وعادت مسلة حمورابي بخط الجيل العراقي الجديد
ابو سنحاريب
تعتبر مسلة حمورابي من اهم واجمل الكنوز الحضارية في التراث العراقي والانساني عامة بما اتت به من قوانيين في مختلف الشؤون الحياتية لابناء الرافدين في بدايات الحضارة ومما يجعل الانسان المعاصر يعرف من خلالها ماذا كان يدور في عقول القادة والزعماءالروحانيين والمدنيين من افكار وتطلعات وميول للحفاظ على امن ورقي الانسان والمجتمع عامة .
ولم تنتهى اثر تلك القوانيين بانتهاء السومرين بل انتقلت الى الحضارات التي تلتها من بابلية واشورية وغيرها وبصيغ واشكال متنوعة اضافةالى ما قامت الحضارات اللاحقة من اضافة افكار وقوانيين اخرى تطلبتها المراحل الجديدة وتلك سنة الحياة حيث لكل جيل افكار جديدة .
وهنا لو القينا نظرة سريعة للحراك السياسي للشعب العراقي منذ حمورابي والى عصرنا الحاضر نجد ان هذا الشعب العريق قد مر بمراحل وادوار كثيرة وعاش تحت ظروف وقوانيين وانظمة مختلفةحيث عاني الويلات من بطش وظلم الاقوام التي غزت الارض وأحكمت سيطرتها على الارض والانسان وسلخت الانسان العراقي عنوة من قوانيين الاجداد وفرضت قوانينها التعسفية عليه .
وكما نجد ان الانسان والشعب العراقي عامة قد دخل مرحلة جديدة بعد التخلص من نير العهد العثماني بفضل القوات الانكليزية اثناء الحرب الكونية الاولى، حيث تم تشكيل دولته العراقية كما خططها له سادة الحرب العالمية الاولى حيث تم تعيين ملك للعراق وبعدها جاءت ثورة عبد الكريم قاسم وتلتهاانقلاب البعثيين وانتهت الفترة السياسية المضطربة والمتذبذبة في دوراتها المتعاقبة بسقوط صدام وبفضل الامريكان والأجانب ايضا
ثم بدت مرحلة الديمقراطية الجديدة بكل ما حملته من مجازر ومآسي وازمات ما زلنا نعيشها الى يومنا هذا .
وفجأة تغيرت مسيرة الشعب العراقي بثورته الحالية التي فجرها الشباب العراقي في الخامس والعشرين من هذا الشهر. حيث شارك الشعب بكل طوائفه وقومياته ومذاهبه الدينية وغيرها كابناء اسرة عراقية واحدة يجمعهم العلم العراقي من اجل الوطن الآمن والمتطور والمسالم لبناء بيت رحب لكل عراقي .
حيث نجد ان الشباب او الجيل العراقي الجديد انتفض بافكاره الخاصه به بعيدا عن افكار الاباء مما يثبت بان الافكار والايديولوجيات السياسية السابقة قد عفى عليها الزمن ولا فاءدة ترجى منها وحان الوقت لقبرها الى الابد،
فهذا الجيل الجديد يمتاز بالوعي التام لكل ما تتطلبه الحياة من قوانيين والتزامات وواجبات وافكار صحيحة مفيدة طرية تستند الى العلم والمعرفة الصحيحةبعيدا عن التخيلات والأوهام او المعتقدات القديمة حيث هناك عالم الانترنيت الذي يستقى منه كل ما يحتاج اليه من معرفة وحكم وعلم ليتمم أعماله ويترجم افكاره الى واقع معاش .
وهكذا نجد بان الجيل العراقي المعاصر قد استطاع مرة ثانية ان يشيد مسلة حمورابي الجديدة
التي ستكون زادًا قانونيا وسندًا وطنيًا ومنارة حضارية متوهجة بكل ما ياتي به العلم لخدمة مسيرة الانسان العراقي .
وبأفكار وخطط وأطروحات وبرامج وتطلعات هذه الثورة الشعبية المباركة يدخل العراقيون بشجاعة واصرار وحكمة ، في مرحلة جديدة تبشربالخير في كل القنوات الحياتية ليتحرر العراقي من كل القيود الفكرية والسياسية والأيديولوجية العفنة الأحرى التي كانت تقمع الإرادة وتقييد الفكر وتفسد العقول وليولد الإنسان العراقي الجديد المحب للحياة الكريمة وللخير العام والعمل الصالح