عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - عبدالرحمن مهابادي

صفحات: [1]
1
إيران .. ولا زالت فيها دماء الجرائم جارية تفيض!
نظرة على أبعاد جريمة كبرى لا تغتفر في إيران!
بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
    قُتل أكثر من 30 ألف سجين سياسي قبل ثلاثة وثلاثين عاما بسجون النظام الفاشي المرعبة في أقل من ثلاثة أشهر بتهمة "الثبات على مواقفهم" قُتلوا بفتوى أصدرها خميني مؤسس نظام ولاية الفقيه الديني المتسلط على إيران، وجاء تنفيذ هذه الجريمة البربرية اللاإنسانية بعد أكبر عملية لجيش التحرير الوطني الإيراني في المناطق الحدودية بغرب إيران كسلسلة من سلاسل منهج جرائم الإبادة البشرية السافرة روابط هذه الإبادة الجماعية السافرة ارتكبتها لصرف أنظار الرأي العام في إيران والعالم، وايا كانت المبررات فانها جريمة لا تغتفر ولابد من جر رموز النظام الى منصة العدالة الدولية، وتجري اليوم في دولة السويد محاكمة المدعو حميد نوري أحد جلادي هذه المجازر.
استمرار منهج الإبادة البشرية والجرائم ضد الإنسانية 
   من الخطأ الاعتقاد بأن هذه الجريمة الكبرى قد انتهت، أو أنها جريمة مرتبطة بالماضي! لأن الذي لم ينتهي هو منهج وفكر ونمط الإجرام والإبادة لم يتم الانتهاء منه وتغييره، وهو مستمر من نموذج إلى آخر والمنهج المُتبع قائم، وبحسب الإحصائيات المنشورة فإن أكثر من 90٪ من هؤلاء المعتقلين هم من أعضاء وأنصار قوة المعارضة الرئيسية منظمة مجاهدي خلق، والبقية أيضا من المعارضين الأشداء للنظام!
   مات خميني عام 1989، أما السيد حسين علي منتظري الذي كان خليفته وقد أُقيل من منصبه بسبب احتجاجه على هذه الجريمة وقضى بقية حياته رهن الإقامة الجبرية حتى في 20 ديسمبر 2009، ولا يزال لأعضاء "لجنة الموت" الأربعة الذين نفذوا المرحلة الأولى من المشروع مكانة خاصة في النظام الفاشي الحاكم، ومنهم إبراهيم رئيسي.
لماذا ابراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية
   الجلاد إبراهيم رئيسي الذي نصبه علي خامنئي رئيسا للسلطة القضائية، وقد عُين الآن أيضا رئيس لجمهورية الملالي بسبب  الجمود وتفاقم الأزمات المستعصية التي يعيشها ولي الفقيه الحاكم في المراحل الأخيرة من نظام حكم الملالي، فولي الفقيه ونظامه على حافة السقوط والإنهيار الآن، وما وضع إبراهيم رئيسي كرئيس لجمهورية النظام إلا رسالة باستمرار سياسة القمع والقتل والنهب والجريمة التي هي من وسائل دوام هذا النظام.
   كان الدافع لتعيين إبراهيم رئيسي بهذا المنصب هو مواجهة الشعب والمقاومة الإيرانيين ولا شيء غير ذلك! ولم تأتي تسمية الشعب الإيراني له بمجرم القرن وجلاد 1988 من فراغ، فقد جاءت عن معرفة شاملة وكاملة عنه، وهو الذي بلغت وقاحته ذروتها بتبريره لجرائمه البشعة في أحد تصريحاته الأخيرة الى حد قوله هو "إن ما فعلته كان للدفاع عن حقوق الإنسان!"
صحوة عالمية في ظل إعلان حركة المقاضاة من قبل المقاومة الإيرانية!
   إطلع طيف واسع  ونوعي من شعوب العالم وخاصة في الدوائر السياسية الدولية وأدرك الآن من هذه "الشخصية الوحشية الإجرامية"  ملمين بأبعاد هذه القضية الثقيلة التي تتعارض مع جميع المعايير الإنسانية في العالم، فقد استرعت هذه القضية انتباه وإهتمام الأغلبية من الحزبين في الكونغرس الأمريكي، ومنظمة العفو الدولية، والبرلمان الأوروبي، والأمم المتحدة ومقرريها الخاصين، ومئات الوزراء والمشرعين والشخصيات السياسية والاجتماعية، والعشرات من الحائزين على جائزة نوبل من جميع أنحاء العالم، ومئات العلماء وأساتذة الجامعات وأكاديميين وأطباء وباحثين ومدراء صناعيين وأصحاب أعمال إيرانيين يعيشون في الولايات المتحدة، ومئات السجناء في المعتقلات وغيرهم، ودعم الشعب الإيراني المطلق لا سيما في قضية السجناء السياسيين الذين أُبيدوا في مجزرة سنة 1988 التي تستوجب إجراء اللازم من أجل التحقيق حول هذه الجريمة الكبرى ذات الأدلة التي لا يمكن إنكارها. 
   تعتبر حركة الثأر لدماء شهداء مجزرة الإبادة الجماعية سنة 1988 والتي أعلنتها السيدة مريم رجوي رسميا في عام 2016 وأصبحت الآن حركة دولية تعتبر عاملا أساسيا في زيادة الوعي العام، وأساسا دافعا للإجراءات المحتملة من قبل الحكومات والمنظمات الدولية لفتح قضية مجزرة الإبادة الجماعية للسجناء السياسيين التي حدثت سنة 1988 واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها، حيث لم تفتح هذه القضية وساد الصمت والتستر عليها بسبب سياسة الاسترضاء التي ينتهجها الغرب قبل الإعلان عن هذه الحركة.
السبب الرئيسي لاعتقال الجلاد حميد نوري في السويد وبدء محاكمته!
   حركة المقاضاة هي أساس تهيأة الأرضية اللازمة لإجراء وتوجيه أي تحقيق يتعلق بهذه القضية وتقديم مرتكبي هذه الجريمة للعدالة.
يعتبر اعتقال حميد نوري في 9 نوفمبر 2019 ومحاكمته التي تنظر فيها محكمة سويدية الآن جزءا من خارطة طريق وضعتها حركة الثأر لدماء السجناء السياسيين الذين أُبيدوا سنة 1988 أمام المجتمع الإنساني المعاصر، ومما لا شك فيه أنه إذا تم فتح هذه القضية  واستكمالها وفق المعايير الدولية سيضع النظام الحاكم في إيران بسرعة أمام نقطة موضحة المعالم والمطالب، ويضع المطلب الرئيسي للشعب الإيراني على عاتق مسؤولية المجتمع الدولي ملقيا الحجة عليه!
أهمية حركة المقاضاة! 
   ومن هنا فإن الجهود المثمرة لحركة التقاضي تقود قانونيا باتجاه تغيير النظام غير الشرعي في إيران، لكن نظام ولي الفقيه المتعطش للدماء المتسلط على إيران يحاول "نزع هوية" الحركة ساعيا إلى "تبييض" سجله الأسود.. فهل النظام قادرا على القيام بهذا العمل؟
   لا تعد حركة التقاضي ومناصرة العدالة حركة مقتصرة على قضية جرائم النظام الفاشي في إيران وتقديم مرتكبي هذه الجرائم التي تغتفر أمام العدالة الدولية فحسب بل هي في الواقع من أجل إنهاء النظام المتسلط على البلاد ورقاب العباد لأكثر من 42 سنة من سلب الحريات والقتل والقمع والإضطهاد وأسر ايران والإيرانيين والتحكم في مصيرهم باسم "الإسلام"، ولم يكتفي بذلك فسعى في السنوات الأخيرة إلى تعريض مصير شعوب منطقة الشرق الأوسط وجزءا كبيرا من العالم للخطر من خلال الإرهاب وإنتاج الأسلحة النووية!

@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.



2
مواجهة وباء كورونا في إيران جزء من النضال من أجل الإطاحة بنظام الملالي!
نظرة عامة على وضع انتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانیة في معمعة تفشي فيروس كورونا
الجزء الأول
بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
على الرغم من أن فيروس كورونا جائحة عالمية متفشية، بيد أن الملالي الحاكمين في إيران يستخدمون هذا الوباء الفتاك كسلاح لبقاء حكومتهم الفاشية على سدة الحكم في البلاد.     
ففي المرحلة الأخيرة من النضال من أجل الإطاحة بنظام الملالي، هزت انتفاضة الشعب الإيراني في نوفمبر الماضي جسد نظام الملالي  الديكتاتوري المتعطش للدماء لدرجة أن الشغل الشاغل لزعماء هذا النظام الفاشي بات الإبقاء على نظامهم، متشبثين بأي قشة وكأنهم غارقين في مستنقع الوحل، ولم يفكروا في أي شيء آخر!     
ونعلم جميعًا أن النضال من أجل الإطاحة بهذا النظام الفاشي لا يمكن أن يكون آليًا أو عفويًا. فالمقاومة الإيرانية تمضي قدمًا في هذا النضال بشكل منظم في جميع أنحاء العالم منذ أكثر من 40 عامًا، وتعتبر المنافس الوحيد لهذا النظام في البلاد حتى اليوم. والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل الظروف الحالية هو: ما هو تأثير وباء كورونا على نضال الشعب والمقاومة الإيرانية ضد نظام الملالي أو ماذا سيكون؟ وهل هذه الجائحة سوف تعجل من الإطاحة بهذا النظام الفاشي أم أنها سوف تبطئ منها؟
إن تحقيق الهدف الرئيسي يسيطر منذ البداية على السياسات والمواقف الاستراتيجية للمقاومة الإيرانية، ألا وهو التركيز على تلبية رغبة الشعب الإيراني المتمثلة في ضرورة الإطاحة بديكتاتورية نظام الملالي وإرساء سيادة وطنية شعبية ديمقراطية.
إن نقل فيروس كورونا إلى إيران بواسطة قوات حرس نظام الملالي وانتشاره على نطاق واسع في مئات المدن بواسطة الملالي، والذي أدى إلى كارثة كبرى وعالمية، والمفروض على الشعب الإيراني وأودى بأرواح ما يقرب من 40 ألف إيراني حتى الآن، هو القضية التي أبدت المقاومة الإيرانية  تجاهها رد فعل فوري وحاد وفقًا لما يمليه الضمير الحي. حيث قال قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي: "إن حرب الشعب الإيراني ضد وباء كورونا جزء من المعركة المصيرية ضد خامنئي ونظام ولاية الفقيه الكهنوتي عدو البشرية".     
وبالتوازي مع المخاوف المتزايدة للشعوب في جميع أنحاء العالم، ومن بينهم الشعب الإيراني من وجود هذا الفيروس الفتاك وتفشيه، و وجود نظام مناهض للبشرية ومفترس وسفاك للدماء والذي تسبب في أن تكون مطارات إيران واحدة من أولى المطارات وأكثرها هشاشة على كوكب الأرض، وضعت المقاومة الإيرانية في جدول أعمالها ضرورة القيام بحملة لكشف النقاب عن دور الولي الفقيه في هذه الكارثة وما يكنه من أسرار في هذه القضية؛ مثلما فعلت في فضح مشروعات الولي الفقيه السرية من أجل امتلاك السلاح النووي. وقامت المقاومة الإيرانية على وجه السرعة بلفت أنظار العالم للأبعاد المأساوية لهذه الجريمة المتزايدة التي يرتكبها الملالي، بالتوعية ودق ناقوس خطر ارتكاب ”جريمة ضد الإنسانية“ في إيران.   
والجدير بالذكر أن المقاومة الإيرانية معروفة على طول الزمن باستماتتها من أجل النضال ضد نظام الملالي عدو الإنسانية. إذ أعلنت هذه المقاومة الباسلة في خطوتها الأولى للكشف عن الفضائح أن زعماء نظام الملالي كانوا على علم منذ الأسابيع الأولى من ظهور فيروس كورونا في الصين، بنقل هذا الفيروس الفتاك للبلاد من خلال شركة "ماهان اير" للخطوط الجوية التابعة لقوات حرس نظام الملالي. بيد أن علي خامنئي أنكر نقل فيروس كورونا إلى إيران وتكاثره، وانتهج سياسة التستر من أجل احتواء الأوضاع المتفجرة في المجتمع والغضب المكبوت للشعب الإيراني المطحون، بغية الخروج من الوضع المتأزم الذي يعاني منه نظامه الفاشي، خاصة وأن خامنئي ورئيس جمهورية الملالي، حسن روحاني، كانا في حاجة إلى إجراء مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة الشعب الإيراني ضد الملكية في 11 فبراير وإجراء مسرحية انتخابات مجلس شورى الملالي المزيفة في 21 فبراير 2020  لاستعراض العضلات الوهمي في مواجهة انتفاضة الشعب الغاضب في شهر نوفمبر 2019 ، من خلال تعبئة قواتهما التي تبلغ 4 في المائة فقط من الشعب الإيراني ( حيث أن 96 في المائة من الشعب الإيراني غير راضين عن هذا النظام الفاشي، حسب اعترافاتهما). بيد أن إجراء هذين الاستعراضين فشل فشلًا ذريعًا تأثرًا بالظروف الموضوعية والوهمية للمجتمع الإيراني، وبالتالي استنزاف نظام الملالي وانهيار قواته التي تبلغ 4 في المائة، وتحول إلى فضيحة كبرى لحقت بالولي الفقيه، وهو ما أكدته جميع وسائل الإعلام والدوائر السياسية العالمية.
والجدير بالذكر إن الفضائح التي كشفت عنها المقاومة الإيرانية المتعلقة بالحقائق التي يخفيها نظام الملالي بشأن وباء كورونا في إيران والجرائم التي ارتكبتها قوات حرس نظام الملالي في هذا الصدد وتأثيرها على الرأي العام والدوائر السياسية والصحافة في جميع أنحاء العالم؛ أجبرت زعماء نظام الملالي ومن بينهم رئيس جمهورية الملالي، حسن روحاني على الاعتراف بالحقائق التي كانوا ينكرونها في وقت سابق.
فعلى سبيل المثال، قال وزير الداخلية في حكومة روحاني، رحماني فضلي في المؤتمر الصحفي المنعقد في 23 فبراير 2020 : "إن البعض نصحونا بتأجيل الانتخابات، وأصروا على تأجيل الانتخابات في مدينة قم على وجه الخصوص بسبب تفشي فيروس كورونا في هذه المدينة، إلا أنني بصفتي المسؤول عن الانتخابات لم أقبل أي نصيحة منهما". 
وبناء عليه، اضطر زعماء نظام الملالي والأجهزة ووسائل الإعلام الحكومية إلى الاعتراف بالحقائق تدريجيًا. بيد أن سياسة هذا النظام الفاشي المناهضة للشعب كانت نموذجًا للاعتراف بالتقطير.  لأنهم كانوا يخشون من قيام الشعب بانتفاضة مبكرة أخرى ضد النظام اللاإنساني في حالة الإفصحاء عن الحقائق دون تزييف.  انتفاضةٌ سيكون لها أبعاد وأعماق لا تضاهى وربما تدمر عمل نظام الملالي تمامًا متجاوزة مراحلها السابقة، ولاسيما انتفاضة الشعب في نوفمبر 2019.   
وبالتالي، فإن فيروس كورونا في إيران سوف يغير مشهد القضية الإيرانية كيفًا وكمًا؛ التي يجسد طرفاها الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من جهة ونظام الملالي الديكتاتوري اللاإنساني المنكوب بالأزمات من جهة أخرى، بغض النظر عن الفترة الانتقالية الأولية الوجيزة التي ستتم فيها الإطاحة بهذا النظام القروسطي على يد الشعب الإيراني المجيد والمقاومة الإيرانية الباسلة.   
يتبع
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.


3

أيُّ مصير مؤلم ينتظر النظام الإيراني وقادته!
نظرة على وقائع واحتمالات انتفاضة الشعب الإيراني القادمة ضد الملالي
بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
على طول انتفاضة نهايات عام 2017 وانتفاضة نوفمبر2019، كان هناك نقطة أخرى يشعر بها النظام الإيراني قبل الجميع، وبشعر بالخوف الشديد منها. انتفاضة ستكون مختلفة تمامًا عن المراحل السابقة. لماذا؟
إحصائياً، يمكن الإجابة عن هذا السؤال بوضوح.  إن نظرة على الاتجاه التصاعدي للأرقام في الرسم البياني لتصاعد الانتفاضة لا يحتاج إلى أي تفسير أو توضيح:
من عدد المدن المنتفضة التي كانت نتاج عمل معاقل الانتفاضة والدعم الشعبي لها، إلى عدد الشهداء والمصابين والمعتقلين.
من سرعة ردة فعل على خامنئي والمسؤولين الآخرين، إلى قطع الإنترنت وإحصاءات المراكز الحكومية التي أحرقها الشعب الإيراني.
والأهم من ذلك كله، لجوء الشعب لحمل السلاح والبداية التي سرقت النوم من أعين مسؤولي النظام!
الآن الوضع في إيران أكثر تفجراً من أي وقت مضى. يزداد غضب الشعب الإيراني ضد نظام آيات الله كل يوم. لم يعد لديهم أي ثقة في الفصائل والأجنحة الحاكمة أو تصريحات السلطات والمسؤولين، لكنهم أيضًا لا يخشون من الدعاية التي تهدد بها الأجهزة القضائية وقوات الأمن. لأنه لم يبق لهم شيء يخسرونه.
في إيران، تحت حكم الملالي، لم ينهار الاقتصاد فحسب، بل أصبحت الأسر الآن على وشك الانهيار، وأصبحت حياتهم صعبة ومميتة. تنقسم إيران إلى أقلية حاكمة صغيرة جداً (أقلية أقل من نصف عدد الأصابع) وأغلبية تشمل 95٪ من الشعب. إن الاقتصاد والأمن وجميع أجهزة الجيش والدولة تحتكرها وتسيطر عليها هذه الأقلية الحاكمة، وتتمثل مهمتها في قمع الشعب وحماية والحفاظ على بقاء النظام الذي يريد الشعب الإطاحة به.
الوجه المختلف للانتفاضة الأخيرة مع انتفاضة العامين الماضيين له أهمية قصوى. من اتقاد الغضب والاستياء الشعبي على النظام وإحراق المراكز الحكومية وقتل عدد من المسؤولين الحكوميين، إلى الروح القتالية للشعب، وخاصة شجاعة الشباب والنساء الإيرانيات في مشهد الانتفاضة، وانهيار معنويات الملالي.
تشير المعلومات الموثوقة إلى أن العديد من القوات المسلحة للنظام، رفضت المشاركة في قمع وقتل الناس، خشية أن تتم محاسبتهم على يد الشعب لاحقًا، من جهة ومن ناحية أخرى، هرع المسؤولون والقادة الحكوميون، خوفًا من انهيار نظامهم، لتجهيز طائرات للفرار إلى أحد الدول المجاورة لإيران مع عائلاتهم، في حال انهارت الحكومة.
بالطبع، مثل هذا الوضع كان ولا يزال متوقعًا لدى الشعب فيما يخص النظام. في الأشهر الأولى من انتفاضة 2018، عندما تحولت بسرعة المطالب المعيشية للشعب إلى مطالب سياسية، ونادى الشعب بشعارات "أيها الإصلاحي وأيها الاصولي، انتهت القصة"، أو "الموت لخامنئي والموت لروحاني، والموت للديكتاتور"، أدرك خامنئي وقادة النظام الآخرين بسرعة أن هناك صلة وارتباط وثيق بين انتفاضة الشعب والمقاومة التي نظمت الشعب، وأنهم غير راضين بأقل من الإطاحة بالنظام.
إذا أردنا تلخيص وجه الفرق والتمايز بين انتفاضة 2018 وانتفاضة هذا العام، يمكن القول إنه "في انتفاضة هذا العام أراد الشعب المضطهد تطبيق شعارات ومطالب الانتفاضة الأولى في هذه الانتفاضة، وبالإضافة إلى معاقبة المسؤولين والعملاء الحكوميين وإشعال النار في المراكز الحكومية، تمكنوا في بعض الحالات من نزع سلاح قوات النظام ومقراته ومراكزه، ومعاقبة عدد من المجرمين والقامعين على أفعالهم! "
الآن السؤال هو ماذا سيحدث في الانتفاضة القادمة؟
قانون العلم الرياضي يقول بأنه "بوصل نقطتين نحصل على خط مستقيم". بهذا القانون فإن هذا الخط الذي يحمل نقطة أو نقاط أخرى على طول امتداده، يدخلنا لمجالات أخرى من العمل الاجتماعي والسياسي والفلسفي، ومع استمرار هذا الخط في التقدم، سيلجأ الشعب أكثر فأكثر إلى عنصر الغضب وحمل السلاح. خاصة أن نظام الملالي لا يملك قدرة جل القضايا الاقتصادية والاجتماعية للشعب، حتى أن طبيعته الرجعية لا تسمح له بنشر مبادئ الحريات السياسية في إيران.
والنتيجة هي أن الشعب قد وصلوا إلى مستوى من الوعي السياسي بأن "الحرية متاحة وممكنة" والآن "بعد أربعين عامًا من القمع والقتل والنهب والسرقة، لا توجد وسيلة أخرى سوى حمل السلاح!" خاصة أن هذه الضرورة والحاجة الملحة للشعب تتناغم وتتناسب مع استراتيجية المقاومة الإيرانية، التي وسعت الآن من انتشار معاقل الانتفاضة في جميع أنحاء إيران وتتمتع بتنظيم فريد من نوعه. لذا يجب القول... "أيُّ مصير مؤلم ينتظر هذا النظام وقادته!"
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.


4
القتل والتشويه والافتراء على انتفاضتي الشعبين الإيراني والعراقي
بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
يزداد حجم الزلزال الذي يهز النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران وضوحًا يومًا بعد يوم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا يفعل نظام الملالي للحفاظ على بقائه المخزي وماذا سيفعل؟ 
الجواب ببساطة هو "القتل ثم القتل ثم القتل"، إلا أن هذا النظام لا يكتفي بذلك ويطبق سيناريوهات تكميلية أخرى مثل "بث الأكاذيب والتشويه والافتراء والخداع". لكن هل ستشفي المذابح ومثل هذه السيناريوهات ألما من آلام هذا النظام؟ بالتأكيد، كلا.
وحتى الآن استشهد ما يقرب من 500 شخص من الثوار العراقيين على يد الحكومة العميلة لإيران في العراق خلال الانتفاضة العراقية التي استمرت ثلاثة أشهر.  وخلال فترة أقصر من ذلك في إيران، أي خلال ما يقرب من 10 أيام، وصل عدد الشهداء إلى 1500 شخص،  كما أن عدد المصابين والمعتقلين خاصة في إيران يتعرضون للموت إلى حد ما عدة أضعاف.  ومعظم الشهداء والمصابين والمعتقلين من جيل الشباب، ومن بينهم عدد  كبير من النساء الشجاعات.
ووصف نظام الملالي وحكومته العميلة في العراق الثوار في كلا البلدين بالأوغاد والمناهضين للثورة ومثيري الشغب والتواطؤ مع الأجانب وبشكل أكثر تحديدًا بـ ”المنافقين“، في إشارة مباشرة للعدو العنيد لآيات الله الحاكمين في إيران، أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية؛ وهي القوة التي يدعي الملالي الحاكمين كذبًا على مدى سنوات عديدة بأنه لم يتبقى منهم أحد وتم القضاء عليهم تمامًا! 
العوامل المشتركة للانتفاضات الأخيرة في العراق وإيران واضحة للجميع. ولكن على الجانب الآخر، نجد أن ثقافة القتل والسيناريوهات لها الكثير من العوامل المشتركة.
علي خامنئي، ديكتاتور إيران، على عكس ما فعل في الانتفاضة الشعبية قبل عامين، تصدر المشهد هذه المرة مع بداية الانتفاضة متهورًا، وبعد حجب الإنترنت وعرض مجموعة من التهم ضد المنتفضين، وقتلهم بوحشية أثناء حجب الإنترنت، قام بمسرحية خادعة وأرسل شمخاني ليتصدر المشهد بالإنابة عنه ليقول: "إن اكثر من 85 في المائة من ضحايا الأحداث الأخيرة في مدن طهران لم يشاركوا في التجمعات الاحتجاجية وأنهم قُتلوا بأسلحة غير مؤسسية، وبناءً عليه نؤكد أن الخصوم هم الذين قاموا بقتل المواطنين في هذه المنطقة".   
كما أنه في يوم الجمعة الموافق 6 ديسمبر 2019، قامت مجموعة من عناصر نظام الملالي بالهجوم على الثوار العراقيين في بغداد وقتلوا منهم عددًا كبيرًا. وأعلنت وسائل الإعلام الحكومية العميلة للملالي في العراق أن المهاجمين أفراد مجهولون.
إذًا، من هم الأشخاص المجهولون في ثقافة الحكومة العميلة لنظام الملالي في العراق وكيف يمارسون عملهم؟   
وإليكم مثال يوضح طبيعة ووظيفة مثل هؤلاء الأفراد:
في فجر يوم 1 سبتمبر 2013، عندما كانت الحكومة العميلة لنظام الملالي في العراق، في ظل رئاسة المجرم نوري المالكي لمجلس الوزراء تحاصر معسكر أشرف في ديالى بالعراق بالقوات العسكرية، قامت مجموعة من عناصر نظام الملالي بالهجوم ليلًا على المعسكر وذبحوا  52 شخصًا من سكان أشرف جميعهم من أعضاء المقاومة الإيرانية وخطفوا 7 أشخاص . وآنذاك ادعت حكومة المجرم نوري المالكي أن المهاجمين أفراد مجهولون". 
وبالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون إلا القليل عن طبيعة وممارسات نظام الملالي والحكومة العميلة له، لم يكن هناك شك في أن عناصر نظام الملالي هم من ارتكبوا هذه المذبحة بتعاون حكومة نوري المالكي. ولم يكن هباءًا ألا تُجري الحكومة العراقية أي تحقيق على الإطلاق حول هذه الجريمة ضد البشرية وتفرض عقوبات وألا تسمح للآخرين للقيام بذلك.   
والآن بعد أن أعلنت المقاومة الإيرانية عن عدد القتلى في الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني ونشرت أسماء أكثر من 500 فرد منهم، نجد الديكتاتورية الدموية الحاكمة لم تعلن عن أي إحصاء فحسب، بل تسعى إلى قلب الحقائق وتشويه المشهد وبالتالي تحتوي ثورة الشعب.  لكنها ليست على علم بأن الشعب الإيراني يستعد لمرحلة جديدة من الانتفاضة بالتعاون مع المقاومة الإيرانية تحت قيادة معاقل الانتفاضة.
وتشير كل الشواهد إلى أن الانتفاضة القادمة في إيران ستحدث في وقت ليس ببعيد وستكون مختلفة تمامًا عن الانتفاضات السابقة.
وما هو واضح الآن ولا مفر منه هو انتصار الشعب والمقاومة اللذان عقدا العزم وفاءًا لقسمهما القديم على الإطاحة بنظام ولاية الفقيه وتطهير المجتمع البشري المعاصر وهذه المنطقة من الشرق الأوسط من الديكتاتورية الإرهابية الأكثر رعبًا في التاريخ.  وفي هذا المسار، ستجد انتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني ودول المنطقة الأخرى نفسها إلى جانب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
والآن يجب على المجتمع الدولي أن يفتح ملف القتل والكذب الذي يدعيه نظام الملالي؛ في مجلس الأمن الدولي والأجهزة القضائية الدولية والإسراع في إرسال هيئات تحقيق إلى إيران  للكشف عن حجم الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها هذا النظام الفاشي، وتفقد وضع المعتقلين والاعتراف رسميًا بالمقاومة الإيرانية وانتفاضة الشعب الإيراني وحقهم في الإطاحة بالملالي.     
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.




5
لماذا تمّ قطع الإنترنت خلال الانتفاضة الشعبیة في إیران؟
بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
منذ أن اجتاحت خدمات الإنترنت حیاة البشر وظهرت شبكات التواصل الاجتماعية، والرعب مسیطر علی الأنظمة القمعية التي تقوم بقطع الإنترنت مع تصاعد الإحتجاجات الشعبیة المناهضة للحکومة. لأن الإنترنت منصة هامة لتواصل الناس حول العالم.
بعد يومين من اندلاع الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني ضد الفاشیة الدینیة الحاکمة، و بناء على أوامر من علي خامنئي ديكتاتور إيران، انقطع الإنترنت في البلاد بشکل کامل وشنّت القوات القمعیة للنظام سلسلة واسعة من الاعتقالات وقتلت العدید من المتظاهرین العزّل.
وفقاً للإحصائیات المسجّلة استشهد أكثر من 500 شهید أثناء الاحتجاجات علی ید قوات الحرس، وأصيب أكثر من 4000 واعتقل أكثر من 10 آلاف شخص. تصريحات قادة السلطات الحکومیة الثلاث وغيرهم في أجهزة الملالي القمعية تؤكد علی ضرورة تنفیذ "أشدّ العقوبات" بحق المعتقلین وقد أثارت قلق کل مواطن إیراني وإنسان شریف حول العالم. فالنظام الإیراني الفاشي لدیه سجل أسود حافل بقتل المعارضین. مجزرة عام 1988 والتي قتل فیها أکثر من 30 ألف سجین سیاسي هي مجرد جزء صغیر من سجل جرائم النظام الأسود!
لقد قطع الملالي جمیع خدمات الإنترنت بالکامل منذ اندلاع الإحتجاجات وتدفّق الحشود إلى الشارع. وعلى الرغم من أن النظام کان یهدف من هذه الخطوة إلی محاصرة وعزل الثوار وقتلهم بعیداً عن عیون وسائل الإعلام وشعوب العالم، لكنه كان یسعی أيضاً  إلی غرض آخر وهو تشویه الإنتفاضة وبالتالي تشویه المقاومة الإيرانية من خلال سلسلة من التدابیر اللاإنسانية مثل كسر الزجاج وحرق السيارات وإسناد أعمال الشغب هذه إلى المتظاهرین!
نظراً إلی أن قطع الإنترنت قد کلّف النظام ثمناً باهظاً، وأن النظام کان علی علم تامّ بعواقبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فإن اتخاذه لهذه الخطوة الحساسة يوضح مدى فزع النظام من الانتفاضة التي عمّت بسرعة فائقة أكثر من 175 مدينة إيرانية وأثبتت زيف ادعاءات خامنئي بأنه قد دحر الانتفاضة وتغلّب علیها. لذلك یمکن القول بإنّ هذه المرحلة الجديدة من الانتفاضة،  قد قرعت ناقوس سقوط نظام الملالي مرة أخرى!
"آذري جهرمي" وزير اتصالات النظام رداً علی أحد المراسلین في 25 نوفمبر قال: «قطع الإنترنت قد تسبّب بأضرار فادحة للکسبة بکل تأکید، لکن من المهم الحفاظ على أمن البلاد بناء علی تشخیص مجلس الأمن القومي» (وکالة إیسنا 18 نوفمبر 2019).
على الرغم من أن قطع الإنترنت قد يبطئ تحقیق أهداف  الانتفاضة، لکن من المؤكد أنّ الشعب سيغضب أكثر من أي وقت مضى من تصرف النظام هذا، وسیصرّ علی مواصلة الانتفاضة حتی الإطاحة بالنظام الدیکتاتوري.
یبدو أن ما ضاعف قلق النظام هو أنّ المتظاهرین قد استخدموا جانبا من "لیاقتهم البدنیة" في مواجهة نظام الملالي الفاسد. يعكس تقرير إحدی المؤسسات الأمنیة التابعة للملالي هذا القلق قائلاً: «في الاضطرابات الأخيرة، لعب الرجال ذوي اللیاقة البدنية العالية في الغالب دوراً بارزاً في "طبقات العنف". الحالات التي تمّ کشفها عن هؤلاء الأفراد توضح أن الطبقة الأولى من "طبقات العنف" مزوّدة بقنابل يدوية، وهلام سریع الاشتعال، وأدوات کسر الأقفال والأسلحة البيضاء من خناجر وسكاكين وقضبان معدنية، يدعمها واحد أو أكثر من راكبي الدراجات النارية المسلحين بأسلحة نارية من الطبقة الثانية» (صحیفة سیاست روز الحکومیة، 19 نوفمبر 2019).
إذا تجاوزنا "تضخیم" الأحداث في تقاریر هذه المؤسسات والذي یدّل علی أنها تحاول إظهار المتظاهرین علی أنهم «لیسوا من الشعب، هم من الأشرار وعددهم قلیل» (موقع خامنئي، 17 نوفمبر)، فخامنئي وغيره من قادة النظام یشعرون بالخوف من حقيقة أن الشعب قد لجأ إلی استخدام القوة والأسلحة للإطاحة بنظامهم الديكتاتوري!
بات واضحاً للأوساط الدولية التي تراقب قضیة إیران أن شیطنة الانتفاضة والمتظاهرین لیست أمراً جدیداً علی النظام الإیراني. فسجل النظام الأسود حافل بمحاولات شیطنة المقاومة الإیرانیة علی مدار أربعة عقود ماضیة. على سبيل المثال:  في السنة الأولى من حکم نظام الملالي، بعد القبض على مجاهدي خلق وتعذيبهم من قبل الملالي، زعم خمیني بأنّ المجاهدین هم من یقومون بتعذیب أنفسهم وینسبون الأمر إلی النظام!
موجة الاعتقالات مستمرة في المدن الإيرانية. أعداد المعتقلين کثیرة إلی درجة أنّ سجون طهران اکتظت بالمحتجزين والسلطات تواجه أزمة في الأمکنة لحجز المعتلقین فیها. في العديد من المدن، يتمّ احتجاز المعتقلین في المدارس الابتدائية والثانوية وغيرها من المباني الحكومية. في الوقت نفسه أعلن رؤساء القضاء في نظام الملالي بمختلف المحافظات بما في ذلك طهران وخوزستان وفارس عن تشکیل محاکم خاصة للمعتقلين.
المعمم "أحمد خاتمي" عضو مجلس الخبراء للنظام الرجعي، في اجتماع الجمعة في طهران الموافق 22 نوفمبر، وصف المعتقلين بأنهم "بغاة ومحاربون" وطالب جهاز القضاء أن یعاقبهم بـ "أشدّ العقوبات" علی حد تعبیره.
وعدّت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية قتل المتظاهرين، جريمة صارخة ضد الإنسانية داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف فوري لأعمال القتل والقمع مناشدة الأمم المتحدة الإسراع في إرسال بعثات لإيران لتقصي الحقائق. وأضافت أن قادة النظام يجب تقديمهم للعدالة لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية. وأكدت أن الصمت والتقاعس يغاير الاتفاقيات والقوانين والمعايير الدولية كما أنه يشجع النظام على التمادي في ارتكاب الجرائم وتوسيعها في المنطقة.
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.


6
مرحلة جديدة من انتفاضة الشعب للإطاحة بالملالي الحاکمین فی إيران
بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
بعد الانتفاضة التي اجتاحت جميع أنحاء إيران، تحت احتلال الملالي، خلال الأيام الأخيرة من عام 2017، بات من الواضح أنه من غير الممكن القضاء على هذه الانتفاضة لأن الناس فاض بهم الكيل من هذا النظام ولم يعد بإمكانهم تحمل مثل هذا النظام القمعي. ولهذا السبب، استمرت الانتفاضة في شكل سلسلة من الاحتجاجات والسخط يوميًا؛ على الرغم من زيادة التدابير الأمنية الصارمة التي اتخذتها السلطات الحكومية لقمع الاحتجاجات خلال هذه الفترة، وفي الوقت نفسه اتضح أن استئناف الانتفاضة أمر ممكن في أي وقت، خاصة وأن قوات المقاومة الإيرانية انتشرت بين مختلف طبقات المجتمع في جميع أنحاء إيران خلال العامين الماضيين في شكل معاقل للانتفاضة. والجدير بالذكر أن الفترة الزمنية بين كل مرحلة وأخرى من مراحل الانتفاضة في إيران لا تكاد تُذكر.
وقد أشعل رفع نظام الملالي لأسعار البنزين شرارة المرحلة الجديدة من الانتفاضة، إلا أنه سرعان ما تخطت الانتفاضة الحديثة عن مرحلة البنزين وسعره، واستهدفت الشعارات رأس الديكتاتورية، خامنئي، ونظام الملالي برمته. وهتف الشعب المطحون في أكثر من 120 مدينة و في 31 محافظة ضد نظام الملالي، وعبروا عن استيائهم الشديد من هذا النظام بالهجوم على مراكز النهب والقمع التابعة للنظام، وإضرام النيران في البنوك والمراكز القمعية مثل مراكز الشرطة ومراكز الباسيج والصور الرمزية لخامنئي وخميني، وأثبتوا للعالم عملياً أن الشعب الإيراني - كما ذكر أكثر من مرة - لا يريد هذا النظام بأكمله.
وتفيد الإحصاءات المسجلة أن أكثر من 200 شخص استشهدوا، وأُصيب المئات في المرحلة الأخيرة من انتفاضة الشعب الإيراني، وأن القوات الحكومية ألقت القبض على آلاف الأشخاص. 
والشيء الأهم هو أن هذه المرحلة الجديدة من الانتفاضة تظهر أن الوضع في إيران لن يعود  إلى ما كان عليه على الإطلاق، وأن الهدف هو الإطاحة بالنظام  الديكتاتوري الديني الذي حكم إيران بالقمع على مدى 40 عامًا. فالشعب الإيراني المجيد وفي مقدمته المقاومة الإيرانية الشريفة واثقين من النصر بهذه الطريقة. فقد عقدوا العزم على سرعة تحقيق هذا التطور العظيم، أي الإطاحة بنظام الملالي برمته في أقرب وقت ممكن.   
ومن السمات الأخرى لهذه المرحلة من الانتفاضة، التسارع في التحرك وتأثيرها على علي خامنئي والمسؤولين الآخرين في نظام الملالي، بالإضافة إلى تصاعدها في جميع أنحاء البلاد. وإذا كانت المرحلة السابقة من الانتفاضة في الأيام الأخيرة من عام 2017 قد استغرقت أسبوعًا حتى تصدر خامنئي المشهد وأعلن على الملأ  أن الانتفاضة من صنع مجاهدي خلق، وهي القوة المركزية للمقاومة الإيرانية، إلا أن الأمر هذه المرة لم يستغرق 24 ساعة حتى اعترف خامنئي بهذه الحقيقة، نظرًا لأنه خلال الفترة الزمنية بين مرحلتي الانتفاضة كان خامنئي ونظامه الفاسد يواجهون تواجد مجاهدي خلق في جميع الأراضي الإيرانية وبين كافة طبقات المجتمع. والجدير بالذكر أن أجهزة المخابرات والأجهزة الأمنية في نظام الملالي قد أعلنوا أكثر من مرة أنهم خلال الفترة الزمنية  التي تفصل بين مرحلتي الانتفاضة ومدتها عامان، قبضوا على المئات من أعضاء معاقل الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق. ومن جانبها نشرت المقاومة الإيرانية بشكل شبه يومي الأنشطة الوثائقية لقواتها في إيران في أجهزتها الدعائية، بما في ذلك التلفزيون الوطني الإيراني (سيماى آزادى)، والآن أصبح انتشار قوات المقاومة المنظمة داخل إيران حقيقة لا يمكن إنكارها.
وما يجب التنويه عليه في ظل هذا الوضع هو أننا لا يجب أن نبحث في السبب وراء قرار خامنئي وروحاني برفع سعر البنزين في جهل قادة النظام بعواقب هذه الخطوة الخطيرة، بل يجب أن نبحث في الحالة الاقتصادية المنهاره في البلاد التي تسبب فيها تصعيد العقوبات الدولية على نظام الملالي ووضعها في هذا الموقف الحرج. والجدير بالذكر أن روحاني اعترف أكثر من مرة بهذه الحقيقة خلال الأسابيع الأخيرة.
هذا وقد ظهرت العلامات الأولى لهذا الذعر والارتباك من رفع  أسعار البنزين  في مجلس شورى الملالي، في وقت مبكر من اجتماع صباح يوم السبت الموافق  16 نوفمبر، حيث قدم عدد من أعضاء المجلس مشروع بالأسبقية الأولى لوقف رفع أسعار البنزين.
لكن من الواضح أن هذا قرار خارج إرادة أجنحة النظام، وهو قرار خامنئي على وجه التحديد. ويبدو أن خامنئي قد أخطأ في نظرته للوضع المتفجر الاستثنائي  في المجتمع، وانتفاضة الشعبين العراقي واللبناني.
والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الانتفاضة العراقية ليست منفصلة عن الانتفاضة في إيران؛ حيث أنهما يشكلان جبهة مشتركة ضد عدو مشترك برفع شعارات مشتركة لتحقيق هدف مشترك.  إذ يهتف المنتفضون في العراق "نظام الملالي بره بره" وفي إيران أيضًا يهتف المتظاهرون "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" .
وبعد بداية المرحلة الجديدة من الانتفاضة المربكة تصدر خامنئي المشهد ودافع صراحةً عن قرار رفع أسعار البنزين، وقال إنه يؤيد قرار رؤساء السلطات الثلاث . وأصدر الأوامر بقمع وقتل المتظاهرين ووصفهم بالأشرار، قائلًا: " يجب على المسؤولين في البلاد أيضًا تأدية مهامهم بجدية كما ينبغي".
لكن من جانبه أشار خامنئي في حديثه إلى فلول نظام الشاه الذي تمت الإطاحة به، والتي شرح زعيم المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي أسبابها بوضوح في رسالته. ويحاول خامنئي عبثًا ربط الماضي بالمستقبل بوضع فلول الشاه بجانب مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، لخدمة الحاضر المتمثل في حكم الملالي.  لكن هيهات أن يعود الزمن وعقارب الساعة إلى الخلف. ففي انتفاضة يناير 2017 كان يدعي أن أمريكا رسمت خطة الانتفاضة والسعودية دفعت التكاليف ومجاهدي خلق قاموا بالتنفيذ.  لكن هذه المرة، أجج بنفسه النار بإلقاء الشرارة على البنزين وأصبحت تهمة تلقي مجاهدي خلق أموالا من السعودية ورقة محروقة. 
كما هدد سكرتير الأمن في نظام الملالي، الحرسي  شمخاني،  في الجلسة المغلقة في مجلس شورى الملالي، قائلاً: "لقد تم التعرف على عدد من الأشخاص الذين كانوا يحرضون الناس في الشوارع. واتضح أنهم على اتصال بمنظمة مجاهدي خلق. وهم من بين الأشرار في المنطقة  وأخذوا أموالاً لإثارة أعمال الشغب ويستهدفون مناطق محددة.  وهؤلاء الأشخاص كانوا يعتزمون إثارة الاضطرابات في إيران والعراق ولبنان وبعض الدول الأخرى من خلال اتباع سيناريوهات معدة مسبقًا".
والجدير بالذكر أن انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي قد بلغت ذروتها والتطور الكبير الذي يتطلع إليه الجميع سيتحقق في المستقبل القريب جدًا. اليوم المجيد للإطاحة بالديكتاتور الطاغي من المنطقة

@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.


7
الإجراء الذي تأخر تنفيذه حتى اليوم!
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
الإيرانيون يعلمون جيدا بأن نظام الملالي يكذب. ولكن الحكومات لا تعلم هذه الحقيقة أو أنها تعلمها وتغض الطرف عنها. وفي كلا الحالتين يعتبر هذا الأمر بمثابة كارثة. لأن بقاء هذا النظام الإرهابي والمتطرف كان مرتبطا إلى كبير بهذه القضية.
فالملالي قضوا على مصالح الشعب قربانا لأيديولوجيتهم العفنة وبدلا من تقبل الخطأ كانوا يقتلون الشعب ويستمرون في جرائمهم. هذه تجربة مريرة للإنسانية المعاصرة. فالدكتاتورية الدينية هي من أسوأ أنواع الكتاتوريات التي مازالت تحكم إيران الحضارة من أربعين عاما و أغرقت العالم كله بالإرهاب والأصولية. والسؤال هنا هل هناك سبيل للخروج من هذا الموضوع أم لا؟
فعندما أسقط الشعب الإيراني نظام الشاه كانوا يتأملون استعادة حقوقهم المسلوبة ولكن كانوا غافلين عن أنهم سيواجهون دكتاتورية أسوأ من سابقتها. ولكن هذه الغفلة لم تطل حتى فهم الشعب الإيراني بأن خميني قدم خلافا لوعوده السابقة حتى يقوم بتنفيذ إيديولوجيته المتطرفة في المجتمع. فالشعب رأى بأم أعينه بأن الجمهورية الإسلامية التي يطمح لها الملالي ليست ذاك الشئ الذي انتفض من أجله. وهم يطالبون بحكومة وطنية وشعبية ديمقراطية وتعددية. لذلك ومنذ البداية قام الشعب بإحياء مثله المسروقة وانتفاضته ضد النظام الملكي واستمروا بها. فمجاهدي خلق التي تحولت لاحقا للقوة المحورية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كانت حاملة للواء هذه المطالب والمثل العليا. ومنذ العام الأول بدأت المواجهة ما بين نظام الملالي من جهة والشعب والقوات المعارضة من جهة أخرى.
وفقا لأفكار ومعتقدات خميني وأتباعه فإن الكذب أمر جائز ويمكنهم الكذب في أي مكان وزمان. وكما تقول السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: "الكدب والخداع والغش هو جزء من طبيعة وماهية الفاشية الدينية". فتاريخ أربعين عاما من حكم الملالي يقول لنا أنه من وجهة نظر خميني وأتباعه ليس فقط الكذب جائزا بل أيضا الجرائم جائزة في جميع الأبعاد من أجل الحفاظ على بقاء حكم نظامهم. ومن بين هذه الجرائم يمكن ذكر الإعدامات اليومية والمذابح المتعددة والتدخل في شؤون الدول والإرهاب وتصدير التطرف.
فالملالي كانوا يسعون منذ أعوام تحت ما يسمى "الطاقة النووية" للحصول على القنبلة النووية لكي يضمنوا بقاء حكومتهم لمدة طويلة. وللمرة الأولى كشف مجاهدو خلق أكاذيب الملالي وكشفوا الستار عن المشروع الخطير الذي كان يهدد البشرية المعاصرة. وبدلا من تقدير مجاهدي خلق على عملهم هذا سعى المسؤولون الغربيون للتفاوض والمحادثات مع نظام الملالي. ويمكن أنهم قد صدقوا ادعاءات الملالي المبنية على الطاقة النووية.
وفي حين كانت تؤكد المقاومة على أكاذيب الملالي في جميع المجالات وأيضا على أهداف الملالي الإرهابية أعلنت المؤسسات الاستخبارية الأمريكية بعد الاتفاق النووي: " في الوقت الحالي لا تتابع النشاطات الأساسية الضرورية لصنع القنبلة النووية"!
إن هذا الإعلان وقبل كل شئ مؤشر الجريمة التي كان يرتكبها متبعي سياسات التماشي الغربيين وهي مسجلة ضمن سجلهم وتاريخهم الأسود فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران. وليس من المستغرب قول الرئيس الأمريكي فيما يتعلق بردة فعله حول تقييم المجمع الاستخباري لهذا البلد المبني حول عدم متابعة برنامج التسليح النووي من قبل النظام: "يبدو أن مجتمع الاستخبارات الأمريكي كانوا سلبيين وساذجين جدا بشأن مخاطر النظام الإيراني وعليهم العودة إلى المدرسة".
علي اكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ونائب رئيس جمهورية الملالي أشار في الأيام الماضية في عدة فقرات لأكاذيب النظام فيما يتعلق بالمفاوضات النووية وتنفيذ تعهدات الاتفاق وهذا الأمر يشكل بحد ذاته شهادة على الطبيعة المخادعة لهذا النظام. وقال: "في الوقت الذي كنا نتفاوض وصل التخصيب لنسبة ٢٠% ولم نقل بأننا نقوم بذلك". وقال أيضا: "كان يجب علينا إنجاز عملنا بكل فراسة وذكاء ووعي أي أنه بالإضافة أننا لم ندمر الجسور التي خلف ظهورنا بل قمنا ببناء جسور أخرى حتى لو قررنا العودة سنعود بسرعة. وقد قمنا بشراء قسم من الأنابيب بقطر ٢ إلى ٣ سم وبطول ٣ إلى ٤ متر .. وهذه الأنابيب كانت تشبه الأنابيب التي كانت بحوزتنا. وقالوا لنا عليكم صب الاسمنت وبالفعل قمنا بصب الاسمنت في الأنابيب الجديدة ولكننا لم نقل أننا نملك أنابيب غيرها لأنه لو قلنا ذلك لقالوا لنا أيها السادة عليكم صب الاسمنت بداخلها أيضا". (تلفزيون القناة ٤ التابعة للنظام ٢٤ يناير).
وبالطبع إن مثل هذه التصريحات نراها لأول مرة من قبل مسؤولي النظام. وفي العقود الأربعة الماضية كانت هناك حالات متعددة قام فيها النظام بإلصاق جرائمه كذبا على مجاهدي خلق وفي كل مرة كانت تشتد فيها حروب الذئاب الحاكمة كان يكشف الستار عن هذه الأكاذيب وتبين بعدها بأن هذه الأعكال كانت من فعل النظام نفسه. من تفجير حرم الامام رضا في مشهد وحتى التفجير في بيت الله ومن تفجير مراقد الإمام العاشر والحادي عشر في سامراء حتى قتل الرهبان المسيحيين.. ومن قتل الأكراد ومجزرة حلبجه في كردستان العراق...
الصمت أمام أكاذيب الملالي الحاكمين أدى إلى الاستمرار في الاعدام والقتل والقمع في داخل إيران وتوسيع إرهاب الملالي وتدخلهم في الشؤون الداخلية لسوريا والعراق واليمن والتقدم في أرضية صنع القنبلة النووية حيث تقدم الملالي خطوات في هذا المجال.
لقد حان الوقت الآن للقيام بالخطوة التي تأخر تنفيذها بسبب سياسات التماشي مع نظام الملالي وإغلاق طريق تنفس وبقاء نظام الملالي هذا من خلال الاعتراف رسميا بمقاومة الشعب الإيراني.
يجب على المجتمع الدولي اعتبار الصمت والتراخي وإظهار حسن النية في مقابل نظام الملالي الإرهابي في العقود الأربعة الماضية عملا مخجلا ويجب عليها أن تقف لجانب الشعب والمقاومة الإيرانية بشكل فعلي وعملي من أجل إنهاء نظام الملالي. مؤتمر وارسو الذي من المقرر عقده في ١٣ و١٤ يعتبر فرصة ذهبية من أجل مثل هذه الدورة. والإيرانيون المقيمون في خارج إيران يريدون إيصال صوت الشعب الإيراني لمسمع أعضاء هذا المؤتمر من خلال عقد الاجتماعات والمظاهرات في الأيام المقبلة وسيعلنون أن مقعد ايران لدى الامم المتحدة ينتمي للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية البديل الديمقراطي.
abdorrahman.m@gmail.com
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

8
بدء العد العكسي لتغيير النظام في إيران
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
خلافا لتصريحات علي خامنئي ومسؤولي نظام الملالي القائمة على " القوة" و " المقدرة والتحكم"و " الأمن" و" الواعدة" لنظامهم وأن نظامهم لايواجه أي طريق مسدود أو مأزق لكنهم أنفسهم يعلمون جيدا أنه مع بدء المرحلة المميتة من العقوبات منذ تاريخ ٥ نوفمبر ٢٠١٨ دخلت الحالة مرحلة خطيرة ستنتهي بسقوط النظام في القريب العاجل. فهم بالتزامن مع ذلك يقومون بتهديد الآخرين أيضا بالقصف بالصواريخ بغية إعطاء المعنويات لقواتهم المنهارة. ولكن لا يوجد أحد يأخذ هذه الإدعاءات على محمل الجد لأن الوقائع والحقائق الحالية في إيران أوضح من أن يستطيع كذبهم وخداعهم أن يحل محلها.
فحكام إيران من جهة يواجهون انتفاضة جماهيرية وشعبية عظيمة سيغدو عمرها عاما واحدا مع انقضاء الشهر القادم. وهذه الانتفاضة قد زلزلت عروش الملالي مع بدايتها من خلال ارتباطها الوثيق مع حركة مجاهدي خلق النواة الأساسية للمقاومة الإيرانية برئاسة السيدة مريم رجوي. على خامنئي الولي الفقيه للملالي صرح في أول حديث له في الأسابيع الأولى من الانتفاضة وقال بأن مجاهدي خلق هم من يقفون خلف الانتفاضة وكانوا قد عملوا على ذلك منذ عدة أشهر. .
الآن لا يمكن إنكار حقيقة أن صورة القضية الإيرانية هي مواجهة بين قوتين متخاصمتين أي نظام الملالي ومجاهدي خلق. وبالطبع هذا الأمر ليس بجديد. لأنه منذ الأعوام الأولى لقدوم هذا النظام أعلن خميني صراحة بأن عدوهم ليس امريكا بل هم مجاهدو خلق في طهران وبقية المدن الإيرانية. ولكن ما هو مهم وجدير بالطرح والذكر هو الدور الفريد للشعب الإيراني الذي تم قمعه لمدة أربعة عقود من قبل النظام والآن يعيش في وضع معيشي سئ جدا. الشعب الإيراني تعلم من خلال التجارب بأن نظام الملالي ليس ذاك النظام الذي كانوا يسعون إليه بعد سقوط نظام الدكتاتور محمد رضا شاه بهلوي ولذلك أصبح الشعب الإيراني اليوم وأكثر من اي وقت مضى مرتبطا بالمقاومة الإيرانية التي كانت ومازالت تسعى للإطاحة بهذا النظام منذ البداية.
ولهذا السبب فإن حكام إيران يحسون بالخطر الشديد من موضوع ارتباط الشعب والمقاومة الإيرانية أكثر من خوفهم من القوات الأجنبية. وهذه هي الحقيقة التي جعلت من المستحيل العودة إلى الوضع ما قبل الانتفاضة.
علي خامنئي ومسؤولي هذا النظام الآن يشعرون بالأسى والأسف والندم لأنهم أعلنوا وكشفوا منذ بداية الانتفاضة للشعب والعالم عن العنوان الوحيد والحقيقي للبديل الديمقراطي المتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يشكل مجاهدو خلق نواته وقوته المحورية. والآن الجميع يعلم بأن انتفاضة الشعب الإيراني لديها قيادة محددة وأهداف مشخصة ومحددة أيضا تتمثل في إسقاط النظام في الدرجة الأولى.
نظام الملالي كثف من مساعيه الرامية لاطفاء الانتفاضة وتضليل الرأي العام منذ عدة أشهر سابقة بمساعدة متبعي سياسات التماشي الغربيين وذلك من أجل إظهار وإبراز بديل آخر ضد هذا النظام ولكن بفضل التاريخ والسوابق والتجذر والشرعية والقاعدة الشعبية التي يتحلى بها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية انتهت هذه المساعي والجهود نحو الفشل الذريع بسرعة. البديل الديمقراطي يمتلك خصائص وميزات خاصة به ولا يمكن تشويهها أو تغيير صورتها من خلال الدعايات والشائعات والفضاء الافتراضي.
على الرغم من أن الآثار الضارة لسياسة الاسترضاء في العالم قد أخرت الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باعتباره البديل الديمقراطي الوحيد لنظام الملالي ، إلا أن المشهد الحقيقي للتطورات في إيران وضع هذا المجلس في مركز اهتمام المجتمع الدولي.
هذه الحقيقة يمكن رؤيتها في التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية الذي عقد في باريس بتاريخ ٣٠ حزيران ٢٠١٨ والذي حضره المئات من الشخصيات السياسية المشهورة من المنطقة والعالم وأكثر من مئة ألف إيراني ليستمعوا لحديث السيدة مريم رجوي . وهذه الحقيقة يمكن رؤيتها أيضا في الكشف عن الشبكة الإرهابية الكبيرة لنظام الملالي في أوروبا والتي كانت تهدف لتفجير هذا التجمع. إن اعتقال أعضاء الشبكة الإرهابية ولاسيما اعتقال الإرهابي اسد الله اسدي في المانيا يؤكد لنا حقيقة أن المنافس الأساسي لنظام الملالي هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وكالة أنباء فرانس برس أفادت في تاريخ ٩ اكتوبر ٢٠١٨ بأن العميل الأساسي في عملية التفجير الفاشلة أي الدبلماسي الإرهابي التابع للنظام في النمسا اسد الله اسدي قد تم تحويله بلجيكيا لتتم محاكمته هناك.
إن عقد هذا التجمع بشكل موفق والعمل الإرهابي الفاشل لنظام الملالي يشير مرة أخرى وبكل ووضوح للعنوان الحقيقي للبديل الديمقرطي الحقيقي لنظام الملالي.
الآن مع وصول انتفاضة الشعب الإيراني لذروتها وخاصة مع تشكل وتوسع معاقل العصيان والثورة التابعة للمقاومة الإيرانية بين جميع شرائح الشعب الإيراني فإن بدء المرحلة الجديدة من العقوبات الدولية ضد النظام قد دقت ناقوس الخطر بالنسبة لمسوؤلي هذا النظام أكثر من أي وقت مضى والشعب الإيراني يتطلعون بفارغ الصبر لسقوط نظام الملالي على يد شعب هذا البلد.
في ظل استعداد وجاهزية الشعب الإيراني لإسقاط دكتاتورية الملالي وفي ظل استعداد وتجهز الظروف الإقليمية والدولية لمثل هذا التحول الكبير في المنطقة يجب الآن التأكيد على حساسية الظروف الحالية. وهذا النظام سيقترب من سقوطه الحتمي مهما قام من مساعي وأعمال لذلك فإن الوقت يجري بسرعة في صالح الشعب والمقاومة الإيرانية. إن إعلان الاستعداد من قبل قائد المقاومة الإيرانية ، السيد مسعود رجوي ، هو في هذا الاتجاه
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.


9
الشبان الإيرانيون انتفضوا ضد نظام الملالي
نظرة لخطاب الولي الفقيه الأخير فيما يتعلق بوضع النظام
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
يوم ٤ اكتوبر تقدم خامنئي بخطاب لمؤيديه مليئ بالتباهي بالقدرة الزائفة والذي لا تذكرنا سوى بخطابات هتلر السابقة وأظهر مدى خوفه وذعره من الانتفاضة في عمليتها التوسعية ومن العقوبات الدولية.
تركيز خامنئي في خطابه كان على فئة الشباب حيث وصفهم بـ"الانحراف" وبأنهم "مشكلة المجتمع" وقال: "العيب الحقيقي هو أن شبان البلد يعتقدون بأنه ليس هناك طريق للحل سوى اللجوء للمقاومة ". الحقيقة هي أن انتفاضة الشعب الإيراني أظهرت أن الشبان الإيرانيين غير مرغوب فيهم من قبل الملالي. هم ثوريون ويفكرون في طريق لخلاص شعبهم ووطنهم من حكم الملالي الأسود. هم انتفضوا انتقاما لدماء السجناء السياسيين بفضل الانتفاضة وحضور المقاومة بين الشعب وبفضل تأثير دماء الشهداء وذلك على الرغم من عمليات شيطنة المعارضة التي يقوم بها النظام وعلى الرغم من مساعي الملالي لمحو أي أثر للشهداء وللمعارضين في إيران وانتفضوا ضد استمرار القمع والتعذيب وإعدام أبناء إيران ونهب وسرقة أموال الشعب على يد الملالي الحاكمين وعقدو العزم على إنهاء هذا النظام الفاسد. هم رواد انتفاضة الشعب الإيراني ويمضون ضد حكم الملالي لتغيير المجتمع الحالي. هؤلاء الشبان نظموا الآن وازدادوا توسعا داخل قالب معاقل الانتفاضة وهذه هي الحقيقة التي أجبرت خامنئي على الظهور للمشهد ويؤكد اعترافا بها. الحقيقة هي أن الشبان الإيرانيين قد انخرطوا جيدا في الانتفاضة ضد الدكتاتورية وهذا الأمر هو ما أغضب وأخاف الولي الفقيه.
علي خامنئي قدم إلى المشهد مع جمع من مناصري ومؤيدي ولايته ليقول بأننا مازلنا هنا ولم نسقط بعد! فهو أخطأ بالحسابات مثلما فعل هتلر سابقا وتحت قدميه في المكان الذي تحدث فيه ووقف فيه كان مهتزا للغاية ولن يمضي وقت طويل حتى يتغير المشهد بشكل كلي وهذا ما سيشهد به كل مراقب محايد ذو معرفة وعلم بأن التباهي بالقدرة الزائفة التي يقوم بها الدكتاتور خامنئي ماهي سوى زجاج وبلور هش سهل الكسر.
خامنئي اعترف بأن الشبان الإيرانيين لم يعودوا يريدون هذا النظام وبأنهم التحقوا بصفوف للمقاومة الإيرانية. خامنئي ادعى كذبا أن الشبان هم "المحرك الدافع للأمام في النظام" ولكن لم يقل أن جميع شؤون البلاد والنظام في يد شخص هو من ألد أعداء هؤلاء الشبان وألد أعداء إيران والإيرانيين. خامنئي لم يقل بأنه أعدم وذبح عشرات الآلاف من شباب هذا الوطن خلال أربعة عقود من حكم الملالي الظلامي. موجة غير مسبوقة من عمليات إعدام الشباب، تتغير كل ساعة وبشكل يومي. خامنئي قال بأنه يواجه انهيارا في صفوف مؤيديه. هذا اعتراف آخر واضح على انهيار النظام، خامنئي على خطى سلفه كرر كلام خميني ذاته بأن عدونا ليس أمريكا بل هم أنفسهم المجاهدون الذين ينشطون في داخل إيران.
خامنئي لم يخف أبدا أن بقايا نظامه كانت تواجه "طرقا وعرة" و"مطبات وحواجز" وأنها بحاجة إلى "اندفاع فكري وعملي" ولكن "مسؤولي نظامه هم في حالة التعب والإرهاق وفقدان المعنويات". خامنئي تحدث عن إنجازات الإيرانيين في مجال العلم والفلسفة والسياسة وفنون الرياضة ولكنه لم يتحدث بأن "العقول الإيرانية" اجبرت غصبا على مغادرة إيران تحت حكم الملالي وتوجهت للبلدان الأخرى. ومن بقي منهم ولم يكن قادرا على مغادرة إيران تم سجنهم وإعدامهم أو أسرهم في براثن هذا النظام الأصولي.
خامنئي قال : "نحن لدينا مشاكل اقتصادية لدينا اقتصاد النفط الذي يعتبر بحد ذاته عيبا اقتصاديا . ليس لدينا ثقافة التقنين". لن يكون هناك كلام أوضح من هذا يعترف فيه خامنئي بانكساره وفشله أمام العقوبات المميتة والتي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الشهر القادم ضد هذا النظام وكذلك يهدد فيه الشعب الإيراني بالقمع الشديد في الأيام المقبلة.
خامنئي تحدث عن الفقر والوضع المعيشي للشعب ولكنه لم يتحدث عن ما يمتلكه هو ومسؤولو نظامه من ثروات نهبوها من أموال الشعب الإيراني ولم يتحدث أبدا عن المسافة التي وصلت إليها الفاصلة ما بين "الأقلية الحاكمة والأكثرية المحرومة".
خامنئي قال أيضا: "المعارضون يستخدمون أدوات الإعلام للتأثير على الرأي العام. أداة الإعلام هي أداة مهمة وخطيرة إذا وقعت بيد العدو" لكنه لم يشر إلى آلاف وسائل الإعلام الحكومية مقارنة بوسائل إعلام المعارضين والتي تعد على الأصابع. هذا هو ما يعني المواجهة الغير متساوية ولكنها مواجهة مشروعة ومنتصرة حيث أن وسائل إعلام المقاومة جعلت آلاف وسائل إعلام النظام بدون أي تأثير يذكر والآن لا يقف صوت الشعب الإيراني فقط بل صوت العالم كله إلى جانب الشعب والمقاومة الإيرانية. هذه هي لوحة من الوضع الإيراني الحالي المنتفض ضظ الحكام الغير إيرانيين. لوحة عن عدم شرعية نظام دكتاتوري في وجه مقاومة أن ترتبط بشعبها عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام .
خامنئي يعلم بنفسه قبل الجميع بأن الخطابات والأحاديث لن تداوي جرح هذا النظام الساقط حيث في النهاية أوعز لبسيجه وقوات حرسه بـ "إطلاق النار حيثما كان ضروريًا".
لذلك فإن المواجهة النهائية والقريبة لن تكون إلا بين الشعب ومراكز التمرد ضد دكتاتورية خامنئي والنار جوابها النار.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com


10
إلى متى سيبقى النظام الديني الحاكم في إيران واقفا على قدميه؟
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
بالنظر إلى الفضيحة الأخيرة لإرهاب نظام الملالي في العالم جميعنا شاهد بأن النظام الحاكم في إيران يتجه نحو النهاية بتسارع كبير. هذا الأمر لم يكن عفويا وانتفاضة الشعب الإيراني هي أساس هذا التحول العظيم الذي ينظر إليه جميع شعوب العالم.
قبل انتفاضة الشعب الإيراني سعى النظام الديني الدموي لأخد قسم واسع من العالم كرهينة إما عن طريق الترغيب و الرشوة أو عن طريق التهديد. كما أن سياسات التماشي الغربية اتخذت شكلها في ظل هذه الترغيبات و الصمت بوجه جرائم هذا النظام، إن لم يكن بسبب الخوف من إرهاب النظام، كان مدفوعا بموجة الدولارات والنفط على نطاق واسع من قبل الملالي. كان الملالي يتمتعون بالمهارة في كلا المجالين واستولوا على الكثير منهم في السنوات السابقة. في ردهات مثل هكذا سناريو عمل الملالي على شيطنة المقاومة الإيرانية حيث تم وضع اسم المقاومة الإيرانية على قوائم الإرهاب السوداء بغير وجه حق وبدون الاعتماد على أي أساس وبحسن نية (كما أقر الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون) .
ولكن الآن في نفس هذا الشهر من انتفاضة الشعب الإيراني يشهد العالم كله أن نظام الملالي يتداعى للسقوط والانهيار. الملالي يظنون بناءا على طبيعتهم اللاإنسانية وفكرهم الرجعي والمتخلف بأنهم يستطيعون قمع الانتفاضة من خلال استمرار عمليات الاعتقالات والإعدامات في الداخل والإرهاب والذبح في خارج حدود إيران.  ولكن انتفاضة الشعب أظهرت في الأشهر العشر الماضية أنها لا تملك محطة توقف. الآن توسعت معاقل الانتفاضة في الداخل بصفتها ديناميكية الانتفاضة ولا يمضي يوم وإلا تشهد نقاط مختلفة من إيران انتفاضة جديدة. لأن الشعب الإيراني لن يرضى بأقل من إسقاط نظام الملالي.
باعتراف أرفع مسؤولي النظام فإن مجاهدي خلق يؤدون دورا قويا ومتزايدا في تنظيم وقيادة الانتفاضات . ولهذا السبب يجب أن نذكر إلى جانب تقدم الانتفاضة في داخل إيران فقد صمم قادة هذا النظام على اخماد انتفاضة الشعب الإيراني من خلال توجيه ضربة مميتة للمقاومة الإيرانية.  ولهذا السبب تلقت وزارة الخارجية ووزارة المخابرات وقوات فيلق القدس الإرهابية المرتبطة بقوات الحرس أوامرا باستخدام كل إمكانياتها السرية والدبلوماسية. خاصة أن قادة النظام يروون بأم أعينهم نهاية عصر سياسات التماشي مع هذا النظام ويشعرون بآثار العقوبات الدولية المميتة ضدهم.
لقد ضاق العالم ذرعا الآن بهذا النظام، وفي داخل إيران اقتصاد البلاد منهار والعملة الرسمية للبلاد فقدت أكثر أربعة أخماس من قيمتها. إيران تحت حكم الملالي تمتلئ الآن بأصوات الشعارات والمطالب الشعبية المنادية بإسقاط النظام.  الشعب ضاق ذرعا من حكم الملالي والحالة الاجتماعية أصبحت انفجارية. في خارج إيران فشل الإرهاب كأداة لتقدم السياسة الخارجية للنظام ويمضي حتى يتم فتح قضية الأعمال الإرهابية لهذا النظام لأول مرة. يكفي فقط فتح ملف واحد من الملفات الكثيرة المغلقة لهذا النظام في موضوع الإرهاب الحكومي. بيان وزراء الداخلية والخارجية والاقتصاد والمالية الفرنسيين في الثاني من اكتوبر حول المخططات الإرهابية للنظام ضد تجمع المقاومة أثبت أن كل هذا النظام هو متورط في إرهاب النظام.
السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وجهت رسالة مصورة لندوة بعنوان " موجة جديدة من إرهاب النظام الإيراني - ردة فعل أوروبا وأمريكا " التي عقدت في تاريخ ٤ اكتوبر ٢٠١٨ في ريزيدانس بالاس في بروكسل وخاطبت الشخصيات السياسية والحضور المشاركين قائلة: "إن أكثر أنواع التماشي مع الطغيان الديني تدميرا هو الصمت في وجه الإرهاب. للأسف، هذه هي السياسة المهيمنة في أوروبا اليوم. هذه الأخطاء لا يتم دفع ثمنها من دماء اللاجئين الإيرانيين فقط بل أيضا من أمن أوروبا "
وأضافت السيدة مريم رجوي :" يجب إعطاء استجابة حاسمة في وجه هذا النظام. افضحوا قضايا نشاطاته الإرهابية علنا وأمام الجميع. أغلقوا سفارات هذا النظام التي باتت مراكز معروفة للإرهاب والجاسوسية. لا تتعاملوا مع شركات قوات الحرس وهيئة تنفيذ أوامر الإمام. أي تعامل مع هذه المؤسسات هو مساعدة ودعم للتأمين المالي للإرهاب. لا تبقوا ساكتين أمام الإعدام والتعذيب الذي يتم بحق السجناء الإيرانيين وأمام انتهاكات حقوق الإنسان في إيران. قدموا منفذي ومسؤولي الجرائم ضد الإنسانية في الأربعين عاما الماضية في إيران أمام العدالة.
قال لي صديق الآن لا يمكن أن نجد شخصا ينكر بدء السقوط المتسارع لهذا النظام ولكن متى، من وجهة نظرك، سيكون "يوم سقوط دكتاتور إيران"؟ قلت له: الكلمة الأخيرة ستكون لانتفاضة الشعب الإيراني ومعاقل الانتفاضة. إنهم يسعون بكل جهد حثيث للاقتراب أكثر من ذاك اليوم الذي سيتحرر فيه العالم من قبضة أكبر دكتاتورية عرفها القرن.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com



11
وقت تغيير النظام الإيراني يقترب!
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
بالنسبة للأشخاص الذين يتابعون الشأن الإيراني أو لديهم القليل من المعلومات حول هذا الموضوع يجب ألا يكون هناك غموض في حقيقة أن ما كان يحدث في الأسابيع الأخيرة فيما يتعلق بإيران في الولايات المتحدة هو مؤشر على أن سياسة حكومة الولايات المتحدة تقترب باتجاه المقاومة الإيرانية. الأمر الذي يتطابق تماما مع عملية الصعود المتزايدة للانتفاضة في إيران وتشديد العقوبات ضد النظام ويوضح آفاق التطورات المستقبلية في الشرق الأوسط.
التصريحات والأحاديث الأخيرة للرئيس ترامب وكبار مسؤولي الإدارة الأمريكية بما فيهم مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية بومبيو وسفير هذا البلد في الأمم المتحدة نيكي هايلي وأيضا شخصيات مشهورة مثل رودي جولياني مستشار الأمن القومي والجنرال جيمز جونز والسناتور جوزيف ليبرمن و... غيرهم تظهر بأنهم مصممون بالتوازي مع استمرار العقوبات ضد النظام الديني على الاقتراب من هذا الخيار أي البديل الإيراني الوحيد للنظام الإيراني و هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية برئاسة السيدة مريم رجوي.
على الرغم من الظروف الحالية لايمكن للمسؤولين الأمريكيين الإعلان عن تغيير نظام الملالي في إيران كسياسة واستراتيجية لهم والاعتراف بشكل رسمي بهذه المسئلة لأسباب واضحة وبسبب الأعراف الدبلوماسية لكن لا يمكن أن يكون هناك أي مكان لا يريدون فيه تغيير النظام. المخبرون والمحللون السياسيون استنادا للعديد من الشواهد ومن بينها تصريحات ترامب الأخيرة في المؤتمر الصحفي يوم ٢٦ سبتمبر حيث قال : " أنا على عكس اوباما وقفت في جانب الشعب الإيراني " يعتقدون بأن الحكومة الأمريكية تبحث عن تغيير النظام الإيراني عن طريق الشعب والمقاومة الإيرانية.
في العام الماضي قام المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي تشكل منظمة مجاهدي خلق فيه القوة المركزية بتوسيع نشاطاته في داخل البلاد بشكل لافت واستطاع من خلال معاقل الانتفاضة الاستمرار في الانتفاضة الإيرانية من أجل التحضير للمراحل النهائية للنظام في إيران.
بعد بدء الانتفاضة في الأيام الأخيرة من عام ٢٠١٧ وخاصة بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في ٨ مايو ٢٠١٨ واجه النظام الإيراني أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية مميتة وكل يوم يمضي يصبح فيه هذا النظام أضعف وأضعف. النظام ليس لديه القدرة على حل مشاكل الشعب وليس لديه القدرة على تقبل شروط المجتمع الدولي. لأنهم بقايا نظام قام خميني بتأسيسه ويتناقض بشكل كبير مع الحضارة الإنسانية الحالية. السجل الأسود لهذا النظام في العقود الأربعة الماضية دليل على هذه الحقيقة والمجتمع الدولي لن يقبل هذا النظام أكثر من هذا لأن انتفاضة الشعب الإيراني أوصلت عصر سياسات التماشي مع هذا النظام لنقطته النهائية والعصر الحديث لن يعود أبدا لما كان في الماضي.
العالم الآن لن يقبل نظاما سلب أرواح مئات الآلاف من الأشخاص في إيران ومنطقة الشرق الأوسط خلال الأربعة العقود الماضية وقام بنشر إرهابه لأقصى حد من خلال نهب ثروات وأموال الشعب الإيراني وهدد العالم كله من خلال مشاريعه النووية. ومن هنا فإن عقارب الساعة تدور بسرعة في صالح الشعب الإيراني لا في صالح النظام الديني والعالم ينظر إلى الإطاحة بهذا النظام من قبل الشعب والمقاومة الإيرانية.
في ظروف يقترب فيها التاريخ من ( تحول كبير ) والعالم يتحرك لدعم الشعب والمقاومة الإيرانية ويمضي للاحتفال بنهاية أعظم دكتاتورية عرفها القرن يتحول نظام الملالي إلى هيكل عظمي هامد بلا روح.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com

12
إنهاء ديكتاتورية الملالي هو عمل الشعب الإيراني!
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
مع اقتراب أيام وأسابيع صعبة بالنسبة للنظام الإيراني يسعى مسؤولو هذا البلد لإظهار أنفسهم كضحية للإرهاب ولإخراج أنفسهم من على طاولة المجتمع الدولي وذلك من خلال إجراء سناريوهات مضحكة.
سناريوهات على الرغم من أنها دموية وبعضها يحمل نظرة عكسية لكن دعونا لانخطئ مثل هذه السناريوهات هي سناريوهات متكررة وتم تنفيذها عدة مرات من قبل هذا النظام . هدفها فقط حفظ بقاء هذا النظام و وضع العثرات أمام مسير انتفاضة الشعب الإيراني لكن بالتأكيد فإن الأوضاع سوف لن تعود لسابق عهدها.
حكام طهران يريدون بالتوازي مع تقدم المخططات الإرهابية الرامية لتوجيه ضربة للمقاومة والانتفاضة تظليل السواد على الوجه الواضح والمشرق لمستقبل إيران.
الآن بعد مضي أكثر من ٩ أشهر على بدء انتفاضة الشعب الإيراني نرى توسع الاحتجاجات الشعبية ومراكز العصيان بين أوساط الشعب الإيراني وتشكل الخطوات الكبرى للانتفاضة من جهة وبدء المرحلة الثانية من العقوبات الرامية لإيصال موضوع تصدير النفط الإيراني لدرجة الصفر من جهة أخرى. نتيجة هذين الأمرين تظهر إلى أي درجة حساسة ومصيرية وصلت إليها الظروف وكما تظهر الاقتراب السريع للأيام الأخيرة لهذا النظام.
الآن، في الأشهر الأخيرة من العقد الرابع من عمر هذا النظام، هناك حقيقة يشعر الجميع بحلوتها ولذتها. التخلص من أعظم دكتاتورية عرفها القرن أخذت العالم كله كرهينة تحت اسم الإسلام ولكن السؤال المطروح هنا هو من هي تلك القوة التي ستقوم بإنجاز وتنفيذ هذا العمل؟!
ليس من الطبيعي أن تدور الأفكار للوهلة الأولى نحو حكومة الولايات المتحدة ولكن سيكون هذا الخطأ الكبير أن نظن بأن إنهاء الدكتاتورية الدينية هو عمل امريكا. هذا الأمر مهم جدا وتاريخي بنفس الوقت وهو فقط وفقط عمل الشعب والمقاومة الإيرانية التي قارعت هذا النظام خلال الأربعة عقود الماضية والآن هي تمثل البديل الديمقراطي والشعبي الوحيد لهذا النظام.
في ظل مثل هذه الحقيقة نرى تأكيد مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية على هذا الأمر بشكل رسمي بأنهم لا يعملون لتغيير النظام الإيراني. لكن في نفس الوقت لم يسمع أو يرى عنهم أنهم يقولون بأنهم لايريدون تغيير هذا النظام.
في أحدث مؤتمر متعلق بالجاليات الإيرانية المقيمة في الولايات المتحدة الذي عقد تحت اسم ( انتفاضة الشعب على خطى الحرية - البديل الديمقاطي) في يوم ٢٢ سبتمبر في نيويورك أكد العديد من الشخصيات الأمريكية البارزة ومن بينها العمدة رودي جولياني و العميد جيمز جونز مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، و مايكل موكيزى ، وزير العدل الأمريكي السابق والعشرات من السيناتورات وأعضاء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين في هذا البلد عن دعمهم لمطالب الشعب الإيراني المشروعة والمبنية على إسقاط نظام الملالي وأعلنوا عن دعمهم لتغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية برئاسة السيدة مريم رجوي. لقد أعلنوا بأنه لا توجد مجموعة قادرة على تحقيق مثل هذا الهدف سوى مجاهدي خلق.
أعلنت الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي في رسالة مصورة وجهتها لهذا المؤتمر موضحة فيها موقف انتفاضة الشعب الإيراني والوضع المتأزم للنظام أن إسقاط والتغيير الديمقراطي وإقامة إيران الحرة هو مسؤولية الشعب والمقاومة وأن دعم الشعب الإيراني لإسقاط نظام الملالي هو دعم ومساعدة للسلام والتعايش السلمي في المنطقة والعالم. وأضافت: نطالب الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية بإخراج الشبكة الإرهابية لعملاء نظام الملالي من بلدانهم وأيضا إغلاق سفارات نظام الملالي التي هي مركز لتوجيه التجسس والإرهاب فيها وكذلك تسليم مقعد إيران في منظمة الأمم المتحدة للمقاومة الإيرانية.
عقد هذا المؤتمر له أهمية خاصة عشية عقد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 73،والتي يحضرها قادة الحكومات. أكثر من أي وقت مضى، لا بد من عدم السماح لرئيس نظام الملالي بحضور القمة. نظام يقوم بحماية وتأمين الإرهابيين الذين دبروا مذبحة يوم 11 سبتمبر. إن قبول وفد نظام الملالي في هذه القمة يعد عملاً مشيناً و ضد الأمن الدولي و العالمي.
والآن وفي بداية الشهر العاشر من انتفاضة الشعب الإيراني يجب القول أن القوى تختبر في المواجهة الحقيقية مع الطغاة. إن أجهزة الطرد المركزي لعلم النضال سوف تلقي البدائل الوهمية وبقية الشوائب خارجا ولن يبقى سوى البديل الديمقراطي الوحيد المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانيه. ذاك البديل الذي يزداد تألقا يوما بعد يوم وقدم ثمنا باهظا من أجل حرية الشعب الإيراني في ميدان العمل الاجتماعي وعبر جميع الطرق المظلمة والخطرة ولم تؤثر ضربات الطغاة على هيكله بل زادت من نموده وتكثيره. تلك القوة عندما ستعود لأرض الوطن سوف تحول كل مكان فيه جنة حقيقية جالبة للأنظار وسوف تجلس إيران في مكانها الحقيقي في المجتمع الدولي .
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

http://abdulrahmanmehabadi.blogspot.com/2018/09/blog-post_26.html#more

13
فشل نظام الملالي في شبكة التواصل الاجتماعي
نظرة للتجربة التاريخية في إيران والتغريدة الأخيرة التي أطلقها وزير خارجية نظام الملالي الحاكم!
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
في إطار مواجهة الشعب مع الديكتاتور الحاكم في بلادهم تعمل الحقائق والوقائع في بعض الأحيان بشكل يجعل الاعترافات تتدلى من على ألسنة المسؤولين الدكتاتوريين . التغريدة التي أطلقها وزير خارجية نظام الملالي الحاكم في إيران هي أحدث مثال عن ذلك.
كتب محمد جواد ظريف في تغريدته مخاطبا مدير التويتر: "السلام عليكم يا جاك. لقد قام التويتر بإغلاق حسابات المستخدمين الإيرانيين الحقيقيين والتي تشمل حسابات مقدمي البرامج التلفزيونية والطلاب على افتراض أنها جزء من عملية تسلل . كيف تنظرون إلى الروبوتات الحقيقية في تيرانا والتي تشرف وتعمل باستمرار على برنامج دعاية تغيير النظام في إيران ؟."
تغريدة وزير خارجية الملالي تذكرنا بجملة الجنرال غلام رضا ازهاري والذي من أجل تكذيب هذه الحقيقة بأن الشعب الإيراني يخرج إلى أسطح المنازل وينادون بشعارات ضد الحكومة قال خلال حديث له في مجلس الشيوخ في تاريخ ١١ ديسمبر ١٩٧٨ : " هذه كلها أكاذيب . لقد وضعوا مسجلات للصوت على سطوح المنازل وقاموا برفع الصوت. الشعارات التي كانت تطلق من على أسطح المنازل كانت صوت شريط مسجل ". ازهاري الذي كان رئيس وزراء نظام محمد رضا شاه بهلوي الديكتاتوري منذ ٦ نوفمبر ١٩٧٨ حتى ١ يناير ١٩٧٩ وبعد ثلاثة أيام أي في ٥ يناير فر خارج إيران ولحقه بعد ١٢ يوما الشاه ليفر خارج إيران وبعد ٢٥ يوم سقط نظام الشاه وانتصرت انتفاضة الشعب الإيراني.
ليس خافيا على أحد أن عبارة (الروبوتات الحقيقية في تيرانا) هي إشارة لمجاهدي خلق الذين كانوا قبل عامين خاضعين لحصار نظام الملالي ورئيس وزرائه العميل نوري المالكي وكانوا لمرات عديدة هدف القتل الدموي العسكري الصاروخي والحرب النفسية التي عمل عليها نظام الملالي ضدهم. مجاهدو خلق وفي حملة دولية غادروا العراق منتصرين واستقروا في تيرانا عاصمة ألبانيا في أوروبا. خبراء الشأن الإيراني يعتبرون أن هجرة مجاهدي خلق الإيرانية من العراق نحو ألبانيا أكبر فشل استراتيجي للملالي. لأن الملالي كانوا مصممين على عدم ترك أي مجاهد يغادر العراق سالما ولكن المجاهدين لم يبادوا واستمروا في النضال وقاموا بوضع أسس انتفاضة الشعب الإيراني.
بعد أن اعترف مرشد الملالي الحاكم في إيران علي خامنئي في يوم ٩ يناير الماضي بحقيقة أن مجاهدي خلق كانوا وراء انتفاضة الشعب الإيراني أخذت الانتفاضة طابعا جديا بشكل أكبر الأمر الذي كان بداية لتحول حقيقي فيما يخص إيران. لأنه منذ الوقت الذي تمتعت فيه الانتفاضة بعنصر القيادة أصبحت التوقعات وخارطة الطريق واضحة وهذا الأمر صقل جميع الإرادات والتوجهات سوية ورص الصفوف وعزز الخطوات. هكذا كانت الانتفاضة المنظمة التي جعلت دكتاتورية الملالي تأخد موقفا دفاعيا عن نفسها ودفعت المجتمع الدولي للوقوف بجانب الشعب الإيراني ضد الدكتاتور.
من دون أن أدخل في الحيثيات والتفاصيل أريد الإشارة للدور الفريد للانترنت والشبكات الاجتماعية في انتفاضة الشعب الإيراني الأمر الذي اعترف به مسؤولو هذا النظام بعد فترة وجيزة من بدء الانتفاضة. حيث أعلنوا بداية بأن مجاهدي خلق قد ظهروا في المشهد والساحة عن طريق الانترنت والشبكات الاجتماعية لذلك سعوا لإغلاقها. ومنذ فترة ليس طويلة اعترفوا أيضا بوجود و حضور (معاقل الانتفاضة) بين أوساط الشعب أيضا.
المسؤولون الرفيعون المستوى في نظام الملالي الدكتاتوري وصلوا في بحث وتقييم الحالة إلى هذه النتيجة بأنه من أجل مواجهة المقاومة يجب تشكيل (القسم السايبري). تم تشكيل الجيش الالكتروني التابع لقوات الحرس بتكلفة باهظة ومع آلاف الحسابات والمستخدمين من أجل شيطنة المجاهدين. كما أن بقايا النظام السابق هرعت لمساعدتهم وعملت معهم بانسجام تام.
هذا الذي كان متزعزعا وكهلا ويتجه نحو السقوط أعلن بأن مجاهدي خلق يفتقدون للقاعدة والحاضنة الشعبية وكما أن بقايا النظام السابق أيضا قد هرعوا لإكمال ادعاء الملالي ليقولوا بأن الشعب الإيراني يريدون (الشاه). ولكن لا أحد يأخذ هذا الكلام بمحمل الجد. لأن الحقائق والوقائع كانت أوضح أكثر صرامة من ذلك ولايستطيعون الوقوف في وجهها. لقد كان من الطبيعي ألا يكون لهذين الاثنين سوى هذا الموقف لأن مجاهدي خلق قد قاتلوا وحاربوا نظام الشاه ودكتاتورية الملالي أيضا.
تغريدة وزير خارجية الملالي تحمل في طياتها العديد من الوقائع. من جهة أظهرت مرة أخرى العنوان الدقيق للبديل الديمقراطي لهذا النظام ومن جهة أخرى أظهرت ضعف وهشاشة وانكسار النظام في مقابل الانتفاضة والمقاومة الإيرانية. التوقع والنظرة المستقبلية التي جاءت بعد اعلان ازهاري تتكرر الآن مرة أخرى مع هذا الاختلاف بأنه من الممكن ألا نجد بلدا يقبل رؤوس ومسؤولي هذا النظام.
الجدير بالذكر أن مسؤول اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيد محمد محدثين اعتبر المطلب الرسمي الذي قدمه وزير خارجية نظام الملالي من أجل إغلاق حسابات المقاومة عملا مضحكا للغاية واعتبر أن هذا الفعل ناجم عن خوف وذعر أكبر داعم للإرهاب في العالم من انتفاضة الشعب الإيراني وذلك عشية العقوبات النفطية التي ستبدأ من تاريخ ٤ نوفمبر.
في الشهر الماضي قامت عدة شركات كبيرة مثل التويتر والفيس بوك وآلفابت بإغلاق مئات الحسابات الوهمية المرتبطة بالنظام ووزراة المخابرات. وأعلن التويتر : بالتعاون مع نظرائنا الصناعيين قمنا بإغلاق ٢٨٤ حسابا على التويتر. ووفقا للتحليل الموجود لدينا يبدو أن منشأ العديد من هذه الحسابات كان في إيران. رئيس سياسة الأمن السيبراني في الفيسبوك قال: " "لقد تمكنا من ربط هذه الشبكة بالصحافة الحكومية في إيران. بعد هذا أعلنت شركة غوغل الكبيرة بأنها قامت بحذف وإلغاء ٥٨ حساب مستخدم مرتبط بأعمال النظام الديني تستخدم لنشر المعلومات الكاذبة في جميع أنحاء نظام التشغيل الخاص بها مثل يوتيوب وبلاغر وغوغل بلاس .
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com


14
الشعب الذي سجن في بلده
نظرة إلى الوضع المعيشي في إيران تحت حكم الملالي
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
قبل عدة أيام تحدثت مع أحد أصدقائي حول شعارات الشعب الإيراني في الانتفاضة ضد الدكتاتور الحاكم في بلادهم. وحدث جدل ساخن حول ذلك. الجدل بدأ من أنه إلى أي مدى تعبر هذه الشعارات عن آلام ومطالب الشعب الإيراني. الشعارات كانت بسيطة للغاية ولكن في الوقت نفسه، يمثل كل شعار موضوعًا في هذا البلد يمكن للمرء أن يكتب حوله كتابا كاملا. من الحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمجتمع حتى سجل وتاريخ أربعين عاما من حكم هذا النظام الذي هو الآن على وشك الانهيار. هذا بعض من شعارات الشعب في الانتفاضة والاحتجاجات اليومية : " لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران "، " اتركوا سوريا في حالها وفكروا في حالنا "، "عدونا ها هنا كذبا يقولون أمريكا "، " أيها الإصلاحي وأيها الأصولي لقد انتهت اللعبة " .
الشعب الإيراني جائع . في حين أن خط الفقر في إيران هو ٥ ملايين تومان .الراتب الشهري للعامل هو ٢مليون تومان . وسائل الاعلام الحكومية تعترف بهذه الحقيقة بأن ٥٠ مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر . قيمتي الريال الإيراني والدولار تبتعدان عن بعضهما البعض بالجهة المعاكسة بسرعة كبيرة مما يعني ازدياد الفاصلة والمسافة بشكل أكبر بين شرائح المجتمع الإيراني. من قبل رؤوس ومسؤولي وقادة ومقربي ومؤيدي هذا النظام الذين على حسب أقوال وسائل الإعلام الحكومية لا يتجاوز عددهم عدة مئات ومن جهة أخرى جماهير الشعب الإيراني التي تمثل الأكثرية المطلقة في إيران تحت حكم الملالي.  في إيران هناك العديد من الأشخاص الذين تمت سرقة ونهب ودائعهم المالية من قبل العصابات الحكومية واحتجاجاتهم الواسعة من أجل استردادها لم تأتي بأي نتيجة. عصابات هذا النظام تقوم بنهب وسرقة أموال وثروات وممتلكات الشعب الإيراني تحت ذرائع مختلفة. الغلاء يضرب في كل مكان وعدد العاطلين عن العمل يزداد يوما بعد يوم. الحالة المعيشية والاقتصادية للمجتمع الإيراني منهارة تماما حيث ظهرت ظواهر مؤلمة في المجتمع مثل ( العتل والحمل ، الاعتياد ، الفاحشة ، بيع أعضاء الجسم ، الأطفال المشردون ). هالة من الألام العميقة ترتسم على وجوه الشعب يمكن رؤيتها و الإحساس بها. وأينما تسمع بقصة الإيرانيين فإن سفرة آلامهم تدعو ذهن المستمع للتفكير لماذا ؟
الشعب الإيراني لا يتمتع بالأمن والأمان . كل شخص وكل عائلة تقع تحت المراقبة الأمنية الشديدة لعشرات الأجهزة الحكومية. تقريبا لايمكنك أن تجد شخصا في إيران يستثنى من هذه القاعدة. لهذا السبب تعتبر إيران بمثابة (سجن كبير) بالنسبة للإيرانيين والعالم يعاني فيه السجناء كل يوم من التعذيب النفسي والجسدي. حتى الآن تم إعدام أكثر من ١٢٠ لف شخص. واذا قمنا بحساب عدد عمليات الإعدام المنفذة بحق السجناء العاديين الذين هم ضحايا هذا النظام أيضا فإن إحصائيات الذين تم إعدامهم خلال أربعة عقود سوف تتضاعف عدة مرات. السجناء السياسيين يتم إعدامهم على نحو واسع بشكل يومي فقط بسبب معارضتهم الحكومة. هناك العديد من الشواهد التي تشير إلى إعدام عدد كبير من السجناء السياسيين تحت مسمى سجناء عاديين. وفقا لإعلان المراكز العالمية المرتبطة بانتهاك حقوق الإنسان إيران تملك أعلى معدل إعدام في العالم وأعلى معدل اعتقال وسجن للفنانيين وبالأخص المراسلين والصحفيين في العالم. عندما تدخل إلى حياة كل عائلة إيرانية سوف تجد أن وجهات النظر عموما غامضة وثقيلة. مرة أخرى هذه المشاهد تدعو المستمع للتفكير لماذا ؟
الشعب الإيراني غاضب من الحكومة. في حين أن بلادهم غنية ومليئة بالثروات والشعب الإيراني يستحق حياة أفضل لكن بسبب النظام الدكتاتوري الديني الحاكم في بلادهم يتم صرف هذه الثروات على تصدير الأصولية والإرهاب وقتل معارضي النظام وانتاج السلاح النووي واحتلال البلدان وسياسة الملالي التوسعية. القسم الأكبر من اقتصاد بلادهم بيد قوات الحرس. ومن أجل تحقيق أهدافهم قاموا بتأمين عشرات ومئات الأحزاب والمنظمات والمؤسسات الإرهابية في البلدان الأخرى ماليا حتى يتمكنوا من الحفاظ على وجودهم في داخل إيران. هذا النظام من أجل الحفاظ على بقائه يعتمد على قواته الإرهابية ومرتزقته في خارج الحدود أكثر من مناصريه في الداخل. خاصة الآن بسب التأثير الكبير للانتفاضة فان مناصري هذا النظام يتداعون بشكل سريع. إذا لاحظنا أن النظام يدعم الدكتاتور السوري بشار أسد أو حزب الله في لبنان، و يرعى المليشيات شبه العسكرية والأحزاب الشيعية في العراق أو الحوثيين في اليمن ماليا، ويقوم بدفع سنويا مئات الملايين من الدولارات من أموال الشعب الإيراني، فإنه يقوم بهذا الأمر لهذا الغرض. الآن رأى العالم بأم عينه بأن نظام الملالي فاقد للشرعية في إيران بشكل تام ولا يملك أي قاعدة اجتماعية. وإذا كانت هناك انتخابات حرة وديمقراطية في إيران، فإن أكثر من 95 في المائة من الإيرانيين سيقولون "لا" لبقاء النظام. يشعر الملالي بهذا جيداً ولا يخفون حقيقة وخطر الإطاحة بنظامهم!
هذا هو المكان الذي ستجد فيه الإجابات عن أسئلتك وستواكب من خلالها اصوات الشعب الإيراني وتعطيهم الحق في القيام بالانتفاضة. الآن بعد مضي قرابة أربع عقود من حكم الملالي تكون لدى الشعب الإيراني وعي تام بطبيعة هذا النظام الفاسدة المعادية للشعب الإيراني والتي تستر فيها تحت غطاء واسم الإسلام والقرآن والرسول الكريم. لقد وصلوا لحقيقة أن جذور جميع مشاكلهم في المجتمع تعود أصولها للملالي الحاكمين ولهذا السبب انتفضوا ضد الدكتاتورية الدينية الحاكمة في بلادهم. الشعب الإيراني لمس بأيديه الفقر والجوع وبقية الكوارث الأخرى والآن هم يروون حياة الرفاهية التي يتمتع بها مسؤولو هذا النظام هم وأبنائهم وأقاربهم أيضا في داخل إيران وخارج إيران.  إنهم يظهرون وعيهم من خلال شعاراتهم ومطالبهم في الانتفاضة. شعارات الانتفاضة لها جذور مترسخة في أعماق المجتمع وقلوب الإيرانيين الذين قد عقدوا العزم على إسقاط الدكتاتور ورسم المستقبل المشرق لهم ولشعوب المنطقة. هم يعلمون جيدا بأنهم ليسوا وحيدين وأن هناك مقاومة قوية تدعمهم و لديها معاقل الانتفاضة منتشرة بين أوساط الشعب الإيراني تقوم المقاومة الإيرانية بتوجيهها وتنظيمها للاقتراب من سقوط نظام الملالي.
البعض أطلق بشكل صحيح على انتفاضة الشعب الإيراني اسم (ثورة الجائعين) و (مطيحي نظام الملالي) لتضميد جراح الجوعى وإنهاء حكم المتاجرين بالدين والفتاوى في إيران.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com


15
موجة جديدة من إرهاب النظام الإيراني
نظرة جديدة إلى إرهاب النظام الإيراني في العالم
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
لم يتخل النظام القائم على الإرهاب والأصولية في إيران يوما عن اغتيال وقتل المعارضين ولقد كان هذا النظام عامل وداعم الاغتيال والقتل في أنحاء مختلفة في جميع بقاع العالم. هذه الحقيقة تم تأكيدها في الأعوام الأخيرة الماضية من قبل البرلمانات القانونية والمسؤولين الدوليين البارزين حيث أطلق على هذا النظام اسم أكبر بنك وداعم وراع للإرهاب في أقصى نقاط العالم.
على الرغم من إدانة هذا النظام دوليا حتى اليوم، لكن السياسات والاستراتيجيات المبنية على المصالح الاقتصادية للحكومات الغربية منعت اتخاذ خطوات عملية من أجل اعتقال ومحاكمة ومعاقبة عملاء ومسؤولي الإرهاب الحكومي لنظام الملالي.
مع بدء الانتفاضات الشعبية في إيران من أجل اسقاط الديكتاتور عمد قادة هذا النظام على شحذ كل طاقتهم من أجل إخماد انتفاضة الشعب الإيراني من خلال توجيه ضربة للمقاومة. بعد تصريحات خامنئي في ٩ يناير الشهر الماضي حول دور المجاهدين في الانتفاضة بدء نظام الملالي عشية قدوم العام الإيراني الجديد ( مارس ) تنفيذ موجة جديدة من المخططات الإرهابية من خلال إرسال فرق إرهابية إلى ألبانيا. بعد ذلك في ٣٠ يونيو من العام الجاري سعى نظام الملالي لتفجير التجمع السنوي للإيرانيين في باريس من خلال استخدام فرق إرهابية وبعد فترة وجيزة أقدموا على فعل عمل مشابه ضد المقاومة في الولايات المتحدة الأمر الذي كان من الممكن أن يكون كارثة إذا تم تنفيذ أي منها.
ما يثير الاهتمام بشكل كبير هو التسرع والحاجة الملحة لقادة النظام للإرهاب والاغتيال في الظروف الحالية الجديدة. بحيث أنهم أدخلوا سفارات النظام بشكل مباشر في المخططات الإرهابية ضد المقاومة الإيرانية بغض النظر عن حساسية وهشاشة الظروف التي يمرون بها. لكن اعتقال الدبلماسي الإرهابي التابع للنظام (اسد الله اسدي) في ألمانيا وبقية أعضاء شبكته الإرهابية في ألبانيا وفرنسا وبلجيكا وامريكا وكشوفات المقاومة الإيرانية في هذا الخصوص شكل فضيحة كبيرة لنظام الملالي.
مسؤولو هذا النظام يقدمون على فعل مثل هذه الأعمال الخطيرة رغم أنهم تحت مجهر المجتمع الدولي ويقومون بتوجيه الإرهاب من قبل سفاراتهم في الدول الأمر الذي يعتبر فعلا وقحا وفاضحا. لأنه خلال الظروف التي يحشد فيها المجتمع الدولي والعالم ضد الإرهاب فإن ( التجرء على الإرهاب والاغتيال ) بشكل مضاعف هو موضوع كراهية وبغض الجمهور والمجتمع الدولي عامة. خاصة أن هذا النظام قد أصبح بحاجة ملحة لحماية ودعم وصداقة الدول الأوربية بعد خروج امريكا من الاتفاق النووي. ولهذا السبب فإن تصاعد عمليات الإعدام والإرهاب من قبل النظام في الظروف الحالية يشير قبل كل شئ للمرحلة النهائية لهذا النظام.
في الفترة الأخيرة قام النظام في تاريخ ٨ سبتمبر بإعدام ثلاثة سجناء سياسيين أكراد داخل سجونه المرعبة وبالتزامن مع هذا قام بقصف مقرات الأحزاب الكردية المعارضة للنظام داخل أرض العراق بحملة صاروخية راح على أثرها عشرات الأشخاص من عناصر هذه الأحزاب بين قتيل وجريح. هناك شواهد تشير إلى أن هذه الهجمة الصاروخية قد تمت من داخل الأراضي العراقية وهذه الشواهد تقويها معلومات سابقة عن إنشاء قاعدة صاروخية من قبل نظام الملالي في منطقة السليمانية في العراق وهذه المعلومات تظهر أيضا نية النظام الإيراني إجراء تجاربه في اليمن على أرض العراق أيضا ضد معارضيه. حيث تم إطلاق الصواريخ الإيرانية من قبل ميليشيا الحوثي إلى المملكة العربية السعودية. إذا تم التأكد من حقيقة أن الصواريخ التي أطلقت على الأحزاب الكردية كانت من داخل الأراضي العراقية،فإن الحكومة والأحزاب الحاكمة في هذه المنطقة قد دخلوا في لعبة خطرة!
لقد شهدنا العديد من الأمثلة التاريخية عن الدكتاتوريات ولكن الدكتاتورية الحاكمة في إيران هي مثال فريد عن الخزي والعار والوقاحة. لأنه قادة هذا النظام يعلنون ويدعون بأن إيران الحالية هي ( البلد الأكثر ديمقراطية في العالم ) و أنه (لا يوجد سجناء سياسيون في إيران) وأن إيران هي ( أكثر بلاد العالم أمنا واستقرارا ) في حين أن إيران تملك (أعلى معدل إعدام في العالم) وتعتبر (أكبر داعم للإرهاب) فيه.
وأعلنت الصحف أن سبب إقدام فرنسا على وضع قيود لسفر دبلماسيها إلى إيران هو الخوف من الهجمات الإرهابية وعمليات الخطف واحتجاز الدبلماسيين في إيران كرهائن. وقالت رويترز: طلبت فرنسا من دبلوماسييها والمسؤولين بوزارة الخارجية تأجيل كل سفرياتهم غير الضرورية لإيران، مشيرة إلى محاولة تفجير تم إحباطها وذلك وفقا لما أظهرته مذكرة داخلية اطلعت عليها «رويترز». وأشارت المذكرة إلى محاولة تم إحباطها لتفجير عبوة ناسفة وسط تجمع نظمته مجاهدي خلق المعارضة قرب باريس.

جانب آخر من وقاحة هذا النظام هو إرهاب الإنترنت. حيث في الفترة الأخيرة تم إغلاق بعض الحسابات والصفحات التي تتبع للفاشية الدينية الحاكمة في إيران على الفيس بوك والتويتر والانستغرام. الآلة الكبيرة للملالي في الفضاء الافتراضي تدار من قبل قوات الحرس ووزراة المخابرات بتكاليف باهظة سحبت من أموال الشعب الإيراني المحروم وذلك من خلال استخدام آلاف الحرسيين و البسيجيين والهكر المرتبطين بهم ووظيفتهم تقتصر على التضليل وضخ المعلومات الكاذبة وشيطنة المقاومة الإيرانية وتشوية مسار التدفق الحر للمعومات الحرة والإعلام. لقد وضع النظام الإيراني منذ مدة،إرهاب الإنترنت على جدول أعمال و أجندة وزارة الاستخبارات وقوات القدس الإرهابية،وافتتح عددا كبيرا من الحسابات الإرهابية لمواجهة انتفاضة الشعب والمقاومة الإيرانية.
ما هو واضح للعيان أن الإعدام والاغتيال والحملات والهجمات الصاروخية وتباهي هذا النظام بالقوة الزائفة التي يتم اتخاذها على أعلى وأرفع مستوى في نظام الملالي لن تداوي الجروح النازفة لهذا النظام. فعزيمة الشعب الإيراني على الاستمرار بالانتفاضة أصبحت أقوى وأشد والمجتمع الإيراني قد أصبح أكثر وعيا والمقاومة الإيرانية أثبتت نفسها قبل كل شئ بأنها البديل الديمقراطي الوحيد لهذا النظام الهرم. ومن هنا نرى أن المجتمع الدولي قد توصل لضرورة أنه يجب الوقوف بشكل حاسم في وجه هذا النظام الإرهابي الحاكم في إيران وحماية ودعم المقاومة الإيرانية ضده. ليس من المستبعد في ظل العقوبات أن تغلق سفارات هذا النظام في الدول وأن يتم الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية كممثل شرعي للشعب الإيراني.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com


16
انتفاضة الشعب الإيراني والأزمة السياسية في العراق
نظرة إلى الدور المخرب للنظام الإيراني في العراق
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
مرة أخرى يجذب الوضع العراقي انتباه العالم. هذه المرة بالطبع له أبعاد أكثر عمقا وتوسعا من ذي قبل وإلى جانب الوضع عند جارته الشرقية (إيران) ستكون الإجابة عن أسباب الوضع الحالي في هذا البلد قصيرة وواضحة.
بالتوازي مع تقدم انتفاضة الشعب في المدن والمناطق المختلفة في إيران وأيضا مع الازدياد اليومي للعقوبات ضد نظام الملالي طغت على العراق أيضا التحولات والتغييرات المرتبطة بإيران وكما أن أثارها تصبح أكثر جليا ووضوحا يوما بعد يوم.
تدخل النظام الإيراني في شؤون دول الجوار وخاصة العراق له تاريخ طويل وخميني مع قدومه للسلطة في عام ١٩٧٩ لم يمر يوم لم يسعى فيه خميني لاحتلال العراق والاستمرار في مطامعه التوسعية الرامية لإنشاء الامبراطورية الإسلامية. التطورات والتحولات التي حدثت فيما يتعلق بالعراق في عام ٢٠٠٣ وتلك الريح التي بدأت بالهبوب في صالح الملالي الحاكمين في إيران بدأت تدخل طور العمل في حين كانت حتى هذا التاربخ بمثابة " حلم " بالنسبة للملالي إلى حد كبير. والملالي السكارى فرحا من سقوط الحكومة السابقة قاموا بفرض اسلوبهم وطريقهم على مصير الشعب العراقي بشكل جنوني. لذلك ما يجب ألا نغفل عنه أبدا هو السياسية و الاستراتيجية الخاطئة التي كانت تتبعها الدول الغربية مع نظام الملالي.
الآن حيث يتجه النظام الإيراني نحو سقوطه والتطورات في حال التحول والتغيير في هذا الاتجاه أصبح وضع نظام الملالي في العراق مثيرا للغاية. بالتزامن مع نمو وتوسع انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي الدكتاتوري فإن شعب العراق أيضا تكون لديه وعي بالنسبة لطبيعة الملالي الحاكمين في إيران ولن يسمح أبدا بالتدخل في شؤون بلادهم. هؤلاء يعانون بشدة من الوضع الاقتصادي والمعيشي في بلادهم. في تظاهراتهم واحتجاجاتهم في الأشهر القليلة الماضية مثلما فعل شعب الانتفاضة الإيرانية العظيمة قاموا بالارتقاء بشعاراتهم فورا وطالبوا برحيل عملاء هذا النظام الموجودين في الحكومة العراقية الحالية وطالبوا أيضا بقطع يد نظام الملالي من بلادهم واعتبروا بأن الدور المخرب والمدمر للنظام الإيراني هو السبب الرئيسي الوضع غير الطبيعي في العراق. ما هو وواضح وغير قابل للإنكار هو المصير المشترك بين هذين البلدين الذي عرضه النظام الأصولي للخطر الشديد. عملاء هذا النظام في العراق مثل الاخطبوط تقوم بتضييق سبل العيش والحياة على أبناء هذا الشعب.
وفي أقصر تبيان للأمر فأن الوضع العراقي الحالي هو نتيجة ثلاث عوامل محددة. الاستراتيجية الغربية الخاطئة في احتلال العراق، الدور المخرب للنظام الإرهابي الحاكم في إيران، وأيضا عدم وجود بديل ديمقراطي وشعبي ووطني في البلد. الآن يعاني شعب هذا البلد بشدة حيث أن الاحتجاجات الواسعة والدموية هي اثبات واضح لهذه الحقيقة.
استمرار انتفاضة الشعب الإيراني والدور الحقيقي للمقاومة الوطنية فيها جعل شعوب العالم تسمع صوت طقطقة وتكسر عظام هذا النظام الهرم. من البديهي أن مسؤولي ورؤوس نظام الملالي لن يدعوا شعب العراق يقرر مصيره بيده والآن هم بصدد تنفيذ سيناريو خبيث وشرير فيما يتعلق بهذا الأمر. هؤلاء كما في الماضي يريدون أن يبقوا عملائهم على كرسي السلطة مستخدمين بذلك التهديد مجددا. النظام الإيراني وعلى الرغم من التحايلات الواسعة التي قام بها في انتخابات العراق في ١٢ مايو ٢٠١٨ لم يستطع أن يوصل عملائه للحصول على غاليية الأصوات. الآن ومن خلال التهديد يريد الحصول على مناصب مهمة ورئيسية له ولعملائه بشكل حصري. لكن الحقيقة هي كما يقول المثل الإيراني ( تلك الجرة قد كسرت وذاك الكأس قد سكب ). لأن تطور وتقدم انتفاضة الشعب الإيراني وأيضا التطورات والتحولات العالمية والإقليمية منعت تقدم وتوسع النظام في العراق والمنطقة.
النظام الإيراني الذي قام باحتلال العراق لمدة ١٥ عاما وفي هذه المدة قام بتخريب وهدم البنى الاقتصادية والاجتماعية وقام بسرقة ونهب ثروات شعب هذا البلد من خلال عملائه الذين وظفهم لهذا الأمر طالب في إجراء وقح للغاية بدفع تعويضات الحرب من العراق.
حشمت الله فلاحت بيشه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في برلمان الملالي أشار إلى قرار مجلس الأمن قائلا : "يجب على العراق وفقا للفقرة ٦ من قرار مجلس الأمن رقم ٥٩٨ دفع تعويضات الحرب" ( وكالة أنباء ايسنا ١٨ أغسطس ٢٠١٨ ) وقبله كتب محمود صادقي عضو آخر في برلمان الملالي منتقدا تصريحات حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي حول العقوبات الأمريكية ضد إيران : " يدين العراق لإيران بمبلغ 11 مليار دولار كتعويض للضرر المباشر من الحرب التي فرضت على إيران. "
هذه المطالبات والادعاءات التي يطلقها نظام الملالي في هذا الخصوص تظهر قبل كل شئ مدى فظاعة الوضع الكارثي الذي يمر فيه النظام الحاكم في إيران. الحقيقة أن نجم حظ هذا النظام في سماء العراق يقف على عتبة الغروب والأفول الكامل. والشعب العراقي كما الشعب الإيراني غاضب وساخط جدا من بقاء نظام الملالي.
الآن حيث تتجه هذه المنطقة من العالم نحو الخلاص من أكبر ديكتاتورية عرفها القرن أي النظام الديني الحاكم في إيران وذلك على يد الشعب والمقاومة الإيرانية، فإن القوى السياسية في المشهد العراقي لا تملك سوى خيارا واحدا ألا وهو الانقسام بين جبهتين هما جبهة نظام الملالي والجبهة الأخرى هي جبهة المعارضين له. التسارع والتقدم في التحولات والتطورات الحاصلة لن تبقي طريقا مفتوحا للبقاء بين هاتين الجبهتين والتاريخ لن يرحم تلك الفئة التي وقفت بجانب النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com


17
لماذا يقوم النظام الإيراني بقتل المعارضين ؟
نظرة إلى مذبحة سكان أشرف في ١ سبتمبر ٢٠١٣
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
الشهر السادس من التاريخ الإيراني له مكانة خاصة عند الإيرانيين. لأنه يحمل مناسبات كثيرة بين طياته. مناسبات جميلة جدا أحيانا ومريرة جدا أحيانا أخرى. مذبحة سكان أشرف في العراق التي تمت على يد النظام الإيراني وحكومته العميلة في العراق والتي راح ضحيتها ٥٢ شهيد من السكان الأبرياء بشكل بشع جدا. هؤلاء ووفقا لاتفاقية جنيف الرابعة تم اعتبارهم على أنهم (أشخاص محميون) بشكل رسمي وأي انتهاك لحقوقهم يعتبر جريمة يحاسب عليها.
كانوا مجموعة مكونة من 100 شخص تمكنوا من البقاء في معسكر أشرف بموجب الاتفاق الرسمي الرباعي الرسمي بين الحكومة الأمريكية والحكومة العراقية والأمم المتحدة والمقيمين، حتى تحديد مصير ممتلكاتهم التي تبلغ 550 مليون دولار. وصرح المستشار الخاص لوزير الخارجية الأمريكي حول أشرف، في مقابلة له مع وكالة فرانس برس (3أكتوبر 2012)، أن بقاء هؤلاء الأشخاص في أشرف ليس له حدود زمنية.
ورغم أن السكان لم يكن لديهم أي ثقة في الحكومة العراقية برئاسة المالكي، وذلك بسبب الحملات البرية والصاروخية، والهجمات النفسية المتكررة التي شنتها الحكومة العراقية على أشرف، لكن ما أقنع السكان بقبول هذا الوضع، الطرفان الثالث والرابع في الاتفاق، ألا وهما الولايات المتحدة و الامم المتحدة.
في فجر اليوم الأول من شهر سبتمبر دخل عدد من الإرهابيين المقنعين بأسلحتهم ورشاشاتهم من أمام القوات العراقية المسؤولة عن حماية أشرف وقاموا بقتل سكان أشرف. وتم اعتقال عدد من السكان وفي الوقت التي تم تكبيلهم فيه تم قتلهم فورا وبعد ساعات قاموا بأخذ سبعة أشخاص( ستة منهم كانوا نساء ) من سكان أشرف معهم. وقاموا بهدم العديد من الأماكن وتخريبها أيضا قبل رحيلهم عن أشرف.
الآن بالنظر لتلك الأيام يتبادر السؤال التالي : لماذا يقدم الملالي الحاكمون على إيران على تنفيذ مثل هذه الجريمة الكبيرة في عصر نهضة الاتصالات والمعلومات الحالي أمام مرأى ومسمع العالم كله ؟  يجب البحث عن الجواب في هذه الحقيقة حيث أن الملالي مثل مؤسس هذا النظام السفاح أي خميني كانوا بحاجة لإبادة منافسهم الحقيقي الوحيد الذي كانت نواته الأساسية في أشرف وذلك من أجل الحفاظ على حكمهم.  لقد علموا جيدا أنه طالما هناك مجاهد واحد يعيش على وجه الكرة الأرضية فإن نظامهم لن يهنئ أبدا بالاستقرار والراحة. لذلك سعى رؤوس هذا النظام ليس فقط لقتل المجاهدين بل أرادوا إبادتهم جميعا من على وجه الأرض.
مؤسس هذا النظام سعى بشكل هستيري وجنوني منذ بداية قدومه إلى السلطة إلى إبادة المعارضين ولاسيما مجاهدي خلق وأراد من خلال القمع والإعدامات الواسعة وإصدار الفتاوى ومذبحة السجناء السياسيين في عام 1988 ومن خلال المخططات المكملة لها ومن بينها شيطنة المجاهدين داخل المجتمع الإيراني ومنع ذكر اسمهم ... محو أي أثرباقي لهم في التاريخ الإيراني.
لقد علمت بقايا خميني مع التغييرات والتحولات التي حدث في عام ٢٠٠٣ في العراق بأن أشرف وسكان أشرف سيجدون لأنفسهم مكانة خاصة وسرعان ما سيهرع الشبان الإيرانيون للالتحاق بهم في العراق وفي أشرف. لذلك ومنذ البداية قاموا بالاقتراب من قوات التحالف والشعب العراقي متسترين بلباس الصديق وسرعان ما أحكموا سيطرتهم على هذا البلد وقاموا باحتلاله لتنفيذ مطالبهم الاستراتيجية والتاريخية الخبيثة والمبطنة. إن إحالة ملف أشرف إلى حكومة العراق العميلة من قبل القوات الأمريكية في عام ٢٠٠٩ هو ما هيأ الأرضية المناسبة لتنفيذ هذه الجريمة الكبيرة ضد سكان أشرف على يد نظام الملالي.
نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي والعميل لملالي إيران في العراق بعد إحالة ملف أشرف من قبل الأمريكان بالتوازي مع الحرب النفسية الكبيرة قام بتنفيذ حملات برية وصاروخية وإرهابية ضد المجاهدين في أشرف. والنظام الإيراني أيضا قام بسجن وإعدام كل شخص كان يتردد على أشرف من إيران.
لقد تعاهد سكان أشرف على الدم بعدم الاستسلام في وجه نظام الملالي والوقوف في وجه هذا النظام مهما كانت النتائج وبأي وسيلة والثبات على مبادئهم وثوابتهم وأهدافهم. لقد سعوا لتشكيل حملة دولية غير مسبوقة قبل مغادرتهم العراق للإعلان عن استراتيجيتهم ( ألف أشرف ) والتي على أساسها تم إنشاء وتأسيس ألف أشرف في داخل أرض الوطن والتي كانت انتفاضة الشعب الإيراني الحالية أحد ثمارها.
سكان أشرف على الرغم من تلقيهم للعديد من الطعنات من قبل الحكومات الغربية ومنظمة الأمم المتحدة لكنهم مصممون على فتح ملف قضية هذه المذبحة في المحاكم الدولية.  من أجل تحديد مصير النظام الإيراني من الممكن أن يكون فتح ملف قضية واحدة فقط من قضايا جرائم الملالي بشكل عملي وحقيقي أمرا كافيا. لأن فتح ملف كل قضية في محكمة محادية واحدة كفيل بجر ومحاكمة رؤوس هذا النظام بشكل سريع ومما سيليه فتح بقية الملفات والقضايا الأخرى.
بالنظر إلى هاتين المذبحتين اللتين تم تنفيذهما على جانبي الحدود ( الأولى مذبحة أكثر من ٣٠ ألف سجين سياسي في داخل إيران في عام ١٩٨٨ والأخرى مذبحة سكان أشرف المحاصرين في العراق ) واللتان تدميان القلب حزنا من فظاعتهما نجد أن سياسات التماشي الغربية المتبعة مع نظام الملالي هي من عملت كعقبة في وجه تحقيق واعتقال العملاء ومحاكمتهم ومجازاتهم عليها.
دعت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في( المؤتمر الدولي الأخير للجاليات الإيرانية الذي عقد بشكل اونلاين في ٢٠ مدينة عالمية ) مجلس الأمن الدولي إلى محاكمة رؤوس نظام الملالي ومسؤولي أربعة عقود من الجرائم ضد الإنسانية ومسؤولي هذه المذبحة وأيضا طالبت بإخراج جواسيس ومرتزقة النظام من الدول الغربية وقطع العلاقات الدولية مع هذا النظام الإرهابي.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com

18
النظام ذو الألف وجه والقوة الصارمة
نظرة إلى مواجهة قوتين متعاديتين في إيران
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
عندما يهيمن الديكتاتور على البلاد، يصل الصوت المعارض إلى آذان الآخرين متأخرا. خاصة عندما يكون الديكتاتور المذكور قد وصل إلى الواجهة عن طريق استغلال الشرعية الشعبية وغطى وجهه بقناع الإسلام.
من وجهة نظر منظمة مجاهدي خلق التي تلقت في بدايات تأسيسها ضربات مميتة من قبل نظام محمد رضا شاه بهلوي وأيضا من قبل الإسلام التقليدي الذي يمثله الملالي فإن بدء حقبة مظلمة من هيمنة الملالي كان أمرا مدركا ومقدرا من قبلها.  حقبة تجلى فيها صعود للمؤامرة الرجعية الاستعمارية ضد نضالات الشعب الإيراني وسوء استخدام الملالي للمشاعر الدينية للشعب الإيراني وسرقتهم لقيادة ثورة الشعب الإيراني المناهضة للحكم الملكي من قبل خميني وظهور الملالي إلى الواجهة. 
مع الأخذ بعين الاعتبار للموقع الخاص لإيران في المنطقة الأمر الذي يجعل من موقع معارضة النظام الحاكم عليها له خصوصية خاصة أيضا فقد كانت منظمة مجاهدي خلق القوة الوطنية الحقيقية والوحيدة في إيران التي وقفت منذ البداية ضد دكتاتورية الملالي ولم تتوان عن إسقاطه أبدا. 
الفهم الحقيقي لتيار الإسلام التقليدي الذي يمثله خميني الآن والذي قام باغتصاب السلطة والسيادة في إيران كان طريقا مضنيا ومتعبا من أجل الوصول لهذا الهدف عن طريق اتخاذ القرارات الخطيرة وقبول الأهوال العظيمة.  ذاك الطريق الذي استمرت خطوته الأولى لمدة سنتبن ونصف حيث كان موضوع فضح طبيعة خميني ونظامه على رأس أولويات نضالاته. 
لم يصوت مجاهدو خلق للدستور الذي صاغه ووضعه الملالي لأنه يتعارض مع السيادة الوطنية والشعبية ويستند على مبدأ ولاية الفقيه.  الأمر الذي دفع خامنئي وخلافا لوعوده السابقة إلى الظهور إلى المشهد وقام بمنع ترشح السيد مسعود رجوي الذي كان يحظى بدعم غالبية الشعب والمنظمات السياسية المناضلة والحرة ولاحقا قام بإصدار فتوى (المنافقين أسوأ من الكفار) ضدهم الأمر الذي فتح باب القتل الذي يستمر حتى يومنا هذا. 
في أشد التطورات المتسارعة في تلك الأيام حرارة عندما كان خميني مشغولا في إرساء وتثبيت دواعم دكتاتوريته تم وضع المجاهدين تحت أشد أنواع الضغوطات لينحازوا لجانب السلطة في قمع أهالي كردستان أو التيارات الغير دينية.  لكن المجاهدين وبالاعتماد على مبادئهم الثابتة الراسخة والغير قابلة للمساومة قالوا (لا) مرة أخرى لخميني ووفقوا للدفاع عن أهالي كردستان والقوى الليبرالية الأمر الذي زاد من غضب خميني أكثر. في استمرارية هكذا طريق نضالي وقف المجاهدون مثل سد منيع في وجه تدخلات نظام الملالي في دول المنطقة وتصدوا لها ودافعوا عن شعوب تلك الدول.
مع الاستمرار الشرعي لهذه المواجهة التي أراد النظام خلالها إجبار المجاهدين على تقديم التنازلات والقبول بالتسويات، فإن منظمة مجاهدي خلق، من خلال إطلاقها لمظاهرة نصف مليونية في طهران في ٢٠ يونيو 1981، أظهرت مرة أخرى ثبات موقفها ضد خميني ونظامه وتحدت شرعية هذا النظام. خميني، الذي كان غاضباً من مقدار الثبات الراسخ هذا، قام بقمع هذا الإجراء السلمي وتمت مواجهة المظاهرات من قبل قوات الحرس بالنار والحديد وبذلك وانتهت المرحلة الأولى من المواجهة!
لقد عاصر أشكالا مختلفة من النضال من أجل الإطاحة بالملالي عن طريق الثبات و المثابرة على مبادئهم، وخاصة بالاعتماد والاتكاء على الشعب. وبعبورههم عن قرب عبر الأحداث المهولة، يعرّفون أنفسهم على أنهم البديل الديمقراطي الوحيد لنظام الملالي. والائتلاف "الأكبر" الذي أصبح الآن "الأقدم عهدا" منذ عام 1982 عام تأسيسه، والذي أطلق عليه "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية".
عندما اشتغلت الحرب الإيرانية العراقية وقال خميني وقتها بأنه سيواصل القتال حتى آخر بيت قام مسؤول هذا المجلس بتوقيع اتفاق السلام مع حكومة العراق في ذاك الوقت بعد انسحاب القوات العراقية من الأراضي الإيرانية الأمر الذي كان موضع ترحيب الشعب الإيراني والمجتمع الدولي في تلك الأيام وبعد أربعة سنوات قاموا بتأسيس(جيش التحرير الوطني) على أرض العراق للحفاظ على مبادئ الأساسية وقاموا بتوجيه ضربة قاصمة للنظام حيث أجبر خميني بعد عامين فقط على تجرع كأس السم وقبول القرار ٥٩٨. 
لأن خميني علم بأنه إذا لم يفعل ذلك فإنه بعد عدة أشهر لن يبقى أي أثر لنظامه.  مواجهة كانت في حد ذاتها وثيقة حول صحة الإستراتيجية وشرعية الطريق الذي اتخذته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
الآن مضت أربعة عقود شهدت فيها إيران مواجهة هاتين القوتين المتعاديتين. الدكتاتورية الدينية الحاكمة والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. في ظل خارطة الطريق هذه قال الآلاف والآلاف من أبناء الشعب الإيراني المعلقين على المشانق ( لا ) لهذا النظام. خارطة تتجلى لوحتها الصحيحة بوضوح قبل ثلاثين عاما حيث ارسال ثلاثين ألف سجين سياسي إلى فرق الموت لتعليقهم على المشانق بسبب ثباتهم على مبادئ المجاهدين. 
في عصر يمتد عمره لأربعة عقود، كان نظام الملالي قد أغرق فيه عددا كبيرا من الناس في إيران وخارج إيران بـفتنة "المفاوضات" والوعود الكاذبة ! أو تم جذبهم إلى جانبه. في عصر مارس فيه نظام الملالي الاعتقال والتعذيب والإعدام في الداخل أو التدخلات والإرهاب والتهديد في الخارج، مما دفع الكثير منهم إلى الصمت والتقاعس عن العمل.
في عصر خدع فيه الكثيرون على كلا جانبي الحدود بكذبة الإصلاح والاعتدال والتوسط أو بأقنعة حقوق الإنسان والروابط الأسرية وما يسمى منظمات المجتمع المدني (NGO) واكتفوا فقط بدعم أنفسهم. أؤلئك الذين ظلوا ثابتين على شعارهم ومبادئهم واستراتيجيتهم، هم أنفسهم تلك القوة الأولى التي أذاقت مؤسس هذا النظام فظاعة كأس السم خوفا منها ودفنت رأسه في التراب بعد أقل من سنة.
تلك القوة التي سعت منذ ظهور الملالي لإقامة وبناء السيادة الوطنية والشعبية ولم تغفل للحظة عن هذا الهدف ولم تثنيها التسويات وإعطاء الامتيازات ولا الاعتقال والتعذيب والإعدام ولا المؤامرات والوعود البراقة والفاتنة ولا الاغتيال والتفجير والصواريخ والحملات البرية ولا حتى وضعها على قوائم الإرهاب التي لاصحة لها أساسا عن المضي قدما بخطواتها الثابتة نحو الأمام. هم الآن نقطة الأمل.  ليس بالنسبة للشعب الإيراني فقط بل بالنسبة لطيف واسع في العالم. الانتفاضة الحالية للشعب الإيراني هي نتاج هذه العملية من نضالات الشعب الإيراني.
نرى الآن في نهاية العقد الرابع من الحكم الدكتاتوري بأن هذه (القوة الصارمة) قد قامت بتقريب توقع إسقاط هذا النظام ( ذو الأف وجه ) ولن يمر وقت طويل حتى يرفع التاريخ يد المنتصر وفي معركة الأربعين عاما عاليا أمام الجميع. 
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
@m_abdorrahman


19
الوضع في إيران يقترب من نقطته الانفجارية
نظرة إلى ارتفاع قيمة الدولار وانعكاسه على انتفاضة الشعب
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
مع ارتفاع قمية الدولار في إيران الذي كان المسبب الرئيسي له هو النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران يقترب أكثر سقوط هذا النظام. هذه نتيجة علمية ومنطقية لطريقة توجه هذه النظام الكهل نحو السقوط.
ومع استمرار وتقدم انتفاضة الشعب الإيراني تخطى في الفترة الأخيرة الدولار عتبة ١٢ الف تومان وتلاهها موجة جديدة من الانتفاضة عمت جميع أنحاء إيران والشعارات الشعبية المعادية للحكومة أخذت طابعا أكثر حدة. شعارات من قبيل : الموت لخامنئي، الموت للدكتاتور، يجب أن يقتل الملالي، ويل لكم لليوم الذي تسلحنا فيه .....
مضى حتى الآن قرابة الثماني أشهر منذ بدء انتفاضة الشعب الإيراني ضد الحكومة والشعب أضحى أكثر تصميما على إسقاط النظام خلال استمرارية هذه الانتفاضة. وذلك بسبب الحالة الاقتصادية السيئة للمجتمع والشعب الإيراني وخاصة الطبقات الوسطى والمسحوقة التي ضاقت ذرعا من هذه الحالة. خاصة الآن وقد استؤنفت في الآونة الأخيرة موجة جديدة من العقوبات الدولية ضد النظام الإيراني الأمر الذي سيجعل من نتائجها وعواقبها الحياة في إيران تحت حكم الملالي أكثر صعوبة.
الازدياد الكارثي لقيمة القطع الأجنبي غيرت المجتمع الإيراني بشكل كامل وجعلت الغضب الموجود في ضمير كل إيراني يثور ضد الحكومة. هذه الموجة التي بدأت منذ ٣١ يوليو الماضي وكل يوم تتسع ويزداد عمقها أكثر فأكثر. ذلك لأن التقديرات تشير إلى ارتفاع قيمة الصرف في الأيام و الأسابيع القادمة أيضا و الشعب لايملك سوى اللجوء إلى الغضب والعنف.
وبالنظر إلى أمثلة مماثلة في التاريخ، نرى أنه بعد ارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية في بلد ما فإن البطالة، والسرقة، والغلاء، والفساد، والبغاء والفاحشة، والتشرد، و ... يكتسح نسيج المجتمع. في إيران، تحت حكم رجال الدين، ستكون أبعاد هذه الكارثة أكثر إيلاما.مثل بيع الأطفال أو بيع أعضاء الجسم، وتدمير الأمن الشخصي والمهني، والثقة والنزاهة والقيم الإنسانية للمجتمع.
وفقا للإعلام الرسمي، الراتب الشهري للعامل الإيراني هو مليون و 130 ألف تومان. في الوقت نفسه، كان خط الفقر الرسمي المعلن في إيران يبلغ 4 ملايين تومان في وقت سابق من هذا العام. في نفس الأيام، كتبت صحيفة دي.دبليوي أن 80 في المائة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر. وكتبت وكالة تسنيم التابعة لقوات القدس الإرهابية أيضا أن خمسين مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر.
في ظل ظروف انتفاضة الشعب الإيراني، فإن النظام قد وقع في مأزق مميت ولا يوجد له مخرج أو بطاقة رابحة لاحتواء الموقف، وكما حدث في الماضي، فإن أقلية صغيرة تحكم إيران الغنية. هدايت الله خادمي، عضو البرلمان، في ٢٩ يوليو ٢٠١٨، في إشارة إلى الحالة الاقتصادية الرهيبة والحالة المعيشية السيئة للشعب، اعترف بأنه على مدى 40 سنة، "أخذت 200 عائلة و أسرة مصير البلد كرهينة".
على الرغم من أن المرحلة الجديدة من انتفاضة الشعب الإيراني لها سمات بارزة مثل انتشار وتزامن الإضرابات الواسعة لسائقي الشاحنات الثقيلة في جميع أنحاء البلاد وتنوع الطبقات الشعبية المختلفة، و تحول الشعارات لشعارات سياسية بشكل أسرع وأكبر و تنامي الشجاعة الشعبية المتزايدة في التعامل مع العملاء الحكوميين، وعلى وجه الخصوص التواجد الكبير والملفت للنساء في الفترة التي سبقت الانتفاضة، لكن الأهم من ذلك هو توسع مراكز العصيان ودورها القيادي في الانتفاضة حيث ألقت الذعر والخوف في قلب النظام. بحيث أن قادة هذا النظام لا يخفون ذلك ويعترفون به بأشكال مختلفة.
انتفاضة الشعب الإيراني التي تعتمد الآن وأكثر من أي وقت مضى على مقاومة حقيقية ومنظمة جعلت قادة هذا النظام يعترفون بأن شعارات المنتفضين هي ذاتها شعارات المجاهدين. كذلك فهم يعترفون بهذه الحقيقة بأن هدف الشعب هو إسقاط النظام كما أن استبدال مسؤول أو عدة مسؤولين من هذا النظام لايمكنه أن يحل الأمر أو يشفي ألام هذا النظام.
الرئيس السابق للملالي محمد خاتمي، الذي كان حتى وقت قريب في حبس الولي الفقيه ظهر مرتبكا إلى المشهد مناشدا خامنئي بتقديمه خطة عمل مكونة من 15 مادة لحل القضايا والمشاكل تبعا لأوامره الخاصة! إجراء يظهر، قبل كل شيء، فشل النظام برمته في وجه انتفاضة الشعب الإيراني.
في مثل هذا الفضاء والمساحة من اضطراب وتشتت هذا النظام وعدم توازنه واستئناف العقوبات الدولية ضده، التي ستعزز الانتفاضة وتقرب الحالة المجتمعية من نقطة الانفجار.
الشعب المضطهد اتخذ قراره في مثل هذه النقطة الانفجارية بهدم وتدمير بنية وهيكل هذا النظام وجميع مؤسساته الحكومية قسرا وبالقوة. إن المنتفضين، وفي المقام الأول، الشباب الإيراني قد أدركوا أن العنف وسفك الدماء الذي يقوم به هذا النظام يجب أن يقابلوه بإجرائهم العنفي. من الناحية العملية، لقد ايقنوا بأنهم يجب أن يردوا الصاع بالصاع والرصاص بالرصاص.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
@m_abdorrahman




20
هل يسعى النظام الإيراني لتأجيج حرب جديدة؟
نظرة إلى التهديدات الأخيرة للنظام الإيراني في المنطقة
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
يتهامس إلى الأذن في الآونة الأخيرة بأن النظام الإيراني يسعى لإشعال حرب جديدة في المنطقة حتى يتمكن من التغطية على أزماته الداخلية. أصحاب هذه النظرية أشاروا إلى الأمثلة السابقة ولاسيما الحرب الإيرانية العراقية من أجل اثبات وجهة نظرهم حيث استطاع النظام الإيراني عن طريق إشعال هذه الحرب قمع الحريات والأحرار في داخل إيران ومن هنا استطاع النظام الإيراني الحصول على مكاسب كبيرة في تلك الأيام. إنهم يعتمدون على تلك التجربة لاثبات طبيعة النظام الإيراني الذي لولا سياسة نشر الحروب التي كان يتبعها لما كان هذا النظام موجودا حتى الآن حيث كان دائما هذا النوع من نشر الحروب أمرا واضحا وجليا في سياسات واستراتيجيات هذا النظام.
إن سياسة الترويج للحروب ونشرها في المنطقة بأشكالها المختلفة والمتنوعة هي قسم لا يتجزأ من وجود هذا النظام وهذا الكلام أساسي و دقيق بشكل كامل كما أن تجربة أربعة عقود ماضية من طبيعة وسجل أعمال هذا النظام تثبت لنا بوضوح هذه الحقيقة الجلية التي لايمكن نكرانها أبدا.
تستند النظرية المذكورة أعلاه على سياسة نشر الحروب الجديدة التي يسعى لها نظام الملالي في المنطقة حتى هدد في الآونة الأخيرة قادة النظام وعلى وجه التحديد رئيس جمهورية الملالي حسن روحاني ومهرجهم الحرسي قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس الإرهابية المرتبطة بقوات الحرس بإغلاق مضيق هرمز. السؤال الذي يطرح نفسه هنا .هل سيكون النظام الإيراني قادرا على إغلاق مضيق هرمز أم لا؟
مع قدر قليل من المعرفة بالظروف الجديدة الحاكمة في إيران والمنطقة والعالم يمكن القول بصراحة بأن النظام الإيراني في نهاية عقده الرابع من عمره المشؤوم لايمكنه السعي وراء نشر الحروب في المنطقة وذلك لأن قادة ورؤوس النظام يعلمون جيدا وقبل الجميع بأن النظام لايملك امكانية وظروف تأجيج وإشعال حرب جديدة في المنطقة.
تستمر الآن في إيران انتفاضة ليس لديها محطة وقوف أبدا كما أن جماهير الشعب الإيراني التي ضاقت ذرعا من هذا النظام تعطي كل يوم أشكالا مختلفة ثمنا من أجل اسقاط هذا النظام. ذلك لأنهم لايملكون شيئا يخسرونه فهم محرومون من أقل مقومات الحياة العادية والبسيطة وكما أنهم محرومون من أقل الحريات والأمن المعيشي والوظيفي .. لذلك فهم غاضبون. هذه الحالة تقترب كل يوم أكثر وأكثر من نقطتها الانفجارية. في الأيام الأخيرة ومع اقتراب مرحلة جديدة وقاسية أكثر من العقوبات الدولية المميتة ضد النظام تخطت قيمة الدولار سقف ١٢ الف تومان إيراني وشرائح وطبقات المجتمع الوسطى والفقيرة لايملكون سوى صب جام غضبهم على هذه الحكومة.
لذلك فإن انعكاس مثل هذه الحالة جعل نكهة بقاء هذا النظام على قيد الحياة مُرّة في أفواه حاكميه ووضع النظام أكثر من أي وقت مضى في حالة من عدم التوازن والتزعزع وكما أنه سلب المعنويات من القوات القمعية لهذا النظام. حيث أن قادة الدولة ورؤسائها العسكريين يقولون بصراحة ولايخفون حقيقة ( التهديدات الداخلية الأخطر ). ( وكالة أنباء تسنيم ٢٧ يوليو ٢٠١٨ ).
لذلك لا نظام الملالي ولا الشعب الإيراني في النقطة السابقة أي سنوات بدء نظام الملالي. أفضل اثبات لهذه الحقيقة هي الشعارات التي نادى بها الشعب الإيراني في جميع أنحاء إيران تحت حكم الملالي : الموت للدكتاتور. الموت لخامنئي. أيها الإصلاحي وأيها الأصولي لقد انتهت اللعبة. عدونا ها هنا كذبا يقولون أمريكا. ويل لليوم الذي تسلحنا فيه ... لذلك فإن الشعب الإيراني لن يتغاضى مرة أخرى عن هذا النظام وهذا النظام لن يستطيع أبدا إشعال حرب جديدة أخرى. لقد وجدوا أن علاج جميع مشاكلهم يكمن في إسقاط نظام الملالي وهم ليسوا مستعدين للتراجع أبدا عن هذه المطالب المشروعة.
ما يضمن مثل هذه العملية هو الوجود النشط لقوات المقاومة الإيرانية على شكل معاقل الانتفاضة في المجتمع الإيراني، والذي أوصل نموه وتوسعه اليومي المزايد غضب الملالي إلى ذروته. الإجراءات الهستيرية للنظام وحلفائه وعملائه من أجل منع عقد مؤتمر باريس والمخطط الإرهابي للملالي لتفجير هذا التجمع هو أفضل وثيقة لاثبات الترابط الوثيق بين انتفاضة الشعب الغاضب والمقاومة المنظمة.
الخطة التي أدى اكتشافها ، وكذلك اعتقال الدبلوماسي الإرهابي التابع للنظام (أسد الله أسدي) وأعضاء آخرين في فريقه الإرهابي من قبل جهاز الأمن الأوروبي، إلى فضيحة أخرى لنظام الملالي وسجلت أن المقاومة الإيرانية هي بمثابة البديل الديمقراطي الوحيد لهذا النظام في العالم.
السبب الآخر والغير قابل للإنكار في هذه العلاقة هو التحول الكبير الذي ظهر في المجتمع الدولي ضد نظام الملالي وأبرز نفسه في استراتيجية الحكومة الأمريكية الجديدة ضد هذا النظام. ذلك التحول المتأثر بانتفاضة الشعب والدور الفعال للمقاومة الإيرانية حرك العالم لصالحه وفي اتجاهه ليدعموا الشعب والمقاومة الإيرانية ضد هذا النظام.
لذلك فإن تهديدات قادة هذا النظام اللامتوازن والمتزعزع ليس علامة قوة بل علامة ضعف ووهن. ليس هناك شك بأن هذا النظام سيسقط سريعا على يد الشعب والمقاومة الإيرانية ولجوء هذا النظام من العنف سيقرب سقوط هذا النظام أكثر .
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
@m_abdorrahman



21
إرهاب النظام الإيراني في العالم
نظرة إلى الفضيحة الإرهابية الحكومية لنظام الملالي في أوروبا
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
بنظرة منطقية وصريحة واحدة للعمل الإرهابي الفاشل للنظام الإيراني في أوروبا يمكن الاستنباط بسهولة لماذا بادر النظام الإيراني على القيام بمثل هذا العمل في مثل هذه الظروف. ألم يعلم النظام الإيراني أنه في حال فشل هذا العمل ستكون تداعياته باهظة عليه؟ بالطبع الجواب نعم والنظام كان يعلم ذلك جيدا.
مسؤولو النظام الديكتاتوري الديني الحاكم في إيران يعلمون جيدا أنه خلافا للماضي فإن كاميرات وعيون العالم قد سلطت جميعها على نظامهم وأنه لم يبقى هناك أي أثر للداعمين الخفيين في العصر الذهبي الماضي حتى يتم المد بعمر هذا النظام عن طريق غط النظر عن جرائمه.
حكام طهران مع بداية الإنتفاضة الوطنية العارمة للشعب الإيراني يعلمون جيدا أن عقد التجمع السنوي للإيرانيين المعارضين للنظام في باريس في تاريخ ٣٠ حزيران ٢٠١٨ هو بمثابة الرأس لجسم انتفاضة الشعب الإيراني. هذا التجمع الذي دعا العالم للوقوف بجانب الشعب الإيراني.
ومن هنا تم التخطيط من أجل ضرب القوة الأساسية للمعارضة الإيرانية منذ شهور مضت أعلى مستويات صنع القرار داخل النظام الإيراني أي على خامنئي، حسن روحاني ووزراء الخارجية والمخابرات وقادة قوات فيلق القدس الذين عولوا على هذا العمل الإرهابي بالتحديد حتى يتمكنوا من منع عقد هذا التجمع.
علي خامنئي في ٩ يناير ٢٠١٨ أي في خضم بداية الإنتفاضة الشعبية بين بشكل علني عن العنوان الوحيد للمنافس الحقيقي للنظام أي مجاهدي خلق وقال بأنهم هم من كانوا وراء هذه الانتفاضة وقد خططوا لهذا الأمر منذ شهور مضت. ومن هنا تم التخطيط لأكبر عملية إرهابية ضد المقاومة الإيرانية في داخل أقبية ولاية الفقيه المتهالكة.
علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن في نظام الملالي في إشارة منه إلى مثل هذا المخطط في أحد إظهاراته للموقف الرسمي قال : سوف نقوم بتوجيه ضربة قاسية للمجاهدين لن يفهموا أنفسهم من أين تلقوها.
في ظهر يوم السبت ٣٠ حزيران ٢٠١٨ وقبل عدة ساعات من بدء التجمع العظيم للإيرانيين في باريس الذي حضره أكثر مئة ألف شخص حاصرت الشرطة البلجيكية أثناء عملية واسعة لها في بروكسل مجموعة إرهابية تابعة للنظام الإيراني. كانوا يحملون قنبلة شديدة الانفجار من أجل تفجير هذا المؤتمر الكبير. تشير التحقيقات الأولية إلى أن أسد الله أسدي القنصل الثالث لسفارة نظام الملالي في فيينا هو من كان قائد هذا العمل الإرهابي وهو من أعطى المادة المتفجرة للفريق المذكور في لوكسمبورغ.
اعتقال هذا الدبلماسي الإرهابي هو وعدد آخر من الإرهابيين الآخرين دفع بخامنئي وكل نظام الملالي للسعي بكل ما أوتوا من قوة من أجل إخراجه من يد السلطات الألمانية وتهريبه عن طريق النمسا إلى إيران. سفارة نظام الملالي في النمسا كانت أهم مركز إرهابي تابع للنظام في أوروبا وقامت في الماضي بتوجيه عمليات إرهابية واسعة ضد المعارضين الإيرانيين.
من الجدير بالذكر أنه في يوم ١٣ يوليو ١٩٨٩ أي بعد وفاة الخميني فقط بأربعين يوما كان إطلاق النار من أسلحة قوات الحرس المرسلين من طهران في أحد الشقق السكنية في فيينا قد أعلن البداية العملية لهذه الاستراتيجية الجديدة. الدكتور عبد الرحمن قاسملو الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني قتل على طاولة المفاوضات مع مبعوثي رفسنجاني. عملية الاغتيال هذه تمت على يد الحرسي جعفري صحرارودي. بعد عدة أشهر في تاريخ ٢٤ أبريل ١٩٩٠ اغتال الإرهابيون المرسلون من قبل نظام الملالي الدكتور كاظم رجوي في سويسرا عندما كان عائدا الى منزله في ضواحي جنيف. في ٦ أغسطس من عام ١٩٩١ اغتيل الدكتور شاهبور بختيار في باريس وفي ١٧ سبتمبر ١٩٩٢ اغتيل الدكتور صادق شرفكندي الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وفي ١٦ مارس ١٩٩٣ اغتيل أيضا محمد حسين نقدي ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في إيطاليا .
على الرغم من أنه في الأعوام الماضية وبسبب سياسات التماشي الغربية مع هذا النظام الدموي انتقلت جميع القضايا الغير مفتوحة من الإرهاب الحكومي لنظام الملالي إلى الأرشيف لكن قضية العمل الإرهابي الأخير للنظام سوف لن تغلق حتى يتم البت فيها بشكل نهائي فقط بل ستكون بداية لفتح بقية قضايا الإرهاب الحكومي لنظام الملالي في العالم. مع بدء انتفاضة الشعب الإيراني خضعت الظروف الداخلية والدولية لتغييرات جدية وحقيقية ليست في صالح الملالي بل في ضررهم والحالة والوضع الحالي لن يعود أبدا إلى الماضي وإسقاط هذا النظام حتمي ووشيك.
لو تم تنفيذ هذا العمل الإرهابي الأخير بشكل ناجح قطعا لحدثت فاجعة كبيرة ليس فقط بالنسبة للشعب الإيراني بل بالنسبة للمجتمع الدولي. وذلك بسبب مشاركة شخصيات ووفود من كل دولة في العالم في هذا التجمع دعما لإنتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
وزراة الخارجية الأمريكية التي حضر عدد من مواطنيها البارزين ومسؤوليها السابقين في تجمع باريس كانت من الممكن أن تكون لقمة سائغة لتفجير وإرهاب النظام الإيراني. على الفور بعد هذا العمل الإرهابي أعلنت وزارة الخارجية بأنه سيتم متابعة هذا الموضوع حتى النهاية.
ما هو الآن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، إغلاق سفارات النظام الإرهابي الحاكم في إيران في جميع الدول ولاسيما الدول الأوروبية وأيضا جميع المراكز الدبلماسية والصحفية والدعائية والمجتمعات الأدبية والثقافية والتجارية لهذا النظام والتي بالطبع تعمل كلها تحت أيدي الجاسوسية والإغتيال.
على الرغم من العمليات الإرهابية لنظام الملالي ولاسيما خلال فترة حكم علي أكبر هاشمي رفسنجاني التي كان لها باع وتاريخ طويل في هذه العلميات لكن إفشال هذا العمل الإرهابي الأخير لم يبين ثقل وموقع البديل الديمقراطي الوحيد لهذا النظام في مقابل الرأي العام فحسب بل جلب مرة أخرى الإهتمام الدولي نحو إرهاب النظام الديني وأبعاد وتوسع مساعي النظام لتوجيه الضربات للمقاومة الإيرانية.
بالنظر إلى سجل النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران هناك حقيقة تلفت النظر ألا وهي أن القمع في داخل إيران والإرهاب خارج حدود إيران هو شرط أساسي لبقاء هذا النظام. لأن السعة والقدرة التاريخية والسياسية والثقافية والإجتماعية لهذا النظام تتعارض بشكل واضح مع الحرية والتعايش مع الشعوب وكما أن امتداد وتوسع القمع والاغتيال لهذا النظام سوف يستمر حتى زمن الإسقاط والإطاحة بهذا النظام.
لهذا السبب فقط، كما نلاحظ، بالتزامن مع استمرار انتفاضة الشعب الإيراني ضد هذا النظام، يريد الملالي الحاكمون في إيران بهذا العمل الأخير احداث فاجعة إنسانية كبيرة في المجتمع الإنساني المعاصر.
لذلك بموازاة استمرار انتفاضة الشعب الإيراني واقتراب نهاية حكم الملالي يجب التوقع بأن الإرهاب الدولي للنظام الإيراني سيستمر بالعمليات الإرهابية بشكل أكثر مثل أفعى سامة مجروحة. ومن هنا من الضروري مضاعفة دعم وحماية البديل الديمقراطي الوحيد الذي ينتمي للشعب الإيراني.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com




22
العنوان الدقيق للبديل الديمقراطي من أجل إيران
عبدالرحمن مهابادي*
في الأشهر الأخيرة، كانت إيران بشكل لافت في محور انتباه الدوائر السياسية في المنطقة والعالم، وانتفاضة الشعب الإيراني العارمة لتغيير حكومته كان السبب الرئيسي وراء ذلك.
في الآونة الأخيرة، عقدت القوة الرئيسية للمعارضة الإيرانية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في فرنسا، اجتماعها السنوي الذي استمع فيه أكثر من 100.000 إيراني إلى خطاب مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
السيدة رجوي بحضور المئات من الوفود والشخصيات المشهورة من دول المنطقة والعالم في هذا التجمع أعلنت آخر مواقف المقاومة الإيرانية. وحيت واشادت بانتفاضة الشعب الإيراني وطالبتهم بتوسيع انتفاضتهم لان نصرهم في ارتباطهم من المقاومة الإيرانية أمر حتمي.
بنظرة حقيقية واحدة إلى الحالة السياسية والاجتماعية الإيرانية نجد بوضوح ان هذا النظام ليس له مستقبل على الاطلاق. لان الشعب الإيراني يثور في مختلف نقاط إيران ضد النظام الحاكم منذ ستة أشهر ولن يرضى بأقل من سقوط الملالي. مع القمع الوحشي للانتفاضة في نقطة ما سرعان ما تشتعل نقطة اخرى بحيث اصبح هذا النظام فاقد لتوازنه امام هذه الحالة وأصبح عاجزا ويائسا عن الاستجابة للمطالب الشعبية. ما أجمع عليه الرأي هو الحالة الانفجارية للوضع المجتمعي وفشل وافلاس اقتصاد النظام.
في هذه الحالة كانت علاقة المجتمع الدولي فيما يتعلق بإيران عرضة للتحولات والتغييرات. حيث أعلنت الحكومة الامريكية لاول مرة منذ اربعة عقود دعمها للشعب المنتفض بشكل رسمي حيث تتفق مع مطالب الشعب الإيراني بشكل كامل. خروج امريكا من الاتفاق النووي مع النظام وتشديد العقوبات ضد النظام الإيراني عامل مساعد مهم للشعب الإيراني في مواجهتهم مع النظام.
لقد كان للتجمع السنوي للإيرانيين في باريس أيضا في انسجامه وتوافقه مع انتفاضة الشعب الإيراني استعراضا مختلفا عن تجمعات الاعوام الماضية. نادى الحاضرون في مكان عقد التجمع بشعارات ان الشعب الإيراني في المدن الإيرانية وفي مشهد المواجهة مع الشعب الحاكم على بلادهم. ارتباط الانتفاضة و المقاومة الإيرانية الذي يخشاه بشده النظام الإيراني كان حاضرا بشكل كامل في هذا التجمع.
السيدة رجوي لفتت إلى هذا الارتباط و ناظرة إلى غد إيران الحرة قالت : "ندعو إلى اقامة و تطوير المجتمع الذي تزدهر فيه الحرية والديمقراطية والمساواة. نحن دافعنا وندافع عن المساواة بين النساء والرجال، والحق في حرية اختيار اللباس، والفصل بين الدين والدولة، واستقلال القوميات، وتساوي الحقوق السياسية والاجتماعية لجميع ابناء للشعب الإيراني، وإلغاء عقوبة الإعدام، وحرية التعبير، والأحزاب، والصحافة والتجمعات، وحرية النقابات، المجالس والنقابات، وإيران غير النووية، و التعايش السلمي مع الشراكات الإقليمية والدولية ".
السيدة رجوي قدمت شرحا مفصلا عن الية العمل بعد اسقاط النظام وقالت : "الخطوة الأولى هي نقل السيادة إلى الشعب الإيراني. يمكن تجنب الفوضى وانعدام الأمن من خلال الاعتماد على القاعدة الشعبية للمقاومة. بعد الإطاحة بالنظام، يتم تشكيل حكومة انتقالية مدتها ستة أشهر، مهمتها الرئيسية تشكيل الجمعية التأسيسية من خلال انتخابات حرة بتصويت عام مباشر ومتساوي وسري من قبل الشعب الإيراني ".
في الوقت نفسه، مع استمرار الانتفاضة في منطقة جنوب إيران (خوزستان)، حضر عدد كبير من الوفود السياسية والبرلمانية وشخصيات بارزة مثل رودي جولياني، المستشار القانوني لرئيس الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي أيدوا ودعموا فيه الاجتماع وأهدافه، أكدوا على أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بقيادة مريم رجوي، هي البديل الحقيقي الوحيد لنظام "الملالي". مثلت هذه الوفود مجموعة واسعة من الناس من كل القارات الخمس حول العالم، وكان بعضهم لسنوات عديدة من بين القادة المدنيين والعسكريين البارزين.
كما أن نظام الملالي الحاكم في إيران، الذي كان مدركًا جيدًا للأهداف والوضع الخاص لتجمع المقاومة الإيرانية هذا العام مسبقا، قام بالتخطيط أيضًا ضمن سعيه الدبلوماسي الحثيث من أجل منع عقد هذا المؤتمر بعمل ارهابي ضده الامر الذي كشفه الاجهزة الامنية اليقظة للدول الاوربية والحق فضيحة كبيرة للنظام الإيراني. بعد اكتشاف المخطط الإرهابي المذكور أعلاه، زعم مسؤولو ووسائل اعلام النظام بأن كل ما جرى هو تخطيط وعمل المجاهدين من الألف إلى الياء.
كما أن الأشخاص المعتقلين هم أعضاؤهم أيضا، وربما، لو تم تنفيذ هذا التفجير الإرهابي بنجاح في مؤتمر المقاومة الإيرانية لاسمح الله، لكان قد أعلن النظام بكل تأكيد "عملية الشباب المسلم وأتباع المقاطعات الفرنسية أو الأوروبية ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية." لأنه قد تم تكرار هذا السيناريو مرارا وتكرارا من قبل نظام الملالي!
ولذلك، فإن العقد الناجح للمؤتمر والعمل الارهابي الغير ناجح لنظام الملالي يشير بوضوح إلى العنوان الحقيقي لحل المشكلة. المقاومة الإيرانية هي البديل الديمقراطي الحقيقي و الوحيد لنظام "الملالي"!
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.


23
صورة عن البديل الحقيقي من أجل إيران
عبدالرحمن مهابادي*
٣٠ حزيران من هذا العام تم عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس حيث تم افشال جميع المحاولات والمؤامرات الرامية لمنع عقده والتي كانت تتم خلف الستار. النظام الإيراني عن طريق حشد عملائه وارسال ارهابيه الى اوربا حاول بكل ما أوتي من قوة منع عقد هذا التجمع في هذا العام وحتى أنه قام بالتخطيط لعمل ارهابي عن طريق الاستفادة من سفاراته في الدول الاوربية.
لان معنى ومفهوم التجمع السنوي كان أعمق وأعلى من السنوات السابقة وكما أن تلاقي الثلاث عناصر الاساسية للشروط الحالية ختمت بداية نهاية هذا النظام. ارتباط العنصرين انتفاضة الشعب الإيراني الجماهيرية مع المقاومة المنظمة والعنصر الدولي في دعم هذا الارتباط الذي كان نتيجته اعلاء وإشهار البديل الديمقراطي ورفع شعور الاحساس بضرورة الاعتراف به رسميا أكثر من أي وقت آخر مضى.
لذلك بالقاء نظرة كلية الى هذا التجمع يمكن رؤيته نجاحه في الوصول الى الهدف الذي كان يسعى اليه. في نفس الوقت اندمج عقد مؤتمر باريس مع المفرزات الاخرى من انتفاضة الشعب في جنوب إيران (خوزستان) وخطاب السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في هذا التجمع لحشد عظيم وصل لمئة ألف شخص وبحضور المئات من الوفود الاجنبية الداعمة للشعب والمقاومة الإيرانية الذي عرض وبين بالاضافة لشرح له عن الاوضاع الجديدة في إيران والمنطقة برنامج وخطط المقاومة من أجل إيران الحرة غدا، هذا الخطاب يعرض صورة واضحة وجلية عما هو موجود ويجب أن يسير إلى ما هو ينبغي أن يكون.
بمعنى استمرار وتوسع الانتفاضة وعدم قابلية عودة الظروف للماضي ووجوب ايصالها لنقطة اسقاط نظام الملالي ودور كل لاعب من اللاعبين الاساسيين في المشهد الداخلي والخارجي.
اذا نظرنا الى أجزاء من الست شهور الماضية من الوضع الإيراني في ظل حكم الملالي أول شئ يثير الدهشة هو استمرار انتفاضة الشعب بشكل دائم من أجل الوصول لهدفها أي الاطاحة بنظام الملالي وان ما أثار خوف وذعر النظام هو ارتباط جماهير الشعب الإيراني بالمقاومة المنظمة التي استعرضت الان قوة البديل الديمقراطي وفعاليتها في تجمع باريس وأفشلت سياسة التماشي مع نظام الملالي وصناعة البديل المصطنع لهذا النظام. ‌مع ترسخ انتفاضة الشعب الإيراني العنيدة يسعى النظام ولوبياته وحلفائه لتضليل صناعة الانتفاضة واطفائها واخراج البديل الديمقراطي خارج الصورة تماما.
تجمع باريس من كل الجوانب، كان لوحة كاملة لرمز عن البديل الحقيقي والمتجذر من أجل إيران الثائرة حيث أن جميع الهيئات المشاركة ولاسيما الوفود عالية المستوى والشخصيات الرفيعة والمسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم رودي جولياني المستشار القانوني للرئيس ترامب قد أكدوا ذلك جميعهم في هذا التجمع. جولياني يؤمن بأن السيدة مريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هما البديل الحقيقي في وجه هذا النظام القاتل والمجرم. ولايوجد شئ أسوأ لهؤلاء المقارعين للنساء من حركة تقودها أمرأة شجاعة (مريم رجوي) وستحل محل الملالي ."
تجمع الإيرانيين هذا العام في باريس لايزال مرآة يمكن من خلالها رؤية شرعية وتجذر الانتفاضة ومقاومة الشعب الإيراني وكما أنها مرآة لمستقلبهم وكذلك شريحة كبيرة من الشعب والمقاومة الإيرانية وكذالك شريحة من الداعمين الدوليين لهم وايضا ضرورة لاسقاط النظام الديكتاتوري الحاكم وأيضا نصرا محتوما لنضالات الشعب الإيراني العادلة. وأيضا فشل لمحاولات وحشد واستثمار النظام وحلفائه متبعي سياسات التماشي وكذلك بناء وهيكل قوي وقادر من أجل ادارة إيران الحرة غدا. كان عبارة عن صورة فريدة للبديل الديمقراطي الذي يمثل غالبية الشعب الإيراني ويتمتع بدعم واسع من جانب طيف واسع من المجتمع الدولي من القارات الخمس.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com



24
شرعية البديل الديمقراطي
نظرة إلى نشاطات الإيرانيين المعارضين الاخيرة في دول العالم المختلفة
عبدالرحمن مهابادي*
كل عام عشية عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية الذي سيعقد في باريس يظهر الإيرانيون المقيمون خارج البلاد مشهدا مدهشا من نشاطاتهم وهم يأتون من أقصى نقاط العالم ليعبروا عن تضامنهم وتلاحمهم مع هذا المؤتمر وليوسعوا أيضا من أرضية المشاركة الواسعة للإيرانيين في هذا المؤتمر.
حتى أن البعض منهم يدعون أصدقائهم في داخل إيران لحضور هذا المؤتمر في مكانهم المناسب. طبعا مثل هذا الحضور يعتبر أمرا خطيرا للغاية وفي حال وصول معلومات عن هذا الموضوع للنظام القمعي الحاكم فإن الاشخاص المقصودين سيواجهون الاعتقال وخطر الاعدام. لان المؤتمر السنوي هو موعد لكل الإيرانيين الذين يطالبون باسقاط نظام الملالي.
عشاق حرية إيران هذا العام مشغولون بنشاطاتهم في ظروف مختلفة تماما عما كان في الماضي. ليس من المبالغ لو قلنا بأنهم مشغولون ليلا نهارا حتى أنهم لا يعرفون طعم الراحة بشكل ثابت وذلك لان الظروف الاستثنائية القادمة تتطلب هكذا مدار وفلك من السعي الحثيث من أجل حرية الشعب والوطن. انتفاضة الشعب الإيراني من أجل اسقاط نظام الملالي وترحيب المجتمع الدولي لهذه المطالب المشروعة حركت ووجهت التحولات الاقليمية والدولية نحو تغيير النظام الإيراني ووفرت الظروف المناسبة لمثل هذا التحول والتغيير الكبير.
على الرغم من ذلك، وفقا لكثير من شخصيات الطراز الأول من مختلف البلدان الأوروبية وأمريكا، فان عقد مثل هذا التجمع الرائع، الذي يتطلب قدرة استثنائية، تشكيلات واسعة النطاق، وإيمان عميق بالحرية والديمقراطية وعشق لا محدود لتحرير الشعب والوطن من الديكتاتورية الحاكمة، يعتبر أفضل دليل على وجود بديل ديمقراطي لنظام الملالي، لكن تجمع هذه السنة، بالإضافة إلى التأكيد على هذه الحقيقة، هو إظهار للانتصار المحتوم لهذا البديل الديمقراطي للعالم أجمع.
بالنسبة لاؤلئك الذين يملكون أدنى معرفة لازمة بما يتعلق بالمعارضة الإيرانية فالأمر واضح جدا بأن عقد تجمع واحد بشكل عام و مؤتمر سنوي بشكل خاص يعتبر أمرا شبه مستحيل وذلك لانه وفقا للكثير من خبراء التاريخ الإيراني فان النظام الديني الحاكم يعتبر أفظع دكتاتور مر على تاربخ هذه البلاد.
استطاع هذا النظام الديكتاتوري باستغلاله لثروات الشعب الإيراني دفع ضريبة هائلة لمتبعي سياسات التماشي الحاكمين في الغرب وخلق عقبات اساسية كثيرة في وجه المقاومة الإيرانية. ولكن المقاومة الإيرانية بالاعتماد على مؤيديها ومناصريها والشعب الإيراني استطاعت أن تفشل جميع هذه المؤامرات والمعاملات القذرة واحدة تلو الاخرى وان تفتح طريق تقدمها وانتفاضة الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية الدينية نحو الامام. لذلك فإن المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية الذي سيعقد في ٢٠ حزيران في باريس هو نتاج أربعة عقود من النضال ضد جميع أشكال هذه الديكتاتورية في داخل وخارج إيران(#FreeIran2018). في ضوء هذه الحقيقة فإن الانتفاضة ضد الديكتاتورية قد دخلت مرحلتها الأخيرة، و فشلت سياسات التماشي والاسترضاء مع هذا النظام والعالم كله وقف الان مع الشعب والمقاومة الإيرانية.
المؤتمر والتجمع السنوي للمقاومة الإيرانية الذي يمثل انتفاضة الشعب الإيراني من أجل اسقاط النظام الديني الحاكم في إيران يريد أن يظهر لكل العالم حقيقة المشهد الإيراني الحالي وتوقعاته القادمة. سيجتمع الإيرانيون في هذا التجمع الكبير حتى يقولوا :
الشعب الإيراني لا يريد نظام الملالي وهم يدعمون البديل الديمقراطي المتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الإيراني وبرنامج العشر مواد المعلن من قبل السيدة مريم رجوي. في هذه المنصة والبرنامج تم التاكيد على تشكيل حكومة علمانية تفصل الدين عن الدولة وتعترف بجميع حقوق افراد الشعب الإيراني وفقا لما جاء في الميثاق العالمي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
إنهم يدعون في هذا التجمع المجتمع الدولي إلى ألا يضيع الفرصة المتاحة والحصرية الان للاعتراف رسميا بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي وحيد لهذا النظام. لان انتفاضة الشعب الإيراني تحظى بقيادة معروفة ومشهورة وحتى الوصول لهدفها النهائي أي سقوط الدكتاتورية الدينية للملالي فان هذه الانتفاضة سوف لن تنطفئ أبدا.
إن هذا البديل الديمقراطي قوي و مؤهل في جميع الظروف للسيطرة على الاوضاع وهداية جميع أبناء الشعب الإيراني إلى مسير وطريق التمدن والحضارة الإنسانية وقد أثبت في الماضي أيضا أهليته وكفائته على جميع الصعد السياسية والاجتماعية المختلفة وهو يتمتع أيضا بجذور تاريخية وقاعدة اجتماعية قوية بالاضافة لبرامجه المستقبلية وهيكليته الشاملة.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


25
من هي القوى التي تخشى من البديل الديمقراطي ؟
عبدالرحمن مهابادي*
بعد انتفاضة الشعب الإيراني المنتصرة ضد الفاشية الدينية الحاكمة والتحولات التي شهدنا استمرارها على المستوى الاقليمي والدولي لم يكن من البعيد توقع أن يقوم الولي الفقيه من أجل أن يمد في حياته التي شارفت على الانتهاء بتوجيه حلفائه وعملائه لانكار وجود البديل الديمقراطي والمتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ولصنع نحت بديلة مضحكة بهدف حرف الرأي العام. ولكن في الحقيقة من هم هؤلاء المنكرون لهذه الحقيقة الواضحة والجلية؟
اذا نظرنا بقدر منصف وعادل مع قليل من المنطق إلى صورة القضية الإيرانية ذات الأربع عقود الماضية سنجد بوضوح أن هناك حربا كانت تجري ومازالت بين جبهتين متعاديتين.هما الحكم الديني والقوة المسقطة للحكم الديني. نظام ولاية الفقيه الديني والقوى الشعبية الحقيقية التي نزلت إلى الساحات وظهرت في المشهد قبل ٣٧ سنة ماضية بشعارات إسقاط هذه الحكومة وقدمت في سبيلها ثمنا باهظا.
لقد سجل التاريخ الإيراني بأن أول قوة وقفت ضد نظام الملالي ولم تصوت لدستوره واستهدفت مبدأ ولاية الفقيه هي نفسها تلك القوة التي وضعت أمامها خيارات السجن والتعذيب والقتل والاستشهاد في نضالها ضد النظام الاستبدادي المعروف بالبهلوي (نظام الشاه) وكانت أول ثمارها ونتائجها هي إسقاط نظام محمد رضا شاه بهلوي في عام ١٩٧٩.
هذه القوة التي تسمى مجاهدي خلق و تم تأسيسها من قبل محمد حنيف نجاد ورفاقه في عام ١٩٦٤ وضعت حجر الأساس للجبهة الديمقراطية الثورية التي تشكل على أساسها اسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومع تشكيل هذا المجلس تشكل البديل الديمقراطي الذي نتحدث عنه في مقابل نظام الملالي.
يعتبر هذا المجلس أقدم ائتلاف سياسي في تاريخ إيران وبعد مضي ٣٧ عاما على تأسيسه من قبل السيد مسعود رجوي يعتبر أشهر وأكبر قوة وبحسب قول البعض يعتبر القوة الوحيدة الحقيقية الموجودة من أجل إسقاط نظام الملالي. لأنه على مدى الأربع عقود الماضية بقي ثابتا بشكل مستمر على خطه السياسي والاستراتيجي ولم ينحرف أو يبتعد أبدا عن مطلب إسقاط نظام الملالي.
الآن بعد الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني تغيرت الظروف المحيطة ودفعت المجتمع الدولي لأول مرة للاعتراف بمطالب الشعب الإيراني واستراتيجية المقاومة الإيرانية الثابتة والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني فمن الطبيعي جدا أن يتخذ عملاء كل من النظامين الدكتاتوريين (الشاه و الملالي) بشكل هستري هذا البديل الديمقراطي عدوا لهم.
لأن بقايا نظام الشاه الديكتاتوري يرون  أنفسهم بأم أعينهم أنهم عبارة عن ورقة محروقة لا أكثر وكذلك عملاء نظام الملالي أيضا يرون بأن سقوطهم على يد الشعب والمقاومة الإيرانية مسئلة وقت لا أكثر. وهنا طبعا هناك البعض الذين لديهم مصالح ومنافع من بقاء الديكتاتور الحالي أو لايمكلون الجرأة والشهامة للاعتراف بهذه الحقيقة لذلك اختار بعضهم الصمت والسكوت مسبقا والبعض الآخر تناغم من المجموعتين الاوليتين.
الحقيقية هي أن مشروعية أربع عقود من النضال المستمر للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لم تترك أي خلفية أو أرضية لنجاح المؤامرات الاستعمارية والرجعية في خلق البدائل المصطنعة والمنحوتة على القياس لأن البديل الديمقراطي الحقيقي يملك لنفسه قوانين وأسس راسخة ومحكمة حيث يمكن القول وبكل جرأة بأنها تتمثل وتتجلى فقط في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
بما في ذلك وجود قوة مخلصة مضحية مقاتلة وتمتلك خبرة طويلة، انتفضت من الشعب ومن اجل الشعب، مستقلة وبالأخص ماليا وبالاعتماد على شعبها، متكونة من هيكل ديمقراطي، تتمتع بقيادة وانسجام واعتراف في داخل إيران وخارجها، تمتلك جهاز اداري وعرض للمرحلة الأولى بعد الإطاحة بنظام الملالي وأيضا منصة وبرامج معلنة من أجل إيران الحرة غدا تقدم فيه حلاً ديمقراطياً وتقدمياً لأهم مشاكل المجتمع. لذلك يتمتع هذا المجلس واعضائه في أسخن الاحداث والتحولات الكبيرة والصغيرة المتعلقة بإيران بقوة وصلابة وثبات خاص. وذلك لأن الثمن الذي دفعوه في الماضي من أجل تخليص ونصر شعبهم يمنع الأخرين من تجاهله وكذلك يمنع نجاح مؤامرات الاخرين ضد الشعب والمقاومة الإيرانية.
مثل هذه القوة تريد الآن عقد مؤتمرها السنوي الذي من المقرر عقده في يوم ٣٠ حزيران في باريس لتظهر للعالم أجمع من هو البديل الديمقراطي الحقيقي ولتظهر أيضا من هم اؤلئك الاشخاص الذين ارتدوا عبائة الربيع كذبا متخبئين بين أوراق الزهور وخلف أشجار الربيع.
إن مؤتمر الإيرانيين العظيم هذا العام سوف يكشف لنا زيف وبطلان كل القوى الكاذبة التي تدعي أنها قوى مسقطة لنظام ولاية الفقيه وكذلك ستكشف لنا المدعين الجشعين والطماعين و منتهزي الفرص والانبطاحيين.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


26
كأس العالم لكرة القدم وفرح الشعب ..
نظرة إلى عداوة النظام الإيراني مع الرياضة والرياضيين الإيرانيين !
عبدالرحمن مهابادي*
يتابع طيف واسع من شعوب العالم مع بداية ألعاب كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت هذا العام في روسيا هذه الألعاب بطرق مختلفة. مع كل مباراة ومع كل نهاية كل لعبة كم من الدموع انهمرت وكم من الضحكات رسمت على الشفاه. هذا هو انعكاس هكذا مسابقات على الشعب.
من الطبيعي أن يبتهج الشعب الإيراني بنصر الفريق الإيراني على فريق المغرب ولكن الشعب الإيراني أصبح غاضبا جدا بعد سوء استغلال نظام الملالي هذه الانتصارات. لأنهم وقبل أي شخص يعلمون بأن النظام الحاكم في بلدهم هو عدو الرياضة والرياضيين الإيرانيين. هم يعلمون بأنه منذ اليوم الاول الذي أصبح فيه الملالي حكاما على إيران أبتليت الرياضة مثلها مثل الكثير من الموضوعات الاخرى بالوصول لمثل هذه الحالة السوداوية.
ان حكومة ولاية الفقيه وفقا للمصادر الرسمية لا تأخد مشروعيتها من «الشعب» بل من «الله». وهذا «الله» الذي زيفه الملالي الحاكمون يختلف كثيرا بمنظورهم عن الله عز وجل الذي يعبده الشعب الإيراني والعالم. ولهذا السبب فلا يوجد مكان لهذا النظام في فرح وسرور الشعب الإيراني. وإنما أظهره أمثال حسن روحاني رئيس جمهورية الملالي بعد هذا النصر لا يتعدى كونه عملا مخادعا و أفاقا لا أكثر.
عداوة هذا النظام مع الرياضة لها تاريخ وباع طويل جدا وبنظرة واحدة إلى السجل الاسود للرياضة في إيران تحت حكم نظام ولاية الفقيه تتبين هذه الحقيقة بوضوح. هؤلاء بدلا من إعطاء ميزانية كافية للرياضة ولاسيما الرياضة النسائية قاموا بصرف كامل ميزانية الدولة من أجل تصدير الاصولية والارهاب.
الكثير من الرياضيين وأبطال الساحات الرياضية ومن بينهم حبيب خبيري تم اعدامهم من قبل نظام الملالي. عدد منهم أجبر على ترك الوطن وعدد أكثر تم إجبارهم على ترك الساحات الرياضية غصبا وتوفي في الاعوام الماضية في داخل أو خارج إيران.
عزيز أصلي (حارس المرمى الكبير للمنتخب الوطني الإيراني في الاربعينيات والخمسينيات)، عزيز كياني (أحد أبطال إيران والعالم في الوزن الثقيل) كانوا من بين الابطال الرياضيين الذين لم يستسلموا وغابوا عن ناظرنا في ديار الغربة. وذلك لان قلوبهم كانت تنبض دائما من اجل إيران والشعب الإيراني وكانوا يعتبرون دائما أن نظام الملالي هو السبب الوحيد في إبعاد وتشريد ملايين الإيرانيين الأحرار.
حبيب خبيري أصبح قائدا للمنتخب الوطني الإيراني في عام ١٩٧٩. كان حبيب خبيري يلعب كظهير أيسر في الفريق سابقا. حسن نائب آقا الذي هو الان عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وكان سابقا زميلا ورفيقا لحبيب يقول :
"كان حبيب خبيري عبقري كرة القدم الإيرانية في تلك السنوات. في تلك السنوات، كان أفضل لاعب في آسيا يلعب بقدمين، وعلى الرغم من أنه كان قصيرًا، ولكن مع لياقة بدنية عالية كان يندفع كهرقل صغير يستخرج النصر من كل تدافع بين اللاعبين"
تم اعتقال حبيب خبيري في أغسطس ١٩٨٣ من قبل نظام الملالي القمعي وبعد عمليات التعذيب والضغوط الشديدة التي استخدمت لسحقه أمام عدسات كاميرات تلفزيون الخميني في النهاية في ٢١ يونيو ١٩٨٤ تم اطلاق النار عليه بتهمة مولاة ودعم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
إلى جانب حبيب خبيري تم اعدام الكثير من الرياضيين أيضا على يد نظام الملالي ومن بينهم : هوشنك منتظر الظهور (البطل الوطني في المصارعة الرومانية) علا كوشالي (عضو فريق برسیولیس و المنتخب الإيراني)، مهشبد رزاقي (عضو فريق هما طهران)، مجيد حاج بيغي (بطل أندية طهران للكاراتيه)، منوتشهر زنغويي (بطل خوزستان في كرة السلة) مجيد نظري (بطل أندية طهران للجودو)، سيد محمد عطارودي (بطل ومدرب تكواندو) و فروزان عبدي (بطل المنتخب الوطني لكرة الطائرة) و .. غيرهم الكثير ..
في كل مجتمع تكون الساحات الرياضية والملاعب المحلية من أجل تدريب وتقدم الروح البشرية وتنمية الصداقة والحريات وصنع مجتمع صحي وسالم ولكن في إيران في ظل حكم الملالي ورجال الدين تم تدمير وتخريب هذه الاماكن أو تم ابقائها على شكل متخلف ورجعي أو أصبحت مكانا لشنق واعدام أبناء الشعب الإيراني.
هذا النظام بالاضافة إلى وهب وايداع الاتحادات والملاعب الرياضية لقوات الحرس وعملائه التابعين له يقوم بقتل أي رياضي يقف من أجل الدفاع عن الشعب والانتفاضة الشعبية. يوم السبت ١٥ يوليو كان هناك رياضي شاب باسم أصغر نحوي بور لم يتحمل الوقوف صامتا أمام اهانات وتحقير رجل دين لفتاة شابة في مترو المدينة وقام بانتقاد هذا الملا المرتزق. نفس هذا البطل سقط شهيدا على يد عملاء النظام.
قوات الحرس وقوات البسيج المعادية للشعب الإيراني لا يقتصر حضورها الواسع اليوم على المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية والادراية في المجتمع الإيراني بل تعدتها لتصل إلى الاندية الرياضية وهيئات ادارة أندية كرة القدم وخاصة كرة القدم التي يملكون فيها حضورا فعالا ولهم فيها الكلمة الاولى والاخيرة.
الرياضة الإيرانية حاليا تعاني بشدة من هذه الكارثة، حيث أن أكثر من 50٪ من سكان إيران دون سن الخامسة والثلاثين، لكن متوسط نصيب كل فرد من الشعب الإيراني من الأرض الرياضية في جميع أنحاء إيران هو 60 سنتيمترًا مربعا فقط.
ان ما جرى على الأرضية الرياضية بالنسبة للنساء الإيرانيات أكثر سوءا بكثير. فبناءا على فتوى الخميني وبقية الملالي فان النساء الإيرانيات محرومات من أي نوع من أنواع الرياضات المحببة لديهم ومن مشاهدة المسابقات الرياضية والحضور في الملاعب ومحرومات أيضا من عرض مسابقاتهن على وسائل الاعلام ومن الحصول على اماكن مناسبة وكافية من أجل الرياضة ومن الكثير من الحقوق فيما يتعلق بالرياضة.
إن موضوع حرمان النساء من حرية الحضور في الأندية كانت أحد الأمور التي أشارت اليها الفقيدة السيدة عاصمة جهانغير المبعوثة الخاصة المعنية بحقوق الانسان في إيران في تقريرها أيضا.
ليسوا قلة أؤلئك الرواد السابقون والابطال الرياضيون الإيرانيون الذين هم اليوم أعضاء في المقاومة الإيرانية والذين بالاضافة إلى نشاطهم اليومي ضد نظام الملالي متلهفون لحضور المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس (#FreeIran2018) الذي تقرر عقده في ٣٠ حزيران هذا العام. والشعب ولاسيما الرياضيون الإيرانيون يدعون للانضمام والتضامن من أجل دعم المقاومة الإيرانية. ومن بينهم : البطل مسلم اسكندر فيلابي، اصغر اديبي، حسن نائب اقا، بهرام مودت، عباس نوين روزغار، محمد قرباني، محمد طهراني و غيرهم الكثير من الرياضيين الإيرانيين ..
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


27
مصير الفن والفنان في إيران الحالية!
عبدالرحمن مهابادي*
مع وصول وظهور نظام الملالي في إيرانعام 1979، توفي الفن في إيران، وغادر الفنانون أو معظمهم إيران وتركوها، أو تم تهميشهم من قبل الملالي، وسقطوا تدريجياً في صمت عن العالم.
ومع ظهور الخميني، قام بتحريم الموسيقى والرقص في إيران وكما قام بمنع وحظر أي أعمال وتجارة مرتبطة بهما. واقتصرت الفنون التصويرية والتجسيدية والشعر والأدب على الدين والمصالح والاهتمامات الضحلة لأفكار الملالي المتخلفة والرجعية. وبالتالي فقد تم رمي الفنانيين ليواجهوا مصير الموت اما في السجون أو الحبس في بيوتهم. تم ابتذال الفنون المسرحية والسينما في نظام الملالي أيضا، وحل فنانو ولاية الفقيه محل الفنانين الحقيقيين والشعبيين المحبوبين. الفن في النظام الحاكم في إيران هو أداة للقمع واستمرارية بقاء الدكتاتورية. في حين يجب أن يكون الفن من أجل دفع المجتمع نحو التقدم والتطور والرقي.
محمد علي فردين، ممثل إيراني شعبي سابق لم يسمح له بالعمل منذ مجيء الملالي وتوفي في حزن الفن. وقال في أحد الاجتماعات السابقة لرواد الفن في إشارة إلى ثقافة الملالي في ابتذال الفن : "أين هي الحياة؟". " نموت كل يوم لنعيش يوما واحدا ".حقا ان الملالي هم من قتلوا هذا الفنان العظيم و أخيرا وبعد صمت طويل غاب عن أنظار العالم في 7 ابريل 1999. وتم مواراة جسده التراب في مراسم دفن عظيمة وبحضور عدد واسع وكبير من الشعب الايراني الذي عبر عن احتجاجه ضد نظام الملالي خلال المراسم. لروحه السلام.
ناصر ملك مطيعي الفنان الايراني الشعبي و المحبوب الذي ودع الحياة في الاونة الاخيرة كان له مصير مشابه حيث بكي بكائا شديدا خلال خلال مراسم دفن الفنان فردين وتحدث بتواضع كبير جدا عن هذا المصير المشترك. في يوم الأحد 27 مايو تحولت المراسم العظيمة لتشييع جثمان السيد ناصر ملك مطيعي هذا الممثل السينمائي الايراني البارز والمحبوب شعبيا بحضور عدد كبير من أهالي مدينة طهران وعدد من أصدقاء هذا الفنان الراحل الى مظاهرات مناوئة للحكومة. وقد عبر المشيعون عن غضبهم على اسلوب وسلوك النظام الديني المعادي للايرانيين والمناهض للفن بحق ناصر ملك مطيعي ونادوا بشعار : " الموت لخامنئي ". رحل الفنان ناصر ملك مطيعي في 25 مايو 2018 عن سن يناهز ال 88 عاما.
من المؤسف جدا أن نرى معظم الفنانيين الأساسيين والرواد الايرانيين يلقون نفس المصير. الشاعر الايراني الكبير (الراحل احمد شاملو) كان لديه الكثير من الاشعار والقصائد الشعرية في دعم الحرية والاحرار والثوار الايرانيين ضد الدكتاتوريين. و في الاعوام الاخيرة من حياته عانى بشدة من مرض السكري وهذا ما كان سبب ووفاته ورحيله عنا. خلال كامل حياته المثقلة بالألام، تعرض للرقابة والإساءة من قبل هذين الدكتاتورين الشاه والخميني. كان شاملو يعارض دوما وبصوت عال سياسة وجهاز رقابة نظام ولاية الفقيه. بعد سنوات عديدة من الآلام والمشقات الجسدية والنفسية، أغلق شاملو عينيه عن العالم في إيران مساء يوم الأحد 23 يوليو 2000. شارك عشرات الآلاف من الشعب الإيراني في جنازة أحمد شاملو، هذا الشاعر الإيراني العظيم، الذي لم يستسلم لهذه الديكتاتورية الدينية والإرهابية، على الرغم من الضغوط الكبيرة التي مارسها النظام الديني الحاكم عليه. وهو دائما كان مع المرحوم الدكتور غلام حسين ساعدي أحد الأصدقاء العظيمين والمقربين من المقاومة الايرانية. غلام حسين ساعدي كان أحد أبرز وأشهر الكتاب والمؤلفين المسرحيين في تاريخ إيران الذين قاموا بترك إيران مع ظهور حكم الملالي وذلك احتجاجا على نظام الملالي الديكتاتوري. وفي عام 1985 فارق الحياة في ديار الغربة.
تجدر الإشارة إلى أن الملالي لم يكتفوا بعداء الفن والفنانين، وألحقوا عدة مرات أضرارًا متكررة بمقابر الفنانين الإيرانيين في أماكن مختلفة.
الاستاذ بنان، مطرب الموسيقى الكلاسيكية في إيران، أحد أشهر الفنانين الإيرانيين الشعبيين والمحبوبين الذي توفي في طهران في 27 فبراير 1986. تم تدمير وتخريب منزله في 24 اكتوبر 2013 من قبل عملاء النظام.
كان ومازال العديد من الفنانيين الايرانيين الذين انضموا الى المقاومة الايرانية خلال الفترة المظلمة من حكم الملالي وتوفي عدد منهم في دار المنفى وبقت ذكراهم خالدة في قلوب شعبهم. من بينهم مرضيه، منوتشهر سخايي، اندرانيك، عماد رام، بهرام عاليوند (رسام) ومنصور قدرخاه وغيرهم الكثير ...
وعدد كبير آخر أيضا من بينهم : منوتشهر هزار خاني، السيدة مرجان، محمد شمس، رضا اولياء و غيرهم من الفنانيين الذين ينشطون حاليا في صفوف المقاومة ضد نظام الملالي.
السيدة مرضية بعد تغيبها عن الفن لمدة خمس عشرة عاما خرجت من إيران للأبد وبعد حصولها على حق اللجوء في فرنسا في باريس ذهبت فورا للقاء السيدة مريم رجوي وانضمت للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية. سيدة الفن والغناء الايراني توفيت في عام 2010 على أثر مرض أصابها.
الفن، الذي هو جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، من بين أول الضحايا في حكم الملالي. الفن الذي يجب أن يقود المجتمع نحو تحول و تطور الحياة البشرية تم تلويثه في إيران بتفاهة وابتذال على أيدي الملالي على وجه الخصوص ولهذا السبب فقط لم يرضخ أو يستسلم الفنانون الايرانيون الاساسيون الذين يعتبرون أنفسهم جزءا من الشعب ومن أجل الشعب لنظام الملالي أبدا. بل وسارعوا لمساعدة ونجدة الشعب والمقاومة الايرانية بطرق مختلفة ومتنوعة.
هناك العديد من الأمثلة الموجودة. تجدر الإشارة إلى أنه في قائمة أسماء ال 120،000 شخص الذين أعدمهم النظام الإيراني، هناك عدد كبير من الفنانين الإيرانيين المشهورين. هؤلاء هم صنعوا الفن المقاوم لهذا النظام وكشفوا عن المكانة الحقيقية للفنانيين في المجتمع وعملوا على إحيائها وتنميتها.
الآن اذا أردنا معرفة واكتشاف المكانة الحقيقية للفن والفنانيين الايرانيين يكفي أن نوجه حواسنا لنرى أنه في المؤتمر السنوي للمقاومة الايرانية الذي يعقد كل عام في باريس وهذا العام سيتم عقده في 30 حزيران في قاعة فيلبنت في باريس (#FreeIran2018) يلعب الفنانون الايرانيون في هذا التجمع دورا بارزا ويعبرون فيه عن دعمهم لانتفاضة الشعب والمقاومة الايرانية.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com



28
المنبر الحر / بحثا عن السلاح !
« في: 04:04 10/06/2018  »
بحثا عن السلاح !
عبدالرحمن مهابادي*
عندما يضيق ذرع الناس في بلد يحكمه نظام استبدادي، يبحثون عن السلاح. وهذا أمر طبيعي وشرعي للغاية. لأنه انطلاقا من تلك النقطة وما بعد يأخذ موضوع سحب السلاح منحا شرعيا لا مفر منه على الإطلاق. لا توجد دكتاتورية مستعدة للتخلي عن السلطة بشكل طوعي. هذه حقيقة مؤكدة في تاريخ الثورات العالمية.
هل سيتنحى النظام الديكتاتوري الديني الحاكم في إيران بالطرق الناعمة والمخملية؟ نأمل ذلك ولكن المعرفة الحقيقية لتاريخ وطبيعة الملالي الحاكمين لا تؤيد هذا الأمر. لأنه منذ قدوم هذا النظام في عام ١٩٧٩ حتى الان تمت التضحية بملايين الأبرياء وتضرر عشرات الملايين الاخرين.
لا يسعنا في هذه المقالة تناول هذا الأمر بالتفصيل وبسبب وضوحه ليس من الضروري المرور عليه. في حين يتحضر الإيرانيون المعارضون للنظام من أجل حضور المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس المقرر عقده في ٣٠ حزيران هذا العام يسعى الان الشعب الإيراني للكفاح من أجل قطف ثمرة انتفاضته من أجل نيل الحرية والسيادة الوطنية والشعبية وبالاعتماد على تجاربه السابقة في الانتفاضات التي جرت ضد (الديكتاتور السابق) يسعى للحصول على السلاح.
في الايام الاخيرة من عام ٢٠١٧ نادى المواطنون في الاهواز في انتفاضتهم ضد الحكومة الإيرانية " ويل لليوم الذي حملنا فيه السلاح " بعد أربعة شهور في شهر أبريل من عام ٢٠١٨ كرر أهالي كازرون الشجعان نفس هذا الشعار وشددوا عليه أيضا. هذا الشعار وهذا المطلب قد تكون قطعا في ضمير كل انسان ولكن من الممكن أنه لم يجد لنفسه مجالا للظهور في بعض المناطق الاخرى. هذا الأمر أحد دلائل تطور وتقدم الانتفاضة الشعبية.
هم الان في طور الاقتراب من هذه الحقيقة بأنه بدون السلاح لا يمكن التغلب على الديكتاتور الحاكم. لأنه تم اثبات هذه الحقيقة في تاريخ المواجهات مع الدكتاتوريات والان أصبح هذا الأمر أمرا ضروريا لا مفر منه على نحو مضاعف.
في عام ١٩٧٨ عندما انتفض الشعب الإيراني في وجه الدكتاتور محمد رضا شاه بهلوي استخلصوا من خلال تجربتهم أنه من أجل الوصول إلى النصر بالإضافة إلى استمرارية الانتفاضة والوحدة بين أطياف الشعب يجب أيضا حمل السلاح. هؤلاء خلال استمرار انتفاضتهم نادوا في وجه الحكومة بشعار " ويل لليوم الذي حملنا فيه السلاح ". لم يستغرق الأمر طويلا حتى صدح نفس هؤلاء الناس منادين قيادة الانتفاضة بشعار " سلحوا قادتنا ".
في ذاك الوقت ركب الخميني بغير وجه حق موجة الانتفاضة الشعبية ولم يعط أبدا حكما للجهاد أو للاشتباك المسلح مع دكتاتورية الشاه. وذلك لأنه لم يكن يوما قائدا حقيقيا للانتفاضة الشعبية ولم يرد أبدا للانتفاضة الشعبية أن تنتصر من خلال هذا الطريق.
لأنها لم تتوافق مع طبيعة الخميني المطأطئة والرجعية ومع أتباعه كما أن تعمق ورسوخ الانتفاضة لم يؤد فحسب إلى فضح الخميني وأتباعه بل وصلت بالشعب الإيراني إلى عزل الملالي جانبا و تشكيل حكومة شعبية في إيران وذلك بالاعتماد على القوى الاساسية للثورة ومن بينها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
ومن هنا نرى أنه بمجرد وصول الملالي إلى السلطة فإن أول عمل قام به الخميني هو اقتلاع وقمع الحرية والقوى المتحررة في المجتمع الإيراني ومن بينها منظمة مجاهدي خلق. وعلى هذا النحو الخميني الذي لم يصدر ابدا حكم الجهاد ضد الشاه قام باصداره ضد مجاهدي خلق ووفقا لهذه الفتوى حتى يومنا هذا تم اعدام أكثر من مئة وعشرين ألف شخص من أعضاء المقاومة الإيرانية.
بالنظر إلى الاحتجاجات والإضرابات الأخيرة في إيران نرى أن انتفاضة الشعب الإيراني تأخذ عدة مناح وطرق وكل يوم تتنوع ألوان الشعارات الشعبية وسماتها. في الاحتجاجات الشعبية الأخيرة وسط الاشتباكات مع قوات النظام القمعية نادى الشعب بشعار : " سأقتل، سأقتل، ذاك الذي قتل أخي ".
الشعب الإيراني لم يكتف طبعا باطلاق الشعارات في مسيرة الحرب مع هذا النظام. انهم في كل فرصة سانحة يقومون بحرق مراكز قوات البسيج والشرطة والنواحي الحكومية وسيارات قوات النظام القمعية أيضا.
الان السؤال المطروح هو متى سيتم استخدام السلاح في انتفاضة الشعب الإيراني وكيف؟ ولاسيما مع وجود معارضة تسعى لإسقاط النظام. على الرغم من أن الجميع يتمنى أن لا ينجر الأمر لهذه النقطة ويتم تغيير النظام الإيراني. ولكني على ايمان بأن هذا النظام سوف لن يسقط إلا عن طريق السلاح والغضب.
مراكز العصيان التي تركزت على أساسها استراتيجية المقاومة الإيرانية تم تشكيلها في المدن الإيرانية من أجل هذه الغاية ومفتاح جواب هذا السؤال يكمن بين أيديها.
مما لا شك فيه أن الظروف المناسبة لتطبيق هذه الاستراتيجية تقترب بسرعة أكبر.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


29
لأول مرة
المقاومة الإيرانية والمجتمع الدولي على خط مشترك واحد
عبدالرحمن مهابادي*
مع خروج أمريكا من الاتفاق النووي وتسارع تحولاتها المتعاقبة يقبل العالم وبالاخص منطقة الشرق الاوسط على بحر متلاطم الامواج من كل ناحية. هل يمكن تصور وجود ساحل للنجاة من هذه الحالة ومن يمكن أن يكون هذا المنقذ؟
البيان الأخير الذي أدلى به وزير الخارجية الأمريكي في 21 مايو 2018، والذي تم فيه الإعلان عن تفاصيل اكثر حول سياسة وإستراتيجية الحكومة الحالية فيما يتعلق بإيران، اقلق البعض واصاب البعض بالتخبط وادخل السرور والفرحة ايضا على قلوب البعض الاخر. القلقون على نظام الملالي والغربيون متبعو سياسات التماشي والاسترضاء هم التيارات المتخبطة أو الدول والحكومات التي من المحتمل أن تضم بسرعة إلى فئة السعداء والمسرورين الذين هم يشكلون الاغلبية في العالم والذين يريدون التخلص من تهديدات النظام الحاكم في إيران. طبعا الشعب والمقاومة الإيرانية هم أسعد الناس لأنهم كانوا ومازالوا حاملي لواء النضال في الصف الاول من أجل إسقاط هذا النظام.
ومن الطيبعي، كلما مر الوقت، زادت حساسية الحالة التي نقف فيها جميعنا. لأن المستقبل يعتمد على الدور الفعال الذي يلعبه لاعبو المشهد والعمل الصحيح لكل منهم. نحن جميعاً، كما اللاعبين الرئيسيين في المشهد، نعلم أن الشعب والمقاومة الإيرانية لها دور حاسم ومؤثر. لأن عصر التماشي والاسترضاء انتهى وفي الوقت نفسه، لا أحد يريد حربًا أجنبية أو خارجية. في الانتفاضة الأخيرة، سجل الشعب الإيراني مطلبه الرئيسي لإسقاط نظام الملالي على الجرائد الرسمية العامة، والآن هذا هو العالم الذي يتوجب عليه أن يقف إلى جانبهم!
إن الشعب الإيراني مسرور جدا لأنه الآن وللمرة الأولى تقف حكومة الولايات المتحدة إلى جانبهم ووزير خارجيتها، في خطابه الأخير اعترف رسميا بأن انتفاضة الشعب الإيراني هي انتفاضة ضد الديكتاتورية الدينية وضد أكبر داعم للإرهاب حيث دعا إلى تشكيل جبهة عالمية في مواجهة الحكومة الإيراني. هذا يعتبر تغييرا نوعيا فيما يتعلق بإيران.
إن ما أوجزه السيد الوزير مايك بومبيو في خطابه عبارة عن لوحة صحيحة عن حقائق أن مقاومة إيران على مدى هذه السنوات المتعاقبة لم تطالب وتدعو هذا لنفسها فحسب، بل إنها دفعت وحركت العالم ضد هذا النظام عن طريق سلسلة من المبادرات المؤثرة.من فضح الدور الفاضح لانتهاك حقوق لإنسان في إيران إلى التدخل المميت والقاتل للنظام الإيراني في دول المنطقة. من الكشف عن نهب واختلاس الشعب الإيراني من قبل نظام الملالي إلى خطر حصول هذا النظام على القنبلة النووية. من فضح الارهاب الحكومي لنظام الملالي في اقاصي نقاط العالم إلى الدعم المالي والتسليحاتي لنظام الملالي للمجموعات الارهابية في العالم. من انقسام النظام واشتداد حرب الذئاب داخل حكم الملالي إلى الانتفاضة الأخيرة وتنظيم مراكز الثورة التي هي الآن المحرك لاستمرار انتفاضة الحرية وتحقيق الإطاحة بالملالي.
في حين نمر في مثل هذه الظروف الحساسة نرى أن مواقف الولي الفقيه وبقية مسؤولي هذا النظام مدهشة ومثيرة للاهتمام. ان تلاطم أمواج البحر قد خطف النوم من عيون الملالي وتبقى تصريحاتهم تصريحات المحتضر ما قبل الموت وتجدها في بعض الأوقات مضحكة جدا وتحتوي العديد من الدروس. قالوا إنهم يريدون إحراق الاتفاق النووي والان يقولون يريدون الاستمرار بالاتفاق مع الأوربيين.
لقد علقوا آمالهم على الاوربيين والآن، يقول خامنئي: "لقد أظهرت ثلاث دول أوروبية أنهم متوافقون مع مواقف أمريكا مع أكثر المواقف حساسية ... الأوروبيون يتكلمون، لكننا لم نشهد حتى الآن أنهم يقفون بالمعنى الحقيقي للكلمة ضد الولايات المتحدة ... لا يمكن اصلاح وتصحيح اقتصاد البلاد من خلال" الاتفاق النووي مع الاوربيين فقط ". (٢٣ مايو ٢٠١٨).
السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، من اجل نقل السيادة إلى الشعب الإيراني، والاعتراف رسميا بالانتفاضة الإيرانية ومطالب مقاومة الشعب الإيراني العادلة التي ثبتت عليها لمدة ٣٧ عاما اعتبرتها خطوة طويلة في طريق النضال وأكدت أن : "التغيير الديمقراطي في إيران، الحل الوحيد للمشاكل في إيران والأزمة في المنطقة. إن الجبهة الدولية ضد الديكتاتورية الدينية والإرهابية التي تحكم إيران هي ضرورة تاريخية للسلام والأمن والتعايش على الصعيدين الإقليمي والدولي".
الآن بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، يتم فرض أقوى وأعتى العقوبات ضد النظام، وكل يوم يتزايد عدد هذه العقوبات وتزداد شدتها صعودا. لقد أوقفت العديد من الشركات والمؤسسات التجارية والبنوك الأجنبية أنشطتها في إيران، وهذا مجرد بداية لعملية اقتصادية مميتة لنظام الملالي ا!.
لقد حدد وزير الخارجية الأمريكي العديد من "يجب" و "لا يجب" للنظام الإيراني التي لا يبدو انها في مقدور و استطاعة وطبيعة هذا النظام. ولهذا السبب ليس من المستبعد ولادة حدث جديد في الايام القليلة المقبلة. وزير الخارجية الامريكي وأيضا الرئيس ترامب من خلال متحدثيهم اعترفوا أن إيران تنتمي لمعارضي النظام الإيراني ومن جملة ما قال : " النظام الإيراني يخشى من احتجاجات الشعب الإيراني ولاسيما النساء. وهذه إشارة واضحة إلى المقاومة الإيرانية، بقيادة السيدة مريم رجوي، والتي هي عماد المعركة مع هذا النظام.
في الوقت الذي تستمر فيه انتفاضة الشعب الإيراني في جميع أنحاء إيران بشكل لافت ومذهل، وبعد إضراب سائقي الشاحنات في حوالي 200 مدينة في إيران حديثا، وفي حين أن المقاومة الإيرانية تستعد لعقد مؤتمرها السنوي في 30 يونيو، فمن الضروري أن نذكر بالحقيقة الأساسية التي أعلن عنها في مؤتمر الإيرانيين العام الماضي في باريس من أجل تحقيق حرية إيران والسلام والهدوء في المنطقة:
أولاً : ضرورة إسقاط نظام ولاية الفقيه .
ثانيًا : توفير واتاحة الظروف للإطاحة بهذا النظام .
ثالثًا: وجود بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة، للإطاحة بنظام الإرهاب الحاكم باسم الدين.
لنرحب معا بالتجمع والمؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية .
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


30
احتجاز الاقتصاد الإيراني كرهينة
نظرة إلى اضراب التجار ضد نظام الملالي
عبدالرحمن مهابادي*
في استمرار لاضراب واحتجاج التجار وأصحاب المحال التجارية في المدينة الحدودية (بانه) في منطقة كردستان والتي استمرت لمدة ٢٥ يوما تستمر اجراءات النظام القمعية من أجل اعتقال ناشطي حركة التجار هذه حتى الان واليوم نرى أن تجار بعض المدن الإيرانية الكبيرة قد أقدموا على مثل هذه الاجراءات المشابهة من إضرابات واحتجاجات والتي في حال توسعها وانتشارها الكبير ستضع نظام الملالي في مواجهة أزمة أخرى مميتة. ما هو سبب إضراب واحتجاج التجار؟
السبب باختصار هو تطبيق ضغوط هائلة من قبل النظام الدكتاتوري الحاكم على التجار بطرق مختلفة ومتنوعة. مع هذا الاختلاف الذي تتنوع أشكاله تبعا للموقع الجغرافي للمدن والمناطق الإيرانية. في المدن المركزية، هناك العديد من الضرائب المالية المفروضة على البضائع وفي المناطق الحدودية، بالإضافة إلى ابتزاز الجمارك هناك عدم ترخيص لبضائعهم وتفريغها من قبل أجهزة النظام. خاصة أن ارتفاع أسعار العملات الأجنبية والسلع الأساسية قد أسدل ظله على حياة الناس، ويتزايد عدد الملايين من العاطلين عن العمل في إيران كل يوم تحت حكم الملالي.
ولكن ما جعل الاقتصاد المحلي لمدن كردستان مشلولا تماما هو المشروع القمعي "مشروع تنظيم الحدود" الذي طرحه النظام وتم العمل على تنفيذه منذ بداية العام الإيراني الجديد ووفقا لهذا المشروع تم اغلاق الحدود بشكل كامل في وجه التجار والحمالين والعتالين الذين يعملون على نقل البضائع على أكتافهم وظهورهم عبر الحدود. في حين أن مصادر اقتصاد هذه المنطقة ودخل الناس فيها يعتمد بشكل اساسي على هذه الحدود.
"بانه" أحد أجمل مدن منطقة كردستان على الحدود الغربية لإيران وكانت أول مدينة انتفضت ضد هذا المشروع القمعي حيث أقدم تجارها في حينها على إغلاق محالهم قرابة شهر كامل. إجراء التجار هذا ودعم الشعب له أمر في حد ذاته منقطع النظير وإن دل فإنه يدل على استعداد وثبات الشعب البطل لمدينة بانه في وجه نظام الملالي الأمر الذي لقي على الفور دعما من قبل شعب وتجار بقية مدن منطقة كردستان الإيرانية.
قرابة ٨٠ % من اقتصاد كرستان إيران يقع على عاتق أكتاف هؤلاء العتالين. العتالون بقبولهم للصعوبات والمشاق في فصول السنة المختلفة "الثلج والمطر والبرد والطرق الوعرة صعبة العبور والحرارة و... الخ ) وأيضا خطر الموت أثناء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الحرس في الحدود ومع حصولهم لأجور قليلة "تقريبا ٢٠ دولار " مقابل نقل " حمولات البضاعة " التي تزن أكثر من ١٠٠ كليو يشكلون بذلك حجر الاساس في اقتصاد هذه المنطقة. العتالة والتحميل ليس عملا أو شغلا، بل هو عبارة عن بيع الحياة اليوم من أجل الحصول على خبز الغد. يقتل كل عام قرابة ١٥٠ حتى ٢٠٠ عتال من قبل قوات حرس الحدود التابعة للنظام.
في إيران في ظل حكم الملالي أصبح الوضع الاقتصادي للمناطق الحدودية بالمقارنة بمناطق إيران المركزية اسوأ بكثير. ففي هذه المناطق ومن جملتها كردستان لا يوجد العديد من المصانع ووكالات العمل والتوظيف. النظام تعمد ابقاء هذه المناطق في فقر مدقع. أغلب العمال والموظفين والأسوأ من ذلك أغلب العتالين لايملكون تأمينا صحيا. في كثير من الحالات شاهدنا العديد من العتالين فقدوا وضعهم وحالتهم الصحية السليمة لبقية عمرهم بسبب احمال البضاعة الثقيلة.
هدف النظام من اغلاق الحدود هو جعل أكثر من ٧٥ الف عتال كعاطلين عن العمل والاضرار باكثر من ١٦ الف صاحب محل وزيادة أسعار البضاعة قدر الامكان. بالاضافة إلى حقن المزيد من الضغوط أكثر فأكثر في حياة الناس وفي نفس الوقت فتح المجال لازدهار التهريب الحكومي.
حميعنا يتذكر الحرب الدعائية لمرشح ولاية الفقيه والمقرب منه في المرحلة الثانية عشرة من انتخابات الملالي أن هذا المرشح نفسه كان أحد من غطى وتستر على قسم من ال ٢٥ مليار من المهربات الحكومية واستفاد من ١١٤ ميناء حكومي رسمي في سبيل ذلك.
هذا الخط التصاعدي لعمليات التهريب الحكومية من قبل عصابات النظام تستمر حتى يومنا هذا. والان باغلاق الحدود يريدون تسويق هذه المنتجات المهربة وأخذ الاقتصاد الإيراني كرهينة بشكل كامل. هذا وجه واحد من النهب والسرقات التي تتم حيث أن جميع البضائع التي يحملها العتالون لا تشكل حتى واحد بالمئة من البضائع التي تقوم بتهريبها العصابات المرتبطة بالنظام (وبدون أي ضرائب مفروضة عليها) عن طريق الموانئ الجنوبية إلى داخل إيران.
آرش. أحد العتالين الذين يلقون أنفسهم في خطر الذهاب للحدود ليلا ويقوم بجلب البضاعة. يقول: " أخواتي واخوانهم جائعون في المنزل. هل من الممكن لهذه الأمور أن تشبع البطون الخالية ؟ هنا ليس طهران أو أية مدينة إيرانية أخرى تتواجد فيها مصانع لنعمل بها. هنا اذا بقيت جائعا يجب أن تضع رأسك على الأرض وتموت ".
من أي جهة تنظر بها إلى حياة الإيرانيين تستنتج هذه الحقيقة الثابتة بأن الشعب قد ضاق ذرعا وغضبا من وجود واستمرار بقاء هذا النظام الدكتاتوري. ومن هنا فان تغيير هذا النظام واستبداله بنظام شعبي وديمقراطي هو المطلب الخفي والمعلن لهذا الشعب. الشعب وصل بهذا النظام إلى نهاية الخط ونستطيع أن نرى استعداد الشعب الإيراني مقابل حكام طهران في كل مكان من الاهواز حتى مشهد ومن زاهدان حتى بانه وتبريز وكل أنحاء إيران.
في المؤتمر السنوي للإيرانيين المقرر عقده في ٣٠ يونيو هذا العام في باريس سوف نسمع عن حقائق أكثر عن حالة ووضع الشعب الإيراني ومن هنا فان حضور هذا المؤتمر والاجتماع الكبير هو واجب ومهمة وطنية ودعمه أيضا هو مهمة وواجب انساني بالنسبة للجميع.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com




31
جدار سوف ينهار قريبا!
عبدالرحمن مهابادي*
أثبتت تجارب الثورات في دول العالم، أن أهم عامل يمكن أن يؤدي إلى انهيار نظام الديكتاتورية، هو انتفاضة شعب ذلك البلد ضد الديكتاتورية التي تحكم البلاد. ومثل هذا الواقع يتعزز بوجود معارضة قوية، وضعف نظام الحكم، وكذلك عوامل مساعدة في المناخ الدولي، وهذا ما رأيناه في الأشهر الأخيرة من دكتاتورية محمد رضا شاه بهلوي في عام 1978، والآن في عام 2018نرى تكراره في سياق مستوى جديد أو أقوى.  في مثل هذه الحالة، لن يتمكن النظام الحاكم من منع انهياره، والشيء الوحيد الذي من المفترض أن يحصل، هو مسألة وقت ولكن على المدى القصير.
خلال حكم الملالي في إيران وعلى الرغم من أننا رأينا انقسامات جاءت بفعل تأثير الشعب والمقاومة الإيرانية، أو حرب الذئاب الدائرة على السلطة داخل النظام وبالتالي ضعف النظام الحاكم، ولكن الآن مع انتفاضة الشعب الإيراني من أجل الحرية، فإن عملية انهيار هذا النظام أخذت مسارها باتجاه تغيير النظام واستبداله بنظام ديمقراطي وشعبي.
لقد أخذ هذا الانهيار أكثر جدية كل يوم، وقد أثرت النتائج المميتة لاستمرار انتفاضة الشعب الإيراني وأنشطة المقاومة الإيرانية داخل وخارج إيران والتطورات الإقليمية والعالمية، على هذا الانهيار مما زاد في تسارع وتيرته وسوف نرى في المستقبل غير البعيد، نتائجها الرائعة على ساحة التطورات في إيران.
الانعكاس الأول للانتفاضة، التي بدأت قبل خمسة أشهر، كان تصعيد المواجهة بين الجناحين للنظام (الأصوليين والإصلاحيين) حيث اتهمت بعضهما البعض بأنه كان مسببا في هذه الحركة الشعبية. الاصوليون رأوا المشكلة في عدم كفاءة حكومة روحاني في الشؤون الاقتصادية، فيما اعتبر الاصلاحيون عدم وجود حرية سياسية فرضها جناح خامنئي على المجتمع! يمكن مشاهدة أحدث الصراع بين الجناحين في السلطة بشأن حجب شبكة تليغرام وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع النظام، والذي يعمل مثل مستنقع مميت يبتلع النظام بكامله.
يقول صادق زيبا كلام، أحد العناصر المحسوبة على جناح روحاني (إصلاحي) في مقابلة مع إذاعة دويتشه فيله الألمانية، إنه إذا جرى استفتاء في إيران، فإن أكثر من 70 في المائة من الشعب سيقولون «لا» للجمهورية الإسلامية.
أبو الفضل قدياني، عضو في زمرة تسمى مجاهدي الثورة الاسلامية، القريبة من جناح روحاني، قارن خامنئي بغوبلز، وزير الدعاية السياسية في عهد هتلر، وكتب أن خامنئي، يقول أكاذيب كبيرة، مثل جوبلز. وكان قد أكد قبل مدة أيضا إن «ولاية الفقيه، أعتقد، ليس لها مبادئ أساسية في الإسلام. ولاية الفقيه تشكل إساءة إلى الناس بشكل أساسي وولاية الفقيه هي الاستبداد نفسه»..
محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية السابق للملالي وأعضاء فريقه، حملوا على السلطة القضائية الخاضعة للولي الفقيه، وأبرز وجودهم أمام خامنئي وخلقوا أزمة في منظومة ولاية الفقيه للملالي.
في الآونة الأخيرة، كتب 300 من حواشي أحمدي نجاد في رسالة إلى علي خامنئي في 5 أبريل 2018: «إن الاحتجاجات الشعبية في السنة الماضية قد دقت ناقوس الخطر بخصوص الانهيار الاجتماعي لإيران ... لان الشعب لا يشعر الحكومة بأنها تقف بجانبه بل تعمل ضده».
ليس من المصادفة أن نسمع في 21 نيسان / أبريل على لسان النائب الأول لحسن روحاني: «لبعض الوقت هناك ايحاءات تقول إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدأت تنهار، وبعض الناس يستندون في أوساطهم إلى ذلك ويؤكدون الأمر»..
الآن، الوقت يمر على حساب ديكتاتورية الملالي، وتقترب عقارب الساعة كل يوم من وقت تغيير النظام.
ونعلم جميعاً أن الإطاحة بنظام كهذا، ووفقاً للمؤرخين، هو الدكتاتورية الأكثر ترويعا في العصر الحالي، يختلف عن الإطاحة بالعديد من الديكتاتوريين عبر التاريخ. وبالتالي، يجب أن تبرز نتائج انتفاضة الشعب الإيراني وقدرة واستعداد المقاومة الإيرانية وانعكاسات التطورات الدولية فيما يتعلق بإيران في حقيقة أن انهيار نظام الملالي بات وشيكا وحماية الشعب والمقاومة الإيرانية أصبح أمرا ضروريا مهما، وضرورة تاريخية. لقد تطوّر الوضع، وهناك تحولات في طور الوقوع ستترك آثارها على التوازن الإقليمي والدولي.
كل الأنظار الآن مشدودة صوب انتفاضة الشعب ودور المقاومة الإيرانية فيها. لأنه ومن أجل حل المشكلة الإيرانية، لا توجد طريقة أخرى سوى الحماية والاعتراف بالمقاومة المشروعة للشعب الإيراني. التشدق بالاعتدال داخل النظام لا يعود يسقطب أحدا، ولا أحد يتبع حرباً أجنبية، مثل ما حدث في العراق. وإذا كان من المفترض أن تحدث حرب، فمن المؤكد هو من جانب النظام في إيران، ونتائجه واضحة مسبقا للجميع.
في الوقت الذي تحضر المقاومة الإيرانية نفسها لعقد مؤتمرها السنوي العام في باريس، والذي من المقرر أن يعقد في 30 يونيو في العاصمة الفرنسية، فينبغي أن تدعم جميع الحكومات والحركات السياسية، هذا المؤتمر، ويقفون جنبا إلى جنب مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، ويأخذون واجبهم التاريخي في هذا التحول العظيم.
 إن المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية هو رمز لبديل ديمقراطي شعبي ضد النظام الديكتاتوري الذي الحاكم في إيران، والذي لا يمكن انكاره لكون امتداد جذوره داخل إيران، وأوراقه منتشرة في جميع أنحاء العالم. وهذه حقيقة أكدها عديدون!
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com



32
خروج امريكا من الاتفاق النووي، خطوة طويلة في مسير الاستراتيجية الصحيحة!


"مستقبل إيران يتعلق بشعبها"
دونالد ترامب
عبدالرحمن مهابادي*
أربعة أيام قبل وقت نهاية الموعد النهائي في ١٢ مايو / ٢٠١٨ الامر الذي لا يمكن فصله عن التصميم الذي تم عقده على السياسة والاستراتيجية المعلنة قبله، الرئيس ترامب اعلن خروج امريكا من الاتفاق النووي وافتتح صفحة جديدة في المعادلات الدولية ضد النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران. على الرغم من أن هذا القرار كان متوقعا مقدما ولكن الان قد اتخذ جانبا رسميا حتى يتخذ في الخطوة القادمة عملياته التنفيذية في جدول أعماله. من الواضح ان هذا الاجراء الامريكي خلافا لادعائات النظام ولوبياته لا يعني بداية لحرب جديدة في المنطقة واذا تم اتخاذ قرار الحرب فمن الواضح مقدما أن النظام الإيراني هو من كان المسبب فيها ولا احد غيره يريد هذه الحرب.
دونالد ترامب خلال خطابه أعلن أن: "النظام الإيراني هو النظام الاساسي الداعم للارهاب “هذا النظام الذي سعى عن طريق نهب ثروات الشعب الإيراني ودعم المجموعات الارهابية في المنطقة للحصول على السلاح النووي واخذ العالم والمجتمع الدولي كرهينة. الرئيس الامريكي وصف بشكل جيد أن هذا الاتفاق النووي الموقع مع النظام الإيراني على انه مساعدة لبقاء واستمرار النظام الإيراني. ولان هذا الاتفاق لم يعيد فقط مليارات الدولارات للملالي الحاكمين في إيران ليصرفوها على مشاريعهم النووية والصاروخية بل سمح لهم باعادة تخصيب اليورانيوم من جديد بعد فترة قصيرة. ومن هنا اعتبر ترامب دائما أن هذا الاتفاق أمر مخيف وخطير للغاية وكارثي لايجب الاستمرار به أو الامضاء عليه. حيث قال في حديثه فيما يتعلق بهذا الموضوع: “هذا الاتفاق بالنسبة لي كمواطن أمريكي وصمة عار كبيرة ومخجلة ".
وفي الاتجاه الصحيح تنتهي مواقف الرئيس الامريكي هناك حيث في القسم الاخير من خطابه يضع الولايات المتحدة بجانب الشعب الإيراني وقال: “قرابة ال ٤٠ عام قام هذا الدكتاتور المتلسط بجلب الحروب والويلات وقام مفتخرا باخذ الامة الإيرانية كرهينة ".  من معظم 80 مليون شخص في إيران ، للأسف ، لم نر إيرانيا نجح في التعايش بسلام مع جيرانهم أو حظي ذلك بالاعجاب والاشادة الدولية وذلك بسبب افعال نظام ولاية الفقيه العدائية تجاه الدول المجاورة لكن مستقبل إيران يخص شعبها. هم الورثة الحقيقيون للثقافة الغنية والأرض التاريخية القديمة. إنهم يستحقون دولة تتحقق فيها احلامهم بالعدالة والمساواة يفتخرون فيها بتاريخهم العريق ويمجدون فيها الله “
الحقيقة التي يجب أن لا نبتعد عنها هي أن التغييرات والتحولات في الاعوام الماضية فيما يخص إيران هي نتاج استراتيجية دقيقة وصحيحية تم دفع اثمان باهظة وثقيلة في سبيل تحقيقها حتى اليوم.  المقاومة الإيرانية على مدى حكم نظام الملالي كانت في خضم معركة شاملة ومفتوحة مع نظام الملالي الديكتاتوري. فاذا اردنا النظر بشكل صحيح الى قضية إيران واردنا الوصول فيها الى تحليل صحيح لا يمكننا غض البصر عن الدور والتاثير الفريد للمقاومة الإيرانية في هذا التحول الكبير.  المقاومة الإيرانية وحدها كانت أول من حمل راية الحرية ضد اصولية الملالي الاسلامية وكانت أول سد منيع وقف في وجه سياسات الملالي في نشر الحروب والتدخلات في شؤون العراق ودول المنطقة وكانت أول جهة قامت بفضح ارهاب ومشاريع الملالي النووية ، تلك هي المقاومة الإيرانية التي يشكل فيها مجاهدو خلق القوة المحورية والاساسية.
بعبارة اخرى لولا وجود هكذا قوة مؤثرة في ساحات النضال ضد نظام الملالي لايمكن لاي شخص التصور الى ماذا سيؤول اليه المجتمع الدولي والى أي نقطة خطيرة ومؤلمة سيصل. وكما يمكن رؤية الوجه الاخر لهذه الحقيقة من خلال انتفاضة الشعب الإيراني الاخيرة من اجل تغيير النظام في إيران . ليس من دون سبب أن نرى مسؤولي ورؤوس نظام الملالي بسبب خوفهم من اقتراب سقوط نظامهم قد استعملوا لوبياتهم وجميع امكاناتهم من أجل اطفاء محرك الانتفاضة أي المقاومة الإيرانية. الشعب والمقاومة الإيرانية معا يشكلون وحدة ضرورية غير قابلة للتجزئة والفصل من اجل تحقيق التغيير والتحول الاساسي في إيران الحالية.
هذه المقاومة التي تميزها من وجه السيدة مريم رجوي الصبوح شمس المقاومة الإيرانية والتي تحتوي في طياتها على بديل ديمقراطي وشعبي ومن أجل حرية إيران وإيران الحرة غدا بينت وحددت مشاريعها وبرامجها المعلنة والتي تتمتع بدعم قوي سواءا على مستوى الداخل الإيراني أو على المستوى الدولي. "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" هو هيكلها وهيئتها التنفيذية ، في نهاية الشهر السادس بعد الإطاحة بنظام الملالي ، سيتم استبداله عن طريق انتخابات حرة ونزيهة بالجمعية التأسيسية والناس المنتخبين فعليًا من أجل رسم مسار إيران المستقبلي بكل جوانبه.
في مثل هكذا مسير ومع هكذا استثمار رحبت المقاومة الإيرانية بمواقف رئيس الولايات المتحدة الامريكية الاخيرة وفي اطار تكريم هذه المواقف دعت المجتمع الدولي لاتخاذ الاجراءات الضرورية واللازمة الاخرى.
السيدة مريم رجوي من جانب المقاومة الإيرانية التي كانت أول جهة قامت بكشف وفضح برنامج ومشاريع النظام النووية السرية وكانت اول حامل لراية إيران الغير نووية قالت: الخلاص من الخطر النووي والارهابي لهذا النظام يتلخص في الخلاص من هذا النظام باكمله. لاوجود لنظام ولاية الفقيه بدون وجود الارهاب والقمع واسلحة الدمار الشامل.
واضافت السيدة مريم رجوي: كما أن الانتفاضة الوطنية العارمة في شهر يناير الماضي قد أظهرت مطلب عموم وغالبية الشعب الإيراني في الحرية والخلاص من الظلم والاستبداد الديني. التغيير والتحول الديمقراطي في إيران أمر لا مفر منه وإيران الحرية سوف نراها في المنظور القريب. نهاية الدكتاتورية والفاشية الدنية أمر مرتبط ارتباطا وثيقا باحلال السلام والديمقراطية والامن والاستقرار في المنطقة. هذا هو الطريق الوحيد لانهاء الحروب والازمات في المنطقة ومنع حدوث حرب أكبر في المنطقة.
وبناء على هذا فبعد خروج امريكا من الاتفاق النووي يبقى من الضروري والمهم جدا الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية تحت عنوان الممثل الحقيقي والصحيح للشعب الإيراني .وذلك لان تغيير نظام الملالي الدموي واستبداله بنظام وحكومة شعبية ووطنية ممكن وميسر فقط من خلال هذا الطريق.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com




33
هندسة الانتخابات العراقية من قبل النظام الإيراني
القاء الضوء علي الانتخابات العراقية الجديدة 2-2
عبدالرحمن مهابادي*
عشية الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر إجراؤها في 12 مايو، انفرط عقد العناصر الفاعلة الرئيسية في المشهد السياسي العراقي بسبب التطورات الإقليمية، وهذا هو السبب في أن الانتخابات في هذا البلد أخذت وجها مختلف تمامًا.
في هذه الانتخابات، أصبحت قائمة فتح (الحشد الشعبي) ، ودولة القانون (نور المالكي) ، وسائرون (مقتدى الصدر) ، والحكمة (عمار الحكيم) ، ونصر (حيدر العبادي) الجهات الفاعلة الرئيسية في الساحة الانتخابية. فيما يعانى السنة والأكراد من عدم وجود مركز قوي ومؤثر، لكونهم قد تلقوا أكبر الضربات في السنوات الـ 15 الماضية من قبل النظام الإيراني بسبب النزاعات الداخلية والأخطاء في الماضي. لقد خضع السنة لاحتلال النظام الإيراني، كما أن الأكراد كانوا متفائلين بشأن النظام الإيراني، فانشقت صفوفهم، وهو ما نتج عن توغل النظام الإيراني فيها.
ليس من المصادفة أن الخبراء في شؤون الشرق الأوسط يرون في العديد من الجوانب الوضع الحالي في العراق، نسخة من إيران الحالية. وبخصوص الانتخابات العراقية المقرر اجراؤها في هذا الشهر، زار بعض قادة النظام الإيراني بغداد والسليمانية وأكدوا للمقربين منهم ان تعيين رئيس الوزراء العراقي المقبل هو عمل النظام الإيراني وليس صندوق الاقتراع! الوفود المرسلة من النظام الإيراني لم تستطع اخفاء مخاوفها خلال هذه اللقاءات من تقدم انتفاضة الشعب الإيراني والسياسة والاستراتيجية المعلنة من قبل الادارة الأمريكية وموجة الكراهية التي يكنها المجتمع الدولي تجاه النظام.
النظام الإيراني راهن على الضربات التي ألحقها بالسنة والأكراد في العراق (استعادة مناطق واسعة كانت حتى قبل فترة بيد قوات «البيشمركه» من قبل الحرس الإيراني وكذلك تشريد المكون السني بسبب هجمات داعش أو الحشد الشعبي)، والآن يركز جهوده على اخراج تيار أو تيارات من الشيعة من صناديق الاقتراع قدمت أكبر الخدمات له في السنوات الماضية. وعلى هذا الأساس يريد أن يمسك بورقة رئيس الوزراء المقبل حتى يحتفظ مثل الماضي بـ «العمق الاستراتيجي» المزعوم في مواجهة معارضيه في المعادلات الاقليمية. النظام ومن أجل تحقيق هذا الهدف ينوي حفظ تيار اصلاحي (على غرار إيران) في الواجهة من التيارات الموالية له في داخل الاراضي العراقية لكي يمارس المزيد من الانقسامات والانشقاقات بين السنة والكرد.. وعزلهم أكثر.
السؤال المطروح هنا هل النظام الإيراني سيحصل علي هكذا فرصة لكي يحقق أهدافه في العراق؟ بغض النظر عن أي تقلبات، يجب القول: «لا». لأن ميزان القوى السياسية في العراق متأثر من توازن القوى الأكبر في المنطقة. الشرق الأوسط حبلى الآن بحوادث كبيرة. مواءمة فاعلة مع هذه الظروف ستقود القوات الوطنية والديمقراطية العراقية إلى اجتياز هذه الحوادث بسلام. الاصطفاف المصنع في المنطقة من قبل روسيا والنظام الإيراني والنظام الأسدي هو اصطفاف هش ودفاعي وغير دائم.
النظام الإيراني وعملائه في العراق يحاولون من خلال اطلاق شعارات ديموغاجية «صنع أبطال كارتونية» ليظهروا أنهم أنقذوا العراق وأن هزيمة داعش كان عملهم حتى يكسبوا من خلال هذه الدعايات كسب أصوات لهم! وسيكون من الخطأ الفادح الاعتقاد بأنهم قد خطوا خطوات في محاربة الإرهاب والقضاء على داعش. هناك في العالم اجماع قوي بأن هؤلاء كانوا محطمي الرقم القياسي في النهب والقتل والدمار واثارة الفرقة والحروب.
ومؤخرا حذر زلماي خليل زاد، السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، أن إيران تريد التأثير على الانتخابات العراقية وهندستها لصالح ميليشياتها. ففي مقال له في صحيفة «وول ستريت جورنال» بعنوان «حدّوا من نفوذ إيران في العراق» قال: «إن إيران تعمل بجد للتأثير على النتيجة، حيث تسعى إلى تعزيز نفوذ ميليشياتها داخل الحكومة العراقية، كما هو الحال مع حزب الله اللبناني». وزير الدفاع الأمريكي قال في 15 مارس الماضي أمام الصحفيين ان النظام الإيراني يحاول من خلال انفاق المال، التأثير على الانتخابات العراقية. هكذا تصريحات ونماذج مماثلة، تؤكد المعلومات الموثقة القائلة بأن السفارة والقنصليات الإيرانية في الاراضي العراقية تمثل المركز الرئيسي لتدخلات النظام الإيراني في شؤون العراق الداخلية وإرهاب إيران في هذا البلد ضد معارضي النظام وتوجيه عملائه في المناصب السيادية. علينا أن لا ننسى أن السفير وسائر كوادر السفارة الإيرانية والقنصليات هم من الأعضاء القدامى والمحنكين لفيلق القدس للحرس الإيراني حيث قادوا جرائم عديدة داخل الاراضي العراقية.
لذلك يجب أن لا نتوقع أن اجراء الانتخابات العراقية في هكذا ظروف أن تضع بلسماً على جروح الشعب العراقي. لأن الوجوه ليست هي من تغير وضع البلاد لصالح الشعب وانما السياسات والاستراتيجيات التي يمكن أن تحدث تغييرات مطلوبة للشعب. والسياسة والاستراتيجية الصحيحة هي طرد عملاء النظام من المناصب السيادية واخراجهم من العراق تمهيدا لقطع أذرع النظام الإيراني من العراق. انكار هذا الواقع يعد بمثابة قبول استمرار الفساد والقتل والنهب والدمار لمدة أربع سنوات أخرى. لذلك يجب السير بكل شجاعة في هذا الطريق والعمل بواجباتنا الإنسانية والوطنية. الشعب العراقي لا يقبل رضوخ العناصر العميلة للنظام الإيراني للطلبات الإيرانية.
أصبحت الآن استراتيجية المجتمع الدولي بشكل عام والولايات المتحدة تتركز بشكل خاص على تغيير النظام الإيراني. في إيران انطلقت حركة انتفاضة واسعة لاسقاط الديكتاتورية الدينية الحاكمة وتوسعت استراتيجية تنشيط ألف بؤرة للعصيان داخل المدن الإيرانية مما جعل وقت اسقاط النظام في افق قريب.
مع هكذا افق يمكن القول، في العراق، المستقبل يتم الترحيب فقط بعناصر تواكب هذه الاستراتيجية وتنسجم معها. تغيير النظام الإيراني ليس فقط مطلب الشعب الإيراني وانما مطلب جميع شعوب الشرق الأوسط وكثيرين في المجتمع الدولي.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


34
نظرة إلى احتلال العراق من قبل النظام الإيراني
القاء الضوء علي الانتخابات العراقية الجديدة 1-2
عبدالرحمن مهابادي*
العراق، مع غالبية الشيعة (مقابل السنة) وفي نفس الوقت، مع الغالبية العربية (مقابل الأكراد) كان دائما ذا خصائص خاصة، حيث تسببت في أن يكون البلد مشهدا لمواجهات مضرة في المنطقة في القرن الماضي.
مع إقامة النظام الديكتاتوري في إيران عام 1979، كان هذا البلد هو الهدف الأول لتوسع سلطة الخميني. أدت تهديدات آية الله الخميني ضد الحكومة العراقية إلى حرب دامت ثماني سنوات خلفت أكثر من مليون قتيل.
إن قبول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 من قبل الخميني وتجرع كأس السم لوقف إطلاق النار (بسبب مخاوف من الإطاحة الوشيكة للنظام على يد جيش التحرير الوطني الإيراني) لم يتمكن أبداً من أن يؤدي إلى السلام بين البلدين. لأن، بعد توقيع هذه الاتفاقية، تابع الخميني ومن خلفه أهدافهم الخاصة في التوسع.
كان سقوط حكومة صدام حسين عقب غزو قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للعراق فرصة ذهبية للملالي ليحتلوا العراق بتقربهم صوريا من التحالف. الأمر المؤسف الذي حدث في العراق، والذي تسبب في مواجهة العراق مصيرا مؤلما حيث نراه الآن.
بسبب الاستراتيجية والسياسة الخاطئة الدولية، تلقى الملالي، العراق على طبق من الذهب، مما جعل العراق ساحة لصولاتهم وجولاتهم ليعملوا ضد السنّة والأكراد والأقليات الأخرى، والأهم من ذلك ، جيش التحرير الوطني الإيراني (ذراع المعارضة الإيرانية المسلحة القوية) تم تجريده من السلاح من قبل قوات التحالف وفرض عليه حصار ومجازر من قبل عملاء النظام الإيراني الذين احتلوا بسرعة مناصب رئيسية في البلاد! إلى أن نجحت المقاومة الإيرانية ضمن حملة دولية، في مغادرة العراق منتصرة وكثفت أنشطتها داخل إيران، وفعلت حركة مقاضاة المتورطين في مجزرة عام 1988 ، مما أفشل هندسة الملالي للانتخابات قبل عامين، ثم جاءت مرحلة تنظيم انتفاضة الشعب الإيراني وتحقيق سلسلة من الانتصارات الدولية لصالح الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
وبهذه الطريقة، احتل النظام الإيراني العراق، وحل خطر الحشد الشعبي الذي يسيطر عليه النظام الإيراني محل خطر داعش. وأصبحت الأقلية السنية في أضعف نقطة وأكراد العراق تم قمعهم بشدة من قبل النظام الإيراني على أراضيهم. وهكذا «العراق المغدور» أصبح الآن مصابا بـ «فيروس ولاية الفقيه». هذا هو المشهد الحقيقي للعراق اليوم.
هناك الكثير من الأسباب في تحديد سبب تعرض العراق لمثل هذا المصير، ولكن ربما يمكن وضع الاصابع على عدم وجود حركة ثورية وديمقراطية وعالمية على مدى العقود الماضية في هذا البلد. حركة لا تكون عاجزة عن فهم الشروط القاهرة على بلدها بشكل صحيح والدور التدميري للنظام الإيراني في مصير شعبها وتقف ضد الآطماع التوسعية لهذا النظام وهوية الملالي المناهضة للاانسانية.
وبموازاة إهمال قوات التحالف أو أخطائها، فإن النظام الإيراني، بعد أن أنفق قدراً كبيراً من المال والاعتماد على الأصولية والتطرف، ومن خلال المراوغة وسياسة الخداع ، استطاع بناء ركائزه الاستراتيجية الخاصة (!) داخل الأراضي العراقية، والآن أنشأ قوة مثل «الحشد الشعبي» وفرضها على المجتمع العراقي وهو أخطر من داعش حسب العراقيين. سبق وأن تمكن النظام الإيراني من تطبيق هذا السيناريو على الأرض اللبنانية وفرض قوة إرهابية وخطيرة مثل حزب الله في المنطقة.
حقيقة أن النظام الإيراني ذو مهارات عالية في التأثير والتطرف في البلدان ذات الديموغرافية الدينية أمر لا يمكن انكاره. الملالي وبجانب سفارتهم وقنصلياتهم في مناطق مختلفة من العراق، بعد ما جعلوه بلدا مدمرا وذبحوا شعبه ، توغلوا فيه من خلال الاستثمار الاقتصادي والتبادل التجاري، وخاصة مشاريع مثل تشييد المرافق الدينية والحسينيات والمساجد أو المراكز الثقافية والرياضية بغية استقطاب عناصر لهم ثم تجنيدهم كعملاء لهم و في خطوة تالية تنظيم مؤسسات عسكرية وميليشيات عسكرية مثل الحشد الشعبي وحزب الله العراقي وعصائب أهل الحق و... واستخدامهم لقمع معارضي النظام الإيراني وهكذا يريدون في الوقت نفسه اظهار أنفسهم أبطال الصداقة والإعمار ليفرضوا أنفسهم على المجتمع العراقي ويحولون كل إنجازات الآخرين في جيوبهم. بينما هم قتلوا الناس ، ونهبوا أموالهم أو دمروا أصولهم، ودفعوا الأموال التي صنعوها من جيوب الشعب العراقي وجعلوا أنفسهم حكامًا في هذا البلد! والعراق الحالي وإقليم كردستان العراق مثالان على هذا التدخل والنفوذ خارج حدود إيران تحت حكم الملالي.
في مثل هذا الوضع المفروض في العراق، لا الانتخابات ولا الديمقراطية لها وضعهم الحقيقي ولا الدستور والاتفاقات. الموجود هو الفرض والقهر وتحكيم السلطة غير الشرعية للنظام الديكتاتوري للملالي. لأنه في مثل هذه الحالة ، فإن جميع المناصب السيادية واتخاذ القرار الرئيسية تم تصميمها بالفعل من قبل النظام الإيراني وسيفعلون كل ما يريدون!
العراق الآن يعاني من مثل هذا الوضع. تحاول الأقليات والمعارضون للنظام الإيراني الحفاظ على ما حققوه في السنوات الماضية! بينما تخبرنا تجربة العقود الأربعة الماضية أن استمرار بقاء النظام الإيراني في العراق وهيمنته على البلد ، سيجعل أن تفقد الأقليات الانجازات الحالية. لأن طبيعة النظام الإيراني تحكم بأن لا يكون شيء للشعب ومعارضي النظام ويجب حرمانهم من كل حقوقهم وإنجازاتهم. إن الوضع المؤلم لإيران تحت حكم الملالي هو أفضل دليل على هذه الحقيقة. هذا النظام في عداء مطلق مع الديمقراطية والحرية!
الآن ، انتفض الشعب والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية وإنقاذ إيران للعمل في دورها التاريخي في دفن دكتاتورية ولاية الفقيه. في هذا الصدد، ليس أمام الشعب العراقي والقوى الوطنية والديمقراطية طريق، الا الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. هذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ العراق والمنطقة من غول التطرف الاسلامي.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


35
الوضع في إيران متفجر وغير قابل للإرجاع!
نظرة على المواجهات حول الموعد النهائي المحدد للاتفاق النووي
عبدالرحمن مهابادي*
مع اقتراب الموعد النهائي في 12 مايو، الذي حدده الرئيس ترامب فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع النظام الإيراني، تتزايد التكهنات حول مصير الاتفاق. يقول البعض أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من هذا الاتفاق، والبعض يخالف وجهة النظر هذه. في الوقت نفسه يريد النظام الإيراني ولوبياته تصوير خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي على أنه بداية حرب في الشرق الأوسط وبهذه الطريقة يريدون تخويف الرأي العام.
الأمر الذي يمكن أن يكون أساسا للتحليل الصحيح لهذه القضية هو الفهم الحقيقي لطبيعة النظام الإيراني، الذي دخل الآن في عمر ال40 عام. بدون هذا، لا يمكن للمرء أن يتحدث عما ستكون عليه نهاية الموعد النهائي.
النظام الإيراني الحالي، الذي كان هدفاً سياسياً رجعيًا استعماريًا، أساسًا في بروزه. منذ بدايته قام باستغلال المشاعر الدينية للشعب الإيراني، وتركز تشكيل أساساته وبقائه على غزو واحتلال البلدان عن طريق نشر الحروب فيها. في البداية سلمت الكثير من بلدان المنطقة لاستراتيجية هذه القوة الجديدة التي أمسكت زمام الحكم في إيران وخضعت لها واتبعت السياسة الناعمة فيما يتعلق بمواجهتها. هذه السياسة، بطبيعة الحال، هي التي حفزت النظام الإيراني وجعلته أكثر جرأة، وفي السنوات التالية، أدت إلى مزيد من تدخل النظام في الشؤون الداخلية للدول. المثال البارز في هذا الاتجاه هو العراق وسوريا ولبنان واليمن، تلك الدول التي أصبحت الآن حقيقة مريرة في يومنا هذا.
إن اعتماد مثل هذه السياسة فيما يتعلق بالنظام الأصولي في إيران لم يكن محصوراً في المنطقة فقط. لكنها استولت على أجزاء كبيرة من العالم، اتبعت بلدان العالم الكبرى مثل هذه السياسة مع النظام الإيراني لسنوات عديدة وذالك بغضها النظر عن جرائم النظام الإيراني، وخاصة في حالة انتهاكات حقوق الإنسان.
هذه السياسة لم توقف نظام الهيمنة الحاكم في إيران عن التحرك. لقد تمكن النظام الإيراني من شراء الصمت الدولي في مقابل جرائم النظام أو الحصول على الدعم عن طريق استخدامه لأدوات مثل : (اطلاق التيار أو الحركة الاصلاحية المزيفة والكاذبة في الحكومة) و (بذخ صرف الدولار والنفط الإيراني على متبعي سياسات التماشي والاستراضاء الغربيين). النظام الإيراني من خلال سياسة (السكوت أو الدعم مقابل دفع الدولار والنفط) استطاع أن يصل لتحقيق أهدافه الخطيرة التي كانت بالاضافة لقتل معارضيه في كل من جهتي الحدود مشروع الحصول على السلاح النووي الذي وصل فيه الى مراحل متقدمة أيضا. يمكن رؤية الطبيعة المدمرة لسياسة الاسترضاء والتماشي المتبعة مع النظام الإيراني من خلال إهمال المجتمع الدولي لمثل هذا المشروع الخطير للغاية، ولو لم تكشف المعارضة الإيرانية عن ذلك (المشروع النووي للنظام الإيراني)، لكان مصير المجتمع الانساني المعاصر الآن مختلفًا!
ولكن على ما يبدو أن الغرب مازال نائما حتى الاعوام الاولى بعد عمليات فضح المشروع النووي المذكورة وكان يجب تمديد اللعبة حتى الدقيقة ال 90. لان الاتفاق الذي وقعه الغرب مع النظام الإيراني كان في الحقيقة لعبة أخرى في الأرضية نفسها. لأن هذا الاتفاق لا يمنع النظام من الحصول على السلاح النووي! لذلك، يجب قطع يد النظام الإيراني بشكل كامل ومطلق في موضوع الحصول على السلاح النووي. الحقيقة هي أن المجتمع الدولي يقترب الآن من تحقيق ذلك إلى حد ما، و المجتمع الدولي الآن قد ألقى الكرة في ملعب النظام الإيراني بحلول الموعد النهائي في 12 مايو 2018.
ليس عبثا أن نرى الآن الولايات المتحدة والدول الكبرى في الشرق الأوسط تنأى بنفسها عن سياسة التعاملات والتنازلات مع النظام الإيراني وتتبنى سياسة جديدة وحاسمة والتي ستؤثر بلا شك على الآخرين أيضا. إن حصول النظام الحاكم في إيران على السلاح النووي لن يهدد المنطقة فحسب، بل سيعرض العالم أيضًا لخطر كبير جدا. لأنه في الفكر الرجعي والأصولي لولاية الفقيه، لا توجد حدود للسيادة. يجب أن يكون العالم أجمع في يد "الله سبحانه وتعالى" الذي يعتبر الملالي أنفسهم ممثلين عنه (حاشا لله) !
مع مثل هذا الإدراك والمعرفة للنظام الإيراني، يجب أن ننظر جليا إلى مصير الاتفاق النووي في الموعد النهائي في 12 مايو 2018. هل سيقبل النظام الإيراني بشروط الولايات المتحدة؟ هل الولايات المتحدة جادة في الخروج منه؟ إذا كان النظام لا يقبل شروط الولايات المتحدة، فهل سيتم إلغاء الاتفاق؟ وهل ستندلع حرب بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق و. ..؟
تلك وغيرها الكثير من الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها سؤالا تلو الآخر بشكل فردي. ولكن ما يجب قوله بالتأكيد هو أن النظام سيصبح أكثر ضعفا في المشهد الظاهري من الموعد النهائي هذا وإن ما سيحمله الموعد النهائي هذا هو المزيد من الانهيارات والانكسارات والهزائم للنظام الإيراني.
إن الإدراك الدقيق لطبيعة النظام المثير للحروب الحاكم في إيران يخبرنا بغض النظر عن أي صعود وهبوط في هذه القضية، بإن تغيير النظام في إيران يقترب ويقترب يوما بعد يوم. اذا قبل النظام شروط الغرب والتي هي عبارة كأس سم أكثر سوادا وتأثيرا من كأس السم السابق للمشروع النووي فان هذا سيؤثر بسرعة على كامل هيئات واركان النظام. إذا لم يقبل النظام الشروط المطلوبة أيضا، فهناك عقوبات أكثر عنفا وقساوة ستطبق على النظام. واذا تم اتخاذ قرار الحرب التي سيكون النظام الإيراني المبادر اليها فالنتيجة ستكون واضحة للجميع مقدما.
لكن الكلمة الأخيرة
في ظروف اقتراب الموعد النهائي المعلن، نرى أن انتفاضة الشعب الإيراني دخلت مرحلة جديدة في إيران. وجميع طرق التنفس والبقاء، التراجع، أو التقدم مغلقة في وجه هذا النظام والوقت يجري على حساب النظام الحاكم في إيران وفي ضرره وخسارته. أظهرت الانتفاضة أن الشعب الإيراني لن يكون راضياً بأقل من تغيير النظام في إيران. إن ما تسبب في دب الرعب والخوف في جميع اركان هذا النظام المهتزة أساسا ليس مصير الاتفاق النووي (على الرغم من أنه كان مهما جدا بالنسبة له حتى الأمس)، وإنما الاتجاه المتسارع الذي بدأ مع بداية الانتفاضة الإيرانية ووضعها موضوع تغيير النظام في منظورها وتوقعتها القريبة جدا. بالنسبة للشعب والمعارضة الإيرانية، فإن مصير الإتفاق مهم جدا في هذا الصدد، حيث أن أي من الخيارات القادمة سيسرع من هذا التغيير الكبير. وبالتالي، فإن ما ينبغي أن يكون محور اهتمام الشعب والمعارضة للإطاحة بهذا النظام هو أن يكونوا أكثر استعدادًا قدر الإمكان لجعل هذا التحول الكبير في إيران يصب في صالح إيران.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com
 
 



36

سجن "تليغرام" في إيران!
عبدالرحمن مهابادي*
في يوم الإثنين، أمر القضاء الذي يخضع لسلطة الولي الفقيه الحاكم في إيران بحجب كامل للموقع الإلكتروني وتطبيق شبكة التواصل الاجتماعي لتليغرام، وأعلن أن جميع مستخدمي هذه الشبكة يجب أن يغلقوه بحيث لا يمكن الوصول إلى محتوى الشبكة بشكل كبير. هذا الجهاز الخاضع لسيطرة علي خامنئي هدد المخالفين بالعقوبة.
لا يخفي قضاء النظام حقيقة أن سبب إغلاق موقع تليغرام يعود إلى استخدام المنتفضين هذه الشبكة خلال الانتفاضة قبل خمسة أشهر. إن حجب هذا التطبيق، يظهر مخاوف النظام من احتدام الانتفاضة، فضلا عن أنه يكشف أيضاً عن خداع جناح روحاني المخادع. لأنه في إعلان السلطة القضائية للنظام يبدو واضحا أن الأجنحة المختلفة للنظام، بما في ذلك روحاني وشركائه الذين كانوا يتشدقون في السابق على أنهم مدافعون عن هذه الشبكة، كانوا مشاركين في اتخاذ القرار لحجب هذه الشبكة. ما يثير السخرية هو محاولات النظام لحجب مواقع التواصل الاجتماعي.
لقد أدرك جناحا النظام اللذان قررا حجب تليغرام أن انتفاضة الشعب الإيراني لا تريد التوقف، بل هي تمضي قدما في طور إثبات وتطبيق شعارات الانتفاضة، ولا سيما استهداف الجناحين المسميين الإصلاحية والأصولية. بالإضافة إلى ذلك ، فالشروط الدولية الآن في طور التواؤم مع انتفاضة الشعب. لقد أدرك الحكام أنه على الرغم من الظروف الاقتصادية السيئة، التي جعلت حياة الناس اليومية مُرّة وصعبة، لكن المواطنين يشمئزون وقبل كل شيء، من النظام وعملاء النظام والخونة، وأينما يجدون الفرصة يظهرون ما يضمرونه في القلب.
المواطنون في مدن مختلفة من إيران، وفي مقدمتهم، المنتفضون يدخلون الآن إلى مدخل الخطوة الأخيرة من انتفاضتهم لتحرير وطنهم من براثن نظام ولاية الفقيه، ويبحثون الآن عن الأسلحة وفترات الجهاد ضد الحكام المستبدين ووضعوا الصمت والمساومة مع هذا النظام حدا أحمر لهم. انظروا إلى شعارات أبناء كازرون في محافظة فارس في احتجاجاتهم ضد الحكومة التي حدثت في الأيام الماضية حيث يظهر ذلك بشكل جيد: "ويل لكم حين نرفع السلاح" ، "إذا ارتكبت خيانة ، فإن كازرون ستصبح قيامة" ، "هيهات منا الذلة" كما رددوا شعارات ضد أزلام النظام الذين كانوا يهتفون دائما "الموت لأمريكا" هاتفين: "عدونا هنا – يكذبون أنه أمريكا".
هذه هي علامات نهاية النظام الدكتاتوري الحاكم في إيران. في الأسابيع الأخيرة ، شهدت محافظات أخرى في إيران احتجاجات لأسباب مختلفة. منذ الاحتجاجات العارمة في ديسمبر الماضي التي جرت، لأسباب سياسية، جرت احتجاجات في خوزستان بسبب التمييز العرقي ، وفي أصفهان ، بسبب أزمة المياه ، وفي كردستان، جرت احتجاجات واسعة النطاق بسبب إغلاق الحدود وقتل العتالين وتظاهرات المواطنين في شمالي الوطن لاستعادة رؤوس أموالهم المنهوبة في البنوك المفلسة. وأن التجاوب مع كل منها خارج قدرة وطبيعة هذا النظام.
بدأ النظام ومنذ مجيئه إلى السلطة في عام 1979 بسلب "الحرية" واستمر بابادة "الأحرار" ، وقد لجأ الآن إلى سجن "تليغرام" وكل ما يخدم الشعب. وفي الوقت الذي يعيش أكثر من 33 في المئة من سكان البلاد البالغ 85 مليون نسمة تحت خط الفقر، وأرقام العاطلين عن العمل، والمدمنين والمرضى كل واحد منها تتجاوز عدة ملايين ، فان مسؤولي النظام كل منهم أصبحوا مليارديرات بنهب ممتلكات الناس. فهم يرفضون حل مشاكل الشعب ، بل زادوا من موجة القمع والسجن والتعذيب والإعدام.
قال العميد كمال هادي فر رئيس شرطة الانترنت التابعة للنظام الإيراني إنه في عام 1396 الإيراني الفائت تم اعتقال أكثر من 70000 مستخدم للإنترنت،.. كما تم اكتشاف أكثر من 39،000 حالة من الجرائم الإلكترونية، وساورنا القلق حول تزايد حالات الجرائم بما يقرب من 10 أضعاف،...» (وكالة أنباء ايلنا الحكومية 29 ابريل/ نيسان 2018). وقبله قال الملا أحمد جنتي، رئيس مجلس خبراء النظام: « هذا الفضاء الافتراضي هي البلية والمشكلة التي حلت بنا». رئيس السلطة القضائية للنظام الإيراني قال في وقت سابق : «لقد أصبحت الشبكات الاجتماعية في خدمة نظام السلطة ومجاهدي خلق لتدمير أركان النظام».
إن حقيقة المواقف الهستيرية للملالي الذين يحكمون إيران وجهودهم لحرمان الناس من الشبكات الاجتماعية هي أنهم لا يريدون أن يتبادل الناس المعلومات ويعرفوا حقائق الواقع في المجتمع الإيراني. إنهم يريدون من الشعب الإيراني أن يسمع ويؤمن بما تقوله وسائل الإعلام. لأن هذه الوسائط تكذب تمامًا. إن اطلاق الاكاذيب من قبل الإعلام وسلطات هذا النظام أصبحت تتداول على ألسن العديد من المسؤولين في النظام الإيراني بقضهم وقضيضهم.
إن حقيقة لجوء الناس إلى مصادر ووسائط غير حكومية ، أو بعبارة أخرى ، تحوّل الناس إلى وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية للمقاومة الإيرانية، هي علامة أخرى لتطور انتفاضة وخوف النظام. لذلك ، في إيران الحالية، يتم تحويل أي مطلب مهني أو اقتصادي على الفور إلى مطلب سياسي ضد النظام. لأن الناس أدركوا أن النظام هو أصل كل مشاكل المجتمع الإيراني. هذا النظام ليس من أجل الشعب وللشعب، ويجب الإطاحة به .
على الرغم من أن حجب الشبكات الاجتماعية وحرمان الناس من التكنولوجيا وإمكانية الاتصال والمعلومات جزء من انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الموجودة في السجل الأسود لهذا النظام، إلا أنه بالتأكيد الانتفاضة من أجل الحرية تمضي قدما وبوتيرة أسرع من أجل الاطاحة بدكتاتورية الملالي.. وفي هذا المسار، على المجتمع الدولي، بالإضافة إلى إدانة انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات وحجب تليغرام، يتخذ خطوات لمواجهة هذا التجاوز على القانون الدولي، فضلاً عن المطالبة بحرية وصول الشعب الإيراني إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات الآمنة.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


37

العمال الإيرانيون كارهون ومشمئزون من الدكتاتورية الحاكمة
بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للعمال
عبدالرحمن مهابادي*
في ظروف نستقبل "يوم العمال العالمي"، ينتفض فيه الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية ويصرخون بأنهم لا يريدون هذا النظام. لكن النظام واجه هذه الانتفاضة بالقمع والقتل والإعدام بشكل كبير. يبدو أن مواجهة الناس مع الدكتاتور قد وصلت إلى مرحلتها النهائية. أحد علائم هذ المرحلة النهائية نستطيع الاشارة إلى المظاهرات الشجاعة لأهالي كازرون في محافظة فارس والتي نادت بشعار (ويل لكم لليوم الذي أصبحنا فيه مسلحين). طرح مثل هكذا شعارات أدى إلى سقوط نظام محمد رضا شاه بهلوي في العام1979 . في كردستان إيران مثل هكذا فضاء في حال الازدياد أيضا. في حين انه منذ بدء الانتفاضة من أجل الحرية  مضت أربعة أشهر أصبح الشعب الإيراني متعبا وفاقدا للأمل من النضال السلمي مع هذا النظام ويطالبون بتطبيق طرق أخرى أنفسهم لا يريدونها . علم النضال في اكثر البلدان تحتفظ في ذاكرته هكذا اتجاه في حركات الشعوب . والشعب والقوى الرائدة لم تكن لتسعى أبدا خلف الكفاح المسلح من أجل مطالبها. بل هؤلاء الديكتاتوريون هم يفرضون دائما الحرب على الشعب والقوات الداعمة له.
على مدى حكم الملالي في إيران شارك دائما بنشاط العمال في الاحتجاجات المناهضة للحكومة. هؤلاء ليسوا فقط محرومين من حقوقهم الحياتية والاولوية بل أيضا تم ابعادهم عن امتلاك منظمات عمالية غير حكومية ومستقلة. وهذا ما قد أدى إلى سجن العديد من العمال لعدة مرات ولفترة طويلة تحت ذرائع واهية في السجون.
إن انعدام الحريات وعدم تلبية المتطلبات الاقتصادية والثقافية الأساسية قد ربط مصير العمال بالمزارعين، والمواطنين المنهوبة أموالهم، والعاطلين عن العمل، والطوائف، وأتباع الأديان وجميع شرائح المجتمع مع بعضها البعض.
يطالب العمال بالحد الأدنى للأجور والتأمين والعلاج وأجورهم المتخلفة وغير المدفوعة. ويطالب المزارعون بمياههم التي سرقت منهم. المواطنون المنهوبة اموالهم يطالبون بخميرة حياتهم التي سرقتها البنوك، لكن أياً من هذه الحقوق المشروعة والمسلمة لا يتم الاجابة عليها من خلال حكم رجال الدين. فالعبء الثقيل المتمثل في الفقر والبطالة الناجم عن تدمير الإنتاج والاقتصاد في البلد، والكمية الضخمة من الإنفاق النووي والصاروخي، والحروب العسكرية الإقليمية، والاختلاسات الحكومية التي تبلغ مليارات الدولارات، تم تحميلها على عاتق المجتمع المحروم وخاصة العمال. أصبحت حقول المزارعين أيضا جافة على نحو متزايد. 13 مليون عامل ، وفقا لإحصاءات الحكومة مع أسرهم، يمثل ما يقرب من 43 مليون شخص في البلاد .
أعلنت حكومة روحاني الحد الأدنى للأجور ب 1 مليون و 114 ألف و 140 تومان . وتبلغ قيمة هذا الأجر، على الدولار الذي يبلغ سعره 5000 و 250 تومان للدولار الواحد ، 212 دولارًا أمريكيًا ، وهو ما يعادل دولارًا واحدًا للساعة الواحدة ، وهو مبلغ بعيد كل البعد عن أجور العديد من البلدان الأخرى. هذا الأجر قليل جدا مقارنة ببعض الدول المهمة. في تركيا ، تضاعفت اجور العمال ثلاثة أضعاف ، في أستراليا ولكسمبورغ اجور العمال أكثر ب 14 مرة من العمال الإيرانيين.
على خدايي أحد المسؤولين الحكوميين اعترف أن : " ثلاثة ملايين عامل إيراني على الاقل لايملكون تأمينا وهذا العدد يعتبر كبيرا جدا مقارنة بحجم عدد العمال في البلاد .(تلفزيون شبكة خبر ٢نوفمبر/ 2017) .  مشكلة غلاء العقاقير هي واحدة من المشكلات الحقيقية لطبقات المجتمع الكادحة والتي ذهب ضحيتها العديد من الارواح وتفككت على اثرها العديد من الاسر والعوائل أو أجبرت على الفساد.
أكثر من 90 ٪ وحتى 95 ٪ من عقود العمل هي عقود مؤقتة وحتى أنها "توقيعات على بياض ". وقال غلام رضا عباسي، رئيس الرابطة المركزية لنقابات العمال في محادثة مع شبكة الأخبار التابعة للنظام في ٢ نوفمبر /٢٠١٧ : "للاسف ، نواجه اليوم فئة ضخمة من العقود المؤقتة ، وحوالي 96 ٪ من العمال يعانون منها ". هذه الظاهرة في إيران تجعل العمال "لا يتمتعون بأمان وظيفي الامر الذي سيشكل تهديدا دائما لحياتهم".
فيما يتعلق بحصة او سهم القوة الانسانية للعمال والموظفين من سعر السلع المنتجة، قال نائب وزير العمل في النظام، إسماعيل ظريفي آزاد، إن هذا العدد في الولايات المتحدة هو 70 في المائة، وبالنسبة للبلدان الاخرى مثل إيران يبلغ هذا العدد من 25 إلى 30 في المائة؛ وفي هذا الصدد ، تمتلك إيران رقم 5 في المائة من سهم أو حصة العامل أي أدنى أجر على مستوى العالم ويقبع في أسفل الجدول. يصف العديد من الخبراء العماليين العلاقة بين النظام الإيراني والعمال كالعلاقة في زمن العبودية.
وبالتالي ، لا يملك العمال أي خيار سوى الانضمام إلى الانتفاضة. فمن بين 5760 حركة احتجاجية كان للعمال ١٩٨٥ حركة احتجاحية هي الاكثر والاوسع انتشارا بين شرائح المجتمع. حيث تجمعوا وأضربوا واعتصموا فيها ضد نهب وفساد نظام ولاية الفقيه.
اغلاق المصانع وورش العمل واحدا تلو الاخر، وازدياد عدد العاطلين عن العمل من العمال أحد أسباب مشاركة العمال في الانتفاضة. لقد صرخت جميع شرائح المجتمع الإيراني، مع بعضها البعض، في الانتفاضة " فليصرخ كل إيراني، نظام الملالي ، ساقط ، ساقط " .
أعلن الرئيس السابق لكلية الاقتصاد في طهران أن معدل البطالة الرسمي في إيران يبلغ 15 مليون. في الوقت نفسه، يتم إضافة ما لا يقل عن مليون و ٢٠٠ الف باحث عن عمل إلى سوق العمل كل عام.
إن تماسك مختلف طبقات إيران، وخاصة العمال الإيرانيين، في انتفاضة الحرية، هو الخوف المتزايد الذي قاد النظام إلى رد فعل هستيري. لأنه من خلال الحد من الاحتجاجات في مكان واحد في إيران، سرعان ما تتجه العشرات من النقاط الأخرى في إيران والتي لعب فيها جميع العمال دورًا بارزًا نحو الاشتعال والاحتجاج، لذلك، يمكن الاستنتاج أن الانتفاضة سوف تستمر في التسارع وأن الشعب الإيراني، بالانضمام إلى معاقل الثورة، يعدون أنفسهم للمرحلة الأخيرة من الانتفاضة.
مع هكذا توقعات ومن هذا المنطلق، سيذهب الإيرانيون إلى يوم العمال العالمي للاحتفال والترحيب به وجعله منصة لدفع الانتفاضة نحو الأمام.
يا مرحبا بعيد العمال العالمي
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com



38
انتفاضة الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية من اجل الحرية
نظرة الى دور شبكات التواصل الاجتماعي في انتفاضة الشعب الإيراني
عبدالرحمن مهابادي*
شبكات التواصل الاجتماعي بشكل عام و التلغرام بشكل خاص كانوا أحد الاشياء التي أوصلت الولي الفقيه في إيران وجميع مسؤولي وأجهزة النظام الإيراني المختلفة الى حد الجنون . التلغرام أحد أكثر برامج التواصل الاجتماعي شعبية في العالم وإيران حيث يتمتع بخاصية التشفير والترميز وأيضا قابلية ايجاد قنوات ومجموعات وامكانية التحكم بها وادارتها . ووفقا للاحصائيات التي انتشرت من قبل السيد باول دوروف مؤسس تطبيق التلغرام ورئيسه التنفيذي فان هذا البرنامج (تلغرام ماسينجر) يملك حاليا أكثر من ٢٠٠ مليون مستخدم نشط من بينهم ٤٠ مليون إيراني. السؤال الذي يطرح نفسه الان هو لماذا أعلن النظام الإيراني(تحريم) الكثير من الأمور فيما بينها شبكات التواصل الاجتماعي وبخاصة التلغرام على الشعب الإيراني ولماذا يخشى النظام الإيراني دخول الشعب الإيراني الى هذه التطبيقات والمواقع ؟؟
الجميع يعلم أنه لاوجود للحرية في إيران. المقياس والمعيار لشرعية الحكومة ليس الرأي الشعبي بل يأتي من الله! ولذلك يعتبر رؤوس هذا النظام أي معارضة مع هذا النظام كنوع من المحاربة (عدو الله) والتي سيكون في انتظارها أشد أنواع العقاب. ولذلك كانت الحرية هي أول الضحايا في إيران الحالية. حيث حبل المشنقة يلتف حول عنقها. اعدام المعارضين هو منطق نظام ولاية الفقيه وظاهرة ذاتية ومتأصلة في هذا النظام الدموي.
في إيران لاوجود لأي منظمة (سياسية أو غير سياسية) أو أي وسيلة اعلام حرة ومتسقلة على الاطلاق. على مدى ٣٩ عاما من حكم الملالي في إيران التي كانت مهدا للحضارة الانسانية في هذه المنطقة من العالم جميع المنظمات والمؤسسات ووسائل الاعلام الموجودة فيها أصبحت بطرق ملتوية أو بسيطة جزءا من حكومة القمع والتعذيب التي تركز حجرها الأساس على رفض الحريات الانسانية.
ومن هذا المنظور الذي نستطيع أن نلمس من خلاله قدرا بسيطا لايذكر من ألم ومعاناة شعب هذا البلد البالغ عدد سكانه ٨٥ مليون. عندما نسمع أن إيران تحولت الى سجن كبير للإيرانيين من قبل النظام الحاكم عندها لايكون الأمر مبالغا فيه بل هي حقيقة واقعية مؤلمة وغير قابلة للانكار. الشعب الإيراني ولاسيما الشباب محرومون من حرية التواصل مع أقرانهم. وحش ولاية الفقيه العميل توغل في جميع الأماكن وحتى في بعض المنازل والحياة الخاصة للإيرانيين . هم محرومون مع حرية الوصول وسائل التواصل الغير حكومية . شبكات التواصل وأيضا شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كامل تقبع تحت سيطرة وتحكم وزراة مخابرات النظام سيئة السمعة وبقية الأجهرة الحكومية القمعية. السبب الرئيسي الذي يكمن وراء امتلاك نظام ولاية الفقيه لاضخم سجل تعذيب واعدام على مستوى العالم هو الطبيعة والبنية التحتية لنظام قمعي مجرم وقاتل.
ولكن يجب ألا ننسى أن ميزان الوحشية والبربرية هذا في العصر الحاضر لم يستطع منع الشعب الإيراني ولاسيما الشباب الإيراني من التحرك نحو الحرية. اعتقالات بالملايين والاعدامات والمذابح الواسعة الانتشار على مدى ٣٩ عاما مضت وأنواع وأشكال التعذيب والقمع البدني والنفسي لم يسبق رؤيته في تاريخ البشرية المعاصر كله كان دافعا للشعب الإيراني ولأبنائه في المقاومة الإيرانية للاستمرار في النضال من اجل الحرية مصممين على اسقاط الدكتاتورية الدينية الحاكمة. وذلك لانهم يرون أن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة يعتمد بشكل أساسي على اسقاط هذا النظام.
الإجراءات الجنونية والهسترية الأخيرة للنظام الإيراني ضد وصول الشعب الإيراني للشبكات الاجتماعية تنبع من أن انتفاضة الشعب الإيراني الاخيرة باستهدافها كل من جناحي النظام الحاكم (المحافظ و الاصلاحي) اجتاحت حدود اسقاط النظام الحاكم. لقد دار الوضع في إيران بطريقة لايمكن التصور فيها عودته الى سابق عهده. يريد رؤوس النظام الان بهذه الاجراءات منع استمرارية الانتفاضة الإيرانية . علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لبرلمان النظام كان قد أعلن أن قرار اغلاق التلغرام تم اتخاذه على أعلى المستويات ويقصد بذالك خامنئي .
موسى أفشار عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يقول حول هذا الموضوع أن النظام الإيراني عن طريق توقيف واغلاق برنامج التلغرام ينتهك قسما من حقوق الانسان . بروجردي بالاضافة لذالك قال أن النظام الإيراني يريد أن يستعيض عن التلغرام ببرنامج مراسلة وطني !! تكون ادارته في متناول النظام الأمر الذي يشكل بالطبع خطرا كبيرا على الشعب الإيراني وذلك لان جميع المعلومات المتبادلة بين الشعب الإيراني سيتم تسجيلها في أنظمة النظام الجاسوسية والمخابراتية وسيترتب عليها عقوبات شديدة يقوم بها النظام ضد من يتجسس عليهم.
تصفية وحظر التلغرام من قبل نظام الملالي كان له ردة فعل شديدة وحادة من قبل الشعب الإيراني ويمكن القول ان مثل هذه الاجراءات كانت سببا في اتقاد شعلة الانتفاضة. بحيث أن بعض مسؤولي هذا النظام أيضا ارتعبوا من موضوع تصفية وحظر التلغرام وانعكاساته في أوساط الشعب الإيراني. ووفقا للتقديرات يوجد من ١٠ الى ١٥ ألف فرصة عمل انترنتي يتم تنفيذه عن طريق التلغرام . حسن روحاني كان قد تكلم مرة عن وجود ٣٠ ألف وظيفة يوفرها التلغرام . خلال عملية ايقاف التلغرام المؤقتة في ديسمبر ٢٠١٧ أدت الى خسارة حوالي ٥٠٠ مليار تومان على حساب الشعب الإيراني .
الحقيقة هي أنه مع حظر النظام الإيراني للتلغرام لم يكتف الشعب الإيراني بعدم التحول نحو استخدام برامج المراسلة المرتبطة بالنظام الإيراني من نوع(سروش) بل تحولوا نحو استخدام برامج(كاسر الحظر) والمجتمع الدولي يسعى الان ليضع تقنية متقدمة أكثر في هذا المجال بيد الشعب الإيراني حتى يتمكن من كسر اجراءات النظام في تصفية وحظر التلغرام وحتى يتمكنوا من ايصال أصواتهم للعالم بشكل أفضل وأكبر.
بالنظر الى ما تكلمنا عنه يتبين بشكل جيد أن موضوع التلغرام الحالي بالنسبة للنظام تحول الى موضوع أمني جاد وحاد يهدد بقاء ووجود هذا النظام أكثر فأكثر . مسؤولو النظام يقولون أن مجاهدي خلق قد اخترقوا داخل إيران عن طريق هذه الشبكات من أجل اسقاط النظام . علي خامنئي في تاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧ في خطابه لمسؤولي النظام قال : " فيما يتعلق بالفضاء الافتراضي أقول أن تحذروا من رمايات مدافع العدو . عليكم الانتباه والحذر . لاتستخدموا هذا الفضاء العدو ضد هويتكم ووجودكم ونظامكم ... هناك الآلاف من المدافع شغلها الشاغل هو اطلاق الرمايات نحوكم ." .
المعرفة الصحيحة للتغيرات الداخلية والدولية في العلاقة مع إيران يرشدنا الى هذه الحقيقة بشكل جيد حيث :
● الآن يعد الشعب الإيراني نفسه لقطف ثمار انتفاضتهم وفي هذا الصدد فان تشكيل مراكز الثورة المرتبطة مع المقاومة الإيرانية يتجه نحو التوسع في جميع أنحاء إيران.
● تطور الجبهة الدولية والاقليمية ضد النظام بالتزامن مع استراتيجية المقاومة الإيرانية من اجل تغيير النظام في إيران أمر غير قابل للانكار. اقتراب موعد ال ١٢٠ يوم النهائي الذي حدده ترامب فيما يتعلق بالاتفاق النووي.
● ازدياد شدة حرب الذئاب في رأس هرم النظام كل يوم بشكل أكبر وانهيار النظام يقع في بوتقة التوقعات القريبة جدا.
● التزايد التصاعدي لقيمة الدولار أشعل وألهب المجتمع الإيراني أكثر من أي وقت مضى و انتفاضة الجائعين في الطريق.
في مثل هذا الطريق تتجه قوتان متخاصمتان في إيران - نظام ولاية الفقيه الديني الحاكم في إيران من جهة والشعب والمقاومة الإيرانية من جهة أخرى - نحو الاصطفاف من أجل المواجهة النهائية وهذا هو التغيير الكبير الذي ينتظره الجميع والذي سيصل نحو منصة الظهور . حتما أن النصر سيكون من حليف الشعب والمقاومة الإيرانية و(الجيش المسقط لنظام ولاية الفقيه).
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com
 
 


39
المنبر الحر / جريمة بلا حدود
« في: 13:27 12/04/2018  »
جريمة بلا حدود
•        نظرة إلى  الجرائم الاخيرة التي ارتكبها الولي الفقيه على أرض سوريا وقصف الشعب السوري بالسلاح الكيميائي
عبدالرحمن مهابادي*
قبل يوم واحد فقط من تعيين جون بولتون كمستشار للأمن القومي الأمريكي بشكل رسمي أقدم النظام الإيراني على ارتكاب جريمة وحشية (وجريمة جبانة في نفس الوقت) على أرض سورية.  قصف الشعب السوري الأعزل في دوما بالأسلحة الكيماوية.
دعونا لا نخطأ الظن، فالدكتاتور القزم السوري بشار الأسد هذا المجرم لا يرتكب جرائمه دون معرفة أو الحصول على إذن من عرابه الخاص، أي الولي الفقيه الحاكم في إيران. إنه في الواقع "مجرم بلا حدود".
مع مضي ثمانية أعوام على ثورة الشعب السوري تستمر عمليات قتل الشعب السوري في هذا البلد بشكل دموي ووحشي.  وتركزت عمليات القتل في الاشهر الماضية على منطقة الغوطة الشرقية.  في فبراير ٢٠١٨ تم قتل ما يقارب ٦٠٠ شخص من قبل نظام الأسد وداعميه في جريمة غير متوقعة نتيجة عمليات القصف الجوي حيث أنه وفقا لتقارير منظمة هيومن رايتس واتش التي يقع مقرها في لندن كان هناك ١٢١ طفلا من بين الضحايا.  وقال نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري إن أكثر من 23،000 مدني قتلوا وأن أكثر من 32 مستشفى ومركزاً صحياً تم تدميرها منذ عام 2012 حتى الآن، وذلك بسبب انتهاك الاتفاقات من قبل نظام بشار الأسد الإجرامي في الغوطة الشرقية.  وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس قد أعلن أن المجزرة الضخمة المرتكبة في الغوطة الشرقية هي "جحيم على الأرض".
الآن نظام الولي الفقيه الحاكم في إيران يتنفس الصعداء من اجل نظامه الذي يؤول للسقوط.  الامر الذي دفع الخامنئي لتوسيع نشر عمليات الارهاب والقتل في ارض سورية التي تعتبر عمقا استراتيجيا لنظام الولي الفقيه. وفي تاريخ ٨ ابريل تم قصف مدينة دوما في ريف دمشق ببراميل الغازات الكيماوية حيث وفقا للاحصائات المعلنة ذهب ضحيتها ما يقارب ٢٠٠ شخص واكثر من الف شخص مجروح ومصاب.  نقلت قناة سي. ان. ان عن نشطاء سوريين تقريرا مفاده: تم القاء براميل الغاز السام في داخل البراميل المتفجرة عن طريق الهيلوكوبترات، الأمر الذي أدى إلى  اختناق الكثير من الناس.
ووفقا لتقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان قام نظام الأسد بتنفيذ ٢١٤ هجمة كيماوية في المجموع.  ١١ حالة منها تم تنفيذها بعد هجمات خان شيخون في العام الماضي.
الان الجميع شاهد على تراخي المجتمع الدولي في مقابل استخدام الاسلحة الكيماوية من قبل النظام الإيراني على أرض سورية حيث تحول الأمر إلى  أمر عادي واذا لم يتم اتخاذ اجرائات جدية وعاجلة في خصوص هذا الموضوع ليس من المستبعد ان تتحول ابعاد هذا الموضوع بشكل أكبر وأخطر على المجتمع الانساني المعاصر. 
والحقيقة هي أنه كان من الواجب إسقاط النظام الدكتاتوري الاسدي في السنوات السابقة وقبل قدوم الدعم الروسي لنظام الأسد. ولكن اتباع سياسات التماشي والاسترضاء الغربية وسياسات التقارب مع النظام الإيراني خلال فترة حكم الرئيس باراك اوباما أدى إلى  ليس فقط جلب هذه الضرورة في الفترة الحالية بل إلى  قضية دخول روسيا إلى  إيران والتي كانت بناء على طلب من النظام الإيراني.  الأزمة السورية تحولت إلى عقدة حالية وتعرض فيها الشعب والمعارضة السورية للخيانة من قبل الدول والحكومات.  ليس هناك مجال للترديد والشك في أن دعم نظام ولاية الفقيه الديني وديكتاتورها العميل بشار الاسد في سورية يضع دولة روسيا في موقع مخجل ومشين في التاريخ.  وهذه الدولة بتحالفها في جبهة واحدة مع النظام الإيراني سوف تفقد مصداقيتها في منظمة الأمم المتحدة وبالطبع، لن يمر وقت طويل قبل أن يكون هناك ثمن باهظ يجب أن تدفعه روسيا في سوريا.
بعد الهجوم الاجرامي الكيماوي على دوما في الغوطة الشرقية وعمليات القتل الوحشية للاطفال والنساء أدانت السيدة مريم رجوي هذه الجريمة الارهابية وقالت: " النظام الإيراني هو المسبب الأساسي للحرب وعمليات الذبح والقتل في سورية التي أدمت الضمير الإنساني ".  السيدة مريم رجوي عبرت عن تعاطفها وألمها وعزائها للشعب السوري وبخاصة شعب دوما الجريح والنازف محيية ثباتهم التاريخي وقالت : يجب على العالم اتخاذ اجراء حاسم في جرائم الحرب هذه التي تتم ضد الشعب السوري.  مسؤولو جرائم الانسانية وجرائم الحرب في سورية أي الأسد وسيده أي الخامنئي يجب وضعهم أمام العدالة.  تراخي المجتمع الدولي مخز للغاية ويمهد الطريق أمام استمرار هذه الجرائم ". 
تراخي المجتمع الدولي أدى إلى  تجرؤ النظام الوحشي الحاكم في إيران أكثر إلى  جر أزماته القاتلة نحو أرض سورية. ولاية الفقيه الحاكمة في إيران تواجه الان انتفاضة شعبية عظيمة على مدى إيران تهدد وجود نظامه بالخطر وتتجهز الان من اجل اسقاطه وان تنظيم قوات هذه الانتفاضة يتمثل في بؤر الثورة. 
تتوافق الظروف الدولية أيضًا مع هذه الإستراتيجية من اجل احداث تحولات كبيرة.  تعيين جون بولتون كمستشار للامن القومي للرئيس الامريكي وأيضا اقتراب الموعد النهائي المعلن من قبل الرئيس ترامب ( ١٢ مايو ٢٠١٨) من أجل تحديد الالتزام بالاتفاق النووي من جملة ذلك.  الان الوضع في إيران انفجاري. الاحتجاجات الشعبية في إيران في حال تزايد تصاعدي بشكل كبير وجنوني. 
قيمة الريال الإيراني وصلت إلى  ادنى مستوياتها في العقود الماضية والاقتصاد الإيراني على وشك الانهيار.  حيث أنه وفقا لتصريحات خبراء النظام نستطيع القول الان أنه في إيران لا توجد حكومة. 
وأشارت نيكي هايلي ممثلة الولايات المتحدة في الامم المتحدة في خطابها امام الامم المتحدة في تاريخ ٩ ابريل إلى  هذه الحادثة وقالت : ان الوحوش التي القت القنابل الكيماوية على رؤوس الشعب السوري يجب أن تتم محاسبتها وأكدت : " لقد عبرنا حدود اظهار صور الأطفال المقتولين.  لقد عبرنا حد دعوات الضمائر اليقظة.  نحن وصلنا إلى  نقطة يجب أن يرى فيها العالم تحقيق العدالة ".  وأضافت : " سيُسجل التاريخ أنها لحظة تخلى فيها مجلس الأمن عن وظائفه أو أثبت فشله الكامل في حماية السوريين ".
النقطة الأخيرة، لقد مرت أربعة عقود تقريباً حيث يتم فيها ذبح بلدان المنطقة، من إيران إلى  العراق وسوريا ولبنان، و. ... من خلال جرائم بلا حدود، يرتكبها النظام الديني الحاكم في إيران، وقد حان الوقت، للقيام بالدعم المادي والمعنوي لانتفاضة الشعب الإيراني لإنهاء هذه الظاهرة في تاريخ المنطقة.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com
 
 


40
مّنْ المستفيد من معاداة أمريكا؟
د.عبدالخالق حسين

تطلع علينا بين حين وآخر، مقالات ودعوات مشبوهة على مواقع الإنترنت، و عبر مجموعات النقاش، يطالب أصحابها الحكومة العراقية  بإخراج آخر جندي أمريكي من العراق. كما وجّه أحدهم رسالة إلى المرجع الديني الأكبر السيد علي السيستاني، يناشده بإصدار فتوى باعتبار أمريكا دولة معادية للعراق ويقول بالنص:
((منذ عام ٢٠٠٣ قامت القوات الأميركية بقتل مئات الآلاف من الأبرياء ومن قوات الجيش العراقي ... وكذلك وباعتراف مسؤولين اميركيين كانوا وراء تكوين الدواعش و تدريبهم و دعمهم وإمدادهم بالعتاد والأسلحة والصواريخ وضرب قواتنا دعماً للدواعش وهذا تم تثبيته ميدانياً بما لا يقبل الشك ،فهل ممكن إصدار فتوى للسياسيين والى مجلس الوزراء للتعامل مع الأميركان كأعداء ومحتلين دفاعاً عن النفس وكما هو معروف في كل الشرائع السماوية والإنسانية ...))

ومن هذا النص نفهم أن مئات الألوف من الشهداء العراقيين لم يُقتلوا بسبب التفجيرات التي قامت بها فلول البعث الفاشي تحت مختلف الأسماء الإسلامية لمنظمات إرهابية وآخرها داعش، بل قتلتهم القوات الأمريكية، لذلك يجب إخراج القوات الأمريكية واعتبار أمريكا دولة عدوة محتلة !! والغريب من كاتب الرسالة أنه يطالب المرجع الديني بإصدار الفتاوى حسب الطلب.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: من المستفيد من إخراج القوات الأمريكية ومعاداة أمريكا؟
الجواب الأكيد هو أن المنظمات الإرهابية التي ناصبت الشعب العراقي العداء منذ سقوط البعث الفاشي وإلى الآن هي المستفيدة، وكذلك إيران بسبب معاداتها لأمريكا، فتريد جر العراق باتخاذ نفس الموقف الخطير.
والسؤال الملح الآخر هو: هل بإمكان العراق بوضعه الحالي المتشتت، والصراعات الدموية بين مكوناته وقواه السياسية، أن يعادي الدولة العظمى، وفي نفس الوقت أن يعادي السعودية وإيران كما يطالب آخرون وكل حسب توجهاته مواقفه السياسية؟ لا شك أن أية دعوة لمعاداة الدولة العظمى هي دعوة للانتحار الجماعي،لا يستفيد منها إلا أعداء العراق.

غني عن القول، أنه لولا الدعم الأمريكي للشعب العراقي لإسقاط النظام البعثي الفاشي لكان صدام حسين وأبنائه وبقية زبانيته، مازالوا يواصلون هوايتهم المفضلة في قتل العراقيين ونشر المزيد من المقابر الجماعية، ولا نرى ضرورة لذكر جرائم البعث بحق الشعب العراقي وشعوب المنطقة، فالقائمة طويلة وباتت معروفة لدى الجميع ولا ينكرها إلا أيتام البعث ومن في قلوبهم مرض.

أما تجربة إخراج آخر جندي أمريكي من العراق، فقد مارسها رئيس الوزراء السابق، السيد نوري المالكي عام 2011، وتحت ضغوط من إيران، وحلفائها من القوى الإسلامية العراقية المشاركة في الحكومة، وكانت النتيجة وبالاً على الشعب العراقي، وفي صالح أعداء العملية السياسية من البعثيين وأشباههم الذين رفعوا رايات التهميش، والإقصاء، والعزل السياسي، وسلموا مناطقهم التي تبلغ نحو ثلث مساحة العراق لداعش عام 2014، الجريمة التي كلفت الشعب العراق عشرات الألوف من الضحايا، وملايين المشردين، والخراب الشامل لتلك المناطق.

 المفروض أن يتعلم الإنسان من أخطائه، فتجربة إخراج القوات الأمريكية من العراق كلفت الشعب ثمناً باهظاً، وعليه لماذا المطالبة بإعادتها؟ هل هذا نتيجة الغباء، أو لنوايا خبيثة مبيتة تصب في صالح داعش وحلفائها؟
نقول ذلك ونحن نعرف أنً كل من يتجرأ بمعارضة إخراج القوات الأمريكية، لا يسلم من تهمة العمالة لأمريكا من قِبَل المطالبين بمعاداتها وبغطاء الوطنية. ولكننا نقول لهؤلاء إن عملاء أمريكا الحقيقيين هم الذين يشتمونها في العلن، ويخدمونها في السر. فهذه المطالبات لا تخدم إلا الدواعش وغيرهم من أعداء العراق من البعث الفاشي وتنظيماتهم الإرهابية وتحت مختلف الأسماء.

أما الموقف الإيراني بفرض الضغوط على الحكومة العراقية برفض تواجد قوات أمريكية في العراق لتدريب الجيش العراقي وتطويره، فهذا الموقف لا يخدم حتى الحكومة الإيرانية نفسها. وقد ناشد السيد حيدر العبادي، رئيس الوزراء والقائد العام، مراراً، الحكومات الإيرانية، والسعودية، والأمريكية بعدم اتخاذ العراق ساحة لحروبهم بالوكالة، والعراق يرفض أن يكون طرفاً في صراعاتهم الغبية.

كذلك يحاول هؤلاء تأجيج الوضع مع السعودية، و مطالبة رئيس الوزراء بعدم السماح لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة العراق، متذرعين بالدور القذر الذي لعبته السعودية في دعم الإرهاب في العراق في الماضي. ولكن ما البديل عن التقارب مع السعودية خاصة إذا كانت الأخيرة هي صاحبة المبادرة، وبعد أن تأكدت أن الإرهاب في العراق لا بد وأن تصلهم شروره، وسينقلب السحر على الساحر.
كذلك بات معروفاً أن لأمريكا دور كبير في الضغط على السعودية، ومن خلال الأمير محمد بن سلمان للتقارب مع العراق بدلاً من العداء. لذلك يجب أن يعرف هؤلاء أن السياسة فن الممكن، وليس فن البلطجة، وأنه ليس في السياسة أصدقاء دائمين ولا أعداء دائمين، بل مصالح دائمة. وعليه فما البديل عن التقارب مع السعودية؟ البديل هو المزيد من الإرهاب والقتل والدمار والخراب والمعاناة، إذ كما تقول الحكمة: "ألف صديق ولا عدو واحد". فإذا أمكن تحويل العدو إلى صديق والتخلص من شره، فما العيب في ذلك؟
والغريب أن أغلب الذين يطالبون العراق الجريح بمعاداة أمريكا وبقية الدول الغربية، هم وعائلاتهم يعيشون برفاهية في هذه الدول، ولكنهم في نفس الوقت يطالبون الشعب العراقي بتقديم الثمن الباهظ بمعاداتها وهذا هو النفاق والازدواجية إلى أبعد الحدود.

وبناءاً على كل ما تقدم، نهيب بالسيد رئيس الوزراء، الدكتور حيدر العبادي، وكل المخلصين للعراق، وأمنه، وسلامته، واستقراره وازدهاره، أن يرفضوا مطالبات هؤلاء المشبوهين من أعداء العراق، المتقمصين بثياب الوطنية المزيفة. فهؤلاء أعداء العملية السياسية العراقية، يريدون تمرير مطالباتهم الشريرة بغطاء الوطنية، بينما هم في الحقيقة أعداء الوطنية العراقية، وتنطبق عليهم مقولة صموئيل جونسون: "الوطنية آخر ملاذ للأوغاد".
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com 


 


41
إيران تتحرّر!
نظرة إلى إيران على مدى 39 عاما مضى وبداية العام الإيراني الجديد

عبدالرحمن مهابادي*
يواجه الان في بداية عامه الاربعين نظام الملالي ورؤوس النظام الديني الحاكم في إيران تحولات وتغيرات سياسية مريرة في داخل وخارج إيران .
-   الشعب الإيراني الذي ضاق ذرعا من هذا النظام وصمم على اسقاط الدكتاتورية الحاكمة.
-   المقاومة المنظمة التي تتمتع بهكذا موقع في المجتمع الإيراني والمجتمع الدولي .
-   العزلة التامة التي يعيشها النظام على المستوى الدولي بالتزامن مع الامتعاض الدولي من هذا النظام.
الملالي الحاكمون نهبوا واكلوا اموال الشعب الإيراني لمدة 39 عاما وصنعوا لانفسهم لوبيات عن طريق البذخ من بيت مال الشعب الإيراني ووظفوا اصدقاء وداعمين لهم عن طريق ذلك. وقاموا بقمع وقتل معارضيهم وشيطنتهم. اراقوا الدماء وضحكوا ورقصوا فوقها. ولم يكتفوا بكل هذا بل فرضوا الحرب على الدول القريبة والبعيدة وتحولوا الى عرابين هذا وذلك واشعلوا الفتن بين الاخرين ليحكموا عليهم وبهذه الطريقة استخدموا الامكانات والطاقات الموجودة في المجتمع في سبيل مشاريع احتلال البلدان الاخرى ومشاريعهم التوسعية. لقد كذبوا وزوروا واحتالوا وخدعوا واتبعوا اسلوب الابتزاز وفي الاعوام الاخيرة ايضا حاولوا اخذ العالم كرهينة وفرض امر واقع عليهم عن طريق انتاج الاسلحة النووية.
بفضل النضال الشرعي للشعب والمقاومة الإيرانية وثباتهم ورسوخهم الان بدأت منذ مدة عجلة الدوران تدور لصالح الشعب الإيراني وعلى حساب نظام الملالي وفي كل يوم يمضي تصبح نهاية هذا النظام اكثر حتميتة ويقينا. وقد علت اصوات الشعب الإيراني المنتفض في الاشهر الثلاث الماضية في الخطوة الاولى من الانتفاضة من اجل الحرية وتم سماعها ليس فقط في ارجاء إيران بل في كافة انحاء العالم.
ليس خافيا على احد اليوم ان نرى في المشهد الدولي تغيرات وتحولات تاخد منحى واتجاها اخر واجراس الخطر تدق وترن في وجه هذا النظام. عندما عقد الشعب والمقاومة الإيرانية العزم على الاطاحة بالنظام الحاكم في إيران واستبداله بتشكيل نظام وطني شعبي ديمقراطي ومتحضر عندها سوف يسعى العالم كله للدعم والحماية. و من اجل هذا العمل هناك بديل ديمقراطي متوافر ومتاح بشكل كامل.
رودي جولياني مستشار البيت الابيض وعمدة نيويورك سابقا والذي كان في البانيا مؤخرا والتقى السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، بالاضافة الى دعمه القوي لها ولانتفاضة الشعب الإيراني كان يحمل خبرا سارا للإيرانيين. حيث قال سوف يتم اختيار جان بولتون قريبا كمستشار للامن القومي للرئيس الامريكي. هذا الخبر تم تاكيده واعلانه بشكل رسمي بعد عدة ايام من قبل البيت الابيض. جولياني في احد مواقفه الاخيرة قال: " ان للعرب والإيرانيين اليوم هدف مشترك واحد . اموال إيران تصرف من اجل دمار وتخريب الدول العربية والشعب الإيراني يحتجون في الشوارع. لان اموالهم تصرف من اجل الاخرين ". وقال ايضا : " هذه فرصة تاريخية يتوافق فيها العرب والإيرانيون حول هدف واحد هو اسقاط النظام الحاكم في إيران . الشعب الإيراني قال بصراحة اسقاط روحاني واسقاط خامنئي وهذا الامر سوف يجعل المنطقة تلتف وتتوحد حول تنفيذ هذا الهدف " . (الرياض ٢٤ مارس ٢٠١٨ )
ومثلما تجري المياه بسلاسة من الينبوع فان شرعية نضال الشعب الإيراني حفرت طريق لها من قلب الصخور و كسرت وافشلت سياسات التماشي والاسترضاء المتبعة مع هذا النظام. هذه السياسات التي كانت نقطة بدايتها الرئيس الأمريكي باراك اوباما متبع سياسات التماشي مع هذا النظام والتي وصلت لنهايتها الان. والتغيرات والتحولات التي نراها في حكومة الرئيس ترامب من جملة هذه الخطوات التي تتخذها الحكومة الامريكية للوقوف بجانب الشعب والمقاومة الإيرانية.
الان الجميع يرى هذه الحقيقة بان نظام الملالي قد سقط في دوامة الرعب والخوف من هذا التحول والتغيير وعملاء ووكلاء نظام الملالي قد اصابهم الجنون بشكل هستيري من تعيين السيد جان بولتون كمستشار للامن القومي الامريكي من قبل الرئيس ترامب. وذلك لانه مع هكذا تحول لا وجود لمؤامرات وتواطئات مع نظام الملالي أو مركز دعم ومساعدة خفي وغامض لهم في داخل البيت الابيض.
جان بولتون عرف بمواقفه الجريئة ضد نظام الملالي وكان قد قال مرارا وتكرارا في مواقفه بان " الشرق الاوسط يمتلك مشكلة وحيدة وهذه المشكلة هي النظام الحاكم في إيران " هذه النظرية تتوافق ووتتماشى بشكل تام مع الاستراتيجية المعلنة من قبل الرئيس ترامب. وعلى وجه الخصوص الان وزير الخارجية الامريكي الجديد لديه ايضا نفس وجهات النظر المتعلقة بهذا الموضوع. بجانب هذه التحولات والتغييرات يجب ان نذكر ايضا بالمواقف الحاسمة المتخدة في العالم العريي ضد نظام الملالي. الان الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية تحركت في هذا المنحى وترى أن حيازة نظام الملالي الإرهابي على السلاح النووي يشكل خطرا وتهديدا كبيرا على بلدانها. هذا الخطر جدي وحقيقي على حد سواء.
على الرغم من أن الكثير من التغيرات والتحولات أعلاه قد مهّدت الطريق لتحديد مصير الصفقة النووية، لكن خلال الشهرين القادمين، سيعلن الرئيس ترامب قراره النهائي بشأن هذه المسألة. في حال خرجت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي فان هذه المنطقة من العالم ستدخل مرحلة جديدة حيث أن اجراس الخطر النهائية لهذه النظام سوف تصل مرتفعات وافاق اخرى. لان انحياز الدول الاوربية لامريكا يمكن تخمينه وتوقعه منذ الان.
هل هذا يعني بداية الحرب في المنطقة ؟! لا ابدا وذلك على خلاف ما يدعيه النظام ولوبياته.
مثل هكذا حرب لن ترحب بها لا الولايات المتحدة ولا الشعب ولا المقاومة الإيرانية. ولكن هذا مستوى منخفض من التحليل الذي نعتقد من خلاله بأن حربا جديدة ستبدأ في المنطقة . هؤلاء هم الذين يخوّفون الاخرين ببدء الحرب بسبب التعيين الاخير للسيد جون بولتون وذلك لان نظام خميني لم ينفك وهو يفرض الحرب على شعب إيران وشعوب المنطقة منذ ٣٩ عاما. في الواقع أن نظام الملالي كان يشن الحرب منذ ٣٩ عاما ماضية ضد العالم وعلى وجه الخصوص وقبل الجميع ضد الشعب الإيراني. الشعب والمقاومة الإيرانية يريدون الان انهاء الحرب عن طريق اسقاط هذا النظام وكما يريدون اعادة الامن والاستقرار الى المنطقة. وبناء على هذا الادعاء الفاقد للقيمة الذي يريدون من خلاله اخافة الاخرين من حرب وهمية. تاريخ المشهد هو تكرار لهذه التجربة حيث قامت الانظمة الدكتاتورية دائما بفرض الحرب على الشعب.
ان ما تجمع عليه وجهات النظر الدولية هو حقيقة ان الطريق الوحيد لتجنب شبح الحرب هو انهاء النظام في طهران والاداة الوحيدة لتوجيه الضربات المؤلمة لهذا النظام هي بدعم الانتفاضة المنظمة للشعب الإيراني. انتفاضة الشعب الإيراني مستمرة وتنظيم الانتفاضة الرائعة في مراكز الثورة تتوسع وتزداد قوة وتحكما كل يوم. هذا هو ختم الموافقة على الاستراتيجية المعلنة من قبل المقاومة الإيرانية.
ويتوجب الان على الدول الغريية والعربية الاعتراف بالبديل الديمقراطي الا وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي سيدق المسامير فوق تابوت النظام الدكتاتوري لولاية الفقيه الحاكمة في إيران.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


42
التغيير في إيران يقترب بسرعة
نظرة إلى تغيرات وتطورات العام الجديد في إيران من وجهتين اثنتين النظام ومعارضته
عبدالرحمن مهابادي*
عدة ايام مضت منذ بدء العام الإيراني الجديد. ما يبرز في رسالة علي خامنئي زعيم نظام الملالي النوروزية و أيضا في رسالة رئيس جمهورية المقاومة الإيرانية (السيدة مريم رجوي ) هو عبارة عن تطور مقبل فيما يخص إيران. تطور عظيم إلى درجة في البداية من الصعب تصديقه! وهناك البعض لم يصدقوا هذا الامر وهناك بعض آخر يفرون وينكرون هذه الحقيقة. والبعض الاخر وقعوا تحت تأثير الخوف من دعايات متبعي سياسات المساومة والاسترضاء في الغرب ولوبيات النظام.
الكاتب لا يريد هنا إلى تناول كل اللاعبين الرئيسيين في هذا المشهد ماعدا النظام الحاكم والمقاومة الإيرانية وذلك لان المواجهة الرئيسية بين هاتين القوتين المتخاصمتين استمرت لما يقارب ال ٤٠ عاما والان قد وصلت إلى مراحلها النهائية.
علي خامنئي في خطابه المجبول بالخداع والكذب حاول أن يبعد انتفاضة الشعب الإيراني عن واجهة الوضع الحالي في إيران واراد أن يظهر بذلك أن الوضع في إيران يجري على الطريقة المعتادة. وهو حتى انسحب من خطابه السابق فيما يخص موضوع الانتفاضة الاخيرة واعطى علامة النجاح لسجل النظام الاسود في جميع المجالات. قال : " في بلدنا حرية الفكر وحرية التعبير وحرية الاختيار موجودة و قد تم انجاز الكثير من الاعمال فيما يتعلق بباب العدالة والوضع في إيران افضل بكثير من الدول الاخرى. بلد يتمتع بالاستقلال ولاتوجد دولة اليوم تتمتع بالاستقلال بحجم إيران ولا يوجد أي شخص في الجمهورية الاسلامية يتعرض للملاحقة أو الضغوط بسبب كونه معارض بالفكر والرأي مع الحكومة و التباعد الطبقي في إيران قد تناقص كثيرا وقد تناقص من اكثر من ٥٠ بالمئة في الحكومة السابقة إلى اقل من ١٠ بالمئة اليوم ! " .
تصريحات الولي الفقيه الحاكم في إيران تضاعف مئة مرة ضرورة استمرار الانتفاضة وازدياد شدة ضراوتها وانتشارها. وذلك لانه ليس في مقدور نظام الملالي الحاكم الاستجابة على شئ من مطالب الشعب الإيراني. الشعب الإيراني لم يندفع إلى الشوارع للسعي وراء تحقيق مطالبه ققط وانما انتفضوا من اجل اسقاط هذا النظام واستبداله بنظام شعبي الامر الذي اوقع خامنئي وملاليه برعب شديد في بداية العام الجديد.
الخامنئي في خطابه لم يتطرق عامدا ذكر موضوع الانتفاضة. لانه كان في رعب من أن ينزل الشعب الإيراني في الايام الاولى من العام الجديد إلى الشوارع مرة اخرى. أظهر الشعب الإيراني في الخطوة الاولى لانتفاضتهم عدم شرعية نظام الملالي بشكل صحيح. وقد وصلت رسالة الشعب الإيراني إلى كل العالم. الشعب الإيراني لا يريد نظام الملالي هذا النظام الدكتاتوري و القمعي. و باسقاط نظام الملالي يريدون أن يضعوا بلدهم في مكانه الحقيقي في المجتمع البشري المعاصر.
ولكن العام الإيراني الجديد في حديث السيدة مريم رجوي التي تمثل المقاومة الإيرانية هو عام الوحدة والتنظيم من اجل الوصول إلى الحرية والنصر. وقد اكدت في العام الجديد على استمرارية الانتفاضة مع التركيز على دور شباب الانتفاضة العظيمة في جميع انحاء إيران.
اشاره السيدة رجوي هي لهؤلاء الشباب الذين لعبوا دورا خلابا في الخطوة الاولى للانتفاضة خلال الاشهر الثلاثة الماضية. هؤلاء الشباب في الحقيقة هم شتلات بذور زرعتها المقاومة الإيرانية ونمت بالدم والتضحيات في أرض إيران منذ اربعين عاما وسعى النظام في العقدين الماضيين لتغييبها عن طريق اتباع سناريوهات مختلفة في سجل القتل العام وجرائمه المرتكبة بحق الشعب والمعارضة الإيرانية. ومن هنا يعتبر نظام الملالي حضورهم النشط والفعال في مشهد الانتفاضة مؤشرا خطيرا جدا على بقائه .والان هذه القوى الشابة قد نظمت في مراكز للثورة وكل يوم تزداد اعداد هذه المراكز التي هي العمود الرئيسي للانتفاضة.
وبناءا عليه فان بزوغ هذه البراعم وتنظيمها نحو توجيه الخطوات القادمة للانتفاضة لم يكن امرا عشوائيا. وكما أن لكل بناء (بنّاء) ولكل بستان (بستاني) فان لانتفاضة الشعب الإيراني واسقاط نظام الملالي الدكتاتوري ايضا استراتيجية واحدة ومخطط استراتيجي ماهر واحد استطاع من اجل البديل الديمقراطي الذي تأسس قبل ٣٦ عاما أن يوجد أذرعا فولاذية في قلب المجتمع الإيراني لاسقاط نظام الملالي. البديل الديمقراطي سيكون له اكبر وافضل امكانية وارضية للتحقيق في العام الإيراني الجديد. هذا ما قد ادركه جيدا زعيم الملالي قبل الجميع وهذا ما اعترف به في حديثه يوم الاحد ١٨ فبراير بان قوة الانتفاضة العظيمة على ثرى ارض إيران هي منظمة مجاهدي خلق وانها قد قامت بالتجهيز والدعوة لها قبل عدة اشهر.
الان في العام الإيراني الجديد نرى ان النظام الديكتاتوري الحاكم يقف في اضعف النقاط. لايملك القدرة على الاستجابة لمطالب الشعب المعيشية ولايملك القدرة أن يقف في وجه الانتفاضة التي تتجه مطالبها نحو الاطاحة بالحكومة. هذه هو المأزق الذي يقع فيه النظام الذي هو سبب استمرار الانتفاضة من اجل اسقاط النظام. هذا النظام في نهاية عامه ال ٣٩ هو عبارة عن حكومة مشلولة ومفلسة بشكل كامل. وذلك لانه في هذا الوقت موائد طعام الناس خالية واموالهم ودمائهم مستباحة والحجاب مفروض عليهم بالاجبار والمواطن الإيراني محروم من ابسط مقومات الحياة الاساسية. في حين ان الاسلام يتعارض وبشدة مع كل هذه الجرائم.
مريم رجوي في خطابها النوروزي للشعب الإيراني وللانتفاضة العظيمة قالت : " نحن نمر في عام حاسم. هذا العام هو عام الالتزامات الكبيرة. حرية إيران هي امر متاح. الحصول عليها امر ممكن فقط بايدينا وارادتنا. " وطالبت السيدة مريم رجوي دول العالم في العام الجديد : اخراج النظام من المنطقة و ايقاف البرنامج الصاروخي وبرنامج تخصيب اليورانيوم لنظام الملالي وأيضا قطع ايدي الملالي من النظام البنكي العالمي فورا و التخلي عن سياسياتهم الرثة والقديمة المتبعة في العقود الماضية والوقوف بجانب الشعب والمقاومة الإيرانية بحيث يتمكن الشعب الإيراني من الوفاء "بالتزام الكبير" في العام الجديد في أقرب وقت ممكن!
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
@m_abdorrahman




43
انهيار عملية استقلاب نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران

عبدالرحمن مهابادي*
يقولون عندما تنهار عملية استقلاب الافعى تقوم الافعى باعمال عجيبة وغريبة بما في ذلك تقوم بابتلاع نفسها بنفسها من ناحية الذيل. الإيرانيون في المشهد السياسي كانوا يراقبون مرارا وتكرارا ذلك من قبل النظام الحاكم. في الآونة الاخيرة شهدنا كيف تعامل النظام القضائي لولاية الفقيه الدينية مع رئيس الجمهورية السابق أحمدي نجاد بقسوة وقام في البداية بالحكم بالسجن لمدة ١٥ عاما على نائبه الأول حميد بقائي وفي وقت لاحق قام باعتقال رئيس مكتب ومساعد أحمد نجاد السابق اسفنديار رحيم مشائي.  بالإضافة الى ذلك قام القضاء التابع للنظام والذي يعتبر دمية في يد علي خامنئي الولي الفقيه بالحكم على صادق زيبا كلام أحد عملاء عصابة روحاني بالحبس التعزيري لمدة ١٨ شهر وحرمانه لمدة عامين من ممارسة النشاطات الاجتماعية والسياسية بتهمة نشر الدعيات والاشاعات ضد النظام . مثل هذه الاجراءات العجيبة والغريبة للولي الفقيه كانت ضد مسؤولين سابقين في نظامه في حين أن جميعهم كانوا رسميا من أتباع النظام الدكتاتوري لولاية الفقيه. جميعنا رأينا هذا الاسلوب المتبع من قبل نظام الملالي بعد انتفاضة الشعب الإيراني المناهضة للدكتاتور وحتما من المتوقع أن نرى اجراءات مشابهه أكبر من قبل الافعى الحاكمة في إيران.
وأتت هذه الاجراءات في أعقاب موجة من الاعتقالات الواسعة حصلت عشية الانتفاضة الاخيرة واستمرت حتى اليوم. أحد اجراءات نظام الملالي الاخرى التي تظهر مدى غرابة هذه الاجراءات هو استشهاد المعتقلين في داخل سجون هذا النظام المريعة.  في حين أن جميع المعتقلين كانوا من فئة الشباب الإيراني وبلغ عددهم ١٠ الف معتقل. وحتى الان استشهد عدد كبير منهم في السجون بسبب تعذيب النظام الدموي الديني والنظام أعلن في دعايته أن هؤلاء المعتقلين قد أقدموا على الانتحار بانفسهم أو توفوا نتيجة (سكته قلبية) أو بسبب المرض.
انهيار عملية استقلاب ولاية الفقيه لا ينتهي فقط داخل إيران. في خارج الحدود أيضا دفع نظام الملالي لتشكيل موجة جديدة من نشاطاته الارهابية ضد الاحزاب الإيرانية المعارضة وبالخصوص المقاومة الإيرانية.  في الآونة الأخيرة ، في جزءين من الأعمال الإرهابية ، استشهد اثنان من الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، مقيمين في إقليم كردستان العراق. ووفقاً للمعلومات المتاحة، يسعى النظام إلى توسيع نطاق أعماله الإرهابية ضد المعارضين خارج الحدود.
هذه الممارسات وحالات اخرى من الاجراءات الوحشية لنظام الملالي ضد المعارضين تظهر قبل كل شئ بدء المرحلة النهائية للنظام الدكتاتوري الديني الحاكم في إيران وستزداد شدتها بشكل أقوى واكبر في الاسابيع المقبلة وتظهر أن انتفاضة الشعب الإيراني تسير بتقدم في الطريق الصحيح والمنظم لها.  لأن هذه الدكتاتورية الأكبر في القرن المعاصر مثل كل الانظمة الدكتاتورية في التاريخ أصبحت مسعورة في مراحلها النهائية وستنتهي آخر محاولاتها وممارساتها من أجل الاستمرار بالبقاء والحياة. لكن الظروف والشروط كما نعلم لن تعود لسابق عهدها والقدر المحتوم الذي هو سقوط نظام الملالي يقترب من الحدوث يوما بعد يوم. وفي الحقيقة ان رؤوس النظام المختلفة تشير بین بعضهم البعض الى هذا الامر تحت عنواين مختلفة.
بالنظر الى مشهد السياسة الخارجية فان هذه الفوضى والاضطراب لها سماتها الخاصة. النظام وحلفائه يسعون الى ارتكاب أحداث وجنايات وجرائم كبيرة في المنطقة ليصرفوا الانظار عن الموضوع الإيراني ويشغلوهم بمواضيع و مسائل اخرى في المنطقة. المذابح التي ترتكب بحق الشعب السوري في الغوطة الشرقية أحد هذه الجرائم الكبيرة للنظام ولحلفائه في التاريخ المعاصر والتي راح ضحيتها قرابة ٢٠٠٠ شخص كشهداء من الشعب السوري البريء والأعزل.
بالنظر إلى الأحداث الدولية المتعلقة بإيران ، يمكن للمرء أن يستنتج أن هناك بعض العوامل التي تؤثر على توازن النظام في هذا المشهد أيضا. بما في ذلك استقالة ريكس تيلرسون واستبداله بمايك بومبيو في منصب وزارة الخارجية الأمريكية، وفقا للمحللين والخبراء السياسيين، يبدو أن هذا الأمر تقرير حاسم لمصير الاتفاق النووي وخروج امريكا من هذا الاتفاق هو أمر قطعي. لأن إدارة الرئيس ترامب سيكون لديها المزيد من التماسك والانسجام لتعزيز استراتيجيتها المعلنة.......
حديث آخر ..
الآن في حين نبدأ العام الإيراني الجديد حيث تستمر الانتفاضة في جميع انحاء واركان إيران من أجل اسقاط النظام الاصولي الاسلامي الحاكم. وانتفاضة الشعب الإيراني العظيمة تخطوا خطوات أطول للوصول إلى الهدف النهائي. على حسب قول المثل الإيراني (عام الخير والبركة يبدو واضحا من ربيعه).
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
abdorrahman.m@gmail.com




44
العام الايراني الجديد، عام دفن دكتاتورية الملالي
الماضي ينير درب المستقبل
عبدالرحمن مهابادي*
الان نحن في الايام الاخيرة من العام الايراني. في بداية العام الجديد وبالقاء نظرة الى الماضي وبالاخص الى الخروج المنتصر لقوات المقاومة الايرانية من العراق ونهاية فترة حكم باراك اوباما متبع سياسات التماشي والاسترضاء مع نظام الملالي كتبنا: "في العام الجديد، سيحدث تغيير كبير فيما يتعلق بإيران". لا يزال، لا يملك أحد معلومات دقيقة عن كيفية وآلية ذلك. لكن الجميع مقتنعون بأن هذه الفرصة الذهبية المتاحة يجب ألا تضيع! " كما كتبنا أنه "مع ظهور العلامات الأولى لبدء هذا التحول، فإن صفوف القوى التي تطالب بالإطاحة بالنظام ستكون موحدة في أسرع وقت ممكن. لمثل هذه الحركة بالطبع من حيث الظروف الفكرية والموضوعية في المجتمع الايراني والتي مع بدايتها لم يكن النظام في مجمله قادرا على الوقوف مقابل هذه الموجة الهدامة. لأن هذه الموجة قوية للغاية وناشئة من رغبات ومطالب شعبية لن ترضى بأقل من تغيير النظام".
في شهر مايو عُقدت الجولة الثانية عشرة من الانتخابات الرئاسية لنظام الملالي. بفضل العاملين الاثنين المذكورين أعلاه ولاسيما نشاطات المقاومة في داخل ايران والتي كانت تتركز جهودها على حركة التقاضي من أجل السجناء السياسيين الذين تم قلتهم في عام 1988 أحبطت محاولات خامنئي الرامية لاجلاس ابراهيم رئيسي على كرسي الحكم الذي كان أحد المشاركين والمسؤولين عن مذبحة عام 1988 وزادت من حدة وتيرة معارك الذئاب في رأس النظام. وكانت نتيجة الانتخابات هي (اضعاف النظام) الذي كان في انتظاره مراحل أخرى من الانهيار والدمار والزوال.
في وقت لاحق، أعلنت المقاومة الإيرانية في اجتماعها السنوي الذي عقد في باريس في 1 يوليو 2017 عن استراتيجيتها الجديدة بدعم من شخصيات بارزة من مختلف دول العالم من جميع القارات الخمس. "استراتيجية ألف أشرف"، وهذا يعني التوسع في نشاطات المقاومة الايرانية وفعاليتها في داخل ايران المحتلة. هذه الاستراتيجة ستمدة من هدف نقل قوى المقاومة من العراق الى دول اوربا بشكل مرتب وكان من الطبيعي أن يكون هذا الهدف يثير غضب وجنون نظام الملالي.
لأنه من ناحية، هُزمت خططهم الرامية لارتكاب مجزرة بكامل قوات المقاومة الإيرانية، التي كانت تحت حصار الحكومة العراقية العميلة، ومن ناحية أخرى، أصبحت هذه القوات الآن أقوى مما كانت عليه في الماضي وعملت على تركيز نشاطاتها نحو توسيع الاحتجاحات الشعبية وتوجيهها ورعاية وتنشئة مطالب الشعب الايراني أي (اسقاط النظام في داخل البلاد).
لقد كتبنا في مقال حول هذا الاجتماع السنوي للمقاومة أنه "في هذا الاجتماع السنوي، يمكن رؤية طلائع انتصار المقاومة على نظام ولاية الفقيه". لأن تغيير نظام دكتاتوري واحد وتحرير الشعب والوطن منه يتطلب قيادة كفوءة، واستراتيجية متماسكة وثورية، ويحتاج الى منظمة قوية والى قوة رائدة موجودة بالكامل في إيران، والخلفية والأرضية المناسبة لهذا التحول الكبير هي، بطبيعة الحال، الظروف الموضوعية والذهنية للمجتمع التي أظهرها الشعب الإيراني مرارًا وتكرارًا في حركاته الاحتجاجية ضد الحكومة. ومنذ اكتساب الدروس المستفادة من القمع والاستبداد والقمع خارج حدود ايران ولاسيما في دول العراق وسورية ولبنان واليمن، أصبحت هذه المقاومة في الوقت نفسه نقطة أمل لشعوب المنطقة، وهم يتطلعون إلى الإطاحة بهذا النظام من قبل الشعب الإيراني والمقاومة الايرانية ".
بداية الانتفاضة العارمة والشعبية في الأيام الأولى من الشهر العاشر من التاريخ الايراني (نهاية أيام عام 2017)، کانت في الواقع، الخطوة الأولى من ‌خارطة الطريق التي أوصلت نظام الملالي من نقطة "الإضعاف" إلى نقطة "فقدان التوازن". على الرغم من أن نظام ولاية الفقيه، باستخدامه كل أنواع التهديدات والسيناريوهات الخادعة، أراد حرف مسار هذه الانتفاضة نحو الهاوية أو تظاهره بالقدرة على اطفائها. لكن استمرار الانتفاضة الشعبية ولاسيما من قبل الشباب الثوريين وبؤر الثورة أظهرت أن الانتفاضة لن تتوقف حتى اسقاط نظام الملالي وهذا الانتفاضة سوف تشتعل كلما وجدت الفرصة المناسبة لذلك. هناك فرص ذهبية لا حصر لها في انتظار الانتفاضة الشعبية التي ستفجر في كل مرة بركانا في وجه هذا النظام. الاحتفال بيوم (جهار شنبه سوري) والذي هو في الواقع بوابة مدخل الإيرانيين إلى العام الجديد، كانت واحدة من تلك الفرص التي وجهت فيها الانتفاضة المبدعة ضربة جديدة وموجعة لهذا النظام.
يمكن رؤية ثمار ما أظهره الشعب والمقاومة الإيرانية خلال العام الماضي في تغيير سياسة واستراتيجية الولايات المتحدة، وكذلك العديد من الدول الأوروبية والعربية فيما يتعلق بإيران. الآن يعيش نظام الملالي في عزلة تامة على الساحة الدولية. لا اتفاق نووي و لا انسحابات الزامية ولن يكون هناك دواءا يشفي ألم هذا النظام الأصولي. لأن عدم شرعية هذا النظام هو أمر مسلم به من وجهة نظر المجتمع الدولي وإن تغيير النظام في ايران هو موضوع اهتمام ودعم العالم الآن.
والان هناك اجماع و توافق في الآراء في المجتمع الدولي فيما يتعلق بالتطورات والتغيرات المستقبلية في ايران على أن الحرف الأول والأخير في هذه التطورات سيكون للشعب والمقاومة الايرانية. الحقيقة هي أنه في الخطوة الأولى من الانتفاضة، استطعنا سماع أصوات طقطقة عظام نظام الملالي البائد والعام الجديد سيكون عام دفن دكتاتورية الملالي. لن يكون الشعب والمقاومة الايرانية وحيدين في هذا الطريق ولا شك أن العالم سيسعى للمطالبة بدعمهم وحمايتهم.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
abdorrahman.m@gmail.com




45
فرصة ذهبية متاحة لانتفاضة الشعب الإيراني
عشية بداية السنة الإيران ية الجديدة
عبدالرحمن مهابادي*
كل عام تبدأ مراسم الاحتفال بالعام الإيرانيالجديد بمناسبة (جهار شنبه سوري) وكل عام يدفع نظام الملالي في هذه الاحتفالات تكاليف باهظة لان اقامة هذه الاحتفالات التي هي جزء من الثقافة الإيران ية الغنية تتعارض كثيرا مع الثقافة الرجعية والمتخلفة لنظام الملالي في إيران. 
في مسار تكيف العادات والتقاليد والاحتفالات الثقافية مع الشروط السياسية اليوم فان اقامة هذه الاحتفالات ستكون عرضة لتغيرات كبيرة من شأنها أن تزيد من غضب ونقم الملالي عليها أكثر وأكثر.  لان الشعب الإيراني في مثل هذه الاحتفالات الثقافية يعبرون بطرائق مختلفة عن عدم رضاهم وعدم رغبتهم بهذا النظام الديكتاتوري الحاكم.
تقام احتفالات (جهار شنبه سوري ) في مساء ليلة الثلاثاء الأخير من السنة حيث يشعل الناس فيها النار في كل ارجاء إيران  ويقومون بالقفز من فوقها ويعبرون بذلك  عن نهاية فصل وبداية فصل آخر.  انتهاء فصل الشتاء البارد و بقية الاحداث غير السارة والمزعجة الفائتة من اجل الوصول الى السعادة والسلامة في العام الجديد. 
اقامة هذا الاحتفال والمناسبة من جانب الشعب الإيراني تختلف كثيرا عن الاعوام الماضية. لان انتفاضة الشعب الإيراني البطولية التي كان مطلبها الاساسي هو اسقاط نظام الملالي والتي بدأت في الايام الاخيرة من العام الميلادي الفائت 2017 قد غيرت المشهد السياسي الداخلي في إيران  بشكل نوعي.  ووضعت توقعات سقوط نظام الملالي في صف التوقعات قريبة التحقق. 
النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران  خلال 39 عاما الماضية كان دائما يعتبر هذه التقاليد والاحتفالات والمراسم الثقافية بانها ضد الاسلام.  ولهذه الغاية قام باصدار مجموعة كبيرة من الفتاوى فيما يتعلق بهذا الموضوع.  لكن ثبات الشعب الإيراني على ثقافته القومية والتاريخية أفشلت كل اجراءات هذا النظام المتخلف والرجعي المعادية للثقافة.  وكانت تقام هذه المراسم بروعة اكبر واكبر كل عام في الماضي ولهذا السبب قام النظام بتجهيز قواته العسكرية والامنية منذ وقت طويل استعدادا لمواجهة هذه الاحتفالات وبقصد قمع الشعب الإيراني فيها. 
لكن هذا العام يختلف الوضع كثيرا.  لان الشعب الإيراني قد خطى أهم خطواته الشاملة والمنظمة نحو اسقاط نظام الملالي والان يريد الشعب الإيراني أن يقيم احتفالات (جهار شنبه سوري ) بقوة وارادة أكبر.  ومن الواضح أن نظام الملالي قد وصلته رسالة استعداد جاهزية الشعب الإيراني للقيام بهكذا انتفاضة قبل الجميع.
نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران  أراد أن يظهر في الاسابيع الماضية أنه استطاع أن يكبح لجام الانتفاضة الاخيرة. 
والان سقط نظام الملالي في حلقة جديدة من الرعب.  حيث أعطى الاوامر لقواته القمعية بالاستعداد التام.  وقام بجمع اللافتات والملصقات التي كانت تحمل صور خميني وخامنئي الشرير  في الشوارع وفي الوقت نفسه قام بنشر دعياته المخادعة والمحتاله بالاضافة الى نشر جو الرعب والخوف في المجتمع الإيراني. 
الآن نحن في الأيام الأخيرة من السنة الإيرانية. وإن الشعب الإيراني عازم ومصمم أكثر من أي وقت مضى على الترحيب باحتفالاته وتقاليده الثقافية. والقوى الرئيسية للانتفاضة، التي تتمحور حول الشباب الإيراني الشجاع، أصبحت منظمة أكثر بوجود بؤر الثورة المرتبطة بالمقاومة الإيرانية، والشعب الإيراني مصمم مسبقا في حال أي اعتداء وهجوم للنظام عليه أن يرد على النار بالنار.
إن غضب الناس المكظوم على مدى السنوات الـ39 الماضية من‌الحكم المشؤوم لملالي طهران يجد الآن قاعدته الحقيقية وحيثما سنحت الفرصة سينزل مثل صاعقة أو مطرقة ثقيلة على رأس نظام الملالي وليس من دون سبب أن نرى حرب الذئاب في رأس هرم النظام تزداد شدتها كل يوم وتفقد نظام الملالي توزنه أكثر فاكثر. 
احتفالات (جهار شنبه سوري) هذا العام عبارة عن مواجهة بين قوتين متعارضتين في مسير القدر المحتوم.  النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران  مع كل أجنحته وعصاباته ومرتزقته من طرف.  الشعب والمقاومة الإيرانية من طرف آخر.  في إيران  تحت حكم الملالي لا وجود لقوة ثالثة.  المطالب الرئيسة التي لا تقهر للشعب الإيراني هي اسقاط النظام الديكتاتوري والدموي لملالي إيران  والعدول عن هذه المطالب هو أمر مستحيل. 
ان إسقاط "أكبر دكتاتور في العصر عرفه الشرق الاوسط" والقوى المطيحة والمسقطة له أي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية هما أمران متاحان ومتوفران بشكل كامل وان الاعتراف بشكل رسمي بهما من جانب المجتمع الدولي هو ضرورة ملحة جدا. 
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
http://abdulrahmanmehabadi.blogspot.al/2018/03/blog-post_25.html#more



46
الشاب الإيراني ليس لديه خيار سوى الانتفاضة
عبدالرحمن مهابادي*
في بلد تحكمه ولاية الفقيه سيكون المصير المؤلم بانتظار الشاب الإيراني . فاذا افترضنا أن الشاب الإيراني في السنوات الأدنى لم يكن مشمولا ضمن قائمة " أطفال العمل" أو "قائمة بيع وشراء الأطفال" أو إذا افترضنا أن عائلته لم تتعرض لظواهر مؤلمة مثل الإدمان والبطالة والفساد و ...الخ والتي كان المسبب الرئيسي في كل منها هي عصابات النظام الحاكم أو اذا لم يكن أحد من أقربائه مسجونا أو تم اعدامه فان هذا الشخص في ريعان شبابه سيكون فريسة سهلة لاخطبوط ولاية الفقيه الحاكمة في إيران حيث تم التخطيط مسبقا لهذا الأمر إما بترغيبه أو ترهيبه من قبل العصابات المرتبطة بنظام ولاية الفقيه.
مساعي النظام منذ زمن طويل كانت تتركز على أن يتوقف الشاب الإيراني عن فكرة معارضة النظام لانه بخلاف ذلك سوف يخلق الشاب الإيراني "المتاعب والمشاكل" لهذا النظام بشكل منظم وفي حال استمرار ذلك سوف يجد نفسه في موقع معارضة النظام. ولهذا السبب كما رأينا في السنوات الماضيه كان يمنع نظام الملالي ذكر أسماء الاحزاب السياسية المعارضة للنظام ويمنع الاعلان عنها وبالأخص منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وقبل ذلك كان قد اقدم ايضا على ارتكاب مذبحة السجناء السياسيين المجاهدين والمناضلين الكبرى في عام 1988 حتى لا يترك أثرا لأي حزب سياسي ثوري وتحرري في داخل إيران. مذبحة ال 30 الف سجين سياسي في عام 1988 أحد الأمثلة الواضحة على الاباده الجماعية ولكن حسب قول قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي: "هل من الممكن منع هبوب الرياح ومنع نزول الامطار هل من الممكن تجفيف المحيط ؟هل من الممكن منع قدوم الربيع ومنع تفتح أزهار شقائق النعمان. هل من الممكن ابقاء الامة أسيرة الى الأبد ؟ لا ....! " .
بناءا على ذلك فان مرحلة الشباب في إيران في ظل حكم الملالي تشبه (المشي ليلا في حقل ألغام) والشاب الإيراني لايملك خيارا سوى عبور هذا الحقل المميت و بالنسبة للشاب الإيراني ليس لديه حق الحصول على طبق للاقمار الصناعية (الديجتال) و ممنوع عليه مشاهدة القنوات الأخرى أو المواقع غير المرتبطة بالنظام وتفرض عليه عقوبات شديدة في حال مخالفة ذلك. المواقع الاجتماعية هي أحد الألغام الخطيرة جدا والتي من الممكن أن تعرض الشاب الإيراني بسببها لخطر الاعتقال والتعذيب والاعدام وذلك لانه يتم تصفيتها وفلترها من قبل انظمة النظام الأمنية. طبعا هذه وغيرها أحد اساليب ومخططات النظام للايقاع بالشاب الإيراني في مثل هذه الحقول الخطيرة والمميتة. و الشاب الإيراني لاينفك عن التحرك نحو النور ورؤية الحقائق بشكل أوضح والانضمام إلى معارضة النظام. عدم قدرة واستطاعة النظام على الاستجابة لاحتياجات الشاب الإيراني ومتطلباته وأثر الواقع القائم في المجتمع وموضع المقاومة الإيرانية المتزايد في المجتمع الإيراني كلها عوامل تساعد الشاب الإيراني على مثل هذه التحركات والتوجهات .
الشاب الإيراني يكتشف أن حرياته وآماله ورغباته قد تم سلبها من قبل النظام الأصولي الحاكم وأنه قد تم "سجنه" في وطنه ويرى أنه لايملك مستقبلا في ظل حكم نظام الملالي وإن ظواهر مثل الغلاء والبطالة والأهم من ذلك فقدان الحرية والأمن والأمان ستكون عائقا في وجهه نحو تشكيل حياة سليمة. وعي هذه الحقيقة وحقيقة أن هذا المصير هو مصير جميع الشباب في المجتمع يدفعه إلى أن يبحث عن طريق يستطيع من خلاله ايجاد فرق وتغيير في حياته وأقرانه. الشاب الإيراني خلال مسير حركته الخاصة، معرض للعديد من أحداث المجتمع الواسعة . بدءا من الاعتقالات الى اعدام السجناء في الملأ أو في الخفاء ومن ضحايا الادمان المدمر للبيوت العامرة حتى الأمواج الضخمة من العاطلين عن العمل وأمواج الفقر الكبيرة ،من الفساد في المجتمع حتى رجم النساء بالحجارة في الأماكن العامة ومن ارتفاع نسبة الأطفال العاملين في الشوارع حتى مشاهد ساكني القبور المؤلمة والتي كان للشاب الإيراني في كل منها نصيب وسهم منها.
لن يمضي زمن طويل حتى يستثار الشاب الإيراني مع رؤية هذه المشاهد ويجيب عن هذه الأسئله المتشكلة في ضميره ووجدانه ويصمم أن يقف في وجه هذا النظام. التمرد ضد النظام أو ما يسمى "الجمهورية الإسلامية" التي تحولت في نظر الإيرانيين الى سجن كبير لهم وقامت باحتلال أجزاء من منطقة الشرق الأوسط على حساب جوع الشعب الإيراني ونهب ثرواتهم وأملاكهم.
حتى الآن جرّب الشاب الإيراني "الألم" وعرف "عامل ومسبب الألم " وهو في طور البحث عن طريقة لاخراج هذا السرطان من جسد إيران. ولكن كيف؟ هل كان هناك أشخاص قبله مشوا في مثل هذا المسير من قبل؟! يأتي الشباب الإيراني إلى مسرح الانتفاضة و يجد بسرعة إجابة لسؤاله: (تبديل مطالب الشعب المعاشية والاقتصادية بالمطالب الأساسية للشعب الإيراني أي اسقاط نظام الملالي) .
الشاب الإيراني في مشهد الانتفاضة يرى تسارع وتضامن وانسجام الحركات وتنظيمها ويجد طريقه من خلالها .الانضمام إلى "بؤر التمرد" التي ترتبط معا مع تشكيل "جيش منظم" للإطاحة بالنظام من قبل الشباب الإيراني. والشباب الإيراني يحس بالقوة عن طريق ارتباطه مع مثل هكذا جيش. مثل قطرة ماء كانت في النهر ومن ثم انضمت الى البحر.
حسين ذو الفقاري، نائب وزير الداخلية في نظام الملالي أعلن في الأيام الأولى للانتفاضة الأخيرة أن اكثر من 90 بالمئة من المعتقلين هم من الشباب والمراهقين ومعدل أعمارهم تحت 25 عاما .(وكالة أنباء ايلنا الحكومية في اليوم الأول من عام 2018 ميلادي).
ولذلك فان انتفاضة الشعب الإيراني تسير في الطريق الصحيح وتنظيمها في حال التقدم وكل يوم يمضي يزداد ارتباط الشباب الإيرانيين بتشكيلات وبنى وأسس أقوى مما قبل.
نعم الآن، قوى الانتفاضة هي في طور الإعداد لخطوة عظيمة أخرى من شأنها أن تلبي المطالب الرئيسية لشعب إيران. والتي هي سقوط نظام ولاية الفقيه الديكتاتوري الحاكم في إيران.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
abdorrahman.m@gmail.com



47
هل تسمعون أصوات طقطقة عظام الدكتاتور ؟
نظرة الى مواقف خامنئي الاخيرة فيما يتعلق بانتفاضة الشعب الإيراني
عبدالرحمن مهابادي*
حسب شهادة التاريخ ففي كل مكان عندما يسمع الدكتاتور الحاكم في دولة ما اصوات معارضيه ويعترف بهذه الاصوات أو يقوم بتجهيز عدة سناريوهات غير متوقعة ضد رغبات ومطالب الشعب فان اصوات طقطقة عظامه يسمعها الدكتاتور نفسه قبل الجميع. 
إيران خاضت هذه التجربة اثناء فترة حكم الدكتاتور محمد رضا شاه بهلوي في شهر نوفمبر ١٩٧٨ وهذا قبل شهرين فقط من فراره خارج إيران حيث ألقى خطابا اعلن فيه للشعب الإيراني المنتفض قائلا: "لقد سمعت رسالة ثورتكم"
منذ وقت ليس ببعيد، على الرغم من السيناريوهات التي تأتي على وجه السرعة سقط نظام الشاه في ١١ فبراير من عام ١٩٧٩ على يد الشعب الإيراني لان ما كان قد كان والشعب الإيراني لم يكن ليرضى باقل من سقوط نظام الشاه. 
والآن، إذ نذكر بهذه التجربة من التاريخ الإيراني، دعونا ننظر إلى الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني. في انتفاضة متناغمة ومنظمة في اكثر من ١٤٢ مدينة، لم تتردد أصوات مطالب الشعب الإيراني الاساسية المتركزة على اسقاط النظام الدكتاتوري لولاية الفقيه في انحاء إيران فقط بل جاب صداها كل انحاء العالم.  رؤوس النظام ومنهم المرشد الاعلى ورئيس جمهورية الملالي -اي علي خامنئي وحسن روحاني- في تلك الايام أشاروا الى العنوان الرئيسي لقيادة الانتفاضة الا وهو المقاومة الإيرانية الان هم يقولون "لقد سمعنا أصوات الشعب".
ولكن مسؤولي النظام سعوا في الاسابيع الاخيرة عن طريق اتباع انواع مختلفة من السناريوهات بهدف اطفاء هذه الانتفاضة ولكن الانتفاضة الإيرانية لم ينطفئ بل دخلت مرحلة جديدة بحيث أزالت أي خلفية لبقاء هذا النظام.
الان في مثل هذا المسار الذي لا رجعة فيه، ففي يوم ١١ فبراير ٢٠١٨ اي بعد ٤٥ يوم فقط من بدء الانتفاضة الاخيرة أقدم روحاني على اجراء غير متوقع مستندا به على المادة ٥٩ من دستور نظام الملالي أراد اجراء الاستفتاء.
ولكن روحاني معروف في اوساط الشعب الإيراني المنتفض بغوغائيتة وجنونه وكما انه كان دائما في السجل الاسود ل ٣٩ عاما من حكم الملالي و أحد فقرات عمود النظام القمعي.
في ذاك اليوم وفي كلام فضفاض واضح منه أظهر نفسه بكل دجل كأنه عنصر معارض (!) للنظام اراد بذلك شراء المزيد من الوقت لبقاء النظام و حرف المطالب الاساسية للشعب الإيراني المتمحورة حول اسقاط نظام ولاية الفقيه وذلك عن طريق اتباع سناريوهات محروقة مثل (اجراء استفتاء). 
الان وبعد ما أصبح اسقاط النظام الدكتاتوري الحاكم في إيران المطلب الرئيسي للشعب الإيراني في انظار العالم، فإن أي سيناريو أو تصميم، إن وجد ومن أي طرف كان، لا يكون قائما على الإطاحة بالنظام الإيراني، فهو عمل خادع وسيلغى مسبقا من وجهة نظر الشعب الإيراني. 
لان هذا النظام في الاساس هو نظام غير شرعي ودستوره هو دستور معادي للانسانية ومعادي للاسلام ومعادي للحضارة الانسانية والديمقراطية. 
لكن ما هو اكثر من محاولات روحاني البلهاء والتي تظهر بوضوح تكسر عظام نظام الملالي هي تصريحات علي خامنئي الولي الفقيه للملالي الحاكمين في إيران.  ففي يوم الاحد ١٨ فبراير ٢٠١٨ بسبب خشيته من استمرار الانتفاضة الشعبية العارمة والغاضبة قال : " نحن متخلفون جدا في موضوع العدالة ، وليس هناك شك في ذلك ابدا ، نحن انفسنا نعترف بان لدينا مشكلة في موضوع العدالة ، ويجب أن نعتذر الى الله سبحانه وتعالى والى شعبنا العزيز". 
فاذا كان سماع اصوات الشعب المنتفض من قبل الدكتاتور السابق (اي الشاه عندما قال "لقد سمعت رساله ثورتكم ") في عام ١٩٧٨ مكنه من تجنب سقوط نظامه فعندها لابد من أن اعتذار خامنئي سيمكنه من انقاذ النظام الدكتاتوري لولاية الفقيه من السقوط.  ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث.
والحقيقة هي : أن إيران في ظل حكم الملالي وكل هذه الصراعات والمعارك بين الاجنحة والفصائل في داخل هذا النظام لا علاقة لها بالشعب الإيراني.  ان كلا من الجناحين الحاكمين كان له دور جدي وفعال في السجل الاسود ل ٣٩ عاما من حكم الملالي واياديهم ملطخة حتى المرافق في سرقة ونهب أموال الشعب الإيراني وفي انتهاك حقوق الانسان والارهاب وتصدير التطرف والاصولية والتدخل في امور الدول الاخرى وقتل شعوب المنطقة ولهذا السبب فان ابرز واعمق الشعارات التي نادى بها الشعب الإيراني في الانتفاضة الاخيرة هي " أيها الاصلاحي وأيها المحافظ لقد انتهى الأمر" والان لا اعتذار خامنئي ولا استفتاء روحاني سيداوي ألم هذا النظام واسقاط كامل هذا النظام يلوح في الأفق و عاجلا غير آجل سيشهد سكان العالم كيف ستركع أعظم دكتاتورية عرفها القرن على ركبتيها وتأول للسقوط.
لذالك فقط للتسجيل في التاريخ ومن اجل اي شخص يملك ذرة من الغموض حول غباء وخداع (اعتذار) و (استفتاء) قادة هذا النظام يجب أن يقال : هؤلاء الجناة والمجرمون -أي خامنئي وروحاني وبقية قادة هذا النظام - لو كانوا يقولون الحقيقة ولو ليوم واحد فقط ليوقفوا كل عمليات الاعتقال والتعذيب والاعدام والذبح والارهاب والتدخل في شؤون الاخرين حينها سوف يرون كيف يتمكن الشعب الإيراني من أن يكنس كل اركان هذا النظام ويلقيهم في مزابل التاريخ.
الشعب الإيراني قال كلمته الأخيرة في الانتفاضة الأخيرة وفي شوارع إيران:  هذا النظام يجب أن يرحل! 

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
abdorrahman.m@gmail.com

48
دور المرأة الإيرانية في انتفاضة الشعب الإيراني من أجل الحرية
بمناسبة يوم المرأة العالمي
عبدالرحمن مهابادي*
كثيرا ما قيل وخط في كتب التاريخ حول دور المرأة في المجتمع ولكن حالة المرأة في المجتمعات البشرية اليوم لا تزال مؤلمة. وإذا لم يكن لدينا أي شك حول صحة هذه العبارات بأن "المرأة هي نصف المجتمع" أو أن "المرأة هي أيضا بشر"، فإن السؤال هو: "أين حقوق المرأة؟" . ولماذا، جنبا إلى جنب التطور الاجتماعي، والتطور البشري لم يتغير الموقف من قضية المرأة بعد؟
وعند دراسة قضية المرأة في فترات مختلفة من التطور الاجتماعي (فترة العبودية والاسترقاق أو الإقطاعية والرأسمالية) وبصرف النظر عن الاختلافات الثقافية الصغيرة فاننا نجد انه كان لديهم موقف واحد تجاه المرأة. في هذه الفترات وحتى في المجتمعات البرجوازية المتقدمة، فقد كان ينظر للمرأة على أنها سلعة . أي أن المرأة هي ملك الرجل ويتصرف بها كما يشاء. لذلك تبقى هناك قضية تاريخية لم تحل بعد.
لكن تاريخ البشرية يخفي حقيقة في صدره فبرغم الخدمات القيمة التي قدمتها النساء ودورها بعض الحالات التي لامثيل لها في تقدم فترات التطور الاجتماعي ولكن لم يكن بالإمكان إظهارها بسبب هذه القضية التاريخية.  اكتشاف هذه الحقيقة أن النساء يمتلكن الكفائة والأهلية اكثر بكثير من الرجال (على الأقل لفترة واحدة) في توجيه وقيادة المجتمع وجلب الوعي الذكوري وسحبه نحو قبول قيادة النساء وسيطرتهن وتمهيد الطريق للرجال والنساء في النهوض بالمجتمع في المدارات الجديدة هي ظاهرة من الضروري اتباعها أكثر من أي وقت مضي من أجل تحرر المنطقة من حلقات الأزمات المميتة والقاتلة. لان العبور الناجح والآمن من هذه الأزمات يتطلب وجود النساء والرجال معا حتى يتم التخلص من القيود والشروط التاريخية المتعلقة بقضية المرأة.
واذا ألقينا نظرة على ثورات العالم العظيمة أو بحثنا في أكثر الاحزاب السياسية المتقدمة في نقاط مختلفة من العالم سوف نجد أنه بسبب نفس هذه القضية التاريخية لم تحصل النساء على حقوقهم المتساوية.
تكريما لليوم العالمي للنساء فمن الضروري أن نلقي نظرة على موضوع النساء من منظور النظام الاصولي الاسلامي الحاكم في إيران من جهة ومن منظور مقاومة الشعب الإيراني من جهة أخرى.
النساء في إيران تحت حكم الولي الفقيه هم أكثر الأشخاص تعرضا للتعذيب والاضطهاد وهن محرومات أيضا من أبسط حقوقهن. ليس لديهن الحق في اختيار ملابسهن وغطاء رأسهن وليس لديهن الحق في حرية التعلم واختيار اختصاصهن أو حق الحصول على الطلاق أو حق الترشح لرئاسة الجمهورية أو حق أن يصبحن قاضيات. قضية المرأة حساسة للغاية فعلى سبيل المثال لم يتجرأ رئيس جمهورية الملالي حسن روحاني أن يشرك امرأة واحدة ضمن تشكيلات حكومته والملالي من أجل فرض الحجاب الاجباري على النساء قاموا بانشاء ٢٦ وزارة ومؤسسة قمعية خصيصا لذلك وفي كل يوم يعتقل في إيران أكثر من 2000 إمرأة. في سجون هذا النظام البشعة يتم تطبيق أشد صور التعذيب والقمع ضد النساء وقتل حتى الآن عشرات الآلاف من النساء على يد الأجهزة القمعية الإيرانية. وقد أعدمت السيدة ريحانه جباري، التي تعدى عليها أحد عملاء وزارة المخابرات التابعة للنظام. فريناز خسروي في حالة مشابهة ألقت نفسها من أعلى الشقة وتوفيت على الفور. وينتحر عدد كبير من النساء الإيرانيين سنويا في إيران تحت حكم الملالي ضد هذا الظلم وعدم المساواة. لأنهن أمام محاكم هذا النظام خاسرات على أي حال. ومواضيع (التمييز الجنسي، الفصل بين الجنسين وجميع أنواع القيود الأخرى) تم إضفاء التابع المؤسساتي عليها في دستور نظام الملالي.
المقاومة الإيرانية وبالاعتماد على هذه الحقيقة كانت قد انتخبت قبل 22 عاما مضت السيدة مريم رجوي كرئيسة منتخبة. هذا الانتخاب الذي أزعج بشدة قادة النظام الأصولي الحاكم في إيران. لان هذا الانتخاب كان نقطة البداية في الطريق الذي يؤدي الى انهيار ايدلوجية الملالي المعادية للنساء. والإيرانيون وبخاصة النساء الإيرانيات يشجعون على النضال والوقوف في وجه الاصولية الاسلامية في مختلف المواقف والمشاهد.
بالرغم من أن النساء المناضلات والمجاهدات كن في طليعة المواجهة مع الاصولية الاسلامية طوال فترة حكم الملالي إلا أن النهوض بالحركة النسائية وتعزيزها كانت وقبل كل شئ نتيجة محاربتهن واستشهادهن. وهذا شأن جديد في نهوض المقاومة الإيرانية وتعزيرزها لم يكن له أثر في داخل إيران فحسب بل أحدث تغييرا كبيرا في المشهد الدولي أيضا.
حيث أن الكثير من الناس حول العالم الآن يعتبرون السيدة مريم رجوي رمزا للمواجهة مع الأصولية الاسلامية ويطالبون بتقديم الدعم لها.
المقاومة الإيرانية تحتفل باليوم العالمي للنساء كل عام و تتضمن مراسم الحفل الذي يقام سنويا بهذه المناسبة، وجود الآلاف من الشخصيات البارزة من النساء المناضلات و الناشطات في مجال حقوق المرأة في العالم وتعلن السيدة رجوي عن آخر الإنجازات التي حققتها المقاومة الإيرانية فيما يتعلق بهذه القضية التاريخية.
أعلنت رجوي في حديثها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: هذا العام يوم المرأة هو يوم الكرامة والشرف يوم السعادة والاعجاب وذلك لان النساء الإيرانيات لعبن دورا رائدا في خطوط المعركة الأمامية مع الأصولية التي هي عدوة لكل نساء العالم. وفي اشارتها الى الدور المشرق للنساء في انتفاضة الشعب الإيراني الأخيرة أيضا قالت : ان النساء الإيرانيات لم يخرجن للشارع يردن شيئا من النظام لكنهم خرجن من اجل القضاء على نظام الملالي. النساء الإيرانيات لم ينتفضن من اجل المطالبة بحريتهن فقط بل انتفضن من أجل تحرير كل أنحاء إيران.
وأعلنت مريم رجوي في عام 1995 م عن خطتها فيما يتعلق بحريات المرأة والنساء : نحن نؤمن بالمساواة الكاملة للنساء والرجال في كل من الحقوق السياسية والاجتماعية والمشاركة المتساوية للنساء في القيادة السياسية. والنساء سيتمتعن بحقوقهن في حرية اختيار اللباس وغطاء الرأس وحق الزواج والطلاق والتحصيل الدراسي والعمل.
وقالت أيضا في حديثها: سجل 39 عاما من تاريخ هذا النظام مليئ بالتعذيب والقمع للمرأة الإيرانية والآن تريد المرأة الإيرانية أن تطوي هذه الصفحة المظلمة من تاريخ إيران. ولهذا السبب فان الانتفاضة الإيرانية لم تكن فقط من أجل اسقاط نظام سياسي واحد بل كانت انتفاضة ضد الأصولية والرجعية الدينية التي جرت المنطقة كلها إلى حمام من الدم. لان الرجعية والأصولية التي ولدت في عام 1979 تزامنا مع بدء حكم الاستبداد الديني في إيران توفيت ودفنت مع بدء انتفاضة الشعب الإيراني الأخيرة.
وفي ضوء هذه الخطوة التاريخية الفريدة تألقت المرأة الإيرانية في الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني وكسرت جدار الخوف والصمت، وقامت بدور لا مثيل له في توسيع واستمرار الانتفاضة.  هن من كن ينادين ويصرخن بشعارات "الموت لخامنئي" و "الموت للدكتاتور" و "أيها الاصلاحي وأيها الأصولي لقد انتهى الأمر" في جميع أنحاء إيران وطوين صفحة ذهبية براقة في نضالهن من أجل اسقاط النظام وهن الآن مصممات -ولا سيما فئة الشباب -على تنفيذ الخطوات التالية للانتفاضة عن طريق تنظيم القوى وتشكيل مراكز الثورة، و على تحقيق المطالب المشروعة والشاملة للشعب الإيراني. يعني اسقاط النظام الإسلامي الأصولي وتفكيك بسطات والمتاجرة بالدين والأصولية وسفك الدماء التي سحبت إيران وكل المنطقة الى حافة الموت.
وبفضل هذا الانجاز أصبح النساء والرجال متحررين من هذه الايدلوجية المدمرة ومستعدين للتضحية بكل ما يملكون من أجل النهوض والقيام بدورهم التاريخي في هذه المنطقة ومستعدين لتقديم كل شئ من أجل كل الشعب.
ينبغي أن نؤمن بأن الغد المشرق في انتظار كل العالم.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
abdorrahman.m@gmail.com

49
العالم يتجهز لسقوط الدكتاتور في إيران
عبدالرحمن مهابادي*
هل سألت نفسك لحد الآن أنه اذا سقط النظام الديكتاتوري الديني الحاكم في إيران ماذا سيحدث ؟؟ وماهي انعكاسات هذا الأمر على المنطقة والعالم؟
وإذا كان لدينا القليل من المعرفة بالثورات العظيمة التي شهدها القرن الماضي (بما في ذلك ثورة أكتوبر في الاتحاد السوفياتي السابق أو الثورة العظيمة في فرنسا، وما إلى ذلك) والآثار الهائلة التي كان لكل منها على المجتمع الدولي، يمكننا أن نقترب إلى حد ما من الإجابة على هذين السؤالين.
عادة، كتابة تاريخ حقيقي وشامل للثورة يأتي بعد حدوث تلك الثورة، ولكن بالاعتماد على البيانات الحالية يمكننا الوصول إلى مثل هذه النقطة وتسهيل وتسريع كتابة تاريخ الثورة الإيرانية للأجيال اللاحقة.
في نظرة عامة على هذه الثورات، نجد أن العنصرين الاقتصادي والسياسي هما عنصران أساسيان في تكوين ثورة اجتماعية. فعندما يصبح الوضع الاقتصادي والسياسي للمجتمع في حالة من الخطر من جانب النظام الحاكم، بحيث يحرم الناس من الحياة الحرة والصحية، فإن قيام الثورة في ذلك المجتمع أمر لا مفر منه. خاصة عندما يكون لدى الشعب قيادة أو منظمة قيادية الدليل الموضوعي والذهني والمدى الكامل لهذا الأساس في هذه المرحلة من تاريخ الشرق الأوسط، هي إيران.
الان بعد مضي ٣٩ عاما من الحكم المشؤوم للدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران ليس خافيا على أحد السجل الاسود لافظع دكتاتورية عرفها القرن.
عندما يكون استمرار حياة الناس الذين يعانون من الجوع الشديد هو مرادف للقبول بالعمل المضني والمهلك من اجل الحصول على لقمة الخبز أو بيع أعضاء الجسم أو حتى بيع أطفالهم. إيران، التي لديها أكثر من 10 ملايين عاطل عن العمل. أكثر من 20 مليون إيراني تعرضت أموالهم لغارات النهب والسرقة من قبل العصابات الحكومية وعلى مدى أكثر من عام، هم يطالبون باستمرار بأموالهم المنهوبة. إيران التي لديها ملايين المتقاعدين وأطفال الشوارع والأناس الذين يمضون حياتهم يعيشون في الشوراع أو في القبور أو داخل بيوت مصنوعة من الكرتون . إيران التي انتشر فيها الإدمان والفاحشة والغلاء و ... وقلما يمكن العثور على عدد من الأسر التي لم تذهب ضحية هذا البلاء المدمر خراب البيوت الذي لم يؤسسه ويجني أرباحه الملالي الحاكمون. فالناس الذين يرون بأم عيونهم أن كل ميزانية بلادهم وثرواتهم الوطنية ينفقها "عدد قليل" على المسائل الأمنية وبقاء النظام أو الحرب وتصدير الإرهاب والأصولية لحكام إيران إلى بلدان المنطقة، في حين يعيش شعب إيران تحت خط الفقر أو يموتون على شكل مجموعات بسبب الافتقار إلى الخدمات العامة و بسبب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو الطقس البارد.
أما في وصف الوضع السياسي في إيران تحت حكم الملالي، يكفي أن نقول أن أي معارضة لسياسات ومطالب الملالي ستكون عاقبتها هي القتل. وتستمر عمليات الإعدام على أساس يومي، وحتى الآن أكثر من 000 120 شخص من أبناء الشعب الإيراني أعدم أو اغتيل من قبل هذا النظام. وبالإضافة إلى ذلك، قلما يمكن العثور على عدد من الأسر التي لم يعدم أحبائها من قبل هذا النظام. وعدة ملايين من الإيرانيين في بلدان أخرى يعيشون "حياة المنفى".
الآن، نتيجة لهذين العنصرين الأساسيين للثورة في إيران وفي بداية الذكرى الأربعين لظهور هذا النظام المناهض للشعب الإيراني ، انتفض الشعب الإيراني من اجل الإطاحة بهذا النظام و من أجل الوصول بالثورة التي بدأت في عام 1979 ضد نظام الديكتاتوري لمحمد رضا شاه بهلوي والتي سرقها الخميني واتباعه وبقاياها وحولوها الى دكتاتورية أكثر دموية إلى الانتصار.
الان من وجهة نظر موضوعية وفكرية فان المجتمع الإيراني يقترب من تحقيق ثورة أخرى. ثورة توجهها وتقودها المقاومة الإيرانية تحت رئاسة السيدة مريم رجوي. وليس خافيا على أحد سعي النظام الحثيث من خلال اعترافاته الواضحة بدور قيادة المقاومة في الانتفاضة الأخيرة لمحاولة جر الانتفاضة الى سيناريوهات مضحكة مثل "عقد استفتاء " أو "الحوار الوطني " أو انتشار الشائعات التي لا أساس لها من الصحة مثل " استمرار الانتفاضة سيجعل من إيران تتحول الى سورية ثانية " و...غيرها من السيناريوهات التي يريد النظام من خلالها التخلص من الحركة الشعبية الهادفة لاسقاط النظام.
والآن هناك اجماع في الرأي على حقيقة دامغة وهي أن الوضع لن يعود الى ما كان عليه قبل الانتفاضة الأخيرة وأن إسقاط النظام أصبح قاب قوسين أو أدنى.
هذه الحقيقة يمكن مشاهدتها في أحدث المواقف ووجهات النظر حول شأن إيران. أحمد جنتي أمين مجلس صيانة الدستور ورئيس مجلس الخبراء يوم الاثنين ٥ فبراير ٢٠١٨ في إشارة منه الى تسارع التطورات في إيران قال : " منذ الآن أخشى من العام القادم " وقال أيضا : " يجب أخذ مسألة اسقاط النظام بشكل جدي" إن التصريحات التي أدلى بها هذا المسؤول الكبير في نظام الملالي في حين أن التطورات في إيران تتسارع كل يوم، وأي خطوة لا يمكن التنبؤ بها يمكن أن تطيح بهذا النظام ليست بعيدة عن التوقعات ابدا. مثل الانسحاب المفاجئ لقوات النظام الإيراني من سوريا أو العراق أو هروب قادة النظام من إيران إلى بلدان أخرى ...
وقد زادت العقوبات المفروضة على النظام وأصبح الاتفاق النووي بين النظام والبلدان الغربية عشية حسم ملفه والتوافق عليه يصب في حساب خسارة وضرر هذا النظام فالدول الاوروبية، رغم كونها فى وضع اقتصادى سيئ، لكنها تميل مع الولايات المتحدة لمحاربة هذا الاتفاق. الشركات العالمية الكبرى ليست على استعداد لمواصلة الاستثمار في إيران كما كانت من قبل والبنوك الإيرانية مفلسة والناس يأخذون أموالهم من البنوك. لأن قيمة العملة الإيرانية تنخفض كل يوم. وفقا لأحدث المعلومات، تم تسعير مبيع وشراء كل دولار أمريكي حوالي 5000 تومان.
وقد أكدت الحكومة الأمريكية والعديد من الدول القوية الأخرى دعمها للشعب الإيراني من أجل تغيير النظام في البلاد. إن مشهد دعم الشعب الإيراني اليوم، خلافا لفترة رئاسة باراك أوباما، الذي أدار ظهره للشعب الإيراني واختار أن يقف بجانب نظام الملالي هو خيار قوي جدا.
هذه الأدلة وغيرها الكثير تقودنا إلى حقيقة أن الظروف على جانبي حدود إيران، داخل إيران وخارجها، يجري تجهيزها للإطاحة بدكتاتور القرن الكبير وهذا ما يشعر به قادة النظام، ولكنهم يسعون جاهدين إلى أن يقفوا في وجه هذه الحقيقة والواقعة التاريخية في العالم وهم يسعون جاهدين بعد ادخارهم لمليارات الدولارات في بنوك بعض دول المنطقة أو الدول الغربية النجاة بأرواحهم.
وما من شك في أن انتصار ثورة الشعب الإيراني قريب جدا، ومع انتصار ثورة الشعب الإيراني، مثل الأمثلة المذكورة أعلاه، سيخضع العالم لتغيرات جدية وخطيرة. ويعتقد الكاتب والمؤلف أن انعكاس هذه الثورة لن يكون اقل شأنا من سابقاتها.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
abdorrahman.m@gmail.com


50
ماذا يجب العمل في موضوع دعم الشعب الإيراني؟
بنوآدم جسد واحد
إلى عنصر واحد عائد
إذا مس عضوا أليم السقام
فسائر أعضائه لا تنام

(الشاعر سعدي الشيرازي)



عبدالرحمن مهابادي*
الآن أمام أعين شعوب العالم كلها، يكافح الشعب الإيراني للتحرر من براثن الدكتاتورية الدينية التي تحكم بلدهم، وقد عقد العزم على تقويضها وإسقاطها.
وهم بعد عبورهم خطوة "يجب" في هذا المسير يتجهون بشكل مباشر نحوخطوة "القدرة ونستطيع " لأن لديهم مقاومة منظمة وذات خبرة ومتجذرة تقف خلفهم وتدعمهم. وقد صمموا في هذه المرة على اتخاذ خطواتهم النهائية من أجل إسقاط الدكتاتور وبدؤوا في ذالك فعلا في نهاية عام 2017. فهم قد ضاقوا ذرعا من طغيان الدكتاتور، ووصل بهم السيل الزبى. فهم ليسوا فقط محرومين من الحياة الحرة، بل أوصلهم الجوع الى حد نرى فيه كل يوم عددا من الناس يقدمون على قتل انفسهم واولادهم وبيع أعضاء جسدهم بأبخس الاثمان في معرض الاسواق. كثير من الناس يعملون بجد في اعمال متعبة ومضنية جدا وكثير من الناس يفقدون صحتهم إلى الأبد في مثل هذه الأعمال الشاقة. وهناك العديد من ممتلكاتهم التي نهبت من قبل العصابات الحكومية وكما يقتل عدد كبير منهم على يد قوات الحرس التابعة للنظام بشكل يومي.
هذه المرة جاء الشعب الايراني إلى الميدان لإنهاء قمع وظلم الديكتاتورية إلى الأبد. على الرغم من سوء أوضاعهم المعيشية. شعارهم الرئيسي كان الإطاحة بالدكتاتور. هتفوا في الانتفاضة الأخيرة: "الموت للديكتاتور، الموت لخامنئي، الموت لروحاني". وقد تعلموا من التجارب السابقة أنه لا يوجد أي اصلاحي اوجناح اصلاحي في هذا النظام. والاصلاحي المخادع كان عبارة عن وهم عاشوه. ولقد فهموا جيدا أن الإصلاحيين الزائفين في هذا النظام خدموا بقاء الديكتاتورية الحاكمة أكثر من الأصوليين أنفسهم. لقد منعوا الناس من الحركة ايضا، وهم على حد سواء مؤسسون ومنفذون لتصدير التطرف والإرهاب، والإعدام والتعذيب ونهب ممتلكات الشعب، فضلا عن العقل المدبر للقنبلة النووية ومنتجوها، خدعوا المجتمع العالمي ووفقوا إلى جانب نظام الملالي على مدى السنوات الماضية.
والسؤال المطروح الآن هوما يجب القيام به لدعم الشعب الإيراني وما هو واجب الآخرين، سواء الإيرانيين خارح البلاد أوشعوب وحكومات البلدان الأخرى؟
الإيرانيون الذين ينبض قلبهم لوطنهم ومشتاقون الى تحرير شعبهم ووطنهم. والذين قد اجبروا خلافا لإرادتهم، على مغادرة إيران التي تحتلها الدكتاتورية الدينية. اولئك الذين هم بالتأكيد في تناغم تام مع الشعب الايراني المتواجد في ساحة المعركة ويطالبون بإسقاط نظام الفقيه. اولئك الذين يعرفون أنهم يقيمون بشكل مؤقت خارج إيران لن يترددوا أبدا في مساعدة الشعب داخل إيران للإطاحة بالنظام الإيراني. وهم يترصدون بفارغ الصبر اي فرصة لمساعدة المنتفضين في مختلف مدن ايران ولهم مهمه واحد لا اكثر الا وهي "في كل ثانية يتنفسون بها يسعون الى المشي في طريق إسقاط الدكتاتور في ايران" وايصال صوت المنتفضين الايرانيين الى سائر انحاء العالم لتشجيع شعوب العالم ودولها وحكوماتها للوقوف على واجبها الإنساني في دعم الشعب الإيراني. إن النهوض بانتفاضة وثورة الشعب الإيراني ضد الدكتاتورية الدينية الحاكمة سواءا داخل إيران أوخارج حدود إيران أمر لا غنى عنه ومرتبط ببعضه ارتباطا وثيقا، بحيث يرسم هذا الارتباط الوثيق لوحة مجيدة ومنتصرة من ثورة الشعب الايراني وهذا الامر يتجلى بكل وضوح ودون ترديد في المقاومة الايرانية ورئيستها المنتخبة السيدة مريم رجوي.
إن الأمر يتعلق بالشعوب والحكومات، ولا سيما شعوب الدول المجاورة وبلدان الشرق الأوسط، في مساعدة شعب إيران. وهذه ليست مهمة إنسانية فحسب، بل هي أيضا ضرورة لاستعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة والعالم. فاذا نظرنا الى تاريخ انتصار ونكسات الثورات في العالم فاننا سنجد ان دور شعوب وحكومات الدول الاخرى كان له تاثير بارز في انتصار او انكسار ثورات البلد نفسه. على سبيل المثال، تواطؤ متبعي سياسات التماشي والتهدئه مع نظام ايران ومساعدة ودعم الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة اوباما للنظام المعادي للإنسانية الحاكم في إيران أدى الى عدم وصول الانتفاضة للعارمة لأهالي طهران في عام 2009 لأي نتيجة تذكر بل وأدامت في العمر الغير مشروع لهذا النظام نفسه.
وليس خافيا على أحد أن بنك الإرهاب العالمي والراعي الرئيسي للإرهاب في العالم هوالنظام الديكتاتوري لولاية الفقيه الحاكم على إيران. ولولم يكن هذا النظام موجودا، فإن الإرهاب لن يتجاوز وجوده شكل الجماعات الإرهابية الصغيرة. ولولم يكن هذا النظام موجودا، لكان مئات الآلاف من الناس في إيران وسوريا والعراق و... الى جانبنا الان. ومع ذلك، لولم يكن هذا النظام موجودا لما رأينا أخبار عشرات الملايين من النازحين في العالم. ولولم يكن هذا النظام موجودا، فمن المؤكد أنه لن يكون هناك جماعات إرهابية مثل القاعدة وطالبان وداعش وما إلى ذلك، ولما كان لهذا النظام اي تواجد خارجي يفرض وضعا مؤلما على المجتمع الدولي.
لذلك، يمكن استنتاج أن أي شخص وأي تيار وكل شعب وكل دولة وحكومة يمكن أن تلعب دورا في دعم الشعب الإيراني. دور انساني وحاسم وضروري لمنع استمرار عمليات القتل وإنقاذ المجتمع البشري المعاصر من تهديدات "أسوأ ديكتاتورية في العالم"،أي النظام الحاكم في إيران.
حكومات الدول تستطيع عن طريق ادانة إجراءات النظام الإيراني ضد المنتفضين الإيرانيين، الضغط بذلك على هذا النظام لإطلاق سراح السجناء، ولا سيما معتقلي الانتفاضة الاخيرة، دون قيد أوشرط. والذين يواجهون الآن تهديدا بالمجازر بحقهم، مجازر يسعى النظام من خلالها إلى منع واقتلاع الانتفاضة عن طرق قتلهم.
ويمكن للحكومات أن تشترط استمرار علاقاتها مع النظام بإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين مؤخرا في إيران. ويمكنها أيضا أن تدعو إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية معنية بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران تحت حكم الملالي. يمكن للحكومات أن تتخذ خطوة نوعية في دعم الشعب الإيراني بمبادرتها للاعتراف بالمقاومة الإيرانية بشكل رسمي.
قطاعات وشرائح مختلفة من شعوب سائر بلدان العالم الاخرى، والتي هي في الواقع حجر الأساس في هذا الدعم يمكن أن تطلب من حكوماتها ان تقف إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله من أجل نيل الحرية.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
abdorrahman.m@gmail.com


51
کلمة المرور للانتفاضة الهادفة لإسقاط نظام ولایة الفقیه
•   الوعي ضد الدكتاتورية والعزم على الهدف الأصلي للانتفاضة
عبدالرحمن مهابادي*
بعد أن خطت انتفاضة الشعب الإیراني خطوتها الأولى في مسيرتها واستعدت لخوض خطواتها اللاحقة سعى النظام وعملائه ولوبياته في خارج إیران للوقوف باي شكل كان في وجه توسع الانتفاضة الإیرانية.
يبدومن النظرة الأولى أن النظام الدكتاتوري الحاكم في إیران من أجل لجم وتقييد الاوضاع المضطربة وقمع الانتفاضة الإیرانية العارمة قام بطرح سناريوالمؤامرة واتباع اساليب الكذب والمراوغة والعمل على تعزيزها حتى يستطيع العمل بطرق مختلفة وقد جند من اجلها اجهزته الاستخباراتية. 
هذا الاجراء الذي اقدم النظام على البدء به وزاد كل يوم لحاضنته وتسابق على مساعدته ونجدته الداعمون الخفيون للنظام ( أصحاب سياسات المماشاة والاسترضاء الغربيين).
اجراءات النظام من اجل الهروب من سقوطه تملك مضمونا واحدا على الجبهتين الداخلية والخارجية.  رموز النظام في كل من الجبهتين خروا خائفين من رعب السقوط على يد الشعب الإیراني والمقاومة الإیرانية واهتزت أعمدة وأسس نظامهم.
وذالك لأن الانتفاضة الاخيرة التي بدأت في الايام الاخيرة من عام ٢٠١٧ تختلف كثيرا عن الانتفاضات السابقة.  وهذا التفاوت المميز لهذه الانتفاضة اعترف به رؤوس النظام وخبرائه ايضا.
سعيد حجاريان الذي هو أحد مؤسسي وزراة مخابرات النظام الحاكم وأحد اعمدته اعترف في أحد مقالاته التي نشرت على الصحيفة الحكومية "اعتماد" أن الانتفاضة تجاوزت روحاني وكل اركان النظام.  الانتفاضة كما قال هو"مثل امواج البحر تتراجع قليلا الى الوراء لتعود وتضرب بشدة أكبر مرة اخرى".
الدكتاتورية الحاكمة في إیران واعتمادا على مزاياها الدينية التي تمتلكها تستطيع ان تكيد الدسائس بألف شكل ولون في مسيرة هذه الانتفاضة والتي يمكن أن يكون بعضها رائعا وبراقا ولامعا وآخذا للالباب في شكلها الظاهري ويظهرها لنا جنبا إلى جنب مع مزيد القدرة والطاقة. ولكن كل هذه الدسائس تأتي من باب ضعف وخدع النظام والشعب الإیراني والمنتفضين الابطال لاتجري عليهم هذه الحيل ويستطيعون كشفها بسهولة وفي هذا الصدد فان مفتاح الإحياء والكلمه الكيميائية هي نفسها التصميم على" اسقاط" النظام وعدم الابتعاد عنها ابدا لانه بالتمسك والثبات على هذه المطالب المشروعة والأساسية نستطيع تحييد كل حيل وألاعيب النظام ووكلائه وعملائه لترتد عليهم هذه الحيل.
من الممكن ان يقولوا انه مع استمرار هذه الانتفاضة ستصبح إیران كسوريا اليوم اوان تصبح إیران الموحده إیرانستان مجزئة الی قطع متفرقة ومن الممكن ان يقولوا ان إیران ستصبح فريسة ولقمة سائغة للغرب والشرق اوان تتحول الى دولة ملحدة لا دينية وغير مسلمة وكافرة ومنافقة والممكن ان يقولوا ايضا ان إیران ستتخلف وترجع للوراء لمئات السنين وستغلق جميع ابواب المستقبل في وجه إیران والإیرانيين والممكن ان يقولوا ان الحظ السئ سيلاحق الشعب الفقير وابنائه. ...والى آخره.  يجب ان لا ننسى ان كل هذا وغيره الكثير ما هو الا جزءا من سناريوهات وحيل النظام الدكتاتوري نفسها والتي يفعلها في الوقت الحالي ويعمل على ترويجها من اجل الحفاظ على بقائه.  كلمة المرور لاستمرار الانتفاضة الإیرانية هوالوقوف والثبات على الهدف الاصلي لهذه الانتفاضة الا هواسقاط الدكتاتورية الحاكمة.
هم يريدون بدلا من قتل المتظاهرين الإیرانيین في الشوارع ان يجروهم لسجون الاعتقال وقتلهم هناك ، كما راينا حتى يومنا هذا استشهاد عدد كبير من المنتفضين.
وهم من أجل انجاز هذا الأمر قاموا بتجهيز اشخاص لهم يرتدون "لباسهم الشخصي" وقاموا بزرعهم بين صفوف المنتفضين والانتفاضة الرائعة والخلاقة لیکونوا لقمة سائغة في فم اجرام هذا النظام الدكتاتوري.
هم يريدون تقسيم الشعب المنتفض الى فئتين : فئة اقتصادية ( المطالبين بتحسين الوضع المعيشي ) وفئة سياسية ( المطالبين باسقاط النظام ) حتى يتم سحق وابادة السياسين اولا ومن ثم الاقتصاديين بعدهم وفي جميع الاحوال فان هاتین الفئتين لا يمكن تفرقتهم في اي حال من الاحوال ابدا.  هم يريدون ان يجعلوا الشعب الإیراني وبخاصة الشباب الإیراني الشجاع يائسا وغير قادر على التقدم خطوة نحوالامام.  هم وقبل كل شئ يتملكهم الخوف والذعر من ان هذه الانتفاضة منظمة وتمتلك ما تمتلكه من تشكيلات وبنية قوية وقيادة حكيمة حيث ان الولى الفقيه للملالي ورئيس جمهوريته البائس سواءا شائوا أم أبوا منذ الايام الاولى لهذه الانتفاضة فقد اشاروا للجميع إلى العنوان الحقيقي لقيادة الانتفاضة والشعب الإیراني حيث قال حينها خامنئي في حديثه أنه قد تم التخطيط لهذه الانتفاضة قبل عدة اشهر وكما ان روحاني في اتصال أجراه مع الرئيس الفرنسي وطالبه حينها بمنع منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإیرانية من تسلم زمام أمور الانتفاضة الإیرانية وقيادتها.
دعونا لا ننسی ان الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إیران هي اسوأ انواع الدكتاتوريات عبر التاريخ ، مكره وخداعه وحيله هي أكثر بكثير من باقي الدكتاتوريات الاخرى ، وسيظهر عملاء هذه الدكتاتورية ضد الانتفاضة وقيادتها في اي لباس ولبوس. سواء كان لباسا دينيا اوعلمانيا اويمكن ان يظهر على شكل ما يسمى يساري اوماركسي ومن الممكن ان تلجا الدكتاتورية الحاكمة في اخر ايامها الى تجزئه صفوف الانتفاضة اوصنع شق داخل المعارضة ، وتفتح باب المفاوضات مرة اخرى وحتى ممكن ان تقدم بعض الامتيازات للطرف المفاوض حتى تستطيع عن طريق هذا الحل ان تؤخر من اشراق صباح السقوط والاطاحه بالنظام الحتمي. ولكن في مقابل كل هذه السناربوهات والطروحات الاجرامیة للنظام الدكتاتوري الحاكم في إیران هناک حقيقة مسلمة وهی أن تاريخ إیران لن يعود الى ماقبل الانتفاضة الاخيرة وهذا النظام هو آيل للسقوط بشكل سريع والشروط الموضوعية والذهنية مهيأة ومستعدة لهذا الامر ناهيك عن وجود البديل الديمقراطي لهذا النظام.
الوضع الاقتصادي والمعيشي للشعب الإیراني واقتصاد البلاد وعدم مشروعیة نظام الملالي وصوابية المسير نحواسقاط النظام على يد الشعب الإیراني والمقاومة الإیرانية كلها امور تساعد على هذا الامر والان قد بدأ العد العكسي للنظام الدكتاتوري الحاكم في إیران وكما يجب على كل فرد اوتيار حر اواي دولة قريبة كانت أم بعيدة ممن يكنون الاحترام لانتفاضة الشعب الإیراني أن يعترفوا وبشكل رسمي بالمقاومة الإیرانية وهذا اختبار يضعه التاريخ في هذا الوقت بين ايدينا جميعا.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
abdorrahman.m@gmail.com




52
مشارکة‌ أئمة‌ الجمعة‌ في جرائم ولایة‌ الفقیه
نظرة إلی صلاة الجمعة في إیران التي تحت حكم الديكتاتورية الدينية
عبدالرحمن مهابادي*
أثناء الانتفاضة الأخيرة فإن أعدادا كبيرة من مكاتب ومنازل أئمة الجمعة في عدة مدن إیرانية تم مهاجمتها من قبل الشعب والمنتفضين. هنا ربما يطرح السؤال. . لماذا؟
صحيفة أئمة الجمعة خلال 39 سنة من حكم هذا النظام مليئة بنهب الأموال وقتل الشعب. في كثير من المدن الإیرانية أدلة كثيرة على الجرائم والسرقات والفساد المعنوي والمادي وكذلك التعذيب وإعدام السجناء بيد أئمة الجمعة ومكاتبهم.
مع مجيء الديكتاتورية الدينية إلی إیران عن طريق الخميني عام 1979، عدا السلطات الثلاث القضائية والدستورية والتنفيذية وكذلك قوات الحرس التي تعتبر المؤسسة الرئيسية في قمع الشعب وتصدير الإرهاب والأصولية إلی خارج حدود إیران، سلطة أخرى يمكن أن نسميها السلطة الرابعة هم أئمة الجمعة والتي وجدت مكانتها الخاصة في النظام الحكومي المبني على ولاية الفقيه.
خلافا للأنظمة السابقة التي حكمت إیران، في النظام الحالي أئمة الجمعة هم أشخاص تم تعيينهم من قبل الولي الفقيه شخصيا وحدد لهم المهام الموكلة إليهم.
خلال الثماني والعشرين شهر الأولى من شباط 1979 حتى حزيران 1981 حیث لم تستطع الديكتاتورية الدينية بعد أن تفرض سيطرتها بشكل كامل على الشعب الإیراني، کانت أيام الجمعة وبشكل اسبوعي تتزامن مع اقتحام وكلاء النظام لمكاتب الأحزاب السياسية في مختلف أنحاء إیران، وذلك لأن أئمة الجمعة في خطبهم والتي كانت مفروضة عليهم من الولي الفقيه كانوا يستهدفون الحريات الموجودة بين الشعب. وكلاء النظام الديكتاتوري الحاكم أمثال حزب الله وقوات الحرس والباسيج و.. بعد رفع شعارات الموت لمعارضی ولاية الفقيه والموت ل.... في هذه المناسبات كانوا يهاجمون مكاتب الأحزاب السياسية. نتيجة هذه التهجمات استشهد عدد كبير من أعضاء التيارات السياسية المعارضة للديكتاتورية الدينية وخاصة منظمة مجاهدي خلق. لكن هذه الجرائم كانت بداية عملية دموية طويلة الأمد.
بعد ذلك خلال المظاهرات السلمية ل 500 الف شخص من مجاهدي خلق في 20 حزيران 1981 وبأوامر من الخميني شخصيا بإعدام المتظاهرين، استشهد عدد كبير بسبب هؤلاء الوكلاء. هذا لم يكن عمل أئمة الجمعة فقط حيث كانوا يحرضون الشعب على القوى السياسية والمنظمات المطالبة بالحرية، وإنما كان عمل مختلف شخصيات هذا النظام أيضا في هذه المناسبة ومن خلف منابرهم كانوا يهددون الشعب الإیراني حتى لا يقتربوا من منظمة مجاهدي خلق ومن التيارات السياسية.
رئيس جمهورية الملالي حسن روحاني الذي كان عام 1981 ممثل مجلس النظام في محافظة سمنان طرح نظرية الحفاظ على أمن الدولة وانتشرت بشكل واسع في الصحف ذلك الوقت. هو قال: أنا أطالب بشنق المتآمرين خلال صلاة الجمعة أمام الشعب ليكون له أثر أكبر.
إن صحيفة أئمة الجمعة خلال 39 سنة ماضية مليئة بنهب الأموال وقتل الشعب ولهذا السبب اشتعل غضب الشعب من أئمة الجمعة في الانتفاضة الأخيرة. وكما كتبت وسائل الإعلام الحكومية، رجل الدين المجرم غياث الدين طه محمدي أثناء أداء صلاة الجمعة في مدينة همدان أشار إلی غضب الشعب وانزعاجهم من انتشار القمع والفساد والسرقة في صلاة الجمعة وقال: حوالي 60 مكتب لأئمة تعرضت للهجوم خلال الانتفاضة.
أئمة الجمعة وصلتهم رسالة سقوط النظام بشكل جيد وواضح من خلال شعارات الشعب وتدابير القوة للإطاحة بالنظام. ومثلما کان الخميني الدجال يعتبر المحافظة على نظامه المكروه من أكثر الواجبات قداسة فإن ورثته السياسيين ومن ضمنهم هؤلاء الملالي كان كل همهم خلال العقود الأربعة السابقة المحافظة على النظام.
الملا مصطفى باقري بنابي ايضا أثناء صلاة الجمعة في بناب ولقلقه من سقوط النظام قال: الخطر محدث والأعداء لا ينامون واذا حصل شيء فلن يكون لصالح الاصلاحيين اوالمتشددين، واذا كانت غايتهم الهجوم فسوف يحصد الجميع.
أسد الله ايماني في صلاة الجمعة في مدينة شيراز ايضا اشار إلی دور مجاهدي خلق في الانتفاضة الشعبية الاخيرة حيث قال: "اذا كان نفيهم ولعنتهم لم يأدبهم يجب ان يتم اعتقالهم واذا لم يأدبهم السجن يجب أن يقتلوا جميعا" علي سعيدي امام الجمعة في مدينة شاهرود في حديث مشابه له أيضا قال: "هؤلاء کانوا یريدون القضاء على الثورة الاسلامية". محمد قاسمي في صلاة الجمعة في مدينة ساري يقول: "الاعداء لايفرقون بين اصلاحي ومحافظ بل هم يستهدفون اصل النظام كله".
صلاة الجمعة في إیران تحت ظل حكم الملالي هومكان تأتي فيه جميع مواضيعه وخطبه مباشرة من مكتب الولي الفقيه جاهزة ومفلترة لتخرج في طياتها اكبر قدر ممكن من العذاب للشعب الإیراني ونهب اموالهم وقتل ابناء الشعب الإیراني.
أحد امثلة هذه الموضوعات هو"الفضاء الافتراضي". علم الهدى امام جمعة مدينة مشهد بعد الانتفاضة الشعبية الاخيرة التي بدأت من هذه المدينة يقول ايضا في هذا المجال: "عن طريق هذه الشبكات الاجتماعية نفسها كان لهم تياراتهم الإرهابية التي تم توظيف اعضاء لها من شباب هذا البلد الذين تم غسيل ادمغتهم. انهم یجندون من الشباب والمراهقين باعمار ١٦ و١٧ سنه لیعملوا لهم کمشاة. اذا رفع الشعب يده عن دعم النظام فان النظام قابل للسقوط لذالك سعوا ان يبعدوا ويفصلوا ما بين الشعب والنظام". ولهذا السبب فإن النظام الدكتاتوري الحاكم قام فورا باغلاق الشبكات الاجتماعية تزامنا مع بدء الانتفاضة الإیرانية في اواخر عام ٢٠١٧ وأئمه وخطباء الجمعه في خطبهم قد دعموا الاجهرة الامنية في هذا الاجراء لان النظام كان يقف على عتبه السقوط على يد الشعب الإیراني تحت قيادة المقاومة الإیرانية. أحمد خاتمي خطيب جمعة مدينة طهران اشار إلی اصل الموضوع وقال: " الفتنة (يقصد الانتفاضة الإیرانية) كانت عميقة جدا في هذا العام وكسرت الكثير من الحدود والمحرمات، قصة هؤلاء انهم كان يستهدفون اساس النظام نفسه". الملا سعيدي ايضا في يوم الجمعة في قم قال: "يجب ان لا نغفل عن العوامل الداخلية لهذة الفتنة. .. (المجاهدون) أتوا إلی الميدان بنية ابادة النظام".
الخوف من الفضاء الافتراضي وتأثيره الهام اثناء تقدم الانتفاضة الإیرانية نحواسقاط نظام الملالي لم يكن محصورا في خطيب جمعة واحد اواكثر من خطيب بل عبرت كلمات خامنئي ايضا عن هذا القلق. قلق من انه من الممكن ايضا للشعب الإیراني وبخاصة شريحة الشباب ان يستطيعوا ان يتواصلوا فيما بينهم عن قرب وبشكل منسجم عن طريق الشبكات الاجتماعية من اجل تنظيم تشكيل المظاهرات وفي النتيجة فان لهب الانتفاضة والطوفان الغاضب للشعب الإیراني تستطيع تغيير نظام ولاية الفقيه.
وفي الحقيقة فان بعد الانتفاضة الإیرانية فقد تلقى نظام الجهل وثقافته الضيقة ضربة قوية من قبل الشعب الإیراني والفضاء الافتراضي. والان يقدم النظام من اجل حذف وتصفية الشبكات الاجتماعية ومع وجود كل هذا التقدم العلمي في هذا المجال فان قدرات الشباب الإیراني كلها تتجه نحوابعاد هذا الاغلاق والفلترة للوصول لهذه الشبكات. النظام لا يستطيع الوقوف في وجه موجة وصول المعلومات المجانية والحرة وىا يستطيع ان يحرم الانتفاضة الإیرانية الخلاقة من الوصول اليها.
وبناءا على ذالك يمكن القول ان الوضع في إیران قد اخذ مجراه ولن يعود الی ما كان عليه في السابق. وكان متوقعا حدوثه سيحدث ألا وهواستمرار الانتفاضة الإیرانية والاقتراب من سقوط الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إیران.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
abdorrahman.m@gmail.com





53
نهاية أسوأ ديكتاتورية في إيران قريبة !
عبدالرحمن مهابادي*
الديكتاتورية الدينية هي أسوأ أنواع الديكتاتوريات في التاريخ. إيران، البلد الذي يمتلك حضارة تعود لالاف السنين، قد عانت من هذه الدكتاتورية في العقود الأربعة الماضية.
وقبل ظهور هذه الديكتاتورية الحالية، كان الشعب الإيراني يناضل ويكافح من أجل اسقاط ديكتاتورية محمد رضا شاه بهلوي، لكن الشعب الايراني لم يظن أنه بعد الإطاحة بهذها الدكتاتورية، انهم سيعانون من ديكتاتورية أسوأ منها بكثير. لكن الشعب الإيراني لم يندم ابدا على ما قدموه من كفاح من أجل الإطاحة بنظام ديكتاتورية الشاه. وقرروا مواصلة نضالهم للقضاء على ديكتاتورية الملالي. الانتفاضة التي بدأت في أواخر 2017 تسير الآن نحو سحب الدكتاتورية الدينية لاسفل القاع في خطواتها المقبلة.
في نظام الدكتاتورية الدينية المبني على أساس ولاية الفقيه، القبول الفكري و الالتزام العملي للفقيه يجب ان يكون القاعدة الأساسية لأي عضو او مسؤول من الاجهزة الحكومية. في هذا النظام، لا يأخذ الولي الفقيه شرعيته من الرأي الشعبي ، بل من الله (!) ولا أحد يملك الصلاحية لمحاسبة الولي الفقيه . وبالتالي، فهي " حكومة مطلقة" تتشابه كثيرا مع حكومات القرون الوسطى وحكومات الزمن الغابر ولا تمت بأي صله لأي حكومة من حكومات المجتمع الانساني المتمدن الحاضر .
الخميني، الذي فرض هذه الديكتاتورية على الشعب الإيراني بسرقة قيادة ثورة الشعب الايراني ضد النظام الملكي في عام 1979 وسوء استخدامه للمشاعر الدينية للشعب الايراني، توفي في عام 1989، يعني بعد بضعة أشهر فقط من تجرع الكأس الاول من السم. بقايا الخميني وفي عجلة من أمرهم قاموا بتنصيب علي خامنئي كبديل مؤقت (!) عن الخميني . بدون حتى تواجد شروط لهذا المنصب في دستور الملالي الحاكمين. وكان مُخرج هذه التمثيلة الذي ظهر في شريط مسرب تم الكشف عنه مؤخرا هو الشخص الثاني في النظام أي رفسنجاني الذي توفي العام الماضي ,والآن مرت 28 سنوات منذ ذلك اليوم الذي أصبح فيه الخامنئي "كبديل مؤقت" للخميني!.
وأظهر الشريط المسرب من هذا الاجتماع بعض الحقائق الأخرى للعالم أيضا:
•   هذا العمل المستعجل في عام 1989 كان بسبب خوف النظام من السقوط على يد المقاومة الايرانية في ذاك الوقت. جيش التحرير الشعبي الإيراني الذي كان على الحدود الإيرانية.هذا الجيش الذي تأسس منذ البداية بهدف الاطاحة بنظام الملالي وقبل عام أثناء حرب النظام مع العراق دفع هذا الجيش الخميني الى قبول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598. لأن الخميني، وخوفا من الإطاحة الوشيكة بنظامه من قبل جيش التحرير الشعبي، كان على استعداد أن يتجرع مرارة قرار وقف اطلاق النار وقبول القرار المذكور.
•   الكون "معتدلا" و "وسطيا" و "إصلاحيا" في نظام ديكتاتورية النظام الحاكم في إيران لم يكن له أساس من الصحة منذ البداية، وكان هذا الادعاء مجرد سيناريو غربي لدعم هذا النظام و إبقاءه على السلطة. لأن رفسنجاني قام بتعيين خامنئي محل الخميني كبديل عنه. إن الحرب بين الذئاب الحاكمة في إيران لا تزال حتى يومنا لا علاقة لها بالشعب الإيراني، وما هي الا صراعا على السلطة للحصول على حصة أكبرمن ثروات الشعب الايراني المنهوبة.
•   إن خوف الولي الفقيه المستمر من سقوط نظامه على يد المقاومة الايرانية التي وضعت هذا النظام بشده في مواقف واختناقات آخذة للانفاس في مستويات مختلفة، يظهر من جهة، مدى ارتعاش و عدم مشروعية هذا النظام الفاقد للقاعدة الشعبية و من جانب اخر يظهر مدى شعبية ومشروعية المقاومة الايرانية المتجذرة في المجتمع الايراني .
•   في الحقيقة، يجب أن يقال إنه بعد وفاة الخميني، لم يكن لهذا النظام "رأس" و "ولي فقيه"،ولولا الداعمين الخفيين لهذا النظام (أي الداعمين الغربيين) كما يعلم الجميع فان الوضع في هذه المنطقة من العالم كان سيكون مختلفا جدا. .!
هذه الحقائق والعديد من الحقائق الأخرى التي شهدها العالم في العام الماضي، بما في ذلك بداية الانتفاضات الشعبية للإطاحة بالدكتاتورية الحاكمة في إيران أو التغيير الذي حدث في سياسات واستراتيجيات الحكومات الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، كلها نتاج شرعية وصواب الطريق الذي سلكته المقاومة الايرانية منذ البداية سواءا في داخل أو خارج ايران ودفعت ثمنا باهظا في سبيله .
ووفقا لما ذكر أعلاه، فإن شعار "الموت لخامنئي" هو أفضل شعار تردد صداه في أكثر من 140 مدينة ايرانية لانه استهدف هذا النظام بكافه اركانه ولم يفرق بين اصلاحي او محافظ بل رفضهم قاطبة . إن بقاء هذا النظام هو "أمر مؤقت" وسرعان ما سيتم اسقاط هذا النظام الذي هو "أسوأ ديكتاتورية في العالم"، و "الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم" وإيران ستكون حرة.
نعم، الانتفاضة واستمراريتها حتى بلوغ الهدف هو واجب مقدس على كل ايراني شريف وحر. يجب على العالم أن يقف جنبا إلى جنب الشعب والمقاومة الإيرانية، وهذا أمر متاح وقابل للحدوث .
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


54
الانتفاضة الشعبية زلزال سياسي في إيران
عبدالرحمن مهابادي*
الخطوة الأولى من انتفاضة الجماهير الأخيرة أوجدت تشنجات داخل سلطة الملالي حيث أننا عندما ننظر لأبعادها نرى أن الانتفاضة ألقت في خطوتها الأولى الكثير من الرعب في قلوب قادة هذا النظام.
علي خامنئي زعيم الملالي الذي يحكم إيران بعد ظهوره في 2 من شهر يناير وبخصوص الانتفاضة الأخيرة قال : لدي ما أقوله لكن فيما بعد. و بعد أسبوع ظهر أيضا وقال ما كان يريد قوله وكان مضمونه على غرار محمد رضا شاه في انتفاضة عام 1979 حيث قال سمعت رسالة ثورتكم. فوجه خطابه للشعب الإيراني الذي ضاق ذرعا (طبعا بطريقة الملالي المخادعة) قال سمعت رسالتكم لكنه نسي أن الشاه بعد أن قال ذلك لم يستغرق سقوطه كثيرا ثم مات تحسرا.
خامنئي في كلمته اعترف بأن منظمة مجاهدي خلق كانت خلف الانتفاضة وقال أنهم كانوا يحضرون لذلك منذ عدة أشهر وبهذه الطريقة ومن دون قصد يحرق أحد السيناريوهات الإعلامية لنظامه خارج حدود إيران والتي تدعي أن مجاهدي خلق ليس لديهم قاعدة داخل المجتمع الإيراني.
كلمة خامنئي تذكرنا بشيء ليس من الماضي البعيد، عندما كان مجاهدي خلق محاصرين في العراق من قبل قوات نوري المالكي المجرمة وعندما سافر محمود أحمدي نجاد الى بغداد وكان رئيس جمهورية نظام الملالي حينها وفي جوابه على سؤال أحد المراسلين قال : وهل بقي شيء من منظمة مجاهدي خلق ؟! أي من هذين الوجهين لكلمة أحمدي نجاد يمكن تصوره؟ هل كان يريد التظاهر أنه لم يعد لمنظمة مجاهدي خلق مكان في المعادلات السياسية أم أنه كان يشير الى سيناريو القتل الجماعي لمنظمة مجاهدي خلق الذي كان في جدول أعمالهم وكانت رغبتهم أن لا يسمحوا لأي شخص من المجاهدين بمغادرة العراق بسلام». لكن على كل حال العالم الآن والشعب الإيراني يشاهدون أن منظمة مجاهدي خلق ليست فقط باقية ولكن أيضا بانتقالهم المظفر من العراق الى اوروبا لقنوا نظام الملالي درسا وأن الانتفاضة الأخيرة هي مقدمة لخطوات أعظم ستؤدي وبسرعة أكبر إلى سقوط نظام الملالي.
خامنئي في كلمته حاول بطريقة سلفه الخميني أن يزرع الفرقة داخل صفوف الانتفاضة والايحاء بأن سبب تجمع قسم كبير من الجمهور في الساحات يعود لمطالب اقتصادية ومعيشية وقسم آخر من منظمة مجاهدي خلق. في نفس الوقت لم يجرؤ ولي فقيه الملالي على الإشارة الى 50 شهيد خلال الانتفاضة وقرابة عشرة آلاف معتقل لأنه لو فعل ذلك كان تبرز العلاقة بين الشعب والمقاومة خلال الانتفاضة وكان سيسبب تسارع انهيار الروح المعنوية لقواته. قادة هذا النظام حاولوا ويحاولون إظهار أعداد قليلة من الشهداء والمعتقلين لتجنب ردة أثر دماء هؤلاء الشهداء على الروح المعنوية للشعب وكذلك لقتل من تم اعتقالهم لأسباب مختلفة. وحتى الآن استشهد عدد منهم في سجون النظام المرعبة.
من النتائج الأخرى للانتفاضة يمكن الاشارة الى تفاقم الصراع بين الذئاب. الملا المحتال روحاني وفي الرد على حزمة الادعاءات ضد سياسات حكومته الاقتصادية وأنها سبب اشعال الانتفاضة قال: البعض يعتقد أن الشعب يطالب الاقتصاد فقط، أي لو أننا قدمنا القدر الكافي من الأموال هل سينتهي الأمر ولن يطالب الشعب بشيء آخر؟ اذا قلنا أننا سنقدم الأموال لكن ليس من حق احد التعبير عن رأيه هل يصلح الأمر؟ هل يمكن شراء حرية وحياة الشعب بالمال؟ لماذا نهين الشعب ونوجهه الى العنوان الخاطئ؟ لماذا نقول إن سبب احتجاجات الشعب هو الوضع الاقتصادي السيء؟.
كلام طرفي النظام يحوي نفس المحتوى ويريدون شق صفوف الشعب وقمعه. لأن العالم أجمع رأى أن انتفاضة الشعب بشعار (لا للإصلاحيين ولا للمحافظين انتهى عملكم) وضعوا هدفهم هو اسقاط كامل أشكال النظام. و كما قالت صحيفة فيغارو الفرنسية : «الشعب الإيراني غاضب بشدة من قادة هذا النظام ولا يفرقون بين الإصلاحيين والمحافظين والاحتجاجات في شوارع إيران زلزلت بقوة أسس ومشروعية حكومة الملالي». روحاني المحتال تكلم بشكل مخادع وكما لو انه مغرم بالحرية ، نسي أنه خلال فترة حكمه أعدم أكثر من 4000 شخص وخلال الانتفاضة الأخيرة أريقت الكثير من الدماء وقرابة عشرة آلاف معتقل في السجون. بالطبع مسيرة الانتفاضة سوف تجتاح كلا من طرفي النظام وتتخلص منهم والحرب بين الذئاب ستكون أكثر حدة في ذلك الوقت.
ولا يستثنى من هذا الوضع مجلس الملالي. فبعد بدء الانتفاضة أخذت تتصارع أطراف النظام داخل المجلس أيضا. مؤخرا محمد على برانوندي النائب عن خرم آباد قال : اذا لم نقم بتأمين فرص العمل للشباب ولم نستجب لرغباتهم سيحرضهم الآخرون على القتال. مخاوف النظام من القوة الرئيسية في الانتفاضة وهي النساء وخاصة الفئة الشابة الشجاعة تزداد بشكل يومي.
مواقف الدعم من قبل مجرمين من أمثال قاسم سليماني لرئيس السلطة القضائية للملالي الذي هو أيضا معيّن مثل خطباء الجمعة من قبل خامنئي شخصيا على الرغم من وجود أدلة كثيرة على جرائمهم كالسرقات والفساد الاخلاقي والاقتصادي يعبر عن حقيقة واضحه وهي أنه من نتائج وآثار هذه الانتفاضة ادخال القوة القمعية للنظام في صراعات داخلية. و كما قال خطيب الجمعة في مدينة همدان : حوالي 60 مكتب لخطباء الجمعة تم مهاجمتها.
أنا شخصيا لا أعرف أن الزلزال السياسي بأي مقياس يمكن قياسه، لكن باعتقادي أنه خلال هذه الانتفاضة سمعنا أصوات تكسر عظام نظام الملالي!
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


55
على خط الانتفاضة الشعبية في إيران
•   «الصديق» بالنسبة إلى الشعب الإيراني هو حركة المقاومة الحاضرة النشطة في ساحات الانتفاضة وفي جميع المدن الإيرانية جنبا الى جنبه!
عبدالرحمن مهابادي*
بينما كان قادة نظام الملالي يظهر كل منهم على الشاشات ليعلنوا انهم استطاعوا ان يسكتوا انتفاضة الشعب الإيراني لكن ثمة دلائل قوية على عدم موت الانتفاضة وأن أهدافها تحققت على يد المنتفضين الشجعان في إيران ويستعدون للخطوات التالية.
المنتفضون الإيرانيون في خطوتهم الاولى منذ اليوم الأول في 28 ديسمبر قالوا كلمتهم الأخيرة ورغم التهديدات والاعتقالات واستشهاد نحو 50 من ذويهم لم يحيدوا عن هدفهم الاساسي في اسقاط نظام الملالي ولم يستسلموا. يجب أن يخاف قادة النظام!
مع أنه كان من المتوقع في الخطوة الأولى من الانتفاضة ان تمتلئ شوارع إيران في 31 محافظة بإراقة الكثير من الدماء من قبل قوات القمع الحكومية ، الا أنه استمرت الجرائم داخل السجون وتم اعتقال اكثرمن 8000 من عناصر الانتفاضة وسجنهم وفي الأيام الأخيرة استشهد عدد منهم بشكل فظيع تحت التعذيب من قبل قوات الحرس. وقادة النظام يعلنون بوقاحة أنهم انتحروا بسبب المرض وماتوا وهذا كذب صريح. والآن المعتقلين يواجهون عمليات قتل جماعي من قبل نظام الملالي. قادة النظام يجب أن يخافوا!
هذا النظام سبب الجوع للشعب الإيراني وأملاك الشعب تم نهبها من قبل العصابات التابعة لهذا النظام. اضافة الى ازدياد البطالة وارتفاع الاسعار في إيران في ظل حكم الملالي ما أثقل حياة الشعب ودمرها. هذه الحالة ستبقى مثل النار التي تحت الرماد وستستمر الانتفاضة تلو الأخرى حتى اسقاط هذا النظام. قادة النظام يجب أن يخافوا!
الشعب الإيراني لديه خبرة عملية عن صفحة نظام الملالي السوداء والآن أدرك طبيعة وسياسة واستراتيجيات نظام الملالي. الشعب أيقن تماما ان اقتصاد دولتهم في يد زمرة قليلة من قادة النظام والتي يتم انفاقها على المستوى الاقليمي في تصدير الارهاب والتطرف الى خارج حدود إيران، أو أن كل من قادة الحرس احتكر اقتصاد إيران لمصلحته الشخصية. عشرات ومئات الملايين من الدولارات وحتى المليارات من ممتلكات دولة إيران أودعوها بحساباتهم في مختلف أنحاء العالم وتزداد كل يوم. شعارات المنتفضين مؤخرا هي وثائق تعبر عن رقيهم ووعيهم ومطالبهم المشروعة. (لا غزة ولا لبنان أرواحنا فداء لإيران) و(اتركوا سوريا بحالها وفكروا بنا) و. .. الشعب عرف بدقة كيف ينقذ نفسه ووطنه من قبضة نظام ولاية الفقيه. قادة النظام يجب أن يخافوا!
الشعب الإيراني لديه تجربة اسقاط نظام محمد رضا شاه بهلوي عام 1979 ويريد إظهار قوته مجددا أمام «الديكتاتور» لأنه «من الممكن والواجب» اسقاط هذا النظام الذي ليس من الشعب وليس لهم. والشعب عرف بدقة أن تحقيق اسقاط الديكتاتور يكون من خلال التضامن الوطني والشعار الذي أطلقه المواطنون ( نحن جميعا معا) ليس ملاطفة لنظام الملالي بل بسبب تخوف النظام منهم. لهذا حاول دائما كسرهم وإظهارهم زورا أنهم عدة فئات. لكن المنتفضين كانوا أذكى منهم وأكثر تصميما على اسقاط النظام. قادة النظام يجب أن يخافوا!
خلافا للانتفاضات السابقة، الشعب هذه المرة كان أكثر وعيا وقد عرف اصدقائه واعدائه بشكل جيد وواضح، وقد اكتشفوا أن "الصديق" هو حركة المقاومة الإيرانية التي كانت اول من حمل راية النضال ضد النظام المستبد في السنوات ال 39 الماضية، ولم تألو جهدا للحفاظ على خطوطها الحمراء ولم تعدل عن ثوابتها وقيمها قيد انملة، والآن على صعيد البيت الداخلي الإيراني، وفي مشاهد الانتفاضة الإيرانية وفي مختلف المدن الإيرانية كان للمقاومة الإيرانية حضور قوي وكما انها وقفت بجانب هذه الانتفاضة. وهم يعرفون الآن أن هذه الحركة هي من الشعب وللشعب، و يمثلها المجلس الوطني للمقاومة برئاسة السيدة (مريم رجوي). هذه الحركة التي تدعم تطلعات الشعب الإيراني واماله في الحرية وكما تدعم انتفاضته العظيمة، وقد انتصرت هذه الحركة في العديد من ساحات المعارك وتخطت بنجاح التحديات السياسية والعسكرية والاجتماعية المختلفة التي مرت بها واختبرتها. قادة النظام يجب أن يخافوا!
في الكلمة الأخيرة، الآن يميل النظام بكل ما يملك من قوة فيما يتعلق بالداخل الإيراني ويسعى إلى الصاق الفتاوى الموروثة من الخميني ضد المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق، بالانتفاضة الإيرانية الشجاعة هذه المرة، وفي الوقت نفسه، فيما يتعلق بالوضع خارج حدود إيران يدعي هذا النظام ان المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق هي قوة لا تملك جذورا داخل إيران وكما انها لا تملك قاعدة شعبية هناك. لذلك، فإن كل القوى والتيارات التي تمر عبر حدود إيران في الاتجاهين (سواء داخل إيران أوخارجها) والتي تمشي في هذا الطريق او غيره ومع اختلاف مشاربها فان لها مصب واحد ألا وهو بيت العنكبوت المضطرب والمتحطم لنظام الولي الفقيه في طهران. وما من شك في أنه مع الإطاحة بنظام الملالي، فإن المرتزقة والمدعين المزعومين الموالين للنظام مع أي قناع ولباس ارتدونه سيختفون مثلما يختفي الزبد من على وجه الماء. يجب أن يخاف رؤساء ومرتزقة النظام!
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


56
بداية فصل جديد فيما يخص إيران
عبدالرحمن مهابادي*
بعد الخطوة الأولى من انتفاضة الشعب الإيراني للإطاحة بنظام الملالي، هذه الانتفاضة التي أسمعت جميع انحاء العالم صوت شعب إيران ومطالبهم المشروعة، بذلك توجب الآن أن تتم دراسة كل شيء حول مستقبل إيران. والسؤال الآن هو متى وعلى يد من سيتم الإطاحة بهذا النظام؟
واستنادا إلى الانتفاضة التي بدأت في الأيام الأخيرة من العام الماضي وهذا العام نشهد استمراريتها، فإن الإجابة على هاتين المسألتين الأساسيتين، على عكس ما حدث في الماضي، بسيطة جدا وقصيرة وواضحة.
هناك الآن إجماع عام على أن الإجابة على السؤال الأول ليست في دائرة "السنة"، بل في دائرة "الأشهر القليلة"، التي شهدت تضيق حلقات هذه الدائرة بناءا على عدة عوامل، لا سيما على الساحة داخل إيران.
والآن يشهد المجتمع الدولي على المطالب الأساسية للشعب، أي تغيير النظام. وعلى الرغم من أن الشعب الإيراني يعاني من الاوضاع الاقتصادية الشاذه، فإن حل المسألة الإيرانية، هو ليس حلا اقتصاديا (حتى أن هذا الحل ايضا هو خارج قدرات واستطاعة نظام الملالي)، ولكن الحل سيكون فقط عن طريق امكانية التوصل إلى حل سياسي سهل وممكن. لأن الشعب الإيراني أظهر في انتفاضته الأخيرة أن قضايا المجتمع الإيراني لن تحل إلا مع انشاء النظام الشعبي فقط. هذا المطلب هو مطلب واسع الانتشار في جميع أنحاء إيران ويؤيده الشعب الإيراني. وثيقة ومستند هذه الحقيقة هي الشعارات التي أعيد احياءها في الانتفاضة الأخيرة "الموت لخامنئي، الموت لروحاني، الموت للدكتاتور". وقد تم إهمال هذا المطلب بسبب سياسة الاسترضاء الغربية المتبعة مع النظام وكما تم صم الاذان والتغاضي عن هذا المطلب ايضا بشكل متعمد.
ولعله من الممكن صياغة المسألة في المشهد خارج إيران بهذا الشكل، اذا رجعنا قليلا إلى ما قبل الانتفاضة، كان موضوع الاتفاق النووي في صميم السياسة العالمية بشأن إيران، ولكن الآن هناك قضايا أخرى ذات أولوية على الطاولة ومشروع الاتفاق النووي هو مجرد واحد منها. في السنوات الأخيرة، أعلنت المقاومة الإيرانية مرارا وتكرارا على لسان رئيستها المنتخبة أن قضية انتهاكات حقوق الإنسان ومسألة تدخلات نظام الملالي في شؤون الدول هي أكثر خطورة بمئة مرة من المشاريع النووية للنظام الإرهابي الحاكم في إيران.
ولكن الغرب لم يعط اذانا صاغية لكلمات، المقاومة، مما تسبب في هدر واسالة دم مئات الآلاف من الأبرياء في إيران والمنطقة، وخاصة في سوريا والعراق، من قبل نظام الملالي. ولو لم ينظر إلى القضية نظرة القيم والمصالح المفيدة والمربحة قصيرة المدى، ولربما كان من الأفضل أن تكتفي المقاومة الإيرانية بمخاطبة المجتمع الدولي فقط في خصوص هذا الاتفاق ولا تدعو إلى التحذير من المشاريع الخطيرة الأخرى. لأن هذا هو واقع الحال حيث كان الاتفاق محل تاييد ودعم للدول القوية، فيما كانت المقاومة الإيرانية هي اول المحذرين والكاشفين للمشروع النووي لنظام الملالي. وعلى الرغم من أن الغرب لم يتخذ بعد خطوة هامة وتاريخية في صالح المقاومة الإيرانية، إلا أنه سعى إلى اتباع سياسة الاسترضاء مع نظام الملالي، من أجل تأخير وصول النظام الإيراني إلى القنبلة الذرية. المقاومة الإيرانية هي القوة الفعلية الوحيدة في ساحة المواجهة مع نظام الملالي و بعد مرور اربعة عقود من الأحداث الدموية هي الطرح الوحيد و البديل الديمقراطي لنظام الملالي و هي الأكثر تعمقا و مسؤولية تجاه وجود نظام الملالي و خطره على المنطقة و العالم و لأجل ذلك دفعت التكلفة الباهظة.
والآن عندما ننظر في الرسالة الأخيرة للرئيس ترامب في اليوم الثاني عشر من العام الجديد و بالنظر إلى الجانب الذي يدعم انتفاضة الشعب الإيراني ابتداء من الكونغرس الأمريكي ثم الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة.
وقبل كل شيء النظر إلى المقاومة الإيرانية من موقع المنتصر وأثرها الفعال في انتفاضة الشعب الأخيرة في ايران و العلاقة العضوية بينهما حيث أوجدوا نوعا من التحول في العلاقة مع الموضوع الإيراني.
الآن دعم النظام الإيراني للإرهاب، انتهاك حقوق الانسان في إيران ، تجويع الشعب و نهب أموالهم من قبل نظام الملالي ، تدخل النظام الإيراني في شؤون دول المنطقة و خاصة العراق و سوريا و لبنان و اليمن ، القمع الدموي للحريات و لانتفاضة الشعب في إيران ، أنشطة النظام الشريرة و منها السعي لتصنيع السلاح النووي أو الصواريخ بعيدة المدى و تهديد السلم و الأمن في المنطقة و العالم و اغتيال المعارضة في داخل و خارج إيران و عدم التزام النظام بالاتفاقيات و. ... و كل ذلك هو معضلة واحدة لا يمكن فصلها أو تجزئتها حيث وضعت بين يدي المجتمع الدولي و كل منها تشير إلى ضرورة تغيير النظام في إيران.
في جملة الشرح للاجابة عن السؤال الأول سنجد جوابا واضحا للسؤال الثاني أيضا و اذا كان في السابق وضع اختيارات للتخلص من شرور النظام الإيراني فهذا سببه سياسة المجاملة و المحاباة. أما الآن بعد الانتفاضة و فيما يثبت صحة و حقيقة استراتيجية و دعوات المقاومة الإيرانية فقد اقتنع العالم أن الطريق الحيدة للوصول إلى الهدف أي تغيير النظام في إيران هو دعم الشعب و المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي. و لن يتأخر هذا كثيرا و هذا يتم بتوجه الحكومات إلى المقاومة الإيرانية و الاعتراف رسميا بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية و اعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب الإيراني و عندما تكون هي الواجهة سنصل إلى اليوم المنتظر و سيبدأ فصل جديد من العلاقات مع إيران.
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


57
انتفاضة الشعب الإيراني و الاستراتيجية الصحيحة
عبدالرحمن مهابادي*
مع انه من المبكر عرض الاحتمالات بما يتعلق بمؤامرات نظام الملالي لحرف مسار انتفاضة الشعب الإيراني العظيم، لا شك أن نظام الملالي وداعميه الدوليين سيحاولون جهدهم أن يخلقوا شرخا بين الشعب والمقاومة لهزيمة الانتفاضة الأخيرة وتصل لأسمعانا همسات من هنا وهناك تقول إنه لا يوجد أساس قامت عليه الانتفاضة وستنتهي بعد فترة قصيرة، هم يريدون اعتبار الانتفاضة فاقدة لعنصر القيادة ويعتمدون سياسات الترغيب والترهيب لإسقاطها.
لا يزال داعموه الدوليون كما كانوا من قبل يحاولون اصطناع قادة وهميين للانتفاضة وبهذا العمل يخرجونها عن مسارها الأساسي وهو اسقاط نظام الملالي وبطريقة الخميني في عام 1979 و يركبون موجة الثورة. لكن هل بهذه المحاولات يتحقق ذلك؟ لا أبدا !
الشعب الإيراني والانتفاضة الأخيرة يردون على ذلك بأن الانتفاضة منذ ساعاتها الأولى اتسعت لتشمل كل انحاء إيران وانهم سيسقطون الحكام والقادة الحاليين وانهم لن يستجيبوا للقادة المصطنعين اطلاقا لأن الشعب يريد إسقاط النظام الذي يحكم دولتهم لأربعة عقود بلا شرعية والقادة المصطنعين لا يريدون ولا يستطيعون تحقيق هذا المطلب الأساسي للشعب الإيراني لأنه من أجل هذا الهدف العظيم قدم الكثير وقد حان وقته الآن بعد أربعين عاما من المواجهات من قبل الشعب والمقاومة الإيرانية والآن أصبح معروفا بشكل رسمي وعلى مستوى العالم.
خامنئي قائد الملالي ارتعب من انتفاضة الشعب و ظهر بعد 5 ايام من بدء الانتفاضة، و بخصوص الانتفاضة قال فقط : "لدي كلام سأقوله في وقته".
وهذا يشبه كثيرا ما قاله الخميني عام 1988 حيث بعد اتفاقية 598 و بعد وقف اطلاق النار في الحرب بين إيران والعراق وفي رسالته ذلك اليوم لم يشر الى السبب لوقف اطلاق النار واجباره على انسحاب القوات وتراجعها لكنه قال أنه لديه كلام لن يقوله الا في الوقت المناسب. لكن لم يمض وقت طويل حتى صرح وكتب أقارب الخميني أنه قد بلغه أنه اذا لم يتم وقف اطلاق النار فإن النظام سيكون تحت تصرف جيش التحرير الوطني الإيراني وسيتم إسقاطه، هكذا يمكن قراءة ما لم يستطع أن يقوله خامنئي.
خامنئي قبل الجميع وصلته رسالة الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني ولم يأت على ذكرها لأنه لو ذكرها لزاد زخم الانتفاضة اكثر.
هو سمع أصوات أقدام المقاومة والتي هي الأن مستعدة أكثر من أي وقت مضى وهي موجودة وكامنة بين الناس وفي شوارع المدن وتعمل باستراتيجية " الف اشرف " وهي ليست عشوائية حتى أن قادة النظام أعلنوا أن منظمة مجاهدي خلق وراء قيام الانتفاضة.
المقاومة الإيرانية والتي تعتبر منظمة مجاهدي خلق جزءا محوريا فيها وبعد احتلال معسكر اشرف عام 2013 وقتل جماعي ل52 من أفراده في الأول من سبتمبر أيلول، أعلنت المقاومة الإيرانية عن استراتيجية " الف اشرف " حتى تزداد أعداده داخل وطنه وبواسطته يتحقق اسقاط نظام الملالي.
والآن اولى ثمار هذه الاستراتيجية يمكن رؤيتها من خلال الانتفاضة الأخيرة.
يمكن سماع صحة هذه الحقيقة على لسان نيوت غينغيرينج الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي أثناء الاجتماع الموسع للمقاومة الإيرانية في أواخر يونيو حزيران من العام الماضي حيث قال : بشجاعتكم أنتم و تفانيكم والتزامكم والتحدث مع الآخرين تحشدون الجيش الى جانبكم من أجل المزيد من الاستقلال وسنحمل الآمال التي ترمز الى استراتيجية الف اشرف على عاتقنا والجهود التي سيتم تقديمها للمعارضين في المرة القادمة ستكون عامة و أكثر تنظيما".
هذه الحقيقة الاساسية يمكن ربطها بسمات الانتفاضة الأخيرة. الانتفاضة الأخيرة تختلف عن باقي الانتفاضات في السنوات الماضية وأهم مافي ذلك أنها واسعة جغرافيا واجتماعيا وسرعة وصولها لهدفها السياسي حيث بعد عدة ساعات من بدءها أصبح شعارها الموت للديكتاتور والموت لخامنئي والموت لروحاني وايضا شعار ايها المتشددون وايها الأصلاحيون انتهت لعبتكم وزيفكم حيث وضعت النظام بشكل كامل من أهدافها. وأنهت المخططات الرجعية والاستعمارية في البحث عن الاصلاحات في اطار النظام.
آخر كلامنا هو الشعب جميعه والتيارات السياسية التي تتشكل ورجال الأعمال الموجودين في كل منطقة اندلعت فيها الانتفاضة في مختلف انحاء إيران يجب ان يكونوا حذرين من اي مشروع استعماري رجعي لحرف مسار الانتفاضة والتزام هذا الموضوع يعزز العلاقة مع المقاومة الإيرانية بشكل أكبر.

*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com

58
الثورة الإيرانية مستمرة وانتصارها مؤكّد
عبدالرحمن مهابادي*
مرت عدة أيام على قيام انتفاضة الشعب الإيراني الشجاعة ولا زالت مستمرة، ارتعدت أطراف أركان هذا النظام من الخوف والرعب و هناك أخبار عن هروب رؤوس هذا النظام إلى الخارج ويصل لمسامعنا أخبار عن انهيار القوات واستسلامها للثوار. الدعم الدولي لثورة الشعب الإيراني بازدياد والشعب وقيادته مصممين أكثر من قبل على متابعة الطريق للوصول للهدف بإسقاط الديكتاتور المذهبي الحاكم في إيران.
خلال الأيام الماضية أكثر من 50 شهيد و أكثر من 4000 معتقل من قبل القوات الحكومية ويعتبرون في خطر حقيقي.وتهديدات القوى الثلاثية الحكومية ليس فقط لم تنجح في وقف تقدم الشعب بل زادته إصرارا. لأن الخضوع لمدة 4 عقود في سجن اسمه إيران ولم يبق لهم شيء ليخسرونه.
انهم وقبل كل شيء يريدون الحرية والتوظيف وقوت اليوم وما يثقل همومهم أعزائهم الذين فقدوهم إما بسبب سياسة القتل الجماعي لهذا النظام أو لأن النظام أجبرهم على مغادرة البلاد وهم يستعينون بالصبر لإسقاط هذا النظام وإنقاذ شعبهم ووطنهم.
وحشية النظام أدت إلى التحامهم ببعض، أي ان الشعب الذي نزل حاملا روحه بين يديه إلى الساحات والمؤسسات المنظمة وذات الخبرة في تجاوز الأحداث لعشرات السنوات وبعد التقديم الكثير من الشهداء والغالي و النفيس سيصلون إلى إيران الحرة بهذا الاندفاع سيحررون وطنهم من براثن هذا المستبد المذهبي لأربعة عقود.
حتى الآن، على الرغم من أن نتائج هذه الانتفاضة الحية هي كثيرة، ولكننا سنعرض قليلا من نتائجها، حتى ننتهز فرصة أخرى لذكرها كاملة. هذه الانتفاضة التي حصدت هكذا نتائج وأشعلت هكذه شعله في حين ان النظام يملك هكذا سوابق وتاريخ مضطرب ومختل. تماما كما لوانها وضعته في سياق الاستهداف وحددت مسارا واضحا ومحددا لذالك. إن لم يكن الامر كذلك لما خطف الخوف من هذه الانتفاضة انفاس النظام الامر الذي دفعه للقتال على الاراضي الفرنسية ولم يكن ضروريا أن يفتح المسؤولون الصغار والكبار في هذا النظام أفواههم ضد المقاومة الإيرانية وقوتها المركزية، اي منظمة مجاهدي خلق، ولما ضجوا بكلمات وعبارات التهديد والوعيد.
وبصرف النظر عن أي تقلبات من صعود وهبوط في طريق هذه الانتفاضة، لكنها باعتمادها على مثل هذه القوة، فإن النصر النهائي لهذه الانتفاضة هو امر مكفول وسيكون من حليفها ولا يوجد حل آخر لقضية إيران. ولأن انتفاضة الشعب الإيراني ودور المقاومة المنظمة فيها قبل اي طرف اخر هي حقيقة لا جدال فيها، ونظام الملالي على علم ودراية بذلك، لكنه يحاول بلا جدوى ان يخدع الرأي العام بسيناريوهات خادعة ومؤامرات ملونة.
والحقيقة هي أن هناك فرقا كبيرا بين الانتفاضة الأخيرة وغيرها من الانتفاضات التي وقعت في إيران على مدى العقود الأربعة الماضية. والفرق هو أن المطالب الاقتصادية والاجتماعية الشعبية مع إمكاناتها السياسية، ومدى توسع وسرعة الانتفاضة، والوضع الحالي للمقاومة الإيرانية في داخل إيران وعلى الصعيد الدولي هي من الاوجه المميزة لهذه الانتفاضة، وبعبارة أخرى، أصبحت الآن الظروف الموضوعية والنفسية للمجتمع واستعداد القوى القيادية والبدائل الديمقراطية للنظام جاهزة للوصول إلى نقطة الهدف النهائية.
ولذلك، لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن المسالة الإيرانية تاخذ منحا ومدارا جديدا. وسوف يستمر تقدم الشعب والمقاومة الإيرانية في داخل حدود إيران وخارجها. وما سيكون متوقعا ولا يمكن إنكاره هو التراجعات المستمرة للنظام داخل إيران وخارجها، وفي الوقت نفسه، سوف ينهار نظام الملالي إلى أقصى حد ممكن.إن الأمر يتعلق بالمجتمع الدولي وخاصة الحكومات الإقليمية التي تساعد الشعب والمقاومة الإيرانية.
وإذا كان القلب ينبض لمصير شعب سوريا والعراق واليمن ولبنان والبلدان أخرى، وإذا كانت العيون ترتقب تدمير الإرهاب والجماعات الإرهابية، وإذا كان السلام والأمن والاستقرار مرغوبا فيه في المنطقة، فإن السبيل الوحيد هو حماية الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. ممثلة بالسيدة (مريم رجوي). وكما لا بد من الاعتراف بها رسميا وعدم التردد في ذلك.
ولا ينبغي أن ننسى أن أي طريقة أخرى باستثناء هذا الحل هو تجريب للمجرّب وتكرار للمكرّر!

*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


59
انتفاضة إيران، مسارها وآفاقها!
عبدالرحمن مهابادي*
تتواصل الانتفاضة في إيران والعالم يشاهد التطورات في هذا البلد الهام بمنطقة الشرق الأوسط حيث تزداد حالات الدعم لانتفاضة الشعب الإيراني من قبل رموز الدول مما يجعل آفاقا مشرقة أمام المنتفضين.
واليوم نرى مواجهة عنيفة بين المواطنين ونظام الملالي في الكثير من المناطق بإيران حيث ترتفع نبرتها يوما بعد يوم. وهاجم المواطنون في بعض المناطق الأجهزة الحكومية وذلك لأن الملالي الحاكمين ليس لم يلبوا مطالبهم فحسب وإنما يهددون المنتفضين بالقتل وبغية ذلك انتشر النظام قواه للأمن الداخلي وقواته العسكرية وأعلنت حالة التأهب في صفوفها إذ فتحت النار على المواطنين في بعض المدن مما أدى إلى سقوط عدد منهم شهداء.
وتشهد التجارب المختلفة للانتفاضة في مختلف نقاط العالم حقيقة أنه يشعل سفك «الدماء» لهيب الانتفاضة أكثر فأكثر وتشهد إيران هذه الحقيقة في هذه المرة. كما أنه وإذا ما لم يطلق نظام الملالي النار على المنتفضين فهم في صدد الإطاحة بهذا النظام بينما إذا ما أطلق النار عليهم باستمرار فمن الطبيعي يحمل المواطنون الأسلحة ويطالبون بها بحقوقهم مما يؤدي إلى إسقاط النظام لامحالة. وفي أية حال، لقد تعرض وجود النظام للخطر وبدأت مزاعم الأجنحة المختلفة لهذا النظام تمحو كـ«الزبد فيذهب جفاء».
وبإلقاء نظرة على طبيعة وسجل نظام الملالي والمشهد السياسي الراهن في إيران يمكن القول بكل جرأة إن بداية نهاية النظام لقد بدأت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وليس ببعيد أن يحدث تغيير عظيم ينتظره ويتوقعه العالم وينهار ويحدر عفريت التطرف ومصدر الإرهاب في العالم بيد الشعب الإيراني. وتشير وتيرة التطورات وجميع الأدلة والبراهين إلى حقيقة أن العام الحديث سوف يكون عاما حاسما للشعب الإيراني وشعوب المنطقة.
والآن يطرح سؤال نفسه وهو: هل تعد انتفاضة الشعب الإيراني في الوقت الراهن أمرا تلقائيا يفتقر إلى القيادة والتنظيم؟ ومن الخطأ الرد على هذا السؤال بـ«نعم».
ومن الواضح للخبراء في الشأن الإيراني أن هذه الانتفاضة هي موجهة ولها مسارها وأهدافها، رغم أنه لا يمكن الإشارة إلى تفاصيلها ولو قليلة. ولكن تبين بشكل جلي من خلال الصور والأفلام أن مطلب المنتفضين هو إسقاط نظام الملالي حيث كان استراتيجية المقاومة الإيرانية قائمة عليه. وفضلا عن ذلك يتطابق الدور البارز للنساء الباسلات والشباب الغيارى في إيران مع القوة الرائدة للمقاومة الإيرانية جملة وتفصيلا. كما يثبت الغضب السام لنظام الملالي في تنظيم مظاهرات مفتعلة ضد الانتفاضة هذه الحقيقة، إذا كانت عناصر النظام تهتف بشعار: «الحركة الأموية الخضراء، تابعة لدرب رجوي».
واليوم يجد كل إيراني تحرري شريف نفسه أمام واجب وطني وهو الاستعداد لتحقيق أهداف الانتفاضة. وبحسب الكتب السماوية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجوز لكل شعب في وطن أسلافهم وأجدادهم الدفاع عن كيانهم والإطاحة بالحكومات القمعية وهذا هو حق شرعي ومعترف به دوليا. واليوم لقد حان دور الشعب الإيراني ليطيح بنظام الملالي أعتاب الذكرى الأربعين لتأسيسه. وبغض النظر عن النوائب يحقق الشعب الإيراني النصر، وسيحرر شعب أراد التحرير!
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


60
في ايران... الشعب يريد اسقاط النظام !
نظرة مختصرة لتحرك الشعب الإيراني الأخير
عبدالرحمن مهابادي*
ما بدأ منذ الأيام الأخيرة لعام 2017 في ايران و بشكل سريع شمل جميع مناطق ايران و هو ثمرة البذرة التي زرعت خلال السنوات الماضية و هي تنمو الآن لتؤتي ثمارها. بعبارة أخرى هذه الثورة لم تقم بذاتها دون مسبب و قد أيقظت غضب و احتقان الشعب الإيراني بعد سنوات من الظلم و القهر الذي فرض عليه.
غضب الشعب من النظام المستبد المذهبي الذي يحكم ايران، و الآن بسبب الفقر و التضخم الاقتصادي أوجد أرضية مناسبة بالإضافة لعوامل أخرى لظهوره و حتما سوف يثمر. و إلا لما كانت الاحتجاجات بهذه السرعة و لكان للشعب الثائر شعارات و مطالب أخرى.
لكن الحقيقة هي أن تغيير هذا النظام هو المطلب الأساسي و الرئيسي لهذا الشعب و لهذا السبب بدأت المظاهرات بالاحتجاج على غلاء الأسعار ثم و بسرعة و في ساعاتها الأولى امتزجت بشعارات الموت لخامنئي و الموت لروحاني و الموت للديكتاتور.
من أسباب ظهور هذا الغضب و عدم الرضا الشعبي يمكن إيجازها بما يلي:
عدم تحقيق المطالب في المؤسسات المالية الخاسرة
عدم اهتمام النظام بإيصال مساعدات للمتضررين من الزلزال
عدم ثقة الشعب بوعود روحاني في الانتخابات
ارتفاع اسعار الخبز و البنزين و اللحم و البيض و...
و معرفة الناس بتخصيص ميزانية للملالي
و خاصة زيادة ميزانية اجهزة و مؤسسات النظام و التي يتم صرفها على الإرهاب و الأصولية و المحافظة على بقاء هذا النظام.
الرسالة الأولى لهذا الحراك الجماهيري و الشامل هي أنه لا مجال للمصالحة بين الشعب الإيراني و النظام بسبب عدائه للإنسانية و الشعب و صحيفته السوداء في دوره في مشكلات الشعب و خاصة موضوع الحريات لذلك كان المطلب الرئيسي اسقاط هذا النظام لكن سياسة الغرب المتماشية مع هذا النظام الأصولي أطالت عمره الى يومنا هذا.
بعبارة أخرى لو لم يوجد داعمين مخفيين(!) مثل باراك أوباما الرئيس السابق كنموذج عنهم لكان الشعب الأيراني قبر هذا النظام و رمى به الى مزابل التاريخ. لأن هذا النظام فاقد للشرعية و عملت سياسات الدول الغربية على بقاء هذا النظام و اضافة الى ذلك بدل من الديمقراطية المتغيرة تم تقييد الشعب الإيراني بهذا النظام الإرهابي.
عدم وجود هذا النظام في المستقبل أحد الرسائل الواضحة لهذه الثورة كما دعت إليه المقاومة خلال السنوات الماضية حيث لو أن النظام لا يلجأ الى التضييق و الاعتقال و التعذيب و الاعدام ليوم واحد فقط يوم واحد من الحرية و الديمقراطية بمعناها الحقيقي لكان الشعب الايراني كنس هذا النظام بسرعة.
و تسارع أحداث الحراك الأخير يشير الى ذلك بشكل جيد لذلك يجب القول أن عمر هذا النظام قد انتهى ولا مجال للجلوس من أجل الاعتدال و الوسطية الوهميتين و مثل هذا التصرف هو خطوة لصالح النظام و في ضرر الشعب.
أيضا هذا الحراك يظهر حقيقة أن الشعب لا يريد هذا النظام كليا و الانقسامات الداخلية في هذا النظام هي حرب على السلطة بين الذئاب الحاكمة و كل فئات هذا النظام بنظر الشعب فاشلة ولا مجال لاختبارهم و الحرب بين هؤلاء الذئاب لا علاقة لها بالشعب لأنهم جميعهم فاسدون و يجب إسقاطهم جميعا.
اما الرسالة الأهم لهذا الحراك فهي موجهة للعالم.الآن الجميع و خاصة الدول العظمى ترى بعينها ثورة الشعب هذه لذلك يجب أن تقطع جميع علاقاتها بهذا النظام و خاصة على الصعيد الاقتصادي و يتخذوا قرارا بإسنادها بشكل رسمي الى المقاومة الايرانية التي تمثلها السيدة مريم رجوي و هذه فرصة تاريخية للدول التي هي حتى الآن مقصرة بحق الشعب الايراني و لتعويض ما ألحقت من خسائر بحق الشعب و المقاومة. الديمقراطية البديلة و المنظمة لإيجاد تغيير أساسي في ايران و متوفرة حاليا. البديل الذي يمثل رسالة السلام و الأمان و الاستقرار في المنطقة و المبشر بعلاقات صداقة و تعايش سلمي و تعاون دولي و احترام لقوانين الأمم المتحدة.
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com


61
الدعم المالي للإرهاب في العالم
عبدالرحمن مهابادي*
وفي الآونة الأخيرة، أعرب مسؤولون في النظام الإيراني عن غضبهم للموافقة على خطة لكشف ممتلكات خامنئي وقادة النظام في الكونغرس الامريكي ووصفوها بأنها خطة "مناهضة لإيران".
ووفقا لتجارب السنوات ال 39 الماضية، فإنه من سمات النظام الدكتاتوري والنظام الفاشي الذي يحكم إيران وصف كل من يعادي بقائه ويعارض وجوده باوصاف مثل "معاداة إيران" و "معاداة الإسلام" لأن المسؤولين في هذا النظام اعتبروا أنفسهم ورثة لإيران والإسلام، بل ذهبوا ابعد من ذلك، حيث اعتبروا انفسهم ممثلي الله على الارض!
في الآونة الأخيرة، في 14 ديسمبر 2017، أصدر الكونغرس مشروع القانون 1638 لتحديد الاستثمارات والأصول المالية لكباد قادة النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران. وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس لجنة الخدمات المالية في الكونغرس أن النظام الإيراني هو الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم.
عدد من قادة ومؤسسات نظام الملالي، الذين استدعوا لمشروع قانون 1638 لتحديد اصول ممتلكاتهم وثرواتهم واستثماراتهم  وهم :الولي الفقيه ورئيس نظام الملالي وأعضاء مجلس صيانة الدستور ومجلس الخبراء وأعضاء المخابرات والأمن وقائد قوات الحرس ونائبه، وايضا قادة ونواب القوات البرية والقوات الجوية والقوات البحرية في الجيش الايراني وقائد  قوات التعبئة(البسيج) المعادية للشعب الايراني وقائد القوات الإرهابية في قوة القدس وقائد شرطة النظام ورئيس منظمة الطاقة الذرية لنظام الملالي ...
ويمثل إقرار مشروع القانون هذا بعد إدراج  قوات الحرس كمنظمة إرهابية من قبل الخزينة الامريكية اجرائا لتحديد أصول واستثمارات مسؤولي النظام المالية داخل الولايات المتحدة أو في أي مؤسسة مالية خارج البلاد.
ووفقا لمشروع القانون، تمكن هذا العدد من قادة النظام، الذين يبلغ عددهم نحو 80 شخصا، من السيطرة على معظم اقتصاد إيران من خلال إساءة استخدام مواقعهم.
 وفى الوقت نفسه فان معظم سكان ايران البالغ عددهم 85 مليونا فى وضع اقتصادى سيئ ووفقا للارقام الرسمية فان اكثر من 33 فى المائة من الايرانيين يعيشون تحت خط الفقر.
وينص مشروع القانون على ما يلي: "إن اضفاء طابع مؤسساتي على الفساد والتمييز لصالح الأقارب والاهل في مجال الاقتصاد وفرص الاستثمار المحلي والأجنبي هما من خصائص الحكومة الإيرانية، ولا سيما أن عددا كبيرا من قوات الحرس قد استخدم في معظم القطاعات الرئيسية لاقتصاد البلاد التي يسيطر عليها الحرس.
ومن المقرر ايضا ان يقوم مجلس الشيوخ الأمريكي بعد الموافقة على مشروع القانون ، من أجل أن يصبح قانونا بتقديمه الى رئيس الولايات المتحدة.
 وفي غضون 90 يوما بموجب مشروع القانون هذا ستكون الإدارة الأمريكية ملزمة بتحديد كل من قادة النظام الرئيسيين وكم يملكون من المال ورأس المال في الخارج؟ كيف تم تحويل هذه الأموال إلى الخارج؟
ويقدر معهد بورغن، ثروة زعيم الملالي الحاكمين في إيران، علي خامنئي بنحو 95 مليار دولار. ووفقا للإحصاءات، فإن 5٪ فقط من سكان إيران، بما في ذلك زعيمها وأسرته وشركائه والشركات التابعة له، لديهم ثروة البلاد، و 95٪ من سكان البلاد يعانون من الفقر.
ووفقا للوثائق والأدلة الكثيرة، فإن اقتصاد البلاد المليء بالثروات ، الذي أصبح الآن في أيدي النظام الديكتاتوري والطائفي الحاكم في ايران، مكرس بالكامل لمشاريع القمع المحلية والمشاريع الرامية إلى تصدير الإرهاب خارج الحدود، ولا سيما في بلدان المنطقة كالعراق وسوريا ولبنان ، واليمن ... ومشروع الأسلحة النووية هو أيضا أحد المشاريع المشؤومة التي تعرض فيها العالم المعاصر للتهديد.
في الوقت الحاضر، كانت التطورات العالمية، وخاصة في هذه المنطقة من العالم، اي الشرق الأوسط، تتسارع، حيث  اقترب نظام ولاية الفقيه  بسرعة هائلة من السقوط.
منذ زمن بعيد، بسبب سياسة الاسترضاء التي اتبعها الغرب، كان العالم في غيبوبة مما يفعله روؤساء هذا النظام، وهم بهذه الطريقة،ارادوا قتل الناس، ونهب أموالهم،وجعل مصير الآخرين مظلما، و بسط الإمبراطورية الإسلامية.
وهناك الآن عصر جديد يأمل فيه الشعب الإيراني ويؤمن بالإطاحة بهذا النظام الكهل من جهة وان استعداد المقاومة الإيرانية لاتخاذ الخطوة الأخيرة نحو إقامة السيادة الشعبية قد جذب انتباه العالم كله..
لذاك فإنه من الضروري عمل المجتمع الدولي على الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي للديكتاتورية الدينية والإرهابية. إن سقوط هذا النظام حتمي، ومفتاحه هو في يد الشعب الايراني والمقاومة الإيرانية. إن الدعم العملي للإطاحة بهذا النظام هو الحل الوحيد لجميع مشاكل ومعضلات إيران والمنطقة والعالم.
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com

62
صراع الذئاب في إيران 2-2
ضرورة إسقاط النظام وطرق الحل لذلك
عبدالرحمن مهابادي*
ازدادت شدة الصراعات بين ذئاب ايران في الاونة الاخيرة بشكل كبير وخاصة في الأسابيع التي تلت الانتخابات في الربيع الماضي. لانه لم يكن مخفيا على احد في تلك الايام كيف كانت هذه الذئاب تمزق بعضها بعضا من اجل الوصول الى كرسي الرئاسة.  وانها مسألة وقت فحسب كما رأينا،كل تلك الفضائح التي نشرتها تلك العصابات ضد بعضها في تلك الايام , الشعب الايراني لم يحصد اي نتيجة منها فحسب ولكن ايضا ازداد البلاء الواقع عليه منذ فترة طوبلة بشكل اكبر. إن الزلزال الأخير في غرب إيران هو أفضل دليل على حقيقة أن هذا النظام خلال 38 عاما من حكمه،احتجز الشعب الايراني كرهائن بطرق مختلفة وحرمهم من ابسط الاحتياجات والضروريات الأساسية للمجتمع الإنساني.
يمكن سماع صوت تكسيرالعظام داخل هذا النظام الهرم في رسالة أحمدي نجاد الأخيرة إلى خامنئي.حيث كتب: «اليوم، ظروف البلاد خطيرة جدا... بسبب إهمال السلطات وتأثير خطط الأعداء، والانكماش الاقتصادي غير المسبوق، والسيولة، والمصارف، والبطالة، والفقر،و الفواصل بين طبقات المجتمع والإنتاج الذي وصل الى الوضع المزري.. وفي أي لحظة، قد يواجه البلد والشعب ظروفا لا يمكن التنبؤ بها ولا يمكن ادارتها. إن الضغوط الاقتصادية التي لم يسبق لها مثيل، إلى جانب الضغوط السياسية والعقلية والنفسية، سببت الما وتشرذما حقيقيا لكثير من الناس والأسر وجعلت أجواء المستقبل اصبحت أكثر قتامة في أذهان عامة الناس، ولا سيما فئة الشباب».
 وفي تتمة الرسالة يقول أحمدي نجاد لخامنئي: «على سبيل المثال، عانى عدد كبير من مئات الآلاف من الناس من إدارة البنك المركزي وأداء المؤسسات المالية والائتمانية المرخص لها من قبل المراكز الرسمية في البلاد الكثير من المشاكل والكوارث التي ابتلينا بها. العمال الذين يعانون من المشقة والفقر قد حرموا من الحق في الحصول على الحد الأدنى للراتب الشهري لعدة أشهر وقد تعرضوا للاضطهاد بشكل مستمر من قبل المسؤولين واعربوا عن احتجاجهم وتم ضربهم واعتقالهم واحتجازهم».
والحقيقة التي يتم تضمينها في هذه المقالة هي أنه في إيران تحت حكم ولاية الفقيه، هي محض للاستياء الشعبي، على الرغم من انه في بداية الامر لم ياخذ طابعا نقابيا اوسياسيا. ولكن بسبب القسوة والاضطهاد الذي سببه النظام على هذا الشعب، اصبحت الشعارات والمطالب تاخذ طابعا سياسيا بشكل اسرع وتضاعف غضب وعنف الناس ضد النظام.  والواقع أنه في العديد من الأماكن اصبحت الشعارات تاخذ شكل «الموت لمبدأ ولاية الفقيه، الموت للدكتاتور، الموت لخامنئي، الموت لروحاني واسقاط الجمهورية الإسلامية»، وهكذا.
والحقيقة الآخرى على ضعف وهشاشة هذا النظام، لاتخرج في هذه المرة على لسان الشعب أو المقاومة الإيرانية، بل على لسان أحمدي نجاد.  وإذا كنا ننظر بشكل جيد الى حرب الذئاب على السلطة، سوف نصل الى نتيجة اخرى مفادها ان كل واحد من هذه "الرؤوس الثلاثة" المذكورة أعلاه يسعى الى تكثيف الحرب بين "الرأسين الاخرين". ولكن في الوقت نفسه لا تفضح هذه الرؤوس كل الحقائق والوثائق ضد بعضها البعض. لأن جميع "الرؤوس الثلاثة" قد شاركوا في جميع الجرائم المرتكبة خلال العقود الأربعة الماضية، ولم تكن أي من عصابات ومسؤولي هذا النظام أبرياء منها. ومن هنا نجد ان سبب الحرب بينهما هي صراع على السلطة فقط لا غير ، وليس شيئا آخر!
طالب علي مطهري، نائب رئيس برلمان النظام، الذي يتماشى مع عصابة روحاني، بأن يحاكم أحمدي نجاد علنا. وقد كتب حميد بقائي، نائب الرئيس التنفيذي لمحمد أحمدي نجاد خلال رئاسته، مخاطبا النائب العام للنظام في 27نوفمبر/تشرين الثاني 2017: «اقتراحنا لكم هو انه بما انكم لا تحترمون القانون والشرع والاخلاق في حقوق الشعب فمن الافضل لكم ان تقدموا استقالتكم». وكان القائد في الحرس الثوري المقرب من الحلقة الضيقة لخامنئي "محسن رفيق دوست" قد هدد أحمدي نجاد في نفس اليوم، وفي مقابلة مع وكالة أنباء إيلنا الحكومية، قال: «سنصل لقضية احمدي نجاد قريبا، والقضاء يضع اللمسات الأخيرة على قضيته».
وفي حين أن حروب الذئاب على السلطة تاخذ بالتصاعد والازدياد، فان هذا الامر ليس في معزل عن التطورات السياسية العالمية والإقليمية في المنطقة، وعلى الجانب الآخر فان الغضب وعدم الرضا الشعبي من هذا النظام بالتوازي مع ازدياد حدة صراع الذئاب وتوسعه قد دب الرعب والخوف في قلوب قادة ومسؤولي هذا النظام المعادي للشعب الايراني.
رجل الدين مصباح يزدي، الذي كان أحد الرعاة الرئيسيين لأحمدي نجاد، قد قال سابقا «طاعة أحمدي نجاد من اطاعة الله» ، قال مؤخرا في إحدى مقابلاته: «لا أوافق على سلوك أحمدي نجاد اليوم. لأنني أرى الآن انحرافا في سلوكه».
الآن، السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو : ما هو الحل؟؟ وإلى أي مدى ترجع اصول حرب الذئاب ؟؟، والى اين وصلت حرب الذئاب على الساحة السياسية اليوم؟ للإجابة على مثل هذه الأسئلة، يجب عليك أولا النظر في طبيعة هذا النظام.
والواقع هو أنه طالما ان هذا النظام الطائفي المبني على حكم ولاية الفقيه على قيد الحياة لا يمكن تصور وجود حل وطريقة لانقاذ ونجاة إيران والايرانيين من الهلاك. وبعبارة أخرى، عندما لا تعود سيادة إيران إلى الشعب الايراني، فإن إيران لن تعود بدورها إلى المجتمع الإنساني المعاصر. الناس الممثلة بمقاومة إيران مع صورتها المعروفة مريم ، هذه المقاومة التي سعت منذ 20 يونيو 1981، إلى حل الإطاحة بهذا النظام وقدمت في سبيله ثمنا باهظا، وفي السنوات الأخيرة، وفرت منصة لعرض برنامج بعشرة مواد من اجل (ايران حرة غدا) حتى يراه العالم اجمع.
الآن نرى علامات السقوط والاطاحة بهذا النظام والضرورة لذلك من داخل وخارج النظام ايضا ، والتطورات تتسارع داخل النظام وعلى المستويين الإقليمي والدولي!
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


63
صراع الذئاب في إيران 1-2
حلقة جديدة من تصارع قوى نظام الملالي
عبدالرحمن مهابادي*
في الدورة الثانية عشرة للانتخابات وصل صراع الذئاب الى أعلى مستوى ، محمود احمدي نجاد الذي بقي في منصب رئيس جمهورية نظام الولي الفقيه لدورتين و كذلك رفيقه حميد بقائي المرشحين لرئاسة جمهورية نظام الملالي أساؤوا بخطاباتهم و بشكل واضح لنظام الولي الفقيه فقام علي خامنئي بسلب حق الترشح منهم و أصدر قرار بحذف أسمائهم من قائمة المرشحين.
 في ذلك الوقت كان أحمدي نجاد غارقا في السلطة مع خامنئي و رفسنجاني حسب مصادر مقربة منه اما الأن نشاهد احمدي نجاد يتهجم على خامنئي و نظامه ويصفه بالطاغوت و الديكتاتور. و من الواضح أن هذا التناحر ليس حرصا على مصلحة الشعب و إنما هو الصراع بين فرق هذا النظام المختلفة، لأن احمدي نجاد هو شريك هذا النظام في كل الجرائم المرتكبة بحق الشعب الإيراني.
بالعودة الى التاريخ نشاهد أن أي مواجهة بين الشعب و الديكتاتور تخلق شقاقا و خلافا دمويا على جبهة الديكتاتور احيانا يكون على الصعيد السياسي و احيانا على الصعيد العسكري.
الحرب التي تعصف بأركان النظام الآن والتي لاعلاقة للشعب أو المقاومة بها تأخذ صورة الأفعى التي تبدء بأكل بيوضها. و بحسب وسائل اعلام حكومية أن الحرب تجاوزت مراحلها الأولى و ستصل الى مرحلة القصف بالمدفعية الثقيلة.
احمدي نجاد في 28 نوفمبر تشرين الثاني بعد أن أشار اليه رجل الدين محسني ايجي اي في خطاب المجلس القضائي ( بتوجيهات من خامنئي ) ارسل رسالة لخامنئي و بشكل علني و واضح أفصح عن دور خامنئي في هذه القضية. و قد كتب في الرسالة : ثقة الشارع بقدرات النظام لمدة طويلة قد تجاوزت الخطوط الحمراء و اقتربت من الصفر. و عدم رضا الشارع عن وضع الدولة والمجلس القضائي وصراخ الشعب يتعالى الى السماء. (دولت بهار 7 ديسمبر). وأضاف ايضا بخصوص السلطة القضائية : قرارات السلطة القضائية غير معقولة ولا يوجد أمل بتحقيق العدالة. واذا اصبحت السلطة القضائية ديكتاتورية فقد كانت كذلك من قبل..
التوتر الداخلي بعد تدخل احمدي نجاد و مناصريه دخل مرحلة جديدة وأكثر تعقيدا، أي انه اذا كانت الحرب بين طرفين رئيسيين حزب خامنئي و حزب روحاني و شركائه مع تدخل احمدي نجاد القوي اصبحت لعبة الشطرنج و الحرب بثلاثة رؤوس.
احمدي نجاد وبشكل خاص في الدورة الثانية عشرة هاجم رئاسة الجمهورية في عهد روحاني و نسب اليها اسباب التوتر والخلاف في هذه الدورة وقال في حرم عبد العظيم في مدينة ري و خاطب معارضيه وخاصة لاريجاني رئيس السلطة القضائية : القصة ليست البارحة واليوم نحن لا نقبل ان تقع الدولة تحت يد عائلة لاريجاني. الشعب الإيراني اكبر منكم بمئات المرات ورسالته وصلت اليكم يريد أن يقول ان لديهم الحجج القوية لينتقموا لقولكم أن الدولة التاسعة والعاشرة في زمن احمدي نجاد فاسدة.
عندما استمر احمدي نجاد في وصف عائلة لاريجاني بالجاسوسية و بيع الوطن و اغتصاب الأرض و السرقة و الجرائم كان يعرف ان الهدف هو نظام الولي الفقيه أي خامنئي لهذا ارسل له رسالة ليبين يده بما يحصل. هو كان يعلم جيدا أن عائلة لاريجاني التي استولت على كثير من المناصب المتنفذة بالدولة و الآن وقعت بمشهد الجرائم والسرقات حيث ان كل أطراف النظام متورطة بها ويقومون بها ايضا.
في مقابل هجوم انصار احمدي نجاد قامت السلطة القضائية بتنفيذ أمر الولي الفقيه و شطبت اسماء المعارضين. لم يهتم أحمدي نجاد يذلك وقال: اجبار الدولة والجلوس 11 يوم في المنزل وترك البلاد وقبلة على تابوت الملحد الكافر ( يقصد شافيز رئيس فنزويلا ) واحتضان أمه وتقبيلها من خدها والخروج عن الأعراف والتقاليد والكذب بهذه الهوية أواجه السلطة القضائية اليوم كل شجاعة.
لكن حتى اليوم تم ايقاف انصار احمدي نجاد عند حدهم. واشار الى تطبيع الجرائم في ظل هذا النظام و وضع السجناء في الدولة قال ان السلطة القضائية تقول بهذا الخصوص أنها السلطة الوحيدة التي لم يتجرأ أحد على انتقادها منذ 38 سنة.
في الواقع الكثير من النقاط التي ذكرها احمدي نجاد و المرتبطة بالسلطة القضائية ليست جديدة ، كثير منها تحدث عنها الشعب والمقاومة عدة مرات. المهم في الأمر أنها هذه المرة تأتي على لسان رئيس سابق للنظام وعضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا. انه يقول ان القوة القضائية وظيفتها اسكات اي صوت مخالف للنظام.لذلك هي فاسدة وظالمة ومجرمة.
وبمتابعة خطابات احمدي نجاد واعضاء سابقين عن فساد السلطة القضائية للنظام ، أجبر رجل الدين صادق لاريجاني على الظهور الى الساحة ووصف كلام احمدي نجاد بالخيانة وطعن النظام من الخلف.
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com



64
إرهاب النظام الإيراني عبر القارات
عبدالرحمن مهابادي*
يعمل الإرهاب قويا جدا ومعقّدا وعلى نطاق واسع عندما يتم دعمه وتمويله وتوجيهه. الانموذج الحكومي له في عصرنا هذا، هو الإرهاب الصادر عن نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران وتفجير المركز اليهودي الارجنتيني في بوينس آيرس في 18 يوليو 1994 حيث أسفر عن مقتل 85 شخصا وإصابة 300 آخرين. ولكن عندما يواجه الإرهاب قدرا من الحزم والقاطعية، فإنه يبرز طبيعته الضعيفة والهشة حيث ينتهي الأمر الى مثول الإرهابيين أمام العدالة والقانون، وكما رأينا مؤخرا في النظام القضائي في الارجنتين. 
في يوم الخميس 7 ديسمبر2017 دعا القاضي الاتحادي الارجنتيني كلاوديو بوناديو الى اعتقال الرئيسة السابقة كريستينا فرنانديز وعدد من زملائها، بمن فيهم وزير الخارجية هيكتور تيمرمان في عهدها بتهمة الخيانة والتواطؤ مع النظام الإيراني والتستر على التحقيق في قضية تفجير آميا. كما طلب القاضي من مجلس الشيوخ الارجنتيني رفع الحصانة عن كريستينا فرنانديز التي حاولت بعد انتهاء ولايتها الافلات من الملاحقة القضائية والعقوبة من خلال العضوية في مجلس الشيوخ.
وعقب كشف المقاومة الإيرانية في عام 1994 عن أن النظام الإيراني كان وراء التفجير وأن كبار المسؤولين للنظام ضالعون فيه، طلب المدعي العام الارجنتيني في العام 2006 من الانتربول اصدار نشرة حمراء لعدد من مسؤولي النظام الإيراني أثناء التفجير وهم كل من أكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس الجمهورية)، وعلي أكبر ولايتي (وزير الخارجية)، وعلي فلاحيان (وزير المخابرات)، ومحسن رضايي (قائد قوات الحرس)، أحمد وحيدي (قائد قوة القدس)، وهادي سليمان بور (سفير النظام في الأرجنتين) وأحمد رضا أصغري (مأمور قوة القدس في الارجنتين العامل تحت غطاء دبلوماسي)، ومحسن رباني (الملحق الثقافي للنظام في الأرجنتين)، وعماد مغنية (من قادة حزب الله).
وبعد 20 عاما من الانفجار، أي في عام 2015 توصل القاضي الارجنتيني آلبرتو نيسمان في التحقيقات التي أجراها، الى نفس النتائج بهذا الصدد. انه أعد تقريرا عن تحقيقاته لتقديمه الى البرلمان، لكنه اغتيل في شقته في بونيس آيرس. وأشارت التقارير في ذلك الوقت أن الرئيسة السابقة قد منعت المزيد من البحث، إزاء إدخال النفط الخام من نظام الملالي والحصول على الأرباح الناجمة عن الصفقات التجارية.
وبعد اغتيال القاضي نيسمان في العام 2015، دعت المقاومة الإيرانية، القضاة والمحامين الارجنتينيين الشرفاء إلى عدم السماح بأن تصبح العدالة ضحية التواطؤ مع نظام الملالي. ومن حيث الوصف الحقوقي لا شك أن عملية تفجير آميا والمجزرة التي وقعت في عام 1944 في بوينس آيرس هي مثال بارز لجريمة ضد الإنسانية ولذلك لا يشمله تقادم الزمن....
يجب التعلم من العمل الجريء للقاضي بوناديو. كما أن العديد من المحاكم الدولية لم تخضع للسياسات الاستعمارية وضغوط النظام الإيراني وأمرت بإزالة اسم المقاومة الإيرانيية من قوائم الإرهاب. لقد حاول النظام الإيراني والغربيون المساومون معه الذين يتمتع كل منهم بمكاسب اقتصادية ضخمة من خلال التعامل مع نظام الدكتاتورية الحاكمة في إيران، دوما القضاء على أي صوت معارض وخنقه بطرق لا إنسانية.
والآن في الارجنتين، تمازجت صفة الشجاعة التي يتحلى بها القضاة هناك، مع دم الشهيد نيسمان، وأعطى أول ثمرة له. وبقي استمرار الطريق على عاتق الحكومة والقضاة والمحامين الشرفاء في هذا البلد ليقدموا كل مرتكبي الجريمة الإرهابية في حادث آميا ومن يقف وراء مؤامرة عام 2015 وقاتلي القاضي الشهيد آلبرتو نيسمان الى العدالة.
ولكن في العقود الأربعة الماضية ليس قليلا عدد الافراد من أمثال الرئيسة الارجنتينية السابقة كريستينا فرناندز، الذين تلطخت أياديهم في التواطؤ مع نظام الملالي الحاكمين في إيران في دماء الشرفاء والمعارضين للإرهاب. رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وزملائه من بين الذين تعاونوا في السنوات الأخيرة مع قوة القدس الإرهابية لقوات الحرس للنظام الإيراني وهم شنوا مرات عدة هجمات دموية على أعضاء المعارضة الإيرانية مما أدى الى سقوط المئات منهم شهداء واصابة قرابة ألفي شخص آخر بجروح وسلب ممتلكاتهم بأكثر من 600 مليون دولار. نوري المالكي ورفاقه مثل كريستينا فرنانديز قد هربوا الآن من العدالة بسبب الحصانة، ولكن ليس هناك شك في أنه اذا مسكت حكومة شعبية وديموقراطية السلطة في العراق، سيكون مصير عملاء النظام الحاكم في إيران على أرض العراق ممن يحتلون مواقع سيادية في هذا البلد، آسوأ بكثير ولن يكونوا قادرين عن الافلات من العدالة.       
المسؤولون عن جريمة ضد الإنسانية في آميا، هم مسؤولون عن مئات الأعمال الإرهابية في أنحاء مختلفة من العالم، وهم المسؤولون عن إعدام 120 ألف سجين سياسي بما في ذلك مجزرة 30 ألف سجين سياسي في العام 1988 ولديهم قيادة واحدة مركزها في طهران.
حان الوقت لاحالة جرائم هذا النظام الى مجلس الأمن الدولي لتقديم المجرمين الى العدالة بعد اجراء تحقيقات كاملة في ملفاتهم.
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


65
النظام الإيراني رأس الفتنة !!!
من قتل علي عبدالله صالح؟
عبدالرحمن مهابادي*
في يوم الأحد 3 ديسمبر تم اغتيال علي عبدالله صالح رئيس جمهورية اليمن الأسبق وذلك بعد فترة قصيرة من انفصاله عن ميليشيات الحوثي المرتبطة بالنظام الإيراني والذي تحالف معها علي عبدالله صالح في السنوات الثلاث الأخيرة .
وبناءاً على ما قاله شهود عيان في ذلك اليوم أن القوات الموالية لعلي عبدالله صالح أغلقت عدة شوارع في مركز مدينة صنعاء وتم تجميع عدد كبير من القوات هناك.
هذا وكان صالح قد طلب بفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي وهذا يتعارض مع مصالح النظام الإيراني في تلك الدولة. وقائع المشهد تقودنا إلى أن النظام والحوثيين احتجزوا سكان صنعاء وجعلوا منهم دروع بشرية .
في الرابع عشر من نوفمبر تشرين الثاني كتبت جريدة جوان التابعة للحرس الثوري الإيراني معبرة عن اسفها لما آلت إليه الأوضاع في اليمن: ”كل المجريات كانت لمصلحتنا لأن علي عبدالله صالح ولعدة أعوام كان إلى جانبنا ولكنه ارتكب خيانة عظمى“.
صحيفة كيهان التابعة لعلي خامنئي كتبت بخصوص اطلاق الصاروخ على أبوظبي في صفحتها الأولى وبالخط العريض: تطاير الشرر من أبوظبي هذه المرة والرعب يتملك الرياض من الصاروخ التالي .
محمد علي جعفري القائد في الحرس الثوري يقول وهويدافع عن الحوثيين بعد يوم واحد من مقتل علي عبدالله صالح وإعدام 200 من مواليه على أيديهم : نعلم أنهم كانوا يحضرون لمحاولة انقلاب في اليمن لكن هذه المؤامرة تم القضاء عليه فورا. الملا حسن روحاني رئيس الجمهورية بعد يوم واحد من مقتل صالح يدعي أن اليمن قد نجت من أيدي المغتصبين وأنهم سيندمون .
اغتيال علي عبدالله صالح حادثة مهمة في تاريخ هذه الدولة والحرب بين سكان اليمن وبين الحوثيين التابعين لإيران دخلت مرحلة جديدة . هذه المرحلة كما في سوريا ليس الوقت فيها لمصلحة النظام .
 سياسة المجتمع الدولي تجاه بعض المنظمات مثل حزب الله اللبناني دعا النظام الإيراني للتفكير بتشكيل كيانات مشابهة في دول أخرى ومنها اليمن. ولهذا السبب وخلال السنوات الثلاث الأخيرة لاحظنا كانت ايران تدعم الحوثيين بالمال والسلاح كما تدعم حزب الله في لبنان وتم كشف هذه العلاقة الخطيرة بيننهم وبين النظام الإيراني عدة مرات بالوثائق . إلا أن تقصير الدول الغربية سبب الى ديمومة هذا المساركما سبب الى اتساع عملها واستمرارها.
التغيرات الأخيرة في اليمن واغتيال علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الوطني له عدة دلالات :
أولا :الحزم ضد النظام الإيراني وتنفيذ ذلك عمليا. وهذه الطريقة الوحيدة التي تثبط استمرارية هذا النظام وتمهد الطريق للتغيير. سياسة التي تبني على الحزم ضد النظام الأيراني وعملائه بالمنطقة في الخطوة الأولى سيعمل على شق صف جبهة النظام الإيراني في المنطقة. كما حدث في اليمن وسبب ذلك انفصال المؤتمرالوطني عن جماعة الحوثي المرتبطين بالنظام الإيراني .
ثانيا : النظام الإيراني اينما يرى مصالحه في الخطر، لايقصر في ارتكاب اي جريمة وامثلة كثيرة من داخل ايران حتى أن هذا النظام يمكن أن يسبب القتل لبعض الشخصيات قريبة جداً من النظام اذا شعر بخطر من جانبها عليه. وخاصة في المرحلة الحالية التي دخلت بها المنطقة حيث يشعر النظام بالخطر على وجوده.
ثالثا: كل فصيل يتماشي مع النظام ويعمل تحت اشرافه وتحت سيطرته اول خطوة يقوم بها داخل هذا الفصيل ايجاد انظمة للسيطرة عليه اولإزالته اذا لزم الأمر. فلهذا السبب فاذا اراد الفصل أي عمل لتغيير الواقع لصالح الثورة والشعب عليه ان يقوم بازالة العناصر الموالية للنظام من ناحية الحماية والامني في داخل صفوفه اولاً.. وإلا سيكون المصير مشابه لعلي عبدالله صالح وأمثلة كثيرة تم فيها اغتيال القادة عندما اقتضت الحاجة.
ما تم الإشارة إليه في الأعلى هي أولى الدروس التي يمكن تعلمها من التغيرات التي حدثت في اليمن. أن الدرس الأهم والأكثر تأثيرا لدول المنطقة والشرق الأوسط هي أن تتخذ خطوات في المرحلة المقبلة لتغيير النظام الإيراني. وتغيير هذا النظام سيكون فقط بيد الشعب والمقاومة الأيرانية ومن الأولوية أن يعترفوا بها رسميا ويقدموا لها الدعم المادي والمعنوي . وهذه الخطوة ضرورية وكلما تأخرت ستكون الأخطار المحدقة بالمنطقة أكبر. المجلس الوطني المقاومة الإيرانية الذي يمثل الشعب الإيراني على أتم استعداد للتعاون من أجل هذا الأمرالمهم والخطير.
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com


66
«لا» للملالي الحاكمين في إيران
لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

عبدالرحمن مهابادي*
بينما نقترب من اليوم العالمي لحقوق الإنسان، والانتهاكات لحقوق الإنسان تتواصل بلاهوادة في إيران الرازحة تحت حكم الملالي وأن النظام الإيراني ورغم ادانته 64 مرة من قبل مؤسسات مختلفة للأمم المتحدة، يعتقل المواطنين ويحيلهم إلى المشانق بعد ممارسة التعذيب عليهم.
نفذت لحد الآن آكثر من 3200 عملية إعدام في ولايتي حسن روحاني الذي هو في عهده الثاني. وخلال الأشهر الـ11 فقط بلغ عدد المعدومين 520 حالة إعدام خلافا للاعلام الحكومي الرسمي 91 حالة إعدام. وطبعا هذا يشكل جزءا ضئيلا من حالات انتهاك حقوق الإنسان في إيران. قمع النساء والاقليات القومية والدينية متواصلة على قدم وساق. المواطنون المنكوبون بالزلزال غربي إيران يعيشون وضعا مأساويا جدا بسبب الحكم الطائفي السائد في البلاد.  من ناحية أخرى تزداد آعداد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر البالغ عددهم 10 ملايين، واعترف المسؤولون بوجود سبعة ملايين أطفال عمل وفاقدي المعيل. كما ان تجارة بيع أعضاء الجسم أو بيع الأطفال وحتى الرضع أصبحت رائحة في حكم الملالي. وليست أية عائلة في مأمن من الانتهاكات التي يمارسها نظام الملالي. وفي ظل هذه الانتهاكات أصبحت  إيران سجنا كبيرا واضطر ملايين الإيرانيين إلى مغادرة الوطن. بينما المواطنون يناضلون في ديار أجدادهم ضد نظام الملالي المعادي للحرية ويدفعون ثمن الحرية يوميا. الإيرانيون في المنفى وفي الشتات في الدول الديموقراطية هم الآخرون يحتفون باليوم العالمي لحقوق الإنسان  ويقولون «لا» للنظام الدكتاتوري الحاكم في إيران من خلال مشاركتهم النشطة ويدعون العالم إلى دعم الشعب الإيراني. انهم يوجهون نداء مقاضاة لغاصبي حقوق شعب سلب منه أبسط الحقوق الإنسانية وهو محروم من حقه في الحرية والمعارضة السياسية وحرية الرأي والدين والمعتقد وحق الأمن و...
الإيرانيون في خارج الوطن المكبل، يعلون الصوت الخافت لشعبهم الذي طفح كيل صبره من العقوبات اللاإنسانية والضغوط النفسية والمعيشة القاسية. انهم يمثلون شعبا يريد اسقاط نظام الملالي. وهو شعب قدّم لحد الآن 120 ألفا من أبنائه قربانا للحرية أعدمهم النظام أو اغتالهم. شعب أعزل وبلاحماية أمام الكوارث الطبيعية مثل ما حصل في غرب البلاد وراح ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين بين قتيل وتشريد. شعب ينهب النظام والمؤسسات التابعة له مثل قوات الحرس ثرواته الوطنية، ويضطر إلى مزاولة مهنة «العتالين» وقبول الأخطار لكسب لقمة عيش.
في هكذا وضع، يعتزم الإيرانيون في الخارج أن ينظموا وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان تظاهرة رائعة يوم 11 ديسمبر في العاصمة الفرنسية باريس لإبداء معارضتهم ضد الانتهاكات لحقوق الإنسان في إيران.
وفي هذه التظاهرة التي هي عرض لاحتجاج الغالبية الساحقة للشعب الإيراني ضد نظام الملالي المقارع للحرية والمرأة، يمثل المشاركون صوت شعب هو محروم من حق المعارضة والاحتجاج في إيران وهو يواجه عقوبة الإعدام والتعذيب حالما يرفع صوته الاحتجاجي.
وفي تظاهرة باريس تصدح الحناجر وبأعلى صوت بنداء الخلاص من براثن الملالي الطائفيين واقامة سلطة شعبية تتبلور في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والسيدة مريم رجوي. انهم يدعون إلى تحقيق جمهورية حرية وديموقراطية قائمة على فصل الدين عن الدولة.
نعم، المشاركة في هذه المظاهرة وبهكذا مضمون هي واجب وطني وقومي.

*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
 
Abdorrahman.m@gmail.com


67
الوقت في سوريا يجري ضد النظام الايراني

عبدالرحمن مهابادي*
في 24 تشرين الثاني / نوفمبر، عقد مؤتمر كبير للمعارضة السورية في الرياض بحضور ديميستورا، ممثل الأمم المتحدة للسلام في سوريا وفي هذا المؤتمر جلست مجموعات كبيرة ومختلفه من المعارضة السورية خلف طاولة واحدة واتفقت في بيان مشترك لها ينصب تركيزه على رحيل الأسد من السلطة. كما أن وجود ديميستورا، الممثل الخاص للأمم المتحدة في الأزمة السورية في مؤتمر قمة الرياض، قدم أيضا اتفاقا على هذه القمة على أساس دولي.
وقال المتحدث باسم المعارضة السورية احمد رمضان في هذا الصدد ان "ممثلين عن المعارضة السورية سيعينون نصر الحريري رئيسا لوفد المعارضة السورية في محادثات جنيف التي ستبدأ في 28 تشرين الثاني / نوفمبر وترأسها الامم المتحدة (رويترز 24 تشرين الثاني / نوفمبر)".
ما هو واضح هو الاصطدام بين قوتين متخاصمتين. بين دكتاتورية الأسد، بدعم من النظام الإيراني، والشعب السوري والمعارضة الذين يريدون رحيل الأسد بأي طريقة ممكنة. هذاالنظام الذي تسبب في مقتل وجرح مئات الآلاف من المدنيين وملايين المشردين وكان سببا في خسارة المليارات من الدولارات.
ولأسباب جيوسياسية مختلفة، لا يمكن فصل المشهد الحالي في سوريا عن العراق فداعش، هذا الابن الغير شرعي للنظام الحاكم في إيران في المنطقة و منذ ظهورها كانت الاستفادة القصوى من ظاهرة داعش تصب في صالح نظام الملالي الحاكم في إيران ومن جملة الاستخدام الضار لهذه الظاهرة من قبل نظام الملالي هو تشكيل قوة اكثر خطورة سميت بقوات الحشد الشعبي في العراق والآن بعد أن اصبحت المنطقة في المراحل النهائية لإنهاء داعش، فإنها تريد من الحكومة العراقية، من ناحية، أن تطالب بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، ومن ناحية أخرى، ألا تتخذ خطوات للإطاحه بقوات الحشد الشعبي.
وقال قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري في اعتراف واضح باستخدام ظاهرة داعش: "لقد تمكنا من توسيع وجودنا في المنطقة بالاستفادة من الحرب مع داعش وتنظيم قواتنا في المنطقة" وهذا يعني، بطبيعة الحال، ايجاد مقاتلين يعرفون باسم "الحشد الشعبي" في العراق، مشابه لنمط قوات البسيج (التعبئه ) في ايران و تنظيم مليشيات الحوثي الذين يدعون أنصار الله في اليمن، ومثلهم ايضا في سوريا.
من ناحية أخرى،، نرى كل يوم تشدد في موقف الحكومة الأمريكية بعد الإعلان عن استراتيجية دونالد ترامب الجديدة. ومن الصحيح أيضا أن الولايات المتحدة لا تنوي أولا مغادرة العراق، بل تسعى أيضا إلى الاعتراف بوجود قواتها في الأراضي السورية. ثانيا بدء وضع كل من الحشد الشعبي الارهابي وحركة النجباء على قوائم الارهاب من قبل وزارة الخارجية الامريكية.
وبهذه الطريقة، فإن وجود القوات الأمريكية في سوريا وتزايد تأكيد المعارضة السورية على رحيل بشار الأسد هما علامتان هامتان في دوران ميزان القوى على حساب النظام الإيراني ولمصلحة الشعب السوري وستكون الأرباح الخام لهذا النظام، التي أنفقت مليارات الدولارات من ثروة الشعب الإيراني على قتل الشعب السوري، لتامين عمقه الاستراتيجي قد ذهبت ادراج الرياح هناك نزاعات واسعة النطاق حول سوريا بين فصائل نظام الملالي الان ومع تصدر روسيا للمشهد السوري تنظر هذه الفصائل بعين الدهشة والقلق الامر الذي يعتبرونه فشلا وانكسارا لها وهم يعلمون جيدا ان موضوع رحيل الاسد الذي اعتبره نظام الملالي خطا احمرا هو ليس كذالك بالنسبة للروس إن النظام الإيراني قلق الآن من أن روسيا وضعت قضية سوريا كمسألة للمساومة مع القوى الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، من أجل النهوض بمصالحها.
وبالنظر إلى التطورات في سوريا على مدى الأشهر القليلة الماضية، نرى أن النظام الإيراني فقد هيمنته في سوريا، وان روسيا هي المتصدر الحقيقي للمشهد السوري ، وأن أي قرار تتخذه روسيا بشأن سوريا سيؤثر بشكل مباشر على مصير نظام ولي الفقيه الحاكم في ايران لأن مطلب رحيل الأسد، الذي يحظى بدعم قوي على المستوى الدولي، هو مطلب الشعب السوري والمعارضة على الأقل. وهذا المطلب يتعارض بشكل كامل مع مطلب النظام في حماية الديكتاتور السوري.
وبالنظر إلى تاريخ هذه المنطقة من العالم، نجد من المؤلم حقا أنه لا يوجد بلد في المنطقة ،قد تدخل في شؤون البلدان الأخرى. كما تدخل النظام الديكتاتوي سليل القرون الوسطى الحاكم في ايران وهذه حقيقه ان لم تكن ظاهره سيظل يلعب هذا النظام دورا سلبيا طالما انه على قيد الحياة قد حان الان الوقت للقيام بدور إيجابي في إنهاء هذا السرطان الذي ضرب الشرق الأوسط.

 *کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com




68
يجب مقاضاة مسببي ضحايا الزلزال الأخير

عبدالرحمن مهابادي*
عندما تحدث الزلازل في کل مرة، فإن الارض بإمکانها أن تبتلع البشر والمجتمعات الانسانية وتتمکن أيضا من أن تضعهم في مفترق التجربة والاختبار. البشر بإمکانهم أن يستفيدوا من التجارب وأن لايذهبوا ضحايا للزلازل القادمة وذلك بوضع الاسس والمقومات للإنطلاق في طريق الرقي وتطور المجتمعات بإمتلاك مقومات مواجهة الکوارث الطبيعية وغيرها.
و في إيران التي تقع على خط الزلازل، فقد جرت خلال 40عاما الماضية تجربة الابتلاع فقط، ذلك أن هناك نظام دكتاتور وسفاك وبالتالي نستطيع القول أنه ليس فقط يسبب الابتلاع فحسب وإنما هو حائل لتجنب الابتلاع وخير دليل على هذه الحقيقة ما حدث في غرب إيران في محافظة كرمانشاه أخيرا الذي حدث يوم 12/ نوفمبر-تشرين الثاني، حيث ابتلع الزلزال منطقة واسعة وآلاف من الناس فضلا على تسببه بقضاء نحب آلاف المواطنين من جراء العطش والجوع والتشريد وما شابه ذلك.. الحقيقة ومرة أخرى، فقد بكت الأرض وامتلأت السماء بالصرخات وحزن العالم الى جانب أن هناك خفايا غير مكشوفة من هذه الكارثة الإنسانية ولم نعلم عنها شيئا! حيث أدمع هذا الحادث الأليم عيون السامعين والناظرين من كل فج عميق وكل الضمائرالحية وكل إنسان شريف كما تضايق كل من سمع أو قرأ عن تصرفات الملالي الحاکمين في إيران تجاه هذه القضية، وقد أغاظ ذلك كل ناظر أكثر من السامعين ولذلك فقد ضم صوته مع الشعب الإيراني وأيقن بأن هذا النظام يجب أن يرحل فإنه ليس من الشعب ولا للشعب .
كل من سمع أخبار الزلزال أو شاهد صور وأفلام تتعلق بذلك، إنتابه حزن عميق وإنحبست الدموع في مآقيه خصوصا وإن هناك الکثير من الاخبار والمشاهد المٶلمة جدا التي يحذر إعلام الملالي من نقلها، فإنه سيکون على إطلاع بشأن الاوضاع الوخيمة الشعب وإيران الرازحة تحت وطأة حکم الملالي وبالنسبة لما يجري لأهالي المناطق المنكوبة في كرمانشاه من المعاناة ولآلام حيث يعجزاللسان عن بيانه ووصفه، سيما عندما كان يتعرض الأهالي الناجون من الزلزال للموت بسبب البرد القارص أو تعرضهم لمهاجمة الذئاب الجائعة، خصوصا عندما نشاهد بأن المنكوبين الذين نجوا بأعجوبة من الزلزال ولكنهم معرضون لهزات إرتدادية قد تخلف عدد کبيرا من الضحايا بينهم. غير إننا لابد أن نلفت الانظار الى أن هناك زلزال أكبر، وهو وجود نظام الملالي المتشدق بالدين والذي تستمر إرتداداته لحد الآن، حيث لا يمسي يوم في إيران إلا وينفذ أحكام الإعدام بحق أبناء هذا البلد بعد الاعتقال والتعذيب والسجن كما جرى بحق 120ألفا من خيرة أبناء أبناء الشعب من إعدام واغتيال وما شابه ذلك، حيث لا توجد عائلة في إيران قد نجت من ظلم وجور الملالي.
هذا النظام وبسبب من نهجه اللاوطني والمعادي للشعب، ولأنه جعل الحياة في ظله صعبا ومعقدا فقد ساهم بإيجاد الظواهر الاجتماعية السلبية نظير الفساد والفقر والعوز والبطالة والإدمان والعتالية مما يرغم على الناس أن يلجٶا إلى بيع أعضاء البدن و... حيث نستطيع القول أن الشعب الإيراني وخلال الحقبة المقيتة لهذه الدكتاتورية قد واجه أسوأ مرحلة تاريخية وللأسف البالغ فإن الذي ساعد ويساعد على بقاء هذا النظام على الحكم وإستمراره، ليس إلا اعتماد سياسات الاسرضاء من جانب الغرب تجاه هذا النظام. فما بالك وفي ظل هذه الظروف عندما يحدث الزلزال فإن آلام الناس تتضاعف أكثر من أي وقت مضى سيما حين نضيف عليها فقد الاعزاء والاحبة وتدمير إمكانياتهم وعدم إمكانية إنقاذ ألأحياء تحت الأنقاض وشحة الماء والخبر والمأوى والملابس والأدوية .. ولكن ورغم عظمة هذه الآلام، فإن تعامل نظام الملالي وسلطاته تجاه الزلزال والمنكوبين لمن لايدري مصيبة، أما لمن يدري فإن فالمصيبة أعظم. عندما نرى هناك من بقى تحت الأنقاض ولا يجدون من مغيثا ليغيثهم فإن هذا الألم ينفذ في العظم حيث أمضوا الأهالي المنکوبين ساعات وأيام وهم محرومون من أبسط حاجات وإمكانيات الحياة ولا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا .
وعندما نرى ونسمع بأن مسٶولي هذا النظام ومن خلال صراع الاجنحة، ولغرض إنجاح أنفسهم عبر صناديق الانتخابات الصورية فإنهم يشيدون أبنية بواسطة شركة ” مهر“لکن الابنية المشيدة بواسطة هذه الشرکة وبسبب هشاشة الأساس فقد جعلوا من هذه الابنية أشبه ماتکون بالمقابر حيث يقال بأنه قد بقي شخص واحد من ضمن ألف کانوا يسکنون هذه الابنية على قيد الحياة ! فاعتبروا يا أولى الأبصار..
عندما نشاهد المشاهد والاصوات الحقيقية من المناطق المنكوبة حيث يقوم مسٶولوا النظام أمام الدمار بإلتقاط صور سلفي کما إنهم يتظاهرون أمام الكاميرات وكأنهم في حالة إغاثة الناس ومنهمكون في مساعدة المنكوبين .
من ضمن المشاهد التي تدين وتفضح النظام وکذب مزاعمه بإغاثة المناطق المنکوبة، فإن رجل من قرية ” علي آباد “ هتف قائلا : « على عکس تصريحات وسائل الإعلام بحضور الجيش والشرطة الاجتماعية للمساعدة، أنا أقول لكم هذا خطأ، لم تأت أي جهة الى هنا بتاتا، الموت للجمهورية الإسلامية وفيلق القدس » .
.. الصور والمشاهد الحقيقية التي لامجال لإنکارها هي تلك التي يعتدي فيها المسٶولون الحکوميون بالضرب على السکان المنکوبين ويهاجمونهم بالغازات المسيلة للدموع، أو يمنعون من إيصال المساعدات إلى المنكوبين مباشرة ويصادرون المساعدات ويسرقون أكبر جزء منها ومن ثم يوزعون المتبقية منها على المواطنين المنكوبين باسم مساعدات الحكومة مع التعامل السئ والمهين نظير رمي المواد بين الناس لأخذ المساعدات و...و نشاهد ضمن مسلسل التغطية والتمويه على حقيقة وحجم المصائب والمآسي الحاصلة في المنطاق المنکوبة منع القوات الحكومية من دخول الصحفيين الأجانب الى تلك المناطق کي تتمکن وسائل الاعلام التابعة للنظام من نقل الانباء بالصورة التي تخدم النظام وتخفف من هول المأساة (كما قال أحد الطيارين عند العبور من منطقة ” سربل ذهاب“ بأن هناك فرق شاسع بين ما شاهدنا من عمق الكارثة وبين ما أعلنته وسائل الإعلام والقنوات الحكومية وفي الفضاء المجازي فمثلا يقول تلفزيون النظام بأن عدد القتلى 300بينما العدد الحقيقي أكثر من 3000). وهناك من يصرخ من وسط المنطقة المنكوبة يقول : ” بأننا قدمنا 4000قتيل لما ذا تقولون 400ما هو السبب ؟؟ “
لكن هناك وجه آخر لهذه المشاهد :
إذ نشاهد أهالي المناطق المنكوبة الشجعان ورغم معاناتهم فإنهم يقومون بالاحتجاجات على خامنئي وروحاني والحرسي لاريجاني وأعضاء برلمان النظام العملاء الذين أتوا بعد أيام متأخرة من أجل استغلال من موضوع الزلزال لأهداف خاصة، من جهة، ومن جهة أخرى هناك إقبال جماهير الشعب الإيراني لتقديم المساعدات وبكل أشکال الحفاوة والحماس والتضامن لإعطاء مساعداتهم النقدية وغيرالنقدية وسارعوا إلى هذا الأمر الوطني، حتى قدموا شهيدا من أهالي مدينة بوكان (ابوبكر معروفي) في طريق إيصال المساعدات. وبهذا برهنوا للعالم مدى تضامنهم في الشدائد والنوائب ورغم أنوف عملاء هذا النظام المعادي للإنسانية، إذ فإنهم يستوعبون تماما بأن هذا النظام وسلطاته وأزلامه رأس كل البلايا، طبيعية كانت أو غير طبيعية وعلى رأسهم خامنئي بالذات.
لاشك أن أهالي غرب إيران بسبب وجود مكونات قومية ودينية، من أوائل ضحايا هذا النظام والمعانين من وطأته حيث يعانون من أنواع الاضطهاد أيضا كما كانت مناطقهم على الدوام ساحة لتقديم القرابين إذ فضلا على الحرب ضد العراق، فإنها کانت متعرضة للأطماع التوسعية لهذا النظام إلى سائرالبلدان حيث قد سببت جميع هذه الخصائص في هذه المناطق أن يتحول كل حادث الطبيعي أو غير طبيعي إلى معضلة سياسية وأمنية وبالتالي تصعيد الأزمة الداخلية للنظام. إن تضامن الشعب الإيراني  مع المقاومة الايرانية خلال حادث الزلزال الأخير موضوع يخاف منه النظام إذ يعرضه لخطرالسقوط وأصبحت العلاقات بين مختلف شرائح الشعب أکثر رسوخا من ذي قبل. كما انه وبعد هذا الزلزال اتضح للعالم مدى كراهية الشعب لهذا النظام الذي تورط جميع أزلامه وعلى جميع المستويات وعلى رأسهم خامنئي في الممارسات القمعية ضد الشعب ونهب ثرواتهم. من أحمدي نجاد عندما كان رئيس بلدية العاصمة طهران وشغل مشروع بنايات شركة ” مهر “ وبعده عندما أصبح رئيسا لنظام الملالي وما كان هدفه خدمة الشعب إطلاقا وإنما إزاحة الخصوم من أمام طريقه في سائر الأجنحة، وإلى الملا روحاني الرئيس الحالي وکيف يتعامل مع المنكوبين في هذا الزلزال وقس علي هذا ! .
الحقيقة، لقد أثبت خلال هذا الحادث الأليم في الزلزال، مدى الفساد والظلم في نظام الملالي برمته والذي يصرف مبالغ هائلة بالمليارات لتصدير الإرهاب والتطرف والمشاريع العسكرية والتسليحية ولكن يترك الشعب الإيراني في آتون البلايا والحوادث الطبيعية بلا دفاع بينما هناك تجارب كثيرة من خلال سائر الحوادث مثل الزلزال طيلة هذا الحكم ونفس الضحايا والخسائر المادية لكن ليس لم يقم بأي محاولة لمعالجة الأزمات والإجرائات الوقائية فحسب، وإنما وعد الناس وبصورة مکررة بالقيام بمحاولات جوفاء دون أي إجرائات عملية لا من الناحية التقنية ولا في تعويض الخسارات وكفكفة دموع عوائل الثكالى للمنكوبين وبلسمة إصابات الجرحى، فعليه إن العلاج الأمثل هو إسقاط هذا النظام برمته ليرتاح الشعب الإيراني من هزة ولاية الفقيه نهائيا وليس إلا .

*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
       Abdorrahman.m@gmail.com


69
اتخذوا إجراءات قبل فوات الأوان!

عبدالرحمن مهابادي*
عقد يوم الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجة العرب في العاصمة المصرية القاهرة لبحث سبل مواجهة تدخل نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران.
وجاء عقد الاجتماع عقب مجموعة من التحولات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط مؤخرا، بما في ذلك استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري احتجاجا على تدخل نظام الملالي في بلده لبنان، وإطلاق الصواريخ الإيرانية من اليمن من قبل الحوثي نحو العاصمة السعودية الرياض، وتوسيع نطاق تدخلات النظام الإيراني في العراق وسوريا، والتنبؤات المتعلقة بالنهج التوسعي للنظام الإيراني في المنطقة.
ما كان يميز الاجتماع الأخير عن الاجتماعات السابقة، هو المواقف الحازمة للدول العربية التي ظهرت في خطابات وزراء الخارجية. انهم اعتبروا اطلاق الصاروخ على الرياض بأنه «تحول خطير» داعين إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث تهديدات النظام الإيراني ضد دول المنطقة مما يشير إلى تحول جديد وأكبر يجري في الدول العربية.
ما تسبب في قيام الدول العربية بمثل هذه المبادرة هو ما ظهر خلال الأشهر الأخيرة من حالات تؤكد توسيع العلاقات بين النظام الإيراني وحزب الله اللبناني وعبرها مع الحوثيين في المجالات العسكرية والتدريبية والتسليحية. وتخشى الدول العربية من فوات الوقت ويصبح النظام الإيراني أكثر تجرأ ويوسع نفوذه في المنطقة، مستغلا في ذلك السياسات غير الحازمة التي اعتمدتها الدول الغربية حيال إيران لحد الآن.
وهذا التفسير للسياسة الغربية والتهديدات المتزايدة هو بالطبع تعليق واقعي وينبغي الاشادة به ودعمه. ولكنه ليس كافيا ويجب أن يرتقي إلى مستوى جديد، تكون الخطوة الأولى منه، تشكيل جبهة جديدة ضد النظام الإيراني.
ان تشكيل هذه الجبهة ينسجم ما تتطلبه السياسة العالمية، واذا كانت الدول العربية مصرة على ذلك، فبالتأكيد ستدعمها الدول الغربية، لأن مصالح الغرب في المنطقة تقتضي مثل هذا الدعم لتشكيل هذه الجبهة.
وسوف تؤخذ هذه الجبهة على محمل الجد وستضمن فوزها، حالما تعمل بالتنسيق مع المقاومة الإيرانية. والا ينبغي القول مسبقا انها ستولد ميتة. من الخطأ تجاهل المقاومة الإيرانية لأي تغيير في إيران وهذا ما تم تجربته حتى في الغرب ولم تقطع شوطا طويلا وأدت إلى اطالة عمر النظام الخطير.
ان المقاومة الإيرانية مستعدة الآن من كل الجوانب للعب دورها في تغيير النظام الحاكم في بلدها. تلك المقاومة التي تمثلها السيدة مريم رجوي والتي تمتلك قوة عازمة وجاهزة وموثوق بها ولديها خبرة على مدى 50 عاما من النضال ضد ديكتاتورتي الشاه وخميني، وقدمت في السنوات الأخيرة ورقة عمل ذات 10 بنود لمستقبل إيران ومدعومة من قبل طيف واسع من أبرز شخصيات أمريكية واوروبية وكذلك عربية.
ومن خلال القاء نظرة إلى الأحداث التي وقعت داخل إيران خلال العام الماضي، يمكننا التعرف على المكانة الفريدة التي تحظى بها المقاومة الإيرانية في هزيمة الانتخابات في مايو الماضي في إيران وتشديد الأزمات الداخلية للحكم وذلك بفضل قبول المجازفات من قبل الشبكة الشعبية الواسعه للمقاومة، بدءا من داخل سجون نظام الملالي وإلى المدن والمناطق المختلفة في إيران. ان النجاح في الحملة الثانية والعشرين لمناصرة قناة الحرية (سيماي آزادي) فضائية المقاومة الإيرانية والتي عرضت صورة للقاعدة الشعبية لهذه المقاومة، فضلا عن حملة لايصال الاغاثات من قبل أنصار المقاومة داخل البلاد إلى المنكوبين بالزلزال في محافظة كرمانشاه غربي إيران، تلبية لدعوة السيدة مريم رجوي، كلها تشكل وثائق دامغة تؤكد امتداد هذه المقاومة وجذورها الشعبية. 
ولذلك يبدو أن مشروع تغيير النظام الحاكم في إيران، وضع على الخط الصحيح داخليا واقليميا ودوليا، ومن المتوقع أن لا يطول حدوث هذا التحول الى وقت بعيد. مشروع يضطلع فيه الجميع سواء الإيرانيون وغير الإيرانيين، ودول ومؤسسات غير حكومية وشخصيات!
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

       Abdorrahman.m@gmail.com


70
صرخات أهالي المناطق المنكوبة تدعو إلى سقوط النظام!

عبدالرحمن مهابادي*
ابتلعت مرة أخرى الهزة الأرضية جزءاًمن إيران وما بقى لنظام الملالي إلا الخذلان بسبب ترك شعبه تحت هكذا دمار نتيجة هذه الأحداث المميتة رغم 38 عاماً من حكمه عليهم . وما زال سلطات النظام تقول كالمعتاد في هكذا الأوضاع : ” يجب أن نفكر للحل بصورة جذرية “ .. لاشك ان هذا الجواب ليس إلا خداعاً للناس وفي نفس الوقت استهزاءً بمطالب الأهالي المنكوبين والمصابين بفقدان افلاذ أكبادهم وتشريدهم ولا مغيث لهم .
الحقيقة إن معاناة هؤلاء الناس المنكوبين مؤلمة جداً كما ان هناك استماعا لاستغاثاتهم ألاكثر إيلاماً إذ إنهم مصابون بفقدان أعزائهم من جهة، وتحمل المعاناة الناجمة عن تعامل الدكتاتورية الحاكمة على بلدهم من جهة أخرى حيث عندما نسمع حكاية آلام والأهالي في المناطق المنكوبة ونرى صورها نقول ما هذا الزمان وما هو ذنبنا تحت حكم هذا النظام المتخلف الوحشي؟؟ .
في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من مصيبة الزلزال في غرب إيران، يدخل الملا روحاني المحتال رئيس جمهورية الملالي ويهزّ بكلامه قلوب المنكوبين بشدة أكثر من الهزة الأصلية حيث قام بتقدير جهود! الجيش وحرس النظام والباسيج في إغاثة! الأهالي المنكوبين زورا حيث يقول:
« .. على المنكوبين بناء بيوتهم بأنفسهم ووان يقترضوا من الحكومة وان الحكومة ستقرضهم مقابل (الفائدة )او الربح . بينما وحسب الصور الملتقطة من المنطقة المنكوبة والتقارير الواصلة هناك الهدف الرئيس من زج القوات التي يقصدها روحاني في هذه المنطقة، ليس إلا لقمع الناس ونهب أموالهم وما شابه ذلك ..
يا تُرى، عندما يشاهد الناس المنكوبون أعمدة البنايات الخاوية على رؤوس المنكوبين والتي شيدتها مؤسسة ” مسكن مهر“ في زمن ولاية الحرسي محمود أحمدي نجاد تحت شعار ”مساعدة العوائل المتعففة “ بينما أصبحت توابيتهم بعد الزلزال، وعندما نرى دموع الناس المصابين الذين لا حول ولاقوة لهم لإنقاذ افلاذ أكبادهم من تحت الأنقاض .
و عندما تسمعون بأن هناك عائلة تشمل 12 فردا دُفنت تحت الأنقاض باكملها ولا تستطيعون حيلة لإنقاذهم ولا تهتدون سبيلاً، وعندما تعرفون ان هناك الرجال والنساء الطاعنين في السن ويقولون راعوا الأحياء لكيلا يموتون لكونهم بدون مأوى الا تجب رعايتهم كي لا يموتون جوعاً لأنهم حتى لم يحصلوا على رغيف خبر يابس منذ أيام أو كان يقول آخر بأنه لا يملك أي مال في جيبه،
و عندما تشاهدون وتسمعون بأن الناس المنكوبين يباتون في البرد القارص (درجة صفر) في الشوارع، وعندما تسمعون وتشاهدون أن المنكوبين يستغيثون السلطات ويقولون لهم ” على الأقل احسبونا فلسطينين أو أجانب “ و...
و عندما تشاهدون أن الضحايا جميعهم من الشرائح المحتاجة في المجتمع حيث لن تشاهدوا حتى فردا واحداً من الأشخاص المحسوبين على نظام الملالي أو أقرباء السلطات ضمن ضحايا الزلزال ،..
و إن كنتم تنصفون في رأيكم بعد سماع أو مشاهدة هذه الصور يكفي أن تعتبروا أنفسكم مع أهالي هذه المنطقة والمناطق الأخرى وتضمون أصواتكم معهم عندما يقولون ليسقط هذاالنظام وما دام هؤلاء الملالي يحكمون ايران والشعب الايراني فسيبقى الوضع كذلك ولن يتحسن .
عندما تحدث الكوارث الطبيعية في إيران بهذه الطريقة، فانها تكشف جرائم هذا النظام للعالم أكثر من ذي قبل وبالتالي تتوضح ضرورة اسقاط هكذا نظام.
و كمثال : عندما تتحول مليونا وحدة سكنية المبنية في زمن ولاية أحمدي نجاد (مؤسسة مهر) إلى انقاض وبالأحرى توابيت للأهالي الأبرياء، ستتضح هذه الحقيقة ومدى نهب ثروات الشعب بواسطة سلطات النظام سابقاً ولاحقاً .
و عندما تشاهدون في خضم هذا الدمار والخراب وبالتالي صرخات الناس المنكوبة وعدم توفير أبسط حاجات حياتهم، نرى الملا روحاني وسائر الملالي ووزراء كابينته يتهافتون على هذه المنطقة ليصوروا سلفيا مع بعض، أو عندما تشاهدون حضور هذا العدد من القوات المسلحة من حرس النظام ووحدات مكافحة الشغب، والعناصر الوزارية، ستقرأون بدقة معاناة هؤلاء الناس وأن هذا النظام منبوذ ومعزول عن الشعب تماماً .
و عندما تشاهدون منع عملاء النظام المواطنين المتطوعين من إغاثة الناس المنكوبين، وعندما تشاهدون أو تسمعون منع هذا النظام الصحفيين الأجانب من الحضور في المنطقة، وعندما تشاهدون أن هذا النظام يهمل معاناة العوائل الثكلى والأهالي المصابين بالزلزال ويكتمها عن أنظار العالم من جهة، ويمنع المنكوبين من تشكيل أي تجمع احتجاجي وإبداء غضبهم وكراهيتهم للنظام، هناك سيصبح لديكم اليقين الكامل بنوايا هذا النظام الشريرة وتخوفه الشديد من اهتزاز أركان نظامه لا محالة .
نعم إن هذا النظام السفاك الذي وعلى رغم ثروات البلاد الموفورة وتخصيصها للمشاريع اللاوطنية مثل المشاريع النووية أو تسليح وتجهيز قوات حرس النظام القمعيين أو المشاريع التوسعية والإرهابية خارج الحدود ودعماً لدكتاتورية الحاكمة في سوريا أو تشكيل وتعزيز الجماعات الإرهابية في بلدان المنطقة، يهمل ويقصر متعمدا في مجال إنقاذ هؤلاء المنكوبين من الزلزال وهو من الأحداث الطبيعية كالسيل وما شابه ذلك ،تعرفون كيف يترك الشعب الإيراني ينحدر الى الهاوية بلا ادنى اهتمام.
وقد طالبت السيدة مريم رجوي الرئيس المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية وفور وقوع الزلزال وبعد التأكيد على خلفية النظام الإيراني في الإهمال وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه أروح المواطنين، طالبت الشباب سيما الشباب في غرب إيران أن يسارعوا إلى إنقاذ المنكوبين وإيصال المساعدات إلى ذوي الضحايا والجرحى والمصابين في هذا الحادث الأليم مباشرة وأضافت تقول : ” حان وقت التضامن والمناصرة للمنكوبين واصفة هذا بانه واجب وطني مقدس “ .

*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

Abdorrahman.m@gmail.com




71
تحوّل كبير على الأبواب
عبدالرحمن مهابادي*
في  هذه الأيام  نشهد في مختلف وسائل الإعلام في بلد الشرق الأوسط موجة من الكتابات والخطب التي تشير فيها إلى التحول الكبير الذي على الأبواب، وأسبابه أيضا الأحداث الأخيرة في هذه المنطقة من العالم ومحورها إيران، و من هذه الأحداث استقالة رئيس الوزراء اللبناني ، و الهجوم الصاروخي من الأراضي اليمنية على الأراضي السعودية ، وهجوم الحشد الشعبي الدامي التابع للنظام الإيراني في العراق على إقليم كردستان العراق واتفاقات الحكومات لطرد حزب الله من سوريا الى جانب الكشف وثائق تعود إلى علاقات النظام الإيراني و جماعة القاعدة الإرهابية .
و عندما نسلط الضوء على ما ذكرناه آنفاً من التطورات نرى بأن هناك من يساوره القلق ولكن الكثير متفائلون تجاه هذا التحول الكبير، كما هناك نخبة أخرى تقدموا أكثر في هذا المجال ويقولون بأننا يجب أن نعد أنفسنا ردا على سؤال عما ينبغي عمله؟
لا شك أن سبب تفاؤل هذه الفئة من الناس إزاء هذه التطورات في هذه المنطقة من العالم و هم يمثلون أغلبية شعوب المنطقة يعود الى أنهم ضاقوا ذرعاً من بقاء هذا الحكم في إيران لتحملهم خسائر فادحة من النظام أو فقدوا فلذات أكبادهم نتيجة تدخلات هذا النظام في شؤونهم الداخلية أو تأثرت حياتهم بهذا السبب مباشرة أو غير مباشرة .
إن معاداة نظام الملالي الحاكم في إيران، البلدان العربية و السعودية بالذات لها قصة طويلة تعود قضيتها إلى 1979بعد استغلال خميني الظروف المتاحة الموجودة بعد الثورة الشعبية في إيران ضد نظام الشاه و أول ما قام به تهديد البلدان العربية و بدأً بالعراق. ثم قام نظام الملالي بتشكيل و تعزيزجماعات إرهابية في أكثر البلدان العربية أبرزها حزب الله في لبنان .. نعم هناك هكذا خلفية في تدخلات النظام الإيراني في هذه البلدان .
بعد إعلان الولايات المتحدة استراتيجيتها التي تتمركز على تغيير النظام في إيران الذي يمثل نضج سياسة الرئيس دونالد ترامب خلال عام من ادارته ، صادق الكونغرس الأميركي يوم 25أكتوبر2017 على ثلاثة قوانين رئيسية تستهدف حزب الله ، . وفي وقت لاحق بعد يوم من  كشف نوايا لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ، أعلن استقالته يوم 4 نوفمبر – تشرين الثاني احتجاجاً على تدخلات نظام الملالي في لبنان حيث صرح بأن ” آينما حل النظام الايراني حل الخراب والدمار والفتن  “ و أضاف قائلاً : ” نحن نعيش اجواء شبيهة بالاجواء التي شابت قبل اغتيال والدي الرئيس رفيق الحريري". وتحدث عن اجواء "في الخفاء لاستهداف حياته". “.. و في السياق نفسة صرح ” ثامر السبهان “ وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج مساء يوم الإثنين 6 / نوفمبر 2017 في مقابلة أجرتها معه قناة العربية التلفازية قائلا : ” ما قام به حزب الله إعلان حرب ضد السعودية “ كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيانها حول أحداث لبنان بأنها تعتبر سعد الحريري شريكها القوي .
هذا وفي حدث مهم آخر استهدف عملاء النظام الإيراني يوم 11/ نوفمبر من الأراضي اليمنية عاصمة السعودية بهجوم صاروخي حيث وصف وزير خارجية السعودية في لقائه مع قناة ” سي إن إن “ بأنه ” محاولة عدائية “ و ” عمل حربي “ بواسطة النظام الإيراني ضد السعودية بالذات و قال: « إن الصاروخ الموجّه على السعودية كان للنظام الإيراني تم اطلاقه بواسطة حزب الله ومن الأراضي اليمنية تحت إحتلال الحوثيين .. حيث نعتبره ” عملا حربيا “ . كما أدان الرئيس الأميركي ترامب خلال جولته الآسيوية يوم الأحد 4/ نوفمبر مباشرة بعد الهجوم الصاروخي قائلاً : « أنا اعتقد أن النظام الإيراني يشن الهجوم على السعودية وليس إلا ».
و حسب قناة العربية التلفازية في اللقاء بين الرئيس ترامب و بوتين في فيتنام ، اتفق الطرفان على أن لايكون مكان في سوريا لبشارالأسد وميليشيات إيران كما أكدت سلطات وزارة الخارجية الأميركية بهذا الصدد أنه لا يجوز بقاء القوات الأجنبة في سوريا و هذه إشارة واضحة إلى النظام الإيراني بالذات .
إذن هناك إجماع إقليمي و دولي حول التحولات الأخيرة  غير المسبوقة ، إن المجتمع الدولي قد وصل الى قناعة بأن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران  تمثل مصدر الإرهاب و إثارة البلبلة في المنطقة و العالم .
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا أنه لماذا يقوم النظام الإيراني بهذه الأعمال الشريرة ؟ ما هي التحولات المقبلة التي تخوف هذا النظام ليقوم بهذه المحاولات ؟ و لا شك أن هذا النظام يعلم بنتائج أفعاله الشريرة كما نقرأ في جرائد نفس النظام بأنه ” بعد الرياض ، ستكون دبي الهدف التالي للصواريخ! “ ؟
لاشك ، لقد اقترب نظام ولاية الفقيه من نهاية عمره حيث يشعر بانتهائه هو قبل غيره وهذا هو التطور الذي يتوقعه الجميع ، لكن هناك حقيقة و هي أن هذا التطور لم يحصل تلقائياً كما لن يؤدى إلى النتيجة عشوائياً وإنما هناك مقاومة للشعب الإيراني التي خاضت المعارك والأحداث و واجتازت اختبارات صعبة جداً وقدمت 120ألفا ً من الشهداء في هذا الدرب حيث تكون حالياً على مشارف الهدف لتثمر هذه المقاومة إذ إن القضاء على هذا النظام لا يتيسر إلا من خلال هذه المقاومة و ليس إلا .
إذاً ، الطريق الوحيد لخلاص المنطقة من هذا النظام الوحشي ، دعم المقاومة الإيرانية و الشعب الإيراني و التي تتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بزعامة السيدة مريم رجوي .
*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
Abdorrahman.m@gmail.com

72
نموذج لهزيمة الدكتاتورية

عبدالرحمن مهابادي، كاتب و محلل سياسي
 
بعد عقد مؤتمر المقاومة الإيرانية السنوي في باريس والذي تم بمزيد من النجاح والمجد نشاهد من جديد ردود أفعال النظام الإيراني بشكل لافت للنظر.
تزامن عقد هذا المؤتمر مع عملية توقيع صفقة قيمتها 5مليارات الدولارات مع شركة توتال الفرنسية وبعد يوم من قدوم وزير خارجية النظام الإيراني إلى فرنسا مما هزّ هذا المؤتمر بين عصابات النظام الداخلية حيث يستمر حتى كتابة هذا المقال أيضاً إذ إن هذا النظام استلم رسالة هذا المؤتمر قبل غيره باعتباره نقطة عطف في تقدم المقاومة في الساحة الداخلية والدولية ضد نظام ولاية الفقيه الحاكمة في إيران بالذات. حيث لم تبق جهة أو سلطة أو إعلام لم تعترف بتأثير هذا المؤتمر على جميع أركان النظام ومعناه مفصلاً كما تطرقوا إلى بيان ضعف النظام في المرحلة الراهنة بمختلف التعابير و إصدار الضجيج.
ويبدو أن أكثر الجرائد إثارة للضجة هي جريدة كيهان التي تعكس أنين خامنئي وتأوهه حيث عبرت هذه الحالة بوقع خطوات العدو ويقصد به المقاومة الإيرانية وبالتحديد مجاهدي خلق. إن تحسس وقع خطوات مجاهدي خلق أصبح هاجس سلطات النظام طيلة الشهور الأخيرة في الأوساط الداخليه وهناك تصعييد في هواجسهم كما ينشر في الصحف والإعلام سيما بعد إقامة مؤتمر المقاومة الإيرانية بالذات. هناك صفة يشبه الذعر يختص به هذا النظام وهو عندما يتلقى ضربات من المقاومة الإيرانية كما كنا نشاهد في عقد الثمانينات فلم يبق مكان من المساجد والمنابر إلا أن يسمع ضجيجهم بدءا من الخميني  نفسه حتى بقية عملائهم خوفاً من مجاهدي خلق واطلاق التهم بأنهم تابعون لهذه القوة العالمية أو تلك وما شابه ذلك والذي لا ينطلي على أحد ولكنه في السنوات الأخيرة بدأ يتكلم عكس ما كان يقوله آنذاك حيث يقولون بعد هذا المؤتمر بأن فلان دولة عظمى أو جهة أممية أو عالمية (ويقصد بها الأمم المتحدة أو وكالة الطاقة الذرية وما شابه ذلك كلهم تابعة لمجاهدي خلق أو متأثرين بهم .. نعم كل هذه الملامح خير دليل على تغيير المرحلة لصالح الشعب والمقاومة الإيرانية بوجه هذا النظام وسلطاته لا محالة. كما ونفس الحالة عند إعلان بيان أو قرار بواسطة الأمم المتحدة أو البرلمان الأوربي أو المجلسين البريطانيين أوالأميركيين حول إدانة تدخلات النظام في شؤون سائرالبلاد أو دعمه للإرهاب أو انتهاكات حقوق الإنسان في إيران الرازحة تحت حكم الملالي ، كانت ردود فعل هذا النظام نفس النغمات السابقة بأن هؤلاء المنظمات والجهات الموقعة لهذه الإدانات متأثرة أو تابعة لمجاهدي خلق.. ومن الطريف أن النظام في كل عام يعلن انتهاء مجاهدي خلق !! .
إذن ، فإن تخوف النظام من اقتدار واستمرار المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق حقيقة على أرض الواقع ويزداد يوما بعد يوم بتصعيد نشاطات أنصار المقاومة داخل البلاد حيث تشهد المدن الإيرانية أبعادا جديدة منها دعماً لرئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية ومنظمتها المحورية مجاهدي خلق بالذات. وفضلاً على ما أسلفناه ، هناك ميزة تخص هذا المؤتمر لهذه السنة وهي مضامين الكلمات من كلمة أول وزير الأمن في الولايات المتحدة السيد ” توم ريدج“ عندما أكد قائلاً: ” هناك فقط منظمة مشهورة ومنظمة رائعة يمكن أن توفر البديل الديمقراطي للنظام القائم “ .
كما أعلن ” نيوت غنغريتش“  رئيس مجلس النواب الأميركي السابق قائلاً: «ستسجل هذه الحركة في التاريخ كنموذج إنساني عظيم لإفشال الدكتاتورية» .
وقال ” رودي جولياني“ عمدة نيويورك السابق في حادث 11أيلول ومن الشخصيات المحبوبة في الولايات المتحدة: ” هناك بديل وهذا البديل أنتم. هو بديل ديموقراطي انه قوة للتغيير وهي منظمة تنظيما جيدا وتحظى بتأييد شعبي. ولديها شبكة واسعة من المؤيدين »..
كما أكد جان بولتون في كلمته مخاطباً إدارته قائلاً: « علينا أن نمنع هذا النظام ليصل عمره الأربعين».
لاشك أن هؤلاء الشخصيات البارزة  المعروفة مكاناتهم وتأثيراتهم لدى نظام الملالي أكثر من غيره ، يؤكدون جميعاً على حقيقة واحدة بالنسبة لهذه المقاومة وتأثير السيدة رجوي حيث قالوا:
« إن تغيير إيران لا يمكن إلا بيد السيدة مريم رجوي».والآخر قال: «إنها الشخصية الوحيدة التي قادرة على رسم مستقبل إيران».أو عندما تؤكد شخصية أخرى «بأنها هي الوحيدة بإمكانها تعرض مستقبل إيران وأن تُزهر ربيعاً جديداً للحرية ولمستقبل بقيادتها » ...كما قال السيناتور ”توريسلي“ :
« هناك في إيران إسم رجوي بمعنى الحرية والأمل لمستقبل أفضل» .
وقال رئيس ” إف بي آي “ السابق: « إن السيدة رجوي بطلة عظيمة في هذه البرهة الحالكة من الزمن، لأنها وبقيادتها الكاريزماتية والمتميزة أثبتت أهليتها بالذات».
كما صرح ” السيناتور ليبرمن “ قائلاً: «عندما ُترفع صور السيدة رجوي في الأماكن العامة هذا خير دليل على التأكد بثقة الشعب المتزايدة بأن التغيير قريب».
طبعاً إن ما ذكرناه في ميزة الوفود الأميركية ليس الوحيد في هذا المؤتمر فحسب ، وإنما هناك وفود مشاركة من 5قارات العالم سيما البلدان العربية في هذا المؤتمر كلهم أكدوا على ضرورة القضاء على هذا النظام وإحلال البديل الديمقراطي محله والذي يتجسد في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بالذات.
كما ذهب الأمير تركي الفيصل أبعد في كلمته واصفاً المؤتمر منتدى للإيرانيين المعارضين للنظام الإيراني ودعا إلى مقاضاة سلطات النظام الحاليين لإرتكابهم مجزرة ضد السجناء السياسيين في عام 1988.
لكن نستطيع أن نسمع الكلام الجوهري في هذا المؤتمرمن السيد ” نيوت غينغريتش“ بالنسبة لاستراتيجية المقاومة الإيرانية عندما قال: « إنكم وبشجاعتكم وتضحياتكم وتعهداتكم وكلماتكم النافذة المؤثرة على الآخرين تحشدون جيشاً أقوى من جيشنا في المعركة من أجل الاستقلال... إننا نحمل تمنيات تتمثل  في استراتيجية ” ألف أشرف“حيث ستكون هذه الطاقة هذه المرة وعند اندلاع الاحتجاجات الشعبية في إيران عارمة ومنتظمة».
@m_abdorrahman
 
 


73
استشمام رائحة المجاهدين

عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي
أخيراً وشي داخل حكم الملالي التخوفات حتى من صدى خطوات مجاهدي خلق حيث اشتشرت إلى وسائل الإعلام الحكومية بشتى السبل .
تم طرح هذا الموضوع متزامناً مع حلول السنة الجديدة الإيرانية وكان يستعد النظام الإيراني للخوض في مرحلة الانتخابات الرئاسية للدورة الثامنة عشرة ، حيث ما كان يوماً إلا يُبدي النظام ُزعره من اتساع نطاق نشاطات أنصار المقاومة الإيرانية ونستطيع القول أنه تمخضت هزيمة جناح خامنئي وبالأحرى أضعافه أكثرفأكثر بالذات.
كانت أجنحة هذا النظام القمعي الحاكم على إيران بهذا التصور أنه ستكون هناك انتخابات روتينية ناهيك عن تذوقهم تجربة انتخابات الدورة العاشرة المُرّة وما نتجت عن إنتفاضة 2009العارمة حيث هزّت أركان النظام برمته مع جميع أجنحته حيث ولولم يكن الإمدادات الغيبية !!(إقرأوا أصحاب سياسة الاسترضاء في الغرب وعلى رأسهم باراك أوباما رئيس الإدارة الأميركية آنذاك) لكانت أوضاع إيران والمنطقة شيئا آخركما ولحدالآن يستذكرجميع سلطات وأجنحة النظام بكل فرح تلك اللحظات التي فلتوا من السقوط بكل فرح ... ما أكثرقوة النظام!!
ومن غداة تلك الأيام ، كان يتركزسلطات النظام في كل حين وآخر على دورمجاهدي خلق في تلك الأيام اللامعة باعتبارهم القوة المحركة للإنتفاضة مهددين هذه المنظمة بأنهم سيفعلون كذا وكذا..
لكن في هذه السنة ، النظام منهمك في مصيبة أخرى ويعيش أزمة خانقة حيث يسمع النظام نفسه صوت كسر عظامه قبل الآخرين وإنه قد ولى عهد هذا النظام ويلفظ أنفاسه الأخيرة ولا أحد قادر على قطعها إلا مجاهدي خلق باعتبارها حركة كانت منذ أول يوم مجيئ هذا الحكم على السلطة وإلى يومنا هذا القوة الرئيسية في ساحة المعركة لإطاحة هذا النظام حيث عجزت جميع هجمات واقتحامات النظام الإيراني العسكرية في في جوار الوطن وداخل العراق كما كانت نفس الحالة بالنسبة لجميع المؤامرات السياسية المتطرفة والاستعمارية عن تعجيزها وحالياً وفي أكثر قوةً واقتداراً من أي وقت مضى دفعت هذا النظام إلى الزاوية الحرجة متجهة نحو الأمام لاتخاذ الخطوات الأخيرة لتحرير وطنها من دنس هؤلاء الدجالين مهما تتطلب التكتيكات وشكل العمل.
نعم وفي هذا المسار والأفق المنظور،هناك لا جدوى لهندسة الانتخابات والخضوع للدورالثاني لولاية حسن روحاني ” الشياد“ واجراء سيناريوهات مضحكة في عمليات داعشية في طهران والقصف الصاروخي على ديرالزورفي سوريا وهزيلة تكشرالأنياب العسكرية والدبلوماسية كما التهديدات الجوفاء لهذا وذاك ...ولن تجدي نفعاً لهذا النظام وستسمع صدى خطوات المجاهدين من نقاط أقرب من قبل والشعب يشتم رائحتهم بالذات.
ولا شك أنه وفي هذا المناخ يتوقع ولتحريف الأفكار العامة وبالأحرى لتخليص نفسه من الموجة التي استهدفته أن يقوم النظام بأي عمل مفاجئ من تهميش روحاني أو أي عمل آخرلكن لا ننسى أن النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة الملامح كثيرة أيضاً.
نعم ، إن ” البرجام “ ليس لم يجدي لهذا النظام فحسب وإنما هناك نرى تصعيداً في فرض العقوبات عليه أكثر من ذي قبل كما شاهدنا أخيراً كيف تم إقرار فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني في مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة 98صوتاً موافقاً أمام صوتين مخالفين بسبب دعم هذا النظام عن الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان مستهدفاً شبكة فيلق الحرس الإرهابية وبرنامج النظام الصاروخي وممارسات القمع داخل إيران بالذات .
كما أعلن قبل بضعة أيام 265من نواب البرلمان الأوربي في بيان وبعد إدانة انتهاك حقوق الإنسان في إيران بياناً طالبوا فيه النواب إلى تصنيف فيلق الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية
كما أعلنوا عن تضامنهم مع المعارضة الإيرانية الديمقراطية والتي من المزمع عقد مؤتمرهم السنوي في اليوم الأول من تموز/ يوليو في باريس ودعوا البلدان الأوربية والاتحاد الأوروبي متابعة البيان أيضاً.
نعم وفي هذا المؤتمر الذي يقام سنوياً بحضور عدد كثير من الجالية الإيرانية المعارضة للنظام الإيراني وبمشاركة المئات من الشخصيات والوفود البرلمانية من 5قارات العالم لدراسة آخر تطوارت إيران والمنطقة وستلقي السيدة الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية مريم رجوي خطابا مهماً جداً.
ما يدعو إليه الكاتب هو الحل لأزمات إيران والمنطقة وبالأحرى كامن في 10بنود للسيدة مريم رجوي والمدرج في برنامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لمستقبل إيران.
إن مؤتمر المقاومة الإيرانية في هذه السنة نتيجة حراكين الناتجين في حركة واحدة للمقاومة الإيرانية والتي بدأت في داخل إيران حيث نستطيع القول أن كل مشارك في هذا الحشد العظيم سيمثل عدداً أو شريحة من الشعب الإيراني داخل إيران.
وكما سنشاهد في الأيام الأخيرة، إن المؤتمر في هذه السنة يختلف تماماً مع المؤتمرات في السنوات الماضية كما هناك أهمية كبيرة للمشاركة والدعم عنه أكثر من السنوات الماضية بالذات حيث يحث كل ضمير حي ليكون جزءً من ماكنة تحرير الشعب الإيراني للقضاء على هذا النظام البائت بإذن الله.
@m_abdorrahman



74
البديل الديمقراطي للنظام الإيراني
الماضي مصباح المستقبل
عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي
في مستهل المقال نستفيد من تجربة رائعه من القديم: بعد تولي الخميني السلطة في عام1979 والذي لم يكن لديه هدف إلا فرض حكم دكتاتوري ديني على رقاب الشعب الإيراني، وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية في يوم 25/كانون الثاني -يناير1980شهد المجتمع الإيراني ظهور جبهتين سياسيتين. الجبهة الحاكمة والجبهة المعارضة. ولكل جبهة جمهورها ، الجبهة الحاكمة تضم الملالي وشريحة من المجتمع حيث لا علم لهم من الإسلام المتطرف والملالي الذين كانوا يروجونه حسب رأيهم  والجبهة الأخرى تتشكل من القوى المثقفة والديمقراطية التحررية والثورية والأقليات القومية والدينية التي كانت تتلقى تهديدات الخميني ونظامه التي كانت قد بدأت ضدهم منذ فترة.
هذا وفي أول دورة من الانتخابات الرئاسية التفت جميع الفئات المعارضة وبغض النظر عن الفروق والاختلافات في الرأي، حول السيد مسعود رجوي ، أمين عام منظمة مجاهدي خلق الإيرانية آنذاك ليقفوا بوجه ظاهرة تحولت لاحقاً إلى التهديد الرئيس للمنطقة برمتها والعالم. كان خميني آنذاك جالسا على أريكة السلطة الطائلة التي كان قد صادرها ، فاستشعر خميني بالتهديد من جبهة المثقفين بدرجة حيث ورغم وعوده السابقة قبل تسلمه السلطة بعدم التدخل في الانتخابات و...،لكن وفور الشعور بالخطر من فوز  السيد مسعود رجوي.. أصدر أمرا باسقاطه بشتى المبررات الجوفاء وبهذا أرسى حجر الأساس مائلا منذ البداية لتأسيس نظامه الدكتاتوري الديني في إيران كما تشكل اتحاد في الجبهة المعارضة رغم اقصاء مرشحها الوحيد، وتم تسجيل انتصار كبير ضد الملالي  في ذاكرة التاريخ .. ومضت أيام بعدهذا على الجبهة المعارضة حيث شهدت خطوباتها وصعوباتها ...
وبعد قمع المظاهرات في 20حزيران 1981 والتي شارك فيها 500ألف من مجاهدي خلق ، على يد قوات الحرس وإراقة دماء الأبرياء فيها، دخلت المقاومة الإيرانية مرحلة جديدة حيث وبعد بضعة أسابيع من ارتكاب هذه المجزرة تم إعلان تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من قبل السيد مسعود رجوي. حيث وبعد إعلان هذا المجلس والتحاق التيارات السياسية والوطنية الإيرانية به، لاحت في الأفق السياسي في إيران أول بوادر للبديل الديمقراطي أمام الشعب الإيراني حيث أصبح هذا البديل وفي محوره منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أقدم وأمتن وأقوم تحالف سياسي في ساحة المعارضة الإيرانية بكل ما يتطلب من كيانات ومقومات  بالذات. حيث وفضلاً على مسؤول المجلس ومسؤولي لجانه الذين يعتبرون حكومة ظل، تم انتخاب السيدة مريم رجوي رئيسة  للجمهورية من قبل المجلس في عام 1993 حيث اعتبر هذا الانتخاب من كل الجوانب نقطة انطلاقة لتحولات جديدة لصالح مقاومة الشعب الإيراني، وكان مصدراً للدعم السياسي العالمي  فضلاً على الازدهار والتطور في كل هذه المقاومة  حيث نرى يومياً المزيد من اتساع نطاق هذاالدعم بالذات.
إن وجود إمرأة صالحة على رأس المقاومة تعتبر قفزة إلى الأمام بوجه نظام الملالي المعادي للمرأة وبنفس الوقت رسالة ضد التطرف ومؤشرا لطبيعة الديمقراطية في هذه المقاومة على المستوى العالمي كما كسب موجة من الدعم العالمي لصالح هذه المقاومة أيضاً ونتيجة هذه المقاومة تم دحر الكثير من المؤامرات الرجعية والاستعمارية واحدة تلو الأخرى لإرائة الأفق المشرق لمستقبل إيران والمواطن الإيراني للعالم، ولو لا هذا المستوى من النشاط والصلاحيات الوطنية المبهرة ، لكان مصير الشعب الإيراني مؤلماً بالذات مثلما شاهد العالم في 2003برأي العين حبك مؤامرات قذرة في فرنسا والعراق ضد هذه المقاومة ونقصد بها الانقلاب الرجعي الاستعماري في أرض فرنسا ضد هذه المقاومة ومتزامناً قصف قواعد جيش التحرير الوطني الذراع المسلح لهذه المقاومة ، مما ترك آثاراً دموية ومؤلمة  على هذه المقاومة وبالتالي أفضت هذه المؤامرة الى جبهة رجعية استعمارية استغلها نظام الملالي تماماً من جهة وإراقة الدماء من الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانيه من جهة أخرى.
نعم ، حالياً يستعد الإيرانيون لإقامة اجتماعهم الضخم والمؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في فرنسا المزمع عقده في الأول من يوليو2017 كما جاء في دعوة هذا الاجتماع:
«إن اجتماعنا في هذه السنة يعكس انتصارات المقاومة وهزائم وأزمات العدو الخانقة ، انتصار إرادة الشعب الإيراني الكبير، الذي عزم منذ إنتفاضة 20حزيران التاريخية للإطاحة بنظام ولاية الفقيه والخلافة الرجعية، من أجل إحلال حكم الشعب والديمقراطية كما جرّعت هذا النظام عدة كؤوس السم لحد الآن من الحرب الإيرانية –العراقية وفي مشاريع صناعة القنبلة النووية وما شابه ذلك لخميني وخامنئي وكشف وهدم استراتيجية تصدير الإرهاب وتدخلات هذا النظام في المنطقة ليدفع ولاية الفقيه والاستبداد الديني في زاوية الحرج والحصار السياسي والاستراتيجي لصالح المقاومة الإيرانية بالذات».
نعم هناك إجماع دولي عام بأن هناك أرضية خصبة في داخل إيران والمنطقة برمتها للإطاحة بهذا النظام حيث المنطقة حبلى بتطورات عظيمة واضحة في محور إيران وعلى وشك الحدوث فيتطلب توحد العمل بين جميع الكيانات السياسية والإقليمية حول المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورئيستها المنتخبة أكثر من ذي قبل كضرورة ملحة لخلاص الشعب الإيراني من براثن هذا النظام المتطرف الذي أفسح المجال طيلة هذه السنوات للعصابات الإرهابية كداعش والحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي والمسميات الأخرى في هذه البقعة من العالم حيث سبب المزيد من التهديدات للعالم بأجمعه.
نعم، ها هي المقاومة الايرانية التي راحت تتحول الى محط أمل ورصيد ثمين لطيف واسع للقوى التي تناضل من أجل الحرية والانسانية والخلاص من مخالب التطرف الاسلامي.
@m_abdorrahman


75
ماهو مصدر خوف خامنئي؟

عبدالرحمن مهابادي –كاتب ومحلل سياسي

منذ فترة أصبح خامنئي المرشد الأعلى للنظام الإيراني المتطرف يحذر في خطاباته سلطات نظامه حول عدم تغيير مكانة” الجلاد بالشهيد“ في إشارة إلى عقد الثمانينات في إيران !
والسؤال الذي يتبادر الى ذهن من يسمع الكلام هو ما هو مصدرخوف خامنئي بعد مضي حوالي ثلاثة عقود من تلك الأحداث؟
بعد ما استغل خميني أحاسيس الناس المذهبية في عام 1979 وفسح المجال من قبل الدول الغربية من سرقة ثورة الشعب بعد الإطاحة بنظام الشاه حل محله نظام دكتاتوري في إيران أسوأ مما كان عليه سابقاً حيث عزم أن ينكّل جميع معارضيه بممارسات قمعية وارتكاب المجازر بمبررات قرآنية استغلالاً من تعابيرالقرآن الحكيم ضد من يعارضه مثل” الكفار“ وعلى مجاهدي خلق ”المنافقين “ باعتباره ألد الخصام لهم إنهم أسوأ من الكفار وما شابه ذلك بلاهوادة... حيث ومنذ أول يوم سمح لعملائه وسلطاته بـ ” الرمي الحر“ رافقته فتاوى عدة تبرر ارتكاب المجازر ضد المعارضين عموماً وعلى مجاهدي خلق خصوصاً، لقتل مجاهدي خلق تماماً ومازال هذا النظام يواصل هذا النهج ..
فعلى هذا الأساس لقد بدأ بارتكاب المجازر ضد مجاهدي خلق منذ عام 1981وأبرزها في يوم 20حزيران 1981 بأمر من خميني شخصياً وهذا طبعا يعتبر نقطة عطف في هذا المسار كما سُميت هذه المناسبة من قبل المقاومة الإيرانية ” يوم الشهداء والسجناء السياسيين“حيث يحتفل بها كل عام بإقامة المراسيم في كل مكان ، من داخل سجون إيران والمدن الإيرانية حتى سائر نقاط العالم وفي ذروتها المؤتمر السنوي العام الذي يقام كل سنة في باريس العاصمة الفرنسية وسيقام في هذه السنة في الأول من تموز وبمشاركة الوفود والهيئات السياسية والبرلمانية من جميع أرجاء العالم.
الحقيقة أن بعد 20حزيران 1981تنتهي امكانية جميع أشكال الفعاليات السياسية البحتة داخل إيران ضد هذا النظام حيث أرغم النظام الإيراني حرباً دموية على مجاهدي خلق وقد سبق أن ارتكب خميني مجزرة ضد الشعب الكردي في محافظة كوردستان الإيرانية .
لاشك أن خميني لم يكتف بالإعدامات اليومية وتخوفاً من أن ينزل وينهال مجاهدي خلق في طهران عليه للإطاحة بنظامه، قرر ارتكاب مجزرة ضد جيل مجاهدي خلق وفي أول خطوة بدأ من السجناء السياسيين من مجاهدي خلق حيث شكّل فريق الموت ومن أبرز أعضائه كان إبراهيم رئيسي (المرشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة)ومصطفى بورمحمدي (وزير العدل في حكومة روحاني)و...حيث تم تنفيذ حكم خميني خلال أقل من شهرين بإعدام 30ألفاً من السجناء المجاهدين مما يعتبر أكبر مجزرة بعد الحرب العالمية الثانية بالذات.
ومتزامناً مع هذا المدى من ارتكاب المجازر وحتى يومنا هذا استمرهذا النهج في جميع أرجاء إيران من جهة ، وتوسيع نطاق ممارسات الإرهاب في الداخل والخارج من جهة أخرى والمجازر ضد مجاهدي خلق داخل العراق طيلة 8سنوات من ولاية المالكي المنتدبة للملالي المجرمين.
وفيما يخص إصدار خامنئي هذا الأمر من جديد في هذه الظروف وبالتأكيد لسلطات نظامه ، الموضوع يعود إلى أحداث أواسط عام 2016وإيران في محورها بالذات . لقد أعلنت المقاومة الإيرانية ومتزامناً مع النقل الكبير والناجح والتاريخي لأعضائها في العام المنصرم ، حراكاً شعبياً ودولياً لمقاضاة سفاكي دماء السجناء السياسيين في عام 1988حيث اتسع نطاق هذا الحراك بسرعة في العالم وداخل إيران بالذات مما اتخذ هذا الحراك عمقاً جديداً بعد ترشيح إبراهيم رئيسي الجلاد من جناح علي خامنئي لرئاسة الجمهورية حيث أوجد شرخاً كبيراً حتى في أقرب الفئات من خامنئي كما تم الكشف عن أول تسجيل صوتي لمنتظري نائب خميني آنذاك ضد ارتكاب مجزرة عام1988ضد السجناء السياسيين من قبل أحمد منتظري نجل منتظري. الجدير بالذكر أنه تم عزل المنتظري عن منصبه بسبب هذه الخطوة ضد خميني حيث لبث في الحصر البيتي حتى نهاية عمره كما هناك نغمات في استمرار هذا الشروخ في النظام حول ما قام به خميني ضد مجاهدي خلق مما جعل كل النظام تحت علامة استففهام.
وفضلاً عما أسلفنا من عاملين ، هناك الموقع الحالي للمقاومة الإيرانية سواءً داخل إيران أو خارجها وتضيق الخناق على النظام وكسب الدعم العالمي في جميع مستويات السياسية والاجتماعية هناك إرادة صلبة لإقامة المؤتمر السنوي العام لهذه السنة وأفخم من السنوات الماضية تزامناً مع نشاطات أنصار المقاومة داخل إيران في العام الإيراني الجديد مما أغاظ نظام الملالي حيث يعترفون ويقولون بأنهم ”يسمعون وقع أقدام مجاهدي خلق داخل إيران “.
فعليه فإن أول ما نستنتج من تأكيدات خامنئي ، تخوفه من سقوط نظامه على يد الشعب والمقاومة الإيرانية مما يلوح في الأفق المنظورتطورات كبيرة داخل إيران ومنطقة الشرق الأوسط أمام أنظار العالمين.
@m_abdorrahman


76
نظرة إلى أمر بـ « الرمي الحر» في إيران الحالية

عبدالرحمن مهابادي،كاتب ومحلل سياسي
عقب أحداث 7حزيران /يونيو أي يوم التفجيرين في طهران والتي كانت استعراضية لدى أنظار العموم حيث لم يأخذ أحد بمحمل الجاد أن العملية تم تنفيذها من قبل داعش إذ أن هناك إجماعا دوليا حول موضوع داعش والـ” دااعش الحاكم في إيران “ (الدولة الإسلامية في إيران والعراق والشام)حيث لهما دور تكميلي لبعضهما بعضا في ارتكاب المجازر والإرهاب ونهائياً نستطيع القول بأن ” داعش “ هو وليد أو حصيلة النظام الإيراني .
وبالنسبة لهذا الحادث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان له قائلا: « تواجه الحكومات الداعمة للإرهاب هذا التهديد أي تصبح ضحية نفس الشر الذي يروجونه».
لقد تبين جوانب أخرى في الأيام التي تلت الحادث حقيقة أن منفذي هذه العملية الإرهابية كانوا من العناصرالمتدربة والمدعومة للحرس فعليه لم يواجهوا في الوصول إلى هذه الأماكن الحساسة جداً للنظام أي مانع للتنفيذ بالذات.
هذا وصرح خامنئي الولي فقيه النظام في إشارة إلى هذه الأحداث وما سماه ” العاب نارية “ في كلمة ألقاها لعناصر تحت أمره قائلاً: « أنا أقول لجميع الخلايا الفكرية والعملية الجهادية والثقافية في كل أرجاء البلد أنتم مستقلون وكما معمول في ساحات القتال ، ” الرمي الحر“ أي أنتم تقررون وتفكرون وتبادرون».
في الأنظمة الدكتاتورية هذا الأمر لـ” الرمي الحر“ يدل قبل كل شيئ على ضعف الدكتاتور والنظام الحاكم لكن في إيران التي ترضخ حوالي 4عقود تحت نظام دكتاتوري رهيب، لهذه المسئلة خلفية أكثر وضوحاً من غيرها. إذ إن هذا النظام تسلم دفة الحكم في عام 1979وباستغلال خميني مشاعر وأحاسيس الناس البسطاء الدينية وكان عناصره منذ البداية وعملياً في حالة ” الرمي الحر“ حيث هناك يعتبر التنازل عن الإعدام وارتكاب المجازر والإعتداء بحقوق الناس والتدخل في عقر دارهم بلاهوادة حدودهم الحمراء رغم جميع القرارات والبيانات الإنسانية في إدانتهم وتغيير الرئيس في مسرحياتهم الانتخابية لكن لم يغير شيئاً في طبيعة هذا النظام بالذات.
إن كان يعتبر” الرمي الحر“ في نظام قمعي يسوقه إلى منحدر السقوط ، لكن في إيران يعتبر سياق معمول به لإرغام كل شيئ من العقائد والثقافة والسياسة وحتى حياتهم اليومية وعلى هذا النمط قام هذا النظام منذ البداية بإغلاق مكاتب الأحزاب السياسية بسرعة وضرب أنصارهم بأساليب دموية كما فتح النار على سكان القرى في كردستان إيران بواسطة الحرس ومازلوا هم بنفس النهج أيضاً ولكن في المحاكم يصدر أحكام الإعدام على ”ريحانة جباري“ التي دافعت عن شرفها كما وبدلاً عن اعتقال وعقوبة أحد عناصر الحكومة الذي كان يقصد الإعتداء على ” فريناز خسرواني“ وهربت ونهائياً رمت نفسها من على البناية إلى الخارج وتنهي بحياتها تخلصاً من الاعتداء ، كما وبنفس الأسلوب في إيران وفي خارج إيران في بلدان المنطقة يقتل آلاف من معارضي هذا النظام حتى في البلدان الأوربية.. نعم وبهذا النهج يتم إعدام المئات والآلاف من ضحايا الإدمان والفحشاء والفقر والبطالة وما شابه ذلك الذي يعود كل رؤس هذه الخيوط إلى هذا النظام كمسبب هذه الكوارث الاجتماعية والبشرية .هذا واقع هذا النظام في الظروف الحالية حيث ما شوهد طيلة 38عاماً من حكم الملالي عقوبة حتى أحد من هؤلاء القتلة .. نعم هذا واقع الحال في بلد يكره 96%من مواطنيه هذا النظام وللباقي أي (%4) حسب ما طرحه ”قاليباف “ أحد مرشحي الرئاسة في المناظرات التلفازية هم يشكلون أنصار هذا النظام.
وقد سبق أن شهدت الساحة الإيرانية والشعب الإيراني هذه الحالات في زمن حياة خميني وفتاواه اللاإنسانية واللاإسلامية وأخلافه ضد من يتصدى أمام هذا النظام الاستبدادي دفاعاً عن شرف شعبه وتاريخه و...
وفي الختام وبغض النظر عن خلفية هذا الأمر (الرمي الحر) حيث أسلفنا جانباً منه ، من الضروري أن نذكر أن السبب من إعطاء هذا الخيارليس إلا خوفاً من تصعيد نشاطات أنصار المقاومة الإيرانية داخل إيران منذ بداية العام الإيراني الجديد ولا يعتبرإلا تكشر الأنياب واستعراض العضلات من جانب الولي الفقيه وبالأحرى حالة دفاعية أمام هذا الموجة من الهجوم من قبل أنصار المقاومة الإيرانية خاصة عشية المؤتمر السنوي العام المزمع عقده في باريس في الأول من تموز /يوليو 2017والذي يعكس ويمثل أمنيات ورغبات ومطاليب الشعب الإيراني برمته والذي تنظر إليه عيون التواقين للحرية ومستقبل إيران ليسمعوا خطة المستقبل لإيران حرة من هذا المؤتمر إن شاءالله. وإلى الملتقى.
@m_abdorrahman


77
هل يتمكن روحاني من إنهاء ولايته الثانية؟
عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي
كان يتفق الجميع قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران على أن النظام الإيراني يضعف يوما بعد يوم وفي نفس الوقت كان هناك تصور بأن الولي الفقيه وبهندسة الانتخابات وسحب مرشحه المطلوب أي ” إبراهيم رئيسي “ من صناديق الاقتراع  يتمكن من إعادة نظام موحد وبالأحرى ينتهج نهج الانكماش بالذات.
غير أنه عندما شهد الجميع فشل خامنئي في تنفيذ هذا السيناريو، جلس روحاني وللمرة الثانية على مقعد الرئاسة في نظام الملالي اتضح للعالم ضعف هذا النظام أكثر من ذي قبل سيما هناك ومتزامناً مع إعلان نتائج الانتخابات حدث تحالف دولي جديد ضخم في أرض الجوار في جنوب إيران يعني العربية السعودية ضد هذا النظام ليأتي برهان جديد لانعزال هذا النظام اقليمياً ودولياً.
إن عقد مؤتمر الرياض بمشاركة الرئيس ترامب ورؤساء 52بلداً عربياً واسلامياً كان معلناً مسبقاً لكن هناك موضوع مهم وجاد آخر على طاولة مسرحية النظام الإيراني للانتخابات وهو نشاطات واسعة النطاق من قبل أنصار المقاومة الإيرانية ونشر شعار مقاطعة الانتخابات داخل البلاد حيث كان هذا المدى من الحضور عديم النظير مما أثر على فشل هندسة الانتخابات لامحالة.
رغم أن سياسة المقاومة الإيرانية الثابتة في كل مرحلة كانت مقاطعة الانتخابات لكن في هذه السنة وفضلاً على المقاطعة ، كان طرح شعار ” إسقاط النظام“ وإحلال حكومة ديمقراطية برئاسة ” مريم رجوي“ تحدياً كبيراً بوجه النظام أيضاً حيث تلقينا ردود فعل سلطات النظام مراراً وتكراراً تجاه توزيع المناشير والهتافات والصورمن قبل أنصار المقاومة دعماً لمريم رجوي التي اختيرت من قبل هذه المقاومة كرئيسة الجمهورية من قبل المقاومة الإيرانية مما دفع النظام لوضع قواته في حالة التأهب القصوى بالذات.
هذاان العاملان يعني تشكيل تحالف إقليمي ودولي ضد تدخلات النظام ونشاطات قوات المقاومة داخل البلاد، و توسع حراك المقاضاة من أجل مجزرة عام 1988ضد السجناء السياسيين حيث كل واحد منها كان من شأنه أن يؤدي إلى إشعال فتيل الانتفاضة الشعبية الواسعة، قد دفع النظام إلى الخضوع لفشل رئيسي بأي ثمن كان وبالتالي لملمة بساط الانتخابات بأسرع ما يمكن تجنباً لاشتعال شرارة الإنتفاضة الشعبية التي تكمن في كل عائلة وبيت في جميع أرجاء البلد بالذات.
إذن ، إن تقبل روحاني من قبل خامنئي ليس إلا إرغاما لتجنب الإنتفاضة الشعبية التي قد صرخت منذ سنين لإسقاط النظام ، ونتساءل هل ستخمد شعلة هذا الغضب العارم الكامن في صدور الشعب مرة أخرى بواسطة روحاني المتظاهر كذباً بالإصلاحية؟
لاشك أن الشعب الإيراني لم ولن ينسى الخيانات والجرائم التي ارتكبتها التيارات الإصلاحية (كرفسنجاني وخاتمي وروحاني و...) ضد الشعب الإيراني إذ إن خدماته لهذا النظام المتطرف يسبب في بقاء هذا النظام لحد اليوم من جهة وسفك دماء أكثر من الشعب الإيراني وشعوب المنطقة خاصة في العراق وسوريا من جهة أخرى.
لقد اقترب هذا النظام من منحدره التاريخي للسقوط جداً حيث لو سلطنا الضوء من أية زاوية على وضعيته سنشاهد آثار الموت الزؤام في ملامحه حيث نرى حاليا الاصطفاف وعلى المستويين العالمي والإقليمي ضده وأهم من هذا ظهرت المقاومة المنتظمة أقوى من قبل داخل البلاد وخارجها بكل أحقية وقوة.
ستقيم هذه المقاومة مؤتمرها السنوي الضخم في باريس يوم الأول من تموز /يوليو 2017كما يتميز هذا المؤتمر بسبب مكاسب هذه المقاومة كماً وكيفاً مقارنة بالسنوات الماضية وذلك للأسباب التاليه:
-   هجرة ناجحة لأعضاء هذه المقاومة من بلعوم الذئب، أي العراق المبتلع بواسطة النظام الإيراني حيث كان من المرتقب ارتكاب مجزرة أخرى ضد أكثر من 3000من أعضاء هذه المقاومة بيد السفاكين المرتزقة في العراق لا محالة.
-   حضور قوات المقاومة داخل إيران عديم النظيرخلال مسرحية الانتخابات وإفشال سيناريو النظام في هندسة الانتخابات ، وحراك المقاضاة من أجل دماء الشهداء بشكل عام وارتكاب مجزرة ضد السجناء السياسيين في عام1988بيد إبراهيم رئيسي وزملائه في كلتا العصابتين لخامنئي وروحاني معاً.
-   كشف مشاريع نظام ولاية الفقيه لتصدير الإرهاب وإبادة شعوب بلدان المنطقة خاصة سوريا والعراق ، ومشاريع إنتاج السلاح النووي والحملة العالمية لعزل هذا النظام حيث يعرض كل هذه النشاطات والإنجازات والنجاحات القواعد الشعبية والسياسية الرصينة لهذه المقاومة في المجال الدبلوماسي بالذات.
وختاماً أقول ، لقد دخل نضال المقاومة الإيرانية للإطاحة بهذا النظام المؤسَّس بواسطة خميني والملالي مثله في عام1979بشكل لا شرعي ،مرحلته النهائية. فدعم هذه المقاومة ومؤتمرها السنوي الضخم ضرورة ملحة ليست للجالية الإيرانية فحسب وإنما لكل تيار يبحث عن إعادة الاستقرار والسلام وحسن الجوار إلى المنطقة ولا ينبغي ضياع هذه الفرصة الثمينة. لاشك أن مصير كل شعوب المنطقة أصبحت متلاحمة وهناك ليس أكثر من طريق واحد للحل المشترك وهو دعم الشعب والمقاومة الإيرانية للإطاحة بهذا النظام ، و الاجتماع الضخم في باريس ملتقى  هذا التوحد والسلام وإلى الملتقى.
@m_abdorrahman



78
مسرحية الانتخابات في إيران تحت المجهر
2-2
الأزمـات الخــانقة والأفـاق المـنظورة في تطورات إيران

عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي
هناك تحديات جديدة دخلت الصراع بين أزلام النظام بعد إجراء مسرحية الانتخابات الرئاسية و فضح ملفات المرشحين في المناظرات التلفازية حيث يتحدى كل ملف كل النظام برمته إذ إن التطرق إلى أي واحد منها لا يقتصر في السطح وإنما يمتد إلى جذور يعجز أي جناح من أجنحة النظام وبسبب طبيعته الرجعية والعائدة إلى عصور الظلام عن تلبية هذه الفضائح فمعناه أن هناك مشكلة حقيقية دون جواب، فالجواب في الانتفاضة الشعبية وليس إلا، وهذا كابوس يهدد بقاء النظام ويتوقع كل سلطات النظام كل لحظة أن تأتيهم بغتة من حيث لا يحتسبون .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل يبادر روحاني في ولايته الثانية بملفات النهب والإعدام التي ارتكبها الجناح المقابل منها مجزرة ضد السجناء السياسيين في عام 1988وكان إبراهيم رئيسي أحد أعضاء فرق الموت الثلاث وكان ُمنفذاً لفتوى الخميني؟ ففي حالة عدم التطرق بها فما باله إزاء ادعائات روحاني ضد الجناح المقابل عندما قال: « خلال الـ 38عاماً الماضية ماذا فعلتم إلا ارتكاب الحبس والإعدام؟» وكيف يحسم روحاني هذا الموضوع؟ ماذا يفعل خامنئي ومرشحه المهزوم ” رئيسي“ المدعوم من قبل القضاء وجانب من السلطة التشريعية وفيلق الحرس؟، و روحاني وجماعة الـ4%وبالتالي بقية 96%؟؟ وماذا سيكون مصير روحاني  من منطلق الجناح المقابل، وهل يستطيع روحاني أن يكمل ولايته الثانية؟!
النظرة العابرة إلى مصير الرؤساء السابقين في هذا النظام يدلنا قليلاً على مصير روحاني مستقبلاً. حيث إنهم يعيشون أو في الإقامة الجبرية في منازلهم أو محظورين من أية فعالية وحتى الحضور السياسي أو كأخيرهم أحمدي نجاد الذي لم ترفض صلاحيته فحسب، وإنما قد بدأت اعتقالات بعض المقربين منه كما قدهرب بعضهم إلى الخارج.
هناك حقيقة بعد إجراء الدورة الثانية عشرة للانتخابات الرئاسية أّن النظام أصبح ضعيفاً وقابلا للانكسار برمته ويختلف تمامًا مع سابقه. وعكس ما يدعي لوبيات النظام، إن مسرحية الانتخابات الأخيرة ليست نهاية الأزمة وتكرار مرحلة أخرى بل بداية أزمات خانقة أخرى لإرغام النظام على تجرع كأس جديد من السم لا محالة، وبالأحرى سيخلف له تساقط وتشقق وتشتت في قوى خامنئي أكثر من ذي قبل و تليه مضاعفات أخرى كزيادة التذمرات والمطالبات والاحتجاجات الشعبية الضخمة و بالتالي تقدم المقاومة الإيرانية داخل إيران . فما بالك عندما نضيف التراصف الإقليمي الجديد ضد النظام برمته حيث تعتبر قمة الرياض من بوادره بالذات وهذا أول الغيث.
كما نرى مدى عجز سلطات النظام خلال مسرحية الانتخابات وبعدها من تفعيل القوى الداعمة للمقاومة في المدن الإيرانية وهم يمثلون طلبات الشعب الإيراني بالذات. حيث دائماً يحذر سلطات النظام في وسائل الإعلام الحكومية خشيتهم من زعزعة أمنهم.
الحقيقة تعكس هذه القوى وبنشرهم الهتافات والمناشير الإعلامية في طهران وسائر المدن الإيرانية بصورة واسعة المطلب الرئيسي للشعب الإيراني وهو إسقاط هذا النظام وإحلال نظام شعبي وتطبيق سياسة فصل الدين عن الدولة والذي سبق وأعلنته السيدة مريم رجوي من خلال ورقة عمل في 10بنود ودعت اليها .
إن انتشار واسع لقوى المقاومة في إيران تحت احتلال الملالي، ونشاطاتهم المنتظمة لترويج شعار مقاطعة الانتخابات و” صوتنا إسقاط النظام “ خلال مسرحية الانتخابات الرئاسية وتشغيل حراك مقاضاة منفذي مجزرة شهداء 1988 في جميع أرجاء إيران و... أفشل هندسة الانتخابات حيث أرغمت الخسران على جناح خامنئي في سحب رئيسي من صناديق الاقتراع إذ وبعد إعلام دعوة حراك المقاضاة من أجل دماء شهداء مجزرة 1988في العام المنصرم في مؤتمرباريس الضخم أقامته المقاومة الإيرانية من قبل السيدة مريم رجوي وترويجه داخل البلاد بواسطة قوى المقاومة داخل إيران، أرغمت هزيمة واسعة على النظام سيما إبراهيم رئيسي وهو أحد من ثلاثة أعضاء فريق الموت لتنفيذ فتوى الخميني لابادة جيل من سجناء مجاهدي خلق، حيث أصبح رئيسي مكروهاً منبوذاً لدى الشعب الإيراني كما توغل الموضوع داخل بيت خامنئي حيث ابتعد عدد من المقربين من خامنئي من هذا القاتل السفاك بدعم عن روحاني وستستمر هذه الفعاليات حتى جلب منفذو ومرتكبو هذه الجريمة  للمثول أمام العدالة إن شاءالله.
لاشك أن تقدم هذا الحراك خير دليل على اقتدار وشعبية مجاهدي خلق في التنظيم والقيادة للحركات الشعبية  وقد سبق أن أثبتت هذه الحقيقة خلال نشاطات دولية مراراً حيث اعترف بها أبرز شخصيات من مختلف البلدان كما أذعن أكثر من مرة بها أيضاً الشخصيات الأميركية الحزبية إزدواجية العضوية مؤكدين بأنهم لم يروا قط هكذا التحام بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في التحالفات بين الحزبين ويقصدون بهذا المؤتمرات الضخمة السنوية التي تقيمها المقاومة الإيرانية في باريس في شهر حزيران بحضور المئات من الوفود السامية من مختلف بلدان العالم وبمشاركة أكثر من مئة ألف من الجالية الإيرانية المعارضة للنظام الإيراني بالذات مما يعلن هناك موقف المقاومة الإيرانية الصارم حول مسائل إيران والمنطقة  .
سيقام هذا الاجتماع يوم  1/ تموز – يوليو 2017 وفي ظروف مختلفة مع السنوات الماضية. يرى الخبراء في شؤون إيران كما أكدت الصحف البارزة أكثر من مرة حقيقة أن هذا الاجتماع يعكس مستقبل إيران و يعتبر حقيقة المجتمع الإيراني للتغيير في إيران وإحلال نظام ديمقراطي وضد التطرف في إيران. كما يؤكد هؤلاء بأن حل الأزمات الإقليمية يكمن في تغيير النظام الإيراني بالذات، فمعناه أن المقاومة الإيرانية الحل المجرَّب لأزمات المنطقة، فمن الضروري دعمها بواسطة الحكومات بالذات.
@m_abdorrahman


79
مسرحية الانتخابات في إيران تحت المجهر
1-2
حكومة الـ4%مع ممارسات التزوير وفبركة الأصوات

عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي

عندما أعلن أحد المرشحين في المناظرات قبل الانتخابات الرئاسية للنظام الإيراني في مناظرته التلفازية بأن قاعدة النظام الشعبية لا يتجاوز عن 4% كان يستوعب ما يقوله فمعناه أّن هناك 96% من الشعب الإيراني يكرهون هذا النظام أو متذمرون من هذا النظام بالذات.
كان قائل هذا الكلام الحرسي قاليباف الذي كان سابقاً قائد القوة الجوية للحرس وقائد الشرطة الداخلية للنظام وحالياً أمين العاصمة طهران مع 15مليون نسمة.
كان قاليباف أحد المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية لنظام الملالي حيث أعلن عن انسحابه من الترشح في الأسبوع الأخير لإجراء الانتخابات ولصالح إبراهيم رئيسي خصم روحاني وحسب معلومات موثوقة بها كان من المقرر أن يحتل منصب مساعد رئيسي في حال فوز الأخير في الانتخابات.
لكن روحاني الذي جلس على مقعد الرئاسة قال مجدداً شيئاً آخر مدعياً بمشاركة 41مليوناً ناخباً فضلاً على 4ملايين من الناخبين الذين لن ينجحوا للاقتراع بسبب انتهاء توقيت الاقتراع، وهذه طريفة تضحك الموالين للنظام قبل الـ 96% إذ كانت هناك مقاطعة لهذه الانتخابات المزورة بواسطة بعض الأجنحة الداخلية للنظام فلا داعي لأن نأخذ عدد المشاركين في مسرحية الانتخابات بمحمل جاد وهذه مسرحية معروفة تتكرر كل مرحلة لمخادعة الرأي العام للايحاء بشرعنة هذا النظام اللاشرعي من خلال الكلمات المعسولة والعكسية بالذات.
لايخفى على خبراء شؤون إيران أن ممارسة التزوير الخيالية وفبركة الأصوات الضخمة وإظهار حجم مشاركة الناخبين بأضعاف في الانتخابات من ميزات هكذا مسرحيات النظام الإيراني اللاشرعي التي مارستها طيلة الـ38عاماً الماضية بينما يعرف جميع الأوساط الخارجية أن إجراء الانتخابات في إيران تحت حكم الملالي ، غير حرة وغير نزيهة إذ هناك لم يتغيرأي شيئ في سياسات هذا النظام القمعية والمعادية للشعب.
إن موضوع فبركة الأرقام والإحصائيات الزائفة للانتخابات حالة مشتركة بين جميع العصابات الحكومية للحفاظ على كيان هذا النظام و العمل في دهليز مظلم باسم ” غرفة تجميع الأصوات “ ليست إلا لهذا الغرض ويسيطرعليها خامنئي شخصياً سيما في هذه الدورة من مسرحية الانتخابات كان الهدف من فبركة الأصوات التغطية على حقيقة أن هذا النظام فقد تعادله الداخلي وقابل للانكسار أكثر من ذي قبل.
الحقيقة ، كانت هذه ممارسات للتزوير في مسرحية الانتخابات ، سبب التصعيد في صراعات أجنحة النظام بصورة جديدة لامثيل لها سابقاً حيث هناك يومياً يفضحون أبعاداً جديدة عما فعله الجناح الآخر مما دفع خامنئي ليتدخل شخصياً لكبح جماح هذا التصعيد خشية ظهور إنتفاضة جديدة شعبية .
فنتساءل ، هل هناك في إيران الرازحة تحت وطأة دكتاتورية مذهبية جنونية يتصور أحد أّن يقترع 16مليونا ً لقاتل باسم إبراهيم رئيسي سيئ الصيت و25مليوناً لروحاني الذي قطع الخبز والماء والهواء من مواطني الجنوب و..  وكما يقول روحاني هناك 4ملايين لم ينجحوا بالاقتراع بسبب انتهاء الوقت!ناهيك عن أن الخبراء في شؤون الانتخابات سيما الذين لهم معرفة عالية حول الامكانيات التقنية والتكنيكية لهذا النظام المتخلف يعرفون جيداً أن ما يعلنه هذا النظام عن عدد المشاركين يتناقض تماماً مع ظروف النظام المتخلف في أمر الانتخابات .
وحاليا ً وفي استمرار صراع الذئاب في نظام الملالي نترصد مصير هذ االرئيس المزيف إذ إن الانقسامات والصراع في رأس النظام يختلف تماماً عن المراحل السابقة وما كُشف عنه من الفساد والجرائم التي ُطرح في هذه المناظرات والملفات التي فُتحت مثل ارتكاب مجزرة ضد السجناء السياسيين في العام 1988ومواصلة الإعدامات لحد هذه اللحظة ، وأسباب أكثر من 10ملايين أمي في البلد وفراغ 3ملايين مسكن عائد إلى النخبة الـ4% وأسباب وجود 11مليون شاب دون مسكن في البلد سيما البائتين في  المقابر ونهب مليارات دولار من ثروات الناس والهجوم على السفارة السعودية وتخصيص 500ألف مليارتومان ديْن وجواز بناء الأبراج الضخمة لأشخاص معينين من نفس الـ4% وقس عليهذا حتى ممارسات التهريب بقيمة 25مليار واستخدام 114مرفأ ومرسى رسمي للتهريب وكذلك ملفات السرقة والمجازر التي يشير إليها مرشحو ولاية الفقيه في المناظرات ولكنها ظلت مغلقة تماماً.
@m_abdorrahman


80
كيف بدأ روحاني ولايته الثانية
عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي
لا يوجد في داخل النظام الإيراني المتطرف معتدل أو إصلاحي حيث أثبتت هذه الحقيقة طيلة 4عقود من حكم ولاية الفقيه  في إيران المحتلة . فعليه لم يغير النظام الإيراني أساساً لحد اليوم في التزامه بالأعراف الدولية وبالأحرى نستطيع القول أنه ما نرى أمامنا نفس النظام الذي تم تأسيسه بواسطة الخميني عام 1979من خلال سرقة مكاسب نضال الشعب الإيراني ورغم توقيعه الاتفاقات الدولية مع المجتمع الدولي للالتزام بها وإدانته 61مرة من قبل الجهات الدولية والمجتمع البشري بسبب انتهاكاته السافرة للقوانين الدولية الا أنه لم يحدث أي تغيير في سلوكه وتوجهاته ونهجه في السياسة في معايشته المجتمع الدولي والمجتمع الإنساني بالذات.
ولإثبات هذه الحقيقة لا حاجة إلى التقصي أو التحقيقات والأدلة تبرهن نفسها في أول نظرة عابرة على ما يعمل به هذا النظام كما وبعيد نهاية الانتخابات ، أعدم هذا النظام بطلاً في المصارعة باسم ” حجت الله تدرو “ بعد تحمله 10سنوات من الحبس في سجن ديزل آباد كرمانشاه شنقاً .
وحسب ما ورد في وسائل الإعلام في هذا النظام كان حجت الله من أبرز الأبطال في المصارعة في إيران في وزن 74كغم وهو كان مرشحا في هذا الوزن ليصبح منتخباً وطنياً  في المصارعين الكبار وله خلفية لامعة في بطولاته في المصارعة في مختلف الأعمار والأوزان .. إنه اعتقل قبل 10سنوات وحُكم عليه بالإعدام بسبب فبركة الملفات ضده بواسطة سلطات النظام في السجن .
الحقيقة لا توجد في إيران انتخابات حرة وما موجود تحت يافطة الانتخابات ليس إلا الصراع داخل أجنحة النظام وذلك للتغطية على الحقائق داخل نظام الملالي إذ في بلد تحكم دكتاتورية ، تصور وجود انتخابات ليس إلا سراباً بقيعة يحسبه الظمآن ماءً والذين يدعون بهذا هم أزلام النظام وأصحابهم الذين يبحثون عن مصالحهم الاقتصادية جاهدين لمحافظة هذا النظام المتطرف الحاكم على إيران..
شغل نظام الملالي مباشرة بعد انتهاء مسرحية الانتخابات يوم 19 / مايو – أيار ماكنة المجازر والإعدامات بأسرع حالة حيث وصل عدد الإعدامات خلال 5 أيام 18شخصاً إذ فإن هذا النظام إزاء تذمرات الشعب المتزايدة وعزلة النظام دولياً بشكل عديم النظير وفي ظروف بعد الانتخابات ، متعرض للتشقق والانهيار لا يرى أي علاج وحل لمشكلته إلا التوسل بموجة الإعدامات واستعراض العضلات ليُظهر بأنه مازال قوياً .
أثبت حسن روحاني بعد يومين من مسرحية الانتخابات في مؤتمر صحفي مرة أخرى عجزه وعدم رغبته لإجراء أقل تغييرفي سياسات النظام الداخلية والخارجية حيث أوعد بأن النظام سيواصل بتأجيج الحرب في المنطقة حيث قال: لن يستأذن النظام لمواصلة برامجه الصاروخية أحداً وفي حالة عدم صناعة هذه الصواريخ يمكن تحدث تصورات لدى البعض ويخطأون في حساباتهم ويشعلون البعض فتيل الحرب في المنطقة فإننا سنجرب الصواريخ مهما نحتاج تجربتها “ .
كما قال ” حسين نقوي“  ممثل النظام الإيراني في البرلمان بهذا الخصوص:« لن نحاور أحدا لتوسيع تقنيتنا الصاروخية ولن ننتظر أحداً أو مصدراً أو بلداً بالذات. نحاول بكل ما بوسعنا لتعزيزماكنتنا العسكرية... خصص البرلمان ملياراً و300مليون دولار للتعزيرالعسكري وهذه قفزة كبيرة جداً ».
كما أكد الحرسي ” حاجي زاده “  قائد القوة الجوية –الفضائية لحرس النظام في موقف مشابه قائلاً: « سنعزز قوتنا الصاروخية» وأضاف يقول: « خلال الأعوام الأخيرة تم تأسيس المعمل الثالث جو الأرض لتصنيع الصواريخ في إيران بواسطة فيلق الحرس»(وكالة فارس التابعة لفيلق الحرس -25 / أيار – مايو 2017) .
لاشك أن هذه الإعدامات والمواقف وبعد يومين من ضوضاء الانتخابات في نظام الملالي خير دليل  على أن هذا النظام لم يتغير في المقارنة بالماضي إطلاقاً ولن يتغير أبداً . إذ فإن هذا النظام بُني على أساس انتهاك حقوق الإنسان وسلب الحريات والتدخل في سائر البلدان وتصدير الثورة والإرهاب بالذات. والحل النهائي الوحيد للخلاص من هذا النظام إسقاطه بيد الشعب والمقاومة الإيرانية لترتاح بعده منطقة الشرق الأوسط وربما جانب واسع من سائرالمناطق في العالم ليستتب الأمن والاستقرار إن شاءالله .
فعليه ، فإن الدعم المادي والعملي من نضالات الشعب الإيراني والاعتراف بالمقاومة الإيرانية من قبل الحكومات والمجتمع الدولي ضرورة مُلحة جداً .
@m_abdorrahman

81

الأيـام الأولى بـعد فتـرة إنتخابات إيــران الرئـاسية!
نظرة عابرة إلى قمة الرياض ورسالتها الهامة
عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي
في هذه الانتخابات وعكس ما كان في المراحل الماضية التي كان يحاول أصحاب الاسترضاء ولغرض المحافظة على مصالحهم الاقتصادية أن يُظهروا كأنما هناك جناح معتدل وإصلاحي، لما قوبلت هذه المرحلة من الانتخابات الرئاسية بترحاب الغرب وبالأحرى سائر بلدان العالم وإنما هناك واقع مهم حدث في أرض الجوار بجنوب إيران حيث فاجأ كلا الجناحين في النظام الإيراني وأثار لديهما الخوف والقلق كما كتبت الإعلام الحكومي بهذا الخصوص في خطاب لروحاني : « يا سيد روحاني ؛ هنا بجانب أذنيكم قرعت طبول الحرب حيث قام الناتو العربي والغربي بتمارين عسكرية» ( جريدة رسالت24 / مايو – أيار 2017). 
وصل رئيس الولايات المتحدة الأميركية يوم السبت 20/ مايو-أيار الرياض لمشاركة القمة العربية الإسلامية المبرمجة منذ فترة حيث كان أول لقاء مع الملك سلمان ملك المملكة العربية السعودية مما نتج اللقاء ببيان تحت عنوان « رؤى استراتيجية مشتركة للقرن الحادي والعشرين»  تناول فيه مكافحة الإرهاب وتدخلات النظام الإيراني لدعم الإرهاب في المنطقة .
واللقاء الثاني مع قادة البلدان الخليجية تناول في أهم نقاشاتهم في اللقاء دور النظام الإيراني ومكافحة الإرهاب . كما كان اللقاء الثالث للرئيس الأميركي مع قادة البلدان المنطقة خاصة ملك البحرين كان فحواه الرئيسي تهديدات النظام الإيراني ضد البحرين. وأخيراً في اللقاء الرابع والأهم كانت ” قمة الرياض “ المعروفة بحضور الرئيس الأميركي وقادة 52بلداً من البلدان العربية والإسلامية في المنطقة . وتضمنت جميع الكلمات التي ألقاها الحضور حول دور إيران المدمر حيث وفي الختام صدر ”إعلان الرياض“ تمحور على التصدي للتدخلات والنشاطات المدمرة لإيران بالذات .
وكتبت إحدى وسائل الإعلام الحكومية وفي إشارة إلى قمة الرياض تقول: «أهدت حكومة روحاني وفي أول يوم انتخابها ، شبح الحرب».
و اعتبر الملك سلمان في كلمته النظام الإيراني بأنه ” رأس حربة “ الإرهاب الدولي قائلاً:
كان «النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم"، مضيفا "لم نعرف إرهابا وتطرفا حتى أطلت الثورة الخمينية برأسها».
ثم قام الرئيس الأميركي بإلقاء الكلمة مقدماً الشكرالجزيل للملكة على حسن الاستضافة وقال:
« سنمد أيدينا بروح التعاون والثقة.وهدفنا هو تحالف الأمم التي تشترك في هدف القضاء على التطرف ولذلك، فإن هذا التجمع التاريخي وغير المسبوق للقادة - الفريد من نوعه في تاريخ الأمم - هو رمز للعالم يعكس عزمنا المشترك واحترامنا المتبادل».
وأضاف قائلاً: ولكن لن يكون هناك نقاش حول القضاء على هذا التهديد بالكامل، دون الإشارة إلى الحكومة التي تعطي الإرهابيين الملاذ الآمن، والدعم المالي، والمكانة الاجتماعية اللازمة للتجنيد. إنه نظام مسؤول عن عدم الاستقرار في المنطقة. أنا أتكلم عن إيران. من لبنان إلى العراق إلى اليمن، تقوم إيران بتمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين والميليشيات والجماعات المتطرفة الأخرى التي تنشر الدمار والفوضى في المنطقة. على مدى عقود، غذّت إيران حرائق الصراع الطائفي والإرهاب».
الجدير بالذكر أن هذه المواقف استمرت حتى بعد نهاية قمة الرياض كما جعل ترامب في مواصلة جولته لسائر بلدان المنطقة وضع الاتفاق النووي مع النظام الإيراني تحت علامة الاستفهام معتبراً الاتفاق الشامل المشترك منقذا للنظام من السقوط وأكد قائلاً : «إنهم كانوا على منحدر السقوط خلال 6أشهر لا محالة».
لا شك أن ما طرح في القمة العربية الإسلامية الأميركية بوجه النظام الإيراني كمزعزع للاستقرار والثبات في المنطقة والعالم سيما التركيز على ضرورة تحدي نظام الملالي في مجال الإرهاب والتطرف وبرنامج الصواريخ البالستية وتدخله في شؤون البلاد الداخلية والفعاليات المدمرة لهذا النظام في المنطقة والعالم كخطوة ضرورية من أجل وضع حد للإرهاب والحرب ونزيف الدم وإحلال السلام والهدوء و... أمر ضروري ولكن هناك ضرورة ملحة أخرى وهي إن طرح هذه المواضيع يجب أن يتكلل بضمان العمل وتحديداً قطع العلاقات مع نظام الملالي وإخراجه عن المجاميع الدولية وتصنيف فيلق الحرس وبقية القوات العسكرية والميليشيات والقواعد الأمنية التابعة لهذا النظام في القائمة السوداء وإخراجهم من المنطقة بالذات.
كما أعلنت بهذ الخصوص الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي : «إن الحل النهائي للأزمة التي اجتاحت المنطقة برمتها يكمن في إسقاط نظام ولاية الفقيه بواسطة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. تحرير إيران وإحلال سلطة الشعب الإيراني بدلاً من سلطة الملالي كمطلب رئيس للشعب الإيراني والذي قدّم من أجله 120ألفاً شهيداً لحد الآن . إن الاعتراف بمطلب الشعب الإيراني هذا ، ضرورة ملحة لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة ومن مستلزمات استتباب الأمن الدولي أيضاً».
إن هذه المواقف ذات أهمية كبيرة جداً كونها تتخذ في أول الأيام بعد إجراء مسرحية الانتخابات الرئاسية في إيران. كان النظام الإيراني وبإعلان الأرقام الفلكية الزائفة لمشاركة الناخبين يُظهر بأنه يحظى بشعبية اجتماعية لكن سقطت ورقة التوت في أول مناظرة تلفازية للمرشحين بأن هذا النظام يُعرف بـ 4%( فمعناه أن هناك 96% يكره النظام بالذات). وتبين زيف إدعائات روحاني في مؤتمرة الصحفي بعد تغلبه على رئيسي في 22/ أيار – مايوعندما ادعى بمشاركة 45مليوناً ناخباً في الانتخابات كما يكشف أجهزة النظام في صناعة الأصوات أيضاً.
وختاماً نستطيع القول إن هذه المواقف الأخيرة حول المنطقة والعالم ضد هذا النظام يعتبر أسوأ أيام هذا النظام في المرحلة الجديدة كونها تبرز زيف إدعائات النظام حول الانتخابات كما خير دليل على أن ما يكشر هذا النظام من أنيابه أجوف تماماً وبالأحرى يثبت بأنه حانت بداية نهاية هذا النظام بالذات.
@m_abdorrahman


82
النظام الايراني يقترب الى نهايته!
نظرة الى نتائج مسرحية الانتخابات في النظام الايراني

عبدالرحمن مهابادي: كاتب ومحلل سياسي

بعد ان أصبح ترشيح حسن روحاني وابراهيم رئيسي لإحراز منصب رئاسة الجمهورية للنظام أمرا قطعيا، بدأت هزالة وضعف النظام خاصة جناح الولي الفقيه علي خامنئي. لأنه عندما قام خامنئي باستعراض أفضل بيدق في جعبته اي«ابراهيم رئيسي»(الذي ورد اسمه خلال الأشهر الأخيرة بمثابة خليفة لخامنئي) إلى حلبة المنافسة مع روحاني في اطار الصراع الدائر على السلطة بين أجنحة النظام فهذا معناه انه يعيش في مأزق قاتل للغاية. لأن جميع بيادقه احترقوا بسبب مشاركتهم  في سجل النظام الأسود لـمدة  39عاما ويخطو نظامه في أضعف موقعه. فلذلك كان من الواضح منذ بداية الإنتخابات أن المنافسة الرئيسية ستكون بين «رئيسي» و«روحاني» وأن المرشحين الأربعة الآخرين ليس لهم دور الا صوريا ومن أجل تسويق اعلامي.
وكلا الشخصين لديهما سمعة سيئة لدى الإيرانيين. وسمى المواطنون «رئيسي» صفته  «رجل الإعدام والسجن» كما سموا «روحاني» بمثابة «الرجل المحتال والكذّاب» ولعبا كلاهما أعلى دور في السجل الأسود للحكم لمدة 39عاما.
وكان رئيسي من مقربي خميني وخامنئي وعموما كان يعمل في نظام القضاء وله دور بارز في إعدام السجناء وخاصة مجزرة  30ألف سجين سياسي عام 1988.
وركز روحاني من نفس المنطلق على هذا الجانب من سجل رئيسي دون ان يدخل في تفاصيل الملف. وأكد مرارا في خطاباته الدعائية إلى رئيسي قائلا: «انك لا تجيد عملا آخر الا الإعدام والسجن».
ان دور رئيسي في اللجنة الثلاثية التي تشكلت بأمر من خميني لإبادة السجناء المجاهدين والمناضلين في ذلك العام، قد رسم له وجها كريها وبغيضا بحيث لم يستطع حتى في عملية مسرحية الانتخابات الأخيرة من «تبييض» ماضيه بل حتى تأييده. خاصة ومنذ العام الماضي وخلال التجمع السنوي للايرانيين الأحرار في باريس انطلقت حركة للمقاضاة من أجل السجناء الذين تم ابادتهم في مجزرة عام 1988 وذلك على المستوى الدولي من قبل المقاومة الايرانية والتي أعلنتها السيدة مريم رجوي.
ولكن فيما يخص روحاني الذي خاطب خامنئي ورئيسي قائلا «في الأعوام الـ38 الماضية لم تفعلوا شيئا سوى الاعدام!» فيعمل في حكومته عضو آخر من تلك اللجنة أي مصطفى بورمحمدي وزيرا للعدل. وهذه الوثيقة لـ «خداع» روحاني هي دلالة لحقيقة أن الانتخابات داخل النظام ليست انتخابات حرة وديمقراطية بل هي من أجل الحصول على مزيد من الحصص على السلطة في ظل ولاية الفقيه للملالي.
ولاثبات جرائم روحاني في سجله يمكن القول انه كان أول من فرض خطة الحجاب القسري على النساء الايرانيات في هذا النظام. كما انه دعا منذ بداية السنوات الأولى لمجيء النظام الى اعدام أبناء هذا الوطن على الملأ. وفي ولايته الأولى التي توشك على الانتهاء نفذت أكثر من 3000 عملية اعدام وكان النظام محطم الرقم القياسي في الاعدامات في العالم. هناك وثائق دامغة تؤكد دوره في اغتيالات نفذها عناصر النظام ضد أعضاء المعارضة خارج ايران ومنها الاغتيالات في مطعم ميكونوس في ألمانيا. كما انه آكد مرات عدة خلال المناظرات في تمثيلية الانتخابات أنه كان على علم بملفات الاختلاسات وأعمال النهب الضخمة من قبل مرشحي الجناح المنافس ومنهم الحرسي قاليباف ولكنه تعمد في التستر عليها. يا ترى لماذا لم يكشف عنها؟!
الحقيقة البارزة هنا هي أن النظام يفتقر الى الشرعية والقاعدة الشعبية وأن هناك مقاطعة من قبل المواطنين الذين غالبيتهم ينادون باسقاط النظام.
وهذه المرة كانت مسرحية الانتخابات من بدايتها والى نهايتها، قد ارتبطت بملف مجزرة السجناء السياسيين عام 1988. الكراهية والنفور العام تجاه رئيسي والخوف من المقاضاة بلغ حدا حيث رفض الكثير من الملالي وحتى ملالي كبار من جناح خامنئي تأييد رئيسي الجلاد وآصبحوا متناغمين مع روحاني الجلاد ومنيت بالفشل الذريع مساعي خامنئي لتنصيب رئيسي في كرسي الرئاسة وتوحيد نظامه القروسطي لاحتواء الأزمات وحفظ توازن نظامه وحاجته الماسة اليه في ظل الظروف الخطيرة داخليا واقليميا ودوليا وهذا من علامات نهاية هذا النظام المتهرئ.
وبعد مسرحية الانتخابات ، صار نظام الملالي يواجه انشقاقات وبالنتيجة ليس أمامه الا تفاقم الأزمات واحتدام الصراعات. كما ان روحاني الذي «ملتزم قلبيا وعمليا بولاية الفقيه» كشرط أولي لترشيحه، يحاول مثل الماضي آن يقدم نفسه دجلا حلال المشكلات من خلال استعراضات فارغة ولكن هذا يزيد من الأزمات والمآزق في داخل النظام وستنكشف بسرعة عورته في مواجهة مطالبة الشعب بشرائحه المختلفة مستحقاتهم المسلوبة. روحاني لا يريد ولا يستطيع أن يحدث تغييرا جديا في المؤسسات الأساسية للنظام وتصرفات النظام المتخلف. فهل يستطيع أو يريد أن يفتح ملفات خامنئي ورئيسي وقاليباف و... الذي كان يقول في كلماته انه على علم بذلك ولكنه يتعمد في التستر عليه؟!
ان واقع الأمر يشبه سخرية كون روحاني هو نفسه من المتهمين الأوائل.
نعم، وبهزيمة خامنئي ورئيسي في هذه المسرحية فأصبح نظام الملالي بأكمله أضعف وأصبح الطريق ممهدا لانتفاضة شعبية واندلاع الربيع الايراني.
@m_abdorrahman



83
الربيع الإيراني على الأبواب!
تمثيلية الإنتخابات تحت مجهرالمواطنين
عبدالرحمن مهابادي: كاتب ومحلل سياسي
عقب المناظرات التلفزيونية الثلاث بين المرشحين المنتقين لتمثيلية الإنتخابات للنظام الإيراني  التى فضح من خلالها جزء بسيط  للغاية وطبعا سجل كارثي آسود لـ 38عاما من الجرائم والنهب والسطو للنظام الإيراني  بشكل غيرمتعمد وجراء الصراع على السلطة بين أجنحة النظام الداخلية، ازيح الستار الآن عن حالات أكثر حيث ظهر في الساحة الوجهان الرئيسيان للانتخابات الهزلية اي «ابراهيم رئيسي» و«حسن روحاني».
الوجهان المتنافسان المتناقضان ظاهريا غير أنه لا فرق بينهم جوهريا حيث كانا خلال  فترة حكم النظام لمدة 39عاما من كبار رموز النظام ومن البيادق المعروفة لقمع المواطنين وإعدام السجناء ومن المطيعين والمخلصين للولي الفقيه الحاكم في إيران وكانا يعملان كروح  واحد في جسمين أحدهما جلاد وآخر محتال.
وفي المناظرات التي جرت وتطغى عليها الوقاحة كان المرشحان يتلاعبان  بمصير85 مليون إيراني كشفا بكل وقاحة عن بعض من جوانب الإختلاسات ونهب أموال المواطنين في أبعاد مليارية في الصراع على السلطة فيما بينهما. الا انهم جميعا خانعون للولي الفقيه(علي خامنئي) انهم ويجتبنون حسب أوامر المرشد فتح ملفات رئيسية للجرائم ومجزرة السجناء السياسيين وقمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان خلال السنوات الـ38 في إيران. لان لديهم مصالح مشتركة في تلك الجرائم  وسوابقهم دامية  ويعتمد بقاء نظامهم على ذلك.
واذا كان غير ذلك فمن كان من المفترض أن  يتم محاكمة جميع المرشحين وفقا قوانينهم  بسبب ارتكابهم الجرائم التي نسب بعضهم للبعض في المناظرة. لان حسب كلامهم  يعدون محاربين حيث تكون عقوبة الموت بانتظارهم. ولكنه في النظام اللاإنساني الحاكم في إيران يطلق المحارب فقط للمعارضين للنظام!
الا ان سلطات النظام بمن فيهم المرشحين الستة المنتقين من بين 1600 مرشح سجلوا أسمائهم لتسنم منصب الرئاسة الجمهورية (من كلتا الزمرتين) مارسوا التعذيب اوأعدموا مئات الآلاف من المواطنين بسبب معارضتهم السياسية لنظام الولي الفقيه او توزيع بيان او تقديم مساعدة مالية للمقاومة الإيرانية ولو بقدر تومان واحد او حتى لزيارة عائلية لأبنائهم الذين أعضاء  في المقاومة الإيرانية.
يخاطب روحاني خامنئي و رئيسي ويقول: في 38عاما مضى ماذا فعلتم الا تنفيذ عملية الإعدام! و هل تعرفون عمل آخر ماعدا الإعدام والسجن؟ وفي جانب آخر قال:« من أجل مصالح النظام لم أتحدث عن اشياء كثيرة». ويجب ان نقول لهذا الملا المحتال: لماذا لحدالان لم تكشف عن ذلك ؟ لماذا في عهد رئاستك أعدمتم أكثر من 3000شخص؟ لماذا عينت «مصطفي بورمحمدي» في منصب وزيرالعدل في حكومتك والذي كان من العناصر الرئيسية في ارتكاب مجزرة 30 الف سجين سياسي عام 1988؟
إن الحقيقة الذاتية للنظام هي أن منصب رئاسة الجمهورية هو منصب بلا صلاحية. في 38عاما مضى كان اشخاص مختلفين ظاهريا في ذلك المنصب ورغم وجود مختلف الأقنعة على وجوههم ليس لم يتغير الوضع الأمني والمعاشي للمواطنين فحسب وانما أصبح أسوأ عاما بعد عاما وحاليا الوضع الإجتماعي ضد النظام يشبه برميل انفجاري قد تنطلق شرارتها كل لحظة.
 و في كل المناظرات الثلاث التي كانت تشبه صراع العقارب لتسنم منصب الرئاسة للنظام  كان جميع المرشحين الستة حافظين على عدم تجاوز خطوط النظام الحمراء، فلم يشيروا إلى سوابق رئيسي بصفة الجلاد في مجزرة عام 1988 ومجازرعقد الثمانينات والعقود اللاحقة ولم يتقربوا إلى أن رأس الخيط جميع الإختلاسات وأعمال الفساد والقمع  في نهاية المطاف بيد خامنئي وقوات الحرس باعتبارها ذراع خامنئي الرئيسي.
إنهم تحدثوا عن عملية تهريب قدرها 25 مليار دولار ودخولها من 114 مرساة رسمية داخل البلاد ووجود مختلف المصارف الفئويه و هبة2200 مليار تومان من عقارات المواطنين و هبة شقات قدرها 10 مليارات تومان للأقارب ومنح 3.8 مليار تومان إيرادات نفطية إلى أفراد فاسدين وتعطيل250 ألف من الوحدات الإنتاجية وفصل عمال عن العمل وغلاء مدهش للسكن والصحة وحاجيات المواطنين وإخلاء جيوبهم وتصغيرموائدهم و...وقيل في حالات كثيرة انهم لا يفتحون الملفات متعمدين!
الواقع أظهرت  تلك المناظرات قبل كل شي غرق كل النظام وجميع أجنحته وكافة قادته في الفساد والإختلاس والنهب ويعتبر هذا الفساد الواسع عاملا مهما  في الفقر والتضخم والركود والبطالة حيث يزداد تدهورا ولن تتحسن الأمورالا بإسقاط النظام برمته وجميع أجنحته. لان رأس خيط جميع حالات الإختلاس والسرقات الكبيرة إما يكون بيد زمرة خامنئي وقوات الحرس او في حكومة روحاني وزمرته. فلذلك يعيش النظام في طريق مسدود إطلاقا. مهما تكون نتائج الإنتخابات سيصبح النظام أضعف وأكثر تأزما ويدخل مرحلته النهائية.
وليس من الصدفة أن أحد أتباع خامنئي خاطب رموز النظام وقد قال: «انتم جالسين على برميل البارود حيث يشتعل منذ فترة. وعند وقوع العاصفة لن تجدوا فرصة للهروب. ستغلق جميع الطرق  بحيث حتى لا تصلون إلى سلم الطائرة ولو أن الشاه قد وصل».
@m_abdorrahman


84
من هو الفائز والخاسر في مهزلة الإنتخابات للنظام الإيراني

عبدالرحمن مهابادي: كاتب ومحلل سياسي

دعايات النظام الحاكم في إيران تستدعي المشاهدة هذه الأيام. ونادرا ما يكون كل وسائل الإعلام في الحكومة خالية  عناوينها أو نصوصها لتنقل عن مصادر تابعة لزمرالنظام العبارة التالية: «لايجب مقاطعة الإنتخابات». كتبت تلك الوسائل نقلا عن «علي خامنئي» تقول: «ليس مهما إلى من تصوت المهم مشاركتكم في التصويت».
ويعتبرهذا الأمرظاهرة جديدة في دعايات النظام بحيث تتمايزمسرحية الإنتخابات للعام الجاري عن السنوات الأخرى ويظهر مدى الحالة التدافعية والضعف التي يعيشها النظام واصبته بالهلع من مقاطعة الإنتخابات التي دعت اليها المقاومة الإيرانية. وعلى هذا الأساس نرى أن المسأله الأهم لدى الولي الفقيه ليس جلوس أحد من المرشحين الستة المؤيدين على المقعد الرئاسي للملالي بل هو كم من الناس سيذهبون إلى صناديق الإقتراع  وهل ستتم مقاطعة الإنتخابات أم لا! وبما يعود الأمر إلى حقائق المشهد فان من المسلم به سيتم مقاطعة المسرحية من قبل المواطنين ولا شك في الأمربأن النظام يفشل حتما لان المواطنين لديهم مشاعرالإشمئزاز والكراهية من هذا النظام برمته أكثر من أي وقت آخر وصرخوا مرارا وكرارا ارادتهم لتغييرالنظام.
فيما يلي نتطرق إلى وجوه آخرى من مسرحية الإنتخابات للنظام:
اولا: في الحقيقة رغم عدم وجود إنتخابات حرة في إيران وتقوم الزمرة الحاكمة(علي خامنئي) في كل دورة انتخابية بعمل هندسة نتائج الانتخابات مسبقا وفي بعض الأحيان يتم بتلميعها بصيغة الاعتدال والاصلاح لخداع المواطنين والعالم الا أن المواطنين لا يبالون كل مرة بالإنتخابات ويتعاملون معها ببرودة بحيث لم يتجاوز الحد الأقصى لعدد الناخبين من 10ملايين. الا ان النظام عن طريق أعمال الغش والتزويرالواسعة وإختلاق الأصوات والكذب يعلن في كل مرة عدة أضعاف في محاولة للتستر على عدم شرعيته. وفي غيرها كان من المفروض قبول على الأقل مرة واحدة حضورالمراقبين الدوليين على صناديق الإقتراع.
ثانيا: يمكن أخذ مسرحية إنتخابات النظام في هذا العام بمثابة استفتاء عام بحيث يظهر المواطنون بمقاطعتهم وعدم توجههم الى صناديق الاقتراع ارادتهم القاضية بطرد النظام والمطالبة بنظام جديد وديمقراطي.
ثالثا: أعدت المسرحية مسبقا مثل ما كان عليها في الدورات السابقة بالعمل الهندسي من قبل زمرة خامنئي وتم تحديد الأرقام لجميع الناخبين حتى يتم بعد إعلانها وبعد إقامة المسرحية القول كذبا بأن المواطنين قد شاركوا فيها فلذلك يمتلك النظام الشرعية!
رابعا: هناك إتفاق مبدئي بين كلتا الزمرتين الرئيسيتين للنظام  بشأن بقاء النظام  وللحيلولة دون خروج الناس في إنتفاضة شعبية ولديهم وحدة النظروالعمل للقمع الدامي للمواطنين بإي طريق ممكن.
ان ترديدة عبارة «أمن الإنتخابات» على لسان مسؤولي النظام هذه الأيام، ليس الا اصطفاف النظام مقابل المواطنين الذين يريدون تغييرالنظام. فلهذا قام النظام بوضع قواته المسلحة في حالة التأهب القصوى منذ أيام وتم إصدار أوامر للقمع الدامي لاية إنتفاضة شعبية محتملة. وتعرف كلتا الزمرتين للنظام جيدا بوجود مشاعر السخط والإشمئزاز لدى المواطنين الإيرانيين حيال النظام برمته منذ سنوات وعند وقوع اية شرارة يغتنمها المواطنون عندئذ سيكون احتواءها مستحيل وسيتم انهاء دور النظام.
خامسا: أي من المرشحين الرئيسيين الاثنين(اي رئيسي او روحاني) سيجلس على مقعد الرئاسة الجمهورية غير الشرعي فلن يطرأ أي تحسن في مصير المواطنين. لان منصب الرئاسة في نظام ولاية الفقيه ليس الا أداة بيد الولي الفقيه. وإضافة إلى ذلك سيكون موقف النظام بعد الإنتخابات أضعف مما كان عليه سابقا وسيدخل اصطفاف المواطنين ضد النظام الدكتاتوري الحاكم صفحة جديدة بحيث سيبدد أحلام البقاء من أذهان النظام.
سادسا: أظهرت المناظرات التلفزيونية الثلاث بين المرشحين الستة المنتقين من قبل ولاية الفقيه جيدا سجل النظام المليئ بالفساد الشامل و الجرائم الواسعة التي كانت و مازالت جميع الأجنحة تساهم فيها. رغم أن كل ما طرحه هؤلاء في المناظرات كان غيضا من فيض وكما أكد اللاعبون الستة للمسرحية هناك العديد من الملفات تعمدوا في عدم فتحها. لان «علي خامنئي» قد حذر مرارا وكرارا من فتحها ومنها ملف حقوق الإنسان ومجزرة السجناء السياسيين عام 1988 و...
سابعا: المرشحان الرئيسيان في المسرحية هما الملا الجلاد«ابراهيم رئيسي» والملا المحتال«حسن روحاني» والمرشحون الآخرون ليسوا الا بيادق صورية وتجميلية وضعوا من منطلق الحملة الدعائية وسيتم إمحائهم من الساحة واحدا تلوآخر.
الكلام الأخير:
اذا كان يريد أي مراقب دولي يحصل على تقييم صحيح ومضبوط من موقف النظام والمواطنين والمقاومة الإيرانية جراء مسرحية الإنتخابات فمن الضروري ان ينظرمن منظار واقعي يرى إيران يحكم فيها نظام دكتاتوري ديني مطلق قد حطم الرقم القياسي للإعدام في العالم ويرد على كل صوت معارض عن طريق الإعتقال وممارسة التعذيب والإعدام. كما في قبضته ثروات أبناء الشعب الإيراني العظيم وتثير شبكته العنكبوتية أجواء الخوف والموت على كل عائلة. ويتطلب كل هذه ألا يولي المواطنون أي اهتمام بمزاعم النظام قبل مهزلة الإنتخابات وبعدها لكونها لا تساوي شروى نقير .
ومن جانب آخركتبت بعض لوسائل الإعلام الإخبارية تقول:« النظام الإيراني تهتز أركانه من إنتفاضة المواطنين جراء الإنتخابات الرئاسية». ورغم التدابير الأمنية المشددة المفروضة من قبل نظام الملالي خلال مسرحية الإنتخابات «الا ان المعارضة الإيرانية تخترق استحكامات الملالي» بحسب وسائل الإعلام الغربية.
غيرأن الأيام اللاحقة ستظهر من هو الفائز والخاسر في مسرحية الإنتخابات؟
@m_abdorrahman



85
راه حل واقعي مسئله ايران!
عبدالرحمن مهابادي. نويسنده و تحليلگر سياسي
هر روز كه به نمايش انتخاباتي رژيم ايران نزديكتر مي‌شويم، تحولات منطقه‌يي نيز شتاب بيشتري به خود مي‌گيرد كه ايران در نقطه كانوني آن قرار دارد. نگاهي به تاريخ چند دهه اخير به خوبي نشان مي‌دهد كه اين يك پديده جديد و در عين حال بسيار مهم است كه بر منطقه و تا حدودي بر جهان نيز تاثيرگذار است.
همزمان با رشد و اعتلاي اعتراضات مردمي عليه رژيم بنيادگراي حاكم بر ايران و اوج گرفتن بحرانهايي كه رژيم با آن روبروست و بدنبال مواضع مقامات برجسته دولت ايالات متحده امريكا عليه رژيم ايران در يكي دو ماه اخير شاهد هستيم كه شاهزاده محمد بن سلمان ، جانشين وليعهد و وزير دفاع پادشاهي عربستان سعودي در مصاحبه‌ با شبكه العربيه به تاريخ 2 مي به نكات قابل توجهي اشاره نمود كه برجسته‌ترين آنها، رسيدن به نقطه پاياني در امر اميد بستن به استحاله ‌پذيري رژيم ارتجاعي ملاها در ايران است. واقعيتي كه مقاومت ايران از دهها سال قبل بر آن تاكيد نموده بود.
زماني كه خميني با سرقت انقلاب مردم ايران در سال 1979 بر كرسي خلافت ولايت فقيه نشست، رؤياي يك امپراطوري اسلامي را در سر مي‌پروراند و با همين انگيزه نيز بود كه به تهديد كشورهاي همسايه مي‌پرداخت و در سالهاي بعدي به فكر توليد سلاح اتمي افتاد!
متقابلا مقاومت ايران با شناختي كه از ماهيت اين رژيم داشت، بر آن بود كه رؤياهاي ملاهاي حاكم بر ايران را به جهانيان بشناساند و جامعه جهاني را نسبت به آن هوشيار كند. اكنون با گذشت ساليان (متاسفانه طولاني!) شاهد هستيم كه اين هدف به نقطه بلوغ خود رسيده و جامعه جهاني و منجمله كشورهاي همسايه ايران و به‌طور مشخص عربستان سعودي نسبت به آن هوشيار شده‌اند.
نويسنده بر اين باور است كه اين موضعگيري‌ها لازم است به تدابير عملي و مادي به سود خلقهاي منطقه ارتقاء يابد، وگرنه رژيم را از هر نظر جري‌تر و هارتر از گذشته خواهد كرد. اين يك تجربه دردناك در امر استمالت و مذاكره دولتها با اين رژيم بوده است كه مي‌توان براي اثبات آن به توافقنامه اتمي اشاره نمود كه در دوران باراك اوباما با اين رژيم منعقد گرديد. همانطوركه در ماههاي اخير، مقامات دولتي و كارشناسان بين‌المللي نيز اذعان كردند، اين توافقنامه رژيم را از توليد سلاح اتمي باز نخواهد داشت. افشاگري اخير دفتر نمايندگي شوراي ملي مقاومت ايران در واشنگتن در خصوص فعاليتهاي مخفيانه رژيم ايران براي توليد سلاح اتمي در تاريخ 21 آوريل 2017 سند گوياي اين واقعيت است. از اين رو، ماهيت رژيم كنوني ايران نسبت به گذشته و رؤياي چيره شدن بر جهان اسلام هيچ تغييري نكرده و پايه‌هاي مادي اين نظام دست نخورده باقي مانده است و كماكان يك تهديد براي جامعه بشريت است.
برخلاف تبليغات گسترده رژيم در دفاع از اسلام و شيعه، كه چيزي جز تجارت با دين و مذهب نيست، اين رژيم هيچ ربطي به اسلام واقعي كه دين رحمت و بخشش است ندارد. زيرا تمام افكار و اعمال و برنامه‌ها و سياستهاي اين رژيم با اديان آسماني، اسلام و شيعه واقعي در تعارض است.
اين رژيم از آغاز با سوءاستفاده از احساسات مذهبي مردم بر سر كار آمد و با سوءاستفاده از آن صدها هزار نفر از همين مردم با همه مذاهب و مليتهاي متنوع ايراني را دستگير و شكنجه و اعدام و حلق‌آويز نموده و ميليونها نفر را نيز زير خط فقر برده و تماميت مردم ايران را مورد سركوب و غارت قرار داده و با استفاده نامشروع از بيت‌المال مردم، به دخالت در امور كشورها و پيشبرد پروژه‌هاي اتمي و ويرانگر توسعه‌طلبانه و تامين مالي گروههاي تروريستي در عراق و سوريه و لبنان و يمن پرداخته است.
آقاي محمد بن سلمان، ولیعهد و وزیر دفاع عربستان در مصاحبه‌اش به نقطه پاياني امكان تفاهم با رژيم ايران اشاره كرد و گفت كه از طرف رژيم ايران ”ما هرگز بار ديگر گزيده نخواهيم شد” و نيز افزود ” منتظر نخواهیم ماند تا نبرد به درون سعودی کشیده شود بلکه بگونه‌ای اقدام خواهیم کرد که نبرد نزد خود آنان در ایران باشد».
اكنون مشاهده مي‌كنيم واقعيتهايي را كه در طول چهار دهه گذشته از طرف مقاومت ايران بارها مورد تاكيد قرار مي‌گرفت، اكنون جامعه جهاني برخي از آنها را از زبان جانشين وليعهد كشور عربستان و برخي ديگر را از زبان مقامات دولت كنوني امريكا مي‌شنود. اين يك تحول بسيار بزرگ در مسير حركت رو به آينده است. واقعيت‌هايي مبني بر اينكه، رژيم حاكم بر ايران يك رژيم بنيادگرا، توسعه طلب، استحاله‌ناپذير، نامشروع. غيرقابل اعتماد، فريبكار و غيرمتفاهم است كه در ايران مردم و مخالفان خود را سركوب و كشتار مي‌كند و در خارج از مرزهاي خود نيز بزرگترين حامي تروريسم در جهان است و با حمايت مالي و لجستيكي از رژيم‌هاي ديكتاتور و گروههاي تروريستي در امور كشورهاي ديگر دخالت مي‌كند.
رسيدن جامعه جهاني به چنين نقطه‌يي هر چند كه بخش اعظم مسير پيشروي براي ايجاد تغيير در داخل ايران را تشكيل مي‌دهد اما زماني به ثمر خواهد نشست كه در رابطه تنگاتنگ با مردم ايران و مقاومت سازمانيافتة آن قرار گيرد. بدون آن، هيچ تغييري در ايران محقق نخواهد شد و اين نيز واقعيتي است كه فهم و درك درست از آن، جامعه جهاني را به يك ابتكار عمل تاريخي رهنمود مي‌سازد كه نقطه آغازين آن، اخراج نيروهاي سپاه پاسداران از كشورهاي منطقه و خلع يد از رژيم ايران و نقطه كمال آن، به رسميت شناختن مقاومت مردم ايران در جامعه جهاني است.
@m_abdorrahman


86
الحل الحقيقي لقضية إيران!

عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي
 
كلما نقترب إلى مسرحية الانتخابات المزمع عقدها في النظام الإيراني في 19 أيار الجاري، كلما تأخذ وتيرة التحولات الإقليمية منحى متسارعًا وفي محورها إيران. نظرة إلى العقود القليلة الماضية تقودنا إلى رؤية ظاهرة جديدة ومهمة للغاية أثرت على المنطقة وإلى حد ما على العالم سلباً.
من ناحية أخرى نرى تصاعدًا في الاحتجاجات الشعبية ضد النظام المتطرف الحاكم في إيران وتفاقم الأزمات التي تحدق بالنظام وسط تشديد مواقف كبار السلطات في الإدارة الأمريكية ضد النظام الإيراني لاسيما خلال الشهرين الماضيين فضلا عن موقف سمو ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي في مقابلته مع قناة العربية في 2 أيار حيث أشار إلى نقاط لافتة أبرزها عندما وصف مناورات النظام الإيراني في الإصلاح بالتمثيليات وقال :  «انتهى، المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، لُدغنا مرة، ومرة ثانية لن نلدغ». مؤكدًا تلك الحقيقة  التي  تقوله المقاومة الإيرانية منذ عقود.
في العام 1979 عندما جلس خميني على كرسي خلافة ولاية الفقيه بسطوه على ثورة الشعب الإيراني، كان يفكر في تأسيس امبراطورية إسلامية وهذا كان دافعه الأساسي لتهديد الدول المجاورة لإيران ثم فكر في السنوات التالية بإنتاج السلاح النووي!
وفي المقابل انبرت المقاومة الإيرانية العارفة بهوية النظام، إلى فضح أطماع الملالي التوسعية أمام العالم وحذرت المجتمع الدولي من ذلك. ونرى الآن بعد مضي سنوات (مع الأسف طويلة!) أن هذا الجهد قد أثمر وأصبح المجتمع الدولي وكذلك دول الجوار الإيراني وبالتحديد مملكة العربية السعودية قد أدركوا ذلك التحذير. 
إني على قناعة بأنه من الضروري أن تترجم هذه المواقف عمليًا وتتحول إلى تدابير عملية ملموسة تخدم شعوب المنطقة، وإلا ستجعل النظام أكثر إصرارا على التمادي في سياساته التوسعية العبثية أكثر مما مضى. لقد لمسنا تجربة مؤلمة في سياسة الدول لمداهنة واسترضاء النظام الإيراني من خلال الحوار معه ويمكن الإشارة إلى الاتفاق النووي المنعقد بين النظام والدول5+1 لاسيما إدارة اوباما. والذي لن يمنع النظام من إنتاج السلاح النووي وفق إذعان السلطات الحكومية والخبراء الدوليين بذلك. وخير دليل على ذلك هو ما تم الكشف عنه في المؤتمر الصحفي الذي عقده مكتب ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بواشنطن في 21 ابريل 2017 بخصوص استمرار النشاطات السرية للنظام الإيراني لصنع السلاح النووي. فعلى هذا الأساس ان طبيعة النظام الحاكم في إيران لم تتغير ومازال النظام يطمح إلى الهيمنة على العالم الإسلامي كما بقيت الأذرع المادية لهذه الهيمنة نشيطة داخل النظام ولذلك مازال هذا النظام يشكل خطرا على المجتمع الانساني.
وعلى خلاف ما يدعي النظام في إعلامه الصاخب للدفاع عن الإسلام والشيعة الذي ليس إلا المتاجرة بالدين والمذهب، فان هذا النظام لا يمت للإسلام الحقيقي بصلة الذي هو دين الرحمة والتسامح. فيما عقلية وممارسات وأجندات وسياسات هذا النظام تتعارض تمامًا مع الديانات السماوية والإسلام والمذهب الشيعي الحقيقي. 
الواقع أن هذا النظام استلب السلطة من خلال استغلال المشاعر الدينية لدى الشعب الإيراني وواصل هذا الاستغلال ليكبّل الشعب ويفقر أبناءه بالملايين ويمارس الاعتقال والتنكيل والتعذيب على مئات الآلاف من منهم من طوائف وقوميات متنوعة وينهب ثروات الشعب ويستنزف أموال الدولة في التدخل في شؤون الدول الأخرى أو لتنفيذ مشاريعه النووية والتوسعية وتمويل الميلشيات الارهابية الموالية له في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وهذه الحقيقة ما أكدها سمو الأمير محمد بن سلمان وقال انهم يريدون السيطرة على العالم الاسلامي ولو بحرمان شعبهم من التنمية وأضاف أن النظام الإيراني قائم على ايديولوجية متطرفة فكيف يمكن التفاهم معه؟ ولا توجد نقاط التقاء بيننا وبين النظام في إيران.  لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران وليس في السعودية.
ونرى الآن تلك الحقائق التي أكدتها المقاومة الإيرانية على مدى 4 عقود مضت، يذعن المجتمع الدولي ببعض منها على لسان ولي ولي العهد السعودي وبالبعض الآخر على لسان السلطات في الادارة الأمريكية. إنه لتطور كبير في مسار الحركة نحو المستقبل. حقائق تؤكد أن النظام الحاكم هو نظام متطرف وتوسعي لا يتحمل الاعتدال وغير شرعي وليس أهل ثقة بل نظام مخادع وغير متفاهم يقمع شعبه ومعارضيه في الداخل ويقتلهم وخارج الحدود يدعم الإرهاب العالمي ويموّل الأنظمة الدكتاتورية والمجموعات الإرهابية ويتدخل في شؤون الدول الأخرى. 
إن وصول المجتمع الدولي الى هكذا نقطة ولو أنه يؤسس محطة أساسية للحراك في الداخل الإيراني لإحداث التغيير ولكنه يتكلل بالنجاح عندما يعمل في ارتباط وثيق مع الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. وإلا بدون ذلك فلن يحصل أي تغيير. إنها حقيقة سيقود ادراكها وفهمها الصحيح، المجتمع الدولي إلى اتخاذ مبادرة عملية تاريخيًا تنطلق بطرد قوات الحرس الثوري من دول المنطقة واجتثاث شأفة النظام الإيراني من المنطقة وتتكلل بالنجاح بالإعتراف بمقاومة الشعب الإيراني من قبل المجتمع الدولي.
@m_abdorrahman



87
من حق النظام الإيراني أن يكون مذعوراً !
نظرة إلى الوضع الراهن في إيران والحلول

عبدالرحمن مهابادي كاتب ومحلل سياسي


نظراً الى سلسلة التطورات التي شهدناها العام الماضي خاصة بعد رحيل باراك أوباما ووصول دونالد ترامب الى الرئاسة في الولايات المتحدة ، كانت هناك توقعات عامة بأن الوضع في المنطقة والعالم سيتغير . لكن التطورات المتسارعة في الأسابيع القليلة الماضية بينت بأن المعادلة السياسية والعسكرية في العالم عموما وفي الشرق الأوسط تحديدا ستتغير وبسرعة.
هجوم صاروخي أمريكي على أهم قاعدة عسكرية وكيماوية لنظام الأسد في سوريا ينم عن توجه هذه التطورات الى جهه معينة وفي هذا السياق تحدث السفير الأمريكي الأسبق في العراق” رايان كروكر” قائلا : «الهجوم الصاروخي على نظام الأسد هو مجرد بداية» .
كما أكد "سيباستيان جوركا".. أحد مستشاري الرئيس الأمريكي”دونالد ترامب” في احدى الموقف التي اتخذها قائلا : " أن النظام الإيراني بعد الهجوم الصاروخي على نظام الأسد سيعيد حساباته " ولو أن هذا التوجه جاء متأخرا بسبب اتخاذ الغرب سياسة المساومة مع إيران لاسيما في مدة 8 سنوات من فترة ولايتي باراك اوباما ، ولكن ينبغي أن نشير الى مرحلة البلوغ والنضج وارتقاء الحلول العملية والملزمة بوجه النظام الإيراني التي سنبحثها هنا بشكل وجيز.
نظرا الى مواقف مسؤولين امريكيين كبار ضد النظام الإيراني في الأيام الأخيرة يبدو أن اتجاه السهم قد يتغير ليتوجه نحو النظام الإيراني، نحو المصدر الرئيسي للأزمات في المنطقة، حيث اشار الى هذه الحقيقة أيضا مسؤولون أمريكيون كبار في الآونة الأخيرة .
كما قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ، مؤخرا ” أن النظام الإيراني يقف وراء أي مشكلة في المنطقة." «اسكاي نيوز20 أبريل 2017» الحقيقة التي أعلنت عنها المقاومة الايرانية قبل سنوات عديدة، والتي جرى تجاهلها من قبل الحكومات الغربية وغضت الطرف عنها عمدا. وتزامنت هذه التصريحات مع مؤتمر صحفي لوزير خارجية الولايات المتحدة، و في خطوة غير مسبوقة هاجم الاخير النظام الحاكم في إيران ولوح بسجل اجرامه مؤكدا ” الحكومة الحالية في إمريكا لا تنوي نقل الملف الإيراني إلى الحكومة المقبلة ”.
وقال الوزير ريكس تيلرسون في مؤتمر صحفي له في «21 أبريل 2017» : إدارة ترامب منشغلة حاليا بمراجعة سياستها تجاه النظام الايراني ومن ثم لوح الى عدة ادلة اهمها هي كالتالي :
النظام الإيراني هو الداعم الرئيسي للارهاب في العالم والمسؤول عن العديد من الصراعات التي تتصاعد وتقوض المصالح الأمريكية في بلدان مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان.
يواصل النظام الإيراني دعمه لنظام الأسد القاسي في سوريا ، وهوالمسبب في اطالة امد الحرب التي راح ضحيتها ما يقرب من نصف مليون والملايين من المشردين.
وفي العراق يدعم النظام الإيراني الميليشيات العراقية وفي اغلب الإحيان عن طريق فيلق القدس التابع للحرس معرضا بذلك أمن واستقرار العراق للخطر لسنوات.
كما إن النظام الإيراني يدعم الحوثيين الذين يسعون لاسقاط الحكومة الشرعية في اليمن بمدهم بالمعدات العسكرية ودعمهم ماليا واستشاريا.
إيران لا تزال الأسوأ في مجال حقوق الإنسان بالمقارنه مع باقي دول العالم، حيث تزج بالمعارضين السياسيين بانتظام في السجون وقد يصل بها الامر الى اعدامهم.
النظام الإيراني دون اي رقابة من قبل المجتمع الدولي ، يسير على نفس المسار الذي سارت عليه كوريا الشمالية واشغلت العالم معها ، المقصود من الإتفاق النووي مع النظام الايراني ليس سوى أن يؤخرهم من أن يصبحوا بلدا نوويا ، وهذا الإتفاق ينم عن تلك السياسة الفاشلة مع النظام الذي يوشك ان يعادل خطره، خطر كوريا الشمالية ".
وبطبيعة الحال تصريحات هذا المسؤول الإقدم في الإدارة الأمريكية تحظى بدعم المشرعين الأمريكيين ايضا ، وقال بول رايان، رئيس مجلس النواب الأميركي في هذا الخصوص : ”يجب أن يعاقب النظام الإيراني بسبب نشره للإرهاب، والأسلحة وانتهاكه التجارب الصاروخية ”
وكما وقال مايك ماكول رئيس لجنة الأمن القومي والعضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أيضا في بيان له : ”أن النظام الإيراني هو المسؤول المباشر عن الهجمات الإرهابية ”
إنها لحقيقة أن يثبت وبالتجربة مرارا وتكرارا أن الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران وعلى الرغم من كل المفاوضات والاتفاقيات الموقعة من قبل ايران مع الآخرين الا انها لم تتخل عن تحقيق أهدافها الشريرة . وستواصل عدوانها بطرق مختلفة بعيدا عن مراى المجتمع الدولي لابقاء حكمها .
والمؤتمر الأخير الذي أقامته المقاومة الإيرانية للكشف عن أنشطة النظام الإيراني لصنع قنبلة نووية ، الذي عقد في يوم 21 أبريل 2017 ، لاقى ترحابا واسع النطاق من قبل الصحافة ومن المسؤولين الأمريكيين ومن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي حديث لجون بولتون في مقابلة اجراها مع التلفزيون الامريكي فوكس نيوز صرح قائلا: ”ينبغي أن تؤخذ المعلومات التي كشف عنها مجاهدو خلق بمحمل الجاد . ولن ارى منهم خطأ اطلاقا ”   فما ذٌكر أعلاه هو جزء من الواقع والضروري اخذه بعين الاعتبار لاجل خوض «المرحلة الجديدة» ‎ التي لم يمر على انطلاقها سوى اشهر قليلة ‎ الحقيقه التي تقبلها بصدر رحب المجتمع الدولي لاسيما الشعب الايراني وكذا شعوب الدول المجاورة ‎، ولكن يجب أن لا تترك لإيران‎ ثغرة كما يجب سد الطريق امامها ....‎ ، وبعبارة أخرى، يجب أن يتحول هذه المواقف إلى تدابير عملية يمكن أن تشمل ما يلي:
•   تصنيف الحرس الإيراني في لائحة الإرهاب الذي يشكل الركن السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني الاساسي لبقاء النظام في الحكم . وهذه الخطوة الضرورية ستعقب طرد النظام من المنطقة.
•   إجراء تحقيقات بشأن انتهاكات النظام الإيراني الإرهابية وكذلك فتح ملفات انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وخارجها وإحالة جرائمه في حق الشعب الى المحاكم الدولية .
•   الإعتراف بالمعارضة الإيرانيه وإعادة كراسي وممثليات ايران الى المقاومة الإيرانية التي اغتصبها النظام القمعي المتطرف على مدى ما يقرب من 40 عاما .
وفي تطورات المرحلة الجديده التي تقع إيران في مركزها ينبغي أن تؤخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار وهي ما يلي:
أولا، النظام الإيراني يعيش الآن في أضعف مراحله منذ أربعة عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية القاتلة التي لحقت برأس النظام . النظام الذي فقد خميني ورفسنجاني و خامنئي يوشك على الهلاك مما قد يجعل النظام آيلا للسقوط من الداخل.
ثانيا، النظام على اعتاب إجراء انتخابات رئاسية والمرشحين فيها هم من قتلة الشعب الإيراني، ورد الشعب المعلن لمثل هذه المسرحيات ظل واحدا وهو "لا" والشعب يريد تغيير النظام.
ثالثا، على الرغم من أن الشعب الإيراني في الماضي، وخاصة خلال عهد باراك أوباما قوبل بالخيانة وذلك بسبب اتخاذ الاخير سياسة الصداقة مع النظام القامع لانتفاضة الشعب الجماهيرية في عام 2009 .ولكن الآن ينبغي على المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية الجديدة أن تتبنى سياسة مختلفة عن الماضي في هذا الصدد وإن تقف بجانب الشعب الإيراني .
@m_abdorrahman


من حق النظام الإيراني أن يكون مذعوراً !
نظرة إلى الوضع الراهن في إيران والحلول

عبدالرحمن مهابادي كاتب ومحلل سياسي

نظراً الى سلسلة التطورات التي شهدناها العام الماضي خاصة بعد رحيل باراك أوباما ووصول دونالد ترامب الى الرئاسة في الولايات المتحدة ، كانت هناك توقعات عامة بأن الوضع في المنطقة والعالم سيتغير . لكن التطورات المتسارعة في الأسابيع القليلة الماضية بينت بأن المعادلة السياسية والعسكرية في العالم عموما وفي الشرق الأوسط تحديدا ستتغير وبسرعة.
هجوم صاروخي أمريكي على أهم قاعدة عسكرية وكيماوية لنظام الأسد في سوريا ينم عن توجه هذه التطورات الى جهه معينة وفي هذا السياق تحدث السفير الأمريكي الأسبق في العراق” رايان كروكر” قائلا : «الهجوم الصاروخي على نظام الأسد هو مجرد بداية» .
كما أكد "سيباستيان جوركا".. أحد مستشاري الرئيس الأمريكي”دونالد ترامب” في احدى الموقف التي اتخذها قائلا : " أن النظام الإيراني بعد الهجوم الصاروخي على نظام الأسد سيعيد حساباته " ولو أن هذا التوجه جاء متأخرا بسبب اتخاذ الغرب سياسة المساومة مع إيران لاسيما في مدة 8 سنوات من فترة ولايتي باراك اوباما ، ولكن ينبغي أن نشير الى مرحلة البلوغ والنضج وارتقاء الحلول العملية والملزمة بوجه النظام الإيراني التي سنبحثها هنا بشكل وجيز.
نظرا الى مواقف مسؤولين امريكيين كبار ضد النظام الإيراني في الأيام الأخيرة يبدو أن اتجاه السهم قد يتغير ليتوجه نحو النظام الإيراني، نحو المصدر الرئيسي للأزمات في المنطقة، حيث اشار الى هذه الحقيقة أيضا مسؤولون أمريكيون كبار في الآونة الأخيرة .
كما قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ، مؤخرا ” أن النظام الإيراني يقف وراء أي مشكلة في المنطقة." «اسكاي نيوز20 أبريل 2017» الحقيقة التي أعلنت عنها المقاومة الايرانية قبل سنوات عديدة، والتي جرى تجاهلها من قبل الحكومات الغربية وغضت الطرف عنها عمدا. وتزامنت هذه التصريحات مع مؤتمر صحفي لوزير خارجية الولايات المتحدة، و في خطوة غير مسبوقة هاجم الاخير النظام الحاكم في إيران ولوح بسجل اجرامه مؤكدا ” الحكومة الحالية في إمريكا لا تنوي نقل الملف الإيراني إلى الحكومة المقبلة ”.
وقال الوزير ريكس تيلرسون في مؤتمر صحفي له في «21 أبريل 2017» : إدارة ترامب منشغلة حاليا بمراجعة سياستها تجاه النظام الايراني ومن ثم لوح الى عدة ادلة اهمها هي كالتالي :
النظام الإيراني هو الداعم الرئيسي للارهاب في العالم والمسؤول عن العديد من الصراعات التي تتصاعد وتقوض المصالح الأمريكية في بلدان مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان.
يواصل النظام الإيراني دعمه لنظام الأسد القاسي في سوريا ، وهوالمسبب في اطالة امد الحرب التي راح ضحيتها ما يقرب من نصف مليون والملايين من المشردين.
وفي العراق يدعم النظام الإيراني الميليشيات العراقية وفي اغلب الإحيان عن طريق فيلق القدس التابع للحرس معرضا بذلك أمن واستقرار العراق للخطر لسنوات.
كما إن النظام الإيراني يدعم الحوثيين الذين يسعون لاسقاط الحكومة الشرعية في اليمن بمدهم بالمعدات العسكرية ودعمهم ماليا واستشاريا.
إيران لا تزال الأسوأ في مجال حقوق الإنسان بالمقارنه مع باقي دول العالم، حيث تزج بالمعارضين السياسيين بانتظام في السجون وقد يصل بها الامر الى اعدامهم.
النظام الإيراني دون اي رقابة من قبل المجتمع الدولي ، يسير على نفس المسار الذي سارت عليه كوريا الشمالية واشغلت العالم معها ، المقصود من الإتفاق النووي مع النظام الايراني ليس سوى أن يؤخرهم من أن يصبحوا بلدا نوويا ، وهذا الإتفاق ينم عن تلك السياسة الفاشلة مع النظام الذي يوشك ان يعادل خطره، خطر كوريا الشمالية ".
وبطبيعة الحال تصريحات هذا المسؤول الإقدم في الإدارة الأمريكية تحظى بدعم المشرعين الأمريكيين ايضا ، وقال بول رايان، رئيس مجلس النواب الأميركي في هذا الخصوص : ”يجب أن يعاقب النظام الإيراني بسبب نشره للإرهاب، والأسلحة وانتهاكه التجارب الصاروخية ”
وكما وقال مايك ماكول رئيس لجنة الأمن القومي والعضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أيضا في بيان له : ”أن النظام الإيراني هو المسؤول المباشر عن الهجمات الإرهابية ”
إنها لحقيقة أن يثبت وبالتجربة مرارا وتكرارا أن الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران وعلى الرغم من كل المفاوضات والاتفاقيات الموقعة من قبل ايران مع الآخرين الا انها لم تتخل عن تحقيق أهدافها الشريرة . وستواصل عدوانها بطرق مختلفة بعيدا عن مراى المجتمع الدولي لابقاء حكمها .
والمؤتمر الأخير الذي أقامته المقاومة الإيرانية للكشف عن أنشطة النظام الإيراني لصنع قنبلة نووية ، الذي عقد في يوم 21 أبريل 2017 ، لاقى ترحابا واسع النطاق من قبل الصحافة ومن المسؤولين الأمريكيين ومن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي حديث لجون بولتون في مقابلة اجراها مع التلفزيون الامريكي فوكس نيوز صرح قائلا: ”ينبغي أن تؤخذ المعلومات التي كشف عنها مجاهدو خلق بمحمل الجاد . ولن ارى منهم خطأ اطلاقا ”   فما ذٌكر أعلاه هو جزء من الواقع والضروري اخذه بعين الاعتبار لاجل خوض «المرحلة الجديدة» ‎ التي لم يمر على انطلاقها سوى اشهر قليلة ‎ الحقيقه التي تقبلها بصدر رحب المجتمع الدولي لاسيما الشعب الايراني وكذا شعوب الدول المجاورة ‎، ولكن يجب أن لا تترك لإيران‎ ثغرة كما يجب سد الطريق امامها ....‎ ، وبعبارة أخرى، يجب أن يتحول هذه المواقف إلى تدابير عملية يمكن أن تشمل ما يلي:
•   تصنيف الحرس الإيراني في لائحة الإرهاب الذي يشكل الركن السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني الاساسي لبقاء النظام في الحكم . وهذه الخطوة الضرورية ستعقب طرد النظام من المنطقة.
•   إجراء تحقيقات بشأن انتهاكات النظام الإيراني الإرهابية وكذلك فتح ملفات انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وخارجها وإحالة جرائمه في حق الشعب الى المحاكم الدولية .
•   الإعتراف بالمعارضة الإيرانيه وإعادة كراسي وممثليات ايران الى المقاومة الإيرانية التي اغتصبها النظام القمعي المتطرف على مدى ما يقرب من 40 عاما .
وفي تطورات المرحلة الجديده التي تقع إيران في مركزها ينبغي أن تؤخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار وهي ما يلي:
أولا، النظام الإيراني يعيش الآن في أضعف مراحله منذ أربعة عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية القاتلة التي لحقت برأس النظام . النظام الذي فقد خميني ورفسنجاني و خامنئي يوشك على الهلاك مما قد يجعل النظام آيلا للسقوط من الداخل.
ثانيا، النظام على اعتاب إجراء انتخابات رئاسية والمرشحين فيها هم من قتلة الشعب الإيراني، ورد الشعب المعلن لمثل هذه المسرحيات ظل واحدا وهو "لا" والشعب يريد تغيير النظام.
ثالثا، على الرغم من أن الشعب الإيراني في الماضي، وخاصة خلال عهد باراك أوباما قوبل بالخيانة وذلك بسبب اتخاذ الاخير سياسة الصداقة مع النظام القامع لانتفاضة الشعب الجماهيرية في عام 2009 .ولكن الآن ينبغي على المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية الجديدة أن تتبنى سياسة مختلفة عن الماضي في هذا الصدد وإن تقف بجانب الشعب الإيراني .
@m_abdorrahman









88
الصراع بين الذئاب في أول مناظرة إنتخابية

عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي

اذا كان المرء لا يمتلك أدنى معرفة بالنظام الحاكم في إيران، ولكنه شاهد أول مناظرة لمرشحي مسرحية الإنتخابات الرئاسية التي جرت يوم الجمعة 28 ابريل، فهو يدلي بشهادته بعجز النظام وضعفه وسجله الأسود.
المرشحون وهم جميعهم شركاء في جرائم النظام الاستبدادي الديني على مدى 4 عقود، يعرض كل واحد منهم دون ارادة جانبا من السجل المليء بالإجرام وأعمال الفساد والنهب للنظام الحاكم، فيما هم كانوا ضالعين فيها في حين دفع الغالبية العظمى من الشعب الإيراني ثمنها الغالي. انهم أذعنوا بتمركز الثروة والأموال المنهوبة بيد أقلية محدودة مقابل حرمان غالبية الشعب الإيراني من أبسط مقومات الحياة.
قال أحدهم هناك أناس أميون لا يعرفون القراءة والكتابة لأكثر من 10 ملايين نسمة وأذعن عنصر آخر أن امكانيات البلد وثروة المجتمع بيد 4 بالمئة وأن هناك 96 بالمئة من سكان البلد محرومون من هذه الثروة والامكانيات.
واعترف مرشح ثالث بوجود 3 ملايين سكن خال يتعلق بهؤلاء النخبة من الأشراف والأثرياء في النظام كما اعترف أحدهم بوجود 16 مليون من سكان البلاد يسكنون في عشوائيات المدن وهناك 11 مليون شاب بدون سكن ينتظرون الزواج. 
وآخر يعترف بانهيار القيم المجتمعي في إشارة الى الظلم والاجحاف وقال ان أكثر من 3 مليارات و800 مليون دولار ابتلعه مختلس محدد. وأشار مرشح آخر الى قاليباف رئيس البلدية وهو من ضباط الحرس القدامى يقول «من الذي هاجم سفارة العربية السعودية .. وهؤلاء اليوم في أي لجنة إنتخابية ينشطون؟ وأي مرشح كان يدعمهم ويمولهم وينظمهم».
وأشار عنصر آخر منهم الى كذب وتناقضات الملا روحاني في دفع أكثر من 500 ألف مليار تومان لأشخاص محددين وزيف «حقوق المواطنة» وقال انك أخذت حتى الهواء من المواطنين. كما قال روحاني في المقابل انك قد أعطيت جواز هذه الأبراج العملاقة لاولئك الأربعة مئة من النخبة... انك قد أعطيت رخصة برج من 33 طابق لذلك الرجل الذي نهب أموال الشعب و ابتلع 3.8 مليار من أموال الناس.
وأخيرا أشار الى وجود أكثر من 6 ملايين شخص ينامون جائعين والآخر أكد إحصائية رسمية لوجود أكثر من 12 بالمئة من البطالة في البلاد. 
وجاءت هذه الاعترافات لتؤكد الحقائق التالية:
الحقيقة الأولى: في هذه المسرحية التلفزيونية تبين تورط وضلوع جميع المرشحين والزمر التابعة لهم في جرائم النظام التي تم الكشف عن جوانب صغيرة منها.
الحقيقة الثانية: تجنب متعمد للإشارة  في جرائم أكبر، منها انتهاك حقوق الإنسان وقمع الحريات واعتقال ملايين الإيرانيين وتعذيبهم على طول حكم الملالي والاعدامات وأعمال الشنق واعدام 120 ألف من أبناء الشعب الإيراني خاصة النساء والشباب وكذلك مجزرة 30 ألفا من السجناء السياسيين في عام 1988.
الحقيقة الثالثة: الابتعاد عن التطرق الى تصدير التطرف الى خارج الحدود والتدخل في شؤون الداخلية للدول الأخرى وكذلك قتل الشعوب خاصة الدول المجاورة والدور الأساسي للمؤسسات الإيرانية فيها مثل الحرس الثوري والجهات الحكومية والوزارات والسفارات الإيرانية في تنفيذ أجندات النظام. 
السبب الرئيسي لدخولهم في بعض القضايا، يعود الى الصراع على السلطة واقصاء المنافسين في الحكم لغرض المزيد من الجرائم والنهب من أموال الناس وسبب عدم دخولهم في قضايا أكبر يعود الى كونهم ضالعين في كل جرائم النظام وهم يريدون استمرار حكم ولاية الفقيه البغيض مهما كلف الثمن. لأن هذا النظام سيتم كنسه على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية في حال اندلاع انتفاضة جماهيرية.
الزمر الموجودة في النظام والمرشحين الستة في المسرحية، في أي منصب كانوا هم متورطون في أعمال القتل ونهب ثروات الشعب دون حسيب ورقيب ولكنهم الآن في هذه المناظرة يفترسون أحدهم الآخر لكسب المزيد من الحصص وكأنّ الشعب الإيراني غافل عن ذلك.
الواقع أن المرشحين الرئيسيين في هذه المسرحية هما ابراهيم رئيسي و حسن روحاني بظواهر مختلفة ولكن في جوهر مشترك. ولكن ما ظهر في هذه المناظرة هو عجز النظام ووصوله الى نهاية المطاف تاريخيا وأن الصراع على السلطة يدل على ذلك. في هذه الحرب، يأتي في جانب ابراهيم رئيسي بصفته عضو في لجنة الموت في مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988 أحد القطبين الرئيسيين في هذه المسرحية مقابل القطب الثاني وهو روحاني الذي في حكومته يعمل الملا روحاني بورمحمدي وزير العدل وهو كان عضو آخر في لجنة الموت. كما لم يتم التطرق الى «دري نجف آبادي» و «ري شهري» اللذين كانا متورطين في أعمال القتل والجريمة أيضا.
رئيسي معروف لدى القاصي والداني بمقارعته للمرأة وروحاني هو الآخر قد لعب الدور الأساسي في فرض الحجاب قسرا على النساء في بداية الثورة.
في أحد أقطاب المسرحية هناك عناصر هجومية على السفارة السعودية وفي الآخر عناصر اقتحام السفارة الأمريكية واحتجاز الرهائن.
الأمر الواضح وغني التوضيح هو أن هوية المرشحين مستمدة من هوية النظام الذي يعتبر الناس «صغارا» يحتاجون الى قيم باسم الولي الفقيه. أي جماعة وحوش لهم ذراع مسلح باسم الحرس الثوري ودستور يؤكد على أعمال قاسية وقمعية. وفي المقابل يبقى طلب الشعب الإيراني ألا وهو اسقاط النظام برمته.
@m_abdorrahman


89
لماذا مقاطعة مسرحية الانتخابات في ايران؟

عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي

تثبت تجرية الشعب الايراني والكيانات السياسية الايرانية على مدى 38 عاما حقيقة أن النظام الاسلامي المتطرف الحاكم في ايران تخالف طبيعته، روح الديمقراطية والحضارة البشرية. رغم مضي 11 دورة انتخابية وهي في واقع الأمر مهزلة فقد ظل خروج وجه معتدل واصلاحي ووسطي من داخل النظام سرابا. أي من المرشحين عندما وصل الى كرسي الرئاسة فلم يستطع تحسين الوضع المعيشي للمواطنين ولم يغير مصيرهم كونه مطيعا لولاية الفقيه ودستوره ولذلك دوره ليس الا دور آلة لمزيد من أعمال القمع واراقة الدماء على يد هذا النظام. 
ولهذا السبب بالضبط نرى الآن وعشية اقامة دورة جديدة من المسرحية المزمع عقدها في الاسابيع المقبلة، آن قادة النظام قد استولى عليهم الخوف أكثر من أي وقت آخر من عامل الانتفاضة وغليان الحركة الجماهيرية. وهذا ما أبداه أزلام النظام رسميا أكثر من مرة وحذروا بعضهم بعضا من ذلك ووضعوا من الآن قواتهم في حالة التأهب.
خوف سلطات النظام من هكذا انتفاضة يمكن لمسه جيدا في آخر تصريحات جهانغيري النائب الأول لحسن روحاني وهو مرشح لمسرحية الانتخابات حيث قال في مقابلة مع اذاعة حكومية يوم الاربعاء 26 ابريل: «أمامنا انتخابات كبيرة ومصيرية والبلد يعيش حالة حساسة من حيث السياسة الخارجية وكذلك الوضع العالمي والوضع الاقليمي الذي يمر بنا. اننا نمر بمنعطف تاريخي وأمامنا فرص نادرة وسط احتدام مسائل ومضايقات وتهديدات مختلفة تحيطنا».
«المنعطف التاريخي» المشار اليه من قبل هذا المسؤول في النظام هو ترجمة عبارة «الاسقاط» التي لمسها لمس اليد كل أجنحة النظام. انهم يدركون جيدا ولم يخفوا ذلك وأعلنوا جهارا أن الخطر الرئيسي هو الشعب والمقاومة الايرانية التي تمهدت الظروف الدولية والداخلية لدخولهما من كل حيث. 
ولكن دعونا لنلقي نظرة الى الحقائق على الأرض قبل اقامة مهزلة الملالي باسم الانتخابات:
الحقيقة الأولى لهذه الدورة من مسرحية الانتخابات هي أن النظام لم يكن لديه مرشح ليست يده ملطخة بدماء أبناء الشعب الايراني حتى يستطيع أن يعرضه في واجهة دكان الانتخابات. لأن هذا النظام ليس نظام «محروق» فقط بل يعتبر رجاله محروقين أيضا من قبل الشعب. كون سجل هذا النظام وبكل أجنحته وزمره الداخلية هو أسود قاتم ويمكن اعتباره من علامات فارقة لبدء نهاية النظام! وبلغ السيل الزبى داخل النظام حيث لا يتحملون حتى رجلا مثل محمود احمدي نجاد!
الحقيقة الأخرى في هذه الدورة، والتي تظهر تزامنا مع الانتصارات المتزايدة للمقاومة على الصعيد الدولي، هي نشاطات واسعة لقوى وجماهير مجاهدي خلق داخل ايران حيث أثاروا في جو مشحون بالغضب والكراهية لدى الشارع الايراني من الوضع السياسي والاقتصادي والأمني للبلاد، طاقة في المجتمع جعلت النظام في حالة تدافعية خشية اندلاع شرارة تحرق خيمه النظام برمته بحيث يفقد السيطرة على اخمادها مثلما فعل في انتفاضة 2009 حيث أسعفه باراك اوباما. ولغرض ايضاح الوضع أكثر نستند الى ما قاله وزير الداخلية للنظام رحماني فضلي بتاريخ 22 ابريل: «الأمن أهم من الانتخابات ذاتها».
ومن الحقائق في المشهد الحالي الايراني هو أن مصير هذا النظام لا يتعين بفوز هذا المرشح أو ذاك، وانما المصير يتم حسمه من خلال المواجهة بين الشعب والنظام. على كل حال المهم هو الموقع الهش الضعيف الذي يمر بالنظام وهذا ما لافت للنظر أكثر من أي وقت آخر.
من ناحية أخرى فان جميع المرشحين المشاركين في الانتخابات هم يتوحدون في أعمال القمع والنهب داخل ايران وتصدير الارهاب والتدخل في سائر الدول، لذلك وخلافا لمن يروجه الموالون للنظام أو من لديه صورة خاطئة لطبيعة هذا النظام، كل من يخرج من صناديق اقتراع النظام ، فلن يغير سياسات ولاية الفقيه في التدخل في شؤون الدول الأخرى. غير أن الشعب الايراني وبمقاطعته الانتخابات سيرد عليه وأن الوضع الاجتماعي المحتقن داخل البلاد يتحرك نحو الانتفاضة. كما يجب عدم الرهان على مناورات النظام، بل الطريق الوحيد هو ابداء مزيد من الحزم بوجه الملالي.   


90

ستتحرر إيران يوما ما!


عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي

في أقل من عام وأعضاء المعارضة الإيرانية انتقلوا من العراق إلى دول اوروبية خاصة ألبانيا الدولة الصغيرة في البلقان حيث استقبلت قرابة 3000 من الإيرانيين، خطوة ستجلب لحال ومستقبل هذا البلد خيرات عظيمة. كما أن هذا التحول يحمل معه هزيمة سياسية واستراتيجية للنظام الإيراني. لأن النظام الايراني ونوري المالكي العميل له في العراق  لم يتمكنوا من نيل ما كانوا يصبون اليه. انهم كانوا يعتزمون عدم السماح لخروج حتى لاجئ واحد منهم من الأراضي العراقية وقد خططوا لاستردادهم أو على الأقل ابادتهم جماعيا. ولكن بفضل صمود ومقاومة هؤلاء الأعضاء سواء في مخيم أشرف أو ليبرتي منيت كل هذه المؤامرات بالفشل الذريع والآن بوصول هؤلاء الى الاراضي الاوروبية قد تقلبت صفحة جديدة من نضالهم وعمليتهم الناجحة للانتقال حيث فتحت عليهم أبوابا كثيرة للمضي قدما في نضالهم.
وعلى ضوء هكذا تحول، جاء لقاء رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ماكين يوم الجمعة 14 ابريل في العاصمة الألبانية تيرانا بمريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية والتباحث معها حول آخر التحولات في إيران وتدخلات النظام الإيراني في المنطقة والآفاق المستقبلية بعد زيارة اللاجئين الإيرانيين المنتقلين من ليبرتي الى ألبانيا في أحد مراكز منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
وأشاد السيناتور ماكين بصمود سكان أشرف وليبرتي في العراق وهنأهم بمناسبة انتقالهم الناجح وعبّر عن شكره للحكومة الألبانية على قبولها هؤلاء المجاهدين. كما قال ماكين في كلمة له:«انكم تشكلون انموذجا لاولئك الذين يناضلون من أجل الحرية في أرجاء العالم. اني مطمئن أن إيران ستتحرر في يوم ما ونحن سنلتقي في ساحة الحرية بطهران».
ولو شخصيات اوروبية وأمريكية بارزة لعبوا دورا في هذه العملية الكبيرة  والتاريخية، قد زارت في أوقات سابقة تيرانا واللقاء باللاجئين لتهنئتهم حيث كانت لكل زيارة أهميتها السياسية الخاصة الا أن زيارة رئيس لجنة القوات المسلحة لمجلس الشيوخ الأمريكي كانت لها وطأتها على النظام الإيراني بحيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجيه للنظام في رد فعل جنوني ورسمي أن «الادارة الأمريكية يجب أن تدفع ثمن خطأها لهذا اللقاء مثل أخطائها السابقة في المنطقة».
ويأتي هذا الموقف للنظام عقب مشاعر الخوف الذي استولى عليه بعد رحيل اوباما وخروج ناجح لسكان أشرف وليبرتي من العراق لاسيما أن هذه الحالة تزداد يوما بعد يوم مع الأزمات العميقة التي أحاطت النظام من كل صوب منها مهزلة الانتخابات الرئاسية وحالة الاستياء لدى الشارع الإيراني والخطر الذي يهدد كيان النظام جراء الوضع الاقتصادي في الداخل وتحدياته الأمنية من الخارج.
وينبه المتتبعون السياسيون وخبراء الشؤون الإيرانية إلى أن خوف النظام من التحولات الأخيرة بدأ منذ أن وجه عدد من أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية الأمريكية رسالة إلى الرئيس الأمريكي الجديد عشيه مراسيم تنصيبه طلبوا فيه أن يفتح الحوار مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والآن يرى النظام زيارة السيد ماكين لتيرانا ذات مغزى في هذا الاطار.
من ناحية أخرى لم يبق سوى أقل من شهر حتى موعد مسرحية الانتخابات، والنظام انتابه الخوف من الداخل الإيراني لاندلاع انتفاضة تماثل انتفاضة عام 2009 أو ربما أوسع نطاقا. في تلك الانتفاضة كان الشعب الإيراني يطالب بالحرية والديمقراطية ولكنها قمعت بهمجية تامة في ظل صمت الادارة الأمريكية آنذاك.
غير أن الشعب الإيراني لم يتخلى عن عزمه لتحقيق طموحاته لتغيير النظام، بل أصبح أكثر تصميما من أي وقت مضى لتحقيق الحرية والديمقراطية في إيران.
وقال السيناتور ماكين في كلمته في تيرانا : «تعرفون ونحن جميعنا نتذكر عام 2009  حيث حصلت انتفاضة عارمة في أنحاء إيران نتيجة انتخابات فاسدة احتجاجا على ماحصل وبحثًا عن حياة أفضل وعن حكومة أفضل والعالم شاهد شابة تضرجت بدمائها اسمها نداء في احدى ساحات طهران وأنا لن أنساها ابداً.إن إيران ستصبح حرة في يوم من الأيام ونحن سنجتمع في تلك الساحة في طهران».
@m_abdorrahman

 

91
مواجهات على خط مسرحية الانتخابات في إيران

عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي

مع أن سناريو النظام الإيراني بشأن الإعلان الأولي لنتائج الانتخابات الإيرانية مكشوف للجميع من الآن ويتمثل في مشاركة عدة ملايين من الناخبين في الانتخابات، إلا إنه ليس واضحاً لأحد ما إذا كان يخرج ابراهيم رئيسي فائزاً من صناديق الاقتراع أم حسن روحاني في مسرحية الانتخابات.
إنه لسؤال يستدعي التأمل والتفسير. ولكن قبل التطرق اليه، دعوني أن نعرف ما هو سبب اعلان الجزء الأول من الانتخابات وبهذه الشاكلة؟!
سبق وأن تناولت ذلك في مقالات سابقة وقلت ان السبب الأساسي لهذا الأمر يعود الى الخوف الذي ينتاب النظام من الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام برمته أثناء مسرحية الانتخابات. تلك الانتفاضة التي سرعان ما تشتعل بشرارة وتجعل النظام الحاكم بكل أجنحته في خطر داهم بحيث تكون السيطرة عليها متعذرة. لكون المواطنين الإيرانيين يعيشون الآن وضعا آمنيا واقتصاديا مترديا تحت وطأة الضغوط المضاعفة مما جعل الشارع محتقنا بسبب تراكم مشاعر الغضب والاستياء من فقدان الحرية والحملات المتصاعدة من الاعدامات وانتهاك حقوق الانسان في إيران وكذلك انتشار الفقر والمعضلات الاقتصادية الخانقة التي ستنفجر في حينها. وهذه الحقيقة يدركها الجناحان الحاكمان في النظام جيدا وهما متفقان على احتواء الانتفاضة الشعبية.
ولكن من الذي سيخرج من صناديق الاقتراع في هذه المهزلة السخيفة، ليس واضحاً لأحد. وطبعا بغض النظر عن بقية المرشحين وحتى الحرسي محمود احمدي نجاد الذي سجل اسمه في قائمة المرشحين مؤخرا سيكون التنافس الأقوى ، بين صاحب العمامة السوداء «رئيسي» وصاحب العمامة البيضاء «روحاني». 
مع أن المرشحين الاثنين هما ضالعان في كل جرائم النظام منذ تأسيس حكمه قبل 38 عاما ولعبا دورا نشطا فيها وعملا في مناصب عليا في الحكم إلا أنه يبدو أن كل واحد منهما يركز على كعب آخيل الطرف الآخر في هذه الحملة الانتخابية.
وقد ركز الملا رئيسي على الوضع الاقتصادي في ولاية روحاني لمدة 4 سنوات وفشله في الوفاء بالوعود الكاذبة التي أطلقها للمواطنين وعدم تحقيق نتائج ملموسة في الاتفاق النووي، فيما يركز روحاني الذي نفذ في ولايته 3000 حالة اعدام، على دور «رئيسي» في جهاز القضاء للنظام والاعدامات. خاصة ان الأخير يحمل في سجله أيضا ملف مجزرة أكثر من 30 ألفا من السجناء السياسيين في العام 1988 حيث كان أحد الأعضاء الكبار في لجنة الموت ومنفذ أوامر خميني.
ولكن في المقابل ما يهم الشعب الإيراني هو ما عبر عنه في احتجاجات مناوئة للحكم يتمثل في مطالبته بتغيير النظام وها هو الآن يرى الفرصة مناسبة للاعلان مرة أخرى أمام العالم إرادته لتغيير النظام وكذلك مقاطعة مسرحية الانتخابات  التي دعت اليها المعارضة الحقيقية لهذا النظام هذا العام أيضا.
واذا ألقينا نظرة إلى جميع الدورات الانتخابية للنظام الحالي في إيران فنرى أن جميع مرشحي مهزلة الانتخابات فهم أولا تابعون لزمر مختلفة للنظام وثانيا كلهم ملتزمون بمبدأ ولاية الفقيه  ودستور النظام المتخلف ويجب أن يجتازوا فلترة النظام المتمثل في مجلس صيانة الدستور وموافقة الولي الفقيه. ولذلك يمكن الاستنتاج  أنه لن يطرأ أي تحسن في حال الشعب الإيراني ولا يحدث أي تغيير في سياسة تصدير الارهاب واثارة الحروب في المنطقة، بصرف النظر عمن يجلس على كرسي رئاسة البلاد. وسيبقى النظام على ما هو عليه الآن ولن يختلف اختلافا ماهويا وفي المقابل يبقى طلب الشعب لتغيير النظام قائما آيضا.   
وتقول الاستنتاجات الأولية لنا في حال اعلان روحاني فائزا في هذا الصراع الانتخابي، فمعناه ضعف خامنئي وهزالة موقعه أكثر من ذي قبل وحرق ورقة «رئيسي» الذي هو مرشح لبديل خامنئي (بسبب اصابة الأخير بمرض السرطان). وفي حال اعلان رئيسي فائزاً في الانتخابات فمعناه الانكماش الأكثر للنظام مما يضع النظام على سكة سريعة للسقوط ولأسباب مختلفة داخليا ودوليا. وتبرز حقيقة دامغة أخرى هنا أن النظام وبعد الانتخابات يخرج على كل حال أضعف وستأخذ وتيرة التحولات منحى متسارعا مع مرور الأيام مما يفتح الطريق بشكل أوسع أمام تغيير النظام على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
النهاية


92
نظرة إلى مرحلة جديدة ولاعبيها!
عبدالرحمن مهابادي كاتب ومحلل سياسي
أخذت تطورات المنطقة في المرحلة الجديدة منحىً تصاعدياً مرشحاً للزيادة. إن هذه التطورات التي تتركزعلى النظام الإيراني ودوره في المنطقة يشمل لاعبيها ماعدا المواطنين: النظام الإيراني والمعارضة الإيرانية ودول المنطقة والدول الغربية التي تمثلها آمريكا.
هناك في إيران مرشحان رئيسيان في الإنتخابات الرئاسية ظهرا على حلبة الانتخابات بعد الحصول على موافقة «علي خامنئي» وهما يشكلان مادة الصراع على السلطة داخل الحكم فيما يتحين المواطنون الطافح كيل صبرهم الفرصة بغية السيطرة على المشهد على غرار الإنتخابات عام 2009 لكي يحولوا مشهد الانتخابات إلى حرب بين المواطنين والنظام الدكتاتوري الحاكم في إيران. وفي حال حصول ذلك هذه المرة فمن المستيحل وقوف النظام أمامهم.لان العامل الدولي اي عهد «باراك اوباما» قد رحل. ذلك العهد الذي كان ينتهج سياسة وستراتيجية المساومة والتسامح والصفقة مع النظام الإيراني ومنع نضوج الإنتفاضة ليصل المواطنون إلى كنس النظام برمته. وتعلم أجنحة النظام الداخلية جيدا أن الأغلبية الساحقة للشعب الإيراني غاضبون على النظام وقلوبهم محتقنة بالسخط والغيظ  المكتوم بين الظالم والمظلوم منذ سنوات. فلذلك أعلن رموز النظام من كلا الجناحين مرارا وكرارا أن إنتفاضة شعبية هي الخط الأحمر! ومن جانب آخر دعت المعارضة الإيرانية  التي قاطعت هذا العام ومثل الأعوام السابقة إنتخابات النظام المواطنين إلى عدم المشاركة في الإنتخابات.
 وقامت أمريكا بموازاة تصحيح السياسة الخاطئة للحكومة السابقة بعمل مدعوم دوليا وإقليميا حيث إستهدفت أهم مركز عسكري لنظام الأسد الدكتاتوري مما شكل ضربة جسيمة على القوة الجوية لنظام الأسد المجرم كما كان ذلك تحذيرا من أمريكا للنظام الإيراني أيضا حسب «ايليانا رزلهتينن». ولآن « الأسد ليس المقصر الوحيد عن الهجمات الكيماوية، بل الحكومة الإيرانية تتحمل مسؤولية جسيمة في ذلك أيضا» حسب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة.
إن مبادرة أمريكا هذه قد أصابت النظام الحاكم في إيران بهلع شديد للغاية وزاد من خوفه السابق بشأن  الإنتخابات في الشهر المقبل.
 فيما تسعى المقاومة الايرانية وبصفتها اللاعب الأساسي والمهم في المرحلة الجديدة أكثر من أي وقت آخر أن تعد نفسها لإستثمار أي موقف وتغيير في الداخل وعلى الساحة الاقليمية.  وتجري هذه الخطوة من قبل المقاومة الإيرانية عقب النقل الناجح لأعضاء المقاومة من العراق الذي جرى في سبتمبر 2016.
وحاول النظام الحاكم في إيران عن طريق أزلامه في العراق لاسيما في فترة السنوات الثمان لرئاسة الوزراء «نوري المالكي» أن يستخدم جميع الفرص والإمكانيات التي منحها اياه  الرئيس باراك اوباما خلال 8 سنوات من رئاسته ليقتل جميع أعضاء المقاومة في العراق.
وفي هذا العام عقدت المقاومة الإيرانية في ألبانيا مراسيم رائعة في الذكرى السنوية لإحدى المجازر التي جرت في العراق أي مجزرة أعضاء المقاومة في 8 أبريل 2011 . وأعلنت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة في هذه المراسيم أحدث مواقف المقاومة  الإيرانية بخصوص تحولات المنطقة.
 و قالت السيدة رجوي: لو كان هذا الردّ والتصدي الذي جاء جواباً للقصف الكيماوي للنظام الأسدي وقتل الشعب السوري العزّل والأطفال الأبرياء، لو كان قبل 4 سنوات في سوريا، ألم يكن وضع المنطقة وملامحه مختلف تماما مما هو عليه الآن مع 11 مليون مشرّد سوري وملايين من طالبي اللجوء؟
وأضافت: لهذا السبب إننا نقول: بعد سنوات من المساومة مع النظامين السوري والإيراني حيث لم تفض إلى شيء سوى زيادة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فان تعطيل القواعد ومقرات القصف الكيماوي وآلة الحرب والقمع في سوريا يجب إكماله بطرد النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران وحرسه ومرتزقته من سوريا والعراق واليمن. نّ قطع آذرع عرّاب الإرهاب والراعي الرئيسي للإرهاب في العالم أمر ضروري للسلام والهدوء واجتثاث التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم.
وأكدت السيدة رجوي بخصوص الإنتخابات في نظام الملالي قائلة: «صوت الغالبية العظمى للشعب الإيراني هو تغيير نظام ولاية الفقيه الغاصب لحق الشعب الإيراني في السلطة. .. الشعب الإيراني لا يرضى بأقل من إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقامة الحرية والسلطة الشعبية. إنه كان وسيبقى جوهر المعركة الوطنية والقومية ضد هذا النظام .. لا طريق أمام ولاية الفقيه لا إلى الأمام ولا إلى الخلف. إنّ كلام الشعب الإيراني هو مقاطعة الانتخابات المزيفة وصوتهم هو إسقاط نظام الملالي. وحان الآن، وقت التقدم والهجوم للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية».



93

خطوة من أجل «أطفال الرب» ونظرة الى تداعياتها!

عبدالرحمن مهابادي. كاتب ومحلل سياسي

في ساعات مبكرة من  صباح يوم الجمعة 7 ابريل 2017 تعرضت أهم مركز عسكري لدكتاتور سوريا لشن هجمات صاروخية أمريكية ثقيلة دمرت على اثرها عشرات من الطائرات الحربية وقتل عشرات من الضباط الكبار للنظام السوري.
وبعد ساعة من أمر الهجوم على سوريا، قال الرئيس الأمريكي في فلوريدا في كلام مقتضب: «شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء وانتزع أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة.  حتى الاطفال الجميلون قتلوا بوحشية. لا يجب أن يعاني أي من أطفال الرب مثل هذا الرعب أبدا».
كلنا نعلم أنه ليست هناك جريمة وقعت في سوريا والنظام الايراني لم يكن متورطا فيه. هذا ما أكدته سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة نيكي هيلي وقالت: «الأسد مسؤول الهجمات الكيماوية، انه ليس المقصر الوحيد بل الحكومة الايرانية تتحمل مسؤولية كبيرة أيضا».  والدليل على هذه الحقيقة هو دعم النظام الايراني الشامل للطاغية في سوريا. ولذلك لا يمكن استثناء القصف الكيماوي من قبل النظام الأسدي على خان شيخون في ادلب من ذلك.
ومنذ أمد بعيد لم يبق أي أثر عملي من حكم بشار الأسد في سوريا وما هو موجود على الأرض ليس الا ورق كارتوني أقامه شذاذ الآفاق وفي مقدمتهم النظام الايراني وهم الذين يديرون بقايا نظام الأسد.
ان المسؤولين للنظام الايراني قد آكدوا أكثر من مرة أنهم يرون العمق الستراتيجي لهم في سوريا. وهذا معناه حضور نشط لقوات النظام الايراني في الاراضي السورية لمحاربة الشعب السوري البطل. الشعب السوري والمعارضة الحقيقة للنظام الأسدي قد طالبوا مرات عدة ورسميا بخروج قوات النظام الايراني من أراضيهم وكذلك محاكمة قادة نظام الملالي على جرائم ارتكبوها في سوريا. 
لذلك بالتأكيد يجب اعتبار النظام الايراني بجانب النظام الأسدي المسؤول الرئيسي في القصف الكيماوي الأخير والمطالبة بمحاكمتهم. وعلى هذا الأساس فان استهداف وتعطيل جميع مراكز النظام الايراني والنظام السوري وعملائهم في المنطقة هو طلب ملح لجميع شعوب المنطقة منها الشعبان الايراني والسوري ودعاة الحرية في العالم. وكان يفترض أن يتم هذا قبل سنوات الا أنه مع الأسف فان سياسة المساومة مع النظام الايراني قد عملت مانعاً أمام ذلك، بل ذهبت أكثر من ذلك وتم اتخاذ اجراءات مماثلة ضد المعارضة الايرانية تماشيا من قبل أصحاب المساومة في الغرب مع النظام الاسلامي المتطرف الحاكم في ايران والحكومة العميلة له في العراق أي نوري المالكي في العراق بالنتيجة قد تعرضت المعارضة الايرانية في العراق لهجمات وأعمال قصف وحشية من قبل النظام الايراني وحكومة نوري المالكي.
كما وفي ظل هذه الأخطاء الفادحة تم اخماد الانتفاضة الشعبية الايرانية في ربيع 2009 لصالح النظام الايراني وتم قمعها من قبل عناصر النظام بشدة بالقهر الدموي. ثم تلته موجة من القتل وخاصة السجناء السياسيين في ايران حيث بلغ عدد الاعدامات في ولاية روحاني 3000 عملية اعدام!
حان الوقت لكي يتم تعطيل الآلة الحربية للنظام الايراني في المنطقة خاصة أن كبار السلطات الأمريكية قد وصفت مرات عدة ذلك بأنه «أكبر راعي للارهاب العالمي» وأن يتم طرد هذا النظام والحرس الثوري ومرتزقته من سوريا والعراق واليمن. والا ستستمر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في المنطقة من جديد.
ان قطع أذرع عراب الارهاب والراعي الرئيسي للارهاب في العالم اليوم هو أمر ضروري للسلام والهدوء واجتثاث التطرف والارهاب في المنطقة والعالم.
نعم النظام الحالي الحاكم في ايران هو يعيش في أضعف حاله اثر الضربات التي تلقاها خلال الأشهر الماضية داخل ايران والمنطقة وهذه أفضل فرصة لكي تتخذ جميع الدول والجهات المعنية بحقوق الانسان والحضارة البشرية الخطوة الأخيرة لتغيير هذا النظام على أيدي الشعب الايراني والمقاومة الايرانية وأن يتم تخليص العالم المعاصر من هذا التهديد الجاد. هناك مقاومة منظمة جاهزة  ومستعدة لتحقيق هكذا تحول.
النهاية 



94
خطوة مهمة نحو مستقبل أفضل!

عبدالرحمن مهابادي، كاتب ومحلل سياسي
 
ولو تأخر الا أنه لابد من مضي مدة لكي تصل الدول العربية إلى إجماع على «قضية مهمة» وتفكر في اتخاذ تدابير حولها، ألا وهي مسألة قطع أذرع النظام الإيراني في المنطقة.
ومنذ يوم وصول نظام ولاية الفقيه في عام 1979إلى السلطة بسرقة منجزات نضال الشعب الإيراني، فكانت للدول العربية رؤى مختلفة تجاه هذا النظام متأثرة من سياسات الدول الغربية حياله بحيث نظمت كل واحدة منها علاقات معه حسب موقعها الداخلي والجغرافي ولكنها كانت تدرك أن النظام الحديث العهد الحاكم في إيران هو نظام توسعي وعدواني ومن نوع «اسلام متشدد(!)». لأنه اضافة إلى شعاراته وسياساته المعلنة، قد أجج نيران الحرب مع العراق منذ البداية.
ويأتي مؤتمر القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الاردن، ليكون تحولا مهما يبرز هذه الحقيقة حيث كانت خطابات المتكلمين معظمها (من وزراء وزعماء) تشير إلى تدخلات النظام الإيراني في دول المنطقة مشددة على ضرورة التنسيق والتعاون بين الدول العربية لدرء شر هذا النظام. كما أكد الملك سلمان والملك عبدالله عن قلقهما عن تدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ومحاولاته لاثارة الفتن الطائفية ومساندة الإرهاب (صحيفة الشرق الأوسط 28 مارس).
كما أشار الرئيس المصري في كلمته إلى تدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية وقال: «يجب علينا اتخاذ موقف واضح وحاسم ازاء هذه التدخلات (الإيرانية) موجهين رسالة  قاطعة بأننا لن نسمح لأي قوة كانت بالتدخل في شؤوننا». كما قال الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور: «النظام الإيراني هو الراعي الحقيقي للإرهاب بشقيه المتمثل بالقاعدة وداعش من جهة والحوثيين وحزب الله ومن على شاكلتهم من جهة أخرى».
وتزامنا مع هذا التطور الاقليمي، نرى موجة من المواقف في أمريكا وسائر الدول ضد سياسة تصدير الإرهاب من قبل النظام وتدخلاته في دول المنطقة».
كما دعا نواب من البرلمان البريطاني من جميع الأحزاب الرئيسية حيث سجلوا مشروع قرار برلماني، إلى طرد الحرس الثوري وعملاء النظام المرسلين إلى دول المنطقة كخطوة أساسية لاستتباب الإستقرار في الشرق الأوسط (موقع البرلمان البريطاني – مارس 2017).
بدورها تبنت لجنة العلاقات الدولية والتجارة الخارجية لمجلس الشيوخ الكندي مشروع قرار لفرض عقوبات على نظام الملالي لانتهاكه لحقوق الإنسان ونشاطاته الإرهابية وكذلك دراسة تصنيف الحرس الثوري في قائمة الإرهاب.
نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس هو الآخر أكد «أمريكا لن تعود تتحمل محاولات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة». المشرعون الأمريكيون الأقدمون في مجلس  الشيوخ وصفوا النظام الإيراني العامل الرئيسي الراعي للإرهاب (السيناتور بوب كوركر في جلسة استماع لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ 28 مارس) وأكدوا أن مشروع تشديد العقوبات الصاروخية وفرض العقوبة على الحرس الثوري هو في جدول أعمالنا (السيناتور روبرت مييندز- موقع اسبوتنيك الروسي 29 مارس).
والآن يواجه النظام إجماعا اقليميا ودوليا وضغطا متصاعدا. فقده لباراك اوباما في المشهد الدولي وفقده لروسيا حول سوريا وفقده لنوري المالكي من رئاسة الوزراء في العراق والأهم من كل ذلك، فقدان السيطرة والتوازن بعد موت رفسنجاني وكذلك تفاقم الصراعات الداخلية بين أجنحة النظام هذه كلها تشكل أزمات تمر بالنظام حيث جعلته يعيش في أضعف حاله وستشكل تداعيات هذه الحالات من خيبة الأمل خطرا جادا على انتخاباته في الشهر المقبل لعله يذكر بما حصل في الانتفاضة الشعبية العارمة في عام 2009. 
السبب الرئيسي لخوف النظام من العهد الجديد هو أن الموقف الدولي قد تغير برحيل اوباما. لكون سياسة المساومة التي كانت تنتهجها ادارة اوباما قد أقفلت الدول العربية في تعاملها مع النظام الإيراني وكانت التحولات الاقليمية بدءا من سوريا وإلى اليمن ولبنان والعراق كانت مقفلة. والآن ازيح القفل ولهذا السبب يقول السيناتور ميتش ماكونل زعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ الأمريكي: «اليوم نحن نستطيع أن نتصدى لأعمال النظام الإيراني في مجال تمويل وتدريب وتسليح الإرهابيين من أمثال حزب الله وحماس ومرتزقتهم في سوريا» (الاسوشيتدبرس 28 مارس).
السبب الآخر لخوف النظام، كان وضع مشروع لفرض عقوبات على الحرس وتصنيفه. وان تصريح بول رايان رئيس  مجلس النواب الأمريكي بهذا الشأن خير دليل على هذه الحقيقة. انه قال: «لمواجهة التهديدات الاقليمية والعالمية من قبل نظام الملالي يجب دراسة تصنيف الحرس الثوري في قائمة الإرهاب وتوسيع العقوبات على النظام». وهذا هو الهدف الذي تتابعه المقاومة الإيرانية على قدم وساق وتدعو إلى ادراج الحرس الثوري والمجموعات والميلشيات التابعة له في قوائم الإرهاب الصادرة عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وأن يتم احالة ملف جرائم النظام الإيراني في المنطقة إلى مجلس الأمن الدولي. لأنه وبدون تغيير النظام الحاكم في إيران، يبقى أمن الدول والشعوب في هذه المنطقة معرضة للخطر. لذلك تصنيف الحرس  الثوري في قائمة الإرهاب هو خطوة مهمة نحو مستقبل أفضل للعالم والمنطقة. 

95

التحولات الايرانية في العام الايراني الجديد!

بقلم : عبدالرحمن مهابادي – كاتب ومحلل سياسي
أصبح الشعب الايراني وكل الكيانات السياسية الايرانية والحماة الدوليين لايران حرة يجمعون على أن أيام العام الجديد حبلى بتحولات كبيرة فيما يتعلق بايران ولدت من رحم التطورات في العام الماضي لا أحد يعلم بتفاصيلها وآلياتها بعد. بيد أن الجميع مؤمنون بأنه لا يجب أن تفوتهم هذه الفرصة الذهبية!
مع ظهور أول معالم لبدء التحول، فان صفوف القوى الداعية الى اسقاط النظام الايراني سرعان ما تأخذ زخما قويا كونها قائمة على الظروف الذهنية والمادية لإحداث تغيير جوهري في المجتمع الايراني لا يقوى أمامه النظام وسرعان ما تتحطم أركانه أمام هذه الطاقة القوية المدمرة المنبعثة من طموحات شعب لا يرضى بأقل من تغيير النظام.
الشعب الايراني هو الضحية الأولى والرئيسية لنظام الملالي وهو يعيش تحت ضغط من كل جانب مبديا في كل مناسبة لحد الآن طلبه للتغيير، غير أنه ولكل مرة تعرض لقمع دموي من قبل أجهزة الحكومة. طبعا الشعب الايراني ليس وحده من ضاق ذرعا من نظام ولاية الفقيه وانما شعوب المنطقة كلها لاسيما الشعب السوري والشعب العراقي وشعوب الدول الجارة لايران قد وصلوا الى درجة الاشمئزاز والكراهية من النظام الايراني الذي غرز مخالبه في جسدهم ويتحكم في مقدراتهم وجعل أمنهم وحياتهم واقتصادهم عرضة لخطر داهم.  لذلك فان الشعب الايراني والكيانات السياسية يشعرون بالارتياح نتيجة التطورات التي طرأت خلال العام الماضي وهم يتوقعون مع ذهاب «باراك اوباما» أن تغير الادارة الأمريكية الجديدة تلك الفرص الذهبية التي منحتها الادارة السابقة للنظام الى فرص ذهبية جديدة لكن هذه المرة للشعب الايراني والمعارضة الحقيقية. أو تمتنع عن مساعدة النظام واعانته في البقاء بما يسميه النظام «بالامدادات الغيبية!» وأن تفتح المجال للشعب والمقاومة الايرانية لكي يصفي حسابه مع هذا النظام وللأبد!
النظام الذي يعيش حالة الافول البائسة والتلاشي في ظل الخوف من الفناء الذي اعترى كل أجنحة النظام وأصابهم الفزع والهلع مع اقترابهم الى موعد مسرحية  الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجري في الأيام المقبلة، لكن في الجبهة المقابلة كل التيارات المعارضة لهذا النظام يعدون العدة لاستغلال الظروف المواتية لتحقيق أهدافهم.
منظمة مجاهدي خلق الايرانية التي هي القوة المحورية لائتلاف قديم من المعارضة الايرانية (المجلس الوطني للمقاومة الايرانية) التي تمكنت بفضل دفع الثمن من استدامة النضال ضد النظام على طول حكمه كقوة رئيسة في المعركة ضده وكسبت خلال هذه السنين دعما دوليا قويا، ونجحت مؤخرا في انقاذ عناصرها في عملية تاريخية منتصرة من حصار عناصر النظام الايراني في العراق، وتنظيمهم لظروف جديدة، تتطلع الآن الى أفق واضح يخاف منه النظام.
الشعب الايراني والتيارات السياسية المعارضة للنظام الحاكم في ايران الذين يعدون أنفسهم لاستغلال هذه الظروف المواتية، يتوقعون من الادارة الأمريكية الجديدة مراجعة أساسية في السياسة التي استمرت 16 عاما حيال النظام. انهم يطالبون بتنصنيف الحرس الثوري في قوائم الارهاب وطرده من المنطقة وهذا ما يتطابق مع ما أعلنه الرئيس الأمريكي المنتخب بأنه يعتزم التصدي لتوسع النظام الايراني في المنطقة وسيقف أمام التوافق النووي مع النظام. كما ان الشعب الايراني يطالب أيضا باشتراط العلاقات التجارية والدبلوماسية مع النظام الايراني بوقف حملات الاعدام والتعذيب والاعتراف بالمقاومة المشروعة للشعب الايراني وأن تضع الادارة الجديدة في جدول أعمالها أول خطوة في هذا المسار بالحوار مع ممثلي المقاومة. 
ان مسرحيات الانتخابات في النظام الايراني منذ غداة 20 حزيران 1981 لاقت مقاطعة من جانب الشعب والمعارضة الحقيقية للنظام. كونها ليست انتخابات حرة وأن النظام الحاكم هو نظام غير شرعي. ان الصوت الحقيقي للشعب الايراني هو تغيير هذا النظام المستبد وتغييره بحكم وطني وشعبي. ولكي يعيش في العام الجديد كل مكونات الشعب الايراني وبكل طوائفه من الفرس والبلوتش والكرد والعرب والأذري والشيعة والسنة والمسيحي واليهودي وكل أتباع الديانات الأخرى تعايشا سلميا في ظل حكم قائم على فصل الدين عن الدولة والمواطن فيه حر آن يختار فكره ورأيه ويعبر عنه ونهجه السياسي وينشره ويختار بحرية نوع الملبس بدون أي اجبار وعملية قسرية.
ان ما يبشرنا في هذه المنطقة من العالم هو أن أزهار الربيع الايراني بدأت تتفتح في استقبال بديع لنصر محتوم ومستقبل لامع.

96
ايران.. انتخابات أم مسرحية مفبركة!
بقلم : عبدالرحمن مهابادي – كاتب ومحلل سياسي

تتفاوت الانتخابات في النظام الايراني هذه المرة عن الدورات السابقة تفاوتا كبيرا ولكن قبل تناول جوانب مختلفة منها يجب أن ندرك الظروف التي تجري فيها الانتخابات.
ستجري الانتخابات هذه المرة في وقت توفي قبل مدة الرجل الثاني للنظام أي هاشمي رفسنجاني ما أسفر عن إضعاف النظام بشكل مضاعف وجعله عقيما الى حد ما. وفي نظرة عابرة نرى أن جناح روحاني أصبح ضعيفا على وقع ذلك الحدث ولكن اذا تأملنا قدر ما فنلحظ آن النظام بأسره أصبح ضعيفا. لكون الرجل رغم أنه كان مع خامنئي قرينين متناقضين لايفترقان الا أنه كان وجوده بمثابة نقطة التوازن للنظام. من جهة أخرى قد ألحق رحيله خسارة لافتة في السياسة الخارجية للنظام يمكن الاشارة اليها وفق الآتي:
«رحيل اوباما ومجيء دونالد ترامب بسياسة مخالفة لسلفه وابتعاد روسيا عن النظام حول الأزمة السورية واقترابها الى تركيا وكذلك الاتفاق الشامل المشترك الفاشل الذي لم يجلب نفعا للنظام قد زاد من أزمات النظام».
انعكاس العاملين المهمين يكتمل مع تساقط عناصر النظام وهبوط معنوياتهم من جهة وتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الوضع المتفجر للمجتمع.
كما وفي الوقت الحاضر هناك 4 عوامل مؤثرة  قد جعلت أجنحة النظام الداخلية متشتتة بحيث تلقي حتى اللحظة كل الافاق للاتنخابات في حالة من الغموض والمجهول.
من الطبيعي أن الأجنحة الداخلية للنظام ومثل السنوات السابقة وطبعا أكثر من ذي قبل يدقون على طبل التضليل ويطلقون وعودا جوفاء ولكن لا يسمح الحال لهم أن تبصر هذه المحاولات النور.
روحاني يتشدق بالكلام ويثرثر عن الرياضة للنساء ويتخذ أمام خامنئي موضع المعارضة ليعرض نفسه مختلفا عن الملالي الحاكمين وكأن الشعب الايراني لا يعلم أنه قد شارك كل أعمال النظام منذ تأسيسه واحتل دوما أعلى المناصب الأمنية وهو كان من أشد الحماة لولاية الفقيه وحملات الاعدام بحيث في ولايته تم تنفيذ أكثر من 3000 حالة اعدام!
وأما خامنئي فيشن هجوما على زمرة روحاني مستخدما اسلوبا شعبويا متزمتا ويقول «ان عمر الحكومة على وشك النهاية ولكن المشاكل الاقتصادية للناس! بقت على حالها ولم ير المواطنون انتعاشا اقتصاديا في حياتهم». وكأن المواطنين ليسوا على علم بسجل الحرس والأنظمة العاملة تحت أمر ولاية الفقيه المفعم بالجريمة والنهب سواء في ايران أو خارجها منها في سوريا والعراق و...!
ولكن خامنئي وكما روحاني يستشعران أجواء الاحتقان السائدة في الشارع الايراني ويعلمان أن الجماهير المنهوبة أموالهم وثرواتهم والطافح كيل صبرهم يتحينون الفرصة لاستغلال أقل شرخة في النظام ليحققوا ما يصبون اليه. لذلك فان الجناحين كليهما يخاف من أن المواطنين الضائقين ذرعا يخرجون هذه المرة مثلما فعلوا في عام 2009 الى الشوارع لطي صفحة النظام ولكي لا يبقى للنظام وبر ولا ناقة.
ويدرك الجناحان جيدا أن هذه الانتخابات ليست انتخابات شعبية. وما هي الا مسرحية وفي واقع الأمر صراع على السلطة بين الجناحين للنظام، وعلى هذا الأساس ما يخطر على البال هو سؤال ما الذي سيكون مصير النظام بعد الانتخابات بغض النظر عما يأتي على كرسي الرئاسة روحاني أم ابراهيم رئيسي (ومن المحتمل أن يكون مرشح زمرة خامنئي).
في ايران الرازحة تحت حكم الملالي من يجلس على كرسي الرئاسة آو بالأحرى أن نقول من يخرجونه من صناديق الاقتراع، يجب أن يكون مطيعا «لولاية الفقيه». رئيس الجمهورية مهما كان يافطته وظاهره السياسي وبأي شعار رفعه لن يكون رجلا الا حاميا صلبا للقمع والارهاب وتصدير التطرف وانتهاك حقوق الانسان والتدخل في شؤون الدول الأخرى.
واستنادا على ما ورد أعلاه يمكن التلخيص أنه طالما النظام قائم على مبدأ ولاية الفقيه، فلن ترى ايران سلطة شعبية وديمقراطية وتحسين في واقع حقوق الانسان ولن ترى المنطقة اجتثاث الارهاب. ويبقى الطريق الوحيد في تغيير النظام برمته وحل محله بنظام ديمقراطي وشعبي يتمثل الآن في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ورئيسته المنتخبة السيدة مريم رجوي.
@m_abdorrahman

***


97

نظرة الى الواقع الاجتماعي في ايران
بقلم عبدالرحمن مهابادي.. كاتب ومحلل سياسي

كلمة «العتال» التي نسمعها في السنوات القليلة الماضية هي لها سوابق قديمة. ويطلق العتال على من ينقل البضائع على الأكتاف من خارج ايران الى الداخل أو بالعكس لكسب لقمة العيش لنفسه ولعائلته. فهذه المهنة مع أن أجرها قليل غير أنها تنطوي على مخاطر لكون العتالين اضافة الى تعرضهم لخسائر في الجسم وأحداث طبيعية (خاصة في فصل البرد) يستهدفون برصاص أفراد الحرس للنظام ويفقدون حياتهم. لذلك فان مهنة العتالة ليست انتخابا في المناطق الحدودية وانما مهنة اجبارية فرضت عليهم تمتد جذورها الى الواقع الايراني الحالي.
نظرة عابرة الى سجل العتالين لاسيما اولئك الذين فقدوا أرواحهم، نرى أن هذه المهنة شملت طيفا واسعا من الناس من الرجال والنساء والصغار والشيوخ شيبا وشبابا وطلاب المدارس والجامعات وخريجي الجامعات. ان سبب توجه الناس الى العتالة يعود الى الواقع الاقتصادي المتدهور في ايران حيث جعل هذه الشريحة من المحرومين في المجتمع يعتمدون هكذا مخاطر لكسب رغيف خبز لأنفسهم ولعوائلهم.
في الاسبوع الماضي أوقف مآمورو النظام الايراني في حدود بانه 4 عتالين كرد وألقوهم الى داخل الوادي ما أدى الى مقتل أحدهم واصابة ثلاثة آخرين بجروح بليغة. كما أن المأمورين اعتقلوا عتالين اثنين آخرين كانا شاهدين على الحادث ونقلوهما الى جهة مجهولة كما هددوا عوائل هؤلاء الستة بألا يكشفوا عن هذه الجريمة.  وفي يومي 28 و30 يناير في منطقة بيرانشهر وسردشت فقد 5 من العتالين أرواحهم واصيب عدد آخر بجروح. كما حدث حادث  مؤلم آخر في منطقة اورامانات في ايران حصد أرواح مالايقل عن اثنين من الشباب.
العتالة هي واحدة من تداعيات تدمير الاقتصاد الإيراني والتي توسعت مع تصاعد وتيرة البطالة. العتالون يتعرضون لاطلاق النار المباشر باستمرار من قبل قوات النظام اضافة الى الأحداث المؤلمة. وأفادت التقارير أن مالايقل عن 70 عتالا كرديا فقدوا أرواحهم في الحدود اثر اطلاق النار عليهم من قبل النظام خلال الفترة بين مارس ونوفمبر 2016 واصيب عشرات الآخرين بجروح. 
وأشار احمد شهيد المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة في أحد تقاريره بشأن وضع حقوق الانسان في إيران إلى «قتل العتالين المنظم» مؤكدا أن حراس الحدود يطلقون النار على هؤلاء الآفراد وبذلك يصيبون أو يقتلون سنويا عشرات من العتالين وكذلك أحصنتهم.
فتح النار على الناس هو النهج الثابت لقوات النظام منذ مجيء نظام خميني الى السلطة. فهذه القوات ولغرض رفع مهاراتهم العسكرية وكذلك لغرض التسلية قد استهدفوا مرات عديدة المارة والقرويين الكرد والعتالين وتسابقوا في هذا المجال بينهم.
نظام الملالي يقتل الشباب المحرومين العتالين بفتح وابل من الرصاص عليهم في وقت يمسك خامنئي وقوات الحرس والأجهزة الآمنية والمخابراتية العاملة تحت أمره برأس خيط أعمال التهريب سواء تهريب المخدرات أوتهريب السلع وتهريب الفتيات والنساء الإيرانيات.
وحسب حبيب الله حقيقي رئيس اللجنة المركزية لمكافحة تهريب السلع والعملة، فان العتالين ولكل وجبة من الحمولة يتقاضون مبلغا يتراوح بين 30و50 ألف تومان. فيما أكد حسين علي حاجي دليغاني عضو برلمان النظام ان حجم صفقات التهريب يعادل 25 مليار دولار أي ثلاثه أضعاف لموازنة العمران في البلاد. وحسب قوله ان تهريب السلع والعملة تسبب في بطالة 800 ألف شخص (وسائل الاعلام الحكومية 19 يونيو 2016). موقع تابناك الحكومي هو الآخر قد كتب قبل عامين أن مليونا و780 ألف فرصة توظيف تفقد في العام اثر أعمال التهريب (موقع تابناك 7 مارس2015).
الوضع الاقتصادي المتدهور له حلوله وهناك حلول واقعية لمعالجة المشاكل حتى ان كانت تخص البنى التحتية في البلاد. ولكن هذه الصيغة من الحل لا تنطبق حاليا في ايران لكونها تحتاج الى حلول سياسية قبل ذلك.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية شهدت ايران مشاهد مؤلمة من الكوارث الاجتماعية والعلمية والاقتصادية. من حريق شب في مبنى بلاسكو بطهران والى السيول التي اجتاحت سيستان وبلوشستان وتلوث الهواء في خوزستان والى الأحداث التي طالت العتالين في كردستان. هذه كلها مشاهد مؤلمة تؤكد حقيقة أن النظام لم يكن قط يهتم لمعالجة مشاكل المواطنين وانما تؤكد الأدلة والوثائق المتوفرة أن النظام هو مصدر كل هذه المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الحالية التي تشهدها ايران. النظام الذي دمر اقتصاد البلد بنهبه ثروات الشعب وانفاقها في مشاريع نووية وتصدير الارهاب والتطرف وتأجيج الحروب في المنطقة ولم يجلب للشعب سوى البطالة والفقر والتضخم.
لذلك طالما هذا النظام قائم على الحكم فان الشعب الإيراني لن يكون لهم سوى الاضطهاد والقمع. الطريق الوحيد للخلاص من كل هذه الآلام والمصائب التي حلت بالمواطنين الايرانيين يكمن في اسقاط هذا النظام  .

 @m_abdorrahman

***


98
المنبر الحر / ايران.. الرجل رقم 2!
« في: 20:49 31/01/2017  »

ايران.. الرجل رقم 2!

بقلم عبدالرحمن مهابادي.. كاتب ومحلل سياسي

أثبتت التجربة العملية للوقوف بوجه النظام الايراني بوضوح أن اجتثاث التطرف الاسلامي في ايران حيث فرضها نظام ولاية الفقيه على ايران،  مشروع معقد للغاية وضروري. مشروع لو لا يترافق مع الفكر المضاد المدرك بتعقيدات الآمر ولا تحظى بالقوة المتمرسة والقوية الداعية لاسقاط نظام ولاية الفقيه، لا يستطيع أن يرسم أفقا واضحا أمام الناس ولا يستطيع أن يتحمل أعباء هكذا رسالة ثقيلة على عاتقه. خاصة وأن النظام وبصرفه كلفا باهظة بالمليارات واستخدام التكتيكات والأعمال المضللة قد جعل الآخرين عميانا وقمع الشعب وحال دون أن يفتح المجتمع العالمي عيونه كما ينبغي على الشعب والقوى السياسية الايرانية الداعية الى التحرر.
وفي مواكبة اجراءات النظام هناك مساومون غربيون وعددهم ليس قليلا حاولوا تقديم رجال لهذا النظام وجوها «معتدلة واصلاحية ووسطية...». رجال من أمثال رفسنجاني وخاتمي وروحاني و... بينما كل واحد منهم لعب دورا في تشكيل وبقاء هذا الكيان وسفك دماء الشعب والقوى السياسية الايرانية. اولئك الضالعون في جرائم النظام على طول حياته واذا كان المساومون في العالم يسمحون فكانت محكمة في العالم تصدر أحكاما بأشد العقوبات ضدهم. كما أن محكمة ألمانية قد أعلنت في ملف ميكونوس قادة النظام متورطين في أعمال ارهابية في مطعم ميكونوس. 
رفسنجاني الرجل رقم 2 لهذا النظام هو من أهم هؤلاء الرجال الذي توفي قبل مدة في عمر يناهز 82 عاما! وقالوا وكتبوا عن جرائمه كثيرا في هذا النظام ولكن كلها يشكل غيضا من فيض لأن هناك الكثير الكثير  من جرائمه التي يتطلب الحديث عنها.
واعتبر البعض موت رفسنجاني للنظام أهم حدث بعد موت خميني. وهذا الكلام حق. لأنه بعد خميني كان أهم رجل في هذا النظام. وحتى خلال العقدين الآخيرين لم يكن له منصب حكومي على الظاهر ولكنه كان يعمل بصفته أحد العمودين الرئيسين لحفظ النظام.
رفسنجاني كان القائد العام للقوات المسلحة بينما كان خامنئي في جبهات يعمل تحت قيادته. انه قد أشار مؤخرا الى أن «خامنئي كان يتصل بي وكان يستأذنني واني كنت أصدر الاذن له أو لم أصدر».
ولهذا السبب فان موته قد ترك بالغ الأثر على كل النظام وخسارته قبل كل طرف تلحق بزمرة خامنئي. لأن خامنئي و رفسنجاني كانا قرينين متناقضين لا يفترقان وكان يحتاج بعضهما البعض. وفي الواقع الصراع بينهما كان يدور حول السلطة. انهما كانا متفقين على حفظ النظام وقمع الشعب والمعارضين للنظام. وكان خميني قد قال قبل موته ان النظام يبقى قائما طالما هذان الرجلان يعملان معا. والآن بعد ما قدر قضاء رفسنجاني فان النظام قد خسر قبل كل شيء وبات ضعيفا وهذا لصالح الشعب والمقاومة الايرانية. لأن موته قد جعل سقوط النظام خطوة أقرب.
انه كان ومنذ بداية تشكيل الحكم من العناصر الرئيسية لاتخاذ القرارات ورسم السياسات للنظام وعمل في مناصب سيادية أهمها كانت: القائد العام للقوات المسلحة ورئاسة البرلمان و رئاسة الجمهورية ورئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام و...
كما انه لعب دورا مؤثرا في مجازر طالت مئات الآلاف من الضحايا في مذابح حربية والقمع وقتل الشعب الكردي وفي منطقة «تركمن صحراء» وخوزستان والهجوم على الجامعات واعدام السجناء في الثمانينات لاسيما مجزرة أكثر من 30 ألف سجين سياسي عزل في عام 1988 واغتيال المعارضين داخل وخارج  ايران ومئات الأعمال الارهابية وآلاف الحالات من الجرائم الآخرى منها نشر الادمان بين الشباب.
جرائمه لم تنحصر في مرحلة معينة بل كانت على طول حياته. ومؤخرا أصدرت لجنة الأمن ومكافحة الارهاب للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بيانا كشفت خلاله عن حقيقة. وحسب الوثيقة كان رفسنجاني وخلال استقباله أحد المسؤولين العراقيين بتاريخ 17 يونيو2015 طالب بالقضاء على أعضاء منظمة مجاهدي خلق في العراق. وأكد في اللقاء أن «أعضاء منظمة خلق آفة يجب القضاء عليها ونحن ادخرنا  كافة السبل حول هذه القضية لحلها». كما كان قبل 35 عاما قد قال بشأن مجاهدي خلق «أعضاء مجاهدي خلق يجب اما يقتلون آو يشنقون أو تقطع أرجلهم وأيديهم وطردهم من المجتمع».
@m_abdorrahman

***

صفحات: [1]