عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - ahmed alatbi

صفحات: [1]
1
سمير واسماعيل وبشار .. عراقيون ولكن !

 

جميع الاسماء في أدناه مستعارة , وكذا الأماكن , البيوت والحدائق العامة والمنابر والماذن .. ليس التشهير والاساءة مقصدي, بل العكس من ذلك , فأنا أحترم حقوق الاخرين وأقدسها وأدعو لذلك .

مع أنني أعترف بصعوبة ايجاد رقم تقريبي لعدد المثليين في العراق الا أنني اقر بكثرتهم في حدود تفوق التصور وتزيد على مثيلاتها في دول مجاورة , ما بين عطش لابتلاع نواتج العشق والرغبة لتسري في جسده , واخر مفعم بنشاط متدفق عبر ملامح جسده الرجولي , وثالث أوتي من كل شيء شيئا وقدر له ان يصبح سيدا في مجتمعه ولكنه يبحث عن من يتسيده في خلوة بأحد فنادق الدرجة الاولى .. هناك يصبح جلاد البائسين مجلودا يلعق الأحذية في الظلام ويذوق طعم العرق ورائحة الشعر النتن الممزوجة بروائح التبغ والفيرمونز الذكوري , ورابع يضحي بأعز ما يملك في الشوارع الموبوءة ليوفر قوت عائلته ..
تعددت الاسباب و النتيجة واحدة ...

كم تألم سمير وهو يعمل مع استاذه الضخم ( محمد أبو شوارب ) وكم تمنى لو أنه كان مسخا بشعا لينجو من افرازات ابو شوارب , هذا الذي ارسلته الاقدار انتقاما من اهل الارض وأذى لهم . في تلك الغرفة التي يملأ ارضيتها زيت محركات السيارات الأسود , كم أحرجه كونه المدلل أمام الصبية الاخرين العاملين مع ابو شوارب .
ما الذي استطاع فعله حينما تناوب على فتح ابواب جسده أربعة منهم واحدا تلو الاخر ؟

-   كم الساعة الان ؟
-   الساعة الان أم بعد قليل ؟!
-   كما تريد أنت .
سارا في أحد شوارع بغداد حتى أقتربا من بعضهما وهمس أحدهما للاخر : ( تعال ) , جلسا في حديقة عامة لم يكن لها مثيل في الشمال والجنوب تلامست يداهما ..
-   ما أسمك ؟
-   سمير , 18 سنة , طالب في السادس العلمي , مجتهد وسأدخل الجامعة وأحقق أعلى الدرجات . ( يبتسم ) ها قد أختصرتها لك
-   أنا ( جاسم ) , 1969 . أتشرب ؟ تدخن ؟
-   كلا ولكنني أحتسي البيرة مع بعض الأصدقاء في العمل , أنا أعمل وأدرس .
نهضا معا سائرين نحو أحد الفنادق بعد أن تبادلا أطراف الحديث وسرد سمير قصته مع البحر , البحر الذي لطالما قذفه بأمواج هائجة وجعله أسيرا له ..

-   بم أخبرك ؟ كيف أسلم لك مفاتيحي ؟ ( تنهمر دموعه ) دعني أقص عليك قصتي , لأقص عليك قصة ( اسماعيل البصري ), أنا ! .. أنا الذي لم اذكر في حياتي بعد أن أخذت حرب ( اللاغالب ولا مغلوب ) والدي شهيدا في سبيل القائد القاتل , سوى ثلاثة ابواب بائسة , الباب الاول : هو الذي كان عمي الأصغر يركله برجله وهو يحملني بين ذراعيه وينزلني في سريره , ثم ينزل في داخلي لعناته ..
تجتاحه رغبة بالبكاء فتدمع عيناه وتتساقط لاليء الدموع على وجنتيه , فيأخذه ( بشار) بين أحضانه ويسرح شعره بيديه ويمسح عنه دموعه ..
-   دعني أكمل فلابد لي أن أكمل ما بدأته .. لقد اثرت حمم براكيني التي لطالما كانت لي بالمرصاد .. الباب الثاني : هو باب السطح الذي كنت أسده على نفسي وأزاول دعك الألوان الشمعية بالورق المقوى , وبابي الثالث هو الباب الذي حبسني خلفه عمي الأكبر مع ابن عمي الأصغر الذي يكبرني بسنتين , حليقي الرأس بعد أن شاهدنا في الجرم المشهود داخل قبو الدجاج
-   تعال لأحضاني . أنا اسف جدا لما حدث لك , لم أقصد أن أذكرك .. ( يتلعثم بشار ثم تنهمر دموعه هو الاخر ) .. اسماعيل اتعرف انني كنت أحفظ خمسة عشر جزءا من القران ؟؟ أنا لست منحرفا . لست من هؤلاء , ان كنت تود الذهاب فأمض الى حال سبيلك وأقبل مني مبلغا ماليا كهدية بسيطة من أخ أكبر منك .. يسرح بباله بعيدا متذكرا الماضي القريب ..

لعن الله الصنم لعن الله جيشه الذي مداده سبعة ملايين جندوا رغما عن انوفهم .. فلتحل لعنات السماء على من سلب مني والدي في تدريبات برصاص حي بأحد المعسكرات في بابل وليتشرد أهله وأبناؤه كما حولني من حافظ للقران الى عبد للأهواء والرغبات .. الجوع يخلق البائسين . العوز يدعو المرأة لبيع الشرف وقد يدعو الرجل لذلك . كنت حينها في الثالث الابتدائي في أحد مدارس البنين في جانب الرصافه ..
-   ما رأيك بهذه الصورة ؟
-   انها صورة خليعه ! تعال لنحفظ دروسنا .. مزقها يا بشار سيتلبس بها ابليس الرجيم !
-   أبليس سيركب على قضيبك أيها الأبله ! أتريد ان نفعل مثلهما ؟ اذا كنت راغبا بذلك فدعني أريد كيف نفعلها سويا
حين تدخل مراكز الانترنت اليوم في بغداد وسواها من محافظات العراق .. أربيل , دهوك , القادسية , البصرة وغيرها  , ربما تجد أحدا يتصفح مواقع اباحية .. اثنان من كل عشرة على سبيل المثال , أو يزيدون . ولو أمعنت النظر ودققت تاريخ مواقع ( الويب ) المفتوحة في الجهاز تجد اكثر المواقع الاباحية مواقعا للشواذ ولو سألت عن أسماء الجالسين ستجد أن بشار وسمير زبونان دائمان وان كانت لك علاقة وثيقة بصاحب المركز لعلمت أن اسماعيل قد اشترك عبر( شبكة الوايرلس ) في منزله ..

الاسكندر الاكبر , فرويد , الوليد بن عبد الملك , الخليفة الواثق مايكل جاكسون , بريان ثوماس واخرون عبر العصور هناك شواذ أو ( سدوميون ) كما يحب احد الادباء تسميتهم ( وأذكر أنه حورب من قبل مواقع الانترنت العراقية لنشره موضوعا جريئا في حلقات في هذا الشأن ) وكان أن نال اعجابي وتعاطفي وفضولي لقراءة الموضوع والتعرف على كاتبه عن قرب .

لا يخلو مكان منهم انهم في الاغلب طيبوا القلب ومثقفون يعيشون العزلة والانطواء على الذات في مجتمع أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه مجتمع سطحي يلعن أو يندب أصنامه المشنوقة تاركا وراءه الاف المشاكل الاجتماعية معقدة ودون حلول .




                                                                                                 احمد العتبي
                                                                               اعلامي رابطة الابداع الثقافي / بغداد
                                                               عضو المفوضية العامة لمؤسسات المجتمع المدني العراقية
                                                                     عضو قنديل للنشر والاعلام والتوزيع / السليمانية


2
 
هـلوســـــــــه
مونودراما من مشهد واحد

 
 
 
 
الشخصيات
- سندس


الستارة لا تزال مسدلة والأضواء مشتعلة, تنبعث موسيقى مضطربة من المسرح, صوت جيتار, ولكن لا توجد نغمة محددة للعزف, فجأة يتوقف الصوت, ويسمع صوت تحطم قطعة خشبية
بعد انتهاء الحطام يرفع الستار على منظر معتم, توجه بقعة من الضوء إلى الزاوية اليسرى من المسرح .... هناك تجلس سندس واضعة رأسها بين ركبتيها, وبجانبها حطام الجيتار, ينسدل شعرها المجعد ليغطي جميع ملامحها, يبدأ الضوء بالظهور تدريجيا, ليظهر ملامح الغرفة, بجانب سندس يمتد سرير خشبي مغطى بملاءة بيضاء, وفوقه بعض الدمى القطنية , تتوسط الغرفة طاولة مستديرة, وفوقها بعض الأوراق والكتب المبعثرة
( في إحدى الزوايا تنتصب خزانة من أدراج , وفوقها بعض الأواني الأثرية وبعض الشمعدانات )

تقضم أظافرها وهي تتمتم  : لابد بأن أكون على صواب, لقد نعتتني بالمريضة , إنها تستحق ما حدث لها, لقد اضطرتني إلى ضربها تلك الحمقاء.. تهز رأسها 
نعم إنها تستحق ذلك ( وتستمر في قضم أظافرها.. ) ( لحظة صمت ), إنني أكرهها ( تزداد نبرة صوتها ), نعم أكرهها ( وترتفع إلى حد الصراخ .. ) إنني أكرهكم جميعا , أكرهكم , أكرهكم ( تستمر لحظات الصمت ), ( فجأة تبدأ بالبكاء والنحيب , ثم تصمت فجأة ), ( تنهض من مكانها , تتلفت في جوانب المسرح وكأنما تبحث عن شيء...) ( تهمس ) : أبي... أهذا أنت ؟؟ , إنني أشعر بوجودك ( تبدأ بالنظر إلى شيء وكأنما هو موجود.. ) اقترب مني لألمسك.... إنني أشعر بدفء أنفاسك
( تصمت .. ) لابد أن هؤلاء الحمقى منعوك من زيارتي, إنهم لا يريدونني أن أراك, يقولون بأنك قد مت .. ( تبدأ بلمس هذا الخيال... ) قل لهم بأنك لا تزال موجودا , قل لهم بأنك حي يا أبي , بدد شكوكهم يا والدي ( تبتسم ), ( وكأنما سمعت ردا مقنعا أراحها .. ) لقد اشتقت إليك كثيرا.. لقد علمت بأنك لن تتركني طويلا .. أليس كذلك يا حبيبي.. عدني بأنك لن تتركني .. ( تبتسم..) ( فجأة تتغير ملامحها .. ) أبي !!
( ترتفع نبرتها ) أبي !! ( تبدأ بالصراخ ) , تبا ً لك َ أنت أيضا , إنك كاذب مثلهم, إنك خيال مثلهم, فلتحل عليكم اللعنة جميعا ً ( تحطم الأواني اللتي تعلو الخزانة ) ,
( تتجه إلى الأوراق التي على الطاولة وهي تتمتم..)

ما الفائدة من هذه الأوراق البالية علي تمزيقها ( تمسك تلك الأوراق وتقطعها بصورة هستيرية ) جامعة ودراسة, ما الفائدة منها ؟ سأموت قريبا لذا لا فائدة ( تبدأ بالضحك بصورة هستيرية, ويمتزج ضحكها بالبكاء.. وتتوقف عن تمزيق الكتب والأوراق.. )
( تنظر إلى السماء ويرتفع صوتها ) : يا إلهي إنني أتحطم ( تتدثر بغطائها وتحتضن دماها, تكلم إحداها وهي تضمها ) : أمي لقد كنت قاسية علي , لم تكوني هكذا قبل رحيل أبي, إنك تمنعينني من أشياء كثيرة.. لقد أصبحت قاسية جدا ( تصدر تنهيدة مرتفعة ), آه لو تعلمين كم أحبك يا أمي.. ( تنظر إلى الدمية وتخاطبها ) هل تحبينني أنت أيضا ؟؟ ( تصمت وكأنما تنتظر جوابا .. ) ( بنبرة منفعلة ) : أمي أنا أكلمك .. لماذا لا تجيبينني؟؟ هل تحبينني مثلما أحبك ؟ ( صمت .. ) ( تصرخ ) : اللعنة !!
( تمزق الدمية بحالة من الغضب ) كلكم لا تجيبون, كلكم صامتون لماذا؟ ( تمزق باقي الدمى .. ) لا فائدة من وجودكم فأنتم جميعا صامتون.. لقد قطعوا ألسنتكم لكي يغيظونني . لكي أشعر بالوحدة.. لذا علي تمزيقكم ( تتجه إلى مرآة وضعت بجانب السرير, تنظر فيها ) , وأنت أيتها الحمقاء؟ ألا تجيبين أيضا؟؟ ( وكأنما كانت الإجابة بالنفي ) , إذا سيكون مصيرك مثلهم ( وترمي المرآة أرضا فتتكسر ), ( تبدأ بالصراخ ) : لماذا كلكم لا تجيبون؟ فليحل عليكم غضب الله جميعا, فلتحرقكم النار مثلما تحرقون قلبي ( صمت... ) يا قلبي المحطم على صخرات الحياة.. ( تتساقط الدموع على وجنتيها... ) ( تمسك ورقة وقلما وتكتب وهي تقرأ ما خطته تلك السطور.. ) لقد رحلت عني دون سابق إنذار, رحلت في لحظة كنت فيها في أمس الحاجة إليك , في أمس الحاجة إلى صدر يضمني , إلى يد تحتضنني , رحلت بعيدا إلى حيث لا أدري , لقد كنتما قاسيين كلاكما ... ( تأخذ نفسا عميقا ... ) عندما حملوا نعشك إلى المقبرة, بكتك أمي يا أبي , ولبست ثياب السواد, ولقد اعتقدتُ حينها بأنها ستبكيك ما بقي من عمرها, وستظل حاملة حزنها إلى أن يحين أجلها هي الأخرى, لقد جال في خاطري أنها ستكون لنا الأم والأب ... ولكنها فضلت أن تقضي طول يومها لاهية في الأسواق , تشتري كل ما يحلو لها, وتخرج وقت ما تشاء , وتعود وقت ما تشاء... فأوكلت إلي هؤلاء الصغار, الذين قد ضاق ذرعي بهم ولم أقو على تحملهم وحدي.. لو كنت الآن معنا يا والدي لما تركتنا هكذا... لا أستطيع الدراسة في ظل هذه الكآبة.. إنني أختنق هنا... إنني أرى نفسي حاملة تلك الورود, وأقف على قبرك في الظلمة الحالكة , فتضمني إليك وتضعني إلى جانبك.... ( تترك القلم فجأة ), ( يسمع صوت شجار أولاد وصراخ...... ) ( تصرخ بأعلى صوتها ) اصمتوا أيها الحمقى لقد سئمتكم وسئمت هذه الحياة المقرفة معكم... لقد أنهكتموني
( تزداد سرعة نبضها.. ) ( تتنفس بصورة متسارعة حتى يسمع صوت أنفاسها .. تكلم نفسها.. تغطي وجهها بيديها ), إنني أنهار.. ( تجول بعينيها في المسرح ),
( تتجه نحو الخزانة, تفتح أدراجها الواحد تلو الآخر .. ) أين هي هذه الأقراص ؟؟ عندما أحتاجها لا أجدها ( تفرغ محتويات الأدراج وترميها أرضا .. ) تبا ً ( وتواصل بحثها ), ( ترتسم على وجهها ملامح النصر.. ) هاهي وأخيرا وجدتها ( تمسك علبة العقاقير, تفرغ جميع ما بداخلها في يدها ), ( تتمتم ) نعم, لن يكفي قرص واحد لتهدأتي, سأحتاجها كلها كي أهدأ ( تشربها جميعا دفعة واحدة ) , ( تبتسم ) الآن أصبح أفضل ( تلعب بشعرها وتبدأ بالغناء ), أنا طفل صغير.. ضميني إليك كطير أسير .. واحمليني فوق كفيك كعطر الأثير.. وانثريني مثل زخات المطر.. عانقيني مثل ذكرى في الصور.. وخذيني فوق أشجار الكروم.. فألقي فوقها كل الهموم.. دثريني بجناحيك فقد حان الوداع ... يا فؤادي هيا فقد حان الوداع .. حان الوداع.... ( صمت.... ) ( تهذي .. ) انتظرني أنا قادمة.. لا ترحل سوف آتي معك ( تمد يدها نحوه... ) ساعدني على النهوض إنني لا أقوى على الحراك
( تحاول أن تنهض ولكنها تسقط على أرض المسرح... )
موسيقى
 
 
 
احمد العتبي                                                         
اعلامي رابطة الابداع الثقافي/بغداد                                             
عضو المفوضية العامة لمؤسسات المجتمع المدني العراقية                             
عضو قنديل للاعلام والنشر والتوزيع/ السليمانية                                                                                         
20/9/2007   
                                                                     


3
ميزوبوتاميا وقصة الحياة
----------------------------

من مهد النور .. في ذلك العصر الباليوليتي وعلى ألواح طينية مشوية , نجد أسطورة الحياة في ميزوبوتاميا ..
من الأعلى العظيم تاقت إلى الأسفل العظيم ..
إلهة القمر رغبت بتقديم التعازي لإلهة العالم السفلي لموت زوجها الرب ( كولجانا ) فقررت النزول .
ثلاثة أيام غابت إنانا .. العب ذاق الويلات .. ننشابور يصرخ ويبكي لأجل سيدته أمام الآلهة لينقذها من الموت , القمر يغيب عن صفحة السماء , إنانا هي من طلبت من ننشابور التوسل للآلهة لإنقاذها فقد أحست بنفسها ضعيفة , خائرة القوى , لم تعد قادرة على مقاومة رغباتهم !
سبع بوابات مرت بها , عند كل واحدة يطلب منها الحارس نزع شيء من زينتها وملابسها .
ننشابور وشارا ولتراك ودّوا إنقاذها والتضحية بحياتهم .. (( كلا يا ننشابور , لطالما كنت مخلصا لي محافظا عليّ , وأنت يا شارا لم أقدم لك شيئا لتفديني بحياتك , وشكرا لك يا لتراك الغالي , لن أرضى بموت أحدكم بدلا عني . سأعود لأضيء النهرين .. قالوا أن لإنانا أن لا تموت ولا تعرى .. سأعود ...))  . اغرورقت عيناها بالدموع وأردفت : (( وحده تموز من ملك روحي وكياني , سيقدم أغلى ما يملك من أجلي , تموز الخير , أينما بذرتموه ستنمو المحاصيل وتزداد غلة الأرض )) .
وجاء رد تموز حاسما محققا لبلاد الرافدين خروج إنانا من عالم الظلمة بعد أن حملته العفاريت فدية لحبيبته .
- (( ماذا أصنع بحياتي من بعدك ؟ كيف يعيش جسدي بدونك ؟ كيف لي أن أنبت وأنمو وقد أسروا الحياة ؟ أسروا حبيبة الروح ومهجة الفؤاد , ودمي الجاري في العروق.. )) .
تموز العظيم يبكي أنهارا .. تموز يعتصر قلبه , وتتمزق روحه ويأخذ الألم منه مأخذه .
- (( إنانا .. هاهي روحي , لتتلاشى في أرضك ولتعرفي أم كل جزء منها عشقك وعبدك ..
   أرجوك اقبليها وأعيدي للبلاد فرحتها وللسماء ضياءها )) .
وهكذا عم الفرح ميزوبوتاميا بتضحية كبرى لم يكن لها مثيل في الأرض قاطبة ! لم يكن أحد ليضحي كما ضحى تموز الخالد في الأذهان , والخالد في الألواح , والخالد في عمق التاريخ .
أرض الفراتين تحتاج لتضحيات .. تنادي هل من مخلص يعيد إنانا النور ويبدد ظلام الغرباء ؟



                                                          أحمد العتبي
                                        إعلامي رابطة الإبداع الثقافي / بغداد
                        عضو المفوضية العامة لمؤسسات المجتمع المدني العراقية
                                أحد كتاب قنديل للأعلام والنشر والتوزيع / السليمانية
                                          ahmedalatbi1@yahoo.com


4
ما بين المنصور و قلعة سكر ومدينتي ( المدحتية ) من يثبت عراقيتي ؟

كنت في طريقي الى المدحتية احدى مدن بابل الحضارة والتاريخ , المدينة التي احتضنت رفات ابي يعلى الحمزة ابن القاسم (ع) في جنوب الحلة عائدا من عملي في قلعة سكر عروس الغراف ومدينة الرمان, حالما بغد افضل , مسندا رأسي الى الخلف وقد أمتلا فكري بذكريات جميلة لسنين مضين من حياتي وأمنيات وأحلام وردية لأيام قد تأتي لي بفرح كنت قد فقدته فيما مضى .
 
في ذلك الطريق المليء بمفارز الامن والشرطة والمفارز الطبية التي استبقت زيارة اربعين الامام الحسين أبن علي ( ع ) مستقبلة الزوار الذين بدأوا المشي صوب كربلاء المقدسة .. استوقفتنا أول سيطرة في الطريق وبرز الشرطي يسألنا عن هوياتنا فأعطيته شهادة الجنسية اذ أنني لم أكن أحمل هويتي فأخذت احتياطاتي بحمل شهادة جنسيتي
اخذها كلها ثم نادى
محمد سعد ؟؟
فأجابه شخص جلس الى جانبي : نعم .. فأعطاها له شاكرا اياه
ثم تناول شهادة جنسيتي فنادى بأسمى وأجبته فقال ان صورتك قديمة ..قلت انها شهادة جنسية وليست معنية بالتغيير المستمر ولا أحمل غيرها فأعذرني
تأفف ثم قال: ان الصـورة شمسـية ولا تتبين ملامحهــا .. .طبعا هي شمســية لانها صادرة عــام 1997 ولم تكن معي صورة غيرها
لتحمل معك وثيقة أخرى ..  أخي هويتي في معاملة رسمية في بغداد فأكرمنا ودعنا نتوكل على الله
أعطاني اياها وقال ( هاي اخر مرة ) فأنطلقنا
وبدأ راكبوا السيارة بالنقاش : ( عمي حقه ابو السيطرة , الدنيا مو أمان , يابه ما تشيل وياك غير شي ؟؟ )
تبارك الصغيرة ستتلقاني حينما أصل البيت .. ستطلب مني هدية على عادتها .. والدي المسكين الذي بلغ الرابعة والستين من عمره , أفنى معظمها في سبيلنا .. والدي الذي سعى لأيجاد عمل لي ولأخي الاصغر فلم يفلح حتى اليوم.. كم نحن مساكين وكم ظلمنا القدر ؟؟
سيوصيني أن أنشر اعلانا آخر في جريدة الصباح أو أي صحيفة أخرى طالبا تعيين أخي .. أو يطلب مني الذهاب لدائرة الماء حيث زميله في الدراسة لأطلب منه مساعدتي في الحصول على عقد ما
سيطرة أخرى أقيمت على الطريق قرب مفرزة طبية لجمعية الهلال الاحمر الاسلامية الايرانية لخدمة زوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام
هوياتكم عيني .. تدلل يابه , رجل أربعيني أستوقفنا طالبا الهويات
مرة أخرى شهادة جنسيتي .. ياللمصيبة
اشو مو واضحة الصورة .. وبعدين ليش ما شايل جنسية أم الفسفورة ؟؟
فأجبته كما أجبت سابقه بأنها في معاملة في بغداد
شو لهجتك تختلف ,  من وين أنت عمي ؟؟
ولادتي بغداد وأنا أسكن المدحتية جنوب الحلة ... ليش ما نقلت نفوسك وخلصت من هاي اللغاوي؟؟ عمي ممكن تتفضل ويانه للضابط ؟
أكلما تنقلت من محافظة لأخرى من محافظات الجنوب أستغربوا لهجتي البغدادية وطلبوا مني الهوية ؟؟ ما الذي يحصل لي؟ أكنت مخطئا حين سافرت في مثل هذا اليوم ؟
 
نزلت وأقنعت الضابط فسمح لي بالعودة للسيارة التي وقفت بأنتظاري
أغمضت عيني التي المتني مستعينا بالظلام لأبدد صداعا في رأسي
كنت قد ذهبت الى دائرة الولادات في الاعظمية حيث ولدت اختي الصغيرة تبارك في مستشفى النعمان بين الناس المتدافعين اشق طريقي .. حصلت عليها نعم حصلت على جنسية اختي الصغيرة وكم كنت فرحا بها حين خرجت مسرعا
في المنصور حيث سجل نفوسنا كنا انا واخوتي عام 1997 وطلب منا اربعة صور كنا قد أعددنا اثنين فقط لكل منا فأضطررنا لأخذ صور شمسية لنقدمها لشهادة الجنسية
صحوت من غفوتي لأجد السائق يقول لي بأن لكنتي لا تشبه لكنة اهل الجنوب ؟؟ واخر بجانبه يقول انني لو كنت حاملا معي تأييد سكن من المختار لكان أفضل
يا للعجب أأحمل معي شهادة جنسية صادرة من وزارة الداخلية العراقية وتطالبني بحمل تأييد مختار لا يقدم ولا يؤخر وتحصل عليه بمبلغ خمسمائة دينار لا غيرها ؟؟
قدري الذي جعل حياتي اجزاء في مدن متعددة ؟ مدينة الاميرات ( المنصور ) التي ولدت فيها وعشت فيها ايام صباي والمدحتية التي اكملت فيها الاعدادية وبغداد مرة اخرى حيث انهيت دراسة الهندسة واخيرا قلعة سكر حيث أعمل اليوم
 
وصلنا مرادنا وجمعنا الاجرة بعد جدل حاد مع الراكبين والسائق لأشرح لهم ثم أعتذر لأنني كنت سببا لتأخيرهم ثلاث مرات
نزلت من السيارة لأركب واحدة اخرى سأئر نحو مدينتي حاملا معي ذكرياتي واحلامي وعذاباتي
 
 
                                                                                       احمد العتبي
                                                                                      17/2/2008
                                                                    اعلامي رابطة الابداع الثقافي / سابقا
                                              عضو المفوضية العامة لمؤسسات المجتمع المدني العراقية / سابقا
                                                            أحد كتاب قنديل للنشر والاعلام - السليمانية

صفحات: [1]