ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: يعكوب ابـونا في 04:00 26/06/2016

العنوان: ماذا ربح المسيحيون من داعش ؟؟
أرسل بواسطة: يعكوب ابـونا في 04:00 26/06/2016
ماذا ربح المسيحيون من داعش ؟؟


يعكوب ابونا
                         انجيل يوجنا 3 : 19
إن النور قد جاء إلى العالم ، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة
20 لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور ، ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله "..
 عندما دخلوا الدواعش الاوباش بسيوف الذبح والقتل والارهاب قرى سهل نينوى ومدينة الموصل بالذات خيروا مسيحيي المدينة بين الاسلام والجزية او الهجرة  ، وامهلوهم ثلاثة ايام فقط للاستجابه وتنفيذ اي من هذه الخيارات الثلاثة  ، ...وتعرض المسيحيون طبعا للمضايقات والاضطهادات بابشع صورها  ليس على يد الدواعش فقط بل على يد اقرب جيرانهم المسلمين الذين امضوا جيرتهم زمنا طويلا .. وهذا ليس مستغرب اعزائي لان هؤلاء هذا ديدنهم ، وهذا توجههم العقائدي تجاه الاخرين ، وهذا الذي اخبرنا به السيد المسيح قبل اكثرمن الفين سنه اذ قال في انجيل يوحنا 16 :
1 قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا
2 سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله
3 وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني .. 4 قلت لكم هذا حتى متى جاء وقت حدوثه تذكرون انه سبق ان اخبرتكم به ..
  33قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم ". 
 ولكن قد يكون من الصعوبة بمكان ان نجافي الواقع الانساني لان طبيعة الانسان الجسدية تميل دائما الى الرغبة في التمتع بالحياة ونيل مكاسبها ، ووفق هذا السياق المادي كان بكل سهوله ان يعلن مسيحيوا الموصل اسلامهم ويحتفظون بوجودهم ويتمتعون بحياتهم واموالهم وبيوتهم ووظائفهم وحقوقهم وغيرها ؟! بدل من هذا الذي تعرضوا له من تشريد وتهجير فهربوا من الموصل ونزحوا من قراهم الى اماكن تفتقر لابسط مقومات العيش الانساني البسيط  .؟ حاملين معاناتهم مضحين بكل غالي ونفيس من اجل هذا المعتقد وان لم يكن هذا ظاهر في وجوههم وسلوكهم ، رافضين تغيير دينهم متمسكين بايمانهم وبثقتهم بالمسيح الذي قال في انجيل يوحنا 15 :
18 إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم ". ..
  وقال في متي 5 :
11 طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي، كاذبين
12 افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات، .."
 ولكن قد يقول قائل الم يكن لهم ان ينكروا المسيح امام هؤلاء الدواعش بالظاهرعلى الاقل لدرء الاذئ والخطر على حياتهم وتجنب الموت ؟ طبيعي كان يمكن ذلك ولكن تذكروا ان المسيح قال في
في انجيل متى 10 :
33 ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات " ..
 بصراحه هؤلاء الناس اثبتوا بايمانهم بان من يحمل اسم المسيح عليه ان يتحمل تبعية هذا الاسم عليه ان يشقى ويعاني ويضطهد ويتالم ،ليكون جدير بهذا الاسم ويشارك المسيح الامه ،  كما قال في متي 10
38 ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقني " ..
  لاحظوا اعزائي من لايحمل صليبه ويتبعني لايستحقني ، اليسوا هؤلاء المهجرين والنازحين هم من حملوا الصليب ؟؟  ولكن ثقوا بان هؤلاء حملوا عزائهم مع المسيح كما حمل هو الامهم والامنا على الصليب ، فنالوا فرح الرب لانه يقول
 في انجيل يوحنا 16 : 20 الحق الحق أقول لكم : إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح
 
 ما يحدث في بلداننا لا يمكن ادراكه رغم كل التفسيرات العلمية والمنطقية و السياسية والاقتصادية والامنية وغيرها ولكن الذي يجب ان نعترف به اننا لا نعرف قصد الله بما يجري ، ولكن نحن واثقين بان الله له مشيئة به  ، اذ يقول بولس برسالته الى اهل رومية  8 :
28 ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده
31 فماذا نقول لهذا؟ إن كان الله معنا، فمن علينا
   قد يسال سائل اين مجد الله بكل الذي يحدث في بلداننا  ؟؟ يذكر الكتاب المقدس في سفر اعمال الرسل بان روح القدس عندما حل على المؤمنين في اورشليم يوم الخمسين للقيامة  لينالوا القوة ويكونوا للمسيح شهودا ، وان يذهبوا يبشروا بالانجيل في اورشليم ومنطقة اليهودية كلها وفي السامرة والى اقاصي الارض ،  فبدأت كنيسة اورشليم تنمو  ، واخذوا التلاميذ والمؤمنيين الذين نالوا قوة من الروح القدس يبشروا بانجيل الخلاص ويعملوا المعجزات ، هذه الاعمال وهذا الانتشار المسيحي لم يرق لرؤساء اليهود والامميين والرومانيين، فالقى القبض على استفانوس وقتل رجما بالحجارة  واستشهد لاجل ايمانه وهو اول شهيد في المسيحية  ، بدا اضطهاد المسيحيين ومحاربتهم في اورشليم  ، اضطروة  المؤمنيين ان يهربوا من هذا الاضطهاد فأنتشروا الى مناطق ومدن اخرى في سوريا واليونان وفي انحاء الامبراطورية الرومانية التي كانت وثنية وتضطهد المؤمنيين ، ولكن هؤلاء الهاربيبن من اورشليم كانوا الخميرة الاولى لانتشار المسيحية في تلك الاماكن الوثنية ، اليوم التاريخ يعيد نفسه اوروبا بعلمانيتها تنحرف عن ايمانها المسيحي وتحارب المسيحية بشكل او باخر ، المسيحيون في بلداننا يتعرضون للاضطهاد كما كانوا ايام المسيحية الاولى ، اليوم مسيحيي الشرق يضطهدون ويلجؤون الى اوروبا البعيده عن المسيحيه ليعيدوا لهم رسالة المسيح مجددا ويكونوا لهم رسلا ،  ويحققوا وصية يسوع المسيح عندما قال لهم اذهبوا وبشروا بهذا الانجيل في اقاصي الارض "  صحيح تحملوا هؤلاء التعب والمشقات والاهوال ولكن كما يقول متي في 11:
28 تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم
وفي رسالة يوحنا الاولى 2 :
18 أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة "..
    لذلك مسيحيوا العراق وسوريا ربحوا خلاصهم بايمانهم بالرب يسوع المسيح الفادي،فهم رغم معاناتهم والامهم سيكونوا رسالة المسيح في كل مكان يحلون فيه ، لذلك يجب ان يكون لنا ايمان بقصد الله بكل ما يحدث ، لان بولس الرسول يقول برسالته الى اهل رومية 8 :
28 ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده
31 فماذا نقول لهذا؟ إن كان الله معنا، فمن علينا ".. 
   هذا هوعزائنا بالرب يسوع المسيح لكل محبينا الذي تعرضوا للاضطهاد الداعشي ...
 يعكوب ابونا ..............................................25 / 6 /2016