بسم الآب و الإبن و الروح القدس
آمين
في ظل الصراع غير المتكافئ الذي تعرض له مسيحيو العراق
أرى أن هناك تصرفات من بعضنا لا موجب لها
فعندما يستهدف الإرهابي أي كنيسة أو أي جماعة مسيحية
فلا يقصد بذلك تلك القومية أو الطائفة أو المذهب أو الإتجاه السياسي
نحن مستهدفون لإيماننا بسيدنا يسوع فادياً و مخلصاً
فلماذا يسعى البعض سواء بقصد أو بغير قصد أن يحيّد كلامه و يقول أن القومية الفلانية مستهدفة ؟
أو أن الطائفة الفلانية قدمت الشهداء أو أن أبناء مدينة معينة قدمت الشهداء ؟
صراحةً إن أكثر ما يخدش المشاعر هي بعض اللافتات التي تعبر عن أصحابها وتظهرهم منفصلين عن الطروحات الشاملة و الموحدة لكل المسيحيين بدون إستثاء عندما تنطلق مسيرات سلمية أو مظاهرات منددة لما يتعرض له المسيحيون
متى ننتهي من الإقصاء والتهميش لبعضنا البعض ؟
ومتى ننتهي من تعظيم قومية أو طائفة أو منطقة بدل التوحد ؟
ألا يوجد أجل و أقدس من إسم المسيح شاملاً لنا ؟
وإلى متى يعلن بعضنا أن إستهداف كاتدرائية سيدة النجاة وكهنتها و المصلين فيها هو لأغراض سياسية أو لعرقلة العملية السياسية ؟
كيف نبعد الله و الكنيسة عن عقولنا لنتكلم عن السياسة و ندافع عنها ؟
أو ليس لديننا حق ؟
لقد سعى اليهود لمحاكمة سيدنا يسوع المسيح لسبب عقائدي و ليس لسبب سياسي
لكنهم جعلوا السبب السياسي هو الدافع التحريضي للرومان
وللعلم فإن من لا يؤمن بالمسيح اليوم يروق له تفضيل السبب السياسي
فلماذا ينساق بعض مسيحيي العراق إلى ذلك الرأي ؟ و لمصلحة من ؟
هل حصل التفجير لمسيحيين في مقر حزب أو منظمة سياسية لنعلن أن الهدف سياسي ؟
نحن نستهدف لأننا مسيحيون أولاً و أخيراً
سواء حصل الحادث في خارج الكنيسة أو في داخلها
كفانا إنقساماً وإصطفافنا في خنادق لا نقبل فيها أي مسيحي آخر
وكم كنتُ أتمنى أن يناقش سينودس روما لبطاركة الشرق الأوسط قضية التهميش و الإستغلال و الغدر و عدم التعاون بين بعضنا البعض نحن المسيحيين قبل مطالبتنا الآخرين بعدم إيذائنا .
مع التحية