بسم الثالوث الأقدس ... الآب ... والأبن ... والروح القدس ... الأله الواحد ... امين
،، انــا هو القـيـامة ... والحق ... والحـيـاة ... من امن بي .. وان مـــات ... فسيحيـــا ،،
حكم المنية في البرية جـار ..... مـا هذه الدنيــا بدار قرار
† رثاء لرحــيل مدرس ومعلم الأجـيال †
((الرجـل الرجـل))
وأخيراً بعـد معاناة طويلة وصراع مع المرض العضال الذي من جسدهُ الطاهر أنتقل الاستاذ القدير الهمام نـوري حبيب متي سورو
.....الى الأخدار السماوية....
عزيزى( † نـوري سورو† )نرثيك من اعماق قلوبنا لان رحيلك اذهلنا فترك جرحا عميقا فى نفوسنا ، لقد رحلت فى اقسى ساعات الموت بافجع مرض خبيث فتلوذ الغصة فى صدورنا جميعاً وهم يشهدون وانت تسلم روحك لباريها باسما ...ذكراك لازالت خالده فى قلوبنا.... فكنت كالشمس التى تهب الدفءفى اسرتك واقرباؤك ومحبيك .......ذكراك لايمحوها الزمن وتظل مطبوعة فى كل من عرفك أو ناله الشرف بمعرفته... لان جرحنا عميق برحيلك( † ياأبو هـديل † ) ياكريم النفس والخاطر طيفك وخيالك واسمك وبقاياك كلها تبكى حزينه صدى كلماتك صراخك لازال يرن فى مسامعنا يدك اذاننا ........
(† يا أبا حبيب †) ستقٌرع أجراس الكنائس في مسقط رأسك بلدة ألقوش الحبيبة((مهدك)) و في مدينة ديترويت (لحدك ).... وكل أرجـاء المعمورة ..سيبكون الالاقشة الابطال والعراقيون الآصلاء على مصابهم الجلل.و على فراقهم الأليم لشخصك الحاضرالغائب ...قل لي ياأستاذنا الفاضل من لا يبكي من الالقوشيين على رحيلك سواءاً طلابك الذين علمتهـمْ ودرستهـمْ الرياضيات (الجبر والمثلثات) في ثانوية القوش للبنين ،أو طلاب إبن عمكْ الاستاذ المرحوم منصور عودة سورو لحوالي عشرون عاماً وبالتحديد بين عامي (١٩٥٧(منصور عودة) ـ١٩٦٦/١٩٦٦ـ (نوري سورو)١٩٧٥).. ..وسيبكون على فراقهم الأليم لشخصك الحاضرالغائب ، ..ليصلوا ويرنموا ويتناولوا القربان المقدس لأنتقالك الى الفردوس الاعلى مع الابرار والقديسين...وأيضاً ليتألمون ويحزنون ويبكون على فقدانهم الرجل الرجل (†أبـو هـالة † )العملاق الذي ولد في قرية صغيرة أسمها ألقوش من عائلة كبيرة أل ســــــورو وفقيرة وموسورة الحال..ثم جاهد جهاد الأبطال ليتخرج من كلية التربية / قسم الرياضيات جامعة بغداد في ستينيات القرن الماضي..وكان نعم المدرس في إداء واجباته ومسؤولياته..لو أردنا ذكر صفاتك لعجز اللسان عن وصفها ولا تتسع الصفحات لذكرها وإذا أختصرناها سنقولها بشهادة القاصي والداني...كنت († يا اأبو هـديل†)الـورد مدرساً سيد نفسك وتحرص على الحفاظ على سموّ روحك الأبية ، نقياً من الغرائز الوضيعة التي لا ترى إلا أبعـد من أنفها ، عفيف النفس ، قوي ألارادة ، ثابت العزيمة، لـين العريكـة، .متكلم وقاريء جيد..هـاديء وسلـس ومـرن الطبع والطباع..كتوم..قنوع..متواضع..محب..مجامل...صريح...صادق...عادل...رحوم...رؤوف.. ومواظب ومثابر على عملك بجـد دون أن تـثـلْم أرادتك أو تتزعزع قيد أنمُلة ، حتى أكسل الطلبة الكسولين كانوا عندك مجتهدين ، وكنت († يااأبو هـديل †) الصنديد تروض أي أنسان تصادفه وتجعل حتى الطلاب الحمقى أناساً مؤدبين...كنت بحـق معلــمْ الأجـيال قل نظـيره....أفضالك لا تنسى لكل تلاميذك وطلابك وسيذكرونك أجيالاً وأجيالاً(مدرسيين ، مهندسين ، دكاترة ، أكاديميين...).....والأهم من ذلك كنت († ياأبو هـديل †)العُصامي رب أسرة كامل الأوصاف..تحب أفرادعائلتك فرداً فرداً دون تحيز أو تمييز وبنفس القيمة والمسافة مع الصغير والكبير...وكنت لا تتوانى أن تذهب وترحل الى أصقاع الدنياوأتجاهتها الأربعة من أجل إطعام وإسعاد ورفع مستوى المعيشي لأولادك وفلذة أكبادك الستة الحلوين(هالة ، هبة ، هديل ، هند ، أسيل ، حبيب..)....
...
غربـال الذاكرة :-
- في بلدنا العزيز عراقنا العظـيم كنا سوية نحِب ونحترمْ ونهاب الانسان القوي ليس لسبب تطوري بقدر ما يعود الى توتر داخلي نلقي به بالخارج ، ولكوننا أناس علميين وأكاديمين نحمل في كينونة وجودنا ألأفكار اليسارية العلمية والعلمانيةالوسطية النبيلة (الوجودية والحتمية التاريخية)وكنتيجة للظروف الأستثنائية والتي كان وما زال يمـر به البلاد والعباد ، (حروب عبثية ، حصـار جائر وظالم ، أحـتلال ، حرب أهلية ، تهجير ، أغتراب ..الخ)...ولكن بعـد هجرتنا القسرية وتبِنينْا أوطان جديدة توصلنا إلى قنـاعة جديدة ألا وهي بعبثية هذه الحـياة الفانية على هذه الارض المبتلات بالجنس البشري الهـدام...اذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي( مز 23 : 4 )اين شوكتك ياموت واين غلبتك ياهاوية..............
...
سيرة الذاتية الاستاذ في سطور:-
مواليد ١٩٤١ ..... القوش محلة تحتاني..... أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها ، وانهى دراسته الثانوية في الموصل .يجيد ويتكلم اللغاتْ (السريانية(السُورث) ، العربية ، الأنكليزية) بطلاقة...له شقيقان الكبير متي(أبو رعد) (معلْم متقاعد)والصغير نافع(أبو فراس)(موظف متقاعد)...وخمس شقيقات هم (أديـبة ، بنـو ، بتـول ، سعاد ، نجـيبة )...وله ستة أولاد حفظهم الرب يسوع المسيح...(هالة ، هبة ، هديل ، هند ، أسيل ، حبيب..)....
والده المرحـوم حبيب متي سوروكان يعمل شرطياً ليلياً في بلدتهِ القوش...
١٩٦٢ـ...... خريج كلية التربية /جامعة بغداد/قسم الرياضيات
١٩٦٢ ـ ١٩٦٧....مدرس في ناحية الزاب الاعلى(الشك) والتابع لقضاء بيجي/تعين مركزي قرى وأرياف...
١٩٦٧ـ١٩٧٤...... مدرس ثانوية القوش للبنين في ناحية القوش والتابعة لقضاء الشيخان ـ محافظة نينوى
١٩٦٩ـ .......تزوج فتاة من أقربائه من محلة عرفة/كركوك (سوزان حنا حداد)...
١٧ـ٧ـ......١٩٧٠ رزق بأول مولود تم تسميتها من قبلهِ ـ هـــالة
١٩٦٨ـ١٩٧٤ ......مدرس في ثانوية القوش للبنين ـ محافظة نينوى
١١ـ١٩٧٧........ رزق بأول مولود ذكر سمية ـ هديل
١٩٨٠ـ أنتقل السكن الى داره ملك خاص في حي جمعية المحاربين المجاور لمصفى الدورة ـ الدورة /بـغداد...
١٦ـ٧ـ١٩٨٦ رزق بأخر مولود سمية ـ حبيب على أسم والده
١٩٧٤ ـ ١٩٩٤ مدرس في أعدادية أبن الرشد ـ الغديرـ بغداد
١٩٩٤ ـ تقاعد عن العمل سنة بعد 33 سنة خدمة في مهنـة(سلك) التعليم (وزارة التربية)..
١٩٩٥ـ ١٩٩٧ سافر الى أمريكا لغرض العمل..... (سانتياغو)..ولاية كاليفورنيا
١٩٩٨ أيلول ـ هاجرمع عائلته الى أمريكا ملتحقاً بأبنتيه وعوائلهم المغتربين(هــبه ، هـالـه)...تاركاً وطنه الىالابد
...
وآخــــتاه :-
......... نحن نعلم في سفر الحياة بأن كل شيء في الوجود يبدأ صغيراً ثم يكبر تدريجياً وهذه هي غريزة النمووالبقاء...ولكن هنالك حالة واحدة فقط عكسها وهي ((الصدمة ))، حيث تبدأ كبيرة الوقع على أصحابها وسامْعيها ثم تصغر تدريجياً بمرور الزمن وبنعمة النسيان التي وهبها الله للأنسان..فرجائي الوحيد تحمل الصدمة برحـيل وديعتين من داركمْ المكلوم والمضياف ألأبنة البٌكر ووالدها ورب الأسرة في هذا الشهر ، إنها بحق صدمة.. روية ومرونة وحكمة وشجاعة كما عرفتكِ سابقاً وذلك بقراءة الكتب الثقافية والفلسفية وخاصة كتب الفيلسوف العربي جبران خليل جبران ، وكتابه الشهير(( يسوع ابن الإنسان))...(1928):والذي يؤول فيه جبران حياة المسيح وتعاليمه، على ضوء آرائه الصوفية، وهو يرسم صورة المسيح من خلال ما يقوله عنه سبعة وسبعون شخصاً عرفوا المسيح ومعظمهم ورد ذكرهم في الإنجيل، وهو يمثلون الفئات البشرية المختلفة، وقد ابتدع جبران في كتابه منهجاً جديداً في تحليل شخصية يسوع التي أضفى عليها صفة الفرح والمحبة والقوة والصلابة، والثورة والتمرد، والصبر والعمل....او سماع أغاني وموسيقى ألحان الكنسية الملائكية للمغنية فـيروز...وسماع قداديس وصلوات طقسية أرامية كنسية كلدانية بصوت الشماس الكلداني الاصيل والقدير الجــدالمرحوم متيكا حداد...ولا تنسِ إنني شريك أحزانكمْ ومصابكم هو مُصابِ وأطلب من الفادي يسوع الرب أن يكون هذه الفاجعة خاتمة لأحزانكمْ...................
...
الراحـــة الابــدية أعطــه يارب ونورك الدائم فليشرق علــيه
تلميذك المكلـوم
عامرحناحداد