ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: Firas Hamdani في 23:01 31/07/2011

العنوان: في بيتنا طنطل ..!
أرسل بواسطة: Firas Hamdani في 23:01 31/07/2011
في بيتنا طنطل ..!
 
 
فراس الغضبان الحمداني          
 
 
كان الناس أيام زمان يعيشون ببساطة متناهية في كل شيء بما في ذلك تربية أطفالهم فعندما يخطأ احدهم كان الطنطل حاضرا في مخيلتهم وربما كان قائدا أو قائما فيه بحيث لا يبرح المكان إن هؤلاء الآباء والأمهات يعجزون أيضا عن ردع أولادهم ومنعهم الخروج من البيت بعد إن ينسدل الظلام أو يمنعوهم من ممارسة بعض الألعاب الخطرة أو يحثوهم على الدراسة والبقاء في المنزل وهم عادة لا يصغون ولا يرتدعون لكل ما يفعله الآباء ولكن الكلمة السحرية التي كانت تردعهم وتردع حتى الكبار منهم هو الإشارة إن الطنطل قادم إليكم .
 
والرديف للطنطل هي السعلوة أو الجنية ويقصد بها في التعبير المعاصر الأشباح وهؤلاء ليس بدعة شرقية بل هي أيضا غربية ويؤمن بها كبار الشخصيات في أمريكا وأوربا بل إن هناك منتديات تبحث وتناقش أسرار الطناطل والسعالي وكيفية ظهورها وتدخلها وتطفلها على حياة الناس  .
 
وعندنا للطناطل أو ما يمكن إن نسميه عالم الجن قصص وحكايات غريبة بل إن هناك من يدعي انه يعاشر ملكة جمال من الجن والعكس صحيح أيضا ونعرف مجموعات كبيرة من الذين يحترفون مهنة إخراج القرين أو الجن من جسد الإنسان باستخدام تلاوات قرآنية وعصا يجلدون بها الضحية بشدة وقوة ويأمرون الجن إن يخرج من الإصبع الكبير للضحية التي تتلقى ضربا مبرحا يقودهم إلى الصراخ والعويل وأحيانا يقودهم حتى إلى الموت  . 
 
لم تعد دعوة الجن لتأديب الأطفال مقنعة في عالم اليوم لان هذا الجيل لم تنطل عليه القصص والمقولات والادعاءات حيث أصبح الواحد منهم قادرا إن يهزم جيشا من الجن إذا ما ظهروا له في سواد الليل وعز الظهر لان هذا الجيل هو جيل الانترنت والفيسبوك والتيوتر .
 
 وهم الذين أصبحوا اليوم  بمثابة الطنطل أو الجني الذي يخيف كبار الطغاة في العالم ويهزم جيوشهم ويهز عروشهم  وان ما حصل ويحصل في بلاد العرب وما فعلته حركات الشباب من مظاهرات غضب واحتجاجات بأنهم الجن في حد ذاته والدليل ما أصاب الطغاة بالهزيمة والخوف والغثيان واللوثة العقلية .
 
 فهل يا ترى يستطيع الدكتاتور إن يكون قادرا على هزيمة الجن البشري أم انه سينهار ويخرج من جسد الأمة كما يخرج القرين من جسد الضحية اثر ضربات الشيخ المتعامل مع الجن .
 
 وفي الختام هل يستطيع الآباء اليوم إخافة أبنائهم وجعلهم يركنون أماكنهم بكلمة في بيتنا طنطل وحتما سيقولون لمن يقول ذلك ( احجيه عالدبه ) .
 
firashamdani@yahoo.com