1
المنبر الحر / رد: الهجرة ليست الحل
« في: 08:14 03/08/2014 »الأستاذ سولاقا بولص يوسف المحترم
أسعد الله أوقاتك
طالعتُ موضوعك ( الهجرة ليست الحل) عسى أن أجد حلاً بديلاً فيه، إلاّ أنك لم تقترح الحل مع الأسف.
وأرجو أن تتقبل ملاحظاتي برحابة صدر على ما جاء في الموضوع.
اقتباس
كعادتي لا بد ان اركز على ما قل ودل في هذا الجو من الكم الهائل من المقالات فاقول بان قلع الانسان لجذوره من وطنه ليس فيه لا مصلحة فردية شخصية له ولا مصلحة جماعية لاهله وقومه بصورة عامة وان ادعى بانه لن يقطع جذوره وان هاجر فلا يمكنه ان يدعي بان جذور اولاده واحفاده لن تنقطع.
من المسؤول عن إقتلاع الإنسان لجذوره من وطنه؟ أليس من يهمّشك في بلدك؟
و هل خلقنا الله لنبقى كالنباتات في الأرض؟ أم لننطلق و نتحرر بحثاً عن الأفضل؟
هل الأرض وسيلة أم غاية ؟
أعتقد بأن وجود وسائل الإتصال الجماهيري و منها الإنترنت لا يمنع التواصل الإجتماعي .
اقتباس
بالاضافة الى ان بلد الهجرة ضياع للخلف وسلبياته اكثر من ايجابياته.وابسط مثال نرى ان الاباء والامهات في الاعمار المتقدمة في دول الغرب يتطلعون دائما لمن يسلم عليهم ويتكلم معهم لشعورهم بالاهمال والوحدة والتهميش لان المجتمع والحكومة يشجعان على استقلال الابناء عن اباءهم مبكرا.
هل التشاؤم يدفعنا لإفتراض أن العزلة المتوقعة لا تُطاق كالعزلة التي يعيشها الفرد في بلده الأصلي؟
على الأقل معاملته كغريب في بلد آخر أفضل من معاملته كالغريب في بلده.
و إذا كانت العزلة تصب في مصلحة الأبناء فلماذا لا يضحي الأهل بالعيش في الغربة مقابل ضمان مستقبل لائق لأبنائهم؟
و هل مستقبل الأبناء في البلد الأصلي صار مضموناً بوجود أشكال التمييز العنصري والطائفي والمناطقي والطبقي؟
اقتباس
فيا اخي المهاجر انك ستصرف شقى عمرك الى ان تستقر وتعيش على المساعدات ولن تكون نفسك بسهولة كما هو الحال في وطنك وان كان لديك راس مال تستثمره .
من يستطيع اليوم (تكوين نفسه) في العراق؟
اقتباس
واما ما موجود في الغرب من خدمات وغيرها فسيتحقق عندنا حتما ان عاجلا او اجلا.والبلد في مخاض لن يطول.
أجيال تظهر
حروب متعاقبة
حكومات متعاقبة
وأنت تطالب العوائل بالإنتظار؟ من أجل ماذا؟ ومن أجل من؟
من الأفضل إدراك الشئ المضمون وليس الركض نحو السراب.
اقتباس
في العهد الملكي في العراق كانت هناك عقوبة النفي من العراق لبعض المعارضين للنظام فكانت تعتبر عقوبة قاسية جدا بنظر المجتمع انذاك والان المواطن ينفي نفسه بمحض ارادته من اغنى بلد في العالم بناءا على ظروف شاذة وكل شاذ لا يدوم حتما وخاصة فقاعة داعش فلن تدوم اكثر من اشهر مهما كان لها من حلفاء من عصابات البعث ومن اخرين حاقدين على البشرية ومن عصابات اخرى منتفعة ومرتزقة ومن مشجعين ومساندين من الصهاينة وعملائهم ومن مخدوعين من (ثوار العشائر).
أين الحد الأدنى من الحياة الكريمة أصلاً؟
هل بالسكن بالإيجار؟ أم الحرمان من حق الحصول على قطعة أرض؟ و ماذا عن المشاكل الإقتصادية و العوز المادي و إنعدام فرص العمل؟
نعم المواطن يرى نفسه معارضاً و يفضّل نفي نفسه بنفسه أفضل من المهانة والشعور اليومي بالغبن وهو يشاهد اللصوص و السرّاق يتصدرون الحياة اليومية في بلد يسموه أغنى بلد.
اقتباس
وهذا التعايش السلمي الحضاري الذي بنيناه من خلال تضحياتنا وعقلانيتنا لمئات السنين ليس من الحكمة التضحية به بناءا لارادة حفنة متخلفة من المتعصبين والخارجين على القانون والدستور او تنفيذا لارادة عصابات طارئة على المجتمع فتستفزنا ونقوم بردود افعال غير مدروسة وغير عقلانية او تبدل نظرتنا واراءنا او افكارنا كما ارى من كتابات بعض الاخوة.
وهل العوائل مجبرة على تضحيات جديدة من أجل تعايش جديد؟
و إلى متى التضحيات؟ قتلوا شعبنا رجالاً ونساءً ، شباباً وأطفالاً، في الشوارع وحتى في الكنائس.
من غير المقبول تفسير أي حل وقائي بأنه تنفيذ لإرادة العصابات الطارئة على المجتمع.
اقتباس
لابد ان يرجع كل لداره ويعوض كاملا عما اصابه ولمصائبنا الجماعية استحقاقتها الاضافية لنا مجتمعين ان عرفنا كيف نستثمرها محليا ودوليا.
و هل تتوقع فعلاً تعويض المتضرر؟
هذا حلم بعيد المنال لأن العوض من الله وليس من عبده.
و عليك أن تنتبه إلى الآثار السايكولوجية التي تركتها جرائم الإضطهاد الديني و ليس الموضوع فقط تعويض دار أو ممتلكات.
فالمواطن البسيط يبحث عن الحياة الكريمة فقط.
اقتباس
وعلينا الا نستعجل الامور بالخنوع والخضوع لهذا الطرح او ذاك ولا نستسلم لواقعنا الشاذ بل الحفاض على توازننا وارادتنا الحرة ليحترمنا الاخرين اكثر وندرس الامر بروية فلا يزال مركزنا ومكانتنا الاقوى وان نبحث مصيرنا مع الاخرين من مركز قوة وبارادة حرة.علينا ان ننطلق من واقع حال قياداتنا وان لم تكن بالمستوى المطلوب لا يمكننا التفريط بها بهذا الظرف العصيب فمثلا عقد اجتماع موسع باسرع وقت لتجمع احزابنا ومنظماتنا مع ممثلي كنائسنا بالاضافة لشخصيات مستقلة لتمثل كل اطراف قومنا وشعبنا السورايى. لدراسة وضعنا والخروج بمقررات وخارطة طريق لمستقبلنا ملزمة للجميع.واطلب من اخواننا رؤساء احزابنا وقادتنا عامة ان يستردوا ارادتهم الحرة فلا مجال للانتهازية والخنوع والخضوع والاستجداء للحقوق بعد كل هذه التضحيات التي يجب ان تقوينا وليس العكس وحسنا الجمعي لن يغفر لاحد بعد الان .فاين الحقوق الدستورية على الاقل وبدون منية احد؟. فكيف نقبل ان نكون في حزب السلطة او نخدم الفساد لنحصل على حقوقنا المشروعة؟ولا نريد حقوقا بادارات ذاتية فاسدة والسلام.
قرار الهجرة قرار شخصي مردوده سلباً او إيجاباً يعود على صاحب القرار.
ولا يوجد تشريع في الكتاب المقدس يمنع الهجرة.
وبالعكس فالوقت يجري ولابد من إتخاذ كل مواطن مسيحي قراراً سريعاً لا يتحمل التأجيل.
تحياتي