا الخلل الى درجة تصل بيع الكنائس؟

من باب الحرص وكمؤمن عمل في الكنيسة الكلدانية لسنوات طويلة وما زال يعمل، اعيد بعض من اقتراحاتي السابقة هنا مرة اخرى لعلها تكون مفيدة  لمن يريد البناء كالتالي:-

1- تأسيس مؤسسة  رسمية مؤلفة من الاكليروس والعلمانيين، تكون مسؤولة عن اوقاف الكنيسة وتكون تابعة للبطريركية (اي بغداد) ، كذلك يتم تاسيس مثل هذه المؤسسة في كافة الابرشيات الكلدانية في الداخل والخارج . فمثلا مطرانية مالبورن  لديها مؤسسة خاصة  تدار من قبل نخبة من العلمانيين والاكليروس تحت اشراف المطران الاول في الابرشية.
 تكون مسؤولية هذه المؤسسة  ادارة شؤون اموال الكنيسة  مثل استثمار اموال الكنيسة لجلب واردات كما يحصل لدى كنائس اللاتين في الغرب، فتقوم بتوثيق و بصورة رسمية الصادرات والواردات في البنوك الرسمية وتحت اسم الكنيسة وليس باسم اي من مراتب من الاكليروس كي لا يحصل اي اشكال في حالة نقل او وفاة  لا سامح الله للاكليروس المعني الذي يدير تلك الكنيسة او ابرشية او البطريركية. وبذلك نتخلص من الاتهامات التي عادة تتكرر  واحيانا على لسان مسؤولين كبار للذين يخلفونهم!

2- دراسة قضية تخلي الكهنة من الاستمرار في خدمتهم كاكليروس وتشخيص الاسباب واجراء  العلاج اللازم، مثلا اجراء التغير اللازم في المنهاج التعلمي في كلية بابل و زيادة مدة التطبيق العملي قبل اقدام نيل سر الكهنوت. وكذلك نقترح ضرورة اقامة مؤتمرات سنوية خاصة بالاكليروس لمعالجة المشاكل التي تعيق الكاهن من ممارسة نشاطه الروحي والخدمي في كنيسته حيث سيتم نقل الخبرات بينهم.


3- الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية  اقامت منذ تأسيسها في القرن السادس عشر  بمؤتمر كنسي واحد في عام 1995 في بغداد، اي قبل 15 سنة ولحد الان لم نجد اي اثر لمقرراته . لا اعرف ماذا كان الهدف من التحضير الطويل لذلك المؤتمر الذي دام اربع سنوات ثم لماذا اهملت مقرراته؟  على الاقل ما الجديد جاء به هذا المؤتمر ولماذا اهملت مقرراته؟ لذلك اعتقد حان الوقت لاقامة مؤتمر ثاني للكنيسة الكلدانية فيه يتم دراسة المشاكل المهمة مثل الهجرة والادارة والتعليم والاكليروس والهوية القومية. على ان يتم مشاركة العلمانيية في التحضير والادارة وصياغة البيان النهائي وتكون  القرارات ملزمة لكل كنائس الكلدانية وابرشياتها في العالم.


4- الكنيسة الكلدانية لحد الان لم تتفح مجال لمشاركة غير الاكليروس في العمل في الكنيسة بصورة التي قررت في المجمع الفاتيكاني الثاني سنة 1962-1965م. لذلك من الضروري ان يتم مشاركتهم في القرارات الادارية وتنظيمها.

5- انشاء صندوق جمع تبرعات تحت اشراف المؤسسة المسؤولة عن اوقاف  الكنيسة (التي اقترحناها) تجمع  فيها تبرعات من ابناء الكنيسة من المهجر لدعم  مشاريع الكنيسة  في الداخل.


في الختام نود ان نؤكد وبشدة، ان ما نكتبه هنا لم ولن يكن الغرض منه الطعن في كنيستنا اورجالها الروحانيين وانما الشعور بالمسؤولية والروح الايمانية التي تعلمناها في هذه الكنيسة نفسها تقودنا الى المطالبة بما يخدم كنيسة المسيح قبل كل شيء. ونحن دوما كنا ابناء مطعين للكنيسة رغم كل شيء، لكن ضميرنا يطلب منا المطالبة لتصحيح الامور بصوت عال قبل ان تحل الكارثة! >

نتمنى لابائنا الروحانيين الصحة والقوة في تحمل مسؤولياتهم الروحية  و نطلب ونصلي  من المسيح الرب المحي وروح القدس ان ينيرهم في اتخاذ القرارات الهامة والصحيحة لمصلحة كنيسته وحدها فقط.! 

366
الحماية الدولية المؤقتة هو الحل الامثل لشعبنا
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
5 ايار 2010
اصبح وجود المسيحيين، سكان الاصليين لبلاد الرافدين احدى مشاكل الشرق الاوسط المهمة في اورقة الامم المتحدة ، بعدما صار جليا هناك جهات اقليمية وايادي داخلية تريد تهجير المسيحيين من العراق.

لم يعد مهما من هي تلك الجهات التي تقوم بهذه الاعمال الاجرامية البربرية؟ ولم يعد مهما من يدفعهم اليها ؟ ولا كيف يصلون الى اهدافهم؟ ولا ماهي مطاليبهم؟ لان اجوبة كل هذه الاسئلة غير مهمة كثيرا عند اهالي سهل نينوى حيث ان معرفة جواب هذه الاسئلة لن يساعد على  ايقافها، فحتى الاطفال المولودين حديثا يعلمون لهم اعداء في هذه المنطقة  بعد ان دخل الخوف من الارهاب الى DNA  ابائهم وامهاتهم ولا يوجد من يتحمل المسؤولية عراقيا او اقليميا او دوليا.  اصبح واضحا  ايضا ان الجهات التي  تقود العملية السياسية العراق لا يهمها بقاء او هجرة او اندثار او ذبح  اخر مسيحي في العراق، فمشاكلهم على الكرسي جعلتهم لا ينامون ولا يثقون حتى بظلهم.

امام هذا المشهد المؤلم الحرج ، لم يعد هناك حل امام شعبنا المسيحي في العراق الا اتخاذ بعض القرارات الجريئة السريعة وعدم الاتكال على الحكومة المحلية او المركزية، ولا على مواقف احزاب من ابناء شعبنا ايضا لانها لا تسطيع ان تفعل شيئا.  وان حلولها بعضها خلال سبع سنوات الماضية كانت الترويج لعملية التريث وحلول استسلام للواقع ان لم نقل حلول براغماتية غامضة لا احد يستطيع ان يعرف سببها.  الدليل على هذا الكلام، ادعت جهات سياسية من داخلنا قبل فترة، لديها الوثائق والبراهين والادلة عن المجرمين الذين يقومون بهذا الاعمال. فانتظرنا كثيرا كي نرى ان تقدم هذه الجهات هذه الوثائق الى جهة دولية فلم تعمل ذلك، فحينما كنا نتهم السيد المحافظ وكل اعضاء مجلس ادارته بالمشاركة بالجريمة عن طريق سكوتهم عن الحقيقة ، كنا نريد ان يتم تحقيق دولي في القضية وتقديم المجرمين الى المحكمة الدولية لا بغرض الانتقام (لان هذه المحكمة لا تعدم احدا) بل لغرض معرفة الجهة المسؤولة وردعها من الاستمرار للقيام بهذه الجرائم. في نفس الوقت قامت هذه الجهات ( من شعبنا) بتبرئة المحافظ وادارته ومسؤولي الامن (الذين كانوا يخططون لقطع اراضي من بغديدة وكرمليس وتوزيعها لموظفيهم !) وانها لا تؤيد طرح القضية على تحقيق الدولي وتقديم المجرمين الى المحكمة العدل الدولية، وبقت هذه الاطراف ساكتة عن الحقيقة التي تدعي انها لوحدها تعرفها؟!!. كان هذا نفس الموقف الذي اتخذه السيد اثيل النجيفي محافظ الموصل. لكن محاولات المجرمين لم تتوقف، عمليات الاجرام زادت. واخرها كانت محاولة تفجير باصات الطلبة التي كانت تنقلهم من قرقوش الى الجامعة في الموصل كادت تؤدي بحياة 150طالبا وطالبة او اكثر لو لا شجاعة احد الشهداء.

لذلك نقترح على الجهات الرئيسية المسؤولة عن شعبنا من الكنائس والاحزاب والمنظمات المدنية والمثقفين والكتاب وادارات المواقع والمحطات التلفزة والراديو (ان تفكر في حلول سريعة وبجراة وحكمة ) من هذه الاقتراحات هي :-
اولا- مطالبة بحماية دولية مؤقتة
امام هذا الموقف المخزي المتمثل بعجز الحكومة المركزية والمحلية عن توفير الحماية للمواطنين المسيحيين في الموصل ، لم يعد امام ابناء شعبنا الا اللجوء الى الامم المتحدة والولايات المتحدة والامم الاوربية ومنظمات حقوق الانسان لتوفير غطاء امني وقتي ومحلي لابناء شعبنا لحين يستقر العراق ويتوفر الامن ويحل النظام وتتم تطبيق العدالة بصورة نقية.

ثانيا- مطالبة الحكومة المركزية انشاء افواج عسكرية خاصة تابعة للجيش العراقي
هذه الخطوة مهمة جدا الان، لان الاعتداءات لم تعد منحصرة فقط في مدينة الموصل وانما امتدت الى المدن والقصبات والطرق التي يعيش فيها ابناء شعبنا والتي تهدد الناس في بيوتهم واعمالهم. تكون هذه الافواج  مجهزة بكل المستلزمات العكسرية الدفاعية على ان يكون قيادتها من ابناء شعبنا مع استشارة وزارة الدفاع والداخلية وقوات الامريكية>

ثالثا- تشكيل هيئة تنفيذية عامة من ابناء شعبنا :
 يتم اختيار او ترشيح او انتخاب اشخاص وطنيين ومخلصين ومستعدين للتضحية ومعروفين في حيادهم التام للكل، من كافة المؤسسات والاحزاب والكنائس لتدويل قضية شعبنا لدى الحكومة العراقية والاحزاب الكبيرة وحكومة الاقليم والعشائر العربية في الموصل لغرض دعم خطة الحماية الدولية لحين يحل السلام ويتوفر الامن ويطبق القانون وترجع الامور الى طبيعيتها.
 رابعا- انشاء صندوق دعم المشاريع في المنطقة:
مفاتحة الامم المتحدة والامم الاوربية والصليب الاحمر والجامعة العربية لدعم صندوق جمع تبرعات داعمة لمشاريع عمرانية وصناعية وزراعية وثقافية في هذه المدن على ان تكون هناك هيئة دولية مشرفة على ذلك الصندق وان لا يخضع لاي حزب او كنيسة او طائفة من شعبنا.
وفي الختام نقول لاهالي سهل نينوى ليكون الله في عونكم .

ملاحظة
اثناء لقائنا القصير مع السيد António Guterres رئيس المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين  (Office of the UN High Commissioner for Refugees (UNHCR في العام الماضي فوجئنا بمعرفته الكاملة عن وضعية شعبنا وكذلك شاركنا في حينها النظرة التشاؤومية القاتمة عن مستقبل شعبنا في هذه المنطقة والتي تحققت في هذه الايام.

 
لقاء مجموعة من ابناء شعبنا مع السيد António Guterres
رئيس المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين
(Office of the UN High Commissioner for Refugees (UNHCR))
 في شباط 2009 في استراليا


367
                                  انه كأس اخر من كؤوس المرارة العديدة!!!
برقية تعزية

                            
الى اهالي الشهداء والجرحى من ابناء شعبنا في بغديدة الكرام

نستنكر الاعمال البريرية الوحشية النابعة من الحقد والضغينة البعيدة من القيم الانسانية والسماوية التي اصاب ابنائكم من طلبة الجامعات.
انه يوم اخر من الايام السوداء الطويلة في تاريخ شعبنا، انها عتبة اخرى امام حاملي صليب المسيح،لا بد ان يجتازوها بدوموع ودماء ابنائهم ،انه كأس اخر من كؤس المرارة الكثيرة التي شربها ابائنا عبر التاريخ،  فلا بد منه في هذه الايام.

اخوتي المسيحيين يكفينا البكاء وذرف الدموع كالتماسيح على شهدائنا وامواتنا، يكفينا ارسال البرقيات والخطابات الفارغة، اعذروني ان قلت لكم محبتنا المسيحة غير حية، غير نابعة  من قلوبنا بصدق. نحن لا نجتمع معا الا في ايام السوداء والبكاء وحمل النعوش الى المقابر، ومن بعد ذلك كل واحد ينسى ما حصل ويذهب الى عمله وكأنه شيء لم يكن.

شعبنا بلا قيادة ، بلا حكماء ، شعبنا يحتاج الى ناس يعرفون كيف يصنعون المستحيل، يقودون قاربنا امام عواصف الهوجاء ورياح العاتية الى مستقبل زاهر، ينزعون حقنا من الاخرين بحكمة وفطنة ووحدة وتضحية بدون تهرب من المعركة
.
اين اصحاب الملايين بل المليارات من ابناء شعبنا في الغرب، ألم تهتز اشعار ابدانهم لهذه الجريمة النكراء. الا تستطيعون المشاركة ببناء مشاريع في قرانا؟!

لماذا لا نفتح مشروع تبرع بناء جامعة لهؤلاء الطلاب المساكين من ابناء شعبنا ، يشارك فيه من الشرق والغرب من الداخل والمهجر من كل المسيحيين بدون تفرقة او تسمية ، تحت اشراف لجنة مختصة من الكنائس والمجتمعات المدنية والاحزاب.

لماذا لا نبرهن للمسيح نحن ابنائه ومؤمنيين مخلصين لتعاليمه،
لماذا لا نبرهن لهؤلاء المجرميين نحن لن نفني كما تفنينا مذابح الاتراك في الحرب العالمية الاولى.

هل هذا هو عمل مستحيل نجمع عشرة ملايين كم مليون ونصف نسمة في العالم؟؟!
هل نحتاج الى مؤتمرات لايجاد حل للتسمية

اسألوا انفسكم ايها القادة واصحاب الكراسي والقبعات الحمراء، الى متى يكون عملنا دفن الشهداء والبكاء وشرب القهوة المرة في تذكارهم؟!!

لكن لا الوم الا اخوتي الذين يبررون بعض السياسيين من تحمل هذه الجرائم ويبيعون ضميرهم للاخرين لان اصلا ليس لهم مبادئ
كما يدعون.

في الختام
ليرحم الله شهدائنا
ويشفي جرحانا
يوحي  الاحياء بشفاعته
وينعم قادتنا بقليل من الحكمة والجراة والتواضع والمحبة المسيحية التي تكلم عنها مار بولص.

الكاتب يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
2/ ايار

368
                      

                       انه كأس اخر من كؤوس المرارة العديدة!!!

                                
الى اهالي الشهداء والجرحى من ابناء شعبنا في بغديدة الكرام

نستنكر الاعمال البريرية الوحشية النابعة من الحقد والضغينة البعيدة من القيم الانسانية والسماوية التي اصاب ابنائكم من طلبة الجامعات.
انه يوم اخر من الايام السوداء الطويلة في تاريخ شعبنا، انها عتبة اخرى امام حاملي صليب المسيح،لا بد ان يجتازوها بدوموع ودماء ابنائهم ،انه كأس اخر من كؤوس المرارة الكثيرة التي شربها ابائنا عبر التاريخ،  فلا بد منه في هذه الايام.

اخوتي المسيحيين يكفينا البكاء وذرف الدموع كالتماسيح على شهدائنا وامواتنا، يكفينا ارسال البرقيات والخطابات الفارغة، اعذروني ان قلت لكم محبتنا المسيحة غير حية، غير نابعة  من قلوبنا بصدق. نحن لا نجتمع معا الا في ايام السوداء والبكاء وحمل النعوش الى المقابر، ومن بعد ذلك كل واحد ينسى ما حصل ويذهب الى عمله وكأنه شيء لم يكن.

شعبنا بلا قيادة ، بلا حكماء ، شعبنا يحتاج الى ناس يعرفون كيف يصنعون المستحيل، يقودون قاربنا امام عواصف الهوجاء ورياح العاتية الى مستقبل زاهر، ينزعون حقنا من الاخرين بحكمة وفطنة ووحدة وتضحية بدون تهرب من المعركة.

اين اصحاب الملايين بل المليارات من ابناء شعبنا في الغرب، ألم تهتز اشعار ابدانهم لهذه الجريمة النكراء. الا يستطيعون المشاركة ببناء مشاريع في قرانا؟!

لماذا لا نفتح مشروع تبرع بناء جامعة لهؤلاء الطلاب المساكين من ابناء شعبنا ، يشارك فيه من الشرق والغرب من الداخل والمهجر من كل المسيحيين بدون تفرقة او تسمية ، تحت اشراف لجنة مختصة من الكنائس والمجتمعات المدنية والاحزاب.

لماذا لا نبرهن للمسيح نحن ابنائه ومؤمنيين مخلصين لتعاليمه،
لماذا لا نبرهن لهؤلاء المجرميين نحن لن نفني كما لم تفنينا مذابح الاتراك في الحرب العالمية الاولى.

هل هو عمل مستحيل ان جمع عشرة ملايين دولار من مليون ونصف نسمة في العالم؟؟!
هل نحتاج مرة اخرى الى مؤتمرات واجتماعات  لايجاد الحلول؟!!

اسألوا انفسكم ايها القادة واصحاب الكراسي والقبعات الحمراء، الى متى يكون عملنا دفن الشهداء والبكاء وشرب القهوة المرة في تذكارهم؟!!

لكن لا الوم الا اخوتي الذين يبررون بعض السياسيين من تحمل هذه الجرائم ويبيعون ضميرهم للاخرين، لان اصلا ليس لهم مبادئ كما يدعون.

في الختام
ليرحم الله شهدائنا
ويشفي جرحانا
يحي  الاحياء بشفاعته
وينعم قادتنا بقليل من الحكمة والجراة والتواضع والمحبة المسيحية التي تكلم عنها مار بولص.

الكاتب يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
2/ ايار 2010
 

369
السيد علي اللامي يريد حرق العراق من جديد؟
بقلم يوحنا بيداويد
29/ نيسان 2010
ملبورن
لا شك هناك الكثير من السياسيين العراقيين يريدون عودة العراق الى المربع الاول الذي بداه قبل  حوالي قرن ( سنة 1920 حينما تكونت الدولة العراقية الحديثة). ولاشك ان مفهوم الهوية العراقية لدى اغلب السياسيين الحاليين هو براغماتي، نفعي، انتهازي، طائفي، لا غير.  واذا استخدموه في تصريحاتهم وبياناتهم او من خلال شعاراتهم ليس اقل من الكذب والنفاق لكن في الحقيقة لهم هدف اخر ليس العراق الذي نعرفه الذي يجب ان يشمل الكل بدون التفرقة على الهوية الدينية او القومية الطائفية.

من السياسيين  (وهم كثيرون) الذين يبدو يريدون حرق العراق من جديد هو رئيس المؤسسة الغريبة التي شكلها السيد جلبي والسيد على اللامي ( المساءلة والعدالة) الذين كان للعراقيين امال كبيرة على دورها  النزيه في فرز الشخصيات الملطخة اياديها بالدماء والاجرام من الانسان العراقي العادي البريء.

لكن اذا نسال السيد علي اللامي (والذين يدفعونه) رئيس هذه المؤسسة التابعة قلبا وقالبا للايران ماذا يكون مصيره اذا جاءت حكومة وطنية بعد سنوات قليلة ورأت مخالفات و تزوير في عمله؟ هل سيقبل بمؤسسة اخرى للنزاهة والعدالة تقيم دوره وتتقدمه الى محكمة وربما وتزجه في السجن؟! انا اشك بقائهم يوما واحدا في العراق اذا لم تكن الحكومة مضمونة بايدي حلفائهم.

الغريب في هذه القضية خلال السنوات الاربعة الماضية لم تتحرك هذه المؤسسة التي راسها الجلبي وثم اهداها الى اللامي  لانهاء عملها،  الا انها  نشطت قبل الانتخابات بشهرين او ثلاثة.  فما معناه هناك قضية مبيتة ضد الاخرين الذين قد فعلا يستحقون تقديمهم الى المحاكم  لاننا هنا لا نبرأ اي مجرم يداه ملطخة او ملوثة ولكن لماذا عدالة اللامي جاءت متاخرة؟؟ ولماذا لم تشمل غير ها من القضايا؟  ثم ماذا عن المجرمين الذين ارتدوا ثوب الوطنية والديمقراطية  بعد 10 نيسان 2003 الذين قتلوا ونهبوا وسرقوا وشكلوا ميليشيات القتل على اساس الطائفية وعلى الاسم ( الشيعي او السني او المسيحي) وعلى المذهب وعلى العشيرة وعلى القومية و بعضهم اطراف سياسية مهمة في الحكومة.؟

لماذا لم نسمع صوت اللامي في اكبر فضيحة في تاريخ العراق الا وهي تهجير المسيحيين وقتل واختصاب والفدية واجبارهم على دخول الاسلام . لماذا سكتت الحكومة عن اظهار الحقيقة من هو وراء العملية امام الراي العام العراقي والدولي ؟

 ماذا يعني سكوت الحكومة المركزية والاقليم والمحلية في الموصل  بقيادة السيد النجيفي و السيد اللامي ومؤسسته غير العادلة  وغير النزيهة  واغلب الاحزاب الكبيرة والعشائر وزعماء القومية العربية والكردية الذين بلا شك يعرفون اطراف المجرمة التي سببت تهجير اكثر من نصف مليون مسيحي خلال سبع سنوات الماضية.؟
اين موقف السيد  اللامي  ومحكمة التمييز من هذه القضية المهمة في الوطن؟

هناك نتائج مهمة مستنتجة من هذه القضية والتي ذكرها الكثير من الكتاب الوطنيين المثقفين العراقيين البعيدين من الاحزاب والطائفية من قبلي ولا يهمهم الا الهوية العراقة ووحدة الوطن وهي :-

1- لحد الان لم تلد العدالة الحقيقية في العراق وحتى محكمة التميز العليا مسيسة ومتحيزة ومسيرة مع هيئة المسائلة وغيرها من دوائر الحكومية؟
2- بعض الاحزاب التي تحكم العراق ليست افضل من حزب الدكتاتور صدام حسين والمجرمين حوله، بدليل  لم يعترفوا بالانتخابات ومحاولاتهم الاخيرة الى الغاء وتغير النتائج عن طريق الفرز .
3- قضية تهجير المسيحيين وبقية الاقليات قضية متفق عليها  ربما من قبل الاحزاب الكبيرة ربما قبل وصولهم الى السلطة ولما كان هناك اي تغير ممن كان في الحكم سواء كان مالكي او علاوي او جعفري او غيرهم. واعتقد الان بدأت اوراق تعويضهم دور في المحافل الدولية.
4- ان مفهوم الوطنية الضعيف  الباقي لدى العراقيين الان، يعود الى فضل  صدام حسين وان كان ذلك طريقا لتقوية سلطته واجرامه من اجل بقائه في الحكم.
5- هناك سكوت عام مطبق على افواه واقلام وقادة احزاب وسياسيين من الديمقراطيين والوطنيين لا احد يعرف سببه.!

في الختام نقول ما جرى في هذه الايام من محاولات تغير النتائج للانتخابات الاخيرة ما هي الا محاولة اخرى لطمر الوطنية والديمقراطية ووحدة العراق بايدي عملاء اجنبية.


370
اعلان
ضمن المنهاج الفصلي لاخوية مريم العذراء حافظة الزروع في مدينة ملبورن
يلقي السيد يوحنا بيداويد محاضرة تحت عنوان:
"اضطهادات الدولة العثمانية على المسيحيين في الحرب العالمية الاولى"

اليوم :     السبت
الوقت:    الساعة السادسة ونصف مساءا
التاريخ:   15/5/2010
المكان:   قاعة كنيسة مريم العذراء حافضة الزروع في ملبورن

الحرب العالمية الاولى  1914 – 1918  هي من الكوارث الكبيرة حلت بالبشرية.  ذهب ضحيتها عشرة ملايين من الجنود و21 مليون نسمة وشاركت  فيها اكثر من 15 دولة. كانت نصيب القوميات المسيحية التي تعيش في حدود الدولة العثمانية  كبيرة جدا مقارنة بحجمها حيث وقعت مذابح عنصرية تطرفية باسم الدين ضدهم من قبل قواتها وسكان المدن والقرى المحيطة بهم من الاتراك والاكراد .

المحاضرة سوف تتطرق الى مذابح الدولة العثمانية ضد كل من :
1- الارمن في المنطقة الشرقية من تركيا عبر حدودها مع اراضية الدولة ارمينيا.
2- الكنيسة النسطورية – الاشوريين في منطقة هكاري ووان وتبليس وارومية وهجرتهم الى بعقوبة (رحلة الموت).
3- الكنيسة الكلدانية في دياربكر وماردين وجزيرة وسعرت و ونافرويي و فيشخابور.
4- الكنيسة الاثرذوكسية في طور عبدين .

وغيرها من المعلومات والتواريخ المفيدة التي قليل من ابناء شعبنا مطلع عليها.
لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمحاضر السيد يوحنا بيداويد ( موبايل : 0401033614)
الدعوة مفتوحة لجميع  الاخوة والاخوات الراغبين بالاطلاع على هذا السفر المؤلم  من تاريخنا الحضور والمشاركة.



371
كنيسة القيامة في التاريخ وقصة ظهور النور من القبر المقدس
يوحنا بيداويد
ملبورن –استراليا

ملاحظة:
ورد خبر ظهور النور من قبر السيد المسيح في يوم الاول من عيد القيامة في بعض القنوات التلفزيونية  وتناقلته بعض المواقع . كان هذا الموضوع قد نشر في مجلة (نوهرا دمدنحا التي تصدرها ابرشية مار توما الرسول في استراليا ونيوزلنده) قبل ذلك بايام ننشره لزيادة اطلاع الاخوة القراء.
 
موقع كنيسة القيامة:
تقع كنيسة القيامة داخل اسوار اورشليم القديمة، فوق الجلجلة ( الجلجلثة –كلمة سريانية قديمة تعني الرأس)  المكان الذي صلب عليه يسوع المسيح، وسميت بكنيسة القيامة ، لان المسيح قام من بين الاموات حسب شهادات التلاميذ والنسوة المذكورة في الكتاب المقدس وسمي قبره بالقبر المقدس.

 
محطات تاريخية مهمة عن القبر المقدس:
منذ بداية تاريخ الشعب اليهودي، كانت لهم عادة الاهتمام  بقبور الشخصيات التاريخية، فأنتقلت هذه العادة الى المسيحيين الاوائل مع غيرها من العادات والقيم، فجعل المسيحيين من موقع الجلجلة مزارا لهم منذ البداية بسبب قدسيته المتميزة.
 حينما تم بناء السور الثالث للمدينة في سنة  41-44، شمل موقع القبر المقدس (لاحظ الخارطة). في سنة 66 ميلادية كانت فلسيطن تعيش حالة من الفوران والاضطرابات لا مثيل لها لثلاثة اسباب مهمة (1) هي اولا: ظهور عصابة من المجرمين اليهود نتيجة الفساد وانحلال الخلقي تهدد الامن المنطقة اسمهم حاملي الخناجر (Sicarians) . ثانيا : ظهور انبياء كذبة كما تنبي السيد المسيح (2). ثالثا: الكراهية الكبيرة التي كانت لدى اليهود ضد مستعمريهم الرومان وسيطرة حزب الغيوريين المتعصب على السلطة الذي كانوا سبب لدفع اليهود الثمن الكبير في هذا الحدث  بسبب رفضهم لاية حلول سلمية مع الرومان.(3)

وصف سقوط  اورشليم حسب شهادة يوسيفوس:-
 كانت الحملة ضد اليهود بدأت منذ سنة 67 م في عهد الامبراطور نيرون الذي جهز جيشاً بقيادة المشهور والذائع الصيت فسبسيان قوامه ستون الف مقاتل. الا ان انتحار نيرون جعل من فسبسيان ان يرجع لاستتباب الامن في روما. توالت الانقلابات في روما في هذه السنوات القصيرة الى ان توج القائد فسبسيان نفسه امبراطوراً على الدولة الرومانية عام 69. فجهز جيشا حالاً قوامه ثمانين الف مقاتل تحت قيادة تيطس. بدأ حصار الجيش الروماني في بداية شهر نيسان عام 70م وفي ايام عيد الفصح حينما كانت اروشليم مزدحمة بالحجاج الغرباء كالعادة. بعد ان عسكر الجيش على جبل زيتون واماكن المحيطة به، جرت محاولات السلم التي قام بها  المؤرخ يوسيفوس اليهودي الذي كان وسيط بين القائد تطيس واليهود إلا أنها فشِلت بسبب تعنت حزب الغيوريين. حدثت مجاعة كبيرة داخل اورشليم، وكتبت قصص و احداث غريبة عن هذه الفترة.  في العاشر من اوغسطس سنة 70 وبعد حصار دام اكثر من ثلاثة اشهور، باغت الرومان اليهود بعد ان فتحوا ثغرة في حصن انطونيا  من جهة وادي قدرون الذي كان يفصل موقع الجيش الروماني (جبل زيتون) والمدينة، واشتعلت النيران في كل مكان دامت المعركة اسبوعا كاملا، في 17 تموز سقط اخر موقع لليهود الذي كان بناية الهيكل بعد ان دافع اليهود عنه بالايدي، إلا ان اشعال النار فيه احرق الهيكل مع المدافعين عنه . حصل خراب اورشليم كما تنبىء يسوع المسيح  وتم سبي الاواني المقدسة ومحتويات الهيكل (4).
 


 الا ان اليهود لم يتوبوا فقاموا بثورة اخرى في عام 135 م (ثورة المكابين الثالثة)،  فطرد الرومان اليهود والمسيحيين من القدس تماما في هذه المرة . حدث ذلك في عهد الامبراطور ادريانوس الذي عزم ايضاً على محو كل اماكن العبادة لليهود كي يقضي على الشعور القومي الممزوج بالشعور الديني،  ظن بذلك يقضي على الثورات القومية، الا ان الارتباط الديني والتقليد الشعبي كان قويا لدى اليهود فلم يفلح ذلك. نتيجة هذا القرار اقام ادريانوس فوق قبر المسيح معبد لالهة عشتار (اسطورة الالهة عشتار)(5). لم يبقى في القدس من المسيحيين سوى جماعة وثنية الاصل كان لها مطران يعرف مرقص التي مارست تكريم القبر وإن كان فوقه معبد الوثني لالهة عشتار.

 
القبر المقدس في زمن الدولة الرومانية بعد دخولها المسيحية:-

عام 314 اعلن اعلن الامبراطور قسطنطين الديانة المسيحية ديانة الامبراطورية بعد ان ظهر الصليب المقدس لوالدته (القديسة هيلاني) في الحلم بعد صلاتها وطلباتها بعودة ابنها سالما من معركة مهمة في حينها(قصة عيد الصليب).
عام 325  اثناء عقد مجمع نقية  دعى مطران اورشليم مكاريوس الى تدمير المعبد الوثني (فينوس) كي يتم فتح مجال للبحث عن قبر المسيح وصليبه.
عام 325-326 امر الامبراطور قسطنطين الاول هدم معبد عشتار وتنظيف الموقع واعطى تعليماته لبناء كنيسة للبطريرك مكاريوس في الموقع . ووافق ايضا على طلب والدته (القديسة هيلاني) على القيام بحملة للبحث عن الصليب المقدس الذي صلب عليه السيد المسيح في الموقع، و تذكر بعض المصادر مجيئها الى اورشليم واشرافها على عملية التنقيب عن الصليب الذي وجدوه هناك.  يذكر الحاج بورديوكس عام 333م  عاين بنفسه بناء الكنيسة الجملية بأمر من الامبراطور قسطنطين الاول.
عام 614 قام الفرس (خسرو الثاني) بغزو اورشليم، وبهدم الاماكن المقدسة وبتحطيم الحجر الذي وضع على فوهة القبر، ونزعوا الصليب من موقع الجلجلة وسرقوه.
عام 630 اعاد الامبرطور هرقل في 14 ايلول (عيد الصليب) الى مكانى واعاد بناء البازيليك التي هدمها الفرس .
 
كنيسة القيامة في زمن الاسلام:-
عام 638 دخل العرب القدس ولم يمسوا بالمسيحيين ومقدساتهم وسمح لهم بمممارسة طقوسهم بعد اقامت معاهدة بين البطريرك القدس البطريرك صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب.
عام 966 تم حرق الابواب والسقف اثناء عمليات شغب هناك.
في 18 من تشرين الاول عام 1009 امر الخليفة الفاطمي الحكيم بـأمر الله بهدم الكنيسة تماما
 ( بعد ان ازداد الحجاج الى الكنيسة خاصة بعد حدوث معجزة ظهور النار المقدس داخل الكنيسة) . كتب المؤرخ المسيحي يحيى بن سعيد يذكر كل شيء قد اقلع وهدم ولم تبقى الا الاجزاء التي لم يستطيعوا خلعها او تدميرها.
 مع الاسف هذه الاعمال العدوانية ادت الى اشعال حرب على اليهود في بعض دول الاوربية (فرنسا) في حينها لانهم اتهموا بتحريض المسلمين على هدم كنيسة القيامة وقاد هذا الحادث فيما بعد الى قيام الحملة الصليبية الى فلسطين.
عام 1028 عقد اتفاق بين الامبراطور البيزنطي (قسطنطين الخامس) والخليفة الفاطمي (علي الزهير ابن خليفة الذي دمرها) على ان يتم ترميم كنيسة القيامة مرة اخرى من قبل الامبرطور نفسه(6).
تبادل الفاطميين في مصر والسلاجفة الاترال الذين حكموا بغداد  في سيطرتهم على اورشليم الى ان وصلت الحملة  للصليبية الاولى عام 1099م.
اجريت الكثير الترميمات واضافات على الطريقة الرومانية وشيدت كنيسة صغيرة اخرى قرب القبر ووضعت كلها تحت سقف واحد وا مجمع واحد  لاول مرة عام 1149م.
عام 1187م خسر الصليبين الحرب مع صلاح الدين، واستولى الاخير على القدس، لكن سمح للحجاج الاوربيين الى زيارة القبر المقدس واقامة قداديسهم، لم تمضي سنوات طويلة حتى استعادتها الحملة الصليبية الثالث من صلاح الدين، لكن في زمن الامبراطور فريدرك الثاني خسروها مرة اخرى للخوارزميين سنة 1244 م.
 
كنيسة القيامة في القرون الاخيرة:-
منذ عام 1219 خدم الرهبان الفرنسيسكان (فرنسيس الاسيزي) الكنيسة. في 1342 ووافق البابا اكلمنص السادس على وجود الفرنسين في الكنيسة على ان يقيموا بحراسة الاراضي المقدسة باسم الكنيسة الكاثوليكية .
  
صورة قديمة للكنيسة القيامة                  
 
عام 1555 اعاد الفرنسيسكان ترميم البنايات بعد اهمالها على الرغم من زيادة عدد الحجاج لها.
عام 1808 حدث حريق اخر في البناية ادى تلف بعض اجزائها، اعيد ترميمها  سنة 1810 من قبل البطريرك كنيسة الاثرذوكسية " لهذه الكنيسة المساحة الواسعة الان"، باشراف المصمم (كومينس ميتلين) حسب تصاميم العثمانية ان القبة الحالية للكنيسة تعود الى عام 1870 .

عام 1994 اتفقت الطوائف الثلاثة ( الاثرذوكسية والارمن واللاتين) على اشراف البعثة البابوية في فلسطين على التصليحات والترميمات فوق قبرالمقدس، قام بها المهندس الامريكي ارانورمارت باعداد التصميم، انتهى العمل عام1997.
 
 
 
الرسم يمثل الشمس التي تسطع في منتصف القبة ونبع لاثني عشر اشعاعا، التي ترمز الى فجر جديد للبشرية .

 منذ وصول الصليبين الى القبر المقدس تم بناء مجمع كبير ضم في داخله جميع المباني القديمة المجمع يحتوي الان على القبر المقدس، كنيسة الافرنج الجلجلة (كنيسة الصلب) للاباء الفرنسيسكان، حجر الطيب، حجر المريمات الثلاثة، خورس الروم الاثرذوكس، كنيسة الاقباط، كنيسة السريان الاثرذوكس،كنيسة القربان الاقدس كنيسة القديس هيلاني، دير مار ابراهيم، كنيسة الاهانات، مغارة الصلبان( حيث وجدت الصلبان) ومواقع اثرية اخرى.
 
 
اعجوبة ظهور النور المقدس:-
يظهر النور المقدس من القبر المقدس سنويا في نفس الوقت والمكان (ايام عيد القيامة) ،حيث تكون المكان مزدحم بالحجاج القادمون من اركان الاربعة للعالم لمشاهدة هذه الاعجوبة، وان ظهوره يكون باشكال مختلفة  لكن عادة يملء الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح، اما اهم صفات هذا النور، يظهرفي البداية على شكل لون ازرق ثم ينقلب الى الوان اخرى و لا يحرق، يطير النور بنفسه ليشعل القناديل كذلك يشعل شموع بعض الحاضرين بنفسه.


حسب التراث اول ظهور للنور المقدس يرجع الى القرن الرابع
 ( اثناء البحث والتنقيب باشراف القديسة هيلاني) وبعض الكتاب يذكرون في القرن الاول، حيث يروي القديس يوحنا الدمشقي وغريغوريوس على ان القديس بطرس شاهد ظهور النور المقدس سنة 34 م. كتب رئيس دير روسي يدعى دانيال في مذكراته سنة 1106 كيف شاهد بنفسه ظهور النور المقدس ووصفه وصفاً دقيقاً حيث يقول : " يدخل البطريرك الاثرذوكسي الى الكنيسة حاملا شمعتين، فيركع امام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح المقدس، ثم يبدا بالصلاة بكل تقوى وحرارة ، ثم ينبثق النور المقدس من الحجر على شكل طيف ذو لون ازرق ويُضيء الشمعتان ومن ثم يضيء القناديل وشموع المؤمنين ويرافق الاعجوبة صلوات ليتروجية تعود الى القرن الرابع".
عام 1579 يقال حدث نزاع بين الكنيسة الاثرذوكسية والارمنية من اجل الدخول، وحينما دخل البطريرك الارمني انشق العمود الذي يزهر في الصورة وظهر النور المقدس.
في زمن السلطان مراد الخامس وعهد البطريرك صفرونيوس الخامس حدثت اعجوبة، يقال ان رجلا عسكريا مسلما راى الحادث كان واقفا قرب بناية بقرب ابواب كنيسة القيامة رمى  نفسه من ارتفاع عشرة امتار، لم يحدث اي شيء له بل طبعت ارجله على الحجر الذي وقع عليه كالشمع ، حينما سمع الاتراك بالاعجوبة احرقوا الرجل امام بوابة الكنيسة كي يمحوا اثار الاعجوبة .
  
 
 
كنيسة القيامة والمؤرخين :-
1- يذكر مؤرخ انكليزي يدعى ( جوتير فينوسيف) في عام 1187، حضر صلاح الدين الايوبي الاحتفال الديني ( انبثاق الروح القدس) حينها نزل النور من الاعلى على غفلة، فقالوا مساعديه انه نزل بطريقة مفتعلة، فاطفاؤوا القناديل الا ان النور المقدس اعادها مرتين حينها يقال  قال صلاح الدين الايوبي  سيخسر القدس ويموت قريباً. فحدث ذلك بعد فترة وجيزة.

2- تذكر المصادر التاريخية حينما دخل عمر بن الخطاب اورشليم، استقبله المسيحيون وعلى راسهم البطريرك صفرونيوس "Sophronius"  الذي سلمه مفتاح القدس، حينها عهد الخليفة الاسلامي على حماية حقوقهم ومعابدهم وحريتهم حسب خطبته التي قال فيها "يا أهل ايليا لكم مالنا وعليكم ما علينا." ثم دعاه البطريرك لزيارة كنيسة القيامة، فلبى دعوته، ولما اردك عمر انه وقت صلاة ، التفت الى البطريرك اين ان اصلي؟ فاجابه البطريرك : في مكانك. ففطن عمر الى امر قد يسبب مشكلة بين المسيحين والمسلمين فقال : ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا. وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى، وجاء المسلمون من بعده وبنوا على ذلك المكان مسجدا المسمى بمسجد عمر. وأعطى عمر المسيحيين في القدس عهداً مكتوباً (العهدة العمرية) وكان ذلك في العام 15 الهجري.

3- باب الكنيسة الحالي قديم يرجع تاريخه الى اكثر من 200 سنة (صنع عام 1808 بعد الحريق الذي حصل للبناية القديمة)  ارتفاعه خمسة امتار وعرضه ثلاثة امتار . اما مفتاح الكنيسة هو في عهدة عائلة مسلمة فلسطينية ( عائلة  وجيه يعقوب نسيبه) منذ ثلاثين عاما(7).

4- بين عام 1973- 1978 اجريت كثير من التنقيبات عن طريق الاجهزة التكنولولجية الحديثة  في الموقع لاجراء دراسات وفحوصات عن الموقع التي اثبت عن صحة تقارير السابقة التي تعود لاول معبد وثني (عشتار) شيد هناك في القرن الثاني.
..........
1-    حسب شهادات المؤرخ اليهودي يوسيفوس الذي واكب الحملة مع القائد الروماني تيطس عام 70م.
2-    كان هناك ماسيا كاذب (مسيح كاذب) يسير وراءه حوالي 30 الف شخص.
3-    يقال خسر اليهود مليون ومئة الف شخص في هذه المعركة، معظمهم ماتوا بسبب الحصار الذي فرضه القائد الرومان تيطس.
4-    يقال احتفظ تيطس بعض من هذه المحتويات لنفسه.
5-    لها اسماء كثيرة، مثلا عشتار في حضارة وادي الرافدين ، فينوس او افريديت في حضارة الرومانية والاغريقية ، قامت عشتار من بين الاموات حسب الاسطورة بعد ان نزلت الى الجحيم لتحرير حبيبها تموز.  يظهركان الامبرطور يريد خلط بين قصة قيامةالمسيح والاساطير القديمة كي ينساها المسيحيون.
6-    يقال كلفة خزينة الامبراطور مبالغ طائلة.
7-     يقول وجيه يعقوب نسيبه ان عائلته استلمت المفتاح من صلاح الدين الايوبي لاسباب لا نعرفها.
 
المصادر:-
1-    جريدة "النهار" اللبنانيّة، الاحد 15 نيسان 2007 - السنة 74 - العدد 22974، صفحة "حول العلم والعالم".
2-    http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory
3-    http://www.holyfire.org/arab/Arabic.htm
4-    موقع الدليل الكتابي والسياحي للارض المقدسة.
5-    موسوعة ويكيبيديا http://en.wikipedia.org/wiki/Church_of_the_Holy_Sepulchre
 
 

372
دراسة موضوعية  لماذا خسر الكلدان في الانتخابات؟


بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
27 اذار 2010
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2410عنوان الموقع:  

اعلنت المفوضية المستقلة  المشرفة على الانتخابات النتائج النهائية للانتخاب البرلمان العراقي الجديد 2010 – 2114  بفوز القائمة العراقية ب 91 مقعدأ ومن بعدها قائمة ائتلاف دولة قانون ب 89 مقعدا والائتلاف الوطني الشيعي ب 70 وائتلاف الكردي ب 43 مقعدا.
اما بالنسبة للمقاعد الكوتا المخصصة للمسيحيين فازت بها كل من قائمة الرافدين بثلاثة مقاعد وقائمة المجلس الشعبي بمقعدين. خسر الكلدان مرة اخرى الفوز بأي مقعد انتخابي من مقاعد كوتا الخمسة، على الرغم من ان معظم الكلدانيين يعتبرون فوز القائمة العراقية  العلمانية فوزا لهم لانهم  الكثيرون صوتوا لها وكانوا على مر تاريخ الرافدين كانوا اكثر عراقية ووطنية من اي مكون اخر الى ان مرارة الهزيمة  تظهر على ملامحهم.

 لكن سؤال طرحه ويطرحه الكثيرون من ابناء شعبنا لماذا الفشل مرة اخرى؟ لماذا انقسم الكلدان على الرغم من اتفاق كافة احزابهم  ومؤسساتهم على انهم مهمشين من قبل الحكومة المركزية وحكومة الاقليم وانهم غير متفقين مع الاحزاب الاخرى بين ابناء شعبنا مثل المجلس الشعبي والزوعا والوطني في كثير من المواضيع بالاخص التسمية وطريقة توزيع المناصب والاموال. للاجابة  على هذا السؤال نضع هذه الدراسة المقتصرة على امل يتم تناولها من قبل الاخوة الكتاب الاخرين بكل جرأة وموضوعية وواقعية بعيدا عن التطرف والتعصب هذه بعض اسباب الفشل :-
اولا- من اهم الاسباب كان الصراع القائم بين قادة الاحزاب الكلدانية على الموقع  والذي ان دل على شيء دل على الروح اللاشعور بالمسؤولية التي رأيناها في تركيزهم على المنافع الذاتية بتفضيل كل واحد اسمه في مقدمة القائمة دون اعطاء اي اهتمام لمشاعر الناس في القاعدة وامالهم ولما يحتاجه الكلدان انفسهم ان يحصلوا عليه في هذه الانتخابات.

ثانيا- تدخل بعض الاطراف من الكنيسة في امريكا  في موضوع من يصدر القائمة او القوائم، والسكوت المحير الذي طبق على افواه زملائنا الكتاب والكتاب دون التطرق اليه او التهرب الغريب من الموضوع الا بعد اعلان النتائج . هذا كان ايضا احد اهم اسباب. لا اعرف ماذا كانوا يتوقعون ؟ ولماذا لم يستوعبوا اي شيء من الدروس السابقة. كما قلنا مرارا ان الكنيسة هي ام للجميع لم اعرف لماذا اختارت طريق التمييز بين ابنائها على هذه الطريقة!!.

ثالثا- عدم وجود تنظيم سياسي كلداني قوي له قائد سياسي له كارزما في حديثة وخطبه وتحاليله، له بعد نظر في القضايا السياسية العراقية والمنطقة وكيفية الاستفادة من التناقضات المرحلية  والظروف المتغيرة والمساومة باصوات الكلدان لصالحهم، لم نجد حضورلهم في تمثيل الكلدان في المؤتمرات الدولية والاقليمية او داخل العراقية ولم نراهم يرفعوا  صوتهم عند الازمات الكبيرة الا قليلا ولم يقوموا باي مبادرات خلال اربع سنين الماضية،  لم نرى مظاهرة او مسيرة او مؤتمر كبير وشامل نظموه للكلدان  للتحدث عن وضعية المسيحيين في العراق ويدرس موقف الكلدان من القضية القومية والعلاقة مع الاحزاب الاخرى من شعبنا، لا في العراق ولا في المهجر ولا في دول الجوار. باختصار لم يكن هناك صوت كلداني سياسي للكلدان واضح. كذلك عدم دخولهم في ائتلافات وطنية جعلهم على هامش.

رابعا- المفهوم القومي عند الكلدان لا زال ضبابيا وغير واضح، فهم منقسمون الى ثلاثة فئات مختلفة حسب مايلي:-
الفئة الاولى، لا يميزون بين علاقتهم الايمانية بالكنيسة وعبادة الله  كمسيحيين ووجودهم الانساني كبشر وفي مجتمع له ظروفه الزمنية والمكانية ،  الامر الذي يجعلهم يحتاجون الى التعبير او الدفاع عن انفسهم في القضايا السياسية والحكومات التي تشرع القوانين الارضية وتنظم طريقة سير الحياة الاجتماعية الزمنية.  فيشبهون مثل المسيحيين الاوائل في زمن مار بطرس الذين باعوا كل ممتلكاتهم وجلسوا ينتظرون مجيء الثاني للمسيح قريبا !!!. وكأن العالم كله يؤمن اليوم بالقيم المسيحية وان ملكوت الله متحقق حولهم. مجرد ايمانهم بالمسيحية كل حقوقهم مضمونة و تُعطى لهم.!!!.  اما في المهجراصبح عدد الاكبر غير مبالي بماضيه وجذوره ووقعوا في مستنقع الفكر المادي واصحبت المادة القبلة التي يوجهون اوجهم اليها ، متناسين علاقتهم العضوية باخوتهم في ارض الوطن وما حصل ويحصل لهم!.

 الفئة الثانية، هي التي ترى لايوجد فرق بين الطوائف والتسميات المسيحية من الكلدان والاشوريين والسريان انهم شعب واحد قومية واحدة ودين واحد وتاريخ واحد وارض واحدة،  لذلك هم مندمجون في تلك الاحزاب الاخرى من شعبنا مثل زوعا والمجلس الشعبي والوطني و بين النهرين يعملون بكل جهدهم فيها، ويظنون انهم يمثلون الصوت الكلداني القومي الحقيقي،  دون مبالين للمتعصبين الاشوريين في هذه الاحزاب ربما يخدعونهم ويتركونهم يشعرون بان كلدانيتهم ليست سوى صفة كنسية وان الاشورية وحدها الاسم المقدس الذي ظهر في حضارة الرافدين. اكثرهم يسكتون على هؤلاء المتعصبين بل لا يتجرؤون الرد عليهم خوفا من طردهم او فصلهم من هذه الاحزاب.

الفئة الثالثة والاخيرة،  هم من يؤمنون بان الكلدان قومية عراقية لوحدها وان جذورهم ترجع الى الدولة الكلدانية الاخيرة التي بدورها ترجع الى البابليين في مراحلها الثلاثة والاكديين والعاموريين وهم احفاد السومريين. لا علاقة لهم بالاشورية او السريانية ابدا وان كانت الوقائع عكس ذلك.  هؤلاء كانوا قلة قليلة الى حد قبل عشرين سنة لكن بعد حرب الخليح وظهور بوادر حصول تغير في العراق نشطوا كثيرا وان عددهم في الزيادة على الرغم من قلة خبرتهم السياسية ووجود انقسامات الكثيرة وصراعات بينهم لاسيما حول المناصب والكراسي والمال وعدم وجود رؤية واضحة لطريقة عملهم السياسية سوى الادعاء بالكلدانية عن طريق المقالات فهم كالاشوريين المتعصبين يلغون فترة زمنية مدتها 1800 سنة من الاندماح معا في الكنيسة الشرقية فقط،  يريدون ان يتذكروا الدولة البابلية ويطفرون فوق هذه الفترة الطويلة الى نهاية القرن التاسع عشر و العشرين بصورة غريبة !!!!. فهم بعيدون عن الساحة السياسية والواقع وان نتائج الانتخابات الاخير كشفت لهم هذه الحقيقة. ولكن على الرغم من الخسارة كبيرة التي لحقتهم لا زال البعض منهم مستمر في ادعاءاته غير الواقعية وغير المدروسة؟؟ ويدعي انه نبوخذ نصر القادم للكلدان.

خامسا – عدم تراص الصفوف بينهم وقلة الدعم المادي والكنسي والذي قدم بين حين اخر لكن في نهاية، كانت له بشروط غير معقولة وغير موضوعية وغير قومية، جعل من المتحمسين الى القضية الكلدانية،  التخلي عن القضية لا سيما في الانتخابات الاخيرة اتخاذ الموقف المتفرج، كذلك صوت الكثير من الكلدان الى القائمة العراقية (مثل بطنايا و تلسقوف وفي المهجر) التي يعتبرونها علمانية على امل تحقق لهم السلام والامن في الوطن او القوائم الاخرى مثل المجلس الشعبي او الزوعا.

سادسا – كانت الاحزاب الاشورية  تراقب الموقف الكلداني بدقة ، وكانوا على دراية كافية بالمازق الكلداني وطريقة عملهم الفجة، فخططوا جيدا لكسب اصواتهم، اصابتهم دهشة كبيرة حينما  توقفت الماكنة الاعلامية للكلدان موقف المتفرج او شلت حركتها بعد دخول الاحزاب الكلدانية بقائمتين وتهرب الكثير منهم من مسؤولية اتخاذ القرار المناسب الامر الذي كان غريبا لي شخصيا والذي احملهم المسؤولية مع قادة الاحزاب وبعض من رجال الكنيسة هذه الهزيمة!!.  فقائمة الرافدين لم تحقق اصواتا اكثر من الانتخابات السابقة التي حصلت على كرسي من فضلة الاصوات العراقيين بصعوبة  بينما فازت بثلاثة مقاعد الان وبعدد اقل من اصواتها السابقة، لان انقسام الكلدان جعل مهمتهم اسهل بكثير خاصة في المهجر.

في الختام نتمنى ان يتم رص الصفوف مرة اخرى بين الاحزاب الكلدانية وتنظيم عقد مؤتمر كلداني شامل يحضروه مندوبون من كافة انحاء العالم وان يتم تشكيل لجان فرعية في كل دول لتحضير ودراسة الموضوع بصيغة موضوعية. وعدم فرض اي جهة نفسها باعتباره الجهة المخولة لاتخاذ القرارات والتحضير والتنظيم.

كما نهنئ الاخوة الفائزين من ابناء شعبنا من قائمة الرافدين والمجلس الشعبي  ونتمنى  له كل الموفقية ونطلب منهم ان يدافعوا عن هموم وحقوق ابناء شعبنا بعيدا عن المصلحة الذاتية الضيقة المتعلقة باحزابهم فقط وان يكون هناك تفاهم كبير بينهم في القضايا المصيرية وان يكون لهم موقفا سباقا في القضايا المهمة بحيث ترعى الجميع ويكون هذا الموقف معلن لشعبنا دائما وبكل وضوح بعيدا عن دهاليز السياسة وان لا يكون مضمرا كما حصل في الدورة الماضية.

373
بمناسبة اعتراف برلمان السويدي بمذابح سيفو
ماذا حصل في فيشخابور وسهل نافرويي سنة 1915
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
12 اذار 2010


مقدمة تاريخية عن وضع الدول العثمانية قبل اندلاع الحرب العالمية الاولى:-
الحديث عن الحرب الكونية الاولى وزمن اضطهاد الكبير الذي شنته الدولة العثمانية ضد المسيحيين(الارمن والاشوريين والكلدان والسريان) وغيرهم مثل اليزيديين الواقعيين تحت رحمتها يرجعنا الى الحديث عن ظروف الدولة العثمانية في مراحلها الاخيرة. منذ استلام جمعية الاتحاد والترقي قيادة الدولة العثمانية 1908- 1918م حاولوا الاتكال على الشعور القومي بين القوميات الموجودة في اواسط تركيا على انهم عرق تركي واحد ،متأثرين بهيجان الشعور القومي القادم من اوربا ودول البلقان.


مذابح الحرب العالمية الاولى ضد ابناء شعبنا


 لايهمنا هنا كثيرا كيف بدات الحرب العالمية الاولى؟ وكيف دخلت تركيا الحرب كحليفة لالمانيا، لكن يهمنا ان نعرف ان الشعور القومي لشعوب الطورانية في اواسط تركيا الذي قادته هذه الجمعية اصطدم بآمال الشعوب التي كانت تحت سيطرتها، فقد حاولت القوميات الصغيرة والكبيرة التخلص من نظام الاستبدادي لدولة الرجل المريض، لذلك اصطفت الى جانب الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وروسيا)  ضد دول المحور ( المانيا وتركيا وايطاليا والنمسا).

ولما منيت دول المحور بخسارة كبيرة بالاخص تركيا، هاجت جيوشها الشعوب والقوميات الاقلية الواقعة ضمن نفوذها، ورجعت الحكومة العثمانية الى سياستها القديمة في بث الشعور الديني المتطرف والمذهبية بين المسلمين  والمسيحيين كي ينالوا من المسيحيين باي ثمن انتقاما من الفرنسيين والانكليز والروسيين، . لقد نجحت فعلا في بثه بين القبائل الكردية عموما وبالاخص في منطقة (كويان)  وجزيرة عمر وهكاري بالاضافة الى ذلك قامت حكومة التركية بنشر وتقارير مزيفة  عن مذابح مختلقة  قام بها الارمن والمسيحيين ضد الاتراك اثناء الحرب، وزادت حجتهم بعد اعلان الارمن الذين يعيشون في قلب الدول العثمانية العصيان بعد تكررت الاعتداءات على اقليتهم.

 انتقمت تركيا منهم اشد انتقام لكن هذا الانتقام الاعمى قاد الى شمول كل المسيحيين، جميع الطوائف والقوميات دون تميّز على انهم مسيحيين كفار . نأسف لمرورنا السريع هنا مرة اخرى على ذكر الاف وربما ملايين الجثث التي سقطت في المذابح الكثيرة  التي قامت بها تركيا ضد الارمن والاشوريين والكلدان والسريان واليزيديين الان دون اعطائها حقها.

الجدير بالذكر تركيا الشرقية التي كانت ذات اغلبية مسيحيية تمتد من اورمية  الحالية في ايران و في تركيا من محافظة وان وهكاري وشرناخ وجزيرة ابن عمر وماردين و دياربكر ثم جنوبا الى منطقة سهل نافرويي (سهل سلوبي حاليا) ونصيبيين وسهل السندي في قضاء زاخو وسهل نينوى و القرى التي تحيط دهوك، الى الشمال ممتدة الى عنكاوا وشقلاوة وكويسنحق وديانا وبعض مناطق بارزان  وعقرة ثم  منطقة  بروالي بالا وغيرها . كانت وضعية هذه المناطق في الحقيقة مثل وضعية سهل نينوى الان ذات اغلبية مسيحية مع وجود قبائل تركية وكوردية ويزيدية.

سهل نافرويي:-
ان سهل نافرويي التابع لجزيرة ابن عمر  سابقا كان فيه عدد كبير من القرى المسيحية ( البعض يقول سبع قرى) التي اندثرت اليوم بفعل التطهير العرقي الذي مارسته الحكومة العثمانية في الحرب العالمية الاولى  ( مثل وسطا وسلبايي وتلقبن .....الخ). يقع سهل نافرويي اليوم  على الضفة الاخرى من نهر خابور الذي يشكل الحدود الطبيعية بين تركيا والعراق وسوريا ،  لما اعلن قرار سفر بلك من قادة الدولة العثمانية هجم اهالي القرى المجاورة  في هذه المناطق من الاتراك والاكراد بدعم وتشجيع من الحكومة التركية كما يهجم الذئاب على  فريستمه فقتلوا الالاف وشردوا واختصبوا مئات النساء واخذ بالقوة الكثيرين من الاطفال والفتيات ولم يعودوا الى اهاليهم واختفى اثرهم منذ ذلك اليوم لحد الان. اما الرجال والشباب فقد اخذوا من بيوتهم بالقوة الى حيث لا رجعة( 1).
 الجدير بالذكر ان اغوات العشائر الكردية في سهل السندي وقفت ضد الهجمة البريرية من الاتراك واكراد تركيا اليوم وقامت بحماية المسيحيين الذي وصلوا الى  زاخو.

في منطقة سهل نافرويي استطاع بعض اهالي المنطقة الناجيين من الموت من النساء والاطفال وكبار السن عبور نهر خابور والوصول الى مركز المطرانية زاخو. وهكذا وصلت امواج الشر و الموت والقتل الجماعي الى ضفاف خابور حيث تقع قرية فيشخابور التي  وقع اهلها في مكيدة كبيرة في حينها التي سنعود اليها لاحقا. قبل ان نتكلم عن هذه الاحداث و عن ابرز شخصية كلدانية ظهرت في العصر الحديث  في المنطقة ( عزيز ياقو اغا)، لابد من التطرق الى تاريخ قرية فيشخابور.
 

 مذابح الحرب العالمية الاولى    
 



 
صورة من باحة كنيسة مار كوركيس تظهر فيها بيوت قرية خانكي الجهة المقابلة- حيث كانت قرية نايف مصطو

فيشخابور في تاريخ:-

هي القرية الكلدانية الشهيرة التي يعود تاريخها الى القرن الرابع الميلادي (2)، تقع على ضفاف نهر خابور 32 كم غرب زاخو، في منطقة سهل سلفاني المشهور في خصوبته الزراعية، اما معنى كلمة فيشخابور، هناك عدة تفاسير لها، لكن يبدو التفسير الاكثر معقولاً هو يشير الى المحطة التي انشأها الشاه الفارسي (فيروز شابور - اي الشاه المنتصر) لجيشه ولكن لا يوجد اي دليل فيما اذا كان يعني بذلك انه شابور الاول . وما يعزز هذه الفرضية هو وجود اثار جسر يربط بين ضفتي نهر خابور الذي يزيد اليقين بوجود محطة هناك  قبل عبور الجيش الى سوريا الحالية عن طريق هذ الجسر المندثر. وقد تم صياغة اسمها فيشخابور كي يتم تمييزها عن الانبار الحالية التي كانت تحمل نفس الاسم. ومن التفسيرات الاخرة المهة هي ( بيش خابور) (3) اي امام نهر خابور .

مذبحة فيشخابور سنة 1915:-
يذكر ابونا البير في كتابه تحت عنوان ( فيشخابور )، ان اخبار المشؤومة القادمة من تركيا عن ما حصل للمسيحيين  كانت تنذر بالويلات، حيث اراد احد الضباط الاتراك ان يبيد القرية على غرار ما حصل في سهل نافرويي. لما راي ياقو اغا ان موجة الموت قد اوشكت دخول قريتهم بدأ يفكر بالخلاص اهاليها، كان له علاقات جيدة ابا عن الجد باغا العشيرة الكردية الميرانية نايف مصطفى(4) التي كانت تعيش في الجهة المقابلة انهر خابور ، فاقترح الاخير على ياقو اغا العبور الى الضفة الاخرى عن طريق (كلك) كي يستطيع يحميهم من الاتراك، وهنا تكثر الروايات عن سبب الخيانة الكبيرة التي قام نايف مصطو. البعض يقول مثل (الخوري حنا خوشابا الذي كان خوري القرية لما يقارب 50سنة ) بسبب سماع مصطو عن مكان خزينة ياقو اغا التي كانت ثمينة حينما يتحدث الاخير لاولاده بعدما سيق الى منطقة اخرى داخل تركيا او سوريا الحالية عنوة ، والبعض الاخر يقول جاء امر من الحكومة التركية الى اغوات المنطقة التركية للقضاء عليهم مثل (6) فقرر مصطو المثول لهم . مهما يكون السبب النتيجة كانت واحدة، فقد خان اغا عشيرة الميران ( نايف مصطو ) ياقو اغا وعائلته واهالي القرية(5)  وعده واقدم على مذبحة كبيرة لاهالي فيشخابور البعض يقول حوالي 924 شخص (7) والبعض الاخر يقول 91 شخص. لكن بعض من اهالي القرية لم يعبروا لانهم شعروا بمكيدة مصطو. كان من ما بين هؤلاء ابناء ياقو اغا نفسه كل من عزيز ونيسان وكريم الذين كانوا يعدون مواشيهم للعبور وحاجياتهم في القرية.

بعد المجزرة هرب الباقون الى الشرق ، قسم من اهالي القرية وصل الى الموصل بواسطة اهالي القرى الكردية المجاورة والبعض الاخر الى القوش. اما عزيز ونيسان وكريم ذهبوا عند مختار البغلوجة من هناك ذهبوا الى الموصل والتقوا بالبطريرك الكلدان المثلث الرحمة مار عمانوئيل الذي اهتم بهم كثيرا، حيث ارسلهم الى القوش لفترة قصيرة(8)  الى ان انتهت الحرب العالمي الاولى ، وبعد قدوم الانكليز وبمساعد البطريرك عاد اهالي القرية الى بيوتهم.

من الشخصيات الكلدانية المشهورة في فترة ما بعد حرب العالمية الاولى هي عزيز ياقو، لذا نراه من المفيد التطرق قليلا عن هذه الشخصية  
من هو عزيز ياقو:-

صور لقصر عزيز اغا من خلف قرية فيشخابور الحالية

قليل من ابائنا الذين عاشوا في القرن الماضي بالاخص في المنطقة الشمالية لم يسمعوا بهذه الاسم، انه الشخصية القوية والعقل المدبر،عزيز ياقو نيسان خمو مراحا، رئيس قرية فيشخابور في قضاء زاخو وصاحب النفوذ الكبير في المنطقة ، وقعت المسؤولية على عاتقه بعد رجوع اهالي القرية الى بيوتهم،  كان شابا يافعا، مملوء من الشجاعة والجسارة قل مثيلها في المنطقة. يرجع اصله الى قرية (كاسان) في سهل نافرويي.  بعد انتهاء الحرب العالمية فكر الاخوة الثلاثة بالعودة الى قريتهم وكانوا قد حصلوا على 25 الف روبية من الانكليز على شكل منحة، لم يجرء اهالي القرية لاخذ النقود خوفا من مسؤوليتها، الا ان عزيز ياقو كان جرئيا استخدم هذه النقود في ادارة حسنة في بناء قريته ونفوذه في المنطقة، يقال جلب الخرائط عن القرية من دياربكر و اراد ان يعطي اهالي القرية اراضيهم . اما الثروة الكبيرة التي امتلكها عزيز اغا بالاضافة الى منحة الانكليز هو امتلاكه ورث عن جد زوجته وارينة (خمو مراحا الذي هو ايضا احد اعمامه) الذي كان يملك الاراضي الكثيرة في المنطقة .


فاجتمع حوله بعض الناجون من عملية التطهير العرقي التي ضربت مسيحيي تركيا الذين هجروا الى داخل حدود العراق او سهل السندي مثيل اهالي مير وهوز وبعض رجال اليزيديين الذي اعطوا لهم الحقول لزراعتها .

يقول انور عزيز ياقو في مقال له نشر في كتاب  فيشخابور للاب البير ابونا عن والده : "كان والدي ، عزيز اغا شجاعا، لطيف المعشر، سريع البديهية، حاد الذكاء تمكن مصادقة العديد من كبار موظفي الدولة ورؤساء عشائر الكردية في المنطقة وعلى اثر ذلك اطلق عليه لقب اغا. على الرغم من عدم دراسته، الا انه اهتم بتعليم اولاده واولاد اهالي القرية منذ البداية.
يذكر انور كان لواده اثر كبير في رسم الحدود مع تركيا الحديثة مع لجنة عصبة الامم المتحدة ".

توفي عزيز ياقو في 6 كانون الثاني سنة 1961 في بغداد على اثر حادث مؤسف في بغداد ، بعد ان ترأس قرية فيشخابور من سنة 1923 الى سنة 1961. دفنه في كنيسة مار يوسف خربندة لاستحالة الوصول الى القرية من الفيضانات في حينها.
اهمية شخصيته تعود الى مدة رئاسته حوالي 38 سنة للقرية لم يحصل اي تعدي على اهل فيشخابور ولا على القرى المسيحية المجاورة بالاستثناء قضية مذبحة صوريا. كان له من الرجال الشجعان للمهمات الصعبة ضد الاتراك او القبائل المعتدية من سوريا، يقال انه انتقم من الذين اعتدوا على اهالي قريته في حينها.
 
قصر عزيز ياقو اغا من قريب- تظهر عليه اثار الاهمال

هل يصبح قصر ياقو متحف لتاريخ المنطقة؟!:-
في زيارتي الى الوطن قبل سنة  ذهبت الى فيشخابور، ورايت التجديد الذي حصل فيها وعودتها الى اهاليها وبناء البيوت من قبل لجنة مساعدة المسيحيين التابعة للاستاذ سركيس اغاجان. والترميمات التي اجريت على الكنيسة، لكن ما تأسفت اليه هو ان قصر عزيز اغا رأيته متروكا، متشقق الجدران مهمل،  فتسالت هل سيندثر تاريخ عزيز اغا بهذه السهولة ؟ الا يستحق هذا الرجل الذي ترك بصماته على اهالي المنطقة ان يخلد على الاقل لدوره في حماية المسيحيين في المنطقة؟  لماذا هذا الاهمال من اقاربه واهلي قريته وحكومة الاقليم ؟ متى يمكن ان يتم ترميم قصره واعادة هيبته وجعله من المباني التاريخية والتراثية لشعبنا؟  الا يمكن جعله متحف لاهالي المنطقة كي يتحدث عن الجرائم البشعة التي اقترفها الاتراك في مذابحهم ضد المسيحيين؟ الا يمكن جمع اوراق وحاجيات عزيز اغا وغيره من الاخوات المنطقة من الاكراد في هذا القصر كي تتحدث لنا عن مآثرهم لهذه الحقبة المهمة من التريخ ؟ الا يستحق ان تقوم الجهات المعينة من حكومة الاقليم واقاربه ترميم قصره وجعله متحفا يتحدث عن ماضي المنطقة للاجيال القادمة عن الامارة الكلدانية الصغيرة في العصر الحديث التي بناها عزيز ياقو في فيشخابور؟ ام ان شعوب المنطقة لم تصل الى مرحلة تخليد قادتهم والمتميزين بين شعوبهم؟ .

 
قصر عزيز ياقو اغا من بعيد
...................


1- نقلا عن جدة كاتب المقال التي يعود اصلها الى قرية (وسطا)  سمع منها عددة مرات تتحدث عن اهلها : " كان عمرها حوال حوالي ثمانية سنوات او اقل، جاء الجيش التركي الى القرية ليلا، جمع الذكور من الكبار السن والشباب وكان من بينهم والدها واخوتها واعمامها واخذوهم مع بقية ابناء القرية، ولم تشاهد ابوها واخوتها من بعد ذلك الى الابد،  ولا تعرف هل قتلوا؟  ام اخذوا بالقوة للقتال في الجيش التركي؟ . لكن  تقول سمعت من الكبار السن في حينها انهم  سمعوا بعد اخذهم بساعات اصوات عيارات نارية خلف التلة القريبة من القرية الامر الذي يفسر رميهم  بالرصاص هناك لانهم مسيحيين ودفنهم )
2- يذكر الاب البير ابونا في كتابه بعنوان فيشخابور في الصفحة 14 نقلا عن سير الشهداء والقديسيين (طبعة بيجان، الجزء 3، باريس 1892 ص 460)  وجود اشارة الى اسم  فيروز شابور اي قرية فيشخابور في  فترة 361 - 363 م في سيرة مار اوجيين.
3- الاب البير ابونا، فيشخابور، ص 11
4 –  مقال تحت عنوان (شخصية من بلادي: عزيز اغا ياقو)،  بقلم انور عزيز ياقو حفيد ياقو اغا، منشور في كتاب فيشخابور للاب البير ابونا، ص 229
5 –  نفس المصدر ص 230
6- الاب البير ابونا، فيشخابور، ص235
7-  نفس المصدر ص230
8- نفس المصدر ص 240


374
                             المفوضية المشرفة على الانتخابات  في استراليا مخيبة الامل
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا 2 اذار 2010

 
كانت حوالي الساعة السابعة مساءا يوم الجمعة المصادف 13 شباط الماضي اتصل بنا شخص معروف في الجالية ليعلمني بوصول السيد محمد العلاق المسؤول الثاني المرسل من قبل المفوضية المشرفة على الانتخابات في استراليا الى هوتيل كروان بلازة Crown Casino Hotel واعلمنا يجب اللقاء معه لان المعلومات تشير ان السيد باسم كريم و السيد محمد العلاق من قبل  هذا الموعد ولم يتصلوا بالاحزاب او المؤسسات المدنية كي يتم التخطيط لعملية الانتخابات وان الفترة المتبقية قصيرة جدا.

لما وصلنا هناك الساعة التاسعة على شكل مجموعات من الاحزاب والمؤسسات المدنية وبعض الشخصيات المعروفة في نشاطها في خدمة الجالية. لم يكن هناك مكان معد للاجتماع مع ادارة الفندق وبعد مداولات ومفاوضات قررت ادارة الفندق اعطائنا قاعة لمدة ساعة واحدة فقط.المهم داخل القاعة جلس الحاضرون واستمعوا الى السيد محمد العلاق .

 قدم  مقدمة قصيرة منوها بوجود خطة موضوعة من قبل المفوضية ويعرف احد ولكن يريد بعض المعلومات المفيدة. تفاجئ الحاضرين جميعا بالمعلومات الفقيرة والتقديم البارد للاخ محمد وتسأل الحاضرون عن سبب عدم استخدام المعلومات والتقارير التي نظمت عن الانتخابات سنة 2005 لاسيما وانهم متاخرون جدا عن الاعلام وبقية الدول . لم يسجل السيد محمد اي ملاحظة ولم يكتب اسم اي شخص كي يتصل به ليستفيد منه.


المهم بعد نقاش طويل وجدال طويل حول تمديد موعد تقديم للعاملين في المفوضية قبل ان يمدد التقديم الى يوم الاثنين . الذي كان بدأ اصلا قبل يوم  اي الخميس بدون علم الكثيرين . لكن البعض اخبر السيد المسؤول حالا ليس غرضهم من هذه المناقشة التوظيف للحصول على  الف دولار كل اربعة سنوات من المفوضية وانما لهم حرص وشعور بالمسؤولية بإتجاه المهجرين قسرا منذ ثلاثين سنة او عشرة سنوات او فترات مختلفة وانها فرصتهم الوحيدة للمشاركة في انتخابات الوطن.


وبعد اسبوع جرى اجتماع اخر في MRC في منطقة كوربرك بحضور السيد باسم كريم والسيد يعرب قنصل سفارة جمهورية العراق ومرة اخرى قدمت عشرات الاقتراحات والملاحظات بعضها مدونة حسب طلبه ولكن السيد باسم كريم كأنه لم يكن هناك ولم يسمعهم وعمل العكس حيث عدد قلص محطات الانتخابات لاسباب غير واقعية ولانعرفها.
 
وهذه جملة الاخطاء التي وقع فيها المسؤولان السيد باسم كريم والسيد محمد العلاق:-

1-   عدم استخدام معلومات التي كانت متوفرة عن الانتخابات السابقة 2005 وخبرة الشخصيات الرئيسة التي ادارت و نظمت الانتخبات بنجاح ساحق وبشهادة المراقب من المفوضية الاسترالية للانتخابات في حينها. كانت حجتهم  حصول و بعد اربعة سنوات يقولون حصل تزوير في احد الصناديق الامر الذي لم يسمع به الكثيرون من العاملين في تلك الفترة.
2-   التاخر والبطئ في عملية اتخاذ القرار او تغيير القرارات فجأة. الامر الذي يجعلنا نشك وجود اشخاص مبهمة كان المسؤولان يعتمدون عليهم ولم يكن  لهؤلاء اي خبرة او علاقة بالجالية العراقية في مدينة ملبورن.
3-   جعل موضوع التوظيف مهم جدا بحيث الكثيرون ركزوا عليه ،  عوضا عن التركيز على عملية نشر المعلومات عن طريق تشكيل لجنة اعلامية لاقامة الندوات والمقابلات في الاذاعات ونشر المعلومات في الجرائد والاتصال بالكيانات السياسية والمدنية والدينية وفي الجالية. هذه اللجنة لم تشكل على الرغم من اقتراحها من عدد كبير من الحاضرين. وحتى ابدوا البعض منهم استعدادهم عمل طوعا ولكن كان جوابه هذه مسؤولية الكيانات السياسية. ولكن ماذا  عن الانسان المستقل؟؟
4-   تقليص عدد محطات الانتخابات في مدينة ملبورن من ستة محطات الى ثلاثة محطات بينما في المرة السابقة كانت هناك محطتان في منطقة برستون ومحطة  في منطقة داندينىك وثلاثة محطات في  منطقة بروميدوس والدائرة الرئيسة كانت في MRC كوبرك
5-   ركزنا على موضوع قلة الكادر الذي حسب اطلاعنا لا يتجاوز 30 او 35  لحد الان في مدينة ملبورن بينما في المرة السابقة ثلاثة اضعاف هذا العدد حسب علمي .
6-   حسب جواب الاخ باسم وحسب المعلومات في الاخبار العامة ان طاقة كل محطة هي تنظيم عملية تصويت 1200ناخب، يعني 400 شخص ينتخب لمدة ثلاثة ايام و بتقسيم 400 شخص على 8 ساعات تكون المحصلة حوالي 70 شخص يجب ان ينتخب ويخرج من المركز الانتخابي ،اي يجب في  كل دقيقة على الاقل شخص واحد ينتخب. وهذا امر صعب  جدا ان يحصل بسبب الامية وقلة المعلومات عن الوثائق وغيرها من الاسباب كعجز لكبار السن وعملية التفتيش والاسئلة المتكررة من قبل الناخب.
7-   اخبرنا الاخ باسم الجميع بان هذا الموضوع مستحيل ان يحصل كانت حجته سوف يزيد الوقت. ولكن  لم يفكر هنا الوقت ثمين وللناس مواعيد لا يمكنه انتظار مثلا نصف او ساعة . وان عدد العراقيين زاد خلال اربعة سنوات الماضية على الاقل 7 الالاف في مدينة ملبورن.
 
8-   قلة الاتصالات المفوضية مع ابناء الجالية لحد الان في ملبورن واعتقد في سدني وغيرها من الويلايات ايضا.  لم تكن هناك ندوة عامة لحد الان. بينما في المرة السابقة جرت في كل مجموعة من القوميات العراقية ندوة من قبل المفوضية بالاضافة الى الندوات الثلاثة العامة التي جرت في منطقة داندينونك وبرونزويك وتوماستاون.
9-   كتب الكثير من الاخوة المقالات مثل الكاتب شوقي عيسى في ملبورن والكاتب طارق الحارس في ادلايد وغيرهم وحسب علمي قدمت الكثير من الاعتراضات من قبل الاحزاب العراقية  في سدني وملبورن لكن لحد الان المسؤوليين عن الانتخابات استراليا او الدائرة المسؤولة عن الانتخابات في الخارج لم يهتموا بالامر. .
 
في الختام نقول ان الغرض من هذا المقال ليس غير ايصال صوت العراقيين في المهجر الى المسؤوليين في المفوضية في العراق انهم فشلوا  في عملية التخطيط . كان من المفروض ارسال موظف الى السفارات العراقية في كل بلدان العالم يوثق المعلومات المطلوبة كي تكون جاهزة امام المسؤوليين ايام الانتخابات كي يتم تفادي المشاكل . او كان عليهم على الاقل توظف نفس او بعض الموظفين السابقيين الذي يعرفون العمل والادارة وقبل فترة اطول.


سؤالي الاخير عن الميزانية التي حجب عنها السيد باسم كريم , لكن هنا نقدم له ميزانة المفترضة التي سوف يصرفها تقريبا فهل المفوضية المشرفة على الانتخبات تدقق وتعرف ما يجري حولها؟
هناك
35 موظف كل على الاقل نقول  سيكون 1500 دولار راتبهم
 10 الالاف دولار اجار قاعات وفنادق وقرطاسية و اعلانات وتنقلات
يعني ميزانية التي سوف تصرف على الانتخبات في مدينة ملبورن التي يسكنها حوالي 27 الف الى 30 عراقي اي 8 الالاف الى 10 الالاف ناخب هي بحدود 70  الف – 100 الف  دولار فقط
اي ان المفوضية تصرف على العراقي المهجر الذي خسر الالاف الدولارات وضحى بأبناهئه واخوته وشارك في اربعة حروب وحصار ظالم  12 سنة وعلى الاقل 3 سنوات في دول الجوار هي  3 دولارات.


الاخ باسم يقول بان الخطة وضعت في العراق وما عليه الا التطبيق،  لكن شتان بين هذا الكلام والواقع،  مثلا لماذا  في سدنى هناك 13 محطة انتخابية وفي ملبورن اصبحت 3 ثلاثة ولماذا الغيت المحطة في منطقة برستون وضواحيها التي يسكنها حوالي 5 الالاف عراقي. وفي منطقة داندينوك حوال 3-4 الالاف عراقي  ولماذا تم تشكل مركز خاص بشابرتون في فكتوريا بينما في المرة السابقة كان محطة واحدة مع معزتنا للاخوة في شابرتون ولهم الحق في ذلك.
 
مخلص الكلام انا ارى المفوضية لم تأتي  لتنظيم الانتخابات وانما لارباكها كي لا يشمل استراليا حق المشاركة في الانتخبات القادمة لقلة عدد المصوتين فيها،  وان هنا لا احمل الاخ باسم ومحمد  فقط مسؤولية هذا الموضوع وانما هناك ايادي خفية لتخطيط مستقبل العراق بصورة عامة  ان لا يكون ديمقراطي  الا حسب طريقتهم و حسب رؤيتهم وتوجهاتهم. ان الانتخبات الجارية غرضها اختيار اشخاص مؤهلين لادارة الدولة ولكن يبدوا هذا بعيد المنال حسب ما يحصل في استراليا وبالاخص في مدينة مالبورن. هل من المعقول في كل دقيقة يتم تصويت ناخب؟


و هل من المعقول ان تكن الميزانية المنخصص لكل شخص ( لا اعني مصوت وانما الفرد داخل عائلة )  في خارج 3 دولارات او 7 – 10 دولارات للناخب الواحد ؟ دعنا نرى ما سيحصل في الانتخابات  بعد ثلاثة ايام؟؟؟؟؟؟


375
                                         دعوة لإقامة يوم حداد عالمي على ارواح شهدائنا في الموصل

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
21 شباط 2010

لقد تمادى المجرمين في اعمالهم الشريرة الخالية من القيم الانسانية والسماوية بإعتدائهم على ابناء شعبنا في مدينة الموصل الى درجة من الهمجية  البربرية لا توصف، ان الاعمال البربرية التي قام بها الملازم عبد الكريم الجحيشي في قرية صوريا قبل اكثر من اربعين سنة، عادت لتكرر على ابناء شعبنا في الموصل من دون رحمة.

 ابناء شعبنا الذين اشعلوا النور والمعرفة في الطب والهندسة والتعليم والتدريس والمهارة والتجارة وشتى انواع المهن والحرف بإخلاص تام للعراق على مر التاريخ لا سيما في هذه المدينة من دون سبب سوى انهم مخلصين لوطنهم وانهم مسيحيون . فمدينة قرقوش التي اعطت دماء زكية في حروب الماضية من اجل الوطن (سواء كانت عادلة او لم تكن عادلة) وحملت بين مئات المدن والقرى والقصبات حول مدينة الموصل وربما في العراق كله لقب ( مدينة الشهداء) اليوم ابنائهم واهاليهم واقاربهم في هذه مدينة الموصل يقتلون من وجود قانون رادع  .

اي دين؟ او اية اخلاق او قيم لدى من يقوم بهذه الاعمال الاجرامية، او اية حكومة او حزب او عشيرية او قومية تستطيع ان تسكت عنها؟ هل هو انتقام من المسيحيين لانهم مسالمون؟ ام لانهم لا يملكون مليشييات تحميهم؟  او ان الحماية القانونية لا تشملهم؟ او لانه لا حق لهم في العيش في العراق لانهم مسيحيين !؟.

اذا كان من استنتاج لا بد منه، عن الوضع الذي مر على شعبنا خلال سبع سنوات الماضية في هذه المدينة، لن يكن غير ان الحكومة المحلية والمجرمين مشتركين في هذه الاعمال الدنيئة. وان اثيل النجيفي وحكومته المحلية وحزبه هم من المتهمين الاوائل بهذه الجرائم ضد الانسانية. كل الدلائل تشير على ان المجرمين لا يخافون من اي جهة، لهذا هم متمادين في الاعمالهم الوحشية. بمعنى لا يخافون من الحكومة  المحلية في الموصل.

 هنا نسأل لماذا المسيحيين لوحدهم يكونون ضحية؟  لماذا لا تشتعل معركة او الفتنة بين الاطراف المتصارعة هناك؟ بين الاحزاب الكثيرة اوالقوميات المتعددة؟  الا يعني هذا ان المسيحيين هم الوحيدين غرباء في القضية وان الحكومة المحلية غضت وتغض النظر عن ما يقوم به المجرمون؟

ان ابناء شعبنا المسيحي من كافة التسميات والمذاهب والقوميات مدعوون اليوم الى رص الصفوف والوقوف وقفة تاريخية واحدة في الدفاع من حفظ دماء اخوتهم المأسورين في هذه المدينة، ليس المهم من يشغل الكراسي في البرلمان  من احزابنا وانما من يستطيع جلب الحماية والامن لنا اليوم، لا يهمنا الاقوال والوعود الاعلامية الكثيرة الفارغة بقدر يهمنا الاعمال على الارض الواقع ، من هو صادق في القول والفعل.

الكل مدعوين الى اعلان يوم حداد عالمي على دماء ابناء شعبنا الزكية، لذلك ندعوا في كل مدينة، وفي كل قرية، وفي كل مؤسسة،  او في كل حزب، او في كل كنيسة، او مؤسسة مدنية،  او جمعية ثقافية، او رياضية، او اجتماعية،  او جمعية قروية ان يشاركون في هذا اليوم ويعلنوا حدادهم عبر كل الوسائل الاعلامية من الجرائد او الصحافة او الموقع الكترونية او محطات تلفزيونية او راديو . يجب ان يدقوا كل الابواب ويصرخوا باعلى صوتهم، ويقيموا الصلوات في ساحات العامة امام الكنائس ، امام بعثات الامم المتحدة او الامم الاوربية او الامريكية، او السفارات العربية، يجب ان يقوموا مؤتمرات صحفية وبث شواهد وافلام وسلايدات عن الجرائم التي طالت شعبنا في الموصل. يجب جعل العالم ان يسمع صرخات شعبنا واّلامه العميقة عن طريق الاعلام.

هناك اكثر من مليون شخص من ابناء شعبنا على الاقل يعيش في الخارج يجب ان لا يسكتوا عن ما يحصل.
يجب جعل 15 شباط  اليوم الاسود في تاريخ العراق الحديث وتاريخ شعبنا من الان وصاعدا، لان المجرمين قتلوا الكثير من ابناء شعبنا في هذا الشهر لا سيما المثلث الرحمة الشهيد بولص فرج رحو، وشهدائنا في الاسابيع الماضية.

على ابائنا الروحانيين ان يواكبوا ابنائهم مثلما رافق القديس مار شمعون برصباعي في جمعة المعترفين كوكبة من الشهداء اكثر من تسعين شخصا من الاكليروس والمؤمنيين وكان اخرهم  هو بنفسه نال كلهم اكليل الشهادة ولم يتراجع بل كان يشد من عزمهم، لا ندعوهم الى الشهادة اليوم بل رفع صوتهم من اجل الدفاع عن حق ابنائهم، يجب يصرخوا من منابرهم جميعا صرخة واحدة، ادانة واحدة، كلمة واحدة، لان السيد المسيح قال:
( لاتخافوا من الذي يقتل الجسد، بل خافوا من الذي يقتل النفس والجسد)

كل الدلائل ان للمجرمين ايادي في الحكومة المحلية والمركزية تحميهم وألا لكنا رأينا ادانة ومعالجة لهذه الجرائم منذ زمن بعيد. على الاقل كنا راينا كشف تام عن الجهة التي تقوم بهذه الاعمال الاجرامية من قبل الحكومة عن طريق تشكيل محكمة خاصة باشراف او بتعاون دولي بجرائم ضد المسيحيين من قبل الحكومة المركزية  او المحكمة الاتحادية. لكن يبدو شعبنا مسحوق لا يملك الصوت او النفوذ او القيمة لدى حكومة المالكي ولا في الصراع الامريكي الايراني الجاري على ارض العراق.

كذلك اكرر دعوتي  التي كتبت عنها قبل اسبوعين بتشكيل لجنة من ابناء شعبنا  تطالب بتقديم المسؤولين في الحكومة المحلية في مدينة الموصل وكذلك الحكومة المركزية الى محكمة الدولية كمتهمين بجرائم ضد الانسانية لانهم يتغاضون عن المجرمين الذين يقومون بهذه الجرائم ضد ابناء شعبنا ولم يقوموا بواجبهم القانوني، ولم يكشفوا عن المجرم ويقدموه الى المحاكم المختصة.

في هذه المناسبة همسة صغيرة في اذان بعض قادة احزابنا ان يكونوا حذرين من اقوالهم السطحية غير الدقيقة والتي تخنقهم من الحرج فيما بعد!!، حينما يقولون (ان المجرم منا بينا من عدنا).

 نسأل هؤلاء القادة اليوم هل يمكن اخفاء جريمة يقوم بها احد اخوة ضد اخوانه؟ اي ضمير واية حكمة في هذا القول او تصرف؟ ولماذا هم خائفون ؟ وهل يمكن ان ازكي حكومة لا تقوم بواجبها القانوني اتجاه ابناء شعبي لاجل تحالفات سياسية قذرة؟!!!!!!

اذا كان لاحد احزاب او اطراف من ابناء شعبنا يد في قتل اخوتهم لماذا السكوت عن اعمالهم واجرامهم؟!! لقد سئمنا من الكذب واليوم نريد الحقيقة، نريد البرهان ومن يخفي شيء يعرفه يعني مشارك في اخفاء سره!!!.
فمن لديه البراهيين عن المجرمين ليقولها في وضح النهار ولا يتجار بدماء شهدائنا. ان التاريخ لن يرحم احدا ولن يترك سرا الا وان يكشفه . فالى اين يهربون من لعنة التاريخ هؤلاء؟.

376
                           متى يظهر غاندي جديد في العراق؟ّ!

بقلم يوحنا بيداويد
16 شباط 2010

كثر الضجيج الكلامي في العراق في هذه الايام، كأنه ضجيج السيوف ورماح الحروب في القرون الوسطى، انها ايام قليلة وتحصل الانتخابات البرلمانية لاختيار ممثلي اعلى سلطة في الوطن، التي تشرع القوانيين وتشكل الحكومة  وتختار رئيس وزرائها وتختار هيئة الرئاسة الجمهورية من ثم هيئة رئاسة القضاة ورئيس البرلمان . في وصف وجيز يتم اختيار 325 شخصا  ويتم وضع خارطة العراق وكل ما فيها ومتعلق بها في اياديهم لمدة اربعة سنوات.

لكن لحد الان السياسين والمرشحين لهذه الانتخبات لم يقولوا لنا ماذا وكيف سينجزوه خلال دورتهم، الى اي شاطيء سيقودون العراق؟  الى حرب اكثر دامية ام الى مصالحة وطنية حقيقية؟ هل سيلتزمون بمصالح طوائفهم التي جعلت العراق يدخل في حرب اهلية لم يكن هناك ضرورة لها ام سينسلخون من جلدهم القديم ويتخلون عن اسباب التي تفرقهم عن اخوتهم في الوطن التي هي احد اسباب الصراع الحالي؟ .

 لا يخفى على احد ان الاحزاب الكبيرة لحد الان لم يغيروا شيء مهماً من افكارهم، وان الالهام الذي يسيرون وراءه منبعث من النظرية الدينية الضيقة في مذاهبهم التي لا تسع لشمل كل ابناء الوطن، والتي اثبتت فشل تجربتها خلال السنوات السبعة الماضية بدليل حدوث فضائح وتشقق بين اركانها. اما الاحزاب القومية لم نرى منها لحد الان اي تغير في مفاهيم الوطنية غير الدفاع عن الديمقراطية التي تحمي قوميتهم بدرجة الاساس وتزيد من نفوذها . الاحزاب العلمانية والصغيرة هي كالاسماك الصغيرة لا تستطيع السباحة في كل مكان، خوفا من ابتلاع الاسماك الكبيرة لها. لحد الان اصواتها بعيدة عن مسماع الكثيرين، ربما لان معظم العراقيين لازالت اثار وجروح النظام الدكتاتوري السابق على جسدهم.

العراقييون اليوم يدخلون الانتخابات الديمقراطية وهم في مشكلة كبيرة بالاخص المبعدين الذين شملتهم عملية الاجتثاث التي ظهرت وكأنها عملية تصفية عن طريق الفضائح بعد صدور قرارين متناقضين من محكمة واحدة في قضيتهم. الصراع بين اقطاب السياسية كبير والشعارات الرنانة تملء اركان الوطن ولكن الى اي حد يستطيع حاملوها  تطبيقها؟ وهل سينخدع المصوت من جديد بهذه الشعارات الرنانة.؟
 
 لهذا عيوننا على الطريق منذ زمن بعيد، منتظرين ظهور غاندي (1) جديد في العراق كي يقوده من حالة الحرب الداخلية الطائفية المذهبية الى مرحلة السلم والامان والمصالحة الحقيقة بعد الاتفاق على مبادئ سامية تحافظ على الوطن وحماية حقوق ابنائه بدون تمييز. متى يأتي غاندي جديد يزرع مفاهيم الحرية والعدالة والاخاء والمساواة (2) بين ابناء الشعب العراقي الذي انهكته المفاهيم العنصرية الضيقة البعيدة عن روح الانسانية الشمولية ، المفاهيم الذاتية المغلقة البعيدة عن روح العصر.

املنا ان يفهم الناخب انها الفرصة الوحيدة التي تتاح له ان يقول كلمته كل اربعة سنوات ، لذلك يجب ان يصوت للوطن والمخلصين له فقط،  بخلاف ذلك لا احد يعرف ما سيحصل، هل يستمر اللصوص بسرقته وتستمر دماء ابنائه بالجريان ولا يهم الحلفاء من الاصدقاء والاعداء غير مصالحه كالعادة؟.

يجب ان يعرف ايضا الناخب انها فرصة نادرة ربما لن تكرر في وقوفه بجانب الوطن حينما يسلمه الى ايادي وطنية امينة لا تؤمن بالمذهبية والطائفية والقومية بل تجعل المواطنة حق يتمتع به كل عراقي بغض النظر عن التقسيمات والتسميات الضيقة.

..............
1- مهاتما غاندي هو الاب الروحي والسياسي للهند الحالي، قادها الى الاستقلال عن طريق الاعتصام السلمي في مسيرة الملح الشهيرة ضد الانكليز سنة 1947-1948م.
2- الحرية والعدالة والاخاء المساواة هي شعار الثورة الفرنسية في سنة 1798م


377
 
 الاخوة والاخوات ابناء الجالية العراقية في ولابة فكتوريا /استراليا البيان التالي
   هو صادر من سفارة العراقية  لمناسبة قدوم القنصل للولاية.
  ولغرض تسهيل الاتصالات واعلام اكبر عدد ممكن من الجالية ننشر الخبر
على صفحة عنكاوا كوم .                                    

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
              سفارة
   جمهورية العراق لدى استراليا              
  قسم الشؤون القنصلية


          ((إعــلان من القسم القنصلي في سفارة جمهورية العراق لدى استراليا))
الى / ابناء الجالية العراقية في مالبورن وشبرتون
سعيا ً منها لتذليل الصعوبات ومعاناة السفر لانجاز المعاملات القنصلية الخاصة بإبناء الجالية الاعزاء ولنبقى دوماً في تواصل مستمر، تعلن سفارة جمهورية العراق في استراليا عن مواعيد استلام المعاملات القنصلية من قبل وفدها القنصلي المرسل الى مالبورن  في الأماكن والمواعيد المبينة أدناه :

المدينة   العنوان   اليوم   من الساعة   الى الساعة
شبرتون وكوبرم   158 WELSFORD SHEPPARTON
Ethnic Council of Shepparton   الجمعة
19/2/2010   11 صباحاً   6 عصراً

مالبورن المدينة   13 MUNRO St. COBURG VIC 3058
SPECTRUM MIGRANTRESOURCE CENTER
   السبت
20/2/2010

   10 صباحاً   6 عصراً

مالبورن المدينة   13 MUNRO St. COBURG VIC 3058
SPECTRUM MIGRANTRESOURCE CENTER
           الاحد
21/2/2010
   10 صباحاً   6 عصراً





لذا نهيب بابناء جاليتنا الاعزاء التواجد في العناوين اعلاه و للمزيد من المعلومات حول الاستفسار عن المعاملات القنصلية يرجى الاتصال باستعلامات السفارة قبل حضوركم الى مقر مكتب الخدمات القنصلية المؤقت في مدينتكم او موقع السفارة على شبكة الانترنيت .

 كما يرجى اتباع التعليمات ادناه :

•   التحقق من التعليمات الخاصة بالمعامله قبل الذهاب الى المكتب المؤقت للقسم القنصلي في مدينة مالبورن من خلال اتصالكم بموظف الاستعلامات القنصلية في السفارة ،او  الموقع الرسمي لسفارة جمهورية العراق في استراليا على شبكة الانترنيت .

نرجو الانتباه الى ما ياتي :
•   جلب المستمسكات الاصلية مع نسخة مصورة منها وحسب متطلبات المعاملة القنصلية المطلوبة .
•   يكون استلام الرسوم القنصلية الواجب استيفائها من ابناء جاليتنا الاعزاء بالدولار الامريكي حصراً  .
•   سيكون استلام المعاملات القنصلية حصراً لتلك المعاملات التي تتطلب حضور المواطن شخصياً الى مقر سفارة جمهورية العراق / كانبيرا وهي كلاتي :
1.   اصدار جواز السفر طبعة س
2.   اصدار الوكالات ( العامة ، الخاصة ، وكالة خاصة للمتقاعدين ، عزل الوكيل  ).
3.   شهادة الحياة .
4.   عدم المحكومية
•   نرجو المواطنين الكرام في حالة عدم احتياجه لاي من هذه المعاملات اعلاه ارسال معاملته عبر البريد الى السفارة ( قسم الشؤون القنصلية ).

•   نرجو الالتزام بالتعليمات المثبته على موقعنا الرسمي على شبكة الانترنيت وستهمل اية معاملة لا تتوفر فيها الشروط او تخالف التعليمات القنصلية  .
•   نرجو ان ترفق المعاملة بظرف مرجع مسجل لضمان عودة المعاملة الى صاحب العلاقة وتامينها من الفقدان حيث لوحظ كثرة تاخر وصول المعاملات او فقدانه من قبل مكتب البريد  
•    تثبيت المعلومات ادناه على الظرف :
1.   الاسم الكامل (لصاحب او صاحبة المعاملة) فقط  وليس (الزوج او الاخ او الاخت او احد الاقارب)  .
2.   العنوان الكامل لصاحب المعاملة وليس ذويه او اقاربه او ولي الامر
 ( فقط صاحب او صاحبة العلاقة ) .
3.   رقم الموبايل الشخصي او السكن او مقر العمل .
•   ستهمل اية معامله اذا لم يتم اتباع التعليمات الخاصة باصدارها .



ملاحظه مهمه /
لكثرة الطلبات المقدمة من قبل المواطنين ابناء الجالية العراقية الكريمة حول اصدار الوكالات بانواعها قام القسم القنصلي في سفارتكم بوضع وكالة عامة و خاصة بصيغة ( WORD) في الموقع الرسمي للسفارة العراقية على الانترنيت لتسهيل عملية طباعتها ، الذي يكبد الوفد القنصلي و العاملين المتطوعين الجهد و الوقت و لاتاحة الفرصة لاكبر عدد ممكن من ابناء الجالية ولتيسير انجاز تلك الوكالات نرجو المواطن الكريم طباعة كافة التفاصيل المطلوبة على الوكالة بشكل مباشر من موقع السفارة على الانترنيت قبل الحضور الى مقر المكتب القنصلي المؤقت في مدينتك .
وستهمل اية وكالة مكتوبة بخط اليد او غير مطبوعه بهذه الطريقة علماً ان المواطن سيتحمل مسؤولية اعادة وكالته بسبب الاخطاء المطبعية الناتجة عن طباعته لها .

نؤكد لابناء جاليتنا تمسكنا بالنهج الذي دأبت سفارتهم على ديمومته في التواصل مع ابنائها في بلاد المهجر ونعدهم بالمزيد من الفعاليات التي تهتم برعاية مصالحهم .


                                                                        
                                                                                             القنصل
                                                                                  يعرب عبد الجبار العنبكي
                                                                           سفارة جمهورية العراق / استراليا
                                                                                  قسم الشؤون القنصلية




378

                   من هو فوق القانون هيئة المساءلة والعدالة ام البعثيين؟
بقلم يوحنا بيداويد
5 شباط 2010
يمر العراق منذ اسابيع في مخاض صعب لا احد يقدر التكهن بنتائجه. مخاض على حد قول الكاتب الانكليزي الشهير شكسبير : "اما يكون لا يكون". منذ سبع سنوات الطائفية تنخر بجسد العراق من خلال الحرب الاهلية على يد امراء والقادة الانتهازيين الذين جاءوا بامريكا الى العراق واليوم يلعنونها!!، الحرب التي لا ظن انتهت لحد الان ان دققنا تصريحات امرائها.

هناك اسئلة كثيرة حول الايادي الغريبة والطويلة الداخلة في شأن العراق في هذه الايام. لا اعتقد انه طريق صحيح لبناء الديمقراطية في العراق حينما ينبري رئيس الجمهورية او احد نوابه، او رئيس حكومته او رئيس البرلمان العراقي او اي سياسي اخر في تصريح معارض او مناقض لقرار محكمة التمييز إلا بتقديم دعوى اخرى جديدة ضد هذا القرار لدى محكمة اعلى منها وينتظر النتيجة منها ، بخلاف ذلك لن يفسر ما حدث الا بأن كل شيء قرر وشرع وطبق وحدث خلال الفترة السابقة هو باطل.

انني اسأل هنا المسؤولين جميعا، هل رئيس الجمهورية ونوابه يمثلون العراقييين في مناصبهم وملتزميم بالدستور ام يمثلون احزابهم او قومياتهم او مذاهبهم ويعملون على امرار مشاريعهم الطائفية؟!!
هل هناك دستور في العراق ، ملزم لكل واحد، ام كل واحد يعمل ما يشاء على حد قول المثل الشعبي يقول : " لو العب لو اخرب الملعب؟!)
البعثيون كما قلنا كثير من المرات سابقا، هم عراقيون شئنا ام ابينا، كان بينهم مجرمون و كان بينهم انتهازيين وبينهم مسايرين وبينهم عملاء وبينهم مواطنين عاديين ولا شك كان بينهم ايضاً وطنيين وان كان صوتهم مضمور.

من كان منهم مجرما او اصبح مجرما ويداه ملطخة بدماء الابرياء يستحق اقسى العقوبات والموت في الزنزانات وان تعلق رقبته حبال المشانق، ومن كان مواطن عادي اصبح بعثي يساير النظام البائد، له حق العيش في هذا الوطن والمشاركة في حياة السياسية والاجتماعية. الدستور العراقي (وان كان متناقض في كثير من فقراته) واضح في هذه المسألة .

ان كانت الحكومات العراقية الثلاثة وبعد سبع سنوات لحد الان لم تستطيع فرز البعثيين المجرمين من البعثيين الابرياء في العراق وتقدمهم للمحاكم او على الاقل لم تبث في قضية اجرامهم لحد الان هي مصيبة كبيرة. لا اعرف لماذا البعض منهم الان يريدون خبط الاوراق والعراقيون مشرفون على انتخابات (ارجو ان يستنتج هنا بان البعثي المجرم اصبح برئياَ)؟ . وفي نفس الوقت اعتقد ليس من حق اي كان، من رئيس الجمهورية الى اخر مواطن ان يصنف ويتهم الاخرون بدون قرار محكمة ان لم تثبت ادانته حسب نصوص الدستور.

يبدو من خلال مجريات الاحداث ان ما يمر فيه العراق حول قضية المبعدين من الانتخابات، هي عملية طبخ الموضوع في ايران من اجل مصلحتها ثم رد عليه العرب والامريكان من اجل مصلحتهم، والا كيف يمكن بين ليلة وضحاها تخرج قائمة باسماء اكثر شخصية سياسية بعضهم رؤساء الكتل بإنهم بعثيون مجرمون لا يحق لهم المشاركة في الانتخابات وبدون مقدمات اونشر الموضوع في الاعلام اودراسة الموضوع في البرلمان او معرفة الدوائر التنفيذية في الدولة هل اصحبت هيئة المساءلة دائرة فوق الدستور والقانون والمحاكم؟! ام البعثيين اصبحوا فوق القانون لم يقدموا للمحاكم لحد الان؟
واذا كانوا هؤلاء مجرمين لماذا لم تقيم الحكومة دعاوي ضدهم لحد الان ؟ اليس هذا معناه تعطيل الحق العام والتهاون بالواجب والتستر على المجرم من قبل المسؤوليين الحاليين؟ الا يحق لشعب العراقي تقديم المقصر بالواجب عمدا للمحاكم ايضاً؟.

لكن كما فسر معظم الكتاب والصحفيين ان الموضوع ليس متعلق بقضية الاجرام الذي اقدم عليه هؤلاء (هذا اذا كانوا مجرمين) بقدر ما كان الامر متعلق في اقصائهم من الانتخابات ، وهذه قضية سياسية ترجع الى الصراع الطائفي بين القادة السياسين الذي لم ينتهي والذي دائما يرجعوه الى بريمر حينما يعجزون على الاتفاق؟!
والغريب في الامر، اظهر احد السياسيين رعبه عندما سمع من زميل اخر له من معسكر البعثيين ، حينما قال: البعثيون قادمون الى الحكومة ويمكن ان يفوزوا باربعين مقعدا في البرلمان.(1)

هنا نجادل ذلك السياسي الذي مع كل المشاركين في الحكومة، قالوا لنا خلال سبع سنوات انهم ديمقراطيون وملتزمون بالدستور بل سيبنون دولة تشرق الديمقراطية منها على المنطقة غرار الثورة الفرنسية حينما اشاعة اوربا باهدافها السامية (الحرية والعدالة والمساواة) خلال 200 سنة الماضية واوصلت اوربا الى المشاركة في اتحاد اقليمي قوامه اكثر من 35 دولة .

أليس من حق المواطن إعطاء صوته لمن يشاء؟ فلماذا أنتم خائفون منهم، فالكل يعرف تاريخ البعثيين الاجرامي، ونستطيع ان نؤكد ان كان هناك بين المرشحين افضل منهم فلا احد من البعثيين سوف يفوز إلا بشرط واحد، يكون المرشحيين الحاليين اقل وطنية من البعثيين حينها سيجبر المواطن العادي العودة الى المُر الذي فرضه عليهم البعثيون لمدة 35 سنة مرة اخرى ؟.

اذن الخوف عندنا هنا ليس من مشاركة البعثيين او اقصائهم وانما الخوف يأتي من اسلوب اقائصهم الذي تبناه النظام البعثي السابق نفسه، حيث كان يقصي الاخرين من المشاركة السياسية( منهم القادة الحاليين الذين يريدون اقصاء البعثيين الان) عن طريق ارتداء ثوب الديمقراطية المزيفة، وحينما يتبنى السياسيين الحاليين نفس اسلوب البعث يعني مرة اخرى تذهب دماء الشهداء في الحرب الاهلية الطائفية المذهبية القومية خلال السنوات السبع الماضية سدى ، وتضيع امال الاجيال ويرجع العراق قرنا للوراء وكأنما الان خرج من سلطة الرجل المريض.

اذن على السياسيين ان لا يخافوا من احد ان كانوا وطنيين وان نتائج الانتخابات ستكون في صالحهم بلا شك وليس في صالح البعثيين المجرمين الذين قتلوا ولا زال البعض منهم يقتلون الابرياء من دون سبب.
على العراقيين، ان يمييزوا بين بين رجال السياسة في بلدنا من خلال ثمارهم ومواقفهم وتصويتهم ومسعاهم من اجل بناء عراق جديد في الماضي ، وليس من وعودهم واكاذيبهم القادمة، لا تصدقوا ما يقال في الصحف، ابحثوا عن قادة وطنيين جدد لكم ، صوتوا لابناءكم الوطنيين المخلصين، ابناء الفقراء على غرار عبد الكريم قاسم، الذين لا يميلون لقومية واحدة او طائفة واحدة او مذهب واحد وانما يعتبر كل العراقيين اخوتهم وابنائهم. وان دمائهم مقدسة.

اخواني ان الصراع في العراق اليوم هو من اجل الدولارات فابحثوا عن من سيكون امينا لكم وسيوزع الثروة على ابناء الوطن بالتساوي.
............
حينما يصدق احد خبر وصول اربعين بعثي الى مجلس البرلمان، ويعمل البعض الاخر على اقصائهم، يعني يعمل على اقصاء صوت اربعة ملايين من الشعب. حيث يقدر كل عضور برلمان يمثل 100 الف صوت وان سكان العراق الان هم 30 مليون نسمةفإذا كان اربعة ملايين بعثي مع عوائلهم واطفالهم في العراق، اعتقد ليس من المعقول هناك اربعة ملايين مجرم في العراق يجب طردهم خارج العملية السياسية .




--------------------------------------------------------------------------------

       
   


379
هروب نائب محافظ نينوى الى سوريا
 
(صوت العراق) - 01-02-2010
 ارسل هذا الموضوع لصديق





(صوت العراق) - وكالات: أكد مصدر أمني في محافظة نينوى (رفض الكشف عن اسمه) في تصريح خاص لمراسل المركز الاعلامي للبلاغ إن نائب محافظ نينوى قد هرب الى سوريا منذ فترة بعد ثبوت تورطه بأعمال وأنشطة إرهابية داخل وخارج مدينة الموصل. وأضاف المصدر الأمني ان نائب المحافظ اختفى عن الأنظار بعد افتضاح أمره وعلاقاته المشبوهة مع المجاميع الإرهابية ووجود أدلة على تمويله لتلك المجاميع، ولوحظ في الآونة الأخيرة تغيبه عن جلسات مجلس محافظة نينوى التي غالبا ما تبثها قناة "الموصلية الفضائية" وعدم ظهوره في وسائل الإعلام الأمر الذي أثار الكثير من الشكوك ورسم العديد من علامات الاستفهام حول مصير نائب المحافظ.
 
 الربط:
http://www.sotaliraq.com/iraqnews.php?id=57154

380
                         اثيل النجيفي والمحكمة الدولية بشأن جرائم الحرب في الموصل

بقلم يوحنا بيداويد
26 كانون الاول 2010

اجرت عنكاوا كوم مقابلة مع السيد اثيل النجيفي محافظ مدينة الموصل قبل اسبوع بعد مقتل اربعة اشخاص من ابناء شعبنا وخطف طالبة من جامعة الموصل ومحاولتان لتفجير باص الخاص الذي ينقل الطلبة الجامعيين من بغديدة الى الجامعة في الموصل فقط خلال اسبوعين الماضيين.

لكن من يقرا المقابلة يتفاجأ بالاجوبة المبهمة والغريبة، غير الكاملة من قبل السيد النجيفي. لكن بالتأكيد كانت فرصة مهمة لنا كي نطلع على مواقف ورؤيا الحكومة المحلية في القضية ، كذلك فرصة مفيدة  للسيد  المحافظ  ان يقول لنا ما يريد قوله.

لا اعرف كيف يطلب السيد اثيل النجيفي من ابناء شعبنا في المهجر بعدم التحدث عن جرائم اللاانسانية، التطهير العرقي لشعبنا الاصليين، التي تحدث في مدينة الموصل ضد اخوتهم امام اعينه وهو رئيس الحكومة المحلية  وامام اعين زملائه من المسؤولين الامنين والعسكريين والحكومة المدنية؟! . اشكر الله لم يقل لا يحق لكم ان تقيموا العزاء والبكاء على شهدائكم في المهجر.

ما نستنتج من كلام النجيفي خاصة في جوابه على السؤال الاخير (1) هو ما يلي:
1- ان مسؤوليته كرئيس سلطة المحلية في محافظة الموصل لا تشمل حماية المسيحيين الذين  تختطف بناتهم من الجامعة ويقتل رجالهم بايعي الخضروات ويخطف رؤساء كنائسهم وتعذب ثم تقتل وتفجر كنائسهم  .

2- على المسيحيين ان يدبروا حالهم، وان لا يهاجر الى منطقة كردستان من اجل الحماية ولا ان يمدحوا الحكومة الكردية ولا ان يطالبوا بحقوقهم بالحماية لانها ليست مسؤوليتهم.

3- ان لا ينشروا في الاعلام الغريب اية حقائق عن ما يحدث لانه ذلك يضر بالعرب في مدينة الموصل ومستقبل المحافظة. نسى السيد ان المحافظة كادت تصبح جزء من خارطة  تركيا الحالية بعد الحرب العالمية الاولى  لولا جهود الكنيسة الكلدانية (المطران الصايغ).

4- ان الجرائم التي تحدث ضد المسيحيين هي ليست جرائم، لانهم غير مسلمين بل كفرة لا يؤدون الجزية، لذلك يستحقون الموت فمن يقتلهم انتقاما من امريكا والغرب محق ولا جرم عليه.

5- حسب الاعلام المحلي في مدينة الموصل تلك الجرائم هي عادية تقوم بها المقاومة الشريفة وان تهجير المسيحيين من صالح الموصليين العرب لان المسيحيين فيها مفتاح الاكراد لاحتلال الموصل، لذلك لا يجب التنديد بها.

6- هناك وثائق واثباتات وبراهين مؤكدة ان من يقوم بهذه الجرائم ( احد الاطراف السياسية القوية) لا يريد او لا يستطيع السيد المحافظ البوح باسمه لانه سوف تخلق ازمة سياسية في العراق ومشكلة كبيرة له ويحدث انقطاع شامل بينه وبين ذلك الطرف. لا نعرف هل حماية المجرم اهم من الحفاظ على دماء المسيحيين في الموصل ولا نعرف من يكون يكون هذا المجرم وما منصبه لكي يخاف النجيفي من ذكر اسمه؟ّ

7- هناك افادت من المسيحيين المهددين تخبرنا عن الجهة التي تقوم بكل هذه الجرائم. كما اتى في جوابه (2) وان الجهة المقابلة بلاشك هم الاكراد.

هذه النتائج هي مستخلصة من جواب السيد النجيفي وكذلك من الاجراءات التي اتخذها خلال المرحلة التي كان هو في الحكومة وكذلك من كان قبله في الحكومة.

 ان السيد  النجيفي وحكومته المحلية ليس المتهم الوحيد في القضية (على الاقل في عدم كشف هوية الفاعليين)،  بالتأكيد هناك اطراف عديدة بل نستطيع ان نقول معظم الاطراف في اللعبة السياسية العراقية تريد تهجير المسيحيين بكافة تسمياتهم من العراق ولا نستبعد وجود مؤسسات في دول غربية وصهوينية وراء الموضوع من اجل تسهيل قضية تقسيم العراق الى دويلة شعية وسنية وكردية بعد التخلص من السكان الاصليين. ومن ثم حصولها على المصالح الاقتصادية. والا كنا نرى مواقف انسانية ووطنية ذو اخلاق عربية اصيلة في حماية المسيحيين منذ بداية الازمة او قبل سنتين.

اعتقد حان الوقت لمثقفينا ومؤسساتنا في المهجر ان لا يسكتوا عن الجرائم التي تحصل لاهلنا في مدينة الموصل،  وان لا يسمعوا نصيحة السيد المحافظ الذي يتهرب مسؤوليته القانونية والاخلاقية و الحكومية والتي بالتأكيد تصبح تهمة عليه ان لم يفضح اسراره ااكثر وان يقوم بمسؤليته القانونية والدولية كما يجب.

 حان الوقت لرفع القضية الى المحكمة الدولية لمعرفة المدانيين اي كان ومهما كان منصبه في الحكومة العراقية ومن تكون طائفيته عن هذه الجرائم .

 حان الوقت ان يوحدوا جهوده على كشف الحقيقة، من كان مع العراق ومن كان ضده ومن يريد اقامة دولة القانون ومن يريد تقسيم العراق الى الدويلات بعد ان  يُهجر المسيحيين السكان لاصليين.

   كحقيقة واضحة من مجريات الاحداث، كل طرف مذهبي او قومي في العراق  لديه من يحميه او يساعده، فقط المسيحيين لا يملكون من يحميهم . فالعرب السنة كافة الدولة العربية تضع ثقلها الاقتصادي والسياسي والاعلامي وراءهم،
 والشيعة هم الاغلبية بالاضافة الى ايران التي تبذل الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على  نفوذها في العراق عن طريقهم، اما التركمان  تعتبرهم تركيا الجزء المقدس منها، والاكراد لهم حكومتهم وحلفائهم الغربيين الان  بعد جهد عسير.

في الختام  نقول للمسؤولين في محافظة الموصل والسيد المحافظ الذي لا يستطيع ان يقوم بواجبه، عليه ان يتخلى عن منصبه لمن يستطيع بمهامها القانوني،  كي لا يكون متهم في القضية، عليه ان يطلب من الحكومة المركزية ايجاد حلا للقضية، عليه اعلان عن كل معلومة صغيرة في الاعلام  عن الارهابيين الذين يقومون بهذه الاعمال و والسعي الجاد لالقاء القبض عليهم وجلبهم امام القضاء،  ان لا يقول، لا يستطيع  الكشف عن الجهة التي تقوم  بجرائم التطهير العرقي التي تحدث ضد شعبنا في الموصل. الا يظن السيد المحافظ في جوابه هذا يوجد دليل على علمه عن المجرم  حينما يفضل السكوت،  الا يعني سكوته مشاركته في الجريمة.؟!


.......................
1-  برأيك ، من يقف وراء استهداف مسيحيي الموصل ، ولماذا اغلب التحقيقات التي تختص بالبحث عن الجهات الضالعة بهذا الاستهداف لا تنشر في وسائل الإعلام ؟

كما أسلفت لدينا الوثائق التي تشير الى علاقة احد الأطراف السياسية، وقد تمت الإشارة لذلك في حينه، ولكن السير في التحقيق والوصول الى نهايته قد يدفع الى التقاطع الشامل وهذا ليس من المصلحة في هذا الوقت.

2- ألا تعتبرون تبادل الأتهامات بين الأوساط السياسية حول المسؤولية في هذه الجرائم، هو محاولة لتضليل الرأي العام، وإسكات المطالبات بشأن تحقيق دولي في شأن هذه الأعمال؟

توجد لدينا إفادات لبعض المسيحيين ممن تعرضوا العام الماضي الى التهديد وتشير الى لغة الذين هددوا وطبيعة تواجدهم، ونحن واثقون بان هناك أطراف تريد استغلال وضع المسيحيين، لإقناع العالم بان العرب غير قادرين على حمايتهم. لأشك ان وضع المسيحيين ضمن دائرة صراع القوى السياسية سيضر كثيرا بهم وعليهم ان يعتزلوا جميع المتصارعين.


381
                               من يقلع الزوان الذي زرعه اللصوص في العراق ؟
بقلم يوحنا بيداويد
18 كانون الاول 2010
تمر علينا السنين هنا في الدول الغربية كالبرق، لكن بالنسبة للعراقيين في وطنهم تطول كالدهر الذي لن ينتهي، فاخبارهم يوما بعد يوم تنتقل من الحالة السيئة الى الاسوء، العراقيون الذي  سيكون دخلهم الوطني قريبا 500 مليون دولار من النفط فقط ( لكل شخص 17 دولار يوميا اذا كان فرضا عدد نسمته 30 مليون)  اليوم يموتون فقرا ومرضا وجوعا وعطشا في الظلام الدامس مع الصراصير منذ عقدين ، حتى هواء المدن اصبح فاسدا بسبب المياه الثقيلة للمجاري.

لكن الالم الاكبر يأتي حينما يرتدي مرة اخرى الانتهازيون والازدواجيون اثواب العفة والاخلاص والوطنية، ويرفعون شعارات دينية وانسانية فارغة من معانيها في الانتخابات ويرجعون الى مواقعهم والعراقيون المساكين ينتظرون بريق امل كما انتظروا دهرا في زمن صدام.  الالم الاكبر يحصل، حينما يشترك اصحاب البيت مع اللصوص في سرقة محتويات الدار حينها تكون الطامة الكبرى.

انا حقيقة مستغرب واسأل بكل صراحة هل عصر الدكتاتور صدام حسين كان اسوء من حالة العراقيين الان؟، هل كنا عن هذه الحرية وهذا النظام نشتاق، هل كنا فعلا نحلم بهكذا رجال يقودون البلد؟ . لقد اوشكت سبع سنوات على نهايتها واحلام اطفال العراق زالت بعيدة عن التحقيق. واللصوص يتبادلون المواقع.

 قد يتعجب البعض من هذا الكلام ، لكنني اسال، بربكم ايها السياسيين متى كان المسلم الشيعي يسفك دم جيرانه المسلم السني بدم بارد ان تكونوا انتم السبب والمحرضين باسم الله؟، ومتى كان المسلم من اي مذهب يعتدي على المسيحي او اليزيدي او المندائي ان لم تكونوا انتم وليس بريمر الخنزير السبب؟ ومتى كان ابناء الحارة الواحدة يمييزون بين اصدقائهم حسب القوميات او الاديان او المذاهب او المدن والاقاليم ان لم تكونوا انتم زارعي الكراهية والحقد باسم الدين بينهم؟ الم يكن هناك قانون وان كان ذلك القانون جائر ؟ نحن لا نقول هنا ان عصر صدام حسين كان عصر ذهبي للعراقيين ،  ولكن يجب ايضا ان لا نخالط انفسنا، وان لا نخاف من ان نقول لكم ان عصركم ايها السياسيين اسوء من عصره بكثير. ماذا قدمت الحرية التي تطبقونها للعراقيين لحد الان خاصة في بغداد والوسط  ومدينة الموصل؟ اي سلام وامان جلبتم ؟

لكن لنكن واضحين هنا لا  ولن تريد  امريكا مستقبل زاهر للعراق بدون حصولها على فائدة اقتصادية في اي يوم ، لا ولن تريد تركيا استقرار للعراق الا بعد ان يتم تبديل النفط مقابل الماء الجاري في دجلة وفرات،  اما ايران فهي صاحبة اليد الطويلة في العراق الذي كان اصبح لقمة سامة في حلقها من قبل، يعلبون ويمرحون الان من شماله الى جنوبه، اليوم لا يحدث شيء فيها الا بعد مشورتها ونيل موافقتها والادهى من كل هذا انها بدات تقطع اجزاء من ارض العراق، فبعد شط العرب احتلت بكل وقاحة حقل النفطي الفكة بدون اي رد حازم من الحكومة، من يدري غدا تحتل البصرة او كربلاء او نجف بحجة المحافظة على المقدسات الشيعية.

 اما العرب فالحديث عن غبائهم طويل،  لما صارحهم صدام حسين عام 1990 في قمة بغداد بمشكلة ديونه التي كانت قليلة اتفقوا على رده بخبث بل حفروا لايقاعه فجن المجنون واحتل الكويت، فجاءت امريكا ومعها حلفائها وطرده ولطن لم تنتهي المشكلة ، فدفع صدام ثمن غلطته،حيث كانت سبب نلهايته ونهاية نظامه واعوانه، وكلف العراق انهارا من دماء وعشرات الاضعاف لهذه المبالغ وشرد اربعة ملايين من شعبه وحصلت اضطهادات وحرب اهلية وجرائم حرب ضد انسانية بالاخص ضد القوميات والاقليات الدينية،  ودفع العرب اكثر نصف بليون دولار اي اكثر من ثلاث اضعاف ديون صدام وربما سيدفعون عشرة اضعاف في المستقبل، واليوم يرسلون الى العراق الانتحارين ورجال الموت كي يزيدوا عدد الارامل والايتام

على العراقيين انفسهم بالاخص المثقفين والوطنيين فقط الامل وليس على الاجنبي الغريب ولا على ايران او تركيا الصديقة ولا على دول العربية الشقيقة،  على الذين يرفعون الشعار (الدين لله والوطن للجميع)  تقع المهمة المصيرية في هذه الايام ، عليهم القيام بالتحضير للانتخابات القادمة بصورة وطنية كافية، لقلع كل انتهازي كذاب يحب كرسي السلطية  بدون استحقاق وطني وسرق الاموال والذين هم بالتأكيد تصرفوا مثل صدام ان لم نقل باسوء، هناك لصوص ومجرمين دخلوا من الباب الخلفي و بذروا الزوان بين الحنطة، اتت ساعتكم ايها العراقيين المخلصين لتخليص وطنكم منهم لقلع سيقان هذا الزوان ورميه في النار الحارقة  كما قلعتم نظام صدام حسين ، وذلك  يتم بكل سهولة حينما تصوتون لناس وطنيين مخلصين مثلكم للعراق وحده فقط فقط، الذين هم بعيدين عن رفع شعارات الرياء والدجل، عكس الذين هم مستعدون يتكلون على رجال الدين من اجل دعمهم في الانتخابات ؟

ايها العراقيون ان الانتخابات القادمة امتحان كبير  لكم، حينما تمييزون بين الوطنيين الذين يقدسون تراب العراق وتاريخه المتدد الى ثمانية الالاف سنة وبين رجال الذين يظهرون بانهم يرتدون ثوب طاعة الله في الدين لكن في حقيقتهم هم لصوص مأجورين للاجنبي الغريب الذين هم كثرة هم سرقت ارزاق اطفالكم.



 


382
                                         جرائم حرب دولية ضد المسيحيين في الموصل
بقلم يوحنا بيداويد
8 كانون الثاني 2010
ملبورن/استراليا

خلال الفترة الزمنية الطويلة التي قاربت ثمانية الالاف سنة، ظهرت في العراق (بلاد الرافدين) ادارات سياسية مختلفة، من الامبراطوريات استمرت للالاف السنين ثم اختفت وحلت محلها غيرها. تعددت الاسماء وتعددت اللغات، ولهذا نجد اليوم في العراق قوميات عديدة منها حديثة العهد مثل العرب والاكراد والتركمان والارمن والقديمة منها مثل الكلدان-البابليين والاشوريين والسريان والاراميين التي دخلت المسيحية واندمجت فيها وانصهرت اختلافاتها في بودقتها  فاصبحت شعبا واحدا يملك نفس اللغة والثقافة والتاريخ والتراث والوطن والديانة، كذلك احتفطت بعض الاقليات الدينية القديمة الاخرى بأصولها حسب ديانتها مثل اليزيدين والشبك والصابئة المندائيين واندثرت تقريبا منذ زمن بعيد اتباع الديانة المانوية والزرداشتية.

 لان هذه الاقليات ذات عقيدة دينية مختلفة عن القوميات الكبيرة، لذلك عانت على مر التاريخ من اضطهادات وويلات لاتحصى، ودفعت انهارا من الدماء من اجل الحفاظ على وجودها. بالنسبة للمسيحيين الشرقيين لديهم مشكلة اخلاقية ودينية كبيرة هي ان ديانتهم المسيحية لا تسمح بالقتل وايذاء الاخر حتى وان كان ذلك الاخر عدواً لهم (1). هذا الامر جعلهم هدفا سهلا لجميع الاعداء والاصدقاء من جيرانهم الذين ديانتهم تعطيهم الحق التصرف بطريقة اخرى.

 الا ان هبوب نسيم الحرية على شعوب المنطقة في بداية القرن العشرين، شجعهم جميعا للتخلص من دولة الرجل المريض. وعلى الرغم من المسيحيين العراقيين بكافة تسمياتهم  كانوا طرف في الحرب لانهم لاقوا اشد المصائب من الجيش العثماني على اساس انتقامها من الدول الغربية المسيحية وخسارتها ضحايا كثيرة في المعارك، والبعض منهم كانوا في تحالف مع القوى الكبرى (بريطانيا وفرنسا ودول الحلفاء) الا ان حلفائهم لم يلتزموا بوعودهم، فاستمر حالهم على حالها، كأنه في زمن الدولة العثمانية. فانخفضت نسبتهم من حوالي 10% في 1900 الى النسبة 2% او اقل اليوم. هذه الارقام تتحدث عن نفسها وتكشف ما حدث للمسيحيين.

حقيقة حدثت مجاز ر واضطهادات كثيرة لكل القوميات داخل العراق في القرن العشرين فالقوي يفتك الضعيف وكأن قانون الغابة هو السائد، حتى في السنين القليلة الماضية حصلت حرب اهلية بين المذاهب الديانة الاسلامية ولكن توقفت الان.  لكن الامر الغريب هو استمرار الهجمة الشرسة البربرية ضد المسيحيين والاقليات الاخرى الذين ليس اي منهم طرفا او طامعا باي شيء يثير حفيظة الاخرين الانداد الاقوياء، اصبحت هذه الهجمة مستمرة طوال سبع سنوات، الامر الذي ترك البعض منا ان يشك بل يؤمن انها حملة مشبوه ومخططة ومتفقة عليها من قبل الجميع حتى من الاطراف المعتدلة التي تظهر العطف والنوايا الحسنة مجاملة لنا احيانا.

هذا الموقف يذكرنا بما حصل للفلسطينين في منتصف القرن الماضي على يد اليهود المهاجرين من اوربا، وماحصل ايضا لليهود الاوربيين على يد الحزب النازي الالماني وقائده هتلر الذي دعي  Holocaust هوليكوست كوست اي الابادة الجماعية (2).
حقيقة ما جرى في مدينة البصرة وماجرى في منطقة  الدورة – بغداد وما جرى ويجري في مدينة الموصل ما هو الا عملية هوليكوست كبيرة و منظمة من قبل جهات دولية كبيرة واحزاب عراقية كبيرة الان وتنفذ بأيادي مأجورة من اهالي المنطقة.
وإلا كيف يتم خطف الطالبة سارة ادمون من داخل جامعة الموصل، بدون اي رد فعل من المراقبين و رجال الامنيين والمسؤولين في الجامعة والمحافظة؟ اين هي نتائج التحقيقات ومتابعة القضية؟. هذه ليست اول قضية للمسيحيين في مدينة الموصل، هناك مئات  من حالات خطف واغتيال للرجال والنساء والاطفال والشيوخ. عشرات المرات فجرت الكنائس. هذه الامور حدثت وتحدث يوميا وبصورة منظمة والحكومة المحلية لازالت ساكتة لا تتحرك ولا تتحمل المسؤولية الى درجة
تجعلنا ان نشك كأنها هي  متفقة او مؤيدة  لما يحصل. كثير من الحوادث والجرائم التي حدثت لشعبنا لا يوجد تفسير اخر لها سوى ما قاله هؤلاء المجرمين في رسائلهم التي وضعوها تحت ابواب بيوت المسيحيين (اخرجوا من ديار الاسلام !) وهذه بعض من هذه الحوادث:-

1- جريمة قتل الاب رغيد كني والاب اسكندر والمطران بولص فرج رحو والشمامسة ومرافقيهم على يد مجهوليين بدون توجيه تهمة لحد  الان لاحد، الا لجهات مجهولة وعدم كشف نتائج التحقيقيات(3) لحد الان. وكأن شعبنا يعيش في الكهوف لا يعرف الحقيقية، كلا شعبنا يقظ وواعي لما يحدث، إنها حالة مقصودة ومخططة، إنها هولي كوست  للمسيحيين في هذه المنطقة.

2- قضية اختطاف الطالبة سارة ادون من حرم الجامعي قبل اسبوع بدون وجود اثر للقضية لحد الان حتى في الاعلام، وهنا نتذكر كيف توقف الطلاب المسيحيين من الذهاب الى الجماعة قبل بضعة السنوات الا بوضع الحجاب. هي اشارة اخرى لعملية هولكوست ضد المسيحيين.

3- الانفجارات المتكررة في اقضية وقرى المسيحية من بغديدة وتلسقف وبطنايا وتلكيف والاحداث الاخيرة في برطلة  هي شهادة قوية اخرى لعملية هولي كوست ضد المسيحيين.

4- محاولة ادارة مجلس المحافظة في مدينة الموصل قطع وتوزيع اراضي في بغديدة وكرمليس لغير الساكنين فيها دلالة واضحة الهدف، هي التهويل والتخوين والتهجير، هي Genocide كالابادة العرقية التي حدثت للالبان في كوسوفو قبل عشرة سنوات.

5- اذا كنت مخطئا في كل ما ذكرته في اعلاه ، فانني متأكد من ان اقدام شرطي الذي يعمل حارسا للكنيسة الى عمل مشين بتعليق صور لائمة الشيعية  اثناء واجبه في داخل الكنيسة هي عملية مدروسة ومخططة ومُتفق عليها ، وهدفها صنع فتنة طائفية ضد المسيحيين من قبل الاخوة الشبك وغيرهم  في المنطقة بالاخص ضد بلدة برطلة المسيحية في الايام الاخيرة .


 ان هذا الحادث بذات هو اشارة واضحة من ان الشرطي الذي يبحث عن رزق عائلته لن يقوم بهذا العمل إن لم يكن هناك ايادي مجرمة استأجرته الى القيام بهذا العمل المشين . وإلا كيف يجريء شرطي بحمل اعلام المظاهرات وهو يرتديء ملابسه الحكومية الرسمية، الا يوجد تفاهم وتأييد من مسؤوليه لقيامه بهذا العمل؟ الا يوجد ضوابط للوظيفة الشرطي ام ان الشرطة انفسهم منقسمين بين الاحزاب والتكتلات السياسية ويعملون كمرتزقة ومجرمين للاعتداء على الاخرين وبالاخص المسيحيين؟

سواء اعترف المسؤولون الامنيون (من الشرطة والجيش ورجال الامن وشرطة المرور وحراس البنايات) والمسؤولون المدنيون (من اعضاء مجلس محافظة الى اخر موظف في الحكومة ) ام لم يعترفوا، انهم متهمون في  مشاركة في قضية هوليكوست ضد المسيحيين والاقليات الاخرى في هذه المدينة.
 
من منبر عنكاوا كوم ، ادعوا جميع ابناء شعبنا  في الداخل والخارج بمختلف تسمياتهم يعوا لما يحصل لاهلنا في سهل نينوى وان يدركوا هذا المخطط، وان يعلموا ان اعدائهم كثيرون مثل رمال البحر وخطتهم واضحة هي الابادة الجماعية او الهجرة او الاستسلام.

 كفاكم الانقسام على امور ثانوية، حان الوقت لرفع قضيتكم المصيرية الى محافل الامم المتحدة والمحكمة الدولية ضد جرائم الحرب ضد الانسانية في لاهاي، الى محاكم الاتحاد الاوربي  والكونجرس الامريكي الذي يجب ان يتحمل اثار قرار تصويته لغزو العراق وغيرها من الجهات المعنية التي لها المصدقية في القضايا الانسانية.  كي ينظروا الى قضية شعبنا (قضية هولي كوست ضد مسيحيين في العراق وبالاخص في مدينة الموصل) كي يتم القاء القبض على كل مجرمي الحرب ضد الانسانية (كما فعلوا في كوسوفو وشمال افريقيا وحرب العالمية الثانية) وعلى كل المسؤولين المتواطئين في هذه الجرائم الدولية والموظفين والمسؤولين الحكوميين الذين لا يقومون بمهماتهم  القانونية في حماية المدنيين في المدينة  بالاخص المسيحيين.
................
1- المسيحيون الغربيون لم يتمسكوا بهذا المبدا دافعوا عن ذاتهم لذلك لم تندثر قومياتهم
واستمرت دولهم.
2- Holocaust هوليكوست مصطلح اطلق على المحارق والابادة الجماعية التي قام بها هتلر ضد اليهود في الحروب العالمية.
3- حاولت بعض الجهات الرسمية بتصغير القضية بإدعاء بانهم مسكوا مجرما واحدا اسمه احمد  علي محمد في ايار 2008 اعترف انه قام بالجريمة الكبيرة خطف وقتل المطران الشهيد رحو و ادعى انه احد قادة القاعدة وحكم عليه بالاعدام.

383
                  لماذا احتلت ايران حقل الفكة الان ؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
25 كانون الاول 2009

ايران دولة اسلامية جارة للعراق، على مر التاريخ كان هناك صراع بينها وبين الحكومة الوطنية في العراق منذ زمن السومريين و الاكديين والبابلين والاشوريين واخيرا الكلدانيين. بعد ان سقطت جميع الادارات والمماليك الوطنية العراقية القديمة في وادي الرافدين،  انتقل الصراع بينها وبين الدول المحلتة (اليونانية والرومانية ) من جانب والدولة الفارسية  من جانب الاخر. لكن اكبر ضربة موجعة حصلتها كانت ضربتان، الاولى على يد القائد الاسطوري اليوناني اسكندر المقدوني والثانية في زمن الفتوحات الاسلامية على يد سعد ابي وقاص.

في القرون التي تلتها حدثت الكثير من المحاولات لزعزعة حكم في عهد العباسيين من قبل البرامكة لكن لم يفلحوا، الى ان هبت هجمة المغول والتتر على الشرق والاوسط  فاحرقت الاخضر واليابس. في القرن السابع عشر حاول نادر شاه مرة اخرى غزو مدينة الموصل وضواحيها الا انها باءت محاولته بالفشل بعد ان تفشى الطاعون في جيشه. في زمن الدولة العثمانية استطاعت ايران عقد معاهدة ارض روم مع دولة رجل المريض وقطع عربستان وجزء الشرقي من شط العرب من العراق والحاقه بها.

وفي الربع الاخير من القرن العشرين حصلت حرب مدمرة بين العراق وايران في زمن صدام حسين لاسباب كثيرة ليست موضوعنا الان.
نحن الان في نهاية سنة 2009 من تاريخ الميلادي، وعدو الاول لايران (صدام حسين) خسر المعركة بسبب اخطائه الكثيرة ودكاتوريته وعنترياته ومسك به في البراري وسجن وحكم عليه بالموت وشنق امام كاميرات العالم بدم بارد من قبل اصدقائه واعدائه. لعل القاريء العزيز يسأل الان في ذاته ما دخل هذا السرد التاريخي لقضية احتلال ايران الحقل النفطي العراقي في منطقة الفكة؟!

الحقيقية ان تاريخ المنطقة مترابط معا وكل شيء متوقف لما حدث في الماضي .
ايران اليوم تعلمت كما يقول المثل ( من اين يُؤكل الكتف)،فاحتلت حقل الفكة برأينا المتواضع لاسباب كثيرة لها علاقة بما حدث بينها وبين العراقيين في الماضي وكذلك لاسباب استراتيجية لها علاقة بالمستقبل وهذه بعض من اهم الاسباب لاحتلالها حسب ما نعتقد :-

اولا:-
اقترب موعد الانتخابات في العراق بعد جهد جهيد وتفادى العراقيين اختلافاتهم الكثيرة على المضض وعبر قانون الانتخابات في التوصيت البرلماني . فلم يعد امام ايران الا ان تغربل الكتل السياسية العراقية الموالية  والمعارضة لها لا سيما من الاحزاب الشيعية ، فايران تريد تعرف من الان يقف مع سياستها ومن يقف ضدها، انها عملية فلترة، من جانب اخر تريد حصر السيد رئيس الوزراء نوري المالكي من رفع اي شعار وطني في العراق في انتخابات القادمة الا بعد ان يحصل على توقيعها (والحليم تكفيه اشارة)  كما يقول المثل .  بالاختصار تقسيم القوة الشيعية بين مؤيدها ومعارضيها وبالتالي يسقط نوري المالكي في الانتخابات القادمة .

ثانيا:-
 ان الحكومة العراقية والامريكية وقعوا معاهدة الامن، ايران تريد تمتحن هذه الاتفاقية ، تريد ان تعرف مدى مصدقية وجدية امريكا في الدفاع عن العراق في مثل  هذه المواقف وكذلك نوع التصرف الذي ستتخذه الحكومة العراقية. وربما ايران تريد ان تسبق العرب في مسك خيوط اللعبة السياسية قبل ان يطرح العرب قضاياهم على اي مائدة مفاوضات في المستقبل، لانها تعرف جيداً صراعها مع عرب الخليج قادم عاجلاً ام اجلاً.
ثالثا:-
 ايران تظن لها ديون بحوالي مئة مليار دولار على العراق كتعويض لخسائر الحرب العراقية الايرانية تريد وسيلة او (شيك)  كي تحصل على هذه التعويضات اي انها عملية ابتزاز،  ولا يهما ما حصل للعراق تلك الحرب وما بعدها  وما بعد سقوط حكم صدام، خلال الحرب الاهلية التي كانت هي تزيد من وقود نيرانها من الجهة الشرقية.

رابعا:-
ان العراق وبعد حوالي سبع سنوات مقبل للمرة الثالثة على انتخابات ديمقراطية وطنية ( وان كان فيها الكثير من الخلل لحد الان)، في كل مرة صعدت حكومة وطنية  وديمقراطية ومخلصة للشعب اكثر من التي سبقتها.  فهي متخوفة من صعود قوة ديمقراطية وطنية حديثة من الشباب كما حصل في الثورة الفرنسية قبل 160 سنة،  فتقلب اتجاهات السياسية العراقية رأساُ على عقب وتتخلى عن حلفاء الامس الذين يمارسون العداء اكثر من الاعداء اليوم!.

خامسا:-
 ايران تريد تربك المشهد السياسي العراقي وتزيد الانقسام الداخلي الذي ابتلى العراق به بين المذهبية والقومية والدينية والقبلية والعشائرية كي تخلق مشاكل قبل الانتخابات كي يفشل المشروع الوطني والديمقراطي وحتى التوافقي في كل الاحوال.

هذه بعض الاسباب وربما هناك اسباب اخرى في العلاقات و التحالفات السياسية غير معلنة لا نعرفها لحد الان.
لكن كلمة قصيرة نوجها لاخوتنا العراقيين جميعا من دون استثناء. لن يفيدكم الانقسام، ليس لكم اصدقاء، حلفاءكم كالاعداء، تاريخكم اقدم من التاريخ نفسه. اخترتم اسوء الطرق السياسية وهي التوافقية كطريقة لادارة  الحكم في العراق الجديد، لكن لم تختاروا الولاء للوطن ابدا.

 ارجعوا الى اهلكم الى تاريخكم الى حضارتكم الى انجازات اجدادكم في الماضي ومن ثم فكروا في التوافقية ولكن حذار ان تعطوا الاولية لغير الوطن والشعب والاخلاص لهما مهما كانت الاثمان. لا احدا في العالم يريد خيركم ايها العراقيون من دون ثمن، الا تكفيكم التجارب ؟!، ألم تتعلموا من دروس الماضي بعد، ليكن الله في عونكم الى متى ستكونون نائمين!!!

384
عبد الله النوفلي يلقي محاضرة عن

واقع المسيحيين في العراق في مدينة ملبورن

 

القى السيد عبد الله النوفلي رئيس ديوان اوقاف المسيحيين والديانات الاخرى في العراق مساء يوم الامس الاثنين المصادف 21 كانون الاول 2009 في قاعة كنيسة مريم العذراء حافظة الزوع في مدينة ملبورن محاضرة تحت عنوان:

 

                                      ديوان الاوقاف ومستقبل كنيسة العراق

 

في البداية رحب الاب ماهر كوريال باسمه وبإسم اباء الكهنة وابناء الكنيسة بالضيف العزيز، ثم  طلب من الحاضرين المشاركة في صلاة جماعية من اجل سلامة اهالينا في العراق وكل الامكان،  بعدها قدم نبذة مختصرة عن حياة المحاضر ونشاطاته في الكنيسة.

ثم بدا الاستاذ النوفلي بمحاضرته بمقدمة عن تاريخ الكنيسة في العراق والاضطهادات التي مرت عليهم منذ الاضطهاد الاربعيني في زمن شابور الى نهاية الالفية الثانية ثم تطرق الى وضعهم في العراق بعد 2003.

كذلك تطرق الى النشاطات والمشاريع التي اقامها الديوان في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها العراق منذ تأسيسه، والى مشكلة الهجرة التي تشكل خطر حقيقي لوجود المسيحيين والاقليات بسبب الاضطهاد وقلة فرص العمل وتشجيع الاقارب والاهالي في المهجر.

في رده الى اجوبة الحاضرين وضح اهمية استمرارية الكنيسة في العراق التي انشئت في المئة الاولى من المسيحية، واكد ان بقاء المسيحيين في وطنهم له اهمية كبيرة، لانهم يشكلون مع القوميات الاخرى من المواطنيين الاصليين الذين ترجع اصولهم الى السومريين والاكديين والبابليين والاشوريين والكلدانيين وجميع القوميات الاخرى. كذلك نوه الى نقطة مهمة وهي وجود نقل معلومات بصورة  خاطئة وغير صحيحة لاهالينا في العراق عن الوضع في المهجر بالاخص الظروف المالية والاجتماعية التي يعيشها شعبنا في المهجر.

بعد المحاضرة استضاف السيد وليد بيداويد السيد عبد الله النوفلي مع مجموعة من اصدقاء و المعارف في قاعة اغادير الى وجبة عشاء.

يذكر ان السيد عبد الله النوفلي في  زيارة الى استراليا بدعوة من جمعية الخابور الكلدانية في سدني.

وهذه مجموعة من الصور

 








385
حفلة عشاء على شرف الوزير السابق نمرود بيتو

اقامت ادارة قاعة ومطعم اغادير حفلة عشاء على شرف الوزير السابق في حكومة الاقليم الخامسة السيد نمرود بيتو سكرتيرالحزب الوطني الاشوري. وقد حضرها عدد من ابناء الجالية بصفة مستقلة.

استمع الحاضرون الى السيد الوزير الذي تطرق على وضع شعبنا في العراق بصورة عامة وفي مدينة الموصل بصورة خاصة ووضعهم في اقليم كوردستان والانتخابات القادمة وقضية التسمية وحكم الذاتي.

طرح عدد من الاخوة الحاضرين اسئلة حول هذه المواضيع وغيرها التي اجابها السيد بيتو حسب رؤيته وخبرته. في الختام شكر السيد الوزير الحاضرين في مقدمتهم الاب كوركيس توما الذين حضروا هذا اللقاء ، كما شكر السيد وليد بيداويد على تبرعه بإقامة هذه المناسبة.

وهذه مجموعة من صور اللقاء


















386
                          
عيد بأي حال عدتَ على مسيحيي مدينة الموصل يا عيدُ ؟!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
17 ك الاول 2009


ذكرني البيت الاول من  قصيدة  الشاعرالعربي الكبير المتنبي (1)  حينما كان في مصر ويود مغادرتها سرا بعد عد لها طويلا . بما يحصل لاخوتي وابناء جلدتي من المسيحيين في مدينة الموصل  والعراقيين عموما في هذه الايام التي تصادف اعياد الميلاد المجيدة.

في مدينة الموصل حيث يوجد في كل شبرمنها شهادة تاريخية لدم شهيد اوقديس مسيحي، في مدينة الموصل  الاثرية، حيث يتحدث التاريخ اكثر من قصص شهرزاد في الف ليلة وليلة،  اصبح اليوم  دم المسيحيين  و من بقية الاقليات الاخرى من المندائي واليزيدي والشبك مهدوراً امام اعين المسؤولين من دون اجراء فعلي او حل جذري من قبل المسؤولين.

لو كان بإمكان الاحجار ان تتحدث عن الماضي لكانت اخبرت هؤلاء السفلة المجرمين القادمين من بلاد الهجمية وشريعة الغاب الذين لا يستطيعون التنفس في بلدانهم جاؤوا الى مدينة الموصل يريدون زرع الفتنة والحقد والكراهية بين العراقيين الذي كان يضرب بهم مثل على مدى تاريخ الحديث، على الاقل في القرن العشرين . لكانت هذه الاحجار تخبرهم كم مرة ومرة اسقتهم دماء شهداء المسيحية والانسانية المبينة على محبة الغريب كالقريب والعدو كالصديق .

انني اطلب السماح والمغفرة من الله حينما اقول فرضاً  (حاشا عنه) كان المسيح كذابا وانه مسيح غير حقيقي ، وفرضا ان الرسل حرفوا الكتب الدينية والاناجيل لمصلحتهم كما حصل ويحصل في غير اماكن، وفرضا قصص تاريخ الشهداء الكنيسة الشرقية كلها اساطير ملفقة. فرضا ان المسيحية الحقيقية هي غير موجودة في المسيحيين العراقيين وبالاخص في مسيحيي مدينة الموصل.

 لكن استحلفكم بالله الذي انتم تؤمون بها، هل وجدتم شائبة في اخلاق هؤلاء المسيحيين ،أليست احسن الاخلاق؟  على الاقل احسن من اخلاق هؤلاء القتلة؟ ، هل وجدتم  مسيحي يسرق او قتل او يظلم ، يخون ، يكره، ينافس الاخرين من خارج القانون او يرتشي؟

ألم يتخرج من نسل  دماء شهدائنا في مدينة الموصل الاف الاطباء المشهورين على اقل خدموا في الصحة وعلاج  الامراض واجراء العمليات لاهاليكم ولاطفالكم لابائكم العجزة؟. لماذا تقتلون ابنائهم واهاليهم اليوم ؟

ألم يكن الاف من ابناء مدينة الموصل وضواحيها يدرسون في المدارس والجامعات والمعاهد والثانويات على ايدي معلمين واصحاب شهادات العليا من المسيحيين، يطبقون مقولة (النور علم والجهل ظلام) او ( اطلب العلم ولو في الصين!) اليست هذه الاقوال من تراث الاسلامي؟

الم يخرج الاف المهندسين والعلماء والمفكرين والكتاب والفنانين والشعراء والمسرحيين والرسامين واخرون في شتى انواع المعرفة والثقافة من ابناء المسيحيين في مدينة الموصل وسخروا علمهم وجهودهم وخدمتهم للعراقيين من دون تفرقة او عنصرية ؟.
ألم يخدم الاف منهم في وظائف في دوائر الدولة بكل اخلاص وامان وانتم تشهدون على ذلك؟
ألم يستشهد الاف منهم في الدفاع عن الوطن معكم وبالاخص مع اهالي مدينة الموصل؟
ألم تحمل مدينة قرقوش لقب مدينة الشهداء بغض النظر عن اسباب الحروب التي دخلها كل العراقيين؟
ألم تكن اول مطبعة دخلت العراق عن طريق مسيحيي مدينة الموصل ومنه انتشر العلم والمعرفة كالشمعة في الظلام؟
اية ذنب اقترفوه كي يهدر دمهم  بلا رحمة ويسكت عنهم اهاليهم واصدقائهم من اهالي مدينة الموصل؟
لعل البعض منكم وكما هو المتوقع، يقولون ليس اهالي مدينة الموصل من يقوم بهذه الاعمال.
لكن سؤالنا اذن من اين يأتوا هؤلاء المجرمين القتلة ؟
من اين يعرفوا عناوين الكنائس والمحلات المسيحيين واصحابها؟
اين يعيشون من يستقبلهم و يغذيهم ويشربهم ويسكنهم؟ ومن يزودهم بالسيارات المفخخة، من يزودهم بالاسلحة الاخرى ؟ من يرشدهم الى المواقع التي يجب ان يفجروا فيها انفسهم؟

نعم يا اخوتي اهالي الموصل العزيزة، لستم كلكم متورطين في الجريمة ولكن اين موقفكم الشخصي اين ضميركم عن هذه الجرائم؟  اين اصوات الشيوخ ورؤساء العشائر واصحاب النفوذ  على الاقل؟  اين موقف المثقفين، اين موقفكم الانساني، اين حبكم للجيران ومودتكم لهم ؟ ام لم يعد لبعضكم اية مبادئ؟

  اين علاقة الزاد والملح مع المسيحيين خلال 14 قرنا من قبلكم؟  الا ترون سكوتكم عليهم هو علامة الرضا ومشاركة  الجزئية في الجريمة.؟
لحد الان لم نرى جهد حقيقي من اي طرف لمساعدة المسيحيين في مدينة الموصل من حمايتهم وتشجيعهم للعودة الى بيوتهم بالعكس نرى علامات الشر تحدق من عيون المتربصين في ظلام الليل للانتقام.

نعم في مثل هذا الايام الجميلة المباركة كان اهالي مدينة الموصل من المسيحيين يحضرون انفسهم لاستقبال الفرح الكبير،  انها ذكرى ولادة معلمهم السيد المسيح  الذي اوصاهم بالمغفرة لهؤلاء القتلة،  لكن هؤلاء القتلة مصرين على القتل وبمساعدة الاخرين الذين كانوا لحد الامس اخوة لنا، اية مفارقة يعيش الانسان في هذا العصر! .

في مثل هذه ايام كان المسيحيين في مدينة الموصل يحضرون لاهاليهم واصدقائهم وجيرانهم من المسلمين والمسيحيين الكليجة والكبة الكبيرة والصغيرة والباجة شتى انواع الاغذية كي يقدمونها لزائريهم من الجيران المسلمين والمسيحيين،  ويملؤون السلة من شتى انواع الجكليت والحلويات والحلقوم  والملبس كي يقدموها لاطفال المسيحين والاسلام في المحلة من دون تمييز ، لكن القتلة المجرمين حرموا عليهم  في هذه الايام حتى النزول الى السوق؟.

لا اعرف كيف يسمح العراقي المسلم بقتل اخية العراقي المسيحي من دون سبب سوى لانه مسيحيي؟ هل انتصاركم يتحقق بقتل المسيحيين؟
........
1-   ان هذا البيت هو مطلع قصيدة المتنبي حيث يقول:
عيدُ بأيةِ حالٍ عُدتَ يا عِيدُ
بما مَضى أَم بِأمِرٍ فيكَ تَجديدُ
    في هذه القصيدة يهجو المتنبي الزمن على بعد وفراق الاعزاء منه في مناسبة المهمة. ويتمنى ان لا تأتي المناسبة وهو في الغربة يقاسي الوحدة.




387

انا اسف نقل الموضوع الى باب الفكر والفلسفة
على الربط التالي :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,367935.msg4322406.html#msg4322406

388
منع عراقيي المهجر من التصويت عمل غير وطني ؟!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
15 تشرين الثاني 2009

لعله عنوان غريب مرة اخرى، انه سؤال مكرر: متى يكتفي البعض من اهل العراق من الشقاق والنفاق ( معذرة للوطنيين العراقيين واصحاب المبادئ فانهم مستثنون)؟. كما توقعنا قبل اسابيع ان الرياح تاتي في العراق بما لا تشتهيها السفن. بينما الشعب العراقي  في هذه الايام هو في اشد حاجة الى الخبز اليومي والسلام والامان وارسال اولادهم الى المدارس للتعلم بدلا من الضياع في الشوارع او الدخول في معسكرات لتعليم القتال والاجرام،نرى الساسيون كالعادة يزجون بهم في اتون النار في كل اجتماع يخرجون منه او قرار يتخذونه باسم .

في هذه الايام يبدو ان قارب الشعب العراقي  لن يرسوا الى الامان كما حصل لقارب جدهم النبي نوح، بل هناك خطر التمزق والانحلال والضياع والحروب الاهلية وعودة فرق الموت والقتل على الهوية وعودة نسبية لفكر القاعدة بين المجتمع العراقي.هذه الصور هي اتية من الاخبار المتشاؤمة التي نسمعها او نراها على قنوات التلفزة اونقراها في المواقع الالكترونية.

لا اعرف كيف يسمح اي عراقي لنفسه بمسح وجود اخيه العراقي الاخر بغض النظر عن دينه او قوميته او مذهبه او طائفته او حزبه او بسلب حقه؟ ، لا اعرف كيف يسمح نواب الذي انتخبهم العراقيون في الداخل والخارج ان يصوتوا على منع عراقيي المهجر من التصويت؟!. بحجة (عند البعض) صعود البعثيين مرة اخرى الى الحكم من خلالهم . او لان عراقيي المهجر  انتهت وطنيتهم كما يظن البعض الاخر .

في الحقيقة، سجل نائب رئيس الجهمورية الهاشمي هدفا كبيرة في مرمر خصومه بنقض قانون الذي مرره البرلمان بحرمان او تقليص نسبة تمثيل العراقيين في المهجر. كذلك قانون كوتا الخاص بالاقليات حيث لم يتم حساب نسبتهم في المهجر التي بلا شك تتجاوز العدد المخصص لهم من اعضاء البرلمان الان.

هذا الموقف المشرف للهاشمي هو وطني بعض النظر عن سياسة حزبه او مواقفه الشخصية الاخرى و بغض النظر عن الاسباب المدفنونة في الاورقة السياسة العراقية التي جعلت النواب من التصويت لصالح القرار بمنع عراقيي المهجر من التصويت. فان العراقيين في المهجر يرون في نقضه للقرار هو وصول صوتهم من وراء البحار الى مسامع كافة المسؤولين داخل مجلس النواب.

هل يظنون السادة اعضاء النواب هم اكثر عراقية من عراقيي المهجر؟ ألم يٌجبرونهم على الهجرة  بسبب ضياع الوطنية في احزابهم لا سيما الكبيرة منها؟ ألم  يصرفوا اكثر من 300 مليار دولار (فقط اموال عراقية) خلال السنوات الست الماضية على العراق وهو لا زال على حالة خراب اكثر ما كان في زمن هولاكو. اين ذهبت هذه الاموال؟ من المسؤول؟

همسة في اذن الخائفين من البعثيين، ان البعثيين لن يستطيعوا الوصول الى الحكم ان لم يكونوا افضل منكم او الا من خلالكم، العراقيون جربوا البعثيين وعرفوا قذارة اعمالهم ولكن اظن كما يظن الكثيرون، ليس كل بعثي مجرم . ومن منهم مجرم ويداه ملطخة بدماء العراقيين لديكم قانون ومحاكم وسجون ومشناق احكموهم بالعدل، ولكن هل كل من عمل تحت نظام البعث في العراق هو بعثي؟!، وهل تنعدم الوطنية تماما لدى كل البعثيين انفسهم؟ ان اجوبة هذه الاسئلة معروفة .

 لكن غرابة العراقيين هي، لحد الان لم يلد تكتل وطني كبير بعيد عن الطائفية او القومية او الاحزاب الدينية في العراق، كذلك لم يكونوا العراقيين على علم بانه لن يكن هناك فرق كبير (من ناحية الامن والسلم وسرقة اموال الدولة وخطف وقتل الابرياء) بين البعثيين الصداميين المجرمين والديمقراطيين الانتهازيين الذاتيين(على اقل لحد الان)!!!.

نحن نعرف ونتوقع في السياسية هناك مجال للكذب والنفاق والتلفيق والمصالح الشخصية والمال والرشوة والنفوذ ...الخ .وهذه الرغبات المعيبة موجودة لدى الساسيين بصورة عامة في كل دول العالم، ولكن من ناحية المبدأ والقانون هذه الرغبات تصبح جريمة حينما يتم الكشف عنها او اثباتها على اي مسؤول مهما كان موقعه او مرتبته وينال السياسي المخالف عقوبته حسب القانون (في الدول الديمقراطية والتي يطبق القانون فيها بدون استثناء) ومن ثم  تأتيه عقوبة اخرى من الشعب اثناء عملية التصويت وعقوبة ثالثة تصبح سمعته سيئة في التاريخ لدى الاجيال القادمة، فهل اخواننا اعضاء البرلمان والسياسيين  كانوا يعرفون هذه الحقيقة، اي ان عراقي المهجر لن يصوتوا الا للديمقراطية والوطنية، لذلك عاقبوهم بعدم السماح لهم بالتصويتهم او بتحجيم نسبة تمثيلهم؟؟؟؟



389
                لو كنت في محل نوري المالكي؟!!

بقلم  يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
الثلاثاء 10 ت2 2009

لم يعد سرا على احد، ان العراقيين في القرن الماضي جربوا حظهم في حكومات عديدة ومختلفة،  حكومات ملكية وحكومات جمهورية وحكومات دكتاتورية، وان الاحزاب القومية والاشتراكية الدينية،كلهم جربوا حظهم في تشكيل هذه الوزرات  ولكنهم فشلوا ، هذا ليس تلفيقا وانما حقيقة ملموسة لا سيما في المرحلتين الاخيريتن ( مرحلة البعث وبعدها) ، ولكن فشلها كان على درجات بين سيء والاسوء.

في هذه الايام بعدما اوشكت الحكومة الحالية ومجلس النواب على نهاية دورتهم ، وبعد جهد جهيد و انتظار طويل، اخيرا مرر مجلس النواب قرار الانتخابات يوم السبت الماضي وتم تبنى القائمة المفتوحة وتم ايجاد حل توفيقي ان لم اقل مؤقت لمشكلة كركوك، كذلك تم النظر على الاقليات و اعطيت حقوقهم بالقطارة فتم تخصيص مقاعد كوتا خاصة بهم.

طبعا لن انسى  انجازهم الوطني الكبير في تمرير قانون تقاعدهم ومنح انفسهم ومخصصات عالية ، فكأن كان هم الاول للاخوة النواب خلال السنوات الاربعة الماضية، هو ضمان مستقبلهم ومستقبل عوائلهم و حصولهم على الجوازات السفر الدبلوماسية، كي تكون حاضرة للسفر او الهزيمة الله اعلم؟، وكأنهم يدركون ان الامور في العراق لن تستقيم، ان لم اقل لم يكن لدى بعضهم ابدا الايمان بمستقبل العراق فلم يكونوا الرجل المناسب في الموقع المناسب . بعد تكرار التصويت  وحصول الرفض ضده مرات عديدة،  تم تمريره بقدرة قادر  في الدقيقة الاخيرة ، كما كان صدام يغير القانون بجرة قلم؟!!.

اصبح واضحا ان الخارطة السياسية العراقية حاليا تبدو خالية من الصوت الوطني الشمولي لكل مكونات العراقية، التي هي بعيدة من نفوذ الديني او الطائفي او القومي. وكأننا في بداية التغير ، اي في عام 2004. الحقيقة هذا الوضع ان دل على شيء فهو يدل على ان اصحاب المبادئ الديمقراطية والعلمانية لازالت مختفية، لا توجد الا على مستوى المقالات والمقابلات والتصاريح الاعلامية في المهجر. وان مفهوم الديمقراطية ناقص واعوج في مجالس السياسية العراقية.

كان لمعظم العراقيين املا بقائمة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء المالكي فقط، على الرغم من قاعدة هذه القائمة هي حزب الدعوة المعروف في مقاومته لحكومة صدام سنين طويلة، الا ان السيد نوري المالكي كان غير من نبرته قبل سنة او اكثر خاصة في انتخابات مجالس البلدة وكان قد نال استحقاقه لهذا التوجه الوطني ففاز حوالي نصف المقاعد للمجالس البلدية ، فظهر امام العراقيين انه اصبح مؤمن بالديمقراطية وانه اقتنع بان الحل الوحيد امام العراقيين هو الوحدة الوطنية البعيدة من كل التيارات انفة الذكر وان السير فيه للامام ليس خطرا بالعكس هو الطريق الاصح.

حقيقة لو كنت في موقع المالكي استمر على هذا المنوال مهما كلف الثمن، كنت اخوض الانتخابات لوحدي بقائمة دولة القانون الوطنية دون تردد على الرغم من خطورة الخسارة، بعيدة كل البعد من التيارات القومية والدينية و المذهبية التي فشلت في تحقيقة ادنى درجة من الامن والسلم والعدالة والحرية وتوزيع الثروات بصيغة عادلة والقضاء على الفاسدين والسراق والمجرمين، كنت اسجل لنفسي موقف وطني كبير في التاريخ مثلما سجله المرحوم الشهيد عبد الكريم قاسم في وطنيته. كنت اغير الكثير في وزراتي القادمة عن الحالية التي هي شبيه بوزارات ملكيتها تعود لحزب الوزير نفسه؟!!!

وكنت افضل رضى العراقيين (حتى في حالة الفشل) على كرسي الملعون المنجز من النفاق والكذب السياسي الذي اختنق العراقيين  به خلال 90 سنة الماضية، هذا النفاق الذي ارتدى في كل مرة  ثوبا جديدا بين الشعور القومي و الالتزام  الديني او الطائفي.

ولكن شتان بين الفعل والتمني!!!!

390
الاصطفاف السني والكردي والشيعي مع انفسهم  علامة لهزيمة الديمقراطية

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
5 تشرين الثاني 2009

في هذه الايام العسيرة والمخيفة على مستقبل الشعب العراقي هناك علامات ومؤشرات لرجوع السياسيين الكبار الى مقاعدهم الاولى عند انتخابات 2004 و 2005 او قبلها وبقاء الصراع بين الكتل على اساس الطائفية والمذهبية والقومية والدينية على حاله، إن لم يتجزء العراق في مستقبل القريب؟!!!!.

فالسياسين السنة الكبار الذي يتمثلون بتيار (علاوي والهاشمي والمطلك وغيرهم ) اصطفوا في ائتلاف قوي شبه سني، يريدون تحقيق عراق ديقراطي خارج الطائفية في هذه الانتخابات حسب ارائهم.

الاخوة الاكراد باستثناء كتلة التغير والاصلاح الجديدة المنشقة من حزب مام جلال فانهم متفقون على ان مصيرهم واحد، لذلك لا مجال امام من يفكر في ذاته لوحده وانما كلهم يشعرون في قافلة واحدة بالاخص في القضايا المصيرية الشائكة مع الحكومة المركزية.

الاخوة الشيعة كانوا اكثر جهة ملامة لما حصل من الفساد الاداري في الحكومتين السابقتين  لان منهم خرج رئيس الوزراء مرتين (الجعفري والمالكي) باعتبارهما اكبر الكتل ولكنهما لم ينجحا في مهمتهما الا قليلا.

الحق يجب ان يقال هنا ، ان المالكي جرب التغير ووقف عند كلمته في انتخابات مجالس البلدية ورفع شعار الوطنية فوق كل المسميات ونال ثقة العراقيين من وراء ذلك في مناطق شيعية وسنية . وحاول بناء تكتل سياسي عراقي وطني جديد بعيد عن المذهبية والقومية والدينية خلال الاشهر القليلة الاخيرة  الا انه يبدو اصبح محاصرا  وشعر بضعفه خاصة بعد اصطفاف السني الاخير وابتعاده عن الاكراد لذلك بدات علامات عودته الى الائتلاف الشيعي الذي فرض عليه شروط وتغيرات كثيرة في البداية  بالاضافة الى الضغط الايراني المستمر عليه من الجانبين السياسي والامني!، مرة اخرى متوقعة جدا.

على الرغم من عدم وجود اي علامة لتاجيل الانتخابات، الا انني اشك بانها سوف تتأجل عاجلا ام اجلا، وان الايام القادمة سوف تفصح عن ذاتها، لا سيما ان القضايا الجوهرية (كركوك، قانون الانتخابات، والمعاهدات والعقود الكبيرة) لازالت بعيدة عن ايجاد اي توافق في حلها بين السياسيين الكبار.

هكذا نرى موسما اخرا من خمس سنوات وربما اكثر يعبر وان بذور الديمقراطية لم تخرج من قشورها ولم يتم حتى تبللها,

 وان موضوع وجود نظام او قانون او دستور يسر الحياة السياسية و جميع مرافق الحياة  اصبح مشكوك فيه!!!!!!!!!!!

لانه يظهر لايوجد بند في دستور يحمي اصوات الاغلبية، او اصلا لا توجد اصوات لتشكل الاغلبية!!

 فان كان احدا ملاما لما حصل او يحصل هو السكوت الشعبي لدى العراقيين على الاحزاب الكبيرة وقادتها على اعضاء البرلمان الذين لم يكن يهمهم سوى تعديل رواتبهم واخيرا على مؤيدي ومحبي الديمقراطية الذين يبدو جهدودهم وقواهم ونفوذهم وصوتهم ليس له اي وجود حقيقي بين ابناء شعب العراقي.

وان كان هناك املا ، لايجاد تكتل وطني قوي في العراق، فانا اظن كان يجب على تيار السني (هاشمي ،علاوي، مطلك واخرون)  يتحالفوا معا لحد النهاية مع تيار دولة القانون (المالكي) مع وجود ضمانات للاصلاح وحل جميع القضايا على اساس الاخلاص للوطن ووضع مصلحة الشعب فوق كل الاعتبارات.

 ولكن هيهات هيهات فكل واحد يريد الكرسي لنفسه، و يصارع من اجل حصته وهذا هو  الشر الذي ابتلى به العراقيين من دون معرفتهم.

الخيار الاخير الباقي امام العراقيين في حالة سير الامور على هذا المنوال، هو ان يقاطع الشعب العراقي باجمعه الانتخابات وتقام مسيرات للمطالبة باستقالة الحكومة والبرلمان و هيئة الرئاسة واجراء انتخابات جديدة تحت اشراف جهة معتدلة وان يقول العراقيون كلمتهم الاخيرة في الفصل من يريدون ان يحكمهم واعادة كتابة دستورهم ، بخلاف ذلك يطبق المثل العربي على العراقيين (تي تي مثل ما رحت جيتي!!!)

391
تقرير عن محاضرة الاستاذ بنيامين حداد في الاتحاد الكلداني
استضاف الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا الاستاذ بينامين حداد في مساء يوم السبت المصادف 10/10/2009 في مدينة ملبورن محاضرة تحت عنوان
"اللغة الارامية جذورها وفروعها"
في البداية رحب الاخ يوحنا بيداويد  المنسق العام للاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا بالاستاذ بنيامين حداد باسم الاتحاد شاكرا له تلبية لدعوة الاتحاد لالقائه هذه المحاضرة، كما رحب بالحاضرين متمنيا لهم امسية ممتعة، للاصغاء الى احد الشخصيات المهمة التي قضت حياتها في وضع المعاجم اللغوية والبحث والترجمة وكتابة الشعر في اللغة السريانية ( الارامية القديمة).
قدم الاخ يوحنا نبذة مختصرة عن اهم محطات حياته ، اضافة الى عطائه الادبي والثقافي في لغتنا الام .


ثم بدأ الاستاذ بنيامين حداد بالقاء محاضرته، فتكلم عن النظريات الموجودة منذ بداية تاريخ  حول ظهور اللغة لدى الانسان بعد زيادة الوعي لديه، وكيف استطاع اكتشاف وابداع اكبر انجاز  له في تاريخه، الا وهو وضع صيغة دلالة  للاصوات الموجودة في الطبيعة مثل اصوات الحيوانات و المياة و الرياح . الامر الذي كان اساسي لشروع التخاطب والتفاهم بين مجموعات البشرية الاولى،  فكانت هذه بدايات  ظهور قصة حضارة  الانسان.


 
ثم انتقل الى المرحلة الاخرى المهمة والتي حدثت في ارض وادي الرافدين وهي اعطاء او وضع رمز كتابي او رسم شكل للاصوات والتي كانت في البداية على شكل مقاطع . موضحا كيف تمكن الاراميون بإجتياز المرحلة الاخرى المهمة في مسيرة الانسان وهي اختزال عدد المقاطع التي كانت موجودة في اللغة الاكدية المنتشرة في بابل ونينوى والتي كان يزيد عددها اكثر من 600 مقطع في وضع الاحرف (الفا بيتك الموجودة في اللغات العالمية اليوم). الامر الذي كان من الصعوبة على الانسان  لتعلم القراءة والكتابة قبل ذلك.
حيث استطاع الاراميون وضع اساس جديد للغة وهو وضع  22 حرفا ومن ثم اضافوا 6 احرف اخرى عن طريق تحريك ستة حروف من جدول القديم (22 حرفا) لتصبح عدد الاحرف في اللغة الارامية 28 حرفاً ( الب، بيث، كمل ، دلث..........تاو). كان هذا اساس ظهور اللغة الكتابية في اللغات السامية جميعها ( الاكدية والارامية والعبرية والعربية والحبشية) ومنها انتقلت الى جميع لغات العالم،حيث تستخدم نفس الصوت للاحرف، فقط يختلف شكل الحرف وقليلا في طريقة اللفظ.



ثم عرج المحاضر الى اللغة الارامية وفروعها. فقال بسبب توزع القبائل الارامية في مساحة واسعة من الشرق الاوسط ، ظهرت لهجات عديدة في اللغة الارامية زاد عددها عن عشرة لهجات وبسبب مرور الزمن عليها زادت الحاجة للتدوين فيها، فتحولت هذه اللهجات الى لغات شقيقة ، لكن مع مرور الزمن اندثرت اغلبها، فقط بقى منها اللهجة السريانية الحديثة التي نتحدث بها اليوم في منطقة شمال العراق وسوريا. وبسبب الصراع بين الدول الرومانية والفارسية وحدودهما انقسمت السريانية الحديثة (الارامية القديمة) الى السريانية الشرقية والسريانية الغربية منوها بعدم وجود اي فرق بينهما في الكتابة او الفاظ سوى في حروف قليلة.
 

ثم شكر الاخ يوحنا بيداويد الاستاذ بنيامين على المحاضرة القيمة والمعلومات الثمينة والسرد التاريخي المترابط لمحاضرته عن تاريخ اللغات وبالاخص اللغة الارامية، حيث كانت كانت من المحاضرات القيمة التي يحتاجها ابناء الجالية في مدينة ملبورن.
كذك رحب بالاستاذ روند بيثون الذي يرافق استاذ بنيامين حداد لما قدماه من العطاء في رحلتهما في استراليا خلال الفترة القصيرة من اقامتهما هنا في استراليا.
ثم ادار النقاش الاخ ناصر عجمايا سكرتير الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  بعد ان رحب هو الاخر بالحضور وبالاستاذين بنيامين حداد و روند بيثون  وقدم نبذة مختصرة عن اهداف الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا ونشاط اللجنة الثقافية.استغرقت المحاضرة  ساعتان  بين الاسئلة والمناقشة والايضاحات كانها برهة واحدة.


في الختام قدم الاخ جورج داود رئيس الاتحاد  الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  هدية تذكارية باسم الاتحاد  للاستاذ بنيامين حداد على جهوده الكبيرة في مسيرة حياته الطويلة في الكتابة والترجمة والنشر في لغتنا الام
وهذه مجموعة من الصور اصناء المحاضرة.



 


392
                                 المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي ومعضلة تهميش الكلدان
بقلم يوحنا بيداويد
مالبون- استراليا
8 تشرين الاول 2009
دعت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الثاني الكتاب والمهتمين بالشأن القومي لوحدة شعبنا الى تقديم ارائهم او دراساتهم  كتهيئة لاقامة المؤتمر الثاني لها. لقد كتبنا في عدة مناسبات رسائل ومقالات موجهة الى المسؤولين في المجلس وحذرنا مسبقاً عن الحالة التي وصلت اليها اليوم وهذه هي الروابط وعناوين المقالات:
رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان
www.ankawa.com/forum/index.php?board=9.500
اخوتي الاشوريون لا تتأخروا كثيرا!!
www.ankawa.com/forum/index.php?topic=292563.0                           
من منكم بلا خطيئة،  ليرجم عشتار ومسؤوليها؟؟
http://www.ishtartv.com/articles,299.html                                         
وهذه هي محاولة اخرى لنشارك مع اخوتنا في النقد واعطاء المقترحات لا هدف لها سوى البناء والمصلحة العامة  الشاملة.

المظلة القومية ومسألة الديمومة: 

عندما جاءت فكرة تأسيس المجلس اعتقدنا منطقيا ستكون مظلة قومية، سوف تحاول ان لا تسقط في اخطاء الاحزاب القومية الاخرى التي لا زالت غارقة في اوهامها غير الواقعية، اعتقدنا ستشارك فيها كل الكيانات السياسية والمؤسسات الثقافية والشخصيات القومية المؤثرة، لكن لاسباب لا نعرفها لم يتحقق ذلك بعد المؤتمر الاول وبعد اجراء انتخاب اعضائه، اعتقد كان للهيئة الادارية الحالية للمجلس وطريقة انتخابها  احد الاسباب المهمة لحدوث هذا الخلل  ذلك عن طريق ابتعادها عن الخط العام الذي من اجله ولدت فكرة هذه المؤسسة.

للحق يجب ان نقول قدم المجلس الكثير من النشاطات والمساعدات للنازحين والمهجرين من شعبنا قسرا، كذلك اقامت الكثير من المشاريع مثل بناء القرى، وتقديم الدعم المادي لاهاليها واحيانا العون الطبي . اما قناة عشتار فقد قامت بدور كبير من ناحية التثقيف شعبنا في الداخل والخارج.

  في الاونة الاخيرة سجل المجلس  نقطتين مهمتين لصالحها وهي اصدار بيان ادانة  في ذكرى الاربعين لمذبحة قرية صوريا ، لا كغيرها من الاحزاب التي لم تنوه عنها كعادتها وتدعي بعدم تفرقتها ، تظن ان الناس عميان لا يبصرون او طرشان لا يسمعون. والخطوة  الايجابية الاخرى كانت زيارة اللجنة التحضيرية للاحزاب والمؤسسات الكلدانية مثل المجلس القومي وجمعية الثقافة الكلدانية وكذلك الانفتاح على الحركة الديمقراطية الاشورية و كذلك توجيه الدعوة للكتاب والمفكرين والسياسيين لابداء ارائهم ونقدهم وتقديم اقتراحاتهم قبل انعقاد المؤتمر. وفي هذه المناسبة نتمنى ان يستمر الانفتاح على بقية الاحزاب والمؤسسات القومية المهمة لشعبنا، كذلك زيارة رؤساء الكنائس للاطلاع على مواقفهم.

 لكن حسب القاعدة التي  تقول لا يخطأ إلا من لا يعمل ، حدثت اخطاء في مسيرة المجلس وهذا امر طبيعي في مسيرة اي مؤسسة لا سيما اذا كانت حديثة العهد. لكن مع الاسف البعض من هذه الاخطاء كانت اخطاءً قاتلة ومتناقضة لاهدافها وان مقولة (غلطة الشاطر بالف) تنطبق عليها في هذا المجال.

 انا لا احب ان اكرر ما يقوله غيري، لكن اصبح واضحاً وضوح الشمس لاسباب لا نعرفها، انحياز المجلس الى التيار المتزمت من اخواننا الاشوريين الذين لا يؤمنون بوجود الكلدانية واقعياً و لا تاريخياً وليس لهم الحق التحدث بأسمهم والادعاء باي شيء، بل كانت محاولات المجلس الواحدة تلو الاخرلاخفاء ولابتلاع اسمهم، الامرالذي استغربنا منه وكأن العدوى اصابتهم ، الامر الذي ترك شكاً كبيرا لدى الجهات السياسية وحتى الكنسية لدى الكلدان، ونتمنى يتم توضيحه من قبل الجهات المسؤولة عن ذلك الموضوع. وكما نعلم قناة عشتار مع موقعها هي المنبر الاعلامي الاول لابل الوحيد للمجلس طبق هذه السياسة بكل وضوح على الرغم من نقدنا في مناسبات عدة ورسائلنا  الشفهية.

هذه بعض الاقتراحات اظنها مفيدة للمناقشة والاستفادة منها:-
1 -  بالنسبة لقضية التسمية على الرغم من اهميتها الا انه من المستحسن ان نتعلم من اخطائنا لنتركها كما هي في الدستور العراقي ، واذا لم يكن هناك مفر إلا لـِندخل في موضوعها، فأنني لا زالت عند اقتراحي ألا وهو اختيار الاسم القومي الشامل لنا  سورايي، او سورايا ، سوريتوتا ، بشرط  واكرر مرة اخرى بشرط ان يتم تعريفه بصورة دقيقة وواضحة  يفضل ان يكون التعريف كالتالي:
 ( حصرا ومن الان فصاعدا تشير هذه الكلمة الى اسم الشعب الذي له الان الهوية او التسمية القومية الكلدانية والاشورية والسريانية الذين لهم نفس المقومات مثل اللغة والتاريخ والوطن والعادات والتقاليد والقيم والديانة المسيحية وحتى الاضطهادات التاريخية! . و لا لهذه اللفظة اية علاقة باي تعبير اخر مهما يكون مصدره او تاريخ ظهوره من قبل تاريخ كتابة هذه الوثيقة.)
 ان غرض هذا الـتأكيد هو كي لا ينحرف المصطلح  من تعريفه الاصلي في المستقبل ويشكل عَامل للانقسام مرة اخرى. حقيقة اريد ان اقول هنا الكلدان شعروا ويشعرون بتهميش متعمد من اخواننا الاشوريين وهذا يخلق شك في مصداقية اقوالهم او قراراتهم، فمن يريد الوحدة  عليه اظهار حسن النية.

2-  لنعمل على توحيد المبادىء والاهداف القومية والمواقف والاتفاق عليها كأساس للعمل القومي، تكون خط احمر ليس من حق اي شخص او أي حزب أو كنيسة التنازل عنها من الان وصاعدا. ودراسة الاقتراحات المهمة مثل ايقاف الهجرة والقضاء على البطالة عن طريق اقامة مشاريع استثمارية في الوطن من قبل ابناء شعبنا في المهجر وتوفير الامن وحماية القرى والمدن والقصبات التي يسكنها شعبنا من ابتلاعها في زمن الفرهود كما يحصل في بخديده الان والدفاع عنها في المحاكم الدولية.

3- تأسيس مؤسسة قانونية تعمل من اجل حماية حقوقنا بطريقة قانونية وشرعية والدفاع عن قضايانا في دوائر الحكومة العراقية المركزية ومحاكمها وفي محاكم اقليم كردستان وان استوجب الامر اخذ القضايا المهمة والمصيرية الى محاكم الدستورية العراقية او الى الامم المتحدة . لذلك اعتقد ولادة هذه المؤسسة مهمة جدا جدا الآن.

4 - تاسيس مؤسسة لحماية اللغة والتراث وتشجيع الكتابة والمنابر الاعلامية من الصحف والمجلات والجرائد والقنوات التلفزيونية وكذلك اعطاء المنح للمؤسسات الثقافية ودور النشر وغيرها من مجالات المسرح والفن والتمثيل والمهرجانات الشعرية والفكرية. والتعاون او الاندماج مع مديرية الثقافة السريانية التابعة لحكومة لاقليم .

5- عقد مؤتمرات تشارك فيها الاحزاب الوطنية والقومية والحليفة والصديقة التي تدافع عن قضايانا. اقامة مؤتمرات للمفكرين و للمثقفين والكتاب والادباء والفنانين  والاستماع الى ارائهم والاخذ بخط الاعتدال بصورة واضحة لا يقبل فيها الشك، والعمل على توحيد الجهود.

6- الاصرارعلى  المطالبة من ابائنا الروحانيين على توحيد موقف الكنائس وانشاء لجنة مشتركة،  لها دستورها تعمل في المجال الروحي. وربما يبادر المجلس القادم الى اجراء مشاورات ولقاءات فردية تنتهي في النهاية على توقيع وثيقة مشتركة وتصبح الخط العام لموقف الكنائس كلها.

7-  من ناحية الاعلامية يجب زيادة التعاون بين المؤسسات القومية والاحزاب والاستفادة من الفرص السياسية وتناقضاتها التي تحصل في البلد. يكفي التخندق والتحزب والمقاطعة التي تمارسها القنوات التلفزيونية والمواقع والجرائد والمجلات بينها بسبب مواقف احزابها، ليكن موضوع حرية ابداء الراي والاستماع الى الطرف الاخر شعار المؤتمر الثاني للمجلس.

8-  تاسيس صندوق دعم اعمار وانشاء مشاريع ، تودع فيه الاموال التي يحصل عليها شعبنا من  كافة المصادر مثلا من حكومة الاقليم او الحكومة العراقية المركزية او مساعدات خارجية، وتصرف حسب وثائق قانونية وفي مشاريع مهمة بعد قرار اللجنة المختصة بهذا الشأن.  يجب التخلص من الانتهازيين والمنتفعين والرشاوي وطريقة التهديد والاجبارعلى ابداء الرأي او التزوير او العنصرية، يجب ان يكون هناك لجنة للتدقيق تشرف على الملفات والحسابات ونظام العمل لدى كل المؤسسات. كذلك التخلص من التبذيرفي مجالات فارغة والدعاية الزائفة. لا اخفي سرا ان قلت ان اغلب الصراعات بين احزابنا  او سبب فشلهم وحتى العاملين في المجلس هي من اجل المال.!!!!

9-  تشكيل مجلس سياسي للدورة القادمة يكون كالتالي : لكل حزب أو مؤسسة كبيرة معترف بها في الساحة السياسية والقومية عضوية فيها، يشارك في الدراسة واتخاذ القرارات وطريقة تطبيقها اوالمطالبة بها لدى الحكومة الفدرالية او حكومة الاقليم او الجامعة العربية والاتحاد الاوربي والحكومة الامريكية او في المؤسسات العالمية. يكون هناك تعاون وثيق لهذا المجلس مع المؤسسة القانونية التي ذكرناها في الفقرة (2)

10- الهيكل الاداري للمجلس مبهم وغير واضح وغير عملي، النظام الافضل هو ان يكون هناك رئاسة للمجلس والقرارات تتخذ بصورة ديمقراطية وتطبق بصورة نزيهة وبدون تدخلات خارجية. تشكيل لجان اخرى تابعة للمجلس  تعمل من اجل تحقيق اهداف ومشاريع المجلس.
11- تشكيل لجان للمجلس في كافة المدن العالمية الكبيرة التي لها كثافة اكثر من  خمسة الالاف شخص.

 قضية الحكم الذاتي:
يجب دراسة الموضوع جديا، بمشاركة كل الاحزاب والمؤسسات والكنائس، فاذا اقتنع الحاضرون بأن الجهات المعنية من الاخوة العرب والاكراد والدول المعنية مستعدة لتقديم المساعدة و بدون معارضة  ويضمن عدم حصول حرب اهليه في المنطقة فأننا مستعدين لابل تواقون الى الحكم الذاتي، اما ان يكون ثمن الحكم الذاتي المزيد من المشاكل والاعتداءات على شعبنا كحجة بسبب هذا المطلب، من الافضل التريث الان ولكن ذلك لا يعني التنازل عن حقوقنا في حالة تقسيم العراق سياسيا لا سامح الله.

 قضية التواصل بين الوطن والمهجر:
اعتقد الحرص على التواصل مع المهجر هي خطوة مهمة جدا، لان المهجر يعيش في ظروف ونظام وقوانين تختلف عن تلك التي هي موجودة في العراق اليوم وان ابناءها مهددين بخسارة هويتهم، يجب زيادة النشاط الاعلامي بالاخص في مجال الثقافة واللغة والادب والافلام والمسرح والفن. يجب التخلص من النظرة النرجسية التي يعيشها البعض بالغرق في احلام الماضي وامجاد الدولة الكلدانية او الاشورية او الاكدية  عن طريق الاستماع للاغاني القومية والتفاعل العاطفي معها وكأن كل شيء تحقق من خلال الاستماع الى كلمات هذه الاغاني، يجب ان يفهم الشبيبة ان وجودهم في بلدان المهجر  لا يعني ليس لهم رسالة او علاقة بالماضي ،  لا يعني ان تراث وتقاليد وثقافة وارث اجدادهم لا يستحق التمسك او الحفاظ عليه،. وافضل طريقة  وضع  برامج  و مسابقات فنية بين الشبيبة بين الدول ، دورات رياضية محلية، يجب ان يكون هناك عدة قنوات تلفزيونية، ان تكون برامجها حافلة بمادة تعزز روح الحفاظ على الهوية وخلق التمازج والاختلاط تحت تسمية واحدة.
 
انني على يقين بأن شعبنا واحد وان اختلفت الاسماء له ولاحزابنا ومؤسساتنا ولكنائسنا، وان كان له تسمية واحدة فهي بلا شك  ليست الكلدانية لوحدها ولا الاشورية لوحدها  ولا السريانية لوحدها  ولا الارامية لوحدها ....الخ وانما كلها مجتمعة معا. ويستطيع المؤرخون ان يجادلوا الى متى ما ارادوا، لكن الحقيقة واحدة واظن ستبقى واحدة، ولن تتغير الا ان تتغير قابلية المعرفة لدى عقول المتعصبة لمعرفة هذه الحقيقة.

393
                                          حاكم قرقوش يطبق الدستور في الحمدانية!!
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن- استراليا
27 ايلول 2009

"هاوارا .. هاوارا .. هاوارا..
وكي كينجو ..وكي مهباتي.. وكي بارزان.. ويكي.. ! ...
لدشتا سليمانيي
 فَرمانا مَكوردانا "

هذه كانت بعض من كلمات الاغنية المشهورة  للفنان الاسطوري (حسب اراء بعض الاخوة من الاكراد) شفان برو، التي غناها بعد ان ضربت مدينة حلبجة بالاسلحة الكيميائية من قبل نظام صدام حسين في الحرب العراقية الايرانية عام 1987، واصفا فيها  اثار ومآسات التي تركتها الضربة على الاطفال والشيوخ والنساء والرجال بأشد تعابير محزنة. فهز المغني بكلماته ولحنه وايدائه الضمير العالمي  في حينها ووضعت القضية في الكردية في مقدمة قضايا الشعوب المضطهدة في ملفات الامم المتحدة، بحيث جعل  بعض المعلقين ان يقولوا انذاك: " ان ضربة حلبجة كانت هي اللحظة الحاسمة في تاريخ القضية الكردية وان كلمات وحنجرة المغني شفان برو كانتا اليدين اللتين غيرتا اتجاه عقارب الزمن فيها(1). "

ما تركني اكتب هذه المقدمة المحزنة عم ما حصل في حلبجة للاخوة الاكراد قبل 22 سنة، ذكرني بما حدث ويحدث لشعبنا  المسيحي بتسمياته ( الكلدانية والاشورية والسريانية والارمنية) بصورة بطيئة ومدروسة بايادي خفية في العراق بلاد الرافدين، فمنذ زمن الاضطهاد الاربعيني على يد شاهبور الفارسي، مذابح تيمورلنك المغولي ،مير كورالراوندوزي، بدرخان بك الجزيري او الكردي، ومذابح السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وقرار سفر بلك المشؤوم  لدولة الرجل المريض اثناء حرب العالمية ، ومذبحة سميل في زمن الملكية و مذبحة صوريا في زمن حكومة البعث ،   الى زمن الفرهود الذي نعيشه اليوم .

على الرغم من التحذيرات الكثيرة اطلقناها واطلقها الكثير من كتاب ابناء شعبنا واطلقها الكثيرون من الوطنيين العراقيين في كثير من المناسبات عن الخطر والمؤامرة التي تستهدف شعبنا خلال السنوات الستة الماضية، لم يكن هناك من مستمع او مهتم او مجيب. نعم لم تكترث اي مؤسسة او وزارة او جهة  حكومية او حزب من احزاب الكبيرة للموضوع، ولا اي منظمة عالمية مثل الامم المتحدة او الاتحاد الاوربي او الجامعة العربية نظرت الى قضيتنا بطريقة موضوعية وانسانية حسب مبادئ حقوق الانسان ولوائحها .

 فاجبر اغلب ابناء شعبنا  في هذا العصر الرديء الذي لا تقل مآساته عن مآسات التي حدثت  في زمن شاهبورالسفاح او قرقوش الذباح خلال اقل من عقدين من زمن على الهجرة ، فاكثر من نصف شعبنا  هجرالعراق بلد الام له منذ الالاف السنين، بسبب الذبح والخطف واختصاب والتهديد والتهجير القسري والاجبار على الاستسلام. ارجو ان لا يحتج احد بأن البعض بأن ابناء شعبنا يحب الهجرة (2)، اذا بينهم من يرغب بالهجرة هذا لا يعني الكل كان او لازال  يريد الهجرة والدليل على الرغم من ما حصل هناك مئات الالاف باقون.!!

فمنذ اشهر الاولى بعد التغيرفي النظام الحكم  وزاول نظام صدام حسين، بدات هجرة  ابناء شعبنا من البصرة  وجميع المحافظات الجنوبية نتيجة قتل بعض طلاب في الحرم  الجامعي وفرض الحجاب على النساء وقتل اصحاب محلات بيع الكحول.  وفي بغداد بالاخص في منطقة الدورة (التي كانت تعد معقل الاول لشعبنا) استهدف شعبنا بصورة واضحة بحيث اصبحت المنطقة خالية منهم وصلت الحالة الى ان الاموات من المسنين كانوا يبقون بلا دفن لبضعة ايام لعدم وجود هناك من يقوم بها.  بعد ان ضربت ثلاث مرات او اربعة هجمات  كنائس بصورة منظمة وفي وقت واحد وقتل عدد كبير منهم وهم يؤدون الصلاة ، هجرها اهلها و لم يبقى في الدورة الا بضعة مئات المسنين الذين لا يستطيعون حتى على الهروب. ثم توالت عمليات خطف رجال الدين، حيث خطف اكثر من 20 رجل دين مسيحي خلال هذه الفترة وقتل اربعة منهم ولازال اثار التعذيب ومعاناتهم موجودة على اجساد المعذبين منهم.

  اما في مدينة الموصل ( نينوى) حدثت اشد الضربات عليهم، بعد قتل عدد كبير من ابناء شعبنا بالخطف والذبح  وأغتصاب الفتيات، جاء دور خطف رجال الدين فكان خطف وقتل الاب اسكندر والاب رغيد والمطران فرج بولص ومرافقيهم قمة السفاحية والاجرام التي وصلتها هذه الجهات من منفذيها الى الداعمين لها، لكن لم تمضي اشهر على هذه الجريمة النكراء حتى خرج التهديد الاكبر الذي لم يقل عن قرار سفربلك المشؤوم لحكومة العثمانية المجرمة ، فكان التهديد العلني يقرأ من على مكبرات الصوتية في ازقة التي كان يسكنها ابناء شعبنا في مدينة الموصل ويُكتب على ابوابهم ( اخرجو من ديارنا !!!). فاجبر اكثر من عشرة الاف من ابناء شعبنا الى الهجرة الى اقليم كردستان .

في هذه الايام يتم ترويج نوع جديد من التهديد الا وهو محاولة تغير الديموغرافية سكان بلدات التي سكنها شعبنا منذ مئات السنين ان لم نقل الالاف، نعم فبعدما تم ابتلاع وجود شعبنا في تلكيف ووتنظيم عدة انفجارات في تلسقف واختطافات المتكررة في بطنايا وبرطلة جاء دور بخديدة التي تعد الاولى من حيث عدد نسمتها لشعبنا التابعة لمحافظة نينوى.عن طريق توفير الدعم المادي والقانوني لاستملاك الاراضي والدور فيها. معتمدين على  فقرات الدستور الناقصة والمتناقضة. حيث تقوم الاحزاب الكبيرة سواء من جراء الصراعات بينهم او لاسباب خاصة بهم او بدفع من جهات خارجية، يريدون فرض واقع غير معقول وغير عادل وغير طبيعي في تاريخ العراق بلاد الرافدين . قضية حق استملاك في قضاء الحمدانية، حقيقة ان دلت على شيء تدل على عدم وفاء كل معظم الجهات المتنفذة باتجاه الاقليات وبالاخص المسيحين . ولا نستبعد وجود خطة دولية في هذه القضية وضلوع اطراف داخلية تعمل لارضائهم.

يتحجج البعض بان فقرات الدستور تعطي الحق لكل عراقي ان يتملك قطعة ارض في اي جزء من العراق، وينسى هؤلاء واقع العراق الحديث عن القتل العشوائي والدمار الذي فيه والحكومة الضعيفة التي تم تشكيلها على اساس طائفي التي اصحبت مقيدة لا تستطيع اتخاذ القرارات لان بعض من اركانها اصلا غير وطنية، فسرقة في الوزارات، تعثر المصالحة، خيانة الوطن،وسرقة النفط و مشاكل الكهرباء والماء والمجاري والمنهاج في المدارس والتربية، تجفيف انهار العراق الامر كان سبب نشوء اول حضارة في العالم، اليوم يتوسل قطرات الماء من تركيا وسوريا وايران كلها مخالفات ونواقص ليست مهمة  لهم ، فقط اهالي قضاء الحمدانية يجب ان يطبق الدستور عليهم، فاية مفارقة هذه!!.

 نسوا دعاة وداعمي الاخوة من الشبك بالامكانيات المادية على شراء الدور والاراضي في قضاء الحمدانية، هناك الالاف الملفات المغلقة وبالاخص التي كانت تخص الاعتداءات على شعبنا في منطقة الموصل والدورة  وخطف وقتل المطران رحو والاباء الكهنة الاخرين؟ ونسوا ان الامن لازال الهاجس الاول للعراقيين الذي جعل ثلاثة  الى اربعة ملايين مهجر منهم،  فقط في سوريا اكثر من مليون ونصف مليون  لاجيء ، نسوا التفجيرات التي ادت الى قتل الالاف من الابرياء نتيجة الصراع بين الاحزاب السنية والشيعية او في صراعات مذهبية.
 
فيتصور هؤلاء وكأن العراق  هو سويسرا  ودستوره وثقافة شعبه وتطوره يشبه دستور وثقافة اي دولة في العالم الاول تطبق حقوق الانسان بحذافيرها، فلا توجد  مشكلة اثنية في العراق  ولا وجود للطائفية ولا يوجد تحيز للدين،لا اختلاف في فكر قومي شوفيني، ولا يوجد اي تعصب قبلي مذهبي في العراق، ولا يوجد اي تعدي على المسيحين وكان كنائسهم لم تضرب ورجال دينهم لم تخطف اولم تقتل وبناتهم لم تغتصب وبيوتهم لم تؤخذ بالقوة ورجالهم لم تذبح، ويطالبون باستملاك او توزيع الاراضي في الحمدانية  لان لا يوجد مكان اخر لهم  في ضواحي مدينة الموصل، ولا في في مساحة  446 الف كم مربع من مساحة العراق فقط في قضاء الحمدانية!!.

على الرغم من علم كل الجهات الحكومة و جميع المؤسسات الرسمية في جميع المحافظات وبالاخص في محافظة موصل بكل حصل لشعبنا، وتقديم اهالي بخديدة تواقيع مع طلب الى محافط مدينة الموصل و مجلس البلدية،  الا ان المجلس رُفِض هذا الطلب مستندين الى الفقرات الغامضة والمتناقضة من الدستور دون واضعين اي حساب للمشاكل التي بلا شك ستحدث، متناسين كل حقائق التي ذكرناها في اعلاه وبالاخص في محافظة الموصل، التي شهدت ابشع جريمة الا وهي خطف وتعذيب وقتل الشهيد المطران فرج رحو مع قتل الابوين الشهيدين رغيد كني واسكندر بولص ومئات من الاخرين وتهجير قسري شمل لاكثر من 80%  منهم.

بالتاكيدهذا النوع من الدستور والحكومة والديمقراطية لم يحقق  حلم العراقيين بعد زوال نظام صدام حسين و لا حلم الاقليات لا حلمنا ابناء شعبنا المضطهدين. هذا ليست عملية تطبيق الدستورفي قضية قضائية ، وليست عملية خلق روح التعايش بين ابناء الوطن الواحد، و بلاشك  انها ليست عملية تطبيق للديمقراطية التي تحمي الاقليات وحقوقهم، وليست عملية مصالحة بين الاديان ( المسيحيين والاسلام) التي كانت مر التاريخ اكثر جيدة من الان، وليست عملية بناء جسور الثقة بين مكونات المجتمع العراقي المختلف من القوميات والاديان التي حطمتها الصراع الطائفية المتغذية من الصراع الموجود بين امريكا ودول الجيران للعراق.  وانما عملية هي تطبيق الدستور بطريقة حاكمها القديم قرقوش في قضاء الحمدانية، انها بالحق  عملية دق للمسمار الاخير على نعش وحدة العراق شعباً ووطناً،  قبل ان تكون الضربة الاخيرة على وجود شعبنا في ارض الرافدين.

فهل ستتدخل  حكومة نوري المالكي  وتقوم بخطوة عادلة بحق اهالي قضاء الحمدانية وتوقف قرار حاكم القديم قرقوش؟!!! ام سيوضع هذا الملف فوق الملفات الكثير الاخرى التي تخص كل العراقيين، لا سيما الخاصة بقضية خطف قتل المطران المطران  رحو والاب الشهيد كني والاب الشهيد اسكندر وغيرهم من ابناء شعبنا ، وتهجير اهالينا بصورة علنية من مدينة الموصل؟!!!  
.....
1 - في نفس الوقت لا ننسى المذابح والقتل والتهجير الذي ضرب الاخوة من  الشيعة في الجنوب والاهوار ولن ننكر ايضا ما حصل للشعية وللاكراد حصل ايضا  للمعارضين من الاخوة السنة وللاقليات المسيحية  بكافة تسمياتها والاتراك والمندائين واليزيديين والشبك والاكراد الفيليين خلال حكم صدام حسين.

2 -  لقد قال لي صديق شيعي قبل ثلاث سنوات " انتم المسيحيون ليس لديكم اي ارتباط بالارض وإلا لم تهاجروا بهذه الكثافة " فقلت له ماذا تريد منا؟  من سبعة ملايين لم يبقى سوى مليون واحد وخلال عشرة سنوات الاخيرة اجبراكثر من نصفه الى الهجرة.

394
                            كم دولة في العراق اليوم؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
22 ايلول 2009

المراقب للحركة السياسية في العراق في هذه الايام لا يبادر الى ذهنه الا اسواق البرصة العالمية ومضاربتها حيث يتم ممارسة الضغط بين المنافسين من اجل حصول على اكبر ربح ممكن عند غلق البرصة.

لقد كان لدينا ذئبا واحد يفترس بالقطيع حسبما ما يشاء، وكان العالم يتفرج عليه دون اكتراث،  ويتعامل مع ذلك القطيع على انه هو المجرم، لذلك فرض عليه حصار جائر، لا من اجل اضعاف الحاكم المستبد (الذئب) وتجويعه،  بل من اجل معاقبة هذا الشعب المسكين، من اجل تشتيت وتفتيت المجتمع العراقي المتلاصقة معا من القوميات والاديان المختلفة، الذي كان بعيدا كل البعد عن الاصولية الدينية والتزمت والتعصب وامراض القومية الجديدة. ولكن اتفق الجميع ولا استثني هنا احدا غير المنتفعين من نظام الدكتاتور على تغيره .

نعم كان اغلب العراقيين كانوا مستعدين لقبول التغير وحصل التغير ، لكن لم يدر في خلد اي من ابناء الشعب العاديين، ان الثورة العراقية التي لم تكن عنفوانها  اقل عن الثورة الفرنسية قبل اكثر من قرنين (وان اتت مع الدبابة الامريكية)ستسرق منهم وتسلم بايدي غير امينة .

جرت لحد الان عددة انتخابات على اساس حلول ديمقراطية في بلدنا  للمجالس البلدية والحكومة الفدرالية وحكومة الاقليم. لكن لحد الان النتائج بعيدة عما كان يتوقعه العراقيون قبل التغير. بل شهد المشهد السياسي العراقي عجائب قرن العشرين من تناقضات واختلافات و انتهازية وتغير الراي عند اصحاب القرار.

لمدة ست سنوات الانفجارات تضرب المجتمع العراقي ، الى ان وصلت حالته  نخر عظامه وتشتيته، فاصبح اكثر من خُمِس الشعب مهجراً سواء كان في الداخل او في الخارج . لحد الان الاحزاب الكبيرة سواء كانت الدينية او القومية ( ولا يوجد غيرها على الساحة من ناحية القوة والنفوذ) لازالت بعيدة عن روح الوطنية بل الانقسام واضح كل الوضوح بينهم، ولا نعرف لماذا جاءوا الى الحكم اذا كانوا غير متفقين معاً؟!.

كيف يمكن للدول العالم ان تفهم تضارب الاراء بين موقف رئيس الوزراء نوري المالكي في تحويل قضية منظمي انفجار الاربعاء الدامي وشكواه ضد سوريا الى منابر الامم المتحدة ومعارضة اعضاء رئاسة الجمهورية له.

سؤالي اذا كم حكومة توجد في العراق الان؟ هل دماء العراقيين هكذا رخيصة امام ادانة دولية تأتي لحكومة او جهة ربما تكون متورطة في تنظيم هذا الانفجار بحيث تجعل من اعضاء  رئاسة الجمهورية لا يؤيدون قرار رئيس حكومتهم في خطواته ؟ هل المالكي يريد سرق الاضواء من الان في موضوع الانتخابات؟ نحن لا نحكم و لا نعرف السبب. ولكن ما قالوه لحد الان غير مقنع بل غريب لنا.

هل الاحزاب الكبيرة تريد الحفاظ على نفوذها في الدولة وتعطيها الاحقية اكثر من حقل  المواطن العادي ، ام لازالت بعض من هذه الشخصيات تتذكر فضل الحكومة السورية عليهم حينما كانوا لاجئين ينتظرون رحمتها فهم مستعدون لتنازل عن دماء اخوتهم في الوطن من دون يؤنبهم ضميرهم من اجل ان يرجعوا فضلها؟!!. انها مفارقة كبيرة بين من يبيع مصلحة اهله للغريب وبين من يحمل روح الوطنية ومستعد للاستشهاد كما حصل لالاف بل للملايين من شهداء العراق في الحروب الماضية من دون استثناء. اذن اين هي العدالة؟!. و اين روح الوطنية في هذه الحكومة؟  اذا كل وزير وكل شخص يشغل موقع من الحكومة التنفيذية يعارض غيره في قراره.

اذا لم تكن هناك دلائل لحد الان على ان الحكومة المشكلة والتي ادارت الحكم في العراق لمدة خمس سنوات هي حكومة طائفية لا تمثل الشعب  فالبرهان في هذه القضية واضحا الان، وما حصل لابناء الشعب انهم مشاركون على تحمل مسؤوليته. انا لا اعني لم يكن هناك البعض من المخلصين او لم يكن هناك من كان مواقف جيدة من هؤلاء السياسيين ، ولكن عجبي هو كيف يمكن معارضة قرار رئيس حكومة منتخبة من قبل نفس الاحزاب التي انتخبوه!!
واذا كان المالكي قد انحرف عن مسار الذي اتفقوا عليه لماذا لم يزيح من مكانه وتم وضع رجل اكثر وطنية وشجاعة واخلاص منه في هذا المنصب؟ ام خسارتهم  ستكون اكبر ؟

لا يمكن تفسير هذا الوضع الا بوجود حكومات عديدة في العراق اليوم، فكل وزارة ربما تعمل بموجب نظرية حزبها قبل ان تضع محصلحة الوطنية في اولوياتها وهذا سمعناه ولمسناه من خلال الفترة الماضية ، وكل مسؤول يفكر في مستقبل حزبه ونفوذه وهكذا وصلنا الى حالة من الارتباك والاشتباك،  لا يمكن حصول اي تتطور او تغيير، بل ان القضايا تحل في مجالس العشائر اكثر من محاكم القضائية  كما كان يحصل قبل قرون. وهذه حقيقة ان لم يصدقها احد ليدقق ويراقب ويقرا ويسمع التناقضات والمضاربات و يفسر لنا الملفات المعلقة لحد الان. لابل يستطيع ان يفحص الدستور ونظام الانتخابات الذي يسمح بلا شك ان يتم سرقت اصوات الشعب والكتل الصغيرة من قبل الكتل الكبيرة.
فيا لهو من يوم اسود يعيشه العراقيون اليوم، ويا للمصيبة الكبيرة التي لحقت بهم، هل يعقل ان يحصل في  بلد الرافدين مهد الحضارات ما يحصل اليوم ؟!!.

لذلك من خلال هذا المقال  نستطيع نقول لاخوتنا العراقيين  ها هو يومكم قادم ، انتبهوا الى هؤلاء اللصوص في يوم الانتخابات القادمة. انها فرصتكم تعطوهم درسا قاسيا لخيانتهم لاولادكم ووطنكم وشعبكم الذي مزقوه. فلا تتركوا من لا يحمل روح الاخلاص للوطن ان يمثلكم بعد ، احذروا من من يحمل بذور الطائفية والقومية والدينية والمذهبية والفيئوية .... وغيرها من تصانيف مخجلة لا تستحق الذكر هنا  ان يصعد على اكتافكم.

انها ساعتكم في ممارسة حريتكم التي دفعتم انهارا من الدماء ونصف قرن من العبودية لاجلها،  فلا تهدروها،  بل قولوا ما تؤمنون به، وما ترونه صحيحا لابنائكم فلستم انتم الوحيدين في العالم يجب ان يتحمل ثمن اخطاء البشرية.

395
اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة بعد اربعين سنة


يعيد موقع "عنكاوا كوم" نشر لقاءات سابقة كان قد اجراها الزميل يوحنا بيداويد مع عدد من شهود العيان من ابناء شعبنا في منطقة سميل التابعة لمحافظة دهوك بخصوص مجزرة صوريا، تحدثوا فيه عن ذكرياتهم بعد مرور اربعين عام عليها.


كتب التقرير يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
12/ ايلول 2009

تمر علينا في هذه الايام ذكرى مذبحة قرية صوريا الكلدانية التي حدثت في 16 ايلول 1969. تلك الجريمة البشعة التي تركت اثاراً واضحة على حياة اهالي  القرية ولازال البعض منهم يعانون من اصابتهم. حينما حاولت الاتصال باهالي الشهداء والقرية لكتابة هذا التقرير، اعتذر البعض منهم الحديث عن الجريمة من شدة المهم وحزنهم وبسبب فقدانهم اعز الناس عليهم ولا يريدون ان يتذكروا تلك اللحظات.  فقال احدهم من شدة حزنه " اربعون سنة والدماء لازات تجري من اهالي صوريا، لحد الان لم يتخذ اجراء بالقضية."
وهذه بعض من المعلومات المهمة عن مذبحة قرية صوريا، المذبحة الاولى في المنطقة:

التاريخ : 16/ ايلول 1969
اليوم : الثلاثاء
الساعة : بين العاشرة – الثانية عشرة صباحاً.
المكان : قرية صوريا الكلدانية في منطقة سليفاني.
الساكنون : عدد من عوائل المسيحية الكلدانية مع  بضع عوائل كردية.
الجريمة : قتل اهالي القرية بدون اثبات اي جرم.
التهمة : خيانة الوطن ودعم قوات بيشمركه الكردية.
القائم بالجريمة : الملازم عبد الكريم جحيشي مع جنوده.
عدد الشهداء : 35 شهيدا بين طفل وشاب وشابة وشيوخ وعجوز.
الجرحى : 55 جريح ، 40 منهم كلدانيا و 15 كرديا بعضهم توفوا بيما بعد.
الشخصيات البارزة في الحادث : الشهيد الاب حنا قاشا والشهيد المختار خمو مروكي والشهيدة الشابة ليلى خمو التي تشابكت مع المجرم الجحيشي حينما بدا بالرمي اهالي القرية.
الادانة الدولية : لا توجد
القضاء العراقي الحكومي : لم يجري اي تحقيقي في الجريمة
المحاكم العسكرية : لم تتخذ اي اجراء ضد المجرم بل  كُفِأ برفع الجحيشي منصبه الى رتبة النقيب .

قصة الجريمة
يقول السيد حنا ايليا الكزنخي الذي يعيش الان في مدينة ملبورن " في صباح  يوم الثلاثاء المصادف 16 ايلول 1969 مرت مفرزة عسكرية من امام القرية باتجاه منطقة فيشخابور بقيادة الملازم المجرم عبد الكريم الجحيشي. بعد مدة قصيرة سمع اهالي القرية صوت انفجار لغم من بعيد، لم تمضي فترة قصيرة حتى عادت السرية العسكرية ودخلت القرية. امر الملازم الجحيشي مختار القرية الشهيد خمو مروكي بجمع اهالي القرية، صدف كان الاب الشهيد حنا قاشا هناك، حاول بعض من اهالي القرية الهروب يمينا او يسارا خوفا منهم، الا ان الاب الشهيد حنا قاشا حاول تهدئتهم واقناعهم بعدم وجود اي خطر عليهم لانه متأكد من برائتهم، وتقدم الى المجرم الجحيشي مستفسرا عن الغرض لتجميع اهالي القرية.

 
السيد حنا ايليا الكزنخي فقد شقيقه في الثانية عشر من العمر
 
حينها بدأ المجرم الجحيشي بكيل التهم والسب لاهالي القرية، فاتهمهم بالتعاون مع قوات بشمركة ووضع الغام  التي انفجرت على الطريق تحت عربتهم العسكرية اثناء مروها باتجاه فيشخابور. حاول الاب الشهيد حنا قاشا وكبار اهالي القرية اقناعه  بأن اهالي القرية لم يعملوا ذلك ، فكلهم فلاحون بسطاء لا يعرفون اي شيء عن الالغام والمعدات العكسرية ولا ليديهم اي علم بوجود بيشمركة في المنطقة. الا ان المجرم عبد الكريم الجحيشي اصر وقال " ان لم تسلموا لي الفاعل ، فانتم كلكم متهمون،  كلكم خونة سوف ارميكم" . فكان الحقد والغضب والشر يقدح من عينيه. فلما اتم جنوده من جمع اهالي القرية من الكبار والصغار والشيوخ  في بقعة ارض مسيجة كانت تستخدم لزرع الثوم او بستان واحيانا  تستخدم كزريبة للحيوانات (حسب اقوال البعض) وحينما لم يجد المجرم الجحيشي اي شخص قام بعملية زرع الالغام، سحب اقسام رشاشته ثم امر جنوده العمل بالمثل  والبدء  برمي اهالي القرية.  حينها قفزت الفتاة الشجاعة الشهيدة ( ليلي خمو) التي كانت في مقتبل العمر على المجرم الجحيشي وتشابكت معه محاولة ايقافه واخذ السلاح منه، لم يستطيع المجرم  سحب سلاحه من يدي الشهيدة البطلة، فسحب  مسدسه و قضى عليها .
ثم امر الضابط المجرم جنوده برمي جميع اهالي القرية بضمنهم الكاهن الزائر الشهيد حنا قاشا . استمر الرمي الا ان تأكد  لم يبقى شخصا واحدا واقفا على قدمه ، لان مساحة المكان كانت صغيرة فوقعت الجثث واحدة فوق الاخرى الامر الذي ترك بعضهم يبقى احياء او جرحى. ثم اشعل النيران بالبيوت والبساتين وترك القرية منكوبة.

بعد هذا اكملت الجريمة من قبل الجهات الحكومة والجهات المسؤولة في المنطقة، الامر الذي لا يترك اي شك، كانت هناك اوامر من الجهات العليا لعمل هذه المذبحة، حيث منعت القوة العكسرية من وصول اي اغاثة او دواء للجرحى او حتى نقلهم او دفن الموتى ، لمدة يومين او ثلاثة تركوهم هناك في دمائهم الى ان قضى بعض الجرحى نحبه من شدة النزيف . بعد تدخل الشخصيات المعروفة واغوات المنطقة سمح لهم بدفن موتاهم ونقل الاحياء الى المستشفيات . سقط في هذه الجريمة 35 شخصا بعضهم براعم صغار لا يتجاوز عمرهم بضعة سنوات، وعدد كبير من الجرحى الذين توفوا فيما بعد.

ثم طالب السيد حنا الكزنخي الجهات المسؤولة بعدم دفن اثار هذه الجريمة التي سببت فقدان اخيه الصغير ياقو (12 سنة) وعجر والدته راحيل متي لمدة اربعين سنة فقال:  " انني اطالب الحكومة العراقية وحكومة الاقليم تثبيت هذه الجريمة من ضمن جرائم الانسانية التي اصابت شعبنا العراقي كغيرها من الاف الجرائم  التي اقدم عليها النظام المجرم في العراق منذ توليه السلطة في تاريخ العراق، وادخال الحادثة  ضمن منهاج الدراسية للاجيال القادمة لا سيما في اقليم كردستان الذي دفعنا ثمنا باهضا في قضيته، كما اطالب المسؤولين من شعبنا تعويض اهالي الشهداء بما يستحقون كغيرهم الذين تم تعويضهم" .

يقول السيد شمعون موسى مروكي  بنبرة مملوءة من الحزن والالم:  " كلما اتذكر هذه الحادثة كأنها تحدث امامي الان )


السيد شمعون موسى مروكي خمسة ضحايا من عائلتي
يتوقف قليلا محاولا جمع قواه من شدة حزنه  ويستمر في الحديث: "  كان عمري عشرة سنوات في حينها ، اتذكر كان بيتنا في طرف القرية لم نسمع بما كان يحصل في القرية الا ان جاء احد الجنود واجبرنا بالحضور انا ووالدي ووالدتي واخواتي الصغار. كنت محظوظا كانت اصابتي في كف اليد ووقعت تحت اشلاء الجثث انا واخواتي سلمى (6 سنوات ) وجميلة (9 سنوات) في حينها، لكن استشهد والدي وعمي وبنات عمي اثنتان من ضمنها ليلى البطلة وكذلك زوجة عمي.  حينها هربت الى القرية المجاورة افزروك ومن هناك ذهبت الى شكفتي مارا قرب مدينة زاخو حيث كانت اختي المتزوجة تعيش. قبل عبورنا نهر الخابور، طلبت من اخواتي الصغيرات جميلة وسلمى ان يغسلوا ملابسهم من الدماء التي لطخت بها. ولما وصلت بيت اختي. تعجت اختي واهالي بيتها عن قدومي ومعي اخواتي الصغيرات لوحدنا".

  توقف قليلا السيد شمعون وادار وجهه طرفا محاولا مسك ذاته  ثم استمر بالحديث فيقول:  " حينها لم استطيع ان اتحمل فجهشت في البكاء واخبرتهم انهم قتلوا جميع اهالي القرية ولم يبقى احدا منهم حياً ونحن انهزمنا  الى افزوك وجئت الى هنا الان).

عن هذه الجريمة يقول السيد شمعون " انني اطالب اخوتي وابناء شعبي من الكلدان  جعل هذا اليوم متميزا في تاريخنا المعاصر،  كذلك اطالب حكومة الاقليم ان تدخل هذه الجريمة في المنهاج الدراسية في  كردستان كجزء من وفائهم  لكل الجرائم والشهادات والماسي التي قدمها اهالينا في القضية الكردية منذ ما يربوا خمسين سنة.".

اما العم ايليا يوخنا جلو الذي يتجاوز عمره الان 85 سنة  يقول " لا استطيع انسى تلك اللحظات التي استشهد فيها عدد كبير من اقاربي واهالي قريتي وانا اراهم يسقطون واحدا بعد الاخر في لحظات معددة، ولا ان انسى كيف استشهد ابني  ياقو الذي كان عمرة 12 سنة على صدري برصاص هؤلاء المجرمون ."



السيد ايليا يوخنا جلو وزوجته راحيل متي ياقو فقد ابنه


اما زوجته راحيل متي ياقو  تقول " كاد الموت يقضي علي لولا رحمة الله، كانت اصابتي شديدة و بالغة ، لي اصابة في ظهري  وقدماي، عشت منذ ذلك ولحد  اليوم اربعون سنة معوقة لا استطيع التحرك الا  بصعوبة، والان اتحرك على الكرسي."
 


اثار الجرح على اقدام السيدة راحيل متي ياقو جعلتها مُعوقة لمدة اربعين سنة

ثم تقول بعد " نقلي الى مستشفى في موصل اراد الاطباء قطع كلا قدمي، الا ان الاب ابونا البير الذي تواجد هناك في زيارتنا والاعتناء بنا  منعهم من فعل ذلك."
ثم اردفت تقول " لقد اصحبنا لا جئين خمس مرات وخسرنا ولدنا واصحبت معوقة خلال كل هذه السنوات."


يقول السيد ايشو بطرس" كان عمري 11 سنة ، احضرونا الجنود بالقوة انا ووالدي ووالدتي الشهيدة مريم صليو واخي زيتو واختي كني واخي الشهيد سفردون. استشهدت والدتي مريم  واخي سفردون ووقعنا تحت الجثث ومن هناك اخذنا والدي الى قرية افزروك ثم  الى قرية شكفدلي. ارسلني والدي اذهب الى القرية كي  ارى ماذا حصل فيما بعد. بعد مجيء مع الاخرين وجدنا الجثث على حالها ، متحلل، متفسخة"


السيد ايشو بطرس توما فقدت والدتي واخي في المذبحة  
   

عن هذه الحادثة يقول السيد ايشو " كانت المذبحة الاولى في المنطقة لمدة طويلة من الزمن ، على الرغم من مرور اربعين سنة الا ان المسؤولون من حكومة الاقليم او حكومة المركزية لم يجروا اي بحث لجمع معلومات عن الجريمة ولا عن  اهالي المذبحة"
ثم يردف قائلاً " انا ايضا اطالب ان تسجل هذه الحادثة في الكتب التاريخية  مثل تاريخ العراق المعاصر او تاريح الحركة الكردية لاننا دفعنا ثمنا باهضاً من اجل القضية الكردية، اتمنى ان تدخل هذه الحادثة في المنهاج الدراسية كي يعرف الاجيال القادمة عنها وان لاتنسى"
 
السيد زيتو بط-رس


يقول السيد زيتو بطرس عن الحادث:  " على الرغم من عمري الصغير، 8 سنوات لكنني اتذكر الحادث جيدا، جمعونا في بستان صغير مسيج، انا وقعت تحت الجثث لذلك لم يصيبني اي شيء، اتذكر قال والدي لي ارمي نفسك على الارض واجعل نفسكم امواتاً)
 عن دفن الموتى قال السيد زيتو " كانت الجثث متفسخة، فعمل اهالي القرية مع الرجال القادمون من القرى المجاورة حفرتان كبيرتان وضعوا الرجال والصغار في احداهما والاناث في حفرة اخرى"
ثم يردف قائلا " اتذكر جيدا كنت ابحث عن حذائي ، حينما مسكني احد الجنود وضربني على ظهري وسحبني حافيا الى مكان الجريمة. اتمنى ان لا ينسى هذا الحادث ويصبح عابرا بل على الاقل يتم بناء نصب تذكاري في هذا الموقع  وان يدخل تاريخ هذه الجريمة  في المناهج الدراسية كي تتطلع الاجيال القادمة عليها وان لاتنسى . "  

396
الاسبوع الثقافي السرياني الثاني وثماره الطيبة


بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
1 ايلول 2009

الشعوب تبقى حية بانجازاتها التاريخية مثل انتاج كتابها او بقصائد شعرائها وبالواح و رسومات فانينها ، بأبطال مسرحياتها وباختراعات علمائها وبمواققف سياسيها ونظريات مفكريها وبتراثها، عادتها ، تقاليدها.  كما ان المسرح مراة المجتمع، كذلك هي جميع الفنون ومجالات الابداع مراة لعظمة الامة وهيبتها. فالشعوب الحية هي كالشجار التي في بداية كل ربيع تخرج سيقان جديدة منها وباتجاهات مختلفة  متصارعة مع بعضها  من اجل الحصول على اكبر كمية من الماء والتربة كي تحمل اكثر اوراق خضرة وثمار طيبة  وظلال  متماسكة. اما الشعوب الميتة هي الشعوب التي فقد ابنائها قابلية على اي عطاء، التي قبلت ان ترتدي ثوب الاخرين، فهي فارغة تفرح برموز غيرها  فهي في طور الزوال او الاندثار او الذوبان اجلا او عاجلا.

جرب شعبنا المبتلي بمصيبة التسميات حظه منذ سنين طويلة في طرق مختلفة لايجاد مخرج  من حرب التسميات الوهمية بطرق عديدة لاعادة اللحمة بين ابنائه وتشجيعهم على عمل الابداع  كي يتخذ موقعه بين مكونات العراقية كما كان في الماضي لكن  للاسف فشل لحد الان، لان لا احزابنا ولا كنائسنا استطاعت لحد الان تقلص هذه الهوة بيننا ولم تأتي بأي مشروع اوخطة تقربنا من بعضنا في المستقبل.
لكن في الاسبوع الثقافي الذي اقامته مديرية الثقافة والفنون السريانية الاخير في مدينة عنكاوا وجدتُ بصيص من الامل، فأرجو ان لا ينطفء هو الاخر. نعم قد يكون الفن والثقافة والشعر والمسرح والرسم السبب الذي يستطيع جعلنا ان ننسى هذه الاختلافات وسببًا لامتزاج  افكارنا و مشاعرنا وارائنا ومواقفنا في بودقة واحدة.  وفي النهاية توحدنا.

على الرغم من المدة القصيرة لانشاء هذه المديرية ( مديرية الثقافة والفنون السريانية التابعة لحكومة الاقليم الكردستاني) الا انها استطاعت تقوم بعدد من الانجازات الثقافية الفنية اهمها تنظيم الاسبوع الثقافي الثاني قبل اسبوع  بنجاح تام. كنت اقرأ عن فقرات ونشاطات المهرجان واحاول ان اتابع التقارير اليومية عنها. حقيقة فرحت بهذا الانجاز الكبير لاسيما بوجود  حضور ومتابعة من قبل الجمهور في جميع الايام.

وحينما كنا هناك (في مدينة عنكاوا) قمنا بزيارة المتحف والمديرية والتقينا بالاخوة المسؤولين الذين وجدتهم كثيري الحماس والطموح لاقامة النشاطات والمشاريع  لابراز الهوية التاريخية لشعبنا كذلك توثيقها باقرب فرصة قبل ان يحل الاندثار عليها بسبب الهجرة الى المدن او الى الخارج.
 كل الشعوب تحاول حفظ تاريخ انجازات اجدادها، تقاليد وتراث ابائهما تفتخر بعظامئها، لا بل ان احدى اهم الطرق المعروفة في قياس عظمة اي امة تعتمد على عدد العظماء وقيمة الانجازات التي انجبت هذه الامة ، كل الامم تحاول توثيق علامات اثارها على ارض الواقع، حتى المدن الصغيرة في الدولة الواحدة او المحافظة الواحدة تحاول ان توثق جهود وانجازات ابنائها لانها ارث التاريخي الخاص بها مهم لهويتها في متحف خاص بها.

فالاخوة المسؤولين في المتحف السرياني الذين التقيناهم  كانوا كثيري الدقة في طريق حفظ الوثائق، وطريقة نقل المواد القديمة، طريقة عرضها، تنظيم و عرض الازياء لمدنا وقراننا على مر التاريخ، كانوا يكتبون كل ملاحظة او معلومة متوفرة مثل التاريخ والمكان وصاحب الحاجة وطريقة عملها او المواصفات او مكان اكتشافها وغيرها من المعلومات المفيدة.
 يا ليت يتم تزويدهم بكل ما هو تراثي كي تصبح دلالات  وشهادات واختام لاقدام اجدانا في هذه المدن والقرى في المستقبل.

اما الاسبوع الثقافي الثاني الذي اقامته هذه المديرية بالحق هو انطلاقة جديدة لشعبنا موحدا في عمله.  حيث كان المهرجان  كبيراً متنوعاُ شاملاً لكل انواع الابداع الثقافي والفني، اسبوع كامل وفي كل يوم نشاط او نشاطين مختلفين. الامر الذي فرحنا اكثرهو عدد المسرحيات التي عرضت التي شبهتها بالمسابقة بينهم ، الذي ان دل على شيء فهو يدل على ان شعبنا على الرغم من جروحه الامه ومصائبه  وتشتته بين دول العالم لازال حياً وله تواصل وعطاء كغيره من الشعوب في ارض اجداده بلاد الرافدين.

املنا في المهرجان الثالث ان يكون اوسع واكثر انتشار، ان يتم توجيه الدعوات لشخصيات ادبية او شعراء او فنانين المسرح او رسامين او عازفين شتى انواع الفنون من الخارج والداخل من ابناء شعبنا، كذلك توجيه الدعوات للكتاب والشعراء والفنانين المعروفين من الاخوة العرب والاكراد للحضور كضيوف شرف، وان يتم تقيم عمل المشاركين بتشكيل لجان مختصة في كل حقل ويتم تكريم الفائزين كحق طبيعي لجهودهم وتشجيعهم على الابداع والعطاء.

الف مبروك للاخ الدكتورسعدي المالح  المدير العام لمديرة الثقافة الفنون السريانية والاخ  بطرس نباتي مدير الثقافة والفنون السريانية والاخ فاروق حنا عتو مدير المتحف السرياني  وكل العاملين في المديرية وكل الذين شاركوا  في تحضير هذا المهرجان الكبير.

الف تهنئة للمشاركين من الكتاب والشعراء والفنانين والرسامين والمطربين وشتى انواع الفنون الاخرى القادمين من جميع القرى والقصبات ومدن شعبنا في  الوطن للمشاركة في هذا المهرجان الكبير، بالحق انتم اليوم الجنود الحقيقين في رفع رايتنا، من خلال عطائكم الفكري، الثقافي، الفني  يسمو وجودنا بين مكونات العراقية محتفظة بوجودها الى الابد. وان شاء الله في المهرجان القادم يكون عطاءكم اكثر وافضل.


397
                       تهنئة للقوائم الفائزة ..على الكلدان الافتخار بمشاركتهم ..عتاب على الوحدويين
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
12/ ايلول 2009

تهنئة للفائزين
في البداية لا يسعنا الا ان نقدم اجمل التهاني والتبريكات الى الاخوة الفائزين من قائمة المجلس الشعبي (قائمة 68)  والاخوة الفائزين من قائمة الحركة الديمقراطية الاشورية (قائمة 67 ) متمنين لهم كل الموفقية في فوزهم و مواقعهم الجديدة .
في نفس الوقت نأمل من الاخوة اعضاء الجدد في  البرلمان اقليم كوردستان، ان لا ينسوا مهماتهم القومية وان يكونوا فعلا جنودا للدفاع عن الحق والطموح وتحقيق العدالة والقانون والمساوات لجميع ابناء الشعب العراقي الساكنين في اقليم كوردستان لا سيما من ابناء شعبنا . انهم هناك للدفاع عن جميع ابناء شعبنا بكافة تسمياتهم واحزابهم وكنائسهم ومجتمعهم بدون تفرقة او تجريح او فضل ولم يعد تمثليهم محصورا بحزبهم او جهة خاصة او تسمية خاصة بهم .
لقد انتهت الانتخابات واعلنت النتائج وكانت النتيجة بحسب قرار المفوضية المشرفة على الانتخابات  انهم الفائزون، فالف مبروك لهم . لكن مهامهم قبل الانتخابات  ليست مثل بعد الانتخابات. فاثناء الدعاية الاعلامية كان هناك الجدال والصراعات والاتهامات بين القوائم وهذا امر عادي في الانتخابات الديمقراطية. لكن كان ذلك في الامس واليوم هو وقت الجد والعمل والتصميم والمناورات السياسية. فنتمنى طي صفحة الاتهامات والبدء  بصفحة الواجبات فهذه مهمة مقدسة في عنقهم طالما يحملون شرف تمثيل شعبنا بكافة تسمياته وترك عملية الصراع والمنافسة بين احزابنا وكوادرها  كالعادة.

الكلدان والنتائج المخيبة

لم تكن النتائج المخيبة لقائمة الكلدان الموحدة (64) مفاجاة لي شخصيا، لاسباب قلناها لاخوتنا المسؤولين من احزاب الكلدانية وقواهم حينما كنا في العراق قبل الانتخابات. في نفس الوقت يجب ان لا يحل الاحباط فيهم ، فاللعبة السياسية مثل اي لعبة رياضية فيها فوز وخسارة ، والخاسر يجب ان يتعلم من تجربته دروسا ليتدرب ويقوى على نقاط ضعفه كي يحقق الفوز في اقرب الفرصة. من لا يستفيد من تجاربه لا يلوم الاخرين، ولا يوجد حزب او رياضي لم يخسر نزالا او مباراة.
يجب ان لا ننسى ان احزابنا الكلدانية كان ينقصها الكثير من المستلزمات، وقد كتب عن هذا الموضوع عدد كبير من الاخوة الكتاب ، كان ينقصهم  قنوات التلفزيون للدعاية والاعلام والجرائد والمواقع الالكترونية  والاموال والعمل السياسي المتين الذي كان يجب ان يكون موجودا في القاعدة قبل الانتخابات، هذا بالاضافة الى تعرض البعض من المصوتين للضغوطات والمناورات السياسية او بسبب مصالحهم الشخصية  في المنطقة هذه وغيرها من الاسباب كانت هي السبب لهذه النتائج المخيبة ذلك ما شاهدناه او قرأناه من خلال تقرير الاخ اسكندر بيقاشا .
لكن كما يقول المثل الصيني المشهور (مسيرة الف ميل تبدأ بخطوة) . بهذه الخسارة لم  لم تنتهي الدنيا امام الكلدان عليهم الافتخارعلى الاقل بالمشاركة، فالانتخابات البرلمانية في الحكومة المركزية في العراق  قادمة خلال خمسة اشهر، فعليهم اجراء دراسة مفصلة عن اسباب النتائج وبصورة موضوعية بعيدة عن التعصب ووضع اللوم على اية جهة ومن ثم البدء بالتخطيط للانتخابات القادمة فهي مسؤوليتهم، وياليت حصل انعقاد المؤتمر الكلداني العالمي قبل الانتخابات وتكون الانطلاقة من هناك.

عتاب على الاخوة الوحدويين

عاتبني صديق حينما خابرته متسائلا عن احوال الشخصية، عن سبب وجود ازدواجية في كتاباتي ، فمن جانب اتظاهر نفسي بالشخص الوحدي الحريص على الامة ومصيرها  ومن جانب الاخر انا كلداني متعصب لانني دعوت للتصويت لقائمة الكلدانية، وتساءل عن سبب كتابتي لمقال تحت عنوان : الكلدان ويوم الامتحان.  ونشرها قبل يومان من الانتخابات فقط.
الموجود على الرابط التالي
www.ankawa.com/forum/index.php?action=printpage;topic=322630.0
 الحقيقة لم اتفاجأ بعتاب هذا  الصديق او غيره لانه مرات كثيرة في السابق دخلنا هذا الجدال معه او مع غيره وكنت قد اجبته على هذا السؤال  في حينها. وها انا اجيب  عليه مرة اخرى
نعم انا كلداني لحد العظم وحريص وملتزم بكلدانيتي مهما وجدت ذلك امرا ضروريا للمجتمع الذي انتمي اليه ، ولكن في نفس الوقت انا انسان واقعي وموضوعي وحريص، غير متعصب وغير متشنج . انا مقتنع جدا جدا، ان تاريخنا (شعبنا الكلداني الاشوري السرياني) ممزوج معا،  فلا احدا منا يستطيع يثبت صحة انتمائه الى اي تسيمة يدعيها اليوم،  بسبب دخول كل القوميات في وادي الرافدين المسيحية في حينها واتخذت من لفظة سوريتوتا (الكلمة الارامية) بمعنى المسيحيون اسما لهم والبرهان على ذلك لم اجد اسما لاي من بطاركة  الكنيسة الشرقية او مطارنتها او كهنتها او مفكريها  او قديس  من قديسنا يحمل اسم له دلالة قومية كما هو اليوم اكثر من الدينية ،فكان اهتمامهم منصب على تعليم اولادهم تعاليم الديانة المسيحية  واطلاق الاسماء الموجودة في الكتاب المقدس – عهد القديم على اولادهم. كان من بين هذه القوميات من الكلدانيين ومن الاشوريين ومن الاراميين (السريان الجدد) ومن الاكراد والعرب والفرس  وغيرهم. وما نحن الا بقايا تلك الكنيسة العظيمة التي جاوز عددها 60-70 مليون ووصل تبشيرها حدودها الصين.
ان الوحدة التي التزم بها ابائنا  واجدانا و قبلوها من قبلنا ، تشير الى مدى نضجهم وصدقهم  في اقوالهم وافعالهم ، فحينها قبل الواحد للاخر التزاما بمبادئ ديانتهم المسيحية الجديدة التي جعلت من وجودهم ان يستمر الى هذا اليوم، الذي نتصارع على اسمائهم القديمة. انا شخصيا بالاضافة الى  الديانة المسيحية و وحدة المصير هناك مقومات اخرى اجدها موجودة في حياتنا اليومية وهي  التراث واللغة والثقافة والعادات والحياة الاجتماعية المشتركة  .......وغيرها. لهذه  الاسباب  افضل دائما طريق الوحدة الشاملة على الوحدة التي تخص جماعتي الكلدانية. في نفس الوقت اشعركل يوم يمر ان الوحدة التي نتكلم عنها يصعب تحقيقها و اعرف كلما استمر الصراع من اجل التسميات كلما اقترب شمسنا من غروبه او بكلمة اخرى اقترب زوالنا  جميعا.  
والسبب في ذلك لانني  لا ارى الوضوح من قبل عدد كبيرمن المسؤوليين وكتاب مرموقيين وجهات دينية مسؤولة لها موقعها في المجتمع في تفضيلهم الوحدة الشاملة والبحث عن صيغة توفيقية عوضا التسمية الفردية لكل واحد من مكونات شعبنا. ذلك مرة اخرى يجعلني ان اشعر بالغربة بين اخوتي الاشوررين او السريان حينما اكون بينهم لا بل يشدني الى كلدانيتي اكثر فاكثر. هذا هو واقع الكثير من الكلدان، لا بل الكثير منهم تعمذ حسب مبادىء العنصرية التي نقلت وزالت تنقل اليهم من الاخرين من ابناء شعبنا.
لكن في كل مناسبة اظهر كلدانيتي اجدد الدعوة على ان نقوم جميعا بتحمل المسؤولية واتخاذ قرار جريء وصريح وواضح يضع حدا لهذه المشكلة وايجاد تسمية موحدة. لان التسمية المركبة اصبحت ركيكية وخطرة يمكن ان تجلب المصائب لنا اذا استخدمها الانتهازيون؟!
اقرا مقالنا ( رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان) على الرابط التالي
www.ankawa.com/forum/index.php?board=9.500
اما  ان يعيرني صديق على النتائج المخيبة لقائمة الكلدان ،فانا اقول نعم حقا كانت النتائج مخيبة فذلك ليس بامر عجيب، كما قلت سابقا على المسؤولين من احزابنا الكلدانية دراسة المسببات واتخاذ القرارات اللازمة .
لكن لا اعرف ما معنى ان تخرج شعرات جلود البعض من قمصانهم من شدة غضبها حينما يدعي احدا من الكلدانيين بكلدانيته، ولماذا لا يجاوب المعتدلين  والوحدويين او الناطقيين باسماء احزابنا على المقالات والتصريحات والاتهامات يطلقها المتعصبين  من الاخوة الاشوريين؟ . والامثلة كثير وموجودة في المواقع الالكترونية.
اليست الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا) تحمل اللقب الاشوري على الرغم من من وجود مئات بل الالاف من كوادرها من اصول او مناصريها من الكلدانيين لماذا لم تغير اسمها الى كلدو اشوري او اي اسم توافقي اخر. اليس من الضروري ان يتم تغيير اسمها الى اسم اكثر شمولي ومقبول لكل ابناء شعبنا ام انهم  من (اي الوحدويين) الذين يؤمنون  لا صحة لمقولة ان للكلدان وجود في التاريخ؟!. وهل هذا صحيح؟
لماذا يحمل حزب الاترنايي لحد الان ، الحزب الوطني الاشوري،  اي لقبه الاشوري، وهل كتب او طلب احد من مسؤولي هذه الاحزاب او الكتاب من الاخوة الوحدويين ان لا يكتبوا اسمهم الاشوري كما يشاءون ؟ اليس هذا تناقض مع ما يدعون به؟
اذن لماذا يطلب البعض من الكلدان التخلي عن كلدانيتهم؟
اخوتي الاعزاء من  له اخوة لا يستطيع ان يميز بينهم او يتخلى عن واحد منهم في الطريق  لاي سبب مهما كان ذلك السبب قويا . فمن يحب ان يكون الكلدان اخوة لهم يجب يحبهم ككلدانيين ومتى قَبل ان يُدعى اوأعترف باسم اخر حينها ليطلب اويُشعر اخيه الكلداني بضرورة قيامهم معا بهذه الخطوة اي تغيير الاسم.  اذن لا يوجد حلا لهذه المعضلة الا من خلال الثقة والاخلاص. اما بخلاف ذلك كلها امور محصورة بالمصلحة الذاتية وعملية الاسترزاق على مدى البعيد. وازدواجية الموقف.
انا لا انكر هنا لا وجود للكلدانيين المتعصبين المتزمتين ،غير واقعيين، غير مباليين، خطريين وانتهازيين، انا لم اقل كل الكلدان قديسين، ولكن هناك الالاف من الكلدانيين هم اكثر عقلانية واكثر منطقين من غيرهم في تفسيرهم للامور لذلك تجدهم لا يفرقون بين من يطلق على نفسه اشوري او كلداني او سرياني. والبرهان على ذلك هو التصويت الذي حصل في الانتخابات الاخيرة. فهنا اسأل هل يوجد شخص يحمل اسم التسمية الاشورية او السريانية منظم للاحزاب الكلدانية؟ كي نصدق لا يوجد فرق بين الاشورية والكلدانية والسريانية. ام ان الكلدانية ليس لها شرف ان تكون موجودة مثل الاشورية والسريانية.

كما قلت في جلسة حوارية لبعض من الاخوة المثقفين قبل بعضة ايام ،ان المواقع الاشوريين المتعصبة  او المواقع الكلدانيين المتعصبة  لا يقبلون نشر مقالاتي لانهم لا يرون فيها سوى الاساء اليهم حينما لا اتفق معهم او اضرب الطبل لهم.
انا اعتبر الكتابة مهمة مقدسة، لان فيها تربية و تعليم عن طريق نقل المعلومة، فليس صحيحا ان اكتب شيئا لا اؤمن به، او ان اجلب الاساءة لاحد من قصد وبدون برهان مقنع ولكن في نفس الوقت قول الحق واجب بل موضوع  مبدأ وكرامة وحق والسكوت عنه جريمة. لان الكاتب الحقيقي يكتب ما يملي ضميره عليه وليس لاجل ما يملء جيبه!!!!
فمن يطلب مني الكتابة ضد الاكراد عليه يزور مدينة عنكاوا ودهوك والقوش وزاخو وسهل نينوى ويعرف حال شعبنا المهجر من بغداد وموصل وبصرة هناك ، وليطلع على المساعدات التي قدمتها حكومة الاقليم في حينها وزالت تقدم بعضها، ثم يطلب مني الكتابة ضد اخوتنا في الوطن والتاريخ. لكن في نفس الوقت لا اقول لا توجود نواقص في ادارة الاقليم  لان العراق كله يسير وفق التقسيم القومي اوالطائفي اوالديني اوالمذهبي اوالقبلي وغيرها من الامراض التي ابتلت بها جميع الشعوب الشرقية.

398
رحلة الى رحاب الوطن
الجزء الثاني

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
1 ايلول 2009
بعد اسبوع ممتع وجميل في مدينة عنكاوا واربيل شدينا الرحال الى مدينة زاخو ( زاخوتا) التي طالما بالنوم على اسطحها في ليالي الصيف وبجسر دلي دلالي (العباسي) ومياه نهر خابور والسباحة فيها  بعد فراق طويل.
كان سائقنا من مدينة اربيل يرتدي الشروال والقميص. في البداية ظننت انه رجل امي ولكن اكتشفت فيما بعد ان الرجل مثقف ويعرف الكثير عن طبيعة العراقيين وتاريخه . اختار سائقنا طريق على ما اعتقد ( كلك –بعشيقا- برطلة  – باعذري –دهول- سميل -فزاخو).
الحقيقة كنت منتبهاً جدا على الطريق واشاراته لاسباب معروفة في هذه المنطقة.
حينما كنا نعبر السيطرات الكثيرة المنتشرة بين هذه المدن ، كان يجاوب سائق الاجرة  رجال الامن الواقفين في السيطرات، واذا ارادوا سألوننا ، فأغلب الاحيان يسألون؟ سورايي!!!. كنا نقول نعم بالسورث سورايي. يقول اهلا بكم  ويعطي اشارته للعبور. عندما كنا اسفل جبل باعذري. كانت هناك سيطرة مشددة وحينما علم نحن كلدان فتح الطريق بدون المسالة او تفتيش بعد. بعد ابتعادنا منهم خمسين مترا قال سائق الاجرة: لو لم تكونوا  سورايي ( اي مسيحيين) ربما كان ارجعتنا هذه السيطرة الى طريق الاخر ربما تاخذ ساعة اخرى من الطريق . لا اعرف اي طرق كان يقصد.

كنت اقرأ اسماء البلديات والقرى التي نمر فيها المقارنة عن كنت سمعت عنا وما هو على ارض الواقع. في منتصف طريق ونحن بين وديان جبل باعذري .طلب السائق التوقف قليلا للتدخين .
لم تمضي عشرين دقيقة من السياقة حتى ظهرت علامات محافظة دهوك. لاحظنا الطريق الواسع الممتد في وسط دهوك الذي يربط بين شرقها وغربها والبيوت الممتدة الى منتصف الجبل من جهة بروشكي  كنت اسحب الصور واسال السائق عن اماكن التي عرفتها حينما كنت هناك خلال حرب الكويت..عبرنا سميل ووصلنا مدخل (الكلي ) لاحظنا التوسع الكبير والتبليط، الشارع الان اصبح (سائدين) ، قلت للسائق هل تعلم كم حادث وحادث وقع هنا؟  كم من الناس توفوا في هذا الطريق.؟
حينما نزلنا من جهة الثانية اول ما ظهر ظهرت سلسلة جبال المتعانقة معا في  الجبل الكبير الذي  يقع على حدود تركيا الذي يحمل مئات الذكريات لنا بالاخص حينما عبرناها قبل 20 سنة في طريقنا الى تركيا.

شيئا  فشيئا اقتربنا من مدخل زاخو .  كانت هناك بوابة عالية كبيرة  انها سيطرة كبيرة ، لم يسال المفتش اي سؤال ربما بسبب رقم السيارة الذي كان يشير الى اربيل!!
بعد دقيقة وصلنا امام موقع بنزينخانة القديمة، وحينها تذكرت ازمة النفط في بداية السبعبنات حينما اممت حكومة العراق النفط في ذلك الوقت،فاصحبت شحة كبيرة في الوقود بالاخص النفط  الابيض  (كيروسين) وتذكرت كم ليلة و ليلة قضها الناس في البرد ينتظرون مجيء النفط  هنا ؟!!.

عبرنا جسر الفاروق القديم لاح لنا  من بعيد تمثال رجل طويل  في وسط الساحة قرب بناية قائمقامية  او قشلة  او سوق اليهود على قمة التلة ، حينما اقتربنا قرات اسمه ( انه المرحوم  الوزير صالح يوسف زاخولي).
كانت الساعة تشير الى قرب الثانية عشرة نهارا و الطريق مزدحم  جدا ، لاحظت ان جسر سعدون قد وسع كثيرا واصبج سائدين ايضا بينما في السابق كان سيارة واحدة تعبر عليه.
كنت انظر الى اليمين واليسار الى المحلات والبنايات الجديدة واعيد ذكرياتي لها قبل 35 سنة واقارن التغير والتحديث الذي حصل هناك ونحن نشق طريقنا الى ساحة بارزان  بعد ان عبرنا مدرستي  زورزان وبوتان و هيزل الابتدائية التي درست فيها قبل 38 سنة ثم محلة البرايتي الجديدة او العباسية في القديم.
في اليوم التالي تحولنا الى البيت الذي  استأجرناه بعد مساعدة اصدقاء واقرباء  لن انسى وكرمهم وفضلهم وحسن استضافتهم لنا هناك.
مضت الايام كأنها دقائق ونحن نزور اماكن ومناطق وقرى واقارب واصدقاء لنا في مدينة زاخو.

كنت مشتاقا لزيارة قريتي اصطفلاني وجومي فذهبنا هناك بسرعة ،عدة مرات جلسنا  هناك على تبيلط الشارع وتحت الظلال  ونحن ننظر الاماكن من الجهة المقابلة للقريتين ( الموقع يطلق عليه نزارا بالسورث  ) نتذكر اسماء المواقع  والطرق و  ونستذكر الذكريات و الاحداث والايام  التي عشناها هناك قبل 40 سنة .
خلال هذه الفترة قمنا بزيارة مدينة  الى القوش ودير السيدة ودير ربان هرمز وبيشخابور وبيرسفي ونافكندالا  وشرانش ودهوك وديربون ودشتخ وابرخ وقسروك وامرا دشيش وافزروك وديربون  وشاهدنا مياه العين الغزيزة المتدفقة من نهاية جبل الابيض. وجلسنا عدد مرات تحت الظلال على حافتها جدول الماء الجاري منها.
وهذه بعض الصور لبعض من هذه المناطق.


جسر دلي دلالي

 
 
شلال شرانش السفلى


 
بحيرة  بهيري



قرية اصطفلاني-  الكهف المشهور  (كل كوندا)
 

 
امرا دشيش مع البعثة التي زارت بقايا اثار دير مار اثقن


 
 بيوت قرية شرانش الحديثة

 
 
ثمثال مريم العذراء تحت بناية كنيسة مار كوركيس في قرية فيشخابور على ضفة  نهر خابور


 
مدخل كنيسة مار كوركيس في فيشخابور


 
 بئر الماء في ساحة الكنيسة  مار كوركيس في فيشخابور مع ( مندرتا) قد تعود الى اكثر من مئة سنة

 
 
اثار بيت عزيز اغا المشهور في  قرية فيشخابور منتصف القرن الماضي


 
بقايا اثار قرية جومي-  وكهفه المعروف باسم ( علي اغا)


 
موقع البيوت قبل خرابها  في قرية جومي اما قلاتا


 
في  مناسبة رسامة الاخ جمال يوخنا شماسا انجيليا  في كنيسة زاخو


 
زيارة الى مركز هيزل-  مكتب السيد امير كوكا
 

 
مع المطران بطرس هربولي في كنيسة العباسية

 

 
  مع الاب مفيد مرقس ومجموعة  من الشمامسة (ياقو ايليا و جوزيف يونان حاني ويونان بطرس من استراليا وميخائيل يوسف مرقس وشخص اخر لا اعرفه  وكاتب الاسطر في كنيسة العباسية- محلة برايتي الحديثة


 
احدى اللقاءات على ضفاف مياه عين ديربون الشهيرة


   
مع  السيد حميد شريف احد شيوخ عشائر الكردية المعروفة  في منطقة زاخو






399
عادل دنو و قراءات شعرية

تقرير عن الامسية الشعرية  التي اقيمت في مدينة ملبورن في تموز الماضي
اقيمت مساء السبت الموافق 11 تموز  2009  امسية لقراءات شعرية للشاعر الاديب عادل دنو وعلى قاعة عشتار في منطقة كولارو وعلى مدى ساعة ونصف.  شنف صديقنا الشاعر اذان الحضور بعدد من القصائد التي اثارت الاشجان و مداواة الجروح  التي لازمت هذه الامة عقودا من السنين وتغنت بالوطن الكبير الذي انكفأ وحنت المتاعب ظهره.
لعلها المرة الاولى التي تعقد مثل هذه الامسية على اساس الصداقة والهموم الثقافية المشتركة التي جمعت الحفل الكريم على مائدة الشعر من دون رعاية اي من المؤسسات او الاتحادات او الجمعيات ومن دون تكلفة.

وابتدأت الامسية بكلمة للاديب الياس متي منصور الذي رحب بالحضور بحرارة وشكر المشاركة في المشهد الثقافي والشعري بخاصة.  ثم قدم  نبذة قصيرة عن مسيرة الشاعر عادل دنو وعن حيانه معتبرا اياه اعلامي عراقي من مواليد الموصل 1956. مسكون بالفن والثقافة له اهتمامات عديدة فيعشق المسرح وادب القصة ورهين لديهما بسبب جنونه الشعري.
واضاف  ان شاعرنا حاصل على ماجستير تربية فنية ( مسرح أطفال)، بكالوريوس مسرح. ابحر في سحرالفن فكتب واعد وألف وترجم عددا من المسرحيات وعمل في بعضها مخرجا وممثلا في قسم آخر.

 في الموصل قدم مسرحيات حكمة الاطفال، القيامة، نجمة الميلاد، الموظف البخيل، وكان عضوا في فرقة مسرح جامعة الموصل ومثل في مسرحية المؤلف والبطل. ثم انتقل الى بغداد لقبوله في كلية الفنون الجميلة، وهناك انشغل بصقل امكانياته وقدم اعمالا صغيرة اثناء الدراسة مثل مسرحية صباح مشرق، مقاطع من يوليوس قيصر، مقاطع من اوديب ملكا بالانكليزية في الاعوام هذا خلال الاعوام 1978 و1981.
 
من الجانب الادبي، ترجم الشاعر دراما دكان الصائغ الرائعة التي كتبها البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني، وصدرت عام 1982 في العراق، ونشرت قصصه القصيرة في الصحف العراقية، اضافة الى المقالات. وترجم كتابا عن الكون صدر عن دائرة ثقافة الاطفال في بغداد. واصدر مجموعة قصصية بالسريانية تحت عنوان سوار الذهب، وديوان شعر للأطفال بعنوان ناقوس الوطن، وحكاية للأطفال بعنوان مندو .. ومندو. كما نشرت العديد من القصائد والقصص والمقالات بالسريانية في صحف ومجلات اختصاصية بالسريانية في العراق والولايات المتحدة واستراليا، وفي عدد من المواقع مثل عينكاوة، موقع سنت ادي، نركال كيت، ابونا وطبين.

برز ناشطا في جمعية أشور بانيبال في بغداد التي كان لها الشرف ان تحرق كل الحدود والمسافات بين مثقفي الامة، فالجميع كانوا يكتبون ويقرأون في ضوء شمعتها طوال سنوات الحصار، يأكلون ويشربون من منبعها الحب والتسامي فوق الكراهية القادمة من مستنقعات التاريخ. وعمل اثناء ترأسه هيئة ادارتها لدورتين متتاليتين ومع زملاء متقدين غيرة، على جعل منبرها محلا لصياغة قوافل من الشعراء والادباء والمسرحيين السريان، ومهرجان الحوار والتلاقي ومحجة للأطفال الموهوبين من كل كنائسنا.

محطته الاخرى من مسيرته كانت الصحافة . ابتدأ بنشرات كنسية الى نشرة اخوية المحبة كاريتاس العراق، حتى صحافة مهرجانات أشور بانيبال الثقافية والى الرهبانية الانطونية الهرمزدية في بغداد. حيث توفرت لديه مواهب وامكانات للاشراف على التحرير والتصميم حتى اصدارها. اسس للرهبانية اعلاه مجلة" ربانوثا" اي الرهبانية، وادارها تحريرا واخراجا وحث الاخوة الرهبان على البحث والدراسة والكتابة،  كما اشرف على تنظيم دورات تعليمية للغة السريانية ودورة للشمامسة.

لديه العديد من المخطوطات تنتظر النشر.
اولاُ- قام بترجمة اثور المسيحية لمؤلفه العلامة جان فيي، والذي سيصدر قريبا.
ثانياً- اشرف على ترجمة 365 قصة من الكتاب المقدس ثم اصدار سي دي لقراءات تلك                                         القصص وصدرا عام 2001.
ثالثاً-  كتبت سيناريو لافلام روائية ومنوعة ووثائقية منها عدة حلقات من سهل الحضارة، وفيلم نبض المشرق، والفيلم الروائي حنين المغترب، ومنوعات سريانية، كما اعدد وقدم برنامجا لتلفزيون بغداد لمناسبة عيد القيامة المجيد عام 1995، واعدد وقدم برنامج الحقيبة الثقافية للاذاعة السريانية في بغداد بالتعاون مع الاستاذ اديب كوكا.




قرا الشاعر في هذه الامسية قصائد عديدة منها : زميرتا
ولخما سميقا ، كدشا دهونيا، صوصياثا دنورانرنطرتا دبصخوثا،، كورا دطوراني، جيري خرايا سبرخ، وخرشا دسهرا.

في نهاية الامسية فتح باب الاسئلة والنقاش التي شارك فيها عدد من كتاب وشعراء في مدينة مالبورن اجاب عليها الاخ الشاعر عادل دنو .
 ومن بعد من ذلك  شارك الحاضرين بشرب الشاي والقهوة وتمنى اغلب الحاضرين ان تحصل لقاءات اخرى مشابه في المستقبل .



400
                            الكلدان ويوم الامتحان!!
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن- استراليا
23 تموز 2009

غدا سيكون يوماً مشهوداً في تاريخ اقليم كردستان، حيث ستقام الانتخابات الديمقراطية المنتظرة تحت انظار الكثير من المراقبين الدوليين القادمين من مختلف اركان العالم،  في تظاهرة نادرة لم تشهدها هذه المنطقة منذ بدء التاريخ. و سيشارك الكلدان اخوتهم الاشوريون والسريان في المنافسة على خمس مقاعد  حسب نظام الكوتا المخصصة لشعبنا.

غدا سيدخل شعبنا الكلداني لوحده  الامتحان، وحسب المقولة المشهورة :                                                                                                                   عند الامتحان يُكرَم المرء او يُهان.

انها لفرصة نادرة امام الكلدان ان يصوتوا لقائمتهم (64) من اجل ايصال صوتهم من خلال انتخاب اشخاص ينوبون للتحدث عنهم عن طموحاتهم وحقوقهم واحلامهم في طريقة ادارة الحكم في الاقليم .

انه امتحان لكل الكلدانيين القوميين المؤمنيين بوجودهم القومي والسياسي في العراق الجديد في اقليم كردستان. لقد انتظرالكثيرين الى هذا اليوم ليعرفوا مدى مصدقية الكلدان في ادعاءاتم القومية وحرصهم على وحدتهم وحبهم لهويتهم الكلدانية. فهل يستطيع الكلدان عبور هذه الامتحان من خلال تصويتهم الذي سيسجل امام انظار المراقبين للمؤسسات العالمية هذا الوجود باسمهم.

منذ زمن بعيد الكلدان ينادون الى العمل الوحدوي من اجل ايجاد مخرج سياسي توفيقي يلم شمل شعبنا من كل التسميات، لكن لحد الان لم يحصل هذا التوافق. حتى دعوة السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم  قبل ايام في لقائه مع اهالي مدينة عنكاوا لحثهم على اقامة مؤتمر لشعبنا، لم تلقي اي اهتمام ملحوظ من المسؤولين من جميع الاطراف.

 هذا ان دل على شيء فهو يدل على ان عدد كبير من السياسيين وحتى الاحزاب ان همهم الاول هو الاسترزاق. ولهذا ما كان على الكلدان الا باخذ زمام امورهم بايديهم من اجل ايصال صوتهم.

املنا ان تخرج اصوات الكلدان غدا الى الوجود ، لا بل تنصب في تيار جديد يعمل من اجل الوحدة القومية لهذا الشعب قبل كل شيء. لانهم يشكلون النسبة الاغلبية من شعبنا في الوطن واقليم كردستان. وان يدركوا كلما كثرت المصائب فان كلفتها تقع عليهم قبل غيرهم.

املنا ان يفهم الاخوة الكلدان في الوطن وحتى المهجر ان اصوات يوم الغد ستقول للذين حاولوا تهميشهم انهم مخطؤون، و مهما استمر الصراع من اجل التسمية لن ياتي يوما بعد الان يتم فيه اختزال او تسيس  الكلدان. فالافضل للجميع هو الحوار والجلوس معا للعمل من اجل تحقيقي اهداف قومية نبيلة تشجع التعايش مع شعوب المنطقة.

املنا في نفس الوقت ان يتولد لدى قادة الاحزاب الكلدانية القناعة هناك مسؤولية تاريخية على عاتقهم وان لا يقلدوا الاحزاب الاخرى من شعبنا، وان الاعتدال هو افضل طرق في التفكير والتطبيق وان مستقبل المسيحية وشعبنا المسكين في العراق يقع على عاتقهم قبل غيرهم.

املنا من الشعب الكلداني ان يفهموا عندما يصوتوا لقائمتهم ( 64) لا يعني انهم يعملون الفضل على احد سوى انهم يسجلون في التاريخ ولاول مرة انهم  لا زالوا موجودين ولن يستطيع احد ان ينوب عنهم .

لكن شعور يراودني و يدغدغني و يسال
هل سيعرف الكلدانيون مدى اهمية هذه الفرصة ، وهل يَدركوا انها فرصة  نادرة جداً ، قد لا تُعاد لهم مرة اخرى ؟!   

 




401
رسائل قصيرة الى كتابنا الاعزاء

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / /تستراليا
7/7/2009

الاخوة الاعزاء  
بعد التحية

من خلال الاحداث والبيانات والتصريحات والمقالات واللقاءات والمقابلات والندوات لقادة شعبنا سورايي (او المجهول الهوية حاليا؟!!!) .  يظهر ان الوعي القومي لدى ابناء شعبنا لم يصل الى مرحلة ولادة امة حديثة لنا حتى وان كانت عن طريق عملية قيصرية حيث ان كل المحاولات لم تسطيع الانجاب. فان دل  هذا على شيء فهو يدل على العقم الفكري لنا، وانعدام  ان لم اقل ندرالقادة المخلصين بيننا.
كذلك ظهور مرحلة جديدة في شخصيتنا الا وهي امتلاك الازدواجية والانتهازية قبل كل شيء ، كذلك لجهلنا السياسي في فهم لتضاريس السياسية حولنا، ونتيجة لذلك  قررت الامم الاخرى التي تشاركنا في الوطن تهملنا او تستخدمنا؟!، لانها اقتنعت فعلا اننا لسنا او لا نستحق ان يكون لنا امة كما لغيرنا من الشعوب.

هذه بعض رسائل  نقدية ارجو من الاخوة المعنين ان يقبلوها بروح الديمقراطية ورحابة الصدر وضمن عملية النقد لا غيرها فهم جميعا اصدقاء اعزاء لنا قبل كل شيء.

للاخ جورج ايشو
  في مقال الاخير لم افهم شيئا من كلامك سوى انك تقول لسيادة المطران ساكو انك تجهل التاريخ . الافضل لك ان تراجع معلوماتك عن المجامع .على الرغم من ان سيادة المطران ساكو حاول افهام القراء والكتاب عندما يتكلمون عن الاخرين يجب ان يضعوا ارجلهم في محل ارجل الذين يتكلمون عنهم قبل الحكم عليهم!



الاخ  الكاتب جميل روفائيل
 نعم الكلدان قليلي الخبرة في السياسة، ولكن هذا لا يعني ان يجب ان يظلمهم الاخرين، معظمنا متفقين على اننا  شعب واحد ولكن ليس بالضرورة ان تكون التسيمة الاشورية كما يفعل الاخوة المتعصبين. اما بخصوص دور الكنيسة الكلدانية وحتى الاشورية او السريانية انا اعتقد ليس من حقها فقط ، بل من واجبها الدفاع عن الحقيقة الموضوعية والصحيحة ولكن بشرط، ان لا تُستغل لاجل اي شيء اخر حينها تكون خرجت عن المبادئ المسيحية الحقيقية.

الاخ عمانوئيل يوخنا
منذ مدة طويلة اتابع مقالاتك، لا اخفي عليك لا تعجبني، لانها مملوءة من سفسطة زائدة تصب دائما في خانة اتهام الكنيسة الكلدانية وخيانة يونادم كنا للقضية القومية . وفيها ايحاء بان الكنيسة الكلدانية لانها تابع لروما فهي خرجت من مسار الايمان الشرقي الصحيح ، كما يبدو لي ان القومية عندك فوق مبادئ الايمان المسيحي. بخلاف ذلك كنت تحاول ردم الصدع  كما فعل سيادة المطران ساكو وليس توجيه نقد سلبي فقط.

للاخ الدكتور حكمت حكيم
 انت متهم بالانتهازية ، فارجو الثبات في اخلاصك وحرصك على مصير الكل من دون استثناء من خلال حكمتك في اتخاذ قرارتك، كما انت مدعو لتوضيح الحقيقة للناس اكثر كي يكونوا على دراية كافية عن اسباب تغير مواقفك الاخيرة.



للاخ صنا
اقول مقالاتك الطويلة ذات الطابع واللون الواحد دائما تتركنا احيانا نشك في مدى مصدقيتها والهدف منها.؟!! فليس من المعقول ابن مانكيش الجميلة ان لا يرى شيئا جميلا في وجه امه الروحية (الكنيسة) او امته او تسميته الكلدانية.


للاخ اسكندر بيقاشا
 اتفق معاك في ان الوحدة اصبحت في حالة خطرة اكثر من اي وقت مضى، وان الكلدانيين القوميين المتزمتين يتكاثرون بسرعة رهيبة وان كان ذلك متوقع ومفيد ايضا ، ولكن اعتقد اللوم لا يتحمله الا الذين زرعوا فكرة التعصب واقصاء الاخر وتجاهل التاريخ من قصد وهم مستمرين في هذا الاتجاه.
فاذا استمرت الحالة كما هي الان اجلا ام عاجلا سيطغي تيار هؤلاء على الموقف الكلداني. فما نحتاجه التراجع فقط  من التهجم على الكلدان وكنيستهم  والعمل بمصدقية من قبل الاخوة الوحدويين كما وصفتهم كي يُقفوا التيار المتعصب الصاعد لدى الكلدان والمنتشر اصلا في فكر اكثرية الاخوة الاشوريين منذ زمن طويل .

للاخ حبيب تومي
اقول عن مقالاتك الكثيرة في الدفاع عن الكلدانية اغلبها صحيحة وواقعية وانا شخصيا اتفق في كثير من طروحاتك، لكن اسلوبك في المقالات الاخيرة كان اكثر موفقا  في توفير الحجة والمنطق العقلي الذي هو طريق الاصح . من المفروض ان يلتزم بهذا الخط  كل الكتاب والادباء الكلدان في طريقة دفاعهم عن قضيتهم ويكونوا اكثر واقعيين في تعابيرهم، وفي النهاية التفكير عن ما سيحصل قريبا اذا استمر الجدال على منواله، اعتقد على الكلدان العمل من الداخل كي يخلقوا قيادة معتدلة ويزيحوا كل المنتهزين ومن ثم يُقفوا تيار التعصب من كل الاطراف  .



للاخ الشماس مردو
 اعتقد نحتاج استضافتكم انت والاخ اشور كوركيس في برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيزة لمدة سنة كاملة  كي نتخلص من نقاشات التاريخية التي في الحقيقة ليست معضمها مفيدة لشعبنا الكلداني او الاشوري الان.
لاننا ابناء اليوم ،ومانعانيه لا يعانيه اجدادنا، نحن اصحاب المشكلة ، ولو كانوا اجدادنا مكاننا لكانوا قبلوا تغير الاسماء ، وقبلوا الاخر  الذي هو من دمه مهما كان كلفتهم الاثمان .
 فكفى التقاتل باسم اشخاص هم في قبور منذ الالاف السنين؟!!

للاخوة كتاب زوعا
انها حالة غريبة، سكوتكم يذهلنا فلا نعرف موقفكم ؟. فهل السكوت علامة الرضا؟. وهل انتم مقتنعين ام تنتظرون تفجير قنبلة جديدة في الشأن القومي؟  مثلما عملها رابي يونادم بعد كل هذه السنين وصف الكلدانيين بالطائفة في زيارته الاخيرة لسيادة البطريرك دلي.
نأمل ان يكون موقفكم اكثر اعتدالا مما كان في السابق وان لا يكون فيه اي ضبابية كما حصل في تصريحات المسؤولين زوعا.

للاخ شذايا
هل ينطبق عليك القول (لو العب لو اخرب الملعب) متى كنت مصدر تاريخي كي يستشهدوا الاخوة الاشوريين المتعصبين او الوحوديين (بالباس او اسم  فقط)  بك؟ ارجو ان تسأل نفسك.
 لا نريد منك كلدانيا متعصبا  الى درجة  التعصب (كما هي لدى الاخرون)  كما كانت لدى النازية وانما ان تكون بذرة الخير بين اخوة متخاصمين لسبب غير موضوعي  وان تقف مع الحق  كما فعلتم حسب قولك سنة  في امريكا 1998.

لاخت تيزيز ايشو
نعم الكلدان كلدان، ولكن لا على الطريقة الناقصة التي تصفينهم بها. فمن الحق ان تعطينهم الوجود الكامل وحق التعبير عن الراي بالطريقة التي يرونها صحيحة وحسب رائيهم  كما اعطيت حق الوجود الكامل لغيرهم ، لانهم اليوم يشعرون هم الاكثرية مهملة وهذه هي  الطريقة الوحيدة لجني الثمار  من الحوار والصالحة وليس بالكتابة وتكثير الاتهامات لجهة المقابلة.



لصديقي كامل كوندا
  اقول كما قلت لك مرارا بينا ، نعم انت كلداني ولكن دائما وقفت ضد الكلدانية على اساس انك من الوحدويين فهو امر يحرني. حقيقة اريد موقف منك مع الكلدان .!!

للاخ منصور ياقو والاخ نزار ملاخا
انتما كثيرا الحماس  في الدفاع عن الكلدانية وهذا حقكم حينما تشعرون هناك تجاهل او ضبابية او نكران هذا الحق لكم ، ولكن في حقيقة احيانا الانسان يحتاج الى اجراء عمليات لازالة الاورام التي قد تقضي على حياته في النهاية .  فنحن الان امام اجراء عملية كبيرة فلا بد من تضحيات اذا  قبل الاخرون لاجراء العملية ...لا اعرف هل هم مستعدون .......ارجو السكوت .... دعونا نسمع صوت الاخرين .!!
 
في النهاية اتمنى ان تكون هذه الكلمات سببا كي يعيد الاخوة الكتاب طريقة تفكيرهم ونقدهم و بحثهم من خلال كتابة المقالات لايجاد المخرج لهذه المصيبة الكبيرة.
 ان يصبحوا رسل بين السياسين كي يعود  الى طريق الحوار المنطقي وقبول الاخر  والاعتراف بالواقع  لانهم شعب واحد مهما تقاتلوا.

اعيد اقتراحي الذي قلته لبعض الاخوة المسؤولين قبل شهر في عنكاوا،  الا يمكن اقامة مؤتمر خاص بالكتاب والمثقفين والسياسين ورجال الاكليروس الذين يكتبون اليوم عن هذا الموضوع يدعون للحضور من كل الاطراف. كي يتم التحاور وجها لوجه في كل المواضيع.

402
رحلة الى رحاب الوطن
بقلم يوحنا بيداويد
الجزء الاول
ملبورن / استراليا
1/7/2009


حينما اقلعت الطائرة التي تحملني من مطار مالبورن، راحت ذكريات الوطن تتزاحم على بالي من كل صوب وجهة، فغلقت عيوني وشرد ذهني  في احلام اليقظة  الى ابعد  حدود، ارجعتني بعض من هذه الذكريات الى ما قبل 40 سنة . ذكريات الطفولة في قريتي الجبلية (جومي واصطفلاني) ، ذكريات مرحلة الصبا في مدينة زاخو الشهيرة ، الشباب  والجامعة والاخويات والعكسرية وتصنيع العسكري  في بغداد الجملية الواسعة.

كنت متلهف لجمع اي معلومة عن الوطن او سحب صورة لاي مشهد او منظر جميل اصادفه،  كي يبقى في   ذاكرتي  بعد فراق قارب 20 سنة من الغربة والعيش في المهجر. كنت قررت بيني وبين نفسي ان ازور كل اصدقائي ومعارفي بغض النظر عن اتفاقنا  او اختلافنا في الرأي فعلاقتنا الانسانية هي اكبر من اي شيء اخر.

حينما علمت اصحبنا في داخل اجواء حدود العراقية، غيرت مقعدي وجلست امام  شباك صغير انظر من على ارتفاع 10 كم تقريباً  في الفضاء  على تضاريس العراق لعلني اعرف اي مدينة او جبل او نهر او طريق فيه. حينما  طلب قائد الطائرة منا شد الاحزمة استعدادا للهبوط في مطار اربيل كانت الغبطة تملئني وبأنني سارى المدينة العريقة –اربا ائيلو (في اللغة الارامية) اي الالهة الاربعة وقلعتها القديمة.

في المطار اندهشت حينما اوقفتني امراة محجبة وطلبت مني اجراء فحص لدرجة الحرارة احتراسا من الاصابة بفايروس الخنازير.

كان احد اقاربي الذي لم التقي به سابقا وجها لوجه ينتظرني، فقد ساعدني على حمل الحقائب الى سيارته وقادنا الى بيته في مدينة عنكاوا الجميلة. حينما كنا في الطريق كنت احاول اعرف موقع الفيلق الخامس والمستشفى العسكري  حيث كانت وحدتي العكسرية (مل م 6)  بجوارها قبل عشرين سنة بالضبط.

استدارت سيارتنا حول ساحة صغيرة باتجاه السهم الذي يشير الى عنكاوا. حينها سالت صديقي: هل هذه عنكاوا ؟. اجابني:  نعم. رحت اتأمل البنايات والبيوت والمحلات والكنائس التي تبدو  حديثة البناء. فقلت لصديقي يبدو ان عنكاوا توسعت كثيرا . فاجاب: لقد توسعت حوالي اربعة اضعاف خلال السنين القليلة الماضية.

في اليوم التالي اتصلت بالاخ ضياء بطرس رئيس المجلس القومي الكلداني العالمي الذي رحب كثيرا بي. اتفقنا ان نلتقي في المساء يوم التالي في مقر المجلس. فعلا اوصلني قريبي الى هناك واستأذن ليكمل اعماله الخاصة. جلسنا انا والاخ ضياء مع بعض الضيوف  نتحدث عن اخبار الوطن والسياسة وهموم شعبنا الذي اصابته اكبر نكبة في تاريخ الحديث بعد ان اتفق الاعداء والاصدقاء على كراهيتنا واجبارنا على الهجرة ومستقبل شعبنا والانتخابات القادمة.
 
كانت الساعة تقارب العاشرة ليلاً اتصل بي قريبي ليسأل هل انا مستعد للمغادرة ، فاجبته نعم. لكن للحق لم يقبل الاخ ضياء فقال:  انت ضيفنا في هذا المساء يجب ان نذهب الى احدى النوادي لنتناول العشاء سوية. تكررت لقاءاتنا عددة مرات بحضور الاخ الدكتور حكمت حكيم (الناطق الرسمي باسم اتحاد القوى الكلدانية)  في مقر المجلس ومقر جمعية الثقافة الكلدانية والنوادي الكلدانية في عنكاوا  .



 مع الدكتور حكمت حكيم والسيد ضياء بطرس في مكتب المجلس القومي الكلداني
 


اتصلت في الصباح اليوم الثالث من وصولي بالاب الصديق بشار وردة (مدير الدير الكهنوتي في عنكاوا )  تواعدنا للقاء في بناية البطريركية الجديدة خارج عنكاوا. بعد  المصافحة والمعانقة اخذنا جولة في البناية الحديثة للبطريركية  وفي النهاية جلسنا في صالة كبيرة نتحدث عن اوضاع الكنيسة والهجرة ومسيرة الدير وعن احوال الاقارب في استراليا.
حالفنا الحظ هنا حيث كان الاب سالم ساكا (راعي خورنة مار توما في بغداد ) موجود هناك . على الرغم عن عدم معرفتي به  شخصيا سابقا الا من خلال كتاباته  لكنني كنت مشتاقاً الى اللقاء به لانه كان  كاهن للرعة التي قضيت اكثر من عشرة سنوات من الخدمة فيها في مجال تعليم المسيحي وحركة الشبيبة. جلسنا نحن الثلاثة نتحدث عن احوال خورنته والوضع في بغداد بصورة عامة (كنيسة مار توما الكلدانية الكاثوليكية في بغداد  واخوية يسوع الشاب التي كنت احد الاعضاء فيها قبل الهجرة).
استأذنت للمغادرة طلب مني الاب بشار البقاء لتناول الغذاء معا. هناك كانت مفاجاة اخرى الا وهي  لقائي بالمطران جاك اسحق الذي كنت اعرفه من خلال نشاطه الثقافي في بغداد ( احيانا في اخوية ام معونة الدائمة)  والمطران ميخائيل المقدسي (مطران ابرشية القوش ).
 


مع المطران جاك اسحق عميد كلية بابل اللاهوتية والاب بشار وردة مدير الدير الكهنوتي  والاب سالم ساكا

 
مع المطران المقدسي
 


عندما كنا في طريق العودة الى البيت  سألني قريبي هل سبق رايت منطقة بارزان ؟ فقلت : كلا.
فقال: هل تريد مرافقتي الى هناك غدا  حيث لدي عمل خاص هناك .   فقلت له : عشرون  سنة في الغربة الا تكفي ؟!  اود  ان افتح عيوني اوسع ما تستطيع  كي ارى كل حجر وكل شجرة، وكل جبل وكل وادي وكل نهر....... كل شيء  في ارض وادي الرافدين.

 في يوم التالي غادرنا  البيت مبكرين . حينما وصلنا الى  اسفل جبل  السفين الذي يقع عليه مصيف صلاح الدين . سالت قريبي اين (اللفات) التي كانت شديدة الانحدار هنا ؟ فقال لي لقد ازيلت من الوجود  وشق طريق جديد  كما تراه الان لا وجود للفات، فعلا اندهشت لهذا العمل الكبير.

انحدر الطريق بنا في الجهة الثانية من جبل السفين  وانا انظر يميناً ويساراًمستذكراً ذكريات ايام العسكرية
حينما كنا نذهب من اربيل الى وحدتي ( مقر الفرقة الثانية كانت قبل مدينة شقلاوة من جهة جبل السفين سنة 1989).

عبرنا سهل حرير وجبل الذي خلفه واستدرنا الى منطقة  السروجي وبارزان . توقفنا قليلا عند الزاب الكبير، رحت انظر واستمع الى خرير المياه الصاخب فتذكرت صوت الذي كان ياتي من نهر (نيرا)  الذي كان يجري في الوادي الكبير الذي يقع بين جبل كيرا وجبل خنطور . لاحظت مياه الغزيرة حيث كانت هذه الايام هي نهاية فصل الربيع والنهر لا زال في اعلى منسوبه .

 

مدينة شقلاوة من سهل حرير



 
على ضفاف الزاب الكبير في منطقة بارزان




زيارة الى مقبرة الملا مصطفى البارزاني قائد الثورة الكردية وابنه الشهيد ادريس البارزاني

 

منظر من بعيد لموقع المفترض لقيام  سد الفخمة

 


وردة نيسان المشهورة في نهاية موسمها


 بعد وصولي ببضعة ايام اتصلت بالصديق الكبير يونان الهوزي (نائب رئيس الحركة الديمقراطية الاشورية و الوزير السابق في حكومة الاقليم )  الذي رحب بنا كثيرا. نظمنا لقاءً في اليوم التالي. طال الحديث بيننا (بعد فراق قارب 20 سنة ايضاُ)الى مختلف المواضيع ، الى ايام جمعية الناطقيين بالسريانية ونشاطاتها في النصف الثاني من عقد السبعينيات ودورها في زرع بذرة الشعور القومي بين شبيتنا (بالاخص  شبيبة منطقة زاخو) ومصير وحدتنا  القومية وطريقة العمل  السليم للحفاظ على وجودنا بين ورود بعض عتابات بين حين واخر على مواقف السياسيين . وعدته للقاء ثاني عند عودتي من زاخو   وللاسف لم استطيع ايفاء بوعدي فيما بعد لضيق الوقت.

خلال كل هذه الفترة كنت احاول ايجاد اي طريقة للاتصال بصديقي العزيز الشماس كوركيس اغاجان. وفي الاخير فلحت الاتصال بالاخ فريد عقراوي(مدير برامج قناة عشتار)  الذي ساعدني مشكورا بالحديث معه عبر الهاتف.
حينما ذهبت الى قناة عشتار في اليوم التالي استقبلنا الاخ كوركيس استقبال حميم ، فرح كلانا في هذه اللقاء خاصة انه جرى في العراق بعيدا عن استراليا ، تجولنا في اقسام القناة وسلمنا على العاملين هناك الذين كانوا كثيري التواضع.
 طلب مني الاخ الشماس كوركيس  ان ننسق لاجراء مقابلة حول موضوع مهم يخص شعبنا في المهجر والوطن وهو الهجرة ، فقال نود ان توضح في هذه اللقاء بصورة موضوعية وحقيقة  طبيعة ظروف شعبنا  في المهجر لابناء شعبنا الموجود في الوطن ومشاكل الهجرة وسنين البقاء في دول الجوار احيانا من دون امل الذي يكلف اولادهم فقدان فرصة التعلم في المدرسة.

فعلا تم التحضير  للمقابلة مع الاخ الفنان رفيق نوري حنا مقدم البرنامج التواصل او المبدعين (على ما اعتقد ) فيما بعد.



 




 
في مكتب السيد الشماس كوركيس اغاجان


شجعني احد الاصدقاء الاعزاء قبل سفري  بزيارة المتحف الجديد الذي اقامته مديرية الثقافة السريانية في حكومة الاقليم . الذي يخص تاريخ وتراث واثار هاذ الشعب المتشرد عبر التاريخ ، فاتصلت بالاخ الدكتور سعدي المالح مدير دائرة الثقافة السريانية في حكومة الاقليم)  طالبا اللقاء به اولا، كانت استجابته سريعة ومفعمة بالود والمحبة .  فطلب منا زيارته في البيت لانه (كان ذلك اليوم عطلة رسمية ). شربنا القهوة معا في ديوانه  ونحن نتبادل الحديث المزدحم بشتى المواضع وهموم الامة والثقافة والمثقفين وعن مجلة اشور بانيبال التي يصدرونها . وفي النهاية اتفقنا على ان نقوم بزيارة المتحف لاحقا عند عودتي من زاخو.

بعد اسبوع ممتمع ومشوق في عنكاوا واربيل واصدقائنا الاعزاء ، قررنا الذهاب الى زاخو المدينة التي تحمل الذكريات الجملية في السبعبنبات .

ذلك ما سنتحدث عنه في الجزء الثاني من هذا التقرير
 

اللقاء مع  اخوية الاعدادية والجامعيين  في كنيسة  مريم العذراء-  في محلة العباسية  زاخو



مع اهلي قرية افزوك




في دير السيدة مع الرهبان



منظر لدير ربان هرمز  من امام دير السيدة في مدينة القوش







403
رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان المحترم
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن/استراليا
27 حزيرن 2009

بعد التحية
الحمد لله على سلامتك واتمنى لك الشفاء الكامل من مرضك قريبا.

على الرغم من معرفة ابناء شعبنا بك ترجع الى فترة قصيرة إلا ان دورك كان عظيما حينما جاءت الموجة الشرسة على شعبنا من تحت اقدامه ومن ابناء جيرانه الذين ذقنا معهم كؤوس مرارة الحروب والويلات  خلال سنوات الظلم لنظام السابق . فنحن لن ننسى دورك ودور رئاسة  و حكومة اقليم كردستان في فتح صدورهم الى ابناء شعبنا الهارب من الموت في بغداد وبصرة وموصل وبابل وعمارة وغيرها من المدن العراقية الجنوبية.

كذلك لن نستطيع ان ننسى دورك في بناء القرى والمدن والكنائس لايواء الالاف من ابناء هذا الشعب ومد يد العون لهم عن طريق تقديم المساعدات التي وصلت اليهم عن طريقكم سواء كانت هذه الاموال هي من ميزانية حكومة الاقليم او من جمعيات خيرية عالمية او حكومات اجنبية كي توقيف هجرته الى الخارج وتشتتهم في العالم .

ولهذا كانت حاضرة الفاتيكان هي اول جهة تعترف بجهودك الكبيرة وتقلدك وسامها السامي .
 وقد اكتسبت الاحترام الكبير من ابائنا الروحانيين رؤساء كنائسنا والهيئات الثقافية لهذا الشعب وقادة الاحزاب السياسية وعدد كبير من الكتاب والفنانين والادباء و المثقفين لحد الان.

انا اعقد ان قيام  مؤتمر عنكاوا الاول وانبثاق المجلس الشعبي منه كان الخط الصحيح للسير فيه لابناء شعبنا . وكذلك قيام قناة عشتار بالبث الكثير من النشاطات الدينية والثاقفية والاجتماعية لهذا الشعب  لها الوقع الايجابي عند الكل،  فكانت احدى المؤسسات المهمة التي عملت على  زيادة التوعية الثقافية لابناء شعبنا.

لكن استاذنا العزيز
 يبدو ان الرياح لم تأتي بما تشتهيها السفن. بعد مرور مدة سنتين على تأسيس المجلس الشعبي و قيام لجنة مساعدة المسيحيين، ظهرت بعض البوادر والمظاهر التي لم تقتنع بها شريحة كبيرة ومهمة من ابناء شعبنا الذين هم (الكلدانيون). وشعر قادة التنظيمات السياسية الكلدانية ان وجودها اصبح مهمش وبصورة متعمدة لابل انحاز الكثير من اعضاء المجلس الى الطرف الاشوري بطريقة او اخرى  وهنا دخل  الشك الكبير الى قلب معظم سياسينهم وراحوا يتاسألون عن سببها و يتذكرون المحاولات السابقة لقيام الوحدة وعملية تهميشهم في القرار.

ان الخوف الاكبر لدى الكلدان اصبح واضحا  اليوم هو اختزال وجودهم الى الابد عن طريق اطلاق هذه التسمية الثلاثية خاصة حينما يشعرون بعدم وجود وضوح ومشاركة في عملية اتخاذ القرارات المصيرية .
 اصبح من البديهي الان لا توجد قومية في العالم تحمل ثلاثة اسماء تاريخية  او على اسم اعظم حضارتين في تاريخ القديم للعراق (على الرغم من استخدامي لها شخصيا في كتاباتي سابقا كمرحلة وقتية لحين ايجاد الحل الدائم) . المثال على ذلك هو دولة جيكوسلوفاكيا التي انقسم شعبها الى قسمين بعد فترة من الزمن من الوحدة تحت حكم النظام الشيوعي.

كنت منذ زمن طويل اقول لاصدقائي ومعارفي من الاشوريين والكلدانيين ان الوحدة بهذه الطريقة هي وحدة هشة سوف تنهار فجاة يوما ما . صديقي العزيز انت سياسي وتعرف جيدا ان المصالح كان لها التاثير الكبير عبر التاريخ في تغير مواقف الشعوب دوما ، فهي تحمل في طياتها  وقود التغير في العالم،  فتظهر مصالح اخرى بعد مدة قصيرة من الزمن في مكان اخر تعمل من اجل افشال المصالح في الموقف الاول ويستمر الانقلاب والتغير في عجلة الزمن.

لذلك الوحدة الحقيقة لا اظن تكون قسرية  وبهذه الطريقة على الكلدان اليوم . فكان لا بد من المعنيين (من المجلس الشعبي ) بغيابك ان يتداركوا هذا الامر بعد انسحاب المجلس القومي الكلداني وكذلك جمعية الثقافية الكلدانية والمنبر الكلداني (مع بقاء بعض اعضائه)  من المجلس الشعبي  وتوجيه سينودس الكنيسة الكلدانية رسالة الى حكومة الاقليم تطلب فيها ذكر اسم القومية الكلدانية منفصلا عن الاشورية او السريانية وان يجلسوا معا لمصارحة الامر عن حقيقة والاسباب الرئيسية لهذا الانسحاب.

منذ البداية انا لم اكن مع قيام المجلس الشعبي بدور تقوم به الاحزاب القومية سواء كانت كلدانية او اشورية او سريانية عن الساحة السياسية وازاحتهم عن الساحة السياسية، واعتقد الفشل الذي منيت به المجلس اخيرا كان لهذا السبب.
 كان على المجلس الشعبي تشجيع التفاهم والانسجام والعمل الوحودي عن طريق تقديم الدعم المادي لهذه الاحزاب كي يواصلوا الحوار معا في طريق السليم. لان قضية وحدتنا هي القضية الاولى وقضية الاهم من بين جميع القضايا وان تحديد اهدافها و مبادئها يجب ان يكون هو  المدخل والحقل الذي  يجتهد السياسيون من احزابنا بتحقيقها في طرقهم السياسية الخاصة  مثل دخولهم في تحالفات سياسية مع احزاب كبيرة ومتنفدة . هذا لم يحدث ربما لامر اجهله انا وربما  لاسباب خارج ارادتكم انتم ايضا !.

وما صرح به الاخ سامي المالح الذي كان رئيس تحضير مؤتمر عنكاوا الاول  قبل بضعة اشهر في الحقيقة يشير الى كثير من اشياء مبهمة لنا لحد الان،  خاصة في توقف عملية صقل الوحدة بين احزابنا ومن ثم التركيز على قيام حكم ذاتي لابناء شعبنا  في سهل الموصل  الامر الذي يشك الكثير في انه كان احد اسباب  للهجمة التترية  البربرية التي ضربت اخوتنا في هذه المدينة.

نعم نحن شعب واحد ولا استطيع انكار هذه الحقيقة ، ولكن احيانا هناك الكثير من الاختلاقات تجعل من هذه الوحدة تصل الى مرحلة الطلاق وما هذه الايام الا اياما تنذر بحصول ذلك لا سامح الله.
الوحدة الحقيقة يجب ان تتم بقناعة وليس بطريقة قسرية كما يحصل اليوم حيث اهمل موقف الشريحة الاكبر من ابناء شعبنا الذين هم الكلدان الامر الذي نجهل سببه ولا يسال احد عن تاثير مواقفهم.

فإذا كان هناك بصيص امل لقيام وحدة فأنا اظن يجب ان تكون بهذه الطريقة :-
اولا – اعلان المجلس الشعبي انسحابها عن ممارسة النشاط السياسي وتحولها الى مؤسسة قومية ذات اليد الطويلة في  ادارة الحوار بين احزاب ابناء  شعبنا وكذلك يكون لها الدور الكبير في توحيد هذه الشعب عن طريق نشاطاتها في مجال  الثقافي ، والدعم الخيري، الاجتماعي، الاعلامي والديني، الرياضي ....ألخ .

 ان تهتم بجميع قضايا شعبنا القومية حتى الامور السياسية لكن ان لا تكون حزب سياسي ولا تمارس الوصاية على الاحزاب ،لان  مهمتها اهم من مهمة الاحزاب السياسية  ،و يكون دورها و هدفها اكبر و اوسع ، الذي هو تحقيق الهوية القومية لهذا الشعب المشتت عمليا عن طريق التوعية الثقافية و نشاطاتها بحيث تجعل من التيارات الحزبية المتطرفة ان تندثر، لكن برؤية موضوعية صحيحة ومقنعة  وواضحة، ومنها تكتسب الرؤية السياسين في تحالفاتهم ونضالهم.!

ثانيا – توحيد الاسماء الثلاثة في اسم واحد في  كلمة او لفظة ( سورايا،  سرايي ، سوريتوتا ) بعد ان يتم تعريف هذا الكلمة بصورة واضحة ودقيقة لا تقبل الشك لاي تأويل او تعبير اخر مثل ( الاسم القديم للاشوريين)  كما يقول البعض انه مذكور في قاموس اللغة اليونانية.
وانما يكون تعبير هذه اللكلمة  كتالي:
 ( حصرا ومن الان فصاعدا تشير هذه الكلمة الى اسم الشعب الذي له الهوية او التسمية القومية الكلدانية والاشورية والسريانية الذين لهم نفس المقومات مثل اللغة والتاريخ  والوطن والعادات والتقاليد والقيم  والديانة المسيحية وحتى الاضطهادات التاريخية! . و لا لهذه اللفظة اي علاقة باي تعبير اخر مهما يكون مصدره او تاريخ ظهوره من قبل تاريخ  كتابة هذه الوثيقة.)

(هنا تكون حققت ما لم يحققه غيرك حسب المقولة المشهورة : التاريخ يصنعه الرجال) .

ثالثا – لان رؤساء معظم الكنائس الشرقية قلدوك وسام الشرف لاعمالك الخيرية ، هذا يعني لك المكانة والاحترام الكبير  لديهم فتستطيع ان تقنع رؤساء جميع الكنائس (الخمسة)  توقيع هذا الاتفاق قبل قيام باي خطوة اخر (بعد ان تشرح لهم خطوط  العريضة لسياستك واهدافها جميعا) !!.

رابعا- دعوة كافة الاحزاب الكلدانية والاشورية والسريانية الى مؤتمر قومي وطني شامل سواء كانت هذه الاحزاب من المعارضة او غير المعارضة وفيه يتم مناقشة القضية القومية ووحدتها لوحدها بعيدا عن المصالح السياسية الضيقة وكذلك الطموح والاهداف التي يريدون تحقيقها في العراق الجديد  ووضع المبادئ القومية كخط احمر لا يستطيع اي طرف المتاجرة بها او التنازل عنها لاي جهة سياسية او حكومية في العراق مستقبلاً،  لا سيما الذين يعيشون في الخارج الذين كانوا سبب المشكلة قبل عشرات سنوات ! . ومن بعد ذلك يتم توقيع هذه الوثيقة من قبل الجميع او الجهات التي توافق عليها .

خامسا – توجيه رسالة مع توقيع قادة كافة الاحزاب السياسية الكلدانية والاشورية والسريانية مع وثيقة التي وقعها البطاركة الخمسة الى البرلمان العراقي والبرلمان الكردي لتغير التسمية من(الكلداني الاشوري السرياني) الى ( سورايا او سورايي او سوريتوتا .

(ملاحظة ان سبب اختيارنا لهذه اللفظة هو انها  معروفة ومستخدمة لدى ابناء شعبنا منذ زمن طويل هذا بالاضافة لها مدلول ديني وقومي حيث نقول نتكلم بلغة الام – سورث ، او انا سورايا ، اي انا اي مسيحي و اتكلم لغة سورث التي كانت في الاصل لغة السيد المسيح نفسه ).

اخي العزيز
 كلنا يعلم ان اعداء امتنا هم بقدر رمال البحر ونجوم السماء، فلماذا نكون نحن اخر الاعداء بعضنا للبعض الاخر،فنهدم بيوتنا ونزيل وجودنا في هذا التزمت المقيت الذي يشتت قوانا جميعا . اعتقد لكم المعرفة الكافية  عن المواقف التعصبية التي كانت موجودة في مجتمعنا في المهجر وكم هو منقسم بين اشوري وكلداني اليوم  ولا بد لديك ايضا معرفة باطروحاتهم القاتلة التي لم ولن تجلب لابناء شعبنا سوى الويلات كما حصل خلال القرن الماضي.

لذلك يجب يكون تركيزكم الاول على وضعية شعبنا في الداخل لانه يعيش حالة الخطورة والحاجة والضياع.

في الختام
كما قلت، لقد نلت الاحترام والمكانة الكبيرة لم ينالها من قبلك شخص اخر من بين ابناء شعبنا ارجو ان لا تضيع هذا الجهد وهذه المكانة بميولك الى طرف ما من دون ضرورة.

 انا اعرف هذه الخطوات  صعبة التحقيق الان بذات،  لكن ارجو ان لا تستهينوا بمواقف الاحزاب والمؤسسات الثقافية للكلدانيين وان يكون هناك باب التفاهم والحوار مفتوح دوما معهم لايجاد المخرج المناسب لهذه المعضلة.

كما ارجو ان تكون جريئا وبصورة موضوعية  في تشخيص الاطراف الحقيقية الذين عارضوا ولازالوا يعارضون وحدة  التسيمة لشعبنا ، كذلك البحث في الاسباب الحقيقة التي تقلق الكلدان من اختزال اسمهم في نهاية الامر من الوجود.

فلكي يتم تفادي انقسام وانشقاق جديد بين ابناء هذا الشعب اقترح تقوم  بتوجيه رسالة طلب الى (رئاسة الاقليم و رئاسة برلمان اقليم كوردستان) تأجيل او التريث في موضوع تسميتنا في الدستور الدائم للاقليم  لحين يتم الوفاق بين جميع الاطراف بهذا الصدد في مؤتمر قومي شامل كما قلت سابقاً، بخلاف ذلك اعتقد سوف نحتاج الى عشر سنوات اخرى من الصراع على التسمية للوصول الى الموقف الصحيح (هذا ان لم ننقسم الى ثلاثة اشطار الى الابد!!!)  فتصبح جهودنا  مجتزئة ومستغلة من قبل الاخرين وتعبر الفرص كما حصل  علينا في الماضي.

ملاحظة:
هذا الموقف هو اجتهاد متوضع لي  شخصياً  ولا يعبر عن موقف اي مؤسسة التي انتمي اليها او اعمل معها. ومن له اي تعليق ارجو ارساله الى
Youhanamarkas@optusnet.co.au




404
                                 الكنيسة الكلدانية وقرارها الجريء
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
14 ايار 2009


عقدت الكنيسة الكلدانية سينودها المقدس في مدينة عنكاوا بين فترة 28 نيسان-- 5 ايار من 2009، ناقشت فيه شؤون الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. وفي الختام اصدرت بيانا توضح فيه بعض من الملامح  للقرارات التي اتخذتها. من ضمن هذه القرارات كان اعلان اعضاء السينودس المقدس تمسكهم بالقومية الكلدانية ومطالبة حكومة الاقليم  درجها في دستورها كما هو مدرج في دستور الحكومة الفدرالية.

كان عدد كبير من ابناء شعبنا اعتبر هذا القرار جريئاً حيث جلب الشعور بالنشوة والفرح لا سيما من يريد يتمسك بقوميته الكلدانية ويقدسها كما قدسها غيرهم. والبعض الاخر تذمر وعتب على اعضاء السينودس لهذا القرار على اساس انه تدخل في المواضع السياسية  ولم يكن ملائماُ للكنيسة اتخاذه.

على اية حال، في زمن الفلتان والديمقراطية وفقدان الضمير والمحاسبة القانونية اصبح لكل واحد الحق او الفرصة للقول ما يريده قوله حتى وان لم يكن مؤمنا بما يقوله، اصبح له الفرصة ان يقوله بدون خوف او محاسبة ضمير.  لا اعرف اين يعيش بعض من ابناء شعبنا؟  ولماذا يرون الخشبة في عين صديقهم ولا يرون العود في عينهم كما يقول السيد المسيح؟ الى متى  ينكرون حق الاخرين للتعبير عن ذاتهم؟.

في الحقيقة ان الكنيسة الكلدانية لم تدعي من خلال هذا البيان ان رسالتها انقلبت من الروحية الى القومية او ممارسة السياسية. ولم تقل لابنائها الذين يؤمنون انهم عرب او اكراد او اشوريون او سريان او ارمن او غيرهم انه لم يعودوا ابناءا لها. ولم تقل ان القومية الكلدانية هي قومية كل هذا الشعب الذي يتكلم لغة السورث. في نفس الوقت لم تحرم الكنيسة العمل والتعاون بين ابناء هذا الشعب من ضمنهم الكدانيون. لا بل تمنت دائما ان يكون تعاون وتعاضد وتقارب  بينهم لحين اكمال الوحدة الكنسية بين مكونات هذا الشعبً. كل ما قالته الكنيسة ان معظم ابنائها هم من القومية الكلدانية وتريد ان يتم المحافظة على هذا الاسم كغيره من الاسماء التي يمتلكها ابناء شعبنا.

لا اريد هنا ان ارجع الى مقولات المثلث الرحمة مار روفائيل الاول بيداويد الجريئة حينما حاول تقريب الجسور بين ابناء هذا الشعب (لكن لم تلقي دعوته هذه اي رد ايجابي من الكنائس الاخرى ) التي اصبحت اليوم احدى اكثر المواد المرسلة بين ايميلات او موبيلات بين ابناء شعبنا محاولة منهم للطعن في رئاسة الكنيسة الكلدانية الحالية واعضاء السينودس بسبب تفسيرهم الخاطيء وقصر نظرتهم في المواضيع المصيرية المهمة التي اراد التعبير عنها قبل حدوثها بكل جرأةّّّ!!!.

فمن عتب على الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ، لينظر مواقف الاحزاب والقيادات الدينية لشعبنا من غير تسميات او كنائس. لا زالت البيانات وحتى المقابلات على الصفحات الرئيسة لمواقع شعبنا . كعادتي لا احب التجريح ولكنني لا استطيع المساومة او التهرب من قول الحقيقة. معظم الذين ينتقدون الكنيسة اليوم لا اعتقد هو من باب اخلاصهم او حبهم لها بقدر ما خوفهم من حصول اختلال في  مصالحهم الحزبية والانية.

ان هذا الشعب هو واحد، وان القواسم المشتركة اكثير بكثير من الفروقات، ليست جريمة ان قالت الكنيسة الكلدانية ان هوية ابناء شعبها هي كلدانية وان كان ذلك القول جاء متاخرا او اضطرت قوله حسب رائي . واذا كان لهؤلاء المنزعجين قليل من الحكمة، كان عليهم ارسال برقيات التهئنة لاعضاء السينودس. لانهم بدأوا يشعرون بالخطر على الهوية التاريخية لشعبنا ويقولونها على الملء ويطالبون الحكومات والدول لحمايتهم الامر فيه كثير من التطور والاهتمام. كان عليهم يقولون حسنا انتم تقولون نحن كلدان لا ضير في ذلك، ولكن هل انتم على استعداد للتعاون والعمل من اجل المصلحة العامة لهذا الشعب. حينها اذا رفضت الكنيسة الكلدانية التعاون من اجل المصلحة العامة او عارضتهم يكون لهم حق العتاب. اما ان يصموا اذانهم عن اقوال الاخرين او يغمضوا عيونهم عن الحقائق او الكيل بمكيالين لانهم تعودوا كذلك فتلك ليست مشكلة الكلدان.

في الختام اتمنى من الذين يقولون انهم حرصون على الوحدة، التوقف من الانتقادات والعمل على اقناع  جميع ابائنا من رجال الاكليروس في جميع الكنائس ان لهذا الشعب  التسميات الثلاثة، فهي مقدسة ومقبولة يجب الاعتراف بها دون التحفظ، وان يكونوا اصحاب مبادرات لاقامة اللقاءات والندوات والاجتماعات والمؤتمرات  من اجل خلق ارضية صالحة للتفاهم والعمل معا في كافة القضايا التي تخص شعبنا .

كذلك لي الامل ان تكون قيادة القوى الكلدانية الحديثة  حكيمة جدا في قراراتها ورائدة في تعاونهم مع احزاب شعبنا من كل المسميات من اجل المصلحة العامة كي يقطعوا الطريق من يريد استغلال شعبنا سياسيا لاجل رغبته الذاتية، ان يكون اخلاصهم وحرصهم اكثر من الجميع ،ان تخرج منهم المبادرات الطيبة في توحيد الصفوف للتعاون معاُ  عوضا عن الاستمرار في المناقشة البيزنطية الدجاجة من البيضة ام البيصة من الدجاجة!!

كذلك اتمنى من الكتاب والمثقفين ابناء شعبنا العودة الى حالة السكينة والهدوء والاهتمام بما يحدث من حولنا. قبل اقل من سنة تم تغير نسبة كوتا لابناء شعبنا في الحكومة الفدرالية وبالامس تم تغير نسبة كوتا في حكومة الاقليم ، اليس لان احد اسباب هذه التغيرات هو ضعفنا في مجال السياسي او بالاحرى انشقاقاتنا واختلافاتنا او حروبنا على التسميات . الى متى يبقى البعض يستهلكون الجهد في هذا الموضوع. الا يعرف اخوتنا في الوطن او في المهجر ان الكلداني الامين لهويته ولغته وتاريخه سيكون امين لهذا الشعب كما  هو الاشوري او السرياني حريصا عليهم. حقيقة واحدة تعلمتها، في هذا العصر ان اي شخص او اي  شعب او مجموعة من البشر  التي لا تطالب بحقها  وتكافح من اجله لن يأتي شخص او جهة اخرى تعطيهم اياه كهبة او منحة اومساعدة بدون مطالبتهم والحاحهم لهذه الجهات.
   
كذلك اريد ان انوه الى ملاحظتين مهمتين في النهاية هما:-

اولا-  ان هذا المقال هو يعبر عن رأي الكاتب لوحده وليس لاي جهة .

ثانياُ - اننا لا نعاتب من يدعي باشوريته او سريانيته ابدا ، ولا ننكر وجودهما.  فكل ما هو نريد ان نقوله يجب ان نكون واقعيين جدا جدا جدا  في حياتنا وظروفنا!!. لكن المطلوب دائما من الجميع التعاون المتكافىء من اجل المصلحة العامة لهذا الشعب الذي (اقولها مرة اخرى)  لن يقدر اي كان فرز او فصل مكوناته مهما كانت الاسباب .

youhanamarkas@optusnet.com.au


405
                                     ليكن ترميم البيت الكلداني هو بداية لترميم صَرْحْ الامة؟
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن –استراليا
 4 ايار 2009
Youhanamarkas@optusnet.com.au

بين فترة 26-27 من شهر الحالي ، شهر  نيسان،  شهر الخير وخيرات للعراقيين القدماء والجدد ،عقد المجلس القومي الكلداني العالمي مؤتمره الثاني بعد خمس سنوات من مؤتمر الاول. قبل عددة اشهر حدث نقد وجدال في وسائل الاعلام  بين اعضاء المجلس القومي الكلداني حول احقية الرئاسة ومؤسسها وطريقة اتخاذ القرارات المهمة والتحالفات . لم تمضي فترة طويلة حتى اتفق الجميع على هدنة ومن ثم الى عقد مؤتمر لتداول هذه الامور واتخاذ بعض القرارات بشأنها واجراء الانتخابات الدورية  بين اعضاء المجلس.

لم يكن احد يظن بهذه السهولة سوف يستطيع المجلس التغلب على التناقضات والاختلافات بين قيادته، والبعض كان يسخر منهم في مقالاته وكأن المجلس اصبح في خبر كان. لكن تعاون اعضاء المجلس وتشجبع المهتمين به وواستعداد اعضائه للتفاهم والتضحية من اجل المصلحة العامة دفعهم الى عقد المؤتمر وحل المشاكل بطريقة المحاورة والتصويت.

لكن المفاجة الكبيرة  بالنسبة لي كانت في رؤية وتفسير  الاحزاب الاخرى من ابناء  شعبنا عن هذا المؤتمر وعلى قراراته وكأن انقسام الامة وضياع مصير هذا الشعب حدث في قرارات المجلس القومي الكلداني في المؤتمرالاخير.

 انا لا انكر ماقلته في رسالتي الى المؤتمرين في مؤتمر عنكاوا قبل ثلاثة سنوات . انا كلداني الهوية ومقتنع بها  ولكن الجدلية التاريخية  ووضعية شعبنا بمكوناته الثلاثة وظروفه الحالية ومسيرته  التاريخية المملوءة من الاضطهادات  خلال 25 قرنا وشعوري وقناعتي لما يقوم به اعدائنا في تهجيرنا القسري يجعلني  دائماً ان اتغلب على هذا الشعوري الذاتي (الانا الكلدانية)  وفضلت ولازالت افضل (كما يفعل الكثيرون)  ان نجد طريقا للعمل معاً  بين الاطراف الثلاثة . ولكن ما سمعته او قرأته في مقالات الاخوة  الكتاب في الايام الاخيرة يتركنني  ان اندهش ،  فكم مؤتمر  ومؤتمر عقدت من قبل احزاب شعبنا سواء كانت اشورية او كلداني او سريانية لم اسمع بضجة مثل التي عملت. سؤالي لماذا؟

الحقيقة ان مثل هذه المؤتمرات كان يجب ان تشجع من قبل الجميع وتتم المشاركة (ان سمح بها) كي يتم مناقشة الامور  فيها بموضوعية ووضوح اكثر، لانها تمثل الاستمرارية  في نهوض وتطور الوعي القومي بالاخص لدى الكلداني (كما قلنا في مرات سابقة). والكلدان  بحاجة الى هذا الامر كثيرا، لان هناك نسبة كبيرة منهم لا زال يظن ان المسيحية هي هويتنا و لايميز بين معتقد الديني و الشعور القومي او هويته الانسانية التي طمرت تحت ظروف قاسية مرت عليه في الماضي.  نعم الكلدان  بحاجة الى ترتيب بيتهم الداخلي كي يستطيعوا ان يمثلوا شعبهم ويعرفهم الاخرون، كي يستطعون تمثيل كتلتهم بين مكونات شعبنا، اما ان يمثل شعبنا وهو متشبث باسمه الذاتي ويعمل كعمل وصي بدون مدلول وموقف صريح باتجاه الوحدة والتسمية الواحدة لم يعد مقبولا، لا بل سيجعل من الناشطين الكلدان دائما ان يكونوا معارضين لهم . واعتقد هذا هو الخطأ الذي وقع فيه بعض الاخوة اليوم .

قد يفسر البعض ان في بيان النهائي للمجلس القومي الكلداني في مؤتمره الاخير هو تمزيق وحدة الوصف  ومن ثم ضياع الامة، لكنني اسأل، اين هؤلاء من حكمهم العادل عن ما حدث خلال عشرين سنة مضت؟ ألم تكن هناك فرص كثيرة ضيعت من قبل الاخرين ولم تحرك لهم رمش؟ نحن امام سؤال مهم جداً هل على الكلدان فقط يقع الحق عندما يقولون نحن كلدان ام على الاخرين ايضا؟


الحقيقة يجب تقال مهما كان الثمن ، الكلدان لم يمارسوا التحزب والسياسة باسم الكلدان الا قبل فترة قصيرة ، لماذا لم يتم توحيد الخطاب القومي لشعبنا قبل ذلك؟ هذا  ما يجب كتابنا يكتبون عنهم و يبحثون سره وهذا ما يجب يذكرونه بكل مصدقية مؤرخوننا في كتبهم ؟ لماذا لم تحل مشكلة التسمية قبل مئة سنة او خمسين او قبل عشرين سنة حينما كان لهم القدرة على اتخاذ القرارات المهمة. ليس من العدالة اليوم ان يفرغ البعض غضبهم على الكلدان لانه يقولون نحن كلدان!!!



انا لست مع المتشائمين الذين يظنون ان المجلس القومي الكلداني مزقت الامة. بالعكس حينما يكون هناك تكافؤ وحرص ومصدقية والتزام ووضوح من قبل الجميع (اعني قادة الكلدان والاشوريين والسريان) على  طاولة المفاوضات لتوحيد الخطاب القومي حينها ستكون فرصة نجاح الوحدة اكثر بكثير من وضعها الحالي.  ولكن ان  يتم تسيس القضية لمصالح ذاتية عن طرق وصاية غير شرعية هذا امرا غير صحيح،، فمن حق الاخرين البحث عن مصالحهم ايضاً .
لذلك انا اؤمن بان ترميم وصيانة البيت الكلداني هو طريق لترميم البيت الاشوري والسرياني ومن ثم تبليط طريق الوحدة في حالة وجود نية صادقة و قادة مخلصين لهذا العمل.

كلمة اخيرة اود ان اقولها لي الامل،  يوما ما سوف تحدث المعجزة ، فجاة يعي السياسيون السابقون والحاليون  انهم كانوا مخطئين ويعترفون بذلك ولكن اتمنى ان لا تكون هذه الايام بعيدة عنا. واتمنى  في حينها ان يكون هذا الاعتراف بداية جديدة للعمل معا من اجل مصلحة العامة بصدق واخلاص.

نتمنى من  القيادة الجديدة للمجلس القومي الكلداني العالمي ان لا تقطع العلاقة العضوية الحيوية مع اخوتنا الاشوريين والسريان مهما كلف الامر،  ويكونوا دائما على استعداد للتفاهم والعمل معاً من اجل مصلحة هذا الشعب الذي يتكلم  نفس اللغة  وله نفس الثقافة ونفس التاريخ والدين وفي نفس الوطن، الذي شهد نفس الويلات بالاضافة الى العادات والقيم والمزج الاجتماعي  الموجود بينهم الذي لا يستطيع احد فرزها مهما كانت له الامكانية. نتمنى ان يكون شعار الوحدة والمصلحة العامة فوق كل الاعتبارات والمسائل دائماً.  
وان تبقى كل رموز الكلدان وكل رموز الاشوريين وكل رموز السريان هي رموز لامتنا وشعبنا الواحد.


في نفس الوقت اتمنى ان لا يبدأ فصلا جديداً من الحرب الاعلامية بين  بقية الاحزاب والمؤسسات الاشورية والسريانية والكلدانية على المجلس القومي الكلداني او تقوم بمقاطعته كم حدثت في  عدم حضورهم في  جلسة افتتاح المؤتمر.



406
          المفهوم الاعوج للديمقراطية في العراق وفرصة نجاحه ؟

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
28 نيسان 2209


الديمقراطية مصطلح اغريقي الاصل  يعني حكم الشعب . ظهر في القرن السادس قبل الميلاد في بلاد الاغريق، يظهر في هذه الفترة كان هناك مجلس للشورى وكذلك مجلس النواب. وتعد ديمقراطية اثنيا الاقدم في تاريخ البشرية، لكن  بحدود سنة 323 ق م  قضى عليها الحكم المقدوني.

 في الحقيقة عرف اليونانيون القدماء ان في تطبيق الديمقراطية احيانا هناك خطورة (1)، كما انها لم تكن الديمقراطية شاملة لكل الناس في حينها، فالنساء والعبيد كانوا محرومين ، واحيانا كانت طبقة النبلاء فقط لهم الحق في التصويت.  لهذا كاد افلاطون  يفقد رأسه مثل استاذه (سقراط) بسبب موقفه الذي مال الى البيروقراطيين ضد الجمهوريين، السبب في هذا الاعتقاد هو انهم كانوا يظنون تضيع فرصة النخبة المتميزة (القادة)  في تاثيرها على المجتمع بتطبيق ديمقراطية غير متكافئة، يبدو ان افلاطون كان على الحق في موقفه، لان عبر التاريخ ، نرى معظم الاحيان، ان النخبة هي القوة الدافعة لتحريك  وتطوير و تقدم الشعوب (2). هذه النخبة تشمل العلماء والمفكرون والعباقرة والكتاب والمبتكرون والسياسيون ورجال الدين وغيرهم. ولكن افلاطون عبر عن رائيه هذا في طريقة اخرى حينما قسم الشعب الى ثلاثة نماذج (3 ).

في العراق منذ زمن طويل لم تفلح بذور الفكر ولا بذور الحرية في جلب مثل هذا القائد لنا ، يقودنا في نقلة نوعية!، دائما كان الحاكم يأتي للحكم عن طريق الانقلاب وليس الانتخاب. على الرغم  من وجود فضل لامريكا في ادخال مبادىء الديمقراطية في العراق لاول الا ان ضريبتها قاسية على العراقيين من خلال الجرائم  الكثيرة  لامريكا  في العراق  (4)، و ولحد الان لم تأتي بفائدة ملموسة.

لان القوى المعادية للانفتاح والتطور وقفت ضدها ، هذه القوى ، متمثلة بقوى السلفية والاصولية الدينية وغيرها التي تعادي هذا الاتجاه بسبب خسارتها مواقعها ونفوذها ووجودها في الخارطة السياسية العراقية، لذلك عهدت على نفسها اطفاء النور و احلال الظلام والشر والقتل والحزن ولون الاسود في ربوع العراق. فهي تستخدم العنف عوضاًعن  العقل والفكر و طرق السلمية في اسقاط هذه الحكومة وازالة النظام الديمقراطي اليافع في العراق.

ان الديمقراطية نظام مثالي للبشر بشرط ان يكون هناك وعي لدىكل مواطن (5) عن مفهوم الوطنية، ان يكون هذا الوعي لدى كل مواطن في مستوى ان يقدس حق اخية المواطن الاخر ويلتزم بالقانون في وطنه وشعبه بدرجة حبه لحياته. اي يكون مؤمن بحق الاخر بنفس درجة حقه، ويلتزم القانون المشرع ديمقراطيا ولا يتجاوز عليه بل يقدسه بكل معنى الكلمة. لان هذا القانون هو الذي يحمي  حقوق جميع المواطنين من الظلم والجريمة .

 ولكن هيهات في العراق يحصل هذا الامر ، حيث احيانا نجد نصف الوزراء، ومعظم قادة الاحزاب والمسوؤلين حرامية لا يهمهم سوى نفوذهم وجيوبهم واعضاء حزبهم وطائفتهم.

على الرغم من بدء الهدوء والامان يعود الى شوراع معظم المدن العراقية ( ما عدا بغداد)  الا خطوط التماس بين القوميات والمذاهب  هي في حالة  التأهب وخوف وقلق من المصير المجهول وهذا ما حصل لابناء شعبنا (المسيحي)  في كركوك اخيرا في مقتل ثلاثة اشخاص في حادثيين منفصلين ومتزامنين معا.

يجب ان  لا نسى ان نشيرهنا،  ان النظام  الديمقراطي الموجود في العراق مملوء من التناقضات بدءاً من مقدمة الدستور الى اخر فقرة منه ، وان دهاء كاتبه فاق كل التصور، لا اعرف كيف استطاع الضحك على كل السياسيين ويقنعهم  بقبوله على الرغم من كثرة تناقضاته ؟ّّ!!.

 لهذا نقول مرة اخرى ان فرصة نجاح النظام الديمقراطي في العراق  ضئيلة جدا، لان نظرة معظم  الاحزاب  ذاتية (خاصة بهم ولا يشاركهم كل الشعب فيها)  فهي اما نظرة دينية او طائفية او قبلية او مذهبية، وان قيمة القانون عندهم هي معدومة،  فالاولوية والقدسية لم تعد للوطن والانسان والقانون  كما قلنا وانما تعود لطائفته او حزبه او قوميته . لذلك لايحصل النجاح ، لان الحجر الاساسي (دستور ) اعوج ، فكيف يكون البناء؟!! و البناؤون اختار المسطرة العوجة  في قياساتهم  فكيف يكون قياس المواطن العادي؟!!!

في الختام نقول مرة اخرى ، سيستمر العراق في دوامة التقلبات السياسية بدون احراز اي تقدم  مالم يحصل  تقدم في الوعي  كما قال هيجل، لان مفهوم الديمقراطية في العراق اصبح مفرغاً من معناه الحقيقي كما وضعه الاغريق( اي حكم الشعب ).

ويتحمل  قادة الاحزاب الكبيرة والصغيرة  جميعهم المسؤولية التاريخية لما يحدث من الجرائم في وطننا، لانهم لا يستطيعون الانسلاخ من جلدهم القديم ويفتحون عيونهم امام شمس وينظرون الى الحياة  بنظرة جديدة، فيتخلون عن انانيتهم، ويتنافسون في وطنيتهم واخلاصهم للشعب العراقي كله عوضا عن تنافسهم في مصالحهم الذاتية التي وقود للفتنة والحرب الاهلية.


......................

1- قال رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل في منتصف القرن الماضي : على الرغم من مساوىء النظام الديمقراطي الكثيرة  لكن لا يوجد نظام افضل منه.

 2 – ذلك ما كنا نتوقعه من قادتنا الجدد ، اي ان يقودوا العراق ثورة اقتصادية، كما  قاد المرحوم الشيخ زايد دولة الامارات العربية  الى ان تصبح مركز مهم من اقتصاد العالمي اليوم.

3– في جمهوريته المثالية، قسم افلاطون الشعب الى ثلاثة اقسام: القسم الاول هو اصحاب الحرف ويد العاملة  والجنود، القسم الثاني هم الاداريين والعسكريين والنبلاء والقسم الاخير هم العلماء والفلاسفة الذين لهم المعرفة والحكمة والارادة القوية في اتخاذ القرارات المصيرية. لذلك يجب ان الحاكم او الامبراطور من القسم الاخير  كي تبقى شؤون البلاد في يدي حاكم امين وحكيم وشجاع.

4 – اي انتخاب برلمان وحكومة ورئيس وزراء ومجلس رئاسة الحكومة.

5 – اي يكون الوعي من قبل كافة ابناء الشعب بنفس درجة .

407
                                 اخوتي الاشوريون لا تتأخروا كثيرا!!
بقلم يوحنا بيداويد
24 نيسان 2009
 ملبورن- استراليا

كتب الاخ  تيري بطرس قبل بضعة ايام مقالا تحت عنوان :
الاخوة دعاة الكلدانية  لا تستعجلوا الامر !
 في دعوة منه لاخوته الكلدانيين ان لا يستعجلوا في قرارتهم اوان يبتعدوا عن خط الوحدة لان مصيرنا جميعا هو واحد.
 وهائذا اكتب هذا المقال بعنوان معاكس ولهدف نفسه. فمهما ابتعد الاشوريين من الكلدان لن يجدوا من يعضدهم سوى اخوتهم بالدم والارض والتاريخ والدين الذين هم الكلدانيين، فلماذا التعصب والغاء الاخر ولماذا التهرب من الاعتراف بهذه الحقائق.


منذ سنوات طويلة وانا الاحظ الصراع الموجود بين دعاة الهوية الكلدانية والهوية الاشورية الذي اصبح حقيقة واضحةاليوم لاخوتنا العرب والاكراد والتركمان والاجانب. هذا الصراع الذي بني على شيء من الغموض والوهم في بعض اجزائه ، ولا اكشف سرأ  ان قلت  ان جذور هذا الصراع بدأ من التقسيم الكنسي الذي حصل في الماضي في الكنيسة الشرقية.

لكن هذا لا يعني ان ابناء الامبراطورية الكلدانية او الاشورية او السريان، الذين  كانوا سباقين في اشعال شعلة الفكري الحضاري العالمي  ومن ثم نقلهم  شعلة الفكر الحضاري الاغريقي عن طريقة الترجمية الى الشرق كانوا قد اندثروا منذ سقوط بابل ونينوي في القرون السادس قبل الميلاد. اعتقد هناك حقيقة مهمة جدا يجهلها الكثير من ابناء شعبنا الا وهي بدخول شعبنا في المسيحية من القرن الاول الميلادي ادى الى  ضمور الفكر السياسي والقومي لشعبنا سواء كانوا الكلدانيين او الاشوريين ، ولم يبقى له سوى الالتصاق بالكنيسة طوال هذه  الفترة الطويلة. وان الحركات السياسية تكاد تنعدم كليا ولم يبقى ما يربط هذا الشعب بماضية سوى لغته وبعض مناسبات التاريخية والعادات والقيم المتوارثة التي كانت تمارس عن طريق الكنيسة. والى الكنيسة يرجع الفضل في الحفاظ على اللغة من ثم الحفاظ على الهوية القومية. والا اين هو تاريخ النشاط السياسي للكدانيين او الاشوريين او غيرهم قبل 150 سنة مثلاً؟؟!!

لكن مع هبوب نسيم الشعور القومي على اوربا في القرن الثامن و التاسع عشر والعشرين انتقل هذا النسيم الى المناطق الشرقية وضرب القوميات التي كانت تحت نفوذ الامبراطورية العثمانية والتي هي بدورها شجعتْ على هذا الشعور من غير درايتها عن طريق تطبيقها لسياسية فرق تسد بين هذه الاقوام كي تزيد الخلافات بينهم على امل ان تسهل عملية  سيطرتها عليهم.

بعد سقوط الدولة العثمانية في بداية القرن العشرين توفرت فرصةامام القوميات التي كانت تحت سيطرتها لرفع صوتها للمطالبة بحقوقها وقد استخدمت الدول الغربية (بالاخص  بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة) هذا الشعور لصالهم وكان ابناء شعبنا من بين المتضررين الذين حلت بهم النكبات العديدة  والترحيل القسري والابادات الجماعية.

قبل بضعة سنوات حصل تغير جديد في النظام السياسي القائم في العراق، وجاءت الفرصة مرة اخرى للاقوام والشعوب المتاخية في العراق  للمطالبة و بحقوقها عبر اصوات الناخبين لاختيار ممثليهم. ولكن ابناء كلا الكتلتين لم يحصلوا على الكثير من الحقوق بسبب  حصول هذا الشرخ الكبير بين دعاة القومية الاشورية والكلدانية على التسمية الصحيحية التي تجمعهم . ففقدت الثقة بين الطرفين خلال عشرين سنة الماضية حيث لم يستطيع اي حزب ان يوفق بالجمع بينهم  في المبادئ والاهداف والمصالح الموحدة .

ولا اكشف مرة اخرى سرا  حينما اقول ان بعض من دعاة الاشورية المتعصبين كانوا وراء فشل حصول الوحدة بين الكلدانيين والاشوريين وبالدرجة الثانية  سياسية بعض الاحزاب الكبيرة لعدم وجود مصدقية بين شعاراتها وعملها. بدليل ان التعصب لم يكن قد تخمر لدى السياسيين الكلدانيين بعد.

كما هو معلوم ان الكلدانيين كانوا الى قبل فترة قصيرة يعتبرون الكنيسة هي صاحبت الشان في القضايا المصيرية (الدينية والقومية) وان حكمتها كافية بان تدير امورها الروحية  كذلك شأنهم القومي . لكن بعد ان عبر اباء الكنيسة الكلدانية عبر تصريحات وتوضيحات مهمة لهم منذ فترة طويلة نسبيا ان الشأن القومي لا يدخل ضمن عملهم الروحي.  ظهر بعض المفكرين والناشطين والسياسيين والمثقفين من الكلدان للتعبير عن ذاتهم والمطالبة بمكانتهم وحقوقهم والحفاظ على اسمهم وعلمهم وشعاراتهم وهم طور اقامة مؤتمرات عالمية سنويا لهذا الغرض. وهو عمل جيد للكلدان ومن ثم للاشوريين ايضا اذا كنا موضوعيين في اهتمام المصير الجماعيً.!!

الحقيقة كان حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني  هو الحزب الرائد في هذا المجال و وعلى الرغم محدودية نشاطه لحد الان الا انه عبر بصدق من خلال شعاراته واعماله عن هموم الكلدان. ثم ولدت المجلس القومي الكلداني والمنبر الكلداني واتخذت الاتحادات والجمعيات والنوادي والمؤسسات الكلدانية في الوطن والمهجر موقف واضح وصريح بالدفاع عن اسمهم وهويتهم القومية.

من جانب اخر اصبح واضحا بالاعتراف الجميع ان الكلدانيين والاشوريين اصابتهم اكبر مصيبة في تاريخهم الحديث خلال عشرين السنة الاخيرة حيث اجبروا على الهجرة بسبب الاوضاع السياسية والامنية والاضطهاد الديني المبرمج ضدهم ، وان المهجرين توزعوا بين مدن العالم الواسعة حتى وصل تواجدهم في قرابة مئة مدينة في العالم، لذلك وجودهم اواحتفاظهم  بالشعور القومي او بالهوية القومية في المهجر شاؤوا ام أبوا هو في طريقه الى اندثار والزوال. اما القسم الباقي في الارض الوطن بالاضافة الى وقوعه تحت اقدام الاقطاب السياسية الدينية والقومية الكبيرة ( بسبب صغر نفوذه واختلاف طريقة تعامله مع المشاكل)  وجود هذا الصراع المرير على التسمية جعلهم يخسر الكثير من الفرص والحقوق.

لقد انهمكت قوى الكتلتين خلال الفترة الماضية على الرغم من ان معظم الاهداف و المصالح لكلا الطرفين هي واحدة او متقاربة في معظم الاحيان، وعلى الرغم من الهجرة والقتل العشوائي والاضطهاد الديني  الذي مرس ضدهم، لم يفرق بينهم، الا الاحزاب السياسية التعصبية زادت الهوة بينهما. ولكي اكثر صريحا في تعبيري لا اجد اي امل في نظرية اي حزب في ايجاد الحل المناسب  في الوقت الحاضر والطريق الوحيد هو ان يتفق ويتوحد جميع احزابنا في الاهداف عبر مؤتمر عالمي  ومن ثم عمل كل واحد من موقعه من اجل الوصول الى تلك الاهداف .

لذا ادعو جميع  اخوتي  الاشوريين  بالاخص قادة الاحزاب  وحتى بعض رجال الدين ان لا يتأخروا في اعترافهم بإخوتهم الكلدانيين،  ويتفهموا دوافع شعورهم وحبهم لتسميتهم الكلدانية والتاريخ الخاص بهم وان يعتبروه عملا ايجابيا. وان يكونوا مستعدين للتعامل معهم على اسس بعيدة من التعصبية والعنصرية او الغاء الاخر التي رأيناها لدى البعض  في الماضي،  وفتح صفحة جديدة عن طريق ايجاد االقواسم المشتركة لكلا الطرفين قبل ان يفوت الاوان ومن بعد ذلك لن يفيد ندم الجميع.
كما ادعو رجال الاكليروس الافاضل  من جميع الاطراف الى الاهتمام بتعابيرهم من خلال وعظهم او رسائلهم لان هذا الشعب اصبح له اذان صاغية وقابلية للتمييز بين الاسود والابيض.!!!!!

408
                                   عيد القيامة ...والانسانية في المسيحية.......واعوجاج الزمن
بقلم يوحنا بيداويد
6  نيسان 2009
ملبورن / استراليا

كنت اريد اجعل من عنوان مقالتي هذه عنواناً اخراً، كرسالة لاصدقائي الذين ينادون بالمُثل والقيم والاخلاص والروحانية والطهارة والانسانية وينادون بالمحبة المسيحية ان يراجعوا انفسهم في هذه المناسبة العظيمة، فكان العنوان الذي اخترته منذ اسابيع هو:

يا اخي اذا كنت لا تحبني  فلماذا تعطيني دروساً في المحبة؟!.

على الرغم من مرور اكثر من الفي سنة على شخصية يسوع المسيح (1) المتواضعة، الا انها لازالت الشخصية الاولى في العالم من ناحية الاهتمام والدراسة والتفكير بها، لا لإنه ترك اثراً منقطع النظير على مسيرة البشرية ،  اكثر من اي  قائد عسكري  اشتهر في انجازاته او ملك كانت اعماله شبيهة بالاساطير او اي عالم او فيلسوف اواي سياسي، وانما كان ذلك الشخص الذي اصبح المنبع الاول للمفاهيم الانسانية بين البشرية. نعم جاءت شخصيات قبله وبعده وعملت في رفع شأن الانسان والانسانية ولكن يسوع المسيح اعطى الانسانية مفهوماُ مثالياً سامياً، وجعله من المبادئ المقدسة،  بحيث الزم المؤمن الباحث عن الخلاص  بجانب محبة الله  محبة القريب ايضاً. فما اعمق هذا القول: ( احبب الرب الهك من كل قلبك ونفسك وفكرك وارادتك واحبب قريبك كمثل نفسك  لو 10/27 ) ولعل عبقرية مار بولص كشفت لنا رموز ومبادئ وفكر ومعاني كلمات السيد المسيح اكثر فأكثر من خلال رسائله(2).

يسوع المسيح هذا الرجل الناصري البسيط ، الذي لم يدخل اكاديمية افلاطون الشهيرة ولا مدرسة الاسكندرية العظيمة(3) وانما كان يعمل نجارا لحين بلوغه سن الثلاثين. فجأة نراه يقيم ثورة روحية وانسانية  من خلال تبشير اشخاص بسطاء، صيادي السمك  لا يعرفون شيئا من الفكر اليهودي ولا في التوراة او التلموذ البابلي ولا الاورشليمي ولا في بقية الاسفار او الفكر الميتافيزيقي لفلاسفة الاغريق. لكن استطاعوا ان يُدخل تعليم معلمهم  كل الامبراطوريات والامم والشعوب لا لان كان لهم المقدرة على الاقناع بقدر ما كانت الارض نفسها متعطشة لمبادئ المسيح كما تعطش الايل في الصحاري الى الماء (كما يقول احد انبياء عهد القديم). حتى  جعلت كثير من الامم والحضارات والدول ان تأخذ الكثير من قيمه ومبادئه السامية كأساس لقوانينها.

 لكن على الرغم من عظمة الفكر المسيحي، لا استطيع ان اخفي  اليوم ألمي وحزني على ما  تراه عيوني او الذي اقراه او الذي اسمعه لما اصاب او  يصيب  المسيحية من الانقسام. فبعض الكنائس الجديدة الغريبة لا تمت  تعاليمها بأي صلة عن مفاهيم المسيحية كلياُ (4)،و البعض  الاخر  لم يعد اليوم  يؤمن بان  نشر المبادئ المسيحية وبالاخص القيم الانسانية من مهمته . فقد  طمسوا في الامور السياسية والقومية والحزبية (5) حتى جعلت من الكنيسة وسيلة لردع اي خطر عن كراسيها او مستقبل طموحها ناسين قول السيد المسيح ( اخذتم مجاناً فمجاناً اعطوا. لاتقتنوا نقودا من ذهب ولا من فضة و لا من نحاس في زنانيركم و لا مزوداً للطرق و لا قميصاً ولا حذاءً ولا عصى، لان العامل يستحق طعامه. مت 10/9-10 ).

في هذه الايام ، ايام عيد الفصح ، ايام عودة الحياة الى الارض، حيث تلبس الطبيعة  فستانها الجديد المحمر بلون ورود اشهر  نيسان واذار وايار، تعاد علينا قصة صلب وقيامة  يسوع المسيح من خلال قراءات و صلوات  يوم الجمعة العظيمة وسبت النور واحد القيامة.

منذ 2009  وقيامة المسيح تدعو الانسان الى تغير ذاته، الى التخلي عن انانيته، وحبه لنفسه، الى محبة القريب  كمثل محبة الله، الى تقديس الحياة والله الذي انعم  للبشرية بها.

 اكثر من 2000 سنة وشهر نيسان يصيح باعلى صوته بالانسان هيا لنهيأ انفسنا، لنرتدي ثوبنا الجديد كي نستقبل عيد الفصح ، كي  نعبر من حالة عبودية الذات الى حالة النعمة (الايمان) والتعلم من  الام المسيح معنى الحياة الحقيقة، لكن هيهات ان تأتي الرياح بما تشتهي السفن .

والاكثر غرابة يخرج  بين حين واخر بين مجالسنا واعضاُ لنا بالمحبة والتسامح ونكران الذات والتوبة اما هو ليس مستعدا لتضحية ثمن قشة واحدة  من حقه او قبول سقوط شعرة واحدة من رأسه. فما فائدة هذا الكلام ان لم يكن هناك جرأة في قول الحق كما قال يسوع المسيح  ( ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير. مت 5: 37).  ما فائدة ان يطلب مني ذلك الواعظ ، محبة قريبي وهو ليس مستعدا لمحبتي، هل اصاب هؤلاء الواعظين بمرض البراغماتية اخيرا ام ان  جهل بعضهم افسد القضية؟

انا اعرف ان الزمن انحرف عن طريقه القويم في كثير من القضايا وانحرف كثير من الناس عن القواعد واصالة الايمان الصحيح بسبب قصر بصرهم (معرفتهم)  ولكن املي ان لا  يستمر اعوجاج الزمن حتى يصيب القيم النبيلة التي جاء بها السيد المسيح لا سيما التي تخص الانسانية.
ليكن واعضي على يقين انا لا ارفض منه سوى حبه لذاته وكبريائه، لكنني احترمه لانه انسان وان المسيح قدس انسانيته.  فكلما دخلت في خلوة من التفكير في هذه المواضيع، اتذكر قول السيد المسيح لتلاميذه: ( ماذا ينتفع الانسان من ان يربح العالم ويخسر نفسه. مر8/36)
فهل يتذكر هؤلاء الواعضين هذا القول؟! .
..........................................................
1 – نتكلم عن ناسوته وليس لاهوته
2 – لهذا يرى بعض الجاهلين عن المسيحية ما هي الا بدعة من صنع  القديس مار بولص.
3 -  كانت كلا المدرستين من المدارس العظيمة في تاريخ القديم.
4 – مثل ظهور مجموعة من المشعوذيين واطلاق على جماعته كنيسة الشيطان في الفترة الاخيرة.
5 – لا اعني هنا لا يحق لرجال الدين ابداء ارائهم في قضايا المصيرية التي تخص جماعة كنيستهم وانما يجعلوها وسيلة اومهنة في حياتهم .

409
                                        الاول من نيسان عيد اكيتو  كيف تحول الى يوم الكذب
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
30 اذار 2009

تمر علينا في هذه الايام ذكرى اقدم  مناسبة قومية لسكان ما بين النهرين (جميع القوميات او التسميات) . حيث  كانوا يحتفلون في  مناسبة عيد اكيتو (1) الذي يقع في الاول من نيسان - راس السنة البابلية  لمدة الاف من السنين ومنها اشتق رأس السنة البابلية الكلدانية والبابلية الاشورية وعيد نوروز في 21  من اذار العيد القومي للشعب الكردي(2) وكذلك الامم القديمة الاخرى مثل الفارسية والصينية والفرعونية.

في كل سنة من هذا الوقت تنشر مئات المقالات عن تاريخ هذا العيد القديم للعراقيين. الذي إن دل على شيء فهو يدل على عطش العراقيين اليوم الى البحث عن تاريخ اجدادهم بعد ان عاشوا في سجن مظلم طالت مدته حوالي خمسين سنة  وبعد محاولات عديدة من قبل الحكومة السابقة لامحاء الهوية القومية لسكان  وادي الرافدين القدماء.

اكيتو الذي تفسيره مشتق  من الاسطورة البابلية عن الخلق، والتي تبدأ بالعبارة التالية :  ( إينوما إيليش .........الخ ) اي عندما كان في الاعالي، وهي صلاة طقسية  لتخليد سيد الآلهة (مردوخ) الذي خلق الحياة والطبيعة.     

في مدينة  بابل القديمة (3) اي  قبل ما يقارب خمسة الالاف سنة كان الاحتفال يقوم على اساس عودة الحياة الى الطبيعة بعد ان عقد الاتفاق بين الالهة جميعاً لتحرير تموز خطيب عشتار من العالم السفلي وحصول الزواج بينهما، فتعود الحياة الى الطبيعة التي تمتلىء بضجيج و نشاطات الكائنات الحية من كافة انواعها في موسم الانجاب والتلقيح ونمو البذور.

كانت احتفالات عيد اكيتو تدوم 12 يوما، الايام الاربعة الاولى منها هي لممارسة الطقوس دينية وتقديم الصلوات والذبائح وقراءة قصة الخلق (قصة الخلق البابلية)  وكيف جرت عملية اتحاد الالهة على ان يكون مردوخ رئيسهم بعد ان قام بثورة على الإلهة تيامات –إلهة الانوثة  (جدته). اما  الايام المتبقية بالاضافة الى الطقوس الدينية كان هناك فيها بعض مظاهر اجتماعية وسياسية.


 اما كيف تحول عيد اكيتو رأس السنة البابلية الى يوم الكذب؟  فتلك قصة فيها الكثير من الغموض والاساطير والروايات غير الدقيقة.

البعض يقول ان الحدث ليس ببعيد وانما  قريب نسبيا، يعود الى القرن السابع عشر حينما اتخد الملك لويس الرابع عشر( 1638 – 1715 م)   ملك فرنسا  من اليوم الاول لكانون الثاني  رأس السنة المالية في فرنسا  عوضاً عن الاول من شهر نيسان لانه عيد وثني .

وحسب هذه القصة، اصر البعض الاحتفال بهذه المناسبة  بعد ان لبسوا ملابس متنكرة وصبغوا اوجههم كي لا  يتم التعرف عليهم من قبل  جنود الملك، لما سمع الملك لويس السابع عشر امر باحضارهم جميعاً اليه. وعندما سألهم عن سبب قيامهم بالاحتفال وعصيانهم لاوامره، انبرى متكلم حاذق من بينهم قال للملك :   يا ملكنا العظيم إننا لم نخالف اوامرك وبالعكس حولنا هذه المناسبة الى مناسبة تافه لا تستحق الاحتفال فيها ، عملناها عيد مسخرة وكذب عن طريق لبسنا هذه الملابس الممزقة وهذه الاصباغ المزيفة. ففرح الملك عندما سمع هذا الكلام فلم يقطع رؤوسهم . ومنذ ذلك اليوم يطلق البعض عليه يوم الكذب عوضاً عن عيد رأس السنة التقليدية - عيد اكيتواو عيد عودة الحياة الى الارض بعد سباتها ستة اشهر (الشتاء) حسب اسطورة كلكامش ، عشتار وتموز.

البعض الاخر ينسبها الى  قصص وروايات حديثة اخرى ، مثل كذبة مشهورة عملت مشاكل بعد ان صدقها عدد كبير من الناس. من الامثلة  على هذه القصص هي  الترويج الاعلامي  الذي حدث  في بداية القرن العشرين عن اقامة مؤتمر في نيودلهي لتوحيد الاديان والدعوة مفتوحة لحضور ممثلي جميع الاديان في العالم له.  وحينما ذهبوا بعض الاوربيين الى هناك لم يجدوا اي شيء من هذا القبيل وانما اكتشفوا كانت كذبة .


لكن القصة التاريخية التي يرجحها الكثير من تحويل عيد اكيتو الى يوم الكذب كما  هي ما يحدث في اليوم الخامس من احتفال عيد اكيتو، حيث يخلع الكاهن (الذي هو بمثابة اله مردوخ)  التاج  من رأس الملك ويأخذ الصولجان من يده ويخلع عنه رداء الملوكية  ويأمره بان يركع امامه ويعترف بخطاياه ويطلب المسامحة والمزيد من القوة والسلطة  لنشر العدالة والحق بين الناس.

هذه الحادثة جعلت  كثير من الناس الغرباء في الامم الاخرى لا يصدقون ان يحصل ذلك  فعلا، ان ينزل ملك مدينة بابل العظيمة او ملك الكلدانيين (حسب فترة الحكم) الى موقع الركوع والسجود وطلب المغفرة بعد تجريده من سلطاته القوية، فيعدونه امراً غير معقول، لا بل اكبر كذبة في التاريخ ولذلك شاع بين الناس ان يكذبوا في هذا اليوم، لان حتى الملك كذب فيه.

وهناك رواية  غريبة اخرى تقول: (ان احدى ملكات بابل القديمة امرت بان يكتب على قبرها بعد وفاتها عبارة تقول: «يجد المحتاج في قبري هذا ما لايسد به حاجته اذا فتحه في الاول من نيسان» ولم يجرؤ احد على فتح القبر حتى جاء الملك الفارسي داريوس فأمر بفتح القبر فوجد لوحاً نحاسياً كتب عليه: «ايها الداخل الى هذا القبر انت رجل طماع وقح عطش الى نهب المال ولاجل اشباع نهمك اتيت تقلق راحتي في نومي الابدي مغتنماً فرصة الاول من نيسان ولكن خاب ظنك وطاش سهمك فلن تنال من لحدي الا نصيب الاحمق المعتوه». المصدر : الموقع Syria- news.com الرابطة    http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=26230

اما الكذبة الكبيرة الاولى التي سمعتها وصدقتها ولازلت اتذكرها  كانت  في مدينتنا-في  زاخو قبل حوالي اربعين سنة .  لما كنت في طريقي الى المدرسة  لاقيت اصدقائي العائدون من الدوام الصباحي الى البيت، فقال احدهم  لي هل سمعت ما حدث بالامس؟ قلت (مندهشاُ) ماذا حدث؟
قال : ان فيضانا كبيرا ضرب زاخو عمل دماراً كبيراً  جرف كثير من البيوت حول نهر خابور حتى جرف جسر دلي دلالي معه
( 4)  معه فلم يبقى منه الا احجاراُ قليلة. فحزنت كثيرا وطلبت منهم ان نذهب هناك كي نرى ما حدث بالفعل .  بعدما راى اصدقائي إني صدقت الخبر فعلاُ،  ضحكوا علي جميعاً.  قال احدهم الا تعلم اليوم يوم هو يوم الكذب – يوم الاول من نيسان.

املنا ان لا تصيب طموح شعبنا بهذه الكذبة في هذه الايام، فيظنون إنهم  مثل ذلك الملك الذي يعيد الاله مردوخ سلطاته اليه من دون عمل وجهد وكفاح واخلاص ووحدة وتوافق  بدون اكره الاخرين على ما يكرونه.  بل الحفاظ على خصوصية واهمية  كل واحد باعتبارها ثروة مهمة للجميع  كما هو كل حجر مهم في بناء  جدار اي بناية.
......................................

1-  يطلق عليه عيد الربيع  ايضاً
2 - ثورة كاوة الحداد ضد الملك الفارسي ( زاحاك )  الذي كان يريد ان تقدم له اولاد هذا الحداد الفقير  كذبيحة له حسب الاسطورة .
3 - ذكر كاتب سفر الرؤيا في كتاب المقدس سقوط بابل وشبهه بحدث عظيم في تاريخ القديم بسبب المكانة الحضارية و العلمية التي كانت تمتلكها مدينة بابل في حينها .
4 - البعض يطلق عليه جسر العباس

410
                                   التسميات القروية هل هي عائق امام تطور مجتمعنا ؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا
15 اذار 2009

منذ فترة ليست بقصيرة كنت افكر في حركة التطور الفكري لمجتمعنا ( الكلداني الاشوري السرياني) في المهجر بعد الهجرة القسرية التي فرضتها الحروب والحصار والاضطهاد الديني والتعصب القومي علينا من القوى والحكومات  الشريرة في وطننا .
الحقيقة  كان القلق  يراودني (مثل الكثيرين)  منذ  البداية حول تأسيس هذه الجمعيات والنوادي القروية في مجتمعنا.  كنت اشعر بأنها عملية سيف ذو حدين، كنت اعرف هناك فوائد كثيرة منها لمجتمعنا، ولكن  ايضاً هناك خطورة الانغلاق على الذات و انقسام مجتمعنا الى مجموعات صغيرة تنهمك قواها  في التنافس الفارغ غير المجدي او المفيد لشعبنا  لا في الداخل ولا في الخارج بسبب قصر النظر لدى المسؤوليين فيها.
من هذه الفوائد هي  استمرارية العلاقة بين ابناء القرية او المدينة الواحدة وزيادة اللقاءات والتعارف وزيادة التصاهر وتقديم الدعم المادي لاخوتهم في الوطن الذين كانوا يعانون من الحصار او الاضطهاد  واخيرا القتل العشوائي بسبب الدين او القومية. كذلك لاستقبال و مساعدة المهاجرين الواصلين الجدد لبلدان المهجر  والاهم من كل هذا الحفاظ على الهوية.

  فكما قلت في مناسبة اخرى ان التهديد الذي نواجهه في الغرب دوما هو ضياع الهوية ومن ثم خسارة القيم الروحية بسبب بسيط هو وجودنا كأقلية في مجتمع مختلف كبير يحيط بنا. وان هذا الصراع هو مصيري لاستمرارنا كشعب له جذور تاريخية ترجع الى الاف السنين في بلاد ما بين النهرين.

و كما هو معلوم ان اللغة لا زالت هي الوسيلة الاولى لتفاهم بين البشر، كل العوامل تساعد ا ن لم اقل تجبر لتخلينا عن لغتنا الام السورث بلهجاتها الثلاثة ((الكلدانية والاشورية والسريانية )) وبالتالي  ينقطع الاتصال بيننا وبين الاجيال القادمة. فكانت الفكرة ان تكون  احدى مهمات هذه الجمعيات والنوادي و الهيئات  هي ان تقوم بحماية جماعاتها من فقدان الاواصر ومن ثم  حماية الهوية وزيادة التماسك بالكنيسة  وتعاليمها  المسيحية.

 لكن في الاونة الاخيرة ظهرت بوادر الانغلاق بين مجاميع كبيرة من ابناء  شعبنا واكتفائها باقامة العلاقات مع اهالي قريتهم او مدينتهم ولا يهمهم ما يحدث للاخرين  و احيانا  تحدث مشاكل بين ابناء القرية الواحدة بعدما يتفقون على الانغلاق.!!.
هذا الانغلاق الخطير الذي بدات بوادره  تظهر هو وصف حقيقي لحالة اليأس  التي يمر فيها مجتمعنا  من خلال شعوره الداخلي  (غير الواعي) الذي يراوده من خطر الزوال، و ربما تكون هذه اخر الانفاس لمجتمعنا في المهجر (لا سامح الله) .

 لذلك المهرجانات الكبيرة سواء كانت كنسية او دينية (شيروات، عيد الصليب ، اعياد الميلاد او عيد القيامة) او المهرجانات القومية مثل عيد اكيتو راس السنة البابلية  او يوم الشهيد او المهرجانات الثقافية ) يجب ان تكون مناسبة عامة للكل وان لا تجعل العلاقات المرتبطة بهذه الجمعيات او النوادي  هي مانعة لحضورهم.

ان علماء الاجتماع يقيسون نجاح وتطور وتقدم اي مجتمع بمدى قابلية ابنائه على الحوار والتفاهم و قيامهم بنشاط  مشترك ، قديما قيل الاتحاد يولد القوة فهل هذه القول  يحتاج الى تفسير!؟.

ارجو ان لا يفهم البعض هنا نحن مع الغاء الخصوصية الذاتية للفرد او العائلة او القرية او اي حلقة من حلقات المجتمع الاخرى وانما نحن بصدد توضيح تدرج الاوليات  للانسان العادي والتمييز بين المهم والاهم والتخلص من  الدهشة والاعجاب بذواتنا من خلال مناسباتنا القروية  وصورها في المواقع الالكترونية او افلامها الكثيرة!!! .

هذه هي مهمة المثقفين والواعين والقياديين والكتاب من مجتمعنا، نقد الظواهر المريضة الجديدة التي ولدت  لنا في المهجر، يجب ان ننبه مسؤولي اواعضاء هذه الجمعيات والنوادي والهيئات  في عدم التفكير بالاكتفاء الذاتي او الانغلاق على انفسهم ، لان اي انغلاق هو بمثابة عملية انتحار. والانسان لم يكن يتطور مالم تنمو فيه الرغبة بالاجتماع مع الاخرين.

ان القوة الدافعة لتطور اي مجتمع دائما تكمن في الطموح  الفردي للمبدعين بدأ من السياسين والعلماء والمفكرين والكتاب الى اخر فرد من المجتمع ، هم يقودون دفة المجتمع بدون علمه، هم مسؤلون امام الله والتاريخ،  لذلك  مهمتهم صعبة تتطلب التضحية( كم قصة  وقصة سمعناها عن كبار السن  عن  احداث جرت في قرى اجدادنا، برز فيها موقف المختار او احد حكماء القرية في حل المشكلة)، هنا الخصوصية الذاتية تجد لنفسها  مجال الحرية للابداع وتحقيق الذات فإذن وجود المجتمع ضروري وعلى كل واحد ان يشارك العطاء فيه . وبالمقابل ينال المبدعين ثمار  عطائهم التي تقع في  نوعين اولاً  اكتساب حقوقه كمبدع بين مجتمعه والثاني نقل الخبرة (الخميرة) الى الاصدقاء المحطين به كي يسيروا على خطاه، لكن قد يسأل البعض بان الانغلاق هو ايضاً شيء من تحقيق الذات، الحقيقية ان هذا الجواب من الناحية المنطقية هو  صحيح  ولكن يمكن وصفها بعملية ارضاء الطفل بقطعة الحلوى!!

فهل نقبل بعد هذا الارث الكبير في الانجازات الحضارية  الذي تركه لنا اجدادنا وعلمائهم ان نرجع الى الوراء وننغلق على ذواتنا في تسميات قروية التي بالتأكيد ستخلق روح التعصب والعنصرية و الشعور باهمية القبلية القروية والعشائرية اكثر من اهمية المجتمع، امراض مجتمعات ما قبل منتصف  قرن العشرين او قبلها.
 لقد ولى زمان الذي كان يظن البعض  يستطيع جعل من اسم قريته  او مدينته  امارة او دويلة  وسلطة عشيرته  سلطة حكومة دولة .
يجب ان ننظر الى حلقات اوسع فأوسع، ونتحد فيها من خلال تفاعلنا الحضاري او الثقافي او الاقتصادي او السياسي، بدءاً من قرية الى المدينة الى الطائفة الى الشعب الواحد الى وطن و دولة واحدة .

411
كيف  يصبح المالكي قائداً خالداً للعراقيين ؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا
28 شباط 2009

لكل امة قائد او قادة خالدين في تاريخها، مثل غاندي الذي يطلق عليه الاب الروحي لدولة الهند الحديثة، واتاتورك الذي هو مؤسسس الدولة التركية الحالية، جمال عبد الناصر لمصر
وديغول لفرنسا وتشرشل لبريطانيا وجورج واشنطن لامريكا فهل سيصبح المالكي القائد التاريخي للامة العراقية الحديثة؟.

قبل ثلاث سنوات تقريبا  كتبت مقالاً تحت عنوان:-
 هل  يصبح نوري المالكي مثل بسمارك الالماني ويحافظ على وحدة العراق؟!!!
الذي نشر في معظم المواقع العراقية وهو موجود الان على الرابط التالي في شبكة العراق الثقافية

www.iraqcenter.net/vb/search.php?do=finduser&userid=760&searchthreadid=23545

في هذا المقال قارنت بين المهمة التي كانت تنتظر السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المنتخب في حينها وبين مهمة القائد السياسي الالماني الكبير بسمارك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وذكرت ان مهمة المالكي اليوم  يجب ان تنجح في بناء عراق جديد يختلف عن عراق الامس، عراق يؤمن بقوانين الامم المتحدة وحقوق الانسان وحب الوطن ويتخلص من النفوذ الاجنبي اوالعربي باي شكل من الاشكال.

بعد الانتخابات العراقية التي جرت  في نهاية 2004 كان الفساد والروح الطائفية والتعصبية والقومية تنبعث من فكر معظم القادة السياسيين العراقيين، لا سيما بعد ان خان البعض منهم الوطن وقبل بان يكون عميلاً للاجنبي. الامر الذي كلف العراقيين الكثير، والذي سهل الصراع  بين اقطاب القوى العالمية على مستقبل مصالحها ونفوذها في العراق .

على اية حال مضت خمس سنوات على الحرب الاهلية التي انهكت العراق ووضعته في نهاية قائمة الدول المستقرة ووضعته في مقدمة الدول من ناحية الفساد والرشوة في هذه السنين.  لكن بعد اعلان نتائج  الانتخابات للحكومات المحلية في المحافظات، ظهر ان المالكي حقق نجاحاً باهراً في فوز قائمته بعد ان حصلت على ربع المقاعد في 16 محافظة عراقية.

 وحينما نتفحص الامر لماذا استطاع المالكي التفوق على اقرانه من الاحزاب الشيعية اوالعراقية بصورة عامة؟. فإننا لا نجد تفسيرا غير ان المالكي ادرك الخطأ الكبيرالذي وقع فيه هو وبقية السياسيين حينما تحالفوا مع جورج بوش لاسقاط صدام حسين بدون وجود اي خطة للسيطرة على امن العراق وحماية مؤسساته وتجنه من الحرب الاهلية التي وقع فيها . فعرف الماللكي ان خلاص العراق لن يكون الا بوجود قانون واحد للدولة لا يميز بين العراقيين الا بالمواطنة الصالحة. وادركا ان الحركات الدينية او التي تحمل الاسم الديني  لم يعد لها مكانة بين الشعب بسبب الفشل الذريع الذي وقعت فيه حينما تقاتلت مع بعضها باسم الطائفية والقبلية والمذهبية الدينية والقومية هذا بالاضافة الى الفساد الاداري الذي عمله ممثليهم حينما تسلموا مناصب في الدولة.
 لذلك حينما دخل حزب الدعوة الذي يرأسه المالكي الان في الانتخابات المحلية اطلق على قائمته ب (ائتلاف دولة القانون) اي مشروعهم هو بسط القانون على جميع مفاصل الحياة في العراقيين. هذه الخطوة كانت ذكية من السيد نوري المالكي، وقد فهم  معظم الاحزاب التي كانت تحمل الاسماء الدينية الكبيرة هذا الامر ايضاُ ( اي  انه لم يعد لهم مكانة في المجتمع العراقي)  لذلك شكلوا قوائم باسماء جديدة تحمل الصبغة التحررية والانفتاح والمصطلحات والشعارات الوطنية، لكن قائمة ائتلاف دولة القانون (قائمة المالكي) فازت بحصة الاسد لان العراقين وجدوا بعض المواقف الجدية من المالكي حينما ضرب الميليشيات الخارجة من القانون، فصوتوا لقائمته على امل ان يصبح المالكي فعلا  بسمارك المنقذ، الموحد للعراق، هذا بالاضافة الى ان المواطن العادي كان متعطشاً الى ايجاد مخرج من الوضع التعيس الذي عاشه من بعد 2003، فصوتوا لمجيء القانون.

إن اي مقارنة بين مهمة المالكي وبسمارك  بصورة دقيقة سنجد ان مهمة المالكي اصعب بكثير من مهمة بسمارك قبل قرن ونصف قرن. السبب يعود الى ان العراق ليس شعبا او قومية واحدة وانما يتألف من عدة قوميات واديان ومذاهب متصارعة مع بعضها منذ زمن طويل، فيه احزاب دينية متعصبة ومنفتحة واحزاب وطنية واحزاب تقدمية  واحزاب ماركسية . والهوة بين الجميع كبيرة . هذا  بالاضافة الى ان العراقيين لم يتعودوا على ممارسة الحرية بمسؤولية كما يجب بسبب فترة الظلام والحرمان  التي دامت قرابة ثلث قرن.

إننا هنا نطرح مرة اخرىالسؤال نفسه، هل سيستطيع المالكي ان يوحد العراقيين في شعورهم الوطني للعراق كما فعل بسمارك في المانيا؟ وهل سينجح في الامتحان ويجتب العراق من الوقوع في حرب جديدة؟
ان الجواب على هذا السؤال اعتقد  يعتمد على مهارة المالكي السياسية وكذلك طموحه وفلسفته او رؤيته في مستقبل العراق ومدى وطنيته التي يجب ان تكون فوق كل الاعتبارات.

 حينما نُقيم درجة الاخطار الخارجية على العراق اليوم،  في الحقيقة نرى اليوم ان العراق عبرخطوات مهمة وصعبة كانت خطرة جدا عليه،  حيث استطاع  القضاء على القاعدة ولم يبقى الا القليل من العراقيين يؤمنون بهذا الفكر وحتى البعثيون اليوم بداؤا يبحثون عن الخيار السلمي وموضع قدم لهم  في الدولة باسماء وعناوين جديدة،  وان الاتفاقية الامنية مع امريكا جعلت امريكا ملزمة على شد الرحال في نهاية 2011، وان قواتها بدأت بالانسحاب الى معسكرات خارجية.  وان تركيا وحكومة الاقليم هما في مفاوضات وتبادل الاراء لايجاد الحلول اللازمة لمشكلة نشاط حزب العمال التركي.

 فلم يبقى الان  سوى الخطر الايراني وتدخله المخفي المتنوع . حقيقة ان معظم العراقيين خائفون من الدور الايراني في العراق اكثر من  دوراي دولة اخرى سواء كانت عربية او اجنبية. لا يحتاج الامر  الى التحليل وتفسير كثير بسبب الصراع الديني والتاريخي  بين العراقيين والايرانيين او الفرس على مر التاريخ هذا بالاضافة الى الصراع الموجود بين  ايران وامريكا واسرائيل.

لعله احد يسأل اين الخطر المحدق بالعراق؟ واين الصعوبة امام  مهمة المالكي؟
ان الخطرالداخلي ليس بأقل من الخطر الخارجي الذي كان يهدد خارطة العراق السياسية
اعتقد  ان النقطة الحرجة التي ستحكم على  مستقبل  المالكي كاول رئيس وزراء عراقي  والتي ستحكم ايضاً على بقائه القائد الخالد لامة العراقية على مر التاريخ  مثلما اصبح بسمارك القائد ومؤسس الامة الالمانية  تعتمد على قضيتين هما:-

اولاً-  تحديد العلاقة مع الحكومة الاسلامية الايرانية، يجب ان يكون المالكي صريحاً جدأ مع نفسه ومع العراقيين في مدى ارتباطه بالحكومة الايرانية التي لم و لن نحصد منها كعراقيين غير الويلات والحروب منذ عهد قديم وكذلك ايقاف تدخلاتهم تحت الغطائ الديني الشيعي.

ثانيا-  قدرته وحكمته في حل الخلافات مع حكومة اقليم كوردستان بالاخص قضية مدينة كركوك.

املنا من كافة المسؤولين والسياسيين ورجال الدين العراقيين ومن كافة القوميات والاديان ان يكونوا حريصين على وحدة العراق واعطاء الاولوية  للخيار في العيش والمصير المشترك و وتشجيع التاخي معا بين كل هذه الاديان والقوميات والمذاهب دون تميز وان يوزعوا خيارات العراق للعراقيين بالتساوي على ان يكون قسما منها منحة مالية مباشرة لهم.

 املنا ان لا يرجعوا بعقارب الزمن خمسين او ستين سنة للوراء ويدخلون العراق في دوامة حرب جديدة بعد كل هذه التضحيات والخسائر والهجرة الكبيرة التي حلت بالمجتمع العراقي.


412
بمناسبة الذكرى السنوية الاولى هل من جديد
 في قضية اختطاف وقتل المطران بولص فرج رحو!!؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا 20 شباط 2009
تمر علينا في هذه الايام  ذكرى استشهاد احد اشجع رجال كنيستنا الكلدانية الذي جسد ايمانه العميق الصادق  بنيل إكليل الشهادة و قَبل التضحية بنفسه من اجل كنيسته واخوانه المؤمنين كما وعد.  وهل ينسى ذلك اليوم  المشؤوم الاسود الذي حل بالمسيحيين في العراق عموما. إنها ذكرى استشهاد المطران بولص فرج مطران الكنيسة الكلدانية في مدينة الموصل. حيث أُختُطف الشهيد يوم الجمعة المصادف 29 شباط 2008 بعد ان ادى صلاة درب الصليب في كنيسته في حي النور في مدينة الموصل.  استشهد مرافقيه الثلاثة فارس ورامي وسمير على الفور اما هو بقى مختطفاً الى ان اتصل الخاطفون بكنيسته لاعلامهم عن مكان جثته  في يوم 13  اذار  2008 في المنطقة الصناعية غرب مدينة الموصل ولم تعرف لحد الان الجهة المختطفة.
 
 لقد أُدينت هذه الجريمة  النكراء من قبل  كافة المسؤولين * ورؤساء الاحزاب ورجال الدين  المسيحيين والمسلمين  في العراق وعدد كبير من الجهات والشخصيات العالمية  في مقدمتهم قداسة البابا بندوكست السادس عشر. اقيمت التعازي والقداديس في  جميع انحاء العالم، ووجهت برقيات التعزية الى رئاسة  الكنيسة الكلدانية وابناء ابرشيته  واقاربه واصدقائه المخلصين من ابناء مدينة الموصل. نظمت الكثير من الحفلات التأبينية وقِيلت الكثير من القصائد الشعرية وكُتبت الكثير من المقالات وأُعِدت  الكثير من  البرامج التلفزيونية عن هذه الجريمة.
 اسئلة كثيرة طرحت في وقتها  ومعلومات جديدة تظهر بين حين واخر وكلما مر الوقت كلما زاد الحاح المسيحيين لمعرفة اجوبة اسئلتهم العديدة المدونة ادناه  :-
 
1-  منذ اليوم الاول سأل الجميع من هي الجهة التي  خطفت وقتلت المطران بولص فرج رحو؟ وكم شخصا  وكم سيارة كان الخاطفون والى  اين هربوا؟
 
2-  ماذا كانت رسالة القتلة للمسيحيين من هذه العملية ؟ اين كان  دور الحكومة المتمثل بدور الشرطة والامن والجيش والمحتلين والمليشيات؟ هل فعلا تخلى جميع مكونات العراق الاخرى  عن حماية المسيحيين في العراق؟ ام هل الكل كانوا  متفقين على تهجير المسيحيين لا سامح الله. الامر الذي نشك فيه لحد الان ؟.
 
3- هل فعلاً جرت  مفاوضات  بين الخاطفين و مسؤولين من الكنيسة الكلدانية؟ وماذا كانت المطاليب؟
هل فعلاً كان من مطاليب الخاطفين مشاركة المسيحيين في الجهاد ( مثل خزن السلاح في الكنائس)، و تقديم فدية مقدارها مليون دولار، واطلاق صراح بعض العرب المحتجزين في  سجون اقليم كردستان العراق؟ وما علاقة المطران الشهيد  بالمسجونين هناك؟
 
 4- هل فعلاً تم القاء القبض على احد المتورطين كما صرح احد المسؤولين في شرطة مدينة الموصل** ؟
 
 5- هل فعلاً اتصل الشهيد من تلفونه الخلوي مباشرة من داخل الصندوق بمسؤولين في الكنيسة الكلدانية  يطلب منهم ان لا يدفعوا اي فدية، لانها ستسخدم لقتل الاخرين ايضاً؟.
 
6- ماذا كان طلب الخاطفين من المطران جرجيس القس موسى مطران الكنيسة السريانية الكاثوليكية  في قره قوش حين أتصلوا به يوم 2 اذار وهل تكلم مع الشهيد في حينها؟
 
7- لماذا كان الخاطفون حريصين على تسليم الجثة للكنيسة بعد قتل الشهيد؟ ولماذا لم يصروا على الفدية مقابل الجثة مثلاً ؟!.
 
8- كيف مات؟ هل مات نتيجة الجلطة كما اشار الفحص الطبي على الجثة ام نتيجة التعذيب الجسدي او نتيجة عدم تناوله دوائه على الانتظام ام رميا برصاص؟
 
9- من هو احمد علي احمد  الذي حكمت عليه  احدى المحاكم العراقية في شهر ايار 2008 بالاعدام، لانه كان متهماً بخطف وقتل المطران بولص فرج رحو والذي ادعى انه احد قادة القاعدة في هذه المدينة؟
من كان المحقق مع هذا الرجل واين سجل التحقيق وافادة المتهم؟
من كان الحاكم واين الشهود والبراهين على الجريمة؟
كيف مات الشهيد في يده او ايديهم؟ واين كانوا مختفين كل هذه الفترة؟ اذا كان هناك اخرون معه اين انهزموا؟ كيف تم القاء القبض عليه لوحده؟ هل كان من المجموعة الاولى التي خطفت المطران ام من المجموعة الثانية الاكثر تشددا التي استلمت المطران وقامت بالمفاوضات وقتلته فيما بعد؟
 
 10- هل يُعقل ان رجلاً واحداً  يقوم بكل هذه العملية ؟!! وهل يعقل ان رجلاُ واحداً  يُهجر قوما اوشعباً بكامله؟!!!
 
اما بالنسبة لهجرة المسيحيين من مدينة الموصل قبل ستة اشهر.  لازال اللغز يحيرنا جميعا ويتكرر السؤال ( او الاسئلة)؟
لماذا شنت  هذه الهجمة التترية الاخرى على المسيحيين  بعد ستة اشهر من تاريخ استشهاد المطران؟ لماذا قتل اكثر من ثلاثة عشرشخصاً على طريقة فرمانات التركية  وهجر اكثر من عشرة الاف شخص من بيوتهم الى اقليم كردستان العراق او سوريا، من طبع المنشورات وكيف تم توزيعها وماذا كان مكتوب فيها؟.
 
 على الرغم من مرور  سنة كاملة على  هذه الجرائم  لحد الان لم تُكتَشف الحقيقة، وكلما يمر الوقت كلما اندثرت علامة وخيوط المساعدة للكشف عنها.
اننا هنا لا نتهم احدا او اي جهة او طائقة  ولن نستسلم الى الظنون، ولم نقتنع بكل ما صرح به او كتب  هنا اوهناك الا بالدلائل والبراهين المصدقة قانونياً، ولكننا كمسيحيين تواقون لمعرفة الحقيقة، لاسيما عن محكمة الشخص المدعو احمد علي احمد.
نعم هذه الاسئلة يطرحها المسيحيون اليوم في الوطن والمهجر، وسيطرحها  جيلا بعد جيلا ، ولن يشفي غليلهم الا معرفة الحقيقة،  ولا توجد في نيتهم اي رغبة انتقام و لا يطلبون سوى الحكم العادل للمجرمين.
 
لقد شكلت الحكومة عدة لجان لتقصي عن حقيقة هذه الجرائم ولكن لم نسمع الا باتهامات هنا وهناك بدون دلائل. انها مسؤولية الحكومة التنفيذية والتشريعية والقضائية بمتابعة هذه القضية اليوم والكشف عن مجريات والدوافع و الجهة الفاعلة لها. واذ عجزت الحكومة من التحقيق والوصول الى الحقيقة والكشف عن المجرمين  بصورة موضوعية وموثقة، أليس  من حق شعبنا المسيحي مطالبة مجلس الامن الدولي  بإجراء تحقيق  و محكمة دولية للبحث والتقصي عن حقيقة هذه الجريمة و الجرائم الاخرى  التي الحقت بالمسيحيين لوحدهم؟
 
املنا ان تفتح  الحكومة المركزية هذا الملف من جديد وتكشف خيوط هذه الجريمة لكل العراقيين  لشعبنا المسيحيين كخطوة اولية لعملية بدء تطبيق القانون في العراق الجديد،  والبدء بالمصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي.
____________
*-  وقال الطالباني في نص رسالة التعزية التي بعثها الى البابا بينيدكت السادس عشر، والكاردينال عمانؤيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، ونقلته وكالة أصوات العراق: "بقلوب مفعمة بالأسى والحزن تلقينا نبأ مصرع المطران بولص فرج رحو رئيس اساقفة الكلدان في الموصل، الذي راح ضحية جريمة بشعة ارتكبتها قوى الارهاب والظلام."
واضاف  الطالباني "اننا اذ نعزيكم من اعماق افئدتنا المفجوعة، نؤكد لكم بأن المجرمين لن يتمكنوا من غرس نبتة البغضاء والفتن، وان المسيحيين، العراقيين الاصلاء، سيبقون يعملون مع اشقائهم من المسلمين وابناء الطوائف والديانات الاخرى من اجل استئصال منابت الكراهية والفرقة، وترسيخ وشائج الاخوة والمحبة والوئام."
 
وكان رئيس الوزراء نوري  المالكي قد وجه، رسالة التعزية الى الكاردينال عمانؤيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، يبدي فيها ادانته لمقتل المطران فرج رحو، ومؤكدا فيها أن من وصفهم بـ"مرتكبي هذه الفعلة الشنيعة" لن يفلتوا من حكم العدالة.
 (المصدر: موقع ويكيبيديا)
 
**- في اتصال هاتفي مع العميد خالد عبد الستار المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع/ قيادة عمليات نينوى ذكر لقناة عشتار الفضائية انه تم فعلاً القاء القبض على أحد المشاركين في عملية اختطاف واغتيال المطران الشهيد بولص فرج رحو مؤكداً ان التحقيقات متواصلة معه للوصول الى معرفة الجناة وتقديمهم للعدالة ( المصدر  موقع بغديده)
 
 

413
                              عندما يغفر الانسان لنفسه فعل جريمته!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
14 شباط 2009
youhanamarkas@optusnet.com.au


في هذا العصر المتردي الذي طوت النظرية النسبية بين لِحافها جميع القيم المطلقة والثابتة ، فاصبحت الحياة صعبة لمن تعود على العمل بالموضوعية والضمير والتعاليم الدينية والحكمة والعقل.
في هذا العصر الذي اصبح كل ممنوع مسموح به بعدما كان مرغوبا به من باب الفضولية. انها مصيبة كبيرة ان تصبح تعاملات الانسانية مبنية على الميكافيلية و البراغماتية عوضاً عن كل القوانين والقيم والتعاليم  المقدسة التي عرفها  الانسان عن طريق الاديان او التي وضعها  بنفسه عبر تاريخه الطويل في البحث عن الحقيقة.

اصعب ما يكون في هذا العالم هو ان تقود هذه الحضارة الانسان الى عالم الغابة بعدما وضع كل العباقرة  والقديسين والرسل والمصلحين والحكماء والملوك والقادة العسكريين كل جهودم من اجل ايقاض الانسان من سباته واحياء  ضميره وترويض نفسيته الحيوانية وكيانه كي يستطيع امتلاك مجتمع متحضر مسالم.
و الذين عملوا من اجل تعليم وتربية الانسان على القيم الحضارية والانسانية الجامعة التي لا تفرق بين الانسان واخية بسبب الجنس او قرابة الدم اوالشكل اوالمذهب او القومية او اي نوع من الهوية .

ولكن هيهات هيهات
فالانسان الجديد الذي يبدو تلمذ على ايدي  نيتشه وامثاله الذين جعلوا من الغريزة والقوة وحب الذات ثالوثا ًمقدساً  في عالم تحركه فقط المصالح والدولار.

المشكلة الرئيسة  التي لا يدركها البعض هي ان اي عالم بدون نظام القيم والاخلاق والاديان يصبح كأي نظام فيزيائي- طبيعي  عالما غير متوازن اي مفقود السيطرة عليه ، عالما مثل عالم الغابة في عصر الانسان الحجري الذي كانت الغريزة والقوة من صفاته الاساسية. فيا لمصيبة الانسانية اليوم حتى الاطفال لهم رغبة في اللعب بالسلاح. اما عن خطورة الاسلحة المصنوعة المتكدسة الحاضرة للتفجير لا يعرف عددها وانواعها وشدة خطورتها احد(1 )

ومن يغفر لنفسه خطيئته كما يحلو له بلا شك يكون قد تعمذ وتلقح على مثل هذه المبادئ. والمشكلة الاكبر عندما يكون ذلك الخاطئ من المختارين او يحسب من اصحاب مصدر الهام بين مجتمعه وهو لا يلتزم بها .

هذه الصور والاوصاف  قد تبدو فيها نسمة تشاؤومية ولكن من يتمعن في  عجلة الحياة اليوم  جيدا لا يرى احيانا فيها الا تطبيقا للمقولة المشهورة للفيلسوف ول ديورانت  ( ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب).

املنا ان يعي كل انسان الى مسؤوليته ودوره وان يكون امين على القيم والمبادئ السامية التي تزرع الخير والمحبة بين الانسانية بعيدة عن البراغماتية والفكر النيشتوي وتلاميذته ونصوصهم الخبيثة التي تريد من الانسان ان يتحرر من كل القيم مهما كان مصدرها او نوعها او فائدتها.

املنا ايضاً من مَن يعلم الناس الحكمة والمعرفة والقيم والاخلاق ان يكون  هو اول من يلتزم بها قبل ان يعلم ويبشر بها، وان لا يكون كمثل زقة خالية من معانيها. فأكبر الجرائم هي ان يكون الحاكم على الجريمة هو فاعلها او محللها لنفسه.
 فالسرطان ينمو من خلية واحدة . فقط نذكر اخوتنا القراء بمقولة : ان الوقاية خير من العلاج.

------------------ -
1-  سئل اينشتاين في احدى المرات عن الحرب العالمية الثالثة واسلحتها، فقال لا اعرف كيف ستكون اسلحة حرب العالمية الثالثة ولكن اعتقد ان سلاح حرب العالمية الرابعة ستكون الحجر والعصا!!!!!!!


414

                                  تهنئة للاخوة الفائزين من ابناء شعبنا

الاخوة  الفائزين الاعزاء

نقدم لكم اجمل التهاني والتبريكات بمناسبة فوزكم بمقاعد مجالس المحافظات.
املنا ان تكون نظرتكم في جميع القضايا التي تشاركون في مناقشتها او التصويت عليها،  شمولية عامة تهتم بكل مواطن عراقي مهما كانت ديانته او طائفته او قوميته. وحريصين على حقوق الجميع لا سيما حقوق الاقليات الذين تمثلونهم لانها كانت مختزلة في زمن جميع حكومات العراقية السابقة.

اما شعبنا فجروحه كثيرة وسقطاته عديدة وامله في الحفاظ على وجوده يعسر يوما بعد يوم بسبب الانقسامات التي تعرفون اسبابها.  انها مهمتكم للدفاع عن حقه الطبيعي كمواطن من درجة اولى من الان وصاعدا  في هذا الوطن الواسع العريق الغني من الخيرات.

كونوا كالنور الذي يكشف الحقيقة من ما بين الظلمات بين اخوانكم اعضاء المجالس المحافظات، كونوا مثالا للانسانية في اقوالكم ومواقفكم،  دافعوا عن الضعفاء والمهجرين والايتام والارامل والشيوخ واهالي المفقودين في العراق لان الخبن لاحقهم اكثر من غيرهم . اقضوا على الانتهازية والمحسوبية مهما استطعتم، لانها سرطان الامم والشعوب.

نعم رسالتكم كبيرة وحملكم ثقيل ولكن اصراركم على قول الحق في وجه الاقوياء ربما تكون رسالتكم الاهم في هذه الايام.

نتمنى لكم الموفقية والصحة والسلامة.

يوحنا بيداويد
ملبورن-استراليا
youhanamarkas@optusnet.com.au

415
                                                ليكن تصويت ابناء شعبنا ضد قرار كوتا
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
26 ك1 2009

لم يبقى سوى بضعة ايام عن الموعد المحدد  لاجراء الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات، الصراع  لازال حامياً بين احزاب  العراقية من جميع الاطراف والكتل ذات الاتجاهات المختلفة مثل  القوميين والطائفيين والتيارات الاسلامية المتنوعة وتيارات الديمقراطيين  والشوعيين. من بين المزاحمين هناك عدة قوائم لشعبنا تتنافس على ثلاثة مقاعد يتيمة حسب قرار كوتا .

حسب التقارير والمقالات الصحفية، هناك بين ابناء شعبنا من هو متردد للذهاب الى صناديق الانتخاب بسبب الخيبة  التي تركتها الانتخابات السابقة عليه وكذلك الشك في نزاهتها وعدالتها، وهناك من هو متلهف لسماع النتائج كي يتحجج ويطالب بحقوقنا عن طريق ممثلينا وعن طريق هذه النتائج. هناك  بعض الدعوات من بعض الكنائس (يا ريت كلها تطالب بذلك ) تطلب من ابناء ابرشياتها ايداع صوتها للجهة التي تؤمن بوطنيتها واخلاصها  للعراق جميعا، وتعمل من اجل العيش المشترك لجميع القوميات والاديان بتوافق وسلام في وطن واحد.

لكن سؤالنا الموجه لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني هل حان الوقت الذي يستطيع ان يقول كلمته بحزم ؟.
  هل من الممكن ان يحول شعبنا انظار جميع العراقيين واعلام العربي والاوربي  الى معاناته الكثيرة في الماضي و الى القرار المخيب (كوتا) الذي اتخذه البرلمان  الحالي بحقنا؟.

 هل من الممكن ان تستثمر هذه الفرصة الى اسماع العالم عن وجودنا وحجمنا الحقيقي؟.

 هل هناك مَن فكرَ، ماذا سيكون حال شعبنا ان لم يكون هناك اصوات تعادل المعدل المطلوب لتمثيل ثلاثة اعضاء مجلس المحافظة ؟.

حان الوقت ان يعرف ابناء شعبنا، لن يأتي احد ويقدم له حقه على طبق من الذهب  بدون جهد وكفاح وعمل وفكر وتنظيم وتحمل المسؤولية بإخلاص ، وبالاخص التعاون فيما بينهم. يجب ان يكون ابنائه طلائع في مواقفهم الوطنية كما كانوا اجدادنا، ان لا يكون منظورنا ما يهم شعبنا فقط كما يفعل غيرنا،  لاننا سنُحتُسَب ضمن قائمة العنصريين والازداوجيين . بل ليكن من بين اولويات شعبنا  هو ما يَهم شعبنا مع ما يَهم العراقيين جميعا، ما يخدم الوطن بنظرة شمولية بعيدة عن روح التعصب باي طريقة او لاي سبب كان.

التاريخ ( اعني مراحل التطور) لا يرجع للوراء ، سياتي يوما حتماً سيكون العراق حراً وديمقراطيا بعيداً عن التحزب الطائفي او القومي او الديني، وستكون المواطنة الصالحة مقياسه الوحيد في التمييز بين ابنائه كما هي الحال في البلدان المتقدمة. ولذلك املنا ان يصل العراق الى هذه مرحلة اليوم قبل الغد، ان يكون القانون  فيه عادل ومنصف وانساني  للجميع  و بالمقابل ان يصبح هذا القانون مقدساً  لدى كل مواطن واشدد كل مواطن. لانه على موقف وصوت المواطنين تكمن قوة وصلابة الوطن امام الاخطار.

لذلك اظن هذه فعلا  فرصة تاريخية لشعبنا ( الكلداني الاشوري السرياني )، فعلى الرغم من جروحه الكثيرة، يجب ان يشارك اخوتهم العراقيين في هذه  الانتخابات، وان يكون الهدف من المشاركة لا فقط انتخاب ممثل حزب او شخص مستقل او فكر معين يؤمن به، وانما يكون صوته محسوباً على الجهة التي تعمل من اجل  العيش بالتوافق والسلام والعدالة في القانون وصيانة الحقوق للمواطن بغض النظر عن هويته.

نعم ليكن تصويت ابناء شعبنا ضد قرار (كوتا) غير العادل، الذي قزم شعبنا بثلاث مقاعد.
قبل 90 عاما كانت نسبة تمثيل شعبنا في الحكومة العراقية  الاولى اكثر من اليوم ، فهل نرجع للوراء ؟!، نعم هناك الكثير من هاجروا لكن هناك الكثير باقون في الوطن، لكن هناك الكثيرون يفكرون العودة (على الاقل من دول الجوار) في حالة استتاب الامن وفرض القانون في الوطن .

لهذا انا اضم صوتي مع الاخوة السياسيين و الكتاب وابائنا الروحانيين في الكنائس  الذين دعوا الى تشجيع اكبر عدد ممكن من ابناء شعبنا الذهاب الى مراطز الانتخابات واجراء التصويت لصالح من يرغبون او يؤمنون بأنه سيعبر عن ارائهم احسن تعبير.

 الحقيقة اليوم لا يهمنا النتائج (اي من سيفوز ؟) بقدر ما يهمنا عدد المصوتين. فهذا الرقم هو الذي  سيقول للعراقيين واعضاء  البرلمان العراقي  والمجلسر الرئاسي في الحكومة  الذي صادق على القرار ما هو عددنا  الحقيقي؟.
 فإذا  كان عدد الاجمالي للمصوتين من ابناء شعبنا اقل من مجموع ثلاثة مقاعد سيكون شعبنا مرة اخرى اضاع فرصة رابعة لاظهار حجمه الحقيقي بين مكونات شعب العراقي.

وحينها سينطبق علينا مقولة  العربية:"ما جنت براقش الا على نفسها" لانه الفرصة التي كان يجب ان يقول  شعبنا فيها كلمته،  لكنه فشل في قولها!.
 
 

416
 قضية (ابو طبر).........  وقتل المسيحيين في مدينة الموصل؟.

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
17/1/2009

قضية ابو طبر قد تكون طوت من ذكريات العراقيين الان بسب كثرة المصائب والازمات والتصدعات  التي مرت عليهم، الا انها عادت على اذهاني من جديد لتشابهها الكثيرمع  قتل وتهجير المسيحيين في الموصل.

بين 1973- 1974 اشتهرت عصابة اجرامية في بغداد تقوم بجرائم  وحشية هزت المجتمع العراقي من شماله الى جنوبه انذاك، كنت في الصف السادس الابتدائي كنت اسمع من اصدقائي في المدرسة القصص والروايات المخيفة عن جرائم التي قامت بها هذه العصابة.  في احدى الامسيات اتذكر فجأت ظهر المذيع في التلفزيون ليعلن عن وجود خبر هام سوف يذاع للمشاهدين بعد وقت قصير. لم تمضي اكثر من نصف ساعة حتى عرفنا ان الحكومة قد القت القبض على الشخص الاول المطلوب في العراق (ابو طبر) وعصابته.

اتذكر معظم العراقيين لم يقتنعوا باقوال ابو طبر نفسه ولا ابن اخته او المتعاونين معه في عمل تلك الجرائم بعد ان استمعوا الى اعترافاتهم في تلفزيون. على رغم صدور حكم الاعدام بشخص ابو طبر وجماعته وطوت صحفة هذه الحادثة في حينها  الا ان الحقيقة لم تكن كذلك،  بعدما عرفنا عقلية حزب البعث وطريقة ادارته البلاد وكيف كان يخلق المشاكل ويجلب المصائب لايجاد المبررات لقراراته. فراح البعض يشك في صحة وجود المجرم ابو طبر اصلا، او ربما كان هناك مهمة او هدف خاص من ظهور هذه العصابة في هذه الفترة من الزمن (مثل نزالات المصارعة بين عدنان القيسي وفيريري وغيرها)  ربما كان ابو طبر مخولاً من دوائر الاستخبارات  لتصفية بعض الشخصيات كالعادة وهاجر من بعد ذلك  ليعيش في  احد بلدان المهجر بعد ادى دوره وقبض على حقه.


هذه الحادثة ذكرتني كثيراً بقضية تهجير المسيحيين من مدينة الموصل قبل بعضة اشهر او بغيرها من العمليات الاجرامية التي حدثت بحق شعبنا (في  مدينة البصرة ومنطقة الدورة ) بدون وجود اي سبب سوى انهم مسيحيون. لانه لم يكن لديهم اي تحدي او تنافس مع اي كتلة سياسية او ميليشية في زمن الحرب الطائفية.
على رغم وجود اشارات وهمس من قبل اركان الحكومة ووزرائها وبعض نواب من البرلمان بين حين واخر  بأن الحكومة لديها الدلائل الاكيدة من قام بها او القت القبض على فاعلي هذه الجرائم، الا ان الحكومة العراقية لم تعلن او تكشف عن هذه الجهة او الجهات. مرت اكثر ست اشهر لحد الان لم تعلن الحكومة العراقية من وقف وراء عملية التهجير والقتل التي لا زالت مستمرة في مدينة الموصل. مرت سنة كاملة على عملية قتل الشهيد  المطران بولص فرج رحو لم نسمع باي شيء عن نتائج التحقيق، ولا عرفنا من الذي سبب بقتل (على الاقل ببعض) شهدائنا الذين زادت قائمتهم عن 650 شخص اومن هي الجهة التي خططت لهجرة اكثر من نصف مليون من شعبنا الى دول الجوار.

قبل نهاية العام الماضي حينما قام وفد من البرلمان العراقي بزيارة استراليا، كان لي فرصة ان التقي باعضاء الوفد في مناسبة خاصة. وحينها سألت الاستاذ عاطف طيفور نائب رئيس البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكوردستاني عن وضيعة المسيحيين في العراق والقرار  الجائر الذي اتخذ بحقهم (قرار كوتا).
اجابنا قائلاً:"  لا اعرف لماذا يتهمنا البعض بعملية قتل المسيحيين في مدينة الموصل، هل من المنطق نحن نهجر المسيحيين او نقتلهم ثم نفتح ابواب اقليم كوردستان لهم  ونقدم لهم كل ما نستطيع من الدعم والمساعدة، ثم من قتل المسيحيين في الدورة او المحافظات الجنوبية الاخرى هل الاكراد ايضاً؟".

فقلت له:" انت على حق ولكن نحن ايضا على حق، فمن حق شعبنا يعرف من يقف وراء هذه العمليات ولماذا؟"  ثم اردفت قائلا:" لماذا لا تقومون انتم في البرلمان بمطالبة الحكومة بالكشف الصريح عن القائمين بهذه الجرائم؟ حينها تكون ساحتكم برئية منها وشعبنا ايضا يكون على علم يقين من يقوم بها؟".

نعم الحكومة تتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية امام الشعب العراقي  و القانون الدولي عن هذه الجرائم ان لم تكشف هوية المجرميين. عليها تقع مسؤولية حماية شعبها بغض النظر عن هوية افرادها الدينية او القومية. بخلاف ذلك لا يبقى امامنا الا ان نستنتج بان اطرافاً من الحكومة  مع دول الجوار كانت وراء اجبار المسيحيين على الهجرة والقتل والاختصاب والاختطاف بصورة منظمة. والا كيف يتم تحميل شخص مجرم واحد محكوم عليه بالاعدام  في قضايا اخرى على خطف وتعذيب وقتل الشهيد المطران بولص فرج رحو ومرافقيه الثلاثة؟!!!
هل  من مجنون يقتنع بأن من قام  بهذه العملية الاجرامية هو شخص واحد.؟!!


417
                  المؤتمر الكلداني العالمي و الامال الكبيرة
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن- استراليا
11/1/2009

نشر الاخ الكاتب حبيب تومي مقال بعنوان ( نحو عقد مؤتمر كلداني عالمي) قبل اسبوعين في المواقع الالكتورنية لشعبنا. تناول فيه عن ضرورة اقامة مؤتمر كلداني عالمي على يتم التحضير له جيدا . وطرح عدد كبير من الملاحظات والافكار حول كيفية اقامة مثل هذا المؤتمر. وطلب من الاحزاب والمؤسسات الثقافية والكتاب والناشطين قوميا ابداء ارائهم ومقترحاتهم كي يغني الموضوع اكثر.

الحقيقة هذه ليست اول محاولة لطرح فكرة اقامة مؤتمر كلداني عالمي، حيث حاولت  محلية المجلس القومي الكلداني العالمي في استراليا  مع التجمع الكلداني في فكتوريا  (الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حالياً) لاقامة مثل هذا المؤتمر في نهاية عام 2004. لكن الظروف المضطربة في الوطن الام  مع وجود اسباب ثانوية اخرى ادت الى ان يتوقف العمل في اقامته.

 ان اقامة مؤتمر كلداني عالمي  هو امر ضروري ومهم جدا في هذه المرحلة وعليه تقع امال كبيرة. لان فيه سيتم حسم موقف الكلدان حول قضايا مهمة في الوطن والمهجر وسيتم التعرف على ماهية الهوية الكلدانية  بالنسبة للكلدانيين  لانفسهم في العراق والعالم و كذلك اهمية علاقتها بشقيقاتها الاشورية والسريانية وافضل طريق للعمل المشترك  بينهم كي يتم توحيد الجهود شعبنا بكافة تسمياته  لمطالبة بالحصول  على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها ابطال قانون السيء الصيت (كوتا) الذي حدد مجتمعنا وشعبنا في ثلاث مقاعد يتيمة، وكذلك الرؤية الكلدانية في كيفية ايجاد قنوات وسبل للعمل المشترك مع الاحزاب والتكتلات غير الكلدانية من اجل حماية شعبنا من الانقراض في ارض اجداده عن طريق القتل والتهجير القسري .

ان العمل على اقامة هذا المؤتمر ليس بعمل سهل، يجب ان يتم التحضير له جيدا، اعتقد ان المعوقات والمعارضيين لمثل اقامة هذا المؤتمر موجودين على الدوام، اضف الى ذلك  هناك الكثير من الانتهازيين الذين لا يريدون حصول موقف موحد للكلدان.

لذلك اقترح ان تكون الخطوات العملية البدائية لتحضير هذا المؤتمر كالتالي:-

 اولا     تشكيل لجنة تحضيرية من الاحزاب والمؤسسات  والكتل الكلدانية الكبيرة وهي (الحزب الديمقراطي الكلداني، المجلس القومي الكلداني ( بعد ان تحل مشكلة قيادته المنقسمة)، المنبر الكلداني، الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا ، الاتحاد الكلداني في امريكا ، الاتحاد الكلداني في السويد، والاتحاد الكلداني في نيو ساو ويلز (سدني) ،جمعية الثقافية الكلدانية في العراق ( بفرعيها عنكاوة والقوش) واية جهة كلدانية اخرى (مثل الكتاب اوالشخصيات القومية النشطة) ترغب بالمشاركة. يكون عمل هذه اللجنة  للتشاور وعمل الاتصالات وجمع المعلومات والمستلزمات والاقتراحات البدائية عن جدوى نجاح الفكرة.

ثانيا بعد ارجاء الاتصالات واكتمال ممثلي الجهات اعلاه وعمل عدة اجتماعات عن طريق الشاشة الالكترونية او البالتلك
تنقسم هذا اللجنة الى اربعة لجان فرعية تعمل في اربع محاور مختلفة هي :-

أ   لجنة مختصة بتوجيه الدعوات وتحضير المكان وتحديد افضل وقت لاقامة المؤتمر ودراسة التكاليف وسبل توفير مصادرها المالية وقضايا الاخرى المتعلقة بها.
 
ب    لجنة اعلامية للترويج عن اهمية المؤتمر وغايته وجمع المقترحات والتحضيرات اللازمة اثناء انعقاد  وعمل موقع الكتروني او (صفحة الكترونية في  موقع عنكاوا كوم) لنشر اخراخبار عن مسيرة التحضير وكذلك فتح بريد الكتروني وبريد عادي لاستلام المراسلات.

ج   لجنة لدراسة محاور المؤتمر وتوثيق وترشيف وثائقه وعمل تشاور مع الهيئات الكلدانية الكبيرة لاختيار اهم مواضيع  التي يمكن طرحها و اتخاذ القرارت اللازمة فيها والتي تحتاج الى موقف موحد من جميع تكتلات الكلدانية كي تكون توصيات المؤتمر   موضوعية وواقعية ومقبولة بعيدة عن عملية الانفراد بالقرارات او البحث عن المناصب، مع اخذ بنظر الاعتبار وضع العراق والمنطقة بصورة عامة ووضع شعبنا المسيحي بصورة خاصة وحاجياته الاساسية.

د    تشكيل لجنة لاجراء اتصالات مع جميع اباء المطارنة في الكنيسةالكلدانية والكرسي البطريركي  واباء الكهنة  لمعرفة مواقفهم وارائهم بهذا الخصوص.

هذه بعض افكار ارجو ان تكون مساعدة  لاقامة هذه المؤتمر الذي هو بالفعل ضروري الان وعليه تقع امال كبيرة لا فقط للكلدانيين بل لاخوتنا الاشوريين والسريان.

418
مَن سيُصنع له تمثالاً جورج بوش اَم منتظر الزيدي؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن 2/1/ 2009


قد يكون من الصعب التكهن بالمستقبل ، لكن علماء الاحصاء لهم معادلات و طرق التحاليل العلمية حينما يدخلون في ايجاد حل لسؤال ماذا سيحدث في المستقبل؟. لكن احيانا كثيرة المنطق ايضا ينطق من ذاته، وهذا ما اعتقده في  حادثة رمي الصحفي منتظر الزيدي  كلا فردتي حذائه على الرئيس الامريكي المستقيل جورج بوش قبل اسبوعين.
 اننا لا نقل هنا  شيئاً  جديداً إن قلنا إن مقاييس التقييم بين الشرق والغرب تختلف، ولكن في كل الاحوال يجب ان يكون هناك نظرة  موضوعية لدى كلا الطرفين في تقييم اي مشكلة.
 
بالنسبة للامريكيين عادة لا يحكمون على رؤساءهم الا بعد  فترة زمنية طويلة، بعد ان يتبين لهم بوضوح اثر سياسة ذلك الرئيس على مستقبل امريكا وسمعتها ومدى الفائدة التي جنتها  من قراراته . وهنا يجب  ان لا ننسى ان مقياسهم تحتوي على  اسوء الاحتمالات وافضلها ، ومن ثم يقيمون اعمال وانجازات ذلك الرئيس حسب قربها و دقتها من المقياس.
اما بالنسبة للشرقيين (بالاخص العراقيين) لم يتعود اغلبهم في العصر الحديث ان يقيم السياسيين بهذه الطريقة، لابسط سبب،انهم كانوا تحت حكم الغرباء منذ زمن بعيد او حكمات دكتاتورية فجعل اغلب افراد المجتمع متخلفاً،  فيعيش اغلبهم حسب النظرية الاسقاطية (ابطالهم اخرون وليس انفسهم)،  يغلب عليها عامل  العاطفة ، دون اعطاء اهمية لطريقة تفكير الاخرين.

 لم يستطيع العراقيون خلال 33 سنة ازاحة حزب البعث من الحكم وبالاخص 24  سنة الاخيرة منها (فترة حكم صدام حسين)، البعض منهم قال: "انه مستعد وضع يده في يد الشيطان من اجل ازالة هذا النظام". منذ التاسع من نيسان 2003 ، لحظة سقوط تمثال صدام حسين في حديقة فردوس الى يوم الذي تجرأ الصحفي المغامر منتظر الزيدي برمي فردتي حذائه على رئيس الامريكي العراقيون منقسمون حول احتلال الامريكي. لكن حسب الاحصائيات المتقطعة التي جرت بين حين واخر
 واعتماداً على نسبة الاحزاب المؤيدة للحكومة الحالية فان اكثر من 60 % من الشعب العراقي هو مع التغير على الرغم من مساوئه والجرائم  والقتل والتهجيرالتي كلفتهم .

اما من سيصنع له تمثالاً؟ من سيذكره التاريخ اكثر جدارة وثناءاُ  جورج بوش ام الصحفي منتظر الزيدي؟. فأنا اظن جورج بوش سوف ينال عظمة كبيرة وثناءاً منقطع النظيرحينما تنجح خطته اي تظهور الانظمة الديمقراطية  وتطبق شريعة حقوق الانسان في الدول الشرق الاوسطية وستصل  سمتعه في قمتها (لدى الغرب) حينما يتم القضاء على الارهاب و يفتح الشرق الاوسط ابوابه امام استثمارات الغربية كاملة.
بلا شك جورج بوش جلب الكثير من الدمار والخراب الى العراق وسبب هلاك الكثيرين ، لكن كما قلت في المقالات السابقة  لو كان العراقيون اكثر وطنية واكثر اتفاقاً فيما بينهم ولهم رؤية خاصة في مستقبل العراق  لكان عدد القتلى والدمار والخراب اقل بكثير.

اما بالنسبة للصحفي المغمور الذي لم نقرأ له او نسمع له مواقفاً وطنية مسجلة  من قبل هذه الحادثة لا اظن التاريخ سيمجده بشيء عندما يدرك الناس ثمن الحرية تماما!. فلو كان هذا الصحفي رفع صوته عاليا بوجه القتلة المخربين والمجرمين والانتهازيين والمزورين والمستغلين من العراقيين ودول الجوار لقلنا حينها ان الرجل عند كلامه ومبدئه. ولكن ان يرمي بحذائه لجورج بوش في نفس الوقت كان جورج بوش هو السبب في امتلاكه هذه الحرية في  ابداء ارائه ومسائلته امر مناقض لذاته.

الحق  ان جورج بوش قال انه " لا يملك اي دعوى ضد الرجل " لانه يعتبر نفسه عراب الاول لنشر الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط، ولكن دهشتي كانت من بعض العرب وغير العرب الذين  ظنوا انهم ازالوا اثر هزائمهم وانقساماتهم ودفع اثمان الحروب الخاسرة التي دخلوها  منذ قرن فقط برمي كلا فردتي الحذاء على جورج بوش.
بالحق ان هؤلاء الذين مجدوا وههللوا لهذا الصحفي المغمور  يشبهون النعامة التي تضع رأسها في الرمال عندما تشعر بالخطر فتظن ان العالم الذي حولها لا يراها.
نعم دخل منتظر السعدي سجل التاريخ ولكن من البوابة الخلفية، كالسارق الذي يأتي في الظلام
فان حالفه الحظ بالغد وسيطر امثاله والزمرة التي يمثلها مرة اخرى على مقاليد الحكم سيكون له مكانة كبيرة وربما سيضعون تمثالاً له  اكبر من بوابة باب الشرقي (التي تحمل الرموز الخالدة لتاريخ العراق القديم). وان نجح اصحاب الفكر والتقدم والحضارة  والعدالة الاجتماعية  والمساوات  بين المواطنين وطبقت حقوق الانسان، لن يذكر عمله هذا الا كعمل مشين لا يحمد و لا يشكر عليه.



419
رسالة مفتوحة الى مطارنة الكنيسة الكلدانية الكرام.

أبائنا الافاضل

ان ابناءكم في الوطن والشتات يتلهفون لسماع اخبار نشاطاتكم و قرارتكم  وحرصكم على الوحدة المسيحية وخدمتكم وارشادكم الروحي لابناء الكنيسة المقدسة . من هذه الاخبار المفرحة لشعبنا الكلداني هوسماعنا عن قرب انعقاد سينودس الكنيسة الكلدانية المقدس في روما خلال اشهر القليلة القادمة بعون الله.

ابائنا الاجلاء
اكتب لكم عن موضوعين مهمين اظن حان الوقت لسينودسكم المقدس النظر فيهما واتخاذ القرارات المناسبة حولهما.

اولا-   تجديد النظام الاداري لكنيسة الكلدانية
لقد كتبت مقال بعنوان ( ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري لكنيسة الكلدانية) ونشر في موقع عنكاوا كوم وغيرها من المواقع  (وان لم اكن انا اخر من يطلب او يكتب عن هذه الموضوع، فاعتقد الكثير منكم يتذكر اقتراحات وطموحات الاب المرحوم يوسف حبي وغيره في هذا المجال).
 في هذا المقال كأحد ابناء الكنيسة الحرصين  نناشدكم بان تعيد الكنيسة النظر في ادارتها وان تجدد نظام عملها على ضوء معطيات الواقعية التي يعيشها الانسان في هذا العصر على ان يبقى  هدفها ومسؤوليتها كأم تعلم ابنائها  المباديء المسيحية و تحرس وترعى وتضحي من اجلهم كما كانت على مر العصور في زمن ادي شير وما شمعون برصباعي وغيرهم.
 وارفق لكم نسخة من المقال مع هذه الرسالة.


ثانيا-   قضية تطويب الشهيد المطران ادي شير.
يوجد في الكنيسة الكاثوليكية الالاف من الابطال والرموز الذين دخلوا سجل الخلود وحياة الابدية لاعمالهم العظيمة، اولسيرة حياتهم الروحية وزهدهم  او لمواقفهم و بطولاتهم النادرة وشجاعتهم وتضحياتهم من اجل كنيستهم  التي ادت احيانا كثيرة الى استشهادهم. وكثيروون من هؤلاء الابطال والقديسين هم من كنيستنا الكلدانية الشرقية، لكن لحد الان لم ينال اي واحدا  منهم درجة القداسة من روما  (ماعدا القديسين الموجوديين في القرون الاولى). وفي نفس الوقت نرى ان دماء شهدائنا تزداد يوما بعد يوم، سواء كان من اجل ايمانهم  او بيوتهم او اسمهم المسيحي او لهويتهم الذاتية.!!

لا ابالغ يا مطارنتنا الاجلاء ان قلت ان كنيستنا الشرقية بمذاهبها المختلفة ربما اعطت شهداءاً اكثر من اي كنيسة اخرى في عالم عبر التاريخ  وانتم ادرى مني عن الصفاحات السوداء في زمن الاضطهاد الاربعيني لشابور الثاني، وكذلك مجازر بدرخان بك في منتصف القرن التاشع عشر وعبد الحميد الثاني في نهاية القرن التاسع عشر والهجرة الكبرى الاولى التي اجبرت شعبنا المسيحي ان يترك قراه واراضيه من الشمال الشرقي والجنوبي للدولة العثمانية اثناء الحرب العالمية الاولى وفي زمن اتاتورك في تركيا الحديثة.

وفي الفترة الاخيرة وبعد الاحتلال الامريكي للعراق، نال  شعبنا  المسيحي في العراق مرة اخرى الاضطهاد بنفس الدرجة ان لم  يكن اكثر.  فاجبر على الهجرة الكبرى الثانية التي بدأت منذ  حرب الكويت (حرب الخليج )والى يومنا هذا ، لا سيما في مدينة البصرة والمحافظات الجنوبية وفي منطقة الدورة  في بغداد ثم الجرح الكبير الذي تركته احداث مدينة الموصل من قتل الاب الشهيد رغيد كني وزملائه الشمامسة والشهيد المطران بولص فرج رحو ومرافقه وغيرهم من الشهداء في بقية الكنائس من المؤمنين والاكليروس واخيرا اجبار اكثر من 2700 عائلة مسيحية الى الهجرة خلال اسبوعين قبل ثلاثة اشهر وامام مرئى الحكومة المركزية والقوى السياسية والدولية.

انه دين في عنقنا كمؤمنين و الاكليروس ان لا ننسى  دماء هؤلاء الشهداء الذين دافعوا عن الايمان المسيحي باغلى ما عندهم حتى نالوا اكليل الشهادة. وان قصة استشهاد المطران ادي شير التي مر عليها قرابة قرن لم تزل تعاد على  مسامعنا من كبار السن والمؤمنيين المهجرين (هناك مقال للشماس نوري ايشوع مندو منشور في موقع مار ادي موقع البطريركية الكلدانية  وومقال اخر الاخ ديماس يعقوب في  موقع كلدايا نيت). كذلك هناك نسخة من قصة استشهاده كتبها حنا فييه (الموجودة في المصادر التاريخية) وغيرها من المصادر الغربية الكثيرة عن قصة استشهاده.

ان ما عمله السعيد الذكر يوحنا بولص الثاني البابا السابق وما يعمله خليفته البابا بندوكتس السادس عشر في تطوبب ورفع الشهداء والروحانيين وحاملي القيم النبيلة والاعمال العظيمة  الى درجة القداسة  والتطويب هو حقا عملا عظيما وعادلا . وهي مكانة تليق بهؤلاء الاشخاص  لمواقفهم الشجاعة والعادلة والمخلصة لايمانهم بكنيستهم وشعبهم ، حتى اصبحوا كالنور الذي يضيء الدرب امام الاخرين من المسيحيين وغير المسيحيين فيتعلموا منهم الاخلاص والالتزام والشجاعة للدفاع عن القيم الانسانية النبيلة و حماية كرامته وحقه الطبيعي في الوجود .

نعم حان الوقت كأبناء الكنيسة الكلدانية الشرقية الكاثوليكية ان نطالب الفاتيكان لفتح ملفات التطويب والقداسة لشهدائنا واظن في مقدمتهم من يستحق  نيل هذه المكانة المقدسة هو  المعلم الكبير الشهيد المطران ادي شير.

لذا نطلب منكم يا ابائنا  الروحانيون  تقديم طلب في قضية تطويب الشهيد المطران ادي شير  الى دوائر الفاتيكان المختصة في هذا المجال مع توفير الوثائق والشهادات وتشكيل لجنة من الاكليروس والمؤرخين والكتاب لتوفير الدعم اللازم  لدراسة قضية شهادته من اجل الايمان كي يتم تطويبه  ونيل استحقاقه. كذلك نود نشير من الضروري ان تستمر هذه اللجنة للعمل في نفس المجال  للكتابة وتسجيل شهادات عن حياة شدائنا الاخرين من  الشهداء الروحانيين والعلمانيين (المؤمنين) الذين يصعب ذكرهم في هذه  مناسبة . بلا شك هناك نسبة كبيرة من الناس الذين قتلوا على ايدي غير المسيحيين كان بسبب ديانتهم المسيحية.

في الختام نطلب من يسوع المسيح فادينا ان يفيض عليكم بركاته ونعمه الروحية من الحكمة والمعرفة والمشورة والشجاعة كما نتمنى لكم التوفيق والصحة  والعافية كي تستطيعوا تقديم خدماتكم الروحية للكنيسة ومؤمنينها وايامكم سعيدة وكل عام انتم وجميع اخوتي المسيحيين في العالم في خير . وشكرا.

الكاتب
يوحنا بيداويد
 _________
 
مقال الشماس نوري ايشوع مندوا موجود على العنوان الالكترون التالي
www.st-adday.com/HTML/Writings/Varieties/Varieties%202007-013.htm - 20k –

مقالنا  المنشور في عنكاوا كوم

ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري للكنيسة الكلدانية؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا

الكنيسة هي ام روحية لكل المؤمنين ، كم شهيدٍ وشهيد سكب دمائه من اجل حمل شعلتها وتعاليمها والحفاظ على اسمها بين الامم الوثنية، وكم  رسول ضحى بحياته لمجدها ونقل كلمة معلمها الاول يسوع المسيح. لا نريد الاطالة عن دور الكنيسة العريق التي هي اعرق مؤسسة في تاريخ الانسانية.

ان الكنيسة الكلدانية هي سليلة الكنيسة الشرقية القديمة ( كرسي مدائن او قطيسفون) التي كانت لمدة خمسة قرون الاولى جزء من كنيسة المسيح كانت متعاونة مع اخواتها  الكنائس الاخرى ( روما وانطاكية واسكندرية وقسطنطينة واورشليم)، اجبرت على تبني المذهب النسطوري  بعد سيطرة الدولة الساسانية على بلاد الرافدين وعموم دول الشرق .  لا حبا بهم او رغبة منها في الدفاع عن هذا المذهب ، بل كي يتم استبعادهم  وتنافرهم عن الكرسي الرسولي في روما وبقية الكنائس التي كانت ضمن الدولة الرومانية في حينها. لكن بعد الف عام تقريبا من الانفصال عاد قسم من ابنائها الى حضن كنيسة الام الجامعة ( روما) فحملوا اسم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية و تشكل اليوم هذه الكنيسة ثلثين من حجم الكنيسة الشرقية القديمة.
بعد  مرور اكثر 13 سنة على المؤتمر الاول  للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الذي عقد في بغداد  في زمن المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد 1995 الذي بقت معظم  قراراته  حبر على الورق نتيجة الظروف الداخلية للعراق في حينها  اولغيرها من الظروف لا نود طرحها في هذا المقال .

في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الكنيسة الكلدانية وبسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة وبلادنا الام العراق بصورة خاصة وبعد ان هجر حوال 40 % من ابناء كنيستنا الكلدانية وجدنا انه من مسؤوليتنا وضميرنا كتابة هذا المقال الذي فيه نشجع الاباء الاساقفة والاكليروس والمؤمنين مواجهة المشاكل التي ولدت نتيجة الظروف العصرية  فنطلب منهم  الجلوس معا لاعداد واقامة مؤتمر جديد للكنيسة . في هذا المؤتمر يتم دراسة دستور وقرارات المجامع التي تسير عليها الكنيسة  اليوم  والتي اصحبت بعضها  قديمة جدا لم تعد تفيد هذه العصر ولا تعالج نوعية مشاكله .

نحن نتسال امام كل هذه التحديات والمصاعب والمشاكل التي يعرفها ابناؤها من الاكليروس والمؤمنين، ألم يحن الوقت لاقامة المؤتمر الثاني  للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ؟ الا يرى اباؤنا الاساقفة و غبطة البطريرك عمانوئيل الثاني دلي انه الوقت المناسب لفتح ملفات الكنيسة وحل مشالكها العالقة وتجديد  قوانينها وادارياتها كي تفتح المجال امام رجال الاكليروس من الشباب في حمل رايتها في هذا العصر، فيتم تجديدها ودفع  عجلة تقدمها  الى الامام بروح معاصرة على ضوء ما قُرر في المجمع الفاتيكاني الثاني؟


ان اقتراحي هذا ربما يكون غريبا عند الكثيرين ، اريد ان اؤكد لم  يكن هناك اي  دافع اي غرض سوى حرصي كأحد المؤمنين والعامليين فيها بكل اخلاص لاكثر من 30 سنة.  بالعكس اننتظرت طويلا واخذت المشورة من بعض اصدقائي الكتاب والمثقفين المقربين عن صحة الفكرة . كلهم كانوا يعتبرونها رسالة ومطاليب ايجابية وضرورية للنظر فيها وبالاخص في الوقت الحاضر.

من جانب  اخر لو دققنا خلال تاريخ الكنيسة الكلدانية في القرن الاخير، وبعد المؤتمر الاول للكنيسة الكلدانية  نرى ان الكنيسة هي بحاجة ملحة فعلا الى مثل هذه المؤتمر لا سيما بعد ان حدثت عدة مواقف فيها ضبابية واحداث جديدة وانقسامات في مواقف الاكليروس  امام الرأي العام الذي ترك وسيترك اثرا كبيرا على ايمان ابنائها الذين اصحبوا اليوم  في حالة قلقة  جميعا، سواء كانوا في بلاد الام العراق حيث يوجد الكرسي البطريركي او الابرشيات والكنائس المنتشرة  في اكثر من خمسين دولة في العالم.

الاصلاح الاداري ليس معناه يجب ان يشمل تجديد كل شيء او التخلي عن القوانين الكنسية في المجامع الكنيسة الشرقية ، ولا يعني التخلي عن المجامع المسكونية التي اقامتها الكنيسة الكاثوليكية الجامعة  ولا اتخاذ قرار عقائدي لاهوتي  جديد.
كل ما هناك نطالب بأجراء تجديد في الادارة وطريقة عملها و فتح المجال للكل بالمشاركة وتحمل المسؤولية.  كذلك نود ان نؤكد فكرة التجديد هي ضرورية لان الحياة تقدمت في جميع المجالات وتغيرت المفاهيم الفكرية والادارية في كل المؤسسات حتى في طريقة التعامل في الحياة العامة لذلك من الضروري اجراء دراسة عن مسيرة الكنيسة في هذا العصر ويتم معالجتها بحسب قوانين ملائمة لهذا العصر.

لان التغيرات التي شملت كل المجالات قام بها الانسان نفسه وذلك الانسان هو ابن الكنيسة ومؤمن بتعاليمها  فلماذا لا يتقدم ويتطور النظام الاداري فيها وما الخوف من اجراء التغير  الاداري اللازم والضروري فيها،  على ان يكون تحت شعار ( وحدة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية هي امانة  في قلبنا وفكرنا وعملنا وضميرنا جميعا)
  
من الضروري ايضا ان يكون هناك توافق بين الاباء المطارنة واعضاء السينودس و الكهنة  على اقامة والمشاركة في هذا المؤتمر والاستعداد لانجاحه والالتزام بالقرارات التي يتخذها. المقترح الاخر هو ان يشارك العلمانيين بصورة فعالة في المناقشة واتخاذ القرارات كما حصل في الكنيسة المارونية قبل بعض سنوات .
 هذه بعض اهم المحاور التي نقترح ات يتم مناقشتها في المؤتمر (يمكن تغيرها او اضافة غيرها من  المحاور على هذه القائمة)

اولا-   اجراء تغيير في النظام الادارة المالية للكنيسة:
ان يجري تغيير في نظام الادارة المالية في الكنيسة الكلداينة  بصورة عامة. في كل الابرشيات ووكالات البطريركية بحيث تصبح هناك لجان مشكلة من موظفين مختصين ورجال منتخبين من الاكليرس والعلمانيين ورؤساء الابرشيات، على ان يكون لهذه  اللجان الحق في التصرف واتخاذ القرارات.  ويتم انتخابها  بصورة  شرعية من المؤمنيين وبموافقة راعي الابرشية .
الغرض من هذا الاقتراح فتح المجال امام الاباء الكهنة كي يتفرغوا لخدمة القضايا الروحية والصلوات والمرضى والتعليم والنشاطات الدينية في الكنيسة مثل الندوات والاخويات والحلقات والدورات اللاهوتية.  من جانب اخر يكون هناك نظام عالمي موحد في جميع كنائس الكلدانية وتعلن سنويا ميزانيتها  وتسلم للجان الجديدة حسب وثائق وانظمة داخلية.
كذلك ان يكون هناك امانة عامة  لاملاك الكنيسة تابعة لمكتب السينودس تقوم باجراء تدقيق لحسبات جميع الكنائس والابرشيات وسجلاتها وشرعية تشكيل لجانها وتدقيق تقاريرها وترفع هذه الامانة تقريرها لسينودس المطارنة الدوري كي يتخذ القرار المناسب اذا استوجب الامر.

ثانيا-   اجراء  تطبيق نظام التدوير في خدمة الاكليروس في الكنائس
يجب اعطاء الفرصة المتساوية لجميع  اباء الكهنة الافاضل  للخدمة في كل الكنائس في الداخل والخارج . لذا نقترح ان يتم تطبيق نظام التدوير لخدمة اباء الكهنة في الخورنات داخل كل ابرشية او يمكن تطبيقه على نطاق اوسع بين دول المهجر لوحده او في العراق والشرق الاوسط لوحده ، على ان تكون المدة المقررة لخدمة اي كاهن لاي رعية هو بين 3-5 سنوات  وفي نفس الوقت يتم تطبيق هذا النظام على الاساقفة الكرام يمكن ان يكون الاقتراح خمس الى سبع سنوات.

ثالثا-   اجراء تغير في نظام انتخاب الاسقفية
لكي يتم التخلص من نفوذ القبلية والعشائرية وان لا تتكرر مشكلة الانقسام التي حدثت  في الكنيسة  الشرقية في زمن ال ابونا وبقية الاكليروس.  يجب ان يتم تغير نظام انتخاب الاسقف عن ما هو عليه الحال الان. فاخذ بنظر الاعتبار نشاط الكاهن الراعوي و مستواه الثقافي  والدور الرائد بين الشبيبة، وروحانيته و تعلقه بتطبيق تعاليم الكتاب المقدس في الحياة اليومية، اكمل الدراسات العليا ويحمل اختصاص، تحمل المسؤولية واهم من كل هذا درجة اطاعته للكنيسة الام والسينودس المقدس .
كذلك من الضروري ان يتم انتخاب الاسقف  بموافقة جميع اباء الكهنة لهذه الابرشية وكذلك بموافقة اغلب المؤمنيين المهتمين و العاملين في الكنيسة وبالاضافة الى الشروط الاخرى قد  يضعها اعضاء  مجلس السينودس. على ان يكون التفضيل للمرشح من نفس الابرشية في حالة وجود شخصية مرشحة ومؤهلة من بين كهنتها.

رابعا-   الاهتمام بدورالعلمانيين
الكنيسة الكلدانية وان كانت خلال نصف القرن الماضي قد اعطت الضوء الاخضر للعلمانيين للعمل داخل الكنيسة الا انها لم تعطي الاهتمام الكافي واللازم لهم ولم يثمن دورهم و ولم يسمع صوتهم في اي قضية لا سيما في القضايا الادارية  للكنيسة  فكلما اراد كاهن ما ايقاف اي شخص من العمل في الكنيسة كان يتم دون التفكير بضرورة وجوده مهما كان دور ذلك العلماني مهم في الكنيسة. فهذا الدور المطلق لاباء الكهنة في ادارة شؤون الكنيسة  يجب يتم تغييره على الاقل ان يضمن عدم خسارة جهود ابنائها  لا سيما الذين  ضحوا او يضحون من اجلها .

خامسا-   التعليم والتثقيف
يجب ان يتم وضع منهاج موحد للتعليم المسيحي في ارض الوطن وكذلك وضع منهاج لائق ومناسب  لكنائس التي هي في المهجر على ان يكون مشبعا بصورة كافية من مواضيع الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة وحياة القديسين وشهداء المشرق والتربية الاجتماعية وتعليم اللغة الكلدانية الضرورية للحفاظ على الطقس وتعاليم الكنيسة وتراثها الروحي وقيم مجتمعنا.


سادسا-   الطقس والالتزام بتعليمات الكنيسة
الطقس الكلداني هو ثمرة جهود ابائنا العظام في تاريخ الكنيسة، هو ارث الاهم لا بل الارث الوحيد الذي تركه لنا ابائنا الروحانيين ، لكن مع الاسف اصبح  اليوم مهملا وممزقا، مترجما ، متقطعا حسب نظرة الكاهن او راعي الابرشية، واصبح كل كاهن حرا فيما  يختار  منه بحيث في بعض الاحيان اصبح خيوط الربط بين فقراته مفككة،  بحيث الكاهن الزائر لكنائس الاخرى يجهل اي مقاطع يجب ان يلتزم بها،  واي مقاطع محذوفة او يجهل النظام الخاص بهذه الكنيسة الامر الذي يتنافى مع المعقولية وكأن كل كنيسة اصحبت امارة لوحدها  لا يربطها شيء بغيرها. فيجب ان يتم تثبيت الطقس ويجب الالتزام به من قبل الكل كما هو حال الطقس اللاتيني، في حالة وجود ضرورة الى تجديده يجب ان يتم ذلك بموافقة السينودس وجميع اباء الكنيسة.

سابعا-  تأسيس امانة خاصة بسسينودس المطارنة  المقدس
يجب ان يكون هناك امانة خاصة تابعة لسينودس المقدس مهمتها استلام التقارير والرسائل والشكاوي وتنظيمها وتوثيق قرارات السينودس مع  تشكيل لجنة من موظفيها تقوم بزيارة الابرشيات والكنائس لاطلاعهم والشرح لهم عن قرارات السينودس. كذلك تنظيم الوثائق و الاقتراحات والشكاوي والاستفسارات المقدمة للسينودس القادم . على ان يكون امين السر لسينودس مخول حسب الدستور الداخلي لممارسة عمله بحرية تامة .

ثامنا -   تأسيس امانة خاصة بأباء الكهنة
يجب ان يكون هناك نظام اداري عام يربط بين جميع الاباء الكهنة في الخارج والداخل ويتم تشكيل هيئة منتخبة من بينهم كل سنتين ويكون الدور الاساسي الاهتمام بشؤون الاكليروس ومساعدتهم على حل المشاكل الخاصة بهم سواء كانت مشاكل روحية او مالية او اجتماعية  او ثقافية . كذلك توفير الرعاية الكاملة للاباء المتقاعدين وكذلك تاسيس صندوق خاصة لاعانة اباء الكهنة المتقاعدين او المرضى .

تاسعا -   اقامة دورات تثقيفية ورياضات روحية
ان اقامة رياضات روحية ودورات تثقيفية ولاهوتية والاطلاع على اخر المستجدات الفكرية والادارية  في كنائس العالم والاطلاع على كيفية التعاطي مع مشاكل العصر امر مهم لرجال الاكليروس في خدمتهم . لذلك يجب ان يكون التزام بالحضور بين كل سنتين في مثل هذه المؤتمرات من اجل تثقيف ذاتهم على ان تكون هذه المهمة معطاة لكلية بابل وبتعاون مع البطريركية والشخصيات المهتمة بهذا المجال.

عاشرا-    تاسيس مكاتب خاصة تابعة لكرسي البطريركية
البطريركية هي اعلى سلطة في الكنيسة لذلك يجب ان يكون لها مكاتب ودوائر وموظفين مختصين في عملية  ادارة الكنيسة الكلدانية  مثلا جمع المعلومات والتقارير والمستندات القديمة والحديثة  في كافة المجالات لذا نقترح تأسيس عددة امانات تابعة لكرسي البطريركي وهي :-

1-  امانة مختصة بقضايا القوانين
مهمتها  باجراء الاتصالات مع الدولة العراقية او غيرها من الدول التي فيها ابناء الكنيسة الكلدانية  والدفاع عن حقوق المؤمنيين حسب قوانين الدولة العراقية ودستورها  وحقوق الانسان والمحاكم التشريعية والقوانين الاقليمية.

2-  امانة مختصة بخدمة اسرار الكنيسة السبعة
مهمة هذه الامانة الدارسة والاهتمام  بالمشاكل الخاصة في ممارسة اسرار الكنيسة السبعة .

3-  امانة التربية والتعليم المسيحي
 لا اعتقد هناك شخص مؤمن  لا يعرف اهمية هذه اللجنة

4-  امانة لادارة املاك ومالية الكنيسة و مشاريعها
هذه امانة مهمة في الوقت الحاضر ،حيث يتم حفظ التقارير السنوية من كافة الابرشيات والكنائس والوكالات البطريركية ويتم توثيقها ، كي يتم نقلها بصورة سليمة وعادية  بين الاسقف القديم والجديد وكذلك بين البطريرك المنتخب والمستقيل او بين الكهنة اثناء تنقلاتهم.

الحادي عشر تحديد سن التقاعد للاكليروس
  ان يتم تحديد سنة التقاعد لكاهن  واالاسقف والبطريرك ويتم الالتزام بها بدون اي حالة استثناء.



420

تحت شعار (على حب العراق نلتقي واليه ننشد) .

قام المنتدى العراقي الاسترالي وبتعاون مع السفارة العراقية في استراليا  بتنظيم الملتقى الشعري الثاني في مدينة ملبورن- استراليا وذلك في مكتبة هيوم – Global Learning يوم السبت المصادف 6 كانون الاول 2008.

اضيف الى القائمة اعلاه اسماء شعراء اخرون وهم:-
الشاعر الدكتور امير يوسف   
الشاعر احمد راضي   
الشاعر اسماعيل الاسدي
وهذه بعض مقاطع من قصائد الشعراء مع لقطات اثناء القائهم.

 كما نشكر الاخ نزار غريب كوندا على جهوده في تصوير وفلم الامسية

يوحنا بيداويد



 
السفير العراقي الاستاذ غانم الشبلي واعضاء المنتدى العراقي الاسترالي مع شعراء المشاركين في الامسية


 
الشاعر يحيى السماوي
عنوان القصيدة : يا هند



 

 

الشاعر   جمال غمبار
مقاطع من قصيدة بعنوان : اغنية كسيرة ... مثل قلبي



الشاعر ذياب محسن ال غلام
 

مقاطع من قصيدة : الشاعر يوحنا بيداويد
بعنوان : لتعُد ايام امجادنا (  شد داري  يومانن قمايي)



الترجمة العربية للقصيدة

نحن كنا من ا صحاب البلاد
           قبل ان تبدأ عجلة التاريخ بدورانها     
اجدادنا اول من رسم حروف الكتابة
   على جدارنها
وعلى كل صخرة وفي كل شبر
             توجد شواهد لاثارنا
اسألوا دجلة  وفرات
             كم مرة امتزجت مع مياهها دمائنا
والشمس لنا كانت تطيل انظارها
 وازهار نيسان من وجوه اطفالنا             
             اخذت الوان فستانها
اسألوا الغرباء
         من وضع أول قانون في مدائنها     
واليوم  شئنا ام ابينا
 سنبقى من اصحابها


مَن يَبعثَ انكيدوا وكلكامش لِمقاتلة خُمبابا
ومَن يُمسح دموع عشتار على فراق تموز حبيبها 
ومَن يَطلب مِن سميراميس
         كي تُظهِرلنا مَفاتنها
ومَن يَنوب عن اشور بانيبال
          لجَمع  كنوز ومعارف النهرين مِن سُراقها
هَلم يا نبوخذنصر
          لتنقذ الجنائن من العابثين بها
ومَن يُجدِد شَرائِع حَمورابي
          في بِلاد الرافدين وربوعها
كَفانا تَقديس الاسماءِ ورفع الشعرات
             لِتكن الوحدة مَبدأنا
         ولِتكن المحبة قُبلتُنا
والسلام رايتُنا
         كي يَتحَقق حُلمنا
         فتُعاد أمجادنا
فتَشع انواربغداد من جديد الى مشارقها ومغاربها
      وتَتسلق اطفالُنا سطوح برج بابل
          لِعد نجوم سمائنا.


الترجمة السريانية
اخنن ايوخوا مارواثا
ومنن بلطلي اتواتا
والد كل كيبا ايتن تنياثا
وبكل سيطا دابرا بخازوخ تشعيتا  دباباوثا
مبقرن دقلت لاني يوماثا
كم بيني شبخلي دمن كو نارواثا
شمشا الن مقريواوا  باتا
وبيبونن دنساني منن شقلي رنكا دشقياثا
ومنن بريلي قانون دحقوياثا
ان كبوخ وان لكبوخ
هم اديو اخنن كرك بيشوخ مارواثا

شد يدوخ اني حقوياثا
انكيدو و كلكامش لي قيمي من قوراثا
تموز لي بايش ختن خاتا
وشبرا دشميرم لبش  مساقل ليلواثا
و اشور بانيبال لبش شاقل سيبا وازل لشراتا
ونبوخذنصرلبش باني عسكراثا
ولبش اسقوخ لبرجد بابل ومانوخ كوخي دشمياثا
لبش اثي حمورابي وكاثولن شرعتياثا
بس مقدوشخ شماني واتواتا
شد متخمينوخ مرا ديماثا
شد متخمينوخ بخويادا خاثا
الا قرولا الن داند دمياثا


   



 
الشاعر خالد الحلي
عنوان القصيدة: حلم لا ينام
   حُلُمٌ يؤرقُ يقظتي وسهادي

أن تزدهي أبداً ربوعُ بلادي

   بأمانِ عيشٍ وازدهارِ محبةٍ 

ومآثرٍ تعلو على التعدادِ

   ليعمَّ كلُّ الخيرِ أرضَ عراقِنا

مدناً وريفاً وامتدادَ بوادي

   ويصيرَ شعبيَ واحداً متوحداً 

 يسمو على الأضغانِ والأحقادِ

   شعب بنى مجداً عريقاً خالداً

سيظلَ يعلو صفحةً الأمجادِ

   مالي أراه مفرقاً متشتتاً 

وبذا يحقق مطمحاً لأعادي

   فيه الذي لا يطمئنُ لنفسه

أو لا يطمئنُ لغيره بعنادِ

   "فرق تسد" نهج ينغص عيشنا 

 لتسودنا زمرٌ من الأوغادِ

   أعداءَ كلِّ عراقِنا ومصيرِنا

يحدو بهم سعيٌ إلى استبدادِِ

   فلم التفرق والتشتت شأننا 

أعداؤنا للكلُّ بالمرصادِ

   وطنٌ ينادينا وهذا يومنا

لنعيدَ مجدَ الأمس والأجدادِ

   نبني عراقاً شامخاً متألقاً

 هو مطمحُ الأبناء والأحفادِ



الشاعر غريب كوندا
عنوان القصيدة: الشهيد



 
الشاعر احمد راضي
عنوان القصيدة : فتاوي الصفراء



 
الشاعر د. امير يوسف
عنوان القصيدة : روحي، صورة حقيقة قديمة




 

الشاعر الشعبي  ابو علي الاريحي

الشاعر مصطفى المهاجر




الشاعر اسماعيل الاسدي



شكرا لاخ نزار كوندا صاحب الكاميرا



421
يا معارضي الاتفاقية
من منكم يضمن سلامة ووحدة العراق فيما بعد ؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
22/11/2008


لا يستطيع احد ان ينكر الحقيقة الواضحة اليوم  من ان  تصرفات وقرارات بعض السياسيين العراقيين، لا سيما الجماعة التي ترفض الاتفاقية الدولية مع امريكا،  انهم يعيشون عالم غيرعالمنا وواقعنا، ولم يستفيدوا من تاريخ الامم والشعوب المحيطة بهم، ولا من تجارب التي مر بها العراق سابقا اوحاليا .  والنتيجة بقى العراق كما هو، وبقى العراقيون يعيشون في نفس التفكير والعقلية ويمرون في نفس الاخطاء بدون استفادة او تطور .
 
ظن الكثير منا، ان زوال اسوء دكتاتور في تاريخ العالم في التاسع من نيسان 2003 من صدر المجتمع العراقي ، هو اكبر انجاز حققه هذاالشعب (وان لم يكن هو المسبب الحقيقي لهذا الانجاز).  وانها نهاية الالام والمصائب والحروب والهجرة القسرية والتعصب القومي او الديني وان العنصرية والصراعات السياسية بين مكونات العراقية سوف تنمحي الى الابد، وان الشعب العراقي سيرتاح وينعم بثرواته الكثيرة، وسيتم بناء نظام الرعاية الاجتماعية لعوائل الشهداء والايتام والشيوخ ومعوقي الحروب وكل المتضررين من حكم صدام حسين. وان العراق سيشع نظام ديمقراطي فدرالي حر في الشرق الاوسط وسيعيد امجاد اجداده القدماء في زمن حمورابي ونبوخذنصر واشوربانيبال وهرون الرشيد، وانتهى عصر الظلام وسوق الشباب الى الحروب الخاسرة.

لو تصفحنا صفحات تاريخ العراق الحديث وقارنا بين القفزات والمراحل التي مر فيها، سوف نرى تحولا من سيء الى الاسوء في كل مرحلة .

 ففي يوم  الذي أُزِيحَ فيه احمد حسن البكرمن الحكم  بقوة من قبل عضيده  ونائبه الذي اأتمن عليه كي لا ينقلب عليه ( على اساس  من نفس العشيرة)، ولكي يحمي الثورة من ان لاتفلت من يده، كان صدام حسين يستقبل جحافل من الوفود المختلفة لهيئات والمنظمات والاتحادات والجمعيات و الوحدات العسكرية من مختلف اصناف الجيش العراقي لمدة اربعة ساعات اواكثر وهم يمرون واعلامهم منكوسة علامة خضوعهم للرئيس (الدكتاتور) الجديد وفرحين في البداية الجديدة.

 وفي يوم 17 تموز سنة 1968 احتل البعث قصر الجمهوري واجبر الرئيس عبد الرحمن عارف السفر الى المغرب مع عائلته، سموا ثورتهم بالثورة البيضاء ، لانها لم تسبب سقوط قطرة دم  واحدة كما ادعوا!

وفي 8 شباط سنة 1963،  يوم اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم الذي هتف الشعب العراقي ورائه في اقامة ثورة الجمهورية  في مبنى اذاعة وتلفزيون في بغداد ، ظن البعثيون  تخلصوا من ابغض واحقر دكتاتور سرق ثورة 14 تموزمن ايديهم .

وفي 14 تموز  سنة 1958 يوم اعدم  الملك فيصل الثاني مع عائلته وسحل نوري وصباح سعيد في شوارع بغداد ظن بعض العراقيون انجزوا  ثورة اكبر من ثورة الفرنسية.

كل هذا التاريخ لم يستفيد منه العراقيون كما تشير الدلائل من خلال مواقف حلقات التصنيف التي تقسم العراقيون وهي الاحزاب والتيارات الدينة المتطرفة والقوميات والاديان والمذاهب.
 
فاليوم  يمر العراق في وقت عصيب ، خطر على وجوده كدولة موحدة مستقلة غير محتلة لا فقط من قبل امريكا وانما من قبل دول الجوار اوالصديقة او الشقيقة. وهكذا يجب ان نعترف كعراقيين بالحقيقة المريرة، ان تاريخنا مملوء من النكسات والمصائب دون اي استفادة. وعلينا سوف يُطلق امة النكسات عوضا عن صاحبة امجاد اول حضارة انسانية في التاريخ.

انه سؤال يطرح نفسه على كل عراقي اليوم.  ويالاخص رافضي الاتفاقية ، هل يستطيع رافضي الاتفاقية الدولية مع امريكا  ضمان وحدة وسلامة اراضي العراقية من عدم حصول احتلال اخر غير امريكي؟. وهل يضمنوا عدم حصول حرب اهلية اسوء من التي حصلت خللا خمس سنوات الماضية ؟ .

من سيدافع عن العراق لو قطعت تركيا جزءاُ من المنطقة الشمالية بحجة ان معاهدة وقف اطلاق النار في الحرب العالمية الاولى بين دول الحلفاء والمحور حدثت حينما كان الجيش التركي لا يزال في اطراف مدينة موصل او شرقاط؟ لا سيما ان تركيا عبرت عن رغبتها واطماعها في مدينة كركوك النفطية مرات ومرات !.

ومن يضمن ان ايران لن تحتل شط العرب ومدينة البصرة  وتقطع العراق من الاتصال بالموانئ البحرية تماما  بحجة تعويضها عن ديونها المرتبة على العراق من جراء الحرب العراقية الايرانية والتي تقارب 200 مليار دولار؟.

ومن يضمن ان حكومة الكويت التي كانت في ظن البعض هي المحافظة التاسعة عشر للعراق لا تمد انابيبها المائلة الى داخل ارض العراق لسرقة النفط العراقي مرة اخرى وبدون استحاء وخوف!؟ انتقاما مما حصل لهم على يد صدام والعراقيين وجيشهم؟!.

ومن يضمن لنا ان حكومة السعودية سوف تقرر وقف ارسال الافواج  الكثيرة من الانتحاريين من القاعدة الى العراق و وانها لن تزيد ماساة العراقيين اكثرمن خلال  تجديدها  زمن السيارات المفخخة او الانتحاريين ؟.
 
ومن يضمن لكم ان سوريا التي وقفت ضد العراق  في حرب العراقية والايرانية والكويت لن تقطع اخر قطرة من المياه التي تجري في دجلة والفرات، لا سيما و نحن نسمع اخبار شحة المياه اجبرت اهالي الجزيزة الى الهجرة ؟.

ومن منكم يضمن لنا ان ثمن زمن فرهود الذي قام به العراقيون قبل ستين سنة  ضد اليهود في العراق يمر مر الكرام دون دفع ثمنه، ولن  يجبر العراقيين على دفعه  قبل ان يتم دفع ديون  ايران و الكويت (هذا فرضا ان كان لهم الحق في هذه الديون من ناحية القانون الدولي)  على اساس انها الجريمة الانسانية الاولى التي قام بها العراقيون ضد الشعب العراقي اليهودي الذي كان يعيش في العراق ( ارض جدهم الاول ابراهيم) منذ اكثر من 2500 سنة غلى غرار ما فعلوا في المانيا في حرب العالمية الثانية.؟

ايها العراقيون كفى سكرا بشعارات الرنانة الفارغة، ايها السياسيون كفى من عمل غسل الدماغ للفقراء والبسطاء من اجل مصالح وقتية وضيقة، عودوا الى المنطق و الواقعية والموضوعية . فخلاص العراق لن يتم الا بوحدة جميع مكوناته و قومياته وان بذور الشر زرعت فيه منذ زمن بعيد هيهات يتم القضاء عليها بهذه الطريقة من التفكير
اذن
كفى من الطائفية المقيتة
كفى من المذهبية الضيقة
كفى من العنصرية القومية التي وصلت الى درجة النازية

الا يكفيكم وجود اكثر
من مليون يتيم
ومليون معوق
ومليون ارملة
 وثلاث- اربعة ملايين لاجئ قسريا

422
                                     رسالة مفتوحة الى مام جلال : لقد انصفتم صدام اكثر من شعبنا
بقلم يوحنا بيداويد

 السيد مام جلال رئيس جمهورية العراق واعضاء هيئة الرئاسة  المحترمين
السيد نوري المالكي رئيس  مجلس الوزاء المحترم
السيد المشهداني رئيس مجلس النواب المحترم

تحية عراقية خالصة

بعد مناقشة طالت اكثرمن سنة على موضوع  نظام كوتا وحقوق الاقليات في انتخابات مجالس المحافظات. وصل الموضوع في نهايته الى ما تقررونه انتم باعتباركم صمام الامان للحق والعدالة في تطبيق الدستور في العراق الجديد.
 كان مجلس النواب  وافق  قبل ثلاثة اشهر على صيغة نظام الكوتا في تخصيص مقاعد للاقليات ( بسبب عدم تمركزهم في منطقة واحدة) . لكن بعد ايام قليلة نقضتم هذا القرار واعيد مناقشته من قبل مجلس النواب الذي اخذ اكثر من ثلاثة اشهر ولا نريد  ان نتحدث عن اسباب نقضكم لها لانها انكشفت.
 وبعد مقابلات كثيرة من قبل ممثلي احزابنا الوطنية ورجال الدين من كافة الطوائف المسيحية  وغير المسيحية وبعد ارسال الالاف الرسائل والدعوات  من ابناء شعبنا والشعب العراقي عموما في الداخل والخارج  وممثل الامم المتحدة بانصاف الاقليات ، وبعد تعهد كل واحد منكم  في اكثر من مناسبة  في الاعلام المرئي والمسموع على دراسة الموضوع بجدية وحفظ حقوق الاقليات اخيرا وافقتم على قرار مجلس النواب الاخير  باعطاء المسيحيين مقعد واحد في بغداد وواحد في بصرة وواحد في مدينة موصل.

انها مفارقة كبيرة تقمون بها  امام انظار العالم ، منذ مجيئكم بجمهورية الثالثة!!!! المبينة على الطائفية حيث ان كل قرار تم او يتم في العراق هو بحسب محاصصة طائفية وقومية ومذهبية دينية.  واليوم اختزلتم حق الاقليات تماما.
استحلفكم بالله هل هذه هي الجمهورية التي تعهدتم  وحلمنا بها؟ وهل هذه هي فعلا جمهورية بحسب قياس وتعريف الذي وضعه وطبقه الاغريق قبل 2500 سنة؟!!!!!

من موقفكم هذا نستطيع نقول يا قادتنا  الموقرين ، كانت  ولازالت فرحتكم كبيرة في تهجير شعبنا منذ خمس سنوات من البصرة والمحافظات الجنوبية ومن ثم الضربة الكبيرة في منطقة الدورة قبل 18شهر واخيرا الهجمة البربرية التي جرت  امام انظار قوات الحكومية في مدينة الموصل قبل شهر. وان كل ما يقال في الاعلام هو غير صحيح. اذن كما كنا نتوقع قبل سنتين ( في مقالات سابقة) ان الامر  كان مدروسا لتفريغ العراق من المسيحيين وبقية الاقليات وانا لا اشك ابدا بخلاف ذلك هناك دول مجاورة وكبيرة وراء هذه القضية. والبرهان على ذلك كان بطئ ظهور موقفكم واتخاذكم الاجراء اللازم.

لكن انتم يا قادتنا الاجلاء، انتم و  حينما كنتم في الغربة تعهدتم على المحافظة على وحدة العراق وحماية شعبه، عاهدتم على الوطنية المخلصة للعراق والعراقيين جميعا بدون تفريقة او تمييز، يؤسفني ان اقول يظهر  شعبنا ليس مشمول بهذا التعهد الذي قطعتموه. وتعهدكم فقط شمل طائفتكم ودينكم وقومكم وهذا اكبر برهان لذلك.

واذا كان هناك من يجادل ويناقض هذا الامر، نقترح الغاء كافة القوانيين والدستور والقرارت ويتم انتخاب ووضع دستور جديد مبني على اساس المواطنة العراقية بعيدا عن الطائفية والمذهبية الدينية والقومية ونحن المسيحيين اظن سنكون اول من يقبله؟ لا نريد نظام كوتا ولا غيره. لانريد الا عراقا واحد ا معافى من الدكتاتورية والطائفية والمذهبية والقومية. فهل سيحصل هذا؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الشيء الذي يؤلمنا هو الازدواجية التي تقيسون بها الامور. ففي كل مقابلة وفي كل يوم كان هناك تصريح من قبل اغلبكم يتعهد ويعمل من اجل حفظ حق الاقليات والشعوب القديمة، اين حفظكم على تعهدكم؟ بغداد التي كان يسكنها حوال نصف مليون  من المسيحيين تخصصون لنا  كرسي واحد  فقط في مجلس محافظة. هل هذه هي منجزاتكم التي تتفتخرون بها؟ وهذا ستظنون ان التاريخ لن ينصفكم على موقفكم هذا؟

فقط اذكر السيد مام جلال رئيس الجمهورية  حتى صدام حسين الذي لم يبقي وسيلة من الدمار والقتل والتعذيب الا واستخدمها ضد العراقيين وبالاخص ضد الاكراد اعطيته حقه اكثر منا ( تعهدت بعدم التوقيع على اعدامه وفعلت ذلك ).  اكثر من شعبنا الذي ضحى في القضية الكردية والعراقية اكثر من بعض الاكراد المرتزقة وانت تعلم ذلك جيدا.




423
المنبر الحر / يعجبني ولا يعجبني
« في: 07:58 28/10/2008  »
                 يعجبني ولا يعجبني

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
25/11/2008

حب الحكمة كانت من الفضائل الاولى  في الفلسفات القديمة والديانات  لا سيما وان تراث الشعوب زاخر بها، فالحكمة هي قاعدة  شبيه بقواعد الرياضيات والبديهيات التي لا تقبل الجدال او الشك من قبل المجتمع، لانها ثمرة تجربة او تجارب كثيرة .
 ولا زال الانسان  يبحث عن الحكمة على الرغم من ان الكثيرين يرون ان المعرفة الانسانية وصلت اعلى قمة لها اليوم ، لان الانسان الحاضر بدأت يعيش حرا طليقا، فطفت غرائزه الحيوانية من العقل الغير الواعي  الى العقل الواعي  فهو لا يريد ان يكون غير هو، ويرغب العيش بدون قانون او شريعة.

  وعلى الرغم من هذا القدر الواسع من المعرفة التي وصلتها المعرفة الانسانية لكنني  من الذين يظنون ان عصرنا  مملوء ا من الجهل لا بل بدأ الظلام يخيم على كل زواياه، وذلك  من جراء الضبابية وتوسع اللامحدود واللامعقول وبدون  وجود سيطرة نوعية للتميز بين صالح والطالح  في هذه  المعرفة الواسعة .

اليوم كثير من الشباب لا يحب الفكر و القراءة والتأمل والحكمة وانما يحب الرياضة والحياة العملية وقضاء الاوقات السعيدة مع اصدقائهم بدون تحمل اي  مسؤولية او قلق  مع هذا هناك نسبة  ليست قليلة من المجتمع التي  دائما  ترى ان اقوال  الحكماء والعظماء والفلاسفة والمفكرين ورجال الدين هي قواعد مهمة في حياتهم ويعملون بموجبها.
 وفي هذه المناسبة اذكر بعض الاقوال والحكم التي تعجبني وبعض الاخر التي لا تعجبني :
فا تمنى ان تكون مفيدة لقرائنا الاعزاء

يعجبني قول معلم الصين الاول كنفوشيوس حينما يقول:
 لا اعرف مصير الانسان الذي يعرف الحق ولا يتخذ جانبه.

ولا  يعجبني قول وزير الإعلام الطاغية  هتلر (غوبلز)  :
  إكذب.. إكذب حتى يصدقك الناس!

يعجبني الفيلسوف سقراط  ابو الاخلاق   حينما يقول:
  ان الشيء الذي اعرفه انني لا اعرف اي شيء

ولا يعجبني قول جان بول سارتر :
 ان الجحيم هو الاخر

يعجبني قول الاب الروحي للهند (غاندي)  للانكليز :
      ان اعطوني مسيحكم ولا تعطوني مسيحيتكم

 ولا يعجبني قول نيتشه  وجميع الملحدين حينما قال :
      لا يعرف هذا الشيخ، ان الله قد  مات ؟

يعجبني قول الشاعر احمد شوقي حينما يقول:
 وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت
 فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ولا يعجبني الناس (بالاخص السياسيين ورجال الدين) الذين يؤمنون بمقولة  (نيقولا ميكافيلي الايطالي) :
 الغاية تبرر الوسيلة

يعجبني قول السيد المسيح حينما يقول :
 اعمل للناس ما تريد ان يعملوه لك؟

ولا يعجبني الناس الذين يقولون ويعلمون للناس ما لايؤمنون به.

يعجبني الانسان الذي يعترف بخطئه ويتحمل مسؤوليته بشجاعة ولا يعجبني الانسان الذين يغير جلده كالحرباء حسب الحاجة ومواسم الطبيعة.

يعجبني الانسان الذي لا ينكر اصله وقومه وبلده ولايعجبني الانسان المملوء من التزمت والعصبية والعقد  التي لا تترك امل في  الحياة>

يعجبني الانسان الذي يحب الارتقاء بالانسابية او التدريجية وينفتح على الاخرين بحبه ومعرفته واخلاصه ولا يعجبني الشخص الغارق في اوهام من شدة حبه واعجابه  لذاته فيكون كحب رمسيس الاغريقي لذاته ، فضل الطريق، ورمى نفسه في بركة ماء التي كانت تعكس صورته من كثر اعجابه بها.

يعجبني القول العربي المشهور
 رحم الله امرء عرف قدر نفسه

 ولا يعجبني الاحمق الذي يضرب الامثال ولا يعرف محل ضربها مثلما فعلا صديقنا الجاهل حينما قال القافلة تسير والكلاب تنبح ؟!!

فكل انسان بحاجة ان يخرج من ذاته ويجلس جانبا ثم ينظر الى شخصه و يفتش عن عيوبه ويسأل نفسه هل يكذب على ذاته؟ هل هو خالي من العيوب ؟ هل هو امين لضميره؟ هل هو مقتنع بما يفعله للاخرين وهل الاخرون يفعلوا له ما يعمل لهم ؟

  رحم الله كل من داروين وفرويد وعلي الوردي وغيرهم  الذين ملؤوا مكتبات العالمية بكتب  تكشف حقائق (المرة) المدفنة في الانسان للانسان نفسه وهو لا يدركها. والا كنا لا زلنا نعيش ظلمات عصور الغابرة.

 



424
اخوتي المسلمين  ابناء موصل الهنا لا يختلف عن الهكم.
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن ظ استراليا
13/10/2008

مرة اخرى يحتار قلبنا ولساننا في ايجاد الكلمات المناسبة لمخاطبة  اخواننا المسلمين من اهالي مدينة الموصل الحدباء ، مدينة عشتار الجملية، ام الربعين والورود والمروج الكثيفة. مرة اخرى لا يرى بعض من هذه المدينة من المُضلينَ غير المسيحيين ليوجهوا رصاص اسلحتهم وحقدهم وكربهم  بسبب الفشل السياسي الذي حل بالعراق بعد تغير النظام السابق، اوانتقاما من امريكا والغرب ظننا منهم كل امريكي او غربي هو مسيحي عراقي.

اننا نسأل الاخوة المسلمين في مدينة الموصل، في اي مرحلة من التاريخ شكل المسيحيين  العراقيين خطرا عليكم، وبالاخص  في هذه المدينة العريقة التي ارسل الله انبيائه اليها كي ينذرها بالتوبة عن  خطيئتها؟ اي موقف لم يشارك المسيحيين اهالي مدينتهم، هل نسى اهالي الموصل حصار طهطماوست  الفارسي في القرن الثامن عشر؟ 

شتان بين الامس و اليوم، شتان بين  زمن قدوم جيوش الاسلام الى العراق في زمن سعد بن ابي وقاص والقعقاع والخليفة علي بن ابي طالب واولاده مرورا بزمن الامويين والعباسيين واليوم .
 فالمسيحيون اليوم تحرق بيوتهم وتغتصب بناتهم من قبل اخرين والمسلم يتفرج. اقرأوا يا اهالي الموصل كيف ان المسيحيين وقوفوا مع قادتكم  منذ البداية  ظنا منهم انهم جاؤوا ليخلصونهم من حكم المجوسيين والزرداشتيين وحكامهم البطشيين امثال شابور ويزدجر وانهم يعبدون الاله الواحد مثلهم الذي خلق كل شيء فلماذا اليوم انتم تقتلونهم باسم الاسلام؟ اذا دققتم التاريخ  لن تروا  شائبة واحدة في تاريخ ابناء سكان بلاد ما بين النهرين القدامى فلماذا  تقومون باضطهادهم اليوم. بالعكس  قدموا لكم اخلص الخدمات في تاسيس الدولة الاموية والعباسية ، حيث كان معظمهم اما  امين خزينة اوطبيب اومترجم اوكاتب اوناقل المعرفة الاغريقية الى العربية الى الاسلام ؟

 هل معركتكم  مع امريكا وحضارتها الغربية  انتصارها مرهون بقتل وتشريد المعوقين والاطفال غير البالغيين والكادحيين من اخوتكم المسيحيين الذين كانوا معاكم في السراء والضراء منذ اربعة عشرة قرنا؟.
 اسألوا رجال الدين بينكم  كيف ان الظلم لا يدوم مهما طال زمانه ، لان مسيحيي العراق وبالاخص مسيحيي موصل ليس لهم دور في ما يحصل في العراق ليكن في علمكم لن تتوجع امريكا ولاغيرها من الذي تعملونه لاخوتكم المسيحيين في مدينتكم، غدا او بعد الغد ستنسحب امريكا وغيرها من العراق ولكن المسيحيين الذين كانوا معكم منذ 1400 سنة لن يرحلوا، باقون معكم وحينها لن تلوموا الا انفسكم.
 
انها اسئلة محيرة حقا في هذا العصر. لماذا يقدم اخ لقتل اخاه او انسان اخر من دون وجود خطر من ذلك الاخر  له؟ لماذا تغلب غريزة الحيوانية على الضميروالعواطف والمشاعر الانسانية في مجتمع كان هو اول من وضع بنود وقوانين في التاريخ؟ هل بدأ التاريخ يجري بصورة معاكسة لقوانين والمنطق الذي كان يسيرعليه العالم لحد الان؟! هل انقلبت القوانين الفيزيائية والكيميائية والرياضيات ليحصل ما يحصل اليوم في مدينة الموصل.

لماذا يقدم رجل ما بخيانة صديقه الذي عاش معه كل ايام حياته، في المدرسة كان  يجلس على نفس الصف والرحلة ، ويعيشون في نفس الشارع ، يلعبون معا حتى ساعات متأخرة من الليل، صورهما في السفرات المدرسية تملء  البوم كلاهما، كم مرة ومرة التقوا في السوق وشربوا الشاي في المقهى معا وتبادلوا الحديث والنكات المصلاوية القديمة.

 في ايام العصيبة اثناء الحروب والحصار التي مرت بها  العراق  في القرن الماضي ( حرب ايران وكويت ) كان المسيحي مثل اخيه المسلم الشيعي والسني والكردي واليزيدي واقفا على الحدود يصون الوطن  ويصد طلقات العدو بجسده، ينامون في خندق واحد، ياكلون معا، وتخلط دمائهم معا بعد استشهادهم !! .
وحينما كان يأتي وقت ذهاب وجبة من المجازين الى اهاليهم،  كان المصلاويون اكثر جماعة  تعاونا فيما بينهم ، حيث يرسل كل واحد رسائل والمال والحاجيات الى اهله عن طريق صديقه من ابناء مدينته، المسلم مع المسيحي والمسيحي مع المسلم وهكذا دون التمييز،  لم يكن هناك من يفكر هذا مسلم او هذا مسيحي لن يثق به او لن يقدم له هذه الخدمة.

 وكم مرة حدث كان الضابط المسلم يتوكل على صديقه المسيحي ابن ضيعته في ايام الهجوم ويوصيه ان لا يتركه اذا ما حدث اي مكروه مثل  جرحه او استشهاده ليأخذه الى اهله ، بربكم يا اخوتي من العسكريين كم مرة استشهد مسيحي في معركة  من اجل انقاذ صديقة المسلم  اوحدث بالعكس . ارجو من الذين لديهم ذكريات وشاهدوا مثل هذه الاحداث يكتبورا لنا عن قصصهم وحكايات بطولاتهم معا ، كي يكشفوا للمُضلينَ ان المسيحي لا يحمل بذور الشر لاي مسلم  و لن يؤسس امبرطورية مسيحية جيدة على انقاذ الحضارات القديمة. بالعكس المسيحي خميرة السلام والمحبة والتعاون والاخلاص للوطن واهله من دون تمييز ولا يريد سوى حقوقه كمواطن لهذا الوطن.

 اما في ايام الحصار لا احد يستطيع ان ينكر كيف كانت مساعدات الكنيسة الكاثوليكية (كريتاس) التي تأتي من طيب الذكر  البابا يوحنا بولص الثاني الذي وقف ضد امريكا ضد غزو العراق عام 2003، توزع على ابناء المحلة من المسلمين والمسيحيين وغيرهم  بالتساوي وحسب الحاجة.

انها معضلة حقا ان يغدر ويقدم على قتل صديق الطفولة والمدرسة من دون  وجود سبب!!!! او ان يسمح بقتله دون رحمة ولا يدافع عنه لانه اقلية او ضعيف بسبب دينه او قلة عدد قومه او لان اخلاقه وايمانه يحرم عليه قتل الاخرين حتى اثناء الدفاع عن نفسه. لان المسيحي ابن النهرين ليس امريكيا او اوربيا او غيرهم كما يتوهم البعض وانما صديقك ابن محلتك،  ابن بلدك.
  حيرتنا تأتي من السكوت الكاتم والمبهم من اصحاب النفوذ بالاخص رجال الدين المسلمين. لماذا يسكتون على هذا الظلم؟ّ هل الدين الاسلامي يقبل بهذا التعدي؟ !!
 يجعلنا ان نفسر سكوت معظم المسؤولين من الحكومة والبرلمان ورجال الدين ورؤساء العشائر وقادة الجيش عن ما يحصل هناك وبطء حركتهم في ايجاد الحلول  انهم موافقون على ترحيل المسيحيين لانهم خائفون منهم كي يصبحوا اداة استعمار جديد للعراق .
ليطمئن كل من يفكر بهذه الطريقة ان مسيحيي العراق لم ولن يخونوا وطنهم واهلهم كما حصل في كل الازمان ولن يطلبوا ولن يحلموا سوى بعراق ديمقراطي لا يمييز بين المواطنين بسبب الدين او القومية والمذهب اوالعشيرة او المنطقة ..

 نحن نعرف مدى صعوبة الظروف التي يمر فيها العراق، ونعرف هناك ايدي قذرة من الخارج تعمل هذا الاعمال الشنيعة. ولكن عتبنا على اخوتنا من اهال الموصل  لماذا لم يكن هناك صحوة من ابناء العشائر يحمون المدينة وضواحيها من الغربان الغريبة وافاعي الخبيثة التي تبعث سمومهم بين اهالي هذه المدينة.

 لماذا يقف ابن الموصل المسلم  مكتوف الايدي ولا  يعمل اي شيء، عندما يرى النار تحرق بيت جيرانه المسيحي او يقتل جيرانه المسيحي دون سبب او ذنب؟ الا يخافون على ان ينقلب  هذا الشر عليهم ؟ لان رغبة الشر هي كالنار لا حدود  لها  تصل حيث ما تجد النفوس الضعيفة  او تنعدم النفوس او الروح الخيرة. فاذا كان اليوم بيت جيرانك يحرق ،غدا سوف يلتهف النار بيتك . وهل تعرفون يا قتلة اخواننا  ان الله لا  يمييز بين الناس بسبب اديانهم بل على اساس اعمالهم وضميرهم الداخلي والتزامهم بالعمل الخير اتجاه الاخرين دون التمييز!!!.

 نعم انها معضلة عندما يعمى الانسان لا يدافع عن شرفه المتمثل ببيته واهالي  بيته وضيعته ويترك صديقه الذي تربى معاه منذ الطفولة ان يقتل امام انظاره وامام الجامع الذي يصلي فيه لله  كل مساء  من قبل مجهولين او زملاء او معارف له دون ان يتحرك دون ان يدافع عنه دون ان يحاول ايقاف هذه الجريمة !! اين هي مشاعر الانسانية والضمير والحق والعدالة والقيم صفاة الحميدة في مثل هذا الانسان؟
اين النخوة والشجاعة والشهامة العربية لدى اهالي موصل؟ هل يحق لنا تفسير سكوتهم علامة الرضا عن ما يحصل؟!!!!
انها اكبر معضلة  في عصر الحديث عندما يظن البعض ان الله الذي خلق كل الموجودات التي تُرى ولا تُرى  هو الههم وحدهم وليس الها للاخرين، ولا يحق للاخرين عبادته او ذكر اسمه! أليس في مثل هذا التفكير شيء من الجنون؟!!!

 انا مؤمن 1000% من كل الاسلام ليس اشرارا.
انا مؤمن معظم مسلمي مدينة موصل ضد الجرائم التي تقع على المسيحيين والاديان الصغيرة الاخرى.
نعم  للمسيحيين اصدقاء كثيرين من السياسين الشرفاء ورجال الدين الاسلامي الحكماء.
نعم هناك الكثير من الكتاب والمثقفين والاعلاميين و اداريي المواقع ( بالاخص صوت العراقي وعراق الغد والايلاف والجيران) الذين ينشرون كلمة الحق ولا يسكتون على الظلم. نعم هناك  الكثير من رجال القانون و الجيش و الامن لا يقبلون ان ينزل التعدي على حقوق الاخرين مجرد لانهم مختلفين عنهم في الديانة.
 ولكن عدم التدخل وعدم تحركهم الان لن تجلب مواقفهم لاهلنا اي فائدة.
لذلك نطالب كل من هوصحاب ضمير انساني، ان يترجم مواقفه الى الواقع وبوضح وبسرعة لان اهلنا ( الذين هم اهلكم) يذبحون ونحن لا نملك غيركم  في هذا اليوم الاسود ان نستنجدي.

 




425
                    يا ابناء جلدتي، ألم يكفي ما حل بكم بعد؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
4/10/2008

من يكون مراقبا لرد فعل شعبنا في هذه الايام على الغبن والغدر الذي لحق به من اخوته من القوميات والاحزاب الكبيرة في العراق بعد الغاء قرار 50 الذي كان يعطيه الحق في اختيار ممثليه في مجالس المحافظات قبل اسبوعين يتعجب من الرد السريع الذي اتخذته جميع الهيئات المدنية والاحزاب والكنائس والكتاب. فموجة بعد موجة من الشجب والتنديد بقرار البرلمان ملئت مواقع شعبنا والمواقع العراقية بصورة عامة . حتى رؤساء الكنائس لم يسكتوا على الغبن بل طالبوا هيئة الرئاسة بالتدخل وارجاع حق شعبنا وحق  بقية الاقليات اليهم.

على الرغم من الفاجعة الكبيرة التي لحقت بنا، وعلى الرغم من الخيبة والشعور والاحباط  من جراء هذا القرار الذي كان يملئ مجالس شعبنا هنا في المهجرالا اننا كنا  فرحين بهذا الرد السريع والشجاعة الكبيرة  التي اقتدى بها بعض من قادتنا السياسين والاحزاب والهيئات المدنية ورؤساء الكنائس ومعظم الكتاب لهذه المصيبة. حيث رصت الصفوف ووحدت الاهداف وانطلقت المسيرات والمقابلات والمقالات والبيانات. حتى اخوتنا العرب والاكراد هنا في المهجر وقفوا معنا في هذه المصيبة الكبيرة بعد ان وجدوا ان كل واحد منا تخلى عن شعاراته وقرارته ومقاطعته واحد للاخر كما  كان في الماضي و اتفقوا جميعهم ولاول مرة في تاريخهم الحديث على عدم السكوت عن سلب حقهم بل رفع اصواتهم عاليا الى ان وصل الى اخر بقاع العالم ومكاتب رؤساء الدول الكبرى.

لكن بعد مرور اسبوعين بدأت بوادر الضغينة والاحاديث الفارغة والاتهامات غير المبررة تخرج في مقالات وبيانات بين احزابنا. حيث بدا ترشاق الكلام ينطلق من جديد بينهم في وقت غير مناسب وكأنه  بقدر ما يتحاربون بين انفسهم بذلك القدر نحصل على حقوق شعبنا!!!.
أليس معيب بنا جميعا لحد الان بأنه  لم يرجع حق شعبنا اليه، وانتم رجعتم الى الجدالات الفارغة العقيمة التي لم نستفيد منها، بل كانت هي السبب الاول في نكساتنا ومصائبنا وسلب حقوقنا لا سيما القرار الاخير للبرلمان العراقي؟.

ألم تسألوا انفسكم يا مسببي الشقاق ما ستترك هذه البيانات والاتهامات والاختلافات  تأثيرا على قضيتنا القومية؟ نحن لم ولن نسأل من منكم على الحق؟ اومن منكم اكثر كلاما في مجالس السياسيين؟ اومن منكم اكثر دهاءا في قراراته؟  بقدر ما نسأل من منكم اكثر اخلاصا والتزاما بقضيتنا؟  من منكم اكثر شجاعة لقول الحق في وجه الاخرين؟ من منكم اكثر استعدادا للتضحية من اجل قضايا شعبنا؟ من منكم اكثر عطاءا للمجتمع العراقي باجمعه؟  ومن منكم اكثر مشاركة في صناعة القرارات الانسانية في العراق الجديد؟

اخوتي الاعزاء
كما قلنا في الماضي، ان عددنا لا يقبل اكثر انقساما ، لسنا بعدة ملايين مثل اخوتنا العرب او الاكراد لكي نتزاحم معا بهذا العدد من الاحزاب والهيئات. مئات المرات سمعتموها من اعدائكم قبل اصدقائكم اوابنائكم بدون وحدتكم وجودكم  يبقى في خطر.
الوحدة يجب ان تتم بينكم مها يكون ثمنها والا  زوالكم جميعا اتِ قبل ان يبلغ فجر هذا  الليل  المظلم الذي يمر فيه العراق؟

يا ابناء جلدتي الا يكفيكم الخذلان والجرائم  وسلب الحقوق والاهانات التي لحقت بنا؟ الا يكفي هذا القدر من التشتت و دماء الشهداء و بكاء الامهات الثكالى ودموع الايتام وحزن ومصائب الارامل ؟ الا تجعلكم كل هذه الشرائح من المجتمع وكل هذه المصائب ان تتخلوا عن الماضي المرير بينكم!

بربكم قولوا لي الا تشعرون بالحرج امام من نلوم او نطالب اعادة حقنا في قرار الكوتا ما تقومون به الان. اليس ذلك مناقضا للواقع والاحداث التي نمر فيها؟
قولوا بماذا  سيفكروا اعضاء البرلمان عنكم. الا يسال السياسيون العراقيون بعضكم ، اذا اعيد لكم حقكم ، كيف سيتم اختيار ممثلي شعبكم ؟ كيف ستكون الانتخابات وفرز الاصوات؟
الحقيقة اقول لكم ان اصدقائنا وجيراننا سوف يضحكون علينا حتى غروب الشمس!.

كنت  اتوقع مثل غيري من ابناء شعبنا ان تجعلوا من الغاء قرار 50 مناسبة ودرسا بليغا لكم جميعا،  لا بل يجعلكم ان تتحدوا اتحادا حقيقيا بعيد عن المزايدات والاتهامات بينكم. كنت اظن انها مناسبة ملائمة ان نطالبكم باقامة مؤتمر شامل بينكم حول قضيتنا القومية و فيه يتم وضع الاهداف والاولويات لمستقبل شعبنا باتفاقكم جميعا ويتم وضع مبادئ العمل القومي التي يلتزم بها الجميع. ومن ثم طلب الدول الاقليمية والامم المتحدة والامم الاوربية والولايات المتحدة لاقامة مؤتمر حول مصير شعبنا
 ولا زلت انتظر ذلك منكم  لانني مؤمن  بان الوحدة ليست بعيدة عن ايديكم  بل يمكن ان تحصل في اي لحظة ان شئتم!!!!!!



426
                           هل عاد زمن حكم قرقوش على شعبنا  في هذه الايام ؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
26 ايلول 2008

عندما يلتقي الانسان مع اجنبي له اطلاع على تاريخ الحضارات الانسانية  ويسمع انك من ارض الرافدين تراه متعجبا و متلهفا لسماع كل كلمة تقولها عن هذه الحضارات. وعندما تقول له انك تستطيع التكلم بلغة الاصلية لهذه الحضارات فأنه يعبر عن احترامه واجلاله لاصحابها ويقول لك في النهاية ، من هناك بدأ تاريخ الانسانية.

هذه هي صورة بلاد الرافدين لدى مثقف الغربي ، فكل كتاب اطلس او عن تاريخ الشعوب وتاريخ الحضارات تراه  يبدا من بلاد الرافدين او على الاقل يتناول في فصوله حضارة سومر واكد وبابل وكلدان واشور والاراميين بصورة كافية .

اما تاثير الفكر الديني والعلمي فلا يستطيع ان ينكره ، فقط نسأل من يستطيع ان ينكر بان فكرة الالوهية اصلها من بلاد الرافدين؟!!!! ولا يعرف قيمة هذه الفكرة واهميتها في تطور الفكر الانساني  الا رجال الدين والمفكرين والفلاسفة وعلماء الاجتماع.

بيت القصيد على الرغم من مرور قرابة 7000 سنة على ولادة هذه الحضارات و على الرغم  مرور 2500 سنة من زوالها الا ان اصحابها  لا زالوا باقيين كاقلية في العراق (بلاد الرافدين).

ان معظم الامم والدول التي شاركت في ازالة نظام الدكتاتورية في العراق بعد ان طلب قادتنا السياسيين الحاليين منهم تحرير العراق كان على اساس ولادة جديدة لشعب العراقي على ان يضمن الحقوق و الحرية والديمقراطية لجميع ابنائه.

بعد خمسة سنوات يظهر لم تغير اي شيء  من وضع الاقليات فيه سوى خروجهم  من ليل مظلم ودخولهم في ليل اخر اشد ظلاما. وماهي بوادر الكتل الكبيرة والقوميات والديانات الكبيرة في الغاء وجود اصحاب الحضارات القديمة ودياناتهم الا برهانا على نظرة التخلف والقبلية و التعصب الدينية المتزمة التي تناقض  الحقيقية والمبدا الاول الذي كان لهم حينما طلبوا من الغرب اسقاط  نظام صدام حسين هي النظرة السائدة، لا يوجد تغير واقعي ملموس لا بل كأنه زمن حكم قره قوش عاد على شعبنا!!!!!!.

هناك عدة مناسبات اوحت لنا ان معظم (ليس الكل) الاخوة العرب بكلا القسمين العرب والسنة والاكراد ليس لهم اي اهتمام كافي باخوتهم من الاقليات لا بل البعض منهم يريد التخلص منهم او قلعهم واجبارهم على الهجرة الى الخارج.

وهنا بعض من هذه المناسبات:-
اولا  في مقدمة الدستور هناك غياب واضح عن وجود الحضارات القديمة ودورهم في تاريخ بلاد الرافدين بصورة متعمدة. كلنا يتذكر نشيد الوطني في زمن الدكتاتور  صدام حسين والذي كان قصيدة للشاعر شفيق الكمالي،  كان يبدا بذكر هذه الحضارات والامم.

ثانيا  الحرب الاهلية التي حدثت بين الشعية والسنة (بتحريك من ايران وسوريا وغيرها من دول العربية)  دفع شعبنا حصة الاسد منها حيث تم ترحيلهم بصورة اجبارية  في البصرة ومعظم المحافظات الجنوبية وفي بغداد اجبروا على ترك بيوتهم في اكبر تجمع لهم في منطقة الدورة وفي الموصل لا زالت القوى الخارجة  من القانون تلاحق المسيحيين وتهددهم كما حدث قبل اسبوع ولم تقوم حكومتنا بايء شيء ملموس في كل هذه المناسبات حتى الادانة والشجب  كانت مختفية من شفاه بعض اصدقائنا!!!!

ثالثا  اكثر الاحيان السياسيين وحتى قادة بعض الاحزاب الكبيرة يصفون هذه القوميات واصحاب هذه الديانات بالجالية وكأنهم نزلوا من المريخ. الامر الذي يوحي بأن وجودنا هو وجود طارئ في نظر هؤلاء في العراق.

رابعا  الغاء وجود ممثل لهم في المفوضية المستقلة المشرفة على الانتخابات
 بصورة مناقضة لما كان متفق عليه في الدستور

خامسا   كان القرار الاخير الذي الغى نظام الكوتا الذي اعظى الحق لهم باختيار ممثليهم في مناطق التي يعيشون فيها الان.

هذه الاخبار المؤلمة التي حدثت لشعبنا لا سيما في زمن التغير والحرية و الاحلام الوردية  جعلت كثير من ابناء شعبنا يفقدون الامل بأخوتهم من العرب والاكراد فهاجروا عنوة. ولا زال نصفهم في سوريان واردن وتركيا ويونان ولبنان كمهاجرين لاجئين فاقدي الحقوق الانسانية لحد الان لم نسمع الا بطلب دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بعودتهم الى بيوتهم مثل بقية العراقيين ولكن لا توجد اي ضمانات بتفريخ واعادة بيوتهم لهم ولا تعويضات ولا مساعدات كافية  .

لذا نطالب السادة اعضاء البرلمان و السيد رئيس الجمهورية  ورئيس الوزراء وحكومته وقادة الاحزاب الكبيرة والاخوة الكتاب الاحرار والمفكرين وكل من يؤمن بان العراقيين اخوة على الرغم من اختلافاتهم الدينية والقومية اعادة الحق لشعبنا واعطاء ضمان له بن حقه لن يسلب كما سلب في الماضي ، هذا الشعب الذي شاركهم عبر التاريخ في السراء و الضراء.

 

427

                              المواقع العراقية وهموم الناس
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
21 ايلول 2008

خلال الايام القليلة كانت المواقع العراقية مزدحمة بثلاث مواضيع مهمة رئيسية هي مذبحة قرية صوريا اثناء حركة الكردية سنة 1969، والغاء عضوية النائب مثال الالوسي من البرلمان العراقي والاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة.
مذبحة قرية صوريا التي ذهب ضحيتها  38 شخصا بريئا بصورة همجية وبربرية لم يشهد تاريخ العراق الحديث مثلها. لا زالت اثارها البشعة في اذهان الكثيرين من ابناء شعبنا الذين شهدوا وعاينوا اثار الجريمة بأنفسهم ، ففي ذكرى هذه المناسبة المؤلمة، التي مر عليها 39 سنة، هذه الجريمة النكراء التي قام بها الملازم الاول الجحيشي. اسأل قادتنا السياسيين الذي يزعمون انهم جاءوا لكي يزيلوا الظلم عن الشعب العراقي بأجمعه، اين موقفهم في هذه الجريمة النكراء؟  فالامم الاوربية تطالب الحكومة التركية (خليفة الدولة العثمانية)  باعترافها بمذابح الحرب العالمية الاولى ضد القوميات التي كانت تقع تحت حكمها بالاخص الارمن بعد قرن من الزمن. دفعت المانيا وربما لا زالت تدفع ثمن  الحرب العالمية الثانية للشعوب التي احتلتها بالاخص لليهود بسبب المذابح التي اقامها هتلر ضدهم . ايطاليا اخيرا قدمت اعتذارها مع التعويض لليبيا مقابل ايقافهم الهجرة اللاقانونية من اراضيها لاوربا. اليابان دفعت ثمن حربها على الصين وغيرها من الامثلة في التاريخ .

 هنا اسأل ما هو موقف الحكومة العراقية ومجلس حقوق الانسان في العراق ومحاكمها؟ على الرغم من مرور اكثر 5 اعوام ونصف من تغير نظام صدام حسين لحد الان لم تتطرق اية جهة عراقية الى مذبحة قرية صوريا، واذا كان الجحيشي حيا يرزق فعلا، أليس من باب العدالة ان يقدم للمحاكمة مثل غيره من المجرمين في النظام السابق الذين قاموا بجرائم ضدالاخوة الشيعة في الجنوب والاهوار وضد الاخوة الاكراد في حلبجة او الانفال. اذا كانت سنين عمره تعفيه من المحاكمة حسب قوانين الدولية، على الاقل كان يجب ان يقدم للمحاكمة لمعرفة اسباب جرمه وحقده الدفين ضد هؤلاء القرويين الابرياء كي يتم استبيان الحقيقية وكيفية حدوثها .

الموضوع الثاني كان الغاء عضوية النائب مثال الالوسي من البرلمان العراقي من قبل زملائه المعممين بسبب زيارته لاسرائيل. لقد اقام البرلمانيون العراقيون الدنيا واقعدوها على زيارة مثال الالوسي لاسرائيل وحضوره لمؤتمر دولي  بشأن مكافحة الارهاب هناك بحضور عدد ممثلين من دول عربية عديدة. كنت اظن ان العراقيين يكرهون كل شيء كان احبه صدام حسين لكن ظهر لي الان ان ذلك ليس صحيحا ابدا خاصة في قضية فلسطين.
لقد قلتها مرات عديدة ان المجرم صدام حسين ادخل العراق في ثلاث حروب مدمرة وخاسرة واخيرا حفر قبره بسبب قضية فلسطين بدون ضرورة، فلا اعرف  (كما سأل عدد من الاخوة الكتاب في مقالاتهم ) هل نحن فلسطينيين اكثر من اهل فلسطين؟ هل نحن اصحاب قضية فلسطين الشرعيين؟ ام هناك شعب اسمه الشعب الفلسطيني هو مسؤول عن قضيته؟ لماذا العراقيون اذكياء ومجتهدين في حل مشاكل الاخرين و مهملين في تعمير بيوتهم ووطنهم؟.
فاذا كان هؤلاء الذين صوتوا لعزل الالوسي فعلا اصحاب  موقف وكلمة ومبدأ كما يقولون ليقوموا بقطع كل الاتصالات بكل نظام او هيئة او شركة او بنك او شخص من الدول العربية وغير العربية التي تتعامل مع اسرائيل، لتقطع كل الدول العربية( فلسطينين ومصر واردن وقطر ومغرب وتونس واخيرا سوريا التي تتفاوض مع اسرائيل) اتصالاتهم مع اسرائيل، اعذروني ان قلت نحن عراقيون نبقى دائما خاسرين اذا استمرينا في هذه العقلية.

الموضوع الثالث الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة .
ان قادتنا في الحكم الان والذي كانوا قبل بضعة سنوات في المنفى والذين كنا نحلم بولادة جمهورية افلاطون على اياديهم في وطننا، جمهورية مثالية غنية من تجارب العالم الحديث ، والذين كنا نظن انهم سيعيدوا تاريخ العراق المُشرق بناة الحضارة للانسانية الاولى من جديد، انهم يدركون اكثر من اي شخص من ان امريكا لم تأتي للعراق(لسواد عيونهم مثلما يقول المثل الشعبي ) لاجل تخليص العراقيين من ظلم اشرس دكتاتور في القرن العشرين بدون ثمن ولن تنسحب بدون ان تقبض ثمن عملها. فلماذا اللف والدوران في حلقة مفرغة؟ لا يستطيع احد ان ينكر بأن الخطر لا زال قائما على العراق من كل الجوانب لا سيما من دول الجوار (ايران وتركيا والدول العربية) والحرب الاهلية والطائفية التي مر فيها الوطن والتي هي الان على مشارف انتهائها لم تكن تحدث ان لم تكن ايادي قذرة فيها .
لماذا لا تتم هذه الاتفاقية بصيغة توافقية قبل ان تجلب لنا مشكلة جديدة ونعلم على اليقين ان الشياطين كثيرون حولنا!!!.
 يجب ان تسأل حكومتنا المركزية نفسها ماهي الاوليات لديها؟  اليست وحدة العراق، النظام الديمقراطي الفدرالي، العدالة في تطبيق القوانين الدولة بدون تمييز على اساس طائفي او مذهبي او قومي او طبقي ، تطبيق حقوق الانسان بالاخص حق التفكير وابداء الرأي والعبادة، العدالة في توزريع الثروات، القضاء على الفساد والرشوة وسرقة النفط ، وبداية عصر جديد من التربية والتعليم يعلمنا كيف ان نتخلص من العقلية الدكتاتورية والاستبدادية التي دخلت الجينات الوراثية لدى اجيالنا ، تبني عقلية قبول الاخر واحترام رايه على الرغم من وجود الاختلافات بيننا، والمواطنة الصالحة التي تنظر للانسان العراقي بنفس الدرجة والقيمة والايمان المطلق بان الدين لله والوطن للجميــــــــع.

ان كنت اشك قبل الان في كثير من الاشياء، بالتأكيد الان لن اشك من ان الذي يبني بيت جيرانه قبل بيته هو انسان ابله. واللبيب  من الاشارة يفهم.
 



428
                          ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري للكنيسة الكلدانية
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا
15/8/2008

 ملاحظة مهمة
 اريد ان اؤكد ان اقتراحي بإقامة مؤتمر كنسي الان، لم يكن هناك اي دافعا او اي غرضا له سوى حرصي كأحد المؤمنين والعامليين في الكنيسة بكل اخلاص لأكثر من 30 سنة.  كذلك لم يدفعني اي شخص لطرحه، بالعكس انتظرت طويلا ربما عدة أشهر واخذت المشورة من بعض اصدقائي الكتاب والمثقفين المقربين عن صحة الفكرة. كلهم كانوا يعتبرونها فكرة ايجابية وضرورية للنظر فيها من قبل المسؤولين وبالأخص في الوقت.

الكنيسة هي ام روحية لكل المؤمنين، كم شهيدٍ وشهيد سكب دمائه من اجل حمل شعلتها وتعاليمها والحفاظ على اسمها بين الامم الوثنية، وكم رسول ضحى بحياته لمجدها ونقل كلمة معلمها الاول يسوع المسيح. لا نريد الاطالة عن دور الكنيسة العريق التي هي أعرق مؤسسة في تاريخ الانسانية.

ان الكنيسة الكلدانية هي أحد فروع الكنيسة الشرقية القديمة (كرسي مدائن او قطيسفون) التي كانت لمدة خمسة قرون الاولى جزء من كنيسة الواحدة (قبل الانقسامات). كانت متعاونة مع كراسي الكنائس الاخرى (روما وأنطاكية واسكندرية وقسطنطينية واورشليم). اجبرت على تبني المذهب النسطوري بعد سيطرة الدولة الساسانية على بلاد الرافدين وعموم دول الشرق.  لا حبا بهم او رغبة منها في الدفاع عن هذا المذهب، بل كي يتم استبعادهم وتنافرهم عن الكرسي الرسولي في روما وبقية الكنائس التي كانت ضمن الدولة الرومانية في حينها. لكن بعد ألف عام تقريبا من الانفصال عاد قسم من ابنائها الى حضن كنيسة الام الجامعة (روما) فحملوا اسم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وتشكل اليوم هذه الكنيسة ثلثين من حجم الكنيسة الشرقية القديمة.
بعد مرور أكثر 13 سنة على المؤتمر الاول للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الذي عقد في بغداد في زمن المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد 1995 الذي بقت معظم قراراته حبر على الورق نتيجة الظروف الداخلية للعراق في حينها ولغيرها من الظروف لا نود طرحها في هذا المقال.

في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الكنيسة الكلدانية، وبسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة وبلادنا الام العراق بصورة خاصة وبعد ان هجر حوالي 40 % من ابناء كنيستنا الكلدانية وجدنا انه من مسؤوليتنا وضميرنا كتابة هذا المقال الذي فيه نشجع الاباء الاساقفة والاكليروس والمؤمنين مواجهة المشاكل التي ولدت نتيجة الظروف العصرية فنطلب منهم الجلوس معا لإعداد واقامة مؤتمر جديد للكنيسة. فيه يتم دراسة دستور وقرارات المجامع التي تسير عليها الكنيسة اليوم والتي اصحبت بعضها قديمة جدا لم تعد تفيد هذا العصر ولا تعالج نوعية مشاكله.

نحن نتساءل امام كل هذه التحديات والمصاعب والمشاكل التي يعرفها ابناؤها من الاكليروس والمؤمنين، ألم يحن الوقت لإقامة المؤتمر الثاني للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية؟ الا يرى اباؤنا الاساقفة وغبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي انه الوقت المناسب لفتح ملفات الكنيسة وحل مشاكلها العالقة وتجديد قوانينها وادارياتها كي تفتح المجال امام رجال الاكليروس من الشباب في حمل رايتها في هذا العصر، فيتم تجديدها ودفع عجلة تقدمها الى الامام بروح معاصرة على ضوء ما قُرر في المجمع الفاتيكاني الثاني؟

من جانب اخر لو دققنا خلال تاريخ الكنيسة الكلدانية في القرن الاخير، وبعد المؤتمر الاول للكنيسة الكلدانية نرى ان الكنيسة هي بحاجة ملحة فعلا الى مثل هذه المؤتمر لا سيما بعد ان حدثت بعض مواقف فيها ضبابية واحداث جديدة وانقسامات في مواقف الاكليروس امام الرأي العام الذي ترك وسيترك اثرا كبيرا على ايمان ابنائها الذين اصحبوا اليوم في حالة مقلقة جميعا، سواء كانوا في بلاد الام العراق حيث يوجد الكرسي البطريركي او الابرشيات والكنائس المنتشرة في أكثر من خمسين دولة في العالم.

الاصلاح الاداري ليس معناه يجب ان يشمل تجديد كل شيء او التخلي عن القوانين الكنسية في المجامع الكنيسة الشرقية  القديمة كلها، ولا يعني التخلي عن المجامع المسكونية التي اقامتها الكنيسة الكاثوليكية الجامعة  ولا اتخاذ قرار عقائدي لاهوتي  جديد او اعادة النظر في قضايا لاهوتية حول طبيعة وشخصية المسيح كما حصل في الماضي..

كل ما هناك نطالب بأجراء تجديد في طريقة ونظام الادارة.  كذلك نود ان نؤكد فكرة التجديد هي ضرورية لان الحياة تقدمت في جميع المجالات وتغيرت المفاهيم الفكرية والادارية في كل المؤسسات العالمية حتى طريقة التعامل في الحياة العامة. لذلك من الضروري اجراء دراسة عن مسيرة الكنيسة في هذا العصر ويتم معالجتها بحسب قوانين ملائمة لهذا العصر.

إذا كانت التغيرات التي شملت كل المجالات قام بها الانسان نفسه وذلك الانسان هو ابن الكنيسة ومؤمن بتعاليمها فلماذا لا يتقدم ويتطور النظام الاداري فيها وما الخوف من اجراء التغير الاداري اللازم والضروري فيها؟، على ان يكون تحت شعار (وحدة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية هي امانة في رقبة كل ابنائها)
 
من الضروري ايضا ان يكون هناك توافق بين الاباء المطارنة واعضاء السينودس والكهنة على اقامة والمشاركة في هذا المؤتمر والاستعداد لإنجاحه والالتزام بالقرارات التي يتخذها.  ان يكون هناك قناعة تامة لدى الجميع ان مثل هذه الخطوات هي صالحة مفيدة للكنيسة.
المقترح الاخر هو ان يشارك العلمانيين في المناقشة واتخاذ القرارات كما حصل في الكنيسة المارونية قبل بعض سنوات.
 وهذه بعض اهم المحاور التي نقترح ان يتم مناقشتها في المؤتمر (يمكن تغييرها او الاضافة عليها)

اولا اجراء تغيير في النظام الادارة المالية للكنيسة:
ان يجري تغيير في نظام الادارة المالية في الكنيسة الكلدانية بصورة عامة. في كل الابرشيات ووكالات البطريركية بحيث تصبح هناك لجان مشكلة من موظفين مختصين ورجال منتخبين من الاكليروس والعلمانيين ورؤساء الابرشيات، على ان يكون لهذه اللجان الحق في التصرف واتخاذ القرارات.  ويتم انتخابها بصورة شرعية من المؤمنين وبموافقة راعي الابرشية.
الغرض من هذا الاقتراح فتح المجال امام الاباء الكهنة كي يتفرغوا لخدمة القضايا الروحية والصلوات والمرضى والتعليم والنشاطات الدينية في الكنيسة مثل الندوات والاخويات والحلقات والدورات اللاهوتية.  من جانب اخر يكون هناك نظام عالمي موحد في جميع كنائس الكلدانية وتعلن سنويا ميزانيتها وتسلم للجان الجديدة حسب وثائق وانظمة داخلية.



ثانيا اجراء تطبيق نظام التدوير في خدمة الاكليروس في الكنائس
يجب اعطاء الفرصة المتساوية لجميع اباء الكهنة الافاضل للخدمة في كل الكنائس في الداخل والخارج. لذا نقترح ان يتم تطبيق نظام التدوير لخدمة اباء الكهنة في الخورنات داخل كل ابرشية او يمكن تطبيقه على نطاق اوسع بين دول المهجر لوحده او في العراق والشرق الاوسط لوحده، وفي نفس الوقت يتم تطبيق هذا النظام على الاساقفة الكرام.

ثالثا اجراء تغير في نظام انتخاب الاسقفية
لكي يتم التخلص من نفوذ القبلية والعشائرية وان لا تتكرر مشكلة الانقسام التي حدثت في الكنيسة الشرقية في زمن ال ابونا وبقية الاكليروس.  يجب ان يتم تغير نظام انتخاب الاسقف عما هو عليه الحال الان. فاخذ بنظر الاعتبار نشاط الكاهن الراعوي ومستواه الثقافي ودوره الرائد بين الشبيبة، وروحانيته وتعلقه بتطبيق تعاليم الكتاب المقدس في الحياة اليومية، وحمله للشهادات العليا، ومقدرته على تحمل المسؤولية، واهم من كل هذا ان يكون له درجة عالية في اطاعته للكنيسة الام والسينودس المقدس.
كذلك من الضروري ان يتم انتخاب الاسقف بموافقة جميع اباء الكهنة لهذه الابرشية، وبموافقة اغلب المؤمنين المهتمين والعاملين في الكنيسة وبالإضافة الى الشروط الاخرى قد يضعها اعضاء مجلس السينودس. على ان يكون التفضيل للمرشح من نفس الابرشية في حالة وجود شخصية مرشحة ومؤهلة من بين كهنتها.

رابعا الاهتمام بدور العلمانيين
الكنيسة الكلدانية وان كانت خلال نصف القرن الماضي قد اعطت الضوء الاخضر للعلمانيين للعمل داخل الكنيسة الا انها لم تعطي الاهتمام الكافي واللازم لهم ولم يثمن دورهم و ولم يسمع صوتهم في اي قضية لا سيما في القضايا الادارية  للكنيسة  فكلما اراد كاهن ما ايقاف اي شخص من العمل في الكنيسة كان يتم دون التفكير بضرورة الحفاظ عليه مهما كان لذلك العلماني دورا مهما في الكنيسة. فهذا الدور المطلق لآباء الكهنة في ادارة شؤون الكنيسة يجب يتم تغييره. على الاقل ان يضمن عدم خسارة جهود ابنائها لا سيما الذين ضحوا او يضحون من اجلها.

خامسا التعليم والتثقيف
يجب ان يتم وضع منهاج موحد للتعليم المسيحي في ارض الوطن وكذلك وضع منهاج لائق ومناسب لكنائس التي هي في المهجر على ان يكون مشبعا بصورة كافية من مواضيع الكتاب المقدس واسرار الكنيسة المقدسة وتاريخ الكنيسة وحياة القديسين وشهداء المشرق والتربية الاجتماعية وتعليم اللغة الكلدانية الضرورية للحفاظ على الطقس وتعاليم الكنيسة وتراثها الروحي وقيم مجتمعنا.

سادسا الطقس والالتزام بتعليمات الكنيسة
الطقس الكلداني هو ثمرة جهود ابائنا العظام في تاريخ الكنيسة، هو ارث الاهم لا بل الارث الوحيد الذي تركه لنا ابائنا الروحانيين ، لكن مع الاسف اصبح  اليوم مهملا وممزقا، مترجما ، متقطعا حسب نظرة الكاهن او راعي الابرشية، واصبح كل كاهن حرا فيما  يختار  منه بحيث في بعض الاحيان اصبح خيوط الربط بين فقراته مفككة، و الكاهن الزائر لكنائس الاخرى يجهل اية مقاطع يجب ان يلتزم بها ، واية مقاطع محذوفة او يجهل النظام الخاص بهذه الكنيسة الامر الذي يتنافى مع المعقولية وكأن كل كنيسة اصحبت امارة لوحدها  لا يربطها شيء بغيرها. فيجب ان يتم تثبيت الطقس ويجب الالتزام به من قبل الكل كما هو حال الطقس اللاتيني، في حالة وجود ضرورة الى تجديده يجب ان يتم ذلك بموافقة السينودس وجميع اباء الكنيسة.

سابعا
تأسيس امانة خاصة بسسينودس المطارنة المقدس
يجب ان يكون هناك امانة خاصة تابعة لسينودس المقدس مهمتها استلام التقارير والرسائل والشكاوى وتنظيمها وتوثيق قرارات السينودس وحفظها مع تشكيل لجنة من موظفيها تقوم بزيارة الابرشيات والكنائس لاطلاعهم والشرح لهم عن قرارات السينودس. كذلك تنظيم الوثائق والاقتراحات والشكاوى والاستفسارات المقدمة للسينودس القادم. على ان يكون امين السر لسينودس مخول حسب الدستور الداخلي لممارسة عمله بحرية تامة.

ثامنا تأسيس امانة خاصة بآباء الكهنة
يجب ان يكون هناك نظام اداري عام يربط بين جميع الاباء الكهنة في الخارج والداخل ويتم تشكيل هيئة منتخبة من بينهم كل سنتين ويكون الدور الاساسي الاهتمام بشؤون الاكليروس ومساعدتهم على حل المشاكل الخاصة بهم سواء كانت مشاكل روحية او مالية او اجتماعية او ثقافية. كذلك توفير الرعاية الكاملة للآباء المتقاعدين وكذلك تأسيس صندوق خاصة لإعانة اباء الكهنة المتقاعدين او المرضى.

تاسعا اقامة دورات تثقيفية ورياضات روحية
ان اقامة رياضات روحية ودورات تثقيفية ولاهوتية والاطلاع على اخر المستجدات الفكرية والادارية في كنائس العالم والاطلاع على كيفية التعاطي مع مشاكل العصر امر مهم لرجال الاكليروس في خدمتهم، لذلك يجب ان يكون التزام بالحضور بين كل سنتين في مثل هذه المؤتمرات من اجل تثقيف ذاتهم على ان تكون هذه المهمة معطاة لكلية بابل وبتعاون مع البطريركية والشخصيات المهتمة بهذا المجال.

عاشرا تأسيس مكاتب خاصة تابعة لكرسي البطريركية
البطريرك هي اعلى سلطة في الكنيسة لذلك يجب ان يكون هناك مكاتب ودوائر وموظفين مختصين في عملية ادارة الكنيسة الكلدانية تابعة لمكتبه، حسب اختصاصات عملها وهذه مقترح لاهم امانات يمكن تشكيلها :-

1   امانة مختصة بقضايا القوانين
مهمتها اجراء الاتصالات مع الدولة العراقية او غيرها من الدول التي فيها ابناء الكنيسة الكلدانية والدفاع عن حقوق المؤمنين حسب قوانين الدولة العراقية ودستورها وحقوق الانسان والمحاكم التشريعية والقوانين الاقليمية او قوانين الدول التي يعيش ابناء الكنيسة الكلدانية.

2-امانة مختصة بخدمة اسرار الكنيسة السبعة
مهمة هذه الامانة الدارسة والاهتمام وتطوير وتثقيف المؤمنين عن اهمية ممارسة هذه اسرار الكنيسة بصورة نظامية وحسب تعاليم الكنيسة كذلك الاهتمام بالمشاكل الخاصة في ممارستها وايجاد محاكم كنسية لحل مشاكلها.

3   امانة التربية والتعليم المسيحي
 لا اعتقد هناك شخص مؤمن لا يعرف اهمية هذه اللجنة (كما وضحنا في اعلاه)

4   امانة لادارة املاك ومالية الكنيسة و مشاريعها ( كما ذكرت في فقرة الاولى)
هذه امانة مهمة في الوقت الحاضر، حيث يتم حفظ التقارير السنوية من كافة الابرشيات والكنائس والوكالات البطريركية ويتم توثيقها، كذلك ان يكون هناك امانة عامة لأملاك الكنيسة تابعة لمكتب السينودس تقوم بإجراء تدقيق لحاسبات جميع الكنائس والابرشيات وسجلاتها وشرعية تشكيل لجانها وتدقيق تقاريرها وترفع هذه الامانة تقريرها لسينودس المطارنة الدوري كي يتخذ القرار المناسب إذا استوجب الامر. كي تسهل عملية نقلها بصورة سليمة حسب هذه الوثائق بين الاسقف القديم والجديد وكذلك بين البطريرك المنتخب والمستقيل وبين الكهنة اثناء تنقلاتهم.

الحادي عشر تحديد سن التقاعد للاكليروس
ان يتم تحديد سن التقاعد للكهنة والاساقفة والبطريرك ويتم الالتزام بها وعدم وضع اي حالة استثناء.

429
                             مَن قتلَ الشهيد كامل شياع، سَيقتل العراق كله!         
بقلم يوحنا بيداويد
26/8/2008
ملبورن/ استراليا

على الرغم من عدم معرفتي بشهيد الكلمة الحرة والثقافة العراقية  (كامل شياع)  الا من خلال وسائل الاعلام ، الا ان خبر الغدر به ملئني  حزنا، هذا الحزن الذي تكرر مرات ومرات على  مدى خمس سنوات الماضية على ما جرى في العراق لاهلنا .

لقد كتب عنك يا شهيدنا الكبير ،اصدقائك ومعارفك  المقربين امثال د. سيار جميل،  و د. عبد المنعم الاعسم، ود. كاترين ميخائيل،  ويوسف ابو الفوز،  ووداد فاخر وغيرهم  كلمات  واشعار رثاء التي تليق مقامك ، فأنت تستحق اكثر من ذلك ،  لانك الرجل الوطني الذي ابى ان يترك العراق الا ان يسقيه اما  بفكره او بدمه .

  في العراق الذي كنت تريد ان تبنيه، هناك حوار ولكن حوار من نوع اخر، حوار الطرشان او العميان ، نعم ان الحوار الموجود في الاروقة السياسية  العراقية والمجلس النيابي ومجلس السياسي وغيرها من المجالس الكثيرة الفارغة  من المعنى هو حوار الطرشان اوحوار العميان،  لانهم لم يبحثوا عن حل الحقيقي بصدق. لم ولن يفكروا في ايجاده اذا استمروا على هذا المنوال في طريقة تفكيرهم.

ويا ليت لم يأتوا على الحكم، فعراق جريح ، حزين ، فقير، مكبل، بيد  لص واحد  لكنه موحد لاهله  في مصائبهم،  افضل بكثير  من عراق ممزق، مقسم،مسروق من لصوص كثيرة، محكوم من عملاء لالذ اعدائه، والقتال بين ابنائه اصبحت حالة مرضية، وهويته الجغرافية  على وشك الزوال على يد الغرباء ، واحيانا اصوات طبول الحرب تدق  من بعيد !!!!!!!!
 
حوار الطرشان لانهم يسمعون الحقيقية ولا يُسمعون انفسهم ، فكأنهم غير معنيين بمفاهيم الوطنية والاخلاص له وتحمل المسؤولية ، لانها من المصطلحات التي كان صدام حسين اصم اذانهم  بها من كثرت تكرارها على مسامعهم، لذلك كرهوها ونبذوها اخلاصا  منهم  للوطن!، لانهم لا يريدون توريث او اكتساب اي صفات من الجلاد، وليبقى الوطن في احتراق في زمن حكمهم !!!.

وعميان لانهم  يشاهدون ويقراؤون ويتطلعون عبر وسائل الاعلام على كل  ما حصل ويحصل في العراق منذ خمس سنوات وضمير المسؤولين في اجازة مرضية او نزهة تفسحية . فدماء الشهداء والمثقفين والسياسين والفقراء والاطفال والمصلين والجنود وطلاب الجامعات والمدارس وكل فئات واصناف المجتمع العراقي  لازالت تسيل في الشوارع ، ولازال قادتنا السياسين في صراعاتهم  ونقاشاتهم  وجدالاتهم الفارغة البعيدة عن الواقعية ومفاهيم الوطنية الحقيقية.

كلمة اخيرة نقولها في هذه المناسبة الاليمة،  هل طريق تطبيق الديمقراطية في العراق فقط يحصل في اسالة دماء ابنائه؟ وهل  مطلوب من كل وطني وملتزم بالثقافة والقانون والعدالة والمعرفة وحرية التعبير عن  الرأي ان  يكافئ بقبول اكليل الشهادة  في النهاية ؟
 ام ينطبق علينا القول  ( مع المعذرة للشاعر ابو قاسم الشابي):
  ليالي كل الشعوب تنجلي        وليل عراقنا ظلامه ابدي

كامل شياع ، انت شهيد كل العراقيين، اسمك منقور على جدارية الشهداء العراق الاوائل المتميزين من امثال بولص فرج رحو وكثيرين اخرين ، بسبب موقفك  الرجولي واخلاصك للرسالة الثقافية العراقية .

ليرحمك الله ويخمدك في جناته ، ولاهلك ولاصدقائك الصبر والسلوان، وللعراق الجريج اكليل الشهادة مرة اخرى. 

430
                              كركوك مدينة النار الازلية، هل ستحرق اهلها في النهاية؟!!
بقلم : يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
5ايلول 2008

كركوك او كرخ سلوخ، مدينة النار الازلية، هل ستحرق اهلها في النهاية؟ لعله عنوان مخيف، لكنه لابد ان نتسأءل عن سبب الذي جرى والذي يجري.مرة اخرى  فهذه المدينة الازلية هي تحت انظار العراقيين والعالم فهم يحبسون انفاسهم وكأنهم يراقبون قنبلة موقوتة على حد قول احد الكتاب. لا اريد ان احكم على المواقف السياسية التي تؤيد او تعارض الحاقها بأدارة اقليم كوردستان او بقائها في حدود الدولة العراقية المركزية او الفدرالية. لان نظرتي لحل المشكلة العراقية تختلف جذريا عن الاخرين، فلا افضل تقسيم العراق على اساس اثني قومي او ديني او عشائري او طائفي كما يبدو تسير الامور الان، لكن افضل ان يكون تقسيم العراق على شكل  ولايات فدرالايات وطنية عادلة و على اساس توازن اثني بحيث يحافظ هذا التوازن في كل ولاية على الذي بجانبها و تجعل من ان يكون السلام والامن  حتمي على الكل وفي كل الازمان في كل شبر من ارض العراق، وان يكون حق المواطن وواجبات الملقاة على عاتقه هي الحجر الاساسي في بنود الدستور و كل قانون شُرِع او سيُشًرع في العراق مستقبلا.

لنسأل قادتنا الايكفي خمسون عاما من الغليان وسيلان الدماء في اتون الحروب الخاسرة ؟ الا يكفي من الدمار والترحيل القسري والجرائم والمذابح ؟ الا يكفي مليون شهيد ومفقود ومليون ارملة واربعة ملايين لاجئ في المهجر؟ الا يكفي مرور عقود من الجهل والظلم والعنف والحرمان على اطفال العراق؟
الاف اسئلة تراود مخيلة كل عراقي، ألم يحن الوقت نتوقف قليلا  ونفكر و نسأل انفسنا من المسؤول عن كل ما حصل اليوم بعدما كنا نُحمل الجلاد صدام حسين عليها ؟ الا يمكن ان نكن نحن جلادون ايضأ؟!!!. أليس من المهم ان نعيش بسلام وامان وكرامة وبوجود  قانون عدال يحمي حقوق المواطن ، وسلطة تشريعية وتنفيذية تحمي الانسان العراقي من الاجرام الذي عاشه ابائنا واجدادنا منذ الدولة العثمانية (  الرجل المريض) الذي جلبت لنا سياسة فرق تسد وابو ناجي الانكليزي المستغل او فكر الارهابي من القاعدة او او الفكر القومي الناصري المفرط  او الثورة الاسلامية الايرانية ونرجسيتها؟

ايها الاخوة العراقيين من القادة السياسيين والمثقفين  وكل مواطن مخلص لارض العراق، الا يكفي من ان تكون حياة الانسان العراقي  سلعة رخيصة الثمن في نظرتنا نهتم بالمال اكثر من الارواح. انتم على دراية تامة من ان العراق يعيش على بحر من نفط التي تكفي لعيش ابنائها ( 25 مليون نسمة)  لمئة سنة،  فلماذا اذن الحروب والقتال والثورات والاستبداد؟ لماذا الصراعات الداخلية البعيدة عن الرؤية البعيدة عن قيم وحقوق الانسان؟ ام  اننا مصابون بمرض الحروب ووصلت الى درجة تأثرنا بها الى ان نتوارثها مع جيناتنا الوراثية.

الحوار ثم الحوار، لا اثمن من السلام. لا مستحيل امام الشمس. فكل شيء ممكن، ولعلكم تعرفون جيدا كيف كان الناس العاميين يضحكون على افكار العلماء في القرن التاسع عشر ويعدون تحقيقها ضرب من الخيال ، ها نحن نعيش قرن الواحد والعشرين، ونشهد على الانجازات العلمية  لهذه الافكار التي كانت تعد ضرب من الخيال، كحقيقة واقعية نلمسها، ونشهد كيف اصبح العالم قرية صغيرة؟ والاغرب من كل هذا يمكن الاتصال بأي مؤسسة او حكومة او في اي نقطة من العالم خلال ثانية واحدة عن طريق موبايل. الا يجعلنا كل هذا ان نعيد التفكير في حساباتنا واستبدال طريقة التفكير المعتمدة  عندنا مثل التسلط  والتعدي على حقوق الاخرين والاجرام والقتل والحروب،  في النهاية استحقار قيمة حياة الانسان نفسها؟

ايها الاخوة العراقيون معظم الحروب هي من اجل المصالح الاقتصادية او بالاحرى من اجل الحصول على المال في نهاية الامر، ونحن العراقيين اموالنا في جيبنا (وطننا) وفي ايدينا وتكفينا  لسنين طويلة. فقط نحتاج الاتفاق على توزيعها بالتساوي.  فلماذا الحروب والاصطدام والنزاعات الدموية. كل ما نحتاجه هو التمسك بوحدة الوطنية والتخلي عن مفاهيم القومية ونزعتها الشوفينة وتدخلات الخارجية سواء كانت  اجنبية اوعربية او تركية او ايرانية التي كانت جميعها سوية سببا لحروبنا في القرن الماضي   . 

لذلك اعتقد ان العراق يمر في امتحان مصيري صعب مرة اخرى، فعجبي هل سنختلف في تفكيرنا عن طريقة تفكير صدام حسين وحزب البعث؟!! ام اننا نعيب الاخر على العود الذي في عينه و نغض النظر عن الذي في اعيننا  كما قال المسيح؟!!  فهل سنقع في نفس الخطأ ؟ ام نكون تعلمنا من هذه التجارب دروسا بليغة  تبني حياتنا جميعا كعراقيين؟ ونُحترم قيمة الحياة ونُحرم القتال وحب المال على حساب المواطنين البسطاء؟!! . لذلك اظن ان حل مشكلة مدينة كركوك  ستكون مقياسا  لوطنية كل العراقيين بدون استثناء؟!!


431
                              هل نعيش في عصر  شعاره (الغاية تبرر الوسيلة!)
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
20/7/2008

في هذا الزمن الصعب  المحشو من كثرة الرغبات والطموحات الشرعية والغير شرعية، هذا الزمن المستعجل بوسائل الاتصالات السريعة التي ملئت العالم من المعلومات الرديئة المتخبطة بحيث لا يستطيع العقل غربلتها وتفسير محتواها المتناقض بسهولة ، هذا الزمن المثقل من المشاكل والهموم وطموحات االفردية والتي خلقت بيئة  متصارعة متناقضة مع بعضها، اعادت على ذاكرتنا قصة احتيال الكذب على الصدق  (1).

في القرن الخامس عشر كتب نيكول ميكافيلي (1467-1527 م) كتابه المشهور (الامير) واهداه الى الامير الايطالي لورنز في عصر النهضة الاوربية. في هذا الكتاب يعطي ميكافيلي الدروس لهذا الامير المسكين كيف يستطيع ادارة شؤون مقاطعته بطرقة مكرة دون اعطاء اي اهمية  للقيم الدينية والانسانية والاخلاق الاجتماعية والقوانين الطبيعية. فرفع  شعاره المشهور (ان الغاية تبررالوسيلة). فاصبحت هذه  القاعدة  الذهبية لكل الطغاة فيما بعد.
منذ ذلك اليوم اصبحت شهرة الكاتب والكتاب واسعة على الرغم من حرمانه لفترة طويلة في اوربا. ويخبرنا معظم المؤرخين ان معظم الشخصيات الدكتاتورية التي جاءت في التاريخ قرات واستخدمت تعاليمه  ضد شعوبهم امثال موسليني (كانت اطروحته في الدكتوراه عن الميكافيلية) وهتلر وستالين وصدام.

 لكن بعد خمسة قرون فرخت الميكافيلية  فلسفة البراغماتية الامريكية التي اعادت سبك الفكرة نفسها بطرق قانونية و اساليب حديثة.(2).

كل انسان في هذا الحياة لا بد ان  يلاقي بعض من الصعوبات، والتجارب التي لا يرغبها.
 ربما تكون هذه الصعوبات هي  الصليب الذي يطلبه الله منه ان يحمله ، او مهمة  او التضحية التي يجب ان يقوم بها في حياته. نعم حياة جميلة،  لكنه بدون عطاء اناء   فارغ. وان الوصول الى القيم الانسانية وتطبيقها  هي الغاية المثلى  والثمار او الطموح الاهم لكل شخص متشبع بها  كي نعطي لحياتنا معنى و نترك لها اثرا،  كي نصبح احد الاحجار المهمة في بناء يالذي يكون هيكل للقيم الانسانية في التاريخ.

قد تأتي الرياح بما لا تشتهيها السفن كما يقول المتنبي،  لكن الانسان المتسامي في القيم الانسانية والمسيحية لا يؤمن ابدا  ( بان الغاية تبرر الوسيلة)،  بل هي خطئية كبيرة ومميتة اذا ما رجعنا رسائل البابا بندكتس السادس عشر الاخيرة (3).

والاهم من كل هذا مسيحيتنا تطالبنا بأن نكون نعطي اكثر من قيم الانسانية نفسها،  فكيف نقبل  ان يكون مبدء ( الغاية تبرر الوسيلة )  هو الطريق في حل معضلات التي نواجها في حياتنا؟ صحيح ان الانسان حينما يولد يكون كومة من الرغبات الذاتية الفردية  لكن بمرور الزمن يُطلب منه ان يصبح  نبيا ومصلحا في ومبشرا بالقيم الموضوعية والانسانية في بيئته.
........................................................................
1   يقال في قديم الزمان، حينما كان الناس على بساطتهم القروية، ولم تكن هناك  وسائل لكشف الخداع متوفرة. قرر كل من الصدق والكذب الذهاب الى البحر للسباحة. فوضعا ملابسهما جنبا الى جنب، ونزلا في البحر الواسع ليستمتعا بالسباحة.
وفيما كان الصدق مؤتمنا على صديقه الماكر على غير عادته، كان الكذب يراقب صديقه ( الصدق) كي يجد فرصة  ليختفي عن انظاره. وحينما سنحت له الفرصة ، رجع الى الشاطئ ولبس ملابس الصدق واختفى بين الناس.
لما اكتفى الصدق من سباحته، حاول البحث عن صديق (الكذب ) فلم يراه رجع الى الشاطئ لم يرى هناك سوى ملابس الكذب. فأضطر الى ان يرتديها مسرعا بالبحث عن الكذب بين الناس .
ومنذ ذلك اليوم اصبح الناس لا يميزون بين الكذب والصدق.

2      يقول (ساندرس بيرز') مؤسس المذهب البراغماتي (اواخر القرن التاسع عشر)  ان جدوى اي مشروع وفكرة تتحدد في نتائجها.

3   المصدر مقدمة مجلة الفكر المسيحي الاخير.

432
                                   اية ازدواجية يعيشها شعبنا؟
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
12/7/2008

لدى كل الامم هناك فئات مختلفة متصارعة فيما بينها من اجل دفع عجلة الحياة   الى الامام عن طريق ايجاد سبل اكثر سليمة وقويمة حسب مقولة (ان الاختلاف غنى) فهو امر جيد . في تاريخ كل الشعوب هناك ازمات بعضها وقتية واخرى مصيرية، ازمات مثل زغات مطر الصيف انية وازمات خطرة قد تبيد الشعب بأكمله اوتزيله من الوجود.

لدى كل الشعوب هناك احزاب ومفكرين وحكماء واصحاب نفوذ  مبني على المال او القبلية (اسم العائلة) او الطائفة او الدين ولكن لدى كل الشعوب ايضا  مقومات ومبادئ اولية (غريزية) يفجر منها بركانا من الطاقة الثورية في شعور افرادها حينما يمس وجودها خطر خارجي.
اما شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) سورايا او الرافديني او النهريني ،شعبنا الذي انقسم اهله على اسمه يفتقر الى الكثير من هذه المواصفات عندما يتم مقارنته مع قياس الامم وشعوب العالم الاخرى الحية.

لا يفيد الحديث  كثيرا عن اعمال وبطولات اجدادنا ان لم نأتي باعظم منها اليوم.  فاذا كان اجدادنا هم بناة الحياة الحضرية عوضا البدو الرحل، واول من بنى المدن و اول من فكر في فكرة تدجين الحيوانات واوجد الجداول والقنوات المائية والكهاريز واختراع العجلة واسس علم الفلك والرياضيات والموسيقى واهم من ذلك اخترع الكتابة الصورية والمضخة المائية و واول من وضع القانون بين المواطنين وغيرهامن الانجازات (حسب مقال الاخ  الكاتب نزار ملاخا) ، فيجب على جيل الحاضر ان يكون ابدع وامهر واشجع واقوى من اجدادهم في فكره ومشاركته في الحياة كي يبقى حيا من خلال عطائه مشاركته بين الامم.

 يجب ان لا ينظر شعبنا الى انجازات اجداده في الماضي كرصيد دائمي بين الامم او ينبوع ابدي من الخيرات تعطيه الاستثنائية، لان (قانون داروين) قانون البقاء  للاقوى وللاصلح ساري حتى على الشعوب.
 ان شعبنا اليوم يعاني من كثير من الامراض وارجو المعذرة ان اسبب خيبة امل في بعض قرائنا حين ذكرها.

فمن الناحية السياسية ، نحن شعب منقسم على ذاته، ليس انقسامنا وقتي ولا هو سطحي بل انقسام في العمق .

شعبنا منقسم من الناحية الروحية. على الرغم من ان مسيحنا واحد، لكن لكل واحد منا رؤيته الخاصة لذلك حتى على المخلص (يسوع المسيح)  الواحد نختلف اختلافا كبيرا وجوهريا على شخصيته او مبادئه .

شعبنا منقسم على ذاته من ناحية الهوية. على الرغم من الكل يعترف نحن شعب واحد، لكن على طريقته الخاصة ،فالقلة القليلة تعمل لجمع الشمل، لان لكل واحد  مسطرته واهدافه وطريقة اختياره لمؤيده.

على الرغم من ان الجميع يعرف ان مصيره مرتبط بمصيره اخيه من غير تسمية او طائفة او غير حزب اوغير مذهب اوغير قبيلة الا انه لا يتنازل احد عن مواقفه المتطرفة الى المعقولية والواقعية ورؤية المصير المحتوم .

شعبنا يموت في حب الوطن  وما احلى صور اشعاره والحانه ،  لكنه  ايضا يعشق المهجر والدولار والحياة الغربية والوحدة والسيارات والمظاهر والبيوت الكبيرة الفاخمة والحفلات العالمية  والمظاهر ثم المظاهر.
شعبنا لا يستطيع ان يختار قائد مصيري له لانه غير موحد، غير متفق على مبادئه، بالاحرى لا يعرف ما يريد،  فالكل قادة او بالاحرى لم يتعود ان يجد نفسه موحدا.

شعبنا يحب البطولات والشعارات والقصص الخيالية والاحلام الوردية فهو مصاب بالنرجسية التاريخية لا في حب ذاته بل في حبه لتاريخ اجداده، لكن مواقفه وتصرفاته الفردية كلها تتجه نحو الانانية والمصلحة الذاتية.
 
شعبنا لا يميز بين الصدق والكذب ، بين الباطل والحق، بين الازدواجية والمبدئية، بين الانتهازية والثورية، بين مبادئ الايمان الحقة والوثنية. شعبنا مصاب بمرض الازداوجية.

لهذا تراودني الشكوك احيانا في استمرارية وجود شعبنا كشعب حي، اظن انه يمر في طور مصيري، بسبب بدء زوال المقومات الاساسية لديه هما لغة الام  والوطن اي حب الهجرة بعيدا عن الوطن ا(ذا اعتمدنا على النسب).

لهذا ندق ناقوس الخطر مرة على العقلية وطريقة التي يفكر فيها الجميع، فعلى الرغم من الاختلافات لكن هناك قواسم مشتركة، هناك المبادئ الاساسية التي يجب الاتفاق عليها من قبل الكل.  (ان لم تكن هناك يجب اقامة مؤتمر شامل لوضعها).

 فارجو من قرائنا ان لا ينتظروا النجاحات الكبيرة والكثيرة في المستقبل القريب (اذا استمر الحال كما هو)  بل ليتهيؤوا لملاحظة الموت البطيء (اعني فقدان الهوية) الذي بدأ يسري في عروق امتنا .


433
                        عندما يصبح الله مخلوقا من يد انسان؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
5/7/2008

من اصعب المواقف التي يمر فيها المجتمع الانساني اليوم هو ان يكون الانسان خالق القضية، وخالق المبادئ وخالق القيم وفي نهاية يكون هو نفسه خالق الله (الهه) .

يقال عن الاسكندر المقدوني عندما قتل والده ملك فيليب كان لا يزال طالبا يدرس على ايدي  الفيلسوف الاغريقي المشهور سقراط يدرس الفلسفة، فورث كرسي والده واصبح ملكا لبلاد مقدونيا والدويلات التي كانت تحت سيطرتها بين ليلة وضحاها. وحينما استطاع هذا الشاب اليافع المملوء من الحكمة الفلسفية ان يسخر علمه وحكمة  استاذه (ارسطو)  في ميدان الحروب وساحات المعارك و هزم دارا الفارسي في عددة مواقع واجتاح الامبراطورية الفارسية ووصل الهند  وحدود منغوليا ، اصبح حديثا للعالم ، وحبكت اساطير كثيرة عن بطولاته . فيقال حينها امتلا اسكندر من الشعور بالغبطة والعظمة والكبرياء، فنكر انه ابن ملك فيليب ونكر انه انسان، بل  قال انه ابن الله ابولو (اله الاغريق) على غرار كلكامش في بلادنا ما بين النهرين،  ولذلك استطاع تحقيق هذا الانجاز الكبير ( فتح الشرق الى حدود منغوليا خلال عشرة سنوات).

يعني ان انسان اليوم لا زال نفسه منذ ان وجد او وعى وجوده ، منذ ادم الاول ، الى اسكندر الى اليوم ،  لم يتعلم من الدروس الدينية ولا الفكرية ولا العملية الحقيقة ، وهي ان الحرية لا تعني الا المسؤولية ثم المسؤولية، ولا مجال امام الانسان ان يسير وراء اهوائه بدون مراعات مشاعر البيئة المحيطة به. ولهذا في الدول المتقدمة هناك الحرية الكبيرة لكن هناك التزام بالقوانين العامة ولامجال لتغاضي عن من لا يلتزم بها. لذلك هناك السعادة والسلم والامان، فاذن المسؤولية تدخل الى الانسان منذ نعومة اظافره في ممارسة الفكر والاسلوب الصحيح في طريق التعامل في الحياة العامة. ولهذا مجرد ان يكتشف الانسان انه على خطأ يتجرأ وبكل اخلاص  يعتذر عن خطأه  ,  Sorry.
وبالمقابل يقبل الاخر اعتذاره بكل رحابة الصدر وينسى الامر ويعمل الجانبين لتصحيح الخطأ حسب القانون.

  ان الانسان الاول (ادم وحواء)  اراد ان يكل من التفاحة ليتخلص من اوامر الله ولما كان له الحرية في اتخاذ القرار، وقع خياره على امتلاك حرية المطلقة  ( البحث عن الوصول درجة الالوهية ومن ثم التحرر من طبيعة الانسانية)
فمشكلة الانسان الاولى اليوم  هي  نفسها منذ جدهم الاول (ادم) . فسقوط القيم والمبادئ الاخلاقية والدينية في مجتمع الانساني امر مخيف، قد يرجعنا الى زمن قانون الغابة. فهل حل اليوم  الزمن الذي قتل فيه  الانسان الله كما قال نيتشه في كتابه هكذت تكلم زرادشت قبل 150 سنة تقريبا ، لان له الحرية ان يزيل القيم بكل انواعها من قاموس حياته.

فحذرا من المضئ وراء نيتشه وتلاميذته في مفاهيم فارغة تبعد الانسان من مجتمعه وتزرع الانحلال الخلقي فيه، وحذارا من مفهوم الحرية المجرد من القيم والمسؤولية.
 وحذارا من التصرف بما يعود للمجتمع العام  ويعطي الانسان الحق لنفسه بأنه له الحرية في اتخاذ القرار والتصرف بما لا يعود له ، بل لا يعود لاحد وانما يعود للجميع.
 لان السعادة ليست دائما في الامتلاك الاشياء التي تملك القيم المادية وانما احيانا تكون السعادة في التجرد و اكتشاف الحقيقة  او الدفاع عنها اوالسير في نهجها.
حذارا من يصل كل واحد منا الى درجة يظن له الحق له ان يخلق  اله الذي يؤمن به، او كما تطلب رغباته وغرائزه.





434
                    الموضوعية في مقالات الكاتب ابرم شبيرا عن الكلدان.
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
13/6/2008

لقد قرات المقالات الثلاثة للاخ الكاتب ابرم شبيرا التي نشرها على صحفات عنكاوا كوم وعدد اخر من مواقع شعبنا. كذلك قرات مقالات الرد عليها من قبل كتابنا الاعزاء . النقطة المهمة يجب ذكرها هنا هي ان هذه الطريقة  من النقاش هي حضارية جدا وبناءة  وصحيحة للتبادل الثقافي او  تقديم نقد للفكر السياسي بين الكتاب او السياسيين بغض النظر عن محتواها الايجابي او السلبي .

 المهم  انتهت  المقالات الثلاثة بنتيجة غير عادية اذا تم مقارنتها مع المقالات السابقة لبعض الاخوة من الكتاب الاشوريين الذين تعودوا الى تهميش الكلدان او تصغيرهم او وضع اللوم عليهم او الغاء وجودهم تماما.

انتهت المقالات بصيغة رجاء وامل في ايجاد ارضية مشتركة بين مكونات شعبنا المختلفة ( بحسب التسميات فقط ) منطلقين من الوحدة الفتية الحاصلة بين الكنيستين في كالفورنيا في امريكا بقيادة المطران الفاضل مار سرهد جمو والمطران الفاضل مار باول سورو لتقوية الوحدة بين ابناء هذا الشعب الممزق كنسيا وقوميا.
 وهذه بعض الملاحظات النقدية الاخرى لمقالات الاخ شبيرا ارجو ان يتقبلها مني بروح اخوية .

اولا   للحق اقول وجدت في طرحه  الكثير من الموضوعية  في عدد من النقاط التي ذكرها  على الرغم من وجود اعتراض او وجهة نظر مختلفة من قبل عدد من كتابنا الكلدان الاعزاء مثل حبيب تومي في قضية مذبحة سميل وعلاقتها بالموقف المشرف لاهالي القوش في حينها  وهذا امر طبيعي.
 
ثانيا   حاول الكاتب ابرم شبيرا  تقديم دراسة تاريخية عن ظهور القومية الكلدانية بصورة مفصلة ، على الرغم من محاولته لشمول بحثه البعد التاريخي لظهورها  الا انه كان مُركزا على الفترة الاخيرة  بعد عام 2000 اي فترة قرب زوال نظام صدام حسين ، متجاهلا وجود الكلدان  في التاريخ قبل مئات السنيين وكذلك لم يتطرق الى جهود الكتاب المعروفين اورجال الاكليروس الكلدان امثال ادي شير واوجين منا، ويوسف حبي  والمثلث الرحمة البطريرك مار بولص شيخو وروفائيل الاول بيداويد والاب ابونا البير ابونا وغيرهم.
وكذلك  لم يتطرق الى اي سياسي كلداني في العصر الحديث من الذين شاركوا في الحركة السياسية العراقية وهم كثيرون، ولا في القضية القومية لشعبنا وان كانت تحت الاسم الاشوري. ففي ذلك الامر لا اتفق مع الاخ شبيرا، انا لا ادعي  هنا ان الكلدان رفعوا لواء الحركة القومية قبل او اكثرمن الاشوريين  ولكنهم لم يتخاذلوا كما يتصور البعض دائما (1).

ثالثا  حاول الكاتب في نهاية بحثه ان يبني الجسور بين مكونات شعبنا، مبعدا نفسه من التطرق على الاختلاف اللاهوتي بين الكنيستين الكاثوليكية والنسطورية ، كذلك ابتعد عن تصقيل الصورة الاشورية على حساب الكلدانية او تكثير الطعن او المدح الزائد في الكلدانية الامر الذي فيه كثير من الحكمة والموضوعية في طريقة النقد الصحيح للموضوع. 

انا اتفق مع الاخ شبيرا كثيرا، يجب مساندة فكرة الوحدة الكنيسة التي بدأت في امريكا ، لان احدى اهم المعضلات امام وحدة شعبنا هي وحدة الكنيسة الشرقية .

نعم حان الوقت ليدرك جميع الاخوة من الاشوريين والكلدانيين والسريانيين، لامجال امام امتنا لبقائها على الوجود بدون الاتحاد بينهم  مهما كلف الامر لاي جهة او اي حزب او اي كنيسة. وان يعترف الجميع  بوحدة الشعب بغض النظر عن الاختلاف في التسميات ويتعامل معها الجميع بصورة موضوعية بعيدة عن التعصب الاعمى  والنظرة الحزبية الضيقة التي لا تقود الا لزوال الجانبين.

 حان الوقت لنكون واقعيين جدا جدا، كذلك يجب ان نكون صريحين بدون محاباة وعدم السكوت  لمن ينفرد بقرار ما يخص الشعب كله على الاقل من خلال النقد البناء في مقالاتنا.

والامر الاهم هوان الانقسام الحاصل بين اهلنا في الشمال ( منطقة كردستان) والاحزاب الموجودة في بغداد في هذه الايام  ليس من صالح احد.
اخذين النقطة المهمة بنظر الاعتبار، الا وهي الخطر المحدق بالعراق  من زحف التيار الاسلامي المتعصب  القادم من ايران وافغانستان وكذلك بوادر تقسيم العراق ان لم تكن الى دويلات ستكون على شكل فدراليات!.  فتوحيد الجهود بغض النظرعن الاختلافات والطموحات الشخصية والحزبية  امر حتمي.

 فالاولوية (كما حصل ويحصل لدى كل الشعوب) يجب ان تكون لمصلحة العراق كوطن واحد لجميع القوميات بدون تفرقة ومن ثم الدفاع عن مصلحة شعبنا عن طريق تمثيله في البرلمان والحكومة ومؤسساته بصورة ديمقراطية ومن ثم وضع الجهود الاعلامية خلفها.

في النهاية اذكر اخوتنا بقول المشهور :

بان رحلة الف ميل تبدأ بخطوة واحدة.

---------
انا لا اذكر هذه الحادثة الا لاول مرة بعد  مرور 27 سنة عليها، لذلك ارجوان لاتؤخذ  من باب حب الظهور ولكن كحقيقة تاريخية حصلت.
 كنت (كاتب المقال)  في الصف السادس الاعدادي حينما وزعت وزارة التربية كتاب الدين الاسلامي (القران الكريم) على الطلاب بصورة اجبارية. كان هناك الالاف من ابناء شعبنا من شماله الى جنوبه قرروا العصيان في حالة استمرار في اجبارهم لدراسته. حينها كنت احد (ربما الوحيد)  من الطلاب المسيحيين (من مدرستنا )دعاه مدير اعدادية الشرقية في بغداد (التي كان حوالي نصف طلابها مسيحيين ) الى غرفته  ليشرح لي عن هذا القانون وعن وجوب استلام الكتاب، محاولا اقناعي بأنه لن يكن هناك اجبار لدراسته او الامتحان فيه كمادة جديدة (على اساس ان قانون خروج المسيحيين من الصف اثناء درس الدين للاخوة المسلمين ساريا). لكنني رفضت استلامه، كذلك فعل عدد كبير الطلبة من اصدقائنا واقاربنا في نفس المدرسة وغيرها. وبعد ايام سمعنا بالموقف الكبير الذي قامه به المثلث الرحمة مار بولص شيخو مع طارق عزيز ومن ثم نقل رسالته لصدام حسين الامر الذي اجبر الحكومة العراقية على سحب القرار في النهاية.



435
                       ظاهرة الشيروات في مدينة ملبورن بين ايجابياتها وسلبياتها
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
25 ايار 2008

من يتمعن صفحات تاريخ شعبنا ( الكلداني الاشوري السرياني) او سواريي، لا شك يمتلء من المرارة والالم  بما حصل له خلال 25 قرن الماضية. فمن اعظم امبراطوريتين في تاريخ الامم الشرقية،الامبراطورية الكلدانية في الجنوب والاشورية في الشمال لم يبقى له الا القلة القليلة منهم اليوم في العراق، وبعض شتايت موزعين بين دول العالم ومدنهم الكبيرة العديدة. بسبب الاضطهادات المتكرر عليهم من قبل بقية القوميات المجاورة.

لكن شعبنا كغيره من الشعوب لم تزول عنده الهوية القومية على الرغم  من الفترة الطوية من غيابها، وبعد سقوط كلا الامبراطوريتين ودخوله الى المسيحية غلب طابع الشعور الديني عليه.  لكن حفاظ الكنيسة على اللغة الارامية المتجددة (سريان النصيبين) بثوبها الجديد اللهجة السريانية ومن ثم اللهجة الشرقية والغربية كان اهم عامل لبقاء شعورنا بهويتنا القومية. لكن في الزمن الحرب العالمية الاولى او قبلها، ظهرهذا الشعور المضمور المعتق المتعطش الى اعلان عن ذاته واخراجه الى الوجود من الجديد من خلال نشاطه انذاك!.

على اية حال اذا كان لابد من وضع وصف لحالة شعبنا خلال قرن العشرين، فلن يكون غير هجرة بعد هجرة ثم هجرة، وكانت اخر محطات الهجرة التي وصلتها  مجموعة من ابناء شعبنا هي مدينة ملبورن الاسترالية التي هي ابعد نقطة من بلاد الرافدين.على الرغم من قوة التعريب والترحيل والتهجير التي مارستها حكومات العراقية المتوالية وبالاخص حكومة صدام حسين الاخيرة على شعبنا الا انه لم تؤثر عليه.

هنا بدا جروح شعبنا تندمل، وراح  الشعب يبحث عن ماضيه و وسائل للحفاظ على الهوية الشرقية المسيحية الخاصة به.
هنا في مدينة ملبورن بدات محاولات اعادة المناسبات القروية التي كان ابائنا يحتفلون بها في قراهم قبل اكثر من نصف قرن او اكثر  في شمال العراق. فراح الناشطين من اهالي كل قرية يقتربون بعضهم من البعض الاخر لحماية اولادهم ولزيادة اواصر الارتباط بينهم ولحماية اللغة والتراث والعادات والفلكلور الخاص بهم، فبدأت هذه الجمعيات والنوادي باقامة النشطات الاجتماعية مثل السفرات والحفلات واللقاءات وبالاخص اقامة الشيروات الذي اصبح اهم عمل جماعي مهم تقوم به اهالي القرية لأظهار احترامهم لشفعاء ابائهم وكذلك لاثابت وجودهم بين ابناء الجالية. على الرغم من اي شيرا لاي قديس هو تذكار ديني، هدفه الاول تسليط الضوء على حياة الزهدية والتقشف  والفضائل والشهادة التي قدمها هؤلاء العظماء في تاريخ شعبنا الا ان  الجانب الاجتماعي اصبح مهما هو الاخر في هذه المرحلة من الزمن.

اقامة الشيروات ليس عملا سهلا، لانه يحتاج الى تحضير وتحمل المسؤولية وتخطيط مسبقا. وبمناسبة اشهر الشيروات (الرابع والخامس والسادس ) هنا في مدينة ملبورن، وجدنا من الضروري وضع بعض الملاحظات عامة المهمة امام قرائنا الاعزاء ، الغرض منها ليس الا للتوضيح  النقاط الايجابية والسلبية كي تساعد على الاستفادة منها .

الايجابيات
1- اي تجمع في البلدان الغربية هو مفيد، لان العيش في بلدان رأسمالية امر صعب، بسبب كثرة المسؤوليات والوقت الضيق تجعل اللقاءات فيها قليلة.  في هذه المناسبات، يتم التعارف بين اهالي القرية وعوائلهم واقربائهم و اصدقائهم من ابناء الجالية  .
2- الحفاظ على التقاليد التاريخية لاهالي القرية من الملابس والاكل ونوعية الطعام وطريقة التحضيروغيرها.
3- اعطاء اهمية روحية لحياة القديس ، مثل الحديث عن قصص حياته وظهوراته او شفاعته كي تنتقل للاجيال القادمة كي يتم  اكرامهم باستمرار.
4- اقامت المسرحيات وتمثيليات عن حياة القديسيين، يجعل من الاطفال يحفظون ذكرى المناسبة والغرض منها في ذاكرتهم، ربما بدورهم سوف ينقلونها الى ابنائهم كما فعل ابائهم.
5- تقديم قسم او كل النقود( بعضها نذور) الى الكنيسة او صندوق الفقراء اوالايتام في العراق او ارسالها الى فقراء في العراق اوالى دول الجوار  هو عمل ايجابي وصحيح جدا.
6 - تعلم ابناء القرية الواحدة للتكاتف معا من اجل مساعدة اقاربهم المتبقين في الطريق (دول الجوار)  او العراق وكذلك في مناسبات الفرح والتعازي هي من النتائج المهمة المثمرة لظهور اعضاء هذه الجماعات او الجمعيات.
7-  توجيه دعوة عامة لجميع ابناء الجالية للحضور بدون قيد او شرط امر مشجع يزيد الروابط بين اهالي هذه الجمعيات وابناء الجالية بدون تكلفة .
8-  حضور القداس في الكنيسة قبل القاعة، توزريع الصور والسطرة وزياح صورة القديس واقتبالها من قبل الحاضرين في القاعة امر يزيد التقوى والصلوات واكرام شفيع القرية  ونقل اثار وفضائل هذا القديس للناس عامة. اي انه  ليس فقط حفل بل درس ديني تعليمي للحاضرين جميعا.
9- تحضير الطعام والجلوس على المناضد وحفظ النظام واحترام نعمة الطعام المباركة من قبل الكاهن  وتناولها بصورة جماعية (اكل جماعي) امر ضروري.  شيئا فشيئا يجعل من الاولاد يفهمون معنى والاسباب من اقامة هذا التذكار.
10– حضور الاباء الكهنة لهذه المراسيم واقامة الصلوات الطقسية واعطاء البركة على الطعام يجعل من الناس ينقادون الى الاستمرار في صلواتهم و تقواهم الروحية المسيحية، بالاخص مكانة القديس في قلب المؤمنين  وطلب شفاعته.

اما السلبيات فهي كثير ايضا.  لابد ان نقول مرة اخرى ليس هناك عمل جماعي تقوم  به مجموعة من الناس  يكون كاملا تماما،  وهذا امر طبيعي وليس معيب، لكن الاهم من كل هذا، هو محاولة التغلب على هذه النواقص والعيوب بالدراسة والتحضير الجماعي  والتخطيط المسبق وعن طريق التوعية.
1- المشاركة في تحضير الطعام من كل بيت امر جيد، ولكن التبذير غير مرغوب به، وهذا يقع ضمن عمل اللجنة المنظمة للتذكار واعلامهم وادارتهم.
2- السيطرة على الصوت والضوضاء داخل القاعة والاستماع الى الكاهن والمتكلمين اثناء الحفل هو امر ضروري، لان الشيرا يختلف عن حفل الزواج او الامسية فهو حفل ديني.
3- ترك الاطفال يركضون في القاعة او يلعبون في الساحة الخارجية بدون مراقبة امرمقلق. هذا الموقف جلب للجاليتنا الكثير من المشاكل مثل حرماننا من قبل اصحاب هذه القاعات استخدامها مرة اخرى، مما يجبر المسؤولين صرف مبالغ اكثر في تاجير قاعات اصغر، بالتالي يقل الحضور والمشاركة بسبب الازدحام.
4- عدم اعلام الكنيسة مسبقا، عدم ضبط الوقت، عدم اجراء اتصالات مع جميع اهالي اقرية،عدم  ترك الخلافات  الشخصية جانبا هي من الامور تعيق الجماعة وتؤلم الجميع.
5- الشيروات ليست موضوع او مجال للتباهي وانما هو حفل ديني  فيه شيء من مظهر اجتماعي ، فليس هناك شيرا افضل من غيره سوى في عملية التنظيم والادارة  وطريقة اظهار فضائل هؤلاء القديسين وزرعها في قلوب الحاضرين وبالاخص الاطفال والاجيال القادمة هو الامر الاهم والمقياس الاصح لتقيم اي شيرا.
6- احضار الفرق الموسيقية يكون عمل  مضر به اذا لم تعطي اللجنة المسؤولة  الاهمية الكافية عن تاريخ القديس وشاركت او استمعت الى الصلوات بخشوع واحترام ، لانه سيطغي مظهر الحفل الاجتماعي على الشيرا وهو امرسلبي لانه عكس الغاية الرئيسة من اقامته.
7- اهمال الكبار في السن من نقل خبراتهم في هذا المجال ايضا شيء سلبي ، لان لهؤلاء الاباء قصص وتاريخ مملوء من الذكريات يريدون اخراجها الى الوجود امام ابنائهم واقاربهم.
8- احيانا يحدث عدم الاستماع الى الكاهن بخصوص التوضيحات والقضايا الروحية والالتزام بها خاصة موضوع الهدوء ومشاركة في الصلوات بخشوع  .
9- ترك تنظيف الهول او الاطعمة في المطبخ والساحة وارضية القاعة مع المرافق الاخرى على عدد قليل من اشخاص المنظمين بدون مساعدتهم ومشاركتهم في التنظيف هو امر معيب لانه يزيد الثقل على اللجنة المنظمة قد تضطر الى الغاء الشيرا في السنين القادمة.
10-  الانغلاق على الذات امرغير مرغوب بتاتا من قبل الجميع، لذلك على مسؤولي  هذه اللجان الاهتمام بهذه الملاحظة ، لذلك مشاركتهم و حضورهم  مع الاخرين في اقامة تذكارهم مهم جدا، كي يتم تشجيع ابناء شعبنا للاختلاط معا  وعدم الفصل او التمييز او الانغلاق. لاننا مسيحيون قبل كل شيء، ولا يمكن ان يكون تذكارقديس ما خاص بجماعة معينة وحدها، لذلك حضورنا في المناسبات الاخرى هي عملية اظهار محبة واحترام والتزام بأيماننا المسيحي بصورة عملية .


436
                           من سيقرر مصير شعبنا اليوم ؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
17/5/2008

     لقد كثرت المقالات والكتابات حول موضوع حقوق شعبنا في سهل نينوى في موقع عنكاوا كوم  وغيرها من المواقع لشعبنا. هناك من يؤيد بقوة هذا المشروع على انه الفرصة الاخيرة للحصول على اعتراف من الاطراف الرئيسية من المجتمع العراقي باشراف دولي لولادة اقليم فدرالية او حكم ذاتي او اي نوع ادارة ذات خصوصية لشعبنا المتشتت (1).

وهناك بعض الاخر يظن ان هذا العمل خطر جدا هو بمثابة اللعب بالنار ، ولايريدون اصحاب هذا الرأي المطالبة باية حقوق حتى وان كلف الامر ضياع حقوق شعبنا كاملة مقامرين على المستقبل على امل ان يعتدل وضع الداخلي للعراقث،  وحجتهم هي  انهم لا يريدون الوقوع تحت رحمة الاكراد الطامحون للاستقلال وحينها يضيع كل شيئ  حسب رائيهم  كذلك  ليس بمقدرة شعبنا ان يحل مشاكله ولا المشاكل التي سوف تلد من بعد حصول على حقوقهم الذاتية.

     في الحقيقة يجب ان نكون موضوعيين في هذا الامر، لا شك انه قرار صعب لا بل يمكن ان نقول اصعب قرار له منذ دولته الاخيرة في بابل 538ق م.  لذلك لا نريد مزايدات في هذا الامر، ويجب ان يتخلى الكل من منافع الحزبية والشخصية الان، لان الموضوع اصبح موضوع  الوجود او الزوال والانقراض الى الابد! اوما يشبه المقامرة!

    ان اخطر مشكلة يعانيها شعبنا اليوم ليس بسبب ضياع حقوقه لحد الان على مستوى الحكومة الفدرالي او بنود الدستور  ، و لا  الهجرة القسرية التي فرضت علينا  وتشتت شعبنا بين الدول (2) ، انما  اكبر خطر يأتي من انقسام شعبنا على نفسه، مما جعله مشلولا غير قدار على اتخاذ القرار الحاسم او ذو اغلبية لصالحه ، لا انسى هناك الكثير من الانتهازيين لا سيما في الخارج يتقامرون بشأن اخوتنا في الداخل فلا يبالون باهمية الموضوع ولا يهمه النتيجة في كل الاحوال.

 اننا نظن ان هناك خطر  اتي علينا ، شئنا ام ابينا، ان لم يكن اليوم سيكون الغد، بسبب طبيعة الحكومة العراقية و بنود الدستور، حيث ان العراق لن يعود مرة اخرى الى حكومة مركزية كما كانت في السابق. لذلك يجب ان يكون لنا قرار و رؤية واضحة ، يجب ان نحسم الامر بين انفسنا بدون تدخل خارجي ويا ليت يتحقق المؤتمر العام والشامل الذي يهمس به بعض الاخوة في السويد في هذه الايام.
لم يعد مخفيا على احد فأنا شعبنا منقسم على حاله في عدة طرق:-

 اولا:-
  ان شعبنا  منقسم كنسيا على ذاته، ونحن نعلم جيدا ان الكنيسة  كانت الام وولي الامر لشعبنا في النهي والقبول والتمثيل امام كل السلطات على مر التاريخ لكنها منقسمة لحد الان في هذا الشأن. ولم نجد لحد الان بوادر التوافق والتقارب والرؤية الموضوعية والتضحية المسيحية وتحمل المسؤولية  على الاقل في هذا المجال وليس في  المجال اللاهوتي او القضايا الفكرية.

ثانيا:-
 شعبنا منقسم حسب تسمياته ويا لها من مصيبة، فلا احد مستعد للنظر الى الحقيقة ويراها بعينه التي هي ان ( الاخر) لا يعرفهم على اساس هذه التسميات ولا يميز بينهم مثلما يميزون بين انفسهم،  ويوهم البعض انفسهم  بأدعات وافكار مثالية لم تأتي حتى على راس افلاطون نفسه، فيرى تسميته هي الوحيدة مقدسة وهي  فوق الكل وليس مستعد للمساومة. فكأن العراقيون والعالم والامم المتحدة منتظرون  فقط ان نقول لهم ( هذه التسمية)  المقدسة هي التسمية هي الاصح لنا كي يشرعوا القوانيين والدساتير ويضعونها على طبق مع شهادة اعتراف بحقوقنا وباسم هذه التسمية، وكأنه طابو (3)  لهذه التسمية . يا لغباوة وجهل هؤلاء ، فاصحبت هذه التسمية مثل افيون لهم لا يستطعيون قبول اي حل اخر مهما كان توفيقي. ان مثل هؤلاء هم افة لا فقط على تسميتهم  بل على مجتمعنا كله
ثالثا:-
 شعبنا منقسم بسبب احزابه، حتى وصلت درجة التهم بالتصفيات والتهديدات والتشويهات والويلات وتلعين بينهم ولا اريد ازيد اي شيء على هذا الامر لانه واضح مثل وضوح الشمس. كي لا اصبح سبب شرارة جديدة بينهم. اما شعبنا في المهجر يتصور حاله كأنه في كانتونات خاصة به في هذه الدول بسبب الحرية والديمقراطية والدعم المادي للعوائل، فهم يتصورون انفسهم يعيشون دول هم يسيرونها، لذلك يتوهمون بانهم يستطيعون ممارسة هذه الحرية في العراق ايضا!!!.

جدالا  لنقل ما يقوم به السيد سركيس اغاجان والمجلس الشعبي في اقليم الشمالي والهيئات والاحزاب والمنظمات وكل مؤيدي هذا مشروع سهل نينوى هم خاطئون .  ولنضع في نفس الوقت الحقائق التي لا تقبل الشك امام اعيننا ، ومن ثم ليقرر من يريد يتخد قرار مصير شعبنا،  لكن بشرط واحد يكون منطقيا ومعقولا وامينا مخلصا لشعبنا.

هذه بعض الحقائق التي لا تقبل الشك في الوضع العراقي اليوم والتي هي تحدد مصير شعبنا في الغد هي كالتالي:-

1 - ان امريكا ودول الجوار تريد العراقي منقسما على نفسه داخليا، على الاقل على شكل فدرالي، لاسباب خاصة بها.
 اين هو موقعنا من  هذه المعادلة (4)؟ اي في حالة انقسام العراق الى فدراليات، من يتسطيع يضمن لنا حقوقنا حتى وان كانت اقل ما كانت في زمن الدكتاتور صدام حسين؟!!!. اين كانوا هؤلاء حينما اجبر اكثر من 200 الف من ابناء شعبنا  في الدورة والموصل والبصرة على الترحيل القسري مثل قرار سفر بلك المشؤوم؟ لم يجدوا لنا مخرجا في حينها؟ .

2 -  ان ايران لن تتخلى عن نفوذها في العراق مهما كلف الامر،  والاصح يجب ان نقول انها  هي صاحبة القرار الاخير و ليست امريكا من ناحية الواقعية ولا نحتاج الى البرهان لهذا الامر!!!. لنسأل انفسنا اين مسيحيو ايران اليوم؟ ومن اجبرهم على الهجرة؟

3 -  ان مفهوم الطائفية قد تخلخل في فكر الشعب العراقي ولن يزول او يضمر بسهولة ولذلك حالة الانقسام واقعة
 لا محال (5). فمن يكرم على حالنا ان نعيش بينهم ويحفظ لنا حقوقنا الانسانية فقط وليس السياسية؟!!
فهل نحتاج تجربة جديدة لنتأكد من صحة هذا  الامر؟.

4 - هاجر حوالي 50% من شعبنا  ولم يبقى كثافة سكانية الا في سهل نينوى وكل من وصول الى الدول الغربية على الرغم من عدم رضائه من الناحية الاجتماعية والاخلاقية الا انه ليس مستعدا للرجوع الى الوطن  الا بحالة واحدة يكون في العراق الحرية والمال والسعادة اكبر واوسع من بلد الذي يعيش فيه!!
فلماذا لا نكون واقعيين مع انفسنا؟

5 - هناك 50% من ابناء شعبنا  باقي في العراق لكن بكثافة مركزة  في سهل نينوى خاصة بعد ان اجبر القسم الاكبر من بغداد والبصرة والموصل للرحيل . اليس من حق هؤلاء اتخاذ القرار الملائم بحالهم؟ ام نحن في الدول الغربية نقرر لهم ما يجب ان يعملوا اخوتنا في العراق؟!! ام ننتظر ضربة اخرى على شعبنا  كي يهجر مئة الف مرة ثانية الى الدول الجوار .


 
  ------
1- لا نطمح الى هذا الامر  الا في حالة انقسام العراق الى الفدراليات او اقاليم او دول لا سامح الله من قبل العراقيين جميعا.
2- اننا هنا لا نخفف تأثيرهما.
3 - مستند ملكية في العهد الدولة العثمانية.   
4 -  كما قلنا للوزير الخارجية الاسترالية حينما كانوا في مرحلة الانتخابات الاسترالية الاخيرة.
5 - هذه كانت وضعية دول البلقان لمدة قرون طويلة ولذلك لم تجد الاستقرار الا في زمن تيتو.


437
                        سهل نينوى والامل الاخير لشعبنا
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
5/5/2008

كثر الحديث في الاونة الاخيرة حول مطالبة شعبنا بحقوقه في منطقة سهل نينوى. لاسيما بعدما اصبح من المؤكد بان العودة الى الحكومة المركزية في العراق اصبح  في خبر كان.
حيث ان التغيرات السياسية التي تجري الان في العراق هي كبيرة وسريعة. وان نفوذ الدول الكبرى ودول الجوار كلها هي في صراع بينها من اجل تحقيق مطامعهم في الخارطة السياسية للعراق القادمة.
اما من الداخل بعد خمس سنوات من الحرب الاهلية لم يعد من السهل على مكونات الشعب العراقي العيش معا الا من خلال النظام الفدرالي. حيث اصبح لكل طرف لديه قناعة خاصة بالطريقة التي يعيشها، فالاخوة الشيعة في الجنوب يريدون  ان يكون  لها دولة شيعية ذات نظام الفقه الاسلامي كما هو الحال في ايران، في المنطقة الغربية والموصل الاخوة السنة يريدون نظام اسلامي على الطريقة الوهابية المشبع بالشعور القومي للعروبة.  في اقليم كوردستان الشعب الكردي مع الاقليات الموجودة هناك تريد نظام علماني حر، يميل الى الاستقلال كلما توفرت له الفرصة.
  بين كل هذه المتناقضات وصل العراق الى نقطة اللاعودة. لم يعد هناك حل الا الفدرالية ولذلك  العراقيون يفضلونه اليوم  كي لا يتصادمون معا على الاقل في الوقت الحاضر . وليس من المستبعد ان يتحول العراق بعد سنين قليلة الى دويلات مذهبية او قومية متصارعة فيما بينها كما قلنا في المقالات السابقة .
هذا كان السبب الاساسي  لاستمرار الصراع لحد الان  بين الاطراف الكبيرة في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان 2003 و لا زال الامر غير محسوم سياسيا.  كأنه خارطة الطريق للاحداث خلال خمس سنوات الماضية كانت مهيئة للعراقيين للسير عليها وان سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء هي ضريبة العبور من مرحلة الطاغية الى مرحلة التقسيم او التغير.
امام هذا الواقع المؤلم  ربما يكون شعبنا احد الاطراف الاكثر خاسرين من بين جميع مكونات الشعب العراقي ، بسبب الحرب الشعواء التي شنها الاسلاميون المتزمتون والغرباء ومن دول الجوار علينا بدأ من جامعة البصرة الى بغداد ( منطقة الدورة)  ومن ثم مدينة الموصل.
لقد هاجر اكثر من ثلث شعبنا خلال خمس سنوات الاخيرة الى دول الجوار فلم يبقى لنا غير سهل نينوى كمعقل رئيسي وعدد قليل في بغداد.
 امام هذا المشهد انقسمت مؤسسات شعبنا واحزابنا وكنائسنا  بين مؤيد ومعارض للمطالبة بحقوقنا في سهل نينوى.
 البعض يرى سوف تكون هذه المطاليب سببا لنهاية شعبنا في العراق الى الابد ، بسبب وقوعنا بين حدود الاقليم  الكردي في الشمال والعرب السنة في الجنوب،  ويتوقعون  هؤلاء لابد من حدوث صراع بينهم وحينها عددنا لايكفي  بالدفاع عن انفسنا .
 البعض الاخر يرى انه من الخطر جدا التوقف والانتظار الرحمة او العطف من الاطراف اللاعبة في القضية العراقية ( الدول الكبرى ودول الجوار والاطراف العراقية)  للمطالبة بحقوقنا لا سيما ان نظام الفدرالية قد شرع في الدستور منذ زمن بعيد.  ربما قد خطط له منذ دخول العراق الى الكويت او الحرب العراقية الايرانية. لذلك ترى هذه المجموعة يجب الدخول في معترك السياسي باسمنا القومي والدخول في التحالفات السياسية من اجل مستقبل افضل وضمان وجودنا وحقونا.
هناك عددة  نقاط مهمة او يجب ان تذكر هنا،  يمكن ان توضح للاخوة القراء من الشعب العراقي بصورة عامة  و لشعبنا (المنقسم على نفسه لاسباب معروفة لا مجال للتعليق عليها الان) بصورة خاصة، حقيقة  امر الواقع  في العراق وواقع شعبنا وحده وهي:-

اولا    ان النظام الفدرالي بات امرا محسوما في العراق كنظام اداري.
 ماذا سوف يكون مصيرنا بعد تطبيقه ونحن لا نملك ذكر او وجود او  حصة فيه؟!!!
من سوف يعطينا جزء من كعكته اذا  لم نطالب بها قبل التوزيع الكعكعة؟!!
 وكيف سيكون مصرنا فيما بعد. واية ابواب سندق من جديد ؟!!!!

ثانيا   لشعبنا اكبر كثافة سكاني في سهل نينوى انه الوقت الملائم لحمايتهم والمطالبة بحقوقهم قبل حصول اي تغير اخر في موازين القوى مرة اخرى!!.

ثالثا   يجب عدم الانتظار لايجاد لحل توفيقي بين احزابنا ومؤسساتنتا وكنائسنا المختلفة فيما بينهم حول هذا الموضوع اوغيرها من المواضيع مثل التسمية ، من تجاربنا السابقة لن يحصل اي توافق الان ولا على مدى القريب بينهم ،  لذلك ما امام الكتل المؤيدة لهذا المشروع اجراء مسح  لمعرفة مدى نجاح الفكرة عند اهالي  قرى سهل نينوى قبل الشروع بالمطالبة.

رابعا  المناطق الجنوبية او الغربية بات من شبه المؤكد سوف يكون النظام فيها حسب الشريعة الاسلامية بطرفيها الشيعي والسني . الامر الذي جعل شعبنا يهاجر منه لا بل ستستمر الهجرة الى حين تفريغ ابناء شعبنا من الجنوب والوسط. الى اين سوف يذهبون؟ الى جبل النظيف او  الى الجرمانة؟ والى متى ينتظرون؟؟!!! وكم جيل سيضيع؟؟

اما بغداد التي اظن هي اصعب مشكلة للعراقيين من بعد كركوك ، لا اظن سوف ترى الاستقرار بسهولة.  وفي النهاية  سوف يكون الحل التوفقي هو تقسيمها بين الرصافة ( شيعية)والكرخ (سنية) ونهر دجلة  سوف يكون الفاصل .
ان اليوم ليس شبية بالامس بالنسبة لشعبنا، فالسكوت الذي طبقه شعبنا و كنائسنا في الماضي لم يعد يفيد اليوم ، لم ولن يجلب حلا لنا كما حدث في الماضي ،انا اشبه العراق اليوم كمثل الدولة العثمانية قبل قرن التي قطعت ومزقت الى الدول حسب القوميات.
اذن  لا يوجد امامنا الا احد الخيارين.
 امام الهجرة بصورة جماعية، وهو الامر الاكثر  خطورة وكلفة ومرارة والضياع بين دول المهجر الكثيرة وخسارتنا جيل او جيلين بعدم تعلمهم القراءة والكتابة ، ما عدا الكلفة الاقتصادية وخسارة وطننا ارض اجدادنا وهويتنا وجنسيتنا العراقية الى الابد.

 الثاني التركيز على المطالبة بحقوقنا في سهل نينوي على شرط ان لانربط انفسنا بتعهدات مع اي طرف الا بموافقة اولا الحكومة العراقيةالفدرالية  والبرلمان العراق وحكومة الاقليم في الشمال،  يعطون هؤلاء الاطراف ضمانات لاخوتهم العراقيين (ابناء شعبنا) بالدم و الارض والتاريخ والمصير وتحمل ماسات الحروب  حقهم مثلما  يردون حق انفسهم . ثانيا الامم المتحدة والاتحاد الاوربي  كضمان دولي لهذه الاتفاقيات .

الخلاصة ، ان شعبنا لا يرغب ولم يرغب بتقسيم العراق على طول التاريخ، دوما كان مع الحكومة المركزية، ولم يكن احد الاطراف في النزاعات الماضية ولا الحالية ، ولا هو احد الاطراف الذي تطالب بهذه الحلول الان، ولكن اذا كانت الامور هكذا تسير على ارض الواقع،  فهذا اقل ما يمكن الحصول عليه في حالة اقامة فدرالية وتقسيم العراق الى اقاليم دينية او قومية.

 هذه اخر ورقة لشعبنا يجب ان يلعبها بمهارة وشطارة كبيرة ، يجب ان يأتي الزخم اللازم من جميع اطراف (شعبنا) المعارضة والمؤيدة بصورة مباشرة او غير مباشرة!!!! ، يجب ترك الخلافات جانبا الان ، على جميع  الاطراف من المؤيدة والمعارضة لهذا المشروع من شعبنا اعادة حساباتهم وتحليلاتهم من جديد، و يستعد الكل للحل الشمولي  لنا بعيدا عن الخلافات، ان الخلافات والتعارض امر طبيعي في اي امة او اي مجتمع او قرية او قبيلة او حزب او عائلة  وان حله بسيط  حيث سيتم عن طريق  نتائج اقتراع  اصوات على افكار الصالحة او المفيدة .  كذلك يجب ان يتحمل الجميع ثقل الخسارة لا سمح الله في حالة الفشل.
واذا كان هناك رؤية بديلة  عن  هذا الموضوع (حقوقنا في سهل نينوى) ، نتمنى ان نسمعه بدون تهجم على اي طرف او التطرف ، كذلك يجب ان نكون واقعين مع امكانياتنا، ان يطرح الموضوع بصيغة موضوعية لان هذا الامر لن يعد  يهم طرف معين، او ابناء تسمية معينة اوابناء كنيسة  معينة. او ابناء الشمال دون اهالي بغداد..
انه مصير الكل ووجدنا كشعب او كقومية سيحسم فيه اذ ما سارت الامور هكذا في العراق.
 

438
                 من منكم بلا خطيئة،  ليرجم عشتار ومسؤوليها؟؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا

لا اعتقد هناك بين قرائنا الاعزاء يوجد من لا يعرف لمن يعود هذا القول وفي اي مناسبة قيل، ولا اريد ان ازيد الشرح على المقولة، لكنني اذكر النتيجة وهي ان السيد المسيح اسكت بهذه العبارة الجموع الغاضبة على المرأة الزانية ،وعندما رفع رأسه كانت هذه الجموع التي تريد رجم المرأة بالحجارة قد اختفت عن انظاره.
 انني فقط اسال هذا السؤال من اخوتي الكتاب المعروفين وكذلك الملثمين منهم، الذين اسرعت اقلامهم في الاسابيع الاخيرة في نقد بصورة  سلبية ومبالغة لهذه القناة لاسباب معروفة ايضا (لا نحبذ ان نكون طرف في ذلك الصراع ) هذا السؤال : من منكم بلا خطأ ليرجم قناة عشتار ومسؤوليها.

على الرغم من وجود لدي تحفظات شخصية على برامج  قناة عشتار، لكنني ارى  في ظهورها على الوجود  الكثير من الايجابية، وفرحت كثيرا يوم سمعت وشاهدت بثها ، بل  انا وعدد كبير من اصدقائي نعتبرها قفزة تاريخية في حياة شعبنا المنقسم لالف حساب وحساب وانا اشبه خدماتها المتنوعة بمثابة جرعة دواء  قوية لتقوية جسم  امتنا المريض والهزيل، وخطوة مهمة سهلت احتفاظنا بهويتنا ولغتنا وتراثنا و وجودنا القومي، وان شبح ضياعنا في دول المهجر  قد ابعد وقتيا بسبب ربط ابناء هذا الشعب معا في المسرات والاحزان عن طريقها وطريق غيرها من الوسائل الالكترونية  .
 
اتذكر كعضو من ضمن مجموعة من الشباب المهتمين بشأن القومي والكنسي هنا في استراليا قبل 13 سنة  وبعد شعرنا ان الهجرة اصبحت نهرا ثالثا بعد دجلة وفرات، وان انقطاعها  اصبح امرا مستحيلا، كنا قلقلين على مستقبل هذا الشعب المسكين المهاجرالى حيث لا يدري، كنا  نفكر كيف يمكن ان نخلق او نجد وسيلة للاستمرار التواصل مع اخوتنا واقاربنا ومثقفينا الذين انتشروا في انحاء العالم والمتبقين في ارض الوطن؟. فكانت الخطة و الوسيلة المتوفرة انذاك هي تسجيل المهرجانات والامسيات الشعرية والندوات الثقافية والحفلات والسفرات التي نقيمها في فلم فيديو ومن ثم ارسال نسخ منها الى الدول وقارات العالم كي يطلعوا عليها وبالمقابل  نطلب منهم يعملون بالمثل يرسلون لنا افلامهم كي نطلع على اخبارهم.

لكن بعد تغير النظام السابق وحصول ثورة في تكنلوجيا وتوفر امكانية انشاء محطات التلفزيون والاذاعة وبالاخص ولادة قناة عشتار في ارض الوطن فرحت بها انا شخصيا  كثيرة،  لانه وجدت الامل والوسيلة التي تستطيع ربط ابناء شعبنا في الوطن والمهجر معا والتغلب على امر ضياعه  ولو بصورة موقت. وفعلا قدمت قناة عشتار الكثير الكثيرلاحياء الشعور القومي بين ابناء شعبنا واطفالنا واخوتنا وابائنا من ناحية الحفاظ على اللغة والتاريخ والتراث والاخبار والشعر وغيرها من البرامج المفيدة حسب اعمارهم ، قامت مشكورة بعرض على شاشتها الصغيرة  نشاطات النوادي والجمعيات والكنائس والهئيات وبعض الاحزاب ، عرضت  اثار القديم والبناء الحديث لقرانا  التي اصبح البعض منا بعيدا عنها لمدة ربع قرن. حقيقة لم اكن احلم يوما ما ان ارى صورة حية  لاثار او لخراب اولجبال نهر قريتي بعد ان تركها قبل 38 سنة.

لا اريد ان اطيل المدح لعشتار اكثر واذكر اسبابا اخرى، كي لا اتهم بصاحب قلم مأجور لها كالعادة ،  ولكن ما يؤلمني دائما هو الازدواجية المقيتة التي يعيشها الانسان في هذا العصر ولاسيما بين ابناء شعبنا التي وصلت اعلى درجاتها.

فكل ما حدث موقف مماثل امام انظاري اسأل  نفسي كيف يتجرأ الناس على الكذب والتفليق وخداع الاخرين ويدعون باخلاصهم للايمان المسيحي مع العلم كلام السيد المسيح كان واضحا وجازما  بنعم   نعم ولا   لا، وان طريق ملكوت السماء يبدا من محبة القريب؟.كيف يستطيعون تلبيس الحقيقة رداء الخطئية؟
نصحني عدد من اصدقاء والاقارب وبالاخص من اخوتي اعضاء في الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا بعدم الكتابة والتطرق على مثل هذا الموضوع في انترنيت، بسبب وجود تحفظات كثيرة لهم  ايضا على القناة وكذلك لتفادي امر اتهامي  كقلم مؤجور ايضا،  ولكنني قلت لهم ان ضميري لا يستطيع ان يسكت على ظلم يقع بغير حق على اي جهة لا سيما اذا قناة عشتار التي اصحبت الوسيلة التي كنت احلم بها بها قبل 13 سنة .

لكن في نفس الوقت لابد ان انقد عشتار هنا على الانتقاية التي تقوم بها احيانا، قبل كل شيء كنت اتمنى من ادارتها اجابة  الشكاوي والطلبات التي تأتيها من مختلف مكونات مجتمعنا بصورة موضوعية ومباشرة كغيرها من المؤسسات، ان تهتم بهم على التساوي وبدون ميلان لجهة معينة او كنيسة معينة. يجب ان تقبل الانتقاد المجدي والصحيح وتعترف باخطائها وان تنظر على مكونات المجتمع بعين واحدة وان تلغي من قاموسها وسياستها اعطاء الاحقية او الاولية لمجموعة معينة او تسمية  معينة او حزب معين. وان تعرض نشاطات كافة الاحزاب الكلدانية ومؤسساتها الثقافية والاجتماعية والرياضية كما تفعل لغيرها .
في الختام اقول ان وجود عشتار وعنكاوا كوم وغيرها من الوسائل  الاتصالات المستخدمة بيننا هي حقيقة هي نعمة يجب ان نشكر الله والقائمين عليها ،لانها كما قلنا،  تعمل على الربط  بين ابناء شعبنا المشتت في ارجاء المعمورة.
 ان شاء الله تزيد جودة وكفاءة وموضوعية قناة عشتار كي ترضي جمهورها الكبير في المهجر والوطن لانني اشبهها كما قلت بقناة التي يتنفس شعبنا فيها روحه الحي وشعوره القومي.
 
youhanamarkas@optusnet.com.au

439
                              متى يصبح الدين افيون الشعوب؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
12/4/2008

لا شك ان تاريخ الاديان ليس حديثا، يعود الى زمن اكتشاف الانسان للنار والاخلاق والطقوس ودفن الموتى حينما بدأ الوعي والادراك لديه، منذ ان وجد الانسان نفسه عاجزا امام القوى والغاز الطبيعة، وعاجزا عن تفسير الغاية من وجوده في هذا العالم. ربما يكون الخوف من المجهول بين اهم الاسباب الرئيسية التي  جعلت الانسان ان يبحث عن الحقيقة. الامر الذي انتهى بأيجاد فكرة التدين والعبادة عن طريق اقامة علاقة مع القوة المطلقة او القوة الجزئية التي لها النفوذ و التأثير على الطبيعة وعلى الانسان نفسه (1).

حسب علماء المدرسة التطورية الانتشارية (2) بان الانسان مر في اربع مراحل من تطوره الفكري هي مرحلة السحر و مرحلة الاسطورة والديانات الوثينة، مرحلة الفكر الفلسفي والديني الاخيرة وثم  مرحلة الحضارة العلمية  الاخيرة (3)

ما يهمنا في هذا المقال هو مقولة الفيلسوف الاقتصادي ومؤسس الفكر الاشتراكي  كارل ماركس ( الدين افيون الشعوب) (4).  والسؤال المهم الذي يجب ان يسأله كل واحد منا بينه وبين نفسه متى يتحول الدين الى الافيون فعلا، والسؤال الثاني ماذا كانت غاية ماركس او فيورباخ  او كانط او هيرس في وصف الدين بأنه افيون الشعوب؟.

لا يمكن لاحد ان ينكر دور الديني في جلب السعادة والاستقرار لمجتمعات وشعوب العالم على الرغم  من ان الدين احيانا  كثيرة (5) كان ولازال هو السبب المباشر لحدوث حروب ومشاكل في العالم . فالدين هو القانون الالهي العادل بالنسبة للمؤمنين به بغض النظر عن صحته او خطئه ، وهو الجواب النهائي والشافي لحالة القلق التي عاشها ويعيشها الانسان، هو الحل المناسب لازالة الخوف من المجهول، والشيء الثاني هو دليل الاخلاقي لتصرفات الانسان كي يحافظ على اعتداله مع الاخرين،  لذلك الدفاع عنه او الالتزام بمبادئه هو امر مطلق لدى الكثير لا سيما الشرقيين، حيث ان الشرقيين لا يقبلون الجدل والنقاش او التفكير بطريقة تعطي مجال للشك في تعاليم اديانهم بل هي تدافع عن تعاليمهم بشتى الطرق حتى وان كانت دموية . لان الالتزام به هو الطريق الوحيد لهروب هؤلاء المؤمنين من الواقع الحقيقي المتخبط الذي يعيشونه الى عالم وهمي بعيد عن الحقيقة.

لكن الاديان والمعتقدات هي امام مشكلة فكرية حقيقية اليوم لان صيغها  وقوالبها المطلقة التي تعارض فكرة حدوث اي تغير او تطور في الطبيعة وامكانيات الانسان، لان فكرة وجود تغير بصورة مستمرة للعالم المحيط بنا  اصبحت من البديهيات لدى الفكر الانساني الحديث ، بسبب وجود براهين علمية داعمة لها،  فمنذ زمن الفيلسوف الاغريقي (هيرقليدس) الذي قال (لا تستطيع ان تضع رجلك في مرتين في نفس النهر) حيث كان الانسان يشك بعدم استقرارية الطبيعة والعالم،  ولكن الفيلسوف الالماني (هيجل ) كان اكثر دقيقا في تفسير هذه الظاهرة حيث شرحها بصورة مفصلة في كتبه وكأنه وضع قاموس التغيرات التي يجب ان يمر فيها الوعي الانساني ليصل الى نقطة واحدة عندها يكون متخلصا من التناقض او النقص او الصراع  ثم تبعه بقية فلاسفة وعلماء النهضة الحديثة.

 هذه الاطر الجامدة في الاديان جعلتها يوما بعد يوم مثقلة بمشاكل فكرية وهي عاجزة عن ايجاد تحاليل او تفاسير مقنعة لها حسب مبادئها الاولية، فراحت هذه الاديان تخسر مؤمنيها  لانها لا تقدم الحقيقة الصحيحة المقبولة القريبة من الواقع التي يفهمها عقل الانسان الواعي و يقبلها العقل الباطني(5)

كما هو معلوم ان خلاصة الفكر الفلسفي للالمان في القرن التاسع عشر انتهى الى نتيجة حتمية لا تقبل الشك وهي انه لا توجد قوانيين او تعاليم او قواعد مطلقة في العالم، بل ان العالم المادي هو في حالة تغير وصيرورة مستمرة (هيجل) وصعود باتجاه اكتمال الوعي المطلق للعالم والالتقاء في نقطة اوميكا كما قال ( تيار دي شاردان)  الفرنسي
اي بكلمة اخرى ان المعرفة الانسانية ليست مطلقة بل هي نسبية حسب امكانيات استيعاب عقل الانسان ( كانط) ولا توجد بديهيات ثابتة ومطلقة في الكون كما اثبتتها النظرية النسبية (اينشتاين).

 لذلك نرى انه هناك تحدي حقيقي امام الاديان الحية في مجتمعات العالم ووهناك نتيجة واحدة لا تقبل الجدل هي لن يبقى منها الا ما يكون صادق وملائم وخادم لمسيرة الحياة بكل انواعها  في الطبيعة والا تصبح  هذه الاديان الجامدة مثل الاساطير القديمة لا تُفهم ولايمكن الايمان بها خاصة نحن نعيش عصر كله مبني على الفكر المادي المدعوم بالفحص والبرهان العلمي.

 اذن على الاديان ايجاد سبل لتطوير مبادئها وتعاليمها مع تقدم الحياة والمعرفة والعلوم الانسانية كي توقف نفوذ وتأثير الفكر المادي على الانسانية. ويجب ان لاتكون هذه المبادئ الجديدة مبنية على البرهان الهش مثل ترقيع او ترهيب او خداع او التشجيع على الاستشهاد عبر حروب مقدسة ضد معارضيها، لان اساليب هذه الطرق قد انتهت الان، بل يجب ان تكون براهين مقنعة وواقعية وتناسب متطلبات الحياة في الوقت الحاضر وتشع العدالة المطلقة بين البشر بغض النظر عن وجود اختلاف مع الاخر في الدين او العرق او الشكل او الجنس . كذلك يجب ان تكون هذه البراهين مفتوحة امام النقد والبحث والتقصي من قبل العلماء والفلاسفة. والا بخلاف ذلك تصبح مقولة كارل ماركس ( الدين افيون الشعوب) حقيقية واقعية لاي دين مهما كان عدد مؤمنيه او عمق فكره اودرجة الاستعداد للدفاع والتضحية من اجله .
--------------
1   بعض الاديان هي وثنية تعبد الطبيعة وبعدها فكرية ولكن الديانات السماوية تؤمن بوجود اله حقيقي وعالم اخر خارج الطبيعة المادية
2   مدرسة التطورية الانتشارية اسسها الفيلسوف الفرنسي اوغست كونت
3   المصدر: التراث الانساني في التراث الكتابي (13)، روبير بندكتي ، ص125
4   ان  فكرة هذه المقولة لا تعود لماركس  لوحده حيث كانت تستخدم من قبل معسكر الفلاسفة امثال فيورباخ وكانط وهيدجر وهيرنش هيد الذي كتب مقال سنة 1840 وصف فيه الدين يعمل عمل افيون في تخدير الم الشعوب، لكن عبارة ماركس الدين افيون الشعوب  ظهرت في سنة 1844 في مقالة معنونة له في نقده  فلسفة الحق الهيجلية.

5   بعض الاديان استخدمت القوة في نشر تعاليمها الامر الذي ينافي بديهات هذه الاديان نفسها، الايمان الذي لا ينبع من القناعة والحرية لا جدوى منه ولا تاثير له على حياة الروحية للمؤمن به. 
6   هناك عقل الواعي الذي له السيطرة على جميع القرارات الصادرة من الانسان، اما عقل الباطني هو ما يتم خزن من المعلومات وما ينتج منها بدون وعي او ادراك الانسان لذلك ليس له القدرة على السيطرة عليها ولكنها مخزونة في الجينات الوراثية وتظهر في الاجيال القادمة او في لحظات معينة مثل الخوف او حدوث حادث غريب

440
                            هل عاد زمن الاضطهاد الاربعيني لشابور الثاني على مسيحي العراق؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
3/4/2008

على مر التاريخ كانت المسيحية في الشرق في اضطهاد مستمر دون انقطاع، ففي القرون الثلاثة الاولى كانت الدولة الرومانية تضرب بيد الحديد والنار على المسيحية في ارجاء امبراطوريتها خاصة في الشرق الاوسط التي كانت تحت سيطرتها ، لكن شاء الله بعد حادثة الرؤية لقديسة هيلاني ام قسطنطين الكبير او العظيم  في حلمها (1)  الى تغير مجرى التاريخ ، حيث اعلن بيان ميلانو الشهير واعتبرت  الديانة المسيحية ديانة الدولة الرومانية ، كان ذلك في سنة  313 ميلادية.
اما في الشرق كانت حالة المسيحيين بين المد والجزر حسب طبيعة الحاكم ، الا انها اختلفت  في زمن شابور الثاني (2) الذي تولى فترة الحكم  309- 379 م.
 لقد كانت المسيحية في بداية عهده تعيش بسلام وامن نسبي الا ان الحال تغير حينما كبر في السن فزادت قساوته واضطهاده على ابناء الكنيسة الشرقية لمدة اربعينا عاما (3). خاصة بعد ان اصحبت المسيحية ديانة الرسمية للدولة الرومانية  حيث اتهمهم بالموالات لها كما يحدث اليوم من قبل بعض الجهات ملثمة في العراق بالاضافة الى ذلك بعد موت الملك قسطنطين الكبير وتولى اولاده الصغار على الحكم ضعف الحكم في روما فانتهز شابور  الثاني فرصة للاستيلاء على بعض مناطق من الدولة الرومانية.

لقد بدأ الاضطهاد الاربعيني على يد شابور الثاني كما قلنا. على اثر استشهاد البطريرك مار شمعون برصباعي مع عدد كبير من الاساقفة والكهنة والمؤمنيين في مجرزة حقيقية بشعة  بعد ان رفض البطريرك الشهيد التوقيع على طلب شابور الثاني (4) بقبول الجزية المضاعفة على ابناء الكنيسة الشرقية(5).

ان الوضع الذي تعيشه المسيحية في هذه الايام في العراق هي شبيه كثيرا بتلك الفترة من حيث قساوتها وبطشها بحق المسيحيين دون سبب يذكر ، حيث يقتل المسيحيين لانهم فقط مسيحيين او لانهم ينتمون الى سكان القوميات التي شكلت منها سكان العراق القدماء.
حينما نقرأ الاخبار اليومية للاحداث في العراق نسمع الكثير من الغرائب والعجائب في ما يحدث فيها (6). على رغم شذوذها وبعدها عن الحالة الطبيعة نرى ان معظم المشاكل تحدث هناك بغرض مادي او سياسي مثلا للاستيلاء على سلطة وا لزيادة النفوذ الديني او القبلي او السياسي لحزب معين او لشخص معين او وجود حالة الانتقام او السرقة اوالرشوة كذلك يوجد من يظن انه يستجيب لطلب الله بتفجير نفسه كي يقتل اكبر عدد ممكن من الابرياء !. او احيانا نسمع انهم يقاتلون المحتل ومن معه.
لكن قتل المسحيين لا يحدث لهذه الاسباب لانهم بعيدون من كل هذه الاسباب ، قتلهم ليس الا لانهم مسيحيين كما قلنا، ولانهم  لايملكون وسيلة الدفاع او من يدافع عنهم او لانهم ينتمون الى ديانة المسيحية التي يتدين بها من المظهر الخارجي بها  معظم الدول الغربية.
ففي السنين الخمسة الماضية تم تهجير اكثر من 200 الف مسيحي بصورة قسرية واصبحوا لاجئين في الدول الجوار وبعضهم هاجر بصورة شرعية او غير شريعة الى اوربا واستراليا وامريكا وكندا .
ان الضربات الاولى لهذه الحالة الشرسة الغير انسانية حدثت في البصرة منذ بداية تغير حكم  صدام حسين بحجة عدم تحجب النساء او ممارسة مهنة غير مقبلة في الاسلام مثل بيع الخمور او عمل مترجمين لدى قوات التحالف  وغيرها من الاسباب واستمرت الى وصلت الى منطقة الدورة التي كان يسكنها اكثر من ربع مليون مسيحي قبل سنة.
اما مدينة الموصل فكانت بؤرة الانتقام قتل المسيحيين منذ بداية التغير.

ففي السنين الاخيرة من بعد التغير تم خطف اكثر من 17 كاهن ومقتل كاهنين و في الشهر الماضي تم خطف رئيس اساقفة الكلدان في مدينة الموصل بعد قتل مرافقه الثلاثة، استشهد على ايديهم بطريقة بشعة ولم ترى جثته الا بعد خمسة عشر يوما ، ومنذ ذلك الحين لم نسمع الا باخبار مشوهة بدون برهان او دليل من الجهات المجهولة في مدينة الموصل، ولم نسمع من الحكومة المركزية او المحلية او الاحزاب المتنفذة الا ببرقيات التعزية والتنديد ولكن من ناحية التحقيق في القضية لا جديد كأنها اصحبت قضية قديمة مثل غيرها من الجرائم التي نسيت في العراق .
هذه الجرائم كلها كانت رسائل واضحة من اصحابها هذه الجريمة الذين بالتأكيد ليست جهة واحدة  او طرف واحد انما نشك بوجود تعاون بعض دول الجوار في هذا الامر، مضمون هذه الرسالة انتم ايها المسيحيين كفرة، مدنسين، وخونة  لانكم مواليين للغرب بالاخص دولة الشيطان الاكبر امريكا، لذلك لا تستحقون العيش في هذه البلد،  فليس امامكم الى الدخول في الاسلام او دفع الجزية كما تفرض عليكم او القتل والموت او الهروب وترك العراق الى الابد.

 
في الختام اضم صوتي الى ما طلب به عدد كبير من الاخوة  في مقالاتهم اوفي  برقيات الشجب والتعزية للمثلث الرحمة يجب ان يتم تحقيق دولي في قضية مقتل المسيحيين واجبارهم على الهجرة وبالاخص قضية المثلث الرحمة المطران بولص فرج رحو  لمعرفة الجهة  التي تقف وراءها. كذلك على الامم المتحدة تدويل قضيتنا في اوراقها ومؤتمراتها مع الجهات المعنية والدول الجوار وكذلك الامم الاوربية والمؤتمرات العربية والاسلامية. 


1    اشارت الرؤية اذا تم  رفع  الصليب على اعلام جيش ابنها قسطنطين ( 272-337)  في معركة مهمة فان النصر سيحالفه . بعد تحقق الرؤية دخل الملك قسطنطين المسيحية .
2   الملك الوحيد الذي يقال انه توج وهو في بطن امه!!!
3  سمي بالاضطهاد الاربعيني  لانه دام اربعين عاما بدأ ( 339-379 ) م
4  هذا كان نص الرسالة الى حكام بلاد الاراميين: حالما تتلقون هذه الرسالة تلقون القبض على شمعون رئيس النصارى، ولا تخلوا سبيله الا بعد ان يوقع على توقيعه على صك فيه يتعهد بأن يجبي ويدفع جزية مضاعفة من الشعب المسيحي الساكن في اراضينا و تحت سلطتنا فنصيبنا نحن الالهة متاعب الحروب، ونصيبهم الراحة والرفاهية. انهم ساكنون في ارضنا ولكنهم موالون لمذهب قيصر عدونا...)
كان جواب البطريرك الشهيد ( اني اسجد لملك الملوك واحترم امره قدر استطاعتي. الا ان ما يقتضيه مني امره ، فانه ليس من شأني ، كما تعلمون حق العلم، ان اطالب شعب المسيحي بجزية. لان سلطتي ليست على الامور المنظورة بل على الغير منظورة، ما يقتصيه الايمان وتعليم الحق......) ( المصدر :شهداء المشرق ج1 ، ابونا البير ابونا، ص 107)
5   لقد سميت كنيسة المشرق بكنيسة الشهداء على اثر استشهاد عدد كبير من ابنائها منذ تأسيسها
6  في سبيل المثال اليوم 3/4/2008 نطالع على صفحات موقع عنكاوا كوم مقتل ثلاثة نساء مسيحيات في منطقة عرصات الهندية في جنوب بغداد داخل سيارتهم من قبل مجهولين بدون سبب  و كذلك حادث اختتطاف طالبة جامعية من مدينة الموصل امام باب الجامعة منذ ما يقارب شهر.
[/size]

441
                           هل كان هيجل يكتب مثاليته لو عاش في العراق اليوم ؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا

قد يظهر عنوان هذا المقال غريبا لاخوتي القراء مرة اخرى ولكن، لكن اظن عندما يعرفون السبب يبطل العجيب كما يقول المثل العربي. ان ما جرى ويجري في العراق قد جعل علماء النفس  في حالة حيرة لا مثيل لها. ان ارض العراق التي كانت مباركة منذ الازل من حيث الابداع الحضاري والفكري الذي شارك به ابناءها في خدمة الانسانية منذ فجر التاريخ ، وكذلك كانت مباركة بمياهها الغزيرة ( قليلة من الدول العالم  تملك مواردها المائية مثل العراق )  وكذلك كذلك هي مباركة  بالثروة النفطية والمعدنية.
 لكنها بصورة غريبة  لم تهدأ منذ قرون طويلة،  فهي في  حالة غليان وحروب مستمرة لم ينقطع دخانها منذ سقوط بابل ونينوى على يد الفرس.على الرغم من مرور فترة زمنية مستقرة في زمن الدولة العباسية في العراق ، لكن استمرار الفتوحات الاسلامية والانقلابات بين افراد عائلة الحاكمة  كانت تنهمك العراقيين بفقدانهم قوى بشرية كبيرة  وخسارة اقتصادية  هائلة والتي قد ادت في النهاية  الى سقوطها امام  غزو المغول و التتري لها.

ما يهمنا في حديثنا كعراقيين هو  معرفة حقيقة ما يحصل اليوم في العراق، قبل كل شيء لن يستطيع  احد ان يقنعني  بعد اليوم ان كل اللوم يقع على صدام حسين وحده في العراق على ما حدث ويحدث الان في العراق، اوا نها مخططات امريكية معدة منذ نصف قرن، تريد فقط اضعاف الحكومة المركزية في العراق كي تمرر مخططاتها  لتقسيم العراق ومن ثم سرق نفطها.

اعتقد ان السبب الرئيسي لكل ما يحصل هو ان بعض العراقيين ليسوا مخلصين لوطنهم اليوم كما يجب ان لم اقل معظمهم ، فما حصل في موصل بمقتل رجل دين مسيحي مسالم ( المطران فرج رحو) بعد اختطافه بطريقة بربرية لم تحصل في التاريخ حتى على ايدي اكلة لحوم البشر . لانه  الرجل لم يكن مع الاحتلال و لم يكن مع او ضد اي مليشية  او مع او ضد اي حزب وانما كان مع كل العراقيين بدون تفرقة مع هذا هناك حذر وسكوت مطبق على كشف خيوط الجريمة من قبل الجميع منذ بدايتها ولحد الان!!!!!!!!!!.

  وما يحدث الان في جنوب العراق بين ميليشيات الشيعية من جانب والقوات الحكومية من جانب الاخر مثال اخر على حالة الضياع التي وصله العراق، كلنا نلوم امريكا وبريمر اللعين على الطريقة التي  وضع اسس العراق الحديث، لكن اتعجب كيف  لا نلوم انفسنا على قبول بناء وتوسع  وتعدد  هذه المليشيات الكثيرة بحيث اصحبت اليوم اقوى من الحكومة!! ولم نكن نريد ننظر الى من يجهزها ،  حتى وصل الحال بالعراق بأن لا يوصف اليوم الا ببركة دماء، القاتل والمقتول هم عراقيون انفسهم..
اسأل الذين لا يتفقون معي على هذا الراي. هل وحده الفقر جعل العراقيين ان يصبحوا وحوش في قتلهم واحد للاخر؟ هل كل الخراب جاء بسبب تعليم  القاعدة الجديد والغريب  والمخالف للقييم اديان السماوية والمجتمع العراقي كان يكفي لنشر فايروس القتل والتخريب بهذه السرعة؟! ام ان الغرائز التي كانت المدفونة في صدر كل  واحد للانتقام والقتل والاستلاء والمصلحة  هي السبب.

 لا أؤمن بالاجوبة الايجابية لهذه الاسئلة وانما اظن معظم الذين يحكمون العراق والذين تحمل ميليشياتهم السلاح و لا يريدون حل الامور بالسياسة والتعقل  وليسوا مستعدين للتنازل عن نفوذهم لصالح الوطن هم السبب الاول والاخير للمأزق الذي يعيشه العراقيون اليوم  . كثيرون منهم  قد ورثوا من طبيعة صدام وحسين وفكره الشرور الكثيرة، اي بمعنى اخر تخلصنا من صدام واحد ،لكن لم نتخلص من ورثته  فخرج لنا اليوم المئات من الشخصيات مماثلة لصدام  لها نفس الغرائز مثل الاعتداء والقتل وحب العظمة .

كما قال صديق لي قبل اسابيع ، نحن لدينا الان اربع حكومات في العراق، حكومة شيعية تابعة بصورة او اخرى لنفوذ ايران بدون التفكير بالدور التخريبي الذي تقوم به ايران في العراق. ومثال  على هذا التخريب هو ما حدث منذ خمس سنوات ويحدث الان في محافظات الجنوبية وبالاخص مدينة  البصرة.

 حكومة سنية تابعة بصورة واخرى لفكر البعث والدول العربية حالمة لحد الان في المفهوم القومي العروبي كما ادعى به جمال عبد الناصر وصدام حسين اللذان كانا سببا لارجاع العرب مئات السنيين للوراء وخسارة ارض فلسطين نفسها .

 حكومة كردية مع اقليات اخرى  حديثة الخبرة في الادارة تحكم اقليم شمال العراق بعد صراع دام قرن على الحقوق القومية لها، لكنها  مشغولة  اليوم بمشاكلها  مع ثلاث دول جوار (ايران، تركيا، وسوري) لانهم خائفون من نموها بطريقة مخالفة لشريعتهم وقاموسهم.

 الحكومة الرابعة هي حكومة امريكية التي  للبعض هي حكومة محتلة وللبعض الاخر هي  محررة ولكن في كل الاحوال هي صاحبة مخطط لن يخدم الا توجهاتها ان لم تكن اليوم ستكون في المستقبل كما تعودنا من  تاريخها.

 لذلك من يتأمل المشهد العراقي اليوم ،لا يرى اي بصيص امل ونور للعراق ، بل  يسير في نفق مظلم لا حد لنهايته ، يجعل هذا المشهد ان يمتلء المرء من التشاؤم والحيرة والحسرة، فمتى تأتي اللحظة التي فيها تتحد وتندمج  كل هذه الحلقات المتناقضة  في هدف واحد هو وحدة العراق ومصلحة شعبه ويعم الخير والسلام في ارض الرافدين من جديد؟
متى يأتي الزمن الذي  يتم وضع الرجل المناسب في الموقع المناسب وينتهي العمل بموقولة  كان ابي وكان اصل قبيلتي وعشيرتي و التخلص التحيز الى  مصلحة مذهبي او ديني او بلدتي؟ متى يعطي  العراقي اخيه العراقي الاولية كما هو الحال لدى معظم بلدان العربية ولا يفضل الغريب المستأجر الذي هو متحزم بالبارود وزر يبحث عن اقرب فرصة كي يفجير نفسه من اجل قتل اكبر عدد ممكن من العراقيين.

هذه كلها محطات يصعب عبروها بسنوات قليلة ، نعم كل هذه الامور من المستحيل ان تحصل خلال عشرة او عشرين اوربما خمسين سنة قادمة او ربما لن تحصل في العراق مطلقا ، لانه  كل المؤشرات تشير الى زوال اسم وادي الرافدين  من الوجود اقرب الى الحقيقة من حصول  اتحاد بين ابنائه ورجوع البلد الى حالة السلم والامان.

 تجعلنا هذه الظروف والاسباب ان  نشك بان لو كان هيجل قد ولد اليوم في العراق ورأى ما يحدث من القتل والدمار بين الاخوة  لما وصل به الفكر الى التفاؤل والقناعة لكتابة فكره المثالي الذي فيه  يقول بانه لابد من ان الوعي والادراك يجعلان  كل الحلقات المتناقضة الموجودة في هذا العالم بالاتحاد معا عبر التاريخ و يصل العالم  في الاخر الى تكوين حلقة ( هوية واحدة )  واحدة  كبيرة ، متكاملة وشاملة ،متجانسة، حرة، واعية لذاتها ، غير متناقضة وغيرناقصة.

 لكننا لا نحلم بان يصل العراق الى الحالة المثالية التي وصفها افلاطون في جمهوريته والقديس اوغسطينوس في مدينة الله ( المدينة المقدسة)، الفيلسوف الفارابي  في المدينة الفاضلة. وانما الاقل الى زمن قبل خمسين سنة زمن الملكية بغض النظر في مساوئ الحكم حينها.

لا لن اشك بعد اليوم  بأستحالة وصول العراق الى حالة الاستقرار ان استمر اصحاب القرار في الكتل السياسية الكبيرة في تفكيرهم وادارتهم بهذه الطريقة الغير معقولة .

لا ولن اشك ابدا بأن  مستقبل العراق اظلم ، ان ظل الناس تسمع لقادة  جهلة وتمشي ورائهم  بصورة اعمى وتصوت لصالحهم ،  ولن اشك ابدا بأن  مستقبل العراق اظلم بدون اعطاء الاولية للعراق والعراقيين جميعا و التوقف من التفكير بالعشيرة او الطائفة او المذهب او القومية او............الخ من حلقات التقسيم الموجودة في العراق.

 لا اظن سيكون خلاص للعراق بدون مصالحة وطنية شاملة يتفق عليها جميع الاطراف بالاخلاص ويتعهد  الجميع بالتنفيذ مهما كلف الامر  وحل المليشيات والتخلص من المحاصصة الطائفية واعادة كتابة الدستور اكثر انفتاحا مع اعطاءالفرد الحرية وحقوق اكثر  وللمرأة  مشاركة اوسع والتخلص من الفساد والرشوة والسرقة والتزوير وكذلك التخلص من نفوذ رجال الدين  في الدولة واهم كم لكل هذا المصالحة الوطنية ونسيان اثار الماضي المؤلم تماما كما حصل لدى غير الدول والامم .

   

442
                              حذارا يا كُتابنا من الصيد في مياه عكرة
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا


لي صديق قد استباض شعرة رأسه بعد ان قضى عمره  في شأن القومي لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني. كلما رأيته لا يكن محور حديثنا الا  نظريات وتحاليل ونقاشات، كيف  ينهض هذا الشعب الذي كبل بقيود منذ سقوط بابل قبل 25 قرنا؟  وكيف فقد فرصه الكثيرة؟ .
عندما يشتد النقاش بينا لا يقول لي سوى مقولة واحدة فيقول ( اذا اراد الله ان يحطم شعبا ما مثل شعبنا ، فأول ما يفعله هو ياخذ الفكر والعقل من رأسه كي يفقد صوابه ويختل توازن عقله في اتخاذ القرارات. ويستطرد في تشاؤمه احيانا و يقول هذا هو حال شعبنا اليوم  بحيث وصلنا الى مرحلة لم يعد مصيرنا بأيدينا بل بأيدي الاخرين !!!).

ما جعلني ان اسرد هذه المقدمة هو ما يقوم به بعض كتابنا او اشخاص بدون التفكير في المصير الشمولي لهذا الشعب، فكل من اصبح رئيسا للجنة او جمعية او حزب اوكتب مقالة يظن انه مستباح له كل شيء ، دون ان يضع امام عينه المسؤولية الملقاة على عاتقه باتجاه الاخرين في كتاباته او اطروحاته.

ان بيت القصيد هو قرأنا على صفحات موقع كلدايا نيت خبر مفاده ان قتلة الشهيد مطران فرح رحو ورفاقه الثلاثة هم من عصابات بيش مركة في مدينة موصل. وكذلك كتابة مقال عن هذا الموضوع منشور على صفحات موقع كلدايا نيت الان .
من وكيف ولماذا اختطف واغتال المطران الشهيد فرج رحّـو؟
 
كتابات - ميخائيل دينو شكوانا
على الرابطة
ttp://www.kaldaya.net/2008/Articles/100/Atricle94_March20_08_Deno.html






لنناقش اصحاب هذه الفكرة او النظرية.
اولا
 قبل كل شيء اذا كان لصاحب هذا الخبر او المقال لديه اثباتات قانونية ومادية لهذه القضية  ليسلمه للجهات المختصة ومن ثم ينشرها على العلن مع البراهيين المادية لا فقط  مقولات وقصص بوليسية كي نصدقه ونصفق له على عمله الجبار، فما هو منشور الان لا يكفي!  .
ثانيا
فرضا اذا كان هناك بالفعل اشخاص من القومية الكردية قاموا بهذا العمل المشين،  فذلك لا يعني ان جميع الاكراد هم مجرمون وقتلة وحاقدي على شعبنا،  ربما يكون هناك عصابة ، كما هو معلوم العصابة لا تقوم الا بما يهما فقط لذلك قيام مجموعة من بيش مركة وبتوجيه من قياددتهم للقيام بهذه العملية  هذا الاحتمال هو صعب جدا وسخيف و لا داعي للبحث فيه او التعليق عليه.

ثالثا
لنفكر مرة اخرى جيدا،  قد يكون اثناء العملة  قد سمعهم الناس يتلفظون بالالفاظ كردية ، أليس من المعقول ان هؤلاءالمجرمين ليسوا اكراد وانما فعلوا ذلك وتلفظوا بهذه الكلمات لاشعال فتنة اخرى بين الاكراد وشعبنا كي يُرحِلوا من مدنهم وقراهم واجبارهم على ترك بيوتهم التي هي اخر معقل لشعبنا.
رابعا
  لو كان الاكراد وقيادتهم ليسوا براغبي الخير لشعبنا وشعبهم لماذا يقدمون الدعم للمهاجرين واللاجئين الهاربين من الموت من جميع انحاء العراق ،من البصرة والدورة وعموم بغداد وبالاخص موصل؟!، لماذا تتم بناء قراهم قبل بناء قرى جيرانهم؟!. هناك من يتفلسف بافكار سياسية بأن الاكراد يقومون بهذا لصالحهم سياسيا عن طريق كسب اعلام العالمي. ولكن  ينسون هذا لصالح شعبنا ايضا الذي هو مذبوح وهارب من الجزية والاختصاب والقتل واجبارهم على الاستسلام في بصرة ودورة وموصل، اليست فائدة شعبنا اعظم من فائدة الاخوة الاكراد؟!!!. ثم ماذا هل نحاسب الاكراد على افعالهم الحسنة ايضا؟!!!!!!!!!!!!



الخلاصة
هناك بين ابناء شعبنا مَن لايهمهم غير انفسهم، فيفعلون كل شيء من اجل مصلحتهم الذاتية، يوما بعد يوم هؤلاء، بدأوا ينكشفون لابناء شعبنا   ويخسرون مصقدية شعبهم. هناك من يريد الفتنة وجلب الخراب لشعبنا،  لذلك ادعوا كل كُتابنا وسياسينا الوقوف بصف واحد ضد هؤلاء الذين يريدون زرع فتنة بين شعبنا والشعب الكردي وبين بقية القوميات والاديان في العراق. صحيح ان حَملنا اليوم  اكبر من حَجمنا وتضحياتنا فاقت الحد المعقول مقارنة مع عددنا ودورنا المسالم ، ولكن لا ننسى هذا قدرنا ان نكون ابناء كنيسة الشهداء  هكذا عاش ابائنا واجدادنا على هذه الارض التي وجدوا وجدنا فيها.
لنكن حكماء ، من يستفيد من ضرب العلاقة بين الاكراد وشعبنا؟، اليس من المعقول هؤلاء عملوا هذا العمل من اجل تدمير هذه العلاقة واجبار 250 -- 300 الف نسمة من شعبنا الى الهجرة مرة اخرى الى حيث لا يَدرون؟.

مرة اخرى اوجه ندائي ورجائي لهؤلاء الكتاب و لكل من يؤمن ويثق بصحة  هذا الامر ان  يوفر لنا الدلائل و البراهيين العلمية والمادية بان القتلة هم من بيش مركة  وقاموا بذلك بعلم قادتهم كي نصدقهم ، بخلاف ذلك ارجو ان يتوقفوا عن تلفيق الاحداث والجر ابناء شعبنا الى المهالك او الصيد في المياه العكرة ، ارجو ان يتركوا شعبنا يداوي جروحه الاليمة بفقدان مطرانٍ وكاهنيين وستة شمامسة مع عددغير معروف من الشهداء  خلال سنة واحدة واجبار اكثر 400 الف شخص للهجرة خلال عشرة سنوات الماضية.

 كذلك  ارجو من اداري مواقعنا الكبيرة والصغيرة و كُتابنا واحزابنا ورؤساء الهيئات الثقافية والاجتماعية ان يكونوا على حذر من الكتابة او التصريح او نشر بما قد يقلب السفينة التي شعبنا جالس فيها وهي لا زالت في مهب الرياح  لا استقرار لها ،و لا احد يعرف مصيرها لحد الان.





443
                                         سهدوتا دمار فرج رحو
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن – استراليا
17\3\2008
كتبت هذه القصيدة بمناسبة استشهاد مار بولص فرج رحو رئيس مطارنة موصل بعد اختطافه من قبل ارهابين  بعد مقتل مرافقه الثلاثة.
كْمَدْ اوري شِـــني وخِدْري داريِ
كْمَدْ خايي عَلما بِِِِورخ َ دبَِربرايي

كْمَدْ جْـاري دِمي مِن أيندْ بَخايي
ومْصالي وطلبي ليومانَنْ قََمايي

كْمَدْ صَرخُي كَو مديِناتا دمَعروايي
كْمَدْ كَتوي مَملي وشِيري و كْتاوي

كْمَدْ حَضري وتَاني  كُو لُومَادي
 ومَقرويِ لْقَوُرخْ وَردِيِ وْرِيحْاني

كْمَدْ رَسْمِي شِكْلي ومَلْبي  لْيَالي
لْسَهدوتخ لِيِلا بَسَ بْشِمْدْ سُورايي
---------
كْمَدْ زَمري وأمرُي  قِيناتا وقالي
كْمَدْ مَرمِي شِمُخْ وصُوْرتُخْ لْكوُداني

كْمَدْ مَلْهِي شَمَالِي وقِيميِ كوجَداني
كْمَدْ خَيي كَوُ حِشَا وكِيوي كُرْهانِي

كْمَدْ أمْري كُلي دُوسْتي و شْواوي
كْمَدْ مشَدري مَملي دْحَشا وسُولايي

كْمَدْ تَاني لِتلُخْ  سُوج وْلا سَبابي
كْمَدْ أمري أيتْوتْ أكَرتا  دِمْشيِحايي

سَهدوُتخْ سَهدووتا دَميا لآنِ  قَمايي 
 مارَنْ مبَارخْ لسَهدُوتخْ بِكليلَ دْخايي
-----------
يَا سَهْدا شَاريرا دْكُلي مْشيِحايي
بابا مْعليا كَو كُلَي أمْراني ودِيوْانِي 

شْمُخ بشِلي نْقِيرا كَو ورخَا دْخايي
 تَخْرخْلوُخْ بْريشا رَاما قَمْ عدوايي

سَهْدوُتخْ بْيشلَ دَرسا لْكُلي حَطايي
 قَبلُوخ وْرخَا دْحَشا مْبدل كلي خَوُراني


بَشْ بشْلامَا يا سَهدا بيدتْ رْهِيوايي
 يا كَوخوا لُوجانا شْميانا لمَــــدْنحَايي

بسَهدوتخْ منْشنِِيلوخْ مَن خَايي لْخَايي
وبِشلوخ شْرايا وكِشرا لِكلِي نُخرايي

_______

444
                     نم راغدا يا سيادة مطراننا الشهيد،
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
13/3/2008

 فأن  قطيعك لن ينساك
ولن يتتبدد امام الذئاب المفترسة،
 المتسلطة ولا امام سيوف القدر
ولا امام قواد الشر ورموزها
نم راغدا
لقد اديت الامانة في اعلى درجات الاخلاص
اعلى نوع من الشهادة وحفرت على جدران الابدية  عنوان
 اذار) في ارجاء المعمرة لذكراك ستدق نواقيس الكنائس في كل سنة  في مثل هذا اليوم (29
وسيكون اسمك مفخرة لاجيال واجيال.

لا تخف ولا تقلق على قطيعك وكنيستك
ألم يقل المعلم ، ان ابواب الحجيم لن تقواها؟!
 نم راغدا والتحق بموكب شهداء كنيسة المشرق من برصباعي وادي شير
، التحق بابنائك  ابونا رغيد و زملائه
 التحق بمرافقيك الذي سبقوك الى  ملكوت الابدية
 :نم راغدا ، ألم يقل المعلم
من يتبعني لا يمشي في الظلام بل تكون له الحياة الابدية
 
وليبقى قاتليك اولاد الشر يقاسون الحياة في الظلام والجهل والقبيلة والعصبية بدون اخلاق وقيم وشيم انسانية
لان  التعليم الذي تلقوه خال من بذور الخير و الروحانية وقوانين الله للبشرية



445
                                                                          نعم تركوك وحيدا اهل الحارة يا سيادة المطران رحو !!   
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
3/3/
2008
من المفروض ان يكون للشعب العراقي الذي عطش الحرية والسلام والامان مهرجانات  شعبية  في كل اشهر السنة  بمشاركة كل اطيافه حسب الاديان والقوميات لمناسبة تخلصهم من الذكريات  المرة في زمن الجلاد،
الا قدر العراقيين  يبدو مُصر على ان لا تنقطع اصوات البنادق والصواريخ والمدافع  عن اذان الاطفال والشيوخ والارامل وان يختفي الدخان، وان تبقى دماء  شبابهم   ملطخة على جدران وازقة المدن العراقية ، ودموع الامهات تبقى سارية الى ما نهاية.

لقد تركوك يا ابيتي سيادة المطران  بالامس اهل مدينتك ، مدينة الموصل الحدباء،  وحيدا بين ايدى الملثمين بعد ان قتلوا مرافقيك وهربوا الى مخابئهم ، فلم تعد لهم  ذلك الاب العطوف الغيور على ابناء بلدته،  الذي تعودوا سماع اقواله اللطيفة المملوءة  من القيم  الانسانية والمحبة والتعاون والغفران في مواعيظه .
تركوك وكأنك انت الجلاد  الذي جلب لهم الاحتلال والموت  والاغتصاب وخطف الكبار والصغار والاعدام وذبح الشباب من الوريد الى الوريد.
نعم لقد ذهبوا اصحاب الامانة والشيمة والشجاعة والغيرة في بلادنا الى حيث اللاعودة  وخيم دهر مظلم غير عادل وسبحانه تعالى  الهنا لازال ساكتاّّّ لا يسمع اصواتنا ونحيبنا !!!.

لم يتبادر احد لمقاومتهم او مسائلتهم عن ما سيغير من الواقع بخطف رجل دين مسيحي مسالم في مدينتهم طوال عمره؟
وهل سيحسبون هذه ايضا انتصارة جديدة حسب عقديتهم الغير انسانية وتعاليمهم الشاذة عن تعاليم الاديان السماوية؟
وماذا سيعملون بحفنة من الدولارات تجمع من اجل الفقراء والمساكين لغرض بناء او ترميم كنيسة اومساعدة عائلة مهاجرة من مكان الاخر بسبب تهديد الموت لهم،  فيسطون عليها.
 أهذه الاعمال  ايضا من تعاليم الله ومبادئه؟ ام قيم  اخر حضارة  انسانية؟؟!!.
ماذا سيعملون بهذه الدولارات  ؟ هل يبنون ماوى للايتام او كبار السن مثلا؟! ام سيشترون سلاحا ويغرون شبابا اخرين لاشعال النار في بيوت العراقيين وقلوب امهاتهم !!!

نعم تركوك وحيدا اهل الحارة يا سيادة المطران رحو !!
تركوك وحيدا بين اديهم ويا لغرابة الاحداث.
اهانوك  بعد اقل من ساعة من ايدائك لصلاة والالام  الجلجلة التي اجبر فيها معلمك سيدنا المسيح السير على طريقها.
هكذا نكرك اهل مدينتك اصدقائك ورفاقك مثلما نكر المسيح من قبل الجموع في ديوان بلاطس وهيردوس
قبل الفي سنة.
يا لغرابة التاريخ فكم مرة يجب ان يُصلب المسيح عن طريق رسله ومؤمنيه في العراق؟
يا للغرابة التاريخ،  لانه لم يجدوا حجة او كره  في تعاليمهم ، لذلك يجب ان يُقتلون ويُعذبون!!
 اين اينشتاين ونيوتن ورسيل ليجدوا حلولا لهذه المعادلة الغريبة.
اين ابن خلدون ، لماذا لم يشر في كتابه عن هذه النماذج من البشرية؟؟؟ واين فرويد وتلاميذته ليعلمونا كيف نتعامل مع سلوك هؤلاء القتلة؟

انني اسأل اهل موصل الحدباء ، اذن من تريدون يعيش معكم في هذه المدينة الازلية؟
لقد تركنا اله اشوروكلكامش وانكيدوا  الذين  كانوا  يسحقون الناس بدون الرحمة والرأفة
واخترنا تعاليم رجل مسالم صلب على الصليب من اجل تعاليمه الاسانية والسماوية
ألم نعمل عملا صالحا بهذا ؟!!

ايها الاخوة رجال الدين الاسلام  لماذا تسكتون على ظلم غير عادل حسب اسلامكم   ؟ هل انتم راضون عن ما يحصل؟ اذن اين انتم من كل ما يحصل لنا ولجميع اخوتنا العراقيين الاخريين من جميع الاديان والاطياف.

ايها خاطفي راعينا سيادة المطران فرج رحو المحترم
نستحلفكم بالله  الذي تؤمنون به هل ضميركم  راضي عن ما تعملون لشعبنا واخوتنا  ولسيادة مطراننا.
 وهل هذا مطلوب منكم  بحسب الديانة الاسلامية و قيمها النبيلة؟
اذن اي اسلام انتم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟






446
 

                     ازداوجية حكومة التركية  الى اين؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن في استراليا
28/2/2008

انتقلت تهيدات الحكومة التركية باجتياح شمال العراق منذ عدة اشهر لملاحقة الحزب العمال التركي (1)  الى التطبيق العملي ، فقبل اكثر من شهرين قام الجيش التركي بقصف والهجوم على معاقل هذا الحزب في  مغاوير جبال قنديل في شمال العراق، حينها ظن المراقبون ان تركيا اوشكت على انهاء مشكلتها مع اكرادها الى الابد. 

 لكن يبدو ان حكومة التركية كانت متوهمة في حساباتها ، فها هي تدفع مرة اخرى بجيشها و معداته الذي كان قد استراح  لاكثر من 90 عاما (بعد الحرب العالمية الاولى) في حرب مع حزب العمال هذه المرة في داخل الاراضي العراقية و تصرح بخلاف تعهداتها انها غير مستعدة للتحدث عن انسحابها الان.

على الرغم من ان الاتراك يحسبون انفسهم اوربيون (لان جزء من استنبول يقع في اوربا) الا انه العقلية التي تواروثها من اجدادهم المغول هي نفسها لم تتغير خلال كل هذه القرون .لانهم لازالوا يؤمنون بانهم القوم الذي يجب ان يُستعبد من قبل القوميات الاخري المحيطة به او التي تعيش بينهم ولا يؤمنون بحقوق الاخرين ولا يعترفون بجرائمهم والمذابح ضد غيرهم ولا بالفتن التي اقاموها بين القوميات التي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية الرجل المريض .

من جانب اخر اذا نظرنا الى تحركات تركيا وتصريحات المسؤولين فيها، فاننا نجد ان تركيا هي فعلا صادقة فيما تقول، انها لاتعترف الا بحقوق الاتراك حتى وان كانوا في القطب الشمال ومستعدة لتقديم الدعم والعون لهم . اية ازدواجية مقيتة هذه؟؟  تطلب من الاخرين السكوت عن حقهم وتدافع عن الاتراك اينما يكونوا!
لكن يجب ان نكون منصفين هذه الازداوجية البغيضة التي تعيشها تركيا  والتي ورثتها من جدها عثمان الاول  ليست وليدة اليوم  بل هو مرض وراثي خبيث اصابها واصابت معظم  القوميات والدول التي تعيش في المنطقة منذ زمن بعيد!

ان  المبادئ الاساسية لحقوق الانسان  في بنود الامم المتحدة  مثل حرية  الفكر والمعتقد والعدالة والمساوات بين المواطنيين هي حبر على الورق لدى كل الحكومات الشرقية.
كلنا يتذكر  كيف حاول صدام حسين  القضاء او استعراب جميع القوميات والشعوب الموجودة  في العراق لا. اما الحكومة الايرانية التي تحسب نفسها الان ملهمة من اللهّ !! ليست مختلفة تماما عن جاراتها، فهي ترفض حقوق العرب والاكراد والبلوش و الاتراك البهائيين و المسيحيين وغيرهم،لا بل تظن انهم لا يستحقون العيش بين الفرس.

المشكلة الرئيسية في قادة  هذه البلدان انهم لم يتعلموا من دروس التاريخ اي شيء.  كلنا يتذكر الاتحاد السوفياتي كيف اختفى من خارطة العالم بسبب وصول الضغط والمشاكل الداخلية الى حد لا تطاق فيما بعد ، حينها اعترف غورباشوف ( اخر رؤساء الاتحاد السوفياتي)  بانه كان بمثابة الغطاء الخارجي للحاوية كادت تنفجر من الضغط الداخلي وقرر ان لا يتحمل مسؤولية الدمار الذي سيحل فيما بعد،  لذلك استقال وتم تفكيك جمهوريات الاتحاد السوفياتي وعادة الى شعوبها وقومياتها بعد 75 عاما من النظام الاشتراكي.
اما الاوربيون  فقد قضوا ثلاث قرون في حروب اهلية و واجروا حربين كونيتين ذهب ضحيتها اكثر من 100 مليون نسمة  اخيرا ادركوا ان طريقة تفكيرهم كانت خاطئة.
فاعترفوا بخطئهم ،وغيروا انفسهم ، غيروا طريقة تفكيرهم فاصبحوا واقيعين اكثر واختاروا الاهتمام بالاقتصاد كحجر اساس للعيش المشترك بينهم ،لانه معظم المشاكل تاتي من البحث عن الموارد الاقتصادية و مساحة الارض وتداخل الاثنيات او القوميات ، اختاروا سياسية تحل مشكلة صراعاتهم و تلائم زمان وعصر الذي يعيشون فيه. فبعد نصف قرن من الحرب العالمية الثانية ، اوربا اليوم  تعيش وكأنها دولة واحدة ، تسافر بين جميع الدول بدون سيطرات ولا حواجز ولا نقاط تفتيش عن اجازات!!
نعود مرة اخرى الى مشكلة تركيا التي لا تعترف بواقعية  وجود اكثر من 15 -20 مليون كردي في تركيا اغلبهم  في  المحافظات الشرقية الفقيرة،  تريد  حكومة التركية منهم  التخلي عن مشاعرهم القومية ولغتهم وعاداتهم وتاريخهم ولكنها في نفس الوقت  مستعد للدفاع  عن الاتراك الموجودين في بوسنة وهرسك والبانيا وكسوفو والعراق واي مكان اخر في العالم ، وتساعدهم في مطالبة حقوقهم،  فكأنها تظن الاتراك فقط يستحقون العيش بكرامة وحرية!!!!
انه امر غير مشكوك فيه ان تركيا خاطئة في قرارها اليوم ، لن تستطيع تركيا حل مشكلتها بهذه الطريقة، قد تستطيع تأجيلها لكن لا مفر منها و ستلاقيها في المستقبل القريب ، لان عجلة التاريخ  تتدرج دائما تحت اقدام الشعوب المضطهدة !!!

املنا ان يدرك  قادة  تركيا والدول و القوميات والسياسيين المتفنفذين ورجال الدين  في الدول الشرق الاوسطية   الحقيقة التي لا تقبل الشك، ان التاريخ لن يعود للوراء ابدا وان تتكرر او تتشابه  ظروف الاحداث في بعض الاحيان .
املنا ان يتبنوا السياسية العقلانية المقبولة و الواقعية البعيدة من النرجسية والخيال وافكار النازية ، ان ينظروا للامور بعين واحدة وان يزنوا الامور بميزان ومثقال واحد,
 املنا ان يتخلواعن ازدواجيتهم في التفكير ويعترفوا بحقوق غيرهم في الوجود . فتركيا بحاجة الى قرار جريء يعترف بحقوق الاكراد وبقية الاقليات وتستجيب لمطاليبهم المشروعة حسب القوانيين دولية كي تبقى في مقدمة العالم الاسلامي والشرقي.

1 – اننا لاندافع في هذا المقال عن حزب العمال التركي وعملياته او سسياسته او طموحه بالاستقلال وانما نرى على تركيا حل المشكلة بطرق السليمة حسب قرارت الدولية، وتعترف  بحقوق القوميات الصغيرة واضطهادات  والمذابح التي قامت بها ضدهم في الحرب العالمية الاولى.
 
 

447
صفحات منسية عن دور العلمانيين في الكنيسة الكلدانية
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
youhanamarkas@optusnet.com.au
15/2/2008

ان الحديث عن دور العلمانيين في الكنيسة ليس بشيء جديد،  فهو واجب على عاتق كل مؤمن حقيقي قبل كل شيء،  فمن يقدم عليه لا يحتاج  الى من يعوضه سوى  تحقيق الرجاء الذي وعدنا به الرب يسوع المسيح، ويسوع المسيح نفسه اكد  لكل مؤمن  رسالة مهمة  هي ايصال نور و بشرى الخلاص الى الاخرين عن طريق الوعظ والعيش بحسب مباديء التي علمها لتلاميذه.

الحديث عن دور العلمانيين في العقود الاخيرة من القرن الماضي في مقال واحد قد لا يكفي،   لانه لن يستطيع تسليط كل الاضواء على جميع  النشاطات و في كل الاماكن والازمنة التي مرت فيها بغداد خلال خمسين الاخيرة.
ان هذا السفر المنسي من تاريخ الكنيسة والذي عاينه اباء ورئاسة  الكنيسة الكلدانية بانفسهم لا سيما كهنة كنائس الكلدانية في بغداد ، اظن لم يأخذ حقه من الاهتمام ولا حتى على مستوى ذكرهم، فكثير من هؤلاء الشباب او الشابات ترك مستقبلهم ومستقبل عوائلهم  ولم يفكر في دراسته او اكتساب مهنة ما بل انخرطوا بكل تواضع في العمل التبشيري والتعليمي  في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الكنيسة ولحد الان لا زال بعضهم يقوم بنفس العمل. 

لعله من المفيد ان نذكر كحقيقة تاريخية  هنا ، ان قانون حقوق الاقليات من ضمنها تعليم اللغة والديانة  سنة 1972 قد توقف اوتوماتيكيا  بسبب عدم وجود كادر لقيام بهذه المهمة وكذلك القوانين الصارمة والتدخلات التي حاول البعث ادخالها الى المجتمع المسيحي والكنائس اجبرتهم على الابتعاد من مطالبة بهذه الحقوق .   ونتيجة ذلك تم  التوقف عن التدريس للمبادئ الديانة المسيحية في المدارس الحكومية .
 لكن  بعد ان شرعت حكومة البعث تغير المناهج ، خاصة  موضوع القراءة   لاغراض معروفة؟!!! . كان لهذا العمل الرد الفعل الروحي  القوي لدى الشبيبة الواعية فأدى الى  قيام نهضة فكرية لدى الشباب لحماية كنيستهم مبادئ ديانتهم من الخطر والضياع واصحبت كل كنيسة مملوءة من الشبيبة  طوال ايام الاسبوع وبالاخص يوم الجمعة للتدريس لجميع المراحل من الابتدائية الى اخوية الجامعيين.

سوف احاول الكتابة عن هذا السفر المنسي  معتذرا مسبقا عن عدم ذكر جميع الاسماء (التي كان لها دور منشود في هذا الحقل الرسولي )  في هذا المقال  لانني سوف اعتمد على كل ما خزنته ذاكرتي  قبل ثلاثين عاما   من  خلال عملي و لقاءاتي كأحد من هؤلاء الشباب  .
 ومن خلال قراءتي  ومتابعتي  للاحداث عن الفترة اعلاه عرفت ان الاخوية المريمية كانت تأسست في نهاية الخمسينات (1)  من قبل بعض اباء الكنيسة مثل (المرحوم المطران اسطيفان كجو والاب روبير الكرملي والاب فيليب هيلايي وغيرهم مع طبقة مثقفة من  طلاب الجامعات والموظفين. لم تستمر هذه الحركة طويلا حتى اوقفت من قبل نظام حزب البعث بتهمة تاسيس جيش الخلاص (2)  او الجيش المريمي  حسب مفهومه السياسي وتم  الزج بعض من قادتهم  في السجون لفترة قصيرة.

توقفت الحركة الفكرية وتعليم المسيحي في بغداد لمدة اكثر من 10 الى 15 سنة،  في بعض الكنائس  فترة اطول  ولم يبقى هناك مراكز لتعليم المسيحي الا عدد  قليل جدا،  حسب علمي كانت هناك اخوية واحدة لم تتوقف هي اخوية ام المعونة  في بارك السعدون التي اسسها المرحوم المطران كجو حيث كان راعيها حينذاك ، فقط المدارس الاهلية ( الراهبات) كانت تقوم بتدريس مبادئ الديانة المسيحية لكن  هذه ايضا تم تأميمها  فيما بعد.

في النصف الثاني من  عقد السبعينات نهضت وجبة جديدة  من المهتمين ب هذا الموضوع اغلبهم من الشباب اليافعين قليلي الخبرة  ولكنهم غيورين جدا على التعليم المسيحي مع عدد قليل من  شباب وشابات المرحلة الجامعية و بعض الموظفين.  بدات هذه الوجبة بتاسيس مراكز التعليم المسيحي وتاسيس الاخويات مع اباء الكهنة في كنائس بغداد . كان الاب فرنسيس المخلصي هو المحرك الاول بين هذه الشبيبة في هذه الفترة من خلال اقامة وتتظيم الندوات والمحاضرات الاسبوعية او الشهرية لمدرسي مراكز التعليم المسيحي في بغداد التي كانت تقام في كنيسة العائلة المقدسة في البتاوين حيث كانت هذه الاجتماعات محل تبادل الخبرات والثقافة والاخبار والنشاطات بصورة عامة في بغداد.
في النصف الاول من عقد الثمانينات كانت هناك انشطة كبيرة على مستوى بغداد لكنها اغلبها كانت محصورة في الكنيسة المحلية  لوحدها ، حتى كان هناك منع  لدى بعض الكنائس من قبول شباب من مناطق اخرى بعيدة في اخويتهم  لاسباب واضحة !!، حيث لم يكن لكل الكنائس اخوية او مركز لتعليم المسيحي بعد.

لكن بحدود نهاية 1984   توسعت المشاركات بين الكنائس واقامة النشاطات المشتركة لا سيما في منطقة بغداد الجديدة في هذه الفترة كثرت ظاهرة اقامة المعارض السنوية لمراكز التعليم المسيحي حيث كان لمعظم هذه المراكز لها احتفال سنوي اما باقامة معرض او محاضرة او رياضة روحية (3) او عرض صور سايت وكذلك اقامة سفرات الترفيهية  لطلاب واعضاء الاخويات .
كانت معظم النشاطات تقام  في منطقة الرصافة كان مركز الثقل للمسيحيين قد تحول من البتاوين الى بغداد الجديدة في منتصف الثمانينا ، حيث كانت هناك نشاطات كبيرة مثل اقامة مهرجان الترتلية الاول في قاعة مار كوركيس ودورة كرة القدم ومسابقة الثقافية ما بين سنة 1984 و1986 ومعرض لمرحلة طلاب المتوسطة في سنتر .
ثم  تطورت الاتصالات لتشمل كنائس الكرخ مثل مار يوسف شفيع العمال  في حي الشرطة ومار يوحنا في الدورة وغيرهم.
لا انسى عدد كبير من هؤلاء المدرسين ومسؤولي الاخويات هم الان اباء كهنة في الكنيسة الكلدانية مثل ابونا فارس توما والاب ماهر كورئيل والاب نظير دكو والاب فادي فيليب والاب  سعد سيروب والاب زيد حبابة الاب جورج خوشابا (سابقا) والا فيليب الدومنيكي  وبعض الاخر لا زال في  مرحلة اكمال دراسته  اللاهوتية مثل نياز ساكا وسليم كوكا.

اليوم بعد ان مرت اكثر ثلاثين سنة على الشبيبة الذين ضحوامن اجل نشر التعليم المسيحي وكلمة الخلاص بكل تواضع ومحبة،  اتسال اين  موقف الكنيسة الكلدانية من تقيم دور هؤلاء الاشخاص، عدد كبير منهم كان قد نذر حياته لهذه المهمة فكلفته مستقبله (4).  فقط اذكر احدى المشاكل ع التي وقع فيها شباب اخوية ام المعونة في بداية التسعينات مع كاهن الرعية  بعد مقتل رجل غريب حاول التعدي على الفتيات في باحة الكنيسة  في شيرا كنيسة مريم العذراء ( ام المعونة)  والذين لم يستطيعوا العيش في العراق من بعد  وان لم تكن المشكلة الوحيدة لشبابنا؟!!!! .

لابد ان اذكر بعض من هذه الشخصيات التي اغلبها الان في الخارج  واعتذر عن عدم ذكري لجميع الاسماء  كذلك عن عدم ذكر الاسم الكامل لبعض منهم سبب نسيانه.

من اخويتنا (5)  اخوية يسوع الشاب في كنيسة مار توما الرسول في حي الخليج  من المدرسين القدماء ومسؤولي واعضاء  الاخويات ( انطوان حنا وفاتن هرمز وفريد عبد الاحد ورعد فؤاد  وخيري الطون ومنير فرنسيس وجمال يوخنا و اخرون  ربما يتجاوز  عددهم 50  اسم اعتذر عن عدم ذكر جميعهم في هذه المناسبة )
ومن اخوية ام المعونة (  وردة دنخا وسمير اسطفيان ونبيل بطرس، ومن وجبة الاقدم في التدريس  كان هناك الذين كانوا مسؤولي اخوية الاعداية والجامعيين  الشماس يوسف ايشو ورمزي خوشابا وعبدالاحد قلو والاخت تريزة ؟؟؟ سعاد ادم واخواتها)
من اخوية مار ايليا الحيري (6)  ( خالد يوسف وابتسام ادور ونبيل؟؟   ونصير؟؟  وباسم؟؟ )
 واخوية مار كوركيس (  هاني ؟؟ وادور؟؟ وتوفيق؟؟)
 واخوية الصعود (  وحيد كوريال ؟.وعاد ل؟؟. وكامل  روفائيل في الفترة الاخيرة..)
 وكنيسة  مريم الطاهرة في كمب الكيلاني  ( كمال بولص ونائل نيسان و شربيل وباسمة يونان. وانور لازار لاانسى دور اخوات يسوع الصغيرات  في هذا المركز )
وكنيسة العائلة المقدسة في البتاوين  ( جورج وفيليب خوشابا ونزار ؟؟ وباسم؟؟ )
كنيسة مار يوسف شفيع العمال في نفق الشرطة  ( عبير ملاخا؟) 
لا انسى دور اباء الكنيسة الكلدانية في هذه المراكز الذين كان لهم  دور كبير في صقل ثقافة هذه الشبيبة واعطائهم الثقة الكاملة في عملهم  كذلك دور اباء اللاتين في اقامة المحاضرات وحضور المعارض والندوات  من اباء  الكرمليين ( البير ابونا، روبير الكرملي) واباء المخلصين ( فرنسيس المخلصي وكوب ومنصور) واباء الدمنيكان ( ابونا عبد السلام حلوة ويوسف عتيشا ويوسف توما (7))  بالاضافة الى مدرسي الدورة اللاهوتية التي بدات سنة 1984 في مقدمتهم المطران بولص دحدح واباء انفة الذكر اسمائهم.

انها مناسبة طيبة ان يتم تذكير  جيل اليوم بالمدرسين والمربين القدماء (8)  الذين اشرفوا  عليهم  او جيل قبلهم (ابائهم) . فانا اقترح في هذه المناسبة  تكريم كل من خدم اكثر من 25  بوسام العمل التبشري من قبل الكنيسة الكلدانية او الكاثوليكية كي  يتم تشجع الشبيبة الحديثة على التضحية والتفاني والسير على خطوات اخوتهم الكبار في العمل الرسولي.
 
_______________________

1- اظن تاسست اخوية المريمية سنة 1958 حسب قول المرحوم ابونا فيليب هيلايي في مقابلة الاخيرة له

 
جيش الخلاص  مصطلح  اتى من الحركة الخيرية العالمية المعروفة بهذا الاسم   Salvatiom army2-
  والتي هي منتشرة الان في العالم التي  كانت مهمتها مساعدة الفقراء والمرضى  والمهجرين والايتام والوعظ .
3 - مثل  الرياضة الروحية التي اقيمت في دير الصليخ  بين  لمدرسي واعضاء  الاخويات لخمسة مراكز في بغداد بحضور عدد من اباء مثل ابونا البير ابوناا وابونا مشتاق وابونا فيليب هيلايي وابونا (المطرام حاليا) اندراوس ابونا  وغيرهم (اظن  كانت في عام 1986  )
4-  لازال البعض من هؤلاء المدرسين غير متزوجين وغير مستقرين في بلد ما
 5- كان كتب المقال عضو في اخوية ام المعونة بارك السعدون من سنة 1978 لغاية 1986 وعضو  ومؤسس لاخوية  يسوع الشاب في كنيسة مار توما الرسول سنة 1982 لغاية 1991 بالاضافة لتدرسه في كنائس مار كوركيس في بغداد الجديد 1978- 1979 ومار توما  من 1980-1991 وام المعونة 1984 - 1986
6- اخوية مار ايليا الحيري كان  عدد كبير من كوادرها من الموظفين وكبار السن مقارنة بغيرها من الاخويات.
7-  مؤسس الدورة اللاهوتية في سنتر
8 - هذا المقال لا يتحدث عن فترة بعد 1990
 

448
هل سيصبح  مار باوي سورو مارتن لوثر كينك* للكنيسة الشرقية؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
 ملبورن/ استراليا
3/2/2008

قبل بضعة ايام  أُعلِن في تصريح صحفي مخول عن لسان ابرشية التي يرأسها مار باوي سورو وجماعته عن تأسيس الكنيسة الاشورية الكاثوليكية في كليفونيا/ امريكا.
المصدر اشار ان هذا القرار اتخذه مطران الابرشية  مارباوي سورو وستة كهنة وعدد كبير من شمامسة مع الجماعة المسيحية المؤمنة معهم.

انه امر مؤسف ان يحدث انقسام بين الجماعة الواحدة لا سيما اذا كانت هذه الجماعة هي كنيسة مسيحية، ونحن نعرف ان المسيحية  تشدد في مبادئها على الوحدة اكثر من اي شيء و لا تضاهيها اية عقيدة او ديانة في تاريخ الانسانية.
فعندما سئل المسيح ( كم مرة يخطْ اخي يحب ان اسامحه، كان جواب السيد المسيح 70 مرة 7) ونحن نعرف ان الرقم سبع يحمل علامة الكمال من ناحية اللاهوتية. اي ان السماح والمصالحة يجب ان تكون متوفرة لدى جميع الاطراف في كل الاوقات والازمان

لكن شينا ام ابينا فان الانسان كائن محدود الامكانية، اي لم ولن يدرك كل الحقيقة في اي لحظة من الزمن، لذلك  كان وسيظل هناك تباين بين اراء ومواقف الناس على الرغم من درجات العليا من وعيهم و دراستهم او مسؤوليتهم اوموقعهم.

من سوء الحظ احيانا هذه التناقضات هي سبب الاهم لدفع عجلة الفكر نحو التطور والتقدم وكشف الحقائق في هذه الحياة التي لا تعرف الجمود والسكون بل ان التغير    حالة ديمومية  لها كما وصفها الفيلسوف الاغريق هيرقليدس.
فأذن الاختلاف في الرأي ليس شيئا سلبيا في كل الاحيان، ولكنه يصبح سلبيا حينما ينبع من روح الانانية وحب الظهور وعدم اعطاء اي اعتبارات لمباديء الروحية او الدينية التي حولها  وبسبب تم الصراع، اي عندما يخرج  مركز ثقل الموضوع من محوره الرئيسي.
تاريخيا الانقسامات حدثت في الكنيسة منذ مجمع المسكوني الاول عام 325 م في مدينة نقية في ( تركيا حاليا) بسبب اختلاف وخروج هرطقات خارجية امتزجت واستخدمت مفاهيم وافكار لاهويتية في خدمتها او بصورة خاطئة ومضللة للمؤمنيين
 ( مثل الديانة المانوية وغيرها) في تعابير عن شخصية السيد يسوع المسيح ومنذ ذلك الوقت والانقسامات تزداد يوما بعد يوم.
انه لشيء مؤسف ان اقول هنا ان سبب هذه الانقسامات كانت على الاغلب سلبية ولم تأتي بالجديد بالعكس كان ضررها  قاتل للمسيحية.  كحقائق تاريخية معروفة ، ان هذه الانقسامات لسوء الحظ كانت السبب الاول  في سقوط مصر وشمال افريقيا والقسطنطينية  ودول البقان و انكماش وضمور نشاط الكنيسة الشرقية في زمن فتوحات الاسلامية  والدولة العثمانية وبتالي زيادة الفوراق والانقسامات الى القرن الخامس والسادس عشر حيث ظهرت الكنيسة الانجيلة لمارتن لوثر بعد ان اباح ملك انكلترا ( هنري الثامن) الزوراج والطلاق لنفسه وفصل كنيسة الانكليكانية من كنيسة الكاثوليكية في روما في نفس الفترة تقريبا.

بعد مارتن لوثر اصبحت ظاهرة الانقسام مرض غير عادي اصاب جسد الكنيسة،  بحيث وصلت اليوم الى اكثر من ثلاثمائة كنيسة مختلفة، بعضها صغيرة لا يتعدى عددها بضعة الالاف.

بالنسبة الكنيسة الشرقية التي تبنت المذهب النسطوري تحت دعم وضغط الفرس بسبب الحروب والصراعات الكبيرة  بين الامبراطوريتين الرومانية والفارسية كان صراعها مع المذهب المونوفيزي فقط لفترة طويلة.
في الدولة الرومانية نفسها حثت انقسامات بسبب عدم الاتفاق على المباديء الاساسية في قانون الايمان و خميرة هذه الانقسامات المذهبية وافكارها اللاهوتية  وصلت الى الشرق لذلك نتجت عنها هذا العدد كبير من الكنائس في الشرق ففي العراق وحده يوجد اكثر من اثني عشرة كنيسة. 
سؤال يطرح نفسه  في هذه الايام لكل مسؤولي هذا الشعب والاكليروس، في هذه الظروف العصيبة والاخطار الكبيرة التي تهدد شعبنا بكافة تسمياتهم بسبب الظروف السياسية التي تمر فيها المنطقة
 ماهي الاسباب الحقيقة وراء هذا الانقسام؟
 ماذا نتوقع من الكنيسة الجديدة؟ 
 وهل كنا فعلا بحاجة الى انقسام جديد بين كنائسنا؟
 لماذا لم تنجح محاولات الوحدة لاسيما الاخيرة في نهاية قرن الماضي؟
هي سيصبح مار باول سورو مطران الكنيسة ورئيس الكنيسة الجديدة فعلا خميرة لارجاع روح الوحدة والاتفاق والشعور بالمسؤولية والتنازل عن الرغبة الذاتية لصالح كنيسة المسيح الواحدة ام  ستكون كنيسته بداية النهاية لكنائس الشرقية؟
وهل سيصبح مار باول سورو مارتن لوثر كينك يدافع عن الحقيقة ام سيتلاشى حلم الوحدة من فكر الجميع؟
املا ان تكون لهذه الكنيسة وغيرها اجوبة واضحة في قرارة نفسها لهذه الاسئلة.

فاملنا ان تكون ولادة هذه الجماعة سببا لاعادة المسيحيين الى تعالم الكتاب المقدس وتطبيقها بحسب البساطة التي خاطب فيها يسوع المسيح موعظيه بها، ان يتخلى انساننا المسيحي من القوة التي تجرفه عن السير وراء مبادىء المحبة والرجاء والايمان.

املنا ان لاتكون هذه الخطوة عملية انتقامية بين الاكليروس وتصفية الحسابات بل سراجا ساطعا في وسط ظلام يقود الانسان المسيحي الشرقي نحو تعاليم المسيح و حماية ايمانه وطقسه ولغته وتراثه وهويته الشرقية ومثالا صالحا بعيدا عن روح الغرور والتسلط والانتقام .

املنا ان تصبح هذه الجماعة سببا لتلاقي الايادي والقلوب والرغبة والارادة الصافية بين رؤساء الكنائس الشرقية لاعادة اللحمة بين شعب الله المؤمن الممزق في هذه المنطقة والتي تأتيه الضربات من كل الجهات وشعبه يعاني من شتى الويلات .
   




ملاحظة:
نحن لا نوجه اللوم لاي جهة كأن تكون هي السبب الاول للانقسام وانما نطرح الموضوع بشكله موضوعي، لاننا نرى ان مصير المسيحية في الشرق وخاصة في العراق متعلق بوحدتها كما قلنا في مقال سابق ( تحديات امام الكنائس الشرقية)

مارتن لوثر كينك:
البطل الاسطوري للافارقة حيث قاد عصيان مدني و حملات التظاهر من اجل تساوي الحقوق بين البيض والسود في امريكا بطريقة مسالمة واستشهد في بداية الستينيات من القرن الماضي .







449
قصيدة  بعنوان :  بلــــــون
للاب كمال وردة بيداويد
راعي كنيسة ترلوك في كاليفونيا- امريكا

القصيدة تعبر عن وصف لقرية بلون ( قرية الكاهن)  التي تم تهجيرها من قبل حكومة  التركية الجديدة بعد سقوط الدولة العثمانية  ضمن قرارها المشؤوم (سفربلك) في بداية  القرن الماضي.
كذلك توصف تمسك اهالي قرية بلون بايمانهم المسيحي وشفاعة  امهم مريم العذراء ،عطائها عدد من الشخصيات المعروفة في تاريخ شعبنا من مطارنة وكهنة واطباء ومهندسين وعسكريين وموظفين واساتذة الجامعات  واصحاب شركات واعمال حرة  وعلى رأسهم المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الاول  بيداويد (1922-2003 )، مذكرا اخلاص وحفاظ اهالي القرية على  روابط المحبة والقرابة والتعاون فيما بينهم على الرغم من الفترة الطويلة لهجرتهم و انتشار الواسع لأبنائهم بين معظم  مدن العراق من البصرة الى زاخو وهجرة بعضهم مباشرة الى سوريا ولبنان.  

يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا








450
                          متى يتحول نفط العراق من نقمة الى نعمة؟ !!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
23/1/2008

كان يطلق على العراق في تاريخ القديم بلاد الرافدين، وان النهرين دجلة وفرات هما من الانهار الكبيرة والطويلة  المعروفة في العالم، كانت ارض العراق شبه مقدسة بكلا النهرين وروافدهما ، حتى قصة الخليقة في عهد القديم في الديانات السماوية لها تداخل كبير مع الفكر النهريني ويبدو حسب تصورات هذه الاديان في كتبهم المقدسة، ان البئية التي خلق فيها ادم هي في  جنوب العراق.
 
  من الناحية العلمية والتاريخية ان اول تحضر للانسان في تاريخ القديم حدث في العراق، وان اول خطوة في تطور فكري الانساني نحو  الزراعة وتدجين الحيوانات حدثت  العراق،  ومن بلاد الرافدين وحضاراته او النهرين جاءت اعظم انجازات البشرية مثل الكتابة والموسيقى والرياضيات وعلم الفلك والري والزراعة.

اذن العراق اعطى للعالم الكثير بالمقابل لكن الشعوب المحيطة به كانت تقابله بالعكس،  دائما  كانت هذه الشعوب تطمع في خيراته وتقوم بغزو واحتلاله وارذال شعبه لا سيما من قبل اليونان والفرس والرومان والتتر .

في عصر الحديث ، في نهاية القرن 19 وبعد اختراع محرك العجلة الذي يعتمد على الطاقة الناتجة من احتراق الوقود (الناتج من البترول)  داخل المحرك جعل العالم يترك البحث عن الذهب الاصفر ويبحث عن الذهب الاسود كما اطلق عليه في ذلك الوقت.
مرة اخرى وجد اهل  بلاد الرافدين (ارض العراق)  ان بلدهم له  حصة كبيرة من هذه النعمة ،  ومنذ ذلك اليوم  كانت الدول الكبيرة والمجاورة تحبك المكائد والحجج  كي تستولي علىثرواته.
  بعد فترة حكم الملكية  جاءت زمن الثورات القومية الفجة  والتسلطية والتولتارية الى ان انتهت باستلاء الطاغوت (صدام) على الحكم، فحكم بقبضة حديدة وادخل العراق في ثلاث حروب كبيرة وحصار طويل.
 كان الشعب العراق ضاق مرارة الهزائم مرات عددية ودفع دماءا زكية لا  تعوض وتعرض لحصار اممي ظالم لا مثيل له،  فكان الشعب تواقا الى الحرية والامان والسلم و مستعدا  للتخلص من الفقر والجوع والمرض والجهل،  لذلك وافق على التغير عن طريق الامريكان و قوات التحالف.

 لكن هيهات هيهات ان يحصل الشعب العراقي على حلمه باستقلاله وحريته و حكم ديمقراطي عادل من شعبه، لا يميز بين افراده بحسب مقياس ديني او قومي او مذهبي او غير موالي لاجنبي.

بعد قرابة خمسة سنوات بعد سقوط النظام السابق، واستلام قادتنا الجدد الحكم، لا زال العراقيون يتراوحون في مكانهم من ناحية السياسية  بدليل لم تحصل المصالحة الوطنية كما حصلت لدى الشعوب الاخرى التي مرت في مثل هذه الظروف ، بالعكس الحرب الاهلية  مستمرة  وخطرها يزداد بقوة  بسبب تدخل دول الجوار والحكومة والاحزاب الكبيرة لازالت في نقاشات بيزنطية عقيمة بعيدة عن الواقعية  .

 ان الدستور الجديد لم يحل مشكلة العراقيين في حكم انفسهم وانما زادها تعقيدا بفقراته المتناقضة والمبهمة. خلال السنة الماضية ولحد الان كانت هناك امام الحكومة واقطاب السياسية الرئيسية تشريع اربع او خمس قوانيين مهمة كي تتحرك العملية السياسية والتي عليها يعتمد مستقبل العراق .
في مقدمة هذه القرارات هو قرار استثمار نفظ والغاز الطبيعي،  ولكن لحد الان لم تصل الاقطاب المفترقة على حل وسطي ونهائي ومنطقي ومفيد لكل شعب العراقي.
لا اعرف ما هي  المقاييس وما هي الاعتبارات التي  يضعها قادة العراق الجدد  في حساب  قراراتهم  حينما يعبرون عن مواقفهم في اجتماعات البرلمان او المؤتمرات الدولية او الاجتماعات الدورية فيما بينهم.

انني فقط اتسال اذا كان دكتاتور القرن رفع شعار نفط الشعب للشعب (وان لم يوفي بوعده  كما يعلم الجميع) الا يجب ان تكون مواقفهم وقراراتهم صائبة في حل مشاكل الوطن ، لماذا لا يطبقونه قادتنا الجدد الذين انتخبهم الشعب العراق ديمقراطيا كدليل حاسم لحبهم واخلاصهم  لوحدة اراضي العراق؟
لماذا لا يتم توزيع ميزانية النفظ والغاز  كما قلنا سابق في مقالنا تحت عنوان  (كيف يتخلص العراق من محنته؟ ) على الرابط التالي
www.kaldaya.net/Articles/500/Atricle564_Aug_30_2007_youhanamarkas.html - 53k

 على شكل نسب التالية مثلا حصة الاقاليم والمحافظات  30%  حصة الحكومة الفدرالية 30% وحصة للشعب 40%
على ان يتم توزع حصة الشعب على شكل علاوات شهرية حسب اعمار كما هي حصص التموينية.

لماذا يتحول نفط العراق من نعمة الى نقمة؟ الا يكفي ما عانى بسببه هذا الشعب في نصف الثاني من القرن العشرين؟
لماذا لا نملك اشخاصا  متجردين من تبعية المذهبية والدين والقومية ومتمسكين بالوطنية وحداها كشعار ومبداالاول والاخير لحل كل المشالك والمعضلات  بين مكونات الشعب العراقي .

نحن نعلم امريكا لا تريد ترك العراق عشرات سنوات ربما قرن كامل ودول الجوار بلا شك لم تكن يوما ما لنا مخلصة و معينة بل دوما متطفلة ومستفيدة وتزرع الشقاق والنفاق بين ابنائه  فلماذا الاتكال عليهم جميعا ؟

ألم يُشرع الدستور (على الرغم من تناقضاته)  قانون المساوات بين الشعب اذن اين العقدة الرئيسية في تفسير هذا البند  لاسيما في موضوع الثروة النفطية والغاز؟
اذا كان قادتنا يبحثون  فعل عن حل مرضي ومنطقي ومقبول من قبل كل الشعب العراق،  اظن حصولهم على نسبة من واردات النفط على شكل علاوات هي افضل شيء يمكن ان يحصل عليه المواطن بعد هذا الانتظار الطويل  وهذه التضحيات الكبيرة.
 لا شك ستكون هذه نقطة الانقلاب في حياة العراقيين ، ومن بعد ذلك  تبدأ النهضة الجديدة في التربية والتعليم والقضاء على التخلف والجهل و التنمية الاقتصادية.

الحل المنطقي والمعقول للعراق اليوم هو تشريع مثل هذه القرارات من قبل قادتنا السياسيين كي يصل قارب العراقيين الى شاطئ الامان في        مرحلة حكمهم ولكي يكون حكم التاريخ عليهم كقادة عظماء لشعبهم مثل غاندي و بسمارك ومانديلا جورج واشنطن وغيرهم ، ليست شبيه بحكام الماضي.
 ان وصول الفائدة المباشرة والمتساوية من الثروات البلد  لجميع المواطنيين بعد زمن طويل من نهب والصرف في الحروب بالتأكيد سوف تجعل العراقيون يشعرون  لهم حكومة وطنية مخلصة فيشعرون بكرامتهم فيلتفون حولها ويقدمون لها كل المساندة بغض النظر عن الشخص او الحزب الحاكم . حينها ستكون هذه بداية جديدة لهم ، شبيه لما حصل لقارب جدهم القديم النبي نوح حينما ارست على جبال جودي ومن ثم  بدات الحياة الجديدة  في بلاد الرافدين بعد الطوفان.
 
 





451
 



                            من يفجر الكنائس في العراق؟!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
10/1/2008



قبل اربعة سنوات تقريبا اتصل بي صديق عزيز ليخبرني عن خبر سيء ورد في نشرة اخبار قناة الجزيرة محمله ان رجال احد سرايا المجاهدين في فلوجة  قد هددوا الامريكان في حالة قيامهم بقصف اي جامع او حسينية او قتل اي رجل مسلم فأنها ستنتقم له عن طريق قيامها بهدم الكنائس او قتل او حجز رجال الدين .

وحينها كتبت مقالا بعنوان ( الجهاد وهدم الكنائس الحل الفاشل)
وفيه شبهت محتوى هذا الخبر باعجوبة كبيرة لا تصدق بين اركان المجتمع العراقي الذي عاش المسيحيون والمسلمون والصابئة واليزيديون فيه بروح الاخوة والتفاهم لمدة 1400 سنة.
لانه على الاقل لم نسمع منذ نشوء الدولة العراقية بقيام عصبات او ما شبه ذلك بقتل الابرياء مثلما  يحدث في هذه الايام في الشوراع  ومدن العراق ولم يحدث تعدي على اي من دور العبادة اوالكنائس باستثناء  خطئان باعتراف الحكومة العراقية  (في حينها) في مذبحة في قرية صوريا الكلدانية في 16 ايلول عام 1969 و في مذبحة سميل للاشوريين في 8 ايلول عام 1933 .

في هذه الايام زمن الفلتان والفرهود وانعدام الاخلاق والقيم الانسانية ، في زمن صارالغليان والهلوسة الفكرية  مرضا واصابت العراقيون من جراء الحرية  المستوردة الغير منبثقة من تجاربهم وواقعهم السياسي وتفاعلهم واختيارهم الطوعي للعيش لضمان الامن والسلم والعدالة بين  مكوناته المختلفة من ناحية الدين والقومية والمذاهب واللغات، اختارت  بعض حركات المقاومة الاسلامية المتزمتة والمدفوعة من قبل دول الجوار  كتابة رسائلها عن طريق تفجير الكنائس وذبح المسيحيين او خطفهم او اجبارهم على الدخول في الدين الاسلامي من دون سبب سوى ان ديانتهم مسيحية وان ديانة معظم قوات التحالف هي من دول الغربية المسيحية ،لذلك ايضا تريد افراغ العراق ومنطقة الشرق الاوسط من المسيحيين تماما.

كثيرمن امثال هؤلاء المسلمين يجهلون حقيقة وجوهر الديانة المسيحية  لاسيما الشرقية منها، ويتعجبون من رد فعل الغير متوقع من ابائنا الاجلاء رجال الكنيسة حينما يطلبون من الله السماح للمعتدي على جرمهم وان يرشدهم الى عقلهم السليم ليتوقفوا عن التعدي على الانسان الاخر مهما كانت ديانته او قوميته او جنسه او عمره او شكله .
يجهلون ان الديانة المسيحية مبنية على قانون معاكس لعالمنا المادي الذي نعيشه حيث يشبه هرم مقلوب رأسا على عقب، اي انه  هيكله يرتكز على قاعدة  ضيقة وهي نقطة واحدة فقط .  نعم الديانة المسيحية لها مبدا اساسي جوهري واحد فقط ، ومنه تأتي او تشتق كل المبادئ  وتبني كل العلاقات الاخرى وهي المحبة .

تؤمن المسيحية، بحسب مبدأ المحبة خلق الله الوجود والكائنات ، بحسب مبدأ المحبة تم ويتم غفر خطايا الانسان في حالة توبته، بسبب التزامهم بالمحبة لا يمكن الرد على المعتدي مهما كانت درجة جرمه ولا يمكن حتى طلب السوء له، بالمحبة التي علمها  السيد المسيح لتلاميذه ولجميع المسيحيين  غفر لصاليبه وهو على الصليب .
بالمحبة انتقلت مبادئ المسيحية من 12 رجل معظمهم صيادي سمك الى ارجاء المعمورة.
بسبب محبته اللامتناهية عمل المسيح كل عجائبه للانسانية بيده او عن طريق تلاميذه او رسله او مؤمنيه وقبل سر الفداء ومات وقام  وصعد الى  السماء. 

لا وجود لمبدأ القوة في المسيحية، ومن يعتمد على القوة تعتبره المسيحية انسانا خاطئا ضل الطريق الصحيح ( طريق الله )، لن يصلح لنيل الرحمة والبركة والنعمة منه الا بتوبته .
 المسيحية لا تستطيع فهم الله بغير هذا المبدأ، ولا تستطيع ادراك غاية الله من خلقه بغير هذا المبدا، كل المذاهب الفلسفية والاديان  تعجز عن حل معضلة وجود الشر والخير في هذا العالم معا  ، ولذلك تنسب كلاهما (من قبل بعض الاديان ) الى الله نفسه، لكن المسيحية وحدها تؤمن ان جميع اعمال الله هي خيرة نابعة من كماله ومحبته لخلقه ولذلك لا جود للشر في اعماله او ارادته بصورة مطلقة.
لان وجود الشر يفسر على انه وجود النقص في   طبيعة الكائن اي وجود الرغبات والتفاعلات الغير المستقرة في الكائنات وكأن الله يشبه الانسان في فعله وتصرفاته ورغباته وليس العكس اي ان الانسان يشبه الله في  فكره وابداعه حينما يقوم بافعال خيرة فقط.
لذلك نقول لكل من تعدى على المسيحيين الابرياء المسالمين، ان المسيحيين لم ولن يرفعوا السلاح
،  لم ولن يؤمنوا بان القوة ستكون الطريق الامثل  لحل المشاكل ولذلك عارض طيب الذكر المرحوم البابا يوحنا بولص الثاني التدخل في العراق بالقوة في حينها.

 نعم تفجير الكنائس اوالقيام بقتل او بذبح مسيحي ما لن يجعلهم ان يتخلوا عن المبدأ الاساسي لديانتهم، لن ينتقموا ولن يفكروا في الانتقام ابدا، لا لانهم جبناء كما يظن البعض او لانهم غير قادرين ولا يملكون الارادة ولكن  لانهم أمنوا بوصية الله التي تنهي الانسان من الاعتداء على الاخر، ولانهم امنوا  ان الله اعطى الانسان العقل والفكر والضمير والشعور من دون الكائنات الحية الاخرى، كي  يستهدمها الانسان لاعمال الخيرية في عالمنا الطبيعة ومن ثم تتجلى اعمال الله  نفسه وعظمته  وعدالته  للاخرين من خلال اعمال المؤمن المطيع له .

لذلك نقول لهؤلاء الذين فجروا الكنائس من دون سبب،  لقد وصلت رسالتكم  ومسيحيو العراق مثل بقية اخوتهم من كافة القوميات والديانات لن  يرضخوا لارادتكم الشريرة  ولن يتخلوا عن تعاليم الههم المنبثقة من المحبة التي تشمل  حتى العدو  مهما كانت قساوتكم وجرمكم بهم.
مرة اخرى نقول  ليسامحكم الله ، بعونه ستعودون الى رشدكم قريبا وحينها تعرفون مدى كبر جرمكم بحق اخوة لكم طوال 1400 سنة دون ان يعكروا عليكم حتى مجرى المياه  يوما ما .   



452
رسالة مفتوحة الى ابائنا رؤساء الكنائس

هل احتفاظنا بأسمنا القومي خطر على ايماننا المسيحي؟!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا
18/12/2008

ابائنا الافاضل:-
كم كانت فرحتنا كبيرة بلقائكم الاخير فيما بينكم الذي انعقد على الرغم من تاخره  الكثير،اخيرا بعد اربع سنوات من الاختصاب والقتل والذبح والتشريد والتكفير والجبر على دفع الفدية والترحيل واجبار المسيحيين على الاستلام في بلدهم الام العراق حصل اجتماعكم.

لكن ككلداني وكمسيحي وكمواطن عراقي وكاحد ابناء هذا الشعب العريق الذي تحمل اشد انواع الويلات والاضطهادات من كافة السلطات والامبراطوريات التي حكمت بلاد الرافدين فقد قدموا انهارا من دماء الشهداء في سبيل ايمانهم وهويتهم
تعجبت كثيرا ببيانكم الذي اعلنتم عنه في نهاية اجتماعكم، لانه  لم يتطرق الى تسميتنا القومية او تسمياتنا القومية عوضتم عنها بكلمة المسيحية .
 
قد تكون حكمة منكم على عدم فتح باب الجدال على الهوية وبقية الاختلافات فيما بينكم في اجتماعكم الاول منذ زمن طويل، لكن ذلك ليس صحيحا في وقت اجبر نصف شعبنا على الهجرة والعيش في المذلة في دول الجوار للعراق منتظرين باب الفرج من دول الغربية >ان نتهرب من الحقيقة ونتهرب من مطالبة الحكومة بتحمل مسؤولياته كذلك تخفيف حقه القومي بعدم ذكر اسمه .

ابائنا الاجلاء يكفينا التهرب من المسؤولية، يكفينا من حالة الضياع والتشرد التي حلت بمسيحيتنا في العراق والشرق بصورة عامة ، ان احد اهم الاسباب لهذه الحالة التي نعيشها هي بسبب عدم وجود قيادة سياسية  حكيمة موحدة لنا ومقبولة من قبل الشعب بسبب حالة الانقسام بيننا ، كذلك عدم اتفاقكم  كابائنا الروحيين معا على ادنى اوليات لشعبنا منها التسمية وعدم وجود تعاون مستمر ومشاريع ونشاطات موحدة بين الكنائس جعل هذا الشعب ان  يبتعد اكثر فأكثر من بعضهم وغير متكاتفين في حل مشاكلهم. فعوض ان تكون هذه فرصة لكم أن تأكدوا على اهمية وجودنا القومي فقد استبدلتموها بالمسيحي!!!
 لانريد ان تستبدلوا اهتمامكم بتعليم الروحي كما يظن البعض، لكن ليكن اهتمامكم بالشعب من جانب الانساني اتيا من اهتمامكم والتزامكم بتعاليم الروحية والانسانية للسيد المسيح.
لا اريد سرد احداث التاريخية لكنني مجرد اقول ماذا حصل لشعبنا في حرب العالمية الاولى كان يجب ان يكون درسا لنا اليوم، ما حصل لنا في السبعينات والثمانينات من جراء حركة الشمال ودكتاتورية صدام حسين كان يجب ان يكون ايضا درسا لنا وماحصل لنا في زمن الانفلات الاخير كان يجب الدرس الاهم لنا جميعا.
شئنا ام ابينا ، نحن بشر ولنا تاريخ وارض وتراث، انها مقومات وجود اي مجموعة من البشر في هذا العالم. لا يوجد شعب او اقليم او قرية او عشرية او بيت او فرد لا يملك خصوصية خاصة به فانا، لا اعرف لماذا نحن الوحيديين  يجب ان ننكر خصوصيتنا، أليس ذلك بسبب تعودنا على حالة الدونية والعبودية للاخرين عبر التاريخ، الم يحن الوقت كي نتخلص منها؟!!
هل احتفاظنا باسمنا القومي خطر على ايماننا المسيحي؟ وهل يطلب الله والسيد المسيح منا التجرد الى هذه الدرجة بان ننكر ذواتنا وخصوصياتنا كي يقبلنا؟
لقد دخل المسيحية كثير من القوميات في العالم وكان الرومان اول امة اعتبرت المسيحية ديانتها الرسمية في زمن قسطنطين الكبير في اعلان ميلانو الشهير ولكن الرومان لم يتخلوا عن قوميتهم ولا الفرنج ولاالانكليز ولا الروس ولا الارمن ولا اي قومية تخلت او تنازلت عن قوميتها بسبب ايمانها المسيحي ولم يطلب منا ذلك المسيح نفسه منا.
نعم كان ابناء الكنيسة الشرقية كمثل رهبان في عفويتهم وفطريتهم في ايمانهم الغير قابل للشك ، لانبالغ ان قلنا ان ارض العراق تشبعت بدماء شهداء الكنيسة الشرقية ولذلك اطلق على كنيستنا الشرقية  كنيسة الشهداء، ولكننا نعيش اليوم القرن الاول من الالفية الثالثة لميلاد المسيح، فهل من المعقول نبقى على  عقلية ما كان يحكمنا الظروف في زمن الدولة العثمانية او زمن حروب التترية او  الفتوحات الاسلامية وغيرها؟ اليوم العالم اصبح قرية صغيرة ومصالح الكل مترابطة معا لماذا لا يكون لشعبنا مصالح ؟!!و لماذا لا نساند من يطالب بمصالح شعبنا، لماذا نتنازل عن حقنا؟  ان لم يستطيع هذا الجيل تحقيق حقنا في الوجود لتكن مهمة الجيل القادم المهم نطالب بحقنا لكن يجب لا ان نتنازل عن ثمن ما دفع خلال الفي سنة من الدماء الغالية ؟!.
الشيء الاخر المهم انكم على علم ودراية اكثر مني ان كنيستنا الشرقية ربما كان اكبر من الكنيسة الغربية في بعض الاوقات ترى ماذا حدث لها ؟ ولماذا تقلصت او انضمرت؟ والى متى نبقى ان لا نواجه الحقيقة؟ الم نقدم شهداء اكثر ما كان يجب  في كل مناسبة حاولنا عدم مواجهتها بصورة واقعية؟ لنكن موضوعيين حول هجرتنا وتوزيعنا في انحاء العالم بهذه الطريقة أليست اخطر على ايماننا المسيحي اولا وقوميتنا ووجودنا ثانيا، انا اظن كشعب وكمجتمع  اصرارنا على البقاء في وطننا وحماية وجود شعبنا من ناحية الروحية والانسانية في ارض اجداده افضل بكثير من توزيعنا  بين مدن العالم لان مسيحيتنا هي مسيحية شرقية ليست غربية!! وذلك موضوع اخر طويل!

فقط اذكر لكم حادثة مهمة حدثت في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي.  في زمن الحرب العراقية الايرانية ، قررت حكومة العراقية الاعفاء عن جميع الاكراد و غير الاكراد الذين يسكنون المنطقة الشمالية من الالتحاق بالحرب وتسريحهم من الخدمة العسكرية، بسبب مشاركتهم في حرب الشمال ، في وقتها تم حساب شعبنا من القومية العربية على الرغم من انهم كانوا ينحدرون او لا زالوا يسكنون في منطقة الشمالية  ومن بعد التحاق جميع هؤلاء الشباب بالخدمة العكسرية  سقط الكثير منهم كشهداء لعدم شمولهم بهذا القرار الذي كان يعفيهم من العسكرية ولم يتبادر احد من اباء كنيستنا بوقف اطلاق تسميتنا بالعرب او الاكراد او مطالبة تساوي حقوقه، لابل كان بعض قادتنا يطلب باطلاق التسمية العربية علينا من اجل حمايتنا!! نعم دائما كنا نحن المتضررين بيحث اجبر الكثير منا على الهروب والهجرة الغير شرعية عن طريق الشمال.
لذلك ارى انها من مسؤوليتكم ان ترشدوا ابنائكم على الطريق الصحيح وان تدافعوا عنهم وعن ممتلكاتهم وعن هويتهم التاريخية وحقوقهم في الوجود في ارض التي خلقوا فيها.

في الختام نهنئكم بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة ونطلب لكم من الرب الصحة والعافية والتوافق بينكم في تحمل مسؤولياتكم في هذا المنعطف الخطير الذي يمر فيه العراق وشعبه.




453
ذكريات عيد الميلاد في زاخو قبل 35 سنة


بقلم   يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا

في حياة كل شخص ذكريات حِلوة ومُرة، لكن بلا شك أجمل الذكريات هي ما تعود لزمن الطفولة. لا يوجد بين قُرائنا  من لم يسمع بكلمة زاخو، هذه المدينة التي يرجع تاريخها الى  عصور غابرة. تٌرىماذا كان يحدث في ايام عيد الميلاد  في بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي؟ كيف كان الناس تستقبل العيد في محلة العباسية؟*
 كان الاطفال ينتظرون مناسبة العيد بفارغ الصبر حيث كانت المناسبة الاكثر اهمية في حياتهم من اي مناسبة اخرى، لان معظم العوائل كانت تشتري ملابس جديدة لاولادهم في هذه المناسبة ويتم تزين البيوت وتحضير الحلويات مثل الكليجة وشراء لعبة معينة، للاولاد غالبا ما كانت كرة قدم (طوبة) . في تلك الايام من ايام السنة كانت الامطار تسقط  بغزارة والبرد القارص يفرش بصقعيه على وجه الارض.  كانت ازقة محلة عباسية ترابية حيث لم تكن مبلطة ، كان الطين يلتصق بالاحذية و يتطاير احيانا الى الملابس الجديدة  التي دشنت لاول مرة بحضور قداس الميلاد،  حيث كانت الناس بصعوبة تتحرك في الشوارع وقلة قليلة كانت تملك سيارة .كان هناك حضور القداس صباحا  باكرا في يوم عيد الميلاد، كان ملزما للكل فقط مريض ما او مسافر الى بلدة اخرى او والدة طفل هؤلاء كانوا معذورين من الحضور ، اثناء القداس كان الناس تخرج الى باحة الكنيسة  والظلام يخيم ووجه الارض حيث يتم اشعال النار بحطب قليل  ليذكرهم  بالرعاة الذين كانوا قريبين من مغارة بيت لحم حينما بشرهم الملائكة. اثناء القداس كان الكبار يجلسون على مصطبات خشبية لا تملك مسند للظهر بينما الاطفال يجلسون (متحاشكين) على قطعة من سجاد موضوع امام المذبح حيث يقف الشمامسة لخدمة القداس. اما الذين تأخروا كانوا يبقون واقفين طوال القداس الذي كان يتجاوز ساعتين
 في هذه المناسبة الروحية الكبيرة كان  للكاهن  امنيات وطلبات خاصة  حيث يطلب الحكمة والصحة لرؤساء الروحانيين والسياسيين لكي يتمكنوا ادارة البلاد بحكم عادل. ويطلب من المؤمنين ان يتصالحوا ويغفروا بعضهم للبعض و يتصافحوا ثم يقبلوا واحدا للاخر بمحبة مسيحية صادقة وان ينسوا الخلافات والنزاعات الفردية الارضية. كذلك كان هناك تركيز كبير على الاعتراف الفردي حيث كان مدخل الحقيقي للعيد بنظر الجميع فمن لم يعترف معناه لم يُعيد في هذه السنة. بعد رجوع افراد العائلة الواحدة الى البيت كان الاطفال يركضون الى والديهم  كي يعيدونهم ويحصلون على درهم او ربع   دينار حسب امكانية العائلة ويذهبون فورا الى اقاربهم مثل العم اوالخال اوالخالة او العمة  كي يحصلوه ايضا على بعض دراهم او اقل ثم يذهبون بيتا بيتا لاخذ العيدية التي كانت اما حامض حلو او ملبس اوقطعة جكليت كي يعيدون اصدقائهم.
 في اليوم التالي كان الكاهن ومجموعة من رجال المحلة وبعض الشمامسة يزورون العوائل في بيوتهم.  بالنسبة للاقارب والجيران كان يجب ان يكون هناك زيارة رسمية عائلية بينهم .
اما الشباب كالعادة كانوا يتجمعون في بعض الزوايا يلعبون الورق (قمار حفيف!!) في اليوم الاول من العيد  او مبارة كرة قدم كبيرة بين محلة كستايي او محلة نصارة.
عندما يحاول المرء مقارنة بين تلك الايام التي كانت حياة الفقر والعوز تشمل 90% من المجتمع  وبين هذه الايام التي نعيشها في ارقى دولة في العالم  يرى ان فرحة العيد الحقيقية مفقودة من وجه  عدد كبير من الناس  مثلما كانت قبل 35 سنة . مهما  تكون هدية او هدايا التي يحصل عليها  الطفل اليوم مثل الملابس الجديدة  اوالسفرة السنوية  فهم لا يشعرون بسعادتها الا ببضع ساعات وفي اليوم التالي ينسونها  الاطفال تماما . اما ذكرى العيد لا تولد احساس لدى الاطفال بسعادة مثلما كان اطفال الامس ينتظرونها اشهرا لحين قدومها. واشك  بان بعض من اطفال اليوم لا يعرفون  لماذا يحتفل المسيحيون بهذه المناسبة، كثير من الاطفال لا يقومون  باداء التحية بصورة مرضية لاقاربهم بتلك الحماوة كما تعود ادائها اطفال جيل قبلهم في ايام العيد، انها علامات تجلب القلق والحيرة ان لم نقل انها علامات الضياع والتفكك. هذا ان لم تكن العائلة بدأت في حالة الضياع بسبب المشاكل الاجتماعية ، مثل حالة الطلاق (المودة الجديدة) او مشاكل المالية بين الوالدين او ترك احد ابناء العائلة البيت ويعيش مع اصدقائه او لوحده.
هنا لابد ان يطرح السؤال نفسه لماذا هذا الاختلاف بين الجيلين؟ هل لايماننا علاقة بحالتنا الاقتصادية؟ اين الخلل ؟ وما هو العلاج؟ وهل هناك من يهتم سواء من العائلة او المؤسسات ام الكنيسة بتوضيح  اهمية هذه المناسبات الدينية  مثل عيد الميلاد والقيامة لكي تترك بصماتها الروحية والاجتماعية في حياة اطفالنا و تربطهم بمفاهيم لن ينسوها بسرعة ؟ ام نترك هذا التغير يزداد يوما بعد يوما  تحت مطرقة العولمة التي تريد تحطيم كل القيم بدون تميز كي تصل  باللانسانية الى مرحلة الضياع، لا نعرف من نحن؟ و لماذا نحن مسيحيون؟ ولماذا الغفران والمصالحة مهمة لكل مسيحي ولغير مسيحي في هذه المناسبة؟
 
في الختام نقول للجميع  لتكن ايامكم سعيدة بمناسبة ذكرى ولادة السيد المسيح قبل 2007 سنة  في مغاة بيت لحم ولتبقى ايام اطفالكم واولادكم سعيدة للابد وهم قريبون منكم اينما كنتم في ارجاء المعمورة الواسعة !!! . عيدا سعيدا لجميع اهالي زاخو وبالاخص محلة العباسية التي كنت اعيش فيها قبل خمسة ثلاثين سنة.
______________________________---
*  محلة عباسية كانت مجموعة من البيوت  تقع في جهة الشرقية من زاخو قرب جسر دلالي وسميت بالعباسية على اساس قربها من جسر العباسي التسمية الخاطئة التي اطلقت على جسر دلالي التاريخي. اما مجموعة بيوت الكلدان في هذه المحلة كانت اغلبها في عباسية الجديدة التي شرع البناء فيها منذ 1968.




454
اذا كانت امريكا الشيطان الاكبر في العالم  فمن يكون الشيطان الاصغر ؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا

 لقد اطلق الامام خميني مصطلح الشيطان الاكبر على امريكا قبل اكثر من 25 سنة بسبب دورها  المتنفذ في العالم بصورة غيرنظيفة حسب رؤيته. وتعودنا سماع اطلاق هذا المصطلح من قبل قادة الجمهورية الاسلامية في ايران على امريكا في كل المناسبات التي تكون العلاقات الايرانية الامريكية متشنجة.

لكن ترى من هو الشيطان الاصغر في الشرق الاوسط؟
 بعد ان اخطأ صدام حسين كعادته في القياسات السياسية  بهجومه على الكويت أجبرته هذه الظروف الركوع امام عدوه اللدود الرئيس الايراني انذاك عبر رسائل اعلامية. بعد هذه الرسائل  فقد صدام حسين مصدقيته تماما من قبل كل مكونات الشعب العراقي لا سيما قادة الجيش بسبب تنازله بجرد قلم عن شهداء حرب ثمانية سنوات مع ايران فادرك الشعب بعد عشرة سنوات من سلطته كرئيس اي مجرم هو صدام حسين!؟ واي دكتاتور هو؟!! تنفست ايران الصعداء وعاد حلم الايراني القديم الى اذهان قادته وان تغيرت ملامحه لاعادة امجاد الامة الفارسية عبر التاريخ لكن في هذه المرة بالثوب الديني عبر تصدير نماذج من ثورتهم  بعد ان عرف كل العالم نهاية الفلم غزو كويت قبل عرضه ( اي هزيمة صدام في الكويت وتوقعيه على وثسقة الاستسلام في خيمة الصفوان!!!)
ليس مخفيا على احد دور ايران في دعم المنظمات الارهابية في العالم منذ بداية   1979 اي فترة ثورتهم  وللتاريخ نقول صحيح ان صدام حسين اراد تراجع عن معاهدة 1975 واعادة  شط العرب الى العراق،  لكن في نفس الوقت كان واضحا منذ يوم الاول استلام قادة الثورة الاسلامية  السلطة في ايران، كان لهؤلاء القادة  مواقف  حاقدة  بسبب رغبتهم بتصدير ثورتهم الى دول الجوار والعالم الاسلامي  وكانت العقبة الرئيسية  امامهم العراق ونظام صدام حسين .
 فكانت  تغير النظام في العراق  من اولى اوليات ايران، لا من اجل جلب الخير لشعب العراق المظلوم من حكم صدام حسين ولا من اجل جلب الديمقراطية والعدالة لكافة مكوناته،  بل من اجل حصولهم على فرصة لتخريب مجتمعه واشعال حرب طائفية اهلية لا هواد لها بين مكوناته .

في السنين الاخيرة اصبح هذا الامر اكثر واضحا وجليا ، اي ان  الحكومة الايرانية لعبت دور كبيرا في  عدم استقرار منطقة الشرق الاوسط . فها هي لبنان بعد اكثر من ثلاثين سنة من حرب اهلية تعاني لا بل في حالة التفكك بسبب مواقف الحكومة الايرانية وتدخلاتها وتغير اتجاه البوصلة السياسية فيها عن طريق  نفوذها على حزب الله في جنوب لبنان  في كل مناسبة. فلبنان اليوم مشلول بسبب عدم استطاعتهم انتخاب رئيس جديد والاغتيالات مستمرة لقادته الوطنيين .

بالنسبة للفلسطينين بعدما استمر صراعهم من اجل حقوقهم المشروعة  مع اسرائيل  اكثر من نصف قرن انقلب هذا الصراع بين الفلسطينين انفسهم ولا توجد علامة انفراج  قريبة بعد ضعف قدرة قيادتهم وانقسام حلفائهم او التخلي عنهم بسبب تدخل ايران !

اما بالنسبة للعراق فايران انتظرت ربما اكثر من ثلاثين سنة  لحين مجيء فرصة الانتقام كما قلنا. حيث شاءت الاقدار ان يتفق  عموم شعب العراقي في الداخل مع قادتنا الحاليين  في العراق( الذين كانوا في المنفى ) مع امريكا من اجل ازاحته من السلطة بعدما وصل العراقيون الى حالة اليأس في محاولاتهم لتغير نظام صدام حسين.

نعم هذه كانت اللحظة التي كانت امريكا ايضا تنتظرها منذ زمن طويل ، بأن تجد سبب لازاحة صدام حسين فكانت حجة امريكا  امام رأي الدولي امتلاك العراق الاسلحة الذرية والكتلوية والبايلوجية . اما من الداخل كان المجتمع العراقي مستعد للتغير تماما والبرهان كان مقاومة الجيش في هذه الحرب،  فقد فقد قواه بسبب الحصار والحروب الكثيرة و والفساد الاداري وخروج السلطة من يد صدام حسين نفسه الى الحلقة المحيطة به من اقربائه ومن ثم زيادة الصراع بين افراد هذه الحلقة وبتالي زيادة الانتقام  من الشعب العراقي اكثر. اما بالنسبة للاحزاب والحركات  والقوى الوطنية في المنفى كانت تحلم هي الاخرى بفرصة مثل هذه  فقد اتخذت قرار تخويل امريكا بأسقاط النظام البعثي برحابة صدر دون التفكير ووضع اتفاق نهائي بين انفسهم عن كيفية ادارة الحكم من بعد سقوط صدام حسين  وكذلك اهملوا وضع خطة لحماية حدود العراق من الجيران و ولم يتفقوا كيف يمنعوا حصول حرب اهلية كما نراها اليوم .

لكن فرحة الايرانيين كانت اشد من فرحة الامريكيين والعراقيين والمعارضة العراقية في المنفى باسقاط تمثال صدام في حديقة فردوس في 9 من نيسان عام 2003.
 منذ تلك اللحظة اصبح نفوذ ايران في العراق مثل نفوذ الشيطان الاكبر (امريكا)،  وبدات  منذ تلك اللحظة المرحلة العملية من تحقيقة حلمها في تدمير العراق كلي، ا وما هي تقارير الاخيرة الا برهان مؤكد  بدون جدال للدور التخريبي لايران في  المجتمع العراقي .

ربما يتجادل بعض القراء في هذا الطرح،انني اسألهم الم يكن هناك اكثر من عشرين الف مسيحي من الكلدان والاشوريين والسريان والارمن يعيشون في مدينة بصرة بمحبة ووئام مع اخوتهم من السنة والاغلبية الشعية طوال كل قرن العشرين فلماذا الان لم يعد لهؤلاء المسيحيين الحق العيش بين الاسلام في مدينة بصرة؟
 من اجبر المسيحيين  وغير المسيحيين على الخروج من البصرة هل القاعدة ام ايران؟
الجواب واضح ايران ستعمل بكل ما في وسعها من اجل تمزيق المجتمع العراق عكس ما تعلنه في الاعلام والمؤتمرات الدولية، ستقيم حرب بين الشعية والشيعة والسنة والشيعة وتشجع على اجبار الاقليات الدينية على الخروج من العراق او الدخول في الاسلام اي انها  تزيد من نار حرب الاهلية  لاسباب لعدة منها افشال تيار الديمقراطية في العراق  لانه سياستها تجري عكس عقرب الساعة وعكس  تيار تغير تاريخ الشعوب، السبب الاخر هوالضغط على امريكا لاجل حصول مساومة بينهما في السياسة العالمية!!! وكذلك التهرب من مازق الداخلي التي تعيشه بين جيل الثورة الاسلامية المستبد وجيل الانترنيت وجيل المتعطش للحرية  وقيم الحضارية الحديثة وكذلك  التغطية على صراعها مع القوميات الغير فارسية مثل الاكراد في الشمال والعرب في عربستان .

 بالاختصار ان دور ايران اسوء من دور القاعدة في العراق ،لان القاعدة منظمة ارهابية سوف تزول بمجرد تغير ظروف الدولية وحصول مساومات بين السياسة العالمية  وتغير الوضعية الاقتصادية للبلد ، لكن ايران دولة كبيرة من ناحية السكان والمساحة والموارد الطبيعية ولها تاريخ عريق ونفوذ سياسي كبير في الشرق الاوسط.

 الكل يعرف الان ان اخبار مدينة البصرة  في هذه الايام غير مسرة  بسبب الصراع العشائري والمذهبي والحزبي  الذي جلبته ايران لمدينة بصرة والطريق سيفتح مع بقية مدن في الجنوب بين مؤيدي ايران ومعارضيها ولهذا فان الاستقرار في الجنوب مهدد لا بل بعيد اذا استمر قادتنا في هذه الطريقة من التفكير .

في الخاتم نقول اذا كانت امريكا الشيطان الاكبر في العالم فمن يكون غير ايران الشيطان الاصغر في الشرق الاوسط ؟!!!!! على الاقل  بسبب  دورها التهديمي للنسيج المجتمع العراقي عن  طريق اشعال الحرب الطائفية والاهلية والعشائرية بين العراقيين ودعم سراق النفط للوصول لاسواق العالمية والضغط على حكومتنا الهزيلة في كل قرار جريء تتخذه  .
مرة اخرى نقول لشعبنا العراقي، ان الاعتماد على الذات حقا فضيلة والاعتماد على الاخرين هي  حقا رذيلة والحكيم من الاشارة يفهم.


     

 

455
مجموعة صور من الامسية الشعرية التي اقامتها سفارة جمهورية العراق مع المنتدى الاسترالي العراقي في  فكتوريا –استراليا

 

ملاحظة نعتذر للشعراء الذين لم تنشر مقاطع من قصائدهم بسبب عدم امتلاكنا نسخة منها



 










 



 



 

 

 

 



 

 

الشاعر الكبير يحيى السماوي الذي قدم لهذه الامسية من ادلايد-  جنوب استرالي

 هذه بعض مقاطع من قصيدته ومائدة الخليفة

 

ما لي ومائدةِ الخليفة؟

خبزي الفُطيرُ الدُ

والبستانُ ارجبُ لي من الشُرفِ المُنيفه

وحبيبتي قربي

أحبُ اليَ من مليون جاريةٍ

انا الملكُ المتوجُ

بايعَتهُ حمامة في قلبي

مملكتي رصيفُ يحتفي بأحبتي الفقراءَ

حاشيتي الزنابق والعصافيرُ الاليفه

والتاجُ جرحُ

لا ابيعُ بجَنةِ الدنيا نزيفَه

…..

…..


 



 

الشاعر جمال غمبار الذي قدم  لهذه المناسبة من ادلايد – جنوب استراليا

 

 


 

 



 

 

 

 

 

الشاعر غريب كوندا- مالبورن فكتوريا

هذه مقاطع من قصيدته ( ما مبصخ لبد غريب) سعادة غريب:

 

مها بد مبصخ بت غريب تات مبصخ خني لباني

بقنيت بارا وزوزا وملك وقنياني

                                        ان بيخالت مندي بسيما وابريشي طماني

                                                                              بلواشت جولي خليي وجندايي ..

بدماخا ابشوويياثا ركيخي ومشخنناني

ان بشتايا واروايا خكري مسكراني     

 

 




 

 

الشاعر الشعبي ناصر الماجدي

ملبورن- فكتوريا

 


 

الشاعر خالد الحلي

ملبورن -فكتوريا

 

 

يا ثالث النهرين
 

"ألقيت هذه القصيدة في المهرجان الكبير الذي أقامته الجالية العراقية
في سدني عام 1998بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري".

ايــــــــامُ عمــــــــركِ كلهـــــا أشــــــــــــعارُ

وبنور شـــعوركِ         تزدهــــي الأنــــــــــــــــوارُ

                   أنــــتَ الــــــذي يبقــــى الكـــــــلامُ معطـــــلاً

                     برثـــــأء مــوتــــكَ فــــــالحروف تحـــــــــارُ

                    مــــن اي مجــــــــــد تبتــــدي، ســـــيعـوزها

                     مهمـــــا ارتقــــــــت بثنائهـــــــــا مقــــــــــدارُ

                    فتتــــــوفُ أن تُعطــــــي لبـــــعض تصــورها

                   عــــــذراً اذا نفـــــــعت هنــــــــتتا الاعــــــــذارُ

                   انـــــــت المعلـــى والعــــــلا يصبــــــــو الــــــى

                      ادراكِ شــــــــــــــــــأنِكِ ، والـــردى اقـــــــــدارُ

                      انــــــت الضمــــــــــير يصيــــــتتتح فـيـــــنا اذا

                        اذا مــــا غـــــابَ يومـــــاً في الـــــدم الــــتذكارَ 

 




الشاعر الياس منصور

ملبورن - فكتوريا

 عنوان القصيدة :الطرقات

 

 

مهاجرث من مكانِ لمكان ، ويدي على قلبي

خائفُ ان يتوقف قبل لقياكِ ايتها الحبيبة

كل المنافذِ معدةُ للهربِ ، كل الطرقات معدة للضياع

انا واقفُ وافكاري تتراقص، انا واقفُ ورجلايَ ترتجفان

ا لاف الاسءلة تركتاها معلقة بحبال المشانق دون جواب وهربنا

هربنا من وطنِ ابتلى بأبنائهِ قبل جيرانه واصدقائهّّّّّ!!!؟

الاف الاسءلة تركناها دون جواب معلقة بأسيط الحقدِ والتعصبِ

وهربنا، وهربنا من الهرب ووراء الهرب حتى اصبح الهرب في دمنا!!!؟

 




 

الشاعر احمد راضي

 

 


 



 

الشاعر يوحنا بيداويد

هذه مقطع الاخير من قصيدته بعنوان ( مرا داتري) مرض وطني:

 

 موري منيلي زرايا دبشتا

من دَيكَا تيِلي زيوانا

 و مَنِ ملوِشلي لالو اذ شوقتا

هل ايمن بهاوي بروند بتنهرين

 بيخايي كَو خِشكا

واليتو مِنو كِرشتا

خلصتا لتلن من مَرا الا بكبشتا

كو خويادا

وبُلخانا دلا بِرشتا

بداير عَمن اخ دَبشتا

بخايي بشينا وشلاما

ولوشا بتنهرين شوقتا مُقدشتا

وبارس شمو كو كل بريتا

بايقار  وبِصخوتا

 بيشَ تنيتو من كل خا شميتا

اخ ديوا كو شَريتا تَشعيتا

 

 


 

 

 

 



 

 

شعراء الامسية مع سعادة السفير العراق الاستاذ غانم الشبلي  والمحلق الثقافي الدكتور هشام توفيق والدكتور رياض المهدي رئيس المنتدى الاسترالي العراقي والدكتور خيري مجيد سكرتير المنتدى



456
دور فناني شعبنا في القضية القومية!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا

في حفلة غير عادية اعاد المغني الكبير، مغني فلكوري شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني)  سركون هرمز ذكريات مرة وحلوة على اذهاننا وذلك يوم الجمعة الماضية 7/12/2007  في قاعة بروك وود في مدينة ملبورن- استراليا.

قد يتسائل البعض ماذا تعني بذكريات  حلوة ومرة؟ وما علاقاتها بقضية القومية؟

نعم لقد ظهر سركون هرمز مع كوكبة من المغنيين الملتزمين بالقضية القومية لشعبنا منذ بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي مثل اشور سركيس وايوان اغاسي والبيرت روئيل والمرحوم بيبا والمغني شموئيل بر شموئيل وغيرهم

في هذه الامسية التي استمرت الى الساعات الاولى من الصباح اطرب الحاضرين واحيانا ابكى البعض منهم  باغانيه المتميزة بلحن الطرب والخكة السريع مثل خكا الشيخان و خكا الامريكي وخكا يقورا وخكا البيلاتي.
اعاد على مسامعنا بصوته الشجي الحي والشخصي بعدما كان اغلب الحاضرين فقط يستمعون الى اغانية عن طريق كاسيت المسجل او فديو، تلك الاغاني التي تحمل معها ذكريات خاصة عند كل واحد من جيل الخمسينات والستينات.
ذكريات مرة لاننا تعودنا سماع هذه الاغاني في الحفلات الزواج والعامة والسفرات الجامعية والمناسبات الشخصية ونحن في بلدنا الام وها نحن اليوم  نسمعها و نحن بعيدون الاف الاميال عن اهلينا ،ووطننا في حالة يرثى لها من حرب اهلية طائفية ، وشعبنا قد تشتت الى اربعة اركان العالم وقادتنا السياسين والروحانيين  لازالوا في اشد حالة فراق فيما بينهم.
 قد يتذكر البعض من الاخوة  القراء،  في بداية الحرب العراقية الايرانية كان قد وصلتنا  مجموعة كبيرة من الاشرطة من الخارج ، منها شريط سركون هرمز الثالث في نفس الوقت يكن هناك حفلات عديدة ومناسبات فرح كثيرة في بداية الحرب  بسبب كثر الشهداء الذين سقطوا من ابناء شعبنا في تلك الحرب المشؤومة (خاصة السنة الثانية من الحرب- معارك شرق البصرة)،  في نفس الوقت كان لاغاني هذا الشريط الوقع الكبير على نفوس شباب الجامعي  ذلك الزمان فحينما غنى المطرب سركون هرمز هذه اغاني القديمة اعاد جمالها وذكرياتها على ذاكرتنا .
الشيئ الاخر المهم الذي لابد ان اذكره هنا ، ان هذه الحفل كان فيه حضور متنوع من الكلدانيين والاشوريين والسريان ولم يكن هناك بين الحاضرين تلك الفواصل التي نراها في اورقة السياسيين وبعض الكتاب المتطرفين وبعض المحطات التلفزيوين او الاذاعية وحتى بعض رجال الدين الذين يقومون عادة بنكران طرف  اخر من مكونات شعبنا، حتى المغني الكبير في بداية الحفل قد غنى اغنية شمل فيها كل تسمياتنا القومية.

هنا لابد نشير  ايضا الى كلمة الحق بأن المغنيين الكبار قد قاموا برسالة مهمة لشعبنا  في ذلك الزمان وذلك وبادخال الاغنية بلغتنا الام سورث الى كل بيت والى قلب شاب وشابة وقد اوقدوا  بهذا  مشاعر القومية في شرايين الشبيبة وشدوهم الى الشعور القومي والهوية الذاتية بشعبنا.  انا اظن كانت هذه رسالة من الحلقات المهمة ( ان لم اقل الاهم في نهاية قرن العشرين) في تاريخنا في فترة زمنية قاسية مرت علينا  بسبب حكم صدام الاستبدادي ضد كل من يقوم بنشاط قومي او سياسي .
في الختام نقول اذا كان شعبنا من كافة مكوناته قد التقى ويلتقى في مثل هذه المناسبات دون تحفظ ويفرح ويحزن معا دون تميز، أليس من الحق ان يكون لهؤلاء الفنانيين مكانة خاصة في قلوبنا بسبب شموليتهم وموضوعيتهم في اداء رسالتهم ؟.
اليس من المعيب على قادتنا من كافة الجهات ان لا يستطيعوا زيادة التقارب واللحمة بين مجموعات  شعبنا  كما يفعل سركون هرمز او جولينا جندوا او غيرهم ؟واليس من المعيب بان يحرض بعض قادة مجتمعنا!!! بان لا يحضر  غيرهم حفلة المغني الفلاني لانه لا يتمسك بطريقة تفكيرهم او بالاحرى ليس متطرف مثلهم.
ايها الكتاب الاحرار المعتدلون ايها الفنانون ايها الرسامون ايها المسرحيون  ايها الصحفيون والمذيعون عليكم تقع مسؤولية حماية الامة الواحدة من الضياع وليس غيركم !!!!!!! ليكن الله في عونكم في تحمل هذه المسؤولية.


457
                       
ملاحظة مهمة
هذا الموضوع كتبته في ١١ من تشرين الثاني ٢٠٠٧
ليس بجديد فقط للتنويه
اردت وضع رابطه مع مقال الاخ متى كلو
التاريخ يعيد نفسه


 هل يستطيع ملا بختيار فعلا الغاء تاريخ الشعوب؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن-استراليا
5/11/2007

 ان مقولة ( التاريخ يعيد نفسه) مقولة مبينة على ظاهرة تكرار الحدث نفسه بين فترة واخرى احيانا كثيرة لاسباب نفسها . ذكرتني هذه  المقولة بما جاء على لسان  ملا بختيار حينما نكر وجود الاقوام الاخرى في اقليم كوردستان في هذه الايام .

 يمكن وصف تصريح ملا بختيار ببدعة القرن، حيث تم تجريد شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) من اسمه التاريخي ونكران حقه الطبيعي في الوجود في ارض اجداده الذي يعرفه الغريب قبل القريب، حيث  لم يمضي اكثر من ثلاثة اشهر على وصف شعبنا بالجالية المسيحية  في كتاب رسمي صادر من مكتب رئيس الوزراء ، ليخرج سياسي اخر، في موقع مهم جدا لدى احد احزاب العلمانية والذي كان قريبا من الفكر اليساري لحد قبل فترة قصيرة  لينكر على شعبنا وجوده في اقليم كوردستان.

ما اقلقني في هذا الموضوع هو الظاهرة المتكررة بين اقوام الشرق الاوسط التي لا يتخلى القوى من سحق الضعيف وسلب حقوقه متى ما سنحت له الفرصة ، فالاخوة الاكراد عانوا قرابة قرن من الحكومة المركزية في العراق لينالوا حقوقهم ولكن عجيبي هل يعيد التاريخ نفسه ينكر اخوتنا الاكراد الذين كانوا مضطهدين لحد قبل سنيين قليلة حقوق غيرهم في الوجود كما فعل ملا بختيار؟!!
و ما اقلقني اكثر هو ظاهرة الغاء اي وجود لشعبنا في بلاد الرافدين  من معظم اطراف المتصارعة في العراق اصبحت شبه عامة ،  فكما حدث في البصرة منذ تغير النظام  تكرر قبل تسعة اشهر في منطقة الدورة والموصل ، ثم قبل  ثلاثة اشهر ليصدر كتاب من اعلى مكتب في الحكومة المركزية لتطلق علينا بالجالية ثم يأتي دور ملا بختيار لينكر وجودنا كليا ، فسؤالي هو  هل هذه صدفة ام رغبة داخلية حقيقة لدى هذه الاطراف المتصارعة  يريدون التخاص من اقدم شعب في تاريخ بلاد الرافدين؟.

قبل كل شيء اريد ان اوضح بأن الشعور القومي بصورة عامة ( اعني لدى كل الشعوب) هو شعور غريزي لم يرتقي لحد الان الى مرحلة الضمير والوعي حسب مفاهيم  حقوق الانسان الشمولية المعتمدة من قبل الامم المتحدة بل لازال في طوراشباع رغبات الذات من الافتخار بالذات تصل الى احيانا الى حد الهلوسة النرجسية ، لان الشعور القومي المفرط  يرفض حق الاخرين ووجودهم عادة كمن يصيب بعمى الالوان ، هذا ما نستنتج ذلك دراسة التاريخ، فمعظم الصراعات بين الامم كانت ترتدي ثوب الصراع القومي لكي تزيد من الحماس والاستعداد للتضحية  لدى الناس العاميين وان كان الهدف الحقيقي منها هو غير ذلك.

كنت اؤمن دائما  بان حلفائنا  الحقيقيين هم الاخوة الاكراد الذين تم مزج دماء شهدائنا معهم في ساحات القتال لاكثر من نصف قرن في النضال من اجل وصول الى حقوقهم جميعا. ولم  اكن اظن يوما ما سوف ينكر حقنا من قبل اشقاء لنا لا سامح الله  عانينا معا من نفس حاكم ظالم حتى لو نكر العالم باكمله حقنا في الوجود ، ولحد الان اظن وجودنا في المستقبل مرهون بنجاح الفكر العلماني الذي يحفظ حقوق الجميع على حد سواء بدون تميز طائفي او ديني او عرقي او جغرافي او قومي وان الحركة الكردية بكلا جناحيها كانت وزالت تميل لتطبيق هذا النظام العادل والمعقول الامر الذي نظن هو احد اهم مقومات لتحديد مستقبلها.

فقط اريد ان اذكر ملا بختيار بتاريخ الحركة الشمالية واريد ان ابوح له سرا هل اشترك بنفسه في المعارك المصيرية في تاريخ الحركة الكردية  مثل (جياي متينة )وغيرها منذ بداية الحركة في بداية الستينات التي شارك فيها ابائنا؟ ليحق له ان يدعى اننا لا نملك ارضا او وجودا في اقليم كوردستان  ويعاملنا كغرباء جاءوا الى هذا الاقليم بعد نيسان 2003 . وليفتح ملا بختيار سجلات التاريخ وليرى كم من ابناء شعبنا كانوا يعملون في مكاتب القائد التاريخي للحركة الكردية المرحوم ملا مصطفى البرزاني . وكم من شهدائنا سقطوا في المعارك مع اخوتهم من الاكراد في نضالهم في هذه الحركة، حينها  يستطيع  ملا بختار ان ينكر حقنا في الوجود؟!!!

لا اريد اسرد مواقع اثار التاريخية كما فعل اخواني بقية  الكتاب من شعبنا  التي تشهد على وجدونا الحقيقي. واذا اصر ملا بختيار على قوله، فارجو منه ان يوضح لنا من اين اتى شعبنا ان لم يكن موجودا قبل الان في وادي الرافدين؟ بل ليرصد جائزة للمؤرخين كي يثبتوا من منا على الحق، وان ينقصه المال نحن نرصد قيمة الجائزة ليختار هو مختصين في تاريخ الشعوب من جامعات العالم لدراسة مقولته ؟ حينها يعرف من هو الاصح، هل فعلا نحن اول من وجود في  بلاد الرافدين ام نحن اخر جالية جاءت الى العراق كما يظن؟

 ان مقتنع جدا  بأن موقف ملا بختبار لا يمثل موقف جميع قادة الاكراد اليوم الذين سمعناه ونسمعه بين حين واخر منهم، ولايمثل  موقفه سياسة حكومة الاقليم. ولدي الايمان  الكامل بان شعب اقليم كوردستان من جميع قومياته من ضمنها شعبنا الكلداني الاشوري السرياني  سوف يكون منارة اشعاع فكري و حضاري يزيل الظلام الذي يسود منطقة الشرق الاوسط منذ قرون عديدة، بشرط واحد  اذا تبنى مفهوم الديمقراطية والنظام العلماني البعيد من التعصب الديني والقومي الطائفي  انظر مقالنا ( : هل حان وقت تأسيس دولة كردية في اقليم كوردستان؟) على الرابط التالي
http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=7702

في الختام
ارجو ان يكون امثال ملا بختيار الذين يجهلون الكثير من المعلومات التاريخية لا سيما  تاريخ الحركة الكردية على حقيقتها وتاريخ وجود قوميتنا واثارها وحقوقها قليلون والا فعلا مصيبتنا كبيرة وفعلا  سيعيد التاريخ  نفسه لنا!.
 
في نفس الوقت نتمنى ان يخرج بيانا توضحيا من حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ان يصحح الخطأ الذي وقع فيه ملا بختيار كما تم تصحيح الخطا الذي ورد في كتاب الذي خرج من مكتب رئيس الوزراء.
 


458

                       عندما تبدأ حنطة العراقيين بأكل شعيرهم!!
يوحنا بيداويد
26/10/2007

عبر تاريخ العراق المرير هناك كثير من الاقوال والامثال قيلت وضربت  بسبب الحروب والماسي التي مرت علينا، احيانا هذه الامثال تزيل اثار الكرب والحيف التي تصيب الانسان عندما يسمعها في مناسباتها الدقيقة  بعد ان يتم سلب حقه الطبيعي منه ولا يوجد من يسترجعه له.

 لعل المثل العراقي المشهور ( اللي ما يعرف تدابير حنطة تأكل شعير) ينطبق اليوم  على جميع العراقيين لا سيما شعبنا اليتيم  ومستقبلهم المشؤوم. مثلما حدث بالامس،  حيث خرج موظف كبير بدرجة امين لمكتب رئيس الوزراء بوصف اقدم شعب او قوم في تاريخ العراق ( شعبنا الكلداني الاشوري السرياني) بالجالية المسيحية. (انظر الوثيقة الملحقة)
هنا لا بد نشير ان هذا الشخص على الاكثر انه غير عراقي لذلك لا يعرف شيئا عن تاريخ العراق وتركيباته القومية والدينية والمذهبية و لذلك لا يعرف حتى المسيحيين هل هم غرباء ام سكان اصليين للعراق ؟.
فقط اريد ان اسأل السيد رئيس الوزاء الدكتور المالكي، اذا كان امين  مكتب مجلس رئيس الوزارة التي ترأسها انت بهذه الدرجة من الجهل والسذاجة لا يعرف تاريخ شعبنا عبر مراحله الطويلة من الكلدان  في الجنوب والاشوريين في الشمال  والسريان في الشمال الغربي  ووجدهم قبل العرب والفرس وغيرهم في العراق فأي مؤهلات  يملكها هذا الموظف الكبير لكي يستحق التوظيف في الموقع ؟

كلمة صغيرة نوجها للسيد علي محسن اسماعيل الذي وقع هذا الكتاب ايضا ، فقط نذكرك بأسماء العظيمة لشعبنا
اولا ان كلمة عراق مشتقة من كلمة اورك ، التي هي اسم لاشهر مدينة في الجنوب وان كلكامش  بطل اقدم اسطورة في تاريخ الانسانية كان ملكها.
وحمورابي اول مشرع في تاريخ الانسانية هو من ملوك شعبنا .
وهل تعلم  بأن شعبنا مكتشف اللغة الكتابية قبل كل العالم ؟ وماذا عن علوم البابليين في الرياضيات ( يشك كثير من علماء الغرب بأن نظرية فيتاغورس مكتشفة في بابل قبل ان يكتشفها فيتاغورس نفسه) ؟  والفلك ( البابليين  هم مؤسسي علم الفلك وهم من قسم السنة والفصول والليل والنهار ) والموسيقى ( اول قيثارة وجدت في العراق)  والعمران ( شواهد برج بابل وعكركوف وغيرها قريب منك يمكن ان تزوها) .  بقي شيء اهم  من كل هذا، هو  ان العراقيين القدماء هم اول من اكتشف العجلة التي غيرت مجرى تاريخ الانسانية بجانب اللغة الكتابية!!!!!!!!!!!!! .

ارجو ان تسأل الشخص الذي وظفك في هذا الموقع ان يزودك بمصادر تاريخية عن قوميات وشعوب العراق ( وادي الرافيدن) القديمة ، لاننا نعرف من المستحيل ان يتم تغير وظيفتك بسبب هذا الخطأ الكبير الذي اهنتنا واهنت فيه كل العراقيين، كما يجب ان نوه  هنا بأن تاريخ العراق القديم  اليوم ليس تاريخنا وحدنا بل هو تاريخ كل العراقيين ولكنه ليس تاريخ الغرباء!!.



 
 




459
                                لماذا  وقعت الحكومة التركية الان  في حيص بيص؟
بقلم  يوحنا بيداويد
مالبورن-استراليا
24/10/2007

الى حد قريب كانت تركيا الدولة الاسلامية العلمانية الوحيدة في العالم الاكثر تطورا والاكثر انفتاحا على العالم الخارجي  يتم انتخاب حكومتها بصورة ديمقراطية. تشغل تركيا الجزء الشرقي من القارة الاوربية وتشرف على المضيق الذي يربط بلدان البلقان بحريا بالعالم الخارجي. نسمتها  تقارب 90 مليون، فقيرة من ناحية الموارد الاقتصادية باستثناء الماء الذي تولد منه الطاقة والزراعة.
كان يطلق عليها اسيا الصغرى في تاريخ القديم، بعد احتلال محمد الفاتح القسطنطينية عام 1453 م انشأ امبراطورية كبيرة ( الامبرطورية العثمانية) امتدت حدودها  شرقا وغربا ودام حكمها قرابة ثلاثة قرون ونصف.
في الحرب العالمية الثانية خسرت الحرب مع حلفاتها  المانيا وايطاليا ضد فرنسا وبريطانيا وروسيا. فخسرت اراضي كثيرة كانت تقع داخل امبراطوريتها وكان من بين اهم  هذه الاراضي هي الجزء الشمالي من بلاد الرافدين (لواء مدينة موصل)  وبلاد الشام. منذ ذلك الحين ولحد الان بين فترة واخرى نسمع باطماع الحكومة التركية في العراق لا سيما في منطقة كركوك وموصل و الاقليم الشمالي للعراق .

بعد تغير نظام  الدكتاتور صدام حسين وتفتت مركزية الدولة العراقية وضعف الدور السياسي لقادتها تصاعدت الضغوط الخارجية ضد مصالح العراق من كل الاتجاهات.
لذلك يجب ان لا يُستغرب عن سبب وقوع تركيا في حيص بيص اليوم وزيادة الضغ
 على الحكومة العراقية.

لكن من بين اهم الاسباب التي  جعلت  تركيا تفكر في دخول الحدود العراقية لمقاتلة الحزب العمالي الانفصالي  الان هي:-
اولا:    تغير محاور القوى في العالم خاصة بعد الحرب الباردة واستبدالها بالحرب على الارهاب،  حيث ان امريكا لم تعد بحاجة ماسة مساعدة تركيا اليوم خاصة بعد ان تم تفتيت الاتحاد السوفياتي وتم تفتيت يوغسلافيا الاتحادية الى مجموعة من دويلات ضعيفة وتغير النظام في العراق وافغانستان.
ثانيا:   ان النظام العلماني التي امتازت به الدول الاتاتوريكية لمدة ما يزيد عن85 سنة هو الان في خطر ، للمرة الثالثة يتولى حزب اسلامي الفكر الحكم في تركيا خلال عشرين سنة الاخيرة،  مما زاد تخوف الدول الغربية من سيطرة فكر اسلامي متطرف مثل ملالي ايران على مقاليد الحكم قريبا .
ثالثا:   كانت تركيا لمدة طويلة تطمح بالدخول السوق الاوربية وقد أعطِي لها الوعد عدة مرات ولكن بشرط اجراء اصلاحات جذرية في النظام التركي بخصوص الحريات القومية والدينية للاقليات لكن تركيا فشلت في اجراء هذه الاصلاحات لحد الان وليس من المتوقع ان تقوم بها بعد الان ايضا.

رابعا:     في هذه السنة مُنيت تركيا خسارة كبيرة على الجبهات السياسية   العالمية ، فالخسارة الاولى هي تصاعد اصوات بعض الدول الاوربية عالية حول رفضها بقبل عضوية تركيا على وضعها الحالي في الاتحاد الاوربي والخسارة الثانية هي  اعتراف الكونجرس الامريكي بمذابح  ارمينيا على ايدي اتراك  في الحرب العالمية الاولى والخسارة الاهم في (نظر تركيا) اتخاذ الكونجرس الامريكي القرار الغير الملزم بتقسيم العراق الى مناطق امنية حسب كتلة الكبيرة ما يعني بدأت ملامح تقسيم العراق  بالظهور عمليا. فخرجت تركيا من الحلبة السياسية وتغيراتها في الشرق الاوسط فارغة اليدين في العقد لاخير ولذلك قال رئيسها قبل ايام نحن متأخرين جدا عن ايجاد حل!.

 هذا من حيث الشأن الخارجي اما من ناحية  الشأن الداخلي فالقضية التي  شغلتها لما يقارب ربع قرن هي قضية  حزب العمال الكردي، حيث ان هذه الحركة الانفصالية اصحبت شوكة في ظهر الدولة التركية، فلا تستطيع تركيا  بعد اليوم ايقاف الشعور و الفكر القومي المتزايد لدى اكراد تركيا  والقضاء عليها.
بالمقابل تلاحظ تركيا ان الشعب الكردي في شمال العراق يعيش منذ اكثر 16 سنة في ادارة ذاتية وحكومة اقليمية  وان مدينة كركوك الغنية بالنفط  تقع ضمن هذا الاقليم  لذلك بمجرد وجود امكانية لدى اكراد العراقيين ربما يعلنون الاستقلال ومن هناكا يأتي تخوف تركيا حيث سيأتي دعم لاكراد تركيا ويبدأ الصراع الطويل، لذلك تعالت اصوات الحكومة التركية بالتهديد بالدخول اراضي العراقية للقضاء على مقاتلي حزب العمالي.
مجمل ما تريده تركيا اليوم هو كالتالي :-
1   القضاء على حركة حزب العمال الكردية في تركيا تماما وامحاء الشعور القومي عندهم  عن طريق سياستها القديمة بالقضاء على التراث واللغة والتقاليد وسلب   حقوقهم. 
2   حماية الاقلية التركمانية في العراق خاصة في مدينة كركوك والتمسك بها كحجة للتدخل في مشاكل العراق في اي وقت حتى ان لم تكن هناك مشكلة.
3   عدم اعطاء اي مجال لاكراد العراق التفكير بالاستقلال ابدا.
4     اجبارالكونجرس الامريكي بالتراجع من قراره حول مذابح ارمينيا.
5   الاستفادة من احتمالية مؤتمر الخريف حول انشاء الدولة الفلسطينية.
6   الضغط على الحكومة الفدرالية العراقية  لتقليص نفوذ القومية الكردية في الحكومة المركزية 
7   الاستفادة من الصراع الذي اصبح على وشك الاندلاع ما بين ايران وامريكا حول المفاعل النووي.

كل الدلائل تشير الى ان تركيا سوف تخسر كثيرا في حالة  اقدامها على الدخول في اراضي العراقية للقضاء على الحزب العمال الكردي مثلما حدث لصدام حسين حينما قرر فتح جبهة عريضة وطويلة مع ايران في بداية حرب الخليح فاجبرته فيما على غوض حرب طويلة الامد.  و الامر الاخر الذي لا يكن تقليل من اهميته  تعرفه تركيا جيدا قبل غيرها هو ان اقتصادها ليس بالقوة التي تساعدها على غوض حرب طويلة الامد لا ننسى ان طبيعة الارض التي تجري عليها المعركة حيث جبلية غير صالحة للجيش واسلحته ،.
فمن الافضل لها ان تفكر في الحل السياسي وتدخل في حوار مباشر مع الحكومة العراقية وحكومة الاقليم والحكومة الامريكية لايجاد مخرج لمشكلتها مع شعبها الكردي.     

460
                   هل سيوقف مؤتمر اربيل تقسيم العراق؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
12/10/2007

فجأة شعر العراقيون بعد  اربعة سنوات من حرب اهلية طائفية في وطنهم  انه موضوع تقسيم موطنهم اصبح في ملفات الدول الكبرى بعد ان اتخذ الكونجرس الامريكي قرار تقسيم العراق الى مناطق امنة تكون ادارتها من قبل سكانها.
فجأة تعكر مزاج قادتنا السياسين الذين كانوا يمارسون السياسة  كأنهم  كانوا جالسين  كل الفترة الماضية في مقهى يتلهون بمسبحتهم غير مبالين الى الاخطار المحدقة بالوطن مثل تشرد اربعة ملايين لاجئ  وعدد لايحصى من الشهداء والمعوقين والمفقودين، بعد سماعهم خبر قرار تقسيم العراق في الوسائل الاعلامية  نهض كل واحد من موقعه ووضع  مسبحته في جيبه وراح يصيح ويعلو اصابعه بان تقسيم العراق خط احمر وجريمة لا تغتفر وهذا شأن العراقيين وحدهم . عوض ان يقروا و يعترفوا باخطائهم ويجلسوا معا تاركين الاهداف الحزبية والطائفية جنبا ويرجعون الى الروح الوطنية كرؤساء وقادة الشعوب الاخرى، راحوا يدينون  قرار الكونجرس  ويكيلون الاتهامات لامريكا المحتلة كالعادة.

لوعدنا الى الوراء  لوجدنا هناك علامات عن رغبة العراقيين انفسهم في الانقسام  قبل الكنجرس الامريكي ، العراق وان نشأ في بداية القرن العشرين كدولة موحدة الا ان المشاكل القومية كانت موجودة منذ البداية ولكن كادت تختفى في الفترة الاخيرة من الحكم  الملكي ربما بسبب روح الديمقراطية الحقيقية التي كانت موجودة انذاك. لكن صعود حزب البعث الى الحكم ومن ثم استيلاء  صدام حسين وزمرته على الحكم ومن ثم قضائه على الاحزاب والمعارضين له وعدم تلبية طموح الاقليات والقوميات الاخرى لابل محو وجود دورلها في الدولة العراقية جعل الكراهية والتفرقة والشعور بالاضطهاد يملء فكركل المتضررين.

نعم وردت في مخطط هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكة في عقد السبعينات  من القرن الماضي فكرة تقسيم العراق، نعم كانت هناك في معاهدة سايكس بيكو بذور الفتنة بين القوميات في الشرق الاوسط. ولكن لنسأل قادتنا السياسين ألم يحن الوقت ليتعلموا ان الغريب الاجنبي لا يريد غير مصلحته ونجاح رؤيته ؟ الا يكفى ان يضع القادة السياسين للعراقيين رأسهم تحت الرمال مثل النعامة كي لا يروا الحقيقية ناكرين الواقع الذي وصل اليه الوطن بسببهم؟ يجب ان يكون لهم كسياسي الدول المتقدمة الجرأة بالاعتراف بمسؤوليتهم على الاقل، يجب  يخرجوا الى الساحة ويعترفوا بخطئهم ونقص في قدراتهم، ويعودوا الى انفسهم ويسألوا كم سنة قضاها كلهم كلاجئين في البلدان المجاورة  يناضلون كي يحرروا العراق من صدام حسين ولكن حينما حرر و اصبح مصير العراق في ايديهم اصبحوا اعداء فاختار كل واحد منهم الاختباء وراء  الغريب من الفرس والعرب والاجانب من اجل ان يحصل على  دعم  لطائفته ضد الطائفة الاخرى.
مثال على هذه الحقيقة هي علاقة سوريا وايران، لا يخفى على احد درجة العلاقة بينهما منذ 25 سنة الاخيرة  لكنهما يقفان على طرفي نقيض من القضية العراقية ، فكل واحد منهم يشجع القتال بين السنة والشيعة،  نرى سوريا سهلت لدخول كثير من الارهابيين  لمن يؤمن بفكر القاعدة الذين يريدون قتل العراقيين الذين تعاملوا مع امريكا المحتلة وضد الشيعةة والامريكيين انفسهم ، وفي نفس الوقت ايران قدمت الكثير ولازالت تقدم الدعم  الكثير للجهات الشيعية الموالية لها  التي مارست القتل  ضد  السنة والمعارضين لها لا سيما قادت حزب البعث وضباط الحرب العراقية الايرانية .
ان اربعة سنوات من القتال الطائفي وحرب اهلية في العراق وضعت فواصل كبيرة بين مكونات من الشعب العراقي و يبدو الان ان امر الفدرالية  لا مفر منه بل اصبح واقعا  لا سيما وجود  بنود في الدستور العراقي الجديد بهذا الشأن . نعم لقد حل الخراب وليس من السهل التعويض ونحتاج الى وقت طويل كي يتم اعادة البناء ولكن حذار من الخراب الاكبر ان يأتي وهو الحرب الاهلية طويلة الامد بين مكونات الشعب العراقي الكبيرة السنة والشيعة والاكراد على حدود فدراليتهم لان مثل هذه الصراعات ربما تطول اكثر من مئة سنة.

كلمة اخيرة فقط اقولها هنا ،  لقد اختبر العالم الشعور القومي قبل 150 سنة وقام بحربين كبيرتين وها هم اعداء الامس  اصبحوا حلفاء اليوم ، فيجلوسون معا ويخططون ليكونوا كيانات اقتصادية وسياسية واجتماعية موحدة مثل الاتحاد الاوربي . والولايات المتحدة  وقادتنا السياسين الان بدأوا يفكرون كيف يقسمون العراق! .ان دل هذا على شيء فهو  يدل على مدى نقص النظر السياسي الذي يمتلكه قادتنا وعدم وطنيتهم .
نعم  في هذه الظروف العراقيون بحاجة الى مؤتمر وطني شامل بعض النظر عن الماضي وبدون تدخل اجنبي او عربي او عجمي  ، العراقيون بحاجة الى اجراء امتحان لقادتهم في هذا المؤتمر هل يستطيعوا المصالحة والمصافحة وترك الماضي و ايجاد مخرج من الوضع الحالي لان الخراب  الاتي اكبر بكثير من الذي مضى ؟  ودعوة السيد مسعود البرزاني لعقد مؤتمر في اربيل ربما تكون النقطة الفاصلة في تاريخ العراق الحديث.
   

461
السفاره العراقيه في استراليا تقيم مأدبة فطور بمناسبة شهر رمضان المبارك
 

 

أقامت السفاره العراقيه في استراليا مأدبة فطور في مدينة مالبورن وذلك يوم السبت المصادف 6/10/2007 في قاعة بروك وود الكائنة في منطقة توماس تاون.

كان في مقدمة الحاضرين الاستاذ غانم الشبلي سفير جمهورية العراق في استراليا والاستاذ مثنى صالح الدليمي القنصل في السفاره العراقيه وعدد كبير من الساده الافاضل رجال الدين الاسلامي والمسيحي وفي مقدمتهم سيادة المطران جبرائيل كساب مطران الكنيسه الكلدانيه في استراليا ونيوزلنده بألاضافه الى عدد كبير من ممثلي الاحزاب والهيئات المدنيه للجاليه العراقيه في فكتوريا.

هذا وقد شارك الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا مع بقية ممثلي عن الهيئات لشعبنا الكلداني/الاشوري/السرياني.

وقد القيت عدة كلمات في هذه المناسبه في مقدمتهم سعادة السفير العراقي الاستاذ غانم الشبلي وسيادة المطران جبرائيل كساب وعدد من رجال الدين الاسلامي الافاضل التي كلها اشادت الى أهمية مفهوم الصوم في حياة الانسان وكذلك دعوات وطلبات من الله ان يعم سلامه وبركاته على العراق.

 وقد عم هذا اللقاء روح التألف والاخوه والشعور المتبادل رغم كل الظروف القاسيه التي تحيط بنا جميعا.

 

كتب التقرير: يوحنا بيداويد

















462
هل سيبقى لشعبنا الكلداني /الاشوري/ السرياني وجوداً في المهجر؟!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا
22/9/2009

لقد كتب الاخ الكاتب يعقوب ابونا قبل بضعة اسابيع مقالا تحت عنوان ( الكنيسة والخيارات المتاحة لشعبنا المسيحي في العراق). تناول فيه الظروف والصعوبات التي يمر فيها شعبنا الان في العراق والشرق الاوسط. وجدتها فرصة مناسبة للتطرق على خطر وجودنا كشعب ذو اصول وهوية شرقية  في المهجر ايضا.
 
من يقرأ تاريخ شعبنا في العراق والشرق الاوسط بصورة عامة منذ الساسانيين وفجر الاسلام والدولة الاموية في الشام والدولة العباسية في العراق ثم الفترة المظلمة والحكم العثماني ثم الحرب العالمية الاولى وبعدها الثورات الداخلية التي مر بها  العراق اي زمن الحكم الملكي و فترة حكم حزب البعث الى السنوات الاربعة الاخيرة من زمن التحرير، سيجد بدون شك ان منحني وجود شعبنا يميل الى الزوال والاختفاء .

ومن يقارن الإحصائيات المقدرة في كُتب مثلا ( الذات الجريحة، سليم مطر، ص 144) و سيرى إن شعبنا انتقل دائماً من الحالة السيئة الى الأسوء ( حسب الزمن والحاكم والموقع الجغرافي للمجموعة). فقد لاقى شعبنا الإضطهاد والمذابح والهجرة القسرية والأجبار على تغير الدين والزواج القسري للفتيات ودفع الجزية وغيرها من الظروف الصعبة على مر العصور.
فمثلا كاد شعبنا يشكل 10% من سكان العراق في بداية الحكم الملكي لكن الان (اي بعد حوالي مئة سنة) قد لا يتجاوز 3% . سؤالنا ما الذي حصل لهم ؟ ولماذا؟

ان احد اهم الأسباب النقص في تعداد شعبنا من بعد الإضطهاد والقتل هي الهجرة.
لقد لآقى شعبنا أحد أكبر النكبات في تاريخه في الحرب العالمية الأولى من الدولة العثمانية  بسبب  ديانته المسيحية حيث أنتقم العثمانيون من شعبنا بسبب خساراتهم المتتالية أمام الانكليز والفرنسيين والرُوس في الحرب العالمية الاولى.
وقد شمل هذا الأنتقام الأطراف العُليا من وجود شعبنا من هكاري و دياربكر وماردين ومارسين وشرناخ ومنطقة الجزيرة والمحافظات والقرى والمدن المنتشرة بينهم. حيث تم قتل وذبح الرجال والنساء ورجال الدين من دون تمييز بحسب قانونهم المشؤوم ( سفربلك) . منذ ذلك الوقت انتشر شعبنا في الشرق الأوسط، فكثير من العوائل فقدت افراداً منها لحد الان لا يعرفون مصيرهم، وبعض العوائل والقرى ازيلت من الوجود تماماً .
 حسب الأحصائيات كان من المفروض ان يكون تعداد شعبنا الآن في العراق وحدهُ يقارب ثلاث ملايين، لكن الان قد لا يتجاوز 700 الف نسمة. وربما 700 الف موزعين بين 6 مليار بشرية في ارجاء  المعمورة.
لكن السؤال الأهم الذي نطرحه الان  هل فعلاً سوف يبقى لنا وجود في دول المهجر بعد قرن من الزمان مثلا؟ أليست هذه الهجرة اخر مرحلة من وجودنا؟ هل بدأ انحلال الشعور القومي والهوية الشرقية في شعبنا وبدأ يتبنى  كل القيم الغربية بهذه السرعة؟ وهل يستطيع شعبنا الاستمرار بموجبها من دون معاناة؟
 وهل فكرت مؤسسة او حزب او كنيسة معينة في هذا الموضوع؟ هل أجرت اي جهة من الجهات الكثيرة التي تقيم هذه المؤتمرات في العالم  دراسة على موضوع بقائنا او زوالنا في المهجر؟ خاصة اذا كانت كل مجموعة صغيرة تعيش في مدينة ما وفي دولة ما في العالم.

 هل يلاحظ الاباء ان الاجيال الجديدة يفقدون اهم مقومات القومية لشعبنا اي التحدث بلغة الام.
كلها اسئلة تستحق التفكير والاجابة اذا كنا فعلا ندعي بأننا شعب ونملك هوية ولدينا قادة يمثلوننا.

نعم نحن نعيش حالة النعيم الأن في هذه البلدان ولا يُمكن ان نطلب اكثر مما نحن عليه اليوم و نشكر الدول التي احتوتنا واعطتنا  الفرصة والامل في الحياة من جديد، ولا ينقصنا اي شيء من هذا الجانب، فالحكومات في الدول التي يعيش فيها اغلب مجموعات شعبنا  تساعد العوائل الفقيرة من الناحية المادية وتقدم الدعم الصحي   وتوفر المدارس  بصورة مجانية. وحقوقنا الانسانية  مصانة ولا يوجد تمييز بينهم وبين السكان الاصليين في اغلب الاحيان، والحرية التي فقدناها في بلادنا  منذ قرون عديدة الان متوفرة بشرط واحد هو عدم تعارضها مع قانون الدولة، لهذا نشعر إننا وصلنا القمة التي كان يحلم  بها اي شخص ان يصلها في وطننا الام .
لكن نحن ننظر الى الموضوع من جانب اخر، ما مدى استفادة شعبنا كشعب وليس كأفراد من هذه الظروف الجيدة التي نعيشها وما هي اثار الهجرة ؟. وهل تستمر الاجيال القادمة  في حماية  تراث وقيم ابائهم  ووجدوهم  في التاريخ كشعب ذو مقومات شرقية خاصة به؟
لاننا هنا نحن لا نتكلم  عن الظروف الحسنة التي يعيشها شخص ما او عائلة ما او مجموعة بشرية وانما كشعب كان له وجود قبل سبع الاف سنة، كان له تاريخه وحضارته ولغته وتراثه وابداعه ....الخ .

ان السبب الذين يجعلنا غير متفائلين في وجودنا في المهجر، هو ان معظم الناس الذين تكلمنا معهم كانوا غير متفائلين بإستمرار وجودنا كشعب اسوة  ببقية الجاليات الاثنية الاخرى التي هاجرت قبلنا الى هذه الدول واندمجت فيها  الامر الذي يبدو طبيعيا .

إن اهم الاسباب التي نعتقد ان وجودنا مهدد ايضا في المهجر كما كان ولايزال  مهددا في بلدنا العراق بسبب الحرب الاهلية  والاصولية الدينية وفي بلدان الشرق الاوسط  بسبب العنصرية القومية والدينية  هي:-
1    الاختلافات الموجودة في القيم والقوانين لدى مجتمعات هذه الدول  لا سيما الحرية. حيث اصبحت الحرية  مشكلة  لنا بعدما عطش شعبنا لها حيث لم يعد اولادنا يتذوقون تراثنا وعاداتنا وقيمنا ومبادئنا في الحياة، بل تبنوا القيم الغربية من دون غربلتها و تفحصها !!.  دون ان يسألوا انفسهم هل كان ابائنا مخطؤون في طريقة عيشهم؟
2    الاختلاف في البيئة الاجتماعية والتربية الدينية .
3    فقدان الامل في الحفاظ على اللغة الذي هو المحرك الاول للشعور القومي عند الانسان.
4    احتياجات الانسان الضرورية في الحياة العصرية الكثيرة لا سيما الساعات الطويلة من العمل اجبرتهم على التخلي عن كثير اشياء.
5    التوزيع المتشتت لشعبنا في ارجاء المعمورة وعدم وجود مستعمرات خاصة به.
6   الصراع بين العالم الشرقي والغربي وتأثيرهم على الفرد وعدم وجود حل وسط بينهما.
7   عدم وجود هدف جماعي او قومي يكافح شعبنا من اجله في المهجر لعدم وجود فائدة منه.
8   الانقسامات الطائفية والمذهبية والسياسية اصحبت سبب الاكيد لزوال الجميع من دون الاستثناء.
9   الثقافة الجديدة اي الدخول بصورة مفاجئة الى العالم الراسمالي الغربي لا سيما عصر الانترنيت الذي ترك بصماته السلبية على المجتمع بأكمله.
10 التقدم السريع الذي يحدث في الدول التي نعيش فيها بحيث لا يترك للفرد اي فرصة ان ينظر للوراء ويعيد حساباته وانما الجري مع التيار العام الذي يبدو لا هدف له سوى اشباع الرغبات الجسدية ؟
ان كل سبب من هذه الاسباب ربما يحتاج الى كتاب او عدة كتب لدراسته و لشرحه.
لذلك لا استغرب من كثرة الحفلات والامسيات والمهرجانات التي يقيمها مجموعات من شعبنا في دول العالم والتي نراها على صفحات الانترنيت مثل عنكاوا كوم. فأنا اظن هذه الحفلات ما هي  الا صرخات الاغاثة الاخيرة وطلب النجدة من دون وعي  من اجل  حماية وجودهم.
في الختام نقول نعم لدينا اختلافات في تسمياتنا التاريخية، لدينا اختلافات مذهبية في ديانتنا المسيحية، لدينا مواقف عدائية شخصية بيننا، لكن لا ننسى الامر الاهم ، كلنا في قارب واحد، فما يحدث لاي واحد منا يحدث للكل، و لا اظن سنصبح حكماء عندما نرفض الاستمرار في الوجود كشعب، ان لم تكن هذه الطريقة هي الطريقة التي يريدها  اصحاب تسمية معينة منا!، وان من يصر على نرجسيته بصورة غير واقعية  وحبه لذاته بدون تضحية بالتأكيد سوف يقود قاربنا الى الغرق، الامر الذي يشبه ال موقف  الذي يقوم به الانتحاريون اليوم قي العراق.


463
                          هل تراجعت امريكا عن شعارها في  نشر الديمقراطية في العراق؟
 بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا
12/9/2007

لا يشك أحد بان امريكا وحليفاتها الدول الغربية تُؤمن اٍيمانا  قاطعا بان الديمقراطية هي الحل الامثل لمجتمعاتها . وان شرارة الثورة الفرنسية جلبت لها النور الذي كشف الطريق الصحيح  لبناء المجتمع على اسس واقعية  بعيدة عن النظريات المثالية و الاساطير . كما ان الحركة الاشتراكية في القرن التاسع عشر والعشرين دفعت العالم الراسمالي لتقديم الدعم الكامل للمجتمع والفرد وكذلك اجبرته على تلبية طلبات الطبقات الفقيرة من ناحية الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل والضمان الاجتماعي.  وفي النهاية كانت النتيجة هي ان قرار شعوب اوربا وامريكا اصبح في ايدي الناخبين والصحافة والمؤسسات الديمقراطية.
كذلك كانوا  شعوب الدول الغربية امناء مع القيم الديمقرطية، فتخلت الكنيسة عن نفوذها الغير الضروري في السياسة فتم فصل الدولة عن الكنيسة وتخلت هذه الشعوب عن القبلية والعشائرية والمذهبية ولم يغضوا النظر عن كل مخالف او سارق او مرتشي اومزور او مستفيد على حساب المجتمع مهما كان موقعه رفيعا في الدولة او في المجتمع. وقد كان للاعلام دور الرقيب الامين على جميع السلطات في عملهم .

حاولت امريكا ادخال مفهوم الديمقراطية مع تحريرها او احتلالها للعراق منذ سنة 2003،  لكن يبدو الديمقراطية لم تجد من يشتهيها او يدافع عنها في العراق لحد الان  لذلك تغيرت لهجة الرئيس الامريكي في الدفاع عنها او نشرها   في زيارته الاخيرة لمدينة الانبار وحتى قرار بتروس- كروكر الاخير لم يشدد على المهمة التي اعلنوها في بداية الحملة، كذللك يمكن ملاحظة  اقوال بقية السياسيين في البيت الابيض والكونجرس  وعموم الدول الغربية هنالك تغير في لهجتهم عن موضوع نشر  الديمقراطية في الشرق الاوسط..

ربما جاء هذا التغيير بعد اقتناع امريكا ان شعوب دول العالم الثالث لا سيما العربية  منها لازالت لا  تعي او انها لا تريد الديمقراطية بالطريقة التي تريدها امريكا او النظام الغربي و وقد حُمِلتْ الديمقراطية والديمقراطيون في هذه البلدان  مهمة الدفاع عن الاديان والتقاليد والقيم التي توارثها شعوبها من الاجيال السابقة التي تعود الى قرون ماضية.  فعوضا ان يكون حق التصويت وابداء  الرأي شيئا مقدسا لانه تعبير عن الذات  ومحل الافتخار ودافعا للانسان الشرقي للتطور والتقدم وبناء الحياة ، تم تسخير هذا الحق من اجل التمسك بالقبلية والمذهبية والاصولية الدينية.
تذكرني هذه الصورة بقصة افلاطون في شرحه عن نظريتة  عن المثل حيث يصف ان احدا من الساكنيين في عالم الكهف استطاع الخروج ورؤية النور والحياة والمدنية فرجع وطلب من جماعتة الذين يعيشون في عالم الظلمة ان يتبعوه الى خارج الكهف لكنهم في النهاية عادوا الى الكهف ورفضوا الحياة امام نور الشمس!! .

في الحقيقة  يبدو ان  امريكا اجبرت على تغير استراتيجيتها بسبب عدم نجاحها في اثارة مشاعرشعوب المنطقة  ضد طغاتها بكل انواعهم من اجل الحرية والديمقراطية لان الظروف المناخية الحالية في المنطقة  لم تساعد على انضاج الفكرة . لهذا نرى  فرنسا وبريطانيا وغيرهم من الدول الاوربية تعود للتعامل وبصورة متلهفة  مع القوى الدكتاتورية ومثل تعاملهم مع العقيد القذافي الذي كان لحد فترة قريبة من اعضاء الرئيسيين في  مجمع الشر حسب اوصاف بوش !
ونفس الحال معظم الدول العربية التي تحكم شعوبها بدرجات متفاوته من الدكتاتورية لاسيما في بلدان الخليج العربي لان اغلب الانظمة العربية الموجودة الان هي نفسها قبل نصف قرن من الزمن ، حيث  رفعت شعار التحرير ونيل الاستقلال من الاستعمار لكن بعد الاستقلال تحولت الى انظمة طاغية على شعوبها  لا زالت نفس الاحزاب ونفس القيادات  تقود هذه البلدان  وحسب نفس النظريات والمصطلحات الرنانة الفارغة !.
اما لماذا تراجعت امريكا وغيرت سياستها ؟
الجواب يكمن  في ان الديمقراطية عملت عكس ما كانت امريكا وغيرها تتوقع.  فعوض ان تزيد من كتلة الجمهوريين ومحبي الديمقراطية و التمتع بالحياة العصرية الحرة ، عملت على زيادة  النفوذ للتيارات الدينية في كل هذه المجتمعات، لابل تفوقت هذه التيارات وصعدت الى القمة في بلدان لها تاريخ عريق في الديمقراطية  قارب  قرن من زمن  مثل تركيا والمغرب وكذلك زاد نفوذ هذه التيارات في  الدول ذات طابع النظام الجمهوري  سودان مصر وسوريا  وعراق وباكستان وكذلك اردن و السعودية اما ايران وافغانستان  فولدت جمهوريتهما من رحم الفكر الديني الاصولي .

اما  بلدنا العزيز  العراق اصبح  مختبرا  لسياسي ومفكري  كافة الدول من اجل اجراء تجاربهم  واعادة سباكة افكارهم العقائدية ، لا بل اصبح العراق  ساحة المعركة بين تكتل العالم الشرقي المتمسك  بالدين واهدابه دون اجراء اي تصحيحات ضرورية  التي يلزمها لتتواكب مع الزمن وتطور الحياة  وبين  عالم الغربي الذي في كل يوم يزداد سرعة تطوره وتقدمه الاقتصادي الامر الذي يزيد هذه الهوة بين الشرق والغرب.

 لقد جربت امريكا كل انواع الادوية والاسلحة والاستراتيجيات  فخابت امالها في ادخال مفاهيم الديمقراطية في الشرق لحد الان، لابل اعطت النتائج دروسا  بليغة لها ، قوامها  بان معظم شعوب المنطقة لازالت نائمة في العالم القديم لحد الان ، وان  درجة الرغبة عندها معدومة او لم تصل الى قيامها  بالثورة على واقعها مثلما حدثت في الثورة الفرنسية قبل قرنيين. او بمعنى اخر  انهم يعيشون الواقع الذي عاشته اوربا قبل 150 سنة او اكثر اي زمن الثورات الاوربية.

لذلك  لم يبقى امام امريكا طريق اخر لتقوية نفوذها في عالمنا الشرقي العربي سوى الاعتماد على الطغاة والملوك والامراء  ورؤساء العشائر ورجال الدين وغيرهم الذين هم في الحكم او لديهم نفوذ في المجتمع،  لان عدد محبي الجمهورية في هذه البلدان قليلون، ولا يملكون القوة والنفوذ والارادة الكافية  ليدافعوا عن الحرية وقيمتها ويحدثوا التغير.
اما من سينتصر في هذا الصراع ؟ هل ستندحر امريكا؟ ام ستثور الروح لدى الشعوب الشرقية والعربية على واقعها  (كما قال هيجل) ؟
الحقيقة التي لا تقبل الشك اوالجدال ان شعوب العالم عبر التاريخ دائما كانت  ترغب بالتغيير والتعبير عن ذاتها ووجودها بطرق جديدة  كذلك لدى الانسان الرغبة والشوق من الاعماق  للتغير والتقدم والتطور لانها من صميم متطلبات الحياة الحديثة.  لذلك نرى ان لم يهب نسيم التغيير اليوم على بلداننا،  سياتي يوم يكون التغير على شكل زلزال مدمر للمنطقة في الفترة القادمة ،  لسبب واحد هو ان الروح لا تعرف القيود ولا تموت في السجون مهما طالت فترة  الحكم عليها او زمن سباتها. 
 لذلك التغيير سيحصل اجلا ام عاجلا  مهما تم مقاومتة من قبل القوى الاستاتيكية  التي ترغب في جعل الحياة مستقرة غير خاضعة لتاثير الفكر والعقل الموهبتين اللتين يتميز بهما الانسان عن بقية المخلوقات في هذا العالم، ان التغير سيحصل  بوجود او من دون وجود امريكا او غيرها  ولكن كم ستكون تكاليف ذلك الامر؟ وهل مرة اخرى يدخل العراق في حرب اهلية؟

464
                   كيف يتخلص العراق من محنته؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
29/8/2007

منذ الاشهر الاولى لهذه السنة وبعد ان جاء تقرير بيكر- هملتون الذي وضع تقييم لمدى صلاحية الحكومة العراقية  للبقاء في موقعها او مدى  نجاح الاستراتيجية الامريكية لابقاء قواتها في العراق، اصبح واضحا ان امريكا عاجلا ام اجلا سوف تغير خطتها في العراق كما  توقعنا  في السابق.  بدأ العراقيون يشعروون  بذلك، ولهذا بداؤا  يحبسون انفاسهم في هذه الايام لسماع التقرير الثاني الذي سوف يقدمه وزير الدفاع الامريكي بعد عشرة ايام او اكثر من الان.

المهم كان واضحا جدا لنا كعراقيين سواء كنا من القوميات الكبيرة او الصغيرة، ان الاحلام التي كنا نحلم بها قبل سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين كانت خرافة لا اكثر وان الاحزاب الوطنية في المعارضة لم تفي بوعودها وان الديمقراطية التي ضحى العراقيون بالغالي والنفيس من اجلها تم تقييدها بحبال الطائفية والمذهبية والقبلية، فوِضَع الشعب  في ظروف اتعس من سجون صدام حسين وهدرت دماء في الشوارع  بسبب عدم استعداد  قبول الواحد  للاخر. كذلك بسبب تخلي  نسبة كبيرة من بعض مكونات الشعب العراقي عن الروح الوطنية العراقية فرفعوا السلاح ضد المحتل والشعب وتعاونوا مع الارهاب العالمي، فتسببوا في هدر دماء كثير من اخوتهم من دون سبب يستوجب.

ولكي لا نكون في خانة المتشائمين نقول مرة اخرى اذا تخلى  قادتنا السياسيين عن العنصرية والطائفية والمذهبية والانانية في سياستهم  ووضعوا مصلحة العراق في مقدمة اولوياتهم، فان فرص المصالحة و البناء والتقدم لا زالت بانتظارهم  لكن هيهات ثم هيهات.

نسمع من قادتنا السياسيين اليوم انهم حريصون على وحدة العراق ولكن في نفس الوقت لا يوجد تنازل او تراجع او تغير في طريقة تفكيرهم اوالتخلي عن اعتمادهم  على صيغة المذهبية الطائفية او القومية.

نعم قادتنا اليوم لا ينكرون ان العراق للجميع لكن لا يوجد فعل على ارض الواقع ولكي يصبح قول قادتنا حقيقة لا غبارعليه ، نرى يجب اجراء تغير في نقاط مهمة من الدستور بخصوص الفدرالية  والموارد الطبيعية و ووحدة العراق وعلاقة الدستور بالدين وقد تكون هذه بداية البناء الذي طال انتظاره.
 في البداية يجب ان تتكون كتلة كبيرة من بعض الاحزاب لا سيما  الكبيرة منها  مثل كتلة (المعتدلين الحديثة )  ويجب ان تتخلى  احزاب هذه الكلتة عن ما كانت تؤمن به في الماضي وتتبنى مبادئ وطنية جديدة ويحصل التغيير في الدستور  بنظرة موضوعية ووطنية بعيدة عن عقلية مبدا الثار والانتقام.

الحفاظ على وحدة  العراق:
اي وضع فقرات واضحة وصريحة في الدستور تحمي وحدة العراق من الانقسام كما هو الحال في الدستور الاسترالي حيث يجب ان يوافق ثلثي سكان  في الولايات الستة ومن ثم ثلثي اعضاء البرلمان الفدرالي، يعني  يجب ان  يوافق الشعب مع الحكومة على الانفصال. بوجود مثل هذا الشرط  يستحيل ان يتم  تحقيق الانفصال لاي ولاية مهما زاد نفوذها. هكذا نريد ان نبعد كل  القوميات والطوائف والمذاهب في العراق مهما كان نفوذهها كبير  من التفكير بالانفصال وتقسيم العراق، تلك الامنية التي يتمنى تحقيقها كل العالم من اقرب صديق الى ابعد عدو للعراق.


الحفاظ على الديمقراطية
النظام الديمقراطي وان كان له مساوئ في بعض الاحيان  لكن كما قال تشرشل لا يوجد افضل منه لحد الان. اليوم يتعامل  الانسان العراقي  مع العالم الخارجي اي مع ستة مليارات من البشرية عن طريق الاعلام والانترنيت والتلفون والصحف والتلفزيون . فليس من المعقول ان يعيش شعبه كما كان يعيش في سجن صدام ونظامه . من جانب اخر ان النظام المفضل في العالم  لحد الان  هو الانتخاب الديمقراطي وتوفير حرية الرأي والعبادة و لكن ذلك لا يعني خنق القوميات الصغيرة لانهم لا يملكون الاصوات الكافية لمزاحمة الطوائف الكبيرة، لان الديمقراطية والجمهورية لها  ثوابت ومبادئ منذ عهد الاغريق كنظام خاص بها  لا تعتمد على التصويت في كل الاحيان.

الحفاظ على الفدرالية:
الفدرالية موضوع مهم جدا ،لان نظام الادارة المركزية فشل في ادارة العراق . في نفس الوقت  نعرف  ان النظام الفدرالي اكثر مرن للتعامل الاداري والاقتصادي و يشجع التطور والابداع والتقدم للاستثمارات الداخلية والخارجية،  يشجع المنافسة بين  الولايات لذلك من الضروري تبني نظام الولايات، كذلك  لاسباب سياسية تمنع الصراعات بين مكونات الشعب العراقي يجب مزجها في كيانات سياسية غير معتمدة على القومية او الطائفية او المذهبية.
 
فصل الدين عن السياسة :

 يجب فصل الدين عن السياسة بصورة واضحة  ويتم ذكر ذلك في الدستور ، لكي تكون اسس الدولة العراقية الحديثة بعيدة عن الرياح التوترات ونفوذ الانقلابات، يجب ان يكون هدف كل عراقي وحدة العراق وتوفير العدالة وضمان حرية الرأي والحقوق للجميع ، لذلك يجب رفع الشعار التالي في كل بناية حكومية (الدين لله والوطن للجميع). واعطاء اهمية متساوية لجميع مكونات الشعب العراقي. ان حماية الاقليات لان الاقليات في العراق لم يأتوا  من الخارج بل هم من صميم العراق وتاريخهم مرتبط بتاريخ العراق ولهم الحق مثل غيرهم في العيش على ارض اجدادهم، لذلك يجب ان يكون هناك قوانين خاصة في حمياتهم مثل عدم درج الديانة او القومية في هوية احوال المدنية ولا في اي وثيقة. كي لا يتم التمييز بينهم وبين غيرهم.
فقط لاغراض محاكم يتم توفير كتب من مؤسسات دينية لكل طائفة يتم انشائها  للمساعدة على ايجاد حلول للمشاكل في  المحاكم بخصوص الاعراف وقيم و التعاليم الدينية لكل طائفة.
.

 الثروات الطبيعية
بما ان الموراد الطبيعية تقع ضمن الوحدة الجغرافية للعراق لذلك تعود هذه الموارد لكل شعبه لذلك من الافضل ان يجني كل العراقيين الفائدة المباشرة من هذه الثروات كي يتم القضاء على البطالة والفقر لذلك نرى ان تخصص 30% من الثروات الى الحكومة المركزية و30% حكومة الولايات و40% توزع بصورة مباشرة على الشعب العراقي بتساوي  كعلاوة كما هو معمول في نظام البطاقة التموينية.

تقسيم العراق الى الولايات:-
 في الاخير لكي نحافظ على وحدة العراق والتخلص من النفوذ الخارجي سواء كان نفوذ  امريكا او الدول الغربية او الدول المجاورة او الدول العربية ولكي يكون استقلال العراق استقلالا حقيقيا يجب تقسيم العراق الى اربع ولايات على النحو التالي:-
 اقليم الشمالي (كوردستان مع موصل او مع كركوك) ، اقليم الغرب
( تكريت وسامراء والانبار ديالى وكربلاء ونجف)، اقليم وسط  (بغداد     خانقين  وكركوك )  واقليم الجنوب بصرة وعمارة وناصرية وبقية المحافطات الجنوبية.
على ان يتولى  بشكل دوري على رئاسة الجمهورية  ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب  ورئاسة المحاكم (اعلى هيئة تشريعية في الدولة)  من هذه الولايات بشرط ان يتم انتخابهم بصورة مباشرة من قبل سكان كل ولاية لهذه المهمة خلال كل ثلاثة سنوات.

صدقوني ان لم يحصل شيئا من هذا القبيل توقعوا ان  ايام السوداء  قادمة لا محال منها.


465
توضيح مهم عن موضوع الهجرة الى استراليا


تردد في المقابلات الصحفية والبيانات الاعلامية في هذا الاسبوع  خبر عن نية حكومة الاسترالية رفع نسبة قبول اللاجئين بالهجرة  الى استراليا من منطقة الشرق الاوسط وبالاخص العراقيين في هذه السنة 2007--2008

نتيجة احتكاكنا بالموضوع ومشاركتنا في بعض الاجتماعات والندوات مع بعض من الاخوة من جاليتنا هنا في ملبورن استراليا مع دائرة الهجرة ، نود ان نوضح نقطة مهمة جدا لاخوتننا اللاجئين في دول جوار العراق (تركيا وسوريا واردن ويونان).
 ان التغير الذي حصل على الزيادة بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط  في القبول هو 7% من المجوع الكلي الذي هو 13000 .
 لذلك نريد فقط ننوه لهم، في الوقت الذي  نتمنى لهم من كل قلبنا الفرج القريب ، لكن هناك ملاحظة مهمة جدا  يجب ان يعلموا بها وهي ان سعة قبل اللاجئين في استراليا لهذه السنة لمنطقة الشرق الاوسط  هي 35% من 13000  في اقصى حالاتها . لذلك لا يعني ان كل مهاجر في هذه الدول  سوف يقبل وسوف يصل الى استراليا مجرد ملئه الفورمات وتقديمها للدائرة الهجرة.
لقد حاولنا من خلال مؤسساتنا المدنية  طلب زيادة نسبة قبول االلاجئين العراقيين  وفعلا حصل هذا التغير لكن من الواضح لا يكفي لاستعاب كل اخوتنا اللاجئين الذين ينتظرون في هذه الدول. فنحن لا نريدهم ان يفهموا  الخبر على غير حقيقيته ويبنوا امالا وهمية على اخبار الاعلامية.


يوحنا بيداويد   
سكرتير الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا

نرجو الاطلاع على مزيد من المعلومات من الرابط التالي:


http://www.news.com.au/dailytelegraph/story/0,22049,22262076-5001021,00.html


466
               هل المشكلة في شعبنا ام في قادتنا السياسيين؟

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
13/8/2007

في القرنين الماضيين خرجت كثير من المدارس الفلسفية الى الوجود ، من هذه المدارس الفكرية هي مدرسة التجربيين، الذين يؤمنون  بان الانسان يولد في هذا العالم بريء لا يحمل اي شر في اعماقه وان عقله او مخه هو  كصفحة بيضاء ، فكل ما يكتسبه من الخير او الشر في مرحلة الطفولة هو من المحيط الخارجي له  بصورة كلية، فلهذا اذا اصبح الطفل مجرما  فان المجتمع الذي تربى فيه هو سبب اجرامه ، واذا اصبح الطفل نابغة الفضل يعود لاهله واساتذته.
الحقيقة ان هذه النظرية صحيحة في كثير من الجوانب لكنها غير واقعية في تفسيرها من جوانب اخرى،  لانها تلغي دور نقل المواهب عن طريق الجينات الوراثية  من الوالدين الامر الذي اثبت صحته عن طريق علم الوراثة والجينات.

 ان الغرض من هذه المقدمة المختصرة هو التساؤل الذي يطرحه  بعض  المثقفين العراقيين حول وضع شعبنا والحرب الاهلية الطائفية والمذهبية، هل ان المشكلة في قادتنا ام في شعبنا؟ هل قادتنا هم سياسيون فاشلون ام ان المجتمع الذي خرجوا منه (اي شعبنا) هو الفاشل؟ الى متى تستمرمحاولاتنا لحين نستطيع قفز مرحلة واحدة من المراحل التي صنفها هيجل في ديالكتيكيته.

من الناحية التاريخية قليل من القادة السياسيين الذين تولوا ادارة الحكم في العراق اكتسبوا رضى الشعب. لانريد سرد مواقف الشعب العراقي منذ مجيء المللك فيصل الى يومنا هذا، فالشعب اتهم معظمهم  بالخيانة والعمالة للاجنبي.
ربما في زمن عبد الكريم قاسم خفف الشعب شيء من اتهامهم له لانه كان قائد الثورة  و لم يجلب اي دمار لشعب العراق كما فعل صدام حسين  وزمرته الذين خلفوه في حكمهم لمدة  اربعين سنة وقادوا الشعب  الى الكثير من الصراعات الغير ضرورية. او بسبب قصر فترة حكمه وعدم اتكاله على حزب او جهة معينة الامر الذي كان سببا في دفع حياته ثمنا لها  في نهاية الامر.

هناك ثوابت مهمة في العملية السياسية حسب فلسفة النظام الديمقراطي لم يطبقها السياسيين العراقيين في السابق ولا اظن انهم سيطبقوها في القريب العاجل، من هذه الثوابت هي ان للشعب حق في ابداء ارائه ومعارضته لخطوات الحكم، وان وجود اي قائد سياسي في قمة الهرم لا يعني قد استملكه الى اخر لحظة من حياته، وان حدث تنازل هذا السياسي عن منصبه، لا يعني  يجب ان يتهم كل من يأتي خلفه هو عدو له مهما كان صادقا او متمكنا في انجازاته السياسية. خلال القرن الاخير لم يحدث تغيير احدهم الا بانقلاب عسكري اوبمجزرة دموية .

في عصر التحرير او الاحتلال ( لان العراقيين منقسمون في تسميتهم لها) نجد قائدتنا السياسيين  قد قرروا الرجوع الى الوراء قرنيين ، فعوض عن تطبيق الاهداف التي حرمها صدام حسين على الشعب مثل (الحرية السياسية )  قرروا بالاحتماء خلف القبيلة والعشيرة اوالطائفة او المذهب الديني لهم. لحد الان قادتنا السياسيون يجهلون ان السياسة هو الفن الممكن، اي ان اي شيء يمكن ان يحدث في اي لحظة ؟ مثل التغير في المواقف والتحالفات والعقود والتعهدات التي تحدث بين اعضاء الحزب الواحد او التكتل الواحد او مجموعة من الكتلات ويكون مقبول من قبل الشعب  بشرط واحد مهم وهو ان يكون الهدف النهائي منها هو تقديم خدمة للوطن وان يتم  ذلك بصورة ديمقراطية وسلمية.

 في الدول المتطورة التي شرعت كثير من القوانيين تخص التربية لا سيما في المدارس وفي العائلة والحياة العامة والتي نراها نحن الشرقيون ساذجة وغير عملية ولكن لو دققنا في سبب وضعها ، سنجد انه تطبيق حسب نظرية فلسفة التجربيين التي بدأت من زمن جان جاك روسو وفولتير وسينسر وديوي وسانتانا وغيرهم من الفلاسفة و علماء الاجتماع .
لكي يتعلم الطفل القوانين العامة، مثل عدم الاعتداء على غيره حتى في حالة وجود تعدي على  حقه الا من خلال اقامة محكمة مدنية او اجرامية ضد المعتدي ، يجب ان يحترم حق غيره في الوجود  وان لا يكون ذو نزعة عدوانية  في اي لحظة يمكن ان يحدث لها فوران لمجرد انفجار عاطفي اوحالة غضب لا معنى او سبب له.
نعم يعلموا الانسان منذ طفولته لا يحق له ان يُحمل او ان ينقل اثار نواقصه اوعيوبه على الاخرين (المجتمع المحيط فيه). بالمقابل الحكومات تفكر في حماية الشخص المريض وترعاه وتوفر له كل المستلزمات الحياة وتحفظ حقه في الوجود على حساب المجتمع (الدولة).  وتحفظ سجل تصرفاته، وحينما يقدم الى العمل في دوائر الدولة، يدققون او يطلبون هذا السجل (كنيته) كي يعرفوا صفاته شخصيته.
عالمنا الشرقي او عراقنا المطمور في حربه الاهلية الطائفية، حيث هناك المئات يقتلون يوميا ولحد الان حكومتنا  تعتبرها  شيء عادي . فلا احد يفكر في مستقبل الاجيال والاطفال الذين ربما يوميا  يشاهدون  جثث او اشلاء جثث والاسلحة او حرب حقيقة بين الارهابين ورجال الامن او القوات الامريكية في الشوارع وهم في طريقهم الى المدارس ، وكم حالة تعدي او قتل داخل ساحة المدرسة و امام انظار الطلاب حدثت . فاي جيل يخرج من اطفالنا؟.
 هل يعلمون اخوتنا هنا في المهجر ان القانون يحرم حتى قتل الحيوانات (مثل الغنم) في البيوت؟ لانها تترك اثارا نفسية سلبية على الذي يقتلها والذي يراها مذبوحة. (تذكروا عندما قصة قتل صدام حسين لرجل  في طفولته كيف تركته ان يجنح الى ممارسة هذا العمل بكل سهولة طوال عمره، فكم الف والف من شعبنا قد  قتلهم او تسبب في قتلهم،  لانه تعلم هذه المهنة وهو طفل. فهل تريدون يكونوا اطفالنا متأثرين بسلوك صدام حسين ويصبحوا قتلة و مجرمين  وثروات بلادنا تذهب في جيوب اللصوص  ام نريدهم يخلصوا من توارث هذه العقدة ).
نعم لقد نسى قادتنا السسياسيين انهم جاؤا باسم الحرية والعدالة والمساواة، جاءوا كي يخلصونا من حكم طاغية لا لاستبداله بحكم طائفي مبني على الهوية القومية او الدينية او المذهبية موالي لدول الجوار او امريكا ولا يبالي بمستقبل اجيال العراق. لم يعلنوا لنا قادتنا السياسيين الموجودين في الحكم اليوم قبل مجيئهم على الحكم عن رؤيتهم عن الاهداف والقوانيين التي يريدون تطبيقها او تم  تشريعها لحد الان والتي بعضها غير انساني  .

نعم خدعت امريكا الشعب العراقي بقبولها بجلب هؤلاء الحكام والسياسيين الطائفيين باسم  الحرية والديمقراطية الذين ازادوا الطين بله في العراق . وخدعونا قادتنا الحاليين في مؤتمراتهم الكثيرة ( سوريا ولندن وصلاح الدين). لانهم لم يعلنوا عن خطتهم عن تقسيم العراق حسب الطوائف والمذاهب الكبيرة ولم يقولوا لنا ، لتحررنا امريكا من صدام و نحن نصبح تابعون لايران او سعودية ونوقع قانون النفظ لصالح شريكات امريكا، او يهمنا قوميتنا  او طائفتنا ومصالحها الذاتية. 

مهما تكون فلسفات قادتنا السياسيين من المعارضين والمعتدلين و الذين في الحكم ، يجب ان يعلموا ان التاريخ لا يرجع للوراء، لا لان نحن المغتربين نرفضه، بل لان الله خلقنا نسير للامام واعطانا المواهب التي فيها نتتطور ، نبدع ، نفكر ، نبني، . لن يتوقف  التطور فينا مهما اردنا حصر الناس من عدم التعلم ( لقد جربها غيرنا وفشل)  والحل الامثل هو التجديد في طريقة التفكير والتطبيق واعطاء الاولوية للوطن الواحد.
نعم خلاص العراق ليس خلاص الصراع بين الطوائف الكبيرة فقط ولن يحصل هذا الخلاص الا بشمول كل العراقيين و من جميع طوائفه ، فمن يظن ان هذا الخلاص يخص شيعة وسنة او عرب واكراد فقط ففكره طائفي و يجني على حقوق الاقليات الاخرى في عراق الجديد  .




467
                     لو كنت في موقع رئيس الوزراء ..لطلبت !!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن - استراليا


مساء يوم الاربعاء الماضي رجعت البسمة على وجه العراقيين لاول مرة منذ التاسع من نيسان سنة  2003 ، وكأن وجوههم لم ترى البسمة منذ زمن هارون الرشيد من شدة كابتهم ، بعد ان حقق الفريق العراقي لكرة القدم فوزين متتالين على استراليا وكوريا الجنوبية. لا يستطيع احد ان ينكر مدى حساسية الشارع العراقي  لموضوع كرة القدم، ومن منا لا يتذكر فوز الفريق العراقي ببطولة كأس العالم العسكري في سوريا سنة 1977 لاول مرة، او فوز فريق الشباب العراقي بكأس شباب اسيا ربيع 1977 حينما سجل اللاعب المبدع حسين سعيد الهدف القاتل في مرمر المنتخب الايراني الذي جعل حامي الهدف ان ينتحر بعد ثلاثة ايام، او خسارة العراق في تصفيات اولمبياد موسكو في بغداد في بداية عقد الثمانينات حينما خسر الفريق العراقي لصالح الفريق الكويتي 2-3  حينما كان متقدما على الفريق الكويتي 2- صفر في الشوط الاول. او صعود المنتخب العراقي نهائي كأس العالم عام 1986 انها ذكريات خالدة لدى العراقيين مهما اختلفوا في ارائهم او تناقضوا في اولوياتهم اودرجة  حفاظهم على الهوية الوطنية العراقية.

على اية حال ان  الفوز الاخير للمنتخب الوطني العراقي قد ارجع البسمة على وجه شيوخنا وشبابنا وتركت علامة التعجب لدى اولادنا الذين ولدوا في المهجر، هؤلاء الاطفال الذين شعروا لاول مرة هناك شيء يحبه ابائهم  واخوتهم الكبار الى درجة تفوق التصور. بين حين واخركان  يسألني ابني مارك عن الفريق الذي اشجعه من فرق كرة القدم الاسترالية (اوزي فتبول) ، بعض الاحيان كنت اقولها مجاملة فريق ( كولنك وود). لكن مارك ادرك في يوم الاربعاء الماضي  فجاة انني بالحق لا اشجع ذلك الفريق وانما اشجع فريق اخر وفي لعبة اخرى وهو فريق العراقي في لعبة كرة القدم .

مرة اخرى نعود الى تعزيتنا  الكبيرة ، تعزية كل العراقيين المخلصين للوطن، نعود ونسال متى ينهض العراق من كبوته؟  ويبدأ العراقيون بقبول الاخر دون الشعور بالخوف او القلق او العدوانية بسبب  اختلاف دينهم او طائفتهم او حزبهم او جغرافية بلدتهم .

لو كنت في موقع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، بما ان العراقيين يحبون  كرة القدم ومولعوُن بها ، لطلبت من رئيس البرلمان العراقي ان يوقف المناقشات  في البرلمان الراكد في مكانه منذ اشهر  وان يقيموا  دورة كرة قدم بين  ممثلي البرلمان.

 وفي هذه  البطولة  يتم تدريبهم على روح المحبة والتسامح والتعاون  كي يبرهنوا للعالم، نحن واحد مهما التصقنا بطائفتنا او اختلفنا مع الاخرين او مهما استمعنا الى الجيران الخبيث الذي لا يهمه سوى جلب الدمار للعراق والعراقيين وزيادة حالة الانقسام والانتقام والقتل العشوائي، لا يهمه سوى طمر الشعور بالهوية العراقية عن طريق زرع مفاهيم الطائفية والدينية المتزمتة البعيدة عن طريقة تفكير العراقيين الاصيلة. لانه لا يستطيع احدا ان ينكر الواقع التاريخي الذي مر فيه العراق عبر اكثر من سبعة الالاف سنة الماضية

في هذه البطولة سيدرك الشعب العراقي و يكتشف جوهر و مواقف  كل اعضاء البرلمان العراقي  ويدرك مدى عطائهم واستعدادهم للتضحية والتنازل من اجل الوطن، فيتم تخييرهم بين حبهم  لذاتهم عن طريق  التصاقهم   بمبدأ الانانية والتعصب القبلي او الطائفي  وبين درجة حبهم لعائلتهم العراقية الكبيرة المتنوعة  التي فرحت بفوز فريقها بكرة القدم

ولو كنت في موقع رئيس برلمان العراقي كنت على الفور اجيب طالبا من السيد رئيس الوزاء ونائبيه والسيد رئيس الجمهورية ونائبيه ورؤساء الاحزاب الكبيرة  ان يشكل كل واحد  منهم فريقا لكرة قدم على ان يكون متنوع من  اعضاء البرلمان يشمل جميع اطياف ومكونات الشعب العراقي ، كي يكونوا هم اول من يتنازل عن مفاهيم الطائفية والتعصب القومي والنزعة النرجسية، ويكونوا هم اول من طبق حبه للاخر بصورة عملية وعلنية!!!
حينها يشعر العراقيون انه يوم اخر في تاريخ العراق الحديث.






468
     

   إ)
                             مظاهرة سلمية لدعم مسيحيي العراق
دعوة عامة لكل المدافعين عن حقوق الانسان وخاصة لكل الاخوة العراقيين في مدينة ملبورن للمشاركة في المظاهرة السلمية والحضارية للتعبير عن إستنكارنا وشجبنا لكل أنواع الاضطهاد والاعتداء الموجّه ضد إخوتنا المسيحيين في عراقنا الحبيب.
يتمّ اليوم ممارسة شتى أنواع الارهاب ضدّ إخوتكم مسيحيي العراق من قتل وخطف وإغتصاب وتهجير وطمس الهوية و الابادة  الجماعية. إنّ مشاركتكم في هذه التضاهرة السلمية ومؤازرتكم لإخوتكم المضطهدين في بلدهم العراق لدليل قاطع على إيمانكم الحقيقي بالقيم السماوية وبمبادئ حقوق الانسان السامية وبالأخوة بين بني البشر على كافة أرجاء الارض المعمورة .
Dear friends (please spread this add among your networks)

A peaceful demonstration in support of Iraq's Christians

 A general invitation to all human rights defenders, especially all Iraqi brothers in the city of Melbourne to participate in the peaceful demonstration to express our abhorrence and condemnation of all types of persecution and attacks against Christians in our beloved Iraq.

Today's exercise shows various types of terrorism against the Christians of Iraq by killing, kidnapping, rape, displacement, destruction of identity and genocide. Your participation in the coming demonstration and your support for our oppressed brothers in Iraq is a conclusive evidence of your true divine values and Human Rights principles and brotherhood among human beings throughout the planet.

Date: On Sunday, 22/07/2007
Time: 1:00 pm
Venue: Melbourne city center near Parliament building and at the following address:
التاريخ:  يوم الاحد المصادف 22/7/2007
الوقت:   الساعة الواحدة من بعد الظهر
المكان:  مركز مدينة ملبورن قرب بناية البرلمان وعلى العنوان التالي

1 Treasury Place
Off Spring Street,
Melbourne
 Reference Melway : 1B  V7

469


                                     حكومتنا العراقية هي حكومة الطرشان
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
12/7/2007

العراق، هذا البلد الكبير الذي يرجع اصله الى اور واريدو وسومر وبابل ووركاء، اولى التجمعات البشرية المتحضرة في تاريخ الانسانية قبل سبعة الاف سنة.
العراق ذلك الوطن الذي يعوم فوق بحر من الذهب الاسود كما يصفها الاقتصاديون. ولكن اهله يعيشون في الفقر منذ عقود وعقود.
العراق مهد اعرق حضارات الانسانية بدءا من  االحضارات السومرية والاكدية والبابلية والكلدانية والاشورية والعربية  اليوم يعيش مجتمعه في ارذل قيم وويقوم بافضع الاعمال الارهابية  وذلك بسبب انتشار سرطان القتل الطائفي المتعمد  بين سكانه.

العراق الذي انعم الله على سكانه بارض زراعية خصبة ومناخ جيد
 واثنان من اكبر انهار العالم وخمس انهار صغيرة بحيث تكفي لعيش اكثر من خمسين مليون نسمة وشعبه جائع  اكثر من شعب اي بلد اخر في العالم.

العراق بلد  القوميات والاديان والشعوب المختلفة يرجع تاريخها الى عمق تاريخ تحضر الانسانية ، فلا يوجد بقعة من اراضيه الا لتجد هناك ذكر لحادث ما  وقع فيها في  كتب التاريخ .

هذا البلد الجميل، الذي اغناه الله بكثير من النعم والحسنات يبدو قد حلت عليه لعنة الفراعنة، العراق هذا البلد الذي صورت فيه جنة عدن وشجرة الحياة وغيرها من الرموز الدينية في تاريخ القديم للانسانية ، يعيش زمن الانحطاط والتخلف والجهل والظلم ، فيه تم تشريع اول شريعة وقانون انساني على يد ملكه الخالد حمورابي  اليوم يعيش  زمن اللا قانون زمن شريعة الغابة  ، منذ سقوط الدولة العباسية وسيطرة المماليك والمغول والتتر، منذ زمن همجية هولاكو وجده جنكيزخان في العراق ينتقل من نظام سيء الى اسوء.
العراق الذي وصف في القرن الماضي ببلد الثورات والانقلابات السياسية لعدد الحكومات والثورات التي توالت على السلطة فيه ، اليوم يعيش اسوء فترة في تاريخ  وجوده. فبعد تحريره من حكم الدكتاتور صدام حسين، تحول  من دولة  الطاغية  الى دولة الارهاب وقطاع الطرق والاحزاب الدينية المتزمته والمسترزقين على الفدية او الغنيمة!!

لم يعد في العراق اليوم من يفتخر بعراقيته  ووطنه  بقدر ما يفتخر بطائفته او بمذهبه او بدينه او بقومه او بحزبه او بالاحرى بعصابته . الكثير من السياسين العراقيين اليوم  رداءهم اجنبي وغريب ، الكثير منهم يعملون في ارض اجدادهم  كموظفين لدى دول الجوار ، يعملون لاجل مصلحة هذه الدول او الاجنبي كانهم رعاة عند اقطاعي وهم صاحب الحقل والقطيع!!

لم يعد في السلطة التنفيذية العراقية  الا القليل من يعمل لاجل العراق ، فكل واحد له طموحه الشخصي او يعمل لاجل طائفته او حزبه ، البعض منهم يفكر متى تأتيه الفرصة كي  يسرق كمية كبيرة من المال من وزارته او دائرته ويهرب الى الخارج، من يصدق بأن عضو برلماني  حصل على اصوات اكثر من 45 الف ناخب اي يمثل ما يقارب 150 الف نسمة من مختلف الاعمار،  فجأة يقرر الانضمام الى الارهاب وقتل الابرياء بحجة القضاء على الكفار من اخوته العراقيين او بحجة طرد المحتلين .
او ان لغة الحوار في المجلس الوطني تصل التهديد بالقندرة!!

اذا كان لا بد من وضع وصف للعراق وحكومته الان، فانا اظن افضل وصف له هو انها  حكومة الطرشان لانه لم يعد هناك من يسمع الام الشعب، شكاوي الناس ، حاجة الارامل والامهات والشيوخ، بكاء الايتام ،  ليس هناك من يحاور الاخر ويتفهم معه لكي يدفع عجلة الحياة  نحو الاستقرار والسلم والامان  فاللغة الوحيدة المستخدمة هناك هي لغة السلاح  والتهديد والطائفية . لان كل الاتفاقات والمؤتمرات التي اقيمت عن العراق في الداخل والخارج هي اتفاقات بين الطرشان لا غير، لانه منذ التاسع في نيسان 2003 و لحد الان، العراق في التراجع الى الوراء ولم يتحقق اي شيء من امال شعبه الذي انتظر ليلا طوله 35 سنة لحين بزوغ خيوط الفجر ونيل حريته.

470
اعلان

ايها الاخوة من شعبنا الكلداني الاشوري السريان وكل الاخوة من العراقيين الشرفاء في فكتوريا انتم مدعوون للمشاركة في المظاهرة  ضد إرهاب و قتل إخوتكم المسيحيين في العراق وذلك في:

اليوم  :          الاحد المصادف 22/7/ 2007
الوقت :          الساعة الواحدة من بعد الظهر
المكان           مركز مدينة ملبورن على عنوان التالي
1 Treasury Place OF Spring Street                   
 Reference Mail way: 1B V7                     
للمزيد من المعلومات يجرى الاتصال بالاخوة التالية
ولسن كندو                   0414421412
يوحنا بيداويد                 0401033614
سلمان يوحنا                 0413030294
جون حداد                     0403214644
ادور خوشابا                  0425799985
اللجنة المنظمة



471
        الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا يقيم حفلة عشاء على شرف سيادة المطران جبرائيل كساب مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في استراليا ونيوزلنده في مدينة ملبورن

شارك الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  مع الاباء الكهنة  في مطار مدينة ملبورن في استقبال سيادة المطران جبرائيل  كساب السامي الاحترام والوفد المرافق له المؤلف من الاخ سمير يوسف المنسق العام للمجلس القومي الكلداني العالمي والاخ ثابت بهنام حنا عضو المجلس القومي الكلداني -  فرع سدني  والشماس قيصر داود في صباح يوم الاربعاء المصادف 4/7/2007  في الساعة التاسعة والنصف صباحا. ثم واكب المستقلبين سيادته والوفد المرافق له الى مقر اقامته في كنيسة  مريم العذراء حافظة الزروع  في ملبورن والجلوس معه وقت قصير.

وفي المساء اقام الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا حفلة عشاء على شرفه في مطعم وصالة اغادير وقد حضرها الاب عمانوئيل خوشابا والاب فائز جرجيس والوفد المرافق لسيادته من سدني وجميع اعضاء الهيئات الادارية والنوادي والجمعيات الكلدانية في الاتحاد وهي ( نادي برج بابل الكلداني، نادي عنكاوا الاسترالي، نادي بابل الثقافي الاجتماعي، جمعية مار اتقن، جمعية مار اوراها للمركهيين، جمعية مار ادي، جمعية شرانش، جمعية الرافدين الثقافية ، نادي اسود كمبيلفيلد الرياضي  وجميعة قلب يسوع للبيدار)

عندما دخل سيادته مع الاباء الكهنة والوفد المرافق له قاعة اغادير وقف اعضاء الجمعيات والنوادي في الاتحاد  مرحبين بسيادته .
بعدها رحب السيد يوحنا بيداويد سكرتير الاتحاد بسيادة المطران جبرائيل كساب  والاباء الكهنة والوفد المرافق له وجميع الحاضرين وتمنى لهم قضاء امسية سعيدة في هذه المناسبة الكبيرة ، ثم القى الدكتور عامر ملوكا رئيس الاتحاد كلمة قصيرة مرحبا بسيادة المطران والاباء الكهنة والوفد المرافق له .
بعدها طُلِبَ من سيادة المطران جبرائيل كساب السامي الاحترام كلمة في هذه المناسبة التي شدد فيها على روح الوحدة والعمل والصبر وتحمل المسؤولية ، ثم  فُتح باب الاسئلة لسيادته ، حيث تناولت الاسئلة شؤون الابرشية ووضع شعبنا في العراقي ومقررات سينودس الكنيسة الاخيرة واتصالاته مع دائرة الهجرة ووضع شعبنا في الدول المجاورة.
ثم القى الاب عمانوئيل خوشابا كلمة قصيرة التي طلب فيها الاستمرار في الخدمة والعطاء والمشاركة  وكذك شارك الاب فائز جرجيس في كلمة عن وضع الشبيبة في الكنيسة.
ثم القى السيد يوحنا بيداويد قصيدة بعنوان ( قالا دقورا) التي عبرفيها عن وضع شعبنا في العراق  والماساة التي يعيشها  وتجديد الامل في هذه الامة وهذا الشعب
مهما زادت وكبرت المصاعب امامه .
ثم فترة وقت حر للضيوف للاحاديث الجانبية وعندما حضر العشاء وقف الجميع وتقدم سيادة المطران جبرائيل كساب باعطاء والبركة والصلاة .
في النهاية جلس سيادته مع الاباء الكهنة في المقدمة  وتقدمت اعضاء كل هئية ادارية لوحدها  لاخذ صور تذكارية في هذه المناسبة.

472


                                                     اعلان

ترقبوا اقامة مسيرة تضامنية من قبل الجمعيات والنوادي والاتحادات والهيئات  وبعض الكنائس من شعبنا الكلداني ، الاشوري، السرياني في مدينة ملبورن / استراليا  مع شعبنا في العراق.

المعلومات المقترحة لحد الان هي :

اليوم  :          الاحد المصادف 22/7/ 2007
الوقت :          الساعة الواحدة من بعد الظهر
المكان :         مركز مدينة ملبورن
 
1 Treasury Place  OF Spring Street                   
 Reference Mail way: 1B V7                     
Melbourne   

سوف نعلمكم مزيدا من المعلومات عندما تتوفر لدينا لاحقا

لذا نطلب من جميع المشاركة لرفع اصواتنا عالية من اجل حماية شعبنا من ايدي المجرمين القتلة في  منطقة الدورة في بغداد والموصل وجميع انحاء العراق.

اللجنة المنظمة
[/size]

473
حياة البطريرك روفائيل الاول بيداويد


لايزال الكثير من االمثقفين والسياسيين يعتبرون انتقال المثلث الرحمات البطريرك روفائيل الاول بيداويد الى اخدار السماوية  في السابع من تموز سنة 2003 خسارة ومن علامات سوء الحظ في الظروف التي كان يمر فيه شعبنا المسيحي في العراق عامة (سورائي) . 
 


حياته.
ولد المرحوم البطريرك روفائيل الاول بيداويد (روفائيل يوسف وردة) في مدينة موصل، في تاريخ  17 نيسان  1922  من ابوين نازحين من قرية بلون الواقعة داخل تركيا في اقليم مدينة زاخو في الشمال الغربي من العراق. تعمذ في كنيسة مسكنته في 14 ايار 1922
 اكمل دراسته الابتدائية مدرسة الاباء الدومنيكان في نفس المدينة.  دخل معهد شمعون الصفا في 1 تشرين الاول  سنة 1933 لاكمال دراسته الثانوية .رشحه المرحوم المطران عمانوئيل الرسام (مدبر المعهد الكهنوتي انذاك) للدراسات العليا في روما.

يخبرنا الاب د. بطرس حداد في مقالته ( اخبار الارشيف عن غبطة ابينا البطريرك في مجلة نجم المشرق العدد ¾ لسنة 1995 ) عن ان الاخير كان له الفضل الكبير في اختيار وارسال الطالب روفائيل بيداويد الى روما،  وذلك لقيامه باقناع البطريرك عمانوئيل البني بذلك.
فيكتب مدبر المعهد الكهنوتي الى البطريرك رسالة مؤرخة في 7 كانون الاول  1936 ( اما بخصوص ارسال تلميذ الى مدرسة بروبغندا الخريف القادم فاذا غبطتكم تحبون مواصلة البعثة الى تلك المدرسة فالامر امركم، فقط يجب ان ننتخب الاحسن. ففي الصف المتقدم عندي يوجد تلميذ واحد اسمه روفائيل وعمره 17 سنة وهو بالحقيقة ذو ذكاء فريد واذا ارسل سيكون موضوع فخر الملة، اذ اقدر ان اسميه نابغة ان اصله من اطراف زاخو لكن اهله ساكنين الموصل منذ زمن طويل.) 
ويعلق الكاتب عن عدم ذكر رئيس الدير عن اسم الطالب كاملة كي يعطي صورة واثقة عن الطالب، وفي النهاية يقول ان اهله يسكنون موصل منذ زمن طويل على خلاف الحقيقة، كي لا يتم رفض ارساله بحجة يجب مشاورة مطران ابرشية زاخو في الامر ومن ثم تطول المراسلات ويتاخر امر اتخاذ القرار وتفوت الفرصة.

في مذكرات المطران اسطفيان كجو ( في 24 ايلول سنة 1936 سافر روفائيل يوسف وردة الى روما وعند وصوله الى تلكوجك.........)
وبعد وصل الطالب روفائيل يوسف وردة الى روما ودخوله الكلية في 15 ت1 سنة 1936 كتب رسالة الشكر وعرفان الجميل الى البطريرك  فيقول ( لا اعرف كيف اشكر احسانكم..........اذا انتخبتموني لاكون اهلا لهذه البعثة النفيسة..)

برع الطالب روفائيل بيداويد في دراسته ، ودخل الفرقة الموسيقية هناك ، فاختاره مدير الفرقة لقيادة الفرقة في  حالات غيابه بعد ان وجد فيه حب العلم الموسيقى والتنويط والعزف لاسيما على الاورغن ، اذا نرى هذا الطالب يخبر رئيسه البطريرك كل شيء في حياته فيقول في احدى رسائله المرؤخة في 23 ت2 سنة 1945 (  انا مدير الموسيقي، هذه هي المرة الثالثة اتعين ناظر الموسيقى منذ سنة 1943) .
امضى سنة الاولى في تعلم اللغة ثم دام على دراسة الفلسفة، فانهى السنتين بتفوق رغم صعوبة اللغة اللاتينية، بعد هاتين السنتين كان من المفروض يبدأ دراسته اللاهوتية لكن يبدو عمره كان صغيرا لذلك اراد ان يكمل سنة ثالثة في الفلسفة وفيكتب الى البطريرك في رسالة مكتوبة بتاريخ 27 نيسان 1939 فيقول( ارى ان عمري لا يساعدني على بدء اللاهوت السنة القادمة.......)

 

رسامته الكهنوتية:-
عندما اكمل دراسته اللاهوتية وجاء موعد رسامته الكهنوتية ، كان لا يزال صغير العمر بالنسبة الى السن القانونية المطلوبة لنيل الرسامة، لكن الكاردينال فوموزوني بيوندي الذي كان رئيس مجمع انتشار الايمان المقدس انذاك منحة السماح من العمر. فكانت رسامته في تاريخ 22 ت1 سنة 1944 في كنيسة مار انطونويس فيكتب رسالة اخرى الى ابيه البطريرك في تاريخ 22 ك1 فيقول( اكتب لكم وانا اليوم كاهن العلي لاعبر عن حاسيات شكري البنوية نحو شخصكم الكريم لكل ما فعلتموه نحوي حتى اليوم............. في يوم رسامتي كرست حيوتي لخدمة الكنيسة وطائفتي العزيزة تحت قيادتكم................
كانت رسامتي في 22ت1 سنة 1944 من ايادي الحبر الجليل مونسنيور افرينوف حسب الطقس البيزنطي، وارتسم معي الاخ كوركيس كرمو شماسا رسائليا، اليوم التالي قدست قداس احتفالي الاول في كابلة الكلية، حضرني على المذبح حضرة الاب الدومنيكي فوستي المحترم.
رتلت القداس بقالا ربا (يعني سورث) وكان رفاقي المغنون يجاوبون اذ كنت قد كتبت له الالحان الكلدانية بالموسيقى وبالاحروف اللاتينية....فاعجب الاب فوستي القداس ومدح المغنين .... كان عمري يوم رسامتي هو 22 سنة وستة اشهر.



 
الدرسات العليا:-
في السنة الخامسة كان عليه التحضير لاطروحته في الدكتوراه ، وفي هذه السنة يجب على كل طالب اختيار موضو ع لم يكن مطروح من قبل الباحثون، فاختار الموضوع عن (مار طيمثاوس  الاول ) من الوثائق يبدو ان الكاردنال اوجيست تسيران سكرتير مجمع الكنائس الشرقية انذاك كان قد اقترح هذا الموضوع عليه واخبره انه مستعد لمساعدته. فيقول في رسالته ( نيافة الكاردينال يساعدني من كل جهة في ذلك ، وقدم لي مقال كان قد كتبه في القاموس اللاهوتي عن مار طيمثاوس الاول ووعدني بانه سوف يساعدني في الاطروحة بعدئذ) .
 
يجيبه البطريرك مهنئا ومباركا ومشجعا. فيرد على رئيسه البطريرك برسالة الشكر مرة اخرى فيقول ( ان كلماتك ملئتني من الشجاعة والفرح لاكمل دائما في طريق السعي والكمال  بالتقوى والقداسة والعلم والحكمة.
في 30 ك2 سنة 1946 كتب الى البطريرك المشيخ عمانوئيل البني  يقول( ابشركم بنجاحي المفرح في ملفنة اللاهوت التي دافعت عنها يوم 23 من نفس الشهر بحضور الكاردينال اغاجنيان بطريرك الارمن والاب فوستي...........وكانت النتيجة اعلى درجة..وان الكاردينال تيسران سيهتم بطبع اذا طلب مني اعداد الترجمة الفرنسية للنشر لان النسخة الاصلية كانت مكتوبة باللغة اللاتينية. هذه كانت الدكتوراه الاولى.

يعد اكمال دراسته الدكتوراه بدرجة الامتياز يكتب الى ابيه البطريرك بأنه يطمح الى المزيد وهذا امر طبيعة في الانسان المتفوق لذلك كتب الى البطريرك رسالة اخرى في 10 نيسان 1946 طالبا السماح له بالبقاء في روما ، اذ ان المجمع الشرقي كان قد اوشك الى اصدار القانون الخاص بالكنائس الشرقية . بعد عددة مراسلات بين المجمع والكاردينال تسيران والبطريرك عمانوئيل البني يكتب الاخير له قائلا  ( اذا رؤساؤكم الكرام يطلبون تأخير رجوعكم الينا لمدة اطول فنحن رغما عن اجتياجاتنا الى الكهنة بالوقت الحاضر لا نمانع ارادة رؤسائكم فاعملوا بموجب اوامرهم وهذا حسبكم.
اعتمادا على هذه الرسالة يتم قبول الكاهن روفائيل يوسف وردة في دراسة قانون الكنسي. ظن الاب روفائيل اصبح لديه الوقت الكافي لاكمال اطروحته الثاني عن الفيلسوف العربي الفارابي  التي يبدو تغيرت الى الغزالي وفلسفته الاسلامية. لكن الخوري داود رمو يطلب منه الاستعجال لانهاء اطروحته الى الوطن بسبب حاجة الكنيسة الماسة الى الكهنة.
لكن المجمع كتب الى البطريرك في 29 ت2 سنة 1946 عدد 40/494 طالبا منه ابقاء الكاهن روفائيل في روما. لكن كاتم اسرار البطريرك يكتب ويقول( لان البطريرك الشيخ مشتاق جدا لرجوعكم)
بعد مراسلات عديدة بين البطريرك بقلم كاتم اسراره الخوري داود رمو يصر على عودته الى الوطن ويفسر كاتب المقال ( الاب د بطرس حداد) على ان الكنيسة كانت بحاجة الى كوادر علمية لاستلام الفراغ الذي تركه المثلث الرحمات مار شيخو و مار روفائيل ربان بعد تم انتخابهما الى درجة الاسقفية في ادارة المعهد الكهنوتي.

احس القس روفائيل بان مدة بقائه في روما قد اقتربت من النهاية ، لذك انكب على اكمال اطروحته الثانية عن الغزالي وفلسفته الاسلامية عوضا عن الفارابي، فكتب في 6 شباط الى ابيه البطريرك ( .... لاتكمن من المدافعة عن عنها في اذار القادم)
المهم في احدى رسائل المثلث الرحمات لمطران كركويس كرمو موجهة الى المطران اسطيفان كجو في تاريخ 22 حزيران سنة 1947 يقول ( ان الاب روفائيل قد دافع عن ملفنته في الفلسفة بكل براعة...)

كانت الرسالة الاخيرة التي وجها الاب روفائيل الى مار اسطيفان كجو الذي اصبح معاون البطريركي انذاك في 5 ايار سنة 1947 ( ارجو ان اكون عندكم في نهاية تموز او بداية اب....بودي ان امر مصر لازور حضرة الخوري عمانوئيل رسام رئيسي المحترم سابقا وسامر ببيروت لازور صاحبي النيافة تبوني واغاجنيان....)

في 21 تموز رقد بالرب البطريرك مار عمانوئيل البني قبل وصول الكاهن الشاب.
ثم وصل الكاهن الشاب الى ارض الوطن وقدم رسالته مختومة من عميد الكلية الاوربانية الى الرئيس الروحي المحلي هذا نصها:   ( روفائيل بيداويد من ابرشية الموصل الكلدانية، دخل الكلية في 15 ت1 سنة 1936 وتركها سنة 1946. نال الليسانس بالفلسفة سنة 1940 والليسانس باللاهوت سنة 1944 والدكتوراه باللاهوت سنة 1946.)
وتمضي الوثيقة بوصف الكاهن روفائيل ( انه كاهن اتصف دائما بالتقوى والنظام فاعطى بذلك مثالا للجميع، حباه الله بذكاء حاد، كان دائم الاستعداد للدراسة، وله ميل بنوع خاص نحو موسيقى، استحق الملفنة باللاهوت، تراس وافاد فرقة الموسيقى ، طبعه مرح ووديع، تحلى بشخصية قوية. للكلية عليه فضل كبير في اعداده وتثقيفه فاصبح مرة نائب ناظر)

التوقيع كارلو كالفاليرا- الرئيس- الختم


خدمته الكهنوتية:
اولا    تعين الكاهن الجديد معاونا للمدبر البطريركي للمعهد الكهنوتي في موصل من سنة 1948 - 1956، فكان يلقي دروس الفلسفة واللاهوت على طلاب الدير. وفي ايام نهاية الاسبوع كان يحاضر لطلاب الثانويات الذين كانوا يجتمعون في مدرسة شمعون الصفا، كان يلقي المحاضرات والوعظ في مختلف المناسبات في كنائس الموصل.
ثانيا   في سنة 1956 ارسل الى كركوك بصفة مدبر البطريركي لكركوك واربيل وسليمانية على اثر وفاة مار افرام كوكي
ثالثا  انتخب مطرانا على ابرشية العمادية في السنة التالية ورسم في 6 ت1 سنة 1957 وهو في عمر 35 سنة وقد كان اصغر اساقفة العالم سنا في حينه . اقام العديد من المشاريع في ابرشية العمادية وزار مختلف مراكز الابرشية في العمادية واران والشمكان واكمل بناء دار الاسقفية بطابقين  وشيد ديرا لراهبات قلب يسوع الاقدس في العمادية. وفي احداث الشمال المؤسفة لحقت اضرارا كثيرة بالمطرانية وبالكنائس وسرقت وحرقت مكتبة المطران الثمينة واتلف فهرس المخطوطات الذي تكلمنا عنه.
رابعا  شارك في المجمع المسكوني الثاني من 1962-1965
خامسا في سنة 1966 انتقل الى بيروت وقدم خدم كبيرة هناك لمدة 23 سنة لاسيما في الحرب الاهلية في لبنان.

انتخابه بطريركيا على كرسي بابل للكلدان:-
تم انتخابة للسدة البطريركية في 21 ايار سنة 1989 خلفا للمثلث الرحمات مار بولص شيخو
بعد ذلك قام بزيارة عديدة لابرشيات الكنيسة الكلدانية لا سيما في سنة 1998 الى اقليم الشمال العراقي وفي سنة 2002 الى استراليا واروبا وامريكا كانت هذه اخر زيارة له بعد اتعبته الرحلات الكثيرة . انتقل الى اخدار السماوية في 7 تموز سنة 2003  في بيروت بعد صراع مرير مع المرض والالم.

قال الاب ريمون الموصللي النائب البطريركي للكلدان في الاوردن في حفل تأبينه ( لقد كان غبطة البطريرك روفائيل الاول بيداويد رجل علم ومعرفة وكان الرجل المناسب في المكان المناسب ، حيث عرف كيف يقود سفينة البطريريكة الكلدانية ، فراعى ظروف المرحلة الصعبة وحافظ على كنيسته من معمعات حربين مدمرتين.........،  كان يتابع اخبار العراق وهو على سرير المستشفى، فأصدر رسالة قبل اندلاع الحرب مناشدا العالم ليعملوا على ابعاد شبح الحرب، واصدر بيانا بعد توقف الاعمال العسكرية موجها الى كافة المواطنين العراقيين ليتعاونوا في بناء العراق الجديدعلى اساس القانون والعدالة والمحبة والتسامح .

 الخلاصة
عاش مار روفائيل الاول بيداويد 81 سنة ، عشرة سنوات في دراسة علوم الفلسفة واللاهوت في روما،  وقضى 53 سنة  في خدمة الكهنوت والكنيسة ، و23 سنة في خدمة ابرشية الكلدان في لبنان، و 14 سنة ابا وراعيا وبطريركيا للكنيسة الكلدانية في اصعب مرحلة من جراء الحصار الجائر الذي فرض على العراق.
من اهم اعماله في السدة البطريركية:
1  دعوة اخوته رؤساء الطوائف المسيحية في العراق لتأسيس مجلس يجمعهم لمراجعة شؤون المسيحين في العراق.
2  تاسيس مجلس مطارنة الكاثوليك في العراق
3   الدعوة ومن ثم اقامة المؤتمر البطريركي العام للكنيسة الكلدانية لمراجعة جميع مجالات خدمة الكنيسة
4   تاسيس اخوية المحبة في زمن الحصار الظالم على العراق
5  بعد دراسة مستفيضة من قبل اصحاب السيادة المطارنة دامت اكثر من سنتين اصدر ما روفائيل الاول بيداويد بتاريخ 18/8/1991 مرسوما بتأسيس كلية بابل للفلسفة واللاهوتية
6  اصدار مجلة نجم المشرق بعد معاناة طويلة مع الحكومة.
7  كان احد مؤسسي  مجلس البطاركة  والاساقفة الكاثوليك في لبنان وقد كان اول امين سر لها المجلس وقد شارك في كثير من لجانها ( اللجنة التنفيذية، ولجنة المدارس الكاثوليكية، لجنة وسائل الاتصالات واللجنة المسكونية)
 8  مثل المجلس الكاثوليكي في الجمعية العامة الرابعة لمجلس كنائس الشرق الاوسط 


كتاباته
1   كان يكتب مختلف المقالات لمجلتي (الندم والنور) اللتان كان تصدران في عقد الاربعينيات بعد عودته من روما
2   ترجم مذكرات الاب لانزا الدومنيكي من الايطالية الى العربية ونشرها عبر ساسلة من المقالات في مجلة النجم ثم عمله كتاب مستقل.
3   عمل ضمن لجنة فهرسة مخطوطات البطريركية المؤلفة من القس (المطران) اسطيفان بابكا والسيد اسحق عيسكو باشراف المعاون البطريركي اسطيفان كجو وترجمه الى الفرنسية الا انه لم يطبع بسبب حرق في مكتبته في ابرشية عمادية.
4   اعاد طبع القاموس الكلداني ليعقوب اوجين منا واضاف عليه مقدمة تاريخية وابوابا جديدة.
6  كتب الكثير من المقالات في علم اللاهوت والفلسفة والتاريخ وقد نشرت بلغات متعددة والجدير بالذكر كان يتكلم العديد من اللغات  بالاضافة الى لغة الام السورث  مثل العربية والكوردية والتركية والفرنسية والايطالية واللاتنية والانكليزية. 

 










تشيعه
 هكذا كتبت جريدة المستقبل اللبنانية عن تشييع البطريرك بيداويد في كاتدرائية بعبدا
قصارجي: كان سفيراً فوق العادة للبنان والعراق
المستقبل - الاثنين 14 تموز 2003 - العدد 1346 - شؤون لبنانية - صفحة 5


شيع بعد ظهر امس البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد بطريرك بابل على الكلدان، في كاتدرائية الملاك رافائيل في "بعبدا ¬ برازيليا "بحضور ممثل رئيس الجمهورية النائب اميل اميل لحود وممثل رئيس مجلس النواب النائب سيرج طورسركيسيان وممثل رئيس مجلس الوزراء النائب باسل فليحان والرئيس السابق الياس الهراوي وممثل البابا يوحنا بولس الثاني رئيس مجلس تجمع الكنائس الشرقية الكاردينال مار اغناطيوس موسى داوود، والبطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير والمطران الياس عودة وعدد من النواب وممثلين عن قائد الجيش ومدير الامن العام ومدير امن الدولة ومدير قوى الامن الداخلي ورئيس الرابطة المارونية الامير حارس شهاب ورئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي النائب نعمة الله ابي نصر. وشارك ايضا في مراسم التشييع رؤساء الاحزاب والطوائف وكهنة وراهبات تابعة للرهبنة النسائية وعمداء الجامعات ورئيس البعثة البابوية في لبنان عصام بشارة وعدد كبير من ابناء الطائفة الكلدانية في لبنان.
والقى المطران ميشال قصارجي كلمة عن حياة البطريرك بيداويد جاء فيها: "نلتقي اليوم لإلقاء نظرة الوداع على من احب هذه الارض ارض لبنان، والارض احبته وعشقته، وأبت الا تفارقه، وربما امنية ان نعلم ان يكون لبنان وهذه الكنيسة بالذات كنيسة الملاك روفائيل التي بناها هي من ستحضن رفات بانيها".
اضاف:"كما الرب استراح في اليوم السابع، كذلك أنت في الساعة السابعة من اليوم السابع وفي الشهر السابع من هذه السنة، استرحت بعد حياة حافلة بالعطاءات والانجازات، أنت الشاهد والشهيد، أنت الشاهد على ما اصاب لبنان والعراق، وأنت الشهيد لما أصاب لبنان والعراق، أنت الشاهد الذي ما جلس يوما في مقاعد المتفرجين، بل نزلت حلبة المعاناة والوجع، عشت مع الناس، تألمت مع الخائفين والمظلومين، جعت مع الفقراء، تشردت مع المهاجرين، صليت مع الذين في مرحلة الظلم والظلام لم يجدوا الا الله يلجأون اليه من زمن المآسي الكبيرة حيث القتل هو السيد والموت هو النتيجة الحتمية. وانت الشهيد الذي صلب مرتين: مرة في لبنان، يوم عشت مأساة الحروب اللبنانية، ومرة في العراق، وأنت العراقي الاصيل. يوم شاهدت العراق يذبح على مائدة المصالح الاقليمية والشخصية والدولية. ترى هل كان ثوبك الاحمر القاني رمزا لتلك الدماء التي أهدرت في لبنان والعراق فداء عن بشرية مظلومة يائسة وفقيرة عشت الخدمة الكهنوتية بكل أبعادها، فقضيت العمر مناضلا في سبيل كرامة الانسان وحريته وحقوقه".
وشكر قصارجي لرئيس الجمهورية منحه البطريرك الراحل وسام الارز الوطني من رتبة الوشاح الاكبر. ثم تقبل اهل الفقيد التعازي في صالون الكاتدرائية.

قالوا عنه

Hakim
07-12-2003, 06:14 AM
From here (http://www.iraqipages.com/cgi-bin/csNews/csNews.cgi?database=site_articles.db&command=viewone&op=t&id=2113&rnd=944.7389745110653)

باريس: إنعام كجه جي
توفي في بيت مري (لبنان) أول من أمس، المونسنيور روفائيل الأول بيداويد، بطريرك بابل للكلدان، عن ثمانين عاما. والراحل هو الزعيم الروحي لطائفة الكلدان الكاثوليك، أكبر الطوائف المسيحية في العراق.
وبخلاف ما هو شائع لدى البعض فإن البطريرك الراحل كان يتمتع بشخصية قوية حتى تجاه حاكم شديد كالرئيس العراقي السابق، صدام حسين، فقبل بضع سنوات، أقيم في بغداد مؤتمر لرؤساء الكنائس الشرقية، بمبادرة من البطريرك بيداويد، وكان مقررا أن يستقبل صدام رؤساء الوفود في ختام اجتماعاتهم.
قبل الدخول على الرئيس العراقي، جرى تفتيش الجميع تفتيشا دقيقا. وأخذت منهم ساعاتهم اليدوية ومحفظاتهم وغير ذلك. ثم حضر طبيب وطلب إليهم فتح أفواههم للتأكد من سلامة أسنانهم، أو ربما لكشف ما يمكن أن يخبأ بين الأسنان. وفي نهاية الأمر طلب الضابط المسؤول عن الاستقبال من رؤساء الوفود أن يخلعوا الصلبان التي يحملونها على صدورهم.
كان صليب البطريرك بيداويد الذهبي هو الأكبر. فانتفض البطريرك وقال للضابط إن هذا الطلب لا يجوز. ولما أصر الضابط على موقفه، حاول البطريرك أن يتفاهم معه بالحسنى، وقال له «إن صليبي هو بمثابة الرتبة العسكرية التي تحمل أنجمها على كتفيك، فهل تقبل بتجريدك من رتبتك؟».
أمام إصرار الضابط على خلع الصليب، قال بيداويد: «إذن، لن أدخل على الرئيس. وأرجوك أن تسلم لي عليه وتشرح له الموقف وتقول له إنني عدت من حيث أتيت».
وإزاء هذه الورطة، وخوفا من غضب صدام، تراجع الضابط الكبير عن عناده أمام عناد البطريرك، وتمت المقابلة
نسحة من رسالة مار روفائيل بيداويد الى العراقيين بعد تغير النظام

روفـائيل الأول بيداويـد
بطريـرك بابـل على الكـلدان

إلى أبناء الشعب العراقي الكرام

وأنا راقد على سرير المستشفى في لبنان وتحت العلاج المكثف منذ أكثر من ثمانية أشهر ، أتابع بشكل يومي كلما يحدث في بلدنا الحبيب وأدعو دوماً إلى الله عزّ وجل بأن يزيل عنا هذه المحنة المأسوية التي يمر بها عراقنا العزيز .
إنني في هذا الظرف العصيب الذي يمر به بلدنا أناشد كل مواطن عراقي شريف وكل من في قلبه ذرة محبة لله و للإنسانية بأن يبذل أقصى الاحترام والتعاون والتلاحم مع اخوته أبناء الوطن الواحد ـ عراقنا الحبيب .
لقد عاش العرب والأكراد والتركمان والكلدوأشوريون بكل أديانهم من إسلام ومسيحيين وصابئة ويزيديين معاً كشعب واحد منذ أقدم العصور ، وإنهم إن تمكنوا من ذلك فهذا كان بسبب الاحترام المتبادل والمحبة النابعة من مخافة الله الذي كان يهدي كل فرد عراقي وبفضل حرص وحكمة ومسؤولية وبعد نظر قادة كافة هذه الشرائح العراقية الأصيلة .
فكيف الحال ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وأنظار العالم مصوبة كل يوم على ما يحدث في كل أرجاء المعمورة وخاصة في بلدنا . فلهذا أعود وأناشدكم يا أبناء الوطن الواحد بأن تتذكروا بأننا إن أردنا للمحتلين أن يرحلوا عن بلدنا بأقرب وقت ممكن فعلينا أن نبرهن عن قدرتنا على حكم أنفسنا بطريقة حضارية وديموقراطية حقيقية بعيداً عن المطامع الشخصية وفي ظل دستور عصري وقوانين تضمن المساواة والحقوق الكاملة لكل فرد عراقي . إن كان المعتقد للفرد فإن الله والوطن للجميع . إن هذا الطريق الطويل يبدأ بأن نحب بعضنا البعض وأن نتمسك بالتعاليم السماوية الشمولية .
لقد خلق وشاء رب العباد جميعاً بأن يكون البشر مختلفين في الشكل والقومية واللغة والدين والمذهب . وقد أكد الله الواحد بأنه يحب البشر وبأن شمسه تشرق على الجميع (إنجيل مقدس) وبأنه لا إكراه في الدين) قرآن كريم) وبما أن "رأس الحكمة مخافة الله" فيجب أن لا ينسى أي فرد أو قائد مجموعة مهما كانت هذه البديهية .
فلذا أهيب بكم جميعاً بأن نبذل أقصى جهدنا باحترام حقوق وعقائد وكرامة وممتلكات بعضنا البعض وليعتبر كل منا بأن حريته لا تكتمل إلا بحرية الآخر . بهذا فقط سنظهر للعالم والمحتل حضارة وعراقة الشعب العراقي الذي قدم للبشرية مرتكزات الحضارة الإنسانية . فمن يحب العراق والعراقيين ويريد رحيل المحتلين بكل إخلاص عليه أن يمارس وبشكل يومي هذه القيم الحضارية والإنسانية التي نبعت من جوهر التعاليم السماوية .
فلنتكاتف يا أبناء شعبنا العرقي الواحد ونبني وطننا بشكل عصري وحضاري ونجعل منه منارة للقيم الأصيلة وللعلم والثقافة في محيطه وفي العالم ، ولنتضرع إلى الله بأن يساعدنا على تحقيق هذا الهدف النبيل هدف كل عراقي وإنسان شريف في هذه المعمورة .


روفائيل الأول بيداويد
بطريرك بابل على الكلدان

Hakim
   





برقية الرثاء التعزية من جمعية اهلي بلون في استراليا المشورة في جريدة التلغراف العربية في استراليا

474
                ايها العراقيون احذروا من اركداش التركي  (1)
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
18/6/2007

في هذه الايام العصيبة التي اختلط  فيها الحابل بالنابل في ارض الرافدين الزكية . في هذه الايام الكئيبة التي زادت فيها الانفجارت والخطف وقتل  على الهوية  بين العراقيين  دون تمييز . في هذه الايام السوداء التي بدأت فيها قوى الشر تستهدف دور العبادة للديانة الاسلامية والمسيحية  والاقليات ورجالها الافاضل الذين سخروا ارواحهم لتعليم البشر عبادة الله والقيم الانسانية . في هذه الايام  نسى  قادتنا السياسيين والوطنيين المخلصين والمثقفين هناك دوامة اقليمية  كبيرة قادمة على الشرق الاوسط، وهناك خطر حقيقي كبير قادم على شمالنا العزيز.

نحن نعرف ونعترف بخلافاتنا الداخلية الغير العقلانية، نعرف ان جرائم  التي ذكرناها اعلاه تتم اغلبها بأيدي عراقيين او بتعاونهم مع الارهاب الاجنبي،  ولكن ايها الاخوة  الاعداء (2) ، احذروا من ان يُبلََع العراق من قبل الدول المجاورة !، احذروا من ان يغرق قاربكم (العراق) الذي انتم  فيه، وانتم  منهكمون في صراعتكم الجنونية من اجل  من يقود القارب؟. 

هذه ليست خرافة ولامزحة ،هذه حقيقة ،ربما تشاهدونها بأم اعينكم مثلما شاهدتم سقوط تمثال صدام حسين في 9 نيسان 2003 .  ولا تتكلوا او تتوهموا ان امريكا تستطيع اجبار اركداش التركي او ايقافه من قطع اقليم الشمالي  بما فيها مدينة موصل وابتلاعها .

صحيح ان هذه المهمة ليست سهلة وغير معقولة، لكن احذروا كل شيء ممكن اليوم،  فكما يفعل الثعبان عندما تكون فريسته اكبر من فتحة فمه تحرك عظام رائسها وتتمدد عضلات جسمه كي يستطيع ابتلاع فريسته كذلك يمكن ان تقرر تركيا ان تبلع اقليم شمالنا الحبيب.

ان وضع الدولي الان متشابك  وكل دولة لديها همومها ،فالقوى الكبيرة مشغولة بهموم اقتصادها والحرب على الارهاب، لم يعد خافيا لاحد  ان مشكلة امريكا مع ايران اصحبت مشكلة كل الشرق الاوسط.  داخل  امريكا تعالت اصوات تغير سياستها  الخارجية لا سيما  في العراق، هناك انقسام واضح  بين اعضاء الكونجرس حول مدى فائدة بقاء القوات الامريكية في العراق ، حيث خُيبِت امال امريكا في ايجاد مخرج من الورطة التي  يبدوعملتها لنفسها في العراق، هذا الجدال بدأ يزداد خاصة  الان لانه لم يبقى للانتخابات الامريكية الا بضعة اشهر.
 اما  ايران نجحت في تأسيس حلفاء من ينوب عنها  في بلدان الشرق الاوسط ، مثلا مع سوريا لها تحالف قديم ومعروف منذ قيام الثورة الاسلامية، في لبنان انشئت ايران حزب الله ومليشياته، في فلسطين تميل حركة جهاد الاسلامي وحركة حماس الى تيارها ورؤيتها  كذلك بسبب المساعدات التي تقدمها ايران لها ، واخيرا في العراق، لا يخفى هناك اطراف عراقية  لها ارتباط عضوي من ناحية المذهب الشيعي وكذلك كحليف قديم  بسبب الدعم الذي قدمته لهم اثناء فترة المقاومة ضد حكومة صدام.
و هذا بالاضافة ان حكومة ايران تحسب مواجهتا مع الغرب مواجهة مصيرية من كل الجوانب.

اما سوريا كما قلنا سابقا منذ فترة طويلة تريد ان يكون العراق في حالة اضعف منها كي تكون السيادة لها في تقرير مصير التفاوض مع اسرائيل من اجل جولان وغيرها من المكاسب اقتصادية والساسية مثل الاستمرار في قيادة حزب البعث الاشتراكي  .

بالنسبة لتركيا لا زالت، وتضرب كف  اليدين وتلوم ذاتها  ، كيف خسرت لواء موصل (اقليم الشمال) بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى  في محافل عصبة الامم المتحدة؟ .
 من يتمعن جيدا في تحركاتها منذ بدء ربيع هذه السنة ، يلاحظ تصاعد لهجتها مع تصاعد درجة حرارة الصيف، ها هي تسحب الكثير من قواتها من اقصى حدودها الغربية الى الحدود الشرقية وترسل عدد كبير من قطاعاتها العسكرية الى الحدود كل هذا ليس من اجل القضاء على خمسة الاف ارهابي  من حزب العمالي التركي كما تقول . فكما قال  لي صديق تركي، ربما ان تركيا  لا تنوي فقط القضاء على  حزب العمال نهائيا  من خلال غزوها لاقليم الشمال وانما قطع اقليم شمال العراق  وارجاعه الى احضان الدولة التركية من جديد.
قد يكون اركداش غير صحيح في كلامه تماما، لكن ، ليعرف قادتنا الكبار، اصحاب الشأن،، ان تركيا تعرف جيدا ان املها بالانضمام الى الاتحاد الاوربي ضعيف جدا، بسبب نظامها الداخلي المتزعزع الان بين العلمانية والاتجاه الاسلامي ، بسبب سياستها القديمة والحالية ضد الاقليات و عدم تطبيقها لوائح حقوق الانسان ، بسبب المذابح التي قامت بها ضد الارمن والشعب الكلداني/الاشوري/السرياني اثناء الحرب العالمية الاولى،  فاذا اعترفت بها ، فان ذلك يكلفها الكثير مثلما كلف المانيا الكثير بسبب مذابح ضد اليهود اثناء الحرب العالمية الثانية. وتركيا تعرف جيدا ، هذه هي الفرصة الوحيدة في  ظل الظروف الدولية المتشابكة حاليا  التي فيها تستطيع  انجاز  ثلاثة اهداف مهمة لها  في عملية واحدة رغم كلفتها وهي القضاء على حزب العمال وتمردهم ، احتلال كركوك ، حماية اتراك العراق الحجة الحاضرة التي تستخدمها  في وقت.
هذا بالاضافة ان وجود حكومة فيدرالية في الاقليم الشمالي للعراق تحت سيطرة حكومة كوردية ، تجعل الاتراك  يشعروا بالخوف من ان يأتي يوم يتكرر المشهد داخل الاقليم الشرقي لتركيا الذي يسكنه ألاغلبية من اكراد تركيا. والامر الاخر هو انها باستلائها على مدينة موصل وكركوك لا سامح الله تضمن لنفسها مخزون طاقة كبير.
  الامر الاهم الذي يجب يدركه العراقيون  سواء شاؤا ام ابوا ، ان مكانة الدولة العراقية القديمة وهالتها قد تلاشت من الوجود ولم يعد يحسب للعراقيين وقوتهم اي حساب، بسبب احتماء قادتنا خلف حكومات الدول المجاورة والحروب الاهلية الدائرة فيما بينهم التي تشتد ضراوتها في كل يوم بدون وجود امل لنهايتها.
اتمنى ان اكون خاطئا في تحليلي هذا ، ولكن في السياسة كل شيء ممكن، فمن كان يصدق ان يأتي يوما ما يتم فيه مقايضة رجال  الدين المسيحيين والمسلمين  وقييم الاديان  الاديان السماوية  بالدولار الامريكي  في عراقنا المجيد؟!!

1   اركداش : كلمة تركية تعني صديق
2  الاخوة الاعداء :عنوان قصة للكاتب الروسي الكبير دوستويفسكي

475
[size=14pt]
رسالة من ابونا رغيد كني والشمامسة الثلاثة الى الارهابين القتلة!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن \ استراليا
12\7\2007

الى الرجال الملثمين القتلة الذين امطرونا بوابل من الرصاص بدون سبب او عذر بعد ان فقدوا البصر والبصيرة.
اخوتي في الانسانية ، انه اليوم التاسع من بعد جريمتكم البشعة ضدنا، انه اليوم التاسع من بعد انتقالنا الى السماء ،  لا يسعني الا ان اقول لكم، سامحكم الله على فعلتكم الشنيعة، هكذا علمني معلمي وسيدي يسوع المسيح ، وهذا ما قاله قبل لحظات من موته على صليبه قبل الفي سنة  لقاتليه العميان (يا ابتاه اغفر لهم، لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون..)
لقد فهمتم من رسالتكم الغير مكتوبة، انكم تكرهوننا، لاننا نحبكم، تضطهدوننا، لاننا مسالمون لكم ولكل البشر، تقولون عنا الكفرة لاننا نتبع السيد المسيح الذي علمنا محبة الاعداء ، تقتلوننا لان معلمنا  قال لنا ( لا تخافوا الذي يقتل الجسد ، بل خافوا من الذي يقتل الروح والجسد..)
 نحن نصلي ونعبد ونمجد الله خالق السماوات والارض، الذي خلق جميع الكائنات والكون واعطاهم القابلية للتفكير والابداع والاختراع ، اعطاهم مشاعر الانسانية كي يفرحوا  لانهم خليقته ويمجدونه لانه اعطاهم الضميروالعقل الذي يميزهم من الحيوانات والبهائم .

 انكم تتبعون غرائزكم ومعلمين دَجَلَة يشوهون الحقيقة عن عقولكم وبصائركم ، يرسلونكم باسم ديانة الاسلام ونبيها لقتل الكفار والمعتدين عليكم على حد مزاعمكم خلافا لما نعرفة عن ديانتكم،. فاي اعتداء قمت به واخوتي الشهداء الثلاثة او من اخوتي مسيحي العراق، واي جريمة اقترفناها ضدكم او ضد غيركم؟ وهل نحن الكفار الذين قصد كتابكم (القران الكريم)  بهم؟ ام الذين يعتدون عليكم ويسلبون اعراضكم، ويدمرون ممتلكاتكم؟. انتم تدركون اكثر من غيركم اننا كنا هنا قبل مجئيكم الى ارض بلاد الرافدين؟، ودخلتموها ونحن طنا اول  مناصرينكم ، لاننا اعتقدنا انكم مثلنا تعبدون اله الحق ، اله السموات والارض وليس اله ظالم وعادل، مثل اله النار والمانويي واله الوثنية. فهل الهكم يقبل قتل الابرياء؟!!!
كان عدد مؤمنينا يتجاوز سبعة ملايين  في زمن  في مملكة الفارسية وحدهها حين مجئيكم، بسبب اعتداءات المتكررة والهجرة القسرية التي فرضت علينا، لم يبقى منا الا القليل في ارض اجدادنا العظام التي تشبعت بدماء شهداء مثلنا نحن الاربعة.

اخوتي في الانسانية ، هذه رسالتي لكم، اوقفوا القتل في بلادنا العزيز العراق، ارموا سلاحكم جانبا، واستمعوا الى صوت الرب الذي يناديكم الى الكف عن الاعتداء على اخوة لكم بالزاد والملح والماء والارض. ان جهاد الذي يطلبه منكم ربكم ليس قتل اخوتكم، وان كان لا بد من جهاد بنفسكم، فجهادوا ضد من يعتدي عليكم، يقتل منكم، يحاصركم، يرسل السلاح والمال بينكم، يوزع الفتنة بينكم، بين ابناء شعبكم وقومكم وديانتكم ومذاهبكم. عودوا الى بيوتكم وقبلوا جبهات امهاتكم واولادكم وابائكم سوف ترون كيف ان صوت الله يأتيكم من الاعماق ويقول لكم، احسنتم عملا يا اولادي، فانا هو رب السماوت والارض، انا خالق الكائنات والمخلوقات جميعها ، انا اله الاُحَد، ليس من هناك  يشاركني في قراري
و مقاصدي. لا تقاوموا الشرير بالشر لان الشر كأتون النار يلحف اصحابه.

كلمتي الاخيرة لكم، لقد قتلتموني مع اخواني من دون سبب او ضرر قمت به ضدكم ، انا لم اكن اقود دبابة اجنبية غازيا مدينتكم ، انا لم اكن اسرق النفط منكم واقطع الخبز والماء والكهرباء من اولادكم، انا لم احمل السلاح واسلب دياركم او زقاقكم، ان لم اكن اعلم ابنائكم شريعة الغاب والتعدي وقتل الاخرين ، بل كنت اهذب اولادكم ،ارفع من ضميرهم الانساني كي لا يتربوا مثلكم بدون ضمير او معرفة الحقيقة ،اكشف لكم طرق ومسالك عبادة الله والعمل بتعاليمه وحماية الانسان من وحشيته ، انا كنت منذ البداية اخترت طريق الشهادة سواء كانت بطلقاتكم البئيسة او بقتل الشهوات وغرائزي الشهوانية التي هي موجودة في كل انسان مثلكم.
نعم اخترت الموت من اجلكم، قررت التضحية وفقدان ( الانا ) لاجلكم ، لكن انتم اخترتم قتلي وقتلي اخواني ومساعدين لي في الخدمة. ارجو ان تحاولوا ان تلقوا نظرة على اولاد وزوجة صديقي التي كانت تشاهدكم وانتم تُصوبون علينا بنادقكم وتمطروننا برصاصاتكم العمياء، وفكروا لو كنتم انتم محل هؤلا ء، وشخص اخر قتل ابيكم من دون سبب، ماذا كنتم تعملون به.
 قد تقولون اننا نعرف لم ولن يكن شخص مسيحي كافر يوما ما مقدرة لاعتداء او الرد بالمثل عليكم ، لكنني اقول لكم مثلما في السابق لا تظلوا العيش في الظلام والخطئية ، شيئا واحدا اريد ان تتذكرونه اذا اقدمتم لا سامح الله على قتل اي انسان اخر، ان تتذكرونه، اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك.[/size][/b]

476
ليس المسيحيون وحدهم يجب ان يدفعوا الجزية!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
1/6/2007
لقد شغل موضوع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية التي تُطالب به بعض جماعات اسلامية متطرفة على المسيحيين والصابئة و اليزيدين في منطقة الدورة  في بغداد والبصرة والموصل في الاشهر القليلة الماضية مساحة واسعة من الاعلام العراقي و العالمي  بصورة عامة واعلام  شعبنا المسيحيي بصورة خاصة.
بالرغم من تردد وتلكأ معظم الجهات الحكومية والدينية في العراق  من اتخاذ موقف حازم وواضح  ضد هؤلاء المجرمين لحد الان، الا ان الحكومة  في النهاية قررت  دراسة موضوع حماية المسيحيين وتخصيص 100 مليون دينار عراقي كتعويض للكنائس التي احرقت وهدمت وتضررت من جراء  الاعمال الاجرامية  لهذه المجاميع المتطرفة، الذين  يبدو انهم من بقايا اهل الكهف عادوا الى الوجود في زمن الفرهود، في الالفية الثالثة،  يطلبون الجزية من المسيحيين او يخيرونهم على ترك بيوتهم وممتلكاتهم او ان يدخلوا في الاسلام  والا  يكون مصيرهم القتل .
 وكأن الله استعاض عن ملائكته جبرائيل وعزرائيل بهؤلاء المتطرفين  لاخذ او زهق ارواح الابرياء.

وان الكثير من الناس يشعرون بخيبة امل في هذا العالم من جراء التقدم والتغير السريع الغير انسيابي  الذي يحصل في عالمنا، قد يبدو هذا الامر فيه شيئ من المعقولية حيث ان سرعة الخلط والتغير كانت كبيرة بحيث تركت اثار سلبية على الوضع العالمي ، لكن كثيرون عبروا خط المعقولية ،فغرقوا في النظرة التشاؤمية و اصبحوا يميلون الى النظرة الرجعية . بعض من هؤلاء المرضى فقدوا صوابهم فانسلخوا من عالم الواقع،  فراحوا يعيشون في اوهام غير حقيقية،  يعتقدون من الافضل  ان  يرجع العالم الى الوراء ويعيشوا كما كان الناس يعيشون في الجزيرة العربية قبل 14 قرن، ويجب ان يتوقف تقدم العالم وان لا يحصل اي تغير  فيه، يجب ان تتوقف عمليات البحث واكتشاف الادوية لمعالجة امراض السرطان والملاريا والقلب والسكر والايدز وفلونزا الطيور، كأن البشر في نظرهم لا يستحقون العيش بسعادة واستقرار، يجب ان  يتوقف ضحك الاطفال ولعبهم كي لا ينمو ذكاءهم اكثر، وان ترجع المرأة الى زمن العبودية وان تصبح محسوبة من الممتلكات و ليس من المالكات، يجب التوقف من استخدام الالات ومنتوجات الحضارة الغربية مثل السيارات والقطارات والطيارات و التفزيون ومشاهدة مباريات كأس العالم، واجهزة الاتصالات الحديثة،  كذلك عدم استخدام الادوية والاغذية الصناعية و المعلبة، عدم استخدام الكومبيتر والحاسبات والتقنية الجديدة في معالجة الامراض والابحاث وغيرها من الخرافات
باختصار هؤلاء يريدون ان يتوقف العقل والقلب وجميع الحواس من ممارسة وظائفهم بذلك يقضون على  تقدم وتطور الحياة ، يقضون على ولادة اي فكرة جديدة او عاطفة انسانية ، حينها يسير العالم حسب اوهامهم وتفسيراتهم الغريبة.

الشيء الوحيد لم الذي يحرموه  هؤلاء الاصوليون على خلاف مبادئهم ! هو السلاح والقنابل والمتفجرات والاحزمة المحشوة بالبارود والسيارات المفخخة  فهي حلال على الرغم من ان صناعتها حديثة و معظمها على ايدي دول غربية !
حرموا هذه الاشياء على الناس لكن لم يتوقفوا من استخدامهم لها، مثل ركب الطائرات والسيارات  والقطارات، ادوات الاتصال مثل التلفون والكومبيوتر، الاستماع الى الراديو او ارسال برقياتهم وبياناتهم عبر الراديو او اقراص الكومبيوتر وغيرها

 ان هؤلاء يجهلون بان مسيرة التقدم ليست وليدة من اعمال اي  شخص  او اي قوم  او اي بلد معين،  ولم تحصل في يوم واحد او في عصر حضارة معينة او من مجموعة بشرية ، انما هي استمرارية لبذرة الحياة التي زرعها الخالق في الارض وفي عقل الانسان ،  يجهلون ان التقدم او التغيير هو امر لا مفر منه،  مهما حاول هؤلاء طمر رؤوسهم في الرمال مثل النعامة معتقدين انهم يحجبون عيونهم عن رؤية الحقيقة.

اذا كان كان هناك شيء من العدالة في هذا العالم وفي هذا العصر، واذا كان هناك فعلا على المسيحيين تقديم الجزية لهؤلاء المتزمتين  لانهم الان يعيشون بين اغلبية مسلمة في بلد كانوا هم اول صاحب له واليوم مهددين بالطرد او القتل او الاستسلام ، فمن باب العدالة الانسانية يجب ان  نسأل هل مسيحي العراق وحدهم يجب دفع الجزية؟.

لقد نسى الكثير من الاخوة العرب والمسلمين جهود المسيحيين(1)   في بناء الدولة العباسية ونقل الحضارة الاغريقية الى العربية من خلال ترجماتهم للكتب الفلسفة والعلم والمنطق والطب وكل مبادئ الحضارة الاغريقية  الى اللغة السريانية ومن ثم الى العربية بدليل جميع المصادر العربية القديمة التي تشير الى ذلك بوضوح.

وهل  هناك مؤرخ  مطلع على تاريخ الدولة العباسية  يستطيع  ان ينكر علاقة مار طيماثاوس الكبير  بطريرك الكنيسة الشرقية  وعائلة بختشوع  مع عائلة هرون الرشيد واولاده و دورعائلة حنين بن اسحق وماسوية و الاخرين ، فكم حكمة ونصيحة ومشورة قدمها هؤلاء المسيحيين لقادة العرب. ليسالوا ويبحثوا مَن نقل  علم الطب وبقية المعارف  من مدرسة جندياسبور الى بغداد؟، ومَن اشرف على تأسيس بيت الحكمة؟
ان دور شعبنا (الكلدان/الاشوريين/السريان) لم ينقطع عبر التاريخ  من عطائه  لبلاد ما بين النهرين  بل دوما كانوا مخلصين لوطنهم العراق غير مبالين الى طبيعة الحاكم ومواقفه او تصرفاته.
اما ان تأتي مجموعة اسلامية متطرفة في قرن 21 و تفرض الجزية على المسيحيين لانهم مسيحيين لا غير ، فذلك امر غير معقول.
 لنكن موضوعيين في طرحنا(2)، ولنسأل من يجب يدفع الجزية على خدماته حقا؟، هل يتساوى حق مَنِ اخترع الكهرباء( فرداي وكولوم)  والمصباح (اديسن) والتلفون (بيل كراهام)و الكومبيتر وتطوير برامجه ( امثال بيل كيث) والطائرات والثلاجة والمكيف الهوائي مع حق طالبي الجزية اليوم من اصحاب البلد لانه سمحوا لهم بالعيش بينهم ؟  هل يتساوى حق من بنى الجسور والمطارات والسفن الفضائية والسفن والموانئ البحرية مع من يريد الاستلاء على ممتلكات المسيحيين فقط لانهم مسيحيين؟ هل  جهد العباقرة من امثال اينشتاين ( النظرية النسبية)  وبور (تركيب الذرة)  ومندليف (جدول عناصر الطبيعة ) وماكسويل (سرعة ضوء الشمس)  و وبلانك (الثابت الكوني) وغاليلو (قوانين في الفضاء ) ونيوتن (قانون الجاذبية )  والفلاسفة من امثال كانت وهيجل وهيوم وغيرهم او جهد مصلحين اجتماعيين مثل كارل ماركس ، ومارتن لوثر كينك يصبح بدون ثمن؟
أليس كل العالم من المسيحيين والمسلمين وكل البشرية  مدينون لامثال هؤلاء العباقرة على جهودهم الكبيرة في كشف اسرار هذا العالم ، من اجل تسهيل وتقليل مصاعب حياة الانسان من ثم جلب السعادة لعوائلهم.
بربكم هل يتساوى ما قدمته مؤسسة الصليب الاحمر العالمية منذ تأسيسها في  1863م  على يد هنري دونانت في جنيف ولحد الان مع اعمالهم الاجرامية التي بدأت تغزو العالم منذ سنة منذ 1980 بأسم الاسلام والاسلام بريء منهم ؟ .
ايها الاخوة ( في الانسانية) المتشددين وطالبي الجزية وفارضي الشريعة الاسلامية بالقوة  على المسيحيين اية اعمال عظيمة قمتم بها خدمة للمسيحيين وللاسلام وللانسانية  لتأتوا وتفرضوا عليهم اما دفع الجزية او الهروب او انتظار الموت؟!!.
 
ايها الاخوة ليكون اسلامكم  من اجل  جلب السلام والطمأنية، من اجل خدمة الانسانية وحماية الحياة، ليس للقتل ولجلب الدمار على العراقيين الابرياء باسم الدين والله.
كلنا يعلم ان جميع الاديان حاولت ايجاد او وضع حلول لمشاكل الانسان مع اخيه الانسان بصورة عادلة وتعليمه عبادة خالقه ، وخلق توازن بين الكائنات الحية والطبيعة جميعها كي تستمر الحياة ، ولم يكن يوما ما هدف اي دين القتل اوتدمير الحياة ، لان الحياة مقدسة ومعطاة للخليقة من الله  بدون مقابل الامر، فالقتل  يناقض جوهر مبادئ جميع الاديان وكل المعتقدات وحتى الفلسفات التي ظهرت في التاريخ لماذا انتم تجعلون من الاسلام حجة لكم لقتل ابرياء مثل مسيحي العراق؟.
وهل حل مشاكل العراق تبدأ بقتل المسيحيين او طردهم من ارضهم؟!!!!!!!!


______________________________________________-
(1)  هذه قائمة بأسما معظم العلماء والاطباء والمترجمين من المسيحيين في عهد الدولة العباسية الذين قدموا خدمات الكثيرة من خلال ثلاثة قرون الاولى.
1    جرجيس بن بختيشوع المتوفي سنة 769 ميلادية،  الذي كان رئيس  مدرسة جندياسبور وطلب منه القدوم الى بغداد لمعالجة الخليفة العباسيي المنصور وقد افلح في معالجته فكافأه الخليفة المنصور احسن مكافاة
2    بختيشوع بن جرجيس المتوفي سنة 798 م
3    جبرائيل بن بختيشوع المتوفي سنة 870  م طبيب هارون الرشيد وابنه الخليفة الامين
4    بختشوع بن يوحنا المتوفي سنة 940 م
5    ماسوية بن يوحنا في القرن التاسع
6    يوحنا بن ماسويه المتوفي 857 م،  جعله الخليفة مأمون رئيس بيت الحكمة
7    ميخائيل بن ماسويه في القرن التاسع
8    سلوميه بن ينان المتوفي في القرن التاسع للميلاد
9    حنين بن اسحق العبادي المتوفي في سنة 874 م الذي تلمذ على يد يوحنا بن ماسويه
10    اسحق بن حنين المتوفي سنة 910م
11    دهشتك
12    ميخائيل بن اخي دهشتك
13    عيسى بن طاهر تلميذ جرجيس
14    بن اثال
15    تياذرق
16    ابراهيم تلميذ جرجيس بن بختيشوع
17    سابور بن سهل



 
2  ان  ما اقصده هنا  لا يخص المسيحيين وحدهم  وانما جميع البشرية  منهم المسلمين المعتدلين او من غير المذاهب ، اي ننظر الى الامور  بنظرة انسانية شمولية بعيدة عن القوقعة في وجهة نظر ديانة او قومية 
محددة.



477
 

                       
                         ايها المسيحيون ..من من العراقيين اليوم معكم   ؟ !!!!

بقلم يوحنا بيداويد
استراليا / ملبورن

مرت السنة الرابعة على سقوط صنم صدام حسين في حديقة الفردوس ولا زال وضع العراق ينتقل من سيء الى اسوأ ، فلا حل يلوح في الافق سوى زيادة التعدي العشوائي على الناس، والحكومة العراقية  وقوات التحالف متفرجة ، وها هي القوى السياسية الامريكية تتناحر فيما بينها  في كيفية حفظ ماء الوجه من هذه المصيبة الكبيرة التي وقعوا فيها وهم يفكرون في  سحب قواتهم بعد ان فشلوا في مشروعهم الديمقراطي . اما الشرفاء والمخلصين في الحكومة العراقية التي بدأت بالاعتراف بفشلها ، اقتنع القائمين فيها اخيرا كان يجب ان لا يشلكوا مثل هذه الحكومة مبنية على الطائفية تحت نفوذ الدول الخارجية.  ولعل اخر الاعترافات من قبل الحكومة  العراقية بهذا الصدد كانت على لسان الدكتور برهم صالح نائب رئيس الوزراء بالامس الذي اشار لم يبقى حل امام العراقيين سوى حصول  توافق بين الجهات المتصارعة.

من يتأمل المشهد العراقي اليوم  ويسمع اخبار الوطن ويحللها بصورة موضوعية، سوف يرى بلا شك ان ما يحدث في العراق هو حالة غريبة وشاذة وغير معقولة. خاصة وان التعدي يشمل  الان فئات لم تكن متصارعة مع احد لا بالامس ولا اليوم  ،و ليس لها طموح في الوزارات و لافي النفوذ ولا في الحصص من النفط ولا اقاليم فيدرالية خاصة بهم بقدر ما يتمنون حكومة وطنية عادلة لا تميز بين المواطنيين  على اساس المذهبية او الطائفية.

لكن الاغرب في كل هذا المشهد هو التعدي الصارخ  بابشع الاساليب الغير انسانية والبعيدة عن قيم الديانات السماوية الذي يوجهه بعض الاسلاميين المتشددين الى المسيحيين خاصة في منطقة الدورة في بغداد امام انظار روساء الكتل السياسية والحكومة العراقية والعشائر المجاورة وكأن القانون المطيق في العراق هو قانون الغابة.

ان السكوت المطبق عن هذه الجريمة  ان دل على شيء فهو يدل على علامة الرضا من قبل الجميع ، والا كيف يتجرأ المدعو حاتم عبد الرزاق  امام جامع النور في منطقة الدورة الى طلب الجزية او اجبار المسيحيين الى الاستسلام  او قتلهم  او الهروب.

بربكم هل حدثت مثل هذه الجرائم في زمن صدام حسين ؟ وما الفرق لنا بين الامس واليوم ؟  كان التعدي يحدث  على كل العراقيين ، لكن لا يستطيع احد ان ينكر بأن صدام كان عادلا في توزريع جرائمه للناس  فلم يفرق بين الشيعي والسني والكوردي والمسيحي في جرائمه  .

منذ تحرير العراق او احتلاله من قبل امريكا اوالاسلاميين الجدد حدثت جرائم كبيرة ضد المسيحيين من غير سبب سوى انهم مسيحيين ونذكر بعضها :

1   ضرب الكنائس عددة مرات اهمها ست كنائس في يوم واحد 2/8/2004 واخر التعدي كان على كنيسة مار كوركيس في منطقة الدورة يوم امس
2   القتل المتعمد وتهجير المسيحيين من البصرة والاحصائيات معروفة بحيث لم يبقى الا العدد القليل هناك من قبل ايادي مخفية؟!!!
3   قتل وخطف واختصاب المسيحيين والمسيحيات  في العاصمة بغداد وموصل وسرقة اموال الالاف منهم من عموم العراق من دون سبب سوى انهم مسيحيين.
4   لم يبقى  في المحافظات الوسطى و بعقوبة وبابل وغيرها  الا العدد القليل الذي لا يستطيع التحرك او التنقل
5   اخر هجمات كانت هي لمنطقة الدورة في بغداد  حيث تم اجبار المسيحيين  بصورة علنية ومن على منابر المسجد بترك بيوتهم او الدخول في الاسلام او دفع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية عليهم والا سوف يقتلون.

عندما يحاول المرء تفسير ما يحدث في العراق يعلم جيدا ان هذه الامور لا تحدث بسهولة انما هناك ايادي طويلة من دول الجوار حولها لا بل هناك من كان المسيحيين يتكلون عليهم في العراق يبدوا انهم راضون عن ما يحدث.

منذ اكثر من عشرة ايام والوضع متأزم في منطقة الدورة ، وقد وجه ابائنا البطاركة الاجلاء طلبات الاستغاثة وكتبت الكثير من برقيات الشجب والاستنكار  والرسائل موجهة الى الحكومة العراقية والامم المتحدة والمؤتمر الاسلامي من قبل الهيئات المسيحية في الخارج والمئات من المقالات كلها لحد الان لم تحرك شعرة من احاسيس الحكومة العراقية، وكأن الحكومة العراقية راضية تماما لما يحصل في الدورة او مشتركة في عملية تهجير المسيحيين من العراق عن طريق هذه المنظمات الاسلامية المتطرفة.
نعم ان دلت هذه الاخبار على شيء فانها تدل على ان الحكومة العراقية راضية من فتوى الامام حاتم عبد الرزاق امام جامع النور في الدورة.
اما العدالة و حقوق الانسان والقانون فهذه فقط موجودة في قاعات الاجتماعات والبيانات والصحف والاذاعات والمحطات التلفزيونية.
 نعم من ما بين اكثر  26 مليون عراقي من غير المسيحيين لم يكتب عن هذه الجرائم اويفضحها او طالب في ايقافها  سوى عدد قليل من الكتاب واصحاب الفكر والمعرفة،  وعدد قليل ادرجوا اسمائهم ضمن قائمة التنديد والشجب  في الصفحة الاولى لموقع عنكاوا كوم وذلك ايضا احد العجائب والغرائب في هذه العصر!!!. اين هم المسلمين المعتدلين؟ هل انهم خائفون من المسيحيين لانهم  سيشكلون خطرا عليهم في المستقبل ؟ اين هي تعهدات شيوخ العشائر و رجال الدين الاسلامي للمسيحيين في العراق الجديد، اين تعهدات الحكومة بحفظ حقوق الانسان ؟. هل هم ايضا راضون ومتفقون مع امام جامع النور؟ !!!

نذكر هنا اسماء اصحاب بعض الاقلام الشريفة و المعروفة  التي تستحق كل التقدير والثناء لا لانهم دافعوا عن المسيحيين في الدورة عموم العراق  فقط،  بل لانهم  دافعوا عن المبادىء الانسانية من دون تمييز بين العراقيين ولذلك هم منارة عالية بقيمهم واخلاقهم الحسنة.
وهم الدكتور عبد الخالق حسين، والاستاذ جلال جرمكا، والاستاذ حامد الحمداني، والاستاذة ليلى الانصاري  و الاستاذ احمد الخزاعي و الاستاذ خالد السكماني واعتذر عن الذين لم اذكرهم

ايها الاخوة الافاضل ،الف شكر لكم  لمواقفكم النبيلة سوف تذكر اسمائكم في  الصفحات الاولى في سفر جديد لهذه الحقبة من تاريخ المسيحيين في العراق لموقفكم المشرف الذي اتخذتموه و ستذكركم الاجيال القادمة في المحافل الدولية بانكم قمم عالية لم ولن يصلها الا من كان تربى على العدالة والقيم الانسانية الصحيحة والحقة وشرب من الينابيع التي شربتم منها .

 و ستذكر الاجيال القادمة ايضا مواقف حكومتنا الفاشلة التي لا تستطيع او لا تريد  اسكات امام جامع النور في منطقة الدورة وهو يدعو من منبر الجامع بتهجير المسيحيين او قتلهم او دفعهم الجزية .

ملاحظة
لم اشير في مقالتي الى وضع المسيحيين في اقليم كوردستان لان مواقف القيادة الكردية حكيمة و عادلة بين ابناء شعوب الاقليم وقد كتبنا  سابقا عن ذلك  .

478
 

                               وضع شعبنا وقصة الحمار الذي بحث عن القرون
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
1/5/2007

قيل في  قديم الزمان والعهدة على القائل، بلغت النباغة والعبقرية لدى احد الحمير في احدى قرانا الشمالية، الى ان بدأت شحوم مخه تتقطر من اذنيه ، بعد ان قضى حياته مفكرا في كيفية الحصول على قرنين كالتي يحملها الثور الذي يحرمه من المشاركة في المعلف اثناء الليل. بعد جهد جهيد قضاه في التفكير قرر الحمار ترك البيت والبدء في رحلته  بالبحث عن قرنين له.
فخرج باكرا من دار صاحبه ومضى بين القرى المجاورة والسهول والوديان  سائلا كل من يراه من الناس و الكلاب والقطط وكل الحيوانات عن المكان الذي  تباع  فيه القرون، فلم يفلح بمن يرشده الى امنيته.

حدث في احد الايام ، حينما كان مارا في احدى الغابات صادفته مجموعة من اللصوص، فسالهم عن المكان الذي تباع فيه القرون، فضحك اللصوص كثيرا الى ان سقطوا على الارض، فقال احدهم ( بصورة هزلية ) يبدو ان هذا الحمار يظن انه الاذكى بين ربعه، جاء ليبحث عن قرون له، لكنني اظن انه اغباهم، هلموا يا اصدقائي لنعطيه درسا كي لا ينساه طول عمره ويكون عبرة  لغيره.
 فقرروا اللصوص عوضا ان يرسلوه الى سوق بعيد  ليباع بارخص الاثمان، ان يقطعوا اذنيه و يرسلوه الى صاحبه . بينما كان راجعا الى دار صاحبه، كانت الناس التي تعرف قصته تضحك وتقول: (لقد ذهب الحمار لجلب القرون ، فخسر الاذان)
 اي بلغة السورث ( زلي خمارا لقرناتا  تيلي دلا نتياتا !!


 هذه القصة هي  شبيه بالقصص المذكورة في كتاب ( كليلة ودمنة) للكاتب الهندي قبل اكثر من 800 سنة. لكن يجب ان لا ننسى ان الامثال تضرب ولا تقاس، ففي الحقيقة ان حكمة هذه القصة  رغم سذاجتها وغرابتها  لكنها تنطبق على الوضع الذي وصل اليه الشعب  العراقي عامة  وعلى شعبنا الكلداني الاشوري السرياني  خاصة  في هذه الايام. فالعراقيون تحملوا ظلم 35 سنة لحين بزوغ خيوط الشمس وشروقها، لكن يبدو ان اللصوص  سرقوا حلم اطفال العراق وابائهم واخوانهم  قبل  خروج النهار، فخيم ظلام دامس اشد من الاول عليهم .

فبعد 7 قرون من حكم الترك والتتر والمغول  جاء عهد الاستعمار الانكليزي والملكية، فلم يقتنع العراقيون به، فجاءت ثورة 14 تموز في 1958 التي  ظنوا في حينها  ان ثورتهم اعظم من الثورة الفرنسية ، لكن الصراع الذي نشأ بين القوميين والامميين ضيع فرصة استقرار العراق مرة اخرى، فاستلم البعثيين الحكم من خلال عدة انقلابات ثأرية بين قادته  وفي النهاية  استقر الوضع بتسلط الجلاد صدام حسين على رقبة العراقيين لمدة ثلاثة عقود ونصف، فقادهم من حرب الى حرب الى ان انتهى الامر به بحبل المشنقة كما كان متوقعا .  ثم جاء الامريكان بثوب العولمة والحضارة والديمقراطية، فتوهم العراقيون  انها نهاية النفق المظلم في تاريخيهم الحديث في  بلادهم  ما بين النهرين، لكن في الحقيقة لم تكن هذه سوى بداية عصر جديد من التخلف و الانقسام  الطائفي والحرب الاهلية التي ارجعت العراق الى الوراء قرنا كاملا و لا يعرف احد الصيغة  النهاية لصراعه الداخلي .

اما شعبنا الكلداني الاشوري السرياني ، منذ عهد الدولة الساسانية وهو في مصيبة  تلو الاخرى بالاستثناء عن عهد هرون الرشيد واولاده. كنا نظن ان الدولة العثمانية هي الاسوء من عاملتنا من خلال مذابحها على يد رجالها من امثال بدرخان بيك ومير كور او في زمن الفرس  او تيمورلنك اوهولاكو  وغيرهم
لكن يبدو ان قدر شعبنا  تعيس اكثر  من قدر اي شعب اخر في المنطقة،  فمن حكم سيء الى اسوء، من ظالم شديد الى ظالم اشد. لقد كان شعبنا اكثر المضطهدين في كل العصور، لا بسبب الروح الثورية اوحبه للانتقام او لاستقلال  كما كان اجدادنا الكلدانيين والاشوريين يحملونها،  بل بسبب ديانته المسيحية  وقوميته وتاريخه وتقاليده وطبيعته المبدعة والروح المسالمة التي اكتسبها من مسيحيته التي تمنعه من الثأر مهما كان ثمنه.

فنظام المحاصصة الذي جلبه مستر بريمرالسيء الصيت  لم يكن الا لوضع فتنة كبيرة  بين اقوام الشعب العراقي،  ويا للاسف لحد الان ان اخواننا السياسيين لا زالوا في حروب طاحنة بين انفسهم حول كبر حصتهم من الفريسة،وعيونهم مغلقة عن الحقيقة ، لازالوا يصرون على عدم الاعتراف بالاخر و يصرون على تطبيق شريعة الغابة ، فالقوي يأكل الضعيف في عراق. لقد  اجبر شعبنا على الهجرة القسرية والرحيل من مدينة  البصرة  والمدن الجنوبية والوسطى والموصل واخيرا في بغداد / منطقة الدورة .

 انتهت الروح الوطنية فيهم فاحزابهم تخلت عن مفهوم المواطنة والالتزام  بالحقوق والواجبات واستبدلته بقوانين قبلية مذهبية حسب رؤيتها ومصلحتها فقط. والا كيف يتم اختيار لجنة  تدعى بالمستقلة  مخولة للاشراف على الانتخابات حرة ديمقراطية  من ممثلي الاحزاب الكبيرة على شكل حصص طائفية لهذه الاحزاب التي طالما حملت امال  كل العراقيين بدون استثناء ؟ فاي استقلالية واي ديمقراطية سيكون لهذه  اللجنة ؟ ام هل تطور مفهوم الاستقلالية  او الديمقراطية الى الطائفية في عراقنا الجديد ؟ في اي عصر  نعيش ؟
ايها القادة السياسين الكرام  ان ما عملتموه لم يحدث  من قبل حتى بين قبائل الصومالية المتحاربة خلال 16 السنة الماضية ، هل انتم المنقذون ام المنتقمون  الجدد. وهل حقا انتم احفاد حمورابي، وكلكامش، وابن الرازي وابن الكندي وابن الرشد في الحق ؟ ام ورثة الاربعين حرامي والبرامكة الجدد .
 لا تنسوا ان حكم التاريخ اشد عقوبة اخلاقية لكل سياسي،  وها هو سلفكم  صدام حسين مثالا لكم!!!!
فحذارا من الذي يلطخ يديه بدماء العراقيين ويسلب حقوق الضعفاء منهم.

479
                          هل هناك فرق بين دم الشيعي والسني او مسيحي؟
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا

لعله عنوان غريب لدى اخوتنا القراء، ولكن حقيقة جاء نتيجة لطريقة تفكيرنا الضيقة كعراقيين الذين خسرنا الشعور الوطني وكل واحد منا اراد ان يختبيء وراء رداء الطائفية والمذهبية والمقاطعة الجغرافية واخيرا القومية فكانت نتيجة حصادنا ما نراه اليوم.
هذا السرطان الذي اصاب العراقيين في الايام الاخيرة من التاريخ، انها مصيبة كبيرة، من يستطيع ارجاع عقارب الساعة للوراء؟!
ألهذا ناضل بعض الناس طوال عمرهم ومات البعض الاخر في السجون وهم تواقون لرؤية العراق  حرا، وقبل الاخرون صعود المشانق من اجل ان يتعلم الاطفال في مدارسهم في امان معنى الحياة؟ هل كنا نتوقع يوما ما سوف تشتعل الحرب الطائفية بين مكونات العراق بهذا الشكل ؟ لكن السؤال الاهم هنا هل هناك فعلا تمييز بين دم الانسان الشيعي والسني او بين المسيحي و الكردي؟

 لابد ان اذكر هنا سبب اختياري هذا العنوان ، لقد عاتبني  صديق عزيز من الاخوة الشيعة في لقائي الاخير معه عن سبب عدم كتابتي  عن المجزرة الصدرية التي حدثت قبل اسبوع في بغداد؟ وعاتبني عن عدم قيام الكُتاب التنديد بهذه الجريمة البشعة بصورة كافية  .
فقلت له هل تظن هناك فرق بين دم الانسان الشيعي والسني في نظر كل من يحسب نفسه عراقي ووطني سواء كان كاتبا او سياسيا او موظفا او كادحا عاديا  بعض النظر عن ديانته او قوميته او مذهبه؟ او اي هوية اخرى يحملها اي ا نسان داخل المجتمع العراقي؟ ، الذي  نسينا انه ليس وليد اليوم بل انه اقدم مجتمع في تاريخ البشرية باعترافات المؤرخين جميعهم.
وهل هناك جرم اكبرمن ان يفرق الانسان بحسب مفاهيم الوطنية والانسانية  بين دم طائفة ضد اخرى لاسيما اذا كان جزء من النسيج الاجتماعي الذي تعيش فيه؟
نعم اندهشت من كلامي صديقي العزيز، وقلت له لا اظن ان هناك انسان يعرف مفاهيم ومشاعر الانسانية يقبل بهذه الجرائم ، انت تدري نحن كلنا نلنا الظلم من نظام صدام حسين واجبر ابائنا على الرحيل من قراهم وخسروا املاكهم وبيوتهم هذا بالاضافة الى الاعدامات والشهداء وغيرها من الجرائم التي قام بها هذا الرجل ضد كل انسان عراقي، لكن عندما شنق بهذه الطريقة البشعة اعتبرنها جريمة لا بحق صدام حسين كمجرم بل جريمة بحق الانسانية، وقلنا اننا بعملنا هذا لم نروي للعالم سوى ما تعلمنا من دروس صدام حسين نفسه ولم نتعلم من تجارب الانسانية الحديثة شيء بل انما الذي ادخله صدام حسين  من الانتقام في عقولنا  نحن اياه نعلم لاولادنا ، فاذن ثورتنا ستكون فاشلة ان استمر تفكيرنا  بهذا الاتجاه وبهذا الاسلوب .

في نهاية نقاشاتنا وجدالاتنا قلت لصديقي شيئا واحدا ينهي وضع العراق اليوم هو الولادة الجديدة! النظرة الجديدة للحياة،وهي التخلي عن مفاهيم القبلية، عن التحزبية والتبعية والمذهبية.  لننظر واحد للاخر انه عراقي قبل كل شيء،  ونتعامل معه على هذا الاساس ، لنستفيد من تجارب الظلم 35 سنة من حكم الدكتاتورية ، لنقلب القوانين والانظمة بحسب مفاهيم انسانية اكثر شمولية ، لاننا فشلنا في طريقة تقليدنا للافكار القديمة مثل افكار صدام حسين وغيره.
قلت له ايضا ان  علاج مرضنا لا يكون الا بمثل احداث رواية ((الحب في الزمن كوليرا)) للكتاب الكولومبي ماركيس ، فهل نحن مستعدون للقيام بهذه المعجزة  يا صديقي ؟ ام نستمر في تخريب بيو تنا  من خلال اعطائنا مجال لنفوذ الغريب اي من كان، سواء  من قريب او من بعيد ،ونستمر في قبول او السكوت عن المجازر البشعة يوميا كما حدثت في الصدرية؟!!!

ليست مهمة ارجاع العراق الى ايام السلم والوحدة مهمة الحكومة العراقية وحدها ، بل  انها مهمة كل عراقي وطني ، عليه ان يعيد طريقة تفكيره واتخاذ قراراته، ويفكر في ضميره وان يسأل نفسه ، هل فعلا هناك فرق بين دم الشيعي  او السني او غيره ؟!!!!
الى متى نعيش الظلمات يا من كان ابائكم اصحاب النور والمعرفة الاولى في العالم؟

480
                         الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا وتحقيق الامال المنتظرة
بقلم يوحنا بيداويد
سكرتير الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا
ملبورن / استراليا
17/4/2007

على الرغم من مرور فترة قصيرة من تأسيس الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا الا ان النشاطات والانجازات والمشاركات التي قام بها كانت ثمينة ومهمة. وعلى الرغم من محاولة بعض الايادي المخفية والاوجه المقنعة التي تريد التصغير من شأنه او تريد زواله واندثاره، لاسيما الجهات التي تاثرت مصالحها من وجود هذا الاتحاد مؤلف من عشرة جمعيات كلدانية شاملة من كافة القصبات والمناطق في العراق الا ان الاتحاد يزداد عطاءا يوما بعد يوم،  .

لو عدنا الى الوراء وتفحصنا التمثيل القومي للكلدان على مستوى الولاية والدولة الاسترالية نرى  كان في السابق محدد ببعض الجمعيات والاندية التي كانت اهتماماتها مختصرة على  اقامة النشاطات الاجتماعية والثقافية والرياضية.
وقد كان نادي برج بابل الكلداني في فكتوريا  وضع منذ البداية في مبادئه  الاساسية حماية القومية الكلدانية ولغتها وهويتها ورفع اسمها عالية مثلما فعلت غيرها من الجمعيات والهيئات  والنوادي الكلدانية الاخرى قبلها .
وبسبب الظروف الصعبة التي مرفيها العراق وبعد ان اصبح  سقوط حكومة صدام امرا شبه مؤكد، اجلا ام عاجلا،  وبعد نزوح موجة بعد موجة من شعبنا  الى تركيا وسوريا والاردن و اليونان اصبح من الضرورة رفع معاناة هذه الشعب واستغاثاته الى الاعلام العالمي والهيئات الدولية هو امرا لا مفر منه، فبعد عدة  لقاءات لهذه الاندية مع  مسؤولي الدولة واستماعهم الى ارشاداتهم الى كيفية ايصال صوتهم الى القادة السياسيين في الحكومة الاسترالية ازداد اصرار هذه الجماعة على ضرورة وجود جهات كلدانية مسؤولة  تقوم بتحمل مسؤولياتها وواجباتها  كاي جماعة اثنية موجودة في استراليا، وقد كان اول اجتماع رسمي يشارك فيه ثلاثة اطراف كلدانية هو بخصوص الاحصاء الاسترالي في سنة 2001 . فعلا عقد اجتماع ما بين ممثلي من نادي برج بابل الكلداني ونادي عنكاوا الاسترالي وجمعية الحضارة الكلدانية في فكتوريا  من اجل توعية شعبنا على صيغة املاء الفورمات.

 وبعد ذلك حدثت عددة ندوات ومناقشات مابين بعض الشخصيات النشطة في هذا المجال الذين كانوا في البداية يتفقون مع اخوتهم الاشوريين في تنظيم جميع المناسبات والنشاطات مثل عيد اكيتو ويوم الشهيد والندوات والمظاهرات وحتى في الانتخابات  تحت اسم الاشوري – الكلداني.
ولكن بعض الاخوة الذين كانوا  في هذه  اللجنة المشتركة قد استلموا بعض التعليمات من جهات خارج ملبورن كان هدفها افساد هذا الاعتراف المتبادل و الود  والتقارب الموجود بيننا ، حيث كان المثل يضرب بمدينة ملبورن في تفاهمهم  ونشاطاتهم لكن توقف هذا العمل المشترك لعدم وجود رغبة واعتراف متبادل فيما بعد بوجود الكلدان.

على اية حال ان حلقة المثقفين والمهتمين بالشأن القومي للكلدان ازدادت بفعل نشر التوعية من قبل بعض افراد في هذه المؤسسات القليلة حول الحقائق و مجريات الاحداث والاخبار لا سيما من  خلال المقالات التي كتبت في عنكاوا كوم وغيرها من المواقع ، كذلك المقالات والابحاث التي نشرت من قبل كتاب ومثقفين الكلدان، كذلك بروز دور الاحزاب الكلدانية بصورة اكثر علنية وجرأة على ارض الواقع في ارض الوطن شجعت شعبنا الكلداني في وحدته.

ان فكرة تاسيس اتحاد يحوي على جميع الجمعيات والنوادي والهيئات الكلدانية كما قلنا كانت قديمة في فكتوريا ، ففي المرحلة  الاولى اطلق عليها رابطة الاندية  والجمعيات الكلدانية الموقتة  سنة 2001 ومن ثم تجمع الكلداني الموقت 2003  وفي النهاية بعد اجراء اجتماعات ومناقشات واتصالات عديدة توصل ممثلي هذه الهيئات الى اطلاق تسمية الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا بداية 2006، وقد شكلت لجنة لوضع المبادئ والدستور والنظام الداخلي، و في وقت قصير تم  التسجيل الرسمي للاتحاد في الدائرة الرسمية المختصة لمنح الاجازات في تاريخ 7/7/2006 بعد ان قدمت كل الاوراق المطلوبة.

منذ تأسيس الاتحاد ولحد اليوم اقامت لجان الاتحاد الكثير من الانشطة والفعاليات المتميزة
نذكر اهمها :-
1 - اقامت اجتماع مشترك بين ممثلي الاندية و الجمعيات الكلدانية في الاتحاد  مع ممثلي دائرة الهجرة .
2 - حضور الدعوات الرسمية التي ارسلت للقاء مع السيد وزير الهجرة او ممثليه.
3 - اقامة حفلة بمناسبة تاسيس الاتحاد حضرها عضوان من البرلمان الاسترالي وهما ماريا فامكينو وهاري جنكيز وعدد كبير من ممثلي البلديات المحلية وموظفي الدولة.
4 - اقامة سفرة للجالية الكلدانية في حدائق بندورة.
5 -  الاجتماع مع عدد كبير من البلديات المحلية التي تعيش فيها الجالية الكلدانية.
6-  الاتصال بدائرة الاحصاء واقامة ندوة لممثلي الجمعيات والاندية الكلدانية للاطلاع على طريقة ملء الفورمات  بالمعلومات المطلوبة الصحيحة  من ثم قيام لجنة من الاتحاد بملء هذه الفورمات للاشخاص الذين لم يكن في مقدرتهم ملئها . وتقديم طلب رسمي بادخال التسمية الكلدانية في فورمات الاحصاء في الاحصاء القادم وهي الجهة الكلدانية الاولى تقوم بهذا العمل.
7 -اقامة ندوة كبيرة لسيادة المطران سرهد يوسب جمو في زيارته الى استراليا وفكتوريا حول تاريخ الكلدان والكنيسة الكلدانية  وكذلك اقامة اجتماع خاص معه للاطلاع على التطورات الحاصلة من اخوتنا الكلدان في امريكا والعراق.
8 -  اصدار نشرتين اخبارية وثقافية  لهذه السنة 2006-2007
9 -  تشجيع الجمعيات والاندية والهيئات الكلدانية على اقامة نشاطات اجتماعية خاصة بها مثل اقامة تذكار الشيروات للقديسين وحفلات بمناسبة الاعياد الكبيرة واقامة السفرات والنداوت الداخلية.
10 اقامة مهرجان اكيتو للسنة الثانية على التوالي بنجاح ساحق ففي المهرجان الاول2006 حضر اكثر من 1500 شخص والمهرجان الثاني 2007 حضر حوالي من 3000 شخص
في هذا المناسبة الكبيرة التي تمت تغطيتها من قبل اذاعة س ب س- قسم  اللغة العربية.  حضرها السيد  هاري جكنيز وماريا فمكينو عضوا البرلمان الاسترالي وممثل السيد ستيف براكس رئيس ولاية فكتوريا والاب اسكندر افرام ومتي متي ممثل جريدة الفرات وممثلين من دائرة خدمات المهاجرين في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية وعدد كبير من الضيوف من الدوائر المحلية. 
11 - ارسال وفد من الاتحاد الكلداني الى سدني للمشاركة في الاحتفال الذي اقامه المجلس القومي الكلداني على شرف سيادة المطران جبرائيل كساب بمناسبة تنصيبه وكذلك لقاء مع عدد كثير من المسؤولين هناك مثل سعادة الاستاذ غانم الشبلي سفير جمهورية العراق وكذلك الاستاذ هافال عزيز سيان ممثل اقليم كوردستان وعدد كبير من اعضاء البرلمان الفدرالي الاسترالي
12 - اقامة ندوة كبيرة لاعضاء الهيئات الادارية لجميع النوادي والجمعيات الكلدانية لاطلاعهم على اهداف ونشاطات الاتحاد .
13 - توفير رسالة دعم باسم الاتحاد لجميع الكلدان وغير الكلدان الموجودين في الشرق الاوسط  الذين يحتاجون الدعم والمساعدة في مقابلاتهم و هجرتهم.


 لكن هناك الكثير ينتظر هذا الاتحاد الفتي ان يقدمه لجاليتنا الكريمة في المجالات الثقافية اي الندوات والمحاضرات والمؤتمرات القومية كذلك تشجيع الرياضة والفن والادب في كل انواعه و تاسييس جمعية نسائية تهتم بشؤون المرأة الكلدانية واقامت نشاطات تخصها ، التأكيد على المهاجرين ومساعدة الحكومة على تقديم المعلومات والمستلزمات والخدمات عند الحاجة لهم، و الحصول على بناية من قبل الحكومة فيها مرفقات رياضية وقاعة وغرف الاجتماعات لاقامة نشاطات الاتحاد،  اقامة حفلة سنوية يتم توزيع الهدايا والشهادات للمبدعين من كافة الشرائح الكلدانية من المدارس الابتدائية الى الجامعات وفي كافة الحقول الابداع من الفن والثقافة والرياضة والمهن والذين حصلوا على شهادات تقديرية  من المؤسسات الاسترالية او الدولية .

في النهاية نود ان نؤكد  مرة اخرى ان الاتحاد هيئة مدنية تهتم بالشؤون القومية للكلدان  ووجودهم وتعمل في الحقول الثلاثة الثقافية والرياضية والاجتماعية . ليس هيئة منغلقة على ذاتها وعلى  الكلدان فقط  كما يدعي البعض بل هي منفتحة على التعاون والعمل المشترك مع اي هيئة استرالية اخرى ان توفرت الفرصة، وهي في نفس الوقت معنية بمسار الوحدة مع الاخوة الاشوريين والسريان  والذي تراه  ضروري جدا في هذا الظرف الذي يعيشه شعبنا على ان تنطلق هذه الوحدة من الصدق  وتنبع من اعماق الممثلين او المسؤولين الذين يملكون هذا القرار  ويمثلون الشرائح الحقيقية من مجتمعنا  ويبقى هذا الاتحاد راسخ الى الابد، غير متأثر بالاحزاب والاتجاهات السياسية   ولا متوقف على مواقف الكنائس،  بل على اعتراف صريح  متبادل ومثبت في الدوائر الحكومية  الاسترالية بين كيانات شعبنا وخصوصيتها على ان تعطي الاولوية الى المصير الواحد وصوت الاغلبية.

481

  هل اصبح العراق على حافة الثقوب السوداء؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
13/4/2007

بعد القمة العربية الاخيرة في الرياض وتبني الدول العربية مبدأ السلام مقابل الارض مع اسرائيل، و بعد حل ازمة البحارة الخمسة عشر البريطانيين، ظن البعض انها بداية هبوب نسيم سلام على منطقة الشرق الاوسط، وامتلأ البعض الاخر من الفرح و النشوة على الخطوة المفاجاة التي قام بها احمد نجاد الرئيس الايراني بألافراج عن هؤلاء البحارة بدون مساومة وضغوط دولية.

لكن في الحقيقة يبدو الامر عكس ذلك تماما، حيث يبدو هناك بوادر قدوم عاصفة هوجاء اقتربت ،  لا يدرك احدا اتجاه رياحها ولا الى اين تقود منطقة الشرق الاوسط . ان بوادر ظهور هذه الازمة تأتي من وضع العراق الداخلي وازمة المشروع النووي الايراني مع الغرب وتدخلاته في  شؤون العراق  وازمة حكومة اقليم كوردستان مع تركيا العثمانية.

ان ما يهمنا نحن العراقيون هو العراق ارض ما بين النهرين، ارض السلام والخير والابداع. ذلك الوطن الذي اصبحت دماء ابنائه ملطخة على كل جدار وبناية واشلاء اجسامه منتشرة على ارصفة  كل شارع من مدينة  بغداد، تلك المدينة التي  تحولت الى مدينة اشباح بينما كانت تدعى بمدينة دار السلام  عندما كانت الامم الاخرى تعيش في العصور المظلمة .

ان المواقف الثلاثة التي ذكرناها اعلاه هي في الحقيقة خطرة جدا على مستقبل العراق السياسي والجغرافي.

نبدا اولا في الوضع الداخلي:-
لم يعد مخفيا على احد ان التكتلات السياسية العراقية  تمر في ازمة في علاقاتها مع الدولة ومع غيرها من التكتلات السياسية  العراقية وفي ازمة داخلية مع اعضائها .
 وهذا ما رأيناه في موقف التيار الصدري من حكومة المالكي ومع اثنين من نوابها اللذين تفاوضا مع الحكومة الامريكية و كذلك علاقتها مع كتلة الائتلاف الشيعي وتصعيد في موقفها ضد خطة امريكا الامنية وخروجها بمسيرة كبيرة في مدينة نجف رافعة شعارات الانسحاب الامريكي وحرق علمها وتهديدها بالانسحاب  من حكومة المالكي ان لم يطرد الامريكان!!.
كذلك انسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف العراقي وتبنيه موقف الاعتدال والتقارب مع الدول العربية لاسباب سياسية اخرى .

الموقف الاخر الذي يبدو مهما جدا هو بقاء حكومة المالكي في موقفه المتعارض مع الكتلة الكردية من موضوع مادة 140 من الدستور حول قضية كركوك، مرة اخرى تشعر القوى في التحالف الكوردستاني  ان اطراف الحكومة العراقية من كتلة الائتلاف الشيعي والقوى السنية لا تتفق مع حكومة  اقليم كوردستان حول طريقة او وقت حل قضية كركوك  ربما تحت تأثير دول الجوار او انها تريد الحصول على فيدرالية شيعية في منطقة  الجنوب قبل حصول اي حل في قضية كركوك.

الموقف الاخر المهم  هو موقف الكتلة العراقية التي تبنت منذ الانتخابات فكرة ازالة المحاصصة الطائفية وبدا المواطنة العراقية بصورة شمولية بعيدة عن التحزب الديني او العرقي او المذهبي
والذي يبدو انها مؤيدة من قبل القوى العلمانية و ودوليا من قبل بعض الدول الجوار والقوى الغربية بالاستثناء امريكا لحد الان.

الموقف الاخير هو موقف جبهة التوافق التي هددت في اكثر من مرة انها تفكر في الانسحاب من الحكومة بسبب عدم التزام الحكومة بقراراتها وخروج الاعلام بمعلومات مظللة عن اعضائها وعدم وجود دور رئيسي لها في اتخاذ  قرارات الحكومة.

كل هذه المواقف المتناقضة البعيدة من ايجاد حلول لها جعلت حكومة المالكي مشلولة داخليا لا بل سوف تزيد الضغظ على رئيس الوزاء ونوابه كثيرا على ايقاف المشاريع ان لم نقل الدخول في تناقضات يومية فيما بينهم  في طريقة تفسيرهم او رؤيتهم في اتخاذ القرارات في ادارة العراق لا سيما في القضايا الامنية والعسكرية والمالية والسياسة الخارجية .

ثانيا الازمة الخارجية :-
هي حول الملف النووي لايران واتهام امريكا لها بدعم الارهاب وتدخلاته في شؤون العراق التي اصبحت بلاشك في مرحلة خطرة جدا بين الغرب و حكومة نجاد  الاسلامية في ايران، فلا يحتاج هذا الملف  الا معجزة لحله، لان ايران معروفة في مواقفها المتشددة والغرب معروف في خططه السياسية البعيدة المدى  وان اي مواجهة بين الاثنيين يضع العراق في صراعات داخلية لا يعرف احدا نهايتها  لاسيما اذا استخدمت الاراضي العراقية من قبل امريكا في اي مواجهة مع ايران ،في هذه الحالة يصبح العراق مرشحا للدخول في حرب اهلية طائفية شاملة اكثر بالتالي  تؤدي الى تقسيم العراق الى ثلاثة مناطق كنتيجة حتمية بين الاقطاب والتكتلات  السياسية الكبيرة حسب مفهوم الطائفية او المذهبية او القومية .

الموقف الثالث و الاخير  هو قضية مدينة كركوك:-
ان موقف تركيا من قضية مدينة كركوك التي هي مصيرية بالنسبة الى حكومة اقليم كوردستان والتي يرفضها الاخوة السنة في العراق ويتساوم بها الاخوة الشعية كما قلنا اعلاه . ان الحكومة التركية تعتبرها من المحرمات للاكراد العراقيين مهما بلغ الثمن،  وتريد جعلها قضية دولية. فتركيا ترى من حقها حماية اتراك العراق ولكن ليس من حق اكراد العراق حتى ابداء حق التعاطف مع اكراد تركيا.  طبعا تركيا التي لها ثقلها الدولي وعلاقتها المميزة مع امريكا منذ نهاية الحرب العالمية الاولى على حساب الصراع الذي كان بين النظام االشيوعي والنظام الرأسمالي، ولها امكانيات عسكرية هذا بالاضافة عدد سكانها . فتركيا تتهم القوى الكردية العراقية بين حين واخر بتقديم الدعم لاكراد تركيا (حزب العمال التركي) مما يسمح لها باجتياح الاقليم عسكريا كعملية الدفاع عن النفس  بينما اكراد العراق يتهمون تركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق والاتهامات تزيد وتيرة التهديد بالاجتياح التركي لاقليم الشمال .

امام المواقف الثلاثة يبدو ان مستقبل  العراق مظلم ان لم نقل اقترب من التفكك والذوبان بين التحالفات الدولية اذا استمر السياسيون بتناقضاتهم مع انفسهم وتفضيل علاقتهم مع القوى الخارجية على اهلهم. نعم سيمر العراق مرة اخرى في عاصفة سياسية او سيعيش على الاقل في حالة جمود اقتصادي وسياسي لفترة طويلة ان لم تحل هذه المشاكل بطرق سياسية.

 اظن ان معظم القراء يتفقون معي ان مفتاح الحل لمشكلة العراق  يبدا من الملف النووي الايراني الذي هو الاهم بالنسبة لامريكا والغرب من فكرة ادخال الديمقراطية الى الشرق. لكن هذا لا يعني ان السياسيين العراقيين هم مشلولين من العمل لايجاد مخرجا اذا وجدت النوايا الصحيحة والمخلصة عندهم؟
 فهل يتراجع السياسيون من مواقفهم الطائفية الضيقة المحصورة على مكاسب غير وطنية ويتوقفون من الاتكال على الغريب كما فعلت اليابان والمانيا بعد خسارتهما الحرب العالمية الاولى والثانية؟  وهل يدرك ساسة العراق انهم سيغقرون كلهم ان غرق العراق ؟!!!
ام يستمرون في جهلهم و انانيتهم البعيدة عن الروح الوطنية العراقية كغيره من الامم و الاوطان  وبالتالي يجعلون العراق يقترب يوما بعد يوم من النقطة الحرجة او ثقوب السوداء والضياع؟!!!



482
 


                                        عندما يختلط  الزيوان بالحنطة!!
يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
29/3/2007

في هذا الزمان الذي ضعف فيه التزام الناس وايمانهم بالمبادئ، واصبح  كل شيء يقاس لديهم حسب الفائدة او المصلحة التي يجنيها من الطرف الذي يميل اليه اوالموقف الذي يتخذه، فمهمتم هي انتهاز الفرص واستغلالها اكبر ما يمكن، فلايحيد هؤلاء اي شيء من الاستمرار بتلبية غرائزهم التي افقدتهم العقل والتفكير والمنطق.
ان المفاهيم السامية مثل الصدق والامانة في العمل واعطاء حق الاخر واحترام رأيه وغيرها من القيم  التي يرددونها هؤلاء في نقاشاتهم  يبدو انها مفاهيم فارغة من المعنى  تستخدم فقط  في الاحاديث  والجدالات والسفسطة لاقناع البسطاء من الناس بأرائهم. لان هؤلاء  اصبحوا اقزاما  فتعودوا على تشويه الحقيقة او خلط الزيوان بالحنطة كي تضيع حقيقتهم، لكن هيهات ان يصلوا مبتغاهم فالحق دائما يغلب وان تأخر زمن غلبته!

ما دفعني الى كتابة هذه المقدمة هو موقف بعض الاخوة من شعبنا الذين اشبههم بهؤلاء الذين دوما كان ضجيج صياحاتهم وهتافاتهم يملأ  الشوارع والساحات وهم يسيرون  في مقدمة المسيرات التي كان الطاغية يجبر الناس حضورها في بلدنا الام العراق دون تمييزهم بين الصالح والطالح لاعمالهم هذه.
نعم تراهم يدعون العمل من اجل الوحدة والمصير المشترك وتشجيع التفاهم والعمل الوحدوي من خلال المهرجانات والندوات، لكنهم في الندوات والمقابلات الحكومية  ينكرون حق وجود الاخرين وطريقة تفكيرهم بكل وقاحة ويدعون انهم يمثلون الاكثرية وهم لا يشكلون الا نسبة العشر في الحقيقة من المجتمع!!!!

فاذا كان هؤلاء فعلا امناء من اجل وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فلماذا يحاولون البعض منهم  مسح وجود اخوتهم المعارضين لهم او الغير متفقين معهم في طريقة العمل ؟ لماذا يدعون انهم المجموعة الوحيدة التي تمثل الشعب وهم في الحقيقة لا يمثلون الا انفسهم، فهم يدركون جيدا انهم لا  يمثلون اي من  الجمعيات والنوادي والهيئات الكلدانية ولا الاشورية وحتى السريانية؟  كيف يستطيعون الادعاء انهم اصحاب الحق وغيرهم باطل؟
 من خول هؤلاء على العمل بهذا الاسلوب؟ ومن خولهم على  هدم النسيج الاجتماعي الكلداني في ملبورن من خلال اقامة المشاكل بين العائلة الواحدة والقرية والجمعية الواحدة بحجة اقامة الوحدة المسيحية او القومية بصورة مزيفة ؟!!!  حتى الوحدة التي يدعونها باسم الاشوري الكلداني السرياني هي عكس صيغة التي تبنها المؤتمر الاخير في عنكاوا حيث الصيغة التي اطلقها المؤتمرهي (الكلداني السرياني الاشوري).

لقد قالها القدماء:  حينما يعرف السبب يبطل العجب
فمن ثمارهم تعرفون هؤلاء ، نعم شتان ما بين من يبني وبين من يهدم
وهنا اتذكر قول الشاعر:
متى يبلغ البنيان تمامه
                          اذا كنت تبني وغيرك يهدم

 شتان من يفرز الحنطة من الزيوان ومن يخلط بين الاثنين كي يكسو رغبته الشريرة.

انني اقول لهؤلاء انكم تهدمون اكثر ما تبنون، لا بل تعملون على زيادة الحواجز والكراهية والبغض بين فئات شعبنا وتقطعون اخر اواصر المحبة من غير درايتكم . واذا كان هناك من يفتخر بانه يعمل من اجل الوحدة فهم اعضاء نادي برج بابل الكلداني في فكتوريا والتجمع الكلداني السابق ومقالاتنا خلال ستة سنوات الاخيرة التي زادت عن مئة مقالة في هذا الموضوع  تشهد على ذلك وانتم تدركون ذلك ايضا .

اعتقد انكم لستم بجهلة  وانكم تعرفون جيدا ان الوحدة  لا  تحصل بالاكراه او بالتزوير ولا بالتلفيق ولا بصيغة ملآ فورمات عن طريق تلفون او عمل هيئة ادارية بدون عمل   اجتماع عام للهئية العامة!. ان الوحدة  تحدث عندما يتفق اصحاب الشأن عليها بعد دراسة جيدة للخلافات بين الطرفين  والعمل على ازالتها.
 نعم مهما عملتم انكم لن تستطيعوا جعل الحنطة زيوان بخلطكم هذا .
 
[/size]

483
وفد من الاتحاد الكلداني الاسترالي يشترك في حفل على شرف سيادة المطران جبرائيل كساب في سدني.

قام وفد من الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا مكون من الاخوة

د عامر ملوكا رئيس الاتحاد

يوحنا بيداويد سكرتير الاتحاد

بويا يوسف مستشار الاتحاد

ايليا كاكوس ممثل العلاقات العامة في الاتحاد

روفائيل يونان عضو في الاتحاد

 

بتلبية الدعوة التي وجهها المجلس القومي الكلداني في سدني له للحضور الحفل الذي اقامه المجلس على شرف سيادة المطران جبرائيل كساب بمناسبة تنصيبه مطرانا على الابرشية الجديدة للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في استراليا ونيوزلندا.

 

هذا وقد حضر هذا الحفل مطارنة الكنائس الشرقية الاشورية  مار يا قو دنيي ومار ميلس زيا  والمطران عاد ابو كرم مطران الكنيسة المارونية ، الاستاذ غانم طه الشبلي سفير جمهورية العراق ،الاستاذ هافال عزيز سيان ممثل اقليم كوردستان   والسيد ديفيد كلارك عضو البرلمان الفيدرالي حزب الحاكم والسيد فريد نائل حزب الديمقراطي المسيحي السيد نينوس انور خوشابا عضو برلمان ولاية نيو ساوث ويلز  والسيد انور خوشابا رئيس بلدية فيرفلد سابقا والاب نجيب الدومنيكي  الذي هو في زيارة لاستراليا وعدد كبير من الاباء الكهنة من جميع الكنائس ووفد من شيوخ الصابئة المندائيين وممثلي عدد كبير من الاحزاب الكلدانية والاشورية  ووجهاء شعبنا في ولاية نيو ساوث ويلز.

في بداية الحفل رحب عريف الحفل  الاخ الشماس روئيل مرقس بالحاضرين وطلب منهم الوقوف عند دخول موكب المطرانة مع الضيوف الكرام  وقد رتل  الشمامسة ترتيل  دينية خاصة لمثل هذه المناسبات.
بعد جلوس الضيوف في اماكن المخصصة  لهم  القى السيد سمير يوسف رئيس مجلس القومي الكلداني في استراليا كلمة الترحيب بسيادة المطران والضيوف الكرام وتمنى  في كلمته ان يعمل ابائنا المطرانة على وحدة الكنيسة كي تتم وحدة بين شعبنا. في النهاية شكر الضيوف على حضورهم هذا . و  تمنى لسيادة المطران جبرائيل كساب الموفقية والصحة والعافية في ابرشيتنا الجديدة.

ثم القى سيادة المطران جبرائيل كساب كلمة مأثرة على الحاضرين، وشدد على ضرورة الوحدة والعمل المشترك  بين الكنائس الشرقية الثلاثة وطلب ان يكون العمل المشترك اكثر فعالا وعمليا  على ان تبدأ البداية في عيد الفصح بعد ايام قليلة حيث سيتم استقبال ابناء الكنائس الثلاثة لتقديم التهاني بمناسبة عيد القيامة  لابائنا  المطرانة الثلاثة معا في قاعة كنيسة مار توما الكلدانية الكاثوليكية . وشكر الاخ سمير يوسف والهيئة الادارية لمجلس القومي فرع استراليا  لاقامة هذا الحفل، كما شكر سيادة المطارنة والسيد السفير جمهورية العراق وممثل اقليم كوردستان وبقية الضيوف على حضورهم  لهذه المناسبة

ثم القى بقية المطارنة والاستاذ غانم الشبلي والاستاذ هافال  وعدد اخر من الضيوف كلمات جميلة التي اثلجت صدور الحاضرين بمعانيها الروحية والوطنية والانسانية  وقد تلت عدد من القصائد من قبل الشمامسة  وعدد من التراتيل والفتيات .

 

وقد قدم الدكتور عامر ملوكا رئيس الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  باقة ورود لسيادة المطران جبرائيل كساب باسم الاتحاد كتهنئة له في هذه المناسبة  وكذلك القى يوحنا بيداويد  سكر تير الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا  كلمة التهنئة باسم الاتحاد في هذه المناسبة.

وفي الختام الحفل طلب الاخ سمير يوسف من اباء المطارنة الثلاثة ان يتقدموا الى المنصة لتقديم الهدية (صليب من ذهب) التي احضرها المجلس القومي الكلداني في استراليا  كهدية لسيادة المطران جبرائيل كساب لمناسبة تنصيبه مطرانا على استراليا ونيزلندا

هذا وقد التقى  الوفد عدد من اللقاءات جانبية مع عدد كبير من الحاضرين في مقدمتهم الاستاذ غانم طه الشبلي سفير جمهورية العراق والاستاذ هافال سيان ممثل اقليم كوردستان والسيد ديفد كلارك عضو البرلمان الفيدرالي لاستراليا لحزب  الليبرالي الحاكم  والاب نجيب الدومنيكي وشيوخ الطائفة المندائية وغيرهم

 

في اليوم التالي اجتمع الوفد مع سيادة المطران جبرائيل كساب في مقر المطرانية وكان الحديث عن شأن شعبنا الكلداني في استراليا واللاجئين في دول الشرق الاوسط وكيفية تقديم المساعدة لهم.

 

كما زار الوفد مقر ممثلية اقليم كوردستان الاستاذ هافال عزيز سيان في استراليا وتناول الحديث عن وضع شعبنا في اقليم كوردستان ومستقبله.

هذا وقد دعى الاستاذ هافال عزيز سيان الوفد الى مأدبة غذاء .

 












وقد حضر الوفد ايضا الحفل الذي اقيم على شرف الاستاذ نينوس انور خوشابا بمناسبة فوزه في الانتخابات البرلمانية في ولاية نيو ساوث ويلز واصبح اول عضو برلمان من شعبنا في استراليا  وقدم الوفد التهاني له بهذه المناسبة







484

                        من له حق الافتخار بفوز مجلة الفكر المسيحي بالميدالية الذهبية؟!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/استراليا
17/3/2003

اكثر من نصف قرن مرعلى العراق وهو يغلي على لهيب الافكار الثورية و التيارات السياسية المتنوعة  ونفوذ وصراعات الدول الاقليمية والعالمية.
اكثر من 43 سنة مر على مجلة الفكر المسيحي وهي  تواكب جروح الوطن والاعاصير والازمات التي هبت عليه من كل صوب واتجاه وهي تبث  روح الامل والرجاء  في حياة العراقيين في ايام اصحبت الحياة  قاتمة سوداء في نظرهم. صارعت الوجود الدامي في ارض الوطن الى ان اصبحت اليوم هي الشمعة الوحيدة الموقدة من المجلات والصحف التي صدرت فيه.

مجلة الفكر المسيحي كان مشروع بسيط بدأه كهنة يسوع الملك ( الاربعة) في مدينة موصل سنة 1964م ،  لم يكن في خيال هؤلاء الكهنة ان يستمر ويتطور هذا المشروع الى هذا الحجم ولحد هذا اليوم، لكن حقا اذا الحبة ماتت اخرجت حبا كثيرة كما يقول الكتاب المقدس.

نعم اليوم بعد 43 سنة في مواكبتها  لالام الشعب العراقي بصورة عامة  والمسيحي بصورة خاصة  ومصائب الحروب والجوع من جراء الحصار الظالم الذي فرض على شعبنا  تم اختيارها لنيل الميدالة الذهبية من الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة.  الحقيقة  انه وسام افتخار لكل من شارك في مسيرتها من المؤسسين او من ادارتها في المرحلة الاولى  او ادارتها في المرحلة الحالية.
لكن طريق مجلة الفكر المسيحي لم يكن مفروشا بالورد و خالي من الازمات والمخاطر لا سيما حينما تعالت شعارات العنصرية ضد المسيحيين ( لا ججو ولا ميخو بعد اليوم ) في الستينات.
سمعنا الكثير من اخوتنا عن مسيرتها لا سيما في مرحلة الثانية (مرحلة ادارة الاباء الدومنيكان الحالية ) فقد كان لها معارضين، ووصفوها بالكلاسيكية او انحرافها من مسيرتها الاصلية، وقسم اخر كان اختار التخلى عنها كليا، و اما القسم الاخير قاطعها حتى في كتاباته او في قراءته لها.
نعم مرت فترات عصبية على ادارتها لا سيما من ناحية المالية في زمن الحصار الظالم على العراق،  للتاريخ نكتب لو لا نشاط وتضحية واصرار رئيس تحريرها الحالي  الاب الدكتور يوسف توما مع بقية اعضاء ادارتها الحاليين على الاستمرار لكانت اليوم في خبر كان.  وهل يخفى رجلا مثله؟!  الاب يوسف توما  ذلك الرجل التي حمل على ساعديه هموم وازمات مجلة الفكر المسيحي مع مسؤولياته الكثيرة الاخرى من التدريس في المواضيع اللاهوتية والفكرية في كلية بابل وادارة الدورة اللاهوتية التي فاق اعداد خريجيها عن عشرة الاف هذا بالاضافة الى مسؤولياته كراهب وكاهن في كنيسة القديس مار يوسف لللاتين (سنتر)


لعل البعض يسأل هل ان اصرار ادارتها الحالية كان يكفي لجعلها ان تكون المجلة الوحيدة التي استطاعت البقاء بين الصراعات انفة الذكر.
انا اعتقد بالاضافة الى وجود اصرار من قبل ادارتها،  كان هناك سببا اخر مهما جدا وهو  التزامها برسالتها اي نقل الفكر المسيحي الحقيقي للمؤمنين، اعتدالها ، تنوعها وشموليتها على الحوار بين الاديان والمذاهب ومواكبتها لحركة الفكر الانساني الحالي،  فقد تخلت عن القوقعة والخط الكلاسيكي في مواضيعها وابوابها، هذه المميزات  مكنتها ان تحافظ على مكانتها بين قرائها وعلى سمعتها.
ففي السنوات الاخيرة تقدمت المجلة بشكل كبير في تناولها مواضيع لاهوتية وفكرية وفلسفية وتاريخ الحضارات وتاريخ الكنيسة، حيث بدأت من خلال  ملفات اعدادها بدراسة الفكر الانساني لا فقط من زاوية الفكر الديني ، بل من  زاوية الفكر الانسان الشمولي  والعلوم  الانسانية الاخرى وربطها  بقيم الروحية الموجودة في المسيحية.
كذلك اهتمامها بتاريخ قرانا وتراثنا وقيم مجتمعنا كان له الاثر الكبير على نفوس قرائها ،  بعد الهجرة و توزع شعبنا بين قارات العالم اصبحت اخبار الكنيسة من همومه الاولى لذلك توسعها في هذا الباب كان له تاثير اخر على رونقتها وعطر الوطن التي تعودت ان تحمله معها الى جميع  قارئها في جميع انحاء العالم . اما افتتاحيتها التي تكون دائما بقلم الاب الدكتور يوسف توما كادت تكون رسالة من اعماق الانسانية الى العقول المفكرة والقوى المتصارعة والنفوس المؤمنة من خلال صور المتعددة التي تتناولها

الف مبروك لادارة مجلة الفكر المسيحي، الف مبروك للذين بقوا امناء معها الى حد النهاية، الف مبروك لكهنة يسوع الملك والرحمة على من وافاه الاجل منهم.
الف مبروك لكتابها الكبار مثل المطران جرجيس القس موسى (ابو فادي) والمرحوم سلام  عبد الحلوة صاحب باب (ابتي هذه مشكلتي) والمطران جاك اسحق و الاب المرحوم يوسف حبي والاب البير ابونا والمطران لويس ساكو والاب لوسيان كوب  والاب منصور المخلصي والاب يوسف عتيشا  وبقية الاباء من رهبنة المخلصين والدومنيكان والكرملين وجميع الكتاب الذين كانوا وقودا لابقاء  شعلتها موقدة طوال هذه الفترة الطويلة  الذين هم بالحق من العملة الامناء في حقل الرب في هذا المجال.
الف مبروك لمؤازيرها وداعميها من الداخل والخارج

الف مبروك للاب يوسف توما الذي بالحق يستحق هذا الوسام الكبير الذي يمنح من مؤسسة كبيرة معنية 1.5 مليار بشر مثل اتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة لجهوده الكبيرة مع اخوته في ابقاء سراجها منيرا لحد اليوم.
املين ان يتطور مشروع مجلة الصغار اكثر  في المستقبل.

485



                       رسالة مفتوحة  الى المؤتمر الكلداني الاشوري السرياني المقام في عنكاوة
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن / استراليا
6/3/2007

منذ زمن بعيد كنا بانتظار اقامة مؤتمر قومي لشعبنا وبمشاركة من كافة الجهات وحاملي كافة التسميات، على امل ان يكون هناك رغبة واصرار كامل من المشاركين   للخروج بنتيجة مشرفة ومفيدة،  وان لا تكون مرة اخرى مضيعة للوقت والطاقات وان لا تصبح  نتائج هذا المؤتمر مأزق اخر نقع فيه. انا شخصيا ككلداني  منذ البداية ولحد الان كنت ولازالت اؤمن ان وجدونا مهدد بدون وجود وحدة حقيقة واقعية ومقبولة من جميع اصحاب الشأن في ارض الوطن ،  لسبب واحد بسيط ( ان عددنا لا يتحمل الانقسام) كما قال مستر بريمر وكما قال السيد رئيس الجمهورية مام جلال طالباني  في لقائه لمجموعة من ابائنا الكهنة في زيارة له ( حرنا بكم، اوجدوا لانفسكم حلا ما)؟!!.

لذلك انا من المهنئين مقدما واتمنى  لكم نجاح المؤتمر واشكركم على جهودكم واخلاصكم وتضحياتكم خاصة الذين تركوا اعمالهم وعوائلهم وسافروا هناك للمشاركة.
نعم يجب ان يواكب هذا الشعب التغير الذي حصل لدى شعوب المنطقة  بحسب قانون الطبيعة المتغيرمع الزمن، وان يكون هناك وعي للاحداث الجارية في العراق ومنطقة الشرق الاوسط  وان يفكر قادتنا  مليئا بالمستقبل وان لا يقعوا في خطأ لان كلفته سوف تكون اكبر بكثير في هذه المرة.

وعلى هذا الاساس لا بد ان اعبر عن بعض الافكار و الملاحظات التي اراها مهمة لصالح الجميع ربما تفيدكم ايها الاخوة المؤتمرون في المناقشات الجارية بينكم هناك:-

موقف الاحزاب الكبيرة
ليس امرا مخفيا ان الاحزاب القائمة هناك سواء كانت الكلدانية او الاشورية او السريانية بينها اختلافات كبيرة بعضها جوهرية وبعضها شخصية وبعضها لاسباب لها علاقة بمصالحها الذاتية.  وليس مخفيا ايضا سواء شئنا ام ابينا  ان  كلمتهم مهمة ان لم تكن هي الاخيرة في انجاح هذا المؤتمر وهذه الوحدة اذا اريد له النجاح ، وعليه يجب اخذ استشارتهم في التوصيات والقرارات النهائية اوان  يتم اقامة مؤتمر اخر مكمل على ان يشارك فيه كل الجهات لكن يجب ضمان نجاحه قبل وقوعه عبر لجنة حيادية مستقلة مقبولة من جميع الاطراف.

موقف الكنائس
سواء اردنا الاعتراف بالحقيقة ام لم نريد، ان موقف الكنائس مهم جدا هو الاخر ، لذلك يجب ان يتم استشارتها واخذ الاعتراف الرسمي منها عبر وثائق  تنشر في الاعلام العراقي و العالمي عن التوصيات ونتائج المؤتمر، لا ننسى اليوم ليس المأزق اللاهوتي هو سبب الخلاف الاهم بين كنائسنا بقدر ما هو موضوع الادارة والرغبة او الارادة الصالحة لحل مشكلة التي تعيق اقامة الاتحاد بين الكنائس الشرقية لذلك فان التسميات هي مشكلة لهم ايضا ولهذا كان و لا زال عدم وجود موقف موحد بين الكنائس هو احد اهم الاسباب لضعف شعبنا، اذن مباركة رؤساء الكنائس بصورة علنية وتأييدها لهذا المؤتمر هي خطوة مهمة جدا جدا.

موقف المشاركين
عندما ينتهي المؤتمر وتعلن التوصيات والنتائج على جميع الشخصيات والهيئات والاحزاب المشتركة سواء في المرحلة الاولى او الثانية من المؤتمرعليهم  ان يطبقوا هذه التوصيات على ارض الواقع وان لا يحدث ما حدث في مؤتمر بغداد تشرين الاول2003 ، بمعنى اخر ان يتم استبدال اسمائهم ومبادئهم بحسب هذه التسميات ونتائج المؤتمر وان يتم التوقيع عليها والتصريح بها علنية وان لا يكون هناك ازدواجية في طريقة التعبير كما فعل ويفعل بعض الاحزاب في طريقة تعبيرهم المبهمة عن هوية هذا الشعب كما يحلو لهم حسب الوقت.

مواقف الاحزاب والهيئات في الخارج
كما تلاحظون او تتطلعون بين حين واخر على موقف هيئات شعبنا في الخارج هو على شكل حوار الطرشان ان لم نقل معركة بين العميان، فكل واحد يفعل ويصرح ويقول ما يريد في زمن اصبحت الاخلاق والصدق والامانة من النوادر في المجتمع، بيت القصيد هنا هو انه لا اتكال عليهم لابل يجب ان يكون هناك امانة عامة دائمية لهذا المؤتمر لها الصلاحية من كافة الاطراف المعترفة بنتائج المؤتمر للرد على هؤلاء في المحافل الدولية كي يتم  تقليص حجمهم او مسح وجودهم من تمثيل هذا الشعب ان كانت ارائهم مخالف لنتائج وتوصيات هذا المؤتمر.

الصيغة المعتدلة
كلنا يعرف مدى صعوبة حل مشكلة التسميات بغض النظر عن صحتها ، وان ذكرها جميعا امر صعب خاصة لدى الشعوب المجاورة التي نشاركها المصير في المنطقة مثل العرب والاكراد والتركمان واليزيدين والاجانب، لذا اقترح ان يتم تبني التسمية التالية وهي ( اتحاد سورائي) على ان يتم وضع فقرة اضافية توضح بان كلمة سورائي تعبر عن كل من يحمل التسمية الكلدانية والتسمية الاشورية والتسمية السريانية) بصورة واضحة غير قابلة لتفسير باي مفهوم اوتعبيراخر حسب نتائج وتوصيات المؤتمر.

انا اعرف ان تسمية سورائي سوف تكون جديدة على مسامع اخوتنا من القوميات في المنطقة،  لكن كلمة سورائي سوف تكون اسهل واكثر مقبولة لدى الجميع من ابناء شعبنا، حيث انها ليست غريبة وكانت تستخدم ولازالت تستخدم للتعبير عن هوية كل مسيحي من هذا الشعب،  فكلهم يعترفون بأننا شعب سورائي ونتكلم لغة السورث ولكن افتراقنا يحدث عندما يفسرها بعض الاخوة من الاشوريين انها تعني  تاريخهم  فقط!!.
 
مواقف الجهات المتضررة
كما اسلفنا سابقا  هناك رؤيا مختلفة بين اركان شعبنا الذي هو متوزع بين قارات العالم الخمسة الان ، وهناك بعض الاحزاب السياسية سوف ترى ان نتائج هذا المؤتمر هي ليست لصالحهم لاسباب سياسية او ربما لاسباب تتعلق  بمسيرتهم او قادتهم او لغيرها من الاسباب، لكن من مسؤوليتهم الاخلاقية ان يتراجعوا عن مواقفهم وان يندمجوا مع التيار العام المؤمن بالصيغة التوفيقية الشاملة ، ان يتراجعوا حتى لو كلفهم زوال حزبهم من الوجود من اجل المصلحة العامة لهذا الشعب وان لا يستخدموا مواقفهم ونفوذهم ضد التيار العام  اذا كانوا حقا يؤمنون بأن عملهم السياسي هو لاجل بقاء هذا الشعب في الوجود.
اذن هنا سيتم امتحان معادن جميع الاحزاب والاطراف المعارضة للوحدة الحقيقية والواقعية والعادلة لهذا الشعب وانا اصر هنا على كلمة (حقيقية ) لانه بدون وجود شعور وامانة وايمان خالص من قبل الجميع بدون استثناء  باتجاه هذا الشعب اقولها كما قلت سابقا سوف تكون النتائج مهزلة و الضحك على الذقون كما تعودنا رؤيتها في المجالس والندوات والمؤتمرات السابقة سواء كانت في الخارج او في الداخل؟!!!

تثبيت النتائج
بعد نجاح المؤتمر ان شاء الله ، تقوم امانة السر الدائمية لهذا المؤتمر الاتصال بالقيادة الكوردية والمجلس الوطني الكوردي لاثبات هذه النتائج بصورة نهائية في دستور اقليم كوردستان ، وكذلك اثباتها في الدستور العراقي الدائم  ومن بعد ذلك في الامم المتحدة والامم الاوربية والجامعة العربية والكونجرس الامريكي كي يتم القضاء على الصراع الموجود بيننا على التسمية والهوية، كذلك يجب العمل على ايقاف الهيئات المسترزقة على التسميات في الخارج  بسبب هذه الخلافات!!

كلمة اخيرة
انا شخصيا انسان  كلداني ومؤمن بهويتي  ولكنني اؤمن بضرورة الوحدة ايضا لابل اراها حتمية ولكن بشرط ان لا تكون  على حساب اي طرف.
 اؤمن انها مسؤولية كافة الاحزاب والمثقفين والسياسين وحتى رجال الدين اليوم ان يمدوا يد العون لبناء جسور حقيقية خالية من المكيدة بين هيئات واحزاب شعبنا.
انها فرصة ربما لن تتوفر لنا في التاريخ مرة اخرى  بوجود قيادة كوردية تتفهم تاريخ شعبنا المشترك مع تاريخ الاخوة الاكراد والعرب وبقية القوميات في المنطقة.
انها فرصة ربما هي الاخيرة قبل ان يتم انقسام العراق للمطالبة بحقوقنا حتى وان لم يتم تحقيقها في هذا الجيل اوبعد ثلاثة اجيال اخرى لانه احدا منا لا يعرف ما يخفيه التاريخ في المستقبل من التغيرات السياسية والاقتصادية والبيئية والحضارية بين البشرية جميعها.
انها فرصة لاحزابنا ان يتركوا خلافاتهم  (ا واسترزاقهم ) جانبا لان من هو حريص على شعبه يشعر بنداءات الاستغاثة المعلنة و الصامتة التي ترفعها كل عائلة في الداخل وحتى في الخارج  والخطر المنتظر على وجود  هذا الشعب عريق وصاحب حضارة تنحني الامم والشعوب احتراما له كلما ذكر .
ان المؤمن الجيد(كما يقول الكتاب المقدس)  هو كالفلاح الجيد الذي يضع يده على المحراث ولا ينظر الى الوراء!!!!
لنرى من هو مستعدا لعدم النظر الى الوراء؟!!!!!!!!!!!
 

486
 
                           ثورة عشائرية ام نهضة قومية كلدانية  في ملبورن
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا
20/2/2007

خلال القرن الماضي حدثت عددة ثورات في العالم، مثل الثورة البلشفية  التي سيطرت على روسيا عام 1917 ، وثورة ماوتسي تونغ في الصين الشعبية عام 1949 وثورة الاستقلال  لشبه القارة الهندية من الاحتلال البريطاني بقيادة غاندي عام 1949 وثورة العبيد في جنوب افريقيا  بقيادة نلسن مانديلا،  وثورات اخرى عديدة شاهدها العالم خلال القرن العشرين. لكن اخر ثورة بالنسبة لشعبنا الكلداني  يمكن ان تذكر في التاريخ المعاصر هي الثورة العشائرية التي حدثت في مدينة ملبورن.

في  السنين الاخيرة فجأة وجد مجتمعنا الكلداني نفسه امام تحدي مصيري،اما ان يكون او لا يكون!،  فبعد ان وصلت اعداد كبيرة من المهاجرين من شعبنا الى مدينة ملبورن ، زادت الحاجة لتنظيم الحياة الاجتماعية وزيادة اللقاءات بين العوائل خوفا من الانحلال الاجتماعي والطلاق والقمار والمخدرات وترك الاولاد للبيت وترك الطلاب للمدارس والزواج المدني  وكذلك  بسبب زيادة طلبات الاستغاثة لتقديم العون والمساعدة  للفقراء في عصر الحصار الاقتصادي على العراق وكذلك عودة المناسبات الاجتماعية والدينية مثل اقامة الشيروات واللقاءات  في المناسبات مثل الاعياد الكبيرة  من قبل اهالي القرى معا  كل هذه العوامل اجبرت المهتمين بالمجتمع ايجاد مخرجا او  هيكل تنظيمي لهم.

 لو عدنا الى الوراء فترة السبعينات العصر الذهبي للعراق  لوجدنا  نوادي وجمعيات عديدة كان يملكها شعبنا المسيحي بصورة عامة  في بغداد وغيرها من المحافظات، كلها كانت من اجل قضايا اجتماعية . وفي منتصف الثمانينات وبسبب كثرت الشهداء الذين سقطوا في حرب ايران التي ابتلى الشعب العراقي بها  ولشدة الضيق والفقر التي مر بها شعبنا ولدت جمعيات قروية كان هدفها الاول مساعدة اهالي الشهداء  عن طريق  جمع التبرعات

عندما كثر عدد افراد كل قرية من قرانا في العراق هنا  في ملبورن  ووجد مسؤولي هذه الجمعيات ان التجمع في البيوت اصبح امرا صعبا جدا لذلك شرعت كل قرية بتشكيل جمعية اجتماعية او خيرية لاهاليها واقامة نشاطاتها قي قاعات البلديات التي يسكنونها، هذا كان احد الاسباب الذي دفع بمجموعة من المهتمين بالمجتمع  الكلداني الى الشعور بوجود ضرورة ملحة لتاسيس هيئة جامعة بيننا،  هكذا بدأت مسيرة الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا.

 ان مصطلح الثورة العشائرية هو مصطلح سلبي نوعا ما، لكن لم تكن في ايدي اهالي قرانا حيلة، هكذا وجدوا انفسهم في التاريخ، كنتيجة طبيعية للمجتمعات التي كنا نعيش بينها ، والامر الثاني الاكثر اهم هو ان اهالي معظم هذه القرى او العشائر هم اقارب وانساب نتيجة المصاهرة التي كانت محصورة قي القرية الواحدة  بسبب الظروف التاريخية التي كان يعيشها اباءنا في قراهم قبل مئة سنة او اكثر ، لذلك  يفضل اهالينا الحفاظ على طبيعة وجودهم كما ورثوها، فلا عيب في الامر من تاسيس جمعيات قروية  الا في حالة انقلاب  هذه الجمعيات الى الانغلاق على انفسها نتيجة  لشعورهم  بنشوة نرجسية بعيدة عن الواقع ، وانما تكون صيغة لتنظيم نشاطات هذه الجمعيات  بين انفسهم و بعد ذلك مشاركة مع  المجتمع الكلداني  باجمعه من خلال نشاطات الاتحاد الكلداني في فكتوريا.
 
فاذن الثورة العشائرية  في الحقيقة ما هي الا نهضة فكرية واجتماعية وقومية  لشعبنا الكلداني الذي بقى عقود في حالة سبات خوفا من التطرف الديني في الشرق الاوسط  الذي كان سببا لقتل وطمر الالاف من اجدادنا وهم واحياء على مشارف تلال منطقة سلوبي وماردين ودياربكر ومارسين  اثناء الحرب العالمية الاولى.

هنا في استراليا عندما كان مسؤولو نادي برج بابل الكلداني ونادي عنكاوا الاسترالي  يراجعون الدوائر الحكومية قبل 5 سنوات ، كان جواب الجهات الرسيمة لهم، انكم غير معروفين وحينما كنا نقول نحن مسيحيين كلدان، كانت اجوبتهم ان الدولة منفصلة عن الدين واسمكم غريب علينا وليس معترف به وحينما دققنا اكثر وجدنا اسمنا مذكورضمنيا مع الاخوة الاشوريين حسب احصائيات الحكومة  وعندما حاول بعض الاخوة  لتقريب وجهات النظر  مع الاخوة الاشوريين واستخدام التسمية التي كانت تستخدم من قبل اللجنة المؤقتة المشرفة على مهرجان اكيتو في سنيين ( 2004 و2005) اي تسمية ( اشوري –كلداني) في مخاطبات الرسمية وجدنا الكثير من الاخوة الاشوريين لا يرغبون في هذه الصيغة ولا حتى لهم استعداد للاعتراف بوجود الكلدان الا على صيغة تسمية كنسية فقط  .

ان الشعب الكلداني الذي رسخ وحافظ على وجوده عبر التاريخ  لم يستطيع قبول حالة الذوبان او الانصهار التي حاول البعض تطعيمها له. فمها كانت الجدالات العقيمة التي يضعها الكاتب الاشوري يعكوب ابونا  في عنكاوا كوم وغيرها من الصحف الالكترونية فمهما اختلفت الاراء حول تاريخ ظهور تسميتنا الا انها بلا شك  تعود قبل 500 سنة باعتراف كل الكتاب والمؤرخين ، فانا اظن ان هذه الفترة هي كافية لخلق مجتمع ذو مزايا و شعورخاص  بوجوده الذاتي المنفرد المتميز عن الاخرين؟!!!

لكن لكي نكون امينين ومعتدلين في كلامنا هذا نعترف ان هذه النهضة الفكرية والاجتماعية والقومية التي حدثت في ملبورن  لم تمر علينا بدون ضريبة وخسارة ، فقد رافقتها  بعض السلبيات الصغيرة منها:-
اولا
عودة مفهوم القبلية والعشائرية داخل القرية الواحدة ( هذه الحالة قليلة الوجود) فعوضا ان تكون الجمعية او النادي واسطة او سببا للاقتراب بين اهالي القرية الواحدة اصبحت الجمعية سببا للنزاع والانانية وابراز الذات ونشوء الزعل والاتهامات بين العائلة الواحدة فيقضون جميع الوقت في كلام وجدالات فارغة في بعض الاحيان .
ثانيا
 استلام قيادة هذه الجمعيات من بعض اشخاص ليس لهم فكر او منطق، حتى لا يعرفون التكلم  فبدلا ان تلتحم  هذه الجمعيات في اهداف الاتحاد الكلداني الاسترالي من اجل الخدمة العامة للجالية الكلدانية، اراد البعض ان يغرد في سرب بعيد  وبصورة متعمدة او الانعزال كانه لاول مرة شعر بنفسه موجود وله اهمية او مسؤولية في المجتمع، فكلما ارادت جماعته الاقتراب والاندماج  مع التيار العام اصبح هؤلاء القلة القليلة هم سببا للابتعاد، بسبب انانيتهم وضعفهم الشخصي فمثلا  يصبح شخص ما عضوا في اربع جمعيات كي يعارض نهوض التيار القومي للكلدان.
ثالثا
 موضوع وجود شعبنا الكلداني قد حسم في الدستور العراقي ، حيث تم ذكره لوحده وقد ذهبت فرصة من كان يريد التمويه والضحك على شعبنا الى غير عودة ولكن هذا ليس معناه ان الكلدان لا يريدون الوحدة مع بقية مكونات مجتمعنا المسيحي او الناطقين بالسورث او الارامية (حسب رؤيتي الشخصية) ولكن عندما يكون هناك شريك مخلص وامين ومستعد للتضحية بالمقابل  فنحن في اشد الاستعداد له  (كما قال سيادة المطران سرهد جمو في محاضرته في ملبورن قبل بعضة اشهر) .
رابعا
 قسم اختار خط التقارب واطلقوا على انفسهم تيار الوحدوي حسب ما يدعون،  لكن اغلب المنتمين ان لم اقل كلهم  الى هذا التيار هم من اخوتنا الكلدانيين،  ولايوجد من يتعامل معهم او يعترف بهم  من ممثلي الاحزاب والهيئات  الاشورية او السريانية لذلك حركتهم بدون وجود  قرار واضح وصريح  من رؤساء  الكنائس والاحزاب الرئيسية بهم هو امر فاشل ومضيعة للوقت،  كما حدث في سنة 2003 ، بين هؤلاء ايضا من هو طامع في مركز قد وعد به من الاخوة في الاحزاب المتنفذة  ؟!!!

خامسا   كان يجب على الجميع لاسيما المثقفين من مجتمعنا الكلداني ان  يتحملوا المسؤولية الاخلاقية الموضوعة على عاتقهم  وان يضحوا بقليل من وقتهم من اجل اقاربهم ومجتعمهم ، كذلك كان على غير المؤهلين دعم اصحاب الفكر النير ومساعدتهم على القيام بنشاطات مفيدة غير مختصرة على السفرة والحفلة مثل اقامة دورات رياضية  مهرجات شعرية ومسرحية ومعارض فنية  واقامت دورات ومحاضرات مفيدة بناءة للمجتمع الكلداني بصورة عامة واعضاء هيئاتهم الفردية مدام هناك فرص للحصول على المنح المالية.


  الخلاصة النهائية
 ان الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا اعلن مرارا وتكرارا بانه ليس تابعا لاي جهة سياسية ولا اي حزب وانما هو منظمة مدنية يهمها الشؤون الثقافية والفكرية والاجتماعية والرياضية والفنية للشعب الكلداني و يهدف الى زيادة  التناغم مع المجتمع الاسترالي المتنوع. ويحاول تمثيل شعبنا في المحافل الرسمية في جميع المجالات. وان يديه  مفتوحة للتعاون مع كافة الجهات الكلدانية من اجل اقامة هذه النشاطات دائما، اما بخصوص التقارب والوحدة مع الاخوة الاشوريين والسريان ،فعندما يكون هناك شريك له رغبة جدية ومخلصة ومستعد للتضحية من اجل وحدة  قومية واخوة مسيحية  من الاحزاب الاشورية والسريانية . فانا اعتقد لا  فقط الاتحاد  الكلداني الاسترالي في فكتوريا  وحده  مستعدا  للعمل من اجل  هذه الوحدة ، بل كل الاحزاب والكيانات السياسية والمدنية والثقافية الكلدانية هم مستعدون لها.  

ملاحظة : ان المقال يعبر عن رؤية شخصية للكاتب فقط
 

487
لماذا غيرت سوريا موقفها من اللاجئين العراقيين

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن استراليا
الثلاثاء 6/2/2007

ان مقولة التاريخ يعيد نفسه تنطبق على مواقف الدول العربية بصورة عامة وعلى موقف الحكومة السورية بصورة خاصة من اللاجئين العراقيين  في هذه الايام . سوريا التي لازالت  تتصارع على قيادة الامة العربية منذ نصف قرن من خلال الفكر الحزب القومي السوري و الحزب البعث الاشتراكي، مرة اخرى تلجئ الى مناقضة مبادئها التي طالما ناضلت من اجل تحقيقها.

من خلال قراءتنا لكتب التاريخ والمجلات والصحف نتذكر ثلاث مواقف مهمة من قبل حكومة السورية بالنسبة للشعب العراقي خلال نصف القرن الاخير ونهمل الموقف الرابع حينما شاركت بجيشها  في تحرير الكويت ضد الدكتاتور صدام حسين.

الموقف الاول
بعد هزيمة العرب في حربهم الاخيرة ضد اسرائيل ( حرب تشرين عام 1973)  وبعد تصدي الجيش العراقي للجيش الاسرائيلي من احتلال  دمشق  وبعد وقف اطلاق النار في جبهات  القتال وعودة الجيش العراقي الى الوطن، قررت الحكومة العراقية انذاك منح الحكومة السورية 50 مليون دولار كمساعدة مالية كي تنهض سوريا من الدمار الاقتصادي الذي لحق بها من جراء الحرب.
 ماذا عملت سوريا بهذا المال؟
عوضا ان تصرف هذا المال على الفقراء والمدارس والمعاهد العلمية  اوعلى المستشفيات وتبليط الشوارع واقامة مشاريع سكنية تعاونية للمتضريين اللاجئين من هضبة جولان  اومساعدة عوائل الشهداء  ، قررت الحكومة السورية  صرف هذا المال على بناء  سد مائي على نهر الفرات وقطع جريان المياه  فيه كاملة عن اربعة ملايين عراقي في الوسط والجنوب العراق حينها،  دون مراعاة  لقرارات الدولية في شان توزيع  حصص المياه  لانهر الدول التي يمر فيها اي نهر، فبدات الحرب الاعلامية والدبلومسية في الشرق الاوسط و الامم المتحدة  سنة 1974.

الموقف الثاني
عندما كان الجيش العراقي  مرغما من قبل الدكتاتور صدام حسين في حربه مع  الجيش الايراني (او المجوسي  كما كان اعلام العراقي يصفه انذاك) ، وقفت الحكومة السورية مع ايران ضد العراقيين وقدمت كل المساعدات التقنية والسياسية والاعلامية وقيامها  بمناورات عسكرية  انتقاما من صدام حسين دون اي مراعاة للدم العراقي الذي كان يسيل بالالاف في كل يوم.

الموقف الاخير
منذ زمن حرب الخليج الاخيرة، وبعد ان ادركت القيادة السورية ان زوال صدام حسين قد قُرِرَ،  ما هي الا مسالة الوقت  لتأتي الفرصة الدولية حتى يتم تنفيذ قراراسقاطه، قررت الحكومة السورية تغير طريقة تفكيرها مع العراق، فمرة كانت تغازل البعث العراقي ومرة تقدم الدعم للمقاومة العراقية حسب رؤيتها وقراءتها للبوصلة السياسة العالمية وتوافقاتها مع مصالح سوريا، لكن حينما اقتربت ساعة الصفر لاسقاط صدام حسين ، اختارت سوريا سياسة ذكية كي تحرج الدول الكبيرة كما قال الرئيس السوري بشار الاسد قبل اسبوع (وأضاف انه من دون جهود سوريا 'فإن هذه الفوضى في العراق ستمتد إلى سوريا وغيرها من الدول ......موقع الجيران).
فأختارت سوريا اللعب على الحبلين،  فمن جهة كانت تريد الانتقام من صدام نفسه ورفاقه الذين وقفوا في اخر لحظة  ضد تحقيق امنية  المرحوم حافظ الاسد كي يصبح الامين العام للحزب البعث العربي الاشتراكي في الوحدة التي كانت قد اوشكت على التحقيق بين  القيادتين السورية والعراقية قبل 14/تموز 1979 حينما قلب صدام حسين الموازين بانقلابه الثالث على قيادة الحزب البعث الاشتراكي العراقي  وتصفية الموالين لهذه الوحدة بحجة الخيانة.
من جانب اخر  فكرت سوريا على مدى بعيد بعد سقوط صدام ، في الفوائد التي قد تجنيها من الوضع الدولي الجديد مثل ضعف قيادة البعث العراقي وانقسامها بعد القاء القبض على معظم القادة المسؤولين (المجرمين) فيها ، بعد ذلك  لن يبقى امام القيادة الجديدة  مخرج  سوى ان  تندمج وتقع تحت رحمة قيادة البعث السوري و كذلك ظهور فرصة لامكانية الضغط على دول العالم من خلال ورقة اللاجئين المقيمين فيها كما يحصل الان،  كذلك فكرت في الحصول على النفط الذي كان  يزوده صدام بدون مقابل وعلى الاموال والاسلحة  التي هربت من العراق فيما بعد، الله اعلم بكمياتها.


شيئا واحدا  بقى جميلا  في ذاكرة العراقيين عن سوريا في الفترة الاخيرة هو فتح باب الشام   لهم  كي يهربوا من الحرب الاهلية والقتل العشوائي والانتقام  الطائفي  الموجود  في العراق الان. فكانوا يظنون ان سوريا ملتزمة حقا بكلمتها ، فنسى العراقيون كل المحطات السلبية في مواقف الحكومة السورية ضدهم مقابل اعطائها املا في الامن والاستقرار.

لكن يبدو ان فرحة العراقيين لم تدوم طويلا ، ففي اصعب لحظة يمر فيها الشعب العراقي، وفي  عصراسوء  قيادة سياسية له ، اختارت سوريا  التعامل حسب مبدأ الفلسفة البراغماتية على  المبدأ الانساني ، فقررت التخلص من اللاجئين العراقيين وذلك بتوجيه وجه العوائل والاطفال والشيوخ واصحاب الضمير النقي الذين لم يريدوا تلطيخ ايديهم بدماء العراقيين ، ارسالهم  الى النيران المشتعلة في الحرب الطائفية  بين العراقيين الجهلة.
انه سؤال محير قد لا يمكن ايجاد جوابه الدقيق و الصحيح الان،  لماذا اختارت سوريا في هذا الظرف  ان تذهب الى الكنائس والجوامع كي تلقي القبض على العراقيين الحاضرين الى الصلاة في  دور العبادة  فتسحب جوازاتهم وتبعدهم الى الحدود العراقية؟
لكن هناك عدة احتمالات و تفسيرات  لهذا التصرف ربما يكون واحد او اكثر من واحد  منها وهي كما يلي :-

اولا --   هل  وصلت معونة(فدية) جديدة من الفرس للقيادة السورية، فتريد سوريا خبط الاوراق على خطة بوش الاخيرة في العراق  كي تعطله مدة بضعة اشهراخرى كما فعلوا خلال السنوات الاربعة الماضية  حتى ينتهي دوره او يضعف نفوذه كما يبدو لهم ، ومن ثم تفشل خطة امريكا في العراق والشرق الاوسط.
 
 ثانيا--    ام هل  وصلت تعهدات جديدة  من دول الخليح لمؤازة السنة وقيادة حزب البعث العراقي المنشقة من عزت الدوري المريض  ضد حلفاء لحلفائهم الثابتين (اعني شيعة العراق المتحالفين مع ايران) كي يستمر القتال الطائفي في العراق .

 ثالثا--     هل  ضاق صدر سوريا فعلا  بسبب وصول اعداد اللاجئين العراقيين الى مليون شخص فيها، فزادت المشاكل الداخلية  فلم يبقى امامها الا طردهم ، او بدأت سوريا تلعب نفس اللعبة التي عملتها تركيا في التسعينات مع اللاجئين العراقيين  من بعد حرب الخليج مع الامم المتحدة والامم الاوربية فتريد الحصول على مليارات من الدولارات مقابل سماحها لهم بالبقاء على اراضيها.

رابعا---  هل ان حكومة سوريا خائفة من شروع نمو الفكر الطائفي فيها بسبب الشعور الطائفي الموجود في العراقيين المتواجدين هناك فتريد اطفاء ناره قبل ان يخرج دخانه.

خامسا--  هل قررت سوريا اخيرا الطلاق مع ايران، لانها تعلم ان  حساب ايران اقترب، و اصبح امرا واضحا للكل ان عودة السلام في الشرق الاوسط مرتبط ببقاء او زوال حكومة نجاد المجنونة في حكمها في ايرن.

سادسا --   ام هل اختارت البقاء مع حكومة نجاد الى حد تقرير المصير النهائي (على غير عادتها) فتريد زيادة الضغط على امريكا تجبرها على التفاوض معها ومع ايران،  كما احتوت توصيات بيكر – هاملتون الاخيرة.  لاسيما لهم مشكلة كبيرة اخرى معا ضد امريكا،  وهي دعمهم لحزب الله في لبنان وكذلك لغز مقتل الحريري والحرب ضد اسرائيل.

في كل هذه الحالات قد يكون من حق حكومة سوريا ان تفكر في الطريقة التي تناسبها سياسيا   حسب مصلحتها القومية.   لكن على الحكومة السورية وقيادة البعث فيها ان تعلم ايضا ، انها  فرصة ثمينة لها ان تكسب العراقيين بكافة مكوناتهم الذين ضحوا اكثر من اي شعب في اي بلد عربي اخر من اجل القضايا العربية وان الحرب الطائفية التي هي مشتعلة بين مكوناتها الان ما هي الا نتيجة لتضحياتها  في قضية فلسطين، كذلك يجب ان تعلم  ان التاريخ لن يرحمها اذا استمرت في تعاملها البراغماتي  المصلحي مع العراقيين الهاربين من الموت، الذين لم يبقى لهم بابا ثالثا سوى باب الشام في سوريا او باب الجحيم في العراق .
لان عراق الغد لن يكون مثل عراق اليوم او الامس، المملوء من المرتزقة والعملاء للدول الجوار من كافة الاتجاهات ومن كافة الطوائف ، بلا شك ان الشعب العراقي سوف يعبر هذه المحنة كما عبر غيرها على مر التاريخ حينها يكون حساب الصديق ليس مثل غريب.

 
   



488
التسمية الكلدانية في احصاء 2006
[/color]


قبل اعياد الميلاد بعدة ايام،  كنت حاضرا في الاجتماع الذي اقامته بلدية واتليسية في ولاية فكتوريا استراليا كممثل عن الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا في هذه المنطقة، فتم توزيع بعض المجلات والجرائد  الصادرة من  الحكومة البلدية ومعلومات عن نشاطات والجاليات الاثنية التي تسكن  البلدية.  اثناء الاجتماع كنت اتصفح هذه المجلات حينما وقع بصري على جدول باسماء الجاليات الاثنية الموجودة في هذه المنطقة  وعدد نفوسهم  واسماء لغاتهم. اندهشت وانفعلت كثيرا حينما لم اجد اسم جاليتنا الكلدانية ولغتنا مكتوب ضمن هذا الجدول بينما كان هناك جالية عدد  نسمتها ستة افراد واسمهم ولغتهم مذكورة.

فنهضت على قدمي و قاطعت الاجتماع  والمتكلمين وقلت لهم ( اهكذا تتعاملون معنا في دولة ديمقراطية تدرجون اسم جالية عدد نسمتها ستة افراد وتهملون جاليتنا الكلدانية التي يزيد عددها عن الف نسمة في هذه البلدية و13 الف في ولاية فكتوريا ولا تذكرونهم في هذا الجدول، وقلت لهم انا مستعد اعطائكم ارقام التلفونات والعناويين معظم جاليتنا الذين يسكنون هنا).

 لقد ايدني  ممثلي معظم الجاليات الاثنية الحاضرة في الاجتماع وكلهم نقدوا مسؤولي حكومة البلدية واهمالها للجالية الكلدانية ، فتحول نقاش الموضوع من موضوعه الرئيسي الى  المشكلة التي طرحتها.

  كان رد مسؤولي البلدية انهم اعتمدوا على المعلومات المذكورة في احصاء سنة 2001 ، حيث لم يكن مذكورا اسم الجالية الكلدانية فيها، فقلت لهم انا ومعي زملائي الكثيرون من الاتحاد الكلداني  قمنا بملء عدد كبير من استمارات الاحصاء حتى سنة 2001 وذكرنا اسم جاليتنا الكلدانية ولغتنا الكلدانية فلماذا تم حذفها؟ ومن هو المسؤول عن هذا العمل ؟!!!

 

 بعد  انتهاء الاجتماع قلت لهم انني  لن اسكت، انكم اهملتم الجالية الكلدانية في السنين الماضية، وانا ومعي اخوتي في الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا مستعدون لاقامة مظاهرة سلمية امام البرلمان لطلب حقوقنا ونشر هذه الحقائق في وسائل الاعلام  والقنوات التلفزيونية والجرائد  وحتى نذهب الى المحاكم ضد حكومة البلدية ودائرة الاحصاء،  لاننا قمنا باستضافة احد مسؤولي لجنة الاحصاء في اجتماع حضره كل ممثلي الاندية والجمعيات الكلدانية  قبل اجراء الاحصاء الاخير وقدمنا طلب رسمي باسم الاتحاد  لهذا الغرض، لذلك اطلب منكم تقديم اعتذار رسمي للاتحاد الكلداني و تصحيح الخطأ فورا. لكن  مسؤولي حكومة البلدية وعدوني بالبحث والتقصي في الامر اكثر.

 

 في طريق عودتي الى البيت ، كنت في حالة حزن وغضب وان اسأل نفسي هل الى هذه الدرجة نحن مهملين غير مبالين عن اسم اجدادنا وتاريخهم وتراثنا وقيمنا ولغتنا؟!! هل فعلا لا يوجد بيننا من يستطيع التضحية والمطالبة بحقوقنا، الى متى نكون مهملين الشيء الاثمن الذي بقى من وجدونا  وهو اسمنا ولغتنا؟

 

عندما طرحت الامر في الاجتماع الدوري للاتحاد الكلداني ، ايدوني وشجعوني ممثلي عشرة  هيئات و جمعيات ونوادي كلدانية  في فكتوريا  للمضيء  قدما في الدفاع والمطالبةعن سبب عدم ذكر اسم جاليتنا الكلدانية و لغتنا الكلدانية في سجلات هذه البلدية وغيرها من البلديات ودائرة الاحصاء الاسترالي.

 

بعد بضعة ايام من هذا الاجتماع  تم نشر اعتذار رسمي من حكومة بلدية واتليسية الى الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا عن الخطأ الذي حصل ( صورة من اعتذار في اسفل الصفحة)  وكذلك وصلتني مكالمات هاتفية  من اعضاء برلمان الولاية واعضاء البرلمان الفيدرالي كلهم يعتذرون عن الخطأ الذي حصل ووعدوني بتصحيحه قريبا وذكر اسم جاليتنا الكلدانية ولغتنا الكلدانية في نتائج الاحصاء الاخير لعام 2006.









 بويا يوسف

ممثل الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا في منطقة واتليسية

ورئيس نادي عنكاوا الاسترالي.

بالتنسيق مع

لجنة النشر والاعلام في الاتحاد

الكلداني الاسترالي في ولاية فكتوريا[/b][/font][/size]

489

                        لماذا فشلت امريكا في العراق ؟ ولماذا غيرت خطتها؟
بقلم يووحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
17/1/2007

لقد قالها جورج بوش اخيرا بعظمة لسانه، انه ارتكب اخطاءا كثيرة في  حربه على العراق، ولم يعلق او يوضح ماذا كان يقصد بذلك. فهل كان يقصد  بخطأه باتهامه للعراق بامتلاك الاسلحة النووية والبايلوجية وغيرها؟ ام قصد اتهامه لنظام الدكتاتور صدام حسين باقامة علاقة مع القاعدة ؟ ام في اعتماده على الاخوة الشيعة في تحالفهم ضد السنة بعد اسقاط صدام حسين؟ ام  شعوره بندم كبير على احلاله جيش العراق و بقية اجهزة الدولة  العراقية بسرعة كبيرة ؟ ام هل كان يقصد في اعتماده على الصقور في البيت الابيض الذين زودوه بمعلومات خاطئة والان قد احيلوا معظمهم الى التقاعد؟
 المهم اعترف جورج بوش انه اخطا بعد قرابة اربع سنوات من القتال  الطائفي  في العراق،  وان الاعتراف بالخطأ فضيلة؟  حقا  كان جورج بوش  المسؤول الاول عن هذا العمل الذي ربما سينظر التاريخ اليه كجريمة دولية واعترافه بفشله لن يشفع له من غضب الشعب الامريكي، سوى  جرأته  وسرعة اعترافه بخطئه.عكس قادتنا العراقيين الذين كان اخوة يوما ما في المعارضة واليوم اصبحوا اعداءا بعضهم  للبعض الاخر وباتوا سرطانا في جسد الشعب العراقي بسبب احزابهم الطائفية.

لكن علينا كعراقيين ان نسأل انفسنا،  لماذا فشل جورج بوش؟ وماذا كان يقصد في فشله بالضبط؟ وماذا كانت خطته الاصلية؟  وما هي خطته الحالية الان؟

انا اظن ان جورج بوش قد اخطأ في كل هذه الفقرات،  ولكن اكبر الاخطاء التي وقع فيها هو اتكاله على الاخوة الشيعة واحزابهم الموالية لايران. وهنا لا اقصد كل الشعية ولكن كل من اعتمد  ولا يزال  يعمل على حساب او بتأثير من ايران؟.
لا نستطيع ان ننكر بان الاخوة الشيعة هم اغلبية في الشعب العراقي وان ثلاثة حكومات التي تولت قيادة العراق من بعد صدام حسين  كانت مؤلفة بنسبة 60% او اكثر من الشيعة. وفي الحقيقة التي بدأت واضحة كوضوح الشمس ان معظم هؤلاء كانوا ولا يزالوا موالين او تابعين لايران  لذلك فشلوا في ادارة حكوماتهم.

اما جواب السؤال الثاني فهو حاصل تحصيل لجواب الاول.

 لنعود من جديد ونسأل  لماذا تهيجت امريكا في تلك الفترة؟
لعل القراء يتذكرون بعد ضربة القاعدة في 11 سبتمبر 2001 لبرجي نيويورك . اصبحت امريكا تحت ضغط  كبير امام الرأي العالمي وشعبها الامريكي، كيف لم تستطيع الاجهزة الامنية  لها التي تخطط 50 سنة للامام  كشف خطة منظمة القاعدة  ؟؟؟ . فوقعت ادارة امريكا في تخبط ،فتريد عمل شيء ما على وجه السرعة،  كي تروي للعالم جبروتها، لذلك  قررت البدء بخطتها  قبل ان تفاجؤها القاعدة بعملية ارهابية اخرى .
 كانت امريكا  قبل ذلك قد وضعت قائمة لمحور الشر من الدول التي تعارض سياستها وهي كوريا الشمالية وايران وعراق وسوريا وليبيا وحزب الله في لبنان .
 بعد كارثة ضرب برجي نيويورك لم يعد  امام جورج بوش الا القضاء على حكومة الطلبان في افغانسان التي رفضت تسليم اسامة بن لادن لها . فقد  ايدها كل العالم باستثناء  الدول الاسلامية ذات النظام الوهابي.  ومن ثم فكرت امريكا في كسر الحلقة الوسطية  بين سوريا وايران وهي  اسقاط نظام الدكتاتور صدام حسين في العراق الذي كان قد نخر الحصار مجتمعه باجمعه .

 لسوء حظ العراقيين كان الدكتاتور صدام حسين في تلك الايام مشغولا بقصصه ورواياته الخرافية المبنية على حياة البداوة  قبل الف سنة ، كان غارقا في اوهامه النرجسية فلم يشبع من غريزته ، اي  من تعظيم وتبجيل ذاته  بعد ان وضع اكثر من 30 مليون صورة وتماثل لنفسه في انحاء العراق . فارتكب خطا اخرا

كان  قراره بمنح 25 او 30 الف الف دولار لعائلة كل شهيد يشترك في عمل انتحاري  من منظمة حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين كان اكبر الاخطاء وقع فيها سياسيا ، كانت النتيجة لهذا القرارهو الحبل الذي وضعه الملثمين الممثلين لحكومة المالكي  في عنقه قبل بضعة اسابيع .
 فسرت امريكا قرار صدام حسين هذا  بانه اعلان واضح  وصريح   وبرهان كافي بانه اصبح حليفا لمنظمة القاعدة الارهابية والمقاومة الفلسطينية التي كانت  في اوج نشاطها، وانه سوف  يكون مستعدا  للانتقام  منها في اقرب فرصة يملك القدرة للقيام بذلك.
هذا الخطا جعل اللوبي اليهودي في مجلس الشيوخ الامريكي  والامريكان المعارضين (بتاثير من المقاومة العراقية)   يتفقون على اسقاطه.

لكن جورج بوش مرارا وتكرارا كان مترددا من الاقدام  في هذه المغامرة   بسبب خوفه من الفشل، ولذلك على الرغم من تلقي  المقاومة العراقية واحزابها الكبيرة الدعم الكامل  من ادارته لاسقاط نظام صدام حسين (  97 مليون دولار )  الا انه لم يكن مستعدا للمغامرة . حينها وضعت جيوش احمد جلبي (كما قال بنفسه ) ؟!!  لتحرير بغداد ولكن الاخوة الاكراد كانوا اكثر واقعين في هذه المرة واكثر حكماء فلم يوافقوا على بدء عملية تحريرالعراق  من المنطقة الشمالية. وان الصحراء الغربية التي تتجاوز مسافتها الى اكثر من 700 كم  من بغداد كانت بعيدة جدا وصعبة لاجتيازها ففشلت الخطة.  على اية حال  لم تكن امريكا مقتنعة لحد ذلك الوقت من اسقاط صدام حسين لذلك كان جورج بوش يقول لم يقرر بعد ما سيعمله في العراق،  لحين وقوع صدام في الخطا الثاني .
 
لكن ماذا  كانت  خطة امريكا بعد ازالة صدام من الحكم؟.
 من خلال  دراسة  النتائج العملية لما جرى في العراق  بعد 9 نيسان 2003 ولحد الان نستنتج كانت الخطة  كما يلي  :-

اولا   اسقاط  نظام صدام حسين الدكتاتور المرفوض من جميع فئات الشعب العراقي والدول العربية والاسلامية والدولية والتخلص من خطورة تحالفه مع منظمة القاعدة الارهابية التي ربما سوف يزودها بالتكنلوجية الذرية والاسلحة البايلوجية  والخطط والمعلومات العسكرية وغيرها كي يسهل مهمتها في  ضرب مدن امريكية اخرى.
 
ثانيا   تجزئة العراق الى ثلاثة مناطق بحسب الطوائف الكبيرة في العراق شيعية وكردية وسنية على امل انشاء ثلاث دويلات  صغيرة ضعيفة متصارعة فيما بينها محتاجة الى امريكا ودعمها الدولي كي تستطيع البقاء.

ثالثا   القضاء على حزب الله في لبنان ومن ثم خضوع سوري تام للقرارات الدولية ومن ثم كضم النفوذ الايراني في المنطقة لحين تغيير نظامه من الداخل ومن ثم نشوء انظمة ديمقراطية على غرار الانظمة الغربية في منطقة الشرق الاوسط . على الاقل البدء في انشاء انظمة فيها  شيء من الحرية والديمقراطية وخلق الهدوء والسلم في المنطقة ،  وبعد ذلك الشروع في اقامة مشاريع اقتصادية كبيرة على غرار ما حدث في الخليج .

 لكن هذه الخطة فشلت، فاعترف جورج بوش بفشله، فوضعت لجنة بيكر – هاملتون خطة جديدة لمستقبل امريكا في العراق ومنطقة الشرق الاوسط.  لكن جورج بوش اجرى تعديلا في بعض بنودها .
 فما هي خطة امريكا الان؟
  الان امريكا تفكر في دولة العراق الموحدة  وازالة  فكرة تقسيم العراق طائفيا حسب الخطة القديمة  من عقول السياسين العراقيين الكبار تماما لاسباب كثيرة ولكن  هذه اهمها:-
اولا    ان الدول العربية و تركيا وكثير من دول العالم مثل روسيا وصين وفرنسا لا ترغب بتقسيم العراق بتاتا لاسباب معروفة.

ثانيا    فشل الطائفة الشيعية من التخلص او التخلي من نفوذ ايران وتدخلاتها في شؤون العراق ورغبتها الواضحة في افشال مشروع الامريكي برمته.  فقد وُجِدت البرهانين الكثيرة  واخيرا اعتراف من قبل  حكومة المالكي بان الجيش والشرطة  قد تم اختراقه من قبل هؤلاء الميليشيات، كذلك تم القضاء على الحلفاء المخلصين لامريكا من الاخوة الشيعة؟!!!!

ثالثا   الاخوة الشعية لم يحسنوا ادارة الحكومة  العراقية بل خلقوا نظام طائفي مصلحي بحت، لم يحسنوا من وضعه امنيا ولا اقتصاديا ولا خدميا بالعكس زاد الفساد الاداري  في عهدهم  بحيث خسروا حلفائهم هم الاخر،  وفي مقدمتهم امريكا التي اتكلت عليهم كليا.
 
رابعا   زيادة الاعمال الارهابية  في سنة 2006 بحيث اودت بحياة 34 الف عراقي حسب تقرير الامم المتحدة الاخير، سواء كانت   بسبب الاعمال الارهابية من المقاومة  او القاعدة او الميليشيات الشيعية او فرق الموت المجهولة الهوية !! وظهور الانتقام والوحشية بالشعب العراقي جميعا من دون تمييز  بعد اعدام دكتاتور القرن صدام حسين  بهذه الطريقة الانتقامية ،  بحيث جعلت امريكا وشعوب العالم تقر بان العراق لم يصل بعد الى مرحلة الديمقراطية ولن تحترم حقوق الانسان التي ارادتها امريكا وان افضل نظام لها ربما كان الدكتاتورية.!!
 
 خامسا     اصدار بيانات علنية وظهور مواقف عربية صريحة بدعم الطائفة السنية في مسعاها ضد الشيعة من الان وصاعدا اذا لم تغير امريكا طريقة معاملتها للسنة واهدافها في العراق ،
 اذن   نتيجة عدم نجاح امريكا في حلفها مع الشيعة  ونتيجة زيادة الضغوط من الدول العربية  عليها واصرار تركيا على عدم تأيدها في تقسيمها للعراق وتهديدها باقامة حلف مع ايران في اكثر من اشارة منها في المضيء في حالة خطة التقسيم .كل هذه العوامل  اجبرت امريكا على اعترافها بخطئها على لسان جورج بوش  وتغير خطتها عكس الاتجاه.
 
لكن خطة امريكا الحالية مفتوحة  على المرحلتين ، المرحلة الاول ارسال اكثر من 21 الف جندي امريكي اضافي الى بغداد على امل ان تقضي على  الميليشيات الشيعية  و السنية  ومن ثم استبادت الامن ، وتهديد حكومة المالكي بوجب الالتزام بتنفيذ الاتفاق الذي تم بينهم  والقضاء على الفساد الاداري الذي نخر جهود الدولة من قبل امراء النفط،  وتغير بعض بنود الدستور وازالة اي فقرة تسمح بانقسام العراق في المستقبل ، جلب التوازن على النفوذ في الحكم بين الشيعة والسنة والاكراد والسعي للحصول على تاييد الدول العربية لها  كي يتم ترويض المقاومة السنية ومن ثم البدء ببناء العراق بعد ان تخلصوا  جميعا من راس صدام حسين. 
ان نجاح  المرحلة الثانية   تعتمد تقريبا على موقف الشيعة والدول العربية، فهل سوف يتخلون الاخوة الشيعة من نفوذ ايران بصورة تامة وينخرطون في هموم العراق والعراقيين؟  ام سوف يستمرون على العمل بموجب تعليمات الحكومة الايرانية التي هي بلا شك تريد افشال المشروع الامريكي في الشرق الاوسط.  وكذلك تعتمد على موقف الدول العربية هل تستطيع ترويض المقاومة السنية والتخلي عن منظمة القاعدة الارهابية  في العراق والقبول بالمشاركة في العراق الجديد.                                     
  في حالة فشل امريكا لن يكن هناك امامها سوى جلب حكومة عسكرية عرفية دكتاتورية اسوء من حكومة صدام حسين وانسحابها الى الابد  او تسليم الامر للامم المتحدة . حينها اعتقد سيعلن جورج بوش  بصورة علنية قبوله العزاء على  روح  الدكتاتور صدام حسين الذي اخطا في سماحه  بقيام الملثمين من حكومة المالكي بشنقه ، وربما يكون جورج بوش اكثر امينا مع ذاته وشعبه  فيستعير الحبل  الذي شنقوا صدام حسين به من حكومة العراقية ليشنق نفسه بنفسه على الخطأ الكبير الذي وقع فيه  حينها ستعلن امريكا  الحداد في جميع ولايتها عليهما صدام وبوش؟!!.

490
ممثلو الاتحاد الكلداني الاسترالي يجتمعون مع ممثلة البرلمان الفيدرالي و رئيس البلدية هيوم الجديد 


اجتمع وفد من الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا المتالف كل من

 يوحنا بيداويد سكرتير الاتحاد

 السيد باسم كوركيس رئيس نادي اسود كامبفيلد الرياضي

السيد جورج بيداويد استشاري الاتحاد

مع المسؤولين السياسين والحكومة  في منطقة هيوم كل من

 

Mrs. Maria Vamvakinou Federal Electorate of Calwell (Hume Region)

Mr. Cr Gary Jungwirth, Mayor of Hume City Council

Mr. Alexander Kouttab Electorate Office of Calwell

 

وقد تم مناقشة الامور و القضايا الملحة التي تحتاجها الجالية الكلدانية في منطقة هيوم التي يسكنها اكثر من عشرة الاف كلداني في هذه السنة ،  مثل تخصيص مركز لاقامة كافة النشاطات لجميع الجمعيات والنوادي الكلدانية وكذلك ايجاد ملعب لكرة القدم للنادي الرياضي وتوظيف مترجمين في دوائر المهمة في البلدية وغيرها من الامور المتعلقة بالجالية.

 

وفي نهاية الاجتماع قدم  ممثلو الاتحاد شكرهم الجزيل للمسؤولين جميعا وتمنوا لسيد   

Mr. Cr Gary  Jungwirth

 رئيس البلدية الذي تسلم مهامه قبل بضعة اسابيع التوفيق والنجاح  في مهمته في ادارة حكومة بلدية هيوم.

 

لجنة النشر والاعلام في

الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا


491
                               من حول صدام حسين من دكتاتور ظالم الى قديس  شهيد؟
بقلم   يوحنابيداويد
مالبورن / استراليا
10/1/2007


 مرارا وتكرارا، لا من لسان واحد، بل من الاف الا لسنة، كررت المقولة التالية، ان التمسك بالطائفية  يعني  القدوم على عملية انتحار ذاتي حسب المفاهيم الوطنية! و ان اقامة حكومة طائفية هي مثابة حفر مقبرة جماعية اكبر من كل المقابر التي حفرها صدام حسين للعراقيين!.

 لقد كُُِتب الكثير عن اعدام السفاح  صدام حسين ، لا و لن يستطيع العراقيون يوما ما ان ينسوا  جرائمه الكثيرة التي يستيحل احصائها حتى لو شكلت عشرة لجان من اكبر منظمة دولية في العالم  لهذا الغرض.

لم يصدقوا العراقيون يوم سقوط تمثاله في حديقة الفردوس في التاسع من نيسان سنة 2003 ، وكم كانت سعادتهم كبيرة  يوم تم القاء القبض عليه واخراجه مذلولا مهزوما جبانا في حفرة لا يعيش فيها الا  ديدان الارض والفئران والصراصر. ويوم شاهد العراقيون صدام حسين مكبلا وقفا امام المحكمة ذرفت الدموع من كل عين عراقية  فرحة ، حيث لم يصدق احد ان يرى بأم عينه ان يقدم صدام كمجرم امام المحكمة.

ولكن هيهات  بعد ذلك  جاءت الرياح بما لا تشتهيها السفن،  فعندما تلت قائمة الاتهامات ضد المجرم، كانت  مسلسلة بصورة غير دقيقة ومنطقية، فعوضا ان تكون لائحة الاتهامات جامعة لكل العراقيين، فقد تم اتهام صدام بجرائم حسب نفوذ الكتل والاحزاب الطائفية، ولان الاخوة كانوا اقوياء  في الحكومة،  فقط تكرر ما حصل  في كتابة الدستور و نظام فرز الاصوات في الانتخابات الاخيرة، فكأنهم الوحيدين قد اجرم صدام ضدهم،  فنسوا بقية مكونات الشعب العراقي ونسوا اثار اهمال علاقتهم بهم لا بل فضلوا الاستماع الى الجيران ماذا يفعلون؟!.
لذلك عوض ان يقدم صدام حسين كمجرم حسب تسلسل  تاريخ للجرائم الكبيرة التي قام بها ، اختار الاخوة في الحكومة الطائفية الجرائم التي تخصهم،  تاركين بقية الجرائم بحق بقية مكونات الشعب العراقي بدون ذكر.
اذن من الخطوات الاولية التي قام بها القادة السياسيين في العراق ظهرت ملامح رغبتهم الشديدة باتجاه تقديم الخدمة والتحيز لطوائفهم اكثر من الوطن،  تاركين العراق والعراقيين لمصير مجهول، تركوه ان يحرق في حرب عشواء لا هوادة لها ، نسى هؤلاء القادة ان امريكا ليست غبية تقدم هذه التضحيات بدون مقابل، وانها هي تريد او تزرع هذه التناقضات والاختلافات كي تنجح في خططها.
نعم كان هناك معارضين لتغير حكومة صدام، وان القوانين التي اتى بها بريمر كانت من اسباب زيادة الفتنة. ولكن لان اتفق العراقيون على ان لا يتفقوا حصل ما حصل  وسيحصل اسوء من الذي حصل.  منذ الايام الاولى خلقت حالة استنفار وعدم الثقة بين اصحاب مشروع تحرير العراق انفسهم اولا وثانيا  مع بقية شرائح المجتمع وبالاخص الجيش العراقي الذي ترك ساحات المعارك ظنا انهم سوف يقضون على رأس الافعى صدام حسين .  لكن ما حدث هو عكس ذلك،  حيث تمت تصفيتهم والكل يعلم من قام بذلك!!. وهذا ما حصل في الحكومات الفاشلة فتمت سرقة اموال العراق في الوزارات حتى سرقة الاصوات الانتخابية الاخيرة. لقد مضى اكثر من سنتان ونصف والعراقيين يحكمون انفسهم فهل استطاعوا الجلوس والمصارحة معا لايجاد حل معقول بعيد عن العواطف والغريزة.

ان اخر ما كان العراقيون يريدون  ان  يرونه هو ان يعدم صدام حسين بموجب جريمة واحدة من ملايين الجرائم التي قام بها.
 اخر ما كان العراقيون يصدقونه ان يوكل السيد نوري المالكي رئيس الوزراء مهمة الاعدام  لحفنة من  الملثمين من طائفة معينة وتيار معين ان ينتقموا من الظالم لانفسهم منه ، فاذا  كانوا هؤلاء يقومون بواجب  يمليه الوطن عليهم لماذا كانوا ملثمين. و يظهر مشهد الاعدام و كأنه مجرمون  ينتقم من مجرم اخر باسم الوطن .  فيتم تحويل صدام حسين من اسوء دكتاتور سفاح في التاريخ الى شهيد  قديس!!!!

لعل البعض يجادل و يقول ان هؤلاء كانوا فقط ينفذون حكم محكمة لا غير ذلك، لكن سواء شئنا ام ابينا اصبح واضحا جدا لكل العراقيين والعالم ،  بتردد الكلمات معينة وبتمجيد وتهليل لااسماء معينة  والرقص حول الجثة وتسجيل لقطات من فلم بصورة سرية وتسريبه الى اعلام العالم  واخيرا التصريحات المتضاربة التي قدمها المستشار القومي السيد الربيعي  كلها تشير الى خلاف الحقيقة التي يقولها المسؤولون.
  نحن  لسنا منزعجين بسبب اعدام  صدام حسين، بل على الطريقة التي تمت ادارة العراق لمدة سنتين ومن كان له النفوذ على الحكومة، فهنا انكشف مدى نفوذ الطائفية، مدى احترام والتزام البعض بالدستور العراقي والقوانيين الدولية.
  .

نعم  لم يعد هناك حكومة عراقية وطنية مخلصة تدرك مهامها بصورة قانونية لا فقط في موضوع اعدام صدام حسين وانما منذ بداية تسلم الحكومة ، اي منذ بدأ التعامل مع العراق على اساس حصص الطائفية. وان الاتكاء على  ملثمين لتحقيق قرار المحكمة  كأنه الاتكاء على المجرمين . لعلني اذكر قول المصلح الصيني الكبير كنفوشيوس الذي قال  ( لا اعراف مصير الانسان الذي يعرف الحق ولا يتخذ جانبه).  حقا لا اعرف اثر و  مصير كل من شارك في اعدام  المجرم الدكتاتور صدام حسين بهذه الطريقة التي سبب مقتل على الاقل  ثلاثة اطفال في العالم لحد الان!!! ولا اعرف ايضا مثلمل لا يعرف كل العراقيين مصير العراق في المستقبل.

مرة اخرى نقول لكل وطني مخلص للعراق وشعبه ان الخطر يوجد في نظام ادارةالبلد، ان الخطر يوجد في نظام التعليم وفي الدستور وفي طريقة تطبيقه . هناك حقائق لا بد ان يدركها القادة السياسين للاحزاب وجميع مكونات العراق لا سيما التي في يدها مقاليد الحكم اليوم  وهي:-
اولا
ان امريكا لم تاتي على سواد عيون اباء وامهات الشهداء العراقيين لتحرير العراق واعدام صدام حسين وانما لها مصالحها وهي كانت صريحة واعتقد انتم يا قادتنا وقعتم على اهدافها قبل المجئ الى العراق واليوم تنكرون ذلك.

ثانيا
يجب الغاء دور الانتماء الطائفي و النفوذ المذهب الديني والقومي  في العراق الواحد ، وتطبيق قوانين حضارية بمستوى حقوق الانسان ولوائح الامم المتحدة ، وتبنى الهوية العراقية الواحدة  والروح الوطنية الواحدة بغض النظر عن الاختلافات في التقاليد والمبادئ المذهبية والقومية ، يلزم المواطن والمسؤول ان يشعر ان الاولوية هي للعراق  قبل ان تكون لطائفته او مذهبه الديني او قوميته كما هو في جميع الدول العالم والامثلة كثيرة .  يجب عدم اعطاء الولاء للجيران  الفرس او العرب او امريكا فيكون الولاء الاول والاخير للعراق .

ثالثا
تغيير المناهج الدارسية والتركيز على التعليم الحديث والقضاء على العنف و روح الانتقام والشعائرالقبلية مثل الرقص على جثة ميت حتى وان كانت جثة العدو  والتقاليد البدوية . كفى البكاء على اطلال الماضي وبطولات الاجداد  في الحروب . يجب البدء بتعليم وتربية الاجيال الحاضرة والقادمة على الروح الانسانية الجامعة بغض النظر عن تعاليم الاديان اي كانت حتى لو كانت مخالفة لها  مثل موضوع محو الامية كي لا تتكرر ماساة العراقيين على يد جلاد اخر ممن يكون؟!!!!!، لان الاولوية هي للانسان الحاضر فقط . نعم  كفانا الغرق في طلاسم الخرافية والاساطير التاريخية والتقاليد والتراث.
رابعا
عدم  تفضيل  دول الجيران او حلفاء على حساب اي عراقي او مستقبل العراقيين ووطنهم مهما كلف الامر. تذكروا من المبادئ التي جعلت  جيوش جنكيزخان  ان تنجح  في اجتياحها شرق الاوسط قبل ثمانية قرون  كانت ( عدم ترك جثة اي قتيل في ارض العدو مهما كلفت من ارواح والشهادة) . فلماذا نحن نتحالف مع الغريب ضد القريب، ذلك القريب الذي عشنا معه ونحن نحصد مظالم وجرائم من نفس الظالم لمدة 35 سنة؟!!!!
خامسا
ان ثروات العراق كثيرة بحيث لا تصدقون حدها، فهي كافية لجلب الرفاهية والسعادة  ل27 مليون عراقي لمدة 150 سنة  وكافية لاقامة مشاريع عمرانية كبيرة  صناعية متطورة  و سياحية و حضارية بحيث تصبح كل مدن العراق يضرب المثل بها  مرة اخرى مثلما كان يضرب المثل بالجنائن المعلقة في بابل القديمة. فلماذا التقاتل ؟ ام لانه ولدنا في مجتمع لا يعرف الا القتل والعنف والانتقام.؟!!!!!!!

 ا هذا هو الخيار الوحيد اليوم امام العراقيين وقادتهم السياسين  لاستمرار وجود العراق على الخارطة السياسية العالمية.

اما اذا لم يتفق السياسون بينهم  وتستمر الحالة على ما هي فنرجو من هؤلاء القادة ان يجلسوا معا ويصارحوا بعضهم بعضا ويتفقون على تقسيم العراق بدلا من الاستمرار و العيش في هذا الجحيم من جراء القتل العشوائي الذي هو بالتأكيد اسوأ من ايام صدام حسين.
نعم ليُسهلوا هؤلاء القادة الامر لاخوتهم العراقيين ويحفظوا ارواحهم اذا كانوا غيرمتفقين  ولن يستطيعوا ان يتفقوا في المستقبل ا و غير مستعدين للتخلي من مفهوم الغريزة الطائفية. لانها هي حولت صدام من ظالم سفاح الى شهيد قديس في نهاية حياته
 
نعم بدا الشك و القلق يدخل نفوس العراقيين  بعدم وجود حكومة وطنية تقود البلد الى شاطئ الامان  ولا امل  ايضا في كل من يحسب نفسه معارضة شريفة ولا حتى في قادة الاحزاب الكبيرة.



 
  [/b]

492
 
                                  تشكيل حكومة انقاذ وطنية
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
31/12/2006
youhanamarkas@optusnet .net .com

منذ فترة طويلة  تتصاعد صياحات العراقيين من جميع الطوائف مطالبة بتشكيل حكومة وطنية وقتية بحتة غير طائفية وغير دكتاتورية وغير حرامية، حكومة لا تفرق بين العراقيين على اساس مللهم او عقائدهم الدينية او  مناطقهم.

 لقد مرت اربعة اعوام تقريبا  على تحرير الشعب العراقي من ايدي الطاغوت،  لكن من دون حصول تغير جذري في عقلية الانسان العراقي،  من جراء التسلط الاعمى للاحزاب وميليشاتها الطائفية الضيقة البعيدة من روح القانون والعدالة فضاعت الاحلام والاماني التي طال انتظارالعراقيون لها. هذه الاحزاب التي  بعضها  ظهرت انها غير وطنية التي بدات بزرع روح الانتقام والثأر والقبلية والتعصب الاعمى وشريعة الغاب، القيم التي اندثرت من مواصفات الشعوب الانسانية منذ زمن بعيد .

لقد تشكلت اربع حكومات منذ  سنة 2003 لكن لم تسطيع اي منها ايقاف نزيف الدم الذي يسير من شرايين الشعب العراقي، لا بل كانت احيانا سببا لزيادة القتال واقامة الحرب العشوائية الانتقامية بين مكونات الشعب العراقي  وجعل البلد  يقترب من حافة الهاوية في حرب اهلية لا يعرف احدا اعقابها.
نتيجة للظروف الصعبة التي تقصف بحياة العراقيين الذين يهاجرون شهريا (100 الف شخص) والخطورة المحدقة بالعراق وشعبه،   تم تشكيل حكومة انقاذ وطنية جديدة من الكتاب الوطنيين والمثقفين الذين بذلوا جهودا كبيرة منذ زمن الدكتاتور وزمن الحرب الاهلية الحالية من اجل ايقاف القتال الاعمى بين الاخوة من خلال استخدامهم القلم  والكلمة عوضا عن البندقية والرصاصة او السيارة المفخخة في بناء وحل مشاكل ادارة الدولة العراقية المعاصرة من كافة الوطنيين  وفيما يلي تشكيلة الوزارة:-

الدكتور عبد الهادي الخليلي               رئيسا للجمهورية
الدكتور عبد الخالق حسين                 رئيسا للوزراء
السيد جلال جرمكا                          رئيسا للمجلس الوطني العراقي الغير طائفي
السيدة فاتن نور                             وزيرة لشؤون المرأة ( لان المراة نصف المجتمع لكن لا زالت مكبلة بقيودها) 
السيد فالح حسون الدراجي               وزيرا لحقوق الانسان ( مع التمني الشفاء العاجل له)
السيد زهير كاظم عبود                     رئيسا للمحكمة الوطنية العراقية العليا
السيد فاضل بولا                             وزيرا للتربية والتعليم
الدكتورعزيز الحاج                             وزيرا للمالية
الدكتور سيار جميل                          وزريا لتعليم العالي                       
السيد كاظم حبيب                          وزيرا للخارجية
السيد رزاق عبود                             وزيرا للثقافة والاعلام
السيد داود البصري                          وزيرا للنفط والثروات الطبيعة
السيد حسيب الجاسم                     وزيرا للفنانيين  والشعراء

اما وزارة الداخلية والدفاع تسند حقائبها الى شخصيات منتدبة  من الخارج الذين  لا ينتمون الى اي طائفة عراقية ولهم الخبرة الدولية في كيفية ايقاف الحرب الاهلية. اما مدة العمل لهذه الوزارة فهي  لحين يتم  حصول الامن والسلم والقانون واشغال المؤسسات والفراغ الحاصل في الوطن. 

يلاحظ من تركيبة الوزارة الخامسة انها مختصرة على الوزارات التي هي مفاتيح لحل مشكلة ادارة الحكومة بروح وطنية خالصة بعيدة عن كل صيغ الفساد الاداري.

اما بقية الكتاب الوطنيين الاحرار  (ارجو ان يعذروني لعدم ذكر اسمائهم) فهم  يشكلون المجلس الوطني العراقي الجديد (لان الاخوان  الحاليين في اجازة سنوية الان).

هذه الوزارة تم تشكيلها بدون محاورة امريكا والامم المتحدة والاتحاد الاوربي
.
كانت الساعة السابعة صباحا  حينما  رن جرس الساعة نهضت من نومي  العميق، اكتشفت انني كنت احلم ، ذهبت مسرعا الى كومبيوتر، مفتشا عن صحة الخبر او اي تغير قد حصل،  فلم اجد سوى و اخبار السيارات والاحزمة المفخخة عندها  علمت انه حلم مثل بقية احلام التي كنا نراها قبل سنين طويلة قبل سقوط بغداد، و ان الوضع زال على حاله كما كان،  فقلت مع نفسي ربما (هذه ترنيني   بعد ترنانا) كما يقول المثل الشعبي. الله يكون في عونكم ايها العراقيين  .

ملاحظة هذا المقال كان قد كتب قبل ان يتم اعدام دكتاتور القرن صدام حسين  [/b]



     

493
 

                              مشاكل الحكم الذاتي لشبعنا الكلداني الاشوري السرياني
بقلم يوحنا بيداويد
مابورن /استراليا
20/12/2006


كثر الجدال عن موضوع انشاء اقليم خاص بشعبنا الكلداني الاشوري السرياني في الاونة الاخيرة واحتدم الامر اكثر بعد ان اقام بعض افراد من الاخوة الاشوريين مؤتمرا  لهم قبل اسبوع في السويد واعلنوا في توصياتهم عن المطالبة باقامة اقليم اشور(مثلث اشور)  في منطقة اقليم كوردستان الحالية.
   
منذ سقوط الدولة العثمانية وتأسيس جمهورية كمال اتاتورك من بعد الحرب العالمية الاولى سنة 1918 م،  لازال الشرق الاوسط  والعراق  يعيش حالة اللااستقرار. تاسست الدولة العراقية عام 1921  ونصب ملك فيصل الاول كاول ملك لها ولكن مشاكل العراق لم تنتهي بسبب  الغبن الذي لحق الاقليات التي كانت تعيش بدون حقوق في دولة الرجل المريض مرة اخرى
 من هذه المشاكل:-
اولا
 مشكلة الاكراد الذين خسروا فرصتهم حسب معاهدة سيفر في اقامة دولة كوردية في مناطق يعيش فيها  الاكراد (التي تشمل خارطة كوردستان الكبرى اليوم) ، فقد تنصل الاتراك والانكليزعن هذه المعاهدة في معاهدة لوزان سنة 1923م

ثانيا
مشكلة لواء موصل الذي طالبت به تركيا ولازالت تطالب  بين حين واخرعلى اساس ان الحرب العالمية الاولى كانت قد توقفت حينما كان الجيش الانكليزي على مشارف شرقاط وكذلك وجود اقلية تركمانية في كركوك وتلعفر وموصل، هذه المشكلة كانت قد حسمت بعد  تشكيل لجان البحث والتقصي والاستفتاء لصالح العراق لكن اثارها  لا زالت موجودة ولذلك نرى بين حين واخر تحاول تركيا اثارة موضوع شرعيتها في هذا الاقليم بحجة حماية الاتراك الموجودين في العراق.

ثالثا
مشكلة الاشوريين
دخل الاشوريين الحرب العالمية الاولى كبقية الاقوام والاقليات التي كانت تحت ظل الهيمنة العثمانية بعد تعهدات من الانكليز باقامة دولة لهم في هكاري ولكن الاتراك مع القبائل الكوردية كانت قد هزمتهم اشد هزيمة مما اضطروا للاجلاء الى منطقة اورمي في ايران من هناك ايضا لاحقتهم القبائل الكوردية الايرانية و الكوردية التركية المتحالفة مع الجيش التركي مما جعلهم يلجؤون الى الانكليز في العراق في (فلوجة).

رابعا
مشكلة الاستعمار الانكليزي والحكومات الموالية له تحت النظام الملكي الذي فرض على العراق وعدم تساوي ميزان القوى بين الاقليات في الحكم جعل العراق يتوارث حالة الصراع بين الشيعة والسنة من جانب وبين العرب والاكراد من جانب اخر . وعد قيام الجمهورية سنة 1958 لم تمضي خمس سنوات حتى استلم حزب البعث الحكم  بعد مقتل عبد الكريم قاسم . ومن خلال عدة انقلابات بين اركان هذا الحزب بقى على هذا الحال لحين سنة 1968 حين اسلتم صدام حسين منصب نائب رئيس مجلس القيادة ومنذ ذلك اليوم حل التاريخ الاسود على العراق لحد سنة 2003 ، كان الدكتاتور يحكم العراق كما يشاء لا سيما بعد ازاح احمد حسن البكر في 1979 .
 
مضى تقريبا قرن كامل والعراق يعيش حالة اللااستقرار بسبب عدم ايجاد حلول لهذه المشاكل بصورة جذرية او قطعية. من هذه المشاكل هي وضع شعبنا المسيحي بصورة عامة و الشعب الكلداني الاشوري السرياني بصورة خاصة.

 في الاونة الاخيرة وبعد سقوط نظام البعث وزوال الدكتاتور صدام حسين من الحكم ، وبعد مضيء اكثر من 15 سنة على حالة الاستقرار والبناء الذي حصل في اقليم كوردستان ومن بعد وضع الدستور العراقي الناقص الذي لم يعطي حقوق الاقليات بصورة كاملة  وحالة الفوضى التي تعيشها العراق  حاليا جاءت مبادرة الاستاذ سركيس اغاجان الوزير المالي لحكومة اقليم كوردستان  بخصوص اقامة حكم ذاتي للشعب الكلداني الاشوري السرياني في سهل نينوى.
لقد تم طرح ودراسة هذا الموضوع في كثير من المقالات بالاخص مقالات الاب بشار وردة ( باب الحوار الهادئ في صفحة  عنكاوا  كوم)   والردود والمناقشة التي لاحقتها من قبل عدد كبير من المثقفين  والكتاب والسياسيين من شعبنا 

بما  ان السياسة هي فن الممكن، فاذن يجب ان نتوقع كل الفرضيات الممكنة لحالة شعبنا، كل الاحتمالات المتوقعة و الغير المتوقعة، يجب ان لا نفرط بحال الاخوة المتبقين من شعبنا هناك  كما فعل بعض من الاخوة الاشوريين (اصحاب المؤتمر في السويد).  يجب ان نكون معقوليين في مطاليبنا حسب امكانياتنا وظروفنا وظروف المنطقة ، يجب ان لا نكرر الاخطاء ونتعلم من دروس التاريخ، يجب ان لانكون انتهازيين، ان لا يهمنا ما يحصل للباقين هناك سوى مصالحنا، او نقحمهم في مشاكل لا غنى لهم فيها.

من خلال دراسة موضوعية وواقعية  نستطيع ان نقول هناك ثلاثة احتمالات لوضعنا في العراق في المستقبل وهي :-
 
اولا         اقامة منطقة حكم ذاتي  لشعبنا في اقليم سهل نينوى تابع لادارة اقليم كوردستان.
ثانيا        اقامة محافظة فيدرالية لنا تابعة للحكومة المركزية في اقليم سهل نينوى.
ثالثا        البقاء كما كان الحال عليه قبل سقوط صدام حسين مع تشريع قوانيين واضحة لضمان حقوقهم اينما يعيشون سواء كان هناك  نظام الفيدراليات او حكومة  مركزية في المستقبل في العراق.

في الاحتمال الاول اي ( اقامة منطقة حكم ذاتي في اقليم سهل نينوى تابع لادارة اقليم كوردستان) .  يجب ان نضع في حساباتنا اولا درجة ردود الفعل من الاخوة العرب على هذا الام، هل سوف يجبرون كل فرد من شعبنا من بقية المناطق على الهجرة الى هذا الاقليم وهل يتم تعويضهم عن ما سيخسرونه ام سوف يتركون بيوتهم واملاكهم وممتلكاتهم  منهزمين تحت ظلال الليل كما يحصل الان في بغداد وبصرة.
يجب ان ندرس الاتجاه الذي يميل اليه الاخوة الاكراد، هل هو اقامة دولة كردية خاصة بهم في المستقبل من ثم يعطون اقليم او محافظة رابعة  لشعبنا لكن تحت نظام علماني الذي يبدو انهم يفضلونه و يتبنوه لحد الان؟ ام سيفضلون البقاء مع الحكومة المركزية بنظام فيدرالي ؟ كيف سيكون الامر بالنسبة للاخوة  الاكراد والعرب واليزيدين الذين يعيشون ضمن المناطق التي فيها اكثرية من شعبنا المزمع اقامة حكم ذاتي لنا فيه؟
يجب ان ندرس على ضوء المعطيات الحالية مدى امكانية حصول الاخوة الاكراد على اعتراف بدولتهم ؟ ومدى تعاطف وتحالف الدول الكبرى في هذا الشان ؟ ومدى قبول دول الجوار لاقليم كوردستان، الامر الذي  صرحوا (تركيا وايران وسوريا) في اكثر من مناسبة بانهم سيرفضونه مهما كلف الامر. انها احتمالات يجب ان ندرسها بدقة كاملة ونتفاعل معها وليس اخراج او كتابة بيانات سياسية صبيانية على صفحات الانترنيت.

في الاحتمال الثاني اي( اقامة محافظة فيدرالية خاصة بشعبنا تابعة للحكومة المركزية)، يجب ان ندرس الصورة المعاكسة وهي مدى قبول الاخوة الاكراد الذين يعيشون في او بمحاذات القرى والقصبات التي يعيش فيها شعبنا؟، لانه هناك مناطق متداخلة، يجب ان ندرس مدى احتماية وصول الاخوة العرب من الشيعة والسنة الى حالة التفاهم على كيفية ادارة الحكومة المركزية في بغداد في نظام علماني بعيد عن تدخل الاطراف الدينية في التشريع والتنفيذ والقضاء والاعلام  وكذلك موقف الاخوة العرب و الاكراد  في اقامة نظام فدرالي في العراق  ومن ثم اعطاء لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني حقهم في محافظة فدرالية . وهو القرار الاهم الذي يجب نحصل عليه  قبل ان نحصل على قرار او  قبول الامم المتحدة والدول الكبرى بالفكرة.

في الاحتمال الثالث
يجب ان ندرس مدى جدية الاخوة العرب والاكراد والتركمان وغيرهم في قبول العيش المشترك لشعبنا بين اقاليمهم الفيدرالية او حكومة المركزية ومدى ضمان حقوقهم وعدم التعامل معهم كما كان في السابق على اساس انهم اهل الذمة.

في الحالات الثلاثة يجب ان نعلم مدى قبول دول الجوار لهذه الانظمة وهل سيتم  تثبيت هذه الاتفاقات في المحافل الدولية لا سيما الامم المتحدة بصورة قاطعة لن يتم الاخلال بها؟ هل سيكون هناك ضمان دولي لموضوع الحماية الدولية في حالة وجود خطر؟!! الامر الذي يبدو انه صعبا جدا.

لكن بغض النظرعن الحالات الثلاثة هناك مشاكل داخلية لنا كشعب واحد ولغة واحدة ووطن واحد ودين واحد وتراث و تاريخ واحد التي يبدو نها اصعب من مواقف الاخوة العرب والاكراد في اعترافهم  بحقوقنا وارضنا او اعطاء اقليم خاص بنا  وهي:-

التسمية    بالرغم من مرور قرن كامل على شعبنا لحد الان لم يتفق على صيغة هويته اعني التسمية، لا يمكن نكران هناك  نسبة كبيرة من الشعب تريد ايجاد صيغة توفيقية مثل التي هي مطروحة الان  (شعبنا الكلداني الاشوري السرياني) الصيغة الشاملة ، لكن معظم الاخوة الاشورين يرفضونها  فالبعض يميلون تلبيسها الثوب الاشوري في النهاية كما يفعل اعلام الحزب الوطني الاشوري الان، اما بعض الاخر مثل الاتحاد الاشوري العالمي وفعاليات المؤتمر الاشوري الحالي وغيرها من الاحزاب يرفضونها بصورة قاطعة ، لا بل يطالبون بسكوت الكلدان والسريان من الادعاء بتسميتهم .
 لوفرضنا ان احتمال المستحيل قد حدث، اي ان جميع الاخوة من الكلدان والسريان قبلوا  بالتسيمة الاشورية، هل تتفق الحركات والاحزاب الاشورية للتوفيق فيما بينها؟ الامر الذي كان احد اهم اسباب هزيمة اغا بطرس قبل 85 عاما وضياع فرصتهم، اي استراتيجية سوف يتبنوها؟ واي حزب يكون القائد ،لانه من غير المعقول وجود هذا العدد الكبير من الاحزاب والمؤسسات السياسية غير متفقة فيما بينها.؟!!

مشكلة القيادة   هذه من المشاكل المهمة  لم يحدث يوما ما اتفقنا جميعا على شخصية كرازمية قيادية لنا بسبب تخلفنا او بسبب تعصبنا او بسبب مصالحنا الذاتية ؟
هذه المشكلة متداخلة مع مواقف الكنائس وقيادتها المبعثرة البعيدة عن التعاطي مع اهمية الموضوع  اي المصير المنتظر له  فكل قيادة تفكر لوحدها!!! هناك البعض منهم لديه  خوف و شك من ضياعها او ذوبانها في غيرها من الكنائس  لذلك تزيد من الخطب العنصرية والتعصبية بين اهلها!! فتزيد التفرقة والابتعاد عن النظرة الموضوعية في الامر.

مشكلة الهجرة والعدد    انا اظن هذه من اهم المشاكل، لان العدد له اهميته، فعندما يجرى استفتاء في اقليم نينوى هل نحصل على عدد كافي من الاصوات لجعل ذلك الاقليم خاص بشعبنا؟؟ حتى لو  فرضنا منح الاقليم لنا هل سوف يرجع شعبنا من امريكا واستراليا وكندا واوربا للعيش هناك؟ بالاخص هؤلاء الذين يقيمون المؤتمرات بين حين اخر ويصرحون انهم سيحصلون على اعتراف دولي باقليمهم الخاص ؟!!!!!!!!!!!!

مشكلة الحلفاء    لا نملك حلفاء لنا بصورة واضحة الان في الساحة السياسية سوى القيادة الكوردية التي تتعاطف في ايجاد محل للجوء شعبنا الهارب من بغداد والبصرة والمناطق الجنوبية الاخرى، طبعا لا ننسى كل واحد يعمل لاجل مصالح قوميته فربما يكون الان من مصلحة الاخوة الاكراد تتلاقى مع مصلحة شعبنا في اقامة هذا الاقليم اليوم،  لكن السياسة  هي فن الممكن لا نعرف ما سيحدث في الغد؟!
على قيادة  شعبنا ان ينسوا التحالف مع الدول الغربية لا سيما امريكا والانكليز تماما ولا يحلمون بها ابدا لانهم يتراجعون عن مواقفهم بمجرد تغيير الحزب الحاكم  في بلدانهم  لنستفيد من تجارب الماضي.

في النهاية اود ان اقول هذه كانت محاولة  لدراسة الاحتمالات المتوقعة بصورة موضوعية ومعقولية ، كم كنت اتمنى من الاخوة الاشوريين ان يدركوا هذه الحقائق حينما يكتبون بياناتهم النرجسية البعيدة من الواقعية وغير المسؤولة عن رد الفعل الذي قد يحدث لاهلنا هناك من جراء ادعاء ومطالبة بمطاليب غير واقعية و بعيدة المنال.




  [/b]

494
لاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا يشارك  استقبال سيادة المطران جبرائيل كساب

 

شارك وفد من الاتحاد الكلداني الاسترالي في فكتوريا في استقبال سيادة المطران جبرائيل كساب مطران استراليا ونيوزلندا  في اول زيارة له الى مدينة مالبورن










495
            هل حان وقت لانشاء دولة كردية في اقليم كوردسان

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
28/11/2006

كثرت تكهنات وتصريحات المحلليين والسياسيين والمثقفين والمهتمين بمستقبل العراق  والشعب الكردي  من العراقيين والعرب والاجانب في موضوع احتمالية نشوء الدولة الكردية في فترة 5-10 سنوات القادمة في اقليم شمال العراق او ما يدعى الان باقليم كوردستان.  منذ دخول صدام حسين الكويت كنت اتوقع عودة القضية الكردية الى الساحة الدولية وقد اصبحت اكثر يقينا من ذلك عندما وضعت المناطق التي هي ما بعد وقبل  خطوط العرض 36  و 38   في منتصف سنة 1991 تحت الحماية الدولية.

اعتمادا الى ديالكتيكية الفيلسوف الالماني هيجل  في مفهوم حركة التقدم والتطور للعالم في التاريخ نحو وحدة ، واعية، متكاملة، خالدة، حرة الذات، عبر سلسلة لامتناهية من عمليات التغير والتطور، واعتمادا الى احداث ومنطق  الثورات للشعوب  في التاريخ او الى حركة البندول كما يُقال*، فان الظروف الدولية والداخلية والسياسية كلها في الوقت الحاضر تصب في خانة احتمالية نشوء الدولة الكردية القادمة في اقليم كوردستان في المستقبل.

على الرغم من بدء الحضارة الانسانية  في  بلاد ما بين النهرين  قبل سبعة الى عشرة الاف سنة، الا ان  الشرق الاوسط من الناحية السياسية عاش ولا يزال يعيش سباتا طويلا منذ  15 -20   قرنا، فكل الادارات السياسية التي تولت  شؤون المنطقة لم تقدم ولم تؤخر كثيرا، باستثناء فترة قصيرة من زمن الدولة العباسية وكان سببها واضحا *.

اذا استنادا الى المعطيات المتوفرة على الارض، اذا كان هناك امل في حصول قفزة نوعية في التغيير والتطور في الشرق الاوسط ممكن فقط ان تحصل في منطقة اقليم كودرستان كما اسلفنا، لان هذه المنطقة عاشت حرمانا وبؤسا وحروبا وقتلا وتدميرا وترحيلا لما يقارب مئة سنة، ولان دائما كانت الحاجة ام الاختراع لدى كل الشعوب و في كل الازمنة ، فان الشعب الكردي ومن يعيش معه من القوميات الاخرى لا سيما شعبنا الكلداني الاشوري السرياني قد وصل الى الوعي والادراك الذي تحتاجه البذرة كي يحصل لديها التغير اوالتطور (ديالكتيكية هيجل) واكتملت الارادة اللازمة ( شوبنهاور)  لدى المجتمع والقيادة السياسية الكردية، كل هذه العوامل  وغيرها تساعد وتدعم وتدفع عجلة التاريخ الى المضيء في اتجاه تحرر المنطقة من العقلية القديمة.

فمن الناحية التاريخية على الرغم من وجود الاكراد كقومية منذ التاريخ القديم، الا انه لم تولد لهم دولة قوية مقارنة باقوام    المنطقة ، لقد تكاثف وجودهم اكثر في هذه المنطقة منذ عدة قرون، لاسيما بعد الحربين الكونيتين،  وقد بدات ثورتهم الاولى على يد الشيخ  محمود عبد الحفيد في السليمانية في العشرينات ممن القرن الماضي ومن ثم وضع المرحوم الملا مصطفى البارزاني القائد التاريخي للاكراد هموم وطموح شعبه على عاتقه منذ سنة 1933 حتى وفاته في سنة 1977، ومن بعد وفاته تولى ابنائه واحفاده القيادة الكردية  بمشاركة قيادة حزب الاتحاد الوطني الطلباني في عملية النضال من اجل الحكم الذاتي للاكراد والقوميات المتاخية معهم في المنطقة.

هناك بعض العوامل والمقومات المهمة الاخرى  المتوفرة كما قلنا لقيام هذه الدولة:

اولا :-    الحاجة الدولية لقيام دولة  ديمقراطية في المنطقة، لذلك معظم الدول سوف تؤيد حصول هذا الامر اذا توفرت الظروف   وقبل الشعب الكوردي والقوميات المتعايشة معه القوانيين الدولية بشان حقوق الانسان في كافة بنودها.

 ثانيا:-    الاتجاه العلماني، ان  دول المنطقة كما قلنا عاشت سباتا طويلة لمة 15 الى 20 قرنا بسبب التسلط الديني الذي لازم الانسان في هذه المنطقة وعدم وجود امل لدى اي دولة من دول المنطقة قبول التغيير و التقدم والاستفادة من تجارب الامم الاخرى .

ثالثا :-    حرية الفكر والعبادة ، هذه تأتي من البنود الاساسية لحقوق الفرد في المنظمات الدولية لا سيما منظمة حقوق الانسان

رابعا:-   الحاجة والخبرة ، ان سكان المنطقة الان لديهم فكرة جيدة كاملة عن  اهمية  وحدة  والعيش المشترك للمجتمع في السلم والامان واعطاء الحق لغيرهم في الوجود، بعد هذه الفترة الطويلة من الحرمان والبؤس والحروب والدمار، طبعا ليس هذا الوعي او الادراك لدى الشعب الكردي  بالدرجة الذي هو موجود في دول متقدمة الاسكندنافية التي قضت على الامية قبل 100 سنة ولكن هناك بودار قبول التغير والتخلي عن العقلية القديمة لدى الجيل الجديد الذي احتك كثيرا باوربا وتركيا وتبني افكار وخطط دول وشعوب اوربا.

خامسا:-   الصراعات الاقليمية بين دول المنطقة والتي تعاكس حركة التطور والتغير تجعل من القيادة والشعب في هذه الاقليم اكثر اصرارا لبلوغ اهدافه التاريخية.لا سيما تبني القيادة السياسية استراتيجية حديثة مختلفة عن استراتيجية الانظمة الموجودة في المنطقة.

سادسا :-  الوضعية الغير المستقرة في العراق وتحول الصراع الى حرب طائفية بين الشيعة والسنة وعدم وجود بوادر نهايتها في القريب العاجل بسبب التدخلات الخارجية مثل امريكا  وحلفائها من جانب وسوريا وايران من جانب الاخر.

سابعا:-    ان الشرق الاوسط يعيش غليان الذي عاشته شعوب اوربا قبل 150 سنة، اي بروز الشعور  القومي وغليانه لدى شعوب المنطقة.


العوامل والنقاط السلبية التي  تعيق حركة فكرة انشاء الدولة الكوردية هي :-
 
اولا:-  التيار الديني المتطرف الذي ما زال ضعيفا ، حتى ان القيادة السياسة الحالية لاتحبذه ولا تستمد نفوذها منه مثلما يحصل في مناطق اخرى في العراق،  لكنه اذا استطاع هذا التيار في اي مرحلة تغيير ميول الشعب اليه، حينها تكون الخطورة كبيرة على فكرة نشوء  دولة كردية ، ففي حالة نجاحه حتى بعد قيام الدولة الكردية فانه سوف يحرق الاخضر باليابس وتسقط هذه الدولة في نفس اخطاء الدول وشعوب المنطقة مرة اخرى.

ثانيا:-  النظام القبلي الذي عاشه الاكراد منذ بدء التاريخ والذي لا زال معمول به الان  لدرجة كبيرة ، اذا استمر المجتمع الكردي عليه فان حركة  تقدمه تكون بطيئة جدا.
 
ثالثا:-  النظام والفساد الاداري والتبعية، ان هذا النقص موجود في معظم الدول لكن في درجات مختلفة ، ويعتمد كليا على تربية الاجيال على  الوعي والاخلاص الفرد  لشعبه والتخلص من الانانية الذاتية التي تعيق حركة البناء والتطور و الابداع الفكري الحضاري .

رابعا:-  استقلالية الهيئات  التشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلامية من بعضها تماما واعطاء  الدور الكامل لكل منها للقيام بمهامه بصورة مستقلة ومستقرة.

خامسا:-  قوة الائتلاف بين الاحزاب الرئيسية فيما بينها ودرجة استعداد للتضحية من اجل طموح التاريخي لسكان هذه المنطقة وعدم حصول التصدع بينها كما حصل في الماضي.

سادسا:-  ان اقليم كوردستان محاصر من معارضي فكرة قيام الدولة الكردية لاسيما تركيا و ايران وسوريا لاسباب عديدة لا مجال لذكرها هنا. لذلك يجب ايجاد حلفاء اخريين  امناء على مدى طويل لانجاح هذا الهدف وهو امر صعب في مقدمتهم العرب من شيعة وسنة العراق .

سابعا :-   مصداقية الحكومة الادارية في عملية الانفتاح وتطبيق القانون بصورة دقيقة، هذا بالاضافة الى اثبات وجود دلائل عملية وشاخصة بعدم طغيان القومية الكردية على القوميات الاخرى وعدم سلب حقوقهم واراضيهم ومصالحهم في المنطقة مثل شعبنا ( الكلداني الاشوري السرياني)  والاتراك والعرب واليزيديين والشبك الموجودين في جغرافية الاقليم وتطبيق القانون بصورة مستقلة بدون تمييز بين هذه الفئات.

سابعا:- مدى الاندماج الحضاري بين الفئات المتعايشة في المنطقة ومدى حصولهم على المصالح او الفائدة المباشرة من قيام هذا النظام ، اي ان العامل الاقتصادي مهم جدا لقبول جميع الفئات بالفكرة والتضحية من اجلها ولا ان تكون الفائدة محصورة بايدي المتنفذين فقط.
 
في الختام نستطيع القول ان موازين القوى لحد الان تجرى لصالح نشوء الدولة الكردية في الفترة القادمة اذ لم يحصل اي  تغيير في موازين  القوى الكبيرة في العالم، لكن بالمقابل هل ان سكان الاقليم بجميع قومياتهم وبالاخص من الاخوة الاكراد الذين هم الاكثرية مستعدون لازالة هذا المعرقلات التي ذكرناها  اعلاه وقبول العيش بحسب مفهوم العصري للمواطن الصالح ام انها مرحلة وقتية يمر فيها الاقليم مثلما مرت غيرها من الفرص؟!!
____________________________________________________-

*  حركة البندول هو وصف يُقال لغيير حضارة الشعوب عبر التاريخ ،  اي الوصول الى القمة من ثم النزول الى القاع ثم الرجوع الى القمة

** بسبب التبادل الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي حصل بين الاقوام التي كانت تعيش في بلاد بيث نهرين ( حضارة الكلدانية والاشورية)  والحضارات المحيطة بها مثل الحضارة الفارسية والاغريقية و الرومانية والفرعونية.



       

496
                        لماذا أختُطِف الاب دوكلص البازي ؟
بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
21/11/2006


بين حين واخر تظهر اعمال فئة من الفئات الكثيرة المتصارعة في العراق على شاشات التلفزيون والصحف الالكترونية والجرائد والمجلات  وذلك عن طريق عملية اختطاف او قتل او ذبح او اختصاب او تفجير محل ما ، كلها اعمال شريرة  موجهة الى الشعب العراقي بصورة عامة وشعبنا المسيحي بصورة خاصة الذي لا حول له ولا قوة ولا منقذ ولاحامي ولاحتى  من يدين  مقترفي الاجرام ضده .
بين حين واخر تلتف انظار هؤلاء المجرمين الينا،  فيوجهون  سهامهم واجرامهم وحقدهم وكراهيتهم صوبنا، هذه الفئة التي تريد ان تعيش في ظلام، بعيدة عن الحياة الحقيقة الواقعيةالعادية، التي وهبها الله لنا جميعا،  وترغب في اجبار الاخرين على قبول اوامرها. في هذه  الاعمال الاجرامية يعلنون عن رسائلهم الى العالم، ويكشفون عن طريق هذه الاعمال المشينة المنطلقة من غرائزهم المدفونة في صدورهم عن نظرتهم السلبية الى الحياة وكرههم لقوانين الضمير الانساني وتعليمات الديانات السماوية.

 انه لامر عجيب ان ينسى الانسان ماضيه بهذه السرعة الكبيرة فلا يستفيد من تجربته ولا يتطور كي تسهل عملية ادارة اعمال حياته في هذا العالم الذي خلقه الله متغيرا.اذا كان هؤلاء المجرمون يظنون ان الله قد اوكلهم على الارض كي يديروا شؤونها مثلما كانت اساطير الديانات البابلية تحكى لانه كان قد تعب من ادارتها،ا فانهم مخطئون، لان على غرار مبدئهم هذا ، يعني ان الله المتعالي واالسامي عن ادراك الانسان لكماله،  يشترك في الاعمال الشريرة والخاطئة التي تحدث في هذا العالم ،و يعني ان الله كان قد اوكل هولاكو وجنكيزخان و امراء المغول والتتر والفارسيين والعثمانيين والقرقوشيين قبلهم على قتل العراقيين وانزال اشد العقوبات بهم  وهم الان ينعمون في الجنة  وكان  الحجاج وابو عباس السفاح  وكل المجرمين في تاريخ العراق على حق في قتلهم اعدائهم وان ما قاموا به هو قرار الهي؟!!!
 
واذا كانوا هؤلاء على حق ،فاذن صدام حسين احق منهم جميعا ،لا بل ان صدام حسين ليس مجرما و لا علي الكيمياوي مجرما  ولا كل اعوانهم ، بل المجرمون الحقيقون هم من وضعهم في قيد التحقيق او السجن وجلبهم الى المحاكم . وان اقدس انسان في العالم هو هتلر!! واعظم نبي في التاريخ  هو استاذه نيتشه؟!!

اذا كان هؤلاء يظنون ان المسيحية سوف تزول او ترتد عن مبادئها فهم مخطؤون، لقد مارس هذه الطرق مع الكنيسة الشرقية يزدجر الفارسي وكثير من حكام الفرس  قبل 16 قرنا  وكذلك عمل بعض العرب والمغول والتتر والعثمانيين وغيرهم ولكن دائما كانت نهاية هؤلاء المجرمون قريبة مثل غمضة العين.

في الختام نرجو ان تكون رسالة خاطفي الاب دوكلص بعيدة عن الاجرام والابتزاز والقتل والذبح ، وان لا يكونوا مثل العصابة المجرمة التي ذبحت الاب اسنكندر بولص في موصل قبل ستة اسابيع . نرجو ان تكون مطاليبهم انسانية بحتة تهم كل العراقيين ومن اجل مستقبل افضل للجميع، ونرجو ان لا  يكون حكمهم مثل حكم حاكم قرقوش ان يدفع الاب دوكلص ثمنا لعمل غيره بل ان تسمو الخلق الانسانية في طريقة معاملتهم له لحين عودته لاهله واصدقائه واقاربه واخوته العراقيين.
نرجوان يعلموا ان خطف او قتل المسيحيين لا يحقق النصر المبين لهم ولا لغيرهم ولن تنهزم او تغير امريكا وحلفائها سياستهم في العراق نتيجة قتل المسيحيين ؟!!
وهل يعقل ان يقتل الانسان اخيه كي ينتقم من عدوه؟ في اي زمن نعيش؟!!!
   

497

الاتحاد الاشوري العالمي وحلمه باقليم اشور

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
16/11/2006

منذ فترة طويلة كأي شخص متابع الى حركة التطور للفكر السياسي لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني  في العراق والعالم ،ارى ان امل وحدة هذا الشعب هي  بين المد والجزر، لاسيما حينما اطلعت على مواقف الاتحاد الاشوري العالمي.  كان قد اسعفني قبل عشرة سنوات صديق عزيز من الاخوة الاشوريين بكثير من معلومات عن تاريخ هذه المنظمة التي تاسست في فرنسا واوربا في الستينات وعن اهدافها ورؤيتها في المازق الذي يعيشه شعبنا الكلداني الاشوري السرياني. وبعد  ظهور مواقع الانترنيت  خاصة صحيفتنا الغراء عنكاوا كوم وبعد استماعي عدد من
        SBS Assyrian Program in Australiaالمرات الى البرنامج الاذاعي الاسبوعي           
المقابلات التي يجريها السيد ولسن يونان بين حين واخر مع السيد هرمز شاهين احد اعضاء هذه المنظمة وممثلها في استراليا .
ففي كل مرة كنت اسمع شيئا جديدا عن اهداف هذه المنظمة ، وفي المقابلة الاخيرة التي اجريت  معه بعد مشاركة الاتحاد الاشوري العالمي في المؤتمر الدولي للشعوب والقوميات بدون اوطان  الذي عقد في تايوان من 27-29/10/2006. تطرق السيد هرمز شاهين الى رؤية الاتحاد في موضوع  اقليم اشور كما يدعي  او الحكم الذاتي للاشوريين  في سهل نينوي وحصول الموافقة من قبل هذه المنظمة على الطلب. 
في الجميع مرات السابقة كنت اعطي الحق لهذه المنظمة ان تفكر كيفما تشاء كغيرها من المنظمات الكثيرة التي ابتلى بها شعبنا احيانا كثيرة،  لكن في المقابلة الاخيرة وجدت شيئا غريبا وغير معقولا في كلام السيد شاهين.
كنت قد استمعت في مقابلة سابقة قبل عدة اسابيع من السيد شاهين في نفس البرنامج انه كان قد اجرى اتصالات منذ فترة طويلة مع بعض اعضاء البرلمان الاسترالي( كما هو الحال في اوربا وامريكا )  وقبل اكثر من شهرين عمل اجتماع مهم في كانبيرا مع بعض اعضاء برلمان وفيها استعرض الاتحاد الاشوري العالمي المذابح والماسي التي لحقت بالشعب الاشوري والمسيحي ( اذا احتاج الامر الى ذكرهم )  بصورة عامة كما يصفونها في العراق .
 الغرابة كانت في جواب السيد شاهين عندما سُئل  من قبل المذيع عن العدد الحقيقي للاشوريين في الاقليم المزعوم اقليم اشور كي يُمنحح لهم هذا الاقليم ، حيث اجاب انه لا يهم العدد، ما يهمنا هو ان يتم الاعتراف من قبل الحكومة الفيدرالية العراقية والامم المتحدة ودول الجوار باقليم اشور(طابو باسمنا) على غرار ما هوالواقع الحالي لاقليم كوردستان.
ما استنتجته من هذا الكلام ان الاخوة في الاتحاد الاشوري لا يدركون الواقع الحقيقي للعراق ولا يدركون مدى صعوبة تحقيق هذا الامر ولا يهمهم وحدة شعبنا ومصيره المتعرض للتفتيت في كل يوم مثل الاختطاف والاختصاب وقتل وتهجير والهجوم على الكنائس بقدر ما يهمه حصول طابو على اطلاق تسمية اقليم اشور على سهل نينوي ومن ثم يستطيع  الاخرين العيش فيه، سواء  كان كلداني او يزيدي او كوردي او عربي مع العلم يزيد عدد كل فئة من هذه القوميات على  عدد الاشوريين الموجوديين هناك.

الاخوة في الاتحاد الاشوري العالمي اغلبهم ولدوا خارج العراق او تركوا العراق منذ فترة طويلة. لا اعلم هل يجهلون فعلا التناقضات والاختلافات والتشعبات الموجودة بين القوميات لسكان هذه المنطقة؟  ام انه عناد مستميت على التسمية الاشورية بغض النظر عن الماسي والمصائب  والخطورة والهجرة التي مر و يمر بها المسيحيون فيها من كل التسميات والطوائف.
الشيء الاخر لمسته من الاخوة في هذا الاتحاد وهو الاخطر، انه كل من يدعي بالكلدانية او غيرها هو ليس من هذا الشعب اي انه شعب اخر، وليس من  الذين يتكلمون السورث، وكأن  كلمة سورائي محصورة بالاشوريين فقط ، هذه النظرة النرجسية التي وجدتها لدى اقوال السيد شاهين جعلتني ان اتسائل كثير من الاسئلة عن مدى جدية اهداف  هذه المنظمة التي هي الوحيدة المصرة على عدم وجود تقارب او تعامل مع الاحزاب الكلدانية او السريانية، فتريد قطع حتى شعرة معاوية مع الجهات الكلدانية او الاعتراف بها. فهل فعلا لا يهم هذا الاتحاد نسبة 75% من المتكلمين بلغة السورث؟ وهل يعقل ا ن يمنح اقليم اشور الى الاشوريين وهم في المهجر ولا يوجد عشرة الاف  شخص يعيش في الاقليم المزعوم.
هل اقليم اشور اهم من وحدة شعبنا؟ لذلك لا تبحثون عن السبل الكفيلة للاتحاد مع الاحزاب الاشورية الاخرى اولا ومن ثم  ايجاد صيغة تفاهم مع الكلدانيين والسريان والخروج بصيغة توفيقية على غرار الموقف المشرف لرابي سركيس اغاجان و الاحزاب والمنظمات الموجودة في اقليم كوردستان التي وقعت على الوثيقة الخاصة عن حقوق شعبنا  كي تذكر في دستور اقليم كوردستان القادم؟
هل ان بقية الاحزاب والمنظمات في شعبنا اقل حرصا منكم؟ لا سيما الذين كانوا في المعارضة واليوم في الحكم انهم يتفادون مطالبة لاقليم اشور بهذه الطريقة التي انتم تتصورونها؟
انا اخاطب الاخوة في الاتحاد الاشوري العالمي،  فرضا كل شيء تم على ما تحلمون به وأعطي اقليم اشور لكم، هل انتم مستعدون الذهاب والعيش في الاقليم المزعوم؟ وهل لديكم جنسية عراقية كي يُسمَح لكم للذهاب هناك لتعيشوا كعراقيين في احد اقاليمها ؟ وهل من المعقول ان تحصلون ا على  اعتراف  دولي من قبل الامم المتحدة باقليم اشور وان الاخوة الاكراد الذي يزيد عددهم عن 35 مليون في العالم لحد الان لم يحصلوا على اعتراف واضح وصريح بدولة لهم وفي نفس المنطقة على الرغم من هذا العدد الكبير من الثورات والحروب والتضحيات التي اعطوها؟ .
في النهاية،  اذا كنتم انتم مسيحيون مثلنا، تتكلمون نفس اللغة ولدينا نفس التاريخ ونفس التراث والارض والكنائس لا تعترفون بالكلدانيين والسريانيين؟  كيف يمكن ان يقبلكم الاخر  بعددكم الضئيل والمختلف عنكم في كل هذه المقومات و يعيش معكم بسلام وامان.  ان انجازاتكم في الاوراق والمؤتمرات تختلف عن الامور على ارض الواقع، فلا تطالبون بما يستحيل تحقيقه، ولا تتركوا الاخوة الاكراد والعرب والتركمان وغيرهم يزيدون الحقد والكراهية والانتقام وعدم الثقة باخوتنا الباقيين هناك من جميع القوميات او التسميات .   
في الختام اسال السيد شاهين واعضاء هذه المنظمة هل انتم تبحوثون عن مصير الانسان ؟ ام مصير الارض؟ ايهما هي الاهم لكم؟ هل ان الانسان سيد الارض ؟ ام ان الا رض سيدة الانسان؟
انها اسئلة تحتاج اجوبة موضوعية منكم ايها الاخوة في الاتحاد الاشوري العالمي ضمن في تدرج اولياتكم. [/b] [/font] [/size]

498
                     هل صدام حسين وحده يستحق الذهاب الى مزبلة التاريخ؟

يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
7/11/2006

ستتذكر الاجيال القادمة يوم  الخامس من تشرين الاول سنة 2006 بكثير من الفرح والبهجة، وستحتفل الامهات والارامل كل سنة في مثل هذا اليوم  وعندما يكبر ايتام حروب صدام وسيتذكرون انه في هذا التاريخ نال الشخص الذي سبب الالم والحسرة حرمان من عطف الابوة حقه. لقد فرح كل من فقد قريبا او زوجا اوابنا اوابا اواخا بالحكم العادل الذي فرضته السماء قبل الارض .حسب مقولة الكتاب المقدس (  فكل ما يأخذ بالسيف، بالسيف يهلك) على هذا الرجل.

نعم فرح الملايين من العراقيين الذين كانوا يظنون ستترك ابصارهم وتتوارى اجسادهم  هذا العالم وان صدام حسين لا زال  جالسا على كرسي الظلم، وان العدالة لن تحقق لهم رغبتهم في نيل حقهم من الرجل الذي ارهب وسبب الويلات للملايين وقتل وعدم الالاف  وشرد الملايين  وسبب ثلاثة حروب طاحنة لشعبه.

لقد انتظر الملايين من العراقيين  هذه  الساعة المهمة، انتظروها سنين طويلة بعضهم اكثر من اربعين سنة،  لكن الكل يعرف ايضا ان الله يمهل و لا يهمل.  ها هواليوم المنتظر قد حل وهاهو المجرم يرتجف لسماعهِ الحكم وهاهي زغاريد الامهات والارامل والاخوات تتصاعد فرحة في ازقة بغداد وكل المحافظات.

ولكن لو عادوا العراقيين الى الوراء وتصفحوا سجلات تاريخ السياسي للعراق منذ بداية دولتهم في سنة 1920 من القرن الماضي ولحد اليوم نرى انهم لم يتفقوا على شخصية معينة من قادتهم.  فهم يفتقرون الى بطل تاريخي حقيقي مثل غيرهم من الامم والشعوب مثل نيلسن مانديلا و نابليون وبسمارك وجورج واشنطن وغاندي ومارتن لوثر كينك؟ انه سؤال يطرح نفسه هل ارتضوا من حاكم معين؟ الم تكن كل القيادات التي تولت الحكم في النهاية انتهت بالانقلاب او الاغتيال او النفي ؟ ممن كان العراقيون راضون في عمله السياسي؟

رحم الله الدكتور على الوردي الم يكررها الاف المرات في مؤلفاته لا سيما في كتابة ( مهزلة العقل البشري) وكتابه ( وعاظ السلاطين) .انها ازداوجيتنا  كعراقيين التي منذ اربعة الاف سنة لم  لن تزول مهما تغير الزمن.

انه سؤال اخر يطرح نفسه الان، هل ان صدام  وحده يستحق الموت شنقا؟!! وهل هو المجرم الوحيد في عراق اليوم؟ ام هناك اليوم مئات من امثال صدام  في سواء كانوا في  الحكم  او لهم القدرة على الحكم من خارج الحكم الشرعي عملوا ويعملون بنفس قذارة واجرام صدام حسين او اسوء منه؟ لماذا السكوت عنهم او التغاضي عن اعمالهم؟

متى ياتي اليوم ومتى تاتي الساعة التي  ينال فيها هؤلاء حقهم من حكم العدالة، اذا كان العراق بدأ حقبة جدية وقانون جديد ودستور جديد؟ متى نرى هؤلاء الذين قتلوا الناس الابرياء في قفص الحكم .

ام ننتظر مرة اخرى تاتي دولة غربية تعطف علينا  فتغير حاكمنا او رئيسنا  الذي نعجز تغيره. انا اعتقد لحد الان امالنا  خائبة في الجمهورية الثانية ايضا، واذا كانت حكومة اليوم تلغي الدعوات ضد البعض بهدف المصالحة او المساومة،  لانهم من مليشيات او عشائر او اقارب او القاب او غيرها من الاسباب تضع المجرم فوق القانون فاننا نخدع انفسنا، لانه هكذا عمل بعض العراقيين يوم اعدم الملك وحاشيته وسحل البعض في الشوارع، وهكذا عمل البعض الاخر يوم اعدم عبد الكريم قاسم في مبنى الاذاعة والتلفزيون بدون محاكمة، وهكذا فرحوا  يوم زوال  عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف من الحكم على التوالي، وهكذا مرت الاف والاف من قطاعات الجيش العراقي والمنظمات المهنية من الرجال والنساء ، من كودار التدريسي للجامعات والمعاهد والمدارس ، من فئات حزب البعث التي مرت  امام منصة المجرم صدام حسين في السابع عشر من تموز سنة 1979  وهي تؤدي التحية والولاء بتولي صدام حسين الحكم  واحالة احمد حسن البكر الى التقاعد.

انه تاريخنا كعراقيين  يجب ان لاننكره ولا ننساه، انها مواقفنا يجب ان لا ننهزم من تحمل اثارها.
فاذا لم يغير العراقيين  اليوم طريقة تفكيرهم، واذا لم يغير اصحاب الحكم طريقتهم  في ادارة البلد، واذا لم يساوى القانون بين العراقيين جميعا بغض النظر عن درجة قرابتهم من الحكم او قوميته او مذهبه او نوع واسطته ومعارفه او امجاد اجداده،  فاننا مرة اخرى نخدع انفسنا، كأننا  نسير في نفس المسيرة التي سار فيها ابائنا واجدادنا.

 في مناسبة نيل الدكتاتور المجرم حكمه العادل، نتسائل هل هو الوحيد الذي يستحق الذهاب الى مزبلة التاريخ؟؟!!! . وهل سياتي حاكم اخر في الغد وسيضع اصحاب الحكم الحاليين او غيرهم  في قفص الاتهام،  ومرة اخرى تتصاعد زغاريدنا واصوات بنادقنا فرحة بحلول العدالة؟ ام نتجرء ونصيح باعلى اصواتنا من اليوم على كل ظلم يحل على كل عراقي مهما كان دينه او قوميته او عرقه او مذهبه.
فهل تعاد مسرحيتنا على منصة اخرى وفي موعد اخر وفي مناسبة اخرى ؟. فهل نحن مستعدون التعلم من تجارب التاريخ والاخرين ام نستمر في عقليتنا وازدواجيتنا المتناقضة ؟ وهل سيفكر كل عراقي من موقعه من درس صدام حسين ويتعهد ان يكون مخلصا للعراق جميعا قبل كل شيء ولن يفرق بين عراقي واخر مهما كانت الاسباب،  ام انها زخة صيفية سوف تنقشع وتعود (حليمة على عادتها القديمة)؟ ويبدأ فصل اخر  من تاريخ العراق الحديث مثل تبدأ  قصة بلا بداية ولا نهاية للكاتب المصري نجيب محفوظ .
   

499

هل يستطيع شعبنا الكلداني / الاشوري /السرياني  صنع وجوده من جديد؟[/color]

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
3/11/2006
ybidaweed @hotmail.com


ان شعبنا المسيحي الممزق والمرقع باسماء متنوعة التي ولدت نتيجة ظروف سياسية قاسية التي مرت فيها بلاد ما بين النهرين خلال الالف الاول  والثاني   يمر الان  في مخاض عسير في بداية الف الثالث. لم يبقى لامبرطوريات التاريخية التي يحملها شعبنا اسمائها  اي وجود وانما انصهرت في المسيحية القادمة من فلسطين وانطاكية عبر اورفا والنصيبين وشمال العراق ، فامتزج الاشوريون والكلدانيون والاراميون في المسيحية التي كانت بمثابة  ثورة فكرية ودينية وسياسية لهم  حيث غيرت طريقة تفكيرهم في الحياة الروحية و الاجتماعية والسياسية والادارة فانقلب هذا الشعب الذي تميز بالحروب والقتل والثورات من حصان جامح الى حمل وديع يتحمل جرائم وتجاوزات واضطهادات الاخرين له. فاتخذ تسيمة سورائي اي المسيحي لان مملكة اسورينا الارامية في شمال الغربي كانت قد اول مملكة دخلت المسيحية ومنها انتقلت المسيحية الى بلاد ما بين النهرين بلغتها الارامية والتي اشتقت منها جميع لهجاتنا.

على اية حال كُتِب  الكثير عن سرد التاريخي لهذه الحقائق، وان الانسان الذي يبحث عن الحقيقة الموضوعية في هذا الامر  يختلف كثيرا عن الانسان الذي هو غارق في افكار و اوهام  مشبعة من غريزته القومية فلا يرى ولا يشعر الا بذاته بسبب حالة النقص والقلق والخوف التي تحيط به واحيانا اخرى بسب الازداوجية المقيتة بين ذاته وخصوصيتها المقدسة  ومصالح تلك الذات ونزواتها الحيوانية.
فشعبنا منقسم بين كلا الحالتين ولا نعلم متى تحصل الكبوة وينهض من سباته.

نعم انه سؤال مثير ومقلق للكل، هل يستطيع شعبنا ان يصنع تاريخه من جديد ويعيد امجاد بابل واشور ام سينتهي في قائمة القوميات والشعوب المنقرضة؟ لا شك ان الظرف السياسي الذي يمر فيه العراق هو صعب جدا، ولا يستطيع احد التكهن بالنتائج النهائية لهذه المرحلة من تاريخ بلاد ما  بين النهرين،  بسبب الصراع السياسي العالمي القائم هناك،  حتى اصحاب الامر لا يدركون كيف والى اين تسير السفينة؟!!!

من جانب اخر هناك فرصة تاريخية اتية لشعبنا المسكين المتخبط في الصراع الفارغ من المعنى  في حرب التسميات التي كلفتنا اكثر مما تستحق. لان الكل يتفق نحن شعب واحد وقومية واحدة وتاريخ وارض وتراث واحد  ولكن لكل واحد منا رؤية خاصة  في هذا الامر.

هذه الفرصة اتية من الوضع  الذي يمر فيه اقليم كوردستان ومحاولة  حكومة الاقليم وضع دستور يراعي حقوق الانسان لجميع القوميات والاديان  في المقدمة واهم الامور هو الاعتراف الصريح بوجود التاريخي لشعبنا في هذا الاقليم وحقوقه المشروعة في الوجود كغيره من القوميات والشعوب في الاقليم.

لقد حاول الكثير من الكتاب والمثقفون والسياسيون ورجال الكنيسة تقريب وجهات النظر بين فرقاء واحزاب ومؤسسات شعبنا،  الا انها لحد الان لم تسفر عن امل في النجاح ، على الرغم لازالت النقاشات جارية بين بعض اطراف و احزابنا السياسية في مدينة عنكاوا.

كانت المفاجاة الكبرى لنا موقف الشخصية الفذه السيد سركيس اغاجان وزير المالية في حكومة الاقليم الذي شارك في الاونة الاخيرة في هموم شعبه في محاولة لسد الثغرة بين هؤلاء الفرقاء باستخدام تسمية مركبة من مكونات الثلاثة لشعبنا بصيغة (الكلداني الاشوري السرياني) .  على الرغم وجود محاولات واتفاق عام بين الجميع على ضرورة وضع حد نهائي  لهذه الفرقة وقبول هذه التسيمة المركبة الا ان جميع هذه الاحزاب ايضا لديهم شكوك في نجاحها.

حقيقة انا ارى لديهم  حق في شكوكهم، لان تجارب الماضي وتصاريحات المسؤولين لا سيما من قبل الاخوة الاشوريين التي دائما أتسمت بوجود ثغرة ما في محتواها  واصرارهم على ان التسمية الاشورية لها الافضلية او هي الاصلية تجعل اغلبية شعبنا يشعر ان تحقيق هذه الوحدة بهذه الطريقة ومن قبل اصحاب هذه التصريحات هي فاشلة اجلا ام عاجلا. لا سيما حينما يرى موقف وحركة التنظيمات الاشورية في المهجر سواء كانت في الاعلام او المؤتمرات واللقاءات مع ممثلي اعضاء البرلمان الدول الغربية. المشكلة ليست محصورة في الموقف السياسي فقط وانما في موقف الكنائس ورؤسائها، ولانريد هنا ان نزيد الزيت على النار ، فقط نقول يا حبذالو كانوا رجال الدين بعيدين عن  الساحة السياسة ويا حبذا وعاد  السياسيين من شعبنا في الغرب او وعدوا على الاقل  بعودتهم بالفعل الى ارض الوطن كشيء عملي او برهان منطقي لما يقولون اويؤمنون به،  بدل بقائهم حجر عثرة امام اقتراب بقية كيانات شعبنا من بعضهم . او يسكتوا ويتركوا لاهل المنطقة ايجاد  حل للمشكلة.

لكن من جانب اخر يجب ان ندرك  انها فعلا فرصة ثمينة لشعبنا ان يسجل وجوده في اقليم كوردستان، الدولة الكردية القادمة، دولة ربما تكون الدولة العصرية  المنتظرة تختلف كثيرا عن ما بقى من  انقاض الدولة العثمانية والفارسية في المنطقة.

فاذا تخلف شعبنا عن هذه الفرصة التي ربما هي الاخيرة لتجديد وجوده كشعب،  سيكون قد انزل الستار على وجوده النهائي في التاريخ والمنطقة ، لان ظروف اقليم الوسط والجنوب ليست مرشحة ابدا للاستقرار وتواجد الامن والنظام وسماح للاقليات الدينية والعرقية بالوجود، وانا اظن يتفق الكثير معي ان  ما حدث لاهلنا في بصرة ربما يحدث في بغداد وموصل قريبا.

انها حقيقة ساطعة كالشمس في كبد السماء نحن ينقصنا دروس في فهم عجلة التاريخ ومعطياته، فاننا منغلقين على انفسنا وقرانا وابناء عشيرتنا وتسمياتنا، و حتى كنائسنا، اننا اصبحنا مشكلة لانفسنا قبل ان يكون الاخر مشكلة لنا، اننا قد حيرنا اصدقائنا وحلفائنا في كيفية ايجاد مخرج لمشكلتنا بماذا يدعونا، وما الغرابة في ذلك السنا نحن انفسنا ارسلنا ست وفود مختلفة الى المؤتمر العالمي للصلح  بعد انتهاء حرب العالمية الاولى؟ الم يعدالتاريخ نفسه يا اخوتي؟.

كلمة اخيرة  ان لم نتفق معا على طريقة اخراج شعبنا من المشكلة يجب ان لانلوم الا ذواتنا وان لا نلوم الا الذين يصرون على ظهورهم الوحيد  على الشاشة او الذين  رخصوا لانفسهم ان يتكلمون باسم الاخرين في محافل الدولية والحكيم تكفيه الاشارة.

          [/b]

500
   


            من علامات انقسام العراق هي ( القندرة) !!

بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن / استراليا
28/10/2006

يُقال في قديم الزمان ، حينما لم يكن هناك وسائل تَنقل للانسان الاخبار وتُعلِمهُ عن ألانواء الجوية وظروف الطقس، كان يعتمد على حكمة الكبار في السن وخبرتهم المتراكمة على مر العقود، ففي كل مساء  كان يصعد الحكيم  او الرجل القدير في هذا الامر على السطح  ويتفحص الفضاء واتجاهات  الرياح وقوتها  ويتحسس  حرارة الجو، فكان يتكهن الحكيم بما يُخبئه الغد للكادحين والعاملين ، هل هو يوم ممطر؟ اوهل  ستهب الاعاصير؟  او .....الخ، فكان الكادحون يستسلمون الى حكمة الشيخ ويلفون رؤوسهم وينامون رغدا عارفين ما سيعملون في الغد.

ففي هذه الايام كثرت تصاريح الحكماء وتكهناتهم في مستقبل العراق،الذي هو اقدم وطن  في تاريخ البشرية، وكثرت تحاليل السياسين والمتخمرين فيها، اليوم وفي زمن الدجل والكذب والمصلحة والسياسة القذرة وبأسم الدين وباٍسم الله والسماوات بدات تلوح علامات انقسام العراق وزواله من الخارطة السياسية العالمية بعدما كان مهدا للمعرفة البشرية.

لا يشك احد في هذا الامر ان العراق اصبح مركزا للصراع بين العالم الغربي والشرقي، العالم الصناعي والعالم الثالث، بين الديمقراطية الحديثة و العقيدة الاسلامية الاصولية، بين الكبار والصغار ، بين انياب اشرس الكائنات والوحوش  البشرية المفترسة في الوجود.

فكل طرف من هؤلاء يريد العراق ان يكون تابعا له، امريكا  والدول الغربية تريد نظام ديمقراطي في العراق كما هو في سويسرا، فيه حرية الرأي وتغييرالسياسين من مناصبهم كل اربعة سنوات حسب اصوات الاغلبية، وفتح مجال للاستثمار وحلول الامن وقيام ثورة عمرانية صناعية على انقاض حكومة صدام المستبدة ، والقضاء على الارهاب الموجود في كل العالم في ارض العراق، هذا الموقف المعلن ولا نعرف عن  الغير معلن.
 
اما ايران تريد العراق لا من اليوم  ولا من الامس ولا من زمن حرب الثمانينات، وانما من زمن جدهم الاول كسرى وقورش ويزدجر الظالم و فيروزشاه وطهماوست، اما اليوم الحكومة الاسلامية في ايران تقوم  ببذل  الغالي والنفيس في كل الاتجاهات من اجل افشال المشروع الامريكي في العراق ، لا بل تريد قطع الجزء الجنوبي من بلاد ما بين النهرين وتضمها اليها بحجة حماية المذهب الشيعي من الوهابية وعلمانية امريكا.

اما سوريا كما يقول بعض الاخوة من العراقيين هي سبب كل الويلات لنا، فلولا قدوم فكر حزب البعث لما حدث ما يحدث اليوم في العراق ،  لولا سرقته ارادة الشعب لما يقارب اربعة عقود ورفعه شعارات فارغة (وحدة - حرية – اشتراكية)  بينما في الحقيقة كانت سوريا بعيدة كل البعد من تطبيق هذه الشعارات، فحينما كان صدام باسم البعث يحكم العراق منهمكا في حرب مع ايران ، كانت سوريا تمد يد العون للعدو التاريخي للعراقيين.

 اما دول الخليج فهي مخدرة بالاموال الطائلة التي تجنيها من النفط الذي وجد بقدرة قادر على اراضيهم، فهم  قلقون على المستقبل لكنه قد يبدو فاتتهم الفرصة الان على تصليح الامر، فان دولة الامارات العربية هي الوحيدة التي استطاعت بحكمة شيخها المرحوم ان تستفاد وتفلت من المصيبة الاتية .

اما موقف الدول العربية الاخرى مثل مصر الجائعة وسودان المنقسمة في حرب اهلية  وليبيا القذافية المتقوقعة  وجزائر المنهمكة بحربها مع الاسلاميين، يكفي هؤلاء مصائبهم  فلا يقدمون ولايؤخرون شيئا في الامر.

لعل قارئا ما  يسال،  ما هي علامات انقسام العراق؟
الحقيقة واضحة لا تحتاج الى الشرح والتطويل، منذ دخول صدام للكويت وحرب الخليج الثانية ، منذ وضع خط 38 و 36 من قبل الامم المتحدة لحماية الشعب من بطش قائده المجنون ، منذ حل الجيش العراقي والامن والادارة وفتح الحدود امام الارهاب العالمي للدخول والخروج بكل حرية، منذ قيام السيد المشهداني التعامل مع ممثلي الشعب بالقندرة (اي الحذاء) امام شاشات التلفزيون العالمية ودون تراجعه مما قاله ومنذ قيام فرق الموت السرية بشل حركة الحياة في المجتمع العراقي و منذ مقتل قادة الجيش العراقي في حرب ايران بصورة سرية ، ومنذ بدء سرقة النفط علانية من قبل ممثلي الحكم انفسهم ، ومنذ مجيء ممثلين باسم الدين ويتدخلون في السياسة مندفعون بدعم مالي وسلاح من قبل ايران وسوريا، منذ سرقة اصوات العراقيين وتزويرها في الانتخابات الاخيرة وقبلها، منذ سرقة مليارات الدولارات من خزينة الدولة دون سائل او رقيب ، منذ التعدى على حرمة الجامعات والاكاديمات وغيرها  الالاف  من العلامات والشواهد التي حدثت وتحدث في العراق والتي تنذر منذ زمن بعيد بزوال خارطة ما بين النهرين من الوجود.

لا شك ان سرجون الا كدي اليوم الذي كان اول امبرطور في تاريخ البشرية، كان هو اول من وحد دويلات ومقاطعات الجنوبية من بلاد ما بين النهرين قبل خمسة الالاف سنة. لاشك انه اليوم حزينا جدا داخل قبره على ما حل لاحفاده، على يد قادة فاشلين الذين يسيرون دفة الحكم في العراق اليوم.
و لاشك ان حمورابي صاحب اول قانون في تاريخ البشرية يندب على حظ احفاده اليوم ، ففي اخر زمان ياتي مَن يجلس مقعده ويلبس رداءه ويتعامل مع المواطنين وممثلي الشعب بالقندرة واذا اقتضت الحاجة بالبسطال !!!!!

انها ايام قليلة ستكشف  من المستوراكثر  بكثير مما هو مكشوف لحد الان، وسيعرف العراقيون الحكماء ان تاريخهم لم يتغير طوال اربعة الالاف سنة الماضية.
نعم  ستسقط بابل العظيمة من جديد وسيبدا سفر جديد من تاريخ الشرق الاوسط  والله اعلم ما سيحدث بعد ذلك.
 

         

صفحات: [1] 2