عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - وديع زورا

صفحات: [1]
1
اخي العزيز ابا سعدون الورد اسعدتني وشرفتني بمرورك واستمتعت كثيراً بكلمات وعبارات تعقيبك ، شكراً لك... من يريد ان يغير هوية القوش الكلدانية . لو كانت القوش أشورية كما يزعم غلاة الفكر الآشوري  والمتأشورين ، فلماذا طلب من أهل القوش الكلدانية سنة 1933 ان يخرجوا الأثوريين اللاجئين من بلدتهم ، والسبب كان صدور فرمان مجحف يقضي بإبادة الأثوريين . فلو كانت ألقوش اثورية كما يدعون فلماذا لم تضرب بالسيف الذي كان يشمل كل الآثوريين.. تحيتي وتقديري

2
أخي ديفيد الهوزي شكرا للتعقيب والمشاركة .. لا تهمّك بعض الأصوات النشاز التي تقف دائما بالضد من هويتنا الكلدانية .. أن اعظم هدية يمكن
أن يقدمها إنسان لآخر هي مراعاته لشعور وانتماء الاخر ، مثلما يراعي شعوره وانتمائه ، ويراعي حقوق الآخر مثلما يراعي حقوقه.. .تحيتي

3
عزيزي يوسف شيخالي .. شكرا لمطلعتك الموضوع  و مداخلتك القيمة.. عاشت هويتنا القومية الكلدانية .. تحيتي وتقديري

4
الهوية الكلدانية فخر واعتزاز

وديع زورا
للهوية القومية تعريفات متعددة حسب العلم الذي يبحث فيها النفسي والاجتماعي ، وسنقتصر هنا على تعريفها في مجال علم الاجتماع. تتفق اغلب التعريفات بأنها مجموعة الخصائص التي يتمكن للفرد من خلالها ان يعرف نفسه في علاقته بالجماعة التي ينتمي اليها والتي تميزه عن الافراد المنتمين للجماعات الاخرى ، هذه الخصائص او المميزات الجمعية لا تتكون صدفة او بقرار في لحظة تاريخية معينة ، بل تتجمع عناصرها وتتطبع الجماعة المعينة بطابعها الخاص على مدار التاريخ المعين حيث التواجد ، من خلال تراثها الابداعي ، وطابعها الحياتي ، وواقعها الاجتماعي ، المتضمنة .. الرموز والعادات والتقاليد والفن والملبس والنطق والثقافة ، التي تعتبر اهم مكونات القومية المعينة ، وهذه تكتسب وراثيا.  فهل الوريث يمكنه المحافظة عليها ؟ والجواب عبر الزمن ممكن نعم وممكن لا ..  لكن العروق المكتسبة وراثيا تبقى هي هي ( دي ان اي ) الجماعة المعينة والمعنية ، تضل محتفظة بوجودها وحيويتها  بينهم من حيث القيم والتراث الثقافي والادبي والفني ووالخ ، سواء كانت الجماعة تعيش على ارضها التاريخية او موزعة في ارض الشتات.
من الملاحظ انه في الفترة الاخيرة وفي كثير من الموضوعات اثارت مسألة الهوية الكلدانية  ومحاولات يائسة بائسة لنفي وجودها ، وخصوصا في قسم من مدن وبلدات سهل نينوى ( القوش واحدتهم) ، دون مراعاتهم لأبسط  قيم الموضوعية والادبية والثقافية ، محاولين قلع الوجود القومي الكلداني فيها ، لاسبابهم الخاصة بهم ، دون حكمة او دراية وحتى بعيدا عن التاريخ واسسه الموضوعية.  نعم هناك تنوع اثني وحضاري ومذهبي لمسيحي العراق ، لكن هويتهم القومية الكلدانية قائمة وحاضرة لا مفر منها ، كونها واقع تاريخي وحضاري وبشري ، لا يمكن نكرانه مع وجود الاخرين نكن لهم كل الاحترام والتقدير ، والفكر القومي انتمائيا هو شعور واحساس للذات الانسانية بعيدا عن التعصب الاعمى والغاء الاخر.  فمثلا انا كلداني اعتز وافتخر بكلدانيتي ، ولكن ليس من الواقع نكران وجود الاخرين ، من حيث حقهم الانساني اينما تواجدوا على الارض ، ولا يمكنني نفي وجود وتواجد الحضارات الاخرى ذات طابع خاص بها ، ولا يمكنني الغائها ، بل يفترض مني التعايش معها واعطائها حقها الانساني المطلوب احترامه مهما اختلفنا في الرؤي والمواقف الفكرية والايدلوجية ، لكننا نشترك في الجانب الانساني والوطني.  للأسف بعض الافراد .. تحاول ان تعمق الهوة بيننا ( ضمن الكلدان انفسهم) ، فأنا مع الديمقراطية وحرية الرأي والمواطنة الانسانية ، لكن هذا لا يعني مطلقا ان اتخلى عن كلدانيتي وقوميتي وتفكيري بخصوصيتي لتنتزع مني عنوة. لا بالعكس فأنا من ضمن المفتخرين والمعتزين بها.
لقد قراءة مقالات وتصريحات من هنا وهناك في هذا الاطار السقيم للغاية ، وللأسف الشديد جميعها مبنية على الشخصنة الذاتية العقيمة ، بهجوم غير مبرر على الهوية الكلدانية ، في تقديري ان كل من شكك في هوية الكلدان يعاني من ازمة  داخلية مرضية قاصرة في حدها الادنى ، نتيجة احساسهم بالدونية وحقد اعمى على هويتنا الكلدانية المعتزين بها أيما أعتزاز وتقبل والقبول بها.
6 حزيران 2023


5
الاستاذ الدكتور عبد الله رابي المحترم .. مقال رائع جدا جد يوضح محتوى الرسالتين ويستحق القراءة والوقوف عنده.. نحن الكلدان نعتز ونفتخر بقوميتنا الكلدانية بمنأى عن سياقات التعصب والتطرف، نحن نحترم جميع القوميات والاثنيات والاديان ونطلب من الجميع بالمقابل احترامنا .. إن وحدة شعبنا المسيحي العراقي لا تعني مطلقاً ان تأسيسها ينبغي ان يتم على أشلاء الكلدان .. تحيتي

6
عزيزي استاذ هيثم ملوكا جزيل الشكر على هذا الحوار الصحفي مع الدكتور عبد الله رابي ونحن ممتنون وشاكرين له للوقت والجهد الذي بذله
 للاجابة على الاسئلة المتنوعة.. لقاء شيق وممتع جداً ومفيد ومليء بالمعلومات والافكار.. تحيتي

7
الاخ الاستاذ هيثم ملوكا المحترم.. شكرا لحضرتك على هذا اللقاء والحوار الشيق مع قامة كلدانية شامخة فالاخ الدكتور نزار ملاخا غني عن التعريف
 فهو باحث في تاريخ بلاد ما بين النهرين ومؤلف كتب وقد صدرت له مجموعة من الكتب والدراسات بهذا الخصوص.. تحيتي وتقديري

8

أيها المواطن العراقي انتخب باستقلالية
وديع زورا
العراق شهد على مدار الأيام القليلة الماضية نشاطات وتحركات الأحزاب والتنظيمات السياسية والمرشحين الفردي، وسط أجواء مفعمة بالحياة والتفاؤل بالمستقبل القريب، حيث تتواصل الحملة الدعائية لمرشحي انتخابات البرلمان العراقي وتسير عملية الدعاية الانتخابية في العراق من منطلق حزبي وسياسي مستقل وببرامج انتخابية متعددة تتعهد بعلاج المشاكل الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. كما انتشرت في عموم المحافظات صور المرشحين من مختلف القوائم والمرشحين الفردي في كل مكان. فالكل يعمل كخلية نحل حيث تعقد العديد من الاجتماعات والندوات العامة والحزبية والشخصية والمقابلات على القنوات الفضائية لإطلاع الناخبين على برامجهم وكسب أصواتهم.
أينما توجهت وأينما جلست في الأيام القليلة الماضية وفي كل حديث أرى المقابل لا يلقي بالا لهذه الانتخابات  بل لا يكاد يعرف عنها شيئا ، وان علم فهو ممن لا يؤيدون المشاركة فيها، فإذا توجهت بسؤاله أجابني بأن أصواتهم في هذه الانتخابات لن تقدم ولن تؤخر، مثلها مثل الانتخابات التي سبقتها، سيفوز من أريد له الفوز، وسيخسر من دبرت له الخسارة، لا أنفي ذلك، لكن لم لا تغيروا من هذا الواقع ، لم لا تثبتوا وجودكم انتم الناخبين، وتثبتوا أهمية أصواتكم في هذه الانتخابات، لماذا تستهينوا بأهمية هذه الانتخابات؟ لماذا تهملوها؟ مع أنها مهمة جدا، لمصلحة العراق. لم تبقى على الانتخابات الفاصلة سوى ايام محدودة، عليكم أن لا تدعوا هذه الفرصة تفوتكم فاختاروا من يمثلكم من المستقلين... أمامكم قوائم المرشحين، على الناخبين أن يصوتوا للمرشحين الجدد من الشباب وعلى وجه الخصوص المرشح الفردي، واختيارك سيساهم بإحداث تغييرات جذرية لمحاربة الفساد باختيارك الوجوه الشابة الجديدة. لذلك فنحن نتوخى الأمل في الشابة الحقوقية هبة جرجيس عبد الاحد القس تسلسل رقم 136  ولسبب بسيط وهي الكلمة الحرة الصادقة والمعبرة عن أمال وطموحات الشعب العراقي بكافة مكوناته، وتستطيع التصويت لها من  كافة الدوائر الانتخابية وجميع مراكز الاقتراع وفي جميع مدن العراق .
صوتك قوة لا تستهين به .. ثق في صوتك، ثق في قدرتك على الفعل، لا تنطلي عليك أيها الناخب الأعيب وأكاذيب الآخرين وتبيع صوتك بثمن بخس، لا تنخدع وراء شعارات أو بيانات أو وعودا زائفة بعيدة كل البعد عن الواقع العراقي. ايها الناخب صوت ألان وتذكر أن تصويتك أمانة في عنقك، فاحرص على صون هذه الأمانة وتصويتك مطلوب للمرشحة الشابة المستقلة الحقوقية هبة جرجيس عبد الاحد القس تسلسل رقم 136.. وتصويتك ليس فقط حق دستوري وإنما واجب في هذه الظروف، واجب نحو تحقيق ذاتك. فالأيام القادمة هي ايام الحسم في بروز عراق جديد يختلف كليا عن الماضي التعيس.

9
الاستاذ الشماس اديب كوكا المحترم
شكرا على المقال الرصين وحرصكم على لغتنا وطقسنا الكنسي الكلداني ..الشعب الكلداني كان مستمراً مع الوطن (بلاد وادي الرافدين) العراق حاليا ولم يختفي اسمه من التداول ابداً، وفي حين الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، ارادوا ان يكون لهذا القوم هوية وطنية قومية، لأن الكاثوليكية تحتوي مختلف الشعوب فكان الأسم بطريركية بابل على الكلدان يعود لهذا الشعب لتمييزه عن الشعوب الأخرى، ما تبقى من شعبنا الكلداني يحتفظ بلغته الكلدانية وطقسه الكلداني. لكن يبدو في الأفق ان هنالك رياح تحاول قلع جذور هذا الشعب تحت حجج واهية!! .. تحيتي


10
الاستاذ يوحنا بيداويد المحترم .. احسنت النشر .. كلام رائع وهذا واضح في كتابة مقال رائع وتحليل جميل وسلس من معطيات
تاريخية ودينية عن بابل وأهميتها لدى الكلدان.. تحيتي

11
اخي استاذ ناصر ..مقال رائع وراقي جدا يستحق القراءة عن العلاقة بين الراعي الصالح وابناء شعبه.. تحيتي

12
شكرا جزيلا لجهودكم على طرح الموضوع المفيد والمعلومات القيمة ..  اننا كآباء وتربيون
 لا بد لنا من دعم تعليم اولادنا اللغة الأم والمحافظة عليها لأن هذا حق من حقوقهم الإنسانية .. تحيتي

13
احسنت النشر استاذ ناصر .. كل ما هو ممكن يكتب بشكل مبتذل لينال رضى
مرؤوسيه ويحظى بتشجيعهم المادي والمعنوي مع الاسف.

14
إذ أردت ان تلغي شعبا أستهدف ثقافته ولغته
بقلم وديع زورا
الثقافة تختلف معناها، باختلاف ظروف استخدام المصطلح، فصفة الثقافة للفرد، تختلف جذرياً عن صفة الثقافة لمجموعة من الاشخاص او مجتمع، كما أن محاولة الوصول إلى التعريف الشامل، ما تزال جارية حتى الآن، وربما لن تتوقف. فالثقافة بمفهومها العام هي ذلك النسيج من الأفكار والعادات والتقاليد والمعتقدات والفنون والمهارات والابداع، ولغة وتاريخ وقيم وأنماط السلوك التعليمي الذي يكتسبه الأفراد في جماعات تعيش في المجتمع الواحد، مما ينشأ في ظله كل عضو من أعضاء الجماعة، ومما ينحدر إلينا من التجارب الماضية في المعرفة والقيم، ونأخذ به كما هو أو نطوره في ضوء مطالب الظروف المعاصرة، لاسيما في هذا الوقت الذي يجابه فيه أنماطاً غريبة من الثقافات الدخيلة التي تحاول تمرير الغث وتسويف الزيف ... يقول الفيلسوف والأديب الفرنسي الشهير جان بول سارتر عن الثقافة ( ان الانسان يضفي ذاته، يتعرف فيها على ذاته، وهي وحدها المرآة القوية التي تعكس صورته).
لكل شعب أو مجتمع ثقافة تحدد الإطار الذي يضبط سلوك أفرادها، لتتميّز بها عن شعوب ومجتمعات أخرى وهذه الخصائص المميزة يعرف بها نوع ونمط ونهج أي شعب أو مجتمع. إن قدرة الشعوب والمجتمعات على مواجهة التيارات الفكرية والثقافية والوافدة من الشعوب والمجتمعات الأخرى، يتوقف على نوعية وصلابة ووضوح المنهج الثقافي الذي تقوم عليه لحمة نظامها الاجتماعي.
منذ مئات السنين استطاع الكلدان بواسطة ثقافتهم أن يقدموا للإنسانية حضارة عظيمة ما زالت شواهدها قائمة الى اليوم، تمثلت في العلوم الطبية والصيدلانية والرياضيات كإيجاد نظام خاص بالعدد وتنظيم الوقت من خلال تحديد رأس السنة وتقسيمها الى شهور فأيام فساعات ودقائق وثواني، ومعرفتهم حركة النجوم والمسافة التي تفصل بينها ومواقعها وعن دوران القمر حول الشمس، وبراعتهم ومهارتهم في الهندسة المعمارية التي توجت ببناء جنائن بابل المعلقة في عهد الملك البابلي نبوخذنصر الثاني، وغيرها الكثير من العلوم والمعارف التي شهد لهم بها العلماء والباحثين والمختصين بالتاريخ القديم وخاصة تاريخ بلاد وادي الرافدين.
ويمكن القول إن اللغة هي جزء مهم من الثقافة، المجتمعات تعبر عن نفسها في علاقاتها وتعليمها من خلال اللغة، كما تعتبر اللغة الشيء الذي يميز البشر عن جميع المخلوقات الاخرى، وكل مجتمع بشري معروف لديه لغة التواصل بها. فاللغة ليست فقط صفة توصف مجموعة من البشر بل هي أبعد من ذلك، إنها هويتك وشخصيتك ومستقبلك وحضارتك وتاريخ أسلافك. أنت من تحمل لغتك وتطوف بها في هذا العالم مسؤولية كبيرة تقع على عاتقك، والواقع أن استهداف اللغة استهداف للفكر، فالإنسان في مجتمعه وبين أهله وذويه يتخيل ويفكر بوحي من لغته القومية ويتكلم بوحي من افكارها، وعملية إضعاف اللغة الكلدانية في بيوتنا وكنائسنا وعموم تواجدنا ، فهو خطر فادح يحيق بمصير هويتنا الكلدانية ووجودها على وجه الخصوص، من خلال الدعوة الى التمسك باللغة العربية ونشرها في القداس لمؤمنين جلهم من المتكلمين باللغة الكلدانية داخل العراق وفي المهجر، فأن الكنيسة والكهنة والشمامسة لهم دور كبير في المحافظة على اللغة والتراث الديني والثقافي، علينا أن نعي تماما أن لغتنا هي احد المقومات الرئيسية لثقافتنا الكلدانية.
وتحضرني هنا بعض ذكريات الطفولة عندما كنا تلاميذ في مدرسة الناشئة الابتدائية _ محلة السنك / بغداد في كنيسة القديسة تريزا وتسمى ايضا كنيسة باتري بير في عهد الأباء الكرملين، بعد أن هاجر أباؤنا من بلدات وقصابات شمال العراق الى بغداد بقصد العمل في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، حيث كنا نكثر الكلام بلغتنا الكلدانية بمجرد خروجنا من باب الصف وأحيانا داخل الصف، كان المعلمون لا يرغبون في هذا بل كنا نعاقب أحيانا، والمؤسف أن بعض الأباء أولى الاهتمام لهذا الأسلوب، فكانوا يرون أن الولد الذي يتكلم العربية دون أن يتكلم اللغة الكلدانية هو الأفضل بين زملائه، مما وسع الهوة بين الأجيال المتأخرة ولغتهم الأم.
رغم كل ما تعرضت له لغتنا وثقافتنا الكلدانية من هزات عنيفة والرجات القوية في تاريخها، إلا أنها استطاعت أن تبقى حية وستبقى المعين الصافي الذي يروي ظمأ الكلدان على مدار تاريخهم، فلا تنحني أو تنطوي أمام الثقافات الوافدة وإنما تسموا عليها وتستوعبها دون أن تذوب فيها.

15
اخي استاذ طلال شكرا على الموضوع المطروح .. مفارقة رائعة جلبتها
 في الوقت المناسب ..مع الاسف ان صاحب الشأن ينسى ما صرح به قبل فترة من الزمن.. تحيتي

16
اخي الفاضل الدكتور عبد الله رابي المحترم
تحية وتقدير
مقال اكثر من رائع بخصوص الموضوع المطروح .. من المهم عند معرفتنا قرار السينودس للكنيسة الكلدانية الاخير
والموافقة على مقترح البطريرك مار ساكو تغيير تسمية بطريرك بابل على الكلدان الى تسمية جديدة .. هو معرفة الهدف
الحقيقي لذلك. فتغيير الاسم له معان وأهداف ولم نسمع أي توضيح وتفسير  .. تحيتي


17
الاخ زيد ميشو المحترم
تعازينا القلبية بانتقال ابن عمكم المرحوم طلعت ميشو ( الحكيم البابلي)  الى الاخدار السماوية سائلين من الله ان ينعم
عليه برحمته الواسعة ويسكنه الملكوت، ويلهمكم وأهله جميعا الصبر والسلوان.. امين


18
أخي استاذ ناصر عجمايا المحترم
العلاقة بين المجتمع المدني والمواطنة علاقة مصيرية وكثير من الساسة زجوا بمفردة المواطنة في خطاباتهم وتصريحاتهم وأستخدموها أينما ذهبوا إلا أن الامر ليس سوى محاولة للاستهلاك الإعلامي وإفراغ المواطنة من معانيها كضرورة بالنسبة للعراق. فإن المواطنة ستكون خارج أولويات المعنيين في مجتمع تتنامى فيه التيارات الدينية والقومية والعشائرية ولا يوجد تحرك مدني ديمقراطي حقيقى على الساحة السياسية العراقية، كل الامور السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في العراق تتحكم بها التيارات الدينية واتباعهم من الفاسدين .. تحيتي


19
الاخ الاستاذ اسطيفان هرمز المحترم
 جزيل الشكر على المقال المميز و المفيد .. بعد أن قطع الجنس البشري أشواطا في التقدم وخدمة الانسانية عبر أزمنة عابرة لكن ما زالت عقليات شوفينية وعنصرية تحيي افكارا خارج نتاج المواطنة والإنسانية وتجتر افكارا وخطابات مستهلكة تخدش بها شعور الشعب الكلداني دون الاحتكام إلى منطق العقل حسب معايير حقوق الإنسان الواردة في الاعلانات والمواثيق الدولية. فنحن الكلدان مع ثقافة الحوار والانفتاح على المجتمعات الانسانية وتجارب الثقافات المختلفة وقبول الآخر ، ومع الرأي والرأي الآخر ، نؤمن بالتعددية القومية والدينية والمذهبية ، وباختلاف وجهات النظر المختلفة دون تحولها الى خلاف صعب وعسير ، وهذه القيم ثابتة ومتجذرة تاريخياً ، وليست حدث عابر ولا شعارات جوفاء لا معنى لها يتم الترويج لها.. تحيتي


20
السيد سامي هاويل
ان التاريخ كالبحر يمكن ان نغرف منه ما نشاء وحسب ما يوافق مصلحتنا. إن المسألة القومية هي مشاعر الانسان ، اذا لم يكن لك مشاعر للهوية الكلدانية
 والتمسك باللغة الكلدانية ، والطقس الكلداني وعادات الزواج ، والمأكولات والملابس والأغاني وغير ذلك من العادات والتقاليد كل هذه تعبر عن ظواهر قومية
وتشير الى  خصوصية الهوية القومية والانتماء الكلداني ابا عن جد والأجداد .. تحيتي   
 
 



21
ألأخ الاستاذ الدكتور عبدالله رابي المحترم
شكرا لك على الموضوع المميز و المفيد وطرحك الاكاديمي ومن جميع الجوانب.. في الواقع أود ان يبقى محفوراّ ، في ذاكرة الآخرين
وفي ذاكراتنا نحن الكلدان. أن هناك قومية كلدانية ضاربة جذورها عمق الأرض في وادي بلاد الرافدين ، لن يستطع أحد طمسها او تهجينها بهوية مركبة.. تحيتي .


22
عاشت ايدك استاذ هيثم ملوكا على هذا المقال .. الكلدان شعب حر ينبغي ان تحترم إرادته وهويته القومية
 لا ان تفرض عليه تسمية مركبة هجينة، نحن في زمن الحرية وزمن حقوق الإنسان  .

23
اخي استاذ ناصر عجمايا المحترم
تحية واحترام
بداية أشكر لك طرحك لهذا الموضوع المهم والحساس بأسلوب شفاف ومعبر .. بعض الناس يفهمون انهم الوحيدون على صح..
فإذا وجدت نفسك تحاور نموذجا من هؤلاء المتعصبين المتزمتين لآرائهم فدعة ولا تتعب نفسك
 فإن كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب .


24
 السيد اوشانا47... أن إلغاء وجود وهوية شعب هو انتهاك لحقوق الشعوب بحسب القوانين الانسانية الدولية .
 رغم ان الهوية القومية الكلدانية متأصلة في قلوب الكلدانيين وان صفحات تاريخ بلاد ما بين النهرين سطرت باحرف من نور منذ بدايات ظهور البشرية وجود قوم يتسمى بالكلدان ، الكتاب المقدس الذي يعد اسمى واصدق الكتب المدونة قد نقل عنوان هويتهم ودلالاتها القومية بكل صدق وأمانة ويؤكد على الهوية القومية الكلدانية ويصف نسلهم بالشعب حيث نقرأ ( ان اولئك الشعب هم من نسل الكلدانيين ) ، ومن العهد الجديد ذكر الكلدانيين بتسميتهم الصريحة هذه . فهناك ما لا يعد ولا يحصى من الأدلة والشواهد التاريخية التي تؤكد على ثبات واصالة التسمية الكلدانية كما وردت تسميتها في حوليات ملوك اشور التي تحدثت عن شعب اسمه الكلدان وعن بلادهم التي اسموها بلاد الكلدان  واذا لا تروق لك اعترافات ملوك اشور فلدينا الدليل المادي الدال على افتخار سلسلة البطاركة الشمعونيين النسطوريين الذي توارثوا الكرسي البطريركي لمئات السنين بهويتهم الكلدانية وبنسبهم الكلداني وذلك من خلال استخدامهم للختم الرسمي للكرسي البطريركي المكتوب عليه ( محيلا شمعون بطريركا دكلدايي) والتي تعني الضعيف شمعون بطريرك الكلدانيين  ، هذه اخر مداخلة لي ..  تحيتي


25
  oshana47..كبرنا لدرجة ٱننا نتجنب الجدال و النقاش العقيم
و ٱستهلاك الطاقة بلا فائدة مع بعض البشر

26
السيد اوشانا 47 ... هل نؤمن بما اورده المؤرخون والباحثين والرحالة وما ورثناه من الآباء
والأجداد من وجود كلـــدان كقوم أثني يعيش على هذه الأرض منذ الاف السنين ؟
ام نرضخ ونؤمن بما يطره بعض الكتاب أن الكلدانية مذهب كنسي .. تحيتي

27
الأخ أوشانا 47 المحترم.. من يشك في مصداقية اصله عندئذِ عليه ان يبحث ويسأل..
 فنحن الكلدان متأكدين من هويتنا القومية الكلدانية ولسنا بحاجة للسؤال والتأكد منها..

28
لا استاذ دومنيك .. د. منى ياقو لا تعترف بوجود الكلدان والسريان كمكونات قومية وهذا ابسط حقوق للانسان.

29
الأخ عبد الأحد قلو المحترم
نشارككم مصابكم الأليم ونصلي ان يكون آخر احزانكم..  الراحة الأبدية اعطه يا رب ونورك الدائم فليشرق عليه.


30
تسلم استاذ دومنيك كندو على المعلومات القيمة عن عيد اكيتو البابلي -الكلداني .. تحيتي وتقديري

31
تشكر استاذ دومنيك كندو على المعلومات التاريخية القيمة..
تحيتي وتقديري


32
الاستاذ هيثم ملوكا المحترم
مقابلة وحوار رائع مع الاستاذ الفنان سمير زوري والتي قدم فيها معلومات قيمة
عن تراث وأصالة الشعب الكلداني.
تحياتي وتقديري اليكم

33
الاخ غانم كني المحترم
أشكرك علي قراءتك المقال والتعليق عليه . في الحقيقة ان توحيد الكلمة
 والصف والخطاب لا يتم كل ذلك إلا بالتفاهم والحوار الحضاري ، نحن
في هذا الظرف احوج ما نكون الى توحيد الصف والكلمة ، ينبغي فتح
 قنوات تواصل وتفاهم بين القيادات الحزبية والقواعد والجماهير ، لا سيما 
مع النخبة المثقفة منهم ، لكي يصار الى تفاهم وتنسيق المواقف.. تحياتي

34
الأخ سمير عربو المحترم
شكرا على قرائتك للمقال واستحسانك لما تضمنه ، وما اضفت اليه من رأي وإثرائك الموضوع بفكرة امكان
عقد مؤتمر كلداني عام افتراضياً من خلال تشكيل لجنة والاستفادة من أي تطبيق على الانترنت.
 في حالة صعوبة تطبيق عقد المؤتمر على ارض الواقع ..اقترح تطبيق البرنامج المجاني زوم (ZOOM ) ويسع الى 100 شخص
مع مشاركة الصوت والفيديو والشاشة ..تحياتي


35
الاخ ديفيد برنو المحترم
شكرا لمرورك وتعليقك على الموضوع واحترم رأيك ..
 انا اتفق مع  مداخلة الأخ مايكل سيبي بخصوص الموضوع . فالكاتب يكتب رأيه
 في عنوان ومتن الموضوع ، وهو غير مجبر للرد على الآراء المتفقة او المخالفة
 لفكرة الموضوع المطروح ، ومع ذلك يحاول بعض الأخوة الرد على المداخلات ، كما
ان للقارئ رأيه ويستطيع تدوينه على الموضوع او بكتابة رد مستقل...تحياتي

36
الأخ الدكتور صباح قيا المحترم
شكرا على قرائتك للمقال ومساهمتكم وتحليلكم ، وعليه باعتقادي التحرك مطلوب
وفق الممكن من دون أن ننسى لما هو أفضل ، أنها محاولة للم الشمل الكلداني
 في الاتجاه الصحيح والمتفق عليه وفق البرنامج
للعمل بموجبه كتحصيل حاصل عند عقد المؤتمر..تحياتي

37
الاخ فاروق يوسف المحترم
شكرا على قرائتك للمقال ومشاركتك وفي ملاحظاتك التي تعبر عن وجهة نظرك .. تحيتي

38
السيد نيسان سمو المحترم
شكرا لاهتمامك ومتابعتك للموضوع وبيان رأيك مرة ثانية .. تحيتي

39
الاخ زيد ميشو
شكرا على قرائتك للمقال وابداء رأيك فيه وما اضفت من ملاحظات.. تحيتي

40
الاخ مايكل سيبي المحترم
شكرا الك قرائتك الموضوع وعلى تعليقك .. تحيتي

41
السيد نيسان سمو المحترم
شكرا لك قرائتك مقالتي وأود ان اقول ان ما كتبته في رسالتي هو رأي ، انا اؤمن ان لكل شخص حق
 في بيان رأيه ووجهة نظره .. انا لا اتفق معك فيما اوردت وذهبت اليه .. تحيتي

42
الاخ الاستاذ ناصر عجمايا المحترم 
كل التحية لك والتقدير علي مرورك واهتمامك وأشكرك من كل قلبي علي مداخلتك الرائعة التي اغنت الموضوع ، دمت ودام قلمك الراقي .. تحيتي

43
الواقع السياسي وضرورة عقد مؤتمر كلداني عام

وديع زورا

لا شك أن التكنولوجيا التي وصل العالم اليها في القرن الواحد والعشرين ، وما يشهده العالم من تقدم تكنولوجي في مجال المعلومات ، اصبح الوعي والمعرفة المعلوماتية تشكل نظم الحياة وسلوكياته المجتمعية ، فلم يعد مقصوراً على النخبة المثقفة فقط ، بل تعدى الجميع بفعل ظهور الانترنيت والقنوات الفضائية والثورة المعلوماتية المنفتحة على عموم البشر.
ان الانسان الكلداني اخذ يميز ما يدور من حوله من امور في الساحة العراقية ، وأصبح له رؤى ودراية يفرز الايجابيات والسلبيات على حد سواء ، يترقب عن ما ستفعله التنظيمات السياسية الكلدانية نحو تصحيح مسار الغبن الذي لحق بالكلدان على عقود من الزمن الغابر ، من خلال تقديم الحلول الناجعة لمعالجة المشاكل وقضاياهم المصيرية لمواكبة العملية السياسية في العراق ، على امل ان تزول لهجة النواح والندب والعويل على واقعنا المؤلم دون الاجادة الواقعية والموضوعية.
ان الشباب الكلداني ينقسم الى قسمين : الاول يجهل العلوم السياسة ، والثاني يملك المعرفة المتميزة في الامور الحاصلة على مجمل الساحة الكلدانية والعراقية ، متشوقاً للانخراط في العمل السياسي ، لكنه يرى في التنظيمات السياسية الكلدانية علّة الكسل والخمول الفكري والسياسي ، فانخفض مستوى المشاركة السياسية من حيث العدد والنوع ، وعليه أدت الى التباعد بين القيادات السياسية والجماهير ، بسبب ضعف العمل العلني المعلن من جهة ، وعدم تجدد وتجديد خطابها السياسي المساير للتطور الحاصل على الوضع السياسي العراقي السلبي ، وفي غياب ترتيب اوضاعها بفقدانها لاستراتيجتها العامة وخطابها السياسي المؤثر الفاعل ، ناهيك عن الضعف الحاصل في طرق وأساليب عملها وبنائها التنظيمي ، مما أدى الى النمو الحاصل لظواهر الانتهازية ومآربها الشخصية ، تحقيقاً لمكاسبها المادية بحب الذات بعيداً عن نكرانه المطلوب ممارسته على أرض الواقع ، مما جعلت الجماهير الكلدانية تبتعد كثيراً عن التنظيمات السياسية ، مما أدى الى تراجع كبير لتلك التنظيمات بشكل ملفت للنظر.
 ان برامج معظم التنظيمات السياسية الكلدانية قد تجاوزها الزمن بكثير ، ولم تعد تتلائم مع متطلبات عصرنا الحاضر الذي نعيشه ، ومن ثم فان تلك البرامج باتت لا تصلح للخطاب السياسي الكلداني المؤثر على الساحة السياسية ، لذا فالحاجة الملحة تتطلب المراجعة والتعديل والتجديد بما يجعلها تتناغم وتنسجم وتتعايش مع طبيعة القضايا المطروحة على الساحة السياسية القومية والوطنية.  فالحاجة أصبحت ماسة وضرورية جداً قبل فوات الأوان ، لأن يعمل كل تنظيم على اعادة النظر في برنامجه وتنقيحه وتعديله وفق متطلبات العصر والزمن ، بتضمينه رؤى وأفكار جديدة تتناسب مع متغيرات وتحديات العصر ، حتى تستطيع تلك التنظيمات مواجهة التحديات في المرحلة الراهنة ، داخل الوطن بمراعاة الأوضاع العامة والخاصة للفرد الكلداني على أسس قومية ووطنية وإنسانية ، وبموجب التحديث والتجديد لبرامج التنظيمات ، مقارنة بأدائها السياسي العملي لخدمة الجماهير الواسعة لإنهاء معاناتها بأقرب وقت ممكن.
فلا يكفي أن تتضمن برامج التنظيمات السياسية الكلدانية مطالب معينة ، وإنما لابد من برنامج عمل وتواصل مستمر ومقنع لتحقيق ما تؤمن به من أفكار وأهداف ورؤى. فالأفكار الملاصقة لمصالح الجماهير الغفيرة لا تموت ولكنها بحاجة الى وقت وعمل دءوب ونضال مستمر ومتواصل ، كي تختمر لتعطي ثمارها بعد عمل جاد بتخطيط سليم لقوى النضال الحقيقية صاحبة المصالح العامة بعيداً على النوايا والأهداف الفردية القاصرة ، ولهذا باتت غالبية قيادات هذه التنظيمات السياسية في عزلة تنظيمية بعيدة عن قواعدها ، بسبب غياب الديمقراطية السياسية الداخلية الحزبية في صفوفها كونها غيبت الرأي الآخر مستبدة بآرائها ومصالحها على حساب رفاقهم وجماهيرهم.
لذلك لا بد من العمل الفاعل والمؤثر ، لعقد مؤتمر كلداني عام يشارك فيه المهتمين بالشأن القومي الكلداني خارج الاملاءات ، يصاغ وفق التصورات الجديدة ، باعتماد أسس الديمقراطية السياسية السليمة النوايا والأهداف ، مع تلاقح الافكار والآراء بحسن النوايا والأهداف النبيلة ، التي تتيح اطلاق المبادرات والمصارحة مع الوسط الشعبي الكلداني ، مع نبذ العقل الجامد بحوار عقلاني مؤثر ، بالبحث عن البدائل الاخرى الممكنة لتحقيق نتائج افضل في ظل موازين القوى الراهنة.
من هنا اصبح عقد مؤتمر كلداني عام في الوطن يستقطب كل القوى الحزبية السياسية الملتزمة والمستقلة ، لتشكيل هيئة سياسية جديدة شاملة للجميع في الداخل وعموم دول الشتات ، أنه مطلب جماهيري حقيقي معبر عن إرادتهم وأهدافهم ونواياهم ، كضرورة موضوعية في هذه الظروف العسيرة التي يمر بها شعبنا الكلداني . بموجب التطورات الحاصلة في ساحة العمل السياسي .

44
اخي الدكتور نزار ملاخا المحترم .. مقالتك خارطة طريق للتفكير بعمق توضح المستقبل والخطوات التي يجب اتخاذها .. تحيتي

45
اخي استاذ هيثم ملوكا المحترم .. نحن الكلدان نعتز ونفتخر بقوميتنا الكلدانية بمنأى عن سياقات التعصب والتطرف نحن نحترم جميع المكونات ونطلب من الجميع بالمقابل احترامنا .. إن وحدة شعبنا المسيحي لا تعني مطلقاً ان تأسيسها ينبغي ان يتم على أشلاء الكلدان .. تحيتي

46
الأخ الدكتور عبد الله رابي المحترم
ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ انتقال شقيقتكم إلى الاخدار السماوية
وبهذه المناسبة الأليمة لا يسعنا إلا ان نشارك أحزانكم ونقدم لكم التعازي القلبية داعين من الرب ان يتغمد المرحومة برحمته الواسعة و لأهلها و ذويها الصبر والسلوان وان شاء الله أخر الأحزان


47
السيد فاروق كيوركيس والاخوة القراء المحترمين
كتب الشماس كيوركيس بنيامين بيث أشيثا في كتابه - ريشانوثا – طبعة شيكاغو 1987م والذي عاش هذه المأساة فتكونُ شهادتُه أدمغ وأصدق فيقول: ان جميع الأجانب الذين كانوا يزوروننا في هكاري كانوا يطلقون علينا تسمية الكلدان رغم كوننا على اختلاف معهم في المذهب الديني، وأن التسمية الآثورية أطلقت علينا بعد أن أفلح الأنكليز في إقناع النساطرة لحمل التسمية الآثورية.
في الحقيقة هذه حقائق تاريخية فالكلدان كانت تسمية شاملة للجميع قبل ترويج الآشورية من قبل الانكليز وقبولها من قبل الشريحة التي بقيت على المذهب النسطوري


48
اخي الكبير بطرس أدم المحترم
 تحية واحترام
أن لهجتنا المحكية أو لغتنا الكلدانية تمثل العمود الفقري للثقافة الكلدانية، والواقع ان عملية إضعاف اللغة الكلدانية في بيوتنا وكنائسنا وعموم تواجدنا، فهو خطر فادح يحيق بمصير هويتنا الكلدانية ووجودها على وجه الخصوص، من خلا الدعوة الى التمسك باللغة العربية ونشرها في القداس لمؤمنين جلهم من المتكلمين باللغة الكلدانية في كنائس المهجر، فأن الكنيسة والكهنة لهم دور كبير في المحافظة على اللغة والتراث الديني والثقافي.. تحيتي


49
يا سيد اوشانا نيسان.. ان التسمية الآشورية جرى ترويجها اثناء وبعد الحرب العالمية الأولى من قبل الانكليز، وقبل ذلك كان الرائج والمعروف هو النساطرة الكلدان.تحياتي

50
الاخ والاستاذ ناصر عجمايا المحترم
تحية طيبة
ان جيلنا يتحمل المسؤولية، فعلينا ان نؤدي واجبنا بشأن الوفاء لهويتنا الكلدانية وذلك بالأصرار ومواصلة التحدث بلغتنا وتداولها، وتدريسها قدر الإمكان للاجيال اللاحقة.. تحيتي

51
الاخ الدكتور بولص المحترم
تحية طيبة
نعم ان الشعب الكلداني هو كبقية شعوب الأرض له حقوقه الإنسانية في الحرية وفي الانتماء السياسي والقومي، وتطبيق العدالة والمساواة هي منح الحقوق لجميع مكونات الشعب العراقي بشكل عادل ومتساوي بضمنها شعبنا الكلداني، وضمان كوتا قومية للتمثيل في البرلمان العراقي وفي برلمان اقليم كوردستان للشعب الكلداني.
 تحياتي وتقديري
وديع زورا

52
الاخ الاستاذ جورج اورها المحترم
شكرا جزيلا على مشاعرك الأخوية وعلى هذه العبـارات الطيبة التي سطرتهـــا هنـــا.. تقبل خالص تحياتي


53
الاخ الاستاذ عبد الاحد قلو المحترم
اشكرك على مداخلتك القيمة التي اثرت الموضوع .. تحياتي وتقديري


54
الاستاذ شيلمون جنو المحترم
غربلة التاريخ القريب بما يتفق مع الحقائق التاريخية. ان كلدان العراق، ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة سنة 1921، قد تم الاعتراف بكونهم قوة مهمة على الساحة الثقافية والسياسية للعراق، وقد بزغ الكثير منهم كأداريين وسياسيين. وتم تعيين عدد منهم كوزراء حكومات.. تحيتي


55
الاخ عبد الاحد قلو المحترم
إن مسيرة الكنيسة الكلدانية في المجال السياسي كان مناصراً للدولة بجهة تطبيقها  القانون، وكانت مع الاستقرار، لأن الأوضاع المستقرة تضمن الظروف الملائمة للعيش المشترك، وهي تسعى لضمان حقوق شعبها الكلداني والمسيحيين بشكل عام، ليس في ضمان حقوقهم الدينية في العبادة فحسب، بل السعي لمساواة شعبها الكلداني في الحقوق القومية والوطنية كما هي لبقية شرائح الشعب العراقي.

56
لنصوت معاً من أجل التغيير والإصلاح، بأختيار قائمة ائتلاف الكلدان 139!

وديع زورا

تشكل الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة منعطف حاسم في تاريخ العراق ، ولقد لاحظنا الاتصالات والتحالفات المكثفة التي تمخضت عن ولادة القوائم المشاركة التي اعلن عنها ، والانتخابات البرلمانية شكل من اشكال الديمقراطية ، والتصويت شكل من اشكال ممارسة التعبير عن الرأي ، كما أن التصويت واجب وطني وقومي وهو حق دستوري ، طالما ناضل شعب العراق بجميع شرائحه ومكوناته من اجله ، ومن هذا المنطلق ننادي بضرورة المشاركة القوية والمكثفة في هذه الانتخابات.
الانتخابات القادمة ذو اهمية كبيرة رغم التباين الموجود في البرامج المطروحة وتناقضها وصعوبة تنفيذها بما تحمله من مثاليات وخيال وتطرف ، هدفهم محاولة بخداع الناخب البسيط بتعبيد الطريق العام له ، وفي حقيقته افتراء وكذب وخداع ، وما سوف تحققه على الساحة السياسية العراقية ، لا جديد فعلي على الأرض لمدة تجاوزت 15 عاماً ، فمع الانتشار الكثيف للحملات الاعلامية للمرشحين ، نقرأ عن برامج طموحة كبيرة في معانيها وأهميتها ان كان ما يخص منها الوضع الامني أو الخدماتي أو الاقتصادي ، فثمة عبارات وكلمات جميلة تغطي صفحات تلك البرامج بالشعارات الطنانة التي تدغدغ مشاعر المواطن المحتاج.
لقد طال شعبنا ظلم وخطف وقتل وتهجير على مدى السنين المنصرمة منذ عام 2003 والى اليوم ، وفي مجال العملية السياسية في ظل النظام الطائفي السياسي وممارسته التمييز والتهميش والإقصاء ، ودور قوى الارهاب السياسي الاسلامي بشكل قسري ظالم.
ان الشعب الكلداني هو أحد المكونات الرئيسية للعراق ، وقد اهمل امره تحت ضغوط الحملات الاعلامية الظالمة من قبل القنوات الاعلامية المعادية للهوية الكلدانية ، والتي بدورها تعمل المستحيل من اجل دفن كل ما هو كلداني ، وفي المقدمة محاولة الغاء اسم القومية الكلدانية من خارطة المكونات القومية العراقية ، المثبته في الدستور العراقي المستفتى عليه عام 2005 .
لذلك فنحن الكلدان نتوخى الأمل في الشخصيات الكلدانية المرشحة في قائمة ائتلاف الكلدان رقم 139 .. فهؤلاء أملنا والمدافعين الحقيقيين عن شعبنا المسيحي عموما والكلداني خصوصا ، وهم الأخوات والأخوة -- د. نجيب اصليوا حيدو هرمز – د. حكمت داود جبو حيدو – هوشيار قرداغ يلدا بطرس - د. كافي دنو بتي شمو – هوكر أندراوس يلدة سلمان – رائد جمال نشأت  اندريا – عدي عصام وديع الياس – بلسم جوزيف  بترو أثناس – سعاد مرقس مرقس منصور – أيفان فايق يعقوب زيا –ان افراد هذه النخبة وضعوا امامهم ما يتعرض له شعبنا المسيحي في العراق من مظالم وقتل على الهوية ومن التهديد والتهجير ، وفيما يطال شعبنا الكلداني بشكل خاص من التهميش والتعتيم والإقصاء.
ايها الناخب صوتك قوة  لا تستهين به ، ثق في صوتك ، ثق في قدرتك على الفعل ، لا تنطلي عليك ايها الناخب الأعيب وأكاذيب الآخرين ، لا تبخس قدرك حقه ، لا تنخدع وراء شعارات أو بيانات أو وعود زائفة بعيدة كل البعد عن الواقع العراقي ، صوت الان وتذكر أن تصويتك امانة في عنقك ، فأحرص على هذه الامانة ، تصويتك للإصلاح والتغيير ، تصويتك مطلوب لمرشحي الكلدان في قائمة ائتلاف الكلدان ، تصويتك ليس فقط حق دستوري وإنما واجب في هذه الظروف ، واجب تحقيق ذاتك الكلدانية ، نحو تثبيت هوية الآباء والأجداد.

 

57
اخي العزيز عادل زوري المحترم
وعي الناخبين بأهمية العملية الانتخابية أمر ايجابي وندعو الى التصويت بكثافة لقائمة ائتلاف الكلدان رقم
139

58
شكرا جزيلا على المعلومات القيمة، بحث رائع فيه وفرة مصادر قيمة في الوقائع والحوادث التي حدثت في الماضي  .. تحياتي وتقديري
وديع زورا


59
برحيل د. حبيب تومي فقدت الساحة الكلدانية كاتبا كبيراً، له مكانته على المواقع الالكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي فضلاً عن حضوره البارز في كثير من الفعاليات والأنشطة الكلدانية، وعن دوره الفاعل في اتحاد كتاب وأدباء الكلدان.
تغمـده اللـه برحمـته الواسـعة واسـكنه مع الأبرار والصديقين


60
الأخ والأستاذ سيزار المحترم
يعيش الكلدان اسوأ الاوضاع وأقسى الظروف في وقتنا الراهن وهذا الواقع المرير يمتد ليشمل كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والمجتمعية والإعلاميه ... لا شك أن كل ماذكر في مقالتكم الرائعة هذه جاء معبرا عن الواقع ، كتبت بمنتهي الحيادية والموضوعية واستندت إلي الوقائع والأحداث المشاهدة.
اخوكم
وديع زورا

61
الاستاذ المحترم_ Eddie Beth Benyamin
وثق عيد(اكيتو ) على نحو جيد خلال تاريخ حضارة( البابليين الكلدان).. وقد تطور عيد اكيتو من احتفالات صغيرة ربما كانت تقام في مصلى صغير الى ان استقر لكي ينجز في المعبد البابلي الضخم في ايساكيلا ومزاراتها.
يقول ديدروس الصقلي.. ان الكلدان هم قدامى البابليين لا  بل الاقدم بينهم.. فالذي يريد ان يفهم التاريخ فعليه ان يراجع المصادر التاريخية المحايدة وليس الاجندات المسيسة.
تحياتي


62
   
 الأخوةالمحترمينFadiesho , John Daniel    
ان الذي يقرأ تاريخ بلاد مابين النهرين يجب ان يبتعد عن العواطف والتعصب .. عيد أكيتو .. الاحتفال في الاول من نيسان وكانت البداية في بابل، ولهذا اطلقوا عليها تسمية ( السنة البابلية) حسب المصادر التاريخية التي تشير الى هذه المعلومات من المستشرقين والرحالة الاجانب ، ومنها ما ورد في كتاب تاريخ العراق القديم ل( جون رو) وقصة الحضارة ( ول ديونرت ) وعظمة بابل .. الخ.
عيد اكيتو .. إذا احتفل الكلدانيون به ام لم يحتفلوا هذا لا يغير من الحقيقة التاريخية شيئ.

 تحياتي

63
الأخوة الأعزاء المحترمين..
1 - سيزار ميخا هرمز
2 - ناصر عجمايا
أسعدني كثيراً مروركم الكريم وتعليقاتكم التي اغنت الموضوع مع التقدير


64
 
الأكيتو.. التاريخ منحه الخصوصية لدى البابليين القدماء
وديع زورا
تهتم الشعوب بتاريخها وحضارتها وإبراز ثقافتها وتراثها والعمل على إحيائها بحثا ودراسة و نشرا ، لتستلهم الاجيال الدروس والعبر. وعلى أية حال ، فإن لكل جماعة بشرية معينة نمط المعرفة التاريخية الخاص بها ، والذى يعكس كثيرا من صور الحياة ألاجتماعيه والسياسية لحضارتها ، وفي هذا الاطار يعد العراق القديم مهد الحضارات من سومريه وأكديه وأشورية وبابليه إلخ ، وتشير الابحاث الأثرية الى إن الإنسان ومنذ أقدم الأزمنة أستغل مناسبات معينة من السنة أو أحداث معينة للاحتفال بها ، ولهذا فقد شغلت الأعياد والمناسبات حيزاً مهماً في الحياة اليومية لسكان بلاد ما بين النهرين القدماء هي احتفالات رأس السنة ، إذ عرفت في بلاد بابل باسم أكيتو ، ولهذه الإحتفالات جذور نستدل عليها من خلال إشارات في النصوص المسمارية التي تبين إن إحتفال أكيتو كان معروفاً في مدينة أور في الفترة التي سبقت حكم السلالة الأكدية ، وإنه كان معروفاً أيضاً في مدن سومرية مثل لجش وأوما. تدور إحتفالات رأس السنة في جوهرها حول زيارة بيت أكيتو والذي يكون على إحدى قنوات النهر ، لذلك يمكن أن نطلق عليه بأنه بيت ذو مناسبة دينية محددة للإحتفال الذي يقام في رأس السنة.
يعتبر نيسان مناسبة تؤرخ للمرور إلى العام الجديد بالنسبة لسكان بلاد ما بين النهرين منذ القدم ، وكانت بابل مركز إقامة احتفالات أكيتو التي كانت المدينة الأولى التي تحتفي بهذه المناسبة المهمة ولاحقا في المدن الأخرى ، وكان هذا العيد يعني حلول فصل الربيع ونهاية فصل الشتاء البارد وبدء موسم الاعتدال الربيعي الذي يرمز إلى الحياة والخير.
وفي خلال هذا الإحتفال كان يقام موكب ضخم يحمل خلاله تمثال الإله مردوخ ( الإله القومي  للبابليين ) من معبد أي ساكيلا الى بيت أكيتو ، ثم يعاد الى معبده بنفس الطريقة وكان من الواجب على الملك أن يساهم في هذا الإحتفال الى جانب عامة الشعب الذين يجدون متعة وفرحة بهذا العيد. إن معظم الكتابات القديمة لا تذكر لنا سوى إشارات قليلة عن تفاصيل هذا الإحتفال وطقوسه ، ولكن تلك النصوص تشير الى إن إحتفال أكيتو كان يقام في أغلب مدن العراق القديمة الكبرى مثل الوركاء وسبار واور ولكنه كان يقام على نطاق واسع في بابل منذ العصر البابلي القديم
قال الباحث في مجال التاريخ عامر عبد الرزق الزبيدي لوكالة انباء بغداد الدولية.. كان أكيتو في جذوره القديمة الأولى عيداً شعبياً لجز صوف الماشية والأغنام ، وكان يُحتَفَل به بين شهري آذار ونيسان ، ويُمثل رأس السنة الجديدة ( الإعتدال الربيعي ) ، ثم أصبح من المتعارف عليه الإحتفال بهِ في اليوم الأول من شهر نيسان كل عام في الوسط والجنوب من بلاد النهرين ، بينما لا توجد دلائل على معرفة هذا العيد في الشمال من بلاد النهرين قبل سنة ( 1200 ق . م ) ، وذلك حين قام الملك الآشوري ( تيكولتي نينورتا الأول 1214 - 1208 ق . م ) بعد غزوه وتدميره لمدينة بابل بسرقة تمثال الإله مردوخ ونقلهِ ضمن غنائم الحرب إلى بلاد آشور في شمال العراق ، مما حفز الشعب الآشوري على الإحتفال بهذا العيد لأول مرة إقتداءً وتقليداً لإحتفالات البابليين به.
بمناسبة حلول عيد أكيتو ، رأس السنة البابليه... أقدم لكل العراقيين و لأبناء شعبنا الكلداني خصوصاً أحر التهاني وأجمل التبريكات ، داعياً من الرب ان يعيده على الجميع بالخير و السلام.
المصدر
.               
1 - د. هديب غزاله... رئيس قسم الآثار - جامعة بابل
2 – الصحفي ... حيدر طالب الفدعم


65
الأخ والأستاذ ناصر عجمايا المحترم
لا استغرب نداء البطريرك مار ساكو إلى طرح تبني تسمية طائفية ( المكون المسيحي) الذي يتناغم مع ما زرعه سيادة النائب يونادم كنا منذ سنوات تحت يافطة كوته مسيحية.
 أن فصل الدين عن السياسة يؤدي بالنتيجة إلى احترام الديانات والمذاهب المختلفة... وتجارب العالم والتأريخ وعلى وجه التحديد أوربا هي أكبر دليل على ذلك، لكنه يبدو أن لابد للشعب العراقي إلا أن يتذوق الحروب والدمار والفشل في خياراته للمدنية والديمقراطية كي يغير الاتجاه والمسار.
تحياتي وتقديري



66
الأخ والأستاذ ناصر عجمايا المحترم
لكم مني كل التقدير والاحترام على التعقيب و الإضافات الرائعة خالص تحياتي


67
المنبر الحر / الكلدان إلى أين؟
« في: 16:42 11/12/2016  »

الكلدان إلى أين؟
وديع زورا
إن الطبقة السياسية التي تولت مقاليد الحكم في العراق ما بعد تأسيس الدولة العراقية قي عام 1921م ، عليه توفرت وسائل وآليات التحكم في الرأي العام العراقي لتوجيهه وفق الوجهة الخادمة لمشاريعها الواضحة والمعروفة للعالم أجمع ، كونها تحمل نظرتها العروبية المنفردة والمستبدة لأحادية الجانب القومي العروبي في إلغاء المكونات القومية الأخرى..القومية الكلدانية مثالاً وليس حصراً ، حيث رفضت الوجود القومي الكلداني كمكون مميز تاريخيا حضارياً ووطنياً ثقافياً ، مما ترك أثره الواضح على مسار بناء وترسيخ دولة المواطنة ، يفترض تحولها الى دولة مدنية ديمقراطية تعي حقوق المواطنين جميعا وتقر بحريتهم ووجودهم وتحترم خصوصياتهم الإثنية والقومية ، ليعقبه النظام الجمهوري بحكوماته المتعاقبة المستبدة في العراق ، عاكسة ممارستها العروبة أولاً لتعزز الطائفية الدينية المقيتة ، لخراب ودمار البلد فكرياً وثقافياً وأدبياً دون مراعاة التاريخ العراقي وحضارته العظيمة قبل تواجد الأديان  ليوضعوا الكلدان في خانة الطائفة المسيحية الدينية.
فهكذا كان في شهر نيسان من عام 1972 صدور قرار من مجلس قيادة الثورة لنظام البعث الشوفيني البائد ، على أساس منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية بعيدا عن الحقوق القومية ، هادفاً إلغاء وجودهم القومي الكلداني و المكونات الأخرى لجعلهم ضمن العربية عنوة وكرها ، معززاً الطائفية المقيتة وصراعاتها المدمرة في البلاد ، وهكذا استغلت الحكومة البعثية جميع منابرها وبرامجها ومناهجها الإعلامية والتعليمية والفكرية لأكثر من 35 عاما وبذلك أبعدت أجيالا من الكلدان عن هويتهم الحقيقية.
ضن الكلدان بأن الدستور العراقي الجديد الدائم أقر بالوجود القومي الكلداني كقومية رسمية بموجب المادة 125 الواردة في الدستور المقر والمستفتى عليه عام 2005 بعد سقوط الصنم ، هي بداية تعبير عن إرادة سياسية مسؤولة بضرورة إنصاف الوجود القومي الكلداني بالاعتراف بلغتهم وثقافتهم ووجودهم الحضاري التاريخي ، لما تعرضوا له من إقصاء وتهميش منذ عقود متتالية ومتراكمة ، ولكن وللأسف الشديد ، الحقيقة والواقع يتكلم وينطق في خلاف الواقع تماما ، كونهم عمدوا إلى وضع الكلدان ضمن تسمية المكون المسيحي الطائفي دون الإشارة إلى استحقاقات الهوية والانتماء القومي ، بالرغم من مخالفتهم الدستورية الواضحة تماماً ولم يتراجعوا عن ذلك لحد اللحظة.
لذا فالكلدان مازالوا ضحية التهميش والإقصاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي من قبل السلطات العراقية المتعاقبة ، معتبرينهم طائفة مسيحية والحال كذلك بالنسبة للمكونات القليلة العدد الأخرى، مهمشين ومقصيين ومضطهدين ومبتزين ومغيبين ومهجرين من ديارهم من قبل الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية قبل داعش والأخير أفعالهم واضحة للداني والقاصي ، لأفعالهم الإجرامية خصوصاً في محافظة نينوى ، مدينة الموصل ، بلدات سهل نينوى ، الأقضية والقصبات الأخرى التي اغتصبت وأبيدت بشكل جماعي ، باعتراف الحكومة العراقية الحالية كما اعترفت بذلك حكومات العالم والمنظمات والهيئات الدولية ، بانتهاك الحرمات وسبي النساء وقتل الرجال وتهجيرهم من ديارهم ، ناهيك عن فعل الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية في غالبية مدن العراق من بصرة وبغداد وكركوك والمدن الأخرى ، هدفهم الأساسي تهجيرهم وتغييب وجودهم والقضاء على تاريخهم وحضاراتهم عبر أكثر من سبعة آلاف عام ، وهذا واقع حال مورس ولا زال يمارس ليس للكلدان فحسب بل ولبقية المكونات القليلة العدد ، بعد الهيمنة والسطو المسلح والقتل العمد وممارسة العنف لشرائح مسالمة تعي وتحترم حقوق ووجود الآخرين ، بالرغم من دخالتهم للبلد وهم بعيدين عن الاحترام الإنساني ووجوده وديمومة بقائه.
وهنا السؤال  يطرح نفسه إلى متى يظل الكلدان العراقيين مقصيين مهمشين مضطهدين مبتزين مغيبين مهجرين في بلادهم الأصيلة؟ لماذا تستمر الحكومة العراقية وأحزابها المهيمنة على مقدرات الشعب العراقي ، في سياسة الرهان على الوقت لاستنزاف واحتواء مطالب الكلدان العادلة في الحرية والأمن والكرامة والمساواة وتكافؤ الفرص ومقومات العيش الكريم واحترام حقوقهم كبشر؟
ولكن قبل هذا وذاك.. هناك سؤال ماذا يريد الكلدان؟ هل قضية الكلدان قضية لغة مهددة بالانقراض ، يجب إحيائها فقط كما يحاول القانون التنظيمي في الدستور العراقي الجديد لتفعيل اللغة السريانية؟ أم إن الكلدان لهم طموح سياسي واجتماعي يتمثل في الوجود الفعلي للكلدان ككيان مميز تاريخيا وثقافيا واجتماعيا ضمن مكونات الشعب العراقي؟ وهل تتوفر لدى الإرادة السياسية للسلطة العراقية والأحزاب والتيارات الحاكمة بالاعتراف العملي الفعلي بالكلدان كمكون سياسي وثقافي واجتماعي كشعب قائم كامل الوجود والمقومات  حسبما جاء بقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي للشعوب الأصيلة؟
هل الكلدان محرومين من السياسة لأنهم يرفضون الخوض فيها وممارستها ؟ أم لان السياسة العراقية الموروثة عبر عقود من الزمن ترفضهم ووجودهم التاريخي الحضاري ، بشكل يضمن تزوير التاريخ أمام الرأي العام ، وخلق أحزاب تابعة لغايات محددة وواضحة لاستكمال وممارسة كل أنواع التسلط بفرض الأمر الواقع؟
هنا يفترض بروز دور الرابطة الكلدانية غير السياسية التي صرفت لتواجدها ألاف الدولارات ، بإشراف كامل من البطريرك مار لويس روفائيل ساكو وقدرتها على التفاعل مع الوضع السياسي والاجتماعي والثقافي القائم في العراق ، هل سيكون هناك دور قيادي سياسي للبطريركية الكلدانية نتيجة انزواء فرضتها الظروف والأوضاع على الأحزاب الكلدانية؟
في محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة ، استطيع القول بان الذي يحدد هوية الإنسان هو المكان ( الوطن) الذي عاش فيها الآباء والأجداد وذويهم بالتعاقب ، كون هوية الإنسان وانتمائه القومي يولد بها ولا يختارها بنفسه ، وهنا الكلدان وتواجدهم ملك للكلدانية وليست ملكا للآخرين أن تفعل بها كما يحلو لهم ، وهذا الواقع ينطبق على الشعوب والبلدان دون اقتصارها على الكلدان. فالمواطن الكردي مثلا ملك للهوية الكردية التي جعلت انتماءه كرديا وكذا إن كان عربياً أم تركمانياً ... والخ . لأن الهوية ليست ملكا لأحد يمنحها أو يسلبها متى ما أراد ذلك.
الكلدان اليوم بحاجة إلى وحدة البناء وتنسيق الأمور تكاملياً وترتيب الأولويات وتغليب المشترك العمومي على الخصوصيات ، ولابد من تجديد الخطاب الكلداني في بناء البيت الكلداني عاجلاً وفق متطلبات المرحلة العسيرة والمعقدة ، مع بلورة خطاب سياسي جديد وفق حده الأدنى ، الابتعاد عن نقاط الخلاف وتدارس الاختلافات بدراية وحكمة موضوعية ، يتبنى الكلدان خطاباً سياسياً واضحاً متفق عليه جميع القوى الكلدانية ونشطائهم ومفكريهم ومثقفيهم ضمن القاسم المشترك الأصغر تحت اللافتة القومية الكلدانية ، بالتعاون الوطني بما فيه التحالف مع القوى الوطنية التي تحترم وتحرص لوجودنا وحقوقنا القومية والوطنية وتساندنا في نيلها ، لبناء دولة الوطن والمواطنة ، دولة مدنية وطنية ديمقراطية علمانية لا دينية ولا طائفية ، حريصة ومهتمة بالإنسان ووجوده وديمومة بقائه وتطوره وتقدمه اللاحق.

11/12/2016
wadizora@yahoo.com

68
إضعاف اللغة الكلدانية هو إستهداف للثقافة الكلدانية

لقد أصبح موضوع الثقافة محل اهتمام كثير من المهتمين في علوم الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، فالثقافة بمفهومها العام هي ذلك النسيج من الأفكار والعادات والتقاليد والمعتقدات والفنون والمهارات والابداع، ولغة وتاريخ وقيم وأنماط السلوك التعليمي الذي يكتسبه الأفراد في جماعات تعيش في المجتمع الواحد، مما ينشأ في ظله كل عضو من أعضاء الجماعة، ومما ينحدر إلينا من التجارب الماضية في المعرفة والقيم، ونأخذ به كما هو أو نطوره في ضوء مطالب الظروف المعاصرة، لاسيما في هذا الوقت الذي يجابه فيه أنماطاً غريبة من الثقافات الدخيلة التي تحاول تمرير الغث وتسويف الزيف ... يقول جان بول سارتر عن الثقافة ( ان الانسان يضفي ذاته، يتعرف فيها على ذاته، وهي وحدها المرآة القوية التي تعكس صورته).

لكل شعب أو مجتمع ثقافة تحدد الإطار الذي يضبط سلوك أفرادها، لتتميّز بها عن شعوب ومجتمعات أخرى وهذه الخصائص المميزة يعرف بها نوع ونمط ونهج أي شعب أو مجتمع. إن قدرة الشعوب والمجتمعات على مواجهة التيارات الفكرية والثقافية والوافدة من الشعوب والمجتمعات الأخرى، يتوقف على نوعية وصلابة ووضوح المنهج الثقافي الذي تقوم عليه لحمة نظامها الاجتماعي.

منذ مئات السنين استطاع الكلدان بواسطة ثقافتهم أن يقدموا للإنسانية حضارة عظيمة ما زالت شواهدها قائمة الى اليوم، تمثلت في العلوم الطبية والصيدلانية والرياضيات كإيجاد نظام خاص بالعدد وتنظيم الوقت من خلال تحديد رأس السنة وتقسيمها الى شهور فأيام فساعات ودقائق وثواني، ومعرفتهم حركة النجوم والمسافة التي تفصل بينها ومواقعها وعن دوران القمر حول الشمس، وبراعتهم ومهارتهم في الهندسة المعمارية التي توجت ببناء جنائن بابل المعلقة في عهد الملك البابلي نبوخذنصر الثاني، وغيرها الكثير من العلوم والمعارف التي شهد لهم بها العلماء والباحثين والمختصين بالتاريخ القديم وخاصة تاريخ بلاد ما بين النهرين.

فالثقافة الكلدانية ثقافة متطورة منفتحة تأخذ من غيرها ما يحلو لها وتعطي غيرها مما يعني أنها ثقافة حيوية وليست جامدة العناصر، وظلت هذه الثقافة المصدر الذي يستقى منه الكلدان على مر السنين، وعلى أساسه وتوجيهاته يقوم بناؤهم الثقافي، ويستمدون من ثقافته الحماية عند تكالب كل القوى العنصرية والأفكار الشمولية المعادية للنيل من أسسها وروحها المتسامحة، وإفشال جميع المخططات التي تهدف لفك الوثاق الاجتماعي للكلدان وطمس مقومات وجودهم.

 سيتفق معي الكثير بأن لهجتنا المحكية أو لغتنا الكلدانية تمثل العمود الفقري للثقافة الكلدانية، والواقع ان عملية إضعاف اللغة الكلدانية في بيوتنا وكنائسنا وعموم تواجدنا ، فهو خطر فادح يحيق بمصير هويتنا الكلدانية ووجودها على وجه الخصوص ، من خلا الدعوة الى التمسك باللغة العربية ونشرها في القداس لمؤمنين جلهم من المتكلمين باللغة الكلدانية في المهجر، فأن الكنيسة والكهنة لهم دور كبير في المحافظة على اللغة والتراث الديني والثقافي، علينا أن نعي تماما أن لغتنا هي احد المقومات الرئيسية لثقافتنا الكلدانية.

وتحضرني هنا بعض ذكريات الطفولة عندما كنا تلاميذ في مدرسة الناشئة الابتدائية _ محلة السنك / بغداد في كنيسة القديسة تريزا وتسمى ايضا كنيسة باتري بير في عهد الأباء الكرملين، بعد أن هاجر أباؤنا من بلدات وقصابات شمال العراق الى بغداد بقصد العمل في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، حيث كنا نكثر الكلام بلغتنا الكلدانية بمجرد خروجنا من باب الصف وأحيانا داخل الصف، كان المعلمون لا يرغبون في هذا بل كنا نعاقب أحيانا، والمؤسف أن بعض الأباء أولى الاهتمام لهذا الأسلوب، فكانوا يرون أن الولد الذي يتكلم العربية دون أن يتكلم اللغة الكلدانية هو الأفضل بين زملائه، مما وسع الهوة بين الأجيال المتأخرة ولغتهم الأم.

رغم كل ما تعرضت له الثقافة الكلدانية من هزات عنيفة والرجات القوية في تاريخها، إلا أنها استطاعت أن تبقى حية وستبقى المعين الصافي الذي يروي ظمأ الكلدان على مدار تاريخهم، فلا تنحني أو تنطوي أمام الثقافات الوافدة وانما تسموا عليها وتستوعبها دون أن تذوب فيها.
وديع زورا
04/06/2016



69
الف مبروك اخي نزار حصولكم على شهادة الدكتوراه، انه ثمار الاجتهاد والحرص والمثابرة ...اتمنى لكم مزيد من التقدم والنجاح الباهر.

70
عزيزي الاستاذ ناصر
التحية والاحترام والتقدير لك لهذا المقال الهام
الأستاذ الدكتور حبيب تومي كلداني أصيل ووطني غيور. ومع خصوصية انتمائه لمدرسة فكرية معينة فهو قومي النظرة واسع الآفاق، شديد الوفاء لبلاده العراق. نتمنى له اكتساب الشفاء العاجل والعودة إلى سابق عهده لمواصلة الكتابة .


71
لماذا نحتفل بعيد أكيتو ؟

وديع زورا

التاريخ مرآة الأمم والشعوب ، وما يدونه من وقائع هو ذاكرة الزمن التي تحتفظ بالأحداث ، وألان بفضل كتابات العراقيين القدماء بكل مسمياتهم " سومريون وبابليون وأشوريون " ، ومن الاكتشافات الأثرية وما دون على رقمهم الطينية التي أورثونا إياها ، دونوا فيها أسماء ملوكهم وسلالاتهم والتناوب على مراكز سلطتهم وأمجادهم التليدة والمدة التي حكموا فيها ، وما يتعلق بطقوسهم الدينية وثقافتهم ، وحتى لا تطمس معالم الهوية والثقافة ينبغي معرفتها والحفاظ عليها وأحياء مكوناتها. إن مهمة كهذه لا علاقة لها بالإقصاء والتهميش والتهجير ... " فعظمة الشعوب لا يقدرها عدد أفرادها كما أن عظمة الفرد لا تصنعه قامته " من أقوال الأديب والشاعر الفرنسي الشهير فكتور هوغو.

يعتبر نيسان مناسبة تؤرخ للمرور إلى العام الجديد بالنسبة لسكان بلاد ما بين النهرين منذ القدم ، وكانت بابل مركز إقامة احتفالات أكيتو التي كانت المدينة الأولى التي تحتفي بهذه المناسبة المهمة ولاحقا في المدن الأخرى ، وكان هذا العيد يعني حلول فصل الربيع ونهاية فصل الشتاء البارد وبدء موسم الاعتدال الربيعي الذي يرمز إلى الحياة والخير.

يعد عيد أكيتو من أقدم الأعياد في حضارات بلاد ما بين النهرين القديمة. إذ أن الأكيتو احتفال ديني وشعبي تشارك فيه الآلهة والملك وعامة الشعب . ظل الإله مردوخ البابلي هو محور الاحتفالات بعيد أكيتو في مدينة بابل ، ويحتفل به العراقيون القدماء ومنهم الأشوريون ، حيث كان تماثيل ألهتهم تتوجه في هذا العيد إلى بابل ثم تعود إلى مدنها بعد الاحتفال ، وهذه المناسبة تعتمد في آن واحد على تغيرات الفصول وعلى مختلف دورات النباتات التي تحدد مواسم مهمة تتعلق بالزراعة ، كما تعتمد المناسبة على مواقع الكواكب والنجوم . فإذا كان هناك شعب اشتهر لعلومه الفلكية فهم البابليون.

إن حدث أكيتو ، يوافق حدثا سياسيا ودينيا يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لسكان بلاد ما بين النهرين الكلدان منذ القدم ، فمع تواجدهم بكثرة في بابل وشبار والوركاء واريدو وأور وغيرها من المدن. فرضوا أنفسهم في ممارسة شعائرهم وطقوسهم الخاصة بهم والتأثير على ملوك مناطق بلاد ما بين النهرين والمناطق المجاورة ، واستمر البابليون يحتفلون بعيد أكيتو حتى بعد سقوط الدولة الكلدانية عام 537 قبل الميلاد " آخر دولة وطنية " في تاريخ العراق القديم.

 تعد الأعياد والمناسبات من مظاهر التضامن والتآلف التي تكتسب أهمية بالغة ، ولعل منها تلك التي لا يمكن أن نمر عليها مر الكرام والمتعلقة باحتفالات عيد أكيتو رأس السنة الجديدة في أول من نيسان من كل عام. إن عيد الأكيتو هو جزء أصيل من الإرث الحضاري لبلاد ما بين النهرين ، وفرصة للتلاقي والتقارب والتلاحم والتعاون للعمل الجماعي المنظم والاحتفال بالعام الجديد ضمن مناخ بابلي عراقي مائة في المائة ، وفرصة ليذكر احدنا الآخر بواجب التواصل والنضال والتضحية لأجل الحفاظ على ثقافتنا وهويتنا الكلدانية.

بمناسبة عيد أكيتو أقدم بأحر التهاني وأجمل التبريكات إلى أبناء شعبنا الكلداني وأبناء العراق جميعا راجيا من الله تعالى أن يعيده على جميع العراقيين بالخير والأمان ، وتمكين المهجرين من الرجوع امنين إلى بلداتهم وان ينعم على وطننا السلام والاستقرار.

wadizora@yahoo.com

72
هل هناك أمل للإصلاح ، نتيجة ما حصل في العراق!!؟


وديع زورا

تعرض الشعب العراقي كغيره من الشعوب سببها الحكومات ذوات الفكر الشمولي ، حتى وصلت الامور الى مأساة لتاريخ الأنظمة السياسية . بالرغم من نضال الشعوب ومقارعتها للنظم الدكتاتورية والشمولية ، والشعب العراقي نموذجاً مختاراً رازحا تحت رحمة العنف والاستبداد منذ ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 ، حتى كاد تكرارها كظاهرة يفسد نظريات علماء الاجتماع القائلة بتطور الإنسان نحو الأفضل ، فأحوال أنظمة الحكم في العراق ومعه بعض شعوب الدول النامية ، التي غيرت موازين النظرية العلمية الاجتماعية . أنه موضوع كبير وشائك في تاريخنا المعاصر الحالي ، وما آلت اليه تراكمات بائدة ومدانة بسبب السياسات الفاشلة للحكومات المتعاقبة.

ومع هذا التكرار المقيت بملابسات سياسية هجينية بحسابات إنسانية مدانة ، يظل العقل الجمعي العراقي غير كاشف للأسباب والدوافع الحقيقية وراء نجاح تكرار الظاهرة المستباحة للفكر الاجتماعي الإنساني ، وما تم تسجيله وحسابه ومرادفته ، لا يتجاوز الاطار الظاهري المتمثل في اخفاقات نظم التعددية العرقية والمذهبية وعجزها حتى لتسوية النزاعات الداخلية لقادة النظم السياسية مدمرة موارد كبيرة ووفيرة لاقتصاد البلد وتأخر الإنسان العراقي في كافة مجالات الحياة ، ناهيك عن الأرواح التي أزهقت ودماء أريقت بلا ذنب اقترفت وخصوصاً دمار للشبيبة اليافعة لزجها بحروب متواصلة ومتعددة ، فضلا عن الخلل المصاحب لبنية الدولة المركزية وهدم مؤسساتها بالكامل ما بعد التغيير في 2003 ، فأنفرد القادة الجدد خارج موازين توزيع السلطة والثروة وتقدمها وتطورها اللاحق ، وفق ماتضمنها دستور العراق الحالي لبناء دولة فدرالية على أسس ديموقراطية ، تعي حقوق الإنسان وفق التعايش السلمي بين المكونات العراقية مراعياً الظروف والأوضاع القومية والدينية للبلد .

أن ما تم انجازه حتى وان كان نظريا يعدّ خطوة الى الأمام ، غير ان هذه الخطوة المتقدمة نظرياً .. أفرزت قوى على الساحة السياسية في العراق لا يبشر ظهورهم بمستقبل آمن للبلاد ، خاصة عندما يحاطون بأجندة وأطماع تتبدل كالحرباء تحت طاولة اللقاء ، لذا يزعزع الأمر ثقة الناس وقناعتهم في قوة وثبات وصمود التجربة وان توشحت برداء الديموقراطية التعددية.

في هذا المفترق الذي وضع الشعب العراقي قبالته ، مازال الوعي السياسي والإرادة الشعبية بعيداً عن الخروج من المأزق ، فالعقول التي تدفع المجتمع العراقي لاستبصار مستقبلهم ، ان لم تكن معطلة فهي محبوسة في قفص خطابها تجاه القوى المتسلطة ، وعاجزة عن مد جسور التقارب والتواصل مع الجماهير في المدن والقرى والأرياف والجبال والبوادي .

معضلات حل أزمات الوطن المزمنة ،لا ترقد عند أقدام المرجعية الدينية او رجالات السلطة او التنظيمات السياسية ، فهي استمدت وجودها وشيدت بنيانها على المفهوم الجمعي لمعاني مفردات " الوطن ، السلطة ، الهوية " كل هذه المفردات استمدت وشائج الايمان بها من خاصية العصبية المدفونة في العقول والعواطف ، ومدعومة بوقائع من تاريخ العراق القديم الحديث .

المتأمل لأفكار وبرامج البعض التي ينحاز اليها دوما ، يجد أن أماكن انطلاقها لحيز التنفيذ كلها مبنية على عنصر العصبية ،لا فرق بين هذا وذاك في ذلك سواء كانوا مثقفين ام اميين ، وسواء كانت التشكيلات التنظيمية ذات مظهر حديث ام تقليدي ، ولعلنا لو تابعنا وأمعنا النظر حول المواقف الشعبية ، بمعزل عن التنظيمات السياسية تجاه الأنظمة التي حكمت العراق لعقود من الزمن ، يبدو جليا انتهاج العقل الشعبي لأسلوبين في تعامله مع انظمة الحكم ، وللأسف يهدم كل منهما القواعد التاريخية والعلاقة بين الحاكم والمحكوم ،ويمر الوقت ويمضى بنا الزمن من عمر نقدمه هباءاً منثوراً.

كفانا تعليلاً وتبريراً .. لابد من الاعتراف بالحقائق كما هي ، الدولة العراقية لا يشعر غالبية مواطنيها بأنها تعبر عنهم ، لا على مستوى تعريف هوية الدولة ولا على مستوى المشاركة. علينا أن نقول نحن من صنع ازماتنا ، أعني مكونات الشعب العراقي ، لا الفئة التي يجتذبها النظام القائم سواء بفكره العقائدي او الولاء الطائفي او مغرياته المادية والسلطوية.

علينا تغير مفاهيمنا وان ننقلب على انفسنا لا ان نغير الاشخاص لنأتي بمثلهم ، ثم نتركهم يستخفون بعقولنا ، وإذا لم نتحد ونتألف ونتعاضد في خياراتنا ، وندعو صادقين الى حل ازماتنا وبناء قدراتنا الكامنة ، لمعالجة وضعنا المتردي وإنهاء الازمات التي يمر بها وطننا وشعبنا العراقي ، فلنقراء على العراق الواحد الموحد السلام.

4 تموز 2014
wadizora@yahoo.com


73
المرأة العراقية ترتدي السواد في عيدها

وديع زورا

يمر علينا يوم المرأة العالمي 8 أذار من كل عام والنساء العراقيات يتعرضن الى محاولات لسلب حقوقهن وتهميشهن ، ومن المؤسف ان تقوم النساء العراقيات بارتداء ملابس الحداد في عيد المرأة العالمي هذا العام الذي من المفروض ان يكون في هذه الايام احتفالات ومهرجانات وتبادل الهدايا فرحا وسعادة ، واحترام ما نص عليه ميثاق الامم المتحدة في مجال حقوق المرأة ... وهي اتفاقية سيدوا التي صدرت من قبل الامم المتحدة في العام 1979 وتم العمل بها في ايلول العام 1981 وعنيت الاتفاقية بكل جوانب شؤون المرأة من اجل القضاء عل جميع اشكال التمييز ضد المرأة ، وتكون لهن كلمة مسموعة في الاوساط المختلفة ومنها السياسية والاجتماعية ، ولكن للأسف الشديد جاءت سحابة سوداء لتضع ظلاما وكآبة ، حينما يريدون سن قانون الاحوال الشخصية الجعفري لانتهاك حقوق وكرامة المرأة .

المرأة العراقية عبر التاريخ تحملت اوزار الحياة وكانت الاكثر عطاء ، والأكثر تضحية ، لها مواقف ودور فعال في حركة المجتمع ضد التخلف والظلم وضد مناهضي حقوقها المدنية والسياسية ، وخلدت في التاريخ العراقي صفحات تعتز بها كل النساء الناشدات للحق الانساني المشروع ،  فقد قدمت المرأة العراقية في تاريخها الحديث كثيرا من التضحيات في سبيل ان تجد المرأة مكانتها في المجتمع ، وفتحت الطريق لان تتبوا أرفع المستويات فشهدناها دكتورة وأستاذة وقاضية ومحامية ..الخ من الوظائف الاخرى ، على سبيل المثال لا الحصر الدكتورة نزيهة الدليمي رائدة الحركة النسائية في العراق كانت اول وزيرة في تاريخ العراق الحديث ، وكان لها دور كبير في صياغة قانون الاحوال الشخصية العراقي العام 1959.

لكن بعد كل هذا النضال والكفاح الدءوب والمرير في كافة الساحات النضالية لحركة تحرير المرأة ، نجد هناك اصوات ومراوغة واضحة للتراجع الى عصور هيمن فيها الجهل والظلام ، والمضي في نهج المجتمع الذكوري وتقليل من شأن مجهود المرأة العراقية ، ويريدون وأد نصف المجتمع في الوقت الذي اتجه فيه العالم المتحضر لمناصرة وتطبيق الحقوق المدنية والإنسانية على الرجل والمرأة بفكر متحضر وتمكين الافراد من بناء مجتمع قائم على الاحترام المتبادل بين الجنسين يحفظ للمرأة كرامتها .
 
المصلحة العامة هي الغاية والهدف في كل مجتمع ، ومصلحة الجميع الحقيقية تكمن بمعاملة المرأة على قدم المساواة مع الرجل ، ولكن اغلبهن لازلن يمثلن الفئة الاجتماعية الاكثر استغلالا واضطهادا داخل المجتمع العراقي بالرغم من الخطابات التضليلية للنظام القائم وللقوى المتنفذة ، فالمنطق البسيط يدلل بشكل واضح بأن المجتمع الذي يهمش ويقصي فيه نصف المجتمع وكلاهما مكملا للأخر لا يمكن ان يتوقع نتائج ايجابية ، فمن يهمش ويلغي نصف مجتمعه لا يمكن له ان يستطيع الارتقاء والتقدم ولن يستطيع اللحاق بركب الحضارة البشرية المعاصرة.

اذن على المرأة العراقية التي يراد لها ان تسقط مكتسباتها في ظل انصراف الدولة والمجتمع عن قضيتها ، وتكون عرضة لكثير من الممارسات الظالمة ، وتختفي بالعودة للعمل المنزلي تكون حيطان منزلها حيطان لسجنها ، يجب أن تقوم بتفعيل نشاطها الذاتي ، لتظهر لمثل هؤلاء ان عجلة التاريخ تسير الى الامام ولن ترجع للوراء ، ويجب عليها ان تعيد نشاطات اتحاداتها التي تكاد ان تغط بنوم عميق ، وعليها ايضا ان تشهد المجتمع ان النساء ضد العنف بجميع اشكاله والذي يسري في المجتمع العراقي كسريان السرطان في الجسد المعلول ، كما على إمرأة العراق الجديد ان تكسر حواجز التقاليد والعادات البالية التي تعيق تقدمها وتفض الغبار عن قضيتها حتى يحس بها المجتمع.
wadizora@yahoo.com
2014 03 08


74
الشبيبة الكلدانية والمشاركة السياسية

وديع زورا

الشبيبة العالمية تمتلك قدرات وطاقات هائلة ، في خدمة بلدانهم وشعوبهم تطورياً عبر مرادفة الزمن في جميع ارجاء العالم تصاعدياً ، ونعني بالتأكيد الشبيبة المثقفة التي تمتلك قدرات معلوماتية وفكرية لا يستهان بها ، خصوصا الابتكارات العلمية والتقنية المرادفة للصورة المعلوماتية الحديثة وتطورها اللاحق. لهم حقوق كما عليهم واجبات واضحة المعالم والأهداف لخدمة أنفسهم ومستقبل بلدانهم.

الشبيبة الكلدانية بالتأكيد أحدى القنوات التراكمية ، كجزء من الشبيبة العالمية ومكملة لها كما وهي في الوقت نفسه جزء لا تتجزأ من الشبيبة العراقية ومكملة لها ، متداخلة ضمن مكونات شقيقاتها العراقية ، ولها ثقلها ووجودها في العراق والعالم بسبب ما آلت اليه الظروف القاهرة لتهجير شعبنا الكلداني والمكونات الأخرى الشقيقة في العراق وتحولها من النطاق المحلي العراقي الى العالمي ، وهجرتها من بلدها الأم تعتبر ضربة قاصمة للمكونات العراقية الأخرى المتواجدة في العراق ، لأنها تمتلك مقومات وقدرات فكرية ومعلوماتية جمّة ، وبهذا لايمكننا تقدير خسارة العراق لنزيف الهجرة المتواصل وبسلاسة الى الخارج ، ولازال كأحد أعمدة مكونات الشعب العراقي كونه القوة الفاعلة في الحياة العامة المؤثرة في الوسط الثقافي والأدبي والمهني والإنتاجي والاقتصادي.

الشبيبة الكلدانية الى جانبها شقيقاتها من المكونات الاخرى الثقافية ، تعتبر الرصيد الفاعل في البناء الديمقراطي المؤثر ، لتغيير الواقع المؤلم لوريث المخلفات الدكتاتورية البائدة المتخلفة ، وعليه الوضع القائم في تهجير الشبيبة الكلدانية بطرق وأساليب متنوعة ومختلفة في العراق الجديد ما بعد الدكتاتورية ، هي ضربة بالصميم العراقي المتخلف بسبب الأمية والجهل والمرض النفسي والجسدي والتعليمي والعلمي والإداري والتقني والعمراني لعقود من الزمن الفاشي العاصف ، المناقض للكثير من اقرانه في الدول الديموقراطية الساعية لبناء الإنسان والاهتمام به قبل الأوطان ، كونه أثمن رأسمال يجب تقييمه ورعايته وضمان حقوقه على الأرض العراقية الحضارية التاريخية بالإضافة الى عوامل كثيرة متنوعة ومتشعبة ، هدفها تغييب الشبيبة الكلدانية أنثى وذكر من أحقاق الحقوق تنفيذاً للواجبات دون تحقيق أبسط الطموحات والآمال ، بعامل التهميش والتغييب القومي الكلداني الذي طال بالتأكيد الإنسان الكلداني على مدى فترات طويلة من تاريخ العراق والذي اكتملت فحواه سلبياً ما بعد سقوط الصنم ولأكثر من عقد كامل من الزمن.

لذا الواقع الموضوعي والنظرة المستقبلية للأمور ، يفرضان إعادة النظر على المستوين الرسمي والشعبي لمعالجة ما يمكن معالجته بدراية وحكمة ، كما يتطلب المراجعة الدقيقة للبناء الذات الكلدانية بما فيه جلد الذات وتقبل النقد وحتى الانتقاد الذاتي البناء ، والعمل على إعادة النظر في كل ما واكبته القضية الكلدانية ، بسبب عدم وضوح الرؤية والاستقطاب السياسي والأمعان الدقيق لتجارب العمل للمسيرة الطويلة إيجابية كانت أو سلبية ، والعمل على ابتداع طرق وآليات جديدة وحديثة وفق تقلبات الزمن بمردود اجتماعي كبير للإسهام في تحقيق المساواة الإنسانية على المستوين القومي والوطني ، وعليه وجب العمل على تأهيل الشبيبة الكلدانية والرفع من التنافس السياسي والمجالات في منظمات المجتمع المدني الأخرى ، من خلال خلق تنظيمات ديموقراطية ذات بعد تخصصي و ( وسائل إعلام ، جمعيات ، اتحادات نسائية...الخ ) ، إضافة إلى تدعيم وتعزيز تلك المتواجدة على الساحة حتى تتمكن من أداء دورها على أحسن وجه ، وهذا لن يأتى إلا بالتفاعل الإيجابي ، والمثمر مع كل القضايا الحية ، والمستجدات التي تتطلب مسايرة وحضورا فعليا للعمل القومي الكلداني في تناول القضية الكلدانية من خلال القطع مع سياسات الاحتكار الممنهجة من قبل الفئات والإيديولوجية المعمرة في المجالات الحزبية والسياسية ، ومنطق الإقصاء في معالجة القضايا التي تهم الشأن الكلداني. بالأعتماد على المرونة التنظيمية للتغير وخلق بدائل للركود السياسي والفكري المتسم بطابع الانتظار المخجل ، وفق نظرية مبتورة ( أترك الأمور للزمن كي يحلها ).

wadizora@yahoo.com
2014 - 02 - 20

75
رؤية في الخطاب القومي الكلداني

وديع زورا
 يعد الخطاب القومي مجموعة من المفاهيم والأفكار والمقترحات لحل مشكلات المجتمع الراهن قومياً ووطنياً ، بغية الإصلاح عبر آليات قانونية تتم من خلالها تعبئة وتوجيه الجماهير لتحسين اوضاعهم من جميع مناحي الحياة ، لأنهاء تعقيد الوضع الآني المتخلف ، بقيادة السفينة الى بر الامان والأستقرار.

لذا .. الخطاب الكلداني الذي نريد تناوله هنا ، لا يبتعد كثيرا عن هذا الاتجاه.. كان على المهتمين بالشأن القومي الكلداني انتاج خطاب يستطيع تصحيح الافكار والممارسات التي سوقها البعض بالضد من الخصوصية الكلدانية ، هذه الأطراف السياسية تعمدت  طمس الذاكرة الجماعية  لشعبنا ، بل واعتبرتها حلولا نهائية لا تقبل النقاش أو الجدال وحتى لا تستجيب وتشمأز النقد. رغم الأقصاء والتهميش للكلدان بطرق ووسائل مختلفة.

لا يختلف عاقلان حول الخطاب الكلداني المبني على أسس المشروعية الحضارية والثقافية للكلدانية الضاربة جذورها في عمق تاريخ بلاد الرافدين ( العراق ) لآلاف السنين ، وهكذا بما يتعلق بحقوق الإنسان بموجب المواثيق الدولية.

رغم أن البدايات الاولى للخطاب القومي الكلداني برزت منذ العقود الاخيرة للقرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين في العصر الحديث ، الا أن التوجهات الثقافية القومية كانت متلازمه لأكثر من عقود من الزمن وعلى وجه الخصوص بعد سقوط الصنم. ويمكن القول أن الاتجاه الثقافي تأثر بشكل كبير بضرورة التفكير في مشروع مجتمعي يربط الثقافي بالسياسي والاجتماعي مع ايجاد اطار ايديولوجي عام يحتضن الكلدان كأمة تاريخية لها هوية ذاتية ، بعيدة كل البعد عن الطائفية المقيتة.

 لقد تيقن المهتمين بالشأن القومي الكلداني ، أن العمل الثقافي الذي هدفَ الى المحافظة على الثقافة والتراث الشعبيين لابد من تواصله وديمومته وتطور آفاقه ، للتفكير في عناصر أخرى تغني الخطاب الكلداني وتستجيب لمتطلبات الوضع وتقلباته ، مما دفعهم الى تطوير أساليب عملهم في أتجاه خدمة شعبهم لمنع كبوته.

في ظل هذا الوضع المعقد والعسير ولأسباب موضوعية ، عرفت الساحة ظهور خطاب كلداني يتبنى الطرح السياسي والحقوقي والاجتماعي الجامع للمسألة مستلهما قوانين حاضنة لحقوق الانسان والفكر المعاصر والتي تعتمد التعدد والاختلاف والتنوع لوجهات النظر.. خطاب أعاد طرح أسئلة حول حدود وحقيقة الكثير من المفاهيم و مدى مشروعية التوجه الرسمي ، ذو النزعة الديمقراطية التي تهدف الى تأسيس دولة مؤسسات ومجتمع مدني متقدم ، وفق الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للعراق ، لتصحيح الطروحات السياسية وفق المفاهيم العصرية ، انطلاقا من إعادة النظر في بعض التصورات عن الإنسان الكلداني وخصوصيته الحضارية والثقافية واللغوية.

يعتبر مفهوم المواطنة أهم المفاهيم التي أسسها الخطاب الكلداني وفق منظور جديد يساير نظرة المجتمعات الى المواطنة ، بموجب المواثيق الدولية احتراما للحقوق وتنفيذا للواجبات ، متجاوزاً بذلك روح المواطنة المطلوبة التي هدمتها بعض الجهات القومية الشوفينية ، ناهيك عن استغلال و تأويل بعض المحطات التاريخية استغلالا  سياسيا  ضيقا كما فعلته ومارسته الحركات القومية العربية الشمولية وخصوصاً البعث ، مما يتناقض وروح المواطنة الحقة والسليمة سواء كسلوك أو كممارسة. كما دأبت ولا زالت بعض التنظيمات الاشورية على استغلال المقدس المشترك للترويج لأطروحاتها الأقصائية للمكونين الكلداني والسرياني معاً ، مما دفع المهتمين بالشأن القومي الكلداني الى انتاج خطاب متوازن عبروا من خلاله عن رفضهم للمنطق التدجيني والبحث عن الحقيقة لتنوير المجتمع وفضح الممارسات الخاطئة والقاتلة لقضيتنا الوطنية والانسانية.

لقد تجلى هذا الطرح من خلال العديد من المقالات والكتابات والممارساة ، حيث ظهر مؤلفون ومفكرون باحثون متخصصون كشفوا الكثير من المغالطات امثال الاستاذ عامر فتوحي الذي الف كتابا بعنوان " الكلدان منذ بدأ الزمان " بمثابة فضح سياسي حقيقي لطروحات بعض القوى السياسية الاشورية التي تأسست على أكاذيب للاستهلاك السياسي. وبذلك أعاد الخطاب الكلداني بناء مفهوم على عدة أسس متجاوزا الطرح الشوفيني الاقصائي الذي تبنته التنظيمات والاحزاب الاشورية.

عبرَ الخطاب الكلداني عن جاهزيته للتحرك الاحتجاجي في سبيل تحقيق مطالبه العادلة والمشروعة بعد اشاعة الوعي النسبي حول قضيته الكلدانية ضمن اطارها الوطني ، خاصة أنه اعتمد مفاهيم التعدد والاختلاف وضرورة احترام الاخر والتعايش معه ، فأصبح العراقي ( الكردي ، الكلداني ، .. الخ ) يفتخر بذاته بعد أن كان مبعث شعور بالدونية.

فالرجوع إلى الثقافة والتاريخ الكلداني باعتباره حركة وطنية إنسانية تحررية ، لاسترجاع التراث والحضارة واستلهام تجارب مكونات الشعب العراقي من اجل تأسيس فكر عراقي حر ديمقراطي في خدمة المواطن ، ينهي التعصب الشوفيني المقيت والتعصب القومي اللعين ، يؤمن بالأحترام المتبادل وقبول الآخر ، دون تهميش أو تغييب أو أقصاء أو الغاء.
wadizora@yahoo.com
2013 / 9 / 6

76

الاستاذ ليون برخو المحترم

اقتباس من مقالتك
يبدو ان كنيسة المشرق الكلدانية بدأت تشق طريقها في العراق

نلاحظ للاسف الشديد في مقالتك تغيير اسم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المتداول رسميا وشعبيا الى كنيسة المشرق الكلدانية وتحذف الكاثوليكية ، بهدف ان يتقبل القراء التعامل بها دون اي ضجة او حتى اعتراض ، لغايات معروفة ولم تعد خافية على احد.
اتمنى على الاخوة والاخوات الا ينساقوا وراء المسميات التي لا تمت للحقيقة والواقع الراهن باي صلة.
 

77
أحزاب شعبنا ما لها وما عليها

وديع زورا

الأحزاب السياسية عموما ، لها برامجها وأنظمتها الداخلية لبناء النظام الديمقراطي لأي بلد كان ، على أسس علمية وعملية لطروحات تثقيفية واضحة ومتميزة عن غيرها من الأحزاب النفعية للمفهوم السياسي بمعناه الواسع ، وتعد تلك الاحزاب مدارس لتخريج كوادر مدربة وسياسية متمكنة وقادرة لتغيير الأمور نحو الافضل ، من ادارة وحوارات ونقاشات وإقناع المقابل بأفكار ومبادئ الحزب وتوجهاته في خدمة المجتمع ، حيث تعتبر برامجها وأرائها وأفكارها وأنظمتها معدة ومبرمجة سلفا لهذا الغرض ، ولابد من طرح تلك الآراء والبرامج من خلال الندوات والمحاضرات والنقاشات والحوار لفئات الشعب ، اضافة لقنوات اعلامية ونشرات حزبية وصحف ومجلات ومواقع الكترونيه وقناة تلفزيونية خاصة بكل حزب ، وللأسف قسم من الأحزاب التي تدعي الديمقراطية اسلوبا وممارسة في عملها ، هي بعيدة كل البعد لا بل مبتعدة عن خطها المرسوم في تطبيق نظامها الداخلي كممارسة حقيقية موضوعية وذاتية في بنائها ، لتداول الادوار والمواقع داخل الحزب متشبثة بالقيادة ، وغير مبالية لديمومة ورفد التنظيم بما يليق وأهدافها الحقيقية.

قسم من السياسيون في مجتمعنا يمارسون مهنتهم في الهواء الطلق بلا رقابة وبلا ضوابط ، ولا يفكرون بالاعتزال او التقاعد حتى مثواهم الاخير ، محترفون متقنون اسلوب الفن الاحتكاري القيادي بلا خجل ولا ملل ، وبالضد من تنظيمات احزابهم ، ماكرون لعبة السياسة الهدامة باحترافية غير مسبوقة لحشد المؤيدين والمحاباة الشخصية والعلاقات العائلية والوجاهية .. الخ ، وبالتالي تبدو فكرة التجديد والتجدد عليلة ومفقودة ، لتنتج الشللية واللامبالاة بعلل متراكمة مع جمود فكري وجماهيري ، غير مبالين للقادم الآثم بجمود قاتل لأحزابهم ، مع نتائج وخيمة وانقسامات متتالية وانشطارا وتشرذما متعاقبة ، ناهيك عن تسرب اعضاء أحزابهم لديمومة القادة في الموقع بزمن لا حدود له ، على حساب المبادئ والشعب.

وعليه ظل معظم قادة الاحزاب في مواقعهم وامتيازاتهم بلا منافس ولا تجدد دامت اكثر من عقد من الزمن ، تراهم يتبجحون متحدثون عن مؤتمرات ونزاهة الانتخابات ، ولكن بثبوت بقاءهم في موقع القيادة ، لأسباب عديدة منها حجة لا بديل للقائد في هذه المرحلة الحرجة والمعقدة ، وليس هناك بديل مقنع للمؤتمرين بتغيير القادة والتجدد للحزب ، وعلى اساس الظرف هو الذي يتحكم بسير الامور أو ليس هناك بديل يتحمل مسؤولية الحزب ، لتبقى المؤتمرات اسيرة التوجهات المريضة بتجدد عليل ومشلول الفعل ، محدثة الإرباك التنظيمي وتهديم الحزب من الداخل ، بعد أن تتلبد السماء السياسية للحزب بغيوم ورعود وإمطار بليدة .

 وهكذا دواليك يتجدد المشهد المخزي في مؤتمرات الاحزاب ، فيجلسوا القادة كراسيهم الوثيرة على المنصة العالية لتتكرر اللعبة نفسها ، وبالأشخاص انفسهم والأسماء ذاتها وكأن أمنا السياسة لاتتوحم ولاتلد إلا على نفس الوجوه ... وعليه لابد من لفت الانتباه في قدرة وفاعلية الكوادر الشابة في الحزب على أن يطور قدراتهم الذاتية من الفاعلين والعاملين بإخلاص وتفاني ونكران الذات فيه ، ليصنع منتسبي الحزب قوة ديناميكية فاعلة ومؤثرة ومتفهمة ومستوعبة أخطاء الماضي واستحقاق الحاضر والمستقبل.

قوة الحزب في قدرته للتجدد والتجديد التنظيمي وبناء الكادر المثقف والمضحي لصنع قادة المستقبل ، وعلى قادة ألأحزاب استيعاب ما لهم وما عليهم للبناء الذاتي الموضوعي جماهيريا ، دون اصرارهم وبقائهم قادة تنظيم بلا منافس ، كي لا يعطي انطباعا سلبيا ومدمراً لأحزابهم وكأنهم وحدهم أولياء الله المختارون ، والآخرون دونهم ، ولابد من الابتعاد عن الفوقية والمثالية بأنانية مقيتة ، وفق تبريرات زائلة وفاسدة ومدمرة ، بحكم المثول للأنا اللابديل للقائد الفاشل حتما ، والذي يقود السفينة الحزبية الى الخراب الحتمي واللامسؤول للحزب ، وهنا لابد من تثبيت مبدأ التداول القيادي للحزب لدورتين فقط غير قابل للتجديد بعدها مهما كانت النوايا والأسباب.
wadizora@yahoo.com
2013 / 8 / 15

78
الاستاذ ليون برخو المحترم
الجدول والاحصاء محصور بأبرشيات الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والمهجر. حصرا
 لم يدرج  في الجدول عدد الكلدان الكاثوليك في القارة الاوربية ، واعتقد عددهم بالالاف
وديع زورا


79
الثقافة الكلدانية رافد أساسي لمكونات العراق

وديع زورا
من منطلق المناقشة الموضوعية وصولاً للمشتركات الفاعلة على الارض ، لابد ايلاء الاهتمام المتواصل والدائم  باحترام دفع  الأمور للأمام خدمة لشعبنا وبناء وطننا ، وفق رؤيتنا ونظرتنا الخاصة تقييماً للحقائق المشخصة على الأرض ، وما يعتريها من الإشكاليات والسلبيات والأخفاقات في الجانب الثقافي والأدبي والفكري والسياسي والأجتماعي والاقتصادي والخدماتي وطنياً ، وعلينا ألاستفادة القصوى بالإرث الثقافي الكلداني كونه رصيد لا ينضب ، وفق حسابات كثيرة ومتشعبة ومنها البعد التاريخي والحضاري القائم على الأسس والمعايير العلمية والفنية بموجب الاكتشافات والتقنيات المتجددة ، وهذا يعتبر عاملا مؤثراً وأساسياً في التاريخ الجمعي للعراقيين ، وينعكس طبيعياً على التفكير وأشكال التواصل وسلاسته الإيجابية.. وهذا يشكل خصوصية البشرية العراقية التي تمتاز بها وفق العلاقات المتشعبة عرقياً ودينياً وحتى مذهبياً رغم تحفظنا على الأخيرة كوننا عراقيين نتطلع لغد أفضل وأسلم وأحسن وأفضل ، كما ونحن نمثل محوراً وثقلاً أساسيا في منطقة الشرق الاوسط ، كوننا نمتلك بصمتنا الواضحة والجلية التي تشخصنا عن المكونات العراقية الأخرى ، ولابد من ثقافة العلم الحديث المتجدد والمتطور.

 نحن الكلدان مع ثقافة الحوار والانفتاح على المجتمعات الانسانية وتجارب الثقافات المختلفة وقبول الآخر ، ومع الرأي والرأي الآخر ، نؤمن بالتعددية السياسية والفكرية ، وباختلاف وجهات النظر المختلفة دون تحولها الى خلاف صعب وعسير ، وهذه القيم ثابتة ومتجذرة تاريخياً ، وليست حدث عابر ولا شعارات جوفاء لا معنى لها يتم الترويج لها.

إن الثقافة الكلدانية لها مقومات وأسس عراقية لوحدة الثقافة والفكر وسموهما الشعب العراقي ، ويكاد التاريخ الرافدي القديم بها يفتح صفحاته ، دون فرض نموذج ثقافي معين على الأنماط الثقافية الأخرى المتعددة والمتعايشة ، فالتعدد الثقافي في العراق واقعة أساسية لا يجوز القفز عليها أو التقليل من شأنها ، بل العكس هو الصحيح ، لا بد من توظيفها بوعي في أغناء وإخصاب الثقافة العراقية وتطويرها وتوسيع مجالها الحيوي.

ومن منظور الإيمان بتعددية المكونات الثقافية العراقية ، كمبدأ تم ترسيخه على امتداد تاريخ بلاد الرافدين ( العراق) ، لأن الثقافة الكلدانية لم تكن في يوم من الايام معزولة ولا منعزلة عن الثقافات الانسانية الأخرى ، بل متفاعلة  معها ومتكاملة لها من الوجهة العملية ، فقد عايشت مع ثقافات الشعوب التي انفتحت عليها واستفادت منها من دون عقدة نقص أو تفوق أغنتها ايجابياً ، ولذا نجد ثقافات المكونات غالبيتها انفتحت على الثقافة الكلدانية ، على امتداد القرون وما زالت تحافظ على تماسكها و قوتها.

التصور القائم على أساس الإيمان بالتعددية والاختلاف ، هو المشجع والمستحضر والمطلوب للعمل وفقه ومعه وله لبناء ثقافة العصر الحديث يفترض تجدده وتجذره في وطننا ، لذا لابد من أنصاف القضية الكلدانية والتعامل معها بدراية وموضوعية ، بعيداً عن الاستثناء والتغييب والتهميش ، كون المكون الكلداني له سجل مشهود في الحركة الوطنية العراقية لأنه قدم شهداء للوطن والشعب ، فلابد من مواجه الافكار الشمولية والاقصائية وأبعادها وأقلعها ، وتحويل الأيدلوجيات الى الاستراتيجيات والسلوكيات والممارسات الفاعلة مع الثقافة الكلدانية كونها إرث وطني يشترك فيه جميع العراقيين.

إن الوطنيين الكلدان حينما يستحضرون الإرث الثقافي الكلداني ، فهم يربطونه مباشرة برموز ونماذج وطنية معطاءة خالدة تتوهج احرف اسمائهم على صفحات التاريخ ، لما قدموه من عطاءات عائمة جسدت التلاحم الوطني لأسماء تركت بصماتها الخاصة على الثقافة الوطنية وساهمت في تطور وتقدم المفهوم الثقافي الإنساني العراقي ، وفق منظور حضاري يجمع العربي - الكردي  - الكلداني - التركماني..الخ ، بعيداً عن التناحر القومي والعرقي ، وتبني التراث الفكري و الإرث النضالي الوطني المشخص ايجابياً وبالملموس بنفحة عرقية مخلصة وخالصة ، بثقافة الوطن والمواطنة التي جسدوها بنضالهم وتفانيهم الثقافي والأدبي بتكامل وتكافأ مع الإرث الحضاري الكلداني ، فجميع المكونات العراقية كانت وستبقى مع الشراكة الوطنية في حب الوطن والمواطنة العراقية باختلاف مكوناتها الفسيفسائية الجميلة ، كالزهور المتنوعة والمختلفة الألوان في مزهرية جميلة هو العراق الواحد الموحد ، مع الاحتفاظ لكل مكون قومي بخصوصيته.

 لنعمل جميعاً في خدمة القضية الوطنية على أفضل صورة ممكنة ، وفق آلية علمية مؤسساتية فاعلة لدولة قائمة من أجل الشعب العراقي بكافة مكوناته.
wadizora@yahoo.com
2013-08- 04

80
ذوي المرحومة لينا عادل حياوي المحترمين
نشارككم الأحزان ونتضرع للرب يسوع المسيح ليسكنها فسيح جناته بين الأبرار والصديقين
ولأهلها واصدقائها ومحبيها جميل الصبر والسلوان.
تعازينا الحارة للاخ الاستاذ عصام شابا فلفل
وديع زورا
السويد

81
ما بعد المؤتمر القومي الكلداني العام

وديع زورا
 
في أجواء سياسية وأمنية واجتماعية أقتصادية معقدة وعسيرة ، يغلب عليها التوتر على المستوى الوطني ، بمعاناة كافة مكونات شعبنا العراقي ، وفي ظل مرحلة هامة ودقيقة وصعبة جداً ، اختتم المؤتمر القومي الكلداني العام في ولاية ميشكان - ديترويت فعالياته بعيداً عن أرض الوطن الأصلي الأصيل ، في نهاية 19 ايار 2013 بمشاركة عدد كبير من الناشطين والمتخصصين والأكاديميين والسياسيين والمهنيين ، من المهتمين بالشأن القومي الكلداني من داخل العراق وخارجه في ارض الشتات ،  تم طرح الكثير من البحوث والدراسات من خلال ورش العمل. فخرج المؤتمرون بالمقرارت والتوصيات ادناه:

القرارات :-

1-  تشكيل أتحاد القوى السياسية الكلدانية.
2-  توحيد العمل والخطاب السياسي لتنظيماتنا الكلدانية والعمل المشترك من خلال ترسيخ مبدأ العمل الجماعي ووضع آلية عمل فعالة للعمل السياسي الوطني والقومي للمرحلة المقبلة على أساس الثوابت القومية والوطنية.
3-  إتفقت الأحزاب والمنظمات والمهتمون بالشأن القومي من الكتاب والأدباء والمستقلين في خوض الأنتخابات العامة القادمة بقائمة كلدانية موحدة.
4-  تشكيل نواة لمنظمة نسائية كلدانية .
5-  تشكيل لجنة تنسيقية موحدة للعمل داخل العراق وخارجه للتواصل مع أصحاب القرار للحصول على حقوقنا.

6-  تشكيل هيئة لمتابعة وتنفيذ مقررات وتوصيات المؤتمر.

التوصيات :-

1- تنشيط العلاقات في داخل العراق وخارجه مع الأحزاب السياسية والوطنية والقومية (الآشورية والسريانية) وكذلك مع تنظيمات المجتمع المدني المؤازرة لقضيتنا الكلدانية.
2  - أوصى المؤتمر بمتابعة موضوع هجرة أبناء شعبنا المسيحي بصورة عامة والكلداني بصورة خاصة ومخاطرها على مستقبل تواجد شعبنا في الوطن، والتواصل والتنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة الأقليم والمنظمات العالمية الأنسانية، لوضع المعالجات وإيجاد الحلول اللازمة لوقف نزيف الهجرة.
3  - التنسيق مع كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية بإعتبارها المؤسسة التي حافـظت عـلى إرثـنا وهـويتـنا الكلدانية عبر قرون طويلة.
4 - الإهتمام بالإعلام الكلداني والتنسيق بين المختصين والمهتمين في هـذا المجال لإيجاد مؤسسة إعلامية كلدانية متطورة.
5 - مطالبة المعنيين بتطوير مناطق تواجد شعبنا في مدننا وقرانا ووقف محاولات التغيير الديمغرافي وتشجيع الأستثمار لخلق فرص عمل لأبناء شعبنا بهدف تشجيعهم على التجذر والبقاء في أرضنا التأريخية.
6 - تنشيط ومتابعة وتنمية الوعي القومي عند الشباب للانخراط في العمل السياسي ودراسة ظاهرة عزوفهم عن المشاركة في العملية السياسية.
 
لا يسعني الا أن أقدم أسمى آيات التقدير والاحترام لكل الجهود التي بذلت ، من  خلال طاقم العمل المتكامل لاخواني اعضاء المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد متبني ومنظم المؤتمر بتعاون ومؤازرة  المشاركين في المؤتمر ، الذين استطاعوا طيلة ايام المؤتمر أن يقدموا بجدارة ومسؤولية عملا رائعا ودؤوبا كخلية نحل تعمل دون كلل أو ملل وبنظام متقن متواصل ضمن برنامج مخطط ومدروس سلفاً ، بجهود أعضاء اللجنة التحضيرية التي دامت أكثر من سنة .

المؤتمر كان رائعا بامتياز من خلال العمل الطوعي لخدمة القضية القومية وبناء ركائز أساسية لبناء المجتمع ، ونشر التماسك القومي بين ابناء القومية الواحدة بتبادل الخبرات بين الحضور ، يعمل على تذليل الصعاب لشعبنا ، بالالتزام بالعمل وحسن التعامل مع الآخرين ، وتفعيله على ارض الواقع من خلال عمل فريق متكامل لنشر التوعية وشرح اهداف وتوصيات المؤتمر.

كما نعمل على تطبيق التوصيات التي خرج بها المؤتمر ، وأن لا تكون مصيرها الإدراج كالتوصيات التي تخرج عادة من المؤتمرات التي تعقد والتي يطرح فيها الكثير من أوراق العمل والبحوث والدراسات التي تستقطب أصحاب الشأن ، حتى لا تذهب هذه الجهود والتكاليف الباهضة دون فائدة ، ولابد العمل على تفعيلها على الصعيد القومي والوطني.


wadizora@yahoo.com
2013/6/27

82
مهمة المؤتمـر القومي الكلداني العام القادم

وديع زورا

بلا شك يعتبر انعقاد المؤتمر القومي الكلداني العام المزمع انعقاده فى ولاية مشيكان الامريكية مدينة ديترويت منتصف شهر أيار للفترة من 15 – 5 ألى 19- 5 - 2013 م تحت شعار " وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية والوطنية " حدثا مهما وتاريخيا للشعب الكلداني ، ففيه ستلتقى كل أطياف الشعب الكلداني من أحزاب سياسية الى منظمات المجتمع المدنى وشخصيات كلدانية مستقلة من المهتمين بالشأن القومي الكلداني من كافة بقاع العالم من أجل وضع خطة عمل متكاملة تخدم القضية الكلدانية ، ووضع أسس جديدة ديموقراطية يتمتع فيه الحضور بالحرية لمناقشة الوضع الكلداني العام. وسيأتى أهمية الحدث من أهميـة النتائج المتوقعـة منه.

إن غاية المؤتمرات القومية تلبي متطلبات المسألة القومية ، ذلك أن الانسان الفرد يحتاج إلى توافر الشعور بالانتماء الى المكان ، الانتماء إلى الجماعة ، وهذا بالطبع يعكس بشكل حيوي أهمية وضرورة الانتماء ، بحيث أنه لا يوجد انسان غير منتم . فالانتماء الى الأهل لا يناقض الانتماء القومي ، لان الانسان كما هو محتاج الى الاسرة هو يحتاج في نفس الوقت الى القوم . كما أن هذا الانتماء سرعان ما يتعزز حين يتم جمع الناس في مكان واحد. والكلدان لا يشذون عن هذه القاعدة ، فالحالة شبيهة لدى الشعوب والأمم الأخرى.

مجتمعنا غني بثقافته وتجاربه ولا شك ان الاخوة المشاركين في المؤتمر لن يبخلوا بما ستجود به قرائحهم من الافكار، ونحن الان في خضم تجربة جديدة علينا التسامح والتحرر من الأنا، فالمواضيع كثيرة ومتشعبة والمؤتمر سيحضره عدد كبير من جميع أنحاء العالم ، وإذا لم يستطع المؤتمرون استيعاب بعضهم البعض وتقريب وجهات نظرهم ، وجمع الكلمة فى وضع الاولويات وتركيز النقاش نحو ألأهداف والمحاور الرئيسية يمكن بكل سهولة خروجه عن المسار الصحيح وانتهاء المؤتمـر دون النتائج المرجوة سيعني الاحباط بعينيه ، وفقدان الثقة وبالتالى تكون العواقب وخيمة على الجميع.

انها مسؤولية جسيمة ومهمة صعبة ولغرض إنجاح المؤتمر يجب توفر الانسجام والوحدة التي تعتبر اساسا ننطلق منه سوياً من نقطة مركزية تدور في فلكها اهدافنا وخططنا لرسم مستقبلنا ، وعدم فسح المجال للصراعات الداخلية التي فقدت بسببها التنظيمات الكلدانية الشئ الكثير ، حتى تكون المواقف الصادرة عنها أكثر قوة وضغطا على النظام السياسي داخل العراق ، يستوجب منا التمسك بنتائج المؤتمر لغرض نيل مكاسبنا من خلاله.

لذا حرص الاخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد مشكورين منذ ان وضعوا على عاتقهم كامل المسؤولية التاريخية في استضافة المؤتمر ، بادروا الى ارسال رسائل بريدية الكترونية واتصالات عبر الهاتف بالنخب الكلدانية من احزاب ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات كلدانية مستقلة في داخل العراق وفي ارض الشتات ، لغرض المشاركة في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكلداني العام تمثل القبول من جميع اطياف الشعب الكلداني السياسية والمدنية ، تعهد لهذه اللجنة مهمة تنسيق كل الجهود الهادفة في مناقشة النقاط الهامة المدرجة وجميع المقترحات المطروحة في حوار بناء ديموقراطي لإنجاح المؤتمر.

ولا بد أن تكون أهداف المؤتمر في شكل نقاط . لذلك لابد من وجود جداول أعمال ولجان متنوعة وأهداف واضحة. فالمؤتمرات القومية قد تعني الكثير بالنسبة لتنمية الروح الجماعية والانتماء القومي ، ومع ذلك فمن الحكمة تحليل السبب الداعي الى عقد مؤتمر قومي كلداني ، علما بان السبب واضح وجلي للعيان امام الجميع وهو أن الشعب الكلداني الاصيل العريق مهمش ومهدد بالزوال والاستئصال من موطن الاباء والأجداد ، ونعتقد حان الوقت لبلورة الجهود والأعمال . فالشعب الكلداني لا تنقصه العوامل أو المسببات لعقد مثل هذا المؤتمر فتاريخه معروف ، ولا يزال يشكل جزءا لا يتجزأ من تاريخه وثقافته وتراثه ويتفاعل مع اختلاف المكان وتباين الزمان ، ولا ننسى الدور الرائد لحضارة الكلدان في رفد الانسانية بمبدعيها.

ان منطق السؤال ماذا نريد نحن من هذا المؤتمــر القومي الكلداني ؟ أنه بالفعل سؤال جوهري مهم ، والإجابة عنه ، نبدأ الخطوات الأولى التالية من العمل القومي الجماعي :
1- توحيد الخطاب السياسي القومي الكلداني.
2- تشكيل قيادة موحدة أو هيئة عليا سياسية.
3- المشاركة في الانتخابات التشريعية العراقية القادمة بقائمة واحدة.

وإذا كانت القضية الكلدانية قضية محورية بالنسبة للمشاركين في هذا المؤتمر ، فإن ذلك لاينبغي أن يمنع إضفاء طابع شمولي على خطابها ، بوضع مشروع مجتمعي يضم مختلف التصورات السياسية والاجتماعية والثقافية…والغاية من ذلك فتح باب كسب تضامن وتعاطف المنظمات المحلية والدولية العاملة بمختلف المجالات وكذا الاستفادة من خبراتها ، مما سيكسبها قوة إضافية تدفع بكافة الديموقراطيين وعبر العالم إلى المساهمة في رفع الإقصاء والتهميش عن الحقوق الشرعية للشعب الكلداني .

إن الظلم الذي يتعرض له الكلدان في عقر دارهم يلقي مسؤولية كبيرة على عاتق المؤتمرين ، ليس فقط بضرورة الالتزام بطرحه في الحوار والنقاشات وإنما واجب المساهمة في بناء التنظيمات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني داخل الوطن ، حيث تعاني من التشتت وغياب وحدة الرؤى ، والهدف تشكيل جبهة كلدانية داخلية قوية تتكتل مع المنظمات الكلدانية في الخارج وغيرها لنيل الكلدان لحقوقهم المشروعة كاملة غير منقوصة ولا مشوهة.

أتمنى من كل قلبي أن يكلل المؤتمر الكلداني العام القادم بالنجاح والتوفيق
23 04 2013
wadizora@yahoo.com

83
الكلدان بحاجة إلى توحيد الصفوف ولم الشمل

وديع زورا
ان الشعب الكلداني حالياً ، يمر بتحديات جسام تهدد وجوده ، بل تاريخه العريق في بلاد الرافدين ( العراق ) أرض الاجيال المتعاقبة ، لذا يتوجب علينا ان نتوقف قليلاً ، لمراجعة ذاتنا بحكمة ودراية موضوعية ، لتوحيد الجهود وتراصف الصفوف ، انتصارا لإرادة شعبنا الكلداني ، كونه يتعرض لأقسى أنواع الظلم والمعاناة والهجر والتهجير القسري والطوعي ، ناهيك عن القتل العمد ومعاناة الارهاب المنظم والمنفلت ، والتغيير الديمغرافي والابتزاز والإقصاء الدائم والمستمر وهلم جرا .

لذا القضية ليست متعلقة بحزب او جماعة أو أفراد ، بل هي قضية شعب كلداني ، له تاريخه الأصيل وهويته الخاصة يعزها ويحترمها ، ولا يمكنه الإفراط بها بحكم التأثيرات الجانبية هنا وهناك ، ومن هذه الجهة أو تلك ، ومن القريبين قبل البعيدين ، بحكم الخضوع والخنوع لمصالح وامتيازات ذاتية بحتة ، من أصحاب القدرات والإمكانيات المالية الضخمة ، التي تشتري النفوس الضعيفة الفاقدة للوعي الثقافي والأدبي ، ومع قشور الدنيا الزائلة على حساب الأخلاق والأدب والثقافة ، وعليه في تشرذمنا وتبعثرنا وغياب وحدتنا ، لا نستطيع مواجهة التحديات المطلوبة من جميع قوى شعبنا الكلداني المنفردة ، فالمرحلة الحالية دقيقة وحرجة وعسيرة للغاية ، مطلوب منا بتر السجالات العقيمة واجترار الماضي والتطرق الى الأخطاء هنا وهناك الواجب تجاوزها ، بعد ضرورة تمحيصها واستخراج العبر والنتائج الحكيمة ، للانطلاق الى الامام بطروحات علمية عملية ، توحد ولا تفرق .. تبني ولا تهدم.

ان الامة الكلدانية مهددة من قبل عدو موحد الصفوف ، ذو إمكانيات مادية واقتصادية لا يمكننا الاستهانة بها والتقليل من شأنها ، ولا بد أن نتكاتف ضده ، فهو يعمل جاهداً لسرقة وإلغاء وتشويه تاريخ الكلدان ، بطرق ووسائل ومبتكرات عقيمة غائبة عن العلوم التاريخية والأنتربولوجيا ، ووجودنا الدائم عبر آلاف السنين كلدانيون ، بحق وحقيقة على ارض الرافدين الخالدين.. فهل نفيق ونستفيق لدرأ الخطر المحدق لتجاوزه ؟!! فمساحة التوافق بين كل القوى والتيارات الاجتماعية والسياسية والأدبية والثقافية والعلمية والتكنوقراطية كبيرة وواسعة وشاسعة ، لها حضورها وجبروتها وقدراتها المميزة والفائقة ، ينبغي استثمارها على الوجه الكامل في هذه اللحظات التاريخية الشائكة ، نفكر يقيناً بالمشتركات الواسعة لنوظفها عملياّ لخدمة وتطور قضيتنا الكلدانية وطنياّ وإنسانيا ، ولنترك الاختلافات جانباً حباً بقضيتنا الأساسية المطلوبة من الجميع صيانتها وتعزيز وجودها ، فلم الشمل وتوحيد الصفوف وتعزيز الجهود الكلدانية ، باتت ضرورة موضوعية تتحكم على جميع القوى باختلاف مشاربها وتنوعاتها وألوانها الزاهية البراقة ، لذا علينا بخطوات تتناسب مع خطورة وأهمية المرحلة وتداعياتها.

ومن أهم هذه الخطوات الواجب تنفيذها ، هو الحوار بين القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني جميعها صاحبة القضية القومية الكلدانية ، والأخذ بآراء وتوجهات وأفكار الجميع ، مؤسسات وأفراد دون تهميش او إقصاء أو ابعاد أى حزب من الاحزاب أو فئة من الفئات مهما كان حجمها وتأثيرها لأية قوة ، لتفعيل الحوار المتواصل البناء ، انطلاقا من مصلحة شعبنا الكلداني ، مع دراسة جميع الأسباب المعيقة في العمل المستقبلي ، وأبعاد المصالح الخاصة الضيقة والجزئية لأى جهة على الحساب العام ، والأيمان المطلق بأن المصلحة الخاصة هي من ضمن العامة .

النخب الثقافية والأدبية لها حضورها وضرورة فاعليتها القصوى ، لكن الاستكانة اليهم وحدهم للرقي بالكلدانية الى مصاف الثقافات الاخرى وهم كبير ، ومن السذاجة الاعتقاد بأن الاستمرار في الاتجاه الثقافي والأدبي ، وحده سيعطي النتائج بل سيضيع معه المزيد من الوقت ، بعد ان ضيعنا الكثير الذي لا يمكننا تعويضه أبداً ، ومن هنا فنحن اليوم اكثر من أي وقت مضى في حاجة تنظيمية ملحة باليات اشتغال عملية ، بدعم وإسناد الاتحادات والجمعيات الثقافية والأدبية والاجتماعية الكلدانية التي عملت وتعمل وستعمل لدورها التاريخي المطلوب ممارسته.

لذا حاجة شعبنا وقضيتنا الملحة والضرورية لإنجاز المهام الكبرى يتطلب ، انشاء قطب سياسي موحد قادر على صياغة وبلورة اجماع كلداني ينتقل بنا من مستوى الاحتجاج والتوعية الشعبية ، إلى مستوى التنظيم الذي يتيح إمكانية الاقتراح وممارسة الفعل والعمل على ارض الواقع ، بعيداّ عن الهوس والهرج التنظيمي ، بل مبني على برنامج بنيوي وحيوي متميز ، يستند على مصالح شعبنا الأساسية ، ويروم تقديم البدائل المقنعة ، للرقي بالكلدانية التي همشت بقرارات سياسية ، وعليه لا يمكن أنهائه وقلعه وأزالته ، إلا بقرارات سياسية.

كل خيوط شمس النشطاء الكلدان باختلاف الزوايا التي منها يتحركون ، في كل الاتجاهات داخل الوطن وفي أرض الشتات بشهادتهم وشهادة ألمتتبعين ، متفرقة ومتشعبة ومتباعدة ، فهي في أمس الحاجة اليوم إلى لم الشمل ، تلملم قواها وتتفق على موقف واحد ، وخطاب سياسي واحد ، بالوسائل والسبل المتاحة التي نحتاجها للنهوض بالقضية الكلدانية.

لذا نحن على موعد عقد مؤتمر كلداني عام المقترح أجرائه ، في شهر ايار القادم للفترة من 15 – 19 في مدينة ديترويت باستضافة المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد مشكوراً ، نأمل حضور جميع المدعوين أو غالبيتهم ، للحوار والمناقشة ومعالجة قضايا ومسائل أساسية ، بالتنسيق بين التنظيمات السياسية والاجتماعية المدنية والأدبية والثقافية ، من خلال وضع آلية جديدة ذات فعالية عملية ، مع مراعاة الواقع السياسي والمستجدات الآنية واللاحقة ، للخروج بوثيقة وخطاب سياسي ، يوائم الوضع الموضوعي ويعالجه ، على الساحتين القومية والوطنية والإنسانية عراقياً.
27 شباط 2013
wadizora@yahoo.com

84
تنامي الوعي القومي الكلداني المعاصر


وديع زورا
wadizora@yahoo.com


الثقافة والوعي مفهومان مرتبطان بتطور الإنسان ذاتياّ وما أحيط ويحاط به موضوعياّ ، وفق التأثيرات الاجتماعية والفكرية عبر التاريخ . فالوعي القومي يتطلب تطوراّ فكرياّ – ثقافياّ - اجتماعياّ - سياسياّ ، يؤدي الى نتيجة مثمرة للخروج من الوضع المتردي الهش بسبب تعمد سياسة خاطئة مجحفة ( تهميش ومحاولة الغاء الآخر والإنفراد بالقرارات المصيرية). والحالة تكررت وانعكست سلباّ على الشعوب المتطلعة نحو غد أفضل ، وحركة التاريخ خير دليل بمعاناة الشعوب والأمم.

تنامي الوعي القومي الكلداني المعاصر ، بدأ يتبلور بردة فعل ، لسياسة التعريب التي مارسها الفكر العروبي الشمولي البائد ، والكلدان كغيرهم من بني البشر ، هم نتاج عملية تاريخية طويلة ، ساهمت سياسياّ واجتماعياّ وثقافياّ واقتصادياّ في تكوينه .

الوعي القومي الكلداني يتطلب مهام كثيرة ومتعددة ، منها معرفة ماضي الكلدان وتاريخهم العتيد ، وفهم العوامل الطبيعية والتاريخية المرادفة لنشأتهم وتطورهم اللاحق وصولاّ لما هم عليه الآن ، وإدراك الحاضر لبناء مستقبلهم المنشود . فالكلداني الواعي قومياً يعلم يقيناّ اصله وجذوره المستمدة من تربة العراق منذ آلاف السنين ، وهنا لابد من زيادة وتطور الوعي القومي ضمن السياق التاريخي لعملية البناء الناجحة ، وإعادة استحضار التاريخ ليس تعدادا للمآثر والتغني بالأمجاد ، بقدر العودة لفهم مقومات الوعي القومي في سياقه السليم.

الكلداني اليوم يسعى جاهداّ ، لاجتياز المرحلة الدقيقة والحرجة ، بقلع المفاهيم الفكرية الخاطئة ، التي روجتها القوى المعادية للكلدان والمتنفذة على الساحة العراقية . وعليه لابد من نهضة فكرية يتحمل أدائها ، مثقفي الكلدان والنخب السياسية ، في الكشف عن منابعها ومصادرها الخفية ، من اجل مواجهة الأفكار الهدامة ، بعقلٍ راجح وتخطيط ناجح ، بتوحيد الكلمة لقيادة السفينة الى شاطي الأمان ، بعيداّ عن حب الذات والأطماع الشخصية والمصالح الخاصة .

دخلت مسألة الوعي القومي لدى الكلدان ، في ظل الظروف الحالية مرحلة جديدة ، لنيل الحقوق والاعتراف بالهوية التاريخية الوطنية للكلدان ، انطلاقا من الحقائق الواقعية ، الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسة ، وهناك من يسعى كثير من الكتاب والنخب السياسية ، بدور لم شمل الفاعلين والنشطاء الكلدان الغيورين ، على مستقبل حقوق الشعب الكلداني ، عاملين وفاعلين وساعين ، لتحقيق الديموقراطية والمواطنة الحقة . فإن بوادر تحقيق ذلك بدأت تلوح في الأفق ، من خلال دعوة المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد الى عقد مؤتمر كلداني عام في ديترويت - ولاية مشيكن الامريكية للفترة من 15 – 19 ايار 2013 كخطوة في الاتجاه الصحيح ، تواصلاّ مع المؤتمرات الكلدانية السابقة ، لأن ماتفرزه مثل تلك المؤتمرات والقراءات والاجتهادات والتحاليل والمقررات السياسية والقومية ، ستعطى القراءة الصحيحة والحقيقية للوضع الداخلي للشعب الكلداني من جهة ، وعن دوره وتأثيره وموقعه في الحالة العراقية الراهنة من جهة اخرى.

في الواقع بغض النظر عن الجدل والحوار البناء الجاري ، أود ان يبقى محفوراّ ، في ذاكرة الآخرين وفي ذاكراتنا نحن الكلدان: أن هناك قومية عمرها آلاف السنين ، لن يستطع أحد طمسها وتغييبها وتهميشها وإلغائها ، رغم كل المحاولات اليائسة ، ألا وهي القومية الكلدانية. فمن المفيد جدا العودة إلى التاريخ الكلداني وقراءته قراءة تحمل في طياتها ما هو مفيد للحاضر والمستقبل ، التي ساهمت في رسم الخطوط الرئيسية للوضع السياسي الكلداني ، سواء كان سلبيا ام إيجابيا للمضي قدما نحو افاق افضل مستقبلا .

12 شباط 2013


85


الواقع السياسى الكلداني الراهن


وديع زورا

في القرن الواحد والعشرين ، وما يشهده العالم من تقدم تكنولوجي في مجال المعلومات ، اصبح الوعي والمعرفة لم يعودا مقصورين على النخبة المثقفة فقط بل مكشوفين امام الجميع بفعل ظهور الانترنيت والقنوات الفضائية . ان الانسان الكلداني اخذ يميز ما يدور من حوله من امور في الساحة العراقية وأصبح له رؤى ودراية بفرز الايجابيات والسلبيات ، واخذ يترقب عن ما ستفعله التنظيمات السياسية الكلدانية نحو تصحيح مسار الغبن الذي لحق بالكلدان من خلال تقديم الحلول الناجعة لمعالجة المشاكل وقضاياهم المصيرية لمواكبة العملية السياسية في العراق ، على امل ان تزول لهجة النواح والندب والعويل على واقعنا المؤلم .

ان الشباب الكلداني ينقسم الى قسمين ، الاول يجهل السياسة والثاني له المعرفة في الامور الحاصلة في الساحة العراقية وتشوقه في الانخراط في العمل الحزبي ، ولكن يرى ان التنظيمات السياسية الكلدانية مصابة بحالة من الكسل الفكري والخمول السياسي وانخفاض مستوى المشاركة السياسية ، كما انها تعيش حالة التباعد بين القيادات السياسية والجماهير عن بعضها وعدم تجديد خطابها لمسايرة التطور على الساحة السياسية العراقية ، وعدم العمل على ترتيب اوضاعها وتقويم استراتيجتها أو مراجعة خطابها السياسي ، هذا بالإضافة الى عدم التجديد في طرق وأساليب عملها وبنائها التنظيمي ، وتنمو فيها ظواهر الانتهازية ومآرب شخصية لتحقيق مكاسب مادية ومعنوية ويشكل ظاهرة استفزازية تبعد الفرد الكلداني عن تأييد هذه التنظيمات السياسية.

يبدو أن غالبية قيادات هذه التنظيمات السياسية اصبحت تعيش شبه عزلة تنظيمية بعيدا عن قواعدها ، نتيجة غياب الديموقراطية في صفوفها والتي تعني قبول الاخر فكرا ورأيا ووجودا ، لذلك لا بد من العمل على السعي بكل جد واجتهاد على تشكيل تنظيمات سياسية جديدة من بطن الشعب الكلداني دون تبعية او الحاق ، وتصاغ وفق التصورات الجديدة واعتماد الاشكال الديموقراطية التي تتيح التفاعل الحر بين الافكار والتي تتيح اطلاق المبادرات والمصارحة مع الوسط الشعبي الكلداني ، وإعتاق العقل من القيود الجامدة والبحث عن البدائل الاخرى الممكنة لتحقيق نتائج افضل في ظل موازين القوى الراهنة.

ان برامج معظم التنظيمات السياسية الكلدانية قد تجاوزها الزمن بكثير ، ولم تعد تتلأم مع متطلبات عصرنا الحاضر الذي نعيشه ، ومن ثم فان هذه البرامج في حاجة الى المراجعة والتعديل والتجديد بما يجعلها تتناغم وتنسجم وتتعايش مع طبيعة القضايا المطروحة على الساحة السياسية ، فالحاجة ماسة وضرورية لأن يعمل كل تنظيم على اعادة النظر في برنامجه وتنقيحه من كل ما تجاوزه الزمن وتضمينه رؤى وأفكار جديدة تتناسب مع متغيرات وتحديات العصر ، حتى تستطيع هذه التنظيمات مواجهة التحديات في المرحلة الراهنة التي تحصل داخل الوطن ويعيشها الفرد الكلداني خصوصا ، وإضافة الى تحديث برامج التنظيمات فهي مطالبة ايضا بتحديث ادائها السياسي بحيث تؤسس لها قاعدة جماهيرية واسعة تتجاوز بها ما تعانيه من اوجه قصور مزمن في تنظيمها.

فلا يكفي أن تتضمن برامج التنظيمات السياسية الكلدانية مطالب معينة ، وإنما لابد من برنامج عمل وتواصل مستمر ومقنع لتحقيق ما تؤمن به من أفكار وأهداف ورؤى ، فالأفكار العظيمة لا تموت ولكنها قد لا تنتصر فورا بمجرد طرحها ، وإنما تحتاج الى وقت طويل لكي تختمر وتعطي ثمارها بعد عمل جاد وتخطيط سليم قام به القائمون عليها ضد قوى تقف دائما ضد ما قد يهدد مكانتها.
 
من هنا فان تلك التنظيمات السياسية مطالبة بان تخوض معارك صعبة لتعبر عن إرادتها .. طالما تغيرت الاوضاع السياسية وباتت ساحة مفتوحة امامهم لممارسة العمل السياسي والاحتجاج السلمي إلا ان يتم الاستجابة لمطالب الكلدان العادلة ورفع الغبن والتهميش عن شعبهم.
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     
4 أيلول 2012



86
الخطاب القومي الكلداني


وديع زورا

بداية لابد من الإشارة أن الخطاب القومي الكلداني وتعريفه بأنه نسق من المفاهيم والتصورات حول القضية الحقوقية الانسانية ينتجها أفراد أو جماعات أو أحزاب سياسية خاصة بهم على شكل أقوال وأفعال واعية بهدف خدمة القضية الكلدانية لنيل مكتسباتها وتطوير خصوصيتها ثقافيا واجتماعيا وسياسيا، وهي أشكال ترمي إلى تحفيز الجماهير الكلدانية للانخراط في المسيرة الديموقراطية والحقوق والحريات من اجل الضغط على السلطة المركزية والإقليم لتلبية مجموعة من المطالب المشروعة، حقوقيا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا ... الخ، وذلك رهن بتعديل العلاقة الراهنة بين مكونات الشعب العراقي على اختلاف اطيافه الأثنية والدينية والمذهبية من علاقة ذات طرف واحد الى علاقة شراكة حقيقية، واحترام مبادئ المواطنة بما تعنيه من حقوق متساوية أمام القانون والدستور.

ومن وجهة نظري الشخصية ينبغي أن يستند هذا الخطاب الى :

أولا - التأكيد على أن الخطاب الكلداني بكل شكل من الأشكال ليس حالة مرحلية أو ظاهرة عابرة وتحت تأثير ظروف معينة تنتهي بزوالها. رغم ما تم تحقيقه من نتائج ايجابية إلا أن هناك صعوبات تعترض مسيرته، لكن نستطيع القول ان الخطاب الكلداني يحاول ايجاد لغة او صيغة مشتركة من المفاهيم الجديدة وتطبيقها على ارض الواقع.

 ثانيا – أن طبيعة الحركات الاجتماعية تحمل في ثناياها خطابا أيديولوجيا تعبويا، بحيث إن الخطاب الكلداني لا يشكل استثناءً لهذه القاعدة بل محاولة خلق قاعدة جماهيرية واسعة للأحزاب السياسية الكلدانية لتمكينها من عبور الموانع الاجتماعية رغم المعوقات السياسية والاجتماعية التي تعترض طريق الانطلاق.

ثالثا - رغم الاختلاف في الرأي والتباين في الافكار بين الافراد في طرح القضية الكلدانية إلا ان الخطاب القومي الكلداني عامة أثبت ان الهوية الكلدانية استندت على المفاهيم التاريخية والثقافية واللغوية.
 
رابعا - إن طرح الآراء والاقتراحات للأشخاص والجماعات بشأن الخطاب القومي الكلداني سواء كان سلبيا أم إيجابيا، تبقى هذه الاختلافات في حدودها الطبيعية باعتبارها تكمل بعضها البعض بصرف النظر عما قد يكون بينها من تباين تفرضها في بعض الأحيان ظروف معينة تخلقها آراء وسلوكيات شخصية تندرج في خانة العوامل الثانوية، وتحتم المرحلة الحالية للقضية الكلدانية المساهمة الجماعية لجميع الكلدان كل من موقعه في مواجهة النظرة الأحادية في اقصاء الآخر، وبالتالى طرح الاختلاف والتعايش خارج إطار الأفكار والنظريات الانغلاقية التي يطرحها بعض الافراد بحجج واهية .
 
خامسا - إن الخطاب الكلداني يتأسس على الحقيقة المستندة على التاريخ، فالحاضر استمرار طبيعي للماضي، ونتيجة لذلك ينبغي إعادة الاعتبار لهوية الإنسان الكلداني حسب التاريخ والثقافة واللغة، عليه ارى ضرورة تصحيح المسار الخاطئ الذي تحاول أيديولوجية القوى الكبيرة المهيمنة على السلطة في المركز و الاقليم من رسمه على خارطة الوطن العراقي .

سادسا – يجب ان تكون القضية في اساسها هي قضية مواطنة والاعتراف بالأختلاف والتنوع العرقي والثقافي واللغوي في العراق . ان المكون الكلداني ساهم في الماضي في بناء العراق ونطمح حاضرا ومستقبلا المساهمة الجادة لأن جذوره مغروسة في تربة العراق العزيز ولا نريد ان يكون المكون تابعاً ولا مهمشاً .

سابعا - يجب أن يكون الخطاب الكلداني عماده الديموقراطية التى تهدف الى إقامة المجتمع المدني العراقي للخروج عن التفكير النمطي والأسلوب التقليدي والتحرر من شوائب الذات ألقاتلة، وتجاوز الخلاف والقبول بالاختلاف . من هذا المنطلق الانساني تتسع خريطة الخطاب الكلداني وسط الجماهير الكلدانية التواقة الى الحرية ونيل الحقوق القومية المشروعة وإقامة وطن ديموقراطي حر .

بنظرة تفاؤلية نحو المستقبل وإذا ما تحققت غايات وأهداف الخطاب القومي الكلداني سنجد أن ما ذكرته أعلاه عبارة عن أسس من المتانة التي ستصل بنا إلى ما نصبو اليه .
23 تموز 2012

87
ثقافة الحوار والتعايش السلمي، اين نحن منها؟

بقلم : وديع زورا

قلما نجد في دول العالم اجمع مدينة او بلدة او بيت يجتمعون على رأي واحد سواء كان هذا الخلاف في امور عامة كأذواق المأكل والمشرب والعادات واللباس وغير ذلك او امور اخرى كالرأي السياسي او الاقتصادي او العقائدي وغيرها، في اختلافها ساهم الكثير في تطور حياة الإنسان، ونعمة ألاهية اودعها الله في الإنسان لتعدد الاساليب للتوصل للهدف، والذي ترغب به المجتمعات دائما إلا وهو السلام والآمان والسعادة والراحة. وما الدنيا والمجتمع إلا أناس، سؤالنا من يستطيع أن ينقذ العراق مما فيه ألآن؟ ونهتم بما يمكن أن ينقذنا مما نتخبط فيه، ينتشلنا من حالة اللاوعى التى نحياها، وحالة التخبط السياسي التى تسود البلاد حاليا !! ليست المشكلة التي يواجهها شعبنا ووطننا العراقي بجميع أطيافه وبمختلف مشاربه في زمننا هذا هي بالمشكلة العادية التي يمكن التغاضي عنها والمرور عليها بسهولة، لان العنف بتداعياته واسلبيه المختلفة، ليس مجرد مؤشرات على ادوات الهيمنة التي يستعملها الانسان من اجل الهيمنة على اخيه الانسان أو مجرد سلوك او تصرف استثنائي، بل قد يتحول إلى واقع ثقافي مترسخ يستمد تكوينه من مجموعة من الأسباب والعوامل التي تترك أثارا سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام.

لا جدال أن هناك ظلم قد وقع ولا زال يقع على المواطن العراقي، على أجزاء وطننا في الشرق والغرب، وفي الشمال والجنوب ، ظللنا نشتكي من أن الوطن على وشك التمزق والانهيار ومصاب بكل أمراض التخلف، والحروب والعنف نفسها عامل مهم في إعادة إنتاج الفقر، وتمكين أمراض التخلف، إذن العنف هو نتيجة تراكمات تعود الى تغيب ثقافة الحوار والعقلانية والانفتاح على الآخر.
ينبغي أن نعيد النظر في الكثير من الموروث وننقي الشوائب، أسس تربية الإنسان وتنميته ... اننا بحاجة الى أن نعيد النظر في مناهجنا التعليمية والتربوية، ينبغي أن نمنح الفرصة لأصحاب الفكر المستنير أن ينطلقوا عبر البلاد ليشمل كل بيت ومدينة وقرية، لتنشر الأفكار النيرة والبناءة والمفيدة للجميع، نشر العلم والثقافة وليس الجهل والكسل، وتقدم النموذج الذي يحتذي به. كثيرون يقولون أن الحفاظ على السكينة والأمن واستمراريته أصعب بكثير من إشعال نيران الصراع والقتال، وقديما قيل: " أن معظم النار من مستصغر ألشرر " فالعراق يملك ثروات طائلة لكنها ليست مستغلة وليست مستثمرة بالشكل المطلوب، وبالتالي فإن الشقاء والتعب وضعف الخدمات الاساسية يبدو للمواطنين العراقيين وكأنه أمر مقصود في حد ذاته، وأنهم مستهدفون وأنهم مهمشون.

البلاد لا يمكن بناءها بين يوم وليلة، ولا يمكن حل هذه المشاكل بضربة واحدة، والحلول الاقتصادية لا تعرف العصا ألسحرية، نريد تنمية يتم تنفيذها على ارض الواقع وتبني النتائج، لكن أي حكومة تحكم لابد أن تتصف بصفات محددة، ليكون أداءها مقبولا ومحفزا على الصبر، وأهم هذه الصفات أن تكون الحكومة حكومة وطنية من خلال اشراك جميع مكونات الشعب العراقي تحت ظرف الديموقراطية والحرية، وأن تتعامل هذه الحكومة بشفافية وبعدالة في توزيع ثروات العراق، وأن تستأثر المحافظات المختلفة بثرواتها أولا وقبل غيرها، ولنخرج من الاوضاع الشاذة الى فضاء التسامح والاستقرار والآمن والسلام، بالتوافق على ما يرتضيه جميع مكونات الشعب العراقي.
 12 تموز 2012  

88
القوى القومية الكلدانية والمسؤولية التاريخية


بقلم: وديع زورا

منذ ما يزيد على اَلاف السنين والإنسان الكلداني يصنع تاريخه وحضارته العريقة على طول وعرض أرض بلاد ما بين النهرين" العراق " ، تاركا بصماته وأثاره في كل بقاع المنطقة في الجبال وبطون الارض ومغاور ووديان وضفاف الانهر وبراري. تنوعت هذه الاثار القديمة بالمباني التي تزخر بالرسوم والنقوش بمختلف أنواعها والتي تجسد جوانب من حياة قدماء الكلدان من رعي وزراعة وحصاد وتشريع قوانين وحروب وغيرها من مظاهر وتجليات الحياة اليومية للإنسان الكلداني القديم وكذا معتقداته الدينية والروحية إلى جانب الرسوم والنقوش على الجدران والسقوف . ترك لنا الكلدان القدماء ما يحكي تاريخ الماضي الذي دون على اَلاف من الألواح الطينية وصفحات من جلود الحيوانات، وإذا كانت بعض التنقيبات والحفريات والمصادر التاريخية قد كشفت عن جزء من هذه الكنوز الاثرية والتي اعادت رسم خريطة جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية لأجدادنا الكلدان، فإن مناطق عديدة ما زالت في حاجة إلى مزيد من الجهود لاستكشاف ما تبقى من المواقع الاثرية المطمورة تحت الارض لاستكمال ملامح تاريخنا القديم.

رغم تعرض الكلدان كمكون قومي اصيل في العراق للاستغلال والاستلاب والقهر عبر المراحل الزمنية داخل صرح جغرافية الوطن العراقي بدون ادنى شعور وطني أو انساني إلا انهم استطاعوا رغم الظروف غير الطبيعية التي مر ويمر بها بلدنا العزيز العراق نفض الغبار عن قضيتهم للدفاع عنها وإنقاذها من الطمس والفناء والموت البطيء الذي نخر درجة الوعي القومي لدى ابنائها بشكل كبير جدا في القرن الماضي على وجه الخصوص، والذي عرف حراكا كلدانيا لم يشهد له مثيلا في مسيرة حقوق الإنسان الكلداني ابان بداية القرن الواحد والعشرين بعد سقوط الصنم في ساحة الفردوس سنة 2003 ميلادية. وهكذا اضحت الكلدانية قضية حقوقية انسانية وأيدلوجية وفكرية ساهمت في ظهور توجهات متنوعة وتنظيمات كلدانية عديدة نتج عنها تباين الاتجاهات وتنوع في زوايا الرؤية وفي الفهم والمواقف داخل المجتمع الكلداني مما ضاعف من وتيرة النقاشات والحوارات وبناء التصورات في العمل القومي الكلداني، وفي المقابل ادى ذلك إلى نوع من الانقسامات والاختلافات وتشرذم الصوت الكلداني . لعلنا نستطيع القول أن تلك المشكلة جاءت من توجهات وأجندات فكرية معادية للوجود القومي الكلداني مغلفة بتلبيسة دينية بحجة أننا كلنا مسيحيون، هذا الشعار الذي انخدع الشعب الكلداني الصبور والطيب بظاهره المعسول دون أن ينتبه لباطنه المسموم ليصبح مقبولا جماهيريا.                                    
ليس عيبا أن نعترف وفي نقد ذاتي بالواقع الذي نحن عليه، ونحن مع بداية مشروع النهوض القومي الكلداني، نواجه مشكلات مفصلية تتوقف على طريق مواجهتها في اقلاع المشروع أو تعثره، ولا تكمن تلك المشكلة في مصداقية المفاهيم والشعارات والمواصفات والأساليب وحسب، وإنما قبل ذلك وبعده تكمن المشكلة عبر المصداقية الذاتية في النهوض الكلداني من جهة وعبر المصداقية الموضوعية للقوى الكلدانية التي نعتمدها كحامل للمشروع من جهة ثانية، وكذلك عبر التمييّز الواضح بين الانطلاقة الجديدة والمرحلة التي انقضت والتي تمّ خلالها استهلاك وانتهاك المفاهيم القومية الكلدانية، بارتكاب الاخطاء والهفوات بل حتى إلى اصابة قطاع واسع من الجماهير الكلدانية باليأس والإحباط.

حينما اقلب بصري يمينا وشمالا، ارى أننا " الكلدان " نملأ الدنيا ضجيجا بالاحتجاج والاستنكار، وهذا حق مشروع ، لكن مطالبنا ما زالت لم تجد السبيل إلى التحقق، ومع ذلك ما زال البعض إلى اليوم يتخندقون في بعض الافكار والشعارات الصدئة التي فقدت بريقها، يجتّرون مصطلحات الخمسينات والستينات من القرن العشرين ويخلطونها بما تولد من مصطلحات جديدة دون أي وعي بالواقع، وعن ممارسات لم ينتج عنها سوى الفشل، وعن تنظيمات تشهد انهيارا في شبكة طرقها الداخلية، تناقضاتها الداخلية اكبر من جسمها السياسي، بتلك المواصفات غير المدهشة، كان من الطبيعي أن تتناقض وتتناقض، وتنهار طرقها الداخلية، وتنهار مع الاخرين . تلك بديهية باتت بفعل عوامل عديدة، ذاتية وموضوعية واصبحت مجرد هياكل عظمية . واحلى قسوة للنفس هي عندما نعاتبها ونلومها ونحاسبها بتقصيرنا، وفشلنا في المعترك السياسي، فنقول أن القضية الكلدانية تمرّ بمرحلة صعبة وخطيرة، وذلك لانه في كل يوم جديد اصبح مشهدا معتادا أن ترى انشطار القوى الكلدانية المتعددة إلى شظايا مضادة، قيادات حزبية " الأنا " فيها اكبر من القومية. لتظهر شمس الحقيقة ويضيئ الظلام، مما يمكن اعتباره بمثابة فضح سياسي حقيقي.

أن الشيء الفريد من نوعه عندما تتعرض الكلدانية لخطر داهم يهدد وجودها، تفرز من بين ابنائها الزبد إلى السطح الذي يلمع تحت ألضوء وتنشط خلاياها من الجذور لتقوم بدور المضادات الحيوية الدفاعية التي تحفظ للكلدانية كيانها وتقلب المعادلة لصالح الكلدان في نهاية ألمطاف، وهذا ما ادى بوضوح إلى ظهور التجمع الوطني الكلداني ذات تطلعات سياسية جديدة لتحقيق طموحات الشعب الكلداني . والطموح الى ازالة هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الكلدانية .
ورغم ذلك كله، فانه اذا اردنا النهوض بالشعب الكلداني والخروج من المأزق هو التصدي للمشكلات والكف عن الهروب منها إلى التبرير وإلقاء المسؤولية على الاخرين ومؤامراتهم.. وهل يخطر على بال احد أن تكفّ القوى المعادية عن استهداف الكلدانية!!؟؟ ولأخذ الخطوة الاولى والمبادرة تكون بالمراجعة الجّدية لكل ما جرى، ثم الانتقال لقراءة الواقع الكلداني الموضوعي كما هو الان وما هي الوسائل والبرامج والسبل، ثم وضع تجارب السنوات الماضية على طاولة الحوار، وما العبر المستخلصة التي يمكن الاستفادة منها؟ اين كانت محطات القوى التي يجب أن نركز عليها وندعمها؟ وأين كانت السلبيات والهفوات السابقة لتلافيها؟ والى متى يظل الصوت الكلداني على الساحة السياسية الوطنية غير مسموع دون ما يطمح اليه الشعب الكلداني من فعالية وحسم؟ لتظل مسألة التنظيم في معناها الشامل ضرورة ملحة وأكثر من أي وقت مضى، حتى يستطيع الكلدان لم شملهم الفكري والأيديولوجي بعيدا عن كل الحسابات الضيقة التي تضيع بها حقوق الكلدان. التنظيم الفتي السياسي العصري يستطيع اقناع الفرد الكلداني في ربوع الوطن وفي بلاد المهجر بنبل اهدافه السامية وحقيقة سعيه في بلوغها بكل امانة بعيداَ عن التعصب، تنظيم كتنظيم التجمع الوطني الكلداني استطاع محاورة دوائر صنع القرار من اجل رفع التهميش والإقصاء بحق المكون الكلداني والتأكيد على ما ورد في المادة 125من الدستور العراقي الدائم، التي تتضمن الحقوق الادارية والسياسية والثقافية للتركمان والكلدان والاشوريين وسائر المكونات الاخرى. وبالتأكيد هناك امور اخرى غير معلنة لتحقيق ما يصبو اليه الكلدان ونيل حقوقهم .
wadizor@yahoo.com
25 اَذار 2012

89

عقليات تجتر افكارا وخطابات مستهلكة
تخدش بها شعور الكلدان

بقلم : وديع زورا
wadizora@yahoo.com


بعد أن قطع الجنس البشري أشواطا في التقدم وخدمة الانسانية عبر أزمنة عابرة لكن ما زالت عقليات شوفينية وعنصرية تحيي افكارا خارج نتاج المواطنة والإنسانية وتجتر افكارا وخطابات مستهلكة تخدش بها شعور الشعب الكلداني دون الاحتكام إلى منطق العقل حسب معايير حقوق الإنسان الواردة في الاعلانات والمواثيق الدولية . إن افاقا جديدة واسعة تفتح امامنا بدخول الديموقراطية في عراقنا الغالي ليتمتع جميع اطياف الشعب باستحقاقاته الحقوقية ليعيش  بأمن وسلام على الرغم من وجود بعض الغمامة بفعل التصرفات غير المسؤولة لبعض السياسيين.

لا يزال بعض السياسيين  اسيري الافكار والشعارات البراقة والأحلام الوردية المثالية بعيدة المنال تساقطت اوراقها في غير فصلها والذين يجنون على انفسهم من خلال الاعتداء على الكلدان شعبا وثقافة ولغة وموروثا انسانيا ضارب في اعماق التاريخ. انه الخلو الفكري أن يطل علينا هؤلاء الساسة الذين يتشبعون بأساليب الخداع والتلفيق والتدليس وإحياء النزعات التي عايشتها الانسانية ودفنتها في ماض غابر ، بعقليات متحجرة يمتلكها طموح اعمى لا تنفك تحيي حقدها الدفين لكل ما هو كلداني.

للخوض في غمار المواقف والآراء السياسية من الضروري إن نلقي نظرة فاحصة وأن نسأل لكي نجد الطريق إليها لماذا يدفن رجال الحركة الديمقراطية الاشورية رؤوسهم في الرمال كالنعامة عند الحديث عن القومية الكلدانية؟ هل صفة التاريخ العلمي والحيادية غائبة عنهم؟ ثم إلى متى الاعتداء والتمادي في حق الكلدانية؟ فأية ديموقراطية يتغنون بها ويدعون إليها؟ لا يختلف اثنان ، ان الكلدانية حية خالدة رغم ما تتعرض لها كل يوم من تهميش وطمس وإلغاء ، لأنها واقع وحقيقة تاريخية بصفتها ارثا انسانيا وثقافيا وحضاريا ، عاشت على هذه الارض الطيبة الالاف من السنيين ولا زالت إلى يومنا هذا. فماذا جنى سعادة النائب العقيد يونادم يوسف كنا من تصريحاته على شاشة القناة البغدادية في برنامج سحور سياسي " كل اشوري يصير كاثوليكي تابع لروما يسمى كلداني اتوماتيكيا " غير الاستهجان والاستنكار الشديد من قطاعات واسعة من ابناء شعبنا الكلداني .. ويتناسى عمدا لا سهوا وجود اثوريين رجال دين ومؤمنين تابعين إلى كنيسة روما يحتفظون باسمهم الأثوري.

ان مثل هذه الطروحات وأفكار النائب كنا عاجزة عن اقناع العقل لكونها تغفل الجانب الفكري والأخلاقي المحايد وتضع نفسها في خانة الفكر الشمولي والإقصائي المغضوب عليه، لأنها تشكل مساسا خطيرا لتوجهات الفكر العقلاني الذي يقتضي استحضار الخصوصيات ومبادئ حقوق الإنسان بالموضوعية والحيادية في تناول القضايا الوطنية والانتماء القومي والديني بشكل علمي وعقلاني.

ماذا ننتظر من مسئول حركة سياسية يركض ركضا محموما وراء المال والمال فقط ، ولنا من مثال ( ديون الوقف المسيحي والديانات الاخرى)، أن لهذه الاسباب وغيرها ترى قيادات حزبية في الحركة الديمقراطية الاشورية يتظاهرون انه لا توجد مشكلة، فيكذبون ويتحايلون وقد يصل الوضع ببعضهم إلى احياء بعض الاساطير الخرافية التي اصبحت لا تجدي نفعا امام اصرار الشعب الكلداني في تحقيق مطالبه العدالة. اليس من العيب أن تجد بعض القيادات السياسية الاشورية لا يصححون مغالطاتهم ، وهنا تسقط عن من يطلقوا على انفسهم المصداقية والحيادية وتغيب التاريخ العلمي عن افكارهم ومواقفهم السياسية التي تغشاها البصيرة وتغطيها العنصرية والشوفينية التي يرتوا منها، وهنا تحديدا يكمن الفشل الفكري الاشوري الشمولي والذي تكون نتائجه ليس أكثر من مجرد سحابة صيف عابرة لا تصمد امام شمس الحقيقة اذا ما سطعت بنورها.. كفانا اجترار لأفكار مللنا منها لتكرارها ولكونها تضمر عنصرية وتجني على شعب وثقافة وحضارة.

27 اشباط 2012

90
الاعتداء على حقوق الكلدان امام اعينهم



بقلم : وديع زورا

قبل عدة أيام كنت جالسا أمام التلفاز والهدوء يسود البيت اشاهد واسمع واقرأ كل ما يدور من جديد الاخبار والمستجدات عندما حضر احد احفادي البالغ من العمر خمس سنوات وطلب مني تغير القناة إلى افلام كارتون المعروف لدى الصغار والكبار بأسم (توم وجيري) ليتمتع بالتفرج على الصور المتحركة ، فمسكت الرموت كنترول في يدي وبدأت اقلب القنوات باحثا عن ما يرغب حفيدي بمشاهدته حتى استقر بي الأمر على القناة التي تبث افلام كارتون توم وجيري ، فشاهدت لقطات مضحكة يستغرق عرضها بضع دقائق ، وقد بدأ ترتيب المشهد في أن الفأر جيري يمشي ببطء إلى غرفة يقبع القط توم فيها وأمامه على الأرض طبق ( صحن) مليء بطعام لذيذ ، تسلل الفأر جيري بخطى حذرة ، رمق القط توم بنظرات التحدي ثم اقترب من صحن الطعام ، خطف لقمة ثم فر هارباً بأقصى سرعة ، أغراه انتصاره وعدم صدور رد فعل من القط توم بتكرار فعلته ، وفي المرة الثانية ، تسلل الفأر ثم أطبق بيديه على صحن الطعام وهرب به ليلتهم ما في الصحن من الطعام ، أما القط توم فقد أصيب بالذهول أو بدهشة بالغة من جراءة الفأر جيري الذي انتزع  صحن الطعام عنوة من أمام عينيه اللتين اكتفتا بإرسال نظرات الخضوع مع الاستسلام  وكأنه يقول : لا بأس في ذلك فأنا لست جائع الان ولا أرغب في الانفعال أو الدخول في عراك مع فأر مجنون قد يتمكن من ايذائي أو اصابتي بجروح!

إن قيام بعض من المستأسدين بالاعتداء على حقوق المهمشين وانتزاعها أمام أعينهم بالحيلة والمكر والخداع أو القوة هو الشعور الأكثر إيلاماً في الحياة ، وهناك لقطات من هنا وهناك واقعية كثيرة تختزنها الذاكرة الفردية والجماعية عن ذلك النوع من الاعتداءات التي تقع نهاراً جهاراً على حقوق الكلدان المهمشين ، فزوعا (الحركة الديمقراطية الاشورية) وعن سكرتيرها العام سعادة النائب يونادم كنا مثلاً ينكر القومية الكلدانية أمام أعين أهلها وأمام أنظار الشعب العراقي بكافة شرائحه ومشاربه ويتلذذ بإلغائها في الهواء الطلق من على القنوات الفضائية بقوله كل اشوري يصير كاثوليكي تابع الى روما يسموه كلداني اوتوماتيكيا وذلك نافيا ما ورد في المادة 125 من الدستور العراقي الدائم دون حساب أو رقيب .. كما صرح من على قناة البغدادية في برنامج سحور سياسي الرابط :


وبعد صدور بيان بطريركية بابل الكلدانية بتاريخ 15 كانون الثاني 2012 بخصوص تبديل رئيس ديوان اوقاف المسيحيين والديانات الاخرى الرابط :

http://www.youtube.com/watch?v=kXaywSeO1so&feature=player_embedded
 
والتهميش الذي حصل على موافقة جميع رؤساء الطوائف المسيحية في تعين السيد رعد عمانوئيل الشماع ، يأتي السيد يونادم كنا بعد ذلك يصرح متوترا بشكل هستيري من على شاشة قناة اشور التي يمتلكها فيها الكثير من المغالطات والتضليل حول التهام ديوان اوقاف المسيحيين والديانات الاخرى في العراق والاحتفاظ به الرابط :

http://www.zowaa.org/Arabic/politica...s%20170112.htm

هناك اشياء واقعية كثيرة يمكن أن تتناول واقع الناس في الحياة يشاهد المرء خلالها الاعتداء وبشكل علني واضح يقع على حقوق الاخرين المهمشين أمام ناظريه دون أن يهب إلى تقديم العون والمساعدة انطلاقا من الروابط الانسانية التي تجمع مختلف شعوب العالم في اطار الدفاع عن حقوق الإنسان ، ولا شك أن الصمت عن قول الحقيقة وعدم الدفاع عن الحق والسكوت على الظلم هو أكبر سمة من سمات الفساد الأخلاقي والفساد السياسي ، ويعد هذا الاخير من اهم وجوه الفساد وتجلياته ، فمن المؤكد أن واجب الدفاع عن حقوق الآخرين هو واجب أخلاقي قبل كل شيء يجب أن يمارسه الجميع دون استثناء ، فالسكوت عن ردع الاعتداءات المتواصلة ضد الكلدان هو أشد إيلاماً من الاعتداءات نفسها لأنه يشجع على انتشار الفساد والظلم والانتهاكات!

وأخيرا لا يملك الإنسان سوى إن يعتذر عن الاساءة للفأر جيري الذي ربما دفعه الجوع إلى انتزاع طعام القط توم ، أما جزء من البشر المعتدون على الحقوق الانسانية للآخرين بشكل علني ومكشوف واضح للعيان ، فهم احياناً ما يعتدون على حقوق الآخرين بدافع الكراهية أو الحقد ، ولربما تسول لهم انفسهم انهاء وجود الاخر ، بعد أن تميعت حقوق الإنسان في بلد كالعراق وأصبحت الحقوق المصانة بالدساتير والقوانين تنتهك بأهواء اشخاص.
wadizora@yahoo.com
25 كانون الثاني 2012]

91
موقع عنكاوا دوت كوم في الميزان


بقلم : وديع زورا

أن شبكة الانترنت اليوم تعد بأنها ذروة التكنولوجيا المعلوماتية في عصرنا الحاضر ، كما تعتبر أحد أبرز المنجزات العلمية الانسانية التي شكلت بما عرف بثقافة الإنترنت و منذ انتشار الشبكة العنكبوتية والمساحة الواسعة التي احتلتها في كافة المجالات ، حيث الانترنت أصبح الوسيلة الاعلامية الاولى والأسرع في يومنا هذا في تنوع فريد ومساحة حرة خالية من القيود التي تقيد وسائل الاتصالات الأخرى، ثم توالى بعد ذلك ظهور المواقع الالكترونية المفتوحة على الانترنت وجماعات الاهتمام ألمشترك والتي تعد ثورة حقيقية في طريق التواصل بين الناس ولكن بالمقابل يدور الحديث ايضا عن الاضرار التي تقابل فوائد الانترنت حين اصبحت فضاءً مكشوفاً لترويج وتجارة الافلام والمواضيع!!؟؟ وبوق اعلامي رخيص وكاذب لجماعات وأفراد.
وضمن هذه المنظومة الكونية الجديدة المدهشة وجد ابناء شعبنا المسيحي العراقي من الكلدان والسريان والأشور أنفسهم في أكثر من موقع عراقي تنشر على صفحات المواقع الاخبار والمقالات والأفكار، حين تضيق هنا مساحة الحريات أو القيود والقوانين التي تمنع أو تحجب ما ينبغي أن يتم منعه وحجبه .

ان موقع عنكاوا دوت كوم يتميز بتعدد منتدياته مقارنة مع مواقع شعبنا المسيحي العراقي الاخرى الاعضاء يملكون كلمة مرور ومن حقهم فتح المواضيع والمقالات والمعلومات والنشر في هذا ألموقع ولقد اصبح موقع عنكاوا دوت كوم ملاذاً للكثيرين الذين يودون ايصال رسائلهم وأفكارهم في السياسية والمجتمع وكل شيء وبقدر ما اسهم هذا الموقع في ربط العراقيين داخل وخارج العراق واخص بالذكر ابناء شعبنا المسيحي العراقي من الكلدان والسريان والأشور، بالإضافة إلى المساهمة المقدرة في توفير المعلومات والخدمات ونشر اهم الاخبار والفعاليات والنشاطات إلى التوثيق وتبادل الاراء وإجراء المساجلات ألمفيدة بقدر كل هذا يطرح الموقع مشكلاته في توظيف هذه المساحة المهمة حين يكون الباب مفتوحا لإيراد الاخبار ونشر المقالات ألسياسية وحين يتم اختراقه لخدمة الافكار ونشر مواضيع المسكوت عنها عمدا في اتجاه خدمة طرف واحد وعلى وجه الخصوص الترويج للأفكار الشمولية والإقصائية. صحيح إن عنكاوا كوم أتاحت فضاء مفقوداً، ولكن يبدو للأسف لا تتسم بالإنصاف والموضوعية من وجهة نظري.
 
لم اكن ارغب بكتابة هذا الموضوع لولا استمرار موقع عنكاوا دوت كوم بزعم الحيادية والاستقلالية في حين يتم اقصاء كل المواضيع التي لها علاقة بالكلدانية وحجبها عن الصفحة الرئيسية. وعندما أقول المواضيع التي لها علاقة بالكلدانية، فاقصد تلك المدافعة عن حقوق الإنسان الكلداني أو لنقل تلك التي ترد على هجمات وتضليل بعض ألكتاب، لم أكن أرغب بكتابة هذا الموضوع لولا تلك الحملة الشرسة والهستيرية التي تستهدف التشويش على مطالب الكلدان الانسانية العادلة وخلق البلبلة وممارسة التدليس والتضليل على ألقراء، لم أكن ارغب بكتابة في هذا الموضوع لولا أن موقع عنكاوا دوت كوم يجبرنا للحديث عنه، بل لنفضح أسلوب التهميش والإقصاء بحق الكتًاب الكلدان والمنحاز إلى طرف اخر بعينه.

إن موقع عنكاوا دوت كوم لا يقتصر على اقصاء كل مقال مدافع عن الكلدانية، ولو اكتفى بذلك لكان أرحم ولكن يتعدى التهميش والحجب إلى فتح الصفحات لنشر مقالات معادية للكلدانية في المنابر الداخلية وعلى وجه الخصوص على الصفحة ألرئيسية للموقع حيث يعلن بعض الكتًاب من غير خجل ولا تخفي انهم ضد الكلدانية، وذلك من حقهم طبعاً، لكن ما ليس من حقهم هو ممارسة الكذب والتدليس ومغالطة ألناس اذ نسجل أن كتابتهم تغلب عليها المغالاة الايدلوجية والحسابات السياسية، بعيدا عن العلمية والموضوعية، اذ كيف يعقل مثلا ان يتحدث احدهم عن القومية الكلدانية ويفتري عليها وهو لا يفقه فيها ولا دراية عنها؟ انها ايدلوجية الاقلام الصفراء القائمة على الافتراء والاتهام المجاني ففي ظرف وجيز انتشرت المقالات والمواضيع كالفطر كلها متشابهة تقريبا من حيث الموضوع حيث يخرج البعض محاولا توجيه اتهامات رخيصة باطلة وكاذبة ضد كتًاب الاتحاد العالمي للكتًاب والأدباء الكلدان والتي وجدت في موقع عنكاوا دوت كوم الملاذ المناسب والظروف الملائمة للنمو والانتشار كالفطر.
ارجو من عنكاوا كوم ان يغير سياسته الانحيازية الى سياسة متزنة ومحايدة لمنفعة المكونات المسيحية العراقية .

wadizora@yahoo.com
6 كانون الثاني 2012

92
الأعمال الغوغائية الطائشة ليست نهج أبناء كردستان


بقلم : وديع زورا

كلنا قرأنا وسمعنا وربما شاهدنا ما نشرته وسائل الإعلام المختلفة تتحدث عن مظاهرات غوغائية التي قامت في الأسبوع الأول من شهر كانون الأول 2011 حيث أن عشرات من المتظاهرين انطلقوا بعد صلاة الجمعة من مسجد يوم 2 كانون الأول يجبون شوارع زاخو مكبرين رافعين لافتات وشعارات إسلامية يحطمون ويحرقون محلات المساج ومحلات الخمور المملوكة للمسيحيين والإخوة الأيزيديين. كل هذه المظاهرات الغوغائية قامت بحجة إن احد خطباء الجامع بعد صلاة الجمعة حرض المصلين المسلمين من الشباب في خطاب طائفي استهدف بها شريحة من المجتمع الكردستاني حسب زعمهم، خطاب ديني يشحن المصلين المسلمين بالكراهية والتعصب لأصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى، وما أكثرها من خطب، وما أيسر لهؤلاء الغوغاء النزول في الشارع ومهاجمة محلات التدليك وفنادق سياحية ومحلات الخمور وصالونات الحلاقة المملوكة للمسيحيين والايزيديين في زاخو ودهوك وسميل وشيوز وفي مناطق أخرى والاعتداء على مطرانيه دهوك وبيوت المسيحيين، هم الحلقة الأضعف، هذا واقعنا فلا مفر منه. فقد جاء من تحرك وتحريض إسلامي أصولي لجماعات من الشباب الذين رّمى بهم خارج نظام التعليم لأسباب متعددة، وخارج سوق العمل المحلي والضعيف مع غياب محلات لاستقطاب اليد العاملة، فوجدوا في المظاهرات تنفسياً عن غضبهم، فانظموا في عصابات غوغائية متعصبة تعتدي على الأملاك الخاصة، وأخذت الأحداث منحى سياسيا، عندما هاجم العشرات مقرات حزبية وإعلامية تابعة للاتحاد الإسلامي في زاخو ودهوك وقاموا بإحراقها.

إن الإدانة الجماهيرية الواسعة للأعمال الغوغائية المتعصبة التي شهدتها مدن دهوك وزاخو وسميل وشيوز وغيرها في الأسبوع الأول من هذا الشهر جسدت مدى رفض كل أبناء شعب كردستان بكافة أطيافه القومية والدينية وفي مقدمتهم أبناء شعبنا الكلداني وبقية مسيحي العراق لتلك الممارسات التي استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار في كردستان، والإضرار بالممتلكات الخاصة العائدة للمسيحيين والأيزيديين.
وبكل تأكيد بأن من قاموا بألاعمال الهمجية والغوغائية والفوضوية والاضرار بالنسيج الاجتماعي في كردستان العراق لايمثلون أبناء الشعب الكردي الأباة المعروفين بوطنيتهم ومحبتهم لأبناء كردستان من المسيحيين والأيزيديين، وبالتالي فإن الأعمال الغوغائية الطائشة ليست نهج أبناء كردستان، ولا أبناء زاخو ودهوك وتوابعها المناضلين الشرفاء الذين وقفوا وشاركوا مع الثورة الكردية منذ بدئها ودافعوا عن كافة شرائح المجتمع الكردستاني طيلة عقود من الزمن، وضحوا بآلاف الشهداء والجرحى والمعاقين من أجل كردستان يعمه السلام والأمان والاستقرار، ولكن ما حدث من اؤلائك الغوغاء الذين زحفوا من الجامع بعد صلاة الجمعة يوم 2 كانون الأول في مدينة زاخو على محلات المساج والمشروبات الروحية وصالونات الحلاقة وتكرر المشهد في مناطق أخرى في تدمير وحرق، منوها إلى ردود أفعال عناصر متعصبة وفوضوية تخريبية حاقدة على شعب كردستان ووحدته ومنجزاته العظيمة، ودون شك سيتم التعامل مع هؤلاء الغوغاء من قبل حكومة كردستان بصرامة وحزم وسينالون عقابهم الرادع وتعويض المتضررين من تلك الأحداث وفق القانون.

wadizora@yahoo.com
9 كانون الاول 2011/

93
يونادم كنا يقول" باطل الاباطيل"

بقلم : وديع زورا


بدهشة كبيرة شاهدت على موقع اليوتيوب بموجب الرابط أدناه ما صرح به السيد يونادم كنا "باطل الأباطيل " في برنامج سحور سياسي تقديم : المذيع عماد العبادي من على شاشة الفضائية البغدادية عندما وجه له سؤال ما الفرق بين الكلداني والأشوري؟ حيث تنكر فيه السيد كنا للوجود القومي الكلداني علنا واعتبره طائفة آشورية تتبع بابا روما مذهبياَ قائلا بالنص" كل آشوري يصير كاثوليكي تابع لروما يسموه كلداني"  وليس غريبا أن يدعى شخص عنصري أو شوفيني هذا الادعاء فان صدر منه كان مقبولا، أما أن يصدر من عضو برلمان العراق وسكرتير عام لحزب سياسي يتغنى بشعار الديموقراطية ولا يريد احترمها هذا هو العجب والمثير للدهشة أيضا!! فهو يعلم علم اليقين بان القومية الكلدانية مثبته في الدستور الاتحادي، وقد صوت الشعب العراقي بكافة مكوناته على ما ورد من بنود ومواد في هذا الدستور.

قبل تعليقي على السيد يونادم كنا أوضح حقيقة جلية هي: يوجد الآلاف من المواطنين العراقيين هم كلدان، يقولون نحن كلدان ونفتخر بقوميتنا الأصيلة الوطنية التي ورثنها آبا عن جد. كما يفتخر أي مواطن عراقي بقوميته ( عربي ، كردي ، تركماني .. الخ ) ولا يحق لأي شخص اخر ازالة قوميته، فأين أنت من احترام حرية الأخر بالاختيار؟ وأين أنت من حقوق الإنسان التي تتكفلها مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العالمية؟

أن الكلدان منذ فجر التاريخ لغاية يومنا هذا يعيشون على ارض آبائهم وأجدادهم وعلى عظمة تاريخهم في العراق ( بلاد ما بين النهرين) تشهد لهم الدنيا بالطول والعرض، انشئوا حضارة عريقة باهرة، اتخذت مثالا يحتذي به على مر العصور، وما زالت تلك الحضارة شاخصة متألقة تدل على نفسها بنفسها، بآثارها الباسقة في مدينة بابل والجنائن المعلقة وبوابة عشتار وفي أور الكلدانية المقدسة ارض أبو الأنبياء إبراهيم الخليل...الخ، وهناك رقم وأدوات مختلفة ملئوا بها بطون المتاحف العالمية والمتحف العراقي، وحتى ما عثر من رقم طينية في مكتبة أشور بانيبال معظمها مأخوذة من حضارة بابل الكلدانية تلك التي تشكل نقطة مضيئة في تاريخ العراق القديم.

إذا كان هناك قومية عريقة في وادي بلاد الرافدين.. هذه القومية هي الكلدانية وباعتراف المؤرخين، إضافة إلى القوميات والاثنيات الأخرى الموجودة في العراق، ومن ثم من المؤكد إن الشعب العراقي بجميع شرائحه ومشاربه وعلى وجه الخصوص الكلدان، ليسوا بحاجة إلى من يحملون الفكر الإقصائي العنصري ونفي وجود الآخر. أما عن وجود الأمة الكلدانية فهي موثقة في تاريخ العراق. هناك عشرات المؤلفات والكتب التاريخية التي امتلأت بها المكتبات العالمية وعشرات الكتب والأعمال المترجمة في مجال الدراسات التاريخية التوثيقية والأبحاث والمقالات على الصحف والمواقع الالكترونية والتي تنشد الحقيقة.
\
http://www.youtube.com/watch?v=pg2iHQIa1c0

wadizora@yahoo.com
22 11 2011

94

لا يزال البعض ينفث سمومه وأضاليله في كل مكان


بقلم: وديع زورا

يقوم نشطاء الكلدان بإقامة ندوة أو مؤتمر لتفعيل دورهم في الساحة العراقية مما يثير الأطراف المعروفة بإفلاسها الفكري والأيدلوجي وإطلاق التهم والافتراءات التي لا تجدي نفعا والتي طوت صفحة الدكتاتورية وقبرت بزوال العهد البائد ، إلا إن الملاحظ أن مثل هؤلاء لا زالت الدكتاتورية البغيضة عالقة في أذهانهم بل مغروزة في أعماقهم بسبب الحقد والكراهية للشعب الكلداني الأصيل . إضافة إلى عدم إدراكهم حقيقة الوجود الكلداني وحقوقه المشروعة . بين آونة وأخرى يقوم هؤلاء المشوشون السياسيون بافتعال افتراءات وهمية لغرض تحقيق مآربهم ظنا منهم إن المجتمع المسيحي سيصدقهم ، وظنا منهم بأنهم سيؤثرون على الفئات البسيطة في المجتمع الكلداني ، ولكن أصبح المجتمع الكلداني بجميع فئاته واعيا ومدركا لما يجري على الساحة السياسية العراقية . نحن لسنا في مجتمع يخاف من الحزبية بل أصبح مجتمعنا يتقبل حقيقة الأحزاب واحترام الرأي الآخر . أن الحقوق المشروعة للكلدان في مجتمع متكامل من الناحية الثقافية والسياسية والحقوقية لابد أن يتحقق ليتماشى مع قوانين حقوق الإنسان التي أقرته الهيئات العالمية ، وبالتالي سيخسر هؤلاء الذين يتاجرون بقضيتنا .

لا يزال البعض ينفذ سمومه بتفعيل حدث ما وربطه بحزب بائد لعلهم يموهون الشعب المسيحي ويصدق الأكاذيب والأباطيل السامة الهدامة التي عفى عنها الزمن . تعودنا من قارع الطبل في المواقع بالهجوم اللاذع على كل ما هو كلداني ، وعلى كل مؤتمر أو فعالية أو نشاط ، يعتبره مخالفا لأيدلوجيته التي يحملها ، مما تثير مشاعره وهواجسه ويفقد أعصابه بكلمات هستيرية غير موزونة والى الولوج في متاهات تصل إلى المساس بالشأن الخاص . لماذا هذا الهيجان على صفحات المواقع الالكترونية ؟ لأن كل ما يتعلق بالشأن القومي الكلداني يعتبره مخالفا لرأيه ، مخالفا لرأي سيده المجلس الشعبي الأشوري الأشوري الأشوري .

أن الكلدان شعب وطني أصيل ، شعب أور الكلداني ، شعب بلاد ما بين النهرين ، يتنفس هواء العليل العراقي ، هواء المليء بالمحبة العراقية الأصيلة . أيها القارعو الطبول نصيحتي أن تتنفسوا هواءً عراقيا أصيلا . كفاكم افتراءات وربط الأحداث بجهات أخرى ، هذا يعتبر إفلاسا أخلاقيا يضر بالشان المسيحي والمصلحة العراقية . لا تتدخلوا بالشأن المسيحي لأننا ننبذ المزايدات ، ولم نسمح النيل من حقوق أي مكون من مكونات المجتمع العراقي ، فالكلدان وباقي مسيحي العراق جزء من مكونات الشعب العراقي، والعراق  بلدنا جميعا باختلافاتنا أيا كان نوعها، ولا يحق لأي كان أن يدعي كون اتجاهه الفكري أو السياسي طريقا مستقيما ويجعل من اختلافنا خلافا، ويعمل على محاربة عدو افتراضي لا يوجد على ارض الواقع، فبمجرد أن تعارض الرؤى وبعض الأفكار الإقصائية ذات النظرة الأحادية إلا وتعرضت لوابل من التلفيقات والاتهامات.

إن الكلداني الحر يؤمن بالاختلاف فيعيشه ويتعايش معه، لا يسعى إلى الإقصاء والتهميش، يؤمن بالعراق الواحد المتنوع، عراق الاختلاف والتعايش والتسامح، ولمن يجد حرجا في ذلك أن يعود إلى تاريخ هذا البلد ولنا فيه عبر كثيرة.

Wadizor@yahoo.com
17 تشرين الثاني 2011

95

نحو إعلاء شأن الهوية الكلدانية

وديع زورا

ليس من شك بأن معرفة الذات، ووعي الهوية التي ينتمي إليها الفرد أي الهوية القومية صارت اليوم مضمونا ذا دلالات عميقة تشمل كل ما يجعل الفرد والمجتمع شخصية قائمة بحد ذاتها، كما تشمل الاستخدام وعلى قدر كبير من التميز. فالهوية القومية سيرورة تاريخية شديدة التعقيد، وهي بتلك الصفات لا يمكن إلباسها للناس بقرار سياسي، ولا يمكن اختزالها في شعارات عامة. إلا أن الشيء المؤكد في مسألة الهوية القومية هو أنها مسألة إيمان وشعور وأحاسيس، بل وقناعة عميقة داخلية وجدانية بالدرجة الأولى.. الكل يعلم انه لا يوجد على الكرة الأرضية أمة بدون هوية، لا يوجد شعب بدون هوية، فرغم التمايز والاختلاف الحاصل من شخص لآخر، فكريا وجسديا وطبقيا، إلا أن هناك قواسم مشتركة أساسية تتميز بها مجموعة بشرية دون غيرها أهمها التاريخ المشترك واللغة والتراث الشعبي والمنظومة الحسية... الخ.
 
ينبغي أن لا يغيب عن أذهان أبناء شعبنا وامتنا الكلدانية أن هوية الأمة تعتمد في تأصيلها على تاريخها، بما يتطلب هذا التأصيل البحث عن الأصل والجذور، وبمقدار ما يكون امتداد هذه الجذور في أعماق التاريخ حاضرا للأذهان تكتسب هوية الأمة قوتها، خاصة عندما تكون تلك الهوية وليدة حضارة يشار لها بالبنان، كالحضارة الكلدانية، وتأسيسا على أصالتها المتجذرة في التاريخ، فالنظر إلى الماضي لا يلغي التفكير في الحاضر كما إن هذا الماضي لا يزال يؤثر في الحاضر، والواقع أن الوعي بالتاريخ تجعل منه محركا دافعا للشعور القومي.

كثيرا ما نصغي إلى الانتقادات والآراء التي ترسل للمثقفين الكلدان ولا سيما (الكتّاب الكلدان ) منهم، فعوض أن نعظم دور مثقفينا من رجال الدين والكتّاب والأدباء عما يقومون به من اجل الحفاظ على هويتنا الكلدانية ونشجعهم على ذلك، أصبحنا نهاجمهم بالعتاب واللوم وحتى التشكيك في أهدافهم، فالمثقفون هم عقل وضمير كل أمة، هم النبض الحي الذي يخفق بمشاعرها والبوصلة التي تصحح مسارها، فقد لعبوا على مر العصور دورا هاما ومحوريا في النهوض بمجتمعاتهم، هم عماد الأمة وسر تقدمها وازدهارها، فإن لكل شعب أو مجموعة بشرية ( أمة ) مثقفون متخصصون في مختلف المجالات يذودون عنها وعن هويتها وأصالتها ويقفون بالمرصاد ضد كل محاولات الإلغاء والإقصاء والتهميش سواء من خارج الجماعة أو من المتخاذلين المزورين من داخل الجماعة، اللذين لا محالة إن نجحا فسيؤديان إلى زوال الهوية الأصيلة وتعويضها بهوية جديدة أو بهوية مصطنعة، وإن حصل ذلك لا يقع اللوم على المزورين، فكل اللوم سيعود على المثقفين والمتخصصين الذين أهملوا دورهم التنويري وتقاعسوا عن أداء واجبهم المتمثل في التنظير الصحيح لشعبهم، وتوجهيهم للحفاظ على هويتهم قدر الإمكان وإنقاذها من التلاشي والاندثار، فكم امة عظيمة أغدقت على الإنسانية عطاءً ثراً وحضارة فذة أهمل مثقفيها واجب الدفاع عنها فكان مصيرها الزوال.

كما إن الوعي بالهوية القومية إذا كان ضرورة حتمية لكل المجتمعات الإنسانية فانه يصبح أكثر ضرورة للمجتمع الكلداني ويجب إن تحشد له كل الطاقات والجهود والإمكانيات، ولا يجب أن ننسى جذورنا العميقة المتأصلة بمحبة الوطن. إذاً فالتمسك بالهوية الكلدانية، هو محاولة من الشعب الكلداني، لإيجاد موضع متكافيء على خريطة الوطن، الذي عانى وما يزال يعاني ويلات التهجير والشتات، ومحاولات استهداف تذوبيه وطمس معالم هويته القومية، والتكافؤ هنا لا يعني المثل، بل حق الاختلاف، وبمعنى آخر الإيمان بتبادل الأفكار والانفتاح على الرأي الآخر، واحترام خصوصيته الإثنية والاعتراف بها، للوصول إلى مجتمع عراقي ديموقراطي مبني على المساواة والعدالة الاجتماعية، وبناءاً على ذلك يسعى الشعب الكلداني المهمش إلى تجاوز الدور الثانوي الذي فرضته عليه القوميات الكبيرة المهيمنة على المشهد السياسي العراقي، وتجاوزها عبر التماسك القومي الذي يتيح التمثيل القومي المتوازن على الساحة العراقية.

ولابد هنا الإشارة إلى حقيقة معرفية ثابتة، لإثبات الهوية القومية لابد من وجود تراث .. وللأمة الكلدانية حضارة وتاريخ وتراث التي تتمسك بها وتربي عليها أبناءها. ويبدو أن كلمة القومية الكلدانية صارت تثير حساسية لدى البعض إلى درجة محاولات تحجيم ثم تفتيت مفهوم الأقلية القومية في بلد كالعراق متعدد القوميات والأديان والمذاهب، ولا شك أن هذا المفهوم على مستوى الممارسات السياسية، جرى ابتذاله في كثير من الأحيان، لكن المفهوم في ارتباطه بالوعي القومي، يظل مما لا يمكن نفيه من وجود ما يسمى بأساطير وذاكرة تاريخية مشتركة وواقع جغرافي وتراثي وإنساني بين مجموعة بشرية تجمعهم لغة واحدة ومنازع روحية ثقافية موحدة وألام تاريخية وأمال تتشابه أكثر مما تتباين، تشكل مصدر قوة معنوية على الأقل ينبغي عدم التضحية بها لمجرد سخطنا على اخطأ السياسة أو عدد من الساسة الكلدان.
عنكاوا في 28 09  2011
wadizora@yahoo.com


96
 

مذبحة قرية صوريا الكلدانية واحدة من أبشع جرائم العصر !!

بقلم : وديع زورا

قبل اثنان وأربعون سنة مضت وتحديدا يوم 16 من أيلول عام 1969 صدم الكلدان وأفاق الشعب العراقي بكافة مكوناته العرقية والدينية والمذهبية على صدى مذبحة قرية صوريا الكلدانية، الواقعة 113 كم شمال مدينة الموصل في الجنوب الغربي من السهل السليفاني وعلى ضفاف نهر دجلة والتابعة إلى قضاء زاخوا في محافظة دهوك( كردستان العراق).

أن مذبحة قرية صوريا تعتبر جريمة في حق الإنسانية، لقد راح ضحية هذه المأساة العديد من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، 97 مواطنا عراقيا هم سكان قرية صوريا، 39 نفسا بشرية من الكلدان و 10 نفسا بشرية من الأكراد قضوا نحبهم قتلا وحرقا، وسقط خلالها عدد من الجرحى، لا لذنب جنوه، فقط كونهم فلاحين مسالمين يمتهنون الزراعة وتربية الحيوانات ليس لهم دراية بالسلاح والمتفجرات، وبطريقة وحشية لا يمكن تخيلها، وكل هذا حدث للأسف على الأقل تحت سمع وبصر الحكومة المركزية أيام حكم البعث البائد، إذ أن بلد كالعراق احتفظ لنفسه بتاريخ طويل من عنف الدولة الداخلي مع مكونتها على العموم وشمال العراق (كردستان) على وجه الخصوص، ذلك لان بنية تكوين المؤسسة الرسمية الحاكمة تأسست على افتراضات التفوق (العرق العربي) واستصغار قدر المكونات الأخرى وخاصة المكونات العراقية التاريخية القليلة العدد.

إن إحداث الجريمة لا تزال أصداؤها وقصصها تروى عن شهود عيان حقيقيين عاشوا هذه الجريمة النكراء مذبحة قرية صوريا الكلدانية، تؤكد بما لا يدعى مجالا للشك على إن السياسات للمؤسسة الحاكمة آنذاك وفي ظل تسويقها لمشروعها السلطوي في زمن البعث ألصدامي، والتي قامت تجربتها عل نموذج التسييس العشائري خدمة لغرض إيديولوجيتها الشمولية عن طريق نزع الاعتراف بالآخر طالما كان لا ينتمي لثقافة الهيمنة العربية، وعليه لم تأت مذبحة قرية صوريا الجماعية من فراغ غير منظور، بدليل محاولات التستر المستمر على حقيقة المذبحة ودوافعها العرقية أو الطائفية وعدد الضحايا أو حتى توجيه الاتهام والإدانة للذين شاركوا في تلك الجريمة البشعة.

كما وتجدر الاشارة إلى إن هناك الكثير من الكتّاب وخصوصا الكتّاب الكلدان تناولوا أحداث مذبحة قرية صوريا الكلدانية، وحسب رواية شهود العيان الأحياء من أبناء القرية، فأبرزت كتاباتهم إلى تفاصيل الأحداث في مقالات متعددة لهذه المذبحة بالمستندات والدلائل وشهود العيان التي تم الاستناد عليها، مما يجعلنا وبعد مضي ما يزيد على أربعة عقود من الزمان أن نطالب بإعادة فتح التحقيق في أحداث مذبحة قرية صوريا وتقديم كل من ساهم فيها إلى العدالة وتعويض الشهداء وأسرهم سيما وان الوضع قد بات مواتيا.
فالديموقراطية ليست مجرد شعارات بل هي سلوكيات وممارسات من خلال جهود واضحة ومستمرة ومنظمة لمواجهة الماضي لأجل عملية ديمواقراطية أكثر مصداقية، وهو ما يتم فقط من خلال إرساء نهج المحاسبة ومكافحة الإفلات من العقاب، فالتذكير والمطالبة بالمحاسبة هما وحديهما الكفيلان بالحيلولة دون ارتكاب أعمال شنيعة في المستقبل. وإذا كانت الأوطان مجرد أمكنة يتعايش فيها البشر لأنهم مضطرون لذلك، فلا شك إن أوطان من هذا النوع ستكون قاسية ضيقة وستبقى العلاقة بينها وبين ناسها هشة وخطيرة.. أكرموا الضحايا، انه الواجب الأخلاقي لمواجهة الماضي بالنسبة للضحايا وعائلاتهم والمجتمع ككل عبر العدالة.
تحية المجد والخلود لكل شهداء الشعوب التواقة للتحرر
تحية المجد والخلود لكل شهداء الشعب العراقي الأبرار
المجد والخلود لأرواح شهداء امتنا الكلدانية

14 09 2011

97

رسالة إلى الكلدان الأحرار

بقلم : وديع زورا

نخبة من الكتاب الكلدان تطرقوا منذ سنوات لموضوع الهوية القومية التي كثر فيها الكلام واشتدت فيها الخصومة، جميعنا يعلم بأن هناك من يعمل على إثارة صراع داخل المجتمع المسيحي العراقي في التطرق إلى موضوع الهوية القومية وتشويه الحقائق التاريخية وخلق قومية جديدة تحت تسمية مركبة هجينة بكلدان سريان أشور لتكون تسمية بديلة عن تسميتنا التاريخية التي ورثناها أباً عن جد.

لقد تحمل الشعب الكلداني المتواضع كثيرا لعقود طويلة من الزمن تحت شعارات القومية والتحرر والاشتراكية والديموقراطية ولم يحصل منها إلا الإساءات والترويع والقتل والتشريد وقد اشرنا بأصابع الاتهام إلى سياسة الحكومات العراقية الرسمية المتعاقبة فيما يعانيه الكلدان في بلدنا. وإذا كنا نؤمن أشد الإيمان بدورها الحاسم في الوضعية المزرية للهوية الكلدانية والثقافة واللغة في وطنها الأم ( بلاد الرافدين)، يتعين علينا أن نقوم بنقد ذاتي لأنفسنا بما اقترفناه نحن كذلك كأبناء الكلدان في حقها بعيدا عن الانتهاكات الجسيمة لسياسة الدولة العراقية التي طالت الكلدان.

صحيح أن الكلدان كانوا ضحايا سياسة رسمية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 بل وقبله حاولت تغيير معالم المجتمع العراقي والخصوصية العراقية المختلفة التي يتميز بها " العرقية والدينية والمذهبية " ، فعملت في اتجاهات متعددة تحمل في طياتها الكثير من قبيل ( النافع أو غير النافع ، المقدس أو المدنس ، أنت عربي أو أنت كردي ) إلى غير ذلك من أباطيل ظلت تقض مضجع الإنسان الكلداني البسيط الذي سعى وبكل الطرق لبلوغ الطرف الأول " عربي / كردي " ، وحاول جاهدا التنكر لصلب هويته ظنا من انه يحسن صنعا، وعلى وجه الخصوص إبان حكم البعثيين لمدة 35 سنة في زمن صدام حسين فارتضى بطريقة أو أخرى بالتعريب، عن وعي وعن لاوعي. اختار أسماء غير أسمائه، عادات غير عادته، بل الأسوأ من كل هذا انه أصبح يتفنن في الدفاع عن العروبة التي وفدت إليه من مكان آخر وأوهمته سياسة حكومة البعث البائدة  بانتمائه للعروبة مع غيره من العراقيين رغم أن لديه لغته ولسانه الخاص إذا أخذنا الأمر من ناحية اللغة.

إننا كمواطنين عراقيين أصلاء ملزمون بتصحيح بعض المغالطات كما يفهمها البعض منا وهي مغالطة ككثير من المغالطات التي نعيشها في ما نعرفه عن ذواتنا وأهلينا ومحيطنا. على الكلداني أن يؤمن بالاختلاف، أن يفتخر بذاته بعيدا عن روح التعصب، أن يعتز بانتمائه للقومية الكلدانية، الأكيد إن احترام الآخر لنا وكسبنا لوده والقبول به كي تتاح لعقولنا فرصا إضافية وسلوكية تتسع لتستوعب الابتكار والتواصل، وتؤسس لأخلاق قوامها الصدق والثقة والتفاهم بيننا فنفرض احترام الآخر لنا لا بالانجراف في تيار التبعية العمياء له.

بدءا في بيوتنا، يجب على الأسرة الإشراف على تربية الناشئة في الافتخار بالذات الكلدانية، على تعلم لغتنا ولهجتنا المحكية التي هي أساس هويتنا الكلدانية وبالتأكيد على ضرورة الانفتاح على غيرها من اللغات، على التشبع بالقيم والتراث الكلداني وأن نجعل نقل موروثنا الثقافي والتراثي إلى أبنائنا وأحفادنا أمانة في أعناقنا، لأن مميزاتنا وخصائص موروثنا معرضة للذوبان والزوال، وما نراه اليوم شيء يندى له الجبين، إذ نجد كلدان اليوم تنكروا لكل ما هو كلداني، فلا غيرة لهم على كلدانيتهم، لقد نمنا بما فيه الكفاية، لقد آن الأوان لاستيقاظكم.

نحن كلدان حتى النخاع، والعراق وطننا، نتمسك بثوابتنا الوطنية التاريخية وحرى بنا كعراقيين إن نفتخر بكلدانيتنا كما هي، كفانا إحساسا بالدونية، كفانا معاناة وترديد قصص الموت والحزن والألم، لنتصرف بتلقائية مسئولة مع الآخرين، لنعمل على إزالة سياسة الإقصاء والتهميش والتمييز لشعبنا وقبولنا كما نحن، لنتجاوز الأحكام المسبقة الجاهزة، لنفتخر بتراثنا ونعتز به، يجب علينا العودة إلى جذورنا فنستنبط من ذاكرتنا الجماعية وتاريخنا لنرى أخطاءنا وأمجادنا على حد سواء، لنتعايش مع الآخر المختلف عنا، إنها خطوات نحو العراق الجديد الذي ننشده.
20 08 2011
wadizora@yahoo.com

98
دور المثقف في الزمن الكلداني الصعب

بقلم : وديع زورا

لا يصلح تعريف المثقف بأنه ذلك الإنسان الذي يملك ذخيرة ضخمة من المعلومات المتناثرة في ذهنه كي تمكنه آليا من التفاعل مع تجارب الحياة، وإنما هو ذلك الذي يستطيع توظيف هذه المعلومات على أرض الواقع من أجل إحداث تغيير نحو الأحسن، وإلا كنا اعتبرنا جهاز الكمبيوتر أكثر المثقفين ثقافة. وبمعنى آخر،لا يجوز للمثقف الحقيقي أن يكون معزولا عن المجتمع أو أن تكون خياراته الفكرية وتطلعاته موجه ضد المجتمع الذي يعيش فيه. وفي حالتنا الكلدانية، مثلا، يحتاج المجتمع في الوقت الراهن إلى دور قيادي حقيقي للنخبة المثقفة للمساعدة في الخروج من سياسة الإقصاء والتهميش المتعمدة. وجب علينا هنا أن نتوقف ونتأمل كياننا ككلدان وتاريخنا وهويتنا المتفردة. فالأزمة التي لمستها ويلمسها الكثيرون تتلخص بضعف انتماء وتشوش في الرؤية وفي تعريف الذات، أي " الهوية الكلدانية  "، رغم ثباتها ورسوخها على مر التاريخ، هذه الهوية التي تتعرض لضربات قاسية تهدد وجودها وتسعى لطمسها وطيها تحت مفاهيم لم يعد لها وجود في عالمنا وفي زمننا المعاصر.

الأزمة التي يعانيها الكلدان الآن ربما تعود أصولها إلى عدم مقدرة المثقف الكلداني على إيجاد آلية تمكنه من التأثير في الواقع السياسي الذي نعيشه وابتعاده عن الفعل المؤثر في المجتمع الكلداني وانشغاله عن معاناته، وأيضا عدم مقدرته على التغيير، وبالتالي أصبح وضع البعض عندنا أشبه بصانعي الشعارات التي لا تسمن ولا تغنى من جوع، فكل الحركات الإصلاحية القديمة والحديثة والمعاصرة في العالم كان قادتها مثقفين، حيث الثورة الإجتماعية بداية لاستحداث واقع سياسي جديد نتاجه إن تتعايش فيه كل شرائح المجتمع بصورة لا تمس حقوق إي مكون أو فرد فيها، والمثقف الذي يؤثر في المحيط الذي يعيش فيه هو من يفهم كنه المجتمع الذي يعيش فيه فيتفاعل معه، ويتأثر به ويؤثرفيه. فأهمية المثقف معيارها والدور الذي يقوم به في مرحلة تاريخية معينة. ولكي يستطيع المثقف التأثير لابد إن يكون خطابه واضحا قابلا للفهم من قبل الآخرين.

والمتابع للحال الثقافي والإجتماعي والسياسي في مجتمعنا الكلداني يجد أننا مازلنا في تراجع وانحسار ولا ينافسنا آخر في ذلك، وكل ذلك نتاج سيء لسياسات أثرت سلبا على الواقع الحالي وانطلت ملامح هذا التأثير على المنتوج العددي والنوعي للمجتمع الثقافي والذي كان من المفترض إن يؤدي هذا الضغط إلى إظهار مقاومة إيجابية يطلع فيها الناس على الرأي الكلداني الثقافي وإمكانياته في تذليل صعاب الواقع ومشاركته الفعالة في إزالة كل العراقيل والعوائق إذا افترضنا أن الثقافة عامل مؤثر في التغيير.

ولعمري إن هذا الأمر لا يتم بين ليلة وضحاها لأنه يحتاج لتضافر مجموعة عوامل وشروط وظروف موضوعية خاصة وأن الشعب الكلداني يستهجن الأساليب المنتهجة من قبل النخب الحزبية التي نطلق على بعضها صفة السياسي واستهجان كثير من الناس لهؤلاء لم يأت من فراغ لأن الإنسان الكلداني لم يجد المثقف ينوب عنه في عكس انفعالاته بصورة كاملة يعقبها تجاوب وانصياع من قبل الساسة لإسقاط الفعل التغيري على الواقع المعاصر. المثقف الذي نعنيه هو من وعى دوره ورسالته في هذا المجتمع وحاول إن يكون فاعلا في تطوره. ولكن هل ابتعد المثقف الكلداني عن هذا الدور بفعل فاعل ام بسبب حالة من عدم المبالاة والتغييب التي يعيشها شعب الكلدان.

اريد إن اقول من الصعب الاحاطة بجميع الامور في هذا المجال وطرح حل شمولي، ولذلك يكون من المفيد طرح حل جزئي ثم تعميم هذا الجانب على جوانب اخرى نستفيد من الحل الاول، وهكذا.. ولذلك اقترح العثور على بعض المفاتيح التي اسميها " السمات " لكي تكون هناك، على الاقل، بعض الاهداف والمباديء المشتركة بين المثقفين للنهوض بالمجتمع الكلداني حتى تنحسر تجاعيد الحسرة والاحباط عن جباه شعب الكلدان اتسم بنوه بالسمو والطيبة والمحبة.

31 05 2011
Wadizora@yahoo.com]

99


أزمة النخب السياسية الكلدانية..

بقلم : وديع زورا

أن النخب السياسية في أي مجتمع تعتبر الضمير الحي ولسان حال تلك المجتمعات التي ينتمي إليها السياسيون لسماع همومهم ومشاكلهم التي تعترض حياتهم، وبالتالي هي القادرة على اكتشاف الايجابيات والسلبيات لغرض تحقيق الهدف المنشود وإيجاد الحلول الممكنة للسلبيات شريطة إيجاد آلية مشتركة بين هذه النخب السياسية وبين شعبها لسلك الطريق المنشود الصحيح ضد القهر والتهميش والإقصاء.

أن السياسة في المجتمعات المتقدمة تختلف عن مجتمعاتنا حيث تعتبر المصداقية وتخطيط برامجها وإبرازها للشعب من مهماتها الأساسية، ونطمح أن تصل السياسة في مجتمعنا الكلداني إلى المستوى الرفيع لإمكان تقديم الخدمات الحقيقة، مما ستكون المحصلة النهائية باتجاه التثقيف والتعليم والوعي والاستفادة من الدروس الماضية وخاصة نقاط الضعف ليكون حاضرنا يعكس واقعنا الإنساني الخالي من التهميش والإقصاء من قبل الغير .

نحن نفتخر بحضارة أجدانا، العراق القديم بابل، ولكن حذارى من التغني بالماضي للهروب من الواقع المؤلم. بصراحة شديدة لم تكن النخب السياسية الكلدانية خلال السنين القريبة الماضية بالدرجة المرجوة حيث كان التآلف وثم الانقسام، مما ننتج فراغا سياسيا وبالتالي يشكل خطورة كبيرة على حاضرنا ومستقبلنا.

يطمح الشعب الكلداني سواء كان في بلد الأم العراق الحبيب أم في المهجر أن يكون له قيادة سياسية حكيمة متكونة من النخب الواعية المثقفة التي تنكر ذاتها من اجل مصلحة الكلدان، وترفض الانغلاق والركود ولا تقع في فخ التكاسل عازمة النزوع إلى التجدد والابتكار، ولما كانت النخب السياسية الكلدانية العاملة في الحقل السياسي نخب غير مجتهدة غير قادرة على مسايرة التحولات السياسية والمحصلة كانت الخسارة تلو الخسارة التي دفع ويدفع ثمنها الإنسان الكلداني، كان على هذه النخب مراجعة واقع الحياة والظروف الخاصة ثم إيجاد الوسائل المعينة لإحداث التغيير من اجل مجتمع أفضل متحرر من الاستغلال والعجز، ولكنها بدلا من ذلك أثرت الانزواء في أقاصي الأرض أو داخل الأزمة نفسها والاكتفاء بالفرجة من بعيد راضية مرضية بالتدجين لممارسة سياسة الحيرة عاجزة عن إيجاد الحلول لكسر القيود التي تكبل شعبها. وهذا أمر كما نرى يحتاج إلى نخبة موسومة بتوقد الموهبة واتساع افقها المعرفي .

إن بناء أو إيجاد مجتمع كلداني حي نابض بالحركة والحراك من الأمور الشاقة لأنها أمور تحتاج إلى توقد الذهن مع توافر حيلة الفكرة أو الديالكتيك في التعاطي مع معطيات الواقع السياسي الاجتماعي والثقافي للمجتمع الكلداني في أرجاء المعمورة عموما وفي العراق على وجه الخصوص .

كان من المتوقع أن تقوم هذه النخب بدراسة الفكر الكلداني المعاصر لا كموضوع هوية شعب وحسب، وإنما كمادة أساسية للنشاط البحثي في كل الميادين لإيجاد أرضية صلبة تقف عليها هذه النخب لبذل الاستنارة في صفوف المجتمع بدلا من الإيغال في إغلاق الطريق، أي التجديد ألجيلي والفكري. فشلت النخب السياسية في قيادة مدن وقرى كلدانية لتحقيق أمالها للحياة الحقيقة وأهدافها الجوهرية للحرية والكرامة، وانتهى بها هذا الفشل إلى مصالحة مع العجز تاركة للأقدار تقرير مصير شعب الكلدان، طالما أخذت هذه النخب في التعاطي مع أزمات ومستقبل بلدات وقرى كلدانية في سهل نينوى بنعومة تهدر وتحبس إمكانات وقدرات الكلدان بين ممكن هزيل وواقع عليل و تركه مترنحا بين قطبين أو أكثر.
آن الأوان إلى التكاتف ولإيجاد قيادة سياسية حكيمة واعية لخير الكلدان.

عنكاوا
 17 نيسان  2011 


100


نافذة على عبق التاريخ : اكيتو عيد بابلي كلداني

وديع زورا

نقرأ التاريخ ونعيد الماضي بفهم الحاضر، ومعرفة الماضي لا يمكن إن تكون إلا إذا ترك لنا من كانوا يعيشون في الماضي ما يحكى أو نقش على الحجارة أو ألواح من الطين. والاطلاع على الماضي ضرورة علمية مفيدة في استجلاء الحقائق وسماتها التاريخية، وكشف الأنماط الفكرية المتحاورة في ضوء الصراع الحضاري سواء في مستواه الكلي بين حضارات أو في مستواه الجزئي بين ممالك  ومدن مختلفة بكل مقتنياته الحسية والمادية والمعطيات الآنية للمجتمعات المتواجدة في دورة الحياة، ويفيد ذلك في أن يتعرف البعض على حركية الفكر وعلاقته بالآخرين والتطورات والمحاور التي بنيت عليها المجتمعات تاريخيا، وكيف أنها استطاعت تجاوز العوائق ومواجهة الصعوبات والاستمرار والعبور عبر بوابة الأزمان المختلفة واحتوت كل أشكال التنوع الثقافي والعلمي والديني.

توصل مفكرون ومؤرخون وعلماء اثأر إلى إن حضارة الدولة الكلدانية - البابلية الحديثة (626 ق م – 539 ق م ) كانت الأوسع انتشارا والأغنى ثراء والأعرق أصالة، إذ تبرهن المخطوطات والألواح الأثرية القديمة والعديد من البحوث الحديثة في مجال الآثار مبلغ نفوذها السياسي والثقافي والعسكري على امتداد بلاد ما بين النهرين وعيلام وسوريا وفلسطين، وأظهرت بحوث ودراسات تاريخية إن حضارة الكلدان قد كانت ندا للعديد من الحضارات القديمة مثل حضارة بلاد فارس والصين ومصر الفرعونية وغيرها من الحضارات.

الكلدان شعب تواجد في وادي بلاد الرافدين منذ الأزمنة الغابرة. هم العمق التاريخي في تناول المواضيع والأحداث التاريخية في ( بابل العظيمة، أريدو، لكش، كيش، أوروك، أور ، نيبور)... الخ منذ بدء النشاط البشري في وادي الرافدين، حيث أسسوا ممالك عظيمة تعرف عليهم العالم من خلالها، ومن رحم هذه الأرض الطيبة انطلقت الحضارة الأولى في البشرية، وولدت فكرا ثقافيا ساعد على بناء الأسس العلمية والثقافية والدينية للعديد من الحضارات.

نحتفل غدا الأول من نيسان بعيد راس السنة البابلية الكلدانية والتي تمثل أول تقسيم زمني في التقويم القديم في بلاد الكلدان المعروفة بلاد ما بين النهرين ( نهري دجلة والفرات) ويعتبر هذا العيد من أهم أعياد العراقيين القدماء في التاريخ.
أن الاحتفال بعيد اكيتو هو تقليد رافديني قديم، كان لوحظ لأول مرة  لنتائج أعمال التنقيبات الأثرية المكتشفة في اوروك" بيت اكيتو" ومعابد بابل على ألواح من الحجر وألواح من الطين وبالكتابة المسمارية تحوي نصوصا حول هذه الاحتفالات.

يعود الاحتفال براس السنة الرافدية في الاول من نيسان الى السلالة البابلية الاولى، أي الى مطلع الالف الثاني قبل الميلاد، أما قبل ذلك التاريخ فكان الاحتفال باكيتو او كما يسمى بالسومرية اكيتي يمثل احد مناسبتين رئيستين( اكيتو وزاكموك). تمثل بابل العظيمة الوجه المشرق لتاريخ بلاد الرافدين حيث كانت تقام طقوس عيد اكيتو في مدينة بابل سنويا بمراسيم خاصة، وكذلك كان يحتفي به في مدن أخرى خارج بابل في- حران ، اربائيلو ، نينوى.. الخ، وكان الملك يرسل من ينوب عنه لحضور وإجراء مراسيم الاحتفالات التي تقام في مدن أخرى في تواريخ لاحقة. ظل الاله مردوخ هو محور الاحتفالات بعيد اكيتو سواء كان ذلك في بابل التي كانت المدينة الاولى التي يحتفى بها بهذه المناسبة المهمة او في المدن الاخرى، وحسب ما ورد فقد كانت هناك ثلاثة معابد للاكيتو في بابل خلال العصر البابلي الحديث عصر المملكة الكلدانية، لقد حافظ الكلدان على القيام باحتفالات اكيتو في عهد الاحتلال الفارسي، وهذا العيد يحتفل به لمدة احد عشر يوما، ويبدءا المهرجان في الأول من شهر نيسان حيث يحل فصل الربيع الذي يمثل نهاية الشتاء البارد وبدء موسم الاعتدال الربيعي والدفء والنمو الذي يرمز إلى الحياة والخير، وهو عيد جز الصوف الذي كان يحتفل به منذ القديم في الفترة ما بين شهري اذار ونيسان، ومغزى الاحتفال هو مشاركة الأرض في أفراحها. وكانت الاحتفالات تقام في معابد المدن، وكان الملك يشارك فيها وتقام في المعبد الرئيسي الذي يسمى معبد اكيتو.

بمناسبة عيد اكيتو أقدم أزكى التهاني والتبريكات إلى أبناء امتنا الكلدانية ومسيحيي العراق راجيا من الله تعالى أن يعيده على جميع العراقيين بالخير والامان وان ينعم على وطننا السلام والاستقرار. 
 

المصادر

1 – عامر حنا فتوحي – كتاب - الكلدان.. منذ بدء الزمان
2 – حضارة العراق -  نخبة من الأساتذة

31 03 2011

101
 
الواقع السياسي الكلداني والمستقبل

بقلم : وديع زورا

بالرغم من كل الأخطاء والسقطات لبعض المؤسسات الكلدانية يبقى الحراك والوعي السياسي الكلداني موسوما بالتقدير ومشهودا له لمشاركته الفعالة منذ عقود مضت على مواصلة النضال المشروع مع إخوته العراقيين على الساحة السياسية العراقية للسير في مسار التحولات الديموقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان.

تتطلب مرحلة بعد 2003 تأسيس الاحزاب القومية الكلدانية في العراق للسير في طريق النهج القومي وللمطالبة بالحقوق المشروعة للكلدان بالاضافة الى ظهور التعددية والحرية الفكرية والتعبيرية. وكان من الملاحظ ان بعض المؤسسات الكلدانية لم تستطع الصمود تحت تيارات المغريات لان لها أرضية متذبذبة من جهة والى ضعف الإيمان بقضيتها القومية من جهة ثانية والى ضعف القياديين أمام الملذات المغرية والحصول على المكاسب من جهة ثالثة والى التفرد في اتخاذ القرارات من قبل القياديين دون النظر الى رأي الآخرين في الادارة من جهة رابعة.

في إقليم كردستان العراق ليس للديموقراطية مكان كل ما يخص أحزاب شعبنا المسيحي العراقي إلا من خلال المجلس الشعبي الذي يقيد كل مؤسسة لا تدخل تحت جناحيه، لأنه يملك المال والقرار بالإضافة إلى انه معتمد من قبل حكومة إقليم كردستان، حيث استطاع مؤسس المجلس الشعبي السيد سركيس اغاجان تغيير مسار المادة 5 في الدستور الكردستاني واختراع التسمية اللاقومية القطارية.

ومن نافلة القول استطاع سكرتير المجلس القومي الكلداني الحالي إقصاء القيادة السابقة للمجلس في عام 2007 ، ثم قام بعقد المؤتمر الثاني في عينكاوا في نيسان 2009 واختير سكرتيرا. ومن الجدير بالذكر كان قد أجرى تعديلات على بعض فقرات النظام الداخلي التي اقرها المؤتمرون وعلى وجه الخصوص الفقرة 7 بصدد إقرار المجلس التسمية (الكلداني السرياني الأشوري) كتسمية توافقية مرحلية وليست تسمية قومية لضمان دعم الحقوق القومية لشعبنا. العتب على الأخوة المؤتمرين والحاضرين من الكلدان الذين قبلوا بهذه الفقرة التي أعطت الشرعية القانونية والأدبية إلى النظام الداخلي للمجلس مما أدى أخيرا إلى تطبيق هذه الفقرة واتفاقه مع المجلس الشعبي.

أن القيادات السياسية الكلدانية قد وعت بضرورة توحيد الخطاب الكلداني في جميع المحافل مما نتج عن تشكيل اللجنة العليا للتنظيمات الكلدانية ولكن سرعان ما حصل خلاف بين القيادات السياسية حول أسماء المرشحين مما برز قائمتان وأدى إلى تشتيت أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة بين تقسيم الجسم الكلداني الى قسمين ( قائمتين) وبين الامتناع عن التصويت .

من الملاحظ أن هنالك متغيرات ستشكل انعطافا استراتيجيا في تاريخ العراق سواء أكان انفصالا أو وحدة على أسس جديدة ليست على أساس العراق الذي عشناه بعد سقوط الصنم والى يومنا هذا!! بالطبع ستكون هناك تغييرات في الخارطة السياسية العراقية وستكون هنالك تحالفات جديدة وشراكات جديدة وكل ذلك في ظل هذا المناخ السياسي الذي يسود الساحة والزاخر بالانقسامات والخلافات الحادة بل والخطيرة والتي تعزز التشاؤم وتقلل مساحات الأمل والتفاؤل..!!

أن الواقع السياسي الراهن يلزم كل القوى السياسية الكلدانية، إزاء هذا الموقف الداهم أن نفكر في الصيغة التي نحافظ بها على مصالح الكلدان ومسيحي العراق في المناطق ذات الكثافة السكانية وننتشلها من متاهات المستقبل الغامض وان نراعى الظروف الاستثنائية الداخلية بل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة العربية وعلى وجه الخصوص العراق، ولن يتأتى ذلك إلا إذا راعت الزعامات الحزبية الكلدانية اتفاقها على الأهداف والوفاق السياسي في داخلها ومع الأحزاب الأخرى وان يتفقوا على الحد الأدنى من الرؤى التي تزيل هذا المناخ التعيس الذي يسوده التوتر في مستقبل مجهول لا يدرى أين تتجه بوصلته ومساره الذي يستعصى علينا تحديده، على زعامات أحزابنا أن تعمل وفق الرؤى التحليلية المجردة من الذات والمطامح الحزبية الضيقة.

نحن أحوج إلى التنظيمات الكلدانية الواعية المخلصة لرسم مستقبلنا السياسي والكشف عن أوراق سياسية كانت راقدة، وكذلك إلى فهم كنه التكتلات السياسية الجديدة التي هي في طريق التبلور من اجل إحداث التغيير السياسي المنشود من قبل معظم العراقيين وعليه كان بالضرورة القصوى أن نعيد ثقتنا بأنفسنا ونستفيد من تجاربنا وننتظم في توحدنا سياسيا وقوميا للنهوض الكلداني في مستقبل أيامنا.

6 / اذار / 2011

102
من لم يطلع على الحقائق اليوم لابد عارف بها غدا

بقلم : وديع زورا

الوعي هو ميزة الإنسان، عبر الممارسة والمعرفة والإدراك، الإنسان يرى العالم عبر وعيه الذي يتشكل في العالم نفسه، انه موقف الإنسان في الإجابة على كل التساؤلات المرتبطة بحياته ووجوده والى وعيه وإدراكه لأفكاره ومشاعره، وحين ينضج وعي الإنسان يصبح مدركا لمحيطه وزمانه وما يوجد من مصادر ومعلومات تاريخية وجغرافية وغيره من العلوم، كما يصبح مدركا للفرص والتحديات والإمكانات المتوفرة في ذلك المحيط، ومن المهم أن نلاحظ أن وعي المرء بكل ذلك قابلا للحوار والمراجعة.
كما أن عالم اليوم يموج بالكثير من التطورات والتغيرات والمستجدات على مختلف الأصعدة والمستويات، وعند مراجعة ما يجري على الساحة السياسية العراقية بعد سقوط الصنم وزوال النظام الدكتاتوري البائد، وبعد معاناة هذا الشعب بكافة مكوناته العرقية والدينية والمذهبية الذي انتظر طويلا ليحل النور ويذوق طعم الحرية والمساواة والديموقراطية .. تتفشى ظاهرة الإقصاء والتهميش والنيل من الآخر وبناء المجد منطلقا من مفهوم امتلاك الحقيقة والحلول القطيعة دون سواه وفرضها عليهم، ومن خلال المتابعة المستمرة لأوضاع الإثنيات والأقليات الدينية وما تعانيه من قتل وتهجير، وبلا أدنى شك القومية الكلدانية العراقية أصابها القتل والتهجير والتهميش والإقصاء، نعم صحيح كل الأطياف الأخرى أصابها ما أصاب الكلدان ولكن بنسبة اقل ما تعرض له الكلدان، هذه الإثنية الأصيلة تجتاز مرحلة عصيبة تمر بها في تاريخها المعاصر، إنها فترة زاخرة بالأزمات، تتسم بالخطورة، فتشير إلى وجود مشكلة أو مشاكل.
وليس من شك في أن مفهوم الوعي القومي لدي الكلدان، هو مفهوم إنساني، حين تصبح الهوية ملجأ وملاذا في مواجهة الأفكار والأطروحات الشمولية بمختلف أشكالها، وما أحوجنا نحن إلى قبس النور القومي نستضيء به، والى صحوة الوعي القومي الكلداني .. الوعي القومي الذي اقصده، هو وعي فكري وثقافي وفاعل جماهيريا .. إن وعي الذات، وأدراك الحاضر، والاطلاع على الماضي، وفعله الحاصل، هو حاجة مستقبلية، والوعي القومي الكلداني تعبير عن تنبيه ذاتي في السياق التاريخي، والحقائق التاريخية الموثقة لكفيلة بدحض كل الافتراءات والادعاءات.

تُعدّ حضارة بلاد الرافدين حسب الوثائق التاريخية من الحضارات العالمية القديمة، بدأ من العهد السومري والأكادي ومرورا بالعهد البابلي والأشوري والعهد الكلداني حيث أسسوا الدولة البابلية الثانية، ويعد حكم الكلدانيين من العهود المجيدة والزاهرة في تاريخ العراق القديم وعلى وجه الخصوص في ظل حكم الملك نبوخذنصر الذي دام ما يقارب 40 عام، لقد كانت بابل عاصمة الدولة الكلدانية حضارة فكرية تقدس العلم والتعلم وتعتبر العلم والثقافة إنما هي إلهية المصدر.. فأي حضارة تلك التي كانت تقدس القلم؟ إنها بابل العظيمة التي ذكرها الكتاب المقدس.. بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين (" اشعياء 13- 19") .. إنها بابل صاحبة الجنائن المعلقة الشهيرة التي بناها الملك نبوخذنصر الكلداني.

لطالما قلنا وما زلنا نقوله تكرارا ومرارا إن ضحالة المعرفة التاريخية والاجتماعية والسياسية وسط كثير ممن يوصف بالمثقفين، والأمر لم يقف عند حد الضحالة، بل تجاوزها إلى مرحلة تعمد إزالة وجود الأخر عن قصد، وهو ما يسميه علماء الاجتماع بالقصور الذاتي، وهو يأتي دائما نتيجة لجهل أو تجاهل عن عمد واقع تاريخي واجتماعي لغرض سيطرة لونية ثقافية محددة، ولقد أشاروا إلى ذلك من على منابر الصحف الالكترونية والقنوات الفضائية والجرائد عدد من الأساتذة والأكاديميين وعلى وجه الخصوص النخب الثقافية والسياسية من أبناء الشعب الكلداني.
 
إذا فالوعي له أهمية استثنائية في التفكير لأنه وعن طريق إدراك الواقع يساعدنا على إدراك المفاهيم..السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا البعض يزوّر التاريخ ويغسل الأدمغة وينشر مغالطات تاريخية؟ لماذا ينفون بقاء الكلدان واستمرار وجودهم في بلاد الرافدين موطنهم الأصلي؟ أين يريدون أن يصلوا؟ فالأسلحة والجيوش ومشروعات الإبادة فشلت في إبادة حضارة وثقافة الكلدان في قديم الزمان، بل استطاع الشعب الكلداني أن يحقق الانتصار والتحرر من الذل والعبودية وموثوق بالوثائق التاريخية.

 يقول العالم والمؤرخ البريطاني الشهير " ارنولد توينبي " في الدولة الأشورية: ( فقد ماتت هذه الدولة مختنقة في دروعها التي تفننت في ابتكارها عندما أغوتها قوتها، فكانت غطرسة القوة سببا في زوالها واندثارها وهي في أوج قوتها، فقد سحقها المستضعفون الذين كانت تزدريهم وتستخف بقدراتهم، لقد هلكت هذه الدولة الباغية عندما فقدت القدرة على تقويم مسارها مع العلم إن القدرة في تقويم المسار هي في الأساس قدرة أخلاقية وليست قدرة تكنولوجية ).

وفي هذا السياق فإن مفهوم التاريخ هو تلك المعرفة المرتبطة بالماضي الإنساني، فالتاريخ لا يرتبط بالأوهام بل هو معرفة ترتبط بماضي الإنسان ما دام التاريخ هو في أساسه معرفة بالماضي، وبمرور الزمن الإنسان تأهل تاريخيا لامتلاك الوعي تجاه نفسه وتجاه العالم من حوله، إذن فقضية الهوية معقدة للغاية، ولا يمكن حلها باليات الحسم ألظرفي، وما زلنا نقول انتم لستم على صواب فيما تحاولون فرضه على الكلدان، فقد تناما الوعي القومي والإحساس بالذات لدى الكلدان، أليس الشعور القومي هو الذي يتحرك في ضمائر الشعوب ويحركهم ويحدد ممارساتهم وتصرفاتهم الأساسية؟ فالمشروع الشمولي ومحاولات التهميش والإقصاء للقومية الكلدانية فشل تماما أمام حركة الوعي الجماهيري الكلداني، ولم يعد ممكنا التحايل على الواقع المعاصر بدعاوي الحرص على وحدة أو مشتركات، وبالتالي بات من الضروري مناقشة هذا الواقع بوضوح وليس على شعارات طنانة رنانة وأجندات سرية خاصة، لأن من لم يطلع على الحقائق اليوم لابد عارف بها غدا



 22 كانون الاول 2010

  





103

في مصداقية ما ينشر على المواقع الإلكترونية

بقلم : وديع زورا

الاطلاع على الماضي ضرورة علمية مفيدة في استجلاء الحقائق التاريخية وتناول الموضوع بموضوعية وحيادية لأنه قد تكون هناك معلومات تاريخية متفرقة في بطون الكتب موزعة في مصادر مختلفة، فقد تحتاج إلى بحث واستقراء أنواعا مختلفة من الاستدلال ليصل الباحث إلى استنتاجات، كما أنه يجب التحقق من الاستنتاجات المبينة على ذلك الدليل بشكل مستقل لما تفرق في صورة قضية واحدة متكاملة الأطراف للآخرين والمحاور التي بنيت عليها المجتمعات تاريخيا، وكيف أنها استطاعت فرض وجودها والاستمرار والعبور عبر بوابة الأزمان المختلفة، وقد احتوت كل أشكال التنوع ألاثني والثقافي والديني، ونخص بالبحث في المواضيع التي كتبت عن شعب العراق منذ عصوره الأولى حيث وردت فيه الكثير من تأريخ العراق القديم " بلاد الرافدين "، فإن الأحداث التاريخية لا يصنعها فرد أو جماعة بمعزل عن أطراف أخرى، وهكذا فإن الأحداث التاريخية هي نتائج تفاعل علاقات سواء اتسمت بالتجاور أو التصادم.
       
 أن الشعبين الكلداني والأشوري هم العمق التاريخي في تناول المواضيع والأحداث التاريخية منذ بدء النشاط البشري في وادي الرافدين، حيث أسسوا عددا من المدن وممالك عظيمة تعرف عليهم العالم من خلالها، وقد تواصلت الشعوب عبر التاريخ إلى الآن، وظلت جذورها مرتبطة بها جيل بعد جيل، وعلى الرغم من تناثر أو تشتت المجتمعات القديمة على وجه الأرض تحديدا بلاد الرافدين، إلا أن ذلك لم يقطع حبل التواصل مع بعضها تماما، فأن الماضي لا يفيد الإنسان بصفة مباشرة ماديا اقتصاديا ونحو ذلك، ولكنه أكثر فائدة للإنسان من ناحية التراث الحضاري في الأمجاد الفكرية الإبداعية والعادات الاجتماعية والسياسية والمعتقدات، والمصادر الايجابية للتعامل الإنساني على مسايرة الحياة من حوله.       
أن تفنيد ما يكتبه البعض من أمور غير دقيقة هنا وهناك والتي تدل على ضعف ووهن في محاولة لتغيير الحقائق بات لزاما، فهو يفضحهم إزاء الأحداث التي وردت في كتب التاريخ، وما نقش على الأحجار والألواح الطينية المكتشفة من خلال التنقيب والمدونة بالخط المسماري الأكادي والتي أوردها المؤرخون، ولهم منا جميعهم الشكر والعرفان قبل كل شيء، فجزاهم الله عنا كل خير في علمهم وعملهم لأنهم يحاولون قدر استطاعتهم إظهار الحقائق التاريخية ووضع النقاط على الحروف بما لا يقبل التأويل خدمة للإنسان وإثراء للمعرفة بعيدا عن المغالطات التي ترتكب باسم التاريخ.
 
 يشكو كثير من الناس بأن هناك مغالطات وهناك أشخاص يعملون بتغليط القراء بكتابة مقالات تغليطية ( على المزاج)، مقالات تحتوى نتفا تاريخية مجتزأة( عبارة واحدة، مثلا) لتحقيق غرض خبيث، أي إنها تبدو تاريخية في ظاهرها بسبب الإشارة إلى قول لمؤرخ ما وجده الكاتب بين السطور، فيستخدمه كذريعة لتحقيق مآربه ويغفل بقية المصدر أو السياق الذي كتب من اجله وبما يخدم مصالحهم ومحاولات عدة لطمس الحقائق التاريخية وبشكل متعمد، ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد بل استمر ذلك في تطور لدرجة الوصول إلى إلاقصاء والاستئصال وإلغاء الشعوب الأصيلة من على أرض العراق، ونحن كمثقفين وباحثين وكتاب نقرأ جيدا لكننا نحتاج من يدون التاريخ بلا رتوش أو تأويل، ذلك ما يدعونا في هذا العصر الالكتروني المتقدم أن نسعى إلى تثبيت الحقائق وجمع المعلومات والمعارف ومواد البحث من بطون كتب التاريخ والتراجم واستخلاصها من ينابيعها، ثم دحض الافتراءات المغرضة.


2010 10 24

104
جدلية التأشور الآلي

بقلم : وديع زورا

من البديهي إن للبشر درجات متفاوتة في الفهم والتفكير والوعي، وتصنف حسب وعي الإنسان نفسه بها، فما يشخص كمشكلة عند بعض البشر قد لا يعار له أهمية عند آخرين، والاعتقاد بأن انتماء الفرد لا يمثل حقيقة الحياة هو اعتقاد موغل في الخطأ، لدرجة أن التجارب المكدسة على مر التاريخ لا تكفي ربما لفهمه، وعلى الرغم من رؤية ذلك على قدر من السهولة والبساطة، إلا أن له خطورة كبيرة تخلق تراكمات قد تكون عصية على الحل عند مواجهتها للإنسان.
 بعد هذه المقدمة القصيرة جدا يمكننا المرور إلى الخطاب الأشوري القومي الشمولي على صفحات الانترنت...
انتشرت في الآونة الأخيرة آفة التعالي والتمييز لدى مجموعة أثنية معينة ومحدودة تدّعي أن لها حق التفرد والريادية في قيادة الآخرين والاستئثار بحقهم الطبيعي، ولقد انتشرت هذه الظاهرة خاصة مع ما ينشر على صفحات المواقع الالكترونية من مقالات أو أراء أو أفكار استعلائية متعصبة، والأدهى من ذلك وأكثرها مرارة، أنها تقوم بحملات منظمة لإلغاء وإقصاء الإثنيات المسيحية الأخرى التي تمت إليها بصلة العقيدة الدينية، فنجد أن المجموعتين المستهدفتين هي الكلدانية والسريانية، حيث يواجه الكلدان والسريان أبشع أنواع الإلغاء والإقصاء التي شهدها التاريخ الحديث، هي أن " لا قومية غير الأشورية "، فتم القيام بحملة إعلامية بصورة منظمة من قبل المجموعة الأشورية المتعصبة، وقد اتخذوا من الإمكانيات المالية ووسائل الإعلام المتوفرة لهم فرصة لخدمة الأفكار الأشورية وعلى حساب الكلدانية والسريانية، بل هي تؤمن بالتمييز والأفضلية وعلى أسس عرقية في المقام الأول تمنح لها تحديد موقفها من الأخرى، فوصفت نفسها بصفات التفوق والتميز والقوة والهيمنة والاعتقاد في الأفضلية العرقية، وبالتالي حق السيطرة والهيمنة على مقدرات المجتمع المسيحي العراقي، فنجد أن الحملة الإعلامية المعلنة التي تنطلق من خلفية فكرية شمولية، تتأسس على رؤية تعصبية وغائية غير متسامحة تسعى إلى تضخيم الذات " الأنا القومية"، والتوجه إلى تضييق هوية الشعب وحصرها في ثقافة مغلقة لا تطيق التعدد وتضيق بالتنوع، ولا بد لها من عزل الكلدانية والسريانية وتجريدهم عن أصولهم وإخضاعهما، لا في ضرورة وأهمية الالتقاء والتفاهم.
إن الاتصال بين المجتمعات ليس بالضرورة أن يولد الانفصال، فالاتصال السليم القائم على أسس الاعتراف بالآخر وعدم رغبة الهيمنة واحترام الهوية والذات لا يمكن أن يكون سببا في توليد الخلاف، وهناك مجتمعات كثيرة تقوم على أساس التعددية والثقافية والعرقية والدينية وتمكنت من خلال الدستور والديموقراطية أن تزيل أسباب التوتر الناجمة عن اختلاف الثقافات والأديان والأعراق، والانفتاح على الآخر هو الطريقة الوحيدة لعزف موسيقى الإنسانية المشتركة.  لكن نجد أن العقلية الاستعلائية الأشورية التي أقامت علاقتها مع الآخرين على أساس مبادئ الهيمنة، والتي ليس في منهجها قبول الآخر والالتقاء معه على ارض التلاقي ورص الصفوف، لأنها ذهنية استعلائية، فقد وضع الفكر الأشوري في إستراتجيته تذويب  الكلدانية والسريانية في الأشورية، لأن الاعتراف بقيم الآخر وعاداته وتراثه وثقافته يمكن أن يبقى تأثيرها، وهذا ما لا تريده المجموعة الأشورية، بل تقف موقف التهميش والإلغاء. فالقيم الحضارية هي التي تدعم هذا البعد الحضاري، لأنها عامل تقريب بين المجتمعات، فنجد أن هذا الاصطفاف للثقافات الإنسانية بألوانها كلها متساوية أو بالأحرى متعادلة تتفق حول حقوق الإنسان وتشتمل على مبادئ خاصة بهذه الحقوق، وذلك قبل أن يتم التوصل إلى إعلان حقوق الإنسان وغير ذلك من الصور القانونية التي وضعتها المنظمات الدولية لحماية حقوق الإنسان ومنع ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، فالقيمة الثقافية أقدم بلا شك من القانون الذي وضع كنص تشريعي ضد الجرائم الإنسانية.

19 09 2010
 


105
اللف والدوران لا يجديان

بقلم : وديع زورا

ما يمر به البعض من أبناء شعبنا المسيحي العراقي في هذا الزمان هو تيه ما بعده تيه، وكلمة تيه هذه كلمة معبرة ورشيقة، فما أن تذكر أمامي حتى يتبادر إلى مخيلتي، صورة عقلية، وصفا لشخص ما يحاول أن يصعد إلى قمة جبل، وبدلا من أن يتسلقهّ، فإنه يدور ويلف حوله، هو يعلم تماما إن حركة الدوران لن ينتج عنها صعوده لأعلى، هو يعلم في الوقت ذاته إن أسهل وأقصر الطرق التي تؤدي لوصوله قمة الجبل، هو أن يبدأ في تسلقه، ومع ذلك لا يريد أن يتسلق ويصر على أن يدور ويدور، فالدوران واللف بسيط وسهل، وما أشد وأشق الصعود، ولذلك هو مرة يوجه وجهه نحو المشرق، ويظل يلف ويدور، ثم تعود إليه بعد فترة، تجده ما يزال يراوح مكانه ولم يصعد خطوة واحدة، فإن سألته، لماذا لا تبدأ بالتسلق بدلا من اللف والدوران؟ أجابك أنه رأى فلانا يدور ويلف في حلقات دائرية في اتجاه الشروق وقد تمكن من الوصول إلى قمة الجبل، جوابك له ولكنك لست فلانا،، فلان هذا تكوينه الذي يميزه يمكنه من القيام بالحركة الدائرية وفي الوقت ذاته ينتج عن دورانه صعوده لأعلى، تراه وقد نظر إليك في استغراب ودهشة وكأنك قد أتيت من كوكب أخر وتتحدث لغة لا يفهمها، ويواصل دورانه،، تتركه يعاود اللف والدوران، ولكن هذه المرة وقد وجه وجهه نحو المغرب، ويظل يلف ويدور، ثم تأتي بعد فترة، تجده ما يزال يراوح في مكانه لم يصعد خطوة واحدة، تعيد عليه السؤال،، أليس من الأفضل لك أن تتسلق إلى قمة الجبل؟ يرد عليك قائلا،، ولكنني رأيت فلانا وهو يدور باتجاه الغروب وقد تمكن من الصعود والوصول، تخاطبه ولكنك لست فلانا ،، فلان هذا يختلف عنك ولقد مارس أسلوب اللف والدوران بطريقته الخاصة التي تؤهله للصعود، وقف ينظر إليك في انفعال وغضب ثم يعاود إلى إكمال دورانه.
منذ سنوات وفيما احتار البعض من أبناء شعبنا  المسيحي العراقي في هذا التيه على ارض الواقع، ولمن لا يعرف معنى التيه: هو نوع من الضلال، هو التحير والتخبط، يعرف فيه الشخص كيف السبيل للخروج من المأزق المأزوم، بل وتحويل مشكل الاختلاف مع الآخر إلى حوار واتفاق، أي تقبل الآخر كما هو في مجتمعنا المسيحي العراقي بكل ما هو مفيد وضروري لتأسيس مستقبلنا وبناء الأجيال القادمة، ولكنه يصر على أن يتبع كل طريقة أخرى غير هذا الطريق، كل طريقة لا تتعبه فكريا أو جسديا ولا يبذل فيها مجهود، طريقة سلبية لا تكلفه سوى الرغبة في تقليد الآخرين، لأنه لا يريد أن يبدع، لا يريد أن يبذل مجهود، لا يريد أن يضحي، هو فقط يريد أن يقلد ويخفي خيبته ويبرره حيلة للتقليد. وما أكثر ما مررنا بهذه المواقف في حياتنا وتهنا فيها،، عرفنا فيها خطوات الخروج من مأزقنا، ونستطيع ان نضع أقدمنا على أول طريق، ولكننا لم يكن لدينا الإرادة القوية لاتخاذ أول خطوة نحو الصعود بدلا من اللف والدوران، لأننا عرفنا ما الذي سيتبعها من بذل جهد وتضحية وعزيمة، لذلك فقد درنا حول المشكلة ولم نحاول حلها، رغم أننا نعرف أين يكمن الحل.
الطالب الذي يعرف تماما أن الطريق إلى نجاحه في دراسته وانجاز فروضه المدرسية، هو في تركه اللعب والبعد عن مصاحبة الكسالى الفاشلين، ومع ذلك يصر على أن ليس هذا هو السبب، تراه طالبا يلعب طول سنة الدراسة وأخر الشهر يدرس قليلا، وإذا سألته،، لم يفعل ذلك!! أجابك أن فلانا الذي اعرفه لا يدرس إلا في آخر أسبوع ومع ذلك ينجح في الامتحان، فإن قلت له لكنك لست فلانا،، الطالب الفلاني بإمكانه بما وهبه الله من عقل ومقدرة على أن ينجح إذا ما درس لمدة أسبوع واحد،، نظر إليك باستغراب ودهشة، وكأنك تتفوه بكلام غير منطقي لا معنى له، هذا الطالب في تيه.
ونحن في بحثنا عن الحقيقة وبأسلوب الديموقراطية عن حلنا لمشكلتنا وإيجاد سبيل لارتقائنا، نحن أيضا نعيش في تيه، نحن نعرف تماما أن الحل في أن نعود إلى جذورنا وأصولنا التي توارثنها عبر الأجيال تاريخا شفويا عن الإباء والأجداد، وأن نتمسك بها، لأن الذي يفقد جذوره يكون كالشجرة التي تقلع من جذورها فتذبل وتموت، أنه قد أن الأوان للتخلي عن الأوهام، واعتماد الواقعية، والكف عن التشكيك بجذورنا، الحقيقة التي لا تخفى على أحد أبدا، ولكي نعلم تماما ما الذي يعنيه الاعتراف بالأخر، بأن هذا هو الحل، نعرف تماما إنها ليست كلمة نقولها، انه ليس أمرا سهلا بل يحتاج إلى بذل جهد وتضحية وتذليل الصعاب، لكن البعض اختار الطريق السهل في سوق المتاجرات السياسية التي لا يتوانى عن استعمال أساليب اللف والدوران،، طريق التيه.

2 أيلول 2010]


106
صناعة التقاعد على مقاعد وثيرة

وديع زورا

الأخوة الذين تقلدوا مناصب وزارية ومناصب استشارية في السلطة أو مناصب عليا في الحكومة العراقية طاب لهم المقام فيها ولا ينون رحيلاً، حتى ظن بعضهم أن تبوئه هذا المنصب على أساس المحصاصة الطائفية خاص به ينقصه التسجيل باسمه ليحقق به توريثه جيلا بعد جيل. تجدهم سعداء بحسب مزاجهم عندما يمدحون بعضهم البعض أو عندما يسخرون أو يذمون. هم أيضا سعداء عندما يختلفون وحين يتفقون لقناعتهم بان " لا خوف عليهم " من الفقر والعوز المادي أو قلة المناصب. يستغلون مناصبهم الوظيفية وعلاقتهم الحزبية السلطوية لغرض الربح المادي، وفي حالة إقالتهم أو إنهاء خدماتهم تنتظرهم ثروة طائلة توفر لهم وتؤمن العيش الرغيد وشيخوخة هانئة، أما عندما يختلفون في الرأي أو يتعارضون في مواقف يترتب عليها مصالح مادية نفعية فردية أو بسبب خلاف في الآراء و وجهات النظر حول علاقات أو اتفاقيات مع هذا الطرف أو ذاك المنصب السياسي” إلى حين” يجدون بيوت ليس بيوتا بالمعنى المتعارف عليها بل قصور أو بيوت راقية ”خمسة نجوم” بانتظارهم ليسكنوا فيها مع أسرهم بهدوء وطمأنينة دون أن يزعجهم أحد أو حتى يضايقهم متطفل غشيم. كذلك الحال عندما يرتكبوا بعضهم أخطاء جسيمة ويجدوا من يبررها مهنيا، يذهبون في استراحة إلى إشعار أخر، هم منشغلون بتحقيق أهدافهم والاهتمام في مصالحهم الخاصة بغض النظر عن رضا أو سخط من حولهم، لحين يشغلون أي منصب رفيع يشيدون فيه قصور أو بنايات شاهقة عجز عنها الأولون.
يتركوا مناصبهم بعد إقالتهم في صمت دون أن يتم محاسبتهم، قرار سريع التنفيذ لخلافات فيما بينهم وهم يفهمونها دون غيرهم، كل شيء سيكون على أفضل ما يرام لدرجة أن لسان حالك يقول لك " إقالة الحبيب " في هذه المواقف عندهم تطيب خواطرهم وتنشد لهم قصائد الثناء و تنهال عليهم كل أنواع التكريمات ( المكافآت ،، الهدايا ) هي هدايا ثمينة لا توضع في علبة مربوطة بشريط الهدايا أو مكافئة ملفوفة في رزمة ورق فوزنها ثقيل وعلي شاكلة " سيارة همر أمريكية الصنع" التي تكلف عشرات الألوف من الدولارات... ألوف تكفي لتشييد عمارة سكنية تحتوي على عدد من الشقق تكفي لسكن عدد معتبر من العمال أو الموظفين، الذين يعتكفون فيها بما تيسر من خدمات. أين هو كل ذلك من الإحالة للصالح العام ومن لجنة النزاهة ورواتب المتقاعدين ومن خدم بالخدمة المدنية أو العسكرية لسنوات، هؤلاء الذين افنوا زهرة شبابهم في العطاء دون كلل أو ملل من مواقعهم المختلفة في خدمة العراق.. يعيشون ظروف صعبة ويقطعون الطرق ذهابا وإيابا بحثا عن راتبهم التقاعدي المتواضع جدا في ظل أوضاع معيشية بالغة الصعوبة والذي لا يكفي لتغطية مصاريف وليمة من ولائم التكريم؟ أين كل ذلك من الذين قدموا التضحية بعد عطاء السنين الطويلة وتعب الأيام وإهدار سنوات عزيزة من العمر؟ و ما هو اثر كل ذلك علي العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص ورفع مستوى معيشة المجتمع؟ و ما هو أثره علي مواصلة العطاء والأداء الأمثل والتفاني في خدمة الواجب؟ يا جماعة ليس من الصحيح ترسيخ مثل هذه المفاهيم المستفزة بين عدد كبير من الناس. أليس من الأفضل والأنسب اختصارها؟ إن لم يكن من الممكن إلغائها.


2010 08 17


107
الفكر القومي الكلداني في دائرة الضوء

بقلم : وديع زورا

تتعرض كتابات المثقفين والأدباء الكلدان لهجوم منظم وحملة تشويه، ناتجة عن أحكام مسبقة تفتقد إلى الأساس المعرفي والتاريخي العلمي وتعبر عن جهل تام بأهم الكتابات والأفكار المطروحة على الساحة السياسية والاجتماعية. لقد تمكن الفكر القومي الكلداني من استقطاب جمع لا بأس به من أبناء الكلدان العاملين في حقل السياسة والمؤسسات الثقافية والاجتماعية سارع في مواجهة الأفكار السياسية الإقصائية والشمولية من خلال توضيح المنهج الكلداني في التعامل مع الواقع. الكلدانية حقيقة تاريخية لا يمكن نكرانها بأي شكل من الأشكال وأن استثارتها يعتبر عملا دفاعيا، على أساس أن الفكر القومي قدر له ان يكون فكرا مقاوما نظرا لاستهدافه، ولسنا بحاجة إلى تقديم إثباتات لبرهنة هذه الحقيقة. لقد أخطأ من ظن أن الكلدانية حزب سياسي أو اجتماعي أو مذهب ديني، ويخطئ من يشير إلى وجود انفصام بين الثقافة الكلدانية والانتماء الوطني أو يعتقد بأن الانتماء الثقافي البيئي والمجتمعي  يمثل انغلاقا. إن الثقافة في جوهرها تعني انفعال المثقف وتفاعله مع ما يدور حوله في هذا العالم ليقوم بتطوير ما يمكن تطويره إلى الأفضل، إذ أن لكل ثقافة مقوماتها وخصائصها وإمكاناتها، فهي انتماء وهوية قومية وعلى الآخرين وجوب احترامها.
أن الفكر القومي الكلداني المعاصر ليس كلاما مجردا بلا مضمون ولا ترفا فكريا أو سياسيا ولا هواجس خيال بل هو انبعاث الأمة الكلدانية ونهوضها التاريخي والقومي والإنساني إلى الوجود بفعل إرادة الحياة التي فعلتها كلمة الحق وصدق الإيمان وشرف الانتماء القومي ، إيمان بحقيقة وجود الأمة ومقوماتها المستمدة من تاريخها وتراثها وقيمها الروحية وإلى قضاياها المصيرية العادلة. هذا الإيمان هو الذي يجعل القومي الكلداني الصادق في إطار الواقع المعاصر يعمل من اجل تحقيق الممكن دون نسيان الطموح وفقدان الأمل، والقادم لن يكون بطبيعة الحال أسوأ مما كانت فعلا في أي يوم مضى. هو الذي يحول الأمل إلى عمل حقيقي ويخطو إلى الأمام، ولو زحفا، خطوة تستهدف تجاوز الوضع الراهن، إيمانا منه أن محرك الإرادة الحرة والإدراك العميق يدعمه الإحساس بالانتماء إلى الأمة، هو الفكر الحي المتجدد وأن قوة الحياة تكمن في انبعاثها من حالة الركود هنا وهناك إلى حال الحركة والفعل ومجابهة الصعاب. الكلداني القومي الصادق كذلك هو الذي ينتمي قولا وعملا والوقوف في صف الأمة مستلهما من وعيه بمخاطر وتحديات الحاضر وآفاق المستقبل، وضرورة تجاوز حالة الإحباط والانتظار إلى حالة النهوض والتصدي الواعي الصادق لكل ما من شأنه  تهديد الوجود الكلداني الساعي إلى تكبيل إرادة الأجيال وحرمانها من ممارسة الحقوق المشروعة لها قانونا، وخياراتها الحرة والواعدة. فإذا كنا اليوم في حاجة إلى عقل ثاقب ورصين، نكون أيضا في أشد الحاجة إلى الإيمان والتعبير عنه بممارسة الانتماء للجماعة من خلال الانخراط العملي اليومي والطوعي لخدمة القضية الكلدانية.
 ليس بوسع المؤمنين بالمشروع الوحدوي في إطاره السياسي كطريق للخلاص من المأزق الراهن مواجهة الواقع بالتمني والركون للنقد أو انتظار القائد المنقذ. فذلك زمن قد ولى وآليات التغيير القديمة قد أصابها الصدأ وحان الوقت الذي لزم أن ينتفض فيه السياسي والباحث والمفكر والمثقف والفنان والطالب والكاسب والعامل والفلاح في مهمة الدفاع عن الحق والديمقراطية وانتمائه القومي وكرامته وحياته ضد سياسات الزيف الرافعة للشعارات القومية المصطنعة والهجينة المتمسكة بالخصوصية الأشورية حصرا.
عندما يعتز كل قوم بقوميته، فبأي حق يحاول بعض الكتاب تجريد أمة كاملة من انتمائها القومي وقيم حضارتها المتجذرة في عمق التاريخ ؟ إنهم يجانبون الصواب بطروحاتهم تلك لأنه لا يمكن للوحدة أن تقوم بطمس هوية فريق على حساب الآخر. أنا كلداني وافتخر بكلدانيتي واعتقد أنني جزء من هذه الإنسانية ولي الحق في العيش المشترك ولا يحق لي أن أتطاول على أمة أخرى تعاملني بالمثل. إن المشكلة الحقيقية في اختلافاتنا هي مشكلة فئة معينة من المنتفعين والانتهازيين، فئة تحاول أن تفرض أجندات تسيء إلى التاريخ. لقد آن الأوان لرجال الفكر والوعي أن يميزوا بين صوت النصيحة وبين بوق الفضيحة وبين الأصوات التي تنادي بوحدة مفبركة وتلك التي تنشد وحدة قائمة على قدم المساواة. نعلم جيدا أن الحفاظ على الهوية والانتماء القومي يعتمد على تصحيح السلوك العام في الحفاظ على وحدة شعبنا المسيحي العراقي من الكلدان والسريان والأشوريين في ضوء العقيدة الدينية التي نؤمن بها جميعا، وليس على إنكار الهوية التي إكتسبناها بالولادة وحملت اسمنا. وهل بمقدور أحدنا آن يتنكر لهوية والده وجده؟

wadizora@yahoo.com
2010 07 30

108
الحقيقة ألتي لا نقوى على مواجهتها



بقلم: وديع زورا

الحديث عن أوضاع المسيحيين في العراق اليوم مليء بالمرارة والأسى والأمثلة والبراهين كثيرة. ومما يؤسف له، فقد قام أناس بأفعال مقيتة وطائفية ممن لا ضمير لهم ولا أخلاق ولا إنسانية، ولا نجد تفسيرا في الصمت المسيحي غير المبرر والقبول بالوضع الحالي لما فيه من تهميش وإذلال وسلب لأبسط حقوق المواطنة.
بعد سقوط نظام صدام وبدل السعي إلى بناء الأسس الديمقراطية في العراق أضحت الكيانات الطائفية والدينية تفرض سطوتها بسلاحي القدسية الدينية وبقوة الميليشيا المسلحة، ميليشيا حزبية طائفية، ميليشيات وعصابات ارتكبت جرائم بحق الشعب العراقي عموما والأقليات الدينية من " مسيحيين وصابئة وأيزيدين " على وجه الخصوص، إذ أصبحت هدفا لحملات التهديد والخطف والقتل ونهب البيوت وتهجير أهلها منها، وتفشت هذه الظاهرة التي صارت أمرا واقعا ومرعبا على الساحة العراقية أمام عجز الجهات الحكومية الرسمية من القضاء عليها أو الحد منها. ويستمر مسلسل الإرهاب والاضطهاد الديني الذي ضرب العراق وحالة الهوس بالتميز الديني التي تسللت إلى نفوس المتعصبين والمتشددين دينيا في بث سموم الكراهية الدينية وصولا إلى تكفير الآخر وحصره في خانة من لا يستحق الحياة، وبث الفتاوى التي تضرب التعايش الديني المفترض. وعليك عزيزي القارئ أن تتخيل انه في احتفالات العالم بمناسبة نهاية العام الميلادي " الكريسماس" كيف أصدرت بعض الجماعات الدينية المتشددة بيانات تحث فيها المواطن "المسلم" بمقاطعة أعياد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام استنادا إلى فتوى مغرضة على أن المسيحيين كفار وموالاتهم توقع "المسلم" في المحظور. ولن يكون بالإمكان القضاء على ظاهرة التطرف الديني إلا بالتوعية المستمرة بدءا من المؤسسات التعليمية التي  تروج لنصوص دينية مصحوبة بتأويلات متخلفة غايتها التحريض على احتقار واضطهاد الآخر بصورة عامة والمسيحي بصورة خاصة، وخلق وعي نرجسي بين جموع الطلبة، وبدون أدنى شك فالمسيحيون هم المتضررون بالدرجة الأولى من هذه النرجسية المرضية.   
لا يوجد أي سبب منطقي يجعل المسيحيين في العراق يقبلون بالاضطهاد والتمييز العلني الذي يمارس ضدهم من على المنابر أو بواسطة عناصر إرهابية وعصابات إجرامية وبعلم السلطات دون اتخاذ أي إجراء صارم. إنه لأمر مخجل ويدعو للحسرة والامتعاض. لقد مرت سبع سنوات عجاف تحملنا خلالها كل أشكال الاضطهاد والتمييز والعنصرية والتهجير،  فقط لأننا مسيحيون كتب لنا أن نحيا في عزاء وحزن مستمرين. نسكت ولا نحرك ساكنا إزاء التمييز الديني والغزو الثقافي والإرهاب الجسدي والفكري. نتجرع المعاناة في كل تفاصيل حياتنا، ومن الغرائب إننا نتلذذ بأداء دور الشاكي والمتذمر المكسور والمنهزم، ونتفاخر أحيانا بجراحنا وآلامنا وبمقولة السيد المسيح "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر" ولا نسمح لأنفسنا بالتدبير والتفكير في ماهية تلك المظالم، وكيفية القضاء عليها والتغلب على مسبباتها.  والأغرب ما في الأمر، إننا نقف وبشكل مريب ومثير للدهشة، لا ادري إن كان هذا بوعي منا أو بدونه ضد أي محاولة لاحت لنا في الأفق وفي هكذا مناسبة لتصحيح أوضاعنا الآخذة بالانحدار وكأننا عشقنا الظلم والفساد ولا نقدر على العيش بدونهما إلى درجة نتخيل بأنهما أصبحا من موروثاتنا وسمة حياتية لا يمكن الاستغناء عنها، وبدونهما قد نزول من خارطة العراق، ربما نسينا أن هنالك من ارتضى لنفسه أن يكون العصا التي نُضرب بها و بلا هوادة، مثلما نسينا أن هنالك نفر ممن لبس رداء الأقلية الصامتة واللامبالاة. لقد فرطنا في حقوقنا إلى درجة أننا نسيناها، لقد أهملنا واجباتنا تجاه أنفسنا، فهانت أنفسنا على الآخرين. أليست هذه هي الحقيقة المرّة التي لا نرغب في مواجهتها ولا نريد حتى سماعها؟ إذن التغير يبدأ من دواخلنا وليس من الآخرين، الإصلاح يبدأ من ذاتنا وليس من الخارج، وفيما عدا ذلك دعوني أقول لكم، إننا لا ننشد التغيير أو الإصلاح، ولا خير فينا لو اكتفينا بالشكاء والنواح. إذا كنا نتحدث عن شراكة حقيقية في البلاد تحفظ لجميع العراقيين حقوقهم فدعونا نتحدث عن قوانين جديدة غير دينية يتساوى بها الجميع في الحقوق والواجبات، وأنا كغير مسلم لن أرضى بأن أكون من أهل الذمة في بلادي. المطلوب منا تشكيل تجمع مسيحي عراقي فعال يقوم على انتزاع الحقوق المدنية والدينية لجميع المسيحيين وتثبيتها دستوريا.

wadizora@yahoo.com
2010-07-11











109
المغالطة التاريخية .. الماضي بعيون نبوخذنصر

وردني عبر بريدي الالكتروني هذا المقال من صديق عزيز يبحث بجدية ونشاط بواسطة الاستعانة بالشبكة الالكترونية عن كل ما منشور أو مذكور من مفردات ومواضيع تتعلق بتاريخ وأساطير وحضارات بلاد ما بين النهرين، و خلال تجواله قرأ صدفة مقال عنوانه ( المغالطات التاريخية .. الماضي بعيون نبوخذنصر) منشور على موقع دربونة لكاتب مجهول الهوية ويبدوا أن كاتب المقال ملم كثيرا بتاريخ بلاد ما بين النهرين. كاتب المقال يفند المزاعم والمغالطات على هذه الجملة التي جاءت ( لو لم يتحالف نبوخذنصر مع الأجنبي لإسقاط الدولة الأشورية عام 612 ق.م، لما كان وضع العراق الحالي كما هو ألان) ضمن مقال ل( دوني جورج) رئيس هيئة الآثار العراقية والمدير العام السابق لمتاحف العراق. ارتأيت نشر هذا المقال المنقول ليطلع الأخوة القراء عليه وتعميما للفائدة


darbouna.blogspot.com/2009/05/blog-post_30.html

وديع زورا
wadizora@yahoo.com
2010 07 08
 
المغالطة التاريخية .. الماضي بعيون نبوخذنصر

" لو لم يتحالف المدعو نبوخذنصّر مع الأجنبي لإسقاط الدولة الآشورية عام 612 ق.م، لما كان وضع العراق الحالي كما هو الآن" .. هذه الجملة جاءت ضمن مقال لـ دوني جورج رئيس هيئة الآثار العراقية و المدير العام السابق لمتاحف العراق..وهو يقول لنا انه سمعها من أستاذ الحضارات القديمة في جامعة بغداد، البروفسور فاضل عبد الواحد .. كيف ولماذا ؟ لا تعرف .. هي قنبلة صوتية وكفى .. وليس من خصال الجمل المصوتة ان تبرر نفسها او تمنطق حجتها .. الجمل الصوتية تكتفي بصوتياتها ..تكتفي بضوضائها .. هي عندي اغبى جمل الاسبوع .. ومشاكسة الغباء واجب وطني في عصر مقتدى الصدر .

فحوى مقال دوني جورج هو ان الاشوريين اليوم يشكلون قومية اما الكلدانيون فلا يشكلون قومية .. وهو من اجل دعم "الامة الاشورية" يسخر الماضي بانتقائية ليست جديدة علينا من اجل ان ينتصر لـ"امته الاشورية" في الحاضر .. ولكن ما يهمنى في المقال هي القنبلة الصوتية : " لو لم يتحالف المدعو نبوخذنصّر مع الأجنبي لإسقاط الدولة الآشورية عام 612 ق.م، لما كان وضع العراق الحالي كما هو الآن".

من يقول لـ دونى جورج ان من تحالف مع "الاجنبي" لاسقاط الدولة الاشورية هو الملك نبوبولاصر وليس ابنه نبوخذنصر .. وهذا الخطأ الذي يرتكبه "رئيس هيئة الاثار العراقية" مضر حتما بسمعة هيئة الاثار العراقية .. ولكنني شخصيا لا اعيره اهمية كبيرة .. في الجملة ما هو اهم عندي من الخطأ في الشخصيات التاريخية .. في الجملة المصوتة نظرة اسطورية للماضي قتلتنا وما زالت تمعن بالقتل .. في الجملة خطأ منهجي يُطلق عليه في "الكواكب" التي تستفيد من ماضيها اسم المغالطة التاريخية.

مفردة "الاجنبي" هي الكلمة الاهم في جملة (" لو لم يتحالف المدعو نبوخذنصّر مع الأجنبي .... الخ).. لانها المسلمة التي يستند عليها المعنى المتضمن العام .. نبوخذنصر تعاون مع الاجنبي .. والمعنى المتضمن هو ان نبوخذ نصر ليس اجنبيا .. اي هو عراقي بالمعنى الكليشياتي السائد اليوم .. هو عراقي من وجهة نظر المحكية العراقية الحاضرة للماضي القديم .. وهنا نحن امام مغالطة تاريخية .. كلمة "مغالطة تاريخية" بالعربي لا تقول الكثير.. ولكن المغالطة التاريخية بالمعنى الاغريقي للكلمة هو خطأ في التاريخ سببه عدم التمييز بين الازمنة التاريخية وبالتالي الخلط بينها.. مثلا حين يتم اسقاط مفاهيم ورؤى الحاضر على احداث الماضي فانت ترتكب مغالطة تاريخية .. حين يقول سعودي اليوم ان النبي محمد سعودي فهو يرتكب مغالطة تاريخية .

غاية التاريخ كـ علم لدراسة الماضي هو فهم او عرض الماضي لا كما نراه نحن .. ولكن قدر المستطاع كما كان يراه ويعيشه ويفهمه الذين كانوا موجودين فيه .. واذا استطعنا فعل ذلك بخصوص "صاحبنا" نبوخذنصر ..فاننا سنفهم عندها الكيفية التي كان ينظر بها البابلي للاشوري او العكس .. و بالتالي معرفة هل كان نبوخذنصر "عراقيا" ام لا .. وهل تحالف هذا البابلي "الخائن" مع الاجنبي كما يقول لنا دوني جورج .

في كتابه "التاريخ بدء في سومر" يصف صاموئيل كرامر ونقلا عن النص السومري اول حرب اهلية ..بالاحرى اول تسجيل تاريخي (كتابةً) لـ "حرب اهلية" بين مدينتيّ لكش و اووما .. و قد كانت حربا من اجل الحدود بينهما ( لاجديد تحت الشمس !!) .. تنتصر لكش في الجولة الاولى .. يتم الاحتفال بهذا النصر على عادة تلك الايام برفع مسلات شارحة للحدث و لاتفاق ترسيم الحدود الخ .. ولكن بعد فترة يقوم اوش ايشاكو قائد اووما بنقض الاتفاق وتحطيم المسلات الحدودية ويسترجع الارض المتنازع عليها .. وتبقى الارض بحوزة اووما لفترة طويلة .. و عندما يتسلم عيناتوم السلطة (وهو حفيد حاكم لكش الذي قاد الحرب الاولى) يقوم بمهاجمة اووما واسترجاع الارض المتنازع عليها .. وما ان يمر جيل على تلك الهزيمة ويستلم السلطة في اووما حاكم جديد هو اور لوما حتى يقوم بنقض الاتفاقية و بتحطيم وحرق مسلات الاتفاق .. ولكن (وهنا المهم في حكايتنا ) ومن اجل ان يضمن اور لوما انتصار حملته هذه ضد لكش فهو يتحالف عسكريا مع " الاجنبي الذي يحكم في شمال سومر" (التنصيص من كتاب كرامر "التاريخ بدأ في سومر" ص. 77 . من الطبعة الفرنسية لعام 1957) .

مصدر هذه الحكاية هو "مؤرخ" من مدينة لكش .. ولو قرأنا كل الوثيقة لعرفنا انها تطرح رؤية "لكَشية" للصراع .. ونحن اذا ما تذكرنا انتقائية رئيس هيئة الاثار العراقية ونحن في القرن الواحد والعشرين الميلادي .. فاننا حتما سنعذر انتقائية "رئيس هيئة اثار لكش" في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد !! لا نطلب من اول وثيقة تاريخية عن "حرب اهلية" ان تكون موضوعية .. نحن اكثر من سعداء بهذه الوثيقة الرائعة حتى مع عدم موضوعيتها .. على الاقل " رئيس هيئة اثار لكش" لايدعي انه يحمل دكتوراه .. ولا يجند مناصبه الرسمية والقابه العلمية كما يفعل صاحبنا "رئيس هيئة الاثار العراقية" من اجل دعم ونصرة قضية الامة الاشورية !!

كما ان مفردة "الاجنبي" في جملة " رئيس هية الاثار العراقية " هي اهم ما في جملته .. فان مفردة "الاجنبي" في وثيقة "مؤرخ لكش" هي ايضا اهم ما يهمنا هنا في وثيقته ..واذا ما تذكرنا ان التاريخ كعلم هو عرض الماضي لا كما نراه نحن .. ولكن كما كان يراه ويعيشه ويفهمه الذين كانوا موجودين فيه .. فان ما يقوله اللكشي هنا هو الماضي كما يراه شخص عاش فيه .. و اذا كان صحيح تاريخيا ان اللكشي كان ينعت من يسكن على بعد عشرات الكيلومترات الى الشمال من ارضه بالاجنبي .. فصحيح تاريخيا ايضا هو ان البابلي كان ينعت الاشوري الذي يسكن على بعد مئات الكيلومترات الى الشمال من بابل بالاجنبي .. خصوصا اذا ما وضعنا في نظر الاعتبار الصراع الدائم بين بابل واشور .

فالتاريخ يقول لنا مثلا ان خطر العيلاميين فقط هو ماكان يمنع بابل في بعض فترات صراعهما الطويل من مقاتلة اشور .. حتى حين احتلت اشور بابل خلال ما يقارب مئة عام ظل التمرد ديدن بابل .. لا بل حتى حين نصب اشوربانبيبال شقيقه حاكما على بابل فان هذا الاخير انتفض على شقيقه رغبه منه بالاستقلال عن وصاية اشور .. وقد احتاج اشوربانيبال اربع سنوات حرب لكي يفشل محاولة الانفصال "الاخوية" .. وبعد سنوات من ذلك نجح نبوبولاصر في محاولته .. و نجاح تمرد نبوبولاصر لم يكن بسبب تعاونه مع "الاجنبي" فقط (اشور تعاونت مع الفراعنة في فترة اسبق للتحرر اقتصاديا وبالتالي سياسيا من وصاية بابل) .. بل كان راجعا ايضا الى ذكاء هذا الاخير في التمرد بعد وفاة اشوربانيبال وهشاشة فترة انتقال السلطة التي شهدت كعادة تلك الايام صراع بين الامراء على العرش الاشوري .

اذا فالبابلي كان يرى في الاشوري شخص اجنبي كما كان يرى في العيلامي شخص اجنبي .. ولكن رئيس هيئة الاثار العراقية يرى الماضي بمنظار الحاضر معتقدا ان بلاد ما بين النهرين انذاك كانت تشكل وحدة سياسية .. وتجمعها هوية وطنية واحدة .. و الادهى هو انه يعتقد باعتباره "اشوري" يدافع عن "الامة الاشورية" بان الدولة الاشورية قد نجحت بفرض هوية "عراقية" على بلاد ما بين النهرين .. وهذا غباء ومن النوع المضر بالصحة .. خصوصا اذا علمنا ان الدولة الاشورية كانت تستخدم الحرب كوسيلة نهب اقتصادي وابتزاز لثروات الناس في المناطق الاخرى .. ووحشية الجيش الاشوري معروفة (رغم انها لم تكن حصرا على اشور) .. ونحن نعرف ان اخذ المناطق بالقوة قد يحصل على كل شيء ولكنه لا يستطيع انتزاع الولاء .

"نبوخذ نصر" كان يعتبر نفسه بابلي قبل كل شي .. وهو لم يكن يعتبر نفسه "عراقي" كما يضن دوني جورج .. وبهذا المعنى فان "نبوخذ نصر" .. عفوا نبوبولاصر لم يتعاون مع اجنبي ضد عراقي كما يعتقد دوني جورج .. وانما هو تحالف مع اجنبي ضد ما يعتبره اجنبي وهو الاشوري .. وعندما يعتقد رئيس هيئة الاثار العراقية ان نبوخذنصر او اشوربنيبال هما عراقيان فهو لايقل سذاجة عن المغني السعودي محمد عبده حين قال ان النبي محمد سعودي .. كلاهما يسقط الحاضر على الماضي .. يسقط تسمية معاصرة على الماضي .. والسبب لانهما يخلطان بين الثابت الجغرافي (الجزيرة العربية او بلاد ما بين النهرين) وبين المتغير التاريخي (الانظمة السياسية ومسمياتها وايديولوجياتها التي حكمت تلك الجغرافية) .

لا ننتظر من رئيس هيئة الاثار العراقية ان يقول لنا لماذا لم يقل جملته المصوتة هذه حين ساد شعار" من نبوخذ نصر الى صدام حسين بابل تنهض من جديد" .. لا ننتظر منه ذلك .. فالبشر اكلي خبز قبل كل شي كما يقول فلاسفة اليونان !! ولكنني اتمنى ان يقول لنا يوما (اذا كان يمتلك معلومات بهذا الخصوص) ما اذا كانت عقوبة قطع الاذن التي انتشرت في تسعينيات العراق قد استُلهِمت من شريعة حمورابي التي تقول احدى موادها : اذا قال عبدا لسيده " انت لست سيدي" .. واذا ما قدم السيد ادلة على ملكيته للعبد .. فمن حق السيد ان يقطع اذن العبد" .. منذ قرأتي لهذا المقطع لاول مرة قبل ثلاث سنوات تقريبا وانا اتسائل هل تم استلهام عقوبة قطع الاذن في تسعينات العراق من شريعة حمورابي .. هذه الاحتمالية اذا صحت ستجعلني امقت اكثر القراءات الاسطورية للماضي .

نعم .." لو لم يتحالف نبوخذنصّر مع الأجنبي لإسقاط الدولة الآشورية عام 612 ق.م، لما كان وضع العراق الحالي كما هو الآن" .. ربما ما كنا حصلنا على عقوبة قطع الاذن البابلية .. وانما عقوبه فقء العين التي كان يمارسها الملك الاشوري بعبيده واسراه .. المغالطة التاريخية لا تشكل اعتداء على الماضي فقط ولكنها غالبا ما تقتل الحاضر .

110

الى الشماس كوركيس مردو المحترم

تحية كلدانية مخلصة نقية ثابتة على مبادئها وبعد .. الف مبروك على هذا التكريم التاريخي
الذي انت اهلا له والاستحقاق الثقافي الكبير الذي يليق بك وبشخصيتك وانجازاتك وبحثك في بطون
الكتب التاريخية، وما منحكم درجة الدكتوراه
الفخرية الا اعترافا بجهدكم وعلمكم المثابر
المميز، بورك قلمك الذي يسطر التاريخ الحقيقي
لامتنا الكلدانية. وارجوا من الله ان يمد بعمرك
ويعطيك الصحة ودمتم


وديع زورا
عضو الهيئة التأسية للاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان

111
إلى ذوي المرحوم الدكتور حكمت حكيم المحترمين

نعزي أنفسنا قبل أن نعزيكم بالفقيد الغالي المناضل الكلداني حكمت حكيم... وقد آلمنا المصاب جمعياً بفقدان هذا المناضل الكبير الذي قدم الكثير لشعبه وللقضية الكلدانية.
الراحة الأبدية أعطيه يا رب ونورك الدائم فليشرق عليه .. أمين

وديع زورا
[/size]

112

الإفلاس الثقافي .. الأقلام الصفراء


بقلم : وديع زورا

ما أن وطأ الإنسان وجه الأرض كانت له رغبات واحتياجات متنوعة، ومع تطوره، تحققت هذه التطلعات خلال انتقاله من حياة الترحال والتنقل بين بيئات بدائية إلى حياة الاستقرار وبناء البيوت ونشوء المدنيات والحضارات وتزايدت احتياجاته وتشبعت في مجالات الحياة كافة، المعيشية والاجتماعية والثقافية والسياسية ، وأصبحت المصالح الشخصية وما يتعلق بها من مصالح العائلة والقبيلة هي العامل المؤثر والمحرك الأساس له. ومن منطلق هذا العامل كون علاقته ورسم أبعاد سلوكياته العامة والخاصة على صخور وألواح  طينية ومعظم مبانيه، واستمرت هذه الحالة تتفاعل في جميع شؤونه على مر التاريخ. فقد كانت الكتابة في بداية عهدها عبارة عن صور ورموز توحي تماما بما رسم فيها، و إحدى أهم وابرز مراحل تحول الإنسان الحضاري، وأولى النقلات النوعية التي منحته صفته الإنسانية، ومما يؤكد أهمية الكتابة، هو التصنيف التاريخي الذي أعطاه علماء التاريخ للمراحل التي قطعها الإنسان في حياته عبر العصور حتى وصل لحضارته الحديثة. وقد تطورت الكتابة بمراحل تطورية تبعا لتطور مجتمعاتها. فالكتابة هي وسيلة فعالة ينتج عنها الفهم والحركة، وراقية إذا أبقيناها راقية الأسلوب واختيار المنبع لها للتعبير عن تفاعلات الحياة من جميع جوانبها ومكوناتها المختلفة... هي استدعاء للقارئ إلى نوع من إثارة الحساسيات أو الاستفزاز أو التوجيه أو التنوير، واخطر الممارسات الكتابية تلك التي تموه على عقل قارئ وقد تحجب عنه ضوء الحقيقة في ما يكتبه من أفكار وأراء. وهكذا في عهود السلاطين وعهود الدكتاتوريات المقترنة بالاستبداد والفساد تلجأ الحكومات إلى توظيف بعض المثقفين حملة القلم إما بالشراء وإما بالإغراءات المادية وخلافها إذا كانوا من الذين يؤمنون بأفكارها وذلك لتزييف الحقائق وفبركة الوقائع وإلباس الحق بالباطل ومهاجمة الخصوم والمعارضين وتجميل وجه النظام القبيح. 
في مجتمعنا العراقي المعاصر تحولت أدوات الثقافة وفاعليها، لدى البعض من حملة الأقلام إلى أدوات وفاعلين ينتجون ثقافة استهلاكية لا يحتفظ بها احد، نوع من الثقافة للاستهلاك المحلي ( أقلام مأجورة ، أقلام نفعية )، أن كان ذكوري أو أنثوي على نطاق واسع بين حامليه. تارة بتجنيد أقلامهم على صفحات الجرائد والصحف وتارة على صفحات المواقع الالكترونية. ففي المجال الثقافي والإعلامي أصبح الكمبيوتر هذا الجهاز العجيب النافذة التي يطل من خلالها ملايين البشر إلى عالم المعلومات المتمثل بشبكة الانترنت. فهناك ( أقلام صفراء) ظهرت علينا مؤخرا تتصيد في المياه العكرة يتخذون من منبر الكتابة من على صفحات المنتديات وسيلة لإيصال أغراض شخصية من تزلف للنافذين والمسئولين ومجاملات. فكان من نصيب شعبنا المسيحي العراقي كلدان وسريان وأشوريين حصة من الأقلام الصفراء، هذه الظاهرة القديمة الجديدة تتسع دائرتها مع الزمن، ويزداد حجمها مع تكاثر الناس، وتعمق جراحها، وينتشر نتنها مع الريح ويكبر هولها في العقول والصدور. تنتشر هذه الأقلام وفق تصورات مسبقة وخطط  مرسومة تختلف من حين إلى آخر بين الكاتب والمستفيد، وهي علاقة مباشرة ومتجددة، توفر المعلومات والتفاصيل، فنجد في النهاية خيوط منفعة تربط  بين الطرفين عبر تحديد هذه العلاقة. وتكون هذه العلاقة على قمة الأوليات وبمثابة المفتاح المناسب الذي يدخل به الكاتب عالم السياسة وفق مسار محدد مسبقا باتفاق سري غير معلن بين حامل القلم والطرف الثاني المتمثل إما في شخصية اعتبارية أو معنوية أو جهات متنفذة ذات أهمية في المجتمع. إذ يتوجب على الكاتب توظيف قلمه في تجميل صورة الطرف الذي يتفق مع طروحاته ، أي يسعى لتسليط الضوء على محاسنه وإظهارها وإبرازها بوضوح للمتلقي والقارئ والابتعاد عن مساوئه من جهة أخرى، و فرض رؤى فكرية معينة على الطرف الأخر.
يا سادتي الكلمة أمانة لم أقرأ يوما أو اسمع أن الأخلاق تختلف مع الثقافة!! وبعد.. إلا يحزنكم أن يكون ما قلته موجودا ورائجا بين حاملي الأقلام الذين لا هم لهم إلا المنفعة الشخصية أو مراقبة الصائد لفريسته!! مستغلين ظروفا متشابكة غير طبيعية يمر بها الشعب العراقي عموما والمسيحي على وجه الخصوص. إن اتساع مجال حرية التعبير جعل من مثل هذه الظواهر تنتشر بين بعض الكتاب، ولعل فتح منابر وملاحق خاصة بالآراء والمواقف على صفحات الانترنت جعلت أيضا أصحاب هذه الأقلام ينشرون مواضيع تمدح فلانا أو تعظم علا ّنا ، يكسبون من وراء ذلك نقاط لصالحهم تعزز هدفهم في الالتفات إليهم واحتضانهم، وهذا الكلام لا يعني أننا ضد ما ينشر على صفحات المواقع الالكترونية، ولكن الاختيار والانتقاء الصائب لمواضيع تتناول الايجابية والسلبية والذي يخدم المسيرة الثقافية والإعلامية ضرورة واجب أخذها بعين الاعتبار أثناء النشر. إن الثقافة النفعية ( المصلحة ) لا تنسجم مع مبادئ الحقوق الثقافية وحقوق الإنسان والنضال الشريف، ولكن قد تعطل مسيرة نشر الإعلام الحر النزيه الصادق والموضوعي الذي يحترم تاريخه قليلا، وقد تبعد المسار الفكري والإبداعي الحقيقي عن الطريق المستوي، لذلك وجب مواجهة هذه الظاهرة وفضح هذه السلوكيات بكل السبل، وهذا الأمر متروك للإعلام المكتوب بصفة عامة، وعلى وجه الخصوص المواقع الالكترونية في هذه الظاهرة التي تنتشر هكذا كتابات فيها. أما أن لأصحاب الأقلام الصفراء أن يفيقوا من تواطئهم وينفضوا الغبار عنهم ويفكروا تفكيرا عميقا.

wadizora@yahoo.com
2010 06 22

113
مهما قيل ومهما يقال ،، إنهم مميزون


بقلم : وديع زورا

عندما يتتبع الإنسان سيرة حياة الكلدانيين يجد أنهم وطنيين قاتلوا وضحوا من اجل الوطن "العراق" ، يستوطنوا مكانا ويهيئوا أنفسهم للتكيف معه ولمغادرته إن لزم الأمر ، كادحون يقبلون على العمل بكل همة ونشاط ، يعملون بشكل متواصل بلا كلل أو ملل ، يستطيعون التكيف مع التغيرات والظروف التي تحيط بهم ، الطبيعية والبشرية إلى حد الاندماج ، بل أنهم يرحلون بصمت لكن تبقى ذكراهم. انتشروا في ربوع بلاد الرافدين في مدينة ومدينة وقرية و قرية ، فحينما يكون أبويه يعيشان ويعملان في سهل نينوى لا يمنعه ذلك من مغادرته والعيش في أقصى مناطق جنوب العراق ، لهذا فقد عاش أبناء الكلدان في كل المدن والقرى العراقية في البصرة والعمارة والديوانية والرمادي ، في بغداد وتكريت وكركوك وموصل ، في اربيل ودهوك والسليمانية ، في زاخوا وفي شقلاوة ، في السهول وفي الجبال ، وأينما استقروا وعاشوا ، تكيفوا مع لهجة مدينتهم وتكيفوا للإقامة أو المغادرة ، فلا توجد مدينة من مدن العراق إلا وبها أسرة كلدانية مستعدة أن تعيش بها إلى يوم الدينونة.
أينما حل الكلداني تكيف واندمج في المجتمع منذ الوهلة الأولى ، وكأن الروح كانت هناك قبل الجسم منذ زمن بعيد ، يحس كل الناس أحبابه وأصدقائه ، يتكيف مع مجتمعه الجديد ويرغب في معرفة ماضيه وتقاليد حاضره. يصنع واقعه ومستقبله بيديه ، وينتزع لنفسه مكانا في ذاكرة وقلوب السكان. ليس على مستوى العراق فحسب بل على مستوى الشرق الأوسط بل وفي كل قارات العالم على وجه هذه البسيطة. لم يتمسك الكلدان بحصر أنفسهم بمسقط رأس جدهم حيث مهبط الوحي في مدينة أور الكلدانية ، ولا في مدفن جدهم الأول في بابل أو أجدادهم من الجيل الأول والجيل الثاني والثالث وعلى مر العصور في سهل شنعار أو سهل نينوى ، بل انتشروا في كل أرجاء المعمورة ، هجرة تختلف عن هجرة غيرهم ، فالمهاجر الكلداني هو صاحب القبول الذي يسهل له الأمر في مهجره ، ابتداء من هجرة جده أبو ألأنبياء  "إبراهيم الخليل " الأولى إلى مصر والى ارض كنعان وحتى اليوم.

الكلدان مميزون بحق وحقيقة ، نجدهم قادة تنوير ورواد تغيير. أنهم صانعوا ثورات العراق الثقافية والتحررية ، ارجعوا إلى تاريخ العراق القديم ستجدون الثوار كانوا كلدانيين من مردوك بلادان شيخ قبيلة بيت ياقين الكلدانية إلى نابوبلاصر وابنه نبوخذنصر. وأن الأدباء والشعراء والعلماء والأطباء منهم وفي علوم الفلك والحساب والهندسة هم. راجعوا مواقفهم في العصر الحديث ستجدونهم مناضلين من نوع لا تعرفونه ، مناضلين يسيرون وفق ما يؤمنون بصحته ، من اجل الحق بضرورة الحفاظ على كينونتهم وتاريخهم القديم والحديث. وعندما يعجز الآخرون عن محاورتهم ومناقشتهم أو مقارعتهم الحجة بالحجة ، يلجئون إلى الذم والتهم الجاهزة. فكلما وجدوا من يدافع عن نفسه ولا يقبل أن تمس هويته قالوا : انقسامي ، وكلما شاهدوا قبول المجتمع بهم قالوا : مشعوذين وسحرة ، وكلما شاهدوا نجاحهم قالوا : دجالين منافقين ، فما من وسيلة الازدراء والذم إلا وقد شتموا بها ، ولا من وسيلة التهميش وإلغاء الآخر إلا وقد استخدموها ضدهم في مواقفهم هذا الذي لا يزال قائما.
أصبح القلم الكلداني سلاحه الحاسم الذي ينتصر به للحق والكلمة الحرة في مقالاته وشعره ، وموقف النخبة المثقفة" الاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان" اليوم على صعيد الإعلام المقروء محل إعجاب الآخرين!! خلقوا لهم أنصار ومؤيدين من العدم. وفاجئوا الآخرين بصمودهم أمام الإغراءات المادية والمعنوية وأمام الضغوطات التي يتعرضون لها ... بأقلامهم فقط كان صوتهم مرتفعا على المنابر يشهدون بالحق ولا يخافون لومه لائم ، يسطرون عل صفحات المنتديات ثقافة المحبة والتعايش والتسامح والاعتراف بالآخر ، يناضلون في سبيل نصرة حقوق الإنسان ، ينشدون الوحدة الحقيقية ، يدافعون عن الحق ضد الباطل. هم عازمون بكل إصرار على المضي قدما ، قادرون على تحقيق تطلعات وطموحات شعب الكلدان المعطاء ، وتجاوز التحديات والصعاب التي تعيق مسيرة تحقيق أهدافهم المشروعة العادلة ، لا اقل أو أكثر.

wadizora@yahoo.com

2010 06 08

114
لا يمكن انتزاع هوية الآباء والاجداد

بقلم : وديع زورا

في الآونة الأخيرة حاول عدد من المثقفين في مجتمعنا المسيحي على اختلاف مذاهبه ترضية جميع الأطراف بالقول أننا" كلدان سريان آشوريين" دون طرح أية آلية لتوحيد هذه الفئات الثلاث، بل ازداد الطرح تعقيدا لأن الطرفين الكلداني والسرياني مازالا يشعران بخيبة أمل بسبب حقوقيهما المهضومة. فاللغة التي نسمعها عن قناة عشتار، المحسوبة على التسمية القطارية هذه، هي آثورية حصرا ولا يستوعبها عدد كبير من أبناء الكلدان والسريان. كما لا ننسى ايضا بأن العلم الآشوري هو المرفوع دائما في الاحتفالات والمناسبات الآشورية حصرا دون سواها. بالإضافة لذلك، فأنه من غير المعقول أن يكنى الفرد المسيحي بثلاث هويات، هي كلداني سرياني آشوري ، ناهيك عن الأرمني. وهل يوجد نظام في الكون يتعامل مع إثنيات متعددة بهوية مركبة واحدة؟ أليست هذه ازدواجية بكافة المقاييس؟ اعتقد أنه يتوجب علينا تحديد هويتنا أولا كي نستطيع التغلب على مشكلة تهميش الفرقاء وهضم حقوقهم.

 بما أن التعايش والتكامل هدفان اساسيان، أرى ألا نتشبث بمسمى قطاري بات يفرقنا أكثر مما يجمعنا. ما ضيرك لو قلت بأنك كلداني أو آشوري أو سرياني حسب انتمائك التقليدي؟ فلكل منا أصله الخاص الذي يقتنع به ولا يرضى بسواه ولا يستطيع تغييره. أنتم أحرار في تحديد واختيار الهوية التي تعجبكم, ولكنكم لستم أحرارا في فرض هوية ما تناسب مقاسكم على أهلنا من الكلدان والسريان والآشوريين. حديثي موجه إلى الذين كانوا وما زالوا يحاولون فرض الهوية القطارية المصطنعة بكل الوسائل المتاحة.

من حق أي إنسان أن يختار الهوية التي يشعر في قرارة نفسه بأنه ينتمي إليها ، ومن يرى في نفسه أنه كلداني فله أن يقول أنه كلداني ومن يرى أنه آشوري فليكن كذلك وعليه أن يتمسك بذلك، ولكن حينما نقول بأننا جميعا كلدان أوسريان أو آشوريون، علينا أن نعي أن هذا الوطن متعدد الأثنيات والأديان والمذاهب ، وهو وطن واحد يتسع للجميع، لعربي وكردي وتركماني وكلداني وآشوري..الخ بغض النظر عن طقوسهم الدينية والاجتماعية. لابد لنا أن نعترف بأن العراق ليس دولة عربية وحسب، وإنما دولة متعددة المكونات أسمها العراق. وهذا يعني بالضرورة بأن الهوية التي يجب أن يتفاخر بها العربي أو الكردي أو الكلداني أو التركماني ..الخ هي الهوية العراقية قبل كل شىء. وما عدا ذلك، فالهويات الأخرى تـُعد هويات ثانوية من باب التعريف بالخصوصيات المحلية، ومنها الثقافية والتراثية. وهذا يعني ايضا احترام الآخر وعدم فرض أسم قومية، كالعربية أو الكردية أو الآشورية ...إلخ على من يتمسك بقومية مغايرة تتعارض والحقوق الفردية في حرية الاختيار والانتماء. إذا أردنا فعلا أن نتعايش متحابين في وطن واحد، علينا أولا وقبل كل شىء أن نعترف بهذا التعدد الثقافي الاثني وأن نكون صادقين مع انفسنا في التعامل مع الزوبعة القطارية التي أثيرت وتثار بين الفينة والأخرى.

لو استطعنا عبر الحوار ترسيخ قيم الحريات الثقافية وخلق مناخ صحي لهذه الحريات في اطار قانوني، نكون قد ضمنا وحدة الوطن وبالتالي يسر التواصل بحرية مع الآخرين لتحقيق اعلى درجات المشاركة الفعلية والفاعلة في البناء الثقافي والتنموي، الأمر الذي سيكفل تكافؤا في الفرص بين الجميع ويلغي كل انواع التمييز. ومثل هذا الاجراء يحتم علينا ممارسات تربوية وثقافية واجتماعية وسياسية سليمة. ولا اعتقد بأن هذه العملية معقدة بحيث تعيقنا عن التنفيذ المباشر وغير المباشر لها إذا ما خطط لها على أسس صلبة ومتينة. ما من شك بأننا نتفق جميعا على أن ظاهرة التنوع الاجتماعي واختلاف الثقافات هي حقيقة انسانية وتاريخية ومجتمعية. إذن نحن بحاجة إلي توظيف هذا التنوع في سياق إثراء مفاهيم أسمى من الوحدة الورقية المزعومة. فالعالم قد تغير الآن وانتهي زمن الفرجة على الآخرين. فنحن جميعا كلدان وسريان وآشوريين ولنا من الإرث والمصالح المشتركة والنسب والعلاقات الاجتماعية والثقافية المشتركة التي تبعدنا عن التناحر وتقينا شر القتال الاعلامي وفرض الوصاية على الأرض.

للأخوة رافعي شعار التسمية القطارية، أقول: نحن الكلدان لا نريد أن نرجع إلى المربع الأول. إن المخاطر التي تهدد وجودنا واضحة كوضوح دعوتنا في هذا المقال، ولن تسكت نخبنا الثقافية والسياسية على ممارسات الاقصاء السياسي والاستغلال والاستعلاء الثقافي، بل أنها ستناضل وتطرق كافة الأبواب من أجل الحصول على اعتراف قانوني بالهوية الكلدانية وحسب لوائح حقوق الإنسان. لن تكمم أفواه هذه النخب إزاء ما يحدث على الساحة بحق الكلدان، ولن يجرؤ أحد على تجريدهم من هويتهم التاريخية، هوية الآباء والأجداد التي يفتخر بها كل شريف يعتد بأصله.

wadizora@yahoo.com

2010 05 25

115
استنتاجات مسيحي عراقي

بقلم: وديع زورا

لأني مسيحي عراقي يفترض بي أن أهدأ ،، واكتم آهاتي ،، واحبس أنفاسي،، واجبر دمعتي على الصمت،، وأن تبقى حبيسة الأعين،، وأن اصرخ فلا يسمع صوتي. ولأني مسيحي عراقي يجب ألا اقحم نفسي في هموم ومشاكل المواطن العراقي ومسئولياته،، لابد أن اتحلى بالعقلانية،، وانظر للمستقبل،، وأغض بصري عن كل الأحداث،، وأركز على اختيار لون ملابسي ،، وطريقة تحضير طعامي ،، وتخفيض نبرات صوتي. ليس من حقي أن أعترض أو أسأل وأطالب بما هو حقي ،،لا استطيع لنفسي جلب منفعة أو مضرة. عيبي الوحيد أني مسيحي عراقي، ولذلك يغتصب سكني وينتهك عرضي وأظل صامتا أنتظر الحدث المقبل.
هنالك الحرب الأمريكية على العراق ،، وهنالك التهديد والهجمات والقتل على الهوية ،، وأنا اتحلى بالصبر لأثبت للعالم أني مسيحي عراقي! غريب أمري إن كنت "مسيحي عراقي" مشمولا بحقوق الإنسان. أخاطب عيني كل مساء: لماذا تسقط دمعة لا استطيع كتمانها أو السيطرة عليها وتتبعها دموعي العالقة ؟ ألست في مأمن من القتل والخطف والتهجير ألقسري؟ أو ليس العالم يخرج في تظاهرات ويحتج وأنا أنعم بالسلام حتى إشعار آخر؟ تجيبني عيني بلغة يرفضها شرع الشعوب المتحضرة ،، لأني عين آشورية أتذكر تاريخي ...لأني عين كلدانية أبكي مجدي الذي يهدر دمه كل يوم ... لأني عين سريانية بعروق آرامية اهتز لدمعة أطفال عراق ودماء بشرية ( عربية وكردية،، شيعية وسنية )،، أجراس موتى في عروقي ترعش الرنين فيدلهم في دمي حنين ،، الريح تصرخ بي عراق ،، ليس سوى عراق،، بين جسدي وروحي المسيحية وضد جسدي وعقلي الساكت،، شراييني المتمزقة تؤيد اوردتي في أن الموت قادم لا محالة،، صرخة أطلقتها،، وكلمة حق اردت أن اغرزها في خاصرة الباطل ،، هي صرخة احتضاري قبل الموت وما بعد الاستحمال،، ما دمت سأموت دعوني اطلق زفرة اخيرة تعبر عن مسيحيتي ،، لأعطي دمي حقه حين يتدفق في الشارع قطرات تلملمها أياد عراقية.
يكفيني انفعال نفسي ،، فعقلي ما عاد يتحمل وأعصابي ليست مشلولة كما تعتقدون،، ودمائي مازالت تسري في عروقي تتدفق وتتجدد ،، فلأصرخ قبل الموت بأني عراقي مسيحي وأهم مبادئي المحبة والسلام والحرية ،، فلا أقبل أن تقدموني أضحية عيد حقوق الإنسان الدولية ،، لن أتخفى تحت أسماء أخرى أو أهرب،، فلست خائفا من الموت فإن لي موعد مع الحياة ألأبدية ،، سأقف هنا أمام الكل بجسدي المسيحي ودمائي الزكية ،، أنتظر رصاصات إرهابية ،، فلي درع يتمثل في صدر عراقي وضلوع عراقية. أتريدون دماء تملأ صفحات التاريخ ما اقترفته أيديكم؟ أهدروا دمي كي تصبح وصمة عار في وجوهكم المقيتة ،، فدمي لا يهدر سدى لأني مسيحي من أتباع المسيح رمز المحبة والسلام .

2010- 05- 17]

116
مسار الديموقراطية وآفاقها في العراق


بقلم : وديع زورا

لا يمكن لشعب مضطهد أن يستوعب الديموقراطية ويمارسها بين عشية وضحاها وأن يستمتع بحقوقه وحرياته العامة. وان يكون على وعي بحقيقة السلطة على إنها مجرد أداة لخدمة المواطنين وليس العكس. عنق الزجاجة الذي يمر به العراق هذه الأيام وخاصة في هذه المرحلة الحساسة في ظل توازن جديد للقوى السياسية هو مرحلة حتمية لابد لنا كعراقيين المرور به كنتاج حتمي لتراكم الأزمات. تنتاب الساحة الفكرية في العراق رغبة جامحة للحوار الفكري والسياسي. وليس الأمر بجديد على المثقف والسياسي العراقي، فهو دائم الانشغال بالهم العام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني، لكن الجديد في الأمر هو انتقال الحوار من داخل الجدران إلى فضاء أوسع وأرحب يكاد يكون مسموعاً ومرئياً عبر الفضائيات والصحف ومواقع الصحف الإلكترونية. وتفصح الفسحة المتاحة عن أمرين في غاية الأهمية، هما نقطة ضعف الحوار الراهنة وافتقار لغة الحوار إلى ثقافة حوار ديموقراطي. الأمر الأول : إن القيود المفروضة على الحوار العلني مازالت ... حتى الآن... من القوة بحيث تستطيع أن تعرقل التواصل والحوار بين أصحاب العقائد والآراء الفكرية السياسية المختلفة، والأمر الثاني : هي افتقار لغة الحوار إلى ثقافة الحوار الديموقراطي. لذلك نرى أراء المتحاورين مشحونة على الأغلب بالآراء القطعية والاتهام والتخوين بحق أصحاب الرأي الآخر، والمطالبين بحق الاختلاف، ومن دواعي العقلانية والتفكير المنطقي ألا يمتلك الحوار الفكري السياسي جملة من المبادئ التي بوجودها يتخذ الحوار مساره الصحيح ومعناه العميق حتى لو اختلف المتحاورون، وبغيابهما يفقد الحوار جدواه. المبادئ هذه هي بحد ذاتها مادة للحوار ولكن إذا لم يتم الاتفاق عليها أولاً، وبصيغة ضمنية أو صريحة فإنه لا جدوى من أي تخاطب. ونكون كما يقول الأمر العسكري "مكانك راوح"، أي لا تقدم ولا حراك. وتوجد على رأس هذه المبادئ المقولة التي تعلن أن لا أحدّ يمتلك الحقيقة كاملة، فهي موزعة بين كافة شرائح المجتمع، واستخدامها أو استنباطها يتطلب تأسيس الحوار الديموقراطي وتنشيطه. وبالقدر الذي تتسع فيه دائرة الحوار وتتعمق فإن دوائر الخوف والعزلة والخيبة تتقلص، والعقل ألاتهامي يضمحل، وحالة الجمود تبدأ بالتفكك، فتبتعد الأفكار عن لغة الشعارات المبسطة والجاهزة، ويضمحل حاجز المقدس الإيديولوجي وتصبح أكثر قرباً من الواقع. وهذا يشترط لغة مميزة للحوار وهو المبدأ الثاني الذي يعلن: أن للحوار الديموقراطي ثقافته وآدابه ولغته.
ولا يمكن " بطبيعة الحال " وضع قواعد ومعايير أخلاقية والأوليات المسلكية لأحد، المسألة هنا تقتصر على التمييز بين لغة النقد الفكري أو السياسي، التي لا يجمعها جامع مع بيانات الاتهام، والتمييز أيضاً بين التحليل العلمي الاقتصادي والاجتماعي الذي هو تحليل للواقع وبين القسر والإرغام الإيديولوجي الذي هو حشر للواقع في شعارات لم تعد تعبر عنه، والهبوط من سماء الأحكام المطلقة إلى عالم الأفكار النسبية. إن لغة الحوار العلمية والأدبية هي فقط التي تجعله حواراً عاقلاً وعقلانياً، وبالحالة المعاكسة حواراً منطلقاً من عقاله، وما دام الحوار الفكري والسياسي هو بين عقائد فكرية وأحزاب سياسية متنوعة، فإن هذا يشترط مبدأ ثالثاً ينصّ على أن الوطن يتسع لجملة العقائد السياسية التي نمت وترعرعت في تربته الاجتماعية كما يتسع لمجموع أحزابه، والحكم الفصل بين أحزابه يجب أن تكون المنافسة النزيهة. إن هذا المبدأ لا ينتقص من هيبة أي حزب ولا يسيء لمفهوم الوطن، وإنما يعمل على بناء علاقة صحيحة بين الجزء والكل، وبين الكل ومجموع أجزائه. إن ما يجري من حوار فكري سياسي في العراق يعبر عن حالة نوعية جديدة يطمح المشاركون فيه إلى الارتقاء بثقافة الحوار وإزالة العقبات والمعوقات والحواجز التي لبعضها عمقه التاريخي. ومن أهم هذه المعوقات: غياب تقاليد الحوار الديموقراطي، ويبرز ذلك في ثلاث حلقات رئيسية: داخل الأحزاب بين قياداتها وقواعدها، وبين الأحزاب في علاقاتها، بعضها في بعض الآخر، وداخل المجتمع في علاقة السلطة بالشعب. إن هذه العقبات التي تعيق ثقافة الحوار تمسّ التجربة السياسية وتقسم الحقوق والواجبات والامتيازات قسمة غير عادلة. إن طرق العمل الفكري السياسي في ضوء تلك المعوقات وتحت تأثير الموروث الاجتماعي الفكري والنفسية واستطالتها خلقت جملة من الحواجز داخل الإنسان وفيما بين الناس، ولا يمكن الحديث عن ارتقاء التجربة الفكرية السياسية دون تخطي هذه الحواجز وتحطيمها. كحاجز الخوف والحذر والشك بالآخر وما يجسده من أفكار وممارسات. وهذا بطبيعة الحال لا يسمح بحديث الند للند ويسبغ على النقد والاختلاف والإدانات والاتهامات. وينميّ ذلك عوامل الانكفاء والعزلة أو التمرد ويتحول إلى مكونات داخلية في النفس بحيث تصبح هذه العوامل قيوداً داخلية تمنع الإنسان من الانفتاح على الآخر على الصعيد الفردي، والتحاور الصادق معه، وتدفعه للحكم على نحو مسبق وقطعي أحياناً بأن الآخر لمجرد كونه كذلك فهو ليس على حق. كل ذلك يؤدي إلى نتيجة حتمية مفادها أن لا بديل عن الحوار الهادئ العلمي العقلاني كنقطة انطلاق في تخطي العقبات والحواجز المذكورة، والتأسيس لحالة يشعر معها الجميع أنهم مشتركون في حالة وطنية كبرى، بإحساس متساو من المسؤولية، ولعله من الهام أن نشير إلى أن الأحزاب قد تتفاوت تفاوتاً كبيراً في أحجامها، لكنها تتساوى في المسؤولية الوطنية. فهذه الأخيرة ليست معياراً كمياً، وإنما هي حالة نوعية تميّز الجماعات الكبيرة والصغيرة والأفراد، والمسؤولية الوطنية بالنهاية هي أهم عنصر من عناصر ثقافة الحوار.
 

117


نحو فهم أفضل للتعايش


بقلم : وديع زورا
العراق وطن الجميع، وطن التاريخ، وطن كل العراقيين. أجناس متعددة لها لهجاتها ولغات متعددة، حضارات وممالك وجدت لنفسها مكانا في السابق كل هذا كان في تداخل وتمازج ثقافي جانبه الكثير من التعايش السلمي، لم نكن أصلا في يوم ما نحبذ أو نريد فكرة التقاتل والاقتتال أو نريد أن تتحارب فئة مع فئة أخرى فيه. اليوم وبعد قراءة متأنية إن صح التعبير لعراق ما بعد سقوط  الصنم نجد الحال فيه قد تغير بشكل مثير وأصبح التقسيم بشتى أنواعه واقعا في معظم أجزائه، تزايد مستمر في المشكلة ونوعها. السلطة والحكم ، الدين والدولة، تقسيم الثروات، الحريات والديموقراطية. لا أريد تأجيج الصراع بقدر ما أريد أن الفت الانتباه لان نكون صادقين مع أنفسنا والوطن ومنصفين لبعضنا حتى نفهم بعضنا البعض بشكل صحيح ونقر حق المواطنة للجميع دون استثناء لنقم جميعا وطنا سليما معافى. كل الشرائح على اختلاف ألوانها ومشاربها تمتلك من الأعراف والعادات والتقاليد، التي تؤهلها لكي تصبح قوة واحدة متكاملة تصوغ منها حلم الأساس والبناء الوطني الذاتي والجماعي الذي يدعم المفاهيم الراسخة لكيان أي مجتمع إنساني يعيش على تلك الرقعة من الأرض، حيث تتمحور حوله دعائم ثقافة التعايش والتقارب والمحبة والتسامح، الأمر الذي يرسخ المفاهيم الاجتماعية العادلة في وجدان ذلك الشعب، ويرسخ لجملة إجماع التعايش والتواصل السليم بين مكونات ذلك الشعب. تلك التركيبة من الأعراف والتقاليد والعادات لا يمكن صياغتها عقدا حاكما، جامعا للشعب، وملزما لهم،، إلا بتوافق كل آراء وأفكار الشعب في تلك الأرض من الدولة. فاجتماع كل أبنائها لبحث ودراسة وتمحيص كل الآراء والأفكار وتقليبها على كل الوجوه التي تقوم عليها تلك الأعراف والتقاليد، يعني ببساطة، الخروج بإجماع يرضي كافة طموحات أبنائها على اختلاف مشاربهم وثقافتهم، ويعزز فرص التعايش بينهم، ويخلق القواعد الهامة لإدارة البلاد وفق التراضي المجمع عليه، وفق كل ذلك يخرج هذا الشعب بعقد اجتماعي يكون متعارف عليه فيما بينهم، بعد مشاركة الجميع فيه، تلك الحالة تشكل مرجعية اجتماعية، سياسية، اقتصادية، أمنية، لقيادة ذلك الوطن، الذي يكون معافى من كل الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في فقدانه لمناعته.

ويكون العكس صحيحا، كل عقد يحد من سلطة الشعب السائدة المطلقة يقوض أساس الميثاق الاجتماعي، ففي حالة عدم اجتماع الشعب لتقرير ذلك الواقع، الذي يرسم ملامح المجتمع الكائن في تلك الرقعة التي نعرفها الآن بالوطن، وذلك في حالة تباعد أطرافه في تنافر وتباين واضح،، أو في حالة انفراد جماعة أو طرفا أو أطرافا،، دون الآخرين بإدارة هذا الحوار، بادعاء أنهم يمثلون إجماع الشعب أو إرادته،، ومن هنا يقع عزل للآخرين لتلك الادعاءات، وبالتالي تكون هذه بداية النهاية للحوار في هذا البلد القائم على أساس التعدد في كل شيء، وعليه فان تم هذا العزل لأي شريحة في مثل هذا المجتمع، قطعا سيولد غبنا لا يمكن معرفة عواقبه، كما إن سياسة العزل والإقصاء والتهميش في مثل تلك الأمور التي تحتاج لإجماع كافة أراء مثل هذا الشعب، سوف تتسبب في اكبر الأضرار والخسائر.
هذه الحالة قائمة ألان على ارض العراق المغلوب على أمره من قبل التيارات الدينية  الفاعلة والقوى السياسية المؤثرة في الساحة العراقية ، التي لم تجلب للبلاد سوى هذا المصير المظلم ... سبعة سنوات عجاف من عمر هذا الكابوس الاقصائي، الذي لم يتعلم قادته ما هو معنى الإجماع الوطني الذي يجنب البلاد ويلات التمزق، والذي يخرجها من الحالة التي وصلت إليها رغم الفرص الكثيرة والكبيرة التي أتيحت لهم لتحقيق ذلك الإجماع والاصطفاف الوطني، الذين لم يتوصلوا إلى حدود دنيا من قبول احده للآخر. قد يكون على عدم الفهم والاستيعاب هذا شيء طبيعي في ظل الأنظمة الشمولية الاستبدادية التي لم تقم أصلا إلا على أساس العزل والإقصاء للآخرين وقمع الحريات. ومما يثير الدهشة أن القوى السياسية المعنية بالتغير الديموقراطي في العراق الجديد والتي من المفروض أن تقوم بفعل التغير، أصيبت بمرض ازدواجية الموقف، وهي تعلن عن ضرورة التغير في برامجها السياسية، ولكنها بالمقابل تعتمد مبدأ " القناعة بقبول الأمر الواقع"  وبالتالي فهي لا تعرف ما يمكن أن تجره مثل تلك السياسات الاقصائية الحمقاء للبلاد من ويلات.

20 آذار 2010 

118

إلى العراقيات الصامدات

وديع زورا

في المؤتمر الموسع الثاني لنساء العالم المنعقد سنة 1913 ميلادية في كوبنهاكن أصبح الثامن من آذار عيدا عالميا للمرأة، رمزا لنضال المرأة ،أطلقت عليه الأمم المتحدة ... يوم المرأة العالمي... تكريما فعليا لها. ويظل الثامن من آذار تاريخ يشهد على صمود النساء ودفاعهن عن الحقوق والواجبات. وسجل التاريخ أسماء نساء خالدات وقفن مواقف تميزن بها، حيث خلدت مواقفهن الرائعة. نساء عظيمات لهن انجازات وذكرهن التاريخ بكل وقار وتبجيل. وبالرغم من عظمة تاريخ المرأة العراقية منذ الممالك الأشورية والكلدانية ومرورا بالنضال ضد المستعمرين وحتى الخمسينات من القرن الماضي. أعلن في بغداد في العاشر من شهر آذار 1952 تأسيس " رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية" كمنظمة نسويه ديمقراطية جماهيرية تظم نساء العراق، إلا أن ما ظلت تعانيه من ويلات القهر والظلم والحرمان أبان الحكومات الدكتاتورية التي تتابعت والى حاضرنا المعاصر، جعلت من المرارات واجترار الآلام ونظرات اليأس هي ما يعتري المرأة العراقية وهي تشهد ذكرى 8 آذار منذ سنوات ... بالرغم من الاحتفالات الصورية التي سمحت بها الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة فيما سمته بالانفتاح الديموقراطي بعد ثور تموز عام 1958 لتمارس من خلال أجهزة إعلامها الضالة غش العالم من حولنا، إلا إن الاحتفال الحق لن يكون والعراقيات تشتد معاناتهن بسبب ويلات الحروب آو أعمال العنف ومجبرين على الجلاء والنزوح في وطنهم آو الهجرة القسرية في ارض الله ... ينظرن لأطفالهن دون أمل في غد مشرق دون الأمان والغذاء والدواء والتعليم والسكن. إن واقع المرأة العراقية في تراجع نسبي كبير، يمثل مجمل التراجع في تقدم المجتمع المدني العراقي. إذ لا يمكن تحقيق أي تقدم ملموس في قضية المرأة طالما ظل مجتمعها متخلف وجاهل مبناه وعلاقته يحرمها من الحقوق المواطنة المتساوية والمساهمة الفاعلة في كافة المجالات السياسية ،الاجتماعية ،الاقتصادية لمجتمعها.
إن تاريخ نساء العراق العامر والظافر وذكرى نضال النساء عامة يجب أن تكون دافعا للدفاع عن الحقوق التي بذلت من اجلها أمهات الحركة النسائية العراقية الغالي والنفيس. إن خلق واقع أفضل للمرأة العراقية في العراق الديموقراطي الجديد لن يكون إلا بإجبار من في يدهم السلطة بأهمية إشراك النساء وإلغاء القوانين المميزة سلبا والمبينة من جذورها على أساس إخضاع المرأة واعتبارها جنسا قاصرا لا يبلغ سن الرشد مهما فعل ويعطي الحق دائما للمجتمع ألذكوري للهيمنة والسلطنة وشرعنه استخدام العنف والتمييز ضد المرأة.
بهذه المناسبة أتقدم بأزكى التهاني لكل النساء في يوم المرأة العالمي والتحية الخاصة إلى نساء العراق في عيدهن وعلى الخصوص اللائي يتقدمن الصفوف مدافعات عن حقوقهن وحقوق مجموعات مهمشة أخرى من اجل وطن حر ديموقراطي. وأتمنى أن تأخذ المرأة العراقية مكانها اللائق بها وان تأخذ كل حقوقها المسلوبة وان تعاد لها كرامتها وأهليتها في المجتمع وتتخلص من الوصاية المفروضة عليها بعادات وتقاليد جاهلية بالية لا تنسجم مع روح العصر.

9 آذار 2010

119
أيها الكلداني صوتك ثمين لا تستهين به

وديع زورا

العراق شهد على مدار الأيام القليلة الماضية نشاطات وتحركات الأحزاب والتنظيمات السياسية والمرشحين، وسط أجواء مفعمة بالحياة والتفاؤل بالمستقبل القريب، حيث تتواصل الحملة الدعائية لمرشحي انتخابات البرلمان العراقي بموجبها يختار رئاسات العراق الثلاث لأربع سنوات مقبلة والمقرر أن تجري في السابع من آذار 2010. تسير عملية الدعاية الانتخابية في العراق من منطلق حزبي وسياسي وببرامج انتخابية شاملة تتعهد بعلاج المشاكل الأمنية والاقتصادية والسياسية. كما انتشرت في عموم المحافظات صور المرشحين من مختلف القوائم في كل مكان، وعلقت اللافتات التي تحمل الشعارات الانتخابية للكتل المتنافسة في الشوارع، فما أن تدخل إلى مدينة أو قرية من أي مدخل لها حتى تلاحظ مظاهر المعركة الديموقراطية، فالكل يعمل كخلية نحل حيث تعقد العديد من الاجتماعات والندوات العامة والحزبية لاطلاع الناخبين على برامجهم، وكسب أصواتهم.
أينما توجهت وأينما جلست في الأيام القليلة الماضية مع أصدقائي وأقاربي ومع أي شخص تحدثت .. أتطرق إلى موضوع الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة، وفي كل حديث أرى المقابل لا يلقي بالا لهذه الانتخابات  بل لا يكاد يعرف عنها شيئا ، وان علم فهو ممن لا يؤيدون المشاركة فيها، فإذا توجهت بسؤاله أجابني  بأن أصواتهم في هذه الانتخابات لن تقدم ولن تؤخر، مثلها مثل الانتخابات التي سبقتها ، سيفوز من أريد له الفوز، وسيخسر من دبرت له الخسارة، لا أنفي ذلك، لكن لم لا نغير نحن من هذا الواقع ، لم لا نثبت وجودنا نحن الكلدان، ونثبت أهمية أصواتنا في هذه الانتخابات، لماذا نستهين بأهمية هذه الانتخابات؟ لماذا نهملها؟ مع أنها مهمة جدا لنا ، لمصلحة شعبنا. الإنسان المتحضر هو من يعلم بأهمية الانتخابات والتصويت أما الجاهل فلا يبالي. لابد أن نثبت وجودنا من خلال المشاركة القصوى في الانتخابات، ونثبت حقوقنا من تحت قبة البرلمان، لم تبقى على الانتخابات الفاصلة سوى ساعات محدودة، علينا أن لا ندع هذه الفرصة تفوتنا فلنختر من يمثلنا... أمامنا قائمتين كلدانيتين رقم 391 قائمة المجلس القومي الكلداني وقائمة الحزب الديمقراطي الكلداني رقم 392  قائمة أور الوطنية. على الناخبين من أبناء شعبنا أن يصوتوا لإحدى القائمتين المذكورتين ولسبب بسيط وهو الكلمة الحرة الصادقة والمعبرة عن أمال وطموحات الشعب الكلداني.
صوتك قوة لا تستهين به .. ثق في صوتك، ثق في قدرتك على الفعل، لا تنطلي عليك أيها الكلداني الأعيب وأكاذيب الآخرين وتبيع صوتك بثمن بخس، لا تنخدع وراء شعارات أو بيانات أو وعودا زائفة بعيدة كل البعد عن الواقع العراقي.  صوت ألان وتذكر أن تصويتك أمانة في عنقك ، فاحرص على صون هذه الأمانة وتصويتك مطلوب لمرشحي الكلدان في القائمتين رقم 391 و392...تصويتك ليس فقط حق دستوري وإنما واجب في هذه الظروف، واجب نحو تحقيق ذاتك الكلدانية، نحو تثبيت هوية الآباء والأجداد.

5 آذار 2010

120
العراق ومعضلة الانتخابات التشريعية

بقلم : وديع زورا
 العراق دولة تعاني الكثير من المشاكل ومن اهمها معضلة الديموقراطية ،انها مسألة مصالح لدى بعضهم، اصبح الجلوس على الكرسي تحت قبة البرلمان، حلما يرواد الجميع، هناك منافع كثيرة تحققت لمن يجلس على كرسي البرلمان ابتداء من الرواتب العالية والمخصصات وانتهاء بجوزات السفر الدبلوماسية لهم ولأبنائهم ، هل هذه هي صورة الديموقراطية التي ارادت الادارة الامريكية ان تجعلها نموذجا يحتذى به في منطقة الشرق الاوسط ؟ ان الوضع العراق الحالي وكيف وصل الى هذا الحال هو من اكبر سيئات العالم المتحضر.
 بعد مخاض عصير توصل البرلمان العراقي في اللحظة الأخيرة الى اتفاق حول قانون الانتخابات التشريعية المثير للجدل ، ويمهد لاجراء الانتخابات في السابع من اذار 2010 . خطوات قليلة تفصلنا عن ملحمة الإنتخابات التشريعية العراقية ، هذه الإنتخابات التي يفترض أنها سانحة جميلة لصياغة الهوية العراقية وإلباسها الملابس الزاهية بكل ألوان الطيف السياسي ، سيما إذا توافرت الشروط المطلوبة لقيامها من حيث إرساء القيم العليا لمبدأ الشفافية والمساءلة والنزاهة دون إستخدام الحيل الماكرة التي من شأنها تقويض الجهود الوطنية الخيرة والمخلصة ، مما قد يؤدي إلي إخراج البرنامج الإنتخابي عن هدفه المنشود وهو بالطبع تحكيم رأي الشعب حول الأوضاع السياسية والامنية بالبلاد عبر جسر الديموقراطية إلي أياد صادقة نبيلة تستطيع أن تخرج البلاد من تلك الأزمة الجاثمة على صدرها ، ولعل هذا التسابق الحميم نحو كرسي البرلمان من قبل القيادات السياسية التقليدية يسبقه برامج وأطروحات يفترض أنها تنصب مباشرة في تطوير وتنمية البنى التحتية على المستوى الوطني والإضطلاع بأسس الحل الشامل للمشاكل العراقية العالقة، إلا ان هؤلاء الساسة قد عكفوا على عنصر التعبئة وحشد المؤيدين والأنصار وذلك دون الإلتفات إلي الجوهر الأساسي من إنتخابهم ألا وهو إخراج العراق من ساحة التجاذب الاقليمي والدولي و النكبات المحدقة به من كل النواحي الامنية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية ، وهذا مما يجعلني أعتقد ان بعضهم يتخذ من التسابق للوصول إلي كرسي البرلمان واجهة إجتماعية لا هوادة فيها ، وليس المقصود من هذا التسابق الحميم الإضطلاع بحل مشاكل البلاد حيث يبقى التحدي الرئيسي ماثلا أمامهم في الوقت الحاضر حول كيفية التعاطي مع المشكل العراقي ووضع الحلول الناجعة التي تخرج البلاد إلي بر الأمان حفاظا على الهوية العراقية، من التشرذم على غرار بعض الدول التي فشل برلمانتهم في إرساء دعائم الحكم الديموقراطي ، فأنفرد العقد وتمخض عن ذلك تقسيم الدولة الأم الى دويلات صغيرة تحكمها المليشيات الحزبية والدينية والعشائرية التي إنغمست في الفتنة وأعمال العنف والإقتتال والبطش بمصائر العباد.
قد يستطيع الناظر رؤية الاوضاع السياسية وما آلت اليه بالعين المجردة اذ انها تأزمت وتعقدت وقد تنذر بتفجر أزمات جديدة تعصف بالبلاد إلي هوة سحيقة ما لم يتم تدارك الوضع قبل إستفحاله وإتخاذ المواقف الحاسمة لوأد الفتنة في مهدها. ففي ظل ضبايبة الرؤية التي تكتنف مسيرة الأحداث السياسية بالبلاد وإرتفاع وتيرة التوتر السياسي بين تيارات القوى السياسية العراقية المختلفة وعدم التوافق بينها حول مشروعات وحدوية تأصل لمواقف وطنية مسؤولة تجسد عراقة واصالة ولائها، راسخة تقي البلاد شر الشقاق والاختلاف والفتنة العرقية والطائفية التي قد لا تبقي ولاتذر في ظل تراكم الغبن السياسي والإجتماعي والتمادي في الظلم والطغيان والتغاضي عن المسائل الجوهرية والأمن الوطني الذي ظل المحور الأساسي مما أحدث فراغا سياسيا كبيرا في التعاطي مع القضايا الوطنية الملحة ، فضلا عن أزمة كركوك على أنه التهديد الرئيس للأمن الهش في البلاد في وقت تستعد فيه القوات الأمريكية لانهاء الاعمال القتالية في شهر أب المقبل ، تمهيدا للانسحاب الكامل من العراق بنهاية سنة 2011 والتي تداخلت خطوطها مع القضايا الأخرى العاصفة التي قد تقف ضمن المعوقات التي تسد أفق الحل السياسي الشامل للمشكل العراقي. أنه من السابق لأوانه التكهن بما قد تؤول إليه الأوضاع في البلاد بحسبان الإضطراب الذي يسري في عروق الوطن إلا أن الرؤية الفاحصة تنبأ عن واقع مرير ينتظر البلاد على رصيف الأحداث. فهلا وعت القيادات السياسية مدى الخطورة المحدقة ، وتنازلت عن حصتها من الكبرياء الزائفة وخلعت رداء العنصرية الطائفية وارتدت رداء التسامح ونشر الحب والسلام بين الناس كعهدها في مختلف العصور والدهور وعكفت على محاور الحلول المستعجلة التي قد تخفف من وطأة المأساة التي نحن بصددها ولا سيما قد بدأ العد التنازلي لمارثون الإنتخابات التشريعية العراقية؟

wadizora@yahoo.com
اثينا 24 أذار 2010

121


من الجاني في مسلسل قتل وارهاب المسيحيين في الموصل؟
 


بقلم : وديع زورا
في خضم الصراع السياسي والقومي والديني الحاد الدائر حاليا بين الأحزاب والقوى الفاعلة العراقية ،، تصاعدت الاعتداءات الإرهابية على أبناء شعبنا المسيحي في مدينة الموصل ،، لقد تضاربت الأقوال والإشاعات حول الظاهرة ،، وتأرجحت الآراء الشخصية والحنكة السياسية حول مجريتها وتداخلت مضامينها في إيراد تفسير منطقي لتلك الكائنات الشريرة التي غزت مدينة الموصل وضواحيها بخيلها ورجلها الأمر الذي أغضت مضاجع المواطنين المسيحيين ( كلدان وسريان واشورين وارمن) ،، وتركت علامات استفهام كبيرة تجول بأذهان المسيحيين ساكني الموصل ( أم الربعين) ،، ففي الوقت الذي تركز فيه بعض المواقع الالكترونية والصحف السياسية والاجتماعية على تناول ظاهرة الإرهاب والقتل المتعمد للمسيحي العراقي تحليلا وتعليلا وذلك بحسبان أنها من القضايا التي تمس المجتمع العراقي بكافة شرائحه القومية وانتمائه الديني والسياسي والتي تقتضي الأمانة الصحفية في تصوير أبعاد المشكلة وتناولها بمهنية وحيادية تامة تبصيرا وتنوير للمواطن العراقي أو مساهمتها العملية في التحرك على تلك القضايا ،، بينما نأت المواقع الالكترونية والصحف السياسية والاجتماعية الأخرى بثقلها عن مجرد إيراد خبر عابر ولو تلميحا في هذا الشأن.
 ومن خلال التحقيق الرسمي للأجهزة الأمنية المسئولة ( الجيش والشرطة ) حول الظاهرة ،، أشار بعضهم على أن هذه الكائنات الشرسة التي تهاجم المسيحيين في مدينة الموصل وضواحيها هي مجرد نوع من الكائنات قد تم استيرادها بواسطة أحد كبار التجار بغرض تهجينها وبيعها ،، وبسبب الركود في سوق هذه الكائنات والتكلفة الباهظة في إطعامها ، قام التاجر بإطلاق سراحها في بلاد الرافدين لتقتات من نباتات الأرض ،، ولظروف بيئية معينة استوحشت تلك الكائنات الشرسة وعادت أدراجها إلي مدينة الموصل وضواحيها وباشرت الاعتداء على البشر المسيحيين المسالمين ،، فالسؤال الذي يطرح نفسه ابتداء ومن وجهة النظر الشرعية هل يجوز الاتجار في هذا النوع من الكائنات؟ وإذا صح هذا السؤال فلماذا تتحفظ الحكومة والأجهزة المختصة على كشف هوية الشخص المعني الذي أتى بتلك الكائنات وذلك إذا استبعدنا فرضية القول أن ما بني على خطأ فهو خطأ وذلك نظرا بأنه الشخص المسئول عن حالة الذعر والخوف الشديد والرعب الهائل الذي أصاب المواطنين المسيحيين في مدينة الموصل فضلا عن الأضرار الجسيمة الحسية والمعنوية التي لحقت بهم ؟ أنه مجرد هذيان ووهم وفي حياكة الأساطير ولم تتوقف الرواية عند الكائنات الضالة بل ذهبت إلي أبعد من ذلك أن تلك الكائنات ما هي إلا كائنات شرسة دخلت مدينة الموصل على حين غرة من الأمر ،، فالسؤال الذي يتبادر إلي الذهن هل هي كائنات شرسة أم كائنات ذكية شريرة ؟ ويستنج ذلك من خلال تعاملها مع فرائسها من الأقليات العرقية والدينية ،، حيث قيل أنها خطة سياسية تستهدف إرهاب المسيحيين وتهميشهم ويتزامن هذا مع الانتخابات التشريعية في البلاد ،، والمعلوم أن الغريزة الشديدة الجامحة لدى الكائن المفترس لا تترك له مجالا للتميز بين الغث والسمين من الطعام ،، فالذي يستطيع أن يميز المسيحي عن بقية شرائح المجتمع العراقي لهو كائن واعي على أقل تقدير. ومن الظواهر الغامضة التي تثير الكثير من التساؤلات ،، توغل آخرون في عالم آخر من التميز وسعة الخيال القصصي وفن التصوير ،، وقد ذهبوا على أن تلك الكائنات الشرسة قد وفدت من الأجزاء الشمالية من البلاد ،، وان تلك الكائنات ما هي إلا أرواح كانت تحرس كنوز البلاد المطمور في جبال الشمال العراقي ( إقليم كردستان ) وهناك عندما أزعجها الإنسان بطمعه والاستيلاء على تلك الكنوز هاجت وخرجت من مخابئها لتستهدف المواطنين المسيحيين في الموصل وضواحيها  تاركة ورائها مدائن وقرى وقصبات هي أقرب إليها من قطع كل تلك المسافات البعيدة ،، أي أنها كائنات واعية تنتقي أهدافها بدقة متناهية . هكذا أصبح الحال في الموصل سعة من الخيال وفن وذوق رفيع في التصوير وربنا يعطى أهل الموصل الأمان والسلام.

wadizora@yahoo.com


122
الحقوق القومية المشروعة للشعب الكلداني

(إنني افتح نوافذي للشمس والريح ولكني أتحدى آية ريح تقتلعني من جذوري )
المهاتما غاندي
بقلم : وديع زورا
لكل أمة من الأمم تاريخها وحضارتها وماضيها سواء كان ذا قيمة عالمية ومؤثرا في حضارات العالم أو غير مؤثر تاركا بصمة في تاريخ الشعوب أو مهمشا لا قيمة له إلا حضارة وماض. فالحديث عن القومية حديث ذو شجون، تشدنا إليها الكتابة دوما، وإعادة البحث والإبحار كلما سنحت الفرصة للتعريف أكثر وأكثر وما يشعر المرء به من عظمة الارتباط، قوة الانتماء، وضرورة التواصل مع القوم. تظهر الحاجة لإعادة تعريف الهوية حينما تنهار السياسات الشمولية التي تريد إخضاع المجتمع لنمط خطي من التفكير والانتماء والتطلعات. وللهوية القومية ضمنيا تعاريف متعددة حسب العلم الذي يبحث فيها،كان علم النفس أم علم الاناسة أو علم الاجتماع. وسنقتصر هنا على تعريفها في مجال علم الاجتماع السياسي، تتفق اغلب التعريفات بأنها مجموعة الخصائص التي يتمكن للفرد عن طريقها أن يعرف نفسه في علاقته بالجماعة الاجتماعية التي ينتمي إليها والتي تميزه عن الأفراد المنتمين للجماعات الأخرى، هذه الخصائص أو المميزات الجمعية لا تتكون صدفة أو بقرار في لحظة تاريخية ما بل تتجمع عناصرها وتطبع الجماعة بطابعها على مدار تاريخ الجماعة من خلال تراثها الإبداعي وطابع حياتها ( الواقع الاجتماعي ) وتعبيرات خارجية شائعة مثل( الرموز والعادات والتقاليد واللغة واللهجة ) واهم مكونات الهوية، هي تلك التي تنتقل بالوراثة داخل الجماعة، وتظل محتفظة بوجودها وحيويتها بينهم مثل الأساطير والقيم والتراث الثقافي، سواء كانت الجماعة تعيش على أرضها التاريخية أو موزعة في ارض الشتات على هذه البسيطة
تحدثنا مرارا وتكرارا فلم نجد تفسيرا، بغير دوافع الجهل البغيض، إضافة إلى سبب مهم أخر هو قلة المعرفة والإلمام بتاريخ حضارات بلاد الرافدين... من رحم الطين الفخاري ولدت حضارة بابل الكلدانية القديمة، فكانت سهلا اخضر يرمز إلى الحياة والنضارة، مجبولة بالأساطير والحكايات، تمثل رمزا تعريفيا للعراق في سائر أرجاء المعمورة... وتتضح ضحالة الثقافة التاريخية والصلة بين التراث الانثروبولوجيي الماضي والحديث وسط كثير ممن يوصفون بالمثقفين وهي احدى العوائق الرئيسية أمام وحدة مجتمعنا (الكلداني والسرياني والأشوري ) والآمر لم يقف عند حد الضحالة فحسب، بل تجاوزها إلى مرحلة تعمد إزالة الآخر عن قصد، وهو ما يسميه علماء الاجتماع والانثروبولوجي بالقصور الذاتي، وهو يأتي دائما نتيجة لجهل أو تجاهل واقع اجتماعي وتاريخي لغرض سيطرة لونية ثقافية محددة، ولقد أشاروا إلى ذلك في مقالات سابقة من على هذا المنبر العديد من الكتاب الكلدان.
 يبلغ عدد الكلدان أكثر من مليون ونصف المليون نسمة ينتشرون في الشرق الأوسط وفي أرجاء المعمورة، ويتمركزون بكثافة في وادي بلاد الرافدين، ويعتبر الكلدان على كثرتهم جزءا لا يتجزءا من النسيج الاجتماعي العراقي، شاركوا أخوانهم العرب والأكراد والتركمان في مختلف أنشطة الحياة بصورة طبيعية، شاركوا إخوانهم العراقيين السراء والضراء وقدموا التضحيات والشهداء، وعانوا من ظلم حكامه أسوة ببقية إخوانهم العراقيين، ورفدوا وطنهم بشخصيات بارزة ساهمت في بنائه، وتبوأ بعضهم مناصب قيادية وسياسية مهمة في وطنهم العزيز.
 الكلدان قوم يحق لهم اختيار طريق حياتهم وشكلها ومبادئها وأفكارها التي لا يجوز لأي شخص أو أية جهة أن تمارس الوصاية عليهم إلا من يحمل الهوية الكلدانية أو يعترف بالكلدانية كقومية عريقة ذات جذور تاريخية عميقة في بلاد الرافدين طالما التزم مبدءا المساواة كما تنص عليه اغلب الدساتير الديمقراطية المعاصرة. وكما يجري الحديث عن الديمقراطية باعتبارها مجموعة آليات تتكفل بإقامة حياة سياسية سليمة وتؤسس لعلاقة طبيعية بين أبناء الشعب العراقي بكافة مشاربهم ومذاهبهم، وهذه الآلية بدورها تمنح الإنسان حرية الاختيار، وترفض الطريقة التي تمكن بواسطتها أو من خلالها أي شخص أو أية مجموعة من صنع تسمية هوية قومية جديدة هجينة أو أي تسمية أخرى على حساب التسمية الكلدانية التاريخية. أن النفس البشرية تأبى الشعور بالهامشية والمظلومية... يجب أن تتحول الديمقراطية بعد سقوط الصنم من مجرد شعار سياسي إلى حالة واقعية فعلية على أساس التركيبة القومية، ويتم في هذا المسعى إقرار الحقوق الكاملة للشعب الكلداني في الدستور الفيدرالي العراقي الموحد وفي دستور إقليم كوردستان، واليوم عندما يطالب الشعب الكلداني بحقوقه القومية، فإننا نجد عدد من الذين أيدوا وبحماس الحقوق القومية والدينية لكافة شرائح الشعب العراقي المحرومة أيام المعارضة ضد النظام الدكتاتوري السابق، وما ان سيطروا نجد عددا... يتنصلون من شعاراتهم  ووعودهم ويقفون موقف الضد من جميع معاهدات حقوق الإنسان والمواثيق الدولية

wadizora@yahoo.com








123
الممارسة الديموقراطية ووعي الناخب العراقي



وديع زورا

نتابع هذه الأيام انتخابات عديدة في أنحاء العالم، انتخابات متنوعة برلمانية ورئاسية وبلدية التي توصف بالمهمة والحاسمة، رغم مبالغتها. وقد نوه السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية بتاريخ 22 تشرين الاول 2009  إلى أهمية الانتخابات التشريعية المقبلة في البلاد واصفا إياها( بالمصيرية )!!! ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي من المقرر اجراءها في 16 كانون الثاني 2010 تصاعد الحديث هذه الأيام على ان المرحلة القادمة تعتبر تحولا ديموقراطيا وتداولا سلميا للسلطة، بهدف بناء العراق الجديد الديموقراطي الفدرالي الحر.
ما أجمل هذه الكلمات، ممارسة ديموقراطية وأمنية محققة، ما أسهلها لفظا متبادلا في السياسة واستعمال كثير من السفسطة والكلمات الرنانة الذي لا يمكن أن يسهم وحده في التغيير والرقي بالمجتمع العراقي، فهناك جوانب لا يمكن أن تتغير في القريب العاجل وبهذه السهولة، منها سلوك الإنسان في الممارسة العملية المتبعة في الانتخابات والتي تساهم فيها الأحزاب بهذه الشكلية، وذلك وفق ما شاهدنا من مناظر في المخاصصة الطائفية والمساومات والتوافقات السياسية، كما أن الطريقة والإجراءات التي اتبعتها سفينة الانتخابات البرلمانية السابقة ادت الى تبخر شعار الديموقراطية وأحلام النجاة والمجتمع المدني. فالديموقراطية كلمة نعرف حروفها ولا نعرف معناها، نستجدي مفاهيمها ولا نقوى على تطبيقها، ليس هذا القول من باب الشرود عن حقيقة الواقع والتوهم إنما هي الحقيقة المكشوفة التي لا يختلف عليها اثنان، ليس صعبا أن تضع القوانين الحديثة والنواميس الاجتماعية، لكن الأصعب هوالتطبيق والايمان بها والأقتناع يكمن في مدى الألتزام بها. وما أبشع الانتهاكات أن يخل بها واضعيها قبل الآخرين وهذا ما صار يتكرر لأننا لم نفتقد لنصوص مواكبة الزمن بقدر ما نفتقد الضمائر الصادقة والنفوس الطاهرة.
 تشهد الساحة السياسية العراقية حراكا سياسيا، صراعات بين القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية، تسارع الخطى لتشكيل تحالفات وتكتلات سياسية جديدة، للحفاظ على كراسي السلطة مما يؤدي الى عزوف الناس عن التصويت والمشاركة في الانتخابات لان الثقة اصبحت معدومة بالسياسة والسياسيين، الذين فقدوا القدرة على تغيير حياتهم نحو الافضل. المواطن اصبحت لديه ردة فعل سلبية من الانتخابات وخيبة امل كبيرة وشعورا بالاحباط ، يصرحون بملء افواههم : ماذا سنستفيد أن ينجح فلان من الناس أو لا ينجح ؟ ما الذي حققوا لشعبنا طيلة السنوات الأربعة الماضية؟ هل حققوا لنا العدل والمساوات وتأمين الامن والاستقرار؟ هل تم تأمين الخدمات العامة؟ أين هم من حقوق المراءة العراقية  المهضومة؟ هناك الكثير الكثير من التساؤلات المتعلقة بالقضايا الأساسية والمصيرية للشعب العراقي بكل اطيافه ومكوناته. الأنتخابات قاب قوسين أو أدنى والأحزاب السياسية العراقية تعيش بين مطرقة القوائم المغلقة أو المفتوحة وقد يوافق البعض وقد يعارض البعض الآخر تحت سوءة المساومات والاتفاقيات وتوشح بوشاح الوحدة الوطنية، فثقافة جلد الذات وفق معيار درجة ديموقراطية الحياة الاجتماعية والسياسية لا تعد وسيلة للنهوض والتصحيح، لا تنشق له السماء بمجرد الأمنيات وقد أفرغ المحتوى والمضمون والقدرة المهنية على التحليل السياسي وأهدر الوقت في تلاوة الأنجازات وكيل المديح لبعضهم البعض وأن كانوا على باطل. بين هذا وذاك تأتي الانتخابات لتفرقنا وتشرذمنا عربي وكردي شيعي وسني مسلم ومسيحي وأخرى نتشاجر ونتقاتل ويصبح المتنفذين خصوما يتفرجون على مشهد تدمير العراق ويقفون مع هذا ضد الآخر لا من اجل حزب أو مبادئ بل لمصلحته وذاته. الجميع يريد أن يصل ويأكل بأي طريقة وقد جمعتهم الرذيلة بقناع الفضيلة، المهم عنده ان يحصل على المال بأي طريقة ولو كانت تلك الطريقة الغش والخداع!! فلا حاجة للمزايدين في بطولات وهمية .. الوطنية ليست غريزة سياسية او شحنة للاستفراغ الانتخابي ، انها وعي عميق بألانتماء وشعور دافق بالمحبة والمسؤولية. ولكن يبقى السؤال المحير هل الانتخابات التشريعية المقبلة هي الحل لأزمة العراق الحالية كما يتمنى البعض منا ويعمل لها حتى لو جاءت صحيحة ؟الاجابة البديهية : لا توجد دولة واحدة في العالم تم صنعها عبر صناديق الانتخابات. لسبب بسيط هو أن الانتخاب الية لتداول السلطة السياسية ديموقراطيا لدى دولة قائمة مسبقا في الوجود المادي، ولكن الانتخابات لا تصلح لنشوء أو خلق دولة كما لا تصلح لتتميم مؤسسات دولة غير مكتملة النشوء مثل العراق.

 
wadizora@yahoo.com


124
الكلدان في ميزان الاستحسان والاستهجان

بقلم : وديع زورا

في قراءة متفحصة للتاريخ الكلداني نجد إن الأمة الكلدانية لم تعش حياتها في خط مستقيم، بل شهدت حالات مد وجزر، نهوض ونكوص، وفي هذا السياق فإن الحالة التي تعيشها الأمة الكلدانية هذه الأيام، هي في إطار تلك المسيرة. وتلك هي حالة النمو والارتقاء والصعود ثم النكوص والهبوط في مسار الأمم، وحيثما يتوفر للأمة فرص النمو والنهضة في الزمان والمكان، تتعزز روح القومية، وتتوثب نحو التقدم وقطف الثمار، والمقصود بالفرص المتاحة، القيادة التاريخية المؤمنة بالأمة الكلدانية وثوابتها المبدئية.
وبناءً على ذلك هناك فرق بين من يتولى قيادة حزب أو منظمة أو دولة أو جزء صغير من دولة فهو يرى الأمور على حقيقتها ويدرك ما يعرقل خطواته نحو إنجاح مهمته والوصول إلى هدفه، وبين من يصدر الأحكام على نجاح القيادة في الوصول إلى أهدافها أو فشلها وهو خالي الوفاض من أي تبعة أو مسؤولية. فالناقد أحيانا يكون متجنيا أو متعديا إلى التجريح والتأثيم، وهو خارج دائرة المشكلة، غير مدرك لكل العوائق والعراقيل التي تحول دون وصول القيادة إلى أهدافها.
وهكذا نرى من تجاربنا المعاصرة في مجتمعنا المسيحي العراقي (كلدان وسريان وأشوريين) كيف جرت عمليات مزايدة لا تنتهي تحت اللباس التنكري للقيم والمبادئ، ومن طريق رفع شعارات صاخبة وبراقة أفرغت في النهاية من محتويتها، حتى باتت في وضع البؤس وصارت مثار تندر وسخرية. وذلك الخراب والهتك كله الذي أصاب القيم والمبادئ التي هي نتاج تجربة مجتمع وتطور ثقافته المتنوعة عبر قرون بفعل أخطاء وخطايا وحماقات جهات سياسية معروفة. حيث بلغ الطغيان السياسي والاجتماعي مداه حين ينتهك الحياة الخاصة للأفراد فيعصف باستقلال الفرد ويقمع ذاتيته ويذيب فرديته. وقد لا يشعر احدنا بلذعة السؤال إلا حين يجد نفسه وجها لوجه، وهي ترينا واقع الحال الذي علينا نحن الكلدان أن لا نستسلم له وأن نتصدى له مهما كلف الأمر... أليس من حق أي إنسان أن يتشبث بالهوية التي يؤمن بأنه ينتمي إليها؟ أليس هذا من حقوق الإنسان؟ وإذا كان مئات وآلاف يقولون نحن(كلدان مسيحيين كاثوليك)، فماذا يغضب الآخرين في هذا؟ هل المشكلة في محاولة فرض هوية واحدة على كل مسيحيي العراق( أشورية أو هوية مركبة هجينة ) أم المشكلة اذا كان هناك نفر من الكلدانيين الكاثوليك يعتقدون بأنهم اشوريين، فليكن لهم ذلك، كما هو الأمر بالنسبة الى من يتمسك بقوميته الأشورية، ونحن نحترم رأيهم. ولكن بالمقابل عليهم احترام من يتشبث بهويته الكلدانية الأصيلة بسبب الخصوصيات التي لاتلغي المظلة كما يحلو للبعض أن يتهمنا، لماذا نهدر جهد كبير وطاقة عظيمة في قضية جدلية لن تفيد أحدا.
وعلى ضوء كل ذلك يبدو أن كلمة القومية الكلدانية صارت تثير حساسية لدى المرفوع عنهم القلم، إلى درجة نسف مفهوم الكلدان نفسه. ولا شك أن هذا المفهوم على مستوى الممارسات السياسية، جرى ابتذاله في كثير من الأحيان، لكن المفهوم في ارتباطه بالثقافة، وبمعنى الثقافة الكلدانية يظل مما لا يمكن نفيه ، لأنه واقع تاريخي وروحي وأنساني، بين مجموعة بشرية أصيلة متجذرة في تاريخ وادي بلاد الرافدين، تجمعهم لغة واحدة، ومنازع روحية ثقافية موحدة، وألام تاريخية وأمال تتشابه أكثر مما تتباين. فالثقافة القومية في مجتمعنا الكلداني هي عنوان مهم من عناوين الهوية الكلدانية، وهي إطار جامع لمفردات ثقافية مشتركة الجذور والطموح، تشكل مصدر قوة معنوية على الأقل ينبغي عدم التضحية بها لمجرد سخطنا على أخطاء السياسة.
أقول هذا بمناسبة ظهور عدد قليل من الكتاب في الصحف ومواقع الانترنت أصبح دأبهم توجيه سهام النقد السامة إلى الكلدان والنخب الكلدانية، ونعتها بكل الأوصاف القبيحة، والتشكيك في نواياها، والحكم على ضمائر أفرادها، وتشويه كل عمل تقوم به، والنيل من كل هدف نبيل حققته أو تسعى لتحقيقه، ولو كان نقدا بناء تسدى فيه النصيحة بالمعروف، وتذكر فيه الايجابيات إلى جانب السلبيات، لقلنا إنهم يسعون إلى تصحيح المسار، وإنجاح التجربة، لكنه النقد اللاذع، وتشويه الصورة، والنعت بكل قبيح، والرمي بكل نقيصة، وتفسير المواقف والتصريحات والأعمال بما يتوافق مع غرضهم الخبيث. وذلك ناتجة عن ثقافة خاطئة، ناتجة عن تسلط المفاهيم الشمولية والأحادية، وعن أسلوب إقصاء الأخر، سواء كان المختلف عنا في خارج محيطنا، أو في داخل هذا المحيط، السياسي، الفكري، كيف يمكن أن نوسع مثل هذا الفضاء ونحن نعاني وما زلنا نعاني انسدادا في طرق الثقافة الجادة وغيابا فادحا لحقوق الإنسان، ويبدو هنا أيضا سؤال مهم ... هل يمكن أن نوسع من دائرة الاختلاف مع من بنوا ويبنوا الثقافة الشمولية ويشيعوا في ممارسات الإقصاء وتحطيم الآخر؟ إن ثقافة الاختلاف واحترام الرأي، تجب عندما تتم في محيط ديمقراطي، وعندما تدور بين أفكار وتيارات وعناصر تؤمن كل منها بحق الأخر في الوجود، ثم الاختلاف، أما عندما يكون بعض هذه التيارات أو العناصر أو الأفكار، تؤمن بالأحادية، وتبغي تحطيم الأخر وإقصائه، فان من عدم المسؤولية، ثم من الخطاء، أن نحاورها، وان نتيح لها  مكانا في فضائنا الديمقراطي أو الاجتماعي. 


Wadizora@yahoo.com

125

أليس من واجب المثقف ان يكون فاعلا باقصى الايجابية؟


بقلم : وديع زورا

ان المتابع للوضع العراقي والمراقب للاخبار على الفضائيات او الصحف او المواقع الالكترونية العراقية يرى اكبر حماقة وغباء سياسي وثقافة الكراهية ، في السنوات الاخيرة انتشرت افكار ومقولات التحريض ضد الاخرين ،لقد قتل الكثير من العرب والاكراد والكلدان والتركمان والاشوريين كما قتل الكثير من المسلمين والمسيحيين والصابئة والايزيدية والشبك بسبب الكراهية والحقد العنصريين،  يعادون اكثرية الناس ، وبأسف لم يتصد لهذه الدعوات المثقفون ، الذين يعرفون ان في الديانات والمذاهب وفي عادات الانسانية وتقاليدها ادبيات وضوابط كانت دائما تدعوا الى التعايش والتسامح ، وتحث على العدل والاحترام في التعامل مع الغير وان الاختلاف يجب ان لا يكون سبب للتناحر والكراهية. ففعل الكراهية انما يكون له دوافع وخلفيات نفسية واجتماعية. مما يؤثر في بنوية الجسد الثقافي وفعله. وكما عرفها كثير من علماء الانثروبوليجيا وعلماء الاجتماع تعريفات كثيرة ومتباينة. تحوي في مجملها وتتناول اهم مكوناتها ونشأتها وتفاعلها.  ومن ناحية توجهها المعياري فترتكز على بنى المعتقدات والتقاليد والاخلاق والفنون والقوانين وفوق كل ذلك فهي سلوك انساني ربما يكون في مجتمع المدينة فيطلق عليه حضارة أو مدنية. وربما يكون في الريف فيطلق عليه ارث أو تراث. 
ولكن في النهاية هي افعال ذات بعد روحي ، فلسفي  لها اوجهها ومعاييرها. تتقادم بتطور الزمن ، فتحوي السلوك النفسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والذهني وفقا لمعطيات جيل أو قوم في زمن معين وهم في نظر التاريخ منتجون لثقافة ما وستجلب عليهم هذه المسؤولية الجسيمة نقد النقاد والناس أو استحسانهم فتعيش في وسط المجتمع لا تسلم من النقد والتفنيد. ولكن في ظروف معينة نحتاج للاستعانة بادوات التجديد الذي يأخذ في الاعتبار المحور والاطار العامين للمجتمع لا يكون بمثابة تشظي ولكن اضافة جديدة ومفيدة. ومن هنا ظهرت حيرة ومتاهة الثقافة وتماهيها الفعل السياسي بمعزل عن جسد المجتمع وتجلياته الثقافية. فضرب على المجتمع حملة قوية هدفها تسييس الثقافة.
فمارست السياسة دور الأب الغائب بسطوة جبارة وطغيان ظاهر ، الأمر الذي ثبت في الاذهان ثقافة جديدة تنحسر مسلماتها الاساسية امام طوفان الادلجة السياسية. وفي الحقيقة ما هي "أي السياسة" الا وسيلة أو اداة في يد الحكام اوالمسؤولين يأمرون بها عبر القرون والسنوات وملامح الثقافة ثابته ومتوارثه. لذا نعتقد إن دور تسلط السياسة على الثقافة وتجنياتها بيد الساسة لا يخول لهم أن يفعلوا هذا الفعل الانساني المريب. والسؤال الهام هو هل على الثقافة ان تسترد قواها فتفرض سيطرتها على كل اشكال الحياة ؟ ام الناس قد اتجهوا الى ممارسة السياسة كل على هواه في دور يختزل كل سمات الإنسان وفعله الثقافي؟

الخوض في هذا الموضوع لا يبدو سهلا والحديث فيه كعدد ذرات الأرض تباينا واختلافا.  والحديث عن الحضارة بمحتوياتها وانساقها المادية والمعنوية في تناغمها العضوي والذي يسيطر على عصرنا الحاضر ليس الا من وحي الثقافة.  إذا لو ان الحضارة تطورت في اشكال انساقها لتطور الإنسان. ولكن السياسة لا بعد لها الا بعد السلطة فتتبدل مسلمات ومكتسبات البشر في رقعة كالعراق اثر الفعل والتفاعل الانساني السياسي الذي هو بدوره يشير إلى دور قصورى وقسري تنتهجة السياسة في معزل عن التفاعل العام. فتهتز معايير المجتمع وتخبوا فيه أسس الحضارة ، وبالتالي تتنامى في المجتمعات معاني الخوف وقلة الامن وضياع الأخلاق واستلاب الحياة كقيمة أخلاقية ومعيشية. لا يسترد هذا المجتمع معانيه السامية الا إن تتوجه السياسة بهدى ثقافة الشعب العراقي ككل دون اقصاء طرف من اطرافها أو مكون من مكوناتها. ولكي نفرض الفعل الثقافي على السياسة واعادتها إلى مكانها الطبيعي بين مكونات الثقافة ككل... اليس من واجب المثقف العراقي ألا يكون سلبيا ولا حياديا ، وعليه ان يكون فاعلا بأقصى الايجابية؟ وهذا ليس من الصعب تحقيقه في الوطن حين تخرج الثقافة عن عزلتها ، لتشعر بالحرية التي تقودها ، بالتالي ، الى مراجعة جذرية لمسلمات الفعل السياسي والفكري السائد ، ليتكامل كل من الفعل الثقافي والسياسي ، وينجزا .. من ثم .. الفعل الوطني. يجب علينا أن نستلهم قوانيننا ودساتيرنا من عمق التفاعل البشري لدى مجتمعنا العراقي وتحل بذلك معضلة السياسة التي هي في الاساس ليست معضلة وانما تجارب في لحظات مخاض حالكة تبشر بمولود هالك. وهكذا دواليك سيظل الفعل السياسي يدجن الثقافة ويؤدلج لها وفي كل مرة نشهد نفس لحظات المخاض اليائسة. وتموت معه معايير الثقافة وبنيويتها. وما نزال بعيدين عن حياض التقدم والتقنية ما لم نجتهد كثيرا في دواخلنا ونبني ثقة الاحترام المطلق لتسمياتنا حتى تغدو كشواهق الجبال. ومن الاسباب التي تجعلنا تاريخيين ارتداديين دائما نحو الحنين الروحي ، هي مكتسبات اجدادنا من حضارة خالدة ،  قد يعمل الكثيرون على تزييفها و يعمل آخرون على سرقتها وطمس معالمها من الخارج أو من الداخل. فلصوص الداخل اصحاب اغراض دنيئة لها مرجعيات نفسية واجتماعية ، مما حدى بالفعل الثقافي إلى الانشطار كمصير خالد ازلي. فانفردوا بالفعل السياسي كبديل ناقص. ومحاولات بليدة ترجم ذواتهم قبل كل شيء. ولهذا السبب شباب اليوم والامس يعيشون على ذكريات كانت واقعة ولكن من يضمن استمراريتها غير هؤلاء الشباب. وطوال هذه السنوات القصيرة هي عمر السياسة العراقية في العصر الحديث بعد انتهاء طوفان السيطرة العسكرية , لم تؤسس السياسة لفكر ثقافي مدروس يكون مرجعية ثابتة لدواوين الحكم في العراق. ودائما تمارس السياسة الفصل والعزل الجنسي لمسميات الحضارة الواسعة وأكثرها تضررا هي الثقافة بوجه عام والمجتمع بوجه خاص. لقد شاخت العقول والاجساد وهي ما تزال تترنح مراهقة فاقدة الوعي في سبيل وجه معياري سياسي أشبهه بخضرة الدمن هو ليس من بنوية الثقافة العراقية. حتى غدت الثقافة عندنا كمنتوج بشري ليس الا مزالق واقبية وكهوف تنزع إلى الظلامية بعيدا عن الشفافية. فاذا اتسع الجهد الداخلي والوجداني اتسع بنيان المجتمع المادي والمعنوي والثقافي. فينعدل حال السياسة كأحد اعظم معضلات الشعب العراقي. هل يفتقد السياسيون للذكاء؟ هل هم منغمرون في برك الجهل والظلام؟ كل هذا لم يحدث ولكن الذكاء لا يعني الفطرة السوية ولا يعني الوجدان الصاحي ولا يعني الضمير المتيقظ بل هو قوة كامنة كمثل شرارة الخريف التي تحرق الاخضر واليابس. ان هدنت سكت الناس ولكن لا يأمنون شرها وإن اشتعلت رقد الناس في اكوام الجحيم.


wadizora@yahoo.com

126

مأزق الهوية القومية وحيرتها المستمرة 


بقلم : وديع زورا
بما أن الانسان كائن مدرك ويحس فطريا بكينونته ، لا شك في أنه قادر على اختبار واختيار انتمائه بإرادته. وطالما ارتبطت الكينونة بوجود معنوي وروحي ، نتوقع أن يرافقها وجود فكري وابداعي بعيدا عن الماديات. لكن هنالك من يمتلك وجودا ماديا يفتقر إلى وجود فكري ومعنوي وابداعي وكأنهم في عداد الأموات ، وإن تنفسوا. وربما كانت مقولة رينيه ديكارت " أنا افكر إذا أنا موجود " خير شهادة على سمو الفكر. صحيح أن الوجود المادي للجسد يسبق عمل الفكر، إلا أن الفكر هو الذي يحدد هوية هذا الجسد. ولذلك تأتيك اسئلة من كل صوب وحدب على شاكلة : من أين أنت ؟ ومن أنت ؟ وابن من أو بنت من ؟ وإلى أي قوم أو شعب تنتمي ؟ والأجوبة على مثل هذه التساؤلات تعطيك حتما اشكالا متنوعة من الهويات والانتماءات ، وإن كانت الأجساد تنتمي أو كانت منتمية إلى بقعة جغرافية محددة المعالم.
وبناء على ما تقدم ، يسألني البعض : ماذا نعني بالقومية الكلدانية ؟ وهل هنالك قومية أو هوية كلدانية ؟ وإن وجدت على الأرض ، وليست مجرد مصطلح مصطنع يطلق على مجموعة إثنية  ، فما هي الخصائص الروحية والنفسية والاجتماعية التي تتمتع بها هذه الجماعة ؟  كي نجيب على مثل هذه التساؤلات ، نأخذ أمريكا مثلا. أما صاغت عقدها الاجتماعي مع الثورة الامريكية في عام 1765 وهي سيدة العالم اليوم ، بل وتتحدث عن الشخصية الامريكية ؟  الا يجوز للكلدان الذين حملوا مشعل الحضارة البشرية في وادي الرافدين والعالم وانجبوا بابل والجنائن المعلقة وبوابة عشتار حاضرتهم ، ان يقولوا للملأ ها هنا نحن قاعدون ؟ إذا كانت الهوية الأمريكية رمزا للانتماء ، فلماذا لا تكون الكلدانية كذلك وهي الأعرق في التاريخ الحضاري ؟
 يا لعجبي وأنا شاهد على الصراع الدائر حول الهوية في أرضنا !! غريب هو أمر ساحتنا المسيحية التي تتبارى  فيها تنظيمات واحزاب سياسية ، وكأنها تمتلك مفتاح (الحل والربط) في تحديد الهوية القومية ، بينما الشعب المغلوب على أمره مغيب تماما في اتخاذ القرارات ، ولا يطلب من الله سوى ان يفتح أذهان العقلاء من رجال  السياسة لما هو خير امتنا المسيحية في ارض العراق. وبصمت وحزن دفينين ينتظر القوم يوم الفرج من  هولاء العقلاء ، لكن يبدو ان العقل والسياسة لا يتناغمان ، بل نرى ، أن المصالح الشخصية طافية فوق السطح والناس غارقة في أوهام وسراب وأحلام وردية.
لقد تشبعت الساحة بالمبادرات التي تشابهت وتقاطعت وتباينت وتباعدت حينا وتقاربت حينا آخر ، الأمرالذي اوصلنا إلى درجة الاحباط. ولم تكن حصيلة هذه المبادرات والدعوات سوى الفشل ، مع الأسف. يقال أن المبادرة أشبه بعود كبريت يشتعل مرة واحدة فقط ، أي أن المبادرة تطرح عندما تصل الامور إلى طريق مسدود. ولكن حينما تتكرر وتتلون على الساحة ، كقولنا في تسمية (كلدواشور) أو(كلدان سريان اشوريين) أو(سورايي) و( آراميين) وغيرها ، فهذا دليل على تكرار الفشل عينه.
وخلاصة ما أود قوله ، هو أن مبادرات كهذه هي التي باتت تعطل عملية التحول الديمقراطي والاعتراف بالآخر ، بوجوده وقناعته بافكاره وبتراثه وحضارته ، وبالتالي هويتة القومية التي يتناغى بها. هل ننتظر إقرارا من جهة معينة لتقول لنا : ها هي هويتكم ؟ إنني أرى أنه ليس من الحكمة بمكان أن نتحاور في أمر ثوابت معلومة بشأن الهوية القومية وهي موجودة أصلا فينا. ما يحيرني هو موقف بعض من يدعي الثقافة ، بينما السلوك يقول غير ذلك في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها شعبنا المسيحي في العراق ؟ أينكر أحد بأن التاريخ ، مهما طال أو قصر ، هو شرط من شروط الهوية لأي مجموعة بشرية ؟  لم هذا الفيض من المذكرات والبيانات والمبادرات التي تدعو إلى تسمية مركبة ؟ إنها ، بتقديري ، إضاعة للوقت والجهد. فالهوية في جوهرها هي مجموعة من الخصائص الروحية والوجدانية والمادية ، كما اسلفنا ، وهذه كلها متوفرة في الهوية الكلدانية ، كما في الهويات الأخرى التي نحترمها ونسعى إلى معاضدتها في المحافل لأنها الوجه المشرق الآخر لشعبنا.

wadizora@yahoo.com

127

ويبقى الكلدان في الوجدان

بقلم : وديع زورا

ولدت اولى الحضارات البشرية كما هو معروف في بلاد وادي الرافدين ، وتمخضت عن هذه الولادة حضارات متعددة ، أهمها السومرية والاكدية والاشورية والكلدانية ، التي ما زالت آثارها القديمة ماثلة أمامنا حتى يومنا هذا ، وتنطق بما كانت عليه الامم التي شيدت تلك الحضارات ، وما زال ، من تمسك بهويته الكلدانية أو الآشورية. وبين أيدينا اليوم سفر خالد عنوانه " الكلدانية البابلية " ، هذا السفر الذي يحتم علينا الانفتاح الحضاري على الآخر بغية التكامل والتواصل. لقد شهد المجتمع الكلداني ، كغيره من المجتمعات في المنطقة ، تقلبات كثيرة وتحديات كبيرة على مر العصور. وعليه ، فقد آن الأوان لنعمل جاهدين على توثيق أواصر المحبة والعلاقات الايجابية بين جميع فئات وشرائح شعب بلاد وادي الرافدين بغض النظر عن انتماءاتهم ، إلا أن هذه العلاقات يجب أن تكون تكاملية ، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل إرث تاريخي للأقوام التي عاشت على هذه الأرض المعطاء ماضيا وحاضرا. وليس الشعب الكلداني استثناء ، رغم دوره الحضاري المتميز. إنه يرفض قطعا أية علاقة تستند إلى عوامل الاستلاب والاستغلال والتطويع الممهد لعمليات التذويب والصهر داخل كيانات مركبة هجينة كالتي نشهدها اليوم على الساحة السياسية والثقافية.

ان المحافظة عل الهوية والثقافة الكلدانية لا يعني الانطواء على الذات ، بل هو الكبرياء الذي لا يختلف عليه اثنان. وفي غيابه يغيب الحس بالانتماء الحقيقي إلى هوية تاريخية ، حاشا أن تطمس إلى غير رجعة. إنها ومن منظورنا تعني القدرة على التفاعل مع الثقافات الاخرى والاعتراف بالاخر. ما من عاقل ينكر بأن التحاور هو ضرورة حتمية تقتضيها التطورات العالمية المتلاحقة. والتحاور لا يلغي التمسك والاحتفاظ بالهوية التاريخية ، بل يعززها ، خاصة عندما تكون تلك الهوية وليدة حضارة يشار لها بالبنان ، كالحضارة الكلدانية. وتأسيسا على الأصالة المتجذرة في أعماق النفس الكلدانية على مر الأجيال والعصور ، ينبغي الانفتاح على القريب قبل الغريب ، كما يقول المثل ، وفي عين الوقت يتطلب من الشعب الكلداني ، أفراداً ومنظماتً وأحزاباً ، العمل على توفير مساحة أرحب للتعريف بالهوية الثقافية للمجتمع الكلداني على خارطة الثقافة العالمية الجديدة الآخذة بالتطور في هذا العصر ، خاصةً بعد أن تحررت مفردات الخطاب السياسي والثقافي والاجتماعي الكلداني من عقدة الانفصام والهيمنة المفروضتين عليها لقرون خلت ، مما مكنت المثقفين الكلدان من استيعاب المتغيرات المتسارعة في العالم المعاصر وبالتالي انتاج فكر عصري يواكب التقدم ، من جهة ، ويرسخ العلاقة الجدلية بين الانسان الكلداني وهويتة القومية الاصيلة ، من جهة أخرى.
وبناء على ما تقدم ، يمكن لنا القول بأن أصالة الهوية الكلدانية تشكل المكون الحيوي للفكر القومي الكلداني المؤطر بالنظام الاجتماعي والثقافي بصيغته الواقعية المعاصرة ، وليس بصفته المثالية. ومن هذا المنطلق ، نعتبر أن القلم القومي الكلداني هو خط الدفاع الأول ضد أية محاولة تصهيرية يتعرض لها الكيان الاجتماعي والثقافي الكلداني. إننا نعي تماما بأنه يترتب على هذا القلم رسم هيكلية بناءة وأسلوب وظيفي بناء على أرض الواقع ليستوعب بذلك ظروف المرحلة التاريخية التي يمر بها الشعب الكلداني في سبيل تحقيق طموحاته وآماله المنشودة ضمن محاولة بناء كيان اجتماعي وثقافي وسياسي حديث  ينبع عن الهوية الكلدانية الأصيلة وخصوصياتها القومية التي تعتبر من الدوافع القوية التي من شأنها تعزيز الفكر القومي الكلداني في كافة مجالاته الحيوية والإبداعية والحضارية.

ورغم الصعوبات التي يواجهها جل الكلدان ، إلاَّ اننا ، ومع كل الأسف ، نجد ان بعض الشخصيات الكلدانية المثقفة قد طالها السبات واقتصر الدور الريادي لانعاش الثقافة الكلدانية على نخبة متميزة من المثقفين في ارجاء المعمورة ممن اسهموا في انعاش المجتمع بنفحات وبنات افكار حاول البعض النيل منها. ومهما يكن من أمر ، فأننا سنعمل جاهدين إلى النهوض بالمجتمع الكلداني من خلال النشاطات المتعددة التي تخطط لها هذه النخبة من الاقلام المستنيرة من ابناء الكلدان . فالثقافة هي احدى روافد تطور الوعي في المجتمع ، إذ اينما وجدت حركة ثقافية يظل الوعي بالحقوق قائما وادراك الواجبات متكاملاً بما فيه الكفاية لصد محاولات ارباك مسيرتنا. ان مشاركة الكلدان الواعية في النشاطات الثقافية وغيرها ، ناهيك عن مؤازرتهم لبعضهم البعض في الحياة العامة، كفيلة بالحفاظ على إرث ومقدرات المجتمع الكلداني والارتقاء به ، ومن ثم توظيف عقله الجمعي في ابتكار ادوات ناجعة وفاعلة لمحاربة الثقافة الشمولية. وبعون من الله وبهمة الغيارى ، بدأنا المشوار في استعادة ما كان في حكم المنسي ، فهبت كوادرنا الثقافية إلى اعلان  تاسيس الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان (للاطلاع على البيان الرابط ادناه) لكي تلم الشمل من بقاع الدنيا المختلفة وتنهض بواجباتها المشروعة في تفعيل دور المثقفين الحاملين هموم  وقضايا الشأن القومي الكلداني. فإعادة البناء هي المهمة الأساسية التي تنتظر هذه المؤسسة ، أي أن اعادة بناء القيم الثقافية والحضارية في المجتمع الكلداني هي استراتيجية لا رجعة عنها ، وارجاع الضمير الغائب للمجتمع هو الهادي والمرشد له في استرداد المعنى الحقيقي للشخصية الكلدانية التي تشكلت بعد تاريخ ملئ بالمواقف الايجابية والسلبية والتجارب الاستئنائية. نقول من هذا المنبر أن مجتمعنا الكلداني يفيض بمخزون فكري عظيم يتجسد يوميا في العقول الابداعية النيرة التي عاهدت أن تكون رافدا لبناء مجتمع كلداني مدرك  لقضاياه ، ومتمسك بتراثه واصالته.

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,318958.0.html

2009/8/5


128
مشكلتنا الحالية هي اننا لا نعرف قيمة ألوان هويتنا العريقة

 
بقلم : وديع زورا

تتحددالهوية لمجتمع أو شعب ما بسمات روحية ومادية وفكرية وعاطفية تميزه عن غيره . ولو تفحصنا الهوية العراقية اليوم بدقة وعناية نجدها مؤلفة من الوان زاهية ندعوها " مكونات الشعب العراقي " بجميع فئاته وشرائحه ونطلق عليها مسميات لاتختلف عن الوان قوس قزح ، فهنالك لون بارز ندعوه بـ (العربي) وآخر يقل عنه تمييزا ندعوه بــ (الكردي) وثالث ورابع وخامس وسادس وسابع يقل كل واحد منهم عن اللونين البارزين إدراكا بدرجات متفاوتة . فهنالك  التركماني والكلداني والسرياني والآشوري والارمني والصابئي والأيزيدي. مسلم ومسيحي وغيرها . إذن هذه هي خاصية الشعب المتعدد الإثنيات والأديان ، كالشعب العراقي ، التي تميزه عن غيره من باقي المجتمعات.

 لقد تبلورت هذه الهوية على امتداد اجيال في التاريخ البشري الرافديني ، فالهوية بالألوان التي تتشكل منها تحدد أطر مصير ومسار وانتماء الشعوب وحضارتهم وثقافتهم . وتسمية اللون بأسمه لا يلغي الألوان الأخرى . هكذا دأب أجدادنا على تسميتها وتوارثناها بالفطرة ، ونحن لها حافظون . إن كنت أسودا أم أبيضا أم أحمرا أم ورديا ..إلخ فهذا قدرك من التاريخ الذي لم تصنعه بإرادتك ، لكن للتراث عليك حق . هي أسئلة ، ربما تكون تقريرية ، نود طرحها لمن تعنيه مفردة " الهوية " بغية التلاقح الفكري ضمن أطرالمراجعة الذاتية والوجدانية لكي نحاول تشخيص العلل ومصادرها وبالتالي معالجتها.

ان السؤال عن " الهوية " أمر مشروع لأنه يعبر ضمنا عن الخوف من غياب أحد ألوانها كنتيجة لمحاولات تنم عن الإقصاء ، وهو خوفً يشترك فيه الإنسان مع غيره من الكائنات الحية ، ألا وهو الذوبان في الألوان الأخرى . فهل يقبل أحد أن يكون القوس قزح مؤلف من لونين فقط ؟ إنه خوف يهدد الأرقام التي أوردناها آنفا . ولا نعتقد أن عراقيا يقبل بأن يكون قوس قزحه منقوص الألوان إلا إذا كان لا يستوعب ما تعنيه هذه الهالة المباركة على رأس العراقيين .

عندما يتوافد الناس الغرباء في عصرنا على متاحفنا ومناطقنا الاثرية يقفون مذهولين أمام هذا الإرث الإنساني . شىء جميل أن يتوافد الأغراب بأعداد هائلة ليروي لهم تاريخ بلاد الرافدين  قصصا وحكايات وروايات واساطير أسلافهم ، وكل ما يتعلق بالإنسان منذ أن بدأ بتدوين حكاية الانسان على رقم طينية او نقشها على الصخور وكيف استمرت وتطورت في الزمان والمكان حتى وقتنا الراهن.

وفي ضوء مما تقدم ، نتسائل: ألا يعتقد القارىء بأن مشروع الهوية المركبة يفضي إلى خلط الألوان؟ تعلمنا في المدارس أنه لو خلطت الأحمر مع الأصفر حصلت على اللون البرتقالي ، هذا إن كان الخلط بنسب معقولة . وربما نجم عن ذلك الخلط لون هجيني لا وجود له أصلا في القوس قزح . قد يقول قائل أن للضرورة أحكام ، وأن غرض الخلطة مرتبط باهداف ستراتيجية سياسية وحدوية متناسيا في عين الوقت تذويب أحد ألوان الهوية التاريخية على حساب الأخرى.

يطلعنا تاريخ بلاد الرافدين على مر العصور بأن جميع المحاولات التي استهدفت صهرالشعوب في قومية شمولية ( الفارسية ، العثمانية ، العربية ) بطرق شتى ، ومنها القوة كما لا يخفى على القاصي والداني ، قد باءت بالفشل الذريع ،، فلو عدنا للتاريخ سنجد من هذه التجارب حكمة ، مفادها أن اعظم هدية يمكن أن يقدمها إنسان لآخر هي مراعاته لشعور وانتماء الاخر، مثلما يراعي شعوره وانتمائه ، ويراعي حقوق الآخر مثلما يراعي حقوقه . وهذا برأي المتواضع هو الاصلح للبقاء وحفظ اللون في القوس قزح . وبما أن لكل لون من الوان الهوية له نكهة خاصة ، وذلك بالرجوع إلى الأدبيات ذات العلاقة ، فأنني استغرب من بعض الناس الذين يتشبثون بهوية مركبة مصطنعة ، باعتبارها الاصل والمرجع الوجداني ، لا وجود لها تاريخيا على أرض وادي الرافدين .

إن مشكلتنا الحالية هي أننا لا نعرف قيمة ألوان هويتنا العريقة ، بل نتجاهلها عن قصد أو غير قصد ، متناسين بذلك الخصوصيات والأدبيات ذات العلاقة بكل مكون من مكونات التي أشرنا إليها. اليست ذاكرتنا هويتنا ... ها هي تنادينا بقلب أم حنون وتقول لنا انني أحمل تاريخكم العريق واحمل تراثكم الذي يعتبر كنزا من كنوز البشرية . وفي الختام ، أتسائل إن كان الشعب الكلداني يقبل أن يتحول إلى شعب آشوري أو العكس ضمن تصورات وتكهنات الساسة ، أو من بدأ يمتهن السياسة مؤخرا ، في المنظور القريب أو البعيد؟ ربما تقينا هذه المظلة المصطنعة من حرارة لم نألفها.

wadizora@yahoo.com


129
تصويتك لقائمة الكلدان 64 دليل ولائك وانتمائك
 لهوية الاباء والاجداد



بقلم : وديع زورا

يا  ابناء  وبنات  شعبنا  الكلداني  العظيم ... انتم  تستحقون  الكثير  بعد  ان  قدمتم  التضحيات  الغالية  التي  سطرها  الشهداء  والجرحى  من  ابناء  شعبنا ... شهدائنا  الذين  رووا  دمائهم  ارض  الرافدين ، شهدائنا  الذين  ماتوا  ظلما ، فكونوا  اوفياء  لهم ، وانني  ادعوكم  بضمير  صادق  للالتفاف  حول  القائمة  رقم 64  التي  تقودها  التنظيمات  الكلدانية  الموحدة ، فهي  منكم  واليكم  وانتم  الصخرة  الصلبة ، وعلى  هذه  الصخرة  تبني  قائمة  الكلدان  الموحدة  مواقفها  وتوجهاتها  المعتدلة

الانتخابات  شكل  من  اشكال  الديمقراطية ، والتصويت  شكل  من  اشكال  ممارسة  التعبير  عن  الرأى ، كما  ان  التصويت  واجب  وطني  وقومي  وهو  حق  دستوري ، طالما  ناضل  شعب  كوردستان  بجميع  شرائحه  ومكوناته  من  اجله ، ومن  هذا  المنطلق  ننادي  بضرورة  المشاركة  القوية  والمكثفة  في  انتخابات  اقليم  كوردستان  المقبلة ، بالتصويت  الكلداني  الواسع  لقائمة  الكلدان  الموحدة ، تأكد  اخي  الناخب  الكلداني  انك  اليوم  في  معركة  حقيقية  لتلبية  هذا  النداء  وتحمل  مسؤولياتك  وأداء  هذه  الامانة  العظيمة ، ومعلوم  ان  كل  معركة  تحتاج  الى  سلاح  فسلاحك  في  ذلك  اليوم  المشهود  يوم  الانتخاب ، يوم  ان  تقترع ، حكم  ضميرك  في  تلك  اللحظة  التاريخية ، وتجرد  من  الحسابات  والمصالح  الضيقة  الأنية ، انتخب  مرشحي  قائمة  الكلدان  الموحدة   64  فهي  التي  تمثل  الكلدان  وانت  منهم

اخي  الناخب  الكلداني  تصويتك  ليس  فقط  حق  انساني  ودستوري  وانما  هو  واجب  في  هذه  الظروف ، واجب  نحو  تحقيق  ذاتك  الكلدانية ، نحو  تثبيت  هوية  الاباء  والاجداد ، بل  هو  ضرورة  ملحة  للتأكيد  على  صوابية  النهج ،، قد  يطرح  البعض  تحليلات  على  ان  التصويت  لا  يقدم  او لا  يؤخر ... استغرب  من  الاشخاص  الذين  يعتبرون  صوتهم  غير  مؤثر، فكل  شخص  صاحب  حق  الاقتراع ، يوجد  لصوته  وزن  وتأثير ، صوتك  ليس  فقط  اغلى  من  الذهب ، بل  اغلى  من  ذلك  بكثير ... الكلدانية  ثاني  قومية  بعد  القومية  الكردية  في  كوردستان  العراق ، وفي  ظل  كل  الظروف  السياسية  التي  اعتبرها  شائكة  جدا  خاصة  بمجتمعنا ، يجب  على  الكلداني  ان  يصوت  للقائمة 64  لكي  نثبت  وجودنا  كوسط  كلداني  في  اقليم  كوردستان

نعم ، نصوت  من  اجل  نيل  حقوقنا  المدنية  والقومية  المشروعة ، من  اجل  تمثيل  كلداني  حقيقي  في  برلمان  كردستان  بطريقة  شرعية ، لذا  ندعو  الجميع  الى  التصويت  لقائمة  الكلدان  الموحدة  التي  تحمل  رقم 64 ، فالتصويت  هو  حق  ديمقراطي  وعدم  التعبير  عنه  هو  هدر  اصوات ، ونحن  كشعب  كلداني ، يجب  ان  نكون  متماسكين  وتربطنا  رابطة  واحدة ، يجب  علينا  ان  نسمع  صوتنا  من  اعلى  منبر  واعلى  منصة ، ونقول  لا  لصهر  قوميتنا  الكلدانية ، نعم  للمساواة ، نعم  للاعتراف  بالاخر ، نعم  للعيش  المشترك  بكرامة ، نعم  لحقوق  الانسان ، نعم  لحقوقنا  القومية  المشروعة

من  حق  اي  حزب  سياسي  مشارك  في  الانتخابات  ان  يطرح  برنامجه  وشعاراته  كما  يشاء ، ولكن  ليس  من  حق  الناخب  ان  يختار الشعارات ، بل  من  حقه  ان  يكون  رأيه  بنفسه  وان  يختار  قيمه ... يختار  القائمة  التي  تمثله  حقا  وصدقا ، هويته  ومعتقدات  ابائه  التي  ورثوها  من  اجداد  الاجداد ، لان  صوته  الذي  سيجمع  مع  اصوات  الاخرين  سيرسم  مستقبله  ومستقبل  اطفاله  وتثبيت  كيانه  المتجذر  في  اعماق  التاريخ

هناك  فرق  بين  البرنامج  الانتخابي  وبين  رفع  شعارات  جاذبة ، وجوهر  ذلك  الفرق  هو  القناعة  بهذه  الشعارات  نفسها ، هناك  شعارات   فضاضة  مرحلية  يرفعها  الاخرين  لكسب  اصوات  الناخبين ، ان  رفع  شعارات  غير  واقعية ، هي  مجرد  فرضية ، وحاليا  تفتقر  للمصداقية  ،  يرفعون  شعارات  وحدوية  زائفة ، متى  كانت  الوحدة  تتحقق  بهذا  الشكل  ... هل  تتحقق  بتجميع  وكتابة  اسمائنا  التاريخية  بهذا  الشكل  الهجين - كلدان  سريان  اشوريين - خالية  من  المعنى  والمضمون ،، على  مر التاريخ  لم  نفهم  او  نسمع  وحدة  تحققت  بدون  حوار  ديمقراطي  ومشاركة  الاطراف  ذات  العلاقة  والاعتراف  الواحد  بالاخر ، الأذن  ملت  من  سماع  هكذا  شعارات  وتصريحات  وهتافات ، واستغلال  طيبة  البسطاء  من  ابناء  شعبنا ، فقد  شبع  منها  في  الماضي  القريب  والحاضر

اقول  لكل  الاخوة  والاخوات ،، الناخبين  الكلدان ،، عليكم  ممارسة  هذا  الحق  الدستوري  دفاعا  عن  حقوقكم  المدنية  والقومية ، عليكم  ان  تعوا  خطورة  الموقف  وان  تعلموا  بأنكم  تواجهون  خيارات  مصيرية  يرتهن  على  اثرها  مستقبلكم  ومستقبل  الاجيال  القادمة ...  من  اجل  ان  تبعثوا  اخوة  لكم  يدافعون  عن  حقوقكم  في  برلمان  اقليم  كوردستان ، لذلك  من  الظروري  ان  تصوتوا  لقائمة  الكلدان  الموحدة  رقم 64  وان  ترفعوا  نسبة  التصويت ، عليكم  ان  تعرفوا  مصلحتكم  وتحديد  مصيركم  بأنفسكم ، ليرفع  اسم  الكلدان  عاليا  وشامخا  ويليق  باصالة  تراثنا  الكلداني  العريق

ونأمل  ان  تكون  الفرصة  متاحة  للجميع  من  اجل  التعبير  الحر  عن  ما  يريده  كل  انسان  وأمله  من  هذا  المجلس  البرلماني  المنتخب ، الذي  نتمنى  ان  يكون  جديدا  في  كل  شيء  وممثلا  حقيقيا  لكل  مكونات  شعب  كوردستان  الذي  يستحق  كل  خير  ومن  الله  التوفيق

   

wadizora@yahoo.com






   




  
  

130
خلق هوية من العدم رغم انف التاريخ


بقلم : وديع زورا
اتسمت  الحياة  في  العراق  ابان  العهود  الغابرة ، بطابع  البطش ، وظلت  القوة  والجبروت ، والجاه  والسلطان  لمن  تكون  له  الغلبة ، ولما  توفرة  القوة  وترسخت  السيطرة  لا  حاجة  لتبادل  الاراء  او  تكامل  الادوار ، فكل  شرائح  الشعب  العراقي  عربية ، وان  لن  ينتموا ... هو ، الحق  الذي  لا  يعلو عليه  حق ، وعليه  كل  فئة  من  فئات  المجتمع  العراقي ، هم  عرب ، واذا  طالبوا  بحقوقهم  القومية  والثقافية ، هو  الباطل  الذي  لا  يحتاج  سوى  المحاربة  والاستئصال  بكافة  السبل  والاساليب

تطالب  الكلدان  بعض  الاصوات  بالوحدة  في  هذه  الايام ، وهنا  نقول  الوحدة  مع  من ، الكلدان  شركاء  في  وحدة  الشعب  العراقي  بعربه  وكرده  وبتركمانه  وبكلدانه  وباشورييه  واخرى ، فالكلداني  لم  ينشق  من  احد  ولم  ينفصل  من  احد ، الكلدان  مكون  من  مكونات  الشعب  العراقي  وفق  المادة 125 من  دستور الدولة  العراقية ، فالهوية  الكلدانية  موروثة  عبر  القرون  من  الاباء  والاجداد  الاجداد ، باننا  كلدان ، اذا  لم  نكن  كلدانا  فماذا  نكون ، اذا  لم  نكن  كلدانا ، هل  نكون  جديرين  بالاحترام  كأمة  حافظت  على  كيانها  القومي  واللغوي  عبر  مر  العصور ، وكذلك  الاشوري  اذا  لم  يكن اشوريا ، فماذا  يكون ، أ م  ستكون  بداية  النهاية  كتسميات  تاريخية  تميزة  عن  باقي  التسميات  بتواصلها  التاريخي  عبر  القرون  الطويلة  حين  زالت  أمم   ونشأت  أمم  اخرى

التمرير  لتثبيت  التسمية  المركبة - كلدان  سريان  اشوريين - في  دستور  اقليم  كردستان ، تحمل  مخاطر  في  ثناياها ، مخاطر  المزيد  من  التفتت  والتشرذم  بين  ابناء  الدين  الواحد ( كلدان  وسريان  واشوريين ) حيث  يستخدم  هذا  النوع  من  الخطابات  المزيد  من  لغة  التجزئة  والتكتلات  الفئوية  بشكل  يمايز  فيما  بينها ، بعيدا  عن  الحديث  عن  اية  خطابات  وحدوية  او الحديث  عن  اية  وشائج  تاريخية ، وفي  هذا  السياق ، يتم  التركيز على  لغة  التعايش  بوصفها  الرابط  الحقيقي  لتشكل  المجتمعات  واستمرارها ... ورغم  اهمية  التعايش  والتسامح  بين  كل  الفئات  داخل  المجتمع  الواحد ، فان  الأمر  لن  يتم  بدون  وجود  روابط  حقيقية  وهي  الاعتراف  الواحد  منا  بالاخر  كما  هو  ،، كلداني  وسرياني  واشوري ،، تسميات  واقعية  ورثنها  نحن  وابائنا  و هم  من  قبلنا  بتاريخها  الطويل

واذا  كان  بعض  الاخوة  يؤيد  هذا  الخطاب  بدمج  الاسماء  التاريخية  الاصيلة  بهذا  الشكل  الهجين - كلدان  سريان  اشوريين - والبعيد  عن  الفهم  والادراك ، فارغ  من  حيث  الشكل  والمضمون ، ويدعون  الى  التعايش  والوحدة  والانفتاح  على  الاخر ،، الاشوري  بالاساس ،، مرتكزين  في  ذلك  على  نقد  خطاب  اشوري  شمولي ، فانهم  يفعلون  ذلك ، وهم  انفسهم  مقيدون ، ان  لم  يكونوا  مقموعين  بأطر  فكرية  جديدة  تفرض  عليهم  حدودا معينة  من  النقد  والتحليل ، وهو  ما  يمكن  ان  نطلق  عليه  هنا  أطر  الشمولية  الجديدة - كلدان  سريان  اشوريين - وهي  من  ابتكارات  الاحزاب  الاشورية  لاغراض  وغايات  معروفة ، وهنا ، فان  الخطاب  لا  يستطيع  ان  يقترب  من  قريب  او  بعيد  من  المنطق  والحقائق  التاريخية ، دون  ان  يقوم  بتحليلها  بموضوعية ، وفي  ضوء  اطاراها  التاريخ  العام  المتجذر  في  تربة  بلاد  الرافدين  وبالمصادر  الموثوقة  من  امهات  كتب  بلاد  الرافدين  بلغاتها  المتعددة  والمصادر الاجنبية  المحايدة ، وهو ما  يكسب  هذا  الخطاب  انتقائية  شديدة  الوضوح ، بالغة  الخداع  وربما  بالغة  الانتهازية

وبات  من  المؤكد  وصول  الامور  الى  نقطة  اللاعودة ، واصبح  الجميع  وجها  لوجه  مع  ذات  الحيرة  التي  تكتنف  العقدة  والحل ، وهي  الحقيقة  المرة  التي  تدركها  الجماعات  السياسية  الفئوية ، ولكنهم  يغظون  الطرف  عنها  املا  في  خلقها  من  العدم  رغم  انف  التاريخ ... فان  نظرة  الانسان  الكلداني  بعين  التعجب  الى  اصرار  رابي  سركيس  اغاجان  على  التنكر  لحق  الكلدان  في  تثبيت  هويتهم  القومية  قائمة  بحد  ذاتها ، والضغط  على برلمان  كردستان  لحجبها ، والمضى  في  طريق  فرض  التسمية  الهجينة  التي  لا  تنسجم  مع  حق  الشعوب  في  تقرير  مصيرها

ان  حدثا  كهذا  تحقيق  الوحدة  بين  الكلدان  والسريان  والاشورين ، كان  يمكن  ان  يسجل  حضورا  ابديا  لولا  الخطأ  الفادح  الذي  ارتكبه  رابي  سركيس اغاجان  عندما  قدر ( بتشديد الدال) ان  صيانة  هذا  المنجز  العظيم  يكمن  في  فرضه  بهذا  السلوك  وبطريقة  غير  ديمقراطية  وخالية  من  الشفافية ، ليصبح  حتميا ، رغم  كونه  منبثقا  من  رحم  المستحيل ، ذلك  الخطأ  احدث  شرخا  في  كرامة  الكلدانيين ، وجرحا  لن  يندمل  الا  باستعادة  الحق  المسلوب  تحت  شعارات  غير  منطقية ، ووحدة  اساسها  مصطنع ، وهوية  هجينة  مركبة ، ليس  لها  حقيقة  لا  في  التاريخ  القديم  ولا  في  العصر  الحاضر

wadizora@yahoo.com




 

131

الكلدان يقرعون النواقيس .. وبشدة ..

بقلم : وديع زورا

لا يمكن  تجاهل  ما  يحدث  من  حولنا ،  كما  لا  يمكن  ان  نتجاهل  التيارات  الفكرية  الظاهرة  على  السطح ،  وطبعا  لا  يمكن  ان  نتجاهل  تأثير التقلبات  الفكرية  والسياسية  على  خطاب  بعض  المثقفين  من  النخب  السياسية  المختلفة ، فمما  لا  شك  فيه  ان  ما  يحدث  في   مجتمعنا  المسيحي  العراقي  المعاصر  من  تحولات  جارفة  يلقي  بظلاله  الباهتة  على  قدرة  المثقفين  على  الاقل  الالمام  به  ومعرفة  جوانبه  المختلفة ، بشكل  يكشف  عن  جوهر  هذه  التحولات  والعوامل  التي  ادت  اليها ، ناهيك  عن  طرح  اراء  وافكار غريبة  وعجيبة  دون  دراسة  دقيقة  وموضوعية ، وهو الامر الذي  يؤدي  الى  خلق  وعي  مزيف  غير  مرتبط  بحقيقة  هذه  التحولات

فيما  كان  البعض  الاخر  قد  وجد  في  فوضى  التحولات  في  بنية  المجتمع  فرصته  القائمة  من  اجل  التعبير عن  أطر  فكرية  ومصالح  فئوية  يتم  الترويج  لها  تحت  ستار  الدين  الواحد  والعلاقات  والفهم ، وطي  صفحات  تاريخ  بلاد  الرافدين ، وتبني  الفكر  الشمولي  الاشوري  والاقصاء  المطروح  للكلدانية  كهوية  قومية  قائمة  بحد  ذاتها  في  ادبيات  ودساتير  الاحزاب  الاشورية ، ولكي  يتم  تمرير  هذا  الخطاب  الاقصائي  والشمولي  الضيق  في  جوهره  لا  بد  من  ربطه  بأطر  جديدة  اخرى  واوسع ، تسمية  معلبة  في  مصانع ... ؟؟؟ ( كلدان  سريان  اشوريون ) تشدد  على  مصالح  فئوية  واجندة  حزبية  ضيقة  تنأى  بنفسها  عن  حقوق  ومشاعر  واحساسيس  مئات  الالاف  من  الكلدان

ينبني  هذا  النوع  من  الخطابات  كلدان  سريان  اشوريون  ، على  روح  اقصائية  للهوية  الكلدانية ، رغم  دعاواهم  المبطنة  المغلفة  بصيغ  العلاقات  والتسامح  والوحدة ، فهي ، كما  هو  واضح ، تتعلق  باجتهادات  فكرية  واجندة  حزبية  خاصة ، معبرة  عن  مصالح  ضيقة ، ولا  تمت  بصلة  لتاريخنا ، وبالضد  من  الحقائق  والمنطق ، ومن  صميم  وجوهر الخطاب  الشمولي  الفئوي  الضيق  الذي  تربى  بدرجة  واخرى  في  احضان  الفكر الاشوري  الاقصائي  و الخطاب  الاعلامي  الاشوري  الموجه ، وخاصة  المرئي ، بقدرات  مالية  ضخمة  حزبية  او  شخصية ، ليس  بالمعنى  السياسي  المحدود  فقط ، ولكن  بالمعنى  الثقافي  والاجتماعي ... من  هنا  تبرز  احدى  اهم  سمات  هذا  الخطاب ، وهي  وقوعه  في  مخاطر  الاستعلاء  وتصوراته  المركزية  الجديدة

الكلدان  يقرعون  النواقيس .. بشدة .. التساؤل ، من  نحن ؟  والى  من  ننتمي ؟ وما  هي  جذورنا  واصولنا ؟ وماذا  يراد  بنا ؟ ولماذا  طمس  الحقائق ؟ ولماذا  يتعمدون  الغاء  هويتنا ، وتبديلها  باخرى  هجينة  مصنعة ؟ ولماذ ا ، ولماذا ، ولماذا ...
 الحقائق  التي  لا  تحتاج  الى  برهان  واثبات ، هي  كلدانية  الكلدان  وانتماءهم  لهذه  القومية  العريقة  المتجذرة  في  اعماق  التاريخ ، بتاريخها  البابلي  الكلداني ، وحضارتها  انشائا  وتكوينا ... فكلدانية  الكلدان  ليست  هبة  او  دمغة  قرار  سياسي  او  شعار ، بل  هي  كلدانية  شعب  وانتماء  لأمة  قد  اعزها  الله  تعالى ... خرج  منها  ابو  الانبياء  ابراهيم  الخليل ( اور الكلدانية ) الواقعة  في  سهل  دجلة  والفرات (  سهل  شنعار)  ... وتشريفا  بحمل  رسالة  سماوية  لعبادة  الاله  الواحد  واصلاح  حياة  البشرية ، فكلدانية  الكلدان  انتماء  للأمة  والارض  بالامجاد  مفاخرة  بنسبها  الكلداني  امناء  على  انسابهم ... نعم ، كلدانية  الكلدان  حقيقة  الحقائق  كون  اكثر  من 80% من  مسيحيي  العراق  كلدان ، والذين  يتجاوز عددهم  اكثر من  مليون  نسمة  في  العراق  ودول  العالم

على  مر  تاريخهم  الطويل  عانى  الكلدان  شتى  انواع  الاسى  والاذى ، واذا  تصفحت  تاريخ  بابل  العظيمة  فالكلدان  كانوا  اول  من  قادوا  الثورات  ضد  المحتلين  الغزاة  ... تظهر  لشعوب  شتى  على  مر  الزمن ، نكسات  وقعت  في  ازمان  مختلفة ، ومصائب  كثيرة  وكبيرة  تعصف  بمجتمعاتها ، وتدمر  هويتها  بالكامل  ليمحى  من  التاريخ  اسمها ، وتراثها ، واسم  ملوكها  وزعمائها  وعلمائها ،، ولكن  العجيب  في  عجائب  التاريخ ، وجود  امة  الكلدان  تتخطى  احلك  الظروف  واشد  النكسات  عبر  تاريخها  الطويل ... فعلا  تثبت  هذه  الأمة  انها  امة  عجيبة  وغريبة  ولا  تعرف  المستحيل  في  صراعها  من  اجل  اثبات  هويتها  ووجودها ، بالرغم  من  تأخرها  وتخلفها  في  اجزاء  من  مجتمعها ، الا  انها  تعود  بكل  ثقة  وثبات  من  جديد ، والاعجب  انها  تزداد  عن  كل  مرة  قوة  واصرارا  على  البقاء ، ففي  كل  ظرف  صعب  واضطهاد  وتذويب  وصهر  لهذه  الأمة  على  مر  تاريخها  الطويل ( تفريس  وتتريك  وتعريب  و؟؟؟ ) رجال  وقفوا  على  التاريخ  وسمعنا  منهم  ولم  نقراء  ولا  نرضى  بأحد  يعلمنا  تاريخنا ، رجال  يكتبوا  في  تاريخ  البشرية  صفحات  لأمة  لم  يهزمها  الشقاء  ولم  يغلبها  العناء

هنا ، اهيب  بالجميع  وضع  هذه  الشريحة  المهمة  والفاعلة  من  شرائح  الشعب  العراقي  امام  انظارهم  واهتمامهم ، والمحافظة  على  هذه  الشريحة  العريقة  والاصيلة  التي  شاركت  كل  ما  مضى  من  الاجيال  سواء  كانت  في  اوقات  السراء  او الضراء ،، نطالب  حكومة  اقليم  كردستان  ان  تتكفل  برعاية  كل  الاقليات  سواسية  واحترام  حق  الشعوب  والامم  والقوميات  في  تقرير  مصيرها ،، والكلدان  في  مقدمتهم  فهم  جزء  عضوي  من  مكونات  نسيج  شعب  كردستان ، ويطالبون  بتفعيل  حقوقهم  القومية  المشروعة  وتثبيتها  في  دستور  اقليم  كردستان   

wadizora@yahoo.com/]






132
رسالة الى فخامة رئيس اقليم كردستان المناضل مسعود البرزاني الجزيل الاحترم
تحية واحترام
  
ان  ثورة  الشعب  الكردي  التي  قادها  الخالد  المرحوم  والدكم  الملا  مصطفى  البرزاني  طيب  الله  ثراه ، ستبقى  شعلة  وضاءة  تنير  الدرب  لكل  الثوار  والاحرار  ضد  الظلم  والطغيان  والجبروت .
اكتب  اليكم  يا  سيادة  الرئيس  وكلي  امل  ان  اجد  لديكم ، ورغم  الظروف  العصيبة  التي  يمر بها  بلادنا ، الاذان  الصاغية  بحق  الشعب  الكلداني  وهم  قومية  اصيلة  تعيش  على  ارض  كردستان  ولدت  وترعرت  على  ترابه . اناشدكم   ككلداني  مستقل  في  انتمائه  السياسي  ان ترجع  البسمة  الى  شفاه  كل  كلداني  الذي  وقف  الى  جانب  الشعب  الكردي  في  مسيرته  النضالية  التحررية
أن  مفهوم  الهوية  عند  الكلدانيين  لا  تحدد  باطار  الاحزاب  الاشورية  بل  تحدد  بإطار  الحزب  الديمقراطي  الكلداني  والمجلس القومي  الكلداني   والمنظمات  والمؤسسات  الكلدانية  الاخرى  والشعب  الكلداني  نفسه  . ورغم  تعرض  الهوية  الكلدانية  على  مر التاريخ  الى  العديد  من  محاولات  الصهر  والتذويب  والاضطهاد ( تفريس  وتتريك  وتعريب ) من  قبل  الانظمة  التي  انضوى  الشعب  الكلداني  تحت  حكمها ، حافظت  على  وجودها    
    كنا  ننتظر من  سيادتكم  و اعضاء  برلمان  اقليم  كردستان  ان  ينصفوا  شعبنا  الكلداني ، وتثبيت  الهوية  القومية  الكلدانية   في  دستور اقليم  كردستان  بشكل  مستقل  لكون  الهوية  الكلدانية   لها  جذور عميقة  في  هذه  الارض  الطيبة  وتاريخها  يمتد  الى  اكثر من 7300 سنة . لم  نفهم  الهوية  القومية  تاريخيا  انها  تتغير  حسب  العرض  والطلب  كما  نغير  ملابسنا ... استحلفكم  بالله  يا  سيادة  الرئيس  لماذ  قاتل  وقدم  الشهداء الشعب  الكردي  عقود  من  الزمان  اليس  من  اجل  الهوية  الكردية  وكرامة  الشعب  الكردي ، ان  الوجود  القومي  والهوية  القومية  لا  يمكن  أن  تفرض  فرضا  وتحت  اي  ظرف  من  قبل  اي  طرف  على  طرف  اخر، ومن  هذا  المنطلق  اعلن  مجمع  اساقفة  الكلدان  في  بيانهم  الختامي  الصادر عن  مجمع  اساقفة  الكنيسة  الكلدانية  الكاثوليكية  المنعقد  في  عنكاوة/ أربيل  يوم 5- 5-2009 الموقف  التالي:
يعلن  الاساقفة  تمسكهم  الراسخ  بقوميتهم  الكلدانية  وحقوقهم  المشروعة  بموجب  الدستور العراقي  الاتحادي  المادة: 125 ،، وعلى  هذا  الاساس ( يطالب  الاساقفة  الكلدان  ادراج  هذه  المادة  من  دستور الدولة  الاتحادي  في  دستور اقليم  كردستان ) والذي  ينسجم  مع  الاعلان  العالمي  لحقوق  الانسان  ومع  المعاهدات  والاتفاقات  الدولية  التي  قامت  جميعها  على  اساس  حق  الشعوب  والامم  والقوميات  في  تقرير  مصيرها ، وإن  ما  يجري  الان  من  عدم  تطبيق  لبنودها  في  اقليم  كوردستان ، واستخفاف  بها ، قد  اصاب  ابناء  شعبنا  الكلداني  في  العراق    والعالم ، باسى   بالغ ، وخيبة  أمل  عظيمة ، اليس  غريبا  يا  سيادة  الرئيس  ان  تتغير  مضمون  المادة (5 )  التي  تتحدث  عن  مكونات (القوميات) التي  يتكون  منها  شعب  كردستان  في  ليلة  وضحاها  بعد  ان  نشرت  المسودة  على  صفحات  الجرائد  والمواقع  الالكترونية  كانت  الكلدان  والاشورين  والسريان ، لماذا  تريدون  الغاء  هوية  شعب  اصيل  تعداده  في  العراق  والعالم  اكثر  من  مليون  شخص  
 نناشدكم  يا  سيادة  رئيس  اقليم  كردستان  ان  تنصفوا  شعب  الكلدان  لا  تخذلوا  شعبنا  الذي  وقف  الى  جانب  قضيتكم  العادلة ، نتمنى  ان  يصل صوتنا  اليكم  يا  سيادة  الرئيس  وتضعه  في  الحسبان  ولنا  ثقة  بأن  سيادتكم  سيكون  لها  رؤيتها  السليمة  في  معالجة  الموقف  وانصاف  الشعب  الكلداني ، ونتمنى  التوفيق  لسيادتكم  ولشعب  كردستان  وباقي  مكونات  الشعب  العراقي  من  اجل  عراق  ديمقراطي  فدرالي  موحد  ومن  الله  التوفيق

وديع زورا
6/26
 

133

مواقف الكاتب الكلداني الواضحة والثابته
بقلم : وديع زورا

  خلق  الله  القلم  قبل  خلق  السموات  والارض  والملائكة  وسائر الكائنات ، وأول  ما  خلق  الله  القلم  ثم  قال  له  اكتب  ، فجرى  في  تلك  الساعة  بما  هو  كائن  الى  يوم  القيامة ، وفي  بلاد  الرافدين  ومنذ  فجر التاريخ  اول  حرف  اختط  القلم  كان  في  بلاد  سومر واور على  وجه  هذه  البسيطة ، كان  الوعد  ان  تبلغ  حضارات  بلاد  النهرين  اطراف  الدنيا  فينهل  منها  القاصي  والداني  وتعمر الارض  بانفاسها  وشذاها ... فما  ان  تذكر بابلونا  حتى  تفتح  الجنائن  المعلقة  وبرج  بابل  فتراها  مرسومة  بكتب  المؤرخين ،، تنظر الى  التوراة  والانجيل  فاذا  بابل  الكلدانية  فواحة  مثل  عطر الورد  وانفاسها  ينعش  الروح  والقلب  الذي  يهز مشاعر الانسان  عند  ذكرها ،، بلاد  النهرين  منها  خرج  اعظم  العلماء  والكتاب ، وهبوا  ما  اعطاهم  الله  للعالم  من  بعدهم ، وذلك  بتفريغ  ما  تحتويه  عقولهم  النيرة  الى  كتب  قيمة ، فخدموا  الانسانية  بذلك  خدمة  جليلة

لمصلحة  من ، وضد  من ، يدعوا  بعضهم  الى  هوية  مصطنعة  هجينة  والى  التمسك  بها ... لم  نفهم  الهوية  القومية  تاريخيا  انها  من  هذا  الجنس  تتغير  حسب  العرض  والطلب  كما  نغير  ملابسنا ،، تطول  قائمة  مواقفهم  المتبدلة ،، واذا  اطلقنا  العنان  لقلمنا  في  هذا  الموضوع  قد لا  تكفيها  المساحة  المفرودة  لهذا  المقال ... لماذا  الان  يزايدون  على  الكتاب  الكلدان  والمعرفون  بصلابة  العود  واستمرار  الجهود  على  مواقفهم  المتجددة ، انهم  يصيغون  مواقفهم  لا  بحساب  التصرفات  الظرفية  بل  بحساب  مبادئهم  وقيمهم ، انهم  ضحية  مبدئيتهم   وقيمهم  الاساسية ، لا  يراهنون  على  حسابات  الوقت ، بل  المبدئية  والوفاء  للعهد  الذي  قطعوا  على  انفسهم  للاخلاص  الكلداني  لقضايا  الامة  الكلدانية  في  وجودها  وحريتها  اسوة  بباقي  مكونات  الشعب  العراقي

ازاء  هذه  الصورة  المتغيرة  القاتمة ، حافظوا  الكتاب  الكلدان  على  مواقفهم  وافكارهم  وخطابهم  النصي ، ولم  يدوخوا  كثيرا  في  لغز البيضة  والدجاجة ، او يضعو  املهم  في  سرعة  انقلاب  مواقف  الاخرين ، ومن  السهل  جدا  ان  يتوقعوا  مواقفنا  المطلعون  عليها ، وبامكانهم  استخلاص  الحقائق  من  الواقع  المعاش ، وبالمقابل  فان  جميع  الذين  ادركوا  هذه  الحقيقة ، سيفاجؤون  كل  مرة  بافكار الكتاب  الكلدان  التي  تفضح  مدى  هشاشة  الفكر الشمولي  لديهم ، وبمعول  الحق  الذي  يحملون  لهدم  الباطل ... قال  الكاتب  الكلداني ، بجهور الصوت ،، انا  كلداني ،، صرح  به  علنا ، بصبر  وتؤدة  وسعة  الصدر ، رغم  الاغراءات  والتهديدات  والصاق  التهم  الجاهزة  لاستهداف  روح  ومبادىء  الكلدانية

ان  الكاتب  الكلداني ، وهو يشرع  بالكتابة  يعرف  انه  سيتوجه  بالخطاب  الى  قراء  من  شرائح  مختلفة  ومتنوعة ، وهو الكاتب  المتبصر  وصاحب  الارادة  والعزيمة  التي  لا  تلين ، سيظل  صامدا  شامخا  كالطود  بالوفاء  للمبادىء  لا  ينال  من  صبره  وثباته  تشويه  المشوهين ، ولا حملات  اعلامية  مضللة  شوهت  فيها  الحقائق ، واساءت  الى  روح  القومية ، فكل  كاتب  قومي  كلداني  قد  رسم  مساره  النضالي  على  درب  الحرية  والوفاء  للمبادىء ، وما  توقع  الكاتب  الكلداني  يوما  ان  تفرش  الطريق  بالورود  امامه  في  عمله  الشاق  ومسيرته  المضنية ، لخلق  شروط  انطلاقتها  من  جديد  واثرائها ، وبقوله  الصادق  لا  شك  سيثير  حنق  وحقد  اقلام  المتهافتين ، اختار الكاتب  الكلداني  مسارا  شاقا ، يتحمل  العبء  الاكبر  في  سبيل  تحقيق  اهدافه  النبيلة ، فما  وهن  ولا  هان ، وما  ضعف  ولا  استكان ، اختار مسارا  كان  فيه  يصدع   بالحق ، والحق  ظاهر لا  يحتاج  الى  رؤيته 

 ان  مواقف  الكاتب  الكلداني  الثابته  في  هذا  الصدد ، واضحة  جدا  لا  يطالها  غبار، منسجمة  مع  المسؤولية  التاريخية  ومصلحة  الكلدان ، ثابته  ثبات  الحقوق ، واضحة  وضوح  الشمس ، ناصعة  لا  يدنسها  غبار  الطريق ... كما  ان  محاولات  التلفيق  والامتزاج  لا  تغير  شيئا ، فلنسمي  الهوية  القومية  بمسمياتها  الاصيلة ... ولنحفظ  لذواتنا  ذاتيتها ... فلنحفظ  لها  روحها  ووجهنا  لكي  نحفظ  كرامتنا ، لأن  القومية  المشتركة  بذاتها   ليست  فكرا وثقافة ، بل  انتماء  وتسييس  لانتماء ، انه  يمكننا  تصور حامل  فكرة  تسييس  الانتماء  القومي ، ويمكن  تصوره  فاعلا  سياسيا  وفاشيا ، فهي  في  هذه  الحالة  لا  يمكن  الا  ان  تكون  شمولية  وهزيلة  في  الوقت  ذاته ، وهزيلة  لانها  سوف  تفعل  ذلك  بناء  على  مبادىء  محدودة  وضامرة  لا  تحمل  اجابات  كثيرة ، فالاشياء  تتمنع  علي  التغيير ، ولا  يغير  منها  شيئا  بحساب  مواقفنا  ومواقعنا ، او البسناها  ثياب  تستر عيوبها  في  تلك  اللحظة  الزمنية  تحت  الشعور  بالمناسبة  او الانتهازية  الخالصة

wadizora@yahoo.com

134
مرة اخرى..المثقف الكلداني
 والمسألة القومية


بقلم : وديع زورا

 من  واجب  كل  مجتمع  ان  يبحث  عن  اسباب  الضعف  وطريقة  معالجته  بهدف  حصول  القوه ... لماذا  يضيق  كثير من  الناس  ذرعا  بالنقد  الذي  يوجه  اليهم  من  قبل  الاخرين  في  انواعه  واشكاله  المختلفة ، حيث  يرى  المثقف  في  نفسه  انه  على  مستوى  عال  من  الاطلاع  والفهم ... يظل  النقد  الموضوعي  الهادف  الى  تحديد  العيوب  واقتراح  الحلول  هدفا  في  حد  ذاته ، ووسيلة  من  وسائل  تحديد  العيوب  والسلبيات ، وانه  يقوم  على  معايير  محددة ، وثوابت  وأصول  لا  يسوغ  لاحد  القفز  عليها  او  تجاوزها ، في  حين  ينبغي  على  المرء  منا ، ان  يكون  موضوعيا  في  تقبله  نقد  الاخرين  له ، اتمنى  ان  نصل  الى  درجة  ان  نقبل  النقد  ونستفيد  منه ، وان  لا  يشعروا  بالضيق  من  النقد  الذي  يوجه  اليهم

  مقولة ، انا  كلداني ، ولكنني  لست  من  القوميين  الكلدان  تعتبر  من  الشعارات  التي  يرددها ( بتشديد الدال)  بعض  المثقفون  الكلدان  في  اكثر  الاحيان ، فهم  يرددونها  للدفاع  عن  انفسهم ... مما  خالفوا  فيه  الواقع  والاحتماء  خلفها  امام  الاعلام ، وكما  يرددونها  امام  المؤسسات  الحكومية  والمدنية ... الخ ،، ان  محتوى  هذا  الشعار ،، واضحا ، ان  هذا  الشخص  الذي  يدافع  عن  نفسه  بهذا  الشعار ، لا  يمكن  للمرء  ان  يتكهن  فيما  اذا  كان  يطالب  بأي  حق  من  حقوق  الكلدان  الثقافية  والاجتماعية  والقومية

انني  اعتبر هذا  الشخص  الذي  يدافع  عن  نفسه  بهذا  الشعار... الذي  يقول  انا  كلداني ، ولكنني  لست  من  القوميين  الكلدان ، يريد  ان  يقول  للاخر ، انا  كلداني ، ولكن  ليست  لي  علاقة  بأي  من  اللغة  والثقافة  والحقوق  الكلدانية ، ولا  ادافع  عنها  ولا  اناضل  في  سبيلها  ولا  اسعى  الى  حمايتها ... يتجاهل  عمدا  الدور الذي  تمارسه  غالبية  الاحزاب  الاشورية  الشمولية ، باعتبار القومية  الكلدانية  مذهب  ديني ، وسعيهم  الخائب  لالغاء  وتهميش  القومية  الكلدانية ،، فهو  يريد  ان  يقول  بهذا  الشعار ، انا  لست  ضد  هذا  ايضا

ان  قسم  من  الكلدان  الذين  يقولون  اني  كلداني ، ولست  من  القوميين  الكلدان ، يرفضون  هذا  التحليل ، هؤلاء  لا  يطالبون  بحقوقهم  وهم  أمة  موجودة  تتعرض  للظلم  والتهميش  وهم  اصحاب  الارض  لهم  حقوق  فيها ، بل  يعملون  ما  بوسعهم  في  الاتجاه  المعاكس  كي  يظهروا  للعيان  بانهم  موجودون  ويطالبون  بحقوق  الكلدان ، يقولون  لسنا  من  القوميين  الكلدان ، ولكننا  نطالب  بحقوق  الكلدان  الثقافية  والاجتماعية ، ولكننا  نناهض  العنصرية  والتعصب ، وهنا  تتعقد  المسألة  اكثر ، فمثلا  نلاحض  ظهور  مصطلحي  عنصرية  الكلدان  او التعصب  الكلداني ، وهو ما  يجب  ان  ينتبه  له  جيدا ... ليس  بخاف  على  كل  عين  بصيرة  ما  تتعرض  له  الشخصية  القومية  الكلدانية ، من  محن ، وما  تزال ، من  حملات  التعريب  والتأشور مرورا  بعمليات  التشويه  والتزوير  لتاريخنا  وثقافتنا  

 يجب  ان  نهتم  بهذه  المسألة  ونبحث  فيها ، فتحصين  الشخصية  القومية  الكلدانية  يكون  بالحرص  على الخصوصية  الثقافية  للأمة  الكلدانية  مع  افساح  المجال  واتباع  كل  الاساليب  الممكنة  التي  تتيح  لها  التواصل  مع  ثقافة  العصر  واتجاهاته  اي  انها  حين  تمد  جذورها  الى  تراثها  لا  تنغلق  على  ذاتها ... لنعلم  كيف  يوجدون  مصطلحي  عنصرية  الكلدان  او تعصب  الكلدان ، وكيف  يدخلونها  في  اذهان  الكلدان ، لنتسائل ؟  هل  يوجد  كلداني  واحد  يقول ... ان  كلداني  واحد  يعادل  الدنيا  برمتها ؟ هل  يوجد  كلداني  يريد  ان  يعمل  على  صهر  السريان  والاشوريين  ويجعلهم  كلدانيين ؟ هل  يوجد  كلداني  واحد  يريد  صهر مكونات  الشعب  العراقي  في  الكلدانية ؟ الجواب لا  يوجد ... اذن  اين  العنصرية  والتعصب  في  مطاليب  الكلدان  الثقافية  والقومية  ضمن  حقوق  الأمم  والشعوب  الأصيلة  ومواثيق  حقوق  الانسان !!! انا  كشخص  لم  ارى  او  اسمع  اي  كلداني  يحمل  هذه  الافكار ، ولكنني  رايت  بعض  الكلدان  الذين  يقولون ، انا  كلداني ، ولكنني  لست  من  القوميين  الكلدان ، ان  الاشخاص  الذين  يصرحون  بهذا  الراي ، لا  يستطيعون  ان  يقولوا  شيئا  جديا

لنفترض  ان  هناك  مجموعة  او  فئة  من  الكلدان  تريد  ان  تعمل  على  صهر السريان  والاشوريين  في  الكلدانية ، حيث  حاولوا  الاحزاب  الاشورية  بتبنيهم  طروحات  ماضوية  وليست  واقعية  ، ولكنهم  فشلوا  في  سعيهم  فشلا  ذريعا ، هل  سيكون  ذلك  اكثر  من  مجرد  رغبة  رومانسية  مؤقته ؟ ذلك  لأن  الكلداني  لا  يملك   مؤسسات  قوية  مقتدرة ، وايضا  لا  يملك  الألية  البيروقراطية  كي  يستطيع  ان  يلبي  ما  يريد ، ولا  اجهزة  الاعلام  بانواعها  المختلفة ،، هل  يملك  الكلدان  اي  من  هذه  الامكانيات ، الاليات  والمؤسسات  المهيمنة  مثل  الاحزاب  السياسية  الاشورية ، الاعلام  بانواعه  وامكانياته  الهائلة  وبصورة  خاصة  الاعلام  المرئي  الموجه  قناة  اشور  وقناة  عشتار الاشوريتان  قولا  وفعلا ؟  وبالرغم  من  كل  ذلك  كيف  يمكن  للعقل  الكلداني ، ان  يحوي  شعارات  مثل  انا  ضد  التعصب  والعنصرية  الكلدانية ؟ فهل  هناك  مسعى  للكلدان  غير  ان  يقلصوا  من  ظلم  الاشورية  والعربية  الشمولية ؟ وان  يبرزوا  قيمهم  القومية  ووجودهم  الاصيل  المتجذر في  اعماق  ارض  الرافدين  اسوة  بمكونات  الشعب  العراقي  منطلقنا  من  حقيقة  كوننا  اعرق  مواطني  بلاد  الرافدين
ارجو  اني  وضحت  الفكرة  بقدر الامكان ، والله  من  وراء  القصد


wadizora@yahoo.com

135
 
اقوال غريبة واحاديث عجيبة



الثقافة  هي  قيمة  تسيطر على  نفسية  المثقف ، هي  بحر الاماني  الذي  يسبح  فيه  المتعلم  ، هي  الحضارة  المتحدثة  عن  ذاتها  بذاتها  ، والثقافة  في  علم  الانثروبولوجي " علم الانسان " تتناول  اصول  وتطور  ووظائف  الثقافة  الانسانية  ، وتمثل  له  طريق  الأمة  الموروث  للحياة  كانماط  التفكير  والمعتقدات  والعادات  والقيم  والمثل  التي  تعبر  عنها  بلغتها ، والثقافة  اصناف  وانواع ، منها  الفكري  والروحي  ومنها  المادي  والاجتماعي ، وكل  نوع  او فرع  من  الثقافة  ينقسم  الى  عناصر اساسية  مركبة  وبسيطة ، وهذه  الاجزاء  في  كلتيها  هي  التي  تشكل  الثقافة ،، وكل  امة  مقرونة  بثقافتها ، لها  جملة  من المشتركات  والتوافقات  الثقافية  مع  ثقافات  الامم  الاخرى ، ولذلك  يقال  الثقافة  الكلدانية  والثقافة  العربية  والثقافة  الفارسية  والثقافة  الفرنسية ... الخ  من  ثقافات  الشعوب ، والثقافة  هي  التي  تجسد  هوية  واضحة  المعالم  لهذه  الأمة  او  تلك 

الثقافة  مثل  النخلة ، تحتاج  الى  وقت  طويل  حتى  تخرج  من  باطن  الارض ، وتحتاج  الى  وقت  طويل  حتى  تنموا ، ولكنها  حتما  ستنموا  حتى  تصل  الى  عنان  السماء  بقوة  ورسوخ ، والثقافة  انعكاس  لواقع  المجتمع ،، فهي  تعبر عن  معتقدات  وافكار  ومبادىء  المجتمع ،، واذا  استعرضنا  واقع  مجتمعنا ( الكلداني  والسرياني  والاشوري)  في  هذه  المرحلة ،، فكيف  لنا  ان  نحكم  على  واقع  الثقافة  والمثقفين ، وهي  تسير نحو هاوية  السقوط  في  مصائد  وافكار  وطروحات  متعددة  غير  منطقية ، ولا  تمت  باي  صلة  لتاريخنا  واصالتنا  وتراثنا 

  اعتدنا  نحن  الكتاب ( كلداني  وسرياني  واشوري )  على  طرح  القضايا  المتنوعة  ذات  الشأن  الديني  والقومي  والوطني  على  وسائل  الاعلام  والمواقع  الالكترونية  والتكلم  بصوت  خطابي  عالي  حول  حقوقنا  الدينية  والقومية  والثقافية ، وما  أن  ينتهي  خطابنا ... تطوى  الورقة  المتضمنة  لذلك  الخطاب  البراق  الذي  امضينا  به  وقتا  طويلا  ونحن  نعد  له  الكلمات  المنظمة  المؤثرة  في  العقل ، والدافعة  للهمم ، والباعثة  للأمل  نحو  رؤية  جديدة  للمستقبل ،، ثم  ننزل  من  هذا  الصرح  الثقافي  الذي  يشعرنا  بعظمة  من  يعتليه  ليلقي  بكلماته  في  عقول  متعطشة  لتغير ما  يحدثه  معتلى  الصرح ، ويرفع  الثقة  عند  الناس  نحو  رؤية  جديدة  للمستقبل  تتحقق  من  خلال  العدل  والحرية  والمساواة ،، ثم  تصفق  الجماهير المستمعة  لذلك  الخطيب  المتألق  في  عالم  الكلمات  والورق ، حالمة  بمن  ينقذها  بكلمة  صادقة

من  الطبيعي  ان  يكون  هناك  تفاوت  بين  قدرات  القراء ، وان  اهل  الدار ادرى  بها ،، الغالبية  هنا  وهناك  يكتب  وفق  ما  قاله  عادل  امام  في  مسرحية  شاهد  ما  شفش  حاجة ( انا  ما  شفت  حاجة )  والانكى  والأشد  فوق  كل  ذلك  يكتب  وجهة  نظره  فيزيد  الطين  بلة  او  يزيد  خراب  البصرة  كما  يقال  في  الامثال ،، ثم  يختم  عنوان  مقالاته  بكلمة ... لماذا ؟ يتسائل  لماذا !!! وهو مع  العارفين ،، طريقة  كتابة  او  فهم  يكون  من  زواية  تسجيل  اهداف  اما  لي  او علي ،، هذه  تجدها  في  العادة  لدى  من  له  اهتمام  بالأنا  الشخصية ،، وانا  لا  اعلم  النيات  ولا  يوجد  شخص  على  وجه  الكرة  الارضية  يعلم  بالنيات  حسب  علمي

اذا ، نحن  امام  غزو  فكري  في  الخفاء ، انه  غزو  العقول  واغتيال  هويتنا  الكلدانية  وثقافتنا  وتاريخنا  ، والمؤسف  حقا ، هو ان  ابطال  هذا  الغزو المنظم  اكثرهم  من  ابناء  جلدتنا ، هم  يقمون  بهذا  الدور وهذه  الخدمة  المنظمة ، فنراهم ، يخرجون  علينا  بين  الفينة  والفينة  باقوال غريبة  واحاديث  عجيبة ، تارة  الى الغاء  الهوية  القومية  الكلدانية  الاصيلة  وتاريخها  المشرف ، وتارة  الى  التصالح  الجذري  والانصهار في  هوية  قومية  هجينة  مصطنعة ( الكلدانية السريانية الاشورية)  بالضد  من  تاريخنا  وثقافتنا  واصالتنا ، وتارة  بتوجيه  اتهامات  ظالمة  وتحريض  بحق  اساقفة  الكنيسة  الكلدانية  الكاثوليكية  وقيادات  احزابنا  ومنظمتنا  الكلدانية

عجبي  على  قوم  يظنون  ان  الكلدانية  التي  قدر الله  لها  ان  تحيا  يمكن  نفيها  من  الوجود  بتهميشها  والغاءها  وتجاهل  حقوق  الكلدان  الثقافية  والتاريخية ،، يتناسون  عمدا  ان  الشعوب  الحرة  لا تفنيها  حروب  الابادة ، ولا  مؤمرات  اجهزت  الاعلام  الموجهة  ضدهم ، بل  تنهض  الشعوب  وتنتفض  كلما  استفزها  الحدث ، وتبقى  في  تصاعد  المقاومة  بحثا  عن  ذاتها  وتثبيت  كيانها  ومكتسبتها  الثقافية  والتاريخية ،، ليس  كل  مبدأ  او عقيدة  يطلب  من  الطرف  الأخر الاقتناع  به ،، فالمبداء  الخاطىء  مستبعد  لاقناع  الناس  به ،، انهم  يتجاهلون  ما  نص  الدستور العراقي  الدائم  بتثبيت  الهوية  الكلدانية  واعتبارها  قومية  من  مكونات  الشعب  العراقي 

كيف  لنا  نحن  الكلدان  ان  نوقف  مد  هذا  الغزو الفكري  والتصدي  له  كل  من  موقعه ، واخص ، هنا  بالحديث ، المثقفون  الكلدان  الذين  يملكون  السلاح  الحقيقي  وهو  القلم  ورسالته  وملكته  الفكرية  الذي  يجعلهم  بسهولة  ينتبهون  الى  وسائل  هذا  الغزو المتتسلل  بخفاء  الى  العقول ، حتى  يستطيع  المثقفون  الكلدان  ان  ينقذوا  الغارقين  وينتشلونهم  من  خربات  الثقافات  الهدامة ، يحتاج  المثقفون  الكلدان  الى  تعميق  مفهوم  الثقافة  الأصيلة  التي  تقوم  مبادؤها  على  الامتزاج  بين  التنظير الثقافي  والتطبيق  الواقعي  الميداني  المترجم  لحقيقة  حركة  الثقافة  الاصيلة ، ولدرء  هذا  الغزو  عن  امتنا  الكلدانية  الذي  اعياها  القمع  والحرمان  والتهميش ، وما  عانته  من  ظلم  واستبداد  اثناء  المسيرة  التاريخية  لبلاد  الرافدين


وديع زورا
wadizora@yahoo.com     ]

136
 
الكلداني يمضي قدما الى الامام

النخب  السياسية  في  العصر الحاضر افرادا  وتنظيمات  في  اي  مجتمع ، تعتبر الضمير الذي  يعبر عن  المجتمع  ومنقذه  الذي  يقوده  نحو الحياة  الافضل ، ولسان  حال  ذلك  المجتمع  المعبر عن  الهموم  والمشاكل  التى  تعتريه ، وهى  القادرة  على  اكتشاف  مواطن  القوى  ومكمن  الابداع ، ليكون  كل  المجتمع  أسرة  واحدة  رغم  كل  الاختلافات ، ومن  الثابت  ان  اى  هدف  يختص  بالمجتمعات  يراد  تحقيقه ، يجب  وضعه  فى  اطار  ثقاقى  معين  تكسب  المجتمع  المهارات  والمناهج  المبدعة  لاعادة  تشكيله  ايجابيا  حيثما  امكن  عبر استهلاك  ثقافته  العميقة  المتجددة  بالاضافة  والطرح ، وهذا  امر كما  نرى  يحتاج  الى  نخبة  مفكرة  تستطيع  قراءة  الوقائع  والتأصيل  لها ، موسومة  بتوقد  الموهبة  واتساع  افقها  المعرفى ، وترفض  الانغلاق  والركود  التي  سادت  زمنا  طويلا ، وتدعو دائما  للتجدد  والابتكار

ان  مفهوم  النخبة  اصبح  اقرب  الى  توصيف  عناصر  القوة  في  المجتمع ، ففي  كل  مجال  من  مجالات  الحياة  السياسية  والاقتصادية  والاجتماعية  والثقافية  توجد  جماعات  يكون  لها  النفوذ  الاكبر في  التأثير على  مجرى  الاحداث  وتوجيه  دفة  الامور ... ولعل  ابرز  ما  تتميز  به  هذه  النخب  هو  تلك  القوة  او  القدرة  على  التأثير  على  الاخرين  فتقنعهم  وتنتهي  الى  توجيههم  وقيادتهم ... وحين  نقول  نخب  سياسية  فلا  بد  اننا  نعني  بها  الافراد  التي  تمتلك  خطابا  سياسيا  وقائدة  وموجهة  للمجتمع ، ومن  هذا  المنطلق ، فالنخبة  السياسية  تحتل  مركزا  متميزا  ضمن  قائمة  مختلف  النخب  الاخرى ، باعتبارها  تملك  القوة  والقدرة ، وتسهم  بشكل  محوري  في  صناعة  القرارات

واذا  كان  هناك  اعتقاد  بأن  النخب  السياسية  مفتوحة  امام  كل  افراد  المجتمع  كيفما  يكون  منشؤها  الاجتماعي ، مهنها ، مستواها  الثقافي  او  طبيعة  جنسها ، فان  النخبة  السياسية  الكلدانية  ليست  بحاجة  للدلالة  اليها ، وحث  الناس  للتجمع  حولها  والقبول  بقيادتها  وتوجيهها ، وانما  يكفي  ان  ينتشر  شذاها ، ودورها  المميز ، لكي  تستقطب  الجماهير الكلدانية  وتوجهها  الصحيح ، وصولا  الى  تحقيق  امالها ، وترجمة  تطلعاتها ، واهدافها  الجوهرية  بضرورة  حماية  كرامة  الانسان ، وحقوقه  اللصيقة  بأدميته  وهويته  في  جميع  الظروف  والاحوال

النخب  السياسية  الكلدانية ، في  مجتمعنا  المعاصر انيطت  بها  وضع  الاسس  الموضوعية  والعلمية  والمنطقية  لبناء  مجتمع  كلداني  سليم  معافي  متمسك  بهويته  القوميته  وتراثه  وتاريخه ، وقادر على  مواجهة  تحديات  العصر، مع  خلق  الحافز لهذا  المجتمع  الواعد  لكى  يبدع  فى  اطاره  الوطني  والقومى ، ولذلك  كان  على  هذه  النخب  مراجعة  واقع  الحياة  والظروف  الخاصة  بالانسان  الكلداني ، ثم  ايجاد  الوسائل  المعينة  لاحداث  التغيير  من  اجل  مجتمع  افضل  متحرر  من ،، الاستغلال  والتبعية ،، وبناء  مجتمع  كلداني  حى  نابض  بالحركة  والحراك  انطلاقا  من  حقيقة  مهمة   تتمثل  في  ضرورة  التعاطى  مع  معطيات  الوقع  السياسى  والاجتماعى  والثقافى  داخل  المجتمع  الكلداني  وتحت  خيمة  العراق  الواحد  الموحد

لقد  اثبت  المنطق  والتاريخ ، ان  هناك  طليعة  في  اي  مجتمع  هي  التي  تقود  المسيرة  باقتدار، فالنخب  السياسية  الكلدانية  التي  اجتمعت  في  اطار المؤتمر الثاني  للمجلس  القومي  الكلداني  الذي  انعقد  في  مدينة  اربيل (عنكاوا)  للفترة  من 26  -27  نيسان 2009 تحت  شعار (من  اجل  عراق  ديمقراطي  اتحادي  تعددي  يضمن  حقوقنا  القومية)  وما  حوته  مقرارات  المؤتمر  من  امال  الكلدان ، صاغتها  النخبة  الكلدانية  لتحدد  على  ضوئها  موقفها  وتوجهاتها  الوطنية  والقومية ، وتلك  اعلى  درجات  الوعي  والشعور  بالمسؤلية  القومية ، ولتسير على  هذا  الضوء  في  طريقها  ، وان  يكونوا  جزاء  من  النضال ، ويكافحون  جنبا  الى  جنب  مع  الجماهير الكلدانية ، لقد  جاءت  مقرارات  المؤتمر لترسم  الحدود  والضفاف ، جاءت  تترجم  الوعي  الكلداني ، ولترسم  خارطة  طريق  تقود  الى  مجتمع  كلداني  عصري  يمضي  قدما  الى  الامام ، لضمان  حماية  التنوع  العرقي  والديني  والثقافي  في  مجتمعنا  العراقي ، يقف  خلف  الديمقراطية  وحكم  القانون  على  ارض  الاجداد
   
ايها  الاخوة  الاعزاء  اعضاء  المجلس  القومي  الكلداني ، تابعنا  بارتياح  كبير مؤتمركم  وما  تمخض  عنه  من  نتائج  اكدت  في  مجملها  عمق  ايمانكم  وتمسككم  بهويتكم  الكلدانية  في  هذه  الظروف  الاستثنائية  التي  يمر بها  بلدنا  العزيز، نبارك  لكم  خطواتكم  الجادة  وانتم  تتقدمون  الصفوف  لتضربوا  أروع  الامثله  في  كيفية  الانتماء  للهوية  القومية  الكلدانية ، والولاء  للهوية  الوطنية  العراقية ، وهو دليل  واضح  على  تفهمكم  لحجم  وعظم  المسؤولية  الكبيرة  الملقاة  اليوم  على  عاتقكم ... مبارك  لكم  نجاح  مؤتمركم ، ونهنىء  جميع  اعضائه ، وازكى  التهاني  والتبريكات  الى  اللجنة  المركزية  المنتخبة  والسكرتير العام  الجديد ، وفقكم  الله  في  خدمة  بلادكم  وامتكم  الكلدانية
 
وديع زورا
wadizora@yahoo.com




137

الحق لايهزم وان طال الزمن عليه




وديع زورا

تعتبر بلاد  الرافدين ( العراق ) ملتقى  حضارات  متعددة  ومتنوعة ، فقد  تفاعلت  وتداخلت  اجناس  واديان  وثقافات  مختلفة  وسكنت  المنطقة  شعوب  مختلفة ، كذلك  تعرضت  بلاد  الرفدين  الى  غزوات  وهجرات  بشرية  على  امتداد  تاريخها  الطويل ، كل  ذلك  اسفر عن  قيام  واقع  حضاري  متنوع  ومتداخل  بشكل  كبير على جميع  المستويات  العرقية  والفكرية  والدينية ، واليوم  لاينبغي  ان  لاينسينا  حقيقة  العلاقات  المتنوعة  قد  نشأت  بين  الشعوب  والحضارات  منذ  اقدم  العصور ، وتدل  الاسماء  المختلفة  التي  اطلقت عليها  على  عمق  هذا  التاريخ
 
لماذا  القراءة  التاريخية ؟؟ يقول  المؤرخ  البريطاني  هوبل ... اذا  اردت  ان  تلغي  وجود  شعب ، تبداء  بشل  ذاكرته ، ثم  تلغي  كتبه  وثقافته  وتاريخه ، ثم  يكتب  له  طرف  اخر  كتبا  اخرى ، ويعطيه  اسم  هوية  اخرى ، وثقافة  اخرى ، ويخترع  له  تاريخا  اخر ، عندها  ينسى  هذا  الشعب  من  كان  وماذا  كان  والعالم   ينساه ، لان  الشعوب  التي  لا  تحافظ  على  تاريخها  يكون  مصيرها  الاكيد  الزوال
 
ان  الكلدان  اصحاب  حضارة  وتاريخ  استطاعوا  الحفاظ  على  تاريخهم  وثقافتهم  على  الرغم  مما  مورس  بحقهم  من  مشاريع  تفريس  وتتريك  وتعريب ، وحملات  تهجير  وتهميش ، والغاء  وجودهم  باءت  بالفشل ،، لانها  ارادة  حق ( والحق  لايهزم  وان  طال  الزمن  عليه ) ان  شعبا  بهذه  الارادة  وبهذه  الدرجة  من  الصمود ، لا يستحق  ارثه  الحضاري  بكل  فروعه  التقدير  فحسب  بل  انه  برهان  ساطع  على  اصالته  القومية  وتوغل  جذوره  التاريخية   في  اعماق  ارض  بلاد  الرافدين
 
من  الغريب  ان  نجد  من  يدعي  لنفسه  فهم  التاريخ  وحقائقه  وهو لا  يعطي  فرصة  حق  الاختلاف  للرأي  الاخر، ويتناسون  عمدا  معايير التاريخ  وحقائقه  وواقع  الحاضر المعاصر، ان  مصادرة  الرأي  الاخر لن  يحقق  الا  تمزيق  وتفتت  وحدة  المجتمع ، وخلق  الصراعات  العبثية  المنهي  عنها  عقلا  ومنطقا  وأخلاقا ، كما  ان  ضمان  حرية  الرأي  للجميع ، سيساهم  في  خلق  حالة  من  الوحدة  المدروسة  لابناء  شعبنا  المسيحي  العراقي ( الكلداني  والاشوري  والسرياني ) وعلى  اسس  متكافئة  تضمن  حقوق  الجميع ، دون  اجحاف  او  تهميش  لهوية  ما  او الانحياز  لقومية  على  حساب  اخرى ، فالحوار  والاعتراف  بحق  الاخر  يفسح  مجالا  واسعا  للبحث  في  الدراسة  المقارنة  بحثا  موضوعيا  يتوخى  من  ورائه  حل  مشاكل  التعصب  المذموم
 
من  المفارقات  المثيرة  للجدل ، ان  النخب  القومية  الاشورية  عجزت  بعد  تحررها  من  التعريب  عن  التعامل  في  شكل  صحيح  مع  الكلدان  والسريان ، او  ربما  لم  تسعى  او تبذل  جهدا  في  هذا  الاتجاه ، وسلكت  الطريق  ذاتها  التي  سلكتها  النخب  القومية  العربية ، طريق  الوصاية  والتهميش  والالغاء  بحق  القوميتين  الكلدانية  والسريانية  ومصادرة  حقوقهم  القومية  في  مواقفها  وارائها  وبنفس  الطريقة  التي  تمت  في  الماضي  القريب  من  جانب  القوميين  العرب  المتشددين  في  العراق  وخارجه

الكلداني  ينتمي  الى  التاريخ  من  خلال  انتمائه  الى  بلاد  الرفدين ،، وينتمي  الى  الحاضر  بكل  تجاذباته  وجها  لوجه  مع  الحقائق  المتناقضة ، واصراره  على  تجاوز  المحن ،، وينتمي  الى  المستقبل  بتفاؤله  وارادته  المليئة  بالعنفوان  والتحدي ،، نحن  ضد  صنمية   تعميم  الفكر القومي  الاشوري  الشمولي ، وضد  تسمية  قومية  هجينية  مركبة  ، وضد  الحجر الانكشاري  على  الكلمة  الصادقة ،، فنحن  الكلدان  مسؤولون  اليوم  عن  حاضرنا  بكل  ما  يجري  من  تفاصيل ، ومساءلون  غدا  امام  من  يأتي  بعدنا ، على  غرار  مساءلتنا  لمن  مضى  قبلنا ، عن  المستقبل  الذي  نشكله  اليوم ، وعن  الغد  الذي  نصنعه  لهم ، او نسهم  في  ذلك  الى  حد  كبير ، ان  الزمن  على  مر العصور  كان  يعمل  وما زال  ضد  من  يحاول  القضاء  على  هوية   شعب  عريق  تمتد  جذوره  الى  الاف  السنين  في  ارض  الاجداد

ان  ما  نحتاجه  فعلا  هو  فهم  حقيقي  لماهية  الحـوار، فلكي  يكون  هناك  حوار  يجب  أن  يكون  هناك  اخر احترمه ... لا  لأنه  نسخة  طبق  الأصل  مني  وانما  هذا  الاخر المختلف  عني  قد  يكون  لديه  من  الحقيقة  ما  لا  املك ، وعنده  من  الخبرات  ما  لم  احياه  قبلا ، نحتاج  ان  نتعلم  لغة  جديدة  للتواصل  مع  هذا  الاخر،، العيب  ليس  في  الاختلاف ، بل  العيب  في  تحويل  الاختلاف  الى  خلاف ،، العيب  في  من  يحاول  ان  يتحدى  قانون  من  قوانين  الكون  ويسبح  عكس  تياره  ويشذ  عنه  فيحاول  القضاء  على  الاخر  بثقافة  الاقصاء  والالغاء  حيث  لم  يستوعب  ضرورة  الاختلاف  وكونه  امر  طبيعي  بين  البشر  ويسلك  طريقا  لتلافي  الفرقة  لتسود  مشاعر  الالفة  والمودة  والاحترام



wadizora@yahoo.com









138
المثقف الكلداني
لا ينحني امام الخارجين عن المنطق
بقلم : وديع زورا
wadizora@yahoo.com

عالم  اليوم  اختلف  كثيرا  عن  عالم  الامس ، وهذا  امر طبيعي  جدا  تبعا  للمتغيرات  الموضوعية  المتجددة  باستمرار ، التي  طالت  بنى  الهيكلية  الثقافية  والسياسية  وغيرها  للعالم  اجمع  وفي  شتى  المستويات  والمجالات ،، ولما  كانت  الثقافة  تعني  الوعي  والمعرفة ، وهي  بالتالى  موقف  ومبدأ  وعطاء  وسلوك  فان  المثقف  الكلداني  هو  صانع  الوعي  وأداته ،، هو  من  يدق  باب  الوعي  المغيب  والمعرفة  المخفية  ويحمل  مشعل  التنوير  وسط  سحب  الظلام  ويعكس  الصورة  المشرفة  لحضارتنا  ومأثوراتنا  في  انحاء  العالم ، ويشق الطريق  لاعادة  بناء  هويته  الكلدانية  على  اسس حضارية  مدنية

يقع  على  عاتق  المثقف  الكلداني ، مسؤولية  كبيرة  وتاريخية ، هذا  الذي  يتسلح  بقوة  الارادة  ونور  المعرفة ، ومصداقية  الوعي  والتفكير ،، لديه  من  القوة  والثقة  ما  يمكنه  من  مواجهة  اعداء  الفكر  والانسان ،، بعيدا  عن  الاملاء ،، ويتجلى  فيها  الصراع  الابدي  بين ،، الخطاء  والصواب ،، بين  التفكير  العلمي  والتفكير  المتخلف ، الذي  يرتدي  مسوح  التراث  وهو  لا  يفقه  منه  الا  بعض  القشور ، دون  ان  يقترب  من  الحقيقة  واللب

من  هذا  المنطق  بالتحديد  نهض  المثقف  الكلداني  المتنور الملتزم  بقضايا  الثقافة  وجوهرها ، يخوض  صراعه  مع  الزيف  والطرح  الشمولي  الاشوري ، وكل  افات  الانغلاق  الثقافي ، فيفضح  ويكشف  خداعهم ، عبر  بث  روح  المبادرة  والابتكار ، بعيدا  عن  ثقافة  الالغاء  والتهميش  التي  جمعت  شواردها  من  وهناك ، بعقول  فارغة  وخاوية  غارقة  في  فلسفة  وهمية ،، تبث  سمومها  في  الزوايا  والخفايا ،، وتجير ما  اخترعه  السابقون  وتحرفه  على  هواها ، بما  لا  يخدم  المجتمع : بمعرفة  تاريخه  الطويل  وتراثه  العريق  وهو امتداد  الارث  الحضاري  في  عمق  التاريخ  البشري  يحمل  كل  التنوعات  العرقية  والثقافية  والحضارية  لسكان  بلاد  الرافدين  ويدفع  عربته  الى  الامام

ان  مهمة  المثقف  الكلداني ، هي  خلق  التواصل  الفعال  مع  المجتمع  وتعزيز  الوعي  الثقافي ، والعمل  على  تطويره  وتجديده ، واعلان  موقفه  ورفع  صوته  في  وجه ،، اعداء  الحياة  واعداء  الكلدانية ،، فهو  صاحب  مشروع  حضاري  نهضوي  تنويري  للامة  الكلدانية ، ينطلق  لاعلاء  كلمتها  واستفار  طاقاتها  لتأخذ  موقعها  الجديرة  به ،، ومفتوح  على  كل  الخيارات  بعيدا  عن  اليأس  والاحباط ،، المثقف  الكلداني  لا ينحني  امام  الخارجين  على  المنطق ،، والمبحرين  بالمياه  المضطربة  فوق  سفن  مثقوبة ، لذلك  فهو  يسعى  دائما  الى  الافضل  نوافذ  الضوء  المترعة  بالحرية  والمستقبل ، لعلها  تكسب  الكائنات  التي  اصابها  المرض ، ونخر  اجسادها  التعصب  الذاتي  والانانية  على  اختلاف  انوعها ،، خطوة  رائدة  للتغليب  على  اسباب  المرض ،، والتخلص  من  الحقائق  الزائفة ،، التي  حقنت  بها  من  العقول  المغلقة ، وهي  لا  تمضي  في  عربة  التطور  الانساني  والتقدم ،، ان ازالة  الصداء  عن  العقل  والفكر،،  مهمة  لا تنتهي  للمثقف  الكلداني  لصنع  هوية  الانسان  الكلداني ، بل  عليه  ابداعها  باستمرار  كرهان  على  المستقبل  مهما  قسا  الحاضر

ان  احدى  مسؤوليات  المثقف  الكلداني ، هي  قراءة  واقع  المجتمع  ووضع  الخطط  اللازمة ،، ثقافة  تشد  ابناء  مجتمعه  نحو  الشعور القومي  وهويته  القومية ،، والثقافة  عندنا  تتجاوز  مفومها  اللغوي  الى  المفهوم  الحضاري ، وفي  مفهومها  الواسع  الادب  والفنون ، وتتخطاهما  الى  العادات  والتقاليد  والقيم  والمفاهيم  الاجتماعية  والتفاهم  بين  الناس ،، والمثقف  ليس  هو  المتعلم ،، ليس  كل  من  ملأ  جمجمته  بالمعلومات  بانواعها  او  الذي  يعمل  ذهنه  وتفكيره  في  مجال  من  المجالات ،، وانما  هو  الذي  ينتج  ابداعا ، يوظف  في  مصلحة  الأمة ،، الثقافة  لا  توجد  الا  بوجود  المجتمع ،  والمجتمع  لا  يقوم  ويبقى  الا  على  الثقافة ،، نحن  نحتاج  الى  جهد  كبير  في  مجال  الثقافة ، لأن  الثقافة  معيار  اساسي  لتطور  المجتمع  انها  طريق  متميز  لحياة  جماعية

ويتسم  تراث  امتنا  الكلدانية  بالعراقة ، اذ  انه  نشأ  قبل  الوف  السنين  على  ارض  الرافدين ، معبرا  عن  ذاته  في  عدد  كبير  من  الحضارات ،، كما  اتسم  بقدرته  على  استيعاب  الثقافات  الاخرى ،، وقد  تفاعلت  ثقافتنا  الكلدانية  مع  هذه  الثقافات  دون  ان  تذوب  او  تفقد  اصالتها ، مبرهنة  على  قدرة  فائقة  في  التطور  والنمو ، وصمدت  امام  محاولات  التشويه  والاستلاب  والرفض  القاطع  لمحاولات  طمس هويتها

ان  المثقف  الكلداني  عبارة  عن  غربال ،، وبالتالي  فهو  قادر  على  استخلاص  واغناء  ما  يفيد ،، هو  الملم  والمدرك  لأبعاد  الامور  والذي  يعمل  لتحويل  امال  مجتمعه  وألامه  بعمل  ابداعي  الى  مشروع  نهضوي ،، عبر  احزاب  او  جماعات  او مشاريع  ثقافية  تحتضن  نبض  الامة  بالعمق  الحضاري  المتفتح ، والمعبر  عن  روح  الكلدانية ، وبكل  قدراتها  لتجد  نفسها  في  مضمار  التفاعل  مع  الشعوب  الاخرى ، لبناء  عالم  يسوده  الحب  والتسامح  والاحترام  المتبادل  والتماسك



















 

139
الدستور الانساني المأمول

بقلم : وديع زورا

 الديموقراطية  كلمة  يونانية  الاصل  تتكون  من  مقطعين  الاول  بمعنى الشعب  والثاني  بمعنى  حكم ، وهي  كلمة  يدل  بها  على  حكم  الشعب ، لمصلحة  الشعب ، بمعنى  ان  الحكم  يلجأ  الى  الشعب  في  اتخاذ  قرار  سياسي  او  مصيري  يتعلق  بالدولة  والمجتمع ، ولقد  تطور  معنى  هذه  الكلمة  بمعنى  كلمة  الشعب ، فان  كلمة  الشعب  كانت  تضيق ، على  عهد  الاغريق ، فلا  تشمل  النساء ، ولا  العبيد ،، ثم  اخذ  معناها  يتطور عند  علماء  الاجتماع ، على  مر الزمان  بفضل  يقظة  الشعوب  المستضعفة ، حتى  اصبح ، في  اخر القرن  التاسع  عشر ، يشمل  جميع  الرجال  البالغين  سن  الرشد ، ثم  تداعى  التطور  بكلمة  الشعب  هذه  حتى  اصبحت ، في  القرن  العشرين ، عند  الدول  التي  تمارس  الديموقراطية ، تعني  كل  المواطنين  البالغين  سن  الرشد  من  رجال  ونساء

ولما  كان  حكم  الشعب  بواسطة  الشعب ، من  الناحية  العملية  مستحيلا ، فقد  جاء  الحكم  النيابي ( ممثلي  الشعب  في  البرلمان ) ، ونشأت  الاحزاب  السياسية ،، وفي  الحكم  السياسي  النيابي  المنتخب  قلة  قليلة  جدا  هي  التي  تباشر عملها  نيابة  عن  الشعب ، السلطة  التشريعية ، والسلطة  التنفيذية ، والسلطة  القضائية ،، والمفترض  ان  الشعب  يراقب  الفاعلين  في  السلطة  والاجهزة  حتى  يطمئن  الى  انهم   يمارسون  السلطة  عليه  تنفيذا  لأرادته  هو  وتحقيقا  لمصلحته  هو ، لا  لمصلحتهم  هم ، وهذا  امر  يقتضي  وعي  الشعب ، ويقتضي  وعي  الفاعلين  الذين  يباشرون  مهمات  السلطة  ايضا ، فاذا  لم  يصل  الشعب  الى  قناعة  مطلقة  بتقبل  الديموقراطية ، ذهب  تأثيرها  وتبدأ  الالتباسات  والمنازعات  بين  الاحزاب  والتيارات المختلفة ، وهذا  يتطلب  بطبيعة  الحال  من  الدولة  ان  تساهم  في  بلورة  الثقافة  الديموقراطية  في  تعاملاتها  ليعتاد  المواطن  هذا  المنهج  في  سير  حياته

عرف  العراق  خلال  العقود  الاولى  من  استقلاله  مرحلة  ملكية  دستورية  ديموقراطية  توفر  فيها  قدر  طيب  من  الحريات  والحقوق  الاساسية  للمواطن ، مما  اتاح  للبلاد  ان  تعيش  فترة  استقرار  خاضت  اثناءها  تجربة  بناء  مؤسسات  الدولة  على  اسس  منظمة ، وكان  التوظيف  والترقية  في  وظائف  الحكومة   بمعيار  الكفاءة  والجدارة  وتكافؤ  الفرص  للجميع ، وكان  القضاء  مستقلا  ولا  يعتقل  او  يسجن  المواطن  الا  بحكم  قضائي  امام  محكمة  مدنية  ليست  استثنائية ،، وانطلقت  لتحقيق  نجاحات  ملحوظة  في  مجالات  التعليم  والخدمات  والبناء  والتعمير، حتى  جاء  انقلاب 14  تموز  1958  وهو  صورة  لفشل  التجربة  الديموقراطية  النيابية  في  بلادنا ، مما  حولها  الى  دكتاتورية ، وهدد  الاستقرار  السياسي ، ان  قصور  تجربة  العراقيين  الديموقراطية  مرده  الاساسي  الى  قصور  الوعي ،، وعي  الشعب  ووعي  القلة  التي  تحكم  الشعب ،، مما  افرغ  مدلول  كلمة  الديموقراطية  من  محتواه ، هذا  وفشل  الديموقراطية  في  كل  البلاد  المتخلفة  ادى  الى  الانقلابات  العسكرية  في  النصف  الاخير  من  القرن  الماضي ، وليس  في  الانقلابات  العسكرية  حل ، حتى  مجىء  كارثة  الاحتلال  الامريكي  عام 2003 رافعا  شعار الديموقراطية ، فقد  بلونا  اسوأ  الوان  الحكم  النيابي ، فقد  كانت  احزابنا  السياسية  طائفية  الولاء ، طائفية  الممارسة ، الديموقراطية  والطائفية  لا  تلتقيان  فاحداهما  تلغي  الاخرى ، ففي  حين  تقوم  الديموقراطية  على  توسيع  وعي  المواطنين ، تقوم  الطائفية  على  تجميد  وعيهم ، وفي  حين  ان  الديموقراطية  في  خدمة  مصلحة  الشعب ، فان  الطائفية  في  خدمة  مصلحتها  هي  ضد  مصلحة  الشعب ،، ومن  ههنا  جاء  فساد  الحكم  النيابي  عندنا ، فكانت  اصوات  الناخبين  توجه  بالاشارة  من  زعيم  الطائفة ، فلا  يمكن بناء الديمقراطية بقوى وتنظيمات غير ديمقراطية                                                 
 
نحن  بحاجة  الى  الدولة  العلمانية  التي  تحترم  حرية  وحقوق  الانسان  وتتعامل  مع  مبدأ  المواطنة  المتساوية  بكافة  ابعادها  بغير  تمييز  بسبب  الدين  او اللون  او  الرأي ... الخ  في  اطار  تحكم  الانسان  بغرائزه  والقيم  الاخلاقية  والديموقراطية  التي  تضمن  الية  لتداول  السلطة  بمشاركة  الجميع ، تللك  هي  الدولة  العصرية  التي  تحتاجها  مجتمعاتنا  بحق ،،  دولة  ترفع  شعار  الدين  لله  والوطن  للجميع ، وتطبقه  تطبيقا  صحيحا ، لسنا  في  حاجة  الي  كهنوت  ديني  يطبق  علي  حريات  الافراد  والمبدعين  في  سلوكياتهم  اليومية  العادية ،، لسنا  في  حاجة  الي  من  يزعم  انه  يتكلم  بإسم  الله  ويوزع  صكوك  الغفران  والكفر علي  الناس  تبعا  لمواقفهم  منه  طاعة  او  تحفظا  او  اعتراضا

نحتاج  في  العراق  الى  الوقوف  الملي  عند  الحوائل  والموانع  التي  حالت  دون  تطبيق  الديموقراطية  كسبيل  لزرعها  واستنباتها  وحصد  مأثرها  والتمتع  بفضاءاتها ، لأن  الديموقراطية  هي  حلم  الشعب  العراقي  وكلفته  تضحيات  جسام ، وهي  افضل  وسيلة  لدحر  ثقافة  الارهاب  ولتحرير  القدرات  والامكانات  لتساعد  المجتمع  والدولة  على  التعبير عن  الحاجة  والسعي  الدائم  لتلبيتها ،، ان  التنوع  والاختلاف  والخصوصية  الثقافية  والدينية  والموطنة  هي  في  صلب  حقوق  الانسان  المعترف  بها  عالميا ، وهي  واجبة  الاعتبار  في   فهم  وتطبيق  الديموقراطية  وحقوق  الانسان ، ويجب  الا  يكون  هذا  التنوع  مصدرا  للصراع  بل  على  العكس  ينبغي  ان  يكون  مصدر  اثراء  ومنطلقا  للحوار  الهادف  الى  مد  جسور  التواصل  والتفاهم  بين  الاديان  والثقافات

الديموقراطية  مفهوم  معياري  تؤدي الى  تحولات  تطلق  تحرر  المجتمع  لا  يكف  عن  التقدم ، لانه  ينطوي  على  قدرة  فائقة  على  اعادة  التشكل  ومرونة  في  استيعاب  تعاريف  جديدة ،، والديموقراطية  الحقيقية  هي  الدستور  الانساني  المأمول ،، تقتضي  أنها  تتطور  وتسير  باستمرار  الى  التقدم  و لا  تعرف  التراجع ، و كل  اخفاق  او  فشل  يحصل  لها  هو  في  التعبير النهائي  اخفاق  وفشل  لاطارها  السياسي  والاجتماعي  والاقتصادي  والامني ،، فعندما  تسوء  احوال  طبقات  المجتمع ، و تزداد  نسبة  الامية  وتنعدم  المشاعر  الانسانية  ووسائل  الصحة  والوقاية  والعلاج  وتتدهور  حالة  البيئة ، سوف  تتراجع  الديموقراطية  تدريجيا ، لانها  في  هذه  الحالة  هي  معيار التقدم  او  تخلف  المجتمع  والدولة

وهكذا ، فالازمة  التي  عصفت  بالعراق  منذ  سنوات  هي  الباطن  والظاهر  من  البناء  الفاسد  برمته ، الذي  افتقر  على  الاساس  المسلح  بثقافة  الديموقراطية  والقناعة  المبنية  على  تداول  السلطة ،، كما  عبرت  عن  ان  كل  محاولة  لقسر  واجبار  تنفيذ  المشروع  الديموقراطي  في  غير  محله  وفي  غياب  امكناته  سوف  يفضي  لا  محالة  الى  الكارثة  وهي  الحالة  التي  يعيشها  عراقنا ، والى  تدمير عدة  المقاومة  والقدرة  على  المواجهة  التي  يحتاج  اليها  المجتمع  لكي  يخرج  من  دوامة  التخلف  والمازق  التي  حلت  به ،، وبتعبير  موجز  وصريح ، ان  الديموقراطية  لا  تكتفي  بذاتها  وانما  تحتاج  الى  قدرات  فعالة  في  وجدان  المجتمع  والى  قوى  ايجابية  تعزز  الطريق  السليم  الى  ترسيخ  الممارسة  الديموقراطية  والأخذ  بها  لزيادة  النمو  الاقتصادي  والعدالة  الاجتماعية   والتقدم ،، ومن  هنا  فالاخفاق  الديموقراطي  يرتبط   بالجوهر  والاساس  بتراجع  مؤشرات  الوضع  السياسي  والاجتماعي  والاقتصادي  والامني  لحالة  المجتمع

وما  يؤشر  فعلا  على  صعوبة  ما  يواجه  العراق  في  المستقبل  القريب  هو انسداد  الافق  السياسي  وجمود  الرؤية  المستقبلية  بعد  ما  تكاثرت  المصاعب  والمعضلات ،، فضلا  على  انتشار الاوبئة  والتلوث  المرعب  للبيئة  والفساد  العمراني  المتواصل  كالسرطان  الذي  شوه  العاصمة  بغداد  والمدن  والارياف ، الغلاء  الفاحش  للمعيشة  في  ظروف  اقتصادية  لا  تتحكم  فيها  القيم  والمبادىء  والاخلاق ، واجراءات  طائشة  وسلوكيات  خاطئة  غير  مسؤولة  تسبب  دمار  اقتصادي  واجتماعي  أثاره  لا  تتوقف  إطلاقا ،، وهكذا  يصعب  ازدهار الديموقراطية  في  سياق  اجتماعي  وسياسي  مناوئ  لها ، خاصة ، وهنا  الخطر القاتل ،، ان  الراسمال  الرمزي الذي  يمنحه  طابعه  الاصيل  الفريد  والذي  يعد  القاعدة  المعيارية  التي  يتكأ  عليها  المجتمع  العراقي ، تفقد  يوميا  مزايا  وخصالا  وفضائلا  وقيم  من  دون  ان  تعوض  باخرى  عدا  القتل  والخطف  والسلب  ونهب  الاموال  العامة  وتمزيق  اواصر النسيج  الاجتماعي  العراقي  التي  تسبب  في  ارتفاع  معدلات  البطالة  والفقر  الشديد  والجرائم  والافلاس  المعنوي  والاخلاقي

العالم  من  حولنا  يتطور  بشكل  عميق  وسريع  في  جميع  الميادين ، والانسان  يرتقي  ويشهد  خطوات  عملاقة  في  مجال  تطبيق  الديموقراطية  الى  درجة  انها  اجتاحت  كافة  المجالات  والميادين ، ولم  تعد  قاصرة  على  المجال  السياسي  بل  امتدت  وطالت  المجال  الاخلاقي  والديني  والاقتصادي ، فضلا  على  اتساع  رقعة  واطار  تطبيق  الديموقراطية  لتتعدى اطار  الامة  والدولة  وتصل  الى  دول  واقوام  مثل  المجموعة  الاوروبية ... والحكم  الراشد  وفكرة  التناوب  والمشاركة  وفقا  لمبدأ  ومعيار  الاستحقاق  والجدارة ،، ان  تعزيز  البناء  والاداء  الديموقراطيين  وحماية  حقوق  الانسان  وتطوير  مضامينها  في  بلادنا  يتطلب  التغلب  على  التحديات  الماثلة  والتهديدات  القائمة  بما  في  ذلك  التخلص  من  الاحتلال  الاجنبي 


wadizora@yahoo.com 



 
 




 

140

المثقف الكلداني ومسألة الهوية


  بقلم : وديع زورا
المثقف  كلمة  نسمعها  تتردد  على  السنة  الناس  يصفون  شخصا  معينا  انه  مثقف ،، فمن  هو المثقف؟ يخطىء  من  يظن  ان  المثقف  هو  من  يحمل  شهادة  من  احدى  الجامعات  او  من  قطع  شوطا  في  ميادين  العلم ، اذ  ليس  ضروريا  ان  يكون  المثقف  من  هؤلاء ، ولكنه  قد  يكون  منهم  كما  انه  قد  يكون  من  غيرهم  الذين  لا  يتمتعون  برتب  الجامعات  والدراسات  العليا ، المثقف  هو  الشخص  المدرك  بما  حوله ، الباحث  عن  المفيد  في  جميع  المجالات  الذي  يستطيع  المناقشة  في  كل  امر  من  الامور  سواء  كانت  عرقية  او عقائدية  او تاريخية  او اجتماعية  او اي  ضرب  من  ضروب  الحياة ، والمثقف  يعيش  حياته  نهما  للقراءة  المتنوعة  وجريا  وراء  الموضوع  النافع  والادراك  التام  بظواهر الامور  وخفاياها  ومتابعة  الاخبار ، واذا  لزم  الامر  يستطيع  التحدث  في  كل  امر  باسلوب  واضح  مقنع  لاتشوبه  شائبة ، المثقف  هو  ان  من  تكون  اقواله  متفقة  مع  اعماله ، وان  يكون  ايجابيا  في  تناوله  للمواضيع  المختلفة                     
 
واهمية  المثقف  انما  تنبثق  من  اهمية  الثقافة  نفسها  وحاجة  المجتمع  اليها ، والذي  يثير  الوعي  القومي  كقضية  مهمة  هو  المثقف ، وهنا  تأتي  اهمية  ممارسة  المثقف  للتنوير  تعبيرا  عن  مواقفه  بحرية  واستقلال  فكري  ذاتي ، خاصة  اذا  ما  تعلق  الامر  بجوهر  الهوية  القومية ، ويميز الناس  بين  مثقف  ساكن  ومثقف  متحرك ، الاول  لا  دور له  في  مجتمعه  والثاني  ينهض  بدوره  في  المجتمع ، وبين  مثقف  منغلق  ينتج  ثقافة  الجمود ، ومثقف  متفتح   ينتج  ثقافة  التجدد ، الاول  يعيش  خارج  الزمن  فمسيرته  الى  التوقف ، والثاني  يواكب  الزمن  ويعيش  فيه ، فمسيرته  الى  النمو ، ويميز  بين  مثقف  مخل  بواجبه  الانساني  يتحول  قلمه  الى  رفض  الاخر ، ولا  يتحدث  الا  بلغة  الرفض  والنفي  والاقصاء ، ومثقف  متفتح  واعي  يتحدث  قلمه  بلغة  التعددية  ويمارس  الحرية  واحترام  الاخر

من  المميزات  التي  تشخص  استمرارية  الوجود  الكلداني ، هذا  الكم  الكبير  من  المثقفين  الكلدان ،، فالكلدان  مثقفون ،، وقد  ساهمت  ظروف  كثيرة  في  خلق  هذه  الحالة  المتميزة  بخصوص  الكلدان ، ولعل  منها  الاضطهاد  المستمر الذي عانت  منه  هذه  القومية  سنين  عديدة  وجهدها  المتواصل  للحفاظ  على  تراث  الكلدان ، فقد  كانوا  رواد  فكر  وتضحية ، ولن  ننسى  فضل  اباءنا  الكنائسيين  والشمامسة  الكرام  في  التنوير  والحفاظ  على  لغتنا  وثقافتنا  الكلدانية  واذكر على  سبيل  المثال  لا  الحصر ( شماشا  متى ) الذي  تلمذ  على  يده  العديد  من  الاسقافة  والاباء  والاساتذة  والمثقفين 

اجمع  مفكروا  ومثقفوا  الكلدان  في  طروحاتهم  على  تناول  القضية  الكلدانية  من  المنظور الحقوقي  والجذور التاريخية  في  ارض  العراق ( بلاد  الرافدين) والتي عرفت  ايضا  بأسم ( بلاد الكلدان ) وهم  اذ  يفعلون  يسجلون  وجودهم  الانساني  والحضاري  ضمن  الفلسفة  المعاصرة  لحقوق  الانسان  وحقوق  الشعوب  الاصيلة ،، هذه  الفلسفة  التي  تغذي  فكر وفعل  الكلدان  المطلبية  عبر الانسانية ، وتوجه  نضالها  من  اجل  تحقيق  الحرية  والكرامة  المتساوية  لجميع  بني  البشر ،، بعيدا  عن  النفاق  اللاأخلاقي  والابتزاز  السياسي  والمعايير  المزدوجة ،، والانفتاق  من  سائر  اصناف  الحجر  والتعسف  المادي  والرمزي ، مبلورة  مشاعر الاقصاء  والتذويب  لدى القومية  المضطهدة ، في  خطاب  معاصر عقلاني  انسانوي  متفتح  لم  يعد  في  مقدور احد  تجاهله ، الا  ان  يحكم  على  نفسه  بالعزلة  عن  مواكبة  ركب  التقدم  الانساني 

ان  المطالبة  بالحقوق  سمة  من  سمات  المواطنة ، وان  يتمتع  كل  الموطنين  بحقوق  متساوية ، وحق  الحياة  والكرامة  للمواطن ،، فأن  علينا  من  واجب  اخر  نحن  الكلدان  واجبا  من  عيار  خاص ، هو  واجب  الحفاظ  على  هويتنا  الكلدانية  والذود عن  حضارتها  وتراثها  والحيلولة  دونها  والاندثار الذي  اريد  لها ، وندافع  عن  حقها  في  البقاء  الطبيعي ، فلا  يجب  ان  تكون  الهوية  القومية  حالة  مرادفة  لمضامين  ايدلوجية  وسياسية ،، وقد  دأبت  الافكار الشمولية  والالغائية  على  التعمية  والتجهيل  بالحقوق ، او العمل  على  منع  التثقيف  والتوعية  بها ، لعلمها  بان  الخطوة  التي  تلي  المعرفة  بالحق  هي  المطالبة  به ، واعلم  يقينا  بأن  هناك  اصواتا  كثيرة  جدا  ممن  يؤيدون  رأيي ، لكن  صوتهم  لا  يصل  الى  الاعلام ، اذا  لم  يكن  هناك  مطالبين  بالحق ،، فلن  يتبرع  من  يتنعم  به  طواعية ،، وحتى  يتنازل  عنها  من  يعتاش  بسلبها  والغائها ،، لابد  من  المطالبة  بها   

تعرف  الشعوب  بثقافتها  وتراثها  وحضارتها ، وما  اندثار الشعوب  الا  اندثار  تاريخها  وحضرتها .... ان  الكلدان  يوجودون  اليوم  في  مفترق  طرق  لاثبات  وجودهم  بالمعنى  الحضاري ، انه  الخيار الجذري  الذي  تواجهه  الشعوب  الاصيلة  في  المنعطفات  التراجدية  من  تاريخها ، فماذا  سنختار ؟ هل  نختار ان  نضع  نقطة  النهاية  لحضارة  رائدة  وفريدة  تضرب  بجذورها  في  اعماق  الارض ، لها  انجازات  وتاريخ  رائع  مع  بني  الانسان ، وتجسدت  علامات  واشكالا ، وكلمات  وحكايات  تاريخية ، ام  نواصلها  ونغنيها  ونوفر لها  كافة  شروط  النمو  والعطاء ، وهل  نقصم  سلسلة  التناقل  والتوارث  الحضاري  بعد  ان  اتصلت  الاف  السنين ، ام  نمد  فيها  ونزيد  حلقاتها  حلقات ؟ هل  نفقد  ذاكرتنا  وهويتنا  وعاداتنا  وقيمنا  ام  نصونها  ونحييها  لنحفظ  بحفظها  جزء  من  ذاكرة  البشرية ؟ هل  نؤدي  الامانة  او  نضيعها  انها  لعمري  مسؤولية  واية  مسؤولية  هذه  الملقات  على  كاهل  هذا  الجيل  من  الكلدان ، والتاريخ  الذي  انتدبه  لهذه  المهمة ، واما  ما  كان  قراره  فانه  سيكون  مصيريا ، فاءما  بقاء  هويته  القومية  واما  زوالها ، وهكذا  فان  جيلا  واحد  قصير  العمر  مهما  عمر  يتحمل  وزر  المسؤولية  عن  قومية  متجذرة  بعمق  التاريخ 

الكلدانية  قومية  اصيلة ، لم  تكن  في  يوم  من  الايام  معزولة  ولا  منعزلة  عن  التاريخ  البشري ، وتميزت  بعلاقات  وتعاون  وجسرا  يربط  بين  مختلف  ثقافات  شعوب  المنطقة  وحضاراتها ، فقد  عايشت  ثقافات  الشعوب  منذ  اقدم  العصور ، وصمدت  للقائها  وتفاعلت  معها  تفاعلا  ايجابيا ، فثقافتها  في  فترات  ازدهارها  او انحسارها  اخذت  منها  واعطتها ، اغتنت  منها  واغنتها  بحيوية  وانفتاح  واقتدار  دون  عقد  ودون  ان  يؤثر  ذلك  سلبيا  في  ملامح  هويتها  القومية  او  في  مقومات  اصالتها ، وكانت  الكلدانية  في  لقائها  الخصب  مع  تلك  الثقافات  تتواصل  وتتفاعل  بحيوية  من  موقع  الثقة ، ولم  تكن  يوما  على  مدى  تاريخها  الطويل ،، تباعة  ذلولا ،، ان  اثبات  الوجود  الكلداني  هذا  تعبير عن  الوعى ، الذى  يواكبه  الشعور  بالمسؤولية  حرصا  على  التراث  الحي  في  الماضى ، واندفاعا  من  اجل  تقويم  الحاضر  وتصحيحه  وتطويره ، ووضع  اللمسات  الممكنة  للمستقبل   

قد  يقال  ان  هذا  الكلام  قد  مضى  اوانه  الان ، وان  الكلدانية  تحظي  الان  بحقها ، وان  الكلدان  صاروا  مواطنين  وهويتم  القومية  ثبتت  في  دستور العراق  الدائم  ( لا  مجرد  جالية  او  مقيمين  ) اتمنى  لو ان  الامر  كذلك ، لكن  هيهات ، ان  التعامل  الرسمي  وشبه  الرسمي  مع  القضية  الكلدانية  لايزال  يكتنفه  الغموض  ويتسم  بالمناسباتية  والحربائية ، وليس  له  من  غاية  على  ما  يبدو غير  تمييع  القضية  والتشويش  على  اصحابها  وتضليل  عامة  الكلدان



wadizora@yahoo.com[/b]

141
هل سمعتم بشعب
تخلى عن هويته القومية

 بقلم : وديع زورا
 
في  عالمنا  المعاصر  كل  شعوب  الارض  تتطلع  الى  السلام  والصداقة  والتعاون  والاستقرار  ونبذ الحرب ، بل  ونبذ  الخلاف ، ولكن  شعوب  الارض  كلها  تتطلع  بشوق  اكثر على  حقوق  كل  الاقليات  والشعوب  الاصيلة ، ان  تحافظ  على  هويتها  القومية  وثقافتها  القومية ،، تبلورت  مركزية  الهوية  القومية  على  امتداد  اجيال  في  التاريخ  البشري ، وتأثرت  اساسا  من  النزاع  والسيطرة  والاضطهاد  والاستغلال الجماعي  والحرب  والقتل  والتصرف  بمقدرات  الجماعات  الضعيفة ، باشكال  متعددة  ومختلفة ،، علينا  اذن  ان  ننظر الى  مسألة  الهوية  القومية  من  منظور  تاريخي ،، بل  الهوية  من  حيث  انها  وعي  بالذات  متطور  متجدد   


في  هذه  الظروف  والمأساة  التي  تمر  بوطننا  العراق ، بلد  الحضارات ،، كان  منبعا   للثقافة  التي  علمت  العالم  التحضر ،، من  منا  لا  يعرف  بابل  وحدائقها  المعلقة  من  منا  لا  يعرف  حمورابي  ونبوخذنصر  والحضارة  الكلدانية  ويكفينا  فخرا  بأن  ابراهيم  ابو  الانبياء  قد  خرج  من  اور الكلدانيين ،، والذي  اصبحت  فيه  القومية  الكلدانية  موضوع  جدل  ومهاجمة  وعداء  من  الالغائين  والاقصائين ، نرى  لزاما  علينا  مواجهة  الذات  وان  نعاود  توضيح  ما  هي  القومية  الكلدانية  على  حقيقتها  كما  يفهمها  احرار الكلدان ، على  وجه  الارض ، ليفهمها  الجيل  الحاضر  والأجيال  المقبلة ، وليعلموا  على  تثبيت  داعئمها ، والالتفاف  حول  اهدافها  ومبادئها  الانسانية


ولكن  ما  هي  القومية ؟ فمقومات  القومية  هي  اللغة  والعادات  والتقاليد  والتراث  الخ ... وللقومية  ضمنيا  تعاريف  متعددة ، وهي  لا  تتناقض  مع  بعضها ، وكلها  تصب  في  مصب  واحد  وترشد  الى  نفس  النتيجة  والغاية ، وها  نحن  نحتاج  الى  اعادة  تعريف  الكلدانية  والقومية  من  جديد : ان  القومية  هي  صفات  ثابتة  ومشتركة  وموروث  اجتماعي  معين  تعطيه  اسم  الأمة ، وان  الاسباب  التي  توجد  الأمة  الواحدة ، هي  وحدة  التحديات  التي  تواجهها  هذه  الأمة ، ووحدة  العوامل  التي  تؤثر  في  نشأتها  وتطورها  واثارها  على  ماضيها  وحاضرها  ومستقبلها ، ووحدة  الحلول  التي  تحل  هذه  الصعاب  وتعالجها ، وشعور ابناء  الأمة  بأنهم  ابناء  أمة  واحدة


والهوية  في  جوهرها  هي  مجموعة  من  الخصائص  الروحية  والوجدانية  والمادية  التي  تميز  قوم  عن  قوم ،، هل  سمعتم  بأمة  من  الأمم  تنازلت  عن  ذاتها  القومية  من  اجل  شعب  اخر او  أمة  اخرى !!! لماذا  نتخلى  عن  قوميتنا  الكلدانية ، عن  انتمائنا ، عن  اسمنا  الكلداني  الضارب  بعمق  التاريخ ،، نحن  الكلدان  تلقينا  الطعنات  لكننا  كنا  اكبر  منها  وما زالت  قوميتنا  كما  هي  ورغم  اننا  نشعر  بالغبن  فلا  يمكن  ان  نتخلى  عن  كلدانيتنا  مهما  حصل ، لاسيما  حين  تكون  الكلدانية  عميقة  الجذور  في  الارض ، ولها  من  المقومات  والروابط  ما  يجعل  هذه  القومية  هي  الحقيقة  التي  لالبس  فيها ، وهي الصواب  الذي  لا صواب  قبله  ولا  بعده
 

ان  الواجب  القومى  يطالبنا  ان  نتساءل  عمن  هو  الكلداني ،، اين  هو هذا  الكلداني ،، ان  الكلدان  ليسوا  هم  الكم  الذى  يعج  في  مسيحيي  العراق ، وانما  الكلدان  هم  النوع  الذى  يحمل  هموم  هويتهم  القومية ، ذلك  لانه  لابد  لمن  ينحاز  الى  جهة  ما  ان  يؤكد  صدق  انحيازه ، فتأكيد  الكلدانية  بالنسبة  لهذا  الكم  غدا  مطلبا  لابد  منه ، تماما  كما  هو  حال  ابن  الأسرة  المطالب  بحمايتها  والدفاع  عنها  ورعايتها ، ذلك  لان  عصا  طاعة  الوالدين  يحرمه  شرف  انتسابه  الى  اسرته ، ولو  كان  كل  هذا  الكم  الكبير  كلدان  حقا  بما  نعنيه  من  الكلدانية  لما  كان  هذا حال  الكلدانية ، بل  لكانت  الكلدانية  في  المقدمة ،، ان  اقل  ما  يطلب  من  الكلداني  اليوم  هو ان  يؤكد  كلدانيته  بالانحياز  للكلدانية  وابنائها ، والاخلاص  لهما ، والعمل  معهما  ولهما ، والتضحية  بكل  الوسائل  الممكنة  من  اجلهما 


لا  جدال  ان  القوميين  الكلدان  كانوا  موجودين  في  كل  مراحل  التاريخ ، وكانت  لهم  وقفات  مضيئة ، ولكن  هذه  المواقف  كانت  تأخذ  ردة  الفعل  على  المظالم  والعدوان  وتنتهي  بانتهاء  مناسبتها ،، وبالمقابل  فقد  ظهر  مثقفون  قوميون  تكلموا  ودافعوا عن  الهوية  الكلدانية  امثال  حبيب  تومي  ونزار ملاخا  ومنصور توما  ياقو  وكوركيس  مردو  ومايكل  سيبي  واخرين  لا  تحضرني  اسمائهم  الان  وارجو  المعذرة ،، ووجدت  جمعيات  ونوادي  كلدانية  في  داخل  الوطن  وفي  دول  المهجر ،، وفي  الميدان  الحزبي  قامت  احزاب  كلدانية ،، حزب  الاتحاد  الديمقراطي  الكلداني . والمجلس  القومي  الكلداني . والمنبر  الديمقراطي  الكلداني . وجمعية  الثقافة  الكلدانية ،، وفي  الميدان  الرسمي  كانت  ظاهرة  غبطة  ابينا  وراعينا  البطريرك  مار عمانوئيل  الثالث  دلي  بتثبية  القومية  الكلدانية  في  نص  الدستور  الدائم  للعراق     

 
فالكلدانية  طاقة  موجودة   لدى  شعبنا   تفضح  استهتار  الاخرين ، وشعبنا  الكلداني  هو  الاكثر  حرصا  على  الوحدة  لانه  يعرف  جيدا  ان  الوحدة  له ، وهو مقاتل  دائما  من  اجلها ، فقد  ينجح  هنا  في  تشييد  دعائم  الوحدة  وقد  يفشل  هناك ، الا  انها  طاقة  موجودة ، ان  صوت  مسموع  مدوي  قوي  يوقظها ، ان  موقفا  كبيرا  يدفع  بها  الى  امام  لتصبح  شعلة  لاهبة ، وحين  يأتى  هذا  الموقف  الكلداني  والشعور العارم  يتساءل  المراقب ؟ اين  كانت  هذه  الطاقات  العظيمة  الهائلة ، ومن  اين  جاء  هذا  الانسان  المتفتح ، ومن  اين  جاء  هذا الحماس  للاستمرار  والمثابرة 

   
اليس  الكلدانية  العراقية  ولدت  في  باديتها  كما  ولدت  في  اهوار العراق  وبساتينها  وجبالها ، كذلك  تولد  مع  الشعب  قوميته  التي  هي  قدراته  وامكاناته ، ان  الكلدانية  تظهر  في  كامل  مراحل  الشعور  بالانتماء  الى  الشعب ، ليحمل  المثقفون  الكلدان  الاحرار  مسؤولياتهم  في  العمل  المنظم  حيث  يتجسد  وجود  الشعب  قوة  فاعلة  تثبت  وجودها  نضالا  معينا ، وليس  المهم  ان  تحقق  نتيجة  ايجابية  مباشرة  ولكنها  تحققه  بعد  حين  لان  المهم  اثبات  الوجود ، لان  اثبات  الوجود  يقود  الى  متابعة  النضال  من  اجل  توطيد  الانجازات  والمكتسبات ،، ان  اثبات  الوجود  هذا  تعبير عن  الوعى ،، الذى  يواكبه  الشعور  بالمسؤولية  حرصا  على  تراث  الكلدان  وبقاء  الهوية  التاريخية ، واندفاعا  واعيا  من  اجل  تقويم  الوضع  المعاش  وتصحيحه  وتطويره ، ووضع  البدائل  المستقبلية  الممكنة   


ان  مفهوم  القومية  الكلدانية  في  مرحلة  الدفاع  عن  نفسها  غير مفهومها  في  مرحلة  بناء  نفسها ، فالقومية  الكلدانية  اليوم  هي  كل  موقف  الشعب  بنضاله  من  اجل  اثبات  وجوده  القومي ، والقومية  الكلدانية  موجودة  في مرحلة  الدفاع  عن  النفس  تماما  كما  هى  موجودة  في  مجال  بناء  المجتمع  وتطويره  تطلعا  لتطوير شعبنا ، فالشعور القومي  الكلداني  لا  يموت  في  الشعب  وان  مات  لدى  قلة  قليلة ، لا بل  وان  تخلف  المثقفون  الكلدان  عن  حمل  رسالتهم ، فالشعب  الكلداني  هو  النبع  الثر الذي  يرفد  النضال  القومي  الكلداني  بالاحرار  لقيادة  المسيرة ، وهذا  الشعب  يرى  في هويته  القوميته  وجوده ، اننا  لانزال  نحمل  التفاؤل  والثقة  بانفسنا  وشعبنا  الكلداني ، ونسعى  جاهدين  من  اجل  تطوير  اهدافنا ، والطاقات  القومية  الهائلة  لاتزال  كامنة  في  هذا  الشعب  وهي  رصيدنا  الأساس ، ومن  واجب  المثقفين  الكلدان  ايقاظها  لكي  تحمل  مسؤولياتها  القومية  وتصنع  تاريخ  الكلدان  الجديد
 
 
 

wadizora@yahoo.com


142
 

لا  مصيبة  اعظم  من  الجهل


بقلم : وديع زورا

لم  تعد  القراءة  هي  الفيصل  في  تحديد  الاشكال  والالوان ، ولم  يعد  ميزان  الاشياء  صافيا  ولا  عادلا ، فقد  اختلطت  الامور ، وتداخلت  مساحات  خطوط  المصالح ، وتباعدت  قواعد  النظريات  والثوابت  والالوان  الحمراء ، والحوادث  والأحداث  المأساوية  التي  شهدها  العراق  خلال  السنوات  الماضية  منها  المرعب  والعجيب  والمريب  والمفزع ، ومنها  المركب  مع  سبق  الاصرار  والترصد ، ومنها  الاحداث  الروتينية  التي  تدونها  دفاتر  اليومية  والتي  تزداد  مع  تكاثر  الناس
 
لم  يعد  الجاهل ، ذلك  الانسان  المرفوض  في  مجتمعنا  العراقي ، لانه  شكل  اغلبية  جهلاء  كاسحة ، في  السياسة  والادارة  العليا  والتجارة  ومراكز الاستشارة ، وأخذ  رخصة  التمكين  التي  تضمن  له  الدخول  الى  اي  مواقع  من  غير  تكلفة  ولا  كبير  عناء ، ان  شخصية  الجاهل  الغني  في  هذا  العصر  اصبحت  نموذجا  للاحترام ،، الجاهل  الان  هو  الذي  يتقدم  الصفوف ، والاجدر  بقيادة  المجتمع ، وهو الاجدر  بقيادة  المثقف ، وهو  الذي  يتفوق  بالحماسة  والنشاط   والتلون  وخداع  الكبار
 
الموطن  العراقي  عندنا  لا  يسيء  فهم  هذه  الكلمة ... الجهل ... التي  نرددها  كثيرا  فحسب ، بل  انه  في  الواقع  لم  يفهمها  جيدا  في  اي  يوم  من  الايام ، لقد  دخل  المصطلح  الى  قاموسنا  العامي  بمثابة  ترجمة  لكلمة ،، الامية ،، في  لغات  اخرى  ورسخ  في  ذاكرة  مواطننا  بهذا  المعنى  الضيق  الذي  فسره  الأديميون ، حتى  ان  المرء ، لم  يعد  يرى  فيها  شيئا  مختلفا  ما  يجعل  مراجعة  هذا  الخطأ ،، لكن  الجهل  ليس  هو ... الامية ...  منسوب  الى  الأمة  الامية  التي  هي  على  اصل  ولادتها  لم  تتعلم  الكتابة ،، ولا  شك  ان  هذه  المسلمة  البديهية  نتيجة  غير  مفاجئة  في  الاستنتاجات  والدراسات  المعاصرة ، انه  لا  يتمثل  في  الامية ، الا  بقدر ما  يتعلق  بمرض  السل ، وهو  مرض  يصيب  الرئتين  ومرض  معدي  وفي  قليل  من  السعال ، واذا  قالوا  ان  الانسان  قد  يسعل  لمئة  سبب  اخر غير  اصابته  بالسل ، فسوف  ترى ان  تشخيصك  للمرض  غير  واقعي  يبدو  ساذجا  الى  حد  كبير
 
ان  المنهج  الحديث  في  دراسة  المشكلة ، يسلك  مسارا  مختلفا ، ويوصي  بعبور لعبة  الخانات  المجهولة  لايجاد  زاوية  رؤية  الصواب  من  مكان  اخر ، ورؤية  الصواب  بسيطة  الى  حد  لا  يصدق ، ان  الجهل  ليس  الا  بطاقة  دعوة  مفتوحة  للفقر  والمرض  والتخلف ، بل  انه  في  الواقع ،، الترجمة  الوحيدة  الممكنة ،، لمعنى  هذه  الكلمات  معا ، كل  ما  في  الامر ( لا  مصيبة  اعظم  من  الجهل ) واذا  اتفقنا  هنا  من  جانب  ثاني ، ان  الفقر ليس  عيبا  تخجل  منه ، ولا  الفقر  ينتهي  بمجرد  الاقتناع  النظري  وحصولك  على  كمية  كافية  من  المال ، بل  ينتهي  فقط  اذا  كانت  الاوراق  المالية  مقبولة  في  السوق ، واذا  اتفقنا  على  ان  المال  لا  يقاس  بما  يملكه  المرء ، بل  بقيمة  ما  يملكه  الانسان ، واذا  كنت  لا  تقراء  الا  ما  يعجبك  فقط ، فسوف  تجد  بنفسك ، ان  الجهل  ايضا  لا  يقتصر  دوره  بمجرد  قدرتك  على  القراءة  في  كتب  المعرفة ، بل  يقتصر  فقط  اذا عرفت  حقا  سواء  عن  طريق  القراءة  او عن  طريق  الخبرة  والمعايشة ، والمشكلة  بالضبط  ان  كل  فرد  يعتقد  جازما  انه  يعرف ، اعني  هذه  طبيعة  المتغيرات  في  هذه  اللحظة  المريعة ،  فالجهل  لا  يملك  سوى  تبني  علاج  واحد  اسمه  المعرفه
 
ان  الجهل ، هو  من  اقوى  عوائق  المعرفة  والحضارة  والتقدم ، واشد  موانع  حالة  النهوض ، وهذا  شان  لأكبر  عدد  من  الناس  في  الكثير  من  المجتمعات ، انه  يندمج   تماما  مع  الجهل  بحسبانه  هو  الصواب ، وفي  هذه  الحالة  لا  يكون  المرء  جاهلا  فقط ، وانما  بينه  وبين  وضوح  الحقيقية  الكثير  من  الحواجز  النفسية  المانعة  تصده  عن  البحث ، وتمنعه  من  مبدأ  المراجعة ، وتقنعه  بسلامة  ما  هو  مقتنع  في  ذهنه ، ان  المشكل  ليس  في  وجود  الجهل  وانما  في  توهمه  فعلا ، لان  قد  يحسب  جهله  علما ، يريد  ان  يبقى  على  جهله ، بل  يواصل  التمسك  بالرأى  والتعصب  له  بدون  وجه  حق ، وبذلك  فان  الجهل ، من  اكبر  المصائب  التي  تصيب  بني  البشر ، واشدها  تبديدا  للمجالات  العلمية  وللطاقة  الانسانية ، واكثرها  ضررا  وسببا  لسوء  الفهم  والقتال  والصراعات  الفردية  والجماعية ، فالجهل  تصعب  السيطرة  عليه  لحظة  جنونه ، بخلاف  ما  يعتقد  الكثيرون ، وانما  هو  بنية  شديدة  التعقيد  والصلابة ، ان  الناس  في  الغالب  يتعاملون  مع  الجهل  بوصفه  مشكلة  فردية  متطرفة  نادرة  تعتري  بعض  الناس  خصوصا  في  بعض  الحالات ، بينما  ان  الجهل  هو  الاصل  في  التكوينيات  الثقافية  التي  لم  تخضع  للتمحيص  والتحليل  والمراجعة ، وهنا  فرق  شاسع ، بين  ان  يتم  التعامل  معه  بشكل  موقت  عرضي  فردي  وعابر ، وبين  ان  ينظر  اليه  نظرة  سلبية ، تظهره  كمشكلة  انسانية  كبرى  وعام
 
جرائم  قتل  وخطف  واغتصاب  ومظاهر  فوضى ، وتفنن  في  سبل  الانفلات  والتمرد  على  القانون ، وجنون  في  تنفيذ  العمل  الاجرامي  وسيناريوهات  التزوير  والغش  والخداع  وسرقة  المال  الخاص  والعام ، والقفز  فوق  الموانع ، جعلت  الجهل  حاكما  ومحكوما ، القاسم  المشترك  في  هذه  الظواهر هو  الجهل  الظاهر  والمتخفي ، الذي اتسعت  دائرته  على  الساحة  العراقية ، واتخذ  لنفسه  موقعا  مميزا ، سد  به  فراغات  الورع  والاخلاص  والزهد  والايثار ، وغيرها  من  صفات  الخير  المخبوءة  في  وجدان  القلة  القليلة ، لقد  صارت  ثقافة  الجهل  والجهلاء  بعبعا  رهيبا ، طالت  نيرانه  وشظاياه  المجتمع  العراقي ، واصبح  يفعل  هذا  التعميم ، مطبعا  معذورا  مقبولا  ومشكورا
 
في  ظل  الجهل ، تنمو التفرقة  القومية ، والطائفية  المذهبية ، واضطهاد  الاقليات  الدينية ، والتنكر لحقوق  المرأة ، هي  نتاج  افرازات  الافكار الظلامية  التي  تنمو  في المجتمعات  الجاهلة ، والمؤسف  هو ان  الاحزاب  الحاكمة  والمعارضة  لم  يتوصلا  على  صيغ  للتعاون  وايقاف  التدهور  الحضاري  والاجتماعي  والاقتصادي  المالي ،، ووضع  حد  للفساد  الاداري ،، ونهب  الثروة  الوطنية ( تهريب  النفط )  وايقاف  قتل  واهانة  المواطن  العراقي  الذي  يشكو  من  الامراض  المزمنة  المستعصية  التي  سببتها  الحروب  ونقص  الغذاء  ونهب  الحصة  التموينية

لا  يستطيع  احد  ان  ينكر  نفوذ  الجهل  وتأثيره  في  مجتمعنا  العراقي ، فهو  بائن  لا  يحتاج  الى  بحث ، متواجد  في  جميع  الوزارات  والمؤسسات  والدوائر الحكومية ، ويشكل  حضورا  في  المحافل  ويلقى  تشجيعا  كبيرا  من  العلماء  واصحاب  السعادة ، كل  ما  يتحسس  الانسان  موقعا ، او  يضع  اقدامه  على  باب  وزارة  او  دائرة  او مؤسسة ، وجد  جاهلا  بكل  ما  تحمل  الكلمة  من  معاني ، نافذا  فيها  ولا  كل  الرجال  مسموع  الكلمة ، يتحدث  بلسان  اولى  الامر ، ويلتقي  استجابة  فورية ، يقف  امامه  امكانية  الجهلاء  على  الاختراق  والوصول ، يجعلنا  نؤمن  بالمثل  الذي  يقول  يستطيع ،، الخفاش  ان  يكون  نسرا  والظلمات  نورا  والقزم  عملاقا ، اما  سر  سلطة  الجهلاء  وانتشارهم  فذلك  امر اخر
                                                                                                                                             

143
الحياة والموت !!! ملحمة كلكامش

بقلم : وديع زورا
الموت  هو  الشيء  الوحيد  الذي  يحاول  البشر  تجاهله  وهو  تعبير  عن  رفضه  لذلك  يأتي  على  حين  غرة ، ينتزع  الروح  ويمضي ، فغريزة  حب  البقاء  عامل  مشترك  بين  كل  البشر ،  ومن  تعامل  مع  الموت  بأنه  امر  حتمي  وتجاهله ، وراح  يعمل  كانه  يعيش  ابدا  مساهما  في  البناء  حسب  قدرته ، عاش  مرتاحا  الى  ان  تفارق  الروح  الجسد  وقد  ترك  فيها  بصماته ، ومن  ظل  ينتظر الموت  فانه  سيشل  قدراته  وامكاناته  ويعيش  مشلولا  عاجزا ، والموت  اشكال  وانواع  متعددة ، واقساها  الموت  على  قيد  الحياة

تعتبر بلاد  الرافدين  مهدا  للأساطير ، وقد  اشتهر  منها  اساطير  دونت  على  الواح   في  اعمال  ادبية  راقية ، كملحمة  كلكامش ، هناك  فرق  بين  الحكايات  الشعبية  العامية  والاساطير ، وإن  كانت  الاثنتان  قد  سبقتا  التاريخ  المدون ،، فالحكاية  الشعبية  الخرافية  تعتمد  أسلوب  سرد  قصصي  متخلف  يقوم  على  اعتقاد  باطل  في  كثير  من  الاحيان ، في  حين  ان  الأسطورة  قد  نشأت  في  بدايتها  من  قصة  البعض  منها  حقائق  والاخر  خيال  وعن  تأمل  فلسفي  فكري  عميق ، لتفسير  ظاهرة  طبيعية  ومعنى  داخلي  لحياة  البشرية ، فأخذت  الشعوب  تلك  الاساطير  كثوابت  في  اعتقاداتها ، وتداخلت  تلك  الاعتقادات  فيما  بعد  مع  المعتقدات  الدينية  السماوية ، واحتلت  مكانا  في  نفوس  الشعوب  الذين  ورثوها  عمن  قبلهم  من  الحضارات  المتعاقبة

ومنذ  تدوين  التاريخ  ومنه  بزغت  خيوط  الاشعاع  الفكري ، فتاريخ  بلاد  الرافدين  حافل  بالعديد  من  الشخصيات  والاحداث  التي  تركت  اثارا  ايجابية  تاره  وسلبية  تارة  اخرى ، ولم  يكن  تاثيرها  مقتصرا  على  بلاد  الرافدين  فحسب ، بل  انها  امتدت  واستحوذت  اهتمام  عقول  العديد  من  مفكري  ومؤرخي  الحضارات  الاخرى ، ومن  ضمن  تلك  الاحداث  شخصية  الملك  كلكامش ( نمرود ) خامس  ملك  من  ملوك  سلالة  الوركاء ( عصر  دويلات  المدن)  دام  حكمه 126 عاما  صاحب  الملحمه  الشهيره  الخالدة  عرفت  باسمه  عبر  الازمان  في  تاريخ  ادب  وحضارة  وادي  الرافدين  ورد  اسمه  في  اثبات  الملوك  السومرين  من  سلالة  الوركاء  الاولى  وهي  السلالة  التي  حكمت  من  بعد  الطوفان 

تشكل  ملحمة  كلكامش  اقدم  واجمل  نص  شعري  تم  اكتشافه  في  وادي  الرافدين ،  فقد  دونت  في  الالف  الرابع  قبل  الميلاد  ومكتوبة  بخط  مسماري  على 12 لوحا ، عاش  كلكامش  في  العصر المسمى  عصر  فجر  السلالات  في  بلاد  سومر ، ولم  يكن  مقبولا  او محبوبا  من  قبل  السكان ، حيث  تنسب  له  الممارسات  السيئه  منها   انه  يدخل  بالعروسات  قبل  ان  يدخل  بهن  ازواجهن  وايضا   تسخير  الناس  في  بناء  سور  ضخم  حول  مدينه  اورك ، فيلتمس  السكان  الى  الالهة  بان  تخلق  له  منافسا  له  يشغله ، فيجد  الشعب  شيئا  من  الراحة  ومخرجا  من  ظلم  كلكامش ، فتستجيب  احدى  الالهات  واسمها  ( ارورو )  بخلق  ( انكيدو)  رجل  وحشي  مشعر  يعيش  في  البراري  ياكل  الاعشاب  ويشرب  الماء  مثله  مثل  باقي  الحيوانات  بمعنى  انه  كان  النقيض  تماما  مع  شخصية  كلكامش ، ويلتقيان  ويتصارع  الاثنان  بقوة  وشراسه  عاليتين  لانهما  متقاربان  في  القوه  ولكن  في  نهاية  المطاف  ينتصر  كلكامش  على  أنكيدو ، ويعترف  انكيدو  بقوة  كلكامش ، ويصبح  انكيدو  رفيق  كلكامش  وصديقه ، ويخرج  الاثنان  في  طلب  المغامرات  والاخطار ، ويشقان  الطريق  الى  غابة  الارز  حيث  يصرعان ( همبابا ) وهو  وحش  رهيب  يحرس  غابة  الاله  انليل (انو) وعند  عودتهما  تقع  الالهة  انانا (عشتار) في  حب  كلكامش ، فتحاول  عشتار التقرب  منه  بغرض  الزواج ، ولكن  كلكامش  يرفض  العرض ، فاحست  عشتار  بالاهانة  والغضب  وطلبت  من  والدها  انليل (انو) ان  ينتقم  لها ، عندها  يقوم  بارسال (  ثور السماء ) المخيف  لقتله ، وهنا  يخرج  ايضا  البطلان  كلكامش  ورفيقه  انكيدو  ظافرين ، إذ  يشتركان  مع  الثور  في  معركة  ضارية  ويقضيان  عليه ، وبعد  ذلك  تجتمع  الالهة  وتقرر ان  انكيدو  يجب  ان  يموت  عقابا  له  على  صرعه  همبابا  حارس  الغابة  واذا  بانكيدو الذي  يقهر  يمرض  ويموت  لانه  من  البشر ، اما  كلكامش  فكان  يسري  في  عروقه  دم  الالهة  من  جانب  والدته  التي  كانت  الهة

لم  يكن  الموت ، حتى  تلك  اللحظة  شيئا  لكلكامش  فهو  قد  قبل  مقاييس  الشجاعة  المعهودة  ومقاييس  ثقافته  المعهودة ، الموت  لا  بد  منه ، ومن  العبث  التخوف  منه ، فاذا  كان  على  المرء  ان  يموت  فاليمت  ميتة  الابطال  الشجعان  في  مقاتلة  خصم  قوي  جدير  به ، لكي  تعيش  شهرته  من  بعده ، وقبل  بدء  المعركة  مع  همبابا ، تماهل  انكيدو  برهة  وقد  خذلته  شجاعته ، فراح  كلكامش  يؤنبه  بقوله
 ( من  ذا  الذي  يا  رفيقي  ادرك  من  السمو . ما  يمكنه  من  الصعود  الى  السماء . والاقامة  مع  شمش  الى  الابد؟ مجرد  انسان  ايامه  معدودات . ومهما  فعل  ان  هو  الا  هبة  ريح . اراك  قد  خشيت  الموت . اين  بأسك  وشجاعتك ؟  دعني  اقود . وتخلف  انت  لتصيح  بي . اطبق  عليه  ولا  تخف .  واذا  سقطت  مضرجا . اكون  قد  بنيت  اساسا  لشهرتي . فيقولون  عني . قُتل  كلكامش  وهو  يصارع  همبابا  الرهيب . ويردف  قائلا  انه  إذا  سقط   قتيلا  سيروي  انكيدو  لابن  كلكامش  عن  شجاعة  ابيه  وقوته . فليس  في  الموت  هنا  خوف  او  رهبة  . انه  جزء  من  اللعبة . والشهرة  تلطف  من  حدته . لان  اسم  المرء  يبقى  حيا  في  الاجيال) 

غير ان  كلكامش  لم  يكن  يعرف  الموت  عندئذ  الا  كأمر  مجرد ، ولم  يكن  قد  مسه  الموت  مباشرة  بحقيقته  الرهيبة ... الى  ان  يموت  انكيدو  فيدرك  ما  لم  يدركه  من  قبل ، ويردف  قائلا
 .. ( انكيدو  يا رفيقي . يا  أخي  الأصغر . يا  من  كان  معي  في  التلال  يصطاد  حمار الوحش . والفهد  في  السهول . من  كان  برفقتي  يفعل  كل  شئ . تسلّق  صخور التلاع . وأمسك  بثور السماء  وارداه  قتيلا . وقذف  ارضا  بهمبابا  الساكن  في  غابة  الارز . ولكن  ما  هذا  النوم  الذي غرقت  فيه ؟ لقد  اعتم  وجهك  وما  عدت  تسمعني )
 لم  يرفع  كلكامش  عينيه  عن  انكيدو ، جس  قلبه  فلم  ينبض ، ثم  كسا  صديقه  كأنه  عريس  الزفاف ، وزأر صوته ، لبؤة  اسد  اقصيت  عن  اشبالها ، وراح  المرة  تلو المرة  يتأمل  رفيقه ، وهو  يجر  شعره  ويبعثره  نتفَا ، ويشق  ثوبه  الفاخر  ويرميه  عنه  ممزقا ، خسارته  الفادحة  افجع  من  ان  يتحملها ، فيرفض  ان  يعترف  بها  كأمر  واقع  ويردف  يقول 
 ( ذاك  الذي  شاطرني  كل  خطر . حتف  الإنسان  المحتوم  قد  احاق  به . بكيته  طيلة  النهار  وطيلة  الليل  بكيته . ورفضت  الاذن  بدفنه . فلعل  رفيقي  ينهض  لصراخي . سبعة  ايام  وسبعة  ليال . الى  ان  بدأت  الديدان  تخرج  من  جثة  انكيدو . لا  عزاء  لي  منذ  أن  راح . ورحت  انا  كالصياد  اطوف  في  البراري )

كان  كلكامش  في  قرارة  نفسه  خائفا  من  حقيقة  انه  لابد  ان  يموت  يوما ، لم  يبقى  له  الا  هدف  واحد ، هو العثور على  الحياة  الابدية  فيخرج  للبحث  عنها ، وفي  نهاية  العالم  فيما  وراء  بحر الموت ، يقيم  سلف  له  حظي  بالحياة  الابدية ، ولسوف  يذهب  اليه  كلكامش  ليعرف  سره ، فيرحل  لوحده  في  الطريق  الطويلة  النائية  الى  الجبال  التي  تغرب  الشمس  فيها ، ويطرق  الممر  المظلم  الذي  تقطعه  الشمس  في  الليل  ويكاد  ييأس  من  رؤية  النور  مرة  ثانية  الى  ان  يخرج  مرة  ثانية  الى  شاطئ  بحر  فسيح ، وكل  من  يلقاه  في  ترحاله  يسائله  كلكامش  عن  الطريق  إلى ( اوتنابشتيم)  والذي  يعتبره  البعض  مشابها  جدا  لشخصية ( نوح) في  الاديان  اليهودية  والمسيحية  والاسلامية ، واثناء  بحثه  عن الخلود  يلتقي ( سيدوري ) ويردف  يقول
 ( لقد  افزعني  الموت  حتى  همت  على  وجهي  في  البراري . ان  النازلة  التي  حلت  بصديقي  وصاحبي  تقضي  مضجعي . أه  لقد  صار  صاحبي  الذي  احببت  ترابا ، وانا  ساضطجع  مثله  فلا  اقوم  ابد الابدين )
  فتحدثه  سيدوري  بان  بحثه  لا  امل  يرجى  منه  وتقدم  النصائح  له  وبأن  يستمتع  بما  تبقى  له  من  الحياة  وتردف  تقول
( كلكامش  اين  رحت  تجول ؟ ان  حياة  الخلد  التي  تبغي  لن  تجدها  ابدا . لان  الالهة  عندما  خلقت  الانسان . جعل  الموت  نصيبه . امسكت  بايديها  عنه  الحياة . كلكامش  املأ  بطنك . امرح  ليلك  ونهارك . واملأ  ايامك  باللذائذ . وارقص  واعزف  الالحان  ليلا  ونهارا . واغسل  راسك  واستحم . واجعل  ثيابك  نظيفة  وزاهية . وافرح  الزوجة  التي  في  احضانك  زاهية  . هذا  وحده  ما  يبتغيه  البشر)

ولكن  كلكامش  كان  مصرا  على  سعيه  ولا  يستطيع  ان  ينصرف  عن  بحثه  ويستسلم  لما  هو  من  نصيب  الناس  كلهم ،  لم  يستجب  لتلك  المطالب  وبقى  يعاند  الالهة  ويبحث  عن  الخلود ، انه  ليتحرق  شوقا  الى  الحياة  الابدية ، فتقوم  ( سيدوري)  بارسال  كلكامش  الى  الملاح  اورشنابي ، وعلى  شاطئ  البحر  يرى  الملاح  ( اورشنابي) ليساعده  في  عبور  بحر  الاموات  ليصل  الى  اوتنابشتيم ، وهكذا  يلتقي  اخيرا باوتنابشتيم  ويسأله  كيف  ينال  الانسان  الحياة  الابدية ، الا  ان  اوتنابشتيم  عاجز  عن  مساعدته ، فقد  نال  هو الخلود  في  ظروف  خاصة  لن  تتكرر  مطلقا ، ففي  سالف  الايام ، عندما   قررت  الالهة  على  فناء  الجنس  البشري ، انزلت  الطوفان  بهم  بقيادة  انليل  لم  ينج  الا  اوتنابشتيم  وزوجته ، فقد  انذر  مقدما ، وابتنى  فلكا  كبيرا ، انقذ  به  نفسه  وزوجته  وزوجا  من  كل  شئ   حي ، وقصة  الطوفان  هنا  شبيهة  بقصة  طوفان ( نوح ) وقد  ندم  انليل  فيما  بعد  على  ارساله  الطوفان ، وقررت  الالهة  منح  اوتنابشتيم  وزوجته  الخلود ، جزاء  له  على  انقاذه  الحياة  في  الارض

ولكن  اصرار كلكامش  في  سعيه  نحو الخلود ، قام  بعرض  فرصة  على  كلكامش  ليصبح  خالدا  مثلهم ، فيأمره  اوتنابشتيم  بمنازلة  النوم .. في  نومة  سحرية  ليست  الا  شكلا  اخر  للموت ، اذا  تمكن  من  البقاء  مستيقضا  دون  ان  يغلبه  النوم  لمدة 6 ايام  و7  ليالي  فانه  سيصل  الى  الخلود ، ويكاد  يغلب  كلكامش  على  امره  في  الحال ، ويشرف  على  الهلاك  عندما  توقظه  زوجة  اوتنابشتيم ، شفقة  منها  عليه ، لقد  اخفق  في  مسعاه ، ويهيىء  كلكامش  نفسه  للعودة  الى  اورك  يائسا  كئيبا ، وفي  تلك  اللحظة  تحث  زوجة  اوتنابشتيم  زوجها  على  اعطائه  هدية  وداعية ، فيخبره  اوتنابشتيم  عن  نبتة  عشب  سحرية  تنمو  في  قاع  البحر ، تعيد  الى  كل  من  يأكل  منها  شبابه ، فينتعش  كلكامش  بعد  اكتئابه ، ويصحبه  الملاح  (اورشنابي ) إلى  المكان  المعين  حيث  يغوص  كلكامش  في  اعماق  البحر  ثم  يصعد  وفي  يديه  النبتة  السحرية ، فيبحر  في  اتجاه  اورك ، ويبلغان  ساحل  الخليج ، وانطلق  الاثنان  في  طريق  العودة  الطويل ، وفي  احدى  المحطات  التي  توقفا  عندها  للراحة ، راى  كلكامش  بركة  ماء  بارد  فنزل  اليها  واستحم  بمائها  تاركا  النبتة  عند  الضفة ، فانسلت  حية  الى  النبته  من  وكرها  واكلتها  وبينما  هي  راجعة  الى  وكرها  تجدد  جلدها ، جلس  كلكامش  عند  الضفة  وقد  انهار  تمام  بعد  ان  فقد  الامل  في  تجديد  الشباب ، وقال  لاورشنابي  وهو  يبكي  بكاء  مرا                                           
(لمن  اضنيت  يا  اورشنابي  يدي . ولمن  بذلت  دماء  قلبي ؟ لم  اجن  لنفسي  نعمة  ما . بل  لحية  التراب  جنيت  النعمة )
 فرجع  كلكامش  الى  اورك  خالي  اليدين ، وبينما  هو  يقترب من  مملكته  شاهد  السور  العظيم  الذي  بناه  على  اكتاف  السكان  حول  مدينة  اورك ،  ففكر  في  قرارة  نفسه  ان  ضخامة  وعظمة  هذا  السور  هو  الكفيل  الوحيد  الذي   بواستطته  يخلد  اسمه ، وفي  النهاية  تتحدث  ملحمة  كلكامش  عن  كيفية  موت  كلكامش  ومدى  حزن  سكان  اورك  على   وفاته                                                                                                   

ان  اثر  ملحمة  كاكامش  استمر  فاعلا  في  اداب  شعوب  الشرق  الاوسط  حتى  بعد  سقوط  الامبراطورية  الكلدانية  عام 539  قبل  الميلاد ، ومنذ  ان  تم  اكتشاف  ملحمة  كلكامش  في  نهاية  القرن  التاسع  عشر  في  مكتبة  اشور  بانيبال  في  نينوى ، وقرأها   جورج  سميث  بعد  ترتيب  وترجمة  لما  تم  اكتشافه  في  عام 1872 ميلادية  امام  جمعية  اثار الكتاب  المقدس  وتحت  عنوان  التفسير الكلداني  للطوفان ، عادت  من  جديد  لتلعب  دورا  هاما  في  تراث  الانسانية ، مفجرة  طاقات  ابداعية  في  مجالات  شتى  كالرواية ، والمسرح  ، والفنون  الجميلة ، والموسيقى ، فكما  نشأت  قصة  كلكامش  في  احضان  الواقع  الاجتماعي  السومري  الرافديني  لتتحول  في  تفاعلها  مع ، واقع  اشور  وبابل ، الى  ملحمة  متكاملة  فنيا  وفلسفيا ، لتحرض  على  ولادة  ملاحم  اخرى  لدى  شعوب  اخرى ، هكذا  صار  دور الملحمة  حديثا ، اذ  اخذت  الترجمات  الحديثة  توحي  للكتاب  والفنانين  والموسيقيين  الغربيين  بابداع  روائع  جديدة



المصادر
-----------------------------
ملحمة كلكامش  -----                       الاستاذ والمؤرخ   طه باقر
السومريون وتراثهم الحضاري  -----   الدكتور   سامي سعيد الاحمد
الاساطير                   -----             الدكتور   احمد كمال زكي               


--------------------------------------------------------------------------
انليل (انو)       -----                        كبير الهة وادي الرافدين قديم الزمان
شمش            ------                         اله الشمس
عشتار(انانا)       -----                     الهة الخصوبة والجمال
ارورو              ------                       الهة خالقة الجنس البشري     
سيدوري       -------                       صاحبة  الحانة التي مر بها كلكامش         


144
 
كيف يستقيم الظل والعود اعوج

بقلم : وديع زورا
مازالت  كرة  القدم  حول  الارض  تحتفظ  ببريقها  الأخاذ  ولمعانها  الساحر  ومازال  الجمهور العراقي  بحسه  المرهف  المتحمس  يزداد  حبا  لها  وعشقا  شديدا ،، وما زالت  الذاكرة  الرياضية  لدينا  تعيش  على  ذكرى  محطة  فوز الفريق العراقي  لكرة  القدم  ببطولة  امم  اسيا  2007  فيها  لاول  مرة  في  تاريخه  بعد  فوزه  على  نظيره  السعودي  في  اللقاء  النهائي  الذي  اقيم  في  العاصمة  الاندونسية  جاكارتا  بهدف  واحد  دون  مقابل ،، ثم  ولت  وتفصلنا  عنها  فترة  من  الزمن ، وكأن  الساحة  عندنا  قد  نضب  معينها ، او  كأن  الفوز  قد  تمرد  علينا ، وكأن  التاريخ  قد  ابى  الا  ان  يوثق  للاخفاق  الرياضي  لدينا ، ذلك  ان  اهل  العلم  والخبرة  والكفأة  الرياضية ، قد  انزووا  عن  المشاركة  في  الحياة  الرياضية ، وكأنهم  ليسو  معنيين  بهذا  الامر ، وقد  وجدوا  اصلا  لذلك     

كيف  يستقيم  الظل  والعود  اعوج ،، هو  قانون  ومنطق  ونتيجة ، هو  قناعة  وحقيقة ، مثل  توصلت  اليه  البصيرة  الانسانية ، من  واقع  الحياة  والمشاهدة  البسيطة  منذ  الانسان  الاول ،  فاصبحت  قانونا  ازليا ، وما  تعانيه  فرقنا  الوطنية  في  خروجها  المبكر  من  المنافسات  الدولية ، ما  هو الا  نتيجة   طبيعية  للخلل  الكبير الذي  يعتري  الممارسة  الرياضية  في  عراقنا  الحبيب ، والحمد  لله  أننا  متفقون  ومجمعون  تقريبا  على  ان  هناك  خللا  ما  يعتري  هذه  الممارسة ، مما  يجعل الاخفاق  نتيجة  طبيعية  ومنطقية  لمقدمة  متعثرة ، بناء  على  قانون  النتائج  تاتي  متوافقة  مع  المقدمات   

لكن  المعضلة  التي  تواجهنا  هي  اننا  جزء  من  حالة  الدوران  العام ،  بحيث  اننا  ندور مع  هذا  الدوران ، وبالتالي  فاننا  لن  نستطيع  ان  نحدد  بواطن  الخلل  لنتمكن  من  المعالجة  الا  اذا  توقف  الدوران  او  بعدنا  تماما  عن  هذا  الدوران ، بحيث  لا  نكون  جزء  منه  ومن  تأثيره ، من  جانب  اخر  نحن  موغلون  في  الظرفية  الزمانية ، وهي  معايشة  الاحداث  الى  درجة  الاستغراق ، فما  من  قضية  الا  ونرمي  فيها  بكل  حاجتنا  حتى  نجد  انفسنا  بعد  برهة  بعيدين  عن  الشاطىء  وسبل  النجاة ، فتصبح  السباحة   ضرورة  لازمة  ولابد  منها ، وقضية  المنتخب  العراقي  ومحترفيه ، اظنها  خير  شاهد  على  ذلك ، فقد  اهدرنا  فيها  من  الوقت  والطاقة  والانفعال  اكثر  مما  ينبغي ، ربما  لان  عنصر الوقت  عندنا  لا  قيمة  له  حتى  اصبحت  قضايانا  كلها  جدلية  افلاطونية  لا  قرار لها

تصوروا  معي  اخوتي ، ما  الذي  يمكن  ان  يحدث  لو اننا  رغم  ظروف  عراقنا  المعاش  قد  تجاوزنا  الفرق  المختلفة  في  المجموعة  التي  يلعب  الفريق  العراقي  فيها ، وان  فريقنا  الوطني  قد  تصدر المجموعة ، معنى  ذلك  اننا  سنورث  قبحا  في  الوجود ، وسنلغي  من  الدنيا  قانون  الاجتهاد ، ولن  نستغرب  ان  ينجح  التلميذ  الفاشل  فيدخل  الجامعة ، او ان  يفوز الفريق  العراقي  على  فرق  اوربية  عريقة  وقوية  تلعب  بمهارة  وذكاء  مثل  المانيا  وايطاليا  وانكلترا  وفرق  امريكا  الجنوبية  او  حتى  البرازيل

الصحيح  ان  ذلك  يمكن  ان  يحدث  في  عالم  كرة  القدم ، لكنه  ليس  بقانون  ثابت  تجري  عليه  سنة  الكون ، اذ  يمكن  لذلك  ان  يحدث  مرة  او  مصادفة ، لكنه لن  يكون  قاعدة  ثابتة  يعتد  بها ، ذلك  ان  النجاح  قرين  بالتخطيط  والعمل  والاجتهاد ، فلو قدر لكل  الفاشلين  ان  يدركوا  النجاح ، فان  عجلة  الكون  ستختل  وميزان  العدل  سينهار ، وقتها  سيختلط  الحابل  بالنابل ، ويختلف  اتجاه  الدوران  ويصاب  الكون  بالدوار ، الذي  نحن  فيه  حينما  نحلم  مستيقظين  ينبغى  لنا  ان  ندرك  ان  ذلك  كان  حلما ، لان  الاحلام  محلها  الخيال  والخيال  عقل  وهبة  ربانية ، وقد  يتسع  هذا  الخيال  وقد  يضيق  افقه  وفق  العقل  الاجتهادي  للانسان ، لكن  هذه  السياحة  المجانية  سرعان  ما  تصطدم  مع  الواقع ، مما  يجعلنا  نستيقظ  مدركين  اجلا  ام  عاجلا ، وللاسف  الشديد  نحن  لا نستيقظ  بالقدر  الكامل  ولا  نصل  الى  درجة  الاتزان  والسكون ، لان  كل  موضوع  جديد  يطرح  في  الساحة  نبدا  الدوران  معه  من  جديد ، وهكذا  تتقاذفنا  محطة  الى  اخري  وموجة  تلو  موجة   

هناك  قاعدة  ذهبية  تطبق  في  شتى  مناحي  الحياة ، وهي  تقول  ان  لم  تكن  متكافئا  مع  خصمك  فابحث  عن  الروح  القتالية ، ومن  اين  نجد  هذه  الروح  في  واقع  مهزوم  ؟؟  يقولون  ان  الاعلام  يمكن  ان  يقوم  بهذا  الدور ، ولكن  اين  نجد  الاعلام  التي  يعرف  واجبه  ويدرك  حجم  المسئولية ؟ كثير  من  التصريحات  والكتابات  توصف  بانها ،، كلام  جرائد ،، في  وقت  كان  ينبغي  فيه  لهذه  الصحافة ، ان  تكون  أمينة  نقية  تقية  تعلم  الناس  وترتقي  بهم  صدقا  و قولاً  متعففا ... هذا  هو السؤال  الذي  نبحث  له  عن  اجابة ؟  وهذا هو العود  الاعوج ، وواقعنا  هو  الظل  اننا  في  معركة  حقيقية  بين  الظل .... والعود

اللاعب  عندنا  مهزوم  من  الداخل ، ونحن  لا  شأن  لنا  بالداخل ، نختار عناصر  منتخباتنا  الوطنية  دونما  تمحيص  او  تدقيق  او  دراسة ، فاللاعب  عندنا  قد  جاء  قافزا  الحواجز  من  الاندية  الدنيا  لاندية  المقدمة ، ثم  يفتح  الله  عليه  بهدف  طائش  فيجد  نفسه  بالمنتخب  الوطني  في  غفلة  من  الزمن ، نحن  في  حاجة  ماسة  الى  وقفة  جادة  وواقعية  نتأمل  فيها  حالنا  ومالنا ، نحتاج  فيها  الى  وضع  معايير  نحدد  من  خلالها  من  هو  اللاعب ، ومن  هو  الاداري ، ومن  هو  المدرب ،  وقبل  كل  هذا  من  هو  الاعلامي ، الذي  سيقود  حركة  البناء  والتثقيف  وسيحمل  الهم  الرياضي  من  جيل  الى  اخر ،  بل  هو  الذي  يكتب  لنا  التاريخ ، لان  الصحافة  هي  التاريخ ، فأنت  من  خلال  صحيفة  قديمة  يمكنك  ان  تقرأ  تاريخ  شعب  في  تلك  الفترة ،  نحن  نحتاج  كذلك  لان  ندرك  ان  الرياضة  قد  تحولت  من  نشاط  ترفيهي  الى  صناعة  واحتراف ، والصناعة  تحتاج  الى  مقومات  هي  ذات  المقومات  التي  تقوم  عليها  الصناعة  التقليدية  في  كل  مكان  في  العالم


145
استهداف ثقافة وهوية الكلدان واستبدالها ؟؟؟



بقلم : وديع زورا
قال  خبراء  علم  النفس  الاجتماعي ، ان  تماهي  الانسان  بكل  الوان  الطيف  الفكري  والثقافي  مع  اية  مجموعة ،، مثلا ،، الطبقة  الاجتماعية ، او الجماعة  العرقية  القومية  او الاثنية ، هو  في  تعريفها  الأكثر  وضوحا  وشمولا  من  كل  العمليات  النفسية  المرتبطة  بالسلوك  الاجتماعي  والعاطفي  البشري  والتماهي  مع  ثقافة  المجموعة  المهيمنة  مثلا  :  يحاول  الانسان  ان  يستبطن  منظومة  النظريات  الخاصة  بالمجموعة ، ويعتبر  نفسه  احد  افرادها ، وهذا  يحدث  في  ضؤ  ذلك  التمثل  الثقافي ، وهذا  الاعتقاد  يشابه  مفهوم  تسمية  الهويات  المصنوعة ،، كهويات  مركبة ،، فهي  تؤشر  بالنسبة  اليه  او الاخرين  على  النفعية ، وتمثل  علامة  على  اختلال  التوازن  التوافقي ، الذي  يحدث  في  شروط  مادية  اجتماعية  محدده  تمارس  تأثيرا  كبيرا  على  الادراك  الذاتي  لهوية  الفرد  وثقافته  سواء  كان  هذا  الادراك  حقيقيا  ام  زائفا ، فرغم  طبيعتها  المركبة  والمصنوعة ، فان  مكونات  الكائن  البشري  تستطيع  ادراج  الانسان  في  سياقها   بل  حتى  اخضاعه
 
هناك  كثرة  المبادرات  من  مجموعة  تمثل  الهوية  الاجتماعية  المبتكرة ، ومجموعة  هامشية  هشة ، تحتاج  إلى  الموازنة  حتى  تتماهى  مع  التغيير الاجتماعي ، وفي  مثل  هذه  الحالات ، فان  الاولى  تمثل  النواة  الثقافية  وتحتل  مركز  اللب  من  تلك  الهوية  الاجتماعية ، بينما  تمثل  الثانية  القشور الخارجية  وتحتل  الهامش  المتاح ، الاولى  مستحوذة  على  النسبة  العظمى  من  المكاسب  التي  تجنيها ، والثانية  تبحث  عن  ذلك ، الاولى  تملك  نفوذا  كبيرا  وصلاحيات  اضفاء  طابع  الشرعية  على  الثانية  او حرمانها  منها ،، وليس  باستطاع  اية  نظرية  منفردة  ان  تفسر التعقيد  المميز  ومشكلات  الهوية  في  مجتمعنا  المسيحي  العراقي ،، ولذلك  تنشأ  الضرورة  لصياغة  تركيبة  منها  جميعا  لتحقيق  هذه  الغاية ... كلداني  اشوري  سرياني ... واستنادا  الى  ما  سبق ، يمكن  للمرء  ان  يضع  اليد  علي  ثلاثة  عوامل  مؤثرة  تستطيع  اذا  ما  تفاعلت  جميعها  مع  بعضها  البعض  بشكل  جيد ، وان  تفسر  وتوضح  كل  هوية  اجتماعية : - العامل  الاول  هو  تفهم  المجموعة  لنفسها ،، العامل  الثاني  هو  تفهم  الاخرين  للمجموعة ،، العامل  الثالث  هو الاعتراف  او عدمه  من  قبل  قلب  الهوية  بهذه  المجموعة ،، اذا  تفاعلت  او  تبادلت  التأثير  هذه  العوامل  الثلاثة  بصورة  منسجمة  ومتكاملة ، اي  اذا  كان  تعريف  جمع  الناس  لها  اساسا ،، علميا  مقبولا  وواقعيا ،، واذا  كان  قلب  تلك  الهوية  يمنحها  اعترافه ، حينها  يمكن  يقال  ان  تلك  الجماعة  تعيش  في  توازن  ، وهنا  تتقدم  ادارة  النخبة  السياسية  والثقافية  لاعطاء  هذا  التوازن  معناه ، مزودا  الجماعة  بمنظومة  من  المعتقدات  والتقاليد  الاجتماعية  قد  تكون  معتقدات  واعراف  فكرية  ترتكز  على  النظريات  والمباديء  فتصنع  لها  قداسة  كقداسة  العقائد  الدينية ...

ويشهد  عالمنا  المعاصر  ثورة  اتصال  هائلة  وتطورا  تكنولوجيا  مثيرا  وثورة  معلوماتية  لا  حدود  لها  تشكل  بكل  معطياتها  الحالية  بداية  لعصر  جديد  يحمل  الينا  الكثير  من  المتغيرات  الضخمة  وتحولات  مذهلة  متسارعة  في  كثير  مواقعه  وجوانبه  وامتداداته  وخاصة  في  مجال  الاعلام   فاصبح   للاعلام  السمعي  والبصري  دور  هام  في  التأثير على  المجتمعات ، يلعب  التليفزيون  والاذاعة  والصحف  الالكترونية  دورا  كبيرا  في  حشد  اراء  الناس  واتجاهاتهم ، وفي  تكوين  ثقافة  القناعات  والقيم  والسلوكيات  التي  يسايرون  بها  حياتهم  الشخصية  والرأى  العام ، انه  سلاح  يستخدم  في  المعارك  السياسية  التي  تخوضها  الجهات  المسيطرة  على  الرأى  العام  دفاعا  عن  مصالحها  وفي  التمهيد  للخطوات  التي  تقرر الاقدام  عليها  حتى  تعد  الناس  على   قبولها ، ولهذا  لم  يكن  مستغربا  ان  تمتلك  بعض  المحطات  الفضائية  موارد  تفوق  ميزانيات  بعض  الدول  النامية

ومن  الصعب  على  الفرد  الكلداني  العادي  الذي  لا  يعلم  عن  امور السياسة  ان  يفقه  الوجه  الخفي  من  وراء  الاحداث  المعلنة  أمامه  على  شاشات  الفضائيات  المتحدثة  بما  يشابه  لغته ،، واللغة  هنا   تقتصر على  الهجاء  والمقصود  بها  انها  لا  تتحدث  عن  ثقافته  وهويته  ، فاللغة ،، اللهجة،،  ليست  اصطلاحات  خفية  بل  من  المفترض  ان  تكون  ذات  دلالات  اجتماعية  واعتبارات  معينة  تصل  للجمع  الغفير  ممن  يتحدثون  تلك  اللهجة  حتى  تصبح ،، لغة ،، اما  ما  هو  حاصل  الان  فلدينا  ألسنة  تتحدث  بما  يشبه  لغتنا  ولكنها  لا  تمت  بصلة  للغة  التي  نود  سمعها .. ولكنها  لغة  اعلامية  في  انتماءها  وهذا  يقودنا  للنظر  جيدا  ككتاب  ومفكرين  كلدان  في  اعادة  صياغة  ما  تم  هدمه  ونسفه  في  الحقبة  الزمنية  الفائتة ،، واعادة  الصالح  كما  كان ،،  وهذا  العمل  اعتبره  واجب  قومي  على  كل  قلم  واع ،، ويحمل  حبر الهوية  الكلدانية   في  دماءه ... فهل  لنا  ان  نصر على  لغتنا  الكلدانية ... والتي  يحاول  البعض  عبر  هذه  القنوات  الاعلامية  محوها ... وبالمصطلح  السائد  في  هذه  الحقبة  اجتثاثها

وهذه  اللهجة  الاعلامية  التي  تروج  نهارا  وليلا  من  على  الشاشات  الفضائية  الموجهة  للمستمع  والمشاهد  الكلداني ، ما هو الا  بداية  لهجمة  منظمة ، التي  يريدون  زرعها  فينا  ليتسنى  لهم  الاشارة  لمجتمعنا  الكلداني  بانه  مجتمع  فقير الثقافة ،، قد  لا  يراها  الكلدان  بالقدر الكاف ،، ولكنها  عميقة  الأثر  وتوابعها  اخطر  من  بداياته ،، هي  اذا  مسئولية  كبيرة  تلقي  بذاتها  على  عاهل  كل  من  يحمل  هموم  الهوية  الكلدانية ،، وتنتظر ان  يكون  حجر  بناء  في  هذا  الكيان  العظيم  الذي  اثمر على  مدى  قرون ( وانار العالم  بعد  ظلمت  الجهل ) والمطلوب  من  كل  من  لديه  قناعة  بلغته  الكلدانية  ان  يرفض  هذا  الفكر  بالفكر ، وان  يتمسك  بإيجابيات  ثقافته  ولغته  المحكية  وكما  اشرنا  ان  اللغة  ليست  الهجاء  بل  ثقافته  وموروثاته ، كي  تظل  الهوية  القومية  الكلدانية ... كائنة  حية



wadiazora49@yahoo.com

146
 
الفيلم  لا  يسيء  للاسلام

بقلم   وديع  زورا
 نبذة قصيرة :  ان  فيلم .. فتنة .. للمخرج  الهولندي  فيلدزر ،، قد  قدم  عبر  خمسة  عشر  دقيقة  صور  كاريكاتورية  دنماركية  وأيات  من  القرأن  تربط  بصور  ومشاهد  قام  بها  مسلمون  مثل ... قتل  رعايا  اجانب  في  العراق  بطريقة  بشعة ،  ودعوات  لقتل  غير  المسلمين  من  على  منابر  المساجد ، والتفجيرات  التي  قام  بها  الارهابين  باسم  الجهاد  في  دول  غربية ، وبعض  من  ردود  الافعال  التي  قام  بها  المسلمون  في  الشرق  والغرب .

الفيلم  يستعرض  الواقع  الاسلامي  الحالي  الذي  يعبر مما  يشاهده  الانسان  في  البلدان  العربية  والاسلامية  وهي  علاقة  الاسلام  باعمال  عنف  علي  مستوى  التشريع  والتطبيق  التي  لا  يريد  الكثير  من  علماء  العرب  والمسلمين  اعادة  التقصي  والتحليل  والتفسير  فيها ، الامر الذي  اوجد  تناقضا  بين  الواقع  الحالي  وبين  الاسلام  الجاهز المعلب  والمستورد  من  عهد  صدر الاسلام  الذي  لا  يمكن  فتح  مغالقه  والنزول  به  على  ارض  الواقع ، والذي  يعيق  ويعطل  خلايا  المخ  والتطور  ويغتال  شعلة  الابتكار  والابداع ، ما  يحدث  في  الفيلم  ليس  الا  توضيحا  لأيات  القرأن ... هي  ليست  اساءة  لأنه  لم  يسىء  فهم  الأيات  أو لم  يتعمد  اساءة  فهم  الأيات ، التفسير  واضح  للعنف ... قاتلوا . اضربوا  فوق  الاعناق . اقتلوا  المشركين  حيث  وجدتموهم ، إلى  آخر اوامر الأيات  البينات  التي  تعتبر  في  مفهوم   ثقافة  الإنسان  الحديث  عبارات  تحض  على  العنف  والكراهية

فتيه  يقولون  بكل  تلقائية  اليهود  قردة  وخنازير ، وانهم  يكرهون  اليهود  ولا  يطيقونهم  وائمة  وخطباء  المساجد  منادين  بالجهاد  ضد  الصليبيين  واليهود  ويبشرون  بقدوم  الغزوة  الكبري  ضد  الصهاينة  اليهود  كوعد  الهي  مكتوب ، حتي  وان  هم  اختبوا  وراء  الشجر  والحجر  هتفة   منادية   ،، يا  مسلم  هذا  يهودي  ورائي  فتعال  اقتله  ،،  ونسمع  دعائهم  بان  يهلك  الله  اليهود  والنصارى  ويشتت  شملهم ،، وقاريء  قرأن  يقراء  أيات  بمقاتلة  اليهود  والنصارى  والجهاد  حتي  يدخلوا  الدين  الحنيف  او  يعطوا  الجزية  عن  يد  وهم  صاغرون ،، هل  اخترع  غيرت  فيلدرز  شيئا  من  عنده  في  فليمه  القصير ... فتنة ... اليست  هذه  هي  تعاليم  الكراهية  والعنف  والايذاء  الذي  يتعلمه  كل  مسلم  منذ  نعومة  اظافره  وتكون  من  اولي  أيات  بينات  التي  يتم  تلقينها  له ، وماذا  عن  اجراء  عمليات  غسيل  المخ  لأطفال  ابرياء ، واقناعهم  انهم  اذا  قتلوا  انفسهم  في  عمل  ارهابي  ما  هو  الا  الجهاد  في  سبيل  الله ، وسوف  يجازيهم  الله  ببنات  الحور ، الاتي  ما  زلن  منذ  الان  في  انتظارهم  في  جنة  الفردوس

ان  العلة  تكمن  في  ايمان  المتشددين  المتطرفين  المسلمين  باسمائهم  المختلفة ، بان  وضع  الحياة  الذي  عاش  فيه  العرب  المسلمون  قبل  اربعة  عشر قرنا  صالح  لكل  زمان  ومكان  وهو  امر لا  ينسجم  كليا  مع  التعاليم  الانسانية  والاجتماعية  المبنية  على  التقدم  والتنمية ، وتبدل  الأحوال  والأزمنة  والأمكنة  في  كل  عصر ،، وحتى  المسلمين  الان  في  البلاد  العربية  وغيرها  أسلموا  بالوراثة  لانهم  نشأوا  في  بيوت  مسلمة  وما  عرفوا  اي  ديانة  اخرى ، أو  بمعنى  آخر لم  يكن  لهم  الخيار  في  اختيار  عقيدتهم ،، وفيما  بعد  إذا  حاول  أي  منهم  الخروج  من  عقيدة  الاسلام ، أعتبروه  مرتداً  وهدروا  دمه  كما  فعل  الخليفة  أبو بكر قبل 1400  سنة ، وهناك  أمثلة  كثيرة  من  مصر  والجزائر  والكويت  وباكستان  وغيرها  عن  مسلمين  حاولوا  اعتناق  المسيحية  ووجدوا  انفسهم  دمهم  مهدور ، حيث  ان  هذا  القمع  مبنى على  حديث  نبي  المسلمين  يقول  من  بدل  دينه  فاقتلوه !!!... ان  العناصر  الاساسية  للشبه  والقرب  بين  مفاهيم  التكفير القديمة  ومفاهيم  التكفير الحديثة  قائمة  ومتكررة  وان تباينت  في  الكلمة  والعبارة ، والسبب  في  ذلك  ان  التكفير  سلوك  واحد  وان  اختلف  في  النص  والتفاصيل ، فالخلفية  الثقافية  الاسلامية  المؤسسة  للتكفير هي  سياسية  ترتبط  ارتباطا  وثيقا  بالمصالح  الاجتماعية  التي  تجد  في  مفهوم  التكفير  وسيلة  من  وسائلها  الى  التحقق  واعتناق  مبدأ  التكفير  الرائج  حاليا  باعتباره  صوابا   

وقد  ربط  فيلدرز  بين  هذه  الايات  الجهادية  القتالية  وبين  التيارت  الاسلامية  المتطرفة  المعاصرة ،، هل هو ربط  شكلي  قسري ؟ ام  بالحقيقة  واقع  معاش  اليست  هي  الأيات  الجهادية  التي  يستشهد  الارهابين  بها  وخاصة  زعيم  تنظيم  القاعدة  بن  لادن  ،، ومن  خلال  الأية  القرأنية  ( فأذا  انسلخ  الاشهر الحرم  فاقتلوا  المشركين  حيث  وجدتموهم  وخذوهم  واحصروهم  واقعدوا  لهم  كل  مرصد  فإن  تابوا  واقاموا  الصلاة  وآتوا  الزكاة  فخلوا  سبيلهم  ان  الله  غفور  رحيم) اوليست  هي  نفس  الأيات  الجهادية  التي  يحرض  بها  ائمة  وخطباء  المساجد  الناس  لشحنهم  ضد  النصاري  واليهود  ويتم  تلقينها  للطلاب  في  المدارس ، الم  يصرح  الامير  السعودي  محمد عبد  الله  الفيصل  بان  المناهج  السعودية  حرضت  على  كراهية  الاخر وخرجت  اجيالا  من  الارهابيين ... الفيلم  فتنة ... علي  قصره  الشديد  وعدم  الدخول  في  ميدان  التاريخ  الاسلامي  الجهادي  الذي  ارهب  وروع  البشرية  في  زمن  الازمان ، الا  انه  يضع  المسلمين  وجها  لوجه  لكي  يروا  انفسهم  بالمرايا  على  حقيقتها

   من  الذي  بدأ  بتفجير  الحافلات  وقنبلة  الاجساد  البشرية  وترويع  المدنيين ، اليست  الجماعات  الارهابية  الاسلامية  والعربية ، لماذا  يزين  المسلمون  ارهابهم  للدول  الاخرى  بتسمية  غزوات  وفتوحات .. ان  المسؤولية  تقع  ايضآ  علي  التيار  الاسلامي  الارهابي  حيث  ان  تفجير  مبني  في  منهاتن  وقتل  ما  يزيد  عن  الفان  وخمسمائة  انسان  برئ  بضربة  واحدة  ولد  شعور  مؤلم  وحذر  وريبة  من  المسلمين  المهاجرين  ووصل  هذا  الشعور عند  البعض  الي  حد  الاحباط  والغضب ،، التفجيرات  في  اسبانيا  ،، القطار،،  وفي  بريطانيا ،، قطارات  الانفاق ،، ايضا  تفجيرات  اسكتلندا ،، المطار ،، علي  يد  واحد  في  خلية  متطرفة  ارهابية  كلهم  من  اطباء  ومتعلمين  مسلمين  من  المهاحرين  واختصاصي  المعامل  الطبية  وسط  دهشة  الناس  وحيرتهم  وسؤال  ارتفع  الي  اعلي  الكون  خلاصته  اذا  كان  المتعلمون  والاطباء  الميسورين  علي  استعداد  للقيام  بمثل  تلك  العمليات  الارهابية  ومجازر قتل  ناس  ابرياء  فماذا  يفعل  الآخرون؟

بغض  النظر عن  خصوصية  موقف  المخرج  غيرت  فيلدرز  من  المهاجرين  الي  هولندا ، الا  ان  ربط  الاحداث  من  خلال  أيات  قرأنية  التي  تحرض  علي  العنف  و كراهية  النصارى  واليهود  وقتالهم  وبين  التيار  الاسلامي  الارهابي  المعاصر ، التي  ترهب  العالم  بالتفجيرات  وقطع  الرؤوس  وهو  ربط  واقع  معاصر ،  ويعكس  واقع  معاش  لان  هذه  التنظيمات  الارهابية  تستلهم  في  سور وأيات  قرأنية  وتستند  عليها   كمرجعية  شرعية  تبرر  هذه  الاعمال  بتصريح  رباني  حسب  النصوص  الاسلامية ... وعلي  الاجندة  السياسية  ربما  اراد  المخرج  الهولندي  ان  يبعث  برسالة  تنبيه  الى  الغرب  كي  يحدو  من  تدفق  المهاجرين  المسلمين

 

wadiazora@yahoo.com


147
 
الى نفاة الكلدانية ... مع الود         

بقلم : وديع زورا
   
الماكنة  الاعلامية  الاشورية  الكبيرة  داخل  العراق  وخارجه ، انتقلت  من  مرحلت  قومية  انسانية  محررة  متسامحة ، الى  قومية  عنصرية  استعلائية  تتنكر  للحقوق  التاريخية  للاخر ، الا  انه  لا  يخرج  عن  المألوف ، وهو  الخروج  عن  طريق  الصواب ، ربما  سائل  يسألني  ما  الاثبات  على  انحياز  الاعلام  الاشوري  الى  جانب  الباطل  ضد  الصواب ؟  الجواب  سيكون  بكلام  مطول  طالما  الواقع  الراهن  يثبت  ان  هناك  استماته  من  اجل  تغيير هوية  الانسان  الكلداني  ومحوها  من  الوجود ، وما  زالوا  دائما  يلهثون  وراء  تحقيقها ، ونقول  ان  القضية  ليست  قضية  اسم  هوية  كما  يحاول  البعض  ترويجها،، بل  باتت  قضية  حق  وجود  قوم  اصيل  ذو  حضارة  وتراث  عمره  الاف  السنين ، وسيذكر  التاريخ  ما  يجري ، فهل  هو  زمن   تتقاطع  فيه  الازمنة  والاجيال  والتواريخ ؟  وهل  هو  زمن  البايعين  والمشترين  في  تغيير هويات  القوميات  الاصيلة  التي  ضربت  جذورها  عميقا  في  ارض  بلاد  ما  بين  النهرين؟       

ان  الفكر العنصري  تجاه  الكلدان ، لم  يطرأ  عليه  اي  تغيير ، ما  زال  بعض  من  سياسينا  وكتابنا  المثقفين  في  مجتمعنا  يسيرون  على  نهج  الفكر  القومي  الشمولي  والمتمثلة  بالغاء  الوجود  للاخر ، حيث  انهم  من  جهة  يدعون  الايمان  بالمبادىء  الديمقراطية  وبمبادىء  الاعلان  العالمي  لحقوق  الانسان ، بينما  من  جهة  اخرى  يناقضون  انفسهم ، حيث  لا  يزالون  يعيشون  تحت  تأثيرات  الافكار  الشمولية  والعنصرية  المتأصلة  فيهم ، ولم  يستطيعوا  انقاذ  انفسهم  من  تلك  التراكمات  الفكرية  والثقافية  المتعشعشة  في  عقولهم  ،  التي  عفا  عليها  الزمن

نخبة  من  الاقلام  المتعصبة ،، سواء  كانت  زرقاء  او  صفراء  او  سوداء ،، استرسلوا  يكتبوا  كتابات  ذات  مفهوم  عنصري  شوفيني  تغطي  وسائل  الاعلام  وتطفوا  فوق  صفحات  الجرائد  و الصحف  الالكترونية ،  فى  هوية  مسيحي  العراق ، التى  كثر  فيها  الكلام  واشتدت  فيها  الخصومة ، جميعا  يعلم  بأن  هناك  من  يعمل  على  اثارة  عاصفة  هوجاء  من  غير  ريح ، فحرى  بنا  ان  نتصدى  بحزم  لهذه  الخزعبلات  والترهات ، التى  تنسجها  بعض  الاقلام  العنصرية ، والتى  تحمل  فى  اطوائها  معانى  الاستخفاف  والرغبة  والسلطة  والانا  الشمولية ، على  تلك  الكينونة  التى  انصهر  مجتمعنا (الكلداني  والاشوري  والسرياني )  فى  بوتقتها ، وهى  عبارة  عن  نزعات ، يبعثها  ضعف  فى  القومية ، واستهتار  بالهوية ، ونخر جسم  النسيج  الإجتماعى

شككت  بعض  هذه  الأقلام  فى  هوية  الكلدان ، وجادلت  فى  ذلك  جدال  من  اعطى  ازمة  النفوس  وأعنة  الرغبات ، وسعت  بكل  ما  اوتيت  من  براهين  وحجج ، ان  تطمس  حقائق  لا  يقدم  على  دحضها ، الإ  من  اوتى  فكر  فقير، او  جموح  فى  الخيال ، والذى  اتضح  لى  جلياً  ان  أصحاب  هذه  الأقلام ، يعتقدون  بان  لهم  القدرة  على ،، رفع  اقوام  ومحو اقوام ،، وتوهموا  أن  باطلهم  اشرف  من  الحق ،  وأن  خطأهم  افضل  من  الصواب ، وقد  اطنبوا  فى  تحجيم  دور  الكلدان  على  مدار  خارطة  العراق ، بل  تناولوا  رموزها  بالعمالة  والإزدراء ، رغم  درايتهم  بان  هذه  الرموز ، كانت  مصابيح  علم  في  دجى  تلمع ، ومعرفة  تكشف  غشاوة  الجهل  الملهمة ، والمقدرة  في  كافة  صنوف  الحياة  الاخرى ، وانهم  مفخرة  للكلدان  والعراقيين  قاطبة

كلا  ايها  السادة  لقد  صمتنا  لأننا  ارتأينا  الصمت ، ولا  تفهمون  شيئا  من  صمتنا ، فاذا  صمتنا  سيتكلم  اخرون ، واذا  متنا  سيولد  اخرون ، كلمات  كثيرة  هي  التي  يكتبها  القلم ، ولكن  قليلة  التي  تعنيها  النفس  وتنطق  بالذات ، وليس  كل  حقيقة  تكون  جميلة ، اتعجب  كيف  لا  تقبلون  وتعترفون  بالحقيقة ، وفي  هذا  الكم  الهائل  في  مصادر  تاريخية  مختلفة  التي  نعرفها  ولا  يمكن  تتجاهلونها  انتم  ،، عسى  ان  يرعوى  ذلك  الفكر  الاقصائي  وتهميشه  من  خلال  الحوار  والانفتاح ،، فالأعراق  الكامنة  فى  بوتقة  مجتمعنا ، قد  اختلطت  اختلاطا  عميقا  وتشابكت  اوشاجها  تشابكا  ثراً  ندياً ، فكانت  المحصلة  هذا  التنوع  الفريد  من  الالوان  والسحنات  الاصيلة ، والقيم  والتقاليد  التي  تتوارث  جيلا  بعد  جيل  في  بنى  الانسان ، التى تزهو  ونعتز بها

اناشد  اصحاب  الكتابات  العنصرية  الهدامة ، التي  غطت  كتابتهم  طابع  عنصري  وفكر  شمولي  اقصائي ، ان  يكفوا  اقلامهم  الصفراء  عن  مجتمعنا ، على  التفهم  مرعاة  مشاعر  الاخرين  والتحاكي  مع  الوضع  الحالي  وما  نعيشه ، وان  يكف  كل  واحد  منهم  عن  فعل  ذلك  السلوك  المشين ،، البيت  محاط  بالاخطار ،، اليوم  نحن  بحاجة  الى  كلمة  او  اي  جملة  ومن  اي  كائنا  يكون  المهم  تصب  في  خدمة  قضيتنا  ومجتمعنا ، ويحرصوا  على  بقاء  هذا  المجتمع  المغلوب  على  امره ،، وحدة  كاملة  الاطراف  وطيدة  الجوانب ،، بحيث  اذا  اقتلعت  منه  حجرا ، انهارت  منه  اركان ، واذا  زعزعت  منه  اساسا ، تداعت  من  حوله  كثير  من  الاسس


wadiazora@yahoo.com


148


 
سيبكي اشور بانيبال
نبوخذنصر


ويضحك  ابليس ،، عندما  نترك  الحبل  على  الغارب  كما  يحدث  هذه  الايام  ونترك  قضيتنا  للذين  يؤمنون  بالمصالح  ويتذرعون  بكل  الذرائع  ومغرمين  كالحكام  بالجلوس ،، على  الكراسي ،،  ويومها   تتكالب  على  النفس  دواعي  الحزن  والألم  ،،  ولم  لا  ونحن  نناقش  القشور  ونتغاضى  عن  المصائب  الخطيرة ،،  التي  تنهال  علينا  و تهدد  وجود  مجتمعنا  في  ارضه  التاريخية ،،  دون  أن  نجد  لها  حلا  حقيقيا  ونهائيا  بافتراءات  محبي  الخراب ،،  ومسائل  الهوية ، والانصاف  والعدالة ،،  التي  نغفلها  رغم  اهميتها  إلى  حين  تأجيل  يؤدي  بالضرورة  إلى  أن  تظل  تلك  القضايا  معوقات  قوية  تعرقل  كل ،، إرادة  جادة  للإصلاح  فينا ،، و يجعلنا  أمام  مشكل  في  الهوية  و بوادر معقدة  لأزمة  وحدة  في  الوقت  الراهن  يروجها  ثلة  المطبلين  من  عاشقي  الفكر القومي  الشمولي  وناشري  الخراب  بين  شعبين  اتحدا  وامتزجا  وتمازجا  والتحما  كالتحام  بؤبؤ  العين  ببياضها  في  مقلة  الإنسان ،،  تكامل  نحسد  عليه  منذ  الزمن  الاول  لتلاقي  الاقوام  والأعراق  لا  يمكن  ان  يتجنى  عليه  كبير لأنه  محروس  يتمتع  بتاريخ  طويل  زاه  من  روح  التعايش  والتداخل  فهل  يستغني  الاصيل  عن  اصله  ،، أبدا ،،  تلك  اوهام  وخرافة  وافتعال  الانفعالات  لا  تحمل  في  طياتها  إلا  السذاجة  والخراب 

 طروحات  فاشلة  تلك  التي  تريد  أن  تلعب  على  اوهام  الماضي  القريب  البعيد ،،  التي  اقترفها  بعض  السذج  النفعيون  ممن  ترقبوا  لحظة  اختلاف  الأراء  فأرادوا  تخريب  اواصر المجتمع  وروابط  التاريخ  لكنهم  باؤوا  بفشل  ذريع  وإن  نجحوا  في  أن  تركوا  عقدة  الزمن  تعبث  بالعقول  يمينا  ويسارا  ونسي  الكل  أن  مجتمعنا  التي  تستعصي  على  مثل  هذه  الترهات  في  الأعماق  حنين  إلى  لحظة  الانعتاق  الزائفة  وفي  الأذهان  نماذج  يطمح  النفعيون  إلى  اتخاذها  أنموذجا  للاقتداء ،،  وفي  الواجهة  عدو شرير  يتربص  بالكل ،،  وفي  هدأة  العقل  والوجدان  عدم  قناعة  ممن  يتذرع  بهم  لأنهم  في  النهاية  أبناء  بلاد  الرافدين ،، نبتوا  من  ترابها  وترعرعوا  بين  جبالها  ونخيلها  الكبرياء  والشموخ ،، ولأنهم  ذرية  بعضها  من  بعض  وحدت  بينهم  أم  حنون  تلك  الأرض  التي  تلونت  بالوانهم  وتسمت  بأسمائهم ،، ارض  اشور .  بلاد  الكلدان،،.

 يوما  بعد  يوم  تزداد  قناعتنا ،، بأن  الفكر السياسي  القومي  الاشوري ،، وردات  الفعل  المبرر لها  من  الكلدان  ما  هي  إلا هزات  لضمائرنا  وتنبيهات  لعقولنا  التي  تحتاج  أن  تعي  أكثر من  اي  وقت  سابق ،،  قدر هذا  المجتمع  الاصيل  وبؤس  النماذج  المقدمة  التي  لا  تخدم  إلا  مصلحة  أنانية  في  نفوس  مهزوزة  ضعيفة  لم  تتخذ  العبرة  من  ماض  مؤلم  يستحق  النسيان  ولم  تتعقـل  فتحسن  تصريف  الواقع  الراهن  الذي  تراه  في  كل  مكان  التي  دخلت  نفس  النفق  المظلم  ومازالت  سادرة  في  طريق  ثقافة  الفكر الشمولي  والتعصب  القومي  ومحو  الاخر من  الوجود

  أي  تفكير في  بعث  مجتمعنا  ونحن  في  حاضرنا  شتاتا  متناثرا ،، من  قوم  متكابر  يرى  الأفضلية  والسمو ،،  لا ينبئ  إلا  عن  إحباط  خطير  وعجز  كبير عن  تقديم  وصفة  العلاج  التي  نحن  له  او لن  تكون  في  أي  لحظة  مهما  كان  الثمن  شتاتا  متباينا  يراد  له  أن  يكون  في  مجتمع  لا  يستغني  فيها  اشور بانيبال  عن  نبوخذنصر       

اي  تفكير  في  بعثنا  ووحدتنا  وكيف  نحاول  نداوي  الجراح  الغائرة  التي  تركها  الزمن  الحاضر . الغابر  وأن  نجتمع  من  جديد  في  عالم  يضيق  عن  جديد  مفتعل  على  فكر الوحدة  التي  أنستنا  فيها  مصائب  الزمن  الماضي  الحاضر الرديء  كم  يحز  في  نفسي  ويؤلمني  ما  اقول  بيد  انه  الواقع  الواقع  الأليم  لزمن  فيه  ذلك  التنافس  الموبوء  على ،، اعتلاء  الكرسي ،،  والتناسي  المفرط  لجل  قضاينا  المصيرية                                   



وديع زورا

149

التيارالسياسي الاسلامي
 اكثر تطرفا وارهابا


 الناس  لا  يفكرون  بطريقة  واحدة  انما  يفكرون  بطرق  مختلفة  تجعلهم  يقتربون  او  يبتعدون  قليلا  او  كثيرا عن  التفكير السياسي  الديني  فربما  يفكر الغرب  بطريقة  تختلف  تماما  عن  الطريقة  التي  يفكر  بها  الشرق  وخاصة  المجتمعات  العربية  والاسلامية  فحالة  التطرف  والتعصب  الديني  والمذهبي التي  تعيشها  اغلب  المجتمعات  العربية  والاسلامية  هي  حالة  ذوبان  العقل ،،  والتطرف  الديني  المذهبي  من  اسواء  انواع  التعصب  الذي  نواجهه  ويواجهه  العالم  بحيث  يتحول  الفكر  الديني  للمذاهب  الى  ايدلوجية  دينية  سياسية  غير  قابلة  للتغير  بل  ويسعى  المنتمين  اليها  لالغاء  الاخر وتكفيره  للحفاظ  على  الكيان  الوهمي  لتلك  المذاهب  من الاخر  المختلف 
       

ان  من  المعلوم  بان  العقلية  العربية  الاسلامية  انطباعية  تتأثر  سريع  مع  الاحداث  وتتفاعل  معها  دون  النظر الي  الشي  الصحيح  او  الخطا  بشرط  معها  ان  يكون  فيها  كلمة ،، اسلام ،، وخاصة  اذا  كان  حدث  يتعلق  بالغرب  او امريكا  وهذا  من  تراكم  العقلية  المتطرف  منذ  قرون  طويلة  في  البلدان  العربية  حتى  جاء  زمن  روؤسا  العرب  اصبحت  تعبأ  بالدين  السياسي  ومثل  هؤلاء  توجد  في  وطننا  العراق  حتى  اصبحوا  يرون  انفسهم  هم  شعب  الله  المختار  الذي  انزله  لمحاسبة  الناس  في  الارض ،،  يهجرون ، يسلبون ، يخطفون ،  يكفرون  من  يشأون ،  ويقتلون  من  يقتلون  وبالجملة ،،  ويزعمون  انهم  على  طريق  الحق  بينما هم  يزهقون  ارواح  الابرياء  بدون  سبب  مشروع  ولا  يرون  في  ذالك  ارهابا  او  تطرفا  بل  يفتخرون  بهذا  الشىء  حتى   اصبحت  عادة  لهم 


ويمكن  ان  نصنف  الارهابي  الى  نوعين :-
ارهابي  يتفاعل  مع  التعبئة  دون  معرفة  الدوافع  او  مصلحة 
ارهابي  متطرف  ومتعصب  يدفع  الناس  من  اجل  مصلحة  شخصية  او  شهرة  او  سيطرة  او  حالة  مادية
 المتطرف  والمتعصب  هو  في  الاصل  صاحب  فكرة  يتبنها  تحت  اي  مسمى  عجيب  يرى  فيه  نقطة  ضعف  المواطنين  الذين  يتأثرون  معه  بسرعة  في  المجتمعات الاسلامية  وهى  نقطة  ثابتة  ومنتشرة  وخاصة  في  العراق  من  خلال  تأجيج  مشاعر المواطنين  برفعهم  للشعائر الدينية  وهى  كلمة ،،  الاسلام ،،  ويستغلون  اقبال  الناس  على  المساجد  واستخدام  المنابر الدينية  ومدارس  تدريس  القران  واقناعهم  بافكار متطرفة   باسم  الاسلام  وذالك  بتفسيرهم  لبعض  الأيات  القرأنية  وألاحاديث  لما  يريدون  على  حسب  اغراضهم  الدنيوية  والعقلية  لان  يرون  المساجد  والمعاهد  وهى  الاماكن  التي  يؤثرون  فيها  عليهم  وهى  اكثر الاماكن  تخريجا  للمتطرفين  والارهابيين  بتكوين  منظمات  وخلايا  سرية  الذين  بعد  ذالك  تلبسهم  هذه  الفكرة  ويتحمسون  لتكفير  كل  من  يرى  زعيمهم  او  شيخهم  خارج  عن  دينهم  ومذهبهم  حتي  هم  سموا  انفسهم  خلفاء  الله  في الارض             
       
 
بل  تصبح  لديهم  حالة  تشبه  الجنون  وهذه  الحالة  من  التطرف  والتعصب  الديني  لا  يمكن  ان  يتم  علاجها  الا  بنفس  السلاح  الذي  شحن  به  وغسل  به  عقلهم  ولكن  في  الحالة  الاولى  ممكن  ان  يتم  التفاوض  مع  هذا  النوع  بشكل  مباشر  دون  الحاجة  لشخص  من  نفس  دينيه  ويتم  دراسة  الحالة  التي  دفعه  للارهاب  حتى  تعرف  نقطة  ضعفه  لكي  تعالج  هذه  الحالة  ويرجع  الي  حضن  المجتمع  صحيح  معافى  وهى  في  نفس  الوقت  اذا  لم  يتم  معالجتها  بصورة  صحيحة  وسريعة  وهو  بكثرة  التعبئة  سوف  يصبح  من  الحالة  الثانية  سياسي  اسلامي  اكثر  تطرفا  واحباطا  ويتلبس  بعد  ذالك  هذا السلوك  الارهابي  الغير  سوى  وتصبح  لدية  حالة  من  المرض  المزمن

ومن  الثابت  هذا  النوع  من  التطرف  الديني  يوجد  في  وطننا  بشكل  منظم  وأصبحت  اكثريتهم  خارج  ،، عرش  الحكم ،،  و جمعت  الاف  المواطنين  حولها  وزجت  بهم  إلى  الارهاب  دون  أن  يعرفوا  ما  هو  الهدف  الى  سلوك  يتوجه  الى  تخويف  الناس  بالقتل  والخطف  والتدمير  والسلب  والتفجير  والسعي  في  الارض  بالفساد  والافساد  ومن  المستفيد  والخاسر  من  كل  هذا  رغم  من  هذه  التساؤلات  الواضحة  لا  يدرون  الي  أي  جهة  يتجهون  وما  هو الشي  الدافع  لهم  وهم  يسيرون  عبارة  عن  جسم  مخدر  تم  غسل  عقولهم   والانقياد  الاعمى  بتنفيذ  اوامر  زعيمهم  وهو عبارة  عن  ( المتحكم ) الرموت  كنترول  لهم

 ان  مثل  هذه  الحالات  لابد  ان  ياتي  دور المثقفين  والمفكرين  والاعلاميين  في  المرحلة  المقبلة  حتى  ينهض  المجتمع  باكمله  لمواجهة  هذا  الخطر  الذي  افسد  كثير  من  اخلاقيات  المجتمع  وخاصة  في  اواساط  الشباب  الذين  اصبحت  لديهم  حالة  من  الهوس  الديني  الذي  يعتبر  شكلا  غير  طبيعي  ومشوه  للعلاقات  الاجتماعية  الذي  تم  زراعته  وترويجه  من  قبل  بعض  الدول العربية  والاسلامية  تساند  بعضها  البعض  في  تروج  وزرع  هذه  الفكرة  او  السلوك  في  اوساط  المتطرفين  لتكفير كل  من  يرونه  خارج  عن  النهج  الذي  يسيرون  علية  تحت  ستارة ( الإسلام )  وهى  الكلمة  الوحيدة  التي  يكسبون  بها  مشاعر اتباعهم  و يبررون  اعمال  القتل  والترويع  والارهاب  التي  تمارس  بحق  الابرياء  ولكنهم   حقيقة  يخسرون  فمن  يخسر محبة  واحترام  غالبية  شعبه  لا  يفيده  مكسب  دنيا  ولا  اخرة


وديع زورا

150
                                          العرب يعرب غيره ولا يستعجم
 


اقتبست  عنوان  المقال  من  زلة  لسان  تفوه  بها  نائب  الرئيس  العراقي  الدكتور عادل  عبد  المهدي ( العرب يعرب غيره ولا يستعجم ) في  موتمر  القمة  العربي  الاخير  المنعقد  في  دمشق حيث  خاطب  اثناء  القائه  كلمته  امين  الجامعة  العربية  عمرو موسى

إنتشرت  في  العراق  صفات  العلو  والتمييز  لدى  مجموعات  عربية - اسلامية  معينة  تتدعى  أن  لها  حق التفرد  والريادة  في  قيادة  الأخرين  والإستئثار  بحقهم  الطبيعي  والأدهى  والأمر أنها  في  الاونة  الاخيرة  تقوم  بهجمات  منظمة  ضد  المجموعات  الإثنية  الأخرى  التى  لا  تمت  إليها  بصلة  لولا  المواطنة  فالهجمات  التى  تدور  رحاها  في  العراق  لأصدق  بيان  على  ذلك  فنجد  أن  المجموعة  المستهدفة  هي  مجموعة  المسحين ( الكلدان  والسريان  والاشورين)  واليزيدية  والصابئة  المسالمة  حيث  يواجه  هذه  المجموعات  أبشع  أنواع  الاستبداد  القسري  التى  شهدها  التاريخ  فيتم  تهديدهم  بالقتل  والخطف  وتهجيرهم  من  مناطق  سكناهم  بصورة  منظمة  من  قبل  بعض  المجموعات  العربية - الاسلامية   فقد  أتخذوا  من  الارهاب  قيم  دافعة  لهم  إلى  التحدي  وتوظيف  القوة  لخدمة  أهلها  وعلى  حساب  غيرها  من  الحضارات  والثقافات

 بل  هي  تؤمن  بالتمييز  والأفضلية  وعلى  أسس  عرقية  في  المقام  الأول  تم  من  خلالها  تحديد  موقفها  الثقافي  من  الحضارت  الأخرى  فوصفت  نفسها  بصفات  التفوق  والتميز  والقوة  والهيمنة  والإعتقاد  في  الأفضلية  العرقية  والتميز  وبالتالي  حق  السيطرة  والهيمنة  على الإثنيات  والمجموعات  الأخرى  فنجد  أن  الهجمة  المعلنة  الآن  هي  هجمة  على  الثقافات  والإثنيات  الغير العربية - الاسلامية  لإن  الاعتقاد  السائد  هي  القضاء  على  الشعوب  الاصيلة  وذلك  للهيمنة  على  الحضارات  الأخرى  والانتصار  في  ازالتها  ولا  بد  من  عزل  هذه  المجموعات  وتجريدها  عن  أصولها  وعقائدها  ثم  الانقضاض  عليها  وإخضاعاها  في  حالة  عدم  التمكن  من  إنهاء  وجودها  والقضاء  على  التنوع  الثقافي  وكل  هذا  لا  يتم  إلا  من  خلال  الإيمان  بالاضطهاد  وحتميته  لا  بإلتقائها

ويمكن  أن  نقول  أن  الاتصال  بين  الشعوب  ليس  بالضروة  أن  يولد  الانفصال  فالاتصال  السليم  القائم  على  أسس  الاعتراف  بالاخر  وعدم  الرغبة  في  الهيمنة  واحترام  الهوية  والذات  لا  يمكن  أن  سببا  في  توليد  الاضطهاد  وهناك  مجتمعات  كثيرة  تقوم  على  أساس  التعددية  العرقية  والدينية  والثقافية  وتمكنت  من  خلال  الدستور  والديموقراطية  أن  تزيل  أسباب  التوتر  الناجمة  عن  أختلاف  الثقافات  والأديان  والأعراق  لقد  تمكنت  الدولة العربية - الإسلامية  قديما  من  تحقيق  هذا  التوازن  وعاش  اليهود  والمسيحيون  والصابئة  وغيرهم  في  ظل  الدولة العربية - الإسلامية  ينعمون  بالتسامح  على  كل  مستوياته  ويحققون  هويتهم  الدينية  والثقافية

و يمكن  القول  بشكل  نسبي  أن  بعض  المجتمات  الحديثة  تمكنت  من  تحقيق  هذا  التعايش  بفضل  القوانين  المنظمة  لعلاقات  الأفراد  وبتأثير الديموقراطية  كنظام  للحكم  الذي  يقوم  على  مبدأ  العدل  والمساواة  وما  أبعدنا  من  هذه  القيمة  فنجد  أن  هذه  العقلية  الإستعلائية  التى  أقامت  علاقاتها  مع  الاخرين  على  أساس  من  مبادئ  القوة  والهيمنة  والعنصرية  والتى  لا  ترى  فائدة  من  الالتقاء  الحضاري  أو التفاعل  مع الحضارات  لأنها  ذهنية  عنصرية   وضعت  عوربتها  في  كفة  وكل  الثقافات  في  كفة  أخرى  ورجحت  الكفة  الأولى  ولا  يمكن  أن  يتم  ذلك  في  ظل  بلد  يتميز  بتعدد  الحضارات  والثفافات  والتى  تأخذ  بمنحى  الحفاظ  على  ثقافات  الأخرين  لأن  التباين  الثقافي  يمكن  أن  يكون  قوة  ضاربة  ضد  الهيمنة  ولكن  لأن  العقلية  التى  تسيطر على  دفة  البلاد  هي  الخالقة  للمشكلة  لأنها  تحض  على  العزلة  وعدم  التعاون


ان  الاعتراف  بالاخر  بقيمه  وعاداته  وثقافته  يمكن  أن  يبقي  تأثيرها  فالقيم  الحضارية  هي  التى  تدعم  هذا  البعد  الحضاري  لأنها  عامل  تقريب  بين  الشعوب  فنجد  أن  الحضارات  كلها  تتفق  حول  حقوق  الإنسان  وتشتمل  على  مبادئ  خاصة  بهذه  الحقوق  وذلك  قبل  أن  يتم  التوصل  إلى  إعلان  حقوق  الإنسان  وغير  ذلك  من  الصور  القانونية  التى  وضعتها  المنظمات  الدولية  لحماية  حقوق  الإنسان  ومنع  ارتكاب  الجرائم  ضد  الإنسانية  فالقيمة  الحضارية  أقدم  بلا  شك  من  القانون  الذي  وضع  كنص  تشريعى  ضد  الجرائم  الإنسانية[/size]




وديع زورا


151
                                 
                                                        شعب لا يستحق الاعتذار






من  التناقض  بين  الواقع  ومستوى  مفاهيم  وعقلية  النخبة  العراقية  تنظيمات  وافرادا  ثقافية  وسياسية  نتج  شبه  اطار  فكري  ثقافي  سياسي  هجين  افرز  الطائفية  السياسية  التي  مثلت  التسلط  والاستبداد  بابشع  اشكاله  واطبق  بجهله  وتخلفه  وفساده  على  حياة  الشعب  العراقي  وافرغه  من  كل  محتواه  الانساني  والثقافي  والوطني


يتبادر الى  ذهني  بكثرة  هذه  الايام  مع  كل  كارثة  تحط  على  رأس  الشعب  العراقي  وتكرار المأسي  وخاصة  نحن  مسيحيو  العراق  في  هذه  الايام  فجيعتنا  باغتيال  احد  رموزنا  رئيس  اساقفة  الكلدان  الكاثوليك  في  الموصل  المطران ،،  بولص  فرج  رحو ،،  وما  فعله  بالشعب  المغلوب  على  امره  الساسة  او  السياسين  العراقيين ،  لم  تمر سلطة  علي  العراق  الا  كثر النواح  والبكاء  علي  الشعب  العراقي  والذي  يفعل  به  والويلات  والمصائب  والحروب  التي  زج  فيها  من  وراء  تشبث  الساسة  العراقين  بالمقاعد  وجاه  السلطة  ،  ولكن  احتار جدا  هل  الشعب  الذي  اخرج  يوما  8 شباط  واتبعها  بتموز  لأزالة  ما جثم  علي  صدره ،،  هذا الشعب  الذي  يستطيع  اخذ  حقه  بيده  عنوة  ويشفي  غليله  ليس  شعبا  ،،  مشكلتنا  ان  بعض  مثقفينا  لا  يتخيرون  عن  ساستنا  نفس  الدوافع  الذهنية  والعقلية  التي  تفكر هناك  هي  التي  تفكر في  نفسها  هنا  وهي  ليست  ذهنية  الشعب  العراقي  ولكن  من  يقنعهم ؟


  بعض  مثقفينا  يعتقدون  بانهم  لسان  حال  الشعب  العراقي  الذي  يصورنه  ولكن  اذا  امعنا  النظر جيدا  لوجدنا  ان  هؤلاء  المثقفين  يتحدثون  عن  امتيازاتهم  هم  عن  طموحهم  شبرا  شبرا  والذي  غالبا  ما  يعود  الى  المصلحة  الشخصية  وتحقيق  الارباح  المادية  السريعة  البحته  مهما  اطلقوا  من  شعارات  ومهما  تحدثوا عن  الحرية  والديموقراطية  وهو  من  واقع  الحال  ثبت  انه  لا  يمثل  ما  يطمح  اليه  شعب  العراق ،،  الشعب  الذي  يستطيع  ان  يفعل  لو اراد  الفعل  ،،  الشعب  الذي  بامكانه  الغضب  بامكانه  الانتفاض  والمقاومة  لو كان  هناك  ما  يغضبه  حقا  ولكن  اتخاذ  ساستنا  ومثقفيهم  سلاح  الشعب  العراقي  لتدثر بثوب  تمثيله  جعلهم  واضح  كالشمس  وساطع   كالحقيقة ،، عراة  من  ملابسهم  الرسمية  والعادية  في  وسط  ميدان  الاخلاق  ،،  لا  يجدون  ما  يسترهم


  حقيقة  الامر ما  اراه  يحدث  من  ساسة  العراق  الجدد  عكس  التوقعات  التي  يروج  لها  حاليا  والذين  يدعي  كل  منهم  تمثيل  الشعب  العراقي  وانه  الناطق  باسمه  والساهر على  رعاية  مصالحه  والذي  اول  ما  يتضح  للعيان  وينكشف  هؤلاء  انهم  متحدثون  باسم  مصالحهم  التي  فات  عليهم  عند  محاصصة  المناصب  القيادية  والوزارات  السيادية  وتقسيم  السلطات  والتحالفات  لخدمة  مصالحهم  وفي  كل  حين  تبرز  للسطح  بوضوح  جهة  تدعي  احقيتها  الحديث  باسم  الانسان  العراقي


ولكن  لمن  لا  يبصرون  الحقيقة  ويصورون  حقيقتهم  التي  يريدون  لو كانت  هذه  الحكومة  بالسؤ  الذي  تصورون  لكان  هذا  الشعب  الذي  اخرج  ( 8 اشباط  واتبعها  بتموز)  ولديكم  ما  تقنعون  الناس  به  ما  صبر عليها  كل  هذا  الوقت  و كنتم  انتم  الافضل  لكان  قد  خرج  عليها  واتى  بكم  ولكنه  اكتوى  منكم  وامعن  كرهكم  فما  فائدة  شعب  العراق  بكل  اطيافه  باستبدال  زيد  بعبيد  وانتم  لا  تفرقون  عنهم  شئيا  اي  حكومة  الظلم  والقهر التي  تصورون  فلا  تنقصكم  تشغيل  وسيلة  للظلم  لديها  معتقلاتها  وسجونها  ولديكم  لديها  وسيلة  تعذيبه  ولديكم  لديها  انتهاكاتها  المتكررة  ولكن  اتدرون  ما  الفرق ،،  الفرق  ان  ما  لدي  الحكومة  يدفعها  لعماليات  التعذيب  والانتهاك  هو كراسي  السلطة  عندهم  تعادل  الخاتم  السحري  التي  تتشبث  بها ،،  اما  انتم  فليس  لديكم  سوى  تصحيح  لوضع  خاطيء  ام  نوع  من  التشفى

   
انظروا  حالكم  ايها  المتربصون  ببعضكم  يا  من  تقاتلون  بعضكم  وانتم  تتصارعون  للاستحواذ  على  السلطة  ولا  تملكون  من  امركم  شيئا  تفعلون  هذا  بشعب  العراق  فما  بالكم  تستهدفون  اناسا  لا  دور  لهم  في  كل  ما  يجري  فليس  من  حقكم  ان  تفرضوا  ثقافتكم  على  غيركم   لقناعتكم  الخاصة  فلكل  قناعته  وقيمه  التي  تحكمه  فما  بالكم  لو قدر  لكم  ان تستلموا  زمام  سلطة  تدافعون  عنها  لذا  نعلنها  صراحة  نحن  شعب  العراق  وها  انا  امارس  دوري  ( حالي  حالكم  في  الحديث  باسمه )  والذين  لا  نشغل  فكركم  دون  تلميح  من  قريب  او  بعيد  سنكون  سدا  وحاجزا  لاحتكاركم  كرسي  حكم  يوما  باذن  الله  تعالى





وديع زورا

152
                                           متى  نكسر  حاجز  الصمت




عرفت  بلاد الرافدين  عبر  تاريخها  الطويل  أمر أنواع  الظلم  انها  قصة  ظلم  الإنسان  لأخيه  الإنسان  واستغلال  القوي  للضعيف  وبالاعتداء  والاكراه  بسبب  العرق  ام  الدين  ام  الفكر في  حوادث  تشكل  في  جمعيتها  التاريخ  ذاته  أوليس  التاريخ  هو  سجل  الحروب  والكوارث ؟ نعم الى  درجة  كبيرة  ومع  ذلك  وضعت  ثقافة  حضارة  بلاد  الرافدين  الخطوط  العريضة  وفقا  لمعايير  اخلاقية  وقيم  تضبط  بها  خيارها  الارتقاء  نحو  الافضل  وكلما  نزعت  هذه  القيم  نحو الجانب  الانساني  نزعت  ثقافة  الحضارة  لمواكبة  التطور والارتقاء  والمحبة  وكلما  نزعت  هذه  المعايير  نحو التشدد  او الهمجية  نزعت  ثقافة  الحضارة  الى  الفوضى  والتقهقر

في  هذه  الأيام  يشعر أحدنا  كما  لو  أن  البشرية  لم  تتقدم  قيد  شعرة  منذ  بداية  وجودها  على  هذه  الارض  وإلى  يومنا  هذا  وفي  تقديري  لم  يبلغ  التسلط  وظلم  الانسان  لاخيه  الانسان  عبر  التاريخ  كله  كما  بلغ  في  زماننا  هذا  و نحن  نجد  أنفسنا  لا  نبكي  من  أمر إلا  وبكينا  عليه  بعد  فترة  قصيرة  من  الزمان  إذ  أن  الأسوأ  عندما  يحط  الرحال  يجعل  السيء  مستحبا  وجميل  في  عيوننا  لهذا  لا  أستغرب  عندما  أسمع  من  يقول  إلى  الآن  بالمقولة  عايد  عايد  يا  بعث  أو  ضيعناك  وضعنا  معاك  أيا  كان  الشخص  أو الجهة  التي  قيلت  في  حقه  أو  حقها  تلك  الهتافات  والشعارات  الإنتكاسية

لم  يكن  العراق  جنة  قبل  فجيعتنا  في  احتلاله  ولم  تكن  حقوق  الإنسان  فيه  على  خير ما  يرام  ولكننا اليوم  نقف  بنظرة  الذهول  لما  يحدث عندما  يصل  الانسان  لدرجة  غائرة  من  دنو  الوازع  الاخلاقي  فاذا  سولت  له  نفسه  انه  يستطيع  ان  يرتكب  ما  يريد  ارتكابه  ثم  ينفذ  بجلده  فهو  يفعله  بكل  برود  ايا  كانت  حيوانية  و وحشية  الجرم  بخصوص  المنطقة  او المدينة  او  القرية  او أهاليها  العراقيين  فأين  هو العراقي  في  هذه  البلبلة  بل  وما  هو  العراق  هل  هو  وطن  وما  معنى  الوطن  الذي  يحمله هذا  ام  هؤلاء ؟  هل  هو  نفس  المعنى  الذي  يحمله  أهل  تلك  المدينة  او القرية ؟  وما  الذي  لقوه  من  ذلك  الوطن  كي  يكون  له  معنى  عندهم ؟  أم  هل  هو  نفس  المعنى  الذي  نحمله  نحن  في  بلاد  الغربة   تلك  الصورة  للوطن  هل  نحن  وأهل  تلك  القرية  او  المدينة  نفهم  كلمة  الوطن  بنفس  المعنى 
 
دعوني  احدثكم  قليلا  عن  هذا  الفرق  الذي  هو  بيننا  وبين  من  سبقونا  في  التاريخ  البعيد  والقريب   مثل  هذه  المجازر العرقية  والمذهبية  كانت  تحدث  بشكل  واخر  في  عهودنا  القديمة  ولا  تهتز  لها  شعرة  شخص  لمن  لا  يعنيه  الأمر  ولا  يمسه  بمعنى  أنه  بعيد  عن  منطقة  المصائب  ولكنا  اليوم  نتأثر  ونسعى  للتأثير  بما  يحدث  وعلى  ما  يحدث  بعيدا  عنا  لأهل  وطننا  بكل  اطيافهم  هل  لأنهم  عراقيون ؟  لا  أريد  الإنكفاء  على  هذه  القيمة  كثيرا  فهي  قيمة  خاوية  أفرغت  محتواها  في  هذا  العصر  ولكن  لأنهم  ولأننا  بشر  والبشر  بألام  البشر  يحس  أو هكذا  يفترض  به

اما  نحن  مسيحيي  العراق  (كلدان واشورين وسريان)  سكان  هذه  البلاد  الاصليين  هل  مشاكلنا  تنتهي هذه  إذا  توقف  القتل  والخطف  والاغتصاب  والتشريد  في  عراقنا ؟  وهل  كنا  على  خير  ما  يرام  قبل  ذلك ؟  فالتطرف  العرقي  والديني  حتى  في  الدوائر  الرسمية  يشكل  تهديدا  متزايدا  في  العراق ؟  وما الحل  إذا ؟  وما هي  إمكانياتنا  الحقيقية  في  مؤازرة  شعبنا  ؟  وإلى  أي  مدى  نستخدم  ما  عندنا  من  إمكانيات ؟  وهل  نحن  نتكلم  أكثر  مما  نفعل ؟  وما  الذي  يمنع  أن  يكون  الكلام  فعلا  في  مستوى  من المستويات ؟  وما  هو المعيار  في  هذا  وذاك ؟

ما  يحدث  في  العراق  الآن  أنه  تطهير عرقي  وديني  جار على  قدم  وساق  في  اجبار وتهجير السكان  الاصليين  (الكلدان والسريان  والاشورين)  المسيحيين  على  مغادرة  مناطق  سكنهم  ،، والحكومة  لم  تسعى  بصورة  جادة  لحل  متناقضات  الواقع  المازوم  ،،ان الاعمال الاقصائية  العرقية  والدينية  بشعة  بالبديهة  والفطرة  ولكن   ما بال  اقوام  ينبذونها  في  منحى  ويدعمونها  في  منحى  ام ان  القضية  تستحق  مسمى  مختلفا  عن  التطهير العرقي  والديني ؟  إذا  فأي  نوع  من التطهير هو ؟   وما  الهدف  الذي  يجنيه  صاحبه  من  ورائه ؟ ومتى نستطيع  ان  نكسر  حاجز  الصمت ؟  وكيف  الكر  والتقدم  للامام دون  رومانسية  او  خداع  النفس  وهل  ترى  سيكون  يسيرا ؟  ام  يتحول  لحاجز  يقف  امامنا  مدى الحياة  فتموت  معه  كلمة  الحق  والعدالة  والمساواة           


لقد  ثبت  ان  الصوت  طاقة  لا  تتبدد  ولا  تفنى  وقد لا  يقع  في  الاذن  المناسبة  في  الزمن  المناسب  ولكن  لكل  صوت  اذن  تلتقطه  وله  زمان  والزمان  زمانكم  تعالوا  جميعا   مثقفين  وسياسين  ورجال  دين  وكل  في  موقعه  الى  ان  نكسر حاجز الخوف  وحاجز الصمت  لنا  الحق في  الاحتجاج  واثارة  موضوع  شعبنا  المسيحيي  العراقي  (كلدان  وسريان واشوريين)  مما  يعانوه  اعلاميا  وسياسيا  على  كافة  المستويات  وامام  المؤسسات  الحقوقية  وفي  المحافل  والاوساط  الدولية  لما  ينص  عليه  القانون  الانساني  الدولي  والاعلان  العالمي  لحقوق  الانسان.   
 





وديع زورا
[/b]

153
                               
                               
                                                   لغة التراشق لن تحجب شمس الثقافة والمعرفة

                                                                  في موقع عنكاوا كوم




ان  الغالبية  العظمى  من  مثقفي  العالم  باختلاف  اهدافهم  يمارسون  اليوم  دورهم  السياسي  والثقافي عبر الشبكة  العنكبوتيه  الانترنت  ضمن  الوسائط  والوسائل  المتوفرة  الا  ان  استخدامهم  للانترنت  والتكنولوجيا  الحديثة  لا  يعفيهم  عن  واجب  الجلوس  الصبور  والقرأة  الجادة  والكتابة  الهادفة  وحرية  التعبير  والتفكير  بما  يكتبونه  وتدقيقه  قبل  ارساله  عبر  شبكة  الانترنت .

 ما  زلنا  حتى  الان  لم  نتعظ  من  دروس  وتجارب  الماضي  القريب  وشكلنا  سوف  نمر بظروف  اصعب  حتى  نستوعب  الدرس علينا  ان  نختلف  ولكن  فليكن  ذلك  الاختلاف  باحترام  لقد  ظللت  متابع  لموقع  عنكاوا دوت كوم  منذ  ثلاث  سنوات  تجد  من  يكتبون  بمسؤلية  وبعض  لا  يدرون  اين  يصب  ما  يكتبون  ويعكرون  صفو الموقع  (المنبر السياسي والراي الحر) في  الوقت  الذي  فيه  نطاق  حرية  الراى  والتعبير المتاحة  في  موقع  عنكاوا  للأسف  يتم  الاساءة  اليها ...  أليست  الحقيقة  هي  الحرية  المسؤولة  وحرية  النقد  البناء  الهادف  والهادىء  دون  المساس  بالشخصيات  والمؤسسات  وادراك  ان  الهم  الوطني  او القومي  او الديني  ليس  حكرا  على  احد  مع  ان  البعض  يزايد  مقنعا  نفسه  بثبات  وصحة  الموقف  السياسي  الذي  يمثله .

ان  ضعف  ثقافة  الاختلاف  ناتجة  عن  الرؤية  الثقافية  الشمولية  والاحادية  واسلوب   تهميش  وتصفية  الاخر سواء  كان  المختلف  منا  في  خارج  محيطنا  ( الديني . السياسي . القومي )  وغيرها  او  حتى  داخل  هذا  المحيط  ولم  يكن  ليحدث  ذاك  لولا  ضعف  ثقافة  الحوار الديمقراطي  ورفضهم  كل  كتابة  لا  تنسجم  مع  مزاجهم  وأرائهم  التي  تعلى  من  شأن  كتابتهم  المتجاوزة  لكل  التاريخ  الثقافي  المنصرم . اليس هذا هو الاوعي الذي  يمارسه  اصحاب  نظريات  التهميش  والالغاء  وهم  لم يعودوا  يقرءون  الكتابة  الجديدة  وتتبع  ما  ينتج  فيها

ان  ثقافة  الاختلاف  وقبول  واحترام  الاخر يجب  ان  تتم  في  محيط  ديمقراطي  تدور  بين افكار وتيارات  وعناصر تؤمن  كل  منها  بحق  الاخر في  الوجود  ثم  الاختلاف . اما عندما  تكون  دفاعا  عن  فكر  شمولي  احادي  سيكتوي  بناره  المدافعون عنه  قبل ان  يكتوي  بناره  اصحابه  الاصليون  فان  من عدم  المسؤولية  ثم  من  الخطاء  ان  نحاورهم على  قدم  المساواة  وان  نتيح  لهم  مكانا  في  فضائنا  الديمقراطي  او الاجتماعي .
 
بامكاننا  ان  نقول  ان  الكتابات  التي  اثارت  التراشقات  على  صفحات  موقع  عنكاوا  كانت هي الكتابات  الاكثر  قرأة  لدى  عموم  القراء  في  حين  كانت  المقالات  الثقافية  وعلى  سبيل  المثال  اقل  قرأة  بل  اقتصر على  النخبة  فالمصيبة  تبدأ  عند  محاولة  البعض  اضفاء  الشرعية  على  كل  الجيد  والسىء دون  تفريق  بين  الفكر المسئول  والفكر  الامسئول  لذلك  علينا  توخي  الحذر في  التعامل  مع  كتابات  من  نجد  ان  كلامه  جيد علينا  متابعة  ما  يكتب  ومن  نجد  ان  كتابته  ومشاركاته  مبتذلة  علينا  عدم  الدخول  الى  ما  يكتب  فامامنا  قضا يا  مهمة  وعظيمة  علينا  ان  لا  نضيع  زمننا  في  التراشقات  فالوقت  اثمن  من  ذلك         
         
ان  واقع  الثقافة  المعاصرة  منظومة  يتدخل  فيها  الوعي  مع  المعرفة  وفيها  الكثير من  نقاط  الضوء  والاستبصار بما  يحدث  في  الساحة  السياسية  والثقافية  فالكل  يكتب  ويساهم  على  قدر  المستطاع   والاستفادة  من  الخبرات  الموجودة  والعلاقات  الانسانية  الجيدة  ويراجع  ويدقق  في  كتابات  الاخرين  ويستنتج  مرة  اخري  وعلينا  ان  نعبر عن  رأينا  او  نعطي  رأي  مع  مراعات  عدم  الاسفاف  والتعرض  للغير  بباطل  التهم.

ان  قيم  التسامح  والانفتاح  وقبول  الاخر  لا  تنشاء  بمقتضى  امر او  رجاء  ولكنها  تنبع  من عقلية  واسلوب  تفكير  ذاتي والانفتاح  واحترام  الاخر  والوعي  بذلك  كله  امر  ضروري .... لقد  تعرض  كثير من  الشخصيات  الوطنية  والسياسية  ومفكرين  وفنانين  وحتى  رجال  الدين  الى  الاتهامات  التي لا  ادلة  لها  فلنختلف  معهم  فكريا  ولكن  علينا  ان  نحترم  تجربتهم  واسهامهم  وسنهم  وان  لم  نتعلم  كيف  نحترم  الاخر عند  الاختلاف  لن نبني  مجتمعا  موحد .
     



وديع زورا

154
                                 تتجنبها ... تخشاها ... تبتعد عنها


السياسة  كلمة  يتجنبها  البعض  يتحاشاها  الناس  العاديّون  ويخشاها  المتنفذين  بالسلطة  كثيرون  يرون  أن الابتعاد عن  الممارسة  السياسة  يعتبر أحد عوامل  الاستقرارا  والطمأنينة  والأمان  وبعض  الناس  يرى  أن التفكير السياسي  تفكير مزعج  وأن  من  الخير الابتعاد عن  ممارسة  السياسة  لتوفير بيئة  حياتية  خاصة  تتسم  بالهدوء  ياكلون  ويشربون  ثم  يتزوجون  ويموتون؟

الكلام  في  السياسة  اصبح  غير محبب  ومجرد  البدء  في  طرح  موضوع  سياسي  حتى  يطلب  البعض  قائلا دعنا  من  السياسة  بمعنى  الابتعاد عن  ممارسة  السياسة  وكانها   داءا او مرض  معدي  وسبب  ذلك  ان  البعض  قد  شوهوا  مفهوم  السياسة  الى  حد  ان  جعلوها  من  اختصاص  الكذابين  والمنافقين  والبسوها  لباس الغش  والخداع  وانتهاز الفرص  هدفهم  من  كل  ذلك  هو  ابعاد  المخلصين عن  العمل  بالسياسة  واحتكار السلطة  والسيطرة على  مجالات  الحياة  الاجتماعية  والاقتصادية .

يمتاز الانسان عن  باقي  الكائنات  بكونه  مفكر هذا  الامر قد  يكون  صحيحا  على  المستوى  النظري  ولكن على المستوى  الواقعي  المشاهد  ترى  ان  القلة  من  الناس  هم  المتصدون  لمهمة  التفكير والمتحملون  لعبئها  وأن  الاكثرية  منهم  قد تخلوا عن هذه  المسئولية  وتخلصوا  منها  يزعجني  جدا  ان  يحدثني  احد الناس  انه  لا يحب  السياسة  او  لا  يريد  ان  يمارسها  !  اعيب  عليه  ذلك  واشعر انه  يعاني  من  قصور في  التفكير  وهي  حالة  شبيهة  بحالة  فقدان  الوزن  وعدم   الرؤيا .

ان الانسان هو الكائن الوحيد الذي  يتوافر على احساس  ذاتي بالمستقبل لكن العلاقات  التي  ربطت  الانسان  بالمستقبل  تأثرت  بنمط  التفكير الذي  ساد  في  كل  مرحلة  من المراحل  المختلفة  خلال  الازمنة  المنصرمة  وتأثر بالموجات  الحضارية  التي  شهدتها  البشرية  فالتفكير السياسي  قديم  قدم  الانسان  منذ  زمن  بعيد  وجد الإنسان  نفسه  في  حاجة  إلى  تنظيم  وقوانين  وضرورة  تعايش  ووجدت  شريعة  حمورابي  في  القرن  الثامن عشر قبل  الميلاد  في  بابل  الكلدان  لتكون  من  اوائل  الانظمة  المكونة  من  مجموعة  من  القوانين  في  تاريخ البشر وإن  كان  الإنسان  يعلم  بهذا  أو أنه  كان  جاهلا  به  فهذه  هي  السياسة  نفسها  هي  الحاجة  إلى  تنظيم  الحياة  ووضع  أسس  التعايش  والتعاون  والتفاهم  وهذه  الأسس  إما  أن  تضعها  بنفسك  منفردا وإما  أن  تكون مشاركا  في  وضعها  وإما  أن  يضعها  لك  الآخرون  وأن  تنفرد  بوضعها  فهذا  يستدعي  قمع  الآخرين  بكافة السبل  والوسائل  ولقمعهم  لابد  من  توفر القوة  وأن  تكون  مشاركا  فهذا  يقتضي  أن  تتعرف  على  حقوقك  وواجباتك  وتؤمن  بها  وتسعى  لها  وهذا  يعني  انخراط  في السياسة .

لو عدنا  إلى  الفلسفات  القديمة  في  حضارات  بلاد الرافدين  والفرس  والاغريق  وغيرهم  لوجدنا  أنها  كانت  تتحدث  عن حاجة  المجتمع  الى  حضارة  فاضلة  وعن  شكل  للدولة  وعن  قيادة  حكيمة  وملهمة  وكانت  تبين للناس  ما لهم  من  حقوق  وما عليهم  من  واجبات  كما  أن  الأديان  تطرقت  لحقوق  الانسان  وللايمان  بالله  ومسؤولية  الفرد  تجاه  نفسه  ومجتمعه  وبعضها  رسم  القوانين  واللوائح  وبالتالي  فهي  وضعت  المسألة  في  يد  البشر إذن  الدين  نفسه  عنصرا  هاما  يشارك  في  الإنسان  الغريزة  السياسية  والأديان  سبقت  بعض  الفلسفات  الإنسانية  وبما  أن  الإنسان  في  هذه  الحياة  يعيش  ضمن   معطيات  ومفاهيم  مجتمع  تختلف  احواله  كل  يوم  فإن عليه  أن  يستمتع  بما  يتيحه  المجتمع  من  استقرار  او أن  يتألم  بما  يفرزه  المجتمع  من  التعاسة  لكن  السؤال  يبقى ؟ هل هذه  الطمأنينة  المتاحة  لك  وعيشة  الظنك  المكتوب  عليك  يمثلان  حدود  حقوقك  وواجباتك  وتعفي  نفسك  من  واجب  عليك  تجاه  المجتمع  والدولة ؟
 
تفكيرك  هذا هو البدء  في  ممارسة  السياسة  وسعيك  وراء  الإجابة  هو انخراط  في  الممارسة  السياسية وتخطيك  لمرحلة  إجابة  السؤال  تجاه  تغيير الواقع  يمثل  نضالا  سياسيا  سواء  اكان  اصلاحي  او ثوري  او التطلع  لاشكال  من  العمل  الجماعي  المنظم  أما  اقصاء  الفكرة  كليا  أو جزئيا  فإنه  يعتبر تقصيرا حاصلا  في حق  نفسك  وحق  مجتمعك  لو كنت  ترى  أنه لا حاجة  بك  إلى  السياسة  والانخراط  فيها  وفي  نضالاتها  بحجة  أنك  تقنع  نفسك  تعيش  عيشه  جيده . 
   
السياسيون  والزعماء  يوجهون  المجتمعات   ويديرون  شئون  حياتها  لذا  فالجنس  البشري  لا  يضع  لنفسه  الا المهام  التي  يمكن  القيام  بها  التمييز بين  الخير والشر وفي  هذا  تدور دورات  من  العدل  والظلم  وتصاغ  القوانين  وتخط  اللوائح  فهل  ترى  أنت  يا  من  يريد  أن  يريح  عقله  من عناء  التفكير في  السياسة  هل  ترى  أن  هذه  القوانين  وهذه  اللوائح  جاءت  هكذا  بدون محرك  مرتبط  بمصالح  من  يضع  هذه  القوانين؟ هذا  تصرف  العاجز الذي  يريد  ان  يريح  ضميره  فقط  ويبريء  نفسه  دون  ايجاد  حلول  واقعية .

واضع  القوانين  من البشر لا بد أنه  متأثر بأمور عديدة  هناك  من  يتأثر بالدين  وهناك  من  يتأثر بمن  يجالسه وهناك  من  ينطلق  من  روى  يمينية  عنصرية  وهناك  من  ينطلق  من  تصور نفسي  ذاتي  كل هؤلاء  ربما يكونوا هم  واضعي  القوانين  أو  مشاركين فيها  أو مؤثرين  فيمن  يضعها  لذا  فمن  الصعب  جدا  تبرئة  قانون  ما  من  الغرض  ومن  النقص  لكن  من  أين  يأتي  القانون  الكامل  نقول  الكمال  لله  وحده  لكن  المطلوب  هو القانون  العملي  الذي  تقبل  به  الغالبية  وهو  الذي  يصاغ  بمشاركة  من  الكل  والجميع  لهم  حقوق  متساوية  في  العيش  الكريم  وعليهم  واجبات  لا  احد  يتعالى  على  الاخر او  يدعي  الافضلية  قد  لا  تكون  المشاركة  مباشرة  لكنها  يمكن  أن  تكون  عبر  تفويض  لكن  التفويض لا  يعفي  من  أعطى  التمثيل  أن  يترك  من  يمثله  بدون  رقابة  وبدون  متابعة  فعالة  وبدون  محاسبة  وهذه  هي  الممارسة  السياسية .

ان  ممارسة  النقد  الذاتي  البناء  ممارسة  سياسية  وهي  وسيلة  نبيلة  وصحيحة  وصحية  تماما  وان  من  يرى على  انها  خلق  لصراعات  جانبية  ام  تخريب  للذات  فهو  مخطىء  فلا يمكننا  ان  نطور انفسنا  الا عندما  نطور ممارسة  النقد  الذاتي  فينا  كافراد  ام  جماعات  ام  احزاب  فالمثقف  الناقد  لابد  أن  يدفع  صاحبه  إلى ممارسة  السياسة  لأن  العزوف  عن  السياسة  يعني  عدم  الغوص  في  داخل  الأشياء  ويعنى  تفريطا  في  الحقوق  وقصورا عن  الواجبات  وإهمالا  لدور  العقل  فالنقد  المباح  ليس  الا  ابداء  الراى  في  امر او  عمل  دون  المساس  بشخص  او  صاحب  هذا  العمل  او  الامر  بغية  التشهير  به  او  الحط  من  كرامته .

كثيرا ما تحدث  الكثيرون  عن  تأثر كل  ما هو اجتماعي  وكل  ما هو  اقتصادي  بكل  ما هو سياسي  والعكس صحيح   إذن  حتى  لو  أن  الإنسان  جلس  في  بيته  وأبعد  نفسه عن  صداع  السياسة  فإنها  ستلحقه  وهو  على  فراشه  هي  من  حولك  هي  بالفعل  من  حولك  ومن  فوقك  ومن  تحتك  وان  احببتها  او  لم  تحبها  فأنت  متأثر بها  هكذا  الانسان  مادة  المجتمع  اجتماعي  ثقافي  منتج  للفعل  المؤثر المتجددة  ومن  خلال غزارة   موروثه الحضاري  تقاس  قيمة  وجوده  المؤثر هذه  سمة  المجتمعات  الحية  ذات  الحضارات  التي  تتجاوز اخذا  وعطاء حقا  وواجبا  لغرض  الوصول  الى  القواسم  المشتركة .




 
وديع زورا

155
المنبر الحر / من ضيع العراق
« في: 19:41 25/11/2007  »
                                       من ضيع العراق

العراق مهد الحضارات وتاريخ الحضارة في العراق يعود الى الالفية الرابعة قبل الميلاد حيث

شهدت بلاد الرافدين سلسلة متعاقبة من ارقى الحضارات الانسانية نذكر منها الحضارة السومرية

والاكدية والاشورية والبابلية الكلدانية وبالرغم من سقوط الامبراطورية الكلدانية العظيمة الا ان

الكثير من تراثها الحضاري استمر لفترات طويلة فاقتبست منها الدول والاقوام المجاورة النظم

السياسية والعسكرية والادارية وضل تراثها الثقافي واللغوي حيا الى اخر ادوار الحضارة في

بلاد الرافدين .


المسرح السياسي الساخن الان في عراقنا العزيز يحدثنا عن ان تحولا في الطريق الينا. الصراع

وحالة الاستقطاب الفكري بلغت شأنا كبيرا. الى اين نحن نتجه ؟ سؤال عميق وفي نفس الوقت

يطبع فينا جميعا شيئا من الخوف. كثيرا ما حدثت نفسي في خضم الواقع المر واسائلها هل حان

وقت التشرذم والانشطار وفقدان العراق الوطن الحلم ؟ هل حان اوان الدولة الكردية في الشمال

وهل ستتبعها دولة الشيعة في الجنوب الحبيب ونسمع عن اخرى في الغرب والوسط وغيرها ؟

هنا يبرز السؤال الابرز من ضيع العراق ؟؟؟


من قتل احلام العراقيين في العيش في ضل دولة العراق الوطن الواحد ؟ من يتحمل المسؤولية

التاريخية عن هذا الواقع المؤلم ؟ رجالات التاريخ والحركات الوطنية ؟ ام الحكومات المتعاقبة؟

ام حكومات العسكر والشمول بما فيها الحكومة الحالية ؟ من ضيع العراق ؟ سؤال يحكي عن

 غصة تطعن في الحلق .


وهل فشلنا جميعا في ان ندبر ازمتنا تلك ؟ ام ان النخب الحاكمة وصانعة القرار في بلادنا العزيزة

تريد بنا ذلك ؟ ايعقل ايها الاخوة والاخوات ان يصل بنا الحال الى هذا الدرك السحيق والمتمثل

في ضياع عراقنا العزيز من بين ايدينا ولا نستطيع فعل شيْ  اين الشعب العراقي بكل ثقافته

وحضاراته ونضالاته ؟ ايعقل اننا لا نستطيع ادارة حوار وطني جاد يخرجنا من هذا النفق المظلم؟


واذا كان قد ضاع فلا طائل من طرح الاسئلة والبحث عن اجابات لها فقد فات اوانها . الواقع مرير

ومتردي بمتوالية متصاعدة تلامس في نتاجها الراهن حدود الضياع .


كلنا مسؤولون عن مألات الحال لا يهم تحديد درجات المسؤولية او القول بأن هذا اسهم بقدر اقل

من ذلك وان كان الراهن هو ما يمكن في المعالجة والماضي لا يمكن اعادته وتصحيح الاخطاء التي

حدثت فيه والمستقبل هو المستهدف لا بعزله عن الماضي والحاضر لكن بالتوجه نحوه بوعي وارادة.


اذا غياب الوعي والارادة هما المسؤولان عن التطور المقلوب الذي سار في دربه الوطن . لا اظن

اننا ندرك اسباب المشكل وفي المستوى النظري نجد وضوح رؤية جل اهل العراق في تحليلهم

لقضية الحكم مثلا لكن لا يترتب على هذه التحليلات شعور بواجب السعي الى الانتقال الى خانة

التطبيق. نحن محتاجين لسياسة القعاد والحوار بالغاء ثوابت خربة مثل مسلمات - زعماؤنا - التي

تحقن ارادتنا وأبداننا بمخدر .


يتحدث الجميع عن ازمة المثقفين والطليعة وحين نتحدث ناقدين نخرج انفسنا من المسؤولية التي

تسببت فيها المعادلة الناتجة عن طموحات غير مشروعة انهزمت لها الطموحات الوطنية التي لم

ينهض بها من بامكانهم من ناحية المؤهل الاخلاقي والمقدرات العامة ان يفعلوا .


ما زال بالامكان فعل الكثير ورغم الكوارث لم يضيع العراق بعد لكنه بالتأكيد على حافة الهاوية .










وديع زورا

156
                                      في العراق عنصرية باشكال والوان

قالوا في تعريف العنصرية هي تعصب فرد او فئة من الناس لجنس او عرق او عشيرة او دين او مذهب او

 حتى لون البشرة واباحة قتل او اضطهاد او حتى ازدراء الفئات الاخرى بدون وجه حق او سبب واضح

سوى انها تختلف عنه في جنسها او عرقها او معتقدها  او لون بشرتها


في البدء اقول اننا ما زلنا حتى هذه اللحظة من المجتمعات المتخلفة عن ركب التعليم والحضارة التي يعيشها

العالم اليوم واعني بالتخلف هنا هو ربما الجهل التام بحضارة وتاريخ الاخر وطبيعته الانسانية وقيمه وتراثه

فقد برز الفكر العنصري البغيض اليوم اكثر من الامس هذا بتأكيد وجوده قائما اصلا لانه سلاح يستخدمه كل

من لا ضمير له ولا هم له سوى خدمة مصالحه كما نشهد الان في العراق


العنصرية في العراق حالة معقدة جدا فهناك العنصرية الدينية التي يمايز بها العراقي المسلم نفسه عن العراقي

المسيحي او الصابئي او اليزيدي سواء كان في الجنوب او الوسط او الشمال لتعقد الحالة في عنصرية المذهب

الديني السني والشيعي ثم العنصرية العرقية التي يعتقد فيها العربي متمايز على الكردي والتركماني والكلداني

والاشوري  والسرياني او تمايز الكردي على الاشوري والكلداني والتركماني والسرياني بغيرهم  ثم عنصر

 الثقافة الذكورية في تمايزها على المراءة واعتبارها ضلع اعوج وعوره


اما نحن المسيحيين العراقيين كلدان واشورين وسريان وارمن العنصرية مرة تاتينا باللون الاخضر ...جميل لون

 الحقول وتارة تاتينا باللون الازرق ما بطال ... لون السماء واخيرا باللون الاحمر لون الدم والغريب ان كل هذه

 الالوان ليست لونها المعروف الا  وهو الاسود الحالك للسواد ففي العراق يعمد الكل وحتى المثقف الواعي الذي

 من المفترض فيه محاربة العنصرية بكل الوانها واشكالها نجده يحاول الهرب بعيدا عن الازمة وذلك برفضها بعدم

التطرق لها


التعصب الاعمى للجنس او الدين او المعتقد ثم اباحة قتل واضطهاد او حتى ازدراء الفئات الاخرى بدون وجه

 حق او سبب واضح سواء انها تختلف عنك في عرقها او دينها او معتقدها هذه هي العنصرية ذات اللون

 الاسود القبيح التي يعرفها الجميع والتي عنيتها اعلاه ولاكن لدينا وكما ذكرت في العنوان العنصرية بالوان

  واشكال ولمزيد من التوضيح عليك بتأمل ردود الفعل الانساني في قضية معينة

  الجالية المسيحية --- الطوائف المسيحية --- الكلدواشور مقيمين في ارض كردستان

 حيث تلحظ وهولاء استخدموا بذكاء مفهوم الفكر العنصري


وفي غمار انتقادنا للجهات التي ضلمتنا وهمشتنا ننسي انفسنا وعيوبنا واسباب فشلنا احيانا نعلقها على شماعة

 الاخرين متوهمين بااننا نسلك الدرب الصحيح المعافي من اي اخطاء او انزلاقات وسهوات والكل يعلم ان

 للمهمشين قلة تعمل مع الجهات الظالمة فهل هم يمثلونا ام يمثلون انفسهم ؟  هل شعبنا المسيحي العراقي نشط

   وفعال ام ادمن السبات طويلا ؟ فلنجواب على بعض هذه الاسئلة وننتقد انفسنا نوعا من جلد الذات لاكتشاف

  مكامن الاخفاق والفشل





 زورا وديع

157
العراقيون الجدد هل هدفهم الطلاق


تمر الساحة السياسية في العراق هذه الايام بالحديث حول الهم الوطني الكبير

الهم الذي اذا وضع على رأس جبل لتفتت واصبح ذرات من تراب الهم الوطني في العراق بلغ

حدا لا يصدق  ان الذي يدور في العراق هذه الايام غير مسبوق بحق وحقيقة

بعد ان انتهى الكثيرون قي شأن العراق ومنهم الكونجرس الامريكي الى التسليم  بان مصيره

الى التفتت وماله الى الانفصالات نجد فكرة وحدة العراق لا تزال بحاجة الى تاسيس في الوعي

العراقي اليوم اكثر من اي وقت مضى فالكثيرون يعيشون وحدة العراق على صعيد الشعارات

بينما يحبون عملية بناء الدولة الانفصالية ونشؤ الاقاليم مذعنين للفوضى المرعبة التي يمثلها

العراق الراهن

يسود اجماع شبه تام وسط مجموعة العراق الجديد المختلفة على تعريفهم لطبيعة ونوع

الازمات التي تواجه العراق وعانى منها الشعب طويلا اسبابها التي يرجعونها الى سيادة

الدولة المركزية التي ورثتها الحكومات العراقية من المستعمر وظلت على مر السنوات تتبع

سياسات مركزية تعمل على التمييز بين مكونات الشعب عرقيا ودينيا ومذهبيا وتهميشهما

سياسيا وتنمويا للدرجة التي اعلنت فيها الدولة الحروب على مناطق اساسية من مكونات

العراق في الشمال والجنوب

والازمة الحالية بنظر العراقيين الجدد ما هي الى نتاج لتراكم تاريخي طويل كشف عن عجز

الحكومات العراقية المتعاقبة بمختلف انوعها في ممارسة العدل والمسواة بين مكونات شعب

العراق وفشلها في بناء اجهزة دولة تستطيع استيعاب التنوع العرقي والديني والمذهبي الذي

يمتاز به العراق ومؤخرا قادة هذه الازمة الى احتكاك بين هذا التنوع نتج عنه ازمة عميقة في

الهوية الوطنية العراقية فمركز السلطة هو المسئول تاريخيا عن ممارسة هذه السياسات

الخاطئة وبصورة خاصة الحكم البعثي الشمولي احادي التوجه والفكر

ومن الخطاء اختزال العراقيون الجدد في مجموعة واحدة من سياسين ومفكريها والاخرين

المعبرين عن هذا التيار من خارجها فمشروع العراق الجديد ليس حكرا على مجموعة الشيعة

او الاكراد وحدهما وانما هو رؤية سياسية واسعة ذات قدرات لا يستهان بها ولا يجوز الخلط

بينها وبين افكار المجموعة اجمالا التي لها بعض الخصوصيات العرقية والمذهبية وليس ان كل من

امن بها اصبح عضوا

وتبعا لذلك لابد من الاعتراف بصعوبة تحديد انصار العراق الجديد او من نطلق عليهم العراقيون الجدد

فهم لا يتبعون قومية واحدة ومذهب واحد ولا حزب واحد ولا يعتنقون فكرة واحدة كما ان منطلقاتهم

وخلفياتهم السياسية في الاصل مختلفة لذلك تجدهم منتشرين في تنظيمات وتشكيلات سياسية

مختلفة قومية سياسية ام مذهبية يسارية ام يمينية ومنهم المحافظون والمستقلون وغيرهم ممن

تجد اثارهم الفكرية ظاهرة للعيان

وخلال السنوات الماضية قبل سقوط الصنم روج العراقيون الجدد بخطبهم وعبر المقالات والحوار في

الانترنت لعدد من الافكار الفيدرالية التي اكتسبت رواجا واسعا في داخل العراق وخارجه وعلى رأس

هذه الافكار الايمان بأن امام العراق فرصة اخيرة غير مسبوقة بعد سقوط الصنم لاعادة صياغة

النظام السياسي الفيدرالي وتفكيك الدولة المركزية على اسس من الامركزية

ومن يقراء عبر الانترنت في يومنا هذا يصل الى قناعة ان هذا العراق وطن لا يسع للجميع وانه ليس

من المحتمل ان يكون وطن يسع الجميع في يوم من الايام

بعض الكتاب يحللون المشكلة كل حسب وجهة نظره ويهاجم الطرف الاخر الذي يعتبره مسئول

عن المشكلة والنتيجة ان هذا الوطن سيمزق الى دويلات متحاربة لا محالة الا وهو الطلاق





زورا وديع


158
عجبي . . . الحاجب تحت العينين


هل تتخيل ذلك وكيف يكون الشكل والمظهر العام بالوضع المعكوس للحاجب

هل يتأثر مدى الرؤية ام ابعاد الطول والعرض ومدى الابصار وهل يتغير التعبير

المجازي المتعلق ببعد النظر وماذا عن شعر العيون واقتران الحواجب والعيون

السود وزرقاء اليمامة التي تخترق نظراتها ما فوق السحاب

اذا كانت حقوق الانسان احدى الجوانب المهمة في مفهوم الديمقراطية والمتمثلة في حق

التفكير وحرية التعبير وحرية الاديان وحق الاختيار والعديد من الحقوق الاخري والتي وفقا للفكر

الديمقراطي تتعارض مع الشمولية فهل بذلك يمكن ان تستقيم ادعاءات الاحزاب الاشورية

بالديمقراطية والمحافظة على حقوق الانسان ؟

ام ان خطابها المغلف بالديمقراطية يهدف لتكريس اجندتها السياسية ؟

وهل من يدعي امتلاكه الحصري للحقيقة المطلقة يمكنه ان يحدث حراكا سياسيا واجتماعيا

في المجتمع ؟

وهل يمكن لاطار سياسي يتبنى الفكر الشمولي والثقافة الاقصائية ورؤيته الواحدة ان ينهض

بالمجتمع ويطوره ؟

المنطق يقول ان موقف الاشخاص الذين يطبلون للشمولية ويمجدون رموزها مهما كانت

المبررات هو موقف يدعو للتشكك في مصداقيتهم هذا ان لم يكن دليلا على ولاء ظاهر

او خفي لتلك الرموز

اما اذا اعترفوا بشكل علني على انتمائهم للفكر الشمولي فهم من حيث لا يدرون يضعون

انفسهم في خندق كبت الحريات والظلم وضد الديمقراطية والحرية والمسواة وحق الاختيار

لأن الشمولية كما اثبت الواقع والتاريخ لا تحترم انسانية الانسان وحرياته وحقوقه وهي

تمارس كبت الحريات والظلم وكل تجارب الامم اثبتت ان الديمقراطية هي صمام الامان

لتحقيق مبادىء العدالة والحرية والمساواة وبدونها نكون امام السيناريو الذي يحدث الان

في مجتمعاتنا الكلدانية والسريانية والاشورية

ان الشجاعة والشفافية مطلوبتان لوضع النقاط على الحروف وتنقية الافكار السائدة من

جميع الشوائب التي علقت بها طيلة عقود ماضية من الفكر الاشوري الشمولي الذي فرض

وصايته المطلقة على كل راي وليس من الحكمة ان يخضع المعتدلون لابتزاز المتطرفين
 
لأن ذلك يتعدى الجبن الى التواطوء في جريمة ذبح مجتمعاتنا الكلدانية والسريانية

والاشورية بخناجر الغلو ومغامرته الخاسرة

وكلمة اخيرة في اذن كل اشوري شمولي وهي ان الرجوع للحق فضيلة

وعندما يعود الاشوري الشمولي لرحاب الديمقراطية فهو انما يؤسس لوجوده الذي يبداء

الاعتراف بالاخر وليتأمل كل اشوري شمولي في نفسه وفي الحياة ما حوله ان الحياة

تنبني على الاختلاف ولو سادة فكرة واحدة في الحياة لاصبحت باهته وانتفت منها

صيغة الحياة واصبحت مواتا وفناء لأن الحياة انبنت على الحوار وايما جانب يحاول السيادة

على وجوب فناء الاخر فانما يؤسس لفنائه لاننا حينما نناضل ضد الشمولية مهما تكون

فانما نحن نناضل من اجل الحفاظ على وجودنا الكلداني .





زورا وديع

159
لا اشوري ولا اشورية . . . اتركونا فنحن كلدان

الاعلام اصبح من اقوى الاسلحة الفتاكة لقدرته الكبيرة على المخاطبة والتغلغل الى داخل

كل واحد منا اصبحنا تحت تأثير الاعلام اين ما كنا سواء في البيت او في العمل

او في الانترنيت والى اخره وربما القبور هي فقط سلمت من تأثير هذا الاعلام

يكون التأثير الاعلامي كبيرا عندما يتمتع المجتمع بحرية التعبير التي تعني الحق في نقل

الافكار والاراء والمعلومات بدون قيود بهدف تشجيع نقل الافكار التي تنتج سهولة ودقة اتخاذ

القرارات المناسبة لصالح المجتمع

الا ان هذه الحرية ليست مطلقة فهنالك اخلاقيات المهنة التي تحكمها في الاساس

اخلاق عامة مثل الصدق الشرف والنزاهة والى ما شاكل من الاخلاقيات والغرض منها

في النهاية هو تحسين الاداء الاعلامي لصالح المجتمع

ما هو ردة فعلنا في فهم الاعلام ؟ هل هو سلبي ام ايجابي اي بمعنى هل استخدمنا

الاعلام في الجانب السلبي او الايجابي في حياتنا وما تأثيره علينا وعلى حكمنا للامور ؟

جاء تثبيت القومية الكلدانية في الدستور العراقي الدائم والاعتراف بكونها احد مكونات

الشعب العراقي القومية باستفتاء شعبي عراقي بكافة قومياته وطوائفه ومذاهبه

ليعلمنا جميعا دورسا جوهريا واساسيا ولكن كثيرين يريدون تغطية الشمس بالغبار

حيث انبرى عدد من اصحاب الاقلام المسمومة للتقليل من اهمية الحدث وللقفز على

عظمة شعبنا الكلداني وقدراته الخلاقة وامكاناته لم يتعظ اصحاب الاقلام ومن لف لفهم

من المترهلين والمطبلين بل ظلوا سادرين في غيهم يوزعون سمومهم مرة من خلال

الكتابات واخري من خلال اطلالاتهم غير الباهية عبر الشاشات التلفزيونية الفضائية

ماذا يريدون هؤلاء ؟

هل يريدونا ان ننسى قوميتنا الكلدانية الاصيلة وحضارتها وما قدمته للبشرية في شتى

المجالات ولعل من الانصاف ان نقول ان هؤلاء وامثالهم لم يفلحوا في التأثير على شىء

وسيظل الكلدان اشد صلابة وجسارة من اقلامهم العرجاء سوف يعرفون انهم لم يعرفوا

بعد ان مالهم سيكون الخزي والاندحار والخسران والتلاشي وسيعرفون ان كان لديهم

المقدرة او بعض البصيرة للاكتشاف انهم سيذوبون ويتلاشون تماما ويكون البقاء للشعب

الكلداني الاصيل

فلماذا على الكلداني فقط ان يكون اقل كلدانية ولماذا على الكلداني فقط ان ينفي

الكلدانية ويتخلى عن هويته القومية ويقبل ارادة الغير

لقد تندر الكثيرون وضحك العالم كله عندما سمع وقراء هذه التسمية المشكلة

اريحونا اذا من هذه المسرحية مرة باسم كلدو اشور ومرة باسم كلداني اشوري سرياني

ومرة سورايا واحفظوا لنا ماء الوجه ان بقى منه شىء

فلا اشوري ولا اشورية . . . اتركونا فنحن كلدان





زورا وديع








160
الكلمة الشطة التي تحرق الحناجر (الكلدان )



للاعلام دور هام وبالغ الحساسية في التأثير على الراي العام خصوصا في القضايا المصيرية

التي تتحد معها حياة الناس والتي كثيرا ما يتم مراعاة تلك التأثيرات في القضايا الهامة


تعتبر بلاد الرافدين عبر مختلف الازمان مهدا وموطنا لمختلف الحضارات ومن يريد ان يبحر في

بحث او استكشاف في تاريخ هذه المنطقة يحتاج الى سنوات من البحث والاف من المجلدات

للتدوين فقد مرت بلاد الرافدين بمراحل وحضارات مختلفة ابتداء من العصر السومري والبابلي

الكلداني مرورا بالعهد الاشوري وما قبله الاكدي


سميت بلاد الرافدين ببلاد الكلدان لانها تعد اخر سلطة سياسية قوية يحكم شعب بلاد

الرافدين نفسه بنفسه قبل سقوطها تحت الاحتلال الاجنبي


ان محاولة تهميش الوجود الكلداني في التركيبة العراقية امر يجب وضع حد له فبعيدا عن

اتهامات الانفصالية والعمالة يجب ان يوضع حد لهذا التزوير المقصود والغير المقصود لمسألة

تعريف الكلدانية لغويا . تاريخيا فاهل مكة ادرى بشعابها


منذ ان بداءت وسائل الاعلام للحركات والاحزاب الاشورية في بث برامجها المقرؤة والمرئية

الخاصة كأنها لا تسمح بأن تلفض كلمة كلدان على وسائلها الاعلامية بطريقة واضحة وصريحة

وذاك شيء متعمد قصد منه طمس لفظة هذا الاسم العريق لما له من دلالات عميقة تنبض

بهوية اهله وترمز الى معناه التاريخي العتيق


الكثير من المنتمين للحركات والاحزاب الاشورية عندما يتحدثون عن قضايا شعبنا عبر وسائل

الاعلام ويمر من خلال عباراته ما يشير الى اسم الكلدان او ما يستدعي وجوبا نطق اسم

كلمة كلدان نراه يحاول جاهدا تجاوز لفظة كلمة كلدان ويفضل ان يستعيض عنها بكلمة

الاشوريين او كلمة كلدو اشور مثلا تفاديا لتلك الكلمة الشطة التي تلهب الحناجر وضنا منه

بذلك يكون قد اخفى واضاع حضارة وتاريخ الكلدان


عجبي على قوم يظنون ان الشعوب التي قدر الله لها ان تحيا يمكن نفيهم من الوجود

بطمس هويتهم وتجاهل حقوقهم الادبية . الاعلامية . التاريخية وبعدم ذكر اسمهم


ان الشعوب الحرة لا تفنيها حروب الابادة ولا مؤمرات اجهزت الاعلام الموجهة ضدهم

بل تنهض الشعوب وتنتفض كلما استفزها الحدث وتبقى في تصاعد المقاومة بحثا

عن ذاتها وكيانه ومكتسباتها التاريخية


واذا كان الكلدان قد ناضلوا من اجل الحصول على حقوقهم المشروعة والحفاظ على

كيانهم كشعب عريق يحق له العيش على ارضه بعزة وكرامة في ضل العراق الجديد

هذا ابسط الحقوق يجب الحفاظ  عليه من باب اولى التمسك بالجذور التاريخية

الكلدانية ولا يجوز التفريط بها


ولا شك ان هناك مغرضين ارادو تمييع هذا الحق حتى يتسنى الى حين ويكون بذرة

شر تثمر في رحم التاريخ وما ان نبتت تبث سمومها في مجتمعنا وعلى ذلك ننبه ابناء

شعبنا الكلداني توخي الحذر فيما يحاك وما قد يحاك ضد وجودهم القومي وخلاصة

الكلام نريد اعلاما نزيها ينطق اسم الكلدان بدون تحوير او اضافات .






       زورا وديع


161
من اين ابداء 00 دوما اتساءل عن مدى ارتباطي بالمحيط او ارتباط المحيط بي

دوما اتساءل والسؤال مفتاح للمعرفة والتاءمل

دارت وحدثت احداث كثيرة هنا وهناك اهتم ببعضها ولا اعير اخرى اي اهتمام

دوما ابحر في عوالم ليس لها علاقة بمحيط الاحداث حولي , اعلم تماما ان لدي

اراء حول معظم الاشياء التي تدور حولي والتي سوف تدور ,

افتح موقع عنكاوا دوت كوم وارى واقراء الكثير وارسم كثير من الاسئلة والاستفهام

وأواجه الدهشة او الحيرة , افهم بعض ما يثار هنا ولا افهم البعض الاخر ,,

احاديث الحياة والدين ومعارك اصدقاء اليوم اعداء الفد او العكس  ,,

كل كلمة تكتب هنا وتمر على وقع بصري اقرائها واحاول الخروج بشى جيد

كنت اتابع باستمرار ما يكتب في موقع عنكاوا وكم كانت تشدني تلك الاقلام

الجريئة والكتابات الرصينة والردود الواعية وكان استمتاعي يبلغ ذروته عندما

تجد البيت هادئا لطيفا يسوده الود والتفاهم والحوار والكلمة الهادئة البناءة ,

يخطىء الكثيرون في زماننا هذا في نظرتهم للنقد بمختلف اشكاله واتجاهاته ,

فالنقد ليس هو ابراز المساؤى بقدر ما هو استظهار للعمل الفني او الادبي

ولجميع جوانبه ويجب حينما يتصدى لحد ما للنقد ان لا يقتحم ميدانا ليقال

انه ناقد وان لا يمتهن النقد كأداة تعبيرية تترجم عن ذاته فيما يريد قوله متخذا

من الذين ينتقدهم وسائل الى هذا القول ,

بل يجب ان يكون النقد لديه عملية ابداع , كشف , تقويم , ارشاد وتوجيه ,

يجب ان يكون صاحب مهمة يدرك مهمته وينهض بها

فالنقد مهمته هو التبصير بالعمل وان كانت هناك سلبيات اضهرها الناقد

فيجب عليه ان يوجد لها البدائل ويقترح لها الحلول المناسبة وان يبين رؤيته

مع الاحتفاظ بالاحترام للاشخاص لأنك تقوم عملا وليس شخصا ,

وكذلك فاننا نرى ان كثير ممن يصيبهم رذاذ الانتقاد يقيمون الدنيا ولا يجلسوها

ان تعرض لهم نقد يفند ما قاموا به من اعمال ويتناسون ان العلاقة بينهم

وبين الناقد يجب ان تكون في اطار العمل المعني بالنقد وان لا تتجاوز ذلك

الى ابعد منه ,

وهنا علينا ان نقف برهة مع ذواتنا في حالة النقد الذاتي وسنجد الكثير الذي

يحتاج الى تقويم ويجدر بنا ان نبداء بأنفسنا ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ,

ونتمنى ان تكون العلاقة بين الناقد والمبدع مبنية على الاحترام المتبادل بعيدا

عن الاسفاف وعن التراشق غير المسؤول






زورا وديع

162
الوعي الساسي الكلداني بالمستقبل والتخطيط له

الوعي هو ادراك الانسان والمجتمع لحاله على ما هي عليه بلا تهويل او تهوين ومعرفته التامة
والدقيقة بنقاط قوته ونقاط ضعفه واعترافه بأمراضه وعيوبه واعلى درجات الوعي هي الوعي السياسي
الذي هو النظرة الى العالم من زاوية خاصة فالنظرة الى العالم من غير زاوية خاصة تعتبر سطحية
ليس وعيا سياسيا والنظرة الى المجال المحلي وحده تفاهة وليس وعيا سياسيا

يعد الوعي بالمستقبل واستشراف افاقه وفهم تحدياته وفرصه من المقومات الرئيسية في صناعة
النجاح سواء على الصعيد الشخصي او على الصعيد الاجتماعي او على الصعيد الحضاري فلا يمكن
ان يستمر النجاح لاحد اذا لم يكن يمتلك رؤية واضحة لمعالم المستقبل فالنجاح الدائم انما يرتكز
على الوعي بالمستقبل اما وعي الحاضر فهو وان كان مهما وضروريا الا انه لا يكفي لوحده لصناعة
النجاح الدائم بيد انه قد يكفي لنجاح مؤقت ولكنه نجاح يعقبه الفشل الذريع في غالب الاحيان ان
لم يكن مصحوبا بفهم الحاضر ووعي المستقبل والشواهد امامنا

ونحن الكلدان لكي نكون رؤية عن المستقبل علينا ان ندرس الماضي ونستفيد من دروسه كما
ينبغي فهم الحاضر ومكوناته كما انه من المهم ربط المستقبل بما يحدث في الحاضر واستيعاب
دروس الماضي بما فيها نقاط قوة او ضعف فغالبا ان لم يكن دائما ما يكون تطور المجتماعات الانسانية
ناتجا من عملية تراكمية اما مجرد التغني بامجاد الماضي كهروب من مواجهة الحاضر والاستعداد
للمستقبل فهو لا يعدو ان يكون خداعا للنفس كما انه يشكل اكبر خطورة على مستقبلنا وحاضرنا
اذ ان ذلك يعني اننا نعيش في الحاضر على ايقاع الماضي وبطولاته فيما لا نبذل اي جهد من اجل
صناعة الحاضر والمستقبل

والهدف من دراسة الماضي الكلداني ان نستفيد من دروسه وعبره فالتاريخ يعيد نفسه في غالب
الاحيان كما ان من الضروري فهم الحاضر بكل جوانبه وابعاده ومكوناته لكي نفهم كيف نتعامل معه
ونستثمر نقاط القوة المتوافرة فيه واذا استطعنا استيعاب دروس الماضي الكلداني واستثمارها من
اجل العمل في الحاضر الكلداني بكل جوانبه فان هذا سيكون خير معين لنا لنفهم افاق المستقبل
وابعاده ومعالمه

كما ان عالم اليوم يموج بالكثير من التطورات والتغيرات والمستجدات على مختلف الاصعده والمستوبات
ولكي نفهم المستقبل لا بد من متابعة جميع المستجدات والتغيرات المتلاحقة والسعي لفهم ما
يجري وتشكيل رؤية لما يحدث وما يستجد وقراءة المتغيرات بروح علمية ومنهجية ومنطقية ومما
يؤسف له حقا ان يعيش البعض منا الحاضر ولكن بعقلية قديمة بل مؤغلة في القدم وكأنه غير معني
بما يحدث في الحاضر من تغيرات سريعة لم تشهد البشرية مثيلا على طول تاريخها الطويل

ان تكوين الوعي بالمستقبل يستلزم بالضرورة ان نفتح اعيننا وقلوبنا على كل ما يجري من حولنا
من تغيرات سواء في عالم السياسة او الاجتماع او التعليم والتربية او الاعلام ووسائل الاتصال
الاخرى وغير ذلك كثير ومن المفيد للغاية ان نحلل كل التغيرات ونتابعها بدقة وموضوعية ونرصد التحولات
التي تحدث في مختلف المجتمعات الانسانية اذا ما اردنا ان نفهم معالم المستقبل وافاقه كما لابد
من الاطلاع على قضايا المستقبل وبصورة خاصة التي تخص وطننا وهي تشمل عناوين كثيرة
ومواضيع متعددة سواء ما يتعلق بالافراد او المجتمعات

ومن يعي المستقبل ويعمل من اجله هو القادر حاضرا ومستقبلا على الامساك بزمام الامور في مختلف الجوانب اما من لا يفكر الا في اللحضة الراهنة لن يستطيع تجاوز تلك اللحضة او التعامل مع غيرها ولذلك
نجد في واقعنا الاجتماعي الكثير من الناس يتحسرون على ضياع الفرص التي اتيحت لهم ولم يستثمروها
كما نجد الكثير من الكهول والشيوخ ممن يتحسر على ضياع مرحلة الشباب من دون ان يستثمروها
في تاهيل انفسهم علميا وعمليا ولكن هذا الندم والتحسر يأتي بعد فوات الاوان

وفي الختام لا بد من التأكيد عل حقيقة ان الفرد لا يعيش حاضره وحسب بل يحلم لمستقبله ايضا
وما ينطبق على الفرد ينطبق على المجتمع ولكن بقدر ما استطاع هذا الفرد تلمس السبل العلمية
والاسس المنهجية في التفكير والتخطيط كلما اقترب حلمه من الواقع على اعتبار ان الانسان هو
الكائن الوحيد الذي يمتلك الامكانات والسبل الكافية والكفيلة بجعل مستقبله اما اكثر اشراقا او اما
اكثر ظلمة وبالتالي فهو ملزم قبل كل شيء بامتلاك رؤية مستقبلية مرتكزة على اسس علمية
ومعطيات ملموسة للتعامل مع الزمان بابعاده الثلاثة التي تمثل كائنا موضوعيا واحدا يتواصل الماضي
بالحاضر وينتقل الحاضر عبر حركته المتواصلة نحو المستقبل








زورا وديع

163
[/b
اعادة النظر في النهج الحزبي التقليدي

هل نحن حقا في مرحلة تاريخية يشكل فيها النضج الاجتماعي والثقافي وحتى الفكري والسياسي
ما يجعلنا مؤهلين في المساهمة في معالجة هذا الخلل وبالتالي تصبح كتاباتنا النظرية قابلة للتطبيق
على ارض الواقع او حتى ان تكون لها علاقة بهذا الواقع وصلة بالظروف الموضوعية الماثلة ؟

ان مفتاح اية فعاليات سياسية لجس نبض الواقع هو ان نثير الاسئلة حول تناقضات وتجليات هذا
التناقض والتفكير في كيفية تجاوز هذه المأزق التي تحيط بهذا التناقض ومن ثم يقتضي بذل الجهود
للتحليل الموضوعي للواقع السياسي القائم والتفكير بالردود العقلانية التي تترتب على الممارسات
التي تمس الواقع وتقترب منه وذلك بغية تطوير بعضها وكشف نواقص البعض الاخر والسعي في
اهمال الجوانب غير المفيدة لهذا التطور وهذه مهمة تقع على عاتق المفكرين والمخلصين من اصحاب
الرؤية الموضوعية والواقع المستجد

]من مقومات بناء الحزب السياسي هو قدرته على استثمار اية قضية مجتمعية ووضعها في مسار
تخدم فيه شعبه وهدفه السياسي عبر اليات وادوات تستجيب للحظة التاريخية والشرط الموضوعي
الذي وجدت فيه القضية موضوع الاستثمار والاستثمار الذي اقصده ليس فرديا ولا لمصلحة خاصة
وانما عاما ولمصلحة مجتمع ويخدم قضية شعب

ان عقلية الفرد في مجتمعنا (السرياني والاشوري والكلداني ) بحاجة اساسية للوعي الفكري
والسياسي ووعي المرحلة الاجتماعية التي يمر بها شعبنا فلا يمكن الافتراض بوجود نموذج اجتماعي
اشوري والفكر الشمولي وكيانه قائم بكل قوة في الواقع فهذا الفكر الشمولي الممزق يبحث عن
نقاط الاختلاف والمعارك قبل البحث عما هو مشترك وايجابي وناضج حيث ان بناء التصورات الصحيحة
وتطبيقها يتطلب تحديد المقومات الموضوعية للسير الى الامام والاهم براي ان يتم تصفية مرحلة
التخلف القائم للوصول في مرحلة التقدم وكل ذلك يتطلب عقلية متنورة ومناهضة في الوقت ذاته
عن ثقافة ( الاستعلاء وتهميش الاخر ) ولا سيما التسلح بثورة اخلاقية تفرض نفسها علينا

هناك مسألة اود ان ينتبه اليها الاخوة المحترمون في الاحزاب والتنظيمات (الاشورية والسريانية والكلدانية)
وبمختلف مأربهم ومشاربهم وانتماءاتهم السياسية حول التفكير الجدي في اعادة النظر لصياغة الخطاب
والمناهج العملية الجديدة والعلمية في هيكلة العمل الحزبي او العمل التنظيمي لأن اغلب الاحزاب ولا
اقول كلها ومن خلال ممارساتهم للعمل الحزبي التقليدي يلاحظ انهم يتجهون الى سلسلة من المراحل
غير المتصلة وغير المتجانسة ببعضها البعض بشكل يعلمون او لا يعلمون ويتجهون تلقائيا في انتاج سلسلة
من الافكار الشوفينية او الشمولية ونتاجاتها المتخلفة الامر الذي يستوجب عليهم وضمن التجارب الماثلة
والكثيرة في المشهد العربي اليوم

ان يعيدوا النظر بهذا النهج الحزبي التقليدي وان يسعون جاهدين في الالتفات نحو التجدد العملي والفكري
داخل جسم هذه الاحزاب وتقبل الانتقادات فالتجديد هو شرط اساسي ولازمة من لوازم الحيوية
والاستمرارية بالعمل ولا ادعي بأن نتائج (كل) العمل الحزبي لاحزاب وتنظيمات ابناء شعبنا كان سيئا
ولكني ادعي بأن النتائج الماثلة لم تكن هي المرجوة لذا وجب ان ننتقد العمل الحزبي التقليدي على
ان نفكر سوية في ايجاد صيغة عملية وقناعات مشتركة للخروج من تداعيات هذه المرحلة بغية
الانتقال لمرحلة جديدة التي بواستطها نستطيع ان نتعامل مع المفاهيم المجتمعية المتجددة وفهم
التناقضات السياسية خدمة لحاضر ومستقبل المشوار المنشود ولتقليص العامل الزمني في الوصول
الى اهدافنا التي نودها وبالتالي ممارسة هذه التجديدات المطلوبة عمليا وبطرق الحوارات
المتكررة والمستمرة لمصلحة شعبنا







زورا وديع

164
المواضيع والتعليقات في عنكاوا كوم

ان الثقافة هي ذلك البحث في الجوانب المادية والروحية لا تقف عند حاجز فهي تتعدى حدود الزمن
والمكان والذات الفردية والجماعية واصبحت من الضرورات الموضوعية بين الشعوب والزاد الفكري
والمعرفي للذهنية الجماعية يقوم بانتاجها الافراد فهي تبحث في كل جوانب الحياة وظواهر الامور

حبيب تومي هو احد الكتاب المعروفين في كتابته وتعليقاته المستمرة في موقع عنكاوا كوم منذ
سنوات مدافعا عن القضية الكلدانية وكان في الساحة اخرون لهم وجهات نظر مغايرة تختلف جذريا
مع ما يحمل حبيب تومي من افكار ومفاهيم كان فيهم جميل روفائيل المدافع عن افكاره ومفاهيمه
ووسام شليمون الذي يميل الى التعصب بمواضيعه القاسم المشترك بين هؤلاء بأن اداءهم كان
نظيفا بحيث لم تضطر ادارة الموقع التدقيق كثيرا مما يقولون هم في بعض الاحيان متشنجون لافكارهم
وهذا مقبول

ايضا وايضا كان ضمن الكتاب والمعلقين الكثيرون ممن تقراء في كتابتهم وتعليقاتهم حقد دفين اعمى
ومحاولة تأجيج العواطف واشعال الصراع انه نموذج مصغر لحياتنا التي تضم اصحاب الفكر وتضم الواقعيين
وتضم المتعصبين والحاقدين يجب الا نستغرب او نستبعد وجود كل النماذج الممكنة وهذا ليس بخطر
كما يظن البعض

عانينا طويلا وشكونا من واقع اللون الواحد ( الفكر الواحد ) وتعدد الالوان في المجتمع ليست ظاهرة
مرضية بل على العكس هو ظاهرة صحية والنقاشات التي تظهر على موقع عنكاوا في الايام الاخيرة
تدل على العافية وليس كما يظن البعض على امراض خطيرة وقاتلة واشير الى مقالة الاخ عبد الاحد
سليمان بولص تحت عنوان ( الاشورية وسام شرف على (في) اعناقنا ام قيد في معصمينا ) بتاريخ
8 - 5 - 2006 باب المنبر الحر وكذلك مقالة الاخ وسام كاكو تحت عنوان ( هل الاشورية وسام شرف
حول اعناقنا ) بتاريخ 10 - 5 - 2006 باب المنبر السياسي طرح عقلاني ورد واداء نضيف

وطالما الكل يسعى الى اثبات حقائق او اقناع الاخرين بوجهة نظره بالطرق الحضارية التي تتسم بعدم
التجاوز والاساءة للاخرين لا يوجد مشكلة يجب الا يرعبنا ظهور اختلافات جذرية يجب الا يرعبنا وجود
من يدافع عن افكاره ومفاهيمه ومن يريد ان يحافظ على الوضع الراهن واخر يريد قلب الطاولة والتغير
الى واقع اخر هذا موجود ولا يمكن الا ان يكون فالاختلافات مميز طبيعي للحياة والصراع هو مكون
رئيسي للوجود الان ادوات الصراع تختلف وطرائق الاختلاف واساليب ممارسته تبدلت عما كانت عليه
حيث ان الادوات باتت في اغلب الحالات تعتمد على الاقناع والتأثير المتدرج في الراى والمحاولة في
التأثير على الادراك وتغيير السلوك من خلال الحوار وتبادل وجهات النظر اي من خلال اساليب حضارية
دون تجريح او اساءة ومس لكرامة الانسان والاحترام المتبادل

فأي حوار يبداء على اساس فرض وجهات النظر وتطبيع الاخر وانتزاع موافقته سيفشل بالتأكيد فالحوار
هو مركب من عنصرين لا يمكن الاستغناء عن احداهما في اي حال من الاحوال فعل التكلم اولهما
والاصغاء ثانيهما والاصغاء هنا لا يعني الاستماع يجب ان يكون عندنا رغبة حقيقية في التعرف على
ما يحمل الاخر وشغف في فهم ما يقول وان نبذل مجهودا كبيرا في محاولة ادراك ما نسمع وهنا
يوجد حقيقة غاية في الاهمية ليس هدف الحوار هو الاقتناع التام بقدر ما يهدف الحوار الى تبادل
الافكار وتمازجها ومعرفة الاخر

الحوار يبداء من احترام الاخر والتعامل معه بندية ويعتمد على مبداء غاية في الاهمية هو ان لا احد
يمتلك الحقيقة الكاملة والواقع الاقرب للتصديق انه كل واحد فينا يمتلك جزء من هذه الحقيقة والحوار
ببساطه هو تبادل هذه الاجزاء لتوسيع زواية الرؤية والتعرف على ما فاتنا ان نعرفه لانه بكل تأكيد عند
كل واحد فينا شيء لا يعرفه الاخر فلنجعل هدفنا هو التعرف على هذا الاخر وقراءة ما يحمل من
حقائق فاتنا ان نتعرف عليها

يجب ان لا تعمينا النقاط التي لا نوافق عليها عن رؤية النقاط التي نوافق عليها ومن هذا ايضا ان يلتقط
المناقش الخيط الذي يشابه اراءه في حديث الاخرين مهما كان رفيعا ثم يطوره ويعمقه ويوسع مداه
اعتقد ان الحوار المثمر هو الحوار الذي لا يجري في خطوط متوازنة ويقتضي ذلك ان نسمع ما يقوله
الاخرين وان نركز على نقاط الاتفاق لتوسيع الارض المشتركة بدل ان نركز على نقاط الخلاف وتقليص
الارض المشتركة فالناس سوف يظلون مختلفيين ولكن المهم من الناحية العملية ان تزداد مساحة
الارض المشتركة بينهم

اما من يمتلك احساس انه يمتلك كل الحقيقة اضن بانه ليس له مكان بيننا نحن البشر وليسعى
الانتقال الى فضاءات اخرى الى حيث يعيش الانبياء والقديسين فهو اعلم بمكان وجودهم منا

اخوتي الاعزاء
انا لا ادافع عن شخص مقابل الاخر ولكن ادافع عن الاسلوب الحضاري للمواضيع والنقاش وعن
الاحترام المتابدل بين الجميع مهما اختلفت اراؤنا ليبقى مستوى هذا الموقع عاليا شامخا
باعضاءه وبمواضيعه واساليب النقاش فيه
حفظكم الله جميعا







زورا وديع

165
الحكمة البابلية (لا تهمل ثقافتك )

ان تاريخ بلاد الرافدين بدأ بالعهد السومري وسومر تلك البقعة بالتحديد من ارض بلاد الرافدين
التي تم استيحاء اسم العراق من مدينة اور او اوروك واريقا التي توحي بتطور اسم العراق من
اوروك

تشير المصادر التاريخية ان الكتابة اخترعت في الوركاء العهد السومري الواقعة اليوم في جنوب
العراق عصر فجر السلالات ضمن سياق التطور الحضاري لها جعلت منها موطنا مناسبا لظهور
ذلك الاختراع الذي استعمل الواح الطين للكتابة عليها وكانت تكتب على الالواح الطينية حيث
يكون طريا ثم يترك ليجف وهذا العمل كان عبقريا بدليل بقائها حتى يومنا هذا واضافة الى الطين
استعمل الحجر والذهب والفضة والبرونز وغيرها استعمل القلم المصنوع في الغالب من القصب
القوي بعد تشذيب طرفها بأن تكون ذات نهاية مدببة او دائرية تتحكم بشكل الخط على الالواح
الطينية

كان العلم في بابل مهما من اجل ذلك اسسوا المدارس لتدريس الناشئة وكان لكل تلميذ وعاء
لعجن الطين الذي يحوله الى الواح يكتب عليها باقلام تنقش عليه حروفا مسمارية يعاود التلميذ
عجن لوحة اذا كتب كتابة خاطئة ويفرشه من جديد والمجموعة التي كانت تتولى مسؤولية
التدريس في المدارس التي كان ينفق عليها ذوي التلاميذ هم الكتبة وهي شريحة اجتماعية
ذات كفائة مرموقة في المجتمع البابلي خصوصا المنحدرين من سلالات ملوكية الصفوف كانت
مقسمة حسب المواد الدراسية وغالبا لا تطرء التغيرات على مناهجها فهي متوارثة من اسلاف
الكتبة ويبقى التلميذ في دراسته لسنوات عديدة

امتاز طابع التعلم في هذه المدارس ببغض الخصوصية النادرة حيث يعهد بالتلميذ المبتدىء الى
تلميذ اخر متقدم عليه في الدراسة وكان يسمى بالاخ الاكبر لذلك التلميذ وفي حالة ارتكاب
التلميذ لاي مخالفات او شجار فالمدرسة لا تسمح له بمعاودتها لن في حالة دعوة ولي امر التلميذ
وبعد ان يتم تسوية الموضوع يرفع الجميع اكفهم الى السماء ويرددوا المجد لنيسابا انها الاهةالعدد
مؤنث اله لدى البابليون القدمى وهي تخص بالعلم خصوصا العدد كما كان معتقد في بابل بينما
نبو ابن مردوخ هو اله الكتابة وهنا اشير الى الوح الطيني المكتشف في مكتبة اشور بانيبال المحفوظ
في المتحف البريطاني على لسان الملك اشور بانيبال ( وهبني مردوخ سيد الالهة  فهما واسعا
وفكرا لامعا   انعم علي نبو كاتب الكون   بنفح من حكمته   امتلكت علم الحكيم ادبا   الكنز المخفي
لكل المعارف المدونه   علامات السماء والارض    قرأت الخط السومري المتقن والخط الاكدي الغامض
عسيري الفهم حتى بالنسبة للاساتذة    غمرتني السعادة بقرأة الاحجار ما قبل الطوفان    اشعر
بالفضب من وقفي حائرا امام الكتابة الجميلة ) حيث ان نبو هو الذي يكتب الواح القدر التي يرءسها
مردوخ سيد الالهة لكل انسان مطلع كل سنة

ان اللغة السومرية سابقة للبابلية وقد اعتبر البابليون من السومرية لغة مقدسة وكان على الكاتب
ان يكون متقنا لهذه اللغة بالاضافة الى اللغة البابلية حتى انه وجد في الرقم الطينية في بابل
العبارة الاتية ( هل يكون كاتبا جيدا من لم يتقن السومرية ) كانت الثقافة والتعلم مقدسة لدى
البابليين بشكل يلفت الى الانتباه حيث كانت هناك حكمة يتعلمها التلاميذ كما في عصرنا الحاضر
( النظافة من الايمان ) تلك الحكمة في بابل كانت ( لا تهمل ثقافتك ) مما يوحي بخصوصية الثقافة
والتعليم في المجتمع البابلي اذ ان العلم يأتي عن طريق الالهة والبابليون الكلدان اشتهروا بمجالات
عديدة في العلوم والمعرفة وخصوصا في الرياضيات والزمن والهندسة: يقسم اليوم الى اثنى عشرة
ساعة فقط كل ساعة تعادل ساعتين في زمننا الحالي والى دقائق ايضا تعادل كل دقيقة دقيقتين
من التي نعرفها اليوم والبابليين الكلدان اول من استخدم بذلك الثانية كستين جزء من الدقيقة تعادل
ثانيتين والغريب اننا لم نزل نستخدم اثنى عشر ساعة في ساعتنا ؟ وكانت السنة البابلية 360 يوما
وكانوا يستخدمون شهرا اضافيا بعد عدة من السنيين لموازنة السنة مع فصول الحصاد الاعتدال الربيعي
الذي يكون في نيسان كما توصولوا الى حساب الوتر القائم بما يعرف بنظرية فيثاغورس اليوم وكان
المهندسون البابليون بارعون في هندسة البناء خصوصا الابراج والقصور والمعابد وما الجنائن المعلقة
التي انشائها الملك الكلداني نبوخذنصر الثاني والتي اعتبرت من عجائب الدنيا دليل على ذلك كانت
رياضيات هندسية وتقسيمات زمنية بسيطة نقلت عبر الحضارات كأسس اولية للانسانية الحالية

استطيع القول ان المنظومة الثقافية الفكرية الكاملة لا تخترق ولا تفنى بقوة خارجية
كما حصل مع بابل واحفادها الكلدان التي باتت تحاول فرض وجودها في العراق من جديد





زورا وديع


المصادر
----------
1- حضارة العراق  -  نخبة من الاساتذة
2- مارغريت روثن - علوم البابليين -  ترجمة الدكتور يوسف حبي
3-  د  عامر سليمان - محاضرات في التاريخ القديم
4- وليد مهدي  - جامعة واسط  -  من عصور الكلمة في بابل الى عهود الدجتال في
                                          القرية العالمية الصغيرة

166
الاشورية الشمولية ما هي الا وهم في عقولهم

من البديهي ان للبشر درجات متفاوته في الفهم والتفكير والوعي وازمتنا ان مشكلتنا تصنف
حسب وعي الانسان نفسه بها فما يشخص كمشكلة عند بعض البشر قد لا يعار له اهمية
عند اخرين وعلى الرغم من رؤية ذلك على قدر من السهولة والبساطة الا ان له خطورة كبيرة
تخلق تراكمات قد تكون عصية على الحل عند مواجهتها للانسان

اردت من خلال هذه المقدمة القصيرة ان ادخل الى حالة يمر بها مجتمعنا(الكلداني والسرياني
والاشوري ) منذ فترة من الزمن وفي وقتنا الراهن تثار الكثير من السجالات والنقاشات العقيمة
وهذه الحالة هي مناقشة الهوية القومية (التسمية) ان الواقع يقول ان الاختلاف الحاصل هو
نابع من تاريخنا والارتباط به لكل مجموعة بشرية وبين النظريات الاخرى التي ينادي بها البعض
الذين يتصورون ان الشمولية هو ايجاد البدائل الجاهزة ومحاولة فرضها على الاخرين وهنا اجد
اني امام تصادم حقيقي بين الثابت على ارض الواقع وبين ما هو طارىء من تنظيرات معلبة
واختراعات شمولية

ولا يخفي على الجميع ان المجتمعات البشرية تتجه دائما نحو الرقي والتطور وهذا الالحاح النفسي
للشعوب نابع من ميزة خلق الله في جنس البشر الا وهي الابداع واظهاره بما يفيد الجنس
البشري وهذه الطاقة هي العقل ويطلق على من يحمل العقل صفة عاقل ومن العقل ايضا المعقول
والعقلانية وغيرها من الصفات التي تنسب الى العقل وكلها تشير الى التطور والرقي لا الى التخلف
من هنا استطيع ان اقول باءن بعض العقلاء صدق بما لا يعقل وهو خلاف العقل بالتأكيد وهذا
التصديق نابع من امل او امنية يريد تحقيقها الا وهي النظرية القومية الشمولية

قد نختلف في التسمية لكننا نجتمع في ما هية هذه النظرية الشمولية انها بشكل مبسط تريد
توحيد المختلف بطريقة غير التي يمكن ان تتوحد بها ان عملية توحيد الاختلاف في الماضي القريب
كانت بأسم القومية العربية وقد اثبتت بالواقع انها ليست نظرية توحيد الاختلاف وانما اختلاف لتوحد
لانها تريد الغاء ما خلقه الله فينا وقد حاول القوميون العرب ان يثبتوا انها نظرية صحيحة لكن كان
الواقع اقوى بكثير منهم

ويتكرر التاريخ لكن بشكل اخر فالذي اشمئز من النظرية القومية العربية الشمولية نلاحظ الان يأتي
بنظرية جديدة على نفس السياق وان تغيرت الاسماء لكن ابحث في المواصفات تجدها تماما مثل
الاولى على نطاق ضيق فهي ايضا تريد الغاء الاخر وصهره والذي اصلا جعله الله مختلفا لكن ما
اطاح بالنظرية العربية الشمولية هو نفسه الموجود على ساحتنا نلغي القومية الاصيلة التاريخية
للاخر(الكلدانية ) ندعي انها انقرضت ونلغي ما قدمته حضارت البابليين الكلدان للبشرية في كافة
المجالات المعرفية والعلمية وغيرها وننسبها الى الاشورية التي يجب ان تذوب في اطارها لكنهم
يتناسوا ويتجاهلوا عمدا بان هذه النظرية الاشورية الشمولية ما هي الا وهم في عقولهم

وهنا اقول يوجد كلدان واشوريين وسريان وكل من هذه التسميات التاريخية تحتفظ بما لديها لأننا
اذا قلنا انهما شيء واحد فنلغي احدها ونحن لا نريد الغاء اي احد بل يجب ان يحتفظ كل بخصوصيته
وهذا هو الحق بعينيه وليس النظرية الشمولية التي تريد الغاء الاخر قد يقول قائل نحن ايضا نقصد
هذا عندما نقول (الكلدو اشوري سرياني ) والجواب هذا غير الحقيقة التاريخية وما هذا الاختراع الا
تغطية للفكر الاشوري الشمولي وبات مكشوف على الساحة ومن خلال تصريحات مروجي هذا
الاختراع الجديد هذا نفسه الذي ادعاه او تبناه الفكر القومي العربي الشمولي فهل تحقق هذا
لكي يقوم مروجي النظرية الاشورية الشمولية بتحقيق نظريتهم الشمولية

ان توحيد عدة اختلافات باي صفة كانت لا يمكن في ايجاد نظرية بديلة عن الواقع بل يجب ان
تنبع من الواقع والواقع نحن الكلدان مجموعة بكثر عددنا هويتنا هي الكلدانية ورثناها اب عن جد
ونحن نفتخر ونعتز بهذه الهوية الاصيلة ولا نرضى باى هوية بديلا عنها ان من لديه القوة والايمان هو
الموحد الاول والاخير فالاختلاف قائم ولا تلغيه الشعارات والنظريات الشمولية فالتفكير بالحقيقة
هو تطبيق الفكر على الواقع الذي يدل عليه كان حقيقة وان لم ينطبق عليه لم يكن حقيقة والتفكير
بالحقيقة امر لا بد منه للناس جميعا ولا سيما من يتحملون مسؤوليات مهما كانت صغيرة لأن
الافكار والنظريات الشمولية كثيرا ما تكون سببا للخطأ وسببا للضلال وما مصيرها الا الفشل





زورا وديع

167
المثقف الكلداني مسؤول عن كل عصره

شهد العالم في السنوات الاخيرة ثورة عظيمة في الاتصالات صيرت منه كما يقال قرية صغيرة
وهذه الحالة الجديدة افرزت تيارات اثرت الى حد كبير على الجو النفسي والفكري في العالم
عامة وفي مجتمعنا بشكل خاص ما يطرح في الساحة اليوم من قضايانا المصيرية

يختلف الخطاب الاعلامي عن الخطاب الفكري في قدرته على تحريك المشاعر والعواطف ونحن
الكلدان نحتاج في اعتقادي الى الخطاب الاعلامي كحاجتنا الى التعميق في التاريخ والحاضر
المستجد ثمة جهود مشكورة يبذلها اليوم الكثير من مثقفينا الكلدان على صفحات موقع عنكاوا
والمواقع الشقيقة التي تفيض علينا بثمارها في مجال البحوث التاريخية وواقعنا الجديد

وظاهرة الوجدان القومي اثبتت في مساق التطور ان العراق واقع مجتمعات وانه مع هذا الواقع
صار بالامكان تسمية كل مجتمع انسانا لأن الوجود الانساني في الحقيقة هو المجتمع لا الفرد
وان الفرد هو مجرد امكانية انسانية لأن الافراد في المجتمع اشبه بالاوراق في الشجرة الافراد
يزولون كما تتساقط اوراق الشجر اذن لا يمكن البناء على غير ثابت والاساس يجب ان يكون راسخا
ثابتا دائما

يعيش الكلدان الان ظرفا دقيقا على المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي وهو ظرف تاريخي
دقيق يحتاج من كل مثقف لان ياخذ هذا المنعطف التاريخي مأخذ الجدية وان يشارك في تفعيل
الحلول التي تقود الى القضية الكلدانية وهذا يقتضي ان تحدد المواقف دون اهواء وأن يكتشف الموقف
بذات القدرة الذي نكتشف فيه الاخطاء السابقة على المستويين الخاص والجمعي وذلك لان المثقف
هو مسؤول عن كل عصره ماضيه وحاضره ومستقبله وبهذا الفهم حملنا هذا السؤال(اين اخطأنا )
كمثقفين كلدان في حق مجتمعنا وفي خدمة القضية الكلدانية ام نحن بلا اخطاء

الاجابة على هذا السؤال تتوجب في الاول الوقفة على تعريف المثقف وانا لا اعتبر ان المتعلم بالضرورة
يكون مثقفا ان اتفقنا على ان الثقافة تعني الفعالية والمتعلم المثقف في مجتمعنا ليس منعدما وهناك
مثقفون غير متعلمين التعليم الاكاديمي المتعارف عليه مثلما هناك اكادميين لا تتعدى اهتماماتهم
ذواتهم الخاصة واحلامهم المحددة ومن هنا تأتي الاجابة ان المثقف الكلداني لعب دورا فاعلا واساسيا
في مسار القضية الكلدانية على التغيير السياسي والتحول الاجتماعي وبمختلف الوسائل بما ذلك
ادوات الابداع فهناك الباحث والكاتب وغيرهم بأختصار الثقافة تعني الفعالية ومع هذا فهناك اخفاقات
من حزمة الثقافة ليس مسؤول عنها المثقف وانما هناك عوامل كثيرة تبداء بالسياسة ورؤيتها وفهمها
للثقافة والمثقف

دور المثقف الكلداني ان يوضح ما يجري في المجتمع على صعيد الفكر على صعيد السياسة وعلى
صعيد الاجتماع دور الثقافة والمثقف هو ان يكون محلل لكل هذه الامور المتعلقة بالثقافة وان يكون
ناقدا فالتحليل وحده لا يكفي كما ان يفهم الثقافات الاخرى فقط لا يكفي ايضا يجب ان يكون عندنا
وجهة نظر وان يكون عندنا قيم ننظر من خلالها الى هذه الثقافات وهنا يبرز دور المثقف الكلداني

المثقف الكلداني الذي فينا يقف على مفترق الاسئلة
فما هو دور المثقف الكلداني ازاء ما يجري ويستجد؟  هل دور المثقف الكلداني ان يبرر ما يجري؟
هل دوره ان يقول لا ويختفي هاربا بضميره المستريح ؟ وماذا عن المثقف الكلداني الغارق حتى
اذنيه في العمل السياسي قبل هذه الاسئلة المتزايدة والمحرجة لا بد من توضيح ان السياسي
ليس متهما ولكن في لحظة اختبار فهو امام مشروع او برنامج يتعاطى مع واقع ربما لم يكن له
دور في صنعه واذا تغيرت الظروف فانه يتحرك في ضوء ما يستجد وقد يكون عليه ان يسهم في
تغيير هذه الظروف ولكن هذا لا يعفيه في نهاية الامر من دفع استحقاق ما وهذا الاستحقاق مفروض
فهل يحضي السياسي الكلداني بمباركة الثقافي؟ ام ان على الثقافي ان يحاكم الاول ؟ ام اننا
بصدد معادلة تلقي على السياسي الثقافي اليومي وتحمل الثقافي مسؤولية المبادىء وحراسة
الحق التاريخي

ولكون القضايا والافكار التي يطرحها المثقف لا تخطر ببال الانسان العادي في مجتمعه والذي يشكل
قاعدة عريضة وتبعد عن تصوره فعلى المثقف الكلداني ان يتحمل تشبثه بمبادئه مهما كانت التداعيات
وهنا يبداء العمل الشاق بالنسبة للمثقف والذي ينطلق باخراج الاشكالية الى حيز الوجود وتناولها
باشراك الجميع بها توصل اليه في قضية من قضايانا الراهنة والتي تتطلب تضافر الجهود والافكار
المتممة او المصححة للاطروحة كي يخلص المثقف الكلداني والكلدان معه الى مشروع متكامل
كنتاج لمجتمع متماسك وليس من انتاج المثقف وحده من هذا المنطلق فعلينا ان نقبل اي محاولة
او مشروع يكون القصد من ورائه خدمة القضية الكلدانية خدمة علمية تواكب حاجة الانسان الكلداني

الدور الذي اقصده دون ادنى شك ان مثقفينا الكلدان ليسوا عاجزين عن التنبه او اكتشاف دورهم
للتذكير اضيف لا يكفي ان يشعر المثقف الكلداني بشخصية الكلدان بل عليه ان يوقظ هذا الشعور
في نفوسهم وان يبتكر الوسائل والسبل التي تؤول الى ايقاض هذا الشعور وترجمته ترجمة عملية
اي نقله من حالة الشعور الضمني الكمون الى حالة الفعل




زورا وديع

168
كتاب(؟؟؟) بدل كتاب الامانة

ان ما يكتبه الانسان ويخطه بقلمه من مقالة او قصة او رواية او ما يقوله ويدونه من نثر او شعر
ما هو الى خلاصة لما يدور في عقله وفكره وخاطره ودليل صادق على ما يهدف اليه من ذلك
وقد يكون ما يكتبه الانسان مغاير لما يجول في عقله وفكره ووجدانه ولكن لظروف معينة عنده
فعل ما فعل وهنا فان القارىء المطلع بامكانه ان يتبين ويعرف ما خلف السطور المكتوبة

كانت امانة القلم والكتابة عظيمة بعظم المسؤولية الملقاة على عاتق اصحابها واليوم ترى الكذب
والتدليس والنفاق اصبح صفة ملازمة لبعض الكتاب في الصحافة والمنتديات فبعد علماء الجاه
وشعراء السلاطين يأتي الدور اليوم على كتاب(؟؟؟) بدل كتاب الامانة ترى ماذا صنعوا بهذا القلم
وكيف اساوا استعماله في صرف ابناء شعبنا عن امجادهم وهوياتهم الخالدة وقطع صلتها عن تاريخها
باختراع تسمية لأغراض سياسية باتت مكشوفة

ويتضح ذلك بعد اختراع تسمية سياسية في البداية (كلدواشور) وتبعه  فيما بعد تسمية سياسية
جديدة (الكلدواشوري السرياني) وحتى يستصغرون اسم الكلدان فيكتبون ويقلون كلدو فقبل هذه
الاختراعات كانت اقلامهم تغني بشعارات الرفض ولا قومية الا الاشورية اما البقية فما هي الا مذاهب
دينية (ويا لكذبهم ونفاقهم) والتغني بحكمتهم في مواقفهم الرافضة طوال فترة من الزمن وسبحان
مغير الاحوال

وما اعلن عن هذا الاختراع الجديد حتى تبدلت كتابتهم راسا على عقب وكأننا لم نولد قبل هذا
التاريخ فبدأنا نقراء من ذلك الكاتب مدحه لهذا الاختراع وتأكيده بانه خيار ستراتيجي والأخر يؤكد
على عبقرية هذا الاختراع الالهامي وثالث يصفه بالمنجز التاريخي الذي عجز ابناء شعبنا على انجاب
مثله ورابع يذكر ان هذا ما ينقصنا في الوقت الحالي ليكتمل الدعم لقضيتنا متناسيا كل ما كتبه
قبل يوم واحد فقط من شعارات واهازيج لو جمعت لاصبحت ( اوبريتا غنائيا لعشرات الحفلات )
اقول متناسيا كل ما كتبه في مقالته من الغاء واقصاء للكلدانية والسريانية

اذا لماذا هذا التناقض وفي صالح من هذا النفاق او التدليس على ابناء شعبنا؟
لماذا الاستهتار بعقلية القارىء وتسطيحه؟
الا يكفي اننا نقراء حسب اهوأكم حتى تكذبوا علينا ايضا
بل لم تكونوا مجبرين على ذلك فاذا لم تكن لديكم اراء مستقلة وثابته اذا ليس مطلوب منكم
التبعية للمخترعين خوضوا في مواضيع ثابته بثبوت هذا الكون كخروج الشمس من الشرق او تعاقب
الليل والنهار حتى لا تتغير مواقفكم وتحرجوا امام قرأكم

لقد بدأ حال البعض من الكتاب في الصحافة والمنتديات ممن تتقلب ارائهم حسب اهواء غيرهم
يثير الشفقة والاشمئزاز في نفس الوقت فهم اعطوا عقولهم وذواتهم اجازة مفتوحة ليبداء
باستغلال اقلامهم المجني عليها كما يريدون وعندما ارى التاريخ مكتوبة في الصفحة عام 2006 م
اتحسر اكثر واكثر لما وصلنا اليه نحن في هذا العام وابداء بالتماس العذر منهم واقول ربما انهم
نسوا ان  يكتبوا بعد السنة ق م انهم يتجاهلون عمدا ما نص الدستور العراقي الواضح وايضا يتجاهلون
الالاف الكلدان رفضوا اي تسمية لهويتهم القومية الا الكلدانية







زورا وديع

169
الاخ العزيز عامر حنا فتوحي المحترم
             
          بعد التحية

في الحقيقة يسعدني جدا ان اقرء ما تكتبه من على هذا الموقع العزيز على قلوبنا ونستفاد
من الموسوعة التاريخية التي بجعبتك

يوجد نص محفوظ في المتحف البريطاني على لسان الملك اشور بانيبال والمستخرج من
مكتبة اشور بانيبال ( وهبني مردوخ   سيد الالهة   فهما واسعا وفكرا لامعا     انعم علي
نبو كاتب الكون    بنفح من حكمته    امتلكت علم الحكيم ادبا     الكنز المخفي لكل المعارف
المدونه    علامات السماء والارض     قرأت الخط السومري المتقن والخط الاكدي الغامض
عسيري الفهم حتى بالنسبة للاستاذ    غمرتني السعادة بقراءة الاحجار من عصور ما قبل
الطوفان    كم اشعر بالغضب من وقفي من قبل حائرا امام الكتابة الجميلة )

سؤالي هو

لماذا الملك اشور بانيبال ذكر الاله مردوخ ولم يذكر الاله اشور

هل نستطيع القول بان الملك اشور بانيبال بعد ان جمع الالاف من الرقم الطينية والحجرية
القديمة والمدون فيها ملاحم وتاريخ بلاد الرافدين وقرائتها من قبله استنتج بانه من اصل
بابلي فذكر الاله مردوخ ولم يذكر الاله اشور الهندو اوربي الشوباري الاجنبي

وشكرا


زورا وديع

170
هذا ما يطمح اليه اهل العراق

كل الشعوب في الارض تمتلك من العادات والتقاليد والاعراف التي تؤهلها لكي تصوغ منها حلم
الاساس والبناء الوطني الذي يدعم القوائم الراسخة لكيان اي مجتمع انساني يعيش على تلك
الرقعة من الارض التي تسمى في نهاية المطاف(الدولة) حيث تتمحور حوله دعائم ثقافة التعايش
والتصالح والتسامح مهما كان لهذا الشعب من تعدد في الاعراق والالوان والاثنيات والاجناس الامر
الذي يرسخ روح الدستور في وجدان هذا الشعب ويؤسس لجملة اجماع التعايش الوطني

تلك الاعراف والتقاليد لا يمكن صياغتها عقدا حاكما جامعا لمكونات الشعب وملزما لها الا بتوافق
كل الاراء وافكار الشعب في تلك الارض من الدولة فاجتماع كل ابناءها وعكوفهم على دراسة
الاراء والافكار التي تقوم عليها تلك العادات والتقاليد يعني ببساطة الخروج باجماع يرضي طموحات
ابناءها ويعزز فرص التعايش بينهم ويخلق القواعد الهامة لادارة البلاد وفق هذا التراضي المجمع
عليه وفوق كل ذلك يخرج هذا الشعب بعقد اجتماعي يكون متعارف عليه فيما بينهم وليد من رحم
مكونات الشعب بعد مشاركة الجميع فيه تلك الحالة تشكل مرجعية اجتماعية وسياسية واقتصادية
وامنية لقيادة ذلك الوطن

ويكون العكس صحيحا ففي حالة عدم اجتماع الشعب لتقرير ذلك الواقع الذي يرسم ملامح المجتمع
الكائن في تلك الرقعة وذلك في حالة تباعد اطرافه في تنافر وتباين واضح او في حالة انفراد جماعة
او طرفا او اطرافا دون الاخرين بادارة هذا الحوار بادعاء انهم يمثلون اجماع الشعب او ارادته ومن هنا
يقع عزل للاخرين لتلك الادعاءات وبالتالي تكون هذه بداية النهاية للحوار في هذا البلد القائم على
اساس التعدد في كل شيء وعليه فان تم هذا العزل لاي طرف في مثل هذه المجتمعات قطعا
سيولد غبنا لا يمكن معرفة عواقبه كما ان سياسة العزل والاقصاء في مثل تلك الامور التي تحتاج
لاجماع كافة اراء مثل هذا الشعب سوف تتسبب في اكبر الاضرار والخسائر لها وهذه الحالة
اعتقد قائمة الان على ارض العراق

على مدى ثلاث سنوات والعراقي يلقي السمع لوسائل الاعلام وللمسؤولين والقادة مترقبا خبرا
يثلج صدره ويخرجه مما هو فيه من هم وغم وحياته في كف عفريت خطابات كثيرة القيت واتبعت
بالتصريحات التي لا حدود لعددها او ناريتها وعقدت المؤتمرات وصدرت القرارات وشكلت اللجان
واعلنت التفاؤلات كلها وعدت بالخير الكثير والنعم الاتية والمستقبل الباهر الزاهر وودعت في ذات
الوقت التعب والشقاء وضنك العيش وتفنن قادتنا ببث الامل ولا حاجة لي بأن اصف ما الت اليه
الاوضاع في ظل ما يتمتعون به مما يوصف بالحكمة والعقلانية وسداد الرأي

ان الهاجس الذي يجب ان يسكننا اليوم ونحن امام كل الخراب الذي تركع الاستبداد هو التاسيس
التاسيس الجديد اليس وطننا مثل من يسكن مدينة مر من تحتها الزلزال وسوى كنا افرادا وشعوبا
فاننا نعيش فوق ركام من القيم وفوق ركام من الافكار سبحات من يريد ان يبني على مثل هذا
الخراب نفس البيوت بنفس الاساليب سبحان من يريد بناء بيتنا الجديد وهو يشاهد تصدع ديار
من بنوا وفق نفس الهندسة

العراق للجميع وطن الجميع وطن يحلم الجميع بأن يكون منه يفرون اليه لا منه يخافون عليه لا منه
لا مشردين ولا مهمشين ولا لاجئين هذا ما يطمح اليه اهل العراق يا قادتنا وولات الامر فينا يا من
تريدون تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فهل انتم بقدر المسؤولية لتحقيق هذا الحلم ام ستظلون
في مكانكم الذي قد يرضي قوما ولا يرضي بقية وتظل الساقية ؟ خاصة في وضعه الاني الدقيق
ودخول البلاد في نفق مظلم لا يعرف له قرار






زورا وديع

171
هيا بنا ننافق ونشوه تاريخ الكلدان

مع كل يوم يمر تنداح الصورة وتتجلى اكثر حقائق الهجمة الحادة من بعض الكتاب الاشوريين
تجاه الكلدان والقيادات التاريخية الكلدانية واذا كان العداء للكلدانية يجد التعبير والتنفيس له
في جملة المواقف والتصريحات والكتابات التي يتناوب على قيادتها والمجاهرة بها هؤلاء في
تشويه وتزيف التاريخ الاكاديمي لبلاد الرافدين(بلاد الكلدان) هذه المحاولات لا تتعدى التزوير
والمغالاطات وطمس الحقائق التاريخية

ذكر الكاتب عوديشو ملكو في مقالته المنشورة من على هذا المنير بتاريخ 23_3_2006
المستهدف من التاريخ الاشوري المعاصر في طياتها هذه السطور
(الملك نبوخذنصر الكلدي الدخيل على بابل واهلها والذي اسقط اشور نتجة عمالته وعمالة
والده المقززة للميديين حيث جلب القدم الاجنبية على ارض العراق _ ارض الدولة الاشورية)

لا اعرف كيف توصل كاتب هذه السطور الى هذه النتائج ولا على اي معلومات تاريخية او مراسلات
استند ولكن اعرف شيئا واحد هو ان تاريخ بلاد الرافدين وبصورة خاصة تاريخ الكلدان تلعب به
الايدي والاقلام في محاولة لطمس الحقيقة وتزيفها ان الكلمة ليست مجرد حبر تدهن به الاوراق
وتكتب السطور انما هي رسالة من جيل  الى جيل يفترض انها تحمل في طياتها الامانة
والاخلاق التي يجب ان لا يخلو منها اي بحث فخير الانسان الا يكتب شيئا يحاسب عليه التاريخ
وتحاسبه عليه الاجيال فيما بعد

دعونا نرجع بالتاريخ للفترة الالفية ق م الذي ساكتبه باختصار شديد جدا جدا
معظم المؤرخين والباحثين في التاريخ الرافديني عندما يذكرون البابليين يعني الكلدان فالكلدان
لم يكنوا دخلاء على بابل كما افترى الكاتب فشيخ عشيرة بيت ياكين الكلدانية مردوخ بلادان
وخصم الاشوريين العنيد الثائر استطاع بطرد الاشورين من بابل واعلن نفسه ملكا عليها للفترة
من 721 _710 ق م وايضا لفترة عام 703 ق م ولكن دحره الاشوريين في الفترتين
والشيخ مشزب مردوخ الكلداني استطاع الاستلاء على عرش بابل بعد معركة هلول ضد الاشوريين
للفترة 691_689 ق م ودحر من قبل الاشوريين فالبابليين الكلدان كانوا دائما ثوار مقاومين
تواقين الى التحرر من تسلط الدولة الاشورية

تشير المصادر التاريخيةفي عام 626 ق م استطاع الشيخ نابوبلاصر الكلداني بطرد الاشوريين من بابل 
واعلن نفسه ملكا عليها قام بتوحيد القبائل الكلدانية وكون جيشا زحف به باتجاه الشمال حتى وصل
اسوار مدينة اشور ومحاصرتها لمدة شهرين فلم يفلح باقتحامها فتراجع عند فشل هجومه ولاحقه
الجيش الاشوري فاتخذ من مدينة تكريت ( قلعة تجريت) موقعا دفاعيا حصينا ودارت معركة بينهما
فلم يفلح الاشوريين باقتحام القلعة بعد حصار دام عشرة ايام فتراجع الاشوريين الى مدينة اشور
وتراجع الملك نابوبلاصر الى بابل

ولما الدولة الاشورية انهكتها حركات التحرر والتمرد والعصيان في السنوات الاخيرة من حكمها ظهر
الميديين في الشمال الشرقي وزادة قواتهم تزامن مع انحطاط الدولة الاشورية وضعفها فزحفوا
من عاصمتهم (اكباتانا) باتجاه مواقع الدولة الاشورية وفي عام 615 ق م احتلوا مدينة كركوك
وفي عام 614 ق م احتلوا مدينة اشور وهنا تشجع الملك نابوبلاصر وزحف بجيشه باتجاه الشمال
وعند اسوار مدينة اشور التي كان الميديين قد استولوا عليها عقدة معاهدة تحالف وصداقة بين
الملك نابوبلاصر وملك ميديا كي_ اخسار وزحفوا معا لاسقاط عاصمة الاشوريين نينوى وبعد حصار
لمدة ثلاثة اشهر اقتحموها ودمرت المدينة وسقطت الدولة الاشورية عام 612 ق م

استطاع بعض من فلول الجيش الاشوري بقيادة القائد اشور باليط الثاني الهروب من نينوى الى
حران واعلن نفسه ملكا على الاشوريين في الرها وارسل في طلب العون والنجدة من المصريين
لكون كانت معاهدة تحالف وصداقة بين الاشوريين والمصريين لاكن المصريين لم يصلوا في الوقت
المناسب لانقاذ حليفهم واحتلت حران عام 609 ق م وسقط اخر معقل للاشوريين وزالت دولتهم
من الوجود ولم تقم لها قائمة بعد ذلك

ولما هذا الافتراء من قبل الكاتب بحق الملك نبوخذنصر  البابلي الكلداني  ابن الرافدين  مفخرة
الكلدان وكل العراقيين باني مجد بلاد الرافدين الذي استطاع ان يحقق اعظم امبراطورية والعالم
كله يشهد على عظمة بابلونيا في عصره

هل معاهدة تحالف وصداقة بين الشعوب المستضعفة للتخلص من متسلط طاغي مستبد تعتبر
عمالة الم يكن هناك معاهدة تحالف وصداقة بين الاشوريين والمصريين فلماذا الكيل بمكيالين
والى متى يستمر التحامل والتشهير في اصول الكلدان وحضارتهم والمساس باصالتها اتقوا
الله في كتابتكم





زورا وديع



172
حضارة الكلدان وضحالة المعرفة

من الحقيقة ان تاريخ الحضارات لا يموت وكل محاولات ابادة شعوبها وسحق اعرافها وتبديل
تقاليدها فأن الحضارة رابضة وراء الزمن تفعل فعلها في حركة التاريخ من حيث لا تدري فتقلبات
الزمن تخضع لدوافع الماضي لتصل الى المستقبل

لقد كانت بابل حضارة فكرية تقدس العلم والتعلم وتعتبر ان العلوم والثقافة انما هي الهية
المصدر فاي حضارة تلك التي كانت تقدس القلم ؟ وكان العلم في بابل الكلدانية جماعيا
كحاله التي يوشك ان يصل اليها اليوم فتكنولوجيا العصرية تكاد تلغي الاشخاص وتمجد
الشركات المنتجة

انها بابل العظيمة التي ذكرها الكتاب المقدس بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين ( اشعيا 19:13)
انها بابل الكلدانية صاحبة البرج الشهير الذي كان بحق من عجائب الدنيا

ضللنا نردد تكرارا ومرارا ان ضحالة المعرفة الانثروبولوجية والتاريخية والسياسية وسط كثير ممن
يوصف بالمثقفيين الاشوريين وهي احد الاسباب الرئيسية في العائق امام وحدتنا والامر لم
يقف عند حد الضحالة فحسب بل تجاوزها الى مرحلة تعمد ازالة الاخر عن قصد وهو ما يسميه
علماء الاجتماع والانثروبولوجي بالقصور الذاتي وهو يأتي دائما نتيجة لجهل او تجاهل واقع اجتماعي
وتاريخي لغرض سيطرة لونية ثقافية محددة ولقد اشاروا الى ذلك في مقالات سابقة من على
هذا المنبر العديد من الكتاب الكلدان

السؤال الذي يطرح نفسه من هم الذين ينتقدون الكلدان وحضارتهم ولصالح من ينتقدون والى
اين يريدون ان يصلوا ؟ فالاسلحة والجيوش ومشروعات الابادة فشلت في ابادة حضارة الكلدان
في قديم الزمان بل زادتها قوة واستطاعت ان تحقق الانتصار

يقول العالم والمؤرخ البريطاني الشهير ارنولد توينبي في الدولة الاشورية
( فقد ماتت هذه الدولة مختنقة في دروعها التي تفننت في ابتكارها عندما اغوتها قوتها فكانت
غطرست القوة سببا في زوالها واندثارها وهي في اوج قوتها فقد سحقها المستضعفون الذين
كانت تزدريهم وتستخف بقدراتهم لقد هلكت هذه الدولة الباغية عندما فقدت القدرة على تقويم
مسارها مع العلم ان القدرة في تقويم المسار هي في الاساس قدرة اخلاقية وليست قدرة
تكنولوجية )

وفي عصرنا الحاضر تنامى الشعور القومي والاحساس بالذات لدى الكلدان فالمشروع الاشوري
الشمولي ومحاولاته التهميش والاقصاء للكلدانية كقومية فشل تماما امام حركة الوعي الجماهيري
الكلداني اليس الشعور القومي هو الذي يتحرك في ضمائر الجماهير ويحركهم ويحدد ممارساتهم
وتصرفاتهم الاساسية

ما هو السبب في ان يأييد الانسان الكلداني العادي القضية الكلدانية فالقومية ما زالت مسألة
راهنة في عالمنا وعصر القوميات لما ينته وان كانت افاق التثاقف والتفاعل والتعاون بين القوميات
اليوم اكثر رحابة بوجه موضوعي ولا يخشى الكلداني اي تطوير تتطلبه حركة المجتمع والواقع بل
هو يحفزه ويبادر به وفي اصول الكلداني وجذوره ما يسوغ مثل هذا التوجه

ان الصيرورة الواقعية بما هي حركة من اجل التطور وتحقيق انسانية الانسان هي ايضا ميل لتحقيق
هويته ليكون الشعور القومي جزءا عضويا في الصيرورة ليس من الممكن اهماله ان الترابط المتشكل
تاريخيا والمؤسس لنشوء الامة لا يمكن شطبه او القفز عنه او تجاهل مفاعيله وبالتالي حينما
لا ينتظم في تكوين موحد يؤسس لميل الى التوحيد




زورا وديع

173
الضمير الانساني ومحنة مسيحي العراق

المكان(سوريا - اردن _ تركيا _ لبنان _ يونان ) حيث الاف من الرجال والنساء والاطفال
( مسيحي العراق)

المشاهد تنطلق من حالها وجوه بائسة تحكي نظرات شاردة لمأسي مختزنة خطوات متثاقلة
انهكها ظلم الاقربين فما بالك بالابعدين وما اقسى الانتظار العنوان الابرز مأسة انسانية صمت
صارخ وتجاهل من اهل الشأن مريب

يبحثون عن حياة كريمة بعد ان ضاق بهم وطنهم واستفردا زمانا بهم الجلاد وهم في بحثهم
هذا احتملوا ما احتملوا وهو كثير صنوفا من الاذى والعذاب وهم في بحثهم الدائب هذا يدركون
ان سعيهم قد يطول ولكن لا بديل

والغريب في الامر ان الذي ينظر في قضيتهم هو الحكم نفسه والادهى والأمر من ذلك انها
الدول المتقدمة التي شرعت قوانيين حقوق الانسان التي يفترض ان تكون المظلة الوقاية
لهؤلاء اللاجئين الذين يطرقون ابواب سفاراتهم كل يوم بعد ان اجبروا مكرهين على ترك وطنهم

كل هذا في جانب واعتراف منظمات حقوق الانسان باوضاع العراق الصعبة والوضع المتدهور
والاضطهاد بحقهم

ويبقى الاهم وسط هذا الجو المشحون ان تتظافر كل الجهود من الجميع المساندة ايمانا
بعدالة قضيتهم ومطالبة هذه الدول بالسبل المتاحة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئيين
الاخذ بيدهم الذي يفترض ان تقوم به وما تدعوا اليه اتفاقياتها والتي يتسم قدر كبير منها
بروح العدالة واعلاء قيم الانسانية



زورا وديع

174
بصراحة هذه مهزلة تاريخية!!! اين ديمقراطيتهم

ان الاعراف والقيم والعادات والتقاليد التي تتشكل منها الثقافات تعبر عن هوية الانسان
والهوية تعني الوجود للانسان وها نحنن نرى الموقف الراهن في بعض وجوهه مصداقا
لذلك فانه يعبر عن ذلك الصراع انه صراع الهويات والافكار التي تتشكل منها كينونة الانسان

الكلدان بناة وطنهم رغم معاناتهم للتهميش وهم اكثرية مسيحي العراق فالكلدان
اقصوا في قضيتين لا ذنب ولا خيار لهم فيهما الاولى تحديد هويتهم الدينية والثانية
كلدانيتهم تحددان معا البيئة التي يولد فيها الفرد ومكانها واستحقوا دخول حياته
العامة بكرامة وشجاعة بعد صراع لاثبات هويتهم وكذالك لهم وجود معروف ومحسوس
في العراق وبذلك اصبحت هويتهم الكلدانية واضحة المعالم

الكلدانية حضارة عالمية ارست قواعدها على اسس ثابته عبر زمن معين وقد بنت
هذه الحضارة اسسها انطلاقا من الفرد البالغ الراشد وهو اصغر خلية اجتماعية والمجتمع
الكلداني هو جميع الافراد الاحرار الناضجين الراشدين المتساوين في الحقوق والواجبات
دون تميز وبالتالي ليس هناك وصاية على الفرد من اي جهة كانت وليس هناك محددات
لحرية هذا الفرد الا القوانيين التي تسعى لحماية خصوصية كل الافراد واحترامها بشكل
كامل والفرد شخصية اعتبارية لها خصوصيتها التي لا يجوز اختراقها تحت اي مسمى كان

والفرد الكلداني يحق له اختيار طريق حياته وشكلها ومبادئه وافكاره التي لا يجوز لاية
جهة ان تمارس الوصاية عليه الا من يحمل الهوية الكلدانية او يعترف بالكلدانية كقومية
عريقة ذات جذور تاريخية في بلاد الرافدين طالما التزم القوانيين والدساتير والاعراف
السائدة

الديمقراطية نزعة انسانية وعندما تفقد انسانيتها لا يمكن بعدها ان تبقى متنكرة
تحت عباة الحرية الانسانية المنشودة ابدا بصراحة هذه مهزلة تاريخية

هل يعقل ان يكون من يلغي حضارة الكلدان ويمارس بحق ابناءها الاقصاء باسواء صورها
ان يكون ديمقراطيا ؟

لا يمكن ان يكون ذلك ابدا الديمقراطية الحقيقية التي ينظر لها المفكرين والفلاسفة المعاصرون
قوامها الاساسي احترام انسانية البشر جميعا وسيادة الاخلاق الانسانية الحقيقية

كل نزعة تعصبية او عنصرية هي معادية للديمقراطية الانسانية المنشودة

الديمقراطية بدون ابعاد انسانية هي مصطلح لا قيمة له اطلاقا


الحرية الفردية التي  اعتبرها الاساس الذي تقوم عليه الديمقراطية ( كما افهمها)
هي حرية الفرد الناضج الراشد الذي يؤمن بحقوق الاخرين ويحترم انسانيتهم ومشاعرهم

ان حرية اي فرد وفي تشكيل حياته وافكاره لا تعني ان يمارس اي شكل من اشكال
الاقصاء او الالغاء على الاخرين والا اصبح معاديا لقيم الحرية الانسانية الديمقراطية





زورا وديع

175
لا استطيع ان اخفي اعجابي

اكتب هذه الرسالة القصيرة وفي نفس الوقت لا انسى ما ينطوي عليه الموضوع من اهتمام
مخلص بموقع عنكاوا كوم

في كل ثانية برهة كانت ام لحظة دقيقة او ساعة فهي تحمل معلومة يستشف الانسان
اهميتها ويدرك مقدار ثقلها ووزنها بما يراه الانسان كمقياس لوزن هذه المعلومة

ما سبق كان استهلال لا بد منه

بداءة لا استطيع ان اخفي اعجابي الشديد ربما الى حد الغرور بوجودي وسط هذه المجموعة
من خيرة مثقفي شعبنا العراقي بقومياته واديانه ومذاهبه

هل لاحظتم المستوى الراقي في المواضيع المطروحة على هذا الموقع وبصورة خاصة المنبر
السياسي والحر

المثقفون عامة يحملون على عاتقهم الكثير من هموم الوطن وفي نفس الوقت يتفاعلون
مع الحياة الثقافية في كل نواحيها وينعكس ذلك في مشاركاتهم في هذا الصرح الثقافي
موقع عنكاوا كوم مع انكار الذات ومتعة الجميع هنا في المشاركة عندما يجد الانسان
عنده ما يريد عرضه او مناقشته او القراءة الى هذه النخبة وهي تتناقش وتقابل الراي
بالحجة وينحازون الى وجهة نظر ثم يتقبلون وجهة النظر الاخرى بناء على الحجة والحجة
المضادة

ان المثقف عندما تحوم برأيه فكرة او يقراء موضوعا ما يشده لا يرتاح الا بوضع ما يدور
براسه على الورق او يطرحه على النقاش لكي يطلع عليه القراء

هذا يدعو للتفاؤل ان هنا وبهذا الموقع قيم قد رسخت ومباديء ارسيت انتهجها البعض
واصبحت نبراسا له مما يؤكد ان الموقع الذي عددناه من المواقع الناجحة يوما لا يزال
على نفس الدرب وبنفس الوتيرة ومتطور بخدمات جديدة

تحية وتهنئة قلبية خالصة اقدمها الى المشرف الاخ امير المالح والاخوة الاداريين والاخوة
الاعضاء فمزيدا من التقدم والى الامام برعاية الله




زورا وديع

176
متى يعود الوعي الغائب

اذا تأملنا للواقع السياسي العراقي الراهن وما افرزه من نتائج ماثلة يكشف نظرة قاصرة تسود
الساحة اولى فيها البعض جل همهم للقضايا الجانبية ذات الاهمية الثانوية المتعلقة بمدى ما
يحققونه من مكاسب ذات صفة ضيقة لا تشمل ما يتطلع اليه اهل العراق الذين يرون ان مصلحة
الكيانات والفئات هي جزء من كل وليست مصلحة الوطن قاصرة على تحقيق مطالب فئة او
جهة معينة اذ ان نتائج ذلك سوف تكون المزيد من الصراع واحتدام الخلافات

متى يدرك قادتنا وولات الامر فينا ان التحديات التي تواجه البلاد هي اكبر بكثير من من الصراعات
التي هم منغمسون فيها متناسين في غمرة ذلك كله مواجهة مسؤولياتهم في تحمل اعباء
القضايا الرئيسية والعمل الجاد المخلص لمعالجتها بالقدر الذي تتطلبه ظروف البلاد وما يحيط بها
من مخاطر لا حصر لها فاصبحت تتراكم وتتزايد بصورة غير مسبوقة ما كان لها ان تصل الى هذا
المدى لولا التراخي في مواجهتها والانصراف عن جوهر تلك القضايا والانشغال بقشورها مما
يبدد الجهد ويهدر الزمن ويضفي شعورا بالاحباط واليأس لدى كثير من الناس الذين يراقبون
المشهد بقلق شديد ولا يبصرون غير الصراع والخلاف المحتدم والجدل العقيم الذي لا يعود
بفائدة للبلاد وهو ما يترك بالناس في حيرة من امرهم وهم يتسألون: متى يعود الوعي الغائب
والانتباه لتلك المخاطر بما تستحق من جدية واعمال للفكر الصائب وسعي لاستقامة الامور
فبدون ذلك سيجد الجميع انفسهم يتصارعون في ما لا طائل من ورائه وان الثمن الذي سيدفعون
حينئذ وبدون استثناء سيكون غاليا وهذا ما قد تكشفه عنه الاحداث ذات يوم لانهم لم يولوا امر
الوطن ما يستحقه من اهتمام ولم يصونوه كما يصون العقلاء من الناس اوطانهم

ان السلام والامان ظل هدفا استراتيجيا لاهل العراق عامة ولنبداء من السلام والامان كنقطة
التقاء لكل الاطراف لأن هذا الوضع اذا استمر سيكون وبالا على البلاد والعباد ولنتجاوز نقاط
الخلاف ولنترك الجدل العقيم حول ثنائيتها ونقصانها لأننا مهما اوجدنا من نصوص وزيناها
بعبارات منمقة ورنانة ستصبح بلا جدوى اذا لم تتحول الى سلوك وعمل وبعيدا عن المكايدات
السياسية والانتماءات الحزبية الضيقة ويجب ان نضع للوطن اولوية ولنطرح على انفسنا اسئلة
ماذا نريد نحن اهل العراق؟ ولتكن الاجابة نابعة من الوجدان بلا تعصب وبلا انفعال بشرط ان
تستصحب الواقع الراهن كيف نواءم بين التنوع الديني والمذهبي والتعدد الاثني والعرقي ولتكن
 الاجابات مجردة من كن الولاءات الا الولاء للوطن منطلقة من المواطنة كأساس لنيل الحقوق واداء
الواجبات مع الغاء لكافة الامتيازات القائمة على الجنس والدين والمذهب واذا تجردنا في
الاجابات وحكمنا عقلنا حتما سنعبر جميعا الى بر الامان




زورا وديع


177
رسالة_ سيد زورا كفاك

في البداية اوجه شكري وتقديري للمشرف واداري موق عنكاوا المميز على ما يقدمه من خدمات
لاعضاه وزواره ونتمنى لكم التقدم والنجاح وفقكم الله

من الممكن ان يتولد الاعجاب او النفور من مجرد كتابة مواضيع وليس ذلك غريبا لأن الكتابة لها
سحر لا يقاوم

لماذا نكتب وما هي فائدة الحوار حتى لو احتد احيانا فهو ان الكتابة تنفيس للحالة التي نعيشها
رغم انها لن تكون الحل ولكن الحل سيكون في الحوار فالبعض يتمسك بأرائهم ولكن الحوار يدفعنا
الى البحث والقراءة وهنا يبداء التغيير في بعض الافكار التي نعتنقها في معظم الاحيان بسبب
العادة او التي تتغلغل الى اعماقنا بسبب تكرارها دون ان نفكر فيها فعلا ثم نعتبرها لا شعوريا
انها الحقيقة انها ثقافة القطيع والكتابة والحوار والاختلاف في الافكار هو الوسيلة الوحيدة للتخلص
من هذه الافة لا احد فينا ولا انا في كل ما نكتبه يمتلك الحقيقة ولكونا جميعا قد نقترب منها اذا
عبرنا عن رأينا بحرية دون وهم الثوابت والخطوط الحمراء

قد يكون كل ما كتبته خطاء ولكنه راى ادعو الى التفكير فيه اولا ثم الرد عليه برأي مماثل مهما
كان مختلفا دون اتهامات

يوم امس قراءة هذه الرسالة مكتوبة في بريدي لموقع عنكاوا من شخص بأسم samano هذا نصها
                                    كفا يا زورو
يا سيد زورا كفاك من هذه الكتابة التي تزرع الفتن والتفرقة بين المسيحيين هنا في العراق
اذا كنت انت تعيش في اليونان وتكتب تعال وعيش بين الكلدان هنا في العراق وترى بام عينك
نتائج السموم التي تزرعونها اضافة الى الاضطهاد الذي ينال من كل المسيحيين ان لم نقل الكلدان
او الاشوريين او السريان ( حسب نظريتنا لانه كلهم شعب واحد)
ولكن اين فشل الاشوريين اليس لهم ممثل في البرلمان العراقي بأسم الاشوريين او كما يقال عن
(كلدو اشور سرياني) فأين ممثل الكلدان الذين تقول بأنهم ناجحون؟
اتعتبر المسيحي الذي في قائمة الاكراد هو كلداني ويحب مصلحة الكلدان؟ وهو ممثل عن الكلدان
لا تتوهم يا حبيبي عندما سيدخل اي حزب من احزاب الكلداني او الاشوري او بتسميات اخرى بدون
تحالفات مع الاحزاب الاسلامية سيكون ممثل عن كل المسيحيين اذا كانوا ككلدان او اشوريين
ونعترف به ونسنده لانه سيكون حر وسيدافع عن حقوقنا بدون وصاية من احد وطبعا هذه معروفة لك
المفروض ان تكف عن بث هذه السموم
ونسأل الله ان يحمييك من الانانية والحقد

السيد samano
هل قراءة كافة مواضيعي وردودي التي كتبتها من على هذا الموقع للعلم ليست لدي عقد حقد
او كراهية ضد اي حزب او اي انسان مهما كان لونه ومعتقده وقوميته مثل غيري

وهل قراءة لي اي موضوع كتبته ادعو الى زرع الفتنة والتفرقة بين المسيحيين لا سامح الله بل
بالعكس دائما ادعو الى احترم واحد منا للاخر والاعترف واحد منا بالاخر كما هو والعمل الجماعي
المشترك لمصلحة الجميع

ا ربما عند كتابتي موضوع عن قوميتي ككلداني ولا ارضى ان اتسمى بأي هوية قومية الا الكلدانية
تعتبره زرع الفتن والتفرقة بين المسيحيين فلماذا الاشوري يكتب ويقول وانا ككلداني لا يجب ان اكتب
واقول هل الله خلق الكلداني عبدا والاشوري حر اما كان الاصح ان تكتب وترد على اي موضوع كتبته
بطريقة حضارية لكي يطلع عليه كافة الاخوة القراء

معذرة لم ارد على محتوى الرسالة بالتفاصيل لكي لا اطيل الموضوع وخير الكلام ما قل ودل



زورا وديع

178
المنبر السياسي / الفيتو الاشوري
« في: 17:54 17/02/2006  »
الفيتو الاشوري

السياسة تصنع التاريخ لانها تؤثر في مجريات احداثه تأثيرا بناء او تأثيرا هداما لذلك يسجل
التاريخ اسماء رجالها بعضهم على الصحائف البيضاء وبعضهم على الصحائف الاخرى وبين
التاريخ والسياسة منطقة اخرى مرسوم عليها سلم الاخطاء فمنها الصغرى ومنها الكبرى
ومنها القاتلة تلك التي اذا تم ارتكابها حكم التاريخ حكما قاطعا بمجازات اصحابها ولو بعد
امهال

ان كلدان اليوم يشكلون اكثرية المسيحيين العراقيين انهم احفاد الحضارة الكلدانية القديمة
ومنطقة بلاد الرافدين كانت تسمى بلاد الكلدان وكانت بابل عاصمة الكلدانيين واصبحت
بابل كما جاء في الكتاب المقدس بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين (اشعيا 19: 13 )

لم يعد استخدام الفيتو ( حق النقض ) مقتصرا على الدول دائمة العضوية في مجلس الامن
بل اصبح من قبل الاحزاب الاشورية ونتيجة للشفافية في التعامل تلك التي لم يتعود عليها
مجتمعنا وللغياب المفاجىء للاستبداد نتيجة ذلك شاع استخدام الفيتو من قبل الاحزاب
الاشورية في مجتمعنا دون قيد او شرط

ان معيار تفردهم وتميزهم هو الغاء الاخر لا الاعتراف بالاخر واباحوا لانفسهم ما يقولون وما
يكتبون بكافة السبل والاساليب ولا اريد الخوض في الحالات والتفاصيل التي استخدمو ا فيها
الفيتو وكيف فشلوا فشلا ذريعا

لم يكن تأثيره واثره بخاف على احد اذ جعلت الاحزاب الاشورية من الفيتو مرتكزا لايديولوجياتهم
وعدته من الاساسيات والثوابت وعلى الاخرين الاعتراف والاقرار به

ولو نظرنا الى بدايات العملية السياسية بعد سقوط نظام الاستبداد لرأينا ذلك واضحا فكان
للشعور بالحيف والظلم والاقصاء انذاك الاثر البالغ في قيام احزاب كلدانية ستراتجيتها  وتوجهاتها
العدل بدل الظلم التسامح بدل التعنت وعدم الاقصاء والتهميش لاي مكون من مكونات شعب
العراق وهو مبداء الاعتراف بالاخر واحترام لكل القوميات والاديان

لاكن لادى اصحاب الفيتو قناعة استخدام لهذا الوهم (الحق الوهم) ووسعوا دائرة نفوذه حتى
وصلت الى المساس بالقيم والتجاوز على الثوابت والاساسيات والمكتسبة من اصالة الماضي
والحاضر الكلداني

ان مسألة الهوية القومية الكلدانية محسومة وغير قابلة للنقاش وعلى الاحزاب الاشورية ان
تعيد حساباتها من جديد ومراجعة الذات وفي تأصيل نظرية الوهم الشمولي




زورا وديع

179
سقوط فكر تكريس الانتماء الكلداني للاشوري

يصل عدد الكلدان اكثر من مليوني نسمة ينتشرون في الشرق وفي ارجاء المعمورة ويتمركزون
بكثافة في بلاد الرافدين ويعتبر الكلدان على كثرتهم جزءا لا يتجزاء من النسيج الاجتماعي العراقي
شاركوا اخوانهم العرب والكرد والتركمان في مختلف انشطة الحياة بصورة طبيعية وتبوا بعضهم مناصب
 قيادية وسياسية مهمة في دولة العراق

كثيرا من الاشوريين سواء من بقى منهم في الشرق او في ارض الشتات يحتفظون بتلك الصورة
الرومنطقية ان صح التعبير وهي ابعد ما تكون عن المنطق صورة الفارس الاشوري راكبا على ناقة
يحمل سيف بيمينه والكتاب بشماله منطلقا لينشر الكلمة الطيبة بالدليل والبرهان لا بالقراءة
في الفنجان وربما احتاج في بعض الاحيان الى سيف لتعليم مروره على جثث ضحاياه ان عز
الاقناع وربما كان هذا الفعل الاخير اكثر ما ترويه كتب التاريخ عنهم

كثيرون هم من يفتخرون بأن اجدادهم كانوا من هذا الصنف فيطيلون بهذا عمر الهذيان الجماعي
الذي من نتجاته الكارثية التأسيس لفكرة التفوق الاشوري على ما دونه من الاجناس

لقد تعود هؤلاء ان يشهروا في وجوهنا بطاقة التكفير كلما حاججناهم بالادلة والبراهين العقلية
والنقلية وهي بالمناسبة بطاقة مجانية يحملها كل اشوري معه في حله وترحاله حرزا يحمي
ما يحفظ في عقله من تفاهات متوارثة رسخت في ذهنه متلازمة مع اخرى تجعله يعتقد انه
مفوض من طرف السماء

وفي المقابل الجهة الاخرى فأن معظم الكلدان الان وكما كان من قبل ما عادوا يعترفون بحقيقة
هذه الصور المغدقة في المثالية على حشوها في اذهان الناس وصيانتها وتجميلها عبر تزييف
التاريخ في مقالاتهم السياسية ووسائل اعلامهم لا يجدون اي حرج في اطلاق اسماء لقادة
ووجوه تاريخية كلدانية على انهم اشوريين اسماء معروفة للعالم كله هويتهم الكلدانية

ان محاولة تكريس الانتماء الكلداني للاشوري وفق اهواء التيار الاشوري اللاديمقراطي عبر طمس
ثقافة وحضارة وتاريخ الكلدان وربط الكلدان بالاشوريين ولثني سكان بلاد الرافدين الاصليين الكلدان
في معظمهم من مطالبهم المشروعة في الاحتفاظ بهويتهم الاصيلة تسبب في نتائج عكسية
تماما  ما كان ينتظره هؤلاء فقد خلق جيلا من الكلدان ابيا مؤمنا يقظا مدافعا عن قوميته لا يقبل
ان يتسمى باي هوية الا الكلدانية



زورا وديع

180
الاخ رياض حمامة المحترم

احسن الرب يسوع اليك يا اخي

اما تعليقي البسيط على ما كتبته فهو كالتالي
لا يفل الحديد الا الحديد ولا يرد الفكر الخايب الا الفكر الصائب
فهذا ما يحتاج اليه ابناء الكلدان العلم والمعرفة بخفايا الامور حتى يعرف كلا منا دوره واين مركزه
وموقعه من كل ما يدور حوله من احداث او احاديث فعلا وقولا


تحياتي وتقديري

زورا وديع

181
هذا الوصف الكلدان اقلية قومية

الكلدان قوم ذا عمق وجذور عريقة في تاريخ العراق فهم يمثلون البقية التاريخية لسكان
بلاد الرافدين القدامى واسسوا في التاريخ القديم امبراطورية كلدانية عظيمة كانت التعبير
الاخير للهوية الوطنية لشعب منطقة بلاد الرافدين القديمة قبل وقوعها تحت الاحتلال الاجنبي

نحن لسنا اقلية قومية ولو كان كذلك من الناحية الفنية اننا اصحاب هذه الارض الطيبة الاصليين

ان يقوم البعض بوصفنا بأننا اقلية قومية في خطابتهم وصحفهم يضعف علاقتنا بتراب بلاد الرافدين
بتاريخنا وحضارتنا هذا ما يرغب البعض تحقيقه علينا التنبه والامتناع عن هذا الوصف

من يتتبع ما ينشر في وسائل الاعلام المختلفة وما يقال عن احوالنا وقضايانا يلاحض كثرة استعمال
هذا الوصف الذاتي لانفسنا ولم يقتصر على قيادات سياسية فحسب بل من رجال الاكاديميا
والصحفيين والذي يعبر عن عدم ادراك لمخاطر هذا الوصف وهي مطالبة اليوم اكثر من اي وقت
مضى ان تكون قوية ثابته ترى في نفسها القدرة لتحقيق ما تصبوا اليه

لا بأس ان نضع الامور في نصابها الصحيح وخاصة في الساحة الدولية ويكون الموضوع حقوق
الكلدان الدينية والقومية والانسانية في العراق التي ترى بها امريكا بداية الديمقراطية في منطقة
الشرق الاوسط يمكننا ان نضع الامر في هذا السياق حيث هناك قوانيين دولية واتفاقيات تخص
حقوق الانسان تلزم الدول السير وفقها في احترام حقوق الاقليات وأن وجود نظام ديمقراطي
في الدول يقاس بمدى معاملة الاغلبية الحاكمة في تلك الدول للاقليات

ان وصفنا بالاقلية القومية يضعف شوكتنا في مواجهة سياسة قضم حقوقنا الدينية والقومية
حين ندعي اننا اقلية فأننا نضع انفسنا في معادلة او دائرة معروفة محددة التوجهات هذا
ما يضعفنا لنيل حقوقنا

تعرض شعبنا لهجمات واعتداء باستمرار وخاصة في الايام الاخيرة يزيد من خطورة استعمال
هذا الوصف فقيام المعتدين بتفجير كنائسنا ليس الا امثلة على هذا الاعتداء

ان استعمال اقلية قومية في صحفنا وحتى في برامج التلفزيون يبلبل شعبنا ويحيده عن البوصلة
الذي يسير وفقها انه يثبط عزائم ويدعم لمحاولة انهاء وجود شعبنا على ارضه التاريخية
ان استعمالها له سلبيات كبيرة يجب تداركه وتوقيفه قبل فوات الاوان



زورا وديع

182
الاخ العزيز كلدنايا المحترم

شكرا على مشاعرك وانا مسرور جدا كون رسالتي المختصرة استحسنتها

 فن المقالة وشروط المقالة ان تكون قصيرة وموجزة ومكتوبة بعبارات قليلة
اي خير الكلام ما قل ودل والا تحولت المقالة الى دراسة او كتاب الخ وأن ظروف الدخول الى
الانترنت معروفة للجميع ومن الصعب قراءة مقالات طويلة جدا والرد عليها



تحياتي وتقديري
اخوك
وديع زورا

183
الكلداني طرق ابواب الذات

لقد خاض الانسان الكلداني خلال عقود في بحر من الذهنيات والايدلوجيات المختلفة ودائما
كان ضحية الاخر  بالمقابل كان الاخر يكتب التاريخ كما يشاء وانكار وجوده لذلك اصبحت هذه
الذات تعيش حالة من انفصام شخصية مترافقة مع قلق دائم واضطرابات نفسية جعلته يفقد
توازنه بين زحمة الشعارات المختلفة والاخلاقية المنمقة

هناك من يعتبر ان ما انتجه العقل الكلداني ما هو الا سخافات وتفاهات بالمقارنة مع ما انتجه
الاخرين او لربما تم تسخيفه وتتفيه فتلك الذوات ترفض ان تتحمل مسؤولياتها لذلك تبحث عن
قوالب جاهزة تتقولب بها وتتماهى معها سواء كانت بارادتها او بغيرها وفي النهاية تبقى بعيدة
كل البعد عن حقيقة ذواتها وتعيش حالة من عدم الاستقرار او نوع من الاستقرار الوهمي في
دائرة القلق اذ وبعد العودة الى الحاضر بعد معرفتنا لجوهرنا نستطيع ان نميز بين ما هو اصيل
وما هو دخيل ولا يعني الامر ان كل دخيل اذا هو السلب فهنا لا ننسى عملية التثاقف حيث
التأثير والتأثير المتبادل بين الذوات المختلفة فنحن امام عالم مفتوح ففي غمرة هذا العالم ستهب
رياح من مختلف الجهات وهذا طبيعي جدا

لكن الغير الطبيعي ان تسمح الرياح ات تقلعك من جذورك اذا الحكمة تبقى ضالتنا فاينما نجدها
فهي لنا سواء نبعت من ذاتنا او من ذوات الاخرين والغاية بناء شخصية متوازنة تكون بغنة عن
حالات الاضطراب عندئذ نستطيع ان نقفز قفزات عظيمة للاسراع في عملية دخول التاريخ والانتقال
من الهامش الى المركز ومن المنفعل الى الفاعل

فالدعوة الى التسميات المركبة بديلة عن التسمية القومية ما هي الا اقصاء لأكثر من الفي عام
من صفحات التاريخ الكلداني فعلينا ان نعي جيدا التاريخ الكلداني يشمل كافة المراحل التاريخية
التي مر بها الشعب الكلداني وكل مرحلة اثرت في تشكيل جزء من شخصية هذا الشعب




زورا وديع

184
الاخوة المتحاورين

من المعروف والثابت جدا جدا جدا ان السوراي المتكلمين بلغة ( السورث) حاليا هما مجموعتان
مجموعة تسكن في بلاد الشام والثانية: تسكن العراق وبعض المناطق التركية واذا كانت هذه
المجموعة الكريمة هي الاشورية فاين هم الكلدان اذا وكلنا نعرف عند قرائتنا تاريخ بلاد ما بين
النهرين القديم وما يذكره معظم المؤرخين والباحثين بأن الكلدان البابليين هم كانوا اخر شعب
من سكان البلاد الاصليين الذين حكموا وكونوا امبراطورية عظيمة يشهد عليها العالم بعد ان
اسقطوا الدولة الاشورية بمساعدة الميدين عام 612 _ 609 ق م فهنا اين الشعب الكلداني
هل انقرض ولماذا لم تنقرض بقية الشعوب الاخرى كفاكم جدلا عقيم الشعب الكلداني موجود
منذ قديم الزمان واستمر بالوجود واكبر دليل على ذلك نحن الكلدان الموجودين حاليا ومهما كان
عددنا لا نقبل باي تسمية لهويتنا القومية غير الكلدانية



زورا وديع

185
الفكر السياسي الكلداني القومي الانساني

من الخطاء وضع القومية والانسانية كمراحل ترتيب زمني ان الانسانية موجودة وجود القومية
وهي الان تزداد غنى بتيسر وسائل الاتصال بين البشر ولكنها لا تذيب القوميات في وحدة
تأتي بعدها بل تغنيها بتفاعلها المستمر فبدلا من ان نقول ان عهد القوميات سائر الى الزوال
ليفسح المجال امام عهد الانانية يصح ان نقول اننا قد بدأنا فعلا في عهد القوميات الانسانية
الذي تصبح فيه القومية انسانية بتخلصها من تعصبها وانكماشها وعواملها السلبية الاخرى

الفكر السياسي القومي الكلداني الانساني بكل مكوناته وتياراته قد لا يخلو من بعض التلميحات
او الاشارات الى النسب والعرق لكنها تلميحات قليلة والشعب الكلداني ككل الشعوب جميعا
يمكن ان تظهر فيه حالات تعصبية وهذا لا ينتقص شيئا من المضمون التقدمي والانساني للقومية
وعادة من يدافع عل هذه النزعة كتاب غير مؤثرين في بناء الفكر القومي وغير ذات تأثير في المجرى
العام للفكر القومي الكلداني ولئن وجدت بعض التلميحات وهي مرتبطة بمرحلة تاريخية معينة تم
الربط فيها بين الانتماء القومي ورابطة العرق ونعتقد ان هذه المرحلة قد تجاوزها الفكر الوحدوي
الكلداني فالدراسة لكتابات القوميين الكلدان على اختلاف توجهاتهم تنعدم فيها التأكيد على العامل
العنصري او عامل الدم

لقد شكل الدين المسيحي ولا زال يشكل عامل حصانة ضد الانزلاق الى التعريفات والتفسيرات
العنصرية والشوفينية وربط الانتماء الكلداني بالعرق والدم فالفكر القومي منذ تأسس ارتكز على
مباديء انسانية تعترف بالواقع القومي كتميز عن الاخرين وليس كامتياز على الاخرين وقد استطاع
الكلدان عبر تاريخهم الطويل التعايش مع حضارات وثقافات اخرى وتمكنوا من تأسيس حضارات
مشتركة مع شعوب اخرى قد لا يخلوا تاريخنا القومي اما شراسة هجمة قوى الهيمنة من دعوات
الانطواء والانكفاء والتأكيد على التميز والاختلاف الا ان النزعة العنصرية الشوفينية لم تتحول الى
تيارات فكرية او سياسية كما هو الحال في بعض الشعوب والمجتمعات الاخرى والفكر القومي
الكلداني ابن هذه التربة الطيبة لم تحدده النزعات العنصرية والشوفينية بل تطور ونما على اسس
انسانية حضارية الى ان اشتد عوده وتوضحت اسسه الفلسفية والمعرفية مع كتابات واجتهادات
كتاب امثال حبيب تومي ونزار ملاخا ورياض حمامة وكوركيس مردو والكثير من الكتاب الكلدان
تختلف دعواتهم وفي مناهجهم وفي المضامين التي قدموها للكلدانية والقومية لكنها كلها ترتكز
على قواعد انسانية اجتماعية بعيدة كل البعد عن التفسير العنصري الشوفيني واخذت القومية
الكلدانية بعدا معرفيا يرتكز على الابعاد الاجتماعية والثقافية والسياسية جل الكتابات تؤكد على
المفهوم الاجتماعي والثقافي اللغة الثقافة التاريخ الدين الارض المصلحة المشتركة

ان مجمل المفاهيم التي قدمت داخل الفكر السياسي القومي الكلداني وان خلا بعضها من
التفسير العلمي في البحث والجهد والتقديم الا انها تلتقي عند نقطة واحدة وهي رفض الكلدانية
في مفهومها العنصري والشوفيني وهذه نقطة تتنكر لها وتتجاهلها القوى الاشورية المتعصبة حتى
تسهل لها تشويه الفكرة القومية الكلدانية والتي تبقى في جوهرها فكرة نبيلة فكرة تحرص على
التمسك بروح الجماعة ترفض الفردية والشمولية في كل مضاهرها



زورا وديع

186
الوطنية ومسيحي العراق

الوطنية كلمة لها وقع اخر على مسامع الاذان تسري معانيها في العروق وتبث في النفس
الشعور المحركة لسلوكيات وامال الفرد يوظفها ويحكمها تجاه قضايا وطنه وقومه وهذا الشعور
نفسه دفع بالكثيرين الى تنازلات عديدة واعظمها تنازلهم عن انفسهم من اجل حياة وطن او
حياة اخرين ضحوا باغلى ما لديهم وتشرد الكثير منهم في كل الانحاء بل يخرجون عنوة من
ارضهم ويعزلونهم وينفونهم منها والكثير منهم يفضل الموت ويرغب فيها اكثر من حياة تبعده
عن وطنه وقومه

الشعور الوطني لا يقتصر على احد او لمجتمع دون سواه ولا يقتصر على مدة زمنية تبرز فيها
من التاريخ وتنتهي الشعور الوطني ظاهرة طبيعية في الاقوام وخاصة عند تلك الاقوام التي
تعاني الشقاء والاضطهاد والحرمان كما ان هذا الشعور يختلج احدنا لمجرد تفاعله مع قضايا
وطنه ومشاكله وليست مادة يكتسبها الفرد في المدارس والمعاهد والجامعات ولا يقتصر
على المستوى الثقافي للفرد فقد نجد العامل او الفلاح البسيط يجيش صدره من الوطنية
التي لا حصر لها قد يفوق بها شعور الاخرين ممن فاقوه علما ومستوى فكريا  الشعور الوطني
شعور نقي خالص لا علاقة له بزمن دون اخر ولا بأرض دون سواها او على طبقة او شريحة
من المجتمع يتميزون بالتفوق العلمي او الثقافي

الدين من اهم الدوافع التي تنمي الحس الوطني وتغذيه والكثير من ثورات الشعوب والامم
كانت اساسها الدين نحو رفض الانصياع للمبادى المنافية اللعقيدة ومسيحي العراق لاقوا في
دينهم الكثير من الاضطهاد وعدم الانصاف فتصيفتهم بشتى الاساليب والسبل ما زال مستمرا
الى الوقت الراهن وفشلت كل محاولات المخلصين والمجتهدين في انصاف مسيحي العراق
اذا كان الفرد ينطلق من عقيدة هو يؤمن بها ويظل يناضل من اجل هذه العقيدة التي تمتلكه
فصار يبين ذلك من خلال سلوكه وتفاعله مع الاخرين هل عليه ان يتنازل عن عقيدته ليستقبل
عقائد اخرى

ونحن في هذا العمر من التاريخ لا يجب ان نكتم افواهنا او ان نكسر اقلامنا في فضح جرائم
اولئك المزيفيين في تشويه للحس الوطني لمسيحي العراق من الكلدان والاشورين والسريان
والشجاعة تمثل في ابهى صورها في اعطاء كل مخلص شريف حقه وفضح كل المحتالين
والوطنيين المزيفيين الذين لعبوا على احس الاوتار ليعزفوا للعامة لحنا اصمت اذان مسيحي
العراق

اليوم نحو المضي قدما والسعي جنبا الى جنب ورفع الظلم على مسيحي العراق وسيضل
التاريخ يدون ويرسم سواد تلك الوجوه بافعالهم الوضيعة والذين يتناسون عمدا بأن العراق وطن
الكلدان والاشورين والسريان التاريخي

الوطنية بصفة عامة ووطنية مسيحي العراق لا تعني بضع كلمات تحدد وتقال كما في تعريف
بل هو سلوك الشخص يعبر به عن واقعه ويتفاعل مع قضايا قومه بما يخدم ويرتقي بها الى
طور تتولى فيه قيادة امرها والتأثير على الاخرين واي تصور للوطنية في اطار ضيق انما هو
ادعاء زائف لا يخرج بصاحبه عن القول دون العمل





زورا وديع

187
الشخصية الانتهازية ولفت انظار الاخرين

السياسة من حيث الفكر والنظرية كم غامض ومجهول حار علماء الاجتماع في وضع تعريف محدد له
لكن السياسة من حيث الواقع فن الحكم وادارة الناس ولأنها فن اكثر مما هي علم وفكر فليس
للممارسات السياسية ضوابط معلنة من هنا كان فن ممارسة السياسة اقرب الى الانتهازية التي
تتحكم فيها عوامل متغيرة لا علاقة لها بثوابت العلم كالظرف والعصر والمزاجية الشخصية والقدرة
على الفهم والتحليل واسلوب التنفيذ والتطبيق

فالقول بأن السياسة فن الممكن يجعل الانتهازية مركبا جوهريا من مركبات السياسة فالسياسي
لابد بطبيعة مهمته ان يجامل ويعقد الصفقات ويقبل باوضاع اقل مثالية ولكن السياسي الناجح مثل
التاجر الناجح لا يبعثر كل رصيده الاخلاقي في صفقات خاسرة ويجلس بعد ذلك ملوما محسورا
فمشكلة بعض السياسيين هي في ضعف قدرتهم السياسية وادمانهم عقد الصفقات الخاسرة

وللخروج من هذه الدائرة الخبيثة كان من الممكن ان يتهيئا بقيام تحالف احزاب يجمع بين السند
الشعبي وامتلاك اسباب القوة بحيث يكون امنا في الديمقراطية وتكون الديمقراطية امنة معه وهي
فرصة ضيعتها شخصيات واحزاب ويبدوا انها في الطريق الى الضياع

وما زلنا نتعلم في حياتنا ونتواصل في فهم مجموعة من الشخصيات السياسية الانتهازية التي
 تتسلق على اكتاف الاخرين ومن هذه الشخصيات او النماذج تحاول لفت النظر اليها رغم
محدودية قدراتها فتحيط بنفسها بهالة من الاكاذيب وتوزع الوعود شمالا ويمينا هذا سأطور لك ميدان
عملك ولذلك سأرقيك الى منصب اعلىوالى فلتانه ساحقق لك ما لم تحلمي به وهكذا يحيط نفسه
بجو من القدرة الفائقة مكذوب ويلفت اليه الانظار

وفي مسار حياتنا تعرقلنا بمثل هذا النموذج فاحدهم يتعمد الاسأة الى الاخرين ويوهم المتعاملين معه
انه حلال المشاكل والقادر الاوحد على تحقيق الاحلام وتنفيذ الوعود عبر تمكين علاقته بالقادة الكبار
يربط الخيط بهم ويجرها اليه ويماطل وينثر الوعود وعند موعد التحقيق فلا وعود ولا نتائج ولكنه يظل
يصنع الامل للناس والناس بكثير منهم تستجيب للأمل وتخاف من الحقيقة

ان مهارة التأثير في الاخرين فن قيادي ولكن محاولات جذب اهتمام الاخرين باي ثمن ولو على حساب
الاخلاق انحطاطا



زورا وديع

188
الوعي الكلداني في الظرف الراهن

الظرف الراهن يفضي بك الى احدى نهايتين لا ثالث لهما اما الحقيقة او الضياع يستوحي في ذلك
ما اذا كان من يرى الظرف فرد (جماعة) اما احتمال ترجيح هذه العاقبة او تلك فمنوط ببساطة بعنصرين
مقترنين لا ثالث لهما ايضا هما معدن الفرد ووعيه اما معدنه فهو ما تشكل مادته الاساسية عقيدة
ومبادىء الفرد(الجماعة) وتراثه المعرفي والقيمي المنبثقة جميعا من نسقه الفكري ومذهبه الفلسفي
ومرتكزاته الفكرية والمنصهرة في تجاربه وخبراته مشكلة في النهاية قوام ذاته وملامح هويته وجوهر
كينونته

واما وعيه _ والوعي هو ببساطة عملية ادراك فهو اتصال عقل الفرد (الجماعة ) ووجدانه بماضيه وحاضره
وادراكه على مستويي الفكر والشعور لحقيقة معدنه ومكوناته وقيمته ووزنه

من هنا اذا كان معدن الكلدان (الكلداني) يمثل مادة المدرك او المحسوس فان وعيها يمثل اداة عملية
الادراك ذاتها او بعبارة اخرى فان معدن الكلدان يمثل قيمة الرصيد المتاح للاستخدام بينما يمثل وعيها
كيفية معرفة هذا الرصيد وارادة استخدامه وتوظيفه على اي النحو

ومن البديهي في ضوء المفاهيم السابقة ان ننتهي الى حقيقة ان معدن الكلدان وتراثهما وقيمهما مهما
بلغ شأوه وارتقى شانه يبقي بلا نفع ولا جدوى ما لم يجد وعي حي يدركه ويلم بابعاده ويحيط بجوانبه
وليس الامر كذلك اذا ما توافر الوعي وانطمس مفهوم المعدن او الهوية فعندها تبقى حقيقة الوعي
بالاساس هو لبنة بناء وتشكيل المعدن او الهوية

غير ان ما ينبغي الاشارة اليه هو انه ما لم ينبثق الوعي عن قيم ومفاهيم ومباديء ايجابية ومحايدة
فان الوعي الفاعل والارادة النشيطة في هذه الحالة سوف تفضي باصحابها محنة لا تقل محنة امتلاك
القيم والمبادىء الايجابية والمحايدة في غيبة الوعي والادراك والارادة

ولا شك ان المأساة تبلغ ذروتها عندما تقع الكلدانية في بؤرة المحنة الاولى ومحيط الثانية يعني انها
تقع فوق تل من القيم والمبادىء والتراث ولا تمتلك العقل لفهمه ولا الضمير لاحيائه ولا الارادة لتفعيله
وفوق ذلك امتلكت فوق رصيدها الروحي والثقافي المجمد نتيجة ركود العقل وتعطل الارادة رصيدا
ماديا يوقعها في مجال اطماع جماعة او جماعات اخرى تعيش محنة الهوية الانسانية وتفتقد الايجابية
المحايدة اذا تحالف كل هذا وتزامن مع بعضه البعض تشكلت ذروة المحنة والمأساة

 ان غياب العقل يجمد كل الثروة الروحية والثقافية والقيمية التي نمتلكها ارثا كما ان غياب
الارادة يعطل كل الثروة المادية والبشرية التي نرقد عليها فتخترق هويتنا ويمتهن تاريخنا وتزرى حضارتنا
بغياب العقل وانطماس الهوية وهذا ينتهي بنا عند بداية الخيط من جديد الوعي الذي ينضوي على كل
من العقل القادر على النقد والتمييز والانتقاء والفرز ولا يقف عند حدود الحفظ والتكرار والاجترار والارادة
النشطة في حقول الفعل والعمل والتنفيذ والحركة الغير مرتهنه في متاهات الانشاء والسكون والتردد

اذا ادركنا هذا وشرعنا في بناء ادمية الانسان بحفظ كرامته وتشكيل وعيه ببناء عقله وصياغة ضميره
بحسن ادراكه لمعدنه وهويته وواقعه نكون قد سرنا في الطريق الصحيح




زورا وديع

189
المواطنة الضائعة

ربما تكون كلمة المواطن هي الكلمة الاكثر ورودا في خطاب المسؤول العراقي لكن هل هي
موجودة بالمعنى المجرد فقط ام انها لها وجودا حقيقيا على ارض الواقع ؟
المواطنة الكلمة التي عنونت بها المرحلة ماذا نعرف عنها ؟و بالاصح ماذا نعرف عن ممارستها ؟
واين هي من خطاب المسؤولين  ؟ بل اين هو الشعب من هذا الخطاب ؟ ام ما زال هو الغائب
متى اراد البعض والحاضر متا احتاجه

الخطاب رسالة ذات مضمون يخص الشأن العام رسالة قد تكون في تصريح مسؤول او حديث
او لقاء وفي الطريقة التقليدية التي سادت خطاب بعض مسؤولينا خطاب يمتلىء
بالانجازات ( التي حدثت والتي لم تحدث ) وعلى الشعب ان يدعم هذا الخطاب كي يدفع
التقدم الى الامام لكن اذا كنا قد اخترنا المواطنة فالامر يختلف المواطنة تعني التفاعل العام
وادراك الشعب للقضايا وفهمهم لها واطلاعهم على مبرارات حكومتهم لكل قرار ومعرفتهم
بخطة حكومتهم التفصيلية والى اين تسير

كيف يخاطب المسؤول العراقي المواطن ؟ وكيف يرسم صورته في ذهنه ؟ وماذا ينتظر منه
كردة فعل على هذا الخطاب ؟ وهل للمواطن مكان في هذا الخطاب ؟ ام انه متلق ينتظر
ان تصيبه القرارات فجاءة وعلى حين غرة ؟ ثم هل يبقى متفرجا ينتظر سير الاحداث ولا
يدعوه احد للصعود الى المسرح ؟

كم يحترم المسؤول العراقي عقل المواطن وقدرته على الحكم وتفكيك الخطاب واتخاذ المواقف
هل يعتقد بعض مسؤولينا ان المواطن لا يعلم ( مثلآ ) ليقولوا له شيئا وهم يعنون شيئا اخر
وهل يعتقد اخرون انهم يدركون مصلحة المواطن اكثر منه ليتم اخذه الى نبع ماء او الى البراري
وما على المواطن الا ان يتبعهم ؟ وهل هناك خطاب مجاني فقط ام هناك خطاب مسؤول ايضا ؟
وكيف يسمح البعض لانفسهم ان يطلقوا وعودا هوائية وبالونات قد تنفجر في اي لحظة وفي وجه
الجماهير




زورا وديع

190
الثقة بالنفس والهدف

يموت الانسان جسديا مرة واحدة ومع ذلك قد يموت الف مرة معنويا وفكريا وعقليا واجتماعيا
قد تكون فكرة الموت لدى الغالبية هي الموت بمعناه المتعارف عليه ( مفارقة الروح للبدن  )
وشهادة طبية تثبت هذا الموت ولكن

هل نحن نموت قبل ذلك؟ هل هناك من يسعى ان نموت موتا موقتا ؟ هل هناك من يسعى
لتجميد الوعي والاداراك في عقولنا ؟ هل الحياة قاسية لتقتلنا قبل ان نموت بشكل حقيقي

نعم يوجد من يريد ذلك ويوجد من يسعده ذلك ويوجد من يستسلم لذلك

هنا يجب ان نتوقف نسأل نفكر نبحث في الصحاري والاودية والسهول نسأل انفسنا قبل
غيرنا هل نحن ضعفاء ام اقوياء والى اي مدى نسمح للاحوال الجوية بالتأثير على رؤيتنا
الفكرية للامور

حدث ويحدث من حولنا الكثير من الاشياء التي لا نجد لها تعليل منطقي وعقلي وذلك
يؤثر سلبا على الأنا في داخلنا وعلى ثقتنا بما نملكه من عقل ووعي وادراك قد يحتل اليأس
مساحة كبيرة في نفوسنا ويجعلنا نفقد الثقة في كل شيء هذا يؤدي الى موت مؤقتا ننتظر
الموت الحقيقي

القارىء لموضوعي هذا قد يعتقد او لايعتقد انني اقصد شيئا بعينه او حادثة حدثت
لا انا اريد الوصول لأعمق من ذلك اريد الوصل انا لعقولكم ولعقلي لأرواحكم ---- دائما يبقى
المبداء ثابت لا يتغير ولكن الارض هي التي تدور ( ولا شك ان المصعد يبقى مصعد ولكن
هناك من يستخدمه للنزول او للصعود ) والثابت ان السيف مصنوع بيد انسان ليقتل به
انسان بيد انسان لا يعرفه الانسان الاول

كلهم يحملون نفس اللقب ( الانسان ) ربما كان الامر ( صدفة او مقصود ) ولكن ادوارهم
اختلفت في تسلسل الاحداث سيبقى الحق والباطل في صراع من اجل البقاء وسيبقى
هناك من يجيد الاختفاء في عتمة الليل وسيبقى هناك الكثير يستمد قوته من حبه للحق
ونصرته للحق  لنمضي يد بيد عقلا بعقل قلبا بقلب نحو ما نريده نحن وما يجب ان نصل
اليه لا تنسو للباطل جند من النار قلوبهم مظلمة لن تشرق شمسها ابدا وللحق جند
السماء قلوبهم مضيئة بنور الله وانشاء الله سوف تشرق وتنتصر


زورا وديع

191
نحن اولاد الكلدان

للهوية القومية تعريفات متعددة حسب العلم الذي يبحث فيها علم النفس علم الاناسة
او علم الاجتماع وسنقتصر هنا على تعريفها في مجال علم الاجتماع السياسي تتفق
اغلب التعريفات بأنها مجموعة الخصائص التي يتمكن للفرد عن طريقها ان يعرف نفسه
في علاقته بالجماعة الاجتماعية التي ينتمي اليها والتي تميزه عن الافراد المنتمين
للجماعات الاخرى هذه الخصائص او المميزات الجمعية لا تتكون صدفة او بقرار في لحظة
تاريخية ما بل تتجمع عناصرها وتطبع الجماعة بطابعها على مدار تاريخ الجماعة من خلال
تراثها الابداعي وطابع حياتها ( الواقع الاجتماعي ) وتعبيرات خارجية شائعة مثل( الرموز
والعادات والتقاليد واللهجة او اللغة) واهم مكونات الهوية هي تلك التي تنتقل بالوارثة
داخل الجماعة وتظل محتفظة بوجودها وحيويتها بينهم مثل الاساطير والقيم والتراث الثقافي
سواء كانت الجماعة تعيش على ارضها التاريخية او موزعة في ارض الشتات

من الملاحظ انه في الفترة الاخيرة وفي كثير من الموضوعات اثارت مسألة الهوية الكلدانية
ولكن للاسف الشديد لم يكن النقاش موضوعيا ولقد عمد البعض على نفي الهوية
الكلدانيةاو التشكيك بها

انا اقر بأن هناك تنوع اثني وحضاري ومذهبي في مسيحي العراق لكن هذا لا ينفي ان
غالبيتنا ذات هوية كلدانية والكلدانية واقع تاريخي وحضاري وبشري لا يمكن نكرانه مع
وجود الاخرى

انا كلداني اعتز وافتخر بكلدانيتي ولكن لا انكر للاخرين حقهم ولا انفي وجود حضارات
اخرى ذات طابع ولها خصوصيتها وانا لست مع الغائها بل مع التعايش معها واعطائها
حقها في العيش والحفاظ على كيانها لكن للاسف الشديد نجد هناك مجموعة تحاول
ان تعمق الهوة بيننا (الكلدان) وبين الاخرى انا مع الديمقراطية وحرية الراي والمواطنة
وهذا لا يعني مطلقا ان اتخلى عن كلدانيتي او الافتخار او الاعتزاز بها

لقد قراءت مقالات كثيرة في هذا الاطار لكن للاسف الشديد كلها كانت عبارة مسائل
شخصية وهجوم غير مؤسس على الهوية الكلدانية ان ثالوث القومية هو اللغة والدين
والحضارة معظمها في الكلدانية اذن من اين جاء هؤلاء بما قالوا انا في تقديري ان كل
من شكك في هوية الكلدان يعاني من ازمة وعدم هوية وأن كان ليس كلدانيا فهذا
لا يعني ان معظم مسيحي العراق ليسوا كلدان وايضا احساسهم بالدونية ولد لديهم
حقد على الهوية الكلدانية المعروف عنها التسامح والتعايش مع الغير اكثر من غيرها




زورا وديع


192
الاخ اكاد اشوري المحترم

كل انسان يستطيع ان يعتقد بما يريد انما الحقائق لا يمكن التلاعب بها وتفسيرها على هوانا
معظم علماء اللسانيات يذكرون بوجود لغات سامية وليس لهجات ولكل من هذه اللغات لهجات
مختلفة في الكلام فمثلا اللغة العربية تختلف لهجاتها من مكان لاخر فاهل الشام تختلف لهجتهم
العربية عن لهجة العراقيين ولهجة المصريين تختلف عن لهجة اهل الشام ولهجة اهل العراق وهكذا
ايضا لبقية اللغات
اخي العزيز لا اعرف كيف تنسب اللغة للفئة الحاكمة بعد زوال الدولة الاكادية استمر سكان بلاد
ما بين النهرين في بابل واشور باستخدام اللغة الاكاديةلقرون حتى ان حلت محلها اللغة الارامية
وهل الاراميين حكموا وكونوا امبراطورية عظيمة حتى تنسب اليهم اللغة لاكن لكون اللغة الارامية
ابجديتها هجائية وسهلة النطق والتدوين استخدموها السكان بدل من الاكادية المسمارية وكل
لغة لها قواعدها واحرفها الخاصة بها انما اللهجة تستخدم نفس اللغة ولا توجد لغة اشورية
فالاشوريين في القديم كانوا يستخدمون الاكادية المسمارية وفي السنوات الاخيرة قبل زوال
دولتهم كانوا يستخدمون الارامية وليس لي معرفة بأن هناك كره وحقد لأمتك الاشورية من افراد
او على مستوى دول عظمى
ليس الموضوع ان اقبل بهذا الاعتقاد او الراي او ذاك انما الحقيقة المدونه والمكتوبه تاريخيا هي
التي اتقبلها وليس اعتقاد او اجتهاد شخصي لاهداف معينة يقوم بها البعض واما الذين يكرهون
ويحقدون ما هم غير المتعصبين


زورا وديع


193
الاخ عوديشو ملكو المحترم

موضوع جميل وسرد جيد لكن اخي العزيز لم تذكر لنا من بنى مدينة ( اربيل او اربل ) وفي اي زمان
وهل من الممكن ان تذكر لنا المصادر التي اعتمدت عليها بذكرك اللغة الاشورية المسمارية

وشكرا


زورا وديع

194
الاخ اكد اشوري المحترم

ان التاريخ الاكاديمي العلمي اقوى من التاريخ السياسي الذي يجتهد لخدمة اهدافه بدون ادلة
معظم الباحثين والمؤرخين في اللغات السامية لا يذكرون وجود لغة اشورية وفروع اللغات السامية
اكادية - ارامية - عبرانية - عربية ان اللغة الاكادية تم كتابة حروفها باستعمال الخط المسماري
واستخدمت في بلاد ما بين النهرين لاكثر من عشرون قرنا واستخدمها البابلين بلهجة بابلية
والاشوريون بلهجة اشورية حتى ان حلت محلها اللغة الارامية لكون ابجديتها هجائية وسهلة النطق
والتدوين والكتاب المقدس اصلا كتب بثلاث لغات العبرانية - الارامية - اليونانية ولا يوجد شيئا
في كتب التاريخ اسمه اللغة الاشورية


زورا وديع

195
الاخ اكاد اشوري المحترم

كيف لا يوجد اللغة الاكادية المسمارية وهناك اختصاصيون يقراءون ويكتبون هذه اللغة وباي لغة
كتبت ودونت شريعة حمورابي وغيرها من الرقم الطنية المكتشفة حسب راءيك يمكن ان تنورنا
بذلك


زورا وديع

196
العراق ينتظر معجزة

تتردد الروح حيث تعبر عن مكنون روحها لروحها وتعجز لدرجة الشلل حيث تجف الاقلام وتنضب
الكلمات وتتبعثر الافكار وتتسارع النبضات ويضاق النفس لدرجة الاختناق

نعم هكذا هي مشاعري عندما اريد ان اكتب عنك يا وطني فلساني الذي لا يتوقف عن الحديث
والنقاش يعجز فمن اين ابداء وماذا اقول وعما اعبر ولمن ؟؟؟

العراق الوطن الفريد المتعدد القوميات والاديان والمذاهب واللغات ظل يعيش في سلام ووئام
بين مختلف قومياته واديانه لزمان طويل تجمعهم سماء هذا الوطن المعطاء الطيب دون ظهور
اي اعراض تشرزما او اشباح الانفصال
قبل ان تدب هذه الروح الشريرة مؤخرا في الساحة السياسية العراقية والتي اصبحت مليئة
بالاحباط وتكرار وادمان الفشل من قبل تجارب الاحزاب السياسية الموجودة في الساحة والتي
اصبحت تنتقد بعضها البعض دون ان نجد النموذج الاصلح ودون الاستفادة من الاخطاء المتكررة

الاجواء شبيهة بتمثيلية باردة لا روح فيها ولا ما يدعوا للتفاؤل والانشراح بل الصدمة والحيرة
والضياع والشعب يتأمل ويتفرج ويترقب ويصبر صبر الانبياء على الكرب والمحن شعبنا لا يستحق
ذلك من ابناءه الذين بادلوه بدل الوفاء والعطاء بالغدر وحب الذات

ايوجد يأس اكثر من هذا الذي اوصلتنا اليه هذه الاحزاب والتي لم تأتي بأي جديد مثمر بل
تخبط وضجيج دون ان يرى ثماره الشعب الذي اصبح مصيره معلق في كفء شيطان

الكل يدعي تمثيل اهل العراق جميعا وهم لا يعلمون ان الشعب سئم منهم وفقد فيهم الامل
شعبنا ينتظر معجزة والشعب العراقي هو القادر على ان يصنع المعجزة التي ستصنع وتحقق
الامل كمحصلة لنضال هذا الشعب في عصر الغاب



زورا وديع

197
المثقف الكلداني بقى مشدودا الى هويته القومية

ان اهمية المثقف انما تنبثق من اهمية الثقافة نفسها وحاجة المجتمع اليها ويميز البعض بين مثقف
ساكن ومثقف متحرك الاول لا دور له في مجتمعه والثاني ينهض بدوره في المجتمع وبين مثقف منغلق
ينتج ثقافة الجمود ومثقف متفتح ينتج ثقافة التجدد الاول يعيش خارج الزمن فمسيرته الى التوقف والثاني
يواكب الزمن ويعيش فيه فمسيرته الى النمو ويميز بين مثقف النخبة الذي يعيش بعيدا عن الناس ويتحدث
بخطاب القلة او النخب فقط ومثقف الجمهور الذي يعيش الناس ويتحدث بخطابهم خطاب الجمهور والكثرة
ويميز بين مثقف مستبد يتحول قلمه الى رفض الاخر ولا يتحدث الا بلغة الرفض والنفي والاقصاء ومثقف
ديمقراطي يتحدث قلمه بلغة التعددية ويمارس الحرية واحترام الاخر

من المميزات التي تشخص الوجود الكلداني هذا الكم الكبير من المثقفين فالكلدان مثقفون وقد ساهمت
ظروف كثيرة في خلق هذه الحالة المتميزة بخصوص الكلدان ولعل منها الاضطهاد المستمر الذي عانت
منه هذه القومية وجهدها المتواصل للحفاظ على تراث الكلدان

المثقف الكلداني صديق الكتاب ومن المعروف انه ذو قدرة على الجدل الحي ويحمل ثقافة تراثية ساخنة
تتصل بالمساحة الكبرى للتاريخ الكلداني يتلهف الى الجديد ويتطلع الى المزيد وقد عرف بتسامحه
انطلاقا من روحه الكلدانية الشفافة هذا المثقف مشدود الى تاريخه حتى اذا لم يكن ملتزما تسرى
روح العظماء الكلدان في كتابته وطرحه انه ذو انتماء تاريخي متحرك وحاضر باستمرار هذا المثقف عانى
من حرمان اجتماعي وسياسي بسبب هذا الانتماء وهذه قضية معروفة ولكن رغم ذلك بقى مشدودا
الى هويته القومية اعتزازا واستلهاما وقد ابدى نشاطا رائعا عندما نهض المفكرون الكلدان بفكر الاصيل
وحركوا مكامن القوة في الارادة الكلدانية وكان هذا المثقف في طليعة المعطاءين

ان المثقف الكلداني ملتهب بالفكر والحيوية والتطلع شغوف بالمعرفة نزاع الى الاجتماع والتفاعل هذا
المثقف يمكن ان يتحول الى داينمو للكيان الكلداني العصب الحساس من خلال قراءة التاريخ والمقالة
ومن خلال قدرته على الحركة في الوسط الكلداني


زورا وديع

198
قراءة في الفكر الاشوري

اعتاد الفرد في مجتمعاتنا الشرقية ان يسلم عقله للاخر ويأخذ الاشياء اخذ مسلمات لا يناقش ولا
ينظر او يفكر ويبحث او يشك بل اعتاد ان يأخذها بدون فهم وبدون رغبة في الفهم

لا يوجد جنس بشري ينسج حول نفسه اختيار خيوط اكفان الماضي مثل جنس الاشوريين في العصر
الحديث لا يملكون القدرة على التفاعل مع حاضرهم وليس في ايديهم الادوات اللازمة لبناء المستقبل
وبالتالي ليس لديهم سوى التاريخ وهم دائموا الحنين الى ذلك الماضي بسلبياته وايجابيته لكن
علاقتهم بذلك الماضي لا تتعدى الاشادة بالمأثر والتغني بالبطولات التي عفى عليها الزمن هذه
المأثر والبطولات التي اندثرت مع الزمن وزالت حتى ظلالها لايمكن ان تعود ليس فقط لأن من سنن
الكون ان الماضي لا يعود بل وايضا لأن الاشوريين في حالة يستحيل معه استعادة المأثر

لذلك نجد الاشوريين يندبون حظهم العاثر ويستلذون بتبرير عجزهم من خلال القاء اللوم على الاخرين
الكل متأمر الكل خائن الكل انفصالي والكل لا هم لديه سوى اعاقة الوجود الاشوري والكل يسعى
لمنع الاشوريين عن استعادة مجدهم التليد وكأن العالم ليس لديه سوى الاشوريين

الاشوريون يعبرون عن فكرة التي ترى الاخر الا من منظورها وهذه جوهرة الايدلوجية الانقاذية وهي
التي تبنت اسواء تجليات الدعوة لسيادة الهوية الاشورية بشتى الاساليب ومحاولات الغاء وصهر
الهويتان الكلدانية والسريانية في الاشورية بشتى السبل والخطط ومن اهم سمات الفكر الاشوري
في اقصاء الاخر حسب رؤيتها وفي رؤية مقومة لا يأتيها الباطل من خلفها او امامها حسب ما
يرون



زورا وديع

199
وانتصرت ارادة الكلدان

اولا احترامي وتقدير للجميع المختلف معي قبل المتفق وما ارجوه ان تطرحوا السؤال التالي
على انفسكم ولكم الحرية في مواجهة انفسكم الى متى ستظل اختلافانا اساسا لخلافتنا ؟
الى متى ننتهج سياسة اذا لم تكن معي فأنت ضدي ؟ما الغرض من النقاش هنا او من اطلاق
صفة الثقافة والوعي في جسد الثقافة الحبيب ان نحول كل نقاش الى عداء واطلاق احكام
كيف سننهض او سنكون افضل في ضل اقصاء الاخر او تهميشه ؟ متى سنكتسب من الوعي
ما يكفي لاحترام الاخر مهما كان رأيه ؟

المؤشرات تدل بأن لا وجود لثقافة الراى والراى الاخر في الفكر السياسي الاشوري ولم تترسخ
اسس ومفاهيم تلك الثقافة في الوعي المجتمعي وتحديدا لدى بعض من المثقفين والسياسيين
الاشوريين فالموجود في الفكر القومي الاشوري متجذر في صفوف العديد من النخب المثقفة
والسياسية فكرة اقصاء الاخر والغاء الاخر

فالازمة اذن واضحة متصلة بالتربية والنشأة الحزبية والسياسية والفكرية للجماعات والافراد
الذين مارسوا اساليب وتعودوا عليها في الماضي والحاضر وربما المستقبل على هيمنة الراي
الواحد والفكرة الواحدة والعداء للاخر والغائه واقصائه بكل الطرق والاساليب هذه الثقافة القائمة
على محاولات بائسة من خلال التشهير بوجود القومية الكلدانية وعدم احترام اراء ومشاعر
شريحة كبيرة من البشر هم الكلدان

انها الفلسفة القائمة على ثقافة تزيف الوعي الفكري للفرد والجماعة حيث تحول تلك الثقافة
الى احقاد وضغائن تتأصل في فكر فئة لا ترى ولا تسمع الا نفسها وتكون بمثابة امراض نفسية
عصبية لا يمكن علاجها مهما بذل من محاولات لاعادتها لطبيعتها

ان التاريخ علم له وسائله وقرائته وأن المكتشفات الاثرية هي التي تتحدث عن اهلها واصلها وأن
شعبا حافظ على هويته القومية على الرغم مما مورس بحقه من مشاريع تفريس وتتريك وتعريب
وحملات تهجير وتهميش والغاء وجوده باءت بالفشل وانتصرت ارادة الكلدان في معركة الوجود
لانها ارادة حق والحق لايهزم وان طال الزمن عليه ان شعبا بهذه الارادة وبهذه الدرجة من الصمود
لا يستحق ارثه الثقافي بكل فروعه التقدير فحسب بل انه برهان ساطع على اصالته وتوغل جذوره
في اعماق التاريخ


زورا وديع

200
الدفاع عن الكلدانية واجب حضاري

درج مفكروا ومثقفوا الكلدان على تناول القضية الكلدانية من المنظور الحقوقي والجذور التاريخية قي
بلاد الرافدين وهم اذ يفعلون يسجلون وجودهم ضمن الفلسفة الكونية لحقوق الانسان والمواطن _ هذه
الفلسفة التي تغذي فكر وفعل الكلدان المطلبية عبر العالم وتوجه نضالها من اجل الحرية والكرامة
والانفتاق من سائر اصناف الحجر والتعسف المادي والرمزي مبلورة مشاعر الاقصاء والتصهير لدى
المجموعات القومية المضطهدة في خطاب عقلاني انسانوي قوي لم يعد في مقدور احد تجاهله الا
ان يحكم على نفسه بالنكوص عن ركب الانسانية المتحضرة

ان المطالبة بالحقوق سمة من سمات المواطنة وشرط لحصول الكرامة للمواطن فان علينا من واجب
اخر نحن الكلدان واجبا من عيار خاص هو واجب ابقاء حضارتنا والحيلولة دونها والاندثار الذي اريد لها

ان الشعوب بحضاراتها وما اندثار الشعوب الا اندثار حضاراتها ان الكلدان يوجودون اليوم في مفترق
طرق والمسألة المطروحة علينا مسألة شكسبيرية بامتياز ان نكون او لا نكون بالمعنى الحضاري
انه الخيار الجذري الذي تواجهه الكيانات الحضارية في المنعطفات التراجدية من تاريخها فماذا سنختار؟
هل نختار ان نضع نقطة النهاية لتجربة انسانية فريدة تضرب بجذورها في غياب الزمن وتجسدت علامات
واشكالا وكلمات وحكايات واساليب في الزمان والمكان ؟ ام نواصلها ونغنيها ونوفر لها اسباب البقاء
والعطاء وهل نقصم سلسلة التناقل والتوارث بعد ان اتصلت الاف السنين ام نمد فيها ونزيد حلقاتها
حلقات ؟ هل نفقد ذاكرتنا ام نصونها ونحييها لنحفظ بحفظها جزء من ذاكرة البشرية ؟ هل نؤدي الامانة
او نضيعها انها لعمري مسؤولية واية مسؤولية هذه الملقات على كاهل هذا الجيل من الكلدان والتاريخ
انتدبه لتحملها وأما ما كان قراره فانه سيكون مصيريا فاما بقاء حضارة واما زوالها وهكذا فان جيلا واحد
قصير العمر مهما عمر يتحمل وزر المسؤولية عن حضارة عمرة الاف السنين

ولابد ان نميز بين التاريخ الحضاري وبين التاريخ السياسي فوحدة الثقافة والحضارة ليست تابعة للتاريخ
السياسي والسلالات الحاكمة والدول فهذا الاخير يتسم بالاضطراب والتقطع ومن هنا عطاء الشعوب
ودوره في بناء الثقافة ليس رهنا بالسلالة الحاكمة والدول وممارستها

ان الثقافة الكلدانية لم تكن في يوم من الايام معزولة ولا منعزلة عن الثقافات الانسانية فقد عايشت
ثقافات الشعوب منذ اقدم العصور وصمدت للقائها وتفاعلت معها تفاعلا ايجابيا فثقفتها في فترات
ازدهارها او انحسارها اخذت منها واعطتها بحيوية وانفتاح واقتدار دون عقد ودون ان يؤثر ذلك سلبيا
في ملامح هويتها القومية او في مقومات اصالتها وكانت في لقائها الخصب مع تلك الثقافات تتواصل
وتتفاعل بحيوية من موقع الثقة ولم تكن يوما تباعة ذلولا

ان الامر لا يتعلق بحقوق صغيرة او كبيرة ينالها الكلدان وانما واجب مقدس نحن مطوقون به ازاء واحدة
من الحضارات الانسانية هي حضارتنا الكلدانية



زورا وديع

201
سيد ابن النهرين

اقراء ردي السابق رجاء ولا اعلم ما هي اسئلتك التي تخص الموضوع القومية الكلدانية حقيقة حية ثابته
واذكر الي اي مسبة انا كتبتها حددها بالظبط رجاء


زورا وديع

202
حق الاختيار وحقيقة التعددية

الهوية القومية تعطي الانسان شعورا بالهوية والانتماء وتساعد على ادراك ان له مكانة وانه ليس نكرة
انما يشترك مع عدد كبير من البشر في جملة المعطيات الثقافية والحضارية والتاريخية التي تخلق لديه
شعورا بأن له شخصية وكيانا

السؤال الذي يطرحه ( الكلداني والاشوري والسرياني ) لنفسه عندما يبداء سؤال في الهوية والله ما
عارفين نحن اشوريين ولا كلدان ولا سريان ولأن السؤال كما يقول المنطق ينبني اصلا مغلوط فمن
الطبيعي ان تأتي نتيجة الاجابة على السؤال مغلوطه فصيغة السؤال تفترض الاجابة بأحد الخيارات
فأما ان نكون اشوريين وبالتالي لسنا كلدان وأما ان نكون كلدان فلسنا اشوريين وأما ان نكون سريان
فلن نكون لا اشوريين ولا كلدان وهنا يبداء التنافر والتناحر فانصار الانتماء الاشوري يرون ان وجودهم
لا يستقيم الا بنفي الانتماء لكل من الكلدان والسريان وانصار هذا الانتمائين يرون ان وجودهم لا يتحقق
الا بنفي انتمائهم الى الاشوريين ولهم تاريخهم وحضارتهم

ان الرؤية التعددية القائمة على الاعتراف بالاخر والعمل الجماعي المشترك هي ازمة ثقافية قبل ان
تكون ازمة ديمقراطية سياسية والمؤسف اننا كلنا رهائن لهذه النظرة الاحادية العوراء التي تقودنا الى
المزيد من التافر والتناحر حتى مفكرينا ومثقفينا لم يسلموا من الوقوع في هذا المستنقع الاسن

لذلك ارى ان الذي يقول نحن اشوريين الحق كل الحق ان يعتز بأشوريته كما يشاء بشرط الا يمارس
اشوريته على حساب الاخرين والذي يقول انا كلداني له الحق ومطلق الحرية ان يعتز بكلدانيته والذي
يقول انا سرياني له مطلق الحرية ان يعتز بسريانيته من الضروري الاعتراف الكلي بألاخر كخيار وجودي
في اطار مبداء ما نسميه حق الاختيار وحقيقة التعددية البشرية والابتعاد عن محاولات تذويب الهويات
والاستعلاء وادعاء امتلاك الحقيقة التاريخية

نأمل ان يفيق اصحاب القرار ويعيدوا حسابتهم لأنهم في كل الاحوال خاسرون وانني ارى امكانية التفاهم
بين الواننا ممكنة وناجحة لو نملك النية الصافية للعمل معا اي ان لا نطلق شعارات في وقت معين كتكتيك
لتجاوز ظرف معين فكل محاولة دمج لمجموعة من الهويات وتحويلها الى هوية واحدة هذه المشاريع المحددة
سلفا لرسم معالم هوية جديدة تحمل كل مخاطر القمع الاجتماعي والنفسي بشكل مباشر او غير مباشر
انها تزرع في اللاوعي صدمة الاكراه التي تجعل احتمال ولادة مسخ ذي هوية مضطربة وغريبة

ان الاعتراف بألاخر كما هو واحترام مشاعره وادراك هذا التنوع واقع اقتضته الحكمة الربانية


زورا وديع

203
سيد ابن النهرين

اقراء تاريخ بلاد ما بين النهرين بصورة صحيحة كما مدون تاريخيا فالقواد العشرة هربوا من نينوى بعد
سقوطها عام 612ق م الى الرها وليس من بابل كما ذكرة اما بعد سقوط بابل على ايدي كورش
فقامت عدة ثورات في بابل لنيل الاستقلال فكانت تقمع من قبل المحتلين واستطاع احد ملوك
البابلين (هيوا )بتأسيس مملكة له في الرها واستمرت هذه المملكة مستقلة في عهد البارثيين
لمدة ثلاثة قرون لحين احتلالها من قبل الرومان
سيد ابن النهرين في ردودك تكتب كلامات غير لائقة لاكن تربيتي غير ذلك فلم ارد الا باسلوب
متحضر انك تكتب بدون ان تقراء الردود وانت كتبت( الانعزال وعدم الاعتراف بالاخر هو بحد ذاته
جهل بالتاريخ) من الذي لا يعترف بالاخر انك تناقض نفسك اقراء ردودي السابقة في نفس
الموضوع وما يخص الاعتراف بالاخر عسى ان تفتح بصيرتك واشكرك على هذا الاسلوب الرائع
في ردودك القيمة والكلمات الجميلة التي يكتبها قلمك فمهما كان اسلوب الردود لن يثنيني
عن مباديء وايماني بكوني كلداني القومية كاثوليكي المذهب واني فخور بانتمائي


زورا وديع

204
سيد ابن النهرين

يسلم بصرك هل في ردي ما يخل في الادب او شتائم انك تقول الكلدان طائفة وانا كتبت بأن الكلدانية
قومية حقيقة حية ثابته وكتبت الكلدان كانوا اخر من حكموا بلاد ما بين النهرين في التاريخ القديم وهذا
مدون تاريخيا وكل من قراء التاريخ يقر بذلك وهذا مختصر لردي السابق واشكرك لأنك اعتبرتني من
انصاف المتعلمين وهذا وسام افتخر به لأن المعلومة الكاملة فقط عند الله رب العالمين


زورا وديع

205
السيد ابن النهرين

تحديد الشعب يكون بابراز هويته وبلاد ما بين النهرين احتوت على شعوب متعددة والكلدان كانوا
اخر شعب اصيل من السكان الاصليين حكموا بلاد ما بين النهرين قبل الاحتلال الاجنبي في التاريخ
القديم وهذا مدون تاريخيا فمها قلت او كتبت هذا لا يغير من الواقع الاكيد فالقومية الكلدانية حقيقة
حية ثابت لا تسطيع انت او غيرك ان يلغي التاريخ وانت لاتفرق بين القومية والمذهب الديني فالكلدانية
قومية رغم عن يرضى او لا يرضى ثم ماذا تريدون منا نحن الكلدان لنا هويتنا القومية التي نعتز بها ولنا
مذهبنا الكاثوليكي والانسان حر فيما يكون فكفى تحريف ومغالطات


زورا وديع

206
السيد ابن النهرين المحترم

من اين اتيت بهذا المفهوم اني ضد التقارب بين مكونات شعبنا المسيحي العراقي ووحدته وهل في
مفهومك عندما اقول اني كلداني القومية كاثوليكي المذهب اكون ضد الوحدة ثم انت تقراء التاريخ
خطاء ابناء المشرق الرسولين بطرس وبولص هم الذين بشروا بالديانة المسيحية في روما واستشهدوا
هناك ثم لماذا لا تذكر الانشقاقات المذهبية اليعقوبي والنسطوري عن الكنيسة الامة الجامعة الم
نكن موحدين لغاية القرن الخامس الميلادي تحت راية مسيحية واحدة وبعد مرور فترة زمنية القسم
الكبير من المشرقيين المسيحيين عادوا الى المذهب الكاثوليكي الكنيسة الكاثوليكية المقدسة
وما علاقة المذهب الديني بالقومية انت لاتفرق بينهم اما السومريين والاكديين وبابل القديمة والحديثة
اقراء تاريخ بلاد ما بين النهرين سوف تجد الاجابة الصحيحة



زورا وديع


207
الاخ ابن النهرين

الكثير من المؤرخيين يميزون الكلدان عن الاراميين مؤكدين وجود اختلاف بينهم فلغة الكلدان في
بابل القديمة كانت اللغة الاكادية وكانت تكتب بالخط المسماري والهة الكلدان كانت تختلف عن
الهة الاراميين وقد ورد ذكرهم في عهد سرجون الاكدي وفي اور الكلدانيين واروك واريدو وقد
ذكرت سابقا في ردي للاخ ادرس تذكر الالواح المكتشفة في دفائن نينوى ان الملك الاشوري
اشور بانيبال لما غزا سوسه عاصمة عيلام وجد هناك تمثال للاله نانا وسأل عن سبب وجودها
فعرف بأن الملك العيلامي نقلها من مدينة اروك الكلدانية التي غزاها سنة 2280 ف م والمصادر
التاريخية تذكر بأن الاراميين نزحوا الى جنوب بلاد ما بين النهرين في القرن الثاني عشر او الرابع
عشر ق م


زورا وديع

208
الاخ ادرس

ان انتقاء الكتب التاريخية بما يتلأم مع الطرح الذي تؤمن به لن يزودك بحقائق تاريخية
وهل تعتقد ما مدون في كتب التاريخ وما كتبوا المؤرخون والباحثون في تاريخ بلاد ما بين النهرين
هم على خطاء وهل هؤلاء عندما يذكرون بالتسلس بداية من العهد السومري والاكدي والبابلي
والاشوري والعهد البابلي ( الكلداني) اخر حكم وطني من السكان الاصليين في بلاد ما بين النهرين
غير صحيح انك تقراء فقط الذي ترغب بقراءته والذي يتماشا مع مفهومك والذي قلته فرضا ليس فرضا
هذا مدون في مصادر تاريخية متعددة

هل انا ذكرت في اي من ردودي سابقا ان الشعوب التي كانت تسكن تلك البقاع وتحت الحكم الكلداني
اصبحوا كلدانا وأن الكلدان محو هذه الشعوب من الوجود من اين اتيت بهذا الكلام ربما في مفهومك
بأن الشعوب التي كانت تسقط تحت الاحتلال الاشوري تضمحل هويتهم وتزول ويصبحون كلهم اشوريون

لا اعلم كيف تستطيع التأكيد بأن الكلدان كان عددهم لا يتجاوز 900 نفر ما هذا الكلام الغير معقول
هل انت كنت متواجد معهم في ذلك الزمان ودونت احصائية لهم انك لا تقراء التاريخ القديم لبلاد ما
بين النهرين والمدن التي تواجد الكلدان فيها فأنت لا ترغب بذلك

لقد ذكرة الاتي : لأن الكلدان والسريان والاشوريين هم ابناء امة واحدة لقد وضعت بينهم واو ولماذا
لم تذكر اسم الامة اي امة هذه

باعتبارك تقراء مصادر تاريخية متعددة لماذا بعد اعتناق سكان المنطقة المذهب النسطوري جعلوا
البطاريرك (الجثاليق )مقر لهم في سلوقيا قرب المدائن منذ اول بطريرك سنة 489م ماذا يعني ذلك

اخي العزيز
انك لم تقراء بصورة جيدة ما كتبته سابقا في ردودي في الديانة المسيحية والوحدة الحقيقية راجعها

الاخ ابن النهرين
ان عامل اللغة ليس مكون رئيسي للقومية فالأن معظم الدول العربية لغتهم الرسمية هي العربية
والقوميات المختلفة يكتبون ويتكلمون بهذه اللغة هل معنى ذلك انهم اصبحوا عرب






زورا وديع

209
الاخ ادرس بيت شليمون

لماذا دائما تقراء الحدث التاريخي من زواية واحدة اظنك لاتختلف معي ان القراءة تكون مبتورة
اليس الكلدان هم ورثة الاشوريين في بلاد ما بين النهرين ولقد ذكرت سابقا بأن الجغرافية قد
لا تتغير ولكن بكل اسف ان الديمغرافية ليست كذلك الان من هم سكان الرها (اورفه )الحالية

ان حدود الدولة الكلدانية في زمن الملك نبوخذنصر الثاني امتدت من حدود عيلام وجبال زاكاروس
وبلاد ماد شرقا وحتى مصر السفلى غربا ومن حدود اسيا الصغرى شمالا وحتى الهند جنوبا
وفي ردودك سئلة عدة اسئلة وحسب امكانياتي المتوضعة ذكرة اجابات بما اعرفه وقراءته في
التاريخ واجزم بأن لا احد يمتلك الحقيقة المطلقة

اخي العزيز
الذي انا متأكد منه اني كلداني القومية كاثوليكي المذهب ورثتها اب عن جد وان اجدادي كانت
هويتهم القومية الكلدانية و معتقداتهم الدينية اختلفت وتغيرت بمرور الزمن في البداية الوثنية
الى المسيحية الجامعة ثم المذهب النسطوري لظروف معينة في ذلك الزمان واخيرا المذهب
الكاثوليكي ولاكن هناك البعض من يريد يوضع مفهوم الكلدان وكأنه مذهب ديني مسيحي وهذا
غير صحيح والهدف منه ذلك الغاء وابتلاع قومية الكلدان الاصيلة فهل هولاء تغافلوا الامس القريب
محاولات صدام حسين تعريب القوميات الغير عربية فلأسم القومي الكلداني له مفهومه وله
جذوره في هذه البلاد ولكل قومية حق حر في اثبات وجودها بعد ان كانت مهمشة

بدوري اسأل وارجو ان يكون صدرك رحابا بالاجابة الاشوريون من اين اتو ومتى اطلقت التسمية
الاشورية وهل التسمية الاثورية كانت مرادفة للاشورية منذ قديم الزمان وشكرا

      ( الحوار الاخوي جميل جدا )


زورا وديع

210
الاخ ادرس المحترم

لقد بداءة تخلط الامور
لم تقراء ردي السابق بصورة واضحة لقد ذكرة الملك نبوخذنصر وقد سقطت نينوى عام612 ق م
وليس كما ذكرة عام 606 ق م وسقطت الرها عام 609 ق م على ايدي الكلدان والمديين اخر
معقل للاشوريين اما بالنسبة للمديين فقد عادوا الى موطنهم الاصلي في بلاد فارس بعد ان
اغتنموا ما اغتنموه وتركوا الساحة منفردة للكلدان

في دفائن نينوى تذكر الالواح المكتشفة فيها ان الملك اشور بانيبال لما غزا سوسن عاصمة
عيلام وجد هناك تمثال لاله نانا فسأل عن سبب وجودها فعرف بأن الملك كورتنهدي ملك
عيلام نقلها من مدينة ارك الكلدانية التي غزاها سنة 2280ق م وفي الكثير من حوليات
ملوك اشور كانوا يذكرون الكلدان ومدنهم ولم يكنوا فقط سلالة ان الشعب الكلداني بنا حضارة
يشهد عليها العالم وكان موجود منذ قديم الزمان ثم كيف صعد الكلدانيون الى سدة الحكم
في بابل الثانية الا يعني ذلك بأن الشعب الكلداني مستمر في الوجود


زورا وديع

211
الاخ مردوخ الثائر الكلداني البابلي المحترم
تحية كلدانية

اخي العزيز شكرا لمداخلتك انني لم ارد على الاخ عماد يلدا لكون مداخلته ليس في مصمونها
اية معنى تستوجب مواصلة النقاش معه لاني ذكرت مصادر اخرى



زورا وديع

212
الاخ ادرس بيت شليمون

ان تفسير النصوص التاريخية بما يتلأم مع الطرح السياسي والقومي الذي يؤمن به البعض هو
الخطاء بذاته لأن الحقائق التاريخية لا يمكن تغيرها على هوانا ولا ادري اليس الكلدان هم ورثة
امبراطورية بابل العظيمة التي حكمت بلاد ما بين النهرين بعد سقوط الامبراطورية الاشورية

عندما صعد الى سدة الحكم الملك العظيم نبوخذنصر الثاني 605 _ 562 ق م واصل فتوحاته
شرقا وغربا وكون امبراطورية عظيمة تعد واحدة من اقوى الامبراطوريات التي عرفت في التاريخ
والعالم كله لا يعرفنا الى بعظمة بابلونا


زورا وديع

213
الاخ ادرس بيت شليمون

ان اختلاف في الراي من الامور الطبيعية بين البشر وان الحوار والنقاش الهادي يولد النضج والمعرفة
بأمور عديدة ان الذي ينظر الى الامور من زاوية واحدة هم اما متعصبون او ينتمون الى احزاب سياسية
لهم نظرياتهم المقدسة التي لا تتقبل الجدل والمناقشة لكني انا لكوني مستقل بأمكاني النظر الى
الامور من زوايا متعددة

اخي العزيز كل تسؤلاتك ومهما كتبت لك من مصادر فلن ترغب في تفهم حقائق موجودة في التاريخ
لقد كتبت في ردي سابقا راجع اراشيف عنكاوا كوم ستجد ما يغنيك  لتسهيلها لك
وهذه بعض المصادر
تاريخ الحظارات  _ طه باقر
العراق في التاريخ  _ سامي سعيد الاحمد
مسيرة الحضارة _ المجلد الاول (106 _ 109 )
كتاب (اشوريو اليوم _ الاصل _ اللغة _ الوجود القومي)للمؤلف عوديشو ملكو
واقراْ للاستفادة ( الاثوريون والمسألة الاثورية )للمؤرخ السوفيتي الاثوري مايتيف

هل في رأيك المقال الذي كتبته الهوية الكلدانية حقيقة حية ثابته اني انفصالي لم افهم عن من
انفصلت وبمن كنت قد اعلنت ارتباطي حتى تقول انفصالي قوميتي هي الكلدانية تسكن في اعماقي
وافتخر كوني كلداني القومية كاثوليكي المذهب العراق وطني


زورا وديع


214
القومية الكلدانية مستمرة في الوجود

الشعب الكلداني شعب عريق من شعوب بلاد ما بين النهرين يمتلك تاريخا ثرا وحضارة يشهد عليها
العالم وهو في غنى عن الاضافة والتحوير في تاريخه وتحميله ما ليس منه

الهوية القومية الكلدانية تكونت في بلاد ما بين النهرين منذ قديم الزمان وعندما سقطت بابل عام
539ق م على يد الفرس لم تنتهي فقد قامت بعد ذلك عدت ثورات لنيل الاستقلال وكانت تقمع
وتخمد من قبل المحتلين ولكنها استمرت في الوجود وفي حالة صيرورة دائمة بحكم كونها ظاهرة
بشرية مرتبطه بالانسان وتفاعلها اللارادي مع البيئة المادية والمعنوية والمحيط الحضاري الذي تحتك
به وقد سببت عوامل ذاتية او خارجية في ابطاء سير عملية التفاعل القومي في توقفها الموقت
ولكن لم تؤدي الى ايقافها نهائيا حيث استعادة نشاطها الطبيعي بعد زوال تلك العوامل

القومية الكلدانية هي ليست رداء نلبسه متى ما رغبنا في ارتداءه وننزعه متى ما رغبنا نزعه هي
ارث تاريخي ثقافي متأصل في وجدان كل كلداني وهناك شي في الوجود اسمه كلداني
الهوية القومية الكلدانية تسكن في اعماقنا شئنا ام ابينا مثلها مثل بقية القوميات في العالم
فهل ساهمت دعاوى الشمولية في غض الطرف عن استبداد صدام حسين ومحاولته تعريب
القوميات وهل يكون اللجوء الى العاطفة والاستخفاف بضرورات العقل وهو عنصر ثقافي مؤثر
على المستوى الفردي والجماعي هو المسئول عن ماساة العمى التي حالت دون رؤية
الاستبداد على الفكر القومي بل الوجود القومي نفسه

الوحدة الحقيقية هي اعتراف الواحد منا بالاخر كما هو وتصفية الضمائر والقلوب بدون استغلال
او تصغير او اتهام والعمل الجماعي المشترك لمصلحة الجميع


زورا وديع

215
المتأشورين بين الامس واليوم

بالامس القريب هولاء الذين كانوا يكتبون من على هذا الموقع ومواقع اخرى لا قومية غير الاشورية
وان الكلدانية مذهب والكلدان كهنة وسحرة ومشعوذين والكلدان اشوريين ومحاولاتهم تحوير وتزيف
التاريخ الاكاديمي لبلاد ما بين النهرين

نراهم اليوم يطالبون ويوجهون نداء الوحدة والتسمية المركبة وحدة مفبركة وحدة اسماء فقط وكل
ذلك لطمس وتذويب هذه الهوية الكلدانية لشعب عريق بنا حضارة يشهد عليها العلماء والمؤرخين
والباحثين في تاريخ حضارات بلاد ما بين التهرين

ولاكن هذه الحملة السافرة على الكلدان لا نستغربها اما ان تأتينا هذه الحملة من ابناء جلدتنا
افراد من الكلدان فهذا لا يصدق فلو نضرنا الى بعض الكتابات المقصود بها قداسة البطريرك مار
عمانوئيل دلي والمطارنة ورجال الدين الكلدان باسلوب سافر والتحريض ضدهم لرأينا ان الحاملين
وزر ذلك افراد من كتابنا الكلدان الكاثوليك المتأشورين

ولكون الاخرين قد عرفوا انهم لا يستطيعون اختراق الجماهير الكلدانية من الداخل فيه لانهم بأسمائهم
وتوجهاتهم سينكشفون للناس فعمدوا الى اذنابهم وابواقهم من المتأشورين لترديد بما يريدون
قوله وفعله فنرىاحد هؤلاء المتاشورين كيف يعمل في توصيل الرسالة بطريقة يدغدغ العواطف
والمشاعر ويعزف على وتر الوحدة ونبذ التقسيم وفوق ذلك يرون انهم يحسنون صنعا
بالرب يسوع نستعين على ما يصف هؤلاء ويمكرون



زورا وديع

216
الاخ ادرس بيت شليمون المحترم

لست انا الذي يخلط الامور وانما العكس
في سنة 428 م صعد الى السدة البطريركية في القسطنطينية الاسقف نسطور اي بدرجة بطريرك
وليس كاهنا بسيطا مسكين كما ذكرة

عدد كبير من مسيحي بلاد ما بين النهرين اعتنقوا المذهب النسطوري لظروف معينة وعصيبة في ذلك      الزمان وقد شجع اعداء المسيحية في ذلك الوقت هذا المذهب الجديد غايته كانت تفكيك وحدة الكنيسة
الواحدة الجامعة لاغراض سياسية وعسكرية وغيرها وقد طرد نسطور في مجمع افسس عام 431م
لخروجه عن تعاليم الكنيسة الجامعة وحرمت تعاليمه وبعد مرور فترة من الزمن رجعوا العدد الكبير من
المسيحيين الذين كانوا قد اعتنقوا المذهب النسطوري خطاء الى الكنيسة الكاثوليكية الام

لا اعرف ما علاقة الهوية القومية بالمذهب الديني يوجد ارمن كاثوليك وارمن ارثودوكس وسريان كاثوليك
وسريان ارثودوكس واشوريون نساطرة واشوريون كاثوليك وكلدان كاثوليك وحتى يوجد انجليين وبروتستان
من كافة هولاء فهل المذهب الديني يلغي الهوية القومية

عندما نقول ( سورايي ) او ( مشيحايي ) باللهجات السريانية تطلق على كافة المسيحيين في ارجاء
المعمورة مهما كانت هويتهم القومية ( فرنسي وانكليزي وايطالي وكلداني واشوري وغيرها )معنى
ذلك كل من يعتنق الديانة المسيحية بمختلف مذاهبها

من قراءتي للتاريخ وما يكتبه المؤرخيين والباحثيين بأن الاشوريين قد انتهوا ككيان سياسي واندثروا
بسقوط نينوى عاصمتهم عام 612ق م ومملكة الرها عام 609 ق م على يد الكلدان والمديين وبعد
سقوط بابل عام 539 ق م على يد الفرس اخر سلطة سياسية وطنية حكمت من السكان الاصليين
لبلاد ما بين النهرين بشكل مستقل وقد قامت عدة ثورات في بابل ولكنها كانت تخمد وتقمع من
قبل المحتلين واستطاع احد ملوك بابل ( هيوا ) ان يبني له مملكة في مدينة الرها ( اورهوي ) عام
126 ق م وكانت تعرف ( اور الكلدانيين )وتمتعت هذه المملكة باستقلال لمدة ثلاثة قرون في اثناء
حكم البارثيين حتى سقوطها عام 242 م على يد الرومان ( عن تاريخ الرها  _ سيغال ) واود القول
بان الجغرافية قد لا تتغير ولكن بكل اسف ان الديمغرافيه ليست كذلك

مسودة الدستور العراقي الجديد درج فيها القوميتان الكلدانية والاشورية ولم تهمش اي منهما وهذه
التسميات عزيزة علينا وهي تراثنا وتاريخنا وهذه حقيقة قائمة اليوم يجب ان نعترف بها ولكي نبني
الوحدة هي اعتراف الواحد منا بالاخر كما هو وليس صهر وتذويب اي هوية باخرى والعمل الجماعي
الاخوي المشترك لمصلحة الجميع


زورا وديع

217
الاخ ادرس بيت شليمون المحترم

استطيع الزعم بأن حقائق كثيرة ما تزال بحاجة للبحث والتنقيب اضافة الى وجود حقائق
كثيرة ومثيرة في حياتنا سيكشف الكثير منها على مدى الزمن القريب من خلال متابعة التاريخ

هل تعتقد بأن كتاب يصدر من حركة سياسية هو الصحيح ونكذب ما يكتبه الباحثين والمؤرخين
في التاريخ الاكاديمي لحضارات بلاد ما بين النهرين وهم اطراف محايده غايتهم التنقيب والمعرفة
والتنوير للبشرية وما نقراءه في التاريخ من ادلة وبراهين فأين الصح من الخطاء

ثم لماذا لا تذكر الحقائق التاريخية بصورة صحيحة وكيف حرم نسطورس وتعاليمه لخروجه عن
تعاليم الكنيسة الام الجامعة وانه احدث شرخا في الكنيسة الموحدة  الم نكن موحدين تحت
راية كنيسة واحدة منذ انتشار الديانة المسيحية واعتناقها في بلادنا ولكن بعد مرور فترة من
الزمن رجعت هذه المجموعة البشرية الكبيرة من مسيحي بلاد ما بين النهرين تأبة الى كنيستهم
الام  الكنيسة الكاثوليكية المقدسة

اذا كان البابا مار اوجينوس (اوكين ) هو قد اطلق تسمية الكلدان على النساطرة الذين تابوا
ورجعوا الى الكنيسة الامة الجامعة واعتنقوا المذهب الكاثوليكي عام 1445م او بالارجح هم
اقترحوا ذلك وهي تسمية لشعب عاد للوجود لاول مرة بعد اكثر من الفي سنة وذلك لأحياء
تسمية قومية لشعب سكن قرون طويلة في بلاد ما بين النهرين ولو كانوا يسمون بأشوريين
لكان اطلق عليهم اشوريين كاثوليك مثل الارمن الكاثوليك والسريان الكاثوليك وغيرهم

ان التسمية الاشورية لم تظهر  للوجود من جديد الا في وقت متأخر خاصة مع ظهور
الارساليات التبشرية الانكليزية التي نشرت هذه التسمية سنة 1850م لغايات  اي بعد
400 سنة من احياء التسمية الكلدانية ولم يكن احد يعرف عن تاريخ بلاد ما بين النهرين
في ذلك الوقت سوى ما يقوله المؤرخين اليونان والتوراة

الديانة المسيحية هي الهوية التي يشترك فيها جميع المسيحيين بمختلف مذاهبهم وهي
لا تلغي الانتماء القومي بل توجد رابطة انسانية جديدة فوق القومية ينتمي اليها جميع
المسيحيين في نفس الوقت تمتن العلاقات الاسرية بعد ان تضعها في نسق العلاقات
العقائدية

المهم ان احفاد الكلدان اليوم ينتسبون الى الكلدان القدامى وبكلدانيتهم يفتخرون
فالقومية بالمفهوم الحديث ليست فقط لغة مشتركة وعادات وتقاليد ومعتقد مشترك
بل هي شعور وحس حر بالانتماء



زورا وديع

218
الاخ ادرس بيت شليمون المحترم

اصبحنا للاسف هذه الايام نتعامل مع بعضنا البعض خلال الجدل بلا عقلانية فما ان يطرح
موضوع ما فاذا بحرارة الغضب تصل الى اقصاها وتبداء تتوالى التهم

في البداية ليست لدي عقد حقد او كراهية ضد اي انسان مهما كان ( قوميته او معتقده
او لونه ) مثل غيري انني منذ صغري فتحت عيني ودرست وتربية في مدارس كنأسية
الابتدائية مدرسة الباتريبر في محلة السنك بغداد ومن ثم كلية بغداد وكنا نسميها ايضا
كلية اليسوعين في الصليخ وكنت اتلقى تعليمي ودروسي على يد رجال الدين المسيحيين
وكانوا يعلمونا بمخافة الله والمحبة واحترام الاخر وغيرها من الصفات الحميدة

هل في رسالتي المختصرة عنوانها الهوية الكلدانية حقيقة حية ثابته او مضمونها ما يشير
الى الحقد والكراهية لاي جهة حتى تكيل لي هذه التهم  اما خلط الاوراق لا تحجب الحقيقة

بالاختصار
كانت سياسة ملوك الاشوريين ان يبعدوا السبايا الى عدة اماكن نائية منعزلة ضمن حدود
الامبراطورية الاشورية لكي لا يتيسر لهم التجمع في مكان واحد والتكتل على امل العودة
الى مناطقهم وهذا مدون في نقوشات على صخر واكد ذلك الباحثين والمؤرخين

تستطيع مراجعة ما كتبه ارسطو طاليس في كتابه بوليطيا وما كتبه المؤرخ سيدني سميث
في الاشوريين وايضا ما كتبه العالم والمؤرخ البريطاني المعروف ارنولد توينبي في كتابه الشهير
( تاريخ البشرية - الجزء الاول ) وغيرهم من المؤرخين والباحثين ولا اريد ان اطيل تستطيع
ان تجد في اراشيف عنكاوا كوم وما كتبه الاخوة الكتاب بما يغنيك من معلومات

واضيف هنا في سنة 1841م قدم رئيس اساقفة كنتربري التماسا الى ملكة بريطانيا لاجازة
الرسامة الاسقفية في القدس فصدر الاذن الملكي في 6 تشرين الثاني 1841م ودون فيه
ان حدود الاسقفية وممارسات سلطات الاسقف الروحية لا تنحصر بالقدس بل تشمل ايضا
سوريا ( بلاد الكلدان ) ومصر والحبشة وتحتفظ الملكة بحق تعديل هذه الحدود فيما دعت الضرورة

والان فأين الشعب الكلداني فهل انقرض كما يدعي البعض علما بأن الكلدان كانوا اخر سلطة
وطنية ذات سيادة من السكان الاصليين يحكمون بلاد ما بين النهرين قبل سقوط عاصمتهم
بابل سنة539ق م على يد الفرس  الم يكن من المفترض ان يتواجدوا اليوم اسوة بالاشوريين
وهل نمحو كل تاريخ الشعب الكلداني بشخطة قلم وما انجزه من هندسة وعمران وفي علوم
الفلك وعلوم الطب وغيرها وننسبها الى شعب اخر

الخلل هو عدم قراءة التاريخ بصورة صحيحة واستعابه من قبل البعض وتحريفه من اجل ان يخدم
طموحاتهم السياسية والمصلحية

الوحدة الحقيقية هي اعتراف الواحد منا بالاخر كما هو وليس صهره وتذويبه بالاخر وتصفية
القلوب والضمير بدون استغلال او تصغير او اتهام والعمل الجماعي لمصلحة الجميع



زورا وديع

219
الاخ حنا نويا

ان من يقراء رسالتي المختصرة بتأمل ودقة شمولية ووعي يدرك انه لاتناقض في الافكار فيها
ولا في تاريخ وحضارات بلاد ما بين النهرين والذي يؤكده كافة المؤرخين والباحثين في التاريخ
الاكاديمي ولم اتي بشىء من عندي

للعلم اني لا ارتبط بأي جهة او حزب واكتب عن قناعتي وايماني بما اكتبه وما اقراءه في التاريخ
الاكاديمي وان الانسان الاعمى هو الذي لا يعرف ويفهم قراءة التاريخ بدون تحوير وتزوير

اخ حنا نويا
اقراء التاريخ بوعي وشمولية ستجد الجواب على اسئلتك

يقول المفكر (بم ) لأن ينالني الضرر من جراء جهري بالحق     خير من ان ينال الحق ضررا من
جراء احجامي عن الجهر به


زورا وديع

220
الاخ اشور

مداخلتك في مضمون الموضوع في هذه الفقرة
ما علاقة الارساليات التبشرية في المعاهدة التي وقع عليها السلطان سليم القانوني سنة
1535 م بموضوع الهوية القومية لشعوب المنطقة واستشهدة بقول المؤرخ البريطاني كما مذكور
اعلاه نرجو التوضيح اما فقط للكتابة والخروج عن الموضوع



زورا وديع

221
الاخ الناقد
الاخ يوحنان

الشعب الكلداني شعب عريق بنا حضارته في بلاد ما بين النهرين قبل ظهور الاشوريين
الكتاب المقدس والمؤرخين والباحثين في تاريخ وحضارات بلاد ما بين النهرين يشهدون
على ذلك وهذه حقيقة حية لا يمكن ازالتها من الوجود



زورا وديع

222
الاخ اشور

اني اؤيد الاخ تيري بطرس نعم نحن في صراع هويات وليس تسميات وهي محاولة البعض من
الاشوريين تذويب وصهر الهوية الكلدانية في ( الاشورية )

لماذا لم تذكر
الصنف الذي يحاول بشتى السبل والاساليب السياسية وتحوير التاريخ الاكاديمي بتذويب وصهر
شعب في اخر والغائه من الوجود

ثم ما علاقة الموضوع الذي كتبته انا قبل ايام من على هذا المنبر ( الكلدان والتأشور والتذويب )
ان البطريرك الفلاني سمى نفسه اشوري او كلداني او سرياني ومن يكون فلان او علان هل
انا طرحت موضوع ديني او اسم بطريرك انت لاتفرق بين المذهب الديني والهوية القومية
التعصب يفقد البصيرة

وهل انا ملزم ان اجيب عن سؤال في الهندسة وانا طرحت موضوع في علوم الطب مثلا
لماذا لاتحاور وتناقش بمضمون المقال ( المضوع من عنوانه يتعلق بالهوية القومية )
لا علاقة له بالدين اطلاقا واذا تريد ان تحاور وتناقش   في محتوى المقال اهلا وسهلا
اما القفز هنا وهناك    اترك هذا للاخوة القراء

تحياتي لكل من يكتب الحقيقة



زورا وديع

223
الاخ اشور

وانا اقول لو سمحت
الموضوع باختصار محتواه تذويب وصهر هوية اكثر من مليون كلداني هذه التسمية التي يعتز بها
كل كلداني معدنه اصيل ورثنها اب عن جد منذ قرون طويلة في هوية اخرى ( الاشورية )

لماذا تسأل اسئلة لا تتعلق بالموضوع الا اذا تحاول خروج الموضوع عن مضمونه وهدفه واللف والدوران
هنا وهناك

هذه الاساليب انكشفت للجميع


زورا وديع

224
الاخ اشور

لماذا هذه العصبية المعروف ان اسلوب المناقشة والحوار يجب ان يقوم اساسا في محتوى الموضوع
المطروح فاذا الموضوع يتعلق بعلوم الطب تكون المناقشة في علوم الطب وليس اسئلة في الهندسة
او الجغرافيا

حضرتك اذا كتبة موضوع تاريخي هل كنت تتقبل اسئلة طبية او هندسية

فاذا تريد ان تحاور وتناقش في ضمن الموضوع المطروح ومتمكن ثقافيا فاهلا وسهلا واني مستعد
للحوار والاسئلة ولا اقول ( اذا كانت لك الشجاعة لاننا لسنا في حالة حرب والحمد لله )



زورا وديع

225
الاخ اشور

سبحانه الله الذي لايخطاء

في البداية اريد ان اقول هل قراءة المقال بوعي وادراك انسان مثقف وحتى في مداخلتك الثانية
وتكتب هذا لا يغير من الموضوع وتريد الاجابة
بالله عليك هل في الموضوع المطروح والذي عنوانه (الكلدان والتأشور والتذويب )فيه ما يشير الى
مذاهب او بطاركة او ارساليات تبشيرية لا اعلم هل هو جهل ام شى اخر مقصود ومتعمد فأما
انت لم تقراء الموضوع ومضمونه بصورة صحيحة وما القصد منه  وتكتب هذه المداخلة الغريبة عن
الموضوع كليا

اما ما كتبته عن الارساليات التبشرية هو خطاء في خطاء هذا ما نقول عنه التحريف في التارخ
الاكاديمي لاغراض سياسية وبأسليب متنوعة لانه لم توجد اي وثيقة تاريخية تذكر بوجود
امة اشورية لغاية نهاية القرن الثامن عشر واعتقد انت تعرف متى ضهرت هذه التسمية في
عصرنا الحديث ومن اطلقها ولا اريد ان اكرر ما كتب عن هذا الموضوع من قبل الاخوة سابقا

واضيف لمعلوماتك بعد دخول المنطقة المذهب النسطوري ان اول بطريك كان كلداني ( باباي )
وجعل سلوقية القريبة من المدائن مقره لقربها من مسقط راس اجداده سنة 498 ميلادية
ولقب نفسه (جاثليق ) وكان نسطوري المذهب الكلدانية هويته


زورا وديع


         


226
الاخ اشور كوركيس


في رسالتك : خسارة الدولة العثمانية امام الفرنسيين عام 1325 وخضوعها لمعاهدة السلام التي
                  نصت على ارسال البعثات التبشيرية الى اشور
       

  الرجاء ذكرها بالتفاصيل اذا امكن ومكان توقيع هذه المعاهدة وسوف اتناول الاجابة لاحقا


زورا وديع

227
الكلدان والتأشور والتذويب

الانسان كأن حي مدرك عاقل ويحس في قرارة فطرته وضميره بانه قادر على الاختيار والارادة
لذلك تتشكل هويته من خلال هذا الامر ذلك ان وجود الانسان هو وجود معنوي وروحي قبل ان
يكون وجوده ماديا فما اكثر البشر الذين يمتلكون وجودا ماديا وليس لهم وجود فكري ومعنوي
وابداعي وقد اصبحوا امواتا وان كانوا احياء في اجسادهم وهناك من لايزال حيا بوجوده المعنوي
والابداعي والاخلاقي وأن ثوى جسده تحت التراب

ان علم التاريخ ليس اجترار الماضي ولكن اكتشافه من جديد وهذه العملية لا تنتهي طالما أن
الفكر والقيم في تغير مستمر ولا انكر انه لا توجد دراسة او حتى مجرد راي عابر في مجال العلوم
الانسانية يقف خارج النماذج الارشادية ولهذا فالتحيز الفكري حتمي والموضوعية المطلقة مستحيلة
فكانت هناك دائما محاولات محمومة لتوظيف الفكر حتى التاريخ الاكاديمي من اجل اغراض سياسية
وباسليب متنوعة هذا الاتجاه لتزييف التاريخ اصبح سافرا في السنوات الاخيرة في مجال البحث
العلمي الموجه سياسيا

يقول المؤرخ البريطاني هوبل اذا اردت ان تلغي شعب تبداء اول بشل ذاكرته ثم تلغي كتبه وثقافته
وتاريخه ثم يكتب له طرف اخر كتبا اخرى ويعطيه ثقافة اخرى ويخترع له تاريخا اخر عندما ينسى
هذا الشعب من كان وماذا كان والعالم ينساه   لماذا القراءة التاريخية لأن الشعوب التي لا تحافظ
على تاريخها يكون مصيرها الاكيد الزوال ونسيان الماضي يؤدي الى فقدان المستقبل   من هنا
نرى ان البحث في التاريخ هو بأهمية البحث في الجغرافيا

اما الكارثة التي تعايشها اجيلنا فهي فقدان الانتماء التاريخي وتزوير الهوية الحقيقية لصالح صورة
اصطناعية في خدمة اهداف سياسية قديمة حديثة وهي باختصار ( التأشور والتذويب ) ان
التاريخ هو شرط من شروط الهوية فالانسان بلا تاريخ بلا هوية وكذلك المجموعات البشرية

الكلدان لا يقبلون بتجريدهم من هويهم وتذويبها من اي مصدر كان واينما كانوا في العراق في
امريكا وغيرها وان الهوية الكلدانية ستبقى قائمة وثابته في صدور ابنائها الذين حافظوا عليها
كل هذا الزمان لأن التاريخ هو اطار حياتنا اليومية وبدونه لا يمكن التفاهم

ان ما اود التاكيد عليه هل الاشوريين يقبلوا بتجريدهم من هويتهم وتذوبيها باي هوية اخرى
فلماذا دائما التهجم على الكلدان ونعتهم بشتى الصفات الانفصلاين الخونة وغيرها
اليس من حق الكلدان التمسك بهويتهم اسوة بغيرهم والاعتراف  بها وتثبيتها وهي الهوية
الحقيقية لاغلبية مسيحي العراق والحاضر يؤكد ذلك

لقد ان الاوان لرجال الفكر والوعي ان يميزوا بين صوت النصيحة وبين بوق الفضيحة
بين الاصوات التي تنشد الى الوحدة المفبركة



زورا وديع

228
المنبر الحر / مجرد راي صريح
« في: 14:56 07/08/2005  »
مجرد راي صريح

غياب الحوار الجاد بين الرأي والرأي الأخر جعلتنا نتسلح باراء محددة سطحية احادية الاتجاه
في علاقتنا بمن يتفق معنا ويقبل افكارنا دون نقاش وظلت لقاءاتنا العابرة بمن يخالفونا الرأي
باردة وتافهة سطحية ومجاملة الى حد النفاق الواضح وما أن يتجراء أحدهم _ او أحدنا _على
فتح باب النقاش معنا فيما نحن نناقشه حتى يصبح لقاؤنا متشنجا صاخبا لا مكان فيه للحوار
وتداول الافكار والتنصت العميق وفي كل مرة نلتقي مع من نعتقد انهم _ الفرقاء _ نبذل كل
ما في وسعنا لبناء الحواجز النفسية والعملية علنا نمنع اي محاولة لاختراق دوائرنا

غياب الحوار الحقيقي في ممارستنا انتج اشخاص لا يفكرون فيما يحدث حولهم من تطور
وتغير ( سلبا او ايجابا ) واوقع اخرين في دوامة الاجترار والتردد والتراجع كلما وجهوا بالحجج
الدامغة

غياب النقد الذاتي جعل مواقفنا تجاه الأخر تتقافز بين الافراط والتفريط والافراط يبرز في خطبنا
التبريري والتنزيهي احيانا والتفريط يبرز في مواقفنا السلبية اللامبالية تجاه اي فكرة او مبادرة
جديدة تطرح علينا وتدعونا لأعادة التفكير وتجاهل النقد والنقد الذاتي جعلت نخلط بين ذواتنا
وبين القضية

انني لا اقصد شخص بعينه او تنظيم بعينه ولكني قصدت تلمس الجرح والسعي الى اصلاح
الحال لأننا مقبلون على واقع جديد نتطلع جميعا الى تجاوز عقبات الماضي لبناء غد مشرق
في وطن نحس به جميعا ولا يتحقق ذلك الا عبر مصارحة ومكاشفة كما ان العمل بعقلية
تصفية الحسابات ومراجعة الدفاتر القديمة حتما ستصرفنا عن بلوغ الاهداف والمصلحة العليا


زورا وديع

229
مقال جيد واكثر من رائع الله يكثر من امثالك


زورا وديع

230
بناء هوية على انقاض هويات الاخرين

(انني افتح نوافذي للشمس والريح ولكني اتحدى اية ريح تقتلعني من جذوري )
                        المهاتما غاندي

تعتبر بلاد ما بين النهرين ملتقى حضارات متعددة ومتنوعة فقد تفاعلت وتداخلت اديان وثقافات واجناس مختلفة وسكنت المنطقة شعوب مختلفة كذلك تعرضت المنطقة الى غزوات وهجرات بشرية على امتداد تاريخها الطويل كل ذلك اسفر عن قيام واقع حضاري متنوع ومتداخل بشكل كبير على جميع المستويات
العرقية والفكرية والدينية

واليوم لاينبغي ان لاينسينا حقيقة العلاقات المتنوعة قد نشأت بين الشعوب والحضارات منذ اقم العصور
واطلقت عليها اسماء مختلفة والمثاقفة بعكس الغزو الثقافي الذي يتضمن في طياته الرغبة في محو
الاخر والحاقه وفرض التبعية عليه فالمثاقفة تقوم على الاحترام والاعتزاز بخصوصية الاخر وفي اطارها
تتفاعل الجماعة وتتواصل بهدف الاغتناء المتبادل لهذا فهي تفرض الثقة والرغبة في التواصل والتقدم
واكتساب المعرفة

ان اخطر الهويات هي تلك التي لا تحقق الا على انقاض هويات الاخرين ينبغي ان تكون هوية اي فرد
او جماعة متفقة او متوافقة مع الاخرين لا ان نرفضها والغائها والممارسات العدوانية والانفعالية لا
تلغي الاختلافات والتمايزات وانما تدخلها في علاقة صراعية بدل ان تكون العلاقات تواصلية وتفاعلية
ولا يمكن فهم الاخر الا بتقدير وتحديد مساحة الاختلاف معه فالاختلاف في حدوده الطبيعية والانسانية
ليس ام سيئا الامر السيء والخطير في عدم الاعتراف بشرعية وحق صاحبه في ان يكون مختلفا ومن
الضروري ان ندرك ان فشل تجربة لا يعني فشل الفكر بل علينا ان نجرب ثانية او ثالثة اذا اقتضى الامر
واعتقد ان التجربة يمكن تطل بنا على نتائج جديدة وافاق جديدة

فالتوحيد بين مكونات الامة لا تعني باي شكل من الاشكال مصادرة الاختلافات وحالات التنوع والتعدد
الموجودة في محيطنا الجماهيري والسياسي ( الكلداني الاشوري السرياني ) وأنما تعني تنمية
المشتركات والالتزام السياسي والعملي بالقضايا المصيرية للامة


زورا وديع

231
الهوية الكلدانية حقيقة حية ثابته

ان اسلوب الجدال او المناقشة يجب ان يقوم اساسا على ما يكتسبه العقل من تجارب وخبرات
تمكنه في مواصلة النقاش فلا يمكن لأحد أيا كان ان يناقش في امر ما لم يكن له دراية مسبقة
تجعله يتبع نهجا خاصا به لأداء الحوار منطقيا ويجب ان تترتب افكاره في العقل باسلوب يتوافق
مع وتيرة التفكير وتسلسل دراية الانسان للشيء المراد اقناعه به تلك هي طبيعة العقل البشري

ان الهوية الكلدانية ليست بدعة ابتدعناعا ولا ظاهرة دخيلة اخذناها عن الغير وأنما هي من صميم
تاريخنا وحياتنا فهي حركة القوم اجتماعيا وثقافيا وروحيا وسياسيا وكل موقف للقوم في هذه الميادين
هو موقف قومي والماضي في القومية محرك للحاضر والحاضر فيها ليس هو الرد على الماضي وحسب
ليس جواب الظروف التي تمر عليه وحسب وانما هو ايضا للتمهيد للمستقبل ووضع سماته وحين نقول
الماضي نعني التاريخ اي حركة الشعب في الماضي احداثه ومواقفه وعطاؤه وهذا التاريخ هو ذاكرة
الشعب وهو في المجال القومي قوة دفع له

الكتاب المقدس يذكر الكلدان في اور الكلدانيين الذي ولد وعاش فيها النبي ابراهيم الخليل وفي
بابل عندما كان الكلدان يسطع نجمهم او يفل ولقد احتفظوا سكان بابل بألهة سومر واكد ولكنهم
جعلوا الاله( مردوخ) في مقدمة الهتهم فأذا كان شعب بابل اشوري كما نقراء في مقالات وردود
بعض الاخوة لماذا لم يكن في مقدمة الهتهم الاله اشور

واذا كان البابا مار اوجينوس(اوكين) قد اطلق تسمية الكلدان على النساطرة الذين اعتنقوا المذهب
الكاثوليكي عام 1445 م لماذا لم يطلق عليهم اشوريين كاثوليك مثل الارمن الكاثوليك وغيرهم
الا اذا هم طلبوا ذلك وكانوا متأكدين من هويتهم الكلدانية

ثم التاريخ الذي يجمع عليه المؤرخين والباحثين في تاريخ وحضارات بلاد ما بين النهرين من هم
الذين اسقطوا الدولة الاشورية في 612_609 قبل الميلاد اليس هم الكلدان وبمساعدة
الميدين وانهى حضور الاشوريين ككيان سياسي ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك وتحققة نبوة
النبي ناحوم

ما يلفت الانتباه الخلل الذي يحول دون تنمية في بعض من قراءنا لما نسميه(وعيا تاريخي)
او (تواصلا تاريخيا) فعلاقتنا بثقافتنا التاريخية هي اول ما يمكن اعتباره اساس من اسس التنمية
الثقافية(طبيعة علاقتنا اشكالية هذه العلاقة) فهي اول ما ينبغي التركيز عليه لتصحيح علاقتنا
بماضينا وبالتالي في جوهر ما نعتبره ثقافتنا وتصحيح العلاقة يكون بالاستعاب والتجاوز كافة
الحواجز والاعتراف واحد منا بالاخر كما هو والعمل الجماعي المشترك لمصلحة الجميع


زورا وديع

232
الاخ حبيب تومي المحترم
تحية طيبة

ان حقب تاريخنا عديدة ثمة تواصلات وانقطاعات المسائل معقدة لكنها تذهب وتضمحل امام
اصرارنا ونهوضنا من جديد وأن الهوية المشتركة لا يمكن ان تتشكل الا بمعرفة الجميع للجميع
ثم اعترافهم ببعضهم ووعي الافراد حقيقة العلاقات القائمة فيما بينهم بوصفها الشي العام
المشترك تجمعهم روح المحبة والاخوة واضعين امامهم المصلحة العليا


زورا وديع

233
الى سيادة المطران لويس ساكو المحترم
تحية طيبة
نفرح كثيرا في قراءة اي مقال يدعو الى توحيدنا
ان التوحيد القومي في حالة نزاع بين جماهيرنا الاثورية الكلدانية السريانية وأن احد العوائق التي يكثر
الحديث عنها هي التسمية وأن وعي الهوية المركبة هو القوام الحقيقي الذي يجنبنا الانزلاق الى
مهوى الاحادية القاتلة


زورا وديع


234
العناد والتناحر الى متى والى اين

تحية اخوية

اكتب هذه الاسطر وقلبي حزين متألم لانه قدرنا الذي اختاره لنا الله
هل تريدون لهذه الامة التي تغلى الدماء بعروقها ؟ ان تتألم وتعترف بواقع مؤلم  هل تريدون لدم الاجداد
على مدى قرون ان يذهب سدى وان يتحول الى ماء
وهل التباهي بالاسم الفلاني هو الحل
واي طريق نسلك ليلتم شمل الامة
اقترحو الحل المنطقي بشرط ان تسلسلو فكركم تسلسل منطقي وواقعي يستمد من الرؤية الحقيقية
للماضي ومستجدات الحاضر الذي نعيشه الان
مشكلتنا الحقيقية سؤ التطبيق حتى بالدين
كما تطبق الاحزاب والمنظمات على هوى  هوى
انهم يسمونا بالقومية الاشورية ويسمونا بالقومية الكلدانية ويسمونا بالقومية السريانية كفانا تهربا من
مواجهة الحقائق لقد حولنا القومية الى شبه قومية اقرب الى العشيرة والى عهد قريب كانوا يسمونا
بالاقلية المسيحية
كفانا عنادا وتناحرا فيما بيننا تربطنا القواسم المشتركة  التاريخ الدين اللغة
ثم لغتنا؟ لغة ابائنا واجدادنا وبمختلف لهجاتها ولماذا ومنذو قرون كان السلوك والممارسات بطمسها ودفنها
علينا نفكر بكافة العناصر الزمنية والمكانية والمقومات الحضارية المشتركة نجدها حاضرة معنا بقوة وتدفعنا
قدما الى الامام ويحثنا الماضي النضالي المشترك على التفكير مليا في الحاضر كأمر واقع من اجل استشراق
مستقبل مشرق ومن اجل توحيد كلمتنا وبالتالي تقوية صفوفنا قبل فوات الاوان

زورا وديع

235
الاخ ياقو دنخا المحترم
تحية طيبة
اخي اننا حتى لم نسمع او نقراء المحاضرة التي سوف يلقيها الاستاذ هنري كيفا حتى تصدر الحكم عليها
لماذا هذا التسرع وهل انتقلت عدوى التهجم والتناحر الى المثقفين الوحدوين ايضا

اخوك زورا وديع

236
الاخ اشور كوركيس المحترم
تحية طيبة
صحيح الحوار والنقاش الديمقراطي الخالي من التعصب يقرب المساحة المشتركة بيننا ويقودنا الي التوحيد او الاتفاق
ولكن انت مؤمن بأن هويتك اثورية ولا تتنازل عنها وكذلك الكلداني مؤمن بأن هويته الكلدانية ولا يتنازل عنها
ولاكن لنسأل انفسنا اليس الاثنان ينتمون الى تلك الحقبة التاريخية الطويلة ويتكلمون السورث وديانتهم المسيحية
وبشهادة المؤرخين ثم لنفكر بالواقع والمتغيرات الجديدة لحضرنا ومستقبل اجيالنا
وحبذا لو تقراء مقالتي السابقة       الحوار والاتفاق طريقنا للحاضر والمستقبل

الاخ عبد الاحد والاخ جوزيف والاخ ياقو والاخ يوسب والاخ نبيل

اشكركم جميعا لمداخلتكم التي تعبر عن ما في نفوسكم من حاجتنا الى التوحيد

تحياتي للجميع

زورا وديع

237
الاخ اشور كوركيس
انت تقول وصلت بك الحال حتى الى عدم قراءة المقلات التي تدعو الى الوحدة لماذا يا اخ اشور
هل المقالات التي تدعو الى الفرقة والتقسيم تعجبك وتنشد اليها


زورا وديع

238
الاثورين الكلدان السريان ما بين الماضي والحاضر
نحن والتاريخ الاشوري البابلي في اطواره وحقبه وما اشتمل عليه من عطاءات وحوادث ومشكلات هو الماضي
الذي ننتمي اليه في الكثير من جوانب وجودنا الفكري والشعوري ولابد ان تكون افكارنا عن الوضعية التي تم
نقل ذلك الماضي عن طريقها ناضجة ومنظمة والا فأن الماضي كما يمكن ان يكون مصدرا لتجديد وعينا فانه
يمكن ان يكون مصدر لبلبلة الوعي وانقسلمه حيال التاريخ برمته هذه الوضعية هي التي كل اولئك الذين قاموا
بنقل احداث الماضي لمن بعدهم الى ان يضعوا ما ينقوله في اطار نظام ومن رؤيتهم الخاصة ايضا
المقصود اننا لن نجد في التراث حلولا جاهزة لمشكلاتنا المعاصرة ولمستقبل اجيالنا
ان احترامنا للتراث لاينبغي ان يتجسد في نقله ونشره فحسب وانما في توضيفيه من جديد كما ان هناك اجزاء
ومفردات من التراث تصلح للاستلهام وهناك اوضاع ومواقف تصلح للاعتبار واخذ الدروس
فاذا وقفنا مع الادلة التي يقدمها هذا الفريق او ذاك على صحة كلامه فأننا سنستمر في الجدال والكل مؤمنيين
بأننا شعب واحد يربطنا تاريخ مشترك وعقيدة ايمانية واللغة
نحن نقترب من مرحلة جديدة تكاد تتسم بقدر كبير من الواقعية والتجرد من كل الاعتبارات الموروثة التي كانت
ولا تزال ذيولها حاكمة على افكارنا ومشاعرنا علينا ان نفكر والاقتراب نحو الواقع وتداعيات المرحلة المقلة ومحاولة
التأثير فيها وخلق ارضية سياسية واعية تتفاعل والمتغيرات الجديدة
ان الثقافة الوحدوية التي ينتهجها الكثير من مثقفينا الاثورين الكلدان السريان لا بد ان تتحول الى ثقافة شعبية
عامة فاعلة في الوجدان الوحدوي العام وذلك كفيل بتقريب المواقف وتعديل الاتجاهات مما يجعل القضية متفتحة
على التعاون والتفاهم في الحصول على مواقع جديدة في ساحة التقرب والوحدة    ففي وحدتنا قوتنا

زورا وديع

239
سيادة المطران لويس ساكو المحترم
سلام الرب يسوع معكم
نعم للحوار والنقاش بروح ديمقراطية شفافة وان يتوج باتفاق يخدم مصلحة شعبنا المسيحي العراقي


زورا وديع

240
الاخ تيري بطرس المحترم
نعم ان بعض مفكرينا وساستنا لا زالوا يعيشون في التاريخ ولا ينظرون الى الحاضر ويستوعبون المتغيرات الجديدة

زورا وديع

241
الاخ تيري بطرس المحترم
لك جزيل الشكر
لا اعرف لماذا بعض الاخوة المتحاورين المتعصبين من الكلدان والاثوريين يتناحرون فيمل بينهم على التسمية
ولا ينظرون الى الواقع المهم وانهم جميعا يعلمون بأن نظرة الاخوان العرب ولكرد والتركمان الينا هي نظرة واحدة
ولا تفرق بين اثوري كلداني سرياني وما فائدة التسمية بالدستور اذا لم نضمن حقوقنا القومية والدينية والثفافية
بحق وحقيقة فالى متى يجب نفكر بالمصلحة العليا

زورا وديع

242
الحوار والاتفاق طريقنا للحاضر والمستقبل

يتطلع شعبنا العراقي بكل قومياته ومعقتداته الى بناء عراق ديمقراطي فيدرالي ومن اجل المحافظة على هويتنا
القومية والدينية ولغتنا التي تكلم بها ابائنا واجدادنا منذ الاف السنين نحن الاثوريين الكلدان السريان وحيث نتامل
في المشهد السياسي بكل مستوياته نكتشف ان الصراعات لاتنشأ بسبب وجود اختلاف وانما تنشأ من العجز عن اقامة نسق مشترك يجمع الناس ضمن دوائر ارتضوها وعليه ان الحوار لايدعو المغاير او المختلف الى مغادرة موقفه
الثقافي او السياسي وانما لاكتشاف المساحة المشتركة وبلورتها والانطلاق منها مجددا ومعا في النظر الى
الامور فثمة اشياء ومعارف عديدة يتم الاستفادة منها من جراء الانفتاح والتواصل والحوار وان الثقافة الحوارية
التي تصطنع الانفصال والانغلاق تبتر التاريخ كما ان الثقافة الحوارية هي الطريق الضروري الى التقدم السياسي
والحضاري وتضيق مساحة الخلاف وابراز عناصر الوحدة والأتلاف
ان المسألة الحقيقية والجوهرية في كيفية ازالة هذه الخلافات في القضايا المصيرية وذلك لأن الامة هي الرابحة
حيثما تسود لغة الحوار وتتكرس تقاليد التواصل وننبذ جميعا داء التعصب ويخطأ من يتعامل مع مبادرة الحوار
بعقلية الغالب والمغلوب
ان الحوار والتواصل بين مختلف التيارات والتنظيمات والشخصيات في مجتمعنا الاثوري الكلداني السرياني هو من
اجل توفير مناخ ملأم من التفاهم المتبادل وتوسيع المساحات المشتركة وتطوير الوئام والتحام الامة وبحاجة
الى رؤية جديدة تستوعب متغيرات الواقع والمكونات الاساسية لهويتنا ووحدتنا دون تحيز لفئة او تهميش لاخرى
وحبذا لو كافة القوى السياسية في مجتمعنا ان تمارس عملية نقد ذاتي لأداها وممارستها والانفتاح والتواصل
مع بعضها وذلك عن طريق عقد لقأت وحوارات تضم جميع الفعاليات والقوى السياسية والمناقشة بروح ديمقراطية
وشفافة كافة القضايا والامور المتعلقة بحاضرنا ومستقبلنا وأن تتوج بميثاق جديد ولكي نضمن حقوقنا القومية والدينية والثقافية يجب ان نكون متفقين في القضايا المصيرية التي تهم شعبنا ونحن نعلم جميعا ان الاخوة
العرب والاكراد والتركمان ينضرون الينا بكافة تسميتنا نظرة واحدة ولا تفرق بيننا نحن مسيحي العراق فلهذا يجب
على الجميع ان يأخذو هذه القضية بجدية وللمصلحة العليا


زورا وديع

صفحات: [1]