عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - كوهر يوحنان عوديش

صفحات: [1]
1

الاخ والاستاذ العزيز عوديشو يوخنا المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك واضافتك التوضيحية المهمة خصوصا للمرضى النفسيين ( كما سميتهم )، لا اظن ان غبطة البطريرك محتاج للتملق والمجاملة لانه شخصية دينية ووطنية معروفة اقليميا ودوليا، لكن الحقيقة يجب ان تقال، اضافة الى كون التطاول على راس كنيستنا هو تطاول على كل فرد مسيحي.
كلنا ساكو

سلامي
كوهر يوحنان

2
الاخ العزيز سامي ديشو المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم واضافتك الرائعة، نعم نستطيع ايقاف هذه الهجمة وردها اذا اتحدنا ووقفنا واحدا مع غبطة البطريرك مار لويس ساكو الذي يستحق منا كل التقدير والاحترام

خالص محبتي
كوهر يوحنان عوديش

3
الاخ مايكل سبي
انا مسؤول عن كل كلمة كتبتها ومستعد لمناقشتها مع كل انسان مؤمن بالحوار، اما مناقشة الموضوع مع انسان لا يؤمن بالحوار وعلق على الموضوع لغايات اخرى مثل فرض ارائه وانتقاد الاخر دون وجه حق وتأويل الموضوع وتحريفه عن غايته فهذا غير ممكن، ومع ذلك ساجيبك باختصار على الكلمات التي اقتطفتها من مقالي هذا.
نعم غبطة البطريرك كان مدافعا عنيدا ومخلصا عن المسيحيين ككل وخير مثال على ذلك تدويل قضيتهم وطلب المساعدات وتوزيعها على المهجرين من ابناء شعبنا ابان غزوة داعش، متابعة المناهج الدراسية التي تمس معتقداتنا ورفض الخطب التكفيرية التي تكفرنا .... اتمنى ان يكون هذا كافيا، ويمكنك اذا ارادت البحث في النت لتتأكد من ما ذكرته

4
السيد michael cipi
اتمنى عدم تأويل وتحويل وتدوير المقال ومحتواه

5
الأخ العزيز david hozi
تحية طيبة
اشكرك على كلماتك الرائعة
مرورك الكريم يشرفنا
تحياتي

6
معاداة غبطة البطريرك مار لويس ساكو لمصلحة من؟
رغم كل ما تعرض ويتعرض له مسيحيي العراق من تشريد، سلب للحقوق، قتل، تهجير، تهميش، مصادرة ارادتهم، استملاك عقاراتهم وابادة ممهنجة، لم يستطع  مسيحيي العراق توحيد جهودهم لتأسيس هيئة موحدة تصون حقوقهم وتدافع عن وجودهم وتحفظ كرامتهم وتمنع تشتتهم واندثارهم، بل بالعكس من ذلك تماما كانوا في خصومة مستمرة في ما بينهم وصراع لاشريف على المناصب وامتيازاتها، وبذلك امسى مسيحيي العراق بين نارين لا خلاص منهما، نار داعش وفكرها ونار المصلحة الذاتية التي يفرضها القلة من ابناء هذا المكون على ابناء عمومتهم ( ونقصد بالقلة سياسيي الصدفة وبرلمانيي ضربات الحظ ).
كانت العشرون سنة الماضية من تاريخ العراق الحديث، بعد تأسيس الدولة العراقية، كارثية بامتياز حيث وجهت اقسى ضربة الى الوجود المسيحي في العراق، فهجر اكثرمن مليون مسيحي وبات بقائهم في خطر حسب كل الاحصائيات والدراسات، وفي خضم هذه المأساة وخطورة الانقراض المسيحي من وطنهم الاصلي، كان القلة من السياسيين ورجال الدين المسيحيين مخلصين للقضية ويشعرون بالمسؤولية تجاه ابناء شعبهم، وكان غطبة البطريرك احد هؤلاء ان لم يكن اولهم. فكان غبطته دائم المتابعة لاحوال المسيحيين وظروفهم المعيشية والتحديات التي تواجههم، ومدافعا رصينا وقويا وثابتا في الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم ومعتقداتهم الدينية، وجريئا في نقد التشريعات والخطابات التكفيرية التي تمس ايمان المسيحيين ومقدساتهم الدينية، ومثابرا في تشخيص العلل وتدويل مآسي ومعاناة المسيحيين، اضافة الى كونه شخصية وطنية يدعو في كل حواراته الى محاربة الفساد وبناء دولة علمانية مدنية تصون حرية المواطن العراقي وتحفظ حقوقه بغض النظر عن انتمائه الديني والقومي والطائفي.
التنمر على غبطة البطريرك والتهجم عليه بهذا الشكل عبر الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي له مدلولات كثيرة يمكن تلخيص اهمها في، اولا غياب القانون حيث ينص قانون العقوبات العراقي في المادة  372 ( 1- يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات: هـ - من اهان علنا رمزا او شخصا هو موضع تقديس او تمجيد او احترام لدى طائفة معينة )، وبما ان مار لويس ساكو هو بطريرك الكلدان في العراق والعالم فيعتبر رمزا دينيا يستوجب احترامه !!! ام كونه من الاقلية! المسيحية وبلا ميليشيا مسلحة لا يستحق الاهتمام والاحترام؟ وثانيا:- زرع الخوف والهلع في نفوس المسيحيين عامة والكلدان بصورة خاصة واجبارهم على الصمت والسكوت والتأقلم مع الواقع المر المفروض عليهم، فاذا كانوا يفعلون هذا باعلى سلطة كنسية كلدانية في العراق والعالم فماذا سيفعلون باتباع هذه الكنيسة والمسيحيين بصورة عامة من المواطنين العاديين؟
اي كانت الاسباب التي ادت الى تدهور العلاقات بين غبطة البطريرك مار لويس ساكو والسيد ريان الكلداني ما كان يجب ان تصل الامور الى هذا الحد من التصعيد الاعلامي والقضائي التي تؤدي الى ارتدادات سلبية على واقع ومستقبل المسيحيين ككل، بل بالعكس من ذلك كان يجب حل كل الخلافات بهدوء وعقلانية بعيدا عن الاعلام والقضاء بما يخدم مصالح ومستقبل القلة الباقية من المسيحيين.

منشور في جريدة الزمان
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

7
صلاة الوحدة يجب ان تكون مقرونة بالارادة والرغبة والنيات الصادقة
اقام عدد من رجال الدين المسيحي الكرام صلاة مشتركة من اجل وحدة المسيحيين في كاتدرائية مار يوخنا المعمدان في عينكاوة بتاريخ 25/1/2022 بحضور ومشاركة مار آوا الثالث بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العالم، مار بشار متي وردة رئيس اساقفة ايبارشية اربيل الكلدانية، مار نيقاديموس داود متي شرف رئيس اساقفة الموصل وكركوك واقليم كوردستان للسريان الارثوذكس، مار ابرس يوخنا اسقف كركوك وديانا والمعاون البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية، ورئيس الاساقفة مار نثنائيل نزار سمعان اسقف ابرشية حدياب وسائر اقليم كوردستان للسريان الكاثوليك، ومار ايليا اسحق اسقف بغداد واوكرانيا وجورجيا لكنيسة المشرق الاشورية، ومار شمعون دانيال اسقف العراق والشرق الاوسط والمعاون البطريركي للكنيسة الشرقية القديمة.
اذ نثمن ونقدر مبادرات الوحدة وصلاة الوحدة التي قام بها رجال ديننا المحترمين، ونفتخر بكل شخص ديني او سياسي او ..... يشعر بمعاناة شعبه ويعمل باخلاص من اجل قضيته، لكن في نفس الوقت نتمنى ان لا تكون هذه الصلاة مجرد حدث عابر تقام لالتقاط صورة تذكارية تحفظ مع التراث، كما حدث/يحدث مع السياسيين ( التجار ) الذين اجتمعوا مرارا وتكرارا والتقطوا الاف الصور واصدروا مئات البيانات وفي النهاية اتفقوا على ان لا يتفقوا او بالاحرى اتفقوا على تذليل الشعب واهانته.
طوال السنوات الماضية عقدت عشرات الاجتماعات بين الاحزاب السياسية دون نتيجة تذكر، وسمعنا بمئات المبادرات التي ولدت ميتة، ورغم كل المصاعب والتحديات والمعاناة الكبيرة كان الصراع على المناصب والامتيازات اقوى واكبر من الصراع على القضية، لذلك كان مصير شعبنا بائسا ومستقبلنا مظلما وحاضرنا اسوأ من ماضينا دائما،
كلنا نعرف، بل ومتأكدين ايضا، ان بقائنا في الوطن واستمرارنا  فيه مرهون بوحدتنا لان اي طرف لا يستطيع لوحده مواجهة التحديات والصعوبات واخراج شعبنا من دوامة الضياع التي يدور في فلكها، وذلك لقلتنا العددية والفوضى اللاقانونية  واللادستورية التي تعم البلد، لكن بقينا على حالنا نتناطح ونتحارب على التسمية ونتصارع على المناصب الكارتونية ونتناقش هباءا على الفرع والاصل.
قلنا سابقا ونقولها اليوم، ونكررها غدا، ان موضوع الوحدة شائك ومعقد لكنه ليس مستحيلا، خصوصا عندما نفهم وندرك ان الوحدة لن تتم بالصلاة وحدها ولا بالتمنى ولا بالتصريحات ولا بالشعارات ولا بالكلام المعسول ولا بالدعوات...، بل تتم بالارادة والنيات الصادقة والتضحيات الكبيرة، ونقصد بالتضحيات المعنوية وليس المادية، لهذا باءت جميع جهود ومحاولات الوحدة بالفشل، لان المصالح الشخصية كانت اهم من المصلحة القومية والدينية، وكنا كشعب نفتقد الى القضية واغلبية السياسيين لم تكن القضية عندهم اكثر من سلم يستعملوه عند الحاجة لتسنم المناصب والتمتع بامتيازاتها.
لا نريد اثارة الجروح القديمة وتكرار ما قلناه سابقا بخصوص احزابنا وسياسيينا المحترمين، لانه بات واضحا ومعلوما ومعروفا لدى الجميع، بل نسعى الى وضع النقاط على الحروف دون تملق او مجاملات، لان وضعنا المزري اصبح لا يحتمل التملق والمجاملات اكثر، وكلنا، بلا استثناء، مسؤولين عن ما وصلنا اليه، لذلك علينا جميعا كل من موقعه محاولة تقويم ذاته، واذا اتته الجرأة، الاعتراف باخطائه وتصحيحها.
شعبنا لم يعد بحاجة الى اجتماعات اعلامية انجازها الاكبر صورة تذكارية!!!، ولا الى تصريحات نارية تلهب مشاعرنا وتدمر مستقبلنا، ولا الى ..... ولا الى.....، بل نحن بحاجة الى ثورة عقلانية سياسية اصلاحية توعوية تحررية جريئة تحررنا من قيودنا التاريخية والسياسية والانتمائية كي نتمكن من تقييم اداء سياسيينا المتحدثين/المتاجرين باسمنا ومحاسبتهم من 1991 ليومنا هذا بكل شفافية دون خوف او مجاملة، عندئذ فقط نستطيع وضع حجر الاساس لوحدتنا ونرسم خارطة طريق واضحة المعالم لانقاذ ما يمكن انقاذه من ابناء شعبنا الباقين في الوطن.
الاعتقاد بان الوحدة المسيحية امر سهل ويسير وهم يؤدي الى الاكتفاء بما هو موجود ومفروض على واقعنا المميت من تفرقة وتشرذم وتنافس لا شريف، وايضا الاعتقاد بان وحدتنا مستحيلة نوع من الانتحار وخضوع لورثة تاريخية تدميرية ثقيلة تؤدي الى المزيد من التباعد والاحتقان والاختلاف، لذلك علنا دراسة واقعنا بكثير من التأني وعدم الانجرار وراء انانيتنا ومشاعرنا وعواطفنا الانتمائية الجغرافية والسياسية التي تزيدنا تعنتا وتدخلنا في نفق مظلم لا خروج منه الا هياكل عظمية في توابيت مهترئة.
همسة:- تعالوا نحاول مرة اخرى توحيد جهودنا وصوتنا كي لا نصبح مجرد اطلال في وطن كنا اصحابه واسياده.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

8
الاخ العزيز الاستاذ جان يلدا خوشابا المحترم
اركز دائما على ان من اوصلنا كشعب الى هذا الحال هو المتاجرين من ابناء شعبنا، رغم وجود عوامل خارجية قوية، باسمنا وقضيتنا لاننا لم نؤمن بالقضية بل كرسناها لخدمة مصالحنا وما كانت القضية سوى وسيلة لتحقيق هذه المصالح، والتاريخ شاهد على قولي هذا.... اتمنى ان نفهم جميعا اننا واحد وما فرقنا سوى مصالح القادة ....
طريق الوحدة طويل جدا وبات يصبح صعبا وشاقا يوما بعد يوم .....
تحياتي اخي العزيز
كوهر يوحنان

9
الاخ العزيز الاستاذ عبدالاحد سليمان بولص المحترم
تحية طيبة
اتفق معك في كل كلمة من مداخلتك التي اختصرت فيها مئات المقالات، اي كان مصدر الاموال لكن الاستاذ سركيس اغاجان صرفها لخدمة شعبنا بصورة عامة ( وكثيرا ما صرف الاستاذ سركيس اغاجان من ماله الخاص للكنائس ومساعدة الفقراء ويبحث عن حلول لمشاكل ابناء شعبنا قبل ان تضع تحت تصرفه هذه الاموال )، الامر المهم ان هذه التكلفة والاموال كانت لمصلحة ابناء شعبنا فلماذا لم نتحد ونجتمع في انجاح العملية ودعمه في تقديم الاكثر؟ وللحقيقة نقول انه كان اكثر اخلاصا من جميع الموجودين على الساحة والمتحدثين باسمنا ولم يضر قضيتنا او استغنى بها كما فعل الاخرين بل عمل بصمت وتكبر على الاتهامات مسامحا. مقصدي من الكلام وابداء الملاحظات استاذي العزيز هو اظهار الحقيقة وابراز الايجايبات وليس التركيز على السلبيات باستمرار كما يفعل البعض من الانتهازيين الذين حتى انتقادهم ليس ايجايبا بل سلبيا وهداما الهدف منه تحقيق مصالح شخصية.
تحياتي
كوهر يوحنان

10

الاخ العزيز الاستاذ نذار عناي المحترم
اجمل تحية
شكرا لمرورك الكريم واضافتك الرائعة، وجهة نظري ليست نظرية  قائمة مطلقة الصواب فيمكن ان اصيب ويمكن ان اخطأ وتبادل الاراء بروح رياضية امر ايجايبي يغني الموضوع، وكل فرد له كامل الحق في التعبير عن رأيه وهو مقبول مني شخصيل على العين والراس
بالنسبة لملاحظاتك ساناقشها منحسب تصوري واعتقادي
مسالة الحكم الذاتي ومن ثمن طرح فكرة انشاء منطقة امنة لشعبنا قضية هامة تحتاج الى عمل ونضال وتضحيات كثيرة وكبيرة كما قلت ولا تقدم لنا كشعب على طبق من ذهب وعلى الجميع ان يفهم ذلك، ولا ننسى ان العمل من اجل هذه القضية يجب ان يكون جماعيا وليس فرديا.  اتفق معك ومع غبطة البطريرك في الصرف على المشاريع الاقتصادية بدلا هدر الاموال هنا وهناك!!!! لكن لمن تنشأ مشاريع اقتصادية؟ المشاريع الاقتصادية تقام عندما يكون ارض تملكها وتأتمن عليها وليس عندما تكون ضيفا مؤقتا لا تعرف موعد رحيلك عنها بارادتك احيانا ومكرها احيانا اخرى! فهل من المعقول ان تعمر بيتا باضعاف سعره وانت مستأجر؟ غزوة داعش اكدت لنا ذلك، فلو كان عندنا الاف المعامل والمصانع في المنطقة لكانت من نصيب داعش الذي احتل بلداتنا بثواني!!! علينا نؤمن عيشنا ومكاننا وارضنا حتى نستطيع انشاء واقامة هكذا مشاريع. موضوع التسمية معقد جدا ويحتاج الى ارادة ونيات صادقة لانهائه بصورة نهائية، اذا كان غبطة البطريرك قد طرح تسمية جامعة كما تقول، فعليه ان يعمل من اجله وعدم الاكتفاء بطرحه، لانه شخصية كبيرة ومرموقة  وليس مثلي كاتب بسيط!! فهذا الامور لا تحل بالطرح فقط بل بالعمل الجاد، فكان يستطيع دعوة اقرانه من رجال الدين والسياسيين والمثقفين المخلصين الى اجتماع لمناقشة هذا الامر المهم.
اطلعت على مقالك واتفق معك واتمنى ان تستمر في طرح هكذا مواضيع ومناقشتها عسى ان نصل الى حل ما في يوم ما....
مودتي وشكري لشخصك الكريم
كوهر يوحنان

11
غبطة البطريرك عذرا سركيس اغاجان ليس ظاهرة... بل قضية باكملها

توضيح
البطريرك مار لويس ساكو شخص غني عن التعريف، ومعروف بمواقفه الشجاعة وطروحاته الجريئة لذلك اكن له كل الاحترام والتقدير، لكن هذا لا يعني انني اوافقه في كل طروحاته بصورة عمياء، فقد اوافقه في البعض منها واختلف معه في البعض الاخر، لذلك اتمنى ان لا يكون مقالي هذا فرصة للبعض للتشهير به وتقليل الاحترام لغبطته وفي نفس الوقت فرصة لاتهامي بالمتلون والباحث عن المنافع كما حدث معي عندما كتبت عن سيادة البطريرك ومواقفه الشجاعة في الدفاع عن حقوق المسيحيين ككل، حيث جائتني عدة رسائل تتهمني بمجاملة غبطته لتحقيق مصلحة ما !!!، لان اختلافي معه ليس كرها ولا حقدا ولا لفشلي في كسب رضاه للحصول على منصب ما او تحقيق مصلحة شخصية!!!، وما اختلافي معه في بعض طروحاته الا وسيلة وافضل طريقة لوضع النقاط على الحروف ومحاولة لتصحيح المسار ومناقشة الاراء والافكار وتوضيح الحقائق خدمة لقضية شعبنا.
في كلمة غبطة البطريرك مار لويس ساكو عن الحضور المسيحي في العراق خلال 100 عام في الجامعة الكاثوليكية باربيل، يقول غبطته ان المسيحيين العراقيين عانوا الكثير ويشعرون بالخوف والقلق حول وجودهم ومستقبلهم كونهم اقلية عددية خصوصا بعد تهجيرهم من قبل عناصر داعش!!!، سيدي الجليل المسيحيين لم يكونوا يعيشون في الجنة قبل هذا الحدث الاليم، فقبل داعش فجرت كنائسهم وقتل الكثير منهم وهجروا من بغداد والبصرة وموصل وغيرها من المدن والمحافظات العراقية علنا دون متابعة او محاسبة او محاكمة، حتى ممثلينا في الحكومة والبرلمان لم ينطقوا بكلمة بل سكتوا وقايضوا وتاجروا بدمائنا ومعاناتنا.
اتفق كليا مع غبطة البطريرك في ان اسباب ضعف الحضور المسيحي يعود الى الدولة، والى المسيحيين انفسهم، والى الكنيسة، لكن اهم الاسباب حسب اعتقادي يعود الى المسيحيين انفسهم لانهم رغم كل المعاناة والويلات التي تعرضوا لها لم يستطيعوا توحيد جهودهم وتاسيس مرجعية سياسية – علمانية – دينية تكون ممثلهم الشرعي وصوتهم الحقيقي، وبدلا من ذلك تسابقوا في فتح محلات تجارية سموها احزاب من قبل تجار ومصاصي دماء سموا انفسهم سياسيين!!!.
اختلف كليا مع غبطة البطريرك بتسمية السيد سركيس اغاجان ب ( ظاهرة ) لان الظاهرة تحدث مرة واحد فقط او قد تتكرر خلال فترة زمنية محدودة او غير محدودة مرات اخرى، بل يمكن اعتباره شخصية لن تتكرر في تاريخ المسيحيين قط، واعماله وانجازاته ستبقى شامخة ابدا، فهو الوحيد الذي كرس حياته لخدمة ابناء شعبه وسخر ووظف كل امكانياته المادية والحزبية والسياسية لتحسين اوضاع شعبه ومستقبلهم واستقرارهم في وطنهم.
اما اعتبار طرحه لمشروع منطقة حكم ذاتي لشعبنا ب ( امر خيالي )، فنقول كل الابتكارات والانجازات الكبيرة والعظيمة تبدو خيالية في البداية ولكن مع التضحية والنضال والعمل الدؤوب تتحول الى حقيقة راسخة وواقعية، فمن كان يصدق او حتى يتصور ان الانسان سيهبط على القمر وسيغزو الفضاء ويبعث بالاقمار الصناعية والروبوتات الى المريخ والكواكب الاخرى لاكتشافها ودراستها قبل مائة عام من الان؟ كذلك الحكم الذاتي يبدو خياليا في البداية لكن مع مرور الزمن والعمل الجماعي الدؤوب وتسخير كل الامكانيات من اجل ذلك كان سيتحول الى حقيقة نعيشها نحن ويتهنأ بها اولادنا واحفادنا ( فرصة ضيعناها لانها كانت تتعارض مع مصالح بعض المنتفعين من الوضع الحالي )، واكبر دليل واحسن مثال على صحة رأينا هذا هو اقليم كوردستان الذي يشيد به غبطة البطريرك حيث يقول عنه ( لو لم يكن اقليم كوردستان اقليما يتمتع بحكم ذاتي لكان مصيره مثل مصير بقية المدن العراقية! )، وهنا نسأل هل قدم هذا الحكم الذاتي لشعب كوردستان هدية على طبق من ذهب ام جاء نتيجة نضال طويل لعقود طويلة وتضحيات كبيرة وكثيرة وجسيمة؟ ولماذا نعطي هذا الحق للاخرين في اقامة كيانهم وحكمهم الذاتي ونسلبه من انفسنا ونعتبره خياليا؟؟؟.
اما من حيث امكانية خلق بنى تحتية وانشاء مشاريع ومعامل لتشغيل سكانها ( يقصد سكان سهل نينوى ) بدلا من توزيع المال هبات على رجال الكنيسة واخرين!، فهذا امر يجب التوقف عليه كثيرا وكثيرا، صحيح ان لكل انسان ايجابيات وسلبيات وينجح في بعض النواحي ويخفق في اخرى، والسيد سركيس اغاجان بشر مثلنا له ايجابيات وله سلبيات وينجح في بعض النواحي ويخفق في اخرى لكن بصورة عامة، بل ومطلقة، لم يكن له سلبيات ومواقف تضر قضية شعبنا وتزيد معاناته معاناة كما يفعل المتاجرين بقضيتنا واسمنا، واخفاقه في بعض الطروحات لم يكن بسببه هو شخصيا بل كان بسبب الانتهازيين والقراد التي تعتاش على دماء شعبنا سواء من المحيطين به او من منافسيه، كما علينا ان لا ننسى ان السيد سركيس اغاجان قائد سياسي يفكر بالحاضر ويخطط للمستقبل وليس تاجرا او رجل اعمال حتى يقوم بانشاء المصانع والمعامل ويفتح مشاريع يعتاش منها ويكدس الاموال من ورائها، اما من ناحية توزيع الاموال على رجال الكنيسة واخرين فما ذنب انسان يؤمن بتعاليم المسيح ويطبقها اذا كان رجال الكنيسة والاخرين سلكوا طريق الكذب والسرقة والاحتيال للوصول الى مبتغاهم؟ لان مساعدات السيد سركيس اغاجان لم تكن شخصية بقدر ما كانت عامة لمساعدة الفقراء وترميم الكنائس واعمار القرى، ولا زالت اعماله في هذا المجال شاخصة امام اعيننا وليس هناك من داع لذكرها واحدا واحدا.
يعتبر البطريرك مار ساكو التسمية التي اطلقها السيد سركيس اغاجان على شعبنا لغرض توحيده ( ويقصد بها الكلداني السرياني الاشوري ) تسمية مركبة وغير منطقية يرفضها الكلدان وهم الغالبية في البلد!!!، وفي موضع اخر يدعو المسيحيين الى تحمل مسؤليتهم ويخرجوا من العقلية الطائفية والمشاحنات غير المبررة ويحتضنوا بعضهم كمكون متحد في الخطاب والمواقف...، لكن لم يوضح لنا غبطته سبب رفض الكلدان لهذه التسمية؟ وما هو الظلم والغبن الواقع على الكلدان من هذه التسمية؟ خصوصا وان هذه التسمية جاءت كافضل حل ووسيلة لتوحيد شعبنا واخراجه من دوامة التسمية التي يدور فيها منذ قرون، فاذا كنتم تعارضونها تستطيعون طرح تسمية جامعة اخرى يتفق عليها الجميع لتثبيتها دستوريا وتوحيدنا سياسيا خصوصا وان شخصكم الكريم من دعاة الوحدة والمؤمنين بها وتعملون من اجلها ونوهتم الى ذلك في ذات الكلمة التي القيتموها في الجامعة الكاثوليكية، وهنا لا بد من تكرار ما قلناه سابقا، ان توحيد الخطاب والمواقف يحتاج الى ارادة ونيات صادقة لا زلنا نفتقدها كشعب وتفتقدها قيادتنا السياسية والدينية، والدليل على ذلك فرض الذات والتعامل بمبدأ الاكثرية والاقلية مع بعضنا البعض، فاذا كان تعاملنا لبعضنا البعض هكذا فكيف لنا ان نطلب من الاخرين احترام خصوصيتنا والتعامل معنا بمبدأ الوطن والمواطنة وليس بمبدأ الاكثرية والاقلية، با لهذا التناقض!.
همسة: العظمة لا تأتي بطعن الاخر وتحجيم انجازاته بل بتقديم الافضل وانجاز الاكثر.
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

12
الاستاذ الموقر نزار عيسى ملاخا
اجمل تحية
شكرا على مرورك الكريم الذي يشرفنا طبعا، يسعدني ان اكون قد وفقت في ايصال فكرتي الى الجميع... في المناقشات لا يمكن لاحد ان يكون على صواب دائما وابدا لكن لكل مناقشة اصول والبعض لا يفهم مع الاسف وهذه هي المأساة......
شكرا لمرورك ثانية اخي العزيز
كوهر يوحنان

13
الاخ سامي المحترم
لا اريد ان ادخل في نقاشات جانبية بعيدة كل البعد عن موضوع مقالي، خصوصا مع شخص مجهول الهوية كما قلت سابقا، موضوع مقالي مفهوم ولا علاقة له بسؤالك نهائيا لانني ناقشت موضوع تبعية الكوتا وسرقتها ولم اناقش موضوع الترشيح الفردي او الشخصي او المستقل والترشيح ضمن القائمة الحزبية.... اما مداخلتك الاستفزازية وادعائك بعدم تمييزي بين الدخول بالانتخابات بين الاسم الشخصي وبين الدخول باسم الحزب فهي مصيبة لعدم فهمي الاطار القانوني للحالتين فهي مصيبة لا يمكن القبول به بتاتا، ويبدو انك تقرأ دون فهم وتعليقك ليس له علاقة بالموضوع بل له غايات اخرى لذلك انصحك بقراءة مرة ثانية وثالثة حتى تفهمه جيدا لتعرف بماذا تعلق وتناقش؟ لا اقول انني عالم وعبقري واكتفيت بما عندي من علم وثقافة لكنني اؤكد انني على علم ودراية تامة بما اكتب واناقش!!! اما توضيحك لي وللقراء الكرام بان لك اكثر من 1100 تعليق خول ما يدور في المنبر الحر فهذا امر يجب الوقوف عنده كثيرا !!! لكن الا تعتقد وتوفقني الرأي ان اهمية تعليقات ومداخلاتك لا تكمن في عددها وكثرتها بل في محتواها ؟؟؟ فما اهمية تعليق عديم المعنى ؟؟؟ انا لم اخلط في مقالي بين تدعو واكرر نصيحتي بان تقرأ المقال اكثر من مرة! حتى تفهمه جيدا ومن ثم تقارن سؤالك بما كتبت. بالمناسبة  لم تشرح لنا معنى الاطار القانوني الذي لا زلت تكرره على مسامعنا؟
انا لا انزعج من المناقشة ابدا لو كانت ضمن موضوع مقالي لان فيها الكثير من الاستفادة لجميع الاطراف، لكنني لا املك الوقت الكافي لشرح الفرق بين التيس والمعزة لمن لا يفرقون بينهما....
اتمنى ان يكون توضيحي هذا كافيا

14
بالنسبة الى المدعو سامي ( مجهول الهوية ) لا افهم من كلماته المتقاطعة شيئا..... لكنني ادعوه ان يتكرم علينا نحن قليلي الفهم كما يدعي!! ان يشرح لنا الاطار القانوني!!! للدخول في الانتخابات بالاسم الشخصي واسم الحزب؟
كل مقالاتي كانت واضحة وبسيطة الفهم عليك مراجعتها بتأني لتعرف وتفهم انني انتقدت الجميع عندما تطلب الامر ذلك، ودافعت عن الحق والحقيقة دون تعصب.....
من المعلوم ان التعليق باسماء مستعارة يدل على احتمالان لا ثالث لهما وهما اما الخوف او الخجل، والخوف يأتي عندما ينتقد الشخص السلطة والمسؤولين فيها فيخاف من انتقمامهم وهذا بعيد عن حالتي كوني انسان بسيط لا يملك سوى القلم!!! اما الاحتمال الثاني وهو الممكن في هذا الحالة هو الخجل من الاصل والفصل والنسب! وعدم المقدرة على الاستمرار في المناقشة واثبات صحة المداخلات التي يقحم صاحب الاسم المستعار نفسه فيها.
اتمنى ان تتجرأ وتدخل المناقشة باسمك الصريح لنكمل والا فليس هناك من داع لتعليق غير مفهوم؟

15
الاخ العزيز وليد حنا بيداويد
تحية طيبة
مروركم الكريم يشرفنا، واتمنى ان يفهم المسيحيين ككل الى اي مرحلة من التشتت والتهميش وصلوا ....
شكرا
كوهر يوحنان

16
لا تحللوها لانفسكم وتحرموها على غيركم
( اعتراض بعض الاحزاب المسيحية على فوز حركة بابليون مثالا )

ما ان اعلنت المفوضية العليا للانتخابات النتائج الاولية للتصويت حتى تسابق الخاسرون للطعن والتشكيك والادانة كونها انتخابات غير نزيهة، علما ان نسبة التصويت كانت قليلة لعدم ايمان الشعب العراقي بالعملية الانتخابية برمتها.
ما يهمنا نحن المسيحيين هو مقاعد الكوتا التي خصصت لنا لتمثلينا، ورغم كون هذه المقاعد شكلية ليس لها اثر وتأثير لكنها سرقت وتسرق من المكون التي خصصت له، لذلك لا عجب ان يدين المسيحيين ككل هذا الاجراء المشين السالب لحقهم وارادتهم في اختيار ممثليهم الحقيقيين، وكرد فعل على نتائج التصويت بالنسبة للكوتا المسيحية اجتمعت بعض الاحزاب المسيحية لاصدار بيان رفض واعتراض لهذه النتائج.
في الوقت الذي نشكر فيه هذه الاحزاب على حرصها على قضيتنا القومية والدينية واعتراضها على سلب ارادتنا والدفاع عن حقوقنا ونثمن جهودهم ايا كان انتمائهم الفكري والحزبي في عدم الرضوخ للواقع المفروض على العراقيين ككل والمسيحيين بصورة خاصة، ونضم صوتنا الى صوتهم،  نتمنى ان يتسع صدرهم لبعض الملاحظات والانتقادات حول اجتماعهم وبيانهم هذا.
سنبدأ بالمشاركين في الاجتماع الذي ضم كل من حزب اتحاد بيث نهرين الوطني، حزب المجلس القومي الكلداني، حزب حركة تجمع السريان، حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، منظمة كلدو اشور للحزب الشيوعي الكوردستاني، تيار شلاما، ائتلاف حمورابي وتحالف الوحدة القومية، وهنا نسأل اذا كانت منظمة كلدو اشور للحزب الشيوعي الكوردستاني غير مشاركة في الانتخابات رسميا فعلى ماذا تعترض وفي ماذا تطعن؟ اليس اعتراضها وطعنها باطل قانونيا؟ ثم الم يكن المرشح المستقل!!! السيد فاروق حنا عتو مدعوما من قبل الحزب الشيوعي الكوردستاني والاصوات التي حصل عليها هي اصوات الشيوعين من كل القوميات والاديان وليس اصوات المكون المسيحي فقط؟ واذا كان مستقلا فعلا لماذا كان الحزب الشيوعي الكوردستاني يدعمه ويقيم له الندوات التعريفية ويحث اعضائه ومؤيديه ومناصريه للتصويت له؟.
اما بالنسبة لحزب المجلس القومي الكلداني الذي فاز بمقعد في برلمان اقليم كوردستان ضمن تحالف الوحدة القومية، الذي فاز بثلاثة مقاعد من خمسة، متمثلا بالسيد جنان جبار بويا فهل يستطيع السيد جنان نكران ان فوزه تم باصوات الاخوة الكورد وبدعم مباشر من اعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟.
اما بخصوص اصوات المحافظات ( اربيل، دهوك، كركوك وسهل نينوى ) حيث يتواجد فيها اغلبية ابناء المكون المسيحي والتي حصل فيها ائتلاف حمورابي على اكثر الاصوات، فهل يستطيع السيد انو جوهر رئيس الائتلاف ان يثبت انه لم يكن مدعوما من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وان الاصوات التي حصل عليها ائتلافه هي اصوات المكون المسيحي فقط؟
ايها السادة الموقرون يجب ان نعرف ان القضية لا يمكن تجزئتها بحيث نتعامل معها حسب المصالح والاهواء الشخصية فنحلل لانفسنا ونحرم لغيرنا، فان كنتم تريدون حقا وصدقا ان لا يتم الاستيلاء على مقاعد الكوتا والمناصب المخصصة للمكون المسيحي، فاعترضوا على التدخل وفرض الارادة بصورة كاملة ومطلقة وليس بصورة جزئية حتى نقبل اياديكم ونثني على نضالكم وجهودكم، اما ان تحللوا لانفسكم الفوز بالمناصب والاستحواذ عليها باصوات الغير وتحرموا ذلك على الاخر فهذا يكون موضع شك لدى ابناء شعبنا وغير مقبول ومجدي.

همسة:- ليكن نضالنا من اجل القضية لا من اجل المصالح والمناصب.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

17
مرشحو الكوتا المسيحية بين الواقع والطموح
ليس بخاف على احد الحمل الثقيل الذي يئن تحت وطأته المسيحيين في العراق من حيث التهميش وسلب الارادة وهضم الحقوق والتعامل الدوني ... وما زاد هذا الحمل ثقلا هو التنافس اللاشريف والصراع المقيت بين ابناء هذه الطائفة على المناصب الكارتونية التي منحت لهم على اساس هويتهم الدينية، فبدلا من ان تكون هذه المناصب، ومنها الكوتا، اداة ووسيلة لرفع الغبن وصيانة الحقوق وضمان المستقبل اصبحت اداة لتدميرهم ووسيلة يحتكرها المتسلطين والمتنفذين لتعظيم ذواتهم وانماء امبراطورياتهم المالية من خلال تكريس قضية ومستقبل شعب باكمله لتحقيق اهدافهم ومطامحهم الشخصية.
من حق كل شخص اي كان انتمائه الحزبي والفكري ان يترشح للانتخابات ويدخل المنافسة للفوز بعضوية المجلس النيابي، وكمسيحيين لا استثناء عن هذه القاعدة للمشاركة في الانتخابات والدخول الى اروقة البرلمان عبر الكوتا المخصصة لنا للدفاع عن حقوقنا ومراقبة التشريعات التي تنال من كرامتنا وتمس معتقداتنا، لكن ما يؤسف له ويبعث على التشاؤم في نفوسنا هو ان كل الذين فازوا بمقاعد الكوتا المسيحية منذ 2006 ولحد يومنا هذا لم يكونوا معبرين عن طموح وهموم المسيحيين بل مثلوا انفسهم وجيوبهم وظلوا ساكتين عن المظالم والمجازر وعمليات التهجير التي لاحقتهم ولا زالت تلاحقهم.
نظرة سطحية الى المرشحين  وسيرتهم الذاتية سنلاحظ ان الكثير منهم كانوا اعضاء في مجلس النواب خرجوا منه كما دخلوا صامتين جامدين دون احداث تغيير، دون اضافة نقطة الى التشريعات الجاهزة التي يوافقون على تمريرها دون اجهاد نفسهم حتى بمطالعتها والتمعن في مضمونها، اما البعض الاخر فهو جديد على الساحة ولا نعرف ما اذا كانوا يستطيعون احداث اي تغيير ملموس في حالة فوزهم ام انهم سيكملون مسيرة سابقيهم في الاستلقاء والنوم في اروقة مجلس النواب لمدة الاربعة السنوات القادمة.
اختراق الكوتا وسرقتها افرغتها من معناها وجردتها من الغاية الموضوعة من اجلها، وبدلا من تكون صوت المسيحيين في البرلمان اصبحت الذ واطيب وجبة سهلة الهضم يتصارع الكبار والصغار للاستحواذ عليها، وهذا ما يدفع المسيحيين الى العزوف عن المشاركة في الانتخابات والامتناع عن التصويت.
شعارات كبيرة ووعود كثيرة يطلقها مرشحي الكوتا لاجتذاب اصوات الناخبين وحثهم على التصويت في محاولات يائسة للفوز بالمقعد البرلماني والتنعم بالامتيازات على حساب الشعب المظلوم، لكن المهمة صعبة ان لم تكن مستحيلة هذه المرة لاسباب كثيرة اهمها، حرمان عراقيي الخارج من التصويت ( اغلبية المسيحيين هجروا من العراق )، وفقدان الثقة بمرشحي الكوتا كون الكثير منهم نوابا سابقين خذلوا الشعب وعبروا على جروحهم ومحنهم دون التفاتة، وعدم التصويت جراء اليأس من احداث اي تغيير بالنسبة للواقع المر الذي يعيشه العراقيين ككل والمسيحيين والاقليات الاخرى بوجه خاص، واهم الاسباب يمكن في الاستحواذ على الكوتا عبر توصية الاحزاب الكبيرة والصغيرة من غير المكون المسيحي لاعضائها بالتصويت لاشخاص وجهات تابعة لها.
همسة:- المسيحييون ليسوا بحاجة الى شعارات براقة توعدهم بالجنة بل بحاجة الى سياسيين مخلصين ينتشلوهم من الجحيم العائشين فيه.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

18
الاستاذ العزيز د. عبدالله رابي المحترم
اجمل تحية
شكرا لنشر هذه الحقائق وتوضيحها للرأي العام، لان الاغلبية كانت تجهلها ولا علم لها بها، نعم تستحقون كل الاحترام على هذا المجهود العظيم... وشخصيا لا اقف امامكم وامام كل من ساهم في هذه التبرعات والمساعدات احتراما بل اقبل اياديكم ملايين المرات! وما دمتم على علم ودراية بهذه الحقائق فكان الافضل والاحسن لكم ولنا ان تنشر سابقا... على كل حال اتمنى ان تبادروا الى تأسيس منظمة غير حكومية وتنظيم الامور المالية والسياسية بصورة افضل لمساعدة اخوتكم الباقين داخل الوطن لمواجهة تحديات الفناء والزوال التي تتفاقم يوما بعد اخر.
تحياتي ومحبتي ومودتي
كوهر يوحنان

19
الكوتا اخر صلاة الرحمة على المسيحيين
تمنح الكوتا عادة للمكونات التي لا تستطيع الفوز بمقاعد نيابية وبرلمانية حسب القاسم الانتخابي، وذلك لتمكين هذه المكونات من المشاركة الفعلية في العملية السياسية وضمان تمثيلها في صنع القرار، على هذا الاساس خصصت خمسة مقاعد في مجلس النواب للمسيحيين من مجموع 329 مقعدا.
وحسب مفهوم الكوتا فان المقاعد المخصصة للمسيحيين يجب ان تكون وسيلة لاشراكهم الفعلي والحقيقي في صناعة القرار، وليس لعرضها في مزاد علني من قبل الاحزاب والكتل الكبيرة ليستحوذ عليها بائعي الذات والضمير، حيث وبدلا من ان تكون هذه الكوتا وسيلة لضمان مستقبل المسيحيين والدفاع عن حقوقهم اصبحت وسيلة لتدميرهم وتشتيتهم وضرب وحدتهم، لانها ( الكوتا ) لم تكن ابدا وسيلة لمشاركتهم في صياغة القرار وصناعته، بل كانت بالعكس من ذلك تماما وسيلة واداة لتهميشهم واسكاتهم عبر احتكارها وتكريسها لتحقيق منافع ومصالح شخصية بعيدة عن هموم ومعاناة هذا المكون المسحوق والمظلوم.
وما يثير الاستغراب اكثر ان عدوى الاستحواذ على الكوتا لم يقتصر على الاحزاب والكتل الكبيرة فقط بل انتقلت هذه العدوى الى الاحزاب الصغيرة المفتخرة بتاريخها وعمرها الطويل العاجزة عن الفوز بمقعد نيابي عبر قاعدتها الشعبية،  فتمتنع هذه الاحزاب عن المشاركة في الانتخابات بقائمة خاصة او مرشحين حزبيين لان خسارتها مؤكدة، وبدلا من ذلك اصبحت هذه الاحزاب تعتمد الية جديدة للدخول الى البرلمان عبر ترشيح احد اعضائها ضمن الكوتا ودعمه عسى ان يمكنهم ذلك من الفوز بمقعد برلماني!!!. لان الاصوات التي يحتاجها المرشح ضمن الكوتا للفوز بمقعد برلماني هي اقل بكثير من الاصوات التي يحتاجها المرشح ضمن القوائم الاخرى للفوز.
بعيدا عن التعصب والتطرف لا يمكن ربط الاخلاص للقضية والشعب ابدا، فالانتماء فكري والاخلاص نابع من الضمير والنزاهة، لذلك من الظلم القول بان المرشح المسيحي الفائز بالاصوات المسيحية سيكون افضل واكثر حرصا على المسيحيين وحقوقهم من الفائز بالاصوات غير المسيحية، رغم ان هذا الاعتقاد اصبح السائد والراسخ في تفكير اغلبية الشعب العراقي، بسبب غرس بذرة الطائفية في نفوس العراقيين ومراعاتها والعناية بها من قبل قادته الجدد الذين اسسوا بلدا وحكومة وبرلمانا ونظاما طائفيا بامتياز.
لا يهم من سيفوز بمقاعد الكوتا المسيحية المعوقة، ولا الى اي حزب او تيار ينتمي، ولا بصوت من دخل البرلمان واصبح عضوا نيابيا.... ولا .... ولا، لكن يهمنا ان نعرف كيف سيكون اداؤه وماذا سيعمل ازاء القوانين المجحفة التي شرعت ومررت في الدورات السابقة امام انظار نوابنا المحترمين! وبموافقتهم ايضا!.
المسيحيون ليسوا بحاجة الى كراسي قديمة مهترئة تنكسر بمجرد الجلوس عليها ليصيب صاحبها بالشلل التام ويصبح طريح الفراش صما بكما عميا لمدة اربعة سنوات يتهنأ بالمنصب وامتيازاته، بل بحاجة الى رجال! مؤمنين بالقضية ومخلصين للشعب وحريصين على مستقبله.
همسة:- لا خير بكوتا عقيمة ولا بوجوه تضاف الى البرلمان لتجميل الصورة!. 

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

20
المنبر الحر / عرس اللصوص
« في: 09:07 22/09/2021  »
عرس اللصوص
بدأت الحملة الانتخابية لمرشحي مجلس النواب العراقي ومعها بدأت حملة الكذب والاكاذيب لمداعبة مشاعر وعواطف وامنيات العراقيين المظلومين الحالمين بحال افضل ووطن اجمل واحسن، حيث ككل المرات السابقة تكون الوعود كبيرة والكلمات منمقة وجميلة لتبدأ من بعدها ( بعد الانتخابات ) تكملة المسيرة في نهب المال العام وهدره وتعذيب المواطن من حيث سوء الخدمات وسحق الضعفاء والبسطاء من عامة الشعب.
من الظلم وضع كل المرشحين في خانة واحدة ووصفهم جميعا بالفاسدين والعملاء، حيث فيهم الصالح والمخلص والوطني والنزيه... الذين يتمنون الخير للعراق وشعبه، لكن نظام الحكم القائم والماسكين بدفة القيادة لن يسمحوا لمثل هؤلاء بقيادة البلد وتصحيح مسار نظام الدمار المبرمج الذي على اساسه قام العراق الجديد ( عراق ما بعد 2003 ).
لا يمكن لاي بلد من النهوض والتقدم اذا كانت مؤسساته مشلولة وهيبة الحكومة فيه معدومة وسيادته مغتصبة والقانون غائب.... مهما بدلت حكومات وبرلمانات، لانه لا فائدة من برلمان يقدس القتلة واللصوص ويوافق على ما يمرر له من قوانين واحكام حسب رغبة ومزاج المتنفذين وقادة الكتل والاحزاب، بل ان البلاد تبنى وتنهض بالنيات الصادقة والنفوس النزيهة والمخلصة.
 لقد اثبتت الاحداث تاريخيا منذ تأسيس الدولة العراقية ان مشكلة العراقيين ليست مع نوعية نظام الحكم سواء كان ملكيا، جمهوريا، فرديا، دكتاتوريا او ديمقراطيا ولا مع الاشخاص الذين يحكمون البلد، بل ان المشكلة تكمن في الاسلوب المتبع لادارة الدولة من قبل الذين يستلمون السلطة والقيادة ومدى جديتهم واخلاصهم لخدمة الشعب والوطن، وما يؤكد قولنا هذا مرور اكثر من ثمانية عشر عاما على تغيير واسقاط النظام السابق واحلال النظام الديمقراطي!!! كصيغة جديدة للحكم وادارة شؤون البلد.
من الخظأ الظن والاعتقاد بان الانتخابات القادمة ستكون بداية لعهد جديد في العراق لارساء السلم والامان وتحسين الوضع الصحي والتربوي والمعاشي المتدهور، مع استمرار الفوضى التي تعم البلاد وغياب القانون لمحاكمة ومحاسبة المقصرين، وبقاء الفاسدين على هرم السلطة وتمسكهم بدفة القيادة رغم كل التدمير الذي الحقوه بالبلد.
همسة :- الانتخابات القادمة لن تكون سوى عرسا جديدا لزواج اللصوص بعقد مؤقت – وليس زواج كاثوليكي لمدى الحياة – لتكريس الطائفية وتقسيم الغنائم.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

21
المسيح واحد في ولادته وقيامته
الاسباب التي ادت الى ابتعاد المسيحيين عن معاصرة الاحداث والتطورات السياسية الحاصلة في بلدنا العراق وعجزهم الكلي عن مواجهة حملات التهميش والتصفية التي تطالهم ويتعرضون لها بصورة دورية كثيرة منها ذاتية ومنها خارجية، والخارجية منها معلومة مثل النظام الطائفي المعمول به في ادارة الدولة وبروز تيارات دينية متطرفة وغياب القانون والتعامل بعقلية ومبدأ الاكثرية والاقلية...الخ، اما الداخلية التي لم نتجرأ على طرحها ومناقشتها ومعالجتها فتكمن في العداء الذاتي وبغضنا لبعضنا تاركين وجودنا ومصيرنا للقدر ورحمة الحاكمين.
لقد فشل السياسيين في توحيدنا وتمثيلنا لانهم تاجروا بقضيتنا وقايضوا بحياتنا وساوموا على وجودنا مقابل مصالح شخصية، لذلك على رجال ديننا المحترمين وكنائسنا ان يكونوا اكثر اخلاصا واشد حرصا في التعامل مع واقعنا المزري الذي يسير بنا الى الهلاك والزوال، خصوصا عندما يتعلق الامر بقضيتنا كشعب يصارع الفناء.
يمكن للوحدة الكنسية ان تكون الحجر الاساس للوحدة القومية وتأسيس لوبي داخلي وخارجي ضاغط يحفظ ويصون حقوقنا ووجودنا، لكن العراقيل كثيرة والارادة مفقودة لدى الاغلبية لان الوحدة تعني وبكل اختصار زوال السلطة والامتيازات المادية والمعنوية للكثيرين من اصحاب الكراسي والصلبان الذهبية.
يعتقد البعض - وهم محقين في ذلك – بان الوحدة الكنسية صعبة او مستحيلة ويصفونها بالمثالية، مرجعين اسبابها الى تعدد الكنائس والثقافات واللغات والقوميات والمناطق الجغرافية .... الخ، حيث لا يمكن تجريد هذه الكنائس من هويتها بمجرد قرار!.
اتفق كليا مع هذه الطروحات الجريئة والصريحة ايا كان مصدرها، فلا يمكن محو تاريخ قرون من الخصام والانشقاق، وانتزاع هوية هذه الكنائس بمجرد قرار صادر من مؤتمر او لقاء ودي اهم نتائجه كلمات مصفوفة وصور تذكارية!، لكن علينا دراسة الماضي والاستفادة من اخطائه لتحسين الحاضر والتهيئة للمستقبل وليس لتقديسه وارتكاب نفس الاخطاء وتدمير ما بقى وسلم من الغزوات والحروب.
الشيء البديهي الذي نعرفه كلنا كمسيحيين ومتأكدين منه، ان المسيح ولد مرة واحدة وعاش مرة واحدة وتعاليمه كانت واحدة وكنيسته كانت واحدة وصلب وقام من بين الاموات مرة واحدة ...، اذا لماذا هذا الاختلاف في تواقيت الاعياد والمناسبات وممارسة الطقوس؟ الم تكن الانانية وفرض ( الانا ) الارادة الشخصية اهم واكبر الاسباب في تقسيم الكنيسة؟
من اجمل ما علمنا السيد المسيح من تعاليم وقيم هي التسامح، التواضع، الحب، الغفران والاهم التضحية من اجل الاخرين، كما هو ضحى من اجلنا، فاين نحن من هذه التعاليم؟ فلو كنا نتحلى ببعض هذه القيم ونتمسك ببعض هذه التعاليم لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه الان، ولما كانت كنيستنا منشقة على نفسها بل كانت واحدة موحدة كما ارادها المسيح، اذا الوحدة الكنسية ليست صعبة او مستحيلة بل تحتاج الى القليل من الاخلاص للايمان والقليل من التضحية من اجل الاخرين.
المسيحيون ليسوا بحاجة الى المواعظ والخطابات التي تهدف الى اثارة العواطف والمشاعر المناطقية والانتمائية والطائفية لتعظيم الذات وتحقيق بعض المكاسب والامتيازات على حساب معاناة الاغلبية، بل هم بحاجة الى افعال جدية نيات صادقة واياد نظيفة تنتشلهم من دوامة الضياع، فاذا لم تتحدوا باسم المسيح فعلى الاقل اسسوا مجلس لكنائس العراق يكون صوت المسيحيين وممثلهم في الخطابات والمطاليب الرسمية.
خلاصنا في وحدتنا ...

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

22
الاخلاص للقومية ليس بالانتماء الحزبي، ومشكلتنا ليست في تصويت الكوتا
دأبت بعض الاطراف السياسية المتمثلة بقيادتها اتهام وتخوين كل ما يخرج من فلكها ومحيطها وطاعتها، لذلك نلاحظ ان اعلامهم الموجه قلما يذكر انجازات الغير مهما كانت، بل بالعكس من ذلك تماما فهم لا يتركون مناسبة، او حتى دون مناسبة، كي يستهدفوا ويقوضوا اعلاميا من خلال حاشيتهم وخدمهم كل شخصية سياسية او طرف سياسي اخر يعارض نهجهم وفكرهم والية تعاملهم مع قضية شعبنا.
ربما لا نبالغ اذا قلنا ان الحركة الديمقراطية المتمثلة بقيادتها السياسية الازلية هي احدى فصائلنا القومية السائرة على هذا النهج، فتكاد تكون الطرف الوحيد الذي يحاول جاهدا تخوين جميع الاطراف القومية الاخرى العاملة في الساحة السياسية عبر التلاعب بالمشاعر والعواطف القومية لابناء شعبنا، وكأن الحركة الديمقراطية ومؤيديها ملاك طاهر والبقية شياطين خبيثة تنخر جسد الامة.
في تصريح النائب فريد يعقوب لبعض وسائل الاعلام الالكترونية، يتهجم فيه على قائمة الوحدة القومية وقائمة المجلس الشعبي ويحملهما مسؤولية استمرار سرقة ارادة شعبنا في انتخاب ممثليه الشرعيين!!! وكأن ارادة شعبنا لم تكن مسروقة ومسلوبة لحد اليوم من قبل من يدعون تمثيله الحقيقي من قيادة الحركة وممثليها في الحكومة والبرلمان.
كلنا نعرف ان حصر التصويت للكوتا بابناء شعبنا يخدم قضيتنا على اساس ان الذي يصل لعضوية البرلمان يمثل الصوت الحقيقي لشعبنا لكن هذا لا يعني ابدا ان الاشخاص والسياسيين، من ابناء شعبنا، العاملين والمناضلين في صفوف الاحزاب الاخرى غير مخلصين لقضية شعبنا وغير مبالين لمستقبل اجيالنا القادمة، بل بالعكس ربما هم اكثر واشد اخلاصا لقضيتنا من الذين يكرسون قضيتنا لتحقيق مصالحهم الشخصية مستغلين اسمنا ومعاناتنا عبر تأسيس احزاب قومية لتعظيم الذات وبناء امبراطوريات مالية على دماء وجثث ابناء شعبنا.
لكي يكسب الشخص مصداقية محيطه من الجمهور والملتفين حوله عليه مراجعة ذاته وتاريخه بين فينة واخرى ليكشف اخطائه وعثراته ليعترف بها ويعتذر عنها او على الاقل يحاول تجنبها او تصحيحها،لكن الاستمرار عليها يعني فقدان الثقة والمصداقية والشعبية بمرور الزمن، وهذا ينطبق تماما على قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية التي حولت اخفاقاتها الى انجازات واستمرت سائرة على اخطائها ولم تستفد من عثراتها السياسية على كونها مقدسات!!! لا يجوز المساس بها، وبدلا من مراجعة الذات لكشف الاخطاء والعثرات واسباب الانشقاقات والاستقالات الجماعية المتتالية من اعلى المراتب في الحركة، حاولت الحركة جاهدة التغطية على اخفاقاتها وسياستها العوجاء باتهام وتخوين الاطراف الاخرى، وحتى القياديين المنشقين والمستقيلين من الحركة، فبدأ جيشها الاعلامي بتوزيع التهم وتصنيف المناضلين والاحزاب القومية بالتابع او الخائن املا في تعبئة الرصيد المنتهي.


الدفاع عن قضايا شعبنا وتحقيق الارادة الحرة لابنائه لا يتم بالتلاعب بالمشاعر والعواطف الانتمائية لكسب التأييد والاصوات، ولا بتخوين الاطراف القومية الاخرى، ولا بالمساومة على المناصب والامتيازات مقابل تهجير واذلال شعبنا، بل يتم بالعمل الجاد والنضال الحقيقي في اروقة البرلمان ومجالس الحكومة وعدم السكوت على التشريعات المجحفة التي تمرر مرور الكرام امام انظار ممثل الحركة الدائم في مجلس النواب العراقي.
همسة:- ليكن تنافسكم على الانجازات وليس على المناصب الكارتونية، ونضالكم من اجل توحيد الخطاب السياسي لخدمة قضيتنا القومية وليس لتحقيق مصالح شخصية.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

23
السيد bet nahrenaya المحترم
شكرا على مرورك وطرحك الهاديء الذي ينم على الشعور بالمسؤولية والمخاطر التي تواجهنا جميعا، اتمنى ان يعي الجميع حجم المسؤولية الملقاة على كل واحد منا للنهوض من جديد وبعث الامل في نفوس ابناء شعبنا المظلوم
تحياتي
كوهر يوحنان

24
السيد عبد الاحد قلو المحترم
اجمل تحية
عزيزي للتصحيح فقط اسمي كوهر وليس كوثر
اخي العزيز ذكرت في مقالي ان لكل فعل رد فعل.... التعصب من قبل البعض يدفعنا نحن الكلدان الى رد فعل اقوى وتعصب اكبر، لكن علينا ان لا نتعامل بالاكثرية والاقلية كما يتعامل معنا اكثريات العراق وحكامه اليوم فاذا فعلنا لا داعي لملامة الاخر على افعاله.
اخي العزيز من الاخطاء المميتة ان نحكم على انسان لا نعرفه!!!، تتهمني بان التسمية القطارية ( كلداني سرياني اشوري ) مفروضة علي!!! وانني اجامل!!! وانني لا استطيع ان اقول بانني كلداني!!!
اخي العزيز لا احد في العالم يجبرني على كتابة حرف لا اؤمن به وليس هناك من امر مفروض علي لانني مستقل وحر فكريا ولا اقبض ثمنا لما اكتب!!! اي ما معناه فكري وعقيدتي وايماني ليسوا للبيع!!! لقد قلتها سابقا واقولها اليوم لكن بلا تعصب! انني كلداني وابن كلداني وابن كلداني ... وانا فخور بذلك، لكنني اؤمن بان قوتنا في وحدتنا.
ذكرت مبدأ فرق تسد من هذا المنطلق ادعو للوحدة او على الاقل توحيد الخطاب السياسي وعدم الانجرار وراء مناقشات عقيمة تشغلنا عن الاهم، وضعنا اخي العزيز حرج جدا وموقفنا ضعيف جدا علينا ان نرتب بيتنا القومي الديني قبل اقامة الصلاة على اخر شخص لنا في الوطن.
شكرا لمرورك الكريم
كوهر يوحنان

25
السيد ( مغترب انا 2 ) المحترم
الهدف من المقالة واضح والفكرة واضحة ايضا لذلك اتمنى ان لا نخرج الى مواضيع فرعية ونقاش عقيم نهايته معروفة، اخي العزيز انا لم اقل مطلقا انني ( لا اؤمن بالتاريخ كما تدعي ) بل قلت لا اصدقه كثيرا!! واذا كان التاريخ قد كتبه المضطهدون كما تدعي فاين التاريخ المسيحي في الشرق عموما؟؟؟؟
الثقة بالنفس تدفع الانسان الفرد الى التباهي والظهور وابداء الاراء بشجاعة وليس التخفي باسم مستعار خوفا من الوقوع والملامة، اخي العزيز كن ما انت عليه وكن انت ما تؤمن به لكن ارجو ان لا تعمق الجراح وتزيدنا فرقة بطروحاتك.
وضعنا لا يسمح بتسميم الافكار والتعنت والتعصب وتخوين الاخر والغاءه، اتمنى ان نعي حجمنا وظروفنا والمخاطر التي تحيط بنا.
اتمنى ان لا يكون اخوك الكلداني او الاشوري سبب اغترابك
كوهر يوحنان

26
السيد ( مغترب انا ) المحترم
تحية طيبة
بداية شكرا لمرورك الكريم واضافتك..... اخي العزيز انا لست مؤرخا ولا اصدق التاريخ كثيرا لانه المنتصرون يكتبونه ويسجلونه وبذلك تطمس الكثير من الحقائق... لذلك استمد كتاباتي من الواقع بعيدا عن الانتماءات والعاطفة والمجاملات ..... ربما لست عبقريا لكنني بالتأكيد اعرف معنى كلمة  الالغاء والا ما كنت لابدأ الكتابة ابدا، اخي العزيز لا انت تستطيع الغاء الكلدان والاشوريين ولا بالعكس، لن ادخل معك في نقاش التاريخ الكنسي لان ذلك ليس من اختصاصي... اما مسألة ان الكلدان والاشوريين اسامي اطلقها الاستعمار الغربي على ابناء شعبنا ففيها الكثير من الشك لان هؤلاء كانوا قائمين ولهم امبراطوريات وممالك قبل الاستعمار!!!!! ثق تاريخ الاف السنين لن يمحى والفكر المتجذر من الاف السنين لن يزال بمقالة او كتاب او مؤلفات!
اتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت
تحياتي
كوهر يوحنان

27
الاخ سامي ديشو المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك واضافتك الرائعة، المستفيدين من فرقتنا قلة يتاجرون بقضيتنا مستغلين عواطف ومشاعر ابناء شعبنا، للاسف نهاية شعبنا في الوطن ليست بعيدة كثيرا لاننا بلا راع صالح ومخلص..... كل ما يقال ويصرح به من قبل اصحاب السيادة لا يتعدى مصالحهم الشخصية التي يحافظون عليها حتى لو كانت مقابل دماء شعبنا اجمعه.

تحياتي ثانية
كوهر يوحنان

28
اية وحدة تريدون وتقصدون؟
لا زلنا كشعب ( كلداني سرياني اشوري ) ندور في دائرة مغلقة مميتة يصعب الخروج منها رغم كل المصائب والويلات التي لحقت/تلحق بنا جراء تمسك البعض بقدسية هذه الدائرة وعدها من المحرمات التي لا يمكن تجاوزها، وهكذا استمر التاريخ يسجل خلافاتنا ويسطر حماقاتنا لنصبح ضيوفا ( قلة ) في وطن كنا اصله نبكي حضارتنا واطلال امبراطوريتنا الزائلة.
موضوع التسمية او الانتماء القومي الذي يثار بين فينة واخرى من خلال تصريح او مقالة او مقابلة او اطروحة او حتى مناقشة، اتعب شعبنا كثيرا وافقده مكانته ودمر حاضره وضيع مستقبله، لكن رغم ذلك نعطيه اهمية كبيرة وكأن بقائنا واستمرارنا في الوطن مرهون بتسميتنا وقوميتنا، فبدلا من اعطاء الاهمية للمواضيع والاحداث التي ترغمنا على ترك البلد عدنا الى نقطة الصفر نتعارك على تسميتنا ( هل هي كلدانية ام سريانية ام اشورية ام .. ) وبالمقابل نهمل كل المخاطر التي تحيط بنا ونغمض العين عن كل محاولات الاخر للفتك بنا وابتلاعنا.
لست هنا للدفاع عن الكلداني او السرياني او الاشوري ( ايمانا مني باننا شعب واحد وان فرقتنا الاسامي وفرقنا الانتهازيين اصحاب السيادة ) لكن علينا ان لا ننسى ان لكل فعل رد فعل معاكس له في الاتجاه ومضاعف له في المقدار احيانا، فاذا كان التعصب من قبل بعض الاخوة تجاه قوميتهم وتسميتهم قد بلغ بهم الحد وبلغت بهم الشجاعة ( الوقاحة ) الى الغاء وتهميش واقصاء الاخر، فالمقابل سيكون هناك، من الطرف الاخر، من هم اكثر تعصبا للدفاع عن قوميتهم وتسميتهم التاريخية.
ليس كل من يدعي الوحدة يؤمن بها، فالوحدة التي يطرحها ويدعو لها بعض الاخوة الاشوريين  ومعهم بعض الاطراف السياسية الذي يستغلون العواطف والمشاعر الانتمائية لتحقيق مصالح حزبية وشخصية انما يقصدون بها الوحدة الاشورية، اي ليس هناك كلدان او سريان، وهذا امر لا يمكن القبول به اطلاقا!! من قبل الكلدان والسريان، ولا يمكن تحقيقه ابدا!! لانه لا يمكن هضم تاريخ الاف السنين ولا ارجاعه الى الوراء ولا محوه او كتابته من جديد.
كلنا متأكدين ان ترتيب البيت القومي ضرورة ملحة لانهاء المظالم التي تحيط بنا والخروج من الازمات التي تخنقنا، لكن لم نحاول او فشلت كل المحاولات لترتيب بيتنا القومي/الديني بسبب الصراع على الزعامة والتعالي على الاخر والانتهازية في التعامل مع قضية شعبنا المنكوب، فحارب شعبنا نفسه على انتماءاته الحزبية والمذهبية والاسمية والخغرافية واهمل كل المخاطر الاخرى التي تمس وجوده ومستقبله، وهذا ما جعل منا كشعب وقضية لقمة سائغة سهلة الهضم تهمش وتسحق دون مقاومة وضجيج.
قضيتنا تحتاج الى سياسيين ومثقفين ومتعلمين مخلصين يؤمنون بوحدة شعبنا او على الاقل الابتعاد عن تعميق الجراح واثارة العواطف الانتمائية لتهئية الارضية المناسبة لتوحيد الخطاب السياسي رغم الاختلافات الفكرية والحزبية، وليس الى اناس يتباهون بتعصبهم وعنصريتهم يحرضون الاخ على اخيه.
همسة:- كونوا ما انتم عليه او ما تريدون ان تكونوا عليه لكن لا تتاجروا بالقضية لان شعبنا لا يتحمل اكثر.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

29
يستقبلون قداسة البابا بالابتسامات ويذبحون المسيحيين بالتشريعات
تمنى العراقييون والمسيحيين منهم على وجه الخصوص، ان تكون زيارة قداسة البابا فرصة مثالية لطي صفحات الماضي الدموية والبدء من جديد لاحلال وارساء السلام بدلا من الحروب والمشاحنات، فرصة لاعادة بناء الوطن وفرض القانون، فرصة لمحاربة الفساد واحياء مؤسسات الدولة المشلولة، فرصة لعودة النازحين والمهجرين من كافة الاطياف الى مناطقهم وبيوتهم، فرصة لنبذ الكراهية والعيش بالاخاء ..... لكن يبدو ان المسؤولين العراقيين لا يهمهم من العراق الا ما يحقق مصالحهم ويصون حكمهم الطائفي دون ادنى مراعاة لحقوق غير المسلمين من اصحاب وسكنة الوطن الاصليين، فبعد الاستقبال المهيب لقداسة البابا من قبل حكومة بغداد وحكومة اقليم كوردستان، الذين اكدوا في تصريحاتهم على ضرورة حماية المسيحيين الذين هم جزء مهم من الشعب العراقي، تفاجأ المسيحيين ومعهم الديمقراطيين ومحبي الحرية باقرار مجلس النواب والموافقة على اغلبية مواد قانون المحكمة الاتحادية ليتم التصويت على المواد الباقية لاحقا.
تمرير قانون المحكمة الاتحادية بصيغته الحالية يعتبر اكبر كارثة تلحق بالديانات غير المسلمة في العراق بعد غزوة داعش، لانهم همشوا جميعا ووضعوا تحت رحمة خبراء الفقه الاسلامي، وعددهم اربعة في المحكمة الاتحادية، الذين يملكون حق الفيتو لنقض وتعطيل اي قرار للمحكمة في القضايا المتعلقة بالشريعة الاسلامية حيث تنص المادة (12) ثانيا:- ( يشترط في الاحكام والقرارات الخاصة بدستورية القوانين والانظمة النافذة من حيث عدم معارضتها لثوابت احكام الاسلام موافقة ثلاثة ارباع المحكمة من خبراء الفقه الاسلامي )، وهذا يكشف لنا حجم السلطة التقديرية الممنوحة لخبراء الفقه الاسلامي للهيمنة على جميع او معظم قرارات المحكمة الاتحادية من خلال الادعاء بانها تمس الشريعة الاسلامية.
وجود خبراء من الفقه الاسلامي ( سنة وشيعة ) في عضوية المحكمة الاتحادية من دون الاديان الاخرى يعتبر تمييزا غير مبرر على اساس ديني ومذهبي وتهميش كبير من قبل اعلى السلطات في البلد لغير المسلمين، لان المحكمة الاتحادية هي محكمة لكل العراقيين جميعا بمختلف دياناتهم وطوائفهم ومذاهبهم وليست محكمة اسلامية مختصة ( بالسنة والشيعة ) فقط، اضافة الى ان العراق بلد متنوع الاديان والمذاهب ولا يعيش فيه المسلمين فقط وان كانوا يمثلون اغلبية عدد السكان، علما ان المادة ( 4 – أ ) من قانون المحكمة الاتحادية العليا ينص على ( يحفظ في تكوين المحكمة التوازن الدستوري بين مكونات الشعب العراقي )، لكن يبدو ان حقوق غير المسلمين وتمثيلهم واحترام معتقداتهم ليست سوى حبرا على ورق او لوحة جدارية يتباهون بها امام الرأي العام الدولي للايحاء بان العراق دولة ديمقراطية تحترم المسيحيين والايزيديين والصابئة وغيرهم، لذا فان المسيطرين على مقاليد الحكم في العراق يحاولون وبشتى الطرق تهميش غير المسلمين والضغط عليهم بتشريعات مجحفة تنتقص من حقوقهم ومعتقداتهم.
صرخة:- تطبيق المادة ( 4- أ ) من قانون المحكمة الاتحادية لحفظ التوازن في تكوين المحكمة باضافة قاضي من الاقليات لعضوية المحكمة بشرط ان لا يكون له حق التصويت لا يحفظ التوازن والحقوق لغير المسلمين ولا يمكن اعتبار ذلك تمثيلا حقيقا لهم، بل يعني وضع تمثال لالتقاط الصور التذكارية للايحاء بانهم ممثلين في المحكمة الاتحادية.
اوقفوا ذبح المسيحيين بالتشريعات المجحفة.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

30
الصديق العزيز الاستاذ بطرس نباتي المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم ومداخلتك القيمة، نعم اتفق معك في ( من يريد ان يهاجر فليهاجر ومن يريد ان يبقى فليبقى ) ولكن استاذي العزيز علينا ان نعترف ان هجرتنا ليست اختيارية بل اجبارية، ما تعرض ويتعرض له المسيحيين في العراق يفوق صبر الانسان وتحمله والامثلة كثيرة.... اكيد سيبقى البعض لكن دون ارادة ومسلوبي الحقوق هذا ما اراه في الوقت الحالي، ترتيب بيتنا القومي والديني وتوحيده هو سبيلنا الوحيد والاوحد لمواجهة تحديات الزوال.

كوهر يوحنان

31
الاستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم واضافتك الجميلة، اخي العزيز انت وانا وغيرنا الكثير يتالم من واقعنا المزري ونعاني من الحضيض الذي غرقنا فيه بفضل السياسة العوجاء لتجار القضية، رغن ان اليأس يصيبنا احيانا لكن علينا ان نحاول عسى ان نحقق شيئا ملموسا يوما ما ، نحن شعب مشتت ولا نؤمن بالقضية وهذه مأساتنا....
بالمناسبة اسمي كوهر وليس كوهن....

كوهر يوحنان

32
رغم الكلام المعسول وبعض الخطوات والاجراءات الايجابية التي تتخذ وتعلن بين فينة واخرى لتشجيع المسيحيين على البقاء والاستمرار في العراق الا ان الواقع المر والمزري الذي يعيشونه المتمثل في القتل الذي يطال ارواحهم والتدمير الذي يطال اماكن عبادتهم وممتلكاتهم من قبل العصابات والتنظيمات المتعصبة، اضافة الى التهميش المشرعن والاقصاء والدونية في التعامل في المؤسسات الحكومية كونهم اقلية دينية بلا ميليشيا مسلحة او مرجعية دينية وسياسية موحدة، جعلت المسيحيين فاقدي الامل بالوطن الام وباحثين باستمرار عن وطن بديل يحفظ حياتهم ويصون حقوقهم ويضمن مستقبل ابنائهم.
كلنا نعرف ما جرى ويجري في العراق الجديد ( عراق ما بعد 2003 ) من قتل، نهب، سلب، ظلم، مصادرة حقوق وفساد... لكن المصيبة الاكبر التي لحقت بالمسيحيين كانت ممن دعوا ويدعون تمثيلهم في الحكومة والبرلمان كونهم قايضوا ارواح المسيحيين وممتلكاتهم ومعتقداتهم وحقوقهم وحتى مستقبلهم ومستقبل اجيالهم القادمة بحفنة من المال الحرام وبضعة مناصب وامتيازات شخصية تجمل وجه الحكومة العراقية.
كل المؤشرات والتقارير تؤكد ان فناء المسيحيين من العراق وزوالهم هي مسألة وقت لا اكثر، لكن رغم ذلك ظل المسيحيين يدورون في دائرة مغلقة يتناطحون  ويدينون ويستنكرون ويصرخون دون العمل بجدية للخروج من المأزق الغارقين فيه.
الشعب مهجر والقيادة مشتتة والمصلحة الشخصية فوق كل اعتبار، لذلك لا عتب على ابناء الشعب البسطاء ان يفكروا ويحاولوا بكل جدية للخروج من وطن ينبذهم ويعاملهم كمواطنين من درجة عاشرة!.
لكل شعب مثقفين ينورونه وساسة يبكون على مصالحه، الا نحن نملك اعلى نسبة من تجار السياسة يبيعوننا ثم يشتروننا ثم يبيعوننا ...  لتكديس الاكثر من الحرام، فلا يهمهم ان هجر كل مسيحيي العراق او تم ذبحهم على الاخر بقدر اهتمامهم بالمنصب وامتيازاته، وهذه مصيبتنا الكبرى ويجب الاعتراف بها.
ليس عيبا ان يسقط الانسان او يتعثر خلال مسيرته العملية او الدراسية او السياسية  لكن العيب يكمن في عدم محاولته للنهوض ثانية، وكذلك ليس عيبا ان تخطأ بل العيب هو عدم تصحيح الخطأ وتقويم الذات، لذلك على الموجودين في الساحة السياسية، ممن يحسبون انفسهم قادة وساسة مخضرمين!، ان يعترفوا باخطائهم وعثراتهم المخجلة والمشينة ويستفيدوا من اخطاء الماضي لتصحيح المسار وبعث القليل من الامل المعدوم في نفوس القلة الباقية من المسيحيين في العراق.
كل المناصب التنفيذية والكوتا وغيرها لن تنفعنا ولن تحمينا من الانقراض لانها شخصية ولا تعبر عن طموح الشعب وامنياته، فما نفع الكوتا اذا كانت التشريعات المجحفة بحقنا والمنتقصة من معتقداتنا تمرر في مجلس النواب وامام اعضاء كوتتنا المسروقة دون اعتراض؟ وما فائدة المناصب اذا كان شعبنا يهجر وتسلب حقوقه المشروعة دون مقاومة او اعتراض؟.
تأخرنا كثيرا لكن لا زال امامنا فسحة امل تلوح في نهاية النفق، فاذا كان القادة والساسة والمسيطرين على زمام الامور جادين في انقاذ القلة المسيحية الباقية في الوطن ومخلصين لقضيتنا التي قاربت الانتهاء عليهم ان لا يترددوا للحظة في التكفير عن اخطائهم المميتة، التي ادت الى فناء المسيحيين، ونبذ كل الخلافات الشخصية والمصلحية والمناصبية والعمل بكل جدية واخلاص لتأسيس مرجعية دينية وسياسية موحدة تكون صوت الشعب ومعبرة عن مصالحه.
الحفاظ على الوجود المسيحي لن يتم من خلال البكاء على الشاشات ولا بتفقد الاطلال والافتخار بعظمتها ولا من خلال تقديم التهاني في مناسباتهم الدينية... بل يتم باعطاء المسيحي حقوقه الشرعية والتعامل معه كشريك في الوطن لا ضيف غير مرحب به.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

33
اللجان التمويهية الى متى؟
لا زال المواطن العراقي مخدرا ومخدوعا بالقرارات والتصريحات الصادرة من السلطات التي تدير البلد وتقوده، لان كل قراراتها وقوانينها وسلطاتها لا تطال المسؤولين ولا تمس شعرة من حيتان الفساد التي دمرت البلد.
ففي خطوة خداعية اخرى لامتصاص الغضب الشعبي، جراء سوء الخدمات والمستلزمات المعيشية الاخرى، قرر البرلمان العراقي تشكيل لجنة للتدقيق والتحقيق بالعقود التي ابرمتها وزارة الكهرباء طيلة 14 عاما، وذلك بعد ساعات من اقتحام محتجين مبنى لتوزيع الهرباء في بغداد.
استجابة البرلمان لمطاليب الشعب المتظاهر واتخاذه الاجراءات السريعة لمعالجة الازمات والقيام بالتدقيق والتحقيق مع المسؤولين المقصرين والفاسدين وتقديمهم للقضاء لنيل الجزاء العادل، تشعر المواطن البسيط بان حقوقه مصانة وصوته مسموع ومطاليبه المشروعة ستحقق، وفي نفس الوقت تعزز ثقته بالبرلمان المنتخب من قبله، لكن هل يستطيع البرلمان العراقي ممارسة مهامه ومحاسبة المسؤولين عن الفساد والهدر المالي سواء في قطاع الهرباء او القطاعات الاخرى لكي يشكل هكذا لجنة؟.
ازمة الكهرباء وغيرها من الازمات التي تخنق المواطن لا تنتهي ولا تحل بتشكيل لجنة تحقيقة لمعرفة الاسباب والكشف عن الفاسدين لان الجميع بات يعرف الاسباب والمسببين ويعرف جيدا الفاسدين، بل ان انهاء الازمات يكون عبر معالجة الاسباب وفرض القانون وتطبيقه لمحاسبة الفاسدين، لانه قبل اليوم شكلت عشرات اللجان التحقيقة!!! التي لم تتجرأ حتى مجرد ذكر اسماء المجرمين الذين ارتكبوا جرائمهم في وضح النهار دون خوف او تردد.
كثيرة هي اللجان التي شكلت في قضايا مصيرية وجرائم شنيعة ومنها على سبيل المثال لجنة التحقيق في كارثة الموصل، لجنة التحقيق في مجزرة سبايكر، لجنة التحقيق  عن سقوط الموصل و،... وغيرها الكثير، لكن رغم ذلك مرت هذه الجرائم مرور الكرام على الشعب العراقي ولم يتم محاسبة ومعاقبة المجرم وظلت نتائج التحقيق مخفية يتراكم عليها الغبار.
لم نسمع يوما، عبر التاريخ كله، ان يكون المجرم هو القاضي نفسه، اي ان يحكم المجرم نفسه ويطبق على نفسه القانون والعقوبة المناسبة لجرائمه، فكيف للعراقيين ان يصدقوا بان هذه اللجان ستقوم بمهامها بنزاهة وتقدم الجاني الى العدالة؟ لان كل اللجان المشكلة منذ 2003 لحد اليوم كانت لجان تابعة وغير مستقلة وتم اختيار اعضائها على انتمائهم الطائفي او الحزبي  وليس على خبرتهم القانونية واستقلاليتهم الفكرية، فكيف لهذه اللجان ان تؤدي مهامها بنزاهة ودون خوف او تأثير وتكشف المجرمين والفاسدين اذا كان اختيارهم لعضوية هذه اللجان قد تم من قبل هؤلاء المعنيين انفسهم؟
همسة: ازمات العراق ليست ازمات لجان بل ازمات قانون غير مطبق ونزاهة مفقدوة، لذلك كفاكم تشكيل لجان تمويهية غاياتها معروفة.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

34
صرخات غبطة الكاردينال ساكو واذان السياسيين ( المسيحيين ) الصماء؟
للكتابة وجوه وغايات ونيات مخفية لذلك يجب اكتشاف اذا ما كان الكاتب يمهتن الكتابة كمصدر للاسترزاق، او دخل اليها راكعا خانعا مادحا ومجاملا محاولا الاقتراب من اصحاب السلطة لتحقيق غايات ومنافع شخصية، او اتخذها كواحة لاراحة ضميره وفكره المنهك، وبين هذا وذاك بون شاسع يجب عدم تجاهله واهماله.
الاتهامات التي تطال الكتاب كثيرة خصوصا الذين يكتبون بشفافية واستقلالية دون انتظار مقابل لمجهودهم الفكري او رضى السلطان واصحاب السلطة عما يتناولوه من مواضيع، شخصيا تعرضت لاتهامات كثيرة ووردتني رسائل كثيرة من اشخاص معروفين بانانيتهم وتقلباتهم الفكرية والحزبية والانتمائية، كان همهم الوحيد استغلال قضيتنا ووجودنا لتسنم المناصب وتحقيق مصالح شخصية اي كان ثمنها، ولهؤلاء اقول الكتابة عندي واحة لاراحة الضمير لا اكثر ولا اقل لذلك اكتب باستقلالية ما اراه في صالح شعبنا المسيحي دون املاءات ومجاملات.
لا تربطني بغبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو علاقة قرابة ولم نلتقي يوما وما اتناوله من كتابات تخص نداءاته وجهوده ليس سوى محاولة مني لتقريب وجهات النظر بين ابناء شعبنا ( المسيحيين ) المتناحرين والمتناطحين فيما بينهم على التسمية والفرع والاصل والمناصب الكارتونية المخصصة لهم.... لذلك اتمنى ان لا يفكر اصحاب التاريخ المشبوه والمتقلبين والراقصين على كل الحبال، الذين نعرف وبالتفصيل الكامل ثمن كل كلمة قالوها وكل مقالة كتبوها وكل جولة سياحية ( سياسية! ) قاموا بها وكل مؤتمر وهمي عقدوه... ، بانني مثلهم اركض وراءالمناصب والمغانم على حساب شعبنا المظلوم، وارجو من كل من يملك دليل عكس ما اقول ان ينشره على وسائل الاعلام ليطلع عليه الجميع والا فليس هناك من داع لمخطابتي برسائل الكترونية واتهامي بانني اجامل هذا وذاك ( هذا ديدنكم فلا تعمموه علينا! ).
لا يشعر بالمصيبة الا من كان مبتليا بها، لذا فان مسيحيي العراق ادرى بمصائبهم من الاخرين الذين يتعاطفون معهم ويحاولون مواساتهم على المحن والمظالم وعمليات الابادة التي يتعرضون لها، ومقارنة بحجم المأساة ونتائجها السلبية على حاضر مسيحيي العراق ومستقبلهم مع جهود الساسة ورجال الدين المسيحيين الهزيل والضعيف لمعالجة الازمات وبعث الثقة في نفوس الباقين للبقاء والاستمرار فاننا نتيقن ان استمرار المسيحية في العراق بات صعبا ان لم يكن مستحيلا.
بغض النظر عن محاولات الاخر لاقتلاع جذورنا واجبارنا على الهجرة وترك البلد، فان قادة المسيحيين يتحملون جزءا كبيرا من جريمة افنائنا وتشتتنا وابادتنا لانهم لحد هذه اللحظة لم يحاولوا! ترتيب بيتنا القومي والديني وتوحيد مطاليبنا كشعب يستحق الحياة في وطن كان اصله!، لانه لولا بيع الذات لا احد يستطيع سرقة ارادتنا وصوتنا وحريتنا، وبدلا من تكريس الكوتا والمناصب التنفيذية المخصصة للمسيحيين لخدمة شعبنا والدفاع عنه ورفع الظلم عن ابنائه تم تكريس هذه المناصب لتحقيق منافع ومصالح شخصية بعيدة عن الهم الشعبي، وهكذا اصبحت هذه المناصب حلبة صراع وتناطح بين ابناء شعبنا للفوز اللاشريف بمنصب كارتوني ينتفع به الفائز المجاهد.
كلنا نعرف ان الكوتا مصادرة والاقصاء والتهميش بلغ ذروته وعمليات التغيير الديموغرافي والابادة مستمرة والتشريعات التي تنتقص من حرياتنا ومعتقداتنا الدينية تمرر بموافقة نوابنا في البرلمان!!! ... لكن رغم ذلك بقينا جالسين ننتظر رحمة السياف حتى يأتي دورنا.
في نداؤه الاخير وكعادته وضع غبطة الكاردينال مار لويس ساكو النقاط على الحروف وطلب من الاخوة الاعداء من ابناء شعبنا ان يحتكموا الى العقل ويهبوا الى عقد اجتماع طارىء لمناقشة الاوضاع السياسية والاجتماعية والصحية السائدة في البلاد، نضيف اليها بحث سبل بقاءنا والحفاظ على ما تبقى في الوطن من مسيحيين، وختم مقاله ( نداؤه ) ب( من له اذنان للسمع فليسمع )، لانه حسب اعتقادي ان غبطته على دراية تامة ان الاغلبية من الذين يخاطبهم اصبحوا صم وفقدوا سمعهم ازاء مغريات المناصب والزعامة، لكن لم يستجب لنداءه سوى القلة القليلة والذين لم يبادروا الى عقد مثل هذا الاجتماع لحد هذه اللحظة.
وبما ان المتاجرين بقضيتنا لم ولن يستمعوا الى نداء غبطة الكاردينال ولا الى اي نداء اخر لوضع نهاية لمعاناتنا ( لان نهاية معاناتنا يعني نهاية تجارتهم الربحية )، لذا فانني ادعو غبطة الكاردينال مار لويس ساكو، لما له من مكانة ومقام، للقيام بهذه المهمة والترتيب لعقد مؤتمر مسيحي يشارك فيه المخلصين من الساسة ورجال الدين لمناقشة الوضع المزري وتأسيس مجمع او هيئة او تحالف مسيحي ( اي يكن اسمه ونوعه ) يكون صوت الشعب وامله في البقاء والاستمرار.

 
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

35
الاخ والاستاذ غانم كني المحترم
اجمل تحية
مرورك يشرفنا واضافتك الرائعة تكمل الموضوع وتغنيه، استاذي العزيز حتى داعش وحدنا لكن سياسيي ( تجار ) الصدفة فرقونا وسحقونا وتاجروا بارواحنا، ليس خافيا على احد ما يحدث لكن ما يؤسف له هو وجود بعض الطفيليين والمرتزقة من خارج البلد لا يزالون يمدحون مدمري شعبنا لتحقيق غاياتهم ومصالحهم الشخصية، اضف الى ذلك المتلونين كالحرباء الذين يبحثون على مصالحهم ولا يهمهم ان تحالفوا مع الشيطان نفسه لتمرير مصالحهم او الحصول على فتات الفتات الملقى لاسيادهم التوابع..... علينا ان نتعظ ونحاول ونعمل سريعا والا ستكون نهايتنا جدا حزينة ومؤلمة.... املنا المخلصين والواعين والصادقين امثالكم كبير اخي العزيز
الله يوفق كل مخلص ومؤمن بقضيتنا بعيدا عن التعصب والمتاجرة
تحياتي وسلامي

كوهر يوحنان

36
الاخ العزيز سامي ديشو المحترم
شكرا لمرورك الكريم على ما نكتب واضافتك القيمة..... بصراحة المستفيد من الوضع الحالي هم قلة من المتاجرين بقضيتنا وهم معروفين لدى ابناء شعبنا في الداخل لانهم كانوا سبب اغلب البلاوي والمحن، يوما ما سيندم الكثيرين لانهم شاركوا في ضياع شعبنا لكن في وقت لا يفيد فيه الندم.... اتمنى من كل قلبي ان يبدأ الناشطين والمخلصين من ابناء شعبنا لتأسيس تجمع او حزب او حركة تجمعنا وتتبنى مصالحنا
تحياتي

37
خصامنا من اجل من وفي سبيل ماذا؟
لا زلنا كمسيحيين نتمرغ في الوحل والوساخة، تقودنا المصالح الشخصية ونصفق للغريب الذي يطرب اذاننا بلسانه ويطعننا في القلب بيده، نركب قطار القومية والدين لتبوء وتحقيق الطموحات والمنافع، نناطح بعضنا بعضا لخلق عظمة زائفة وتافهة مقابل الابادة التي نتعرض لها بسكوت مخجل، نستقوي ونبرز عضلاتنا على بعضنا وننشغل بتوافه الامور من انتماءات وتسميات وتاريخ نتباهى به هباءا لنترك الاخر يفتك بنا ويأتي على اخرنا، ومن ثم نجلس نعاتب ونعلن ونندد ونصرح ونتوسل لهذا او ذاك .... ونقول باننا مغدورين ونتعرض للابادة ووووو.
اخطر افة تصيب الشعوب وتدمر الامم هي عندما يبدأ ابنائها بنحر بعضهم بعضا، وهذا ما يحصل لنا نحن المسيحيين ( كلدان سريان اشوريين ) فرغم كل المصائب والمذابح والمآسي لم نتلعم حرفا من السياسة ولم نتعظ من التجارب والتاريخ قدر ذرة رمل، فانشغلنا بالاقتتال على الفتات المسموم الملقى لنا على حساب مستقبلنا وبقائنا والنتيجة المرة والمحزنة معلومة وليست بحاجة الى للشرح والتفسير والتوضيح.
كلنا نعرف ان تاريخنا مكتوب بالدم لكن الابادة التي نتعرض لها منذ 2003 يمكن اعتبارها الاخطر والاكبر في تاريخنا المعاصر، لاننا اصبحنا على حافة الانقراض من وطن كنا! اصحابه، وازاء هذه الابادة والمعاناة الكبيرة كان لا بد ان يظهر من يشعر بالمسؤولية ويحس بحجم الكارثة التي تحوم حولنا فاقدم البعض من القادة السياسيين ورجال الدين المحترمين على محاولة توحيد خطابنا السياسي وتأسيس مرجعية موحدة لتقوية موقفنا داخليا وخارجيا لكن جميع المحاولات باءت بالفشل بسبب التنافس على الزعامة وفرض الذات وتباين المصالح الشخصية الطاغية على المصالح القومية والدينية.
كانت هناك فرص ضيعناها وفرص اخرى ستضيع لو بقى محتكري القيادة والتمثيل يسلكون نفس الدرب ويتعاملون مع قضيتنا بنفس الاسلوب والعقلية التجارية، لكن الاسوأ هو الانقياد وراء هؤلاء والانحناء لهم والانصياع لاهوائهم ووصفهم بالمناضلين والعظماء، في حين كل نضالهم وتضحياتهم وعظمتهم تكمن في بناء امبراطوريات مالية كبيرة وتهريب عوائلهم وحاشيتهم الى خارج الوطن على حساب مستقبلنا ودماء وارواح ابنا شعبنا.
ما يثير الاستغراب هو تصريحات المتسلطين على رقابنا والاف المقالات التعظيمية والانتقادية والقتالية التي كشفت وتكشف لنا  هول الكارثة وحجم الانشقاق والتعصب الذي يدمر شعبنا، فالمتسلطين على رقابنا لا يعنيهم ويهمهم من قضيتنا ( المفلسة ) شيئا سوى ما يربحون حتى لو كان الثمن فناء شعبنا باكمله، وواقعنا المرير اكبر مثال على صحة ما نقول لان الذين احتكروا تمثيلنا منذ عقود لم يعملوا شيئا ولم يفكروا بمصيرنا لحظة بل بالعكس من ذلك كانوا عبئا اضافيا يحني ظهورنا وسببا داعما لاكمال تهجيرنا لانهم بقوا ساكتين على المذابح التي طالت شعبنا ووافقوا دون خجل على تمرير كل القوانين المجحفة التي تقيد حريتنا وتمس معتقداتنا، وليتهم اكتفوا بذلك بل جملوا صورة الحكومة الطائفية بكل وقاحة وشجعوا على الاستمرار في اذلالنا وابادتنا وافنائنا  بدراية او بدون دراية مقرونة بصفقات مشبوهة. اما كتابنا ومثقفينا فاكتفوا بالتناحر والاقتتال على التسميات ومن هو الاصل ومن هو الفرع واي من المتاجرين ( السياسيين ! ) هو الاشرف ! وغاب عن بالهم وتفكيرهم عمليات التهجير العلنية ومآسي شعبنا ومعاناته المتفاقمة، لان الذي كتب عن قضية شعبنا وتهجيره القسري يعتبر لا شيء بالنسبة للذي كتب عن مدح التماسيح والتسمية والانتماء والتاريخ .... ناسين او متناسين ان حاضرنا ومستقبلنا هم الاهم من كل هذه الترهات، وهذا لا يشمل كل الكتاب لان البعض كتب وبكل جرأة وشجاعة عن قضية شعبنا ومستقبله دون نوايا دفينة او مصالح شخصية.
كلنا نعلم ان الاستمرار في وطننا بات صعبا ان لم يكن مستحيلا وهناك جهود ودعوات وبعض المحاولات لتوحيد صفوفنا، وبالمقابل هناك عمل دؤوب من قبل بضعة منتفعين للاستمرار على الوضع الحالي، لذلك على المخلصين من ابناء شعبنا من رجال دين وسياسيين ومثقفين العمل على تقريب وجهات النظر والابتعاد عن المقالات الهدامة التي تزيدنا فرقة وضعفا وعدم افساح المجال امام التوابع والمرتزقة الذين لا يرون من الكأس الا جزئه الفارغ لتعميق الشرخ بين ابناء شعبنا وتدميره اكثر.
همسة:- متى ندرك ان قوتنا تكمن في وحدتنا، وبقائنا يكمن في قوتنا لمواجهة التحديات.
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

38
الاخ العزيز نذار عناي المحترم
اجمل تحية
شكرا لمرورك الكريم واضافتك القيمة والمكملة، شخصنة القضية دمرنا والمصالح الشخصية طغت على كل المصالح القومية والدينية الاخرى لذلك اصبح شعبنا يتيما يتمرغ وحده في المحن والمآسي.... اخي العزيز انت محق في عدم اطلاعي على مقالتك القيمة واراءك الجميلة وعدم اطلاعي على الكثير من المقالات المتشابهة لضيق وقتي وانشغالي بامور اخرى لكن وان كانت الجملة المقتبسة من مقالي تدل على العموم لكن حتما فانها لا تعني الجميع خصوصا اللذين لا يتاجرون بالقضية ولا يقايضونها .... انه زمن العهر اخي العزيز فهنيئا لل.....

تحياتي
كوهر يوحنان

39
اختلاف الاراء يجب ان تكون سببا وسبيلا للتطور والتقدم وايجاد الحلول وليس من اجل النقد الهدام فقط، ومن يدخل النقاش ويضيف مداخلات عليه ان يراعي اصول ومباديء النقاش والتي من اهمها ان يلقي التحية؟ ولو مجاملة ولا يبتعد عن محتوى الموضوع لكي لا يتفرع وتفقد المناقشة اهميتها، والاهم ان يكتب باسمه الصريح .... لكن ربما بعض الناس تعودت على انتقاد كل شيء او اضافة شيء على موضوع دون ادنى مراعاة لاصول المناقشة.... من قال انني طلبت تأسيس مرجعية سياسية بمشاركة الفاسدين وقيادة مدمري شعبنا؟ لا اطيل الرد لكن لنحاول ان تكون مناقشتنا ضمن محتوى الموضوع

40
التحديات التي تواجه المسيحيين في العراق الجديد كبيرة وخطيرة واخطر هذه التحديات تكمن في مدى تحملهم للبقاء في وطنهم والاستمرار فيه بعد كل المذابح وعمليات التهجير القسري والتطهير العرقي التي تعرضوا ويتعرضون لها اضافة الى التهميش وسلب الارادة والحقوق والتغيير الديمغرافي والاستيلاء على الاموال والعقارات بصورة او باخرى.
السؤال الابرز والاهم الذي يطرح نفسه ويشغل بال وتفكير المخلصين من ابناء شعبنا ( المسيحي ) هو هل يمكن البقاء والاستمرار؟ ام ان بقاءنا بات مسألة وقت لا اكثر؟، لان الاوضاع المأساوية التي يمر بها العراق بصورة عامة لا تشجع على الحياة ابدا فكيف للمكونات الصغيرة المهمشة والمسحوقة اصلا ان تثق بالمستقبل وتأمل خيرا من عصابات تحكم البلد وتقوده نحو المجهول؟.
مسيحيو العراق ( كلدان سريان اشوريين وارمن ) كانوا وحيدين في مواجهة المآسي والمحن دائما، واحيانا كثيرة كانوا ضحية المتاجرة من قبل من يدعون القيادة والتمثيل فضاعوا وتشتتوا وعانوا في الغربة ما عانوا، وبذلك اصبحوا على حافة الانقراض في وطن كانوا اصله وبنوا حضارته وسطروا تاريخه، لكن رغم ذلك بقوا متفرقين دون مرجعية سياسية او دينية موحدة تدافع عن حقوقهم وتعزز بقائهم وتبعث فيهم الامل للاستمرار، بل ان الاسوأ من ذلك يكمن في معاداة قادتهم وسياسييهم ( تجار القضية ) لبعضهم البعض لتحقيق المصالح والمنافع الشخصية.
امام هذه المحن والمخاطر التي تحوم حول المسيحيين لم يكن امام المخلصين من ابناء شعبنا سوى طريق واحد لتعزيز وجودنا وبقائنا وهو الدعوة والعمل على توحيد الخطاب السياسي والعمل بجد من اجل الشعب والقضية، لكن كل الجهود والدعوات باءت بالفشل ولم تلقي الاهتمام المناسب او حتى اذانا صاغية من قبل المتسلطين على رقابنا باصوات وعضلات الغير.
انتظرت كثيرا عسى ان اتلمس رد فعل ايجابي من قبل احزابنا وسياسيينا! وغيرهم من المثقفين والمخلصين والمهتمين بقضيتنا من ابناء شعبنا، من الدعوة التي وجهها غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو راجيا ان تلقى دعوته اذانا صاغية وارادة طيبة لتحقيق شيء ملموس للم الشمل وتشكيل قيادة سياسية موحدة او مرجعية موحدة تحمل هموم الشعب وتبعث فيه الامل للبقاء والاستمرار في وقت ضاعت فيه كل الامال، لكن ومع كل الاسف لم تكن دعوته هذه سوى مناسبة اخرى لنشر بعض المقالات الانتقادية الهشة الفارغة من كل معنى والمعدومة من الحس القومي والديني.
في اغلب المناسبات، وحتى دون مناسبة، نسمع المنتفعين من وضعنا يتحدثون عن الوحدة والنضال والدفاع ...ووووو الخ لكن في الواقع لم نتلمس سوى تعظيم الذات والاتجار بارواح ابناء الشعب ومستقبلهم وبث الفرقة ومعاداة الاخر في سبيل منصب كارتوني او حفنة من المال الحرام او مجد زائل، لا يهم ان كان غبطة الكاردينال شخصية دينية بارزة يرأس ويقود اتباع كنيسة معينة او ان كان شخصيا عاديا بسيطا، لكن الاهمية تكمن في محتوى دعوته ومفهومها ومدى تأثيرها على مستقبل المسيحيين وبقائهم ووجودهم اذا ما تحققت فعلا، لذلك كان على المسيحيين جميعا ان يأخذوا دعوته محمل الجد ويعملوا من اجل تحقيقها لما فيه منفعة ومصلحة للمسيحيين ككل وليس لفئة او مجموعة من الاشخاص بذاتهم.
التحولات التي مرت وتمر بالعراق منذ 2003 لحد يومناهذا والتجارب والمحن التي مر بها المسيحيين كانت كافية وكفيلة لتشغيل العقل وتحفيزه للتفكير بطريقة عقلانية وممارسة السياسة بعلمها لايجاد منفذ للنجاة ووسيلة لتثبيت الحقوق، لكن كل مآسينا لم تكن سوى سلما لارتقاء المناصب الكارتونية وتكديس الحرام.
ككاتب بسيط اقبل يدي غبطة الكاردينال واقبل ايادي وارجل كل مخلص من ابناء شعبنا يعمل على وحدة شعبنا ويحمل هموم ابنائه، واجدد دعوتي لتكشيل مرجعية سياسية موحدة لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل ان نموت حسرة في الشتات ونورث اجالينا اطلالا يبكون عليها مدى الحياة.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

41
الاخ والاستاذ العزيز د. عبدالله رابي المحترم
مقالة معبرة وفي محلها، كم كنت اتمنى ان يستيقظ من نسميهم ممثلين!!!! لكن هيهات... هناك امور في غاية الاهمية لم يتطرق اليها هؤلاء لحد الان وهذا ما يثبت انهم لم يكونوا مستحقين لدخول البرلمان او حتى اطلاق تسمية ممثلين عليهم، ما يؤسف عليه هو وجود اناس سذج لا يزالون يسمون هذه المهازل والمواقف المشينة انجازات!! كلهم ليسوا سوى بيادق شطرنج لا اكثر فمن منهم دخل قبة البرلمان باصوات شعبنا ! انهم يمثلون مصالحهم......
ميلاد مجيد وسنة مباركة اتمنى ان تكون سنة خير وسلام على الجميع
تحياتي
كوهر يوحنان

42
الاخ والاستاذ العزيز د. عبدالله رابي
اجمل تحية
شكرا لمرورك الكريم نعم استاذي العزيز ما تقوله صحيح فكيف للمفسد اصلاح ما افسده؟ وهذا الشخص دمر المسيحيين وضحك عليهم لتحقيق اهدافه الشخصية.... لقد اطلعت على مقالتكم القيمة ولكن لضيق الوقت لم استطع التعقيب والاضافة، بصراحة كانت مقالة في محلها اتمنى ان يفهم ويعرف الجميع من اين تنبع معاناتنا...
ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة

مودتي

كوهر يوحنان

43
الاخ العزيز ابو افرام
لا احد خوله لكنه فرض نفسه عبر تملقه واتجاره بقضيتنا!!!! لقد عرف كيف يكرس قضية شعبنا لتحقيق مصالحه الشخصية،  يا ليت كان يمثل حزبه وحركته لكن حتى ذلك لم يحدث ......

تحياتي
كوهر

44
اين المسيحيون من تغيير الدستور العراقي؟
ادارة اي بلد تحتاج الى اناس مخلصين للوطن ومؤمنين بانتمائهم له بغض النظر عن انتمائاتهم الاخرى مطبقين عن قناعة تامة مبدأ الدين لله والوطن للجميع، لذلك نرى ان شعوب الدول المتمدنة والمتحضرة تكون حقوقها محفوظة وحريتها خط احمر لا يمكن تجاوزها من قبل المسؤولين مهما كان منصبهم وشأنهم في وظائف الدولة ولا يمكن لاي قانون تقييد هذه الحرية المصانة والمثبتة دستوريا.
في العراق الجديد ( عراق ما بعد 2003 ) تم كتابة دستور ناقص ومجحف بحق الشعب العراقي عامة وبحق المسيحيين والاقليات الاخرى الغير مسلمة بصورة خاصة من قبل لجنة تم اختيار اعضاؤها على الانتماءات والولاءات وليس على شهاداتهم القانونية وكفاءاتهم وثقافاتهم العلمية والدستورية، وكان من ضمن هذه اللجنة السيد يونادم كنا ممثلا عن المسيحيين.
بمجرد قراءة سطحية وليس معمقة!! للدستور العراقي نكتشف الغبن والاجحاف والتهميش الحاصل بحق المسيحيين والاقليات الغير مسلمة، لان كتابة الدستور تم بفرض الذات والاخذ بمبدأ الاكثرية والاقلية، وليس لحفظ وصيانة الحقوق والحريات لجميع افراد الشعب العراقي على حد سواء، لكن رغم كل الغبن الحاصل بحق المسيحيين لم يحرك وقتها ممثل المسيحيين في لجنة صياغة الدستور ساكنا ولم يعترض على نقطة في الدستور وحتى لم يجهد نفسه لتنبيه المسيحيين على النواقص الموجودة فيه، ولا نعرف بالضبط هل كان ذلك عن قلة درايته القانونية واللغوية ام كان عن عدم اهتمامه بالشعب الذي يمثله او كان لسكوته ثمن!، لان الاجحاف بحق المسيحيين كان واضحا وضوح الشمس.
اي كانت الاسباب التي ادت الى صياغة الدستور بشكله وصيغته الحالية فان الاطراف الحاكمة تبدو مضطرة لتغييره تحت الضغط  والغضب الشعبي المتصاعد، وكمسيحيين لا بد ان يكون لنا موقف ورأي واضح من هذا التغيير واستغلال هذه الفرصة لتغيير وتعديل الفقرات والبنود المجحفة التي تقيد حريتنا وتهضم حقوقنا لا ان نبقى متفرجين على ما يحضر ويطبخ لنا دون رغبتنا وارادتنا ودون مشاركة فعلية او حتى ابداء رأي بهذا الخصوص، خصوصا وان اللجنة المشكلة من مجلس النواب تضم في عضويتها نفس!!! العضوالسابق وهو يونادم كنا كممثل عن المسيحيين!!!، وهو نفسه الذي ادخل المسيحيين العراقيين في اظلم نفق عرفه تاريخهم بسبب سكوته وعدم اعتراضه على البنود والفقرات الدستورية التي تحط من كرامتنا وتمس معتقداتنا وتعاملنا كمواطنين من درجة عاشرة او اعشاب ضارة يجب اقتلاعها من ارض العراق.
لو كنا كمسيحيين نريد البقاء في العراق علينا ان نلملم كل طاقاتنا وامكانياتنا السياسية والقانونية والثقافية لادراج وتثبيت حقوقنا دستوريا، وهذا لن يتم بالسكوت والرضوخ لما يملي علينا، بل بالعكس يجب رفض من كان سببا في سحقنا دستوريا ورفض كل التعديلات الدستورية التي تتم بغياب المسيحيين ودون مشاركتهم الفعلية والحقيقة، لذلك على المخلصين من الساسة ورجال الدين تشكيل لجنة لاختيار ممثل حقيقي يكون صوت وممثل المسيحيين الفعلي وليس الشكلي والاسمي لصياغة دستور مدني يحفظ للمواطن كامل حقوقه وحريته الفكرية والعقائدية بغض النظر عن الانتماءات.
صرخة:- من خولكم لتختصروا تمثيل المسيحيين بشخص لا يمثل سوى نفسه ومصالحه.
تبا لكم بسياستكم العوجاء جعلتم من اصلاء العراق ضيوفا مؤقتين.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

45
الاخ العزيز ايشو شليمون المحترم
تحية طيب
هذه المظاهرات او يمكن تسميتها الثورة السلمية او البيضاء تأتى ثمارها عند اخراج كل هذه الطبقة الفاسدة من الحكم، نعم استقالة عبد المهدي او بالاحرى اقالة عبد المهدي هي اولى الثمرات او بداية التغيير لكن على الشعب ان لا ينخدع، ومسألة الميليشيات في العراق تتعدى كل الحدود لانها اصبحت كما قلت دولة داخل دولة .... والدماء الزكية التي اريقت هدرا اتمنى من كل ان لا تذهب هباءا لبناء دولة المواطنة دولة تكون تبعيتها للشعب العراقي فقط....
شكرا لمرورك الكريم
كوهر يوحنان عوديش

46
من يلبي مطاليب المتظاهرين؟
ليس تشاؤما او انعدام ايمان بقوة الشعب لكن الواقع يؤكد لنا ان التظاهرات السلمية التي قام بها الشعب العراقي المظلوم لن تؤتي ثمارها في ظل الطبقة الحاكمة الحالية لان المفسد لن يصلح ما افسده، ربما تكون استقالة عبدالمهدي تحت الضغط الجماهيري المتصاعد احدى ثمرات هذه المظاهرات لكن لا يجب احتساب هذه الاستقالة انتصارا كاملا لان مطاليب الشعب كانت واضحة وغير مقتصرة على استقالة السيد رئيس الوزراء فقط بل ان المقصد والهدف من هذه المظاهرات كان استرجاع الوطن ومحاسبة سارقيه وبائعيه.
صحيح ان رئيس الوزراء الحالي/المستقيل يتحمل جزءا من المسؤولية عن ما وصل اليه حال العراق المتدهور، ويتحمل المسؤولية الكاملة  عن اراقة دماء الشهداء الابرار الذين قتلوا بابشع صور، لكن لا يمكن تحميله المسؤولية الكاملة عن ستة عشر عاما من النهب والتدمير لانه لم رئيسا للوزراء طيلة هذه المدة لذلك لا يمكن اعتبار استقالته نهاية الالم العراقي بل ربما التفافة اخرى من حيتان الفساد لتكملة واتمام ما بدؤوه منذ 2003 من نهب وسلب وتدمير وقمع وتلاعب بارواح المواطنين وقوتهم دون محاسبة او ملاحقة.
من السذاجة الاعتقاد او حتى مجرد التفكير بان الوضع العام سيتحسن وان الامور ستعود الى مجراها الطبيعي والشعب العراقي سيهنأ بعيشه وينعم بخيرات بلده تحت ظل النظام الحالي للحكم، والاسباب كثيرة لكن اهمها تكمن في غياب القانون وحكم الميليشيات، ففي ظل غياب القانون ارتكبت مئات الجرائم ضد الشعب من نهب اموال الدولة واستشراء الفساد والرشوة واستيراد المواد والادوية النافذة للصلاحية والغير الصالحة للاستهلاك البشري وتمرير العقود الوهمية بمليارات الدولارات ...الخ لكن رغم كل هذا بقى القضاء عاجزا عن ملاحقة ومحاسبة المسؤولين المجرمين او حتى ملاحقة احدى نملاتهم التي تعبث في ارض العراق الموت والفساد، ونفس الحال ينطبق على الميليشيات المسلحة الغير خاضعة لسيطرة وسلطة الدولة حيث اصبحت دولة داخل دولة يهابها الكبير قبل الصغير فيتحدى صاحبها/رئيسها اعلى سلطة في الدولة ويصرح ويفعل ما يحلو له دون خوف او احترام ومن خلف الستار يستلم حصته الشهرية من اموال الشعب.
تغيير الوجوه لن يعالج الجرح العراقي لان مسببي الجرح لا زالوا متحكمين بالامور ويلهون بالعذاب العراقي رغما عن الشعب، لان اي رئيس وزراء سواء كان منتميا او مستقلا- كما يروج له- لن يستطيع الخروج من تأثير الاحزاب المسيطرة واصحاب الميليشيات وذلك يعني انه لن يكون له مطلق الصلاحية لمحاسبة المقصرين والمفسدين حسب القوانين النافذة بل يكون مقيدا باوامر هؤلاء.
معاناة العراقيين ومشاكلهم لم تكن مع فرد محدد او حاكم معين بل كانت مع نوعية النظام الحاكم، لذلك فان تغيير رئيس الوزراء باخر لن ينهي الازمة والمعاناة، فالنظام الحالي القائم على المحاصصة الطائفية والشراكة في نهب الوطن لن يتغير منه شيئا بتغيير بضعة وجوه وافراد لانه مهما كان قويا وصارما يبقى عاجزا امام الفوضى وقانون الغاب اللذان يحكمان البلد.
معاناة العراقيين ستنتهي بتغيير النظام الحاكم برمته وتقديم كل المسؤولين الحكوميين، الذين شاركوا بالحكم بعد 2003، للعدالة وارجاع اموال الشعب المنهوبة، معاناة العراقيين ستنتهي عند تشكيل حكومة وطنية بدون وصاية اجنبية يكون انتماء اعضائها للعراق وليس لدول واطراف خارجية هدفها تدمير العراق والانتقام من ابنائه. 
همسة:- ارحلوا قبل ان يلاحقكم مصير سابقيكم.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

47
المنبر الحر / ديمقراطية الدم
« في: 09:50 24/11/2019  »
ديمقراطية الدم
اذا كانت الديمقراطية تعني حكم الشعب فان الهدف منها هو اعطاء الشعب حقوقه في رسم سياسة البلد والمشاركة في الحكم بصورة مباشرة او غير مباشرة، وهذا يعني ان الشعب من حقه تغيير الحاكم ونظامه عندما يتلمس تجاوزا على حقوقه ومصالحه حسب الصلاحية الممنوحة له وفق النظام الديمقراطي.
يمكن القول ان العراق جرب اغلب انواع الحكم من ملكي ورئاسي ونيابي ( برلماني )!! لكن رغم ذلك بقى شعبه محروما تلاحقه المآسي وتلوي ظهره المعاناة، وذلك بسبب تفرد الحكام والمسؤولين بالقرار والاستحواذ على خيرات واموال البلد والتصرف بها كميراث شخصي دون ادنى وابسط مراعاة لحقوق المواطن العراقي.
ما يميز الدول المتحضرة والمتمدنة التي تحتكم الى النظام الديمقراطي في ادارة البلد عن الدول المتأخرة ذوات الانظمة الدكتاتورية او الفردية، هو قيام المسؤولين في المناصب الرفيعة والحساسة بالاعتذار وتقديم استقالاتهم عند ارتكاب خطأ ما، مهما كان صغيرا، او الشعور بان تأديتهم لواجبهم فيه نوع من التقصير او اضرار بالمصلحة العامة او هدر للمال العام وذلك حفظا لكرامتهم وخوفهم من سلطة القانون وسخط الجماهير، لكن ديمقراطية العراق الجديد تختلف عن كل ديمقراطيات العالم لانها تعني، وبكل اختصار، التباهي وبلا خجل بنهب الوطن وتدميره دون محاكمة او محاسبة او ملاحقة.
انجازات الحكم الديمقراطي في العراق كثيرة بحيث لا تعد ولا تحصى، فبعد تهجير المكونات الصغيرة والفتك بها والاستيلاء على املاكهم وعقاراتهم بقوة السلاح ونهب مئات المليارات من خزينة الدولة وتدمير بنيتها الاجتماعية والاقتصادية وبيع السيادة الوطنية في المزادات الدولية وتذليل المواطن العراقي والانتقاص من كرامته وسمعته داخليا وخارجيا وجعل سكان اغنى بلد في العالم يفترشون الارض ويتوسدون الحجارة ويلتحفون السماء ويبحثون عن لقمة العيش بين النفايات والقمامة ... الخ، تجرأ الحكام الجدد وبكل وقاحة على التعامل مع الشعب المطالب بحقوقه بالرصاص والغازات السامة سعيا لارضاخ الشعب للامر الواقع واسكات صوته وكسر ارادة المواطن.
كان على المسؤولين في الحكومة والبرلمان الاعتذار للشعب العراقي وتقديم استقالاتهم فورا على كل الجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين، لكن بدلا من ذلك قاموا بتحدي الشعب المتظاهر عبر نشر القناصين لقتل المتظاهرين وبعدها تروعيهم عبر اختطاف الناشطين ومن ثم تهديدهم بالسجن، وعندما فشلت كل هذه الاجراءات قدموا حلول ترقيعية وتخديرية، مثل تعديل الدستور وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة وايجاد فرص عمل وتعيين وغيرها من الحلول التي تبقى دون طموح الشعب المتظاهر ولن تحقق مطلبهم الاول والرئيسي المتمثل باسترجاع الوطن، لان كل هذه الحلول لن تمس الحيتان الكبيرة المتهمة بنهب وتدمير الوطن ولن تضع حدا لفسادهم.
همسة:- لو كان حكام العراق الجدد يحسون بذرة من المسؤولية ويشعرون بالانتماء للعراق لما باعوا الوطن واعادونا الى عصور ما قبل التاريخ وما تعمدوا في اغراق ارض الرافدين بمزيد من الدم الطاهر المشبعة به اصلا.
وااسفاه هذه الديمقراطية طهرت ذنوب الانظمة السابقة ومحت من الذاكرة كل جرائمهم.
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

48
الشعب العراقي لن ينخدع ثانية
كان يمكن لعصور الظلام العراقية ان تنتهي بعد 2003 وذلك بمشاركة كل الاحزاب! والشخصيات! السياسية! والديمقراطية! حتى النخاع بادراة العملية السياسية والامور الادارية للبلد، خصوصا وان كل الحكام والمسؤولين الجدد كانوا معارضين للنظام السابق ويعيش اكثرهم في الدول الاوروبية المتحضرة، لذلك كان امل الشعب بهم كبيرا لاستنساخ تجارب تلك الدول الديمقراطية من حيث احترام الانسان، حفظ حقوقه، صيانة كرامته، اطلاق حرياته، شمول المواطن بالرعاية الصحية والاجتماعية، توزيع ثروات البلد على الشعب بصورة عادلة، تحسين الظروف المعيشية للمواطن، فرض الامن والقانون على الجميع بلا استثناءات، الغاء المحسوبية في التعامل مع المواطن وبكل اختصار اعطاء الشعب العراقي فرصة للعيش ثانية، لكن كل ما جرى كان عكس كل التمنيات والتوقعات فلم يمر العراق بعصر مظلم كعصر الديمقراطية!!! الزائفة المفروضة عليه من هذه الدولة او تلك وكأن الذين يحكمون العراق ليسوا عراقيين بل غرباء احتلوا العراق لينتقموا منه بالتدمير ونهب ما يمكن خلال فترة احتلالهم.
اكثر من ستة عشر عاما والشعب يسمع الوعود الكاذبة والكلمات الرنانة دون تلمس اي تحسن في الاوضاع المعيشية، والشعب الذي حلم بحياة كريمة تحولت حياته الى جحيم، فبدلا من صنم يبث الرعب بين العباد اصبح للعراق مئات الاصنام تفرض سطوتها تفتك بالشعب وتنهب امواله وتقلق عيشه وتحسب انفاسه، وبفضل سياسة النهب والفساد تحول هذا الوطن الغني بحضارته وتاريخه وخيراته الى جحيم البقاء فيه نوع من الانتحار، فتشرد الشعب وتهجر ونزح وسلبت حقوقه وقطع رزقه وتفاقمت معاناته الى درجة اللااحتمال، وعند المطالبة بابسط حقوقه يجابه بالخطف والقتل لتذليله اكثر وارضاخه للوضع الراهن.
مظاهرات اليوم التي تعم العراق لاسترجاع الوطن لم يقم بها مندسين! ولا بعثية! كما يعلن ويروج من قبل اجهزة الحكام الجدد ( وان كان بين المتظاهرين من هؤلاء فهم قلائل ويكن معاقبتهم حسب القوانين النافذة )، بل قام بها مواطني العراق المخلصين والمحبين لوطنهم المذبوح، مواطنين يعز عليهم ان يغتصب الوطن امام اعينهم الف مرة يوميا وهم ساكتين، لذلك استرخصوا ارواحهم في سبيل انقاذه واسترجاعه.
شر البلية ما يضحك مثل شائع ومشهور يستخدم عندما يتعرض المبتلي بمصيبة او فاجعة الى موقف كوميدي فينفجر ضاحكا رغم الامه، والشعب العراقي المنتفض المبتلى بالطغاة يضحك رغم المعاناة والمأساة التي تحيط به وتحاصره من كل الجوانب عندما يسمع او يشاهد الفاسدين على شاشات التلفزة، الذين كانوا سبب كل الويلات وسبب مظاهرات اليوم، يطالبون الشعب المتظاهر بتقديم مطالبيهم الى الحكومة او غيرها من الهئيات لدراستها وتلبيتها وكأنهم عميان ولم يعرفوا ويسمعوا بمعاناة هذا الشعب من قبل! وهم الذين كانوا في قمة هرم السلطة، وبهذا يريدون ان ينأوا بانفسهم عن ما وصل اليه الوضع من انحدار، محاولين تبرئة انفسهم من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي منذ 2003، فلو كانوا جادين في تحسين الوضع ولو كانوا يحملون ذرة من الانتماء الى الوطن لكانوا حكموا البلد بانصاف وكان الشعب يعيش مرتاح البال وما كان الملايين ينزلون الى الشارع للمطالبة بحقوقهم المهضومة.
همسة:- لا يلدغ المؤمن ( العاقل ) من جحر مرتين، والشعب العراقي الذي جرب حكمكم الاعوج والاشد ظلما وفسادا في تاريخ الوطن لا يمكن ان يعطيكم ثقته ثانية فلا تحاولوا.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

49
المنبر الحر / ثمن استرجاع الوطن
« في: 10:54 06/11/2019  »
ثمن استرجاع الوطن
شعار " نريد وطن " الذي رفعه الشعب المتظاهر بوجه حكام العراق الجدد كشف حجم المأساة والمعاناة التي يتمرغ فيها العراقيين جراء الفساد المستشري في كل مؤسسات ومفاصل الدولة منذ 2003 لحد يومنا هذا،  لان مطاليب الشعب هذه المرة لم تكن في سبيل ماء نظيف او لاجل ساعات من الكهرباء الوطنية او من اجل تحسين الواقع الخدمي في مدينة ما.... بل ان تظاهرات اليوم هي، بكل اختصار، من اجل استرجاع الوطن ( العراق )، لذا نجدها عامة وشاملة لا تقتصر على مدينة واحدة او طائفة محددة او حزب معين او فئة واحدة بل هي ثورة شعبية ضد الفساد والطغيان بغض النظر عن كل الانتماءات.
الاجراءات التي يقوم بها البرلمان والحلول التي يطرحها المتحكمين بزمام الحكم في البلد ما هي الا حلول وقتية وتخديرية هدفها اسكات الشعب العراقي واستغفاله لان مشكلة الشعب العراقي ليست مع شخص معين او قانون معين بل هي مع النظام القائم، النظام الذي اسس الطائفية وبنى جمهورية الفساد ومرغ كرامة العراقيين بالوحل واعطى مطلق الحرية للدول الاخرى لانتهاك سيادة الوطن وجعل من المواطن يعيش تحت خط في اغنى بلد في العالم، نظام اختصر الوطن بكل ما فيه من نفوس واموال بيد بضعة رجال لا وطنيين.
مضت اكثر من ستة عشر عاما على تغيير النظام العراقي السابق بالحالي والشعب ينتظر ويتمنى حتى يئس اليأس! من صبرهم وتحملهم، ستة عشر عاما من الحكم الديمقراطي!!! تلخصت مجمل انجازات حكامه بنهب اكثر من 1000 مليار دولار من خزينة الدولة والمال العام، الحط من كرامة المواطن العراقي داخليا وخارجيا وتكميمه، اشعال حرب طائفية مقيتة لا علاقة للشعب فيها، تدمير الوطن وتفكيكه وانشاء دويلات داخل دولة، انشاء ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون تفتك بالارواح وتغتصب الاموال والممتلكات، جعل الرشوة والفساد يستشريان في كل مؤسسات ومفاصل الدولة..... ورغم كل ذلك فان الشعب اعطى هؤلاء الحكام اكثر من فرصة لتصحيح مسارهم وتقويم اعوجاجهم والتكفير عن جرائمهم لكن " لا حياة لمن تنادي:.
"نريد وطن" شعار ومطلب واضح بسيط الفهم وكبير المعنى على الحكام الديمقراطيين! ان لا يتجاهلوه ولا يتعاملوا معه باستصغار ولا مبالاة، فالمتظاهرين العزل الذين نزلوا الى الشارع للمطالبة بحقوقهم مستخدمين حقهم الدستوري في التظاهر السلمي والتعبير الحر عن الرأي لم يكن في نيتهم احداث انقلاب وقتل المسؤولين وعوائلهم وسحلهم في الشوارع، بل كل مبتغاهم هو استرجاع وطنهم المستعبد، وبدلا من الاستماع الى صوت الشعب وتحقيق مطاليبه المشروعة كانت نيران القناصة وبنادق الميليشيات التابعة والغازات الممنوعة دوليا حاضرة لاسكات الشعب الثائر، وبذلك اثبتوا للعالم زيف ديمقراطيتهم التي جاءوا ليحكموا بها، فاذا كانت الديمقراطية تعني حكم الشعب لنفسه فان ذلك ايضا يعني ان الشعب يستطيع ومن حقه تبديل الحكومة التي لا تلبي مطاليبه المشروعة ولا تحفظ كرامته.
صرخة :- استرجاع الوطن وتحريره من طغيان الطغمة الفاسدة التي تحكمه منذ 2003 يكون بتقديم الفاسدين الذين نهبوا ثروات البلد للعدالة ليحاكموا وفق القانون العراقي النافذ على جرائمهم التي طالت كل اطياف وفئات الشعب العراقي كخطوة اولى، لانه لولا ترسيخ القانون وتسييده لن يكون في الوطن امن ونظام اي كان حاكمه او نظام حكمه، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

50
لا تقتلوا المسيحيين ثانية
رغم ان تغيير الدستور العراقي وتسييده تعتبر خطوة مهمة واولية لترتيب البيت العراقي واعطاء الشعب كامل حقوقه، لكنها ( حسب اعتقادي ) ليست الاهم والاساس لتهدئة الشارع العراقي الثائر ضد الفساد والطغيان، لان العلة لم تكن في الدستور الناقص والاعوج بل ان علة العلات كانت في الاشخاص الذين حكموا البلد منذ 2003، لان الدستور لم ينص على اباحة نهب اموال الدولة، ولم ينص على قتل المواطنين العزل المطالبين بحقوقهم، ولم ينص على بيع الوطن للدول الجارة، ولم ينص على تشكيل ميليشيات مسلحة تابعة لجهات خارجية، ولم ينص على حكم العصابات، ولم ينص على توزيع ثروات البلد بين بضعة شخصيات او احزاب بينما الشعب يبحث عن لقمة عيشه بين القمامة، ولم ينص ....ولم ينص...، بل ان كل نصوصه ومواده كانت واضحة، وان كان في الدستور بعض النقص والشوائب فبالامكان معالجتها وتعديلها بما يخدم الشعب ومصالحه، لكن المأساة الحقيقة تكمن في عدم تطبيق الدستور وبقاءه حبرا على الورق لان حكام العراق الجديد كانوا اول المتضررين من تطبيق الدستور والاحتكام اليه، فمثلا ( وما اكثر الامثلة ) وليس حصرا ينص الدستور على من يتولى منصبا سياديا او امنيا رفيعا التخلي عن اية جنسية اخرى مكتسبة لكن لا احد من المسؤولين وحكام العراق الجديد تخلوا عن جنسياتهم الاخرى بل احتفظوا بها وهربوا من العراق بعد نهبهم مئات المليارات دون محاكمة او محاسبة.
الاصلاح يكمن في محاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين وليس انتهاج اسلوب اللف والدوران مع الشعب ببضعة خطوات تخديرية لاكمال التدمير وتقوية دعائم الفساد والمفسدين، واذا كانت الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية المسؤولة عن ما وصلت اليه الاوضاع في العراق من تدهور وانحدار عازمة ومصرة على اصلاح الوضع، وفي نفس الوقت مستعدة للاستماع لمطالب الشعب وتلبيتها، عليها البدء فورا بتقديم الفاسدين والعابثين بالدم العراقي الى القضاء ليحاكموا وينالوا جزائهم العادل على كل الجرائم التي اقترفوها ضد الشعب العراقي باكمله.
تشكيل لجنة لتعديل الدستور تلبية لمطالب المتظاهرين يعني ان البرلمان رضخ، ولو مؤقتا، لصوت الشعب ومطالبه، لكن الية تشكيلها فيها الكثير من الغبن والظلم خصوصا للمكون المسيحي الذي همش وهضمت حقوقه في الدستور الحالي، بالرغم من وجود ممثلين عنه في لجنة صياغة الدستور عام 2005 حيث كان ممثلهم حينذاك يونادم كنا والذي اختير ثانية!!! ليكون عضوا في لجنة تعديل الدستور.
ما يهم المسيحيين ويمس مستقبلهم في مسألة تعديل الدستور ليس الاسم المسيحي! الذي اختير لتجميل اللجنة، بل من الذي يستطيع تمثيلهم حقيقيا في هذه اللجنة ليحفظ حقوقهم ويصون كرامتهم في الدستور الذي يعتبر القانون الاعلى والاسمى وينظم الحقوق والواجبات  للافراد والجماعات، فاذا كان السيد! يونادم كنا قد اخفق في تثبيت حقوق المسيحيين عام 2005 ووافق على كل النصوص المجحفة والمنتقصة من انتمائنا ومعتقداتنا فكيف سيستطيع تثبيتها هذه المرة؟ ام ان التمثيل هو للتباهي فقط؟
اذا كان البرلمان ورئيسه وكل المتحكمين بزمام امور الحكم في العراق يريدون تمثيل حقيقي للمسيحيين في لجنة تعديل الدستور فعليهم اختيار الشخص المناسب ليكون تمثيل هذا المكون حقيقيا ، لان المكون المسيحي ليس بعاقر ليتم تمثيله من شخص لا يمثل سوى نفسه ومصالحه اثبت عجزه وجهله بالامور الدستورية والقانونية!.

همسة:- لا تقتلوا المسيحيين ثانية بتمثيل اسمي!.
 
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

51
المنبر الحر / دولة الفساد
« في: 09:07 26/10/2019  »
دولة الفساد
نقد سلبيات الانظمة الحاكمة في العراق، والشرق عموما، ليس لمقارنة نظام باخر بل الهدف هو اظهار هذه السلبيات لمعالجتها وتجاوزها لما فيه خير الشعب لكن يبدو ان الحكام مصرين على الاستمرار في نهجهم التدميري للشعب والوطن للانتفاع والاثراء الشخصي اي كان الثمن المدفوع من قبل الشعب.
تاريخ العراق مليء بالمآسي فلم يحظ الشعب العراقي بحكومة عادلة ووطنية ليتنعم بخيرات بلده ويعيش ايام حياته المعدودة بسلام وامان، بل بالعكس من ذلك طالما كان الاتي اسوأ من السابق، اي اسوأ خلف لاسوأ سلف، والسبب هو التبعية والمصالح الشخصية واضمحلال الشعور بالانتماء الوطني، فكان هم مستلم/ مستلمي السلطة هو تحقيق المنافع الشخصية وتصفية المعارض والمختلف انتمائيا والالتصاق بكرسي الحكم والتصرف بثروات البلد كميراث شخصي لا يمكن المساس به او الاقتراب منه.
المظاهرات الشعبية، والتي اهدرت فيها دماء الكثير من المواطنين الابرياء، لم ينظمها البعثيين والمندسين والقتلة او اعداء الديمقراطية او مؤيدي القاعدة وتنظيم داعش الارهابي بل نظمها وقام بها ابناء الشعب المسحوقين والمظلومين للمطالبة بحقوقهم المهضومة، لذلك كان على المسؤولين في السلطة التنفيذية والتشرعية الاستماع الى مطالبهم المشروعة باهتمام كبير وليس اسكاتهم بهراوات الميليشيات او طلقات القناصة المشبوهة.
مطاليب المتظاهرين كانت بسيطة جدا، فلم يطالبوا بكرسي الحكم، بل طالبوا بوطن يحميهم ويحفظ كرامتهم، طالبوا بحقهم من ثروات البلد الذي يطوف على الخيرات، طالبوا بتحسين واقعهم الخدمي المخجل.... وكل هذه المطاليب يمكن تلبيتها بتخصيص جزء بسيط من مئات المليارات المنهوبة من خزينة الدولة منذ 2003 لحد يومنا هذا.
 لا احد يجهل حجم الفساد في العراق واذا كان المتسلطين، الغارقين في الذل والرذيلة والجريمة، على رقاب الشعب يظنون انهم يستطيعون اسكات الشعب بالقوة عبر بضعة اتباع فهم واهمين ومخطئين لانهم مهما بلغوا من قوة وطغيان فلن يصلوا الى مرتبة اسلافهم في ذلك، وكلنا نعرف ماذا كان مصيرهم والى اين قادهم طغيانهم.
كان على حكام ما بعد 2003 ان يستفيدوا ويتعظوا من اسلافهم الحكام وان لا يكرروا نفس الاخطاء القاتلة والتدميرية، لكن بدلا من ذلك اعادوا تكرارها بصورة ابشع واقبح مما كان متصورا، فدولة العراق التي كانت في القمم رغم كل المآسي والمحن اصبحت في الحظيظ وجعلوا الشعب يترحم على معيط بعدما شاهدوا وتلمسوا جرائم وشرور ابنه شعيط.
اذا كان مسؤولي العراق الجديد يستطيعون تخدير الشعب المتظاهر ببضعة حلول ترقيعية ليوم او يومين او شهر او سنة فانهم لن يستطيعوا استغفال هذا الشعب الى ما لا نهاية، ومهما فعلوا فان عمر الظلم قصير امام ارادة وقوة الشعب.
همسة:- خذوا ما تشاؤون من السحت الحرام ولعنة التاريخ والاجيال واتركوا لنا الوطن.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

52
ايا كان تمثيل المسيحيين سواء عبر رجل دين او اي شخص اخر من العامة المهم ان يعمل هذا الممثل على تثبيت حقوقنا كاملة في الدستور ولا يكون مجرد رقم في اللجنة، اضافة الى ذلك ان يناقش المواد الدستورية مع رجال الدين والعامة من الشعب ليكون الجميع على اطلاع كامل عليها

تحياتي

53
السيد وليد حنا بيداويد المحترم
اجمل تحية
شكرا لمرورك الكريم... بصراحة اشعر بان نهاية المسيحيين في العراق اصبحت اقرب مما كنا نتصور والواقع يكشف لنا ذلك، اصبحنا يتامى لا احد يهمه مصيرنا ومستقبلنا لا احد!عندما يتعلق الامر بمنصب كارتوني او صفقة مربحة الكل يتراكض ويتسابق ويتنافس للحصول عليه لكن عندنا يتعلق الامر بحقوقنا ومستقبلنا لا احد يرى او يسمع!! حقا انه امر اكثر من مؤلم.... لقد غسلت يدي من السياسيين المنافقين لكن كنت اتمنى ان يكون كتابنا ومثقفينا يدركون حجم المأساة ولا يتراكضوا وراء الفتات لكن يبدو ان العدوى وصلت اليهم.... موضوع كهذا يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار ويتعامل معه بكل جدية لكن!! مع الاسف لا احد يهمه....
تحياتي وشكرا ثانية

كوهر يوحنان

54
من يمثل المسيحيين في لجنة صياغة دستور اقليم كوردستان
من المحتمل ان تتشكل لجنة لصياغة دستور لاقليم كوردستان العراق قريبا ومع بروز هذه الاحتمالية واقترابها من التحقيق واقعيا وتنفيذها عمليا، سال لعاب بعض الانتهازيين واشباه الرجال من المحسوبين على المسيحيين ظلما على "منصب" الممثل في لجنة صياغة دستور اقليم كوردستان، لانهم لم يفهموا من التمثيل وصياغة الدستور سوى الاسم والظهور الاعلامي.
لقد كان لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( المسيحي ) تجربة مريرة مع ممثلي شعبنا في لجنة صياغة الدستور العراقي الدائم الذي همش المسيحيين وسلب حقوقهم، فبعد موافقتهم وتوقيعهم ( ممثلي شعبنا ! ) على الكثير من المواد الدستورية المخالفة لابسط حقوقنا القومية والدينية جاءوا اليوم، بعد وقوع الفأس على الرأس، ليعارضوا البنود والمواد الدستورية التي وافقوا عليها سابقا!!! وكأن شعبنا امي لا يعرف القراءة والكتابة وجاهل بالقانون والعلوم السياسية.
لا احد يريد ويتمنى اعادة وتكرار تجربة صياغة الدستور العراقي مع دستور اقليم كوردستان، الذي اصبح الملاذ الوحيد والمنفذ الوحيد لبقاء واستمرار شعبنا في الحياة في وطننا، لان الذين شاركوا في صياغة الدستور العراقي من المسيحيين كانوا دون المستوى المطلوب سياسيا وقانونيا، وممثل المسيحيين ( الذي يعتبر نفسه كذلك ) لم يكن تمثيله الا فرضا للذات وتعظيما لشخصه ليس الا، لان دراسة معمقة للدستور العراقي تبين لنا حجم الكارثة التي ستحل وتلحق بالاقليات غير المسلمة عند تطبيقه، فلو كان للمسيحيين ممثل حقيقي مدرك سياسيا وفاهم قانونيا لما صاغ الدستور بهذا الشكل اقله بالنسبة لحقوق المسيحيين.   
ولكي لا نعيد تلك التجربة ثانية مع دستور اقليم كوردستان على رجال ديننا المحترمين وكل الشخصيات السياسية والقانونية والعلمية والطبقة المثقفة من ابناء شعبنا عدم فسح المجال امام ضعفاء النفوس والانتهازيين وتجار القضية لتمثيل المسيحيين في لجنة صياغة دستور اقليم كوردستان، لان شعبنا يتملك من القانونيين والسياسيين المخلصين ما فيه الكفاية لتمثيلهم خير تمثيل.
تمثيل المسيحيين في لجنة صياغة دستور اقليم كوردستان لا يكون ولا يتم عبر فرض اشخاص فتحوا مكاتب تجارية سواء كانت حزبية او سياسية او مدنية او اعلامية يستغلون اسمنا وديننا لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة لابناء شعبنا المشتت والمشرد هنا وهناك، لان هؤلاء الاشخاص – كما اثبت الواقع – همهم الوحيد ما يدخل جيوبهم من غلات الحرام ومهنتهم الوحيدة هي الاتجار بالقضية والتسول عند ابواب المسؤولين وانتظار فتات الموائد الدسمة.
همسة:- تمثيل الشعب ليس للافتخار والتباهي بل مسؤولية تاريخية يتحملها العظماء فقط.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

55
الاخ العزيز زيا ميخائيل
تحية طيبة
على الاقل اصبح القاصي والداني يعرف ما جرى ويجرى من حوله.... قضيتنا احتكرت وكرست لخدمة اشخاص انتهازيين امتهنوا الكذب والتملق والانبطاح للغريب .... شكرا على مقالك الاكثر من رائع عسى ان يستفيد الاتباع من توضيح هذه الحقائق...
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

56
الاخ العزيز عبدالاحد قلو المحترم
اجمل تحية
اما متأكد ان الذي فرقنا ويفرقنا كشعب او كمسيحيين هي المصالح الشخصية لاصحاب السيادة ! التي طغت على مصلحة الشعب وحقوقه ومستقبله، كلنا نعرف من الذي دمرنا ومن الذي استغل اسمنا وقضيتنا منذ 1991 لحد اليوم، لكن الامر الاهم ان قضيتنا اصبحت اليوم نتيجة السياسة الخاطئة واحتكار المناصب ماركة تجارية او سلما لتسنم المناصب ليس اكثر، اي ما معناه ان شعورنا القومي- الديني قد توفى وانتهى وكل ما نبغي اليه هو تحقيق مصالح شخصية من وراء هذه القضية...... اخي العزيز سمعنا الكثير من الخطابات والكلمات المنمقة من قبل اصحاب السلطة والنفوذ من الكلدان والاشوريين والسريان لكن ماذا كانت النتيجة؟ الكلام سيطول لان الجراح عميقة والمعاناة كبيرة جدا لذلك على المخلصين جميعا بذل كل جهودهم لتوحيد خطابنا السياسي قدر الامكان لان لو بقينا هكذا متفرقين ستكون نهايتنا اقرب بكثير مما نتصور.
ربما ارائنا تختلف وكذلك مواقنا لكن في النهاية كلانا يبغي الخير لشعبه .....
سلامي
كوهر يوحنان عوديش

57
 المحترم David Rabi الاخ العزيز
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم واضافتك الرائعة، نعم الهجرة ليست من اجل العيش الرغيد فقط فهناك الكثير من الاغنياء الذين يملكون عشرات الملايين من الدولارات تركوا البلد وهاجروا ليس للبحث عن لقمة خبز بل بحثا عن راحة البال والعيش بحرية وكرامة.... اتفق معك في ما ذهبت فالشعب ترك وحيدا فلا رجال السياسة ولا رجال الدين كانوا صادقين ومخلصين معه، قضيتنا اصبحت ماركة تجارية لا اكثر ولا اقل لكن علينا محاولة ارجاع القطار الى سكته رغم كون هذا الامر صعبا او بالاحرى مستحيلا لاننا مقتربون من الزوال اخي العزيز... شكرا لمروروك ثانية
كوهر يوحنان عوديش

58
السيد يوسف شيخالي المحترم
تحية طيبة
اشكرك على مرورك الكريم والكلمات الكبيرة بحقنا، اتمنى ان يأتي يوم واسمع فيه باننا وضعنا خلافاتنا وتناحرنا السياسي والخغرافي والاسمي جانبا ونجحنا في تأسيس مرجعية موحدة تعبر عن طموح وتطلعات شعبنا المظلوم....
مودتي
كوهر يوحنان عوديش

59
الاخ العزيز عبدالاحد قلو المحترم
اجمل تحية
بداية اشكرك على مرورك الكريم ومداخلتك القيمة، من الطبيعي ان تختلف معي وان لا نتفق في كل شيء لانه لولا الاختلاف لبقينا ندور في نفس الدائرة دون ان نتقدم خطوة واحدة او نشعر باننا مخطئين.... اخي العزيز لم اقصد ابدا اننا شعب واحد حاليا لكنني اظن اننا كنا شعبا واحد سابقا والذي فرقنا كانوا اصحاب السيادة من رجال الدين ( سابقا )، اما اليوم فنحن شعوب بيننا انهار دم!!... اتذكر جيدا اننا كنا نقول عن كل مسيحي عراقي ( سورايا ) اما الان اختفت سورايا من المحادثات والمخاطبات، فمنذ عام 1991 مع ظهور بعض الحركات الاشورية المتعصبة اصبح للكلدان رد فعل قوي وكذلك من بعدهم السريان، لذلك نرى ان تفتتنا اصبح اقوى ويستمر بالنمو يوما بعد يوم وهذا امر مؤسف عليه....
اخي العزيز تنافسنا وتناحرنا على التسمية امر معيب ليس للكلدان فقط بل للجميع، كان على القياديين جميعا من رجال دين وسياسيين مخلصين ان يعوا خطورة الوضع الذي نمر فيه، والذي يكمن في انقراضنا واختفائنا من وطن كنا اصله واصحابه، والاتفاق ولو مؤقتا على تسمية جامعة كأن تكون ( سورايا ) كما كانت سابقا، لتوحيد الخطاب السياسي والمطاليب المشروعة لشعبنا، لكن الذي حدث هو عكس ذلك تماما انشغلنا بمناطحة بعضنا لبعض على امور تافهة وفتك العدو بنا دون مقاومة او اعتراض.
اخي العزيز لم يجبرني احد، ولا احد يستطيع اجباري، على عدم ذكر الكلدان بصورة منفصلة لكنني مقتنع تماما باننا شعب واحد رغم اختلاف التسميات وان الذي يصيب الكلداني من مصائب يصب السرياني والاشوري كذلك، علينا محاولة لملمة الصفوف وتوحيد الجهود كي يكون لنا وزن سياسي ومعنوي لتحقيق مطاليبنا وتثبيت حقوقنا لكن لو قمنا بذلك متفرقين اي الكلدان لوحدهم والاشوريين لوحدهم والسريان لوحدهم فلا احد لا احد سينصت لنا ويكون التهميش والتهجير من نصيبنا دائما وابدا.
تحياتي
كوهر يوحنان عوديش

60
هل من امل في ترتيب بيتنا القومي-الديني؟
ما مر ويمر به المسيحيين من مآسي ومحن في العراق كان كافيا، بل واكثر، لترتيب بيتهم القومي- الديني اذا كان في قيادييه الدينيين والسياسيين ذرة من الحس بالمسؤولية والاخلاص، لكن ما حدث ويحدث يثبت للعامة من الشعب ان قضيتنا وكل مآسينا لم تكن سوى ماركة تجارية ووسيلة لتعظيم الذات وتثبيت الزعامة!.
الاختلاف في الرؤى والتفكير والتحليل بين الاشخاص والتيارات السياسية من الامور الطبيعية، لكن ان تتحول هذه الاختلافات الى اداة تدمير داخلية وذاتية لشعب بكامله فهذا قمة الجهالة في السياسة والعلوم السياسية، وقمة في الانانية لتكريس قضية شعب باكمله لخدمة بضعة نفوس ضعيفة تتخذ من اسمنا ومعاناتنا وسيلة لتحقيق مصالح ومنافع شخصية.
المرحلة المصيرية التي نمر بها والتي تكمن في الصراع مع البقاء تفرض علينا قول الحقيقة والاعتراف بها، وهذا ليس تشاؤما كما يرى البعض بقدر ما هو حقيقة واقعنا المر الذي نعيشه ودوامة الضياع التي ندور فيها مرغمين عاجزين، بسبب افتقارنا كشعب الى مرجعية موحدة وقيادة سياسية واعية تدرك حجم المأساة التي تحيط بنا من كل الجوانب والجهات.
فقدان الامل بالعيش في وطننا عجل رحلينا وسرع انقراضنا لان الهجرة والبحث عن عيش كريم بحرية دون مضايقات وملاحقات اصبحت هاجس كل مسيحي عراقي يحلم بحياة هادئة ومستقبل مشرق لابنائه، وهذا ليس بسبب الاضطهاد الديني وارهاب داعش ومضايقات الميليشيات والخارجين عن القانون فقط، بل هناك اسباب اخرى اكبر واقسى ترغمنا على الرحيل لكننا نجهلها او لا نريد الاعتراف بها اصلا، وهذه الاسباب هي داخلية، وباعتقادي، كل فرد من ابناء شعبنا يتحمل جزء منها بصورة او باخرى، واهم هذه الاسباب هي عدم ايماننا بقضيتنا!!! ونزاعنا البغيض على التسمية والانتماء الخغرافي ومن هو الاصل ومن هو الفرع ... وغيرها من التناحرات التي جعلت منا كشعب ومن قضيتنا مجرد مهزلة!! لا اكثر.
كلنا نعرف ان تاريخنا المسيحي في العراق وفي الشرق الاوسط عموما مكتوب بالدم، لكن ما تعرض له المسيحيين في العراق بعد 2003 من قتل واختطاف وتدمير لكنائس وتخويف وتكفير وتهجير قسري ...الخ يمكن اعتباره النفس الاخير لهذا المكون الاصيل في بلد كانوا اصله واصحابه، لكن كل ذلك لم يوقظ ضمير المحسوبين علينا من ساسة ( تجار ) لمحاولة لملمة الجهود لتوحيد الخطاب السياسي ومراعاة مصلحة شعبنا وتثبيت حقوقه.
لا احد يستطيع تبرئة نفسه، خصوصا من تسنموا مناصبهم باسمنا ومن استحقاقنا، لان جميعهم خانوا القضية وباعوها بابخس الاثمان، وكل ما قيل ويقال بخصوص القضية والامة والمستقبل ليس سوى كلمات فارغة من كل معنى الهدف منا واحد ومماثل الا وهو الاحتفاظ بالكرسي والتنعم بالمنصب مقابل مستقبل شعب وحياة ابنائه.
جميع الاعداء تعاملوا معنا كشعب واحد بدون عنصرية وتفرقة، فالكنائس عندما فجرت لم يسألوا عن مذهبها ومن تتبع، والذين اختطفوا وقتلوا باسم المسيح لم يسألوا عن انتمائهم القومي ( هل هو كلداني ام سرياني ام اشوري ) ولا الى اية كنيسة ينتمي، حتى داعش في غزوته كان ارحم علينا من نفسنا لانه تعامل معنا بدون تفرقة فلم يفرق بين الكنائس ولا بين الكلداني والسرياني والاشوري، لكن نحن ابناء الشعب الواحد فرقنا ذاتنا وتناحرنا حتى الموت على التسمية والانتماء الجغرافي وغيرها من الامور التافهة بينما الاعداء كانوا يفتكون بنا دون مقاومة، وكل ذلك لارضاء بضعة انانيين من المنتفعين من الوضع الحالي.
الاستقلالية والكتابة عن قضيتنا القومية- الدينية بصراحة يتطلب جرأة لان ذلك يعني محاربة رؤوس الفساد وتجار القضية والوقوف بوجه المتسلطين على رقابنا، وعكس ذلك فان التطبيل والتزمير والتدهين والنفاق تعني الاقتراب من تجار القضية والتنعم بالفتات، لذلك نلاحظ ان الجريئين والمخلصين يكونون في النهاية والبداية تكون للمتملقين في المناصب والندوات والمؤتمرات الصحفية ووووو، وهذا هو السبب الرئيسي لعدم وضع النقاط على الحروف من قبل كتاب شعبنا ومحاولة الاقتراب من هذا او ذاك حسب ما تقتضيه المصلحة الشخصية.
همسة: لا اظن ان هناك امل في ترتيب بيتنا القومي- الديني في وقتنا الحاضر مع بقاء هؤلاء التماسيح على العرش اما عند زوالهم فيكون لكل حادث حديث.
 
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

61
الاخ العزيز تيري بطرس المحترم
اجمل تحية
ما تطرحه وتود مناقشته في هذه المقالة هو عين الحقيقة، مشكلة شعبنا هي تشرذمنا اولا وافتقادنا لسياسيين ثانيا، لان اغلبية العاملين! في الحقل هم مجرد تجار وسماسرة او مصاصي دماء باعوا الشعب وتلاعبوا بمصيره باسم القضية والانتماء.... ورعم كل المآسي لا زال السذج والبسطاء من ابناء شعبنا وبعض المنتفعين من القائد الاوحد يطبلون ويزمرون ويمجدون خيانته.... شعبنا بحاجة الى سياسيين مخلصين لتوحيد الصفوف وبث الامل والا سنكون ذكرى في وطن كنا! اصله..

مودتي
كوهر يوحنان عوديش

62
السيد مسرور البارزاني والبداية الجديدة
تناقلت وسائل الاعلام باهتمام بارز مقال السيد مسرور البارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان المنشور في صحيفة واشنطن بوست الامريكية بخصوص برنامج حكومته للسنوات الاربعة القادمة، تناول فيه بكثير من الصراحة الية عمل حكومته والخطوات التي سيتبعها للنهوض بكوردستان ومعالجة الازمات الناتجة من حرب تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) الارهابي وقطع موازنة الاقليم من قبل حكومة بغداد لاكثر من اربعة سنوات والنزوح الجماعي الى كوردستان من داخل العراق ومن خارجه والتي ادت الى تفاقم معاناة الاقليم شعبا وحكومة.
السياسة الهادئة والمرنة للحزب الديمقراطي الكوردستاني وحكومة اقليم كوردستان ( برئاسة السيد نيجرفان البارزاني سابقا ) كانت واضحة، لذا لا عجب ان يخطو السيد مسرور البارزاني نفس خطى اسلافه في الحزب والحكومة في التعامل مع الازمات بهدوء ودبلوماسية واتخاذ الحوار السلمي شعارا وطريقا لحل المشاكل العالقة خصوصا مع الحكومة المركزية في بغداد.
هيبة ومكانة اقليم كوردستان دوليا لم تأت بسب كونه قوى عظمى عسكريا واقتصاديا بل جاءت من السياسة الذكية والعقلانية لقادة الاقليم ( رئاسة وحكومة ) ومحاربة داعش، اضافة الى سياسة الاقليم السلمية والانفتاحية والعلمانية في التعامل مع الازمات الداخلية والخارجية، خصوصا في ايواء الاقليم للنازحين والمهجرين من كافة الاديان والقوميات دون فرق او تمييز، وبالاخص ايوائه للمسيحيين والايزيديين المهجرين من المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة المركزية في بغداد، فلولا الامن والامان والمساعدات التي قدمت للمسيحيين المهجرين من قبل الاقليم على مر السنوات السابقة لكان العراق قد خلا من المسيحيين نهائيا ( بينما كانت الكنائس في بغداد وموصل تدمر والمسيحيين يهجرون علنا كان الاقليم يستقبلهم والكنائس فيه تجدد وتعمر )، وبذلك فان الاقليم ثبت وجوده دوليا ككيان سياسي علماني حامي للاقليات، وحظي بالاهتمام والاحترام الذي يستحقه من لدن المجتمع الدولي والدول العظمى.
لا شك ان التحديات التي تواجه حكومة اقليم كوردستان الجديدة كثيرة وكبيرة لكن البرنامج الحكومي الذي اعلنه السيد مسرور البارزاني رئيس حكومة اقليم كورستان يبعث على التفاؤل، خصوصا فيما يتعلق بمحاربة الفساد ومساءلة قطاعات الخدمة المدنية ومجلس الوزراء وضمان خدمة الحكومة للشعب وليس العكس ( كما قال سيادته ).
كل المجتمعات تتطور وتتقدم وترتقي تدريجيا وليس بضربة عصا سحرية وهذا يتوقف بنسبة كبيرة على نوعية الحكم والية عمل القادة السياسيين والحكام، والتطور والتقدم الحاصل في كوردستان منذ 2003 ليس بالقليل ولا يمكن تجاهله لكن يبقى الانسان بطبيعته البشرية طموح الى الاكثر وهذا هو سبب تطور المجتمعات وتقدمها، وكمواطن كوردستاني اقترح على رئيس حكومة الاقليم الجديد السيد مسرور البارزاني بضعة اراء بسيطة عسى ان تساهم في تقوية برنامجه الحكومي وتؤدي بالتالي الى تطوير مجتمعنا الكوردستاني اكثر ليصبح مثالا يتحذى به من قبل العالم اجمع:-
1-   تسييد القانون:- من المعلوم ان القانون وضع لردع الجريمة لذلك فان تطبيقه بدون استثناءات وبغض النظر عن الانتماءات والمحسوبية يؤدي بصورة حتمية الى تطور المجتمع وتقدمه.
2-   محاربة الفساد:- ان يعاقب بموجب قانون العقوبات العراقي كل مسؤول يستغل منصبه للانتفاع الشخصي او يسيء استعمال سلطته، وكل من تثبت عليه تهمة الاختلاس والرشوة وسرقة المال العام.
3-   خدمة المواطن:- احترام المواطن عند مراجعته للدوائر الخدمية وليس اهانته ( كما يحدث في الكثير من الاحيان من قبل موظف الاستعلامات وصولا الى الموظف المسؤول )، لاشعاره بانه ابن الاقليم وليس ضيفا او متسولا يدق الابواب.
4-   صندوق الشكاوى:- تأسيس صندوق شكاوى وتشكيل لجنة تكون مرتبطة برئيس الحكومة لمتابعة الشكاوى ودراستها ورفع التقارير بشأنها لمعاقبة المقصرين.
ختاما اتمنى للسيد مسرور البارزاني الموفقية والنجاح ولكوردستاننا الحبيبة الامن والازدهار.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

63
السيد ابو افرام المحترم
كلنا نعرف كيف تاجر هذا الشخص بقضيتنا ومستقبلنا واين سيكون مكانه في صفحات التاريخ.....
اذا كانت نسبة المعلن هذه فكم ستكون نسبة غير المعلن يا ترى؟؟؟؟

تحياتي
كوهر يوحنان
 

64
الاخ العزيز عبدالاحد قلو المحترم
اجمل تحية
اخي العزيز مآساتنا كشعب تكمن في غياب الوعي السياسي لدى الكثير من ابناء شعبنا اضافة الى شخصنة القضية وفرض المصالح الشخصية على المصلحة العامة و تغليب الانتماء الجغرافي والطائفي على الانتماء الديني والقومي ( لايماني باننا شعب والذي فرقنا هو المصالح ... ) لذلك انشغلنا نحن بامور تافهة مثل التسمية والانتماء المناطقي وجاهدوا هم من اجل تصفيتنا وابادتنا وهذا ما حصل بالضبط.
هؤلاء كانوا سببا اضافيا لتدميرنا وتهجيرنا لكن لا زال هناك من يصدقهم ويصفق لهم ويجمل صورتهم ليس لاعمالهم ونضالهم بل لانتمائهم لنفس الطائفة.......
سلامي
كوهر يوحنان

65

هناك من يدخل التاريخ كقائد قومي او وطني لما يقدمه لوطنه او ابناء شعبه من خدمات وانجازات وتضحيات جسيمة، وهناك من يبقى في تاريخ شعبه كصفحة سوداء لانه يكرس قضية ومآسي شعبه لتحقيق منافع ومصالح شخصية، وتاريخ العراق ككل ملآن بالصفحات السوداء لاشخاص تسنموا الحكم والقيادة فدمروا الشعب والوطن.
مسودة قانون المحكمة الاتحادية اثار ضجة ومخاوف كثيرة وكبيرة لدى شرائح متعددة من ابناء الشعب العراقي بمختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والسياسية وخصوصا ابناء المكونات غير المسلمة التي ترى في ضم اربعة فقهاء شريعة الى عضويتها ارهاب من نوع جديد ووسيلة ( تشريعية وقانونية ) لارغام واجبار المسيحيين وغيرهم من غير المسلمين على ترك البلد دون ضجة!.
كلنا نعرف ان قانون الغاب هو الذي يحكم العراق لذلك لا نعاتب نواب ( الكوتا المسيحية ) اذا لم يستطيعوا منع تمرير التشريعات والقوانين المجحفة التي تمس معتقداتهم وتصادر حرياتهم وارائهم، لكن كان يمكن بتوحدهم، رغم اختلافهم فكريا وسياسيا، ان يشكلوا لوبي ضاغط لمنع تمرير التشريعات والقوانين التي تحث ابناء هذا المكون على ترك البلد وترسخ فيهم فكرة اللامواطنة واللانتماء الى وطن كانوا اصله.
مواقف وردود فعل المسؤولين والقادة المسيحيين لم تتعدى التصريحات الاستنكارية الهزيلة والمخجلة لذلك كان موقف المسيحيين ككل ضعيفا امام الابادة التي يتعرضون في العراق، لان معاناتاهم ومآسيهم لم تكن سوى سلعة يتاجر بها المسؤولين والقادة من ابناء هذا المكون.
في تصريح غامض نشر في مواقع اعلامية يقول النائب يونادم كنا: ( وجود " فقهاء مسلمين " في المحكمة الاتحادية سيجعل العيش في العراق نار جنهم! )، وشخصيا اشكر سيادة النائب يونادم كنا على تصريحه هذا!، الذي اعتبره البعض من المدنيين وابناء المكونات غير المسلمة جرأة ودفاعا من قبل سيادة النائب عن حقوقهم وحرياتهم!، لكن هناك مآخذ على هذا التصريح الغامض الذي جاء للظهور الاعلامي فقط كما اعتقد وليس للاعتراض او الدفاع عن المعترضين على مسودة القانون كونه مجحفا بحق الكثير من ابناء الشعب العراق ومقللا من شأنهم، ويمكن تلخيص تلك المآخذ بالاتي:-
1-   تصريح النائب يونادم جاء عاما وشاملا، اي انه لم يحدد الفئات والمكونات التي ستعيش في الجحيم اذا ما مرر هذا القانون، وبهذا فانه ضرب عصفورين او اكثر بحجر واحد، لانه غلب على تصريحه طابع الوطنية اكثر من الطابع القومي والديني وبذلك اظهر نفسه كوطني غيور مدافع عن شعب العراق ككل!، وثانيا ادخل البهجة والسرور في قلوب مؤيديه، من خارج الوطن، الذين يعتبرونه قائدا قوميا حرا مدافعا عن حقوقهم وساهرا على مستقبلهم!، وسؤالي الى السيد النائب هو: من تمثل؟ وكيف دخلت الى قبة البرلمان؟
2-   لماذا لم يحاول سيادة النائب! صياغة بيان رفض لمسودة القانون بالاشتراك مع بقية النواب المسيحيين لتقوية موقفهم واخذه بنظر الاعتبار من قبل الرئاسات العراقية الثلاثة؟ اليس في تصريحه الانفرادي بهكذا امور شخصنة للقضية؟ اضافة الى عدم توضيح موقفه من مسودة القانون لان مجرد اعلانه ان العراق سيتحول الى جحيم من اشراك ( فقهاء اسلاميين ) لا يعني بالضرورة انه يعترض؟
3-   اما المأخذ الثالث والاهم فهو يقظة النائب يونادم المتأخرة على تحول العراق الى جحيم بسبب ( وجود فقهاء اسلاميين في المحكمة الاتحادية ) وكأن العراقيين بصورة عامة والمكونات غير المسلمة بصورة خاصة تعيش في نعيم منذ 2003 لحد يومنا هذا؟ الم تكن كل المجازر والتفجيرات وعمليات التهجير والتشريعات كافية لمعرفة المصير المظلم الذي ينتظر المسيحيين؟
ثم ما الذي نشط فكر سيادة النائب حتى يتذكر ويكتشف ان ( وجود فقهاء اسلاميين في المحكمة الاتحادية سيجعل العيش في العراق نار جهنم )، الم يكن السيد يونادم عضو لجنة صياغة الدستور ( عام 2005 ) الذي ينص في ( المادة 92: ثانيا: تتكون المحكمة الاتحادية العليا من عدد من القضاة وخبراء في الفقه الاسلامي وفقهاء القانون، يحدد عددهم وتنظم طريقة اختيارهم وعمل المحكمة بقانون يسن باغلبية ثلثي اعضاء مجلس النواب ) فكيف له ان يعارض ما وافق عليه مسبقا؟ لماذا لم يعارض على هذه المادة حينها؟ ولماذا لم يعلن مخاوفه من هذه المادة ومواد اخرى مجحفة بحق المكون المسيحي، كونه ممثلا عنهم، في ذلك الوقت؟ ولماذا اصر على البقاء ولم ينسحب من لجنة صياغة الدستور؟
ختاما نتمنى ان تكون صحوة مقرونة بنيات صادقة لخدمة ابناء شعبنا الباقين في الوطن لحثهم ومساندتهم في الاستمرار، وليس محاولة ل...

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

66
رابي لطيف نعمان سياوش الجزيل الاحترام
شلاما وايقارا
مرورك يشرفنا بالتاكيد واضافتك تكمل الموضوع وتجمله..... قلت مرارا اننا كشعب علة على انفسنا واننا مسؤولين لما حصل ويحصل لنا من مصائب، اتفق معك ان برلمانيينا الكرام لا يستطيعون قتل ذبابة لكن يستطعيون ان يلبسوا القاط ويضعوا الرباط ويتأنقوا لاخذ الصور التذكارية!!!! لن اضيف اكثر لان شعبنا باجمعه اصبح يعلم حقيقة دخولهم الى البرلمان ومن يمثلون.....
تحياتي
كوهر يوحنان

67
الى الاخ والصديق والاستاذ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية اتمنى ان تكون وكل محبيك بافضل حال

استاذي العزيز شكرا لمرورك الكريم واضافتك بلا شك تغني الموضوع، وما طرحته لاعطاء العراق مفهوم الوطن رائع ولو طبق فمن المؤكد ان الواقع المعاش سيتغير بالنسبة لجميع العراقيين، لكن دعني اوضح شيئا واسمح لي ان اعارضك في جزء بسيط من مداخلتك... ما اكتبه ( شخصيا وربما الكثير من ابناء شعبنا ) من مقالات ونقد وبحوث ليس لمكنون ثقافي ورثته ولا لعقدة الكراهية الدينية لاي كان ومهما كان دينه بل هي كما تقول رد فعل للظلم الواقع على شعبنا وهو نتيجة حتمية لكل مخلص كما اعتقد!، تناولت مسودة القانون من الناحية القانونية ونوهت الى يمكن ان يحدث للاقليات اذا ما تم تمرير القانون بصيغته الحالية.......
اي كانت الاسباب والنتائج ومهما كان الثمن يجب ان لا نسكت على المظالم التي تطال شعبنا تحت اية ذريعة، خصوصا وان نهاية شعبنا اصبحت قريبة في وطن .....

سلامي ومودتي
اخوك الصغير

كوهر يوحنان

68
الاستاذ متي اسو المحترم
تحية طيبة
شكرا لمتابعتك ما نكتب وما نطرح من مواضيع.... نعم ما تقوله صحيح واعيد واكرر ما قلته سابقا " ان الكوتا سبب من اسباب تدميرنا "، لو كان بين البرلمانيين ومن احتكروا السلطة والمناصب في بغداد منذ 2003 لحد يومنا هذا مخلصين لشعبنا وقضيته ما حدث الذي حدث !!!!!

سلامي
كوهر يوحنان

69
سيادة المطران مار بشار وردة جزيل الاحترم
ما طرحته مهم جدا والاهم توضحيك بالنسبة للملثمين الذين يرديون الاصطياد في الماء العكر..... اعتقد جازما ان الوضع في عنكاوا سيتغير بنسبة كبيرة نحو الاحسن اذا ما طبقنا نصف مقترحاتك لكن من من اصحاب الاملاك والمستفيدين مستعد للعمل بها؟؟؟؟؟

تحياتي وسلامي

كوهر يوحنان

70
مسودة قانون المحكمة الاتحادية العليا تكريس للطائفية وترويع للاقليات!
تدمير العراق كوطن وتفكيك نسيجه الاجتماعي لم يكن بسبب ارهاب القاعدة ومن ثم ارهاب داعش، ولم يكن ايضا بسبب الانفلات الامني وغياب القانون فقط بل كان بسبب سيطرة الفاسدين على مقاليد الحكم والتحكم الى الدستور الاعوج والمناقض لنفسه في الكثير من بنوده بسبب صياغته من قبل اشخاص لا يفقهون من القانون والدستور شيئا اضافة الى عدم تطبيقه كاملا بل طبق جزئيا وانتقائيا ليخدم مصالح واهداف الطبقة الحاكمة المسيطرة على مقاليد الحكم بعد 2003.
لا يختلف اثنان على حجم معاناة العراقيين ككل الكبيرة بسبب سيطرة الفاسدين على مقاليد الحكم وغياب القانون وعجزه في ملاحقة ومحاكمة المتلاعبين باموال وارواح ابناء الشعب العراقي، لكن تظل وتبقى معاناة المكونات غير المسلمة اكبر واقسى بسبب قلتهم العددية ومصادرة ارادتهم وسلب حقوقهم وحرياتهم بالتشريعات والقوانين المجحفة التي تسن بالضد من معتقداتهم وحقوقهم، واخرها مسودة قانون المحكمة الاتحادية العليا التي تهمش وجودهم وتجسد في فكرهم وعقولهم ظلامية المستقبل الذي ينتظرهم في وطن يحاصرهم ويشد الخناق على انفاسهم باستمرار دون انصاف.
تثير مسودة قانون المحكمة الاتحادية الكثير من الهلع والخوف في نفوس المكونات غير المسلمة بسبب تهميشهم اولا، وضم عضويتها لاربعة خبراء في الفقه الاسلامي ( اثنان شيعة ومثلهم سنة! ) بحسب المادة -2 – د- من مسودة القانون، وبذلك فانها تخلط بين القضاء والشريعة وتخالف الدستور النافذ في مادته ( 47 ) التي تنص على مبدأ الفصل بين السلطات، اضافة الى مخالفتها للمادة ( 19 ) من الدستور النافذ ( اولا:- القضاء مستقل لا سلطان عليه لغير القانون. )، لان اشراك فقهاء الشريعة في عضوية المحكمة الاتحادية التي حددت اختصاصاتها وصلاحيتها في المادة ( 93 ) من الدستور النافذ بالرقابة على دستورية القوانين وتفسير نصوص الدستور والفصل في المنازعات التي تحصل بين الحكومة الاتحادية وحكومات الاقاليم والمصادقة على النتائج النهائية للانتخابات العامة لعضوية مجلس النواب... يعتبر تدخلا سافرا في عمل القضاء ويضع استقلالية هذه المحكمة على المحك وموضع شك وارتياب، لان قرارات المحكمة تكون تحت رحمة فقهاء الشريعة، شئنا ام ابينا، الذين انضموا الى عضوية المحكمة تحت غطاء الدين! ولهم صلاحية واسعة للاعتراض على قرارات المحكمة، ومن جهة اخرى فان اشراك فقهاء الشريعة من السنة والشيعة فقط! بنفس الاعضاء هو تكريس للطائفية التي دمرت البلد.
وانصافا للمكونات! واشعارهم بوجودهم وعدم تهميشهم فان مسودة القانون تنص في المادة ( 4 ) ( أ- يحفظ في تكوين المحكمة التوازن الدستوري بين مكونات الشعب العراقي. )، لا اعتقد ان هذه المادة اضيفت الى مسودة القانون لانصاف المكونات غير المسلمة، بل بالعكس اضيفت مجاملة لتجميل مسودة القانون لا اكثر ولا اقل لان المادة ( 2 ) من مسودة القانون حددت تكوين المحكمة وعضويتها والتي خلت من اية اشارة صريحة الى ضم عضويتها لمسيحي او ايزيدي او صابئي ... فكيف للمحكمة ان تحفظ التوازن الدستوري للمكونات اذا لم يكن في عضويتها ولو عضو واحد من هذه المكونات غير المسلمة؟
ان مسودة قانون المحكمة الاتحادية بصيغته الحالية هو اسلوب ووسيلة من نوع اخر لترويع المكونات غير المسلمة واجبارهم على ترك البلد، لذلك على مسؤولي وحكام العراق الجدد الذين يدعون الديمقراطية ويبكون على حريات المكونات وبقائهم في الوطن ان يراجعوا القانون مليون قبل طرحه على البرلمان للتصويت عليه وتمريره، والا فليعلنوا صراحة ان العراق الجديد! لا يتسع لغير المسلمين.
 
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

71
الاخ العزيز عبدالاحد قلو جزيل الاحترام
شكرا لمرورك الكريم الذي يشرفنا واضافتك التي تغني الموضوع وتكمله، اخي العزيز كلنا نعرف الية ادارة البلد والفساد المستشري فيه لكن علينا عدم السكوت على يحصل لنا من مآسي من قبل من يدعي تمثيلنا، واعلام هؤلاء المنافقين والمتاجرين بقضيتنا، ومعهم كل الذيول والمطبلين...، باننا لسنا سذج ليضحك علينا، لكن ما يؤسف له وعليه هو انه لا يزال يوجد من يقدس هكذا نماذج بسبب انتمائهم القومي النزيه والخالي من الشوائب كما يدعون، واغلب هؤلاء يقيمون خارج الوطن ويبعدون عن معاناة شعبنا الالاف الكيلومترات ونسوا لغتهم الام....

تحياتي ومودتي
كوهر يوحنان

72
اخلاص عمانوئيل خوشابا ونزاهة يونادم كنا انقذا مسيحيي العراق!

شخصنة القضية واتخاذها وسيلة لتسنم المناصب يفرغها من معناها ويقتلها، حيث تصبح سلعة او ماركة تجارية لا اكثر ولا اقل، وبذلك تباع وتشترى في المزادات لمن يدفع اكثر حسب استفادته منها، ووضع المسيحيين ( الكلدان السريان الاشوريين ) لا يحسد عليه من حيث كثرة المزادات التي دخل بها هذا الشعب ليباع ويشترى ويباع ويشترى.... الى ان بلغ حد الانقراض ووصل به الامر والحال الى ما هو عليه الان دون ان نتلمس ولو محاولة لترتيب البيت المسيحي واعطاء فرصة امل لابنائه للتفكير بالبقاء في وطن هم اصله وتاريخه وحضارته، حيث كان هم اغلبية قادته كيفية استغلال الوضع المزري لشعبنا ومعاناته ومآسيه لتحقيق مصالح واهداف شخصية على حساب فناء شعب.
تمثيل الشعب في البرلمان مسؤولية كبيرة لا يستطيع اي كان تحملها لان البرلمان يعتبر اعلى مؤسسة لتشريع القوانين وتمريرها، وبذلك فان الحقوق والحريات تحفظ وتصان او بالعكس تسلب ويعتدى عليها بحسب ما يتم تشريعه من قوانين في البرلمان خصوصا لشعب ( يعتبر اقلية! ) دخل البرلمان عبر الكوتا، من هذا المنطلق كان على نوابنا المحترمين ( منذ دورته الاولى لحد يومنا هذا ) ان يتنافسوا على الانجازات التي يمكن ان يحققوها لشعبنا لا ان يتناطحوا على الكرسي وامتيازاته، وكان على من يرى في نفسه اهلا لتحمل هذه المسؤلية من سياسيين واشخاص عاديين ان يكون مطلعا على الدستور وملما بالقوانين ومستعدا للدفاع عن حقوقنا وحرياتنا بكل شجاعة لا ان يرفع يده موافقا على كل ما يشرع ويسن من قوانين تمس معتقداتنا في الصميم وتدفعنا الى ترك البلد لما فيها من اجحاف بحقنا.
اهمية التمثيل البرلماني بالنسبة للمسيحيين في العراق لا تكمن في الانتماءات الحزبية والطائفية بل تكمن في الية عمل البرلماني ومدى اخلاصه لشعبه وقضيته ( وهذا الاخلاص يكمن/يجب ان يكون مقرونا بالاعمال وليس التلاعب بالمشاعر والعواطف الانتمائية بالكلمات! )، خصوصا ونحن نمر باقسى واصعب الاوقات من حيث الاستمرار والفناء بسبب اختلافنا مع الحكام في انتمائنا الديني.
 التنافس اللاشريف على المناصب المخصصة للمسيحيين ومنها مقاعدنا البرلمانية بلغ حدا من الهزالة لم يسبق له مثيل، لان اكثرية اللاهثين وراء هذه المناصب اثبتوا وبكل جدارة ان هدفهم هو الوصول اليها وليس تكريسها لخدمة ابناء شعبهم المظلوم، وهذا التنافس لم يتوقف عند حدود الكتل المختلفة بل تعدى الى داخل الكتلة والقائمة الواحدة كما حدث مع اعضاء ائتلاف الرافدين، فبعد الاحتفال بقرار المحكمة الاتحادية لعودة النائب يونادم الى مقعد بغداد المخصص للمسيحيين والذي يشغله منذ الدورة الاولى! ( بهذه العودة سيعود مليون مهجر مسيحي وستعاد وتحفظ حقوقنا المسلوبة وسيعيش شعبنا عصره الذهبي في امبراطورته  الا...... ) ، حانت ساعة الحدث الاهم وهي اداء النائب يونادم كنا لليمين الدستورية ليتدخل النائب عن ائتلاف الرافدين عمانوئيل خوشابا مطالبا بالتريث لاداء النائب يونادم ليمينه الدستورية للعودة الى البرلمان لحين وضوح الرؤية بسبب خضوع النائب كنا لعدد من قضايا النزاهة! وان مجلس النواب يشترط نزاهة النائب، لست هنا بصدد الحكم بنزاهة هذا وذاك لان ابناء شعبنا اولى باصدار مثل هذا الحكم لكن السؤال الذي يبرز نفسه هو :- لماذا دخل النائب عمانوئيل خوشابا في ائتلاف مع شخص مشكوك في نزاهته؟ ولماذا ظل ساكتا على نزاهته كل هذه المدة؟ وهل ان النائب عمانوئيل خوشابا بتفجيره لهذا الموضوع وبهذا الشكل يبغي مصلحة شعبنا ويخاف على مستقبله من هكذا اشخاص ام يبكي على مصلحته ويخاف على الكرسي الذي سيضيع منه؟
همسة :- لتكن منافستكم من اجل القضية وليس من اجل مناصب ثمنها مصير ومستقبل شعب باكمله.

 
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

73
مواقف وتصريحات نهاية الخدمة!
تغيير المواقف والمبادىء والاراء بما تنسجم مع المراحل والظروف التي يمر بها الانسان ليست من الامور والصفات المعيبة في الانسان، بل بالعكس من ذلك فانها تدل على النضوج الفكري في كثير من الاحيان ( نستثني منهم طبعا الذين يغيرون مواقفهم كلون الحرباء حسب اقتضاء مصالحهم الشخصية )، لكن يجب ان تكون مقرونة بالاعتذار في حالة الاساءة الى الغير او استغلالهم او استغبائهم او الضحك عليهم لتمرير غايات مدفونة، لذلك لا نلوم المثقف او السياسي اذا ما غير رأيه او موقفه او نظرته حول موضوع ما في يوم من الايام.
في كل دول العالم، وخصوصا في الدول المتمدنة والمتحضرة، عندما يبلغ العمر بالانسان حدا معينا يحيل الى التقاعد ليقضي بقية عمره مرتاحا هانئا يعيش على ما يصرف له من راتب تقاعدي حسب استحقاقه تعويضا عن اتعاب سنين خدمته في سلكه الوظيفي، وهذا يشمل الجميع من ادنى وظيفة الى اعلى واسمى وظيفة في البلد، والاهم من كل هذا نلاحظ ان المسؤولين الكبار من وزراء ورؤساء وزراء ورؤساء دول في الدول الديمقراطية والمتحضرة ينهون فترة خدمتهم وحكمهم بخطاب او تصريح يلخص انجازاتهم وخدماتهم ويوضح نهجهم في ادارة البلد وكيفية مزاولة عملهم الوظيفي خلال فترة توليهم لمنصبهم الحساس في البلد، وغالبا ما تكون خطاباتهم الوداعية مقرونة باالاعتذار لشعوبهم على اي تقصير او شائبة تخللت فترة ادائهم الوظيفي او اذا اتسمت تلك الفترة بنوع من الفساد او المماطلة في اداء وتنفيذ الواجب الوظيفي.
في شرقنا العظيم! عموما وعراقنا الحبيب خصوصا ليس للدستور والقانون والاخلاق والمبادىء مكان او تأثير في اداء المسوؤلين والمتسلطين على رقاب الشعب لوظائفهم، لان الكل اصبح يحكم حسب اهوائه ومصالحه ومصالح الذين سلطوه على هذا المنصب، ونادرا ما يحقق مصالح ابناء طائفته او قومه او السذج الذين صدقوه وصفقوا له، لذلك استمر العراق يدور في دوامة الفساد دون اي تقدم او محاولة محاربة هذه الافة السرطانية التي تدمر البلد وتفتك بحاضر ومستقبل ابنائه.
كلنا نعرف ان معاناة العراقيين تكمن في تربع الفاسدين والانتهازيين على العرش واستيلائهم على الحكم، لكن ما يؤلم اكثر هو تصريحات وخطابات المسؤولين الذين كانوا سببا في تدمير البلاد وتشريد العباد، فبعد كل سنوات حكمهم وادارتهم للبلد بكل ما فيها من فساد ونهب علني وتدمير وتهجير والرقص على معاناة والالام المواطنين، وبدلا من تقديم اعتذار للشعب ومن ثم محاكمتهم على كل الجرائم التي التي اقترفوها بحقه، ينهون فترة حكمهم ( غالبا ما يعزلون من مناصبهم بالقوة وليس طواعية او بحكم الدستور والقانون ) بتصريح او خطاب يوجز انجازاتهم! وخدماتهم التي قدموها للشعب والوطن ( ما يؤسف عليه هو تصديقهم وتعظيمهم من قبل بعض السذج وبعض المنتفعين الذين يجعلون من هؤلاء الشياطين ملائكة وانبياء! ) ليتم انتخابهم من جديد او اعطائهم منصب جديد مع بعض الامتيازات التي تمنع محاسبتهم ومعاقبتهم على جرائمهم حسب القانون.
وهذا ينطبق تماما على شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري، المسيحي ) الذي هو جزء من الشعب العراقي، حيث يتم استغلال معاناته ومأساته بابشع صورة فبدلا من توحيد الجهود من اجل تثبيت ما تبقى من ابناء شعبنا لا زال المتاجرين بقضيتنا يضحكون على الذقون ويستهزئون بالعقول ويتلاعبون بالمشاعر والعواطف الانتمائية لتثبيت امتيازاتهم وتقوية دعائم مناصبهم، لذلك يبقون صامتين على كل الجرائم التي ترتكب بحقنا خلال فترة توليهم المناصب المخصصة لشعبنا خوفا من فقدانها ومع اقتراب نهاية مدتها او عند انتهائها يخرج هؤلاء الشجعان والمخلصين لقضيتنا من جحورهم! ليصرحوا بكل وقاحة ان اصواتهم ليست مسموعة من قبل الحكومة والقضاء لانهم مسيحيون!، وكأنهم بهكذا تصريحات يريدون تحليل حرامهم وتبرئة ذمتهم واظهار انفسهم بمظهر المخلص للقضية والمدافع عن الشعب! وكأن الجميع عميان ولا يبصرون ما يحدث من حولهم وبلا احساس لا يشعرون كيف تستغل قضيتهم ويستغل اسمهم ومستقبل اولادهم من قبل هؤلاء الانتهازيين ( بيادق الشطرنج )، فلو كانوا صادقين في ما يقولون ومخلصين للقضية لهذا الحد! لماذا سكتوا طوال فترة خدمتهم وتبوأهم للمنصب؟ ولماذا قبلوا كل هذه المهانة كل هذه السنين؟ لماذا لم يقدموا استقالتهم عندما شعروا انهم واجهة فقط ووسيلة لتجميل القباحات التي ترتكب ضد المسيحيين؟ اليس السكوت افضل لكم يا سادتنا الكرام؟
 
همسة:- ترى متى تنتهي هذه المهزلة ويستوعب الشعب ان الاخلاص للوطن لا يقاس بالانتماءات، والمناصب يجب ان تعطى لمستحقيها وليس للقتلة واللصوص.... ترى متى يسود القانون وينعم العراقي ببعض الامن وبعض السلام؟.
 
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

74
السيد متي اسو المحترم
تحية طيبة
يشرفني ويسعدني كثيرا متابعتك لما نكتب.... اهمالي للرد على بعض الاشخاص ليس جبنا ولا تهربا من الموضوع وليس بسبب امكانياتنا الثقافية والسياسية، وانما هو ترفع وعدم اضاعة لوقتنا مع اناس معروفة نواياهم!! ولا يجيدون فن المناقشة ومبدئها ( وفي اغلبية مناقشتهم تتكرر نفس الاسئلة والمداخلات حتى وان لم يكن لها اية علاقة بالموضوع )، كما تقول ( نعرف البير وغطاه )، وكل واحد منا يعرف نفسه جيدا وهنا اتحدى هؤلاء ان يتجرأ اسيادهم الذين يدافعون عنهم ان يقبلوا بمناظرة تلفزيونية حية مباشرة على اية قناة يختاروها هم لنتحاور انا وهم وابناء شعبنا لنضع النقاط على الحروف..... نحن نكتب ونقول ما نراه صائبا ويصب في مصلحة شعبنا ككل بكل الوانه والتاريخ سيشهد على صحة رؤيتنا....

تحياتي
كوهر يوحنان

75
صرخة غبطة الكاردينال مار لويس ساكو ورقص المنتفعين
اسقاط النظام العراقي السابق عام 2003 وما رافقه من فقدان للنظام والقانون وتفكك للدولة العراقية وسيطرة الميليشيات والاحزاب التابعة على الحكم كلف الشعب العراقي بكل اطيافه الكثير من الحرمان والمعاناة والمآسي، لكن نصيب الاقليات من المسيحيين والايزيديين منها كان كثيرا وكبيرا بسبب قلتهم العددية وتهميشهم من قبل المسيطرين على الحكم اضافة الى التشدد والتطرف الديني الذي يبث الرعب والخوف في نفوس هؤلاء المختلفين دينيا عن الاكثرية المسيطرة، وبسبب غياب القانون وعدم وجود رادع قوي من ارتكاب الجريمة والتطاول على الاخر وتحليل دمه وماله وعرضه ، اصبح المسيحيين والاقليات الاخرى لقمة سائغة لكل من هب ودب من ضعاف النفوس لاختطافهم وقتلهم او تهديدهم واجبارهم على ترك البلد، وهذا كله لم يكن ليحدث لولا مماطلة وتقاعس الحكومة العراقية في تنفيذ واجبها الدستوري والقانوني لحماية كافة ابناء الشعب العراقي دون تمييز، اي ان الحكومة العراقية مشتركة في الجريمة وتتحمل جزء كبير من المسؤولية لما حدث ويحدث لابناء هذه المكونات.
الجرائم التي ترتكب ضد المسيحيين ليست من نوع واحد ولا من جهة واحدة، فاذا اتفقنا مع تصريحات المسؤولين الحكوميين ان الارهاب طال كل الشعب في تفجير اماكن العبادة واختطاف واغتيال رجال الدين والعامة من الشعب، لكن هل كان هناك دعوات صريحة وعلنية وامام انظار الحكومة والاجهزة الامنية لقتل وتكفير غير المسيحيين والاقليات الاخرى؟ وهل عومل المسيحي كبقية اقرانه في الدوائر والمؤسسات الحكومية؟ وهل قامت الحكومة العراقية منذ 2003 لحد يومنا هذا باي اجراء ملموس لحمايتهم والحد من هجرتهم؟ وكيف تعاملت الحكومة العراقية مع اموالهم المسلوبة وبيوتهم وعقاراتهم المحولة ملكيتها زورا؟ وماذا بشأن التشريعات والقوانين اللادستورية التي تقيد حرياتهم وتنتقص من معتقداتهم الدينية؟ لهذا نقول بان الحكومة كانت شريكة في الجرم ومسؤولة عن اخلاء البلد من المسيحيين وكل الخطابات والتصريحات المنمقة والمجملة ليست سوى مخدر ومهدىء مؤقت الهدف منها تمرير هذه الجرائم والمظالم بهدوء ودون ضجة.
زوال المسيحية من العراق اقترب من نهايته بصمت عالمي مخجل ومشين لانه لم يبقى من امل للعيش والاستمرار في وطن اصبح قبرا للمسيحيين والاقليات الاخرى، وما يؤلم اكثر استمرار المتاجرين باسمنا وديننا وقضيتنا ومستقبلنا، من المحسوبين على المسيحيين ظلما ( امثال يهوذا الاسخريوطي وما اكثرهم! )، بتسنم المناصب وبث التفرقة بين المسيحيين والسكوت عن كل المظالم والمذابح التي ترتكب بحق ابناء هذا المكون الاصيل.
صرخة " الالم " التي اطلقها غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو جزيل الاحترام في مقالته المعنونة ب ( المسيحيون مهاجرون مؤجلون امام موقف حكومي غائب! ) تبرز لنا سعة وحجم الظلم الواقع على المسيحيين ودرجة اليأس، التي بلغت ذروتها، الكامنة في نفوس ابناء هذه الطائفة، لان غبطته وضح بكل صراحة وجرأة ما جرى ويجري للمسيحيين من تهميش وتحقير وابادة جماعية! منذ 2003 تحت غطاء الديمقراطية! المميتة التي فرضت على العراق لتكريس الديكتاتورية والطائفية وتسليط المجرمين والحرامية على الشعب وقوته لنهب خيرات البلد واذلال شعبه العريق ( وبالمقابل نرى محتكري المناصب واصحاب الفتات من ابناء شعبنا يحتفلون بالتصاقهم بالكراسي وكأن تلك الكراسي تعالج كل المشاكل وتشفي كل الجروح وتطيب كل الخواطر! )، وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه سابقا قبل سنوات عديدة بحتمية اختفاء المسيحيين من العراق ما لم تتوقف الابادة التي يتعرضون لها، وذلك لا يكمن في تخصيص مقاعد برلمانية ( كوتا ) مسروقة ومختطفة! ولا بمناصب تنفيذية ودبلوماسية يحتكرها الانتهازيين والمتملقين من المسيحيين المشبوهين الذين يعيشون على دماء ومعاناة شعبنا مثل القراد، بل يتم بالعمل معا بيد واحدة وخطاب واحد لتحقيق مطاليب شعبنا المشروعة وحفظ حقوقه وحرياته التي تسلب منه في كل ثانية.
اذ نشكر غبطة الكاردينال على جهوده لخدمة المسيحيين والعراقيين بصورة عامة، ومتابعته لشؤون وامور المسيحيين وصراحته وجرأته في تشخيص العلل والوقوف بوجه الظلم الذي يطال المسيحيين من تهميش وتطاول وقوانين مجحفة ومناهج تكفيرية، ندعو رؤوساء كنائسنا المحترمين وكل المخلصين من الساسة العلمانيين الى عقد مؤتمر طارىء لتشكيل مجلس او مرجعية تضم رجال دين وسياسيين مخلصين للشعب يفكرون بمستقبلنا قبل تحسس جيوبهم وما يدخل فيها من السحت الحرام على حساب معاناتنا ومستقبلنا، شرط ان يستبعد من هذا المؤتمر كل حزب استثمر مآسينا لخدمة شخص او مجموعة من الاشخاص اتخذوا من قضيتنا ماركة تجارية.
همسة:- خذوا الكوتا وكل المناصب المخصصة للمسيحيين واعطونا حقوقنا وبعض الامل لنستطيع الاستمرار في وطن الاباء والاجداد.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

76
السيد اخيقر يوخنا
تحية
ساكون اكثر صراحة هذه المرة (  بدون ازعاج طبعا ) اجابتي على ردودك كانت واضحة، واتمنى ان لا تفسر اجابتي هذه تهربا! او عصبية! بل ان تتقبلها بصدر رحب، لقد قلت في اجابتي الاولى انني لا اريد ولا اتمنى للموضوع ان يتفرع لكن ردودك الاستفزازية تدفعنا الى ذلك متأسفين، ومن يقرأ ردودك بقليل من التمعن يكتشف ان انتماءاتك وتناقضاتك في العديد منها تمنعك من المناقشة الهادئة والهادفة والمنطقية التي مبدئها الاخذ والعطاء والاستفادة من الاراء المطروحة رغم تباين الاراء، وليس تمرير غايات معروفة ومفهومة من بين السطور.
في ردك الاول عارضت تدخل رجال الدين في السياسة دون ذكر اسباب منطقية وعلمية!، ولا زلت انتظر منك ومن الذين يؤدون هذا الطرح توضيح الفرق بينهما وسبب عدم جواز الخلط بينهما؟.
اختصرت ردك الاخير برؤيتك لمناضلين اشوريين!!! في ربايا تعسة ولا زلت ترى قسم منهم في الوطن! وتسالني اذا كنت استطيع ان اذكر واحد منهم على الاقل لكي يكون كلامي قابلا للتصديق!!!.
سؤالك مضحك حقا تطلب مني ذكر اسم؟ ولماذا لا تسال الذين تناشدهم ان يستريحوا قليلا من نضالهم المتعب كم جنوا من مناصبهم في اقليم كوردستان؟ وكم جنو من مناصبهم من بغداد بعد 2003؟ وانت الاقرب اليهم وقابلتهم عشرات المرات في خارج الوطن؟ واين توجد عائلاتهم؟
ربما اكون مخطئا فعائلاتهم مهجرة وتعيش في الخيم داخل الوطن؟ او تعاني من الذل والحرمان في دول الجوار تنتظر رحمة الامم المتحدة في اللجوء الى احدى الدول الاوربية؟ ولم اعرف قط ان المناضلين الذين تدافع عنهم يعيشون على عطايا ورحمة الرحماء وما يلقى في سلة الفقراء ايام الاحاد في الكنيسة من قبل المؤمنين؟ ولم يركبوا طائرة حتى الان لكونهم بلا جواز سفر ومنشغلين بقضايا شعبنا المسكين؟.
اتمنى لكي تعرف واقع حالنا ان تأتي لتعيش ما نعيش في العراق لمدة سنة او سنتين لتكون الامور اوضح، والا فليس هناك من داع لاختبار ذكائنا وصبرنا وايماننا ( بما انك تستشهد بالانجيل في غير محله ) من وراء المحيطات لتعظيم اناس ما عرفوا من القضية سوى المصالح.
اتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت.
تحياتي
كوهر يوحنان

77

السيد باسل يوسف المحترم
تحية طيبة
شكرا على مرورك الكريم واضافتك الرائعة المكملة لموضوعنا، اتمنى كما تتمنى انت ويتمنى اغلب ابناء شعبنا ان توضع التيجان جانبا وتتوحد الجهود والافكار والطروحات لاجل شعبنا ومستقبلنا، لكن اصحاب الفتات والمتملقين والمتعصبين سيعترضون... على كل حال سنرضي ضميرنا بغض النظر عن الانتماءات والمصالح ....
تحياتي وتقديري
كوهر يوحنان

78
رابي اخيقر يوحنا
تحية
انا لم انزعج من ردك، وما دمت اكتب وانشر فينبغي ان اتقبل الرأي الاخر ومن المستحيل ان تتفق جميع الاراء، ليس من طبعي المجاملة والتملق لذلك يكون ردي واضحا وصريحا وقاسيا بعض الاحيان لان الحقيقة مرة كما نعرف!!!، في ردك كان هناك اتهام واضح وصريح لشخصي!!! ودفاع عن سياسيين ( تجار دمروا الشعب والقضية )، انا لم اقل ان سياسيي شعبنا هجروا شعبنا بل بسكوتهم واساليب ادارتهم لقضيتنا كانوا سببا اضافيا!!! اما تلخيص اهم انجاز للاحزاب الاشورية!!! في تعليم اللغة ولولاهم لكانت لغتنا قد اختفت ... فاسمح لي ان اقول  انه ما باللغة وحدها يعيش الانسان بكرامة! وان جميع الذين هجروا او هجروا غصبا لم يتركوا البلد لدراسة لغة الام والتكلم بها، اضافة الى ذلك اننا كنا ندرس لغتنا ونتكلم بها قبل 2003.
انا لم اوجه اية تهمة لاحزابنا بل قلت الحقيقة والتي يعرفها اغلبية ابناء شعبنا، وشخصيا اعرف معاناة معارضي النظام السابق وكيف كانوا يعيشون، لكنني اتسائل لماذا تغيروا بعد تسنمهم للمناصب ولماذ كرسوا القضية لتحقيق مصالحهم الشخصية؟ اما قولك كان يمكن ان يهربوا الى الخارج بكل سهولة فدعني اطمئنك ان اغلبيتهم يملكون  جنسيات واقامات امريكية او استرالية او اوروبية حيث تعيش عوائلهم بافضل الظروف والاحوال، واذا كانوا يفترشون الارض ويتخذون الحجارة وسادة لرؤوسهم فكيف امتلكوا الملايين بين ليلة وضحاها واصبحوا ينامون على الحرير؟
كنت اتمنى ان اجد اجوبة واقعية لاسئلتي في ردي السابق لكن ؟؟؟؟؟

تحياتي
كوهر يوحنان

79
رابي اخيقر يوحنا
تحية
قبل اجابتي على ردك وتعليقك الثاني اريد ان اوضح، انني لم اكن انوي الدخول في مناقشات عقيمة، وثانيا كنت اتمنى ان يكون نقاشنا مركزا ومتمحورا على الموضوع المنشور وليس التفرع به وافراغ الموضوع من معناه بنقاشات جانبية معلومة النتيجة، واضطراري للرد ليس الا توضيح للجميع بانني مؤمن بطرحي.
تفصيل الاتهامات وتوزيعها والصاقها بالمعارض فكريا ان دلت على شي فانما تدل على ضعف موقف الموزع لهذه الاتهامات، لذلك فقبل ان اناقش السيد اخيقر في رده الثاني اقول له انني بافكاري وطروحاتي لا اريد الارتقاء على اكتاف احد، لا من سياسيين ولا من رجال دين، بل انوي ايجاد مخرج لدوامة الضياع التي يدور فيها شعبنا حسب امكانياتي الفكرية المتواضعة، لذلك قبل ان يقول (  اعتقد ان الذي يشجع رجال الدين بدخول معترك السياسة هو لا يحب رجال الدين بل يريد الارتقاء على اكتافهم ) كان عليه ان يعرف من هو كوهر ولماذا يكتب؟ لن اكتب المزيد بهذا الشأن.
في ردك الاول كنت قد كتبت ( ومن اجل ان لا تتلوث سمعة رجال الكنيسة بسبب دخولهم ازقة السياسية النتنة .... )، اي ما معناه ان السياسة نتنة ومن يدخل فيها ويمارسها فحتما ستفوح منه رائحة النتانة لذلك يجب على رجال الكنيسة الابتعاد عنها ليبقوا انقياء ونظفاء وتكون رائحتهم زكية دائما، وفي ردك الثاني اوصلت سياسيي شعبنا ( ولكنك لم تحددهم! ) الى قمة السماء من حيث النزاهة والاخلاص والنضال ووو.....، اليس في هذا تناقض في كلامك ومحاولة غير مجدية لاستغباء القارء؟
اما من ناحية فشل السياسيين فنرد بالاتي:-
اولا: لم يثبتوا وجودنا سياسيا على الخارطة السياسية العراقية كما تقول، بل بالعكس ثبتوا وجودهم ليس الا، لانهم زادونا فرقة وكرسوا قضيتنا لتحقيق مصالحهم الشخصية فقط، والا  لما هذا اليأس من البقاء الراسخ في نفوس ابناء شعبنا لترك البلد؟
ثانيا: عن اي اجيال تتحدث؟ اجيال المليون مهجر ام القلة القليلة البائسة المجردة من كل شيء الباقية في الوطن؟ الاخلاص ليس في الانتماء لحزب قومي معين فكثير من ابناء شعبنا كانوا منتمين الى احزاب اخرى وقدموا لشعبنا الاف الاضعاف اكثر مما قدمه الكثير من رؤوساء احزابنا القومية الذي كرسوا شعبنا وقضيته لتحقيق طموحاتهم الانانية.
ثالثا: سياسيي شعبنا! الذين ثبتوا في الساحة رغم المخاطر!!! بشجاعتهم وحكمتهم!!! كم تصفهم، هؤلاء ثبتوا مناصبهم وامتيازاتهم على حساب مليون مهجر من ابناء شعبنا وسكوتهم عن معاناتنا ومآسينا، وثبتوا لانهم جاملوا مضطهدينا ومحتقرينا.
رابعا: ما هي انجازات الذين تدافع عنهم ( على الكاع )؟ هل تستطيع عدها ( بلا زحمة ) لنكون على علم ومعرفة بها؟ اليست اقل من الصفر؟.
خامسا: تقول ( الفرق بين السياسي والديني معروف للجميع .... ) هل تستطيع ان تشرحه لنا علميا من فضلك؟ اما ( اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) فمناسبتها معروفة والقصد منها اخي العزيز هو اعطوا كل ذي حق حقه، وليس تحريم السياسة على رجال الدين كما يفهم من كلامك.
ان دخول رجال الدين في السياسة ليس ادانة واستخفاف واحتقار وازدراء لبقية ابناء شعبنا الذين يمتهنون السياسة، لان تاريخنا يحفظ لنا الكثير من الحقائق والاحداث تثبت عكس ما تقوله وتطرحه وخير مثال على ذلك هو الشهيد البطل القائد الديني والقومي البطريرك مار بنيامين شمعون... ام ان امتنا كانت عاقرة ولم تستطع انجاب السياسيين حينذاك؟

المناقشة هي اخذ وعطاء وليس فرض الاراء.....
اتمنى ان يكون هذا الرد الاخير والكافي لمناقشتك الفرعية اما بخصوص موضوع مقالنا وطرحنا فانا على استعداد لمناقشته مدى الحياة عسى ان ننجح في توحيد خطابنا وجهودنا لاستمرارنا في الوطن.
تحياتي
كوهر يوحنان

80
الاستاذ العزيز متي اسو المحترم
اجمل تحية

بداية اشكرك على متابعة ما نكتب وشكرا لمرورك الكريم واضافتك الرائعة، اخي العزيز الكتابة شيء والنوايا شيء اخر وكثيرا ما لا تتفق نوايا الكاتب مع ما يكتبه او يعلنه وكذلك السياسي ووو، من يشعر بالمأساة وحجم الكارثة عليه ان يعمل ويبدأ من ذاته... لنتأمل خيرا اخي العزيز

تحياتي

كوهر يوحنان

81

الاستاذ العزيز ظافر شنو المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم ، اقتباسك هو من مقالتي السابقة ومن اقصدهم معروفين ومعلومين وليسوا بحاجة الى تحديد اساميهم، ليس هناك اي احراج في ذكرهم لكن يا اخي العزيز من استغل تسميتنا ومعاناتنا ومآسينا منذ 1992 لحد يومنا هذا معلوم وعدم ذكري لاساميهم ليس خوفا بل للابتعاد عن المناقشات العقيمة ليس الا.......

تحياتي
كوهر يوحنان

82
رابي اخيقر يوخنا العزيز
تحية وتقدير
شكرا لمروك الكريم واغناؤك للموضوع باضافتك ومداخلتك، اتفق معك كليا في عدم تلويث لرجال ديننا سمعتهم عبر الدخول في السياسة النتنة التي يتبعها تجارنا ( سياسي الصدفة ) من ابناء شعبنا، ولكنني في نفس الوقت اعارضك في دعوتك لترك العمل السياسي للسياسيين من ابناء شعبنا الذين دمروا الشعب بسياستهم!! ماذا قدم احنكهم لهذا الشعب المسكين سوى استغلال اسمه ومعاناته ومستقبله لتحقيق مصالح شخصية بعيدة عن الهم القومي والديني؟
لا اعرف لماذا هذا التناقض في التعامل مع جهود غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو لخدمة المسيحيين العراقيين، الكثير من الكتاب والسياسيين والمثقفين مدحوا بطاركة وجعلوهم قادة قوميين ورموزا سياسية ... لكن عندما يتعلق الامر بغبطة مار ساكو فيجب عليه عدم التدخل في السياسة... وعدم اقحام الدين والكنيسة في السياسة....
لقد اثبت الساسة الموجودين على الساحة فشلهم واخفاقهم، فاذا حاول شخص ما من هذا الشعب تصحيح الامور والدفاع عن مصالح شعبنا، اي كان منصبه الكنسي، هل يعد ذلك جريمة؟
اتمنى من معارضي غبطة البطريرك مار ساكو ان يبينوا لي الفرق بين الدين والسياسة؟ ولماذا لا يجوز الخلط بينهما؟

تحياتي
كوهر يوحنان

83

الاستاذ افسر جزيل الاحترام
اجمل تحية
يشرفني مرورك الكريم ومتابعتك لما نسطر وشكرا على اضافتك الرائعة، اخي العزيز عندما اتحدث عن التنازلات فانا اقصد تنازل مرجعياتنا لبعضهم البعض وليس التشبث بالكرسي والمنصب ولا اقصد بتاتا الانبطاح للغريب، اما الولاء للاحزاب المتنفذة فهذا موضوع اخر فاذا كان هذا الولاء لخدمة شعبنا فالف مرحبا به واذا كان لتمرير المنافع والمصالح الشخصية فتبا له ( علينا ان ندرك ونفهم ان الاخلاص ليس في الانتماء لجهة معينة ومحددة )، لان الكثير من الاحزاب التي تشكلت على اساس قومي اتخذت من تسميتنا سلما لتسلق المناصب ليس اكثر، وعندما ادعو الى مرجعية موحدة فانا اناشد وادعو المخلصين من ابناء شعبنا للقيام بذلك......

شكرا على مرورك ثانية
تحياتي
كوهر يوحنان

84
انا وغبطة الكاردينال مار لويس ساكو ومرجعية مسيحية بحجم المأساة

في مقالتي الاخيرة المنشورة ( بتاريخ 7 اذار 2019 ) في موقع عنكاوا وعدد من مواقع شعبنا الالكترونية بعنوان ( مرجعية مسيحية بحجم المأساة ) جاء رد غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو سريعا، واضحا وصريحا، معلقا بشكل ايجابي على طرحنا لتشكيل مرجعية مسيحية لانقاذ ما يمكن انقاذه من " القلة " الباقية من المسيحيين في العراق ( كنت اتمنى ان تتسارع مرجعياتنا الدينية من الكنائس الاخرى للحذو هي الاخرى حذوه، ليس في الرد والتعليق على مقالتي المتواضعة، بل لاعلان وتوضيح مواقفهم وجهودهم من الوحدة ويتقدموا خطوة الى الامام لتوحيدنا وتأسيس مرجعية لها ثقلها الروحي والسياسي ). من الطبيعي ان افرح برد غبطة الكاردينال على مقالتي المتواضعة كونه جاء من شخصية معروفة ومرموقة مثل غبطته، لكن فرحتي الكبرى تكمن في اهتمام غبطته بما طرحناه بشأن وحدتنا وبقائنا، والذي يعني انه لا زال هناك من يهتم بوحدتنا وبقائنا من رجال دين وسياسيين وليسوا كلهم من نفس الطينة التي كرست قضيتنا وبقائنا لتحقيق المنافع الشخصية، وبالتالي فان هذا يعني انه لا يزال هناك امل مسيحي في البقاء.
يبدأ غبطة الكاردينال رده او تعليقه او مقاله بهذا الخصوص بسؤال مهم ومصيري  الا وهو:- كيفية تحقيق ذلك على ارض الواقع؟ ( اي كيف نؤسس مرجعية مسيحية موحدة ) والبيت المسيحي منقسم بسبب المصالح الذاتية الضيقة، والانتماءات الفئوية، وهجرة الكفاءات، واختلاف الرؤى .....، اتفق  كليا مع غبطته في تشخيص اسباب فرقتنا لكن سيبقى هناك بصيص امل للعمل على توحيدنا لتحقيق مطاليبنا الدينية والقومية اذا كانت هناك نيات صافية وصادقة للوصول الى المراد، خصوصا وان المأساة بلغت ذروتها وان بقائنا واستمرارنا في الوطن اصبح مرهونا بهذه الوحدة، وذلك يتحقق بقليل من التنازل والاخلاص في العمل من قبل جميع الاطراف التي يهمها مصير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري/المكون المسيحي، لان اليأس من وحدة شعبنا وتوحيد خطابنا وترك الوضع مستمرا على نفس الحال سيضيعنا بلا شك ولن نكون في وطننا سوى تاريخ محزن تبكي عليه الاجيال القادمة.
يقول غبطته " حاولت عدة مرات تشكيل مرجعية سياسية مسيحية من العلمانيين، فتم اجهاضها بسبب النزاع على الزعامة والانتماء الى اجندات غير مسيحية تعمل لاسترضائها.."، علينا كشعب ان نفهم وندرك حجم المأساة التي نتمرغ فيها لذلك يستوجب ان نحاول جهدنا قدر المستطاع على تقريب وجهات النظر والتفكير بمصير شعبنا قبل التفكير بالزعامة والمناصب، وعلى السياسيين ورجال ديننا المحترمين ان يتفقوا اذا امكن على زعامة موحدة واذا تعذر ذلك فيمكن تشكيل مجلس بدون رئيس يتخذ القرارات الضرورية والمناسبة مع توضيح الموافق والمعترض على كل قرار او تصريح متخذ، لكن ليبقى باب الحوار والمحاولة مفتوحا لان غلقه والتفرج على حالنا المزري بتعالي يعني الضياع والانتهاء.
اما بشأن تقسيمنا واختطاف الكوتا ومصادرة ارادة المكون المسيحي وحتى القومي من قبل الاحزاب الكبيرة، فهذه مشكلة وان كانت كبيرة الا انها ليست بعسيرة او مستحيلة الحل اذا اجتمعنا ووفقنا في توحيد مطاليبنا ومواقفنا، لانه عندئذ نستطيع فرض ارائنا وقراراتنا التي تخص شعبنا بشأن الكوتا والمناصب المخصصة لنا وتعديل او تجميد كل القوانين والتشريعات التي تمس وتنتقص من حريتنا وعقديتنا ولن يكون للتابعين والمرتزقة مكانة او منصب للتلاعب بمصيرنا ومقدراتنا.
ليس من الضروري ان تتفق الاراء وتنسجم وتتطابق المصالح الشخصية لان الانسان بطبيعته طموح الى السلطة والمال ، لكن من الضروري ان تفكر قيادتنا الدينية والحزبية والسياسية بمصير ومستقبل شعبنا وليس التلاعب بالمشاعر والعواطف الانتمائية والجغرافية كما يحدث معنا نحن المسيحيين، فاذا كان غبطة البطريرك مار ساكو قد حاول ( كما يقول ) عدة مرات لتشكيل مرجعية سياسية مسيحية من العلمانين لماذا لم يكن هناك اي حراك ايجابي من الاطراف الاخرى خصوصا وان الجميع يدعو الى الوحدة وينادي بها؟  لماذا ادار الاخرون ظهورهم لهذه المحاولات ول يتقدموا خطوة الى الامام بهذا الخصوص؟ هل المناصب اغلى واثمن من مستقبل وارواح ابناء شعبنا؟ اليس من المفروض ان تفكر مرجعياتنا المتعددة والمتنافرة قليلا بشعبنا الذي يصارع من اجل البقاء؟
الشعارات الرنانة والكلمات المنمقة لن تجدي شعبنا نفعا، وفرض الذات او التمسك بطائفة او تسمية عنصرية لن تزيدنا سوى تشرذما وتمزقا، لذلك على الجميع العمل على توحيد جهودنا ومطاليبنا رغم اختلافات الرؤى والمصالح، وخصوصا مرجعياتنا الدينية بعد ان اثبتت احزابنا عجزها في توحيدنا وتمثيلنا بالشكل الصحيح بما ينسجم ويتلائم مع الظروف الصعبة والمستعصية التي يمر شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( المسيحي ).



همسة:- المسؤول ليس من يلبس بدلة وربطة عنق لاخذ الصور التذكارية والظهور على شاشات التلفاز....، وليس من يكرس قضية ومستقبل شعب لخدمة انانيته ومصالحه الشخصية....، وليس من يتزين بصليب ذهبي يزن كيلو او اكثر....، بل ان المسؤول هو من يستطيع حمل المسؤولية ويشعر بحجم المأساة.


     
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

85
الاستاذ نزار عناي المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم ومشاركتك لنا لرابط مقالتك الرائعة، بصراحة انه امر جدا مؤلم ان نبقى مفترقين هكذا رغم كل المصائب والمذابح التي تعرضنا لها، على قيادتنا ان تتوحد والا فعلى الشعب ان ينبذ هذه القيادة ويقرر بنفسه.......

كوهر يوحنان

86
السيد فارس ساكو المحترم
اجمل تحية
شكرا على مرورك الكريم واضافتك الرائعة، اخي العزيز ما تقوله صحيح لكن لا ينطبق على واقعنا المرير والمؤلم الذي نعيشه الان في العراق، نعم نحن بحاجة الى موقف صريح وشجاع لكل واحد منا لكن في نفس الوقت نحن بحاجة الى مرجعية تراعي مصالحنا، مرجعية توحد المطاليب القومية والدينية لان الحقوق لا توزع على الافراد فرادى، وكل قطيع بلا راعي يكون مصيره الضياع....

كوهر يوحنان

87
الاستاذ عبدالاحد سليمان بولص المحترم
شكرا جزيلا لاضافتك هذا الرابط الذي يوضح موقف ورأي البطريركية الكلدانية بخصوص الوحدة وتوحيد الخطاب السياسي لشعبنا، وبهذا فانا شخصيا اشكر جهود ومواقف غبطة الكاردينال مار لويس ساكو التي تصب في خدمة المسيحيين وتشجعهم على البقاء والاستمرار، لكن في نفس الوقت اتمنى ان يكون لرؤساء باقي الكنائس نفس الموقف والمجهود......

تحياتي
كوهر يوحنان

88
الاخ العزيز عبدالاحد قلو
تحية طيبة
بداية شكرا لمرورك الكريم واضافتك القيمة، الطعنات التي تلقاها شعبنا من المتسلطين عليه والتي تعتبر نفسها قيادات وشخصيات سياسية مخضرمة كانت كثيرة ومؤلمة وحسب اعتقادي كانت من اهم الاسباب التي زرعت اليأس في نفوس ابناء شعبنا وادت الى هذه الهجرة الكبيرة، علينا العمل متحدين لاجل ضمان بقاء واستمرار البقية الباقية في الوطن

كوهر يوحنان

89
الاخ العزيز شيرزاد المحترم
تحية طيبة
لا نتسطيع ان نجرد الانسان من غرائزه، والانسان بطبيعته يطمح الى السلطة والمال لكن تختلف الطرق فهناك من يعمل الى تحقيق ذلك بطرق اخلاقية وشريفة وهناك من يسلك كل الطرق اللانسانية والللاخلاقية واللاشريفة لتحقيق ذلك، عاني شعبنا من شخصنة القضية وتكريسها لتحقيق مكاسب ومنافع ومصالح شخصية من قبل قيادته الدينية والحزبية ( ولا اقول قيادته السياسية لاننا نفتقد الى مثل هذه القيادات ) لكن يبقى هناك فرص وامال ليقوم المخلصين بواجبهم، شعبنا بحاجة الى سياسيين وليس تجار يخرجونه من دوامة الضياع التي يدور فيها.... علينا ان لا نفقد الامل ونعمل باخلاص كل من جانبه ومكانه عسى ان نحقق شيئا....
مودتي
كوهر يوحنان

90
الاستاذ العزيز متي اسو المحترم
اجمل تحية
شكرا على مرورك الكريم ... لا زال هناك امامنا فرصة للتوحد واعطاء شعبنا فرصة اخرى للتجدد والثبات في الوطن وعلى المخلصين تدارك الوضع والعمل بسرعة والا كان النسيان من نصيبنا، نتمنى ان تعي وتستدرك قيادتنا الدينية والسياسية ذلك وتعمل لاجل الشعب وقضيته بعيدا عن المكاسب الشخصية
شكرا
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

91
مرجعية مسيحية بحجم المأساة

هجرة/تهجير المسيحيين من العراق تتم بصورة مبرمجة ومستمرة بمختلف الطرق سواء بالتهديد، الاقصاء والتهميش، التحريض، او بالتشريع وبالمقابل يكاد يكون اللا ( امل ) سيد الموقف والامر والقرار لان المأساة المسيحية في العراق لم تعد تحتمل بعد فقدان كل سبل البقاء دون دعم او مساعدة او قيادة ذو خطاب واضح  وموحد ينمي الامل ويبعثه من جديد، لان بعد كل هذه المعاناة والمآسي التي احنت ظهورنا وافقدتنا توازننا لا زال الانتهازيين القيمين على شؤوننا يلعبون ويمرحون ويستأنسون بمصائبنا دون خجل او وازع اخلاقي وديني ( لا نتحدث عن الضمير والسمعة لانهما اندمجا مع الدولار المحول الى البنوك العالمية ).
اشد ما يؤلمنا نحن المسيحيين، اكثر من ظلم الاخر، هو صراعنا اللاشريف على المناصب وتناحرنا المقدس على التسمية، فنسينا انقراضنا وابادتنا وركزنا على المناصب والغنائم وكانت النتيجة اغتناء بضعة اشخاص وتمتع البعض الاخرين بالفتات وحرمان وتهجير اكثر من مليون فرد من ابناء شعبنا، ولا زلنا سائرين على هذا المنوال دون حياء.
السياسة ليست اغتنام الفرص لتكديس الحرام وليست تعظيم نفس بتمجيد الاخفاقات عبر التلاعب بالمشاعر والعواطف الانتمائية لتمرير وتحقيق منافع ومصالح شخصية بقدر ما هي فن الممكن خصوصا في الصعاب والازمات، لذلك فمن المنصف ان يشكر الشعب السياسي الحقيقي الذي وازن بين مصالحه وطموحه وبين تطلعات ومستقبل الشعب الذي يمثله ويتحدث باسمه،لكن ان يكون التمثيل اسميا لتجميل الوجه البشع والقبيح للحكومة والبرلمان الذين يشاركان فيهما بضعة انتهازيين يكرسون قضية شعب ومستقبله للاغتناء والانتفاع الشخصي،كما يحصل مع مسيحيي العراق، فهذه جريمة لا يمكن السكوت عنها.
لا زال الكثير من السياسيين ( التجار والمنافقين ) يفتخرون ويحتفلون ويتحدثون بكل وقاحة عن انجازاتهم العظيمة والتاريخية التي حققوها لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري والتي كان اهمها فتح بضعة مدارس واقسام باللغة السريانية وتعطيل الدوام للمسيحيين في مناسباتهم الدينية وكأن بقاء المسيحيين في العراق وحريتهم يكمن في هذه الانجازات العظيمة!! حسب اعتقادهم، ونسوا ان ثمن هذه الانجازات كانت تهجير اكثر من مليون مسيحي والاستيلاء على الاف العقارات تعود ملكيتها للمسيحيين، والاهم والاسوأ زراعة الخوف واليأس في نفوس القلة المتبقة في الوطن.
التركيز فقط على لوم الاخر ومعاتبته على تشريعاته واعماله وافعاله المشينة والمجحفة والمقرفة والمدمرة بحقنا والاكتفاء ببضعة بيانات استنكارية متفرقة هزيلة وضعيفة لكسب ود وعطف المسيحيين لكسب الاصوات وتسنم المناصب، ونسيان او تناسي كل هذا التشتت والفرقة والتعصب الذي زرعوه في نفوس المسيحيين سياسيي الصدفة والانتهازيين اللاهثين وراء المنافع من المحسوبين علينا ظلما هو كارثة واكبر ابادة جماعية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( المسيحي ) تمت/تتم بايادي ابنائه بدراية او بدون دراية، لان كل جهودنا الفكرية والثقافية والسياسية والاعلامية تركزت حول اشياء تافهة ادت الى توسيع هوة التقسيم بين ابناء شعبنا المقسم اصلا، فبينما كان شعبنا يتعرض للاختطاف والقتل والتهجير العلني والتهميش والاقصاء والانتقاص من حريته ومعتقداته كانت قيادته مشغولة بالصراع على المناصب وامتيازاتها والمثقفين والكتاب مشغولين بصراع التسمية والنقد الهدام والتملق املا في الحصول على رضى المتسلطين والتنعم ببعض الفتات الملقى من موائد اصحاب السيادة.
تبرئة قيادتنا والمتحكمين بامورنا مما اصابنا من ابادات جماعية وويلات واخفاقات ومصائب اكبر جريمة بحق شعبنا وتاريخه لاسباب عدة يمكن تلخيص اهمها بتولي اشخاص انتهازيين غير كفوئين للمناصب المخصصة لشعبنا، والتعامل مع معاناتنا كماركة تجارية لا اكثر ولا اقل، وتكريس قضيتنا لخدمة المصالح الشخصية، والاهم من كل هذا عدم توحيد، او حتى محاولة، خطابنا السياسي لاخذ مطاليبنا بعين الاعتبار فاضفنا الى قلتنا العددية وضعفنا ضعفا اخر وبذلك اصبح صوتنا مكتوما وغير مسموع على المستوى الداخل والاقليمي والدولي.
عندما نطالب بمرجعية لشعبنا فهذا لا يعني ابدا اننا نريد او نطالب بصناعة دكتاتور نقدسه يفصل ويخيط على هواه، وعندما ندعو الى خطاب سياسي موحد فهذا لا يعني ابدا الخضوع لرأي ومصلحة صاحب السيادة، بل نريد مرجعية ذو خطاب موحد حتى يكون لصوتنا هيبة وقوة، حتى تكون مطاليبنا سهاما مصوبة وليس رسائل شخصية يكون جوابها ( ردها ) حفنة من الدولارات، مرجعية من شخص او اشخاص يعرفون معنى السياسة وامتهانها، مرجعية تكون سندا وعونا لشعبنا وليس وبالا تزيدنا مصائب وويلات، مرجعية تراعي مصالحها وتحفظ مصالح الشعب وتضمن مستقبله.
لا زال البعض من المستفيدين من الوضع الحالي سياسيين كانوا ام مثقفين او تابعين مصفقين يحاولون اكتساب ما يمكن من المال والمناصب على حساب بقائنا بشتى الاساليب والوسائل سواء بالتلاعب بالمشاعر والعواطف الانتمائية او باثارة الغيرة العشائرية والمناطقية والطائفية بالكلمات والشعارات الرنانة.....، لكن السؤال هو الى متى تستمر هذه المهزلة؟ والى متى يبقى الشعب غير مستوعب لحجم المصيبة؟.
الهروب ليس حلا والخضوع لن يطيب الجروح ولا يشفيها والانتظار لن يوقظ الضمائر النائمة ( الميتة اصلا )، لذلك على المخلصين من ابناء شعبنا ان يبادروا الى تأسيس مرجعية ( بحجم المأساة ) تبعث الامل في نفوسنا للاحتفاظ بما تبقى منا في الوطن قبل ان ننقرض ونصبح ذكرى مريرة ومؤلمة تعصر قلوب اجيالنا الاتية كلما تفحصوا تاريخهم او بحثوا فيه. 


صرخة:- حان الوقت ايها الاخوة لتعانق الافكار والايادي في سبيل مستقبل افضل لشعبنا واجياله القادمة، لنترك مصالحنا جانبا ونتوحد لاجل قضية شعب على حافة الانقراض.


     
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

92
السيد الياس متي منصور المحترم
تحية طيبة
شكرا لاضافتك ومرورك الكريم، ما يؤلم اننا اصبحنا شعب اناني لا يعرف الا العويل والصراخ يركض وراء الفتات لذلك ليس لدينا الشجاعة لقول الحقيقة واظهار انجازات الاخر من ابناء شعبنا ولا نرى من الكأس الا جزئه الفارغ عندما يتعلق الامر بالعظماء

سلامي
كوهر يوحنان

93
مار بشار متي وردة، باختصار، شكرا

انانية الانسان وغروره يحجبان عنه، في الكثير من الاحيان، رؤية الحقائق والاعتراف بها الا في حالة تحقيق مصلحة شخصية او اكتساب منفعة ما، وبما اننا نعيش في مجتمع يربي اجياله على تقديس ( الانا ) فان الحقيقة تبقى مطمورة في اغلب الاحيان وفي نفس الوقت وعلى العكس من ذلك فان التملق وتمجيد الاخفاقات لسيادة السلطان هما شيمة المتثقفين ( وليس المثقفين ) للاقتراب من اصحاب السلطة وتحقيق بعض المكاسب والمصالح الشخصية، وبذلك فان ما يضاف من المال الى الرصيد وما تتنعم به النفس من فتات الاسياد هو المعيار الرئيسي للانتماء وتحريف الحقائق او السكوت عنها.
التغيرات السياسية التي حدثت في العراق بعد 2003 كانت مأسوية على المسيحيين فقتل من قتل وهجر من هجر وعانى التهميش والاقصاء والتمييز العنصري والديني من بقى في الوطن، لكن رغم ذلك كانت الانتهازية هي الغالبة والطاغية في التعامل مع هذه المأسي، فاسست منظمات خيرية ومدنية واحزاب قومية ومجالس وهيئات ووووو هدفها الاول والاخير هو الذات والاغتناء اللاشرعي على حساب هذه المأساة وتداعياتها الانية والمستقبلية، وبما ان التعميم يعني حرق الاخضر واليابس معا، ويعني ايضا وضع الاخيار والاشرار والخونة والمخلصين معا في سلة واحدة وهذا اكبر ظلم ومنافي لكل المبادىء الانسانية والدينية لذا علينا ان نكون منصفين بحق من قدم لنا يد المساعدة في الايام السوداء ومن خدم قضيتنا ولا زال يخدمها بعيدا عن الانتماءات والمنافع الشخصية.
لست بصدد تعظيم وتقديس احد ايا كانت رتبته الدينية وايا كان منصبه الحزبي والحكومي، لكن لا امانع ابدا من الثناء على ايجابيات وانجازات وخدمات الاخر التي فيها منفعة عامة اكثر من منفعة شخصية، لذلك لا يخجلني ابدا ان ابرز اعمال الغير التي فيها خدمة لابناء شعبنا.
في يوم الاثنين المصادف 4 شباط 2019 تم افتتاح مجمع ماكفني السكني الخيري من قبل سيادة المطران مار بشار متي وردة، والذي يضم دار البابا فرنسيس لرعاية المسنين بسعة 40 غرفة مع كافة المرافق الخدمية ذات العلاقة و 80 شقة سكنية للشباب المتزوج حديثا لمساعدتهم في سنوات زواجهم الاولى، لكن الغريب في الامر ان هذا الحدث استقبل من الكتاب والمثقفين والسياسيين والحزبيين والنشطاء القوميين وغيرهم بصمت مميت وكأن الامر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، وهذا جدا طبيعي بالنسبة لاشخاص لا يعرفون من الشعب وقضيته سوى ما يدخل جيوبهم او يبجل اسمائهم، لذلك نلاحظ مئات المقالات التي تمجد القائد الاوحد وتمدح اخفاقاته ومئات اخرى تتناطح على التسمية ومئات اخرى تذم وتحتقر وتستخف بشخصيات دينية وقومية تعمل بكل جهدها لايصال سفينتنا المتهالكة الى بر الامان، ولا نسمع كلمة واحدة تقال بحق العظماء من ابناء شعبنا.
هكذا مشاريع واعمال خدمية، بغض النظر عن الجهة المنفذة والاشخاص الداعمين لها ايا كانت انتماءاتهم الدينية والحزبية والقومية، تحتاج الى الف وقفة ووقفة ومليون كلمة شكر ومئات مقالات المدح والثناء لمنفذيها والقائمين عليها، لسبب بسيط الا وهو انها اسست للمنفعة العامة، اي ان المستفيدين منها هم شريحة من المجتمع ( وهذه الشريحة هم العجزة والمشردين بالنسبة لدار المسنين والشباب المتزوج حديثا بالنسبة للشقق السنية ) وليس هناك اية منفعة او مصلحة شخصية للقائم بها، لكن كيف لنا ان نسمع كلمة حق ما لم يتنعم الاتباع بالفتات لان كل حرف وكل كلمة عندهم يجب ان تكون مدفوعة الثمن.
شكرا والف شكر لسيادة المطران مار بشار متي وردة على عمله الخيري هذا والف شكر لكل من مد ويمد يد المساعدة لشعبنا.....


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

94
الاخ سامي ديشو المحترم
يشرفنا مرورك ونشكرك على اضافتك، اخي العزيز اتفق معك كليا في ما كتبت نعم فلولا جهود الكنيسة لكان وضع المسيحيين في العراق اسوأ بكثير، والذين يريدون تحجيم هذه الاعمال والجهود الجبارة ما هم الا اقزام يتمنون الصعود على اكتاف الغير كي يصبحوا مرئيين....

تحياتي
كوهر يوحنان

95
السيد Qaisser Hermiz المحترم
شكرا على مرورك وثناءك، استاذي العزيز قول الحق واجب .... كوننا بشر لسنا معصومين من الخطأ لكن في نفس الوقت علينا قول الحقيقة بحق الاخرين، وما يميز الطارئين على السياسة وبرلمانيي الحظ من ابناء شعبنا اعتقادهم بانهم دائما على حق وهذه اكبر مصيبة ابتلينا بها....

تحياتي
كوهر يوحنان

96
السيد الياس متي منصور المحترم

شكرا لاضافتك ومرورك

تحياتي
كوهر يوحنان

97
السيد وليد حنا بيداويد المحترم
شكرا على مرورك الكريم، واضافتك الرائعة نعم نحن بحاجة الى فضح هؤلاء وقول الحقيقة.... لكن مع الاسف لا زال هناك بيننا من يتبع هؤلاء ويصدقهم ويدافع عنهم؟

تحياتي

كوهر يوحنان

98
الكاردينال ساكو وبرلمانيي الحظ وسياسيي الصدفة!

ما يتعرض له شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق من تهميش واقصاء وتحريض وتكفير وعمليات تهجير قسرية ...الخ  لا يبشر بالخير ابدا، لكن رغم كل ذلك كنا كشعب نتمسك ببصيص من الامل لرفع الغبن تدريجيا والعيش بكرامة في وطن بني بسواعد اباءنا واجدادنا، وبصيص املنا هذا لم يكن فانوسا سحريا لنمسحه فيخرج الجن فتلبى طلباتنا بلمح بصر!، بل بصيص املنا هذا كان المخلصين والصادقين من رجال الدين والسياسية الذين حملوا همومنا وشعروا بمصابنا ... لكن هيهات لشعب ان ينهض ويتعافى اذا كان دائه منه وفيه.
لا احد ولا شي يستطيع ان يكبح جموح وطموحات المغرورين والمصابين بداء العظمة، خصوصا عندما يكون هؤلاء المرضى في موضع القيادة فيهلكون ويفنون شعوبا لارضاء شهواتهم الشاذة، ويشبههم او يتطابق معهم في ذلك الانتهازيين الذين يكرسون الشعب وقضيته لخدمة مصالحهم ومنافعهم الشخصية.
ما دمر شعبنا واضاع مستقبله وافنى وجوده هو ابتلائه بالانتهازيين والجهلاء من الساسة الذين تعاملوا مع مآسينا كسلم لتسلق المناصب وحصد المنافع دون مراعاة ادنى حد لمصالح شعبنا النازف، فكان همهم الوحيد الوصول الى قمة المسؤولية ( اللامسؤولية ) والاغتناء، سالكين كل الطرق والدروب الملتوية متناطحين متنافسين بصورة لا شريفة على مناصب صورية وكارتونية فكانت النتيجة استفادة بضعة اشخاص من امتيازات هذه المناصب وبالمقابل ضياع وفناء شعب بالكامل.
معاناة شعبنا الكلدني السرياني الاشوري كثيرة بحيث اصبحت لا تعد ولا تحصى، والذين وقفوا معنا سواء من بيتنا القومي/الديني او من خارجه كانوا قلائل مقارنة بحجم المعاناة والمآسي، فكان من ابناء شعبنا ساسة ورموز قومية ورجال دين عملوا وضحوا بالكثير لاجل قضيتنا محاولين اخراجنا من الوحل الذي نتمرغ فيه منذ عقود طويلة، لكن النتيجة كانت التطاول عليهم والتشهير بهم وتجريحهم من قبل الذين لا يعرفون من السياسة والقضية سوى ما يدخل في جيوبهم من مال الحرام.
بعد كل المحن والصعوبات التي تعرض/يتعرض لها ابناء شعبنا كنا نتمنى وننتظر من المتاجرين بقضيتنا ان يصحو ضميرهم ووجدانهم ويتركوا الخلافات المصالحية جانبا ويحاولوا ولو ظاهريا توحيد خطابنا السياسي الذي هو شرط اساسي لتلبية مطاليبنا وحفظ وصيانة حقوقنا، لكن للاسف المناصب الصورية والمصالح الشخصية كانت اهم واسمى من كل عذاباتنا.
ليس خافيا على احد جهود واعمال ونشاطات غبطة الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو اللامتناهية  من اجل المسيحيين، فكان بمعية سيادة المطران مار بشار متي وردة رئيس اساقفة ايبارشية اربيل الكلدانية من الاوائل والقلائل الذين واصلوا الليل بالنهار لاحتواء ازمة النازحين ابان احتلال داعش لمحافظة نينوى وسهل نينوى ولم يبخلوا بجهد لمساعدتهم ماديا ومعنويا للخروج من هذه المحنة فدقوا جميع الابواب وناشدوا الدول والمنظمات لتقديم المساعدات اللازمة للنازحين... ولا تزال انشطتهم مستمرة لتعمير قرانا وبلداتنا المدمرة، اضافة الى ذلك كان غبطة الكاردينال العين الساهرة على مصالح المسيحيين وما يمس معتقداتهم الدينية من انتقاص فرفض بكل جرأة الخطابات التكفيرية والتحريضية وانتقد المناهج الدراسية التي تحض على الكراهية ...الخ، وبالمقابل قام بضعة سياسيين طارئين على السياسة وعلى الشعب الذين دخلوا البرلمان بضربة حظ بنقده وفي بعض الاحيان بالتطاول عليه والتشهير به وتعاملوا معه كخصم وعدو وليس كمرجعية دينية يجب احترامها والتشاور معها في ما يخص قضية شعبنا، ليس لكونه مرجعية دينية فقط بل للعمل الجبار الذي يقوم به غبطته ومتابعته المستمرة لكل ما يخص شعبنا ومحاولة تحسين احواله لبعث روح الامل في نفسه من جديد.
الاحتفال من قبل بعض النواب المسيحيين! الحاليين والسابقين لعدم توزير مرشحي غبطة الكاردينال في كابينة السيد عادل عبد المهدي وعد ذلك ( من قبل هؤلاء النواب ) انتصارا للعلمانية في العراق يثير القرف والاشمئزاز ويدعو الى الضحك خصوصا عندما تطلق هكذا تصريحات من اقليات دينية مسحوقة تعرف حجمها وقدرتها في حكومة طائفية ( دينية ) بامتياز، لان الجميع على علم ودراية بكيفية واسس تشكيل الحكومة العراقية. اما بخصوص عدم جواز تدخل غبطة الكاردينال بالسياسة لانه رجل دين، ولشعبنا المسيحي عشرات الاحزاب ومئات السياسيين المخلصين !! الذين يعرفون جيدا كيف يقايضون معاناتنا ودمائنا بالمناصب وامتيازاتها ( هل يستطيع هؤلاء ان يوضحوا ويشرحوا لنا الفرق بين الدين والسياسية؟ ولماذا يحرم على رجل الدين التدخل في السياسة وممارستها خصوصا عندما لا يخلط بين الاثنين ولا يدعو الى فرض وتطبيق معتقداته الدينية عنوة وبالقوة؟ )، فانا اتفق معهم كليا ليس لايماني بصحة طروحاتهم ونظرياتهم! بل بالعكس لان جهود واعمال غبطة الكاردينال اسمى واعلى واشرف من السياسة! التي يتبعها هؤلاء والتي تعني الكذب والتضليل والخداع والمتاجرة.
اخر الكلام:- العظمة بالاعمال وليس بالكلمات الكبيرة، لذلك نطلب من المنتقدين ان يكشفوا لنا اوراقهم لما قدموه لشعبنا من خدمات طيلة فترة مكثوهم في قبة البرلمان؟ وان يوضحوا لنا كيف وقفوا مع محن شعبنا ومسلسل تهجيره المبرمج؟ وماذا فعلوا وكيف ساعدوا ابناء شعبنا ابان غزوة داعش؟ وما هي خططهم لتحسين حاضرنا وضمان مستقبلنا في وطن كنا اصلائه؟ ولماذا يبكون على المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية وغيرها من التشريعات والقوانين المجحفة بحق المسيحيين الان وهم نفسهم وافقوا عليها ومرروها دون اعتراض عندما كانوا في البرلمان؟ الم يكن لديهم خيار اخر مثل الانسحاب الجماعي ( اقصد النواب المسيحيين ) من الجلسة المعنية واصدار بيان اعتراض موحد من قبلهم على هذه المادة وغيرها لتقوية موقفنا؟   
يقينا ان الاجابة على هذه الاسئلة صعب ان لم يكن مستحيلا لذلك اطلب من المزايدين والمتاجرين بقضيتنا ان لا يكونوا حجر عثرة امام الاعمال الخيرة والمثمرة للمخلصين من ابناء شعبنا، وعليهم ان يعرفوا جيدا ان العظمة والريادة لا تأتي بتقزيم اعمال الجبابرة بل بتقديم الافضل.

 
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

99
ديوان الوقف المسيحي رعاية شؤون العبادة ام مشروع للاستثمار؟

محن ومآسي مسيحيي العراق لا تكمن في تدمير الكنائس والقتل والتهجير القسري من قبل عناصر القاعدة او داعش الارهابيين فقط، ولا تكمن ايضا في الخطاب التحريضي ضدهم وتحليل ارواحهم واموالهم واعراضهم بل يتعدى ذلك الى ان يصبح المسيحي نفسه مشاركا في هذه الجرائم بسبب الصراع على المناصب وامتيازاتها التي خصصت لهذا المكون، حيث وبدلا من ان تكون هذه المناصب وسيلة لرفع الغبن عن ابناء هذا المكون وتثبيت حقوقهم اصبحت بالعكس من ذلك وبالا عليهم تشتتهم وتبعدهم عن بعض وتدخلهم في صراعات مدمرة مضاعفين بذلك حجم المعاناة والمآسي، لان الصراع على هذه المناصب الصورية ادى الى نسيان المسؤولين المسيحيين للهم الديني والقومي والافناء المبرمج للمسيحيين من بلادهم الاصلية.
من اهم المؤسسات والهيئات الحكومية التي من المفترض ان تكون دعما وظهرا للمسيحيين هي ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية والتي يترأسها مسيحي، لانها الهيئة او المؤسسة الحكومية الوحيدة التي اسست او شكلت لرعاية شؤون العبادة واماكنها ورجال الدين والمعاهد والمؤسسات الدينية بما يساعد على تقديم افضل الخدمات لابنائها، وبهذا فان هذا الديوان يكون مسؤولا عن ما يتعرض له اتباع هذه الاديان من خطف او قتل او تهجير او تهميش او ... اذا ظل ساكتا ولم يحرك ساكنا ازاء كل ما يتعرض له اتباع هذه الديانات من مذابح وجرائم وابادة واستصغار بعقائدهم الدينية حسب القوانين التي تشرع بالضد من الدستور وتمرر بكل بساطة في البرلمان الذي يضم خمسة نواب مسيحيين!.
لست هنا لتذكير احد بما مر به المسيحيين والاقليات غير المسلمة الاخرى في العراق، لان الوضع المآساوي الذي يمرون به واضح ومكشوف، لكن ما اود وارغب في توضيحه ومناقشته هو مشاركة المسيحي نفسه في تضخيم المأساة مقابل منصب صوري مصاحب بامتيازات خيالية مجهولة الحجم على حساب معاناتنا ومستقبلنا.
من ابشع انواع الجرائم هي ان تقتل اخا من لحمك ودمك ومن ثم تسير في جنازته باكيا مطالبا بدمه!!!، وهذا بالضبط ما يحدث مع المسيحيين منذ قرون لكن الامر ازداد سوءا بعد 2003 مع غياب الامن وانتشار العصابات والفصائل الارهابية التي اتخذت من الدين وسيلة للذبح والقتل والتدمير، اضافة الى تشريع قوانين تنتقص من المسيحيين والاديان الاخرى غير الاسلام وتعامل معتنقيها كمواطنين من درجة عاشرة وكانت النتيجة تهجير ما يقارب مليون مسيحي من العراق خلال اقل من 15 عام، وبالمقابل ورغم كل الذي حدث ويحدث مع المسيحيين كان اصحاب السيادة ( من ممثلي الكوتا المسيحيية او كل الذين تسنموا مناصب حكومية بسبب انتمائهم الديني غير مبالين بما حدث ويحدث مع اخوانهم في الدين والقومية بل بالعكس من ذلك ظلوا ساكتين للحفاظ على مناصبهم وفي الكثير من الاحيان جملوا الوجه القبيح للحكومة الطائفية التي كانت سببا بصورة او باخرى في تهجير المسيحيين وابادتهم.
منذ تأسيس ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية لم نتلمس، او حتى نسمع، عن اي نشاط او عمل يقوم به هذا الديوان لاجل ابناء الاديان التي اسس من اجلها، بل وحتى لم يجهد القائمين عليه من رئيس ومدراء اقسام وموظفين انفسهم بتنديد لما حدث/يحدث من جرائم لابناء هذه الطوائف او المطالبة بتثبيت حقوقهم ومراعاة خصوصية معتقداتهم والكف عن التحريض ضدهم عبر منابر الجوامع والمناهج الدراسية وتشريع قوانين بالضد من معتقداتهم واجبارهم عليها، بل بالعكس من كل ذلك كان هم القائمين عليه هوالتخصيصات المالية فقط وليس غيرها!،  والدليل على ذلك ما صرح به رئيس الديوان السيد رعد جليل كجه جي بعد لقاءاته، التي تمثل دعم للمكون المسيحي في البلد حسب تعبيره!، في نهاية العام الماضي مع رئيس الجمهورية السيد برهم صالح ورئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي ووزير المالية السيد فؤاد حسين، حيث قال انه لمس من خلال هذه اللقاءات وجود استجابة حقيقية!!! لمطاليبه! من الجهات الرئاسية.... واول المبادرات الجيدة هي توجيه رئيس مجلس الوزراء السيد عادل عبد المهدي بدراسة زيادة موازنة الديوان واعداد الدرجات الوظيفية ضمن الموازنة الاتحادية لعام 2019!.
لا شك ان زيادة الموازنة للديوان هي بادرة خير اذا ما صرفت هذه الموازنة بانصاف! وشفافية! على اتباع الديانات المسيحية ( اما اذا كانت ثمنا للسكوت عبر اشباع القائمين على شؤوننا فالف ويل لشعبنا المسكين! )، لكن الاهم من ذلك كان على رئيس الديوان مناقشة مصير اكثر من مليون مسيحي مهجر منذ 2003 لحد اليوم، كان عليه مناقشة مصير ومستقبل سهل نينوى وابنائه المسيحيين بعد احتلال داعش وتدميره ومن ثم تحريره!، كان عليه مناقشة القوانين ( ومنها قانون البطاقة الوطنية المادة 26 ) التي تنتقص من معتقداتنا وحريتنا وكرامتنا وانسانيتنا، كان عليه مناقشة المناهج الدراسية والخطابات التحريضية والتكفيرية العلنية التي نسمعها بشكل شبه يومي على مدار السنة تمهيدا لاجبارنا على ترك البلد السائب قانونيا والمنفلت امنيا.....
بقاء المسيحيين في البلد ليس في زيادة موازنة الديوان او في تعمير الكنائس او في الكلام المنمق والمعسول للمسؤولين ( ومن ضمنهم المسؤولين من ابناء شعبنا ) الذي نسمعه عند كل هجمة او في المناسبات، لان هذه الاجراءات ليست سوى عملية تجميلية لواقعنا البشع امام العالم.... ، بل ان بقائنا في البلد يكمن عبر تثبيت حقوقنا وحفظ كرامتنا وصيانة معتقداتنا وحريتنا الفكرية والدينية.
همسة:- كفاكم متاجرة بمعاناتنا ومستقبلنا فنحن منكم براء.
 

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

100
اين الحكومة العراقية والقضاء من فتوى الصميدعي وبذاءة علاء الموسوي ضد المسيحيين؟

يوما بعد يوم اصبحنا نتيقن ونتأكد اكثر فاكثر بان مخاوف المسيحيين من الانقراض في وطن كانوا اصلائه في محلها، فلا تمر مناسبة دون تطاول وتهجم وتجريح وتحريض على هذا المكون المسالم، فمع احتفال المسيحيين باعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية انبرى بعض المسؤولين في الحكومة العراقية في تحريم تهنئة المسيحيين باعيادهم وتلاهم في ذلك البعض بوصف احتفالاتهم بابشع وابذأ الاوصاف وغايتهم في ذلك واضحة الا وهي تأليب المسلمين عليهم وفي نفس الوقت زرع الخوف والرهبة في نفوسهم لاجبارهم على ترك البلد.
فقبل ايام افتى مفتى الجمهورية العراقية مهدي الصميدعي، بتحريم الاحتفال بعيد الميلاد وعدم جواز الاحتفال برأس السنة الميلادية ولا التهنئة لها ولا المشاركة فيها، وتلاه في ذلك في خطاب ابشع وابذأ رئيس الوقف الشيعي علاء الموسوي حيث قال ان المسيحيين يرتكبون جميع الرذائل في ذكرى مولد السيد المسيح، فهم لا يتركون رذيلة الا ويرتكبونها من شرب الخمر والعربدة وغير ذلك من فظائع في شرق الارض وغربها ( نحمد الرب على اكتفائه بذلك ولم يقل انهم يحتفلون بقطع رؤوس غير المسيحيين للارتواء من دمائهم  كما يفعل داعش والمنظمات الارهابية الاخرى)، علما ان هذه ليست المرة الاولى لرئيس الوقف  الشيعي علاء الموسوي الذي يشغل منصبا حكوميا برتبة وزير بالتهجهم والتحريض على المسيحيين، فقبل سنوات نشر شريط فيديو يدعو فيه بصريح العبارة الى الجهاد! ضد الكفار من المسيحيين واليهود وغير المسلمين، لان احكام الاسلام تجاه المسيحيين، حسب تصريحه، هي اما اشهار اسلامهم او دفع الجزية او القتل!.
لست هنا بصدد الدخول في مناقشات دينية وروحانية وانسانية وعلمية مع هؤلاء الاشخاص لكنني اتسائل اين الحكومة والقضاء من هكذا تصريحات تحريضية هدفها القتل والتهجير والترهيب؟ اليس العراق دولة ذات دستور! يضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية للمسيحيين والايزيديين والصائبة المندائيين وغيرهم، اضافة الى كونه ( العراق ) دولة عضوة في الامم المتحدة تلتزم بتنفيذ مضمون ميثاق هذه الهيئة وكذلك مضمون الاعلان العالمي لحقوق الانسان التي نادت به الجمعية العامة للامم المتحدة والذي يتضمن وينص صراحة على حق كل شخص في حرية الفكر والوجدان والدين والتمتع بحرية الرأي والتعبير، لذلك يجب على الحكومة والقضاء ان يؤديا واجبهما تجاه مواطني العراق وان يباشرا فورا ودون تلكؤ بالتحقيق واتخاذ الاجراءات المناسبة قانونيا بحق كل من تسول له نفسه او يغره منصبه للتطاول على الاخر المختلف عنه دينيا وفكريا، وفي مقدمتهم مفتى العراق مهدي الصميدعي ورئيس ديوان الوقف الشيعي  علاء الموسوي لتصريحاتهم التحريضية المنافية للمادة 7 من الدستور العراقي النافذ.
همسة:- بناء الدول لا يتم بالتحريض على القتل وسحق الاخر، ولا بتبوأ رجال غير مكتملين لمناصب حساسة لاثارة النعرات الدينية والطائفية بين ابناء الشعب الواحد، ولا الاحتكام بعقلية الاكثرية والاقلية، ولا بفرض الاراء التعسفية واجبار الاخر المختلف دينيا وعقائديا بالانصياع لما هو مخالف ومعارض لمبادئه الدينية .....، بل بالعكس بناء الاوطان يتم ويكمل ببث روح الاخوة والتفاهم بين ابنائه وترك محاسبة الانفس على رذائلها لخالقها فاتركوا الدين لله وليكن الوطن للجميع بغض النظر عن الانتماءات.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

101
المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام

مع نهاية العام كنت افكر في عنوان لمقال وداعي لعام 2018 يلخص المعاناة والمآسي والتمنيات للشعب العراقي والشعوب المبتلية بنار الارهاب والاقتتال الطائفي، فلم اجد افضل من عنواني هذا المأخوذ من الانجيل المقدس، وهي الترنيمة الرائعة والعميقة بالمعنى التي انشدتها الملائكة عند ولادة يسوع المسيح قبل اكثر من الفي عام، وكأنهم بذلك ارادوا ان ينبؤنا ويعلمونا بما تخبئه الايام من حروب وتقاتل ينتج عنهما بحارا من الدم والكثير والكثير من المعاناة والدمار.
نيران الحقد الديني والطائفي الملتهبة في الشرق الاوسط وخصوصا في سوريا والعراق ومصر واليمن والتنافس الدموي على المال والسلطة كلف هذه البلدان اموالا لا تحتسب وارواحا بريئة تقدر بمئات الالاف، دون تلمس اي نوع من الامل في تحسن الوضع وعودة الحياة الى مجراها الطبيعي وذلك بسبب تعنت المسيطرين على مقاليد الحكم والمتحكمين بعقول البسطاء دينيا وعقائديا بارائهم وافكارهم واساليبهم التدميرية والتي اغتالت/تغتال كل فرص السلام لينعم الوطن بالاستقرار ويتهنى الشعب بحياة كريمة تليق بانسانيتهم.
كنت اتمنى وانا اودع عاما واستقبل اخرا ان اكتب عن حجم التطور الصحي والعلمي والعمراني الحاصل في بلدي العراق، ان اكتب عن الرفاهية والازدهار المعيشي لشعب يطوف على الخيرات، ان اكتب عن المحبة والتآلف الاجتماعي بين ابناء الوطن الواحد دون تمييز او تفرقة على اساس الدين كون الدين لله والوطن للجميع، ان اكتب عن احلام الطفولة في ليلة رأس السنة وتمنى رؤية بابا نوئيل ومعانقة هداياه ..... اه يا وطني كم كنت اتمنى ان اكتب عن كل شيء جميل، لكن ما يمنعني من ذلك هو هذه الحروب والنزاعات التي تأتينا بالويلات دائما بغض النظر عن الهزيمة والانتصار، ما يمنعني من ذلك هو هذا الفساد المستشري في الوطن وهذا الحقد والكره الطائفي الذي زرعوه في نفوس الشعب بالاكراه ... ما يمنعني هو هذه السياسة العوجاء التي تدمر الوطن، وبدلا من كل ذلك كتبنا عن الدمار والدماء، عن الهجرة والنزوح، عن القتلى والمفقدوين، عن الحرمان ونبش المزابل بحثا عن لقمة خبز نظيفة عن طفولة مغتالة... عن كل شيء تنفر منه النفس الصالحة.
بعد كل هذا التاريخ الطافح بالدم علينا ان نتعلم ان السلام وحده  يؤدي الى التطور والاستقرار والازدهار والعيش الرغيد، وهذا السلام لن يؤتى بالحرب ولن يفرض بالقوة ولن يستمر بفرض واقع حال ولن يدوم بالغصب والاكراه ولن يستديم بالتهميش والاقصاء ولن يولد، مهما طال الزمن، من رحم مسموم بالحقد والكراهية.
بعيدا عن المبالغات والخطابات المنمقة والرجاء المتكلف والامنيات القلبية الزائفة التي تجعل من وطننا جنة للعيش فيها، فان ما يحدث ويجري في وطننا لا يبشر بالخير ابدا، خصوصا لبعض الطوائف المحسوبة من الاقليات!، فمع انعدام القانون لمحاسبة المجرم على جرمه بغض النظر عن مكانته وانتمائه لن يكون هناك سلام واستقرار والشعور بالاطمئنان في وطن رؤوسائه بالمئات وجيشه يتبع الولاءات وحماته لصوص وحرامية.
في العام الجديد نتمنى، وليس لنا غير التمني، ان يسود السلام كل العالم ويحل الاستقرار مكان  الحروب وينهض العراق من جديد.....


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

102
الاستاذ تيري بطرس المحترم
مشاركة مقالي لا يحتاج الى اذن بل بالعكس هو محل فخر فشكرا لك ... كنت اتمنى ان يكون اهتمام مثقفينا ومواقعنا الالكترونية بهكذا مواضيع اكثر لكن مع الاسف هناك امور اخرى مثل حروب التسمية وصراع المناصب ووو ..... لها الاولوية في القراءة والتعامل والاجتهاد... فالف مبروك لشعبنا

تحياتي
كوهر يوحنان عوديش

103

حملة لتبطيل المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة اللادستورية
الى رؤوساء كنائسنا وكل رجال ديننا المحترمين
الى المخلصين من ابناء شعبنا المحترمين
ادناه بحث بسيط وقصير على المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة التي تنص على (اولا- يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقاً للقانون . ثانيا- يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الإسلامي من الأبوين . )، حيث بمجرد مقارنتها بنصوص الدستور العراقي النافذ يتضح لنا انها غير دستورية لذا يجب تبطيلها وهذا لن يحدث دون جهود المخلصين من ابناء شعبنا لذا ارجو من المهتمين اطلاق حملة واسعة داخلية ودولية لتبطيل نص هذه المادة التي تعتبر خنجرا في خاصرتنا
 
المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة باطلة لانها تعارض الدستور
في الدول المتحضرة التي تتبنى النهج الديمقراطي ( الحقيقي ) في حكم البلد وادارة شؤون المواطن تكون الحريات مصانة والحقوق محفوظة دستوريا وقانونيا، بغض النظر عن الانتماءات الدينية والطائفية، ولا يمكن التجاوز عليها من اي كان مهما كان منصبه وكانت سلطته، اما في البلدان التي تتدعي الديمقراطية لخداع الرأي العام الداخلي والاقليمي والدولي ( مثل العراق الديمقراطي! ) فان الامر يختلف كليا لان الدستور والقانون ليسا سوى حبرا على ورق او بالاحرى طينا صناعيا بيد الحاكم او الحكام يصنعون منه الشكل الذي يريدون ويرغبون به، والا ما معنى ان تكون حقوقك محفوظة دستوريا ( ورقيا ) ومن ثم تسلب منك تشريعيا؟ بخلاف الدستور الذي يعتبر اعلى واسمى قانون في البلد.
لا يختلف اثنان في ان الشعب العراقي كان ولا زال متضررا من السياسة الطائفية العوجاء التي انتهجها واتبعها حكام العراق بعد 2003، لكن الشعوب غير المسلمة ( او ما يطلق عليهم ظلما بالاقليات ) كانوا اكثر ضررا وتدميرا بسبب انتمائهم الديني، لان معاناتهم لم تكن مع القاعدة وداعش والتيارات الدينية المتشددة الاخرى الخارجة عن القانون فقط، بل كانت ايضا مع المتسلطين والمسيطرين على مقاليد الحكم الذين شرعوا قوانين تقيد حرياتهم وتمس معتقداتهم الدينية بخلاف الدستور، واظلم تلك القوانين كان قانون البطاقة الوطنية الموحدة في مادته 26. 
يعتبر قانون البطاقة الوطنية الموحدة في مادته 26 والتي تنص على (اولا- يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقاً للقانون . ثانيا- يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الإسلامي من الأبوين . ) من اكثر النصوص القانونية المجحفة بحق اتباع الديانات الاخرى من غير المسلمين، وبالرغم من كون هذا القانون جاء مخالفا لتعاليم الدين الاسلامي انطلاقا من ( لا اكراه في الدين ) وكذلك مخالفا للمواد الدستورية التي سنذكرها لاحقا الا انه شرع واقره مجلس النواب وصادق عليه رئيس الجمهورية دون اية مراعاة للحريات والحقوق الدينية لغير المسلمين التي كفلها الدستور العراقي النافذ والذي ينص صراحة في مواده المدرجة ادناه على صيانة وضمان واحترام الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية كالمسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين، حيث ينص الدستور على :-
1-   ينص الدستور العراقي النافذ على :-
المادة (2):- اولاً ـ الاسـلام دين الدولــة الرسمي، وهـو مصدر أســاس للتشريع:
أ ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام.
ب ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية.
ج ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور.
ثانياً ـ يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما و يضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية كالمسيحيين والآيزديين والصابئة المندائيين.
وهنا نلاحظ ان المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة قد تعارضت مع مباديء الديمقراطية وتعارضت ايضا مع الحقوق والحريات الاساسية التي ثبتت لغير المسلمين في الدستور واهمها حرية العقيدة والممارسة الدينية، حيث يسلب حق القاصر! في حرية العقيدة والممارسة الدينية بمجرد اعتناق احد والديه الدين الاسلامي ويجبر هذا القاصر على اعتناق الاسلام قانونا دون ان يكون له حق الاختيار او الثبات على دينه الذي ولد وتربى عليه بعد البلوغ.
2-   ينص الدستور العراقي النافذ على:-
المادة (14):- العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الاصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي.
عند التمعن في نص المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة جيدا نلاحظ انها لم تساوو بين الاديان بل بالعكس من ذلك سنت وشرعت لتسييد دين على الاديان الاخرى خلافا لهذه المادة الدستورية واستخفت بغير المسلمين واحتقرتهم قانونيا، لذلك وتماشيا مع هذه المادة الدستورية كان على المشرع ان يأخذ المساواة التي وردت في الدستور بعين الاعتبار دون تمييز فيكون نص المادة 26 ( اولا ) كالاتي :-
( يجوز للمواطن العراقي تبديل دينه وفقا للقانون ) لانه بذلك ستكون المساواة معتبرة ومرعية حسب الدستور ولن يكون هناك شعور بالانتقاص من المعتقدات الدينية لحساب اخرى.
3-   ينص الدستور العراقي النافذ على:-
المادة (15): لكل فرد الحق في الحياة والأمن والحرية، ولا يجوز الحرمان من هذه الحقوق أو تقييدها إلا وفقاً للقانون، وبناءً على قرار صادر من جهة قضائية مختصة.
كما هو واضح ان الحرية مكفولة دستوريا لكن المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة خالفت هذه المادة وسلبت هذه الحرية دون وجه حق، خصوصا وان من سلبت حريته قاصر ولم يبلغ سن الرشد.
4-   ينص الدستور العراقي النافذ على :-
المادة (29):اولاًـ أـ الاسرة اساس المجتمع، وتحافظ الدولة على كيانها وقيمها الدينية والاخلاقية والوطنية.
ان المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة خالفت هذه المادة الدستورية بكل وضوح، لانه بارغام القاصرين على اتباع من اعتنق الدين الاسلامي من الابوين في الدين فانه يقوض الكيان الاسري والقيم الدينية ويدمرها، وان الدولة في هذه الحالة تكون سببا في هذا التدمير.
5-   ينص الدستور العراقي النافذ على :-
المادة (37): ثانياً : تكفل الدولة حماية الفرد من الاكراه الفكري والسياسي والديني.
ان المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة خالفت احكام هذه المادة الدستورية ايضا بارغامها القاصر على تبديل دينه دون ارادته، فاذا كان الدستور يصون حرية الانسان وكرامته والدولة تكفل حماية الفرد من الاكراه الفكري والسياسي والديني فكيف لقانون يسن ويشرع ويدخل حيز التنفيذ ويجبر القاصر على تبديل دينه اتباعا لدين والده الجديد اجبارا!، فاذا لم يكن هذا اكراها!! فما هو؟
6-   المادة (41): العراقيون احرار في الالتزام باحوالهم الشخصية حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم وينظم ذلك بقانون
ان المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة خالفت احكام هذه المادة الدستورية حيث سلبت القاصر الذي اسلم احد ابويه حريته في الاختيار والالتزام باحواله الشخصية حسب ديانته التي ولد عليها واجبرته على تبديل ديانته واحواله الشخصية دون ارادته او حتى مشاورته.
7-   المادة (42):لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة
ان المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة خالفت احكام هذه المادة الدستورية وقيدت حرية العقيدة لغير المسلم بسلاسل ممتية، اذ ارغمت القاصر على اتباع احد ابويه الذي اعتنق الاسلام وبذلك جردت القاصر من حريته العقائدية واجبرته على اعتناق الاسلام قانونا لان احد ابويه قد اسلم، بالرغم من ان القاصر المعني قد ولد وتربى على دين اخر وربما تكون اسلمته بغير رضاه.
8-   المادة (43): اولاً ـ اتباع كل دين أو مذهب احرار في:
أ ـ ممارسة الشعائر الدينية بما فيها الشعائر الحسينية.
ب ـ إدارة الاوقاف وشؤونها ومؤسساتها الدينية، وينظم ذلك بقانون.
ثانياً ـ تكفل الدولة حرية العبادة وحماية اماكنها
ان المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة خالفت احكام هذه المادة الدستورية، فكيف يمارس القاصر غير المسلم الذي اسلم احد ابويه شعائره الدينية اذا كان القانون يمنعه من ذلك ويرغمه على اعتناق ديانة فرضت عليه قانونيا جبرا واكراها، واين دور الدولة في حماية حرية العبادة المكفولة دستوريا؟
بما ان الرقابة على دستورية القوانين والانظمة النافذة من اختصاص المحكمة الاتحادية العليا حسب المادة ( 93 ) من الدستور، وكون المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة جاءت مخالفة لاحكام المواد الدستورية 2، 14، 15، 29، 37، 41، 42، 43، نطلب من السادة رئيس واعضاء المحكمة الاتحادية العليا الحكم بعدم دستورية المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة وعدها باطلة تطبيقا لاحكام المادة ( 13 ) التي تنص على :-
المادة ( 13 ):-
اولاً ـ يُعدُ هذا الدستور القانون الاسمى والاعلى في العراق، ويكون ملزماً في انحائه كافة وبدون استثناء. ثانياً ـ لايجوز سن قانون يتعارض مع هذا الدستور، ويُعد باطلاً كل نص يرد في دساتير الاقاليم أو اي نص قــانوني آخــر يتعارض معه.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

104
السيد اوشانا يوخنا المحترم
كنت اتمنى ان تبدأ الحوار بعقلية اكثر تفتحا واكثر فهما لما كتبت واضفت للمقالة لا ان تبدأ بالاستهزاء بقدرتي الثقافية والسياسية والاستصغار من شخصيتي عبر مداخلة ضعيفة وليست بمستوى النقاش حتى.... ردي لك ليس مناقشة لما كتبت انت!!! بقدر ما هو توضيح لكي تفهم ما بين السطور...
اولا لا يشرفني ان اكون مستشارا للكوتا المسيحية ممثلة بنواب لا يعرفون الف باء السياسية اضافة ان شخص مثلي ليس بحاجة الى تأييدك، اما قولك (وتعلمهم وتدلهم بأي مسمى يدخلون البرلمان مادام لك هذه الفلسفة العميقة ..) فمن واجبي ان اوضح لك ولامثالك ولامثال نائبك المحترم ان نواب الكوتا قد دخلوا البرلمان باسم المكون المسيحي وليس القومية الاشورية او الكلدانية او السريانية لكي يثيروا هذه المسألة ويبدأوا بالمزايدات والتناحر تحت قبة البرلمان، اما فلسفتي العميقة ايها السيد فلم اجد منها في ما كتبت شيئا يذكر لان الموضوع لا دخل له بالفلسفة بتاتا لذلك استغرب واتعجب كيف عرفت واكتشفت انني متعمق بالفلسفة؟؟؟؟؟؟؟ نصيحتي لك ان لا تكتب كلمات اكبر من نفسك.
 اخي العزيز انا لا اعمم الفكرة ابدا وعندما كتبت ( اتمنى ان تعيد قراءة مداخلتي ثانية لكي يكون الفهم اوضح ) قصدت البعض من الاخوة الاشوريين وليس جميعهم (فعلى دعاة الوحدة من الاشوريين الذين وحدتهم تعني صهر واذابة الاخر في الكأس الاشوري... ) وهنا قصدت الذين يبكون على وحدة شعبنا وكنائسنا لكن هذه الوحدة يجب ان تتم بمحو الكلدان والسريان الذين ليس لهم وجود حسب الفكر الاشوري المتطرف.
اتمنى ان تكون الفكرة قد وصلت اخي العزيز
كوهر يوحنان

105
السيد د. عبدالله رابي المحترم
تحية طيبة
مقالة جميلة ورائعة ونقد في محله لشخص لا يعرف باي مسمى دخل البرلمان العراقي.... على كل حال كنت اتمنى ان يكون نواب هذه الدورة افضل من الدورات السابقة ويفعلوا شيئا يذكر لشعبنا المغبون لكن ذلك يبدو صعبا ان لم يكن مستحيلا. التعصب يقابله تعصبا اقوى فعلى دعاة الوحدة من الاشوريين الذين وحدتهم تعني صهر واذابة الاخر في الكأس الاشوري ذوو اللون الواحد ان يعرفوا ان تعصبهم واستعلائهم على الاخر لن يمر مرور الكرام وان طريق وحدتهم الاشورية لن تكون مفروشة بالورود.
رغم ابتعادي عن الدخول في نقاشات التسمية والانتماء الا انني رأيت نفسي مجبرا على اضافة هذه الكلامات الى مقال الاستاذ عبدالله رابي بسبب تصريحات ومواقف سيادة النائب عن المكون المسيحي عمانوئيل خوشابا الذي اعادنا الى مجدنا في الامبراطورية الاشورية الخالدة.

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان عوديش

106
الاخ والصديق العزيز كاتبنا المبدع خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
الموضوع الذي تناولته في غاية الاهمية ( كما هي عادتك دائما ) لكن الاهم هو كيف نقنع المتعصبين العميان العائشين بجسد القرن الواحد والعشرين وعقل وفكر ما قبل الميلاد اننا شعب واحد؟ وكيف نقنع القادة السياسيين والدينيين المستفيدين من الوضع الحال ببضعة الاف الدولارات الشهرية اننا شعب واحد؟ الانانية والانتهازية والمصلحة الشخصية والمنصب الزائل كلها اسباب ادت الى تفرقنا وهذه الاسباب ستبقى تفرقنا ابدا ما لم نقم بثورة ضد السائد.... اخي العزيز ابناء شعبنا باكثريتهم ملوا التسميات والتشعبات ووووو ويؤمنون بوحدتنا لكن نحتاج الى عمل الى تضحيات شخصية ومنصبية ومنافعية من قبل قادة احزابنا وكنائسنا لننهي فرقة الاف السنين ونبدأ عصر جديد نبرز فيه ثقلنا كشعب عريق يستحق الحياة
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

107
الاخ العزيز د. بولص ديمكار المحترم
اجمل تحية
اوافقك تماما في ما ذكرته بخصوص عدم افساد الود بين الاهل والاخوة بسبب السياسية واشكالاتها كيفما دارت النقاشات الهادئة والهادفة ومهما طالت... وشخصيا احترم الجميع مهما اختلفت وتباينت الاراء..
استاذي العزيز ربما لم استطع توضيح وجهة نظري بصورة سليمة وهذا يحتسب علي... انا اتفق معك كليا في ما طرحته واضافتي لم تكن للدفاع عن هذا او ذاك لان الجميع ماذا جرى في الانتخابات وما هي انتماءات الفائزين، ما اردت قوله وبكل اختصار هو انه من الصعب تحالف نوابنا الجدد من الكلدان وحتى لو تحالفوا فانهم لن يستطيعوا ان يقدموا لشعبنا شيئا جديدا لان انتمائهم وولائهم الحزبي يمنعهم من ذلك، اضافة الى ان تمثيلنا البرلماني بحاجة الى سياسيين محنكين لقطف النتائج والثمار...... وليس الى .....
لم اشك في ما كتبته ولو للحظة.....
احسدك على تفاؤلك لكن الجو معتم استاذي العزيز والمستقبل قاتم ومظلم....
شكرا لمشاعرك الطيبة تجاه الاهل، حقا انه اعظم فخر لي ان اذكرك بهم .....
تحياتي وسلامي ومودتي
كوهر يوحنان عوديش

108
السيد د. بولص ديمكار
تحية طيبة
لا شك انها دعوة صادقة صادرة من انسان محب لوطنه وابناء جلدته، ما تناولته في مقالتك يوضح لنا مدى حبك وحرصك على ابناء شعبك... لكن اسمح لي ان اضيف بعض الحقائق والاراء التي اؤمن بصحتها، اخي العزيز استثنيت نائبة كركوك وشككت بانتمائها!!! وهذا ينطبق على الجميع الذين تتحدث عنهم فلا احد منهم فاز باصواته الحقيقية وسمعته وثقافته الشخصية فنائب اربيل فاز باصوات حزبه الذي ينتمي اليه وليس باصوات الكلدان او المسيحيين وكذلك نواب نينوى وبغداد... لا اريد الاطالة لكن اقولها صراحة، واتمنى ان تتذكر ذلك يوما بعد انتهاء الدورة البرلمانية، ان هؤلاء النواب سيخرجون من قاعة البرلمان كما دخلوها دون تغيير حرف او نقطة... وشيء اخر احب اضافته وهو ان الوفاء والاخلاص لا يحتسب بالانتماءات بل بالمواقف الجريئة والدفاع عن الحقوق المسلوبة.....
تحياتي
كوهر يوحنان عوديش

109
الاخ والصديق العزيز المبدع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
موضوع مهم يجب دراسته وتحليله ليس للعيش على ذكراه بل للتعلم والتخطيط للمستقبل عسى ان يتعض قادتنا السياسيين!!! والدينيين من هكذا تجارب .....

تحياتي
كوهر يوحنان

110
الاخوة والسادة الاعزاء
السيد عبدالاحد قلو
السيد وليد حنا بيداويد
اعتذر على تأخري في الرد لاسباب خارجة عن ارادتي وتأخري لم يكن مقصودا ابدا فارجو المعذرة.....

السيد عبدالاحد قلو شكرا على مرورك الكريم الذي يشرفنا

السيد وليد حنا بيداويد
شكرا على مرورك الكريم واضافتك التي تغني الموضوع، لا هذا البرلماني ولا غيره يستطيعون الاجابة لانهم كلهم في سلة واحدة، لكن ما يميز هذا البرلماني عن غيره هو احتكاره لهذا الكرسي لثلاث دورات برلمانيه!!!! وحديثه الدائم عن حقوقنا المبتلعة وكاننا اغبياء ونعيش في القرون الوسطى، مع الاسف لا يزال بيننا من يصفق له ويصدقه ويمدحه ويقدسه!..... قمة ال....

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

111
الاستاذ تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم واضافتك التي تغني الموضوع وتكمله، استاذي العزيز لولا النقد البعيد عن التسقيط والتضليل سنبقى نعاني وندور في نفس الدوامة من المآسي علينا توضيح الحقائق وكشفها رغم صعوبة الاتيان بنتيجة جيدة وملموسة لصالح شعبنا..... مآساتنا تكمن في افتقاد شعبنا لمخلصين حقيقيين

مودتي
كوهر يوحنان

112
الاخ والصديق والاستاذ المبدع خوشابا سولاقا المحترم
اتمنى ان تكون وكل اهلك بصحة جيدة وافضل حال
استاذي العزيز من الصعب افناء شعب اذا كان مؤمنا بقضيته ام حالنا فيختلف لاننا فقدنا الايمان والامل لان كل الاتين ليسوا بافضل من الراحلين قادة احزاب ورجال دين وبرلمانيين ووووووو عندما تصبح القضية والمعاناة مجرد سلم لتسنم المناصب وتكديس المليارات من الدولارات لن يكون امل، لكن رغم ذلك ومع شديد الاسف لا زال البعض من ابناء شعبنا مخدوعين ومطبلين ومزمرين ووووو
استاذي العزيز شكرا لمرورك الكريم واضافتك الاكثر من رائعة اتمنى لك دوام الصحة والعمر الطويل

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

113
بداية اتمنى وارجو من مؤيدي ومؤزاري ومحبي السيد يونادم ان يتقبلوا بصدر رحب وواسع وروح رياضية نقدنا وتعقيبنا على سياسة وعمل السيد يونادم منذ تسعينات القرن الماضي لحد يومنا هذا وان يكون حوارهم معنا بخصوص ما نكتب ونعبرعنه من اراء هادئا وهادفا وشفافا بعيدا عن التعصب الاعمى والتطبيل المجاني لاناس كرسوا قضيتنا لخدمة مصالحهم الشخصية.....
من المعلوم والمؤكد ان وضعنا كمسيحيين لم يعد قابلا للمجاملة والتصفيق لاي كان، لان المآسي التي تثقل كاهلنا والمعاناة التي تحوم حولنا جعلتنا ضائعين تائهين في بلد نفختر بكوننا اصلائه لم تترك لنا من امل سوى الهجرة.....
المتحدثين باسمنا والمدافعين عن حقوقنا على الفضائيات وامام شاشات التلفزة وفي الندوات التعريفية خلال حملات الانتخابات الدعائية كثيرون لا يعدون ولا يحصون اما في الواقع فما اقلهم او بالاحرى هم نادرون، وكوننا احد ابناء هذا الشعب ( الكلداني السرياني الاشوري ) يحق لنا ان نعبر عن رأينا الشخصي بخصوص ما يضر حاضرنا ويمس بالسوء وجودنا ومستقبنا، وفي نفس الوقت كشف حقيقة بعض المتاجرين بمعاناتنا من المحسوبين علينا.
لقاءات السيد يونادم كثيرة وما يتناوله من مواضيع في غاية الاهمية خصوصا ما يتعلق بوضع شعبنا لكن لحد اليوم لم نسمع سوى الكلام المعسول المنمق دون منجزات او حلول واقعية لمشاكلنا تعطينا املا في الثبوت والبقاء في هذا الوطن، ومن هذه اللقاءات التي استمعت اليها صدفة كان لقائه على قناة (هنا بغداد في 8/7/2018 ) في برنامج ( نقطة نظام ) تناول فيه بعض منجزاته لشعبنا... والتي نحاول مناقشتها باختصار شديد وحيادية وشفافية قدر الامكان.

النصاب الوطني والسيد يونادم كنا
في معرض حديثه يقول السيد يونادم ان ( النصاب الوطني بغيابنا لن يتحقق )، نتفق مع السيد يونادم في ان نصاب العراق الوطني لن يكتمل دون المشاركة الفعلية لجميع اطيافه في ادارة البلد امنيا واقتصاديا وتشريعيا وتنفيذيا وقضائيا ....الخ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا ومن يقصد السيد ب ( بغيابنا )؟هل يقصد تمثيل حقيقي من قبل اناس نزيهين وكفوئين وجريئين يعبرون عن طموحات شعبنا ويدافعون عن حقوقنا دون مساومات او مجاملات او يقصد بضعة انتهازيين يكرسون قضيتنا لتمرير منافع شخصية بعيدة عن الهم القومي والديني؟ وهل يقصد المسيحيين ككل او يقصد نفسه وشخصه بالتحديد، لانه لم يكن غائبا من المشاركة الشخصية ( على حساب اسمنا ومعاناتنا ) في العملية السياسية سواء في الاقليم منذ 1992 او في بغداد منذ 2003 لحد يومنا هذا، فاصبح وزيرا للاشغال والاسكان 1992 – 1999 ، ووزيرا للصناعة والطاقة 1999 – 2001 هذا في حكومة الاقليم، اما بعد اسقاط النظام العراقي السابق فاصبح عضو مجلس الحكم – رئيس لجنة الاعمار والخدمات العامة عن المكون الكلداني السرياني الاشوري تموز 2003 – حزيران 2004 ( لم يفند السيد يونادم الشائعات والاقاويل التي اثيرت حول اعتراضه على زيادة نسبة التمثيل المسيحي في مجلس الحكم باكثر من ممثل! )، عضو المجلس الوطني المؤقت آب 2004 – كانون الاول 2004، عضو الجمعية الوطنية العراقي 2005، رئيس قائمة الرافدين الوطنية في انتخابات الجمعية الوطنية العراقية والبرلمان العراقي وبرلمان اقليم كوردستان ومجالس المحافظات وعضو مجلي النواب العراقي من 2006 الى 2018، لن ادخل في ذكر تفاصيل مملة يعرفها القاصي والداني تعقيبا على كلامه هذا بل اختصر تعقيبي بسؤال قصير، متمنيا العثور على جواب مقنع يثبت خطأ تقييمي لنضال وانجازات السيد يونادم، الا وهو هل يستطيع السيد يونادم ومن يؤيده ذكر جزء من انجازاته او حتى انجاز واحد او موقف مشرف واحد يصب في مصلحة شعبنا ويعطيه فرصة او فسحة امل للعيش بكرامة والاستمرار في الوطن طيلة هذه السنوات؟

الثبات في الوطن ونسبة التمثيل
يقول السيد يونادم ( سعينا ولا زلنا نسعى لنثبت في هذا الوطن )، لا نعرف ما هي مساعي السيد للثبات في الوطن وكيف يعرفها ويوضحها للعامة من ابناء شعبنا الذين حزموا حقائبهم ليودعوا وطن الاجداد، فالثبات لايعني خداع وتضليل الشعب وحثه على البقاء في النار دون امل ( هل يستطيع السيد يونادم كشف مكان اقامة عائلته وجنسيتهم؟ )، لان الداعي لشيء ما يجب ان يكون قدوة ضمن ما يدعي به، او على الاقل تطبيق ما يدعي به شخصيا لاظهار صدق نياته واخلاصه لما يقوله وينصح به، لكن يبدو ان للثبات في هذا الوطن مفهوم وتعريف اخر لدى السيد يونادم الا وهو البقاء في المنصب!!! ليس الا، وهذا الثبات ( في المنصب طبعا ) كلف الحركة وسكرتيرها كوادر كثر وجمهور كبير.
ويمضي السيد يونادم في كلامه حتى يصل الى ما يشبه التنبوء! عن مستقبل شعبنا المظلم حيث يقول ( بعد عشرة سنوات لن تلقى مسيحي بالبلد! )، نعم لن نلقى مسيحي لكن من الممكن ان نلقى اشخاص التصقوا بالكرسي ورفضوا الانفصال عنه. الكل يعرف ماذا حصل مع المسيحيين بعد الانفلات الامني والقانوني الذي رافق اسقاط النظام السابق عام 2003 وما بعده، لان المسيحيين بقلتهم العددية وعدم امتلاكهم لميليشيا مسلحة تحميهم وامتناع دول الجوار وحتى العالم عن دعمهم وحمايتهم اضافة الى الاتجار بقضيتنا ومعاناتنا من قبل الانتهازيين الذين سمحت لهم الفرصة للتحكم بمصيرنا وتمثيلنا، حيث ان كل ما كان يحدث ولا يزال مستمرا من قتل واختطاف وتدمير للكنائس والتحريض الديني وتشريع للقوانين الاقصائية ...الخ يؤشر ويدل على اقتراب نهاية المسيحيين وانقراضهم من وطن هم اصحابه واصلائه، لكن المصالح الشخصية والعائلية والحزبية للمحسوبين علينا كانت دائما تقف عائقا امام الاعتراف بذلك والتصريح به، لذلك كانت كل تصريحاتهم لا تخرج عن كونها مكياجا لبشاعة ما يحدث معنا من جرائم ومذابح.
دق ناقوس خطر الانقراض من قبل السيد يونادم الان ( بعد تمثيل المسيحيين لاكثر من 27 سنة ) له مدلولين لا ثالث لهما، المدلول الاول هو ندم السيد يونادم على سكوته على تهميش شعبنا واقصائه والانتقاص من عقيدته وسلب حريته بتشريعات برلمانية، وايضا السكوت على كل المجازر والمذابخ التي ارتكبت ضد شعبنا طيلة فترة تمثيله في الحكومة والبرلمان، اما المدلول الثاني هو محاولة يائسة لخداع الرأي العام والتلاعب بمشاعر وعواطف ابناء شعبنا للظهور بمظهر المخلص لقضيتنا والمدافع عن حقوقنا والمناضل من اجل مستقبلنا، خصوصا وان نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة يمكن ان تؤدي الى ازاحة السيد يونادم من المشهد السياسي والا لماذا لم يحرك هذا السيد ساكنا ولم يعلن عن الابادة التي نتعرض لها! عندما كان يتمتع بالنفوذ والمناصب والامتيازات ويحتكر المناصب المخصصة لشعبنا لنفسه وعائلته والمطبلين له فيعين من يشاء في السفارات والوزارات ووووو.
اعتبار 2014 ( لحد الساعة ) باسوأ مراحل التاريخ حسب تعبير ورؤية السيد يونادم هو اكبر جريمة بحق تاريخنا الموثوق بالدم، لاننا كمسيحيين عانينا كثيرا بسبب انتمائنا الديني ومعاناتنا كانت تنقص وتزداد مع كيفية ادارة النظام الحاكم للبلد ودرجة تشدده وانفتاحه ومدى تطبيق القانون وانعدامه والية تشريع القوانين وتكييفها مع معتقداتنا وانتمائتنا الدينية والقومية مع مراعاة خصوصيتنا، وهكذا فان المذابح والمجازر وحملات التهجير التي بدأت بالاشتداد منذ 2003 كانت كافية لتوضيح الرؤى والمستقبل المظلم الذي ينتظر شعبنا في العراق لكن حفاظا على المصالح الشخصية والحزبية فان السيد يونادم سكت على كل المظالم وكان يعتبر ما يحدث للمسيحيين جزء مما يحدث للشعب العراقي ككل، وفي كل تصريحاته كان ينفي وجود حملة تصفوية ضد المسيحيين، اما مع انتهاء مدة الخدمة!!! ( احتكار المنصب ) فان السيد جاء ليذكرنا بان قتلة الشهيد المطران فرج رحو الذي استشهد في عام 2008 لا زالوا احرار! وبدورنا نسال اين كنت يا سيادة النائب منذ ذاك التاريخ لحد يومنا هذا ولماذا لم تحاول تقديمهم للعدالة او على الاقل لماذا لم تصرح ذلك لوسائل الاعلام لتعلن للعالم ما يحدث للمسيحيين في العراق الديمقراطي؟، وبنفس الجرأة فان السيد يذكرنا بمذبحة سيدة النجاة ويدعي بان منفذي تلك الجريمة البشعة لا زالوا احرار، اذا كنت تعرف كل هذه الامور فكيف رضيت بالمشاركة في افتتاح الكنيسة بعد اعمارها ولماذا اكتفيت بكلمتك بالتعبير عن سعادتك لاعادة افتتاح الكنيسة؟؟؟ ولم تطالب معاقبة منفذي الجريمة الذين يتحركون بكل حرية دون خوف او مسائلة؟
اما البكاء بدموع التماسيح على تهجير المسيحيين من الموصل وسهل نينوى من قبل داعش واعتبار، عام 2014 لحد الساعة باسوأ مراحل التاريخ ، يعتبر اجمل تمثيل واعظم بدعة لحفظ ماء الوجه وتبييض التاريخ، والا لماذا لم نتلمس موقفا شجاعا من سيادة النائب ازاء هذه المحنة الكبيرة التي هددت وجودنا ووضعته قاب قوسين او ادنى؟، بل بالعكس من ذلك وجدوها فرصة ذهبية لتعظيم الذات وتحقيق طموحات شخصية ( حيث قال السيد كنا:-  ان الكتل السياسية مطالبة بمنحنا نائب رئيس الجمهورية كاستحقاق للمكون المسيحي الذي يتعرض اليوم الى ابشع انواع التهجير والابادة على يد عصابات داعش الارهابية ) وكأن معاناة المسيحيين ومأساتهم ستنتهي بمنحهم منصب نائب رئيس الجمهورية!.

همسة:- حالنا سيسوء اكثر بسبب الازدواجية في التعامل وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.

     
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

114
السيد تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
ليس لدي اضافة على مقالتك الرائعة، لكنني فقط اردت التعبير عن اعجابي بحياديتك في تناول المواضيع القومية ... هذه الحيادية التي يفتقدها الكثيرين ممن يعتبرون نفسهم اولاد القضية وحماتها .... تحية لك ولفكرك الحر

سلامي
كوهر يوحنان

115
المنبر الحر / هذه نتائج فسادكم
« في: 09:37 25/07/2018  »
المظاهرات التي تشهدها المدن العراقية هي نتيجة حتمية للفساد المستشري في البلد والسياسة الفاشلة والمدمرة التي اتبعها المتحكمين بزمام السلطة بعد 2003 لحد يومنا هذا، فحرمان المواطن من حقوقه وقوته وبالمقابل نهب ثروات البلد وسلب حرية وارادة المواطن في التعبير عن رأيه وعدم تحقيق، ولو جزء يسير، من مطاليبه المشروعة ادت الى تراكم وتكدس الغضب والسخط الشعبي على الزمرة الحاكمة وحاشيتها.
الوضع العراقي المزري والمشين يشبه كثيرا وضع اهل تلك القرية الذين خسروا البقرة ووعاء الفخار معا عملا بحكمة وقرار مختارهم الحكيم، حيث يقال انه كان هناك قرية صغيرة وكان فيها بقرة يعيش سكانها من حليبها الوفير، وفي يوم من الايام كانت البقرة تشرب الماء من وعاء فخاري، ولما ادخلت رأسها وانتهت من شرب الماء لم تستطع اخراج رأسها من الوعاء، فالتم حولها اهل القرية جميعا وحاولوا جاهدين ان يخرجوا راس البقرة من الوعاء بروية وليونة للحفاظ على حياتها وفي نفس الوقت الحفاظ على الوعاء حتى لا ينكسر لكن كل جهودهم كانت بلا جدوى، وبعد ان يئسوا من محاولاتهم لجؤوا الى مختار القرية الحكيم ليحل معضلتهم، فحضر المختار الى مكان الحادث ونظر الى البقرة والوعاء طويلا وبعد تفكير عميق قال لهم: اقطعوا رأس البقرة! فقطعوه وهم صاغرين، ثم قالوا يا مختار ما زال رأس البقرة في الوعاء فماذا نفعل، فاجابهم قائلا: اكسروا الوعاء فكسروه... بعدها ذهب المختار بعيدا وجلس لوحده حزينا يبكي فجاءه اهل القرية يواسونه وقالوا له: يا مختار لا تحزن ولا تبكي فداك البقرة وفداك الوعاء ايضا، فنظر اليهم شافقا وقال: لست حزينا لا على البقرة ولا على الوعاء ولكني حزين عليكم فماذا ستفعلون لو لم اكن معكم!!
حكام ( مختاري ) العراق الجديد ومسؤوليه الكرام لا يفرقون عن مختار تلك القرية بشيء، فهم لم يبخلوا على الشعب بشيء فقطعوا الرؤوس ومزقوا النسيج الاجتماعي ودمروا الوطن الجميل لينهبوا ما يمكن نهبه وعند فوران الغضب وغيلان الالم يأتون متظاهرين بالحزن والبكاء على مآسينا ومعاناتنا وبكل وقاحة يقولون لنا ماذا كنتم ستفعلون لو لم نكن معكم!!!.
ماذا كنا نفعل لو لم تكونوا معنا؟ كنا سنبني العراق من جديد بمئات المليارات التي نهبتموها، كنا سنرسخ المحبة والسلام بين ابناء الشعب بغض النظر عن انتماءاته، كنا سنزرع الامل في نفوس اليتامى الذين فقدوا ذويهم واهلهم في الملاحقات والحروب السابقة، كنا سنوزع خيرات البلد على عموم الشعب وليس على حفنة من اللصوص، كنا سنعيد للعراق هيبته الدولية ومكانته التي هو جدير بها، كنا سنصون سيادة العراق ونمنع التدخلات الاجنبية التي تعتبر العراق كقرية من قراها!، كنا .... وكنا، كنا يا سادتنا الكرام، وبكل اختصار، ننبذ العقلية القديمة في ادارة البلد ونبتعد عن الاسلوب القديم المبني على احتكار السلطة والملاحقة والتصفية الجسدية في التعامل مع المقابل ايا كان انتمائه الديني والطائفي والقومي والفكري للاحتفاظ بالكرسي والتصرف باموال الشعب كملك شخصي.
مطاليب المتظاهرين ومطاليبهم المشروعة في توفير الماء والكهرباء وغيرها من الخدمات، والغاء الرواتب التقاعدية والمخصصات المالية الخيالية للرؤوساء والوزراء واعضاء البرلمان والحاشية كلها، والقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين وسراق المال العام..... ليست مستحيلة التحقيق في وطن يطفو على الخيرات، لكن بدلا من الاستماع الى صوت الشعب والعمل على تقليص معاناته وانهائها قابلتم مظاهراتهم  بالرصاص والملاحقة والتعذيب والتخويف والترويع وهذا يثبت لنا وللعالم اجمع بانكم لستم بافضل من اسلافكم في الحكم، بل ما ان اشتد عودكم في الحكم حتى بانت حقيقتكم وزيف اهدافكم وادعائاتكم وشعاراتكم قبل استلامكم لكرسي الحكم اللعين.
خمسة عشر عاما من الحكم بميزانية خيالية كانت كفيلة في ارضاء الشعب واسكاته، لان جزء صغير من الاموال المنهوبة كانت كافية لبناء محطات كهربائية، لا تغطي الاستخدام الوطني فقط بل بفائض للتصدير ايضا، وبناء محطات لتحلية الماء وتصفيتها، وتخصيص مبلغ مالي مناسب لكل مواطن عراقي، وتقديم افضل الخدمات لشعب عانى وسحق لعقود طويلة....، لكن بدلا من ذلك انشغلتم بالنهب والسلب وتذليل الشعب وتصفية المعارض والصراع على الحكم وترضية دول الجوار ناسين او متناسين ان للصبر حدود وان الظلم والخداع والتضليل مهما استمروا فلا بد ان ينتهوا يوما ما.


همسة:- اتعضوا من السوابق، فلو دامت لغيركم ما وصلت اليكم.
 
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

116
بعيدا عن الدستور الذي يطبق حسب الاهواء والمصالح الشخصية للمسيطرين على مقاليد الحكم في العراق، وبعيدا عن الانتماء الطائفي الذي على اساسه توزع المناصب السيادية في العراق الديمقراطي!!، وبعيدا عن الارتباطات والتبعيات لنيل مباركة الدول الاقليمية لتسنم منصب رفيع بمستوى رئيس الوزراء!!، وبعيدا عن كل المزايدات الوطنية التي نسمعها من الوطنيين ( حتى النخاع ) الذين دمروا الوطن وساكنيه منذ تسلمهم للسلطة، وبعيدا عن كل المثاليات والشعارات الرنانة التي تلاعب مشاعر وعواطف الشعب العراقي لكسب صوته ومن ثم سرقة قوته ومستقبله، فان العراق بحاجة الى قائد نزيه ومخلص يخرج الوطن من محنته التي يتمرغ فيها، قائد يبكي على العراق وتاريخه وحضارته قبل ان يبكي على رصيده المصرفي ولالقاب التي ترافق منصبه.
من غير المعقول ان نعمم فكرة النزاهة والوفاء والاخلاص وحب الوطن على قومية او طائفة او دين او مذهب او حزب محدد، لان هذه الصفات ليست وراثية او انتمائية بقدر ما هي تربوية اجتماعية لان الفرد يكتسبها من تربيته البيتية وبيئته الاجتماعية اكثر بكثير من اكتسابه لها بانتمائه ايا كان، لذلك عند اختيار شخصية لتسنم منصب ما ( خصوصا عندما يكون هذا المنصب يحدد حاضر ومستقبل البلد ) يجب معرفة تاريخها واهوائها وليس معرفة انتماء تلك الشخصية للوثوق بها ووضعها في اعلى المناصب في الدولة، فلا يمكن ابدا ان نختار لصا لرئاسة الحكومة او الجمهورية او مجرما لرئاسة البرلمان لان انتمائه يفرض علينا ذلك ( باستثناء العراق طبعا!!! لان الانتماء طغى على كل المباديء والقيم في اختيار الافضل والانسب، لذلك ليسا عجبا ان نرى المجرمين في اعلى المناصب )، بل يجب اختيار الاوفى والافضل والاكثر اخلاصا لقيادة البلد، لان البلد ليس ورثة او ملاك عقاري مسجل باسم طائفة او مذهب او قومية او حزب معين.
في زيارتها الاخيرة للعراق قامت سفيرة النوايا الحسنة في الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الممثلة الامريكية انجلينا جولي بتفقد مدينة  الموصل والدمار الذي لحق بهذه المدينة جراء احتلالها من قبل تنظيم داعش ومن ثم تحريرها من قبل الجيش العراقي، وفي وصفها للمدينة قالت " هذا اسوأ دمار شاهدته في كل سنوات عملي مع المفوضية..".
زيارة انجلينا جولي للعراق لم تكن لعقد صفقة اسلحة مع الحكومة العراقية، ولا للتوقيع على عقود نفطية تستمر عقود من الزمن، ولا لاستلام حصتها من الاموال المنهوبة من خزينة الدولة العراقية، ولا لتسنم منصب حكومي او تشريعي لخداع الشعب وتضليله واستغلال معاناته ومآسيه لتحقيق مصالح ومنافع شخصية، بل زارت العراق لتقديم مساعدات اممية الى ضحايا الارهاب والنزاعات المسلحة، واضافة الى ذلك فانها تبرعت بمبلغ مليوني دولار من حسابها الشخصي لمدينة الموصل.
ليس هناك رابط مذهبي، طائفي، قومي او حزبي بين الممثلة الاميريكية انجلينا جولي، التي قطعت الاف الكيلومترات لتقديم المساعدات الانسانية، وبين الشعب العراقي لكن هناك رابط الانسانية الذي يربط هذه المرأة بالعالم وتتعامل به مع الضحايا والفقراء بغض النظر عن كل الانتماءات الجغرافية والاثنية والدينية، لذلك فان مواقفها موضع تقدير العالم اجمع.
على قادة ومسؤولي العراق الجدد ان يتعلموا من امثال انجلينا جولي ليس في التعامل مع كوارث العالم وفقرائه، بل على الاقل في التعامل مع ابناء شعبهم، فمنذ استيلائهم على السلطة بعد 2003 والعراق يخطو الى الوراء من جميع النواحي اضافة الى السلب والنهب والاستيلاء على المال العام وهدر الدماء والتقامر بحاضر ومستقبل الشعب من قبل كل من تسنم وظيفة ما في اجهزة ومؤسسات ودوائر الدولة ( الرشوة والاختلاس والنهب والسرقة وخيانة الامانة ليست مقرونة ومرتبطة بمنصب معين دون غيره بل تشمل الجميع من ادنى وظيفة الى اعلى واسمى وظيفة في البلد )، فلو كان من بين جميع الذين تقاسموا السلطة والغنائم واحدا فقط!!! بتفكير وانسانية وروح انجلينا جولي في التعامل مع الضحايا والفقراء لما وصل حال العراق الى ما هو عليه الان.
جاءت حكومات وذهبت اخرى الى غير رجعة واسست مجالس وبرلمانات باعضاء انتهازيين وبيادق شطرنج همهم الاول والاخير تمرير منافعهم وتحقيق مصالهم الشخصية، وجرب الشعب كافة الانواع والالوان من السياسيين والقادة و... ورغم ذلك لم يذق العراق طعم الاستقرار ولم يتهنى الشعب بخيراته ابدا، والسبب لم يكن في الذين حكموا فقط بل في الذين صفقوا وطبلوا وزمروا، والخلل كان في التسيب وسيادة قانون الغاب في البلد.
الوطنية وحب الوطن لا يكمنان في الانتماء الى بلد ما بالهوية والولادة بل يكمنان في ما يستطيع الانسان تقديمة لبلد ما، فما فائدة ان يحكمنا عراقي الهوية والمولد يدمر وينهب ويشرب بكؤوس من ذهب من دماء العراقيين لا تربطه بالوطن الا ما يدخل جيبه وخزائنه من غلات الحرام؟

همسة:- انجلينا جولي ليست عراقية ولم تنهب او تستفد من اموال العراق سنتا واحدا لكنها قطعت الاف الكيلومترات لتفقد الضحايا والدمار وتبرعت بمليوني دولار لمدينة موصل، اما العراقيين الذين يحكموننا نهبوا مئات المليارات وضحكوا على عقولنا كل هذه السنين لم يجهدوا نفسهم يوما بزيارة عائلة مهجرة او طفل يتيم او مدينة مدمرة لتقديم الدعم المعنوي وليس للتبرع!.
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

117
الاخ العزيز عبدالاحد قلو المحترم
تحية طيبة
اخي العزيز لو تعاملنا مع واقعنا المر الذي يدفعنا الى الهجرة من الوطن بالاعداد والانتماءات سنكون اول الخاسرين ( قصدي شعبنا المسيحي بصورة عامة ) علينا ان نبدء صفحة جديدة تكون خالية من تراكمات الماضي البغيض، ماضي استغلال القضية القومية لتحقيق منافع ومصالح شخصية...نعم اتفق معك ومع كل الكلدان المتعصبين واعطيهم كامل الحق في تعصبهم لما تلمسوه من الاشوريين المتعصبين من اراء وتهميش ووووو لكن ليس كل الاشوريين كذلك ولا ننسى ان السريان جزء من شعبنا ولا يمكن انكارهم..... اذا اردنا لشعبنا مستقبل افضل علينا ان نعمل معا ونتصافح ونتحاور ونقبل بعضنا بعضا وننسى الماضي لكن ليس مع من تاجر بمعاناة شعبنا.... لن اطيل اكثر

اتمنى لك كل الخير
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

118
السيد زيد ميشو المحترم
تحية طيبة
كما قلت في ردي السابق للاخ يوحنا بيداويد ان من فوائد الحوار والمناقشة تقريب وجهات النظر وتوضيح الغامض من الامور...
اخي العزيز ( مهما اختلفنا وتجادلنا فاعتبرك اخي في الدين والمعاناة ) ساكون صريحا معك لانني لا اعرف المجاملات في المسائل والقضايا التي تمس حاضر ومستقبل شعبنا المسيحي، ولا في الاتهامات التي تمس شخصي ... واتمنى ان تقبل صراحتي ومواقفي بصدر رحب كونك ابديت رغبة في الحوار بردك ومداخلتك....
قلتها سابقا وساكررها الان وهو انني انأى بنفسي عن المناقشات والحوارات الحزبية او المناقشات المشحونة بروح التعصب....
انا لم اخصص مقالي للتجهم على الكلدان او اية جهة محددة، بل خصصت مقالي للرد على المتهجمين والمتطاولين علي الاخر ومنهم انا شخصيا، وبكل صراحة كانت ردا على مقالتك الاخيرة ( وبعض الاخوة الاخرين الذين استخدموا كل المصطلحات والتعابير النابية بحقنا ) المعنونة ب ( افراح كلدانية ونحيب السقام ) حيث قرئتها قبل عمليات القص التي قمت بها لتصبح صالحة للنشر، وكانت مليئة بالتهم والكلمات البذيئة بحق مرشحي القوائم الاخرى، وبما انني كنت احد مرشحي المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري فانها تعنيني ولي كامل الحق في الرد، لذلك ارجو ان تعيد قراءة ما كتبت بتمعن وهدوء لتقرر ان كانت كلماتي قاسية......
انا لست انقساميا وتاريخي شاهد على ما اقول، ويؤلمني كثيرا ان ارد واكتب بقساوة عن امور اعتبرها ثانوية بالنسبة الى ما يحيط بنا من مخاطر لكنني اضطررت الى ذلك بسبب التهجم والتطاول الذي نلاقيه من بعض.....
ليس كل الكلدان بانبياء وليس كل الاشوريين بشياطين ارجو ان لا تعمم افكارك واقوالك على الجميع....
لن ادخل في سجال حزبي ومبدئي ومعتقداتي مع شخصك في هذا المنبر لان المكان يكون ضيقا حسب تصوري وليس بالمكان الافضل او الملائم لهكذا امور ( اذا كنت ترغب راسلني على الايميل )، لكن اذكر حادثة او موقف جمعك بالاستاذ سركيس اغاجان وكنت من المتضررين منه او اساءة طالتك او طالتك احد ابناء عمومتك او شعبك من هذا الشخص تدفعك الى استخدام كل هذه التعابير والمصطلحات الغير لائقة بحق هذا الشخص الذي عمل ما بوسعه لمساعدة مسيحيي العراق بصورة عامة.....
اخي العزيز انا لا انتمي الى مدرسة الشذوذ الفكري كي اكسر قاعدتها، فانا انا في جميع المواقف وليس من طبعي التملق والتحول.... لكن انصحك ( لن ارد لك تعبيرك بانتمائك الى الشذوذ الفكري ) ان تعيد النظر بكتاباتك واذا كنت مختلفا مع احد المنتمين فاتمنى ان لا تعمم فكرتك واتهاماتك ومصطلحاتك على الجميع....
عنوان مقالي واضح ولن اغيره ولن ابدله ولن ارفعه لانني ايها السيد اقولها بفخر انني كلداني!!! ( لا تستغرب ) وابي كلداني ايضا وكذلك كل جدودي لكن ذلك لا يمنعني من تقبيل يد الاشوري او السرياني او الارمني الذي يساعد شعبنا المسيحي اينما وجد.....
لا يهمني من تحتقرون لكن سابقى انا نفسي وساكتب ما اراه مناسبا ومتماشيا مع مصلحة شعبي......

كوهر يوحنان

119
السيد يوحنا بيداويد المحترم
اجمل تحية
من فوائد الحوار والمناقشة تقريب وجهات النظر وتوضيح الغامض وهكذا ومن هذا المنطلق يعجبني الحوار مع المتفتحين..... بداية اود ان اوضح لك بانك لم تكن معنيا بمقالي هذا لا من قريب ولا من بعيد، ومقالي هذا لم يكن ضد الكلدان كعموم وانما قصدت بعض الذين تطالوا كثيرا بقصد او دون دراية على الاخرين..... الفساد والتزوير منتشر في العراق ولن يتوقف او ينتهي قريبا.... تمثيلنا المسيحي يجب ان يكون لخدمة المسيحيين ككل ( كلدان سريان اشوريين ) لانه كن واثقا ان ايا منهم لا يستطيع العمل بمفرده ولن يقدم ربع كأس ماء لاحد اذا استمر الوضع على ما هو عليه الان من تشرذم وفرقة، لا تفرحوا بالكلداني والسرياني والاشوري لدخوله البرلمان او تسنمه منصب كارتوني على حساب التسمية بل افرحوا به على ما يقدمه للمسيحيين من خدمات...

سلامي
كوهر يوحنان عوديش

120
السيد يوحنا بيداويد
تحية
انا لم اتهم الكلدان ككل او جزافا بل قلت اقل ما يجب قوله بحق الذين يتطاولون علينا من وراء المحيطات، علما كنت رحيما معهم بكلماتي واسلوبي لان التطاول على البقية وتعميم الاتهامات وتوزيعها ثمنه كبير...
كل شخص له الحق في الرد والمناقشة على ما اكتب حتى لو كان رده صفحات وساتقبله بصدر رحب واناقشه بهدوء لكن ان يكون الرد والتحاور ضمن مضمون المقالة وليس للدخول في مناقشات عقيمة بعيدة عن موضوعنا ونهايتها معروفة، اما ازدواجية البعض التي تتحدث عنها فاتمنى ان تشخصها ليعرف كل متملق ومتحول مكانته بيننا...
اما بالنسبة لسؤالك اين كنت انا قبل الان من الصراعات التي كان يمر به ابناء شعبنا المسيحي، قبل الاجابة عليك كان علي ان اسالك انت واغلبية كتاب موقع عنكاوة الموقر اين انتم من معاناة شعبنا؟؟؟؟؟ انا موجود هنا في العراق اساعد حسب امكانياتي، انا هنا في موطني احاول الصمود وزرع روح الاخوة وبث المحبة بين ابناء شعبنا، انا هنا بين اهلي احاول بكل اؤتيت من امكانيات ثقافية وسياسية تثبيت حقوقي..... ولو كنت على اطلاع كامل لما اكتب وانشر لما سألتني هذا السؤال!!! اما اذا كنت تقصد اين انا من حرب التسمية والترهات والمناقشات العقيمة التي تجري بين المتعصبين فانا بعيد عنها ولا يشرفني ان اكون جزءا منها لايماني باننا واحد والذي فرقنا هم الانتهازيين والمصلحجية من رجال الدين والسياسية.....
مبروك على الكلدان وحدتهم لانني ابارك كل وحدة وتفاهم بين ابناء شعبنا لان ذلك نقطة ايجايبة وقوة اضافية لنيل الحقوق، وشخصيا اقبل يد كل من يقرب اثنين من ابناء شعبنا لا اكثر
من قال ان الكلدان لا يستحقون الفوز بمقعد انتخابي ومن استكثر ذلك عليهم ( رغم ان المقعد جاء بدعم واصوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني !! )، وهل قلت انا في مفالي ان الكلدان لا يستحقون مقعد؟ او هم غير جديرين به؟ اتمنى ان تقرأ مقالتي ثانية واكثر لتفهم ما اعني واقصد كي لا نخرج عن موضوع المقالة...
لا اعرف ما الذي ادخل الوقاحة والجرأة بالموضوع لكن رغم ذلك ساجيب بهدوء واختصار لانني لست وقحا!! وعندما اكتب فاكتب بجرأة يفتقدها الكثيرين من التوابع والمتملقين، الوقاحة لم ولن تتحول الى جرأة ابدا وابدا لان الوقاحة تنم على قلة التربية والاخلاق او انعدامهما اما الجرأة فتأتي من الشجاعة والثقة بالنفس....
اتمنى ان يكون ردي وتوضيحي كافيا، وانا على استعداد للمناقشة والحوار على كل كلمة وفكرة وردت في مقالتي هذه، اما الحوار ومناقشة افكار ومواضيع اخرى فسيكون لها مكان ووقت اخر ولن ادخل فيها
كوهر يوحنان

121
الاخ بزنايا المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم وتقييمك للمقالة بهذه الكلمات الكبيرة..... ثق ان المتعصبين والمتملقين سيختفون يوما ما لان شعبنا اكبر من هذيانهم
شكرا
كوهر يوحنان عوديش

122
نبارككم بمقعدكم البرلماني (الكلداني) ونعاتبكم على بذاءة لسانكم ووساخة كلماتكم

الكتابة هي اراحة الضمير وليس انتقاء ما في الجعبة من اوسخ الكلام لاجتذاب ما يمكن من الذباب.

كانت الانتخابات العراقية الاخيرة ولا زالت فرصة مناسبة للبعض من المتلونين والمتملقين والانتهازيين لافراغ ما في جعبتهم من قاذورات واوساخ وارخص الكلمات والمصطلحات بحق المرشحين والكيانات التي يعارضونها مصالحيا وليس فكريا، فباشروا مع اعلان النتائج بالرقص والاحتفال بفوزهم بمقعد برلماني بواسطة اصوات حصلوا عليها من خارج البيت المسيحي وفي الوقت نفسه جعلوا من هذا الفوز فرصة اضافية للطعن بمرشحي القوائم الاخرى والتشكيك بسمعتهم ومصداقيتهم ونعتهم بشتى الصفات (اللامحترمين، التابعين، اللانزهين، ولائهم للغريب، والخضوع لاجندات سيئة تفرض من الغير، وووو الخ) البعيدة كل البعد عن الصفات الحميدة والاخلاق الرفيعة التي يتحلى بها الكثير من مرشحي الكيانات المعنية، والتي توازي او هي اكثر من سمعة كيانهم حتى.
لست هنا بصدد عملية التزوير التي حصلت في الانتخابات، ولا بتوضيح وشرح الطريقة التي فاز بها مرشحي الكوتا بمقعدهم البرلماني (لان هذه الامور معروفة للقاصي والداني)، لكن في نفس الوقت لا استطيع قبول التطاول من بعض المتفلسفين والمتحولين والمتثقفين بحق مرشحي الكيانات الاخرى (كوني واحدا منهم)، اضافة الى ان اغلب المقالات التي نشرها هؤلاء اشباه الكتاب لم تكن مقالات او تحليلات او انتقادات او بحوث او اراء تتناول الانتخابات والكيانات المشاركة فيه بشيء من الشفافية بقدر ما كانت تهجم غير منطقي وغير اخلاقي على شخصيات كانت ولازالت في مقدمة المدافعين عن شعبنا وحقوقه في الوطن.
كنت اتمنى ان يحاول هؤلاء المتثقفين والمتسيسين واصحاب المباديء المرموقة المتباكين على شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولو لمرة واحدة، ان يكتبوا شيئا مفيدا باسلوب حضاري مبتعدين عن اسلوبهم القديم في تكويم الزبالة لجمع الذباب، ويطرحوا خارطة طريق لاخراج شعبنا من دوامة المعاناة والضياع التي يدور فيها، او يحاولوا تقريب وجهات النظر بين اعضاء برلماننا الجدد كخطوة اولى لتوحيد خطابنا السياسي وانقاذ ما يمكن من مصالح وحقوق وارواح بعيدا عن التعصب الطائفي والتكتل الحزبي العمياوي والتعامل المنفعي مع قضيتنا ومستقبلنا الذي مزق شعبنا ودمره وجعل منا ديدانا تحت اقدام الاخرين او بيادقا بايديهم في افضل الاحوال.
على كل المتباكين على شعبنا وقضيته ان يعلموا ويفهموا (ان كان هناك مكان في عقولهم للتفكير والعلم والفهم) ان الدفاع عن حقوقنا ومستقبلنا لن يكون برصف الكلمات وترتيب البذاءات ولا بتعظيم النفس وشخصنة القضية والصراع على المناصب والامتيازات، ولا بعمليات البيع والشراء التي تجري خلف الكواليس، ولا بالتلاعب واثارة العواطف والمشاعر الانتمائية لنيل الاصوات وتسنم المناصب، بل يتحقق عبر النضال والتضحية، عبر ترسيخ مباديء الاخوة والتسامح بين ابناء شعبنا اولا والشعوب الاخرى، هذه المباديء التي نؤمن بها وتعاملنا بها مع الاخر رغم اختلافاتنا الفكرية والسياسية، ايمانا منا بان وحدتنا ووحدة خطابنا السياسي هو السبيل الاوحد لنيل حقوقنا وضمان مستقبلنا.
كل انسان له مطلق الحرية في التعبير عن رأيه في الجلسات الحوارية والنقاشية التي تدور من حوله وتمس انتمائه العقائدي او الفكري او الحزبي، لكن عندما يترقى هذا التعبير عن الرأي الى مستوى نشره في الجرائد والمواقع الالكترونية (وما اكثرها في زمننا الحاضر) فعلى الانسان الكاتب المفتخر بثقافته وعلمه، اضافة الى تقيده وانصياعه لاساليب النشر، ان يراعي بعض الامور الاساسية ليحفظ مصداقيته وسمعته بين القراء والتي من اهمها ان يتحلى بالشفافية والابتعاد عن تشويه الاخر والتشكيك بسمعته واستقلاليته واخلاصه لقضية شعبنا دون اية ادلة او اثباتات تدعم اتهاماته، لذلك على من يكتب عن وضعنا القومي والديني عليه ان يكون صادقا مع نفسه قبل ان يكون صادقا مع غيره والا سيجعل من نفسه اضحوكة لتلطيف المجالس.
اهمية المقعد البرلماني المخصص للكوتا المسيحية لا تكمن في من يشغله او يمثلنا به، ولا تكمن ايضا في انتمائه الجغرافي او الحزبي او الطائفي، فلا يهم اذا كان سريانيا او كلدانيا او اشوريا او اذا كان من اربيل او دهوك او البصرة......، بل ان اهمية التمثيل البرلمان تكمن في الية عمل ممثلنا وثقافته القانونية وجرأته في معارضة التشريعات والقوانين والقرارات التي تمس ايماننا ومعتقداتنا الدينية والاساليب التي تهدد مستقبلنا ووجودنا في الوطن، تكمن في اخلاص الممثل البرلماني لقضيته ودفاعه عن حقوق شعبه وعدم خيانته لثقته (حتى لو كان ممثلنا البرلماني، المحتفلين به، قد فاز باصوات مدينة ليس له فيها احد ولا يزورها الا بالاحلام او عبر المنظار).
ان الساحة ايها الاخوة المحترمين المخلصين لشعبنا وقضيته (وهذا الكلام يشمل كل المتملقين الذين يغيرون مبادئهم وانتماءاتهم حسب ما تقتضيه الحاجة) مفتوحة امام الجميع بلا استثناء، وليست حكرا على شخص واحد او جهة سياسية محددة، لتقديم ما لديهم من اعمال وخدمات، وتضحيات اذا امكن!، لابناء شعبنا المظلوم، لكي تكون المنافسة على الانجازات وليس عبر تشويه تاريخ العظماء وانجازاتهم.

همسة:- لا تجعلوا من الكوتا اداة لتدميرنا بل وسيلة لتثبيت حقوقنا والاحتفاظ بالبقية الباقية في الوطن.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

123
يقصد بالكوتا ( Quota ) تخصيص نسبة او حصة او عدد محدد من مقاعد الهيئات والمجالس المنتخبة مثل البرلمانات والمجالس البلدية لجنس او مكون او قومية معينة وذلك لضمان مشاركة تلك الجهة المعنية في التشريع وصناعة القرار، لان تلك الفئة او الطائفة او القومية او الجنس لن يتمكنوا من التمثيل المناسب في البرلمانات ومجالس البلديات بسبب قلة الاصوات التي يحصلون عليها بصورة اعتيادية  لقلة عدد نفوسهم والتي تمنعهم من الحصول على مقاعد برلمانية، ومن هذا المنطلق خصصت للمكون المسيحي! باعتباره اقلية خمسة مقاعد في مجلس النواب العراقي ( البرلمان ) ومن قبله خصصت نفس المقاعد للمسيحيين في برلمان اقليم كوردستان، وهذا يدل على ان الهدف والغرض من الكوتا هو مشاركة الفئة التي خصصت لها الكوتا في التشريع وابعادها عن الاقصاء والتهميش.
في العراق الديمقراطي الجديد، وبسبب سياسة المحاصصة الطائفية واثارة المشاعر والعواطف الانتمائية، فان الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي كانت تصوت على الانتماء وليس على المؤهلات والاخلاص والصفات الاخرى التي يجب على الممثل التحلي بها، وباعتبار الشعب الكلداني السرياني الاشوري ( المسيحيين ) جزء من الشعب العراقي يحمل ثقافته واسلوبه في التعامل مع الاحداث والوقائع فانه بقى محصورا هو الاخر في هذه الدائرة الضيقة من ناحية التصويت واخفق مرارا وتكرارا في اختيار الانسب والافضل والاصلح لتمثيله في البرلمان، لذلك نرى ان اداء ممثليه في الدورات السابقة كان ضعيفا جدا والكل بدون استثناء اغمضوا عيونهم عن كل ما جرى ويجري للمسيحيين منذ 2003 ولحد يومنا هذا من مذابح وعمليات تهجير وغبن ومظالم اضافة الى التشريعات التي تنتقص من ايماننا ومعتقداتنا.
كان يمكن للمآسي التي تثقل ظهورنا – بل وتكسره - نحن المسيحيين وللارهاب الذي يلاحقنا على هويتنا الدينية ان يكونا من اهم واقوى الاسباب المؤدية الى توحيد جهودنا وخطابنا السياسي للوقوف بالضد من كل الاعمال والتشريعات والمراوغات السياسية التي قربت نهايتنا في وطن نعتبر اصلائه، لكن الانتهازية والانانية وشخصنة القضية من قبل رؤوسائنا الحزبيين وقادتنا السياسيين ورجال ديننا الكرام جعل من فواجعنا ومعاناتنا ماركة تجارية لتبوأ المناصب وتكديس الملايين من الدولارات، وبذلك اصبحت قضيتنا تختصر وتختزل بمناصب كارتونية يستفيد منها بضعة اشخاص مقابل تشريد وتهجير الالاف العوائل.
لا نبالغ ولا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان الكوتا المخصصة للمسيحيين تعتبر اداة لتدميره وليس كما يروج او يعتقد وسيلة لتمثيله، فكانت سببا في التفريق والتناحر والتناطح وتوسيع الهوة بين ابناء الشعب الواحد وفي نفس الوقت اسهل وسيلة لتبوأ المناصب والتمتع بامتيازاتها بعيدا عن الهدف الحقيقي التي من اجله خصصت هذه المقاعد، لذلك نلاحظ ان ممثلينا الكرام في مجلس النواب وما قبله في مجلس الحكم وفي كل مفاصل ومرافق الدولة العراقية كانوا يناضلون من اجل تحقيق مصالحهم ومنافعهم الذاتية، ولتحقيق اهدافهم الشخصية كثيرا ما باعوا القضية وخانوا ثقة الشعب فسكنوا هم القصور وتركوا الشعب وحده يتمرغ في الوحل والدم، ولم يقف الامر عند هذا الحد فقط بل تمادى الى الاكثر لان حب المنصب ولذة امتيازاته ادت الى التنافس اللاشريف واللاخلاقي بين ابناء المكون الواحد للاستحواذ على المناصب والتنعم بها بعيدا عن الهم القومي والديني وبذلك اعطى القادة الحزبيين والدينيين فرصة للاخر للتدخل والسيطرة على شؤون المسيحيين والمناصب المخصصة لهم عن طريق شراء ذمم الضعفاء من المحسوبين ظلما على ابناء هذه الطائفة.
لا اظن بان خمسة مقاعد من اصل 329 مقعدا في مجلس النواب ستكون مؤثرة وكافية لتثبيت حقوق المسيحيين ومنع تشريعات تنتقص من معتقداتهم ومبادئهم الدينية، لكن كان يمكن استغلالها لصالح هذا المكون بصورة افضل واحسن لو تحلى ممثلينا البرلمانيين بقليل من الصدق والشجاعة وكان ولائهم لقضية شعبهم وليس للكرسي، لذلك فان نصيب ممثلينا ( بائعي الانفس ) من العتب على ما وصلنا اليه نحن المسيحيين يفوق مئات الاضعاف عتبنا على الاخرين الذين محوا ومسحوا تاريخنا ومأساتنا واسمنا القومي من الدستور العراقي، والذين شرعوا قانون البطاقة الوطنية الموحدة، والذين هجرونا ودمروا كنائسنا، والذين ....... والذين....
الانتخابات الاخيرة وما افرزته من نتائج كارثية بالنسبة للكوتا المسيحية تدل وبكل وضوح ان الكوتا التي خصصت للمسيحيين لتمثيلهم ومراعاة خصوصيتهم افرغت من معناها الحقيقي واصبحت هدفا سهلا للاحزاب الاخرى الكبيرة منها والصغيرة، فالاحزاب الكبيرة تستطيع الحصول عليها بعدة الاف من الاصوات التي تعتبر لاشيء بالنسبة لقاعدتها الجماهيرية الواسعة والكبيرة، والاحزاب الصغيرة المفلسة سياسيا تعتبرها افضل وسيلة لاثبات وجودها لانها لن تستطيع الفوز بمقعد برلماني في حالة مشاركتها بالانتخابات بصورة اعتيادية لذلك تحاول جهدها للفوز بمقعد برلماني ( احدى مقاعد الكوتا ) عن طريق دعم مرشح مسيحي ينتمي اليها.

لن يكون انتماء الشخص معيارا لمصداقيته واخلاصه لقضيته لكن هل يستطيع الظافر بالمقعد البرلماني باصوات الاخرين من خارج الكوتا المسيحية ان يمثل شعبه ويدافع عن حقوقه بعيدا عن التأثيرات والضغوطات ام انه سيكون بيدقا بيد من اجلسه على هذا الكرسي؟ مجرد سؤال لا اكثر.

المقالة منشورة في جريدة الزمان الطبعة الدولية
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

124
الاستاذ تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
يعجبني ما تتناوله من مواضيع سياسية تخص شعبنا ومستقبله، وامنياتك كانت جميلة وفي محلها، لكن اعتقد ان هذه الامنيات كانت قبل اعلان النتائج ومع ظهور النتائج الصادمة اشك في ان هذه الامنيات قد تتحقق، مع الاسف الكوتا اصبحت تباع وتشترى مثل اية بضاعة اخرى ما يدل على ان نهايتنا في الوطن اصبحت وشيكة....... فكيف يدافع عنا وعن حقوقنا من فاز باصوات الغرباء؟ لا نريد الدخول في التفاصيل لان الذي كان يتفاخر باستقلاليته نعرف كيف حصد اصواته في اربيل ومناطق اخرى....
تحياتي
كوهر يوحنان عوديش

125
الاستاذ العزيز د. بولص ديمكار المحترم
تحية طيبة
شكرا لاضافتك التي تعني الكثير لمن يفهم، اتمنى ان يكون فهم ووعي الناخب على قدر المسؤولية الملقاة عليه

مودتي
كوهر يوحنان عوديش

126
الاستاذ العزيز تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
تحليلك للانتخابات وتشجعيك للمشاركة فيها هو في محله وان دل على شي فانما يدل على تعلقك بقضيتك واخلاصك لها اي كان الفائز
اشكرك كثير الشكر لثقتك بي وبمبادئي وافكاري، لكن اريد ان اضيف او بالاحرى ان اوضح شيئا مهما بالنسبة لمقاعد الكوتا التي نتصارع عليها والذي اقتنع به واؤمن به الا وهو ان فوزي في الانتخابات لا يعتبر فوزا شخصيا بل هو فوز للشعب الذي انتمي اليه، لان مقاعد الكوتا لم تخصص لشخص او جهة او حزب معين ومحدد لاستغلالها بابشع الصور لتحقيق منافع ومصالح شخصية بعيدة عن الهم القومي بل خصصت لشعبنا لمشاركته ( الفعلية ) في تشريع القوانين والحكم......
ثقتكم هي محل فخر واعتزاز
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان عوديش

127
يظن ويعتقد الكثير من الناس ان الديمقراطية تكمن في اجراء الانتخابات لاختيار البرلمان او رئيس البلاد، حتى لو كانت هذه الانتخابات تكريسا للدكتاتورية واستبدال مجرم بمجموعة من المجرمين او لص بعصابة من اللصوص، وكأن العملية الديمقراطية باجمعها تختصر بانتخابات مزورة لتبديل الوجوه دون احداث اي تغيير في نظام الحكم.
في البلدان المتمدنة والمتحضرة يكون تصويت الناخب على البرنامج الانتخابي اكثر من تصويته على الانتماء الحزبي والديني والطائفي لتحقيق المصلحة العامة وليس لفرض مصلحة شخصية او فئوية، اما عندنا في العراق الجديد فان الناخب يعتمد في تصويته على الانتماء الديني والطائفي والقومي والموروث الفكري بغض النظر عن البرنامج الانتخابي والمصلحة العامة، وهذا هو السبب الاول والرئيسي في الدمار الذي يلحق بالبلد.
بالرغم من الاوضاع المزرية السائدة في البلد بعد 2003 فان الناخب العراقي لا زال محكوما ومسيرا بالمشاعر والعواطف الانتمائية متغاضيا عن المصلحة العامة، وبذلك اعطى فرصة ذهبية للانتهازيين والفاسدين لنهب الوطن والتلاعب بمصير الشعب عبر اثارة تلك العواطف والمشاعر، دون ابداء اي جهد او محاولة لتحسين هذا الواقع المر والمأساوي من خلال توسيع نطاق فكره المغلق والمحصور بمفاهيم خاطئة عن الحكم والسلطة واعطاء نفسه المكانة المناسبة للمشاركة في الحكم عبر الفهم الصحيح لمعنى الديمقراطية.
الكارثة التي تلف الوطن وتخنقه لا تكمن في صيغة الحكم والاشخاص الذين يحكمونه فقط، بل تكمن ايضا في الوعي الشعبي الذي يلعب دورا اساسيا في تثبيت اشخاص اخفقوا في ادارة البلد على الحكم، وبذلك فان الشعب يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية ما وصل اليه البلد من انحدار على كافة المستويات.
بيع الناخب العراقي صوته بمبلغ مالي يغطي مصروفه لايام معدودة هي كارثة اخرى ومن نوع جديد تحل بالعراق وتبشرنا بان الفاسدين الذين حكموا البلد منذ 2003 سيحكمون لفترة اخرى غير محدودة، وذلك اما بانتخابهم من قبل طائفتهم مرة اخرى او بواسطة شراء اصوات الناخبين باموال نهبت من خزينة الدولة واستقطعت من قوت اليتامي.
التذمر الشعبي من الاوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية المتدهورة لم يعد مقبولا اكثر، لان الشعب يتحمل القسط الاعظم من مسؤولية حالة البلد المزرية، فاذا كان الشعب قد انخدع بهم وانتخبهم في المرة الاولى لماذا كررها ثانية واعاد انتخابهم ثالثا؟ ووافق على بيع اصواته في المرة الرابعة بثمن بخس لا يقدر؟
على الناخب ان يفهم ويدرك ان الانتخابات ما هي الا وسيلة لمشاركته في الحكم عن طريق اختيار ممثليه، وليس لاختيار شخص او مجموعة من الاشخاص لنهب وتدمير البلاد وتشريد العباد، وليس لتسييد طائفة على اخرى وليس للتعامل بمبدأ الاغلبية والاقلية لاقصاء وتهميش من هم اقل عددا....


صرخة:- صوتكم وسيلة للتغيير نحو الاحسن فلا تسيئوا التصرف به.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

128
لا زال البعض من البشر وخصوصا المتعصبين الذين يرفضون رؤية ما هو ابعد من انوفهم وختموا عقولهم بالشمع الاحمر مكتفين ببضعة افكار وكلمات مكررة ينثرها اسيادهم ( المرياع ) هنا وهناك غير مبالين للحقائق والادلة والاثباتات التي تدحض افكارهم ونظرياتهم واكاذيبهم واتهاماتهم الباطلة التي يكون الهدف الوحيد منها تعظيم الذات وتمجيد الاخفاقات وبالمقابل تسقيط وتخوين الاخر دون وجه حق، وهذا ما نتلمسه في بعض المرشحين والقوائم الذين يعتمدون على مبدأ اسقاط المقابل لنيل الاصوات دون ان يكون لهم اي برنامج انتخابي واضح قابل للتطبيق فعليا او ماض نضالي وخدمي يمكن الاعتماد عليه او حتى رؤية مستقبلية لقضيتنا ووجودنا في الوطن، لان جل اهتمام هؤلاء منصب على كيفية الحصول على المقعد البرلماني وامتيازاته!.
كوني احد مرشحي قائمة المجلس الكلداني السرياني الاشوري ام ارد ولم اشأ ان اتناول موضوع الانتخابات هذه السنة خوفا من اتهامي بمحاولة تسقيط الاخر وابراز نفسي كملاك!!! او اتهامي بمحاولة كسب التعاطف الشعبي وحثه على التصويت لي، لكن هذا لا يمنعني من ابداء رأيي حول بعض التصرفات والاعمال والتصريحات اللاشريفة واللاخلاقية التي ترافق الحملة الدعائية بالضد من بعض المرشحين مثل تمزيق الصور ومحاولة النيل من شخوصهم وتسقيطهم او تشويه ماضيهم الشريف وكأنهم بهذه التصرفات المشينة سينالون من المرشح وينهونه غير مدركين ان مثل هذه التصرفات والاعمال هي اكبر شهادة واعتراف من قبلهم على عظمة وكبر هذا المرشح وقائمته.
الدعاية الاعلامية مكفولة قانونيا لجميع المرشحين دون استثناء لكن بشروط وضوابط يجب مراعاتها والتقيد بها، لذلك على المخالفين الانتباه جيدا لعواقب اعمالهم وتصريحاتهم التي تمس الغير او تشكك في مصداقيتهم وسمعتهم او تشوهها.
ثقافة تمزيق الصور وتشويهها او توزيع التهم على المرشحين ما هي الا اساليب اكل عليها الدهر وشرب، وهذا يذكرني بايام الثمانينات من القرن الماضي ايام النظام ( البعثي ) السابق، حيث كان يعتبر الصاق المنشورات الحزبية المعارضة او تشويه صورة صدام حسين من الاعمال البطولية وتشعر القائم بها بالفخر والاعتزاز نظرا لالية الحكم السائدة انذاك، اما في يومنا هذا فتعتبر احقر واوسخ الطرق والاساليب للنيل من الاخر وتنم عن النفس المريضة والوضيعة للقائم بها اذا كان شخصا، اما اذا كانت جهة سياسية فهذا يدل على افلاسها السياسي والاخلاقي.
اسلوب تمزيق الصور الذي تعتمده بعض الجهات او الشخصيات للنيل من عزيمة بعض المرشحين، وبالمقابل لرفع معنويات مرشحيهم وايهام نفوسهم المريضة بان ذلك سيرفع من رصيد اصواتهم، يعتبر ارخص وابذأ الاساليب والطرق لرفع المعنويات المنهارة وكسب الاصوات، وبدلا عن ذلك عليهم ان يكفروا عن ذنوبهم علنا ويعتذروا للشعب عن كل ما لحق به من مآسي ومظالم جراء سياستهم العوجاء وتكريسهم لقضيتنا وحقوقنا ووجودنا ومستقبلنا لتحقيق مصالح ومنافع شخصية بعيدة عن الهم القومي عسى ان ينفعهم ذلك في كسب الاصوات للفوز بمقعدهم البرلماني.

همسة:- مزقوا الصور كما تريدون وكيفما تشاؤون لكن ماذا ستفعلون بـ ( المرشح ) بدمه ولحمه؟.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

129
السيد ابو نيسان المحترم
اجمل واطيب تحية
استاذي العزيز لو كان كل فرد من افراد شعبنا صريحا مع نفسه قبل ان يكون كذلك مع غيره فاننا نعرف حق المعرفة من هو الخادم لشعبنا ومن هو الجاني بحقه، بعيدا عن كل المجاملات والتقديسات والانبطاحات والمدح الزائف فنحن نعرف ماذا جنى شعبنا من امثال هؤلاء من ايام مجلس الحكم لحد يومنا هذا! سواء ذكرنا الاسامي ام لم نذكر فان شعبنا يعرف جيدا هؤلاء مصاصي الدماء وكيف قايضوا قضيتنا ووجودنا ومستقبلنا بمنصب كارتوني وحفنة من الدولارات! .....
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

130
كانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد حددت يوم 10/04/2018 لبدء المرشحين لمجلس النواب بحملاتهم الانتخابية، الا ان البعض من المرشحين لم يصدقوا انفسهم وقاموا باعلان ترشحيهم فور انتهاء المدة المحددة من قبل المفوضية لتسليم قوائم المرشحين شأنهم في ذلك شأن العديد من الاحزاب العراقية الاخرى، وبهذا خالفوا نظام الحملات الانتخابية  القررة من قبل المفوضية وتركوا دون محاسبة.
الحملات الانتخابية مكفولة لجميع المرشحين لكن حسب نظام وقانون المفوضية، لكن الكثيرين بدأوا بها باكرا غير مبالين ومهتمين بالنظم والقوانين، وكأنهم سيستطيعون تغيير صورتهم وسمعتهم امام الناخب ببضعة ايام او اسابيع ناسين او متناسين ان الاسود لن يصبح ابيضا مهما طال الزمن وان اسلوب الكذب والخداع والتضليل لن يستمر الى ما لا نهاية.
ما يهمنا نحن المسيحيين ( الكلدان السريان الاشوريين ) هو الكوتا المخصصة لنا وكيفية استغلالها لتثبيت حقوقنا وازالة المظالم التي تلاحقنا جيل بعد جيل وادت مع اقتراب النهاية الى جعلنا اقلية على حافة الانقراض في وطن كنا اصحابه واسياده، الكوتا لم تخصص لشخص واحد اي كان لاحتكارها وتحقيق منافع ومصالح شخصية بالضد من مصالح وارادة شعبنا المضطهد والمظلوم بل خصصت لنا كشعب للمشاركة في التشريع والحكم واشعارنا بالوجود في محاولة اعلامية خداعة ومراوغة جميلة باننا كمسيحيين ( كلدان سريان اشوريين ) غير مهمشين ومقصيين من العملية السياسية في العراق الديمقراطي الجديد!، لكن الواقع اثبت ان الكوتا كانت لتمثيل بضعة اشخاص لانفسهم على حساب مآسي شعبنا.
بعيدا عن كل انواع المزايدات والتعظيمات والتقديسات والبطولات الاعلامية فان الكوتا المخصصة لنا لم تزد عن كونها اداة ووسيلة لتسلق المناصب والالتصاق بها للتمتع بامتيازاتها وبناء الامبراطوريات المالية بعيدا عن الهم القومي والمستقبل المظلم الذي ينتظر شعبنا في الظروف الامنية والسياسية السائدة في البلد، والدلائل على ذلك كثيرة فمنذ 2003 لحد يومنا ورغم كل المآسي وعمليات التهجير التي تعرضنا لها والمذابح التي ارتكبت بحقنا لم يستطيعوا او بالاحرى لم يحاولوا ممثلينا في الحكومة والبرلمان من الخروج ببيان موحد مشترك، ولو لمرة واحدة، يدين عمليات القتل والتدمير والتهجير التي تلاحق شعبنا!، واذا كان بيان موحد كثيرا عليهم فكيف لهم ان يتجرأوا لفعل الاكثر، وعلى العكس من كل طموحاتنا واهدافنا القومية كانت المناصب الحكومية والكوتا البرلمانية مكرسة لتحقيق منافع شخصية وحزبية وعشائرية على حساب معاناتنا القومية والدينية المتفاقمة، وخير دليل ومثال على ما نقول مواقف وتصريحات بعض ممثلينا في البرلمان العراقي عند سيطرة تنظيم داعش الارهابي على محافظة نينوى ومن ثم سيطرته على سهل نينوى ذو الاغلبية المسيحية حيث رآها هؤلاء الممثلين!!! الاعزاء والكرام فرصة ذهبية لتحقيق طموحاتهم الشخصية على حساب معاناة عشرات الالاف من العوائل المهجرة التي اصبحت بلا مأوى ومسكن ومأكل في ليلة وضحاها، حيث وبدلا من التفكير بهؤلاء واستغلال منصبهم البرلماني لاظهار معاناة هؤلاء ومحاولة تدويل قضيتهم ومساعدتهم للخروج من هذه المحنة التي وضعت مستقبل ووجود مسيحيي العراق على المحك، كانت مطاليب رئيس كتلة مسيحية في الكوتا تتلخص في ( المطالبة بمنحنا نائب رئيس الجمهورية كاستحقاق للمكون المسيحي الذي يتعرض اليوم الى ابشع انواع التهجير والابادة على يد عصابات داعش الارهابية ) وكأن هذا المنصب او ذاك سينهي كل معاناتنا ومشاكلنا ويضمن مستقبلنا ومستقبل الاجيال القادمة! ( يا للوقاحة ).
الحقائق كثيرة ولو ذكرناه كلها سنحتاج الى مجلدات، لكن الاهم هو كيف لهؤلاء الذين يتاجرون بدمنا ومعاناتنا اعتبار نفسهم ممثلين اوحدين عن المكون المسيحي!! ( العار والخجل اختفيا بل وهربا من وجه الارض عندما قابلوا هذا البرلماني الموقر )، وكيف للذيول من المطبلين والمزمرين واشباه الكتاب وادعياء الوحدة تمجيد هكذا قادة وتعظيم اخفاقاتهم والتستر على جرائمهم ومقاياضاتهم دون الشعور بالعار.
علينا كشعب ان نتعلم ان الكوتا ليست مخصصة لشخص ما او لجهة معينة لفرض الذات وتحقيق المصالح الشخصية بل هي مخصصة للشعب لغرض اشراكه في الحكم والتشريع، واذا كنا كشعب نريد تثبيت حقوقنا وضمان مستقبلنا علينا استغلال الكوتا لهذا الغرض وهذا يتم باختيار الانسب والافضل والاجرأ للقيام بهذه المهمة  ( الصعبة والعسيرة بسبب الانانية والانتهازية في التعامل مع قضيتنا كشعب ) وليس التصويت على الانتماء الطائفي والحزبي الذي افقدنا حقوقنا وسينهي وجودنا يوما ما.
وفي الختام اطلب من ممثلينا ومسؤولينا وقادتنا الكرام الذين احتكروا المناصب التشريعية والحكومية والحزبية منذ عشرات السنين ان يحفظوا كرامتهم قليلا ويشعروا بالخجل قليلا من زياراتهم وندواتهم وشعاراتهم الحماسية المثيرة للعواطف التي تزداد مع اقتراب موعد الانتخابات لانهم لا يتذكرون الشعب ولا يحسبون له من وجود في الاوقات الاخرى.
صرخة:- دمائنا ليست للمتاجرة وقضيتنا لا تختزل بمنصب......

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

131
المدعو Adnan Adam 1966
لا استطيع ان انزل الى مستواك واناقشك على ما تكتبه ، وذلك لان كل مداخلاتك ليس لها علاقة بموضوع مقالنا اضافة ان مستواك الثقافي والا..... متدني جدا، ارمي مانع تفكيرك اولا ثم ابدء بالنقاش.

132
الاستاذ العزيز يوخنا البرواري المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم، بعد الذي جرى ويجرى للمسيحيين في العراق وما لمسناه من مواقف مشينة ومخجلة من قبل من يدعي تمثيلنا اصبح واضحا من هو المتاجر بمعاناتنا ومن يستخدم اسلوب الخداع والتضليل للبقاء في المنصب المخصص لشعبنا واستغلاله لتحقيق منافع شخصية

اما بخصوص اسفك على المداخلات التي اجبرت عليها من قبل المدعو عدنان فلا داعي لها فلك الحق في الرد وانت حر في ابداء رأيك في كل مكان وكل زمان
تحياتي
كوهر يوحنان عوديش

133
الاخ والصديق العزيز الكاتب المبدع الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
اكبر الكوارث التي تلحق بامة ما وكل العقبات التي تكون بالضد من نيل اية امة لحقوقها هي اختزال واختصار الامة ومصيرها ومستقبلها بشخص او بشخصيات معدودة انتهازية تكرس الشعب ومعاناته ومآسيه لتسلق المناصب والتمتع بالمنافع .... وهذا ما تلمسناه في الذين يوزعون اتهاماتهم على الجميع يجعلون من نفسهم مثاليين وانبياء
وكاتب المقال ( السيد يعقوب كوركيس ) سار على نفس المنوال ولم يستطع الخروج من المسار المرسوم له من قبل سيده.....

سكرا لمرورك
مودتي
كوهر يوحنان عوديش

134
نشر السيد يعقوب كوركيس في موقع عنكاوا كوم مقالا تحت عنوان ( رؤية سياسية للواقع الانتخابي القومي )، منوها للقراء ان مقاله هذا ليس بالضرورة ان يعبر عن الرأي الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية – زوعا التي يمثل فيها منصب نائب السكرتير العام، بل هو رأي شخصي يتمثل في قراءته الذاتية للواقع الانتخابي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري! ( وفي الختام نسي استقلاليته وذكر منصبه الحزبي!).
من يقرء المقال بقليل من التأني وقليل من التركيز يتوصل الى نتيجة حتمية واحدة وهي ان عنوان المقال لا ينسجم، لا بل ليس له اية علاقة، مع محتواه ومضمونه الذي كرس للتهجم على الاخر وتخوينه وتسقيطه، ولم يكن هناك لا رؤية ولا سياسية للواقع الانتخابي القومي كما ادعى الكاتب بل اتهامات باطلة الصقت بكل الاطراف عدا زوعا واعضائها، لان عنوان المقال يوحي للقارء بان الكاتب سيتناول مسألة الانتخابات والتحالفات والتصويت وتوقعات الفوز والخسارة...الخ بحيادية وليس تأليه طرف واحد ( زوعا ) وتفحيم كل الاطراف الاخرى دون استثناء.
من يدعي الامال في توحيد الصفوف وتشكيل كتل وتحالفات وائتلافات انتخابية تخدم قضيتنا القومية عليه ان يحاول ويعمل على تحقيق هذه الامال والتطلعات بعيدا المصالح والمنافع الشخصية والحزبية الضيقة ولا يقوم بتفصيل وخياطة اثواب التبعية والعمالة والخيانة لكل الاطراف الاخرى، لان التمنيات لا تتحقق بالادعاء بل بالعمل الجدي للوصول الى الهدف المنشود بغض النظر عن تحقيق منافع شخصية على حساب معاناة ومآسي شعبنا، فكيف عمل من يدعي النضال والتضحية من اجل قضيتنا القومية وما هي انجازاته؟، اما امنيات الوحدة لم تكن سوى وسيلة للضحك على ذقون ابناء شعبنا وتلاعبا بمشاعره وعواطفه الدينية والقومية لكسب التأييد والاصوات للاحتفاظ بكرسي المنافع.
التهجم ظلما على الكيانات المشاركة في الانتخابات المقبلة يعتبر دعاية انتخابية مبكرة ووسيلة لااخلاقية ولاشريفة لكسب الاصوات على حساب سمعة الاطراف الاخرى، وعلى هذا الاساس يحاول البعض ممن تكدست اخفاقاته كسب التأييد والصوت القومي او بالاحرى الطائفي، فلم يبقى للاحتفاظ بالكرسي من سبيل الا عبر توزيع التهم والفاقها بالاطراف القومية الاخرى، وتخطى الامر الى اعتبار كل من استلم منصبا وليس زوعاويا فانه لا يمثل المكون المسيحي!!! وكأن قيادة زوعا هي الممثل الوحيد لهذا المكون!، وهذا ما لاحظناه في السنوات الاخيرة، وخصوصا عند اختيار الوزراء من قبل السيد حيدر العبادي لتشكيل حكومته، حيث لم تتمكن زوعا من الاحتفاظ بالكرسي الوزراي وكان رد فعل قيادة زوعا! واضحا ولا يحتاج الى توضيح اكثر. 
الاستقلالية السياسية والتعامل بشفافية مع قضايا شعبنا المصيرية لن تكون بترديد شعارات وكلمات موزونة ومنمقة جاهزة لكل مناسبة، وحتى من غير مناسبة، لتعظيم الذات وتمجيد الاخفاقات، بل تثبت لصاحبها عبر التعامل مع الواقع المزري من خلال نتيجة ملموسة، وهذا ما فقدناه كشعب منذ تسعينات القرن الماضي، من خلال تكريس واستغلال الاطراف المدعية بالاستقلالية لكل المناصب المخصصة لشعبنا في برلمان وحكومة اقليم كوردستان اولا ومن ثم البرلمان والحكومة الاتحادية لتعظيم بعض الشخصيات الانتهازية وتحقيق مصالحهم الشخصية بعيدا عن الهم القومي والمآسي المتفاقمة وغض النظر عن كل التهديدات والمخاطر التي شتت شعبنا وحرمته من العيش بسلام في وطنهم الاصلي.
التمسك بالمنصب واحتكاره وشخصنة القضية يعتبران من اهم واكبر الاسباب التي تعيق الائتلافات والتحالفات الانتخابية وهذا ما نتلمسه في الذين يبكون على قضيتنا بدموع تمساحية، ولتبرير موقفهم هذا لا يبخلون بجهد لالقاء مسؤولية ما يحصل من اخفاقات وتناطحات وانتكاسات على الغير، وهذا ما ينطبق وبكل اسف على قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية المستقلة!!! التي كرست قضيتنا لتحقيق منافع شخصية عبر التمسك بالقيادة في الحركة واحتكار المناصب المخصصة لشعبنا في الحكومة والبرلمان، وهذا قبل ان يؤدي الى ابتعاد الاطراف القومية الاخرى عن الحركة ادى الى انشقاق داخل قيادة الحركة حيث تمخض عن ولادة كيان ابناء النهرين.

همسة:- وضع المسيحيين المأساوي في العراق، اي كانت الاسباب، لم يعد يحتمل المزيد من الاستغلال والاتجار ولو كنتم يا ادعياء التضحية والنضال تحسون بالمسؤولية وتشعرون بكل هذه المعاناة عليكم الكف عن تخوين اخوة ورفاق الدرب والاطراف السياسية الاخرى، بل مدوا الايادي وتصافحوا بنية صافية عسى ان تتمكنوا من اخراج شعبنا من المعاناة التي يتمرغ فيها.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

135
الاستاذ العزيز افسر بابكة حنا المحترم
اجمل تحية
قصيدة رائعة بكل معنى الكلمة، فبهذه اللوحة الفنية استطعت اختصار تاريخنا وكل ما تعرضنا ونتعرض له من مظالم ومعاناة ومآسي وعرضها للعالم اجمع الذي تركنا وحيدين نصارع البقاء.....

دمت
كوهر يوحنان

136
الاستاذ العزيز افسر بابكة حنا
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم ومداخلتك واضافتك الرائعة التي لا يختلف عليها اثنان، اتفق معك كليا في ما اضفت..... كل المشاكل والاختلافات في العراق سببها الفساد وفرض المصالح الشخصية على المصالح العامة ومع غياب القانون فان كل واحد سيحكم على هواه...... كل قصدي يا اخي، سواء في هذه المقالة او غيرها، هو عدم معاقبة الشعب على خلافات سياسية حزبية او شخصية، فما ذنب الشعب الكوردستاني فيما يحدث؟ وشخصيا ادعو للحوار دائما لحل المشاكل والاختلافات لان الحرب لم ولن تكون يوما السبيل الافضل لحل الخلافات، وفي الحوار يجب ان يكون هناك مرونة وتنازلات من كلا الطرفين دون شروط مسبقة والا فرغ هذا الحوار من معناه واصبح فرضا للواقع.
سلامي
كوهر يوحنان

137
من اكبر المشاكل واكثرها تعقيدا التي تواجه البلدان وتكون عائقا امام تطورها وتقدمها وازدهارها هي المشاكل الداخلية والحروب الاهلية التي تدمر الوطن وتبدد ثرواته وتهدر ارواح المواطنين الابرياء هدرا، ويعتبر العراق واحدا من البلدان اللامستقرة التي كانت المشاكل والمشاحنات والحروب الداخلية اهم اسباب عدم استقراره وضياع ثرواته هباءا، وذلك بسبب شعور ابناء قوميات معينة بالغبن والظلم من السياسة المتبعة ضدهم من قبل الانظمة والشخصيات المتعاقبة على الحكم في العراق.
بعد 2003 كان هناك فرصة ذهبية لتأسيس عراق ديمقراطي حضاري يحفظ حقوق مواطنيه ويصون كرامتهم ويعوضهم عن كل المظالم والويلات والاهانات التي ظلت تلاحقهم لعقود من الزمن بسبب السياسة العوجاء التي مارستها الانظمة المتعاقبة على الحكم منذ تأسيس الدولة العراقية، خصوصا وان القسم الاعظم من مسؤوليه وقادته الجدد قضوا عشرات السنين من عمرهم ملاحقين خارج البلد بسبب ارائهم السياسية المختلفة عن النظام الحاكم، لكن الذي حدث/ويحدث هو عدم الاستفادة من اخطاء الماضي وتكررت المآسي بصورة ابشع وان كانت من نوع مختلف، حتى ان الكثير من معارضي النظام السابق اصبحوا اليوم بعد تسلمهم للسلطة ومقاليد الحكم ينتهجون نفس الاسلوب، ان لم يكن اسوأ، لادارة البلد.
مضى على استفتاء اقليم كوردستان العراق في 25 ايلول الماضي اكثر من خمسة اشهر وليس هناك اي مؤشر لتطبيع الاوضاع وتحسينها بين اربيل وبغداد، سوى تصريحات اعلامية تبشرنا بتقدم المباحثات بين الجانبين دون تلمس اي تغيير او تحسن في الواقع المزري الذي يعيشه الشعب الكوردستاني جراء انقطاع رواتبه منذ سنين، بسبب الامتناع عن صرف الميزانية المخصصة لاقليم كوردستان اثر خلافات سياسية لم تحسم لحد اليوم، وما زاد الخلاف حدة هو تمرير ميزانية العراق لعام 2018 بالاغلبية دون الاخذ بنظر الاعتبار مقاطعة الكتل الكوردستانة ورفضها للميزانية بشكلها الحالي اثر خفض الحكومة العراقية لمخصصات الاقليم الى 12.6% بعد ان كانت نحو 17% في السنوات السابقة.
ما يثير الاستغراب لدى المواطن العراقي عموما والمواطن الكوردستاني خصوصا هو بقاء الخلافات على حالها، او بالاحرى اشتدادها، في وقت يدعي فيه كلا الطرفان باللجوء والاحتكام الى الدستور لحل كل الخلافات والمشاكل العالقة بين الطرفين، رغم اعلان حكومة اقليم كوردستان وتأكيدها على احترام تفسير المحكمة الاتحادية العليا للمادة الاولى من الدستور الذي لا يجيز الانفصال ولا يسمح به، وكذلك تقديمها لكافة التسهيلات والمساعدات اللازمة للجان الفنية والمالية المشكلة من قبل بغداد للقيام بمهامها في الاقليم، وهذا يدل على ان الدستور الذي يريدون تطبيقه ليس سوى وسيلة لتنفيذ غايات مدفونة وتمرير مصالح شخصية بعيدة عن هموم ومصالح الشعب.
ان اسلوب بغداد في التعامل مع اربيل، من حيث غلق المطارات وقطع الرواتب والاحتكام الى القوة والتعامل بمبدأ الاغلبية والاقلية او الغالب والمغلوب، لحل المشاكل ليس بافضل اسلوب للتعامل مع الاخر ومواجهته، خصوصا واذا كان المقابل قد ابدى المرونة اللازمة لحل المشاكل، بل بالعكس من ذلك يؤدي الى نتائج سلبية وكارثية على المدى البعيد.
الوعود المعلنة والتصريحات الاعلامية التي تطرب الاذان وتبقي البطون خاوية اصبحت مادة نافذة الصلاحية وغير صالحة للاستهلاك والتصديق!، فاذا كانت بغداد صادقة في ما تعبر عنه من حيث كون مواطني الاقليم مواطنين من الدرجة الاولى شأنهم شأن مواطني المحافظات العراقية الاخرى، عليها فتح مطارات الاقليم امام المواطنين واطلاق رواتب موظفي الاقليم، ومن ثم البدء بحوار جدي لوضع حلول دستورية وقانونية دائمية وليس ترقيعية لجميع المشاكل والخلافات بين الطرفين والشروع من جديد لبناء وطن يسوده الدستور ويحكمه القانون ويحفظ حقوق المواطن بغض النظر عن كل الانتماءات، واذا كان ذلك صعبا على الطرفين لانعدام الثقة بينهما حاليا فيمكن الاستعانة بالامم المتحدة وغيرها من الدول الصديقة التي عبرت مرارا وتكرارا عن استعدادها للوساطة بين الطرفين ومد جسور التفاهم بينهما تمهيدا لاتفاق نهائي ودائمي ينهي كل الخلافات ابديا.
استمرار الحال على ما هو عليه لن يفيد اي طرف بل يزيد الكره والحقد والعداوة بين ابناء الشعب العراقي، واذا كان قادة العراق الجدد يحسون بالمسؤولية فعليهم ادراك وفهم الوضع الراهن ومحاولة احتوائه وايجاد الحلول اللازمة باسرع وقت ممكن وليس تعميق المشاكل وزيادة الشروخ بين الشعب لالهائه واستغبائه لتحقيق مصالح شخصية على حساب دماء ابنائه.

صرخة:- لا تعظموا نفوسكم من تجويع الشعب وتدمير مستقبله.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

138
المنبر الحر / رد: عظمة الاستقالة
« في: 09:36 05/03/2018  »
الاستاذ العزيز وردا البيلاتي المحترم
اجمل تحية
شكرا على مرورك ومداخلتك التي تكون تكملة للموضوع الذي نحن بصدده، فلا زال الشرقي مغلق التفكير بسبب تسلط المباديء والافكار الدينية على عقله، ولتطويره يجب فتح هذا الصندوق المغلق وتعليمه التفكير بعيدا عن التعنت الديني.....

تحياتي
كوهر يوحنان

139
الاخ العزيز د. بولص ديمكار المحترم
تحية طيبة
مقالة جميلة فيها الكثير من الحقيقية والحقائق، والاجمل ما فيها من امنيات... عسى ان يكون نوابنا في الدورة القادمة اهلا للثقة التي تعطى لهم ولا يفرضوا مصلحتهم الشخصية على مصلحة الشعب والوطن

مودتي
كوهر يوحنان

140
المنبر الحر / عظمة الاستقالة
« في: 09:11 04/03/2018  »
لوسائل الاعلام فضل كبير علينا واكبر فضل هو تنوير عقولنا وفتح عيوننا على الحقائق، فصرنا نعرف ما يحدث في العالم من جرائم وفضائح واعمال خيرية وانسانية ومهرجانات ثقافية وثورات علمية ونحن جالسين خلف مكاتبنا او في بيوتنا، ولكن رغم ذلك فان الكثير من الناس يبقون اسرى عواطفهم ومشاعرهم القومية والدينية والطائفية فيبقون صامتين وساكتين على كل ما يتعرضون له من ظلم ونهب وكذب وخداع من قبل رؤوسائهم وقادتهم لانهم فقط ينتمون لنفس المذهب!.
ما يثير دهشتنا واستغرابنا نحن الشرقيين هو الاستقالات التي يقدم عليها اصحاب المناصب العليا في الدول الغربية والديمقراطية بسبب اكاذيب او فضائح اي كان نوعها وحتى التي ليس لها اية علاقة بعمل ووظيفة المستقيل لكن حفاظا على كرامته وسمعته يستقيل من منصبه ليعيش بهدوء بعيدا عن حديث الالسن، وذلك بالعكس مما نتلمسه في قادتنا، فاقدي السمعة والكرامة، الذين يلتصقون بالكرسي مدى الحياة! رغم كل الاختلاسات والسرقات والصفقات المشبوهة بالضد من ارادة الشعب ومصلحة الوطن.
فقبل مدة تناقلت وسائل الاعلام خبر اعلان وزير خارجية هولندا استقالته بعد اقراره بالكذب بشأن حضوره اجتماعا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل 12 سنة! حيث قال " لا ارى اي خيار اخر اليوم غير تقديم استقالتي الى جلالة الملك"، لانه شعر ( اي الوزير المستقيل ) بان مصداقية وزير خارجية البلاد يجب ان تكون بعيدة عن الشكوك داخل وخارج البلاد، وهذا التصرف يكشف لنا عن التربية والثقافة الوطنية الراقية التي يتحلى بها مسؤولي الغرب، وفي نفس الوقت يشكف التربية والثقافة! والتفكير الدنيء الذي يتعامل به مسؤولينا الكرام مع الشعب ومصلحة وكرامة الوطن.
ما يربط العراقيين بهذه الحادثة هو الحسرة والتمني، الحسرة على السلاطين الذين ابتلينا بهم ويحكموننا حسب مشيئتم رغم كل الصفات الدنيئة والعلات المتجذرة فيهم، والتمنى على فقداننا لمسؤولين شجعان يقدمون على الاستقالة عندما تثير حولهم، او بالاحرى تثبت ضدهم، قضية فساد او رشوة او سرقة او اختلاس يكون ثمنها مئات المليارات من اموال الدولة او الالاف الارواح البريئة من ابناء العراق.
في العراق الجديد نهبت اموال تقدر باكثر من اربعمائة مليار دولار! من قبل مسؤولين حكوميين كبار دون محاكمة او محاسبة او حتى متابعة من قبل الاجهزة المختصة وذلك خوفا من سلطة الناهبين، وفي العراق الجديد ايضا اصبحت الرشوة علنية في دوائر الدولة لتمشية معاملات المواطن البسيط، وفي العراق الجديد تهدر المليارات من الدولارات سنويا بينما الشعب يعيش تحت خط الفقر ....الخ، في العراق الديمقراطي الجديد لم يبق شيئا من العراق سوى اسمه.
ربما يعجز المسؤولين الحكوميين من تطبيق القانون بحق المرتشين  والمختلسين وناهبي اموال الوطن والمتلاعبين بقوت وارواح الشعب، وذلك لاحتماء هؤلاء بميليشيا مسلحة او كونهم تابعين لاشخاص اخرين متنفذين في قمة السلطة وما دام الفساد مستحكما في قمة الهرم السلطوي فلا يمكن محاربته ابدا، وكل ما يعلن عنه هنا هناك لا يخرج من دائرة خداع الشعب والضحك على ذقون ابنائه عبر محاكمة او ملاحقة موظفين صغار ليسوا سوى ضحية تقدم لادامة مذبح السلاطين، لكن رغم العجز الحكومي في محاربة الفساد فلا بد ان يكون لهؤلاء ضمير واحساس ومشاعر وكرامة وعزة نفس ليقوموا بمحاسبة نفسهم ومعاقبتها ومراجعة اعمالهم الفاسدة التي بلغت رائحتها العفنة اعالي السماء، عسى ان يتشجعوا يوما ويقدموا على تقديم استقالتهم والاعتذار للشعب على كل ما بدر منهم من مساويء تجاه الشعب والوطن، وهم الذين حكموا البلاد باسم الدين والتقوى.
مؤشرات الفساد العالمي لا زالت تصنف العراق من ضمن الدول الاكثر فسادا في العالم وهذا يعني ان العراق لم يخطو خطوة واحدة لمحاربة الفساد ولم يقم باي جهد لتصحيح المسار ووضع القطار على السكة السليمة، وليس بعيدا ان يبقى العراق محكوما على هذا المنوال اذا استمر الشعب بتغليب الطائفة والقومية على القانون والمواطنة.
ما يحدث في العراق من فساد واتجار بارواح المواطنين واثارة الاحقاد بين الاديان والطوائف والقوميات يطيل امد الحرب الخفية الغير المعلنة الى عشرات من السنين الاخرى وتدمر ما بقى من العراق، لذا على من كانوا سببا في دماره ان يتشجعوا ويقدموا اعتذارهم للشعب العراقي على كل ما جروه على هذا البلد من مآسي وويلات ويعلنوا استقالتهم لانهم لم يكونوا اهلا لهذه المناصب التي تسنموها بالكذب والمكر والخداع.
العظمة لا تأتي بالتسلط واحتكار المنصب ولا بنهب مئات المليارات من اموال الشعب ولا باثارة الفتن بين الطوائف، بل تأتي بالتواضع وخدمة الشعب وزرع المحبة والسلام بين الناس، فطوبى لمن تسلم كرسي الحكم مرفوع الرأس وتركه كذلك.
همسة:- العظماء وحدهم يعترفون بأخطائهم ليعيشوا بكرامة.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

141
الاخ العزيز افسر بابكة حنا
اجمل تحية
بداية شكرا على مرورك الكريم ومداخلتك التي تغني مقالتنا بما فاتنا، اخي العزيز الفساد مستشري في الهرم ويجب محاربته من الهرم وهذا يمكن فقط بتغيير هذه الوجوه المسخة التي كملت تدمير العراق من 2003 الى يومنا هذا عبر التصويت لقوائم وشخصيات معروفة بنزاهتها لكن هذا الشيء اجده صعبا للغاية في الحاضر لان الشعب العراق بعامته لم يتحرر من قيود القربى والطائفة والقومية.... عسى ان نجد ذاك الليوم الذي يتحرر فيه من هذه العقلية....

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

142
استضافت الكويت مؤتمر اعادة اعمار العراق الذي انعقد خلال الفترة 12-14 شباط الجاري بمشاركة كبيرة من الدول والمنظمات الاقليمية والدولية والصناديق التنموية والمؤسسات المالية والجهات المختصة من ممثلي القطاع الخاص، والغاية من انعقاده هو طموح الحكومة العراقية للحصول على مساعدات مالية باكثر من 80 مليار دولار على شكل مساعدات او قروض او استثمار للبدء باعمار ما دمرته الحروب منذ 2003 وخصوصا الحرب ضد داعش الذي كان يسيطر على ثلث مساحة العراق.
بعيدا عن لغة الارقام وكم جنى العراق من اموال في هذا المؤتمر ومن هي الدول المانحة والمشاركة في جمع الثلاثين مليار الموعودة، فان توقيت انعقاد المؤتمر والدعوة اليه جاءت مبكرة وفي غير محلها واخفاق العراق في جمع ما كان يطمح اليه من الاموال كان امرا مؤكدا ولا يقبل الشك لاسباب عديدة يمكن تلخيص اهمها، بالفساد المستشري في مفاصل الدولة بصورة كبيرة وواسعة متمثلا بالاشخاص والمسؤولين الذين يديرون البلد ( اي الحكومة )، وهذه الظاهرة تفقد المستثمرين الثقة في بلد  يحكمه الفساد وتمنع الدول من التبرع خوفا من نهب جزء من تلك الاموال او كلها من قبل المسؤولين الحكوميين، اما السبب الثاني فيكمن في فقدان الامن وضياع القانون في بلد تحكمه الميليشيات مما يؤدي الى خوف المستثمر على امواله من النهب والفقدان والضياع في بلد اللاقانون، بالاضافة الى ذلك فان الاسباب التي ادت الى تدمير العراق لا زالت قائمة ولم تنتهي، ولن تنهتي اذا استمر حكم العراق بهذه الطريقة.
صحيح ان العراق يمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة وبحاجة الى مساعدات مالية ومعنوية كبيرة للوقوف والنهوض ثانية، فمن جهة حرب داعش المدمرة والمكلفة ومن جهة اخرى اكثر من 6 ملايين نازح يعيشون في ظروف سيئة للغاية وشعب مفكك على نفسه ومسؤولين انتهازيين نهبوا مئات المليارات من اموال الدولة، لكن هذا لا يعني ابدا ان العراق انتهى وهو مضطر الى تذليل وتقييد نفسه لجمع بضعة مليارات من الدولارات.
العراق ليس ببلد فقير ولا بحاجة الى هبات ومساعدات وقروض وتبرعات من احد، ولا بحاجة الى التوسل للاستثمار فيه، فهذا البلد غني بموارده الطبيعية والبشرية وخيراته تكفي لاشباع شعبه وجعله يعيش برخاء وهناء مدى الدهر، لكن سوء ادارته والسياسة العوجاء المتبعة من قبل حاكميه منذ تأسيسه لحد اليوم، والفساد المريع الذي ينخر جسده بعد 2003 والطائفية التي طغت على كل شيء جميل في العراق الديمقراطي الجديد والوضع السياسي اللامستقر وموت الوطنية في نفوس حكامه الجدد وغياب القانون لمحاسبة ومعاقبة القتلة واللصوص والحرامية الذين ينفذون جرائمهم بكامل الحرية، جعلت منه ( من العراق ) اسوأ بلد للعيش فيه وجعلت من شعبه مشتتا في ارجاء المعمورة محتقرا مذلولا.
كان على قادة العراق وسياسييه الكرام التفكير مليا قبل الاقدام على الموافقة على عقد مؤتمر اعادة اعمار العراق الذي كانت نتائجه معلومة قبل انعقاده، فكيف لمن كان سببا في دمار العراق مساعدته في اعادة اعماره؟ ( حيث كان البعض من مشاركي المؤتمر سببا في تدمير العراق بصورة او باخرى، ولا زالوا مستمرين على النهج )، ثم لماذا الاعمار اصلا وصرف كل هذه المليارات اذا كانت اسباب التدمير لا زالت قائمة مثل القبل اذا لم تكن اكثر.
على الحكومة العراقية، اذا ما كانت جادة ومصرة على اعادة اعمار العراق، ان تبدأ بترتيب البيت العراقي وتنظيمه اولا من ناحية تسييد الدستور وتطبيق القانون ومحاسبة المجرم والمختلس والمرتشي بغض النظرعن انتمائه ومنصبه والكف عن التصفيات الجسدية وتقسيم الكعكة بين افراد وفئات معدودين واطلاق مشروع لمصالحة وطنية شاملة بعيدا عن الاحقاد القديمة، وعدم تحصيص المناصب السيادية والادارية والحكومية حسب الطائفة والقومية دون الاخذ بنظر الاعتبار الدرجة العلمية والمستوى الثقافي للفرد، وتوفير الامن والامان للمواطنين وعدم الاتجار بدمائهم وارواحهم وسحب السلاح من يد الميليشيات اي كان انتمائها ........الخ، عندئذ فقط لن يكون العراق بحاجة الى عقد المؤتمرات لطلب المساعدات بل سيكون هناك الالاف المستثمرين والشركات العملاقة تدق ابوابه يوميا وتطلب رضاه للاستثمار فيه وتنمية انتاجه الزراعي والصناعي والنفطي.

همسة:- اعيدوا للعراق هيبته المفقدوة واذا لم تستطيعوا الى ذلك سبيلا فلا تذلوه اكثر.

     
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

143
الاخ والصديق العزيز الكاتب المبدع خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
مشكور على جهودك وتناولك لمواضيع تمس حاضر ومستقبل شعبنا في الوطن، اخي العزيز حقوقنا القومية مهضومة ولم يبق منها شيء يذكر وما اوصلنا الى هذه الحالة هم قادتنا الذين اختزلوا قضيتنا ووجودنا بانفسهم فكان همهم الوحيد التنعم بالمناصب وامتيازتها التي خصصت لشعبنا فكانت بحق حرب مصالح وليس حرب دفاع عن حقوق... مثلينا اخفقوا واخفقوا ومن ثم اخفقوا، علينا كشعب او نوحد كلمتنا في البرلمان وامام الرأي العام الدولي لتكن مطاليبنا واحدة وتعبر عن مصلحة شعبنا المغبون والمظلوم...... لا اريد الاطالة اكثر لكن الى متى سنقتل ونهجر وقادتنا يقبضون ثمن سكوتهم ويتسلقون المناصب باسمنا ورغم المصائب والويلات يجملون البشاعات ويصفقون لذابحينا...
مودتي وسلامي
كوهر يوحنان

144
الاخ العزيز د. بولص ديمكار المحترم
اجمل تحية
يسعدني ويشرفني ان تتابع وتطالع ما اكتبه واطرحه من قضايا، ويسعدني اكثر اضافاتك ومداخلاتك... اخي العزيز اعتقد ان تأخر الكلدان في تنظيم بيتهم القومي كان بسبب كونهم اقل عنصرية من باقي مكونات الشعب العراقي لذلك اختلطوا في الفصائل الوطنية الاخرى وتأخروا في تنظيم صفوفهم..... بالنسبة للانتخابات والتصويت دعنا ننتظر القوائم ليتسنى لنا معرفة المرشحين وعندئذ يمكن التصويت واختيار المرشح الامثل، اتمنى ان يكون التصويت للافضل فربما سيكون هناك كلدان في قوائم اخرى غير القائمة الكلدانية، وليس شرطا ان يكون مرشحو القائمة الكلدانية هم الافضل والانسب للتصويت، فكما تفضلت نتمنى ان يكون ممثلينا في البرلمان القادم اهلا لتلك الثقة التي اعطيت لهم من قبل ناخبيهم وان يعلموا بجد واخلاص لتوحيد كلمتنا لرفع الغبن والظلم عن ابناء شعبنا .....
تقبل مودتي واحترامي وسلامي ....
كوهر يوحنان عوديش

145
الاخ والصديق العزيز الكاتب المبدع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
لا زال الخدم والمرتزقة اوفياء لاسيادهم حيث يختصرون القضية بشخصوهم، لكن ما يؤسف له هو كيف لشعبنا المتعلم والمثقف والمتحضر ان يصدقهم ويسمح لهم بالضحك عليه......
شكرا لمرورك الكريم واضافتك الاكثر من الرائعة استاذي العزيز

مودتي وتقديري
كوهر يوحنان

146
يقصد بالكوتا ( Quota ) تخصيص نسبة او حصة او عدد محدد من مقاعد الهيئات والمجالس المنتخبة مثل البرلمانات والمجالس البلدية لجنس او مكون او قومية معينة وذلك لضمان مشاركة تلك الجهة المعنية في التشريع وصناعة القرار، لان تلك الفئة او الطائفة او القومية او الجنس لن يتمكنوا من التمثيل المناسب في البرلمانات ومجالس البلديات بسبب قلة الاصوات التي يحصلون عليها بصورة اعتيادية  لقلة عدد نفوسهم والتي تمنعهم من الحصول على مقاعد برلمانية، ومن هذا المنطلق خصصت للمكون المسيحي! باعتباره اقلية خمسة مقاعد في مجلس النواب العراقي ( البرلمان ) ومن قبله خصصت نفس المقاعد للمسيحيين في برلمان اقليم كوردستان، لكن بدلا من اعتبار الكوتا وسيلة لتمثيل شعب اصبحت اداة لتدميره بعيدا عن كل القيم والمبادىء التي على السياسي ( وليس التاجر ) التحلى بها وتطبيقها، فاصبحت الكوتا سببا في التفريق والتناحر والتناطح واسهل وسيلة لتبوأ المناصب والتمتع بامتيازاتها بعيدا عن الهدف الحقيقي التي من اجله خصصت هذه المقاعد.
في العراق الديمقراطي الجديد لم يكن هناك تصويت واقتراع على شخص لاخلاصه ومواقفه الانسانية والسياسية او على برنامج انتخابي يثير الناخب ويحفزه على اختيار القائمة او الكتلة او الشخص المناسب لتمثيله في البرلمان بل كان هناك تصويت على الطائفة او القومية، وباعتبار شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( المسيحيين ) جزء من الشعب العراقي يحمل ثقافته واسلوبه في التعامل مع الوقائع والاحداث فاننا لم نخرج من هذه الدائرة الضيقة في التصويت واخفقنا مرارا وتكرارا في اختيار الانسب والافضل والاصلح لتمثيلنا في البرلمان فصوت الاغلبية للطائفة او الحزب بغض النظر عن الشخص المرشح ومدى اخلاصه لقضيتنا القومية وايمانه بتحقيق مصالحنا بعيدا عن الانانية وتكريس القضية لخدمة وتحقيق اهداف ومصالح شخصية لا تمت الى قضيتنا القومية ومستقبلنا بصلة، لذلك لا نستغرب من استغلال العواطف والمشاعر الدينية والقومية من قبل بعض الاشخاص الذين احتكروا المناصب المخصصة لشعبنا منذ تسعينيات القرن الماضي في برلمان وحكومة اقليم كوردستان ومن ثم في مجلس النواب العراقي وحكومة المركز بعد عام 2003.
كل الاحداث والمواقف تؤكد لنا، كشعب، ان اغلبية القادة والمسؤولين والسياسيين في كافة الاحزاب والمؤسسات والمنظمات والهئيات ...الخ لا تهمهم معاناة الشعب ومآسيه بقدر اهتمامهم بالبقاء في المنصب، حتى لو لم يبق في العراق مسيحي واحد، واغتنام الفرص لجمع ما يمكن من المال الحرام ولا يهم ان كان هذا المال على حساب مستقبل شعبنا وفنائه او مستقطع من خبز يتيم حافي او محجوبا عن ارملة ليس لها من معيل، لكن رغم ذلك يحاول هؤلاء القادة المحترمين! الاحتفاظ بمنصبهم مستخدمين كل الطرق والاساليب الملتوية من كذب وتضليل وخداع مختصرين ومختزلين قضية شعبنا بانفسهم!، والاكثر الما واسفا هو استمرار البعض من المطبلين والمزمرين والكتاب المستقلين! ( الذين يكتبون للشعب والوطن! ويخجلون من اعلان انتمائهم ) والوعاظين والمنافقين واصحاب الفتات من تقديس قادتهم العظماء وتمجيد اخفاقاتهم لنيل رضاهم، الذين كرسوا الشعب وقضيته لتبوأ المناصب وبناء الامبراطوريات المالية.
بعيدا عن الطوباوية والمثالية في التعامل مع سياسي شعبنا، فان من حق السياسي ان يقبض ثمن جهده وتعبه وقيادته للمسيرة القومية لكن بعيدا عن شخصنة القضية واستغلالها بابشع الصور لتحقيق منافع شخصية وعائلية وحزبية، اي يجب ان يكون هناك حالة من التوازن بين المنافع والمصالح الشخصية والقومية، لذلك يجب على السياسي تقديم الافضل لشعبه خصوصا وان منصبه ملك للشعب كونه مخصص للشعب وليس لشخصه، لكن سياسي! شعبنا اهملوا وتجنبوا كل القيم والمباديء الاخلاقية والسياسية في التعامل مع شعبنا وقضيته فسحقوا الشعب واغتالوا القضية للتمتع بالمناصب والامتيازات والمنافع لاطول فترة ممكنة.
شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( المسيحي ) في العراق ذاق المر كثيرا وعاني من الويلات والمآسي والمذابح طويلا، واخر هذه الويلات التي هزت كيانه ووجوده كانت غزوة داعش لبلداته ومدنه في محافظة وسهل نينوى والتي ادت الى تهجير كل ابناء شعبنا في هذه المناطق والكثير ترك البلاد لفقدانه الامل بالرجوع والعيش الامن في تلك المناطق، والتي تبين بعد تحريرها! انها تتعرض الى تغيير ديمغرافي لم تشهده المنطقة سابقا يؤدي بالنهاية الى فقدانها لمسيحييها.
استغلال الكوتا المسيحية لتوحيد الخطاب السياسي هو مطلب وطموح شعبي لتحقيق الحد الادنى من المطاليب الشعبية ورفع الغبن والظلم الذي يلاحق ابناء شعبنا اينما حلوا في الوطن، لذلك نأمل ونرجو من المرشحين ان يتحلوا بقليل من الانصاف تجاه قضيتهم، ونرجو من الناخبين اختيار الافضل والانسب لتمثيلهم خصوصا وان البعض من المرشحين بدأوا بدعايتهم الانتخابية في المهجر بعقد ندوات لابناء طائفتهم! لكسب اصواتهم.


همسة:- جميل ان يكون لك منصب كبير وان تكون مقدرا لكن الاجمل ان تمشي بين اهلك وابناء امتك مرفوع الرأس، فتبا لمناصبكم التي تسلمتموها باسمنا واحتفظتم بها بدمائنا.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

147
المنبر الحر / كذبة الاقتراع
« في: 12:27 25/01/2018  »
شهور قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات البرلمانية القادمة التي من المزمع اجراؤها في 12 ايار المقبل بعد تصويت البرلمان وتثبيت هذا التاريخ لاجرائها، اي انه لن يكون هناك تأجيل للانتخابات كما ارادت بعض الاطراف متذرعة بوجود الكثير النازحين الذين سيتعذر على اغلبيتهم التصويت والاقتراع وبذلك سيفقد مرشحو المكون النازح من كسب اصوات مكونهم، اي ان البكاء ليس على النازحين ومعاناتهم بل على الاصوات التي يخسرونها المرشحون! بسبب عدم المشاركة.
لا زال الناخب العراقي جاهلا لمعنى الانتخابات الحقيقي، فيتصور ان الانتخابات ليست سوى عملية تصويت على الانتماء الطائفي او الحزبي! وليس اكثر، ولم يمنح نفسه فرصة التعمق اكثر لمعرفة المعنى الحقيقي للانتخابات والغاية منها، حيث اثبت الناخب بعد ديمقراطية 2003! انه كان مسيرا من قبل عواطفه ومعتقداته وانتمائه الطائفي!، لان اغلبية الناخبين لم ينتخبوا قائمة معينة دون غيرها ايمانا منهم ببرنامجها الانتخابي وما تطرحه من حلول ازاء الواقع المزري الذي يعيشه الشعب والوطن بل انتخبوا من ينتمي الى طائفتهم بغض النظر عن الاكفأ والاوفى والاكثر اخلاصا وحرصا على اموال الشعب وثروات الوطن، والدليل على ذلك فوز نفس القوائم الحاكمة منذ 2006 لحد اليوم بمقاعد كثيرة رغم كل ما جرته على البلد من ويلات وكوارث خلال سنوات حكمها، وبذلك يكون كل من انتخب هؤلاء ( وهم الاكثرية ) مشاركا في جريمة ذبح الشعب ونهب الوطن كون الانتخابات الوسيلة الاساسية لمشاركة المواطن البسيط في ادارة شؤون البلد.
في البلدان الديمقراطية المتحضرة يقوم الشخص المقصر في اداء واجبه مهما كان منصبه رفيعا ( سواء كان عضو برلمان او وزيرا او رئيسا للوزراء او الجمهورية) بتقديم استقالته فورا من منصبه اثر ادنى فضيحة تمس مكانته الوظيفية حفاظا على كرامته الشخصية، اما في العراق الديمقراطي الجديد فان الوضع مختلف فبالرغم من الفساد المريع الذي ينخر البلد دون محاسبة واخفاق حكومات ما بعد 2003 في تلبية الحد الادنى من مطاليب الشعب العراقي او على الاقل تغيير الوضع السياسي والاقتصادي والامني نحو الافضل حتى بنسبة ضئيلة جدا مهما كانت، نلاحظ ان نفس الاسماء والوجوه تتكرر في البرلمان والحكومة! وتتحدث عن المصلحة العليا للوطن والمواطن وتدعو الى محاربة الفساد.
اسباب كثيرة تمنعنا من التفاؤل على احداث تغييرات كبيرة وملموسة في حال العراقيين بالانتخابات القادمة يمكن تلخيص اهمها في غياب السلام الداخلي ووقوع الساسة واصحاب النفوذ والمسيطرين على مقاليد الحكم تحت سيطرة دول خارجية وفرض المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، ورفض بعض المتنفذين لفكرة مشاركة الحكم مع الاخرين والاحتكام الى مبدأ الاغلبية والاقلية لادارة شؤون البلد، وعدم تشكيل حكومة تكنوقراط تؤدي مهامها بحرية دون تدخل الاحزاب والكتل الفائزة بالمقاعد البرلمانية ايا كان حجمها، وعدم الاخذ بعين الاعتبار ما للمصالحة الوطنية من تأثير قوي ونفاذ على استقرار الامن وانجاح العملية السياسية في العراق، كل هذه الاسباب وغيرها تبقي اية حكومة عراقية مقبلة، مهما تغيرت الاسماء والوجوه، في حالة عجز عن احداث اية تغييرات ملحوظة في الحالة الراهنة.
همسة: الانتخابات ليست وسيلة او اداة لاحتكار الحكم والالتصاق بكرسي القيادة عبر استغلال العواطف والمشاعر الطائفية، بل هي طريقة سلمية لمداولة الحكم وفرصة لاستبدال المقصر والفاسد والفاشل بالافضل.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

148
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
الموضوع الذي تناولته هو في غاية الاهمية ولو اردنا للعراق النهوض ثانية فيجب محاربة الفساد اولا لكن المشكلة تكمن في كيفية محاربته؟ لان جميع المشاركين في الحكم فاسدين ومفسدين!، وسيبقى العراق سائرا على هذا المنوال وسنظل نعاني من الفساد ما لم تستلم سدة الحكم جهة او فئة او اشخاص جدد غير العصابات الموجودة حاليا...... كل الخطابات والتصريحات ليست سوى دعاية انتخابية او وسيلة اخرى لتعظيم الذات لان واحدهم يستر على الثاني ومعاقبة المجرم لن تتم بمجرم...
سلامي
كوهر يوحنان

149
الاخ والصديق العزيز الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
ميلاد مجيد وكل عام وانتم بالف خير
مقالة متكاملة ورائعة مشكورة هي جهودك التي تغنينا علما وثقافة ومعرفة، استاذي العزيز اسمح لي باضافة او توضيح شيء صغير والذي هو اننا لا نملك احزاب سياسية قومية كمفهوم حزب بل نمتلك مكاتب دلالية  وتكتلات شخصية لتمرير وتحقيق المصالح الشخصية فقط.....
ننتظر منك المزيد ...
مودتي
كوهر يوحنان

150
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
اتمنى ان تكون بصحة جيدة، كذلك اتمنى لك ولعائلتك الكريمة عيد ميلاد مجيد وعاما جديدا مليئا بالافراح والمسرات عسى ان يكون عام سلام واستقرار في عراقنا الحبيب وعام تحقيق الاماني للجميع
استاذي العزيز شكرا لمرورك الكريم واضافتك الرائعة واختلافك معي يزيد موضوعنا اهمية عن طريق النقاش الاخوي... استاذي العزيز انا لم ولا ابالغ في وصف ما يحدث للمسيحيين في العراق بل بالعكس لم اقل واذكر سوى جزء صغير لما يحدث لهم، ووفق تسلسل الاحداث منذ 2003 لحد اليوم هل يستطيع احد ان يذكر لي اجراء قانوني واحد اتخذ بالضد من مرتكبي الجرائم ضد شعبنا او ضد الذين يكفرونا علنا؟ لو كان الامر كما تقول لا يتعدى بضعة اشخاص حاقدين علينا اذن لماذا كل هذا التهجير الممنهج؟ اين اصبح المسيحيون؟ استاذي العزيز لا اريد الاطالة لكن ما حدث ويحدث في العراق بحق المسيحيين مخجل ومشين وكان علينا نحن ابناء هذا الشعب ان نركز اكثر على هذه المسألة التي تمس وجودنا لكن مع الاسف انشغل اسيادنا بالفتات التي تلقى لهم على حساب معاناتنا ومأساتنا ووجودنا وتناطح الكتاب واشباه المثقفين فيما بينهم دفاعا عن هؤلاء الاسياد واستمر الشعب في هجرته اللااردية والقسرية......
اما بالنسبة لقولك، ان الفكر الديني لكل الأديان هو فكر مؤسس على ثقافة تكفير وإقصاء فكر الدين الآخر والأمثلة في التاريخ كثيرة وعديدة، فانا اشك في تعميمك لهذا الرأي على كل الاديان لان تعاليم الاديان تختلف بعضها عن بعض ووضح ذلك مشكورا الاخ متي اسو في رده قبلي... وعذرا لكنني شخصيا لا احبذ الدخول في مناقشية التعاليم والامور الدينية

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان عوديش

151
رغم الوعود المعلنة لحل الخلافات القائمة بين اقليم كوردستان وحكومة بغداد حسب الدستور العراقي وانهاء معاناة الشعب الكوردستاني الذي يعتبر جزءا من الشعب العراقي، الا ان تنفيذ تلك الوعود وتطبيقها على ارض الواقع والبدء بحوار جدي بين الطرفين لا يبدو قريبا وممكنا في الوقت الحاضر لاسباب غير مفهومة ولربما تكون خارجية او خارجة عن ارادة السلطة التنفيذية ورئيس الوزراء السيد حيدر العبادي، والا ما معنى وما هو المغزى من عدم البدء بحوار دستوري لانهاء كل الخلافات والمشاكل العالقة بين الطرفين يكون بداية لتأسيس وطن مؤسساتي وقانوني جديد يسوده الدستور وينعم بخيراته الجميع بغض النظر عن الانتماءات الطائفية والحزبية والولاءات الاقليمية والدولية التي جعلت من العراق ساحة لتصفية الحسابات الدولية يحترق فيها الشعب ليتهنى  بالعيش البعض من الانتهازيين وتجار الدم من الذين يحملون الجنسية العراقية ويدعون عراقيين، خصوصا وان حكومة اقليم كوردستان اعلنت وابدت استعدادها للحوار والتفاوض حسب نصوص الدستور، وكذلك تأكيدها على احترام تفسير المحكمة الاتحادية العليا للمادة الاولى من الدستور الذي لا يجيز الانفصال ولا يسمح به.
اهمال الوساطات الدولية والهروب من الحوار والتفاوض، وفي نفس الوقت زيادة الضغوط والحصار على اقليم كوردستان لن يكون حلا ابدا، بل بالعكس من ذلك يكون سببا في زيادة الكراهية وتكديس الحقد وتوسيع الهوة بين اطياف الشعب العراقي مما يجعل من العراق صفيحة او مخزن بارود لا يحتاج الى تفجيره سوى عود ثقاب.
اسلوب الموت الرحيم ( او كما تسميها الحكومة العراقية السياسة المرنة ) الذي تنتهجه حكومة بغداد ضد شعب كوردستان يبين للشعب الكوردستاني ولشعوب العالم اجمع ان الحكومة العراقية غير جادة في حل مشاكلها مع اقليم كوردستان وتخفيف معاناة شعبه التي ارهقته الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاقليم جراء قطع الميزانية وعدم صرف رواتب موظفي الاقليم، وكل التصريحات التي يدلي بها مسؤولي بغداد بشأن صرف رواتب موظفي الاقليم بعد الانتهاء من تدقيقها من قبل لجنة مختصة ليست سوى دعاية اعلامية لتخدير مشاعر المواطنين والتلاعب بعقولهم، لان حكومة اقليم كوردستان قد اوضحت وردت اكثر من مرة على تلك التصريحات والمزاعم موضحة ان حكومة بغداد لم تطلب اية قوائم من حكومة الاقليم، وانها تجهل ( اي حكومة الاقليم ) ماهية تلك القوائم ومصدر الحصول عليها.
ان التعامل بمنطق القوة ومبدأ الغالب والمغلوب مع الوضع المتأزم بين اربيل وبغداد ليس لصالح الشعب العراقي بصورة عامة، لان استمرار الازمة يعطي فرصة لتدخلات اقليمية ودولية والتي لربما تؤدي الى تفاقم الازمة وفرض مصالح خارجية او شخصية على مصلحة الوطن، لذلك يجب على الطرفين مراعاة مصلحة الشعب والوطن والبدء بحوار عقلاني ومنطقي بعيدا عن الضغوطات الخارجية للحفاظ على وحدة العراق  وسيادته وبناء وطن ديمقراطي يصون حرية وكرامة المواطن يسوده الدستور ويحكمه القانون. 
ما يثير الشكوك والاستغراب هو عدم البدء والدخول في حوار جدي لحل المشاكل والخلافات العالقة بين اقليم كوردستان وحكومة بغداد خصوصا وان كلا الطرفين يشددان على حل هذه الخلافات حسب نصوص الدستور، وهذا يدل على غياب وفقدان النية الصادقة لدى المسؤولين العراقيين لحل هذه المشاكل، ويؤكد للجميع بان خلافات الاقليم مع بغداد ليست دستورية بقدر ما هي سياسية وشخصية خصوصا بعد كل الدعوات التي اطلقتها حكومة الاقليم للبدء من جديد وانهاء كل الخلافات بحوار دستوري سلمي بعيدا عن التهديد واستخدام القوة التي تكون حلولها انية ووقتية دائما.
     
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

152
الاستاذ العزيز د. بولص ديمكار
تحية طيبة
ميلاد مجيد وكل عام وانتم بالف خير واتمنى ان يكون العام الجديد عام سلام واستقرار وتحقيق الاماني للجميع
بداية اشكرك على مرورك الكريم واضافتك القيمة التي تزيدنا ثقافة ومعرفة وتشعرنا بالفخر كون اشخاص مثلكم تتابعون ما نكتب وما ننشر، استاذي العزيز اتفق معك كليا في كل ما ذكرت، لكن علينا ان نلقي اللوم على الغريب فقط لان الانتهازيين من الذين يعتبرون اخواننا من قادة احزاب وممثلين في الحكومة والبرلمان كانوا ولا يزالون جزءا من مأساتنا ويتاجرون بدمائنا ومعاناتنا والامثلة كثيرة وكل شي واضح وضوح الشمس ولا يحتاج الى شرح وتفسير ......
كما قلت انت نحن بحاجة الى تدويل قضيتنا للضغط على الحكومة العراقية لكن هذا لن يحدث لو بقينا متفرقين هكذا كل يبكي على ليلاه، علينا توحيد جهودنا وخطابنا لكن كيف السبيل الى ذلك وكل هذه المصالح الشخصية تعيق خطواتنا؟
ليكن الله في عون المسيحيين من ظلم الغرباء وطعنات الاخوة والاقرباء

سلامي ومودتي
كوهر يوحنان عوديش

153
الاخ العزيز متي اسو المحترم
تحية طيبة
ميلاد مجيد وكل عام وانتم بالف خير
اخي العزيز شكرا لمرورك الكريم وملاحظتك القيمة، نعم كل ما تقوله هو عين الصواب لذلك اصبحت قضيتنا مهزلة كل يبحثها ويتناولها حسب ما تقتضيه مصلحته او كما تتماشى ما تطلعات سيده!، واذا سألتهم قالوا الوطن والشعب من وراء القصد!... لقد قلت مرارا وتكرارا ان المقالات والخطابات وكل الجهود الاخرى التي صرفت لتصفية الحسابات الشخصية وتمرير المصالح الذاتية وتحقيقها لو كرست لقضية شعبنا لما كنا بهذه الحالة الميؤس منها....
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

154
في بلد منفلت امنيا ومعوق قانونيا وغير مستقر سياسيا يحكمه القوي بميليشياته وتبعيته الاقليمية يكون المواطن البسيط لقمة سائغة وسهلة الهضم لكل المجرمين والمتشددين والخارجين عن القانون، وكون التعامل وفق مبدأ الاقلية والاغلبية هو السائد والطاغي على المشهد السياسي والاداري في العراق الجديد فان الاقليات الدينية والقومية تكون الهدف المثالي للتطاول والتجريح والتكفير .... الخ، وهذا ما يسهل ويطلق العنان لكل جاهل وظلامي يخفي ويستر حقده وكرهه للغير تحت العباءة الدينية لنفث سمومه وافكاره بكل ما تحمله من تجريح وتحريض ضد مكونات مسالمة اخرى دون خوف من المسائلة القانونية او متابعة من الجهات المختصة.
مسيحييو العراق، واقلياته الدينية الاخرى، كانوا اكثر تضررا ومعاناة من غيرهم من ابناء الوطن كونهم مختلفين دينيا عن المتسلطين بالحكم وبلا ميليشيا مسلحة تدافع عنهم عند الضرورة وغير مدعومين اقليميا او دوليا، لذلك كانت خياراتهم في الحياة والبقاء والاستمرار في الوطن محدودة، فاما البقاء وانتظار المجهول من المستقبل المليء بالمفاجئات المحزنة والاليمة المقرونة بتهميش واقصاء علني، واما حزم الحقائب والرحيل من وطن كانوا اصله وتاريخه وحضارته.
خوف المسيحيين في العراق ليس من مجموعة معينة ومعروفة او عصابة مجرمين ملاحقة قانونيا، بل ان خوفهم يكمن في نشر وانتشار الفكر التكفيري الذي يلاحقهم ويحلل نفسهم ومالهم وعرضهم، يمكن في شرعنة اقصائهم وتهميشهم وتقييد حريتهم المكفولة دستوريا!، يكمن في عدم اتخاذ السلطتين التنفيذية والقضائية اية اجراءات بالضد من منفذي الجرائم والقائمين بالتحريض ضدهم وكأن ما يحدث بحقهم من مذابح ومظالم امر طبيعي! ولا يحتاج الى تقصي ومتابعة ومحاسبة قانونية.
ما يثير الشك والاستغراب والسخرية في نفس الوقت ان السلطة التنفيذية لم تتمكن، لحد اليوم، من اتخاذ اي اجراء ملموس بالضد من الاشخاص المسيئين الى المسيحيين ورموزهم الدينية وتعاليمهم ومعتقداتهم المسامحة والمسالمة، وهذا يدل على شيئين لا ثالث لهما،فاما ان ما يحدث للمسيحيين هو بارادة المسؤولين الحكوميين وعلمهم المسبق، او ان المسؤولين الحكوميين راضين ومقتنعين بكل ما يتعرض له هؤلاء من قتل وتهجير واحتقار لذلك لا يحركون ساكنا لوقف التجاوزات والمظالم التي يتعرضون لها، وفي كلتا الحالتين فان مسؤولية ما يحدث للمسيحيين وباقي المكونات الاخرى تقع على عاتق الحكومة العراقية والمتنفذين الاخرين في العراق الجديد.
بعد الفوضى التي دخل فيها العراق بعد 2003 تعود المسيحيين على كافة انواع الاضطهاد والتحقير والاقصاء، حيث لم تعد جديدة ومثيرة خطابات تكفيرهم والتحريض ضدهم مثل وجوب الجهاد ضدهم وتحريم زينة اعياد الميلاد وتهنئتهم بهذه المناسبة، لكن الجديد في هذه التصرفات والخطابات انها اصبحت علنية وتطرح بجرأة دون خوف او خجل، كما حصل مؤخرا في كركوك حيث قام خطيب جامع " ابواب الجنة " بنعت المسيحيين بالكفار وحرم زينة اعياد الميلاد وتهنئتهم بهذه المناسبة، وقبلها باعوام كان مسؤول بدرجة وزير! في الحكومة العراقية قد دعا الى الجهاد ضد الكفار! من المسيحيين واليهود غير المسلمين.
كلنا نعرف ان مثل هذه الدعوات والخطابات ليست الاولى ولن تكون الاخيرة، لذلك يستوجب على السلطات العراقية، التشريعية والتنفيذية والقضائية، اتخاذ ما يلزم من اجراءات لحماية المواطن وتطبيق القانون بدون استثناءات بغض النظر عن كل الانتماءات، خصوصا وان تحقيق الامن وتوفير العيش الكريم يعتبر من اهم واجبات الحكومة تجاه المواطن، وان حرية الفكر والوجدان والدين والاعتقاد كفلتها الجمعية العامة للامم المتحدة واغلبية القوانين الوضعية، اضافة الى كون الدستور العراقي قد كفل هذه الحريات ونص على حظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمجد او يروج له، لكن رغم كل ذلك فان كل الاجراءات المتخذة من قبل الحكومة لحماية المسيحيين لم تكن سوى ذرا للرماد في العيون وكلاما رنانا يطرب السمع لتجميل صورة الحكومة العراقية لا اكثر.
همسة:- البكاء على المسيحيين ليس حلا لما حصل/يحصل لهم من قتل وقمع وتهجير، والكلام الحلو والمعسول لا ينهي الفواجع ولا يضع حدا للمعاناة المستمرة، والتمثيل لم يعد ينفع لاخفاء نياتكم في اخلاء البلد من اصلائه بسبب ارائهم ومعتقداتهم المختلفة، فلو اردتهم للعراق ان يتسع لجميع ابنائه لا تتعاملوا مع مواطنيه حسب الترتيب والدرجة المعطاة لهم حسب انتمائهم الديني والطائفي.       


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

155
اعلن رئيس وزراء العراق السيد حيدر العبادي ان القوات العراقية اكملت سيطرتها على الحدود السورية العراقية وان الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي ( داعش ) قد انتهت بالنصر خلال فترة وجيزة.
جميع العراقيين دون استثناء عانوا من دخول ( داعش ) الى الاراضي العراقية وسيطرته على مساحات واسعة ومحافظات عديدة من العراق، لكن الذين كانوا اكثر معاناة وتضررا هم ابناء المناطق التي وقعت تحت سيطرتهم واضطروا الى العيش تحت سلطة هؤلاء المجرمين وكذلك الذين اجبروا على ترك مناطقهم والنزوح الى مناطق اكثر امنا وامانا حفاظا على ارواحهم، وخصوصا الايزيديين الذين تعرضوا الى ابادة جماعية وعوملت نساؤهم سبايا، وايضا المسيحيون الذين كان نصيبهم من المعاناة عظيما وقاسيا.
لا شك في ان الانتصار على تنظيم ارهابي يتخذ عناصره من الموت وسيلة لتحقيق اهدافه امر في غاية الصعوبة، وفي نفس الوقت يعد انجازا كبيرا يشكر عليه كل من شارك، وساهم بطريقة او باخرى، في محاربته، وخصوصا المقاتلين الشجعان الذين غامروا بحياتهم في سبيل حرية الوطن بغض النظر عن انتمائهم الديني والطائفي والحزبي والقومي، لكن رغم ذلك علينا كعراقيين ان لا تنسينا نشوة النصر مسببات ظهور داعش ونتائج جرائمه وحربه الكارثية.
سرعة ظهور داعش وانتشاره واحتلاله لهذه المساحات الشاسعة من العراق كانت له اسباب يجب التوقف عليها ودراستها الاف المرات لمنع تكرار هذه الكارثة، ومن اهم تلك الاسباب انشغال مسؤولي العراق الجديد وقيادته والطبقة السياسية الوطنية! حتى العظم باختلاس ونهب ما يمكن من اموال الدولة ومعاملة الوطن كفرصة ذهبية لن تتكرر لتكديس المليارات، والسبب الثاني هو التهميش والاقصاء والظلم الذي شعرت به وتلمسته طائفة من طوائف الشعب المتعددة، اضافة الى ملاحقة البعثيين والتشجيع على الانتقام منهم، مما ادى الى نمو المعارضة ضد الحكومة العراقية واللجوء الى التيارات والحركات المسلحة اي كانت انتماءاتها واهدافها لغرض الاحتماء بها، او التعاطف مع هذه الجماعات بسبب اجراءات الحكومة الغير المنصفة او اعتداء وتمادى الميليشيات المسلحة المدعومة من قبل مسؤولين حكوميين في الخطف والقتل الممنهجين، اما السبب الثالث فيكمن في افتقار الدولة الى جيش وطني الولاء تكون مهمته الدفاع عن الوطن والسهر على امن وسلامة شعبه وسيادته.
اما نتائج حرب داعش فكانت كارثية على العراق شعبا ووطنا، فاضافة الى الكلفة المالية المرهقة التي تقدر بمئات المليارات فانها دمرت النسيج الاجتماعي للشعب العراقي وانتجت جيلا، او بالاحرى اجيالا، من المدمرين  والمتعبين نفسيا جراء الافعال والممارسات الشنيعة واللاانسانية من قتل وتعذيب واغتصاب جماعي التي قام بها اعضاء هذا التنظيم.
وعليه فان الاعلان عن اي نصر او انتصار يبقى ناقصا وغير مكتملا من غير عودة النازحين الى بيوتهم ومناطقهم مع تعمير ما تم تدميره، سواء دمر قصدا من قبل داعش او دمر اثناء حرب التحرير، وكذلك ازالة الاسباب الاقتصادية والسياسية المولدة لمثل هذه التيارات ومحاربة الفكر الارهابي والتكفيري الذي لا يزال يعشعش في عقول الكثيرين من العامة والمسؤولين الحكوميين والحزبيين للقضاء عليه بصورة نهائية وهذا يتم عن طريق منع وتحريم الخطابات التكفيرية واستبدال المناهج الدراسية القديمة باخرى جديدة تتماشى مع العصر الجديد ومبادىء حقوق الانسان في حرية التعبير والانتماء واعتناق الاديان والافكار، واضافة الى ما تم ذكره فان الانتصار النهائي يكون بتحرير كل النساء المختطفات اللواتي لا زلن بقبضة داعش، وخصوصا الايزيديات، ومساعدتهم وتشجيعهم وتأهيلهم اجتماعيا ومعالجتهم نفسيا للعودة الى الحياة الطبيعية التي كانوا يتنعمون بها قبل الاختطاف وما رافقه من اغتصاب وتعذيب نفسي جسدي يفوق كل تخيل وكل تصور.
 همسة:- انه درس عظيم للتعلم في كيفية بناء وطن جديد يتسع للجميع ترفرف فوقه راية المساواة ويسوده القانون ويتنعم بخيراته كل ابناءه بغض النظر عن كل الانتماءات.



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

156
الاخ والصديق العزيز هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بافضل حال
شكرا لمرورك الكريم واضافتك الرائعة، اخي العزيز محاربة الفساد ليس بالامر الهين لان اسس العراق الجديد مبنية على الفساد اضافة الى ان الذين سيطروا على الحكم مدعومين من دول الجوار ولهم ميليشيات مسلحة فمحاربتهم تكون صعبة .... محاربة الفساد واجتثاثه لن يتم بدون مساعدة دولية واقليمية

مودتي
كوهر يوحنان

157
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية التي من المقرر اجراؤها في 15 ايار 2018 تعالت الاصوات لمحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين، وكان السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق من اوائل الذين دعوا الى محاربة الفساد حيث اعلن انه بعد الانتهاء من داعش ستكون هناك حملة لمحاربة الفساد وهدد الفاسدين بالسجن ما لم يسلموا ما سرقوه!، ورافقه في تصعيده الاعلامي هذا الكثير من كبار المسؤولين والساسة في العراق الجديد الذي يعتبر واحدا من اكثر دول العالم فسادا على مدى السنوات الماضية حسب تقارير منظمة الشفافية الدولية وغيرها من المنظمات الدولية التي تشير على الدوام الى هدر واختلاس المال العام.
محاربة الفساد ومحاسبة المختلسين وسراق المال العام هي امنية كل عراقي، لذلك على العراقيين جميعا دعم ومساندة السيد حيدر العبادي في حربه هذه اذا ما كان جادا ومصرا في تعامله مع هذه الافة التي نخرت/تنخر جسم العراق، لكن ما يثير الاشمئزاز والشكوك في نفوس العراقيين هو ان الكثير من كبار المسؤولين والساسة وقادة احزاب وزعماء دينيين ممن كانوا جزءا من الفساد، او بالاحرى كانوا الفساد نفسه، واختلسوا ونهبوا من المال العام مئات المليارات من الدولارات، اضافة الى تغاضيهم عن فساد كبار المسؤولين الذين ثبتت بحقهم جرائم الرشوة والاختلاس، بل وحمايتهم في اغلب الاحيان، اصبحوا يعزفون على هذا الوتر لتجميل صورتهم والحصول، اذا امكن، على اصوات الناخبين والحفاظ على مناصبهم التي تحميهم من القانون وتطلق ايديهم للاستحواذ على الاكثر من مال الدولة دون محاسبة او ملاحقة قضائية، وبهذا لا تكون هذه النغمة سوى وسيلة خداع اخرى للاحتفاظ بكرسي الحكم. فمنذ عام 2003 لحد يومنا هذا اصدر القضاء العراقي احكاما قضائية مختلفة بالسجن بحق مسؤولين بارزين في الحكومة، الكثير منهم بدرجة وزير، لكن اي من هذه القرارات والاحكام لم تنفذ بحقهم، وذلك اما لوجودهم خارج البلاد او لتمتعهم بحصانات تمنع ملاحقتهم ومعاقبتهم قضائيا او لكونهم مقربين ومدللين من اصحاب السلطة او لان انتمائهم الطائفي والحزبي يكون حاميا لهم ومانعا من اتخاذ اية اجراءات قانونية ضدهم في بلد منفلت امنيا وقانونيا.
محاربة الفساد ومعاقبة المختلسين وسراق المال العام لن يكون بكلمات رنانة تسعد النفس وتخدر العقل لاستمرار الوضع على ما هو عليه، ولا يكون بمعاقبة البعض من المختلسين الصغار الذين هم اداة وواجهة ينفذون اوامر اسيادهم للتمتع بالفتات الملقاة لهم، بل ان محاربة الفساد تكمن في محاسبة ومعاقبة الحيتان والرؤوس الكبيرة التي اوصلت العراق الى هذه الحالة الهزيلة اقتصاديا وامنيا.
نتمنى ان لا تكون حملة رئيس الوزراء على الفساد دعاية انتخابية مبكرة بل خطوة جريئة لمعاقبة المجرمين واعادة اموال العراق المنهوبة الى خزينة الدولة، عندئذ سيشعر المواطن ان وطنه بخير وليس كل رئيس بحرامي لقيط.


     
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

158
يمر الانسان منذ الولادة حتى الوفاة بمراحل عديدة متتالية حيث يتم بناء وتكوين كل مرحلة بالاعتماد على ما تم بناؤه في المراحل السابقة، وبهذا يمكن اعتبار فترة الطفولة من اهم المراحل التي يمر بها الانسان لانها تعتبر الاساس الذي تبنى عليه شخصية الفرد وتحدد سلوكه وميوله مستقبلا، لذلك نرى ونسمع ما تقوم به الدول المتحضرة والمتمدنة من اهتمام ورعاية بالاطفال يفوق كل تصور ووصف، وتنفق في سبيل تربيتهم وتكوينهم وتأهيلهم مليارات الدولارات وسنوات كثيرة من التعب والانهاك الجسدي لايمانهم بان هؤلاء هم ثروة البلد وقادة غده.
يعتبر العراق واحدا من البلدان الكثيرة في المنطقة الذي ضاعت فيه الطفولة وحقوقها وكل معانيها دون ادنى التفاتة من المسؤولين والمتربعين على العرش، ففي بلد نهشته/تنهشه الحروب ذاق الطفل العراقي كل انواع العذابات من يتم وحرمان وتشرد، فمع نشوب الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي والى يومنا هذا، خصوصا ما بعد 2003، لم يعش الفرد العراقي طفولته فاما كان يتيما فاقدا لحنان الابوة والامومة الذين كانا ضحية الحروب والسياسة العوجاء التي انتهجها المسيطرين على مقاليد الحكم، او كان مهجرا او مشردا بسبب الانفلات الامني، او ملاحقا بسبب اراء ومواقف عائلته السياسية فكان ضحية التقلبات السياسية في البلد وكثيرا ما دفع حياته ثمنا لذلك،او كان باحثا عن لقمة خبز بين المزابل، او يتوسد الارصفة ويشحذ في الشوارع......الخ.
معاناة الاطفال في العراق الجديد كانت كبيرة الى حد يصعب فيه، بل ويستحيل، وصفها لانها ليست من نوع او صنف واحد بل شملت كافة نواحي الحياة، ولو كان البرلمان العراقي والحكومة العراقية مهتمين بمستقبل الوطن كان عليهم العمل بجدية لوضع حد لمعاناة الاطفال والتفكير بمستقبلهم الذي هو مستقبل الوطن وعدم تركهم هكذا اميين ينبشون القمامة ليصبحوا سلعة سهلة بيد تجار الجنس وتجار الاعضاء البشرية، او اعتبارهم مكسبا ماديا لبعض العوائل الفقيرة ماديا التي تضطر الى بيع اطفالها ببضعة الاف من الدولارات لتغطية نفقات عيشهم، لذا كان على البرلمان تشريع قوانين حضارية تتلائم وتتناسب مع العصرالذي نعيش فيه تراعي الطفل والطفولة وتعاقب كل من يتاجر به لاي غرض كان، وفي نفس الوقت تخصص لكل طفل عراقي مخصصات مناسبة تبعده عن العمل او التسول في الشوارع وتعيده الى المكان الذي يستحقه الذي هو دفأ البيت ومقاعد الدراسة لتمكينه من بناء مستقبله المشرق والمشرف بدلا من الانحراف الى الجريمة بسبب الضيق المالي وحياة الشوارع التي تصنع منه مجرما او سفاحا في كثير من الاحيان.
ان مشروع تعديل قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959 الذي اقترحه مجلس النواب للمصادقة عليه يعتبر صفحة سوداء اضافية الى التاريخ الاسود لتاريخ العراق الجديد ( نقصد بالعراق الجديد عراق ما بعد 2003 )، حيث لم يكتف البعض من اعضاء البرلمان الى تشريع قوانين تكرس الطائفية وتطلق العنان للمرجعيات الدينية للتدخل في قوانين الدولة بل تمادوا في وقاحتهم وتجرأوا لتقديم قانون يعيدنا الى عصور ما قبل التاريخ من ناحية انتهاك حقوق المرأة والطفل وتشجيع لنشر العهر والفساد الاخلاقي في المجتمع العراقي، اضافة الى كونه دعوة صريحة لاغتيال الطفولة ومحوها من فترات عمر الفرد العراقي.
كان على البرلمان العراقي، وخصوصا الاعضاء الذين اخذوا على عاتقهم مهمة تقديم مشروع تعديل قانون الاحوال الشخصية،  بدلا من جعل العراق مسخرة امام الرأي العام الاقليمي والدولي التفكير ومحاولة تقديم مشاريع قوانين جديدة تنهي معاناة اطفال العراق وتحد من ظلم المرأة، لبناء وطن مؤسساتي دستوري يحكمه القانون يتساوى فيه الجميع من حيث التمتع بالحقوق واداء الواجبات بغض النظر عن جنس وانتماء وطائفة المواطن العراقي، لذلك فان الواجب الوطني يدعو كل المخلصين من ابناء الشعب العراق مواطنين واعضاء برلمان ومسؤولين حكوميين ورجال دين....الخ الى العمل واجبار البرلمان على تشريع قانون يجرم الاتجار بالاطفال، وتخصيص ميزانية مناسبة لدور رعاية الايتام وذوي الاحتياجات الخاصة مع مراقبة دورية لكشف المواهب الدفينة لهؤلاء الاطفال ومعاقبة المقصرين بادائهم من المدراء والمشرفين، اما الاهم فهو تغيير النظام التربوي والتعليمي بما يتلائم مع الفكر الانساني متجاهلا الاحقاد والمواريث الدينية والقومية والطائفية التي تزيدنا جهلا وخرافة.

صرخة:- لا تغتالوا الطفولة بسن قوانين مجحفة وجائرة تبيح تزويج القاصرات اللواتي بلغن التاسعة وتعامل المرأة كعبدة جنس خلقت فقط لارضاء شهواتكم، بل تشجعوا واعطوا كل ذي حق حقه.



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

159
المنبر الحر / حوار ام فرض للذات؟
« في: 11:27 20/11/2017  »
يعتبر الحوار من اهم وارقى الاساليب لحل المشاكل والقضايا المصيرية خصوصا عندما يتعلق الامر بمستقبل شعب او مصير وطن، لذلك يلتجأ اليه الحكماء من رؤساء دول او قادة احزب او مراجع دينية ... وغيرهم في حل الخلافات بعيدا عن العنف ولغة السلاح التي اصبحت طاغية على كل اللغات في البلدان المتأخرة التي تحتكم الى مبدأ الاغلبية والاقوى في ادارة شؤون الدولة وتسيير امور الشعب، وذلك تفاديا لاراقة الدماء وتدمير الوطن. وبعد استفتاء اقليم كوردستان العراق على الاستقلال في 25 ايلول وما رافق ذلك من تطورات وتداعيات خطيرة على الساحة السياسية العراقية كان فرضا على ساسة العراق وقادة احزابه ومسؤليه الحكوميين وكذلك المراجع الدينية التحلي بالصبر والهدوء لابعاد شبح الحرب وانقاذ العراق من حرب اهلية محتملة، لكن القلة احتكموا الى العقل وقدموا الكثير من التنازلات لتهدئة الوضع المتأزم واعطاء فرصة لترسيخ السلام والابتعاد قدر المستطاع عن لغة التهديد والسلاح التي لا تزال تهيمن على خطابات بضعة شخصيات تسترخص الدم العراقي.
منذ قيام الاستفتاء لحد يومنا هذا صرحت القيادة الكوردستانية وحكومة اقليم كوردستان اكثر من مرة وفي كل مناسبة، وحتى من دون مناسبة ايضا، انهم على استعداد لحل المشاكل العالقة مع بغداد بالحوار وعن طريق مفاوضات جدية، ورغم ذلك فان الوضع تأزم اكثر لبضعة ايام في بعض مناطق التماس بين البيشمركة والحشد الشعبي وادت الى نشوب نزاع مسلح اوقع قتلى بين الطرفين، لكن سرعان ما عاد الهدوء والسكينة الى تلك المناطق بفضل الجهود الدولية والدعوات الداخلية والخارجية للعودة الى الحوار لايجاد مخرج لهذه الازمة وحل الخلافات بصورة سلمية.
مواقف قيادة وحكومة اقليم كوردستان كانت واضحة وهي الدعوة الصادقة لبدء حوار ومفاوضات جدية لانهاء كل الخلافات مع الحكومة العراقية، وبالمقابل كانت الحكومة العراقية مصرة على شروطها قبل البدء باي حوار او مفاوضات مع الجانب الكوردي ما يدل على تعامل الحكومة العراقية بتكبر وعنجهية  مع الجانب الكوردي الذي ابدى الكثير من المرونة والعقلانية في التعامل مع الجانب الاخر لمنع اراقة وهدر المزيد من الدماء، واخر هذه المواقف الشجاعة ( البعض اعتبروها تنازلات مؤلمة!!! ) كان رد حكومة اقليم كوردستان على قرار المحكمة الاتحادية العليا بشأن عدم وجود نص في الدستور يجيز انفصال اي مكون بالعراق، حيث اكدت حكومة اقليم كوردستان في بيان لها انها تحترم تفسير المحكمة الاتحادية العليا للمادة الاولى من الدستور، وتؤكد التزام الاقليم دوما بالبحث عن حل الخلافات بين السلطات الاتحادية والاقليم بطرق دستورية وقانونية، وهذا يتطابق مع ما يعلن عنه رئيس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي الذي يدعو الى تطبيق الدستور على كل اجزاء العراق.
ما دام الجميع يدعو الى حل الخلافات حسب الدستور والقانون اذن اين الخلل؟
لقد نسي البعض من المؤثرين على الساحة السياسية ان الحوار يعني مناقشة الخلافات والاختلافات بهدوء واحترام دون تعصب او فرض شروط، لتمكين الاطراف المتحاورة من التعبير عن رأيها بحرية لمعرفة الحقيقة والوصول اليها دون ضغوط او اكراه،لهذا فان اي حوار مشروط يندرج في خانة اتفاق بين المنتصر والمهزوم، وهذا النوع من الحوار هو الحوار الدستوري! المشروط نفسه الذي تدعو اليه بغداد وتجبر اقليم كوردستان على قبوله، وبهذا فان الحوار بين الاقليم وحكومة بغداد يفتقد الى معناه الصحيح لان حكومة بغداد مصرة على التعامل مع الاقليم وفق القوة ومبدأ الغالب والمغلوب.
يثبت لنا التاريخ واحداثه ان اي اتفاق يتم بالاكراه او تحت الضغوط يكون مصيره الفشل عاجلا ام اجلا، لان الاسباب المؤقتة القائمة لعقد مثل هكذا اتفاقيات ستزول يوما ما، لذلك على الحكومة العراقية ابداء بعض المرونة والانصياع لصوت العقل بدلا من التباهي بنصر مزعوم وفرض الشروط في التعامل مع القضية الكوردستانية، فبدلا من الترقيع والحلول المؤقتة لقضية عالقة منذ عقود من الزمن على المسؤلين وكل المعنيين والمهتمين بمستقبل الشعب العراقي العمل على ايجاد حلول دائمة مقبولة من قبل الجميع دون ضغوط او تعصب او تغليب طرف على اخر، لان اي حل مؤقت لن يكون سوى بذرة حقد اخرى تزرع في نفوس العراقيين وقنبلة موقوتة تنفجر حين تكتمل ساعتها.
لو اردتم للعراق ان يستقر وللمشاكل ان تنتهي احرقوا كل الاوراق القديمة وابدأوا من جديد بحوار جدي ومتكامل حسب ما ينصه الدستور ويمليه القانون بعيدا عن كل الانتماءات والتأثيرات سواء كانت داخلية او خارجية عندئذ فقط سنشعر ان الوطن بخير.

     
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

160
لو تفحصنا تاريخ العراق منذ تأسيسه كدولة لحد يومنا هذا نلاحظ انه لم يعرف الاستقرار الا لسنوات معدودة، والبقية كانت حروب وقتل وتدمير وملاحقة وتهجير، والسبب في ذلك هو ضمور او بالاحرى موت الشعور بالانتماء للعراق كوطن في نفس كل من تسلط على الحكم باية طريقة كانت وان اختلفت التسميات حول الية الاستيلاء على السلطة والاستئثار بها ( انقلاب، ثورة، انتخابات... )، اضافة الى التصرف بالمال العراقي العام وارواح الشعب كملك شخصي لا يجوز الاعتراض عليه او ردعه، لذلك كان العراق منذ تأسيسه غارقا في الفقر والدم.
ربما يكون العراق من بلدان العالم القليلة التي جربت كل انواع الحكم من ملكي، جمهوري، ديكتاتوري وديمقراطي! لكن اي من هذه الانظمة لم تستطع فرض الامن والسلام وارضاء الشارع العراقي وتلبية مطاليب الشعب، لان كل الانظمة كانت تتبع نفس الالية والمنهج في الحكم مع اختلاف الاشخاص والتسميات، فكل نظام جديد يستمر على النهج القديم للنظام الذي يسبقه مع التشديد في الفتك والقتل والتهجير وملاحقة المعارض، وهذا ما يذكرنا دائما بقصة ( شعيط ومعيط ) التراثية. حيث يحكى في التراث الشعبي العراقي انه كان هناك سارق وقاطع طرق في البصرة اسمه معيط، وبما ان جرائمه وسرقاته كانت تطال الموتى ايضا فان الناس كانت تلعنه وتمقته كثيرا، فلم يكتفي بسرقة الاحياء بل انه كان يسرق اكفان الموتى الذين يجلبون من ايران فيدفنون في البصرة باسم الوديعة لحين نقلها بالقوارب الى الكوفة، ولما مات معيط ظن الناس انهم ارتاحوا من شروره لكنهم ظلوا يلعنونه امدا طويلا، لكن معيط وقبل ان يتوفاه الاجل كان قد اوصى ابنه شعيط بان لا يدخر جهدا ويحاول بكافة الطرق ليرفع اللعن عن ابيه معيط، ففكر شعيط بالامر كثيرا ليجد حلا لتنفيذ وصية ابيه ورفع اللعن عنه واخيرا توصل الى حل وحيد وهو القيام بافعال اكثر شناعة من افعال ابيه، وذلك لينسى الناس ابيه ويلعنوه هو بدلا عنه، وانطلاقا من هذا المبدأ فان شعيط لم يكتف بسرقة اكفان الموتى كما كان يفعل ابوه بل كان يمثل بالموتى ايضا وذلك بوضع الخازوق بمؤخراتهم!، فلما عرف الناس كل ذلك صاروا يرددون ويصرخون ( رحم الله معيط الذي كان يسرق اكفان الموتي فقط ولعنة الله على شعيط الذي اضافة الى ذلك يقوم بالتمثيل بهم ايضا. )، وبهذا رفع شعيط اللعن وسوء الصيت عن ابيه.
قصة شعيط ومعيط تعيد نفسها وتتكرر لكن بصورة اكبر واوسع، لانها لا ترتبط بشخصيات او مناطق او محافظات معينة بل تشمل العراق كله والحكومة هي التي تقوم بالمهمة هذه المرة، فبعد معاناة كبيرة من اسلوب ادارة الدولة وسياستها الخارجية وزج الشعب العراقي بحربين مدمرتين في ظل النظام السابق، ظن الشعب ان تغيير نظام الحكم الذي تم بقوة امريكية- بريطانية في 2003 سيكون بداية جديدة لعصر ذهبي في العراق ينسيه معاناته ويعوضه عن كل الظلم والغبن الذي لحق به طوال كل السنين السابقة، لكن نشوة الفرحة لم تدم طويلا لان المسرحية كانت في البداية والاقنعة كانت زاهية وجذابة ولم نشعر نحن العراقيين بما يحيك من حولنا من خطط جهنمية لتدمير كامل وشامل للعراق.
مرت على عملية تحرير/احتلال العراق اكثر من اربعة عشر عاما والعراق يخطو نحو الوراء دون اعطاء الامل فرصة في التحسن، فموازنة العراق وايراداته بعد 2003 ( لو اعتبرنا هذا التاريخ حدا فاصلا بين عراقين ) تفوق موازنة وايرادات الدولة العراقية منذ تأسيسها لكن رغم ذلك نلاحظ ان نسبة الفقر فيه ازدادات والتعليم اصبح في الحضيض والخدمات مفقودة والارامل تنبش المزابل والايتام يفترشون الارصفة.... وبالمقابل نلاحظ بناء اساطيل مالية لا تعد ولا تحصى لاصحاب السيادة الجدد الذين نهبوا ولا يزالون كذلك مئات المليارات من الدولارات من قوت الشعب وامواله، اضافة الى ذلك فان السياسية العوجاء للحكام الجدد! ادت الى حربا طائفية وقومية بين ابناء الشعب العراقي غيرت النسيج الاجتماعي للبلد وزرعت الحقد والكره في نفوس اهله الطيبين، اما الصفحة الاكثر سوادا التي اضيفت الى التاريخ العراقي فكانت قتل اكثر 250 الف عراقي بريء اما عمدا او ضحية الانفجارات التي تتكرر بين الحين والاخر بسبب الانفلات الامني، وتهجير/هجرة اكثر من مليونين شخص الى خارج البلد ونزوح اكثر من ثلاثة ملايين ومائتان الف شخص بسبب الصراعات والنزاعات الطائفية وسيطرة داعش على بعض المناطق العراقية.
بعيدا عن كل الانتماءات والمزايدات فان ما يحدث في العراق من ظلم وجرائم لا يقارن بكل ما حدث في العراق بكل عهوده وانظمته، فبفضل الحكام الجدد نسي الشعب مساويء كل الانظمة السابقة من قتل وتهجير وملاحقة وحروب وسجون وسراديب التعذيب وساحات الاعدام وعمليات الانفال وتجفيف الاهوار وتدمير القرى والقبور الجماعية... الخ.


همسة:- تبا لكم، جعلتم الشعب يترحم على الايام الخوالي.



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

161
مرة اخرى اظهرت القوى المسيطرة على الساحة السياسية في العراق الجديد الوجه الحقيقي للديمقراطية الزائفة التي يدعون تطبيقها، فالطريقة التي تم بها التصويت على التشكيلة الجديدة للمفوضية كشفت للشعب العراقي والعالم اجمع زيف كل الشعارات والادعاءات التي يفتخر بها حكام العراق ومسؤوليه امام شاشات التلفزيون وكاميرات القنوات الفضائية، حيث بعد جولات عديدة اتفقوا على مفوضية محصصة اختير اعضائها على اساس انتمائهم الطائفي او الحزبي وليس بالاعتماد على استقلالية ونزاهة العضو وشفافيته للقيام بمهامه وواجباته على افضل نحو بحرية وحيادية وباسلوب ديمقراطي بعيدا عن كل انواع التأثيرات والضغوطات الانتمائية، اضافة الى حرمان المسيحيين والتركمان من التمثيل الحقيقي في المفوضية حيث تم التصويت على ممثلين احدهما للمكون المسيحي والاخر للمكون التركماني لكن دون ان يكون لهما حق التصويت في جلسات المفوضة!.
ان اضافة ممثل مسيحي الى المفوضية امر يبعث على السخرية وفي نفس الوقت يدل على الاحتقار والاذلال لهذا المكون، لانه لا يعدو كونه تجميلا لصورة مشوهة وجدا قبيحة والا ما معنى اضافة ممثل مسيحي الى هيئة مهمة كمفوضية الانتخابات دون ان يكون له حق التصويت؟، حيث يكون جوده من عدم وجوده واحدا لا يغير من المعادلة سوى شيئا واحدا وهو حصول شخص ينتمي الى جهة سياسية معينة على امتيازات ومزايا هذا المنصب.
كمواطن عراقي مسيحي لا يهمني ابدا تمثيل ابناء هذا المكون في الحكومة والبرلمان والمفوضية وغيرها من الهيئات والمجالس لان كل هذه المناصب صورية وكارتونية تجمل وجه حكومة بغداد الطائفية امام العالم ليس الا، ما يهمني هو حقوقي المهضومة وحريتي المسلوبة وانفاسي التي اصبحت معدودة بسبب سياستكم الطائفية العوجاء التي جعلت من الوطن جحيما لابنائه الاصلاء.
ما يثير الاستغراب ويبعث في النفس الحزن والالم ليس لاننا اقصينا من التمثيل الحقيقي والفعلي في المفوضية، او لان المتمكسين بزمام الحكم والامور في العراق الجديد اذلوا واحتقروا المسيحيين بهذا الاجراء، ولا لاننا اصبحنا منبوذين في وطن نحن اصلائه وبناة حضارته، لان هذا الامر يعتبر اكثر من طبيعي في بلد اصبح طائفيا حتى النخاع، بل ان ما يهمني ويقتلني الما ان الالية التي تم بها اختيار اعضاء المفوضية واضافة عضو شكلي من المسيحيين اليها كانت فرصة اضافية للتناطح وتصفية الحسابات الشخصية بين اعضاء الكوتا المسيحية في البرلمان العراقي، فبعد اختيار الاعضاء وتشكيل المفوضية بهذا الشكل المعاق تسارع بعض النواب المسيحيين! الى اصدار البيانات والايضاحات والاستنكارات حول المفوضية الجديدة حتى وصل بهم الامر في اخر المطاف الى اتهام بعضهم لبعض في اعاقتهم لتمثيل المسيحيين بصورة حقيقية وفعالة ومرضية وبروز دعوات ومطالبات لمحاكمة ومحاسبة بعضهم!، وبهذا تحول التمثيل الناقص والمخجل للمسيحيين في المفوضية الى خلاف وتناحر بدلا من ان يتحول الى فرصة لتوحيد الجهود والخطاب السياسي لتدويل قضيتنا وانهاء معاناتنا ومأساتنا المتفاقمة.
كل المناصب المخصصة للمسيحيين بدون استثناء سواء في السلطة التنفيذية او التشريعية او القضائية ( التي ليس لنا فيها اسم! ) لم تستغل لرفع الغبن عن ابناء هذا المكون او لانهاء معاناته او لضمان مستقبله، بل كانت ساحة للتنافس اللاشريف ووسيلة لتسلق واحتكار المناصب من قبل الانتهازيين للتمتع بالراتب المغري والمزايا والمخصصات التي ترافق المنصب، وبذلك اصبح المسيحيين في واد واصحاب السيادة في واد اخر، حيث الشعب يقتل ويهجر ويفنى وهم يتلذذون بمعاناة الشعب عبر التلاعب بالمشاعر والعواطف القومية والدينية.
البكاء بدموع التماسيح على قضيتنا لم تعد تخفي حقيقتكم البشعة، فمنذ 2003 وحتى يومنا هذا وانتم تمثلون انفسكم على حساب اسمنا ومعاناتنا ولم نسمع منكم سوى التنديدات والتصريحات دون مواقف تشعرنا باخلاصكم ونزاهتكم، وحتى هذه التصريحات والتنديدات لم تكن سوى وسيلة اضافية لدعم منصبكم والاستحواذ على مناصب اخرى والتمتع ببعض الفتات الذي يلقى لكم دون مراعاة ان ثمن هذه المناصب والمكارم والرواتب هو فناء ابناء جلدتكم.
اذا كنتم حقا مهتمين بقضيتنا ومصيرنا وبضرورة تمثيلنا الفعلي والحقيقي في الحكومة والبرلمان لما كنتم شاركتم بجلسة مجلس النواب وصوتم على المفوضية، وما كنتم رشحتم ممثلين لعضوية المفوضية!، وبذلك فضحتم تناقضكم واثبتم للجميع حقيقة نضالكم وتمثيلكم.

همسة:- تجرأوا وكونوا مرة صادقين مع انفسكم قبل غيركم وكفوا عن التمثيل والبكاء، لان حقوقنا ومناصبكم مثل الخطوط المتوازية لن تلتقي ابدا.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

162
مواقف واراء متباينة ومختلفة تناقلتها وسائل الاعلام بكافة انواعها بعد دخول الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي مدينة كركوك، فبعضهم رقص فرحا والبعض الاخر بكى حزنا وبين هذا وذاك اصبح جدار الكراهية اكثر ارتفاعا وازداد الحقد حجما.
مع كل المناشدات والدعوات المحلية والدولية لحل الازمة العراقية بالطرق والوسائل السلمية الا ان الاقتتال واستخدام القوة لفرض القرارات والاوامر كان النهج الغالب والرابح، ولو مؤقتا، لحل الخلاف القائم بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة اقليم كوردستان، وسبب هذا الاقتتال ليس الاستفتاء الذي اجراه اقليم كوردستان بغية الاستقلال كما يروج له، بل لفرض واقع جديد على العراق عموما واقليم كوردستان، الذي ينعم بنوع من الاستقلالية منذ تسعينات القرن الماضي، بصورة خاصة، لان الاستفتاء جرى بصورة سلمية وكان هناك دعوات كوردستانية سلمية لحل الخلافات عن طريق الحوار والتفاوض لكنها رفضت جميعها من قبل حكومة بغداد التي اشترطت الغاء الاستفتاء قبل البدء باي حوار.
ربما استطاعت حكومة بغداد فرض هيبتها على كركوك ومناطق اخرى بالقوة، واستطاعت ايضا تبديل العلم الكوردستاني المرفوع فوق الابنية والدوائر الحكومية بالعلم العراقي، واستطاعت ايضا اخراج البيشمركة من هذه المناطق بطريقة او باخرى... وامور اخرى كثيرة، لكن هذا لا يعني ان المشكلة حلت والازمة انتهت بل بالعكس من ذلك تماما فان المشكلة كبرت وضخمت والازمة الفعلية الان قد بدأت، لان القوة مهما كانت كبيرة وضاغطة فانها لن تستطيع حل مثل هذه الازمات وادامة امن وسلام هش فرض بالقوة كرها، والتاريخ يشهد على الكثير من الحالات التي انهارت فيها اعتى الجيوش واقوى الدول امام ارادة وعزيمة شعوب صغيرة وضعيفة عسكريا مثل امريكا في الفيتنام والاتحاد السوفياتي في افغانستان.
مشكلة العراقيين ليست في العلم ولونه الذي يرفع هنا وهناك، فلا يهم المواطن العادي البسيط فيما اذا كان هذا العلم احمر او اصفر او ابيض بقدر ما تهمه حياته ونمط عيشه ومستقبل اولاده، مشكلة العراقيين تكمن في الحقد والتعصب الذي بدأ ينمو في دواخلهم بسبب السياسة العوجاء التي اتبعها حكام العراق الجديد وبسبب الخطب الدينية التي يلقاها رجال الدين هنا وهناك لاستغفال الشعب واستغلاله والتي بسببها اصبح الانتماء الطائفي اكبر واقوى من كل الانتماءات الاخرى، واصبح صعبا ان لم يكن مستحيلا قبول الاخر والعيش معه بسلام وامان خصوصا وان العراق اصبح يدار ويحكم من قبل الميليشيات الطائفية المسلحة.
سياسة الاقصاء والتهميش والاحتكام الى القوة لحل المشاكل والمسائل العالقة اثبتت فشلها قديما وستفشل مستقبلا بالتأكيد، كان على الحكومة العراقية التعامل مع الاستفتاء الكوردستاني بعقلانية بعيدا عن لغة التهديد والسلاح، فبدلا من اغلاق المطارات والحدود لمعاقبة سكان كوردستان واستخدام الجيش والحشد الشعبي ضد بيشمركة كوردستان، كان يمكن حل الازمة بالحوار والتفاهم بدون شروط مسبقة، لان اي اقتتال داخلي لا يصب في مصلحة العراق بل يحقق مصالح دول الجوار التي لا تريد للعراق الاستقرار، لكن الذي حدث كان العكس وبذلك ضيع العراقيين جميعا فرصة اخرى لتحقيق سلام داخلي يرضي جميع اطياف الشعب العراقي بغض النظر عن انتماءاتهم.
اذا كانت حكومة بغداد مصرة وعازمة على تطبيق الدستور والقانون فعليها القيام بذلك دون تجزئة او تمييز، اي تطبيق بنود الدستور كليا! وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء! خصوصا الذين نهبوا من اموال العراق مئات المليارات ولا زالوا في اعلى المناصب يديرون الدولة حسب اهوائهم ومصالحهم، عندئذ لم يكن احد يتجرأ على معارضة ما تقوم به حكومة بغداد من خطوات غير مسلحة لتطبيق الدستور وفرض القانون في جميع انحاء العراق دون استثناء.
لو اردنا للعراق الاستقرار ووقف جريان الدم العراقي، المسترخص من قبل اوليائه العائشين في النعيم، باقتتال داخلي يكون كارثة على العراقيين، فعلى المسؤولين والحكام وكل المعنيين البدء بحوار ومفاوضات جدية تخلو من شروط مسبقة وتقديم تنازلات حسب الممكن لابعاد العراق عن حرب اهلية محتملة لن تجلب للشعب سوى المزيد من الالم والويلات وللوطن المزيد من الدمار.

همسة:- مأساة العراق ليست في العلم بل في ضمور وموت الشعور بالانتماء اليه من قبل المسؤولين الجدد.



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

163
السيد نامق ناظم جرجيس ال خريفا المحترم
ربما جاء نشر المقالة في المواقع الالكترونية متأخرا بعض الشء وذلك بسبب انتظاري لنشرها في الجرائد ، هذه المقالة كتبتها وبعثتها للنشر قبل احداث كركوك الاخيرة.... لكن رغم ذلك فان المقالة ومضمونها لم يفقدا اهميتهما حسب اعتقادي.
اما قولك اني من اهل الكهف، فاتمنى ان يتسع فكرك وصدرك لجوابي، الثقافة والذكاء ليسا حكرا على اهل المدن ومن كان من القرى والجبال لا يعني انه جاهل..... اتمنى ان تقرأ جيدا ما كتبته قبل سنوات عن العراق وتطابقه مع ما يحدث في العراق الان لتعرف وتتأكد انك تسرعت في حكمك وتطاولت على انسان لا تعرفه جيدا ( كل مقالاتي محفوظة في موقع عنكاوا الموقر وموقع الحوار المتمدن واذا احتجت سابعث  لك النسخ المحفوظة من المقالات التي نشرتها في بعض الجرائد التي يحلم الكثيرين في نشر كلمة فيها وليس مقالة.. )
اما قولك ان الامر للنشر وفقط! فهذا امر مضحك بالنسبة لي شخصيا، لانني وخلال كل مسيرتي الصحفية لم اركض وراء النشر بل ركضوا ورائي واتصلوا بي مرار لمراسلتهم ونشر مقالاتي، هذا للعلم وليس للتباهي، فالكثير من مقالاتي تنقل وتنشر في مواقع وجرائد دون علمي ودون استشارتي وان دل هذا على شيء فانما يدل على قوة مضمونها وصحتها ( البعض من مقالاتي اخذت من المواقع الالكترونية التي انشر فيها لتصبح افتتاحيات لجرائد! )، لذلك وبكل تواضع اقولها لا تهمني حالة النشر ابدا......
مودتي وتقديري

164
شروط وتصريحات حكومة بغداد ومعها قادة الحشد الشعبي في التعامل مع استفتاء اقليم كوردستان ونتائجه غير واقعية ولا تبشر بالخير ابدا، حيث ما زالت، حكومة بغداد، على رأيها في التمسك بالشرط التعجيزي بالنسبة لاقليم كوردستان الا وهو الغاء الاستفتاء ونتائجه!، اضافة الى رفضها للمبادرات التي قام بها رئيس البرلمان ونائبي رئيس الجمهورية واعتبار هذه المبادرات بالشخصية والاتية من خارج الحدود والحكومة غير ملزمة بها ولا تضع لها اي اعتبار، وهذا الموقف المتشدد يؤكد للجميع ويثبت لنا نحن العراقيين بان حكومة بغداد مصرة على ارضاخ كوردستان لقراراتها واطاعتها بصورة عمياء دون اعطاء فرصة للتفاوض او حتى النقاش، وبذلك يبدو ان طبول الحرب ستدق من جديد خصوصا وان تركيا وايران تدعمان حكومة بغداد في قمعها لشعب كوردستان.
نعرف جيدا ان العلاقات الدولية مبنية على المصالح، وان هذه العلاقات عندما تتغير بدرجة كبيرة في مدة زمنية قياسية، كما يحدث الان في العلاقات بين تركيا من جهة وايران والعراق من جهة اخرى، فان هناك شيء كبير وخطير يحدث ما وراء الستار وان ثمن هذا التغير الفجائي في العلاقات ثمنه باهض جدا.
بالرجوع الى التاريخ العراقي الحديث والتمعن في مسببات الاحداث ونتائجها، نلاحظ ان اكبر واهم اسباب عدم استقرار العراق كان عدم ايجاد حل جدي ومثالي للقضية الكوردية، وهذا كلف العراق مالا لا يقدر وارواحا لا تحصى، فبالاضافة الى زج الجيش العراقي في قتال مع الاحزاب الكوردستانية، فان القضية الكوردية كانت من اهم الاسباب التي ادت الى دخول العراق في حرب مدمرة طويلة استنزفت العراق ماليا وحصدت من كل بيت عراقي، تقريبا، روحا فتية طاهرة وبريئة اقتيدت الى الموت كرها ( القصد هو الحرب العراقية الايرانية التي اندلعت اثر الغاء اتفاقية الجزائر الموقعة بين الطرفين لضرب الثورة الكوردية).
ففي عام 1975 تم عقد اتفاقية بين العراق وايران  سميت باتفاقية الجزائر ووقعت بين نائب الرئيس العراقي آنذاك (صدام حسين) وشاه ايران (محمد رضى بهلوي) وباشراف رئيس الجزائر (هواري بومدين)، وكان هذا الاتفاق ينص على اعتبار نقطة خط القعر كحدود مائية بين الدولتين، ونقطة خط القعر هي النقطة التي يكون فيها الشط باشد حالات انحداره!، وبذلك رضخ العراق للشروط الايرانية وتنازل عن حقوقه في جزء لا يستهان به من مياهه الاقليمة لايران، ام الهدف من هذا الاتفاق كما هو معلوم فكان ضرب الثورة الكوردية وحصرها من عدة محاور ووقف دعم شاه ايران لهم، اي ما معناه تنازل الحكومة العراقية عن حقوقها وسيادتها لدولة اخرى لضرب شعب كوردستان والذي هو جزء من الشعب العراقي.
ما يحصل اليوم في العلاقات التركية العراقية والتركية الايرانية، يشبه كثيرا ما حصل في 1975 لكن باختلاف صغير، فما حصل في 1975 كان علنيا ورسميا وتم باتفاق وتوقيع البلدين بحضور واشراف رئيس دولة اخرى وكان مكشوفا للجميع، اما ما يحدث اليوم فهو مخفي ومستور وغير معلن ولا احد يعرف الثمن هذه المرة غير المتفقين عليه، فليس هناك من استثناء في عدم معرفة نوع وطبيعة العلاقات الباردة والمتوترة بين تركيا وعراق وايران التي تحولت بين ليلة وضحاها الى علاقات ودية وتحالفات عسكرية لمحاصرة شعب كوردستان وضربه على اثر استفتاء الاستقلال الذي قام به!.
ليس خافيا على احد حجم وطبيعة المصالح التركية في اقليم كوردستان التي لا يمكن ان تستغني عنها بسهولة دون مقابل، ربما يكون هناك مخاوف تركية وايرانية من قيام خطوة مماثلة من قبل كورد هذه الدول لكن هذا لا يبرر كل هذا التصعيد والتهديد والتحشيد ضد كيان لم يولد بعد، مع كل الممارسات والتأكيدات الكوردية بان هذا الكيان لن يكون عامل تهديد لاي من هذه الدول، اضافة ان قطع العلاقات التجارية مع اقليم كوردستان يضر بتركيا قبل ان يضر باقليم كوردستان، لذلك لابد، بل ومن المؤكد، ان الحكومة العراقية قدمت بدائل اكثر اهمية واكثر ربحية لتركيا لغلق الحدود والتوحد ضد تطلعات وارادة الشعب الكوردستاني ( هناك تسريبات اعلامية تؤكد ان الجانب العراقي سيعوض تركيا عن الخسائر المادية الناتجة عن غلق الحدود وايقاف عملية تصدير النفط، والايام وحدها ستكشف حجم الثمن الان ومستقبلا ).
كان يمكن للحكومة العراقية بدل تكرار اخطاء وممارسات الماضي ضد شعب كوردستان ان تدعو الى حوار جدي وبناء يحفظ الارواح ويصون سيادة العراق دون تدخلات خارجية تؤجج الصراع وتبقي ابناء العراق منشغلين بالصراع والتقاتل فيما بينهم بينما دول الجوار تتهنى بخيراتهم.



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

165
يعتبر الدستور القانون الاعلى والاسمى ولا يمكن لاي قانون اخر مخالفته في البلدان المتمدنة والمتحضرة التي يسودها القانون، فهو يحدد شكل الدولة فيما اذا كانت بسيطة او مركبة ونوعية نظام الحكم كونه ملكي او جمهوري وشكل الحكومة رئاسية ام برلمانية، اضافة الى ذلك فان الدستور ينظم السلطات العامة من حيث التكوين والاختصاص والعلاقات بين السلطات وحدود كل سلطة والواجبات والحقوق الاساسية للافراد والجماعات، وسلطة الدستور هذه تأتي من كونه يعبر عن ارادة الشعب الذي غالبا ما يعبر عنها بالتصويت المباشر على نصوصه.
ككل شعوب العالم التواقة للحرية صوت الشعب العراقي  على الدستور الجديد في 15 تشرين الاول  2005 املا في بناء بلد حضاري متمدن يسوده الدستور ويحكمه القانون بعيدا عن الحروب وملاحقة المعارضين والحكم عبر الاهواء والنزوات الشخصية من قبل الشخصيات الحاكمة او افراد عوائلهم او تابعيهم من الحواشي، لكن الذي حدث ولا يزال مستمرا لحد اليوم هو ان الدستور الديمقراطي الذي يتباهى به ( ويحتكم اليه ) السادة حكام العراق الجديد لم يكن سوى حبرا على ورق ولم يتم التعامل به الا في ما ندر.
من ابرز الانتقادات التي توجه الى الدستور العراقي هي كتابته والتصويت عليه بسرعة بمقاطعة سنية واضحة، لكن رغم ذلك فان الدستور اقر بموافقة 78% من المصوتين ودخل حيز التنفيذ عام 2006، ومنذ ذلك الحين  حتى يومنا هذا لم يكن الدستور سوى وسيلة لتجميل الوجه القبيح للعراق الجديد واداة لقمع واسكات المعارض كما يحدث الان مع اقليم كوردستان بسبب الاستفتاء على الاستقلال، لان الدستور الذي يحتكمون اليه ويتحججون به في الازمات لم يطبق منه حرف واحد منذ دخوله حيز التنفيذ حتى يومنا هذا، ولتأكيد قولنا سنتخذ من بعض مواد الدستور مثالا.
ينص الدستور في المادة (6) : ( يتم تداول السلطة سلميا عبر الوسائل الديمقراطية المنصوص عليها في هذا الدستور. )، نحن كعراقيين نعرف جيدا ان هذه المادة رغم وضوحها في الدستور فانها لم تطبق ابدا، بل بالعكس من ذلك فان الصراع على السلطة والتشبث بها واحتكارها كلفا العراق ما لا يقدر من اموال وارواح ( تصريحات حكام اليوم تؤكد ان السلطة اصبحت من الميراث لذلك لا يمكن تسليمها بسهولة ابدا )، فلو كان ساسة وحكام العراق الجديد يؤمنون بهذه المادة ونصها ما كان رئيس الوزراء السابق يهدد ويعرقل نقل السلطة بعد انتهاء مدته وما كان نواب رئيس الجمهورية اصبحوا ثلاثة بدلا من اثنين.
وكذلك ينص الدستور في المادة (7) اولا: يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه وتحت اي مسمى كان، ولا يجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون)، لم تطبق هذه المادة الا جزئيا وتم التعامل بها بكل دهاء ومكر وازدواجية، فمن ناحية حزب البعث والبعثيين ( حتى المؤيدين والمتعاطفين ) طبقت عليهم بكل صرامة، اما من ناحية الحكام واقربائهم وابناء طائفتهم فلم يكن لها وجود اصلا، لانه وامام مرأى ومسمع كل مسؤولي وقانونيي العراق الجديد تعرض المسيحيين وبقية الاقليات الدينية الموجودة في العراق منذ الاف السنين الى الخطف والقتل والتهجير والتكفير والتحقير والاذلال بصورة علنية دون ان نتلمس اية اجراءات قانونية او قضائية بحق القائمين بذلك!، وكأن هؤلاء ( غير المسلمين ) ليسوا ابناء العراق الاصلاء بل عشبة ضارة يجب اقتلاعها لذلك لا يحميهم القانون والدستور لا يعنيهم هم بالذات.
وفي المادة(9) : ثانيا ينص الدستور على :- ( يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة. )، لو كان الدستور سيدا واحتكم اليه بصورة صحيحة لكانت هذه المادة قد انقذت ارواح عشرات الالاف من ابناء شعبنا التي زهقت من قبل الميليشيات المسلحة التابعة لاصحاب السمو في العراق الجديد، واذا كان الدستور واضحا في حظره هذا فكيف اذا اصبحت الميليشيات تسرح وتمرح في الوطن دون مسائلة؟  ( المضحك المبكي ان قادة الميليشيات المحظورة دستوريا تهدد اقليم كوردستان علنيا! ).
وينص الدستور ايضا في المادة (18) رابعا على :- يجوز تعدد الجنسية للعراقي، وعلى من يتولى منصبا سياديا او امنيا رفيعا التخلي عن اية جنسية اخرى مكتسبة، وينظم ذلك بقانون. )، قبل تطبيق بنود الدستور على الشعب كان من المفترض ان يحتكم الى نصوصه حكام ومسؤولي العراق الجديد ليكونوا مثالا يحتذى لكن بدلا من ذلك كانوا هم اول من اغتالوه وهو في المهد، فكم من مسؤول عراقي طبق هذه المادة او طبقت عليه؟.
 بالاضافة الى كل ذلك ينص الدستور في المادة (140) على مسؤولية السلطة التنفيذية على انجاز وبصورة كاملة ( التطبيع، الاحصاء وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها لتحديد ارادة مواطنيها ) في مدة اقصاها 31/12/2007، فلماذا لم تحرك السلطات التنفيذية ساكنا ازاء هذه المادة منذ ذلك الوقت لحد يومنا هذا؟.
ان الخلل ليس في الدستور المولود ميتا كما يروج، بل في العقول التي تدير البلد بعد 2003، فبالرغم من الاخطاء المميتة التي ارتكبتها الحكومات السابقة لازالت حكومات العراق الجديد تدير البلد بنفس العقلية مرتكبة نفس الاخطاء ( ان لم تكن اسوأ )، وهذا دليل على ان العراق يرجع الى الوراء بدلا من التقدم الى الامام ونسيان الماضي الدامي والمؤلم.


همسة:- ايها السادة ( الدستوريين ) الدستور لا يمكن تجزئته او انتقاء المناسب منه، فاما ان يطبق كاملا او يرمى في سلة المهملات كونه قناعا لم يعد ينفع لاخفاء البشاعات.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

166
في برنامج حول الاستفتاء... الرافدين الفضائية تستضيف الكاتب كوهر يوحنان عوديش
http://www.ankawa.org/vshare/view/10581/gawhar/

167
الى الاخ والصديق العزيز الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بافضل حال
شكرا لمرورك الدائم واهتمامك بما نكتب، وهذا يشبه باهتمام المعلم بتلاميذه وانت مشكور عليه، اضافاتك تنورنا دائما وان اختلفنا، استاذي العزيز لو دخلنا في مناقشة حول الدستور العراقي فاننا لن ننتهي ولن نصل الى اتفاق او تفاهم ما لان الدستور العراقي حبر على ورق! وان اول من خالفه هم نفسهم الذين يدافعون عنه ويتهمون الكورد بمخالفته، لذلك سنترك الدستور جانبا. نعم استاذي العزيز انا منحاز الى الكورد والسبب لان الحكومة والقيادة الكوردية كانت الاولى في حمايتنا ومساعدتنا ومد يد العون وفتح ابواب كوردستان امام المهجرين من المسيحيين من المناطق الجنوبية منذ 2003 لحد اليوم، فلو تركنا ضغائن الماضي والمشاعر الانتمائية سنلاحظ ان الكورد وحدهم كانوا اصدقاء المسيحيين في المحن والاوقات الصعبة، وكل ما يثير هنا وهناك من مسائل اخرى ليست سوى عراك وتقاتل من قبل ابناء شعبنا على الكعكة، بالاضافة الى ان كل المزايدات من احزابنا وقادتنا ليست سوى وسيلة لاتخاذ شعبنا وقضيتنا لتحقيق منافع وتسنم مناصب.....

سلامي ومودتي
كوهر يوحنان

168
الاخ والصديق العزيز الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بافضل حال
استاذي العزيز رغم احترامي وتقديري لما تكتب وتعبر عنه رغم اختلافي معك في بعض المواضع.... لكن الا ترى معي بان النفق مظلم ومن الصعب الخروج منه لعدم وجود اي بصيص نور او امل؟ العراق يفتقد للوطنيين ولابناء مخلصين، وما دامت الحكومة تتشكل على اساس الانتماء الطائفي فمن الصعب جدا او من المستحيل بناء وطن متمدن بالاضافة الى تبعية حكام العراق لايران بالمطلق، واذا كان هناك استقرار في العراق لو استمر الحكم على المنوال فسيكون بعد مئات السنين وذلك عندما يصبح الوطن ذو لون واحد وطائفة واحدة... لذلك لا السيد حيدر العبادي ولا غيره يستطيع قيادة العراق الى مرفأ الامان لان الجميع بيادق ....
سلامي ومودتي
كوهر يوحنان

169
مع اقتراب موعد استفتاء اقليم كوردستان العراق  للبقاء ضمن العراق او الانفصال عنه المزمع اجراءه في 25/9/2017 اي بعد ايام قليلة، كثرت الاقاويل والتصريحات والتهديدات الصادرة من هنا وهناك لتبعث في نفوس العراقيين بكل فئاتهم وطوائفهم وقومياتهم الخوف والقلق، وتعيد الى الذاكرة الحروب والمآسي التي دفع ثمنها الشعب العراقي مالا ودما لا يعوض ولا يقدر خلال سنوات طويلة بسبب الفكر القومي الشوفيني والعنصري الذي حكم العراق لعقود من الزمن، حتى ان خطاب الكراهية والتلويح باستخدام القوة ضد اقليم كوردستان بلغ حدا يعتقد فيه المواطن العادي والمتابع للاخبار ومجريات الامور ان الحرب الكوردية العربية قادمة لا محال.
لو رجعنا الى الوراء قليلا وبالتحديد الى ما بعد اسقاط النظام العراقي السابق عام 2003، سنلاحظ ان العراق شهد تهدورا امنيا وسياسيا واقتصاديا خطيرا لم يشهده البلد منذ تأسيسه، وبدلا من ايجاد حل توافقي ينهي المأساة العراقية والبدء ببناء وطن يسوده القانون وينعم بخيراته جميع ابنائه بغض النظر عن دينهم ولونهم وانتمائهم الحزبي والقومي والطائفي، لمسنا العكس من ذلك تماما فلم تستقر الامور حتى بدأت الكارثة الاكبر تحل من جديد، فالشعب الذي عانى ما عانى من كثرة الحروب في عهد النظام السابق دخل من جديد حربا دموية ليس فيها عدو وليس لها حدود بل هي حرب خفية يقتل فيها الفرد على الهوية!، فالعراق في عهد النظام السابق دخل حروبا خارجية مع دول الجوار وحروبا داخلية مع الكورد حيث كان المتقاتلين والمتحاربين يعرفون عدوهم ويعرفون من يقاتلون، اما في العهد الديمقراطي ( اي بعد 2003 ) فان المواطن العراقي لا يعرف من يقاتل لان عدوه اصبح ابن بلده، فاما هو واحد من جيرانه او اصدقائه او احد ابناء محلته .... لانه يكفي ان يأمر السيد الطائفي او حتى يؤشر لتندلع الحرب ويذهب ضحيتها الاف الابرياء دون سبب، او يكفي ان تنتمي الى طائفة معينة او دين معين لتكون هدفا للميليشيات المنتشرة في ربوع الوطن.
ربما يستطيع المواطن العراقي نسيان مئات المليارات التي نهبت من اموال الشعب من 2003 حتى يومنا هذا، وينسى ايضا الاميين الذين دخلوا قبة البرلمان او عينوا في مناصب مهمة ومرموقة في الحكومة بشهادات مزورة، وينسى ايضا كل الشعارات الرنانة التي اطلقتها الاحزاب والكتل الدينية عند بدء كل دورة انتخابية جديدة، وينسى ايضا كل الظلم الواقع على المواطن البسيط من مؤسسات الدولة ودوائرها وينسى .... وينسى ....، لكن من الصعب ان ينسى سبب نزوحه وتهجيره وقتله وتدمير بيته ووطنه، وسبب كل هذا كان قادة العراق الطائفيين الجدد الذين سكبوا الزيت على النار متظاهرين محاولة اخمادها.
اكبر الاخطاء القاتلة والمميتة التي ارتكبها المتنفذين والمتسطلين على رقاب الشعب ما بعد 2003 كان تسييس الدين واتخاذ الطائفة معيارا واساسا لتوزيع المناصب واحتكارها وبهذا فرقوا الشعب وزرعوا الفتنة بين ابنائه، وما ان اشتد عودهم ( الحكام الجدد ) في الحكم حتى بدأوا بتنفيذ مخططاتهم واجنداتهم التي اظهرت الحقيقة المخفية والتي كانت غريبة وبعيدة عن طموح وهموم الشعب العراقي، وابشع هذه الاجندات والمخططات كانت احتكار السلطة من قبل طائفة واحدة وتهميش واقصاء جميع المكونات الاخرى.
التذرع بعدم دستورية استفتاء اقليم كوردستان واللجوء الى المحكمة الاتحادية والبرلمان العراقي للتصويت واصدار القرارات بهذا الخصوص ليس سوى اخر وسيلة لحفظ ماء الوجه وتغطية اخفاقات الحكومات الجديدة، فلو كان البرلمان والحكام ومعهم القانونيين بهذه الجدية والاخلاص في التعامل مع القضايا المصيرية التي تمس حاضر الشعب ومستقبل الوطن ما كان ابدا حصل للعراق ما حصل!، فاين كان كل هؤلاء ( الحكام والبرلمانيين والقانونيين ) ولماذا لزموا الصمت كل هذه المدة، فلو كان الدستور سيدا والقانون معمما لما كان العراق قد افرغ من مسيحييه واقلياته الدينية وما كان ابنائه هجروا ونزحوا الى دول الجوار او اقليم  كوردستان بسبب انتمائهم الديني او الطائفي، وما كانت الصفقات الفاسدة ترفرف فوق بناية البرلمان بكل فخر! دون تحقيق او متابعة او حتى سؤال؟ وما كانت مئات المليارات تنهب من اموال الدولة علانية في وضح النهار بينما الشعب يعاني ويعيش في الفقر ويفتقد الى ابسط مقومات الحياة، يا ترى اين كان هؤلاء الوطنيين منذ 2003 لحد اليوم وهذا الوطن ينزف ويدمر؟.
تهديد اقليم كوردستان باستخدام القوة ضده اذا ما استمر في تنفيذ الاستفتاء من قبل الحكومة تارة وميليشيات الحشد الشعبي تارة لن يؤدي بدوره الى ترويع واخافة الاحزاب الكوردستانية والشعب الكوردستاني وبالتالي الى العزوف والعدول عن اجراء الاستفتاء، بل بالعكس من ذلك تماما يزيدها عزما واصرارا للمضي في قرارها الانفصالي بدون وجود بدائل وضمانات مقنعة ومرضية، والحرب اذا ما نشبت بين الكورد والعرب كشعوب ( لا سمح الله ) فانها بالتأكيد ستأكل الاخضر واليابس معا وتؤدي الى تدمير ما بقى من العراق المدمر اصلا، لذلك على الملوحين باستخدام القوة مراجعة خطابهم التهديدي الاف المرات قبل القاءه او النطق به، وبدلا من هذه التهديدات عليهم تقديم بدائل معقولة للبدء بالحوار وحل المشاكل عبر التفاوض والتفاهم بعيدا عن لغة السلاح.

همسة:- بدلا من تهديد اقليم كوردستان وشعبه باستخدام القوة لفرض اوامر بغداد كان الاجدر بحكومة بغداد وميليشيات الحشد الشعبي الدعوة الى الحوار الهاديء العقلاني بعيدا عن لغة التهديدات الطائفية والقومية، وفي نفس الوقت توجيه انذار رسمي عن طريق وزارة الخارجية الى دول الجوار، التي صرحت انها ستقوم بشن هجوم واجتياح اقليم كوردستان لمنع الاستفتاء، باعتبار ان مسألة الاستفتاء في اقليم كوردستان تعتبر شأنا داخليا ولا يحق لاحد التدخل فيه او التطاول على السيادة العراقية. 


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

170
الاخ العزيز هنري سركيس المحترم
اجمل تحية...
الصراع على المنافع على حساب قضيتنا القومية انسى المتنفذين والمتاجرين الموجودين على الساحة كل شيء حتى حليب امهاتهم واسماء ابائهم فلا تستغرب انقراضنا، انه الم لا يوصف لكن الالم الاكبر هو انه لا زال هناك من يمدح هؤلاء ويتغزل بهم.....

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

171
الاستاذ العزيز سامي بلو المحترم
تحية طيبة
بداية شكرا على مرورك الكريم واضافتك الرائعة، استاذي العزيز يوجد بيننا الكثير من المخلصين وقادة عملوا بجد وجهد لكن في المقابل كان يوجد من يستغل العواطف والمشاعر القومية ليحتفظ بمنصبه وايراداته وهذا ما اوصل شعبنا الى هذا الحال المزري، فرض المصالح الشخصية وشخصنة القضية كانت من اولويات ممتهني السياسة من المحسوبين على شعبنا وهيهات لامة ان تنهض اذا كانت مختصرة ومرتبطة بشخص او او اشخاص انتهازيين حقراء
سلامي ومودتي
كوهر يوحنان

172
الاخ Kaz Barkho المحترم
شكرا على مشاركتك، اتفق معك في ما ذهبت اليه لكن هناك من يعمل لتحقيق مصالحه الشخصية وسيكون بالضد من كل عمل او حراك يقوض سلطته او يحوول دون تحقيق هذه المصالح ويستمد قوته، ومع شديد الاسف، من استغلال العواطف والمشاعر الدينية والقومية.
تحياتي
كوهر يوحنان

173
الاخ العزيز هنري سركيس المحترم
اجمل تحية
اتمنى ان تكون انت والعائلة الكريمة بالفضل حال
شكرا لمرورك الدائم وتعليقك وتقييمك واضافاتك الرائعة على ما نكتب باستمرار،لان كل اضافاتك تعتبر تكملة قيمة لما نسيناه او نجهله فشكرا ثانية.....
نعم اخي العزيز نحن بحاجة الى ثورة لكن متى واين وكيف تبدأ فلا نعرف؟
سلامي ومودتي
كوهر يوحنان

174
بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991 بدأت الاحزاب الشيوعية في بقية دول العالم بدراسة ومراجعة سياستها الداخلية والخارجية لما كان لهذا الانهيار من اثر سلبي على معتنقي الفكر الشيوعي، حيث بدأ السياسيين والمثقفين والكتاب والنقاد الشيوعيين بالخروج عن النهج المقدس! والمتشدد والتحول تدريجيا للتكييف مع الوضع الجديد والاستفادة منه اذا امكن، وبدأت الاحزاب الشيوعية تراجع مناهجها لمعرفة مكامن الخلل واسباب هذا الانهيار المأساوي، وبغض النظر عن الاسباب الحقيقية المسببة لانهيار الشيوعية ارتأت الكثير من الاحزاب الشيوعية ان تغيير اسمها من الشيوعية الى الاشتراكية يؤدي بدوره الى الاحتفاظ برصيدها وعدم خسرانها لاعضائها ومؤازريها ظنا منهم ان العلة كانت في الاسم وليس في الاشخاص والمنهج!!! ( لم يكن ذلك سوى وسيلة وطريقة ملتوية من قبل بعض الانتهازيين للاحتفاظ بالقيادة والتمتع بمزايا المنصب لاطول فترة ممكنة ).
ما يحدث على ساحتنا القومية اليوم من قبل احزابنا القومية! ( اعتقد جازما اننا لا نملك احزاب قومية بالمعنى الصحيح والدقيق، بل هناك اشخاص وعصابات تتخذ من اسمنا وقضيتنا ماركة تجارية لا اكثر ) يشبه كثيرا ما قامت به الاحزاب الشيوعية في تلك الحقبة، فبعد كل الاخفاقات والعجز في التعامل مع ابسط قضايانا القومية نلاحظ ان هذه الاحزاب والمشرفين عليها لم يشعروا بالملل او الخجل، بل بالعكس من ذلك تماما لا زالوا مستمرين في تجميل صورتهم امام ابناء شعبنا وتعداد انجازات!!! نضالهم على مسامعنا وكاننا اغبياء وسذج!، واخر وسيلة يائسة للاحتفاظ بالمنافع ( او بالاحرى احدث طريقة للضحك على الذقون ) كان تأسيس المجلس الاعلى لاحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( سوريا )!!!، وكأن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية الذي انبثق قبل سنوات قد غمرنا بالخيرات والانجازات منذ انبثاقه حتى اليوم، وتجاهل هؤلاء المؤسسين ( مؤسسي المجلس الاعلى لاحزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ) المكامن الحقيقة للعلة، كما فعل بعض الشيوعيين بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لانهم بفعلتهم هذه ارادوا التغاضي عن الاخفاقات السابقة واخفائها ظنا منهم ان تغيير الاسم من هذا الى ذاك سيمنحهم زخما ووقتا اضافيا للبقاء في مناصبهم وحصد الاكثر، ونسوا او تناسوا ان التاريخ الاسود والمواقف المشينة والمعيبة لن تمحو بمجرد تغيير اسم، لان الخلل الحقيقي لم يكن يوما في تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية كاسم بل كان في الاشخاص المشرفين والمسيطرين على الاحزاب والتنظيمات المشاركة في هذا التجمع، لانهم كرسوا هذه الاحزاب والهيئات لتحقيق مصالح واهداف شخصية بعيدا عن الهموم والقضايا القومية واثبتوا فعليا ان قضيتنا ومعاناتنا ومآسينا وووو ... ليست بالنسبة اليهم سوى سلما لارتقاء المناصب والتمتع بالمنافع.
 خداع الشعب وتضليله من قبل اشخاص انتهازيين فرضوا انفسهم كقادة وسياسيين اصبحت مهنة العصر وارقى وظيفة يطمح اليها كل منافق وكذاب ومتاجر للوصول الى السلطة، لذلك نلاحظ ان الساحة السياسية اصبحت تخلو من الصادقين والمخلصين ومن جهة ثانية امتلأت بالسماسرة والدجالين، وخير مثال على ذلك ما وصل اليه حال شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق فبعد كل االجرائم التي ارتكبت بحقه وكل المعاناة التي تكومت فوق ظهره وكل المآسي والمظالم التي لحقت به لا زال اصحاب البدلات الانيقة واربطة العنق الفريدة يتصارعون على المنصب وما يرافقه من مزايا ومخصصات ونثريات وملايين الدولارات من وراء الستار تاركين الشعب يسبح في معاناته وحيدا غريبا، وبالمقابل ينهض قلة من الصعاليك وسياسيي الصدفة ليتحكموا بحاضر ومستقبل شعبنا ويحصدوا الملايين من الحرام على حساب معاناتنا ودمائنا وبقائنا، فاذا كنا كشعب نملك احزاب قومية وساسة يعملون من اجل الشعب وقضيته هل كنا وصلنا الى نحن عليه الان؟
اتفق كليا مع تأسيس مجلس او تجمع يضم كل احزاب شعبنا القومية وسياسييه يدرس ويتعامل مع قضية شعبنا بجدية واخلاص ويقدم ورقة مطالب بصوت واحد الى حكومة بغداد وحكومة اقليم كوردستان بعيدا عن المزايدات، لكن ان يضم هذا المجلس او التجمع المخلصين والاوفياء من ساسيي شعبنا ليكون الصوت المعبر عن قضيتنا وليس وكرا اضافيا لاجتماع مصاصي الدماء للمعاشرة وتفريخ المزيد من امثالهم، فلو تأملنا المجلس المشكل من ناحية الاحزاب والاشخاص نلاحظ انهم هم انفسهم الموجودين على الساحة منذ سنوات وكانوا جزءا من تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية وعقدوا مئات الاجتماعات ونطقوا بكبير الكلام كثيرا لكن ماذا كانت النتيجة؟ ماذا كانت الانجازات؟ ماذا قدموا للشعب؟ وهل كانت لقاءاتهم واجتماعاتهم اكثر من صورة تذكارية تظهر فيها الاسنان! وتكون بداية لصراع طويل على منصب كارتوني؟،

همسة:- ليس كل من فتح محلا تجاريا للاسترزاق يعتبر سياسي ولا هذا المحل يعتبر كحزب.



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

175
الاستاذ هادي جلو مرعي
تحية طيبة
ما تقوله معلوم ومعروف وهو اختصار لما يحدث لاكثر الف عام، لكن السؤال المهم هو هل ان هذا العقل قابل للتطور ام سيبقى منغلقا كما هو لتسير الامور على نفس المنوال؟
تحياتي
كوهر يوحنان

176
رغم التطور الحاصل في العقل البشري ونمط الحياة الاجتماعية الا ان هناك مجتمعات كثيرة ظلت اسيرة العادات والتقاليد الفانية التي اكل عليها وشرب تمنع وتحرم الافراد من مواكبة التقدم والتطور الحاصل في مجال حقوق الانسان وحرية الاعتقاد والتعبير عن الرأي، ويكون هذا المنع والتحريم عن طريق استغلال الانتماء الديني والمذهبي والطائفي من قبل رجال الدين تارة او عن طريق استغلال الانتماء القومي والحزبي من قبل الساسة والقادة القوميين تارة اخرى، فلا زالت الكثير من المجتمعات في الشرق الاوسط والدول النامية تسلب الفرد حرية تعبيره واختياره وذلك باستغلال ضعفه او جهله او انتمائه الديني والقومي والطائفي، وخير مثال على سلب ارادة وحرية الفرد هو الزواج القسري ( الزواج بالاكراه ) حيث غالبا ما تجبر الفتاة على الزواج من شاب لا تحبه ولا تكن له اية مشاعر، وفي حالات نادرة يكون العكس اي يجبر الشاب على الزواج من فتاة لا يحبها، ونتيجة هذا النوع من الزواج معروفة وليست الى بحاجة الى شرح او تفسير.
علاقة اقليم كوردستان العراق مع حكومة بغداد المركزية تشبه كثيرا علاقة زوجين تزوجا قسرا ارضاءا للوالدين او خوفا منهما، لذلك نلاحظ ان نتائج الوحدة القسرية ( او الزواج القسري) بين اقليم كوردستان والحكومة المركزية كانت كارثية منذ البداية دفع ثمنها العراقيين اموالا وارواحا لا تحصى ولا تقدر، والسبب في ذلك كان التعجرف والتكبر الذي يصاحب اصحاب السلطة في الحكومة المركزية عند التعامل مع القضية الكوردية، بالاضافة الى اللجوء الى القوة لاسكات اي صوت كوردي مطالب بالحقوق والمساواة في التعامل على اساس الانتماء الوطني، لذلك نلاحظ ان الحرب الاستنزافية كانت قائمة بين الشعب الكوردستاني والحكومة المركزية منذ القديم ونتيجتها كانت تدمير العراق شعبا ووطنا.
كان يمكن للعراق الجديد ( عراق ما بعد 2003 ) ان يصبح نموذجا للديمقراطية والتعايش الاخوي المشترك لو شعر قادته ومسؤوليه الجدد ورجال دينه الاكارم بقليل من الالم الذي يعتصر قلوب ملايين العراقيين جراء السياسة العوجاء التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة على الحكم منذ تأسيس الدولة العراقية، لكن بدلا من زرع روح التسامح وتقوية اواصر المحبة بين اطيافه المتعددة وانماء الحس الوطني وطي صفحة الماضي بكل ما فيها من ايجابيات وسلبيات، عمد هؤلاء الى نشر الفوضى في البلد لتشتيت الانتباه عن ما ينهب من ثروات العراق، فانتشرت الميليشيات المسلحة التابعة لاشخاص السلطة باسطة سلطتها بعيدا عن القانون وبخلافه، فتقتل وتسلب وتهجر المواطنين علانية دون محاسبة او حتى تحقيق او متابعة قضائية، واشعلوا الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة التي ذهب ضحيتها ملايين الابرياء، وهجروا الاقليات الدينية من العراق ( عدا اقليم كوردستان الذي احتضنهم وقدم لهم كل انواع المساعدات ) قسرا دون سبب سوى كونهم مختلفين دينيا عن اصحاب السلطة الموقرين!، باختصار حولوا العراق الى غابة تحكمها العصابات بعيدا عن كل القيم والقوانين والمواثيق الدولية العصرية والمدنية.
في خضم هذه الفوضى التي تعم البلاد وكثرة المشاكل التي تعصف به وبدلا من ايجاد الحلول المناسبة لاعادة الامور الى نصابها واسترجاع الثقة المفقودة بالحياة لدى المواطن العراقي، عمد مسؤولي العراق الجديد الى توسيع الهوة بين اطياف ومكونات الشعب لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية بالضد من مصلحة الشعب والوطن، ولاستغفال الشعب عزف هؤلاء على وتر الطائفية وبكوا على وحدة العراق الوهمية لاطالة امد الوضع الراهن الذي اكسبهم مئات المليارات من الدولارات.
منذ 2003 ولحد يومنا هذا لم يترك قادتنا الجدد مناسبة، او حتى دون مناسبة، الا وذرفوا الدموع فيها على وحدة العراق العظيم! ( المنتهية صلاحيتها مسبقا ) وسلامة اراضيه اضافة الى التباهي بامن الوطن المفقود اصلا، وبهذا ارادوا اخفاء وحجب اخفاقاتهم في ادارة الدولة، فالوحدة التي يريدونها كانت وحدة قسرية ذو ادارة وسلطة احادية، فاذا كانوا صدقا يبكون على وحدة العراق ومصرين على صيانتها وديمومتها لما قاموا بافراغ العراق من المسيحيين والاقليات الدينية الاخرى، وما قاموا باشعال الفتن بين الطوائف والمذاهب، وان كانت غير معلنة لكنها قائمة فعلا، وما قاموا بقطع قوت الشعب الكوردستاني بسبب خلافات سياسية ) اليس شعب كوردستان جزءا من الشعب العراقي؟ )، وما قاموا بتأسيس دولة طائفية تخصص فيها كل المناصب المهمة في ادارة الدولة لطائفة معينة، وما كان هناك ملايين من المهجرين العراقيين بسبب الفلتان الامني والتناحر الطائفي مذلين في دول الجوار، وما كان هناك اشخاص في اعلى مراتب ومراكز السلطة ولائهم لدول اخرى وليس للوطن الذي يحكمونه ويتاجرون بثرواته وبدماء ابنائه! وما ... وما .....، بل بالعكس من ذلك كانوا يسعون الى اقامة دولة مدنية ديمقراطية تحفظ للمواطن العراقي حقوقه وحرياته وتصون كرامته وحياته وتضمن رفاهية عيشه.
استقلال كوردستان لن يكون سببا في تفكيك العراق واضعافه كما يروج له، بل بالعكس من ذلك تماما ان استقلال كوردستان يكون عاملا في تقوية العراق وانمائه لان ذلك سيمنع الدول الاقليمية من استغلال التناحر والصراع القائم بين اقليم كوردستان والسلطة المركزية لصالحها، ويحول دون اراقة المزيد من الدماء هدرا وتبديد المزيد من الثروات هباءا على قتال وصراع داخلي لن يكون فيه منتصر ومهزوم ولا رابح وخسران لان الكل يكون مهزوم وخسران.

همسة:- اوقفوا المتجارة بوحدة الوطن! 



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

177
الاخ والصديق العزيز الاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم وتقييمك الدائم لما نكتب،لان مرورك بحد ذاته شهادة نعتز ونفتخر بها، نعم استاذي العزيز لولا سياسة التهميش والاقصاء المتبعة من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة لما كنا قد وصلنا الى ما نحن عليه الان، العراق بحاجة الى ثورة فكرية تطيح بالافكار والشخصيات البالية فهل سيحدث ذلك ام سنبقى نعاني مما نحن فيه......
مودتي
كوهر يوحنان

178
الاخ والصديق العزيز الاستاذ كاتبنا القدير خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
في مقالك هذا تناولت موضوعا في غاية الاهمية يمس حاضر ومستقبل شعبنا، ويا ريت كان قادتنا القوميين يحملون ذرة من الاخلاص ليدرسوا ويعاينوا حاضر ومستقبل شعبنا بعيدا عن احتكار المناصب والتنازع عليها، بصراحة مستقبل شعبنا غامض ومظلم وميؤس منه لان الغريب يفتك بنا ويهجرنا والمحسوبين علينا يلثون وراء المنصب ويتصارعون على بسط النفوذ ويتناحرون على كرسي مهتريء.... املنا في البقاء اصبح ضعيفا جدا لاننا فقدنا الامل بصورة نهائية.
بعد كل المآسي لا زلنا مفترقين ونسير متوازيين كي لا نلتقي.... تصور اعظم انجازاتهم المسيحيين كانت نزاع مسلح في سهل نينوى وعدم الاتفاق على ممثل  في اللجنة العليا للاستفتاء في الاقليم!!!! فكيف سيكون مستقبلنا؟

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

179
يحفظ لنا التاريخ المعاصر للدولة العراقية الكثير من المآسي والفواجع والمظالم التي تعرض لها الشعب جراء السياسة الخاطئة التي اتبعها المسيطرين على مقاليد الحكم منذ تأسيس الدولة العراقية حتى يومنا هذا، فالتفرد بالحكم من قبل شخص واحد او حزب واحد او طائفة معينة والاحتكام الى القوة لحل المشاكل والمسائل المصيرية التي تخص فئة ما او قومية معينة ادت الى عدم استقرار العراق وعدم تمتع الشعب بخيرات البلد الوفيرة التي تكفي لاشباع عشرات اضعاف مواطنيه، بل بالعكس من ذلك تماما كانت هذه السياسة سببا في تحول العراق الى قنابل موقوتة تنفجر بين الحين والحين ليذهب ضحيتها الاف الابرياء من ابنائه من كل الاجناس والطوائف والقوميات والاديان.
من اكبر الاخطاء المقترفة من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة هي الاحتكام الى القوة في اسكات المعارض او المطالب بحقوقه وتهميش الاخر المختلف دينيا او قوميا او طائفيا او حزبيا، لذلك نجد ان العراق كان في صراعات مستمرة واصعب هذه الصراعات واكثرها تعيقدا كان الصراع العربي الكوردي، وبذلك كان العراق يفقد الكثير من خيراته وابنائه بسبب الاقتتال الدائر بين الطرفين جراء الغبن الواقع على الكورد من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة على الحكم.
لكي لا تتحول الضحية الى جلاد عندما تحين الفرصة كان على مستلمي الحكم بعد 2003 الاستفادة من تجارب الحكومات السابقة وعدم ارتكاب نفس الاخطاء التي ادت وتؤدي الى تدمير البلد شعبا ووطنا، لكن على العكس من ذلك ما ان استقوى عود معارضي الامس وحكام اليوم في الحكم حتى سقط القناع وبدأت الوجوه تظهر على حقيقتها، فنشروا ثقافة الانتقام ورسخوا الطائفية  وشددوا على تصفية المعارض وتهجير المسالم وابتلعوا الاخضر واليابس والتصقوا بكرسي الحكم البغيض الذي كانوا حتى الامس القريب يحاربونه ولم يكتفوا بهذا الالتصاق بل سجلوه باسمهم في دائرة التسجيل العقاري لكي يتوارث جيل عن جيل ويبقى باسم العائلة وفي قبضتها ولا يذهب الى اي غريب في حالة الوفاة.
بعودة الى موضوعنا الاساسي فان اقليم كوردستان العراق يعتبر مستقلا بحكم الواقع منذ 1991، لكن منذ ذلك اليوم لحد يومنا هذا لم يعلن الكورد الاستقلال ولم يدعوا اليه، بل اعتبروا انفسهم جزء لا يتجزأ من العراق، الا ان الاساليب العوجاء المتبعة في ادارة الحكم ما بعد 2003 اديا الى تباعد كبير وهائل بين مكونات واطياف الشعب العراقي من الصعب اجتيازه او التغاضي عنه او ازالته دون نية صادقة في حل المشاكل وعقلية ديمقراطية متقدمة في التعامل مع المقابل والتي يفتقدها اغلب قياديي العراق الجدد، وبفضل هذه السياسة اصبح العراق دويلات داخل دولة فعليا واختفى مفهوم الدولة ليحل محلها احزاب وميليشيات واشخاص تابعين لا تهمهم مصلحة الوطن تحكم على هواها دون محاسبة او التزام بمبدأ او قانون، ولولا القوة المستخدمة من قبل المسيطرين على مقاليد الحكم ضد طوائف وكيانات فاقدة للدعم والقوة لكان العراق اصبح عدة دول او اقاليم عدة قبل عشرات السنين.
ما جرى ويجري في العراق يثبت لنا ان الوحدة القسرية ( التي يبكي عليها حكام اليوم ودول الجوار ) التي تضم العراق بحدوده الحالية لم تكن يوما اداة او وسيلة او سببا في ازدهار البلد وترفيه ابنائه وتقدمهم، بل بالعكس من ذلك تماما فان هذه الوحدة ( القسرية ) كانت وبالا على الشعب والوطن وسببا في اغلب ويلاته، فما فائدة وطن تسع مساحته لبلايين الانفس وهو ضيق على ابنائه ويبصقهم ( هل تستطيع الحكومية العراقية تقديم ملخص عن اعداد المهجرين من العراق منذ 2003 حتى يومنا هذا وخصوصا الاقليات منهم؟ وهل تستطيع الحكومة العراقية تقديم تفصيل دقيق عن اعداد النازحين من ابناء الشعب العراقي جراء الصراعات الطائفية المعلنة والخفية منها؟ )، وما فائدة وطن خيراته تكفي لاشباع اضعاف سكان الكرة الارضية وابنائه ينبشون المزابل ويعيشون تحت خط الفقر؟، وما فائدة وطن واحد موحد وابنائه يتقاتلون فيما بينهم على مر الزمان، ما الفائدة من كل هذا؟ هل وحدة العراق اغلى من دماء الشعب التي لم تكف يوما عن الجريان؟.
على قادة العراق الجدد التفكير مليا قبل اتخاذ اي قرار مأساوي تكون عواقبه وخيمة على كل الاطراف دون استثناء بشأن استفتاء شعب كوردستان على الاستقلال، فبدلا من التهجم والتهديد وابراز العضلات عليهم الجلوس الى مائدة الحوار واعطاء كل ذي حق حقه، فاذا كان شعب كوردستان يريد الاستقلال فليتم ذلك سليما، واذا كان هناك طائفة اخرى تريد اقليما فليتم ذلك سلميا ايضا دون اراقة دماء، فما الضير في دولتين متجاورتين او دولة تتكون من عدة اقاليم يعيش فيها الجميع بامان وسلام بدلا من دولة واحدة تعتاش على دماء ابنائها.
ان اثارة كل هذه المخاوف من استقلال كوردستان ليس له من داع او مبرر، فبدلا من دق ناقوس الخطر وتحذير دول المنطقة والعالم بان استقلال كوردستان يؤدي الى زعزعة امن واستقرار المنطقة كان على مروجي هذه الدعايات ( نخص العراقيين منهم ) التفكير مليا بالعراق واين تكمن مصلحة شعبه، لان استقلال كوردستان يؤدي الى انهاء صراع عقود من الزمن وهذا بدوره يؤدي الى تعزيز الامن والسلام والازدهار في المنطقة، وبدلا من رفض الاستفتاء ومعارضته والتلميح احيانا باستخدام القوة اذا اقتضت الضرورة لمنع هذا الاستفتاء كان على قادة العراق واحزابه المتنفذة اعطاء الحرية والحق للشعب الكوردستاني لتقرير مصيره بنفسه بعيدا عن اية انواع من الضغوطات، وبذلك يكون هؤلاء القادة قد اثبتوا للشعب العراقي والعالم بانهم يؤمنون بابسط مفاهيم! الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي والاهم من ذلك كانوا جنبوا العراق سفك وهدر المزيد من الدماء والاموال.



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

180
الاخ والصديق العزيز الكاتب هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
ضمور الوعي القومي وانتشار التجار والسماسرة من ابناء شعبنا لاستغلال كل مأساة لتحقيق مصالح ومآرب شخصية، واسباب اخرى غيرها انتجت هذه الفوضى وهذا التباعد والتناحر بين انفسنا، اضافة الى افتقادنا لساسة حقيقيين يحملون الهم القومي ويناضلون من اجله بصدق واخلاص.....
تحياتي
كوهر

181
الاخ والصديق العزيز الكاتب خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
تشرذمنا احد اهم الاسباب التي جعلتنا نبقى تحت الاقدام كل هذه السنين وسنبقى كذلك الى ان ننقرض في هذا الوطن، اخي العزيز ليس كل مؤتمر يعقد باسمنا يبحث مصالح العامة من الشعب! وليس كل من يشارك في المؤتمر فهو اكثر اخلاصا وفهما وثقافة والماما بالسياسة فما اكثر التجار والسماسرة هذه الايام.....لن يكون هناك استقرار لشعبنا ولا ضمان لمستقبلنا ولا تحسين لاوضاعنا المزرية ما لم يكن هناك اتفاق ورأي موحد حول قضيتنا القومية بعيدا عن المصالح الشخصية التي تفرض نفسها في كل مناسبة.بالمناسبة كل المؤتمرات التي عقدت باسم شعبنا كانت لم تكن لبحث اوضاعه ومستقبله باخلاص بل كانت لالتقاط صور تذكارية لاصحاب البدلات الانيقة........ واكثريتهم اصبحوا ساسة بمحض صدفة....

تحياتي ومودتي
كوهر يوحنان

182
الاستاذ تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
تحليلك واقعي لكن من يسمع؟ كان على السياسيين والمثقفين ايلاء هذا الموضوع الاهمية القصوى لكن للاسف مر كل شيء بصمت كان الامر لا يعنيهم.... اما اتفاق اطرافنا السياسية!!! على ورقة عمل او مطاليب فهذا امر صعب ان لم يكن مستحيلا! لان المصلحة الشخصية والحزبية طغت على مصلحة شعبنا ومستقبله....
تحياتي
كوهر يوحنان

183
الى المعنيين _ رئاسة جامعة صلاح الدين لا تعترف بالعطل الرسمية المقررة للمسيحيين!

من المعلوم ان الجامعة هي اكبر صرح علمي ومعرفي لما تضمه من اختصاصيين ومختصين قضوا سنوات كثيرة من عمرهم لنيل العلم واجراء البحوث لتمكنيهم من ايصال علمهم ومعرفتهم ومعلوماتهم بشكل لائق وسليم الى طلاب العلم الذين يرتادون الجامعة، وذلك لتهيئة اجيال صالحة وكفوءة لقيادة البلد في المستقبل، ومن هذا المنطلق فان الجامعة يجب ان تكون الاولى في تنظيم القانون، اما في رئاسة جامعة صلاح الدين فالامر مختلف من ناحية مخالفة القرارات التشريعية والتنفيذية الخاصة بالعطل الرسمية للمسيحيين.
ففي عام 1992 قرر المجلس الوطني الكوردستاني بجلسته المنعقدة بتاريخ 26/12/1992 ان تكون عطل المسيحيين الرسمية كما يلي
رقم القرار: 47
تاريخ القرار: 28/12/1992
1-   تعتبر الاعياد والمناسبات المدرجة ادناه عطلة رسمية للمسيحيين:
أ‌-   عيد ميلاد المسيح ( عليه السلام )، الايام من 25-26 كانون الاول من كل سنة.
ب‌-    العيد الكبير – ثلاثة ايام.
ج- عيد الصعود – يوم واحد.
2-   تعتبر المناسبات المدرجة ادناه عطلة رسمية للاشوريين:
أ‌-   الاول من نيسان لكل سنة ( رأس السنة الاشورية )
ب‌-    عيد ( نوسه ر – ديل ) يوم واحد.
واصبح هذا القرار نافذا ومعمولا به منذ ذلك الحين في جميع دوائر اقليم كوردستان حيث يكون الاول من نيسان وعيد الصعود عطلة رسمية لكل الموظفين المسيحيين في دوائر ومؤسسات اقليم كوردستان، عدا رئاسة جامعة صلاح الدين التي لا تنفذ هذا القرار وتجبر الموظفين المسيحيين على الدوام في هذين اليومين رغم القرار الصادر عن البرلمان باعتبارهما عطلة رسمية للمسيحيين كافة.
على نوابنا في البرلمان الكوردستاني متابعة الموضوع وارسال نسخة من القرار الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اقليم كوردستان مع توصية لاخطار رئاسة جامعة صلاح الدين لتطبيقه دون تحجج، لان القرار لم يستثني احدا من المسيحيين ولا اية دائرة او مؤسسة حكومية من تطبيقه وتنفيذه، الا اذا كانت رئاسة جامعة صلاح الدين حكومة بذاتها ولا تعترف بقرارات برلمان اقليم كوردستان.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

184
هذا يكون ردي الاخير على Adnan Adam 1966
اراك تتحدث عن الاخلاق الحسنة واساليب ادارة الحوار .... هل سمعت بـ ( فاقد الشيء لا يعطيه ) عن اية اخلاق واسلوب حوار تتحدث يا هذا !!! لماذا لا تراجع كيف بدأت حوارك؟ وكيف كانت تحيتك؟ ( هل كانت موجهة لشخص كاتب المقال ام لنفسك ام للقراء الكرام؟ ) وهل تريدني ان القي التحية على شخص بدأ الحوار باسلوبك؟ وهل ترى ان اسلوبك الذي بدأت به الحوار كان افضل من اسلوبي؟ وكلماتك كانت افضل؟
بردودك تتهرب من موضوع المقال الذي اقحمت انفك في مناقشته وانت دونه، لان هذا الموضوع كان اكبر من مستواك الذهني والثقافي ( قمة المأساة هي ان تظن انك تعرف كل شيء وتفهمه وفي الحقيقة انت لا تفهم شيئا ). اما اسلوبي في المناقشة والحياة فهو متغير لانني اختار لكل شخص اسلوب للمناقشة والحوار فلا يمكن ان يكون واحدا مع الجميع، فهل يعقل ان يكون اسلوب الحوار نفسه مع جاهل لم يقرأ حرفا في حياته مع بروفيسور افنى عمره في البحث والدراسة؟ لذلك اجبتك حسب مستواك وكما تستحق بدون القاء التحية.
اما بالنسبة لـ( roney.jilu ) فما كتبه ينطبق عليه بالفعل، فها هو يقوم بالدفاع عنك لانه فقد اتزانه عندما رأى صديقا زوعاويا عاجزا يدخل نقاشا اكبر من نفسه، اتعرف يا هذا عندما انظر الى نفسي في المرأة افرح كثيرا واشكر ربي كثيرا لانني تربيت بنظافة ونزاهة وتعلمت وانا صغير ان ارفع اصبعي بوجه الظالم اي كان، لذلك كلما انظر الى نفسي لا اجد احسن منها؟ وانت ومن على شاكلتك لا تستحقون في الحياة سوى الكلام السوقي الذي يناسب مستواكم، اما حديثك عن الشرف فاتمنى ان تراجع نفسك وهذا الكلمة ومعناها التي ربما كتبتها دون فهم ووعي.

185
بصراحة يا Adnan Adam 1966 ليس لدي الوقت الكافي لمناقشة امثالك!!! اذا كنت ملثما او لا فانا اكتب بصراحة دون مجاملات!!! وردي ليس متشنجا ابدا! ( ربما تكون هذه الكلمة، التي لا تفهم معناها، اخر ما في جعبتك للتهرب مما كتبته ) بل بالعكس من ذلك تماما لانني عندما كتبت ردي على شخصك كنت اضحك متشفقا على ضحالة فكرك ودرجة وعيك ومستوى ثقافتك وطريقة نقاشك..... سأترك كل جرأة العالم لك لتكشف مرجعيتي وشخصيتي ومردودي وثمن كلماتي على الملأ..... مثلك يشبه كثيرا بائعة الهوى التي تتحدث عن الشرف!!! تتحدث عن الجرأة وانت فاقدها يا سيد! ( اذا كنت لحد اليوم تفتقد للجرأة لتكشف عن نفسك، فكيف اذا تتهم الاخرين بفاقدي الجرأة )
نصيحة: جدد معلوماتك وفرق بين النكت والقصص القديمة

 

186
السيد فاروق كيوركيس المحترم
اجمل تحية
سؤالك في محله، فبعد كل ما مر به شعبنا من مصائب ( مذابح، قتل، تهجير، تدمير،... ) اصبحنا اقلية متفرقة مشتتين جغرافيا، لكن رغم ذلك يجب ان نحاول تثبيت حقوقنا في الدولة التي نعيش فيها ونختار من يحفظ ويصون حقوقنا ويضمن مستقبلنا.
نعم كشعب نستطيع ان نقيم منطقة حكم في سهل نينوى لو اتفقنا!!! وكذلك نستطيع المطالبة بالادارة الذاتية في المناطق التي نسكنها بالاغلبية مثل الاقضية والنواحي والقرى والقصبات...
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

187
يحكى ان جحا سأل يوماً وهو في مجلسه " اين اذنك يا جحا ؟ " فرفع يده اليمنى ولفها خلف رقبته ليشير الى اذنه اليسرى !
كان يمكن لجحا ان يختصر الوقت وان لا يجلب لنفسه كل هذا الاهتمام وضحك واستهزاء الحاضرين لو لم يؤشر بيده اليمنى الى اذنه اليسرى، فالطريقة التي اشر بها الى اذنه تشير الى غبائه اولاً ولفه ودورانه للفت الانتباه ثانية، فما علاقة ما كتبت وطرحت بما كتبه Adnan Adam 1966 الملثم، لكن علي شكره لانه بصراحة كشف نفسه واسياده من حيث لا يدري، نعم فامثاله  وامثال من يدافع عنهم كثيرورن يقفون اما سقراط وعظماء اليوم ببدلاتهم الانيقة معطرين بافضل واغلى انواع العطور في العالم لكن بعقول فارغة، يعطون هيبة لانفسهم بما يملكون من مال ومنصب وليس بما يملكون من عقل وذكاء... هكذا هم سيبقون ابدا عاجزين عن المناقشة والاعتراف بالحقيقة....
لست مجبرا على الرد والاجابة على سؤال لشخص ملثم لا يعرف سوى التطبيل والتزمير لمغتالي الامة والقضية، لكن سأقول له ولامثاله ان مرجعيتي هي ضميري ومصلحة ابناء شعبي المساكين فقط، ولست عبدا لاحد كما هو وامثاله... فالصحيح عندي صحيح وصائب حتى لو جاء ممن يخالفني الرأي والدين والانتماء والفكر.....، لكن من يريد ان يعرف عني وعن مرجعيتي عليه ان يكشف عن نفسه اولا ولا يأتيتني ملثما مثل اللصوص.... انا لم ولن اهاجم احدا لكن اقول الحقيقة واوضحها خصوصا في ما يتعلق بمتاجرة اسيادك بقضيتنا ومأساتنا....
ملاحظة:- يوجد عندي صمغ ياباني اصلي يمكن استعماله من قبل اسيادك لكي لا يفارقوا الكرسي حتى بعد مماتهم، واذا كنت من محبي العراق ووحدته الى هذا الحد فاتمنى ان تكون موجودا في العراق وان تكون احد المدافعين عن ابناء قومك الذي يقتلون ويهجرون كل يوم.


188
الاخ والصديق العزيز الاستاذ الكاتب المبدع خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحياتي
من خلال قراءتي لما تكتب احس بالالم الذي يعتصر قلبك، الم الهجرة الم البقاء الم التشتت والضياع الم القومية التي تكاد ان تضيع الم الهوية والشعب الذي يفنى بصمت الم والم..... اخي العزيز لن يكون هناك تنسيق ولا توحيد جهود ما دامت المصالح الشخصية والمذهبية والحزبية طاغية على المصالح القومية....
دمت سالما
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان عوديش

189
الاستاذ تيري بطرس
تحية طيبة
بعيدا عن المصالح الذاتية التي يفرضها الكثير من الكتاب والمتملقين واشباه الكتاب والمتثقفين فان مصلحة شعبنا وواقعنا المر الذي نعيشه يفرض علينا جميعا دراسة واقع شعبنا مرارا وتكرارا لاتخاذ القرار الاحسن والافضل، بعيدا عن كل المزايدات فان انحيازنا للطرف الكوردي سيكون لمصلحتنا.... كما تقول _ وقلت انا سابقا وساقولها اليوم _ ان عددنا ليس مناسبا لحجم الكلام الكبير والنفاخات الكبيرة التي يطلقها بعض السياسيين والتابعين لاظهار الذات وتعظيمها..... الاستقلال والتصويت له والانضمام الى الاقليم هو افضل الحلول لاستمرارنا وديمومتنا
كوهر يوحنان

190
الاخ والصديق العزيز كاتبنا الكبير الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
شكرا لمرورك الكريم وتقييمك واضافاتك الرائعة على ما نكتب وفي ذلك فخر لنا، استاذي العزيز اتفق معك كليا في كل ما كتبته اذا كنا نعيش في دولة يحكمها الدستور ويسودها القانون، لكن في دولة مثل العراق فهذا امر يحتاج الى الكثير من البحث؟ نعم اعداء الورد كثيرون لكن اذا كان هناك اتفاق اممي لمنح الكورد دولة فذلك سيتحقق، اما بخصوص العراق الدستوري.... فاسمح لي ان اقول ان عودة العراق واحدا موحدا امر مستحيل، لان البذرة الطائفة التي زرعت بعد 2003 ورعيت بكثير من العناية باياد دولية حتى اصبحت عملاقة، اضافة الى تربع الانتماء الطائفي على عرش كل الانتماءات، لذلك اصبح من غير المعقول التفكير بتاسيس دولة مدنية مؤسساتية متحضرة تحفظ للمواطن العراقي حقوقه بعيدا عن الانتماءات.... اما بالنسبة للاتفاق السني الشيعي فهذا امر مستبعد بل ومستحيل ايضا لان الشرخ اعمق مما نظن نحن اضافة الى رفض كل انواع الاتفاق بين الطرفين من قبل المتربعين على عرش الطائفتين....
حسب قناعتي واجتهادي الشخصي اننا سنضيع فرصة ثمينة اذا صوتنا ب "لا " ورفضنا انضمام سهل نينوى الى اقليم كوردستان

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

191
استفتاء الاقليم ومصلحة شعبنا، بصراحة وبدون مجاملات


ما يحدث في الشرق عموما، وفي العراق خصوصا، من صراعات مؤلمة واخفاقات سياسية متتالية جعلت شعوب المنطقة وخصوصا الاقليات منها تسبح في بحر من المعاناة والدماء والمآسي، حيث ادت هذه النزاعات الى التنافر والتباعد بين ابناء الوطن الواحد بسبب اختلافهم الديني او القومي او الطائفي، واصبح الولاء للطائفة اقوى من كل المبادىء والانتماءات واخلاقيات العيش المشترك في بلدان تخطو الى الوراء بسبب الحركات الارهابية والتعاليم الخاطئة التي يعتنقها الجهلة رافضي التمدن والفكر المتقدم، وبذلك اصبحت هذه البلدان الواسعة ضيقة على الاقليات ورافضة لكل ما هو اصيل.
بعد 2003 واسقاط النظام العراقي وما رافق ذلك من تغيير في الحكم وتنامي النزعة الطائفية وسيطرة المتعصبين والمتشددين على مقاليد الحكم وغياب العراق كدولة موحدة من الخارطة السياسية الاقليمية، اصبح مؤكدا ان بقاء العراق واحدا موحدا فعليا امر مستحيل، واذا بقى كذلك فان الصراعات الطائفية والقومية لن تنتهي ونزيف الدم سيستمر الى ما لا نهاية، ومع هذه التغييرات وما رافقتها من فقدان الثقة بين اقليم كوردستان وحكومة بغداد المركزية فان جميع المعطيات تشير الى استقلال اقليم كوردستان عن العراق بشكل نهائي سواء كان ذلك عاجلا ام اجلا وان الدولة الكوردية قادمة لا محال.
ربما سيجري الاستفتاء على استقلال اقليم كوردستان وانفصاله عن العراق هذه السنة او بعد عام او بعد عشرة اعوام او اكثر لكن المؤكد والمحتوم في الامر ان هذا سيحدث، وما يهمنا نحن مسيحيي العراق من هذا الاستفتاء وكيفية التعامل معه هو كيف نحافظ على وجودنا في ارض الاجداد بعد ان اصبحنا اقلية! في وطن كنا اصله، وفي نفس الوقت كيف نحافظ على حقوقنا ونصونها ونضمن مستقبلنا ومستقبل اجيالنا القادمة؟ في دولة فقدت هيبتها وغاب فيها القانون ووصل فيها الفساد الى قممه والاسوأ من هذا كله تحكم الميليشيات الدينية والطائفية بمقاليد الحكم فيه.
من المعلوم انه بعد 2003 بدأ العنف يزداد ضد المسيحيين بصورة مخيفة، فخلال سنوات قليلة من بعد هذا التاريخ هجر قسرا وعلنا اغلب المسيحيين من بغداد وبصرة والموصل وكادت مدن العراق الجنوبية تخلو من المسيحيين، فمنهم من ترك البلاد نهائيا ومنهم من التجأ الى سهل نينوى واقليم كوردستان العراق الاكثر امانا، وبعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مناطق سهل نينوى عام 2014 ازداد الوضع سوءا حيث لم يبق امامهم من منفذ للنجاة غير اقليم كوردستان ( نظرا للسرعة التي احتل فيها داعش مدينة الموصل وسهل نينوى )، حيث دفعت هذه الاحداث المأساوية وغيرها من ضغوطات الحياة اليومية والتشريعات البرلمانية بالضد من ارادة وحقوق الاقليات الدينية في العراق الى ترك الاف العوائل المسيحيية للبلد، والاسوأ هو تفكير الباقين بترك البلد لانعدام الثقة بالمستقبل وعدم رؤية اي بصيص امل في الظلام الذي سجنوا وعذبوا فيه.
خلال كل هذه الاحداث كان اقليم كوردستان الملاذ الامن والداعم الرئيسي والاساسي لمسيحيي العراق وقدم كل ما في وسعه من مساعدات مادية ومعنوية لابناء شعبنا المهجرين، وبما ان الاقليم مقبل على استفتاء استقلاله هذا العام حسب تصريحات رئيس الاقليم وقادة ومسؤولين اخرين، فان المسيحيين يجب ان يكون لهم موقف واضح وصريح من هذا الاستفتاء، وموقفهم هذا يجب ان يبنى على مصالح الشعب عامة ومصالح اجياله القادمة وليس مصالح قادته الشخصية لذلك اتمنى ان يصوت المسيحيين عن قناعة تامة لمصلحتهم العامة وليس لانتمائهم الحزبي والمذهبي لارضاء نزوات بضعة انتهازيين يعتبرون انفسهم قادة.
هناك ثلاثة اراء واتجاهات مختلفة بالنسبة للتصويت بالرفض او القبول على الاستفتاء وانضمام سهل نينوى الى اقليم كوردستان او بقائه تحت سلطة الحكومة المركزية في بغداد، وهذه الاراء هي:
1-   التصويت بـ "نعم" لاستقلال كوردستان.
2-   التصويت بـ "لا" لاستقلال كوردستان.
3-   البقاء متفرجا ومحايدا حتى تصفية الامور واستقرارها بين الاقليم والحكومة المركزية ( خصوصا بالنسبة لسهل نينوى )
من الطبيعي ان تكون الاراء مختلفة خصوصا بالنسبة لامر مهم يمس حاضرنا ومستقبلنا ( ولا ننسى المصالح الشخصية المختلفة والمتباينة طبعا!!! )، لكن علينا كشعب ان نفكر جيدا قبل ان ننقاد مرغمين او مطاوعين لقرارات اشخاص لا يهمهم من قضيتنا سوى ما يحصلون عليه من مناصب ومكاسب وامتيازات، لذلك يجب علينا كشعب ان نكرس كل ما نمتلك من امكانيات علمية واكاديمية وثقافية وسياسية التفكير مطولا والجلوس على طاولة النقاش مطولا لاختيار القرار الانسب والاصلح بعيدا عن الانتماءات الطائفية والمذهبية والسياسية التي يستغلها الكثير من سياسي اليوم لتثبيت مراكزهم ليس الا، بعيدا عن هموم ومستقبل شعبنا المتأرجح بين الموت والانقراض، والنقطة الاخرى التي يجب مراعاتها هو عدم الانقياد وراء العواطف القومية وتمجيد تاريخ زائل واثارة جروح قديمة التي لا تنفعنا بشيء بتاتا بل بالعكس فهي تضرنا، لذا علينا كشعب ان نركز على حاضرنا ومستقبلنا بدلا من البكاء على الاطلال التي تقديسها يؤدي الى خسارة حاضرنا وضياع مستقبلنا.
اكثر الاراء استغرابا والتي يحاول البعض من ساستنا ومثقفينا التابعين تروجيها لتحقيق مصالح شخصية هي البقاء متفرجين ومحايدين لحين استقرار الامور بين اقليم كوردستان والحكومة المركزية، وتحديدا بالنسبة لابناء سهل نينوى، وهذا الرأي حسب اعتقادي المتواضع هو انتحار واغتيال لكل امل في البقاء في الوطن، لان البقاء محايدين يعني تهميشنا، ليس من قبل الاخر بل من قبلنا انفسنا اي ذاتيا، والذي يثبت للاخر باننا لا شيء في المعادلة السياسية وسنرضى بقطعة فتات متعفنة تلقى لنا ( يا ويلنا لان حتى هذه القطعة تكون من نصيب المتملقين والحقراء الذين فرضوا ذواتهم بالخداع والاحتيال ) لذا علينا استبعاد هذا الموقف وحسم موقفنا من الاستفتاء بـ "نعم او لا"، وبالنسبة لابناء سهل نينوى فهم احرار في اختيارهم، واعتقد بانهم فهموا المعادلة السياسية جيدا واستطاعوا خلال هذه السنوات ان يفرقوا بين الاصدقاء والاعداء لذلك عليهم ان يقرروا وبكل جرأة ويعلنوا موقفهم من الانضمام الى اقليم كوردستان او البقاء تحت سلطة الحكومة المركزية ( اعتقد ان الانضمام الى اقليم كوردستان يكون القرار الافضل ). 
بعيدا عن كل المزايدات وتضخيم الامور وتحريف مسارها بما يناسب مصلحة بضعة اشخاص التصقوا بكرسي القيادة بحيث اصبحوا واحد ويرفضون بكل اصرار الانفصال عنه، فان كل ما يجري في العراق من احداث لا يبشر المسيحيين والاقليات الاخرى بالخير بل بالعكس يدعوهم الى ترك البلد، والاسباب معروفة ولسنا بحاجة الى ذكرها فبعد الاختطاف والقتل وتدمير اماكن عبادتهم جاء دور الاستيلاء على ممتلكاتهم علانية!، لذا اعتقد انه من مصلحة المسيحيين ان يوافقوا على الاستفتاء ويصوتوا بـ "نعم" للاستقلال لان مصيرنا مع دولة كوردية علمانية كوردية يكون افضل من الانصياع والخضوع لدولة دينية متشددة تضيق علينا حتى انفاسنا، ومع ذلك يجب ان لا تكون موافقتنا عمياوية، اي نعم مطلقة بدون شروط او مباحثات، بل ان تكون "نعم"نا مشروطة بضمانات تحفظ حقوقنا وتصون وجودنا وتضمن مستقبلنا، وهذا لن يحدث بتخصيص كوتا في البرلمان او تخصيص منصب وزراي او حكومي في حكومة الاقليم تكون وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية لبضعة افراد اكثر من كونها وسيلة لتمثيل حقيقي لشعب او مكون للتعبير عن ارائه والدفاع ن حقوقه، بل يحدث بحفظ حقوقنا فعليا وكاملا بغض النظر عن الانتماءات.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

192
الاستاذ كنعان الشماس المحترم
تحية طيبة
ما ذهبت اليه في تحليلك صحيح واتفق معك عليه كليا، اخي العزيز نحن نقول ونحن نسمع نحن نفنى ونهجر وهم يقبضون الثمن! ... كان علينا كمسيحيين من جميع الطوائف ان نقف وقفة واحدة ضد هذه التصريحات ونتخذ اجراءا حازما لعدم تكرار هذا ... لكن مع الاسف عاد كل شي الى طبيعته بعد ان التقى مسؤولي وبرلمانيي الصدفة والحظ من المحسوبين علينا ظلما برئيس الديوان!
تحياتي
كوهر يوحنان

193
الاخ والصديق العزيز الاستاذ الرائع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
بداية شكرا على تقييمك وملاحظاتك الاكثر من رائعة ... ورأيك محل تقدير واحترام، استاذي العزيز اسمح لي ان اخالفك في نقطة جوهرية والتي هي  " عدم التركيز " على هذه القضية، اتفق معك كليا في عدم التركيز عليها مطولا وبكثافة لكن في نفس يجب ان لا تمر علينا مثل هذه التصريحات مرور الكرام وكأن الامر لا يخصنا ولا يعنينا!!! استاذي العزيز منذ قرون وشعبنا يقتل ويذبح ويفنى ويهجر،ومع فقدان الدولة للعيبة والقانون في 2003 اشتدت الهجمات على المسيحيين بسبب انتمائهم الديني وعدم امتلاكهم ميليشيا مسلحة او وجود دولة جارة تدعمهم وتدافع عن وجودهم في العراق، هذه التصريحات خطيرة وتهدد حاضرنا ومستقبلنا ووجودنا في وطننا الام خصوصا اذا جاءت من شخصية حكومية! يجب علينا ان نتكاتف ونتوحد جميعا ضد هكذا خطابات وشخصيات لاننا اذا سكتنا اليوم فصدقني ان الامر سيتكرر مئات المرات في المستقبل.
تحياتي وسلامي ومودتي لك وللعائلة الكريمة
كوهر يوحنان

194
العزيز maanA
تحية طيبة
نعم المأساة تتكر لكن بصورة مختلفة لكن ما الحل؟ هل الهجرة هي الحل الوحيد؟ اخي العزيز كل حر في اختيار نمط حياته وطريقة ومكان عيشه، هذا وطننا ونحن لسنا بضيوف علينا ان نعمل ما بوسعنا لتثبيت حقوقنا .....
تحياتي
كوهر يوحنان

195
دعوة صريحة لاخلاء البلد من المسيحيين!


فيما تتجه انظار الشعب العراقي نحو الموصل والمنطاق الموجودة تحت سيطرة داعش وتتأمل خيرا في تحريرها لاعادة الحياة الطبيعة اليها وعودة المهجرين قسرا الى بيوتهم ومناطقهم التي ولدوا وعاشوا فيها خصوصا المسيحيين وابناء الاقليات الاخرى غير المسلمة، تلقت هذه الطوائف ( المسيحيون والاقليات الدينية الاخرى ) صفعة نووية بعثرت امالهم واغتالت اخر بصيص امل فيهم للعودة الى مناطقهم او حتى التفكير للبقاء في العراق، وهذه الصفعة لم تكن من تنظيم داعش الارهابي ولا من ميليشيا مسلحة خارجة عن القانون وعن سلطة الدولة بل جاءت من شخصية تشغل منصبا حكوميا برتبة وزير.
ففي شريط فيديو نشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع اخرى، يدعو رئيس الوقف الشيعي علاء الموسوي بصريح العبارة الى الجهاد ضد الكفار! من المسيحيين واليهود وغير المسلمين، لان احكام الاسلام حسب تصريحه تجاه المسيحيين هي اما اشهار اسلامهم او دفع الجزية او القتل!.
وبدلا من الاستقالة او الاقالة الفورية لهذا الشخص واصدار بيان اعتذار موقع من رئيس الوقف الشيعي نفسه لما بدر منه من تطاول وجرح لمشاعر شعوب ومكونات اصيلة سكنت العراق قبل الالاف السنين وكذلك بث الكراهية وحث اتباعه واخرين غيرهم لقتل غير المسلمين، اصدر ديوان الوقف الشيعي بيانا يتهم فيه جهات، لم يسمها!!، بمحاولة زرع الفتنة والتفرقة بين اطياف الشعب العراقي نافيا ما تم نشره مؤخرا بشأن تصريحات رئيس الديوان حول تكفير المسيحيين وغيرهم من غير المسلمين وحسب ما جاء في البيان فان المقطع الذي نشر ويتضمن حديث رئيس الديوان عن المسيحيين واتباع الديانات الاخرى كان " درسا فقهيا نظريا قبل ثلاث سنين واقتطع جزء منه، ولم يتضمن اية دعوة عملية للقتال او الاعتداء على احد من اتباع الديانات المذكورة!!!". ويضيف ان " نشر المقطع، المجتزء، بتلك الطريقة المثير للفتنة دليل على مؤامرة جديدة لافشال جهود دواوين الاوقاف العراقية في سعيها لتثبيت المحبة والوئام بين العراقيين ( لو كان الامر كذلك فنتمنى ونرجو من الديوان المعنى ان يقوم بنشر الفيديو كاملا دون استقطاع لنقتنع جميعا بان تكفير غير المسلمين والجهاد ضدهم ليس مقصد السيد في حديثه ).
ما جاء في بيان ديوان الوقف الشيعي ليس مقنعا بتاتا، لان محتوى ومضمون ومفهوم الحديث لايبرر مطلقا بوقته وصيغته، واذا كان المقصود من البيان ان حديث السيد كان قبل تسنمه لمنصب رئيس ديوان الوقف الشعيي فهذه مصيبة اما اذا كان حديثه ودعوته للجهاد بعد تسنمه للمنصب فالمصيبة اعظم.  فاذا كان هذا الحديث درسا فقهيا وقبل ثلاثة سنوات، اي قبل ان يتسنم علاء الموسوي رئاسة ديوان الوقف الشيعي، فهذه مصيبة اذ كيف ان يتسنم شخصا يدعو الى الجهاد وقتل الاخر منصبا كهذا في دولة معروف عنها كثرة دياناتها وطوائفها؟ الم يكن الاجدر بالحكومة اختيار شخص اكثر انفتاحا لهذا المنصب المهم، شخص يزرع المحبة والوئام بين الفرقاء بدلا من بث الكراهية والدعوة لقتل الاخر في وطن نازف احوج ما يكون الى من يضمده ويداويه بدلا من تعميق الجرح والرقص عليه؟اما اذا كان الحديث بعد تولي علاء الموسوي لرئاسة ديوان الوقف الشيعي فالمصيبة اعظم، لان العراق ليس منظمة ارهابية تكفر الاخر وتحلل دمه وماله وعرضه ( واذا كان الامر كذلك فما الفرق بين هؤلاء وداعش )، بل ان دولة العراق لها دستور! يضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية للمسيحيين والايزيديين والصائبة المندائيين وغيرهم، اضافة الى كون العراق دولة عضوة في الامم المتحدة تلتزم بتنفيذ مضمون ميثاق هذه الهيئة وكذلك مضمون الاعلان العالمي لحقوق الانسان التي نادت به الجمعية العامة للامم المتحدة والذي يتضمن وينص صراحة على حق كل شخص في حرية الفكر والوجدان والدين والتمتع بحرية الرأي والتعبير، لذلك يجب على الحكومة ان تقوم بالتحقيق واتخاذ الاجراءات المناسبة قانونيا بحق كل من تسول له نفسه او يغره منصبه للتطاول على الاخر المختلف عنه دينيا وفكريا، والذي يكون علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي واحدا منهم.
لا اظن بانه بعد ما ارتكب، ولا يزال يرتكب، ضد المسيحيين والاقليات الاخرى من جرائم ومذابح ومجازر، هناك من يصدق بان العراق وطن الجميع والمسيحيين جزء منه ولهم حقوقهم وخصوصيتهم الدينية، لذلك اذا رغب المتنفذين واصحاب القرار والمتحكمين بزمام الامور في البلد في بناء وطن حضاري ديمقراطي متمدن يحترم حقوق الانسان ويصونها ان يباشروا بتسييد القانون وتطبيقه على الجميع دون تمييز او فرق بغض النظر عن المنصب والانتماء الديني والطائفي والقومي.

همسة:- اذا رغبتم فعلا في بقاء المسيحيين في هذا البلد فعلى السلطة التنفذية اخذ جميع الاجراءات والاحتياطات، فعليا وبصورة جدية، التي تصون حياتهم وتحفظ ممتلكاتهم وتحد من حريتهم الدينية، وعلى السلطة التشريعية الوقف فورا عن تشريع قوانين بالضد من معتقداتهم الدينية ويعاملون على اساسها كمواطنين من الدرجة العاشرة.



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

196
الاخ والاستاذ العزيز هنري سركيس المحترم
اسف لتأخري في الرد
اجمل تحية
شكرا لمرورك واضافتك الرائعة، اخي العزيز سنبفى ندور حول انفسنا حتى اخر نفس ما دامت قضيتنا تستغل لتحقيق اغراض ومصالح شخصية
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

197
الاستاذ العزيز ادي بيث بنيامين
اسف لتأخري في الرد
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم، اخي العزيز انا لا ابحث عن الحقيقة والصواب بين صفحات تاريخ مضى عليه الاف السنين... وكشخص لا اعترف بكل تفاهات سياسيي شعبنا وقادته  وووووو، ما يهمني هو لماذا هذا التشرذم؟ والى يبقى قائما؟ والى متى يستغل تشرذم شعبنا وكل معاناته ومصائبه من قبل البعض لتسلق المناصب والتمتع بالحرام؟
هدفي من المقال هو نقد الحالة المزرية التي وصلنا اليها نحن كشعب واحد وليس اثبات التاريخ الصحيح سواء كان اشوريا ام كلدانيا، بالمناسبة اخي العزيز لو جمعنا التاريخي كما تفضلت 4250مع التاريخ الميلادي 2017 فان النتيجة تكون 6267 وليس 6767.
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

198
الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
اسف لتأخري في الرد
شكرا لمرورك الكريم الذي يشرفنا دائما، فرض المصالح الشخصية على المصلحة العامة واستغلال المشاعر الدينية والقومية اصبحا من سمات السياسي المخضرم والقدير في زمننا العاهر والمصيبة ان الكثير من ابناء شعبنا يطبلون ويزمرون لهؤلاء بل وفي الكثير من الاحيان يرقصون امامهم عراة دون خجل
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

199
احتفالات الاول من نيسان ( اكيتو ) رأس السنة البابلية التي اقيمت هذا العام قبل عدة ايام ومن قبل اطراف عديدة، كانت مؤلمة ومحزنة ومخجلة ومسيئة لتاريخنا العريق وحضارتنا الشامخة، والاسباب التي ادت الى جعل هذه المناسبة الكبيرة كذلك كانت كثيرة لكن يمكن تلخصيها حسب اهميتها بما يلي:-

1-   ما يدعو للاحتفال هو مناسبة عزيزة او خبر مفرح او حدث مهم وذلك لبث البهجة والسرور في نفس القائم بالاحتفال والمشتركين به، وبما ان اكيتو ( راس السنة البابلية ) مناسبة عظيمة تخص وتهم وتمس عامة الشعب كان فرضا على القائمين بالاحتفال مراعاة شعور واوضاع شعبنا المزرية الذي ضاع بين القتل والتهجير والتشرد، فهل كان صائبا القيام بهذه الاحفالات بهكذا وقت؟
2-   الاحتفال بمناسبة عظيمة مثل ( اكيتو ) يأتي من التباهي بتاريخ شعب عظيم والافتخار بحضارة عريقة لا زالت موضع بحث ونقاش عالميا، لذلك كان على القائمين باحتفالات هذه السنة ان يكرسوا المناسبة لتعريف العالم بمأساتنا ومعاناتنا وويلاتنا ،عن طريق تنظيم مسيرة سلمية وجهتها مقر الامم المتحدة لتقديم مطالب شعبنا الى هذه المنظمة لتدويل قضيتنا وتعريف العالم بما يحدث لشعب من ابادة في وطن كانوا اصله، لكن بدلا من ذلك تم تكريس المناسبة لتعظيم انفس ضعيفة تتاجر بقوت ومستقبل شعب مسكين عبر التلاعب بمشاعر الناس وعواطفهم واصبحت المناسبة فرصة ذهبية لابراز العضلات بالالوان!.،
3-   حسب معرفتي المتواضعة فان اكيتو كان واحدا ( اي هو نفسه عند الجميع )، لذلك يتفق الجميع على كون الاول من نيسان عيد راس السنة البابلية، لكن كل طرف احتفل به على طريقته الخاصة وحسب مصلحته الذاتية، وبالاضافة الى ذلك فان كل طرف وضع تاريخا مختلفا عن الاخر لهذه المناسبة، فطرف ادعى انها السنة البابلية الـ ( 7317 ) وطرف ادعى انها السنة الـ ( 6767 )، والسؤال الذي يبرز هو :- اذا كان اكيتو واحدا فمن اين جاء هذا الاختلاف بمئات السنين؟
4-   اكيتو ولد عراقيا من رحم حضارة عمرها الالاف السنين، فاذا لم يكن من الاحتفال بد كان الاجدر والاشرف بالمحتفلين والقائمين به ان يحتفلوا بهذه المناسبة في العراق لبث القليل من الامل والتفاؤل في نفوس ابناء شعبنا الباقين رغم كل المصائب والويلات التي لحقت به خلال السنوات الاخيرة، لكن ما جرى كان العكس فقام البعض من المسؤولين! الكرام بتشكيل وفود للذهاب في سفرة سياحية او تجارية ( لا يهم ) الى ما وراء المحيطات للاحتفال بهذه المناسبة! وكأن الباقين ( اقصد شعبنا الصامد في الوطن ) لا يستحقون الذكر او ليسوا بمستوى الاحتفال معهم او ليسوا بذلك الوعي القومي والوطني لتذكيرهم بهذه المناسبة!.
كل الدلائل تشير الى اننا شعب آيل الى الزوال بسبب المذابح والمآسي والمعاناة التي رافقت شعبنا منذ اعتناقه للمسيحية ( وكذلك هو حال مسيحيي الشرق عموما )، ووقت زوالنا اصبح يدنو بسرعة كبيرة خصوصا بعد احداث 2003 والتغيرات السياسية التي رافقت هذا الحدث في العراق، وذلك بسبب فقدان الدولة لهيبتها وتنامي النزعة الدينية واشتدادها وانتشار العصابات والميليشيات التابعة لمسؤولين وقادة حكوميين تنفذ جرائمها بحق المسيحيين وغيرهم من ابناء الاقليات العراقية في وضح النهار دون خوف من العقوبة او المحاسبة على جرائمهم.... وهكذا وبدلا من التعامل مع قضيتنا ومعاناتنا ومستقبل وجودنا بقليل من الاخلاص والقليل من العقلانية والقليل جدا من التواضع، نلاحظ ونتلمس العكس من ذلك تماما فكل طرف وكل متسلط يشد الحبل من طرف حسب مصلحته الشخصية، واغلبهم ( ان لم يكن جميعهم ) يتخذون من تشرذمنا ومعاناتنا سلما لتسلق المناصب لا اكثر وهكذا تبقى مصالحهم راسخة ما دمنا متفرقين نناطح بعضنا بعضا.

همسة:- ليتنا شعب بلا اسم وتاريخ وهوية عندئذ فقط كنا نتجنب كل سخافتكم وحقارتكم وضحككم على عقول شعب تقوده العواطف وتحركه المشاعر.



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

200
الاخ والصديق العزيز استاذي خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
شكرا لمرورك الكريم وتقييمك لما نسطره وكل اضافتك تكون تكملة لما ننساه فشكرا ثانية لمتابعتك اداء تلاميذك، استاذي القدير ما نمر صعب لكن علينا ان نستمر فكما تقول ( ان المصيبة المرياع لا يسمع والأتباع لا يرون في الظلام غير الأستماع الى صوت القرقاع ، فمن أين سوف يأتي الخلاص لشعب غارق في الضياع في غياب المرشدالوفي المذياع.. )لا نملك عصا سحرية ولا قوة الهية لاعادة البصر لفاقديه لكن علينا المحاولة او على الاقل فضح المستور لترتاح انفسنا
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

201
الاخ العزيز الاستاذ هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم واضافتك الرائعة التي تكمل ما نسيته انا في مقالي، نعم اخي العزيز مواقف قادتنا السلبية والمخجلة ستبقى هي هي لان من معاناتا ومآسينا يتخذون عظمتهم ومكانتهم وكل مكاسبهم.... ليت النائمين يستيقظوا

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

202
المرياع هو كبش من الغنم يعزل عن امه يوم ولادته ويسقى حليبها دون ان يكتحل برؤيتها، ويوضع مع الاتان ( انثى الحمار ) ليرضع منها حتى يعتقد بانها امه ومع مرور الزمن يصبح الحمار بمثابة امه وابيه يتبعه اينما ذهب، وبعد ان يكبر يخصى ويعتنى به فيسمن ولا يجز صوفه وتنمو قرونه فيبدو ضخما ذا هيبة ويوضع في رقبته القرقاع ( وهو جرس خاص طنان ورنان )، لتصبح مهمته قيادة القطيع خلف الحمار المدرب على السير باتجاه المرعى او اي اتجاه اخر يختاره الراعي الممتطي للحمار، حيث كلما سار المرياع يدندن الجرس وهي اشارة للقطيع للسير وراءه واللحاق به معتقدا ( القطيع ) انه يسير خلف زعيمه البطل، لكن المرياع ذو الهيبة المغشوشة والمزيفة لا يسير الا اذا سار الحمار ولا يتجاوزه ابدا، وبهذا يكون الحمار هو القائد لان القطيع يسير خلف المرياع والمرياع خلف الحمار.
حال شعبنا المسيحي ( الكلداني السرياني الاشوري ) لا يختلف كثيرا عن حال القطيع السائر خلف المرياع، فقادة اليوم لم يبذلوا جهدا للوصول الى القمة، فليسوا اذكى من الجميع ولا اكثرهم اخلاصا للقضية ولا اشجعهم ...، بل بالعكس من ذلك تماما وصلوا الى ما هم عليه عن طريق الغش والخداع حيث عرفوا على اي وتر يعزفوا ليستغلوا عواطف ومشاعر القطيع ليبقوا هم في مركز القيادة متمتعين بالسحت الحرام على حساب معاناة وعذابات الشعب ودمائه، ومن خلفهم يسير قطيع من الاغبياء والسذج الذين يرون في قائدهم الاوحد البطل المهيب والمخلص الوحيد الراعي لمصالح الامة والصائن لدماء الشعب والضامن لمستقبل الابناء. فالانتماء والولاء الاعمى والمطلق ( سواء كان حزبيا او قوميا ) جعل من المادحين والمصفقين لا يرون الهيبة والضخامة والاخلاص المغشوشين والمزيفين في قائدهم ( مرياعهم ) المبجل فساروا كالعميان وراءه منصتين الى شعاراته ( قرقاعه ) الرنانة والطنانة التي تشبع الاذن وتجوع البطن وتشرد الجسد وتقود الشعب باكمله نحو المسلخة.
لقد مر شعبنا بالكثير من المحن وتعرض الى الكثير من المآسي والمذابح على يد الغريب لكن لحد اليوم لم يتعلم الدرس وظل جاهلا لعلوم السياسة، والسبب في ذلك ليس لاننا شعب جاهل ولا نواكب العصر من حيث العلم والادب والثقافة، بل لان القائد ( المرياع ) العظيم الغريب عن الشعب، الذي لم يذق حليب امه!!! وهيبته المزيفة التي اتخذها من بدلته الانيقة ورباطه المزخرف وجعجعته الفارغة، يأبى ويرفض التنازل عن القيادة والاعتراف بالاخطاء المميتة التي اقترفها بحق الشعب لتحقيق مصالح ومنافع شخصية، فهذا القائد ( المرياع الذي لا زلتم تمتحدون فحولته وتتفتخورن بها وهو المخصي المسكين ) لم يكن يوما ولن يكون الاعظم والمضحي في سبيل الامة بل كان الاوحد الذي دمر الامة ( لا زال المسلطين على رقابنا يتناحرون فيما بينهم على فتات يلقيها لهم اسيادهم بين حين واخر ).

ما تعرض ويتعرض له شعبنا من ويلات ومصائب ليس بالقليل، لذلك وكنتيجة حتمية كان فرضا على زعمائنا الدينيين والسياسيين وكل المتاجرين بقوتنا ودمنا ان يحاسبوا ضميرهم قليلا ويتركوا الانتهازية التي يتعاملون بها مع قضايا شعبنا منذ ميلاد الامة لحين زوالها الوشيك!،والمصيبة الاعظم التي ابتلى بها شعبنا كانت تعظيم وتأليه بضعة اشخاص ( تجار دم ) كرد الجميل لما قدموه للشعب من تضحيات!!!، وبهذا اختزلوا شعبنا وتاريخنا وكل تضحياتنا بشخصيات انانية لم تكن يوما اكثر من عبئا ثقيلا يحني ظهورنا وقرادا يعتاش على دماء اطفالنا ومأجورين يغتالون بكل برودة دم كل امالنا وطموحنا ومستقبلنا.

نصيحة:- لا تغركم المظاهر فما المرياع بافضل قائد.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

203
الاخ والصديق العزيز الكاتب الرائع والمبدع خوشابا سولاقا المحترم
اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بالف خير
تحية طيبة
ليس لدي اي اضافة لما كتبت رغم ان الكتابة والابداع ليس لهما من انتهاء لكن تناولك للمواضيع واختصارك للفكرة تجعل القاريء مكتفيا.... اخي العزيز توقفت كثيرا عند عبارة البقاء للاصلح وتمعنت التفكير فيها كثيرا وتمنيت ان تكون لائقة ومناسبة لزماننا لكن اعذرني اظنها غير ذلك ( حسب اعتقادي وقناعتي الشخصية ) لاننا في زمن فقدنها فيه كل معاني الانسانية ومات الضمير والفكر النير الذي يقودنها لاختيار وانتقاء الاصلح لذلك اصبح البقاء للاسوأ والاسوأ هو الذي اصبح يقودنا ويرسم طريق مستقبلنا ويتلاعب بمصيرنا.....
تحياتي
كوهر يوحنان عوديش

204
الاستاذ شمعون كوسا المحترم
تحية طيبة
مبدع في تناولك واختيارك للمواضيع دائما.... حلمك كان جميلا ليته لم ينته، نعم كثيرا ما يتملك الكاتب نوعا من اليأس عندما لا يجد اذانا صاغية لما يقول ولا يتلمس اي تغيير في المحيط الذي يخاطبه لكن رغم ذلك عليه الاستمرار اذا امكن فالحياة مستمرة
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

205
الاستاذ العزيز هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
ما تقوله هو عين الحقيقة ولا اختلف معك عليه في شيء، لكن اسمح لي ان اختلف معك في نقطة مهمة اتمنى ان تتقبلها بصدر رحب وانا متأكد بانك ستفعل ذلك، كنت اتمنى ان يكون عنوان اكثر شمولا وبدلا من ( الاعلام الاشوري ) كان الافضل ان تختار ( الاعلام القومي ) لانه كما تعرف لا زال الخلاف قائما على تسميتنا والتسمية الاحادية تزيدنا فرقة وتعصبا، مع قناعتي التامة باننا شعب واحد مهما كانت التسمية.....
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

206
الاخ  والصديق العزيز الاستاذ الرائع هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
بداية شكرا لمرورك الكريم... اخي ما تفضلت به هو عين الحقيقة ولا يختلف عليها اثنان، لكن لا زال هناك من السذج الكثير الذين يتم التلاعب بمشاعرهم وعواطفهم القومية والدينية لمدح هذا اللص او تعظيم ذاك الصعلوك دون وجه ... نحن بحاجة الى التلاحم والقيام بثورة فهل هذا ممكن ؟

سلامي وتحياتي
كوهر يوحنان

207
الاخ والصديق العزيز الاستاذ المتألق والمبدع خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
شكرا لمرورك الكريم.... اخي العزيز كما تقول انني اقصرت في قول الحقيقة بحق محتكري السلطة وانا اعترف بخطأي لكن ذلك لم يكن عن جهل وعدم دراية بل تماشيا مع دبلوماسية النشر والكتابة هههههههه.... امامنا مشوار طويل، في تعرية هؤلاء ووضعهم في الخانة التي يستحقونها في مزبلة التاريخ طبعا، عسى ان يوفقنا الله في مسعانا..

سلامي وتحياتي
كوهر يوحنان

208
الاخ والصديق العزيز الاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
تحليلك اكثر من رائع، فالوعي القومي مضمور او ميت اصلا ولم يبق من المسألة القومية سوى الشعارات الرنانة التي تتلاعب بمشاعر وعواطف العامة لتحقيق مصالح شخصية. وكما تفضلت فان الانتماء القبلي والعشائري والكنسي كان اقوى من الانتماء القومي وكل ما يقوله رئيس القبيلة او العشيرة او رجل الدين يعتبر من المقدسات ويجب تنفيذه، وبما ان هؤلاء ( الا القلة النادرة ) كانوا يفرضون مصالحهم الشخصية كما ساسة وسادة اليوم على المصلحة العامة فان قراراتهم ومواقفهم لم تكن تخرج من الخانة الشخصية، اضافة الى معاداة البعض في الكثير من الاحيان كلها امور ادت بنا الى الضياع والتشتت ونسيان القومية والامة  والا..........
دمتم
سلامي وتحياتي
كوهر يوحنان

209
الاخ العزيز maanA
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم... نحن نعيش في عصر الشخصنة اخي العزيز لذلك لم يبق للعقل والمنطق وحوداث التاريخ من معنى، الراعي الصالح في يومنا هذا هو من يستملك الملايين والمليارات باسم الرعية ليقولوا له عوافي..... كما تفضلت نحن رعية بلا راعي لذلك تفتك بنا الذئاب على مدار السنة
تحياتي
كوهر يوحنان

210
الاستاذ العزيز نذار عناي المحترم
اخي العزيز شكرا على مرورك الكريم وتقييمك لما نكتب،نحن شعب نفتقر الى تنظيمات سياسية وكل ما هو موجود ليس سوى تنظيمات شخصية تستغل اسمنا ومعاناتنا لتحقيق مصالح فردية لبضعة اشخاص، وكما تقول هؤلاء لا يفهمون لغتنا.... اما عن تساؤلكم فهو في محله، لقد قصدت حفنة من المستفيدين وهذا معلوم اما العامة فهي مخدوعة او تعرف الحقيقة لكن الانتماء الطائفي اعماها لذلك نلاحظ لا زال المتلاعبين بالعواطف والمشاعر القومية باقين على التل..
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

211
شر البلية ما يضحك مثل شائع بين العراقيين، يضرب للشدة او المصيبة التي تأتي في غير حينها ومحلها فيتعجب منها المبتلى ومن شدة الحزن والقهر يضحك، ونحن المسيحيين في الشرق عموما وفي العراق خصوصا ما اكثر المصائب التي من شدة الحزن تضحكنا حتى الاغماء، لاننا رغم ما عانيناه ولمسناه، من الاخر المختلف دينيا وقوميا وطائفيا، من قتل وفتك وتدمير وتهجير  وووو.....الخ لا زالت الديدان المحسوبة علينا اسميا وغبنا تنخر عظامنا لتقتلنا وتعيش هي نفسها، والامثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى لان المتابع لشأننا القومي ووضعنا المأساوي لا يتلمس سوى الخيانة وفرض الذات وابرازها والاتجار بمآسي الالاف وحيواتهم للوصول الى مركز كارتوني مرفق بامتيازات تسيل اللعاب لجنى الاكثر من سحت الحرام والتمتع به على حساب اغلبية مشردة وضائعة.
بعد تحرير سهل نينوى من سيطرة داعش الارهابي تأمل سكان المنطقة من المسيحيين وغيرهم خيرا وتمنوا ان تكون عودتهم سريعة مدعومة داخليا وخارجيا لاعمار ما دمر واصلاح ما يمكن، املا في عودة الحياة الى مجراها الطبيعي كسابق عهدها لما قبل داعش وجرائمه، لكن على ما يبدو ان العودة لن تكون سريعة كما ظن البعض او بالاحرى ستكون محفوفة بالمخاطر ما لم يكن هناك تطيمنات دولية لسكان هذه المناطق الذين لم يتركوا البلد ( لان الكثير منهم ترك البلد الى غير عودة )، وبدلا من توحيد الجهود الانسانية والخطاب السياسي للمسيحيين لتضميد جراح اهلنا من سهل نينوى وغيرها من المناطق والامساك بيدهم للوقوف ثانية وبعث الامل في نفوسهم اليائسة والمرهقة، لمسنا العكس من البعض الذين يتحدثون باسمنا وهم غرباء عنا وعن قضيتنا، حيث كان تحرير سهل لهؤلاء فرصة ذهبية اخرى لتثبيت وتعظيم الذات والاتجار بالمأساة كما هو ديدنهم، لكن رغم ذلك لم نكن نتوقع وننتظر ان تسوء الامور الى حد اطلاق النار بين الاطراف المسيحية المسلحة دون سبب وجيه.
لا اعرف بالضبط كم هو عدد المسلحين المسيحيين في منطقة سهل نينوى لكن المعروف ان كل طرف منهم مدعوم من جهة اخرى، والاسئلة المحيرة التي تبرز الى السطح بغض النظر عن المعتدي والمتطاول هو لماذا يعادون بعضهم وفي هذه المنطقة بالذات وبهذا الوقت الحرج؟ اهذا من مصلحة شعبنا؟ ولماذا يتطاولون على البعض والاخر يترقب خطواتهم لتصفيتهم؟ ولو كانوا بهذه الشجاعة لماذا لم يحرروا المنطقة من سيطرة داعش دون مساعدات وتدخلات خارجية؟ واسئلة اخرى كثيرة تهيج الجراح وتثير الشكوك والظنون.
ان المتسلطين على رقابنا وحفنة من المستفدين ماليا والمخدوعين بالشعارات القومية والطائفية الضيقة لا يهمهم مصير الشعب المحتسب في خانة المنقرضين في وطن كان اصله، ولا يهمهم مستقبل الاجيال القادمة من ابناء هذا الشعب سوى ما يدخل في جيوبهم من فوائد، لذلك فان هؤلاء يحاولون وبكافة الطرق والاساليب تثبيت انفسهم وابرازها حتى لو كان ذلك على حساب دماء شعبنا ومستقبل اجياله القادمة، ان عملية تبادل اطلاق النار التي حصلت في ليلة 14 شباط 2017 ( ربما هناك سوء فهم لا اكثر، اليس من الممكن انهم كانوا يحتفلون بعيد الحب! ) بين جماعة بابليون وجماعة الاتحاد الديمقراطي السرياني وما تلاها بعد ذلك من ايضاح لوحدات حماية سهل نينوى كشف لنا نحن العامة الكثير من الخبايا والنيات السيئة على حقيقتها للذين يدعون تمثيلنا والباكين على قضيتنا زورا، فلو كانوا يحملون هم الشعب وجاءوا من اجله كان عليهم توحيد الجهود وتوجيه فوهات بنادقهم الى الذي ينقض علينا كلما سنحت الفرصة بسبب او دونه وليس الى بعضهم البعض هذا عسكريا، اما سياسيا فشعبنا بحاجة الى سياسة نظيفة ومستقيمة تخرجه من هذا الوحل الذي يتمرغ فيه من سنين لكن بما ان شعبنا يفتقد الى ساسة بالمعنى الصحيح للكلمة فاننا نترك السياسة ونحنى رأسنا لكل المصائب خجلا دون ان نتفوه حتى بحرف!، اما بالنسبة لايضاح وحدات حماية سهل نينوى فكان صفعة اخرى زادتنا الما، فبدلا من ان تقوم هذه الوحدات بتقريب وجهات النظر والتدخل لحل الخلاف سلميا بين الاطراف المتنازعة، جاء ايضاحها تكرارا وتأكيدا لمطلبها بعدم السماح لتعدد المرجعيات الامنية! وعدم السماح للمجموعات المسلحة الاخرى! التي لا تنطبق عليها معايير التدريب والانضباط والالتزام! للتواجد في المنطقة ( هل يمكن لسيادتهم ان يذكروا لنا مثالا واحدا للميليشيات المسلحة المنتشرة في العراق تطبق عليها المعايير والقوانين المطبقة في الجيوش النظامية؟ )، اي ما معناه اخلاء الساحة امام وحدات حماية نينوىفقط!.



كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

212
الاخ العزيز هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
ما طرحته وتناولته في مقالك هو عين الحقيقة، لكن المهم هو متى يستوعب سياسيينا ورجال ديننا والمتاجرين بمآسينا هذه الحقيقة؟ هم المستفيدين من هذا الوضع ولن يحاولوا اصلاحه ابدا
تحياتي
كوهر يوحنان

213
المنبر الحر / رد: وطن يتيم
« في: 09:54 21/12/2016  »
الاخ العزيز الاستاذ هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
تدمير الوطن جاء نتيجة حكم الدخلاء والتابعين وجهل المنقادين وراء الطائفية... وحسب رايي الشخصي ان هذا سيستمر الى ان ينضج الشعب ويترك الانتماء جانبا عندما يتعلق الامر بحكم الدولة... عسى ولعل؟

شكرا لمرورك الكريم وتعليقاتك وردودك التي تزيدنا علما وثقافة...

ميلاد مجيد وكل عام وانت والعائلة الكريمة بالف خير عسى ان يكون العام الجديد عام تحقيق الاماني وعام خير وسلام للانسانية جمعاء
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

214
المنبر الحر / رد: وطن يتيم
« في: 09:50 21/12/2016  »
الاخ والصديق العزيز استاذي القدير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بافضل حال
شكرا لمرورك الكريم الذي يشرفني ويحفزني على الاستمرار .... استاذي العزيز وطننا يتيم الان وعلينا الانتظار لحين نضوج الشعب واختيار ابناء الوطن لحكمه وتمشية امروه ....

ميلاد مجيد وكل عام وانت والعائلة الكريمة بالف خير عسى ان يكون العام الجديد عام تحقيق الاماني وعام خير وسلام للانسانية جمعاء
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان
تحياتي

215
الاخ زكي رضا المحترم
تحية طيبة
مقال رائع ووصف دقيق لواقع عراقنا الجريح المبتلى بالطائفية ليت الجميع يفكر بمثل تفكيرك ويراجعوا انفسهم لانقاذ ما يمكن انقاذه من هذا الوطن
تحياتي
كوهر يوحنان

216
الاخ والصديق العزيز الكاتب الرائع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
افكار جميلة ورائعة ليتها تطبق... كم نتمنى ان تترسخ الديمقراطية في وطننا الجريح ليعيش الجميع بامن وسلام ويتمتع الكل بالحرية والحقوق ...
كوهر يوحنان

217
المنبر الحر / وطن يتيم
« في: 09:40 17/12/2016  »
كلما تأملت العراق وتمعنت في حجم مأساته تخيلت طفلا صغيرا حديث الولادة فقد ابويه قبل ان يشعر بحنانهما ويتدفأ بحضنهما فالتف حوله الغرباء قبل الاقرباء كل يدعى بالاولوية والاحقية في تبنيه وتربيته والوصاية عليه، ليس لتأدية واجب القرابة او حبا به او تنفيذا لوصية والديه او اكراما لمعزة الراحلين بل طمعا في الارث الذي بقى له بعد رحيل الوالدين، وبما ان الثروة كبيرة ولا تقدر وهذا الطفل هو الوارث الوحيد فمن المؤكد ان الصراعات على الوصاية عليه ستكون كثيرة وعنيفة.
فلو لم اكن عراقيا ومقيما في العراق متلمسا وحاسا بالواقع المر الذي يتخبط به الشعب بسبب فساد وجرائم قادة العراق الجدد، واعرف جيدا اي نوع من السياسيين والاحزاب تمسك بزمام الامور وتسيطر على دفة الحكم وتسير الوطن ارضا وشعبا حسب الاهواء والعواطف والمصالح الشخصية، لقلت ان كل ما يقال عن الفساد والمفسدين وتردي الوضع الامني وتدني المستوى المعيشي ولهو الميليشيات والعصابات والتحكم بحيوات المواطنين بحرية دون محاسبة او عقاب وووو ، لقلت ان كل ما يذاع وينشر في الفضائيات والجرائد ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وكل ما تتناقله الالسن من جرائم ترتكب بحق الشعب والوطن ليست سوى اكاذيب وافتراءات واشاعات يفتعلها البعثيين القدامى وعناصر القاعدة واعضاء داعش ( الذين لم يجدوا بين بنات العالم اجمع فتاة جميلة وشريفة يقترنون بها، فالتجأوا وبكل فخر الى تفجير انفسهم وسط مجاميع بشرية لقتل الاف النفوس البريئة من نساء وشيوخ واطفال وعمال وشباب بعمر الزهور ليذهبوا الى الجنة الموعودة وهناك سيتزوجون من بنات الله وحورياته اللواتي حافظن على عفتهن لهؤلاء المجرمين، وكأن الله قاتل وذباح لذلك لا يزوج بناته الا للقتلة ولا يدخل جنته الا المجرمين والسفاحين) لتشويه صورة الحكومة الديمقراطية الجديدة.
فالعراق الجديد او العراق الديمقراطي الاتحادي الفيدرالي او عراق ما بعد النظام او عراق الارامل واليتامى او ......الخ، تسميات عديدة متطابقة احيانا ومتناقضة احيانا اخرى لواقع حال هذا الوطن المبتلى بالفساد والمفسدين والميليشيات الطائفية وعصابات يقودها لصوص ومجرمين يستحقون اقصى انواع العقوبات وليس اعلى المناصب في الحكومة والبرلمان كما هو معمول به في العراق الجديد، اصبح بفضل قادته الجدد بؤرة للفساد حيث يعد وبحسب تقارير منظمة الشفافية الدولية وغيرها من الهيئات والمنظمات الدولية من اكثر دول العالم فسادا، واصبحت حكومته الديمقراطية!!! بانجازاتها العظيمة واعمارها وخدماتها التي لا توصف اكثر صفحات العراق سوادا في تاريخه الجديد.
منذ احتلال/ تحرير العراق عام 2003 والشعب لا يسمع سوى بالفضائح وعمليات السطو والتهريب والاستيلاء على المال العام وسرقته في وضح النهار بصورة علنية ولا يتلمس سوى المصائب والويلات، فالوطن فقد هيبته ولم يبق له من معنى والمواطن فقد ثقته بالعيش والحياة في بلد يحكمه قانون الغاب، والحكومة تسيرها عصابات ومافيات والبرلمان المزين بمختلف انواع الوجوه والانتماءات مشلول ويعمل بالريموت كنترول من بعيد مرة يهتف ومرة يهز برأسه، مرة يقوم واخرى يجلس ساكتا، مرة يرفع يديه واخرى يمتنع عن الحضور ... وهكذا كما يريد السيد صاحب الريموت كنترول، فهذا الوطن الذي تمنينا ان يكون 2003 بداية جديدة وتاريخ جديد لعراق جديد عراق ديمقراطي حر يسوده القانون وينعم مواطنيه وساكنيه بالخير والطمأنينة والسلام ويحس ابنائه بمخلتف انتماءاتهم بالاخوة والوئام... اصبح بحسب كل الوقائع والتقارير والدراسات التي تصدر من المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان والحيوان والطفولة والمرأة والبيئة ....الخ بلدا ( جحيما ) لا يصلح للعيش البشري.
الصراع على السلطة وما يرافقه من قدرة للسيطرة على ثروات البلد لنهب ما يمكن دون خوف من المحاسبة او حتى استجواب ادى الى ضمور روح المواطنة لدى الفرد العراقي وفي نفس الوقت الى فقدان العراقيين بصورة عامة والاقليات بصورة خاصة ( لعدم امتلاكها ميليشيا خاصة تدافع عنها ) لجميع حقوقهم، فكل الشعارات الرنانة والتصريحات العاطفية والتصرفات الملائكية ودموع التماسيح التي نراها ونسمعها ونتلمسها من الحكام الجدد ليست سوى اوسخ وسيلة للتلاعب بمشاعر وعواطف العراقيين لتحقيق مصالح شخصية بعيدة عن الهم الشعبي والجرح الوطني.
مغزى الكلام:- ان الوطن ليس بحاجة الى لصوص يسرقونه في الليل ويبكون عليه في النهار، ليس بحاجة الى سفاحين يذبحونه ويمشون في جنازته دون خجل، ليس بحاجة الى طائفيين يمزقون الشعب ويثيرون الفتنة بين اطيافه ويبكون على وحدة الوطن امام الكاميرات، ليس بحاجة الى منطقة خضراء يباع فيها تاريخ وحضارة وتراث البلد لتسمين الحيتان من الحرام.... الوطن بحاجة الى وطنيين يحملون الوطن في قلوبهم وليس الى تابعين يحملون الوطن في جيوبهم.     


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

218
تعتبر بلدات سهل نينوى من اهم المناطق بالنسبة للمسيحيين في العراق وتأتي اهميتها هذه من كونها منطقة سكنها المسيحيون منذ قديم الزمان، وثانيا اصبحت ملاذا امنا للمسيحيين الهاربين من جحيم المحافظات الجنوبية اثر المذابح والضغوطات التي تعرضوا لها بعد 2003 وبذلك فان هذه المنطقة كانت تضم اكبر تجمع مسيحي في العراق. 
غياب الامن والقانون في العراق الجديد الديمقراطي ذو الدستور العلماني! وتنامي، او بالاحرى انماء، روح العداء بين ابناء شعبه على اساس الانتماء الديني والطائفي وسيطرة الميلشيات المسلحة والعصابات المجرمة على مناحي الحياة كلها امور ادت الى تهجير اغلبية المسيحيين من العراق، ومن عجز عن الخروج من العراق التجأ الى بلدات سهل نينوى المسيحية او الى اقليم كوردستان الاكثر امانا وانفتاحا، لكن بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي واللاخلاقي المجرد من كل قيم الانسانية على مدينة الموصل ومن ثم سنجار وبلدات سهل نينوى وما جرى من تهجير قسري واعدام جماعي لاناس ابرياء وسبي لنساء ذنبهم الوحيد اختلاف الدين، استفحلت الامور وازدات سوءا بالنسبة للاقليات التي وجدت نفسها وحيدة ومجردة في مواجهة اعتى وحوش العصر امام مرأى ومسمع كل الدول الكبيرة والصغيرة دون ان تهز شعرة في رؤوس قادتها ورؤوسائها، وكأن ما يحصل شيء طبيعي لا يستحق اية اهمية زائدة او مبالغ فيها.
بالرغم من ان اكثر من نصف المسيحيين العراقيين قد هجروا قسرا وقصدوا المهاجر لينقذوا ارواحهم، لكن مع بدء عملية تحرير الموصل انبعث امل العودة في نفوس مسيحيي الموصل وسهل نينوى الذين بقوا داخل الوطن ولم يهاجروا الى خارج البلد للعودة الى ديارهم والبدء من جديد بعد ان ذاقوا كل انواع المعاناة وصبروا عليها، لكن هذا الامل سيبقى مقرونا بحذر اكثر من شديد، لان المسيحيين ومعهم كل الاقليات الاخرى فقدت الثقة للعيش في عراق ديمقراطي مدني يحترم حقوق الانسان ويصون كرامته ويعامل فيه كل فرد مهما كان دينه ولونه وجنسه ومهما كانت قوميته على اساس انتمائه الوطني وليس على اساس انتماءاته الاخرى، بعد ان اهينت كرامتهم وهضمت حقوقهم ودمرت اماكن عبادتهم وعوملوا معاملة الغرباء في وطن هم اصله وتاريخه وحضارته.
الخوف من المستقبل في بلد تحول الى غابة يسرح فيه اللصوص ويمرح فيه القتلة ويحكمه اولاد الحرام بكل حرية دون خوف من المحاكمة او المحاسبة او حتى الاستجواب، دفع بابناء الاقليات المسلوبي القوة والارادة، الذين اصبحوا لقمة سائغة لكل من هب ودب من المجرمين، الى التفكير بحتمية ترك الوطن والبحث عن مكان اكثر امانا يحفظ حيواتهم ويصون كرامتهم ويمنحهم حقوقهم بعيدا عن التدمير والقتل والاختطاف والنظرة الدونية التي تطارهم اينما ذهبوا في وطنهم، فالخوف الذي سيطر على نفوس هؤلاء ليس من تنظيم ارهابي فقط، بل ان هذا زرعه حكام وقادة العراق الجديد، وبنفس مستوى تنظيم داعش الارهابي، في نفوس المسيحيين والاقليات الدينية الاخرى من خلال تشريعاتهم اللادستورية دون الاخذ بادنى اعتبار لخصوصية ابناء الاقليات غير المسلمة واحترام حقوقهم، لذلك فان تحرير الموصل وسهل نينوى من سيطرة تنظيم داعش الارهابي لن يكفي لعودة المسيحيين وغيرهم الى هذه المناطق ما لم يكن هناك تأكيدات وتطمينات وضمانات حكومية ودولية لحفظ ارواح وممتلكات العائدين ومراعاة خصوصيتهم وتعويضهم بشكل عادل عن كل ما لحق بهم من ضرر واذى جسدي ونفسي ومادي.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

219
صوت البرلمان العراقي بعد بحوث ودراسات طويلة وشاقة، من قبل اعضائه الكرام، على اقتصاد البلد وامن المواطنين وصحتهم، على منع استيراد وتصنيع وبيع المشروبات الكحولية ويغرم المخالف بغرامة لا تقل عن 10 ملايين دينار ولا تزيد عن 25 مليون دينار لانه اتضح لعباقرة البرلمان ان المشروبات الكحولية كانت سببا في جميع  بلاوى العراق ومصائبه منذ 2003 حتى يومنا هذا، حيث كانت ( المشروبات الكحولية طبعا! ) سببا في ضياع واختفاء اكثر من اربعمائة مليار دولار في عهد حكومة المالكي، وسببا في تهجير وتشريد اكثر من ثلاثة مليون مواطن عراقي، وسببا في هدر دماء عشرات الالاف من العراقيين دون ذنب او جناية ( لان اسياد الجهل ارادوا ذلك )، وسببا في سيطرة داعش على 40% من مساحة العراق، وسببا في تجاوز نسبة الفقر الـ ( 30% ) في العراق، وكذلك سببا في انهيار الاقتصاد العراقي واستشراء الفساد الاداري والمالي في جميع مؤسسات ودوائر الدولة، لذلك وجب منعه.
يعتبر البرلمان بمختلف تسمياته ( مجلس النواب، مجلس الامة، مجلس الشعب، المجلس التشريعي او الجمعية الوطنية .....الخ ) اعلى هيئة تشريعية في الدول الديمقراطية التي يكون يكون فيها الدستور سيد القانون لا يعلى عليه امر او قرار، وما دام اختيار اعضاء البرلمان يتم بالاقتراع العام من قبل عموم الشعب فانه يستوجب على الذين وقع عليهم الاختيار وفازوا بعضوية البرلمان ان يمثلوا الشعب ويأخذوا بعين الاعتبار مصالحه ويحافظوا على استقلال العراق وسيادته ويسهروا على سلامة ارضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي!!! والعمل على حفظ وصيانة الحريات العامة والخاصة ، حسب القسم الذي يؤديه كل عضو بموجب المادة ( 50 ) من الدستور العراقي، لكن الواقع المعاش يدل على العكس من ذلك تماما لان اعضاء برلماننا المحترمين الذين فازوا بمقاعدهم وجاءوا الى البرلمان عبر قوائم طائفية (اي بواسطة انتمائهم الديني والطائفي او القومي وليس عبر ذكائهم السياسي او مدى خدمتهم للشعب والوطن )، لم يفكروا بالشعب ومطاليبه يوما بل كرسوا البرلمان لتمرير مصالحهم الشخصية ومصالح اسيادهم الذين جاءوا بهم فكان الشعب في واد ومسؤولي العراق الجديد في واد اخر.
يعتقد الكثير ان منع الكحول في العراق يعتبر تجاوزا على حريات غير المسلمين فقط لانهم ربطوا بين احتساء وتصنيع واستيراد وبيع المشروبات الكحولية بغير المسلمين فقط!، صحيح ان هذا القرار يعتبر تضييقا واعتداءا على حريات غير المسلمين في العراق لكن، حسب اعتقادي، هذا ربط وتعميم خاطىء ونظرة جاهلية وبدائية لحجم الكارثة التي حلت بالبلد، وذلك لان احتساء الكحول لا يقتصر على غير المسلمين بل ان الكثير من المسلمين يحتسون الكحول، اما ثانيا فهو مخالفة بحق الدستور ( اتساءل ان كان اعضاء برلماننا الكرام الذين صوتوا على منع الكحول قد قرأوا الدستور! او يعرفون بوجوده، او اذا كانوا يعترفون بالدستور اصلا! ) الذي ينص على عدم جواز سن قانون يتعارض مع مبادىء الديمقراطية او مع الحقوق والحريات الاساسية، الا يعتبر منح الكحول اعتداء صارخ على حرية الذي يحتسيها؟، اما ثالثا فهو تمهيد لاسلمة البلد والضغط على المتبقين من غير المسلمين لترك البلد حيث بدأوها بقانون البطاقة الوطنية الذي ينص في مادته الـ 26 على ( اولا- يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقا للقانون. ثانيا- يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الاسلامي من الابوين. ) ومن ثم منع الكحول وبعدها سيأتي دور فرض النقاب ومن ثم منع الدخول الى غير دور عبادة المسلمين وبعدها الرب وحده يعلم.
كان الاجدر ببرلماننا الموقر، وبدلا من منع الكحول، ان يبحث عن جذور الفساد التي تنخر الجسد العراقي، عن رؤوساء الاحزاب الدينية والمتنفذين الذين باعوا العراق، عن الدكتاتورية التي تحكم العراق منذ 2003 لكن بثوب وقناع ديمقراطي، عن الاشخاص الذين دمروا العراق، عندئذ فقط كنا نحترم قرار البرلمان ونخلد اعضائه على قراراتهم، عندئذ كنا نحس اننا كشعب عراقي نملك برلماننا يدافع عن حريتنا وحقوقنا ولا نملك بيادق شطرنج تحركها اسيادها او اياد خارجية، عندئذ كنا نتلمس في اعضاء البرلمان الغيرة والشجاعة والشهامة ولم نكن لنتأكد بان البرلمان ليس سوى بناية يدخلها الفاسدين واللصوص والحرامية لالتقاط الصور التذكارية.
ان الذين دمروا العراق ونهبوا مئات المليارات من اموال الشعب لم يكونوا تجار كحول! ولم يكونوا بصانعيها او ببائعيها، بل باسم الدين والطائفية جاءوا ليحكموا العراق مع العلم ان ولائهم لم يكن للعراق يوما، فهل يتجرأ اعضاء برلماننا الموقر محاسبة هؤلاء او على الاقل استجوابهم؟ اذا كنتم تريدون صدقا تطبيق الشريعة الاسلامية فنحن لا نمانع من تطبيقها حرفيا على الجميع بدون استثناء اوانتقاء فاحكموا بالعدل واقطعوا يدق السارق الذي سرق وما زال يسرق اموال الشعب وبصورة علنية! وارجموا الزاني الذي اغتصب الوطن امام اعينكم.... هل تستطيعون؟   

همسة:- اذا كانت غرامة من يتعامل بالكحول من 10 الى 25 مليون دينار فماذ ستكون عقوبة! من باع الوطن وخان الشعب ونهب اخر فلس من خزينة الدولة؟ مجرد سؤال هل يتجرأ اي واحد من اعضاء البرلمان الاجابة عليه؟.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

220
بين تعظيم الذات وتمجيد الاخفاقات شعب يصارع البقاء – الجزء الرابع والاخير

قادة قوميين ام قراد تعيش على الدماء:-
تعرف السياسة على انها فن الممكن اي القيام بعمل وفعل وتحقيق ما تستطيع عليه وليس ما تطمح اليه او تحلم به، وفي بلد مثل العراق حيث القانون مفقود والقوي يفتك بالضعيف والكبير يأكل الصغير فان العمل السياسي محفوف بالمخاطر حيث على متناوله والقائم به ان يكون شديد الدهاء والحذر، خصوصا عندما يكون السياسي من الاقليات، لذلك فان تحقيق ادنى مطاليب الشعب يكون صعبا بل وفي بعض الاحيان مستحيلا، لكن هذا لا يعني ابدا ان يحرق السياسي الشعب كله لاشعال سيجارة، او يستمر بالخداع والتضليل للتمسك بمنصب كارتوني على حساب قومه وامته، وهذا ما تلمسناه في الكثير من محتكري المناصب على حساب اسمنا سواء في السلطة التنفذية او التشريعية وحتى الالتصاق بكري القيادة في الحزب.
كشعب كلداني اشوري سرياني ( مسيحيين ) نفتقد الى قائد قومي مخلص وشجاع ( استثني من كلامي السيد سركيس اغاجان فقط لاسباب ساتي على ذكرها لاحقا ) يحمل هموم شعبه، بل بالعكس من ذلك تماما هناك اشخاص معدودين يكرسون قضية شعب باكلمه لتحقيق مطامعهم واهدافهم الشخصية فقط، لان كل الذين شاركوا في الحكومة والبرلمان منذ عام 1991 في اقليم كوردستان ( وكانوا معدودين احتكروا المنصب لتحقيق منافع شخصية) ومن بعدها عام 2003 في بغداد لم يمثلوا سوى انفسهم ولم ينطقوا بكلمة حق تجاه ما يتعرض له شعبنا من مظالم الا في ما ندر، واذا ما نطقوا فان ذلك لم يكن لاجل الشعب طبعا بل لابراز الذات ليس الا، حتى مقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا في برلمان اقليم كوردستان ومجلس النواب العراقي التي من المفروض ان تكون سبيلا ووسيلة لايصال صوتنا والمطالبة بحقوقنا وحل المشاكل العالقة اصبحت هي الاخرى وبالا علينا، فبدلا من توحيد صوتنا في هذه المنابر لتخفيف المعاناة وتثبيت الحقوق كانت هذه الكراسي سببا اخر لتفرقتنا وتناحرنا، بسبب التنافس الذي يكون لاشريفا في الكثير من الاحيان للحصول على هذه المقاعد والتمتع بمنافعها وامتيازاتها.
الصراع على المناصب حول قضيتنا القومية ومستقبل شعبنا الى سلعة تجارية وسلما لتسلق المناصب ليس الا، لان اغلبية، ان لم يكن جميعهم، الذين دخلوا البرلمان او الحكومة باسمنا  سعوا جاهدين الى اغتنام الفرص للتنعم بامتيازات المنصب وبناء امبراطوريات مالية على حساب اسمنا وحقوقنا ومظالمنا، لذلك نلاحظ اننا كشعب يتيم لا نملك لا صوت ولا قضية.
سركيس اغاجان وقضيتنا القومية:-
القيادة لا تأتي بالوراثة ولا باحتكار المنصب لمدى الحياة ولا بنفخ البالونات ولا باثارة عواطف ومشاعر قلة من المتعصبين ولا بتخوين وتشويه صورة كل معارض او مختلف بالفكر والرأي، واذا امكن تصفيته، ولا بتصفيق عدد من المرتزقة.... القيادة تأتي بتفاعل الشعب/ الجمهور مع السياسي، وبما ان السياسة اخذ وعطاء فعلى القائد ان يعي هذه المسألة ولا يجعل من الشعب وقضيته جسرا لتحقيق المصالح الذاتية فقط، بل ان يعطي مقابل ما يأخذ، فهو يقدم خدماته للشعب ويتبنى قضيته ويدافع عن حقوقه ليحصل بالمقابل على التبجيل والاحترام، لكن هذا لا ينطبق على شعبنا لاننا نبجل ونحترم الخوف وليس الفرد بايجابياته وخدماته، نحترم من يحفظ مصالحنا ويحققها ليس حبا له او اعجابا به بل خوفا من زوال تلك النعم، نحترم من يدفع لنا او يرمي ببقايا موائده الينا حتى اذا ذلنا واهاننا واخضعنا لارادته وليس الذي يعاملنا بانسانية مهما كان مستواه العلمي والثقافي والحكومي والحزبي، لاننا كما قلت نحترم الخوف ( لذلك نلاحظ ان اغلبية الطعنات يتلقاه المخلص والمتفاني والمتواضع والصادق مع نفسه ومع الاخرين )، وما دمنا كشعب انانيين وانتهازيين ولا نملك ادنى حس قومي فاننا برأيي الشخصي سنبقى تحت الاقدام مهما طال الزمن، لان كل فرد فينا يقول ( انا )، وما يحصل الان من تعارك وشتم وتعرية الاخر على الفضائيات على التسمية القومية خير مثال على قولنا هذا، لان المتمسكين بامورنا والمتسلطين على رقابنا يفكرون بالمناصب والمزايا التي سيفتقدونها لم تمت وحدتنا، لذلك يحاولون جاهدين ترسيخ ( الانا ) وتقدسيها ورفضوا ولا زالوا يرفضون كل جهود الوحدة وغيرها من الجهود التي تدعم الاستقلالية والحكم الذاتي، حيث كان رفضهم علنا في السابق واصبح باطنا او مبطنا حاليا لتحقيق غاياتهم حتى وان صرحوا بانهl يؤيدون تشكيل محافظة! او منطقة حكم ذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية.
لو تناولنا قضية شعبنا بشفافية دون تعصب او مجاملة او تقديس او تأليه شخص ،ربما يكون السيد سركيس اغاجان احد القادة النادرين في تاريخنا المعاصر الذين ساروا عكس التيار ( ساتجنب التفاصيل لانه وحسب اعتقادي فان الجميع يعرفها ) ، فجميع قادة الاحزاب بلا استثناء كرسوا الشعب وقضيته لتحقيق مارب شخصية وتسنم المناصب المخصصة لشعبنا عبر التلاعب بالمشاعر واثارة العواطف القومية والدينية، اما هو فقد كرس منصبه لخدمة شعبه دون تمييز على الطائفة او الانتماء او درجة القرابة، قدم خدماته كقائد قومي وليس كرئيس حزب يستفاد منه بضعة اشخاص بغض النظر عن كل الانتماءات، ويعتبر الاول الذي كان عابرا للطوائف وعمل جاهدا لتوحيد شعبنا لاعطائه الهيبة والاحترام والمكانة اللائقة به، لكن مع الاسف عقدة ( الانا ) المنتشرة بين ابناء شعبنا عموما وداء جنون العظمة الذي يصاب به دائما كل من يتسلم منصب ما سواء كان حزبيا او حكوميا او وظيفيا او حتى خدميا!! كانا عائقا امام قضية شعبنا وتقدمها نحو الاحسن، لذلك على الجميع مراجعة ذواتهم بدقة عالية ( خصوصا الذين خانوا المبدأ والنهج والقضية )، ويتلمسوا شخصيا ما جنت اياديهم وافعالهم ونياتهم من جرائهم بحق شعبنا ويحكموا على انفسهم بالذي يستحقونه ( هيهات ان تأتيهم الجرأة  ).
همسة:- قضيتنا لن تتحقق بتعظيم الذات او بتكريس معاناة شعب لتحقيق مصالح شخصية، لن تتحقق بالتهويل والجعجعة ولا بالخداع واثارة العواطف والمشاعر، ولا بالنحيب والبكاء على الاطلال، ولا بالتنقيب في تاريخ عمره الاف السنين لم يبق منه الا الجزء اليسير والمبهم لتكذيب بعضنا وتعرية انفسنا امام الاخر، ولا بالتناحر فيما بيننا على تسمية ...... بل تتحقق بالعمل والتفاني والاخلاص.
وختاما يعجبني ان انهي كلامي بمقطع من قصيدة للشاعر الكبير مظفر النواب حيث يقول :-
اولاد .....* هل تسكت مغتصبة؟
اولاد.....*
لست خجولا حين اصارحكم بحقيقتكم
ان حظيرة خنزير اطهر من اطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى اما انتم
لا تهتز لكم قصبة
* لمن يريد معرفة الكلمة المفقودة مراجعة قصيدة ( القدس عروس عروبتكم ) للشاعر المذكور، لانني تعمدت عدم ذكرها.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

221
الاخ العزيز الكاتب الكبير الرائع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
تحليل رائع ووصف دقيق لواقع مر فرض على العراق، كان من الممكن حسب اعتقادي تفادي كل هذا الدمار والدماء المهدورة لو تصرف قادة العراق الجدد بقليل من العقلانية والدهاء السياسي، لكن يبدو ان القادة الجدد لم يفكروا لا بالوطن ولا بالشعب بل تصرفوا مثل اللصوص الذين يدخلون بيتا لسرقته فيأخذون منه ما يستطيعون حمله ويدمرون الباقي ومن ثم يهربون.

سلامي وتحياتي لك ولعائلتك الكريمة
كوهر يوحنان

222
الاخ والصديق العزيز استاذي الكاتب الكبير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بافضل حال
شكرا لمرورك الكريم ومتابعة وتقييم ما اكتبه او بالاحرى ما ينشر في هذا المنبر بشكل عام، كلمة من امثالك تعتبر وسام نعتز به ونفتخر به دوما وابدا.... فالف شكر على اوسمتك الكثيرة التي اهديتني اياها
بالنسبة للمخفيين فانا شخصيا لا احسب لهم اي اعتبار لكن يعز علي ان اسكت...

سلامي وتحياتي
كوهر يوحنان

223
عرب وين وطنبورة وين، مثل عراقي مشهور ولكل من لم يسمع به او يعرف قصته يستطيع البحث عنه في النت...
شخصيا لا احبذ ان ادخل في مناقشات اعرف نهايتها مسبقا وخصوصا مع اشخاص مجهولين او وهميين ( عدم ذكر الاسم الصريح للشخص له دلائل اهمها الخوف وعدم الثقة بالنفس )لكن احيانا اكون مجبرا للتوضيح فقط.
1- في مقالي لم اذكر كلمة او عبارة ( نكران الذات ) التي يتحدث عنها lucian في محاضرته.
2- الثقة بالنفس تختلف عن تعظيم الذات على حساب معاناة ومظالم شعب، اختلاف الارض عن ابعد نجمة في الكون.
3- نكران الذات لقضية ما او مبدأ ما او لشخص ما كان موجودا في الذات البشرية قبل الاحزاب الشيوعية والشمولية والقومجية.
4- نكران الذات مفهوم يختلف كليا عن مفهوم الجهل والجاهل.
اتمنى ان يكون ردي هذا كافيا للمدعو lucian

224
بين تعظيم الذات وتمجيد الاخفاقات شعب يصارع البقاء – الجزء الثالث

مؤتمرات لبحث الازمات وايجاد الحلول ام معارض تجارية لجني المزيد من الحرام:-
في العادة وكما هو معروف ومعمول به فان المؤتمرات ( اي كان نوعها سواء كانت دينية، سياسية، ثقافية، علمية او اقتصادية.... وغيرها ) تعقد للتباحث والمناقشة في  القضايا العالقة بهدف ايجاد الحلول المناسبة بروح جماعية بعيدا عن التعصب والتغطرس،او تعقد لتقييم العمل المنجز خلال السنوات السابقة، او للبحث عن الافضل......لكن غالبا ما تعقد في الازمات لايجاد مخرج مناسب باقل الخسائر الممكنة، ومن هذا نستنتج بأن المؤتمر تجمع ينظمه ويدعو اليه للمشاركة مجموعة من المتخصصين او المهتمين او العاملين في مجال ما للتباحث والمناقشة لمعالجة قضية او مسألة عالقة التي من اجلها عقد المؤتمر، وليس قاعة ومجموعة صراصير اخرجت! توا من مجاري الصرف الصحي وادخلت الحمام عنوة لتغتسل وتعقم بالديتول ومن تلبس بدلة وربطة عنق وتعطر باغلى العطور لتدخل قاعة المؤتمر بابهى صورة متظاهرين بالعلم والثقافة والذكاء، حيث وبلمحة بصر نسوا او بالاحرى تناسوا اصلهم الوسخ الذي اخرجوا منه ( من الظلم تعميم هذا الكلام على الجميع، فهناك النزيه والمخلص والمضحي الذي عمل جاهدا من اجل ابناء شعبه ولهؤلاء احني رأسي احتراما واجلالا اينما كانوا، فمثل هؤلاء يستحقون كل التقدير والثناء ) .
المآسي والمظالم وعمليات الابادة التي تعرض ويتعرض لها المسيحيين في العراق والشرق الاوسط عموما كثيرة وكبيرة  لذلك فان محاولات تكريسها واستغلالها لتحقيق المصالح الشخصية كانت  ولا تزال كثيرة وكبيرة بنفس الحجم، فكانت اغلبية، ان لم تكن جميعها، المؤتمرات والاجتماعات التي تعقد باسم شعبنا للتباحث ودراسة ومناقشة حاضر ومستقبل قضيتنا القومية لا تتعدى كونها زوبعة في فنجان او فقاعة اعلامية لا تدوم سوى ساعات لانها لا تتجاوز محيط الشخص القائم على المؤتمر او حاشيته او بعض المصفقين والمستفيدين. 
الاحداث والوقائع التي اسردها ليست اكاذيب او قصص من نسج الخيال بل واقع مؤلم نعيش لحظاته المرة بهدوء وصمت، لكن لا يجرؤ على كشفها او الحديث عنها او حتى الاقتراب منها الكثيرين لاسباب كثيرة اولها واهمها انها تمس مصالحهم الشخصية، لان حب الشعب وخدمة قضيته لا يكمنان في المبالغة والتهويل عند تناول الاحداث والمواضيع التي تمس شعبنا ومستقبله بل يتضحان وينكشفان من خلال الاعمال والتصرفات الشخصية ومدى الاخلاص للنفس اولا وللقضية ثانيا.
هذه الحادثة روتها لي احدى الزميلات بصورة مختصرة قبل ان تهاجر وتترك الوطن ولم اتمكن من معرفة تفاصيلها لاحقا والتي تقول فيها:
قبل سنوات انعقد في لبنان مؤتمر لبحث اوضاع المسيحيين في الشرق عموما والعراق خصوصا ( لان احداث سوريا لم تكن قد بدأت حينها ) وكانت الدعوة موجهة لمديرية الثقافة السريانية ( لا اعرف بالضبط ان كانت الدعوة موجهة الى مديرية الثقافة السريانية مباشرة او من خلال الكنيسة او وزارة الثقافة في اقليم كوردستان ) وكان والمشرف على تسجيل اسماء المشاركين احد الاشخاص الذين يتظاهرون بعشق الامة وقضيتها، فقام المسؤولين في المديرية حينها بتشكيل فريق من موظفي المديرية للمشاركة في المؤتمر!، وتكمل حيث تقول انني اقترحت على المدير ادراج اسم شخص لا تربطني به علاقة قرابة لكنني اعرف مستواه الثقافي ومدى اهتمامه بالشأن القومي فكان رده بان ابحث الموضوع مع المشرف على تسجيل الاسامي!!!، وعندما ذهبت الى الشخص المعني سألني عن اسم الشخص الذي اقترحته فقلت فلان الفلاني وهو معروف بمواقفه وكتاباته وامكانياته الثقافية فقال لا اعرفه! قالت كيف لا وهو ابن بلدتك قال لا اعرفه.... قالت رجعت خائبة لانني ادركت مسبقا ان المشاركين في هذا المؤتمر لن يكونوا سوى هياكل لشغل الكراسي ..... وبعد الرجوع من لبنان سألتها صدفة عن المؤتمر وقبل ان اكمل قالت بصراحة واختصار كان مهزلة!!!، لقد تعمدوا ادراج الصم والبكم في قائمة المشاركين لكي يظهروا ذواتهم فقط، فكان اغلبية المشاركين بل كلهم لا يعرفون من المؤتمر ويفقهون منه شيئا سوى الاماكن السياحية والمطاعم التي ارتادوها في لبنان . وهنا نسأل المسؤولين عن تسجيل المشاركين في المؤتمر هل كنتم تحضرون مؤتمر مسيحي لمناقشة حاضر ومستقبل شعبنا ام نظمتم سفرة عائلية سياحية مجانية على حساب اسمنا؟؟.
كثيرة هي الامثلة والوقائع ولو ذكرناها كلها لاحتجنا الى سنين والاف المجلدات لتدوينها لذلك سنكتفي بالمثال اعلاه من ناحية اختيار المشاركين، اما من ناحية استغلال المؤتمر ماديا لبلع ما امكن من السحت الحرام فهذا امر شائع بين الكثير من المثقفين والسياسيين وغيرهم وليس بجديد، بل يمكن القول انه اصبح افة سرطانية انتشرت وسيطرت على نفوس اغلبية العاملين في الشأن القومي، والا ما معنى كل هذه المؤتمرات التي عقدت باسمنا دون نتيجة!؟ وما معنى ان يقوم شخص واحد او جهة واحدة معينة بعقد عشرات المؤتمرات خلال فترة وجيزة دون ان يكون لهذه المؤتمرات هدف او نتيجة؟ اما المؤتمرات الوهمية التي قبض اصحابها الثمن فهذا نهج اخر اخترعه وابتكره المخلصين من ابناء شعبنا سواء المثقفين او السياسيين او اشباه الكتاب او النشطاء القوميين!! للاستثراء على حساب اسمنا ومعاناتنا.
نصيحة:- استغفال الشعب لن يدوم والقبيح لن يجمله المكياج ابدا.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

225
الاخ والصديق العزيز الكاتب الرائع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
باعتقادي ان عنوان مقالك كان كافيا ومختصرا لما نمر به، ربما الاتي سيكون اسوأ... هذا ما زرعوه وحان الوقت ليحصدوا ما زرعوا.... فهنيئا لهم حصادهم.... عشت وعاشت افكارك

سلامي
كوهر يوحنان

226
الاخ والصديق العزيز الكاتب القدير خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
مقالة اكثر من رائعة .. ليس لي الا ان اقول عاشت ايدك.... حسب رأيي سيبقى هذا الشعب يعاني من هذه الفرقة الى ان يكف المسلطين على رقابه عن التفكير بمصالحهم الشخصية والتعامل مع القضية القومية بانتهازية

تحياتي
كوهر يوحنان

227
الاخ والصديق العزيز كاتبنا المرموق خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
شكرا على مروركم الكريم وكلماتكم الكبيرة بحقنا ..... ستبقون انتم المدرسة والاساتذة ونحن طلابها ابدا .....

كوهر يوحنان

228
الاخ والصديق العزيز الكاتب المجتهد والكبير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
تناولك للموضوع وبهذه الجرأة والصراحة يكشفان لنا وللقارىء الكريم مدى حبك لشعبك والمك على ما وصل اليه حال الشعب وما سيكون مستقبله في ارض الاباء والاجداد ..... اسباب الهجرة اصبحت كثيرة منها الضغوطات من الاطراف الاخرى ومنها ما هو من داخل بيتنا القومي منها شعور الرفد باليأس وعدم الاتفاق بين القادة والشعب لتوحيد الكلمة والصف والانانية والانتهازية في التعامل مع القضية القومية .... وووو وغيرها، كل هذا يشجع ابناء شعبنا الى الهجرة وترك وطن تلتهمه النيران...

تحياتي
كوهر يوحنان 

229
بين تعظيم الذات وتمجيد الاخفاقات شعب يصارع البقاء ( الجزء الثاني )

كتابنا الكرام ومبدأ الحيادية والاستقلالية والشفافية في تناول الامور والقضايا:-
بفضل الانترنيت والمواقع الالكترونية المنتشرة فيه اصبح الفرد اي كان ومهما كان مستواه العلمي والثقافي قادرا على نشر افكاره وخواطره مستغلا مبدأ حرية التعبير عن الرأي وعدم وجود رقابة على ما ينشر، وهذا بحد ذاته شيء اكثر من رائع حيث بمقدور الشخص التعبير عن رأيه دون قيود، لكن بالمقابل فان هذه الحرية المطلقة شجعت البعض من الكتاب والسياسيين الى استغلال الفرص للانقضاض على الاخر المختلف معهم في الرأي والصاق شتى انواع التهم به دون وجه حق، او دفعه تعصبه الاعمى الى نشر اراء ادت الى المزيد من التفرقة والتشرذم بين صفوف شعبنا، كما وادت ايضا الى الدخول الى المواقع الالكترونية باسماء مستعارة للتعبير عن الرأي بكلام بذيء يكشف لنا ان الشخص المخفي مجرد من كل المباديء والقيم والاخلاق.
وما يهمنا نحن المسيحيين ( الكلدان السريان الاشوريين ) هو كيف ساهم كتابنا الكرام في تدويل معاناتنا والكشف عن الجرائم والمذابح التي مورست بحقنا؟ وهل كان كتابنا حياديين في تناول المسائل الحياتية لشعبنا وشفافين في تحليلها؟ هل كانوا صادقين في ما يكتبون؟ هل كانت الاولوية لقضيتنا القومية ام لمصالح شخصية؟
جميعنا نعرف ان مساهمة كتابنا في تعريف وتدويل قضيتنا كانت ضعيفة جدا بل كانت نادرة في وقت كان شعبنا بامس الحاجة للتعريف بمعاناته ومآسيه، وبدلا من كشف وفضح ما يحدث لشعب اصيل من تهجير وابادة انشغل الكتاب بالتناحر فيما بينهم على التسمية والانتماء، فكان همهم الاول والاخير  نفش الريش وفضح الاخر وتعريته بينما شعبنا يختطف ويهجر ويقتل، وبهذا ضيع الكثير من الكتاب جهودهم الفكرية واثبتوا اننا كشعب لا نمتلك كتاب قوميين بل اشخاص يتناحرون لاظهار الذات والطعن بالاخر وكل ما يكتب باسم الشعب ليس سوى نوعا اخر من الضحك على الذقون.
اما حيادية كتابنا فكانت محل شك دائما حيث كان انتماء الكاتب السياسي او المذهبي والقومي طاغيا على كتاباته او يحول دون التكفير الصحيح ورؤية النصف المملوء من الكأس، لذلك نرى ان اغلبية كتابنا كانوا ابواقا او يتناولون المواضيع بكثير من الحذر تجنبا لاثارة اسيادهم او الخروج عن الخط المرسوم لهم، لان الانتماء كما هو معلوم يسلب الفرد حريته في التعبير، ولكي لا يحرف كلامي فانا لا اقصد بتاتا ان الانتماء جريمة! او على الكاتب ان يكون مستقلا دائما بل بالعكس من ذلك تماما على الانسان ان يفتخر بانتمائه  ويدافع عن معتقداته السياسية والافكار والمباديء التي اعتنقها بمحض ارادته دون اكره بلا خجل او خوف خصوصا عندما تسمح له الاجواء الديمقراطية بذلك، لان ذلك يعظمه ليس في عيون مناصريه ومشاركيه الرأي فقط بل وفي عيون اعدائه ومعارضيه ايضا، فكل انسان حر في تفكيره واعتقاده وانتمائه، لكن الغريب في الامر هو نكران الانتماء والادعاء بالاستقلالية! بينما كتاباتهم تفضحهم وتثبت انتمائهم، وهذا بلا شك يثبت لنا ضعف بعض النفوس التي تتناول قضيتنا لتحقيق اهداف شخصية لا اكثر.
نكران الانتماء له دلائل كثيرة لكن ابرزها هو الخوف! وهذا مستعبد لان اغلبية الذين يكتبون عن شأننا القومي يعيشون في دول ديمقراطية تحترم حرية الانسان وحقوقه، اما ثانيا فهو الظهور بمظهر المحايد الذي يبكي على شعبه للانقضاض على طرف ما وتعريته لترجيح كفة الميزان للطرف الذي ينتمي اليه فكريا او جسديا عبر تضليل الشعب وخداعه، اما ثالثا فهو ترك الباب مفتوحا لتغيير الانتماء!!!) مثلا من شيوعي اممي الى قومي متعصب ومن بعثي الى اشوري ثم الى كلداني ثم الى سرياني ثم الى لا شيء اذا اقتضى الامر ) عند اقتضاء الضرورة لتمشية المصالح وتحقيق الاهداف الشخصية.
اما صدق وصراحة الكاتب في ما يتناوله من مواضيع او دفاعه عن قضية ما  ليس سوى ستار لاخفاء حقيقة الكاتب البشعة في الكثير من الاحيان، لان الكثير من الذين لا نعرفهم شخصيا نقرأ لهم في النهار ونتلمس في ما يكتبون الجرأة والحقيقة والصراحة والشجاعة والاخلاص والنزاهة، بل وكل الصفات الحميدة اجمعها، نجدهم في الليل يتوسلون، لنفس الاشخاص الذين يتهمونهم ويعاتبونهم في النهار، ويقبلون الارجل والايادي لبضعة دنانير او لاعلاء شأنهم بضعة سنتيمترات ( ما اروعها من مهزلة! اليس كذلك ).
قضيتنا القومية كانت ولا زالت بحاجة الى كتاب مخلصين يعطون الاولوية للقضية وليس للمصالح والمنافع الشخصية، يعطون الاولوية للشعب ومستقبله وليس لفرد او مجموعة افراد ينتفعون من معاناة العامة، لكن الذي حدث ولا زال يحدث هو ان اغلبية كتابنا انشغلوا بمناقشات سياسية او تاريخية او شخصية، دافعها الانتماء الحزبي والطائفي، لا نهاية لها ونسوا الشعب ومعاناته، وخير دليل على ذلك هو ان تفريغ العراق من مسيحييه بدأ منذ 2003 حيث بدأ المسيحيين بالهجرة نحو بلدان الجوار املا ان تكون هذه البلدان محطة للانتقال واللجوء الى الدول الغربية للاستقرار فيها وبدأ حياة جديدة دون خوف ....... وكلنا نعرف ان كل الذين هاجروا لم يكونوا متمكنين ماديا بل ان الكثير منهم كان يعيش بظروف صعبة وقاسية جدا، لكن رغم ذلك لم نسمع ان احدا من كتابنا القوميين قد اجهد نفسه بكتابة بضعة كلمات عن حالهم ومعاناتهم، بل بالعكس من ذلك تماما فبينما كان شعبنا يختطف ويقتل ويهجر ويعاني ما يعاني كان بعض كتابنا منشغلين بتجميل سمعة المتاجرين بقضيتنا حتى ان الجرأة قد بلغت قمتها لدى احد الكتاب ( المقيمين خارج الوطن ) حيث طلب وبصورة علنية! من احد سياسيي!!! شعبنا الى الاستراحة من سفر سياسته الطويل لانه قد تعب كثيرا من قيادة الحزب!! وتمثيل شعبنا في الحكومة والبرلمان!! وتقديم التضحيات والخدمات العظيمة للشعب بدون ثمن وبلا مقابل!!! ( لا اعرف على ما من تضحكون علينا ام على انفسكم؟ هل يستطيع هذا الكاتب وغيره من الكتاب ان يثبتوا لي ولغيري ولو واحدا من افضال سيدهم على هذا الشعب، او يذكروا لنا خدمة من خدماته التي قدمها لهذا الشعب سوى انه احتكر السلطة والتصق بالكرسي لعشرات السنوات لينتفع هو وحاشيته فقط. ).
همسة:- الاقتراب من الحقيقة ولو لبضعة مليمترات والاعتراف بها افضل بمليون مرة من الابتعاد عنها لتمجيد الباطل وتجميل القبيح مقابل ثمن يسود تاريخ الشخص مهما كان كبيرا. 

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

230
الاخ العزيز الاستاذ هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
اخي العزيز ما تقوله صحيح ولا غبار عليه، ما يفرقنا هو المصالح الشخصية فقط، فرجال الساسة والدين ومعهم تجار الدماء من شعبنا مزقوا الشعب لتحقيق اهدافهم الشخصية والتي ليس لها من انتهاء .... حسب رأيي هناك مخلصين لكن ضاعوا مع هؤلاء وطعنوا من الخلف....
شكرا لمرورك الكريم تحياتي
كوهر يوحنان

231
الاخ والصديق العزيز استاذي الكبير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
شكرا على متابعتك وابداء رأيك على ما نكتب، اسباب كثيرة ادت بنا الى ما نحن عليه الان، ما تفضلت به في مداخلتك هو حقيقة نعرفها لكن؟؟؟؟ لا اريد الاطالة لكننا شعب بلا قضية!!!
اخي العزيز بخصوص مقالتك " ماذا ينتظر المصير القومي لأمتنا بكل تسمياتها في ضوء استمرار الهجرة العشوائية اللعينة " المنشورة في الموقع كانت رائعة فعلا وعبرنا عن رأينا فيها.... اتمنى لك المزيد من التألق...

تحياتي
كوهر يوحنان 

232
الاخ العزيزي نيسان سمو الهوزي المحترم
ليس الغباء وحده بل امور كثيرة واسباب كثيرة اوصلت حالنا الى ما نحن عليه الان، واذا اردنا تعدادها واحتسابها فعلينا البدء من انفسنا..... اخي العزيز بخصوص كلمتك المنشورة في الموقع التي لم اقرءها ولم اعلق عليها فانت محق تماما لانني لا استطيع متابعة كل ما ينشر على الموقع هذا اولا ، اما ثانيا فانني لا افتح النت لايام كثيرة....
كوهر يوحنان

233
الاخ العزيز albert masho المحترم
شكرا لمرورك الكريم
ما تفضلت به هو عين الحقيقة فالتعصب والتبعية العمياء وبالمقابل قادة انتهازيين، قادوا شعبنا الى ما هو عليه الان، لقد دفعنا الكثير وسندفع الاكثر بسبب هذا التعصب والانقياد لمصالح ذاتية بعيدة عن الهم القومي

كوهر يوحنان

234
بداية اعتذر من جميع الاخوة لتأخري في الرد على الردود والاراء التي عبروا عنها بخصوص هذه المقالة، والتأخير كان لاسباب خارجة عن ارادتي

كوهر

235
الاخ والصديق العزيز الكاتب المبدع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
اشاركك الرأي والالم في ما طرحته في هذه المقالة الرائعة، وما تفضلت به صحيح ولا اعتراض عليه، لكن هناك اسئلة تطفو على السطح دائما كلما دار نقاش بين اثنين من ابناء شعبنا وهي:- ما هو مستقبلنا في هذا البلد؟ اين نحن من العملية السياسية؟ هل هناك بصيص امل للبقاء في وطن يفقد ابسط مقومات الوطن والمواطنة؟
نعم اتفق معك كليا ان في تركنا لوطننا فان سنفنى بالتأكيد لكن في بقائنا ايضا فناء فما الحل؟
تحياتي الاخوية لك وللعائلة الكريمة
كوهر يوحنان

236
مسلسل تهجير وابادة المسيحيين في العراق قد اقترب من النهاية حيث لم يبق منهم الا القلة والتي ستجبر على ترك الوطن عاجلا ام اجلا، فابناء هذه الطائفة الذين ساهموا في بناء هذا الوطن ولم يقدموا له سوى الخير اصبحوا اليوم غرباء عنه ويجب اقتلاعهم كعشبة ضارة من بين زرع نظيف!!!!.
معاناة المسيحيين كبيرة فبعد التهميش والخطف والقتل والابتزاز وتدمير الكنائس لاجبارهم على ترك الوطن جاء تنظيم داعش الارهابي ليكمل المهمة، حيث وبسرعة البرق احتل الموصل ومن ثم مناطق سهل نينوى التي كان يسكنها اغلبية مسيحية وبذلك تشرد عشرات الالاف وفقدوا ابسط وسائل المعيشة، ولولا اقليم كوردستان الامن نسبيا والمساعدات الداخلية والخارجية التي قدمت لهؤلاء المهجرين قسرا لكان المسيحيين العراقيين في خبر كان.
هجرة المسيحيين من العراق تعتبر ردة فعل طبيعية لما تعرضوا ويتعرضون له من مظالم في وطن فقد ابسط مقومات واسس الوطن والمواطنة، لكن الغريب هو سكوت المجتمع الدولي على هذه المظالم والاغرب متاجرة ابناء شعبنا بمعاناتنا من سياسيين ورجال دين او غيرهم من مؤسسي الجمعيات الخيرية او الاتين من اقاصي الارض لتعريفنا بحقوقنا! والدفاع عن وجودنا!، او غيرهم باختلاف التسميات التي يطلقونها على انفسهم، الذين لا يعرفون من القضية سوى ما يدخل في جيوبهم من السحت الحرام على حساب دمائنا ومعاناتنا ومستقبلنا ووجودنا وكأن قضيتنا مختصرة  ومختزلة في جيوب مثقوبة لا تمتلىء ابدا وابدا، وهذا ما ضاعف المآسي وافقد ابناء شعبنا ذلك البصيص من الامل المتبقي للبقاء والاستمرار في الحياة في ارض الاباء والاجداد.
احزابنا ومنظماتنا وهيئاتنا ولجاننا القومية.... :-
بالرغم من وجود عدة احزاب تتخذ من اسمنا القومي اسما لها لكن في الحقيقة والواقع فاننا لا نملك ولا حزبا واحدا يحمل همنا القومي ويعمل لصالح شعبنا، بل هناك مكاتب تجارية للتعامل والاتجار بمعاناة ومآسي شعبنا لان احزابنا! فقدت كل ميزات وخصائص ومقومات الاحزاب وتحولت الى مجموعات وتكتلات، او بالاحرى عصابات، كل مجموعة تطلق على نفسها اسما قوميا هدفها تحقيق مصالح شخصية بتة ليس لها اية علاقة بهمومنا القومية لا من قريب ولا من البعيد، وهذا الامر ينطبق كليا على جميع الهئيات واللجان والمجالس و و و و و وحتى المنظمات الخيرية الخاصة بشعبنا بلا استثناء لانها كلها جميعا اصبحت وسيلة للاستثراء غير المشروع.
صحيح ان السياسة هي اخذ وعطاء ومن يدعي غير ذلك يكون طوباويا ويعيش في عالم خيالي، لذلك من حق السياسي ان يقبض ثمن اتعابه ماديا ومعنويا واجتماعيا لكن ان تتحول السياسة الى ايسر واسهل الطرق للاستثراء وتسلق المناصب، من قبل اشخاص انتهازيين لا يفهمون الف باء السياسة، وباسرع الطرق فهذا يدل على شيئان لا ثالث لهما والاول هو فقدان السياسي لكل القيم والمبادىء والاخلاق !!!، والثاني يعني ان الشعب غبي ويستحق ان يضحك عليه ( على الشعب ان يقرر ويصوت اي من الاسباب اعلاه ادت الى ما نحن عليه سياسيا ).
المزايدات والضحك على الذقون:-
مشكلتنا نحن المسيحيين ليست من الغريب الذي يشردنا ويهجرنا ويفتك بنا باستمرار فقط، بل تكمن ايضا في الذين يحسبون انفسهم قادة وسياسيين وخيرة ابناء الشعب لتسنم المناصب! فيستغبون الشعب ويضحكون عليه عبر شعارات وكلمات منمقة حلوة الوقع على المسمع لكن في الواقع ما هي الا طريقة من طرق الغش والاحتيال لتحقيق المصالح الشخصية وتعظيم الذات، وذلك عبر التلاعب بالعواطف واثارة المشاعر الدينية والقومية والطائفية.
خير مثال حي على مزايدات شخصياتنا التجارية ( رغم كثرتها ساتناول مثالا واحدا فقط ) هو انشاء فصائل مسلحة خاصة بشعبنا لتحرير مناطق سهل نينوى!!! او لمسك زمام الامور في هذه المناطق بعد تحريرها. 
لا شك في ان تشكيل فصائل مسلحة مستقلة! خاصة بشعبنا امر مهم وضروري وذلك لضخ الامل في النفوس للبقاء والاستمرار وثانيا للخروج من تحت الاقدام واثبات الذات، اما ان يصبح تشكيل هذه الفصائل فرصة اخرى لتكديس المزيد من الحرام وتعظيم الذات على حساب معاناة ومآسي شعبنا فهذا امر مرفوض قطعا ( وللاسف هذه هي الغاية الاولى والاخيرة للبعض من تشكيل هكذا فصائل )، ولكي لا يحرف كلامنا ونصبح هدفا سهلا للمتملقين والمتعصبين وضيوف الموائد المفتوحة وغيرهم من ذيول السادة المعنيين سنتناول هذه القضية بشيء من العقلانية وبايجاز، فبعد احتلال مناطق شعبنا في سهل نينوى من قبل تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي سمعنا باراء وتصريحات مختلفة ومتباينة في الخيانة والاخلاص والبكاء على شعبنا ... وغيرها الكثير من الكلمات الجاهزة لكل المناسبات، وما يهمنا من هذا كله هو كيفية تحرير هذه المناطق والحفاظ على وجودنا فيها، فكانت فكرة تشكيل قوات مسلحة مستقلة!!! خاصة بشعبنا اولى الطروحات للمشاركة في تحرير هذه المناطق وحمايتها ذاتيا بعد التحرير.
ما اكتبه ليس لاثناء عزيمة احد لكن المعلوم والمعروف ان تنظيم الدولة الاسلامية يمتلك اسلحة وتقنيات متطورة والمساعدات العسكرية التي يحصل عليها كثيرة واعداد المنتمين اليه كثر وفي ازدياد ولولا ذلك لما استطاع مواجهة جيوش نظامية واحتلال كل هذه المساحات من سوريا والعراق بهذا الوقت القياسي، اضافة الى ذلك فمبدأ وفكرة تفجير الذات والانتحار ( للوصول الى الجنة والتمتع مع الحوريات ) التي تسيطر على عقلية اعضائه والمنتمين اليه يزيد الصعوبات في مقاتلته ومحاربته والانتصار عليه، وهذه الامور معروفة للجميع من مسؤولين واناس عاديين حسب اعتقادي، لذلك كان على سادتنا وقادتنا الكرام الذين دعوا الى تأسيس تشكيلات مسلحة مستقلة خاصة بشعبنا ( بالمناسبة استقلالية هذه التشكيلات كانت كذبة لذر الرماد في العيون والظهور امام الشعب كالمخلص الوحيد لان مسؤول احدى هذه التشكيلات التي ادعت الاستقلالية وضح الامور بشكل لا تقبل التفسير والتأويل كيفية حصولهم على الاموال لبناء معسكرهم ومن اين جائتهم الاسلحة وتأتيهم الرواتب شهريا! ) ان يفكروا بارواح ابناء شعبنا ومستقبله قبل التفكير بما تجنيه ذواتهم من مناصب وامتيازات من هكذا قرار، فمحاربة تنظيم قوي كتنظيم داعش الارهابي ببضعة عشرات من المقاتلين لا يمكن بل ويعد نوعا من الانتحار، وكشعب نحن نعرف قبل غيرنا حجمنا وعددنا ومدى استطاعتنا تحقيق النصر او دحر الارهاب من مناطقتنا بقدراتنا الذاتية.... لذلك ارى ان تشكيل هذه الفصائل المستقلة طبعا! ما هي الا وسيلة اخرى لتعظيم الذات وابرازها على حساب معاناة ومآسي شعبنا. 

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com


237
الاخ والصديق العزيز الكاتب المبدع والقدير الاستاذ المهندس خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
شكرا على مرورك الكريم وتقييمك لما نكتب دائما وعلى كلماتك المشجعة والكبيرة بحقنا والتي تعطينا جرعة امل اخرى وتحفزنا على الاستمرار عسى ان نكون عند حسن ظنكم وظن القراء جميعا شكرا ثانية
استاذي العزيز الفساد اصبح مثل النياشين والاوسمة على صدور حكام العراق الجدد وحاشيتهم وكل المسؤولين يعلقونه دون خجل..... وهذه الفضيحة كما قلت اما تكون بداية لعهد جديد يسود فيه القانون او سيستمر الحال لكن بشكل اسوأ هذه المرة..... اذا كان هرم السلطة وحامي القانون فاسدا فماذا ننتظر من القاعدة؟
تحياتي وسلامي لك وللعائلة الكريمة
اخوك
كوهر يوحنان

238
بالرغم من ان قضايا الفساد والاستحواذ على المال العام وعقارات الدولة بكافة الطرق والوسائل، دون استثناء طريقة او وسيلة حتى وان كانت على حساب قوت الشعب ودماء ابنائه ومستقبل اجياله، ليست من الامور والمسائل الجديدة في عراقنا الديمقراطي الجديد، خصوصا بعد استلام الوطنيين والمخلصين لزمام امور الحكم في البلاد بعد 2003، الا ان جلسة مجلس النواب ليوم الاثنين ( 1/8/2016 ) التي كانت مخصصة لاستجواب وزير الدفاع خالد العبيدي تعتبر الاولى من نوعها في فضح الفاسدين علنا وبالاسماء تحت قبة البرلمان منذ تأسيسه لحد يومنا هذا، حيث لم يتجرأ غيره في فضح المستور بصورة علنية وذلك اما خوفا على حياته او خوفا على منصبه ومصالحه، لان الكل يعلم ان العملية السياسية في العراق تدار من قبل مراكز قرار قوية تسهر على حماية كبار الفاسدين وتجار الدم وتضمن بقائهم في هرم السلطة وعدم النيل منهم او حتى محاسبتهم مهما كثرت الجرائم والتهم.
شخصيا لا استغرب بوجود الفساد وحجمه في اعلى مناصب الدولة واكثرها اهمية لان الفساد بدأ من هناك اصلا، فمنذ عام 2003 وحتى يومنا هذا طالعنا مئات الوثائق والتقارير التي تؤكد نهب وسرقة مئات المليارات من اموال الشعب العراقي تحت انظار الحكومة والسلطة القضائية وهيئات النزاهة وغيرها من حارسي اموال الشعب، فقد بلغت الاموال المنهوبة في عهد المالكي الذي حكم العراق لمدة 8 سنوات فقط اكثر من 400 مليار دولار!!!، وطوال هذه المدة ورغم كل الدلائل والاثباتات ضد المسؤولين الحكوميين واشباه المسؤولين لم نتلمس او نسمع بمحاسبة او محاكمة حتى واحدا من الفاسدين او على الاقل استجوابهم رغم ان الرشوة والاختلاس والسرقة وخيانة الامانة تعتبر كلها من الجرائم يحاسب عليها القانون ويطبق عليها قانون العقوبات العراقي، بل بالعكس من ذلك تماما كان المجرم يحتفظ بمنصبه ويعلى من شأنه او يترك العراق متحديا كل القوانين والمحاكم هانئا بالمليارات التي كدسها خلال شهور من عقود زائفة مع شركات وهمية او من خلال استيراد مواد فاسدة او من اخذ نسبة من العقود المبرمة مع الشركات او من خلال تعاطي الرشوة .... وغيرها من الطرق اللاشرعية التي شاعت بين المسؤولين الجدد لنهب المال العام.
فضيحة الفساد التي فجرها وزير الدفاع خالد العبيدي ليست الاولى ولن تكون الاخيرة لان الفساد كان من اسس ودعائم الحكومات التي تشكلت بعد 2003 ومن اولى الصفات التي يجب على المسؤول ان يتحلى بها، لكن هل من الممكن ان تكون بداية لعهد جديد لسيادة القانون ومعاقبة المجرم يحاسب فيه المسؤول على جرائمه بغض النظر عن منصبه وانتمائه ودرجة قرابته من هذا او ذاك، ام ان قضايا الفساد وعمليات نهب اموال الشعب ستبقى مستمرة دون محاسبة وكل التحقيقات والاستجوابات لا تتعدى كونها مسرحيات تعرض على الشعب العراقي مجانا للتلاعب بمشاعره وعواطفه وتهدئة اعصابه، سواء كان مكان العرض مبنى مجلس النواب او رئاسة الوزراء او وزراة العدل او مقر لجنة النزاهة.
همسة:- العراق ليس بحاجة الى برلمان يكونه اللصوص والحرامية والسماسرة والقتلة يدخلونه بفضل انتمائهم الطائفي، بل الى رجال وطنيين نزيهين مخلصين للشعب والوطن لكي يعيدوا للوطن امانه وهيبته ومركزه الذي يستحقه ويعطوا الشعب ما يستحق من خيرات وحقوق.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com


239
الاخ والصديق العزيز الكاتب خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
السماسرة الموجودين على الساحة السياسية الذين يدعون تمثيلنا سيرضون باية تسمية وبكل انواع الطعنات التي تلقاها ويتلقاها شعبنا وذلك للاحتفاظ بالمنصب وامتيازاته....... ايهم القراد ان كان الطير او الدابة ضعيفا او هزيلا او حتى على وشك الموت؟ حتما لا لانها تعيش على الدماء ولا يهما سوى الدم.... هؤلاء هكذا هم كالقراد لا يهمهم سوى مصالحهم

كوهر يوحنان عوديش


240
الاخ والصديق العزيز الكاتب الكبير خوشابا سولاقا المحترم
تحية اخوية اتمنى ان تكونوا والعائلة الكريمة بافضل حال
ما تفضلت به في مقالك هو عين الحقيقة فامريكا وغيرها من الدول الدائرة في فلكها لا يهمها شيء سوى مصالحها حتى لو هدرت ملايين من الارواح البريئة.... اما بشأن ردود فعل ابناء شعبنا من القرار الامريكي وتصريح غبطة البطريرك لويس ساكو فهناك من ايد القرار او عارض القرار كل حسب فهمه وتحليله لكن برأيي ان من ايد القرار وعارض غبطة على تصريحه وموقفه لم يكن له سوى سبب واحد وغاية واحدة وهو تعظيم الذات ليس الا لان الجميع يعرف اننا باعدادنا القليلة لن نستطيع فعل اي شيء.....
اخوكم
كوهر يوحنان

241
الاخ والصديق العزيز الكاتب هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
مقال رائع والاروع انه جاء من انسان مخلص محب لوطنه مثلك... حسب رأيي الشخصي ان الفساد لن ينتهي من العراق ما لم يحاسب الفاسدين على فسادهم، اي فرض القانون وتطبيقه على الجميع بدون استثناء وهذا لن يحدث في بلد تحكمه عصابات، لذلك علينا النضال كل حسب موقعه لبناء وطن يسوده القانون اولا لكي لا يحكم من يتسنم مقاليد الحكم حسب اهوائه ومزاجه الشخصي....
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

242
الاخ والصديق العزيز الاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
صدقك وجرأتك في ما تكتب نابع من حبك الصادق لوطنك.... ما جاء في مقالك هذا اكثر من رائع وليس لنا اي اضافة عليه سوى ملاحظة صغيرة الا وهي :- ان الوطن والشعب سيبقيان يدوران في هذه الدوامة ما دام القانون غائبا والمناصب تعطى حسب الانتماء وليس حسب الجدارة والاستحقاق

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

243
الاخ وليد
تحية
لكل منا رأي في ما يدور ويحدث... ربما نتفق وربما لا ... بصراحة كل الجهود والمبادرات لمساعدة شعبنا مشكور سواء كانت من الداخل او الخارج باستثناء الاحزاب التي اسست لتحقيق مصالح اشخاص محدودين، فهؤلاء لن يستطيعوا تقديم خدمة لابناء شعبنا ولو لمرة ...
كوهر

244
الاخ والصديق العزيز استاذي القدير خوشابا سولاقا المحترم
الاخ العزيز الاستاذ هنري سركيس المحترم
الاخ العزيز فاروق كيوركيس المحترم
تحية طيبة
اشكر مروركم الكريم واهتمامكم بما انشره بين الحين والحين.... تلمست من خلال ردودكم الثمينة باننا جميعا متفقين على نقطة جوهرية والتي هي فقداننا لاحزاب قومية تعمل على ترتيب البيت القومي وتناضل من اجل قضيتناوهذا ناتج من دخول الانتهازيين المجال السياسي وتكريس اسمنا لتحقيق مصالح شخصية..... حسب رأيي الشخصي سيستمر الوضع على ما هو عليه الان بل سيزداد سوءا اذا لم يستيقظ شعبنا من غفوته وظل منخدرا بعواطفه وانتمائه، وعلينا ان لا ننسى المطبلين والمزمرين والعائشين على فتات موائد الاسياد الذين يملئون باسم شعبنا مواقع النت بالمديح الزائف لاسياد رزقهم...

اخوكم
كوهر يوحنان عوديش

245
الاخ وليد حنا بيداويد المحترم
تحية طيبة
بداية اشكر مرورك الكريم واهتمامك بما يحدث مع ابناء شعبك في العراق..... بصراحة لو تمت دراسة الواقع الكوردستاني نكتشف حقيقة مرة وهي انه في بعض الحالات يكون البرلمان عاجزا وكذلك الحكومة عاجزة عن الخروج بحل مثالي في بعض الحالات.... اما بشأن حمل السلاح واعادة الحق بالقوة فهذا امر خيالي فمن سيحمل السلاح وضد من؟ وهل ان المتبقى من شعبنا يكفي لفرض الامور بالقوة؟؟؟؟؟ اما ماذا تفعل احزابنا اكثر؟     فجوابي يكون ماذا فعلت اصلا؟ اما مقارنة اقليم كوردستان باوروبا فاسمح لي بان اقول ان مقارنتك هذه غير موفقة بل تقترب من الخيال....
تحياتي
كوهر يوحنان

246
تمهلت قليلا قبل ان ابدء بابداء رأيي حول ما كتبه وطرحه السيد جعفر ايمينكي ( نائب رئيس برلمان اقليم كوردستان وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ) في مقاله المعنون ( المسيحيون في اقليم كوردستان.. بين الواقع والطموح ) عسى ان اجد ردا او توضيحا من قبل احزابنا القومية! او من قبل احد منتميها من الكتاب (المستقلين طبعا ! )  ليحفظ القليل، او بالاحرى ما تبقى، من كرامة متحزبينا القوميين باعتبار ما تناوله السيد جعفر ايمينكي شأن قومي داخلي هذا اولا، اما ثانيا باعتباره تجاوزا واهانة وتهمة باطلة بحق احزابنا القومية وشخصياته السياسية العاملة في العراق والاقليم، لكن ( والحمد لله ) لم نسمع باي رد او توضيح بشأن ما قيل وطرح لا من هذا ولا من ذاك، وهذا ان دل فانما يدل على شيئين لا ثالث لهما، اولهما ان ما قاله السيد جعفر ايمينكي هو واقع وحقيقة احزابنا القومية لذلك سكتوا ليستروا عورتهم ويخبئوا وساختهم، وثانيا ان احزابنا القومية ليست سوى اشخاص معدودين يكرسون قضيتنا القومية ومعاناتنا المتفاقمة لتحقيق مصالحهم الذاتية وكل ما لا يمس مصالحهم بسوء لا يعتبر من القضايا القومية. 
شخصيا وبلا مجاملات او مزايدات اشكر السيد جعفر ايمينكي على ايلائه الاهتمام بهذا الموضوع سواء كان هذا الاهتمام نابعا من شخصه الكريم او تنفيذا لواجبه كنائب لرئيس البرلمان او بتوجيه من الحزب الذي ينتمي اليه او تطبيقا لمباديء هذا الحزب، واتفق معه في الكثير من النقاط التي طرحها في مقاله، وفي نفس الوقت اتمنى ان تكون طروحاته والحقائق التي تناولها بكل جرأة بداية جديدة للمسيحيين في كوردستان والمنطقة عموما، خصوصا وان زوال المسيحية والمسيحيين من العراق سواء في المحافظات الجنوبية او في اقليم كوردستان اصبح امرا محتوما غير قابل للنقاش، اذا ما استمر الحال على ما هو عليه الان ولم يتحسن.
لا شك ان المسيحيين الساكنين في اقليم كوردستان هم افضل حالا من الساكنين في باقي المحافظات العراقية وبعض دول الجوار، لكن ذلك لا يعني ابدا ان مسيحيي كوردستان يعيشون في نعيم بلا مشاكل وهموم وتحديات، وهذا ما اشار اليه السيد جعفر بكل وضوح، لكن الية معالجة هذه المشاكل ومحاولة رفع الهموم ومواجهة التحديات لم تكن ابدا من اولويات احزابنا القومية بل كانت دائما ماركة تجارية ودعاية انتخابية وشعارات رنانة لاثارة العواطف الدينية والقومية الهدف الوحيد من ورائها تعظيم الذات لا اكثر، فاحزابنا القومية لم تكن جامعة ولم يكن لها قضية يوما لذلك لم تتمكن حتى يومنا هذا من التقدم بقضيتنا خطوة واحدة، بل بالعكس من ذلك تماما حيث ان الكثير من هذه الاحزاب كانت خنجرا مسموما في خاصرة شعبنا منعت وحدته وتاجرت بمحنه، والسبب في ذلك يعود الى التنافس اللاشريف على المصالح المادية والمناصب وامتيازاتها.
بقاء المسيحيين في اقليم كوردستان والحد من هجرتهم لا يكمن بكثرة احزابهم او مشاركتهم في الانتخابات او تخصيص بضعة كراسي في البرلمان ينتفع من امتيازاتها بضعة اشخاص!، بل ان بقائهم مرهون بمنح حقوقهم وحفظ كرامتهم حسب القوانين مع مراعاة خصوصيتهم الدينية والقومية وعددهم السكاني، حيث لا يزال الكثير يتعامل مع المسيحيين وحقوقهم المسلوبة بتعجرف وبلا مبالاة كونهم اقلية!، لذلك على القيادة الكوردية، التي قدمت الكثير للمسيحيين، ان تقوم بمعالجة المشاكل التي يعاني منها المسيحيين وخصوصا مسألة التجاوزات على الاراضي في كافة المناطق التي يسكنونها.
همسة:- لو كان قادة احزابنا القومية المحترمين يمتلكون ذرة ضمير لكانوا اكتفوا بما جنوه من الحرام من معاناتنا المتفاقمة لربما عندئذ كنا نكف عن معاتبتهم ونغض النظر عن مساوئهم، لكن هل من يتجرأ؟
 

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

247
الاخ والصديق العزيز هنري سركيس المحترم


ببالغ الحزن و الأسى تلقينا نبأ رحيل شقيقكم العزيز .... وبهذه المناسبة الاليمة لا يسعنا الا ان نقدم الى جنابكم وعائلتكم الكريمة مواساتناوتعازينا القلبية ونتضرع الى الرب ان يغمده برحمته ويسكنه ملكوته الموعود.

كوهر يوحنان عوديش

248
لاصدقاء الاعزاء
تحية طيبة
سأكون اليوم في ضيافة قناة الرافدين الفضائية في برنامج عن تهجير المسيحيين من العراق، موعد البرنامج هو التاسعة وخمسة دقائق ليلا بتوقيت بغداد ...... متابعتكم للبرنامج وابداء رأيكم في ما نتناوله يسعدنا ويسرنا
تحياتي
كوهر يوحنان عوديش

249
لاصدقاء الاعزاء
تحية طيبة
سأكون اليوم في ضيافة قناة الرافدين الفضائية في برنامج عن تهجير المسيحيين من العراق، موعد البرنامج هو التاسعة وخمسة دقائق ليلا بتوقيت بغداد ...... متابعتكم للبرنامج وابداء رأيكم في ما نتناوله يسعدنا ويسرنا
تحياتي
كوهر يوحنان عوديش

250
عادة تزيين شجرة الميلاد تقليد شائع عند الكثير من الناس وخصوصا المسيحيين منهم حيث يقوم هؤلاء بنصب الشجرة داخل بيوتهم وتزيينها قبل ايام من عيد الميلاد  او تزيين اشجار الحديقة ان وجدت، وذلك تعبيرا عن فرحتهم واحتفالهم بميلاد سيد السلام يسوع المسيح، ومسيحيي العراق كغيرهم من مسيحيي العالم يتمنون ان يحتفلوا بميلاد نبيهم ويعبروا عن سرورهم بهذه المناسبة العظيمة على قلوبهم لكن هناك الف سبب وسبب يمنعهم من القيام بذلك.
كمواطنين من هذا البلد ( الديمقراطي حتى النبع والمحافظ على حقوق الانسان بلا مثيل ) ليس كثيرا علينا ان تكون مناسباتنا الدينية عطلة رسمية، وليس كثيرا علينا ان نحتفل بهذه المناسبات بسلام بلا خوف بعيدا عن المضايقات واهانات المتشددين، وليس كثيرا علينا ايضا ان تقوم الحكومة بالاحتفال معنا ولو مجاملة لاشعارنا باننا موجودين ومقدرين حقا في وطننا الذي تمتد جذورنا به بامتداد تاريخه.
معاناة مسيحيي العراق ليست بحاجة الى شرح او تفسير فهي واضحة وضوح الشمس فهناك مأساة جديدة مع كل يوم جديد لذلك لن نتطرق اليها لكي لا يمل القاريء من تكرارها، لكن العجيب في الامر والغريب في القضية ان تعلن امانة بغداد عن وضعها اكبر شجرة ميلاد ( كريسماس ) في منطقة الشرق الاوسط بحديقة الزوراء احتفالا بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية بهدف مشاركة المسيحيين افراحهم ومسراتهم بهذه المناسبة السعيدة، والاغرب من هذا ان يقوم رئيس مجلس النواب السيد سليم الجبوري وبحضور نائبيه يوم الخميس المصادف 17/12/2015 بافتتاح شجرة الميلاد في باحة المجلس، حيث ان نصب شجرة الميلاد جاء بناء على طلب تقدم به النواب من المكون المسيحي الى رئيس مجلس النواب الذي ابدى موافقته على الطلب واوعز الى الجهات المهنية المعنية بتنفيذ ذلك ( الف شكر ومليون قبلة لنوابنا المسيحيين في مجلس النواب على انجازهم العظيم هذا وعلى جرأتهم للمطالبة بنصب شجرة الميلاد في باحة المجلس! ).
لن نعود الى الوراء كثيرا لاحصاء الفواجع التي لاحقت المسيحيين العراقيين وذلك كي لا نثير الجروح القديمة، لكن بودنا ان نسأل امانة بغداد الم يكن الاجدر بها، وبدلا من نصب شجرة الميلاد، ان تبحث مسألة تزوير اصول عقارات المسيحيين في بغداد والاستيلاء عليها وتحويل ملكيتها بطرق غير شرعية من قبل افراد معروف انتمائهم!، الم يكن الاجدر بامانة بغداد المحترمة الاجتماع لمناقشة المناشير العلنية التي حذرت المسيحيين من الاحتفال بميلاد يسوع المسيح وطالبت المسيحيات بلبس الحجاب.
اما نوابنا في مجلس النواب الموقر فانجازهم هذا يعتبر مفخرة ليس لشخصهم الكريم فحسب بل للمسيحيين ككل، لانهم بذكائهم وجرأتهم اختصروا معاناة المسيحيين بتزيين شجرة في باحة مجلس النواب!، وبذلك فان مشكلة الموظفين المسيحيين المنسبين الى اقليم كوردستان قد حلت، ومعاناة اهلنا المهجرين المشردين هنا وهناك قد انتهت، واشكاليات المادة ( 26 ) من قانون البطاقة الوطنية وتأثيراتها المستقبلية على الوجود المسيحي في العراق قد حلت ايضا!!! ( وذلك بسبب شجاعة واصرار النواب المسيحيين في مجلس النواب ).
همسة: نعرف انه ما من رابط بين شجرة الميلاد وقبلة يهوذا التي سلم بها السيد المسيح لليهود والتي خلدها التاريخ كاشهر رمز للخيانة، لكن في بلد المتناقضات ( العراق الجديد ) فان التناقضات تجمعنا دائما وابدا، فشجرة الميلاد هذه ليست سوى مكياج لتجميل القباحة وقبلة اخرى على غرار قبلة يهوذا لتهجير ما بقى من المسيحيين في العراق.
 كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

251
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
كما عودتنا فان تناولك للمواضيع يكون باحترافية دائما ونابع من ايمانك ومحبتك لقضيتك القومية والوطنية والانسانية التي تزيدك تقديرا واحتراما وعظمة.... ما ذكرته في مقالك لا اختلاف عليه لكن كيف السبيل لتحقيقه اذا كان كل واحد فينا يسلك دربا يوزاي درب الاخر؟ يا صديقي العزيز نعرف جيدا باي نوع من السياسيين الانتهازيين ابتلينا لذلك توقفنا عن مخاطبتهم او حتى عن ذكرهم، لكن المشكلة الاعظم تكمن في مثقفينا ومفكرينا وكتابنا القوميين الذين اصبحوا اسوأ بكير من السياسيين، لانهم اصبحوا تابعين ومطبلين ومزمرين وممجدين للباطل في سبيل حفنة من المال او اسم زائل.....
اخي العزيز الاعتدال وتقديم تنازلات من كل الاطراف والاشخاص هو السبيل الوحيد لوحدتنا فهل رموزنا وسياسيينا وغيرهم من التابعين وخدام الموائد عندهم الشجاعة الكافية ومستعدين لذلك؟ ( لست متشائما لكن لا اظن )
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان عوديش

252
التغيرات السياسية التي رافقت عملية تحرير/ احتلال كان لها الاثر الكبير في تدمير الوطن ( العراق ) بشكل تام بحيث زالت وبصورة نهائية كل الفرص للتفكير لتعميره او اعادة بنائه كوطن واحد يتسع لجميع مواطنيه بمختلف قومياتهم واديانهم وطوائفهم للعيش بحرية وكرامة دون استثناء احد بغض النظر عن الانتماء القومي والديني والمذهبي. 
لا شك ان الشعب العراقي ككل كان متضررا من السياسة الطائفية العوجاء التي اتبعت بعد اسقاط النظام السابق عام 2003، لكن المسيحيين والايزيديين والاقليات غير المسلمة الاخرى كانوا المتضرر الاكبر وذلك لاستهدافها، وبصورة علنية في الكثير من الاحيان، بسبب معتقداتها ومبادئها الدينية المختلفة عن معتقدات والمباديء الدينية للمتحكمين بزمام الامور ومقاليد الحكم في العراق الجديد، ففجرت الكنائس وقتل الكثير واختطف الكثير الاخر وهجر من بقى منهم فاصبحت المدن الجنوبية شبه خالية منهم، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل جرى تهميشهم واحتقارهم من قبل المتنفذين والمتسلطين الجدد في الحكومات الجديدة ( اي الحكومات التي شكلت بعد 2003 ) حتى وان منحوا بعض المناصب فكانت مناصب صورية لارضاء بضعة اشخاص انتهازيين ينتمون الى الاقليات اسميا! ومن ناحية اخرى كانت محاولة ماكرة وذكية لتجميل صورة الحكومة العراقية امام الرأي العالمي.
حتى الامس القريب كانت كل التقارير والدلائل والوقائع تشير الى خلو العراق من المسيحيين والاقليات الاخرى على المدى القريب بسبب المذابح والجرائم والفظائع والضغوطات التي مورست/ تمارس بحقهم من قبل الميليشيات المسلحة احيانا ومن قبل المسيطرين على الحكم والمتحكمين بزمام الامور في البلد احيانا اخرى، لكن اليوم وبعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل وسنجار وبلدات سهل نينوى، وما مورس بحق المسيحيين والايزيدين من قتل جماعي وسبي للنساء كان وصمة عار ليس على جباه مرتكبي هذه الجرائم والمتعاونين معهم فقط بل على جبين الانسانية جمعاء لاتخاذها موقف المتفرج ( للاسف الشديد مرت جرائم داعش من قتل جماعي وسبي للفتيات والنساء غير المسلمات! مرور الكرام على الحكومات العربية والمؤسسات الاعلامية العربية وكأن ما يحدث لهذه الاقليات امر اكثر من طبيعي! )، سار الامر نحو الاسوأ واصبحت الهجرة نحو اوروبا وامريكا او اية دولة اخرى تضمن لهم حياة كريمة وتحفظ لهم ادنى نسبة من حقوقهم الهدف الوحيد لافراد الاقليات كي ينجو بحيواتهم ويضمنوا مستقبل اولادهم براحة بال بعيدا عن كنية كافر التي تلاحقهم اينما ذهبوا في الشرق المؤمن.
اليوم، وبعد تصويت البرلمان على قانون البطاقة الوطنية والذي ينص في مادته الـ 26 على ( اولا- يجوز لغير المسلم تبديل دينه وفقا للقانون. ثانيا- يتبع الاولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الاسلامي من الابوين. ) ازداد الامر سوءا عما كان من قبل، حيث كان تشريع هذا القانون الذي يخالف الدستور العراقي! ويخالف كذلك جميع القيم والمباديء والقوانين التي سنت وتقر بحقوق الانسان وتكفل صيانتها صفعة اخرى تتلقاها الاقليات العراقية، لكن هذه المرة لم تكن من داعش او الميليشيات المسلحة او المجرمين ذوو النفوس الضعيفة بل كانت من نواب البرلمان العراقي المحترمين حماة القانون الساهرين على مصلحة الشعب وراحته، وبهذا التشريع ( هذا التشريع يسلب الاطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد، 18 سنة ، حقهم في اختيار دينهم عند اسلمة احد الوالدين ) فان الاقليات غير المسلمة تكون قد فقدت  اخر بصيص امل لها في البقاء في وطن يحتقرهم ولا يصون ادنى حقوقهم للاحتفاظ بدينهم ومعتقداتهم ومبادئهم التي يكفل بها الدستور، فالتصويت على هذا القانون واقراره كان اعلان صريح من قبل المتحكمين بمقاليد الامور في البلد على محو كل اثر مسيحي وايزيدي او باختصار كل ما هو غير مسلم من الوجود على الخارطة العراقية، وبهذا يكون البرلمان الموقر قد ثبت اخر مسمار في نعش العراقيين الاصلاء من غير المسلمين ودعاهم بكل صراحة الى ترك البلد اذا هم ارادوا حرية التفكير والاعتقاد والانتماء.

اذا كنا حتى الامس القريب نشك في خلو العراق من اصلائه من المسيحيين والايزيدين ونتمسك ببصيص امل ولو صغير جدا للبقاء والاستمرار في وطن الاباء والاجداد متمنين عودة الاحبة والاصدقاء الاقرباء والاعزاء الذين اجبرتهم الظروف على ترك البلد وتحمل الالام ومعاناة الغربة، لكن اليوم تأكدنا بصورة قطعية بان موضوع اخلاء العراق من الاقليات غير المسلمة بات امرا محتما ومسألة وقت لا اكثر ولا اقل.
صرخة:- الف شكر لكم ايها الدخلاء على الوطن لنبذنا وارغامنا على الهجرة والرحيل، فنحن الاصلاء الذين بنينا العراق واعطيناه الثقافة والحضارة يخجلنا كثيرا ان نعيش في وطننا كضيوف ثقلاء مقتادين كالخراف خاضعين لحكم الجهلاء.
 

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

253
والاخ والصديق العزيز الاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بافضل حال
كما عودتنا على الابداع دائما في كتاباتك السابقة كذلك فعلت في هذه المقالة، بصراحة ودون اي مجاملة فان ما تفضلت به من تحليل موضوعي وواقعي لما يمر به العراق وتمر به المنطقة ككل هو عين الحقيقة التي يجهلها او يتجاهلها رؤساء وقادة المنطقة ليتهم يقرؤا ما تفضلت به ليفهموا قليلا ما يدور من حولهم لكن من منهم يتجرأ ليقرأ؟
اخي العزيز مصالح الدول العظمى تفرض نفسها على كل الاتفاقيات واذا كان التحالف القديم بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ضد داعش لم يؤتى بالنتائج المرجوة فان امريكا ومعها حلفائها واذيالها الصغار لم يريدوا ذلك، والا فما هو حجم داعش وكم مر على نشوئه وما سر قوته ليقاتل امريكا وحلفائها؟ ام التحالف الجديد بقيادة روسيا فهو حديث وجديد النشوء وليس علينا سوى الانتظار لمعرفة مدى جدية روسيا لتدمير هذا التنظيم، خصوصا وان روسيا ظلت بعيدة عن الساحة الدولية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وهذه هي المرة الاولى التي تفرض فيها نفسها وبقوة على الساحة الدولية منذ ذلك الوقت. لنأمل خيرا.

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

254
الاخ والصديق العزيز استاذنا المبدع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
مرة اخرى تنورنا بافكارك وتحاليلك المنطقية والواقعية، ما تفضلتم به في مقالكم الرائع هو الحقيقة بعينها واقتراحاتك هي امنية كل عراقي غيور محب لوطنه وشعبه، لكن حسب رأيي ان الاصلاحات التي ينادي بها رئيس الوزراء العراقي ليست سوى مخدر مؤقت لتهدئة الشارع العراقي ..... الاصلاحات لن تكتمل او بالاحرى لن تبدأ الا بمحاسبة الفاسدين والمجرمين الذين اوصلوا العراق الى هذه الحالة.
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

255
الاخ العزيز هنري سركيس المحترم
مقالة رائعة وطرح جميل في زمن عاهر!!! نعم لقد وضعت يدك على الجرح الذي يؤلمنا ويهدد وجودنا القومي في بلدنا الاصلي لكن هل سينصت المعنيين الى صوت العقل؟ هل سيكف ساسة وقادة الصدفة الذين اصلونا الى هذا الحال عن المتاجرة بمعاناتنا ومآسينا؟
اخي العزيز لولا فرقتنا لما هؤلاء يتلذذون بهذه المناصب وامتيازاتها... نتمنى ان يقوم الغيارى من ابناء شعبنا بتوحيد كلمتنا وصفوفنا لنحتفظ بما تبقى من شعبنا في ارضنا

تحياتي
كوهر يوحنان

256
الاخ العزيز كاتبنا المبدع هنري سركيس
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم، كلنا نعرف ما وصل اليه حال البلاد والعباد في العراق الجديد، ونعرف جيدا ان مفهوم الوطنية قد دفن عميقا... لكن السؤال هو متى سيستفيق هذا الشعب؟ وكم سنة اخرى سينام في احضان الطائفية التي دمرت العراق شعبا ووطنا؟ بالتأكيد المستفيدون من هذا الوضع هم قلة من رجال الدماء وليس السياسة وتجار الدين الذين يسوقون الشعب كقطيع اغنام لكن متى سيقول الشعب لا ويرفع يده ليصفع هؤلاء ويحاسبهم على جرائمهم لا نعرف!!!!

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

257
الصديق والاستاذ القدير المبدع خوشابا سولاقا المحترم
اجمل وارق التحايا
مروركم الكريم يشرفنا ويحزفنا ويشجعنا دائما فالف شكر على مروركم، اتفق معك على كل ما تفضلت به من تعليق على مقالنا هذا... واضيف باننا ككتاب ليس لنا سوى اراءنا وافكارنا التي نطرحها بين الفينة والفينة لنواسي بها انفسنا المفجوعة بجرح هذا الوطن...

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

258
المتتبع للشأن العراقي متيقن بصورة قطعية وحدية غير قابلة للنقاش ان مرحلة ما بعد 2003 كانت الاسوأ في تاريخ العراق امنيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا......، فالامن هش ومفقود وغير متوفر حتى في غرفة نوم الفرد العراقي، والاقتصاد في حالة يرثى لها لان العراق بلد استهلاكي وغير منتج وكل ايراداته تكمن في كمية النفط المصدرة وسعرها، ولا اظن بان هذه الايرادات تكفي كل هذه الحيتان الجديدة المتصارعة للاستيلاء على اخر دينار متوفر في خزينة الدولة، واجتماعيا فان الطائفية قضت على كل ما كان جميلا في هذه العلاقات واصبح الشعب يتكتل بحسب انتمائه الديني والطائفي دون ارادته او رضاه في الكثير من الاحيان لانهم هكذا ارادوا له، اما العملية السياسية فهي مشلولة ولا نبالغ اذا قلنا انه ليس هناك عملية سياسية اصلا ولا سياسيين في العراق الديمقراطي! الجديد بل هناك اشخاص انتهازيين يتنافسون ويتصارعون على السلطة والمال ولا يهمهم من العراق وشعبه سوى ما يدخل في خزناتهم من سحت الحرام. 
من المعلوم ان لكل رئيس او نظام يحكم البلد مؤيدين ومعارضين، وبما اننا نعيش في الشرق ولا نعرف ابسط معاني الوطنية فاننا بالتأكيد نؤيد من نستفيد منه ونستقوي به ونعارض من يمس مصالحنا ويسحب من تحت اقدامنا المال والسلطة والامتيازات الاخرى التي ترافق المنصب دائما ( في شرقنا الحبيب )، هكذا هو حال من يعارضون اصلاحات العبادي ويقفون وسيقفون بالضد منها لانها بكل بساطة تمس مصالحهم وامتيازاتهم، فمنذ 2003 ولحد اليوم نهبت مئات المليارات من الدولارات دون محاسبة او متابعة او حتى مجرد تحقيق وهمي، بل ان الذي جرى كان عكس ذلك تماما فكان اللص الناهب يكرم او يعلى منصبه! وفي اسوأ الاحوال يغادر العراق معززا مكرما هانئا براتبه التقاعدي!.
واضافة الى جيش الفاسدين المنتشر في مؤسسات الدولة من اعلى قممها الى ادنى مناصبها، الجيش الذي اجتاح العراق كجراد يفتك بكل ما هو جميل!، فهناك دول اقليمية تدعم هذا الشخص او ذاك حسب درجة ولائه لها وتنفيذ اجندتها المدمرة للعراق، ولا يهم ان كان هذا الشخص مجرما او لصا او يشرب بكأس ذهبية دماء العراقيين او كان سببا بمقتل مئات الالاف من ابناء العراق الابرياء او سببا بتهجير ملايين المواطنين من بيوتهم او شعوبا بكاملها من العراق ....
ارضاء الشارع العراق وتلبية ادنى نسبة من مطاليب المتظاهرين ليس بالامر الهين والبسيط، ليس لان المطاليب مستحيلة التنفيذ بل لان الفاسدين الذين توغلت جذورهم في التربة العراقية وحكموا العراق لمدة اثنى عشر عاما لا يمكن معاقبتهم او محاسبتهم او اقتلاعهم او حتى تهميشهم بهذه السهولة، فهم ليسوا مستعدين بالاكتفاء بما نهبوا وبما فعلوا بالعراق من جرائم سواء بحق الوطن او بحق الشعب والانسانية وترك العراق وشأنه، بل هم مصممون وعازمون على تدمير البلاد على اخرها لتحقيق منافع ومصالح شخصية سواء كانوا في السلطة او خارجها، اضافة الى ذلك فهناك الدول الاقليمية الجارة للعراق التي ستقف هي الاخرى بالضد من كل الاصلاحات التي تهدف الى استقرار العراق وتطويره، هذه الدول التي كان لها التأثير المباشر على ما جرى في العراق من تدمير للبنية التحتية وهدر للدماء البرئية وانماء النعرة الطائفية المقيتة، وخير مثال على ما نقول هو استدعاء ايران لنوري المالكي ( نائب رئيس الجمهورية الملغى منصبه ورئيس الوزراء الاسبق ) واستقباله بحفاوة ولقائه بالمراجع الدينية والسياسية العليا في ايران ومن ثم استقباله بحفاوة لدى عودته من ايران، والاسئلة التي تبرز هنا- واهمها- هي لماذا استدعت ايران نوري المالكي في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا استقبلته رسميا وبهذه الحفاوة وهو لا يملك اية صفة او مكانة رسمية في العراق؟ خصوصا وان زيارة المالكي الى ايران جاءت بعد اتهامه بكونه السبب الرئيسي في سقوط مدينة الموصل واحتلالها من قبل داعش، وكذلك المطالبة الشعبية الكبيرة لمحاكمته على مئات المليارات المنهوبة وعلى كل الجرائم التي مورست بحق الشعب العراقي ابان فترة حكمه!، وهذا يدل على ان زيارة المالكي لايران لم تكن للتباحث في الامور العالقة بين البلدين ولا لتوقيع اتفاقية ما بين الطرفين لان الرجل اصبح شخصا عاديا كاي فرد عراقي، بل ان زيارته او بالاحرى استدعائه كانت رسالة تنبيهية للعراق حكومة وشعبا، وفي نفس الوقت تطمينا للمالكي، بان المالكي هو رجل ايران القوي والمدلل ولا يمكن مس شعرة من رأسه مهما كثرت الاتهامات وثبتت الدلائل على جرائمه وفساده.
خلاصة الكلام:- ان اصلاحات العبادي وان كانت مفرحة بعض الشيء لكن لا يمكن التفاؤل بها كثيرا ما لم تصبح واقعا على الارض وهذا يتطلب ضرب الفاسدين داخليا ومعارضة خطط ونوايا الدول الاقليمية الجارة التي تعودت ان تتعامل مع العراق وحكومته كمدينة من مدنها خارجيا، وهذه المهمة ليست مستحيلة لكن ليست سهلة، فهل يستطيع السيد حيدر العبادي المضي قدما باصلاحاته ام انه سيكتفي بتقديم بعض الذبائح والقرابين من الموظفين الصغار بينما يترك الحيتان تلهو وتلعب دون عقاب وذلك لذر الرماد في العيون وتخدير الشعب لفترة اخرى؟ الايام المقبلة تكون كفيلة بالاجابة والتاريخ سيشهد عليها.     
   

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

259
الاخ والصديق ومعلمي القدير الكاتب المبدع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بافضل حال....
بداية شكرا على مرورك الكريم ومتابعتك لكتاباتي المتواضعة وكلماتك المشجعة دائما والتي تحفزني على التواصل والاستمرار.... انقطاعي عن الكتابة والمتابعة والقراءة في مواقع النت كان لاسباب ذاتية حيث الملل واليأس تمكنا من عزيمتي، لان البعير باق على التل والوضع يسير من سيء الى اسوأ... ( ومشكلتي انني لا امتهن المجاملة ولست احترافيا بها ) لذلك ابتعدت عن الكتابة والقراءة كثيرا ولا اتصفح المواقع الا ما ندر.
استاذي العزيز القدير لقد اطلعت على مقالتك الاكثر من رائعة عبر الرابط الذي بعثته لي وحقا كل حرف فيها وليس كل كلمة يستاهل الف قبلة، فجرأتك وصراحتك وضميرك وحبك للوطن كانت مجتمعة فيها فبوركت وبوركت اناملك التي ابدعت في كتابتها، نعم نحن جميعا نعرف الى اي مستوى انحدر العراق من حيث الفساد والقتل والتهجير والتدمير الذاتي والشعب باغلبيته مع الاصلاحات لكن السؤال هو هل ان السيد حيدر العبادي جاد في اصلاحاته؟ وهل هو قادر عليها؟ الزمن كفيل بالاجابة.

اخوك الصغير  ;)
كوهر يوحنان

260
لا شك في ان ما يقوم به رئيس وزراء العراق السيد حيدر العبادي من محاولات اصلاحية لتوجيه العملية السياسية الممسوخة نحو المسار الصحيح امر يشكر عليه، خصوصا في هذه المرحلة وهذا الوقت بالذات لان التحديات التي تواجه السيد رئيس الوزراء كثيرة او بالاحرى هائلة، فمن جهة محاربة داعش ومن جهة اخرى محاولة حساده ومنافسيه على هذا المنصب افشال برنامجه الحكومي الاصلاحي الذي وعد به الشعب العراقي بكافة السبل والوسائل اللاشرعية، ومن جهة اخرى الازمة الاقتصادية وانخفاض اسعار النفط، اضافة الى استلامه للسطلة من سلفه نوري المالكي والبلد في حالة يرثى لها والشعب منقسم على نفسه والنقمة الشعبية المتفاقمة في اوجها.
ليس مستغربا على رئيس الوزراء ان يقوم بالاصلاحات لان هذا من اولى مهامه وواجباته، وليست اعجوبة ان يحكم العراق شخص اقل ما يمكن القول عنه مخلص يحب الشعب والوطن ومستعد للتضحية في سبيلهما، وليس كثيرا على العراقيين ان يحكمهم رئيس عادل يتحلى بالقليل من الامانة والاخلاص والضمير، لكن المدهش والمستغرب والعجيب في الامر ان يقوم مسئولين حكوميين سابقين وحاليين باعلان تأييدهم ودعمهم !!! للاصلاحات التي يقوم بها السيد عبادي، وهم نفس الاشخاص والمسئولين الذين كانوا سببا في دمار الوطن ومعاناة الشعب.
ما يفصلنا عن عام 2003 ليس بالقليل ( لمن لا يعرف العمليات الحسابية من مسئولي العراق الجديد اصحاب الشهادات المزورة!فان عدد السنوات منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا هو اثنى عشر سنة! بالكمال والتمام )ومنذ ذلك الوقت ونحن نسمع الكلام الموزون والوعود المعسولة ونقرأ الشعارات البراقة والتي جميعها تأخذنا الى جنات لم نستطع حتى تخيلها الى يومنا هذا، ولكن الواقع المعاش يروي مأساة مروعة لا يوجد حد لوصفها، فلو حسبنا الانجازات من 2003 لحد اليوم فانها تتلخص في فقدان الامن والنظام والقانون في اغلب المحافظات العراقية وسيادة الفوضى وزرع الخوف والرعب في نفوس المواطنين من قبل الميليشيات المدعومة من قادة العراق الجديد، وتهجير المسيحيين من مساكنهم والسيطرة على عقاراتهم وتحويل ملكيتها هذا اذا ما نجوا من الاختطاف والقتل، وسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) على مناطق كبيرة من العراق واستيلائه على اسلحة متطورة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات وتنظيم حفلات القتل الجماعي وسبي نساء وفتيات الايزيديين والمسيحيين وهذا كله دون اي مقاومة تذكر من قبل الجيش العراقي!، والخدمات اصبحت مفقودة والوضع يسير من سيء الى اسوأ دون وجود اي بارقة امل في تحسن الوضع او تحسينه ولو على المدى البعيد، اضافة الى نهب مئات المليارات من الدولارات من اموال الشعب العراقي بصورة علنية دون متابعة او محاسبة او حتى استجواب بسيط!، هذه الجرائم واخرى كثيرة لم ندخل في تفاصيلها كانت مجمل انجازات مجلس الحكم والحكومات العراقية ( ترأس نوري المالكي الحكومة العراقية لدورتين متتاليتين وكان مصرا على ان يتولى المنصب لدورة ثالثة حبا للوطن وحفاظا على ارواح ومصالح ابنائه العظماء! ).
دعم الاصلاحات التي يقوم بها رئيس الوزراء وتأييدها موقف جميل ومشرف خصوصا اذا كان صادرا من شخص معروف بنزاهته واخلاصه وحبه لوطنه، اما اذا كان هذا الدعم والتأييد صادرا من مسئول حكومي متهم بالفساد ومتهم بتدمير الوطن ونهب مئات المليارات من الدولارت فهذا امر مشين وما هو الا محاولة بائسة لذر الرماد في العيون والضحك على الذقون، وهكذا فعل الكثير من الفاسدين والقتلة الذين اوصلوا العراق الى الحالة المزرية التي هو بها الان حيث سارعوا الى اعلان دعمهم وتأيدهم لاصلاحات العبادي ( يا للوقاحة اليس هؤلاء هم انفسهم من ذبحوا العراق واليوم يسيرون في جنازته! ) ومن ضمن هؤلاء رئيس الوزراء الاسبق ونائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي الى اعلان دعمه وتأييده لاصلاحات السيد حيدر العبادي فان الامر لا يتعدى كونه استهتارا بعقول العراقيين والضحك عليها، فان السيد نوري المالكي كان نفسه في اعلى قمة الهرم للسلطة في العراق لمدة ثمانية سنوات وكان يستطيع لو اراد ان يضع اللبنة الاولى لبناء عراق ديمقراطي يسوده القانون يحفظ دماء العراقيين من كل الاطياف ويصون حقوقهم، لكن الذي جرى كان عكس ذلك تماما، فالشعب ابتلى بحرب طائفية غير معلنة وقسمت ثروات العراق بين بضعة اشخاص انتهازيين والفساد وصل الى مرحلة بحيث لم يبق له حد في العراق والعراقيين اصبحوا غرباء ونازحين في وطنهم! ( اكثر من ثلاثة ملايين نازح وملايين استقرت في دول اللجوء وملايين اخرى تنتظر رحمة اللجوء في دول الجوار وشعوب، المسيحيين والايزيديين، اصبحوا على حافة الانقراض من بلدهم الاصلي ) كل هذا حدث ابان حكم نوري المالكي فكيف جاءته الجرأة والشجاعة لكي يصرح بانه يدعم ويؤيد اصلاحات السيد عبادي! بعد ان  دمر العراق وباعه باسم الدين والوطنية والاخلاص.
همسة: الاصلاحات لا تأتي بالمزايدات السياسية ولا بالمساومات التجارية ولا بالتصريحات الاعلانية ولا بنهب الوطن لتخزين مئات المليارات من الدولارات للايام السوداء الاتية لا محال ولا بتشكيل ميليشيات وعصابات مسلحة لاحتكار الكرسي، بل تأتي بالنزاهة في التعامل مع ثروات الوطن والاخلاص في العمل والحزم في اقتلاع جذور الفساد وضرب المتلاعبين بارواح واموال واعراض العراقيين.
لا يخاف الفاسدين الا من كان فاسدا ومفسدا.   

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

261
الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
كما عودتنا فانت مبدع دائما في ما تتناوله من مواضيع، العراق منقسم فعليا لكن لا احد يريد ان يعترف....... وما يمر به العراق اليوم هو نتيجة فعلية للنهج والسياسية الخاطئة التي اتبعتها الولايات المتحدة وحلفائها في التعامل مع العراق وطنا وشعبا...... باختصار التقسيم هو الحل والا سيبقى العراق يدور في هذه الدوامة ......ز
سلامي
كوهر يوحنان

262
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
مقالك يحتاج الى اكثر من وقفة، فاضافة الى تحليلك الواقعي نحتاج الى دراسة وتحليل الفكر الارهابي الذي كنا ( نحن مسيحيي الشرق ) من اكبر ضحاياه، لا استطيع ان اضيف اكثر الى مت تفضلتم به لكن حسب اعتقادي ان السبب الاول والاخير للارهاب هو الفكر اللانساني الذي يؤمن به اصحابه.....
سلامي
كوهر يوحنان

263
الاخ العزيز هنري المحترم
تحية طيبة
ما تقوله هو عين الصواب.... لكن السؤال هو متى يستفيق ساسيينا او بالاحرى متى يتوقفون على ترجيح مصالحهم الشخصية على مصالحنا القومية؟ ومتى سيكفون عن المتاجرة باسمنا؟ هل من امل؟

تحياتي

كوهر يوحنان

264
اثارت كلمة غبطة البطريرك مار لويس ساكو المحترم في مجلس الامن الدولي ردود فعل متباينة بين ابناء شعبنا، وان كان الجميع متفقا على ان حضوره في مجلس الامن وفسح المجال امامه لالقاء كلمته يعتبر حدثا تاريخيا وخطوة مهمة لتدويل قضيتنا والاهتمام بها، لكن في نفس الوقت كانت هناك انتقادات لشخصه الكريم سواء بالنسبة لمحتوى الكلمة التي القاها او بالنسبة لمن رافقه من شخصيات.
قبل ان ابدأ بابداء رأيي حول كلمة غبطته والتعليق على بعض الاراء المطروحة، اقول انه على الكاتب عند تناوله اي موضوع للكتابة عنه او طرحه للمناقشة، وقبل كتابة الكلمة الاولى او بالاحرى الحرف الاول، ان يكون متيقنا بانه متمكن من محتوى الموضوع الذي يتناوله، وثانيا ان يكون واثقا من صحة معلوماته التي يجب ان تكون مقرونة بالدلائل والاثباتات لا مبنية على اهواء ونزوات شخصية، فان فعل ذلك فان النجاح سيكون حليفه لا محال وسيفرض هيبته واحترامه على القارىء، اما اذا فعل العكس ولم يراعي هذه الخطوات فان الفشل سيكون من نصيبه وبالتالي سيخسر احترام القارىء ويصبح موضعا للاستهزاء به.
حسب اعتقادي ورأيي الشخصي ان من يطلع على كلمة البطريرك بتمعن يتيقن بان سيادته اختار كلماته بكل ذكاء واحترافية واخلاص، وهي بالفعل تعبر عن واقع وطموح شعبنا، ومطاليبه كانت مطاليب شعبنا فردا فردا، وانتقاده على عدم ادراج البيانات والارقام عن اعداد الشهداء والمخطوفين والمهجرين والنازحين ان دل على شيء فانما يدل على جهل القائم به بالقانون الدولي والمنظمات الدولية والية عملها وادراتها، لان مهام وسلطات مجلس الامن الدولي محددة بموجب ميثاق الامم المتحدة وهي باختصار المحافظة على السلام والامن الدوليين والتحقيق في النزاعات والخلافات الدولية وتقديم التوصيات لتسوية تلك النزاعات، اما الجهة المعنية في الامم المتحدة عن دعم وتعزيز حقوق الانسان فهي المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة.
اما القول بان مجلس الامن يعتبر اعلى سلطة تشريعية في الامم المتحدة فهو امر لاكثر من مضحك، فمنذ متى اصبح مجلس الامن السلطة التشريعية للامم المتحدة؟ ومن انتخبه؟ ومن اعطاها حق التشريع؟ وفي اي فصل ومادة من ميثاق الامم المتحدة ذكر ذلك؟، صحيح ان قرارات مجلس الامن لها قوة القانون وملزمة التطبيق حتى وان اقتضى تطبيقها القوة العسكرية لكنها محدودة حسب الميثاق.... لن اطول اكثر لكن اقول مع الاسف لهكذا اجتهادات واكتشافات لا يكرم ويعظم عليها صاحبها.
والانتقاد الاخر الذي وجه الى سيادة البطريرك هو لماذا حضر مجلس الامن برفقة اثنان من اساقفة الكنيسة الكلدانية! ولم يقم سيادته بتشكيل! فريق مع الكنائس الاخرى او التنسيق والاستشارة والتعاون! مع الاحزاب السياسية الكلدانية السريانية الاشورية!!!! ( بربكم قولي لي هل لدينا احزاب قومية؟ واين هم من معاناة شعبنا؟ )، لقد نسي هؤلاء ان سيادته كان ذاهبا الى مجلس الامن لمناقشة حاضر ومستقبل شعبنا ولم يكن ذاهبا في نزهة او سفرة سياحية للاسترخاء ليشكل فريقا من ذوو الكروش الكبيرة واصحاب الربطات الانيقة وغيرهم من المتاجرين بدمائنا.
ان دعوة البطريرك الى مجلس لم تكن لانه رئيس طائفة معينة او لانه يمتلك منصبا دينيا بل كانت ثمرة لجهوده الاستثنائية لاحتواء معاناة شعبنا في ازمته، على عكس قادة احزابنا وغيرهم من الذين يستثمرون كل معاناة ومأساة لتكديس الاكثر من اموال الحرام وكل مؤتمراتهم وسفراتهم ليست سوى طرق ملتوية لتعظيم الذات وجني الاكثر من سحت الحرام.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

265
الاخ كنعان شماس المحترم
الاخ جان يلدا المحترم
تحية طيبة
شكرا على مروركم الجميل...... من المؤكد ان تقسيم العراق الى اقاليم او دويلات سيكون افضل لابناء شعبه من جميع النواحي

شكرا
كوهر يوحنان

266
من اجمل الشعارات الرنانة والعبارات المنمقة التي سمعناها ولا زلنا نسمعها بين الحين والاخر، سواء من قادة العراق القدماء او الجدد او من رؤساء الدول الاقليمية، هي وحدة الاراضي العراقية وسلامة امنه الوطني ورفاهية ابنائه وكأن الوطن وما فيه من حياة وخيرات يختزل بهذه الكلمات وهذه الوحدة القسرية، دون حسبان ما حدث ويحدث للشعب والوطن منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حتى يومنا هذا من قتل وتدمير وتشريد لابناء هذا الوطن وتهدير لخيراته بسبب رفع مثل هكذا شعارات صعبة او بالاحرى مستحيلة التحقيق، لان هذه الشعارات لم تكن سوى وسيلة لتسلق المناصب واحتكار السلطة عن طريق التلاعب بالمشاعر والعواطف الدينية والقومية، لذلك كان ولا يزال العراق يتخبط في مشاكل لا بداية لها ولا نهاية.
نعرف جميعا ان الشعب العراقي يتكون من قوميات واديان ومذاهب مختلفة عن بعضها البعض، وان الفرد العراقي حسب تنشئته، بسبب غياب التوعية والتربية الوطنية الصحيحة من المناهج الدراسية والحزبية، يعطي الاولوية للانتماء الديني والمذهبي والقومي بدلا اعطاء هذه الاولوية للانتماء الى الوطن، لذلك نلاحظ ان الروح الوطنية اصبحت ضعيفة وهزيلة او بالاحرى متوفية في نفس الفرد العراقي، واصبح الوطن ( العراق ) اسما نتشدق به دون ان نحس برابطة الانتماء اليه، وخير مثال ودليل واثبات على ما نقول هو الحالة المزرية التي وصل اليها العراق شعبا ووطنا، فمنذ اسقاط النظام العراق السابق ودخول العراق حقبة الديمقراطية! والتجديد! والاوضاع تسير من سيء الى اسوأ، فالاقليات هجرت قسرا والتناحر الطائفي بلغ ذروته والانتقام، بسبب الاحقاد القديمة، لا يمكن وصفه، والاغلبية تتغذى على الاقلية وتلهو بعذابها، والحكومة المشكلة على الاساس الطائفي ليست سوى هيئة صورية لادارة البلاد، فلا هي تستطيع فرض الامن والقانون، ولا هي تستطيع توفير لقمة خبز هنيئة لشعب ينام على الخيرات، ولا هي قادرة او حتى مستعدة لملاحقة الفاسدين والمفسدين.
خارطة العراق الجديد بعد 2003 تختلف كثيرا عن خارطة ما قبل هذا التاريخ، وما دام الزمن يتقدم ويسير نحو الامام فمن المستحيل ارجاعه الى الوراء، فالعراق الجديد مقسم شئنا ام ابينا وهذا معروف لدى جميع ابناء الشعب العراقي من سياسيين وقادة احزاب ومسؤولي دولة والبسطاء من عامة الشعب....... فالاقليم الكوردستاني قائم منذ بداية تسعينات القرن الماضي والمحافظات السنية خارجة عن سلطة الحكومة وحتى المحافظات التي تسكنها الغالبية الشيعية تخطو نحو الاقلمة، اذا العراق مقسم فعليا لكن ظاهريا هو دولة واحدة!.
المركزية والتعصب القومي والتطرف الفكري وتهميش المقابل كانت من اهم الاسباب التي ادت وتؤدي الى عدم استقرار العراق منذ تأسيسه حتى يومنا هذا، لذلك كان على ساسة وقادة العراق الجديد العمل على اقلمة العراق وتوزيع سلطاته المركزية على هذه الاقاليم بدلا من الاحتفاظ بها بيد شخص واحد او فئة واحدة او حزب واحد، لارضاء كافة الاطراف واشعارهم بوجودهم واهميتهم في ادارة البلد، لكن الذي حدث كان عكس ذلك تماما فانشغل ابناء الطوائف بالتناحر وتصفية الاخر واهتم القادة بالسلب والنهب وتكديس المليارات على حساب معاناة العشب وعذاباته.
كان يمكن للعراق الجديد ان يكون احلى واجمل واهدأ واكثر تطورا لو انشغلت كل طائفة ببناء منطقتها والاهتمام برفاهية ابنائها بدل الانشغال بمحاربة الاخر واستباحة دمه وعرضه وماله، لذلك على الساسة والقادة وكل المؤثرين على الساحة السياسية في العراق الحالي الاستفادة من اخطاء الانظمة السابقة وعدم تكرارها، فالاستقرار وبناء الوطن لا يتم بتغيير نظام معين او شخص محدد بل بتغيير الفكر والاسلوب والنهج المتبع في ادارة البلد، واذا كانت وحدة العراق سببا في اراقة دماء ابنائه وتهدير خيراته ( وهذه هي الحقيقة ) فمن الافضل التفكير مليا في ما حدث حتى الان وما سيحدث مستقبلا من دمار بسبب هذه الوحدة القسرية التي اصبحت تثقل كاهل الشعب العراقي اكثر من اي وقت مضى. 

همسة:- العراق كوطن واحد لم يبقى له من وجود واقلمته هو الحل الوحيد لمعالجة مشاكله، فهل يتجرأ الماسكين بزمام الامور من قادة وسياسيين ومرجعيات دينية فعل ذلك منعا لسفك الاكثر من دماء ابناء هذا الشعب وحبا بهذا الوطن الذي يغتصب كل يوم؟.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

267
الاخ العزيز والاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم
رائع ومصيب بطروحاتك دائما، نعم تقديس القائد الاوحد سواء في الحزب او الدولة من سمات الفرد العراقي لذلك فان حالنا يسير الى الاسوأ دائما.
احزابنا اصبحت فردية وعائلية وووووو
لقد قلت كل شيء ولم يبق لنا غير القليل عشت وعاش قلمك.....
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان عوديش

268
الاخ العزيز والاستاذ الفاضل خوشابا سولاقا المحترم
شكرا لمرورك الكريم ولكلماتك المشجعة دائما والتي تحفزنا على الاستمرار بشكل او باخر، استاذي العزيز اعرف ان ما اكتبه غير مجد في هذا الزمن لكنني متأكد بان هناك الكثير من المخلصين الذين يؤيدونني ويفهمونني.
تحياتي لك وللعائلة الكريمة.

الاخ العزيز والاستاذ المحترم هنري سركيس
تحية طيبة
ملاحظاتك ومشاركاتك تشرفنا دائما، باعتقادي الرائعون هم من يقرءوننا ويجهدون انفسهم بالتعليق على كتاباتنا، استاذي العزيز سنتكب عندما نحس بالالم ولا يهم اذا كان الجميع يفهم او يؤيد من نطرحه لكن كن على ثقة هناك من يفهم، بالنسبة لسؤالك باعتقادي نعم سوف يستمر العمل الحزبي والسياسي بهذه الطريقة المشوهة ما دام هناك تملق وتدهين وانتماء اعمى
سلامي

الاخ العزيز Nathar Anayee
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم ويسعدني تفهمك لما اكتب، الانتماء يا عزيزي يقيد الحرية والتفكير.... ان شاء الله بعونك وبعون كل الخيرين سنحاول ونحاول عسى ان نفلح في مسعانا.

سلامي

شكرا لكم جميعا

كوهر يوحنان عوديش

269
كلما قررنا الابتعاد عن الكتابة واتعابها تبرز امامنا مأساة اخرى لتثير الاوجاع القديمة والجديدة، فنشعر باننا مجبرين ومنقادين رغما عنا الى البدء ثانية عسى ان نوفق في ايقاظ الضمائر النائمة، او بالاحرى الميتة، في نفوس قادة احزابنا المحترمين ومعهم حاشيتهم من الخدم والمرتزقة من الكتاب والمطبلين ليتنبهوا الى ما هم فاعلين بقضيتنا ومستقبلنا في الوطن جراء انتهازيتهم وشخصنة قضيتنا لتحقيق اهداف ومآرب شخصية بعيدة كل البعد عن مصلحة شعبنا حاضرا ومستقبلا.
ليس بالضرورة التوغل في التاريخ وسبر اغواره لاظهار حجم المآسي والمعاناة التي تعرض لها المسيحيين في الشرق عموما لانه يكفي القول بان تاريخهم العريق مسطر بالدم، وكل متعلم يستطيع ان يطلع عليه ليعرف معاناتهم على مر السنين بسبب انتمائهم الديني، اضافة الى ان البكاء على الاطلال والتباهي بامجاد الماضي لن يفيد المسيحيين الشرقيين عموما والعراقيين والسوريين خصوصا في عيش حاضرهم وضمان مستقبلهم، لذلك على رجال ديننا المحترمين وقادة احزابنا وممثلينا في الحكومة والبرلمان وكل السياسيين القوميين وكافة المهتمين بالشأن القومي مراعاة نقطة مهمة ورئيسية عند التعامل او تناول قضيتنا القومية الا وهي التحرر من قيود الماضي لمعرفة كيفية التعامل مع الحاضر وضمان المستقبل للاجيال القادمة، لان اغلال الماضي السحيق لا زالت تفرقنا وتفتتنا وتجعل من قضيتنا سفينة بلا ربان تلهو بها الريح وتتقاذفها الامواج بعيدا عن شط الامان.
كثرت الاحاديث والاقاويل والمكاتيب ومعها التفسيرات والتأويلات حول ما حدث مع المسيحيين من مذابح وابادة ومظالم على يد المجاهدين! ابناء الله المطبقين لشريعته، وبكثرتها كثرت المآسي والمعاناة يقابلها، ومع شديد الاسف، صمت عربي واسلامي! مميت، وكأن ما يحدث للمسيحيين والايزيديين ومعهم الاقليات العراقية غير المسلمة من قتل وذبح وسبي وتدمير لاماكن العبادة شيء اكثر من عادي وفق الشرائع والقوانين السماوية، لذلك لا اظن بانني ساضيف شيئا جديدا مهما كتبت عن هذه الفظائع، لكن رغم ذلك يؤلمني كثيرا ان ابقى صامتا جراء ما يحدث لابناء شعبي ووطني من ابادة وتهجير قسري، بينما اصحاب البدلات والربطات الانيقة الذين اصبحوا سادة او اساتذة ( او اي لقب اخر يطلق عليهم تملقا ومجاملة ) بالحظ والصدف! من قادة احزاب او سياسيين او برلمانيين او..... ( من ابناء شعبنا طبعا! ) يتاجرون بالمأساة ويكرسونها لجني السحت الحرام وتسلق المناصب.
لا يمكن ان نناقش او نعاتب انسان على وحشية افعاله اذا كانت تعاليمه او مبادئه او معتقداته تحرضه على افناء الاخر وتدمير كل ما هو انساني على وجه المعمورة، ويعتقد جازما بان البقاء والتمتع بالحياة من حقه وحده، لذلك لن نذكر فظائع داعش ضد العراقيين من غير المسملين، بل كمسيحي اعاتب قادة احزابنا وممثلينا في الحكومة والبرلمان وكل سياسيينا الكرام ومعهم البعض من كتابنا المحترمين ( المستقلين طبعا! ) على خذلانهم لقضيتنا والمتاجرة بماساتنا بالضد من كل التعاليم والمفاهيم الدينية والسياسية والقيم الاخلاقية لتحقيق غايات مكنونة في نفوسهم المريضة.
من المفترض ان يكون تأسيس اي حزب قومي لاستحصال او نيل الحقوق القومية او مساواتها مع حقوق باقي القوميات، لذلك نرى ان الاحزاب القومية تنتشر بشكل واسع في الدول النامية والمتأخرة مدنيا، التي تحتكم الى مبدأ الاغلبية والاقلية في التعامل مع المواطن، وبالمقابل ليس لهذه الاحزاب وجود او هي نادرة في الدول الديمقراطية المتمدنة التي تعامل الفرد على اساس مواطنته وليس على انتمائه الفكري او الديني او القومي، لكن بالعكس من هذه القاعدة وخلافا لها اصبحت الاحزاب القومية ( عندنا ) تؤسس لتحقيق الاحلام الوردية لبضعة اشخاص يمتهنون الكذب والخداع، فيتلاعبون بمصير الملايين دون وازع من ضمير مستغلين انتمائهم الديني والقومي.
احتلال الموصل وتهجير مسيحييها عنوة بعد تجريدهم من اموالهم ومستمسكاتهم الشخصية وكل اوراقهم الثبوتية، ومن ثم احتلال بلدات سهل نينوى التي تسكنها الغالبية المسيحية من قبل تنظيم داعش الارهابي كان بمثابة الدقة الاخيرة لناقوس المسيحيين في العراق، لان المسيحي اصبح على يقين انه لن يسلم من العنف والتطرف الديني اينما كان في العراق بسبب انتمائه الديني، لذلك فان هجرة المسيحيين لم تقتصر على مسيحيي المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الارهابي بل شمل ايضا مسيحيي اقليم كوردستان الذين كانوا يعيشون بهدوء وسلام، ولا نبالغ اذا قلنا ان كل الباقين يفكرون وبكل جدية لترك البلد، وبهذا يتأكد لنا ان هجرة المسيحيين ليست، ولن تكون، مؤقتة ولا هي بسبب الظروف المأساوية التي يمرون بها في الوقت الراهن، بل باختصار فان السبب الرئيسي يكمن في فقدانهم للثقة بالمستقبل في بلد مزق نسيجه الاجتماعي وتتحكم فيه ميليشيات طائفية حسب قوانينها الخاصة.
وسط هذه المحنة التي اصبحت تهدد وجودنا او بالاحرى انهت وجودنا في بلدنا، كان على قادة احزابنا القومية ( اقول قادة احزابنا وليس احزابنا لاننا بكل صراحة لا نملك احزاب بل اشخاص يتحكمون بمصيرنا ويستغلون قضيتنا بابشع صور ) وسياسيي شعبنا وكل كتابه ومثقفيه الكرام، نبذ الخلافات والاقتراب من البعض لتوحيد الخطاب السياسي وغيرها من الجهود المدنية والخيرية والعسكرية لتذليل العقبات والمحاولات البائسة التي تقتلع جذورنا من وطننا الام، ورفع الروح المعنوية لابناء شعبنا وبث روح التفاؤل في نفوسهم المنهارة للتشبث بارضهم والدفاع عنها هذا اولا، اما ثانيا الظهور امام العالم موحدين متحدين خطابا وجهدا كي يكون لنا ثقل سياسي وكلمة مسموعة. لكن بدل هذا وذاك استمر كتابنا المحترمين بتمزيق ما بقى من ثوبنا القومي المرتق اصلا من خلال ما ينشر على المواقع الالكترونية ( واحد يعظم سيده الاوحد، واحد يكتب ويجامل ويداهن ويقبل الايدي لكسب رزقه او منحه منصب كارتوني، واخر متطرف اشوري يمحي الكلداني وينفي تاريخه والعكس صحيح .....)، وكذلك استمر قادة احزابنا وسياسيينا على نهجهم القديم في الاتجار باسمنا وقضيتنا ووجودنا في سبيل بضعة دولارات ومنصب هزيل زائل ( هناك اشخاص واحزاب كانوا وما زالوا خنجرا في خاصرتنا القومية منذ لحظة وجودهم حتى يومنا هذا، لكن رغم كل ذلك، ومع شديد الاسف، هناك من يطبل لهم ويعظم اخفاقاتهم ويجمل قباحتهم بكل جرأة، وذلك لسببين لا ثالث لهما، اما لانهم يتشاركون القومية نفسها سواء كانت اشورية او كلدانية او سريانية، او لانهم يتقاسمون الغنيمة نفسها، والصعلوك يمتدح سيد نعمته حتى لو كان الشيطان نفسه، والسبب الثاني هو الراجح في الوقت الراهن ) وبين فوضى ومهاترات هؤلاء كان شعبنا الخاسر الاوحد والاكبر.
الامثلة على ما نقوله كثيرة وبدلا من الرجوع الى الوراء نختار مثالا واحدا لا غير من الاحداث الاخيرة التي نتذكرها جميعا وستتذكرها اجيال عديدة، فبعد التهجير القسري للمسيحيين من الموصل وبلدات سهل نينوى تعاظمت المأساة، وبالمقابل كثرت تصريحات وخطابات مسئولينا الكرام من نواب البرلمان وقادة الاحزاب وكل من يعتبر نفسه سياسي وفهيم وغيرهم من السادة ( ما اكثرهم! ) دون ان نتلمس منهم اية مساعدة او حتى محاولة بسيطة لتخفيف المعاناة عدا الكلام المعسول، واصبحت كنيستنا وحيدة في التعامل مع هذه الكارثة المريعة وهي مشكورة على ذلك كل الشكر، ورغم ذلك سكتنا واغمضنا عيوننا عن ما قالوا وما فعلوا لاننا نعرف معدنهم الحقيقي ولم نرغب بتعريتهم اكثر ( حسب اعتقادي ورأي الشخصي هم عراة اصلا! ولا يستحقون حتى تحية مجاملة وليس الاحترام )، لكن هذه المرة فان افعالهم وتصرفاتهم وقباحتهم فاقت كل الحدود لانهم شاركوا داعش وغيرها من الميليشيات الطائفية المقيتة في تمزيقنا اكثر من اي وقت مضى وذلك بتأسيس عدة قوى مسلحة بدلا من قوة واحدة تكون فخرا لشعبنا وعونا لبقاءنا.
تشكيل قوة مسلحة من ابناء شعبنا بات من الضرورات الاساسية للبقاء والديمومة في وطننا، لكن ليس بهذه الصورة التي تزيدنا فرقة ويئسا وتشاؤما، فلو اجرينا تعدادا شاملا وشفافا لاعداد المسيحيين في العراق عامة سنكتشف باننا على حافة الانقراض، وكأقصى حد فان عددنا لا يتجاوز بضعة مئات الالوف!، وبهذا العدد لا يمكن لنا انشاء او تأسيس عدة قوات مسلحة مؤثرة على الساحة كما يريد الشعب وتسهم فعليا الى حد ما في تحرير بلداتنا وتأمين حيواتنا، اما اذا كان لتأسيس هذه القوات غايات ونوايا اخرى ( وبالطبع هي كذلك )، مثل تعظيم الذات وتكبيرها، او ان تكون وسيلة اخرى للكسب المادي اللاشريف!!، او الظهور بمظهر القومي الغيور، او السياسي المخلص فهذا بحث اخر ارجو من جميع المطبلين والمزمرين، وما اكثرهم، توضيح الامر.
همسة:- التاريخ لا يشترى فان طبل لكم البعض من اصحاب نعمكم اليوم فان الغد كفيل بفضح قباحاتكم وخسائسكم واعمالكم الوضيعة.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

270
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
استاذي الكريم ما تقوله هو عين الصواب، لكن الا تتفق معي بان زمن المباديء قد اصبح من الماضي ..... سنبقى تحت الاقدام ونسير حسب هوى الغريب لان قادتنا هكذا ارادوا.....
سلامي
كوهر يوحنان

271
الاخ العزيز والاستاذ المبدع خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم وابداء ملاحظاتك القيمة دائما، غيابي لم يكن سبب محدد لابتاعدي عن الكتابة والقراءة وابداء الملاحظات والمشاركات عن ما يكتب وينشر، ابتعاد كان بسبب تيقني ان اي شيء اي شيء ... لم يعد ينفع فقضيتنا صارت من الماضي السحيق وشعبنا اقرأ عليه السلام...

الاخ العزيز والاستاذ الكريم هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم وابدائك الدائم للملاحظات القيمة ومشاركتك افكارك مع الجميع، يا سيدي بصراحة فان اليأس قد وصل الى نخاعنا الشوكي ... الله ينتقم من كل من تاجر بمعاناة شعبنا من قريب وغريب

تحياتي للجميع
كوهر يوحنان عوديش

272
معاناة المسيحيين والاقليات الاخرى غير المسلمة كانت كبيرة وهائلة جدا بسبب انعدام الامن والنظام والقانون وسيطرة الميليشيات الاسلامية على زمام الامور في العراق بعد اسقاط النظام السابق عام 2003، حيث بدأ مسلسل الاختطاف والقتل والتدمير ضد المسيحيين بصورة علنية وبشكل مخيف مما ادى الى هجرة الاغلبية المسيحية الى خارج العراق او الى مناطق اخرى داخله اكثر امانا يسيطر عليها الكورد حيث فرص الحياة فيها افضل والامان اوفر، لكن الهجرة الداخلية كانت دائما محطة استراحة وليس مكان دائم للاقامة، للكثير من الذين تركوا بيوتهم وذكريات عمرهم في اماكن ولدوا وترعرعوا فيها، لتأتي بعدها مرحلة اخرى اكثر ايلاما واشد خطورة على المسيحيين ومستقبلهم في بلدهم الاصلي وهي ترك البلد الى الابد للاستقرار في بلدان توفر لهم الامن والاطمئنان وتضمن مستقبل اولادهم.
مذابح المسيحيين والتفنن في تعذيبهم ليس بشيء جديد عليهم في الشرق المتزمت وخصوصا في العراق، لكن هناك فترات هدوء نسبي او بعكسها فترات هياج وثوران ضد كل ما هو مسيحي او يمس المسيحية بصلة وذلك يعتمد على نوعية الحكم والمنهج الذي يعتمده الحاكم في ادارة الدولة، وبعد انهيار الدولة العراقية عام 2003 وما رافق ذلك من فقدان للامن والنظام والقانون اصبح المسيحيين لقمة سائغة تثير لعاب العصابات المسلحة المجرمة وغيرهم من المتشددين الاسلامين على حد سواء، فاصبحت حيواتهم واملاكهم وحتى اعراضهم محللة شرعا وقانونا!، لذلك اضطر هؤلاء المسلوبين للقوة والارادة الى ترك البلد امام ما يتعرضون له من ابادة علنية، وبحسب كافة الاحصائيات والتقارير الرسمية وغير الرسمية فان اكثر من نصف المسيحيين قد غادر العراق بعد 2003، حيث كان يقدر عددهم قبل هذه الاحداث بمليون واكثر اما المتبقين فان عددهم لم يكن ليتجاوز 400 الف نسمة حتى حزيران 2014، وبالرغم من كل ما حدث وظل يحدث معهم من جرائم ومذابح وقتل وتدمير لاماكن عبادتهم، ظل الكثير منهم متمسكين بارضهم ورفضوا الانصياع للواقع المر الذي فرض عليهم من قبل اولاد الجهل والظلام اعداء التمدن والانسانية فبقوا في البلد رغم كل الصعوبات والمعوقات املا في تحسن الوضع يوما ما لقضاء ما بقى من العمر في وطن يجري حبه في عروقهم. لكن بعد سقوط مدينة الموصل بيد داعش وتهجير المسيحيين المتبقين فيها عنوة امام انظار العالم اجمع اضافة الى تجرديهم من كل ممتلكاتهم ( حتى خواتم زفافهم لم تسلم ! ) ومستمسكاتهم الشخصية الثبوتية، وبعد ذلك احتلال بلدات سهل نينوى التي تقطنها الاغلبية المسيحية، وما رافق ذلك من تشرد الالاف العوائل في اقليم كوردستان والسكن في الحدائق والخيم وغيرها من الاماكن التي لا تصلح للسكن الحيواني وليس البشري، اشتدت وتيرة هجرة/تهجير المسيحيين بشكل مخيف، حيث اصبح التشاؤم سيد الموقف وشملت الهجرة هذه المرة حتى المسيحيين الساكنين في اقليم كوردستان ايضا، وهكذا فان المسيحيين في هذه المرة ليسوا مهددين بالانقراض من العراق فقط بل اصبح انقراضهم امرا مؤكدا.   
 اسباب الهجرة/ التهجير:-
تمتد جذور هجرة/ تهجير المسيحيين من العراق الى بداية القرن العشرين بسبب مذبحة سميل وما سبقها من مذابح ومجازر ضد ابناء هذه الطائفة بسبب انتمائهم الديني، واستمرت هذه الهجرة بصورة مستمرة حتى يومنا هذا بصورة بطئية او بسرعة خيالية كما يحدث في يومنا هذا، والاسباب التي يتفق الجميع على كونها رئيسية في هجرة/تهجير المسيحيين من الشرق عموما والعراق خصوصا هي:-
1-   الدافع الديني للمتطرفين الذين يريدون اخلاء العراق من مسيحييه.
2-   المذابح والمجازر وغيرها من الضغوطات التي تمارس ضد المسيحيين بشكل علني دون محاسبة، مثل الاختطاف وطلب الفديات الخيالية للافراج عنهم، تدمير كنائسهم، واباحة حيواتهم واملاكهم شرعا وقانونا.
3-   عدم امتلاكهم لميليشيا مسلحة تحميهم وتدافع عنهم في اوقات الضرورة، في بلد مثل العراق يحكمه قانون الغاب.
ربما تكون هذه الاسباب الرئيسية التي ادت وتؤدي الى تهجير/هجرة المسيحيين بهذه الكثافة، لكن هناك اسباب اخرى لا تقل اهميتها عن الاسباب التي تم ذكرها سلفا لكن يتغاضى عنها مسؤولينا الكرام وقادة احزابنا القومية! ورجال ديننا المحترمين، وذلك خوفا على مصالحهم الشخصية ومستقبلهم السياسي المتعفن اصلا، فالانانية في التعامل مع قضايانا المصيرية وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة ومعاداة الاخر ( الذي هو اخ في الدين والقومية ) بكافة الطرق اللاشريفة واللاشرعية، ومبدأ الـ ( الانا ) الذي طغى على كل الافكار والغى كافة الاحتمالات لتوحيد الكلمة والجهود، كانت اسباب اضافية مهمة جعلتنا نراوح اماكننا دائما ونبقى تحت الاقدام ابدا وابدا.
احزابنا القومية والمصالح الشخصية:
لا احب ان ادخل في جدال عقيم مع المتعصبين القوميين والحزبيين والعائشين على فتات الاسياد وغيرهم من الذيول مهما كان نوعهم وانتمائهم وطريقة اقتناصهم للفرص للاستحواذ على المزيد من السحت الحرام، لاننا لن نتفق ابدا، لكن الواقع المزري الذي يعيشه شعبنا يؤكد ويثبت لنا باننا شعب بلا احزاب قومية وبلا شخصيات سياسية ( احترامي الكبير للمخلصين الذين اعتزلوا العمل القومي والسياسي لاسباب معلومة، وهم قلة نادرة طبعا ) وبلا مخلصين وبلا قوميين وبلا قادة وبلا.......، لان اغلب الحزبيين والقوميين والدينيين والمخلصين ليسوا سوى تجار يتسلقون المناصب باسمنا ويملؤن جيوبهم من معاناتنا.
منظماتنا ومؤسساتنا القومية:
شعبنا يمتلك الكثير من المؤسسات والمنظمات المنتشرة في ربوع الوطن وكذلك خارجه، والكل يعرف ان هذه المؤسسات بحاجة الى التمويل المادي للديمومة والاستمرار في العمل، سواء كان التمويل من الحكومة او من الاحزاب التي تتبعها هذه الهيئات او كان التمويل من الاغنياء الذين يتبرعون للاعمال الخيرية، لكن المحير في الامر والمشكوك فيه والمؤسف عليه ان اغلب هذه المؤسسات والمنظمات هي الاخرى ليست سوى مكاتب تجارية ينتفع منها بضعة اشخاص فقط!!!، فلا اثر لعملها ونشاطاتها الخيرية والانسانية والحقوقية والمدنية سوى اليافطة المعلقة على بيت مؤسسها ( هذا اذا كان هناك يافطة طبعا!! )، وما يأتي من موارد يصبح من الارث الابوي للقائد المؤسس او من المدخول الشخصي يتصرف به على اهوائه دون محاسبة او ضمير او وازع اخلاقي وليذهب شعبنا بفقرائه ومعدوميه وايتامه ومشرديه الى الف جحيم.
مثقفي شعبنا وكتابه والتناحر الابدي: 
في بلد مثل العراق حتى يصبح المثقف او الكاتب مشهورا او مقدرا فيجب ان يكون منتميا، والا سيكون التهميش من نصيبه لانه لا وجود لمؤسسة اعلامية حرة بنسبة مطلقة حتى يعبر عن ارائه وافكاره بالحرية التي يريدها، وبذلك لن يكون امام المثقف او الكاتب من خيار الا الانتماء، وهذا حق طبيعي لكل فرد لينتمي الى الجهة التي تتبنى افكار يعتقد بانها مقاربة لافكاره، وكشعب نعيش في العراق فمن المؤكد باننا سنتأثر باجوائه الثقافية والسياسية والاجتماعية، ولما كانت التربية السياسية والاخلاقية والوطنية في العراق تضع الـ ( الانا ) في قمة الاولويات فان المثقف التابع سيصبح دون ارادة منه بوقا لسيده الذي سيدفع له ويعطيه المكانة التي يحلم بها ليحقق اهدافا شخصية بعيدة كل البعد عن الافكار والمبادىء التي يؤمن بها ويروج لها، حيث يراوغ بالكلمات والمباديء ويضحك بها على ذقون البسطاء والسذج في سبيل حفنة من المال او المنصب الزائل او ارضاءا للقائد الاوحد الذي هو مثاله الاعلى!، وهذا ديدن الاغلبية من كتابنا المحترمين مع الاسف، وبهذا تموت الثقافة ويصبح التناحر بين المختلفين سياسيا وفكريا هدف كل كاتب منتمي لارضاء اسياد نعمه، هكذا ماتت الثقافة عندنا كشعب واصبح اغلبية المثقفين تابعين لهذا او ذاك يتلونون حسب المواسم والاعياد لكسب المزيد ولبس القاط والرباط!!، لذلك اصبحت مأساة شعبنا ومعاناته وقضيته امرا منسيا لا يكترث لها احد، فبدلا من الكتابة عن مآسي شعبنا كنا ولا زلنا مشغولين بتخوين بعضنا لبعض وتحقير المقابل وعدم التعاون معه حتى لو كان هو الصائب، اضافة الى تمجيد حماقات الاسياد وتجميل قباحاتهم والدفاع المميت عن اخطائهم، فالف مبروك على شعبنا كتابه ومثقفيه ومؤسساته الاعلامية التي اصبحت عبئا اضافيا على شعبنا يحني ظهره اكثر ويعظم اذلاله اكثر واكثر.
نوابنا المحترمين ومزايداتهم البهلوانية:
تعودنا كشعب ( مسيحيين ) ان نسمع من نوابنا وبعض مسؤولينا الكرام بين فترة واخرى تصريحات نارية او خطب رنانة او مواقف، اقل ما يقال عنها، احتيالية يكون الهدف منها تعظيم الذات وكسب ود الشعب واحترامه، لان كل ما قام به سواء نوابنا او قادة احزابنا او مسؤولينا او وجهائنا او..... لم يكن سوى تجارة غير مشروعة باسمنا ومعاناتنا وقضيتنا ومستقبلنا في سبيل تحقيق اهداف شخصية، فالتصريحات النارية والتكلم عن شعب لم يبقى منه سوى الاسم لم تعد تنفع!!، والخطب الرنانة التي تطرب الاذان لم تعد تنفع لان البطون خاوية والناس مشردة وتتوسد الارصفة والمزابل، والحديث عن الدعم المادي لبناء البيوت للنازحين فكرة خيالية في بلد مثل العراق والنواب ادرى منا بذلك!!، فهذه الوسائل اصبحت قديمة يا استاذة الخداع، فلو كنتم تمثلون شعبنا وتهمكم مصلحته حقيقة كان بوسعكم فعل الكثير بافعالكم دون ان تطيروا بالونات مملئوة بالريح الفاسدة، فبدلا من كل هذه المزايدات كان يمكن لنوابنا ومسؤولينا وقادة احزابنا المحترمين ان يزوروا المخيمات والحدائق والصحارى وغيرها من الاماكن التي تشرد فيها شعبنا لمعاينة ظروفهم المعيشية ومواساتهم قليلا لبعث الامل في نفوسهم المنهارة، كان يمكن لهم ان يتبرعوا بجزء يسير من رواتبهم وامتيازاتهم ومخصصاتهم الخيالية لشراء بعض الجوارب والالبسة الشتوية ( مطاليب بسيطة لكن !! ) للاطفال الحفاة والعجائز الذي يفترشون العراء، وبذلك كانوا سيؤكدون لنفسهم ولشعبهم بانهم اهل للثقة التي اعطيت لهم وانهم يستحقون بالفعل المنصب الذي انيط بهم، لكن ان تتاجروا بالكلمات والمواقف فهو العار بعينه يا اولاد ......
فقدان الثقة بالمستقبل:   
الاسباب الخارجية التي تفقد شعبنا لثقته بالحاضر والمستقبل كثيرة وهي معروفة وتطرقنا الى البعض منا في بداية مقالنا ولسنا بحاجة الى تكرارها، اما الاسباب الداخلية فهي ايضا كثيرة وهي الاهم، حسب اعتقادي الشخصي، والتي يمكن تلخيصها بالاتي:-
1-   افتقاد شعبنا لخطاب سياسي موحد يقوي مركزنا تجاه حكومة المركز والاقليم لتلبية مطاليبنا القومية.
2-   استشراء الفساد بين شعبنا بشكل عام دون استثناء، فاللجان والمنظمات والهيئات والمؤسسات والاحزاب..... اصبحت كلها مكاتب سمسرة يستفاد منها بضعة اشخاص على حساب العامة.
3-   التناحر والتصارع على المناصب وامتيازاتها اصبحت في القمة، وهكذا ماتت القضية.
4-   الاخلاص والوفاء لقضيتنا ومستقبلنا اصبح من النوادر، لان المصلحة الشخصية طغت على كل المصالح الاخرى.
5-   تكريس قضية شعبنا لتحقيق مآرب ومصالح شخصية بعيدة عن الهم القومي، وهكذا اصبحت قضيتنا شخصية بدلا من ان تكون قضية قومية.
كيف نضمن مستقبلنا:-
  اذا كانت الصورة قاتمة وغير مفهومة المعنى والقصد قبل سنوات قليلة سابقا فانها اليوم واضحة وضوح الشمس، فانقراض المسيحيين من العراق وفنائهم اصبح قاب قوسين او ادنى ( بالرغم من ان عملية تهجيرهم القسرية كانت قد بدأت فعليا قبل سنوات الا ان بعض نوابنا وسادتنا الكرام كانوا يسكتون ويتسترون عليها ارضاءا لاسياد نعمهم  لتمشية امورهم الاقتصادية والتنعم بمنصبهم الكارتوني!! )، ولا اظن ومعي الكثيرين ان يكون هناك حل عادل وعاجل لقضية شعبنا  لان حلها اصبح مستعصيا او بالاحرى مستحيلا، خصوصا في الوقت الراهن، لكن يمكن تخفيف المعاناة ومساعدة شعبنا على النهوض ثانية وذلك لا يكون بالتصريحات النارية ولا بالخطب الرنانة ولا بتخوين المقابل الذي يعتبر اخا في خندق المواجهة، ولا بمزيد من الاحزاب الكارتونية او الشخصيات الهزلية ولا باتحادات حزبية اعلامية موسمية فقاعية! ولا ...... الحل حسب رأيي واعتقادي الشخصي يكمن في القليل من الاخلاص والوفاء للقضية التي يدعي نوابنا وقادة احزابنا وسياسيينا انهم يتبنونها ويدافعون عنها، لان ذلك سيؤدي طبعا الى زرع الثقة في النفوس والتقين من ان هناك من يحمل قضيتنا صدقا ولا يعتبرها ماركة تجارية لكسب المزيد من السحت الحرام على حساب قوت الفقراء والمشردين والمظلومين من ابناء شعبنا.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

273
الاخ عدنان
تحية طيبة
من طبيعتي ان لاادخل في نقاشات نهايتها معروفة لكن احتراما لمرورك وردك ساناقشك في ما كتبت دون تحيز، انا في مقالي لم اتطرق الى الاستحقاقات بل تطرقت الى ما حدث ويحدث، مطالبة يونادم لهذا المنصب، مستحيل ان يمنح للمسيحيين، ليست سوى وسيلة اخرى لتسلق المناصب، فنحن كمسيحيين لم نتلمس اي شيء من يونادم وغيره في البرلمان العراقي، بالاضافة الى كون جميعهم بيادق شطرنج احتلوا كراسيهم في الحكومة والبرلمان للتمتع بالراتب المغري والامتيازات اللذيذة وليس للدفاع عن حقوق المسيحيين، ما فائدة كل المناصب اذا كان شعبك يهجر ويقتل ويطرد من ارضه؟ ارجو ان يكون قصدي مفهوما.
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية
اشكر لك مرورك الكريم واضافتك الرائعة التي نسيت ان اتطرق اليها في مقالي، اتفاقنا في الافكار والطروحات يدل على وحدة نظرتنا تجاه ما يعانيه شعبنا
سلامي




اما بالنسبة للسيد اشور الرافدين فكنت اتمنى ان يدخل باسمه الصريح
قبل ان ابدأ بالرد على مداخلة السيد اشور اساله ما هي مكانة المسيحيين في العراق الجديد وما هو دورهم؟
مطالب السيد يونادم لم تكن يوما لخدمة شعبنا او لتخفيف معاناته او لضمان مستقبله بل كانت لتحقيق المصالح والاهداف الشخصية، هذه نظرتي ارجو لمن يستطيع ان يغيرها بدلائل واثباتات ان يراسلني على ايملي الخاص، هل يستطيع المدافعين عن السيد يونادم ان يذكروا موقف شجاع له منذ 2003 لحد يومنا هذا يكون بالضد مما تعرض المسيحيين دون مجاملة الحكومة؟ وهل استطاع ان ينتقد الحكومة بادائها في حماية المسيحيين؟ واين مسيحيي العراق؟ وما هو العدد الذي هجر؟
السيد اشور انا لست بحاجة الى ان تدلني على ما قاله السيد يونادم في جلسة النواب، فلسوء حظ السيد يونادم كنت اشاهده ذلك اليوم، قل لي انت يا سيد اشور كم مرة ذكر فيها السيد يونادم كلمة المسيحيين؟ وبماذا اسماهم ودعاهم ( نازحين ام مهجرين)؟ المسيحيون لم ينزحوا بل هجروا قسرا يا اخي وبين التهجير والنزوح فرق شاسع كما الفرق بين الارض والشمس.
اما انتقادك لممثلي المجلس الشعبي فليس في محله لانك تجاهلت ما قاله النائب لويس كارو في نفس الجلسة  والذي كان جريئا وصريحا في قوله اضعاف اضعاف جرأة وصراحة النائب يونادم الذي كانت مطالبه عامة وليس للمسيحيين فقط ( لا تدعو الوطنية رجاءا فهذه بدعة انتهى مفعولها ).
لمعلوماتك انا مستقل سياسيا ولست منتميا الى اي طرف وان كان لدي تعاطف فهو مع معاناة شعبي فقط، وكتاباتي هي للمصلحة العامة وليس للمصلحة الشخصية، واكتب ما يمليه علي ضميري وليس اصحاب نعمي، اكتب ما اراه صائبا حسب نظرتي كشفا للحقيقة دون خوف او استشارة لان استقلاليتي تمنحني الجرأة....... لم اركض وراء الدولار او المناصب فالحمد لله املك ما اعتاش منه دون تقبيل الايدي او منية من احد ( واذا كانت هذه الصفات موجودة في الاغلبية من كافة الانتماءات....)، مزايداتك يا اخي اشور في غير محلها اتمنى ان تراجعها عسى ان تأتيك الشجاعة يوما لتعتذر من الذين حكمت عليهم ظلما لتعصبك وقصر نظرك.
تحياتي للجميع
كوهر

274
لا شك ان الهدف الاساسي من تشريع القوانين واتخاذها لصيغة الالزام في التنفيذ هو حماية البسطاء والضعفاء والمظلومين والمسحوقين من ابناء الشعب وليس اصحاب القرار والمتسلطين على رقاب الشعب كرها وغصبا ( هذا الواقع ينطبق على الدول الرضيعة والنامية!، وليس على الدول المتمدنة والديمقراطية التي يسود فيها القانون وتصون فيها حقوق الانسان بغض النظر عن اللون والعرق والدين والانتماء )، لذلك فان غياب القانون في اي بلد يؤدي الى عدم الخوف من المحاسبة وبالتالي تزداد نسبة المسحوقين والمظلومين وتسود شريعة الغاب ويفقد الفرد حقوقه في العيش بحرية وكرامة.
الانفلات الامني وغياب القانون والنظام في العراق الجديد ( عراق ما بعد 2003 ) من اهم الاسباب التي ادت الى الكثير من المعاناة لابناء هذا البلد بصورة عامة ولاقلياته والمسيحيين منهم بصورة خاصة، فمع الايام الاولى للاحتلال بدء مسلسل، ولا زالت حلقات هذا المسلسل مستمرة، الاختطاف والقتل والتدمير والتهجير العلني للمسيحيين العراقيين دون مقاضاة او محاسبة او حتى متابعة، حيث كان ابناء هذه الطائفة لقمة سائغة لضعفاء النفوس والمجرمين واولاد الجهل والظلام ( من قاعديين ودواعش ) وغيرهم من كارهي الانسان والانسانية على حد سواء، والسبب في ذلك يعود الى كون المسيحيين اقلية صغيرة لا تمتلك ميليشيا مسلحة تدافع عنهم في بلد فوضوي كبيره ياكل صغيره وقويه يسحق ضعيفه.  
لتبييض صورة الحكومة الطائفية الجديدة بعد 2003 امام الرأي العام والمجتمع الدولي تم تخصيص كوتا للمسيحيين ( خمسة مقاعد ) في مجلس النواب، وبالمقابل تم تهجير الاف العوائل المسيحية من بغداد والموصل وغيرها من المحافظات الجنوبية بصورة علنية، ما يدل على ان المقاعد الخمسة كانت ثمنا لمعاناة عشرات الالاف من المسيحيين الذين خرجوا من بيوتهم حفاة عراة دون ان ينقذوا حتى ابرة! من تعب العمر كله، ورغم كل هذه المظالم بقى ممثلي المسيحيين في البرلمان ساكتين خاضعين لا يتجرءون حتى على التنديد الصريح ازاء مصائب ابناء شعبهم، وسبب ذلك ان الصراحة والحقيقة تكون بالضد من ارادة ومشيئة اسيادهم وارباب نعمهم.
من المعلوم والمعمول به في العراق ان المناصب السيادية وغير السيادية توزع على اساس طائفي وقومي وليس على اساس النزاهة والاخلاص، وهذا ما حدا بالبعض، او بالاحرى بالاغلبية، الى تكريس شعب وقضية لخدمة مصالح شخصية بحتة بعيدة كل البعد عن الهم الشعبي والقومي، وتعتبر معاناة المسيحيين ومحنتهم خير مثال على ذلك، فالبرغم من كل المآسي التي لحقت ولازالت تلحق بهم لم يكن هناك اي رد فعلي مناسب لما يتعرضون له من فواجع من قبل احزابهم وشخصياتهم السياسية وممثليهم في الحكومة والبرلمان، بل على العكس من ذلك تماما كانت معاناة المسيحيين افضل وسيلة لتبوء المناصب وجمع السحت الحرام للكثير من الشخصيات المسيحية.
اخلاء الموصل من مسيحييها من قبل تنظيم داعش مأساة كبيرة تحتاج الى مليون وقفة ووقفة، لكن البعض رآها فرصة ذهبية لتحقيق طموحات شخصية! حيث طالب رئيس كتلة الرافدين السيد يونادم كنا الكتل السياسية منح المسيحيين منصب نائب رئيس الجمهورية ( قال كنا في تصريح للمركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي ان الكتل السياسية مطالبة بمنحنا نائب رئيس الجمهورية كاستحقاق للمكون المسيحي الذي يتعرض اليوم الى ابشع انواع التهجير والابادة على يد عصابات داعش الارهابية )، وكأن معاناة المسيحيين ومأساتهم ستنتهي بمنحهم منصب نائب رئيس الجمهورية!.
نعرف ويعرف غيرنا خير معرفة ان حقوق المسيحيين في العراق لا تكمن في منصب تشريعي او تنفيذي، فما الفائدة من مناصب كارتونية وشكلية يستفيد محتكريها من الرواتب والامتيازات الخيالية وفي المقابل يهجر شعب ويفنى باكمله!!! ما الفائدة من منصب مهما كان رفيعا في حكومة تفكر بعقلية الاكثرية والاقلية!، منصب لا يتجرأ شاغله حتى على التنديد الصريح ضد ما يتعرض له شعبه وابناء قومه من ابادة وافناء.
مأساة المسيحيين لا تنتهي بتعمير كنيسة او بتخصيص بضعة مليارات من الدنانير لمهجريهم ( المسيحيين لم ينزحوا بل هجروا قسرا ) او بمنحهم مناصب كارتونية ( لتجميل صورة الحكومة ) او بمواساتهم اعلاميا!، بل تنتهي عندما تحفظ ارواحهم وتصون كرامتهم ويضمن مستقبلهم ويسمح لهم بممارسة طقوسهم الدينية بحرية دون مخاوف او ضغوط، تنهتي عندما لا يعاملون كمواطنين من الدرجة العاشرة بسبب انتمائهم الديني، فهل هذا ممكن؟
خلاصة الكلام:- اذا كانت هذه المناصب مقايضة فعدم المطالبة بها يكون اشرف وانفع، واذا كانت ثمنا للسكوت فان القناع يا سادتي قد وقع.
  
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

275
الاخ هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
اتفق معك في ما تقول، وجهودك محل تقدير، لكن الا تتفق معي بان علينا التحدث عن الخطاب السياسي عندما يكون لنا احزاب سياسية تحمل همومنا وتهتم بمستقبلنا؟ ما منتشر في ساحتنا هي مكاتب تجارية مع الاسف! حيث بدأ القادة والمسؤولين الكرام بتكريس قضية شعبنا لخدمة مصالحهم الشخصية وتحقيق طموحاتهم الفردية، وفي هذه الحالة اي خطاب سيكون لنا؟ ومن من افراد شعبنا متسعد للضحك على ذقنه مرة اخرى؟ السذج فقط! انها مأساة يا اخي، لقد انتهى كل شيء.

276
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
بداية اهلا بعودتك بعد غياب حيث اتمنى ان تكون بصحة جيدة، ويسعدني جدا قراءة مقالاتك
اخي العزيز العراق كدولة انتى منذ 2003 شئنا ام ابينا، ولا اظن بانه سيعود دولة واحدة موحدة ابدا! وذلك جراء المحاصصة التي على اساسها شكلت الحكومات بعد 2003، وبرأيي الشخصي فان تقسيمه الى اقاليم او دويلات سيكون افضل بكثير من بقائه موحدا حيث كل فئة او طائفة او قومية تكون مسؤولة عن اقليم معين، ام بالنسبة لخيرات البلد فالى الجحيم لان الشعب لم يهنأ بها ابدا، ليأخذها من يريد لكن مقابل ترك الشعب يعيش بسلام بعيدا عن الموت والدمار. 
تحياتي
كوهر يوحنان

277
الاخ العزيز الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
اهلا بعودتك بعد طول غياب، عسى ان يكون في غيابكم خيرا ويبعدكم الله انت والعائلة الكريمة عن كل مكروه، اخي واستاذي العزيز نحن بحاجة الى جهود المخلصين والا فان نهايتنا في هذا الوطن حتمية، اتمنى ان يستوعب الجميع هذه الحقيقة ويعمل كل المخلصين بيد واحدة من اجل قضية شعبنا

اخوكم
كوهر يوحنان

278
مأساة ومعاناة مسيحيي العراق المتفاقمة كانت محطة انظار الكثيرين من داخل العراق وخارجه سواء من المسيحيين او من غيرهم المؤمنين بالعيش المشترك وحرية التفكير والتعبير واحترام حق المواطنة بغض النظر عن الجنس والدين واللون والعرق، حيث رأى البعض في هذه المأساة بداية لنهاية المسيحيين في العراق وانقراضهم لذلك حاولوا كل جهدهم لتدويل قضيتهم وكشف معاناتهم امام انظار المجتمع الدولي املا في وضع حد لمآسيهم المتعاظمة وعدم تشتتهم في بلدان العالم وضياع هويتهم، اما البعض الاخر ( وهم الاغلبية مع الاسف ) فعلى العكس من ذلك تماما وجدوها فرصة ذهبية واستغلوا هذه المأساة بابشع الصور لتحقيق المآرب الشخصية وتسلق المناصب وتكديس السحت الحرام على حساب ابناء شعبهم من الفقراء واليتامى والمشردين ( اكبر مثال على ذلك قادة احزابنا وممثلينا في البرلمان وغيرهم من مسؤولي الطفرة المشاركين في الحكومة والمتاجرين بقضية ومستقبل شعبنا باشكال واسامي اخرى مثل نشطاء قوميين او جمعيات خيرية او منظمات مدنية او مؤسسات وهيئات اعلامية! ومجالس عشائرية ومنظمات حقوق الانسان وعشرات غيرها من التسميات المموهة ).
عندما يستشري الفساد بين صفوف شعب باكمله ويموت الاخلاص في النفوس ويضيع الاخيار بين الاشرار حيث يصعب التفرقة بين الصالح والطالح تموت القضية ويختفي المستقبل ويصبح الشعب تحت رحمة! الانتهازيين والسماسرة، وبذلك يفقد ابناء الشعب من العامة الثقة بالمستقبل او الشعور بالانتماء ويصبح كل فرد يناجي ليلاه، وبدلا من خطاب موحد وقادة مخلصين واحزاب قومية تدافع عن قضيتنا وتخفف من معاناتنا امتلأت ساحتنا القومية بالاحزاب والقادة والسادة المحترمين وسياسيي الصدفة، والتناحر اصبح في قمته والتصارع على المنصب وامتيازاته حجب عن انظارنا كل المذابح والمآسي والمعاناة والتطهير العرقي الذي يطال المسيحيين بكافة طوائفهم.
الشعور بالمسؤولية تجاه ما يعانيه الشعب وتحسس آلام ابنائه صفات لا يتحلى بها الا العظماء الذين نفتقدهم في زمننا العاهر ( لا استطيع الجزم بان شعبنا يخلو من العظماء والمخلصين، بل استطيع القول ان هؤلاء ضاعوا بين التجار والسماسرة الذين اصبحوا مسؤولين وقادة فجأة بصورة درامية وهزلية )، فالعظماء الذين نحن بحاجة اليهم في هذا الزمن العصيب هم المخلصين والنزيهين والصادقين مع انفسهم ومع شعبهم، وليس عظماء الخطب النارية مثيري المشاعر والعواطف الدينية والقومية لتسنم المناصب الكارتونية يجني محتكروها ملايين الدولارات على حساب اسمنا ومعاناتنا.
من المعلوم ان التاريخ لو كتب بانصاف وشفافية وبدون تحيز، بغض النظر عن الانتماء الديني والقومي والسياسي، فانه بالتاكيد سيذكر العظماء الذين حملوا هموم شعوبهم وكرسوا حياتهم لخدمة الانسانية بصورة عامة وابناء جلدتهم بصورة خاصة، وليس الانتهازيين والمتملقين والمخادعين الذين يتاجرون بمآسي وعذابات شعوبهم لخدمة مصالحهم، لكن في عصرنا التجاري ومع ازدياد عدد ( وعاظ السلاطين ) بنسبة كبيرة ومخيفة فان العظماء الحقيقيين اختفوا بين الصغار والوضيعين الذين اكتسحوا ساحتنا السياسية.
 دعوة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو ( احد العظماء الذين سيتذكرهم التاريخ بلا شك لجهوده الاستثنائية المبذولة لتوحيد الكنيسة وخدمة ابناء رعيته على حد سواء ) لتأسيس رابطة كلدانية عالمية لم تأت من العدم او لتحقيق نيات دفينة ( كما يفعل اغلب السياسيين ) بل جاءت كضرورة تاريخية لترتيب البيت القومي وتوحيد خطابه السياسي في وقت يتعرض فيه المسيحيين العراقيين الى اشرس هجمة تهدد وجودهم في وطنهم الاصلي، لان اغلبية الاحزاب والهيئات ....الخ التي اسست باسم هذه الطائفة لم تحقق المطلوب من حيث رفع الغبن وتأمين المستقبل واسترجاع الحقوق المسلوبة او على الاقل تأمين حياة حرة كريمة لابناء هذه الطائفة، وذلك بسبب تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وتكريس قضية شعبنا القومية لتحقيق اهداف ومآرب شخصية بعيدة عن الهم القومي.
نعم الكلدان ( كنت اتمنى ان يكون مقترح التأسيس اكثر شمولا ويضم كل مسيحيي العراق بكافة طوائفهم، لكن ربما يكون هذا الامر شبه مستحيل او صعب في الوقت الراهن لاسباب معروفة ) بحاجة الى تأسيس رابطة كلدانية عالمية غير ربحية ( تختلف عن مكاتب التجارة والسمسرة التي تحمل ظلما اسمنا القومي ) يكون هدفها الاول والاخير الاهتمام بشؤون الشعب وتحقيق مطاليبه المشروعة وتأمين مستقبل اجياله القادمة في وطن هم اصلائه، رابطة يؤسسها وينتمي اليها المخلصين والخيرين والصادقين والنزيهين والمتواضعين وليس الخونة والمخادعين والحقراء، رابطة تكون موضعا للفخر وليس مركزا تجتمع فيه كل قاذورات الدنيا، رابطة يبجلها شعبنا لا يشتمها ويحتقرها ليل نهار.   




كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

279
المنبر الحر / هكذا هوى العراق
« في: 09:41 03/07/2014  »
لن نعود بالتاريخ الى الوراء كثيرا لان احداث 2003 واسقاط النظام العراقي السابق قريبة علينا وحاضرة دائما وابدا لبدء الحديث والتحليل والمقارنة لما لها من تاثير عظيم على العراق كدولة داخليا وخارجيا، لان هذا التاريخ هو الخط الفاصل بين عراقين وبين نظامين وبين نهجين وبين وجوه سيتذكرها التاريخ العراقي ابدا سواء من حيث تدمير الوطن او بنائه، فالوطن الذي عانى ما عانى من ثورات وانقلابات واحتكار للسلطة كان يمكن ان يصبح اجمل بلدان الكون من حيث رفاهية العيش والسكينة والتطور والعيش المشترك لما يحمله هذا الوطن من خيرات في بواطنه، التي ربما تكفي لاعاشة سكان العالم جميعا، لكن الذي حدث كان عكس ذلك تماما، فالسلطة احتكرت من قبل اشخاص معدودين والاموال نهبت بمئات المليارات من قبل المسؤولين الحكوميين بصورة علنية دون محاسبة او حتى سؤال!، ومبدأ النظام في الحكم كان يستند على الاكثرية والاغلبية والفئوية، والامن تدهور والدولة سقطت والفقر اكتسح الشعب والملاحقين والنازحين اصبحوا بالملايين والقانون اصبح في خبر كان....الخ، وباختصار اصبح العراق جحيم العصر، وما حصل ويحصل للعراق بعد 2003 كان نتيجة حتمية للسياسة الخاطئة المتبعة سواء من قبل المحتل ابان فترة الاحتلال او بعدها من قبل الحكومة الطائفية في بغداد.  
تقسيم العراق وتفتيته وتمزيق نسيجه الاجتماعي كان من اولويات الدول المحتلة، وذلك لتحقيق اهدافها عبر شعب مشتت وبلد ضعيف ومقسم، حيث كان اول عمل يقوم به الحاكم المدني الامريكي بول بريمر هو حل الجيش العراقي المكون من خمسمائة الف جندي، بحجة ولاء الجيش للنظام السابق، وتجريد كافة افراد الجيش من صغيرهم الى كبيرهم من كافة حقوقهم المعاشية والتقاعدية وملاحقة ذوو المراتب الرفيعة، فكان امام هؤلاء خيارين لا ثالث لهما واحلاهما مر، وهما اما ترك الوطن كرها او البقاء والموت فيه عن طريق الكواتم وغيرها من ادوات تصفية الحسابات، وبذلك اصبح العراق ساحة مفتوحة امام المتطرفين من اتباع وانصار القاعدة وغيرها من المجموعات والميليشيات المسلحة التي نشرت الموت والدمار في ارجاء الوطن.
اما الكارثة الاخرى، او بالاحرى القنبلة الموقوتة التي زرعت في قلب العراق لتنفجر بين لحظة واخرى، التي حلت بالعراق وطنا وشعبا فكانت توزيع المناصب السيادية وغير السيادية في الحكومة العراقية الجديدة على اساس قومي وطائفي، وهذا الامر ادى الى التعامل مع كافة القضايا السياسية والاقتصادية والادارية التي تهم البلد وتمس حاضر ومستقبل الشعب العراقي بمبدأ الاكثرية والاقلية وضياع مفردة المواطنة من القاموس العراقي الجديد، اضافة الى تهميش طوائف معينة وحرمان ابناء الوطن من التنعم بخيرات البلد بصورة متساوية دون تفرقة او تفضيل على اساس الانتماء الديني والقومي والمذهبي، وبذلك انتهى العراق واقعيا واصبح جماعات وطوائف تتصارع على السلطة من اجل المنصب والمال وليس لتعمير الوطن وخدمة الشعب.
كل ما يحدث في العراق الجديد ( اي عراق ما بعد 2003 ) من مآسي ومذابح وتدمير ذاتي سببه النهج الخاطىء المتبع من قبل الحكومات المتعاقبة على الحكم في التعامل مع القضايا المصيرية، فبدلا من احتواء افراد الجيش العراقي السابق وتخصيص راتب تقاعدي يناسب سنوات خدمتهم اقدمت الحكومة على نبذهم وتهميشهم وقطع مصادر رزقهم ( جزء من المليارات التي تنهب بصورة مستمرة كانت تكفي لارضاء كل منتسبي الجيش السابق وتبعدهم من الانخراط في المقاومة المسلحة )، وكذلك الامر مع البعثيين فبدلا من اصدار عفو عام عن جميع البعثيين الذين لم تتلوث اياديهم بالدم العراقي بدأت عمليات الملاحقة والاغتيالات العلنية ومصادرة الاموال ( او بالاحرى نقل الملكية لاشخاص في السلطة ) دون استثناء احد، وبذلك حولت الحكومة جزءا لايستهان به من الشعب العراقي الى معارضة مسلحة بعد فقدان الامل من قبل هؤلاء للعيش في العراق الجديد.
بناء الوطن لن يتم بفوهات البنادق بل بالتحاور وقبول الاخر، واذا كان قادة العراق الجديد يريدون للوطن ان ينهض ويعيش ابنائه باخوة وسلام عليهم عدم تكرار اخطاء الماضي في احتكار السلطة والتفرد بالقرار وتهميش المقابل وتخوين كل معارض وتصفيته، بل بالعكس من ذلك تماما عليهم الاستفادة من الماضي والعمل بمبدأ ( عفا الله عما سلف ) حقنا للدماء اولا، وثانيا لبناء وطن ينعم بخيراته ويعيش تحت رايته الجميع من كافة المكونات والاديان دون تفرقة او تمييز.   




كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

280
ان المتتبع للشأن السياسي القومي والواقع المعيشي لابناء شعبنا في العراق والظروف المأساوية التي تحيط به وتدفعه الى ترك البلد، متأكد تماما ان المسيحيين سينقرضون او سيصبحون عملة نادرة في العراق في غضون الخمسين سنة القادمة على ابعد تقدير، لذلك نسمع يوميا الدعوات والصرخات والنداءات لوقف هجرة ابناء هذه الطائفة، او بالاحرى تهجيرها، لكن الواقع المرير فرض نفسه  بقوة بحيث اصبح من المستحيل ردع ابناء هذه الطائفة عن الهجرة والاستقرار في بلد اكثر امانا يحترم انسانيتهم ويحفظ حقوقهم ويؤمن ارواحهم ويصون حرياتهم ويضمن مستقبلهم دون خوف.
ازاء ما جرى ويجري للمسيحيين في العراق كان من الضروري والمفروض على احزابنا القومية كافة ان تنبذ خلافاتها الجانبية، ولو الى حين، وتوحد خطابها السياسي للضغط على الحكومة لتلبية مطاليبها القومية والحد، اذا امكن، من عمليات التهجير الطائفية المنظمة ضد ابناء هذا المكون الاصيل، حيث كان يمكن ان يكون وقع المظالم اخف لو كانت احزابنا وقادتها متفقين ومتوحدين ومرجحين المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، لكن الذي حدث وساد الى يومنا هذا هو تغليب المصلحة الشخصية على كل المصالح الاخرى فاصبح شعبنا الخاسر الاوحد في هذه المعمعة.
بعد انتفاضة اذار عام 1991 وما رافق ذلك من حرية نسبية للافراد والاحزاب في ممارسة حقوقهم ونشاطهم بصورة علنية دون ملاحقة في الاقليم، كانت الحركة الديمقراطية الاشورية ( اسمها يدل على انها اشورية نقية ولا تعترف ببقية القوميات مثل الكلدان والسريان ) الفصيل السياسي القومي الوحيد تقريبا الناشط بين صفوف ابناء شعبنا فانتمى اليها ابناء شعبنا بدافع العاطفة والشعور بالانتماء، وربما في احيانا كثيرة لايجاد مصدر رزق منتظم في ظروف قاسية وصعبة كانت تفتك بالشعب العراقي عامة والعائش في الاقليم خاصة لان الاقليم كان واقعا تحت الحصار المزدوج الدولي بقرار اممي والمحلي من قبل النظام البعثي السابق، وليس بدافع القناعة الفكرية او ايمانا بمبادئها، فكانت المصالح الشخصية هي التي تقود وتوجه الانتماء السياسي للفرد العراقي بصورة عامة، لذلك كانت الحركة الديمقراطية الاشورية، كونها الاكثر نفوذا، تنفرد بالاستيلاء على جميع المناصب المخصصة لشعبنا سواء في السلطة التشريعية ( البرلمان ) او في السلطة التنفيذية ( الحكومة )، وهذه المناصب كانت محتكرة من قبل اشخاص معدودين ومحددين بسكرتير الحركة والبعض الاخر من المقربين اليه ( لذلك نلاحظ ان سكرتير الحركة كان على رأس القائمة في تسنم المناصب منذ عام 1991 وحتى يومنا هذا!، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على استغلال المسألة القومية لتحقيق المصالح الشخصية وتثبيتها ).
بعد عام 2003 واسقاط النظام العراقي السابق وما رافق ذلك من تغيير في الخارطة السياسية العراقية وتدهور امني فظيع، لم يكن نصيب المسيحيين من هذه التغيرات سوى القتل والاختطاف والتهجير والتدمير فكان السبيل الوحيد امام ابناء هذه الطائفة لانقاذ ارواحهم هو ترك بيوتهم وكل ممتلكاتهم في المناطق الملتهبة مثل بغداد والموصل وغيرها من المحافظات الجنوبية واللجوء الى اقليم كوردستان او دول الجوار، وعند لجوئهم الى اقليم كوردستان كانت تواجههم مشاكل كبيرة مثل اللغة وغلاء الايجارات والايراد المالي، فكان السيد سركيس اغاجان الشخص الوحيد تقريبا الذي ساعد هؤلاء سواء من الناحية المادية او من الناحية المعنوية فكان عونهم واملهم الوحيد ( هناك الكثير ممن يدعي ويروج بان بروز اسم السيد سركيس اغاجان كان بعد عام 2003 وذلك بواسطة الاموال الموجودة تحت تصرفه، لكن في الحقيقة والواقع ان الاعمال الخيرية لهذا الشخص وحمله لهموم شعبه وتحسسه لمشاكل ابناء قومه كانت منذ عودته للوطن في بداية التسعينات من القرن الماضي لكن، للحقيقة، لم تكن بهذا الحجم وكانت مخفية ).
بعد عمليات التهجير الطائفية التي تعرض لها المسيحيين عام 2003 وما بعدها وتدفق الالاف العوائل المسيحية الى اقليم كوردستان برز اسم السيد سركيس اغاجان بشكل مذهل بحيث اصبح هو القضية ذاتها، لانه كان الوحيد الذي عمل لمساعدة الجميع دون تفرقة او تمييز او فرض لذات، فكان القائد والاب والاخ حتى اصبح اسمه على كل لسان وهذا ما ادى الى معاداته وترويج كافة انواع التهم بحقه من قبل بعض الاشخاص المعروفين على الساحة القومية للتقليل من شأنه عبر شائعات لا اساس لها، حيث وبدلا من الترحيب، ولا نقول التعظيم!، بانجازاته وجهوده اللامتناهية لمساعدة ابناء شعبه، شحذ الانانيون والمنتفعين من الوضع المأساوي لشعبنا، الذين كرسوا القضية لتحقيق مصالحهم الانية، منذ بداية التسعينات لحد يومنا هذا عن افكارهم المسمومة واصبح ابراز الجزء الفارغ من الكأس شغلهم الشاغل، فلم يستطيعوا او بالاحرى لم يسمحوا لانفسهم رؤية ومعاينة انجازات السيد سركيس اغاجان بل حاولوا جاهدين اخفائها بحجج وذرائع بعيدة عن الواقع، لكي يستمر الوضع على ما هو عليه ويبقوا هم على قممهم ويحتفظوا بمناصبهم ما امكن، وازاء كل ذلك ظل السيد سركيس اغاجان ساكتا لا يحرك ساكنا ليس عجزا! بل ترفعا وايمانا بقضيته ( حتى ان البعض استلم مناصب رفيعة في الحكومة على حساب اسمنا القومي والديني ليس لدفاعه عن قضيتنا او ابراز معاناتنا او المطالبة بحقوقنا بل لانتقاده انجازات السيد سركيس اغاجان فقط! ارضاء لشهوة ورغبة اسياده ).
في عام 2007 تأسس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري على خلفية المؤتمر المنعقد في عنكاوا بدعم ومساندة مباشرة من السيد سركيس اغاجان، وبالرغم من كل الاشاعات التي روجت والمقالات التي نشرت وبذيء الكلام الذي قيل بحق هذا المجلس من قبل قادة بعض الاحزاب، الذي يدعون النضال والعمل والتضحية لاجل القضية! القومية، وكل تابعهيم وحواشيهم استطاع المجلس الشعبي فرض نفسه وبقوة على الساحة السياسية، رغم كل المحاولات العقيمة لبعض شخصياتنا القومية! لاماتته في الرحم قبل رؤيته للنور، وهذا النفوذ والتعاطف الجماهيري مع المجلس الشعبي حسب اعتقادي جاء نتيجة السمعة الطيبة التي يتمتع بها مؤسسه والجهود الجبارة التي بذلها لخدمة ابناء شعبه بصورة عامة، دون معاملة الطرف المقابل بالمثل، حيث كانت اهدافه ونواياه معروفة وواضحة تجاه الجميع وتركيز اعلامه وعمله السياسي كان لخدمة شعبنا وقضيتنا القومية وليس العكس، ولم يعامل اي طرف سياسي قومي موجود على الساحة كخصم او ند يجب مناطحته ومحاربته مثل ما يفعل بعض الاشخاص المحتكرين للقيادة في بعض الاطراف السياسية القومية.
في الانتخابات الاخيرة، كما جرت العادة سابقا، قام البعض من انصار زوعا ( الذين يدعون الاستقلالية طبعا! ويقسمون ان الشعب والوطن وراء القصد في كل ما يكتبونه، ترى ماذا كتبوا عن معاناة شعبنا حتى يومنا هذا؟ ) بالادعاء بان الحركة هو الفصيل القومي الوحيد الذي حصد اصوات ناخبيه الحرة من بيتنا القومي! بشفافية ونزاهة تامة، وان كل الاطراف السياسية القومية الاخرى هي تابعة وخائنة وانما اسست لضرب وحدتنا القومية وووووو... الخ. لكل شخص حق ابداء رأيه والدفاع عن مبادئه ومفاهيمه السياسية بك حرية لكن بشرط عدم تخوين الغير واتهامه باطلا ومحاولة تسقيطه لتحقيق اهداف ذاتية، والضجة التي احدثها، ويحدثها هؤلاء حتى بغير مناسبة، بعض انصار زوعا حول تصريح السيد خسرو كوران بشأن عدد المقاعد التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحلفائه وليس تابعيه! وتخوين الاحزاب القومية الاخرى ( حتى الخارجة من رحم زوعا ) واتهامها بالتبعية والعمالة لم تكن سوى محاولة اخرى لرفع شأن اسيادهم وتمجيدهم وتعظيمهم الى حد التأليه على حساب معاناة شعبنا وذلك بالتلاعب بالمشاعر والعواطف القومية.
التصريحات والبيانات والاراء والاقاويل حول الكوتا ونتائجها كانت كثيرة ومتباينة في اغلب الاحيان، لكن ما يهم العامة ان لا يتم خداعه اكثر بواسطة بعض المقالات والبيانات والايضاحات التي تنشرها بعض الاطراف لاظهار نفسها بمظهر المنقذ والمخلص الوحيد لابناء شعبنا، الذين تعرضوا لشتى انواع المظالم امام انظار سادتهم الذين شاركوا في حكم العراق منذ 2003 حتى يومنا هذا، فسكوتهم على افناء وانقراض شعبنا كان اكبر دليل على انانيتهم ومتاجرتهم بمعاناتنا لتأسيس مجد زائل وتكديس ما يمكن من الحرام للحياة المقبلة. 
لا اقول ان المجلس الشعبي هو حزب الله المختار، ولن اقول ان كل من انتمى اليه يخلص لشعبه ( فهو ككل الاحزاب الاخرى ربما ينتمي وسينتمي اليه اشخاص يكون هدفهم الوحيد تحقيق احلامهم الوردية بخصوص المنصب والمال )، لكن رغم التعثرات كانت انجازاته اكثر من بقية احزابنا القومية، وهذه حقيقة يمكن معاينتها على ارض الواقع لكل من يريد ويدعي الشفافية في تناوله لقضيتنا القومية، واذا كان في مسيرته بعض السلبيات فيجب انتقادها بصورة شفافة بعيدا عن مبدأ التجريح والتخوين والتحقير الذي يتبعه بعض انصار وكتاب زوعا تجاه كل من يختلف معهم الرأي حتى لو كان المختلف معهم من قيادات زوعا السابقين او من مؤسسيها المخلصين.
ختاما ادعو ( او بالاحرى ارجو اذا كان الرجاء يفيد ) كل الذين كتبوا عن تبعية المجلس والاصوات التي يحصل في كل عملية انتخابية وبذلوا كل جهودهم لتحقيره وتشويه سمعته ان يكتبوا قليلا! جدا ( وهذا لن يحدث لانهم يفتقدون الى الجرأة ) عن بعض الامور التي تخدم قضيتنا وتكشف الحقائق امام القارىء الكريم الذي انخدع كثيرا بشعارات قومية وخطب نارية هدفها بقاء البعير على التل ليس الا، وهذه الامور هي:-
1-   كيفية حصول الحركة الديمقراطية الاشورية في انتخابات الاقليم الاخيرة على اصوات في مناطق ليس لشعبنا وجود فيها؟ وهذا هو الرابط لكل من يريد معرفة عدد اصوات قوائم شعبنا http://www.ishtartv.com/viewarticle,50373.html
2-   تصويت وزير الحركة ( سركون لازار ) في الحكومة الاتحادية على القانون الجعفري؟
3-   التصريحات بخصوص مقعد قائمة الرافدين في السليمانية الذي يضاف الى مقاعد حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني؟
4-   سكوت اعضاء الحكومة المركزية عن معاناة شعبنا وتهجيره العلني؟
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

281
الاخ والصديق العزيز الاستاذ المبدع خوشابا سولاقا المحترم
كالعادة ودائما تختار لنا موضعا مهما يمس الشعب في حاضره ومستقبله، مؤسسات الدولة الدستورية بلا شك يجب ان تكون في خدمة الشعب وكذلك كل السلطات، لكن مع الاسف عندنا في العراق الوطن والشعب في خدمة القائد العظيم سواء جاء هذا القائد بالانقلاب العسكري او بالانتخابات او بقدرة قادر!، اظن ان الدولة العراقية لم يبق لها وجود..... بل هناك اشخاص وميليشيات تابعة تحكم الشعب وتلعب بخيرات الوطن!

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

282
الاخ العزيز الاستاذ هنري سركيس المحترم
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
الاخ العزيز عبد قلو المحترم
الاخ العزيز ALOVE المحترم
بداية اعذروني على تأخري في الرد بسبب انشغالي وعدم فتح النت لايام عديدة

الاخوة الاعزاء شكرا على مروركم وتعليقاتكم التي تزيدنا علما ومعرفة وثقافة وفي نفس الوقت تزيدنا اصرار على الاستمرار في الكتابة، بصراحة خوفي ليس من الذي حصل بل خوفي هو من الاتي والذي سيحصل لو استمر الوضع على ما هو عليه، ترى الى متى يستغفل هذا الشعب ويلعب بمشاعره وعواطفه لتحقيق مصالح شخصية؟؟؟؟
الذي نسمعه ونتلمسه ونراه كثير جدا لكنني شخصيا لا انوي نشر هذا الغسيل الوسخ على الملأ احترامي لذاتي وليس لشخوصهم القذرة، اتمنى ان يعي شعبنا بكافة اطيافه حجم الكارثة التي تحيق به وينبذ للابد كل الانتهازيين من المتاجرين باسمنا.
تقبلوا فائق احترامي وجزيل شكري
اخوكم كوهر يوحنان

283
منذ مدة والمسيحيين مشغولون بالانتخابات والمرشحين الذين انتشرت صورهم في ارجاء المعمورة، فكثرة القوائم وضعت ابناء هذه الطائفة في حيرة بشأن التصويت واختيار الافضل والانسب لعضوية مجلس النواب العراقي، فكل المرشحين دون استثناء يدعون ويعلنون ويصرخون ويقسمون، كذبا طبعا، على الوفاء لشعبنا وقضيته في حالة فوزهم بالمقعد البرلماني، ولكي لا نبتعد عن العنوان والموضوع الذي نريد طرحه ومناقشته سنتناول بعض المهازل بكثير من الاختصار دفعا للملل والتكرار.
 1- احزابنا  ومؤسساتنا القومية:- ساحتنا القومية لا تفتقر الى الاحزب، بل بالعكس من ذلك تماما فهي تعج وتكتظ بالاحزاب المتمثلة ببضعة اشخاص انتهازيين يحاولون الوصول الى غايات شخصية بحتة وتحقيق مصالح ذاتية عن طريق استغلال الشعور والعاطفة القومية والدينية، وهذا لا يشمل الاحزاب فقط بل يشمل كافة المؤسسات واللجان والهيئات .....الخ بكافة المسميات، فلا فرق بين التسميات اذا كان الهدف واحد، فكلهم على حد سواء يتاجرون بمعاناة شعبنا ويكرسون قضيته للوصول الى القمة من حيث المنصب وجمع المال الحرام.
2- الكوتا وسيلة لتمثيل شعب ام اداة لتدميره؟:- من المعلوم ان مقاعد الكوتا اذا ما خصصت لفئة او طائفة او جنس معين فانها بالاساس تخصص لتمكين تلك الفئة من التمثيل في البرلمان واشعارها بانها غير مهمشة، لان عدد الاصوات التي تحصل عليها هذه الفئة بصورة اعتيادية تكون قليلة وغير كافية للحصول على مقعد برلماني حسب القاسم الانتخابي، لذلك وعطفا على الاقليات استحدث نظام الكوتا وعومل به، لكن الكوتا التي خصصت للمسيحيين في العراق ( خمسة مقاعد في برلمان اقليم كوردستان ومثلها في مجلس النواب العراقي )، رغم صورية التمثيل وتناطح البرلمانيين الكرام فيما بينهم على كل صغيرة وكل كبيرة، كانت سببا في تفريقهم وتناحرهم وبدلا من تكريس هذه المقاعد ( الكوتا ) لخدمة المسيحيين ورفع الغبن والظلم عنهم، نلاحظ تحولها الى وسيلة لتبوأ المنصب والتمتع بامتيازاته بعيدا عن الهدف الاصلي التي خصصت لاجله هذه الكوتا، وبذلك اصبحت الكوتا اداة لتدمير المسيحيين وتفريقهم دون احداث اي ضجة بدلا من توحيد خطابهم وتدويل قضيتهم لضمان مستقبل اجيالهم القادمة.
3- المرشحين ومسألة التصويت:- مع بدأ فترة الدعاية الانتخابية ( نعلم جيدا ان بدأ الدعاية الانتخابية صادف الاول من نيسان الذي يعتبر يوم الكذب في العديد من الدول، وكون العراق احدى هذه الدول فعلى الشعب العراقي ان لا ينسى ان كل البرامج الانتخابية والوعود التي اطلقها المرشحون اثناء فترة الدعاية ليست سوى اكاذيب لكسب الاصوات وخداع البسطاء والسذج ) زينت شوارعنا بصور المرشحين المبتسمين!!! ( المضحك في هذه الصور هو ان الكثير من اصحابها، اي المرشحين، نراهم مبتسمين بينما في الحقيقة والواقع، وحسب معرفة الجميع لهم، لم يبتسموا يوما لاحد، بل ان الغضب والكره يخيم على وجوههم العبوسة طول الوقت وبصورة دائمة، بالاضافة الى كون غرورهم وتكبرهم مانعا لالقاء التحية والسلام على اقربائهم واصدقائهم ... اذا كانوا كذلك قبل الفوز والتمتع بامتيازات المنصب فكيف سيكون تصرفهم وتعاملهم وحالهم بعد الفوز؟ الله يستر ) الذين ارفقوا صورهم بشعارات وكلمات كبيرة لكسب اصوات الشعب ( لا احد من هذه الشعارات سيتحقق، ووعودهم لن تكون سوى وصمات عار على جباههم ونقاط سوداء في تاريخهم القذر )، وكأن الشعب سينخدع مرة ثانية وثالثة بالربطات المرموقة والبدلات الراقية والابتسامات الماكرة والكلمات المعسولة لينتخب الحيتان والتماسيح.
الغريب في الامر لم يكن في كثرة القوائم وكثرة الصور وكثرة المرشحين، بل ان الغريب في الامر والعجيب في القضية وما يثير الاشمئزاز لدى الغالبية العظمى من ابناء شعبنا ان البعض من هؤلاء المرشحين لم يكن معروفا! ( ليس له لا نشاط سياسي ولا اجتماعي ولا انساني... )، والبعض الاخر جاء من وراء الحدود ليدافع عن وجودنا! ( وكأن الباقين في الوطن كلهم اغبياء وجهلة ولم يصلوا الى طور او مرحلة تؤهلهم ليصبحوا عضوا في البرلمان)، والبعض الاخر سبق وان شارك في الانتخابات ولم يكسب ثقة الجماهير وتكرر اسمه في القوائم الجديدة ( شعبنا في ازمة فلم يبقى الا هؤلاء ليقودوا الامة! )، والبعض الاخر كان عضوا في البرلمان وتحسسنا غروره وانتهازيته وانانيته عند التعامل مع قضايا الشعب المصيرية في الدورات السابقة ومع ذلك رشح نفسه وربما سيفوز لمرة اخرى!!، والبعض الاخر ( مع احترامي لكل القوائم والمرشحين والمصوتين ) لم يكن اهلا للترشيح حتى فكيف يستحق التصويت....، هذه الاسباب وغيرها ادت الى عدم اقبال ابناء شعبنا على التصويت بكثافة لفقدانهم الثقة بالتغيير نحو الاحسن او الاتيان بممثل حقيقي يرعى مصالح العامة ويلتفت الى معاناتهم ومشاكلهم، اي ما معناه ايمانهم بان البعير سيبقى على التل!!.
4- تضليل وخداع لاحتكار المناصب وبناء الامبراطوريات المالية:- بات مؤكدا للجميع ان قادتنا الاكارم واغلبية المسؤولين في كافة المؤسسات لا تهمهم معاناة الشعب ولا يهمهم مستقبله وبقائه، فالمهم هو البقاء في المنصب واغتنام ما يمكن من المال الحرام ولا يهم ان كان هذا المال على حساب معاناة اهلنا او مستقطع من خبز يتيم حافي او محجوبا عن ارملة ليس لها من معيل ( هذا الكلام يشمل جميع المؤسسات الحزبية والخيرية والاجتماعية والاعلامية ..... بلا استثناء )، لكن المؤسف له ليس في استمرار هؤلاء بالكذب والتضليل والخداع بل ما يؤسف له ويثير الشجون هو بقاء بعض المطبلين والمزمرين والكتاب المستقلين طبعا! ( لا اعرف لماذا يخجل هؤلاء من اعلان انتمائهم والافتخار به! ) والوعاظين والمنافقين واصحاب الفتات على حالهم واستمرارهم في مدح قائد الضرورة وتعظيم ذاته وتمجيد اخفاقاته وتجميل بشاعاته لنيل رضاه والحصول على بعض فتاته، وكاننا نعيش في عصر الجاهلية ولا نعرف ماذا يدور من حولنا من مكائد واتفاقيات لتحقيق مصالح شخصية بحتة تعارض المصلحة العامة.
5- الاخلاص صفة نادرة :- بعيدا عن المزايدات السياسية والتلاعب بالمشاعر والعواطف القومية والدينية لتعظيم الذات، فان الاخلاص اصبح نادرا بين صفوف قادتنا الموجودين على الساحة السياسية في الوقت الراهن ( لا اقول مطلقا اننا نفتقر الى المخلصين والخيرين بين صفوف ابناء شعبنا، بل بالعكس هناك مخلصين وخيرين وعظماء سيخلدهم الدهر لما ادوه وقاموا به من اعمال وجهود وتضحيات لمساعدة شعبنا وبقائه في ارض الاجداد )، لان الخيرين والمخلصين ابتعدوا عن الساحة وذلك ربما لشعورهم باليأس من نتيجة الحصاد لانهم زرعوا الحنطة وحصدوا الزوان، وهنا تنطبق علينا حكاية الاسد والكلب والحمار التي سنسردها باختصار:-
يحكى انه كان هناك كلب قد ارق مضاجع الاسد واضناه واتعبه كثيرا وفي يوم من الايام وبينما الاسد نائم جاء الكلب وربطه فاصبح الاسد يصرخ الى ان جاء حمار فقال الاسد للحمار:- فك وثاقي وسوف املكك نصف غابتي وتردد الحمار في بادىء الامر لكن ضعف امام المغريات ووافق على العرض وقام بفك وثاق الاسد، وبعد تحرر الاسد من قيوده فاجأ الاسد الحمار بقوله سوف اغير الاتفاق واملكك الغابة كلها فرد الحمار ولم ذاك ايها الملك فرد الاسد قائلا لان البلد الذي يربط فيه الكلب الاسد ويحل فيه الحمار لا تصلح مأوى للاسود!!.
 ترى هل سيبقى الحال على ما هو عليه في الربط والحل ورحيل الاسود وسكوتهم؟.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

284
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
تحليل ذكي وواقعي وجميل لما يدور في الساحة السياسية العراقية ومقترحات غاية في الروعة عسى ان تلقى الاذان الصاغية للنهوض بالوطن الى المستوى الذي يليق به ورفع المعاناة والظلم عن المواطن العراقي، باعتقادي لا هذه الانتخابات ولا غيرها ستغير وجه العراق لان الشعب كله ( احترامي لكل المستويات الثقافية وكل الانتماءات الطائفية والدينية والمذهبية والقومية ) او اغلبه صوت على الانتماء فقط! دون مراعاة مصلحة الشعب والوطن وهكذا ديمقراطية تدمر الشعب والوطن في ان واحد. ان بذرة الانتماء الى العشيرة والدين والمذهب والطائفة والقومية التي زرعها المحتل ومعهم زبانيته في عقول الشعب العراقي وجدت ارضا مثالية للنمو وتقوت جذورها بشكل كبير ومخيف بحيث لا يمكن قلعها والتخلص منها بسهولة..... ستبقى الانتخابات صورية ومهزلة بحق الشعب العراقي وضحكا على ذقون ابنائه الى حين تحرير عقول الشعب وتخليصها من فكرة الانتماء الديني والمذهبي والقومي والطائفي وبدلا عنها زراعة بذرة الانتماء الى الوطن اولا وثانيا ......والفا.

تحياتي ودمت لنا سالما لاثرائنا بالمزيد من روائعك

كوهر يوحنان

285
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم بداية نهنئكم بمناسبة عيد القيامة المجيد ونتمنى ان تكونوا بصحة جيدة.......
الافكار الجميلة ( التحليلات الرائعة ) في مقالك الجميل هي امنيات كل مواطن عراقي مخلص لوطنه ولشعبه بغض النظر عن انتمائه الديني والطائفي والقومي.... نعم ربما نتلمس بعض التغيير في الشكل الاعلامي للدعاية الانتخابية لكن ما يؤسف له هو بقاء المضمون ( اي اللب ) على حاله، فنحن نعرف ان الدعاية الانتخابية تفرق وتختلف كثيرا عن النوايا المكبوتة لدى اصحاب السيادة المتسلطين.
اشك كثيرا في ان يكون هناك اي تغيير ايجابي على مدى السنوات الاربعة القادمة ( اي بعد الانتخابات ) لان البسطاء والسذج سيصوتون على الانتماء ثانية وثالثة ورابعة ......

تحياتي وسلامي الاخوي
كوهر يوحنان

286
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
اجمل واطيب تحية ابعثها لك عسى ان تكون بصحة جيدة
اخي العزيز بداية شكرا على مرورك وتعليقك ومشاركتك الفعالة والدائمة بافكار وتعليقات مهمة تزيدنا علما ومعرفة وثقة بانفسنا نحن ابناء الشعب المتناحر.
اخي العزيز اعرف ان ما نمر به اليوم قد مر به ابائنا واجدادنا من قبل، وبالفعل فانهم مروا بالاسوأ لذلك نرى اليوم خلو الكثير من المدن والبلدات والقصبات والقرى من سكانها الاصليين والذين هم المسيحيين، ليس في العراق فقط بل الشرق عموما، وكابسط مثال تركيا القريبة من العراق وقرى عراقية اخرى .......، انا اتفق معك بانه علينا ان نصبر ونتحمل ونتمسك بارضنا لكن علينا في الوقت ذاته ان نتوحد وندول قضيتنا حتى نحصل على حقوقنا كاملة بدون نقصان ولا منية من احد...... اظن ان قضيتنا قد انتهت وفنيت مع دخول الانتهازيين والتجار والسماسرة ساحتنا السياسية القومية، انظر الى ممثلينا في البرلمان وفي الحكومة وفي المرافق الحكومية الاخرى !!!!! هل بمثل هؤلاء ستقوم امة؟ هل بمثل هؤلاء ستنهض قضية؟ هل بمثل هؤلاء سنحصل على حقوق؟ اخي العزيز ان صبرنا وتحملنا لا يجلب لنا سوى المزيد من الالم والعذاب وسيجلب بالتأكيد المزيد من المال والمناصب للمتاجرين بحقوقنا ونفوسنا. لا ادعو للهجرة او لافراغ الوطن بل ادعو الى التيقض واخذ العبرة، ترى الى متى يبقى هؤلاء يتاجرون ببقائنا ومستقبلنا ويبقى العميان ( بعذ الذين يدعوون الثقافة والسياسة ) يصفقون ويمدحون هؤلاء القرادة. متى سيستيقظ هذا الشعب من سباته ويثور ويقول لا ؟ كفى؟....

الاخ العزيز white
شكرا على مرورك الكريم، نعم اتفق معك كليا بان الغرب لا يهمه مصير المسيحيين وقد اشرت الى ذلك في مقالي وقلته مرارا وتكرارا، ما يهم الغرب مصالحه الانية، انا ادعو لتدويل قضيتنا ولاتأثير على الرأي العام العالمي، فاحترامي لكل شعوب الشرق الاوسط، شعوب الغرب لست قطعان يقودها جلاد او سمسار او تاجر، بل هي شعوب متمكنة تعرف حقوقها وواجباتها وتستطيع التأثير على الحكومة وسياستها الخارجية.... شعبنا بحاجة الى منطقة امنة والا سينقرض محالة.

تحياتي وسلامي 

287
بمجرد القاء نظرة، حتى ولو خاطفة وسريعة، على اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط يتبين لنا الحجم المخيف والمروع للمعاناة والمآسي والمذابح التي تعرض ويتعرض لها ابناء هذه الطائفة بسبب انتمائهم الديني ومعتقداتهم ومبادئهم السلمية التي تختلف عن مباديء وتعاليم المتخلفين والاميين الذين جعلوا من هذا الاختلاف ذريعة لخطفهم وتعذيبهم وقتلهم وتدمير اماكن عبادتهم وتهجيرهم من بلادهم الاصلية تحت مرأى ومسمع العالم اجمع دون اسف، فما يحدث لمسيحيي الشرق عموما ومسيحيي العراق ومصر وسوريا خصوصا من مظالم وتهجير وتهميش وقتل وخطف وذبح وتدمير الكنائس وكبت للحريات وفرض للجزية!! ( خيرت داعش المسيحيين في الرقة بسوريا بين ثلاثة امور احلاها مر، وهي اما اعتناق الاسلام دينا جديدا لهم او دفع الجزية او مواجهة الموت )، يؤدي حتما في يوم ما الى افراغ هذه البلدان من سكانها الاصليين الذين لم يبخلوا بجهد في بناء هذه البلدان وتقدمها وتطورها ثقافيا وسياسيا وعلميا.
خطورة الوضع ومأساويته دفعت بالاف العوائل الى ترك بلدانهم الاصلية والتوجه نحو الغرب لحفظ النفس والعيش بحرية بعيدا عن الاضطهاد والعنف والتمييز الذي اصبح يمارس بشكل علني ضد المسيحيين، فبعد اسقاط النظام العراقي السابق عام 2003 هجرت عشرات الالاف من العوائل المسيحية من بيوتها عنوة وعلنا امام انظار الحكومة وامام انظار المجتمع الدولي، حتى اصبحت بغداد والموصل والمحافظات الجنوبية الاخرى شبه خالية من المسيحيين، ولولا اقليم كوردستان الامن نسبيا ودعمه للمسيحيين المهجرين ومراعاته لوضعهم المأساوي وتقديمه المساعدة الممكنة لابناء هذه الطائفة لكان العراق خاليا من المسيحيين ( رغم كل النداءات والدعوات التي يطلقها رجال الدين وغيرهم من مناصري حقوق الاقليات فان هجرة المسيحيين من العراق لا زالت مستمرة بشكل مخيف، وسبب ذلك معروف وواضح ولا يحتاج لتوضيح او تفسير، فالمتتبع لاخبار وشؤون هذه الطائفة يعرف حجم الظلم الذي اصاب هذه الطائفة والغبن الذي لحق بها خلال السنوات الاخيرة في العراق الديمقراطي، فلا الكراسي البرلمانية الخمسة المشلولة تضمن مستقبل المسيحيين، ولا منصب وزاري كارتوني يحفظ حقوقهم ويصون كرامتهم، ولا سفير في دولة نائية يرفع عنهم الغبن والمظالم التي يتعرضون لها بشكل شبه يومي، فهذه المناصب والكراسي كلها ليست سوى صفقات مشبوهة لتجميل الصورة امام المجتمع الدولي وخداع العامة واسكاتهم مقابل تحقيق بضعة منافع ومصالح شخصية لا اكثر .... ). ولم تكتف العصابات والميليشيات المسلحة المرتبطة بجهات دينية وحزبية بالضغط على المسيحيين وتهجيرهم فقط بل قامت بالاستيلاء على بيوت وعقارات المسيحيين المهجرين، وخصوصا الذين غادروا الوطن الى الدول الغربية، الذين يخافون العودة الى العراق والمطالبة بحقوقهم المسلوبة وذلك لانعدام القانون اضافة الى الخوف من العصابات المسلحة التي تهدد المدعي المسيحي باقصى عقوبة في حالة رفع شكوى والمطالبة برفع الظلم الواقع عليه وعلى ممتلكاته ( الخطف او القتل يكون مصير المسيحي المطالب باسترجاع حقوقة المسلوبة من قبل المسلحين والمدعومين )، هذه الاسباب وغيرها ادت الى بيع المسيحيين لعقاراتهم وممتلكاتهم بابخس الاثمان وترك الوطن، الذي ولدوا فيه وترعرعوا بين حاراته وسكبوا العرق والدم لبنائه، وعدم التفكير بالرجوع اليه او حتى في زيارته مرة ثانية.
ولم يكن مسيحيي سوريا اوفر حظا من مسيحيي العراق، فمع بدء العمليات المسلحة في سوريا منذ اكثر من ثلاثة سنوات اصبحت حياة المسيحيين وممتلكاتهم في خطر، فالمعارضة الاسلامية المدعومة من دول معروفة قامت بفرض الجزية على المسيحيين والاعتداء عليهم بالقتل والخطف والتهجير ( قام المتخلفون بخطف رجال دين مطارنة وراهبات عزل لا لسبب سوى لكونهم مسيحيين!!!، اي ثورة هذه يا عالم؟ هل هي ضد المسيحيين ام ضد نظام معين؟ ) وانزال الصلبان من الكنائس وحرق الاناجيل وغيرها من العمليات الاجرامية التي يندى لها الجبين في القرن الواحد والعشرين، هذا الاعمال الاجرامية ضد فئة معينة من قبل وحوش تدعي التدين وتطبيق شريعة الله!!! انما تكون من اهم الاسباب في اخلاء المنطقة من اقدم سكانها بسرعة خيالية تفوق كل تصور.
معاناة مسيحيي الشرق الاوسط لم تكن من الانظمة الاسلامية المتسلطة على رقابهم ومع الارهابيين الذين جاءوا من وراء الحدود او مع من تعاون مع هؤلاء الارهابين لارضاء شهوة القتل والعدوان التي يؤمن بها ورضعها منذ لحظة ولادته او لكسب بضعة دولارات ( اي انسان عاقل وصاحب ضمير يقطع رأس انسان اخر بريء مقابل بضعة دولارات!؟ )، لم تكن من هؤلاء فقط بل كانت مع الغرب المسيحيي ايضا، الذي تغاضى وسكت عن كل الجرائم والمذابح والمظالم التي تعرض ويتعرض لها مسيحيي الشرق، الغرب الذي دعم الارهابيين بالمال والسلاح لتنفيذ مصالحه الذاتية دون التفكير بحياة الملايين من البشر الابرياء، ايا كان دينهم او لونهم او عرقهم ( هناك دول معروفة تمد الميليشيات الارهابية بالمال والسلاح على مرأى ومسمع المجتمع الدولي دون ان نسمع حتى ادانة او نتلمس اي تحرك لوقف هذه المساعدات التي تدمر بيوت الملايين وتزهق ارواح الاف الابرياء بشكل يومي )، التي تذهب هدرا وظلما على يد هؤلاء وبالاسلحة الغربية، الغرب الذي جعل حياة المسيحيين وممتلكاتهم واعراضهم كبش فداء على مذابح مصالحهم وتفكيرهم الانتهازي.
من دون شك وبعد معاينة واقع المسيحيين في الشرق يتضح للجميع ان مستقبل المسيحيين سيكون مظلما ومصيرهم سيكون اسودا في عالم لا يبالي لما يتعرضون له من ظلم وتطهير عرقي بايدي ارهابية وبمساعدة دولية، لذلك على كل هيئة، مؤسسة، جمعية، وكل مسيحيي شرقي العمل للضغط على الحكومات الغربية لفرض حماية دولية على المسيحيين في مناطق النزاع وفي الدول التي تثور فيها النزاعات الطائفة، خصوصا عندما يكون المسيحيين طرفا محايدا في هذا النزاع، وذلك لمساعدتهم في البقاء والاستمرار في العيش في اوطان هم اصلائها.
اخر الكلام:- ليكن الرب في عون خراف تحاصرها الذئاب وتتلذذ بعذاباتها الاسود.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

288
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
شكرا لمرورك الكريم والتشجيع الدائم لجميع الكتاب دون استثناء، بصراحة تعليقاتكم وملاحظاتكم وكلماتكم المشجعة هي افضل حافز للاستمرار وبذل المزيد من الجهود لاكون عند حسن ظن الجميع

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

289
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
هناك شخصيات سياسية كثيرة قبلت بالموت رافضة بيع مبادئها والتعاليم التي ناضلت من اجلها، لكن كان هذا في خمسينات القرن الماضي.... ما نراه اليوم شيء مقرف ومكروه، حتى انه لا يستحق التفكير به، فالسياسية اليوم اصبحت تجارة وخداع واحتيال وكذب وتدمير بيوت...... فنحن نرى باعيننا الى اي درجة منحطة وصل سياسييونا الاكارم...... لن نذهب بعيدا لان ما يعشيه شعبنا المسيحي في العراق خير دليل وبرهان على صحة قولنا...... لنلقي نظرة سريعة، او بالاحرى لمحة، على سياسيينا ومثقفينا والصعالكة الذين اصبحوا بلمحة بصر وذلك بمجرد ارتدائهم بدلة انيقة مع ربطة مزخرفة وقليل من العطر المزور.
تحياتي
كوهر

290
في خطوة تعتبر مفاجئة للعراقيين وللمهتمين بالشأن العراقي قرر زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي والبراءة من وزرائه في الحكومة ونوابه في البرلمان العراقي، ورغم ان اعتزال السيد مقتدى الصدر للعمل السياسي يؤدي الى تشتت اصوات تابعيه مما يؤدي الى تقلقل الموازين السياسية وترجيح كفة على اخرى ( باعتباره زعيم ديني له نفوذ لا يستهان به، فله كتلة برلمانية تضم 40 من اصل 325 نائبا وستة وزراء في الحكومة )، الا ان قرارا كهذا يحتاج الى شجاعة وجرأة طالما افتقدها الرؤساء والسياسيين ورجال الدين على حد سواء في العراق وفي الشرق الاوسط عموما.
ان الاسباب التي ادت الى اعتزال الزعيم الديني الشاب للعمل السياسي كثيرة، لكن يمكن ايجازها في عدة اسباب تعتبر الاهم في اتخاذ قرار مصيري كهذا، واول هذه الاسباب يعود الى الواقع المعاشي والامني المزري والمتردي للمواطن العراقي بصورة عامة، فالخدمات مفقودة والامن والامان لا وجود لهما والمستوى المعيشي للمواطن في تردي مستمر رغم الميزانية الخيالية للبلد. اما السبب الثاني فيكمن في اداء اعضاء البرلمان الانتهازي الذين ابتعدوا عن معاناة الشعب ومطاليبه واصبح جل اهتمامهم منصبا على كيفية ترسيخ وتثبيت امتيازات ومنافع شخصية بعيدة كل البعد عن هموم المواطن العادي ومآسيه وكذلك عن مشاكل البلد المتفاقمة ( وفي الوقت نفسه لا يمكن نسيان استغلال اكثرية نواب البرلمان لانتمائهم الطائفي، وليس الوطني!، لكسب الاصوات والوصول الى عضوية البرلمان، وعندما يقف هؤلاء بالضد من ارادة الشعب ومصالحه ويفرضون مصالحهم على مصلحة الشعب والوطن فانهم بهذا انما يسيئون الى طائفتهم ومرجعياتهم ومبادئهم الدينية، لذلك فان قرار السيد مقتدى بالاعتزال انما كان حفاظا على سمعة ال صدر المشرفة، وعدم استغلال هذا الاسم الكبير لتحقيق نوايا ومصالح شخصية ) . اما السبب الثالث فقد وضحه السيد مقتدى بكل بساطة واختصار في خطابه المتلفز حيث قال في كلمته ان ( السياسة اصبحت بابا للظلم والاستهتار والتفرد والانتهاك ليتربع ديكتاتور وطاغوت فيتسلط على الاموال فينهبها وعلى الرقاب فيقصفها وعلى المدن فيحاربها وعلى الطوائف فيفرقها وعلى الضمائر فيشتريها وعلى القلوب فيكسرها، ليكون الجميع مصوتا على بقائه!) ويضيف السيد مقتدى ويقول ( العراق تحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود لطالما انتظرناها لتحررنا من ديكتاتورية لتتمسك هي الاخرى بالكرسي باسم الشيعة والتشيع). لا اظن ان هذا الكلام يحتاج الى شرح وتفسير بل هو واضح وضوح الشمس، وهو بكل اختصار يكشف لنا حالة الحكم ونظامه المقيت التي وصل اليها العراق بعد عناء وعذاب طويل، ولا يمكن لاي كان مهما كان منصبه ان ينكر هذه الحالة او يبررها بالاعذار القبيحة والحجج الواهية، لان التشبث بالكرسي واحتكار الحكم وتهميش الاخر والفتك بالمعارض ونهب ما يمكن من اموال الوطن وغيرها من القاذورات التي كان حكام العراق الجديد يعيبون بها النظام السابق، انما هم بانفسهم بلحمهم ودمهم يقومون بها بابشع الصور وباضعاف ما كان يقوم بها النظام السابق، وهذا يكشف لنا نحن العراقيين ان الشعارات الرنانة، مثل التحرر من الدكتاتورية وبناء بلد ديمقراطي وتوزيع خيرات الوطن على الشعب وغيرها من الشعارات والكلمات الجميلة والمنمقة، التي رافقت عملية اسقاط النظام السابق لم تكن سوى ذريعة لاحتلال العراق واخضاع شعبه ووسيلة لاستبدال نظام دكتاتوري باخر مثله لكن باسم الديمقراطية هذه المرة.
اضافة الى هذه الاسباب يمكن اعتبار الضغوطات الخارجية والداخلية التي بدأت تمارس على السيد مقتدى الصدر للموافقة على الولاية الثالثة للسيد نوري المالكي وقبولها ( ويمكن ان تأتي بعدها الولاية الرابعة والخامسة والسادسة الى ان تصبح ولاية وراثية! ) سببا اضافيا لاعتزال السيد مقتدى للعمل السياسي ( فما فائدة العمل السياسي اذا كان الرئيس هو هو مهما تغيرت الاحوال ومهما كانت نسبة التصويت )، لانه في حالة التشبث بالحكم واحتكاره يكون العمل السياسي بلا فائدة وبلا نتيجة، وبنفس الوقت يكون كل المشاركين في الحكومة متحملين لجزء غير يسير من المسؤولية عن كل الجرائم التي ترتكب بحق الشعب والوطن.
سؤال بسيط:- اذا كان السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي لا يستطيع ارضاء زعيم ديني وسياسي من ابناء طائفته فكيف به ارضاء مواطن عادي من غير طائفته في وطن طائفي حتى النخاع؟ وكيف له ان يطالب بولاية ثالثة ويفرض نفسه لحكم العراق لاربعة اعوام اخرى بعد كل الويلات التي لحقت بالشعب والدمار الذي لحق بالوطن منذ تسلمه للحكم لحد يومنا هذا؟

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

291
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
ما تتناوله من مواضيع هامة تساهم كثيرا في توعية الشعب وتنبيهه .....، ان الاستقالة من اي منصب سواء كان تنفيذيا او تشريعيا او حتى قضائيا يحتاج الى شجاعة وجرأة يفتقدها رجال المناصب في العراق والشرق الاوسط عموما، لان تربيتهم كانت عوجاء وضميرهم توفى قبل ان يقتطع حبلهم السري، اما بخصوص نوابنا ومسؤولينا الكرام فلسنا بحاجة الى كشف غسيلهم الوسخ.
اوطاننا بحاجة الى اضافة دروس اضافية الى المناهج الدراسية او تبديل بعضها مثل درس الضمير والتربية والاخلاق والشجاعة ..... عسى ان يسهم ذلك في خلق ونشوء جيل نظيف

كوهر يوحنان

292
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا
تحية طيبة
ما تقوله في مقالك الرائع هو قانوني ودستوري وشخصيا لا اخالفك الرأي فيه، خوفي وخوف الكثير من امثالي ليس في من سيصبح نائبا في البرلمان والى اي جهة ينتمي بل خوفنا يكمن في ان الكوتا قد تفرغ من معناها وتبتعد عن الهدف الاصلي الذي من اجله خصصت. صدقني يمكن ان يكون مسيحي من قوائم اخرى ( غير الكوتا ) افضل بكثير من الذي انتخب ونال عضوية البرلمان من ضمن الكوتا..... هذه المزايدات التي تأتي من البعض ليست الا سبيلا لكسب المزيد من فتات الاسياد ونعمهم، فلا يهم من اي قائمة يكون نوابنا ( المسيحيين ) بل الذي يهم في هذا الوقت بالذات هو كيف يخدمون قضية المسيحيين في العراق.
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان عوديش

293
العزيز الاخ خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
مقال رائع واصبت الحقيقة في كل ما كتبت لكن هل احزابنا السياسية سواء العراقية ككل او احزابنا القومية تنهج هذا المسلك في الترتيب والتكوين الحزبي؟ لا اظن لان ابن القائد سيكون له المنصب الملائم في حزب والده حتى بعد وفاة والده، والحاشية والعشيرة والخدم والمتزقة والمطبلين كلهم كذلك يجب ان يكون لهم المكان والمنصب الملائم والا سينتهي الحزب ويعلن خبر وفاته...................

سلامي
كوهر يوحنان

294
الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
الاخ العزيز زهير كولا المحترم
تحية طيبة
بداية شكرا على مروركم الكريم والكلمات الكبيرة بحقي انا الصغير، بصراحة جروحنا عميقة وواقعنا مرير ومؤلم وثوبنا القومي يحتاج الى الكثير من الترقيع!!!، المناصب اعمت عيون ساستنا والمناصب وامتيازاتها دفعتهم الى المزيد من المتاجرة واسترخاص للدماء الثمينة والجهود المخلصة.... باختصار  ان بعض القادة المحسوبين على شعبنا هم بالحقيقة ليسوا سوى خناجر مدفونة في خاصرتنا، لكن مع شديد الاسف لا زال السذج وغيرهم من الخدم والحاشية والمرتزقة يمدعونهم ويطبلون لهم، بل ان بعض الكتاب المحترمين يضعون هؤلاء الخونة في خانة الرسل والانبياء المعصومين من الخطأ ...... نحن بحاجة الى وحدة حقيقة لنحصل على حقوقنا ونضمن بقاءنا في وطن الاجداد.

اخوكم كوهر يوحنان

295
تباينت الاراء والمواقف والردود بشأن قرار مجلس الوزراء العراقي المتعلق بموافقة المجلس مبدئيا على استحداث محافظة سهل نينوى ومحافظتي طوزخورماتو وتلعفر وكذلك تحويل قضاء الفلوجة الى محافظة، وتباين الاراء والاختلاف حول هذا القرار من قبل مجالس المحافظات المعنية بهذا القرار، اي التي تقع ضمن حدودها هذه المناطق، وكذلك من قبل الكتل السياسية الكبيرة امر جدا طبيعي في بلد ينعدم فيه القانون واصبح الدستور فيه عجينة بيد المتنفذين يصنعون ما يرغبون من اشكال وتماثيل حسب اهوائهم ورغباتهم الشخصية والفئوية.
ما يهم مسيحيي العراق هو محافظة سهل نينوى، اذا ما تم الاتفاق عليها، حيث تعتبر هذه المنطقة مسكنا وموطنا للمسيحيين سواء للذين ولدوا وترعرعوا فيها او للذين لجأوا اليها مرغمين جراء عمليات القتل والخطف والتهجير التي طالت هذه الطائفة، وذلك حماية لارواحهم، فاستحداث مثل هذه المحافظة سيكون له بكل تأكيد التأثير الايجابي من النواحي الاقتصادية والامنية والاجتماعية، وسيبث نوعا من الامل والتفائل بالمستقبل بين صفوف هذه الطائفة التي همشت وقيدت حريتها وطالها الظلم كثيرا جراء الانفلات الامني وغياب سلطة القانون في البلد. لكن بمجرد قراءة الخبر والتمعن فيه قليلا نلاحظ ان حدود محافظة سهل نينوى غير محددة جغرافيا، وان المحافظة المزمع استحداثها ليست محافظة مسيحية!، اضافة الى ان الكثير الاطراف السياسية المتنفذة اعلنت، ومنذ اللحظة الاولى، رفضها لقرار مجلس الوزراء بشأن استحداث هذه المحافظات، وهذا يعني ان هذه  الاطراف ستحاول عرقلة القرار وعدم تمريره من قبل مجلس النواب الذي لا بد من تصويته على القرار كي يصبح نافذا، اي ان المحافظة المسيحية مجرد وهم او حلم بعيد عن التحقيق في الوقت الراهن او المستقبل القريب، اذا لماذا كل هذه الضجة والحرب الاعلامية؟.
ما يؤلمنا ليس مواقف الكتل الاخرى واراء ومواقف الشخصيات السياسية من غير سياسيي شعبنا والتي تدخل في خانة الرفض للمحافظة الجديدة، فهذا جدا طبيعي لان كل طرف يحاول تمرير مصالحه وتثبيتها، لكن الذي يؤلم ويعمق جروحنا اكثر هو مواقف بعض المثقفين ( اقصد الذيول الذين ليس لهم رأي او موقف في كل ما يمس قضيتنا ومصيرنا ومستقبلنا، بل باختصار هم مرايا الغير المتنفذ ) وسياسي شعبنا وممثليه في الحكومة ومجلس النواب العراقي، فمع نشر القرار من قبل وسائل الاعلام بدأت المشاحنات وبدأ ابطال شعبنا، سواء المثقفين الذين ذكرناهم او السياسيين الذين قصدناهم والذين هم نفسهم المتسلطين على رقاب شعبنا والمستفيدين من معاناته، يشمرون عن سواعدهم وينزلون الى الساحة واحدا تلو الاخر ليبدأ التنافس والعراك للفوز بشرف صاحب هذا الانجاز الكبير والعظيم!!!، ومن شدة تسرعهم نسوا ان قرار استحداث محافظة سهل نينوى غير مكتمل ويحتاج الى التصويت في مجلس النواب اضافة ان هذه المحافظة لن تكون مسيحية بحتة! بل محافظة لكل مكونات سهل نينوى.
كان على مثقفي شعبنا وسياسييه الكرام ومعهم كل الممثلين الشرعيين للمسيحيين في مجلس النواب ( لان عددهم اكثر من واحد وكل واحد منهم يدعي الشرعية الوحيدة في التمثيل ) وكل الناطقين باسمنا وكل المدافعين عن وجودنا وحقوقنا ومعهم كل المتاجرين باسمنا وقضيتنا، التمهل قليلا وعدم الاستعجال ودراسة الامر بتأني وذكاء ومن ثم الاتفاق على رأي واحد بدلا التراشق وتوزيع التهم واختصار الامر بجهود ونضال طرف معين او شخص واحد ( وهذا ما حدث فعلا، حتى ان كاتب مرموق!!! تجرأ وكتب ان هذا الانجاز هو نتيجة لجهود ونضال وتضحية الشخص الفلاني!، هل يتفضل كاتبنا الموقر والفهيم بذكر وتفصيل نوعية النضال ونوع التضحية لهذا السيد المخلص ليكون الشعب كله صغيرا وكبيرا على معرفة بحجم نضاله وتضحياته ليشكره ويرد له معروفه يوما ما، خصوصا بعد خروجه من قبة البرلمان او مجلس الوزراء )، لان المؤكد في امر كهذا وبهذا الحجم ان رأي واحد افضل من مئات الاراء التي تضعفنا وتؤدي الى المزيد التحقير والتهميش، خصوصا اذا كانت هذه الاراء المتعددة صادرة من اقلية متعارضة مع نفسها تأكل نفسها مثل الدود.
من المؤسف والمخجل ان تكون قضايا شعبنا بهذا الرخص وان يكون بقاءنا في الوطن مرهونا بمقعد برلماني او منصب وزاري،وان تكون المصالح الشخصية والصراعات على المناصب الكارتونية اغلى واعلى من مصالح شعبنا وقضاياه المصيرية ومعاناته المتفاقمة ، فاذا كان سادتنا الكرام ومعهم كل الباكين على مصيرنا اقاموا القيامة على ملكية طير طليق في السماء فكيف سيكون الوضع عليه عند الامساك بالطير واصطياده؟، فاذا كان التعارض بينهم قد بدأ منذ اللحظة الاولى من اعلان مجلس الوزراء بالموافقة من حيث المبدأ على استحداث محافظة سهل نينوى، فكيف سيكون الامر عند موافقة مجلس النواب على هذا القرار وجعل سهل نينوى محافظة فعليا، فمن سيكون المحافظ؟ هل سيكون مسيحيا ام من الطوائف الاخرى؟ واذا كان مسيحيا فمن اي فصيل سياسي سيكون؟ وهل سيكون كلدانيا ام اشوريا ام سريانيا؟ والى اية كنيسة سيكون انتمائه؟ وهل ستكون هذه المحافظة تابعة للمركز ام للاقليم؟ هل فكر رؤسائنا وقادة احزابنا الكرام وممثلينا في الحكومة والبرلمان في هذه الامور؟ ام انهم تركوا التفكير فيها الى اوانه لتكون مناسبة اخرى للمزايدة على البعض وتخوين المقابل وتحقير الشعب واذلاله ككل المرات السابقة.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

296
الاخ العزيز د. بولس ديمكار المحترم
تحية طيبة
بداية شكرا على مرورك الكريم وثناءك الكبير على قلمي المتواضع الذي يعبر عن واقع حالنا المرير، من غير الممكن ان يكون الانسان ناضجا فكريا ومعتدلا اذا كان تابعا، لان التبعية تقتل المواهب وتحصر الفكر. نحن شعوب ( شعوب الشرق الاوسط بصورة عامة ) لا نعرف معنى الحرية ولا نعرف معنى النقد البناء ولا نعرف معنى النطق بالحقيقة ......، تعودنا على التصفيق والمجاملة حسب ما تقتضيه مصالحنا الشخصية فقط.......
احترم كل رأي مهما كان مخالفا لرأيي فهذا شيء طبيعي، لكن ما يدعو للاسف هو اختفاء الكتاب والمثقفين القوميين من الساحة فالجميع اصبح يركض نحو الكعكة ليحصل على حصته...... عذرا لكن بصراحة هذه هي الحقيقة ( والصراحة تكون مؤلمة دائما )
انا احترم رأي الناخب لكن المؤلم ان ناخبينا لا زالو يصوتون على الانتماء ودرجة القرابة ومكان الولادة ومسقط الرأس.....

تقبل سلامي وتقديري
كوهر يوحنان

297

الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
شكرا على مرورك الكريم وكلماتك الرائعة والمشجعة التي بصراحة تدفع الانسان اي كان الى المزيد من الاجتهاد والاستمرار في الكتابة لكي يصل الى المستوى الذي تضعه فيه.
نعم اخي العزيز هناك من يحتكر السلطة في الحزب والحكومة وهذا ما تلمسناه في البعض منذ عام 1991 لحد يومنا هذا، لكن الايام كفيلة بكشف وجوههم الحقيقية اجلا ام عاجلا......، ان بقاء البعير على التل يكشف لنا زيف اقوالهم وحقيقة نواياهم الخبيثة.....

تقديري
كوهر يوحنان

298
بمجرد التفكير بقضية شعبنا ومستقبله المجهول نشعر بالقلق والتشاؤم من خفايا ومفاجئات الايام القادمة، كوننا شعب على حافة الانقراض من موطنه الاصلي بسبب الظروف الامنية السيئة وانعدام القانون والاحتكام بمبدأ الاكثرية والاقلية اضافة الى بروز تيارات دينية متشددة تكفر المقابل وتحلل دمائه، وكون المسيحيين من غير دينهم وبلا قوة مسلحة فان تهجيرهم وازاحتهم من الخارطة الجغرافية والسياسية وهضمهم يعد من الامور السهلة واليسيرة دون خوف او محاسبة او حتى تردد.
بعد كل ما حصل ويحصل للمسيحيين العراقيين من مآسي ومحن وتهميش يلاحظ ان قادته السياسيين وبعض المرتزقة الذين يقتاتون على فتات سلاطين العصر الجديد وغيرهم من ذيول الاحزاب الاخرى مصرين على تغليب مصالحهم الشخصية على مصلحة الشعب او بالاحرى مصممين على الحصول على كرسي مهتريء في البرلمان او مقعد وزاري والاحتفاظ به باي ثمن كان ( وكلنا نعرف ان الثمن باهظ جدا، حيث ان الثمن هو الاف العوائل المشردة والاف اليتامى ومئات الارامل وتهجير جماعي وهضم للحقوق وتهميش وتحقير لابناء شعبنا كافة دون تمييز )، وخير دليل على صحة قولنا هو الاشتراك في انتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2014 بثلاثة عشر قائمة! فقط!.
ان التنافس بهذا العدد الكثير من القوائم على خمسة مقاعد ان دل على شيء، فانما يدل حسب اعتقادي، ان القضية القومية قد فنيت وان مصلحة شعبنا وارواح ابنائه ليست باهم من المناصب الكارتونية وامتيازاتها، والا لماذا كل هذه القوائم للتنافس، الذي لا يكون شريفا في الكثير من الاحيان، على خمسة مقاعد متعارضة بين نفسها!؟، وهل برأي اصحاب! هذه القوائم ان اعدادنا القليلة المتبقية حسب كل التقارير تسمح لنا بالاشتراك بهذا العدد الكبير من القوائم للتنافس على هذه المقاعد؟ وهل ان هذا العدد الكبير من القوائم يدعم بقاء شعبنا في الوطن ويضمن له تحقيق مطاليبه الان ومستقبلا؟. هذه الاسئلة واخرى كثيرة غيرها كان على رؤساء القوائم ( عفوا اقصد اصحاب القوائم ) طرحها على انفسهم قبل اقحام شعبنا في مغامرة خاسرة يدفع ثمنها ابنائه ويجني ثمارها الانتهازيين والمرتزقة وغيرهم من خدام السلاطين.
خوفنا ليس من القائمة التي ستفوز ومن الذي سيريح مؤخرته الثمينة على كرسي البرلمان ومن الذي سيعلن نفسه وصيا على هذا الشعب ومن هو ذاك العبقري الذي سيجمع من حوله الاذاعات والقنوات الفضائية ليتحدث باسمنا جميعا ( كونه حسب هذيانه ممثلنا الشرعي والوحيد! )، بل خوفنا يكمن في ان تستغل مقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا من قبل الجهات الكبيرة والمتنفذة، وهذا امر مؤكد ( فبدلا من الفوز بمقعد برلماني بعشرات الالاف من الاصوات يمكن الفوز بمقعد برلماني بالاف قليلة من الاصوات من خلال شراء الكوتا !!! المخصصة للمسيحيين )، وبذلك تموت اصواتنا ولن يكون هناك من ممثل حقيقي لشعبنا ( مع احترامي لكل النواب المحترمين منذ تأسيس البرلمان لحد يومنا هذا، لكننا كنا بلا ممثل حقيقي!، لان تمثلينا كان عبر اجساد وشخصيات ميتة الضمير )، بل يكون هناك نواب مسيحيين تابعين لكتل اخرى، لان النواب المسيحيين في هذه الحالة يكونون مسيحيين اسما ويمثلون الكلدان السريان الاشوريين ظاهرا اما باطنا وحقيقة لن يكونوا سوى تابعين لكتل اكبر دون ادنى اكتراث لمصير شعبنا ومستقبله المظلم.
عدم قدرة قوائمنا على التوحد يدل على موت الشعور القومي ويوضح لنا كشعب ان الكوتا المخصصة لشعبنا اصبحت وسيلة لتحقيق مآرب وامنيات ومصالح شخصية بعيدة كل البعد على الهم القومي ومعاناة شعبنا المغلوب على امره، وما زاد الطين بلة هو عدم الاكتفاء بما هو موجود من قوائم بل ولادة قوائم اخرى وبعضها مع الاسف، كما ينشر في الاعلام، مشبوهة بتبعيتها لجهات اخرى كانت سببا في هجرة شعبنا من العراق وعدم حمايته كما هو مفترض! ( لا اقصد ابدا ان القوائم الجديدة كلها مشبوهة بتبعيتها، لكن وضعية شعبنا وعدده القليل المتبقي في الوطن لا يستوعب كل هذه القوائم، لكن رغم ذلك من الرائع، وبل ونتمنى، ان يدخل الساحة اناس مخلصين لقضيتهم مستعدين للعمل باخلاص للاصوات التي منحت لهم ووثقت بهم ).
همسة: لتخليص ابناء شعبنا من حيرتهم في التصويت، ومن هو المرشح الانقى والانظف والافضل والاجمل ...... لماذا لا يتفق اصحاب قوائمنا القومية على جمع ايام السنوات الاربعة ( اي مدة الدورة البرلمانية ) وتقسيمها على عدد المرشحين لينال عضوية البرلمان كل المرشحين من قوائمنا القومية لمدة من الزمن وبذلك فان كل القوائم تضمن لنفسها فرحة الفوز وفي نفس الوقت يرتاح شعبنا من حيرة التصويت وعنائه!.
مجرد اقتراح اتمنى اخذه بنظر الاعتبار ودراسته اذا امكن.    
 

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

299
الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
مقال رائع.... نعم لازال اغلبيتنا لا يستطيع التمييز بين المثقف والمتعلم وهذه مأساة ( نعتبر كل من يلبس بدلة ويضع ربطة ويتعطر بعطر فرنسي او كل من نال شهادة لا بأس بها مثقفا!!! واأسفاه...... )، اما المأساة الثانية فهي كوننا ( نحن الشرقيين ) اسرى ثقافة وتعاليم الماضي.
متى ستنهض شعوب الشرق؟ سؤال محير

سلامي
كوهر يوحنان

300
الاخ العزيز هنري سركيس
تحية طيبة
شكرا على مروركم الكريم، بصراحة يوجد الكثير من الفقراء والمحتاجين بين ابناء شعبنا وبالمقابل ليس هناك من يسأل، ترى الى متى يستمر هذا الوضع؟ اعرف ان هذه المقالة كغيرها من المقالات لن يبالي لها احد لكن هي محاولة لايقاظ ضميرهم الغارق في السبات .........
شكرا على تهنئتك بمناسبة اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية، كذلك اتمنى لك ولعائلتك الكريمة ميلادا مجيد وعاما جديدا مليئا بالافراح والمسرات ان شاء الله يكون عام تحقيق الاماني....

كوهر يوحنان

301
كلنا نعلم ان الانسان يمر بمراحل عديدة خلال فترة حياته لو قدر له ان يعيش حياة طبيعية، واجمل هذه المراحل ( حسب اعتقادي ) هي مرحلة الطفولة حيث تكون احلام وتمنيات الفرد في هذه المرحلة كبيرة وبنفس الوقت فانه يتعامل مع كل ما من حوله ببراءة ونية صافية ( الم يقل سيدنا المسيح:- ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات )، وسبب ذلك يعود الى عدم نضجه العقلي وعدم دخوله المعترك الاقتصادي وغابة المصالح الشخصية، وكوننا جميعا مررنا بهذه المرحلة فنحن نعرف حتما معنى العيد عند الاطفال، فلا عيد من غير ملابس واحذية جديدة.
ان الظروف الامنية والاقتصادية والسياسية التي احاطت بالشعب العراقي عامة والمسيحيين منهم بصورة خاصة هجرت الاف العوائل من بيوتها، وجعلت من ملايين الاطفال يتامى يتوسدون الارصفة ويبيعون الماء والسكائر او يمدون الايادي للحصول على لقمة خبز نظيفة، والبعض الاخر من الذين لا تقوي سيقانهم الهزيلة على حملهم بقوا في البيوت منتظرين رحمة الرب والخيرين من ابناء شعبنا! اما الارامل فالحديث عنهم مؤلم لان القلة القليلة منهن تمكنن من ايجاد عمل شريف يصون شرفهم ويشبع ايتامهن.
ان الحالة المزرية التي يعيشها بعض الفقراء من المهجرين واليتامى والمرضى من ابناء شعبنا كشفت لنا الحالة الوحشية ( عذرا على هذا التعبير والتشبيه لكنه واقعنا المؤلم ويجب الاعتراف به دون خجل او لف ودوران ) التي وصلنا اليها، لان جل اهتمامنا اصبح منصبا على انفسنا دون غيرنا، فتفكيرنا بالعيد ينصب على ماذا نلبس وماذا نأكل وماذا نشرب واي مطعم راقي وغالي نختار واية سيارة هي الاجمل والارقى للخروج والتباهي بها، اما اخواننا واخواتنا الذين احتاروا في كيفية تدبير ايجار البيت او بالاحرى الغرفة التي يشغلونها مع اقتراب نهاية الشهر ( 31/12/2013 !! ) فتركنا امرهم لله وحده!.
كثيرا ما كنت اسمع وانا صغير كهنتنا الافاضل يعلنون بعد انتهاء موعظتهم في ايام الاحاد والاعياد والمناسبات الدينية الاخرى في ماضي الزمان عن تخصيص صندوق ( سلة او صينية ) للتبرع للفقراء والمرضى والمحتاجين وكنت ارى التنافس الشديد بين المؤمنين من ابناء شعبنا بغض النظر عن مستواهم المعيشي وثروتهم للتبرع بالاكثر، وكيف لا ونحن الذين تربينا على هذه التعاليم من ولادتنا ( طوبى للرحماء لانهم يرحمون ).  
بعد كل المآسي التي لحقت ولا زالت تلحق بنا نلاحظ ان ظاهرة تخصيص سلة او صينية للفقراء والمرضى والمحتاجين في ايام الاحاد والاعياد قد اختفت!!! ولم يبقى لها من وجود وكأن المسيحيين في العراق او اخوانهم العراقيين كلهم اصبحوا يعيشون في نعيم وليس فيهم من هو محتاج!، وبنفس الوقت نلاحظ ان بعض الكهنة اصبحوا يشبعون انفسهم او عوائلهم من السحت الحرام وبدلا من صون مصلحة الرعية والاهتمام بشؤونها اصبحت شؤونه الشخصية والعائلية من اولى المهام.
مع اقتراب موعد اعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية ارجو من رؤساء الطوائف المسيحية في العراق ان يطلبوا من جميع الكهنة ان يخصصوا سلة او صينية او صندوق للفقراء والمرضى والمحتاجين ويناشدوا المؤمنين للتبرع كل حسب امكانيته لاناس محتاجين، علنا بذلك نحقق لبعض الاطفال حلمهم بحذاء جديد او بنطلون جديد، او ربما نحقق امنية ارملة في وجبة مناسبة لايتامها في يوم العيد، عسى ان تكون هذه الخطوة هي الاولى لارجاع الزمن الماضي من حيث الطيبة والمساعدة والتضامن بين ابناء شعبنا، وكذلك ربما تصبح اداة او وسيلة لايقاظ الضمير النائم لدى ضعفاء النفوس ممن يكدسون الاموال على حساب الفقراء والمحتاجين ومعاناتهم، وبنفس الوقت تجعلنا مسيحيين حقيقيين قولا وفعلا.
مجرد تمني عسى ان يتحقق.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

302
السيد برديصان المحترم
تحية طيبة
اوفقك على ما ذهبت اليه....... يجب علينا العمل بيد واحدة في سبيل قضيتنا، وعلينا في نفس الوقت نبذ المرائين والمنافقين والمتاجرين بقضيتنا، يجب ان لا ينساق شعبنا وراء التصريحات الاعلامية او البالونات الهوائية المتفجرة التي يطلقها ساستنا الكرام عند الانتخات او غيرها من المناسبات الدهانية....... علينا التيقظ والعمل بجد لبقاءنا وضمان مستقبلنا

تحياتي
كوهر يوحنان

303
السيد الشماس الكلداني المحترم
تحية طيبة
ان ما تقوله صحيح، وانا شخصيا لم اقل ان هناك عيب في الغربة!!!! فكل انسان حر في اقامته واختياره لموطنه، كل ما اردت قوله هو اننا شعب على حافة الانقراض! وليس لنا من مساند لا من قريب ولا من بعيد

تحياتي
كوهر يوحنان

304
الاخ العزيز اكد زادق المحترم
شكرا لمرورك الكريم وملاحظاتك
كان يمكن لوضعنا المأساوي ان يكون مغايرا لما هو عليه الان لو شعر قادة احزابنا وممثلينا في البرلمان ووزرائنا ورجال ديننا وكل المتكلمين باسمنا وكل المتاجرين بمعاناتنا بالمسؤولية ولو قليلا جدا، لكن للاسف .................. اترك تكملة الباقي لك وللقراء الاعزاء

تحياتي
كوهر يوحنان

305
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم الف شكر على الترحيب بعودتي ( سالما الى قاعدتي هههههه )
شكرا لمرورك الكريم، بصراحة شعبنا اصبح بحاجة اكثر من اي وقت اخر لمساعدة المجتمع الدولي لوقف هجرته او بالاحرى تهجيره والا فان الوقت لن يرحمنا وسنصبح منقرضين كما الديناصورات خلال سنوات معدودة

تحياتي
كوهر يوحنان عوديش

306
السيد برديصان المحترم
تحية طيبة
من قال يجب ان تغيروا ( نغير ) اسمنا وقوميتنا وديننا؟ وفي اي موضع قلت ان الباقين لا يحملون التسمية الاصلية؟ اخي العزيز نحن على وشك الانقراض من موطننا الاصلي، هل في ذلك اي شك؟ ولا اظن بان هناك من يهتم .... اسيادنا مشغولون بالكعكة وغيرهم بانقاذ الجسد وغيرهم........... هكذا لم يبقى سوى الفقير والمريض يعاني ما يعاني............ اتمنى ان تقرأ المقال ثانية لتفهم قصدي

تحياتي

307
المنبر الحر / محمية لشعب ينقرض!
« في: 11:50 16/12/2013  »
ارقام وتقارير مخيفة ومروعة تنشرها هئيات رسمية وغير رسمية عن اعداد المسيحيين المتبقين في العراق، والذي اصبح يتناقص يوميا جراء الانفلات الامني وتهميش الاقليات بصورة عامة والعمل بمبدأ الاكثرية والاقلية الذي اصبح معمولا به منذ 2003 بعد اسقاط النظام السابق وسقوط المواطنة من قانون الدولة، واخر هذه التقارير كان تقرير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الذي يقدر عدد المسيحيين ب 150 الف شخص فقط بينما كان عددهم يبلغ حوالي المليون في نهايات الثمانينيات من القرن الماضي، وهذه الارقام ان كانت صحيحة فهذا يعني ان حوالي 850 الف شخص قد هاجر العراق منذ تسعينات القرن الماضي لحد يومنا هذا، وان القسم الاكبر قد هاجر العراق خلال السنوات العشر الاخيرة اي في زمن الديمقراطية!!!.
ان هجرة المسيحيين، او بالاحرى تهجيرههم من العراق لم تكن مخفية عن احد بل تمت بصورة علنية وامام انظار العالم اجمع، وكأن العالم باجمعه اتفق على هذا التهجير والانتقام من شعب اصيل ليس له ذنب سوى كونه شعب مسالم ولا يملك ميليشيا مسلحة وعصابات اجرامية تقتل هذا وتفتك بذاك، فالتهجير العلني والسكوت عنه من قبل الحكومة العراقية او من قبل المجتمع الدولي ان دل على شيء فانما يدل على ان الجميع متفقون على ابادة شعب سكن هذا البلد منذ الاف السنين، والا لماذا لم تقم الحكومة العراقية بحماية ارواح المسيحيين واماكن عبادتهم وهذه من اولى الواجبات وابسط المهام التي يجب على كل حكومة القيام بها دون تمييز على اساس العرق والمذهب واللون والدين لاضفاء الصفة الشرعية والوطنية عليها، والا فان هذه الحكومة لا تكون سوى مجموعة مسلحة تتحكم بمصير الشعب بالحديد والنار وتتلاعب بثروات الوطن وتفتك بالشعب!!، هذا لو غمضنا عيوننا وتناسينا كل عمليات الاختطاف والابتزاز وانتهاك الحريات الشخصية لابناء هذه الطائفة التي لا تزال تتكرر يوميا مع الاعداد القليلة الباقية في المحافظات الجنوبية من العراق. ولماذا بقى المجتمع الدولي ، وخصوصا الدول الكبيرة صاحبة النفوذ والقرار والتي غيرت النظام السابق بحجة ترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، ساكتة على كل الجرائم التي مورست ضد مسيحيي العراق؟ 
ان ازدواجية التعامل مع القضايا المصيرية لشعوب الشرق الاوسط من قبل الهيئات والمنظمات الانسانية والحكومات الغربية يكشف لنا بوضوح زيف الادعاءات التي تصرح بها هذه المؤسسات وكذلك زيف الشعارات البراقة التي ترفعها بشأن حقوق الانسان وترسيخ الديمقراطية وانماء العلاقات الودية بين الشعوب والامم على اساس المساواة والاحترام المتبادل، والذي يستدل من هذا التعامل المزدوج ان هذه الجهات مجتمعة وبدون اي استثناء انما تتعامل مع قضايا الشعوب حسب ما تقتضيه مصالح بلدانهم دون اي مراعاة لحقوق الانسان او لما يحصل للغير من قتل وذبح ومعاناة جراء سياستهم العوجاء، وخير مثال على ذلك هم مسيحيي العراق الذين دمرت كنائسهم وهددت ارواحهم وهدرت دمائهم وهجرت نفوسهم ظلما وجبرا، دون ان نتلمس اية مساعدة دولية او حتى نسمع اية محاولة للتخفيف عن معاناتهم المتفاقمة.
ان دعوات البقاء في الوطن وعدم اخلائه من المكون المسيحي التي يطلقها بعض الساسة ورجال الدين وغيرهم من المتحسرين والمتألمين على مسيحيي العراق وما وصل اليه حالهم من تشرد وضياع لم تعد تنفع ولن تنفع في ثني هذا المكون الاصيل عن الهجرة من بلد تسيره الميليشيات الطائفية وتحكمه قوانين الغاب، لان اسباب الهجرة تفوق كل خيال واسباب البقاء اصبحت نادرة في وطن اصبح ينكرهم.
همسة:-
في الوقت الذي يبكي فيه انصار البيئة والحياة ويذرفون دموع التماسيح على حيوان نادر نفق، او يصرفون مليارات الدولارات ويقيمون محمية طبيعية لحيوان اخر مهدد بالانقراض، نتمنى ان يتم التفكير ولو قليلا بمستقبل هذا الشعب ونرجو من كل ذو ضمير حي ان يلتفت الى معاناة شعب يتعرض لتطهير عرقي سينقرض من موطنه الاصلي خلال سنوات معدودة لا محال، هل من يسمع؟   

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

308
الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
اجمل تحية...
كل ما تقوله هو عين الصواب... لكن باعتقادي اننا لا نملك كيان سياسي حقيقي لحد اليوم بل يتمرغ في ساحتنا السياسية سماسرة ودلالين يبحثون عن لقمة خبز مريحة!!!! شعبنا بحاجة الى كيان سياسي حقيقي يحمل همومه بعيدا عن النوايا والاهداف الشخصية بعيدا عن المتاجرة بمعاناة ودماء شعبنا بعيد عن الكذب والنفاق وبلع الملايين الخضراء بعيدا عن تشويه سمعة الشرفاء ...... ( ليتني استطيع نشر غسيلهم الوسخ على الملأ .....)
ترى متى سيولد مثل هذا الكيان!!!!

تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان

309
استطاع الارهابيين ان ينفذوا مخططاتهم واعمالهم الارهابية القذرة في مدن العراق الجنوبية منذ اسقاط النظام العراقي السابق بسبب ما رافق ذلك من انفلات امني وانتشار العصابات والميليشيات المسلحة في هذه المدن، اضافة الى ضعف اداء الحكومة المركزية والعمل بجدية للسيطرة على زمام الامور وعدم تشكيل حكومة وطنية ترعى مصالح الشعب العراقي وتصون كرامته وتحفظ ارواح ابنائه بكل طوائفه ومذاهبه واديانه وقومياته دون استثناء. اما بالنسبة لاقليم كوردستان فان الوضع كان مختلفا كليا عن اوضاع المدن العراقية الاخرى وذلك بفضل قيادته الحكيمة والاداء الحكومي الجيد من الناحية الامنية والسياسية والاقتصادية، اضافة الى وعي الشعب الكوردستاني وتكاتفه بكافة اطيافه للارتقاء بالاقليم الى المستوى الحضاري والمدني والديمقراطي الذي يستحقة ابناء هذا الاقليم، هذه الاسباب وغيرها كانت عقبة امام النفوس الضعيفة واولاد الجهل لتنفيذ اعمالهم الارهابية الا في حالات نادرة كانت اخرها الهجوم الارهابي الذي تعرض له مقر مديرية الاسايش في اربيل من بعد ظهر يوم الاحد المصادف 29/9/2013 والذي ادى الى استشهاد ستة من منتسبي القوات الامنية واصابة العشرات من هذه القوات وقوات الدفاع المدني بجروح مختلفة.
مفاجئة استهداف اربيل بهذه التفجيرات لم تكن سارة وبنفس الوقت كانت صدمة للشعب الكوردستاني وللعديد من الدول والشخصيات الدولية وذلك للتدابير الامنية المتخذة من قبل الاجهزة المختصة التي تعوق وتعرقل تنفيذ مثل هذه الاعمال البشعة بيسر وسهولة، لكن تثبيت توقيتها وتنفيذها بالتزامن مع اعلان نتائج انتخابات برلمان اقليم كوردستان وتفوق الحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة السيد مسعود البارزاني، يدل على ان هذا العمل الارهابي كان مخططا له بشكل جيد وجاء توقيته مع هذا اليوم بالذات لخلط الاوراق وتعكير فرحة الفوز بالانتخابات التي بدأت بالنزاهة وانتهت بخير وسلام.
نعرف جيدا ان اعداء الشعب الكوردستاني لا يحبون له الخير ويحسدونه على ما وصل اليه من تطور وعمران واستقرار ونمو اقتصادي كبير وترسيخ لمبادىء حقوق الانسان والديمقراطية التي اصبحت تتعاظم يوما بعد يوم، فظنوا انه التوقيت المناسب بل الافضل للقيام بعملهم الارهابي لتوتير العلاقات بين الاطراف الكوردستانية وهدم كل ما تم بنائه منذ عام 1991 حتى اليوم، خاصة وان البعض من الاطراف التي لم تحصل على الاصوات المناسبة او التي كانوا يطمحون اليها قد اعلنت مرارا وتكرارا انها سوف تطعن بنتائج الانتخابات، لكن ظنهم لم يكن في محله ابدا لان حكمة القياديين كانت وستكون ابدا اكبر من ظنونهم الدنيئة.
بدل الادانة والشجب وتوعية الشعب الكوردستاني لما يجري من حوله من دسائس وبكافة الطرق والاشكال حاول البعض المتاجرة بدماء ابناء الاقليم وتكريس العملية الارهابية لخدمة اهدافهم ومصالحهم الحزبية، فحاولوا ان يظهروا لابناء الاقليم ان الهجوم الارهابي استهدف الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالذات وليس الشعب الكوردستاني عامة، ونحن نقول اذا كان الامر كذلك فلماذا استهدفت جهة حكومية ولم يستهدف مقر حزبي؟. ان التفجيرات لم تكن ضد فئة او طائفة معينة ولم تكن ضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني وانصاره لتعكير فرحة فوزهم ولم تكن ضد دائرة الاسايش وحدها بل كانت ضد جميع الفئات والطوائف ضد جميع الاحزاب بلا استثناء، كانت باختصار ضد الشعب الكوردستاني وارادته الحرة في العيش الكريم كانت ضد الامن والاستقرار والاعمار كانت ضد الانسانية ومبادئها العظيمة.
من المؤكد ان اللسعة التي لا تقتل تقوي وهذا هو حال ابناء الاقليم مع التفجيرات الاخيرة التي لن تزيدهم سوى عزما واصرارا على التعمير والتقدم وترسيخ مبادىء الحرية والديمقراطية ومبادىء حقوق الانسان، لذلك يجب على الجميع افرادا وهيئات ومؤسسات واحزاب وسياسيين التكاتف والالتحام مع البعض لتطوير كوردستان وجعلها مثالا للامان والسلام وتفويت الفرصة امام اعدائها لهدمها ثانية والرقص على جثث ابنائها كما فعلوا سابقا.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

310
الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم تحية طيبة وتقدير اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة وكل ابناء شعبنا بافضل حال
الاخ العزيز هنري سركيس المحترم تحية طيبة
الاخ العزيز اكد زادق المحترم تحية طيبة
الاخ والصديق العزيز شيرزاد شير اجمل تحية
الاخوة الاعزاء شكرا لمروركم الكريم وتعليقاتكم الرائعة ومشاركتكم الجميلة يبدو اننا ومعنا الكثيرين متفقون على النقاط الجوهرية التي جاءت في المقال، وهذا ليس مجاملة او مجرد كلمات بالونية او بغض او كره او حقد ضد اي مرشح من ابناء شعبنا او ضد اي نائب برلماني من ابناء شعبنا، فهم مهما يكونوا سيظلوا احبابنا واخواننا وابناء قومنا وان بالسوط جلدونا وبالنار احرقونا، لكن الحقيقة يجب ان تقال وهذا هو واقعنا المؤلم لاننا لم نتلمس من اكثرية ممثلينا الكرام سوى الانتهازية والتكبر والغرور والتفلسف وتكريس المنصب لخدمة النفس والاولاد ومن ثم الحاشية ان وجدت! حيث نتمنى من اعماق قلبنا ان يحاول الاعضاء الجدد الذين سيفوزون بالمقاعد المخصصة لشعبنا التقرب من معاناة الشعب قليلا والابتعاد عن مظاهر التكبر والتغطرس .... ويثبتوا فعلا انهم ممثلين عن الشعب لا عن مصالحهم واحتياجاتهم.

الاخ العزيز ابو سنحاريب تحية طيبة
اختلافك معي في الرأي شيء طبيعي فلولا الاختلاف لن يكون هناك حلول وتقدم، لا اعتقد بانني ظلمت احدا بمقالي بل كتبت الحقيقة المرة التي يتجاهلها الكثيرون اما خوفا على لقمتهم او مسايرة لاسيادهم ( وانا الحمد لله لست لا من هذا ولا من ذاك اكتب ما اراه حقيقة وواقعا، عسى ان اكون موفقا في اختياري وتعبيري).
اخي العزيز تقول ( اعتقد اننا يجب ان لا نظلم ممثلي شعبنا الذين يمتلكون الشجاعة والشعور بالمسؤولية لخوض مثل هذة الانتخابات
فانهم ليسوا الا حمائم سلام بين ثعالب سياسية )، هل تستطيع ان تخبرنا ما هي الشجاعة؟ وما هو الشعور بالمسؤولية؟ ماذا فعل ممثلينا الكرام لشعبنا وما هي الخدمات التي قدموها له منذ التسعينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا؟ انا في مقالي لم اطلب من ممثلينا الكرام معجزات او انجاز المستحيلات بل طلبت منهم بكل تواضع ان لا يتكبروا على ناخبيهم ويساعدوا الفقراء والمحتاجين الذين يدقون ابوابهم بكم فلس من رواتبهم الخيالية ولذلك ارجو منك ان تتكرم وتقرأ مقالي لمرة ثانية وثالثة عسى ان تفهم قصدي وخصوصا هذا المقطع ( اتفق معكم باننا لا نعيش في نظام ديمقراطي متكامل ليقوم النائب البرلماني بطرح مشاكل ابناء قومه وناخبيه ومناقشتها في البرلمان بصورة حضارية بعيدا عن التعصب الديني والطائفي والحزبي والقومي ( فلا زالت ديمقراطيتنا حديثة الولادة ورضيعة ومفهوم القوي والضعيف هو السائد ) وبهذا فهو معذور من هذه المهمة نوعا ما، واتفق معكم ايضا في ان ممثلينا في البرلمان لا يحملون عصا سحرية لحل جميع مشاكلنا التاريخية منها والانية على حد سواء وبصورة فورية، لكن بماذا يبرر ممثلينا في البرلمان اهمالهم لابناء شعبنا واصوات ناخبيهم وتكبرهم عليهم؟ ( حتى ان الكثير من ممثلينا الكرام في البرلمان يستنكفون القاء التحية على اصدقائهم ومعارفهم )، وبماذا يبررون اهمالهم للفقراء والمرضى والمحتاجين من ابناء شعبنا واقفال الابواب بوجوههم؟ الا يستطيع هؤلاء الممثلين الكرام ان يتكرموا ويحسنوا الى المحتاجين الذين يدقون بابهم بجزء يسير من رواتبهم الخيالية بدلا من طعن كرامتهم وطردهم بكل قساوة؟ ( نعرف ان اعمالهم البرلمانية كثيرة ومشاغلهم القومية اكثر ونشاطاتهم الثقافية لا تنتهي لكن حسب اعتقادي فانهم يستطيعون ان يقدموا هذه المساعدات، ان هم ارادوا، عبر احد افراد حمايتهم الوهميين! ).
واخيرا يا اخي العزيز انا لم اجرح احدا بمقالي بل قلت الحقيقة المرة واذا كانت الحقيقة تؤلم لهذا الحد فاعذروني لانني لم امزجها بالسم!!! حتى تكون قاتلة، اخي العزيز انهم يجرحون مشاعرنا منذ عشرات السنين ويتاجرون بمعاناتنا لعشرات اخرى ويمتصون دمنا لعشرات اخرى ويكدسون الملايين على حساب اليتامي ومعاناتهم وتريدني ان اسكت عن الحقيقة! حسنا، ساقدم اعتذاري لكن ليس للمتاجرين بقضيتنا والمتسلطين على رقابنا، بل اعتذر لكل الفقراء والمحتاجين والمظلومين والمشردين والمهجرين ... من ابناء شعبنا اينما كانوا لانني ( لاننا ) سكتنا عن قول الحقيقة لكل هذه المدة.
نعم يا اخي العزيز نعرف ان الساحة مفتوحة، وثق بان هناك الكثير ممن سيتفوق عليهم عاجلا ام اجلا ...

تحياتي الاخوية للجميع
كوهر يوحنان عوديش

311
ككل المرات السابقة، ومع بداية الحملة الانتخابية، تزينت الشوارع بصور المرشحين من ابناء شعبنا في المناطق ذات الكثافة السكانية المسيحية، سواء بصور مرشحي قوائم شعبنا المتنافسة على المقاعد الخمسة المخصصة لشعبنا في برلمان الاقليم ام بصور ابناء شعبنا المرشحين ضمن القوائم الاخرى، وذلك كوسيلة لتعريف المرشح نفسه بالناخبين وكسب اصواتهم التي يسعى اليها ويتمناه للفوز باحدى المقاعد البرلمانية المريحة.
البرلمان كما هو معلوم هو الهيئة التشريعية في الدولة مهمته التشريع والرقابة على اعمال الحكومة وتمثيل الشعب امام الحكومة، اما عندنا في الشرق فاصبح فندق خمسة نجوم يقيم فيه النائب لمدة اربعة سنوات للراحة والاسترخاء وتصفية الذهن والابتعاد عن مشاكل العامة، وتكون مصاريف الاقامة لهذه المدة مدفوعة من خزينة الدولة، اضافة الى جواز دبلوماسي للنائب المبجل وافراد عائلته الكريمة لقضاء العطل والمناسبات والاعياد في اهم المنتجعات السياحية العالمية، هذه الحقيقة المؤلمة التي اصبح يعرفها القاصي والداني والجاهل والمتعلم والكبير والصغير من ابناء شعبنا، ادت الى اضمحلال الشعور القومي او بالاحرى موته وعدم الاهتمام بمن يفوز بمقعد البرلمان وتنعم مؤخرته بالكرسي الوثير. وتجربة شعبنا مع ابنائه الممثلين في البرلمان والحكومة او غيرها من المناصب الحكومية المخصصة للمسيحيين سواء في الحكومة المركزية او في الاقليم كانت جدا مريرة، فما ان يصبح ممثلينا الكرام تحت قبة البرلمان ويطمئنوا الى مستقبلهم ومستقبل اولادهم واولاد اولاد اولادهم حتى ينسوا قضية الشعب ومعاناته والاصوات التي اوصلته الى هذا المنصب ( جميعهم كانوا كذلك الا القلة القليلة التي وقفت مع الشعب ومعاناته بطريقة او باخرى )، والبراهين على ما نقول كثيرة فكم من مرة سمعتم ان عضو البرلمان الفلاني قد ناقش قضيتنا الفلانية او على الاقل حاول طرحها؟ وكم من مرة سمعتم ان عضو البرلمان الفلاني قام بزيارة المقعد المشلول الفلاني الذي صوت له رغم مرضه والامه؟ وكم من مرة سمعتم ان عضو البرلمان الفلاني قام بزيارة العائلة الفقيرة او المهجرة او المشردة الفقيرة وساعدهم بثمن زجاجة ويسكي التي يشربها واصحابه في لمة واحدة مجاملة او عطفا او احسانا؟ وكم من مرة سمعتم او تلمستم ان عضو البرلمان الفلاني قد نفذ برنامجه الانتخابي كلا او جزءا منه او حتى حاول تنفيذه او الاقتراب من تنفيذه ولو ظاهريا او اعلاميا لكسب المزيد من الشعبية؟ الى اخره من الامثلة والمواقف المخجلة والمشينة التي لا تنتهي.
اتفق معكم باننا لا نعيش في نظام ديمقراطي متكامل ليقوم النائب البرلماني بطرح مشاكل ابناء قومه وناخبيه ومناقشتها في البرلمان بصورة حضارية بعيدا عن التعصب الديني والطائفي والحزبي والقومي ( فلا زالت ديمقراطيتنا حديثة الولادة ورضيعة ومفهوم القوي والضعيف هو السائد ) وبهذا فهو معذور من هذه المهمة نوعا ما، واتفق معكم ايضا في ان ممثلينا في البرلمان لا يحملون عصا سحرية لحل جميع مشاكلنا التاريخية منها والانية على حد سواء وبصورة فورية، لكن بماذا يبرر ممثلينا في البرلمان اهمالهم لابناء شعبنا واصوات ناخبيهم وتكبرهم عليهم؟ ( حتى ان الكثير من ممثلينا الكرام في البرلمان يستنكفون القاء التحية على اصدقائهم ومعارفهم )، وبماذا يبررون اهمالهم للفقراء والمرضى والمحتاجين من ابناء شعبنا واقفال الابواب بوجوههم؟ الا يستطيع هؤلاء الممثلين الكرام ان يتكرموا ويحسنوا الى المحتاجين الذين يدقون بابهم بجزء يسير من رواتبهم الخيالية بدلا من طعن كرامتهم وطردهم بكل قساوة؟ ( نعرف ان اعمالهم البرلمانية كثيرة ومشاغلهم القومية اكثر ونشاطاتهم الثقافية لا تنتهي لكن حسب اعتقادي فانهم يستطيعون ان يقدموا هذه المساعدات، ان هم ارادوا، عبر احد افراد حمايتهم الوهميين! ).
شعبنا ليس استثناءا بل ان حاله يشبه حال الشعب العراقي عامة في انتخابه لانه لا ينتخب على اساس برنامج انتخابي واضح المعالم يتقيد بتنفيذه  او على الاقل يحاول تنفيذه، المرشح الفائز ( لذلك نرى ان الدعاية الانتخابية للانتخابات القادمة تكاد تخلو من البرامج الانتخابية وتقتصر على الصور فقط، وان وجدت هذه البرامج فما هي الا شعارت رنانة سمعناها الاف المرات هدفها تحفيز الناخب على التصويت عبر التلاعب بعواطفه ومشاعره الدينية والقومية )، بل ان انتخاب شعبنا نابع من الانتماء القومي او الحزبي او على اساس درجة القرابة او الصداقة او على اساس الانتماء الجغرافي للمدينة او البلدة او القرية الفلانية التي ينتمي اليها المرشح، وهذا بدوره هو احد الاسباب المهمة التي تؤدي الى اهمال المرشح الفائز بعضوية البرلمان لاصوات ناخبيه وابناء شعبه، لانه مقتنع اصلا بانه لم يصل الى هذا المكان بواسطة برنامجه الانتخابي او سمعته ومكانته الاجتماعية السياسية بل وصل الى عضوية البرلمان بواسطة انتمائه القومي او الحزبي او الجغرافي او بواسطة الاعمال الخيرية ونشاطات ونفوذ شخصيات اخرى من ابناء شعبنا.
من المؤكد ان خمسة من المرشحين من ابناء شعبنا سيصبحون اعضاءا في برلمان اقليم كوردستان ( وذلك بفضل الكوتا المخصصة للمسيحيين ) سواء صوت شعبنا كله او جزء منه، لكن الغير مؤكد هو اخلاص هؤلاء لقضيتنا القومية والعمل من اجل مستقبلنا ومستقبل اجيالنا القادمة، لذلك على الشعب ان يحسن اختياره بعيدا عن الانتماءات والمزايدات والعواطف وهذا متروك لارادة ابناء شعبنا وضميرهم لانتخاب الافضل.
نتمنى ان يكون الفائزين الجدد في برلمان كوردستان مثالا في الاخلاص والتفاني والتواضع والعمل الخيري لكي يصبحوا قدوة ومثالا حسنا لجميع اخلافهم، وفي نفس الوقت مقارنة مستحيلة مع اسلافهم الذين تركوا هذا المنصب.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

312
الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك الكريم وكلماتك المشجعة التي تحفزني على الاستمرار بالكتابة..... اتمنى ان اكون عند حسن ظنك وظن ابناء جميعا دون استثناء
سلامي وتقديري

الاخ العزيز نيسان المحترم
تحية طيبة
بداية اشكرك على مرورك الكريم، نعم لدي بضعة اسماء لذلك تلاحظ اني تعمدت استخدام كلمة البعض من الكتاب ولم اعمم مقالي لان في التعميم ظلم وكذب ومزايدة، وهؤلاء المعنيين اذا كان لهم اسباب كما تقول فليست مجهولة ولا نجهلها لكننا نغض الطرف عنها ونتجاهلها عمدا لاننا لا نريد ان ننشر غسيلهم الوسخ على الملأ، ولانني شخصيا لا اريد اضيع وقتي في تعرية ابناء قومي بينما شعبنا يهجر ويشرد وتهضم حقوقه علنا، لكنهم يدفعونا الى فعل ذلك مكرهين ......
نعم اخي العزيز الانسان ضمير والكتابة برأيي هي اراحة الضمير لكن من منهم اراح ضميره عندما كتب؟ من الطبيعي ان يدافع الانسان عن رأييه الشخصي ويحاول جهده ليقنع المقابل بصوابه لكن ان يكون هذا الدفاع على حساب حرية الغير وسمعته ومكانته فهذا غير مقبول بتاتا.....

سلامي وتقديري

313
الاخ العزيز خوشابا سولاقا تحية طيبة
مقال رائع وكل حرف سطرته هو عين الحقيقة لكن ما الحل؟ الحل باعتقادي هو انتفاضة القاعدة وثورة الشعب ضد المتجارين باسمنا

سلامي
كوهر يوحنان عوديش

314
كان لتطور وسائل الاتصال والاعلام الاثر البارز في تثقيف الافراد وتنويرهم ورفع مستوى وعيهم وفتح عيونهم على ثقافات وافكار واراء الغير المتعارضة او المتوافقة مع الفكر الشخصي للقارء او الباحث او المثقف او السياسي او اي طالب علم اخر اي كان صنفه، لذلك اصبح الجميع دون استثناء على علم ودراية لما يحدث من حولهم من تحولات سياسية او اقتصادية او اجتماعية خلال فترة قصيرة من الزمن دون حاجة الى شرح وتفسير وموعظة مجانية من وعاظ السلاطين ومتفلسفي العصر ونوابغة العلم.
كان للمناضلين من ابناء شعبنا في صفوف المعارضة العراقية بكافة فصائلها واتجاهاتها قبل تسعينات القرن الماضي الذكر الجميل والاحترام الكبير والمكان العظيم في قلوبنا ( ولا يزال المخلصين منهم كذلك) لما كان يتسم به هؤلاء من شجاعة وتفان واخلاص للمبادىء التي نذروا انفسهم لاجلها، حتى ان ذكر اسامي بعضهم كان يبعث القشعريرة في نفوسنا لما يلازم ويرافق اساميهم من هيبة ووقار، لكن بعد انتفاضة اذار عام 1991 تبين ان البعض ممن كانوا يعتبرون انفسهم مناضلين لقضية الشعب والوطن ما كانوا سوى اناس انتهازيين التحقوا بصفوف المعارضة لتحقيق مصالح واهداف شخصية على حساب دماء الشباب العراقي بصورة عامة.
من المعلوم انه حتى عام 1991 لم يكن لشعبنا سوى بضعة احزاب اغلبيتها ذات صبغة اشورية متعصبة، وبعد انسحاب القوات العراقية من محافظات اقليم كوردستان وتأسيس البرلمان الكوردستاني استحوذت الحركة الديمقراطية على المقاعد والمناصب المخصصة للمسيحيين في برلمان وحكومة اقليم كوردستان لكونها الفصيل القومي الوحيد تقريبا الناشط في الساحة السياسية واستمر هذا الاحتكار للمناصب من قبل الحركة الى عام 2003 تقريبا وبالتحديد الى ما بعد اسقاط النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين، ولكن بعد هذا التاريخ وما طرأ من تغيرات على الساحة السياسية العراقية انبثقت مجالس وتأسست احزاب قومية اخرى وتشكلت لجان وغيرها من المجاميع التي اطلقت على انفسها مختلف الاسامي انحسرت شعبية الحركة وسلطتها، بالرغم من ان الكثير من الاشخاص الذين شكلوا هذه المجاميع والجمعيات التجارية القومية اتخذوا من القومية جسرا لتحقيق اهداف شخصية لم يستطيعوا تحقيقها من قبل سواء في صفوف المعارضة او في صفوف النظام البعثي الحاكم، وفي خضم هذه الفوضى المنتشرة في العراق بعد عام 2003 سال لعاب الكثير من السياسيين والمثقفين والمتعلمين!!! من ابناء شعبنا على المناصب التي خصصت للمسيحيين على اساس ديني وليس قومي ( من المضحك ان ينشغل ابناء شعبنا بامور تافهة مثل التسمية ومن هو الاصل ومن هو الفرع في وقت يكاد الوطن يفرغ من المسيحيين حيث ان ما يقارب من نصفهم قد هاجر العراق الى غير رجعة )، وهكذا تحول الاممي الى قومي متعصب وانقلب البعثي الى ناشط قومي ومناضل في سبيل مستقبل امن وافضل!!!! لابناء شعبه، وكأن شعبنا يخلو من المخلصين الحقيقيين فاصبح الكثير من المحتالين والمخادعين والسراق وتجار الكلمة والمباديء النظيفة في مراكز مرموقة ويتحكمون بالقرار في الكثير من الاحيان دون ارادتنا.
لكي لا ابتعد كثيرا عن عنوان المقال سأعود الى الموضوع الذي اود توضيحه وليس مناقشته، فبعد عام 2013 والتغيرات السياسية والاجتماعية التي حدثت في العراق والانفلات الامني الذي رافق عميلة احتلال العراق، اصبح المسيحيين في المحافظات الجنوبية هدفا سهلا للتيارات الاسلامية المتشددة وغيرهم من المجرمين واصحاب النفوس الضعيفة، فلم يكن يمر يوم حتى يختطف احدهم او يقتل او تدمر احدى كنائسهم او يكون احد رجال دينهم ضحية طلقات غدارة اضافة الى التهديدات وعمليات التهجير القسرية العلنية التي كانت تمارس ضد المسيحيين امام انظار الحكومة والسادة الجالسين على الكراسي الهزازة من ابناء شعبنا!!! في البرلمان ومجلس الوزارء ومن قبله مجلس الحكم، وبهذا اصبح المسيحيين وحفاظا على ارواحهم مجبرين على ترك منازلهم ووظائفهم ومصادر رزقهم والتوجه اما الى دول الجوار او الى اقليم كوردستان، وكمواطنين من اقليم كوردستان كنا نرى ونسمع ونتلمس ما يعانيه اخوتنا المهجرين والمرحلين من معاناة ومحن وكيف اغلقت بوجوههم جميع الابواب عدا ابواب بضعة خيرين من ابناء شعبنا، فلا الكنيسة ساعدتهم ولا رجال الدين ولا احزابنا القومية الكثيرة بكثرة ذرات التراب الذي نعيش عليه ولا جمعياتنا الخيرية وغيرها من المؤسسات القومية التي تهتم بالشأن القومي، بل بالعكس استغلت مأساتهم بابشع صورة ابتداءا بمضاعفة الايجارات وانتهاءا بتسول رؤساء احزابنا وناشطينا القوميين وغيرهم من مناضلي شعبنا!!! باسمهم في المحافل الدولية، اضافة الى ان محتكري المناصب من المحسوبين على شعبنا والمتحدثين باسمه كانوا يعلنون وبكل صراحة ودون خجل اينما حلوا بان الذي يحدث للمسيحيين هو جزء مما يحدث للشعب العراقي عامة ( يا للمهزلة .... ).
لست هنا بصدد اثارة الذكريات المؤلمة او من الذي ساعد ومن الذي لم يساعد ( فالذي ساعد ووقف مع ابناء شعبه معروف، ومع الاسف هم اشخاص يعدون على اصابع اليد الواحدة ) وكيف ساعد؟ ومن ساعد؟... وغيرها من الاسئلة التي تدور في بال الكثيرين منا وتطرح نفسها في الكثير من النقاشات، بل بصدد بعض ما كان ينشره بعض الكتاب من ابناء شعبنا على مواقع الانترنيت من مقالات رخيصة مليئة بالحقد هدفها احتقار وتخوين وتشويه سمعة المقابل الذي لم يرد سوى الخير لابناء شعبنا ككل دون تفرقة، وليتهم اكتفوا بنشر تلك المقالات في مواقع تخص شعبنا فقط بل عمدوا الى نشرها في مواقع اخرى لا تمت الى شعبنا وقضيته بصلة، والغاية من ذلك كانت معلومة فهي تشويه سمعة المقابل لاقصى الحدود وتباهي الكاتب بعدد المواقع الالكترونية التي ينشر فيها مقالاته، وبذلك كانوا اداة لهدم ما يتم بنائه على ايدي الخيرين من ابناء شعبنا لانهم كانوا يتعمدون اظهار الجزء الصغير الفارغ من الكأس وحجب الاجزاء المملؤة، وكل ذلك طبعا في سبيل تحقيق مصالح ذاتية وحزبية ضيقة على حساب مصالحنا القومية.
على الكاتب اي كان انتمائه الحزبي وتوجهه الفكري ان يتحلى ببعض الصدق والامانة في نقل الحقائق اضافة الى الجرأة والشجاعة في طرح المواضيع والقضايا التي يؤمن بها، وهذا ما نراه منعدما عند بعض الاخوة الكتاب المستقلين! طبعا، فعندما كان شعبنا في العراق يختطف ويهجر ويقتل وتدمر كنائسه ويمثل برجال دينه كان هؤلاء يكتبون عن انجازات اسيادهم ونضالهم وتضحياتهم ويبحثون اسابيع عن كلمة قذرة يصفون بها المقابل من ابناء شعبهم المخلصين والخيرين غير المنتمين الى الحركة الديمقراطية الاشورية او بالاحرى الغير المتفقين مع سياسة اسيادهم الانتهازية، وبالمقابل لم يجهدوا انفسهم بكتابة سطر عن معاناة شعبهم الا ما ندر من كلمات ومواقف خجولة لان همهم الوحيد كان تخوين المقابل وتشويه سمعته، وهؤلاء الكتاب الذين نتحدث عنهم لم يكونوا يعبرون عن رأي اعضاء وقيادي ومؤازري الحركة الديمقراطية الاشورية ككل بل كانوا يعبرون عن رأيهم الشخصي واراء اسيادهم الانتهازيين ليس الا.
اليوم وبعد الانسحابات والانشقاقات الكثيرة التي حدثت في الحركة الديمقراطية الاشورية ( بصراحة يؤلمني ان ارى شعبنا متخاصما ومتفرقا ومشغولا فيما بين نفسه لتصفية حسابات حزبية وطائفية وتاريخية هو في غنى عنها، اقله في الوقت الحاضر، بينما حاضرنا مأساوي ومستقبلنا مهدد وابناء شعبنا اصبحوا على وشك الانقراض في وطن كانوا هم اصله!، اضافة الى ان حجمنا وكثافتنا السكانية في الوطن لا تستوعب كل هذه التكتلات والخصومات ) نلاحظ ان البعض من هؤلاء الكتاب ( البعض من هؤلاء سكتوا بعد ان حصلوا على مبتغاهم من منصب ومال، والبعض الاخر انسحبوا وانشقوا من الحركة لاسباب شخصية، والبعض الاخر لا يزالون ينفخون في مزمارهم نفس اللحن القديم ) يعتمدون نفس الاسلوب القديم والمعروف ( اسلوب التخوين والتشهير والافتراء وتشويه السمعة والتطاول على الشخصية ..... ) في التعامل مع من انسحب من الحركة او جمدت عضويته لاسباب داخلية، ولم يكتفوا بلوم اصحاب الامس وتخوينهم واحتقارهم بل طالبوهم وبكل جرأة الى الكف عن نشر اسباب انسحابهم وتوضيحها لابناء شعبنا على مواقع الانترنيت لان ذلك يؤدي الى المزيد من التصدع والابتعاد عن المهم والاهم بخصوص قضيتنا القومية، وهذه الدعوة لو كانت صادقة طبعا تعتبر قمة في الاخلاص للقضية والتعامل مع الخصم بنفس ديمقراطية بعيدا عن الانفعالات والتشنجات التي ترافق اغلب نقاشاتنا وكتابتنا، لكن حتى هذه الدعوات كانت ملئية بالاحتقار والاستصغار بالاخر والاستخفاف بعقله، وكأن المقابل مغفل وبلغت به الحماقة الى درجة لا يفقه فيها مضمون هذه الدعوات ولا يقرأ ولا يفهم الموجود بين الاسطر من القذارة.
ان الكتابة عن هؤلاء الكتاب الذين نقصدهم بمقالنا لم ولن تنتهي لان تناقضاتهم كثيرة واخطائهم عظيمة وبكائهم على الشعب والوطن زورا ليس الا نغمة قديمة ملت اذاننا من سماعها، فهؤلاء الكتاب الذين يعتبرون انفسهم وطنيين وقوميين ومخلصين الذين يدعون المنسحبين والمنشقين عن الحركة الى التريث وعدم نشر الاسباب والحقائق على مواقع الانترنيت، رغم ان المنسحبين نشروا بياناتهم وتوضيحاتهم في مواقع تخص شعبنا، لماذا منحوا انفسهم الحق حتى الامس القريب في نشر مقالاتهم الملئية حقدا وكراهية وافتراءات بحق المخلصين من ابناء شعبنا في مواقع لا تخص شعبنا ولا تمت له بصلة؟ وهل يستطيع هؤلاء الكتاب المخلصين تأكيد ان ما كتبوه من مغالطات بشأن قضيتنا القومية كان لصالح شعبنا وليس لاغراض اخرى؟ واذا كانوا مستقلين حقا كما يدعون فلماذا لم يتناولوا قضايانا المصيرية بشفافية دون انحياز ومحاباة؟ لماذا تجنبوا الحقيقة وخافوا من قولها؟ هل يستطيع هؤلاء توضيح ذلك للعامة لتصفو لنا استقامتهم من كل شائبة ونندم على ما قلناه وظنناه بحقهم من تبعية وانتهازية؟     
همسة:-
طبقوا دعواتكم على انفسكم اولا ثم اطلبوا من الغير تنفيذها. 

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

315
الاخوة سيزار ميخا، مايكل سبي المحترمين
تحية طيبة
لا احد في العالم يملك عصا سحرية لحل جميع المشاكل وارضاء جميع الناس..... لنبدأ بذواتنا ونتكاتف كاخوة دون تراشقات وفرض مصالح ذاتية ولنفكر يوما بمعاناة ابناء شعبنا اينما وجدوا، عندما نبدأ بتصحيح ذواتنا ومسارنا عندئذ فقط نستطيع ان نطلب من الاخرين ان يصححوا انفسهم........ وها ان بطريركنا المبجل قد بدأ فلنتكاتف معه ونتمنى له الموفقية والنجاح في جهوده لاعلاء كنيسة الرب واعادة الهيبة والوقار لرجالها كما هو مفترض
الاخ عامر حنا او امير حنا المحترم
تحية طيبة
بصراحة اتفق معك في بعض النقاط التي اثرتها واختلف مع بعض الاخر، تقول ان ابينا البطريرك يحاول تحقيق انجازات على صعيد الاعلام من خلال ضرب هذا وذاك؟ وهذا خلاف الواقع الذي نتلمسه من سيادته لانه يريد ويحاول بكل جهده اعادة الكنيسة ورجالها الى المسار الصحيح. اما قولك ان هناك ناس ترتاح عندما تسمع انتقادات على رجال الدين، فهذا يمكن للحاقدين وانا لست منهم والحمد لله، ومقالي ما كان الا اضافة لما قاله ابينا البطريرك، اكثر ما يؤلمني في الحياة هو انتقاد رجل الدين لكن واقعنا المرير فرض علينا اخيرا ان نقول الحقيقة، انا لا انتقد رجال الدين بل اقول الحقيقة يا اخي والحقيقة تكون مرة دائما، وعندما كتبت لم اقل جميع رجال الدين بل قلت ان البعض منهم مما يعني ان الاكثرية تؤدي رسالتها على افضل وجه، حيث اتمنى من كل قلبي ان يكون رجال ديننا المحترمين مثالا يحتذى بهم في الصدق والامانة والتضحية والاخلاص... وغيرها من الصفات الحميدة كما يدعو الى ذلك ديننا السماوي. اما عن قولك لماذا نصب اللوم كله على الكهنة، فانا لا الوم احدا لان كل فرد في العالم حر فيما يعتقد بصوابه واحيانا تكون افعاله على غير ما اريد او ارغب، لو تمعنت في مقالي جيدا ستلاحظ استعمالي لمصطلح ( رجال الدين ) والتي تعني التعميم حسب اعتقادي دون حصر ذلك في كاهن او مطران ... واستعمالي لكلمة كاهن جاء حصرا لبعض الحالات حيث قصدت الكاهن بالفعل.
كوهر

316
جميعنا نعرف ان الانخراط في السلك الكهنوتي يعني حرمان الفرد نفسه من التمتع بملذات الحياة الدنيوية، حيث يكرس الكاهن نفسه لخدمة الرب وتطبيق تعاليمه ونشرها والعمل وفق ما جاء فيها ليكون مثالا حسنا في المحبة والخدمة والتواضع ونكران الذات للمسيحيين انفسهم وغيرهم من معتنقي الديانات الاخرى دون تفرقة، لكننا نعرف جميعنا ايضا ان الانسان بطبعه اناني ومن المحتمل ان يضعف امام مغريات الحياة وملذاتها فينحرف عن مبادئه واعتقاداته وافكاره ويتخذ منها في الكثير من الاحيان سبيلا ووسيلة لتكديس المال الحرام وتسلم المناصب وتحقيق مآرب ومصالح شخصية لا تمت بصلة لما يعلنه او يؤمن به او يدعيه او يردده من شعارات رنانة، ورجال الدين شأنهم شأن بقية الناس ليسوا معصومين من الخطأ ويمكن ان يحيدوا عن المبادىء والقيم التي نذروا انفسهم، فيتخذون من منصبهم الديني وسيلة للارتقاء بالذات وتحقيق مصالح ذاتية بعيدة كل البعد عن تعاليم دينهم التي نذروا انفسهم لخدمتها شأنهم في ذلك شأن سياسي الصدفة وضربات الحظ الذين ابتلى بهم شعبنا وتحكموا بمصيرنا دون رغبتنا وارادتنا.
يقول مار لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العالم والعراق في رسالة وجهها الى الاكليروس الكلداني ونشرت في بعض المواقع الالكترونية ومنا موقع " عنكاوا كوم "، ( كم يصعب اليوم ان يكون الكاهن على مثال معلمه يسوع قدوة حسنة في المحبة والخدمة دون تفريق، والتضحية بالذات الى النهاية )، نعم يا سيدنا البطريرك لم تقل غير الحقيقة التي يجب على رجال الدين الكرام معرفتها قبل غيرهم من المؤمنين، فاذا كان هؤلاء ( الكهنة الافاضل ) غير قادرين على تأدية واجبهم كما هو مطلوب منهم حسب تعاليم سيدنا المسيح فعليهم ( حسب رأيي الشخصي ) عدم خداع الكنيسة والمؤمنين من حولها وتشويه صورة ديننا وتعاليم سيدنا المسيح بصليب ذهبي ولباس الكاهن الموقرة، بل عليهم ترك هذا الدرب في مرحلة الدراسة والتأهيل قبل الوصول الى رتبة الكاهن ما داموا لا يستطعون تحمل هذا العبء.
لا استطيع ان اناقش كل ما جاء في رسالة سيدنا البطريرك لان كل كلمة وكل عبارة بحاجة الى عشرات المقالات والدراسات والبحوث، فما جاء في الرسالة هو بحق واقع حياتنا المعاش خلال عشرات السنين لكن التطرق اليه يحتاج الى جرأة وشجاعة التي يفتقر اليها الكثيرين، وهذه الشجاعة والجرأة التمسناهما اخيرا في شخص بطريركنا الموقر، فالامبراطوريات التي شكلها بعض رجال الدين والسفرات السياحية التي يقومون بها بين فينة واخرى وطلبات اللجوء التي قدموها وطلبات الاستجداء والتسول التي تتميز بها وعظاتهم والغطرسة الممارسة بحق المؤمنين وغيرها من الاعمال المشينة التي يخجل المؤمنين من مناقشتها او حتى ذكرها لا تليق برجال الدين، ولم نعهدها في رجال ديننا السابقين الذين كانوا مثالا يحتذى بهم في الصدق والامانة والمحبة والخدمة والتضحية.
بعض الكهنة اصبح يمارس مهامه الكهنوتية على هواه ويتصرف بالكنيسة واموالها كملك خاص وكأن الكنيسة واموالها حق موروث من ابائه واجداده ( بعض الكهنة الافاضل يرفضون دفن الميت واقامة الصلاة على روحه اذا كان وقت الوفاة عصرا او متأخرا قليلا!!! )، ان هذه الظواهر وغيرها التي لا نرغب بذكرها يجب ان لا تستمر كما قال سيدنا البطريرك، وهذا لا يحدث الا بالتكاتف والتضحية المرجوة من كهنتنا الافاضل ورجال ديننا المحترمين، لكن السؤال الذي يبرز هو هل يستطيع بطريركنا المبجل القيام بهذه المهمة حتى يمنع استمرار هذه الظواهر في كنيسته الكلدانية ويعيد لها الهيبة والوقار كما كانت ايام زمان ام ان الفساد اكبر من دعواته ومحاولاته وجهوده المخلصة؟
ان ما ذكره سيدنا البطريرك في رسالته من الظواهر والثغرات الموجودة في الكنيسة لا يقتصر امرها على الكنيسة الكلدانية فقط بل اصبح امرا شائعا في الكنائس الاخرى وينطبق عليها ايضا، لذلك فان الخطوة الجريئة والعظيمة التي قام بها البطريرك يجب ان تكون الاساس لاعادة الكنيسة لمسارها الصحيح كما رسم لها من قبل الرب، حيث نتمنى ان يقوم رؤساء بقية الكنائس الحذو حذوه لاعادة الوقار والاحترام للكنيسة ورجالها.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

317
الاخ العزيز خوشابا سولاقا
تحية طيبة
شكرا على مرورك الكريم وكلماتك الرائعة والمشجعة، رسالة المثقفين والكتاب هي التنوير وفضح المستور وقول الحقيقة دون خوف او تردد...... ولكن احيانا نتردد ونخاف ان نقول كل ما نعرفه كي لا ننشر غسيلنا ( غسيلهم ) الوسخ على الملأ.
شكرا ثانية

الاخ سام البرواري
تحية طيبة
لكل انسان في الحياة فكر حر يختلف به عن الاخرين مهما اتفق معهم في بعض او اغلبية النقاط، وهذا هو سبب التطور العملي والثقافي والتكنولوجي...... فلو اتفق جميع الناس على مبدأ معين او فكرة معينة او نهج معين سنبقى نراوح اماكننا.....
تسألني لماذا اضع اللوم والتقصير على مؤسساتنا ومنظماتنا واحزابنا؟  ( لا اظن باننا كشعب نملك مؤسسات او منظمات او احزاب بل كما قلت واقولها دائما اننا نملك محلات تجارية بتسميات مختلفة )، ومن تريدني الوم يا اخي العزيز اخواننا المشردين في بقاع الارض؟ ام اخواننا المهجرين والمرحلين قسرا؟ ام الهاربين من الموت؟ ام المسحوقين تحت الاقدام؟ ام اليتامى الحالمين بهدية بابا نوئيل؟ ام الثكالى الذين لا يجدون من يعيلهم؟ اين احزابنا ومؤسساتنا ومنظماتنا من هذه المحن؟ اين مصلحة الشعب مما يحدث من تنافس لا شريف على مصالح ومناصب لا قيمة لها مقارنة بمعاناة ومآسي شعبنا؟
تقول لماذا لا نلوم كهنتنا؟؟؟ لن اعلق على كلامك هذا، لكنني اطلب منك ان تقرأ مقالاتي السابقة وخصوصا المتعلقة بالمسيحيين ومحنهم ومآسيهم عندما اشتدت الهجمات الشرسة ضدهم من قبل الميلشيات المسلحة وبصورة علنية لاجبارهم على الخروج من بيوتهم...... موقفي كان واضحا وصريحا من الاحزاب ورجال الدين ايضا ( استطيع ان اقول بانني كنت من الاوائل الذين انتقدت ادائهم ).
اذا لم تستطع ايجاد المقالات المطلوبة فانا على استعداد لابعثها اليك بالبريد الالكتروني
تحياتي
كوهر

318
بعد اسقاط النظام العراقي السابق وتقسيم المناصب السيادية وغير السيادية على اساس قومي وطائفي مقيت، كان للمسيحيين العراقيين الباقين في الوطن حصة شكلية لا بأس بها في الحكومة المركزية، كما كان لهم قبل ذلك تمثيل برلماني وحكومي في اقليم كوردستان منذ بداية التسعينات، طفت على السطح او بالاحرى ظهرت شخصيات وكيانات وجمعيات واحزاب وغيرها من التكتلات بمختلف التسميات للعمل على تحقيق الاهداف القومية!!! ( هدفهم الوحيد كان الاستحواذ على المناصب المخصصة للمسيحيين باسم القومية )، وهذه الاهداف كانت متشابهة احيانا ومتباينة احيانا اخرى حسب الافكار والمبادىء التي يحملها هؤلاء الاشخاص كتنظيمات سياسية. وهذا امر يدعو للتفاؤل بالمستقبل ويشجع المسيحيين العراقيين على البقاء في وطنهم والتمسك بجذورهم بدلا من الاغتراب والاندثار في مشارق الارض ومغاربها، لان وجود مؤسسات واحزاب قومية تخص فئة معينة يدل على وجود اناس مخلصين يحملون الهم القومي ويناضلون في سبيل بقائه وتقدمه ورفاهية ابنائه، ولكن الذي حصل كان عكس ذلك تماما، فهجرة المسيحيين لا زالت مستمرة وبشكل مخيف واذا ما استمرت على هذا النحو فلن يبقى في العراق وجود للمسييحين وان بقي فيكون عددهم قليلا لا يتجاوز بضعة الاف على مدى القرون القادمة.
منح الكوتا للمسيحيين في مجلس النواب واعطائهم منصب وزراي او بضعة مناصب حكومية اخرى لم يثن المسيحيين ( خصوصا مسيحيي محافظات العراق الجنوبية ) عن الهجرة او المحاولة للوصول الى دولة اوروبية، يقيمون فيها بحرية وامان دون حسبان ثواني الحياة المتبقية لانفسهم ولاولادهم، بل بالعكس من ذلك تماما نلاحظ ان هذه المناصب كانت سببا اضافيا للتفكير بتخليص الانفس من الاخطار المحدقة بها، وذلك لفقدان المسيحيين بصورة عامة ثقتهم بالاحزاب والشخصيات التي تمثلهم في البرلمان او في الحكومة، لان هم هؤلاء كان منصبا على الاحتفاظ بالمنصب الكارتوني وجني الامتيازات الملحقة به، منذ عام 2003 ولحد اليوم لم نسمع من نائب برلماني او وزير او اي شخص اخر متعين بمنصب حكومي كبير على اساس قومي وطائفي من المسيحيين في الحكومة الاتحادية يعلن او يصرح، او حتى يهمس بخفاء، ان الذي حصل للمسيحيين في العراق من جرائم قتل وتهجير قسري يعتبر من قبيل الابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية، او هو محاولة علنية لافراغ العراق من المكون المسيحيي، بل بالعكس من ذلك تماما كانت تصريحات هؤلاء المخجلة عاملا مشجعا لاستمرار الارهاب ضد المسيحيين دون خوف او تردد.
لو استثنينا بضعة اشخاص نلاحظ ان جميع احزابنا ومؤسساتنا القومية ( تتمثل هذه الاحزاب والمؤسسات ببضعة اشخاص متملقين انتهازيين يتمسكون زمام الامور ويتربعون على السلطة منذ تأسيس الحزب لغاية وفاة القائد الاوحد او زوال الحزب وانهياره ) ما هي الا محلات تجارية ومكاتب سمسرة تتخذ من قضيتنا القومية وسيلة للاعتياش وتسلق المناصب، فنلاحظ الحافي قد اصبح مليونيرا والنصاب المديون لابناء قومه قد اصبح مسؤولا في هذا الحزب او ذاك، وذاك المتملق الذي لم يبق حبلا الا ورقص عليه قد تسنم المنصب الحكومي الفلاني او اصبح ناطقا باسم التكتل الفلاني...... وهكذا يستمر مسلسل الكذب والنفاق والخداع والضحك على الذقون.
لو اجرينا احصاءا شاملا لاحزابنا ومؤسساتنا وجمعياتنا الثقافية والاجتماعية والخيرية واتحاداتنا ومراكزنا القومية، سنكتشف ( ويا ريتنا لم نكتشف ) ان اعدادها كثيرة مقارنة باعدادنا وحجمنا لكن مع ذلك فالامر طبيعي وكل من يعمل لاجل قضية ما يجب ان يشكر على جهوده لا ان يلام، لكن السؤال الذي يبرز امامنا ويحتاج الى الف وقفة ووقفة هو ماذا فعلت هذه المؤسسات والتنظيمات ومعها الاحزاب مجتمعة في سبيل قضيتنا؟ وكيف تعاملت مع الاحداث المؤلمة التي عصفت بالمسيحيين ولا زالت كذلك؟ وللاجابة على هذه الاسئلة لا نحتاج الى التفكير والتحليل لان الجواب معروف ومعلوم لكنه مخجل ومؤلم، حيث ان جل ما قامت هذه التنظيمات هو تعظيم بضعة اشخاص ( ويا ريتهم كانوا يستاهلون هذا التعظيم!!! ) ووضعهم في مناصب واماكن لا يتناسبون معها اطلاقا، حيث ما ان يتسنموا مناصبهم حتى ينسون قضيتهم او بالاحرى ينسون انفسهم!!! فيتكبرون على من صنعهم ويسحقون ابناء شعبهم متى تطلب الامر ذلك ( مصطلح ابناء شعبنا اصبح من الماركات التجارية التي لا يكف سياسيينا المحترمين وزبانيتهم وحواشيهم المرتزقين عن ترديدها في مناسبة وغير مناسبة كوسيلة للتلاعب بالعواطف والمشاعر القومية والدينية وكسب ثقة واصوات المسيحيين لا اكثر ولا اقل، لاننا لحد الان لم نعرف من يقصدون بابناء شعبنا - شعبهم ) حفاظا على مصالح وامتيازات شخصية.
يقولون ان جحا اشترى بعض البضاعة ووضعها في قفة على كتفه وركب حماره قاصدا بيته فقابله صديق وسأله بدهشة: لماذا لا تضع القفة امامك على ظهر الحمار؟ فاجاب جحا بشهامة:-  ان حماري كما ترى متوعك بعض الشيء فحملت عنه القفة حتى لا يتعب.
لا اظن ان حكاية جحا هذه بحاجة الى شرح او تفسير او تفصيل فالمعنى واضح، فاغلبية سياسيينا!!! المحترمين وقادة احزابنا الموقرين وغيرهم من المتسلطين على رقابنا لا يختلفون عن جحا بشيء، لكننا رغم ذلك بحاجة الى تذكير بعض الخدم والمرتزقة بان صياحهم ومقالاتهم وكل وعظاتهم لن تنفع في تجميل قباحات اسيادهم، وان الحقائق والنيات الخبيثة وان كانت مخفية فلا بد ان تظهر يوما ما، لذلك ننصح الذين يتملقون لهذا او ذاك او يسايرونه او يجاملونه او يجملونه بالعمليات والمستحضرات التجميلية ان يكفوا عن هذه الاساليب الملتوية والمشينة لتحقيق مآرب شخصية لا تمت بصلة لقضيتنا ويحاولوا ولو لمرة الوقوف بجانب الشعب وقضيته بدل الاصطفاف بجانب المتسلطين وخونة الشعب ومغتالي قضيته.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

319
الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
هذه الهموم التي تقلقك وتثقل تفكيرك هي هموم كل مخلص وشريف من ابناء شعبنا .....
قلنا مرارا وتكرار اننا نتجه نحو الهاوية لكن لم يسمع صوتنا، بل سمعنا صوت صراخنا نحن وحدنا.....
اختلافنا وفرقتنا ومعاركنا الكلامية ضد بعضنا وتنافسنا اللاشريف كله بسبب الفتات التي تلقى على رؤوساء احزابنا ووجهائنا وغيرهم من الذين يتسلطون على رقابنا بشتى المسميات......
لنقلها بكل صراحة وبدون خجل، باية قضية نؤمن عندما يكون دعاتها اناس انتهازيين يرقصون على مليون حبل لاجل كرسي هزاز ومنصب كارتوني؟؟؟؟؟ باية قضية نؤمن عندما يقوم دعاتها بتقبيل الاف الايادي الملوثة بدماء شعبنا لاجل حفنة من المال الحرام؟؟؟؟؟؟ وغيرها مئات المواقف المخجلة والتي يندى لها الجبين التي نتحفظ على نشرها...........
قلتها واقولها نحن بحاجة الى ثورة لكن متى تبدأ ومن سيشعل شرارتها الاولى لا اعرف؟؟؟؟؟
هل هي ازمة المخلصين بين صفوفنا لكي يقودنا بعثيون سابقون باسم القومية؟؟؟ هل هي ازمة المخلصين لكي ينصحنا ويرسم خارطة طريقنا اناس متقلبين بين الاف الالوان ومئات الاحزاب في سبيل مصالح شخصية مقيتة؟؟؟؟؟ هل هي ازمة الفكر بين صفوفنا ليكتب لنا حقراء الفكر وفاقدي العقل؟؟؟؟ هل نحن بهذا الغباء لكي تصبح قضيتنا جسرا لتحقيق الاحلام وتكوين الذات؟؟؟؟.........

كوهر يوحنان عوديش

320
الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
قلت مرار وتكرارا ان ازمتنا ليست مع الاخر فقط بل تكمن فينا كشعب ايضا، ونوهت في عدة مقالات خطورة ما يحصل لنا بسبب اخطاء الانتهازيين والسماسرة والتابعين والعنصريين وغيرهم من وعاظي الدراهم لكن مع الاسف سرنا نحو الاسوأ. اتمنى ان يصحوا اصحاب الضمائر الميتة وينتبه العميان من ابناء شعبنا الذين يسيرون بصورة عمياء وراء زعمائهم ويكف المرتزقة عن مدح اسيادهم......

الاخ العزيز وسام موميكا
شكرا على مرورك
ان شاء الله ستتحول كل مآسي شعبنا الى افراح وذلك بعمل وهمم المخلصين

تقبلوا سلامي

321
الاخ العزيز زهير كولا
تحية طيبة
ان من يتابع اخبار شعبنا يبكي ومن يتابع اخبار اسياده وقادة احزابه وممثليه العباقرة وغيرهم من الذين يعتبرون وجهاء شعبنا يلعن ....... المكون المسيحي في العراق وحيد ومكاتب السمسرة لا تمثلنا ابدا. نحن بحاجة الى ثورة لكن متى تحدث الله يعلم
تحياتي ثانية

322
ما يدعوني الى اختيار مثل هذا العنوان وكتابة مثل هذه الكلمات هو الحالة المزرية التي وصل اليها ابناء شعبنا سواء المشردين منهم في خارج الوطن او الباقيين منهم في الوطن تحت رحمة الاكثرية!، فكل يوم جديد يحمل معه معاناة جديدة وذكرى اليمة وهم جديد وطعنة جديدة من الذين يحتسبون اخوان لنا في الدين والقومية، وكأننا من قذارة الكائنات وادنى المخلوقات جميعها خلقنا لنكون تحت الاقدام ابدا.
قضيتنا القومية، مأساتنا المتفاقمة، واقعنا المعاش، مستقبل وجودنا ..... وغيرها من الكلمات والمصطلحات التي نسمعها او نقرؤها يوميا عدة مرات دون ان نشعر بها او نحس حقيقة معانيها او حتى الالتفات اليها وكأنها لا تعنينا بتاتا، او بالاحرى صرنا نبتعد عنها لا اراديا جراء رائحة عفونتها الكريهة ونفاذ تاريخ استهلاكها، والسبب واضح ومكشوف ولا يحتاج الى ايضاح او تفسير او اعادة او تكرار.
لا اظن ان هناك مواطن عراقي، او بالاحرى اي مواطن في الشرق الاوسط عموما، يحبذ ويتمنى ان يكون من الاقليات، لان ذلك يعني ان حقوقه ستهضم وحريته ستقيد وصوته سيسلب منه رغما عنه وسيسجل في دائرة الاحوال الشخصية على كونه مواطن من الدرجة العاشرة!!!، لكنني الان ادركت كم كانت نعمة الرب علي كبيرة عندما خلقني من الاقلية المسيحية العراقية!!!، لانني وبكل بساطة اذا كنت من الاغلبية لكنت ساحاسب نفسي على كل الجرائم والفظائع والمذابح التي يتعرض لها ابناء الاقليات على اياد ابناء ( الاغلبية! ).
شكري للرب لكوني من الاقلية نابع من اليأس والاسى والاسف على الحالة التي وصلنا اليها نحن المسيحيين او المكون الاصلي او الاصيل ( كما نحبذ ان نطلقه على انفسنا )، فهذا المكون الاصيل الصافي اضافة الى ما عاناه على يد الارهابين والمتشددين في العراق الديمقراطي الجديد من قتل واختطاف وتهجير وتدمير لكنائسه لا زال ابنائه الغيارى في عراك مستمر ونقاش حاد لايجاد اسم يليق بتاريخهم وحضارتهم التي تبلغ الاف السنين، ولا زالت احزابنا القومية ( وما اكثرها في موسم الحصاد ) تتناطح فيما بينها لمعرفة من الاقوى ومن الاصلح ومن الانظف ومن الاجدر لتسنم المناصب والتصرف بالاموال، ولا يزال سياسيي قومنا!!! ومثقفي قوميتنا!!! وابناء شعبنا يزايدون على بعضهم البعض وينافسون فيما بينهم بكافة الطرق والوسائل، ومن ضمنها كل الطرق والوسائل اللاشريفة!!!، للاستحواذ على منصب وزراي او مقعد برلماني او اي منصب كارتوني يرضي الغرور البشري حتى لو كان هذا المنصب مقابل ترضيخنا وتحقيرنا واهانتنا واذلالنا او يكون اداة لتصفيتنا.
فالبرغم من كوننا اقلية شبه مهضومة، ومهددة بالانقراض خصوصا في الجنوب العراقي، ليس لها اي تأثير يذكر في القرار السياسي نلاحظ ان ساستنا المحترمين وتابعيهم وتابعي تابعيهم... منشغلون بتخوين المقابل ورفع الدعاوى ضد بعضهم والتقاتل على الفتات المتبقية من موائد الاسياد وتعرية بعضهم لبعض عند توزيع المناصب او استحواذ طرف على منصب اداري ( كما حدث قبل فترة بين نواب البرلمان الاتحادي عند اختيار رئيس ديوان الوقف المسيحي والديانات الاخرى، فقام هؤلاء مشكورين بنشر غسيلهم النظيف!!! على الملأ. )، حيث اتضح لنا كشعب وبصورة واضحة غير قابلة للشك اننا كشعب بلا قيادة او ممثلين حقيقيين وكل ما في الامر هو صراع صريح احيانا وضمني او خفي احيانا اخرى على المناصب التي توزع وتعطى على اساس قومي او طائفي، وكل التصريحات النارية بشأن قضيتنا وقوميتنا وبقائنا ومستقبلنا ومعاناتنا....... ليست سوى مسرحية يؤديها مجموعة من الممثلين مدفوعي الاجر.
لكي لا نجانب الحقيقة ونسير معها بخط متوازي لا يلتقي واياها ابدا، لا بد من القول اننا نحن وليس غيرنا جعلنا من انفسنا ديدانا تدوسها الاقدام، صحيح ان ما تعرض له المسيحيين من فظائع وجرائم ومذابح خلال السنوات الفائتة لا يمكن وصفها وادت الى تخلية شبه كلية للمسيحيين من مناطق سكناهم في المحافظات الجنوبية، لكن ذلك لا يبرأ ساستنا واحزابنا، المتمثلة برؤسائها، وممثلينا في البرلمان من كل ما حصل ويحصل لنا حاضرا ومستقبلا، فالاعذار والتبريرات التي يقدمها لنا هؤلاء والتصريحات التي يطلقونها للصحافة ليست سوى خدع واساليب ملتوية للتستر على الحقيقة ومسايرة اصحاب نعمهم ( قادة العراق الطائفي الجدد ) لتحقيق المزيد من المكاسب والمناصب والثروات والامتيازات على حساب معاناة ومستقبل شعبنا. فهل لمح هؤلاء يوما الى تجميد عضويتهم او الاستقالة من مناصبهم جراء كل الفظائع التي مورست ضد شعبنا؟ او حاولوا ولو لمرة واحدة الجلوس معا ( حقيقة وفعلا وليس ظاهريا لالتقاط الصور التذكارية ) ومناقشة مصير شعبنا بجدية بعيدا عن المصالح الشخصية والحزبية؟ وهل فكروا لحظة في توحيد خطابهم السياسي لاعطاء قضيتنا ثقلا اكبر في ميزان العملية السياسية؟ وهل .... وهل.....
ايها السادة الحمد للرب الف مليون مرة كوننا وكونكم من الاقلية، فاذا كان هذا حالكم وانتم اقلية على حافة الانقراض فكيف كنتم ستتعاملون مع بعضكم البعض لو كنتم اكثرية وتستحوذون على المناصب السيادية؟ مجرد سؤال الى رؤساء احزابنا الموقرين والتابعين المحترمين والمثقفين الانتهازينن ( المتلونين كالحرباء كل يوم بلون جديد ) وكل النشطاء القوميين والسياسيين وغيرهم من المتاجرين بدمائنا ومعاناتنا.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

323
بعد ان اضيفت جريمة كنيسة سيدة النجاة الى سجل الجرائم البشعة التي طالت ارواح المسيحيين العراقيين واموالهم ورموزهم الدينية واماكن عباداتهم في زمن الحرية والديمقراطية، اعيد افتتاح هذه الكنيسة الجريحة يوم الجمعة المصادف 14 كانون الاول 2012 بعد ترميمها! بحضور حكومي وديني والقلة القليلة الباقية من ابناء هذه الطائفة في بغداد، وكأن افتتاحها ثانية سيبث الحياة في شهدائها ثانية ويمحو ذكراها الحزينة ويحول مأساتها العميقة الى عرس مسيحي ليس له مثيل من حيث الفرح والحضور.
لكي لا يلصقوا بي تهم لا تليق بي ويتهموني باستعمال منظار ليلي للرؤية في وضح النهار اعترف بانني فرحت كثيرا بهذا الخبر وسررت لحضور سيادة رئيس الوزراء لافتتاح هذه الكنيسة بعد ترميمها، عسى ان يبعث هذا الاجراء نسبة 1% من الامل في نفوس المسيحيين الباقين في بغداد خاصة والعراق عامة ويبث فيهم روح التفاؤل بالمستقبل لثنيهم عن الهجرة واشعارهم بانهم متساوون في الحقوق والواجبات مع بقية اطياف الشعب العراقي.
ما يدعونا للوقوف عنده وتأمله ودراسته وتحليله هو بالتأكيد ليس مبنى الكنيسة او كيف رممت؟ وكم من المبالغ صرفت عليها؟ فما الفائدة من ترميم هذه الكنيسة او بناء الاف اخرى مثلها اذا خلت من المؤمنين!!! واذا لم تجد من ابنائها سوى اشخاص معدودين ارغمتهم الظروف على البقاء والعيش تحت هكذا ظروف قاسية؟ ما يدعونا للوقوف عنده وتأمله هو جوهر الكلمات التي القيت والشخصيات التي حضرت والمجاملات والمداهنات التي حدثت في هذه المناسبة على حساب معاناة المسيحيين ومأساتهم.
ففي كلمة رئيس الوزراء اوضح سيادته وبكل صراحة انه طلب من الاتحاد الاوروبي الا يشجع على هجرة المسيحيين من العراق، واكد دعوته البابا بنديكتس السادس عشر بابا الفاتيكان الى اصدار بيان يطالب فيه المسيحيين بالبقاء في العراق حتى لا يخلو الشرق من ابناء هذه الديانة.
نعم اوافق السيد رئيس الوزراء واشكره مليون مرة في طلبه ودعوته لكن بالمقابل عليه ان يضمن على الاقل ارواح هؤلاء الذين تركوا وحيدين لمجابهة المصير المر والمؤلم الذي ينتظرهم في بلدهم حال بقائهم فيه، فلا اظن ان المسيحيين الذين تركوا البلد والتجاوا الى الدول الاخرى بحثا عن ملجأ امن قد هجروا العراق طوعا او انهم ذهبوا في سفرة ترفيهية، بل ان هؤلاء يا سيادة الرئيس هجروا قسرا ورحلوا غصبا عنهم، اما انظار الحكومة واجهزتها الامنية، تاركين ورائهم تعب العمر كله من اموال وممتلكات، فالكثير من هؤلاء المسيحيين الذين يطلب رئيس الوزراء عدم منحهم اللجوء او تشجيعهم على الهجرة قد تركوا بيوتهم كما هي دون ان يخرجوا منها حتى ابرة. لانقاذ ارواحهم فقط من سيوف الارهابيين وطلقات الميليشيات الحزبية وفتاوى المتشددين .... وغيرهم من الكارهين للانسانية وجمالها، فمن غير المتوقع ان يفرح المسيحيين بتركهم لبلد هم اصحابه الاصلاء وبناة حضارته، بل بالعكس يهربون منه والحسرات تأكل قلوبهم والدموع تملأ عيونهم والحزن يخيم على ملامحهم، فهل يعقل يا سيادة الرئيس ان تقوم بهذه المطالبة الان وفي مثل هذه الظروف!!!، ربما تكون هذه المطالبة وهذا التصريح نوعا من المجاملة الدولية وابراء ذمة الحكومة عن ما حدث ولا يزال يحدث للمسيحيين العراقيين من فظائع مخجلة وهذا حق شرعي بالنسبة لسيادتك كونك رئيسا للوزراء والشخص الاول في هرم السلطة ومسؤول عن امن وسلامة كل ابناء الشعب العراقي بكافة اطيافه واديانه وقومياته، لكن بالنسبة للمسيحيين يعتبر محاولة اخرى لسد كل المنافذ بوجوههم وارغامهم على انتظار الموت البطيء والمحتوم في بلد تحكمه شريعة الغاب.
  وما يهيج الذكرى اكثر ويؤلم الجرح اكثر هو موقف البعض من رجال ديننا الكرام، ففي ختام الحفل منح غبطة البطريارك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى درع كنيسة سيدة النجاة الى رئيس الوزراء نوري المالكي والمسؤولين الحكوميين الحاضرين والذين كان لهم دور مهم في اعادة اعمار الكنيسة، وهذا ايضا يعتبر تصرفا جميلا وواجبا ادبيا لكن في نفس الوقت اما كان الاجدر بسيادة البطريارك الطلب من رئيس الوزراء الكشف عن المجرمين والسعي لمعاقبتهم وفرض الحماية اللازمة لاماكن عبادة المسيحيين ليشعروا على الاقل بالامان عند ممارسة طقوسهم الدينية!!!، اما كان من المفترض ان يقوم سيادة البطريارك بمناقشة مصير القلة الباقية من ابناء رعيته والسبل الكفيلة بحماية ارواحهم وضمان مستقبلهم في بلد اصبحوا فيه على حافة الانقراض. 
اما بالنسبة لتصريحات بعض اعضاء البرلمان الاتحادي من المسيحيين والوزير المسيحي الذين حضروا مراسيم الافتتاح، فان تصريحاتهم جاءت متوافقة ولم تكن بالمستوى الذي يطمح اليه ناخبيهم، فبدلا من مطالبة الحكومة العراقية بالعمل على معاقبة المجرمين والسعي جديا لطمئنة المسيحيين بان شأنهم شأن بقية مكونات الشعب العراقي دون تمييز او تفرقة، قام هؤلاء السادة كما هو ديدنهم دائما بشكر المسؤولين وادانة الارهاب!!! وكأن كل الدماء البريئة التي اريقت هدرا ( سواء كان هؤلاء الابرياء مسيحيين او مسلمين او يزيديين او صائبة...) لا تستحق حتى المطالبة بالبحث والتحري ومحاسبة الجاني الذي سيظل مجهولا ابدا!.
ترى متى يكف المنافقين عن المجاملات والمداهنات على حساب فجائعنا ويتجرأون على قول الحقيقة والمطالبة بها، مجرد تمني عسى ان يتحقق.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

324
من الطبيعي ان تكثر النكات والاقاويل وحتى الافلام والمسرحيات عن بلد مثل العراق يعيش الازمات وينتشر فيه الفساد وتكثر فيه الحكومات!!! بدلا من حكومة وطنية تمثل الشعب وتهتم لمصالح الوطن ( كل فصيل مسلح او حزب ذو نفوذ او حتى شخصية مدعومة من احدى دول الجوار يعتبرون حكومة مستقلة تخطط وتحكم!!! )، وهكذا اصبح التنكيت واحدا من اكثر الاساليب المنتشرة بين ابناء الشعب ( بعدما عجز الشعب على الضغط على اصحاب السلطة لاحداث اي تغيير نحو الافضل )  للتعبير عن السخط والغضب والاستياء وعدم الرضا من اداء حكومتنا الديمقراطية!!! من قبل جميع افراد الشعب العراقي بكل اطيافه، ومن احدى هذه النكات المتداولة هي ان ابليس هرب من العراق وعندما سألوه عن السبب اجابهم قائلا: علمتهم على الغش والحواسم وتكديس الملايين للايام السوداء، التي ستأتي لا محال، واشتروا بيوت وفيلات اصبحوا يكتبون عليها هذا من فضل ربي!!!.
من حق الابليس ان يهرب ويلتجأ الى اي مكان يعجبه في العالم فهو حر في اختياره، لكن حسب اعتقادي الشخصي انه سيرجع نادما الى العراق لانه لن يرى في الكون بيئة افضل للعيش فيها مثل العراق، فالعراق اصبح بلد الفساد وبلد تصفية الحسابات وبلد القتل والنهب والسلب والاختطاف والاغتصاب وكل الصفات السيئة التي تذكر ولا تذكر وذلك كله بفضل السياسة العوجاء التي يتبعها حكامه وبفضل السياسة الامريكية المتبعة تجاه الشعب العراقي ووطنه منذ تسعينات القرن الماضي، وبالضبط منذ فرض الحصار الاقتصادي الظالم على شعب العراق الاعزل بحجة عزل النظام السابق عن المجتمع الدولي ومحاسبته على غزوه لدولة جارة ومنعه من تطوير اسلحته البيولوجية والنووية لتهديد السلام العالمي.
ان الابليس محق كل الحق في زعله لانه هو من علمهم الغش والحواسم والقتل والاغتصاب وتكديس الملايين من اموال الحرام فلماذا يكتبون عليها هذا من فضل ربي!!!، فلا الدين الذي يؤمن به حكام العراق الجدد ( وهم المتديين حتى النخاع !!! ) ولا اي دين سماوي اخر يحض على القتل والسرقة وغيرها من الاعمال الاجرامية التي تنفذ بامر مباشر من بعض هؤلاء السلاطين، لذلك على هؤلاء السادة ان يكتبوا شيئا اخر غير هذه العبارة، مثلا يكتبوا على احدى الفيلات هذا بفضل الصفقة الدنيئة جراء استيراد المواد الفاسدة وتوزيعها على المواطنين، ويكتبوا على احدى البيوت التي استملكوها ظلما هذا بفضل قتل الفرد - الانسان – الفلاني، ويكتبوا على الفنادق التي اصبحوا مالكيها هذا بفضل صفقة المولدات الكهربائية التي تمت بموافقة ومباركة السلطان الاكبر ........ وهكذا، عندئذ سيتصالح معهم الابليس ويعلمهم اعمالا دنئية اخرى لم تكن في الحسبان تزيدهم قوة بفضل دماء العراقيين وتزيدهم ثروة من اموال الحرام وبذلك يتمتعون بالحياة ويكتسبون الاخرة!!!.
هذا بالنسبة للابليس واعماله القذرة، اما بالنسبة للاعمال الخيرة فقد شدني كما شد الكثيرين مثلي الخبر الذي نشر عن رئيس الاوروغواي خوسيه موخيكا والذي يعتبر افقر حكام العالم، يقول الخبر ان رئيس الاوروغواي ( الذي اجهل دينه وقوميته وطائفته ) قرر فتح قصره للمشردين اضافة الى  تخصيص 90 بالمئة من راتبه للاعمال الخيرية، فمع اقتراب فصل الشتاء الذي سيكون باردا للغاية في امريكا الجنوبية عرض رئيس الاوروغواي على المصالح الاجتماعية في حكومته استعمال بعض اجنحة القصر الرئاسي لتوفير المأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز الموجودة في العاصمة، وقراره هذا جاء بعدما اطلع على جميع مراكز الايواء ونسبة المشردين وتبين له ان بعض المشردين سيبقون دون مأوى. وهذا ليس من باب المبالغة السياسية والدعاية الانتخابية التي تعود اسيادنا خداع الكثيرين من البسطاء بها، بل سبق لهذا الرئيس ان احتضن في قصره امرأة وابناءها المشردين حتى وجدت لهم المصالح الاجتماعية مأوى.
لماذا لا نقارن اعمال هذا الرئيس مع اعمال رؤسائنا الموقرين!!!، فبينما يفتح هذا الرئيس قصره لاقامة المشردين فيه تنسد ابواب قصور رؤسائنا بوجه الشعب ويحاط الرئيس وقصره بخدم وحماية يقدر عددهم بالالاف ان لم يكن اكثر ويختفى الرئيس عن انظار الشعب ولا يفكر سوى بمنصبه وثروته وكيفية اضعافها ملايين المرات حيث يكون هو في واد والشعب في واد اخر، وبينما يخصص هذا الرئيس 90 بالمئة من راتبه للاعمال الخيرية يحاول رؤسائنا وبشتى الطرق الاحتيالية التهام 99 بالمئة من اموال اليتامى والمشردين وميزانية الدولة اضافة الى الراتب الخيالي والامتيازات المخصصة لهم اصلا!!!.
على رؤسائنا الجدد ان يقيموا سياستهم المتبعة تجاه ابناء الشعب، فبدلا من الاعتداء على حريات الناس ومعتقداتهم الدينية واجبارهم على لبس الحجاب ومداهمة النوادي والمراكز الثقافية والترفيهية عليهم اعادة الملايين التي نهبوها من اموال الشعب وعليهم تسليم كرسي السلطة الذي يحاولون اغتصابه واحتكاره بالقوة الى الذي يفوز بثقة الشعب والاعتذار للايتام والمشردين وكافة ابناء الشعب العراقي عن المظالم والجرائم باختلاف انواعها التي وقعت بحقهم من قبل ازلام وافراد الاحزاب الحاكمة، ربما يكون هذا المطلب مبالغا فيه بعض الشيء او امنية لن تتحقق ( وهذا اكيد ) لكن ليعلم اسياد اليوم ويفهموا جيدا انها لو دامت لغيرهم ما وصلت اليهم ابدا!. 

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

325
هجمة اخرى يتعرض لها مسيحيي العراق لاجبار ما تبقى منهم على الرحيل وترك بلدهم الذي ساهموا في بنائه منذ الالاف السنين، لكن الغريب في هذه الهجمة ان منفذيها لم يكونوا من القاعدة او من اعضاء حزب البعث المنحل الذين يصبحون شماعة تعلق عليها كافة الجرائم التي مورست وتمارس ضد المسيحيين سواء كان منفذ الجريمة عضوا في القاعدة او عضوا في احد الاحزاب الحاكمة او ميليشياتها المنتشرة في البلاد، بل ان منفذي الجريمة الجديدة كانوا من قوات الامن وافراد الشرطة !!! التابعين لمكتب السيد المالكي رئيس وزراء العراق نفسه!!!، حيث قامت هذه القوة المسلحة ( وكأنهم يصدون هجمة مسلحة او انهم يهجمون على وكر من اوكار القتلة والمجرمين....  ) بمهاجمة النوادي الليلة والقاعات والمراكز الترفيهية وضرب روادها وتدمير محتوياتها متحججين بعدم استحصال البعض منها على اجازات ممارسة المهنة!!!.
لو كان الامر كما روج له الاعلام الحكومي لما كان هناك من داع للاعتداء بالسلاح على رواد هذه الاماكن وما كان هناك من داع لتدمير محتويات واثاث هذه الاماكن وما كان الهجوم المسلح يشمل الجميع، بل كان من الممكن ان يتم اغلاق النوادي الغير المستحصلة لاجازات ممارسة المهنة قانونا بكتاب مطبوع موجه الى اصحابها دون الاعتداء على حقوق وحريات الافراد ومعتقداتهم كما ينص الدستور المصوت عليه من قبل الشعب العراقي.   
اما في ما يخص مواقف الكتل النيابية وممثلينا في البرلمان وتصريحات بعض الاحزاب فيدعو للخجل ويؤكد للمسيحيين انهم بلا قادة وبلا احزاب وبلا مسؤلين وبلا مدافع عن حقوقهم، وفي نفس الوقت يشعرهم بان لا مستقبل لهم في العراق الديمقراطي!!! الجديد وعليهم حزم حقائبهم والرحيل اليوم قبل الغد، فبعد الهجمة الشرسة التي قامت بها قوات رئيس الوزراء وبامر مباشر من سيادته اصدرت قائمة الرافدين النيابية للحركة الديمقراطية الاشورية بيانا تشجب فيه وتستنكر النهج الذي سلكه بعض منتسبي القوات التي داهمت الاندية والجمعيات، وناشدت القائمة النيابية الجهات المختصة في الحكومة عموما وفي وزراة السياحة لتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين والمرافق السياحية، كما وناشدت دولة رئيس الوزراء التدخل العاجل والتوجيه للتدقيق في الامر لكشف ومحاسبة المتجاوزين والمعتدين......
كان من الافضل لقائمة الرافدين النيابية ان تسكت ولا تثير الموضوع لا من قريب ولا من بعيد لان بيانها كان نوعا من التوسل وتجميل للاعمال الشنيعة التي قامت بها القوات المرسلة من مكتب رئيس الوزراء، لان اعضاء القائمة يعرفون جيدا قبل غيرهم ان الشجب والاستنكار لن يجديا نفعا ولن يغيرا شيئا في دولة مثل العراق يحكمها قانون الغاب، اما مناشدتهم دولة رئيس الوزراء التدخل العاجل والتوجيه للتدقيق في الامر لكشف ومحاسبة المتجاوزين والمعتدين فهو امر يدعو للضحك ( لا اعرف هل يضحكون علينا ام على انفسهم!!! )، فكيف يطالبون رئيس الوزراء التدقيق في الامر وكل الدلائل تؤشر الى ان القوات قامت بهذه المداهمات وما رافقها من ضرب واهانة وتدمير كانت بامر مباشر من مكتب السيد رئيس الوزراء!.
اما تصريح السيد يونادم كنا رئيس كتلة الرافدين في مجلس النواب لـ (المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي ) الذي يقول فيه " لا يوجد استهداف للمكون المسيحي من خلال قيام الاجهزة الامنية باغلاق النوادي الليلية في بغداد" ويضيف السيد كنا " ما رافق عملية اغلاق النوادي الليلة من تصرفات من قبل عناصر القوات الامنية اتضحت انها تصرفات فردية".
لا اعرف بالضبط ما هو السر وكم هو الثمن المدفوع للسيد يونادم كنا للادلاء بهكذا تصريح بالنسبة لهذه الهجمة بالذات،علما ان هكذا تصاريح ليست غريبة من شخصه، فبعد عملية المداهمة اللاقانونية التي طالت النوادي الاجتماعية وقاعات الاحتفالات والمراكز الترفيهية في بغداد والتي كان من ضمنها نوادي تابعة للمسيحيين، قامت العشرات من المنظمات المدنية والاحزاب السياسية والشخصيات النوابية باستنكار العمل وادانته باعتباره يضيق الحريات ويهضم الحقوق ويزرع الرعب والخوف لدى ابناء الشعب وخصوصا الاقليات غير المسلمة ويجبرهم على الهجرة من بلد يحتقرهم، اضافة الى مئات المقالات التي نشرت في الجرائد وعلى مواقع الانترنيت التي دانت العملية ووصفتها بالظلامية التي تريد اعادة العراق الى القرون الوسطى، مع اتفاق الجميع ان هذه العملية انما هي وسيلة اخرى للضغط على الاقليات غير المسلمة ومنهم المسيحيين على ترك البلد ( والا ما معنى مخاطبة القوات الامنية المهاجمة للمسيحيين في احدى النوادي: باتركوا العراق واذهبوا الى اقاربكم في السويد والمانيا؟ وما معنى تحطيم صورة الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي بطريرك بابل على الكلدان؟ ) فاذا لم يكن هذا استهدافا فماذا يكون اذا؟ وكيف يكون الاستهداف يا سيادة النائب؟     
منذ عام 2003 والمسيحيين يدفعون ثمن كونهم مسيحيين فقط ليس الا، فرجال دينهم يغتالون وغيرهم يختطفون ويقتلون بابشع الصور وكنائسهم تدمر وحرياتهم تقيد، حيث ادت هذه التصرفات الى تهجير ما يقارب من نصفهم الى خارج البلد وكادت المحافظات الجنوبية تخلو من المسيحيين، وفي كل هجمة او مذبحة يعيد السيد النائب ( يونادم كنا ) على مسامعنا نفس الاسطوانة القديمة ويقول ليس هناك استهداف للمكون المسيحي وان ما يحدث للمسيحيين ما هو الا جزء مما يحدث للشعب العراقي، فاذا كان كل ما حدث للمسيحيين لا يعتبر استهدافا فما هو الاستهداف بنظر السيد يونادم يا ترى؟؟؟
يقول السيد كنا في جزء اخر من تصريحه ان عملية اغلاق النوادي الليلية من قبل عناصر القوات الامنية اتضحت انها تصرفات فردية!!!، وهذا يناقض ما جاء على لسان افراد القوة المداهمة انفسهم ويناقض ما نشر في الكثير من الجرائد، التي تؤكد ان افراد القوة الامنية كانوا يرتدون الملابس العسكرية وقالوا لاصحاب احد النوادي انهم بامرة فاروق الاعرجي ... ومرسلون من مكتب المالكي!.
بين كل مذبحة واخرى وبين كل هجمة واخرى تسفك دماء طاهرة وتهجر ظلما عوائل مسيحية برئية فهل يا ترى يكف اسيادنا الممثلين ( الذين يعتبرون انفسهم ممثلين عن المكون المسيحي!!! ) عن تشويه الحقيقة وتجميل وجوه المتسببين بمأساتنا امام انظار العالم مقابل منصب كارتوني وحفنة من المال الحرام.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

326
توضيح:- ( اعرف مقدما انه من غير الممكن ان يتفق معي الجميع بشأن ما اكتبه، وهذا امر طبيعي جدا لانه لا احد في الكون يستطيع ان يرضي الجميع، لكن المهم ان اعبر عن رأيي الشخصي الذي اراه صائبا، وهذه حقيقة يعرفها جميع افراد شعبنا لكن البعض لا يستطيع البوح والاعتراف بها لاعتبارات شخصية او حزبية، وحسب اعتقادي ان ملايين المقالات ومئات الكتب لن تنصف رجلا مثل السيد سركيس اغاجان....... )
ان الكتابة عن قضيتنا القومية ليس بالامر الهين نظرا للتعقيدات والمشاكل التي تحيط بهذه المسألة اضافة الى تعدد الاراء والجهات التي تتناولها كل حسب مصلحته الشخصية او الحزبية دون الاخذ بنظر الاعتبار المصلحة القومية والبعد المستقبلي حول بقاء شعبنا في الارض التي ولد فيها ودفن فيها اعز احبابه، مما ادى الى ابتعاد اغلبية المثقفين عن مناقشة هذه المسألة وعدم تناولها بصورة شفافة بعيدا عن المصلحة الشخصية او ترضية لاصحاب النعم واسياد الموائد، وهذا الابتعاد كان اما تحاشيا لوجع الرأس الذي هم بعيدون عنه او يئسا منهم وعدم ايمانهم بالقضية اصلا ( وفي هذا لهم بعض العذر لان كل من يتناول هذه القضية ويقول الحقيقة ويكشف المستور من اعمال وصفقات تجارية تمت ولا زالت مستمرة اما يتهم بالعمالة او بالجهالة السياسية او يتهم باحقر التهم وادناها وهي تابع واجير ومقالاته مدفوعة الثمن!!!، اما عدم ايمانهم بالقضية فلانهم يعرفون ان القضية التي يتحدث عنها قادة الاحزاب والوزراء وممثلي شعبنا في البرلمان وغيرهم من عباقرة زمننا العاهر هي قضية مصالح وتسنم مناصب وهي بالتاكيد غير القضية التي يؤمن بها القسم الاكبر من ابناء شعبنا )، وفي احيانا اخرى وكثيرة تم تناول هذا الموضوع بامر من الاسياد حسب مفاهيم وافكار معينة تماشيا مع افكار ومصالح فئوية ضيقة، واحيانا اخرى لم يستطع المثقف اداء الدور المطلوب منه والواجب ادائه من قبله فلم يتجرأ على تناول المسألة القومية بشفافية تامة دون تحيز او تأثير من الجهة السياسية التي ينتمي اليها او التي يؤمن بافكارها، او كانت كتاباته بهذا الخصوص مغازلة لجميع الاطراف ومجاملة لجميع السادة الموقرين ليكون مقبولا من كل الاطراف وفي نفس الوقت ليترك الباب مفتوحا امامه للتلون بما يناسب العصر عند اقتضاء الضرورة والجلوس في حضن الطرف الاكثر سخاءا في العطاء ومنح الامتيازات.
كان للتغيرات السياسية الحاصلة في العراق بعد عام 2003 وفقدان الامن وغياب القانون في دولة يتصارع زعمائها الطائفيين في سبيل الاستحواذ على اكبر ما يمكن من اموال وموارد باقل مدة ممكنة، الاثر الكبير في هجرة او بالاحرى تهجير وترحيل عشرات الالاف من العوائل المسيحية من مناطق سكناهم في بغداد والموصل وغيرها من المحافظات الجنوبية فلجأ بعضهم الى اقليم كردستان حيث الامان وتوجه البعض الاخر الى دول الجوار على امل الوصول الى دول اللجوء والاستقرار فيها بصورة نهائية، ومن لجأ الى اقليم كردستان من هؤلاء الاخوة يعرف جيدا بل تلمس الدعم المادي والمعنوي اللامتناهي الذي قدمه السيد سركيس اغاجان لهؤلاء المرحلين من مساعدات مالية شهرية ونقل الخدمات الوظيفية ونقل طلاب المدارس من كافة المراحل حتى المرحلة الجامعية الى مدارس وجامعات الاقليم حسب الامكان وذلك بدعم ومساندة مباشرة من حكومة ورئاسة الاقليم، وبهذا نستطيع القول بانه كان الوحيد من بين جميع الفصائل السياسية الذي مد يد المساعدة لهؤلاء دون تفرقة او تمييز، وان كان منصبه الحكومي قد ساعده في تحقيق ذلك لكنه لم يبخل ولم يفرض مصلحته الشخصية على مصلحة ابناء شعبه ( هناك الكثير من دعاة القومية، والذين احتكروا المناصب الحزبية والحكومية لعقود من الزمن، تبوءوا مناصب حكومية كثيرة واستلموا تبرعات ومساعدات انسانية ومالية كبيرة تقدر بملايين الدولارات منذ تسعينات القرن الماضي، لكنهم لم يفعلوا 1% مما فعله سركيس اغاجان لابناء شعبنا، فهل يتفضل هؤلاء القادة باعطاء نبذة مختصرة عن كيفية صرفهم لهذه الاموال؟ وما هي انجازاتهم التاريخية – عدا مناصبهم وملايينهم المكدسة - التي يتباهون بها حتى هذه اللحظة؟ وهل يتجرأ كتابنا الافاضل الذي دافعوا ولا يزالون يدافعون عن هؤلاء في مناسبة او دون مناسبة ويعتبرونهم رموز الامة وممثليها الشرعيين!!! بكتابة مقالة او حتى بضعة سطور تتناول تاريخهم ونضالهم ونزاهتهم وتضحياتهم بشفافية دون خداع او تطبيل وتزمير او عمليات تجميلية او تزيين او مكياج؟ ).
نكون ظالمين وغير منصفين اذا نحن طالبنا قادتنا السياسيين او ممثلينا في الحكومة والبرلمان وغيرهم ممن يتبوءون مناصب حزبية او حكومية ان يضحوا بكل شيء مقابل لا شيء، اي يكون كل يبذلونه من جهد تبرعا دون مقابل، فلهم كل الحق في التمتع بالمقابل مهما كان كثيرا وكبيرا، لكن في الوقت نفسه لا نستطيع ان نظلم نفسنا ونقبل كل تفاهات وتجاوزات هؤلاء السادة وكل ما يقومون به من اعمال دنيئة وتصرفات مشبوهة وتجارة بحقوقنا ووجودنا ومستقبلنا في سبيل الاحتفاظ بالمناصب والامتيازات بصمت دون اعتراض او تمرد، فاذا كان هؤلاء السادة قد تبوءوا هذه المناصب وحصلوا على ما حصلوا من رواتب خيالية وامتيازات لا تعد ولا تحصى لاتخاذهم من قضيتنا القومية سلما لاعتلاء المناصب، فمن حقنا كشعب ان نطالبهم على الاقل ان يخلصوا للشعب والقضية ولا يضحكوا على ذقون المغفلين عند كل دورة انتخابية ليحصلوا على اصواتهم، فعليهم ان يثبتوا ويبرهنوا لابناء شعبهم بانهم اهل لهذه الثقة التي منحت لهم واهل لهذا المنصب الذي يشغلونه على حساب قوميتنا واهل لهذا الاحترام والتقدير الذي يكنه لهم ابناء جلدتهم، وذلك لا يكون عبر غلق الابواب بوجه السائلين او الترفع والتكبر على الفقراء والمشردين ولا يكون عبر الاتجار بمستقبلنا ( كما يحدث مع بعض المتسلطين على رقابنا والذين يمتهنون الخداع ويتباهون بكونهم قادة احزاب لعقود من الزمن!!! ) او ترجيح كفة المصالح الشخصية على كافة المصالح العامة، بل ان الاخلاص للقضية يكون باختصار ودون لف او دوران بالوفاء وثم الوفاء لكل تلك الاصوات التي اوصلتكم لما انتم عليه.     
ان خدمات الاغاجان لم تقتصر على الاخوة المرحلين فقط بل شملت جميع المسيحيين العراقيين من كافة المحافظات من ضمنها محافظات الاقليم ومناطق سهل نينوى ذات الاغلبية المسيحية، فعمل ما بوسعه متحملا في الكثير من الاحيان اثقالا تفوق طاقته لايجاد حلول جذرية للمشاكل العالقة والنهوض بقضيتنا وتدويلها اضافة الى منحنا الهيبة والوقار وزرع في نفوسنا الثقة والايمان بالمستقبل واعاد لنا شخصيتنا التي كنا قد فقدناه منذ عقود كثيرة من الزمن، اي وبكل صراحة اخرجنا من الوحل الذي كنا ممرغين فيه ونظفنا من قذارتنا وقدمنا للعالم بابهى صورة، باختصار كان ميلادا جديدا لامة منسية. لكن الفرحة لم تدم كثيرا والمسيرة لم تكتمل لاسباب كثيرة نعد منها على سبيل المثال وليس الحصر، انتهازية قادة ومسؤولي شعبنا وعدم نزاهة اللجان ورجال الدين والطمع والفساد المستشري بين عامة الشعب وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.
ان الانسان بطبيعته يسعى الى الشهرة ويهوى الزعامة ويحب ان يكون مقدرا ومحترما من قبل الجميع، ولكن هذه الصفات والميزات غير مقدرة للجميع فهناك من يتزعم ويشتهر ويحترم وتفرش تحت اقدامه زهور بيضاء وحمراء اينما حل، وهناك من يموت منسيا تحت الامطار على الارصفة او فوق كومة زبالة يفتش فيها عن لقمة فاسدة يسد بها رمقه، لذلك نرى ان المنافسة تكون على اشدها بين القادة والزعماء السياسيين لنيل رضا الشعب واستحقاق الزعامة، لكن هذه المنافسة تكون شريفة وبطرق قانونية بعيدا عن الطعن وتلفيق التهم وتجريح الاخر وتعريته، اما فيما يخص قضيتنا فنلاحظ العجائب والغرائب فيحاول الخصم النيل من الطرف الاخر بكل الوسائل وكافة السبل حتى او احتاج الى ذلك استعمال احقر الطرق واكثرها دناءة، وهذا بالضبط ما قام به البعض من قادة احزاب شعبنا ضد السيد سركيس اغاجان، فينما كان السيد اغاجان مشغولا بتقديم المساعدات واعادة بناء القرى المدمرة وتلبية احتياجات ابناء شعبنا اينما وجدوا كان هؤلاء البعض وزبانيتهم وماكنتهم الاعلامية وابواقهم المأجورة يعملون على هدم بناءه والاساءة الى سمعته علهم بذلك يوقفون انهيارهم ويحتفظون بجزء يسير من ماء وجوههم، فلم يبخلوا بشيء في سبيل الاحاطة من مكانته وتشويه سمعته من خلال تصريحاتهم وكتابات اتباعهم وغيرها من الاساليب التي كانت معيبة ومشينة في اغلب الاوقات، ولكن الغريب في الامر ان السيد سركيس اغاجان لم يضع هؤلاء في خانة الخصوم لينافسهم ولم يوجه الته الاعلامية وكتابه ضدهم بل اعتبرهم رغم تطاولهم وحقدهم المعلن اخوة وابناء بحاجة الى رعاية ابوية فشملهم برعايته وغض النظر عن اخطائهم ولم يعاملهم بالمثل وبهذا اثبت للجميع من رجال دين وعلمانيين بانه من القلة النادرة التي تطبق مقولة سيدنا المسيح ( احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. ) والدليل على صحة قولنا هو جواب بعض المتاجرين بقضيتنا وممن يحسبون انفسهم قادة وممثلي شعبنا على سبب معارضتهم لمشروع الحكم الذاتي الذي اطلقه ورعاه السيد سركيس اغاجان، فكان جوابهم صريحا لا يقبل التفسير والتأويل وهو انهم لا يعارضون المشروع نفسه بل يعارضونه لان السيد سركيس اغاجان هو الذي تبناه ويرعاه!!!، ورغم ذلك لم يرد السيد سركيس اغاجان على هذه التصريحات والاجوبة بل التزم الصمت وذلك لم يكن خجلا او خوفا او عدم دراية بل ايمانا باستحالة تصحيح الخطأ بخطأ اكبر منه، وايمانا منه بأن المناطحات الداخلية واختصار القضية بشخص او حزب واحد انما ان ادت فانها تؤدي الى المزيد من الاقصاء والتهميش، لذلك نلاحظ بان الاغاجان نأى بنفسه عن جميع الصراعات ولم يعط اذانا للقيل والقال بل استمر في تقديم الدعم ومساندة القضية بصمت دون ضجيج او جعجعة، وهنا من حقنا ان نسأل معارضي الحكم الذاتي هل كنتم تعارضون المشروع لو انه صدر عن اسيادكم او ما تعتبرونهم رموز الامة وقادتها التاريخيين؟ وهل هكذا يتعامل مع مصلحة الشعب ومستقبله؟
ان القاء اللوم على الغير في كل ما يحدث لنا من اقصاء وتهميش وهضم لحقوق، هو خطيئة وخطأ فادح يجب تصحيحه كل لا تضحي وتخسر الاجيال القادمة بما هو موجود ومتحقق، فمن الطبيعي ان لا ينصفنا الغير الغريب ويهضم حقوقنا ويتجاهل مطاليبنا ويستمر في تهميشنا واقصائنا وترحيلنا بصورة مباشرة او غير مباشرة ما دمنا نحن متفرقين ومتخاصمين ( كاقلية في وطن طائفي نمتلك عشرات الاحزاب المتخاصمة!!! وعشرات التسميات ومئات الاتجاهات والالاف المطاليب.... حتى ان الغير احتاروا بمطاليبنا واحزابنا واتجاهاتنا وتسمياتنا التي بلغت اعدادها اعداد نفوسنا الباقية في الوطن )، فلو كرس قادتنا المحترمين ومعهم المثقفين والكتاب وجميع البناء شعبنا جهودهم لخدمة قضيتنا القومية واعطائها الاولوية للخروج بافضل الحلول التي تتناسب مع مطاليبنا وحقوقنا القومية  لما كنا اليوم نعاني ما نعاني من اقصاء وتهميش وهضم للحقوق ومحاولات لتغيير ديموغرافية مناطق شعبنا ( ان الاحداث والايام اثبتت لنا صحة نظرية سركيس اغاجان السياسية حول المطالبة بالحكم الذاتي والعمل من اجل تحقيقه وتطبيقه على ارض الواقع، هذا المشروع كان من الممكن ان يتحقق لولا الديدان التي تتغذى على جسدنا القومي المنهك، فرفضته بعض الجهات او بالاحرى بعض الشخصيات لانه لا يتماشى مع مصالحها )
لقد نسي بعض السادة من شدة فرحتهم بالكرسي المتحرك الذي يريحون عليه موخراتهم الثمينة ( مؤقتا طبعا )ان الزعامة لا تأتي بمجرد تأسيس حزب قومي يتكون من بضعة افراد ( هناك الكثير من الاحزاب القومية التي تأسست بصورة هزلية ومضحكة، حيث يقوم مؤسسها بجمع عدد من الاسامي ليكتمل العدد القانوني المحدد لتشكيل حزب، واول واكبر انجاز لهذه الاحزاب يكون تسلم اعضائها لاراضي سكنية تبلغ مساحة البعض منها 500 متر مربع!!! اما انجازهم الثاني فيكون مرتب شهري لبضعة افراد!!! اما الثالث فيكون جعجعة وعويل وصياح وبكاء على القضية القومية حسب الجدول والبرنامج المخطط له مسبقا )، وان الشهرة لا تأتي بمجرد نشر صورهم في الجرائد او ظهورهم على شاشات بعض الفضائيات ببدلاتهم الانيقة وربطات عنقهم الجميلة، وان التاريخ لا يكتبه المرتزقة والمأجورين، بل ان هذه الصفات والميزات تأتي بالتضحيات والاعمال والحسنات والخدمات التي يقدمها الفرد لمجموعته وابناء قوميته وشعبه ليكون اهلا للزعامة والشهرة والتمثيل القومي.
من المستحيل ان يولد الانسان زعيما بالفطرة، فالزعامة تأتي كناتج للتفاعل بين اعمال وخدمات الزعيم التي يقدمها للشعب وبالمقابل تقدير الشعب وتشجيعه له، لكننا كجزء من شعوب المنطقة المتأخرة فكريا تقتلنا الانانية ونغمض عيوننا على المستقبل ولا نفكر به وغير قادرين او بالاحرى لا نجرأ ان نرى في الكون افضل من انفسنا لذلك لا نستطيع ان نعطي كل ذي حق حقه، تربينا على الانانية والانتهازية والتصفيق لمن يلبي ولو جزء من مطامحنا ونحاول التودد الى السلطان لتحقيق غايات شخصية فاذا يأسنا من تحقيقها تحولنا الى معارضين ومناوئين متحججين بمعارضة الفكر او النهج او الدفاع عن القضية القومية ..... الخ، لذلك لم نستطع ان ننصف السيد سركيس اغاجان على كل ما قدمه لشعبنا على مختلف المستويات ( الحمد لله لنا ممثلين في البرلمان ووزراء في السلطة التنفيذية وسفراء وغيرهم من اصحاب سلطة ونفوذ، لكن السؤال يكمن في ان اي منهم استطاع ان يقدم او حتى ان يدنو مما قدمه السيد سركيس اغاجان لشعبنا؟؟؟، اليس المنصب والمال اول واخر ما يفكر به هؤلاء جميعا دون استثناء؟ )، وعدم الانصاف هنا لا اقصد به ان كل قدمه هذا الرجل ذهب ادراج الرياح وان الشعب قد نسي او ينسي كل اعماله الخيرة التي تشهدها كل ارجاء المعمورة، بل اقصد ان المتاجرين بقضيتنا ومعهم حفنة من المستفيدين اصبحوا حجر عثرة امام مشاريع الاغاجان والتي هي مشاريع ومستقبل شعبنا.
ان الفرص لا تتكرر كثيرا والتاريخ لن يعيد نفسه بنفس الصورة ابدا فيا ليتنا، كشعب، نعي هذه الحقيقة ونفهمها جيدا قبل فوات الاوان.   

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

327
احيانا كثيرة يكون للطريقة التي يتعامل بها مع الجرح تأثير كبير في تقليل الالم او زيادته ومضاعفته، فاذا قام مختص ومتمرس بمعالجة الجرح وتعقيمه ومداواته بصورة صحيحة وبدون اخطاء فان الالم يخف وبمرور الزمن يشفى الجرح ويزول الالم، اما اذا كان المجروح في قبضة جلاديه مسلوب القوة والارادة فالمؤكد في الامر انهم سيزيدون المه عن طريق معالجة الجرح بالخل والماء المالح ليتضاعف وجعه ويلعن يوم ميلاده.
قضيتنا القومية في الوقت الراهن تشبه كثيرا ذلك الجريح النازف على قارعة الطريق الموشك على الموت، فاذا حالفه الحظ وصادفه مسعف خير ونظف جروحه وعقمها بصورة صحيحة فان المستقبل سيكون مفتوحا امامه ليعيش حياة جديدة، اما اذا بقى نازفا دون معالجة فمن المستحيل ان يستمر في الحياة لانه لا يستطيع الصمود بوجه النزف الى ما لا نهاية.
المتسلطين على رقاب شعبنا من قادة احزاب وممثلين في البرلمان ووزراء ووجهاء الشعب ورجال دين ولجان شعبية وخيرية ونشطاء قوميين ومدافعين عن حقوق الاقليات وغيرهم ( ما اكثرهم هذه الايام ) بجميع التسميات والالقاب الكبيرة والمموهة التي يطلقونها على انفسهم اضافة الى الخدم والاقارب والحاشية التي تحيط بهؤلاء، ليسوا سوى سماسرة ودلالين وتجار بلا ضمير، او بالاحرى يمكن تصنيفهم  بالقرادة ( القراد: حشرة تمتص دماء الحيوانات وتنقل الامراض ) يعيشون على دماء الشعب ( هناك قلة قليلة من هؤلاء حملوا الهم القومي وشعروا بمعاناة الشعب وحاولوا جاهدين من اجل النهوض بقضيتنا وتأمين مستقبلنا لكن للاسف هذه القلة ضاعت بين الكثرة ، او لم تستطع القيام بالمطلوب لان الاغلبية كانت فاسدة )، فلو اجرينا مسحا شاملا على ارض الواقع وبشفافية تامة دون تحيز او خوف سنكتشف حقيقة مرة طالما تجاهلناها واغمضنا الطرف عنها كي لا نكشف عورات سادتنا الاكارم على الملأ، او لم تأتنا الشجاعة لاظهارها كما هي خوفا من فقدان الامتيازات وضياع فتات وبقايا الموائد، وهذه الحقيقة هي ان جميع الذين ذكرناهم من قادة وممثلين ...... الخ ببدلاتهم الانيقة وربطات عنقهم الباريسية وعطرهم الفرنسي الهاديء مثل اعصابهم اوقات المذابح والازمات!!! ليسوا سوى جلادي الشعب ووصمة عار في تاريخه الحديث، ويشبهون كثيرا ذلك الجلاد الحاقد، ان لم يكونوا نسخة طبق الاصل عنه، الذي يعالج الجرح بالخل والماء المالح، لان الطريقة التي التي تعاملوا بها مع معاناة شعبنا ومأساته المتعاظمة ادت بالفعل الى تجسيم المعاناة وفقدان الثقة بالمستقبل وزيادة في الاقصاء التهميش.
حقوقنا يا ساستنا الافاضل وقضايانا المصيرية لا تكمن في استيزار شخصية من الحزب الفلاني او اعطاء منصب كارتوني لفرد من الطائفة الفلانية او جلوس خمسة من نوابنا المحترمين في البرلمان بلا حركة او صوت او حتى شهيق!!!، ولا تكمن ايضا بتأسيس حزب قومي جديد يكون مؤسسه هو رئيسه ومالكه ومستثمره الاوحد الوحيد حتى يوم القيامة!!!، بينما شعبنا يهدد ويقتل ويهجر ... دون تحقيق او محاكمة او حتى محاسبة بسيطة ولو مجاملة!!! ( سيقول البعض ان الهجمات على المسيحيين قد قلت نسبة بالاعوام السابقة!، اما انا فاسأل هؤلاء واقول:- وكم بقى منهم في بغداد والموصل مقارنة بالماضي؟ )، بل ان حقوقنا تكمن في حرية العيش بكرامة دون ضغوط او اعتداءات علنية، تكمن في حرية المعتقد وحرية التعبير وحرية التنفس وضمان مستقبل الاجيال القادمة دون خوف او قلق من اعتبارنا مواطنين من الدرجة العاشرة بعد المليون او استملاك اراضينا وتوزيعها على الغرباء.
ما يؤلمنا اكثر من الجرح نفسه هو عدم شعور المسؤولين الكرام بالمسؤولية تجاه ما نواجه من مذابح وتهميش واقصاء، فالهم الوحيد الذي يشغل بالهم ويقلق مضاجعهم هو الحقوق والامتيازات والمناصب التي يستطيعون تسنمها والاحتفاظ بها من خلال اثارة موضوع القومية وحقوق الاقليات، وكأن قضيتنا القومية مختصرة وملخصة بشخص معين او شخصيات محدودة فتكون حقوقنا مصانة ان هم اعتلوا المناصب وملئوا خزائنهم من المال الحرام.
ما يقلق ابناء شعبنا بصورة عامة والمثقفين على وجه الخصوص ( مع الاسف الشديد ان اغلبية المثقفين، ان لم يكونوا جميعهم، اصبحوا طرفا في النزاع التجاري!! القائم بين احزابنا القومية! )، هو حالة التفرقة والتشرذم والانقسام التي تعيشها هذه الاحزاب ومعها ابناء شعبنا ( ترى ما هو عدد احزابنا الكلدانية السريانية الاشورية في الوطن والمهجر؟ الم يبلغ عددها عدد افراد شعبنا؟ )، اضافة الى التنافس الشخصي اللاشريف على المناصب الكارتونية الذي كثيرا ما يتخذ صورة الطابع القومي.
ربما حان الوقت ليفكر ساستنا وقادة احزابنا ومثقفينا الكرام بقضيتنا القومية ( هذا اذا كانوا مؤمنين بوجود قضية اصلا!، واذا كان هناك سياسيين اصلا حسب ما تعنيه كلمة السياسة من معنى )، ويحاولوا جاهدين حل المشاكل العالقة فيما يخص ابناء شعبنا ورفع الغبن ان وجد! ( وما اكثره هذه الايام لكن الغريب في الامر هو تصريحات بعض المسؤولين من المحتسبين على شعبنا، الذين وخوفا من ضياع امتيازاتهم لا يكفون عن القول بان ما حصل عليه المسيحيين من حقوق بعد عام 2003 شيء لا يوصف ولا يصدق!!!. ) بما يتناسب والمتغيرات السياسية الحاصلة في العراق والمنطقة لنكسب الحاضر ونضمن المستقبل، وهذا لا يكون الا بالابتعاد عن الشعارات الرنانة، التي خدع بها الشعب لسنوات كثيرة، وتكريس اصحاب المناصب والنفوذ مناصبهم ونفوذهم لخدمة قضيتنا القومية دون تفرقة او تحيز او محاباة.     
 
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

328
المنبر الحر / ما هذا كان طموحنا
« في: 10:00 10/07/2012  »
مأساة الشعب العراقي ليست كمآسي بقية شعوب العالم، فهي لا تكمن في فقر البلد وجهل الشعب، فخيرات البلد تكفي شعوب العالم اجمعها اذا ما استغلت بصورة عادلة، وحضارته تدل على المستوى العلمي والثقافي لسكانه منذ البدايات لحد يومنا هذا، ولا تكمن ايضا في موقع البلد الجغرافي كأن يقع في منطقة بركانية او مطلا على البحار والمحيطات تدمره البراكين والاعاصير والفيضانات بين فينة واخرى لكي تستنجدي حكومته ويعاني شعبه من اثارها عقودا من السنين، بل ان مأساته تكمن في نمط التفكير وكيفية ادارة شؤون البلد والتعامل مع الاخر، مهما كان حجم هذا الاخر، لكل من يسيطر على دفة الحكم وبأية وسيلة او طريقة كانت، بحيث اصبح داء العظمة يصيب ويلاحق كل من يريح مؤخرته على كرسي الرئاسة حتى ولو لثانية واحدة!، فيبدأ بتهميش الاخر واقصائه وملاحقته واذا امكن ابتلاعه لمحوه نهائيا وازالته من الخارطة السياسية، اضافة الى تسجيل اموال واملاك الدولة باسمه الشخصي او باسم احد افراد عائلته او احد افراد حاشيته اذا كان السيد المسؤول!!! ذكيا بما فيه الكفاية ليبعد عن نفسه الشبهات ويدعي النزاهة والاخلاص في ادائه لواجبه الوطني!!!.
لو غمضنا عيوننا عن كل ما حصل لاموال الشعب وثروات البلد من نهب وسلب وتبذير واسراف، اضافة الى المال المهدور في تكريم المأجورين من افراد ودول منذ عام 2003، واغمضنا عيوننا ايضا عن كل ما جرى من خطف وقتل وسفك للدماء البريئة، واغمضنا عيوننا ايضا وايضا عن كل الممارسات الدنيئة والصفقات الوسخة وكؤوس الدماء البشرية التي زينت بها موائدهم المذهبة، ....... نعم لو اغمضنا عيوننا على كل هذا رغم مرارة طعمه واستحالة بلعه وهضمه، الا اننا لا نستطيع ان نغمض عيوننا عن الاسباب التي جاءت باسياد العراق الجدد الى الحكم وثبتتهم في هرم السلطة.
ان الاسباب التي ادت الى بغض النظام الاسبق وتباعد ابناء الشعب العراقي عنه وعدم الالتفاف حوله او مناصرته، خلال الحرب الاخيرة التي خاضتها امريكا وبعض حلفائها والتي اطاحت به عام 2003، كانت الحروب التي خاضها النظام  والاسلوب الفردي في ادارة الحكم وملاحقة معارضيه وتصفيتهم ... وغيرها من الاسباب التي لا تكفي مقالة لذكرها والتي ادت الى نشوء حالة عدائية داخلية وخارجية تجاه النظام وكل ازلامه، كان هدفها تغيير النظام وازالته عسى ولعل ان تكون ازاحته فاتحة خير للشعب العراقي والشعوب الاخرى التي تضررت من سياسته.
اليوم وبعد مرور اكثر من تسعة سنوات على ازاحة النظام السابق نلاحظ ان قادة العراق الجدد لا زالوا ينتهجون نهجا قريبا للنهج السابق ان لم يكن النهج نفسه مع اختلاف في الاسماء والوجوه فقط!، فعدد الملاحقين والمسجونين السياسيين ليس مثبتا لكنه بالتأكيد كثير! وعدد المشردين والمهجرين واللاجئين والنازحين والهاربين من الوضع المأساوي في العراق يبلغ الملايين!!!، ( هذه الارقام لا تشمل فترة ما قبل 2003 بل تبدأ من بعد هذا التاريخ، اي بالضبط منذ ازالة النظام الدكتاتوري واحلال النظام الديمقراطي في عراقنا الجديد! ) وهذا يعتبر اقوى دليل على ان مشكلة الشعب العراقي لم تكن مع شخص محدد او وجه بذاته او نظام معين بل كانت مع فكر ونهج سياسي واسلوب اداري اعوج ادى الى تحقير واذلال الشعب وتدمير الوطن واستعباده.
الازمات المستمرة التي تعصف بالعراق ليست وليدة اليوم، وليست للحفاظ على المصلحة العليا للشعب والوطن كما يدعي الحكام الجدد، وليست الاولى ولن تكون الاخيرة، فمنذ ولادة العراق الديمقراطي عام 2003 بعملية قيصرية على يد الجراح العالمي العم سام وهذا البلد يسبح في بحيرة من الازمات لا تنتهي واحدة حتى تبرز الى الوجود ازمة اكبر، لا نعرف نحن العامة هل هي ازمة حقيقية ام ازمة ظاهرية واعلامية فقط، الغرض منها توجيه انظار الشعب بعيدا عن المعاناة اليومية والتستر على النهب والسلب وتصفية الحسابات القديمة والجديدة – وبشكل علني احيانا – بين اقطاب السياسة في البلد ( المفيد للشعب من هذه الازمات انها تؤدي الى كشف الحقائق وفضح المستور، لان كل طرف يقوم بكشف قاذورات وجرائم الطرف الاخر ).
لا نظلم احدا اذا قلنا ان العراق الجديد بلا حكومة وبلا ادارة وبلا رؤية سياسية مستقبلية واضحة ومطمئنة، فالحكومات التي تشكلت بعد عام 2003 كانت مجرد توزيع واحتكار طائفي ومذهبي وحزبي وقومي للمناصب الكبيرة دون مراعاة لمصلحة وسيادة واستقلال البلد، والادارة كانت فاشلة كل الفشل في الحفاظ على المصالح العامة وتحقيق الامن العام وتسيير امور الشعب بسواسية ودون تفرقة، بالاضافة الى عدم استقلالية اراء وتصرفات المسؤولين الحكوميين وعدم توافقهم للنهوض بالوطن وتعمير ما دمر وتوجيه العملية السياسية نحو الطريق الصائب والمسار السليم، هذه الاسباب وغيرها ادت الى تضخيم المأساة العراقية وزيادة معاناة الشعب الذي بدأ بالفعل يقارن بين الماضي والحاضر عسى ولعل يعثر على بعض الفروق التي تكاد تنعدم!.
انها فرصة ذهبية لمعارضي الامس وحكام اليوم لاثبات وطنيتهم واخلاصهم ( نترك النزاهة جانبا لان تطبيقها امر مخالف للدستور! ) للقضية والاهداف التي ناضلوا! من اجلها قبل 2003، فالعراق بما له من خيرات وما له من مساحة شاسعة يكفي لايواء واشباع كل العراقيين وضيوفهم ايضا، فهل تقدرون ايها السادة ان تتصافحوا وتقولوا بصوت واحد معا لبناء عراق جديد ( امنية هل تتحقق؟ ). 


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

329
مع كل عملية انتخابية او تشكيلة وزارية تبدأ عقول الساسة والمثقفين التابعين بالنهوض من سباتها العميق، ويبدأ لعاب هؤلاء القوميين حتى العظم بالسيلان لمجرد سماعهم بتخصيص كوتا للاقليات في البرلمان او منصب وزاري في التشكيلة الجديدة للحكومة، وهكذا تبدأ المناقشات والمشاورات والمداهنات والتملقات والمناطحات والانشقاقات المقترنة بالزعل ووووو.... لاختيار المسكين!!! المحظوظ لدخول اروقة البرلمان او تسنم المنصب الوزراي المخصص لشعبنا، وذلك ليس طمعاً بامتيازات ومخصصات هذه المناصب بل تضحية منهم، تضاف الى تضحياتهم الكثيرة الاخرى، لخدمة شعبنا المسكين.
بدأت الاراء تتعدد والمطالبة بالكرسي الوزراي في حكومة اقليم كوردستان المقبلة تكثر والمقالات تكشف عن النيات المستورة تحت رداء القومية، فهذا يريده اشوريا قحا وذاك يريده كلدانيا صافيا، وهذا يريده من الحزب الفلاني وذاك من الحزب العلاني، وباختصار كل يريده لنفسه!، والكل محق في دعواه فالراتب المغري والامتيازات الكثيرة التي ترافق هذا المنصب تغري اغلبية الافراد دون استثناء، وهذا ليس بمشكلة طبعاً فلكل انسان اهداف وطموح يرغب بتحقيقها ويأمل ان يصل خلال فترة حياته الى اعلى المستويات من حيث المنصب والعلم والثقافة والمعرفة والاحترام والتقدير، وسياسيي شعبنا ليسوا بمنأى عن هذه الاماني بل انهم يعملون بكل جهد لتحقيقها مهما كان الثمن سواء كان هذا الثمن دماءا ام تهجيرا مليونيا ( تشير التقارير الى تهجير وترحيل وتشريد ما يقارب مليون مسيحي من العراق خلال السنوات الاخيرة، وجوابا على هذه المأساة يقول السيد سركون لازار في ندوة اقيمت له في السويد مغازلا اسياده في بغداد، ان ما حصل عليه الكلدان الاشوريين والكلدان والسريان افضل مما كان يتوقعه في بداية التغيير!!! وامصيبتاه!!! ارحمني يا جهل!!! لن اعلق خوفاً من عدم كفاية تعليقي وتوازنه مع حجم المأساة التي تعرض ويتعرض لها ابناء شعبنا في العراق لكن اقول للسيد الوزير شكرا ومليون شكر!!! لتوضيحك الحقيقة )، ليس عدلا ان نلوم ونعاتب عضو البرلمان ( اقصد ممثلي شعبنا في البرلمان ) على امتيازاته وراتبه ومخصصاته لان هذا حقه كباقي اعضاء البرلمان، وكذلك ليس عدلا ان نعاتب وزيرنا على امتيازاته لانه بالطبع ليس باقل من اقرانه في الحكومة، ولكي نكون منصفين اكثر فلا بد ان نعترف بأن العلاقة بين السياسي والمواطن علاقة طردية فهذا يعلو شأنه ويحترم ويقدر بمقابل ما يقدم من خدمات لشعبه الذي اوصله الى هكذا منصب او هكذا حالة، لكن الحال عندنا اصبح لا يوصف!!! لا هو طردي ولا هو عكسي لا هو تصاعدي ولا هو تنازلي بل حقيقة هو مهزلة يبكي ويضحك في ان واحد، فالسياسي ( والمثقف التابع ) لتقوية دعائم الكرسي الذي يجلس عليه، والذي يدر عليه دخلا وفيراً دون تعب او شقاء ودون ان تجري ولو قطرة عرق من جبينه الناصع، يلجأ دائما الى الغش والخداع والضحك على ذقون العامة من الشعب لتحقيق نواياهم ومآربهم الشخصية، لانهم وبصراحة في خندق الفرح والمرح والشعب في خندق الحزن والالم، فما ان يستلموا مناصبهم حتى تعتريهم نوبات من النسيان تفقدهم ذاكرتهم وانتمائهم بل وحتى ايمانهم ودينهم.
ان منح وزراة للمسيحيين لا يعني تمثيلهم وعدم اعطائها لا يعني تهميشهم كما يرى ويروج البعض، لاننا ممثلين اصلا في البرلمان من خلال مقاعد الكوتا التي خصصت للمسيحيين، ومن جهة اخرى فان السلطة التنفيذية عملها اداري بحت ينصب على تنفيذ القواعد القانونية وادارة شؤون المجتمع تحت رقابة البرلمان، لهذا لا نستطيع ان نحاسب وزيرنا! على عدم التزامه بخدمة قضيتنا من خلال ادائه لواجبه في الوزارة لانه لا يستطيع اعطاء افضلية او اولوية للمسائل القومية، او ان يضفي على عمل وادارة الوزراة طابعا قوميا لانه بذلك يعرض نفسه للمسائلة والمحاسبة، وهذا يثبت لنا حقيقة يجهلها او تجاهلها الراكضين وراء المناصب مهما كانت ( او حوروا هذه الحقيقة قصداً وعمداً ) ان منح وزراة للمسيحيين له قيمة معنوية اكثر من ان يكون له قيمة عملية او فعلية.
ان التعارك على منصب وزاري يبين لنا ويوضح مدى الانحطاط الذي وصل اليه سياسييونا ومدى استغلالهم لقضيتنا القومية للاستحواذ على المناصب والاموال، ويكشف لنا ان البكاء الظاهري على قضيتنا هو اسهل الطرق واقبحها لتحقيق مصالح شخصية يعجز هؤلاء عن تحقيقها بطرق ووسائل اخرى، ولو لم يكن الامر كما نقول، اذا لماذا لا تتفق احزابنا القومية وشخصياتنا المرموقة من اصحاب البدلات الايطالية وربطات العنق الفرنسية ولو لمرة واحدة فقط!!! على توزير شخص مستقل تسري في عروقه النزاهة يفتح بابه لمن يدق ويمد يده لمن يطلب بحيث يكون مفخرة لابناء شعبنا بدلا من ان يكون عارا ومسخمة.
قد اكون مصيبا او قد لا اكون، لكن خلط الامور مع بعضها وحك الاذن اليمنى باليد اليسرى وعملية البيع والشراء التي تتم في وضح النهار والاتجار بدماء ابناء شعبنا ومعاناته...... وغيرها من الاعمال المشينة التي تحدث امام مرأى ومسمع من الجميع وتسمية هذه ( الجرائم ) بالحنكة السياسية او دهاء سياسي او اي وصف اخر يطلقه التابعين على قائد الضرورة او على سيد مآدبهم!!! انما يفقد كل عاقل منا صوابه ويدفعه الى لعن قوميته وووووو.....، ان استوزار الشخص الفلاني او استحواذ الجهة العلانية على هذا المنصب او غيره من المناصب وربطه بخدمة قضيتنا القومية امر منافي للحقيقة والواقع، لان امتيازات المناصب اعمت بصيرة اغلبية العاملين في الساحة القومية، لا بل ان هذه الامتيازات اصبحت في احيان كثيرة دافعا لمصافحة قاتلينا والدفاع عنهم بكل وقاحة.
عذراً والف عذر، لكن قضيتنا القومية اصبحت ماركة تجارية يروج لها سياسييونا والمثقفين التابعين حسب ما تقتضيه مصالحهم الشخصية ( وهذه حقيقة يعرفها القاصي قبل الداني لكن لا احد يتجرأ للاعتراف بها، خوفا من اضاعة مكارم الاسياد! ) والدلائل على ما نقول كثيرة، واولها والاكثر واقعية حال شعبنا المعاش، فكم من مقالة كتبت وكم ندوة نظمت وكم مؤتمر عقد منذ 2003 لحد اليوم تناول فيه سياسييونا ومثقفينا ورجال ديننا المحترمين اوضاع شعبنا المزرية، او تباحثوا فيه مستقبله بروح قومية مجردة ورؤية شفافة مبتعدين عن التنافس اللاشريف ونابذين للانتهازية والعنصرية التي تطوق عقولهم وافكارهم وتقيد كل خطواتهم، مقارنة بالمقالات التي كتبت والندوات التي نظمت والمؤتمرات التي عقدت والتوضيحات التي نشرت بشأن تولي المناصب وتعرية المقابل وتخوين المنافس وتكميم المعارض.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

330
لماذا تكرهون الحقيقة؟ تعقيب وتوضيح حول احداث زاخو ودهوك

عندما نشرت مقالتي المعنونة " احداث دهوك المؤلمة وجهود رئاسة وحكومة الاقليم لاحتواء الازمة وتحليلات اشباه الكتاب!!! " التي نشرت في المواقع التالية
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,547848.0.html
http://www.shaqlawa.com/forum/index.php?topic=22132.0
http://www.bet-nahrain.org/index.php?option=com_content&view=article&id=2279:2011-12-09-10-42-11&catid=15:2010-10-12-08-28-42&Itemid=38
كنت اعرف مسبقا بأنني سأتعرض لبعض النقد، لكنني لم اعرف او اتيقن بأن مقالتي غامضة او هي بحاجة الى شرح !!!، لانها كتبت بلغة واضحة وبسيطة والقصد فيها كان واضحا وضوح الشمس، لكن البعض ( وهذا البعض لا يتعدى اصابع اليد ) اراد كما يبدو ان يحور المعنى والقصد او هكذا فهمها!  لقصور في الفهم والاستيعاب. القصد من المقالة لم يكن لمدح رئاسة وحكومة الاقليم او لنيل بركة هذا المسؤول او ذاك، والهدف لم يكن لتحقيق مصالح شخصية او الاقتراب من شخصية سلطوية بقدر ما كان دفاعا عن الحقيقة التي لا يستطيع البعض تجرعها وتقبلها كما هي، ومن خلال ما كتبت وقتذاك كان واضحا انني لا اشجع على هذه الاعمال ولست في صف الحاكم في معالجات سطحية للمسألة ونوهت الى ان ( اداء الاجهزة الامنية في محافظة دهوك وزاخو والمناطق الاخرى التي حدثت فيها اعمال شغب لم يكن بالمستوى المطلوب او ان التحرك للسيطرة على الوضع كان بطيئا... )، وفي نفس الوقت عارضت ولا زلت اعارض اي فكرة او قول او تصريح يتهم حكومة الاقليم بالتعاون والتواطؤ مع المجرمين الذين قاموا بهذه الاعمال الاجرامية واعتدوا على املاك المسيحيين وزرعوا الخوف والرعب في نفوسهم ( هذا رأيي الشخصي عسى ان لا اكون مخطئاً ).
كما قلت سابقا اتهام الغير يجب ان يكون مبنيا على دلائل غير قابلة للدحض، وفي حادثة كحادثة زاخو ودهوك على الشخص المتناول للخبر ككاتب او لناقله كصحفي ان يكون امينا وصادقا وحياديا في تصرفه والا تحول الامر الى اتهام باطل مبني على باطل، من هذا المنطلق تناولت القضية وقلت بان اتهام حكومة الاقليم مخالف للعقل والمنطق والواقع، لان الاحداث كانت في بدايتها ولم يكن هناك مستمسك او دليل نحتج ونتمسك به في اتهام حكومة الاقليم هذا اولا، اما ثانيا فمنذ اسقاط النظام العراقي السابق عام 2003 ولحد كتابة هذه الاسطر كانت رئاسة وحكومة الاقليم سندا للمسيحيين وربما املهم الوحيد في البقاء في ارض الاجداد، ولولا المساعدة المادية والمعنوية التي تلقاها اخواننا المهجرين في الاقليم لكان معظمهم الان مشردا في دول الجوار او قد التجأ الى احدى دول اللجوء اذا كان محظوظاً.
من الطبيعي ان يتألم الاخ لمصائب اخيه وان تثور اشجانه في كل مذبحة او عملية ارهابية او استفزازية او اي اعتداء مهما كان نوعه وصنفه يتعرض لها ابناء شعبه اينما كانوا، لكن اعلان النفس وصيا على الشعب والتحدث باسمه واطلاق التهم جزافا لهذا او ذاك دون دليل مادي متين امر غير مقبول ( على الاقل بالنسبة لي شخصيا )، ومن يعترضني على ذلك بحجة الديمقراطية او مخالفة الرأي والانسان حر في تفكيره والتعبير عن رأيه فردي سيكون كالاتي ( راجيا من كل فرد من افراد شعبنا المسالم اينما وجد، ولاية ظروف كانت اسباب هجرته من الوطن ان لا يسيء فهمي لان هذا الجواب موجه خصيصا الى الذين يحشرون انوفهم في كل صغيرة او كبيرة تمس ابناء شعبنا في الداخل وهم بعيدون كثيرا عن الشعب والقضية مسافة وفكرا، واحيانا كثيرة يكون ما ينطقون به او يعلنون عنه ليس في صالح قضيتنا او بالاحرى يكون مضرا بها )، اقول لهؤلاء ان مشيكان ليست دهوك واستراليا ليست زاخو والسويد ليست عنكاوا وهولندا ليست شقلاوة .... الخ، صحيح اننا نعيش في اقليم يمارس الديمقراطية الى حد ما، لكن لا يمكن المقارنة بينها وبين ديمقراطيات الغرب التي مر عليها عقودا من السنين ويعرف افرادها معنى حقوق المواطنة بغض النظر عن الانتماء الحزبي والديني والطائفي، وقبل هذه المقارنة يجب ان نتذكر اننا نعيش في مجتمع تقليدي متزمت دينيا وفكريا يحتاج الى عشرات السنين ليقترب قليلا من التطور الغربي من ناحية الديمقراطية وصيانة حقوق الانسان واحترام رأي الغير وحريته مهما كان حجم هذا الغير واي كان انتمائه.
ان الديمقراطية التي تعم الغرب ويتنعم بها كل المقيمين في هذه الدول ومبدأ سيادة القانون، هو ما يميز هذه الدول عن الشرق الاوسط باكمله، ونحن ساكني دول الشرق من الطبيعي ان نحسد مواطني هذه الدول على المبادىء التي ترعى انسانيتهم وتحفظ حقوقهم وتكفل حريتهم بالتعبير، لكن هذه الحرية يجب ان لا تتحول الى وسيلة للتطاول على الغير، خصوصا اذا كان هذا الغير من مؤزاري قضيتنا. لقد نسي البعض منا ما نحن عليه الان وما هو حجمنا بعد عقود من القتل والتهجير القسري، فيذكرنا بالتاريخ وامبراطورياتنا الزائلة ( ايخجل هؤلاء من الاعلان صراحة كيف زالت هذه الامبراطوريات ومن كان السبب في ازالتها؟ ) واننا الاصلاء في الوطن .... الخ، وانا بصددي اؤيد هذا الطرح وادافع عنه كونه حقيقة تاريخية لا يمكن محوها او ازالتها، لكن لنقولها بصراحة ودون خجل، باننا شعب نمجد الماضي ونقدسه الى درجة نسينا فيها حاضرنا واهملنا مستقبلنا، نعم افتخر بتاريخي واقرأه واحاول جهدي كي لا يمحى او يزول لكن لن اجعل منه معلما يقودني بصورة عمياء، ماضينا شيء وحاضرنا شيء اخر، يجب ان نعرف حجمنا وان نعرف اين نحن نعيش وكيف نتعامل مع الاحداث، يمكنني ان اكتب مئات المقالات اتهم فيها هذا او ذاك ( دون ادلة او اثباتات او وثائق ) واصرخ كما اشاء واسب هذا المسؤول والعن ذاك لكن ما الفائدة من ذلك؟؟؟؟ سيكون هناك مزيد من القتل ومزيد من الخطف ومزيد من الاهمال والتهميش ومزيد من التهجير، وبهذا الكلام لا ادعو للخنوع او السكوت عن الحق او اطاعة كل ما يملي علينا واحناء رؤوسنا امام كل القبائح المشينات التي تمارس ضدنا وتهدد بقائنا، بل ادعو الى التمهل في اصدار التهم وعدم تضخيم وتهويل الامر على انه من صنع حكومة الاقليم لغاية في نفسها، لان هذه الطرق والاساليب في تناول ومعالجة هكذا قضايا وبهذه السرعة ليس من صالحنا، خصوصا عندما يتعلق الامر باتهام طرف ربما هو الاوحد في حمايتنا ومساعدتنا في العراق الجديد.
تجربة المسيحيين مع الارهاب المتطرف والميليشيات التي تتحكم بالكثير من الامور، ومع الاحزاب الدينية التي تسنمت مقاليد الحكم في العراق الجديد كانت جدا مريرة بحيث ادت الى افراغ شبه كلي للمسيحيين من المحافظات الجنوبية، وكانت كوردستان والدول المجاورة الملاذ الامن لهم طبعا بعد تهجيرهم قسرا من مناطق سكناهم وسلبهم اياهم تعب العمر دون تحقيق او متابعة او وجع راس، وكأن المسيحيين ليسوا بشر وليسوا ابناء العراق الجديد الذي ينص دستوره على ضمان كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، وبالمقابل فان الاقليم على العكس من ذلك قدم كل انواع المساعدات للمسيحيين المهجرين واستقبلهم برحابة صدر، اضافة الى حمايته لمناطق سهل نينوى التي تسكنها الاغلبية المسيحية، وبذلك اثبت الاقليم رئاسة وحكومة بأنهم ليسوا مع القتل والتهجير لاي طرف واية اقلية او طائفة مهما كانت معتقداتها الدينية والفكرية، بل هي مع المعالجة السياسية والسلمية لكافة القضايا والمشاكل التي يعاني منها العراق الديمقراطي!، وان كانت مجموعة متطرفة قد عكرت صفو المجتمع الكوردستاني باحداث دهوك وزاخو فهذا لا يدل قطعا بأن حكومة الاقليم وراء الحدث وانها تريد تكملة مشوار الارهابيين والميليشيات المتطرفة في تصفية الوجود المسيحي على غرار ما حدث في مناطق العراق الجنوبية تحت انظار الحكومة العراقية المنتخبة!.
خلال السنوات الماضية ( بعد عام 2003 ) بكل ما تضمنته من اختطاف وقتل وتهجير قسري وعمليات اجرامية اخرى يندى لها الجبين، لم نتلمس او نلاحظ اية ردة فعل حقيقية او ضغط دولي ملموس تجاه هذه الاحداث المؤلمة والابادة العلنية التي تعرض لها المسيحيين في العراق، لا امريكا وبريطانيا اللتان اشتركتا في احتلال العراق وحكمه فعليا او غيابيا عبر وسطائهما، ولا من المجتمع الدولي الذي لم تهز ولا شعرة من رأسه ازاء كل هذه الكوارث والمذابح التي حلت بالمسيحيين، وكأننا مخلوقات من كوكب اخر او جرثومة ضارة او نبتة سامة يجب قعلها وابادتها، اما احزابنا القومية ومرجعياتنا الدينية وساستنا المحترمين ( وهل شعبنا يملك احزاب سياسية وساسة حقيقيين؟؟؟، ام هناك مكاتب دلالة وسماسرة يتاجرون بمعاناتنا ويتلذذون بمأساتنا ؟ ) وغيرهم من دعاة القومية ونشطائها فموقفهم كان واضحا ولا يحتاج الى شرح وتفسير، وكذلك كان شأن اصحاب الاقلام المأجورة الذي سطروا بكل فخر ما تمليه عليهم مصالحهم الحزبية والشخصية بعيدا عن مصائب ومآسي شعبهم التي تتزايد يوما بعد يوم، فكم من هؤلاء ( اقول "كم" ولن اقول "من"، لانه حتما فيهم المخلصين والغيورين الذين نعتز ونفتخر بهم ) يا ترى ساعد احد المهجرين من محافظات الجنوب الذين كان بينهم من يأكل الخبز والشاي ثلاثة وجبات في اليوم؟ واي طرف ساعد هؤلاء؟ ومن يتحمل مسؤولية وضعيتهم المعيشية الدنيئة هذه؟ ومن هو السبب؟ اسئلة اترك جوابها للقاريء الكريم.
غايتي من هذه المقالة ليس الدفاع عن رئاسة وحكومة الاقليم لحمايتها ومساعدتها للمسيحيين، لان هذا واجب فرضي على كل حكومة، لكن القصد هو توضيح بعض الحقائق لمن يجهلها او يتجاهلها عمدا ، بل هي رسالة توضيحية الى نوابغ الكلمة وابطال الانترنيت والبعض ممن يبكي قضيتنا ظاهرا لتحقيق مصالح ذاتية او لتبوء منصب اسمي! على حساب مآسي شعبنا ( الكثير من هؤلاء بلا مبدأ يتلونون تلون الحرباء حسب مقتضيات اليوم وحاجات الساعة ) لعدم الاستعجال وخلط الحابل بالنابل.
اخر الكلام :- (عندما تنتقد أحداً .. فبعين النحل تعود أن تبصر .. ولا تنظر للناس بعين ذباب ... فتقع على ما هو مستقذر! ) نصيحة حكيم الى ابنه.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

331
الازمة السياسية، القضائية، الطائفية، المذهبية باختلاف اسمائها التي تعصف بالعراق وتضعه على حافة حرب اهلية او بالاحرى حرب جماعات تدمر ما بقى من العراق وتهدم العملية السياسية الهشة بكل ما فيها من تناقضات وشوائب وعمليات نهب وسلب وقتل وانتهازية في التعامل مع المصلحة العامة، ليست الاولى في تاريخ العراق الجديد ولن تكون الاخيرة في بلد مستند على قوائم الطائفية وتحكمه قوانين الاغلبية وتفرض على اكثريته اراء الاقلية ( اقصد اراء الاشخاص او الاحزاب المسيطرة على دفة الحكم ولا اقصد الطوائف والمذاهب، لانني ضد مبدأ الاقلية والاكثرية اي كانت النسبة لان الوطن للجميع والدين لله والضمير هو الذي يحكم وعلى اساسه يحاسب الانسان في الاخرة )، والذي حدث ولا يزال يحدث من مثل هذه الامور هو امر متوقع في بلد مثل العراق يفتقر الى ساسة وطنيين!!! ومخلصين وحكام نزيهين، اضافة الى البذرة القذرة التي زرعها المحتل الامريكي منذ اول يوم لاحتلاله الوطن ورعاها افضل رعاية على مدى السنوات الماضية لتصبح عملاقا يستحيل قلعه من التربة العراقية مهما مضى من زمن، وهذه البذرة التي وافق الساسة الجدد ( سياسيو 2003 وما بعده ) او بالاحرى احتفلوا لزراعتها في العراق، لانها كانت مصدر ثرائهم ووسيلة لتبوئهم المناصب ونيل الاحترام، كانت بذرة الطائفية ومبدأ الاكثرية والاقلية التي على اساسها شكلت حكومات ما بعد الاحتلال وصيغ الدستور وصوت عليه، اي ان مستقبل العراق وامنه وازدهاره مرهون ومرتبط باتفاق رؤوساء الاحزاب الطائفية واختلافهم، واي تعكير لمزاج احد هؤلاء يعني اشتعال الوطن واحتراقه بكل ما فيه من نفوس واموال ( بصراحة نحن العراقيين بحاجة الى الفانوس السحري ومارده لارضاء كل هؤلاء الساسة واقناعهم للاحتكام الى العقل والعمل من اجل الشعب والوطن بدلا من تحميله المزيد من الدمار والعذاب من اجل كرسي او منصب زائل او حفنة من المال الحرام الذي يطيب لهؤلاء المسؤولين التلذذ به ).
الازمة الراهنة التي نشبت بين رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) ونائب رئيس الجمهورية ( طارق الهاشمي ) ليست جديدة على العراقيين لانهم يعرفون جيدا ان الاتفاق على توزيع المناصب حسب الانتماء الحزبي والطائفي والمذهبي والقومي ان ادى الى شيء فانما يؤدي الى التناحر السياسي اولاً، ويؤدي الى عدم تأدية هؤلاء لعملهم بصورة نزيهة ثانياً، وبالتالي يؤدي الى اغتنام الفرصة خلال المدة التي يتبوءون فيها مناصبهم للاثراء الشخصي ونهب ما يمكن من اموال الدولة وفرض المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، اضافة الى هذا كله فان العملية السياسية المبنية على المحاصصة تفلت المجرم من العقاب وتخلصه وذلك بالاعتماد على الكتلة الطائفية التي ينتمي اليها لان اي محاسبة للمسؤول التابع للكتلة الفلانية يقابله فتح ملفات المسؤول الاخر المنتمي الى الكتلة المقابلة وهكذا يجري التوافق بين الكتل ويستمر مسلسل النهب والسرقة والتدمير لعراقنا الديمقراطي. الجديد في هذه القضية التي اعتبرها رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي قضائية بحتة فيما اعتبرها معارضوه بداية لتصفية المعارضة وتثبيت دكتاتورية جديدة، انها نشبت بين شخصيتين كبيرتين بهذا الحجم ( رئيس الوزراء من جهة ونائب رئيس الجمهورية من جهة اخرى )، وانها تزامنت مع الانسحاب الامريكي من العراق، واتخاذها صورة العلنية حيث برزت الى العلن بصورة مفاجئة مرفقة بتصريحات حادة وتهديدية الى من يحمي طارق الهاشمي الذي لا زال مقيما في اقليم كردستان او يساعده على الهرب، ما يدل على ان القضية اكبر مما يتصوره البعض وانها من الصعب ان تحل سياسيا او توافقيا كما حدث مع القضايا والازمات السابقة، وهي اضافة الى ذلك مؤشر خطير الى عدم الاستقرار في العراق بعد الانسحاب الامريكي.
من المؤكد ان رئيس الوزراء سينال رضا وبركة الشعب العراقي باكمله دون استثناء اذا كان هو بعمله هذا يريد تثبيت القانون واحترام استقلاليته ومعاقبة المجرم ايا كان منصبه، لكن يعلم الكثير من ابناء هذا الشعب، ان لم نقل الاغلبية، ان التصريح او الاعلان او التأكيد على ان هذه الاتهامات او الحقائق التي تم كشفها الان هي اثر التحقيقات القضائية ولا شأن للسياسة بذلك هو امر مشكوك فيه ومخالف للواقع، فلو افترضنا جزافا ان القضاء مستقل لا سلطان عليه غير القانون كما جاء في الدستور العراقي، فهل للسادة المسؤولين حماة القانون ورافعي راية استقلاليته ان يشرحوا ويعلنوا للشعب كيفية اختيار اعضاء السلطة القضائية الاتحادية، من مجلس القضاء الاعلى، والمحكمة الاتحادية العليا، ومحكمة التمييز الاتحادية، وجهاز الادعاء العام، وهيئة الاشراف القضائي، والمحاكم الاتحادية الاخرى، هل هو على اساس الخبرة والنزاهة والشفافية في التعامل مع القضايا القانونية، ام على اساس الانتماء الطائفي والحزبي والقومي؟ والسؤال الذي يعقبه هو لماذا لم يتعامل القضاء مع قضايا الفساد وعمليات التصفية الجماعية التي تعرضت لها مكونات الشعب العراقي من الاقليات وامام انظار الحكومة واجهزتها الامنية مثلما تعامل مع قضية الهاشمي؟ تثبت المؤشرات والدلائل والوقائع على ان الكثير من المسؤولين الكبار والاطراف المشاركة في الحكم كان لها دور في ترحيل الاقليات المسالمة من المحافظات الجنوبية، واكتشفت ايضا الاف المرات صفقات مشبوهة او وهمية لوزراء او مسؤولين كبار تقدر بمليارات الدولارات، وغيرها من الاعمال غير المشروعة واللاقانونية وتم التغاضي عن كل ذلك في صفقات واتفاقيات مخفية او مقابل التغاضي عن خروقات الطرف المقابل وعدم فضحه، واضافة الى ذلك كان البعض من هؤلاء في حماية رئيس الوزراء نفسه!!! الم يكن لدينا قضاء في ذلك الوقت؟ ام ان القضاة كانوا عميان ولم يباشروا بمهامهم لانهم لم يتلقوا الامر بذلك؟
استقلالية القضاء هو لتمويه الشعب وخداعه داخليا، وللتظاهر به خارجيا امام انظار المجتمع الدولي، فاذا كان ما يقوله السيد رئيس الوزراء من ان قضية طارق الهاشمي هي قضية تتعلق بالارهاب وبالدم العراقي وان القضاء وحده له السلطة في مناقشة القضية واصدار الامر بتبرئة الهاشمي او اثبات التهمة عليه ومن ثم معاقبته وفق القانون، فنحن مع ذلك ونبارك عمله ونقول الف نعم لتطبيق القانون على المفسدين والارهابيين وغيرهم ممن يريدون لشعبنا ووطننا الشر والدمار، اما اذا كانت قضية اتهام الهاشمي بالارهاب بداية لتصفية الخصوم السياسيين وتكريس الدكتاتورية الفردية وتقديس الحزب القائد واخضاع المقابل والتعامل مع كافة القضايا بفكر فردي فنقول للسيد المالكي ومن يفكر بطريقته لا والف لا لاحياء هذا الفكر المقيت وانمائه.
اخر الكلام:- لا خير في بلد تقوده الميليشيات ويطبق قانونه قادة احزاب ويحكمه قتلة وسراق.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

332
بعد الاحداث المؤلمة الاخيرة التي شهدتها بعض مدن الاقليم في دهوك وزاخو وسميل ... وغيرها من اعمال شغب وتخريب وعنف طالت ابناء شعبنا الساكنين في هذه المناطق، انبرى بعض كتاب شعبنا المخلصين طبعاً( نقصد بعض الكتاب الجدد الاوفياء!! ) بسرعة البرق دون تمعن او تفكير او دراسة للموضوع خصوصا كونهم يقيمون خارج الاقليم ويبعدون عن منطقة الحدث مسافة ملايين الاميال، ليكتبوا او بالاحرى ليرصفوا ( يصفوا ) الكلمات التي تعودنا على قراءتها وسماعها حد الملل وكأنهم بذلك يريدون الفوز بالسبق الصحفي او بلقب ملك الشعب او حاميه الاوحد..... دون التركيز على موضوع المقالة او قراءة ما بين الاسطر لادراك وفهم الموضوع المتناول من قبل الكاتب نفسه او حتى دون معرفة لمصطلحات وعبارات يستخدمها الكاتب للتهويل ولفت الانظار دون حسبان عواقبها واثارها السلبية على ابناء شعبنا الموجودين في الداخل.
حيث نشر البعض من هؤلاء مقالات وبعناوين بارزة متهمين حكومة اقليم بالتواطؤ مع المجرمين في حرق صالونات النساء ومحلات بيع المشروبات الكحولية ومخازنها وبعض الفنادق واماكن التدليك.....، ان هذه الاحداث المؤلمة التي تعرض لها لها ابناء شعبنا والاخوة اليزيديين تثير الحزن بلا شك في نفس كل انسان وتثير الاف الاسئلة حول بقاءنا ووجودنا في وطننا، لكن هذا لا يعني ان نخلط الصالح بالطالح وفي لحظة غضب نشتم من ساعدنا ولا يزال يساعدنا في كل المحن، ونبدأ باتهام حكومة الاقليم على ما حدث ونوحي للعالم بأن ما حدث كان بمعاونة ومساعدة حكومة اقليم كوردستان واجهزتها الامنية، وهذا يعني ان حكومة اقليم كوردستان تنوي القيام بتصفية الوجود المسيحي في الاقليم عبر هذه الوسائل وغيرها التي تبث الرعب والخوف في نفوس المسيحيين لترك الاقليم او انتظار الموت المحتوم الذي ستبدأ فصوله في الاسابيع او الاشهر القادمة كما حدث معهم في المدن الجنوبية للعراق ( بغداد، البصرة، الموصل، .... ).
هذا ما عبر عنه كاتب من ابناء شعبنا في مقالة منشورة في عدد من المواقع الالكترونية، وبغمضة عين نسي كاتب المقال من شدة حزنه وكبر حبه لقضيته القومية!!! كل قدمه ويقدمه الاقليم، المتمثل برئاسة الاقليم وحكومته، من مساعدات مادية ومعنوية لابناء شعبنا الهاربين من جحيم الارهابيين في المدن الجنوبية التي تحكمها حكومة المركز، فالمنح والمساعدات المالية التي تقدمها حكومة الاقليم لابناء شعبنا المهجرين اضافة الى نقل خدماتهم الوظيفية الى دوائر الاقليم واستقبال الاف الطلاب في معاهد وكليات الاقليم حسب الامكان والقدرة، ومواقف رئاسة وحكومة الاقليم من المذابح والعمليات الارهابية التي يتعرض لها شعبنا باستمرار، وتبني الاقليم معالجة طلاب سهل نينوى الجرحى عندما فجرت الباصات التي كان تقلهم الى اماكن دراستهم وغيرها من المواقف التي ستحفر في جبين التاريخ سواء شئنا ام ابينا. ولو اسلمنا لرأي كاتب المقال وقلنا معه ان حكومة الاقليم واجهزتها متواطئة مع المجرمين في ما حدث، فكيف وبهذه السرعة عرف هذا الكاتب هذه الحقيقة واكتشفها خصوصا وهو مقيم في الخارج؟ وما هي الوثائق والحقائق والدلائل التي يستند عليها في اتهامه هذا؟ هل له ان يوضح؟
يقولون ان كنت تعرف فتلك مصيبة وان كنت لا تعرف فالمصيبة اعظم، من هذا المنطلق تعامل كاتبنا العظيم مع هذه الاحداث وبتحليلاته شبه ما جرى في مناطق دهوك وزاخو بما جرى في سرسنك عام 2009، هل للسيد هذا ان يقوم بجولة ويزور فيها منطقة سرسنك ليعرف تفاصيل القضية واحداثها بدقة قبل اثارة هذا الموضوع والكتابة عنه وربطه بما جرى حديثاً، لان الحدثان مختلفان من حيث القائمين بهما ومن حيث السبب الذي دفع بالاهالي في سرسنك للقيام بهذا الفعل، ويندهش الكاتب من تشكيل رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود البرزاني للجنة تحقيقية لمعرفة المذنب ويتسائل اذا كان هذا معقولاً؟ ومن ثم يشبه هذا الاجراء بالاجراءات التي اتخذتها الحكومة المركزية من قبل بشأن الاعمال الارهابية التي طالت ابناء شعبنا في المحافظات الجنوبية، للجواب على اسئلة السيد الكاتب وازالة دهشته نقول ان السيد مسعود البرزاني ليس برئيس عصابة ليأمر اعضائها باختطاف وتعذيب وقتل كل من يخالفه الرأي وليس بدكتاتور للفتك بكل معارض بل رئيس لاقليم ومعالجته لهكذا امور يجب ان تكون بعقلانية وتروي ودراية سياسية، اما القول بأن هذه الاجراءات هي بمثابة منوم او مهدء لامتصاص!!! حالة الاستياء والغضب والاستنكار لدى شعبنا وتنظيماته واحتجاجات المجتمع الدولي وتجمع تنظيماتنا السياسية في الوطن الذي اصدر بيان استنكار!!! فهو امر مضحك فماذا فعل المجتمع الدولي للمسيحيين العراقيين منذ اسقاط النظام السابق واحتلال العراق الذين انقرضوا امام انظار مجتمعك الدولي ايها الاستاذ!، اما شعبنا وتنظيماته وتجمع تنظيماتنا السياسية الذي استنكر العمل مشكورا ( هذا ديدنه وماذا عساه ان يفعل ) فماذا فعلوا هؤلاء جميعا لشعبنا منذ تأسيسهم لحد اليوم عدا رفع درجة معاناته وزيادة نسبة يأسه وفقدانه الامل بالمسقبل؟ والامر الاخر انه لولا الحرية والعمل الديمقراطي الذي يعم اقليم كوردستان في الوقت الحاضر لما كان باستطاعة هؤلاء اصدار حتى هذا الاستنكار. 
في فقرة اخرى يقول الكاتب ان مثل هذه الاعمال الموجهة ضد ابناء شعبنا ليس بمعزل عن علم ودراية بعض اقطاب حكومة الاقليم او الجهات الامنية او الحزبية!!! وهذا يؤكد ان مستقبل شعبنا في اقليم كوردستان اصبح على كف عفريت او ادنى حاله حال بقية اجزاء العراق، ولا يكف الكاتب بهذا بل يمضي للاعمق وينبئنا بان مصير المسيحيين في الاقليم سيكون مثل مصير اخوانهم في محافظة نينوى الذين قتلوا وفجرت محلاتهم ومقدساتهم وهجروا امام انظار الحومة المركزية واجهزتها الامينة. لو كانت حكومة الاقليم كما يقول الكاتب مشاركة ولو بجزء يسير في تضخيم معاناتنا او في الضغط علينا لترك الوطن لما اهتمت بقضيتنا كمسيحيين اساساً وما كنت لتساعدنا للوقوف ثانية اساساً وما حدث بعد عام 2003 من تعمير للكنائس ومساعدة للعوائل المهجرة من المحافظات الجنوبية على كافة المستويات ومن كافة النواحي خير دليل على ذلك دون الحاجة الى شرح او عرض للتفاصيل التي يعرفها الجميع.
نستطيع القول بأن اداء الاجهزة الامنية في محافظة دهوك وزاخو والمناطق الاخرى التي حدثت فيها اعمل شغب لم يكن بالمستوى المطلوب او ان التحرك للسيطرة على الوضع كان بطيئا، اما كل ادعاء غير ذلك فيعتبر هراء في هراء، ولهذا مبرراته ايضا من الناحية المنطقية لان هذه الاحداث كانت مفاجئة والاوضاع في الاقليم ليست كباقي المناطق العراقية لتكون اجهزته الامنية في استنفار دائم لاحتواء مثل هذه الحالات بالسرعة المطلوبة.
وختاماً اتمنى من الاخ الكاتب ان يقبل مني معلومة اضافية وهي ان الاقليم لا يملك دستوراً لحد الان بل هناك مشروع دستور والفرق بين الاثنين ( الدستور ومشروع الدستور ) كفرق الارض عن السماء.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

333
لا اظن اننا بحاجة الى سرد ما تعرض ويتعرض له شعبنا في العراق ( اقصد بكلمة شعبنا الكلدان والاشوريون والسريان، دون تسمية واحدة موحدة لان الكل مختلف حول موضوع التسمية والحمد لله!  ) خصوصا بعد اسقاط النظام السابق وفقدان الدولة لهيبتها وسيادتها والفلتان الامني الذي رافق عملية احتلال العراق، لمعرفة حجم الالم والمعاناة التي لا يزال يتعرض لها هذا المكون الاصيل، لان الصورة واضحة للجميع من قريب وبعيد بحيث اصبحت المأساة تتدحرج ساعة بعد ساعة لتكبر وتكبر لتكون بالنهاية بحارا من الدموع وجبالا من اليأس لشعب غدر به الغرباء وطعنه الاقرباء.
الاسباب التي دفعت وتدفع شعبنا الى ترك البلد كثيرة ومعروفة لدى الجميع، لكن الاسباب والخطابات والمواعظ التي تحثنا وتطلب منا البقاء في الوطن ( خصوصا للمهجرين قسرا وظلما والمشردين الذين بالكاد يدبرون امورهم المعيشية ) غير مقنعة او بالاحرى اصبحت غير مجدية في بلد تسيره العصابات وتسوده قوانين الغاب، هذا الواقع فرض نفسه علينا سواء شئنا ام ابينا فجعل منا لقمة سائغة في وطننا ونفوس تائهة في بلدان الغير تبحث عن وجه الله وتسترحم اصحاب الضمير وتستجديهم، هكذا اصبح حال شعبنا بفضل الارهابيين واسياد العراق الجديد وقادة احزابنا الموقرين وممثلينا المحترمين.
من غير المنصف معاتبة الغير فقط على حالة شعبنا المزرية وجعله شماعة نعلق عليها كل مصائبنا ومآسينا ونبارك مسؤولينا على سياراتهم الحديثة! ونمجد قادتنا على حماقاتهم العظيمة! ونتوسل لرؤساء لجاننا كي يكرموا علينا بفلس من مستحقاتنا الكبيرة! ونقبل اياد تصافحنا في الظاهر وتطعننا بمليون خنجر مسموم من وراء الستار!، لانه - وبكل صراحة – كان يمكن للمأساة ان تكون اصغر حجما وللمعاناة ان تكون اخف وقعا لو تعامل ممثلينا وقادتنا ومسؤولينا الكرام بقليل من الاخلاص والجدية مع قضيتنا التي ومع شديد الاسف اصبحت بورصة الاحلام ( عسى ان اكون قد وفقت في التسمية ) يدخلها المقامرين والمتاجرين بقضيتنا عراة حفاة ليخرجوا منها ببدلات زاهية راقية واربطة عنق انيقة ويصبحون بضربة حظ اصحاب الملايين من الدولارات اضافة الى نيلهم لقب ( الاستاذ )!!! نتيجة انجازاتهم واختراعاتهم واكتشافتهم وبحوثهم الرائعة ( طيلة حياتهم لم يفقهوا لا من السياسة ولا من القومية ولا من القضية ولا من مستقبل الشعب ولا من سائر العلوم الاخرى غير عملية جمع وطرح الارقام!!! )، وكأن قضيتنا كانت ارثا شخصيا مغتصبا استعادوه بقدرة قادر! وهم احرار بالتصرف به كما يشاؤون.
لو اجرينا احصاءا بسيطا لعدد احزابنا القومية العاملة والفعالة! في الساحة السياسية لتملكتنا الدهشة من كثرة عددها ( كل مجموعة اصبحت حزبا او بالاحرى كل شخص اصبح حزبا بذاته، والدليل على ذلك ان هناك احزابا لا يتعدى عدد اعضائها اصابع اليد الواحدة يترأسها اشخاص انتهازيين معروفين بسذاجتهم السياسية لكن الصدف والاعلام الدنيء الموجه صنع منهم عباقرة وعمالقة في زمننا العاهر، والمضحك ان هذه الاحزاب او بالاحرى هؤلاء الاشخاص ينشقون على انفسهم بين الحين والاخر لانهم لايتفقون على كيفية اقتسام الاموال المخصصة لهم او لعدم الاتفاق على شخصية المرشح مع بداية كل دورة انتخابية !! )، وبالمقابل لو اجرينا احصاءا لانجازات كل احزابنا القومية منذ لحظة تأسيسها حتى كتابة هذه المقالة ( معلومة اضافية لمن يتجاهل الحقيقة، ان اغلبية احزابنا القومية  اسست بعد اسقاط النظام العراقي السابق عام 2003، وهناك احزاب وهيئات ومجالس اسست خلال الشهور الاخيرة بعدما لاحظ المتاجرين والسماسرة ان هذه المهنة هي افضل السبل واحسن الوسائل لتبوء المناصب واستملاك الملايين، وهنا من حقنا ان نسأل الاخوة القوميين الجدد خصوصا الذين يعيشون خارج وطن الاجداد طبعا! اين كانوا قبل اسقاط النظام عندما كانت قوميتهم تسجل في كل تعداد واحصاء على انها عربية!!!، هل كنتم بلا قومية حينذاك؟ ام ان صحوتكم بدأت عندما صارت القومية سلما للصعود وتسنم المناصب في وطن تحكمه القوميات والطوائف؟ )، نلاحظ ان اهم انجازات هذه لاحزاب كانت تحقيق مصالح ذاتية تتمركز في عدد من الشخصيات المسؤولة والقيادية اضافة الى حاشيتهم، اما بقية الشعب ومعاناته وقضيته ومستقبله فللجنهم وبئس المصير.
ما اسطره في هذه المقالة ليس بجديد على احد، خصوصا على الكتاب والمثقفين، لكن مجرد طرحه او مناقشته اصحب خطا احمر يهابه الجميع او ان الكتابة عنه يكون في سبيل ترجيح كفة على اخرى او تحقير وتصغير للطرف الاخر، والسبب برأيي يعود الى الدبلوماسية التي يتعامل بها كل فرد مع نفسه اولا ومع الاطراف الاخرى ثانيا، خوفا من فناء او زوال الطرف الذي ينتمي اليه وصعود اطراف اخرى وبذلك يكون الباب مفتوحا امامه ليغير لونه ومبادئه وتعاليمه حسب الحاجة والطلب!، او لان تجاوز الخط الاحمر وكشف القليل من الحقيقة يعني عدم القبض!، لذلك اصبحت قضيتنا مثل الوان قوس قزح كلُ يرى فيه اللون الذي يعجبه ويهمل بقية الالوان حتى لو كانت اجمل وابهى وهذا بدوره جعل من قضيتنا القومية لا قضية لا يتناولها احد ولا يؤمن بها احد ولا يحزن عليها احد، واذا ما تناولها احد ما فلا يفعل ذلك ايمانا بقضية او حزنا على قضية او دفاعا عن قضية بل لان المصلحة الشخصية تتطلب ذلك للاستحواذ على ما تفرزه وتنتجه القضية من ثمار ومحاصيل اي كان مصدرها ومهما كان ثمنها مدفوعا بدم ابناء شعبنا ودموع ايتامه.
الاجتماعات وما تأخذه من قرارات يتيمة، والمؤتمرات بكل ما تضمه من مبايعات واياد مرفوعة، والتصريحات الصحفية بكل محتوياتها من تناقضات وخطب ووعظات خسيسة، والرحلات ( عذرا اقصد بها السفرات الترفيهية! ) العالمية التي يقوم بها سادتنا الكرام لمناقشة اوضاع شعبنا الراهنة ومستقبله المشرق في مدن اوروبا وامريكا ( عذرا لجميع المهاجرين قسرا وظلما لكن قضايا شعبنا تناقش في الداخل ومطاليبه تنفذ في الداخل ...... )، بكل ما تتضمنه هذه الرحلات من مصاريف واموال تتعدى عشرات الالاف من الدولارات اضافة الى البقشيش!!! الذي يضيفه المقيم في الدولة المستقبلة لفخامة وفدنا العظيم والمرافق له في جولاته السياحية الى قائمة الحساب!!!، كل هذه الاشياء وغيرها التي تغيب على كاتب المقال في الوقت الحاضر لن تقدم قضيتنا القومية الى الامام ولا خطوة بل - وبكل صراحة – ترجعها الى الوراء عشرات الخطوات، لان ما يحدث ليس سوى هدر للمال وضحك على الذقون اضافة لاهمال المعنيين من ابناء شعبنا في الداخل واحتقارهم وعدم مشورتهم في اهم القضايا التي تمس حاضرهم وتضمن مستقبلهم ومستقبل اجيالهم القادمة.
اغلب السياسيين ( اقول اغلب ولا اقول الكل لان فيهم من حمل هموم شعبه وحاول جهده في سبيل تحقيق ما يمكن، ولو جزء بسيط، من طموحات واحلام وشعبنا لكن النتيجة كانت ............... )  الذين ظهروا على الساحة واتخذوا من اسمنا وقضيتنا شعارا يتاجرون به لتحقيق الربح المادي والظفر بمنصب حكومي او برلماني او كارتوني لم تكن نيتهم ترقيع ثوب قضيتنا المهتريء بل ان القصد من مد اياديهم كان الظفر بجزء من هذا الثوب والتنعم به على حساب اليتامى والفقراء والمعدومين والمحرومين، عليه فان قضيتنا القومية لن تكون قضية واحدة ولن يكتب لها النجاح ابدا لو استمر الحال على ما هو عليه دون تغيير في نهج السياسة القذرة المتبعة من قبل بعض الاطراف، ودون تنظيف ما يمكن اياد وسخة تتلاعب باموال وقوت ابناء شعبنا وتتصرف بها بانذل الطرق.           

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

334
مقدمة:-
لمعاناة المسيحيين في العراق والشرق الاوسط عموما جذورا عميقة يبلغ عمرها الاف السنين تعرضوا خلالها ( دون تفرقة بين كلدان او اشوريون او سريان .... ) الى شتى انواع المذابح وعمليات التهجير والتعذيب والقتل الجماعي والاكراه لتغيير الدين، هذه الحقائق وغيرها من الامور الفظيعة التي حصلت، ولا زالت تحصل باستمرار، للمسيحيين على ايادي الغرباء دون ان يكون لهم حام او مدافع جعلت منهم لقمة سائغة وقضية لا ترفع رأسها حتى تطمر في الوحل ثانية بضربة كف. لست هنا بصدد نبش الماضي واثارة الذكريات المؤلمة لكن ذكر الماضي وتذكيره للذين نسوه من ابناء شعبنا يجعلنا اكثر دراية للامور وتفهما للمواقف السياسية وكيفية التعامل معها خدمة لقضيتنا القومية واخلاصا ووفاءا للاجيال القادمة حتى لا نلعن من قبلهم على انتهازية تدمر ما بقى من مستقبل وتدفن قضيتنا للابد.
من المخطئ وعدم الانصاف مقارنة ما حصل في الماضي بما يحصل في الحاضر، واذا كنا نكتفي بالخضوع لما حصل/ يحصل لنا على انه قدر محتوم فنحن نكون اول مغتالي قضيتنا ومغتصبيها، ربما نكون متفائلين زيادة لو قلنا ان مطالبنا كلها ستنفذ وان كافة امنياتنا ستتحقق وان كافة المظالم التي مورست ضد شعبنا ستزال ولن يبقى لها اثر وان حقوقنا التي اخذت منا غصبا وكرها ستعاد الينا على طبق من ذهب، لكن هذا لا يعني ان نجلس مكتوفي الايدي ننتظر رحمة هذا او رأفة ذاك ليتكرم علينا ببقايا موائدنا حسب ما تقتضيه مصلحته.
لا نبالغ اذا قلنا ان اهم الاسباب التي ادت وتؤدي الى تهميشنا واجبارنا على ترك الوطن وعدم الاستماع الى مطالبنا واعتبارنا شحاذين في وطن كنا اصله هو حالة التفرقة التي عاشتها كنائسنا وانتهازية قادة احزابنا القومية في التعامل مع قضايانا المصيرية وعدم توحيد خطابنا السياسي القومي والتركيز على المصالح الشخصية وتخوين المقابل وفضحه او الانتقاص من شأنه بدلا من التركيز على المآسي والمظالم والمذابح التي يتعرض لها شعبنا في الحاضر وتهدد مستقبله ووجوده في المستقبل.
اعلام شعبنا:-
لا احد ينكر ما للاعلام من تأثير على النفوس وعلى تحقيق النتيجة المرجوة من عدمها، على هذا الاساس كان يجب على اعلامنا القومي ان يكرس لخدمة قضيتنا وابراز معاناتنا المتنامية، خصوصا بعد عام 2003، بدلا من التناحر وتخوين المقابل وتكذيبه او فضحه وتسليط الاخبار والمقالات على نواقصه او اخفاقاته ( من هنا بدأ دخول الطارئين والمتملقين الساحة الاعلامية لشعبنا وتشويهها ايما تشويه لتحقيق غاية في نفس يعقوب!!! ) وترك انجازاته او اعماله الخيرية دون ذكر او تحليلها برؤية حزبية ومبادىء شخصية، ولكي نكون واقعيين وننصف الحقيقة فان عملية كشف المستور هي من اولويات العمل الاعلامي لكن بطريقة حضارية واسلوب متمدن ومتحضر، والنقد لو كان بناءا فاهلاً وسهلاً به لانه يكون في خدمة قضيتنا على اساس الاستفادة من الاخطاء وعدم تكرارها،اما اذا كان النقد هداما وهدفه الاوحد هو الانتقاص من المقابل وفضحه فهو حتما سيؤدي الى التخطي للوراء والتركيز على مسائل وقضايا جانبية وشخصية ومصلحية على حساب قضيتنا القومية ومعاناتنا ومأساتنا التي تكبر وتتعاظم يوما بعد يوم.
هذا من جانب ومن جانب اخر فان اسلوب عمل هيئات ومؤسسات شعبنا الاعلامية وطريقة تعاملها مع محن ومعاناة شعبنا كان متعباً ومخيباً للآمال وكان له تأثير كبير في تهميش وسحق قضيتنا واهمال كل مطالبنا وعدم الاكتراث لما يحصل لنا من خطف وقتل وتهجير، فبدلا من التركيز على معاناة المهجرين من ابناء شعبنا في دول الجوار او في المناطق الامنة من اقليم كردستان او سهل نينوى التي استقروا فيها، نلاحظ ان اغلبية الاخبار التي تتناقلها لنا وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة لا تتعدى التوافه التي لا تهم اغلبية ابناء شعبنا ولا تمس قضيته لا من قريب ولا من بعيد، حيث ان اغلبية الاخبار يمكن حصرها بـ ( استقبل النائب الفلاني عقيلته وجرى خلال اللقاء التباحث في ...... وزار النائب الفلاني نجله في محل اقامته ليتباحث معه في ...... وسافر سيادة النائب الفلاني، في جولة مدفوعة الاجر طبعا، الى الدول الاسكندنافية وغيرها من الدول للتباحث مع مسؤوليها شؤون شعبنا المسيحي! في العراق!..... او التقت احزابنا القومية وهيئاته العاملة للاتفاق على صيغة والية وكيفية الاحتفال بعيدنا القومي – رأس السنة البابلية -....... او التقى السادة للتباحث في موعد اللقاء التالي لانهم خرجوا من اللقاء الآني بلا اتفاق ( ومتى كانوا متفقين ... ) ..... او ترك السيد الفلاني قاعة الاجتماع منفعلا معترضا على الصيغة والترتيب التي ورد بها اسم سيادته واسم فصيله السياسي....او غادر السيد/النائب الفلاني الوطن برفقة عائلته متوجها الى بيروت في رحلة نقاهة واستجمام يتعالج خلالها من داء المفاصل بواسطة التدليك الطبيعي!!!....). لنكن واقعيين ونسأل انفسنا قبل ان يسألنا الاخرين بماذا تهم هذه الاخبار انسان هجر من بيته وتحولت ملكيته ظلماً وغدراً؟ بماذا تهم هذه الاخبار ارملة بلا معيل وبلا مورد تعيش به ايتامها في وقت تنهب الملايين من اموال الشعب من قبل المخلصين طبعاً بصورة دورية؟؟؟ بماذا تهم هذه الاخبار انسان مثقف يشعر ويحس بما يحدث من حوله من مظالم ونهب وفساد وضحك على الذقون؟؟؟، اما ما يمس قضيتنا القومية في الصميم فترك دون ذكر او اشارة، ولكي يثبت كلامنا بالوقائع والادلة نسأل اصحاب الشأن من المنتمين حزبيا والمؤمنين مبدئيا والمتملقين من رؤوساء التحرير!!! ( من المخجل حقا، بل انه العار نفسه، ان يترأس رئاسة التحرير اشخاص ليس لهم صلة بالواقع الصحفي ولم يكتبوا حتى مقالا واحداً طوال حياتهم لا عن قضية شعبنا ولا عن حياة النمل!!! لكن الصدف حولتهم الى مناضلين قوميين وصحفيين متخصصين!!! يرسمون لشعبنا خارطة طريق الانقاذ وتأمين المستقبل )، نسألهم ان كانوا قد اهتموا بقضية شعبنا بجزء من مليون مما يهتمون بما يجنونه من هذه القضية ؟ من منهم التفت الى معاناة المهجرين في دول الجوار؟ كيف يعيشون وماذا يأكلون؟ من كتب عنهم او ذكرهم اصلا؟ أي مؤسسة او هيئة اعلامية او جريدة حزبية قومية!!! قامت او بالاحرى فكرت يوما ما باعداد تقرير عن اوضاع المسيحيين المهجرين؟ اين منظمات مجتمعنا المدنية ( وما اكثرها عندما يتعلق الامر بتخصيص الاموال والمنح!!! ) من مأساة هؤلاء؟ لنقارن معاً ايها الاعلاميون البواسل ( عذرا والف عذر لكل اعلامي وكاتب و.... كان هدفه خدمة الشعب وتأمين مستقبل ابنائه ) حجم ما كتب عن السياسة وتمجيد السادة اصحاب الموائد والدفاع عن هذا وذاك باطلا وتخوين المقابل و..... وعن ما كتب عن قضية شعبنا القومية ومعاناة ابنائه؟؟؟ الم تكن هذه المعاناة ماركة تجارية للذين يدعون القومية والوطنية من ممثلينا الكرام لزيادة الارباح وتكديس الاموال؟       
احزابنا القومية ومؤسساتنا ومجالس اعياننا وغيرها ........
على مدى السنين الماضية وخصوصا بعد ازاحة النظام العراقي السابق عام 2003 تغيرت اوضاع البلد كثيرا واصبح العيش في مناطقه الجنوبية انتحار بالنسبة للمسيحيين والاقليات الاخرى والاسباب معروفة وليست بحاجة الى شرح او تعليق، ما يهمنا نحن المسيحيين ( كلدان اشوريين سريان ..... ) هو كيف تعاملنا مع التغيرات التي حصلت؟ وكيف تعامل اسيادنا المحترمين من رؤساء احزاب ولجان ومجالس اعيان وووو... مع المعاناة المتفاقمة؟ وماذا فعلت احزابنا السياسية لاخراجنا من هذه المحن التي تحيط بنا وتهدد مستقبلنا ووجودنا؟ وهل حقا نحن نملك احزاب سياسية قومية تهتم لمصيرنا؟ ( كل يوم يتأسس حزب جديد او مجلس جديد او نادي جديد، بحيث اصبح كل فرد يملك واحدا منها، والنتيجة كانت الى الوراء سر! ). المؤكد ان الحقيقة مرة دائما لكن قولها افضل من السكوت عليها، والحقيقة ان الاغلبية من احزاب وهيئات ومؤسسات ومجالس ووو.... تعاملت مع قضيتنا معاملة البائع مع زبائنه الذي لا يسلم شيئا قبل ان يستلم مقابله، فالاحزاب وملحقاتها تأسست او اسست على اساس مصلحي ومنفعي صرف لتحقيق اهداف واحلام قلة من الاشخاص على حساب هويتنا وديننا وقوميتنا وهذا ما تلمسناه ورأيناه خلال السنوات الماضية، فكل حزب تعيش قيادته برفاهية بحسب الميزانية المخصصة لهم او التبرعات التي يجمعونها من ابناء شعبنا المقيمين خارج الوطن او المبالغ التي يستلموها من هذه الجهة او تلك او بالاستحواذ على المساعدات التي كانت تخصص لشعبنا من قبل المؤسسات الخيرية، اما الشعب فيترك ليلاقي مصيره المشئوم بصمت مطبق ودون ضجة، هذه كانت حقيقة احزابنا العاملة في الساحة السياسية ولو كان هناك ( وما اكثرهم من كارهي الحقيقة والمستفيدين ) من يعارضني على ذلك فليجبني على سؤال بسيط يردده الاف امثالي وهو:- ماذا فعلت احزابنا ومؤسساتنا وهيئاتنا... من اجل قضيتنا القومية؟؟؟ عدا زيادة في رصيد الاهل والاحبة!!!!.
كتلنا النيابية:-
اقوى صفعة تلقاها شعبنا واكبر مصيبة ابتلى بها كانت حالة التشتت والتفرقة التي يعيشها اعضاء برلماننا الكرام، فلا يمر يوم على تصريح النائب الفلاني حتى يصرح من بعده النائب من الكتلة الاخرى بعكس ما صرح به الاول ( لوحظ وجود بعض التحسن في مثل هذه الحالات، التي تعودنا عليها، بعد حادثة كنيسة سيدة النجاة والاجتماعات المتكررة التي تعقدها بعض الاحزاب وتغيب عنها اخرى، فقد تقاربت نسبيا وبصورة فجائية التصريحات والاراء!!! عسى ان تدوم )، ويكذب المقابل ويخونه وينعته بأقذر ما تحتويه اللغة من صفات، اضافة الى نسيان النواب الوعود التي قطعوها لمنتخبيهم في فترة الدعاية الانتخابية ليحصلوا على اصواتهم ( من اجمل دعاباتهم الانتخابية انهم سيقوموا بزيارة تفقدية شهرية للمناطق التي يعيش بها ابناء شعبنا اذا ما فازوا بالانتخاب وسيكون بابهم مفتوحا لكل طارق لكن المصيبة كانت بعد فوزهم حيث اغلقوا ابوابهم بوجه كل طارق وحتى التحية التي كانوا يلقونها على اعز ناسهم اصبحت اكثر رزانة واصبحت بالمناسبات فقط، لان السيد اصبح نائب برلمان!! )، فما ان يجلسوا على الكرسي المتحرك يصاب السادة النواب بفقدان الذاكرة فيما يتعلق بحياتهم الماضية وينسوا ما اتوا من اجله وماذا عليهم ان يعملوا او يفعلوا في هكذا مكان وهكذا منصب، فعلينا الانحناء امامهم ومعاملتهم بادب واحترام ومناداتهم بالسيد او السيدة!!! لا لشيء فعلوه من اجلنا بل لانهم شغلوا منصب نائب في البرلمان وان راتبه يحلم به كل مواطن!!! ( دون معرفة ماذا يعني البرلمان وما هي وظيفته وكيف يستغل هذا المنصب لمصلحة الشعب وقضيته )، وبهذا يصبح اعضاء برلماننا السن مقطوعة وبيادق شطرنج بيد هذا او ذاك او اياد مرفوعة كلما دعت الضرورة الى ذلك دون التفات او دراسة او تفكير بقضيتنا القومية او التفكير بالمعاناة التي يعيشها كثير من اخواننا واخواتنا المهجرين الذين بالكاد يدبرون لقمة عيش شريفة في زمن مات به الكرم ودفنت الرجولة.
ليس خافيا على احد ما يعانيه المهجرين من ابناء شعبنا لكن من يفكر بهم؟ وماذا فعلوا لاجلهم؟ ومن حمل همومهم؟ اليس من واجب نوابنا المحترمين وقادة احزابنا الموقرين وغيرهم من اصحاب السلطة والشأن ( نخشى ان نذكرهم فنتهم بالكفر والزندقة!!! ) ان يلتفتوا الى هؤلاء واعانتهم مادياً ومعنوياً لمساعدتهم على الوقوف بوجه التحديات الكبيرة والخطيرة التي تحيط بهم، وفي نفس الوقت اشعارهم بانهم ليسوا وحيدين وهناك اياد ممدوة كلما دعت الضرورة لن تتركهم وحيدين في محنهم. هل قام احد من الممثلين والقوميين والناشطين!!!!! ( عدا اناس محدودين ومعروفين ) وغيرهم من الذين يتباكون على قضيتنا عندما يخص الامر مبلغا من المال او منصبا جامدا او..... بأي شيء من هذا القبيل لهؤلاء؟ واذا لم تكن هذه مسؤوليتهم فمسؤولية من تكون؟.
خاتمة:-
الكتابة عن معاناة شعبنا لا تنتهي بمقالة او قصيدة او مؤلف او مجلدات لانها اصلا بدأت كي لا تنتهي، لكن ما يحز في نفوسنا نحن العامة هو وقوف اغلبية احزابنا القومية وممثلي برلماننا وهيئاتنا ومجالسنا و....... على قبور ابريائنا والضحك على ذقوننا وكأننا شعب غبي لا يفقه من الدنيا شيئا، فيصرحون ويطلبون ويزمرون ويطبلون ويرقصون ووووو.... لا لشيء سوى لصفقة مالية او منصب حكومي، وفيما عدا ذلك فليرحم الله الشعب والقضية لان الغبي وحدها يصدقها ويؤمن بها، هذا تعاملت كل الاحزاب والمؤسسات والهيئات والمجالس ووو..... مع قضية شعبنا ( وجود بعض الاستثناءات تتمثل في وجود بعض الخيرين الذين تعاملوا باخلاص مع قضيتنا القومية لا يحتسب لان الاغلبية لم يكونوا مخلصين ولن يكونوا كذلك ابداً )، لذلك لم نلمس أي موقف ايجابي او شجاع من قبل المشاركين في الحكومة والبرلمان من احزابنا وكتلنا السياسية ازاء ما تعرض ويتعرض له شعبنا من تهميش او اقصاء او عمليات تهجير او مذابح، بل بالعكس من ذلك تماماً بعد كل مذبحة او كل دعوة علنية!! لترحيل ابناء شعبنا كان هؤلاء البواسل والمناضلين والمخلصين!!! ( نقصد بهم نواب برلماننا الكرام وقادة احزابنا الوسيمين ورجال ديننا الموقرين ولا ننسى الناشطين القوميين الذين لولاهم لكنا امة منسية!!! حفظهم الله واطال في عمرهم ) يطلبون من ابناء شعبنا الابرياء البقاء في بيوتهم وعدم النزوح الى المناطق الامنة او اللجوء الى دول الجوار ومنها الرحيل بصورة نهائية الى دول تضمن لهم حياة كريمة ومستقبل افضل، لان ذلك يؤدي الى افراغ العراق من مكونه الاصيل!!! ( يا لعبقرية هؤلاء يطلبون من الشعب انتظار الموت المحتوم في الوطن الام!!! بدلا من العيش في دولة اخرى ) وكأننا كبش فداء او ذبيحة لا بد من تقديمها ليظل هؤلاء السادة هانئين بمناصبهم ويضيفوا الى ارصدتهم ملايينا اخرى من الدولارات على حساب دمائنا ومآسينا، فهل يا ترى بقى لنا أي امل في الحفاظ على وجودنا في الوطن الام؟ ام ان الباقين سيتبعون السابقين عاجلاً ام اجلاً.     

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

335
لا شك في ان الهدف الاول والاخير للولايات المتحدة الامريكية في حربها غير المشروعة ضد العراق هي ضمان مصالحها وتحقيق اكبر قدر ممكن من الارباح على حساب معاناة العراقيين ومأساتهم، وهذه حقيقة يعرفها الجميع خصوصا لمن اشتغل! في السياسة او تصفح تاريخ امريكا الاسود في طريقة معاملتها مع الدول التي استعمرتها بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة، لكن هذا كله هان سواء بالنسبة للمعارضين الاوفياء الذين كانوا يحلمون بمستقبل افضل لوطن دون صدام حسين، وبالنسبة للسماسرة من المعارضة الذين كان همهم الاوحد اخذ حصتهم من الكعكة العراقية والجلوس على الكرسي المتحرك واصدار الاوامر والظهور على صفحات الجرائد او شاشة التلفاز بدلا من فرش البسطات في دول الجوار او العيش على الراتب البلدي في دول الغرب، وايضا بالنسبة للشعب المغلوب على امره الذي كان يتمنى ازاحة هذا الكابوس ( كابوس البعث ) عنه مهما كان الثمن، فرقص للامريكان وصافح البريطانيين ورفع الدعوات لبوش الابن لانقاذ العراق من نظام البعث، لكن الثمن المقدر في تلك الفترة كان تافها بالنسبة للذي حصل ويحصل في العراق بعد ذلك التاريخ، والاحلام التي علقوا عليها امالا كبيرة تحولت الى كوابيس يومية ترعب الكبار قبل الصغار.
المخيب للامال وانزلاق العراق الى ادنى المستويات من حيث الاقتصاد والمعيشة والخدمات العامة وكيفية التصرف الاداري وطريقة تعامل الحكومة مع الطرف الاخر لم يكن سببها الجانب الامريكي فقط، بل كان للمسؤولين الجدد دور كبير يفوق كل تصور في تضخيم معاناة الشعب العراقي وتهويل مأساته، فبدلا من الاستفادة من اخطاء الماضي وطي صفحة الانتقام وتحرير كرسي الرئاسة من فرد او افراد يحتكرون السلطة من يوم ميلادهم الى يوم القيامة، وتكريس ثروات البلد وخيراته للاعمار والتطوير ورفع المستوى المعيشي للمواطن وتلبية حاجاته الاساسية ونهج سياسة ترسيخ الاخوة بين الطوائف والقوميات والاديان وتعزيز مفهوم الديمقراطية وتطبيقاتها واحترام حقوق الانسان العراقي واطلاق الحرية له للتعبير عن ارائه كيفما كانت بغض النظر عن تطابقها مع توجهات واراء الطرف الحاكم او مخالفتها لها كليا، والعمل على بناء وطن ديمقراطي متطور ومزدهر يتناسب مع ما يحتويه ويملكه الوطن من خيرات وفيرة ومع ما يملكه الشعب من خيرة عقول الدنيا من حيث العلوم والثقافة والادب والفن، نلاحظ العكس من ذلك تماما فالخطأ تكرر والنهج المقيت الذي اتبع من قبل السابقين هو نفسه الذي اتبعه اللاحقين ( وكأن التاريخ يعيد نفسه لكن بوجوه واسماء اخرى ) مع اختلاف بسيط لا يعتبر، فكان من اولى خطوات المسؤولين الجدد اثارة الماضي والانتقام منه بابشع الصور والاساليب وتقسيم المناصب السيادية والتقاتل عليها!! ( كل ذلك يحصل باسم الوطنية وخدمة الوطن!، قسما لو كان الوطن بلا وطنيين لكان مستقبله افضل بملايين المرات ) والعبث بثروات البلد وتبديدها ونهب ما يمكن نهبه بشتى الطرق حتى لو كان ذلك على حساب حياة وصحة المواطنين ( كما حدث في فضيحة وزارة التجارة ووزيرها الموقرين ) اضافة الى فقدان الامن وتدني المستوى التعليمي الى ادنى مستوياته وعدم تناسب معيشة المواطنين مع موارد العراق وميزانيته المعلنة وسيطرة الميليشيات وقادتها على مجريات الامور وتحكمها بالحدود وتهريب النفط وغيرها من الامور العجيبة والغريبة التي نسمعها يوميا وتجري امام انظار الحكام الجدد علانية دون محاسبة او معاقبة!!، هذه الامور وغيرها حولت العراق الى مجتمع بدائي بعيد كل البعد عن التمدن والتحضر وجعلت منه غابة تسودها الطائفية وتحكمها الكواتم والقوانين القرقوشية.
ربما يكون تيقن الشعب العراقي والكثير من قادته السياسيين من اهداف ونوايا عملية تحرير/ احتلال متأخراً بعض الشيء، وذلك من الامور العادية في وطن لم يذق شعبه طعم الاستقرار وحكم لعقود طويلة بقبضة حديدية وانقطع عن العالم لعشرات السنين بسبب الحصار الظالم الذي فرض عليه دون وجه حق اضافة الى ولادة العديد من السياسيين العراقيين! من رحم المخابرات الامريكية، لكن ذلك لا يعني قط ان الاخطاء التي حدثت بعد عام 2003 لا يمكن تصحيحها، بل بالعكس من ذلك تماماً يمكن لاخطاء الماضي ان تصبح ركائز جبارة لبناء المستقبل وبناء وطن لا تشوبه شائبة.   
همسة:- ربما حان الوقت للتفكير بمستقبل الشعب والوطن قليلاً، فاذا كانت الاعوام الماضية بكل ما فيها من فساد ونهب وتناحر وتشاجر وتقاتل واتجار بقوت الشعب ودمه وتنافس لا شريف غير كافية لارضاء طمعكم وغروركم وكبريائكم فثقوا ان السنين القادمة لن تفعل ذلك حتى او اطال الله عمركم ملايين السنين.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

336
بعد ان انجز الجيش الامريكي مهماته التي جاء من اجلها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر عملية تحرير العراق شعبا ووطنا من دكتاتوره الدموي ( العملية تمت بنجاح والحمد لله ) هذا اولا، اما ثانياً فكان من اولويات القيادة الامريكية والمتحالفين معها في حربها ضد العراق، الاهتمام باليتامى والثكالى والارامل المظلومين والمتضررين من حروب النظام السابق وسياسته وطريقة حكمه وتعامله مع القضايا المصيرية ( لا يزال هؤلاء يدعون بالخير وطول العمر للرئيس بوش واعوانه مصاصي الدماء على اهتمامهم المنقطع النظير بهذه الفئة )، اما ثالثاً فكان توزيع خيرات العراق بالتساوي! على جميع مواطنيه من اقصى شماله الى اقصى جنوبه دون تمييز ( لان النظام السابق بدد ثروات الوطن على غير وجه حق!! )، اما رابعاً فكان افراغ العراق من اسلحة الدمار الشامل التي كانت تهدد المصالح الامريكية في المنطقة ( بماذا يجيب قادة امريكا والمتحالفين معها في حروبهم المتكررة على الشعب العراقي الاعزل، الذي كان المتضرر الوحيد من هذه الحروب، ومعهم كل المصفقين للاحتلال على ملايين المرضى والمصابين نتيجة استخدام امريكا لاسلحة محظورة دوليا ضد المدنيين العزل والتي ادت الى تشوهات وامراض خطيرة لم تكن معروفة سابقا، بل ان جميع الدلائل تشير الى ان هذه الامراض والتشوهات الخلقية هي نتيجة تأثير الاسلحة وبقايا المواد الكيمياوية التي استخدمتها امريكا في حربها ضد العراق )، اما خامساً فكان دمقرطة العراق وجعله منبعا للديمقراطية في الشرق الاوسط ( لم لا والعراق وشعبه اصبحوا حقل تجارب لتكنولوجيا العصر ونبوءات الاغبياء المتعجرفين من ساسة امريكا واعوانهم )، كانت هذه الاهداف والنوايا المعلنة من قبل امريكا والمتحالفين معها عند غزو العراق ومبرراتهم في تدمير العراق شعبا ووطنا، منذ حرب الخليج الاولى وفرض الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي مروراً باسقاط النظام العراقي السابق واحتلال العراق وتدمير كل ما هو انساني فيه.
وبعد ان انتهى الجيش الامريكي من تحقيق هذه الاهداف النبيلة ولم يتبق امامه أي خدمة يقدمها للشعب العراقي فكر بحيوانات العراق وبالاخص حميره!!، فلهذه المخلوقات شأنها شأن الانسان حقوق يجب مراعاتها والحفاظ عليها ( ربما ستدون وتثبت حقوق هذه المخلوقات في الدستور القادم، وتصبح من اولويات حكوماتنا الديمقراطية القادمة تعزيز هذه الحقوق والدفاع عنها لتنال اصوات الحمير .... وغيرها، بعد ان يفرغ العراق من ناسه وانسانيته طبعاً )، وبما ان الجيش الامريكي يراعي القيم الانسانية ومبادئه العالية هي عدم مخالفة القوانين ومساعدة المدنيين ومد يد المساعدة لكل محتاج اينما حل، فكانت اجمل لفتة واروع وقفة له ( للجيش الامريكي ) والتي ابرزت وجهه الحيواني ( اقصد وجهه الانساني ) في العراق المحتل! كانت تجاه حمير العراق ( ليس كلهم بل الحمار " سموك " فقط الذي حالفه الحظ واصبح صديقا لقوات المارينز الذين يعيشون في الانبار )، فحسب ما نشر في وسائل الاعلام ان الامر استغرق 37 ساعة لوصول الحمار " سموك " الى نيويورك على متن طائرة شحن من تركيا، وكلفت رحلة نقله بين 30 و 40 الف دولار !!! ( ترى هل هي ازمة حمير في امريكا المشهورة بهم؟، ام ان الحمار " سموك " العراقي اذكى من الحمير الامريكي ونقل الى هناك للاستفادة من ذكائه وخبراته العملية؟ ).     
هناك امران، احدهما مضحك والاخر مبك، في حالة حمارنا المحظوظ " سموك " الذي كان السفير الامريكي! لدى تركيا يهتم بمتابعة اخباره، المضحك انهم نشروا خبر نقله عبر وسائل الاعلام دون خجل وتستروا على كل الجرائم التي مورست بحق الشعب العراقي من قبل الجيش الامريكي ابتداءا بحروبهم غير العادلة والقتل العشوائي من قبل افراد شركاتهم الامنية لمدنيين عزل دون مسائلة او محاسبة وانتهاءا بفضائحهم الموثقة لما حدث في السجون العراقية من انتهاك صارخ في حقوق الانسان من قبل اناس يدعون حمايتها واحترامها!!، اما الامر المبكي فهو صرف 40 الف على حمار!! ( سواء كان المبلغ مدفوعا من قبل الكولونيل المتقاعد جون فولسوم ام من قبل " الجمعية الدولية لمنع القسوة ضد الحيوان", او مستقطعا من موارد العراق النفطية رغما عنا ) بينما يترك ضحايا جراثيم وكيمياويات الجيش الامريكي من الشعب العراقي يعانون من مصائبهم ويلاقون مصيرهم دون سؤال، ويترك اليتامى الذين فقدوا ذووهم بطلقة طائشة من جندي امريكي مراهق او بسبب شظية من قنابلهم الذكية يتوسدون الارصفة ويبحثون بين قمم الزبالة والنفايات عن لقمة خبز متعفنة يسدون بها جوعهم القاتل في وطن خيراته لا تعد ولا تحصى!.
حقا انها وقفة رائعة من قبل الكولونيل فولسوم ومن قبل " الجمعية الدولية لمنع القسوة ضد الحيوان " ايضاً، في نقل الحمار العراقي " سموك " الى امريكا ورعايته وانقاذه من حياة الذل التي كان يعيشها وكلهم على هذه الوقفة مشكورين، لكن الم يكن الاولى بهم ان يلتفتوا الى ملايين اليتامى والاف المصابين جراء القائهم الاف الاطنان من القنابل المحرمة دوليا على شعب العراق الاعزل؟ والتي ستبقى اثارها تؤثر بالعراقيين لمئات من السنين القادمة.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

337
 
الاعور بين العميان سلطان

تعاقب على سدة الحكم في العراق انظمة واحزاب سياسية متباينة في الاهداف والشعارات والايديولوجيات اضافة الى اختلافها في طريقة تسنمها لمقاليد الحكم وادارة امور وشؤون الدولة السياسية والاقتصادية والثقافية، لكنها - مع الاسف – كانت متشابهة ومتماثلة في التعلق بالكرسي ومعاملة الاخر والاتجار بقوت الشعب والضحك على ذقون ابنائه ونهب ما يمكن من اموال البلد للايام السوداء المنتظرة!، فكل الانظمة المتعاقبة، بلا استثناء، لم تستطع تلبية الحد الادنى من متطلبات الشعب او تحقيق جزء من الطموحات الكثيرة، المؤجلة ابداً، لشعب خيراته تكفي لاشباع سكان الارض جميعاً، فكان نصيب الشعب من هذه الحكومات الوطنية! الفقر والقتل والذبح والملاحقة والتهجير والتشرد ودروس في التصفيق للحكومة على انجازاتها الوطنية والقومية والطائفية.
من غير المعقول ان نقارن بين الحكومات والفترات الزمنية التي حكمت فيها والظروف السياسية والاقتصادية التي احاطت وتحيط بها، لان لكل حكومة، او بالاحرى لكل حزب تسلم مقاليد الحكم في عراقنا الحبيب هدف او اهداف يسعى لتحقيقها تؤدي بالتالي الى ايجابيات وسلبيات يحكم الشعب عليها من خلال معاينة الواقع، وفي ظل كل حكومة من الحكومات المتعاقبة على الحكم كان هناك اقلية منتفعة واكثرية متضررة وذلك بسبب طمع الحاكمين ولا شعورهم بالمسؤولية تجاه الوطن وثرواته وممتلكاته، ولكل حكومة كان هناك نقاط ضعف تستغل من قبل الاطراف الاقليمية والدولية ونقاط قوة تتباهى بها لتفتك بمعارضيها وتلاحق اسرهم من ابناء هذا الوطن ..... هذه الاسباب وغيرها من الاسباب ادت ولا زالت تؤدي لحد الان لولادة حكومات مشوهة وغير مكتملة تتمسك بدفة القيادة في العراق لتبدد ثرواته حينا وتزيد من معاناة شعبه احيانا اخرى وتدمر مستقبل اجياله القادمة اغلب الاحيان.
ان انتقاد الحكومة الحالية على سوء ادارتها وضعف ادائها لا يعني بان الحكومات والانظمة السابقة كانت افضل منها، بل يعني انها عجزت عن ارضاء الشعب وتلبية متطلباته وتحقيق جزء من طموحاته الكثيرة المتراكمة بسبب التصرفات والسياسة الخاطئة التى مورست من قبل الحكومات السابقة، فاذا كانت الحكومات السابقة قد هضمت الحقوق السياسية لفئات كثيرة من الشعب وقيدت حريات افراده وبددت ثروات البلد بالاسلحة والتبرعات الجنونية لهذا وذاك ( بينما الشعب يعيش تحت خط الفقر!!! ) وشراء الذمم والهبات والعطايا لكل مصفق وواعظ يمجد الحماقات ويفتخر بالهزائم ويسكت عن قتل الابرياء العزل، اضافة الى امتيازات ومخصصات المسؤولين وقيادي الحزب وبذخهم على حساب معاناة الشعب، فان الحكومات الديمقراطية ( نقصد بها حكومات ما بعد 2003 ) لم تستطع، او بالاحرى لم يكن في نيتها، الاستفادة من اخطاء الماضي والعمل على النهوض بالوطن الى المستوى الذي يليق به وبشعبه، وبدلا من ذلك ( ولكن باسم الديمقراطية هذه المرة ) شرد الملايين وقتل الالاف واختفى عشرات الالاف وامتلئت السجون بالمجرمين والابرياء على حد سواء دون محاكمة وفاحت رائحة الجرائم والتعذيب والفساد في فضاء العالم اجمعه، واختفت مئات المليارات من الدولارات من خزينة الدولة ومن مساعدات الاعمار دون تحقيق او مسائلة او حتى متابعة!!، واصبح النفط العراقي يجري بلا عداد وكل متنفذ يأخذ حصته ليسكت عن مخالفات الاخر ويستر على نهبه، وكأن الوطن الذي يحلفون باسمه ليس سوى ثور مذبوح طوبى لمن ينتهز الفرصة ويقتطع منه الجزء الاكبر.
مرت ثمانية اعوام على اسقاط النظام السابق والظروف الامنية تسير من سيء الى اسوأ والوضع الاقتصادي مستمر في التدهور وحقوق الشعب تهضم كالسابق! وخريجو الجامعات يفرشون البسطات او يتسكعون في الشوارع بلا امل في التعيين على ملاك الدولة او الحصول على وظيفة محترمة تتناسب مع شهاداتهم العملية ( لانهم ليسوا من الحاشية او من اولاد الربع )، ومستوى الجهل يزداد ونسبة الامية بارتفاع ملحوظ وحال التربية يبكى عليه، والخدمات العامة قليلة ان لم تكن معدومة ... وفي المقابل تتضخم ثروات المسؤولين – معارضي البارحة وحكام اليوم- ويزدادون استخفافا بمشاعر المواطنين ومعاناتهم المتزايدة، ويثبتون للشعب العراقي وشعوب العالم ايضا ان الكرسي اغلى من الوطن وارواح ابنائه.
وختاماً لا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان حكومات ما بعد 2003 لا تختلف عن سابقتها كثيراً، عدا بعض المفارقات البسيطة التي لا تتعدى في عدم زجها الشعب العراقي في حروب خارجية ( لكن في المقابل اصبح الشعب عدو ذاته ويتقاتل ما بين نفسه! ) هذا اولا، اما ثانياً فتكمن في نسبية الحرية في التعبير عن الرأي دون خوف او ملاحقة، اما باقي الامور فان لم تكن قد ساءت اكثر فانها لم تتحسن البتة!، وهذا ما يجعل حكومتنا الديمقراطية الحالية احسن نوعا ما من حكومة البعث السابقة.
همسة:- ليس كل مصفق لاخطاء الحكومة بوطني مخلص وليس كل منتقد ببعثي مجرم او ارهابي بلا ضمير، فلربما يكون المنتقد من اشد الناس وطنية واولهم حرصاعلى الديمقراطية.
 
كوهر يوحنان عوديش
Gawher75@yahoo.com
 

338
تباين واختلاف تصريحات ومواقف الساسة العراقيين والمسيطرين على مقاليد الحكم حول محنة المسيحيين العراقيين وما تعرضوا ويتعرضون له من مذابح وتهجير قسري ومظالم اخرى كثيرة لا تعد ولا تحصى ليست بجديدة لا على المسيحيين انفسهم ولا على العالم اجمع، فكل الوعود والاجراءات الفورية والاحترازية التي كانت تتبع وتعقب مذبحة ما لم تكن سوى حفنة من الرمال تذر على العيون لحجب الرؤية وطمس الحقيقة.
نعرف ومعنا الشعب العراقي باكمله ان اغلبية اعضاء البرلمان العراقي والحكومة العراقية ( ومن ضمنهم طبعاً النائب يونادم كنا وابن اخته الوزير سركون لازار ) قد دخلوا اروقة البرلمان وتبوءوا المناصب الحكومية عن طريق انتمائهم الطائفي او القومي او الحزبي وليس عن طريق برنامجهم الانتخابي او شهرتهم او شهاداتهم العلمية او كفائتهم العملية او مقدار خدمتهم للوطن، لذلك فلا عجب ان يدافع كل عضو او نائب عن طائفته او قوميته او حزبه الذي اوصله الى هذا المنصب، ولكن قبل ذلك عليه ان يدافع عن مصالحه ويعرف كيف يحافظ عليها كي لا يكون مصيره سلة المهملات في الدورة القادمة خصوصا اذا كان من الاقليات!، وهذا هو سبب سكوتنا وبطلان عجبنا لما يحدث للمسيحيين من خطف وقتل وتشريد وتهجير وتهميش وهضم حقوق دون أي ضجة او متابعة او تحقيق او قصاص من المتسببين بذلك، لذلك انتمينا رغم انوفنا الى حزب – اذا عرف السبب بطل العجب – وجلسنا صامتين ننتظر نهايتنا.
هذه كانت مقدمة بسيطة يعرفها الجميع لكن يتجنبها البعض ويتجاهلها عن قصد خادعا نفسه وضميره في سبيل الاستمرار في الاغتناء والارتقاء بمنصبه الفاني على حساب معاناتنا المتفاقمة، لست هنا بصدد الدخول في نقاشات عقيمة دارت وتدور حول مسألة الحكم الذاتي والادارة الذاتية! وايهما افضل، او الدفاع عن رأي والطعن بالاخر، ولا اتهام أي من الطرفين بالعمالة او العمل على تمزيق وحدة شعبنا الممزقة اصلاً.....، بل بصدد التعليق على تصريح رئيس كتلة الرافدين! في البرلمان العراقي ( السيد يونادم كنا ) الذي ادلى به لـ" السومرية نيوز " الذي انتقد فيه الدعوات المطالبة بتشكيل محافظة للمسيحيين او اقامة منطقة حكم ذاتي لهم لان ذلك يؤدي الى تفكيك المجتمع!! وان ذلك مخالف للدستور العراقي، حيث يقول ( ما ورد على لسان طالباني في وقت سابق بشأن اقامة محافظة للمسيحيين يتناقض والمادة 7 من الدستور، وهذه الدعوة نرفضها لأننا ضد تفكيك وحدة المجتمع"، موضحا بالقول "لا نريد ان تكون هناك خلفيات عنصرية او دينية او قومية لاننا أشقاء متعايشين في العراق منذ قرون.... )، الكلام بين القوسين مأخوذ حرفيا كما هو منشور في الـ" السومرية نيوز " والمواقع الاخرى.
السيد يونادم كنا ومعه اعضاء كتلته البرلمانية واعضاء ومؤيدي حركته الديمقراطية الاشورية التي يترأسها احرار في اتخاذ القرارات التي تتماشى ومبادئهم ونهج حركتهم، وهم احرار ايضا في الدفاع عن الرأي الذي يجدونه الانسب والافضل لمصلحة حركتهم ومن خلال منظورهم يكون الانسب والافضل لشعبنا وقضيته القومية، والتعبير عن الرأي هو من ابسط الحقوق السياسية في دولة نظام حكمها ديمقراطي، لكن العتب على السيد يونادم كنا هو انه لكثرة تصريحاته التناقضة ( ففي نفس اليوم صرح لوكالة اخرى انه مع اقامة محافظة مسيحية!! ) تختلط عليه الامور وتتقافز عليه مواد الدستور مثل سباق الخيول لتفوز مادة ما تكون الاكثر حظاً لانها كانت من ضمن تصريحات السيد يونادم.
لندخل صلب الموضوع ونناقشه بهدوء دون عصبية او انفعال او توزيع التهم والصاق الصفات البذئية بالاخر باطلا، ينص الدستور العراقي في مادته السابعة على ( اولاً:- يحظر كل كيان او نهج او ممارسة او فعل يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي، او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمى كان، ولا يجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون. ثانياً:- تلتزم الدولة بمحاربة الارهاب بجميع اشكاله، وتعمل على حماية اراضيها من ان تكون مقراً او ممراً او ساحة لنشاطه. ). والان من حقنا ان نسأل السيد يونادم كنا النائب في البرلمان العراقي عن علاقة هذه المادة ( المادة 7 من الدستور التي ذكرها السيد يونادم في تصريحه ) باقامة محافظة مسيحية ؟!، فالمادة المثبتة في الدستور العراقي واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج الى شرح او تفسير وبهذا حسب النص وتصريح السيد يونادم يعتبر جميع المسيحيين عنصريين وإرهابيين ويجب على الدولة محاربتهم! ( لذلك سكت السيد النائب عن الابادة التي تعرض لها المسيحيين طوال الاعوام الماضية، لان ذلك دستوري! ولا يجب معارضة الدستور )، اما اذا اعترض البعض على ما اقوله وبرروا تصريحات السيد يونادم باختلاط الامور وتشابك المواد فهذا غير مقبول بتاتاً وغير منصف وعادل لان السيد يونادم تبوأ الكثير من المناصب الحكومية في الاقليم والمركز وكان عضوا في لجنة صياغة الدستور العراقي ولا زال نائبا في البرلمان لذلك عليه ان يكون على قدر ( ولو بنسبة قليلة جداً ) من المعرفة والإلمام بمواد الدستور تمكنه من وضع النقاط على الحروف في مقابلاته الصحفية اللامتناهية.
وفي الختام ننصح السيد النائب بمراجعة اقواله جيداً والاعتذار للمسيحيين عن هذا الوصف الذي لا يتلائم مع مبادئهم وتعاليم دينهم المسامح، ونقول له احتفظ بمنصبك ورشح من تريد لمنصب السفير او الوزير او ...... لكن لا تسحق مشاعر المسيحيين وتتاجر بمأساتهم، فاذا نحن غفرنا فان التاريخ لن يغفر.         

كوهر يوحنان عوديش
Gawher75@yahoo.com

339
ما يتعرض له المسيحيين في العراق الجديد ليس بجديد لا على المسيحيين انفسهم ولا على العالم والدول الكبرى التي اغمضت عيونها عن المذابح والمظالم التي طالت ابناء هذه الطائفة مراعاة وحفاظاً على مصالحها الذاتية ( بل انها كانت شريكاً في بعض المذابح التي تعرض لها ابناء هذه الطائفة )، لكن بعد سقوط النظام العراقي السابق وما رافقه من تغيرات مهمة في العراق وفي الساحة الدولية برزت معاناة المسيحيين العراقيين بشكل لم يسبق له مثيل، وبدأت المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان وحقوق الاقليات والكثير من الدول الكبرى ورؤساء الكنيسة انفسهم على حد سواء بالمطالبة والعمل على حماية المسيحيين في العراق وضمان شيئاً من حقوقهم المهضومة، لكن رغم كل المحاولات لا زالت معاناة المسيحيين مستمرة وتتفاقم يوماً بعد يوم امام انظار حكومتنا الديمقراطية، التي لا تكف عن مناشدة الدول الاوروبية على عدم تشجيع المسيحيين على ترك البلاد عبر تقديم تسهيلات اللجوء اليهم، او عمل الحكومة وبعض اجهزتها الادارية على منع واعاقة نقل الموظف المسيحي من المناطق الملتهبة الى مناطق اكثر امانا ليحمي نفسه وعائلته من الاعتداء العلني والموت المحتوم، وكأن الموت المحتوم وبأبشع الصور ضمن حدود جمهورية العراق الديمقراطية هو مصير المسيحيين الاوحد في هذا العالم الواسع.
كل العراقيين، وبالاخص المثقفين والسياسيين المخضرمين!، يعرفون ان الحكومة العراقية بعد اسقاط النظام السابق شكلت ولا زالت تتشكل على اساس الطائفية والقومية وليس على اساس الكفاءة العلمية او الخبرة العملية او تنصيب الفرد المناسب في المكان المناسب، وهذا كان احد اهم الاسباب التي ادت الى تهميش الاقليات وابعادهم عن العملية السياسية، وان كانت بعض المناصب الهامشية انيطت بالاقليات صوريا لاضفاء صبغة الديمقراطية على الحكومة المشكلة الا انها لم تكن سوى مساومة على حقوق هذا الاقلية او تلك، لان المشاركين في الحكومة لم يكونوا ممثلين عن المسيحيين بل يمثلون انفسهم وحاشيتهم، لذلك نرى ان كل جريمة كانت تنفذ بحق المسيحيين كان المشاركون في الحكومة يتهربون من الاجوبة الصريحة ويعتبرون ما يحدث للمسيحيين جزء مما يحدث للشعب العراقي باكمله.
تعاتب وزيرة الهجرة والمهجرين السابقة باسكال وردة في حوار لها مع جريدة النهار اللبنانية الصادرة في 19/2/ 2011 وزير خارجية النظام السابق طارق عزيز وتلومه حيث تقول ( ...... ان المسيحيين عانوا الكثير في ظل نظام البعث، وكان عزيز يسخر من حال هذه القرى ولا يكترث لامرها. )، من حق السيدة باسكال وسيدها ( ممثل المسيحيين الاوحد في البرلمان العراقي السيد يونادم كنا!!، فالسيد كنا في كل تصريحاته البهلوانية لا يعتبر اعضاء البرلمان المسيحيين من غير القوائم نوابا عن المسيحيين!!! ) ان يعتابوا ويلوموا من يشاءوا من الغير الذي لم ينصف ابناء طائفتهم او كبر من معاناتهم، خصوصا اذا كان هذا الغير من ابناء طائفتهم لكن منتمي الى حزب قومي اخر غير قوميته الاصلية ومتبوئا مركزا حكومياً يمنحه السلطة والصلاحيات لتمرير ما يرغب وتنفيذ ما يريد او يستطيع فعل ذلك بقليل من الجهد، لكن للعتاب والملامة اصول وحدود وخطوط حمر لا يجب تجاوزها، وهذا ما نسته السيدة باسكال او تناسته عند عتابها طارق عزيز او غيره من الاشخاص، فطارق عزيز كان منتميا لحزب قومي عربي شعاره واهدافه ونظامه الداخلي ومفهومه للسيادة ونهجه في طريقة الحكم معروف للجميع ( ولولا سلبيات هذا النظام الكثيرة لما كان الشعب العراقي او اغلبيته ضده )، وبكل بساطة يمكن ان نقول ان مغريات الراتب والمنصب عند طارق عزيز كانت تعميه عن النظر الى الامور القومية والدينية او تمنعه حتى من مجرد التفكير فيها، اما ماذا نقول عن الذين استوزروا واصبحوا اعضاءاً للبرلمان في زمن الديمقراطية الذي طالما بكينا له ؟!!! هل كانوا افضل منه؟ هل حققوا شيئاً للمسيحيين عجز هو ( طارق عزيز ) عن تحقيقه؟ الجواب لا، فلا الوزيرة المعاتبة ولا سيدها الذي عينها بمنصب وزيرة!! حققوا للمسيحيين العراقيين شيئاً يذكر كي يعاتبوا هذا او ذاك لتغافله قضية المسيحيين او عدم الاهتمام بهم، فهؤلاء عندما يتحدثون باسم المسيحيين العراقيين ككل!! يعرفون حق المعرفة قبل غيرهم من الناس ان هذه القضية هي السبيل الوحيد لارتقائهم المناصب والتمتع براتبهم الخيالي، وللحفاظ على هذه الامتيازات عليهم مسايرة ومجاملة من يمنحهم هذه الامتيازات سواء كان ذلك على حساب انتمائنا الديني او على حساب قضيتنا القومية وحقوقنا المهضومة، لذلك لم نر ان السيدة باسكال ( ومعها ايضاً السيد يونادم المستمر في الخدمة! ) في يوم ما من ايامها الذهبية عندما كانت وزيرة قد زارت عائلة مسيحية مشردة داخل الوطن او خارجه لتعاين وتتحسس عن قرب مدى المعاناة التي يعيشها ابناء قومها داخليا او خارجيا، ولم نسمع ان معالي الوزيرة تكرمت يوما بمبلغ ( 1% ) من راتبها لعائلة فقيرة مشردة تعيش على الحسنات !، بالاضافة الى هذا لم تتجرأ يوما ان تروي وتوضح للرأي العام العالمي حقيقة ما يجري للمسيحيين من ابادة منظمة علنية على يد ميليشيات تابعة للاحزاب الحاكمة في العراق مستخدمة سيارات الشرطة واجزتها علانية ( كما حدث في مدينة الموصل وبعض المناطق في مدينة بغداد ) دون تحقيق او معاقبة المنفذين، وكأن المسيحيين ليسوا سوى عشب ضار يجب استئصاله من جذوره.
الاكيد في قضية المسيحيين ان امورهم ليست افضل ان لم تكن اسوأ مما كانت عليه في عهد النظام السابق، ومن ينكر ذلك بسبب الملايين التي يقبضها التي يريد الحفاظ على استمراريتها مهما كان الثمن عليه ان يعرف ويتيقن ان هذه الملايين مهما كانت كثيرة فانها لن تساوي لعنة مشرد فقير بالكاد يتدبر امره او لعنة يتيم مشرد سلبت طفولته وحرم من حضن ابويه.

همسة:-
اذا كان عذر طارق عزيز هو زمن الدكتاتورية الذي ابتلى به فماذا سيكون عذركم انتم يا من استوزرتم في زمن الديمقراطية؟

كوهر يوحنان عوديش
Gawher75@yahoo.com

340
يحيا الكرسي .... يموت الوطن
كوهر يوحنان عوديش

تزخر ذاكرة الشعب العراقي بالكثير من المذابح ومسرحيات القتل الجماعي والتصفية الجسدية وعمليات الاعدام التي مورست بحق معارضي فكر ونهج الاحزاب والشخصيات الحاكمة في البلد، فمنذ نشوء الدولة العراقية والصراع على السلطة مستمر حيث يدفع الابرياء الثمن ويقلد الجلادون الاوسمة ويتمتع المتاجرين بارواح الشباب وثروات البلد بالمال والمنصب ويظل الشعب سابحا في معانته التي تعلو وتزيد كلما مر الزمن.
كان يمكن لنيسان 2003 ان يكون الحد الفاصل بين زمنين وبين تاريخين وبين نهجين للعراق شعبا ووطنا لو تعامل المسؤولين الجدد مع الواقع بقليل من النزاهة والشفافية، فالشعب الذي عانى ما عانى من عوز وحرمان وقتل وتهجير وخوف ورعب اضافة الى حربين مدمرتين استهلكتا منه الكثير كان ينتظر بفارغ صبر القليل من الراحة والامان والتمتع بالقليل من الخيرات التي تغرق وطنه، وبدلا من تطبيق الشعارات الرنانة التي كانت ترفع من قبل الاحزاب والشخصيات المعارضة بمناسبة ودون مناسبة والتعلم من الانظمة الغربية، التي كانت تقبل وترعى معارضي النظام السابق وحكام اليوم، في ادارة البلد والرقي به الى المستوى الذي يستحقه من التمدن والرفاهية انهال السادة الجدد على الوطن بسيوفهم كل يقتطع من جثته نصيبه ( خافوا ان لا تتكرر الفرصة ) وعاملوا الشعب معاملة العبيد والخدم حيث عليه شكرهم والادعاء لهم بطول العمر والصحة الدائمة على كل كيلو طحين او لتر بنزين او برميل نفط او ساعة كهرباء او كوب ماء شرب.
المنصب الحكومي الاول في الدولة، خصوصا في الدول الديمقراطية المتمدنة، ليس ملك خاص لمدى الحياة ولا يتناقل بالوصية ولا يتوارث بل هو مسؤولية تلقى على عاتق المؤهلين والسياسيين المخضرمين او من يحصل على ثقة الشعب، يمارس فيها صلاحياته الدستورية لمدة معينة من الزمن مع وجود رقابة ومحاسبة في حال المخالفة خلال هذه الفترة، وبعدها تنتقل السلطة سلميا وباسلوب حضاري مهذب الى الفائز الجديد ليقدم لشعبه الافضل حسب المستطاع، لذلك يعمل كل حزب فائز بالانتخابات او اية شخصية سياسية فائزة تقديم الافضل وتطبيق اكبر نسبة ممكنة من الوعود الانتخابية التي اطلقها خلال الفترة الدعائية لتمكينه من الفوز ثانية اذا ما سمح له الدستور بذلك، اما في عراقنا الديمقراطي الذي لا يكف مسؤوليه الكرام منذ اليوم الاول للاحتلال حتى يومنا هذا عن التشدق بالديمقراطية وصيانة حقوق الانسان وحفظ كرامته واحترام حريته والتعامل مع المواطن على اساس انتمائه الوطني وليس على انتمائه السياسي او الديني او المذهبي او القومي فالوضع مختلف تماما، لان الديمقراطية عندنا تعني الاغلبية تحكم والاقلية تخضع ومن يعارض اما يقتل او يهجر او يختفي في المعتقلات، والمسؤول ما ان تنعم مؤخرته بالكرسي المخصص له يبدأ بتصفية حساباته مع الخصوم ولملمة ما يمكن من اموال وعقارات الدولة دون محاسبة واذا اكتشف امره فدنيا الله امامه واسعة ليتمتع بما ادخره من عرق جبينه!.
التمسك بالمناصب ( هذا ما نراه ونلمسه في العراق الديمقراطي الجديد، حيث تثبت لنا الانتخابات الاخيرة ان المنصب اعلى من الوطن وان الديمقراطية المعلنة ليست سوى غطاء لحالة من التشتت والتقسيم والتستر على فكر عراقي قديم يحكم البلد منذ عقود كثيرة ) وتقسيمها على اساس قومي ومذهبي يمهد لدولة طائفية موزعة المناصب ومقررة اصلا حتى لو فاز الملاك بالانتخابات واستحق رئاسة الحكومة حسب نصوص الدستور ( ما دام الامر هكذا فلماذا تتعبون الشعب باوهام وبلاوي الانتخابات، وزعوا المناصب كما تتفقون وشكلوا حكومة صورية كل اربع سنوات ووفروا كل هذه الاموال للاعضاء الجدد! الذين يريدون حصتهم )، وهذا بدوره يؤدي الى الاستمرار نحو الاسوأ واذاقة الشعب المزيد من المرارة والالم.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

341
انتهت الانتخابات العراقية لمجلس النواب قبل اشهر وفاز بالعضوية مرشحين من تيارات واتجاهات وفصائل مختلفة تمثل اطياف الشعب العراقي المتعدد بقومياته ومذاهبه، حيث تقدمت شعبية بعض الفصائل وتراجعت شعبية البعض الاخرى وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الفرد العراقي بدأ يبتعد عن الانتخاب الاعمى ويقترب رويدا رويدا من الانتخاب العقلاني الذي يتطلب الكثير من الجرأة والانفتاح وقبول الاخر ونبذ الطائفية ورفض الانصياع الكامل لقرارات تتخذ بدلا عنه على اساس طائفته او قوميته او مذهبه، هذه الافكار والتقاليد والاحكام التعسفية التي جردت الفرد العراقي من انسانيته وجعلته الة مسيرة حسب اهواء ورغبات ومصالح سياسييه ورجال دينه لسنين طويلة، لكن هذا لا يدل على ان الشعب العراقي باكمله قد هضم العملية الديمقراطية وعرف حقوقه الدستورية وفهم مسؤوليته التاريخية لبناء مجتمع مدني ديمقراطي يحفظ كرامة الفرد ويحترم ارادته، لانه لا زالت شرائح وفئات كثيرة من الشعب العراقي منقادة بشكل عمياوي لاوامر وفتاوى السياسيين ورجال الدين الذين يفرضون مصلحتهم على مصلحة الشعب والوطن.
يمكن اعتبار الانتخابات الخطوة الاولى لتوجيه المجتمع نحو الديمقراطية حيث يشارك الشعب فعليا في العملية السياسية من خلال انتخابه لممثليه الذين يحكمون البلد لفترة محددة من الزمن، لكن لا يمكن اختصار العملية الديمقراطية بالانتخابات وحدها، فالدول الديمقراطية اضافة الى الانتخابات تحترم ارادة الشعب وتصون كرامته وتحفظ حقوقه دستوريا وكل مسؤول فيها يحاسب ويعاقب على ادائه الفاشل بغض النظر عن انتمائه الطائفي والسياسي وحجم الكتلة البرلمانية التي ينتمي اليها ويحتمي تحت مظلتها لان القانون ونصوص الدستور اعلى من كل الاعتبارات الاخرى.
في عراقنا الديمقراطي الجديد! ( الذي هو جزء من الشرق المبتلى بشتى انواع الدكتاتورية ) يستطيع المرء ان يلمس كل مظاهر الديمقراطية ظاهريا، اما ما يحدث في الظلام خلف الستار فهو امر مختلف كلياً، فالديمقراطية التي يتشدقون بها ويبكون عليها ما هي سوى وسيلة لاعتلاء المناصب وابتلاع اكبر قدر ممكن من ثروات البلد، فكل من يحكم يحسب الوطن ضيعة من ضيعاته والشعب قطيع غنم يوجه كيفما يشاء، فلو اهملنا الفوضى التي تعم البلد منذ اسقاط النظام السابق وشطبنا من تاريخ بلدنا المعاصر ( ابتداءأ من نيسان 2003 طبعاً ) كل الاموال التي سرقت والاف الاطنان من النفط التي نهبت ومليارات الدولارت التي قدمت من قبل المواطنين كرشاوى للحصول على جوازات السفر او بعض الاعمال الخدمية التي هي ابسط حق من حقوقهم! المشروعة واغمضنا عن كل الاتفاقات المعلنة وغير المعلنة التي ابرمت على حساب معاناة الشعب العراقي ومستقبل اجياله القادمة، فلو محينا كل هذا من تاريخ العراق وذاكرة شعبه وتوجهنا بسؤال الى الماسكين بدفة الحكم لماذا لم تشكل الحكومة الجديدة لحد الان رغم مرور كل المدة!؟ ( المعتاد والمعمول في الدول الديمقراطية ان تسلم المناصب الى الفائزين وتشكل الحكومة حسب نصوص الدستور خلال فترة محددة، اما عندنا فالامر مختلف لان الدستور ليس سوى حبر على ورق دون لخداع الشعب )، ترى ماذا سيكون جوابهم!؟ هل هي مصلحة الشعب والوطن ام مصلحة حفنة الاشخاص الانتهازيين؟ اجيبونا يحفظكم الله.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

342
تعتبر فترة الطفولة من اهم المراحل التي يمر الانسان لانها بمثابة الاساس الذي تبنى عليه شخصية الفرد وتحدد الاتجاه الذي يسلكه هذا الفرد مستقبلا، لذلك لا عجب في ان نرى ان الاهتمام بالاطفال في الدول الديمقراطية والمتحضرة يفوق كل الاهتمامات بوصفهم ثروة البلد وقادة غده فينفقون في سبيل تربيتهم وتأهيلهم وتكوينهم وحفظ حقوقهم مليارات الدولارات وسنوات كثيرة من التعب والانهاك الجسدي، عكس دول العالم الثالث الفقيرة والغير مستقرة التي تختفي فيها الطفولة فينام اليتامى في الشوارع ويشحذ ابناء الفقراء منهم في الشوارع او يبحثون بين القمامة عن لقمة خبز لم تتلوث بلعاب الكلاب او اقدام القطط.
كان العراق من بين البلدان الكثيرة في المنطقة الذي هدرت فيه طفولة الطفل وضاعت حقوقه دون ادنى التفاتة في بلد يعتبر من اغنى بلدان العالم، وقبل ندخل في أي نقاش او نسطر أي كلمة بخصوص الطفولة ومآسيها في بلدنا ( العراق ) علينا ان نسأل انفسنا والمتربعين على العرش وكافة المسؤولين الحكوميين سؤالا جريئا يختصر كل المواضيع وكل النقاشات وبفس الوقت يجيب على كل الاسئلة التي تخص الطفولة، وهو:- هل هناك طفولة في العراق؟ والجواب هو لا عموماً ونعم نسبياً، ومع ان فترات نمو الانسان واحدة في العالم كله ولا يجوز اعطائها نسبة، فالطفل طفل والشاب شاب وكذا بالنسبة للعجوز، لكن الوضع بالنسبة للعراق مختلف عن بقية الدول والمجتمعات كما هو حال سياستنا المتقلبة واموالنا المنقولة من جيب الى جيب، فالطفل العراقي عاش حياة قاسية في العقود الثلاثة الاخيرة وخصوصاً السنوات السبعة الاخيرة، فمنذ بداية الثمانينات مع نشوب الحرب العراقية الايرانية والى يومنا هذا لم يعش الطفل العراقي طفولته بل ولد عجوزاً حفرت وجهه السنين واعيت اعينه الدموع والاحزان، فعاش اليتم اولاً والحرمان ثانياً والتشرد ثالثاً والعذاب رابعاً، فاما نراه يتيم الاب، الذي استشهد او قتل غدرا او اختطف واختفى او اخترقته شظية عمياء من احدى المتفجرات او المفخخات التي يشتهر بها العراق الجديد، او يتيم الام او كلاهما وقليل من هؤلاء يكون محظوظاً فتشمله رعاية احد الاقارب والبقية تتشرد لتنبش القمامة وتتوسد الارصفة وبذلك تكون فريسة سهلة للمتاجرين بالاعضاء البشرية وغيرهم من تجار الرقيق الابيض.
تشرد الطفل العراقي بسبب اراء ومواقف عائلته السياسية فكان ضحية التقلبات السياسية في البلد وكثيرا ما دفع ثمن ذلك حياته، فلا احد منا ينسى ما عانته عوائل المعارضين كباراً وصغاراً ابان النظام الاسبق والوضع مستمر على هذا النحو اذا لم يكن بأسوأ، فكل الطرق والاساليب التي مورست قديماً لا زال معمولاً بها، والاطفال المشردين في دول الجوار حالهم حال الفقراء في الوطن ( اما بائعي حلويات وسجائر او ماسحي احذية او بائعي ماء او يمدون اياديهم في تقاطعات الطرق يستعطون المارة والسواق )  الذين عليهم الاجتهاد والكدح والعمل حتى الاغماء لمساعدة عوائلهم في تدبير لقمة خبز شريفة مضحين بمستقبلهم العلمي محرومين من طفولتهم ولذتها، فالمعارض للنظام السياسي القائم لا يتجرع التشرد والتعذيب والمطاردة لوحده فقط بل تمتد كل تلك الاجراءات الى افراد عائلته صغيرهم وكبيرهم دون استثناء.
اضافة الى اليتم والحرمان والتشرد عانى ويعاني اطفال العراق من امراض خطيرة وحالات عوق ولادية معقدة ونادرة نتيجة سوء التغذية ايام الحصار الظالم الذي فرض على العراق لمعاقبة شعبه وتدميره علمياً وتفكيه اجتماعياً، ونتيجة الاف الاطنان من القنابل والبارود التي انعمت بها علينا امريكا وحلفائها في حروبها وهجماتها الصاروخية ضد العراق من عام 1991 لغاية الاطاحة بالنظام السابق عام 2003 بحجة تحرير الكويت مرة وتدمير اسلحة العراق مرة ثانية وتحرير العراق مرة ثالثة ومحاربة الدكتاتورية مرة رابعة وارساء العدالة والديمقراطية مرة خامسة، وكانت نتيجتها ملايين الاطفال من المشردين واليتامى والاميين والاف المرضى والمعوقين، اما فضائح التعذيب والاغتصاب التي حدثت ولا زالت تحدث في دور الاحداث وفي معتقلات خاصة بالاطفال واليافعين لدى وزارة الداخلية في زمن الاحتلال، زمن العدالة والحرية والمساواة، التي هزت مشاعر الانسانية ليس في العراق وحده بل في العالم اجمع فهي ان دلت على شيء فانما تدل على الخطط المدروسة والمعدة مسبقاً لتدمير مستقبل العراق كون اطفال اليوم مستقبل البلد الاتي، فاذا جرد البلد من حاضره ونواة مستقبله أي غد هذا الذي ينتظره؟
تدل الكثير من النظريات والبحوث والدراسات الحديثة على ان مرحلة الطفولة هي المرحلة الاهم في حياة الانسان، فاذا كان الشخص قد نشأ وتربى في بلد فقير تدمره الحروب على امتداد اشهر السنة وتحكمه عصابات وميليشيات شيطانية، وامضى طفولته في بيئة لا انسانية مجردة من المشاعر والاحاسيس منبوذاً ومحتقراً ومستغلاً ومحروماً ليس من الالعاب والطمأنينة والعطف الابوي فقط بل من لقمة خبز نظيفة تسد رمقه، فأي ابداع علمي او تصرف عقلاني او عمل خيري او كلام مؤدب ينتظر من مثل هذا الشخص؟ اليس اساس الجريمة وجود طفولة تعيسة وغير سعيدة في بيئة بدائية غير متحضرة؟ اضافة الى كل هذا التعاليم والمنهج التربوي الخاطيء الذي يعتمد عليه لتعليم وتثقيف الاطفال، ليس في العراق فحسب بل في الشرق الاوسط عامة، حيث تكدس اطنان من الحقد والكراهية والتعاليم السوداء مكان البراءة والافكار البيضاء والاحلام الوردية التي يحملها الطفل ويأمل بتحقيقها يوماً، فأي مستقبل نأمله من شباب تربوا على الحقد والقتل والانتقام؟
على الحكومة العراقية المنتخبة الجديدة  ان تفكر بجدية بمستقبل الاطفال الذي هو مستقبل بلدنا، فالنظام القائم على الافكار والممارسات الدينية والطائفية لن يستقيم يوماً الا اذا اجتهد القائمين على السلطة في نبذ التعاليم والممارسات الخاطئة وتقديس الطفولة واعطائها حقها المشروع لبناء مجتمع انساني ينبذ الاجرام ولا يعترف بالانتماءات القومية والدينية والسياسية وهذا لن يحدث الا بمعاقبة المتاجرين بالاطفال مستغلين ضعفهم واحتياجهم اولا، اما ثانياً رعاية الايتام وذوي الاحتياجات الخاصة وتمويل دورهم مع مراقبة دورية لكشف المواهب الدفينة لهؤلاء الاطفال ومعاقبة المقصرين بادائهم من المدراء والمشرفين وكشف المواهب، وثالثاً تغيير النظام التربوي والتعليمي وما يتلائم والفكر الانساني متجاهلا الاحقاد والمواريث الدينية والقومية والطائفية التي تزيدنا جهلاً وخرافة.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

343
انتهت الانتخابات العراقية واعلنت نتائجها، حيث كانت انتصاراً للبعض وخسارة او انتكاسة فعلية للبعض  الاخر ( رغم عدم اقتناعي لاستخدام مصطلحي – انتصار وخسارة – للتعبير عن الظافرين بمقاعد البرلمان والذين لم يظفروا بها، لان الانتخابات ليست حرباً يخوضها طرفان تكون الغلبة فيها لواحد منهما بل هي سؤال الشعب عن اختياره للافضل والاصلح والانسب لقيادته من حيث الائتمان على اموال الشعب ومن حيث فرض المصلحة العامة على المصلحة الشخصية ومن حيث سيادة القانون وعدم الاستهتار به )، والانتصار الحقيقي هو انتصار لارادة الشعب الذي ادلى بصوته ليشارك بصورة مباشرة في صنع القرار ورسم سياسة البلد، لكن الاسئلة المثارة الان بعد كل هذه الضجة الاعلامية وما قبلها من قرارات سياسية اتخذت بحق بعض المرشحين هي: هل ان الناخب العراقي صوت للطائفة والانتماء ام صوت للمصلحة العامة ومستقبل الوطن؟ وهل ستغير هذه الانتخابات شيئا من واقع الحال داخلياً او خارجياً؟
رغم تفاوت وتغير نسبة المؤيدين والمعارضين للكثير من الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات، الا ان الطائفية والانتماء غلبا على الامور الاخرى في التصويت لان الفرد العراقي لا زال مسيراً من قبل عواطفه ومعتقداته وانتمائه، فاغلبية الناخبين العراقيين لم ينتخبوا قائمة معينة دون غيرها ايمانا منهم ببرنامجها الانتخابي وما تطرحه من حلول ووعود ازاء الواقع المزري الذي يعيشه الشعب والوطن بل انتخبوا من ينتمي الى طائفتهم ومن هو الاقرب اليهم جينياًً ومن يمثلهم حزبياً، والدليل على ذلك فوز بعض القوائم الحاكمة بمقاعد كثيرة رغم كل ما جرته على البلد من ويلات وكوارث خلال سنوات حكمها، فرائحة الفساد تجاوزت كل الحدود وعمت كل بلدان الارض وعمليات التهجير والتقتيل والتدمير والتصفيات الجسدية اصبحت مثل وجبة من وجبات الفرد العراقي اليومية وثروات الوطن تهدر دون محاسبة وسيادة الوطن معدومة والامن مفقود والخدمات العامة شبه معدومة والنظام التربوي والتدريسي مأساوي بكل معنى الكلمة ...... باختصار شديد لم تستطع حكومات ما بعد السقوط تلبية الحد الادنى من مطاليب الشعب العراقي او على الاقل تغيير الوضع السياسي والاقتصادي والامني نحو الافضل حتى بنسبة ضئيلة، فاصبح المواطن فريسة وقرباناً في ان واحد، فريسة لان الحاكمين والمسيطرين على زمام الامور اصبحوا بدرجة من الانتهازية لا يمكن وصفها فلم يتركوا سبيلاً ولا بخلوا باسلوباً لزيادة حرام الغلة المكدس في بنوك الخارج في حين المواطن يعيش المآسي والمحنات والكثير لا يعرف ماذا يعمل وماذا يقتات، واصبح قرباناً للصراعات الفئوية والطائفية والحزبية والمحاصصاتية التي عمت البلد بعد اسقاط النظام السابق، فعمليات القتل والاختطاف والتهجير القسري والتصفيات التي طالت كافة الفئات والطوائف لم تكن عفوية بل كانت عمليات مدروسة وموجهة نتيجة الصراع بين الاحزاب المهيمنة على الساحة العراقية، حتى ان الكثير من الدلائل تشير الى مشاركة مليشيات بعض الاحزاب الحاكمة في هذه العمليات وعمليات نهب البنوك التي تتكرر دورياً، لذلك كان على الناخب العراقي ان يفكر ملياً بعيداً عن الانتماء الطائفي والحزبي بصوته قبل الادلاء به لانه بهذا الصوت ربما سيصبح شريكا بالجريمة وجزءاً من اليد التي تغتال مستقبل اولاده او تقتل واحداً منهم.
اما الاجابة عن ما اذا كانت الانتخابات الجديدة ستغير شيئاً من واقع الحال داخلياً او خارجياً فالاعتقاد الارجح هو لا لن يحصل ذلك لاسباب عديدة،اولها لان الكثير من اصحاب النفوذ والمسيطرين على الشارع العراقي لا زالوا تحت سيطرة دول اخرى ويفرضون مصلحتهم الشخصية على مصلحة الشعب والوطن، اما ثانيا لان البعض من المتنفذين يرفضون فكرة مشاركة الحكم مع الاخرين وتحكمهم فكرة الاغلبية والاقلية، وثالثاً عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية من التكنوقراط تؤدي مهامها بحرية دون تدخل الاحزاب والكتل الفائزة بالمقاعد البرلمانية ايا كان حجمها، ورابعاً عدم الاخذ بالاعتبار ما للمصالحة الوطنية من تأثير قوي ونفاذ على استقرار الامن وانجاح العملية السياسية في العراق، لذلك تبقى أي حكومة عراقية مقبلة مجرد تبديل للاسامي والوجوه وعاجزة عن احداث أي تغيير في الاحداث والوقائع القائمة.     


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

344
انجازات سركيس اغاجان ومشاريع زوعا وعلكة العقماء
الجزء الثالث والاخير

اخر النكات
بعيداً عن الحقائق والوقائع وقريباً من النكات والتحليلات السياسية التي يتحفنا بها بعض اعضاء الحركة المقيمين في خارج الوطنٍ ( لا داعي للعجب فهؤلاء سيقيمون امبراطورية جديدة لابناء اشور لكن ليس في ارض الاجداد بل في فنادق اوروبا ومتنزهات استراليا )، قرأت في الاونة الاخيرة مقالة تثير الضحك وتبرز الكثير من الاسئلة والاكثر من علامات الاستفهام، فهذا الذي كتب هذه الاشياء عليه ان يراجع ما كتب بدقة كبيرة وبصورة شفافة دون خجل عله يكتشف الاخطاء التاريخية التي ارتكبها ويحاسب ضميره عليها، اما اذا كان مدركا وواعياً لاخطائه وتجاوزاته ومقاصده ومصراً على طرحها واعتبارها مقالات او تحليلات سياسية او رؤيا مستقبلية انعمه الله بها ( تعود هؤلاء المهرجين اطلاق فقاعة هوائية او بالونة ملونة بين فينة واخرى ليلفتوا انظار الناس الذين اجتمعوا اصلاً لغرض اخر  )، دون ان نجد محاولة للرد عليها او ايقاف كاتبها على حده، فهذا يعني ان مستوانا الثقافي والسياسي قد وصل الى الحضيض.
يقولون ان المجلس الشعبي استنسخ الية اعماله وصيغة طرحه للمسألة القومية واهتمامه بتعمير قرانا المدمرة واعادة اسكانها من الحركة الديمقراطية!!! ( ربما تكون الحركة الديمقراطية قد عمرت الكثير من القرى ونحن لا ندري لانها فضلت العمل بصمت، ولا يرغب اعضائها ابراز منجزاتها ومشاريعها!!! – لا داعي للسكوت والصمت اكثر ايها الاخوة تفضلوا وعددوا منجزاتكم )، لن نقارن ما انجزه المجلس الشعبي خلال سنواته القليلة مع ما انجزته الحركة الديمقراطية الاشورية خلال سنوات تربعها على العرش القومي منذ بداية التسعينات لحد اليوم بل سنترك ذلك للتاريخ، لكن نسأل هؤلاء من اية مدرسة سياسية تخرجوا؟ وما المغزى الحقيقي لمقارنة الية عمل المجلس مع طريقة عمل الحركة؟ لا يمكن للمقارنة ان تبدأ بالية العمل والطريق الذي يسلكه هذا الطرف او ذاك لتحقيق اهدافه وتطبيق شعاراته على ارض الواقع، فمثلا الطريق المؤدي بين مدينتين يسلكه الاف الاشخاص يومياً ولا يستطيع احد احتكاره لنفسه فقط لانه طريق عام ووحيد، كذا بالنسبة للعمل القومي لا احد يستطيع احتكاره او اختصاره بنفسه لان الكل له الحق المشاركة والعمل من اجل الاهداف التي يؤمن بها حسب ما يراه صائباً، لكن المقارنة تأتي ايها السادة من حيث المنجز ومن حيث تعامل القاعدة مع ما يحصل لان الانجاز والوصول هو المهم وليس الطريق المؤدي.
اما نكتة السنة فكانت عندما اكتشف الكاتب بعقله الكبير ان السيد اغاجان اجهض مشروع الحكم الذاتي الذي سعت اليه الحركة!!! وذلك من خلال مطالبته بالحكم الذاتي عندما بدأت الحركة بالمطالبة بالادارة الذاتية، لا اعرف بالضبط ان كان هذا الاكتشاف يدعو الى الضحك او الى البكاء او الى الاثنين معاً، فاولاً يدعو للضحك لان هذا الكلام صادر من عضو في فصيل قومي عمل ولا يزال يعمل من اجل اجهاض مشروع الحكم الذاتي، والجميع يعرف ما بذله السيد اغاجان ولا يزال يبذله في سبيل تحقيق هذا الهدف القومي، وثانياً يدعو للبكاء لان الطعنات تأتينا من الاخوة وليس من الغرباء، وثالثاً يدعو للاثنين معاً لان هذا البائس هباءا يحاول حجب الشمس بغربال قديم عمره مئات السنين.
فالادارة الذاتية التي سعت اليها الحركة لم تكن هدفاً ولا مشروعاً عملت على تحقيقه، بل كانت رد فعل مضاد لما اعلنه ويناضل من اجل تحقيقه السيد اغاجان وهو مشروع الحكم الذاتي، ولكي لا يندرج كلامنا هذا ضمن سياق العواطف والميول السياسية نسأل الذين يدعون ان السيد اغاجان اجهض مشروع الحكم الذاتي!!! التي سعت اليه الحركة وذلك بدعوته الى اقامة منطقة حكم ذاتي لابناء شعبنا بصورة مباشرة دون التمهيد لذلك، كيف سعت الحركة الى تحقيق هذا الهدف؟ وما هي الالية التي اتبعتها لتحقيق هذا الهدف؟ وكيف وجهت اعلامها للتعامل مع هذا الهدف؟ وكم هو عدد الاجتماعات والكونفرانسات والمؤتمرات التي عقدتها الحركة لمناقشة هذا المشروع والسبل الكفيلة لتحقيق هذا المشروع على ارض الواقع؟ الم يكن مصطلح الادارة الذاتية رد انفعال ذاتي للسيد يونادم كنا كلما سأل عن رأيه في جهود السيد سركيس اغاجان المبذولة لتحقيق الحكم الذاتي؟ ( هل نسي هؤلاء ما قاله سيدهم في احدى اللقاءات: بانه مع الحكم الذاتي لكن ليس ان كان المطالب به السيد سركيس اغاجان!!! )   
ان السكوت على التفاهات التي ينشرها البعض هنا وهناك ان دل على شيء فانما يدل على الاقتناع بها والمشاركة في تعميمها، لذلك على كل مثقف وكاتب وصحفي من ابناء شعبنا ان يحاول سرد الحقيقة وتوضيحها بعيدا عن الميول والعواطف والانتماءات الحزبية، وأي فرد مهما كان منصبه ومستواه الثقافي ومهما كانت درجته العلمية عليه ان يراعي بعض الضوابط والمعايير عند دخوله عالم الصحافة او عند محاولته الولوج الى هذا العالم، فعندما يريد هذا الفرد ان يكتب في موضوع ما عليه ان يكون متأكداً من صحة مضمون ما يكتبه لا ان يطلق العنان لافكاره وعواطفه السياسية، المقيدة بسلاسل فولاذية بنهج وبرامج الحزب المنتمي اليه، لكيل التهم للآخرين وتخوين وتحقير كل فكر يعارض افكارهم، لهذا على كتاب الحركة المقيمين في الخارج ويكتبون عن اوضاع الداخل وكتاباتهم ليست سوى كلمات وعبارات تهجمية واستصغارية وتخوينية واحتقارية ان يراجعوا ما يكتبون بدقة، لان هذه الافكار المسمومة التي ينشرونها لا تؤدي الى ترجيح كفة على اخرى او الى تأسيس مملكة اشورية جديدة على غرار التي انهارت قبل الاف الاعوام، بل ان ادت الى نتيجة ما فانها تؤدي الى المزيد من التفرقة والمزيد من المآسي والمزيد من الترحيل والتشرد، على هؤلاء ان يستيقظوا من سباتهم ويهضموا الحقيقة ويتعاملوا مع الواقع دون مبالغة بعقلية ودراية تتماشى مع نحن عليه في الوقت الحاضر وما سنكون عليه غداً لا ان يتعاملوا مع الواقع باثارة العواطف الدينية والانتماءات القومية وتذكيرنا بما كان عليه اجدادنا قبل الاف السنين لتحقيق اهداف ومصالح حزبية وشخصية بعيدة كل البعد عن مصالحنا واهدافنا القومية.       

اكتشافات عبقرية
بعد جهد جهيد وبحث طويل وتفكير جداً عميق توصل احد كتاب الحركة الى اكتشاف عظيم ونتيجة مذهلة ( بالمناسبة هذا الناشط القومي يقيم في استراليا! )، فهذا الذي كان مستورا ومخفياً لسنوات عديدة استطاع هذا الكاتب كشفه واعلانه على الملأ، فالمجازر وعمليات التهجير وتدمير القرى التي تعرض لها شعبنا بكافة طوائفه منذ الاف السنين ولحد ما يتعرض له شعبنا اليوم في العراق من مصائب لا توصف، لم يكن سببها الغريب او المتعجرف او المتشدد من القوميات والاديان الاخرى بل كان سببها مطاليب السيد سركيس اغاجان القومية ومنها مطلب اقامة حكم ذاتي يتمتع به شعبنا كباقي الشعوب والاطياف، ليس هذا فقط بل ان هذا المطلب دفع بسكان سهل نينوى الى الهجرة وترك الوطن!، ربما وبعد معرفة الاسباب الحقيقة لمآسينا ومحننا سيرتاح شهدائنا الابرار في قبورهم وتهدأ نفوس الباحثين والكتاب والمثقفين لمعرفتهم السبب الحقيقي وسيكف شعبنا عن القاء اللوم على هذا وذاك ولن يلعن هذا القائد ويشتم ذاك الحزب ويعاتب ذاك الزعيم الديني على دوامة التفرقة التي ادخلونا فيها عنوة ودون رأي او ارادة ( عجبي كل العجب!!! كيف صمت السيد يونادم كنا كل هذه المدة على المسبب لكل هذه المآسي لشعبنا دون ان يذكر اسمه رغم معرفته به هو واعضاء حركته، وهو ممثل شعبنا الوحيد في المجلس الوطني!!! ).
العيب ليس في ما تكتب ولكن العيب يمكن في ان تكتب ما لا تفهم، فمن المخجل حقاً ان يكتب الانسان عن اشياء اكبر من طاقته العقلية ومستواه الثقافي الذي يحدد له حدود مناقشته للامور والدخول في تفاصيلها، والذي يحرف الحقائق ويكتب عن امور سياسية يحورها وما ينسجم مع انتمائه وتطلعات قادته ولا يستطيع اثبات كلمة مما سطر لكن انتمائه السياسي دفعه الى كتابة هذه الافتراءات ونشرها على الملأ دون خجل ليثبت ولائه لا اكثر ولا اقل هو وعاظ لا يستحق الاحترام.
فهذا الذي يلقي اللوم على السيد سركيس اغاجان على ترحيل وقتل الاف من ابناء شعبنا من بغداد والموصل وغيرها من المدن الجنوبية خلال السنوات الستة الماضية ويرجح سبب هجرة سكان سهل نينوى وترك الوطن الى اسلوب السيد اغاجان في العمل لتحقيق الحكم الذاتي، عليه ان يحاسب ضميره قليلاً ويتفضل بزيارة قصيرة الى الوطن ليقف عن كثب على مشاريع وانجازات اغاجان على ارض الواقع ويقارن ما انجزه وحققه هذا الانسان مع ما انجزته وحققته كل احزابنا القومية مجتمعة على مدى السنوات السابقة، ويكتشف الحقيقة التي اصبحت علقما في بلاعيم الانتهازيين والمنافقين من قادة احزابنا القوميين، فالجميع يعرف، من المعينين في دوائر الدولة وفي الحراسات والذين لا يزالون يتلقون المساعدات والذين يعملون في المشاريع الاخرى من ابناء هذه المناطق، ان حالهم لما كان افضل ان لم يكن اسوأ لولا الدعم المادي والمعنوي اللا متناهي للسيد اغاجان لهذه المناطق والمناطق الاخرى التي يسكنها ابناء شعبنا. اما عن المهجرين والمرحلين الذين نجوا بارواحهم من ارهاب اولاد الظلام، فالتاريخ شاهد على ان الوحيد الذي ساندهم في محنتهم هذه كان السيد اغاجان الذي فتح حضنه للغريب والقريب من كافة الطوائف دون فرق او تمييز، وهذا كان اهم الاسباب التي ادت الى استقرار الكثير من ابناء شعبنا في الوطن بدلا من اللجوء الى دول الجوار وانتظار رحمة الامم المتحدة لاسكانهم في احدى دول اللجوء.         
اما عن مشروع الحكم الذاتي الذي يقول الكاتب ان رفض الفكرة علانية من قبل بعض المرجعيات السياسية والدينية واعتبارها دعاية لغرض معلوم ادى الى انحسار الفكرة وعدم تداولها او الايمان بها، فهذه حقيقة لا يمكن تجنبها فبعض القادة والزعماء السياسيين والدينيين لم يعطوا الاولوية في نشاطهم وعملهم للمصلحة العامة بل كان جل اهتماهم ونشاطهم يصب في حرصهم على تحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية والعشائرية، فهذا الزعيم الديني الذي يتلون كالحرباء وكل ساعة يغير تصريحاته وعباراته ومبادئه، لا يتباكى على الشعب الذي ابنائه يختطفون ويقتلون ويهجرون وبناته يغتصبن او يعذبن او يجبرن على تغيير نمط حياتهن بل يسعى الى هدف وحيد وهو كسب الاكثر!!! على حساب معاناة ومآسي الاغلبية من ابناء شعبنا طبعاً. ام القادة السياسيين الذين يرفضون فكرة الحكم الذاتي فهم معروفين ونواياهم معروفة ونهجهم معروف ايضاً، فرفض الفكرة ليس لانها مخالفة للمصالح القومية او انها لا تخدم قضيتنا القومية بل الاسباب الحقيقة تكمن في خوفهم من فقدانهم للامتيازات التي ينعمون بها بفضل فرقتنا والمآسي التي تعم الاغلبية من ابناء شعبنا.

نصيحة
هذه العلكة الموصوفة من قبل اسيادكم العباقرة مضى عليها سنين عديدة وانتم تمضغونها وتسحقونها بين اسنانكم، علكم تعالجون بها عقمكم الفكري، ( ربما تكونون فحولا عند الجماع! لكن هذا لا يدل على ان العقل سليم والفكر سديد! ) نفذت صلاحيتها وحان وقت استبدالها باخرى جديدة وعصرية تريح فكركم وتهدأ اعصابكم وربما تداوي عقولكم العقيمة.   


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

345
انجازات سركيس اغاجان ومشاريع زوعا وعلكة العقماء
الجزء الثاني

عمومية اغاجان وشمولية مشاريعه

قبل الدخول في مناقشة هذه الفقرة اتوجه بسؤال واحد فقط لا غيره الى بعض السادة الذين اتهموا زورا السيد اغاجان بانه يتصرف بخصوصية وان الاموال التي يتصرف بها لا تعطى لغير المصفقين!!! وانه يقطع ارزاق غير المنتمين!!! وانه يفضل طائفة على اخرى!!! وووو..... نسأل هؤلاء السادة ونطلب منهم جواب صريح وشفاف وواضح لا يقبل اللف والدوران هل يوجد في الدنيا باكملها طرف سياسي يخصص رواتب ومساعدات لمنتمي وتابعي خصومه السياسيين؟؟؟ الجواب هو لا قطعية، لكن هذا لم يكن من شيم الاغاجان الذي تعامل بتساوي مع كافة اطياف شعبنا دون فرق او تمييز والسبب في ذلك يرجع الى عدم اعترافه او ايمانه بمبدأ الخصومة ( هل يستطيع قادة الكثير من احزابنا القومية والكثير من سياسيينا الكرام انكار مساعدة السيد اغاجان لهم مادياً ومعنوياً؟ ) ، ولم تكن مساعداته وطريقة تعينه للموظفين والحراس على اساس الانتماء الحزبي او الطائفي ( ما اقوله ليس فقاعات هوائية او وصف زائف لامور خيالية، بل لدي دلائل ومستمسكات تثبت ما اقول ولولا بعض الامور لكنت ذكرت اسامي الاشخاص المنتمين او المؤيدين للحركة واستلموا مساعدات كبيرة! من مكتب السيد سركيس اغاجان وعينوا من قبل حكومة الاقليم عن طريقه ايضاً! والبعض الاخر لا زال يعمل في حراساته! )، وهذا يدحض بشكل نهائي ما يروج له بعض الكتاب من ان رحمة اغاجان ومشاريعه اضيق من ان تستوعب ابناء شعبنا المنتمين الى الحركة الديمقراطية الاشورية او المنتمين الى الاحزاب الاخرى، ويثبت للجميع ان نهج السيد اغاجان هو نهج التضحية والتسامح والتضحية في سبيل الوصول بسفينة شعبنا المتأرجحة وسط كل هذه العواصف الى بر الامان باقل الخسائر، هو نهج استرجاع اكثر ما يمكن من حقوقنا القومية المغتصبة، هو نهج وحدوي عجز عن تحقيقه قادة احزابنا ورجال ديننا الموقرين ( اصدق تسمية بحق هؤلاء هي: تجار منزوعي الضمير )، هو نهج العظماء في التاريخ يدنسه ويحرفه الصعالكة والانتهازيين ووعاظ السلاطين الذين يعيشون على فضلات موائد اسيادهم.
ان الذي انجز بقيادة اغاجان كان حلماً تحقق فيا ليتهم يستفيقون من سباتهم ويتلمسوا ويتحسسوا الواقع علهم على اقوالهم واكاذيبهم يندمون.     

التوجه التشويهي لاعلام الحركة الديمقراطية الاشورية

تعتبر الحركة فصيل سياسي قومي ذو قاعدة مؤثرة لا يمكن الاستهانة بها، لذلك تكون لقرارات وتصريحات قادتها صدى وتأثير على الساحة السياسية، وبدلا من مراجعة كافة القرارات والتصريحات مئات المرات قبل اطلاقها وبثها لما لها من تأثير نلاحظ ان بعض قادتها وكتابها واعلامييها، وخصوصا بعد تراجع نفوذهم وعدم بقائهم الفصيل السياسي الوحيد المحكتر للقيادة القومية، يتعمدون الى تشويه الحقائق واستخدام اسلوب اللف والدوران وتخوين الطرف المقابل عندما يتعلق الامر باحدى الاخفاقات او الانجازات او المشاريع او الاجتماعات او المؤتمرات، والسبب في ذلك يعود الى تلاصق عقدة القائد الاوحد! والفصيل الاوحد! ونحن الافضل دائما! بمثل هؤلاء الذي تعودوا على جعل الاخر شماعة لاخفاقاتهم، والقاء اللوم على المقابل في كل عثرة او اخفاق للخروج بقيادة موحدة وخطاب سياسي موحد، لذلك نرى ان الحركة الديمقراطية تخرج من جميع اللقاءات بتوضيح او تصريح صحفي مضمونه اما متطابق او متشابه للذي سبقه من توضيحات وتصريحات ومفادها ان الاطراف المقابلة ليست جادة في عملها القومي وان المصلحة القومية! تتطلب الانسحاب من كذا اجتماعات ومؤتمرات ( هذا الاسلوب ان دل على شيء فانما يدل على استصغار واحتقار الاطراف الاخرى وعدم الاخذ بنظر الاعتبار مصلحة شعبنا القومية التي تتطلب اكثر من تعاون للخروج من المأزق المتخبط فيه، فهل يعقل ان لا يكون في جميع احزابنا القومية وشخصياته السياسية طرف وفي ومخلص لقضيتنا القومية عدا قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية والمنتمين اليها ؟ ).
نشرت بعض المقالات لكتاب منتمين الى الحركة فكراً وقلباً وجسداً يدعون فيها الحيادية ويطلبون من السيد سركيس اغاجان لقاء السيد يونادم كنا! وكأن السيد اغاجان سد ابوابه امام ابناء شعبه ليرفض لقاء رئيس فصيل سياسي مثل السيد يونادم!؟، هكذا دون وعي او بتجاهل مقصود ضربوا عرض الحائط قيم ومباديء واخلاق هذا الانسان الذي فتح ابوابه للجميع دون فرق او تمييز، فاذا كان السيد اغاجان يقابل الفقراء والمحتاجين والمرحلين وكل المهمومين من ابناء شعبنا ويعمل ما باستطاعته لمساعدتهم واخراجهم من محنهم، فكيف سيكون الحال مع رئيس كيان سياسي بمكانة السيد يونادم!؟ هل طلب السيد يونادم يوما مقابلة السيد سركيس ورفض طلبه؟ هل حاول ولو لمرة ان يمد يده للاخر ويصافحه بنية صافية خدمة لقضايا شعبنا ومصالحه ولم يجد الاستجابة اللائقة بسيادته! من الطرف المقابل!؟ هل حاول يوما التقدم خطوة واحدة فقط! الى الامام تجاه الغير ورأى ان المقابل ينفر منه ويرجع الى الوراء؟ حتما هذا لم يحدث بل العكس هو ما حصل تماماً، فلم يترك السيد يونادم مناسبة ( وحتى دون مناسبة! ) الا وتهجم فيها على الاخر وحاول تشويه سمعته واستعمل بحقه كلام غير لائق احياناً كثيرة، فهل انبرى هؤلاء لينتقدوا سيدهم وينصحوه بان هذه التصرفات والتصريحات المشوهة والشعارات المعسولة النغمة والمدمرة لاسس البناء الذي يحاول غيره اتمامه لا تنفع قضيتنا القومية بل بالعكس تضرها وترجعها الى الوراء الاف الخطوات.       
ركز كتاب الحركة وهيئاتها الاعلامية كافة دون استثناء على شيء واحد فقط وهو كيفية تشويه الخصم واتهامه زورا وتلفيق التهم حوله دون وجه حق والاستخفاف به والاحتقار بكل منجزاته، لكن كل ذلك لم يمنع بعض الكتاب من التجرؤ بوقاحة ودون خجل مطالبة قناة عشتار الفضائية وموقعها الالكتروني بنشر ما يخص نشاطات الحركة الديمقراطية الاشورية ومقالات كتابها الذين لا يعرفون من الكتابة غير النقد الهدام والجرح والتشويه والتطاول على الغير، وفي نفس الوقت نسوا او تناسوا ان فضائية اشور والمواقع الالكترونية التابعة للحركة ممنوع عليها ذكر اسم السيد سركيس اغاجان الا ما جاء مشوها وطاعنا وجارحاً، فلماذا لم يبدأ هؤلاء المثقفون وخريجي علم السياسية بتحصين بيتهم الزجاجي وترميمه وصيانته قبل رمي الاخر بالحجارة؟ الا يعرفون ان هذا الاسلوب يؤدي الى التدمير الذاتي قبل تدمير الغير؟ وبالمقابل تغاضى هؤلاء العباقرة عن محن ومآسي شعبهم الرئيسية ومسببيها وكأن ذلك لا يعنيهم وليس من ضمن نظام حزبهم الداخلي!!!، لذلك لم نقرأ لهم يوما عن ترحيل الاف العوائل من المدن الجنوبية والوسطى ولم نقرأ لهم عن الذين اختطفوا وعذبوا واطلق صراحهم بعد دفع تعب العمر كله مضافاً اليه ديون طويلة الامد ولم نقرأ لهم عن الاخوات اللواتي خطفن وتعرضن الى شتى انواع اللا أخلاقيات ولم نقرأ لهم يوما عن عذاب وهموم المهجرين والمرحلين ( المدعوين ب النازحين! ) سواء اكانوا يعيشون في الداخل او في الخارج، ولم ..... ولم......، اذن كيف تأتيهم الجرأة للتحدث باسم الشعب؟ وكيف يتجرأون باخراج رؤوسهم من الوحل الذي يغوصون فيه؟ هل هذا ضحك على الذقون ام اختبار لصبر وذكاء ابناء شعبنا؟

المجلس الشعبي والمنتمين اليه والمنسحبين منه

خصص المجلس الشعبي عدد من المقاعد لاحزاب شعبنا القومية لاظهار النية الصادقة للمؤتمرين وللقائمين عليه والايمان بالعمل المشترك لتوحيد الخطاب القومي والخروج بهيئة او مجلس او مؤسسة تمثل شعبنا في المحافل الرسمية تطالب بحقوقه وتدفع عنه الغبن االيومي في وطن كان اصله، واهداف المجلس الشعبي كانت واضحة بهذا الخصوص ولم تكن بحاجة الى تفسير او ازالة غموض او تكملة، لذلك فان المنتمي الى المجلس كان يعرف تمام المعرفة اهداف المجلس والية عمله، هكذا انتمت الى المجلس بعض احزاب شعبنا القومية وبعض شخصياته السياسية! ( البعض اظهر منذ البداية ان الغرض من انتمائه للمجلس انما هو لتحقيق مصالح شخصية وتسلق مناصب يحلم بالوصول اليها مستغلاً نفوذ وسمعة الغير لتحقيق هذه الاحلام )، لكن قبل وقت لا يتعدى الاشهر انسحب بعض المنتمين من احزاب وشخصيات سياسية! من المجلس دون تصريح شفاف او توضيح للاسباب الحقيقية لهذا الانسحاب المفاجيء، ورغم كون الانسحاب امرا طبيعياً بالنسبة للمجلس وبالنسبة للمنسحبين ايضاً الا انه جاء حفلاً تاريخياً للبعض الاخر الذي بدأ يتنبأ!!! من جديد واصفا المنسحبين بالجهالة وعدم الفهم وقلة الدراية بالامور السياسية وانهم لم يقرؤوا نبوءاته العظيمة ولم يتعظوا منها منذ البداية.
مهما كانت الاسباب الحقيقة التي ادت الى انسحاب هؤلاء من المجلس عديدة وكثيرة كما يدعون ، الا ان السبب الرئيسي والحقيقي ظهر الى الوجود قبل ايام قليلة، وبالضبط عند الاعلان عن القوائم المتنافسة على المقاعد المخصصة لشعبنا في البرلمان الاتحادي والاسامي المرشحة لاشغال هذه المقاعد، فالسبب الحقيقي لم يكن عدم فهم لنهج المجلس والية عمله بل كان صيغة الترشيح ومن الذي يستحق الترشيح لشغل المقاعد في البرلمان المركزي وكيف توزع المقاعد الخمسة!، لان اغلبية المنسحبين كانوا يريدون مقعدا!( هذا ما جاءوا من اجله فلم البقاء اذا لم يتحقق ) واذا كان السبب غير ذلك فليتفضلوا ويعلنوه على الملأ. 


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

346
انجازات سركيس اغاجان ومشاريع زوعا وعلكة العقماء
الجزء الاول
توضيح

بداية لا بد من توضيح مهم ( خصوصا للكتاب التابعين الذين يحملون فكر ويطبقون نهج الحزب المؤمنين به والمنتمين اليه، بغض النظر عن انتمائهم مهما يكن، ويختمون بكل جرأة! مقالتهم المليئة حقداً وكرهاً وطعناً وتطاولاً ب – كاتب مستقل! او ناشط قومي! – وكأننا نعيش في العصور الجاهيلة ولا نعرف كيفية التمييز بين المنتمي وغير المنتمي ) بأنني انسان مستقل وغير منتمي فكرياً، لكنني اقبل كل يد تساعد يتيما وتشبع فقيراً وتعمل على انتشال ابناء شعبنا من مأساته المتفاقمة بسبب الانفلات الامني وضعف سيادة القانون في العراق الجديد، مما جعل من المسيحيين – الاقلية – لقمة سائغة يجري وراءها اللصوص والإرهابيين والخارجين عن القانون والميليشيات الطائفية المتعصبة على حد سواء، والسبب الثاني يعود الى مرجعياتنا الدينية وقادة احزابنا القومية وسياسيينا الاكارم الذي اثبتوا لعامة الشعب بانهم ليسوا سوى تجار لا يهمهم مصدر الربح سواء اجاء من حليب الاطفال او من كسوة العراة او من جوع الجياع بل المهم هو كمية النقود الواردة، لذلك عندما يقوم مرتزق ما بمدح هذا او تبجيل ذاك دون وجه حق ويقول للجمع بانه ليس سوى رسول حق يوضح الحقيقة ويدافع عنها ليصدقه السذج والبسطاء، يعتبر بنظر ومقياس التابعين والمذعنين ورفاق الدرب شخصا مثقفاً وواعياً وقومياً ومدافعاً فذاً عن حقوق امته، اما اذا تجرأ احد ما او اراد فرد مستقل من ابناء شعبنا ان يكشف عن المستور ويدنو من الحقيقة ويتحدث بجرأة عن ما جرى وما يجري خلف الكواليس من تقسيم للاموال والمناصب التي استحوذ عليها بعض رجال السياسة وزعماء الدين  ظلماً وغدراً فانه يعتبر زنديقاً وكافراً يجب فضحه ومعاقبته والصاق شتى الصفات البذيئة والسوقية به ( كما تعود بعض الكتاب الوفيين المستقلين! اطلاقها على من يخالفهم في الرأي )، لذا لا عجب ان تقوم قيامة المنتمين والمؤجرين والمنتفعين على مقالة وكاتبها لانها لا تتماشى وخطهم الانتفاعي، او بالأحرى تقف بالضد مما يدعون اليه ويصرحون به ويعملون من اجله، لكن لقول الحقيقة ثمن لا يعرف قيمته مثل هؤلاء ولا اسيادهم وهذا الثمن هو – راحة الضمير.       

انتقاد السيد سركيس اغاجان لمصلحة من؟

منذ فترة ليست بالقصيرة وانا اتابع ما يكتب وما ينشر حول السيد سركيس اغاجان وبالاخص ما يوجه اليه من انتقادات، ورغم كون الانتقاد البناء ظاهرة حضارية واسلوب ديمقراطي لكشف الاخطاء والاستفادة منها مستقبلا، الا ان ما كتب ونشر في بعض المواقع الالكترونية من انتقاد وكلام سوقي واتهام باطل لرمز من رموز شعبنا من قبل بعض الاشخاص المعروفين بانتمائهم الحزبي وولائهم الشخصي ليس سوى محاولة فاشلة لجعل الاخر شماعة لإخفاقات اسيادهم وتعثراتهم، فالتهجم والتطاول على السيد سركيس اغاجان على كافة انجازاته القومية ليس سوى اسهل وسيلة وارخصها ينتهجها هؤلاء لطمس تاريخ اسيادهم ودفن ماضيهم واخفاء حاضرهم المشين، وكأنهم بذلك يستطعون خداع العامة وانجاز المهمة الموكلة اليهم من قبل اسيادهم لتبييض سوادهم واكساء عورتهم وتجميل قباحتهم واخيرا تعطير بؤر نتانتهم.
لم يكن في نيتي يوما من الايام ان اخوض في نقاش سياسي نهايته وجع راس وتهم باطلة و ....وووووو...... لذلك التزمت الصمت على الكثير من الافتراءات والتجاوزات والاشاعات وحتى التنبؤات!!!، بحق رمز يستحق كل احترام وتقدير من لدن كافة ابناء شعبنا لما عمله وانجزه لصالح قضيتنا، التي كان ابطالها اشخاص معدودين بعدد اصابع اليد يدعون الاستقلالية ويبكون على قضيتنا بدموع حركية!، لكن ذلك لايمنعني كمثقف محايد من الادلاء برأيي ومناقشة بعض الاراء والافكار المتناقضة التي طرحها هذا البعض، علماً ان الذي اكتبه لا يعني انني احاول اختصار التاريخ واختزاله بشخصية معينة كما فعل ويفعل هؤلاء البعض مع رئيسهم وقائدهم الاوحد، بل بالعكس احاول بكل بساطة توضيح بعض الحقائق حسب قناعتي الشخصية، لانه لكل شخص منظار خاص لرؤية الاشياء وتحليلها وتفسيرها حسب اجتهاده الفكري وقناعته السياسية.
لا يمكن الرد على كل ما كتب لان ذلك يحتاج الى مجلدات كاملة، لكنني استطيع اخذ الموضوع بعموميته والرد عليه باختصار، الذي يكون مفيدا لاصحاب الافكار الديمقراطية، اما الباقي فانا على يقين بانهم سيستمرون في رقصهم وطربهم وغنائهم حتى لو تكرر الصوت السماوي الذي قال ( هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ) مع السيد اغاجان، والاسباب معروفة ولسنا بحاجة الى الدخول في تفاصيلها.
لو رجعنا الى الوراء وتأملنا التاريخ قليلاً نستنتج ان اقوى السلاطين لم يستطع حكم الجميع وان اعظم الانبياء عجز عن ارضاء الجميع واقناعهم، وان دل هذا على شيء فانما يدل على تنوع القناعة والافكار والمباديء الفردية في المجتمع، فالشيء الذي يؤمن جاري بوجوده ليس من المحتم ان اؤمن به والمباديء التي يعتنقها صديقي ويعتقد بانها الاصوب والافضل ليس بالضرورة ان اعتنقها واقيسها بنفس المقياس، فالاختلاف بالرأي قانون طبيعي يتعامل به المثقفون بشفافية ودون تطاول او انتقاص من قيمة اية فكرة او مفهوم او معتقد او رأي أي كان مصدره بعكس المنتمين الذين تعميهم وتقيد عقولهم افكار حزبية فيعتبرون كل اختلاف في الرأي عداوة او محاولة لسحب البساط الاحمر من تحت اقدام اسيادهم، لذلك نرى ان كل ما قام به السيد اغاجان من اعمال خيرية وعمرانية وجهود حثيثة لبعث الامل وروح الحياة في جسد مفكك، كل جزء فيه يبكي في قارة، ليس سوى مخطط خارجي لطمس هويتنا وبيعنا بأبخس الاثمان ووووو... حسب نظرية السيد يونادم كنا وبعض اتباعه الذين لا يرون في الدنيا بكل كبرها واتساعها ابعد من انفوهم، وهذا طبعا ليس بكاءا على مآسي شعبنا وفقرائه ومرحليه بل لخوفهم على مناصبهم وما يحصدون منها من حرام الغلة، فبدلا من مراجعة سياستهم وتقييم اعمالهم ومواقفهم السياسية نلاحظ بان همهم الاوحد هو توجيه اعلامهم للتجني على الاخر والتطاول عليه ( اهناك عار اكبر من عار استعمال هذه الكلمة - كلمة عار- في غير محلها؟ وخصوصا عندما يكون مستخدمها ومطلقها رجلا سياسيا، يتباهى بثقافته وحنكته السياسية وسيرته النضالية!،جالسا تحت سقيفة من قصده؟ هل هناك معيار ادنى واقل للادب من هذا التصرف؟ )، لا نستطيع ( كما يفعل بعض اشباه المثقفين وراضعي السياسة في الحركة الديمقراطية الاشورية بالضد من كل ما هو غير حركي – اقصد بالحركي الحركة الديمقراطية الاشورية ) ان نقول بان الحركة لم تفعل شيئا او ان قائدها شخص ليس بمستوى منصبه لكن على المطوقين بمانع التفكير ان يحاولوا كسر قيدهم واطلاق العنان لعقولهم للتفكير بحرية والتحليل بشفافية بالطرق العلمية السليمة، فان كنا لا نستطيع مقارنة اليوم بالامس من حيث المواقف والتطورات السياسية والاقتصادية والعلمية، الداخلية منها والخارجية، كيف نستطيع مقارنة الانسان القديم الذي كان يستغرق للانتقال من مكان الى مكان اخر اياما او اسابيع او حتى اشهرا مستخدماً اما قدميه او احدى الوسائل البدائية مثل الحمار او الثور او احدى الحيوانات الاخرى بالانسان الحديث الذي يستعمل في تنقلاته سيارات وقطارات وطائرات تجتاز نفس المسافة بدقائق او ساعات معدودة؟، فاذا كانت ايامهم الذهبية قد تلاشت بسرعة فهذا سببه سياسة الحركة وممارسات قيادييها، فالحركة عندما ظهرت في التسعينات من القرن الماضي ابان انتفاضة اذار ودخلت المعترك السياسي كفصيل سياسي قومي وحيد من غير منافس، استطاعت من خلال عزفها على الوتر القومي واثارة المشاعر الدينية ان تستحوذ على الاغلبية المطلقة لاصوات شعبنا وكسب الكثير من المؤيدين والمنتمين، وهذا ما جعل من الحركة الديمقراطية الاشورية الفصيل القومي والممثل الوحيد لشعبنا في البرلمان والحكومة والناطق الرسمي باسمه، اما بعد ذلك ورويدا رويدا ظهرت احزاب سياسية اخرى ودخلت المعترك السياسي الكردستاني لتقلص من نفوذ الحركة الذي كان كان مطلقاً يوماً ما، اضافة الى ابتعاد الكثير من ابناء القومية الكلدانية عن الحركة بسبب هضمهم وعدم الاعتراف بهم كقومية مستقلة، بل والاستهزاء بهم في كثير من الاحيان في وسائل اعلامهم الرسمية، كل هذه الامور وامور اخرى يعرفها ابناء شعبنا بدراية تامة ادت الى تراجع نفوذ الحركة وفقدانها لاحتكار الساحة القومية والتحدث باسم شعبنا كممثل وحيد، لكن المثير للشفقة هو كون بعض المنتمين للحركة لا زالوا يعيشون الماضي ولا يستطيعون الاعتراف بالحقائق والتغيرات السياسية التي حدثت على المستوى القومي والاقليمي والدولي، لذلك نراهم حاقدين على كل ما انجزه الغير من نجاح سياسي وعمراني واجتماعي ويحاولون بشتى الوسائل تشويه لوحتنا القومية الوحيدة وتدمير الاساس الوحدوي الذي اسسه السيد اغاجان.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

347
المنبر الحر / برلمان للعرض فقط
« في: 09:56 15/12/2009  »
لا احد منا يجهل جملة ( للعرض فقط )، التي نراها معلقة او ملصقة على الكثير من المواد في المعارض والمحال، والتي تعني ان المادة ليست للبيع بل هي للعرض فقط وبذلك يحق للفرد اشباع نظره منها دون التمكن من شرائها والتمتع بها، اما ان نسمع او نقرأ مقالاً او خبراً عنوانه ( برلمان للعرض فقط  ) فهذا امر غير طبيعي يدعو للدهشة والتوقف لان البرلمان ليس بسلعة تباع او تشترى لنعرضه امام الناس لترضية غريزة البصر لديهم، بل هو اعلى هيئة تشريعية منتخبة ديمقراطياً تمثل الشعب وتسهر على مصالحه دون فرق او تمييز، لذلك على اعضاء البرلمان والحكومة احترام رأي الشعب وتفعيل البرلمان حسب المباديء التي شكل على اساسها وعدم تهميشه وتجميده ليصبح بناية تذكارية لالتقاط الصور او الاتكال عليه لتمرير آرائهم ومشاريعهم الطائفية والقومية والحزبية الضيقة التي تزرع الدكتاتورية وتقسم الشعب وتدمر الوطن لكن بقناع ديمقراطي!.
منذ انتخاب اول برلمان ديمقراطي قبل سنوات ولحد اليوم كان عمله وتشريعه صورياً وشكلياً بحيث لم يستطع ان يؤثر على أي قرار سياسي او مدني او اقتصادي يصدر او يتخذ من قبل اصحاب السلطة والمتنفذين في الحكومة او غيرهم من رؤساء الاحزاب الدينية الكبيرة المهيمنة على الساحة العراقية، وبذلك لم يكن اعضاء البرلمان سوى اجساداً شطرنجية تملأ القاعة وتشغل الكراسي لتمرر مصالح فئتها او كتلتها بعيدا عن مصلحة الشعب ومنفعة الوطن، بحيث يمكن اختصار اكبر واعظم انجازاتهم بعدة امور وقرارات لا تتعدى اعضاء الحكومة والبرلمان مثل الاجازات الفصلية ومراسيم الحج والايفادات ( كل المصاريف كانت تقتطع من ايتام العراق وارامله وفقرائه الباحثين في المزابل عن لقمة خبز سلمت من لعاب الكلاب واقدام القطط! ) وتثبيت الامتيازات والرواتب التقاعدية الخيالية واخرها منح الجوازات الدبلوماسية لاعضاء البرلمان وعوائلهم! ( وفائكم مشكور ونزاهتكم مثمنة واجوركم مقبولة! ), وفي الجانب الاخر ترك الشعب وحيداً في معركته مع قوى الارهاب والامن المفقود والمعاناة اليومية ليستيقظ كل يوم مع الرائحة المتعفنة لقضية فساد جديدة التي تعود عليها الشعب العراقي بل والعالم كله في عراقنا الجديد.
هكذا مرت الدورة الاولى لاول برلمان منتخب في عراقنا الديمقراطي الجديد ( بالرغم من الصلاحيات الصورية الممنوحة للبرلمان لم يستطع اعضائه من استدعاء او محاسبة أي من المسؤولين الحكومين على فسادهم وسوء ادراتهم للسلطات الممنوحة لهم واستهزائهم بالشعب وكرامته في كثير من الاحيان مع كل البراهين والدلائل المتوفرة لديهم، باستثناء بعض الحالات التي دعي فيها المسؤول المتهم للمسائلة في اروقة البرلمان باتفاق حزبي وسياسي واضح دون المساس به ماديا او معنوياً او معاقبته على جريمته المثبتة ) دون أي تجديد او تغيير او تحسن ملحوظ لا من النواحي الاجتماعية ولا من النواحي الامنية ولا من النواحي الاقتصادية ولا من النواحي السياسية، بل كان البرلمان ساحة حرة للتعارك وتصفية الحسابات السياسية والشخصية في كثير من الاحيان بدلا من جعله هيئة تشريعية ورقابية مهمته الاولى والاساسية الرقي بالمجتمع وخدمة الوطن وايجاد السبل الكفيلة لاخراج البلد من دوامة التخريب والتدمير الذاتي التي يدور فيها.
بناء الوطن وتعمير ما دمر خلال السنوات السابقة وتثبيت الامن ومحاسبة المقصر والمرتشي ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب لن يتم بزيادة مقاعد البرلمان ولن يتم بتقسيم المقاعد او حجزها مسبقاً ولن يتم بفضح الاخر او كتم صوته او ابعاده عن الساحة السياسية او ملاحقته قضائياً ولن يتم ببلع وهضم مليارات الدولارات من المال العام دون وجه حق ولن يتم بحرق الوطن كله لاشعال سيجارة المدام!، بل يتم بقليل من الاخلاص وجزء صغير النزاهة ونسبة ضيئلة من القانون ( اذا كنتم تعترفون بهذه اصلاً! ).


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

348
ليس خافياً على احد بان الاخفاقات الامنية والتغيرات السياسية التي حصلت في العراق بعد ازاحة النظام السابق عام 2003 ادت الى قتل وخطف وترحيل ملايين العراقيين الذين تركوا الاهل والوطن مرغمين مذعنين لتخليص ارواحهم وارواح عوائلهم، وكان نصيب المسيحيين من هذه المآسي والكوارث فوق كل تصور لسببين رئيسيين هما:-
1-   كون المسيحيين اقلية مسالمة بلا ميليشيا تحميهم وغير مدعومين من قبل دولة جارة تدافع عنهم وتناصر قضيتهم.
2-   افتقارهم الى قيادة دينية وسياسية موحدة توحد خطابهم السياسي وتدول قضيتهم القومية.   
هذه الاسباب واسباب اخرى كثيرة ادت الى فقدان الثقة بالمستقبل من قبل ابناء شعبنا ( اقصد بابناء شعبنا الكلدان والسريان والاشوريين على اختلاف مسمياتهم التي لن تفرق في الامر شيئاً ) الذين تعرضوا الى اكبر وافظع عملية تصفوية في تاريخهم المعاصر، فكان خيارهم الوحيد ترك بيوتهم وممتلكاتهم في المناطق الملتهبة والالتجاء اما الى اقليم كردستان الاكثر أماناً او الى احدى دول الجوار وانتظار رحمة الامم المتحدة لحين قبول طلباتهم من قبل احدى دول اللجوء، ورغم كبر المأساة وتعاظم المعاناة يوماً بعد يوم كان عدد الاخيار والمخلصين من ابناء شعبنا قليلاً ومعدوداً وعدد المتاجرين بمحنته في تزايد مستمر.
كان السيد اغاجان من اوائل الذين مدوا يد المساعدة للمهجرين والمرحلين ( الذين اطلقت عليهم تسمية النازحين! ) وبذل كل جهوده لمساعدتهم وانتشالهم من واقعهم المزري سواء عن طريق مساعدتهم مالياً او تعينهم في اقليم كردستان او تعمير القرى المدمرة التي رجع اليها الكثير من هؤلاء المرحلين اضافة الى تقديم كافة التسهيلات الاخرى لهؤلاء وغيرهم من ابناء شعبنا من سكنة الاقليم الذين شعروا للمرة الاولى في تاريخهم المعاصر بانهم سواسية مع بقية المواطنين من القوميات والاديان الاخرى الذين يسكنون اقليم كردستان، ومساعدة السيد سركيس اغاجان لابناء شعبنا ليست وليدة اليوم ولم تبدأ قبل اعوام لتنفيذ خطط ومشاريع خارجية كما يحلو لبعض الانتهازيين والسماسرة من ابناء شعبنا الترويج له بل بدأت قبل سنوات عديدة منذ عودته الى الوطن بعد الانتفاضة ( هذه ليست دعاية اعلامية او هالة مقدسة او صفة محببة اضيفها على الرجل، كما تعود الكثير من الكتاب المرتزقة اضافة مثل هذه الاشياء على اصحاب نعمتهم الذين لا يعرفون من القضية القومية سوى ما يدخل في جيوبهم او يحول الى ارصدتهم المصرفية، بل حقيقة تاريخية يعترف بها كل انسان منصف بغض النظر عن انتمائه او مذهبه ).
لست هنا بصدد كتابة تاريخ السيد سركيس اغاجان فتاريخه معروف! ولست بصدد الدفاع عنه لان مثل هذا الرجل يكفيه اسمه الذي يسبقه ولا بصدد تقويم اعماله لان التاريخ عليها اكبر شاهد، بل بصدد وضع النقاط على الحروف التي نساها قادتنا البواسل في قتالهم الشجاع على كعكة معاناتنا ومناقشة بعض الامور التي اختلطت معانيها وتشعبت فروعها في عقول بعض قادة شعبنا السياسيين وزعمائه الروحيين ( الذين برزوا في ساحتنا القومية لسخرية الاقدار ليس الا ) وبعض من كتابه الاشاوس الذين كان السيد سركيس اول من ساندهم وسحبهم من الهاوية او بالاحرى صنعهم!، فلهؤلاء تعريف متباين للمسألة القومية يختلف عن تعريف العامة وهو ان القومية ليست سوى سلماً لتسلق المناصب وتكديس اكثر ما يمكن من مال الفقراء واليتامى باسرع ما يمكن من خلال كلمات لطيفة وعبارات منمقة يرددها هؤلاء التجار في مناسبة او دون مناسبة لخداع العامة، والامثلة على ذلك كثيرة كثرة ذرات التراب الذي نعيش عليه لكنني لن اذكرها كي لا اخرج من مساري الحيادي واتهم باطلاً بانني من المنتمين والمطبلين والمزمرين، لكن هذا لا يمنعني من قول الحقيقة وتوضيحها والدفاع عنها دون خوف او خجل من احد ( ما داموا يدافعون يدافعون عن الباطل بلا خجل فماذا يمنعني من قول الحقيقة! ).       
مهمة الكاتب او المثقف وحتى السياسي هي توعية الجماهير وابراز الحقائق والدفاع عن حقوق العامة دون تمييز، وليست كما يعتبرها الكثير من كتابنا ومثقفينا وسياسيينا الموقرين عملية انتهاز الفرصة ورقص اختياري على الحبل الاطول والافضل ( كثير من الذين دخلوا ساحتنا القومية من اوسع ابوابها ليسوا سوى اناس وجدوا في هذه الساحة فرصة لتحقيق مصالحهم التي عجزوا عن تحقيقها في الاماكن الاخرى، فهذا الذي يدعي بحقوقه القومية كان امميا ينكر القومية، وهذا ينتمي الى الاشورية او الكلدانية حسب لون الاوراق النقدية المستحصلة والمصالح الذاتية التي يستطيع تنفيذها، وذاك يتملق ويحني رأسه لجميع المتنفذين دون تفرقة كي تكون كل القنوات مفتوحة ..... )، لذلك لا نلاحظ أي تقدم في قضيتنا القومية، بل بالعكس فكل ما نفعله هو الدوران في حلقة مغلقة تؤخرنا وترجعنا الى الوراء عشرات الخطوات بدل ان تقدمنا خطوة واحدة الى الامام.
بعيداً عن المزايدات الكلامية والتعنت بافكار بالية والتعصب لجهة معينة او فئة محددة واستثناء المصلحة الشخصية من المعادلة العامة وبدراسة سريعة لاحوال شعبنا وما قدمه الاستاذ سركيس اغاجان من مساعدات مادية ومعنوية لابناء شعبنا دون استثناء نتأكد من حقيقة لا غبار عليها وهي ان الذي فعله ويفعله السيد اغاجان لابناء شعبنا وقضيتنا لم يفعله احد من قبله ويصعب فعله من بعده لاسباب عديدة منها:-
1-   العمل من اجل جمع طوائفنا تحت مظلة واحدة وتوحيد خطابنا السياسي، وهذا لوحده اهم واكبر انجاز لشعبنا لانه كان اول العاملين على هذا المشروع، فلم يفرق بين الكلداني والاشوري والسرياني وابتعد عن ترجيح كفة على اخرى او التعصب لطرف دون غيره بل كان شعاره نحن الشعب الواحد.
2-   الابتعاد عن المشادات الكلامية وعدم افتعال أي خصومة او نزاع مع احد حتى لو كان هذا الاحد من اشد منتقديه، وبذلك برهن للجميع ان معتقداته تسامحية  وان مصالح شعبنا وقضيته القومية فوق كل الاعتبارات.
3-   لم يكن مختصراً او مختزلاً بل جامعاً، لذلك فتح ابواب مساعداته لجميع الجهات الحزبية والمدنية التابعة لابناء شعبنا دون فرق او تمييز، عكس الذين استغلوا مناصبهم وامكانياتهم لتحقيق مكاسب شخصية وفئوية على حساب مصالحنا القومية ومعاناتنا اليومية.
هذه الاسباب واخرى كثيرة جداً جداً جعلت من سركيس اغاجان رمز امة وقضية شعب بلا منافس، فاذا اجرينا معادلة رياضية بسيطة توضح لنا نسبة المستفيدين من اعماله ومساعداته ومنصبه سنتأكد بان اغلبية الشعب مستفيد، لكن عندما ينبري لنا بعض الانتهازيين من شخصيات سياسية او رجال دين لانتقاده ومعارضة مشاريعه السياسية فهذا لا يعني انهم يبكون على الشعب ومصلحته وقضيته ومستقبله بل بالعكس من ذلك تماماً يؤكدون لنا بكل قباحة بان طمعهم وجشعهم بلا حدود، فلو استثنينا المصالح الذاتية نلاحظ انه لم يبقى شيء الا وعمله السيد اغاجان في سبيل شعبه والارتقاء به وتأمين مستقبله، اما اذا دخلنا ساحتنا القومية من باب اخر وفرضنا مصلحتنا الشخصية على المصلحة العامة نكتشف بان السيد اغاجان لم يفعل لنا شيء يذكر لان كل واحد منا وبطبيعته الانانية يريد ان يستوزر ويستملك وتفرش تحت اقدامه الورد وتقوم القيامة عند ذكر اسمه! وهذا محال!.
وختاماً اعود واكرر بان العلة ليست في انسان خدم قضية شعبه بكل اخلاص بل تكمن في المتاجرين بالقضية وتوابعهم من السذج والبسطاء وبعض المرتزقة الذين ينكرون الحقيقة ويهابون التاريخ.




كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

349
جريمة اخرى من جرائم المسؤولين – اللامسؤولين -  العراقيين الجدد بانت معالمها للعيان لتثير الالم والحزن العراقيان المتجددان، فبعد كل ما سمعنا من قتل ونهب وتدمير وتنافس لاشرعي على السلطة وثروات البلد كشفت لنا وسائل الاعلام عن دناءة كبيرة واستخفاف لا مثيل لهما مورسا بحق الشعب والوطن من قبل بعض المسؤولين ( الذين سيختفون في مثلث برمودا كالسابقين حالما تكشف اسمائهم هاربين من المسائلة والعقاب هانئين متلذذين بما سرقوه وقبضوه ثمن سكوتهم على الدم العراقي المهدور ) الذين استلموا مبالغاً مالية بلغ مجموعها مليون دولار من شركة "بلاك ووتر" الامريكية لكسب تأييدهم واسكات المنتقدين للشركة بعد مذبحة ساحة النسور في بغداد ايلول عام 2007 التي راح ضحيتها 17 مدنياً عراقياً دون مبرر او عذر مشروع.
يتفق معي اغلب القراء بان مبلغ مليون دولار ليس بالمبلغ الهين ولا يمكن جمعه بسهولة ووقت قصير لا يتجاوز الدقائق من خلال العمل بعرق الجبين، لذلك من الطبيعي ان يكون لمبلغ كهذا وقع عظيم على نفوس الضعفاء وبائعي الضمير المؤمنين بديمومة الحياة، فتجدهم ينكرون ويحلفون كذباً بل وحتى لا يمانعون من معانقة الشيطان مقابل فلس محروق! ويفعلون كل ما حرمته الاديان والشرائع، لكن الغريب في الامر هو ان يكون المرتشي وبائع الضمير والمتاجر بدم شعبه مسؤولين عراقيين انهوا عمرهم مناضلين ضد الظلم ومنادين بحقوق الشعب وحريته، هؤلاء الذين لم يشبعوا بمئات المليارات من الدولارات التي ابتلعوها خلال السنوات الست الماضية فالتجأوا الى الدم العراقي المهدور ليصبح نبعاً اضافياً من ينابيع الحرام التي تعودوا الارتواء منها.
لقد تعامل الكثير من المسؤولين العراقيين الفاسدين بانتهازية وانانية مع الواقع والاحداث الطارئة التي حصلت في العراق بعد ازاحة النظام السابق، فالنهب وسرقة
اموال الدولة كانت من الميزات والسمات التي اشتهر وعرف بها الكثير من المسؤولين الحكوميين والحزبيين الذين فروا ( او بالاحرى تركوا الوطن وسافروا بطيارات خاصة وجواز دبلوماسي ساري المفعول! )  من وجه العدالة علانية دون عقاب او مسائلة حاملين معهم ملياراتهم وفضائحهم وجرائمهم وكأن شيئاً لم يكن، لذلك اصبحت الفضائح والتقارير التي تنشر وتشير الى حجم الاختلاس والنهب والسرقة وتهريب النفط الحاصل في العراق الجديد امراً طبيعياً لكل عراقي يعيش الواقع ويعرف أي نوع من القادة والمسؤولين يقبضون على زمام الامور، لكن ان يتجاوز المسؤولين كل الخطوط الحمراء ويتجرؤوا على الاتجار بالدم العراقي فهذه سابقة خطيرة يتوجب الوقوف عندها ومحاربتها كي لا تتكرر ( مع تيقني بأن ما اكتبه لن يكون سوى حزناً اخر ينضاف الى حزن الشرفاء من العراقيين وسكيناً يثير جرحهم النازف، لان هذه الجرائم وغيرها من الجرائم سترتكب ضد الشعب ويبقى المجرم طليقاً ما دامت حكومتنا محاصصاتية والقانون يطبق حسب ما تقتضيه مصالح الاقوى ).
همسة:-
ربما عفا الشعب عن المليارات المسروقة من خزينة الدولة، لكنه لن ينسى ويعفي عن قطرة دم تاجرتم بها او ارقتموها هدراً.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

350
مقترح لبديل عن الانتخابات العراقية

منذ زمن ليس بالقصير بدء الساسة وقادة الاحزاب الوطنية! ورؤساء الطوائف العراقية المتحدة! بالتحضير للانتخابات القادمة المزمع اجرائها نهاية العام الحالي، والمثير في الامر ليس الائتلافات التي تمزقت والاتحادات التي تفرقت ولا الشخصيات التي اختفت والتي ستظهر ولا الاسماء التي اطلقت على الائتلافات والقوائم الجديدة ولا الشعارات والاهداف والبرامج الانتخابية التي ستعلن ظاهرياً للاستحواذ على اصوات البسطاء والسذج من ابناء العامة، بل المثير يكمن في عدم اتفاق الاحزاب والشخصيات المتنفذة على قانون انتخاب جديد وتشريعه، فلا زال المتنافسون مختلفين حول القانون الجديد رغم كل الدعوات لحل هذه المسألة وانهائها بصورة توافقية طبعاً!.
معضلتنا نحن العراقيين ليست في نوعية الحكم او طريقة اختيار الحاكم او نوعية الدوائر في الانتخابات القادمة، فلا فرق بين الحكم الملكي او الجمهوري او الوراثي! او الديمقراطي لانها كلها متشابهة لدينا رغم اختلاف اسمائها، بل ان معضلتنا الرئيسية تكمن في نوعية التفكير وطريقة التعامل مع مطاليب الشعب وثروات الوطن، فلا زال رؤسائنا المنتخبين والمسؤولين الحكوميين المختارين حسب التوصية الحزبية او المتسلقين بواسطة الدرج الطائفي الى اعلى المناصب يتعاملون مع العراق وطناً وشعباً كتعامل القصاب مع الذبيحة، فمنذ انبثاق اول حكومة ديمقراطية في العراق والشعب يسمع الوعود والخطابات الرنانة التي تطرب الاذن وتسكر العقل وتزيد الواقع معاناة ومأساة!، والسبب في ذلك يعود الى الانتهازية التي تعامل بها المسؤولين الجدد والمحاصصة والمحسوبية التي اعتمدوها في تشكيل النظام الجديد التي كانت عائقاً امام تحقيق العدالة ومعاقبة المجرمين والمقصرين، فبدلاً من تعويض الشعب وترضيته وطمأنته انتهز المسيطرين على زمام الامور فرصتهم الذهبية لارضاء شهواتهم وتكديس ملايين الدولارات على حساب قوت الشعب ومعاناته، حيث كانت المحاصصة سبباً في ولادة تماسيح جبارة التهمت عشرات الهكتارات من اجود الاراضي في البلد ونهبت مئات الملايين من الدولارات دون سؤال او محاسبة.
يخطأ من يظن بان مجرد اجراء انتخابات يعني ان الديمقراطية موجودة وان البلد يسير نحو الاحسن وان النظام الحاكم سيكون مجبراً على ترسيخ العدالة وتطبيقها، ويخطأ ايضاً من يظن انه بمجرد معاقبة الغريم وملاحقته قانونياً او فضحه اعلامياً يعني ان العدالة تطبق وان القانون متحكم، ويخطأ ايضاً وايضاً من يظن انه بمجرد اختيار اسم ذهبي جديد وتغيير الملامح بقليل من المكياج ورفع شعار براق يعني ان الذئب تحول الى حمل وديع، هكذا على كل المسؤولين الفاسدين ان يعترفوا بخطئهم التاريخي بحق الوطن والشعب طوال السنوات الماضية بكل مآسيها ومراراتها، لانهم بتصرفاتهم واعمالهم اللاقانونية وسياستهم العوجاء كانوا سبباً في كل ما جرى من ترحيل وتشتيت للشعب وتدمير ونهب للوطن.
لا يمكن للانتخابات القادمة ان تحدث اية تغيرات اجتماعية او سياسية او امنية ملموسة بغض النظر عن القائمة او الطائفة او القومية الفائزة، لان المحاصصة ستبقى والمحسوبية ستبقى والمنصب سيبقى متحكماً باصغر الامور وأتفهها، فلو اراد المتنفذين والمسيطرين على دفة القيادة دفع عجلة الديمقراطية الى الامام كانو فعلوا ذلك خلال فترة حكمهم الماضية وفرضوا القانون وحكموا على كل نهاب وفاسد ومرتشي ومجرم بالذي يستحقه من عقاب، وما وضعوا حجر الطائفية اساساً لبناء النظام الجديد.
همسة:-
لكي تبعدوا عن رؤوسكم هذا الوجع وتختموا مناقشات الانتخابات وقوانينها بالشمع الاحمر اقترح على سيادتكم بديلاً اخر عن الانتخابات يرضي كل الاطراف ويشبع كل الرغبات المالية و .......! ويجعل من عراقنا الديمقراطي الجديد نموذج العصر في تداول السلطة سلمياً، وهو ان تجعلوا رئاسة الجمهورية والوزراء دورية! ( أي كل مسؤول حزبي فيكم يحكم لفترة من الزمن، على ان تكون اقصى فترة لحكمه لا تتجاوز الشهر لكي يستنى لجميعكم شيوخاً وشباب التنعم بمزايا هذه المناصب ) وبذلك ترتاحون انتم من معاتبة الشعب وثرثرته ويرتاح الشعب من محنة التفكير بمن ينتخب ومن هو الاصلح ومن سينجد العراق واية حكومة ستبني البلد.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

351
   حقوق كلابهم محفوظة ودماء ابنائنا – علناً – مهدورة!
حتى اخبارهم غير الاخبار التي تتناقلها الصحف والجرائد والفضائيات عن بلدنا النازف، فاخبار عراقنا الحبيب تبعث الحزن والقلق والتشاؤم في نفس المتلقي واخبارهم تثير الضحك والدهشة والف علامة تعجب!!!، واخر هذه الاخبار كان خبر الحكم بالسجن لمدة 25 عاماً على امريكي قتل كلب صديقته!!!، ( لا داعي للعجب لان حقوق الكلاب محفوظة في الدستور الامريكي اما دماء العراقيين فهي مباحة ولا يحاسب عليها القانون، لذلك يقتلون ويغتصبون ويعذبون دون محاكمة او محاسبة ).   
لا يمكن لاي انسان منصف ومثقف شرق اوسطي ان ينكر تقدم الدول الغربية وانظمتها على دولنا وانظمتنا في مراعاة حقوق الانسان وصيانة حريته، لذلك لا نستغرب اذا قبض على مجرم بعد عقود من تنفيذ جريمته، ولا نتعجب اذا عوض متضرر من خطأ غير مقصود بعد سنوات كثيرة من وقوعه، ولن نفتح افواهنا دهشة اذا امتثل وزير او مسؤول حزبي كبير امام المحاكم لينال جزائه العادل اثر عمل غير قانوني قام به او احد اعوانه اثناء فترة حكمه، عكسنا نحن الاغلبية في مملكة الشرق الاوسط النموذجية في تثبيت الظلم والطغيان الذين ينعمون بالرفس والجلد والضرب والاهانة بدءاً من ابسط موظف في الدوائر الامنية والقضائية وصولاً الى اعلى الرتب المتحكمة بصغائر الامور وكبائرها، لان الانسان حسب قوانين ودساتير المتنفذين في الحكم ليس سوى حياة ينفخون فيها متى يريدون ويقطعون عنها النفس متى يشاؤون،لذلك لا نلوم من جنب جلده وجع السياط واشترى حريته بقسوة الغربة.
ان الجهل والخطيئة لا يكمنان بتوضيح الحقيقة والاعتراف بها بل يكمنان في مقارنة نمط حياتنا واسلوب عيشنا مع الفرد الغربي الذي يتمتع بحريته ويتنعم بحقوقه بغض النظر عن لونه ودينه وانتمائه، من هذا المنطلق، وظناً منا بان العصر المقبل سيكون عصر التجديد وصيانة حقوق الانسان واطلاق لحريته، هلهل الشعب العراقي وصفق اسياده الكرام للاحتلال الامريكي ( حتى دماء كلابهم اصبحت اغلى واكثر قيمة من دماء شعبنا ! ) الذي دخل بلدنا بحجة تدمير اسلحة الدمار الشامل تارة وتحرير الشعب تارة اخرى وغيرها من مئات الحجج الواهية التي ارتكز عليها المحتل لتقوية دعائمه وفرض قوانينه وسياسته في بلد اصبح كجبار مقيد يلطمه ويدوس على كرامته كل من هب ودب من الصعالكة وصغار النفس، فمنذ بدء الاحتلال وحتى يومنا هذا تطوف حول مسامعنا هالة براقة من الكلام المنمق والموزون والمقفى والمعسل والحلو الجميل الذي يبشر الشعب العراقي بمستقبل استثنائي في منطقة الشرق الاوسط، لكن الذي حصل ويحصل من تدمير وقتل ونهب منظم لحضارة وثروة البلد اصبح عاراً على جبين امريكا وحلفائها مسببي هذه المآسي ومنفذي جرائمهم من السماسرة والمأجورين، لان الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي عموماً واطفاله خصوصاً ان دلت على شيء فانما تدل على وحشية النظام الامريكي وازدواجية تعامله مع حضارة وتراث وثروة العراق، فاذا كان القضاء الامريكي يحاكم الانسان بالسجن 25 عاماً!!! على قتله لكلباً فكم بالاحرى عليه ان يحاكم اناساً تسببوا بكل هذه المجازر والمذابح والتدمير والتشرد؟؟؟ ام ان القضاء الامريكي لم يسمع بما سببه الغزو الامريكي للعراق من ملايين القتلى والمشوهين وملايين العوائل المهجرة والمشردة وملايين الارامل المستنجدة وملايين اليتامى الباحثين عن لقمة خبز في مزابل وطن تكفي خيراته لاشباع العالم كله؟.
صرخة:-
يا من تترحمون على كلب صغير وتحكمون بشراً على جريمة قتله تعالوا وعاينوا افعال اسيادكم وصنائعهم من قتل واغتصاب واستخفاف بارواح البشر في بلد احتلوه ونهبوا ثرواته امام انظاركم وانظار العالم.

 
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

352
مسيحيو العراق بين قبضة الطائفية وسندان الدستور

مع اطلالة كل يوم جديد تصل الى مسامعنا مذبحة او مآساة او معاناة جديدة لاهلنا المسيحيين في العراق الجديد، فعمليات الابادة والاختطاف والتهجير القسري التي تعرض ويتعرض لها هذا الطيف المسالم منذ اعوام لا تكاد تهدأ حتى تبدأ حملة جديدة ليذهب ضحيتها ابرياء جدد لا ذنب لهم سوى حب الله وحب الوطن، وكأن ابناء هذا الطيف اصبحوا دخلاء وأنجاسا في عراقنا الديمقراطي الحر.
لست هنا بصدد تعداد واحصاء عدد الذين قتلوا او خطفوا او رحلوا كرهاً او فقدوا كل ما يملكون في لحظة سوداء، ولا بصدد تسمية الجهات المسببة ( لانها معروفة اصلاً ) لهذه المآسي لابناء هذه الطائفة وبقية الطوائف والاديان من العراقيين المسالمين الذين لا يؤمنون سوى بالتسامح والمحبة والحوار لبناء عراق جديد خال من العنف يسوده القانون ويشعر فيه ساكنه بالراحة والامان، بل بصدد الوقوف على تصريحات وتصرفات البعض، من الذين تبوءوا منصباً حكومياً معتمدين على انتمائهم الطائفي او الحزبي، والتي تمهد لابادة جديدة وتهجير همجي جديد للمسيحيين لكن حسب الموديل الحديث دون احداث ضجة كبيرة كالتي حدثت سابقاً عندما هجرت الاف العوائل بصورة علنية وامام انظار الجميع دون محاسبة او معاقبة احد، فالجدل المتصاعد بين محافظ نينوى وعدد من اعضاء المجلس حول احقية استملاك الاراضي لغير المسيحيين في بعض مناطق سهل نينوى التي يشكل فيها المسيحيون الاغلبية من عدمها ادى الى اثارة مشاعر الخوف لدى ابناء هذه الطائفة وتشاؤمهم من المستقبل الذي ينتظرهم وينتظر احفادهم في بلد تحكمه الطائفية والمحاصصاتية حتى في ابسط الامور.
الشائعات والتصريحات المغرضة والمدفوعة الثمن التي اطلقها وروج لها بعض الساسة حول التهديدات ( متى كان المسيحيون مصدر تهديد بالله عليكم!، وبماذا يهددون! بميليشياتهم المسلحة ام بقواتهم المدربة والمدعومة من دول الجوار؟ ) التي اطلقها المسيحيون لمنع ابناء الطوائف الاخرى من استملاك الاراضي في مناطقهم ما هي الا حرب دفينة وارهاب فكري ومعنوي لاثارة الرعب والخوف بين ابناء هذا الطيف، ورسالة واضحة لكل المسيحيين بان مستقبلهم في العراق الجديد مظلم ومثير للقلق، ويفترض بهم كأقلية غير مدعومة خارجياً ان يكونوا شاكرين للأولياء امرهم على عيشهم في بلد هم اصحابه الاصليين .
ادعاء بعض اعضاء مجلس محافظة الموصل بان طلب مسيحيي سهل نينوى باستثناء المشاركة في الاستملاك والمزايدة على املاك مديرية بلدية الحمدانية وحصر ذلك على المواطنين من سكنة القضاء وحسب احصاء عام 1957 للحفاظ على ديموغرافية المنطقة مخالف للدستور، لانه حسب الدستور العراقي، الذي اصبح عجينة طرية بيد المتنفذين ورؤساء الكتل السياسية المؤثرة في القرار الحكومي يصنعون منه شتى انواع التماثيل حسب الرغبة واقتضاء المصلحة، فيه شيء من التجاهل والاستخفاف بالدستور العراقي اولاً وبحقوق وذكاء المواطن العراقي ثانياً، فاذا كان التغيير المتعمد لديموغرافية المنطقة من خلال مئات الملايين من الدولارات التي تتصرف بها الاحزاب السياسية عبر واجهات فردية لشراء الاراضي الزراعية او توزيعها لغير ابناء المنطقة لترجيح كف على اخرى، حق مشروع لهذه الفئة او تلك نص عليه الدستور الجديد الذي يبيح ويجيز للمواطن العراقي حرية استملاك العقار في أي مكان من العراق، فان الدستور نفسه ايها السادة المتضلعون بالعلوم السياسية والدساتيرية والتجاهلية والخداعية قد نص على حظر التملك لاغراض التغيير السكاني فهل يستطيع السادة، المتصرفين بهذه الملايين لتنفيذ اجندة وخطط تقف وراءها جهات وربما دول لجعل المنطقة من لون واحد او على اقل تقدير زيادة نسبته، ان يبرهنوا ان عملهم هذا لا يتناقض مع الدستور وان افعالهم هذه لن تؤدي الى تغيير ديموغرافي للمنطقة يكون ضحيتها المسيحيين الساكنين لهذه المناطق منذ الاف السنين؟ خصوصاً عندما يكون الامر متعلقاً بالاف الدونمات والاف اخرى من القطع السكنية!.
هسمة:-
كفاكم سحب الدستور كل من جهته لانه على وشك الانقطاع.

منشور في الزمان الدولية
http://www.azzaman.com/pdfarchive/2009/09/26-09/P5.pdf

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

353
المنبر الحر / من المسؤول؟
« في: 11:26 27/08/2009  »
من المسؤول؟
اعرف ويعرف اسيادنا الموقرين ويعرف الشعب كله ان الاجابة عى هذا السؤال شبه مستحيلة لان المسؤولين كثر والاسباب متعددة، وغالباً ما تسجل الجرائم التي تمارس بحق الشعب ضد مجهول كما هي العادة في عراقنا الجديد، او ان شماعة القاعدة واتباعها جاهزة لتعليق كل العمليات الاجرامية من تفجير وخطف وقتل ......الخ على رقبتها وبذلك ينام المسؤولين الحكوميين مرتاحي البال لانهم اوضحوا الحقيقة للشعب وهي ان القاعدة مسؤولة عن كل ما يحدث للعراق من تدمير ونهب وسلب وتقاتل على السلطة والمال، ولا احد من المشاركين في الحكم تأتيه الجرأة ليعترف امام الشعب بأن الذي يحدث في العراق انما سببه التنافس الانتهازي والاناني اللامسؤول من قبل الاحزاب والشخصيات المتنفذة للتحكم في ثروة العراق واحتكار السلطة فيه، فلا يمكن لاي كان ان يتهم جهة واحدة معينة مسؤولية كل العنف والتدمير الذي حصل ويحصل في العراق لان العراق اكبر من ذلك، فالقاعدة ومعها بعض التنظيمات المتفقة معها فكريا كانت، وتكون مستقبلاً، سببا في الكثير من المذابح والجرائم والعمليات الارهابية التي اودت بحياة الاف الابرياء من ابناء شعبنا لكن ليست مسؤولة عن الصراع الخفي بين الاقطاب المتنفذة الذي بدأ يطفو على السطح ويسبب المزيد من الالم، وليست مسؤولة عن اختفاء مئات المليارات من الدولارات من اموال الشعب، وليست مسؤولة عن اختفاء الكثير من العراقيين في السجون السرية، وليست مسؤولة عن التعذيب والترهيب الذي يمارس ضد السجناء، وليست مسؤولة عن استيراد البضاعة الفاسدة من قبل وزراة التجارة ( لا تزال قضية وزير التجارة عالقة بسبب منع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي من محاكمته )، وليست مسؤولة عن ما حدث في مصرف الزوية من قتل لحراس الامن وسرقة ملايين الدولارات ( بعد اكتشاف ابطال هذه الجريمة تبين انهم من ضباط الفوج الرئاسي! ابشروا يا قوم جاءكم الامن فناموا بأمان  )، ولم تكن مسؤولة كلياًً عن مذبحة بغداد الاخيرة التي راح ضحيتها المئات من المواطنين الابرياء اثر المفخخات والقصف الصاروخي والمدفعي الذي طال الوزارات الحكومية ومقر الحكومة والبرلمان ( افادت بعض المصادر ان منفذي الهجمات والتفجيرات هم مجموعات مرتبطة مع فيلق القدس الايراني! ).
مضت على اسقاط النظام السابق اكثر من ستة اعوام واحوال الشعب تسير من سيء الى اسوأ، فلا الوعود نفذت ولا القوانين طبقت ولا الجنة الموعودة كما اعلنوا بانت، بل على العكس من ذلك تماماً تشرد الشعب واصبح الابرياء لقمة صائغة وسهلة الهضم من قبل الميليشيات والعصابات والمجرمين الذين اصبح الكثير منهم ذا شأن كبير في وزارات ودوائر الدولة، واصبحت ثروة البلد تبدد وتصادر من قبل المسؤولين واولادهم دون مساءلة، وما نراه ونسمعه ونتلمسه ونعيشه خير دليل وبرهان على ما نقول، فالملايين المهجرة من ابناء الشعب ( يدعونهم بالنازحين وكأنهم لا يفرقون بين النزوح والتهجير! ) الذين سلبت بيوتهم وهددوا بالقتل يعانون ويحتقرون في الجوار او في بلدان المهجر لم يذهبوا للتنزه او للترفيه عن النفس بل اجبروا على ترك وطنهم، اما الباقين في الوطن فحالهم ليس بحاجة الى شرح او حتى الى اشارة لان التقارير والاخبار اليومية تبين حالهم للعالم اجمع، ورغم كل هذا بقى اسيادنا الجدد الديمقراطيين الاحرار جامدين بلا حراك ازاء المعاناة والمآسي والمذابح ( هذا ان لم يكونوا هم طرفاً فيها اصلاً ) التي يتعرض لها الشعب العراقي بشكل يومي، وعوضا عن ذلك قاموا بتقوية الميليشات والعصابات لتعزيز نفوذهم وتمرير رغباتهم وترضية شهواتهم الجنونية بالضد من ارادة الشعب ومصلحة الوطن، ضاربين بعرض الحائط ثقة الشعب الذي انتخبهم ودماء الشهداء الذين اوصلوهم الى هذا المنصب ناكثين للعهد والقسم الذي قطعوه على انفسهم امام الملايين من ابناء الشعب والعالم اجمع.
وختاماً لكي لا يعلو صوتنا وتنفضح الحكومة بكامل اجزائها المتفرقة والمتخاصمة نهمس في اذن الحكومة الحالية، التي لم يبقى من عمرها الا شهور قليلة، وننصح كل الحكومات المقبلة بان بناء الوطن لا يتم عبر تعذيب وتهجير الشعب ولا عبر سرقة البنوك من قبل الضباط وافراد الحماية! ولا عبر تقسيم الشعب وتقطيعه ولا بنهب وسلب مال الشعب وتراثه..... بل يتم عن طريق نبذ الانانية وترجيح كفة المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وصيانة ثقة الشعب والوفاء بالعهد والقسم المقطوع.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

354
ونحن في خضم هذه المعمعة والمعركة الدائمية ( معركة الاسامي والاستحواذ على الجزء الاكبر من الكعكة ) التي لن تنتهي قريباً على ما يبدو، لا يسعنا الا ان نقدم شكرنا وتقديرنا وجزيل احترامنا لزعمائنا السياسيين ورجال ديننا الموقرين على حد سواء الذين لم يبخلوا باي جهد كي ينزلوا من مكانتنا وكرامتنا ويقللوا من شأننا في سبيل منصب كارتوني او حفنة من المال الذي من المفترض ان يكون  وسيلة لمساعدة من يفتقده او هو بامس الحاجة اليه لا ان يكون هدفاً ونقمة على الشعب كله، فحتى الذين يفترض بهم ان يكونوا قدوة لغيرهم في التزهد والترحم ومد يد المساعدة للغريب قبل القريب كما يقول سيدنا المسيح، اصبحوا اليوم يطالبون بكل جرأة حصة من اموال الفقراء ليتنعموا بها او يوزعوها على اقربائهم المقربين دون وازع ضمير او خجل ضاربين بعرض الحائط كل مبادئهم وقيمهم وتعاليمهم.
ليعذرني القراء الكرام اذا كان عنوان المقال غير محدد او مبهم بعض الشيء لانني بصراحة لم اعرف ماذا ادعو شهداء شعبنا!، فاذا دعوتهم بالاشوريين ستقام القيامة ضدي من قبل الكلدانيين ويقولون عني ناكر لاصله!، واذا دعوتهم بالكلدانيين سينفجر المتعصبون من الاشوريين غضباً ويبدؤون بهذيانهم ويلصقون بي شتى الصفات والالقاب البذيئة لان الكلدان بنظرهم ليسوا سوى مذهب كنسي ناكرين لقوميتهم الاشورية، واذا دعوتهم بالسريان قالوا عني غبي ومجنون لان السريانية لغة وليست قومية! ( هذا ما حرره قلم احد الاخوة الكرام الذين يتظاهرون بالثقافة والمعرفة ويؤمنون بمبدأ كل يوم، يوم اشوري ويوم كلداني ويوم كلداني سرياني اشوري، حسب ما تقتضيه الضرورة، لانه هو نفسه ادعى الاشورية يوماً ما ورجع الى اصله الكلداني بعد ذلك وروج للتسمية الثلاثية – كلداني سرياني اشوري – وآمن بها حين شعر بالمنصب يدنو منه قليلاً )، واذا دعوتهم ب ( كلداني سرياني اشوري ) قالوا عني موحد مرتشي يحاول خلط الزيت بالماء والصاق الارض بالسماء!، لذلك ارتأيت ان الانسب والافضل والارحم بشهداء شعبنا ان ندعوهم بشهداء دون ذكر القومية لان موضوع التسمية لم يحسم بعد! ( بالله عليكم تفتخرون بتاريخ عمره الاف السنين ولا زلتم تناقشون وتحاورون وتجتمعون وتتقاتلون على تسمية شعبكم! فهل هناك مهزلة اكبر من هذه المهزلة؟ ).
لا ابالغ اذا قلت ان تاريخ شعبنا والمسيحيين في الشرق الاوسط عموماً مكتوب بالدم، وان التضحيات التي قدمها شعبنا في سبيل دينهم هائلة وكثيرة كثرة ذرات التراب الذي يعيشون عليه، وان الهجمات والمذابح التي طالتهم وحصدت ارواح الملايين منهم كثيرة، لذلك وكأمر حتمي فمن الطبيعي ان يكون لهم يوم مخصص لاستذكار شهدائهم الذين قتلوا غدراً وظلماً ( ربما لا تكفي ايام السنة كلها لاستذكار ما حل بهم من ظلم وغدر وتعذيب ونهب منظم لممتلاكاتهم بسبب معتقداتهم وارائهم الدينية )، وهذا يعتبر من ابسط المكارم التي يستطيع الاحياء تقديمها للشهداء الذين ضحوا بانفسهم في سبيل بقائنا ووجودنا، فلولا تضحياتهم لما كنا ننعم بالذي نحن عليه الان، لكن كي لا نبقى اسير الماضي ونراوح مكاننا مثل عجلة مثبتة على مسندين تدور وتدور دون ان تتحرك، علينا جعل الماضي اساساً صلباً لبناء مستقبل افضل لانفسنا وللاجيال القادمة من بعدنا لان العيش في وهم الماضي يدمر مستقبلنا ويزيدنا تخلفاً وتعصباً ونخراً للذات.
نعم لا يمكن لاي كان ان ينكر المذابح والمجازر التي تعرض لها شعبنا على مر العصور، والاحتفاء بيوم الشهيد هو حق مشروع لكل ابناء شعبنا بكافة طوائفه الدينية وفصائله السياسية سواء عن طريق المراسيم التي تقيم بهذه المناسبة او عن طريق القداديس التي تقيم على ارواح شهدائنا الذين سقطوا دفاعاً عن وجودهم، لكن الغريب في الامر هو ان بعض الفصائل السياسية ومعهم قادتهم العباقرة قد افرغوا المناسبة من محتواها واعطوا للموضوع اهمية اكبر مما يستحق وكأنهم بذلك يثبتون انتمائهم ويؤكدون وفائهم للقيم والمبادئ التي استشهد عليها الاقدمون ( لكي لا يؤول كلامي ويفسر بشكل معكوس اوضح بأنني لا اقصد بان الموضوع غير مهم او ان شهدائنا لا يستحقون هذا التقدير بل بالعكس من ذلك تماماً، كان على ابناء شعبنا بدون استثناء ان يشاركوا في الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة متفقين متوحدين بغض النظر عن معتقداتهم وانتماءاتهم السياسية، لكن ان تحول هذه المناسبة الى دعاية حزبية وانجاز شخصي فهذا غير مقبول وغير مشروع ايضاً )، فالذين قاموا بزيارة قبور لا يعرفونها كان الاحرى بهم ان يزوروا بيوت المهجرين والفقراء والمرضى من ابناء شعبنا الذين بالكاد يملئون بطونهم، والاباء الذين اقاموا القداديس على ارواح شهدائنا الابرار بهذه المناسبة كان عليهم قبل اقامة هذه القداديس ان يحثوا المصلين على مساعدة من هو بحاجة اليها وعدم الاكتفاء بالتفرج والمتاجرة بمأساة اخواننا الذين ضاق بهم الوطن، بذلك فقط يكون ساستنا قد احترموا وكرموا شهدائنا ويكون ابائنا الكهنة قد قدموا لاجلهم اكبر صلاة.
شهداءنا اليوم ليسوا بحاجة الى شموع او مراسيم بينما اخوانهم يقتلون ويهجرون من ارض اجدادهم كرهاً، شهدائنا ليسوا بحاجة الى صلاة جماعية بينما اخوانهم في دول الجوار محتقرين يكافحون في سبيل لقمة خبز جافة، شهدائنا ليسوا بحاجة الى زيارات وورود بينما اخوانهم يتعرضون للابادة....... شهدائنا ايها السادة المتملقون والماكرون والمتاجرون بحاجة الى من يحمل مبادئهم وينشرها كي لا تموت، شهدائنا بحاجة الى من ينكر نفسه ويكمل الدرب الذي بدؤه، شهدائنا بحاجة الى زعماء وقادة مخلصين يحملون معاناة الشعب ويسهرون على سلامته ويضحون لاجل مصلحته القومية.... عندئذ فقط سيشعر شهدائنا بالراحة وينامون بسلام نوما ابديا.
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

355
لا يختلف اثنان في ان اعادة بناء العراق وطناً وشعباً ليس بالامر السهل لكنه ليس بالمستحيل ايضاً في وطن مثل العراق يتمتع بكل المزايا وتتوفر فيه كل الامكانيات، فسنوات الحرب وما رافقها من حصد للارواح ودمار للبنية التحتية والاقتصادية وانهار الدم المراقة هدراً اضافة الى الاسلوب القمعي الذي اتبعه النظام السابق ضد الشعب العراقي ككل جعل الفرد العراقي يغير الكثير من العادات والطبائع ويعيش حالة خوف دائم حتى من اقرب المقربين، لذلك كان يضم الآهات ويصبر على كافة انواع المظالم مذعنا للامر الواقع بلا صراخ او شكوى!، لكن اليوم وبعد مرور اكثر من ستة اعوام على الاطاحة بالنظام السابق وتمتع الشعب العراقي بحرية نسبية والكثير من الاجرام اصبح المواطن يستطيع التكلم وإبداء الرأي حول ما يحدث في وطنه من تدمير وفساد وتقاتل ونهب للمال العام وسرقة لتراث الوطن، لكن دون ان يقدم او يؤخر ذلك في شيء لان كلام المواطن العراقي سيظل ثرثرة غير مفهومة وكلمات غير منسقة وحجج غير مبررة مثل عجوز تجاوزت المئة لا تعرف من الحياة سوى الشكوى والثرثرة.
ربما ظن الكثير من اصحاب السيادة الجدد انه بمجرد تشريع قانون اجتثاث البعث سيتحول كل اسود الى ابيض وسيبدأ في العراق عهد جديد يصون كرامة الانسان ويعيد الحق لاصحابه ويوزع خيرات البلد بالتساوي ما بين ابنائه، وذلك لاقتران اسم البعث بكل شيء تدميري في العراقي، لكن الذي حدث هو ان البعث كنهج وتطبيق وحزب حاكم انتهى اما الفكرة فبقت!، فلا نتعجب ان سمعنا ان كذا مليارات اختفت وان المنطقة الفلانية تعاني الاهمال وان اليتامى يتعذبون وينامون في الشوارع وان النساء اجبرن على اللبس الفلاني وان كذا جثث مجهولة الهوية طفت على الانهر او رميت في المزابل لتتلذذ بها القطط والكلاب وان اغلبية سكان العراق يعانون من الفقر .......، لكن الفرق الوحيد هو انه في السابق كان الفاعل واحدا ومعروفاً اما اليوم فالفاعلون مجهولون وكثر.
لا احد من العراقيين سيعترض على تشكيل لجنة نزيهة مهمتها حجز ومصادرة ممتلكات اركان النظام السابق الذين كونوا وكدسوا ثرواتهم من المال العام اما نهباً من الدولة او ابتزازاً للافراد والمجاميع مستغلين منصبهم الحكومي والحزبي، لكن قبل الاشارة الى القشة في عيونهم عليكم ان الاشارة بكل وضوح وجرأة الى الخشبة في عيونكم، فالذي يحدث في العراق من نهب وسلب وسرقة علنية لم يحدث طيلة تاريخه القديم والمعاصر، وكهدية من المنظمات والهيئات الدولية المختصة والمعنية بهذا الشأن للسادة في عراقنا الجديد، الذين جهدوا كثيراً في ايصال البلد الى هذا المستوى، صنف العراق ضمن المراتب الاولى في الفساد دولياً ( مبروك لكم ميداليتكم الذهبية في الفساد يا اصحاب السيادة )، والانكى من ذلك ان الكثيرين من المتهمين بالفساد وهضم المليارات من اموال الدولة لا زالوا طليقين ومحميين من قبل رجال متنفذين من الذين يسيطرون على مقاليد الامور في عراقنا الجديد، اضافة الى تمتعهم بكل الامتيازات التي يتمتع بها باقي اعضاء الحكومة والبرلمان!.
على الحكومة، لو ارادت فرض مصداقيتها وتطبيق نزاهتها وتحمل مسؤولية اعادة اعمار البلد وبناء مجمتع مدني يسود فيه القانون ويحاسب كل مسؤول حكومي او حزبي او ذا شأن في القدر الطائفي المذهب على اخطائه وجرائمه بحق العراق، وقبل مصادرة اموال ومنازل مساعدي صدام وعائلته ( الذي نتمناه نحن الشعب ان تتحول هذه الملكيات الى الملكية العامة وليس نقل ملكيتها الى السادة الجدد الذين استولوا عليها بعد سقوط النظام السابق )، على الحكومة ان تبدأ بمحاسبة ومعاقبة المسؤولين المتهمين باختفاء اكثر من 250 مليار دولار خلال السنوات الستة الاخيرة التي اعقبت سقوط النظام السابق.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

356
محنة مسيحيي العراق متى تنتهي؟
كوهر يوحنان عوديش

هجمة شرسة اخرى يتعرض لها المسيحيون في العراق ادت الى تدمير العديد من كنائسهم واستشهاد وجرح العديد منهم وكأن فترة التحريم قد انتهت وان موسم الصيد قد بدأ بالنسبة للظلاميين الذين يرون في اصلاء العراق نوراً لا يستطيعون التعايش معه، فمنذ الفوضى التي رافقت عملية تحرير ( احتلال ) العراق والمسيحيون يصلبون بشكل يومي وكأجرء حتمي لما يتعرضون له هاجر من تيسر له الحال اما الى دول الجوار منتظراً رحمة الامم المتحدة ودول اللجوء كي يسافر اليها نهائياً بلا امل في الرجعة، او الى مناطق اقليم كردستان الاكثر هدوءاً وفي كلتا الحالتين عانوا وما زالوا يعانون الكثير لانهم بلحظة سوداء خسروا تعب العمر وتركوا بيوتهم ومناطقهم وذكرياتهم الجميلة تنبش فيها الخفافيش ويتنعم بها مدمرو العراق الجديد، اما البقية الذين بقوا داخل العراق مجبرين فقد عانوا اكثر مما يحتمل لانهم اما قتلوا غدراً او اختطفوا ودفعوا الفدية عشرات الاف الدولارات او هددوا وهجروا من بيوتهم حفاة عراة!، ورغم كل المظالم والتجاوزات التي تعرض ويتعرض لها المسيحيين علناً ظلت الحكومة عاجزة عن اتخاذ اجراء امني يحمي هذه الفئة ويشعر ابناؤها بالطمأنينة والتفاؤل بالمستقبل.
استهداف المسيحيين في العراق ليس بشيء جديد او امر مستحيل، بل بالعكس من ذلك تماماً يعتبر من روتينيات الحياة اليومية في عراقنا الجديد ومن اسهل المهمات البطولية التي يمكن القيام بها دون محاسبة او الخوف من الانتقام، واسطع مثال على ذلك هو احداث الموصل المريرة في العام الماضي حيث قتل العديد منهم وهجرت اكثر من 2000 عائلة خلال يومين فقط!، وكونهم اقلية ( حسب المفهوم الحكومي والدستوري في العراق الديمقراطي! ) وبلا ميليشيا مسلحة ومدعومة خارجياً تأخذ الثأر بثأرين وتحصد مقابل كل روح عشرات الارواح اصبحوا لقمة سائغة سهلة الهضم للمجرمين والارهابيين على السواء، ولولا المطالبات والتنديدات الدولية لاصبح المسيحيين في العراق من خبر كان واستأصلوا من ارض العراق كنبتة ضارة على ايادي ميليشيات وعصابات بعض الجهات المشاركة في الحومة قبل غيرها.
البكاء على مآسي المسيحيين ظاهرياً والتنديد والتصريح اعلامياً واستنكار هجمات الابادة الجماعية التي يتعرضون لهاً لن يقدم او يؤخر شيئاً في جوهر المشكلة، واي حل مؤقت يزيد من الجرح عمقاً ويدفع الى المزيد من الهجرة وترك الوطن، وما دامت الحكومة العراقية غير قادرة على بسط سيطرتها الامنية وتقديم كل مجرم للعدالة لينال جزاءه العادل، فان الاعمال الاجرامية ضد العراقيين ككل وضد المسيحيين بصورة خاصة ستسمر سواء من قبل التنظيمات المتشددة او العصابات الحرة الطليقة المدعومة من قبل جهات متنفذة في الحكومة، وهذا يعني ان مسلسل التفجير والخطف والقتل والذبح والتهديد والتهجير سيكون مستمرا خلال السنوات المقبلة مما يؤدي الى نجاح خطة الظلاميين المنظمة والمرتبة مسبقاً وهي تفريغ العراق من المسيحيين وتدمير كل ما يتعلق بحضارتهم وتراثهم.
ربما حان الوقت للحكومة العراقية ان تختبر مصداقيتها امام ابناء شعبها اولاً وامام الرأي العام العالمي ثانياً، فاما ان تفي بتعهداتها ازاء هذا المكون الاصيل بتوفير الامن لدور عبادتهم ورفع الغبن عنهم وصيانة كرامتهم كمواطنين يتمتعون بكامل الحقوق كبقية المكونات الاخرى ( وهذا امر مستبعد ان لم يكن مستحيلاً في الوقت الحالي على الاقل )، او اعلان الحكومة عن عجزها والطلب من الامم المتحدة علانية ودون خجل بحمايتهم لحين موت السيد الطائفي الذي يحكم البلد وولادة الابن الديمقراطي المنشود المنتظر.
اقتراح بسيط:- لتجنب هذا التعب ووجع الرأس الذي يسببه لكم المسيحيون يا اصحاب السيادة لماذا لا تشرع الحكومة بالتعاقد مع شركات التهجير، التي يمكن تشكيلها خلال ثواني في عراقنا الجديد، لتفريغ العراق من هذا المكون المسالم وجعله امثولة لكل عراقي يحب السلام ويصلي من اجل السلام ويعمل لتحقيق السلام.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

357
عذرا ... باسم من تتحدثون؟
كوهر يوحنان عوديش

قبل الدخول في متاهات الجدل حول ما دار ويدور من نقاش تجاه قضية شعبنا القومية من توحيد الاسم وتثبيته في دستور اقليم كرستان، ومن سيفوز بكراسي البرلمان المخصصة لشعبنا، ومن من القادة سيخلده التاريخ، ومن من الاحزاب والحركات والشخصيات السياسية ترعى مصالحنا وتمثل قضيتنا وتتفانى في عملها القومي ......... وغيرها الكثير من التشعبات التي يغص بها دربنا القومي، ساسرد للقراء حادثة حقيقية وقعت قبل سنوات كان ابطالها سائق تاكسي وعجوز يفوق عمرها الثمانين، حيث في يوم اقل ما يقال عنه اسود بالنسبة للسائق وعن غير قصد دهس امرأة عجوز لتتوفى في الحال وكاجراء حتمي كان عليه اخذ الضحية للمستشفى، لكنه انتظر قليلاً فلربما سيأتي معه من برفقتها لان مثل هذه العجوز وبهذا العمر لا يمكن ان تخرج من البيت وحيدة لانها بالكاد كانت تقف على قدميها، لكن العجب كان في انها كانت وحيدة وان احد العامة من المتجمهرين حول الحادث كان يعرفها فتطوع لمرافقة السائق للمستشفى، وفي الطريق وكخطوة لتخفيف وقع الحادثة على السائق بادر المرافق بالحديث ودعا السائق الى حمد الرب وشكره اولاً وعدم تضخيم الامر وتعميقه ثانياً لان هذه المرأة عاشت من العمر كفاية وان اولادها تركوها لتعيش وحيدة لانهم كانوا يعتبرونها عالة عليهم وعلى عوائلهم، لذلك فمن المستبعد ان يطالب أي من اولادها بالدية،وبعد الوصول الى المستشفى بوقت قليل ظهر اولاد العجوز وهم يبكون ويصرخون ويهددون ويدعون بأن الضحية كانت مصدر رزقهم الوحيد!!! حينها شعر السائق بان ورطته كبيرة وان الورثة الذين انقطع مصدر رزقهم الوحيد لن يعفو عنه مجاناً!.
كلما تذكرت هذه القصة ( بكل ما فيها من معنى ) وقارنتها بقضية شعبنا ومشاكله التاريخية اتذكر بعض القادة والشخصيات والاحزاب التي لا تتذكر الشعب الا في حالات نادرة جداً فيعرفون قوميتهم وشعبهم واصلهم ونسبهم ومعاناتهم فجأة عندما يتعلق الامر بمنصب حكومي او مقعد برلماني او شحنة مساعدات مالية!، وكذلك اشعر بالحزن والمرارة على امهات انجبن اولاداً عديمي الوفاء ( مثل بعض الانتهازيين من ابناء شعبنا وفائهم لجيوبهم وفقط! ) وعشن طوال عمرهن يتعبن ويكافحن في سبيل تربية اولادهم وصيانة سلامتهم وضمان مستقبلهم لتكون خاتمتهم الوحدة والاهمال.
حال شعبنا لا يختلف كثيراً عن حال هذه الام التي توفيت وحيدة، لكن اولادها ذكروها عندما عرفوا ان موتها يعني ثمناً وان دمها الثمانيني سيدفع بالدولار!، مثلهم مثل المتاجرين بقضيتنا من ابناء شعبنا الذين يبكون على جثتنا ظاهرياً ويحسبون ثمن الجثة الذي سيقبضونه عند اجراء المزايدة في مزاد بيع الضمير، فكم من سياسي ورجل دين وشبه مثقف! رفع صورة معاناتنا وندد بالظلم المرافق لمسيرتنا التاريخة مجاناً وبلا مقابل!؟ واحد، اثنان .... عشرة! اين البقية؟ واين مبادئهم؟ هل علينا ان نفتح صفحات الخيانة والمتاجرة مئات المرات ليخجلوا ويتركوا الشعب بشأنه يقرر ما يقرر؟ ام علينا ان نقارن سنوات نضالهم! مع ما استملكوه وهضموه ( وهم الحفاة ) خلال بضعة سنوات لا تتعدى اصابع اليد الواحدة؟ ام علينا تذكيرهم بالمناصب التي تولوها على حساب قضيتنا القومية التي سرعان ما نسوها ونسوا لغتها فور تنعم مؤخراتهم بحرارة الكرسي الدوار ونعومته!.
امثلة كثيرة تطفو على السطح كلما تطرقنا الى الحديث عن شجون شعبنا ومسيرته القومية، وخير مثال يكمن في بعض الكتاب المتعصبين المنتمين حزبياً وبعض الشخصيات الانتهازية التي تمتهن السياسية وبعض التجار الذين يتظاهرون بالقومية ( الانتماء ليس عيباً ولا جريمة يعاقب عليها الفرد المنتمي لكن المخجل ان يدعو الكاتب باستقلاليته ظاهرياً ليكتب عن هذا وذاك بكل حرية – والقصد من ذلك تحقير المقابل وتخوين صفحته لان كل منشوارتهم ليست سوى انتقادات هدامة - ومن ثم تكتشف بان هذا المثقف والكاتب الكبير! لم يكن سوى قلم مأجور وفكر مغلق لا يقبل الانفتاح!. ) فهولاء لم يتوانوا للحظة للطعن بهذا وتهديد ذاك ولم يترددوا في استخدام كافة السبل والوسائل لعدم الخروج من المولد بلا حمص، ليس بكاءا على الشعب وتاريخه كما يدعون بل سعيا لمنصب كارتوني وايراد مالي محترم وليذهب من بعدها الشعب والتاريخ والامة كلها الى الجحيم.
انه لشيء مؤسف وهزلي ومخجل ومشين ان تتعالى بعض الاصوات المشبوهة، التي انقلبت على مبادئها بين ليلة وضحاها، وتزعم بكل وقاحة بانها ممثلنا الوحيد في الساحة السياسية ولا يحق لاحد غيرها ان يتحدث باسمنا!، وفات عن هؤلاء ( وهم العباقرة! في القانون والسياسة ) ان الاختصار والاختزال هما شيمة القادة والاحزاب التي تتخيل ضعفها قوة وتحول هزيمتها الى انتصار!، وهل لهؤلاء الذين يدعون تمثيلنا الشرعي ان يطلعونا على انجازاتهم القومية ويتفضلوا مشكورين باعطائنا نبذة عن تاريخهم الشخصي ونضالهم الطويل لاجل قضيتنا؟ وماذا فعلوا طوال هذه السنين لمساعدة اهلنا المشردين؟ ومن ساعدوا؟ ومن اطعموا؟ ......، لا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان الفرق بينكم وبين اولاد المراة العجوز هو مسالة حياة وموت لا اكثر، لان العجوز ماتت فطالب اولادها بدمها، لكننا ايها الجهالى لا زلنا احياء فبأي حق يا ترى تريدون ان تتاجروا بقضيتنا وتقبضوا ثمن دمنا وتقايضوا مصيرنا وتصادروا صوتنا وتنطقوا باسمنا؟

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

358
المصالحة ضرورة وطنية، لكن مع من ؟
كوهر يوحنان عوديش

بين فينة واخرى تثير بعض الشخصيات السياسية موضوعاً في غاية الاهمية والخطورة، وهو موضوع المصالحة مع البعثيين وغير البعثيين من المعارضين للمحتل والعملية السياسية في العراق، ورغم اهمية الموضوع فانه ظل مستورا ومخفياً ولم يتطرق اليه احد او بالاحرى لم يعمل على مناقشته وتحقيقه على ارض الواقع أي من المسيطرين بزمام الامور في عراقنا الجديد، فكل الدعوات وكل الاجتماعات وكل المؤتمرات لم تكن سوى قنابل صوتية انفجرت دون ان تحدث أي تأثيرات او تغيرات ملموسة على الواقع المعاش، وبدلاً من مناقشة موضوع المصالحة مع البعثيين بصورة محايدة لايجاد الحلول المناسبة والواقعية لمسألة في غاية الضرورة ومشكلة عميقة تمس حاضر البلد وترسم مستقبله، رفض الكثير من المسؤولين الحكوميين والحزبيين والكثير من رجال الدين، الذين يرسمون سياسية العراق الجديد ويحددون اتجاهها، الفكرة من اساسها دون تفكير او تحليل او حتى مجرد مناقشتها ومراجعتها مع الذات، وصفق اغلبية المسؤولين الجدد للقرار الامريكي القاضي بحل اجهزة الامن والجيش وحظر حزب البعث من المشاركة بالعملية السياسية دون غربلة او تفريق بين بعثي وعائلته وبين مجرم وانسان خدم وطنه باخلاص دون أذية احد، وهذا بحد ذاته يعني القضاء على شريحة كبيرة من ابناء الشعب العراقي وحرمانهم من ثروة البلاد ونبذهم اجتماعياً وسياسياً، هذا التعامل مع فكر ونظام وحزب حكم العراق عقوداً من الزمن ادى الى نمو وانتعاش روح الانتقام والانفلات من العقاب في بلد تعم فيه الفوضى وتكثر فيه وسائل القتل والانتقام.
لا شك في ان النظام السابق قد اضر العراق شعباً ووطناً، فمن نجا من الحروب لاحقته عصابات الاعدام ومراكز الامن وعناصر الحزب، ومن نجا بجلده من كل ذلك بهروبه من الوطن تم تصفية افراد عائلته او تعذيبهم او سجنهم وغيرها من الاساليب الابتزازية التي كان الكثير من اعضاء البعث يشتهرون بها ويطبقونها على الابرياء، اما اقتصاد الوطن فمن المخجل ان نخوض في مناقشته لان القسم الاعظم كان يصرف على الاسلحة والقسم الاخر يضاف الى حساب الابناء والاهل والاقرباء والمسؤولين الكبار ليقتات الشعب على ما تبقى من فضلات موائدهم، هكذا مرت عقود على الشعب العراقي يعاني ما يعاني وحيدا مغلوباً على امره والدول الكبرى والجارة والصديقة تشيد بمنجزات الحزب والثورة وتقدس كل حركة يقوم بها الرئيس الاسطورة وتبارك كل جريمة ترتكب بحق الشعب ظلماً، فبمجرد احصاء او اجراء تعداد بسيط للمتضررين من النظام السابق سنلاحظ ان اغلبية الشعب متضرر ( من ضمنهم الكثير من المنتمين الى حزب البعث نفسه ) عدا القليل جداً الذين كانوا على رأس النظام ونجوا من مصائب الحروب واثار الحصار وانفلتوا من لحظات غضب العائلة بالوقت المناسب، هكذا صنع الرئيس السابق لنفسه جيشاً من المعارضين يعد بالملايين، فالويلات والمصائب التي حلت بالشعب العراقي جراء طغيان هذا النظام واجرامه المعمم على الشعب دون استثناء لا يمكن نسيانها او غض النظر عنها مهما طال الزمن، فلا يمكن للمنفيين والملاحقين والمعتقلين والمعذبين والمغتصبين والمرحلين ..... ان ينسوا في يوم من الايام ما مروا به وقاسوه على ايدي جلازة النظام السابق، ومن حقهم ايضاً ان يعارضوا كل فكرة او مبادرة تدعو الى مشاورة ومفاوضة البعثيين واستدراجهم للمشاركة بالعملية السياسية الجديدة لان الجراح لا زالت طرية وتاريخ البعثيين مكتوب بالالم والدم منذ استيلائهم على الحكم، لكن رغم هذا كله علينا ان لا ننسى بان البعثيين عراقييين قبل ان يكونوا بعثيين وحرمانهم يولد رد فعل معاكس يطيل امد المعارضة ويجعلها ابدية.
قبل ان نخوض في في نقاش ميزات المصالحة نؤكد القول بان تأييد المصالحة والعمل على اتمامها لا يعني باي شكل من الاشكال الدفاع عن البعثيين المجرمين وتبييض صفحتهم السوداء او تبرئة جرائمهم بحق العراق شعباً ووطناً، ولا يعني ايضاً الرضوخ لمطاليب وأوامر حفنة من المجرمين يرهبون هذا ويقتلون ذاك ويثيرون الرعب في نفوس الابرياء والعزل ..... بل على العكس من ذلك تماماً يمكن وضع المصالحة اذا ما تمت في خانة اهم منجزات الحكومة العراقية الجديدة والاحزاب السياسية العاملة في الساحة العراقية، لانها بذلك تثبت للعراقيين والعالم اجمع بأن النظام السابق كفكرة وتطبيق انتهى الى الابد هذا اولاً، اما ثانياً فهو توكيد بأن نضالهم ضد النظام كان لمصلحة العامة وليس تنافس شخصي او حزبي للاستيلاء على المنصب والتنعم بصلاحياته.
منذ سقوط النظام العراقي السابق وما رافقه من قرارات وقوانين ضد البعث واجهزته الامنية والعسكرية هجرت من العراق اغلبية العوائل التي كان احد افرادها عضوا في الحزب او منتمياً الى احد اجهزته، اما الباقين فقد حرموا من كل الامتيازات ( حرم الكثير من البعثيين، من معلمين واطباء ومهندسين ..... الخ، حتى من ممارسة وظائفهم التي هي مصدر رزقهم الوحيد ) التي يتمتع بها الاخرون من الشعب وبذلك حكم عليهم بالاعدام لكن بالصورة البطيئة، فماذا ينتظر من هؤلاء ان يفعلوا؟، هل وقف معارضي صدام ازاء غطرسته واسلوبه الاجرامي مع الراي المخالف مكتوفي الايدي؟
اعتقد صدام وبعض مقربيه ان الاضطهاد وزرع الخوف في الناس وهم في ارحام امهاتهم سوف يولد شعبا مطيعاً وينهي المعارضة، لكن الايام اثبتت خطأ اعتقاده لان الظلم والاستبداد لم ينجبا سوى الحقد والكراهية والمزيد من المعارضة، فاذا كان القادة الجدد يريدون للعراق ان يزدهر وينعم بالاستقرار ويعيش شعبه بسلام وامان عليهم اخذ العبرة من الماضي الذي اثبت ان العنف لا يولد الا العنف وان التحريم لا يولد الا المزيد من المعارضة الناقمة، لذلك على رافعي شعار اجتثاث البعث ( ما يدعو للضحك والسخرية ان هذا القانون حافل بالاستثناءات ولا يشمل كل البعثيين، فهناك العديد من كبار الضباط البعثيين قدا اعيدوا الى الخدمة في صفوف الجيش العراقي الجديد رغم شمولهم بقانون المساءلة والعدالة لكن باستثناءات!، وكذلك العديد من الرفاق البعثيين يشغلون مراكز مهمة في الحكومة الجديدة! اذن اين المساواة في التعامل مع البعثيين القدامى؟ ) والعاملين عليه محاولة اجتثاثه فكرياً وليس جسدياً، فاذا هجروا بعثياً او حكموه او حرموه من كل حقوقه فانهم لم يفعلوا شيئاً سوى حفزه واجباره للدفاع عن الفكرة التي يحملها رغم خطورتها وتحمل كل عواقبها لان سبيل التراجع مقطوع وبذلك يضيفون رقماً اخر الى قائمة المعارضين للنظام الجديد، اما اذا اراد المعنيون اجتثاث البعث فكرياً، وهذه هو الاهم، فعليهم استمالة البعثيين والتوجه الى القضية من الجانب الاخر، واستمالة البعثيين لا يتم باعطائهم المناصب السيادية فقط بل يمكن عن طريق اعفائهم من مناصبهم السابقة لكن اشعارهم بنفس الوقت بانهم ابناء هذا الوطن ويشملهم ما يشمل اقرانهم من حقوق وواجبات ومنحهم كامل الحرية لممارسة وظائفهم ومهنهم، وبذلك يكون القادة الجدد قد اثبتوا للشعب العراقي اولا وللعالم اجمع ثانية بان توجههم ديمقراطي وفكرهم ديمقراطي وتطبيقهم ديمقراطي وانهم اتوا لانقاذ الشعب العراقي بكافة اطيافه ومذاهبه وانتماءاته.
لقد اصبحت قضية المصالحة، خصوصاً بعد انسحاب الجيش الامريكي من المدن العراقية، ضرورة وطنية ملحة لتوحيد المجتمع العراقي وبناء وطن مسالم ينعم فيه المواطن بخيراته ويرتاح من سنوات الحرب والجوع والحصار، لكن المصالحة يجب ان تكون عملاً طوعياً وبقناعة غير منقوصة وليس فرضاً او ضرورة مرحلية لكسب المؤيدين لحين اكتمال بنيانهم السلطوي وتثبيت دعمائه، لانها لن تتحقق اذا لم تعترف جميع الاطراف بعضها ببعض وتصرفت ازاء بعضها البعض بشفافية وثقة بعيداً عن نزعة الانتقام ومبدأ الاكثرية والاقلية الذي اصبح اساس التعامل في جميع قضايا العراق الجديد.
واخيراً يجب على السياسيين والمثقفين وكل من يمهم امر العراق حاضرا ومستقبلاً، وخصوصاً الذين يحكمون البلد، ان يتصالحوا مع انفسهم قبل ان يعملوا على مصالحة الغير وان يعاقبوا ويقدموا للعدالة كل الذين تلطخت اياديهم بدماء الابرياء من بعثيين وغير بعثيين على حد سواء وليس اتخاذ عبارة ( استحالة المصالحة مع اولئك الذين تلطخت اياديهم بدماء الشعب ) انجازا تاريخياً للتباهي امام الشعب وتذكيره بمواضع الجراح واثارتها! وكأن كل المسؤولين والمتنفذين في الحكومة الجديدة اياديهم طاهرة ولم تتلوث بالدم العراق ابداً!.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

359
عجيبة هي قضية المتحولون التي يدافعون عنها بالكذب والتملق والخداع ( اقصد بالمتحولون اولئك الاشخاص الذين يمتهنون فن الرقص، وبراعتهم في الرقص تشبه لونهم الذي يتغير حسب مواسمهم النفعية لذلك تراهم راقصين كل يوم على حبل دون خجل ) وغريبة هي اقوالهم التي ضجت بها اذاننا كل يوم يتحدثون بلغة، فهولاء لم يبخلوا بشيء في سبيل الارتقاء بانفسهم وتضخيم اسهمهم وكأن الجمهور والعامة من ابناء شعبنا عميان ومجردون من التفكير وسينقادون طواعية مثل القطيع دون عصيان وراء تخبصاتهم التي لا تزيدنا الا فرقة والماً ولا تشبعنا الا قهراً ومذلة، فهؤلاء لا يهتمون بما هو عليه الشعب ولا بما سيصيره بل جل اهتمامهم يصب في كيفية زيادة ثروتهم التي يجهل مصدرها والاعتلاء بمنصبهم على حساب شعبنا الذي اقتسموه ومزقوه وتلاعبوا بمصير ابنائه بضمير مرتاح واخلاق اقل ما يمكن القول عنها انها ساقطة.
لا ابالغ اذا قلت ان شعبنا لم ينحدر الى الهاوية بهذا المستوى في تاريخه، والسبب في ذلك لا يقع على عاتق السياسيين الانتهازيين فقط بل اضافة الى رجال الدين الذين ادوا مهامهم – ولا زاولوا مستمرين على النهج نفسه -  من هذا الناحية،  يشمل المثقفين والاعلاميين المتقلبين والمتحولين الذين يركضون وراء نداء جيوبهم التي لم ولن تمتلئ ما دامت مثقوبة من اسفلها، فيوم تراهم مع اقصى اليسار وفي اليوم التالي مع اقصى اليمين وفي يوم اخر وحدويون يدعون الوحدة ويكتبون ويصرحون ويشاركون في المؤتمرات كوننا شعب واحد ( كلداني سرياني اشوري، او سمه ما شئت عزيزي القارئ كوننا لم نتفق بعد على تسمية موحدة!!! ) وفي يوم اخر تراه قومياً حتى النخاع يدافع عن حقوق ابناء قوميته!، وكأن ابناء قوميته الذين عانوا وظلموا طوال تاريخهم انتظروا مخلصهم ( التاجر ) ليرفع الغبن عنهم ويمهد الطريق امامهم لاعادة امجاد امتهم التي مضى على زوالها الاف السنين، هكذا هم هؤلاء يقايضون مستقبل ابناءنا وقضية امتنا بحفنة من المال الحرام فيكدسون ملايين الدولارات على حساب جوعنا، ويعتلون عروش كراسيهم المهترئة على اكتفانا التي لا زالت تنزف من كثرة الاثقال.
المتابع لشأننا القومي يلاحظ ان الفترة الاخيرة كانت زاخرة بالانشقاقات والتراشقات والتنبؤات ( تنبأ بعض الكتاب المستقلين!!! من ابناء شعبنا بأن النجم الفلاني سيتهاوى ونوره سيختفي لا محال لان وقته نفذ!!!، وسيحل محله نجم اخر جديد الانتاج ليقوم بمهامه )، فالمواقع الالكترونية نقلت لنا مشكورة بكل شفافية ووضوح تقاتل المسؤولين في بعض احزابنا القومية وتخندقهم ضد بعضهم دفاعا عن مصالحهم الدنيوية ومناصبهم الكارتونية، وبذلك كشفوا للجميع عن نواياهم الخسيسة واساليبهم المخادعة لتثبيت جذورهم مادياً ووظيفياً على حساب قضيتنا القومية، والا ما معنى تناقل شخص واحد بين اكثر من ثلاث تيارات مختلفة خلال اقل من اربع سنوات!؟ وما معنى ان يترأس شخصاً حزباً قومياً ولا يفقه من المسألة القومية اكثر من المبلغ الخيالي الذي يستلمه نهاية كل شهر؟!، وحوادث وتصرفات وخروقات وسرقات اخرى يندى لها الجبين، ان دلت على شيء فانما تدل على ان قضيتنا القومية ليست سوى ساحة مفتوحة للتعارك والتقاتل على مصالح شخصية لا ترتبط بقضايانا الجوهرية بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
ما يحزننا ويحز في نفوسنا نحن العامة ليس لان فلان استملك! ولا لان علان استوزر!....... بل لان الضحك على الذقون الذي يمارسه بعض المسؤولين اصبح ثقلاً غير مطاق، فالمباديء أي كانت يجب ان تصان وتحمى من قبل معتنقيها في كل الظروف والازمان ( كثير من الكتاب والمثقفين من ابناء شعبنا يدعون الاستقلالية الفكرية وهذا امر طبيعي ومشرف لو كان صحيحاً، لكن ان تنتمي وتدعي الاستقلالية فهذه خيانة للفكر وانكار للذات، لذلك على ماسكي القلم ان يكونوا صريحي مع الذات قبل الغير )، والسياسي الكبير او القائد العظيم هو ذاك الذي لا ينحني امام مغريات الدنيا مهما كانت، اما الذي يغير ارائه وافكاره مثل الحرباء لن يكون له أي احترام يذكر بين ابناء جلدته، وتاريخه سيكون صفحة سوداء تتوسطها كلمة خائن، وهؤلاء هم الاكثرية في احزابنا القومية ومؤسساتنا الاجتماعية والثقافية، وللمثال اذكر واحدا من هؤلاء الذي اصبح الناطق الاعلامي باسم التماسيح القومية الذين ثبتوا جذورهم بجهود المخلصين والاوفياء من ابناء شعبنا، فهذا الشخص الذي يزعق ويعربد بين الحين والاخر لجذب الانتباه ليس سوى قراداً ( القراد حشرة تمتص دم الحيوانات ) يعيش على معاناة شعبنا ويبحث عن المنصب للتباهي والاستملاك فقط وليس لخدمة القضية كما يدعي، فقبل اختتام المؤتمر الشعبي العام الذي انعقد في عنكاوة بتاريخ ( 12-13/ 3 / 2007 ) اقام القيامة ولم يعقدها لانه استبعد من عضوية المجلس ( لان اقامته خارج القطر ) وبعد مشاورات ومناقشات انطيت به مهمة معينة لاسكاته، وبعدها دافع عن المجلس الشعبي والمكون ( الكلداني السرياني الاشوري ) كشعب واحد، لكن العجب ظهر قبل فترة وجيزة حين استلم منصبا جديدا في هيئة جديدة لاحدى هذه المكونات!!!، واذا به يدعو الى التسمية المنفردة ويدافع عن التفرقة ويظهر نفسه الحاكم الحكيم والفقه المتبحر في التاريخ دون استحياء او خجل وكان الذي قاله بالامس لم يكن سوى كلام عجوز سكران او شاب محشش ندم على ارائه وافكاره ومبادئه لحظة خيانة الذاكرة.
اهم الاسباب التي ادت وتؤدي الى تفرقتنا وانشقاقنا كانت الطريقة الخاطئة في التصرف ازاء قضيتنا القومية، حيث انتهج القائمين على شؤوننا الاسلوب التجاري في التعامل مع آلامنا ومأساتنا، وكل التضحيات وتاريخهم النضالي الذي يتحدثون عنه ليس سوى خطابات فارغة واقوال باطلة يخدعون بها الجمهور ليرتقوا بانفسهم ويؤمنوا عيشة احفاد احفادهم القادمين، ولو لم يكن الامر كذلك لماذا لا زلنا متفرقين ومنشقين على انفسنا رغم كل المصائب والمذابح وعمليات التهجير القسري التي تعرض ويتعرض لها شعبنا على امتداد تاريخه؟ لماذا لم نستطع حتى الان ان نتفق على تسمية واحدة؟ ( تصوروا شعب يتباهى بحضارته وتاريخه الطويل الذي يزيد على 6000 عام يبحث عن تسمية! أهناك مهزلة اكبر من هذه المهزلة؟ ) لماذا لم يستطع زعماؤنا السياسيين على التوحد في جبهة واحدة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه شعبنا ودخول المعترك السياسي والانتخابي بقائمة واحدة؟
سؤال بسيط:- اين كان المدافعين عن حقوقنا والمناضلين الاوفياء المضحين بحياتهم واموالهم! قبل الان؟ ولماذا استيقظوا من سباتهم في هذا الوقت تحديداً؟
جواب وقح:- كانوا مجهولي الاصل والان عرفوا اصولهم!.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

360
انجاز اخر من انجازات برلمان كردستان يبعث فينا الامل بالمستقبل ويدعونا الى التشبث بارض الاباء والاجداد، فتثبيت التسمية الموحدة ( كلداني سرياني اشوري ) لشعبنا وضمان حقه في الحكم الذاتي يعد مكسباً تاريخياً عظيماًً تحقق بفضل انصاف رئاسة الاقليم لحقوقنا وجهود المخلصين من ابناء شعبنا لوضع الاسس الرصينة لبناء بيتنا الكلداني السرياني الاشوري بحيث يبقى صامداً امام زوابع ومحاولات البعض من الانتهازيين المحسوبين على شعبنا ظلماً لتفريقه وتشتيت قواه وتمزيق جسده الواحد لتحقيق مآرب شخصية وتثبيت مصالح سياسية وحزبية.
رئاسة اقليم كردستان المتمثلة بالسيد مسعود البارزاني وحكومتها المرؤوسة من قبل السيد نيجيرفان البارزاني بذلوا جهوداً مضنية ومشكورة لتكريس الديمقراطية وصيانة حقوق الانسان وتثبيت حقوق الاقليات بما فيها حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فكان الاقليم وما زال نموذجا للتعايش الاخوي ونشر ثقافة التسامح بين الاديان والقوميات ولم يسمح لأي شخص او جهة بخلق الفتن واثارة التناحر بين الاديان والقوميات المختلفة، واصبح الاقليم بعد الاطاحة بالنظام السابق وما رافقه من تهجير وملاحقة بحق المسيحيين الملاذ الامن لهم والبيت الذي فتح ابوابه على مصاريعها لايوائهم وحمايتهم ومساعدتهم، فعملت حكومة ورئاسة الاقليم مشكورين على توفير كافة الخدمات المتوفرة والممكنة حيث عينت الكثير منهم في المؤسسات الرسمية وقدمت لهم معونات شهرية باذخة وعمرت اكثر من 100 من قراهم المدمرة.
في الوقت الذي نثمن ونقدر كل الجهود الخيرة والموحدة المبذولة لتثبيت حقوقنا القومية من ضمنها اقامة منطقة حكم ذاتي خاصة بابناء شعبنا، علينا ان نشكر قيادة الاقليم وبرلمانه على اقراره تثبيت مطالبنا القومية في دستور الاقليم الذي يعد انعطافة هامة في تطور قضيتنا القومية، وان دل على شيء فانما يدل على النهج القويم والاسلوب الديمقراطي في التعامل مع مطاليب الاقليات وصيانة حقوقهم دستوريا من قبل قيادة الاقليم رئاسة وحكومة وبرلماناً.
تثبيت التسمية الموحدة واقرارها في دستور الاقليم ليس انتصاراً لارادة شعبنا او حدثاً ومكسباً وانجازاً تاريخياً فسحب، بل هو ولادة جديدة لشعب عانى ولا زال يعاني من القلة التي وقفت ضد ارادته وفرضت مصالحها على مصالحه، حيث يمكن اعتبارها اعظم صفعة يوجهها الشعب بيد واحدة موحدة لمن تطاول وتجرأ وراهن على ان تثبيت التسمية الموحدة وحق اقامة منطقة حكم ذاتي خاصة بشعبنا في الدستور ما هي الا عملية قيصرية لانقاذ طفل ميؤس من نجاته او حلم لن يتحقق.
ان ما تحقق من تثبيت للتسمية الموحدة هو انتصار للشعب بكل انتماءاته ومذاهبه واتجاهاته من الكلدانيين والسريانيين والاشوريين، هو انتصار لكل مخلص من ابناء شعبنا، ولكي لا يكن هذا الانجاز حافزاً لانماء روح التعصب او مكسباً للتباهي وابراز عضلاتنا على بعضنا البعض علينا نحن المعنيين من ابناء هذا الشعب من احزاب ومنظمات ومؤسسات وزعماء روحيين وسياسيين التكاتف والالتفاف حول بعضنا للعمل والاجتهاد على ترسيخ وحدتنا وتطوير قضيتنا القومية ومعالجة كل الاشكالات والاخطاء التاريخية المتراكمة، وتهيئة كل الادمغة والافكار والتوجهات للتعامل مع هذه الفرصة التي نتمنى ان تكون بادرة خير للتحرر من الظلم والاضطهاد والتهميش والتقتيل والتهجير الذي رافقنا لقرون عديدة.
مما لا ريب فيه ان تثبيت التسمية الموحدة في دستور الاقليم يعني صيانة وحدة شعبنا بكل تسمياته، ويعني اضافة الى ذلك بعث الامل في نفوس ابنائه تجاه مستقبلهم ومستقبل ابنائهم في وقت يواجهون فيه تحديات وخطط وممارسات خطيرة تهدد وجودهم في وطن الاباء والاجداد، لكن ذلك لا يعني ان المهمة انتهت ونكتفي بما منحه ايانا الاخوة الاكراد، بل على العكس من ذلك علينا ان نستغل هذا المكسب في توحيد خطابنا السياسي وتشديده مع الحكومة المركزية وجعله محطة انطلاق للعمل على تثبيت مطالبنا وحقوقنا القومية في دستور المركز من ضمنها حق اقامة منطقة حكم ذاتي.   
 


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com


361
سيادة الرئيس أليس السجن اولى بهم؟
كوهر يوحنان عوديش

لا شك ان رئيس وزراء العراق المنتخب السيد نوري المالكي قد قام بعدة خطوات مهمة من شأنها تعزيز الامن ومحاولة اخراج البلد من دوامة العنف والتدمير التي يدور بها مكرهاً، فالدعوة للمصالحة والتفاوض مع الجماعات المعارضة والعفو العام الصادر من قبل سيادته والبدء بمحاربة الفساد ومعاقبة المفسدين .... وقرارات اخرى جريئة كلها خطوات ايجايبة واجراءات تفاؤلية للنهوض بالوطن وبناء مجتمع ديمقراطي يحفظ للفرد حقوقه ويصون كرامته، لكن هذا لا يعني بان كل القرارت صائبة وان الاسراع باتخاذها وبشكل فردي يفيد العراق ومصلحة شعبه، فمثلاً اصدار أي عفو عام يجب ان يخضع لشروط وضوابط، فلا يمكن للعفو ان يشمل كل المتهمين والمجرمين الذين يقبعون في السجون دون انهاء مدة محكومتيهم ونيل عقابهم المستحق، فكيف يمكن ان يتساوى سائق سيارة دهس مواطناً عن غير قصد مع مجرم اخر مهنته ذبح الرقاب وتفجير الرؤوس وتفخيخ الاسواق والمدارس؟
وكيف يمكن ان يتساوى من سرق رغيف خبز يملأ به معدته الفارغة مع لص كبير تاجر بلقمة الشعب واستولى على ملايينه دون وجه حق؟، فالعفو العام الذي اصدره رئيس الوزراء نوري المالكي شمل ثلاثة الاف موظف متهم بالفساد!
حسب تقرير هيئة النزاهة، وغيرهم من مجرمين يستحقون المكوث في السجن سنوات طويل مع اجبارهم على تأدية اعمال خدمية تعوض الوطن والشعب عن بعض ما اضروه به من خلال اعمالهم الدنيئة، فاين الحق في هذا واين سيادة القانون واين المحاسبة والعقاب الذي ينتظر كل من تطال يداه اموال الدولة؟ اليس هذا تشجيعا للفساد؟.
لا اظن بان الشعب العراقي سينخدع بالكلمات المعسولة وعمليات القبض على المتهمين المشبوهة مرة ثانية او ثالثة او رابعة، فقبل ايام معدودة فقط قبض على عصابة، الذين هم حاشية الوزير نفسه، تتلاعب بقوت الشعب وامواله في وزراة التجارة وبعدها استدعى الوزير امام البرلمان لاستجوابه، وبينما كان بعض اعضاء البرلمان يناقشون ويدرسون مقترح رفع الحصانة عن المتهم ومحاكمته تفاجأ الشعب العراقي بخبر منقول عن اجهزة الاعلام المحلية والدولية يبشر الشعب العراقي بقبول استقالة ابرز وزير متهم بالفساد وهو وزير التجارة عبد الفلاح السوداني من قبل رئيس الوزراء السيد نوري المالكي ( ليظل الوزير محتفظاً براتبه الشهري ونثريته وجوازه الدبلوماسي وكل امتيازاته الاخرى التي منحت للمسؤولين الكبار ونواب البرلمان على جهودهم المبذولة لخدمة الوطن والرقي بشعبه واخلاصهم المتفاني في اداء اعمالهم )!، الذي اعتقل اثر محاولته السفر خارج العراق وافرج عنه بكفالة مالية رمزية قدرها 50 مليون دينار! مع منعه من السفر لحين اكتمال تحقيق!.
لا اظن، ومعي كل الوطنيين الاوفياء، بان مبدأ المحاصصة الذي عومل به في تشكيل اول حكومة عراقية منتخبة سيسمح لاصحاب القرار بمعاقبة المفسدين وتقديمهم للعدالة، بل سيزيد الامور سوءاً فأي قرار يؤدي الى محاسبة ومعاقبة مسؤول في الكتلة الفلانية سيقابله قرار بالمثل من قبل الكتلة المعنية ضد عضو اخر من الكتلة المقابلة، أي صفعة بصفعة اشد لذلك سيغلق الموضوع ويستمر الحال على ما هو عليه مع بعض الفقاعات الاعلامية والخطوات الهزيلة لخداع الشعب واسترضائه بين الحين والاخر، فلو كان المسؤولين عازمين ومصممين على محاربة الفساد ومعاقبة المفسدين لكانوا عاقبوا المفسدين بمصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة اولا، ومحاكمتهم وفقا للقوانين ثانياً بدلا من اعفائهم وقبول استقالتهم لينعموا بالمليارات المسروقة ويحتفظوا براتبهم التقاعدي.
مباركون هم اولئك الذي يمتزج دمهم ورأيهم ، بحيث لا يكونون بوقا يعزف عليه القدر بأصابعه ما يريد " هاملت "


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

362
دعاية انتخابية ام دعوة لانهاء الفساد؟
كوهر يوحنان عوديش

فضيحة وزراة التجارة ( نقول وزارة التجارة وليس وزير التجارة، لان المشتركين بها كانوا كثر والمستفيدين ايضا كثر والفساد لم يحدد بشخص الوزير وحده ) ليست ككل الفضائح الاخرى التي تختفي فيها مليارات الدولارات بعقود وهمية او تنهب بوضح النهار دون محاسبة او تحقيق كما حصل مع مئات المليارات من اموال الشعب العراقي، فالوقاحة من لدن مسؤولي هذه الوزارة وصلت الى حد اللاوصف حيث لم يكتفوا بنهب اموال العراقيين وتحويلها الى ارصدة خارجية بل استرخصوا ارواح العراقيين واتتهم الجرأة كي يقوموا باستيراد سكر غير صالح للاستخدام البشري وحنطة فاسدة من خارج البلاد والتعاقد غير القانوني لاستيراد المواد الغذائية، مستغلين التركيبة السياسية لطريقة الحكم والمحاصصة التي جعلت عملية محاسبة الفاسدين واللصوص امرا صعباً، فلكل وزير او مسؤول كبير في الحكومة كتلة سياسية او حزب متنفذ يدعمه ويقف حائلا دون مسائلته او استجوابه، مما اتاح للكثير من ضعيفي الانفس والمجرمين فرص كبيرة للعبث بالمال العام والتلذذ به دون خوف من احد.

قضية الفساد ليست جديدة في عراقنا الجديد، فمنذ تولي رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لمنصبه عام 2006 والشعب العراقي يسمع الوعود والعهود والخطابات الحماسية بشأن الفساد الذي ينخر جسد الدولة العراقية وكيفية القضاء عليه او التقليل منه، لكن أي من هذه الوعود والعهود لم تتحقق وذلك بفضل نظام الحكم الخاطىء  الذي اتبع منذ البداية اولاً، والمحاصصة التي طبقت حتى في المأكل والملبس ونوعية العطر المستخدم ثانياً ( اصبح العراق جثة ثور هامدة كل واحد من المسؤولين يريد حصته وطوبى لمن يقطع اكثر فالوقت من ذهب والفرصة لن تتكرر )، اما ثالثاً فهي غياب الهوية العراقية في العراق الجديد ( لا نقصد بغياب الهوية العراقية تبعية او مذهب المتحكمين بالامور او ان المسؤولين ليسوا عراقيين، بل نقصد موت الجينات الوطنية في اجسادهم وضمور الجزء المتعلق بالوطن في عقولهم وهذه اخطر الامور )، كل هذه الاسباب وغيرها ادت الى استفحال ظاهرة الفساد وغياب الرقابة والهروب او بالاحرى عدم الخوف من المحاسبة، مما ادى الى ضياع مئات المليارات من الدولارات من خزينة الدولة التي هي ملك الشعب اصلاً دون تحقيق او متابعة او حتى اكتراث وكأن الامر ليس بهذه الاهمية كي يستلزم كل هذا التعب.

أي كانت الاسباب والدوافع التي دفعت بالجهات المعنية الى معاقبة الفاسدين والمتاجرين بلقمة الشعب وامواله من وزير التجارة وحاشيته ( كان يجب اتخاذ مثل هذه الخطوة منذ البداية )، تحتسب هذه الخطوة كأفضل خدمة قدمتها الحكومة للشعب العراقي منذ عام 2003، خطوة نتمناها بداية لمعاقبة كل لص تجرأ وعبث بما ليس له ومحاسبة كل وزير ومسؤول فاسد استقطع من خبز الشعب ليكبر كرشه بغض النظر عن قوميتهم او طائفتهم او الجهة التي ينتمون اليها، وليس حالة طارئة حتمتها اشرطة الفيديو التي تصور حاشية الوزير في حفل ماجن وكلام مسيء لرئيس الوزراء نفسه، او دعاية مجانية لخداع الشعب وتضليله في الانتخابات المقبلة.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

 

363
الطفولة في العراق عمر مستقطع
كوهر يوحنان عوديش

قبل ان ندخل في أي نقاش او نسطر أي كلمة بخصوص الطفولة ومآسيها في بلدنا ( العراق ) علينا ان نسأل انفسنا سؤالاً جريئاً يختصر كل المواضيع وكل النقاشات وبنفس الوقت يجيب على كل الاسئلة التي تخص الطفولة، وهو:- هل هناك طفولة في العراق؟، والجواب هو لا عموماً ونعم نسبياً، ومع ان فترات نمو الانسان واحدة في العالم كله ولا يجوز اعطائها نسبة، فالطفل طفل والشاب شاب وكذا بالنسبة للعجوز، لكن الوضع بالنسبة للعراق مختلف عن بقية الدول والمجتمعات كما هو حال سياستنا المتقلبة واموالنا المنقولة من جيب الى جيب، فالطفل العراقي عاش حياة قاسية في العقود الثلاثة الاخيرة وخصوصاً السنوات الستة الاخيرة، فمنذ بداية الثمانينات مع نشوب الحرب العراقية الايرانية والى يومنا هذا لم يعش الطفل العراقي طفولته بل ولد عجوزاً حفرت وجهه السنين واعيت اعينه الدموع والاحزان، فعاش اليتم اولاً والحرمان ثانياً والتشرد ثالثاً والعذاب رابعاً، فاما نراه يتيم الاب، الذي استشهد او قتل غدرا او اختطف واختفى او اخترقته شظية عمياء من احدى المتفجرات او المفخخات التي يشتهر بها العراق الجديد، او يتيم الام او كلاهما وقليل من هؤلاء يكون محظوظاً فتشمله رعاية احد الاقارب والبقية تتشرد لتنبش القمامة وتتوسد الارصفة وبذلك تكون فريسة سهلة للمتاجرين بالاعضاء البشرية وغيرهم من تجار الرقيق الابيض.
تشرد الطفل العراقي بسبب اراء ومواقف عائلته السياسية فكان ضحية التقلبات السياسية في البلد وكثيرا ما دفع ثمن ذلك حياته، فلا احد منا ينسى ما عانته عوائل المعارضين كباراً وصغاراً ابان النظام الاسبق والوضع مستمر على هذا النحو اذا لم يكن بأسوأ، فكل الطرق والاساليب التي مورست قديماً لا زال معمولاً بها، والاطفال المشردين في دول الجوار حالهم حال الفقراء في الوطن ( اما بائعي حلويات وسجائر او ماسحي احذية او بائعي ماء او يمدون اياديهم في تقاطعات الطرق يستعطون المارة والسواق ) الذين عليهم الاجتهاد والكدح والعمل حتى الاغماء لمساعدة عوائلهم في تدبير لقمة خبز شريفة مضحين بمستقبلهم العلمي محرومين من طفولتهم ولذتها.
اضافة الى اليتم والحرمان والتشرد عانى ويعاني اطفال العراق من امراض خطيرة وحالات عوق ولادية معقدة ونادرة نتيجة سوء التغذية ايام الحصار الظالم والاف الاطنان من القنابل والبارود التي انعمت بها علينا امريكا وحلفائها في حروبها وهجماتها الصاروخية ضد العراق من عام 1991 لغاية الاطاحة بالنظام السابق عام 2003 بحجة تحرير الكويت مرة وتدمير اسلحة العراق مرة ثانية وتحرير العراق مرة ثالثة ومحاربة الدكتاتورية مرة رابعة وارساء العدالة والديمقراطية مرة خامسة، وكانت نتيجتها ملايين الاطفال من المشردين واليتامى والاميين والاف المرضى والمعوقين، اما فضائح التعذيب والاغتصاب التي حدثت في معتقلات خاصة بالاطفال واليافعين لدى وزارة الداخلية في زمن الاحتلال، زمن العدالة والحرية والمساواة، التي هزت مشاعر الانسانية ليس في العراق وحده بل في العالم اجمع فهي ان دلت على شيء فانما تدل على الخطط المدروسة والمعدة مسبقاً لتدمير مستقبل العراق كون اطفال اليوم مستقبل البلد الاتي، فاذا جرد البلد من حاضره ونواة مستقبله أي غد هذا الذي ينتظره؟
تدل كل البحوث والدراسات الحديثة على ان مرحلة الطفولة هي المرحلة الاهم في حياة الانسان، واذا كان الانسان قد نشأ وامضى طفولته في بيئة لا انسانية مجردة من المشاعر والاحاسيس منبوذاً ومحتقراً ومستغلاً ومحروماً ليس من الالعاب والطمأنينة والعطف الابوي فقط بل من لقمة خبز نظيفة تسد رمقه، فأي تصرف عقلاني او عمل خيري او كلام مؤدب ينتظر من مثل هذا الشخص؟
اليس اساس الجريمة وجود طفولة تعيسة وغير سعيدة؟ اضافة الى كل هذا التعاليم والمنهج التربوي الخاطيء الذي يعتمد عليه لتعليم وتثقيف الاطفال، ليس في العراق فحسب بل في الشرق الاوسط عامة، حيث تكدس اطنان من الحقد والكراهية والتعاليم السوداء مكان البراءة والافكار البيضاء والاحلام الوردية التي يحملها الطفل ويأمل بتحقيقها يوماً، فأي مستقبل نأمله من شباب تربوا على الحقد والانتقام؟
في يوم الطفل العالمي وبدلا من الاحتفالات التقليدية وتوزيع الهدايا على اطفال المسؤولين على الحكومة العراقية المنتخبة ان تفكر بجدية بمستقبل الاطفال الذي هو مستقبل بلدنا، فالنظام القائم على الافكار والممارسات الدينية والطائفية لن يستقيم يوماً الا اذا اجتهد القائمين على السلطة في نبذ التعاليم والممارسات الخاطئة وتقديس الطفولة واعطائها حقها المشروع لبناء مجتمع انساني ينبذ الاجرام ولا يعترف بالانتماءات القومية والدينية والسياسية وهذا لن يحدث الا بمعاقبة المتاجرين بالاطفال مستغلين ضعفهم واحتياجهم اولا، اما ثانياً رعاية الايتام وذوي الاحتياجات الخاصة وتمويل دورهم مع مراقبة دورية لكشف المواهب الدفينة لهؤلاء الاطفال ومعاقبة المقصرين بادائهم من المدراء والمشرفين وكشف المواهب، وثالثاً تغيير النظام التربوي والتعليمي وما يتلائم والفكر الانساني متجاهلا الاحقاد والمواريث الدينية والقومية والطائفية التي تزيدنا جهلاً وخرافة.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

364
وداعا يا شيخنا العظيم
كوهر يوحنان عوديش

عملاق اخر من عمالقة العراق يرحل عن دنيانا بصمت ودون اهتمام من القابضين على زمام الامور في عراقنا الحبيب، وهذا العملاق لم يكن في اقاصي الارض مغترباً او منفياً سياسياً منقطع الاخبار عن وطنه واهله ولم يكن تاجراً كل يوم في دولة وكل ليلة في فندق.... بل ببساطة كان انساناً عظيماً عاش بين اهله واحبائه في وطن قدم له الكثير ولم يأخذ منه شيئاً رافضاً كل مغريات الغرب وغيره من دول العالم مكتفياً ببيته ووطنه – المأساة – الذي ابى ان يتركه رغم سوء حالته الصحية.

تعرض الشيخ خلال سنوات عمره الاخيرة الى انتكاسات صحية كثيرة ادخل بسببها مستشفيات الاردن وفرنسا وغيرها للعلاج واجريت له خلالها عمليات جراحية عديدة، وهذا طبيعي جداً بالنسبة لانسان بعمره ويعاني كذا مشاكل صحية، لكن الغير الطبيعي والغريب في الامر ان نقرأ ونسمع كل هذه النداءات وصرخات الاستغاثة التي جاءت من شيخ المدربين نفسه وعائلته عندما بدأت رحلته العلاجية، فشخص بحجم وعظمة ووطنية عمو بابا ليس بمعقول ان يستجدي او يستغيث او يطلب المساعدة ويقبلها مرغما من هذا او ذاك بل على الحكومة وايفاءا منها لبعض الدين ان تخصص راتبا شهريا يليق بتاريخ هذا الانسان وتتكفل بمصاريف علاجه ( شعر بعض المسؤولين بمحنة شيخنا الراحل فهبوا لنجدته فور علمهم بمعاناته ومنهم رئيس الجمهورية جلال طلباني ورئيس حكومة اقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني الذين تكفلوا مصاريف علاجه ) دون الاعلان عن ذلك فهذا الذي قضى سنوات عمره خادما بلده مخلصا بعمله يستحق التقدير والاعتناء.

ربما حان الوقت كي يفكر المسؤولين الحكوميين بالوطن وثروته، فبدلاً من اهدار الملايين وابتلاع المليارت ومن ثم الاستقالة والتنعم بما اغتنموه خلال فترة حكمهم دون محاسبة او سؤال عليهم الالتفات الى محنة الشعب بصورة عامة ومحنة العظماء منهم بصورة خاصة، هؤلاء الذين افنوا شبابهم في خدمة البلد ورفاهية الشعب اصبحوا في حكم الماضي ومنسيين ومهمشين من قبل النخبة الحاكمة الجديدة وذلك بسبب صراع المصالح ونظام المحاصصة الذي اتبعوه في قيادة البلد وترسيم سياسته، فكم عراقياً عظيماً وكبيراً ومخلصاً مثل عمو بابا رحل وسيرحل بصمت دون اهتمام وتقدير؟.

سؤال:-

ماذا لو كان عمو بابا حماية احد المسؤولين او فردا من افراد عائلته؟

جواب:-

هؤلاء ليسوا بحاجة الى نداء استغاثة لانهم ورثوا العراق!.

كوهر يوحنان عوديش

gawher75@yahoo.com

365
اما لهذه النغمة ان تتغير؟
كوهر يوحنان عوديش

منذ التخطيط في دهاليز الكونغرس والبيت الابيض الامريكي لاسقاط النظام السابق واحتلال العراق، ونحن وكل العالم معنا نسمع عبارات وجمل وكلام منمق وجميل وموزون ومقفى يعاد على مسامعنا من قبل المسؤولين الامريكيين والعراقيين على حد سواء يبشرنا بالخير ويدعونا للتفاؤل بالمستقبل ويقنعنا بان كل الذي جرى ويجري من تدمير للشعب والوطن هو من مصلحة العراق شعبا ووطنا، وان ما يحدث في العراق من انفجارات واغتيالات وجرائم قتل ونهب وسرقة وتقسيم للسلطة حسب الانتماء الطائفي والقومي وزرع للحقد في نفوس ابناء الوطن الواحد وغيرها من الاعمال الشنيعة التي يندى لها الجبين ما هي الا مجرى طبيعي للطريق الطويل الذي ينتهي بقصر الديمقراطية الامريكية الذي شيد خصيصاً لتعميم العدل ونشر الحرية بين العراقيين بشكل متساو دون فرق او تمييز بين السلطان المتسلط والمتشرد الفقير.

في زيارتها المفاجئة للعراق ( حالها حال كل المسؤولين الامريكيين الكبار الذين تكون زيارتهم للعراق مفاجئة وتغلب عليها السرية ) طلبت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي – من ضمن مطاليبها الكثيرة -  من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الحفاظ على اموال العراقيين! ومحاربة الفساد!، وقالت ان جهود العراق لاقامة الديمقراطية ستأتي بثمارها في النهاية ( طبعاً هذا يكون بفضل المساعدات الاقتصادية والثقافية والامنية والعسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة للشعب العراقي دون مقابل! ).

بعد القليل من التفكير بما قالته السيدة بيلوسي  تبرز لنا عدة اسئلة كارثية قادت العراق الى مستنقع مسموم لن يشفى منه بسهولة خلال العقود القادمة، فهذه السيدة تطلب من رئيس وزراء العراق الحفاظ على اموال العراقيين ومحاربة الفساد الذي ينخر جسد الدولة العراقية، وطلبها هذا هو مطلب عراقي عام لان النزاهة وشفافية التعامل مع المال العام تعني ان الوطن بخير والتوجه صائب ومستقيم ولا خوف على المستقبل، لكنها لم تؤشر ولو مجاملة الى المليارات المحجوزة لدى حكومتها منذ سنوات عديدة، ولم تأتها الجرأة لتطلب من رئيسها السابق او الجديد للكشف عن مليارات الدولارات والاف اطنان الذهب المنهوبة من البنك المركزي العراقي وقصور الرئيس السابق ومعاقبة اللصوص والمسؤولين على ذلك، ولم تفكر هذه السيدة ولو للحظة بتغير وجهتها الى الامم المتحدة بدلا من العراق لتوجيه كلامها الى قادة العالم والمسؤولين الكبار في الامم المتحدة لمطالبتهم بالكشف ومعاقبة كل شخص شارك في تجسيم محنة العراقيين او بلع ملايين الدولارات من قوت الفقراء والمحرومين ابان ايام الحصار الظالم من برنامج التخضيع والتذليل المشبوه ( برنامج النفط مقابل الغذاء ) الذي لا زالت رائحة فساده تنتشر فوق العالم، اما الديمقراطية التي بشرنا بها قبل ستة سنوات فلا زلنا ندفع ثمنها ترحيلاً وتقتيلاً وعراكاً مذهبياً ودينياً وتنافساً حقيراً على السلطة والمال على حساب المظلومين والمحرومين.

ترى متى يكف المتاجرين بالعراق عن تسويق بضاعتهم الفاسدة ويحاسبون ضميرهم امام الملأ على كل المظالم والمحن التي لاحقت وتلاحق الشعب العراقي بسبب اعمالهم الدنيئة او سياستهم العوجاء؟

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

366
دماء توني ورقصة المتاجرين
كوهر يوحنان عوديش

تمهلت قليلاً قبل ان ابدء بكتابة هذه المقالة وذلك لسببين اولهما كي اسيطر على انفعالي وحزني وثانياً كي اعد واحسب عدد المقالات والنصوص والاستنكارات والتنديدات التي ستزين واجهات مواقع شعبنا!!! الالكترونية واعلامه المسموع والمقروء بخصوص اختطاف وقتل طفل صغير من ابناء شعبنا لا يتعدى الخمسة سنوات، ولكن للاسف الشديد مرت الحادثة مرور الكرام على مثقفينا وكل الكتاب الذين يتناولون شأننا القومي، مثل وجبات الطعام الثلاثة عندما يتعلق الامر بأسيادهم او كراسيهم او احزابهم التي يتبعونها، وكأن شيئاً لم يكن وان الطفل البريء المغدور كان ارهابيا او مجرماً كبيراً طالته يد العدالة لذا يجب السكوت وعدم تناول الحادثة لا من بعيد ولا من قريب.
لا انكر ولن اختزل ولن اختصر بل على العكس من ذلك علي الاعتراف بأن الكثير من المثقفين والكتاب من ابناء شعبنا كتبوا عن معاناة ومآسي شعبنا، وان الكثير من السياسيين عملوا على ايصال صوتنا وابراز مظالمنا للرأي العام العالمي، لكن هذه المرة الامر كان مختلفاً حيث الظلم اكبر والحزن اعظم، فاذا قلنا ان كنائسنا قد فجرت سيقولون ان مساجدنا وجوامعنا ايضاً قد فجرت وهذه حقيقة لان الارهاب لم يفرق بين مسيحي ومسلم، واذا قلنا ان رجال ديننا وابريائنا اختطفوا وعذبوا وقتلوا ...... الخ سيأتينا الجواب حاضرا بأن الشعب العراقي كله متماثل في التعامل من قبل العصابات الاجرامية والجماعات المسلحة المتشددة التي تثير الرعب وتنشر الموت في ربوع وطننا الحبيب، لكن هذه المرة فان الامر لا يتعلق بما اصبح روتينا او امراً طبيعياً او حادثاً يومياً بل يتعلق بطفل صغير لا يتعدى ربيعه الخامس ولا يعرف من الدنيا سوى عالمه البريء اختطف من امام عتبة داره وثم قتل بأبشع الاساليب.
لا يمر يوم دون ان نقرأ عشرات المقالات السياسية والتخوينية والاستهزائية والقراقوشية .... التي يتعب بترتيب احرفها عباقرة شعبنا!!! الذين يكونون مستعدين على مدار الساعة للدفاع عن اسيادهم وافكارهم وعقائدهم وزلات لسان رؤوسائهم واخطاء احزابهم، اضافة الى توزيع التهم على خصومهم ومنتقديهم، حتى لو كان النقد بناءاً ويهدف الى تقويم مسيرتهم، وكأننا لسنا اخوة وابناء شعب واحد بل اعداء وتسري بيننا انهار دم نابعة من عداوة ملايين السنين.
لا نبالغ اذا قلنا بأن شعبنا لم ينجرف الى هذا المنحدر الخطير على مر تاريخه المعاصر، فاذا كانت بعض الاخطاء والتعصب والتعنت قد اضرا بقضيتنا القومية في الماضي، فان ما يجري اليوم من مناقصات ومزايدات وتجارة وتلاعب بعواطف وافكار الشعب يفوق كل تصور ويقبر قضيتنا القومية الى الابد، فكل هذه التكتلات والانشقاقات والمناقشات الجانبية ومصطلحات التخوين والتأجير التي تعج بها ساحتنا الاعلامية تكشف عن عمق خلافاتنا وعظمة انتهازيتنا، والا ما معنى كل هذه التكتلات الحزبية والثقافية لشعب لا يختلف اثنان على وحدته!؟ وما معنى ان نتحدث عن الاكثرية والاقلية بين انفسنا ونحن بنفسنا اقلية في وطن تتناحر فيه الاكثريات؟ وما معنى ان نتحدث عن الاصل والفصل في تاريخ مضت عليه عهود وعهود وحرف مئات المرات لمصلحة الاولياء والسلاطين؟ ما معنى ان نتعارك على خمسة مقاعد خصصت لنا عطفاً واحتراماً بعشرات القوائم والكيانات؟ الا يدل هذا كله عن مدى تحقيرنا لقضيتنا القومية وتعظيمنا لمصالحنا الشخصية؟
همسة: بدلاً من الدخول في مناقشات عقيمة والتصفيق لهفوات وكذب السياسيين وتمجيد حماقاتهم كان الاجدر بمثقفينا وكتابنا الافاضل والمهتمين بشأننا القومي ( ما يثير العجب كل هذه الالقاب والصفات التي يلصقها بعض كتابانا بأنفسهم عند كتابتهم لمقالة معينة ) ان يكتبوا كلمة او كلمتين بحق طفل بريء قتل بأبشع صورة واغتيل معه المستقبل بأشنع طريقة.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

367
من المسؤول عن تفشي العنف ضد المرأة في العراق؟
كوهر يوحنان عوديش

حالها حال الرجال والشيوخ والاطفال كانت المرأة العراقية تتمنى ان يكون زوال النظام السابق بداية لبناء عراق ديمقراطي حر، يحفظ للمواطن حقوقه ويصون كرامته بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه ومذهبه وطائفته وقوميته مثله مثل أي بلد ديمقراطي في العالم، لكن الذي جرى ويجري كان عكس ذلك تماماً، خصوصا بالنسبة للمرأة التي اغتيلت امنياتها وخيبت امالها، فالمرأة التي لم تلبس الحداد في زمن النظام السابق قد لبسته الان والتي نامت مرتاحة البال قد هجرت او رحلت او لوحقت او بقت سجينة بيتها خوفاً من اولاد الظلام الذين يلاحقون الكثير منهن ويخطتفهن بهدف اخذ الفدية او اغتصابهن ورميهن في الشوارع، واللاتي كن محظوظات وخلصن من هذه الفواجع كلها اما تركن البلد او اغلقن باب بيتهن وجلسن ينتظرن المستقبل المجهول بعد سيطرة الافكار الاسلامية المتشددة على الساحة العراقية.
قصص كثيرة محزنة ومبكية نسمعها عن السجينات والارامل واخريات ابرياء ليس لهن أي علاقة بما يحدث سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وجرمهم الوحيد هو اما اختلافهم دينياً او اخلاقياً مع المتشددين او ولادتهم في مجتمع يحتسب المرأة عاراً وشرفاً يجب ستره وحمايته واذا تعذر ذلك فالقتل هو الحل الوحيد كما حدث مع سجينة اغتصبها حراسها فقتلها شقيقها!، حيث يروى ان امرأة شابة تكريتية بعثت بخطاب الى شقيقها تستنجده كي يساعدها لانها اصبحت حاملاً بعدما تعرضت للاغتصاب من قبل حراس السجن!، ولما سمح لشقيقها بزيارتها دخل زنزانتها واخرج مسدسه وقتلها!، وبعد ارسال جثة الضحية الى مديرية الطب الشرعي في بغداد وكشف حملها تم فحص الحمض النووي للجنين ومطابقته مع الحمض النووي لحراس السجن تبين ان والد الطفل الذي لم ير الحياة هو مقدم يعمل في الشرطة تولى الاشراف على حراس السجن!، وختمت القضية بالافراج عن المتهمين المدانين بعملية الاغتصاب وشقيق الضحية بعد تسوية القضية واغلاقها عبر فدية قبلية!.
لكي لا يحرف انتقادنا ولا تشوه سيرة قلمنا لن نصرخ او نلعن او نكيل التهم لهذا وذاك بل نتحاور مع المعنين والمسؤولين الحكوميين بهدوء وباسلوب حضاري ونسألهم بداية اين حق الضحية؟ واين سيادة القانون؟ واين هيبة العراق كدولة؟ فالضحية اغتصبت في سجن حكومي من قبل حراسها الذين من المفترض بهم حماية الضحية ومراعاتها لحين محاكمتها هذا اولاً، اما ثانياً فاغتيلت في دائرة حكومية لها هيبتها واجراءاتها وشروطها الامنية الخاصة بها، فعل يعقل غض النظر عن كل هذا والافراج عن المتهمين بمجرد تصالح حسب الاعراف القبلية؟
ترى متى يتم تعديل القوانين الحجرية الموروثة من العصور الظلامية، واهمها قانون "جرائم الشرف" الذي يعتمد عليه الكثير من المجرمين لتخفيف عقوبتهم او تبرئتهم من الجريمة بكاملها، ويعطى للمرأة حقوقها التطبيقية وليس الورقية؟ اسئلة موجهة الى اصحاب القرار في عراقنا الديمقراطي من كاتب "صغير" مستقل.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

368
بلاك ووتر لا تعترف بالسيادة ولا تشملها القرارات!

كوهر يوحنان عوديش

انجازات المحتل في بلدنا الحبيب ليست قابلة للعد والحسبان، فتحرير العراق قد تم كما خططوا وحرية الشعب اطلقوها كما اعلنوا ودمقرطة المجتمع التي من اجلها ازاحوا النظام الدكتاتوري السابق اتموها خير اتمام، واضافة الى ذلك لا بد من ذكر الفضائل الاخرى لجيش الاحتلال من قتل واعتقال وتعذيب واغتصاب واستخفاف بالوطن والشعب دون محاسبة او ملاحقة او معاقبة، وكأن الشعب العراقي اهبل يجب قيادته بعصا حديدية من قبل مجرم او خريج سجون او مدمن مخدرات من الولايات المتحدة الامريكية التي خلصت الشعب من دكتاتوره لاجل سواد عيونه وعطفاً على ارامله وايتامه واحساناً لوجه الله.
ولما كانت امريكا لا تنوي للبلد غير الخير ولشعبه عدا الرفاهية وراحة البال، لذا عملت منذ البداية على استجلاب شركاتها الامنية لتسهر على امن وحياة واموال المواطنين، ولكي لا تتحول الفضيلة الى رذيلة ولا ينقلب الاحسان الى عميلة نهب مجانية امرت الحكومة الامريكية بصرف رواتب موظفي وعمال هذه الشركات، والتي يبلغ راتب كل موظف فيها عشرة الاف دولار على اقل تقدير، من خزينة الولايات المتحدة الامريكية كمكرمة ومساعدة من الحكومة الامريكية للحكومة العراقية الرضيعة والفتية لحين بلوغها سن الرشد وانهائها لكتاب الادارة والاقتصاد للمؤلف العالمي (بنك النهب الدولي ) لتصبح قانونياً قادرة ومرخصة للتصرف باموال وايرادات العراق.
منذ بدء عملها المشبوه ( تفيد الاخبار والتقارير الى ان هيئة عليا من المحلفين في محكمة فيدرالية في كارولينا الشمالية قد بدأت في العام الماضي بالتحقيق في ادعاءات حول اقدام شركة بلاك ووتر للخدمات الامنية والعسكرية على تهريب مسدسات مزودة بكواتم للصوت!!! بطريقة غير شرعية الى العراق، بعد اخفائها في اكياس تحتوي على طعام الكلاب، وبذلك خالفت قوانين وزارة الخارجية الامريكية التي تمنع بلاك ووتر استخدام كواتم صوت في العراق لانها تعتبر اسلحة هجومية لا تتناسب وعمل الشركة الامنية الخاصة بحماية الشخصيات المهمة والبعثات الدبلوماسية الامريكية في العراق. ترى كم شخصية وطنية وعلمية وسياسية وثقافية ودينية اغتيلت بهذه الكواتم؟ )
ارتكبت الشركات الامنية الامريكية ومن ضمنها شركة بلاك ووتر بالتحديد العديد من جرائم القتل العشوائي بحق الشعب العراقي، الى ان طفح الكيل في مذبحة ساحة النسور في بغداد التي راح ضحيتها عشرات المواطنين الابرياء والعزل اثر اطلاق اعضاء الشركة النار العشوائي على مدنيين بعد سماع صوت انفجار!
وبعد هذه الجريمة وما رافقها من حقد وسخط الحكومة والشعب قررت الحكومة العراقية الغاء ترخيص هذه الشركة، لكن المثير للعجب والسخرية في ان واحد هو تواصل شركة بلاك ووتر عملها لكن باسم مختلف! وكأن الشركة غير معنية بقرارات الحكومة العراقية وتصاريح الوزراء المختصين واوامرهم ليست سوى ثرثرة فقاعية.
وفي الختام لا بد لنا من طلب الاجابة من المسؤولين الكرام الذين يتباهون بالسيادة العراقية ويلوحون باصبعهم بوجه العم سام كلما جاء ذكر الاتفاقية الامنية منبهين ومحذرين بضرورة التقيد بموعد انتهائها الذي يعني نهاية الاحتلال، ما هي قدرة الحكومة العراقية على فرض السيادة؟
وكيف سيطلبون من الولايات المتحدة وهي الدولة المحتلة بتطبيق بنود الاتفاقية والرحيل عند انتهائها اذا كانوا غير قادرين على تنفيذ امر او قرار بحق شركة من شركاتها؟

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

369
سكوتنا ليس خيانة وضجيجهم لا يعني الاخلاص
توضيح للاخ كامل زومايا
كوهر يوحنان عوديش

عبر الاخ كامل زومايا عن عجبه وغضبه وحزنه من/ على مثقفي شعبنا ( ليعذرني الجميع عن عدم تعريفي لكلمة شعبنا لانني وبكل صراحة لا اعرف ماذا تعني هذه الكلمة، هل تعني ابناء شعبنا المظلومين في الداخل ام المرحلين والمشتتين المغبونين في الخارج هل تعني المتحولين المتاجرين بدماء ومعاناة ابناء الشعب ام الذين لا يجدون لقمة خبز تسد رمق اولادهم هل تعني الموحدين ام المفرقين هل تعني المخلصين ام الخونة باعي الذات والضمير ...... ) ، من خلال مقاله المنشور تحت عنوان ( من تحزب خان شعبه، موقف لا مسؤول من مثقفينا )، ويرى ان سكوت المثقف على معاناة شعبه وحقوقه القومية يعني فقدان الكرامة والذات والمصداقية اولاً وعبودية القلم وخيانة لقضايا وهموم الشعب ثانياً، وهذا طبعاً تعبير رائع ووصف دقيق لكل مثقف اناني وانتهازي او مثقف تابع يمتهن تركيب الاحرف وترتيب الكلمات، فكم من مثقف صار متبوعاً ووسع جرح الشعب بحفنة من المال؟ وكم من مثقف نسى معاناة الشعب بل عمل على زيادتها عندما تسنم منصب كارتوني جامد؟
وكم من مثقف رقص على مئات الحبال وقبل مئات الايادي الملونة، وبذلك اهان نفسه واهان قضية شعبه، من اجل لقب سيد او استاذ او من اجل مكافئة مالية صغيرة تبقيه مذلولا ومحتقراً مدى الحياة؟
فالانسان يا اخي كما عناصر الطبيعة الاخرى اشكال والوان وذوو طبائع مختلفة وهذه سنة الحياة وقانونها, فلكل انسان طموح واهداف وطبائع وغرائز يحققها حسب الطريقة والمنهج الذي يراه صائباً.
يعاتب الاخ كامل ( وهذا من حقه طبعاً ) مثقفي شعبنا على السكوت وعدم الرد على ما يكتبه بعض الكتاب الافاضل من القوميات الاخرى بشأن قضيتنا القومية واختزالها الى مذهب ديني!!!، وبعدها يسأل اين هي هوية البعض من مثقفينا من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري؟
وهذا هو الجرم بعينه ايها السادة فأين نحن احزاباً وسياسيين وافراد ومؤسسات من هكذا اختزالات؟ وكيف نرضى باكبر اهانة تطال تاريخنا العميق وحضارتنا العريقة في وطن نحن اصله؟
اين المثقفين التابعين المتباهين باستقلاليتهم ويتفاخرون بمقالاتهم التي تنشر في كذا مواقع! يمدحون فيها قائدهم الاوحد وانجازات حزبه العظيمة ويكون اكبر انجاز يصلون اليه هو كيل التهم وتوزيع الالقاب على كل مثقف او سياسي يعارض افكارهم ويفضح استغلالهم ويكشف حساباتهم وارصدتهم المصرفية المبنية من قوت الشعب ومعاناته؟
لكن رغم ذلك علينا ان نفرق بين الحنطة والزوان وان لا نخلط الصالح بالطالح، فليس كل ساكت براض عما حصل ويحصل لشعبنا من مظالم وضحك على الذقون، وليس كل متجنب للشأن القومي بخائن، فاذا حسبنا المؤتمرات والاجتماعات والكونفرانسات التي تناولت شأننا القومي واعلنت عن مناهضتها واستنكارها لما يحدث لشعبنا، وحسبنا معها الاحزاب والتكتلات والمؤسسات والمراكز والجمعيات التي تستثمر معاناتنا ومآسينا لتعظيم الانفس وتكديس الاموال، لاصبنا بالدهشة والذهول واصبح الاف من المثقفين والسياسيين المخلصين من ابناء شعبنا مجانين بحاجة للاقامة في المستشفيات النفسية لمعالجة حالتهم الميؤس منها.
لقد كتب البعض من مثقفينا بشفافية وباخلاص دون خوف او مجاملة عن حال الشعب ومكامن علته، فكان نصيبهم الشتائم والالقاب المخزية وكلمات شوارع نابية، لان المتزمتين بفكرة الانتماء الحزبي والبارعين بمبدأ الولاء الشخصي يخافون الحقيقة ويهابون فكرة انسحاب البساط من تحت اقدام اسيادهم لان ذلك يكون نهاية لالقابهم وبداية لانتهائهم وفقداناً لامتيازتهم، وحاول هذا البعض جاهداً توضيح الحقيقة والرقي بالشعب الى المنزلة التي يستحقها لكن الانحراف كان اعظم من ان يستقيم بحفنة من المخلصين والمضحين، فالفساد في اوجه وحب المال اكبر من حب الرعية والاولاد ومصلحة الذات تغلب على مصلحة العامة، فلا رجال ديننا اخلصوا ولا سياسيينا وفوا ولا مثقفينا وعوا حجم الكارثة التي تحوم فوق رؤوسنا، هذه الاسباب وغيرها من الاسباب ادت الى اعتزال البعض من مثقفي شعبنا ويأسهم من العمل القومي الذي اصبح عمل تجاري بحت ( والا ما معنى ان يقود ...... " لن اذكر الاسامي كي لا اتهم بالتحيز "، لا يعرف من السياسة سوى مقدار الايرادات التي تجذبها له يافطة حزبه، حزباً قومياً ينادي بحقوقنا وربما سيصبح يوماً ما عضوا في الحكومة او البرلمان؟!
وما معنى ان يصبح مؤتمر عام شارك فيه مئات المثقفين المعروفين بنزاهتهم الى اجتماع لتوزيع المناصب واختزاله بحفنة من المتاجرين؟
وما معنى ان تعلو صيحة متحول انتهازي تواضع ونزاهة مثقف لا يبغي سوى الخير لشبعه؟ ..... )، وبعد كل هذا نطلب من المثقف ان يدافع عن قضايا شعبه والا فهو خائن، وبدوري اسأل اليست المشاركة في هذه المسرحية هي الخيانة بعينها؟ .
وختاماً اشد على ايادي كل مثقف وسياسي واكاديمي يحمل معاناة شعبه ويسهر على مصلحته ويزيل دمعة من عيون طفل يتيم او يواسي ارملة تعيل ايتامها بعرق الجبين.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

370
لفتة الى المبدعين المغتربين
كوهر يوحنان عوديش

لا احد يستطيع لوم وعتاب اعضاء حكومتنا المنتخبة ذات الصبغة الديمقراطية الاتحادية الفدرالية المتنافرة المتناحرة المتشاجرة المتنازعة، على قصورهم في اداء مهامهم وواجباتهم تجاه المسؤوليات الكبيرة والمتشابكة التي اخذوها على عاتقهم بشكل طوعي ودون مقابل طبعاً في هذا الزمن العاصي والظرف الاستثنائي الذي يمر به البلد، لان الامراض التي اصيبوا بها كثيرة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر مرض فقدان الضمير الذي يفقد صاحبه كل مباديء الضمير ويعمل بالضد من كل مباديء الانسانية لارضاء شهواته وجشعه، ومرض جنون الشهية الذي يتحول المصاب به الى كائن غريب يبتلع ما يعترض طريقه من حياة ومال بغض النظر عن الجنس واللون والعرق والدين واللعنات والدعوات التي تلاحق هذا المال الزقوم الذي اعمى بصيرتهم وعطل عقولهم .... وغيرها من الامراض الغريبة والعصية على الطب الحديث التي اصيب بها قادتنا الجدد جراء جهدهم الاستثنائي للخروج بالوطن من محنته والرقي بالمواطن العراقي الى المنزلة والمكانة التي تليق بتراثه وتاريخه وحضارته، لكن اغرب هذه الامراض هو مرض نكث الامانة الذي ابتلى به اسيادنا الجدد جراء فقدانهم لجزء من ذاكرتهم، وخصوصاً الجزء المتعلق بالوطن والشعب بعامته من عمال وموظفين ..... وصولاً الى المثقفين والمبدعين الذين يعيشون خارج الوطن منذ زمن طويل بسبب معارضتهم للنظام السابق او عدم الانسجام مع سياسته الداخلية منها والخارجية، ولا اظن بان حال هؤلاء يحتاج للشرح او التفسير او التعليق خصوصاً لحضرة المسؤولين المحترمين الذين يعرفونهم اكثر مني ومن غيري لانهم اقاموا وعاشوا سنوات العوز والحرمان مشتركين بالالم والعذاب جنبا الى جنب، فمنهم من توفي في الغربة ودفن هناك تاركاً وصيته بيد الاحباب والاصدقاء املاً في نقل جثمانه الى الوطن يوماً ما، ومنهم من يعيش امل اللقاء لاعناً يوم الفراق ومسببيه، ومنهم على فراش المرض يتحسرون على الوطن ويبكونه بدموع من حديد، فلو ذكرنا اسماء كل الادباء والشعراء والفنانين والكتاب والروائيين الذي هجروا واغتربوا فان القائمة ستطول والتاريخ يصبح عذاب وشجون واسماء كبيرة ضاعت بين الدول والمحطات.

كان على الحكومة العراقية ان تهتم بمصير ومستقبل هؤلاء المبدعين وتشجعهم على العودة واذا تعذر ذلك فعلى الاقل حثهم بطريقة او باخرى على الاستمرار، لكن نصيب هؤلاء من مكارم! القادة ( كل فلس يحصل عليه الشعب من اموال الدولة التي هي امواله اصلاً يعتبر مكرمة او هبة من قبل المسؤولين يجب شكرهم واقامة الصلوات لاجلهم ) لم يكن بأحسن وافضل من نصيب عامة الشعب الذي اهمل وهضمت حقوقه واغتيلت اماله، فهؤلاء الذين حملوا الغربة وهمومها كل هذه السنين كانوا يأملون في حكومة تحقق البعض من احلامهم وليس كلها، على الاقل ان يقدروا ويشعروا بمواطنيتهم وينعموا بوطنهم وخيراته ولو بجزء صغير من ما تلذذ به الاغراب والمحتلين، فمعظم هؤلاء كما نعرف فقراء الحال وبالكاد يدبرون قوتهم ومصاريفهم اليومية لكنهم رغم ذلك صابرين ومتحدين ويرفضون الانحناء كما رفضوا في الماضي، وبدلا من مكافئتهم وتعويضهم باقل ما يمكن عن تضحياتهم الكبيرة اهملوا واصبحوا رقماً مهملاً في المعادلة الحسابية لمقتسمي السلطة في عراقنا الجديد، وكي لا اتهم بالتحزب والتحيز لن اذكر الاسامي لمبدعين مرضى بحاجة ماسة لدولار! لتغطية نفقات علاجهم لكن ادعو حكومتنا الموقرة الى التفكير قليلاً بالمبدعين العراقيين المغتربين الاموات منهم والاحياء، بنقل رفات المرحومين منهم الى الوطن ويساعدوا من بقى على الحياة براتب يوازي راتب حماية وهمي! من حمايات المسؤولين الكرام ويتكرموا على المرضى بجزء صغير ( ليكن هذا الجزء 1% فقط ) من نثرية مسؤول صغير! ليستطيعوا دفع اثمان المستشفيات والاطباء والادوية، ولكم على ذلك اجر عظيم.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com


371
هنود حمر العراق بالف خير ومستقبلهم مضمون!
كوهر يوحنان عوديش

لا اعرف من اين ابدأ فالوطن في حالة يرثى والمحاصصة في قمتها وتقسيم الكعكة لم ينتهي بعد والجسد هزيل وتعبان والفكر في حالة هذيان ودرب الغربة يمتص دمائنا قطرة قطرة والانسان العراقي بكافة طوائفه غريب النفس وغريب الوطن يعيش ليومه دون تفكير او تخطيط للمستقبل الذي بات مجهولا وقاتماً، هكذا اصبح وطننا الذي ولدنا وتربينا بين احضانه، فبقى من بقى مجبراً مكرهاً ونجى بجلده من استطاع الى ذلك سبيلا ليعيش بالغربة ملتهباً بنار الذكريات ابداً.
مسيحيو العراق ( او يمكن تسميتهم هنود حمر القرن الواحد والعشرون ) نصيب الامهم وعذابهم ووجعهم من نعمة التحرير/ الاحتلال كان اكبر من ان يقاس، فكنائسهم دمرت وفجرت ورجال دينهم اغتيلوا وابريائهم اختطفوا وقتلوا و ..... واشياء اخرى كثيرة لا تعد ولا تحصى حدثت معهم لا يمكن ذكرها وسردها احتراماً لمشاعر وضمير واخلاق كل انسان يقدس الانسانية ويحترم حقوقها، فهذا المكون المسالم والطيف الجميل في قوس قزح العراق كاد ان يختفي ويتلاشى من خارطة العراق الجديدة رغم كل التصريحات والخطابات الرنانة التي نسمعها بشكل دوري من قبل المسؤلين الحكوميين الكبار منهم والصغار وبعض المنتفعين من محن ومآسي شعبنا الكثيرة، لن نسبر اغوار الماضي كثيراً لنعرف حجم المعاناة وكبرها ولن نجري احصائية بعدد المفقودين والمقتولين والمخطوفين وعدد المحلات والبيوت المسيحية التي سرقت ونهبت ودمرت خلال السنوات الست الماضية بل سنعود الى الوراء ستة اشهر فقط ونستذكر ما حصل في مدينة الموصل خلال ايام معدودة، حيث هجرت اكثر من 2000 عائلة مسيحية وقتل العشرات منهم خلال ايام معدودة دون معاقبة احد او حتى القبض على احد المشتبهين او المتورطين في هذه القضية والانكى من ذلك كله سماعنا روايات عديدة تؤكد بأن التهديدات جاءتهم من افراد الشرطة، التي من المفروض ان تحمي المواطن وترعى مصالحه في مثل هذه الحالات، حيث كانت سيارات الشرطة تجول في الازقة والمحلات المسيحية وتدعوهم علانية بوجوب ترك بيوتهم او انتظار مصيرهم المحتوم، وكأن المسيحيين دخلاء على هذا الوطن وابادتهم فرض وواجب، وبعد كل الذي حصل ويحصل للمسيحيين يطل علينا بعض المسؤلين الحكوميين ( من ضمنهم النائب المسيحي رئيس قائمة الرافدين في مجلس النواب السيد يونادم كنا ) من خلال شاشات التفلزة ويبشروننا بان المسيحيين بخير وان الوضع الامني في مناطقهم مستتب وان معظم العوائل التي هجرت من منازلها عنوة قد عادت وبدأت باستئناف شؤونها الحياتية الطبيعية دون خوف وقلق.
ربما يكون المسؤولين الحكوميين ( ومن ضمنهم السيد يونادم كنا الذي ربما يردد اقاويل اسياده املاً بالاحتفاظ بكرسيه المكسور ) قد صدقوا بقولهم هذا لان الكثير من المسيحيين قد رجعوا الى بيوتهم واماكن اقامتهم مجبرين مكرهين وليس قانعين مخيرين لانهم كانوا بلا خيار اخر، فشظف العيش وغلاء الاسعار وعدم ايجاد فرص عمل تؤمن لهم ولعوائلهم عيشة لا بأس بها دفعت بالكثير من الذين التجأوا الى اقليم كردستان او مناطق سهل نينوى الى الرجوع والانصياع للامر الواقع، لكن رجوع هذا البعض وممارسة وظائفهم واعمالهم بحذر مشبع بالذعر والقهر ( رغم ان توفير الامن للمواطن لاداء عمله وممارسة طقوسه هي من مهام الحكومة وواجب يفرض تأديته وليس منية او فضل كما يحسبها البعض من مسؤولي الحكومة ) لا يعني ان مأساة المسيحيين العراقيين انتهت وازمة ترحيلهم قد حلت، فلا زال العديد منهم باقيا في المناطق الامنة التي التجأ اليها تاركا وراءه بيته ومحله ومصدر رزقه الذي يعتاش منه، ولا زال البعض الاخر مقيماً في دول الجوار منتظرا جواب الامم المتحدة حول طلبه، وبعيدا عن هذا وذاك هل يعرف هؤلاء المطبلين والمزمرين شعور المسيحي العراقي ازاء الطائفية المقيتة التي عمموها على العراق واغرزوها في اصغر دوائره؟ هل يعرفون ماذا يعني ان تعامل على اساس انتمائك الديني والطائفي والقومي والحزبي والمذهبي وتتبوأ المناصب بحسب الاكثرية والاقلية في بلد كنت انت اصله؟
وفي الختام نرجو من اعضاء حكومتنا المحترمين وبدلا من التباهي بانجازات منقوصة ان يراعوا مشاعر وحقوق هذا المكون الاصيل ويحذفوا من دستورهم مبدأ التعامل بالاكثرية والاقلية ويكون الانتماء الوطني معياراً للرقيه واحترام الانسان بدلا من الانتماءات الاخرى التي يعج بها الشارع العراقي في زمنه الجديد.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com

372
نعمة الرئيس ومآسي الشعب العراقي
كوهر يوحنان عوديش

لست وزيراً او رئيساً للوزراء او احد المسؤولين الحكوميين المتنفذين في حكومة العراق الديمقراطية! ولا اتمنى ان اكون واحداً منهم ( في الوقت الحاضر علي الاقل ) لسبب بسيط وهو كي لا اجلب علي نفسي لعنات الثكالى والايتام في الحياة، ولا تلاحقني بعد الموت دعوات الارامل، فهذا البلد الغني بكل شيء والفقير بكل شيء اصبح بلد الايتام والارامل والمفقودين والمهجرين والمحرومين والمعذبين والمظلومين ..... بفضل سياسة حكامنا الرشيدة واعمالهم الصالحة واخلاصهم المتفاني في خدمة الشعب والوطن.
من المؤكد ان كل حكومة ديمقراطية منتخبة تعبر عن مصالح شعبها وبلدها، ولكل حكومة سياسة ومناهج وخطط تنفذها وتطبقها ازاء الدول الجارة والصديقة، وكل سياسة يجب ان تتبع بقليل من المرونة والدبلوماسية كي لا تغرق الدولة بقطرة ماء، لكن علينا ان لا ننسى ان المرونة والدبلوماسية والمبالغة في التعبير عن فضل واحسان الدولة الجارة / الصديقة او رئيسها او احد مسؤوليها الحكوميين (خصوصا عندما يكون الامر معكوساً) يعد جريمة بحق الشعب واذلالا للوطن وهذا ما نلمسه في اعضاء الحكومة العراقية المتناحرة، فكل سيد فيهم وكل مسؤول يعبر عن مصلحته الحزبية والطائفية دون مراعاة مصلحة الوطن وشعبه او حتى احترام مشاعر مواطنيه، واذا اقتضى الامر سيدوس كل شيء ويقبل العراق قبلة يهوذا حفاظاً علي اقل ما يمكن من المكتسبات والمناصب التي يمتاز بها في عراقنا الجديد..
لا احد يجهل ان العلاقات السياسية والدبلوماسية بين العراق وجارتها ايران امتازت بفتور كبير خلال العصور والحقب المتعاقبة، ونشبت بينهما حرب طويلة احرقت الكثير من الاخضر اليانع مع هدر مليارات الدولارات والنتيجة كانت وقفاً للحرب مع اتهام متبادل في نشوبها وبدئها، ومضى الحال علي ما هو عليه حتى ازاحة النظام العراقي السابق عام 2003.
عندئذ بدأت ايران، ونظراً للفراغ الامني والعسكري والسلطوي الذي رافق تلك الاحداث، بالتدخل العلني السافر في شؤون العراق الداخلية وعملت بصورة او بأخرى على التفريق وتعميم الفوضى وزيادة حجم المعاناة للشعب العراقي عن طريق عملائها وتوابعها او شراء ذمم البعض الاخر من ضعيفي الشخصية وفاقدي الضمير، وكل ذلك كان بحجة محاربة الامريكان والعمل علي تحرير العراق واخراج المحتل من اراضيه وكأن العراق ولاية من جمهورية ايران الاسلامية او إرثاً من موروثات حكامهم.
ولما كانت ايران من معادي النظام السابق فمن الطبيعي ان ترعى المعارضة وتراعي اعضاءها حسب ما تقتضيه مصالحها، لذلك لا عجب في ان تمتاز العلاقات الثنائية بين حكام العراق الجدد وايران بنوع من الصداقة والمودة والتفاهم، لكن المحير في الامر هو لماذا كل هذا الصمت والسكوت ازاء كل الاعمال الشنيعة والسياسة التدميرية التي تنتهجها ايران ضد العراق؟
فكم مرة سمعنا ورأينا ولامسنا الحقائق من خلال التقارير واخبار الفضائيات التي تنقل لنا الجرائم والتفجيرات وضحاياها التي حدثت باسلحة ايرانية او بتوجيه ايراني من خلال الميليشيات التابعة والممولة ايرانياً دون رد او نقد او حتي تنديد اعلامي؟ بل عوضاً عن ذلك نسمع اسياد العراق يفندون ذلك وينكرونه بكل جرأة ويشكرون ايران علي خدماتها وحسن تعاونها، وكأن الذي يحدث شيء اكثر من طبيعي ولا يستحق عناء تعكير الفكر وتكدير صفو علاقات الصداقة والمصالح التي تربط الطرفين.
كل رئيس حر في مقابلة من يشاء ودعوة من يختار من الرؤساء والشخصيات السياسية المتنفذة في الدول الجارة والصديقة، وكذا حال الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي اكن له كل الحب والاحترام، لكن ان يبالغ الرئيس بمدح الضيف ووصفه بألقاب هو بعيد عنها كل البعد، كما حدث مع هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص النظام الايراني، يعد اغتيالا لآمال العراقيين واستخفافاً بمشاعرهم، فهذا الشخص هو نفسه الذي اطال امد الحرب ومات الاف الاسري في معاقله اضافة الي تعويق وتشويه الاف اخرين منهم مازالوا يعيشون بيننا ويروون ما قاسوه من عذاب والم جراء سوء معاملتهم.
وحتى لو تجاوزنا الماضي واغمضنا الطرف عن مدة النزاع وما رافقها من ضحايا وانتهاك لحقوق الاسرى ابان النظام السابق فلا نستطيع ان ننظر الي الحاضر بعيون عمياء، فكل هذا الدعم العسكري اللامحدود والرشاوى المالية التي تقبضها بعض الشخصيات السياسية والميليشيات التابعة لاشاعة الفوضى واغتيال الابرياء والقيام باعمال اجرامية يندى لها الجبين اضافة الي خلق المشاكل الحدودية ورفض الدخول في مفاوضات مباشرة لترسيم الحدود، اثبتت للعالم النيات الخبيثة والسياسة المؤذية التي يتبعها النظام الايراني تجاه العراق شعباً ووطناً، فهل يعقل وبعد كل هذه الدلائل والاثباتات ان نصف زيارة رمز من رموز ايران ( مهما كان منصبه وترتيبه مؤثراً او غير مؤثر) الي العراق بانها نعمة من الله وبركة !؟
حبذا لو يكون كلام الرئيس لا يعبر عن مشاعره الحقيقية بل تعبير مبالغ جاء في لحظة نزوة او نشوة عابرة لتلطيف الجو وترطيبه.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com


373
بيادق شطرنج أم أميون لا يعرفون القراءة؟
كوهر يوحنان عوديش

مجرد مقارنة بسيطة بين ما تملكه بلدان الشرق الاوسط من ثروات طبيعية واماكن سياحية ومناخ زراعي رائع بما تملكه دول اوروبا والغرب عموماً من هذه الميزات والثروات سنكتشف بان بلداننا اغنى من تلك الدول بعشرات الاضعاف، لكن لو قارننا دخل الفرد الشرق الاوسطي بدخل الفرد الغربي سنرى العكس حيث ان دخل الفرد الغربي يبلغ اضعاف دخل الشرق الاوسطي وخدماته الاجتماعية والصحية والتعليمية اوفر واكثر وحياته أريح واهنأ، والسبب في ذلك واضح ولا يحتاج للشرح والتفسير.
لكن ذلك لا يعني ان نجلس ( نحن المغلوب على امرنا مالكي القلم ومشوشي الفكر ) وننتظر سقوط التين في افواهنا بل بالعكس علينا المحاولة وفعل ما باستطاعتنا كي نرفع بالشعب الى المنزلة التي يستحقها ونعلو بالوطن الى المكانة التي تروق بتاريخه وحضارته.
لا اظن بان العراق بحاجة الى تعريف لكنني اشك بعراقي تمتع بخيرات وطنه وسر بالعيش فيه، فمن حرب الى اخرى ومن نظام سيء الى اسوأ ومن نملة ترضى بحبة شعير الى تماسيح ونمور تبلع وتفترس ما يأتي في طريقها لتصبح الارض من بعدهم خراب وعراء.
لهذا كان على المثقفين والادباء والمخلصين الذين لم يستطيعوا العيش مع المفترسين وبائعي الضمير ان يهجروا بيوتهم ويتركوا احبابهم ويودعوا اعز ما لديهم في وطن كان/ سيظل جزءاً منهم، الى ان اتى العيد المزعوم وبعد صيام طويل ارغمنا المحتل، الذي ابتكر بدعة العيد وهدايا العم سام للشعب المظلوم وعممها على العراقيين بكل ذكاء ودهاء، على كسره ببصلة فاسدة، فلا يمر يوم دون نقرأ دراسة او تقرير عن حجم الفساد والنهب والقتل والدمار الذي حصل/ يحصل في عهدة الاحتلال، او نرى مئات الذبائح البريئة وهي تقدم طعاماً طازجاً لابن الديمقراطية المعاق، او نسمع بالاف الآهات لاطفال يتامى يفرشون الشوارع ويتوسدون ارصفتها وآهات اكبر لملايين النساء الارامل (تبلغ عدد النساء الارامل في العراق اكثر من 8 ملايين ارملة) يمدون الايادي او يلتجأون الى طرق اخرى لاعالة ايتامهم!.
واخر دراسة نقلتها لنا وسائل الاعلام تؤكد ان الكلفة الهائلة للغزو الامريكي للعراق وما اعقبه، من نهب وسلب وفساد ادراي قل مثيله في تاريخ البلد، قد بلغت 2.2 تريليون دولار ! وان الدخل المحلي للعراق كان اكثر ب( 38 ) مرة لولا النزاعات والعقوبات التي دخل الشعب العراقي في متاهاتها منذ عام 1991.
لا اظن بان كل هذه الدراسات والتقارير والابحاث والاخبار والفضائح التي تنشر يومياً حول العراق الجديد وقيادته المنتخبة! تمر مرور الكرام امام عيون حكومته المنتخبة والمسؤولين الوطنين المخلصين للقسم الذي ادوه امام ملايين العراقيين دون محاسبة او ملاحقة قانونية، فالذي جاء الى الحكم بواسطة صناديق الاقتراع وتعهد امام الله والشعب على صيانة مكاسب ومصالح الوطن لن يفرط بسمعته وضميره وآخرته امام الخالق ( كلهم مؤمنين ويتبعون تعاليم الله ورسوله ) في سبيل حفنة من المال او منصب زائل.
لكن العجب كل العجب في ان الامور بقت على حالها ان لم تكن اسوأ، والسبب في ذلك يعود الى سببان اولهما:
- ان اعضاء الحكومة والبرلمان لا يعرفون القراءة لذلك يجهلون الواقع ولا يعلمون بما يحدث من حولهم من امور فظيعة على يد اقربائهم وحاشيتهم وتوابعهم ( وهذا ينافي الحقيقة والواقع، لاننا كما نعلم ان كل اعضاء الحكومة والبرلمان من المتعلمين الكبار وشهاداتهم اكبر ما يمكن للمرء ان يناله، عدا بعض الاعضاء الذين كانت شهاداتهم مزورة وفصلوا من مناصبهم وتم معاقبتهم فور معرفة الحقيقة ! ) اما ثانياً:
- ان يكون جميع اعضاء الحكومة والبرلمان بيادق شطرنج مقيدي الحركة ينتظرون اوامر مرؤوسيهم في امريكا وايران.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com[/b] [/size][/font]

374
في ذكرى ميلاده الثامنة والثمانين ماذا بقى من الجيش العراقي؟
كوهر يوحنان عوديش

قبل ثمانية وثمانين عاماً وبالتحديد في 6/1/1921 اعلن عن تأسيس الجيش العراقي ليكون القوة المسلحة الشرعية لحماية البلاد من التدخلات الاجنبية، لكن منذ تأسيسه لحد يومنا هذا استغل هذا الجيش من قبل قادته لتمرير وتحقيق اهداف شخصية كثيرا ما ضرت بالمصالح العليا للوطن واستنزفت قوى شبابه واودت بحياة الكثير من سياسيه ومثقفيه، وبذلك تحول الجيش من اداة دفاعية لحماية الوطن الى اداة قمعية للشعب مهمته سحق الاراء المعارضة وتطهير المناطق من ساكنيها وابادة العزل والابرياء كما حدث في مذبحة سميل عام 1933 وعمليات الانفال عام 1988 وتجفيف الاهوار في في التسعينات وغيرها من الاحداث المؤلمة والمأساوية التي كان الجيش بطلها الرئيسي، او استخدم كوسيلة للاستيلاء على الحكم كما حدث عام 1958 اثر الانقلاب الذي قاده عبدالكريم قاسم على النظام الملكي واستبداله بنظام جمهوري، لكن هذا لا يعني ان الجيش العراق لم تكن له مواقف مشرفة او ان تاريخه خال من صفحات مشرقة لان التاريخ لا زال يحفظ استبساله في الحروب التي شارك فيها ضد اسرائيل في 1948 و 1967 و 1973 وحربه الدفاعية التي خاضها ضد ايران لمدة ثمانية اعوام وخرج منها برابع جيش في العالم واقوى جيش في المنطقة.
بعد احتلال العراق قام الحاكم المدني الامريكي بول بريمر بحل ما تبقى من الجيش العراقي الامر الذي ادى الى فسح المجال امام الميليشيات وتنامي العصابات الاجرامية الخارجة عن القانون، وبذلك جرد العراق من جيش وطني يدافع عن حدوده ويصون كرامة اراضيه، وافضل برهان على ذلك هو الاجتياح الدوري لحدوده من قبل القوات التركية والقصف المدفعي الايراني المستمر الذي تتعرض له القرى الحدودية مع ايران ( دون ان تجهد حكومتنا الموقرة نفسها حتى باصدار بيان او بلاغ صحفي يدين العدوان )، فالجيش الذي كانت له هيبة اقليمية ومكانة عالمية اصبح في عداد الماضي، ونخطأ كثيراً اذا قلنا ان الجيش العراق الحديث هو امتداد للجيش العراقي القديم ( رغم تحفظنا على بعض الاعمال والممارسات التعسفية والاجرامية التي نفذها مكرهاً مذعناً ومخضعاً لاوامر جلاديه )، فالجيش السابق هو جيش وطني انتمى اليه وتدرج في قيادته الكردي والعربي، المسلم والمسيحي، الشيعي والسني، وكان جيشاً واحداً ينفذ اوامر جهة واحدة بدون منافس، اما جيش اليوم فهو جيش طائفي! جيش ميليشياوي حزبي وديني وقومي لا ينتمي اليه الا بوصاية او كتاب تأييد او رسالة مصدقة من قبل احد الاطراف او الجهات المتنفذة بالحكم والا ما معنى ان تتحول بعض الميليشيات الحزبية الى جيش نظامي وينفرد قادتها بالمناصب السيادية ( حتى لو كانت هذه القوات من معارضي النظام السابق ) اثر تغيير النظام السياسي الحاكم وسيطرة حزبهم على مقاليد الحكم! اهكذا يبنى العراق الجديد؟ ابهذه العقلية والتصرفات والممارسات نريد ان نضع لبن الصرح الديمقراطي في العراق الجديد؟ اهكذا نقضي على الطائفية التي تنخر اسس عراقنا الجديد؟
نعم نتفق مع الحكومة وكل محبي السلام بأننا لا نريده جيشاً قمعياً ولا جيشاً غازياً ولا جيشاً ارهابياً ولا جيشاً كيماوياً بل جيشاً نظامياً يحمي الوطن ويدافع عن ساكنيه، جيشاً عراقياً يفتخر بعراقيته ويقدس الوطن بدلاً من الانحناء امام صورة قائده الحزبي ومرشده الديني، جيشاً يكرم منتسبيه وقادته على وطنيتهم وليس على انتمائهم الديني والقومي والطائفي، جيشأ يكون ولائه للعراق اولاً واخيراً .... عندئذ فقط سنتحتفل نحن العراقيين كلنا معاً بعيد الجيش ونقول له بصوت واحد كل عام وانت بمليون خير يا جيشنا الغالي.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

375
ماذا لو كان رئيس البرلمان من الاقليات؟
كوهر يوحنان عوديش

ودع الشعب العراقي عاماً اخر من عمره ليضاف الى سنوات الهموم والمآسي والمعاناة والحروب التي تزين! تاريخه، لان المعاناة التي عاشها ويعيشها ليست وليدة اليوم بل هي سلسلة من الاعباء والاثقال القيت على كاهله على مدى عقود طويلة جراء السياسة الخاطئة والملتوية التي اتبعها القلة المسيطرة على امور البلد السياسية والادارية والاقتصادية.

لسنا هنا لسبر اغوار الماضي وتعداد المآسي او لاثارة مشاعر الحزن التي تطغي على كل المشاعر الاخرى للانسان العراقي بسبب الحروب والملاحقات السياسية والمعاقبات غير القانونية ( التي اودت بحياة الكثيرين اثر شبهة او وشاية ) واخيراً بسبب اختصار الوطن بشخص او عشيرة او طائفة، لكننا بصدد تذكير المسؤولين الجدد بان ما يحدث في العراق الجديد منذ احتلاله/ تحريره عام 2003 هو اسوأ واخطر وافظع وافجع ما في تاريخه من مظالم ومآس وحروب ودمار، فالوطن الذي كان شعبه معروفا بتناغمه وانسجامه واحترامه ومحبته لبعضه البعض تحول بفضل عصابات الموت والميليشيات الطائفية وقوى الارهاب المدعومة خارجياً الى فصائل وعوائل تفصل بينها الجدران الاسمنتية والسيطرات الطائفية وخوف مشبع بالحذر لا يضاهيه شيء، والحي ذو الاطياف القوس القزحية الذي كان مزداناً بالمسيحي والمسلم والايزدي، بالكردي والعربي، بالشيعي والسني تحول بقدرة قادر! وخلال اعوام قليلة الى حي بغيض يعيش فيه اناس من طيف واحد ولا تنمو في حدائق بيوته الا ازهار من لون واحد.

التقسيم الديني والقومي والطائفي الذي غزا مراكز القرار ومقاعد البرلمان والدوائر الحكومية والمدن والمحلات السكنية، هو نتاج السياسة الخاطئة التي اتبعتها بعض الاطراف والنماذج من الطبقة السياسية الحاكمة في العراق اضافة الى النهج الخاطئ الذي اعتمده بعض الزعماء الروحيين في التعامل مع الظرف الجديد في عراق ما بعد 2003 ، فتقسيم الهرم الحكومي وتوزيع المناصب الحكومية والادارية حسب الانتماء القومي والطائفي اديا الى تفكيك المجتمع العراقي وتنافر الشعب وتناحره.

اكبر خطأ عمد الامريكان الى الوقوع فيه هو التمهيد والعمل على محاصصة السلطة وجعل السياسية طائفية، ولما كانت الاكثرية الساحقة من الوجوه السياسية جديدة العهد بالسلطة ولم تذق طعم المناصب وامتيازاتها، عملت هي الاخرى دون وعي او عن قصد متعمد الى التركيز على المسألة الطائفية بدلاً من التركيز على الوطنية والرقي بالشعب وبناء مجتمع مدني حضاري يحفظ حقوق وكرامة الفرد على عراقيته وليس على انتمائه الديني والمذهبي والقومي.

وفي الختام بمناسبة دخولنا العام الجديد ( 2009 ) الذي نتمنى ان يكون عام خير وسلام لكل العراقيين في الداخل وعام العودة والتنعم بهواء الوطن ومياهه لكل المغتربين، نتوجه بسؤال بسيط الى كل السادة المحترمين في الحكومة والبرلمان الذين ينبذون نظام المحاصصة والطائفية السياسية التي تغزو البلاد ( الكثير منهم عبروا عن استعدادهم للاستقالة! من مناصبهم لانهاء نظام المحاصصة الذي ابتلوا به مخيّرين أو مكرهين منذ عام 2003 ) وهو لماذا لا تختارون عراقي مسيحي او ايزيدي لمنصب رئاسة البرلمان الذي اصبح خالياً بعد اقالة/ استقالة رئيسه السابق محمود المشهداني ؟ ام ان هؤلاء ليسوا عراقيين ولا يحق لهم الترشيح ؟ ام ان التسلسل السلطوي الذي اتفقتم عليه ( كردي شيعي سني ) سيبقى معمولا به الى اجل غير مسمى، والوطنية تعني ابراز المذاهب وتهميش الاقلية ؟

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com

376
نعال ابو تحسين وحذاء الزيدي والهم العراقي
كوهر يوحنان عوديش

لا بد لذاكرة العراقيين ومعهم شعوب العالم التي شاهدت الحدث على الفضائيات ان تحتفظ بمنظر المواطن العراقي الذي كان يمسك بصورة الرئيس العراقي السابق بيد ويضربها بنعاله باليد الاخرى ويبكي بحرقة ويقول :- هذا دمر العراق، فلم يمر على ذلك التاريخ سوى خمسة اعوام!، وعندما تناول المحللين والصحافيين والسياسيين وغيرهم من العامة هذا الحدث وتطرقوا اليه قالوا انه رد فعل طبيعي تجاه رئيس قاد البلد الى الدمار.

اليوم يعيد التاريخ نفسه مع رئيس اخر، ليس أي رئيس بل هو رئيس الولايات المتحدة الامريكية الذي قاد الحملة العسكرية ضد الرئيس العراقي السابق واسقط نظامه ومن ثم اعتقلته قواته وحوكم بالاعدام، وليس المشهد مع صورة بل مع رئيس بلحمه ودمه وعلى ارض يعتبرها محررة بفضله! وفي مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء دولة العراق تتناقله عشرات الفضائيات مباشرة دون قص او زيادات.

ردود افعال وتحليلات وتصريحات ومواقف واراء متباينة برزت على الساحة الاعلامية عقب نقل الفضائيات لمشهد الصحفي العراقي وهو يرشق الرئيس الامريكي بحذائه، فمنهم من ارتاح للمشهد ودافع عنه وتمنى ان تكون يده اصبعاً من يد الصحفي ومنهم بالعكس عارض الموقف بشدة ووصفه بلا عقلاني وغير اخلاقي ومشين وغيرها من الصفات التي اطلقت على تصرف الصحفي تجاه الرئيس الامريكي ورئيس وزراء العراق تعبيراً عن رفضها واستنكارها للحدث.

الفرق الوحيد بين ابو تحسين والزيدي هو ان ابو تحسين مواطن بسيط عبر عن مشاعره وغضبه بنعاله، والزيدي صحفي ومراسل لقناة فضائية تبث عبر الاقمار الصناعية، والا فان الرئيس الامريكي ( محرر العراق! حسب تعبير بعض المنتفعين ) لم يفعل للعراق شيئاً يستحق الثني والتقدير، بل بالعكس دمر البلد وارجعه الى الوراء الاف السنين وبفضل سياسته العوجاء قسم البلد وحصصت وارداته ومزق نسيجه الاجتماعي وهجر كرهاً ملايين من ابنائه واصبحت معاناة شعبه كفاً في كل ميزان وقياساً عندما يتعلق الامر بالمآسي والمظالم.

ربما كان الاحرى بالصحفي ان ينتقم من الرئيس الامريكي على جرائمه ضد الشعب العراقي عن طريق احراجه بأسئلة واقعية قاسية ( رغم معرفتنا المسبقة بان مثل هذه الاسئلة لن تلقى جواباً حقيقاً مقنعاً ) لان الصحافة تعني التحاور والنقاش وكشف الحقائق وليس التعارك والتراشق والانتقام عن طريق الاحذية والسواعد وكاتمات الصوت، نعم نعود ونكرر بان الرئيس لم يكن يستأهل ويستحق حذاء الصحفي او غيره من العراقيين على جرائمه ضد الانسان العراقي ككل، لكن في الوقت نفسه علينا ان نقول ونشدد بانه يستحق محاكمة دولية كمجرم حرب والدلائل على ذلك غزوه لبلد مستقل وتدمير بنيته العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والتسبب بمقتل ما يقارب مليون مواطن وتهجير اكثر من ثلاثة ملايين شخص ونهب مئات المليارات من المال العام وكل ما حدث ويحدث للعراق منذ احتلاله.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

377
متى سيطبقون ديمقراطيتهم ؟
كوهر يوحنان عوديش

لا يختلف اثنان في ان جميع اعضاء الحكومة والبرلمان في عراقنا الجديد قد تبوءوا وشغلوا مناصبهم الرسمية بطريقة ديمقراطية اثر انتخابات شعبية عامة فاز بها من فاز مهما كانت الدوافع والاسباب، وهذا شيء يبعث على الامل والتفاؤل بالمستقبل في وطن حكمته شتى انواع الحكومات عدا حكومة ديمقراطية منتخبة من قبل الشعب تهتم لمصالحه وتحفظ حقوقه وتصون كرامته.
الديمقراطية حسب المفهوم الشائع هي حكم الشعب، اي المشاركة في السلطة السياسية والقضائية للبلد عن طريق ابداء الرأي في سن القوانين والدساتير والاتفاقيات والمعاهدات التي تمس حياة المواطن وكرامته اولاً، وثانياً محاسبة اعضاء الحكومة والبرلمان العرج والمتاجرين بثروات الوطن وخيراته ( الذين يحرقون الوطن وكل ما فيه من ارواح واموال لاشعال سيجارة ) من خلال الحرية والمساواة التي يتيحها لهم النظام الديمقراطي، لكن الديمقراطية حسب المفهوم الشرقي المتأخر تعني خداع الناس واثارة عواطفهم ومشاعرهم لحين الاستيلاء على هضبة الحكم وبعدها ينتهي كل شيء من حقوق وحريات ونظام وقانون وتختفي كل الشعارات الرنانة التي تنقل البسطاء من الجحيم الى الجنة بغمضة عين او اقل.
مرت على تجربة العراق الديمقراطية ( ستظل هذه التجربة بلا ناتج او نهاية لان القائمين بها تعمدوا في استخدام عناصر فاسدة ومواد انتهى زمنها المحدد ) اكثر من خمسة سنوات والشعب يتأمل ما يجري من محاصصة وتفتيت للنسيج العراقي وتهميش لحقوق الاقليات وسيطرة العصابات على الحياة اليومية وفقدان للامن والنظام واختزال القانون بفتوى او تفاهة ينطق بها مسئول امي وفاسد وصلت روائحه الكريهة الى اقاصي الارض .... وغيرها من الجرائم التي ترتكب بحق الشعب العراقي دون محاسبة او وازع للضمير، فلا الشعب استطاع يوماً ان يقدم المسئول عن خطأ او جريمة او عملية سرقة او اعتداء على شرف بنت شريفة للمحاكمة ولا البرلمان عقد جلسة لجر اذانه ومحاسبته على افعاله المضرة بالشعب والوطن ولا المسئولين الحكوميين والحزبيين( حفظهم الله واطال في عمرهم لخدمة الوطن ) قالوا لاذنابهم وذيولهم كفى مهاترة ومتاجرة ومقامرة بحياة الشعب ومستقبل الوطن.
كل الدول الديمقراطية تحاسب المسئولين المقصرين وغير النزيهين على اعمالهم ونواتجها ولا ينقذ المذنب من العقاب دينه او طائفته او انتمائه السياسي، او يستقيل الشاعر بغلطته من منصبه طواعية كما حدث مؤخراً مع وزير الداخلية الهندي ومستشار الامن القومي اللذان قدما استقالتهما اثر هجمات بومباي التي راح ضحيتها اكثر من 180 شخصاً.
ترى متى يشعر المسئولين العراقيين بمسئوليتهم تجاه الشعب والوطن وبدلاً من تبديل الوزارات والمناصب يقدمون الجاني للمحاكمة بلا توصية حزبية او تزكية طائفية او فتوى عشائرية، او يقدمون استقالتهم طواعية على الاف التفجيرات والمذابح التي راح ضحيتها مئات الالوف من ابرياء العراق.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com

378
استقلالية القضاء تبعث الامل
كوهر يوحنان عوديش

بعد مرور اكثر من شهرين على رفع الحصانة عن رئيس حزب الامة النائب مثال الالوسي بسبب سفره لاسرائيل للمشاركة في المؤتمر الثامن لمكافخة الارهاب، فاجأتنا المحكمة الاتحادية العراقية بقرار نقضها لقرار مجلس النواب القاضي برفع الحصانة عن الالوسي والغاء جميع الاثار المترتبة عليه.

يتفق معي الكثيرين من البسطاء والبعيدين عن مراكز القرار والجاهلين لخفايا الأمور والاتفاقيات السرية المشبوهة بان قرار المحكمة ان دل على شيء فإنما يدل على استقلاليتها وشجاعة اعضائها ونزاهتهم في التعامل مع هكذا قضايا، هذا اذا استثنينا الاتفاقيات والضغوط السياسية والميول الفكرية والانتماءات الطائفية التي اصبحت المستند الاول المعتمد عليه في المحاكم والمجالس وهيئات الدولة العليا، لكن بغض النظر عن سياسة الدولة المستضيفة والراعية للمؤتمر وعقيدتها، ليس هناك من مشكلة في مكان اقامة هكذا مؤتمر سواء كان ذلك في الفاتيكان او السعودية او ايران او الهند او اسرائيل، لان مساوئ الارهاب وشروره معممة لذا من الواجب محاربته دولياً وعدم الوقوف كمتفرج.

من المعلوم ان زيارة الالوسي لاسرائيل لم تأت بتكليف رسمي، أي ان الالوسي كان يمثل نفسه فقط، لذلك لم يكن هناك من داع للحكومة والبرلمان ان يعطيا كل هذه الاهمية لهذا الامر اما اذا كانا قد تعاملا مع القضية على اساس ان القانون العراقي يمنع مخابرة وزيارة دولة اجنبية عدوة فان ذلك يكون محض افتراء وتلفيق تهمة لا اساس لها، لان الجميع يعلم ان القانون الذي يمنع السفر الى اسرائيل هو نفس القانون الذي يمنع زيارة ايران وامريكا، فهل عامل مجلس النواب العراقي بالتساوي كل النواب واعضاء الحكومة ( الذين ربما يحمل العديد منهم جنسية هذين البلدين ) نفس معاملة الالوسي ؟ ام ان لكل قاعدة شواذها ومثال الالوسي واحد منها؟.

محاربة الارهاب الذي يضرب العراق ويقطع اوصاله ويرمل نساءه ويتم ابنائه واجب وطني وعلى اعضاء مجلس النواب والحكومة المنتخبين معاقبة مروجيه والمنتفعين منه والمتاجرين به وليس العكس، فالارهاب هو ارهاب سواء كان في اسرائيل او العراق او امريكا او افغانستان لانه بدون وطن او انتماء او دين او عقيدة بل توحده اشياء اخرى مثل الذبح والقتل والتعذيب والتدمير والتلذذ بمعاناة الاخرين.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com

379
نضالكم مشكور وزيادة
كوهر يوحنان عوديش

مصطلحات وشعارات غير قابلة للعد والاحصاء استعملتها ورددتها مثل الببغاء الشخصيات السياسية الحاكمة في العراق الجديد عندما كانت في صفوف المعارضة ايام النظام السابق، فالوطنية كان لها معنى مختلف عن وطنية اليوم والصدق والامانة كان لهما طعم مختلف حتى اسلوب الكلام والخطاب السياسي كانا مختلفان، لكن ماذا حصل يا ترى لكل يتغيروا كل هذا التغير؟

كل معارضة لاي نظام سواء كان هذا النظام دينياً او علمانياً، ديكتاتورياً او ديمقراطياً، ملكياً او جمهورياً، هي معارضة السلبيات وقيادة الوطن نحو الافضل وليس العكس أي ما معناه ترجيح كفة الايجابيات على كفة السلبيات، لذلك لن يبكي احد على اسياد اذا خلفهم اسياد افضل.

هؤلاء الذين بكوا على حرية البلد وحزنوا على اموال الشعب المنهوبة واقاموا العزاء على ارواح شبابنا المهدورة في حربين كبيرتين و ..... وعارضوا كل شيء في سبيل المعارضة فقط ! ارجعوا العراق الى الوراء مئات السنين ( ان لم يكن اكثر )، فلا جثثهم علم عددها ولا فسادهم عرف مداه ولا نهبهم كان له حدود، فالوطنية التي كانوا يتباهون بها اصبحت كرسي في البرلمان والحرية تعني مصافحة الامريكي وتقبيل جبينه والنزاهة تعني انتهز الفرصة واملأ جيبك والسياسة تعني اكذب ثم اكذب الى ان يصدقك الناس والتضحية تعني ان تبيد مئات الشباب المخدوعين لسلامة نفسك والديمقراطية تعني ان تصفي كل معارضيك وتملأ السجون بالأبرياء دون محاكمة او استجواب والمال العام يعني رفاهية الاهل والابناء والاحفاد ....، باختصار ودون مبالغة او لف ودوران اصبح الوطن تحت حكم هؤلاء مهزلة من مهازل التاريخ.

لا اعرف على أي مستند تعتمد بعض الاحزاب المشاركة في الحكومة ( التي لها تاريخ طويل ونظيف في البلد، واستشهد تحت رايتها وشعاراتها الرنانة الالاف الشباب ) عندما تفتخر بانجازات الحكومة وما قدمته من خدمات للشعب عن طريق مؤسساتها الدستورية!، الا يعرف هذا البعض ان الشعب مل من هذه الخزعبلات والواقع أمَر ما يكون في ظل ديمقراطيتكم المزعومة.

يقولون انه في زمن الديمقراطية والحرية التي يتمتع بها العراق بفضل الاحتلال اصبح الشعب ينكت ويعبر عن شعوره بكل حرية ودون خوف، ففي احد الايام وبينما كان احد السواق عالق بالزحام، الناتج عن السيطرات والمفارز الطائفية ولجان القتل المنتشرة في البلد، تفاجأ بغريب يدق على شباك سيارته ففتح السائق الشباك وسأله عن مطلبه فرد عليه:- اخويه لقد خطفوا السيد ...... ويريدون فدية 100 مليون دولار، واذا لم تدفع الفدية خلال المدة المحدودة سيحرقون السيد بالبنزين والنار وتنقل العملية مباشرة على التلفزيون، ونحن من باب الواجب الوطني والقومي شكلنا لجنة لجمع التبرعات هل تحب المشاركة ام لا؟ فسأله السائق عن النسبة المناسبة والمعقولة التي يتبرع بها الناس فأجابه :- من 5 الى 10 لترات من البنزين!.

هذا هو الشارع العراقي ايها السادة يجيبكم على منجزاتكم وخدماتكم.

ترى الى كم لتر بنزين تحتاج العملية السياسية لترسيخ النظام الديمقراطي وبناء دولة مؤسساتية تعيد للفرد العراقي مكانته الدولية؟

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com

380
دموع اوبرا ومآسي اطفال العراق
كوهر يوحنان عوديش

كثيرة هي المواقف والحوادث والمناظر المؤلمة والمؤثرة التي تدفع الانسان الى التعبير عن حزنه بالبكاء، ومستوى الحزن وكمية الدموع تعتمد على هول الحادث وفظاعة المنظر ودرجة القرابة ونسبة الصداقة، لذلك لم يكن غريباً علي بكاء اوبرا في برنامجها الشهير (oprah) ومعها بعض المشاهدين والمشاركين في البرنامج عندما استدعت احد الاطفال الناجين من اعصار كاترينا ليروي قصته المحزنة على الجمهور الامريكي والعالمي من خلال هذا البرنامج.

روى الطفل الامريكي ما حصل معه في الاعصار باختصار، كيف بدا الامر وتطور لحين موت امه وشعوره باليأس والانهيار في لحظة من اللحظات ليستسلم للموت ومن ثم يقاومه لينتظر 13 ساعة فرق الانقاذ التي وجدته في النهاية وانهت محنته.

من الطبيعي ان يأخذ هذا الطفل الاهتمام المناسب والرعاية الكافية كي لا يتحول هذا الحادث الى عقدة نفسية او مرض نفسي مزمن يحول دون استمراره بالحياة وتحوله الى طفل يتيم يتسكع في الشوراع والازقة بعيدا عن مراكز الرعاية ومقاعد الدراسة كما يحدث مع اطفال العراق، ومن حق اوبرا ان تستدعي من تشاء من اطفال ونساء وشيوخ وشباب للتحدث عن محنهم ومآسيهم ومشاكلهم التي ستلقي الكثير من الاذان الصاغية من قبل المجتمع والملياردية والمسؤولين الحكوميين الذين يأخذون كل صغيرة وكبيرة بمحمل الجد ويعملون بكامل جهودهم وقواهم لانهاء اية محنة مهما كانت صغيرة ( كما يفعل حكام الشرق مشكورين !!! )، لكن العتب على اوبرا والاعلام الامريكي ككل هو هذا التغاضي الكبير عن الام ومآسي اطفال العراق خلال العقدين الاخيرين الذي كان لامريكا الفضل الاكبر في تثبيت المحنة بل وزيادتها، فمنذ فرض الحصار الاقتصادي على العراق في 1990 بحجة معاقبة النظام العراقي وحتى يومنا هذا ضاع مستقبل اكثر من مليون طفل عراقي، فعدا الاف الوفيات خلال سنوات الحصار التحق الاف منهم بالجيش الامي الذي يفرش البسطات او يمد يده في تقاطع الطرق او يغربل المزابل بحثا عن لقمة خبز او فتات طعام ينتصر بها على جوعه القاتل، وبعد احتلال العراق ازداد الوضع سوءاً فاليتامى يتوسدون الارصفة وبقايا الشظايا، الامريكية الصنع طبعاً،  او يختطفون ويغتصبون لاجبار ذويهم على دفع الفدية او يقتلون بغير ذنب اثر انفجار او طلقة طائشة او يتاجر بهم وباعضائهم دون رحمة او وازع ضمير واذا نجوا من كل هذا فمن يحميهم من السجون والمعتقلات الخاصة التي يمارس فيها شتى انواع التعذيب ابتداءً بالحرق وانتهاءً بالاغتصاب والتعذيب النفسي.

عشرات الالاف من الاطفال اليتامى والمشردين والمهجرين والمصابين بشتى انواع الامراض القاتلة جراء سوء التغذية او التأثر بالاشعاعات النووية من الاسلحة المحرومة دولياً التي استخدمتها الولايات المتحدة في حربها ضد العراق والعالم ساكت والاعلام الامريكي يبكي على طفل نجا من حادثة طبيعية !!! وليس من حرب تدميرية او قصف جوي او انفجار نووي او قنبلة عنقودية او طلقة تائهة (كما يسميها الامريكان عند قتل احد اعضاء شركاتهم الامنية – الاجرامية – احد العراقيين او عند ابادة عائلة كاملة) كما يحدث مع اطفال العراق.

ترى متى يصحو ضمير الاعلاميين ويستيقظون من سباتهم الذي طال ليبرزوا معاناة العراقيين عامة، والاطفال منهم بصورة خاصة، ويقولوا للعالم هذا من صنع امريكا ؟؟؟ ام ان الاعلام العالمي مل من اخبار العراق واهله؟؟؟

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com



381
انتخاباتنا وانتخاباتهم
كوهر يوحنان عوديش

بالرغم من ان كل المؤشرات كانت تدل على فوز باراك اوباما على خصمه جون ماكين في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الامريكية، الا ان فوزه اعتبر صفحة جديدة في تاريخ لكونه اول اسود من اصول غير امريكية يدخل البيت الابيض، اضافة الى عقد العالم دولاً وشعوباً امالاً كبيرة على شخصه لتحسين نوايا بلاده تجاه العالم وخصوصاً الدول المتأذية من سياسة اسلافه الرؤساء الذين برعوا في القتل والاجرام لتسيير مصالحهم.

لست هنا بصدد عد واحصاء العوامل الكثيرة التي ادت الى دخول باراك اوباما البيت الابيض او للتعبير عن الاعجاب بديمقراطية امريكا ( نقصد الديمقراطية الداخلية لامريكا وليس الديمقراطية التي تصدرها للخارج التي تؤدي الى تدمير البلد وتمزيق المجتمع ولا تجلب للشعوب الا المآسي والعراق خير برهان لمن يشكون ) التي لا تحتاج الى الدعاية من واحد مثلي، او لاستباق الحدث والتنبؤ بالسياسة التي سينتهجها الرئيس الجديد، بل لتوضيح بعض الامور تجاه أي عملية انتخابية تجري بشفافية ونزاهة دون تدخل أي طرف مهما كان تأثيره الديني والاجتماعي كبيراً ومهماً ومؤثراً على نفوس الناخبين لترجيح كفة شخص او حزب على الاخر.

منذ فترة ليست بالقصيرة والفرقاء من الاحزاب السياسية والمسؤولين الكرام والشخصيات المهمة في العراق منشغلين بكيفية صياغة قانون لانتخاب مجالس المحافظات التي ستجري في نهاية كانون الثاني القادم، قانون يهمش الاقليات ويبلع الصغار ويبيح للمتنفذين بعض التزوير وبعض الدعاية المجانية وجني الكثير من الاصوات جراء اثارة وتأجيج العواطف الدينية والافكار الموروثة.

من المؤكد ان الناخب العراقي سيعتمد في تصويته على الانتماء الطائفي والموروث الفكري دون التفكير بالبرنامج الانتخابي وتحليل مزاياه لان فهمه للديمقراطية كان طائفياً ونسبياً، طائفي لان السادة الجدد عمدوا الى التفريق وتأجيج نار المذاهب ونسبي لانهم تعاملوا بالاكثرية والاقلية، مما دفع بالجمهور العراقي الى التعامل مع كل القضايا على هذا الاساس، وهذا هو السبب الاول والرئيسي في الفوضى الذي تعم العراق الجديد.

مقارنة بسيطة بين الناخب الامريكي والناخب العراقي، رغم اعتقادي بأن مثل هذه المقارنة تعتبر خطيئة لا تغتفر، توضح لنا مدى الفقر العقلي الذي يعيشه الناخب العراقي، فالناخب الامريكي عندما صوت لم يصوت لاوباما كونه مسيحياً او مسلماً جمهورياً او ديمقراطياً اسوداً او ابيضاً بل صوت لبرنامجه الانتخابي ووعوده التي تمس حياة المجتمع وتؤثر على مستقبل اجياله القادمة، اما الناخب العراق فيصوت للانتماء اولاً واخيراً دون مراعاة مصلحة الوطن او التفكير بما سيجنيه هذا المرشح او ذاك على مستقبل المدينة والوطن من مآسي ومحن.

ترى متى سيصوت العراقيون للعراق؟

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com

382
ماذا لو كنت لصاً كبيراً !
كوهر يوحنان عوديش

رغم كوننا اطفالاً صغار تسود افعالهم واعمالهم صفة البراءة والسذاجة او الوقاحة والتلذذ بشقاء الاخرين  احيانا اخرى، الا اننا لم ننجو من التوبيخ والعقاب الجسدي على كل هفوة صدرت منا، حيث كثيراً ما نلنا جزائنا وعقابنا على تفاحة دخلت بطوننا نحن الصغار حراماً ( اقصد ما كنا نقطفه من حقول الغير لارضاء شهوتنا وليس لبيعها واضافة ثمنها لارصدتنا المصرفية!!! ) او على عنقود عنب صغير قطعناه من بساتين لا تخصنا، لان الاب او كبير العائلة كان يخجل ويحس بان كرامته وسمعته سيصبحان مثالا للذكر السيء اذا كان اولاده يسرقون او يكذبون او يعتدون على الغير دون وجه حق.
كما قلت كنا صغاراً غير مبالين لما يحدث من حولنا من تغيرات سياسية او اقتصادية فكل همنا كان اللهو واللعب والضحك، لذلك لم نفكر حينئذ بتطوير مهاراتنا في السرقة والاحتيال ونشكل عصابة قوية معترف بها دولياً تلتهم المخازن والمحلات وتستولي على البنوك والمصارف، لان السرقة كما عرفناها كانت احدى اكبر الاعمال المشينة التي يعاقب عليها صاحبها قانونياً ويفقد احترام وثقة المجتمع على اثرها.
اتذكر هذا وانا اقرأ كل التقارير والاخبار والمقالات المتعلقة بعمليات النهب والسلب والفساد والسرقة من المال العام العراقي التي بلغت حسب بعض التقارير اكثر من 250مليار دولار ! خلال السنوات الخمسة الماضية، وهذه المبالغ لم يسرقها مواطن فقير او متسكع سكران او لاجيء في احدى الدول او موظف بسيط ينتظر نهاية الشهر لاستلام راتبه الذي بالكاد يكفيه، بل كان منفذيها من اعضاء الحكومة وقادة الاحزاب المتنفذة وابطال اخرون لا يمكن ذكرهم او الاقتراب منهم، ففي صغرنا كنا نتحاشى اللصوص ونتجنب ذكرهم قدر الامكان كي لا نتهم بهذه المهنة البذيئة !!!
اما اليوم وبفضل المنظمات الخيرية والمشاريع الخدمية والاعمال الاعمارية التي تعم البلد من شماله الى جنوبه اثر الحرية والديمقراطية التي انعمت بها علينا العمة العزيزة امريكا وصديقتها المقربة بريطانيا وجهود احباب العراق من دول الجوار الذين يسهرون على سلامة جثته!، فالامور تبدلت والاحوال تغيرت واصبح منظار المجتمع لفحص المساويء والمنافع وتحليل الخيرات والشرور يعطي نتائج معكوسة ويقيم الصفات بالمقلوب، لذلك لا عجب في استحواذ اللصوص على اكبر المناصب الحكومية، ولا عجب في ان تراهم في الفضائيات يتحدثون عن ميزانية الدولة ومعاناة المواطنين من سوء الادارة، او عندما يبكون بدموع التماسيح على الفقراء الذين لا يجدون لقمة خبز يسدون بها بطونهم الخاوية في اغنى بلدان العالم!، او عندما تجدهم محاطين بالحراس والمخدوعين يصفقون ويدعون لهم بطول العمر،  لان العراق الجديد قد اعطى الحق لصاحبه وهيئة النزاهة وتقاريرها خير مثال على ذلك.
بعد كل هذه السنين لا اعرف ماذا سنقول للاجيال القامة وكيف سنربيها، فاذا طلبنا منهم تحاشي السرقة ومساندة الضعيف وعدم الاعتداء على الاخرين لان هذه الاعمال كلها يحاسب عليها القانون وتحط من قيمة ومكانة الانسان في المجتمع، عندها سيتبادلون الضحكات ويهزون رؤوسهم عجباً واستهزاءاً ويقولون بصوت واحد:- لو كان الامر كذلك فاين ذهبت المليارات ؟ ولماذا هجر ملايين العراقيين بيوتهم؟ ولماذا حتى الانهار فاضت بالجثث؟ ولماذا ....
من يسرق القليل يصبح لصاً ومن يسرق الكثير يصبح ملكاً.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com

383
عدا التوقيع ما هو الخيار ؟
كوهر يوحنان عوديش

تصريحات ومواقف واراء متباينة تدق مسامعنا يومياً بشأن الاتفاقية الامنية التي يجري التفاوض على عقدها وتوقيعها بين العراق والولايات المتحدة الامريكية، فأمريكا تلوح بالانسحاب الكامل والامتناع عن تنفيذ اية مهمة عسكرية ما لم توقع الاتفاقية قبل نهاية العام الجاري، وايران تستعمل كل اوراقها لافشال الاتفاقية ( للتنبيه فقط نقول ان نائب رئيس هيئة الاركان للقوات الايرانية مسعود جزائري في تصريح لوكالة اسوشييتد برس وصف الاتفاقية الامنية ب- وصمة عار – في تاريخ العراق !!! )، والكتل السياسية الحاكمة منقسمة بين مؤيد ومعارض.

لو تمعنا قليلاً في نتائج الاتفاقية الايجابية منها والسلبية واستثنينا الضغوطات الاقليمية ومصالح دول الجوار ذات النفوذ المؤثر على قرارات ومواقف بعض الاطراف والكتل المشاركة في الحكومة، نرى بل نتأكد بأن من مصلحة العراق توقيع هذه الاتفاقية لانه مضطر الى ذلك ولا خروج من هذا النفق ( الذي دخلنا اليه راقصين على انغام الطبول والمزامير الامريكية ) الا بالامساك باليد الامريكية والتشبث بها وعدم تركها، لان الفراغ الكبير الذي ستتركه قوات الاحتلال عند انسحابها سيجعل من العراق ساحة مفتوحة لكل من هب ودب، لان قوات الامن والجيش العراقي لن تستطيعا السيطرة على الامور لعدم تأهلها اولاً وتنوع انتماءاتها ثانياً!.

اعتقاد السلطات السياسية الحاكمة في ايران ان باستطاعتها نسف الاتفاقية وافشالها عن طريق اصدقائها وعملائها تفكير خاطئ وشيء بعيد عن الواقع واقرب منه الى الخيال، لان بقاء الحكومة الحالية واستمرار الوضع على ما هو عليه يكمن في بقاء الاحتلال وديمومته.

لقد غاب عن بال الكثير من لاعبي السياسة الجدد منهم والمخضرمين الخطط  والمشاريع والسيناريوهات التي درستها امريكا وهيأت لها قبل الغزو، فهي لم تأتي لتحرير العراق ودمقرطة مجتمعه او لجعله منبعاً للديمقراطية في الشرق الاوسط كما اشيع ويشاع حتى الان، بل جاءت لتنفيذ اجندتها وتمرير مصالحها، ويخطأ من يظن بأن امريكا ستخرج من العراق وتنسحب منه قبل التأكد من ان مصالحها قد ثتبت لمئات من السنين، فمنذ اليوم الاول عمدت امريكا الى جعل العراق حكومة وشعباً بيضة تحت جناحيها لا تفقس الا اذا هي ارادت ذلك، وجعلت الرأي العام الامريكي والعالمي يعتقد بأن انسحاب امريكا من العراق يعني احتراق البلد بنيران الحرب الاهلية ( كل مستلزمات الطبخة جهزت في مطابخ امريكا ونقلت الى العراق لتوضع على نار هادئة اشعلها الانتهازيون والمصلحجية من المحسوبين على الشعب العراقي ظلماً ) التي ستنشب لا محال، وخير مثال على ذلك هو حل الجيش الاجهزة الامنية الامر الذي ادى الى دخول البلد في فوضى عارمة وانتشار حالة اللامن واللاستقرار ليصبح الوطن عورة بلا اغطية ومسرحاً مفتوحاً لتصفية الحسابات السياسية والاقتصادية على حساب الشعب العراقي وحياة ابنائه ومستقبل اجياله القادمة.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com


384
مسيحيو العراق مآسي ... استنكار ... لجنة ... ومستقبل مجهول
كوهر يوحنان عوديش

كان للاحداث والمتغيرات التي حصلت في العراق بعد احتلاله عام 2003 الاثر السلبي الواضح على حياة العراقيين عامة والمسيحيين منهم بصورة خاصة، فتعرض منهم من تعرض الى القتل او الاختطاف او الاختيار بين اعتناق الاسلام او ترك بيته وممتلكاته، اضافة الى تفجير الكثير من كنائسهم وقتل العديد من رجال دينهم المسالمين الذين صلوا دائماً لخير الوطن وسلامة ابنائه، والسبب لكل هذا واضح ومعلوم وهو دينهم اولا وثانياً كونهم اقلية بلا ميليشيا تحمي وجودهم وتأخذ بالثأر اضعافاً لكل قتيل او مهجر وثالثاً غياب القانون في دولة منقسمة مناطقياً ومحصصة حكومياً.

منذ خمس سنوات والمسيحيين يذبحون ويهجرون والرأي العام العالمي يندد والشخصيات العالمية تستنكر والكتاب والصحفيون ينشدون ويشجبون والحكومة تطمئن وتتوعد !!! والامور تسير من سيء الى الاسوأ، ويمكن لاحداث الموصل الاخيرة ان تكون خير برهان على ذلك فخلال ايام معدودة تم تهجير اكثر من 2000 عائلة مسيحية من بيوتها قسراً وقتل العشرات منهم تحت انظار السلطات الامنية والقضائية في المحافظة دون معرفة السبب !!! او تحديد الفاعل ومعاقبته !!!
والاجراءات المتخذة من قبل الحكومة كان ارسال فوجين من الشرطة الى محافظة الموصل وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وزيارة وفد وزاري وبضعة برلمانيين محافظة الموصل والاجتماع بالقيادات الميدانية والالتقاء بالعوائل المهجرة في ناحية برطلة وسماع شهاداتهم بشأن ما حصل، واخر هذه الاجراءات كان طمأنة رئيس الوزراء المجتمع الدولي على اوضاع المسيحيين !!! ( وهل بقى منهم شيئاً ) وتعهده بأن الحكومة الحكومة ستقوم بإعادة جميع المسيحيين الى ديارهم وتوفير الحماية اللازمة لهم.

لكي لا نجانب الحقيقة نقول ان كل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة تشعر المسيحيين بالطمأنينة وتبعث في نفوسهم التفاؤل والثقة بالمستقبل لكن هل هذا يكفي لعودتهم لبيوتهم دون خوف وبلا تردد ؟ فتشديد العمليات الامنية وحماية كنائسهم والمناطق التي يقطنوها ليست بالاجراء الكافي لحثهم على العودة وكأن شيئاً لم يكن، فماذا عن اعمالهم ومحلاتهم ووظائفهم واماكن دراستهم ؟
هل ستتكفل الحكومة بوضع حارس او حارسين لكل مسيحي يخرج من بيته لغرض من الاغراض ؟ وماذا عن سيارات الشرطة التي كانت تجول في الازقة والمحلات التي يسكنها المسيحيون ونداءاتها المتكررة بوجوب مغادرة المسيحيين لبيوتهم ؟ ام ان هذه السيارات كانت تحت سيطرة الارهابيين والخارجين عن القانون في ذلك الوقت ؟.

عندما تكون في الحرب فأنت تعرف من هو عدوك وتعرف ايضاً موقع الخط الاحمر الفاصل بينك وبينه، اما ان تعيش في مدينة متنوعة الافكار والاجناس هذا يطالبك بفدية وذاك بجزية وذاك بتغير دينك وذاك ..... فكيف ستميز عدوك من صديقك ؟ وعلى أية اسس وقواعد ستعتمد عند غربلتك لهم ؟

نتائج الاحتلال واهداف المحتلين واعوانهم كانت معروفة، وهي تعميم الفوضى وتمزيق النسيج العراقي وتدمير ثقافته وافراغ الوطن من كل مبدع وعالم ومثقف والا ما معنى توظيف امام جامع بمنصب وزير للثقافة ؟؟؟ ولماذا عملوا منذ البداية على تشكيل الحكومة على اسس الاكثرية والاقلية والانتماء الطائفي والمذهبي ؟؟؟

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com


385
ومتى يتم تعويض الشعب العراقي؟
كوهر يوحنان عوديش

تنقل لنا وسائل الاعلام بين فينة واخرى مئات الغرائب والعجائب التي تحدث في الدول الديمقراطية المراعية لحقوق الانسان وحرياته، فكثيراً ما نسمع بأن الشخص الفلاني قد عوض بكذا مليون دولار جراء الضرر النفسي او الجسدي الذي تعرض له قبل كذا سنين، اما في الدول النامية او الرضيعة ابداً !!! ( هذه الدول تبقى رضيعة ونامية كل الدهور ولن تصل الى مرحلة النضوج الفكري والسياسي والاقتصادي بسبب القراد الذي يجلس على عرشها ويدير دفة حكمهما ) فالامر معكوس تماماً، لان صاحب الحق اما منفي او مسجون او في اغلب الحالات مقتول، والويل كل الويل لمن يطالب بتعويض او حتى مجرد اعتذار لما لحق به من غدر وظلم وهضم للحقوق من اصحاب الشأن وحاشيتهم.

تذكرت مآسي الشعب العراقي وما يستحقه من تعويضات وأنا احسب ما حصلت عليه امرأة بريطانية من تعويضات قدرها ( 800 الف جنيه استرليني أي حوالي مليون وستمائة الف دولار امريكي !!!) لاصابتها بتلف دائم في الدماغ جراء اتباعها نصائح طبية لتخفيض وزنها!.

لا اعرف ان كان بأمكاننا احصاء العراقيين المصابين بتلف في الدماغ او المصابين بالجنون او بانفصام الشخصية او النازحين والمرحلين والهاربين وممتهني البغاء جبراً وقسراً او اليتامى او الارامل او المسجونين ظلماً والمقتولين على الهوية، وفي بعض الحالات سهواً!
لكن الواقع المعاش يعطينا افضل واوضح صورة على ان اغلبية الشعب العراقي متضرر ومفجوع ومظلوم ومغدور جراء السياسة المدمرة التي مارستها سلطات الاحتلال واورثتها من بعد للحكومة الطائفية التي حولت الشعب العراقي الى طبقات وفئات وقوميات ودرجات كل يرقم حسب انتمائه الطائفي والحزبي، فطوال السنوات الخمس الماضية لم يتوقف السيد بوش وحاكمي العراق الجديد عن التباهي والتفاخر بالديمقراطية المستوردة التي وصفوها للعراقيين، والحرية التي تنعموا بها علينا التي ادت الى خلط الحابل بالنابل والدم بلقمة الزقوم !
فجراء هذه الحرية والديمقرطية التي وصفها لنا الدكتور بوش ومعاونيه التجار فجرت الجوامع والكنائس وهجرت ملايين العوائل بيوتها والجثث (المجهولة الهوية طبعاً !) ملئت الشوارع والمقابر الجماعية تنتشر مثل اشجار النخيل في الاراضي المهجورة والامراض المنسية والمقضي عليها قبل عقود تعود الينا (بفضل الجهود المبذولة لاعمار الوطن وترقيته الى المستوى التي يجب ان يكون عليه ) والسجون محشوة بالابرياء المشتبهين ! والفضائح والاعمال الاجرامية والوحشية وحالات الاغتصاب والتحرش الجنسي التي مورست ضد الاطفال واليافعين تتصدر صفحات الجرائد والمجلات العالمية، ورائحة الفساد تفوح من جيوب المسؤولين ومسامات جلودهم ...... وغيرها من الاعمال المهينة والمشينة التي تمارس بشكل يومي ضد الشعب العراقي.

كل هذه المصائب والويلات التي اجبر الشعب على تجرعها وضم آهاتها كانت جراء الوصفة الخاطئة والمميتة التي اوصاها لنا ونصحنا بها العم سام وابناء عمومته من حاملي شهادة الدكتوراه! (شهاداتهم حقيقية ومصدقة وكل ما يقال عن تزويرها كذب ودعاية ملفقة ) في القانون السياسي والحقوق المدنية، لذلك من حق الشعب العراقي ان يطالب الحكومة الامريكية (نستثني الحكومة العراقية من هذا الطلب رغم اشتراكها في تعميق الجرح وزيادة المعاناة لانها مشغولة بمسائل اكثر اهمية مثل كيفية تقسيم الكعكة وتوزيعها في عيد ميلادهم السادس، وماذا يفعلون بالاموال المتبقية من ميزانية الدولة لانها لم تصرف كما كان مخطط لها لهشاشة الوضع الامني ......) بتعويض يناسب وما لحق به من ضرر يكون مرفقاً باعتذار رسمي موجه للشعب العراقي يكون خاتماً لبقائهم ومنهياً لخدمة ( القتل المجاني ) التي تمارسه شركاتهم الامنية.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com

386
ما هكذا تبنى االاوطان !
كوهر يوحنان عوديش
 
يعتبر العراق الجديد كما يحلو للبعض تسميته ( نقصد عراق ما بعد نيسان 2003 ) من اكثر بلدان المنطقة متوتراً سياسياً ومتذبذباً اقتصادياً وممزقاً حكومياً، فالخدمات العامة مفقودة والامن والنظام مشلولان والقانون يطبق على الفقراء ومسلوبي القوى من قبل الميليشيات عبر الفتاوى او من قبل عصابات القتل والاختطاف عبر قرارات المجرمين والخارجين عن القانون، والقرارات والاتفاقيات السياسية تصدر وتعقد من قبل مسؤولين حزبيين بعيداً عن مشورة الشعب ومراعاة مصالحه، والحكومة مشكلة على اساس طائفي مقيت تتفق فيما بينها يوماً يوماً لتختلف شهور.

لكل من الكتل والاحزاب المشاركة في الحكومة نفوذ لا يستهان به وقاعدة جماهيرية، اما انضمت اليها طوعاً وايماناً بعقيدتها او خوفاً من اللانتماء الذي يعني مستقبل مظلم ومجهول اضافة الى فقدان كل الحقوق والامتيازات، وما دامت هذه الشخصيات قد تسنمت هذه المناصب ووصلت الى سدة الحكم عبر الفتاوى واستغلال المشاعر القومية والدينية فهذا يعني ان اية وحدة او محاولة لازالة المظاهر الطائفية ستقابل بالرفض، لان ذلك يعني فقدانهم لكل الامتيازات والمكاسب التي حققوها خلال السنوات الماضية.

كل مسؤول من المسؤولين الجدد يمثل مصالح مجموعة محددة يدافع عنها ويستغل كل الاوضاع لتحقيق اهدافها، وليس شرطاً ان تعبر هذه الاهداف عن مصلحة طائفة او قومية معينة ما دام المتنفذين والحاشية مستفيدين، بل في اغلب الاحيان تتعارض هذه الاهداف مع مصلحة العامة.

في هذه الفوضى يعتبر الشعب العراقي المتضرر الوحيد، لانه بقى وحيداً واعزلاً في معركة المصالح التي نشبت بين الاقطاب المسيطرة، والدليل على ذلك هو الاعداد الهائلة للنازحين والمهجرين والمقتولين، والفساد والنهب والسلب الذي طال كل مؤسسات الدولة، والتذمر الذي تبديه الاكثرية من الوضع المأساوي، اضافة الى الندم الذي طال فئات كثيرة من التغير الذي اوصل البلد الى حال لا يحسد عليها.

بناء الوطن لا يتم عبر التصفيات الجسدية او تقسيم الكعكة بين فئات معدودة، ولا بمحاصصة المناصب الادارية والحكومية وتوزيع المهام والمسؤولية على ابناء الاعمام والعشيرة دون الاخذ بنظر الاعتبار الدرجة العلمية والمستوى الثقافي، ولا يتم بنهب وسرقة مليارات الدولارات وتحويلها الى حسابات خاصة، ولا عبر تأسيس شركات وهمية تنزع من المواطن لقمة عيشه وتعب حياته، ولا برعاية الميليشيات وفرق موتها وتسهيل عملها، لان هذه الاعمال تكمل التدمير بدلا من التعمير وتؤدي الى المزيد الفوضى والبلبلة في البيت العراقي بدلاً من ترتيبه واعادة تنظيمه.

كان يمكن للوضع ان يكون مختلفاً لو تحلى المسؤولين الجدد بقليل من الوطنية التي يتشدقون بها ليل نهار وأوفوا ببعض القسم، وليس كله، الذي أدوه في اروقة البرلمان امام عشرات الفضائيات التي نقلته بدورها الى ملايين المشاهدين، لو اصبح الجزء العراقي فيهم اكبر من جزء التبعية وفكرة انتهز الفرصة ما دامت الجثة ممدودة.

ماذا لو حكم العراق عراقي نقي الروح والجسد والفكرة ؟ مجرد سؤال

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com



387
اهكذا تكافئون صانعي حضارة العراق ؟
كوهر يوحنان عوديش

ما يتعرض له مسيحي العراق ليس جديدا فمنذ احتلال العراق ومن ثم الاتيان بحكومة طائفية لتحكم البلد وتتصرف بثرواته وموارده وتسطير على انفاس ابنائه تحول الوطن الى دويلات مستقلة عن بعضها البعض يحكمها اناس تابعين سياسياً او ميليشيات معروفة الولاء او عصابات اجرامية تعبث الفساد وتزرع الموت المجاني في الكنائس والجوامع والاسواق والشوارع والمدارس، ولا يهم جنسية الضحية او دينها او جنسها او عمرها المهم ان تعم الفوضى ويبتسم الجلاد ويكون السيد راضياً.

خلال الايام الماضية وتحت انظار حكومتنا الوطنية المنتخبة هجرت اكثر من الف عائلة مسيحية من مدينة الموصل وحدها بعد تلقيهم تهديدات من مسلحين مشبوهين، او لسماعهم اصوات مكبرات الصوت من السيارات التي تجول في شوارع المدينة وازقتها علانية في وضح النهار وهي تحثهم على ترك المدينة او انتظار المصير المظلم، كل هذا يحدث والاعلام العراقي، بشكل عام، صامت وكأن ما يحدث شيء طبيعي وان المسيحيين دخلاء على الوطن او اعداء يفترض ازالتهم من الوجود.

طوال تاريخهم لم يسجل التاريخ حالة تمرد مشبوهة او اتفاقية يعقدها المسيحيين باطنياً لفرض مصلحتهم على مصلحة البلد، اضافة الى عدم تشكليهم لميليشيا خاصة تحميهم وترد بالمثل على كل من يعتدي عليهم او يستفزهم كما يحدث في عراقنا الجديد مع بعض الطائفيين والمخربين، بل كانوا وطنيين محبين للبلد مخلصين في عملهم معتزين فخورين بعراقيتهم مسالمين يحترمون باقي مكونات الشعب دون تفرقة اوتمييز.

فرار هذا العدد الكبير من العوائل من مدينة الموصل وتحت انظار السلطات يعتبر اوضح واكبر رد على دموع التماسيح التي يذرفها البعض من المسؤولين الحكوميين على المسيحيين وحقوقهم وكرامتهم وقرار تهميشهم بالغاء الفقرة 50 من قانون مجالس المحافظات، اليس تهجير المسيحيين وتفجير كنائسهم وبيوتهم مخطط اخر مدروس لتفريغ المدينة من المسيحيين ورسالة واضحة لهم بأنه ليس لديهم أي مستقبل في العراق الجديد.

حماية المسيحيين وبقية الاقليات، بل كل العراقيين، لا تتم بالتنديدات والتصريحات او اللقاء بممثليهم ( موظفي البرلمان ) وطمأنتهم، ولا بارسال فوجين او ثلاثة من الشرطة لحراستهم فهذه الاجراءات كلها مؤقتة وطريقة مهذبة ودبلوماسية لذر الرماد في العيون، بل تتم بازالة السبب والمسبب اللذان هما جزء لا يتجزأ من افرازات السياسة الطائفية واسلوب تهميش الاخر وابتلاعه التي تتبعه الحكومة.

خدمة الوطن لا تتم بقتل وتشريد سكانه الاصليين، الذين كانوا عراقيين في كل الازمنة والاوقات ولم يصبحوا، رغم كل المعاناة والظروف القاسية التي مرت بهم، اداة او ورقة عمل بيد دول الجوار او اصحاب القرار من الدول العظمى كما حدث ويحدث في العراق مع الكثير من الاحزاب والشخصيات المتنفذة، خدمة الوطن تتم بقطع الايادي الملوثة والملطخة بدماء ابرياء الشعب العراقي وتكميم الافواه التي تدعو الى التفرقة والتقاتل والى المزيد من التباعد والدمار.

وفي الختام نسأل القائمين بهذه الاعمال المشينة اذا كانت هذه مكافئتكم لصانعي حضارة العراق فما هي مفاجئتكم للغرباء ومنفذي اجندتهم ؟؟؟

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@homail.com


388
مذبحة الموصل ماركة تجارية ام درس للاعتبار ؟
كوهر يوحنان عوديش

مذبحة اخرى يتعرض لها مسيحيي الموصل بصمت وتجاهل اعلامي ولامبالاة الاجهزة المسؤولة، ففي ايام معدودة قتل العشرات ولجأت مئات العوائل المهددة الى المناطق الاكثر فراراً من الموت المحقق على ايدي الجهلة وعابدي الموت والدمار الذين يحقدون على كل ما هو حي وجميل، رغم ان هذه الجرائم والمظالم ليست جديدة على مسيحيي العراق والموصل تحديداً، الا ان هذه الحملة تعتبر الاشد مقارنة بسوابقها.

لست هنا بصدد الكشف عن الجناة او محاكمتهم او محاسبتهم لان الجهات معروفة والاسباب معروفة، لكنني بصدد معاتبة نفسي اولاً وكل المسيحيين العراقيين ثانياً لاننا وقفنا في الاعلى متفرجين على اخواننا وهم يسبحون في الدم دون ان نجهد انفسنا بمد ايدينا مليمترات معدودة لمساعدتهم وانتشالهم من دوامة الموت المؤكد.

كيف ساعدنا هؤلاء؟ وهل باستطاعتنا مساعدتهم؟ كيف يمكن الحد من معاناتهم او تقليص حجمها؟ هل نحن مسؤولين في تعظيم معاناتهم وتكبيرها؟ هل قامت الكنيسة بتأدية واجباتها تجاههم حسب مبادئها وتعاليمها؟ كيف تعامل اصحاب القرار وممثلينا في الحكومة والبرلمان واحزابنا القومية مع معاناتهم؟ ..... واسئلة اخرى كثيرة تبرز امامنا وتحمر وجوهنا خجلاً كلما تحدثنا او تباهينا بمبادئنا ومعتقدتنا، لاننا اصبحنا في وادي ومباديء ديننا الانساني في وادي اخرٍ، فالبرغم من اننا لم نساعدهم عملنا في كثير من الاحيان في زيادة معاناتهم او استغلالهم بطريقة او اخرى.

كلنا يعرف ان الكأس او البرميل بل وحتى المحيط لا يستطيع ضم المسكوب فيه الى ما لا نهاية، وهكذا كأسنا ايها السادة فقد طفح وانا هنا لا اتحدث عن كأس الويسكي ( من الانواع المتميزة عالمياً والتي تعود عليها اصحاب الكروش من ابناء شعبنا ) ولا كأس الماء المعقم الذي يلمس شفاه المسؤولين برقة ورأفة كي لا تجرح شفاههم....، بل اتحدث عن عشرات الاطنان من االمعاناة التي ربطوها على ظهورنا وطلبوا منا الصبر عليها !!! دون تحديد زمن معين متجاهلين الالم النفسي والجسدي الذي علينا تحمله، ورغم هذا تحملنا ولم نتمرد وقلنا ان القريب حتى لو اكل لحمنا فحتماً سيخفي عظامنا عن الكلاب ويدفنها، لكن من حقنا ان نسأل الى متى الصبر على هذا ايها السادة المحترمون؟ والصبر على ماذا؟ على نهب جلودنا وسرقة لقمتنا ؟؟؟ ام على اهمالنا والمتاجرة بوجودنا وبقائنا؟ ام على عجرفتكم في التعامل معنا بما هو اصلا لنا ومن حقنا؟؟؟

لقد قامت القيامة عند اعلان البرلمان الغاء الفقرة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات، وصرفت جهود واموال لا يستهان بها على المظاهرات واللافتات والكتابات والتصريحات والتنديدات والمطبوعات وغيرها من مظاهر الاحتجاج، وكأن بتمثيلنا في مجالس المحافظات ستنتهي كل معاناتنا ونحصل على حقوقنا كاملة دون نقصان - حتى ولو شعرة، وبالمقابل جلسنا صامتين غير مبالين بمذبحة جديدة، هي الاشرس من نوعها، يتعرض لها اخواننا واقربائنا واحبابنا في الموصل وكأن الامر لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد.

مئات العوائل المشردة تحمل خبز اليوم ولا تعرف بما سيحل بها في الغد اجبرت على ترك منازلها، وكان الخبر الوحيد او بالاحرى الاجراء الوحيد الذي اتخذ هو تشكيل غرفة عمليات من قبل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ( برعاية الاستاذ سركيس طبعاً ) لاغاثة هؤلاء !!! اين الباقي يا ترى ام ليسوا من ديننا ولا ينتمون لقوميتنا عندما يتعلق الامر بالمساعدة والاغاثة؟؟؟ اين احزابنا القومية المتحدثة باسمنا؟ ام ان ميزانيتها بالكاد تكفي لاعضاء لجنتها المركزية ومكتبها السياسي ؟؟؟ أين رجال ديننا المحترمين من هذه المحنة ؟؟؟ كم منهم خطب بالاهالي ليهبوا لمساعدة المهجرين ببطانية او لقمة خبز او مبلغ رمزي ؟؟؟ وكم منهم دعا الى تشكيل لجنة نزيهة لجمع التبرعات لهذه العوائل المنكوبة ؟؟؟

لست هنا لنبش التاريخ واظهار العيوب والسلبيات لهذا او ذاك، لكن يؤلمني حقا ان ارى شعبي يتألم ويواجه المصاعب والمحن وحده دون معيل او راعي، ورجال دينه ومسؤوليه السياسيين الذي يتفاخرون بانجازاتهم القومية العظيمة يهرولون الى خارج الوطن ويصرفون مئات الالوف من الدولارات لقلع سن او تضميد وخياطة جرح بسيط، بينما مئات العوائل من ابناء شعبنا بالكاد يشبعون بطونهم خبزاً، ترى اليست هذه خطيئة مميتة؟ اليست هذه خيانة لقضيتنا القومية؟ ام ان بؤسنا وشقائنا شرعي ما دمتم بواسطته مترفين ومتنعمين بملذات الدنيا؟

اعرف ان قول الحقيقة سيؤلم الكثيرين، لكن معاناة اهلنا ومآسيه تطلب منا ليس قول الحقيقة فقط بل ونقشها على جباه السماسرة واللصوص، لذلك لا يهم ان كان هذا التاجر او ذاك المقامر غاضبا عليك او راضياً منك، لكن المهم هو كيف ستتعامل حاضرا ومستقبلاً كل الشخصيات المؤثرة سياسياً، او البارزة اجتماعياً او دينياً، مع هكذا احداث ؟؟؟ هل ستكون درساً يؤخذ بنظر الاعتبار ؟ ام ماركة تجارية اخرى تشد الزبون وتجذبه لدفع الاكثر؟

وفي الختام ارجو من كل المخلصين ان يعلموا بجهد كبير لتشكيل لجنة نزيهة لجمع التبرعات وتوزيعها على المنكوبين من ابناء شعبنا بشفافية دون تعالي او صراخ.

كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com
gawher75@hotmail.com



389
المنبر الحر / كيف نطالب بحقوقنا
« في: 23:57 06/10/2008  »
كيف نطالب بحقوقنا
كوهر يوحنان عوديش

صفعة اخرى يتلقاها مسيحي العراق تضاف الى مجموع الانجازات التي تمت بجهود حكومتنا المنتخبة لهذا المكون الاصيل!! ابتداءاً بتفجير الكنائس .... قتل الكهنة .... خطف وقتل .... ترحيل وتهجير .... احتلال المنازل واباحتها .... اجبار على تغيير الدين .... وانتهاءاً بتهميشهم واقصائهم سياسياً من خلال الغاء الفقرة رقم 50 من قانون انتخابات مجلس المحافظات التي تمنح الاقليات حصة تتناسب مع عددها.

من حق المسيحيين ان يطالبوا بحقوقهم كغيرهم من القوميات الساكنة في البلد، لكن كيف؟ هذا هو المهم فلسنا في دولة ديمقراطية تصون حقوق مواطنيها بغض النظر عن الجنسية التي يحملونها او المكان الذي ولدوا فيه ( اغلبية المسيطرين على دفة الحكم في العراق يملكون جنسية اجنبية وعوائلهم لا تزال تعيش هناك!!! )، اضافة الى احترام رأيهم وتلبية مطالبهم حسب القانون والدستور، اما نحن المسيحيين في العراق فكيف سنطالب بحقوقنا من حكومة طائفية تتبع مبدأ الاغلبية والاقلية في تسيير شؤونها واصدار قراراتها، هل تكفي مظاهرة او عشرة كأعلى حد ؟؟؟ هل تكفي الف مقالة او مثلها من المناشدات والتنديدات ؟؟؟ هلى يكفي بيان صحفي او لقاء مع رئيس حزب او كتلة معينة ( علماً ان اغلبيتهم من المناضلين الجدد الذين لا يعرفون من المسائل السياسية اكثر من معرفتهم بسعر ربطة العنق التي يضعونها دلالة على اناقتهم وظناً منهم بأنها ستضعهم في خانة العباقرة والسياسيين الكبار !!! يا للعجب ! ), لو كانت هذه التصرفات تنفع في شيء فيقيناً كان لكل حزب من احزابنا القومية ( وما اكثرها ... ) حكومة خاصة من ضمنها وزارة مالية مستقلة تكون كفيلة باخراسهم وانهاء عملهم المسمى ب(القومي والسياسي )، وكان لكل بلدة ذوو الاغلبية المسيحية برلمان خاص ومستقل يميزها عن باقي البلدات وفئات وطوائف شعبنا المنتشرة في ربوع الوطن.

خلال السنين الماضية وتحديداً بعد اسقاط النظام السابق تعرض المسيحيون الى اسوأ ما يمكن تصوره، لكن كل هذا لم يكن يساوي شيئاً مقارنة بعجرفة وانتهازية ممثلينا ورؤساء احزابنا رعاهم الله، فطوال هذه السنين كان لنا ممثلين في الحكومة والبرلمان لكن تمثيلهم كان ظاهرياً وشكلياً دون تقديم او تأخير، فاذا كان ممثلينا في البرلمان عديمي التأثير على القرار السياسي فكيف سيكون حال ممثلينا في مجالس المحافظات ؟؟؟ مجرد سؤال فقط !!!.

من حق شعبنا كباقي كل مكونات الوطن ان يعارض ويناضل لنيل حقوقه وتثبيتها دستوريا لكن هذا لن يكون بتمثيلنا ظاهريا وطعننا وتهميشنا باطنياً، فالتمثيل بنسب محدودة ( هذه النسب هي مجرد افراد يوظفون لاستلام رواتبهم في نهاية الشهر لان وجودهم في هذه المجالس او غيرها هو كعدمه ) لا ينهي معاناة ومآسي شعب كامل، لذلك قبل التصريحات والخطابات والتنديدات والمظاهرات وغيرها .... علينا ترتيب بيتنا القومي وتوحيد خطابه السياسي لانه لا يوجد على وجه الكون من يهاب ضربة يد اصابعها مشلولة ومتخاصمة، فهل وعى مسؤولينا الكرام هذه الحكمة ام ان مصالحهم اعلى واكبر من ذلك ؟؟؟

اسباب تهمشينا واقصائنا كثيرة منها :-

1-   سيطرة الاحزاب الاسلامية على الحكم في العراق.

2-   تناحر احزابنا القومية والعمل الانفرادي الذي يتسم به سياسيينا القريبين من مصدر القرار.

3-   افتقارنا الى مرجعية موحدة تكون مصدر قوتنا.

يعتبر السبب الثالث من اهم الاسباب التي ادت وتؤدي الى تهميشنا واقصائنا فلو كنا موحدين لما كنا نخاف او نتأثر بألغاء هذا القرار او غيره، لان اصواتنا اذا ما كانت موحدة لكنا ندخل المجالس دون اكرمية او منية من احد، لكن خوفنا هو معرفتنا مسبقاً بأن اصوتنا ستتفرق وتذهب هدراً لان زعماؤنا لا زالوا حديثي الولادة سياسياً ولا بد للامر ان يطول لبضعة سنين اخرى لتقوية عظامهم ونضوج فكرهم والاهم من ذلك كله لتقفيل حساباتهم المصرفية.

كوهر يوحنان عوديش
Gawher75@yahoo.com
Gawher75@hotmail.com
 

390
هذه السياسة تفرغ الوطن !
كوهر يوحنان عوديش

من الطبيعي ان يكون للوطن طعم مختلف عن باقي الاوطان التي نعيش فيها، اما لاجئين او منفيين او هاربين من الوضع المأساوي او مرحلين جبراً واكراهاً، واذا كان النظام السابق قد تسبب بهجرة البعض من ابناء شعبنا المعارضين سياسياً او الرافضين لاداء الخدمة العسكرية جراء حروبه، فأن النظام الحالي ( اقصد بالنظام الحالي حكومات ما بعد السقوط ) مسؤول عن ترحيل وتهجير الملايين من ابناء هذا الوطن، ليختاروا عيشة الذل والحرمان في بلاد اللجوء ودول الجوار على حد سواء.

لقد اصبح العراق جراء السياسة الخاطئة التي مارسها العديد من المتسلطين واصحاب القرار اضافة الى الميليشيات وفرق الموت وعصابات الاغتيال المدربة والممولة لتخريب البلد وتفريغه من العقول والنخب المثقفة، صندوقاً طائفياً مغلقاً يحرم على الكثير من ابناءه الاقتراب منه، لهذا لم يكن لهم من خيار سوى جمع الممكن من الذكريات ولملمتها لتوسدها على ارصفة الغرباء.

لست بصدد ذكر الاسباب وتعدادها التي ادت، ولا زالت تؤدي، الى نزوح ملايين العوائل العراقية وترك مالهم وممتلكاتهم تحت رحمة الجراد المطور على ايادي الجهلة من احفاد القرون الوسطى، لان الاسباب معروفة والمسببين ايضاً معروفين، بل بصدد الدعوات التي يطلقها رئيس الوزراء وحكومته لعودة العراقيين الموجودين في دول الجوار، وطلبهم من الاتحاد الاوروبي رفض طلبات اللاجئين العراقيين واعادتهم للبلد.

ان عودة اللاجئين والنخب المثقفة من الخارج مرهون بنهج الحكومة وامن البلد ونوعية النظام الحاكم، فلو حاول المتسلطين على العرش تحسين الوضع الامني وانتهاج اسلوب حضاري وديمقراطي في التعامل مع المتغيرات التي حدثت بعد تغيير النظام الحاكم، لكان كل المغتربين العراقيين قد عادوا الى احضان امهم ولعبوا، كما كانوا من قبل، في ازقتهم مع اصدقائهم واقرانهم بفرح وسرور بعيداً عن هموم الغربة وعذاباتها. اما ان تحاول حكومة طائفية، تتعارك فيما بينها على الكعكة والعسل المخلوط بدماء العراقيين، ارجاع او اجبار الهاربين من سياستها ونهجها واسلوبها النازي في طريقة تعاملها مع مآسي المواطنين، عن طريق اعفائهم من الوزن المقرر وتكفل نفقات السفر اذا ما رغبوا بالعودة، او بالطلب من الاتحاد الاوروبي او غيره من الدول برفض طلبات اللاجئين العراقيين واعادتهم فهذا حلم لن يتحقق، لان الاسباب التي ادت الى هروبهم لا زالت باقية كما هي اذا لم تكن اكثر واقوى.

لقد نسى المسؤولين الجدد، حفظهم الله ورعاهم، وتجاهلوا على حد سواء بأن الاغلبية الساحقة من النازحين والمهجرين مستقلين او غير منتمين الى الاحزاب والقوى المتنفذة في الحكم، وان عودتهم تعني ترتيب خطوات موتهم مسبقاً، فاذا نجا المواطن العراقي من شظايا الانفجار اليومي والمجاني ستلاحقه طلقة طائشة وتائهة ( لا فرق اذا كانت امريكية او حكومية او ميليشياوية  او ارهابية فالنتيجة واحدة ومعروفة )، واذا استطاع الهروب من فرق الموت يوماً او يومين فان عصابات الخطف ستكون له بالمرصاد، واذا سلم المواطن من كل هذا فأين المفر من المداهمات والملاحقات وفق اسس طائفية نهايتها معروفة وهي اما القتل الجماعي او الترحيل والتهجير.

قبل اطلاق الدعوات او ابرام اية اتفاقيات مشبوهة، للضغط على الهاربين من جحيم الوطن للرجوع وادخالهم في معمل الموت من جديد، على رئيس الوزراء وكل المتحالفين معه في الحكومة ان يفرضوا الامن عبر هيئات ومؤسسات عراقية حكومية بدلاً من تسليمه الى فيالق وجيوش معروفة الولاء اولاً، وثانياً اعادة العراق للعراقيين بدلاً من تقسيمه وتوزيع ثرواته على حفنة من اللصوص والحرامية، عندئذٍ فقط سنشعر بان الوطن بخير وثرواته بأيادي امينة وامنه مصان.

كوهر يوحنان عوديش


391
مجزرة سميل واحلام الفقراء
كوهر يوحنان عوديش

ما يريح بالي ويشعرني بسعادة كبيرة هو حريتي وعدم ارتباطي ، وبما انني لست من المسؤولين الكبار او من التجار التماسيح او احد السياسيين المعروفين الذين عليهم مسايرة هذا ودعوة ذاك، لذا اعفيت نفسي من الرسميات بما يخص تلبية الدعاوي او بالعكس اقامة ولائم على شرف البارزين من وجهاء المجتمع!!!، لكن هذه المرة كان الامر مختلفاً والمناسبة كانت اكبر والحادثة كانت الاهم في تاريخ شعبنا، لذلك تشجعت وقررت ان ادعو بعض الناس من الذين لم اتعارف وإياهم من قبل، رغم خوفي من عدم حضورهم او رفضهم لدعوة شخص لم يلتقوا به او يتعارفوا معه.

كنت قد رتبت صالة البيت( التي لا بأس بها ) لاحتواء الضيوف والترحيب بهم، وفي الوقت المحدد دخل الضيوف يتقدمهم شيخ كبير السن ذو شوارب طويلة ولحية كثة بيضاء، ان دلت على شيء فانما تدل الحكمة والذكاء، ويتبعه خمسة اخرون محدودبي الظهور يغطي الغبار رؤوسهم البيضاء وملابسهم الرثة وتحفر التجاعيد وجوههم الهزيلة، ومن ثم تتبعهم الاف اخرون باعمار مختلفة بعضهم بلا رأس والاخرون فاقدي الارجل او الايدي او محروقين او ممثل بهم، ولضيق المكان بقى بعضهم خارجاً.

لما رأيت هؤلاء تجمد لساني وانشغل تفكيري بكيفية تدبير الطعام لهم وتأدية واجب الضيافة على احسن ما يمكن لانني لم اكن مستعداً لتقبل كل هذا الحضور وبهذه الكثافة، وطار فكري مباشرة الى كلفة مأدبتهم ( لانني لست من السماسرة المعروفين ) حتى انني نسيت اصول الترحيب، لكن شيخنا الجليل انتشلني من دهشتي وايقظني من غفوتي قائلاً:- لا تشغل بالك فنحن لم نأتي للاكل والشرب، بل لحديث هاديء وجدي عن المأساة التي تنتقل معنا من جيل الى جيل، والانانية التي تسري في عروقنا والبساطيل التي تسحق روؤسنا ونحن نُقبِّلها، وغيرها من الامراض المعدية التي ابتلى بها شعبنا.

قلت في نفسي من غير اللائق ان نجلس هكذا فسألتهم ان كانوا يرغبون بفنجان قهوة عسى ذلك يخفف من وجع رؤوسهم قليلاً اثر طول المسافة وتعب السفر، فأجابوا بالايجاب شرط ان تكون ثقيلة وبأكواب كبيرة واضاف الشيخ بهدوء معلقاً، لو كانت القهوة بالبراميل لكان الامر افضل لان ذلك سيريح اعصابنا وافكارنا المنهارة جراء ما يتعرض له ابنائنا واخواننا من ظلم ومعاناة على ايدي الغرباء ولامبالاة القادة والرؤساء.

بعد الانتهاء من شرب القهوة بدأنا بالنقاش والتحاور:-

قال الشيخ :- رغم كوننا من زمن اخر غير زمانكم الذي تعيشونه الان لكننا متساوون ومتشابهون ومشتركون في المآسي والمحن، والزمان يعيد نفسه والمذابح تتكرر والشعب في هلع مثل قطيع تفتك به الذئاب بصمت دون مقاومة وطوبى لمن ينقذ نفسه.

قلت :- نعم الزمن يعيد نفسه مع فارق وحيد وهو الاخلاص للقضية، كنتم اكثر اخلاصاً منا لم تكن الاسامي تفرقكم ولا الالقاب والمناصب تحثكم على النزاع فيما بينكم كما يحدث الان.

قبل ان يجيبني الشيخ رأيت ان مرافقيه من الشيوخ الخمسة ( الذين حسبتهم اعوانه او مستشاريه. وضح لي الشيخ بأن هؤلاء كانوا اشد المنافسين لبعضهم البعض على الزعامة، وبذلك فرقوا بين الشعب الواحد حيث ترأس كل واحد منهم جماعة معينة واختصر الاراء والمواقف بنفسه فقط دون الرجوع الى العامة من الشعب، لكن الان اعترفوا بأخطائهم وشكلوا هذا المجلس .... لكن بعد ماذا ؟؟؟ ) احمرت وجوهم واحنوا برؤوسهم علامة الخجل والندم، فقال والحسرة تفيض من كلماته :- يا ولدي انت صغير على هذا، هذا الورم الخبيث الذي اكتشفتموه الان مضى عليه مئات السنين، فهل تسطيع انت او غيرك استئصاله بجرة قلم او دعاء بسيط، وكيف سيسمح لك بفعل ذلك من يعيشون على هذا الداء ؟ الا تعرف ان الشفاء يعني افلاسهم وزوال امتيازاتهم وضمور مكانتهم الاجتماعية.
كان لنا قادة كبار يحملون قضيتنا مع دقات قلوبهم، وبجرأتهم وشجاعتهم استطاعوا ان يفعلوا لنا الكثير لكن اين هم الان؟ نعم سيخلدهم التاريخ لكن  ( القرادة )* التي تعيش بيننا والسماسرة الذين تشبع بطونهم وتظل عيونهم جائعة مهما ملكوا، باعوا كل شيء وربطوا حيواتنا ومستقبل اولادنا واحفادنا بما يكسبون، وشوهوا سمعة وتاريخ كل المخلصين والاوفياء والمناضلين الحقيقيين.

وقبل ان ابدأ بسؤال جديد شرع احد الخمسة بالكلام وقال:- يوما ما ستندمون كما نحن نادمون اليوم، لكن بدون فائدة لان الوقت يكون قد مضى وجذوركم في هذه التربة تكون قد جفت واوراقكم الخضراء تكون قد اصفرت تلعب بها الريح، عندئذ فقط ستشعرون بالخجل والعار، الخجل من بقية الذرية التي تسألكم عما فعلتموه من اجلها، والعار الذي سيلاحقكم ويختم جبينكم بعلامة سوداء تميزكم عن باقي الشعب بسبب تصرفاتكم وقراراتكم المشينة واستغلالكم لمأساة هذا الشعب المسكين.

نظرت اليه نظرة توبيخ تشوبها بعض الحيرة، فمن حسبني حتى يوجه كلامه القاسي المشبع بالاهانة الى شخص مثلي بعيد كل البعد عن مصدر القرار، فقلت:- يا سيدي لقد اخطأت بحقي كثيراً فأنا لست واحداً منهم ولا تربطني بهم أي درجة قرابة او صداقة، ولست من المدللين لديهم او من الراقصين على حبالهم، بل مواطن بسيط يبحث عن الحقيقة ويكشفها.

قال :- لست واحداً منهم ولا تشبههم الان، لكن غداً ستصبح مثلهم او اسوأ منهم حالما ترى كرسياً فارغاً او تشغل منصباً معيناً يزيدك مالاً ويرفعك شأناً.

لم استطع ان اجادله اكثر فهو محق بكلامه هذا، فكم مخلصين بالكلام !!! كانوا يعارضون هذا او ذاك على سوء ادارتهم للامور التي تخص شعبنا، او يفضحون الانتهازيين على مواقفهم وتوزيعهم للمساعدات التي تخص الفقراء الارامل واليتامى على حاشيتهم واتباعهم العميان، واليوم بمجرد تسنمهم لمنصب معين او حتى تدرجهم ضمن حاشية الخدم، او المنتظرين فتات موائدهم العامرة، اصبحوا اسوأ منهم واكبر مزمرين وطبالين لاعمالهم وافعالهم واقوالهم.

وبعد صمت قصير نهض الشيخ من مكانه ليودعني منهياً بذلك زيارته القصيرة، استوقفته بسؤال اخير، فقلت :- هل من امل يا سيدي ؟ ماذا تريد ان انقل لهم وبماذا انصحهم واخبرهم؟

قال :- النصيحة لن تفيد لان الانانية اعمت بصيرة الجميع والمصلحة الشخصية اصبحت اقوى واكبر من أي شيء اخر، لكن ارجو ان تخبرهم بأن الشموع التي يشعلوها لذكرانا وكل الندوات والاحتفاليات التي تقام بهذه المناسبة والتي يصرفون عليها ملايين الدنانير لن تشعرنا بالفخر او الفرح بقدر سعادتنا وزهونا ببعث ضحكة او رسم ابتسامة على فم طفل يتيم او مساعدة ارملة في حملها الثقيل.
اما الامل يا بني فلا اعرف ماذا اقول لك، عن أي امل نتحدث ونحن نرى ونسمع ما يجري من ظلم وغدر وتناحر وتنافر .... عن أي امل نتحدث ومقدرات الشعب تبتلع وتنهب ببساطة مثل تدخين سيجارة او شرب كأس ماء، عن أي امل نتحدث وكل واحد منكم يسحب الحبل من طرفه بعكس الاخر، املنا الوحيد يكمن في الامل نفسه عندكم مخلصين لكنهم ضاعوا بين الاخرين، لذلك اصبحتم مثل المجانين العميان لا تميزون بين الالوان والاقوال والافعال، يفكرون بواقع حالكم ويساعدوكم مرة ليخدعوكم وينزعوا عنكم جلودكم الاف المرات.

قبل ان اصافحهم واودعهم بطريقة مهذبة ولائقة ( ضيوفي كانوا ضحايا سميل واخرون كثيرون استشهدوا وقتلوا غدراً لانهم مسيحيين ) كنت قد استيقظت من نومي لاكتشف ان هذا كان حلماً، لكن لماذا هذا الحلم وهؤلاء الناس بالذات ؟؟ لماذا لم احلم بقصر كبير وسيارة حديثة وحماية منتشرين حول مسكني وخدم يسألونني عن رغباتي واحتياجاتي من اكل وشرب وشهوات كما يعيش كل مسؤولينا الكرام؟؟؟

* حشرة تمتص دم الحيوانات .

كوهر يوحنان عوديش


392
هل هناك مستقبل للمسيحيين في العراق ؟
كوهر يوحنان عوديش

تعتبر ظاهرة الهجرة، اضافة الى عمليات التصفية الجسدية والترحيل القسري، من اخطر ما يهدد وجودنا وبقاءنا في بلدنا الاصلي، فبعد ما استطاع شعبنا ان يحافظ على وجوده خلال كل السنين السابقة رغم كل المذابح والمآسي، ها هو يتعرض الى هجمة، او بالاحرى الى مذبحة، اخرى في بلد تحكمه عصابات متشددة وترسم خارطة مستقبله عمامات ملونة تمنع التفكير الصادق والسليم.

لم تكن هجرة مسيحيي العراق هجرة طوعية او اختيارية بل كانت اجبارية في اكثر الاحيان، فبعد اسقاط النظام السابق وما رافقه من انعدام الامن والنظام والقانون جراء الاداء الضعيف والهزيل للاجهزة المعنية وعدم كفاءتها وولائها الطائفي المشبوه، احس المواطن العراقي عامة والمنتمي الى الاقليات بصورة خاصة بأن بقاءه في الوطن يعني الفناء وتدمير لمستقبل مجهول، لذا وكخطوة اولى لانقاذ النفس والمال والعيش حياة تليق بالانسان وكرامته شرع الكثير من ابناء شعبنا، وخصوصا اصحاب الشهادات العليا والمتمكنين مادياً من اصحاب المصانع والشركات، بتصفية امورهم ومتعلقاتهم حسب الوقت المتاح ( الكثير خرج من دياره عارياً حافياً تاركاً ممتلكاته تحت رحمة الارهابين واصدقائهم من جيوش الله ورسله ) والالتجاء الى دول الجوار املاً في الحصول على حق اللجوء والاقامة في احدى الدول الاوروبية، اما محدودي الامكانيات والافقر حالاً فألتجاوا الى مناطق كردستان الاكثر اماناً نسبياً من المناطق الملتهبة في وسط وجنوب العراق، لكنهم لم يشعروا يوماً بأن ذلك سينهي معاناتهم ويضمن مستقبل اولادهم، لذلك ظلوا يأملون تحسن الاوضاع للرجوع الى ديارهم او انتظار الفرصة للرحيل والسفر خارج البلاد لبناء مستقبل افضل.

الحالة المأساوية للمهجرين من ابناء شعبنا اسوأ من السوء نفسه، فالذي سكن كردستان العراق والذي لجأ الى دول الجوار متشابهان مع فارق وحيد، وهو ان الذين التجأوا الى كردستان احتضنهم السيد سركيس اغاجان وساعدهم بطرق شتى،حيث كرس كل امكانياته لمساعدة هؤلاء وبعث الامل فيهم من جديد دون تفرقة او تمييز، لكن هل ذلك يكفي لطمأنتهم على مستقبل اولادهم ؟؟؟ وهل ستستمر هذه المساعدات والى متى ؟؟؟ والى كم سيستطيع السيد سركيس اغاجان الاستمرار في تقديم هذه المساعدات ؟؟؟ والسؤال الاهم والاصعب هو:- كيف سيكون وضعهم ووضع المسيحيين بصورة عامة لو انتهى اجل السيد اغاجان لا سمح الله ؟؟؟ هل هناك من بديل او مكمل لمشوار كهذا ؟؟؟ و .... و ..... اسئلة اخرى كثيرة تقلق بال اغلبية ابناء شعبنا ككل والمهجرين الذين فقدوا كل شيء عدا الروح التي تنشد العودة الى ديار اصبحت جداً بعيدة.

اما حال ابناء شعبنا الساكنين بأمان في بيوتهم في كردستان فليس بأفضل، لو استثنينا الوضع الامني والمادي طبعاً، لان الغالبية العظمى وخصوصاً المثقفين بدأوا يشعرون باليأس والخوف من غد مظلم ومستقبل مجهول ينتظر اولادهم واحفادهم في وطن تسيطر عليه وترجح كفة ميزانه المشاعر والانتماءات الدينية والطائفية الموروثة، ولولا جهود بعض المخلصين من ابناء شعبنا الذين كرسوا كل صلاحياتهم وامكانياتهم المادية والمعنوية لتحسين وضعنا وترقيع ماضينا المآساوي لكنا الان في خبر كان، وسبب ذلك يرجع الى تناحر احزابنا القومية وتنافر قادتها مثل الاقطاب المتشابهة، وبدلاً من صوت واحد صرنا اصوات كل يصيح لنفسه، حتى ضعنا وحار الاصدقاء والحلفاء الى من ينصتوا ومن ينقذوا ومن يصدقوا.

لقد نوه الكثير من الكتاب الى خطورة وضعنا الحالي، وخصوصا في الفترة الاخيرة، حيث لا يمر يوم دون رحيل عشرات العوائل والاشخاص الى خارج الوطن، لغرض الوصول الى احدى دول اللجوء والاستقرار فيها مع عدم التفكير بالعودة او الرجوع الى بلدهم الذي يضم رفات ابائهم واجدادهم، وهذا يعتبر من اصغر وابسط حقوقهم لانهم باختصار اصبحوا غرباء وقطيع بلا راعي او حامي في بلد كانوا اسياده يوماً، فالشعب الذي كان يقود امبراطورية مترامية الاطراف ويحكم بلاداً وقارات يوماً ما اصبح اليوم اقلية متناحرة تقوده الانانية والجيوب الممزقة التي لا تعرف الامتلاء!.

حالة اليأس التي اصابت شعبنا عامة ليست حالة طارئة او حمى مؤقتة تزول بمرور الزمن، ونخطأ كثيراً لو فكرنا ان باستطاعتنا رفع معنويات شبابنا وثنيهم عن تفكيرهم بالخروج وترك الوطن بمجرد جلسة او ندوة او مقالة تشرح واقع الحال في دول المهجر، فالواقع المر والمأساوي الذي مر ويمر به شعبنا دفع بالكثير الى اتباع كل الوسائل والمشي في كل الطرق مجازفين ومغامرين في سبيل الوصول الى دولة تحترم انسانيتهم وحكومة لا تدوس على كرامتهم، وسبب ذلك يرجع بشكل اساسي ورئيسي الى عدة عوامل واسباب رئيسية اولها ضمور الوعي القومي، او بالاحرى موته، وثانياً انعدام وفقدان الثقة بالرؤساء والمسؤولين الروحانيون والسياسيين على حد سواء، اما ثالثاً هو هذه الضبابية التي تحيط بمستقبلنا.

ضمور الوعي القومي وفقدان الثقة لم يأتيا بليلة وضحاها بل جراء تجربة طويلة ومرة عاشها شعبنا مع اخطاء وانانية رؤوسائنا وقادتنا الكرام، لكنه رغم ذلك تغاضى عنها وضم اهاتها اما جهلاً احياناً او خوفاً من الفضيحة اغلب الاحيان، فلو رجعنا الى الوراء قليلاً نلاحظ امبراطوريات مالية ومناصب وامتيازات اخرى لا تعد ولا تحصى لناس معدودين استغلوا قضية شعبنا لتكوين انفسهم، ونرى ايضاً احزاب ( قومية !!! ) كارتوينة تضم في قيادتها انتهازيين وتجار ولصوص وحرامية ( باختصار احط خلق الله شأناً، كيف لنا ان نثق بأنسان رقص على كل الحبال وصفق لكل الآتين وقال نعم لكل التماثيل ويغير مبادئه حسب الفصول !!! )، تحاول جاهدة ابراز نفسها او خداع البسطاء للوصول او الحصول على كرسي مهترء او منصب حكومي جامد على حساب اسمنا ومعاناتنا، لكنهم نسوا او تناسوا عمداً بأن ( السرج المُذهب لا يجعل الحمار حصاناً )، هذه الاسباب وغيرها الكثير من التجاوزات والتصرفات والقرارات ..... جعلت ابناء شعبنا يفقدون الشعور القومي رويداً رويداً، ودفعتهم الى التشاؤم من المستقبل والابتعاد قدر الامكان عن الاحزاب والشخصيات السياسية المحتكرة للمناصب لاغراض شخصية بحتة.

من منطلق اعترف بالخطأ لتحفظ ماء وجهك ( اذا كان قد بقى من هذا الماء شيئأ اصلاً ) على ممتهني السياسة ( اقول ممتهني السياسة وليس السياسيين الحقيقيين الذين يضحون بأغلى ما يملكون في سبيل قضية شعبهم ) وكل من شارك معهم في ايصال شعبنا الى ما هو عليه، ان يطلبوا الغفران مليون مرة ويتركوا السياسة لاهلها وناسها، ويعملوا في مجالات عملهم ( التي هي التجارة عموماً،  ) حسب امكانياتهم المادية ومستوى ثقافتهم في الكذب والخداع، لان الكأس المملوءة لم تعد تستوعب اكثر.

خلاصة الكلام، اذا اردنا لهذا الشعب البقاء علينا العمل معاً لبعث الامل في نفوس ابناءه والتعامل مع قضيته بشفافية واخلاص، وتجاهل مقدار الربح والامتيازات التي يمكن الحصول عليها على حساب معاناة الاخرين الذين هم اخواننا.

متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.

كوهر يوحنان عوديش

393
لتكن مجالس المحافظات الخطوة الاولى لتوحيد خطابنا القومي
كوهر يوحنان عوديش

واخيراً وافق مجلس نوابنا المحترم ( مشكوراً طبعاً ) على نظام الكوتا ( أي تخصيص او منح عدد من مقاعد البرلمان او مجالس المحافظات للاقليات القومية والدينية، او للعنصر النسائي في المجتمعات الرجولية !! )، حيث تكون نسبة تمثيلنا في مجالس المحافظات حسب الاتفاق كالاتي:-

1-   بغداد – 3 مقاعد
2-   نينوى – 3 مقاعد
3-   كركوك – مقعدان
4-   اربيل – مقعدان
5-   دهوك – مقعدان
6-   البصرة – مقعد واحد

لا شك ان اقرار مجلس النواب  بتخصيص هذه المقاعد لابناء شعبنا لتمثيله في مجالس المحافظات امر يدعو للفرح والتفاؤل، لان ذلك يحفز الفرد الى الشعور بوجوده، لكن في الوقت نفسه يدفعه الى التساؤل عما اذا كان ذلك كافياً لرفع الغبن والمظالم التي حدثت للمسيحيين بصورة عامة خلال السنين الاخيرة، او اذا ما كان ذلك كافياً لطمأنتهم على مستقبل اولادهم واحفادهم في وطن مقسم وموزع ومحصص قومياً وطائفياً ؟

بعيداً عن العواطف وفردوس الخيال الذي ينقلنا من الجحيم الى الجنة خلال لحظات قليلة، وقريباً من الواقع الملموس الذي يجبر حارس مرمانا ( الذي هو عامة الشعب ) صد ضربات الطرفين، الطرف الاول هو الخصم والطرف الثاني هو محتكري القيادة والسياسة الذين سيشغلون هذه المقاعد المخصصة لابناء شعبنا، والذين ما ان يجلسوا على الكرسي حتى يصبح شغلهم الشاغل  كيفية الاحتفاظ به وصيانته بين وقت واخر بواسطة كلام منمق عاطفي موزون، علينا نحن العامة مثقفين ومتعلمين ان نعمل ما باستطعاتنا لنجعل من تمثلينا صوت حق يعبر عن قضيتنا اولاً، وثانياً ان يكون هذا الصوت واحداً موحداً يضع مصلحة شعبنا فوق كل اعتبار.

المسألة لا تكمن في تمثيلنا ولا في نسبة المقاعد المخصصة لا بناء شعبنا، بل المصيبة تكمن في من سيشغل هذه المقاعد وما هي اولوياته والى اية جهة ينتمي ( اغلبية الذين شغلوا المقاعد المخصصة لشعبنا في الحكومة والبرلمان نسوا معاناة الشعب ومستقبله )، فماذا لو شغل مقاعد بغداد – مثلاً -  ثلاثة اشخاص ينتمون الى احزاب ومنظمات مختلفة سياسياً، عندئذ كيف سيمثلون مصلحة العامة من ابناء شعبنا في هذه المدينة؟؟؟ وكيف سيتفقون على امر يخص شعبنا او يعارضون قرار يمس وجودنا ؟؟؟ هل سيقولون نحن الشعب ام كل واحد منهم سيتحدث باسم جماعة محددة او حزب معين ( مثل نحن الكلدان او نحن السريان او نحن الاشوريون .... ) ؟؟؟

لا اعرف النسبة الحقيقية والفعلية للمسيحيين العراقيين الموجودين/ الباقين في الداخل كي اقارنها بعدد المقاعد المخصصة لشعبنا في كل محافظة، لكن الاكيد في الامر ان تمثيلنا لا يقدم ولا يؤخر ولا يؤثر ( خصوصاً ونحن متفرقين متناحرين ) قيد انملة في قوانين وقرارات دولة مقسمة وموزعة قومياً وطائفياً، لاننا اقلية بالنسبة للاخرين المتحكمين والمتنفذين، لذلك ولكي لا نصبح اضحوكة امام الاخرين ( كلداني يوافق واشوري يعارض وسرياني يتجنب التصويت او يعلن السكوت ) علينا، كل من جانبه ( خصوصا احزابنا القومية العاملة )، العمل وبسرعة لايجاد صيغة والية عمل ثابتة تجعل من ممثلينا في هذه المجالس صوت حق يعبر عن طموحنا ومصالحنا ويعكس معاناتنا ومأساتنا، وهذا يتحقق من خلال : -

1-   مشاركة الانتخابات بقائمة واحدة متفق عليها مسبقاً من قبل الجميع.
2-   انتقاء المرشحين من ابناء شعبنا بحيث يكونون معروفين بنزاهتهم وحسهم القومي.
3-   ان تكون الخلفية الثقافية والسياسية وليس الولاء الشخصي او الانتماء الحزبي معياراً للترشيح، لان العكس يؤدي الى التعصب وتحكم العاطفة على الكثير من القرارات التي يجب اتخاذها او ابداء الرأي تجاهها.
4-   توحيد المواقف حتى لو اختلفت الاراء، لان الموقف الواحد يعزز من مكانتها ويثقل من وزننا السياسي.

كوهر يوحنان عوديش

394
الوطن المباع ليس بحاجة الى المزيد من الاتفاقيات!
كوهر يوحنان عوديش

المتتبع للشؤون العراقية والمهتم بقضايا امنه وسلامة ابنائه ليس بحاجة الى المزيد من البراهين والاثباتات ليكتشف حقيقة حكومته المنتخبة! ومعها يكتشف ايضاً النوايا الحقيقية للدولة المحتلة/ المحررة، فالاتفاقية التي يجري النقاش حولها والمزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحدة ليست سوى مكياجاً اخر لتجميل الوجه القبيح لحكومة وجيش الاحتلال وشركائه في النهب والسرقة.
الديمقراطية التي اصدرتها لنا امريكا وارغمتنا على اكلها وشربها كانت علبة افكار فاسدة ادت الى تدمير ما بقى سليماً في العراق، فبعد مرور خمسة اعوام على احتلال العراق لم يستطع منقذ العراق ومحرره!!! ( نقصد هنا الولايات المتحدة وحلفائها ) التقدم بالعراق خطوة الى الامام من الناحيتين الامنية والاقتصادية والادراية، بل ان احتلالهم الذي يفتخرون به افرز مآسي ومعاناة جديدة لم يشهدها البلد من قبل، فالسيادة مباحة والحكومة محصصة وطائفية ورائحة الفساد الادراي تزكم الانوف وتتلف الرئات، والامان مفقود والوضع المعاشي متدهور، ويسير من سيء الى اسوأ وعدد الارامل في ازدياد واليتامى تائهين في الشوارع او معذبين/ مغتصبين في الملاجيء والسجون، والانفجارات كانها العاب نارية لا تعد ولا تحصى لتضيف الى القتلى والمعوقين ارقاماً اخرى خيالية.
العراق ليس بحاجة، او بالاحرى مؤهلاً، لعقد اتفاقيات تدميرية اخرى لاسباب عديدة اهمها كونه بلداً محتلاً ناقص السيادة، فاغلبية القرارات والاتفاقيات تعقد بضغوط امريكية دون الرجوع الى الشعب او الاخذ بمشورته، وما اتفاقية العراق مع صندوق النقد الدولي الا خير مثال لذلك، اما ثانياً كون العراق يحكم وتدار اموره من قبل حكومة طائفية تعبر عن مصلحة فئة معينة او طائفة محددة وليس عامة الشعب، فيمكن لهذا ان يوافق ولذاك ان يعارض حسب ما تقتضيه مصلحته الشخصية او مصالح الفئة الملتفة حوله وليس بالضرورة اخذ مصلحة الشعب بنظر الاعتبار، لذلك أي اتفاقية تجري مع حكومة الاحتلال تكون ناقصة وغير شرعية اضافة الى كونها اداة ووسيلة لتمرير سياسة الحكومة الامريكية ومصالحها.
 لو تجاهلنا الاوضاع الاستثنائية التي يمر بها بلدنا،فأن العراق ليس بحاجة الى عقد اتفاقية احادية مع امريكا فقط بل بحاجة الى مئات الاتفاقيات مع كل دول العالم دون استثناء، لتعمير وترميم ما خرب ودمر خلال كل السنين السابقة، فالحروب الخارجية في زمن النظام السابق والداخلية بعد الازاحة به ادت الى تدمير العراق اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً، لذلك وللنهوض بهذا الوطن ثانية عليه عقد اتفاقيات امنية واقتصادية تراعي مصلحة العراق ارضاً وشعبا، وليس تثبيت الاحتلال وبيع الوطن مقابل كرسي وزراي او حفنة من الدولارات المستقطعة من جوع الاطفال ومعاناة اليتامى ولعنات الثكالى.
المجهول في الاتفاقية ليس الاطراف او الشخصيات بل المضمون وحجم القيود ومدتها، والاسوأ من هذا كله من يمثل العراق في المفاوضات ومن سيوقع على هذه الاتفاقية، لان مثل هذه الاتفاقيات تحتاج الى حكومة وطنية موحدة او منتخبة ديمقراطياً تمثل الشعب ومصلحته، وليس حكومة عواطف ومباديء وتعاليم متوراثة تستلم زمام الامور عن طريق المشاعر وفتاوى المرجعيات.
لا اعتقد ( ومعي الكثيرين ) بأن السجان محتاج الى عقد اتفاقية مع السجين او الاخذ بمشورته وارائه والاتفاق معه  في ما يريد فعله، بل بالعكس فالسجين مجبر على فعل ما يطلبه منه السجان دون مناقشة او جدال، الامر الوحيد الذي يستطيع السجين المفاوضة والاتفاق عليه مع سجانه هو حجم الرشوة التي سيدفعها مقابل خدمات بسيطة يقدمها له خلال فترة محكومتيه .
هذا الامر ينطبق فعلياً على العراق، فأمريكا ليست بحاجة الى عقد اتفاقية مع الحكومة العراقية، خصوصاً في المرحلة الحالية، ما دامت تشرع وتنفذ وتتصرف بثروات الوطن وارواح ابنائه دون اعتراض، لكن كخطوة لتجميل وتبييض صفحاتها السوداء وتبرير ما اقترفه اصحاب السلطة من جرائم بحق الشعب العراقي، ولتكبيل كل الحكومات المتعاقبة بقيود ثقيلة ليس منها تحرر او هروب، على امريكا عقد هذه الاتفاقية ( او بالاحرى تقديم ورقة بيضاء للمسؤولين العراقين ليوقعوها للعم سام مشكورين ) مع العراق قبل نهاية فترة الاحتلال العلنية والمرخصة من قبل الامم المتحدة.

كوهر يوحنان عوديش
 
 
 

395
ابناء شعبنا وحيرة ديمستورا

مرة اخرى يثبت البعض من ابناء شعبنا ( خصوصاً مسؤولي الصدفة وسياسيي ضربة الحظ ) عدم اهتمامهم بمعاناة الحاضر ومستقبل الاجيال القادمة، لذلك نراهم يخرجون من كل اللقاءات والاجتماعات كما دخلوا اليها او بحالة اسوأ، واخر هذه اللقاءات كانت لقاء ديمستورا ممثل الامم المتحدة مع عدد من ابناء شعبنا !!! في مكتب الامم المتحدة باربيل للاطلاع على الاراء حول التقرير الذي قدمه مؤخراً للحكومة العراقية.

اهمية الحدث بالنسبة للمجتمعين هو انهم التقوا شخصية دولية تبحث في الشأن العراقي، ولارائه وابحاثه تأثير على القرارات الدولية بشأن العراق ومستقبله، اما بالنسبة لنا نحن العامة من الشعب والمتأثرين بكل ما يتفق عليه خلف الكواليس من بيع وشراء، فالاهمية تأتي من خلال الملموس والمطبق من القرارات التي فيها المصلحة العامة وتحسين الوضع المعاشي بشكل عام، وتطمين شعبنا على مستقبل ابناءه الذين يهجرون او يطردون او يرحلون ( لا فرق ما دام المصير واحد ) من مجهول الى مجهول اخر.

بدلا من الغياب والاعتذار والرقص على حبل الخصوصية والصراخ كل على حدة ( هذا يريد حكماً ذاتياً وذاك ادارة ذاتية والاخر بلا رأي وفلان يريد استملاك سهل نينوى وعلان وعلان يبكي على حقول زاخو، واشور يطرد كلدو ..... )،  كان الاحرى بالمجتمعين بالسيد ديمستورا، وغيرهم من الاحزاب الذين لم يتلقوا الدعوة وغاب صوتهم، ان يتفقوا على ورقة عمل تتضمن مطاليب شعبنا، واولها المطالبة باقامة منطقة حكم ذاتي لشعبنا في اماكن تواجده، واليات تطبيق القرارات التي تخص حاضره وتمس مستقبله بشفافية بعيداً عن المحاصصة والصراع الحزبي والشخصي على حساب شعب مظلوم.

هناك حكمة تقول ( لو اعطيت الاحمق خنجراً اصبحت قاتلاً )، أي ما معناه نحن كلنا بلا استثناء مشتركين في مأساة شعبنا كل من طرفه، فهولاء الذين يمثلوننا في الحكومة والبرلمان اذا اغتالوا قضيتنا او سكتوا عن عذابنا فهذا يعني اننا مشاركين معهم في افعالهم، لاننا نحن الذين اعطيناهم الخنجر وصوتنا لهم ليكونوا صوتنا المعبر في اروقة البرلمان، وكذا بالنسبة الى الذين غابوا عن لقاء السيد ديمستورا، بعذر او دون عذر، فانهم مشتركين في ما يتخذ من قرارات مصيرية اذا شاؤوا ام أبوا، لانهم لم يعبروا عن رأيهم تجاه القضية وافسحوا المجال للاخرين بان يختصروا/ يفرضوا رأيهم، أي ان غيابهم يعني اخلاء الساحة للاخر ليطلب ما يريد ويعبر عن رأيه ( الذي يكون مضراً ربما ) كما يشاء.

يحكى في سالف الازمان أن أخوين كان لهما إبل فأجْدَبَتْ بلادهما، وكان بالقرب منهما وادٍ خَصيبٌ وفيه حية تَحْمِيه من كل أحد، فَقَال أحدهما للآخر‏:‏ يا فلان، لو أنى أتيتُ هذا الوادي المُكْلِئ فرَعَيْتُ فيه إبلي وأصلحتها فَقَال له أخوه‏:‏ إني أخاف عليك الحية، ألا ترى أن أحداً لا يهبط ذلك الوادي إلا أهلكته، قَال‏:‏ فوالله لأفعَلَنَّ، فهبط الوادى ورعى به إبله زماناً، ثم إن الحية نَهَشَتْه فقتلته، فَقَال أخوه‏:‏ والله ما في الحياة بعد أخي خير، فلأطلبَنَّ الحية ولأقتلنها أو لأتبعنَّ أخي، فهبط ذلك الوادي وطلب ‏الحية ليقتلها، فَقَالت الحية له‏:‏ ألست تَرَى أنِّى قتلت أخاك‏؟‏ فهل لك في الصلح فأدعَكَ بهذا الوادي تكون فيه وأعْطِيك كل يوم ديناراً ما بقيت‏؟‏ قال أو فاعلة أنت‏؟‏ قَالت‏:‏ نعم، قَال‏:‏ إني أفعل، فحلف لها وأعطاها المواثيقَ بأن لا يضرها او يمسها بسوء، وجعلت تُعْطِيه كلَّ يوم ديناراً، فكثر مالُه حتى صار من أحسن الناس حالا، ثم إنه تَذَكَّر أخاه فَقَال‏:‏ كيف ينفعني العيشُ وأنا أنظر إلى قاتل أخي‏؟‏ فعَمِدَ إلى فأسٍ فأخذها ثم قَعَدَ لها فمرَّت به فتبعها فضربها فأخطأها ودخلت الجُحْرَ، ووقعت الفأس بالجبل فوقَ جُحْرها فأثرت فيه، فلما رأت ما فَعَلَ قطعت عنه الدينار، فخاف الرجل شَرَّها وندم، فَقَال لها‏:‏ هل لك في أن نَتَوَاثقَ ونَعُودَ إلى ما كنا عليه‏؟‏ فَقَالت‏:‏ كيف أعاودك وهذا أثَرُ فأسِك‏؟

رغم كل المعاناة والمآسي التي تعرض لها شعبناً قديماً وحديثاً لم يتعض اسيادنا الكرماء ( الا القلائل الذين يواصلون بتقديم الافضل رغم كل العوائق ) ولم يتحركوا قيد انملة لرفع الغبن او العمل على ما هو خير للعامة، فكانوا دائماً يتفقون مع الحية او يتجنبون اغاضتها لان ذلك يعني قطع الدينار عنهم.

هكذا يصبح ديمستورا المسكين رقماً جديداً يضاف الى مجموع الحائرين بقضية شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري، الكلداني، الاشوري، السرياني، الكلدواشوري، الكلدواشور السرياني ....!!! ) الذي كل مسؤول فيه له رأي وقرار خاص يعبر عن مصالحه الشخصية ومكاسب حاشيته المحترمين.

الم يحن الوقت لتتصافح الايادي وتتحد الاصوات معاً للمطالبة بحقوقنا كاملة، من ضمنها منطقة حكم ذاتي خاصة بشعبنا، ام اننا سنبقى نستلم الدينار ثمناً لدماء اخواننا؟؟؟

كوهر يوحنان عوديش


396
مصائب قوم عند قوم فوائد
كوهر يوحنان عوديش

من يتابع تصريحات مسؤولينا الكرام ( المحسوبين على شعبنا سهواً لانهم في وادي والشعب في وادي اخر، هذا ما تبرهنه وتثبته الايام ) يكتشف حقيقة نواياهم ويتأكد بأنه كان – ولا يزال -  مخدوعاً بأقوال وكلمات رنانة كبيرة في المعنى وبعيدة عن التطبيق، فالشعب الذي عانى – ولا يزال يعاني – اصبح رقماً يضاف الى الارقام الحسابية، فلا يهم اذا قتل فلان او هجر علان مع عائلته عارياً حافياً، ولا يهم ايضاً اذا اغتصبت مئات البنات من اخواتنا او اختطفن واجبرن على تغيير دينهن والزواج من الامراء والخلفاء والجهلاء .... ، وايضاً لا ننسى اخواننا المهجرين الذين يتغذون من جلدهم في دول الجوار منتظرين رحمة الامم المتحدة لقبول او رفض معاملاتهم، نعم كل هذا لا يهم ما دام السيد محتفظاً بكرسيه وهانئاً بمكاسبه المادية وكلامه ينقل هنا وهناك وصورته تتصدر صفحات جرائده الحزبية على اساس كونه الممثل الوحيد لشعبنا ولولاه كنا الان في خبر كان!.

( خل ياكلون ما دام خالهم طيب ) مثل عراقي دارج ذو معنى مزدوج يستعمله العراقيون بكثرة، احياناً كناية بالشخص الذي يعيش على اتعاب غيره مادحاً نفسه كذاباً ابداً واحياناً اخرى للتعريف بحاشية صاحب النعمة الذي ينعم على تابعيه ببقايا موائده ثمن سكوتهم او رقصهم عرايا في مجالسه الصاخبة ولياليه الحمراء، ويعود اصل المثل قبل تحريفه الى رجل كان يزور اخته يومياً ويدخل عليهم طمعاً باشباع نفسه وملء معدته الفارغة من جوع اطفالها، وبعد ان يتغذى على ما وفرته الام ( أي اخته ) لاولادها لتسد رمقهم وتسكت بطونهم الخاوية ينادي على الاولاد الصغار ويوعدهم باشياء عاجز هو عن تحقيقها ويبدأ بالكذب والتملق ، فيقول وانا في طريقي اليكم رأيت حقل بطيخ وفكرت ان اشتري واحداً كبيراً يكفيكم جميعاً لكنني لم استطع فعل ذلك لان صاحب الحقل لم يكن موجوداً، وبعد ذلك مررت بالسوق لاشتري لكم البرتقال لكنني لم افعل لانني كنت متعباً، فتقاطعه اخته كل مرة وتطلب منه تحاشي وعدم فعل ذلك لانه لا يملك الكثير لتحقيق كل هذه الوعود كان يرد عليها ب ( خل ياكلون ما دام خالهم طيب ) وكأنهم هم الذين يعيشون على اتعابه ويأكلون من خيرات خالهم الذي يصفر مواعينهم على اخرها، هكذا كانت تمر الايام والاطفال ينتظرون بطيخ وبرتقال خالهم والمسرحية تعاد والكلام المنمق يتكرر، حيث كان يأتي اليهم فارغ اليدين دائماً وبعد ان يشبع يعيد عليهم ما قاله بالامس، الى ان جاء اليهم يومأ وبعد ان اكل وشبع بدأ بتكرار ما يقوله دوماً ولكن قبل ان ينهي كلامه قاطعته اخته ( التي ملت من كذبه وخداعه ):- بما انك شبعت فليس مهماً او واجباً ان تعيد علينا نفس الاكاذيب لاننا مللنا من سماعها وارجو ان تعيدها على غيرنا في المرة القادمة عسى ان يفيدك ذلك في تدبير وجبة من وجباتك!.    

حال شعبنا يشبه كثيراً حال هذه الأم التي جوعت اطفالها لتشبع اخوها المتملق، فشعبنا الذي خدع من قبل رؤسائه وزعمائه الدينيين والسياسيين ظل جائعاً ليشبع هؤلاء ( لكي لا نحرق الاخضر مع اليابس ونضع الاخيار والاشرار في سلة واحد، ولكي لا نعمم فكرة الانتهازية على الجميع دون وجه حق، لا بد من القول ان الكثير من ابناء شعبنا يحاولون دفع القضية والتقدم بها خطوة الى الامام بدلاً من ارجاعها الاف الخطوات كما يفعل المستفيدين من وضعنا الحالي )، فالتشرد والفرقة التي تسود شعبنا سببها عيش هؤلاء على اتعابنا ومعاناتنا، فكم واحد من هؤلاء ضحى بشيء تافه وصغير، عدا الكلام المنمق والتافه الذي يخدعوننا به، في سبيل مستقبل ومصير شعبنا الذي اصبح على حافة الانقراض في وطن هو اصله!!!، وكم واحد تنازل عن كرسيه ومنصبه ولم يتعنت برأيه التدميري لانه كان بعيداً عن مركز القرار!!! اليسوا ممثلينا في البرلمان والمحافل الدولية ( كل واحد منهم يعتبر نفسه ممثلاً، لهذا ضعنا وتلاشى صراخنا في اروقة البنوك واعلن موتنا على الشيكات والصكوك )، ام ان ذلك مجرد منصب يتفاخرون به ووظيفة يعتاشون منها !!!.

انشغل الكثير منا كتاباً وسياسيين بالمناقشات والمشاحنات الجانبية، او التجأنا الى تصفية حسابات شخصية وفردية على حساب حاضرنا ومستقبل اولادنا، لذلك لم نفلح لحد الان بتشكيل كيان او مجلس شعبي يضم الجميع ويوحدهم قولاً وفعلاً، وسبب ذلك ليس البسطاء والمعدومين او العامة من ابناء شعبنا – المنشغلين بتدبير ايجار المنزل وسعر البنزين وحليب الاطفال ومواقيت نشرات الماء والكهرباء -  بل اصحاب القرار والقادة المحترمين والسادة السياسيين ( سياستنا تعني الكذب والخداع حتى جفاف البئر وزوال الامتيازات، فما دام هناك فائدة من احتكار القيادة والتحدث بأسم شعب، يساق كقطيع غنم تلاحقه الذئاب، اذن لا بد من النضال!!! لابتلاع الاكثر ) الذين لكل واحد منهم زمرة وحاشية يرتبط مصيرهم بمصيره.

رغم كل الذي حدث ويحدث لشعبنا المبتلى بقادة انتهازيين لا يمثلون الا مصلحتهم من مآسي ومحن من مذابح وقتل جماعي وتهجير وتدمير قرى وحرق بيوت وكنائس مع ساكنيها .... لم يستطع رؤسائنا الروحيين وزعمائنا السياسيين من الالتفاف حول المعاناة لحصرها او توحيد كلمتهم ولو لمرة لحدث او امر يخص وجودنا ومستقبل اولادنا، بل بالعكس نلاحظ اتساع الفجوة مع مرور الوقت بحيث اصبحت قضية شعبنا نقطة غير مرئية في بحر حقدهم وانانيتهم.

في النقاش ليس هناك ( حسب اعتقادي طبعاً ) ربح او خسارة، فالكل كاسب ورابح حسب رأيه وقناعته، بل هناك توضيح للحقائق ومن ثم تحليل للامور ومن بعدها تصفية للضمير، وهذا ما يفتقد اليه الكثير من الكتاب ( حتى الذين يعيشون في اكثر الدول ديمقراطية الذين يعرفون ماذا تعني المصلحة العامة، وعلى أي اساس يختار وينتخب الشعب ممثله الى البرلمان والرئاسة ) الذين يتعاملون مع قضية شعبنا، وخصوصاً مسألة الحكم الذاتي، اذ يتناولون الموضوع من منظار حزبي ضيق لا يبان من خلاله الا مصالح القائد الاوحد وحاشيته !، فيتهمون هذا ويعرون ذاك ويلتفون ويدورون ويرجعون الى الجملة التي بدأوا منها وهي :- نحن نعارض لان الحدث لن يسجل بأسم قائدنا الاوحد وملهمنا الاعظم !!!، هكذا يتعاملون مع اهم قضية تخص شعبنا ومستقبل اجياله القادمة بوضع المعاناة والمستقبل في جانب واسم القائد ومصلحته في الجانب الاخر من الميزان.

مواطنون دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
نحن جواري القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك ومن وثن الى وثن – نزار قباني

كوهر يوحنان عوديش

397
معارضة الحكم الذاتي اجهاض مبكر لجنين مجهول الهوية
كوهر يوحنان عوديش

قراءة المستقبل وفتح ابواب المجهول غريزة تعبر عن نفسها في الكثير من الامور الحياتية، ومن اكثر هذه الامور وضوحاً وتطبيقاًً هو معرفة جنس الجنين اثناء فترة الحمل، خصوصا عندما يكون للوالدين اطفال من جنس واحد، فليجأ الوالدين الى الكشف عن الجنين بواسطة السونار لمعرفة جنسه قبل الولادة متمنين ان يكون الطفل من الجنس الاخر، وفضل هذا يعود الى العلماء الذين يبتعدون عن التراشق او الدخول في مناقشات عقيمة نهايتها خطان متوازيان لا يلتقيان، او معاكسة الاخر لانه اكفأ او اكبر منصباً او اكثر شعبية، كما يحدث معنا نحن الشرقيين.

الحكم الذاتي يشبه كثيراً محاولة الانجاب لزوجين ظلا عقيمين لسنوات طويلة وعندما صار الحمل حقيقة لم يهتما بجنس الجنين بل تضرعوا وطلبوا من الله ان يتمم فرحتم بمولود بصحة جيدة دون عاهات او تشوهات، حكمنا الذاتي جنين في مراحله الاولى من النمو وبدلا من اجهاضه او حقنه بأدوية تأثيرها السلبي معروف مسبقاً علينا مراعاته والاهتمام به بغض النظر عن جنسه، لانه اول جنين بعد سنوات كثيرة من العقم الذي ابتلى به شعبنا.

من المعلوم ان لكل انسان افكار ومبادئ يؤمن بها، يطبقها احياناً ويتاجر بها اغلب الاحيان!!! ويحاول ان يجد اتباع ومؤدين لما يقوله ويفعله، لكن من جهة اخرى وكأمر طبيعي من شرائع الحياة هناك من يعارضه ويناقشه على افكاره، حيث المناقشة والحوار الهادئ البعيد عن التعصب الاعمى والتعنت بأفكار قيادية !!! مفروضة هما عجلة التطور والتقدم لأي مجتمع انساني.

منذ انهيار مملكة بابل وشعبنا يتحمل السياط ويهضم الاهات ويقتل ويهجر ويلاحق ..و...و... مرة باسم القومية واخرى باسم الدين، لا نعرف صديقنا من عدونا وبفضل انقسامنا على انفسنا اصبحنا مشتتين واقلية وجالية وضيوف في وطن كنا اسياده الاوائل وغيرها من الاسامي التي تطلق على شعبنا انتقاصاً واستخفافاً، لذلك لم يستطع شعبنا طوال كل هذه القرون من اقامة منطقة خاصة به يحكمها، او يشكل كيان مستقل يعبر عن طموحات ابنائه ويؤمن مستقبل اجياله القادمة.   

تأييد الفكرة او معارضتها ليست مشكلة بحد ذاتها، لانه من الطبيعي ان يكون لكل فكر او عقيدة او مشروع سياسي مؤيدين ومعارضين، لكن المشكلة تكمن في اشباه المثقفين والمتعلمين السياسيين والاعلاميين التابعين ( وكأن بظهور كتاباتهم المزينة بصورهم اصبحوا قاهري الفكر والزمن في آن واحد ) ...... وكأن الكتابة عن موضوع يخص شعبنا ومستقبله بسيط وسهل مثل تدخين سيجارة او شرب كأس شاي في احدى المقرات الحزبية! فاغلبية ( اقول اغلبية وليس الكل ) الكتابات التي نشرت واخذت مكاناً مهماً في بعض المواقع الالكترونية لم تحلل المسألة وتدرسها بشكل حيادي اضافة الى الابتعاد عن المضمون وعدم مقارنة ايجابيات القضية بسلبياتها، فالبعض كتب عن الموضع كهواية والبعض الاخر معتمداً على خطابات ومواقف مسؤوله الحزبي والبعض الاخر منفذاً اوامر مدير شركته التجارية ...... هكذا نشرنا خلافاتنا وغسيلنا امام العالم دون خجل او شعور بالمسؤولية تجاه مستقبل شعبنا ووجوده. 

بعد التغيرات التاريخية التي حصلت في العراق كان الاحرى بأحزابنا القومية وسياسيينا الذين يتباهون بنضالهم الطويل !!! توحيد خطابهم السياسي بدلاً من الركض وراء كرسي مهترء ومهمش في مجلس الحكم او برلمان العراق الطائفي يجلسون عليه على حساب معاناتنا، هكذا خرس صوتنا وضاعت حقوقنا في الدساتير.

اكبر الحجج التي يتخذها المعارضون لفكرة الحكم الذاتي عكازاً ومسنداً لارائهم ويداولها بعض الكتاب، هي حجة اخلاء المناطق الجنوبية من ابناء شعبنا اذا ما تحققت هذه الفكرة على ارض الواقع !!!، وكأن اهلنا في هذه المناطق يعيشون في نعيم سيفقدونه عند قيام هكذا منطقة؟ او ان بقائنا يكمن في ادامة وضعنا الحالي منقسمين ومنتشرين في وطن موزع ومقسم ومحصص طائفياً؟ هل سأل هؤلاء انفسهم عن عدد العوائل المهجرة والمرحلة؟ عن عدد المختطفين والمختطفات؟ عن عدد المغتصبات؟ ...... 

معارضة مشروع الحكم الذاتي لا يكون بالصراخ واستخدام الالفاظ السوقية او الاستهزاء والتنكيت كما حدث مع بعض الكتاب المعارضين لهذا المشروع، بل يكون بالمناقشة الهادئة مع اثباتات وحقائق واراء موزونة غير قابلة للدحض، فعندما يعارض شخص ما مشروع او قضية مهمة وكبيرة تخص الشعب ومستقبل ابنائه بل وبقائه ووجوده يجب عليه معرفة الطريق الذي سيسلكه قبل البدء بالخطوة الاولى، فبدلاً من اطلاق العنان لغضبه يسطر كلمات بذيئة ويكيل التهم الجاهزة والمجانية لكل مؤيد للفكرة او معبر عن رأيه تجاه المشروع بشكل ايجابي، عليه دراسة الموضوع وتشخيص العلل والسلبيات للخوض في مناقشة يكون هدفها توضيح الحقائق واظهار الجوانب المعتمة لكسب اكبر عدد ممكن من اراء الجمهور والعامة من ابناء الشعب المعنيين والمتأثرين بالقضية الذين لهم الاحقية في الحكم على الاصلح.

قبل ان نتسابق في كيل التهم والتفلسف بالتلقيب واطلاق الصفات البذيئة على الاخر، التي كثرت ورخصت في الاونة الاخيرة، علينا كشعب وسياسيين ومثقفين كباراً وصغار دراسة القضية من كل الجوانب بدلاً من التركيز على جانب واحد سواء كان هذا الجانب نيراً او مظلماً، لكن ابراز الجانب المنير افضل دائماً من اظهار الجانب المظلم والتعنت به، من هذا المنطلق اسأل المعارضين ( من ابناء شعبنا طبعاً ) لفكرة الحكم الذاتي واقامة كيان خاص بشعبنا بعض الاسئلة التي ستخفض من حرارتهم المرتفعة قليلاً لو اجابوا عليها بأنفسهم ولأنفسهم دون تعصب او تعنت :-

1- ماذا حل بمملكة بابل وامبراطورية شعبنا المترامية الاطراف ؟

2- لماذا لم يفلح شعبنا بتأسيس مملكة او بناء امبراطورية اخرى ؟

3- لماذا تشتت شعبنا وتشرد ؟

4- لماذ لم يستطع شعبنا الصمود بوجه حملات التصفية التي تعرض لها طوال كل هذه القرون ؟

5- هل اقامة منطقة حكم ذاتي تخص شعبنا تعني حصر المسيحيين في منطقة واحدة تكون سبباً في ترحيل الساكنين وتجردهم من حق الامتلاك والعيش في المناطق الاخرى من العراق ؟

6- كم مرة حانت لشعبنا فرصة اقامة كيان مستقل ولم يستغلها ؟

7- كم سيصمد شعبنا ضد هذه الحملة التي يتعرض الان في ظل هذه الاوضاع المتفجرة في بلد نحن من اقلياته ؟

8- ما هو عدد المقيمين في الداخل وعدد المقيمين في الخارج من ابناء شعبنا وكم سيصبح عددهم داخلياً بعد بضعة سنوات اخرى ؟

9- ما هو تأثيرنا على/في القرار السياسي في وطن نحن فيه اقلية، خصوصاً ونحن متفرقين وكل يطلب ويناضل حسب ما تقتضيه مصالحه الشخصية والعشائرية او التعبوية ؟

10- ما هو تأثير اقامة هكذا منطقة على وحدة الوطن الممزق والمقسم اصلاً ؟

هذه الاسئلة واسئلة اخرى كثيراً تدعونا للتمعن جيداً في أي قرار سياسي يتخذه او يناقشه أي طرف او حزب سياسي قومي لشعبنا تجاه هذه المسألة تحديداً، فالكتابة بصورة عفوية مقيدة بعواطف وراثية !!! عن موضوع شائك ومعقد ومصيري مثل الحكم الذاتي لا تقدم ولا تؤخر، لان هذا اكبر من حزب سياسي او رجل اصبح رقماً او مثقف يطل علينا لكيل التهم وتوزيع الخيانات عن كل فرد من هذا الشعب عبر عن رأيه تجاه هذه القضية.

هناك البعض من الشخصيات السياسية تعبر علناً وبكل صراحة ان معارضتها لفكرة الحكم الذاتي هو لان الذي تبنى المشروع واعلن عنه ويعمل على تحقيقه هو السيد سركيس اغاجان، وليس لان المشروع لا يحقق مصالح شعبنا ولا يلبي طموحات شعبنا القومية!!!، اي ان معارضتهم ورفضهم للمشروع مسألة نفوذ وسلطة ومصالح شخصية ليس لها علاقة بمستقبل شعبنا ومصير ابنائه واجياله القادمة، هكذا يصر هؤلاء على العبث بمصير شعبنا واغتيال احلامه حقداً وغيرة لان الذي عجزوا عن تحقيقه في عشرات السنوات استطاع غيرهم تحقيقة في سنوات قليلة.

ربما يكون االوقت قد حان ( خصوصا بعد التغيرات السياسية التي حدثت في العراق بعد اسقاط النظام السابق ) ليعمل الجميع ( اقصد بالجميع المخلصين من ابناء شعبنا وليس المتاجرين باسمه ومعاناته )  كل حسب موقعه لتثبيت حقوقنا دستورياً من ضمنها الحق في اقامة منطقة حكم ذاتي خاصة بشعبنا تحمي ما بقي من تراثه وتعزز بقائه في وطن هم اصله.

معارضتنا لمشروع الحكم الذاتي تشبه كثيراً جواب الطالب الذي سأله المعلم عن فوائد الجزر، فقال الطالب :- مفيد للنظر، وعندما طلب منه دليلاً اجاب الطالب بسرعة ودون تفكير وكله ثقة :- لانني لم ار في حياتي ارنبا مرتديا النظارات !.

ستکون ناجحآ عندما تدرك أن الفشل حدث وليس شخصاً – من اقوال المشاهير

كوهر يوحنان عوديش

398
أدب / ثمن الوطن
« في: 12:57 23/06/2008  »
ثمن الوطن



1
في وطني
كل شيء غالي
الا حياة الانسان
بسعر الهواء

2
بلادي ...
جثة مقطوعة الرأس
ومجهولة الهوية

3
يدنا المكسورة
تتوسل اصابعها الخمسة
الكف عن القتال

4
الحمام هاجر بلادي
وجذور الزيتون ملت الدماء
والذئاب ...
تلف العمائم
وتبحث عن اخر طفل حي

5
هذه السيدة
علبة فاسدة
تسمم الشعب
وتفسخ الوطن

6
بثمن الوطن
اشترينا مقبرة
لدفن المستقبل



كوهر يوحنان عوديش

399
في الذكرى الخامسة للاحتلال ماذا بقى من العراق؟!
كوهر يوحنان عوديش

تمهيد

لم يكن العراق باسوأ حالاً مما هو عليه الان، فالجثث تطفو على الانهر وتملأ الشوارع والاطفال يختطفون والفتيات يجبرن على لبس الحجاب ويغتصبن ويقتلن بأبشع الاشكال والنساء بغايا قسراً والمكتبات تفجر وبيوت الله تنسف ...... فوضى لا مثيل لها في تاريخ هذا البلد، كل هذا يحدث في عراقنا الجديد، عراقنا المحرر/ المحتل عراق سيادة القانون وحرية التعبير عراق الديمقراطية المستوردة وحقوق الانسان المثبتة والمصانة حسب التعريف الامريكي ومصلحة الشركات الامنية ومصانع الاسلحة .... ، عراق لولا مأساته ومعاناة  شعبه لافلست شركات الاخبار واقفلت الكثير من القنوات الاخبارية الفضائية.

عراق اليوم انسلخ عن عراقيته واصبح يرمز له بنقطة حمراء وعلامة استفهام في الخارطة العالمية، فالبلد الذي كان الاول بالزراعة ويطفو على بحار من النفط تفيض خيراته على شعوب الجوار وفقراء العالم، ويعامل حامل جنسيته بكل ادب واحترام في المطارات الدولية ويحلم الكثير من الملوك والامراء واصحاب المليارات بالمرور به يوماً، اصبح اليوم بلد الخراب تطحنه حرب اهلية ومن يدخله لا يخرج منه سالماً، وكرامة ابنائه تداس في المطارات ويهان الشخص على عراقيته ويستخف بتراثه وحضارته وكل قيمه علناً مع سبق الاصرار، وشعبه مشتت ومنقسم بين مهجر ونازح ومغترب يتوسد الارصفة او يمد الايادي.

الحكومة المنتخبة

اغلبية اعضاء الحكومة الجديدة لم يكونوا موجودين داخل العراق، اما تركوا العراق كرها وقسرا ملاحقين او طواعية لينقذوا انفسهم من جلادي النظام السابق وفي كلا الحالتين لم يكونوا مخيرين لان البقاء يعني الفناء، وبدلا من تطبيق محاسن النظام الذي عاشوا تحت ظله وامنوا على حياتهم وحياة عوائلهم جراء تطبيق قانونه الذي يعلو على جميع المناصب والاعراق والاديان، قام معارضي الامس واسياد اليوم بفرض الفوضى وتقسيم البلد على اساس قومي وديني وطائفي وقسم شعبه الى درجات حسب انتمائه او معتقده.

لقد اثبت الحكام الجدد، الذين عارضوا نظام صدام حسين، بأنهم لم يكونوا سوى ناس انتهازيين وانتفاعيين، وهذا يؤكد ان معارضتهم للنظام السابق لم تكن معارضة ونضال ضد نظام يسيء للبلد بسياسته العوجاء بل كانت معارضة الكرسي ومن يجلس عليه، لذلك نرى ونشاهد بأن اوضاع البلد بعد الاحتلال والمجيء بحكومة منتخبة !!! تابعة !!! تسير من السيء الى الاسوأ، فبدلاً من الاعمار يكملون التدمير.

حروب صدام ...... والحرب الاهلية

بعد كل هذا الدمار الذي لحق بالبلد وكل هذه الجثث ( المجهولة الهوية طبعاً !!! ) التي تملأ الشوراع اما مشوهة او مقطوعة الرأس، لا زال مسؤولينا الكرام يدعون ويعلنون ( كما كان وزير الاعلام السابق محمد سعيد الصحاف يفعل اثناء الحرب ) بأن العراق بخير ويمضي قدماً في تثبيت الديمقراطية نظرياً وعملياً !!!.

الكل يعرف بأن النظام السابق دخل حربين مدمرتين ارجعتا العراق الى الوراء عقوداً كثيرة، وكان ثمن هاتين الحربين ملايين الانفس البرئية ومئات الملايين من الدولارات !!! لكن الاعداد بعد زوال النظام زادت بشكل فظيع، فاعداد القتلى بنيران شركات بلاك ووتر ومفخخات ابناء الله وطلقات الميليشيات التابعة وسيوف حارسي الجنة تتأرجح بين المليون واكثر !!! حسب الاحصائيات المتوفرة، وتبلغ المبالغ المنهوبة والمسروقة علناً !!! منذ احتلال العراق عام 2003 اكثر من 250 مليار دولار!!! ( يا رب زد وبارك ).

في حروب النظام السابق كان الجيش والشعب العراقي يعرف عدوه ويتخذ الاحتياطات اللازمة لذلك، اما اليوم فالعدو مجهول، لان أي شخص، منزوعاً من كل المناصب والانتماءات والمعتقدات، مهدد بالقتل او بالاختطاف، فالفرد العراقي ليس كالسابق يقتل في ساحة المعركة لان النظام تسبب باشعال فتيل الحرب مع هذه الدولة او تلك, بل اصبح يقتل في الشارع والبيت والسوق ومكان العمل ...... على الهوية والاسم !!!.

ديكتاتورية النظام السابق وديمقراطية النظام الجديد

 

التغير الذي حصل في العراق قبل خمسة اعوام شمل جميع النواحي، لكن النواحي الاكثر تأثراً بهذا التغير كانت السياسية والامنية، فتغير نظام حديدي وديكتاتوري ( ان صح التعبير ) مثل نظام صدام حسين ليس بالامر الهين والبسيط، وما رافق السقوط من عمليات نهب وسلب وفوضى في دوائر الدولة هو شيء عادي بالنسبة لمثل هكذا احداث، لكن الاسوأ هو الاستمرار على النهج نفسه.

لا زالت عمليات النهب مستمرة وبصورة علنية سواء من قبل الامريكان وحلفائهم او من قبل الاحزاب الحاكمة وميليشياته، والا ما معنى اختفاء كل هذه المليارات من خزينة الدولة !!! في وقت زوال الدكتاتورية التي كانت تصرف على الشعب 5% من عائدات العراق المالية ؟؟؟

اما الجانب الامني فيذكرني بالنكتة التي شاعت بين العراقيين ابان حكم النظام السابق لوصف وضعهم الامني :-  قالوا ان وفداً من الجمعيات الفلاحية زار صدام في أحد قصوره الجديدة التي بنيت في وقت الحصار، عندما كان الشعب يموت جوعاً والاطفال يذبلون في المستشفيات لعدم توفر الادوية، وبعد أن سمعوا اقوال ونصائح قائدهم قائد الضرورة تمنوا له طول العمر وغادروا القصر. أراد صدام أن يشعل سيجاره الكوبي ففتش عن ولاعته الذهبية فلم يجدها، فصرخ على الحراس قائلاً :- لاتدعوا الوفد يخرج من القصر وحققوا معهم، لقد سرق هؤلاء الحرامية ولاعتي. انشغل صدام بأتصال هاتفي مهم ثم ذهب الى المرحاض ثم بمكالمات أخرى وبعد ساعة رأى الولاعة على الارض بقرب مكان جلوسه، عندئذ تذكر الوفد فاتصل بالحراس مرة ثانية وأمرهم أن يخلوا سبيل وفد الجمعيات الفلاحية لأنه عثر على الولاعة التي سقطت منه سهوا. فجاءه الرد: لايمكن سيدي، لأن نصفهم أعترفوا بالسرقة والنصف الاخر ماتوا أثناء التحقيق!

ان لم يكن الشعب العراق بأكمله معارضاً لسياسية النظام السابق وطريقة تعامله مع العامة فأن الاغلبية كانت كذلك، لذلك تفاجأ الكثير من اصدقائه ومؤيديه واتباعه  لمظاهر الفرح التي عمت البلاد لسقوطه، لكن الفرحة لم تدم طويلاً فالامن والنظام الذي كان موجوداً اصبح فوضى وحرباً اهلية وطائفية مقيتة ادت الى قتل مئات الالوف ونزوح الملايين من ديارهم.

اعداء الامس حلفاء اليوم

بما ان العمل المعارض داخل العراق كان نوعاً الانتحار، التجأ القسم الاكبر من المعارضة العراقية الى دول الجوار لاكمال مشوارهم، وهكذا كون هؤلاء المعارضين علاقات سياسية حميمة مع نظام الدول المضيفة، او بالاحرى ان الكثير من هذه الاحزاب والحركات وشخصياتها السياسية المتنفذة اصبحت ورقة عمل بيد الدول المضيفة فترفعها متى تشاء وتكبسها متى تشاء حسبما تقتضيه الضرورة وتفرضها المصلحة العليا!!!

من المعلوم ان لكل حزب معارض او مسيطر على الحكم ( ديمقراطيا كما يحدث في الشرق الاوسط عامة !!! ) ايديولوجيا واهداف ورؤى مستقبلية ومنهج محدد لنوع العلاقات الخارجية وطريقة التعامل مع الهيئات والمنظمات والحكومات الدولية، لذلك كان من الطبيعي ان تعارض بعض احزابنا الوطنية ! سياسية امريكا الخارجية وتصرفاتها ازاء شعوب العالم وحكوماتها بشكل عام، وهكذا سمعنا ان امريكا امبريالية او هي الشيطان الاكبر او ..... وغيرها من المسميات، لكن اليوم وبما ان العراق اصبح تحت الوصاية الامريكية وثروته من موروثات العم سام، اصبحت تلك الاحزاب الوطنية والمخلصة احصنة شطرنجية يلعب بها العم السام ويوزع رواتبها مدير صندوق النقد الدولي شيكاً!.

خمسة سنوات مضت والشعب يتمنى ويدعو ويصلي من اجل وطن مذبوح، وطن من غير وطنيين يدوسه الغريب وينهبه القريب, وطن اصبح اوطان متفرقة، وبدلا من حكومة تقوده حكومات وعصابات وميليشيات كل يبيع ويشتري على هواه، وطن اشعلوا فيه حرباً طائفية غيرت النسيج الاجتماعي للبلد وزرعت الكره والحقد في نفوس اطفاله الذين تركوا الدراسة لينضموا الى ميلشيات امية تابعة تنفذ أجندة ومخططات خارجية هدفها تدمير البلد وتمزيق اوصاله.

لقد اثبتت سنوات الاحتلال بكل ما احتوته من فضائح ومسلسلات التعذيب اكذوبة الطرح الامريكي ومزاعمه من تدمير الاسلحة الكيمياوية وتحرير العراق وحقن مجتمعه بديمقراطيتهم، فبدلا من بناء مجتمع مدني وتحسين اقتصاد البلد والعمل على استقراره وتعميره، اكملوا التدمير وجاءوا بجيش من التوابع والمرتزقة واللصوص ليتصرفوا بثروة العراق ومستقبل اولاده حسب ضروراتهم التاريخية !!!.

سؤال اخير:- ترى كيف سيكون وضع البلد بعد خمسة اعوام اخرى لو استمر سادتنا وحكامنا على السير في نفس الدرب وعلى نفس المنوال ؟؟؟ 

كوهر يوحنان عوديش



400
متى توحدنا المعاناة؟!
كوهر يوحنان عوديش
 
الهجمة الشرسة والوحشية التي يتعرض لها مسيحييو العراق تقلق بال الكثير من المهتمين بأمور وقضية شعبنا، وتدفع بالاكثر من ابناء شعبنا الى ترك الوطن مجبرين ومهددين تاركين ورائهم اموالهم التي دفعت كجزية وبيوتهم التي اصبحت من غنائم الحرب !!! واطنان من الذكريات التي ترافقهم كظل من محطة الى محطة  اخرى.

ما نتعرض له كمسيحيين وشعب يعتبر اقلية يهدد وجودنا ويقطع جذورنا من وطن كنا اسياده الاولين، فعمليات التفجير التي تطال كنائسنا والخطف لغرض الابتزاز ودفع المال الذي عمم على ابناء شعبنا  والقتل الاعمى لابريائنا ورجال ديننا المسالمين وخطف البنات واغتصاب شرفهن او تزويجهن وتغيير دينهم قسراً، كل هذه الامور وغيرها من المظالم التي تجري امام انظار حكومتنا المنتخبة وتحت مراقبة مناظير جنود الاحتلال واسيادهم تدفع بالمسيحيين العراقيين الى الشعور التشاؤم وعدم الاطمئنان لما يخئبه المستقبل لهم في وطن يعتبرهم مواطنين من الدرجة الخامسة.

الغريب في الامر ان كل هذه المآسي والمحن لم تستطع توحيدنا، او بكلام اوضح لم تدفع بقادتنا وشخصياتنا السياسية ورجال ديننا الكرام الى التفكير بتوحيد خطابهم السياسي وكنائسهم المنتشرة هنا وهناك دون ذكر الطائفة او القومية، وبدلا من التوحيد ابتعدوا عن بعضهم البعض ملايين الاميال مسافة وفكراً لكي يحتفظ كل لنفسه بالمنصب والمال التي يخص ابناء قومه او كنيسته او حزبه !!! متجاهلا كل المخاطر والتهديدات التي تحيط بنا نحن المسيحيين ( الكلدان الاشوريين السريان، مع احترامي لكل الذين يؤمنون بأننا شعب واحد لكن هناك من اتفق مع هذه التسمية وتبناها اما خوفاً على مصالحه او لغرضاً في نفسه، ولا نعرف متى تنتهي هذه المصالح لتنتهي معها هذه الوحدة المعوقة المرتكزة على عكاز المصالح الشخصية ).

كان هناك عوامل واساليب وطرق كثيرة للحد من معاناتنا وجعلها اخف مما هي عليه الان لو تصرف مسؤولينا الكرام ( اقصد هنا قادة الاحزاب ورجال الدين وممتهني السياسية واطفالها وتجارها الذين لم يشعروا بالمسؤولية يوماً ) بدرجة اكبر من العقلانية وتعاملوا مع الواقع بشفافية بعيداً عن التنافس الحزبي اللاشريف وغير النزيه الذي ادى الى المزيد من التفرقة والتشتت وسلب المزيد من الحقوق واهمال كل المطاليب كونها مرفوعة من قبل مجاميع منقسمة على نفسها.

حسب اعتقادي، فان اهم الاسباب التي كانت حجر عثرة امام توحيدنا هي:-

1-  الاحزاب والحركات والمجالس السياسية المتناثرة في الوطن والمهجر لم تكن يوماً بحجم المسؤولية التي نادت بها او اسست وشكلت لاجلها، فجميع الاحزاب لم تكن سوى وسيلة لتحقيق مطامح ومطامع اشخاص معدودين تاجروا وقامروا بلقمة الفقراء واليتامى !!! والا فاين هم الان من معاناة شعبنا ومأساته ؟ وماذا حققوا لهذا الشعب حتى هذه اللحظة؟

2-  رؤوساء الكنائس ورجالها اصبحوا مثل السياسيين بعيدين عن الرعية ولا يربطهم بها رابط سوى رابط ( كم استفيد من هذه العملية )، فاضافة الى عدم جديتهم في توحيد الكنائس التي تعتبر من اهم الخطوات لتوحيد شعبنا المنقسم، نلاحظ بعدهم عن مشاكل ومعاناة الفقراء والمعوزين والمحتاجين من ابناء طائفتهم !!!، فبعدما كانت الكنيسة بيت الفقراء، ووعظة القس هي صوت المعوزين اصبحت اليوم منبراً او ميراثاً يخص الكاهن فقط ليعاتب هذا ويوبخ ذاك او يشكو حالته المادية !!! للحضور دون التطرق ولو مجاملة لما يواجهه المحتاجين من المهجرين او ابناء المنطقة من محن. هل فكروا يوماً في ان يدعو الحاضرين للتبرع كل حسب امكانيته لمهجر يسكن مدينتهم غذائه خبز وشاي؟؟؟ او مساعدة فقير لا يملك ثمن عملية جراحية تنقذ حياته او حياة احد افراد عائلته من الموت المحقق؟؟؟ اين انتم من ما تنادون به من تعاليم وقيم ؟؟؟

3-   المثقفين ولمعان الذهب الذي يعميهم، ليس المثقف ذاك الشخص الذي يطبل لهذا ويزمر لذاك ( مع احترامي لكل مثقف لم يبع ضميره ولم يعرض ذكائه وافكاره للمزايدة في معرض السماسرة ) حسبما ما يدفع له، فاغلبية المثقفين تحولوا الى سياسيين متعلمين يصفقون للتمثال يوماً ويقبلون الصنم يوماً اخر، فلا عيب في ان تغير جلدك حسب تدارج الفصول ما دام العم يدفع اكثر !!!.

4-  المختلسين واحزابنا القومية ومجالسه وادارة الشعب وتمثيله !!!، لا اعرف ماذا يكون شعور طائفة او قومية او اي شعب من الشعوب عندما يعرف ان المتحدث بأسمه ( العضو في المجلس او الحزب الفلاني ) كان مسجوناً بسبب اختلاسه من الاموال العامة وتصرفاته اللااخلاقية، ولكن اليوم وبعد تغيير النظام تحول الى سجين سياسي يحكم المدينة الفلانية او يمثل منطقته في المجلس العلاني لانه الوحيد العبقري في مدينة الجهل التي يعيش فيها !!! هنيئاً لشعبنا اسياده المثاليين.

5-  الانانية والمصلحة الشخصية التي تطغى على كل الاعمال والمواقف والاتفاقات السياسية، فلا احد يفكر بالمصلحة العامة قبل تفكيره بالمصلحة الشخصية، وهذا من اهم الاسباب التي ابقت شعبناً متفرقا طائفياً وسياسياً، لان المتمسكين بالقرار يخافون ضياع الامتيازات.

هذه الاسباب، وغيرها من الاسباب التي ربما اكون قد نسيت التطرق اليها، ادت الى توسيع الفجوة بين الاشقاء الذين حاروا من يبايعوا والى من ينتموا، لان المسلطين على رقابنا والمتحدثين بأسمنا كل يسحب الحبل من طرفه ويحاول بكل الطرق والوسائل الى محو الاخر وتهميشه دون التفكير بمصلحة قومه او مصير امته.

لو كانت الطعنات تأتينا من الغرباء فقط لكان الامر اهون وكان الشعب يتفهم ذلك على انه ظلم من الاعداء، اما ان يأتي السادة المتحدثين بأسمنا والذين يمثلونا في المحافل الرسمية والذين يعلموننا ويرشدوننا الى الطريق القويم ليوسعوا الجرح ويعقموه بالخل والملح فهذا قمة في العذاب والالم.

ربما آن الاوان ليتخذ سياسيينا وقادتنا ورؤوسائنا ورجال ديننا الكرام من معاناتنا وسيلة للتقارب والتفاهم وشعارا للتوحيد والتصاحف، لعلهم بذلك سيفتحون صفحة جديدة في تاريخهم وتاريخنا.

كوهر يوحنان عوديش


401
مقتدى الصدر نضوج سياسي ام ندم وصحوة ضمير ؟!
كوهر يوحنان عوديش

بعد ايام قليلة من تمديد تجميده لانشطة ميليشيا جيش المهدي الذي يقوده عسكرياً لستة اشهر اخرى، قال مقتدى الصدر ان سبب غيابه عن الساحة السياسية والعمل العام يعود الى ابتعاد بعض اتباعه عنه وخروجهم عن طاعته، والى فشله في تحرير العراق وجعله مجتمعاً اسلامياً مؤمناً.

تم تشكيل جيش المهدي، الذي يتهم باحتوائه على الكثير من البعثيين وفدائيي صدام وغيرهم من المجرمين واللصوص، بعد سقوط النظام السابق وتورط بالتشابك مع القوات الامريكية وقوات الامن العراقية مرات عديدة قتل فيها المئات، اضافة الى قيام هذه الميليشيا باعمال اجرامية منها قتل واختطاف رجال العلم من ذوي الشهادات العليا والقيام بحملات تطهير طائفي وعرقي في بغداد وضواحيها طالت المسلمين من السنة والمسيحيين بكافة طوائفهم.

يحكى عن مقتدى بأنه رجل مزاجي متقلب قادر على تحريك جمهوره الكبير من الفقراء والأميين الناقمين واثارتهم، وعن كونه من القلائل، او ربما الوحيد، من الزعماء الشيعة الذين لم يعقدوا أية صفقات مع المحتلين، لكنه بنفس الوقت يعتبر من رجال ايران المخلصين، وهذا هو سبب دعمه من قبل ايران بالمال والسلاح حيث اتهم جيشه مراراً وتكراراً من قبل القوات الامريكية بأنه يستعمل اسلحة ومتفجرات ايرانية الصنع.

بيان/ اعلان/ توضيح السيد مقتدى جاء رداً على سؤال البعض من اتباعه حول انقطاعه عن الرعية، والطريقة التي عبر بها السيد عن شعوره تجاه ما يحدث وسبب انقطاعه واختفائه من الساحة كانت مثيرة للجدل والتساؤلات، فركز على ثلاثة نقاط مهمة ادت الى انعزاله عن الناس حسب تعبيره:-

1-   الاحباط لانه لم يستطع اقامة دولة اسلامية على غرار جمهورية ايران الاسلامية.

2-   نقمته على المقربين من اتباعه لان الكثيرون ممن احسن الظن بهم انشغلوا بمكاسب دنيوية وانغمسوا في مهاوى السياسة ووديانها واحزابها.

3-   تشاؤمه من اوضاع البلاد السياسية وبقاء المحتل وعدم تحرير العراق.

ربما يكون السيد مقتدى قد ادرك اخيراً ان اقامة دولة اسلامية على غرار جمهورية ايران امر صعب ان لم يكن مستحيلاً، لان امريكا وحلفائها لن يقبلوا بتحالف شيعي عراقي وشيعي ايراني يعرض مصالحهما للخطر، اما نقمته على اتباعه الذين اصبحوا مثل الجياد الجامحة لا يمكن السيطرة عليهم فهو اعتراف مثير للدهشة، فجيش المهدي واتباع السيد مقتدى لهم سوابق اجرامية كثيرة، منها قتل عبد المجيد الخوئي فور عودته من لندن وعمليات التطهير الطائفي التي قاموا بها في كثير من مناطق بغداد وضواحيها ضد المذاهب والاديان الاخرى وتهجير الاف العوائل المسيحية واحتلال بيوتها علناً !!!
اما عن تشاؤمه من اوضاع البلاد السياسية وبقاء المحتل فهذا بند يحتاج الى الكثير من الكلام والكثير من الملفات، نبدأها بوكيل وزراة الصحة السابق حاكم الزاملي وقائد قوات الحماية في الوزراة العميد حامد الشمري، المنتمين الى التيار الصدري، المتهمين باستغلال امكانات الوزراة للقيام بعمليات خطف وقتل وتورطهما في اعمال العنف الطائفي، ومواقف السيد مقتدى نفسه المتشددة من العملية السياسية وجهود المصالحة الوطنية والقرارات المصيرية، وانفلات عناصر جيش المهدي ليخطفوا ويقتلوا ويدمروا  و ... و ... و...، الم تكن كلها اسباب في عدم استتاب الامن وتطبيق القانون واستقرار الوضع السياسي ؟؟؟

كان يمكن للسيد مقتدى ان يدخل الساحة السياسية من باب اخر، فمقتل عمه وعمته وبعدهما والده وشقيقاه وحجزه في البيت مع امه وشقيق اخر كان كافياً لمعرفة المظالم التي يوزعها النظام على شعب العراق، لكن بعد سقوط النظام السابق وبدلا من العمل على محو كل اثاره ومظالمه انشغل السادة الجدد ومن ضمنهم السيد مقتدى بعملية اقتسام الكعكة، ولما كان العراق بلد تعيش فيه طوائف وقوميات مختلفة عمد الكثير منهم الى الارتكاز والاستناد على القومية او طائفته الدينية  للاستحواذ على الجزء الاكبر، ومن هذا المنطلق قام السيد مقتدى بتشكيل جيش طائفي يتهم بالكثير من الجرائم وعمليات التطهير العرقي التي مورست ضد المسلمين السنة والمسيحيين وبقية الاقليات، اضافة الى مشاركته في الانتخابات بقائمة طائفية معتمداً على عواطف انصاره واتباعه من المذهب الشيعي، كل هذا ادى الى انحسار وتراجع نسبة مؤيديه.

فبدلاً من تشكيل جيش طائفي كبير ينضم اليه المجرمون والخارجون عن القانون ليبعثوا في البلد الموت والدمار ويحتموا من العقاب مستغلين سمعة ومكانة قائدهم، جيش يخرج عن السيطرة ليصبح كل عضو فيه قائداً مستقلاً يحتكم الى حقده ومصالحه الشخصية، كان يمكن للسيد مقتدى ان يشكل جيشاً متنوعا ينتمي اليه العراقي بمختلف قومياته وطوائفه واديانه مهمته فرض القانون ومعاقبة المجرمين، خصوصاً في الوقت الراهن حيث الامن مفقود والحكومة هزيلة وافراد الجيش والشرطة اما مرتشين او متورطين، جيش يحمي المهددين بدل ترحيلهم واستملاك بيوتهم والتصرف بأملاكهم !!!. 

والسؤال الذي يبقى قائماً هو:- انعزال مقتدى الصدر هل هو نضوج سياسي بعد خمسة سنوات من العمل في وطن مشتعل ام يعتبر ندم وصحوة ضمير على ما ارتكبه انصاره واتباعه من عناصر جيش المهدي من جرائم واعمال شغب بحق الابرياء والعموم من ابناء الشعب العراقي ؟؟؟ سؤال ستجيب الايام المقبلة من خلال تصريحاته ومواقفه السياسية.

كوهر يوحنان عوديش

402
رسالة مفتوحة الى الذين لا يفرقون بين التيس والمعزة
كوهر يوحنان عوديش
 
يحفظ لنا التاريخ كما هائلاً من الحكم والامثال والقصص، منها المبكي ومنها المضحك ومنها الذي تتحدث لنا عن الحكمة والذكاء والانصاف ومنها العكس التي تحدثنا عن الجهل والغباء والخيانة .......الخ، ومن هذه القصص قصة ذلك الغبي الذي اجتمع حوله الاطفال يصيحون ويضحكون عليه فصرفهم عن نفسه بحيلة ان هناك عرساً بالطرف الاخر من القرية يوزع اكلاً وحلوى، وبعد قليل من ذهابهم ركض مسرعاً باتجاههم قائلاً لنفسه لعل الخبر يكون صحيحاً وانال نصيبي.

تذكرت هذه القصة وانا اقرأ بعض المقالات والردود والملاحظات ( المليئة بالاخطاء الاملائية ) التي يبديها البعض على البعض الاخر معبرين عن رأيهم وافكارهم التي يؤمنون بها، وهذا من ابسط حقوقهم طبعاً فالكل دون استثناء له الحق في التعبير عن رأيه وطرح افكاره دون خوف من احد او مجاملة لأحد.

شخصياً اعتبر النقد اداة لدفع عجلة التقدم والتطور الى الامام فلولا النقد لكان الانسان يرواح مكانه ويكتفي بما انجز، والمناقشة مهما اختلفت الاراء فهي وسيلة للتقارب وابراز الاخطاء، لذلك لا يمكن لاي كان ومهما كانت درجة ثقافته وشهادته العلمية عالية وكبيرة !!! ان يختم بالشمع الاحمر فكرة معينة ويسخر من آراء الاخرين، فلكل فكرة مؤيدين ومعارضين, ربما اكون مؤمناً بفكرة وعقيدة معينة يؤمن بها الملايين من البشر لكن بنفس الوقت يعارضها وينبذها على اقل تقدير عشرات الاشخاص الذين يعتبرون هؤلاء الملايين مخطئين وغير مثقفين, اما بالنسبة للحوار وإبداء الآراء ومناقشة الامور الفكرية والسياسية والثقافية، خصوصاً عندما تكتب وتنشر كمقالات، فيجب على الكاتب ان يراعي بعض الضوابط والحدود والامانة في الرد على ما جاء في المقابل وليس تحريف الفكرة او تكذيب الاخر ( كما يحدث للبعض عند الرد، فيطلقون العنان لاعصابهم لتشخبط اشكالا يعتبرونها سريالية وهي ليست سوى خطوط متقاطعة رسموها في لحظة سكر !!! وبكل شجاعة ينشرونها )، فالمناقش او المحاور قبل الدخول في اية مناقشة او مناظرة يجب عليه ان يكون ملماً بالموضوع الذي هو بصدده اولاً وان لا يبتعد عن مضمونه وحدوده ثانياً ( اقصد ان لا يشير الى اذنه اليمنى باليد اليسرى كما فعل صاحبهم جحا، ونقصد هنا عدم ترك الموضوع الرئيسي والخوض في نقاشات جانبية لا تقدم ولا تؤخر، فلا يمكن ومن غير المعقول ان نختار عنواناً لموضوع نباتي لنتحدث ونكتب عن حياة الديناصورات المنقرضة !!!
ولكي ابسط اكثر للذين لا يفهمون جيدا سندخل في التفاصيل اكثر قليلاً وابدأه بسؤال، في أي بحث من ابحاث الحاصلين على شهادة الماجستير والدكتوراه لم ينطبق/ ينسجم عنوان البحث مع محتواه ؟؟؟ فهل يمكن لطالب ماجستير او دكتوراه ان يقدم بحثاً بعنوان الفيزياء النووية ويتناول في البحث مراحل نمو الانسان !!! ربما يكون ما يذهب اليه من دراسة حول مراحل نمو وتكوين الانسان صحيحاً بنظره لكن هذا لا يعني ان الهيئة المشرفة على البحث ستقتنع وتمنح الطالب درجة جيد جداً على بحثه لانه تعب واجتهد كثيراً في بحثه هذا، لان الفيزياء النووية ليس لها علاقة بالحياة البشرية هذا اولاً، ام ثانياً الذي يفهم بالفيزياء ربما يكون جاهلاً بما تحتويه كتب الاحياء !!! )، وان يسيطر على اعصابه قدر الامكان ثالثاً لان العصبية تفقد الانسان صوابه فيهذي ويسب ويضرب وفي نهاية المطاف يلعن الجميع على سبب فشله.

لكل انسان في الحياة مجال عمل يختص به، فالطبيب مختص بمعالجة المرضى والبناء ببناء البيوت والمعلم بالتدريس والتعليم .....الخ، ولا يمكن لاي كان ان يحترف بكل المهن لكن في نفس الوقت يستطيع البعض الاشتراك في مهنتين او ثلاثة، كما يمكن لبعض المتعلمين ان يمتهنوا مهن اخرى غير مهنتهم لكن لا يمكن العكس بالنسبة لغير المتعلمين، فمثلاً يمكن للطبيب ان يصبح نجاراً مشهوراً لكن العكس غير ممكن لذلك لا زال المثل ( اعطي الخبز لخبازه ) يقال للبعض في مناسبة او دون مناسبة ( هذا يعتمد على درجة ذكائهم !!! ).     

يخلط الكثير من الناس بين الثقافة والعلم فيعتبرون المتعلم مثقفاً، وبذلك ( حسب اعتقادي ) يخطئون كثيراً، فالشهادة لم تكن يوماً معياراً او مقياساً لثقافة المرء، ربما يحصل المرء على اكبر الشهادات عن طريق ذكائه او امواله او مناصب ابيه !!! لكن درجة ثقافته تكون ادنى من ابن فلاح انهى دراسته الابتدائية  يعيش في قرية نائية ينام ويتغذى ويسهر ويقرأ في غرفة واحدة يشاركه فيها جميع افراد اسرته، فالدكتوراه التي حصل ابن المدينة لذكائه ( او ربما اشتراها بماله او اعطيت له كهدية لمنصب ابيه الجديد ) اضافة الى البيئة والظروف الاجتماعية الاخرى التي تمهد الطريق امام طالب العلم في المدينة لا تقارن ابداً بشهادة الابتدائية التي حصل عليها ابن القرية الذي يستيقظ مبكراً ليساعد والده في اعمال الزراعة والري والرعي وغيرها من الاتعاب اليومية التي تنتظره اضافة الى دراسته ( الكثير من الكتاب والروائيين الكبار لم يستطعيوا انهاء دراستهم المتوسطة لكنهم كتبوا وألفوا واشتهروا عالمياً اكثر بأضعاف من الذين حصلوا على اكبر الشهادات )، هذا ليس انتقاصاً من قيمة الكوادر العلمية التي احترمها كل الاحترام واقدر جهودها للوصول الى ما هم عليه الان، لكن تنبيهاً وتذكيراَ للذين يتبجحون ويتباهون بما حصلوا عليه من شهادات وكأنهم بذلك يعلنون انهم فوق البشر  !!! ( فنلاحظ القابهم وعناوين شهاداتهم تسبق اساميهم كل ما كتبوا مقالة او جلسوا في باص او مروا امام مطعم او ........ )، فبدلا من هذه الالقاب التي يطلقونها على انفسهم لتعظيمها عليهم مراجعة توافههم ليعرفوا قيمة انفسهم ومدى ذكائهم الحقيقي.

ليس المهم ان تقول كل ما تعرف ولكن الاهم ان تعرف كل ما تقول – مثل

كوهر يوحنان عوديش


403
اخر اخبار شعبنا :- قتل واختطاف وتفجير وسرداب مظلم
كوهر يوحنان عوديش

بعد الهدوء النسبي الذي شعر به ابناء شعبنا في بغداد والموصل الذي كنا نتمنى ان يكون بداية جديدة لعراق جديد يسوده القانون ويعمه السلام، تلقى المسيحيون عامة ضربة موجعة اخرى وهي اختطاف المطران بولس فرج رحو وقتل مرافقيه الثلاثة.

اختطاف رجل دين كبير بمكانة المطران، حتى لو كان الغرض من الخطف الابتزاز والضغط على مراجعنا الدينية واهل المطران المختطف لتلبية مطالب الخاطفين والتي هي المال اولاً واخيراً، يعتبر تهديداً ورسالة واضحة لجميع المسيحيين بترك المدينة وعدم البقاء فيها لان مصيرهم سيكون مشابهاً لمصير المطران ومرافقيه الثلاثة، وفي نفس الوقت رسالة واضحة للحكومة والراقصين على طبولها بأن الامن الذي تتحدث عنه الشخصيات المرموقة في حكومتنا الموقرة ليس سوى تصريح اعلامي حفظه هؤلاء السادة مثل الببغاء ليرددوه على مسامعنا كلما اتيحت لهم الفرصة، هذا اذا استثنينا تورط رجالهم وميليشياتهم التي تقتل وتخطف وتهجر علناً.

لم تكن هذه المرة الاولى التي يتعرض لها رجال ديننا الى عمليات مشابهة من قتل وخطف وتهديد، ولن تكون الاخيرة ما دام يعيش بيننا رجال لا يزال الجهل يطوق عقولهم والافكار البالية والمرقعة تملأ نفوسهم المريضة، لكن لنسأل انفسنا كيف تعاملنا مع الحالات السابقة ؟؟؟ وما هو السبيل الى منع حدوث ذلك مستقبلا ؟؟؟

من المؤكد ان الذي يقتل بدم بارد دون التفكير بالأيتام والأرامل الذين هم من مخلفات عمله الجنوني هذا لا يفكر بالصوم والصلاة او بوجه الله وتعاليم انبيائه، لذلك لن تؤثر الصلوات والدعوات وصرخات الاستغاثة في نفوس حاقدة همها الاول والاخير الوصول الى غايتها ممارسة كل الاساليب لتحقيق اهدافها، ولما كان كان شعبنا يؤمن بالسلام وينبذ العنف اساساً، واقلية بلا ميليشيا تحمي مصالحه ودور عبادته، اضافة الى كونه منقسما على نفسه الى مجموعات وكنائس واحزاب طائفية، بفضل هذا كله مضافاً اليه انعدام القانون والفوضى التي تعم البلاد اصبحنا لقمة سائغة للمجرمين واولاد الجهل واحفاد الظلام الذين تعلموا القتل وتفننوا في التعذيب في كهوف تورا بورا.

مأساة شعبنا ومعاناته ليست من الخطف والقتل والتفجير فقط ، بل هناك اعمال وتصرفات اخرى تزيد الطين بلة ومنها، السكوت على هذه الاعمال ( اقصد بالسكوت الاكتفاء بتصريح اعلامي او بيان او توضيح، وعدم اتخاذ اجراءات اكثر حدة وشدة منها الانسحاب من الحكومة والبرلمان .... ) وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه العامة من ابناء وخاصة الفقراء والمعوزين منهم من قبل المسلطين على رقابنا، فقبل ايام نشر موقع عشتار الالكتروني صورا لعائلة مسيحية ببغداد تعيش في سرداب مظلم !!! وتتكون هذه العائلة من سبعة افراد اكبرهم فتاة عمرها ثمانية عشر عاماً وهي طالبة في الثانوية حيث تتولى امور البيت بعد اختطاف والدها قبل عام ونصف، الصور كانت تتحدث وتقول لكل انسان شريف لا زال ضميره حياً وصاحياً :- نحن ايضاً بشر واطفال ونستحق الحياة !!!

لا اعرف بالضبط تفاصيل عيش هذه العائلة ومواردها ومن يساعدها ( هذا اذا كانت تستلم أية مساعدة أصلا )، لكن المبكي والمحزن ترك مثل العائلة في وسط النار لتدبر امورها وحيدة دون معين، اليس من حق هذه العائلة ان تسأل عن حصتها من المساعدات التي وزعت ظلماً على الاقرباء والاصدقاء او صرفت على الغانيات لقاء ضحكة !!! ماذا سيكون مستقبل هذه العائلة والى من تلجأ ؟؟؟

ربما تكون هذه العائلة والكثير من امثالها، ومعها نحن ايضاً، يائسين من احزابنا القومية وقادتها وممثلينا في الحكومة والبرلمان واخوانهم من الذين يتصرفون بمصيرنا ومساعداتنا ومستقبل اولادنا على هواهم واصحابهم من مسؤولي اللجان ومدراء المنظمات الانسانية الذين يفكرون بكيفية استغلال هذا الظروف الاستثنائية وتكديس الملايين على حساب العوائل الفقيرة والمحتاجة، لكن الم يكن بامكان رجال ديننا الكرام مساعدة هذه العائلة او نقل وابراز معاناتها للمسؤولين الكرام ؟؟؟  

لا اظن بأن افراد - اطفال – هذه العائلة يطمحون بامتلاك الملايين والسكن في القصور والفيلات يحاط بهم الخدم والحراس  ( في الوقت الحالي تحديداً )، لكن يحلمون بسكن لائق وطعام مناسب الذي يمكن توفيره لو غير السيد سكائر مالبورو بسكائر اخرى اقل سعراً ومن نفس النوعية ( بالمناسبة هذا السيد موديل جديد نزل في الساحة السياسية، يمسك علبة السكائر بيد وبالاخرى يتحدث بالموبايل ليظهر سلسلته الذهبية !!! )

كان يمكن مساعدة هذه العائلة بآلاف الطرق كل من طرفه، لكن من يكون الاول ؟؟؟

كوهر يوحنان عوديش


404
اذن جحا وقضيتنا القومية ورؤى السيد اغاجان
كوهر يوحنان عوديش

يحكى ان جحا سأل يوماً وهو في مجلسه ' اين اذنك يا جحا ؟ ' فرفع يده اليمنى ولفها خلف رقبته ليشير الى اذنه اليسرى !

كان يمكن لجحا ان يختصر الوقت وان لا يجلب لنفسه كل هذا الاهتمام وضحك واستهزاء الحاضرين لو لم يؤشر بيده اليمنى الى اذنه اليسرى، فالطريقة التي اشر بها الى اذنه تشير الى غبائه اولاً ومماطلته ولفه ودورانه ثانية.

كثير من كتاب اليوم وسياسيه يؤشرون الى آذانهم اليسرى باليمنى، فالكثير من المقالات التي تنشر في مواقع الانترنيت، التي صنعت الكثير من العباقرة المزيفين وابطال الفقاعات الهوائية، ليست سوى عناوين بارزة مع مضمون ومحتوى هزيل وغير متناسق لا يربطه بالعنوان أي شيء سوى اسم الكاتب ( قبل فترة وبعنوان بارز وجذاب يجلب انتباه القارىء نشر احد النشطاء القوميين – هكذا سموا انفسهم - مقالاً يفهم من عنوانه بأنه بحث او دعوة للنقاش او رأي الكاتب في من يملك الاحقية في تمثيل شعبنا وقضيته في المحافل الدولية !!! لكن مضمون المقالة لم يكن سوى هذيان وسرد لتاريخ بابل والملوك الاشوريين، ومن حكم العراق بعد حكم الكلدان وعدد سنوات حكمهم وغيرها من المقارنات اللامعقولة وغير المنطقية التي ليس لها اية علاقة بحاضر شعبنا ومستقبله او تمثيله بالمحافل الدولية، عرب وين طنبورة وين !!! )، ومثل هذه المقالات تنشر في بعض المواقع وتحجب او تهمل في اخرى، وهذا يعتمد على اداريي الموقع والمشرفين عليه آخذين بنظر الاعتبار برنامجهم واستقلالية موقعهم او على النقيض من ذلك ايديولوجيتهم وتبعيتهم.

من اكثر المواضيع سخونة في موسمنا السياحي ( عفواً موسمنا المأساوي ) والتي بردت مؤخراً بسبب فصل الشتاء وفترة السبات، كانت مسألة الحكم الذاتي وتشكيل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري المدعوم من قبل السيد سركيس اغاجان اضافة الى اعماله الخيرية الاخرى من بناء وتعمير وترميم ومساعدة الفقراء والمحتاجين والمهجرين من ابناء شعبنا، اما موضوع تهجير شعبنا والمظالم التي يتعرض لها في بغداد وبصرة والموصل وغيرها من المناطق الساخنة فكان حديث المناسبات ( حيث لم ينل هذا الموضوع الحجم والاهتمام الكافي من لدن كتابنا وسياسيينا )، لذلك لا زالت محنة المهجرين والمرحلين من ابناء شعبنا مستمرة وتتفاقم يوماً بعد يوم داخلياً وخارجياً.   

لا اتجنب الحقيقة اذا قلت ان انانية الانسان تسيطر على عقله وتوجه قراراته وتتحكم بتصرفاته، فقائد الشعب وممثله هو ذلك الشخص الذي يحمل همومه ويبرز معاناته ويطالب بحقوقه .... وليس ذاك الذي يتاجر بمحنته ويتبوأ المناصب معتمداً على اسمه وتاريخه ووجوده، وشعبنا الذي تشتت وتشرد وهجر ورحل ونهبت ممتلكاته بعد المذابح والمجازر ومن بعدها هضمت حقوقه كان يفتقر الى مثل هؤلاء القادة والممثلين حتى الامس القريب، لان السادة الذين نتحدث عنهم عاشوا/ ويعيشون هم وعائلاتهم والمقربين اليهم برفاهية لا مثيل لها ناسين معاناة الشعب والقوم الذي يمثلونه ويتحدثون باسمه، فكم من مساعدات حولت الى الحسابات الشخصية ؟؟؟ وكم وزعت على الاقرباء والاصدقاء لاسكاتهم وشراء ولائهم ؟؟؟ وعلى نفس المنوال كم صرخ الفقير واهتزت السماء من انين المقهورين دون مستجيب ؟؟؟ اين كان كتابنا الافاضل ابطال الانترنيت آنذاك ؟؟؟ اين كان ممثلونا الكرام ومسؤولي احزابنا القومية ؟؟؟

لقد قرأت الكثير من المقالات السوقية التي تكيل التهم للسيد سركيس اغاجان بمناسبة ودون مناسبة (اتخذ بعض الجهلاء سركيس اغاجان المصباح السحري لشهرتهم، وكأنهم بالكتابة عن هذا الرجل المسالم يثبتون لشعبنا عن جرأتهم واخلاصهم لقضية شعبنا !!! لا اعرف لماذا لا يتحدثون عن اسيادهم الذين التهموا عشرات الملايين من الدولارات ولا زالوا مستمرين في ذلك ) ، وبالمقابل قرأت لكتاب معروفين بشفافيتهم واستقلالية أفكارهم عن احقية هذا الرجل لقيادة شعبنا لما يعمله لصالح شعبنا دون تفرقة، ولما يناضل من اجله لتحقيق اهداف واماني شعبه.

لكل انسان هدف او بالاحرى اهداف يتمنى تحقيقها قبل ان تنتهي ايامه في هذه الحياة القصيرة الأمد، فيفرح بما حققه من اماني واهداف بمثابرته وعمله وكده واجتهاده ونضاله، وتحقيق هذه الاهداف ليس يسيراً في في اغلب الاحيان، خصوصاً عندما يتعلق الامر بمصير ومستقبل شعب من الشعوب او قومية معينة ( حقوق أي شعب او اية قومية لن تسترد بضربة حظ )، ولتحقيق هذه الاهداف يلجأ الكثير من الناس، سياسيين مثقفين اميين، الى وسائل عدة منها الاجتهاد العلمي او النضال السلمي او الكفاح المسلح او القتل او النهب او السرقة ...... الخ، ربما كانت مسألة الحكم الذاتي احد الاهداف السياسية والاساسية التي اعلن عنها السيد سركيس اغاجان ويناضل من اجل تحقيقها، ونضاله لتحقيق هذا الهدف ليس نضال مسلح بل نضال سلمي اعلامي سياسي وكل فرد من ابناء شعبنا، خصوصاً في المناطق المعنية، حر في تأييده او معارضته لرؤية السيد اغاجان لكن بشرط عدم المساس بشخصيته او الاستهانة بخدماته التي قدمها ولا زال يقدمها لشعبنا فلولاه لكانت مأساة المهجرين اكبر وكانت معاناة الفقراء اكبر وكان حال القرى وساكنيها اسوأ.

ماذا لو لم يكن السيد سركيس اغاجان موجوداً ؟؟؟ وماذا فعل لشعبنا ؟؟؟ وما هو الهدف من اعماله الخيرية ؟؟؟ وماذا .... وعشرات الاسئلة الاخرى المتعلقة بهذه الشخصية تطرح نفسها في الكثير من المناقشات والمجالس، ومن البديهي ان لا تتفق جميع الاراء بشكل عام ولكن الذي لا يستطيع احد انكاره، معارضين ومؤيدين، هو ان سركيس اغاجان استطاع تحقيق ما لم يستطع، او بالاحرى عجز الاخرون عن تحقيقه، وهذا ان دل على شيء انما يدل على عمومية هذا الشخص ( اقصد بعمومية هذا الشخص الاهتمام بالعامة من ابناء شعبنا دون فرق او تمييز ) وهذا هو سبب شهرته وشعبيته.

لست هنا بصدد الدعاية للسيد اغاجان او الاشادة بما يفعله او ابراز خدماته واعماله الخيرية، فهو ليس بحاجة الى مقالة هنا او مقالة هناك تشيد باعماله الحسنة لان هذه الاعمال يسمع صداها في جميع بقاع العالم وواضحة وضوح الشمس ولا يمكن لغربال الحاقدين اخفائها، لكن انوي نصح الذين لا زالوا يعيشون في الماضي ان الامس يوم مضى وان الغد يوم جديد ولا يمكننا النجاح الا اذا اخذنا عبر ودروس الامس سلما نصعد به نحو الاعالي، وليس العكس بالبكاء على الماضي ونزول السلم نحو الاسفل، لكن هيهات للذين ملئوا خزائنهم من المال الحرام ان يفهموا لانهم لا يستطيعون بل لا يريدون ان يستيقظوا من احلامهم السعيدة.

الفشل هو الفرصة للبدء مرة اخرى من جديد ولكن بذكاء اكبر – هنري فورد


كوهر يوحنان عوديش


 

405
واخيراً عرفت من اكون !!!
أهم الكذبات و اجملها هي ان تجعل من يكذب عليك يعتقد انك تصدقه
كوهر يوحنان عوديش

اهم الاكاذيب واجملها هي تلك التي يطلقها السياسيون فيصدقها البسطاء والسذج من ابناء شعبنا، او تلك التي يعبر عنها الكاتب او الصحفي التابع الذي يصقل ويهذب كلمات سيده وينشرها ليخدع بها العامة من ابناء شعبنا، فالكذب والتملق اصبحا مهنة لتوفير لقمة عيش شريفة للتماسيح وعوائلها، تلك التماسيح التي تتنقل من اقصى اليسار الى اقصى اليمين خلال ساعات معدودة، وترقص على الف حبل في اليوم الواحد حسب ما تقتضيه الضرورة، والمؤلم في الامر ليس لان المطبلين ازدادوا او ان المزمرين تملكوا بل لان مثل هؤلاء اصبحوا في القمة ويفرضون على الشعب في الكثير من الاحيان غصبا وجبرا، والسبب في ذلك يرجع الى ان نباحهم يلائم كل الازمنة واياديهم تصفق لكل انواع القادة.

ما يحصل لابناء شعبنا لا يمكن وصفه بمقالة او اثنين او عشرة او مائة بل يحتاج الى مجلدات كاملة، لكن رغم ذلك كله ( عذرا لكل الذين يشاركونني الرأي وكل الذين عبروا عن غضبهم واسفهم لما يحصل لاخوانهم في وطن الاجداد ) نلاحظ الشعب المسكين ( وخصوصا الفقراء منهم ) بقى وحيدا في خندق محنته، فالكتاب والمثقفين بدلا من ابراز معاناة شعبهم انشغلوا في امور جانبية تافهة لا تستوجب حتى الذكر لا المناقشة، وآخرون دخلوا الساحة السياسية يرفعون هذا ويكبسون ذاك ويلعنون فلان ويمجدون علان طلبا رضاه، اما البعض الاخر فاصبح يرقص عاريا امام من يدفع اكثر !!! ( يعرفون كيف ومن اين تؤكل الكتف )، اما القلة القليلة فسكتوا وتنحوا لانهم اما يئسوا او أبت نفوسهم من الاشتراك في هذه المهزلة ( مهزلة دع الفقير يرقع ما دام المتملق يشبع ).

لا يمكنني تعميم فكرة الانتهازية على جميع السياسيين والمثقفين، فهناك من يعمل ويساعد ويفعل ما بوسعه لمساعدة ابناء شعبنا للخروج من هذه المحنة التي يمر بها، لكنني استطيع او اؤكد بأن الاغلبية منهم لا تهمهم معاناة شعبنا ولا مصير ومستقبل ابنائنا بقدر اهتمامهم بمقدار الربح من هذه الصفقة ( تاجر بمعاناة ومحنة شعبك ما دامت خزائنك تكبر !!! ).

مضت على قراءتي لمقال نشر في احدى الجرائد الصادرة في بلدة ( ........ ) مدة طويلة لكن ذاكرتي لا زالت تحتفظ بمحتوى المقال، فالاستعلاء والافتخار باهل البلدة ( البلدة التي دعاها الكاتب ب- ام القرى – افتخاراً، كما جاء في المقال !!! ) ومساعدتهم للمهجرين من ابناء شعبنا كان الموضوع الذي تناوله الكاتب، فكاد ان يصنع من نفسه وسكان بلدته الاصليين ( هذا يعني عدا الوافدين ) ملائكة !!! فتحوا احضانهم للمهجرين من اخوانهم فاسكنوهم بيوتهم بدون مقابل ( خطية ايجار البيت 500 دولار وما فوق ) واطعموهم من خبز اطفالهم ( حتى الكفالة بالفلوس ) واغمروهم بالمحبة والحنان حتى لا يشعروا بالغربة ( اقرءوا مقالاتهم واسمعوا كلامهم حتى تكتشفوا ما بدواخلهم من كره واستعلاء ).

معاناة المهجرين من ابناء شعبنا كثيرة لكنها يمكن ان تقل لو تعاوننا جميعاً في ذلك كل حسب امكانياته ومكانه، لا يمكن انكار وتجاهل المساعدات الكبيرة والتسهيلات الكثيرة التي قدمت للمهجرين من قبل شخصيات معروفة بمواقفها القومية والانسانية، لكن شعبنا بحاجة الى اكثر، بحاجة الى التكاتف ومساعدة الاخر دون انتظار مقابل، بحاجة الى توحيد الخطاب القومي ونبذ الخلافات، وهذا لن يتحقق ما دام قادة احزابنا القومية الكرام يشدون الحبل كل من طرفه حسب ما تفرضه المصلحة الشخصية والعائلية والعشائرية.

ربما لا يصدقني الكثير بأن هناك في ( ام القرى ) عوائل مهجرة من ابناء شعبنا تعيش في ظروف سيئة لا يحسد عليها، عوائل طعامها خبز وشاي !!! ( هذا هو حال ابناء شعبكم الذي جفت دموعكم من كثرة البكاء عليهم وخرس لسانكم من كثرة الصراخ وابراز معاناتهم, عار ايها السادة عاررررررر – اذا كنتم تعرفون معنى العار ) هذا ما سمعته من بعض الاصدقاء، اين ضميرنا وعواطفنا ؟؟؟ اين تعاليمنا ومبادئنا المسيحية ؟؟؟ اين انسانيتنا التي نتباهى بها ؟؟؟ اين .... والف اين اخرى سأبلعها احتراماً للموتى لانهم سيبكون على الاحياء خجلاً واسترحاماً.

واخيراً عرفت من اكون, انا ذلك الجرح لو اندمل لزلزلت المناصب واهتزت الكراسي واختفت الالقاب وزالت الاملاك واصبح سادة اليوم ( الذين تكبر كروشهم على حساب خبز وشاي الفقراء ومعاناتهم ) في خبر كان بلا حراس او خدم، واصبحت تصريحاتهم صرخات مجنون لا يبالي لها احد.

كوهر يوحنان عوديش

406
جمهورية ان شاء الله الفدرالية الاتحادية الديمقراطية !!!
كوهر يوحنان عوديش
 
لو لم اكن عراقياً واعرف جيداً أي نوع من السياسيين والاحزاب يمسك بزمام الامور ويسيطر على الوطن ارضاً وشعباً، لقلت ان كل ما يقال عن الفساد وتردي الوضع الامني وسيطرة الميليشيات والعصابات ورجال الدين، الذين يحكمون بواسطة عمائمهم، على عملية تصدير النفط ( نفط العراق ثروة خاصة ورثوها من اجدادهم الحفاة ) وغيرها من عمليات القتل والاختطاف والتفجير والتهجير .... نعم لو لم اكن عراقياً لقلت ان كل هذا مجرد كذب وافتراء واشاعات يفتعلها البعثيون القدامى وعناصر القاعدة ( الذين لم يجدوا بين بنات العالم اجمع فتاة جميلة او شريفة يقترنون بها، لذلك يلتجئون وبكل فخر الى تفجير نفسهم وسط مجاميع بشرية وقتل الاف النفوس البريئة من نساء وشيوخ واطفال وعمال ليذهبوا الى الجنة الموعودة وهناك سيتزوجون من بنات الله وحورياته، اللواتي حافظن على عفتهن لهؤلاء المجرمين، وكأن الله قاتل وذباح لذلك لا يزوج بناته الا للقتلة ولا يدخل جنته الا المجرمون ).

العراق الجديد او عراق ما بعد النظام او العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد او ...... الخ، تسميات عديدة تطلق على هذا الوطن المبتلى بالفساد والميليشيات الدينية والمحكوم من قبل عصابات واحزاب طائفية، اصبح بؤرة الفساد حيث يعد من اكثر دول العالم فساداً حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية، واصبحت حكومته المنتخبة !!! باعمارها وخدماتها صفحة سوداء في تاريخه الجديد.

فمنذ احتلال/ تحريره العراق والشعب لا يسمع سوى الفضائح وعمليات السطو والتهريب والاستيلاء على المال العام، وكل تقارير المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان والطفولة والمرأة والحيوان .... الخ تؤكد ان العراق اصبح بلد ( ان شاء الله )... فلو سألنا أي مسؤول حكومي عن متى يعم الامن البلاد، ومتى سينتهي الصراع الطائفي، ومتى سيغلق ملف الفساد ويمثل المتهمون امام القضاء، ومتى سيعامل المواطن العراقي في الدوائر الرسمية كمواطن له حقوقه دون السؤال عن دينه وطائفته، ومتى سينعم الاولاد المشردين واليتامى من ابناء شعبنا بملجأ يحميهم من برد الشتاء ويقيهم من حر الصيف دون اغتصابهم وتعذيبهم او تركهم عراة !!! ومتى يطلق سراح الابرياء ويجري التحقيق مع المتهمين دون تعذيب او ترهيب وتتلو على المتهم حقوقه وتصان كرامته، ومتى يبصر المواطن نور مصباح كهربائي ليبعد من امامه الفانوس السحري الذي ضجر من كثرة مطاليب العراقيين !!! ومتى يتكرم علينا حكامنا الجدد ببرميل نفط من مليارات البراميل المدفونة تحت اقدامنا ومتى تخرج بناتنا بحرية دون خوف او اجبار للتحجب وتلبس نساءنا ما يحلو لهن .... والف متى اخرى ؟؟؟ سيأتينا الجواب الحاضر دائماً والذي هو :- ان شاء الله في الايام القادمة ( الايام القادمة ليس لها حدود، لذلك ربما تكون اخر ايام حياتهم التي تنتهي بخلافة احد ابنائهم للرئاسة والمتعود على جملة :- ان شاء الله...وهكذا ).

اما برلماننا الموقر والمزين بأعضائه الوطنيين ممثلي الشعب ومصالحه، فبعد قراراته ومواقفه الجريئة، التي بدأها باتخاذ الإجراءات ضد الشركات الامنية ( المبيدة ) التي تنتشر في الوطن وتسترخص أرواح ابنائه وتهين كرامة الانسان العراقي ب ( ابتعد 100 متر عن السيارة والا ستخترق رصاصة دماغك )، ومحاسبة المسؤولين المتهمين بابتلاع مليارات الدولارات من اموال الدولة، والخطط التي قدمها الى الحكومة للموافقة عليها والتي من شأنها تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن والموظف البسيط ( طبعاً يستثنى من ذلك امتيازات ومخصصات اعضاء البرلمان والوزراء وعوائلهم التي حصلوا عليها وثبتوها في الدستور والتي تؤمن وتضمن مستقبل احفاد احفادهم )، ومناقشة مشاكل البلد بصورة عامة، منها الكهرباء التي تزورنا مرة في اليوم لمدة ساعة ( تشبه اعياد الميلاد ورأس السنة مع فارق وحيد، هذه سنوية وتلك يومية او اسبوعية !!! )، والبنزين الذي اصبح شحيحاً ونادراً في بلد يعتبر الاول في مخزونه النفطي الذي يكفي لتزويد امريكا وحلفائها لقرون عديدة ( اوامر البنك الدولي على العين والرأس ) ..... بعد كل هذه الخدمات التي قدمها للشعب لم يبق امام اعضاء البرلمان سوى شيء واحد يفصل العراق الجديد عن قديمه ويرفع المظالم من شعبه ( اقصد شعوبه ) وينهي مآسي ايتامه ومشرديه وهو تغير العلم العراقي، الذي وافق عليه البرلمان اخيراً، والعلم الجديد هو نفس القديم مع فارق صغير وهو حذف نجمات العلم الثلاث مع ابقاء عبارة الله اكبر التي امر الرئيس العراقي السابق صدام حسين اضافتها الى العلم خلال حرب الخليج عام 1991 لكن بشرط تغييرها الى الخط الكوفي !!!، ربما غاب عن بال برلمانيينا الكرام ان نجوم العلم لم تكن من صنع صدام، بل المضاف هو عبارة الله اكبر التي خطها صدام بيده على العلم، وهكذا ابقوا على اضافة صدام الذي سيبقى مرفرفاً فوق رؤوسهم وحاضراً في اجتماعاتهم وموجوداً في المحافل الدولية يثبت بقاءه ويأبى محوه او اهماله.

ومن هذه المنطلق وبما اننا نوكل الى الله كل اعمالنا وامنياتنا ومشاريعنا وخططنا الامنية والاقتصادية اقترح على السادة الافاضل الذين وافقوا على العلم الجديد استبدال عبارة ( الله اكبر ) بعبارة ( ان شاء الله ).

انجازات حكومة المنطقة الخضراء ( عفواً اقصد المزاد خانه التي يباع فيها تاريخ البلد وحضارته وتراثه، ويمرر عبرها كل مخططات امريكا وحلفائها وقرارات البنك الدولي التي تكبل العراق بقيود وتبعية اقتصادية وتفرض عليه طاعة عمياء لقرارات لا تجلب للعراقيين الا المآسي والويلات ) هي اكثر من الذي ذكر بكثير، واخر هذه الانجازات كانت الاسواق الحرة لبيع الاطفال بأسعار مناسبة جداً ( سعر الطفل الواحد لا يتعدى ثمن ربطة عنق يضعها مسؤول حكومي في مناسبة او دون مناسبة )، هذا ما ذكره التحقيق الصحفي الذي نشر في الصحف السويدية ووكالة الاخبار العالمية اكسبريس والذي ترجم الى اكثر من 12 لغة خلال الاربعة والعشرين ساعة الاولى من نشره، الفضيحة الجديدة ليست تعذيب السجناء ولا اموال مختفية ولا تورط المسؤولين الكبار في الاعمال الارهابية .....ولا ..... ولا .... بل ببساطة هي عملية بيع الاطفال !!! اطفال بعمر الزهور يباعون بمبلغ 500 دولار في وسط بغداد !!!.

ان شاء الله ستتحسن الاوضاع ويرجع المهجرين الى بيوتهم ويعم الامن البلاد و....... وان شاء الله سيذهب بائعي العراق الى ........

فقولوا معي جميعا ان شاء الله!

كوهر يوحنان عوديش

407
الحكومة العراقية وعناد جحا مع زوجته !!!
كوهر يوحنان عوديش

تعمد مبتكري حكايات جحا وطرائفه الى تغليف فلسفتهم وتسويقها عبر النكت وإضحاك الناس، وليس كما يفعل البعض الأخر حيث يعتمدون الى فرض فلسفتهم وأرائهم بطرق أخرى مثل التخويف والتعذيب والتفجير .... الخ من الوسائل المعروفة لإجبار المعارض على الخضوع والركوع ... ومن هذه الحكايات حكاية جحا وعناده مع زوجته، والتي تنطبق كلياً على العراق شعباً ووطناً.

تقول الحكاية ان جحا كان‏ معتاداً ومتفقاً مع زوجته بالتناوب في تقديم الطعام إلى الحمار.. هو يوم..وهى يوم..‏ وفي يوم من الايام ..‏
قال لزوجته : اليوم دورك في إطعام الحمار.. فقومي وأَدِى واجبك..‏
قالت زوجته : بل هو دورك أنت..‏
وتنازعا بعض الوقت.. ثم قال جحا :‏
‏- ما دمنا وصلنا إلى هذا الحد.. فما رأيك يا زوجتي في شرط !
قالت زوجته :ماذا تعني؟
أجاب جحا : نصمت عن الكلام من الآن..‏
والذي يبدأُ الكلام قبل الآخر.. يقوم بتقديم الطعام للحمار..‏
قالت الزوجة : على كل أنت الخاسر.. فسوف أتركك إلى أعمالي في البيت وبالفعل انصرفت زوجة جحا إلى أعمال البيت
‎ أما جحا فقد جلس على الأرض صامتاً .. كأنه تمثال جامد.. لا يتحرك.. ولا يتكلم..‏
‏- ثم خرجت زوجته لشراء أشياء من السوق.. وغابت ساعة من الزمان وعادت..‏ فوجدت جحا على حاله.. لا يتحرك.. ولا يتكلم..‏
وجاء الليل.. فذهبت زوجته إلى الجيرانِ ضائقةَ بهذا الوضع..‏
‏- وفى أثناء غياب زوجته دخل لص إلى الدار فرأى جحا جامداً لا يتحرك فتعجب من منظره.. وظنّه مصاباً.. أو أنه‎ ‎لا يرى ولا يسمع.. فأراد اللص أن يتأكدَ من ذلك فأخذ عمامة جحا.. فلم يتحرك ولم يحتج على شيء..‏ ثم أخذ حذاءه فلم يتحرك ولم يحتج على شيء..‏ ووجدها اللص فرصة ذهبية فجمع كل ما يمكن جمعه من البيت.. وهرب..‏
‏- وبعد وقت طويل عادت زوجته فوجدت البيت مسروقاً وجحا في مكانه لا يتحرك.. فهجمت عليه بكل قوة وقالت‎ ‎‏

‏- أمجنون أنت..‏
ولم يدعها جحا تكمل كلامها.. بل صاح في وجهِها :‏
‏- أنت التي بدأتِ الكلام وعليك أن تذهبي وتطعمي الحمار وكفاكِ عنادا..

عراقنا الديمقراطي الفدرالي الموحد الجديد، الذي يتباهى بنظامه وأمنه واقتصاده ... اسياده الجدد، يشبه كثيراً بيت جحا الذي فرغ من محتوياته وهو جالس لا يحرك ساكنا لان كلامه يؤدي الى نتيجة واحدة مؤكدة وهي اطعام الحمار، فالسادة الذين تسلموا مقاليد الحكم بعد الاطاحة بالنظام السابق ( الذين جاءوا عبر صناديق الاقتراع والتصويت النظيف !!! ) نسوا الشعب والوطن، نسوا سواد الثكالى ودموع اليتامى ودماء الشهداء،   فلا يهمهم المليارات التي تنهب ولا الاف الاطنان من النفط التي تسرق يومياً ( ادارة الاحتلال وحكومتنا المنتخبة تكرمت على الشعب العراقي باعفاء صادراته النفطية من العدادات !!! )، ولا معاناة الشعب العراقي ...... ولا .... ولا ...... ، فمهمة اليوم تختلف عن مهمات الامس القريب، عندما كان حاكمي اليوم معارضين ومنفيين، مهمة اليوم هي كيفية الفوز بالكرسي والاحتفاظ به، وليكن ما يكن !!!

‏ ما يحدث بين السنة والشيعة من جهة وبين العرب والكرد من جهة اخرى يدل على ان العراق كوطن واحد انتهى والى الابد، فلا احد بتاتاً من قادة اليوم يفكر كعراقي !!! بل يفكر كشخص مستقل ويعمل على اخذ نصيبه من الكعكة دون نقصان ( رجال اعمال وشركات دخلوا المناقصة على حساب معاناة الشعب )، لذلك نرى عراق اليوم غارق في حرب اهلية تحكم مدنه عصابات مدعومة، وتنعدم فيه الخدمات العامة اضافة الى اختفاء المشتقات النفطية !!! من اسواقه، بينما حكامه وقادة احزابه ورجال دينه الكرام ( الذين حولوا البلد الى كهوف من العصر الظلامي والنساء الى جواري .... ) منشغلين بالسرقة، وتحويل المليارات من خزينة الدولة الى الحسابات الشخصية في بنوك محروسة ومؤمنة، وتصفية الاخر او تهميشه واهماله.

هؤلاء السادة الذين يتباهون بنضالهم وتفانيهم من اجل الشعب والوطن، نسوا ملايين اليتامى والاف العوائل النازحة والمهجرة، نسوا السجون وفضائحها من تعذيب واغتصاب (  حتى الاطفال واليافعين لم يستثنوا من ذلك )، هذه الفضائح التي لا يمر يوم دون نشر واحدة جديدة منها التي تطال النساء او الاطفال او الشيوخ، نسوا قسمهم عند تسلمهم لمناصبهم وبدلا من خدمة الوطن صاروا علة وعاراً.

الصراع بين الاخوة والازواج في العراق يؤدي الى اعطاء الحرية الكاملة للص لتفريغ البيت بكل ما فيه ليس من مواد فقط بل من العقول ايضاً، فمتى يا ترى سيستيقظ العراقيون من غفوتهم هذه.

هل تكفي مئة سنة ؟؟؟ ربما !!!

كوهر يوحنان عوديش

408
رئيس التحرير وفرحة الاستمرار ومعاناة شعبنا
كوهر يوحنان عوديش
 
الافتخار بالانتصار والتباهي بالثقافة شيء طبيعي بالنسبة لانسان مثقف او كاتب او سياسي يعمل ويضحي في سبيل قضية شعبه ورفاهية ابنائه، اما ان يطل علينا كاتب ما مهما كانت درجة ثقافته ومهما كان مستواه العلمي ومهما كانت كتاباته ومقالاته كثيرة وفارغة في نفس الوقت، ليعاتب الكتاب ( بغض النظر عن انتمائهم السياسي وتحصيلهم العلمي ومستواهم الثقافي والاجتماعي ) على اخطائهم الاملائية ومواضيعم ( التي تسيء الى الذوق العام حسب رأيه )، ويحاسبهم لانهم اصبحوا محررين او رؤساء تحرير وهم ليسوا اهلاً لذلك !!! فهذا شيء ان دل على شيء فانما يدل عل المستوى الثقافي الواطيء والهابط والغرور الذي اصاب صاحبه من كثرة الفقاعات التي فجرها في الهواء دون سبب او مناسبة !!!.

قبل فترة ليست بطويلة قرأت عن طريق الصدفة في احدى المجلات الملونة الزاهية بألوانها والراقية بطريقة ونوعية طباعتها ( بمناسبة الذكرى السنوية لاصدارها لم يجد رئيس تحريرها موضوعاً او حدثاً مهماً او مأساة تعرض لها احد افراد شعبنا، وما اكثرها، يكتب عنه لذلك شن هجوماً على بعض الكتاب، عفوا على الذين ارادوا ان يصبحوا كذلك، الذين نشروا نتاجاتهم في الجرائد والمجلات التي توقفت عن الصدور بسبب المستوى الثقافي لرؤساء تحريرها!!! )، المقال الافتتاحي لمجلة (....... ) بقلم رئيس التحرير الموقر، المقال من بدايته الى نهايته ليس سوى افتخار وتباه ومدح وتكبير شخصي، وجرأة هذا العبقري ( رئيس التحرير ) وغروره ينبعان من كون المجلة مستمرة في الصدور رغم كل المعوقات !!! ( خصوصاً الامنية منها لانه يطبعها في بغداد وسط النار !!!، ولم يحدثنا عن كيفية الاستمرار ومن كان ممولها سابقاً ومن يمولها الان ؟؟؟ ) في وقت اختفت المجلات والجرائد الهزيلة التي حررها القصابين والنجارين والحدادين ...... وغيرهم من الذين لا يحق لهم التعبير عن ارائهم او مسك القلم بأيديهم لانهم ليسوا خريجي مدرسة التوسل والتملق !!! ( التي تخرج منها الكثير من المدعوين كتاب ومثقفين ).

ربما يكون سبب جهل رئيس التحرير عدم المطالعة او قلة القراءة، والا كيف فات عنه ( وهو المثقف القدير والكاتب الكبير ) تاريخ العمالقة من الكتاب والروائيين والشعراء الذين لم يكملوا دراستهم الاعدادية ؟؟؟، وكيف له ان يفتخر بمجلته ( التي يدعوها ب-مجلتكم- أي مجلة شعبنا ) التي تخلو من جملة مفيدة تتعلق بقضية شعبنا ومعاناته ؟؟؟

رغم تجاربه وأعوام الخبرة الطويلة التي يمتلكها ( رئيس التحرير ) المحترم، الا انه نسى او تناسى او تجاهل عن عمد، ان شهرة أي انسان، وفي أي مجال كان، تأتي من خلال اعماله وتضحياته ومواقفه الثابتة، وليس عن طريق التطبيل والتزمير وتعظيم الذات، فبدلا من ان اصدار الاحكام وتسمية نفسه بالكاتب الاوحد ( على غرار القائد الاوحد ) كان الاجدر به ان يجري مسحاً عاماً وشاملاً ليقارن شهرته بشهرة بقية الكتاب ( الذين يسيئون الى الذوق العام !!! حسب رأيه طبعاً )، ليعرف مكانته من مكانة بقية الكتاب، ففي نهاية المطاف يبقى الحكم للقارئ وليس لكاتب المقال.

الاعلامي البارز والكاتب الذي يحق له الافتخار بنفسه وبما يكتبه او بما يشرف على نشره، هو ذلك الشخص الذي يبرز مشاكل ومعاناة العامة بعيداً عن المصالح الشخصية التي ستتحق من هكذا عمل او ما ستجنيه يديه ( الممددة ) دائماً، نعم هو ذلك الشخص الذي ينكر ذاته في سبيل ابناء شعبه، لذلك انصح كل الذين اشتروا الالقاب او اكتسبوها بطرق مشبوهة ان يبتعدوا عن الساحة الاعلامية, لان هناك من هو أكفأ منهم من جميع النواحي، ولا غرابة في ان يكون هذا الاكفأ ابن فلاح او حداد !!!.   

وفي الختام ارجو من الاستاذ ............. رئيس تحرير مجلة التطبيل ان يبعث الي بمقالاته المنشورة في الجرائد والمجلات والمواقع الالكترونية، اقصد المقالات المتعلقة بقضية شعبنا وحقوقه ومعاناته ...... وليس مقالات التملق التي ينشرها حسب توافق الزمان والمكان!!!.

كوهر يوحنان عوديش

409
تفرقهم السياسة وتوحدهم المعاناة (مسيحييو العراق مثالاً)
كوهر يوحنان عوديش
 
لم يمض على العام الجديد سوى اسبوع، عام كنا نتمناه نحن العراقيين (ان لم نكن جميعنا فاغلبيتنا كذلك ) عام اعادة الاستقرار وفرض الامن والعيش بسلام مع انفسنا والاخرين، حتى عيدنا الارهابيون بتفجيرات متعددة طالت كنائسنا في بغداد والموصل، في وقت يفتخر فيه مسؤولي المنطقة الخضراء بأن الخطة الامنية نجحت واستطاعت فرض الامن على الكثير من المناطق في محافظة بغداد وغيرها من المدن، وعلى هذا الاساس يدعون المهجرين والهاربين الى دول الجوار الى العودة الى مناطق سكناهم دون خوف او تردد ( بهذه المناسبة ولكثرة الراغبين بالعودة الى جحيم الوطن والعيش تحت رحمة سيوف الارهابيين وسكاكين الميليشيات التابعة للاحزاب الدينية المسيطرة، قرر السيد نوري المالكي اعفاء العراقيين المسافرين على متن طائرات الخطوط الجوية العراقية العائدين الى الوطن من الوزن المقر !!! ).

تفجير الكنائس واختطاف وقتل رجال الدين والابرياء من ابناء شعبنا ليس جديدا على شعبنا الذي هجر وشرد وشنت عليه مئات الحملات والغارات الدينية والقومية ليصبح اقلية في وطن هو اصله وتاريخه وحضارته، لكن الغريب في ان كل ذلك لم يغير شيئاً في نفوسنا المغرورة بل زادنا حباً للذات والسعي وراء الشهرة والمال، وذلك كله على حساب الفقراء والمعوزين من ابناء شعبنا ومعاناتهم التي تزداد يوما بعد يوم وتكبر مثل كرة الثلج المتدحرجة من اعلي الجبل.

كان يمكن للمعاناة ان توحدنا، لكن التنافس على السلطة والسعي وراء المجد والشهرة وبناء الامبراطوريات المالية حالت دون ذلك، هكذا اصبحت معاناة العامة ومصلحتنا القومية خطا موازياً لمصلحة الزعماء وحاشيتهم، فالارهاب الذي مورس، ولا يزال مستمراً، ضد شعبناً لم يكن موجهاً ضد فئة او طائفة معينة، بل هو معمم على الجميع افردا واحزاباً وكنائس دون تمييز.

اضافة الى الظلم الذي لحق بشعبنا من الغريب على مر كل هذه السنين، هذا الظلم الذي دفع اغلبية ابناء شعبنا الى الهجرة، هناك ظلم من نوع اخر يمارس بحقنا من قبل احزابنا القومية ورؤساء كنائسنا، فقادة احزابنا القومية الذين يشجبون التفجيرات بصورة منفردة مستعملين مصطلح ابناء شعبنا ( والله انتم وابناء شعبنا تبعدون عن بعض ملايين الاميال، انتم في ابراجكم العاتية هانئين وابناء شعبنا يتمرغون في معاناتهم وحيدين !!!  ) لم يفكروا يوماً في معاناة هذا الشعب ولا عملوا على نيل حقوقه او تحقيق اماني شبابه الذين وجدوا في الهجرة الوميض الوحيد في نهاية نفقهم المظلم، اما رؤساء الكنائس ( مع شديد الاسف ) بقوا متفرجين ولم يستطيعوا ان يشكلوا مرجعية دينية موحدة او يتفقوا على تأسيس مجلس كنائسي موحد يمكنهم من الصمود بوجه ما يتعرض له ابناء رعيتهم ( كل يبكي على ليلاه ).

اطلاق تسمية الاقلية على شعبنا او وصفه بها يثير عواطف وشجون الكثير منا، لانها تعني مواطن من الدرجة العاشرة !!! لكن اذا شئنا ام أبينا هذا هو واقعنا الذي يجب علينا التعايش معه، امبراطورياتنا وتاريخنا وحضارتنا وممالكنا لن تفدينا نحن اقلية اليوم بشيء اذا بقينا منقسمين ومتفرقين، مصلحة شعبنا تدعو احزابنا القومية الى التكاتف وتوحيد الخطاب السياسي ( لا بأس بخلافاتهم واختلاف نظراتهم للامور، لكن عليهم الاتفاق على صيغة موحدة، ربما سيكون ذلك صعباً عليهم لان مثل هذه الاتفاقيات تجردهم من بعض الالقاب والامتيازات والمناصب !!! ) لنيل حقوقنا وتثبيتها في الدساتير.    

اجتماعات احزابنا القومية واتفاقاتهم تجري حسب ما تقتضيه مصالحهم الشخصية !!! وتكون مؤقتة ومتقلبة !!! فالذي اتفق عليه بالامس يعتبر ملغياً اليوم وهكذا ...، لانه لا يتوافق مع مصلحة الحزب الفلاني او الشخصية الفلانية في الوقت الآني، وهذا بدوره يؤدي الى انعدام الثقة وعدم الاخلاص في العمل القومي.

ربما حان الوقت ليفكر ماسكي دفة القيادة من ابناء شعبنا بمآسي هذا الشعب ومعاناته بعيداً عن المال والجاه والمنصب وجيش الخدم، بعيدا عن التعصب والتكبر والغرور الذي يسيطر على عقلية الاكثرية منهم، بعيداً عن الحقد والتنافس السياسي للقائد الاوحد ( حفظكم الله جميعاً )، نعم حان الوقت لضم الايادي وتوحيد الاصوات عسى ان يكون ذلك بداية خير لشعبنا المقهور        

كوهر يوحنان عوديش

410
بيان رؤساء الطوائف المسيحية مسمار اخر في نعش قضيتنا القومية
كوهر يوحنان عوديش
 
( الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح ) مثل عراقي شائع نستعمله بكثرة، ينصح به الانسان لتجنب المشاكل، خصوصا عندما يعلم الشخص المعني بانه استمراره في تعنته لا يفيد، او ان الخصم سيظل اقوى مهما فعل، تذكرت هذا المثل وانا ابدأ بكتابة - تعليق بسيط – عن ما جاء في بيان ابائنا الافاضل المجتمعين في بغداد بخصوص سهل نينوى واقامة منطقة حكم ذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية.

اعترف بأنني لست كاتبا مشهورا او كبيرا، لكنني تعلمت من الكبار ان اقول الحقيقة واعبر عن رأيي بكل صراحة دون لف او دوران او مجاملة او الخوف من العواقب، لذلك اتعرض الى الكثير من العتاب ( من المعنيين الذين يفضحهم قلمي ويكشف دناءة نفوسهم )، لكن كل هذا لا يهم ما دام قلمي يعكس معاناة شعبي وينطق بلسانهم، اخر عتاب كان من الاب الفاضل .............. لانني حسب كلامه تجاوزت كل الحدود في مقالتي المعنونة ( وآسفاه ايها المسكين ... هذا الحلم لن يتحقق ) المنشورة في عنكاوة كوم وشقلاوة كوم على الرابطين :-

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,146829.0.html

لا اعرف لماذا ظن هذا الأب بأنه هو المقصود بكلامي ؟؟؟ فأنا عندما اكتب اروي ما اسمعه من ابناء شعبنا عن ما يعانونه ويلاقونه من رجال دين او قادة سياسيين او مسؤولين حكوميين من ظلم وغدر وتمييز ...... ( ليعلم الجميع بأنني غير منتمي حزبياَ ولا احمل في قلبي أي حقد او ضغينة لاحد )، لكنني هذه المرة اقولها للاب الفاضل وبالخط العريض بأنه لم يكن الشخص المقصود في مقالي.

عذراَ ربما اكون قد خرجت عن موضوعنا الاصلي قليلاَ لكن هذا التمهيد كان ضرورياَ، فلا استطيع ان امد يدي وامسك بالحديد المحمر دون تهيئة، ولا استطيع ان ارفع اصبعي بوجه احد مهما كانت تجاوزاته اذا لم اضحك مقدماَ ليبدو الامر مزحة ( هكذا اصبحت الحياة كلها مجاملة الحقراء ... ).

قبل ايام وبالتحديد يوم الثلاثاء المصادف 18/12/2005 عقد رؤساء الكنائس المسيحية في بغداد اجتماعاً خاصاَ، ناقشوا فيه عدد من القضايا التي تهم المسيحيين، قضية الهجرة والمهجرين والتعليم المسيحي في المدارس الحكومية والحفاظ على ممتلكات الكنائس والمؤمنين ... كما ناقشوا قضية سهل نينوى من اوجهه المتعددة !!! وغيرها من القضايا مثل قضية الدستور العراقي.

لا جدال في ان الاهتمام بالشؤون الرعوية والايمانية والتهيئة الروحية وتوجيه المؤمنين الى طريق الصواب ووعظهم الى التمسك بتعاليم المسيح  ...... تعتبر من واجبات الكهنة والاباء الافاضل، والامور التي ناقشها المجتمعون ( رؤساء الطوائف المسيحية ) تعتبر من الواجبات المفترض اكمالها من قبلهم، اما قضية سهل نينوى ومسألة الحكم الذاتي فكان الاحرى بآبائنا الابتعاد عنها قدر المستطاع وعدم اتخاذ أي موقف منها او اقرار أي شيء بشأنها، لانها مسألة سياسية بحتة وليس لها أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالامور الدينية والرعوية.

يقول البيان ( كما ناقشوا قضية 'سهل نينوى' من أوجهه المتعددة، واتفق الجميع على أن هذا الأمر ليس من صالح مسيحيي العراق، لأنه من الطبيعي أن يسكن المسيحيون العراقيون في أيه منطقة من بلدهم العراق يرونها مناسبة لهم إلى جانب إخوتهم من باقي أطياف العائلة العراقية الواحدة ) لا انوي تكرار ما قلته سابقاَ وتذكير ابائنا الافاضل ما حصل ويحصل للمسيحيين في العراق، من تشرد وقتل واختطاف وترهيب وتهجير، منذ سقوط النظام السابق وتحول العراق الى دولة طائفية دينية متشددة تدمرها حرب اهلية، لكنني اسأل المجتمعين لماذا ( هذا الامر ليس من صالح مسيحيي العراق ؟؟؟ )، وجوابهم على ذلك هو :- لانه من حق المسيحيين ان يسكنوا اينما ارادوا من العراق حالهم حال بقية اطياف الشعب العراقي !!! حسب ما جاء في بيانهم.

كان على ابائنا الافاضل وكل من يعترض هذه الفكرة ( المتشددين والخائفين من غضبهم والباكين على الوطن وهم بائعوه ) ان ينظروا الى المسألة بمنظار اوسع، فمن يقول ان اقامة منطقة حكم ذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية تعني افراغ المدن الجنوبية والوسطى من المسيحيين واسكانهم جبرا في المنطقة المذكورة ؟؟؟ الا اذا كانت هذه حجة لزيادة الضغط على المسيحيين وتشتيتهم من قبل المتشددين الاسلاميين لمحو كل اثر على وجودنا واصلنا نحن الاصلاء في هذا البلد, لان اقامة مثل هذه المنطقة في مناطقنا التاريخية لا يعني بأي شكل من الاشكال اسكان جميع المسيحيين !!! في هذه المنطقة، فالمواطن المستقر في زاخو حيث بيته واهله واصدقائه ومصدر رزقه غير مجبر او مضطر للهجرة والسكن في مناطق سهل نينوى لانها منطقة ذوو حكم ذاتي تدار من قبل ابناء شعبنا !!! وكذا بالنسبة الى الساكن في البصرة او بغداد او غيرها من المدن، لان الحكم الذاتي لا يعني اعلان دولة مستقلة او الاستقلال والخروج من الخارطة العراقية.

مسيحييو العراق ليسوا بحاجة الى بيان او توضيح او خطاب يفرق اكثر مما يوحد،وفي نفس الوقت يطمر في الوحل جهود الكثير من سياسيي ومثقفي شعبنا الذين يعملون بالشأن القومي، حيث يعتبر هذا البيان صفعة قوية لكل من يؤيد فكرة اقامة منطقة حكم ذاتي لشعبنا ويعمل على تحقيقها، نعم ايها السادة شعبنا محتاج الى يد تنتشله من هذه المحن التي يغرق بها، فهل من منقذ ؟؟؟ ليتفضل اول المضحين ( عفوا اول المتكلمين ).

كوهر يوحنان عوديش

411
رسالة مفتوحة من متسول عراقي الى الرئيس الفرنسي السابق

gawher75@hotmail.com
كوهر يوحنان عوديش

الاستاذ الفاضل جاك شيراك هذه رسالة مفتوحة لجنابكم ( عذراً فأنتم لا تعيشون مثلنا في عصور ما قبل التاريخ لذلك لا تستخدمون كلمة الاستاذ لكل من تسلم منصب حكومي لا يستحقه، بشهادات مزورة طبعاً، كما تعودنا ان نفعل نحن شعوب الشرق على توزيع الألقاب وتسمية الأمي بالأستاذ !!! والانحناء أمام كل صعلوك يستلم السلطة وينفرد بالكرسي ليعامل الوطن والشعب كضيعة وقطيع )، نعم سيدي هذه رسالة مؤازرة وحب واحترام وتعجب أتمنى ان تصلك.
سيدي الفاضل الجميع يعرف بأنكم تصلون الى سدة الحكم بواسطة اصوات الناخبين المتنورين الذين يعتمدون في تصويتهم على اعمالكم وبرنامجكم الانتخابي، عكسنا نحن العراقيين الذين صوتنا معتمدين على الانتماء الطائفي والعواطف والفتاوى الدينية، لذلك فانتم موجهون ومسيرون من قبل الشعب لتحقيق أمانيه وطموحاته، اما نحن العامة فمقتادون مثل القطيع بعصا حديدية وويل لمن يرفع رأسه.
قبل فترة قرأت خبراً عنوانه ( شيراك اول رئيس فرنسي يواجه تحقيقاً قضائياً )، دهشتي لم تكن بأن شخصاً مثلك قد ارتكب خطئاً ما، فالانسان مهما كان غير معصوم من الاخطاء، لكنني تعجبت كيف للشعب الفرنسي ان ينتخب رجل اختلس من الاموال العامة؟ وكيف للجهاز القضائي ان يتهم ويحاسب رجلاً كان رئيساً للدولة يوماً ما ؟
بعد اجتياز العنوان المثير وقراءة مضمون الخبر الى آخره عرفت بأنني كنت سريعاً في اصدار قراري بحقك ( ارجو المعذرة ) ولذلك اخطأت، فالخبر يقول (وجهت إلى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك تهمة «اختلاس أموال عامة»، في إطار قضية تعود إلى المرحلة التي كان يشغل فيها رئاسة بلدية باريس!!! ..... واتهم شيراك في ملف مكلفي مهمات في بلدية باريس، وهي قضية تتعلق بوظائف عين فيها أشخاص !!!، دفع مكتب عمدة باريس أجورهم لمصلحة التجمع من أجل الجمهورية، حزب شيراك .... ).
في بلدكم الديمقراطي يحاسب الرئيس والوزير والأدنى كأي مواطن عادي، وانت واحد منهم يلاحقك القضاء متهماً اياك باختلاس الاموال العامة !!! ( كنت اتصور ان تكون المبالغ المختلسة بمئات المليارات، فدولة بحجم فرنسا وامكانياتها واقتصادها المستقر قياساً بالعراق الفقير !!! الذي اختلس اسياده الجدد عشرات المليارات من الاموال العامة المعلنة اما غير المعلنة والتي لم تتمكن هيئة النزاهة من اكتشافها فالله اعلم – وما خفي اعظم )، الاموال التي اختلسها حضرتك لم تكن اموالاً نقدية او محولة او شحنات نفط مهربة او عقود مع شركات وهمية ..... لم يكن عملاً لا شرعياً لاثراء شخصي بل تعيين موظفين بموافقة المجلس البلدي ( لاقرباء وابناء عمومة حاكمي العراق الجديد الاحقية في التعين ومنح العقود الوهمية وتوظيفهم في اهم وارفع المناصب حتى لو كانوا من الجهلاء ولا يجيدون القراءة والكتابة فالشهادات المزورة معلقة في مكاتب المسؤولين وبيوتهم ولله الحمد )
سيدي الكريم اعرف ان وقتك ثمين، ولكي لا اطيل عليك واثقل على دماغك التعبان ارجو ان تسدي الى الشعب العراقي معروفاً يذكره التاريخ وتحفظه اجياله القادمة شاكرة معروفك, لن اطلب مساعدة مالية فما يملكه العراقيين من نفط يكفي للتمتع بالحياة وملذاتها لعشرات الاجيال، ولا اطلب منك مساعدة عسكرية فالجيش الامريكي والبريطاني وشركاتهم الامنية مسيطرين على الوضع الامني، فليس هناك قتل او اختطاف او تفجيرات ( كل ما يقال عن تردي الوضع الامني في العراق هو اكذوبة واختراع المعادين للجيش والثورة )، ولا اطلب منك محاسبين او مدققين لكشف الاموال المنهوبة من خزينة الدولة فالامريكان والبريطانيين واذيالهم مسيطرين على زمام الامور ويطبقون المثل ( من اين لك هذا )  ويوزعون واردات العراق بالتساوي على جميع العراقيين ( مشكورين والله حتى فلوس التعب ما ياخذون خطية ) .....
ما اطلبه منك ايها السيد ان تتكرم وتدعو جهاز القضاء الفرنسي الى زيارة العراق شهراً واحد فقط لفتح دورة لرجال القانون والقضاء بصورة عامة لتعريفهم باصول وكيفية تطبيق القوانين دون تمييز او خوف او توصية، ومن ثم فتح دورة اخرى للسادة في مجلس الوزراء وهيئة الرئاسة وغيرهم من المتسلطين ( اعذروني لا اعرف مناصبهم، ففي العراق الجديد المناصب توزع حسب الانتماء الطائفي ودرجة القربة والالقاب تمنح دون تعب او دراسة والملايين تضاف الى الارصدة دون تعرق ... ) لشرح ماذا تعني الديمقراطية وما هو القانون وكيف يطبق وماذا يعني المال العام وكيف يصرف.
كوهر يوحنان عوديش

412
العيد للفقراء دمعة .... وللحرامية واللصوص كل الايام عيد
كوهر يوحنان عوديش

مهما كتبنا عن معاناة شعبنا المسيحي ( ساطلق تسمية المسيحيين على شعبنا لانني لا اعرف ماذا اسميه كلداني او اشوري او سرياني او هذه التسميات موحدة ككل، حتى لا يثور المتعصبين او المتحزبين على اختلاف انواعهم ) فهو قليل ومهما كتبنا عن جشع مسؤولينا وقادة احزابنا ورجال ديننا فهو قليل ايضا، لانه يوما بعد يوم تزداد معاناة العامة وتكبر كروش المتغطرسين وترتفع اسهمهم وتزداد ارصدتهم المالية.

بعد ايام معدودة سيحتفل العالم المسيحي بذكرى ميلاد السيد المسيح، لكن احتفال مسيحيي العراق يختلف عن احتفال باقي شعوب العالم فالحزن يخيم على وجوه الكثيرين بسبب القتل والخطف والتفجيرات التي طالت كنائسهم والتهجير القسري والارهاب الفكري والديني الذي لم يرحم احدا منهم، احتفالهم سيكون دموعا على ارواح المقتولين غدرا، او نبشا في اعماق التاريخ عن ذكريات اقربائهم واحبابهم الذين تغربوا جبرا، او سيكون احتفالا من نوع اخر الا وهو التفكير في حياتهم البائسة ومستقبلهم المجهول وهم يعيشون اقسى انواع الحرمان والفقر الذي ينخر عظام الكثيرين منهم.

المسيح عليه السلام بكل عظمته ولد في مغارة وتدفأ بزفير الحيوانات، وعاش كل حياته يعمل على مساعدة الفقراء ونصرة المظلومين، داعيا اتباعه الى التحلي بالتواضع ومحبة الانسان ومساعدته حتى لو كان هذا الانسان عدوا والى التسامح وبذل الذات في سبيل الغير ..... وغيرها من التعاليم التي يجب علينا نحن المسيحيين التميز بها، لكننا ابتعدنا عن هذه التعاليم واصبحنا نحمل الاسم فقط ( الديانة في هوياتنا تسجل :- مسيحي ) دون المباديء التي دعانا الى التمسك بها.

( لا تكنزوا لكم على الارض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء. انجيل متي ) هذا ما دعانا اليه المسيح، اين كنوزنا نحن علمانيين ورجال دين ؟؟؟ من منا فكر يوما بأوضاع المهجرين قسرا من اخواننا وحاول مساعدته ؟؟؟ اذا كان اي منا قد فعل ذلك فيحق له دخول بيت الله ووعظ الاخرين !!!

اما المسؤولين الحزبيين والحكوميين ( الله يخليهم واطال في اعمارهم ) فالحديث عنهم يطول ويطول، فلم يشعروا بالمسؤولية يوما تجاه معاناة شعبهم، فكل اهتماتهم وتفكيرهم ينصب في خانة مصالحهم الشخصية والقابهم التي لا يستحقونا وشيكات المصارف وواردات شركاتهم التي لا تعد ولا تحصى ( يعتبرون العامة شحاذا يمسكون بيده كلما اقتضت الضرورة، ليجمعوا من صورته البائسة الملايين التي تختفي دون سؤال او محاسبة ).

بصراحة نحن نبعد عن تعاليم المسيح واخلاق المسيحي الحقيقي مليارات الاميال، لاننا نراه ينزف فلا نمسح دمه ونراه يتعذب ويعاني فندير له ظهورنا، ونتفرج عليه يصلب ضاحكين منشغلين بقصورنا ومناصبنا، المسيح نفسه ( بلحمه ودمه ) يأتينا محتاجا يطرق بابنا كل يوم ويتوسل الينا ان نساعده في محنته، فيرجع خائبا الى خيمته في الصحراء جائعا ( ثم يقول ايضا للذين عن اليسار :- اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته، لأني جعت فلم تطمعوني. عطشت فلم تسقوني. كنت غريبا فلم تأووني. عرياناً فلم تكسوني. مريضاً ومحبوساً فلم تزوروني. حينئذٍ يجيبونه هم ايضاً قائلين يا رب، متى رأيناك جائعاً او عطشاناً او غريباً او عرياناً او مريضاً او محبوساً ولم نخدمك؟ فيجيبهم قائلاً : الحق اقول لكم : بما انكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء، فبي لم تفعلوا. انجيل متي )

بين فترة واخرى نقرأ في الصحف الحزبية او نسمع ما تتناقله الالسن عن الاجتماعات التي تعقد بين احزاب ومؤسسات شعبنا ومجالسه وشخصياته السياسية ( البالونية ) لتصدر بياناً مشتركاً ( لا احد من المشتركين في صياغته يعترف به، لكن مهما يكن فهو افضل من عدمه )، ويكون هذا البيان كلمات عاطفية تعزف على وتر القومية، وجمل جاهزة سمعناها الاف المرات تبشرنا بالخير وتدعونا الى التفاؤل بمستقبل شعبنا.

شهرة السياسي والمسؤول الحزبي او الحكومي تعتمد على ما يقدمه للشعب من تضحيات واعمال خيرية...... اما عندنا فاصبح الامر معكوساً حيث ان شهرة وسمعة قادة الاحزاب والمسؤولين الحكوميين والشخصيات السياسية ( يمكن اختصارهم وتسميتهم بالتماسيح التي تلتهم أي شيء تصادفه حتى لو كان هذا الشيء بقايا طفلٍ صغير مات جوعاً ) تعتمد على ما يملكه وثقافته وخلفيته السياسية تقاس بحسب درجة قرابته من المسؤول الفلاني.

هل اجتمعت احزابنا القومية او ما يسمى ب ( لجنة تنسيق العمل القومي بين احزاب ومؤسسات شعبنا ) يوماً لدرس اوضاع المسيحيين المهجرين والمهددين الذين يعيشون تحت الخيم في العراء او المقيمين في المدارس دون رخص ؟؟؟ هل اجتمعت يوماً لتشكيل لجنة لجمع التبرعات للمحتاجين والفقراء او شراء برميل نفط لعائلة لاتمتلك قطرة منه في هذا الشتاء ؟؟؟ وعشرات ال ( هل ) الاخرى التي يستوجب على المتحدثين باسمنا الاجابة عليها.

وفي الختام ادعو من السادة المتاجرين ان يراجعوا حساباتهم المصرفية ويسألوا انفسهم :- من اين لك هذا ؟؟؟ ويعلنوا امام الجميع بأنهم استغلوا اسمنا ومعاناتنا لتكديس كل هذه الملايين، ويدعوا اقرانهم الى التوبة، فذلك يكون افضل مليون مرة من التأنق والظهور على شاشة التلفزيون او مناداته بالسيد ( من منكم يحمل الجرأة والشجاعة للقيام بالخطوة الاولى ويصبح عبرة ومثالا يحتذى به ).

وايضاً ادعوا رجال ديننا الكرام الى عدم اقامة القداديس او وعظ الحضور بالاستقامة وتطبيق تعاليم المسيح، لان هذا لا ينفع ما دام المسيح يعيش بيننا ونمر بجانبه كل يوم دون مبالاة، فبدلا من اقامة هذه القداديس ليتكرم كهنتنا، كل من موقعه، بزيارة العوائل الفقيرة والمحتاجة والمهجرة ويباركوا الوجوه البريئة التي غابت عنها فرحة العيد لانهم عيدوا بملابسهم القديمة المرقعة.


   


413
وآسفاه ايها المسكين ... هذا الحلم لن يتحقق
كوهر يوحنان عوديش

في هذه الفوضى التي تعم بلدنا العراق، منذ سقوط النظام السابق، يمكن القول بأن المسيحيين كانوا من اكثر الفئات المتضررة بصورة عامة وبلا مقارنة من كافة النواحي، فعدم وجود حكومة مركزية قوية تفرض الامن وتطبق القانون، بهذا فقط تكون حقوق الاقليات والناس البسطاء محفوظة، ادى الى تهجير الاف العوائل وقتل الكثير من ابناء شعبنا غدراً.
وما زاد الطين بله كوننا اقلية ومقسمين على انفسنا الى طوائف ومجموعات واحزاب (مصلحجية) يعد عدد اعضائها باصابع اليدين ، الامر الذي ادى الى عدم توحيد الخطاب السياسي وتأسيس او تشكيل مرجعية سياسية او دينية موحدة لشعبنا ككل (الكلداني السرياني الاشوري)، وبذلك ضيعنا ونضيع نحن شعب العراق الأصيل فرصا كثيرة كان يمكن استغلالها لتثبيت حقوقنا القومية دستورياً.
لا يمكن لاي كان ان يعمم صفة الانتهازية على جميع العاملين في الساحة القومية، خصوصاً عند الحديث عن وحدة شعبنا وحقوقه القومية، فلا احد يستطيع ان يهمل او يغض النظر او يتناسى ويحرف التاريخ الطويل للبعض من سياسيينا الذين حاولوا وجهدوا كثيرا لتحقيق هذا الهدف، وايضاً لا يمكن لنا ان نتجاهل الاقلام الشريفة التي تناولت هذا الموضوع بجرأة وشفافية بعيدا عن الصراعات الحزبية والافكار التعصبية، حيث كان هَم اصحابها تحقيق حلم الاجداد والاحفاد والذي هو نيل شعبنا لكامل حقوقه المشروعة على ارضه التاريخية بدون نقصان او منية من احد.
في خضم الصراعات السياسية والحزبية والقومية وتشريع الدساتير في عراقنا الجديد، كان الاجدر بأبناء شعبنا والمسؤولين الحزبيين والحكوميين توحيد خطابهم السياسي، لاثبات مشروعية وعدالة مطالبنا القومية بدلا من الركض وراء الالقاب ومن ثم السقوط في هاوية الصراعات السياسية والفكرية، التي كانت سبباً رئيسياً لوضعنا في خانة الضيوف والمقيمين وابناء الجالية الاتية من اقاصي الارض.
هناك دعوات واجتماعات ومؤتمرات (وجلسات قهوة بين احزابنا القومية ورجال الاعمال)، لتشكيل مرجعية سياسية لشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) وتوحيد خطابنا القومي لنيل كامل حقوقنا دون نقصان من ضمنها حقنا في الحكم الذاتي في مناطقنا التاريخية، لكن لم يسأل أي من الهؤلاء كيف السبيل الى ذلك ؟؟؟ نعم ندعو وننادي ونكتب ونناقش ونصرخ ومن ثم نعود فنستنجي !!!
ما فائدة الدعاء والكلام والصراخ والمناداة اذا كان ممثلينا وقادة احزابنا القومية والذين يعتبرون انفسهم مسؤولين !!! متمسكين بكراسيهم الدوارة وافكارهم البالية ويخافون التضحية، الكلمة التي اضحت مجردة وشقت افواههم من كثرة ترديدها في المناسبات (وحتى بدون مناسبة يتحدثون مع انفسهم ويقولون في دواخلهم :- لقد ضحينا كثيراً ونستحق هذا النعيم!!).
كل الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات التي عقدت كانت فاشلة نسبياً ولم تحقق الامنيات المرجوة ولا الشعارت المعلنة والملصقة هنا وهناك التي تدعو الى الوحدة والمطالبة بحقوقنا القومية و ... و....، وفشل هذه اللقاءات ليس لعدم وجود اناس نزيهين !!! ومخلصين !!! (ما شاء الله الساحة مليانة بس مختلطين) من ابناء هذا الشعب, بل لان المجتمعين هؤلاء هم ممثلي الاحزاب والكتل السياسية وغيرهم من الاشخاص ذو نفوذ (اقصد بهؤلاء اصحاب العمارات والشركات والقصور الذين صاروا مناضلين وسياسيين ومثقفين من درجة اولى بضربة حظ، يا رب زد وبارك لولا نضالهم وتفانيهم واخلاصهم في العمل السياسي كنا في عداد الموتى والمفقودين او نقف في الشوارع نمد الايادي)، وهؤلاء لا تهمهم مصلحة الشعب او معاناته او تاريخه او نمط وصيغة الحكم التي يحق لشعبنا المطالبة بها وتطبيقها، لانهم اجتمعوا اصلا لتوزيع المناصب!!! لان كل الحاضرين في هكذا لقاءات يفكرون بالمنصب وما يجلبه معه من مال قبل ان يفكروا بمستقبل امة على حافة الضياع، لذلك لم نشهد أي نجاح لاي من هذه المحاولات الوحدوية لانهم كانوا يتخاصمون وينسحبون او يختمون الاجتماع قبل انعقاده لاختلافهم في توزيع المناصب، وهذا هو السبب الرئيسي الذي ابقانا مختلفين ومتفرقين لحد الان كل يمشي في درب يوازي درب الاخر. 
قبل مدة قصيرة لا تتعدى الشهر سمعت خبرين مضحكين مبكيين، اولهما، وهو الاهم، عن الكاهن في منطقة (......) الذي طلب من الحاضرين الانتظار بعد انتهاء قداس يوم الاحد، وعندما شرع بالحديث بدأ بشرح محنته المالية !!! ان راتبه لا يزيد عن 300000 ثلاثمائة الف دينار (فقير) وسيارته بحاجة الى تصليح (مسكين) وغيرها من الامور المتعلقة بالكاهن وعائلته (مساكين لم يذوقوا طعم اللحم منذ سنين)!!!، لذلك طلب من الرعية مساعدته (اما الفقراء والمساكين فلهم الله والمسيح .......).
اما الثانية تتعلق باحدى تنظيمات شعبنا القومية!! (وما اكثرهم هذه الايام حيث كل فرد من ابناء شعبنا يستند على حزب معين ليقف على رجليه)، قام التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم ................. في محافظة ...... بالاعلان عن تأسيس شركة استيراد وتصدير يمكن للمواطنين من ابناء شعبنا المساهمة فيها، وتكون حصتهم من الربح معتمدة على مقدار المبلغ المستثمر في الشركة التي يكون مديرها مسؤول العلاقات في التنظيم المذكور، وبذلك جمعوا مبلغاً من المال واختفوا !!! (خوش تجارة) وعندما ذهب المواطنين المخدوعين للمطالبة بمالهم جاءهم الجواب الفوري من مسؤول التنظيم، الذي يكون حاضراً لمثل هذه الحالات - هؤلاء لصوص وليس لنا اية علاقة بهم !!! (الا يحق لنا ان نسمي هذا التنظيم ب- اتحاد النشالين القومي)؟ هذه امثلة بسيطة لواقع الحال الذي يعيشه اهلنا وابنائنا واخواننا في الدين والقومية.
لقد انتهى منذ زمن، عصر جدران الطين وسقوف القش التي كان اجدادنا ينامون فيها مرتاحي البال والضمير، وحلت محلها العمارات والاملاك والطائرات الخاصة وحسابات البنوك...... فمن ايها المسكين يفكر بك انت المظلوم والمشرد ؟؟؟ ومن سيمد يدا ليصافح يدك النازفة ؟؟؟ من سيغطي جسدك النحيف العاري المرتجف ؟؟؟
رجال ديننا الافاضل، ام احزاب المتاجرة التي تتكلم باسمنا وتحصد المليارات لتضاف الى حسابات اعضائها المصرفية؟ ربما لا احد في الوقت الحالي ...!؟ فلولا معاناتنا التي يتاجرون ويشحذون بها، لما تكرشت بطونهم ولاتضاعفت أرصدتهم ...
لا تحزن كثيرا يا شعبي المسكين، لأن هذا الزمن لا يرحم أحدا ! فأنت لست الأول ولست الأخير أيضا ... ولا احد يحمل همومك او يفكر بمآساتك سواك!

كوهر يوحنان عوديش

414
متى يتم القاء القبض على مغتصبي العراق ؟؟
كوهر يوحنان عوديش

اخر الاخبار التي اثارت دهشتي واستغرابي واشعرتني بأننا نعيش في بلد اقل ما يمكن القول عنه انه جحيم، هو القاء القبض على مجرم بعد مرور اربعين عاماً على جريمته، حيث يقول الخبر :-
القي القبض في الولايات المتحدة مؤخراً على رجل يبلغ من العمر 67 عاماً بتهمة ارتكاب جريمة اغتصاب وقتل لشابة امريكية في ولاية كاليفورنيا قبل اكثر من 40 عاماً، حيث كانت شرطة الولاية عثرت في شباط 1964 على جثة كريستين وارنر في منزلها ولم تتمكن في حينها من التعرف على هوية الجاني حيث توقف البحث في القضية غير ان الملف لم يطو ابداً، وبفضل استعمال التكنولوجيا الحديثة التي لم تتوفر لديهم قبل اربعين عاماً تمكن المحققون من العثور على معلومات جديدة، تشمل بصمات الاصابع التي لا زالت موجودة على الادلة التي تم الاحتفاظ بها حتى هذا اليوم، قادت الى القاء القبض على المشتبه به.

لم انقل هذا الخبر لمدح ديمقراطية الرئيس الامريكي او تبرير سياسية حكومته التي تشبه القراد في مص دماء الشعوب، او الاشادة باعمال جيشه الاجرامية، القتل العشوائي والتعذيب والاغتصاب، التي يمارسها ضد الابرياء في العراق، نقلت هذا الخبر تعبيرا عن اعجابي بجهاز الشرطة وسير القضاء في هذا البلد.

في بلدنا واغلبية بلدان الشرق الاوسط تطوى ملفات الجريمة بعد مرور اسبوع، على اكثر تقدير، على حدوثها حيث تسجل التهمة ضد مجهول ويضاف القتيل الى قائمة مجهولي الهوية.

ما يحدث في العراق من اعمال القتل والخطف والذبح يفوق كل تصور، فلا يمر يوم دون ظهور جثث متفرقة في هذه المدينة او تلك، وبدلا من ايجاد المجرم او تعقيب خطوات العصابة التي ينتمي اليها، يختصر السيد مدير الشرطة المحترم كل الاجراءات بتصريح ببغاوي ملقن وتسجل الجريمة ضد العصابات والميليشيات غير المنتمية وغير المعروفة!!، ويؤكد تقرير الطب العدلي بأن القتلى مجهولي الهوية لتتبرع البلدية ( اذا سمحت الظروف الامنية ) بدفن جثمانهم بلا دموع او معرفة الاهل.

منذ نشوء الدولة العراقية وهذا البلد يغتصب ويقتل بشكل يومي دون محاكمة المجرم او العصابة التي يحتمي تحت ظلها، لكن بمرور الزمن يصبح العذاب اكبر وطريقة الاغتصاب ابشع والطريقة التي تتم بها الجريمة اشنع.     

لا نريد جيشاً يحرر الشعوب من قادتها الدكتاتوريين مثلما يفعل الجيش الامريكي بالعراق، ولا نريد رئيساً يرفع اصبعه بوجه امثاله، ولا صواريخاً موجهة تفتك بالابرياء, كلا ما نريده شرطة ( لباسها يفرق عن لباس المجرمين للتمييز بين الاثنين ) توفر الامن، وقضاء عادل يضرب المسؤول على خده قبل ان يسأل المواطن البائس : من اين لك هذا ؟؟

امنيات ربما ستتحقق بعد عشرة الاف سنة، لننتظر !! والى ذلك الحين وداعاً.

كوهر يوحنان عوديش

415
بين حانة ومانة ..... ضاعت لحانه
( رد على السيد ملا بختيار والامانة العامة لمجلس الوزراء )
كوهر يوحنان عوديش

يضرب هذا المثل للشخص الذي يقع بين مصيبتين فلا يستطيع منهما خلاصاً، حتى يصيبه من الاذى ما لا يقدر على دفعه او النجاة من شره، ويعود اصل المثل الى :-

أن رجلا كانت له زوجة اسمها حانة فلما أسنّت تاقت نفسه للزواج من إمرأة أصغر منها . فتزوج من فتاة صغيرة مليحة ، حسناء اسمها مانة فكان يعدل بينهما كما أمر الله تعالى فيقضي ليلة مع حانة وليلة مع مانة فلا يغبط إحداهما حقها وكانت كل واحدة تريد ان تستأثر به وحدها ، فكان إذا اختلى بزوجته الأولى حانة تأخذ بعض الشعرات السوداء من لحيته فتنتفها ، حتى تصبح لحيته بيضاء ، فيشعر بأنه كهل وأنه من سنها وينبغي أن يكون لها وحدها دون سواها . وإذا اختلى بزوجته الصغيرة مانة فأنها تنتف بعض الشعرات البيضاء من لحيته حتى تصبح لحيته سوداء فيشعر بأنه لا يزال شابا وأنه ينبغي أن يكون لها وحدها دون غيرها ومازال دأب زوجتيه معه حتى اختفى شعر لحيته مع الأيام ولم يبق منها ولا شعرة واحدة .
وفي ذات يوم كان الرجل جالسا مع بعض أصحابه في المقهى ، فسأله أحدهم : (( هاي شنو أبو فلان ؟ وين لحيتك ؟ .. مزيّنها ؟)) فقال الرجل : (( لا والله مازيّنتها ولكن (( بين حانة ومانة ... ضاعت لحانه ) فسأله أصحابه عن مغزى قوله ، فأخبرهم الخبر ، فضحكوا من ذلك طويلا وتعجّبوا من صبر الرجل المسكين على مافعلته زوجتاه به ، وذهب ذلك القول مثلا.

تذكرت هذا المثل وانا اقرأ تصريحات السيد ملا بختيار المشرف على علاقات الاتحاد الوطني الكوردستاني، واطالع ما جاء في كتاب الامين العام لمجلس وزراء العراق وكالة.

يقول السيد ملا بختيار في لقاءه مع الملف برس :- ( ..... والمعروف ان الشعوب لها الحق القانوني في اعلان اقليمها او دولتها اذا كانت لها ارض تاريخية وجغرافية، لكن التركمان والكلدو اشور هم مقيمون في كردستان ولهم حق المواطنة الكاملة فيها، ولكن ليست لهم أي ارض تركمانية او كلدو اشورية في كردستان العراق )، الحمد لله والف شكر للسيد ملا بختيار لاكتفائه بذلك ولم يسمينا بالاكراد المسيحيين!!.

لو تعمقنا قليلا في تاريخ بلدنا المنكوب بشفافية ودون انحياز وتحريف، نلاحظ ان شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) هو الصاحب الاصلي لارض بلاد ما بين النهرين باكملها، حيث لا زالت اثار وشواهد هذا الشعب المتجذر في هذه الارض باقية تبرهن للعالم صحة اقوالنا ولما كان السيد ملا بختيار من مواطني كوردستان فلا ادعوه للذهاب الى بابل او نينوى او المدن الجنوبية لرؤية هذه الاثار بل ادعوه لزيارة قلعة كركوك!! وقلعة اربيل !! وبعدئذ ان يقرأ تاريخ هاتين القلعتين ليتأكد من اصحاب الارض الاصليين في كوردستان وغيرها من مناطق العراق ( الا اذا كان اجدادنا قد قامروا بالارض والتاريخ وخسروهما معاً وبذلك نصبح نحن السكان الاصليين لهذا الوطن مقيمين وجالية )، ربما يكون السيد ملا بختيار معتمدا على الكثافة السكانية ( وليس على التاريخ كما هو مفروض ) في تصريحه هذا، وبذلك يكون محقاً لاننا بفضل عمليات التهجير القسري وحملات الابادة الجماعية التي تعرضنا لها بسبب ديانتنا ومعتقداتنا واجبارنا على تغييرها تحولنا الى اقلية.

اما تسميتنا جالية !! من قبل اعلى سلطة حكومية في العراق فهو امر يدعو الى الضحك وان دل على شيء فانما يدل على الجهل في مادة التاريخ التي يفتخر العراقيين بها كثيراً، فكيف سمح السادة لانفسهم بتسمية شعب يسكن ارضاً اكثر من 6500 سنة بجالية !!، وكيف محو تاريخا ( التاريخ الكلداني الاشوري ) لا زال مسجلاً باسمهم بجرة قلم ؟؟؟ واذا كنا نحن ابناء هذا الشعب جالية فماذا نسمي الذي سكنوا من بعدنا ؟؟ واذا كان هؤلاء السادة ( الديمقراطيين الجدد ) يعتبروننا جالية فارجو منهم ( طبعا نشكرهم على حسن ضيافتهم ) ان يعيدوننا الى وطننا الاصلي لنبني وطناً نمارس فيه طقوسنا بحرية ونعيش فيه مطمئنين على حياتنا، وطنا لا تفجير فيه ولا ترحيل ولا خطف او قتل أو ذبح "على الطريقة الاسلامية" ولا اجبار لترك الدين او دفع الجزية.

تعود الشعب الكلداني السرياني الاشوري على مثل هذه التصريحات وغيرها من الاعمال التي كانت تهدف الى تغيير النسبة السكانية في منطقة ما في ظل النظام السابق ( المسيحيون بكافة طوائفهم كانوا مسجلون بقومية عربية )، اما ان يحدث لنا هذا في ظل حكومة تدعي بانها ديمقراطية ومنتخبة تمثل الشعب وترعى مصالح وشعور القوميات الصغيرة فهذا شيء يدعو الى التشاؤم وعدم الثقة بمستقبل شعبنا والاقليات الاخرى التي ستهضم حقوقها ثانية على ايدي من كانوا مظلومين وملاحقين في العهد السابق.

ما يؤلمني كثيرا، اكثر من هذه التصريحات ونعتنا بالجالية، هو هذا الصمت المطبق الذي يمتهنه ممثلونا في البرلمان والسادة الحكوميين ومسؤولي الاحزاب من ابناء شعبنا ازاء مثل هذه التصريحات والتصرفات التي تنتقص من هويتنا وتراثنا وتاريخنا, فعدا بعض التنديدات التي صدرت بصورة منفردة من قبل البعض من مثقفينا ورجال السياسة المهتمين بتاريخ ومستقبل شعبنا، لم يتعب ممثلونا والمتحدثين باسمنا في اروقة البرلمان انفسهم بالرد على هذه التصريحات او اثارتها وطلب تقديم اعتذار في نفس المكان لما سببته من جرح لشعور شعبنا وتنقيصاً من مكانته التاريخية ( شكرا ايها السادة حقا تستاهلون هذا المنصب واكثر ).

لنترك حانة ومانة ونفكر باخرى من دمنا ولحمنا ربما يكون حالنا افضل !!!!

كوهر يوحنان عوديش


416
الحكم الذاتي وانتظار الفتات لحين انتهاء وليمة الغرباء !!
كوهر يوحنان عوديش

منذ مدة ليست بالقصيرة يناقش مثقفو وسياسيي شعبنا مسألة الحكم الذاتي الذي دعا اليه البعض من الشخصيات القيادية والمؤثرة في القرار السياسي في الاقليم، وطرح نفس الموضوع ونوقش في المؤتمر ( الكلداني السرياني الاشوري ) المنعقد في عنكاوا في اذار 2007.

لا انوي التطرق الى كل ما كتب لان هذا يحتاج الى مجلدات كثيرة، ولست بصدد انتقاء مقالة محددة او الدفاع عن فكرة معينة كي لا اتهم بالعمالة او التعصب والانحياز لفكرة دون غيرها، بل سأتطرق الى الموضوع واناقشه حسب مفاهيمي وقناعتي وافكاري وكلي امل بأن ما اكتبه واعبر عنه من افكار سيكون في مصلحة ابناء شعبي .

لم يكن وضع شعبنا في تاريخه المعاصر بأسوأ مما هو عليه الان، وبدلا من اخذ العبر وتكثيف الجهود لتقريب الافكار نلاحظ العكس تشتت وتشرذم وفضح الاخر واتهامه بشتى الصفات ....... الخ، في سبيل كرسي دوار او اوراق خضراء تلاحقها لعنات الثكالى واليتامى ابناء المخدعوين والمغدورين، شعبنا اليوم ليس بحاجة الى عباقرة او سياسيين او مثقفين يناقشون مصيره في البارات او المقرات المحروسة او البيوت الرئاسية!! المزينة بأرقى وأفخم انواع الاثاث، بل بحاجة الى قائد متواضع يضحي بما يملك من حياة ومال وجاه من اجل ابناء امته، شعبنا ليس بحاجة الى احزاب ومجالس جديدة ( فالذي يعمل في الساحة كافي وزيادة ) تتخذ من معاناته سلعة تجارية تعرضها هنا وهناك لتكبير الكروش وشراء القصور والفيلات والجلوس في ارقى واحدث انواع السيارات ......، بل بحاجة الى من يعمل ويجاهد في سبيل امته طوعاً وباخلاص دون المطالبة بمقابل او مكافأة !!.

ربما خرجت عن الموضوع قليلاً، لكنني اعتقد بأن كل مصائبنا هي نتيجة تصرفات واعمال من يعتبرون انفسهم مسؤولين ووجهاء!!.

تعتبر فكرة المطالبة بحكم ذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية – وفي هذا الوقت بالذات - سلعة جديدة في سوق المثقفين والسياسيين والعامة من ابناء شعبنا، فهذه الفكرة طرحت لاول مرة قبل فترة قصيرة جداً ( قياساً بعمر هذا الشعب ) لا تتعدى السنتين، وهذا يعود الى ضآلة وضمور الشعور القومي اولا، وثانيا قلة احزاب شعبنا العاملة في الساحة فعلياً ( رغم كثرتها عددياً ) عدا الحركة الديمقراطية الاشورية التي برزت بعد انتفاضة اذار 1991، كل هذا ادى الى احتكار الساحة من قبل اشخاص معدودين نسوا شعبهم وفرضوا مصلحتهم على مصلحة ابناء امتهم.

يعترض الكثير على فكرة اقامة منطقة حكم ذاتي خاصة بابناء شعبنا في سهل نينوى، وحججهم في ذلك كثيرة منها:-

1-   اقامة منطقة حكم ذاتي خاصة بابناء شعبنا تابعة للاقليم يؤدي الى اثارة العرب وخاصة المتشددين منهم.

2-   لماذا لا يطالب المسؤولين بتطبيق الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه الواقعة ضمن اقليم كردستان؟

3-   اقامة منطقة حكم ذاتي في مناطق سهل نينوى يعني حصر المسيحيين في منطقة واحدة ( ما يؤدي الى سهولة الانقضاض عليهم ) يعني مطالبتهم بترك مناطقهم التاريخية في محافظات الوسط والجنوب.

4-   عند اقامة هكذا منطقة بمن يكون ارتباطها ؟

5-   اقامة مثل هذه المنطقة يعني جعل شعبنا كبش فداء للاكراد، لانهم سيصبحون الخط الفاصل بينهم وبين العرب ويكونون اول المتضررين وافعي الثمن عند أي توتر في العلاقات بين العرب والكرد.

هذه التساؤلات وتساؤلات اخرى كثيرة تشغل بال الكثير من السياسيين والمثقفين والعامة من ابناء شعبنا، ولهم الحق في ذلك لان أي مخلص من ابناء هذا الشعب لا يريد لابناء امته ان يصبحوا ورقة عمل بايدي القوميات الاخرى تلوح هنا او هناك حسب ما تقتضيه الحاجة او الضرورة، كما هو حال اغلبية القوميات والطوائف الصغيرة التي يتلاعب بمصيرها المتسلطين والمتنفذين ويتعامل معها كل حسب ما تقتضيه مصالحه.

اضافة الى هذه المخاوف هناك عوامل وحواجز ومعوقات اخرى تؤخر وتمنع اقامة منطقة حكم ذاتي خاصة بابناء شعبنا في مناطقه التاريخية، وعلى راس هذه العوامل عدم الاتفاق واختلاف المصالح بين المسؤولين وقادة الاحزاب والمنافسة غير الشريفة التي برزت الى العلن بين السياسيين، فكل واحد من هؤلاء يتعامل ويدعو الى حل هذه القضية حسب تحليله ورؤيته المستقبلية وما تفرضه مصالحه الشخصية !! من امور وقرارات.

ربما تكون هذه المخاوف وغيرها في محلها عندما يسلم زمام الامور الى حكومة عراقية ديمقراطية وطنية تطبق القانون وتفرض الامن وترعى مصالح الاقليات والطوائف الصغيرة، اما ان ناتي ونتحدث عن هذه الامور في هذا الوقت بالتحديد فذلك ( حسب اعتقادي طبعاً ) يعتبر اكبر جريمة نرتكبها بحق انفسنا وحق الاجيال القادمة من ابناء شعبنا، فليس هناك من عمل او أي تصرف مهما كان يثير المتشددين اكثر مما هم عليه الان، الخوف الاكبر لدى ابناء شعبنا في مناطق سهل نينوى هو اثارة غضب المتشددين ( انصح هؤلاء المترديين والخائفين ان يقوموا باجراء جرد واحصاء دقيق لعدد الطلاب والكوادر التدريسية والموظفين الذين لا يستطيعون ممارسة نشاطاتهم واعمالهم واكمال دراستهم في محافظة نينوى، علما ان هذا يحصل لابناء شعبنا قبل اعلان الحكم الذاتي او حتى مناقشته في هذه المناطق )، فبعد ان عرفوا ان تفجير الكنائس لن يدفع ابناء شعبنا على نبذ دينهم وترك مساكنهم وممتلكاتهم، بدءوا بتغيير طريقة عملهم الا وهي الخطف بغرض الابتزاز واخذ الاموال والتهديد باعتناق الدين الاسلامي او دفع الجزية ....... وغيرها من الاعمال الاجرامية التي ترتكب بحق ابناء شعبنا علناً، فلا يمر يوم دون ان نسمع عن عملية جديدة لقتل او خطف لاحد الابرياء من ابناء شعبنا، هذه الاعمال هجرت وشردت الاف العوائل من مسيحيي العراق الذي تكاد مدنه الجنوبية تخلو من المسيحيين، كل هذا يجري ونحن البعيدين عن هذه النار ندعو الى التروي وعدم اثارة حفيظة المتشددين !! يا لها من سخرية، الم يسمع هؤلاء عن كل هذه الجرائم اضافة الى حالات الاغتصاب التي حدثت بحق الكثير من البنات لكي ينصحونا بعدم التسرع ( وترك اخواننا واخواتنا يتلقون مصيرهم المؤلم بصمت الى ان ينقرضوا ) واتخاذ قرار نندم عليه مستقبلاً.

 اما الداعين الى المطالبة اقامة حكم ذاتي لشبعنا في مناطقه التاريخية الواقعة ضمن اقليم كردستان، فهذا الامر يحتاج الى الكثير من الجدل والاكثر من علامات استفهام؟ !!! فلا اعرف أي منطقة يقصدون، هل ندعو لحكم ذاتي في قرية تابعة لمحافظة دهوك ومن ثم نأتي لنطالب بنفس الشيء لناحية تابعة لمحافظة اربيل وقضاء تابع لمحافظة السليمانية، هل يعتبر هذا حكماً ذاتياً ايها السادة ؟؟؟؟ اليس علينا قبل المطالبة بشيء مثل هذا ان ندرس الطبيعة الجغرافية والكثافة السكانية لهكذا المناطق ؟؟؟؟ فلو طالبنا بحكم ذاتي من هذا القبيل لاصبحت كل محلة تطالب بحكم ذاتي لان غالبيتها تنتمي لنفس الطائفة !!!

يجهل الكثير من الكتاب معاناة اهلنا في الداخل لكن رغم ذلك يصرون على النفخ في بالوناتهم العتيقة، وهذا من حقهم طبعاً لان الجرح لا يؤلم الا من به الالم، ومن هذا المنطلق فهم يجدون في اقامة منطقة حكم ذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية محاولة لحصرهم وتجميعهم في منطقة واحدة وبذلك يمكن بكل سهولة السيطرة عليهم وكبح مشاعرهم، ولم يفكروا يوماً بحجم المعاناة التي عليهم ان يحملوها بشكل يومي في المحافظات المشتعلة اذا ما بقوا هناك ( لكنهم رغم ذلك يدعونهم للبقاء في النار وعدم ترك منازلهم )، هذا اذا ما ظلوا احياء لحين اكتمال الطبخة وانتصار جيشنا الباسل ( الجيش الكلداني السرياني الاشوري ) بقيادة رئيسه المقدام ( رئيس مجلس المتاجرة عضو البرلمان وصاحب شركة – معاناة المسيحيين – للتجارة العامة ) رئيس حزب ذوات الكروش الديمقراطي.

وفي الختام ( ملاحظة :- في ختام احدى مقالاتي كنت قد طلبت من اسيادنا!! الكرام الدعاء والصلاة لكل ما هو خير لهذا الشعب، فأجاب احد العباقرة المقيمين في المريخ علي، دون ذكر اسمي، قائلاً :- الهنا لا يشبه الهكم ......، نعم ايها السيد الهكم لا يشبه الهي، الهكم هو اله التجارة والسهر في المراقص والنوادي الليلية والاقامة في الفنادق الفاخرة ....، اما الهي هو اله هذا الشعب المنكوب، هو اله كل يتيم حافي وكل فقير وكل ارملة تلعن مبادئكم وضميركم ..... ) ادعو ثانية كل مخلص من ابناء شعبنا ان لا يقف متفرجاً على مأساة اخوانه ويمد يده لخصومه متنازلا عن كبريائه ( ان لم يستطع ان يفعل ذلك اتمنى ان لا يكون حجر عثرة ) في سبيل المصلحة العامة التي تقتضي التضحية والفداء من اجل امة كانت تاريخ العراق وحضارته، والان اصبحت ( بفضل وحدتنا!! وكلمتنا الموحدة!! ومبادئنا المشتركة !! بفضلكم ايها السادة الانتهازيون من يا تمثلون ارصدتكم المالية فقط ) اصبحت جالية!!!

كوهر يوحنان عوديش



417
العراق هذا الوطن الجريح هل من نهوض؟؟
كوهر يوحنان عوديش

انتهى عصر الطغاة، هذا ما كنا نردده ونصرخ به في الشوارع في الأيام الأولى من السقوط، وسكرنا من شدة الفرح حين تم الاعلان عن القاء القبض على الطاغية نفسه في تلك الحجرة المزرية، ومثل طفل لا يصدق لما يجري من حوله شربنا وغنينا ورقصنا حتى الصباح حتى انهارت قوانا، فكانت فرحة لا توصف لاغلبية العراقيين المتضررين من نظام صدام، ويوم مشئوم والاكثر سوادا في التاريخ لحاشيته لان امتيازاتهم لم يبقى لها من وجود.

استبشرنا نحن العراقيين خيرا بالدبابات القادمة ومن معها (من الذين سموا نفسهم معارضة)، واعتقدنا لوهلة ان القادمين سيضمدون جراحنا ويشبعون جياعنا ويمسحون الدموع عن عيون امهاتنا الثكالى ويعيدون البسمة الى شفاه اطفالنا اليتامى، نعم تأملنا خيرا لمستقبل وطن اسمه العراق.

اغلبية المشاركين في حكومة (العراق الجديد!!) كانوا ملاحقين ومنفيين وهاربين من النظام السابق، وذلك لمعارضتهم النظام الصدامي وطريقة ادارته للبلد، فالسيد الرئيس منذ تسلمه لزمام الامور شرع بتصفية خصومه ومعارضيه السياسيين، وقاد البلد من حرب الى حرب ودفع بالشعب الى الهاوية ليصبح مرفوضاً ومهيناً من قبل ادنى الناس. 

بعد سقوط النظام العراقي السابق تحول البلد الى جثة ثور مغدور يجتمع حولها الغربان والذئاب، كل يتنظر دوره لالتهام حصته والاستيلاء على ما يستطيع حمله للايام المتبقية من حياته وحياة افراد عائلته، فالنظام مفقود والابرياء يذبحون ويلقون في الانهر ليصبحوا غذاءاً للاسماك والكنائس والجوامع تفجر والاطباء يقتلون ورجال العلم يهددون ..... الخ، هذا لا يعني بأن النظام السابق كان افضل او خدم الشعب بشكل افضل، لكن يحق لنا نحن العراقيين ان نسأل حكام اليوم ماذا قدمتم للشعب لحد الان ؟؟

لا يمر يوم دون ان تنشر فضيحة جديدة من فضائح النظام (الديمقراطي !!) الجديد، الذي ركل الشعب ورماه في سلة المهملات، التي تبرز وتبرهن للعالم وللدول المشاركة في احتلال العراق بأن سياسيتهم المعلنة وطريقة تعاملهم مع واقع الحياة فيه ازدواجية وتناقض، فالدول التي شاركت في تحرير/ احتلال العراق لم تنفذ أي من وعودها او تطبق أي من شعاراتها الرنانة التي اطلقتها قبل الغزو، فبدلا من ضبط الامن وتوفير المستلزمات الحياتية الاخرى وتوزيع الواردات بصورة عادلة، انتشرت الجريمة بصورة غير طبيعية واسعار المحروقات اصبحت تحت رحمة صندوق النقد الدولي وسياسة البلد اصبحت ترسم ويخطط لها في مكاتب المرجعيات الدينية وابار النفط تدار ومسيطر عليها من قبل الميليشات الدينية والحزبية .... يضاف الى هذا المليارات المنهوبة والمسروقة من واردات الدولة (كشف الرئيس السابق للجنة مكافحة الفساد في العراق، الذي فر من العراق بعد تلقيه تهديدات، ان لجنته اكتشفت اختفاء 18 مليار دولار ....)، هذه الاموال لم ينهبها موظف بسيط، الذي لا يعرف كيف يدبر معيشته، بل التهمتها الحيتان العملاقة المتمسكة بزمام الامور في الحكومة، او حولت الى حسابات خاصة في بنوك سويسرا بحماية ومباركة رئيس الوزراء (يقول السيد راضي الراضي ان رئيس الوزراء حم اقرباء له متورطين في الفساد).

نعم ايها السادة الكرام كل هذا يجري في العراق في ظل حكومته الديمقراطية وبرلمانه المنتخب، وبدلا من مناقشة البرلمان ومجلس الرئاسة والمسؤولين الحكوميين (الذين عينوا ويحصلون على رواتبهم ومخصصاتهم المالية من الدولة على اساس شهادات مزورة)  لأوضاع المواطنين وكيفية اخراجهم من مستنقع الدم الغارقين فيه، فاجئنا مجلس الرئاسة العراقي الذي يتألف من (رئيس الجمهورية جلال الطالباني ونائبيه طارق الهاشمي وعادل عبدالمهدي) بقرار جديد يمنح بموجبه رئاسة واعضاء البرلمان العراقي امتيازات اخرى (يتمتع رئيس مجلس النواب ونائباه بكافة الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها رئيس الوزراء ونائباه في جميع النواحي المادية والمعنوية، فيما يتمتع عضو البرلمان بكافة الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها الوزير في جميع المجالات المادية والمعنوية، كما وافق مجلس الرئاسة على منح رئيس واعضاء البرلمان وجميع افراد اسرهم جوازات سفر دبلوماسية)، كل هذا يجري ويقرر ويطبق في الوقت الذي تتعفن الجثث – المجهولة الهوية طبعا ً – في شوارع بغداد ويفتك بالابرياء من ابناء الشعب من قبل جيش الاحتلال وشركاته الامنية وتباع المشتقات النفطية – او تختفي !؟– باسعار خيالية في بلد يعتبر من اغنى بلدان العالم واكثرها امتلاكاً لاحتياطي هذه المادة.

هذا ما جناه الشعب العراق من عملية تحرير العراق وحكومته "المنتخبة" طوال هذه السنين.

كوهر يوحنان عوديش

418
بين سياط الاقرباء وسيوف الغرباء ضاع مسيحييو العراق
كوهر يوحنان عوديش

يوما بعد يوم تتفاقم اوضاع المسيحيين العراقيين وتسير احوالهم من سيء الى اسوأ، فبعد الذي جرى لهم في وطنهم الام ( العراق ) التجأ الكثير منهم الى دول الجوار املا في اللجوء الى احدى الدول الاوروبية او الهجرة الى استراليا او كندا او الولايات المتحدة الامريكية، او التجئوا الى كردستان الذي تعتبر اكثر امنا واستقرارا من باقي المناطق الجنوبية المشتعلة والمحترقة بنار الحرب الطائفية، حيث الامن مفقود والنظام يغتال يوميا امام انظار المسؤولين الحكوميين وحقوق الاقليات تغتصب والابرياء تشوه جثثهم وترمى في الانهار  لتصبح غذاءاً للاسماك، و تفجر الكنائس والجوامع على رؤوس المصلين، والعلماء والاطباء والمثقفين يختطفون ويقتلون ويذبحون مثل الخراف ......... والقائمة تطول وتطول لتصل الى الاستيلاء العلني على الممتلكات والتهجير القسري للمواطنين الضعفاء المسلوبي القوة.
ربما سيمتلئ بريدي الالكتروني بالكثير من الكلام التافه، الذي تعودت على قراءته كلما كتبت مقالا الوم فيه مسؤولي عراقنا الجديد او افضح بعض المتاجرين بقضيتنا ومعاناتنا، وهذا حال كل الصعالكة الذين تعودوا على مدح الطغاة والرقص على انغامهم لانهم من فضلات موائدهم يشبعون ويبنون القصور ويستملكون الملايين، وربما سأسمع كلمات مشجعة وحلوة تدعو وتصلي لهذا القلم كي لا يجف ويستمر في فضح الانتهازيين والمتاجرين بلقمتنا والمقامرين بقضيتنا لتبوء مركز حكومي بلا صلاحيات، لكن كل هذا لا يهمني بقدر ما يهمني ابراز معاناة اخواني المظلومين والدفاع عن حقوقهم ( التي اعرف بانها ستهضم اذا ما كتبت او لم اكتب، لان انانيتنا تسيطر على اعمالنا وتصرفاتنا، ومصالحنا الذاتية هي دائما فوق كل اعتبار ). لكنني ورغم ذلك سأحاول، فربما سيسمعني احد ما في يوم من الايام ويمد يده الى جيبه ليخرج شيئاً من ملايينه ويساعد بها فقيرا من ابناء شعبه وامته ( قبل فترة تقدم المليونير الاسكوتلندي ستيفن ونيارد بعرض مليون جنيه استرليني لمن يدلي بمعلومات من شأنها ان تمكن الجهات المعنية باعادة الفتاة مادلين ماك كن – 3 سنوات -  المختطفة من منتجع - برايا دي لوز – البرتغالي سالمة الى والديها، حيث قال " عندما شاهدت صورة الطفلة مادلين ووالديها المكلومين ... كان علي ان اتقدم بخطوة ما .... عندما رأيت وجهيهما الحزينين، شعرت بالاحباط لعدم تقدم اي شخص بعرض جائزة مادية لاستعادة الطفلة المفقودة، وشعرت بأن علي ان اقوم بذلك "، ترى الم يسمع او يشاهد على شاشات الفضائيات اي من مليونيري شعبنا ما يمر به شعبنا لتصحو شهامته ويستفيق ضميره ليتبرع بمبلغ ضئيل لنجدة اخوانه وابناء امته ؟!!! )، او يقوم احد ممثلينا في البرلمان ( الذين تعودوا على ترديد كلمة نعم واحناء رؤوسهم وظهورهم لاوليائهم الذين يطعمونهم من بقايا عزائمهم ) ويصرخ بوجه روؤسائه بأن شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) هو الصاحب الاصلي لهذه الارض ولا يجب معاملتهم كمواطنين من درجة خامسة، او يضطهدوا على ايمانهم واعتقادهم الذي يخالف معتقداتهم. 
 خلال السنين الثلاثة الماضية هُجر الكثير من ابناء شعبنا من مناطق سكناهم في المناطق الجنوبية ( بعد ان جردوا من كل شيء وحرموا حتى من اخذ ملابسهم في الكثير من الاحيان ) حيث بلغت نسبة المسيحيين 40% من مجموع العراقيين المقيمين في الدول المجاورة المقدمين لطلب اللجوء – هذه النسبة لا تضم الاعداد الهائلة من ابناء شعبنا الملتجئين الى كردستان ومناطق سهل نينوى – ورغم كل الذي حدث ويحدث بقى الجميع صامتين، ما عدا بعض الاصوات المتفرقة من بعض المخلصين، وكأن تفريغ العراق من المسيحيين هو مخطط مبرمج ومتفق عليه من قبل جميع الاطراف.

ابناء شعبنا المقيمين في سورية

لست صحفياً ولم يتم تكليفي من قبل اي جريدة او جهة اعلامية لدراسة وضع المسيحيين المقيمين في دول الجوار وكتابة تقرير مفصل عن احوالهم ومعاناتهم، لكنني كفرد من هذا الشعب ( المضطهد والمشتت والمنقسم على نفسه ) يهمني مصيره لان كل ما يصيبه يصيبني، واتمنى من كل قلبي ان يعيش حياة تليق بتاريخه وحضارته، لذلك اشعر بالحزن والخيبة لكل ما يحدث لهذا الشعب المسالم من ظلم واضطهاد واهمال من قبل المسؤولين الحكوميين في عراقنا ( الجديد !! ).
معروف للجميع ان المسيحيين المقيمين في سورية تواجههم مشاكل كثيرة وكبيرة، فالكثير منهم بالكاد يدبر معيشته، فهولاء لم يذهبوا للتنزه او لزيارة المناطق الاثرية بل اُجبروا عنوة على ترك بيوتهم ولذا فروا من وطنهم – الجحيم – الذي لايمكن وصفه بالكلمات، وما عدا الشعور بالامان فأن اوضاعهم في العراق لا تقارن بما يلاقونه في سورية من احتقار واستغلال والعمل بوظائف ومهن لا تليق بمركزهم الاجتماعي ومستواهم العلمي والثقافي، لكن رغم كل ذلك يأبون ويرفضون، بل ولا يفكرون ولو للحظة بالرجوع الى العراق، لانه وفي كلا الحالتين هم خارج الحسابات ولا تشملهم أي معادلة من المعادلات المطروحة في الساحة ... وبكلمة أخرى انهم ضائعون حتى في عقر دارهم.
ان اغلبية المسيحيين الذين فروا الى سورية تركوا العراق بعد تحريره/احتلاله قبل اكثر من 4 سنوات، وكلهم تقريباً قد قدموا طلبات للحصول على اللجوء في احدى الدول الاوروبية، ومنهم من حالفهم الحظ وحصلوا على الموافقات وهاجروا، ومنهم من تم رفض طلبه عشرة مرات متتالية، ( هذا ما سمعته من بعضهم )، لكنه ظل يحاول فلربما يحالفه الحظ مرة أخرى ويبصر النور في نهاية نفقه المظلم.
ولو دخلنا في تفاصيل حياتهم وعيشهم كثيراً لنلاحظ ان اغلبيتهم قد انهارت نفسياتهم واصيبوا بالكآبة القاتلة ويشعرون بأنهم تركوا وحيدين في بحر معاناتهم. فالذي كان معززاً في بيته ومكرماً بين اهله اصبح اليوم حائرأ بكيفية توفير مسكن ملائم له ولقمة عيش شريفة لاطفاله، واليكم حالتين صادفتهما اثناء فترة اقامتي القصيرة في سورية:-
الاولى:- بينما كنت منشغلا برؤية الملامح الاثرية للدير الذي كنت ازوره للمرة الاولى فاجئني خادم الدير ليبدأ بشرح اللوحات ويذكرتواريخها بلغتي ( السوريث )، اندهشت وشرعت افكر واحلل فحسب علمي ليس في هذا المكان من يتكلم هذه اللغة، وقبل ان ينهي كلامه سارعت بسؤاله عن موطنه الاصلي ( هل هو سوري ام عراقي ) ضحك باستعلاء لجهلي وسؤالي الطفولي، وسألني ان كنت قد صادفت اي سوري في هذه المنطقة يتحدث لغتنا فأجبته بالنفي، وقبل ان اساله عن احواله وماذا يفعل في هذا المكان بدأ بالكلام ( من شدة المعاناة كان يشبه بالوناً زادت نسبة الغاز فيه فانفجر)... وبدأ كلامه- هجرت بغداد بعد اشهر من سقوط النظام السابق واسكن هذه المنطقة منذ ذلك الوقت، اشتغل في اربعة اديرة واتقاضى مبلغاً قدره 1000 ليرة سورية عن كل دير ( اي 4000 ليرة سورية شهرياً وهذا يعادل 80 دولار امريكي !! ) لم اشعر بالحزن والمرارة في حياتي كما اشعر بها الان ( الحياة اصبحت حملا ثقيلا جداً لكننا مجبرون على حملها )، حتى رجال الدين هنا يعاملونني باحتقار وازدراء ويتقصدون اذلالي ويعاملونني كعبد من العصور المظلمة (نعم هؤلاء اخواني في الدين هكذا يعاملونني فماذا انتظر من الاخرين!!). لدي خمسة اولاد وليس لي اي مورد اخر غير عملي هذا (لي اخ في استراليا بعث الينا بخمسين دولار خلال كل هذه السنوات الثلاثة) ومسكننا هو بيت العقارب تنام وتنهض معنا، رفض طلبي للحصول على اللجوء ثلاثة مرات لكنني لن ارجع الى العراق لانني اشعر بالضياع هناك ..... لقد ضعنا الله يضيعهم !!! (لن اعلق على هذه الحالة او الحالات الاخرى لكن ارجو من القراء الكرام ان يقارنوا عيشة هؤلاء واولادهم المحرومين مع كلاب الزينة التي يشتريها مسؤولينا الكرام ويطعمونها ارقى انواع الغذاء ...).
اما الثانية فكانت عند استراحتنا امام غرفة صغيرة وقديمة ربما لا تسع لاكثر من ثلاثة اشخاص كحد اقصى، خرجت منها امرأة تتجاوز الستين مع بنت صغيرة تتجاوز ال ( 15) بقليل، ظننتها امرأة سورية تخدم الدير، وبعد ان عرفت اننا من مسيحيي العراق شرعت تحدثنا عن احوالهم، فهم ( هي وابنها وزوجته وبناتهما الخمسة ) يقيمون في هذه الغرفة البائسة التي التجأوا اليها بسبب ارتفاع اسعار الايجارات في العاصمة حيث مر على وجود ابنها وعائلته في هذه الغرفة اكثر من ثلاثة اعوام، ورفضت طلبات لجوئهم عدة مرات لكنهم رغم ذلك يأملون في حصولهم على الموافقة يوما ما، فالانتظار مهما كان يبقى افضل من الرجوع الى العراق حيث الامان مفقود والمستقبل مجهول.
هذه حالات بسيطة مررت بهما ( من المؤكد ان هناك عشرات الحالات المشابهة او اسوأ منها بكثير )  ظننت ان نشرها وتوضيحها سيفتح عيون بعض العميان الذين يركضون نحو السراب ويمجدون اسيادهم الذين يقودونهم نحو الهاوية.

المهجرين من ابناء شعبنا في الوطن ( النازحين )

في البدء لا بد من توضيح رأيي الشخصي بكلمة ( النازحين ) التي تطلق على المهجرين من ابناء شعبنا الذين التجأوا الى اقليم كردستان، فالنزوح يفرق كثيراً عن التهجير الاجباري، النزوح هو ذلك التنقل الفردي او الجماعي من مكان الى اخر، اما في سبيل حياة افضل ( من منطقة فقيرة الى اخرى غنية او الانتقال من الريف الى المدينة ) او للهروب من منطقة متوترة وفيها حروب او على وشك الوقوع فيها، وهذا كله طبعا اختياري، اما الذين انتقلوا للعيش في الاقليم او اي منطقة اخرى فلم يكونوا مخيرين بل كانوا مجبرين ومضطرين وفي اغلب الاحيان مطرودين، لذلك حسب اعتقادي من الافضل والانسب تسميتهم ب ( المهجرين ).
بعد الانفلات الامني الذي عقب سقوط النظام العراقي السابق كان المسيحيين من اكبر الفئات المتضررة، فمنهم من فر بجلده من المناطق الملتهبة مباشرة ومنهم من تمسك بماله وبيته حتى ساءت الاوضاع، عندما بدء الظلاميون احفاد الخفافيش والذين يدعون انفسهم جيوش الله ( لم اقرأ او اسمع يوماً بأن للرب وانبيائه ورسله جيوش جرارة مدربة مهمتها القتل والنهب والسلب والذبح ... )  بتفجير الكنائس واختطاف الافراد بغرض الابتزاز ودفع الفدية واجبار المسيحيين على ترك دينهم او دفع الجزية وغيرها من الاعمال التي يندى لها جبين الانسانية، حينها بدأوا بالهروب حفاة عراة تاركين مالهم وممتلكاتهم تحت رحمة الارهابيين والميليشات التي مهمتها تفريغ بغداد والموصل والمحافظات الجنوبية الاخرى من المسيحيين.
معاناة ومآسي اهلنا المهجرين في الداخل لا تقل عن معاناة المقيمين في دول الجوار، فالذي يترك بيته ومصالحه وعمله ووظيفته في بغداد او الموصل او المحافظات الاخرى لا يمكن له ان يعيش بنفس الرفاهية في المناطق التي التجأ اليها... فالايجارات غالية وفرص العمل ضئيلة لعدم اتقانهم اللغة الكردية والاهم من ذلك كله صعوبة نقل وظائفهم وخدماتهم ( في الوقت الحالي ) او استحصال موافقة لاستضافة اولادهم او نقل دراستهم من الكليات التي كانوا يكملون فيها دراستهم الى كليات الاقليم، حيث ان الكثير منهم كان يتابع دراسته في كليات الطب والصيدلة والهندسة ..... الخ.
وبدلا من مساعدة هؤلاء للوقوف على ارجلهم، شرع الكثير من المسؤولين والجشعين من المحسوبين على شعبنا باستغلال الوضع وترويج معاناتهم كماركة تجارية، واخر ما سمعته من قصص فريدة ونادرة كان مضحكاً ومبكياً في ان واحد. فالمسيحي الذي هجر من بلدته حافياً يُستغل كل استغلال من قبل اخوه المسيحي وبشكل لا يصدق، ( نحرم للاغراب ونحلل لانفسنا )!؟
من المعلوم ان كل داخل لاقليم كرستان يحتاج الى بطاقة ( هوية ) الاقامة التي يحصل عليها الشخص المعني بعد مراجعة دائرة الاسايش ( الامن ) ودائرة الهجرة والاقامة، وكل ما يحتاجه هذا الشخص هو تأييد سكن من مختار المنطقة مصدق من قبل مدير الناحية وكفيل ( يجب ان يكون موظفاً حكوميا ومواطناً من الاقليم )، ولما كان الكثير من هؤلاء المهجرين ( النازحين ) غرباء عن المنطقة ولا يجدون من يكفلهم يلجأون الى دفع مبلغ من المال ( من 300 الى 500 دولار ) لايجاد كفيل من اهل المنطقة ( هذا ما سمعته من احدهم حيث قال:- كوننا غرباء ولا نعرف احداً لم نستطع ان نجد اي كفيل، فالتجأنا مضطرين الى احد السماسرة والمتاجرين بهذا العمل من اهالي المنطقة ( انها موضة العصر، الضمير يشترى ويباع والقيم الانسانية تنداس كل لحظة)، كي نتفق معه على سعر محدد لكننا لم نتفق مع الاول ولا الثاني اما الثالث فبعد الكثير من الاخذ والعطاء فقبل بأن يكفلنا ب 300 دولار فقط !! لاننا لا نملك اكثر ) شكراً يا اخوان بصراحة كرمكم وفضلكم يحمرنا خجلاً.
في الختام لا انوي ان انهي مقالي هذا بتوجيه نداء الى المسؤولين الحكوميين او ممثلينا في البرلمان او الى قادة احزابنا القومية ( لانني بصراحة يئست من فعل ذلك اولاً، وتعز علي نفسي من ان اوجه نداء الى اناس انتهازيين لا يمثلون الا انفسهم ثانياً )، بل بدلاً من ذلك سأتوجه بنداء الى كل المتاجرين والمقامرين بقضيتنا ( الذين تعاملوا مع قضيتنا القومية ومعاناتنا مثل عليل مشلول مأجور يشحذ لهم ليحاسبوه في المساء عن وارده ليكرموا عليه ببعض مما جناه هو بتعبه ) كي لا يضيعوا هذه الفرصة ( هذه الفرصة ليست حديدية او نحاسية او فضية ) ويستغلوا هذا الوضع ...... واقول لهم اياكم ثم اياكم وثم اياكم ان تضيعوها يا اولاد الحرام انها فرصة ذهبية عيار 24.


كوهر يوحنان عوديش

419
ليت السيد نوري المالكي يفعلها ويستقيل قبل ان يقال !!
كوهر يوحنان عوديش

قبل ايام انتابت السيد نوري المالكي ثورة غضب كبيرة اثر تصريحات وزير خارجية فرنسا – وبعض اصحاب القرار واعضاء مجلسي الشيوخ والكونغرس الامريكي، الذي لولاهم لكان صدام وسلالته يتمسكون بكرسي الحكم لاجل غير مسمى - التي دعى فيها الى اقالة السيد المالكي ليس لانه غير جدير بهذا المنصب بل لان ادائه واداء حكومته غير ليس بالمستوى المطلوب.
كل من يستمع الى التصريح الصحفي للسيد نوري المالكي يتفق معه على الاقل في نقطة واحدة ومهمة وهي ان العراق دولة ذات سيادة مستقلة ولسيت ضيعة من ضيعاتهم او محافظة من بلدانهم ليدعو الى اقالة رئيس وزرائها الذي وصل الى سدة الحكم جراء انتخابات اعترفت بها الكثير من البلدان، لذلك لايحق لهم التدخل في شؤونها والمطالبة بتغيير رئيسها حسب ما تقتضيه مصالحهم.
يحفظ لنا التاريخ الكثير من الامثلة على تعنت الرؤوساء بأرائهم وقراراتهم التدميرية حيث ربطوا مصير البلد وشعبه بمواقف خاطئة، وخير مثال على ذلك الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي لم ينصت او يستمع الى نصائح ونداءات الرؤوساء والمنظمات والهئيات الدولية والشخصيات السياسية التي طالبته بالانسحاب من الكويت عند غزوها او التنحي عن الحكم سلمياً عندما قررت الولايات الامريكية المتحدة الاطاحة بنظامه، فلو تعامل صدام بالقليل من المرونة والعقلانية مع الاحداث لما حصل للعراق مع حصل ويزال يحصل.
من حق السيد المالكي كرئيس وزراء منتخب ان يطلب اعتذاراً رسمياً من وزير خارجية او غيره من الشخصيات الرسمية او السياسية التي تطلب اقالته لان هذا يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للدولة، لكن في نفس الوقت هناك امور اكثر اهمية من هذا التصريح تطلب التوضيح والاعتذار والعمل على اجندتها، كان الاولى بالرئيس ان يطلب اعتذرا وتوضيحا من الجمهورية الاسلامية الايرانية لما يحصل من قصف للقرى الحدودية في اقليم كردستان، كان الاولى به ان يبحث اوضاع المهجرين داخلياً والمقيمين في دول الجوار، وكان طبعا الاولى به ان يبحث ويدرس مشاكل العامة من الشعب، مثل شحة الادوية وتوفير المياه الصالحة للشرب والعمل على بسط الامن في المدن الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية ( مثال على ذلك الدويلات الاسلامية المنتشرة في المحافظات الجنوبية )، والعمل على الغاء الميليشيات وتجريدها من السلاح. 
اداء حكومة المالكي ليس بالمستوى المطلوب والاوضاع في العراق خير دليل على ذلك، فالشعب العراقي ليس بحاجة الى نصيحة فلان او تقرير علان ليعرف ان العراق تحول الى جحيم، فالعراق الذي يعتبر من اغنى دول العالم تحول شعبه، (ولا زال التدني في الوضع الاقتصادي والمعاشي مستمرا) الى قطيع من العبيد ويعيش غالبية مواطنيه تحت خط الفقر، اضافة الى الوضع الامني المتردي الذي يزيد الطين بلة ...فعجز واداء الحكومة واضح كل الوضوح وليس بحاجة الى تفسير او توضيح.
نعم اعتذر وزير خارجية فرنسا للسيد نوري المالكي حيث قال ( عبرت له عن اسفي ... والذي قد يغادرنا قريبا )، وهذا يرضي المالكي طبعاً كرئيس وزراء تأخذ تصريحاته بالكثير من الاهمية !!!!! لكن لم نسمع السيد المالكي يوماً يعتذر للملايين من العراقيين الذين يقفون تحت شمس تموز طوابير لاستلام بضعة لترات من النفط وباسعار خيالية (نفطنا الذي يذهب باسعار رمزية الى الاردن وغيرها من الدول اصبح من المحرمات علينا ) او استلام لترات معدودة من البنزين ونحن نكاد نسبح بالنفط ومشتقاته، لم نسمعه يوماً يعتذر للثكالى او الامهات المنتظرات امام مستشفى الطب العدلي لاستلام جثث اولادهم وفلذات اكبادهم، لم نسمعه يوماً يعتذر للنساء المنتظرات ازواجهن المفقودين، اما في السجون السرية او المرمية جثثهم في نهري دجلة والفرات لتصبح طعاماً للاسماك، لم نسمعه يوماً يعتذر لليتامى الذين فقدوا ابائهم في ظل حكومته على اسس طائفية وحزبية وعرقية، لم نسمعه يوماً يعتذر للشعب العراقي لفقدانه لابسط الحقوق ومتطلبات الحياة مثل الكهرباء ( التي صرنا نحتفل بها مع اعياد الميلاد ورأس السنة لانها تزورنا مرة كل سنة ) والماء النقي الذي اصبح رمزاً للرفاهية في عراق اليوم ....... نعم لم نسمعه يعتذر لكل ما يحدث لشعب بكامله في ظل حكومته لكنه طلب بالاعتذار له على تصريح يطلب باقالته!!
كان من الممكن ان يصبح المالكي اول رئيس وزراء يبكيه الشعب العراقي ويندم على رحيله لو قدم باستقالته واعتذر للشعب على سوء ادارته وعدم تمكنه من الخروج من دوامة العنف وطوفان الفساد الذي يضرب العراق، او كان من الممكن ايضاً ان يصبح اول رئيس وزراء يشهد به على اخلاصه ووطنيته لو لم يكن جيش المهدي يحكم بغداد ويسلب هذا ويحجز بيت وممتلكات ذاك في وضح النهار، لو لم تكن المخابرات الايرانية تتحكم بامور الحكم وتنفذ اكبر العمليات الاجرامية من قتل وتهديد للاطباء والاساتذة واصحاب الشهادات العليا، لو لم تكن سيارات الاسعاف التابعة لوزراة الصحة تفخخ وتملأ بالمتفجرات من ثم تفجر في المستشفيات، لو لم توزع المناصب الوزارية والحكومية على اسس طائفية، لو تم التعامل مع كل العراقيين بلا مفارقات على اساس عراقيتهم وليس على اساس طائفتهم ومذهبهم ومكانة زعيمهم ........         
ليت السيد يستقيل قبل ان يقال


420
هل نحزم حقائبنا ونرحل من وطن ضاق بنا؟
رسالة مفتوحة الى مسيحيي العراق

بعد كل الذي قيل وكل الذي كتب وكل الجهود المبذولة من قبل بعض المخلصين لمساعدة شعبنا على اجتياز هذه المحنة التي يمر بها، ظل بعض المسؤولين وقادة الاحزاب ورجال الدين متخبطين بافكارهم الانتهازية يخططون بكيفية انتهاز هذه الفرص لزيادة ثرواتهم وايداعها في البنوك الامنة التي لا تطالها ايادي الارهابيين ولا يعرف بها الاقرباء والاتباع، فالقضية اصبحت تجارة كلما كبرت المعاناة ازدادت الايرادات وثبتت الكراسي وتدلت الكروش وكثرت التصريحات ...........
مآسي ابناء شعبنا ليست مخفية وليست بحاجة للتوضيح، فالذي كتب يكفي والذي قيل يكفي والذي سمع يكفي، لكن المخفي والمحتاج للتوضيح اكثر من أي شيء اخر هو :- ماذا فعل ويفعل وسيفعل كل شخص اعتبر نفسه مخلصا لقضية شعبنا وممثله الشرعي في الاجتماعات والندوات ( طبعا يجب ان لا ننسى العزائم وجلسات السهر والشرب وال ........ ) ماذا سيفعلون لانهاء هذه المحنة ؟؟؟
مأساة المسيحيين العراقيين لا تنتهي بهروبهم الى كردستان ودول الجوار لان المعاناة تسكن معهم، ( تفطر وتتغدى وتتعشى معهم وتنام أيضا معهم )، الايجارات الخيالية وصعوبة ايجاد عمل لتغطية المصاريف ومشقة توفير لقمة شريفة، بالاضافة الى مشاكل النقل الدراسي، ( لقد ترك الكثير من طلاب المعاهد والكليات دراستهم لعدم تمكنهم من الالتحاق بالجامعات الاخرى)، والمستقبل المجهول، اضف اليها الغربة ومعاناتها، كلها مشاكل وهموم يعيشونها كل لحظة... فالمواطن الذين هُجِّر من منطقته أو ترك مسكنه خوفا على حياته وحياة عائلته لن يعيش بالهواء حين يلتجئ الى مكان اكثر امناً.
لقد اصبح العراق بعد السقوط وبفضل سياسة المحتل دولة الميليشيات الدينية، التي تقتل على الهوية، وكان المسيحيون اول المستهدفين وذلك لعدم امتلاكهم لميليشيا خاصة بهم وقلة عددهم، حيث اصبحوا فريسة سهلة للوحوش الانسانية ( المحتمية بعباءة رجال الدين ورؤساء العصابات التي لا تعد ولا تحصى)، والتي كشرت عن انيابها لتنهش اللحوم البريئة وتغتصب شرف النساء وتغتال احلام الاطفال وتفجر اماكن عبادتهم .....
كل هذا يحدث لمواطنين عراقيين مسالمين اصحاب اقدم الحضارات ليس لسبب سوى ايمانهم بالمسيحية !! وايمانهم بعراق واحد يعيشون تحت ظل نخيله مع الاخرين دون تعصب, ايمانهم بعراق لا يفرق بين المسيحي والمسلم، أوبين العربي والكردي أو بين السني والشيعي.
احصائيات كثيرة ومقالات اكثر وصراخ وقصص محزنة تروى هنا وهناك ونداءات وبيانات و ..و .. و.. كلها تدل على شيء واحد وهو ان المسيحيين في العراق مهددين بالانقراض ( كما حصل للديناصورات في غابر ألازمان مع فارق وحيد وهو اننا على حافة الانقراض في القرن الواحد والعشرين زمن الحريات والديمقراطيات وحقوق الانسان في ظل حكومة ديمقراطية منتخبة !! ) قلتها واقولها ثانية ان النداءات والتصريحات النارية لن تجدي نفعاً ( حتى النداءت التي اطلقها كل من عمانوئيل دلي بطريرك الكلدان ومار دنخا الرابع بطريرك الكنيسة الشرقية الاشورية كان مجرد نداءات استغاثة واستعطاف وليس دعوة لاتخاذ موقف او اجراء ما من قبل ابناء طائفتهم، اضافة الى انها جاءت متأخرة كثيراً )، اما تصريحات ممثلينا في البرلمان والمحسوبين علينا من المسؤولين والمتنفذين الحكوميين فهي غريبة وعجيبة وشيء فريد من نوعه، لانها وبكل صراحة لا تتعدى كونها فقاعات هوائية تنفجر بعد ثواني من انطلاقها لتختفي والى الابد، فكل الذي قيل وصُرح به من قبل هؤلاء السادة كان تصريحات استرضائية كي لا يثيروا غضب اسيادهم وفي نفس الوقت كلمات مجاملة لتخدير عواطف اتباعهم.
بحكم عملي واحتكاكي اليومي بالكثيرين، سمعت ما يكفي من المآسي والمعاناة التي تعرض ويتعرض لها المسيحيين في المدن الجنوبية، اخوتنا الذين اصبحوا ضحية الزمن الرديء والفاسد، سمعت قصصهم المبكية وظروف عيشهم التي لا تطاق و .. و.. و.. لكنني لم اسمع  يوما بان المسؤول الفلاني او ........ ( عذرا لكنني اتمنى ان يملأ هذا الفراغ من قبل القاريء الكريم بالكلمة التي تناسبها ) ساعد احدهم او حاول تخفيف معاناته ولو قليلا، ( يستثنى من هذا السيد سركيس اغاجان الذي حاول ويحاول مساعدة الجميع دون تفرقة او استثناءات)، حتى لو كان هذا القليل بالكلمات وليس بالدولارات التي تسير عقولهم ورجولتهم ومبادئهم وضميرهم وسياسيتهم، لم اسمع يوما، ان المليادير الفلاني من ابناء شعبنا تبرع بالمبلغ الفلاني للفقراء والمحتاجين من المهجرين من اخواننا، بالعكس كل ما اسمعه هو تكوين الملايين على حساب معاناتنا وصرف المساعدات على الاقرباء والحاشية وافراد العصابة، فهم اولى بها من مستحقيها من الفقراء والمحتاجين.   
لست بصدد فضح المسؤولين او دعوتهم للاعتزال، فهذه الاشياء عرفناها وقلناها ونسيناها او بالاحرى يئسنا من تكرارها، اليوم ادعو كل المسيحيين العراقيين المشتتين والمتفرقين بفضل سياسييهم ورجال دينهم ان يحزموا حقائبهم ويرحلوا والى الابد من هذا الوطن، ومن ثم يدعو المنظمات الانسانية والامم المتحدة والدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية لايجاد منطقة امنة لهم في مثلث برمودا او جزر الواق واق واذا عجزوا لتكن هذه المنطقة في كوكب المريخ !!الذي لم يدنس بعد.
ربما هي دعوة غريبة من نوعها لكن ماذا نفعل بعد ان اصبحنا وحيدين، لا حكومة ولا وطن ولا مرجعية، نصرخ فيعود الصدى، نصرخ ويعود ثانية، ونصرخ فيموت الصدى في الاعماق، وهكذا نفقد الامل في الحياة.


421
كلها تهون الا الضحك على الذقون!!!
كوهر يوحنان عوديش

من مهازل التاريخ ومفارقات زمن العهر ان يصبح العراقيون ( اصحاب اقدم الحضارات ) مشردين ومنبوذين ينامون على الارصفة وينتظرون صفوفا مثل الاغنام امام مباني ومقرات الامم المتحدة لاجراء مقابلات عقيمة للحصول على لجوء في ابعد البلدان والقارات واقصاها ( حتى المريخ اصبح احد الكواكب المرشحة لاسكان العراقيين وتأهيلهم !! )،فالعراقي الذي كان معززا مكرما يقدر ويحترم في كل مكان يحل فيه بفضل الجواز ( العراقي ) الذي كان يحمله اصبح اليوم ( بفضل السياسة العوجاء التي اتبعها المتعاقبين على الحكم في البلد ) اصبح يخجل من ذكر اسم بلده الذي صار مركزا لتفريخ الارهابيين والقتلة واللصوص، واقفلت بوجهه ابواب المطارات واصبح يعاشر الموت ويعيشه بين الغربة وجحيم الداخل الذي يفوق كل تصور.

 العراق هذا البلد الذي ظل مستقرا نسبيا لعقود طويلة بعيدا عن المشاكل الدينية والطائفية اصبح الان بلدا تمزقه حرب طائفية، وتسيطر على اموره الحياتية والسياسية والاقتصادية عصابات مجرمة تلهو بعذاب العامة من الشعب وتلعب بمصيره وتضحك على ذقون رجاله ( الناجين من حروب صدام واحكامه الهمجية سابقا، والسالمين من حقد الارهابيين وخناجر ابناء الله وجيشه وعساكره الذين يذبحون الانسان والانسانية باسمه ).

منذ سقوط النظام السابق ( وفي ظل حكومتنا الديمقراطية المنتفخة والمتفسخة عفوا المنتخبة ) تحول العراق الى بلد القتل والنهب والسلب والاغتصاب والاعتداء على شرف المواطنين واملاكهم، والانكى من كل هذا هو ان كل جرائم القتل والنهب والاغتصاب وغيرها من الاعمال التي يندى لها الجبين تسجل ضد مجهول !!!!! حتى الجرائم التي تحصل في وضح النهار وامام انظار اجهزة الجيش والامن والشرطة، ومنها التي تحدث في الدوائر الحكومية المحمية والمحروسة !!، فالقائم بها مجهول الهوية وليس له أي علاقة بالاحزاب الدينية وميليشياتها واجهزتها القمعية المنتشرة في البلد ( والويل لمن يتحدى او يتكلم ).

الغريب والمدهش في الوضع العراقي ان مسؤوليه لا يزالون يصرحون باشياء بعيدة عن الواقع ( هل هو حظ العراقيين ان يتبوأ القيادة رجال انتهازيون دائما ؟؟ ) وكأنهم جاهلون لابسط قواعد الفيزياء وهي ان الزيت يطفو على السطح دائما !!! فالوضع المتردي الذي يعيشه المواطن العادي لا يحتاج الى تصريحات تفاؤلية او اجتماعات صحفية ليثبتوا للعالم عكس ذلك، انفجارات على مدار الساعة وجثث مشوهة الملامح، اغتصابات، اختطاف وغيرها من الاعمال اليومية واكثرها خطورة القتل على الهوية !!!!!

قبل مدة خرج رئيس وزراء العراق ليبشرنا بأن الذي يحدث لا يمكن تصنيفه ب ( حرب اهلية ) !!!! يا للروعة كل الذي حدث ويحدث من قتل على الاسامي وتفجير للمراقد وتهجير للعوائل من مناطق سكناهم بهدف تغيير الكثافة السكانية ونقاط التفتيش ( او بالاحرى نقاط الانتقاء وترشيح الافراد للقتل الفوري معتمدين على الاسامي !!! ) التي تقيمها عصابات تابعة الى الطائفتين من السنة والشيعة يقول رئيس وزرائنا ان الذي يحدث ليس حرب اهلية !!!! بالله عليكم ايها السادة اذا لم تكن هذه حرب اهلية فماذا تسمونها ؟؟؟؟ مزحة ام نكتة ثقيلة ام العاب نارية يطلقها اطفال العراق مبتهجين محتفلين بيوم الطفل العالمي ؟؟؟؟

ترحيل قسري، اختطاف، اغتيال العلماء والاطباء واساتذة الجامعات، قتل عشوائي، تفجير الكنائس والجوامع ......... الخ والقائمة تطول وتطول، كل هذا يحدث في العراق ( بلد الفوضى ) وتنقله الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى بكل وضوح لشعوب الارض قاطبة، كل هذا ورئيس وزرائنا يقول :- اطمئنوا ليست حربا اهلية !!!!!!

وفي تصريح اخر يؤكد رئيس وزرائنا الموقر ان ( عناصر تنظيم القاعدة بدأوا يهربون الى الدول المجاورة بفضل خطة فرض القانون التي وصفها – بالناجحة في تحقيق اهدافها – ربما يكون السيد رئيس الوزراء يقصد بهؤلاء الارهابيين العراقيين الابرياء الهاربين من هذا الجحيم والمقيمين في سوريا والاردن وغيرها من بقاع الارض بحثا عن ملاذ امن )، كل العراقيين ( ما عدا بعض المسؤولين ورجال الدين المستفيدين من هذا الوضع ) يتمنون ان يسود السلام بلدهم ويسافروا من البصرة الى حاج عمران آمنين على حياتهم، ويستقر هذا الوطن المبتلى بالحروب, لكن كيف السبيل الى ذلك ؟؟؟؟ سؤال موجه الى السيد رئيس وزرائنا المحترم.

لا شك ان هروب عناصر تنظيم القاعدة من العراق، بفضل خطة فرض القانون، شيء يبعث على الامل والتفاؤل، لكن كل هذه الفوضى ليست من صنع عناصر القاعدة ( اذا كان الامر كذلك فهذا يعني ان العراق كله يتبع ويؤيد هذا التنظيم )، فماذا نقول عن جيش المهدي وفيلق بدر والحرس الثوري الايراني وانصار الاسلام وجيش الله ...... الخ ( هذا اذا استثنينا حراس وعصابات المسؤولين الذين يتصرفون على هواهم ويعيثون في الوطن الفساد والخراب )، النهب والسلب وانعدام النظام حول العراق الى  بؤرة لتفقيس اعتى انواع المجرمين ( على سبيل المثال لا الحصر وزير ثقافتكم المحترم الذي كان اماما لجامع وتحول بقدرة قادر الى وزير !!! وزير يقود عصابة اغتيالات، وليس أي وزير كان بل وزير الثقافة بالتحديد !!!! )، سيدي الرئيس ربما نسيت ان هذا السرطان الذي يسري في جسد العراق سببه لم يكن جرثومة غريبة وطارئة دخلت فجأة، بل كان ورماً وفكراًً ظلامياً يعشعش في عقول وزرائكم ورجالكم وعصاباتكم واتباعكم العميان.

كوهر يوحنان عوديش




422
مسيحييو العراق ... البحر هائج والسفينة دون ربان

كوهر يوحنان عوديش
يوما بعد يوم تتفاقم وتشتد الازمات ويزداد الوضع الامني سوءاً في عراقنا الديمقراطي، وللمسيحيين ( الذين يعتبرون اقلية في بلد زرعوه وبنوه ) نصيب خاص من هذه المعاناة, معاناة تكبر يوميا مثل كرة ثلج تدحرج من قمة جبل لتكبر وتكبر كلما طالت المسافة بين القمة وحافة الجبل السفلى، معاناة بدأت بالخطف والاغتصاب وتطبيق القوانين الاسلامية المتشددة بحذافيرها لتنتهي باجبارهم على اعتناق الاسلام وترحليهم العلني من مناطق سكناهم والاستيلاء على مساكنهم بكل ما فيها من ضمنها الملابس الشخصية !!!
من المعلوم ان الارهاب ( بسبب انعدام النظام وفقدان الاجهزة الامنية لهيبتها وخروجها عن سيطرة الدولة ) طال الدولة العراقية من شمالها الى جنوبها، ولما كان الارهاب بلا دين او مبدأ فأنه عمم جرائمه على الجميع بدون استثناء، فلم يفرق بين السني او الشيعي او المسيحي، لكن الاكثر تضرراً من هذه العمليات الارهابية كانوا المسيحييون كونهم اقلية ودون ميليشيات مسلحة وينتمون الى دين اخر يختلف عن دين الارهابيين المتنفذين لاعمال القتل والخطف والتدمير وتفجير الابرياء.
مشكلة المسيحيين ليست مع الارهاب فقط بل يتعدى الامر الى اكثر من ذلك بكثير، فتدمير الكنائس واغتيال رجال الدين واختطاف الابرياء وابتزازهم لدفع مبالغ خيالية لتخليصهم من الموت المحقق ( وفي مرات كثيرة تدفع الفدية وتختفي الضحية !!!! ) واجبار النساء على ارتداء الحجاب, كل هذه الاعمال كانت من الروتينيات في عهد حكومتنا الديمقراطية المنتخبة, لكن اليوم وبعد مرور اكثر من اربعة سنوات على هذه الاعمال الشنيعة الخالية من القيم والمباديء والتعاليم ( الالهية التي يفتخرون بها ) ظهرت الى العلن عصابات مدعومة من احزاب مشاركة في الحكومة او تابعة لرجال دين معممين متنفذين مهمتها افراغ بغداد والمحافظات الجنوبية الاخرى من المسيحيين، فعملية اجبار المسيحيين على اعتناق الاسلام او ترك منازلهم بكل محتوياتها تجري حسب مخطط مدروس ومبرمج وبصورة علنية امام انظار الحكومة واجهزتها الامنية والعسكرية دون عقاب او حتى سؤال.
ربما لا يستطيع القاريء الكريم ان يشعر بحجم المعاناة لهؤلاء الناس المشردين لانه لم يعاين وضعهم المعيشي، لكن يستطيع ان يتصور عائلة متكونة من عدة افراد اجبرت على ترك منزلها دون اخراج ولو ابرة من منزلها الذي هو مجهود عمر كامل لرب البيت وافراده، وخوفاً من العواقب تضطر مثل هذه العوائل الى اللجوء الى المناطق الاكثر اماناً مثل اقليم كردستان او السفر الى دول الجوار مثل الاردن او سوريا او غيرها من البلدان العربية ( اوضاع هذه العوائل تنشر في الكثير من التقارير الصادرة عن الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الانسانية ) على امل الحصول على حق الاقامة في احدى الدول الاوروبية يوما ما.
في خضم هذه المحن والمعاناة التي يجرعها ابناء شعبنا مجبرين وبدلا من توحيد الجهود والخطاب السياسي لايجاد حل جذري وشامل لهذه المآسي، نرى ان اوليائنا وقادة احزابنا وممثلي شعبنا في الحكومة منشغلين باشياء جانبية اخرى ( مثل المناصب والاستحقاقات والالقاب والتصريحات المعاكسة ....... الخ )، فمثلا اذا تظاهر مؤيدي الحزب الفلاني او الحركة الفلانية ( لمناصرة قضية شعبنا وتضامنا مع محنته وابراز الحملة العنصرية التي يتعرض لها في موطنه الاصلي ) فأن اعضاء الطرف المقابل سيكتفون بالتعليق وعدم المشاركة لأن الطرف الاخر هو القائم بها والمحرض عليها، واذا اعلن مسؤول ما عن اقتراح او تعديل معين يستوجب مراعاته واخذه بنظر الاعتبار عند المصادقة على الدستور ينتفض المسؤول المقابل من كرسيه الدوار ليعلن بأن فلان فلاني يكذب !!!! ولا يحق له التحدث عن حقوق شعبنا لانه ببساطة لا ينتمي الى الحزب القائد وليس ممثلا عن شعبنا في اللجنة الفلانية..................... الخ.
لم اسمع يوما بأن الارهابيين والميليشيات المسلحة سألت اي من ابناء شعبنا عن انتمائه الحزبي او قوميته او طائفته، بل وزعت حقدها واجرامها على ابناء شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) بالتساوي دون تمييز، فالذي حصل للكلداني شعر به الاشوري وطال السرياني، لكن رغم ذلك ( مع شديد الاسف ) لم ينتبه الذين يدعون انفسهم رؤوساء وممثلين والمدافعين الغيورين ( لا يحق لاحد غيرهم الخوض في هذه المسألة ) عن حقوقنا اننا نسير نحو الهاوية ( او بالاحرى نحن في الاعماق ). حقا انها لسخرية القدر ان يمثلنا ( مع احترامي الشديد لكل مخلص من ابناء شعبنا يؤمن بالقضية ويعمل من اجلها اولا، واعتذاري من القراء لاستخدامي هذه الكلمات ثانياً لكن السكين لامس العظم وبدأ ينخر فيه ) خريجو سجون ( لا تتوهموا ليسوا مسجونين سياسيين بل مسجونين لاسباب اخرى منها الاختلاس او التجارة غير المشروعة او .... ) ويدافع عن حقوقنا تجار واصحاب شركات لا يهمهم من معاناتنا الا ما يحصلون عليه من منصب ومال ويتصرف بمواردنا ومساعداتنا اكبر اللصوص ومدرسي فنون الحرامية !!!!!
لا احد ينكر الجهود المبذولة من قبل جاليتنا في الخارج للفت الانظار الى ما يعانيه ابناء شعبنا من مآسي ومحن قل نظيرها في التاريخ المعاصر، لكن هذه المظاهرات وكل الفعاليات الاخرى لن تجدي نفعا ما لم يوحد ممثلينا في الحكومة خطابهم السياسي........ وبدلا من توحيد الخطاب والعمل على استعادة حقوقنا المهضومة خلال عقود طويلة نلاحظ بأن السيدين ( ابلحد افرام ويونادم كنا ) صرحوا بكل جرأة ودون خجل بأنهم لم يستطيعوا اضافة الكثير من التعديلات على مسودة الدستور لانهم ببساطة لم يتفقوا على تسمية موحدة لشعبنا !!!!!!
شكرا لممثلين اغمضوا عيونهم على كل هذه المآسي وتعاركوا على التسمية، شكراً لممثلين همهم منصب فخري ( كرسي مشلول يدفع لشاغله راتب شهري جراء موافقته على كل القوانين مهما كانت وقوله نعم لكل سيد آت ) على حساب معاناة شعبنا، شكرا لممثلين لا زالوا يجلسون ويضحكون ويتبادلون التحيات في مجلس النواب الطائفي الساكت على تشريد شعبنا وتهجيره قسراً.
شكراً ايها السادة والف شكر لاننا الان فقط عرفناكم على حقيقتكم وراينا وجهكم كما هو دون مكياج.

كوهر يوحنان عوديش


423
جمهورية ( حاميها حراميها ) الفدرالية الاتحادية الديمقراطية العراقية الجديدة !!!
كوهر يوحنان عوديش

يحكى انه في ايام الحكم العثماني اتفق اثنان من العثمانيين القدوم الى بغداد لزيارة مقام الشيخ عبد القادر الكيلاني ( الذي فجره الاسلاميون البواسل )، وكانوا يحملون معهم مبلغا لا يستهان به من المال وعند وصولهم الى بغداد صادفوا واحد ( لهيبي ) ويعني الشخص الذي ينصب على الناس ويسرق مالهم ( ما اكثرهم في عراق اليوم ) فاخذ مالهم وهرب فركضوا ورائه وفي الطريق صادفوهم ( الجاندرمة ) ويعني الشرطة فمسكوهم واقتادوهم الى المركز, فقصوا على الحاكم ما حل بهم وكيف ان هذا اللص سرقهم، فطلب الحاكم ان يدعوه لبرهة ليتكلم مع السارق في غرفته على انفراد، وبعد دقائق قليلة خرج الحاكم من غرفته وصرخ بالزوار بأن ما يقولونه غير صحيح وان هذا الذي يدعونه لصا وسارقا لا يملك اي مال. في هذه الاثناء انتفض رجل بغدادي من مقعده وطلب من الحاكم ان يمنحه الفرصة كي يتكلم مع السارق على انفراد عسى ان يقنعه بارجاع مالهم واعترافه بجريمته، فدخل البغدادي والسارق الى غرفة الحاكم على انفراد، وبدأ البغدادي يحث الرجل على اعادة ما سرقه الى اصحابه لانهم زوار وغرباء ووعده بأن يدفع له ليرة ذهب ( حلالاً ) اذا ما فعل ذلك فجاوبه السارق :- والله الامور ليست بيدي فالشرطة تقول اذا ارجعت المال سوف نقتلك والحاكم يقول اذا اعترفت اعدمك والله يا عمي حرت بأمري اشوف حاميها حراميها!!!!.

ومنذ ذلك اليوم صار هذا المثل يضرب للمسؤولين الحكوميين ورجال الامن والشرطة والمتنفذين واصحاب السلطة الذين يخونون شرف مهنتهم ويستغلون ثقة الشعب لنهبه وسرقته.

عراق اليوم ليس فيه قانون يحمي الشعب من اللصوص الذين ينهبونه بوضح النهار، فاصبح اللص يحكم ويسن القوانين ويقرر مصير الشعب تحت اسم الديقراطية ( التي طالما تمناها الشعب وضحى من اجلها بالغالي والنفيس ). فالميليشيات تسيطر على الحياة العامة وقوات الامن والجيش ( والتي هي عبارة عن قوات بدر او جيش المهدي او مسلحين تابعين لهذا الحزب او ذاك .... ) متورطة في الكثير من عمليات الخطف بغرض الابتزاز وجني الاموال، والموانيء اصبحت تدار من قبل رجال الدين الذين استغلوا عاطفة اتباعهم لتعزيز اماكنهم وتقوية اسس كراسيهم لينهبوا ويسرقوا ويقتلوا ويفتكوا بفلان وعلان دون محاسبة او محاكمة او حتى مسائلة بسيطة.

ان انعدام الامن والنظام وغياب سلطة القانون جعل من العراق دويلات طائفية مذهبية صغيرة ضعيفة وهشة، فاصبح كل عشرة افراد مسلحين دولة داخل دولة يفعلون ما يشاؤون امام انظار الحكومة واجهزتها الامنية دون عوائق، فمثلا يختطف الاساتذة والاطباء والتجار ........ وحتى الابرياء من الجامعات او اماكن عملهم من قبل اناس يلبسون الزي الرسمي لافراد الشرطة ويستخدمون سياراتها ( والحكومة كعادتها تنفي وتنكر ) !!!! ويتلقى المسيحيين تهديدات علنية من قبل جماعات مسلحة معروفة ( اين الحكومة واجهزتها الامنية ) باعتناق الاسلام او دفع الجزية او اخلاء منازلهم بكل ما فيها !!!! وتسيطر ميليشيا مسلحة على عملية تصدير النفط في مدينة البصرة !!!! ويحصل الفرد اي كانت جنسيته على جواز سفر عراقي ( حرف G ) مقابل 1000 دولار !!!
كل هذا وغيرها من الامور العجيبة والغريبة تحصل امام انظار حكومتنا المنتخبة !!!! واعضاء البرلمان مشغولين بتمرير مشروع قانون حقوق وامتيازات رئيس مجلس النواب ونائبيه واعضاء مجلس النواب وكيف يمكن لهم بناء امبراطورياتهم المالية وضمان مستقبل احفاد احفاد احفادهم على حساب معاناة الارامل واليتامى والفقراء من ابناء شعبنا المجروح.

فالشعب العراقي الذي انتخب هؤلاء السادة لهذا المنصب قد منحهم ثقته وكل اماله لبناء وطن يسوده الامن والسلام لا شيء فيه يعلو القانون, لكن للاسف في الوقت الذي يقتل الاف الابرياء يوميا على ايدي جماعات مسلحة متشددة وعصابات مجرمة نجد في الطرف الاخر اعضاء الحكومة ساكنين في افخم القصور امنين على حياتهم وحياة عائلاتهم واصبحوا بين ليلة وضحاها اصحاب الملايين ومالكي جزر وشركات ومصانع ..... !!!

اعضاء برلماننا الكرام وحكومتنا الموقرة يجتمعون كثيرا ويصرحون كثيرا وربما يتقاتلون ( خلف الستائر ) كثيرا لم نسمع يوما بانهم اجتمعوا لمناقشة معاناة الشعب التي اصبحت لا تطيق ( انعدام الامن والماء والكهرباء والوقود ............ بل حتى الهواء ), لان كل اجتماعاتهم تتركز على كيفية توزيع المناصب والحصص وكيفية ضمان مستقبلهم بعد استبعادهم ( بالنعال كما حصل للاسبقين ) من مناصبهم المؤقتة.

فمن يقرأ مقترح قانون حقوق وامتيازات رئيس مجلس النواب ونائبيه واعضاء مجلس النواب ( افتحوا هذا الرابط http://www.almadapaper.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=18555

يتأكد بأن هؤلاء السادة الذين اقسموا على خدمة الشعب والوطن ليسوا سوى تجار ولصوص وحرامية لا يهمهم من امر الوطن والشعب شيئاً عدا الذي يقطعوه من اوصاله ويعيشون عليه ويبنون به ممالكهم المالية.

ترى هل يعود بنا الزمان الى الوراء قليلاً ليقوم هذا البغدادي الغيور ويعطي لكل عضو من اعضاء البرلمان والحكومة ليرة ذهبية ( حلالاً ) ويطلب منه بالمقابل ان يرجع الملايين التي سرقها ( حراما ) !!!! مجرد تمني ليته يتحقق.

كوهر يوحنان عوديش

424
مجلس الوزراء يناقش حمايتهم ورئيسه يخصص الاموال والمسيحيون العراقيون يحملون صليبهم ويرحلون

كوهر يوحنان عوديش

منذ الاطاحة بالنظام السابق قبل اربعة سنوات والعراق يسير من سيء الى اسوأ وذلك، حسب ظني، ليس بسبب السياسة الحكيمة التي اتبعها النظام السابق بل بسبب الفراغ الامني الذي رافق السقوط نتيجة حل الجيش والاجهزة الامنية واطلاق المجرمين من السجناء قبل بدأ الحملة العسكرية والذين كانوا قد حكموا بسبب شتى انواع الجرائم اضافة الى السياسة المعادية للشعب والوطن التي اتبعها جيش الاحتلال واصحاب القرار في بلدانهم واعوانهم في بلدنا المجروح، فاصبح العراق بفضل ذلك عشاً يتكاثر فيه الارهابيون والتكفيريون وغيرهم من المعادين للانسانية وكل ما هو حضاري.

لا احد يستطيع ان ينكر بان المتضرر الوحيد من هذه الفوضى التي تعم العراق هو الشعب العراقي وخصوصا المسيحيين الذين كادوا ان ينقرضوا في المدن الجنوبية جراء ما يقوم به الظلاميين والمتشددين الاسلاميين من اعمال بربرية وجرائم وحشية تفطر القلوب وتدمي العيون، فعمليات القتل والترهيب وتفجير الكنائس واختطاف البنات واغتصاب شرفهن وترحيل العوائل المسيحية من مدنهم وبيوتهم او اجبارهم على ترك دينهم اصبحت من اخبارالساعة التي تتناقلها الالسن وتسمعها الاذان عشرات المرات في اليوم، لكن ما يزيد الطين بلة هو ان هذه الاعمال تجري من قبل الميليشيات التابعة للمرجعيات والاحزاب الدينية وامام انظار الحكومة وبمباركة بعض رجال الدين، فلم نسمع لحد الان فتوى تحرم هذه الاعمال او تصريحا يدينها ويشجبها ولو مجاملة، وكأن المسيحيين ليسوا ابناء هذا الوطن!!.

بعد اربعة سنوات من ممارسة شتى انواع الجرائم والاساليب الوحشية التي يندى لها الجبين ضد المسيحيين خرج مجلس وزراءنا الموقر!! عن صمته بتصريح صحفي يقول فيه:- ان مجلس الوزراء ناقش موضوع تهديد وتهجير العوائل المسيحية في بغداد من قبل المجموعات الارهابية وابدى المجلس وقوفه الكامل لتقديم كل الدعم والمساندة اللازمة لحمايتهم وتقديم كل اشكال المساعدة من اجل مواجهة هذا التهديد .......

شكرا لحكومتنا الطائفية التي تذكرت بعد كل هذا الظلم خلال هذه الفترة الطويلة ان ابناء العراق الاصليين مهددون بالانقراض على ايدي المتشددين والمتطرفين الاسلاميين ( الذين يدعوهم البيان بالارهابيين )، ولكننا في الوقت نفسه نسأل حكومتنا التي ترعي اسياد هؤلاء الارهابيين وتدللهم اين اجهزتكم الامنية وقوانينكم التي تحمي المواطن على اساس انتمائه الوطني وليس الانتماء الديني والطائفي ؟؟ واي مساعدة هي التي ستقدمونها للمسيحيين وبيوتهم محتلة علنا ونسائهم مجبرات على لبس الحجاب وامام انظاركم ؟؟ وكيف تدعمونهم وتحمونهم وانتم بنفسكم ترعون وتساندون الميليشيات التي تهجرهم وتفجر كنائسهم؟؟؟

وبعد ايام من هذا التصريح الحكومي امر رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بتخصيص مبلغ 100 مليون دينار للمسيحيين في العراق ( هذا يشمل كل الطوائف ) لبناء الكنائس المهدمة ( بسبب التفجيرات التي طالتها ) وترميم وصيانة دور عبادتهم!!! ( يقتل القتيل ويمشي في جنازته ).

ربما يتوهم القاريء للخبر ان هذا المبلغ كبير جداً بحيث يلبي احتياجات كل الكنائس التابعة لاكثر من طائفة وعددها يزيد عن المئات، لكن من يعيش في العراق ويتعامل باوراقه النقدية يعرف ان هذا المبلغ من الضآلة بحيث لا يكفي لترميم كنيسة واحدة لا اعادة بنائها، لان المبلغ المذكور والذي هو 100 مليون دينار لا يتجاوز 78000 دولار !!!! وكم ستكون حصة كل كنيسة لو وزع هذا المبلغ على كل الطوائف بجميع كنائسها في المدن الجنوبية ؟؟؟؟؟ هذا اولا، اما ثانيا فلمن تطلبون ان تعمر وترمم كنائسنا ؟؟؟؟ وفي كل يوم تهجر مئات العوائل وتقفل ابواب الكنائس ويغتال او يختطف قس هنا واخر هناك او يختطف شاب من ابنائنا ويمحى من الوجود دون اثر!!!

اربعة سنوات من التهجير القسري لناس مسالمين ومخلصين للشعب والوطن دون سبب، اربعة سنوات من الترهيب والابتزاز، اربعة سنوات من القتل والاغتيال والاختطاف، اربعة سنوات من التطهير العرقي والديني المبرمج، اربعة سنوات بطولها وعرضها لم نسمع ولو كلمة ادانة من رجال الدين او فتوى واحدة من المرجعيات التي تحرم هذه الاعمال الوحشية التي يمارسها اولاد الظلام والمؤمنين به.

وفي الختام اشكر مجلس الوزراء على تصريحه الوحيد واليتيم الذي سيبقى حبرا على ورق وخبرا تتناقله قنوات الحكومة لتبييض وجهها امام الرأي العام العالمي كونها حكومة وطنية ديمقراطية !!!، واشكر ايضا رئيس وزرائنا المحترم على تخصيصه هذا المبلغ الخيالي للمسيحيين العراقيين والذي لا يكفي لترميم حمام من حمامات بيته!!!

كوهر يوحنان عوديش

425
أدب / عراقنا ضاع
« في: 09:48 09/06/2007  »
عراقنا ضاع



ها انت تعود
باسما ..... باكيا
شفاهك ترتجف حزنا وفرحا
مرت سنين طويلة
كنت تتمنى .....
وكنت تحلم .....
وكانت امك تتنفس الاهات
ربما نسيت الاسماء
ونسيت عناوين الاقرباء
ونسيت وجوه الاصدقاء
ونسيت .....
ونسيت .....
لكنك لم تنسى حضن امك
ها انت تعود
امك بخصلاتها البيضاء
وتجاعيد وجهها الحزين
امك بظهرها المقوس
تستقبلك عند الباب
تدمع عيونها فرحاً
اه يا ولدي ......
هربت من الجحيم
وعدت الى الجحيم
لماذا؟؟؟
عندما رحلت ....
كان الموت يزورنا
والان يسكن فينا
اذهب يا ولدي
اذهب .....
هذا الوطن ملعون
لا تقترب منه
قل وداعاً
قلها الان
وارحل بسلام
عراقنا ضاع
ض ....ا ..... ع


كوهر يوحنان عوديش

426
يونادم كنا وعقدة القائد الاوحد
رد على تعقيب السيد يونادم على تصريح السيد سركيس اغاجان

كوهر يوحنان عوديش 
 
تفاجئت ومعي الكثيرين من ابناء شعبنا وانا اقرأ تصريح السيد سركيس اغاجان على موقع عنكاوا كوم حيث يقول فيه ( بانه قدم اقتراحات لتعديل بعض الفقرات المتعلقة بشعبنا في الدستور العراقي الذي سيجري مناقشة تعديلاته هذه الايام وان تقديمه للمقترح جاء بعد ان اتضح له بانه لم يجر المطالبة بادخال اية تعديلات تتعلق بشعبنا في المسودة الجديدة للدستور والتي من المفترض المصادقة عليه قريبا ) اين ممثلي شعبنا ؟؟؟ اين اعضاء لجنة تعديل الدستور من المحسوبين علينا ؟؟؟ ماذا لو لم يكن الاغاجان موجودا ؟؟؟
لسنا في موعد قريب مع الانتخابات لنقول بان السيد سركيس اغاجان يفجر هذه القنابل ليكسب المزيد من المؤيدين والاصوات ليحقق بعض من اهدافه ومصالحه الشخصية على حساب الشعور القومي والعواطف الدينية مستغلا سذاجة العامة من ابناء شعبنا، ولا اظن بانه يعمل هذا ليعظم من مكانته او يزيد من شهرته لان مكانه ووزنه السياسي والاجتماعي معروف للجميع ( للمعارضين قبل المؤيدين ) ........ اذن دفاعه عن حقوقنا يأتي عن قناعة وايمان بقضيتنا وليس طمعا في المناصب التي توزع حسب النسبة السكانية لكل طائفة ( والتي ينكرونها الكثير من النواب والوزراء المعينين والمنصبين على هذا الاساس ).
اندهاشي لم يكن لان السيد سركيس اغاجان المعروف بمواقفه القومية والانسانية والسياسية تجاه قضية شعبنا ومستقبله قد قدم مشكورا اقتراحات لتعديل الدستور بما يخص ويتعلق بشعبنا، ( لقد عودنا هذا الانسان على ان يكون السباق في كل ما يخص قضية شعبنا، فهو اول من طالب حكومة اقليم كردستان بتعديل وتثبيت حقوقنا في الدستور المقترح ومنح الحكم الذاتي لابناء شعبنا في مناطقه التاريخية قبل اشهر عديدة في وقت كان ممثلوا شعبنا وقياديي احزابه القومية مشغولين باقتسام المناصب والاموال على حساب معاناتنا )... صدمت ومعي الكثيرين لان المحسوبين على شعبنا والمتباهين بعضويتهم في مجلس النواب ولجنة تعديل الدستور قد سكتوا كل هذه المدة ولم يقدموا للجنة المذكورة اي اقتراح رغم علمهم بكل ما يحدث خلف الكواليس من امور، ( شكرا لممثلينا الذين باعوا القضية بكرسي هزاز !!!!! ).
ربما كنت سأكتفي ببعض الحزن على الحال الذي وصل اليه ابناء شعبي جراء ممارسات بعض قادته وممثليه، او كنت سأكتفي بأتخاذ موقف شخصي من الذين يتحدثون بأسمنا ويدافعون عن حقوقنا فقط في الفراش مع زوجاتهم او مع اعضاء احزابهم الذين امتهنوا التصفيق، لانهم لا يريدون ان يغضب سيدهم ويقطع راتبهم او ينزل رتبتهم.
كنت سأكتفي بهذا لولا قراءتي لتعقيب السيد يونادم كنا على تصريحات السيد سركيس اغاجان الذي يعبر عن اراء وافكار ومواقف شريحة كبيرة من ابناء شعبنا. التعقيب الذي اظهر الكثير من الافكار والمواقف والغايات المخفية والمستورة الى العلن. التعقيب الذي اوضح للجميع بأن الذين يدعون انفسهم ممثلين عن شعبنا ومصالحنا وحقوقنا ومستقبل قضيتنا ووجودنا على ارض الاباء ليسوا سوى ناس انتهازيين ذوو تفكير ضيق لا يهمهم مصير شعبنا ما دامت جيوبهم تمتلىء ومخازنهم تزداد وارصدتهم تكبر والكرسي ( الذي تعودوا ان يجلسوا عليه ويرفعوا ايديهم موافقين كلما اقتضت الحالة ) محفوظ ومصان.
 
في بداية جوابه على السؤال الاول الموجه اليه يقول السيد يونادم - ( بداية يسعدنا ان نسمع تصريحات من شخصيات من ابناء شعبنا في صفوف احزاب كردية او عربية او وطنية تهتم لمصلحة شعبنا رغم اختلاف اجندات احزابهم مع اجندات شعبنا القومية ......... ). لا اعرف ما هو المغزى من ربط السيد سركيس اغاجان بانتمائه الحزبي كلما جرى الحديث عن قضية شعبنا، ( ما لقو بالورد عيب قالوا خده احمر )، فالسيد سركيس لم يربط يوما قضية شعبنا بمباديء وشعارات الحزب الذي ينتمي اليه، بل ان الكثير من المواقف والاراء التي عبر عنها ( هذا الرجل والقائد الاشجع والاجرأ بين الجميع ) قد هددت منصبه ومستقبله السياسي وحياته الى الخطر، والسيد يونادم يعلم ذلك جيداً واكثر من اي شخص اخر، فعند نزوحهم الى الجبال كانوا يتلقون الحماية من السيد سركيس اغاجان الذي كان ينتمي الى نفس الحزب الذي ينتمي اليه اليوم !!!! ولولا تلك الحماية انذاك لكان السيد يونادم ومن معه الان في المهجر يصرخون من خلف المحيطات بوجوب تمثيلنا وعدم هضم حقوقنا كما يفعل الكثير من قادة احزابنا القومية ( عذرا احزابنا البالونية )، وكسياسي محترف يستوجب على السيد يونادم كنا معرفة وادراك والشعور بالمعاناة والموقف الصعب الذي وضع السيد سركيس اغاجان نفسه فيه، عندما وفر تلك الحماية.
وهل يستطيع السيد يونادم ( الذي كان يشترط على كل الطلاب المقيمين في الاقسام الداخلية لاتحاد طلبته ان ينتمي الى اتحادهم كشرط لقبولهم في تلك الاقسام )،  وكل من يؤيده في قوله هذا ان يؤكد ويثبت ولو حالة واحدة بأن السيد سركيس اشترط على فلان الفلاني ان ينتمي الى حزب معين اي كان هذا الحزب مقابل مساعدته!!!! معاذ الله فالرجل فتح ابوابه امام الجميع من كلدان اشوريين سريان دون استثناء او تمييز رغم ان الكثير منهم يحمل افكار معارضة وينتمي الى احزاب وحركات قومية غير حزبه.
اما اذا كان الهدف من اقوال السيد يونادم هو اظهار السيد سركيس بالتابع الذي يؤدي دور الجسر، ويُظهر ( السيد يونادم ) نفسه كالحامي الوحيد والاوحد لشعبنا وحقوقه ومصالحه، فهذا شيء يثير الاشمئزاز، لان الانسان مهما كان لا يُقّيم على انتمائه الحزبي او الفكري، بل يقدر على اساس فضائله وخدماته التي يقدمها لشعبه، او ربما ( وهذا الاحتمال وارد ) كان السيد يونادم يريد ان يبرز نفسه كقائد اوحد لهذا الشعب، وله وحده فقط الحق في ان يقدم الاقتراحات التي يراها ضرورية وحسب ما تقتضيه المصالح الشخصية والحزبية لانه قائد حزب قومي ( الحركة الديمقراطية الاشورية ).
يقول السيد يونادم ان السيد سركيس اغاجان لم يكن دقيقاً في ما ذكره حول عدم استلام اللجنة اي اقتراح بادخال اية تعديلات تتعلق بشعبنا في المسودة ( ... ولكن ما ذكره السيد سركيس اغاجان في عنكاوا كوم لم يكن دقيقا على ما يبدو – اي ان سيادته ليس متأكداً - انه اعتمد على احد اعضاء اللجنة والذي يمثل الحزب الديمقراطي الكردستاني )... لا اعرف كيف سمح السيد يونادم لنفسه بأن يرد ويعقب على تصريح شخصية كبيرة لها مكانتها وثقلها السياسي على الساحة العراقية مستندا على الاحتمالات، اما كان من الاجدر بالسيد يونادم قراءة التصريح بقليل من الدقة كي يحافظ على سمعته السياسية وتجنيب رأسه هذه الدوخة التي جلبها لنفسه بالاحتمالات التي على اساسها اتهم السيد سركيس بعدم الدقة !؟ ...فالسيد سركيس لم يؤشر في تصريحه لا من قريب ولا من بعيد الى اعتماده على معلومات او اقاويل من اي عضو كان بل اثبت تصريحه واكده بنص الفقرة التي جاءت في مقدمة التقرير الخاص بالتعديلات والتي تقول :-
"ان لجنة تعديل الدستور قد تسلمت مقترحات وآراء عديدة وصلت اليها من جهات عدة و في مقدمتها الكتل البرلمانية. اذ تسلمت مقترحات من قبل:  جبهة التوافق العراقية وجبهة الحوار الوطني  والقائمة العراقية و التحالف الكردستاني والمصالحة والتحرير والحركة اللايزيدية العراقية  والجبهة  التركمانية العراقية. وايضا تسلمت من جهات رسمية و غير رسمية ومن مؤسسات المجتمع المدني  و آراء عموم  المواطنين. هذا  بالاضافة الى الدراسات والمقترحات التي تقدمت بها بعثة الامم المتحدة مكتب الدعم الدستوري و مجموعة القانون الدولي."       
وفي موقع اخر يعترف السيد يونادم بأنه لم يتفق مع صديقه، الوفي والمخلص ابلحد افرام رئيس الاتحاد الديمقراطي الكلداني وعضو مجلس النواب، على تسمية موحدة لادراجها وتثبيتها في الدستور، وهذا بدوره وقف حائلا دون انتزاع كامل حقوقنا، لكنهم استطاعوا معالجة الديباجة بطريقة تحفظ حقنا كشركاء في الوطن، فتم ذكرنا ب ( مهد الحضارة الاكدية والبابلية والاشورية ...... ومستلهمين فجائع شهداء العراق شيعة وسنة واكراد ... ومستنطقين عذابات القمع القومي في مجازر حلبجة وبارزان وسميل والانفال ... ) يا للروعة والف الف شكر للسادة يونادم وافرام الموقرين الذين تركوا الحاضر ومعاناة شعبنا ومآسيه ليذكرونا بتاريخ عمره الاف السنين، ( ربما اشترطوا على اعضاء اللجنة ان يكون نبوخذ نصر رئيس وزراء العراق في الحكومة المقبلة )، واحنوا رؤوسهم موافقين على ذكرنا ( مكونات ) وليس ( قوميات )، اية مفارقة هذه يا من تبكون على حضارتكم وتاريخكم وشعبكم ؟؟؟؟
وحسب اعتقاد السيد يونادم فأن المدافع عن حقوق شعبنا هو من يجلس في اللجنة ويناقش ويتحاور ساعات لكسب حقوق هذا الشعب ( بدل من ذكر ساعات المناقشة والتحاور، يا ريت لو يتفضل السيد يونادم ويذكر لنا الامتيازات والاموال التي حصل عليها منذ حصوله على هذا المنصب )، ويرى ان الحكم الذاتي الذي طالب به السيد سركيس اغاجان يؤدي الى تمزيق وحدة الشعب العراقي.
شيء مرعب ان يفكر شخص واحد مهما كان منصبه ونفوذه بأنه وحده يمتلك الحق بتقرير مصير القومية التي ينتمى اليها وعلى الاخرين ان يسمعوا وينفذوا دون التدخل في ما لا يخصهم لان ذلك من المحرمات ما دام القائد موجودا، لا اظن بأن احدا ايها السيد يجعلك على الهامش او يحط من مقامك او منصبك اذا ما طالب بحقوقنا قبلك او بعدك او كانت رؤيته للمستقبل تختلف عن رؤيتك ( فالساحة لم تعد محتكرة والشعب تفتحت عيونه ). لذلك اعتبر احتكار المسؤولية خصوصا عندما يتعلق الموضوع بمستقبلنا وبقائنا وحقوقنا المهضومة خطيئة لا تغتفر.
اما بالنسبة لموضوع الحكم الذاتي والذي اثير من قبل السيد سركيس اغاجان لمرة اخرى والذي عقب عليه السيد يونادم ( سيؤدي الى تمزيق وحدة الشعب العراقي....) فاقول ومتى يصبح هذا الشعب موحداً يا ترى ؟؟؟ الا تسمع بأن الناس يقتلون على الاسماء والانتماء الطائفي وابناء امتك يقتلون ويختطفون ويهجرون ويجبرون على اعتناق الاسلام وتفجر كنائسهم دون اعتراض او تنديد، ام نسيت انك تبوأت هذا المنصب اعتمادا على قوميتك وليس على برنامجك السياسي.

خلاصة الكلام:-
الانسان باعماله وليس باقواله

كوهر يوحنان عوديش



427
المنبر الحر / ليت الامس يعود
« في: 03:38 30/05/2007  »
ليت الامس يعود
 
كوهر يوحنان عوديش

لست كبيرا الى هذا الحد لارجع بذاكرتي الى ايام الملكية في العراق ومن بعدها ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وثم اغتيال الثورة في الانقلاب البعثي المشؤوم في 8 شباط 1963 ومن ثم الانقلاب العسكري الذي جاء بحزب البعث العربي الاشتراكي الى الحكم والذي قاد الشعب والبلاد معاً من مأساة الى مأساة، لكن رغم ذلك فأن معلوماتي التي جمعتها من خلال سماع الروايات من رجال عاصروا تلك الحقبة وما قرأته من كتب ومقالات تجعلني اتشجع لاكتب بعض السطور عن ذلك الزمان من تاريخ العراق المبتلى بالملكية ومن ثم النظام الدكتاتوري ( كما يحلو للبعض تسميته ) وحاضرنا الديمقراطي حتى النخاع.

في اواخر القرن التاسع عشر ظهرت بعض الاحزاب على الساحة السياسية العراقية، حيث كان البلد محتلا من قبل الدولة العثمانية، والتي كان من اهم مطالبها مساواة العرب بالاتراك واعتبار اللغة العربية لغة رسمية واقامة دولة عربية مستقلة، اما بعد الاحتلال البريطاني تحولت الحركة الوطنية والقومية الى المطالبة بالاستقلال ومقاومة الاحتلال، وتكونت في العهد الملكي احزاب علنية كثيرة بموجب قانون الاحزاب الذي صدر عام 1922 تقوم على اساس السعي للاغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومات او الائتلافات الحزبية الحاكمة لان كلها تقربيا كانت مؤيدة وموالية للنظام الملكي ولا تعارض سياسته في شيء.

وخلال هذه الفترة ظهرت الى الوجود احزاب معارضة كثيرة كانت تنادي بوجوب تغيير النظام الملكي واقامة نظام جمهوري ديقراطي، وكثيرا ما كانت تحدث مظاهرات او مسيرات وتجمعات تعبر عن استيائها ومعارضتها لنظام الحكم وسياسته وكانت اقسى عقوبة يتحملها المعارض المقبوض عليه هي الحبس لمدة محدودة او النفي او الاعدام في حالات قليلة بل نادرة، فلم يكن هناك تدمير للبيوت او ازالة مجمعات سكنية او محلات بكاملها لان ابن فلان الفلاني من هذه المنطقة معارض للحكومة وسياستها، ولم يكن هناك ايضا هناك تعذيب او اغتصاب لشرف المعارض امام عينيه كوسيلة لنزع الاعترافات منه ومن ثم التخلص منه.
وفي عام 1958 اطيح بالنظام الملكي من خلال ثورة قادها عبد الكريم قاسم فتحول نظام الحكم في العراق الى النظام الجمهوري وانسحب البلد من الكثير من التحالفات والمعاهدات التي كانت تقيد سياسته واقتصاده، واشرك قاسم العديد من الاحزاب في حكومته منها الحزب الوطني الديمقراطي، الحزب الشيوعي العراقي ( جماعة داود الصايغ ) والحزب الديمقراطي الكردستاني، وبذلك وضع اللبنة الاولى للحكم الجماعي.
وبعد ان بلغ عمر الثورة اربعة سنوات اغتال عبدالسلام عارف وزمرته ( وبالتحديد في 8 شباط 1963 ) قائدها ومعه اغتالوا احلام اغلبية الشعب العراقي الذي رأى في الثورة وقائدها مخلصا للشعب من مآسيه ومعاناته...
وبعد هذا الانقلاب الدموي مباشرة تحول العراق الى بحيرة من الدماء، فالانقلابيون فتكوا بكل مؤيدي الثورة من افراد واحزاب، فقتلوا ونهبوا وسرقوا وملئوا الشوارع بالجثث المسلوخة، وبذلك دخل العراق عهدا جديدا لان الذي مورس من قبل زمرة عبدالسلام عارف ومجرميه لم يكن مألوفا في المجتمع العراقي من قبل.
ولم يدم هذا النظام الدموي طويلا حيث انتهى امره في 1968 اثر انقلاب قاده حزب البعث الاشتراكي الذي حكم العراق بقبضة حديدية حتى سقوطه عام 2003 على يد القوات الامريكية والبريطانية، التي تجاهلت وانكرت للمهمة التي اعلنت عنها ( والتي هي تحرير العراق ) لتصبح قوة محتلة.
نظرة خاطفة على تاريخ العراق الحديث منذ نشوء الدولة يتبين لنا بأن تأثير حزب البعث على العراق دولة وشعبا كان اشد واكبر من كل الانظمة التي سبقته، فاستطاع هذا الحزب ان يكون لنفسه قاعدة شعبية كبيرة ( خصوصا في بداية استيلائه على الحكم ) وبدهاء ومكر قادته استطاع ان يجر الى جبهته ( اقصد الجبهة التقدمية ) الحزب الشيوعي والديمقراطي الكردستاني والقوميون العرب وذلك فقط لتقوية ركائز حكمه لانه فتك بالجميع الواحد تلو الاخر بعد تثبيت اركان حكمه.
وبعد سنوات قليلة انفرد حزب البعث بقيادة صدام بالحكم في العراق ليزرع الخوف والرعب عبر جهاز مخابراته في قلوب الملايين ومن ثم يدخل البلد في حربين استنزافيتين اضافة الى تصفيته لكل معارض لحكمه مهما كانت درجة قرابته واي كانت طائفته او دينه وهذا بدوره ادى الى زيادة نسبة معارضيه جراء سياسته الاستبدادية ونظامه الدكتاتوري.
وقبل اربعة اعوام، اطاحت القوات الامريكية وحليفتها بريطانيا بالنظام الصدامي ، فتنفس الشعب الصعداء وعبر عن فرحته بشتى الاساليب لزوال هذا الكابوس، لانهم اعتبروا زواله مجرد حلم او وهم لن يتحقق ( والذي ما كان ليتحقق لولا تدخل القوات العسكرية لاعظم دولة بكل ما تمتلك من اسلحة واساطيل بحرية وجوية مجهزة باحدث تكنولوجية عسكرية ).
استطاع صدام خلال سنوات حكمه ان يفعل اشياء ايجابية سيذكرها التاريخ كصفحة بيضاء في تاريخه الاسود، فبالرغم من سلبياته التي لا تعد ولا تحصى له الفضل في الكثير من الاشياء ومنها :
- جعل التعليم مجانياً والزاميا حتى المرحلة الابتدائية كخطوة اولى لمحو الامية من بين ابناء الشعب العراقي، الاهتمام بالرعاية الصحية والضمان الاجتماعي فانتشرت المستشفيات في كل اركان البلد ومنها ارقى المستشفيات في المدن التي لا تزال شاهدة على ما نقول، تثبيت النظام وتطبيق القانون ( الى حد ما )...
ففي ايامه لم يجرؤ اي كان ومهما كانت درجته الحزبية والعسكرية ان يقتل علنا او يفجر جامعا او كنيسة دون محاسبة او ان يشكل لنفسه عصابة طائفية تسرق اموال الشعب وتغتصب شرفه امام مرأى السلطات.
اذكر هذه الايجابيات وانا اقارن في مخيلتي بين ايام صدام والسادة الذين جاءوا الى الحكم بعد سقوطه بواسطة الفتاوى الدينية والعواطف السياسية...
كم كنا نتمنى ان تمحى من ذاكرتنا مناظر الحرب واثار اسلحتها الفتاكة وتزرع في مكان القبور الجماعية زهورا ملونة، تعبر عن تعدد القوميات واطياف الشعب العراقي، كم كنا نتمنى ان يحضن السني الشيعي ويصافح المسلم المسيحي وبدل ذكر القومية او الدين او الطائفة يكتب على جبين كل عراقي كلمة ( عراقي )، كم كنا نتمنى ان يكون معارضي الامس معارضي نظام وصيغة حكم لا معارضي كراسي.

لكن وعوضا عن ذلك كله، انقضوا على البلد وكشروا عن انيابهم، ليلتهموا ما تبقى من جسد العراق ونسوا الشعب، ليعاني من سطوة رجال الدين الطائفيين وعصاباتهم التي اجتاحت المدن وفرضت قوانينها وضرائبها على الاهالي في وضح النهار.
فانتشرت في أرض الرافدين الامارات الاسلامية لتفرض قانون اميرها، (وقوانين هذه الامارات تختلف من منطقة الى اخرى)، الذي ينص على الزام النساء ارتداء الخمار والالتزام بشكل محدد من الحجاب المفصل، وحسب ذوق سيدهم، ومنع الرجال من حلق اللحي والشوارب، وتحريم جلوس النساء على الكرسي او وضع مساحيق التجميل او اكل الموطا او تناول الموز والخيار ومنع شرب المشروبات الغازية او الاستماع الى الموسيقى، وغيرها من قوانين عصور ما قبل التاريخ التي تطبق في عراق اليوم...
هذا اضافة الى اجبار الكثير من المسيحيين الى تغيير دينهم او دفع الجزية لانهم ليسوا اهل الكتاب ( حسب ادعائهم ) !!!
في عراق اليوم، تحولت المستشفيات الى سجون ومعتقلات، والمدارس ورياض الأطفال الى مخازن اسلحة وساحات معارك، و باتت شوارع بغداد الجميلة شبه خالية، الا من الجثث المتعفنة (والمجهولة الهوية) والكلاب السائبة...
في عراق اليوم، أصبحت الكنائس خالية من روادها وصلبانها منكوسة حزينة ( كأن المسيح يصلب من جديد )، وتفرقوا ابنائها، مهجرين ومنتشرين هنا او هناك، او مهددين بترك دينهم او ترك بيوتهم بكل ما تحتويه من غالي ونفيس...
في عراق اليوم، يُقتل المواطنون على اسمائهم وطوائفهم ولون بشرتهم وطريقة تفكيرهم ... وفي عراق اليوم، تجري وبشكل مخطط ومدروس تصفية العلماء ورجال الفكر والعلوم قاطبة وخيرة الخبراء، و تُفجر الجامعات ويُختطف الأساتذة وتُغتصب الطالبات، على مرأى ومسمع حماة القانون والنظام ! هكذا سيعودون بنا الى العصر الظلامي لنصفق كلنا للعمامات ونمجد حماقات الاسياد.
كل هذا يجري وحكومتنا المنتخبة !!! منشغلة بتعميم قانون يُمنع على اساسه منح جواز السفر للنساء دون موافقة ولي امرهم على ذلك... فالف شكر "لحكومات الوحدة الوطنية" التي جعلتنا ( ونحن في القرن الواحد والعشرين ) نخجل من أن نذكر اسم بلدنا امام الغرباء، وأن نكره وطننا، ونشعر بالحنان على الماضي البغيض!
بالروح وبالدم نفديك يا حكومتنا الديمقراطية جدا، لأنك تنورين حقا ظلمتنا بالفوانيس وتحمين أجسادنا المرتعشة من البرد بالزفير.

كوهر يوحنان عوديش

428
أدب / رد: إلى أين المسير الآن
« في: 10:49 12/05/2007  »
الاخ العزيز طالب
كنت اخاف من هذا اليوم كثيرا، الخوف من الندم على الماضي .... لقد اصبح العراق وطنا مغتصبا وطنا يشبه ذلك الطفل اليتيم كل يرعاه حسب مصلحته

اتمنى النهوض لهذا الوطن ثانية لكن كيف النهوض واولاد الظلام الذين تعودوا وتعلموا العيش في الجحور يحكمون عراق اليوم.

شكرا على مرورك
كوهر

429
معاناة المسيحيين العراقيين، هل تنتهي بتمثيلهم في مجلس المفوضية ؟؟
كوهر يوحنان عوديش
 
قبل الدخول في متاهة هذا الموضوع الشائك والمحزن والمبكي في ان واحد علينا ان  نعترف بأن مأساة المسيحيين في الشرق الاوسط عموما والعراق خصوصاً ليست وليدة اليوم, فلو القينا نظرة بسيطة على التاريخ، اضافة الى القمع والتهميش السياسي، سنلاحظ انه تاريخ ( وبكل اختصار ) مكتوب بالدم.

هناك الكثير من القصص والروايات التي تذكرنا بحجم العذاب والمأساة والمعاناة  التي عاشها المواطن المسيحي في العصور الماضية, لكن اليوم وما يحدث في العراق للمسيحيين من اضطهاد وتهجير وابتزاز واعتداء يضاهي او يفوق ما تعرض له اسلافنا شيء يفوق التصور ونحن في القرن الواحد والعشرون ( ترى هل رجع الزمان بنا الى الوراء كل هذه العصور كي نجبر على اعتناق مذهب ما او دين محدد بغير رضانا ).

في عراق ما بعد صدام حسين اصبح كل شيء مختلفاً حتى طعم الماء اختلف, لا اقول هذا ندماً او بكاءاً على ايام النظام الذي بدء بحملته التدميرية منذ تسلمة لزمام الامور في العراق ليكمل اسياد اليوم هذه الحملة ويدمروا ويحرقوا ما سلم في العهد السابق. انصافاً للتاريخ والحقيقة، وكي لا اتهم بالكاتب العاطفي او المسيس الاعمى الذي يسيره حقده وافكاره الجامدة وعقله المغلق، اقول ان وضع المسيحيين في العراق رغم كل ما تعرضوا له مع بقية اطياف الشعب كان افضل بمئات المرات ( او بالاحرى لا يقارن ) في العهد السابق.

ففي الايام الخوالي كان المسيحيون يمارسون طقوسهم بكل حرية اضافة الى احتفالاتهم الدينية التي كثيرا ما كانت تمتد الى منتصف الليل دون ان يجرؤ احد مهما كان منصبه ان يجتاز خطوطه الحمراء ويهدد المحتفلين او يجبرهم على انزال الصليب او لف زوجاتهم واخواتهم وبناتهم باكفان سوداء او يعلن وبصورة علنية ودون اي خوف بأن المسيحيين اهل ذمة لذلك يستوجب عليهم دفع الجزية او اشهار اسلامهم او ترك بيوتهم وكل ممتلكاتهم لابناء الله ورسوله.

رغم كل الذي جرى ابان سقوط النظام السابق من مضايقات لا توصف لابناء شعبنا فأن الغالبية الساحقة منهم كانوا يتمنون ان يأتي يوم يرجعون فيه الى الحي الذي عاشوا فيه وكبروا فيه مع اخوانهم من المسلمين، كانوا يتمنون ان يجلسوا بين جدران بيتهم الذي نقشوا على احجار اساسه احلى ذكرياتهم...... لكن الذي جرى وقبل اسابيع قليلة من تهديد للمسيحيين اما باشهار اسلامهم او دفع الجزية او ترك بيوتهم بكل محتوياتها، وتحت انظار حكومتنا المنتخبة واجهزتها الامنية والعسكرية، في حي الدورة في بغداد من تجاوز علني ( وربما مدفوع ) على حرية وحقوق ابناء شعبنا لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر بدد كل هذه الامنيات واغتال كل الاحلام.

من يتابع نشرات الاخبار او التقارير الصادرة من المنظمات الانسانية او المنقولة من افواه ضحايا هذه الاعمال البربرية يتضح له بأن هذا الاعمال انما هي مخطط مدروس يهدف الى افراغ مدن العراق الجنوبية من المسيحيين اضافة الى تهميشهم سياسياً، فبعد ان تم تهديد مسيحيي الدورة جاء دور ازاحة واقصاء المرشحين المسيحيين من مجلس المفوضية العليا للانتخابات والتي اظهرت لكل العالم بأن العراق يحكم من قبل عصابات طائفية غير وطنية والانتماء الى مجالسه يتم على اساس المحاصصة الطائفية والحزبية والدينية والقومية وليس لها اي علاقة بالخبرة او النضال او الوطنية التي يتباهون بها.

ساظل العن ( مهما عشت ) كل من شارك في تعميق جراح شعبي في الدورة وفي نينوى وفي البصرة وفي كل شبر من ارض العراق، لكن رغم ذلك فأن المي وغضبي لا يزولان بلعن هذا او ذاك، لانني سابقى اتذكر مواقف ممثلينا المخجلة في مجلس النواب اضافة الى وزراء ابناء شعبنا في هذه الحكومة الذين اكتفوا ( مشكورين ) باصدار ايضاح يناشدون فيه الجهات ذات العلاقة في مجلس النواب والحكومة العراقية لمراجعة السياسات التي ترمي الى اقصاء المسيحيين من مجالس الدولة، واخرها مجلس المفوضية العليا للانتخابات، ومعالجة الامر من خلال تمثلينا ( لا اعرف بالضبط القصد من كلمة – تمثيلنا – هل يقصدون المسيحيون بصورة عامة او يقصدون انفسهم والحزب الثي يترأسوه ) في المجلس اسوة ببقية المكونات وبعكسه سيلتجئون الى معالجة الامر قضائياَ، دون ان يذكروا في ايضاحهم المشترك ( الايضاح الذي صدر من قبل السادة ابلحد افرام ساوا و يونادم يوسف كنا عضوي مجلس النواب ) اي شيء عن ما يتعرض له شعبنا في مدن العراق الجنوبية عموماً وبغداد خصوصاً.

مأساتنا ايها السادة ( ابلحد افرام ويونادم كنا ) لا تنتهي بتمثيلنا في هذا المجلس او ذاك ولن تنتهي باعطائنا كرسي وزراي دون صلاحيات، ولن تنتهي ايضاً بالاكتفاء باصدار ايضاح والتهديد باللجوء الى المحاكم لمعالجة الامر قضائياً في بلد ينعدم فيه النظام والقانون ولا وجود للمحاكم والقضاء من مكان او اهمية في دولة اللاقانون يحكمها فكر متطرف دكتاتوري تعلم اقصاء الاصغر والاضعف، فماذا سيفعل المسيحييون لو اعطوه كرسياً معوقاً في هذا المجلس او غيره من المجالس ( والدليل على ذلك المشاركين في الحكومة من ابناء شعبنا ماذا فعلوا لاجلنا وبماذا خدموا الذين هربوا واختطفوا واغتصبوا وتعذبوا ....... والقائمة تطول ؟؟؟؟

كان الاجدر بهولاء السادة وغيرهم من المحسوبين على شعبنا في حكومة بغداد الطائفية ان يعلقوا عضويتهم في مجلسي النواب والوزراء ويهددوا الحكومة بانسحابهم منها في حال عدم وضع حد للتجاوزات والمعاناة التي يتعرض لها شعبنا تحت انظار الحكومة !! واجهزتها الطائفية، ام ان ذلك يؤدي الى قطع مخصصاتهم الشهرية ويجردهم من مناصبهم الكارتونية؟؟؟

وقبل ان اختم مقالي هذا هناك سؤال ظل ينخر دماغي مثل دودة لا تعرف الملل والشبع وهو طبعاً سؤال موجه اولاَ الى الخفافيش التي تعودت على العيش في الظلام وراثياً لانها تخاف ضوء الحقيقة وثانياَ الى تلك العصابات الطائفية ( سنية كانت ام شيعية ) التي تجبر اهلنا وشعبنا على اشهار اسلامهم ليسلموا من انياب الشر المتعودة على العيش على دماء الابرياء واقول:
لو حدث ان اشهر شخصاً اسلامه ( مجبراً طبعاً ) فالى اي طائفة او مذهب تنصحونه ان ينتمي كي ينقذ حياته ؟؟؟
مجرد سؤال!

430
وسام سعادة السفير كان كذبة نيسان لكن في غير موعدها
(تعقيب على منح السفير العراقي الوسام البابوي)
كوهر يوحنان عوديش

يقولون انه كان هناك راعياَ يبدأ بالصراخ والصياح مستنجداَ كلما انتصف الليل مدعيا بأن الذئاب هاجمت حظيرته وفتكت باغنامه، وكعادة اهالي القرى يهرع الجميع الى مكان الحظيرة لمساعدة الراعي في صد هجمات الذئاب، كان هذا الفلم يتكرر يوميا تقريباَ وكلما ذهب الناس يرجعون لاعنين الراعي واكاذيبه لانه حرمهم من نومهم بصراخه واستنجاده الكاذب. مرت الايام وتعود الناس على صراخ الراعي وصياحه وبمرور الزمن اصبح الناس غير مبالين لصراخه لانهم تعودوا على ادعائاته الكاذبة، وفي احدى الليالي خرج الراعي ليتفقد اغنامه فاذا به يرى ان الذئاب تفتك بقطعيه فبدأ بالصراخ طالبا النجدة من اهالي القرية الا انه بقى وحيداَ مع صراخه ولم يلبي ندائه اي شخص لانهم ظنوا انها كذبة كباقي الليالي وفي الصباح استيقظ الناس ليجدوا ان القطيع لم يبقى منه شيء وان الدماء تلون ارض الحظيرة فعلموا ( لكن بعد فوات الاوان ) ان صراخه واستنجاده هذه المرة لم يكن كذبا، هكذا خسر صديقنا الراعي ثقة اهالي القرية اولا ومن ثم قطيعه لانه كذب وكذب وكذب حتى اصبح صدقه كذبة لا يصدقها احد.
قبل ايام وبالتحديد في 24 نيسان نشر موقع عنكاوة كوم خبرا تحت عنوان ( قداسة البابا بينديكت السادس عشر يقلد السفير البرت يلدا، اسمى وسام ) شعوري يشبه شعور كل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وهو الشعور بالفخر والاعتزاز، وهذا ما لمسناه في ردود الافعال الايجابية والمنشور بعضها تعقيباَ على الخبر في الموقع نفسه، عندما يقدر ويثمن عمل احد القادة او السياسيين او الخيرين من ابناء شعبنا لكن بنفس الوقت اشعر بالخجل والاسى والاسف عندما يستغل اي كان منصبه اسمنا وحقوقنا ومعاناتنا لتعظيم نفسه الصغيرة وضمان مستقبله السياسي والوظيفي ومستقبل اولاده واحفاده لمئات السنين على حساب معاناة اطفالنا.
من يقرأ البلاغ الصحفي الصادر من السفارة العراقية في الفاتيكان بقليل من التعمق يتأكد بأن كاتبه استعمل كل ذكائه لتحريره، لانه لم يذكر تفاصيل مناسبة التقليد كاملة ولم يذكر اسم الوسام ولم يرفق بلاغه، لتأكيد كلامه، ولو بصورة واحدة ولم يخبرنا بأنه هل منح هذه الميدالية ( او الوسام كما يدعوه ) هو تقليد متبع لدى الكرسي الرسولي وتمنح لسفراء كل الدول ام يكتفي باختيار افضل سفير لمنحه اياها، بل اكتفى بالاعلان عن تقليد السيد السفير ( البيرت يلدا ) اسمى ( وسام !!! ) من قبل الحبر الاعظم, لكن من يتعمق في البلاغ الصحفي هذا يكتشف ان البلاغ فيه الكثير من المراوغة والالتواء ومعلومات مخفية بين الاسطر والكلمات تعمد الكاتب اخفائها ظناَ منه بأنه بعمله هذا سيحجب الحقيقة عن القراء وسيكتفي العامة من ابناء شعبنا بالخبر الذي تعمد ابرازه وهو تقليد ( الوسام ) لسفير العراق في الفاتيكان.

 حسب علمي ان ارفع واسمى وسام يمنحه الحبر الاعظم ويقلده للناس الخيرين تثميناَ لجهودهم في تقدم وازدهار شؤون الكنيسة الكاثوليكية اضافة الى دعمهم للمشاريع الخيرية  هو وسام القائد والفارس الذي منح للسيد سركيس اغاجان في مراسيم جرت في 1/ 8/ 2006 وهذا الوسام هو وسام مدني يتم على اساسه انتخاب الشخص االممنوح له فارساَ وقائداً برتبة القديس غريغوريوس الكبير ويمنح حق استعمال جميع الصلاحيات والامتيازات المتعلقة بهذا المقام.

يقول البلاغ الصحفي ( تم تقليد سعادة البيرت ادورد اسماعيل يلدا سفير جمهورية العراق لدى الكرسي الرسولي اسمى وسام من قداسة البابا بنديكت السادس عشر رئيس دولة الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية في العالم وذلك بمناسبة مرور عامين على انتخابه الحبر الاعظم ).
اذا كان هذا التكريم او التقليد للسيد السفير مبيناَ على اساس اعماله ومشاريعه الخيرية او تثمينا لجهوده في دعمه للكنيسة الكاثوليكية من قبل الحبر الاعظم ( والذي يكون دائما مرفقاَ بمرسوم بابوي وموقعاَ من قبل سكرتير دولة الفاتيكان وينشر في اخبار الفاتيكان الرسمية الامر الذي تغافل ناشر الخبر عن ذكره او حتى الاشارة اليه ولو من بعيد ) فنقول الف مليون مبروك !!!!
فهناك الكثير من الشخصيات السياسية والثقافية والمناضلين من اجل السلام وحياة افضل للفقراء والمضطهدين في العالم قد منحوا اوسمة ونالوا جوائز قيمة لا تقدر بثمن وحصلوا على شهادات فخرية من ارقى الجامعات بل واصبحوا رؤساء فخريين للكثير من الجامعات والمراكز الثقافية والمنظمات غير الحكومية تثمينا لجهودهم واعمالهم في سبيل حياة افضل للجميع دون استثناء، اما اذا كان منح الميدالية ( الوسام ) لسفراء الدول في الفاتيكان دون تمييز او استثناء ( وهذا ما جرى بالفعل، لان الميدالية التذكارية ( الوسام ) التي منحت للسفير العراقي منحت لبقية السفراء الحاضرين ايضاَ وهي بمناسبة مرور عامين على انتخاب الحبر الاعظم وهذا ما لم يذكره البلاغ او يؤشر اليه ) يتم كتقليد متبع من قبل الحبر الاعظم في هكذا مناسبات فهذا شيء عادي وروتيني معمول به وليس بحاجة الى تضخميه واعطائه كل هذه الاهمية لان هذه الميدالية كما ذكرت تمنح كتذكار لجميع السفراء دون استثناء وليس لسفير واحد او شخصية معينة تقديرا لجهودها واعمالها.

ما يزيد الطين بلة هو تهافت بعض الاحزاب والشخصيات الكارتونية الى تهنئة سيادة السفير بمناسبة تقلده هذا ( الوسام كما يدعي ) الذي اعتبروه تكريما وتقديراَ له على اساس جهوده ودعمه للكنيسة واعماله الخيرية، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على سذاجتهم السياسية والثقافية والفكرية وتسرعهم كما هو حالهم دائماَ في اتخاذ القرارات والمواقف المرتجلة ( وذلك لغاية في نفس يعقوب ).
فمن يطالع برقية التهنئة المنشورة باللغة الكوردية باسم مكتب العلاقات التابع للاتحاد الوطني الكوردستاني، الذي هو على علم بمجريات الامور والحدث نفسه،  بدقة يجد ان البرقية لم تذكر او تؤشر الى اي ( وسام ) بل فقط تعبر عن سرورها وتهنيء السفير العراقي على الشكر والتقدير الذي تلقاه من قبل دولة الفاتيكان جراء جهوده وعمله الدبلوماسي، ولذلك ومن باب الامانة الصحفية كان الاجدر بمحرر البلاغ ان يذكر التفاصيل كاملة موضحاَ كل شيء واضعاَ النقاط على حروفها لا ان يأتي وينتقي ما يريده هو لتعظيم شخص لم يقدم شيئاَ يذكر سوى كونه سفيرا لدولة معينة ومنح ميدالية كباقي السفراء على هذا الاساس.
ولكي لا اتهم بأنني لا اتحمل رؤية احداَ غيري يعلو ويقدر وتثمن جهوده ادعو سعادة السفير اولا وكل من يعارضني الرأي ثانيأ ان يدحضوا ما ذكرته في مقالي هذا ويقدموا لي ولشعبنا المنكوب والمبتلي بمسؤليه من هذه الشاكلة، ان يقدموا لنا الادلة والوثائق الرسمية غير القابلة للدحض والتي تثبت منحه ل ( اسمى وسام ) وتثبت بلاغه الصحفي كي اعتذر عما كتبته واحتفل معه بهذه المناسبة الغالية ( هذا اذا كان الخبر صحيحاَ، فلو كان كذلك لكانت وسائل الاعلام ووكالات الانباء المختلفة ومواقع الانترنيت قد تناقلته من المصدر الرئيسي والموثوق والذي هو اخبار الفاتيكان الرسمية، اما ان تسمح لنفسك يا سعادة السفير ان تستغفل وتستخف بمشاعر وعقول ابناء شعبك فهذا امر لا يحتمل ولا يغتفر ) على قلوبنا جميعاَ.

كوهر يوحنان عوديش

431
بالعافية اموال العراق ( الجثة ) حلال!
كوهر يوحنان عوديش

اعلنت هيئة النزاهة العامة الحكومية في العراق الديمقراطي !!! في بيان رسمي يقول فيه رئيسها القاضي راضي الراضي ان القيمة التقديرية لاموال الهدر والفساد الاداري والمالي تبلغ ثمانية مليار دولار فقط !!!  ( هناك تقارير تفيد بان هذا المبلغ يتجاوز الخمسة عشر مليار دولار ) خلال الاربع السنوات الاخيرة منذ سقوط النظام العراقي السابق في 2003 دون تحديد الجهات او الاحزاب او الوزارات او الدوائر المتورطة، وذلك خوفا من يوم القيامة فلربما تكون التقارير بعيدة عن الحقيقة والصواب فيحاسب اعضاء الهيئة على اتهامهم لناس مناضلين مخلصين، مستندين في ذلك على تقارير اعداء الديمقراطية المعادين للشعب والوطن.
ومن جانب اخر نسمع ونقرأ بأن الرئيس الامريكي السابق، للدولة المحتلة للعراق، بيل كلينتون الذي وصل البيت الابيض بدخل محدود وخرج منه مدينا بدين قانوني قدره 12 مليون دولار قد جمع 40 مليون دولار في السنوات الست الماضية من اجور الخطابة طبقا لمقابلات صحافية والبيانات التي تقدمت بها زوجته السناتور هيلاري كلينتون.
لست هنا بصدد المقارنة بين الرئيس الامريكي الذي يصل الى البيت الابيض ويجلس على كرسي الحكم لفترة محدودة عبر صناديق الاقتراع بواسطة انتخابات حرة نزيهة وبين رؤسائنا الذين حكموا بواسطة انقلابات دموية او الذين جاءوا بواسطة الدبابات الامريكية وحكموا عبر الفتاوى الدينية، ولا بصدد تقديم شكوى ضد المحتلين الذين نهبوا مليارات الدولارات من اموال الشعب العراقي المستولى عليها من البنوك العراقية عقب سقوط النظام العراقي السابق او التي تم سرقتها من خلال التصدير العشوائي للنفط العراقي الذي يتم بدون عداد الكتروني كما هو معمول به مع بقية الدول المصدرة للنفط، ولا بصدد المقارنة بين شعب ديمقراطي يميز حقوقه من واجباته وشعب تسيره عواطفه وتقوده الفتاوى الدينية، لذلك نرى ان مبدأ انتهز الفرصة وطز بالشعب والوطن قد لاقى نجاحا كبيرا في وطننا المجروح، لكن كمواطن عراقي، كان معارضا وظل معارضا لنظام الحكم وسياسته، من حقي ان اسأل حكامنا الجدد بماذا تختلفون عن صدام حسين ونظام حكمه؟؟؟؟؟ ان لم يكن الوضع أسوأ فهو ليس بأفضل.
من المعلوم ان حزب البعث والمتمثل بشخص صدام حسين لاقى كل هذه المعارضة بسبب طغيانه وحكمه الانفرادي اضافة الى دخوله في حربين غير متكافئتين دمرتا العراق من جميع النواحي، فاعترضه على ذلك الكثير من المثقفين ورجال الدين والسياسيين الذين يحكمون عراق اليوم. لكن رغم ذلك علينا ان لا ننسى او ننكر بانه استطاع منذ بداية وصوله الى الحكم الى الحد من ظاهرة الفساد الاداري والارتشاء، حيث لم يكن هناك من يستطيع الهروب من القانون او هدر المال العام حسب اهوائه كما يحدث اليوم الا القلة القليلة من الحاشية المقربة.
عراق اليوم الذي كان الشعب يتمنى بان يكون افضل وارقى واجمل من عراق الامس، اصبح جثة كل يأتي ليأخذ حصته منها، وطوبى لمن يستأسد وينزع اكبر حصة ممكنة.
فأذا كان نظام صدام حسين يهدر اموال العراق بحجة التقدم التكنولوجي والعسكري من خلال شيء اسمه دولة ( او الجمهورية العراقية ) نرى اليوم بأن الاموال تهدر وتبدد  وتسرق من قبل الاحزاب والعشائر والمحميين بواسطة الفتاوى وعمائم رجال الدين والوزراء والمدراء والمسؤولين اضافة الى الخدم والحاشية دون تحقيق او مساءلة قانونية! فيا ترى اين العراق وحكومته ؟؟ اين قانونه ؟؟؟ اين نظامه ؟؟؟
رؤساء الدول الديمقراطية يستلمون مناصبهم بجهدهم وخدمتهم ( لا اقصد بالخدمة عدد السنوات التي يقضيها الرؤساء جاثمين على رقاب شعوبهم كما هو معمول مع شعوبنا، بل اقصد بها الخدمات والمشاريع الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والعلمية التي ينجزونها خلال فترة حكمهم ) اضافة الى الحملات الاعلانية والتي تكلفهم الكثير من اموالهم الخاصة، ويتركون منصبهم محاسبين على كل فلس زائد على وارداتهم الشرعية ( وربما يهاجر كرسي الرئاسة مدينا كما حصل مع الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون الذي ترك البيت الابيض بدين قانوني يبلغ 12 مليون دولار بسبب حملة وايت واتر وقضية مونيكا لوينسكي).
اما رؤسائنا فيجلسون على كرسي الحكم مفلسين مرقطي الثياب حفاة ويغادرونه ( هذا اذا ما غادروه يوما ) وهم يملكون الجزر والبواخر والطائرات الخاصة اضافة الى الملياردات المودعة باسمهم واسم عشيرتهم في البنوك الدولية دون ان يسألهم احد من اين لكم هذا؟؟
بين فترة واخرى تطالعنا الصحف والفضائيات العالمية على فضائح المسؤولين والمدراء الذين يفقدون الكثير من الامتيازات اضافة الى تعرضهم الى المحاسبة والمسائلة القانونية جراء هدرهم لاموال عامة او استغلالها بصورة غير صحيحة، وفي كثير من الاحيان لا يتعدى المبلغ المليون دولار كما حدث مؤخرا مع مدير البنك الدولي.
لكن في بلدنا الذي امتهن شعبه التصفيق لكل نصاب آت فالامر يختلف، لان الفساد الاداري يبدأ من القمة نحو القاعدة، ولذلك نلاحظ ان كل معارض لهذا المبدأ يصبح ملاحقا من قبل القانون او يموت بسكتة قلبية حسب ما يدون في شهادة وفاته.
خلاصة الكلام:- اربعة سنوات من حكم هذه "النخبة البديلة" كلفت شعبنا المسكين هذا المبلغ الخيالي هدرا وفسادا ! يا ترى كم سيرتفع هذا المبلغ وكيف سيكون مستقبل العراق لو حكمت بعدد سنوات حكم صدام حسين ؟؟ مجرد سؤال فقط !؟

كوهر يوحنان عوديش


432
المؤتمر الشعبي العام ..... امال واوهام واحكام عرفية!
كوهر يوحنان عوديش

اختتم المؤتمر الشعبي العام المنعقد في عنكاوة ( 12-13/ 3 /2007 ) اعماله باصدار بيان ختامي ومذكرات بشأن تعديل الدستور الى الحكومة العراقية وحكومة الاقليم اضافة الى نداءات وتوصيات، وكل هذا يعتبر شيئا طبيعيا لمؤتمر بهذا الحجم وهذا التنوع الفكري والثقافي والاثني الذي شاركت فيه شخصيات من مختلف البلدات والمدن والقصبات التي يسكنها ابناء شعبنا اضافة الى الكثير من المثقفين والمهتمين بالشأن القومي المغتربين ..... لكن الشيء اللاطبيعي والمؤلم والمخجل ( حسب اعتقادي ) هو كل هذه التهم والصفات الغير الحميدة التي الصقت بلجنته التحضيرية والاعضاء المشاركين فيه.
كنت قد نوهت في مقالي المنشور في:

(http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,79758.0.html )
و
(http://www.shaqlawa.com/forum/viewtopic.php?t=19342 )

الى بعض السلبيات او الجوانب المعتمة من ناحية طريقة انعقاد المؤتمر واولها واكبرها اهمية هي قلة المشاركة من قبل الكتاب والمثقفين والسياسيين من ابناء شعبنا بارائهم ومقترحاتهم لتقوية دعائم المؤتمر ومساعدة هيئته التحضيرية في صياغة شعارات واهداف المؤتمر. فبدلا من الاشتراك وانتقاد السلبيات والاخطاء لاحقا، انزوى اغلبية الكتاب والمثقفين وحشروا انفسهم في زوايا مظلمة وبداءوا بكتابة خطابات تشبه خطب المقبور صدام من نواحي كثيرة والتي تعلن فشل المؤتمر.
وفور انتهاء المؤتمر ومباشرة خرج الكثير من جحورهم واطلقوا العنان لاقلامهم وافكارهم المزينة والمنقوشة بالافكار القومية العنصرية يتهمون المؤتمرين بشتى انواع التهم ويصفون المؤتمر بالفاشل والمروج للدكتاتورية والمخطط المدروس من قبل اصحاب القرار لمحو الاسم القومي لشعبنا.
اغلبية المقالات التي نشرت والاراء التي عبرت عن نفسها كانت لشخصيات لم تشارك في المؤتمر ولم تقترح على المؤتمر واعضائه – قبل انعقاده - بشيء لاغنائه, بل عبروا عن تصوراتهم وشعورهم ومواقفهم بطريقة عفوية وفورية دون انتظار النتائج التي ستتمخض عن هذا المؤتمر, وهذا يدل بان مقالاتهم كانت جاهزة وافكارهم عن المؤتمر ستكون هي هي مهما حدث. هذا التعصب الاعمى دفع البعض ممن انتقدوا المؤتمر بادعاء النبوءة بفشل المؤتمر حتى قبل انعقاده ورؤية منجزاته او اخفاقاته.
لكن هذا لا يعني بأن كل الذي كتب وكل الافكار كانت فقاعات تطلق في الهواء لا تقدم ولا تؤخر، بل ان الكثير من الاراء ركزت وانتقدت السلبيات بموضوعية وتمام الشفافية وبهذا نبهت المؤتمرين الى الاخطاء التي يجب تفاديها وعدم تكرارها مستقبلا.
معروف ان من ضمن الانتقادات والسلبيات المحسوبة على المؤتمر هو ابعاد الاحزاب والاتحادات والمؤسسات المدنية والاجتماعية والثقافية عن مركز القرار وعدم فسح المجال امام كوادرها للتعبير عن ارائهم... وحصر الحضور بالمؤيدين والمطبلين والاشخاص المسيرين حسب السيناريو!!! وان غالبية من حضروا لا يهمهم من الامر والنتيجة شيء سوى ان لهم القابلية في ترديد كلمة نعم والتصفيق عند الضرورة !!
وهنا أقول، رغم ان حضور ممثلين عن الاحزاب والكتل السياسية والمؤسسات الثقافية كان ضروريا للمؤتمر لما له من تأثير نفسي على قاعدة شعبية لا يستهان بها، ولما له من فائدة واغناء لافكار واراء المؤتمرين، حيث ان لبعض الاحزاب تجربة عمل سياسي لفترات مختلفة، الا انه يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار كل هذه السنين من عمر هذه الاحزاب والتي بقى فيها البعير على التل، سنين هدرت فيها مساعدات فقرائنا واستغل اسمنا بشكل رخيص لمنافع خاصة وكبرت الكروش من جوعنا وبنيت القصور من عظامنا، سنين فرقتنا قبل ان توحدنا، سنين ارجعتنا الى الوراء الاف الخطوات دون ان تقدمنا خطوة.
هذه السنين جعلت الكثير من ابناء شعبنا يشعرون باليأس من الاحزاب وشعاراتهم بل حتى اصبحوا يشمئزون من سماع كلمة ( السياسة ) واصبحوا يقارونها بالتجارة، لذلك وللاسباب المذكورة ( حسب اعتقادي لانني لم اكن عضوا بلجنته التحضيرية ) سمي المؤتمر ( بالمؤتمر الشعبي العام )  بدل ترقيمه وتسميته بالمؤتمر الحزبي الفلاني.   
الشيء المؤكد والغير محتاج الى برهان ان لكل الازمنة واماكنها متملقيها ( الذين غزوا مواقع الانترنيت والجرائد بكتاباتهم الفارغة من اي معنى سوى عنوانها الجذاب والذي لا يمت الى المحتوى باية صلة ) من  الذين يطبلون ويصفقون ويرعدون ولا يمطرون ويصنعون الهة بشرية في سبيل الوصول الى غايتهم.
اما الذي جرى في المؤتمر فعكس ذلك تماما، فاغلبية الذين حضروا المؤتمر كانوا من المثقفين والواعين قوميا واناس نزيهين، لم تتلوث نفوسهم واياديهم بأعمال وممارسات يعرفها شعبنا جيدا ولم يأتوا لاستحصال منصب حكومي او حزبي، ( علما ان كان بين الحاضرين البعض الذي حضر فعلا وكل امله وهدفه استحصال منصب ما مهما يكن، او حضر ليتباهى ببطاقة المؤتمر، كونه عضوا لانه لا يعرف لماذا حضر اصلا )، الأغلبية حضرت المؤتمر وكلها امل بأن يكون هذا المؤتمر مؤتمر توحيد واثبات حقوقنا ووجودنا... لذلك، ( ومع احترامي لكل الاحزاب وقادتها ) كان ذلك سببا اضافيا لعدم  توجيه الدعوة الى الاحزاب وغيرها من المؤسسات التي تاجرت بقضية ومصالح هذا الشعب لسنين كثيرة.
الكتابة ( حسب اعتقادي ) مهنة مقدسة، لذلك على الكاتب ( وقبل ان يحاسبه القراء ويعاتبوه وينتقدوه ) ان يحاسب ضميره قبل ان يبدء بتوزيع انواط التهم والخيانة وغيرها من الصفات الغير الحميدة باناس لا يعرفهم.
اتهام المؤتمرين بغير المثقفين وغير المهتمين بقضايا هذا الشعب الذي اجتمعوا باسمه او وصفهم بشخصيات مسيرة – بالريموت كونترول – صفات ان وجدت في شخص ما، فيكون الذي وزعها والصقها بالمؤتمرين اول حامليها... وهم نفسهم  من كتبوا ونعتوا هذا المؤتمر بالفاشل، او مؤتمر القنابل الصوتية، او مؤتمر للعرض فقط، مثل سيارات اللاند روفر المعروضة في المعرض الاسترالي !!!!
اعيد واكرر فلو كانوا قد استجابوا لنداءات الهيئة التحضيرية وبعثوا بشيء – مهما يكن هذا الشيء قيما او تافها – لمناقشته او تثبيته في مقررات المؤتمر وتوصياته لكان الامر اهون، وكنا نقول بان فلان الفلاني قد شارك بمقترح او عبر عن رأيه بهذا الخصوص، ايمانا بجهود المؤتمرين واخلاصا منه لقضية هذا الشعب.
اما ان ياتي اناس بعيدين عنا وعن معاناتنا ( مع احترامي - واعتذاري اذا كان كلامي قاسيا نوعا ما – لكل المخلصين من ابناء شعبنا والذين اثبتوا بمواقفهم بانهم يحملون معاناة شعبهم اينما كانوا ) ليعلمنا كيف نعمل وما هو المطلوب، واخيرا يتهمنا بالغير مثقف والببغاء المردد لكلمة نعم، فهذا شيء غير معقول وغيرمقبول بتاتا. فلو كانوا هؤلاء اكثر ثقافة منا واكثر اخلاصا منا لقضية هذا الشعب المعلق بين مصالح قادته ورجال دينه، لكانوا حملوا معاناة هذا الشعب وساعدوه ليقف على رجليه في محنته – محنة الوجود او اللاوجود – ولم يكونوا لينسوا لغة ابائهم واجدادهم ويبدلوها بلغات اخرى والتي كثيرا ما يتباهون بها ويستعملونها مع اطفالهم عندما يزورون الوطن الام!!!!
ربما لم ينجح هذا المؤتمر بنسبة 100% ( وهذا أمر طبيعي وشيء مستحيل  ليس لهذا المؤتمر فقط بل لكل المؤتمرات )، وذلك لان المؤتمرين مهما كان عددهم لا يستطيعون اختصار تاريخ وافكار تربى عليها اصحابها لقرون عديدة... لذلك نجاح المؤتمر يعتمد على جهود وتضحيات الذين قاموا بهذا  المهمة وعاهدوا ان يكملوها رغم الظروف الغير متكافئة وتعقيداتها الكثيرة.

 أخيرا، وقبل الحكم على فشل المؤتمر ونجاحه، ولكي لا نستبق الاحداث قبل حدوثها ومن ثم نشعر بالندم على مواقفنا وكتاباتنا وخطابتنا، تعالوا ايها السادة  المخلصين حقا، لنتآمل قليلا ومن ثم ندعو ونصلي لكل ما هو خير لهذا الشعب!

كوهر يوحنان عوديش

433
في الذكرى الرابعة للاحتلال/ للتحرير هل حان وقت الندم ؟

كوهر يوحنان عوديش

في مثل هذه الايام قبل اربعة سنوات كان العراقيون يترقبون بقلوب مفعمة بالتفائل حدث مهم, ربما يكون نهاية لعصر دموي ونظام دكتاتوري اشبع الاهل جوعا وحزنا وانتقم من البلد بالويلات والمحن, وهو عزم امريكا وحلفائها بقيادة جورج بوش الابن الاطاحة بالنظام العراقي السابق الذي حكم العراق بقبضة من حديد.

اسقاط نظام مثل نظام صدام طوع حتى الحجر والجدران لخدمته وتقوية دعائم حكمه بالخوف والارهاب لم يكن بالامر السهل, لذلك باركت كل قوى المعارضة العراقية بكافة تياراتها القومية والاسلامية والعلمانية هذه الحملة وايدتها اما ايمانا منها لانهاء معاناة الشعب وبناء هذا البلد المدمر ودمقرطته او طمعا منها بكرسي الحكم الذي - سبحان الله – يعمي كل من يجلس عليه.

ربما كانت لحظة تاريخية وفرحة لا تقابلها فرحة للكثير من ابناء شعبنا الذين انتظروا هذا اليوم بصبر اكبر من صبر ايوب, فالحروب والسجون وسراديب التعذيب وساحات الاعدام وعمليات الانفال وتجفيف الاهوار وتدمير القرى والقبور الجماعية كانت من منح ومكارم القائد الضرورة, هذا القائد الذي لم يسلم من اذاه اقرب الناس الى نفسه واعز الاصدقاء على قلبه, هذا القائد الدكتاتوري الفردي بحكمه واتخاذ قراراته والعام والمعمم ببطشه وظلمه وقسوته.

استطاعت امريكا لما تملك من قوى عسكرية واقتصادية وماكنة اعلامية جبارة ان تخدع الرأي العام العالمي لتجد عذرا مقبولا لاسقاط نظام ابنها المدلل صدام المتجاوز للخط الاحمر المرسوم له الذي راعته وامدته بكافة انواع الاسلحة طوال سنين حربه مع ايران وسكتت على استعماله للاسلحة الكيماوية ضد شعبه, فتارة اختلقت قصة امتلاكه واخفائه للاسلحة التقليدية وعدم تطبيقه لقرارات مجلس الامن وتارة اخرى نادت بوجوب تحرير وتخليص الشعب من نظامه الذي غيب شبابه وبدد ثرواته واستباح الوطن وما عليه.

اغلبية العراقيين احتفلوا بيوم سقوطه كل على طريقته ظنا منهم بان عهدا جديدا سيبدأ ونظام جديد سيولد ينسيهم معاناتهم ويعوضهم عن الظلم والغبن الذي لحق بهم طوال هذه السنين, فرقصوا وشربوا حتى الثمالة من سعادتهم المؤقتة وشمروا عن سواعدهم ليبدءوا ببناء الوطن من جديد, حيث المسرحية في بدايتها ولم يكن الشعب يتصور او يشعر بما يحيك من حوله من خطط جهنمية وتدمير كامل لكل ما سلم من النظام السابق وتكبيل مستقبله بعقود وقيود فولاذية.

بعد شهور قليلة من سقوط النظام واعلان امريكا نفسها دولة محتلة ووصيا مستوردا على عرش العراق, دخل العراق في فوضى توزيع الحصص وكيفية نهب وسرقة المال العام اضافة الى الانفلات الامني الذي ادى الى كوارث ومآسي سيذكرها التاريخ ابدا وستكون وصمة عار سوداء تلمع على جباه مسببيها.

لا يختلف اثنان بان لامريكا الفضل الاول والاخير في تخليص الشعب العراقي من الدكتاتورية, لكن الشيء المؤكد الذي لا يجادل به احد ان امريكا, اضافة الى الارهابيين والمتشددين الدينيين الذين لا زالوا مقيدين بالماضي ويرفضون التطلع الى المستقبل, هي السبب الرئيسي للذي حصل ويحصل في العراق, فالعراق بعد التحرير/ الاحتلال كان اول دولة في تاريخ الاوبك يصدر النفط بدون مراقبة وبلا عدادات الكترونية!!! اذن تحريريهم كان تحرير النفط وليس تحرير الشعب الذي تشتت وانشق على نفسه ولعن نفطه وكل ثرواته الاخرى التي تربطه وتقيده بسلسلة من المآسي اللامتناهية.

مجرد نظرة بسيطة وقراءة سطحية للذي حدث بعد سقوط النظام السابق نلاحظ ونستنتج بان العراق وشعبه هما الخاسران الوحيدان من كل المعادلات, فالنظام الذي بدد ثروات العراق وخيراته وجر الويلات على شعبه انتهى وذهب الى غير رجعة, لكن الاهم ماذا بعد ذلك ؟؟؟ من هو المسؤول عن الذي يجري في العراق ويحصل لشعبه ؟؟؟

الانفلات الامني وما رافقه من عمليات القتل والخطف والاغتصاب والتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس وتفجير الكنائس والجوامع والاسواق الشعبية واماكن تجمع العمال حتى المكتبات لم تسلم من العمليات الارهابية, كل هذه العوامل ادت الى اكبر موجة نزوح في الشرق الاوسط منذ انشاء اسرائيل عام 1948 حسب تقرير الامم المتحدة حيث ان اكثر من مليوني شخص غادروا البلاد ونزح اكثر من 1,7 مليون شخص داخل العراق تاركين بيوتهم ومصدر رزقهم وكل ممتلكاتهم لعبث المجرمين.

بعد اربعة سنوات من سقوط النظام وسماع الاف الوعودات والتصريحات الرئاسية اوصلنا النظام الجديد الى هذه الارقام, ترى كيف سيكون الوضع بعد اربعة اعوام اخرى ؟؟؟ هل سيفرغ العراق من اهله ام يتعقل اصحاب العقل المقيد بالماضي ويتركون المواطن العراقي يعيش هانئا هادئا شاكرا ربه على نعمة الحرية !!!

كوهر يوحنان عوديش[/b][/size][/font]

434
متى تتقاعد احزابنا القومية ويستقيل المتحدثين باسمنا خجلاً ؟؟
كوهر يوحنان عوديش

اكبر مشكلة تواجه شعبنا وتهدد وجوده هي مسألة الهجرة, ليس هناك تاريخ محدد لهذه الهجرة لكنها برزت بشكل مخيف وخطير بعد الانفلات الامني الذي رافق عملية تحرير/ احتلال العراق حيث هجرت - او بالاحرى هُجرت - الاف العوائل من شعبنا الى دول الجوار او التجأت الى المناطق الشمالية الاكثر امانا هاربة بجلدها من الموت والارهاب الذي يزداد قوة يوم بعد يوم. اغلب حالات الهجرة التي حدثت قبل السنوات الاربع الماضية كانت لاسباب سياسية بحتة اما بعد عام 2003 اتخذت الهجرة ( لا يمكن اعتبار الذي يجري هجرة اختيارية – او بالاحرى لا يمكن تسميته هجرة -  بل ترحيل اجباري اما لتغيير النسبة السكانية لمنطقة معينة او لتطيهرها من طائفة او عرق معين )  منحى اخر وهي الهروب لانقاذ الحياة وصون الشرف.

في هذه المحنة التي تواجه شعبنا برزت اسامي بعض الرجال ( اقول بعض الرجال لان الكثير من اشباه الرجال والتماسيح تاجروا ولا زالوا يتاجرون بمعاناة ومآسي شعبنا ) الرجال الخيرين من ابناء شعبنا الذين سيذكرهم التاريخ ابدا ( لن اذكر الاسامي لانهم معروفين ) لانهم باعمالهم واياديهم الممتدة دائما لمساعدة كل الطوائف من شعبنا دون تمييز نقشوا اسمهم على القلوب.

لقد غاب عن بال الكثير من سياسيينا والمتحدثين باسمنا ( او بالاحرى ان المصالح الشخصية لمسؤولينا!!! – وما اكثرهم - طغت على كل الحقائق والاولويات ) حقيقة مفادها ان ( الشعب بلا ارض لا يساوي شيئا والارض بلا شعب لا تفيدها الحقوق والدساتير ) هذه الحقيقة وغيرها من الحقائق اهملت في برامج الاحزاب ولم يكن لها اي نصيب من المناقشات التي جرت وتجري بين اعضاء المكتب السياسي واعضاء اللجنة المركزية الذين تكون محادثاتهم وكل مناقشاتهم مركزة على اشياء جانبية وتافهة مثل توزيع المناصب وتخصيص الرواتب الشهرية وكيفية توزيع واردات الحزب والتبرعات المجمعة باسم شعبنا, والاهم من هذا لم يكن لمعاناة شعبنا وتشتته وترحيله وهجرته وبقائه في ارض الاجداد او اختفائه منها بشكل نهائي اي ذكر في الاجتماعات المنعقدة بين احزابنا القومية لغرض توحيد خطابنا السياسي ( كل البيانات الختامية وجداول الاعمال لكل المؤتمرات كانت مختصرة في اتفقنا على ان لا نتفق ) فلا اعرف بالضبط ماذا سيكون مصير احزابنا القومية, المتمثلة بقادتها, ومصير المتحدثين باسمنا ( الذين استقالوا من مناصبهم في الحكومة والبرلمان اعتراضا على ما يتعرض له شعبهم الذي باسمه تبوءوا هذه المناصب !!!! ) ماذا سيكون مصيرهم لو استمر وضع شعبنا على هذا النحو واصبح عددنا يعد ويحتسب باصابع اليدين ؟؟ عندئذ من سيمثلون في الحكومة وباسم من سيتحدثون في البرلمان ؟؟؟؟

رغم كل الذي حصل ويحصل لشعبنا من مآسي لم نسمع الا بعض الاصوات المتفرقة, ليست بمستوى الطموح طبعا, من ساسة وقادة يشعرون بمعاناة هذا الشعب تنذر العالم بحجم المأساة والكارثة التي سوف تحل بهذا الشعب اذا ما استمر الحال على ما هو عليه الان, وبقينا نحن عامة الشعب متأرجحين بين تعنت هذا وتعصب ذاك لا نعرف صديقنا من عدونا ولا نمييز خادمنا ( اقصد خادم قضية شعبنا ) من سارقنا.

ربما نكون نحن العامة ساذجين وغير واعين لما يدور ويخيط من حولنا, لكننا رغم ذلك اكثر ذكاءا من الكثير من بائعي الدجل ( الذين يدعون نفسهم بالسياسيين ويعتبرون انفسهم خيرة ابناء الشعب )  ورجال الدين الذين تاجروا بقضيتنا ولقمتنا وفي كثير من الاحيان بحياتنا في سبيل مجد مزيف زائل , فنحن العامة ايها المتحدثون باسمنا, على الاقل, نعرف بان تاريخ وحضارة قرون من الزمن لا تختصر بحركة او حزب او جمعية او كلمتين تنشر من متعصب اعمى, ونعرف ايضا ان حقوقنا لا تثبت من قبل وزراء وبرلمانيون لا يمثلون سوى مصالحهم الشخصية.

لا ابالغ اذا قلت ان اهمال مطالبنا وعدم الاستماع الى صرخاتنا كان نتيجة احزابنا الكثيرة وفرض المصلحة الشخصية ( اقصد المصلحة الشخصية للمتنفذين في هذه الاحزاب ) على المصلحة العامة. لست ضد تعدد الاحزاب ولا ادعو لتمجيد صنم او السير وراء تمثال, لكن من حقي ان أسال المتحدثين باسمي من المناضلين !! والمسؤولين !! من ابناء شعبنا الذين سكنوا القصور وبنوا امبراطوريات مالية لا تعد ولا تحصى, هذا كله على حساب معاناتنا طبعا, هل يرضى اي واحد منكم بالتضحية بدرجة من منصبه وجزء بسيط من وارداته ( ولو 1% ) في سبيل قضية شعبه وامته ؟؟

وحدتنا وانهاء معاناتنا واثبات وجودنا لا تأتي بالشعارات الرنانة واجتماعات الغداء وعزائم العشاء,هذه الاشياء لن تتحقق بالاجتماعات التي دخلها فلان من الحزب المصيري العنصري الاعمى وخرج منها علان من الحزب المتشدد القومي الاصم لانهم لم يتفقوا على كيفية توزيع الحصص والمناصب, ولن تأتي بمجاملة هذا اللص او ذاك التمساح ......... بل تأتي وتصبح حقيقة وواقعا مفروضا بالعمل والتضحية الفعلية وليس بالتصريحات الفارغة التي تؤخر اكثر مما تقدم.

لذلك, وقبل فوات الاوان, ادعو ممثلينا والمتحدثين باسمنا ان يعلنوا امام الملأ من ابناء شعبنا بانهم سيكونوا اهلين للثقة التي منحت لهم وانطلاقا من هذا المنطلق فانهم سيضحون بالغالي والنفيس من اجل شعبنا وقضاياه المصيرية بدءا براتبهم الملوث بدماء شعبنا من ثم بكراسيهم المستندة على عظام وجماجم ابنائنا.

ربما سيقولون ان هذه دعوة من مجنون وسيضحكون كثيرا على كلامي, لذلك اقترح – في حالة عدم شعورهم بالمسؤولية تجاه ما يحدث لنا ولم يعملوا باقتراحي – ان تتقاعد الاحزاب التي بح صوت قادتها وسقطت اسنانهم من كثرة المطالبة بكرسي وزراي او مقعد برلماني في الحكومة على حساب حقوقنا وقضيتنا القومية والا فانهم سيصبحون عبرة للتاريخ ........

كوهر يوحنان عوديش[/b] [/size] [/font]

435
المؤتمر الشعبي العام - اراء ومقترحات

كوهر يوحنان عوديش

بين مؤيد ومعارض انقسم شعبنا حول ( المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ) المزمع عقده في 12/ اذار على ارض الوطن, فمنهم من رأى في المؤتمر فرصة ثمينة لا تعوض يجب استغلالها ومنهم على النقيض من ذلك رأى في المؤتمر محاولة بائسة لتوحيد شعب انقسم على نفسه الاف الاعوام, ولكل طرف من اطراف المعادلة مبرراته بكيفية صياغة قراراته من خلال نظرته الى مستقبل ووجود شعبنا على ارض اجداده.

لو القينا نظرة بسيطة على كل ما قيل وكتب ونشر حول هذا المؤتمر واهدافه نصل الى حقيقة مؤلمة وهي قلة المشاركة بالنسبة لهذا الحدث المهم. فاغلبية مثقفينا وسياسيينا المستقلين لم يشاركوا في صياغة شعارات واهداف المؤتمر, التي ربما كانت ستكون اغنى بمشاركة اكبر واوسع, اضافة الى ان الكثير من الاحزاب انسحبت من اللجان التحضيرية ما يعني انها لن تشارك في المؤتمر وبذلك يخسر المؤتمر اصوات وقاعدة شعبية واراء مهمة.

رغم الوقت المحدد وعدم عقد الكونفرانسات من قبل لجان المؤتمر للمناطق المختلفة, كما هو متبع ومعمول به لمثل هكذا مؤتمرات, استطاعت اللجنة التحضيرية ان تعقد الكثير من الندوات والجلسات مع ابناء شعبنا ومثقفيه وسياسييه لكسب المزيد من المؤيدين اولاً وعدم تهميش اي طرف من هذا الحدث ثانياً ولتوضيح اهداف المؤتمر للعامة من شعبنا ثالثاً.

لقد عقدت الكثير من المؤتمرات وتأسست الكثير من الاحزاب باسمنا وكتب الاكثر عن مسألة قوميتنا وهويتنا لكن بالنهاية خرجنا فاضي اليدين والسبب ذلك كله يرجع الى فرض المصلحة الشخصية على المصلحة العامة, والامثلة كثيرة بحيث لا تعد ولا تحصى والاقرب الينا منها هي الانتخابات الاخيرة التي جرت في الوطن, فبدلا من الدخول الى الانتخابات بقائمة موحدة تضمن حصول شعبنا على ما يستحقه من مقاعد افترق الاخوة ودخل كل حزب اما بقائمة منفردة او منصهرا في حزب قومي اخر وذلك فقط ليفوز سكرتيره العام بمقعد في الجمعية الوطنية او منصب حكومي في الوزارة الجديدة.

بما ان المؤتمر ليس مؤتمراً حزبيا, اي انه ليس حصريا على الذين ينتمون الى هذه الجهة او ذاك التكتل, فهذا يعني ان للجميع دون استثناء, من ضمنهم انا كاتب هذه السطور, الحق في التعبير عن ارائهم بحرية سواء في الندوات او نشرها في الجرائد او مواقع الانترنيت لذلك ومن هذا المنطلق اقترح على المؤتمر ما يلي:-

1- ان تكون مصلحة شعبنا فوق كل اعتبار, اقول مصلحة شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) بعيدا عن التمييز بين الطوائف والمذاهب الكنسية من قبل الناطقين باسم المؤتمر من الطوائف المختلفة.

2- تأسيس حزب او لجنة ناطقة باسم المؤتمر تمثلنا داخليا وخارجياً تكون المرجع الوحيد لشعبنا.

3- عدم توزيع المناصب على اساس مذهبي او طائفي بل لنعمل ولو لمرة واحدة بمبدأ ( الرجل المناسب في المكان المناسب ).

4- محاولة احتواء الرأي المعارض عبر التشاور وتوضيح الامور وليس عبر الاهمال وتهميش دوره والغائه من المعادلة.

5- عدم التمسك بالمنصب الى اجل غير مسمى كما يفعل قادة اغلبية الاحزاب, وعدم تكريس المنصب وتطويعه لتحقيق اهداف شخصية او عائلية او عشائرية.

6- الاهتمام بالمثقفين وذوات المواهب الاخرى من الاجيال الناشئة من ابناء شعبنا ودعمهم ماديا ومعنوياً.

7- عدم المتاجرة بمعاناتنا وقضيتنا القومية ومقايضة اسمنا ووجودنا بمجد زائف وكرسي دوار.

8- تجميد او طرد كل فرد يحاول طرح افكار ومقترحات تؤدي الى التنافر بين ابناء شعبنا وتغذي روح الطائفية من عضوية المؤتمر.

9- انتخاب لجنة لاستجواب المسؤولين ( المنتخبين في المؤتمر ) ومحاسبتهم في حال استغلال منصبهم لتحقيق مصالح شخصية.

10- العمل على توحيد كنائسنا المفترقة والمنقسمة واحياء روح الحوار بين قادتها.

11- ايجاد حل عاجل للمهجرين من مناطق سكناهم ورفع معاناتهم الى الهيئات الدولية لمساعدتهم قدر الامكان.

12- العمل على اعادة ملكية القرى المدمرة والمغتصبة العائدة الى ابناء شعبنا الى سكانها الاصليين.

هذه مجرد ملاحظات واراء بسيطة لمواطن بسيط بعيد عن موقع المسؤولية ومكان وزمان اخذ القرارات, واتمنى من كل قلبي النجاح لهذا المؤتمر وكل المؤتمرات التي تعقد في سبيل دفع قضية شعبنا الى الامام.

كوهر يوحنان عوديش[/b][/size][/font]

436
اسلوبكم يدل على افلاسكم السياسي يا نزار ملاخا
كوهر يوحنان عوديش

يظهر لنا بين فينة واخرى فيلسوف يختصر كل الفلاسفة او سياسي عبقري يخلط الحابل بالنابل او مثقف وكاتب متعصب حتى نخاع العظم وقصير البصر لا يرى ابعد من انفه.
هذا حال كل الشعوب وكل الازمنة, وشعبنا هو احد هذه الشعوب وزماننا ربما يكون الانسب لهذه الاشياء لكوننا شعب منقسم على ذاته واغلبية قادته لا يفكرون سوى بما يمكن استحصاله من وحدتنا وعدمها, فبوحدتنا يمكن للكثير من المناصب والامتيازات ان تزول وللكثير من الكراسي الدوارة ان تنكسر وللكثير من الخدم والحاشية وافراد الحماية ان يصبحوا في خبر كان.
قبل ايام قرأت, عن طريق الصدفة, مقالا للمدعو ( نزار ملاخا ) في احد المواقع الالكترونية, الذي لا ينشر الا ما ينسجم ويتماشى مع افكار اصحابه والقائمين عليه, مقالا يظهر للملأ ما في نفس الكاتب عنصرية وتعصب وضغينة لكل ما من شأنه توحيد خطانا وخطابنا السياسي.
الاسلوب الرخيص الذي اتبعه الكاتب في مقالته يدل على انه كان غير مستقر المزاج او ان تعصبه لافكار معينة تعمي بصيرته, فبداية يقول ( شعبنا الكلداني بكافة تسمياته القومية والمذهبية ) لقد قرأنا هذا الكلام نفسه في الكثير من المناشير والبيانات الحزبية الاشورية مع فرق وحيد وهو استبدال كلمة ( كلداني ) ب ( اشوري ), ربما نسي الكاتب او تناسى, لا فرق, ان الاحزاب الاشورية رغم كل امكانيتها المادية والاعلامية وتاريخها الطويل لم تستطع ان تمحو اسم الكلدان وتفرض التسمية الاشورية فكيف لشخص مثلك ان يمحو التاريخ الاشوري بجرة قلم !!!!
بعد هذه البداية الهزلية ينتقل الكاتب مباشرة الى ( المدعون بالمثقفين حسب تعبيره ) الذين ابتلى بهم شعبنا, ويقصد بهؤلاء المثقفين الداعين الى الوحدة والعاملين على اقامة المؤتمر الشعبي الكلداني الاشوري السرياني ويسمي مؤتمرهم ب ( زوبعة في فنجان ). لا اعرف ما هو تعريف المثقف لدى مثقفنا الكبير ( نزار ) وباي مقياس يقيس الثقافة ؟!! واذا كان مؤتمرهم زوبعة في فنجان كما يدعي فلماذا يتعب نفسه ويجهد فكره لانتقاء كلمات هزيلة من هنا وهناك ليكتب شيئا اسمه مقالة وينشرها ليقرأها الجمهور ؟!!
وفي موضع اخر يلوم كاتبنا ( المقيم في الدنمارك !!! ) القابعين في الخارج لانهم نسوا معاناة ومأساة شعبنا في الداخل وهمهم الوحيد اصبح اختيار اسم لهذا الشعب..... ويستمر الكاتب في الدوران في حلقته المغلقة الى ان يصل به الامر الى وصف المؤتمرين في عنكاوة ب ( المدنسين ) حيث يقول (  فعقدوا المؤتمرات في عينكاوة البلدة الكلدانية الأصيلة ، ويا عجبي لهذه البلدة الأبية كيف سمحت لهؤلاء بأن يدنسوا أرضها لتمزيق شعبه......... ) عجبي عليك ايها السيد وعلى كل من يحذو حذوك, وعجبي اكثر على الموقع الذي نشر مقالتك هذه فاذا كنت على درجة, ولو بسيطة جدا, من الثقافة لما كنت استعملت كلمة ( دنسوا ) ولم تكن لتتعجب لان اغلبية المؤتمرين كانوا ابناء عنكاوة اصلا.
المؤتمرين لم يدنسوا ارض عنكاوة ولم يأتوا لتمزيق شعبها كما ذكرت, بل جاؤوا ليرفعوا راس عنكاوا ويسجلوا اسمها في التاريخ على انها المدينة التي حضنت اول مؤتمر توحيدي لشعبنا, والمؤتمرين حسب علمي ليسوا مليارديرية شعبنا ليشتروا بدولارتهم ذمم وضمائر ابناء شعبنا بل بالعكس مثقفين مخلصين كانوا ضحية سياسة احزابنا القومية وقادتها الذين بلعوا ملايين الدولارات من مساعدات شعبنا.
يقول الكاتب لا يصح ان نطلق اسم المؤتمر على مؤتمرات وهمية ليس لها اهمية بل علينا ان نسميها .. زوبعة في فنجان ... اتفق اتفاقا كليا مع الكاتب بهذا الخصوص لكن اريد ان اذكره واؤكد له بان هذا المؤتمر ليس وهميا, واذا كان عديم الاهمية فلماذا يكتب عنه هو بالذات؟؟؟؟ واذا كان يسمي هذا المؤتمر بالوهمي فماذا يسمي اذن المؤتمرات التي تنعقد في غرف البالتولك وعلى اساسها يتفق على توزيع المناصب ويصبح كاتب المقال (  اقصد نزار ملاخا ) الناطق الاعلامي باسم مجلسه؟؟؟؟؟؟ اذن تعالوا ايها الاخوة نصفق لمؤتمر يعقد جلساته في غرف البالتولك وندعو لاعضائه, المقيمين كل واحد في دولة, السلامة والعمر الطويل لانهم القلة القليلة الباقية من سلالة اجدادنا القدماء المدافعين عن ارضنا وشرفنا ووجودنا في ارض الاجداد.
النقد شيء ايجابي وخصوصا عندما يكون نقدا بناءا, لكن النقد لمجرد عدم الاتفاق مع الفكرة او لعدم وجود المنتقد في موضع المسؤولية يصبح مرضا يأكل عقل الانسان وضميره, وعلى المنتقد ان يأتي بفكرة بديلة والا اصبح انتقاده برقا ورعدا وصراخا في الفراغ.
لو لم تكن بعيدا كل هذه المسافة, ولو تشرفت وزرت الوطن والشعب الذي تتحدث عنه ورأيت حجم المساعدة التي قدمها ويقدمها السيد سركيس اغاجان, صاحب فكرة اقامة منطقة حكم ذاتي وتوحيد اسمنا في الدستور, الى ابناء شعبنا دون تفرقة او تمييز من مساعدات للفقراء والنازحين من المناطق الجنوبية الملتهبة وبناء وترميم للكنائس واعمار قرى شعبنا المحروقة والمهجورة ربما كانت نظرتك تختلف وما تكتبه يختلف, اقول ربما لانني اشك بك وبكل من يحمل افكارك, حتى لو شهد كل العالم, ان تصل بك الجرأة ان تمدح او تصف محاسن رجل اخر غير نفسك خدم ويخدم ابناء امته.
قضيتنا ايها السادة لا تحل بمحو وتهميش الاخر بل بالعمل والتضحية من اجل تثبيت حقوقنا ووجودنا في ارض ابائنا واجدادنا.[/b][/size][/font]

437
أدب / في عيد الحب الى بغداد
« في: 13:36 22/02/2007  »
                                         في عيد الحب الى بغداد


في عيد الحب
اهديك اجمل الكلمات
وكل ما في الكون من النجمات
قبليني بلطف
فشفاهي نست طعم القبلات
يا احلى خلق الله
يا اجمل ما في الارض من نساء
يا من لا توصف
اشتقت اليك,
وانا بين احضانك,
اشتاق اكثر
كان ذلك زمان
وكنا عشاق ....
وكان العيش يحلو في العراق
اعرف ماذا فعلوا بك
اغتصبوكِ ...........
عذبوكِ ...............
شوهوا ملامحكِ ....
لا تخجلي............
ارفعي رأسك رغم كل الدموع
اولاد العار بلا اصل
غرباء عنك رحل
مهما فعلوا بك
ستبقين مشرقة كالشمس
وتفوح منك رائحة النرجس
في عيد الحب يا حبيبة
في عيد الحب يا بغداد
 تذكرنا
تمنينا
صلينا
ودعينا الى الله
ان يسكن الحب قلوب قاتلينا
ويوقظ الضمير النائم في قلوب سارقينا
دعينا الى الله
ان يقوم العراق
لنصبح ثانية عشاق


438
شكرا سيادة الوزير، نعرف انكم لا تستحقون هذا المنصب ..لكن !!
كوهر يوحنان عوديش

ابو تحسين لم يكن رئيسا للوزراء او مسؤولا كبيرا في حزب معين او قياديا في فرق الموت لتنقل صورته وكلماته عشرات الفضائيات العالمية, بل مواطن عراقي دخل التاريخ بدموعه وصراخه ونعاله, ربما يكون اول شخص يدخل التاريخ بهذه الاشياء, بدموعه الحارة التي كانت تحرق وجنتيه وهو يبكي على العراق ونعاله الذي كان يضرب بها صورة الرئيس السابق صدام حسين بينما غيره من المواطنين مشغولين بالنهب والسلب والسرقة, فهذا الانسان لم يفكر بما يمكن سرقته والحصول عليه من اموال الدولة بل كان يفكر بكيفية الاحتفال بمناسبة سقوط نظام قمعي كمم الافواه وسلخ الاجساد واغتال الطفولة ...كان يفكر كيف ينتقم من رجل دمر العراق وطنا وشعبا, وبصراخه عندما كان يقول:- هذا قتل شبابنا. هذا شرد شعبنا, هذا دمر وطننا هذا دمر العراق.
هذا الانسان لم يكن حاقدا على احد, بل سكب ما في نفسه من غضب والم وعذاب على صورة لرئيس دمر هذا الوطن, حقده كان على نظام دموي يبدد ثروات العراق ويحرق شبابه دون سبب.
لست هنا بصدد سرد مآسي شعبنا في زمن حكم البعث, فهي كثيرة وكثيرة بحيث لا يمكن عدها, بل بالعكس اريد تذكير السادة المسؤولين الذين يحكمون عراق اليوم بان الشعب العراقي لم يكن حاقدا على صدام كشخص محدد بل كان حاقدا عليه كدكتاتور ورأس نظام فاسد.
قبل ايام صرح سيادة الوزير ( حسين الشهرستاني ) وزير النفط ( اطال الله عمره وكثر امثاله لخدمة هذا الوطن المذبوح ) بان:- اسعار المشتقات النفطية باقية على حالها حتى شهر نيسان المقبل ...!!! لا اعرف عن اي مشتقات نفطية يتحدث سيادة الوزير؟؟؟ هل يتحدث عن الغاز الطبيعي الذي بلغ سعر قنينته 30 الف دينار ( اي 23 دولار ) ام عن النفط الذي بلغ سعر برميله 260 الف دينار ( اي 200 دولار ) اي اضعاف تسعيرته العالمية ام عن البنزين الذي يباع تجاريا ب 925 دينار للتر الواحد ( اي 70 سنتا ) هذه الاسعار ليست من نسج الخيال اومن بلد من خارج نطاق الكرة الارضية, بل من بلد يعتبر من البلدان الاساسية لتصدير النفط ويملك في احشائه اكبر احتياطي للنفط في العالم. ولكي لا ننسى فاقول ان هذه الاسعار هي مثبتة في الايام العادية اما في الازمات ( وما اكثرها الحمد لله ) فالاسعار تتضاعف.
يقول وزير نفطنا المحترم ان اسعار المشتقات النفطية سترتفع بسبب رفع الدعم الحكومي عن هذه المشتقات. ربما نسي وزيرنا بان المشتقات النفطية التي يتحدث عنها تباع تجاريا في الاسواق, والشعب لا يستلم حصته وبالاسعار الحكومية الا نادرا ربما مرة او مرتين مثلما يحتفل باعياد الميلاد وراس السنة مرة كل عام ( فرحة اغلبية العوائل باستلامها لبرميل نفط او قنينة غاز بالتسعيرة الحكومية هي اكبر من فرحة العيد )!!. كان الاجدر بوزيرنا ورئيسه واعضاء برلمانه المشلولين ان يرفعوا الدعم عن المشتقات النفطية التي ترسلها حكومتنا المنتخبة!! الى الاردن وباسعار رمزية بدلا من رفع معاناة شعبنا المبتلى بها والغارق فيها اصلا.
مما لا شك فيه ان لكل دولة استقلاليتها وخطتها الاقتصادية التي يجب ان تكون مرسومة على اساس رفع المستوى المعاشي للمواطن قدر الامكان, لكن في بلدنا ام العجائب فالحال يختلف لان الوزراء المعنيين لا يملكون خيارا سوى التوقيع وتنفيذ الاوامر حتى لو كانت هذه الاوامر تزيد من معاناة المواطن وتثقل كاهله.
وزارة النفط العراقية تمثل العمود الفقري للاقتصاد العراقي خصوصا في هذه الفترة التي دمر فيها الانتاج الزراعي والصناعي, لذلك كان يجب على هذه الوزارة ان تنسق مع وزراة التخطيط ووزارة المالية لكيفية التخفيف عن معاناة شعبنا بدلا من الاجتماع والتباحث مع صندوق النقد الدولي حول كيفية تجريد المواطن العراقي من لقمة عيشه.
( عملية رفع الاسعار بالنسبة للمشتقات النفطية متعلقة بالمباحثات التي سيجريها العراق مع صندوق النقد الدولي ) هذا الكلام ليس لي او لغيري من المواطنين العاديين بل هو كلام الناطق الاعلامي باسم وزراة النفط. لا اريد التعليق على هذا الكلام سوى: شكرا لوزير اهم وزراة في وطننا للتوقيع على اوامر هيئة مصاصي الدماء الدولي المسمى صندوق النقد الدولي.
نعال ابو تحسين لم يكن موجها ضد صدام حسين ونظامه الفاسد فقط بل كان انذارا لكل من يعقبه في الحكم ويحسب العراق جزءا من ثروة امه او ابوه او اجداده. ترى بعد الذي جرى ويجري في العراق, جرى في زمن صدام والذين سبقوه في الحكم ويجري الان بعد زوال صدام, كم ابو تحسين ونعاله نحتاج لننتقم من قتلة العراق من مسؤوليه.[/b][/size][/font]

439
الله لا يحب الارهابيين ولم يحدد لهم مكان

كوهر يوحنان عوديش

الله هذا العطوف الرحيم لم اسمع ولم اقرأ عنه يوما بانه يدعو الى الحروب والقتل والتدمير والسرقة والاغتصاب والنهب والسلب وغيرها من الاعمال البربرية والوحشية التي يفطر لها قلب كل انسان, فكل الانبياء يدعون الى التسامح والمحبة والسلام.
عراق اليوم لا يشبه عراق الامس وعراق الغد يكون مختلفا عن عراق اليوم, ربما يكون احسن وربما يكون اسوء. بالامس كان العراق يحكم من قبل صدام حسين بقبضة من حديد قل مثيلها,
اما اليوم فليس هناك من قانون او نظام يحمي المواطن العراقي من تجاوزات الميليشيات ومسلحي الاحزاب, واعضاء الحكومة المنتخبة !!!! قابعين امنين في المنطقة الخضراء المعزولة والمحصنة.
قبل ايام قليلة نشرت بعض الصحف ما قاله رئيس الوزراء العراقي ( السيد نوري المالكي ):- الله اختار العراق لمواجهة الارهابيين.
ربما يكون تأثير الكلام اقل ولن يأخذ بهذه الجدية او حتى لن يفكر به احد او يسبر اعماقه ويعصره ويحلله ليعرف معناه ويصل الى استنتاج معين لو صدر من شخص عادي, لكن ان يصدر مثل هذا الكلام من اعلى مسؤول في البلد فهذا شيء يثير الدهشة والاستغراب.
بعد اكثر من ثلاثة سنوات من القتل على الهوية والاختطاف والتهجير الطائفي والاغتصاب والتمثيل بالجثث, اضافة الى ما تفعله الميليشيات من اعمال الاختطاف والقتل بصورة علنية وامام انظار المسؤولين ورجال الدين الذين اصبحوا مظلة يحتمي تحتها هؤلاء المجرمين من كل مسائلة قانونية,
بعد ثلاثة سنوات كارثية احرق فيها الاخضر قبل اليابس وبلعت نيران هذه الحرائق خيرة ابناء هذا الوطن من الاطباء والمهندسين وحملة الشهادات العليا والابرياء يكتشف وبصورة مفاجئة رئيس وزرائنا القدير بان ما يحصل في العراق من حرب اهلية وتدمير اقتصادي وحضاري وثقافي يرجع سببه الى الله الذي اختار العراق افضل مكان لمواجهة الارهابيين.
لا اعرف لماذا اختار الله العراق بالذات لهذه المهمة؟ الا تكفي سنوات حربنا الطويلة مع ايران والتي ذهب ضحيتها عشرات الالاف من شبابنا الابرياء؟ الا تكفي حرب الخليج الثانية وما رافقها من تدمير كل ما هو انساني في هذا الوطن؟ الا تكفي سنوات الحصار التي دفعت الشعب الى الهلاك والموت جوعا في كثير من الاحيان؟ الا تكفي كل هذه القبور الجماعية؟
الا تكفي كل هذه القرى والبيوت المدمرة فوق رؤوس اصحابها؟ الا يكفي كل هذا السواد الذي يلف العراق والحداد الذي يعم البلد طيلة عقود من الزمن؟ الا تكفي كل هذه المآسي وغيرها التي لا يمكنني التعبير عنها في صفحة او صفحات لكثرتها وبشاعة منظرها,
الا تكفي كل هذه القرابيين التي دفعها هذا الشعب المغلوب على امره ليعفي الله هذا البلد وهذا الشعب من هذه المهمة الاستثنائية ولو لمرة واحدة؟
لقد اخطأ السيد نوري المالكي حين ذكر اسم الله وادخله في هذه المعادلة وعملية الجمع والطرح التي هدفها الاستحواذ على كل ما يمكن من مال ونفوذ وسلطة واقصاء اطراف اخرى من شعبنا من المعادلة السياسية بل محاولة افناءها بصورة او باخرى.
فاذا كان الله هو الذي اختار العراق مكانا لمقاومة الارهابيين كما يقول السيد نوري المالكي, فاعتقادي ان هذا الله هو نفس الاله الذي اختار صدام رئيسا لهذا البلد طيلة الاعوام التي حكم فيها وانه الاله نفسه الذي اوحى لصدام باعلان الحرب على ايران واطالتها الى ثمانية سنوات وانه الاله نفسه الذي امر صدام بغزو الكويت واعلانها المحافظة التاسعة العشر من العراق وانه سيكون نفس الاله الذي استشاره صدام لتدمير القرى وضرب حلبجة بالكيمياوي.
ايعقل ان يكون الله بهذه القسوة ليظلم هذا الشعب دون غيره وبهذه الطريقة طيلة عقود من الزمن سؤال اوجهه الى السيد رئيس وزرائنا المحترم؟ [/b] [/size] [/font]

440
أدب / امنيات
« في: 10:11 17/01/2007  »
امنيات


1
كنت اتمنى
ان يرتاح الوطن
ويعيش الشعب هنيئاً
مثل كل البشر
دارت الايام
وانقضت سنين
اختلفت الوجوه
وظل الجهلة يصفقون
وظل الابرياء
يدفعون الثمن


2
امنيتي كانت
حمامة وغصن زيتون
مكان الغصن اهدوني خنجراً
وقالوا :- اقتل
وبدل الحمامة
ربينا الغربان

3
لم تكن هذه امنيتي
ان اشرب من دم اخي
لكنهم اجبروني
ان اقتل اخي
وامشي في جنازته
وابكي على قبره
ومن ثم
اقبل التعازي


كوهر يوحنان عوديش

441
متى يحن بابا نوئيل ويزور اطفال العراق

بابا نوئيل هذه الخدعة، الكذبة,الخرافة, الاسطورة التي تدخل البهجة والفرحة في قلوب الملايين من الاطفال بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ليس لها من وجود في العراق.
تنتظر ملايين العوائل بشوق لا مثيل له قدوم هذا اليوم ( اقصد يوم عيد الميلاد ) من السنة لتحتفل به وتفرح به اطفالها لكننا في العراق بدل الاحتفال بهذا اليوم المجيد نلبس السواد ونقيم الحداد على ارواح الاحباب والاعزاء الذين فقدوا في حروب صدام حسين والذين عذبوا وتناثرت اشلائهم فيما بعد على ايدي الميلشيات الملثمة في عهد حكومتنا الديمقراطية ( ما شاء الله حكومة ديمقراطية بلا مثيل يا رب زد وبارك ). وبدلا من الانشغال  بشراء الهدايا لاطفالنا الابرياء وتحقيق جزء قليل من امنياتهم, ينشغل الاباء بالتفكير بالغد وما يخبئه لهم من مفاجئات غير سارة واخبار محزنة من عمليات القتل والخطف والاغتصاب ودور من يكون ليدفع للوحوش تعب وشقاء عمر كامل.
اعتاد الكثير من الاطفال النوم مبكرا في مثل هذا اليوم ليستيقظوا وبجانب سريرهم كيس يحتوي على الهدايا والاشياء التي تمنوا ان يقدمها لهم بابا نوئيل في هذا العيد, فيفتحون الكيس والفرحة بادية على وجوههم ويشكرون بابا نوئيل على هداياه الجميلة دون معرفة او دراية منهم ان هذه الهدايا والاغراض هي من ابائهم. اما في عراقنا المبتلى بالمآسي والاحداث المؤلمة والحزينة فان اطفاله ينامون خائفين مرتجفين من الظلمة واصوات الاطلاقات النارية وانفجار الصواريخ ويستيقظون على اصوات انفجارات السيارات المفخخة وصراخ النساء الذين وجدوا قريب او زوج او حبيب لاحداهن جثة مشوهة ومعذبة ومقطوعة الرأس ( قولوا  لي اي اله تعبدون واي دين تدينون واي مباديء وشريعة تطبقون ).
اعتاد اطفال العراق اجواء الحزن والتعزية في ايام نظام صدام حسين اثر دخوله حربين مدمرتين احرقت الاخضر قبل اليابس, لكن اليوم في زمن الاحتلال وحكومته المنتخة!!! وبعد مرور اكثر من ثلاثة اعوام على سقوظ النظام السابق واعدام رئيسه قبل ايام فان الذي يحدث لا يمكن لعقل ان يتصوره. فهل كتب على اطفال العراق ان يعيشوا هذه الاجواء ويدفعوا مرحهم وفرحهم وسعادتهم وكل ما في العيد من لذة ثمن جشع السياسيين الذين يحكمون هذا البلد وغباوة سياستهم التدميرية.
بابا نوئيل ليس رجل الهدايا وتحقيق الاماني فحسب بل رجل السلام ايضا, فالبلدان التي تعمها الحروب والبلبلة والفتنة لا يزورها لذلك لم نر نحن العراقيين بابا نوئيل في حياتنا لا في صغرنا ولا في كبرنا لان بلادنا ( اقصد مملكة قائدنا حفظه الله ورعاه لان كل من يحكم العراق يحسب الوطن والشعب من ثروة ابيه التي ورثها عنه ) لم تعرف السلام.
بابا نوئيل ليس متعصبا ولا يحب الطائفية ولا يميز بين الاسود والابيض وبين الغني والفقير يحب الجميع ويزور كل من يحب اولاده ويعمل لاسعادهم, لذلك لا نراه يزور العراق لاننا متعصبون وطائفيون حتى النخاع ونقتل بعضنا بعضا على الاسامي.
بابا نوئيل رجل مرح يضحك للاطفال ويعمل المستحيل لاسعادهم, لكننا في العراق نغتال الطفولة وبراءتها وندمر بكل وحشية كل ما هو انساني فكيف يا ترى يزورنا بابا نوئيل.
بابا نوئيل رجل سخي وحنون ترى هل يحن على اطفال العراق يوما ويتفضل بزيارتهم انها امنية ليتها تتحقق.



                        كوهر يوحنان عوديش

442
سهل نينوى بين كوردستان وعربستان ومصلحة الاولياء
كوهر يوحنان عوديش

بعد ندوات ولقاءات ومؤتمرات كثيرة وعقيمة استطاع البعض من المثقفين والسياسيين وقادة احزابنا القومية الاتفاق على اعتماد التسمية الشاملة لشعبنا ( يا للروعة نتباهى بتاريخ عمره الاف السنين واليوم فقط اتفق بعضنا على تسمية شاملة لتميزنا عن باقي القوميات وتعرفنا في الدستور ) وهي ( الكلداني الاشوري السرياني ).
تعتبر هذه الخطوة اولى المراحل التي يجب الاحتذاء بها لاحقا لازالة كل ما من شأنه بث التفرقة بين ابناء هذا الشعب، حقا هي خطوة مباركة وتستحق كل الثناء والتقدير لكن هذا لا ينهي المشكلة كلها فلا زال امامنا الكثير, فهناك البعض من العنصريين الذين لا يحبذون هذه التسمية المركبة لشعبنا, بل ويعملون بكل جهدهم لفرض اسامي اخرى او ذكر كل فئة بشكل منفصل.
اضافة الى ذلك يجب ان لا ننسى دور الكنيسة ورجال الدين في تهيئة المناخ الملائم لانجاح هذه الخطوة, فلا زالت كنيستنا منقسمة والبعض من رجالها لا يعترفون بما يقرره رجال السياسة, لذلك يجب على الجميع كل من مكانه وحسب منصبه العمل على ازالة العوائق امام وحدتنا المنشودة والمرجوة, اخص بذلك رجال الدين وقادة الاحزاب والمثقفين من ابناء شعبنا.

لا اظن بان هذه التسمية مفروضة من قبل احزاب او شخصيات سياسية, بل على العكس كان واقعا فرض نفسه على الاحزاب والشخصيات السياسية وكل من يدعي بغير ذلك من العنصريين والطائفيين حتى النخاع. فعلى مدى سنين طويلة شاهدنا على الساحة الكثير من احزابنا القومية التي عملت وبطاقات هائلة لفرض تسمية معينة محاولة منها لطمس الاخر وتهميش دوره في العملية السياسية, او سعيا من البعض لتثبيت حقوق الفئة المهملة التي ينتمي اليها.
بهذه الروح والافكار دخل سياسيينا واحزابنا المعترك السياسي كل يفكر بحصته من الكعكة والمنصب الذي يمكنه الحصول عليه على حساب الفئة والطائفة التي ينتمي اليها.
هكذا ضاعت حقوقنا واصبحنا مواطنين من الدرجة الخامسة او العاشرة ( ان كان لهذه الدرجة من وجود ), والان بعد كل هذه السنين من المحاولات والمشاحنات وملايين المقالات والاف الملصقات ومئات المؤتمرات وملايين الدولارات التي صرفت هدرا على الاعلام, عرفنا وادركنا ان نيل حقوقنا لا تكمن الا في وحدتنا.

لا احد ينكر بان الاتفاق على تسمية موحدة وشاملة وتثبيتها في الدستور هي خطوة مهمة وجبارة, لكن نحتاج الى اكثر من ذلك نحتاج الى خطاب سياسي موحد لنيل حقوقنا فعليا وواقعا. فالاتفاق على صيغة الاسم وتثبيته لا يعني باي شكل من الاشكال بان حقوقنا القومية مصانة ومعترف بها.
اين وما هي حقوقنا؟ كيف يمكن نيلها؟ اين ممثلينا وقادة احزابنا القومية من المطالبة بهذه الحقوق؟ لا ابالغ اذا قلت بان الاغلبية (99% ) من هؤلاء ( اقصد ممثلينا وقادة احزابنا القومية ) مشغولون بحسابهم المصرفي ومنصبهم فقط, هكذا اصبح شعبنا وحقوقه القومية ومصالح الاولياء خطان متوازيان لا ولن يلتقيان ابدا.

الدعوة التي اطلقها السيد سركيس اغاجان والتي طالب فيها حكومة الاقليم الى تعديل وتثبيت حقوقنا في الدستورالمقترح ومنح الحكم الذاتي لابناء شعبنا المقيمين في سهل نينوى, هذه الدعوة التي يمكن اعتبارها ( حسب اعتقادي بالتاريخية ) كتب عنها الكثير, وحللها كل حسب اعتقاده ومفاهيمه وافكاره التي يؤمن بها.

فهناك من أيد الفكرة وشجعها واعتبرها فرصة لا تعوض لنيل حقوقنا القومية والسياسة والمدنية, والبعض الاخر تلقاها وتعامل معها بحذر شديد متذكرا تاريخنا داعيا الى التروي والاستفادة من الاخطاء السابقة. اما النوع الثالث فانتقدها واغلق اذنيه كي لا يسمع شيئا وظل يردد علينا الشعارات القديمة الرنانة والمهترئة ويدعونا الى البكاء على الاطلال.

بمجرد اجراء احصاء على عدد ابناء شعبنا الموجودين داخل العراق وخارجه نصل الى نتيجة مخيفة ومروعة, وهي ان عدد المقيمين في الخارج اكثر من الموجودين في الداخل وسبب ذلك يعود الى الظلم والقهر الذي تعرض له هذا الشعب على مدى قرون عديدة, وبسسب الانفلات الامني الذي يعم البلد في السنين الاخيرة ازداد عدد التاركين للبلد بشكل لم يسبق له مثيل فتكاد المدن الجنوبية من العراق تخلو من المسيحيين تقريبا.
وهنا يبرز سؤال في غاية الاهمية وهو: لو كان هناك اقليم مسيحي امن يديره ابناء شعبنا هل كان هؤلاء يلتجئون الى دول الجوار ويتشتتون في بقاع الارض في سبيل عيش امن وكريم؟ قطعا لا والف لا, فلا احد يتمنى ان يترك المكان ولد وترعرع فيه ودفن فيه اعز احبابه ونقش على هوائه احلى ذكرياته. لكن ما باليد حيلة.

يسأل البعض ( اذا كان من مصلحة شعبنا الكلداني الاشوري السرياني حشر نفسه في موضع صغير من وطنه والتنازل عن حقه بالتواجد في الجزء الاكبر من ارض اجداده, وماذا سيكون موقفنا تجاه اجدادنا في هذه الحالة وماذا سنقول لابن اور ابراهيم الخليل ابي الانبياء وما موقفنا تجا ه كلكامش وانكيدو ونوح وحمورابي وسرجون الاكدي .........), هذه مقطتفات من مقالة للسيد عبدالاحد سليمان بولص نشرت عبر الانترنيت في احد المواقع ويدعو فيها ايضا ( ان من واجبنا المحافظة على كل المواقع التي نتواجد فيها وعدم التفريط بها مهما كانت الصعوبات التي تعترضنا حتى لا يأتي يوم نعض فيه اصابعنا ندما ...... ).
لا اظن بان كاتب المقال يقيم في داخل العراق ( مع احترامي الكبير لكل المغتربين الذين اجبرتهم الظروف الاستثنائية على مغادرة بلدهم لكنهم رغم ذلك ظلوا وفيين للوطن الذي انجبهم والشعب الذي تربوا بين احضانه فكرسوا حياتهم لسعادة الشعب وخير الوطن ) واذا كان كذلك فحتما انه لا يعيش في المدن النارية ولم يتعرض لاية مضايقات او تهديدات التي يتعرض لها ابناء شعبنا وبشكل يومي في بغداد والموصل والبصرة وكركوك وغيرها من المدن ( ممدد ورجليه بالشمس ).

وجوابا على اسئلة هذا السيد العبقري والمخلص للوطن والوفي للقومية التي يطلب من ابنائها البقاء في النار ( لان هذه مشيئة الله ) اذا كنا لا نريد الانقراض, اتسائل : ماذا فعل ابراهيم الخليل لعائلة البنت التي اختطفت واغتصبت ودفعت عائلتها مبلغ هائل في سبيل استرجاعها وعندما عادت الى البيت انتحرت في اليوم الثاني لانها رفضت العيش بكرامة مهانة وشرف مغتصب. وماذا فعل سرجون الاكدي لعوائل الشباب الذين قطعت رؤوسهم مثل الخراف لكونهم مسيحيين. لست هنا بصدد سرد كل القصص والحوادث المؤلمة التي نسمعها ونقرئها يوميا ويكون ضحاياها احد ابناء شعبنا, لكنني اوجه سوالا واحدا الى صاحب المقال وكل مؤيديه وهو : ايهما افضل البقاء في الجحيم ام محاولة ايجاد مخرج والعيش بحرية وكرامة؟

وهناك البعض الاخر الذي يدعونا الى التعامل مع هذه المسألة بحذر شديد وعدم الاندفاع والانجرار وراء العواطف لما لها من مخاطر وحساسيات وينبئنا بالويل اذا انزلقنا في الاتجاه الخاطيء, مستندا بذلك على ان سهل نينوى يقع ضمن الحدود الادارية لمحافظة نينوى، وان هذه المحافظة غير خاضعة لا قليم كردستان وبالنتيجة فهي خارج سلطة الاقليم, فماذا سيكون جوابنا لاخواننا العرب اذا لم توافق الحكومة المركزية على هذا الاندماج وكيف سيتعاملون معنا وهم اصحاب الحكم والسلطة والقرار؟ جوابي لهؤلاء ولكل السائرين في هذا الدرب هو : ماذا ستخسرون ؟ ( المبلل ما يخاف من المطر ).

لقد مضت سنين كثيرة على نشوء الدولة العراقية وفيما بعد صياغة دستورها, ولم يكن هناك اي ذكر لقوميتنا او اية اشارة الى حقوقنا لا من قريب ولا من بعيد. اذن تكون ( حسب اعتقادي ) هذه المرة الاولى التي تحين فيها الفرصة لابناء شعبنا لنيل حقوقه واثبات وجوده في ارض الاجداد.

الفرص لن تتكرر والتاريخ لن يغفر

كوهر يوحنان عوديش[/b][/size][/font]

443
ممثلي شعبنا ومثقفيه ...... والعار الكبير

گوهر يوحنان

بعد سقوط نظام صدام حسين, وما رافق ذلك من انفلات امني قل مثيله, برزت في الساحة العراقية احزاب وشخصيات وعصابات تتحكم بمصير البلد وتعبث فيه الفساد والدمار دون محاسبة. فالقتل على الهوية والاختطاف والاغتصاب وغيرها من الاعمال البربرية التي يصعب تصديقها اصبحت ظواهر يومية او بالاحرى جدا عادية. ولا نبالغ اذا قلنا ان القسم الاعظم من هذه الاعمال استهدفت المسيحيين بكافة طوائفهم دون استثناء.

لقد سمعنا الكثير الكثير عن حالات القتل والاغتصاب التي تعرض لها ابناء شعبنا في مدن الجنوب تحت انظار المسؤولين ودون اي محاسبة او حتى التحقيق في هذه القضايا... وسمعنا الاكثر عن حالات الاختطاف التي تحدث والتي غالبا ما يدفع ضحاياها الأبرياء تعب حياة باكملها، اضافة الى حياتهم نفسها في الكثيرمن الاحيان.

ان الذي يتعرض له شعبنا في العراق يشبه كثيرا ما جرى من الابادة الجماعية التي تعرض لها المسيحيون في تركيا ابان الحرب العالمية الاولى...فالتهجير القسري وحالات الاغتصاب وسلب الاموال والتعذيب النفسي والجسدي وقصص اخرى لا تنتهى اصبحت تتناقل عبر الاجيال, وكأننا شعب حكم علينا القدر بنقل وتوريث المآسي والمعاناة من جيل الى جيل . ولا اريد ان انبش التاريخ أكثروالوم هذا او ذاك على مصائبنا وما وصل اليه حالنا.

فاذا كان الحكام المستبدين مسؤولين عن معاناتنا بدرجة كبيرة، فلا يمكن ان نبرر السياسيين والمثقفين ورجال الدين من ابناء شعبنا الذين تسببوا في تفرقتنا واستغلوا معاناتنا, وفي الكثير من الاحيان, لتكبير كروشهم وزيادة ثروتهم وتوسيع نفوذهم وتقوية مكانتهم.

بعد الانتخابات الاخيرة استطاع البعض من ابناء شعبنا الحصول على مقاعدهم في البرلمان. كما اعتقد ان هذه الكراسي ليست للراحة ولا هي للجلوس وانتظار نهاية الشهر لاستلام راتب خيالي يحلم به أي كان, بل هي للدفاع عن حقوق شعبنا وايصال كلمته ومعاناته الى المسؤولين في الحكومة, والعمل على ايجاد حل ومخرج من هذه المأساة التي يعاني منها شعبنا خصوصا...
لكن للاسف، فما ان جلسوا على الكراسي، حتى ونسوا الشعب ومعاناته... فلم نسمع يوما بان ممثلنا الفلاني في البرلمان استقبل فقيرنا الفلاني وبحث معه معاناته ومد يده الى جيبه ليساعده ببعض المال الذي لا ينقص ولا يزيد من خزائنه. ولم نسمع يوما بأن قائدنا الفلاني استقبل النازح الفلاني وبحث معه المشاكل التي يعاني منها، مثل السكن والعمل وما هي السبل المتاحة للخروج من هذا المأزق ( استثني من هذا اناس معروفون فتحوا بابهم وساعدوا الجميع دون استثناء حسب امكانيتهم).

هذا بالنسبة لممثلينا العظماء...! اما المثقفين والاعلاميين ( او بالاحرى من يمكن تسميتهم بالمتعلمين السياسيين )، فالحديث عنهم يطول ويطول اكثر. فبدلا من تكريس قلمهم وكل امكانياتهم لتوحيد الكلمة والقرار, نلاحظهم يشحذون اقلامهم لانتقاد, وبشكل فوري, كل ما يصدر من الاخبار من ابناء شعبنا تجاه حقوقه القومية ودون تروي أودراسة الموضوع بتأني وعقلانية ونظرة ثاقبة للمستقبل... وبهذا يعلنون للجميع بانهم ليسوا سوى تابعين سياسيا ويعارضون كل ما لا يتفق مع سياسة وتوجهات الحزب الذي ينتمون اليه، حتى لو كان الامر يتعلق بمصير ومستقبل شعبنا ويصب في مصلحته.

النقد هو ظاهرة حضارية وجميلة خصوصا عندما يكون النقد بناءا هدفه دفع القضية الى الامام , والنقاش الهاديء والصريح البعيد عن المصالح الشخصية والمكاسب الحزبية الضيقة تؤدي حتميا الى اتخاذ القرار الانجع والافضل... وبالعكس فان النقد الهدام وفرض المصلحة الشخصية والحزبية الضيقة على المصلحة العامة تؤدي الى دمارالامة وفنائها.

كما ذكرت اننا نعيش في بلد غير مستقر وآمن, اضطر الكثير من ابناء شعبنا الى مغادرة الوطن والبعض الاخر لجأ الى اقليم كردستان بحثا عن ملاذ امن, وهذا يعني ان نسبة ابناء شعبنا في وطنهم الأم ستنقص وستقل اكثر بكثير مما كانت عليه سابقا, والنتيجة ستكون اننا شعب مهدد بالانقراض من أرض الاجداد. وبدلا من التحاور والبحث وايجاد الطرق الكفيلة لاخراجنا من هذا النفق المظلم، نلاحظ بان السياسيين ملتهين بانتقاد بعضهم البعض والكتاب التابعين ( المرتزقة الذين لن يغفرهم التاريخ ابدا ), باستثناء البعض منهم الذين يكتبون بصراحة ودون تملق وكل كتاباتهم وطروحاتهم تصب في مصلحة شعبنا, مشغولون بموضوع التسمية والتعليق, مع التركيز على الجانب السلبي, لتصريحات السياسيين والاخيار من ابناء شعبنا.
هذا ما المسه من خلال متابعتي للمقالات والتصريحات التي تنشرها بعض مواقعنا الالكترونية, والتي مع الاسف الشديد, الكثير منها, تزيد الطين بلة وتدعو الى التفرقة والانشقاق والعنصرية اكثر مما تدعو الى رأي موحد وكلمة موحدة ثابتة. بل ان البعض منها لا ينشر الا ما يسيء الى قضية شعبنا ووحدتنا المرجوة.

مع احترامي الشديد لكل الاراء والتصريحات التي عبر ويعبر عنها اصحابها, لا بد من الوقوف على البعض منها خصوصا ما يتعلق بسهل نينوى والدعوة لاقامة منطقة حكم ذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية, فكان اول الداعين الى اقامة هكذا منطقة هو السيد سركيس اغاجان ثم تلت التصريحات وكثرت المقالات. البعض انتقد الفكرة والبعض الاخر دافع عنها واعتبرها فرصة تاريخية لتثبيت نفسنا ونيل حقوقنا القومية المشروعة التي ضاعت لفترة طويلة.

بعيدا عن السياسة والمصالح الذاتية والحزبية الضيقة, ما الضير في ان نؤيد السيد سركيس فكرته وندعو كلنا بصوت واحد لاقامة هكذا منطقة؟ اليس الافضل لنا جميعا ان نرجو لهذا الحلم ان يتحقق وبعدها نتنافس على الزعامة؟ هل هناك اي مضرة لشعبنا ومصالحه اذا تحقق هذا الشيء؟

عدم احتكار الزعامة والتنافس الشريف، اقول التنافس الشريف البعيد عن التجريح والمساس بشخصية السياسي وتشويه سمعته بلا حقائق موثوقة, بين الاحزاب والشخصيات السياسية شيء ايجابي ويؤدي الى تقديم الافضل لابناء شعبنا, لكن اذا ما اصبح هذا التنافس هدفا الغاية منه هو الوصول الى السلطة واحتكارها, فهذا يقود بلا شك الى دمار الامة.

انتقد البعض فكرة اقامة منطقة حكم ذاتي لشعبنا في سهل نينوى لمجرد صدورها من شخص معروف من ابناء شعبنا, فعلق عليها البعض واصفا اياها ب(العواطف ومجرد تصريحات فردية تصدر من هنا هناك).
فمع احترامي الشديد لكل الاراء اتسائل, وسؤالي بشكل خاص موجه للذين انتقدوا الفكرة وعظموا من نفسهم الصغيرة، لانهم بلا تاريخ معروف وأقول:-
اولا:- كيف كنتم تقيمون هذا التصريح لو صدر عن شخصية اجنبية وغريبة على شعبنا؟ اعرف الجواب سلفا, كنتم تلقبونه بالاب الحنون والقائد العظيم وتعتبرونه المدافع الشرعي الوحيد عن حقوقنا القومية المهضومة! أليس كذلك ؟
ثانيا:- اين كنتم أنتم، يا من تصرخون بملىء أفواهكم اليوم و تضعون العصي في عجلة المطالبة بحقوقنا،عندما كان النظام البعثي يعتبركم عرب ويسجل ذلك في بطاقاتكم الشخصية؟ وجوابكم هنا معروف ومن دون جهد! نعم نعم في ذلك الوقت لم تكن لكم قومية تدافعون عنها, والان فقط ادركتم بان لكم قومية وتاريخ وحضارة تدافعون عنها بالتصريحات الفارغة وانتم جالسون على الكراسي الدوارة.

ان الظروف التي يمر بها شعبنا تتطلب منا توحيد الجهود والكلمة والشعار لنيل ما يمكن من حقوقنا, تتطلب منا نبذ المصالح الذاتية، وعوضا عن ذلك الشعور بالمسؤولية تجاه مصير ومستقبل شعبنا.
من الممكن ان يمحي المال والنفوذ التصرفات الغير اللائقة والعيوب الشخصية لكن التاريخ لا ولن يغفر للذين طعنوا الشعب وباعوا القضية بحفنة من الاوارق الخضراء ومجد فان.[/b][/size][/font]

444
هل يجوز المقارنة بين صدام حسين وسركيس اغاجان ؟
كوهر يوحنان عوديش

تحت عنوان ( بالامس قادسية صدام في الدجيل واليوم بطولة الاغاجان في تلكيف ) نشر الكاتب ثامر توسا مقالا في موقع زهريرا يتطرق فيه الى الحالة الطارئة ( ويقصد بهذه الحالة السيد سركيس اغاجان ) التي برزت بين ابناء شعبنا بضربة حظ او سحبة يانصيب.

بالرغم من انني اتفق مع كاتب المقال في عدم امتداح المهرجين والتصفيق للشخصيات الالية التي تسير بالريموت كونترول ، ومنهم الكثير من الكتاب والشعراء والمثقفين الذين يبيعون ضميرهم وقلمهم في سبيل اهداف مادية وافكار جامدة وشعارات رنانة تطرب الاذن وتفرغ البطن , لكنني في نفس الوقت اعارضه وبشدة على عنوان مقالته ووصفه للسيد سركيس اغاجان بشخصية ( الية ملثمة متعالية ممتطية حصانا ميكانيكيا تتحكم في تحريك اعضاء جسمه اجهزة سيطرة ريموت كونترول, ....... والمهرج الذي تكون خاتمة ثرثرته المزمنة وسقط كلامه السيىء ..... ).
لكل انسان , سواء كان مثقفاً متعلماً او امياً جاهلاً لا يفقه من امور الدنيا شيئاًً, لكل انسان دون استثناء الحق في التعبير عن رأيه ازاء الحالات الاجتماعية والمواقف السياسية التي تتخذ من قبل اصحاب القرار في البلد.
والسيد ثامر توسا هو احد هؤلاء الناس الذين لهم الحق في ذلك, لكن لا يحق له ان يشوه تاريخ وسمعة انسان لا يعرفه في سبيل ابراز اسمه,  كيف يقارن بين السيد اغاجان وصدام حسين ؟؟ فصدام حسين معروف بتاريخه الدموي الذي لا يوصف, حكم البلد بقبضة من حديد وقاد الوطن من دمار الى دمار, اغتال الطفولة وترك في كل بيت عراقي مخطوطة لاحداث قصة حزينة تفطر القلوب.
اما سركيس اغاجان فهو انسان اترك وصفه للناس الذين قابلوه والذين امتدت يده لمساعدتهم في احلك الاوقات, للقرى المعمرة حديثاً والكنائس التي رممت وشيدت, للفرحة التي رسمها على وجوه اليتامى والامل الذي بعثه في قلوب البؤساء والميؤوسين, ساترك وصفه للضمير الحي اينما وجد.
واغاجان ليس الحالة الطارئة التي تتحدث عنها يا سيدي, او شخصية ملثمة متعالة يتحكم في تحريكه ريموت كونترول بل انسان متواضع طيب وكريم وله باع طويل في النضال, وتاريخه انظف واشرف من الكثيرين الذين يتخذون من قضية شعبنا هدفا لتحقيق مصالحهم الشخصية وبروز اسمائهم كقادة تاريخيين, والكل يعرف بان مثل هؤلاء الناس مستعدون للتخلي عن كل القضايا والاهداف والافكار بمجرد الجلوس على الكرسي المتحرك ورؤية انفسهم محاطين بجيش من الخدم.

نعم يا سيدي بالامس كل الصلوات كانت تنسب لصدام حسين غصبا واليوم تقام لاطالة عمر الفارس الاغاجان طوعاً, فلم يبعث الاغاجان بأوامره الى الكهنة ورجال الدين ليقيموا الصلوات من اجله, ولم يبعث بأي شخص ليمثله في اللجان كي يملي عليهم ما يجب فعله.
فاذا اقام الكهنة الصلوات من اجله , واذا اطلق الناس اسمه على بطولة ما , واذا تحدث العامة من ابناء شعبنا عن كرمه وطيبته وتواضعه وصفاته الحميدة, فهذا انما يدل على مدى حب واحترام ابناء شعبنا لهذا الشخص الكريم.

لا اعرف لماذا يصر الكاتب على ربط حب واحترام الناس لهذا الرجل ( سركيس اغاجان ) بنهج الدكتاتور صدام حسين ( حيث يقول, ما مغزى تقليدنا لنهج تأليه الاشخاص الاحياء في صياغة عناويننا وماذا تعني ببغائية تقليد اسلوب طغاة العصر وصدام اقرب مثالا لها ) في التعامل مع شعبه؟
لا انوي أن أُطيل في الرد والتعليق على كل ما كتبه السيد ثامر توسا, لان اعمال السيد سركيس اغاجان ونواياه الطيبة تجاه ابناء شعبنا المسيحي هي خير مجيب ومعلق على مقالته.
لكنني اقول ما الضير في ان نحترم شخصا يحترم الجميع ؟ ما الضير في ان نصافح يداً تصافح يد الصغير قبل الكبير ؟ ما الضير في ان نتكاتف ونمجد الشخص الذي يعمل لخيرنا ووحدتنا ؟ ما الضير ايها السادة في نبذ الافكار الجامدة ورفض الشعارات المُُستهلكة التي اتعبت شعبنا لعقود طويلة ؟
حقا انها فرصة تاريخية لابناء شعبنا للتكاتف مع هذا الرجل او مع اي رجل يعمل على توحيد ابناء شعبنا ونيل حقوقه المشروعة.

كوهر يوحنان عوديش[/b][/size][/font]

445
أدب / مرثية على روح الوطن
« في: 06:40 22/06/2006  »

مرثية على روح الوطن





1

بعد كل هذه السنين
انتهينا الى حيث البداية
نلتهي نحن بالقتال
ونترك ثروات الوطن ...........
تنهب دون سؤال


2

لسنا بلا وطن
لسنا بلا حضارة
لكن واأسفاه .........
بعنا الوطن
وهمنا الوحيد
كم نربح ؟
من هذه التجارة


3

نظام يذهب الى الجحيم
ونظام يولد من الجحيم
والفرق بين الاثنان
وجوه .......
وبطون .....
وكرسي هزاز
وببغاء
يضحك على الذقون


4

فرحتنا كانت جدا قصيرة
بالامس تمثال هوى
واليوم .... واأسفاه
مليون بلحظة انتصب




كوهر اوديش



446
أدب / رد: رسائل
« في: 20:20 13/05/2006  »
اخي العزيز مهند
شكرا على كلماتك وعلى قراءتك لما اكتب....... وما كتبته جميل ايضا
نعم العراق كله يصرخ لكن من يسمع ؟

447
أدب / رد: رسائل
« في: 10:13 06/05/2006  »
شكرا على ردودكم ومشاعركم الجميلة ..........

عزيزتي غادة
وطننا هذا الحزن الازلي .............. لا اعرف الى متى؟ ترى متى سيفكر قادة احزاب واطياف هذا الشعب ببكاء الاطفال وحزنهم ؟ ولو قليلا جدا ....... ؟

448
أدب / رسائل
« في: 05:43 04/05/2006  »

رسائل




1

....... صنعت من كلماتي نياشين

أعلقها على صدور الرؤساء والمظلومين

لكن واأسفاه !!

لا الرؤساء بفسادهم شعروا

ولا المظلومين حقهم ناصروا

فبقيت وحيداً أعاني الأمرين

طغيان الرؤساء

وغباء المظلومين



2

مرة،

حاولت أن اكتب شعراً

اصف فيه شعبي وعذابه الكبير

عندما قرأه صديقي الشريد

همس في أذني :-

كم أنت ساذج

وضيق التفكير

ألا تعرف، دائماً

الكبير يأكل الصغير

والغني يظلم الفقير




3

عندما كنت طفلاً صغيرا

كانت أمنيتي،

أن أصبح عالماً كبيرا

كبرت،

وكبرت معي أحلامي

كبرت،

وهباء مضت أحلى أيامي

كبرت،

ومع الزمن ماتت أمنياتي

لأنني كنت أعيش في الجحيم

والجميع من حولي

كانوا شياطين




4

بكل وقاحة تسألونني

من أنا، وابن موطني ؟

يا أذان الطغاة المسترخية

جئتكم رسولاً فاسمعوني

أنا طير بلا مأوى

ووطني ........

عيون طفل يبكي





كوهر يوحنان عوديش





449
أدب / رد: إلى أين المسير الآن
« في: 09:42 05/04/2006  »
الاخت العزيزة غادة
بداية شكرا على مرورك الكريم، الحياة نفسها هي نوع من الامل والكفاح والاماني، وعندما يفقد اي انسان امله سيحاول بطريقة ما الى انهاء حياته.........

تحياتي
كوهر

450
أدب / رد: إلى أين المسير الآن
« في: 20:15 04/04/2006  »
الاخ العزيز عامر منصور
كل الاسئلة تدفعنا للتفكير والتحليل ....... وكثير من هذه الاسئلة تدفعنا الى اكتشاف الامل في قاع المعاناة، كل الدروب مقفلة بوجهنا نحن العراقيين لكننا لا زلنا نأمل ........

كوهر يوحنان

451
أدب / إلى أين المسير الآن
« في: 07:48 01/04/2006  »

إلى أين المسير الآن




إلى أين المسير الآن
بعد هذا الطوفان؟
الجياع كثيرون
واليتامى لا يحصون
والإنسان.......
يشرب من دم أخيه
ويأكل من لحم أخيه
ويرقص على قبر أخيه
ولا يبالي !!


*  *  *


إلى أين المسير الآن
بعد هذا الدمار ؟
مشردون نحن بلا مكان
بلا أسماء بلا عنوان
نقول لبعضنا البعض،
انه القدر !!
كفانا صوماً وصلاة
كفانا جنوناً وهذيانا
كفانا ثورة وعصيان
لقد غدر بنا الزمان


*  *  *


إلى أين المسير الآن؟
بيتنا القديم منهار
وحديقتنا التهمتها النيران
قبر أبي تدوسه بساطيل العساكر
وأمي تبكي حظها العاثر
وأنا المحتار،
ابحث في عيني حبيبتي
عن آخر دمعة
وآخر سؤال
وآخر الأخبار !





كوهر يوحنان عوديش




452
أدب / تحدّي
« في: 23:38 12/03/2006  »
*** تحدّي ***

كوهر يوحنان عوديش

اماه، هل هي مشيئة القدر؟

كان لنا درب جميل

نما الشوك على جوانحه

وذبلت الازهار

ماتت الانسانية بين جوانحه

وبنيت حول جياعه اسوار

تاه في منتصفه الصغار

واحترق ...... الكبار

لكنك ، اماه ، تتسائلين

عن اخوتي الذين رحلوا

عن رفاقي الذين ضاعوا

عن اهل الدار الذين تشردوا

* * *

اماه ، يؤلمني ألا أرى الشمس مشرقة

إلا في بيوت الظلام

ألا أرى الحق ظاهراً

إلا في اكوام الركام

ألا احس بنفسي سعيداً

إلا في الاحلام

يقولون انها لغة العصر

ان نصمت .... ونعبد الاصنام

ان نغترب في وطننا

ونسبح في الاوهام

ان نقول نعم ....

ان نمجد حماقات الحكام

لكنك ، اماه ، لا تخافي

سأتحدى......

هذه اللغة ........

هذه الازمنة .......

هذه الايام ........

سأزرع دربنا من جديد

وأقول لاخوتي ..

لرفاقي .......

لاهل الدار ........

سلاماً يا اهل السلام

كوهر يوحنان عوديش

453
أدب / نشرة الاخبار
« في: 16:23 23/02/2006  »
"نشرة الاخبار"

كوهر يوحنان عوديش

سيداتي سادتي ،

الان سأبدأ بقراءة الاخبار

من مدينة كلها دمار

الكل شارك في الجريمة ،

الغزاة قتلوا واحرقوا

واهل الدار نهبوا

وابناء الجيران........

سكبوا الزيت على النار

يا لهذا الدمار !!!

من سيعمر الديار

ويعيد السمك الى الانهار ؟

من سيزيل الركام

ويمسح الدم المنهار ؟

من سيقود السفينة

وينقذنا من هذا الاعصار ؟

من ؟ من ؟


*   *   *

والان بعد قراءة الاخبار

سأقرأ عليكم ، سادتي ،

ابيات من شعر الغزل

كي لا تصابوا بالدوار

او تشعروا بالخجل

لان جريمتكم ، ايها السادة ،

اكبر من ان تنسى

او تمحى......

بالاعذار والقبل

454
أدب / رد: ملعون هذا الوطن
« في: 11:48 11/02/2006  »
الاخوة الاعزاء شكرا على مروركم الكريم، لكن بصراحة هذا هو واقعنا في العراق. هل نغمض عيوننا ؟

455
أدب / سيرة حياة
« في: 14:02 09/02/2006  »
************* سيرة حياة *************

كوهر يوحنان عوديش

1

انا الشريد
اصلي للاقدار


2

الدنيا نهار
لكن الظلام
لا يزال،
يلف عقولنا

3

الغربة
دائما
تسكننا

4

ابتسامتنا
تعبر عن حزن ........
جدا عميق

5

اخاف ان يطول الانتظار
وابدا لا يأتي القطار
فتصبح يا صديقي الشريد
ظلا بلا قرار

6

قبل ان اولد
قطعوا لساني
وختموا فمي
بالشمع الاحمر

7

حياتنا
نحن المساكين
رحلة
في غابة الاسود

8

الحمقى
وحدهم
في هذا العالم
يضحكون

كوهر يوحنان عوديش
[/b][/size][/font][/color]

456
أدب / ملعون هذا الوطن
« في: 19:47 17/12/2005  »
ملعون هذا الوطن

كوهر يوحنا عوديش

ملعون هذا الوطن
كل يوم
يغتصبه ساقط

2

وطننا
هذا القبر
لا يتسع لكل الموتى

3

تعودنا على الحروب
واعتاد أطفالنا
على طعم الموت
أكثر

4

من شدة اليأس
اكتفينا بالخبز والملح
بالخبز نخدع البطون
وبالملح نداوي الجروح

5

كم يتعبنا هذا الوطن
نحمله معنا تابوتاً
من منفى الى منفى
 
6

المسيح
خانوه
نكروه
اقترعوا على ثيابه
...............
...............
آه يا وطني الحبيب
كم تشبه المسيح
في عذابه

7

الآن في هذا الوطن
نبكي على الأحياء
ونقدم التعازي للموتى

شقلاوا[/b][/size][/font]
[/color]

صفحات: [1]