عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - ماري مارديني

صفحات: [1]
1
قد اقترب مجيء عيد الميلاد و بدأ الناس بالانتظار و بإنارة الشموع و النجوم  كما اعتادوا على مر الاجيال و الاعياد ..بفرح لقدوم الطفل المقدس اليسوع ابن الله" اي ابن بالروح " ، كلمة الله . و قريبا تتزين اشجار الصنوبر الدائمة الخضار... فهي حية دائما و خضراء  و سوف تكتسي ايضا رموز النور و العيد لان ابن الله قادم  فهو محبة و فداء و هو الله المتجسد الذي نزل للبشر ليكون معهم ابدا. و تعلو الترانيم لقدومه في كل مكان لانه الضيف المقدس على القلوب و هو الساكن بقلوب محبيه الذين ينشدون له دوما بكل محبة  و فرح و يرتلون :
تعال بيننا أقم عندنا خذ من قُلوبنا لك مسكنا
هب لنا عيونًا ترنو إليك واجعل حياتنا ملكًا لديك
فنعرف طعم الهنا ألا استجب منا الدعاء !
أمح الضغينة من صدورنا وأزرع كلامك في ضميرنا
فنحصد حبَّ العطاء ألا استجب منا الدعاء!
نحن جياعُ أنت خبزنا نحن عطاش أنت ماؤنا
فمنك يطيب الغذاء ألا استجب منا الدعاء !
 
انها كلمات صادقة من منشدينها ، و معبرة عن حبهم و انتظارهم ليسوع المسيح ابن الله ليقيم بقلوبهم و معهم لانه السلام و هم ينشدون السلام في حين هناك من يعادي السلام و هناك من يعادي المحبة  بين الناس و يعادي الخير و الضمير و الامان بنفوس الناس و حياتهم ... فميلاد المسيح هو ميلاد المحبة و  المسيحية جوهرها و ملخصها المحبة التي تسمو فوق البغض و الحرب و الشر .... فهي قيم سامية  و من سموها يشتق الانسان حسن تفكيره و سلوكه و عمله البناء الهادف... و لذلك  يرتل محبي المسيح الى ليلة الميلاد

ليلة الميلاد يُمحى البغض
 ليلة الميلاد تُزهر الأرض
ليلة الميلاد تُدفن الحرب
 ليلة الميلاد ينبت الحب

عندما نسقي عطشان كأس ماء... نكون في الميلاد
عندما نكسي عريان ثوب حب... نكون في الميلاد
عندما نكفكف الدموع في العيون... نكون في الميلاد
عندما نفرش القلوب بالرجاء... نكون في الميلاد

عندما أُقبّل رفيقي دون غش... أكون في الميلاد
عندما تموت فيّ روح الأنتقام... أكون في الميلاد
عندما يُرمّد في قلبي الجفا... أكون في الميلاد
عندما تذوب نفسي في كيان الله... أكون في الميلاد

تلك هي كلمات ترنيمة ليلة الميلاد وهي  ترنيمة مرتبطة بجوهر التربية المسيحية التي هي المحبة. و هي التربية  القائمة على الحب و الضمير و الانسانية و الحرية المسؤولة و الفكر الايجابي السامي النابع من النفس و التربية الايجابية  و المنعكس على البيئة و المحيط بشكل سلوك جيد و عمل مثمر بناء  يشير الى اثر التربية القائمة على الحب و الهادفة الى البناء و الرقي بالبشر عامة  و الى العمل الافضل نحو المجتمع بسلام و تسامح و محبة و بشكل انساني و عقلاني و ايجابي و عملي نابع عن فكر عميق في الانسانية و عن هدف سامي و داعيا الى التعامل مع كل الناس بإنسانية دون تفرقة  او اي عداء و دون تعالي بل و للاحسان حتى للمسيئين .. ايوجد اسمى من تلك الصفات و القيم ..  لكن ألهذا تتم معاداة  المسيحيين ذوو القيم و  الحضارة و الفكر و الثقافة ! ألهذا يتم تهجيرهم و قتلهم و  قصف و حرق كنائسهم و تشويهها و العبث بما بها من رموز و احتلال بيوتهم... ان الامثلة من الواقع اليومي الحالي موجودة و هي شاهد حي يومي في  بلاد متعددة على ما يواجهه المسيحيين من تفرقة و عداء و تعدي على الحريات الشخصية و الاملاك و الافكار النيرة  التي تبعث على الرقي بالانسان و الفكر و التعامل و البناء. فإلى اين يتجه المجتمع!؟ أهو التوحش ضد قيم البناء و التسامح  و المتسامحين و الناشرين الفكر و الثقافة ؟!!!
 يوجد في العالم كثر من الذين يسيطر عليهم الشر و البغض و التفرقة و التعصب ... فهم يعادون  الحضارة و الثقافة و المحبة و الفكر و القيم السامية تلك التي يسلكها محبي يسوع .. فيوجهون بغضهم و عدائهم و تعصبهم  نحوهم لان  محبي يسوع يسلكون و يعملون بقيم راقية  و بحرية و مسؤولية و فكر بناء متجرد عن الماديات و الشيئية و سلاحهم هو الفكر و الكلمة و الخير بينما يقابلهم الكثر بالسلاح و القتل و التهجير و الكره .. و لكن مهما كان العالم يزخر بالكره و الحرب و الدمارو التعصب و اللا مساواة سيستمر الميلاد و الفرح لان المسيح يسكن قلوب محبيه الذين ينشرون الفكر و المحبة كملح الارض و نورها لان المحبة لا تأتي الا بالخير و الحق و الجمال حتى مقابل الشر و الظلم و البشاعة .
 فمهما كثر الظلم و اشتدت الحرب... و مهما غاب العدل و اغلق البشر عيونهم و اذانهم عن ما يحدث للاقليات المسيحية بالشرق  فإن التاريخ يشهد على ما يعانيه مسيحيين الشرق من ظلم طال مدنهم و بيوتهم و حرياتهم و معتقداتهم و انسانيتهم .. التاريخ يسجل ان القانون يتجاهل و العالم يتفرج  ... و لكن يبقى المسيح رمز محبة و محبيه نور للعالم و ملح للارض.. فالعالم لا يحيا بلا نور و لا يصلح بلا ملح. و له المسيح الذي هو رمز المحبة و السلام ننرم و سنبقى ننرم في انتظار مجيء ميلاده و في انتظار السلام و نمو المحبة بالعالم  اجمع :

انشالله القمحة اللي نزرعت بقلوبنا تموت و تنمى و تزهر محبة
انشالله الناس اللي متشوفون عدروبنا يتلاقوا بوشك فينا يا ربي
حكاية حبك اللي كلنا حكيناها ما في مطرح الا ما اكتبناها
يمكن نحنا كبرنا و نسيناها رجعنا صغار منفهم معناها
لا تنسينا الكلمة اللي قلتا عنا انتو ملح الارض و انتو نورا
لا تتركنا ضلك عنا ...و خلينا عنك اجمل صورا
وحدك انت بعتم الليل سراجنا انت الكنز الما منتخلى عنو
و بالطرقات الخطرة تبقى سراجنا وصلنا لنبعك و سقينا منو.

و كنا و ما زلنا و سنبقى ننشر في كل مكان  قيم المحبة و التسامح و ننشر  الثقافة و الفكر  مستخدمين العقل و الكلمة و الورقة و القلم و النت لاننا لا نحب الحرب و لا السلاح و القتال و لان الروح فينا راقية و نقية و العقل اساسنا و نعمل بمبدأ الحوار و النقاش و النزاهة بالنفس و الروح و الجسد عن كل الصغائر.
ماري مارديني

2
أ تقرين الجريدة و يعد هو الطعام!
أ يجر الرجل عربة طفله!
أهي من الرجولة ان يقوم الرجل  بإعداد القهوة او الشاي للاسرة ! في حين ان المرأة تتابع الاخبار ! يسأل محاوري الذي مثل نفسه و بيئته و اراد ان يمثل  مجتمعه و تربيته و ثقافته و فكره بتلك الاسئلة و الكثير من امثلتها عبر الانترنت و خاف ان يقول اسمه و تابع اسئلته و كأنه يمثل العصر السابق للعصر الحجري .. سائلا :
ألا تنجب  المرأة الاطفال و  تتألم المرأة بالولادة؟ و يتابع سائلا بكل حماقة  فكيف تريد ان تتساوى مع الرجل !
كيف لرجل ان يغسل صحنا او كوبا في المطبخ يسأل ذلك المحاور مستغربا ، و معجبا بأسئلته ، و مبينا  المزيد من الجهل و التخلف و مشفا عن طريقة تعامله و تعامل مجتمعه و بيئته مع المرأة، و عن دونية تفكيره نحو المرأة و عقل المرأة
و تابع مستمرا ما يشبه ذلك من الاسئلة ......

اما سؤالي لمحاوري فهل هو ذو عقل او ثقافة من يسأل تلك الاسئلة ؟! و هل يرى ان المرأة انسان ام يراها الة!او يراها ربما شيء مثل كل الاشياء .. وفق تلك الاسئلة التي طرحها  و نظرته للمرأةا!؟ و هل يرى ان لها عقل و روح و فكر و خيال و ابداع؟ و هل ان نساء مجتمعه مقموعات مثله لذلك ربينه على ذلك النمط هن و رجال مجتمعه معا ام انه هو حالة تخلف و جهل خاصة ..،و سؤالي ايضا لذلك الحالة : الا تذهب المرأة الى العمل ايضا و تعمل و تنفق على البيت و الاسرة ؟! ألا تربي الاطفال و تشارك بالقرارات البيتية و المهنية و الاجتماعية و الادارية !؟ الا تقوم بقيادة عمل و قد تتفوق على الرجل بذات العمل، أليس محاوري لاغيا عقل و انسانية و روح المرأة معا بتلك الاسئلة التي طرحها بكل ثقة بنفسه! و سؤالي ايضا  ألا يأكل الرجل في البيت  فما المانع من اعدلده للطعام و الشاي و القهوة  مثله مثل المرأة ! اليس المستلقي بالعربة التي يجرها ذلك الرجل طفلا لكلا الرجل و المرأة معا ! فعلام يستغرب محاوري الجاهل من جر الرجل لعربة طفله ! و ما الغريب بقراءة المرأة لجريدة و قيادتها للسيارة  او متابعتها للاخبار و السياسة و الامور اليومية خارج البيت؟! فقد استغرب محاوري من معلوماتي السياسية و الاجتماعية و الفكرية و الثقافية و متابعتي لها ، و  التي لم يستوعب ابسطها لانه سطحي للغاية! ما الغريب لمتابعة المرأة  معارض الفن و حفلات الموسيقى و اخر الاكتشافات العلمية  و القوانين الجديدة في مكان ما! و ما الغريب لمعرفتها معلومات عن ما قدمه فائزون جائزة نوبل من جديد متميز و مفيد و ذو قيمة  هامة ، و ما الغريب في معرفتها لمعلومات عن تلك الجائزة و توزيعها و اسبابها و اهدافها الثقافية و العلمية و الانسانية و كذلك ما الغريب عن معرفتها حتى لمراسيم توزيع تلك الجائزة و الاحتفال التابع لها بأناقته و رقيه! و كذلك  ما هو الغريب في تفهمها لعادات و طرق و اسباب تفكير شعوب مختلفة و ثقافات مختلفة ! ألا تملك روحا او عقلا بنظر محاوري الذي اراد ان يمثل مجتمعه و بيئته و تربيته و ثقافته و علمه بحواره  معي! فكم  تضحكني كلمة علمه! فكم هي فضفاضة  تلك الكلمة و ثوب العلم ذلك الذي يدعيه ! مثل كلمة القيم التي ادعى فهمها و هي  الاكبر حجما منه و من امثاله فلم يصل لاعتابها من خلال ما بدا على حواره و سطحية اهتماماته، و مدى بعده عن العمق و الثقافة الحقيقية و العلم و الانسانية و الرقي الروحي و الفكري.

عرفني المحاور على حاله دون ان يقوى على قول اسمه الحقيقي  و دون ان يتجرأ على قوله لاحقا، و لم استغرب عدم قدرته و لم استغرب تناقضاته ! لانه يعتقد و يقول انه عبر الانترنت يعبر عن حقيقته و نفسه اكثر من خلال قيامه بالتخفي بغير اسماء .. قال عن نفسه انه يكتفي ان يكتب انه عربي مسلم  في حين لم اسأله اصلا عن دينه لكنه اراد ان يذكره و يناقشني من خلال دينه ! لانه يرى ان الانسان بإنتمائه الديني ،  و يرى و يقرر المحاور  ان دينه هو الافضل !! و افراده هم الافضل ...! و لكن محتوى حواره و اهتماماته لم تكن من مصلحة ما ادعاه كما تبين فيما بعد من حواره الذي دل على شيئية المحاور و سطحيته و اهتماماته فقط بالمادة دون الروح و العقل .. فهل ذاك ما اراد تقديمه عن اثر دينه عليه و اراد ان يشير مرارا  انه يمثل دينه! و انه يمثله من خلال ما يكتب و يسأل و يجيب! و كان مفتخرا بسطحيته و عدم عمقه الثقافي او الروحي او الفكري ..! فليته لم يذكر ديانته اثناء الحوار و ليته لم يناقش بالدين  لكان افضل له لان ذلك التطفل من قبله و ذلك الحوار  لم يكن لصالحه  و لم يقدم عن نفسه الا صورة جاهل لا يملك و لا يستوعب الثقافة و لا الفكر و لم يمثل انسان عاقل..و كان يصر ذلك المحاور  انه يريد ان يتكلم بالدين،  و لا ادري ما مناسبة الكلام بنظره بالدين و انه يمثل ديانته في الوقت الذي يقدم به حاله معبرا انه شخص سيء جاهل ، و لا ادري  ما مناسبة مقارنته  بين الاديان وفق ذلك الذي يقدمه كما قال عن اثر دينه عليه و الذي اراد النقاش من خلاله !!! المحاور ليس بمستوى الحوار و النقاش لانه محاور كان  ينطلق من التعصب و يهدف الى التعصب لا غير فلا اناقش في الدين مع متعصب.  فبنظري انا شخصيا ان  الانسان بضميره و عقله و قيمه و صدقه و ثقافته و جودة تربيته و تحرر فكره و سلامة نفسه  و احترامه لنفسه و لغيره سواء بالواقع او بالانترنت ، سواء بالاسم الحقيقي او المخفي و المستعار، و الانسان ليس بماذا يدين من دين انما بمدى و بصحة فهمه للدين و التعامل مع الغير دون تعصب و دون كره و حقد انما بروح راقية و ادب و تهذيب و عقل و ضمير ، و بمدى صحة نظرته و فكره عن بقية الاديان بموضوعية و ليس بتعصب او كره ، و بفهمه الهدف من الاديان جميعها  نحو الناس ، فليس المهم بماذا يدين الانسان او لا يدين انما المهم كيف تربى و يتربى و يربي و يسلك و يتعامل و يحترم،  و  كيف يتقي ربه عن قناعة و ارادة و عقل و ادب حقيقي لا متصنع،و ان كان الدين لدى انسان سيجعله معاديا للغير و حاقدا على الغير لانهم لا يدينون بدينه فإن ذلك يعني ان ذلك الفرد لم يستوعب ما هو الدين اصلا،  و لم يتربى تربية دينية سليمة ايضا ..ـ  فكم من الناس يوجد من الذين لا يتبعون اي دين الا انهم انقى نفسا و اصدق انسانية و اسمى عقلا و روحا من كثير غيرهم من الذين يلبسون ثوب الدين للتغطية على ما ينهى عنه الدين.. ـ لكن محاوري لا يستوعب ذلك و  اراد الحديث و التطفل دون ان اسأله او اطلب منه و اراد فرض الحوار دون ان اطلب منه الحوار لكنه تطفل تطفلا و عبر عن جهله و جهل تربيته التي تلقاها و عبر عن اسباب تخلف الرجل قبل المرأة بمجتمعه،" فالمجتمع الذي يحتوي نساء متخلفات يكون رجاله اكثر تخلف و امهاتهم ربتهم على التخلف" و برهن المحاور  ان من اسباب تخلف المرأة في بيئته هو تخلف نظرته لها و تخلف تربيته في مجتمعه .. لكن يبدو ان لديه صورة تعبر عن جهل تخلف بيئته و تعصب تربيته  اراد عرضها امامي عن بيئته و تربيته و مجتمعه عبر الحوار الانترنتي اثناء بحثي بنمط و اسلوب و مستوى و نوعية تفكير شباب الانترنت العربي المتعلمين! و اهتماماتهم و كيفية تفكيرهم و اسباب ذلك التفكير .. و قد دارت اهتماماتهم حول السطحيات خلف شاشات الانترنت بأسمائهم المستعارة ليعبروا عن اخطاء تربوية اثرت عليهم خلال تربيتهم و انعكست على تفكيرهم و نظرتهم و تعاملهم مع المرأة في مجالات عدة،  و عبرت عن ضحالة الثقافة لديهم،  و عن اثر التعصب و القمع عليهم في تربيتهم و بيئهم مما اثر على الكثير منهم و ادى الى اثبات تسيبهم عبر الانترنت خلف الاسم المستعار ... كان ذلك عام 2004 و قبله اثناء تجربتي على عدد معين من الافراد عبر موقع الكتروني معين ..  و تابع محاوري يقول عن نفسه انه متعلم جدا ! انه يشغل عملا هاما في المجتمع ! انه شخص ادعى الفهم و التحضر و الثقافة و العلم و القيم و العمق و المسؤولية!!..  لكن اسلوب المحاور  كان واضحا انه مبطن و خافيا تخلف و تعصب و جهل و طائفية بحتة و فساد منوع، نمط اسئلته و اسلوبه في الطرح و طريقة تركيب عباراته تجلت عن حقد و مشكلات بثقافته و فكره و نفسه و تربيته ، و كشفت  تناقضات بينه و بين نفسه ! و تناقضات بكلامه و نوع سؤاله و بدا عليه كل سطحية و واظهر  تكرارية لما مضى من نمط رجال العصر الحجري.. و هنا في كلامي عنه كحالة لا اعمم ابدا على ديانة و ليس هي بمتناولي و لا انظر للاشخاص  بتلك الطريقة لكن اتكلم عن الحالة بحد ذاتها الذي اراد ان يمثل الشرقي المسلم و ركز بالتعريف عن نفسه انه مسلم! و ركز اكثر على محاولته الاساءة لغير ديانات مما عبر عن عدم فهمه لتلك الديانات من جهة ، و مما دل على انه ينطلق من منطلق الدين  من جهة ثانية و هذا ليس منطلقي و لا  اسلوبي بالتعامل مع الناس و مع فكر الناس،  لكن محاوري اراد ان يفرض دينه!  اثناء الحوار! و حاول بأي شكل دون ان يصل الى نتيجة سوى انه بدا انه متعصب و طائفي و غير مثقف و ليس له اي عمق روحي او ادبي او انساني او حضاري او قيمي،  و ثم  اراد ان يأخذ الحوار الى الجانب الجسدي البحت! ليعبر عن انه مكبوت التربية و مقموع الحرية و انه من مجتمع و بيئة تكبت الشباب بجهل و تعصب بعيد عن العقل فيستغلون الاسم المستعار خلف الانترنت بمواضيع لا تعبر الا عن قمع بهم و كبت و بدا ان ذلك الجانب الجسدي من اهم اهتماماته بل هو اهتماماته الوحيدة و هو كل ما يشغل عقله و يملآ فكره تماما و ما كان  يستوعب و لا يفكر بأعمق او اسمى من ذلك كما بدا عليه. مما برهن على ان المحاور لا يرى و لا ينظر و لا يفكر الا من خلال ابسط و اقل المستويات و بمكان لا علاقة له بذلك الاهتمام الحسي الواضح عليه و لا يشير الا الى جهل المحاور ذاك ، فأي صورة قدم عن نفسه ، و مع امرأة كشفت فساده و جهله و تخلفه و تعصبه و قلة ثقافته و سوء تربيته كفرد  في اسرته و بيئته التي ربته بذلك المستوى المادي ليعبر عن كبته و فساده عبر الانترنت و الاسم المستعار...  فالمحاور يرى ان المرأة فقط للبيت ! و فقط لتكبير عدد افراد الاسرة! .. فهو يرى المجتمع بعدده و ليس بنوعه. انه عكس نظرة رجال بيئته و نساء بيئته الى المرأة و دورها بمقاييسهم التي اعتقد انها هي المقاييس  الصحيحة و يجب تطبيقها على الجميع برأيه. و هو من ادعى الثقافة و العلم و شغل عمل هام! لم يعرف ان ثقافات الافراد و المجتمعات ليست متشابهة، و لم يعرف ان قيم الافراد و المجتمعات يتم التعبير عنها بطرق مختلفة حتى و لو كانت القيمة هي ذاتها الا ان طرق التعبير ايضا تختلف كما ان المبادئ و الاهداف و الاساليب تختلف من مجتمع لاخر و من فرد لاخر.

يستغرب محاوري من قولي ان المرأة و الرجل لا يقل احدهما عن الاخر و ان الانسان هو الاهم،  وان  كلاهما انسان ،و ان هناك حقوق الانسان و هي اهم شيء و ان حقوق المرأة هي جزء من حقوق الانسان  و اننا عندما نطبق حقوق الانسان و نهتم بها و نعمل و نتعامل بها فإننا نعطي للمرأة حقوقها و للرجل حقوقه عندما يكون القانون و التقليد و الثقافة و التربية  بدرجة وعي انساني و فكري و روحي ، و ان المسألة ليست مسألة نوع انما المسألة هي اشمل و اعم و اعمق ، هي بديهية  ان كلاهما انسان و هذا الاهم و الذي لا يستوعبه ذلك المحاور ، و ان كلاهما يتمتع بذات الحقوق و الواجبات ، و ان كلاهما له عقل و اهتمامات علمية و فكرية و ثقافية و اجتماعية  و طموح و اوقات فراغ من الطبيعي ان يستغلها لما هو يرضي هواياته و اهتماماته المساعدة على راحته النفسية و الاجتماعية و الفكرية و الثقافية لكي يبقى بحالة متجددة و متوافقة و قادرة على التفكير و  العمل و الانتاج الايجابي.
 يستغرب ذلك المحاور من قولي انني اتابع اخبار العلم و المجتمع و القانون و الفكر و كل ما يتعلق بالثقافة و كل ما يغني الحضارة و الانسانية و النفس و الروح،  فما الغريب بإهتمام المرأة بأحدث المرسومات او القوانين او القرارات الادارية او المامها بالسياسة او الدين او الادب الراقي،  و ما المانع من مختلف انواع النقاش عندما تكون النقاشات بطريقة محترمة و راقية و صادرة عن فكر راقي و هدفها راقي و اسلوبها راقي و مضمونها قائم على الاحترام و العقل و الثقافة ،  فما المانع من النقاشات السياسية او الدينية او الجنسية عندما تكون بشكل علمي و متجرد بين افراد مثقفين و مسؤولين عن حريتهم الفكرية و يحترمون انفسهم و عقولهم و انفس و عقول الاخرين .. لكن محاوري لا علمه و لا عمله الذي يدعيه قدروا ان يصقلوا عقله و نفسه و روحه و نظرته للانسان بشكل عام و للمرأة تحديدا كما بدا عليه و كما نمت عباراته و اسئلته، لانه عبر عن تخلف و تعصب و جهل  و عدم استيعاب للثقافات ، و لانه برهن ان تقاليد بيئته المغلقة تقود عقله و نفسه و اسئلته  المثقلة بالتخلف و بالغريزة دون اي رقي روحي او ثقافي او حضاري ، و لانه متعدد الشخصيات عبر الواقع قبل الانترنت و لانه متقلب الوجوه  ان ما يقوله بإسم مستعار عبر الانترنت لا يقوى على قوله بإسمه الحقيقي ايضا عبر الانترنت فكيف سيقوى على قول افكاره اذن  بالواقع، و بإسم و شخصية حقيقية بالواقع ! انه بكل بساطة نتاج مجتمع مزدوج و متناقض مع ذاته، و مع واقعه و قدراته و امكاناته،  متناقض بين ماذا يريد و ماذا يقول، متناقض بين ماذا يشعر و ماذا يفكر و ماذا يقول  ، متناقض بين ماذا يقول بإسم مستعار و ماذا يقول بإسم حقيقي ، متناقض بين ما هو السائد و ما هو اللائق للعصر و النفس و الفكر و الزمن ، محاوري تكبله قيود الجهل و التخلف و يشغل باله الجسد البحت لانه مقموع و مكبوت فتلك الصورة التي قدمها عن نفسه و يفخر بنفسه!!!، فما لا يجرؤ ان يتكلمه بالواقع يتكلم به عبر الانترنت و بلا اسم من شدة خوفه و ازدواجيته بل تعداديته . لقد عكس صورة رجل اتي من بيئة سلبية فهو غير سوي و غير طبيعي و وصل حديثه لما عبر عن تسيب به و بنفسه فلم يتجرأ ان يذكر حتى اسمه بنهاية الحوار . محاوري المتعلم! الشاغل لعمل هام! كما قال ! برهن انه  مكبوت جدا في تربيته بسبب التعصب و الجهل و القمع و الفصل بين النساء و الرجال في بيئته، فبمجرد يتكلم مع امرأة يفقد السيطرة على عقله و نفسه !!! و لو كان يتكلم ـ اي يكتب خلال حواره الكتابي ـ  مع امرأة عبر الانترنت عبر الانترنت و ذلك من شدة تخلفه و تسيبه و قلة حضارته ،  و برهن انه من الذين لا يستوعبون ثقافة الحوار و لا يقدرون على الحوار لان لا عمق لهم و لا مضمون  ايجابي و فكري بتربيتهم خاصة نحو المرأة المثقفة . فكان مثالا و صورة عن بيئته و عكس ما يسود برجال بيئته و نساء بيئته معا من قمع و تصنع و فشل ثقافي و سوء بالقيم التي تربى عليها بالتعامل مع الاخرين و الحوار معهم و مع ثقافاتهم ، كما عبر عن عزلته الحضارية حيث لم يتحضر عن مستوى رجال العصر الحجري. ألم يكن افضل لمحاوري ان لا يسعى لفرض الحوار فرضا كي لا يفضح تخلفه و كبته و جهله و كي لا يبرهن على عدم قدرته الثقافية و القيمية و الحضارية و العلمية ، و ليعبر عدم قدرته  على التحضر و النقاش و عدم استيعابه لاداب و لايجابيات  استخدام وسائل الاتصال الحديثة كالانترنت ، لانه سعى الى التفكير بما هو سلبي و بشكل سلبي، و لجأ الى اسلوب سلبي، و لم يستوعب الثقافة الايجابية  و لم يقدر ان يذكر اسمه الحقيقي لانه عرف انه دون مستوى الثقافة الحقيقية و دون مستوى القيم الراقية، و دون مستوى الروح النقية، فلم يتجرأ ان يقول اسمه معتقدا انه خلف ملاية او شاشة الانترنت يخفي تخلفه و تربيته الجاهلة القمعية التي تربى عليها مما جعله مثالا عن التخلف الحضاري و الادبي و الفكري و الاجتماعي و الروحي و النفسي و هو من  اراد ان يقدم اثر دينه عليه ! حيث لم يتمكن من توجيه تفكيره نحو ما هو ايجابي او ثقافي او حضاري. فمحاوري الجاهل لم يأخذ من القرن الواحد و العشرين ربما  الا الشكليات دون المضمون فما زال تحت الثياب التي يرتديها يقبع الجهل و التخلف و العقل الصدء المتكلس، و ما زال لسان التعصب لديه هو الناطق بذلك المحاور،  و ما زال القمع هو ما يصنع من الرجل العربي تلك الصورة ـ طبعا  دون تعميم على كل العرب انما على امثال الحالة من الجهلة المتخلفين و المتعصبين و المقموعين المتسيبين ـ  حيث ان امثال الحالة خلف الاسم المستعار بالانترنت يسعون الى التعبير عن كم و عمق الكبت لديهم الاتي من جراء التخلف و التعصب و الجهل و العزل للمرأة عن الرجل فتصبح اساليب و اهداف و محركات ذلك الحالة و امثاله من العرب الشرقيين متجهة فقط للقشور و السطحيات و توافه الاهتمامات و في الواقع يتصنعون الالتزام بالقواعد و بعض  التقاليد التي صنعت منهم متعددين شخصيات و متعددين اسماء و مبدعين قمع و تخلف و تعصب و جهل و سلبيات في المجتمع و مسيئين استخدام وسائل الاتصالات الراقية. ففي الواقع يظهرون بشكل و خلف وسائل الاتصال يظهرون بشكل اخر..
فإذا كان محاوري مدعي العلم و مدعي اهمية المكانة بمجتمعه و مدعي القيم تلك حاله عبر الانترنت من سطحية و غرائزية و تعصب فما حال بقية افراد مجتمعه اذن ! و الجواب عن حالهم واضح!فهو ليس مطلوب.

لكي يتم التفكير الايجابي و العمل الايجابي عند الافراد لا بد ان يتلقوا تربية ايجابية في مجتمع سليم الروح و الفكر و حر النمو الاجتماعي الانساني و المقتنع بالقيم و ليس مجبر على التصنع بأنه ذو قيم و هو في حقيقته مشوه  قيم . ليس متصنع ايضا انه ذو ثقافة و هو في حقيقته ايضا ضد الثقافة و ضد التحرر بل يسيء فهم التحرر و فهم ثقافة التحرر و مدى ارتباطها بالمسؤولية، ليس متصنع انه مع المرأة و هو بحقيقته تربى بمجتمعه على ان  ينظر للمرأة  نظرة سلبية و لا يستوعب ثقافة المرأة و عقل المرأة و عمق المرأة الثقافي و الروحي و القيمي ، و لا يستوعب الافكار الايجابية الثقافية التي تطرحها المرأة المتحررة و تناقشها المرأة المثقفة لانه لم يرى امرأة متحررة في بيئته ، و لم تربيه امرأة متحررة مثقفة في طفولته اصلا.
 ان تغيير المجتمع يبدأ من تغيير نوع التربية و اساليبها سواء في البيت او الروضة او المدرسة الى ما بعد و بعد ليعم التأثير الايجابي في كل المجتمع و ينعكس على الافراد لينمو المجتمع بشكل ايجابي . و ان التربية هي مضمون و هي ثقافة و مبدأ و هدف و اسلوب و سلوك يشمل كل المجتمع و يؤثرعليه،  و يتأثر به ، محاوري الذي حاولت تقديم فكر ايجابي له و تعليمه التفكير الايجابي  لم يستوعب ذلك لانه لم يتربى على الفكر الايجابي
فما زالت الى الان  القيود قائمة على الحرية الفكرية و  الاجتماعية و السياسية  و الدينية و موجودة بوضوح، و ها هو العالم قد صار  بعام 2016.. . و ها هو ما زال هناك  رجل يدعي انه يشغل عمل هام، و يدعي علم و قيم، فيكشف الانترنت عن تخلفه و جهله و عن تسيبه و تعصبه و طائفيته و يتكلم  بصيغة نحن .. نحن..بكل قبلية و يتكلم عن مجتمعه بأنانية و يراه افضل مجتمع .. و هو بحقيقته لا يملك شخصية  ، و لا يعرف ان يتكلم بضمير المفرد ، و لا يعرف ما هو الفكر و التفكيرالفردي ، و التفكير الايجابي، و لا يرى قلة حجمه امام الثقافات و التحضر و القيم و وسائل الاتصال الحديثة يراها لعب و تسلية..و بذات الوقت هو يريد ان يعطي مثال عن مجتمعه الذي اراد الافتخار به  لكن النتيجة انه برهن عن تخلفه و تسيبه و تعصبه، و عن قلة قدر المرأة بمجتمعه من خلال حديثه عنها و اسلوب حديثه عنها و تعامله ..  فلم يجرؤ على التعريف على اسمه الحقيقي بل سعى الى اعطاء المزيد من صور التخلف و الجهل و التعصب السلبي في المجتمع الشرقي  العربي و لا سيما رجاله من  امثال ذلك الحالة السابقة. فلا عجب من وجود التخلف و الفساد في معظم الدوائر العربية ان لم يكن في كلها دون استثناء اي مستوى من مستوياتها ، فالفساد ربيب التخلف و الجهل و القمع و الطائفية المنتشرة بشكل خفي او علني لدى النسبة الاكبر بالمجتمع العربي و الشرقي على السواء.  يدعي ذلك المحاور العلم و الثقافة و يدعي التدين و هو مثال فساد و تعصب و طائفية و جهل و تخلف و يستغرب من قراءة المرأة للجريدة و من جر الرجل لعربة طفله و لا يستوعب ان الحوار الثقافي هو حوار عقل و ليس جسد ، مما يثبت قلة عقله .

"ذلك حوار من المحاورات الانترنتية اثناء بحثي بالفساد الجامعي و الاعلامي و الانترنتي الصادر عن اساتذة جامعة و اعلاميين و مدعين قيم و ثقافة ! فاسدين يعملون ضد "الكاتبة هنا  " المرأة المتحررة المثقفة و يسعون للاساءة لها  بسبب انها كشفت فسادهم بأشكال مختلفة متكررة ، كشفتهم بطريقة بحث شملهم جميعا كعينة، هم حالات فساد رجالي ضد القيم و التفوق للمرأة عليهم  ربط بينهم الفساد و الطائفية و التخلف و العداء للمرأة الشريفة الاتية من دين غير دينهم،  و يتظاهرون بالعكس ، كشفت فسادهم وتخلفهم و طائفيتهم ببحث عبر الواقع و الانترنت بشكل تجربة" كانوا يعبرون عن تخلفهم و تعصبهم و طائفيتهم و تسيب تربيتهم و سوء استعمالهم لوسائل الاتصالات الحديثة و لوظائفهم الادارية  بكل طائفية واضحة  و كنت ابحث بفسادهم و اساليبه  و دور التعصب و الطائفية و التخلف بالفساد الصادر عنهم و عن امثالهم بالمجتمع الواقعي و الانترنتي.

ماري مارديني

3
المنبر الحر / المرأة و التغيير
« في: 16:53 21/08/2016  »
التغيير هو التطوير و هو التجديد و التحديث و بكلمة اخرى هو بناء و نهضة ، و يبدأ من الذات و من المحيط و التربية ، فالفرد الذي يفكر و يحلل و يربط و يلاحظ و يتقن الاستماع بعقل  قادر على التغيير من خلال ما يراه و يلاحظه و يفكر به ، على ان يفكر بحرية و يحلل بحرية و ينقد بحرية و يبني بحرية و ضمير و عقل و انسانية، فإن المحيط فيه الكثير الذي يدعو الفرد على التفكير به و البناء لما هو سلبي او فاسد بالبيئة و المحيط، و المقصود هنا بالمحيط هو المجتمع بشكله العام بكل فروعه و محاوره و مجالاته. و التغيير هو التحرر ، فالمتحررين فكريا هم القادرين على النقد الايجابي البناء و على  التغيير ، لكن التغيير بالمجتمعات المتخلفة يحدث ببطء شديد لان التخلف و المتخلفين يحاولون توقيف تفكير الافراد  المتحررات و المتحررين الفكر و المجددين و لا سيما عندما تكون المرأة هي المفكر المتحرر و عندما يرتبط تحررها بالمسؤولية  و المبدأ الايجابي البناء ، و هي الاتية بأفكار ايجابية حديثة بناءة و هي الناقدة بشكل ايجابي و بناء  للسلبيات بالمجتمع المتخلف و المتسيب بأي مجال من المجالات و اي محور من المحاور و على اي مستوى ..لان عقول المتخلفين لا تستطيع استيعاب التحرر و الفكر و الحداثة لاسيما الاتية من فكر المرأة المتحررة الفكر و الملتزمة بالقيم  خاصة ان ذلك يفقدهم سلطتهم او مكانتهم الموهومة التي وصلوا اليها عن طريق فرض و حماية التخلف و المتخلفين  بالمجتمع الشرقي المليئ بكثير من التخلف و القمع للمرأة المتميزة بإمتلاكها الى مبدأ و قيم و عقل و فكر عميق ، ، فالتغيير يحتاج لفكر متحرر و مجتمع مستعد للتغيير و قابل له اجتماعيا و نفسيا و قانونيا و اداريا و اخلاقيا ، اي التغيير هو الفكر الحر العالي المستوى و العميق الذي لا يستوعبه المتخلفين و المتخلفات او السطحيين و السطحيات . فالسطحي لا يمكنه التغيير،  و الغير حر و الغير متحرر لا يمكنه التغيير . ان  التقليد للغير لا يعني تغيير و لا يعني تحديث انما هو دليل سطحية و جهل و تخلف و فساد لانه قائم على النقل السطحي دون التغيير العميق الجذري بالمجتمع و افكار افراده و نمط تربيتهم الاسرية و المدرسية و العملية و الوظيفية، ان تكرار افكار الغير او سرقتها من الغير و إلباسها للجهلة و الجاهلات  بالظاهر في حين ان البناء الداخلي لهم هو القمع و الجهل و الجبن و الفساد و المصالح التي تهم البعض المستفيد على غير جدارة ..لا يعني تجديد و لا يعني اضافة انما يعني فساد ،   و بذات الوقت  لا يعني عمق و لا يعني تحرر انما يعني سطحية و تصنع و تكرار ليس قائم على عمق و لا على ثقافة و لا على ذكاء او ابداع و لا يسهم في البناء و النهضة، بل يدل على مجتمع متفسخ و نتن تفوح منه رائحة الفساد و الجهل و التخلف. لان التغيير ينتج عمل الجديد الايجابي بإسلوب ايجابي و سليم قائم على اساس سوي،  والتغيير هو هادف الى  تبديل بالواقع نحو الايجابي دون تقصد اذية الغير الواعي و المتحرر . فهو ليس عبارات و لا شعارات و لا اقوال يحفظها من يكررها غيبا دون فهم لها فتكون بعيدة عن  الانجاز القائم على الخير و الحق  و العقل و الضمير. و ان الفاسدين مدعين الاصلاح انما يسعون الى تغطية فسادهم و التعتيم عليه و يسعون الى الباس فسادهم اثوابا .. تشف عن الفساد و السطحية و التخلف و الجهل الذي يتصفون به  بكل وضوح

بما ان الحياة تسير الى  الامام فالتغيير مرتبط بالحياة و استمرارها ، اي ان التغيير و بكل بساطة هو مسألة وقت، فطالما هناك حياة فهناك تغيير مستمر . ان تغيير المجتمع و تطويره و بنائه و اصلاحه و نهضته عمل مستمر و متسلسل مرتبط بالوعي و الثقافة و اعداد الفرد منذ طفولته و هذا يرتبط بما يحيط بالافراد في المجتمع من قوانين غالبا ترفض التحديث، و تقاليد ترفض التطوير ، و عادات لا تناسب الوقت العصر، و افكار و نمط تفكير لا يتناسب مع الزمن و حداثة الحياة و ملائمتها للانسان و العصر و العقل.

التغيير ليس كلمة انما سلوك و مبدأ أتيان من التربية المتحررة و الاسرة الواعية التي تؤثر على الفرد و مستوى وعيه و ثقافته ، و من المدارس المتفتحة العلاقات و الثقافة و ان المرأة الاتية من اسرة مثقفة واعية متحررة معرضة لان يفهمها المتخلفين و المتخلفات خطأ ، و معرضة لان يسعى الجهلة الى محاولة إساءة التعامل معها بسبب جهلهم و تخلفهم و بسبب عدم قدرتهم على استيعاب ثقافتها و وعيها و عمقها، و المرأة لا تعيرهم و لا تعير جهلهم و تخلفهم او حتى تسيبهم اي اهتمام انما تتجاهلهم لانهم لا شيء سوى ألات تخلف تعيد تخلف من سبقهم دون استعمال العقل او المنطق . في المجتمع العربي تتفاوت مستويات الوعي في التربية الاسرية و تتفاوت بين المدارس بسبب نوعية وعي الاسر التي تربي الافراد و ذلك يعود الى التباين بمستوى و طبيعة علاقاتهم و ثقافاتهم و عاداتهم و مبادئهم و  مناطق سكنهم و الساكنين و مستوياتهم الحضارية و القيمية و الثقافية و الفكرية و تفتتحهم او انغلاقهم الفكري و الاجتماعي و الحضاري ، و انتماءاتهم و منها  و بكل وضوح الدينية حيث اثبتت التجارب ،و منها تجربة قمت بها شخصيا على افراد من انتماءات دينية مختلفة ، ان الدين من العوامل الهامة في اعداد الفكر المتفتح او المغلق و ذلك حسب نوع التربية الدينية و عمقها و صحتها و تفتح فكر المربين و المسؤولين عنها او انغلاقه و وعيهم لهدف التربية الدينية السليم دون تعصب، و كذلك فإن اثر المستويات الحضارية  و الاجتماعية و الفكرية و مستويات الاهل الثقافية عند الافراد   لها دورها الاساسي الهام جدا ، و بذات الوقت افكارهم المسبقة التي تربوا عليها دون فكر او عقل او وعي او اساس  عن الانتماءات الاخرى و افرادها لها دور في تعاملهم مع الغيرـ و المستويات الثقافية لا تعني المستويات العلمية من حيث درجة الشهادة انما تعني الثقافة العامة و الاجتماعية و التربوية و الفكرية السائدة في الاسرة و المدرسة و الجامعة و  المحيط . فالمجتمع المختلط اسريا و مدرسيا منذ الصغر حتى الكبر يربي افراده بروح سامية و فكر متحرر متجرد عن الصغائر و الحسيات فينشأ افراده اكثر حضارة و اعمق ثقافة و اسمى من حيث المستوى الفكري العام و الخاص غالبا  لان ارواحهم سامية نقية متجردة عن التعصب و الجهل و التخلف و اسمى من التسيب لانهم نتاج مجتمع متحرر الفكر و الثقافة على عكس من ثقافته في مجتمعه و تربيته و اسرته هي ثقافة  التعصب و القمع و الخوف،  و ان  المجتمع  الذي لا يعد متجانس التحرر و لا متجانس الوعي و الثقافة هو عبارة عن مجتمع مشتت و غير متجانس بل هو مجتمعات متعددة  داخل مجتمع واحد  لكل منها صفاته و خصائصه على الرغم من وجود سمات عامة للمجتمع ككل بكل ما يتضمنه من مجتمعاته الفرعية سواء كانت مجتمعات متباينة الثقافة او التحضر او الانتماء بكل اشكاله. ان التربية الدينية تختلف بعمقها و نوعها و مرتكزاتها و اهدافها فالتربية المعنية بالقيم بشكل عام و متجرد عن المادة و الشيئيلت انها اسمى التربيات و اكثرها تجرد و رفعة بالنفس الانسانية و يستطيع افرادها الاشتقاق من قيمها  و التعلم منها ما يؤهلهم  من التعامل مع كثير من الامور المختلفة و الافراد المختلفين في الحياة و تربتهم تدفعهم للرفعة الروحية و الفكرية و التجرد .. . اما التربية الدينية  التلقينية و المغلقة و التكرارية و المتزمتة فهي تنشء افراد غير قادرين على التعامل مع الاخر و لا على استيعاب اختلاف ثقافة الاخر بل قد تتوجه قصدا لاذى و ازعاج الاخر بسبب اختلافه فقط..و بسبب عدم المقدرة على فهمه و فهم وعي و رقي ثقافته.

التغيير هو التقدم و  المرونة و الاجتهاد و النظرة العميقة التي قد يفهمها العاديون بطريقة خاطئة ، و هو التفكير بطريقة خاصة بالامور و الظروف و التخطيط و العمل على اشتقاق الجديد منها و بشكل ايجابي نافع و غير ضار بأحد، فهو يبدأ من التجرد من الخاص الى العام لكن بعقلانية، و  على المجتمع ان يحترم عقل و فكر الافراد و ثقافاتهم و عقل و ثقافة  المرأة بكل المجالات . اي ان التغيير هو هدف للافضل  . و المقصود بالافضل اي الافضل العام و بتجرد عن الذات او الانتماء. التغيير يرتبط بثقة الفرد بنفسه  بأفكاره و معرفته لما يخطط له و لطريقته بذلك مهما اساء الاخرون فهمها و مهما عجز السطحيون  و السطحيات عن استيعابها، حيث ان سطحيتهم و تخلفهم و جهلهم غالبا  يدفعهم الى التسيب و الى التفكير السلبي و السلوك السلبي  مع المتحررات و المتحررين و سوء فهمهم لا غير ، و ليس الى التفكير الايجابي ، و ليس لديهم قدرة على استيعاب فكر المتحررات من النساء لان تربيتهم هي تربية جهل و تربية ذكورية تكرارية  تقوم بها اسرهم الغير متحضرة و السطحية جدا بشكل عام، فالمرأة المتحررة الواعية  الواثقة من نفسها و من فكرها و اسلوبها و عمق ثقافتها تدرك ان الجهلة و المتخلفين و الجاهلات و المتخلفات و المتسيبين و المتسيبات لا يستوعبون عمق ثقافتها لانهم سطحيين و سطحيات فتتجاهلهم بعد ان تعرف سطحيتهم و جهلهم و تثبت ذلك عليهم و بعد ان يثبتوا سلبية تفكيرهم و فساد اهدافهم و تخلفهم و ربما تسيبهم، و بعد ان تثبت لهم انهم لا يسعون الا الى التخلف و الجهل و الفساد و ربما التسيب  الذي ربما  تربوا عليه ..فتتجاوز بوعيها و عمقها تخلفهم و جهلهم و فساد مجتمعهم و تتابع مسيرتها الراقية الثقافة و الايجابية المستوى و الهدف و الاصل و الغاية.
 فالتغيير هو اصلاح للمجتمع الراكد و ربما  الفاسد و الجاهل و المتخلف. فذات الحدث  قد يلاحظه فردان احدهما يراه بشكل سطحي و شخصي ، و الاخر  يحوله الى مشروع و هدف للتغيير الايجابي و البحث و التطوير  مهما كان ذاك الحدث معبر عن سلبيات مجتمع او مجموعة معينة و فسادهم،  ـ و قد قامت الكاتبة لهذه السطور بالبحث بفساد اساتذة جامعة و اعلاميين و مدعين ثقافة و صل فسادهم و ضغر عقلهم و تخلفهم و تسيبهم الى الانترنت ليحاولوا تغطية فسادهم المشترك  المكشوف الغبي و طائفيتهم و تخلفهم و تدنيهم من خلال اعتمادهم على اسلوب مكرر الغباء منهم ، و هدف فساد جديد مكشوف سعوا اليه تم اثباته عليهم من خلال الاستمرار بالبحث عليهم عبر الانترنت  و هم غافلين  ليعبروا عن سطحيتهم و جهلهم و تخلفهم و فسادهم و اهدافهم التسيبية و مستواهم الصغير القدر و بيئتهم الفاسدة النتنة بمحاولاتهم الخائبة التي ثبتت فسادهم و تخلفهم و تسيب اهدافهم عليهم و تم كشف هبوطهم و هشاشتهم الفكرية و الاجتماعية و الثقافية و الروحية و الانسانية لانهم تفوقوا على الحيوان بتدني مستواهم و قلة عقولهم و سوء نفوسهم و سوء  نواياهم و قد تم اثبات ذلك عليهم ببحث قامت الكاتبة به ـ  و معبر ايضا  ربما عن تعصبهم و تخلفهم فيصبح مشروع بحث  لاجل الفهم و معرفة الخلل بالفاسدين و الفاسدات بأي مجال كانوا به و يصبح هادف نحو التطوير و التغيير ـ فالتغيير هو انجاز لفكرة معينة تلمع بفكر احد ما و غالبا تلمع الافكار الحديثة من المرأة  المتحررة المثقفة المتسامحة و الواعية و الدقيقة الملاحظة  و الناقدة لسلبيات المجتمعات لانها ترى الامور بطريقة و عمق يختلف عما يراه الاخرون و الاخريات . فرؤوية المرأة اكثر بعد و عمق من رؤوية الرجل لان المرأة اكثر حساسية و اكثر إلتزام بالفكر و القيم عندما تكون من اسرة متحررة  مثقفة و واعية و ذات قيم، اما المرأة التي من اسرة جاهلة او مدعية الثقافة و مضمونها سطحي فهي لا تستوعب عمق ثقافة المرأة الواعية المتحررة و الباحثة بتخلف و فساد و تسيب المجتمع و الباحثة بسطحية من يدعون الثقافة و هم بحقيقتهم جهلة و جاهلات .

التغيير هو من سمات و لوازم و طبيعة الحياة . و بكلمة اخرى التغيير هو نمو، و النمو يختلف من مجتمع لاخر، و من فرد لاخر من حيث نوعه و وقته و سرعته و مستواه و عمقه. و ان التغيير مرتبط بالانسان . فكل انسان قادر على التغيير و كل انسان يقوم بالتغيير و بمستويات مختلفة ، فقط المجتمعات الجاهلة المتخلفة هي من تخاف من الافراد المتحررات و  المتحررين و القادرين على التغيير لذلك تسعى الى ازعاجهم بقصد او بجهل لان المجتمعات المتخلفة تخاف التغيير و تخاف الافكار الواعية الجريئة و المتحررة و لا سيما الافكار الاتية من المرأة الواثقة من نفسها و من معرفتها لما تقوم به من سعي لايجاد الخطأ و السلبيات بالمجتمع و نقدها ايجابيا نحو هدف الاصلاح  للتغيير و التبديل و التطوير . فالمجتمع المتخلف يخاف من التغيير الاتي من افكار المرأة الواعية العميقة الثقافة و المتينة القيم و عندما يخاف المجتمع من وعي المرأة يسعى متخلفينه لازعاجها او مضايقتها بسبب وعيها و ثقافتها و ايجابية تفكيرها و التزامها بمبادئها ،مما يشير الى جهل من يسعى لذلك الازعاج و المضايقة لها من الافراد سواء كانوا رجالا او نساء من الذين يعبرون عن جهلهم و تخلفهم بتلك الاساليب الازعاجية ..

ان المرأة بشكل عام اقدر على التغيير من الكثير من الرجال . و اقدر على ان تحول سلبيات المجتمع  الى ايجابيات لانها اكثر حساسية و اعمق رؤوية للسلبيات و اسبابها و اقدر على ايجاد الحلول المفيدة لكل ما هو سلبي بالمجتمع. لكن اول من يعادي المرأة هم الرجال المتخلفين و الفاسدين و النساء المتخلفات و الفاسدات و هذا بحد ذاته يدفع المرأة الواعية  اكثر الى البحث بتخلف مجتمعهم  و مرضه و كشف فسادهم و اسباب تخلفهم و تخلفهن و يدفعها الى ايجاد اسباب تخلفهم، و ثم لايجاد وسائل تغيير لكل ما هو سلبي يتسم به المجتمع المتخلف." النامي" لكن الرجال و النساء المتربين و  المتربيات تربية متعصبة  مغلقة و قد تكون تربية كارهة للاخر يسعون لمعاداة المرأة الاتية من انتماء اخر عندما تكشف ـ بغض النظر عن انتمائهم الديني ـ عندما تكشف  تخلفهم و فسادهم ببحث فإنهم يفسرون ذلك بطريقة تعصبية تكشف طائفيتهم و كرههم لعقلها المتنور و المنير  و فكرها و قيمها العالية و اسلوبها الثقافي العميق المستوى الذي كشفهم و كشف تخلف تربيتهم العقلية و الفكرية و الثقافية وٍتعصبهم و سعيهم الى الفساد لانهم لايملكون الا الفساد و الجهل و التخلف و التسيب، و يزداد التخلف وضوحا عندما يتماشى مع  الطائفية..  فالتخلف يرتبط بالتعصب و الطائفية .

ان المرأة مفكرة بطبيعتها، و عندما تتربى المرأة في بيئة متفتحة و مختلطة و واعية و سامية المستوى الحضاري و الفكري و الروحي و بتحرر مسؤول فإن مخزونها الحضاري و الثقافي و الروحي و الفكري و الاجتماعي قادر على نشر افكار ايجابية لتغيير نمط تفكير البعض و طريقة نظرتهم للامور ، و ان التغيير بشكل عام تكون المرأة عامل اساسي به ، فلا تغيير دون المرأة ، و ان المرأة قادرة على الملاحظة و التجربة و البحث بسلبيات المجتمع و افراده و تحويل سلبياتهم الى مجال بحث  فتبحث بسلبياتهم لمعرفة اثر تخلف تربيتهم على سلوكهم ، و اثر نوع تربيتهم على نفوسهم،  و اثر بيئتهم على تفكيرهم،  و رؤويتهم للاخرين من غير بيئات ، تبحث بتجرد و تسامي عن سلبياتهم التي تعبر عنهم و عن مجتمعاتهم و تربياتهم التي تلقوها في بيئاتهم المتخلفة . فربما سلوك ما او كلمة او نظرة  او سؤال غريب من فرد جاهل او متخلف او فاسد قد  يكون سبب بحث و مشروع بحث متشعب لامرأة  متحررة متفتحة الفكر والتربية و المجتمع و واعية عميقة التفكير تقوم بالبحث على ذلك الفرد و مجتمعه بكل بساطة و كل رقي و سمو و رفعة دون ان ينتبه لا هو و لا اي احد من امثاله الجهلة و الجاهلات من مجتمعه و اشباهه  المتخلفين و المتخلفات و الفاسدين لان  لها طريقة تفكير و عمق ثقافي لا يدركه الجميع، و قد يسيئون فهم ما تقوم به بسبب سطحيتهم و بيئتهم المغلقة على الجهل و التخلف و التعصب الغبي . فالفاسدين لا يرغبون ان ينكشف فسادهم و تخلفهم و تسيبهم .

التغيير عبارة عن سلسلة متكاملة يجب ان تشمل كل حلقات المجتمع و فئاته بحيث يكون المجتمع متناسق و متوائم  . و التغيير يتم ببطء و على مراحل مدروسة  و تخطيط لكي يكون ناجحا و بوعي و شفافية لكي يكون صادقا و مجديا فهو مشروع و هو تتابع يتم مع استمرار الحياة. التغيير اسمى من الانانية و المصالح و اسمى من الصغائر و لا يأبه بالتفاهات و التافهين لانه قائم على  فكر و وعي للضرورة لتطوير المجتمع بشكل ايجابي . ان من يسعى لمنع المجتمع من التغيير هم المستفيدين من جهل المجتمع و تخلفه و  ربما من فساده. و ان التغيير يحتاج الى تربية مخططة و الى عمل من كافة المجالات في المجتمع و على كافة المستويات،  و ان التغيير ثقافة و دليل على حضارة و فكر المجتمع عندما تكون اهدافه و اساليبه سليمة و متجردة عن التعصبات و الغش و الانانية و القمع و الاستغلال الغبي  لفكر الاخرين المتحررات و  المتحررين . ان كل فرد قادر على التغيير و التطوير بغض النظر عن العمر او الجنس او الدرجة العلمية او اي صفة اخرى لان التغيير من طبيعة الانسان و هو  استمرار و نمو و طالما ان الانسان موجود فالتغيير مستمر. كما ان المجتمع الواعي هو من يشجع على التغيير المدروس الواعي القائم على النقد  بشرط ان يكون التغيير ايجابي و تدريجي بشكل عقلاني و متكامل على ان يكون سلسا و موضوعيا. و المجتمع الذي يحترم نفسه و له حضارة و ثقافة و مثقفين حقيقيين هو من يحترم المرأة المثقفة و المتحررة و الناقدة الايجابية و العاملة الى كشف الفساد و التخلف و العاملة الى التحديث الفكري الايجابي و السمو الانساني

التغيير لا يتم الا من خلال غربلة الواقع و تقده بشكل بناء ايجابي ، و لا يتم الا بتقبل المجتمع و الدوائر و المؤسسات للنقد من الافراد ، فلا تغيير عندما يكون الفساد هو المسيطر ، و لا تغيير عندما يتسرب الفساد الى دوائر الدولة او مؤسساتها من قبل صغار و ضعاف النفس . و لا تغيير و لا بناء عندما يكون الطالح محل الصالح.

ان الفساد يتسرب في شرايين المجتمع الشرقي و ينتج عنه محاولات هدم و تشتيت للطاقات الايجابية بالمجتمع و الفرد ، و احيانا يتقصد البعض الى ترسيخ الفساد و الفاسدين في المجتمع ، كما ينتج عنه تخريب لمستقبل المجتمع من خلال وجود الاشخاص الخطأ بالاماكن الغير مناسبة لهم بسبب الفساد المتسرب و المرتبط بمجتمع تعصبات و طائفيات و عقول قبلية تمجد الفكر التهديمي السلبي و اللعب على القانون و شراء ألسنة و نفوس المتكسبين المعدومين العمق الثقافي و الفكر العالي و البعيدين عن الفكر البناء و الايجابي و المحاربين لمن لديها  فكر ايجابي و بناء ناقد و مجدد. ان مثل تلك الصورة عن المجتمع الفاسد المتخلف و السطحي  تسعى الى استعمال الفساد لمحاربة الفكر و لتخريب الثقافة و تشويه المجتمع بالفساد و التعصب و الطائفية و التخلف. و ان مثل هذه الصورة و المجتمع المليء بالفساد و الطائفية و التعصب يسير التغيير به نحو التخلف و نحو الوراء و نحو الاسفل و الاسفل من المستويات ليبعد افراده عن الفكر و الثقافة و التحرر و الحضارة و الانسانية و عن النقد لان ما يسود به و ما يوجه مسيرته هو  الفساد و محاربة الفكر و الثقافة و المفكرين و المثقفين و المفكرات و المثقفات الحقيقيات ، و هنا تكون الاقليات المثقفة و المتحضرة  و الفكر الايجابي و التحرر و بشكل خاص المرأة المثقفة و المتحررة الايجابية  فئات يسعى الفاسدين و الفاسدات في مجتمع الفساد  لمحاربتهم بأساليب مريضة مكشوفة و مخالفة للعقل و القانون و القيم و الثقافة الحقيقية.
ان التغيير يتطلب ازالة الفكر الفاسد من خلال تربية العقول و النقوس منذ الصغر بدء من المدارس و المنهاج التخلفي الذي يثير و يربي الفكر المغلق و التكراري و الطامس للاخر و للمرأة و للثقافة الواعية المتحررة  و المتجاهل وجود الاقليات. فيجب ابداله بزرع فكر ايجابي متحرر و واعي و مسؤول و علمي و موضوعي و انساني  لدى الافراد منذ الصغر لتتفتح الافكار الايجابية و الفكر الانساني و لينشأ بدايات للنهضة الحقيقية التي لا تحتوي روح فساد و لا تخلف و لا تسيب و لا طائفية  و لا جهل و لا عدائية للاقليات او المرأة و  بشكل خاص المرأة الاتية من الاقلية المتحررة الواعية. و لكن طالما المجتمع هو مجتمع متخلف يغص بالفساد و مجتمع طوائف و تعصب و خرق قانون بسبب الفساد و فساد من يدعي محاربة الفساد و فساد من يدعون انهم مع المرأة و هم بحقيقتهم اكثر الناس ضد المرأة فإن المجتمع يبقى متخلف و فاسد و لا يتحرك نحو الايجابي و ينبع  فساد و تخلف و تسيب بشكل عام و لا يوحي بفكر متحرر و لا بمجتمع سليم . فلا تغيير دون وعي و تحرر، و لا تجديد و لا بناء دون نقد و بحث بسلبيات المجتمع و العمل على بنائه بدء من اساساته التربوية و المدرسية و الادارية بشكل سليم، و بدء من المساواة و تربية الافراد مدنيا على ان العقل و الفكر و النقد و البحث صفة انسانية و  ليس مرتبطا فقط بالرجل الا بنظر الرجال المتخلفين المقموعين و الجهلة  الاتين من بيئة متخلفة لا تحتوي نساء مثقفات او متفتحات الفكر ،  و بنظر الرجال المتلقين  تربية سلبية متعصبة متخلفة و بيئة مظلمة فلا يقبلون  تفوق عقل المرأة على تخلفهم او تسيبهم او جهلهم و سطحيتهم وفسادهم، و يسعون خائبين بطرق غبية و مكشوفة و مريضة واضحة  الى إلباس المرأة المثقفة و المتحررة ذات القيم سلبيات ليست بها انما بهم  عندما تتمكن من ان تثبت  سلبياتهم عليهم من خلال عقلها و ثقافتها و وعيها و قيمها الراقية، فمجتمع متخلف فاسد يحتوي  تلك الامثلة الرجالية اللذين تقوم المرأة قبل الرجل في بيئتهم بتربيتهم على تلك الصورة انه مجتمع يحتاج الى اعادة بناء تربوي و فكري و قيمي و انساني ليتمكن من النهوض و التفتح. و يحتاج الى المزيد من الابحاث عليه ليتم تغييره و بنائه بشكل صحيح بعيدا عن التخلف و التسيب و بعيدا عن الطائفية و الفساد بكل انواعه و مجالاته بكل الدوائر و الجامعات و المؤسسات ..  .و ان كان بعض الرجال المتخلفين الفكر و المغلقين البيئة و الثقافة و المقموعين انسانيا و روحيا و فكريا قد اعتادوا على رؤوية نساء بيئتهم المتخلفة ضعيفات  و جاهلات تتجلى اهتماماتهن بالصغائر و السطحيات فإنهم يعتقدون ان المرأة بكل الثقافات و البيئات هكذا ناسين ان المرأة المتفتحة الثقافة و الفكر و البيئة و المتمسكة بالقيم الصحيحة هي  ابعد نظر و اعمق ثقافة و اكثر ذكاء على المدى البعيد  و وعي و مسؤولية من اي رجل مهما كان، و ناسين ان لها مبادئ لا تحيد عنها و لا تبيعها بأي ثمن ، بل انها تشفق بكل وضوح على جهل و تخلف  الرجال و تكشف بكل سهولة تسيبهم و تخلف بيئتهم و تخلف عقولهم و سوء تربيتهم و خبراتهم الاجتماعية و الانسانية و الفكرية و الثقافية   و هي متمسكة بقيمها، و انني هنا اقترح انشاء جمعيات و ندوات تثقيفية للرجال قبل النساء في المجتمعات المتخلفة التي يسودها الجهل و القمع و التخلف لتكون الاهداف ساعية نحو ازالة التخلف و الجهل ليقل التسيب و الفساد و القمع و التعصب في المجتمعات المقصودة  حيث ان المجتمع الشرقي متباين الثقافات و المستويات الحضارية، ففي كل بلد عربي توجد فروق حضارية و ثقافية ، و ان لفرق الاديان بذلك دور كبير.. و لاثر طريقة التربية الدينية ايضا اثر كبير.. ، و ان لوعي المربين دوره، و ادعو ان تكون تلك الجمعيات و الندوات ساعية الى العمل الى الرقي بروح و عقل و علاقات افراد تلك المجتمعات ليتعلموا التفكير بما هو ايجابي و بطرق ايجابية مفيدة للانسان و المجتمع و نحو اهداف بعيدة عن التعصب او الطائفية / بعيدة عن التكتلات لحماية فاسدين طائفتهم بكل تخلف و تسيب ينم عن سوء تربيتهم الدينية و عدم فهم روح الدين و هدف وجود الدين في الحياة،/ ، فهم بحاجة لاعادة بناء تربوي شامل سليم و نقي الهدف و الاسلوب و الاساس من كل فساد او تخلف و جهل تربوا عليه و ورثوه و ما زالوا المتخلفين و الفاسدين يسعون لنقله لاجيالهم الاتية بذات التخلف و الجهل و التعصب و التسيب لانهم لا يقبلون ان يغييروا تخلفهم و جهلهم   و لا يقبلون نقدا له و لا اعترافا به و لا بحثا عليه و لا سيما من المتحررين و المتحررات من البيئات المثقفة و المتحررة و المتسامحة خاصة عندما يكون النقد او البحث او التغيير من امرأة متحررة ذات قيم راقية، فعندما لا يقدر المتخلفين و المتخلفات على الرد يسعون لاظهارمزيد من التخلف و الفساد و سوء النفوس بأساليب معبرة عن قلة حضارتهم و قلة اخلاقهم التربوية التي تسود مجتمعهم.

ماري مارديني

4
المنبر الحر / حرية التفكير
« في: 11:12 23/07/2016  »
التفكير من سمات الانسان و من حقوقه ، فالتكفير ميزة الانسان و هو حرية شخصية و هو معبر عن الانسان  ويُعد اهم  اسلوب تطوير، ان التفكير يتبلور و يرتقي ضمن الجو الديمقراطي الشفاف  العادل الذي يقوم على مبدأ احترام الانسان و فكره و جهوده و فلسفته و حريته الفكرية و الشخصية، فالتفكير هو حرية شخصية و لا لاحد الحق ابدا في التعدي عليها او وقفها او تحويرها او التطفل عليها  الى ما قد  يسئ للشخص المفكر و اسلوبه و يسيئ الى فهم افكاره طالما الشخص يعرف ماذا يفعل و لماذا و طالما لا يضايق احد ، بل ربما يثبت، ـ او تثبت ـ، مضايقة الاخرين له ،ـ او لها ـ،  لانه يفكر و يستعمل عقله او ـ لانها تفكر و تستعمل عقلهاـ  بشكل ايجابي نافع ، بل ربما الاخرون الذين لا يفهمون طريقة تفكيره او تفكيرها  و عمقه يضايقونه او يضايقونها لانهم لا يستوعبون عمق فكر الشخص احيانا، و احيانا اخرى يضايقونه لان عمق فكره و ثقافته يبرهن عن سطحية و فساد البعض فيسعون لمضايقة من يكشفهم بفكره ، او فكرها ، و بحثه، او بحثها  و اسلوبه، او اسلوبها  العميق. و كم من النساء اعمق فكرا و ثقافة من الرجال الذين يعتقدون انهم ذوو فكر! و ثقافة ! و كم من النساء ذوات شرف و قيم و فكر اكثر من الرجال الذين يدعون الشرف و القيم و الفكر!

يرتبط التفكير بالاضافة لميزات الشخص الخاصة  بعوامل محيطة بيئية ايضا تدعوه للتفكير و تدفع صاحبة او صاحب الفكر الى التفكير بها و تحليلها و ربطها و فكها و الوصول من خلالها  الى الجديد. فالشعوب و العالم لم يمكنهم التطور الا من خلال التفكير و الانطلاق من التفكير الى التعبير و الى العمل الواقعي و ثم التطوير . فالفكر له احترامه و له حقوقه و له مكانته،  لكن البيئة التي يسودها الجهل و الفساد العام المنتشر بشكل رسمي بها و كذلك القمع تحاول ان تمنع هذا الحق و تعيقه احيانا و بشكل فاسد لان بعض البيئات و الانظمة تسعى لقولبة التفكير بقالب جاهز منطلقين من مبدأ خاطئ هو محاولة الفرض على الجميع  التقييد بتلك القوالب  لحماية مصالح  ذلك البعض الجاهل او المتسلط بتلك البيئات او الانظمة ، او يسعون بفساد واضح  لمنع اساليب و طرق التفكير الايجابي السليم العميق التي تكشف الفاسدين و الفاسدات ،و هذا بحد ذاته يعد اساءة للتفكير و للانسان و لحقوقه و حرياتهو للاخلاق و القوانين .  ومن ناحية اخرى ان القوالب الجاهزة يستغلها المنتفعين و السطحيين و يسعىون  للتقولب بها من اجل التزلف و التملق  لمن يضع تلك القوالب الجاهزة التي تمنع البعض الواعي من حرية التفكير و تسلبهم تلك الحرية ، ان تلك اساليب من لا مبدأ لهم الا الوصول عبر التزلف للبعض الاخر و التقولب ضمن قوالبهم الجاهزة بشكل تصنعي غير مبني لا على عمق و لا على ثقافة و لا على فكر لان هدفهم المصالح الشخصية التي لا تعتمد اي مبدأ شريف او ذو احترام و ذلك يساعد  صغار النفس و عديمين الثقافة من الوصول الرخيص الفاشل في ظل القوالب المعدة بطريقة ديكتاتورية ساعية الى تعليب التفكير و تحجيمه  و اللعب بالافكار بطرق مسيئة للفكر الحقيقي الواعي و الحر السوي.

ان حرية التفكير ترتبط بحرية التعبير، و ترتبط بحرية النقد البناء ،و حرية البحث بطرق جديدة مبتكرة بعيدة عن القوالب الجاهزة و المكررة و المُراقبة من قبل البعض الجاهل النفعي و الفاسد  الذي يهدف الى  اللعب بنتائجها او حقائقها او تزويرها ربما بما يخدم مصالح البعض او البعض الاخر الاكثر جهلا و فسادا و تسيبا و تخلفا .
حرية التفكير ترتبط بعمق فكر الانسان و ثقافة بيئته. و قمع تلك الحرية يدل على سلبية من يقمع التفكير و يقمع ايضا  النقد و البحث المفيد و هذا بدوره يفسر اسباب محاولات البعض في  قمع تفكير الانسان الواعي الجريء  الناقد للسلبيات بكافة نواحي المجتمع و مجالات العمل و الحياة . كلمة الانسان بالطبع و من البديهي تعني امرأة كما تعني رجل .

هناك فرق كبير جدا بين التفكير الايجابي و التفكير السلبي، و بين النقد البناء و النقد الهدام و بين اقتطاع اجزاء من معلومات غير صحيحة و مزجها بصحيحة بأهداف مقولبة غير علمية و غير سليمة البناء و الهدف و الاسلوب ، او اقتطاع اجزاء من اسلوب بحث انسان معين او انسانة معينة و اعتبارها واقع و تقديها على اساس انها حقيقة . و هناك فرق بين تصنع التفكير بكل غباء و هو بحقيقته يكون سرقة افكار الغير دون وعي السارقين  لعمق تلك الافكار  وثم  التمظهرالغبي بها  من قبل الجهلة الذين لا يستوعبونها انما يحفظونها بشكل ببغائي دون اي فهم او استيعاب او عمق و بشكل  مثير للسخرية من شدة جهل و تخلف و فساد نسبة كبرى جدا في المجتمع، و بين خلق الفكرة من اساسها و البحث بها بالواقع او بحدث واقعي دعا الشخص ـ  الشخص سواء  امرأة او رجل ـ الى التفكير و تقديم فكرة جديدة قائمة على وقائع و مشتقة من الواقع و البحث و التجربة .

تتطور الشعوب من خلال حرية التفكير و حرية التعبير و حرية البحث بكل المجالات و المستويات و حرية النقد البناء و من خلال احترام الفكر و الحفاظ على حقوق الفرد الفكرية و جهوده العملية و العلمية و الفكرية  و التجريبية لا من خلال الاساءة لمن يفكر او يبحث او ينقد او يجرب  او يقدم جديد . ان كل ذلك يعود الى الحضارة و العمق الثقافي و التربية و البيئة و الديمقراطية و المساواة و حقوق الانسان و حمايتها بموضوعية و عدل و ضمير.
 و عندما يغيب الضمير فالنتيجة مثل السبب و مثل الاساليب في مجتمع التخلف و القمع و الفساد ، اي هي جهل و تخلف و فساد و تسيب معبرة عن المجتمع و اوضاعه و احواله و ما يسوده ، فهو مجتمع يسوده التخلف و الفساد و الجهل و التسيب و الذاتية و النفعية و القبلية و اللا موضوعية و اللا قيم و اللا مساواة بين الافراد و الاستهتار بالحقوق . و هو مجتمع يمنع التفكير الحر المجرد من القوالب الجاهزة و الممنوعات الدالة على وجود فساد و تسيب و تخلف عند من يضع تلك الممنوعات و هو يدعي التحضر و العلم و الصلاح!. اي يعود من يدعي العلم من الجهلة و الفاسدين الى بدائيتهم و ربما الى ماقبلها لانهم لا يملكون عمقا و لا ثقافة و لا علم و لا فكر و ربما  لا قيم و لا ضمائر حية ، فهم بواقعهم امثلة حية عن زمر فساد و جهل و تخلف و تسيب  لا قيم لديهم  لان ما يحكمهم هو ليس العقل و ليس الفكر و لا القيم و لا الضمير فهم لا يملكون مؤهلات الانسان الحقيقي عندما يتصفون بذلك و عندما تعبر سلوكياتهم و افكارهم و اعمالهم عن ذلك  و عندما يحاربون الفكر و يسعون ليقمعون بكل الطرق حرية التفكير و البحث و النقد الذي يكشف فسادهم ، بل و يسعون لسرقة جهود الغير  بطرق معبرة عن التخلف و الفساد و التسيب بكل معنى الكلمة و الادعاء انها جهودهم مما يثبت فسادهم و تخلفهم و تسيب قيمهم اكثر و  مما يثبت اسباب محاربتهم للتفكير الحر الايجابي الشريف و البحث  المنطلق من فساد المجتمع و فساد بعض الافراد و الادارات المختلفة في عدة مجالات لان ذلك البحث و التفكير كاشف لفساد و تخلف و تسيب و انحراف كبير بالمجتمع و ان اول من يعادي كاشفة او كاشف  الفساد هم الفاسدين و المتخلفين و القبليين و الاغبياء  المنتفعين  من الفساد دون اي قيم لديهم و دون اي عقل او ضمير مما يؤكد تخلف و فساد مجتمعاتهم ، و مثل تلك الحالات موجودين في المجتمع العربي بكثرة و بكل مجالاته و مستوياته.

ماري مارديني

5

يتميز المجتمع المتحضر بكون دور المرأة اساسي به و حقوقها متميزة به ،و للمجتمع واجب  نحو المرأة، و القانون المتحضر به يعطي للمرأة اولويات . اما في المجتمعات اللامتحضرة فإن المرأة تابع، و المرأة ليس لها قانون يساويها بالرجل، فالمرأة فيه  بشكل عام هي  مواطن درجة ثانية و هي تابعة لمجتمع الرجال و تربيهم على ان الرجل هو اساس المجتمع و صورته، اي انها المرأة ذاتها  تربيهم بشكل سلبي ضد جنسها لانها تربت بتلك الصورة و لانها لا تتجرأ ان تفكر او تعمل بصورة اخرى  .  فلا التربية و لا القانون و لاالمجتمع و لا التقاليد تقف بشكل ايجابي مع المرأة بالبلاد اللا متحضرة حتى عندما تكون  المرأة ايجابية بكل الامور و على كافة المستويات. ان وضع المرأة في البلاد اللامتحضرة هو صورة عن المجتمع الذي تعيش به و الذي لها به  دور اساسي في تربيته

سأكتب امثلة واقعية من المجتمعات اللامتحضرة ،  لتكون الامثلة  صورا حية واقعية متفرقة من بلاد متفرقة  لم تصل الى الحضارة الكافية و لم يبدو منها بشكل عام  الا السلبيات نحو المرأة.

سيدة من دولة عربية تقيم بدولة عربية اخرى في بيت ايجار .. و السيدة تقيم مع اطفالها و لا تعمل لكن اقاربها يرسلون لها كل شهر ما يكفيها من ايجار و مصروف لها و لاطفالها .. و لظرف معين بين الدولتين لم يتمكن اقارب  تلك السيدة من ارسال النقود لها لمدة  شهرين او ثلاثة اشهر فكان صاحب البيت ـ على الرغم من معرفته لظروفها و على الرغم من انه كان يأخذ منها ايجار البيت شهريا ثلاثة اضعاف ما يمكن ان يدفعه له احد مواطنين بلده من المستأجرين ـ كان يزعجها يوميا بالايجار المتأخر و بشكل لا انساني . الا يوجد قانون يحدد الايجارات!؟ فكل شهر كانت المرأة تدفع له مقابل ثلاثة اشهر لو انه كان قد اجر بيته بما هو متعارف عليه من ايجار في تلك المدينة ..لكن عندما تموت الضمائر و الانسانية ....!

فتاة من احدى البلاد .. تكلمت لي عن وضع الفتيات في بلدها، و طرحت فكرة استغلال الفتيات الصغيرات و استغلال ظروف اهلهن من قبل رجال شيوخ  اي كبار في العمر بحجة اجراء عقود زواج! اتضح فيما بعد انه زواج قصير المدة !  ثم بعده كانوا يقوموا بإرسال الفتيات الى احدى الدول الاخرى المماثلة في التأخر الحضاري بعد طلاقهن هناك لتزويجهن برجال اخرين كبار بالعمر يعني ما يمكن تسميتهم  "شيوخ بالعمر"  و لفترة قصيرة ايضا، ثم طلاقهن و تزويجهن .. و هكذا.. فأين طفولة الفتيات و اين حمايتهن و اين حقوقهن و واجب المجتمع و ضمائر اولئك الرجال!

سيدة ..روت لي عن ذكرى في طفولتها عندما كانت في عمر المدرسة الابتدائية انها اثناء ما كانت تلعب مع صديقاتها اتى احد ما في الشارع و قص لها شعرها لان شعرها نزل من تحت الحجاب اثناء ما كانت تلعب و لم تنتبه لشعرها !  و قام  ذلك الفرد  بتأنيبها بشدة .. و الى الان لم تعد تزور بلدها ذلك .. فمن له الحق بلا مبرر منطقي ان يحاسب طفلة صغيرة و يعتفها على عفويتها اثناء لعبها مع صديقاتها! الم يمكنه ان ينبهها بمحبة و طيبة اذا كان غيورا و حاميا لها!

انسة من بلد عربي كانت تدرس في احد المعاهد الجامعية .. قال لها مدرس المادة انها لكي تنجح بالمادة التي يقوم بتدريسها عليها ان تذهب لزيارته! فهل النجاح مرتبط بالزيارة له ام بما تكتبه في الامتحان!ام هل كان يقول للطالب ايضا ذلك لكي ينجح بالمادة بأنه يجب ان يزروه في بيته!


في حالة توزيع الارث لرجل لديه ابناء و بنات  و فق قانون احدى الدول تم القرار ان للرجل ضعف ما ترثه المرأة! فهل
المرأة التي هي ابنته  لها فقط نصف البنوة من ذلك الرجل ! و للرجل ابنه كامل البنوة . و هل لها نصف كنيته و نصف قرابته! و نصف الواجبات نحوه فقط!

سيدة لديها صالون اجتماعي ثقافي بإحدى الدول العربية تم اغلاقه و متابعة السيدة تلك! هل الثقافة ممنوعة! ام ان السيدات لا يحق لهن الثقافة و التثقيف! ام لا يحق لهن ادارة الصالونات الثقافية!

الى احدى الدول العربية سافر مرة وفد من دولة اوروبية و تضمن الوفد امرأة،  قامت احدى الجرائد بتلك الدولة بالكتابة عن تلك الزيارة لذلك الوفد و وضعت صور الوفد بتلك الدولة العربية .. احدى عضوات الوفد كانت ترتدي طقم نسائي محتشم و هو عبارة عن جاكيت نصف كم  و تنورة طويلة .. طويلة لتغطي اكثر من الركبة .. لكن الجريدة قامت بتضليل ما تبين من ذراعيها  و ساقيها  لتلك العضوة التي كانت بالصورة ة من الوفد الاوروبي ! لم تستوعب تلك السيدة و الوفد لماذا ذلك التضليل و لماذا ذلك التشويه للصورة و لم تستوعب سطحية الفكرة و التفكير.

تسائلت سيدة اوروبية اذا كانت كل النساء ببلد معين يرتدين عباءة و لا تظهر وجوههن و لا ايديهن و لا شكل اجسامهن فكيف يعرف الطفل امه من غيرها اذا ذهبت الى الروضة  لتحضره من الروضة الى البيت!؟

الامثلة السابقة هي بعض صور سلبية عن المجتمع اللا متحضر  لكنها واسعة الانتشار ، و هذا لا يعني انه لا يوجد صور ايجابية لكنها لا يمكن تعميمها. اما بالنسبة للحالات السلبية المنتشرة ان السبب في وجودها هو في الفكر و التربية و الثقافة و المنهاج التعليمي و القوانين و التقاليد، كما ان المجتمعات العربية تحديدا هي مجتمعات تتصف بفوارق ثقافية و اجتماعية و حضارية بها فالمجتمع الواحد يتضمن مجتمعات متفرقة تعيش به ، فهو مجتمع غير متجانس التحضر لانه مجتمع يقوم  على التعصب إما ظاهريا او ضمنيا ، و يتصف بفروق حضارية و ثقافية و فكرية و تحررية عند افراده و جماعاته  وفق الانتماءات الدينية ، فبعض الاديان تربي الفكر و التفكير و التحرر المسؤول اكثر من غيرها لانها متفتحة اكثر من غيرها فتعد تربيتها فكر لدى افرادها اكثر تفتح و اعمق ثقافة و وعي ، ولان المجتمع و القانون و التقاليد و التعامل و المنصب و العمل  يربي على التفرقة و هنا تتضح الفروق الثقافية و الاجتماعية و الحضارية لان المجتمع ليس متساوي التحضر و التحرر و الثقافة بسبب  التعصب و التفرقة سواء بالقانون او بالمجتمع ذاته و غالبية افراده.
فمازالت دروس القراءة في الكتب في الصفوف الدراسية الاولى بالمجتمعات الغير متحضرة تكتب و تعلم ذهب بابا الى العمل ، اعدت ماما الطعام! و لا زالت كتب القراءة تتضمن نصوص دينية و كتب التاريخ تنتاول تاريخ دين بإسهاب  و تهمل غيره .. و ما ذلك الا بسبب الجهل و التعصب .. الا يمكن ان يعلموا التاريخ و يكتبوه بلا دين و ترك الدين لكتبه !؟ ألا يمكن ان يعلموا و يربوا و يكتبوا  ذهبت ماما و بابا الى العمل ؟ اعدوا الطعام معا..و ان يعلموا  ان كل الاديان لها تاريخها و اهميتها و هي يجب ان لا تفرق بين الناس عندما تكون سليمة الهدف  و سليمة  اسلوب و هدف التدريس و ان الاديان حرية شخصية.
 
في الغرب ان القانون و العادات و التقاليد و التربية و الحقوق و الواجبات و المنهاج التعليمي و المجتمع بشكل عام يساوي بين الجميع، و يوفر حقوق الجميع، و الجميع يقومون بواجباتهم دون التفرقة و دون القمع و الاستغلال بشكل عام لان الثقافة متفتحة و الفكر متحرر و الانسانية عالية المستوى و الضمائر حية و الاخلاص بالتربية و العمل و المجتمع موجود مما ينعكس ايجابيا على المرأة حيث ان المرأة يتضح وجودها بالمجتمع و دورها الفعال به و ذلك يمكن ملاحظته بأبسط العلاقات اليومية و العملية و بكل الاعمار و المجالات.فالمرأة تربي بثقافة و المجتمع يتعامل بإيجابية مع المرأة و ذلك من احد اسباب تطور الغرب بل اهمه.

من قال ان المرأة نصف المجتمع! فالمرأة ان كانت نصف المجتمع بالعدد فهي من تلد و من تربي نصفه الاخر. اي ان المرأة هي كل المجتمع . و ان كانت المرأة هي مربية المجتمع فهي اساس المجتمع و صورته. فعندما تربي المرأة اولادها على المساواة و الفكر و التحرر فإنهم يصيغون مجتمع افضل و ذلك يتطلب من المجتمع ان يغير قوانينه و يتطلب من الافراد بالمجتمعات اللامتحضرة رجالا او نساء ان يستعملوا عقولهم و لا ينسخوا سلبيات التاريخ التي يتوارثوها دون ان يفكروا بها و بأثرها على الواقع و المستقبل

ماري مارديني

6
المنبر الحر / لمن تُهدى الهدايا
« في: 22:32 23/06/2016  »
      من المُتعارف عليه عامة ان الهدية هي فقط تعبير عن محبة و ربما  تقرب او تودد او ربما "تمسيح جوخ!" او رشوة .. هذا ما تعارف عليه الناس، و لا سيما الناس المحدودين الثقافة، و هذا ما  اعتادوه في  تفسير الهدية او الهدف منها.لكن ايضا من الممكن ان تكون الهدايا مختلفة الاسلوب و السبب و الهدف. اي ان الهدية ممكن ان تكون حث على العمل الافضل و تشجيع على تحسين المستوى . و بذلك تكون  بدل من النقد السلبي  للتحفيز على الاداء الجيد بدل السلبي. و كمثال سريع على ذلك  اذكر رجل كان  في السوق المزدحم، كان  يتنقل بين المحلات التجارية لشراء اغراضه و متطلباته و شعر ان احدما قد مد يده لجيبه لسرقة محفظته لكن الرجل تمكن من ان يقبض على يد ذلك السارق و قال له اطلب النقود مني طلبا اشرف لك فإنني اعطيك اياها اذا طلبتها  لكن لا تسرقها مني سرقة ، قل انك بحاجة نقود و ليس معك نقود  فأفهم ظرفك و اشفق عليك و اساعدك، لكن لا تسلك سلوك مهين لانسانيتك و لغدر الاخر  لتهرب بالنقود مخالفا للقيم و القانون ،ثم قدم ذلك الرجل نقوده للسارق هدية و طلب منه ان يذهب بأمان على ان يفكر و يتعلم من ذلك الحدث.

فالمقصود من المثال السابق ان الهدايا لا تهُدى دوما فقط للجيدين من الناس، و لا الى المحبوبين من الناس، و ليس فقط الى من يستحق الهدية بنظر من يعطي الهدية، لكنها ممكن ان تكون اسلوب عالي المستوى القيمي و الثقافي و التربوي  في النقد و التعبير بشكل ايجابي، و كذلك  اسلوب توجيه ايجابي لمن يحتاج توجيه و لمن لا يجيد العمل الجيد لكي يتشجع على العمل الجيد و التفكير الجيد الايجابي.

مثال اخر : احدما حاول التنصت على مكالمات احد اخر و قام بإستعمال ما سمعه من تلك المكالمات على اساس انه اتى به من خياله  لكن تم كشف تنصته بكامله وتم اثبات ان المتنصت لا يملك قيم و لا مستوى و لا مبدأ ، و بذات الوقت اراد ان يخفي تنصته الذي قام به محاولا ذلك بإسلوب غير حضاري و غير قيمي فتم كشفه و كشف هدفه و ثم  ايهامه انه نجح بذلك فقط لكي يتم اختباره ان كان سيعتذر عن سوء تصرفه بجرأة بدل التخفي كالنعام الغبي المكشوف  لكنه لم يعترف بسوء تصرفه فتم احتقاره كل الاحتقار و الكشف له بإسلوب ساخر انه مكشوف في  التنصت و التحرش بالناس  و استعمال ما تنصت به على الغير بشكل مريض سلبي يشبهه و ان محاولاته في التخفي غبية و معبرة عن اخلاق فاسدة و لم يستوعب انه اشبه بالنعام الذي يصدق نفسه انه مختبئ عندما يضع رأسه بالارض و هو مكشوف جدا ،فالمثال السابق بحقيقته لا يجرؤ ان يرفع رأسه  امام من كشفه او ينظر بعينيه. و مثله يوجد الكثير بالواقع حيث لا يستوعبون الهدف من حسن التعامل معهم في توعية التفكير الايجابي و السلوك الجيد الذي غفا و مات بنفوس و عقول و سلوك الفاسدين الذين لا يعرفون كم هم مكشوفين

 و اذا كان بعض الناس تكون الهدية و المعاملة الحسنة معهم على الرغم من سلبياتهم قادرة على تحسين سلوكهم لانهم قد يتعلمون من المعاملة الحسنة شيئأ ايجابيا يحسن اخلاقهم ، لكن البعض يبقى السوء الذي تربى به متجذر به و بسلوكه ولا يستوعب  ان احسان الاخر له و حسن التعامل معه هو محاولة لاصلاحه و تنبيهه انه يسلك بشكل سلبي غير صحيح ،و ان عليه تحسين نفسه و تفكيره و سلوكه.

الهدايا قد تكون معنوية و قد تكون فكرية و قد تكون انسانية. و الانسان الراقي الثقافة و الحضارة هو من يفهم الهدف من الهدية و معناها و القصد منها و يتعلم منها ان كان ذو تفكير ايجابي.

ماري مارديني

7
المنبر الحر / اسم حركي!
« في: 17:43 19/06/2016  »
ما اسمك؟ فأجيب بذكر اسمي . يكرر اسمك ! أجيب بذكر اسمي. لماذا لكي اسم حركي؟ اجيب هذا سؤال توجهه لمن يملكون اسماء حركية ، اما انا لا يوجد لي اسم حركي؟ يأتي سؤال اغبى من الذي قبله من السائل و السائلة و يقول  لماذا لك اكثر من اسم فأجيب ساخرة من السائل و السائلة  انه اسمي الحركي! فينظر ،و تنظر ، و كأنه اكتشف سرا، و يصدق هو ان لي اسم حركي ، و تصدق هي ان لي اسم حركي ، و تحلو الخطوط ..و السطور بإلاسم الحركي!
خطوط  معبرة عن صغر عقل من كتبها و سألها وصدقها، و معبرة عن فساد عقول و نفوس من خطها، و معطية صورة عن وضع العلاقات السائدة بين الافراد و ..، و معبرة عن الادوار الخفية للبعض و عن غبائهم و مصالحهم من خلال خط مثل تلك السطور، لانهم كمن يكذبون على انفسهم و يصدقون الكذبة. و معبرة عن قلة الثقة بالذات عند السائل و الخطاط و المصدق لهم و يدعو للسخرية من تلك الرؤوس الجوفاء.

ما هو سبب التسمية و سبب تبديل المكان !؟ يسأل بكل غباء فأجيب بكل استخفاف بعقل السائل نظرا لغباء اسئلته و سوء تفكيره لارى درجة شدة غبائه و اثبتها على السائل و الخطاط و اقول  انني بعد قيامي بجريمة ! " و هي  ليست حقيقة انما تجربة للسائل و لكشف صغر عقله و سوء نواياه، فلا توجد جريمة بالحقيقة لكن اسخر من غباء السائل"  اتابع بعد قيامي بجريمة قمت بتبديل اسمي فيصدق السائل ذلك. و يسعى لمعرفة ما هي الجريمة ؟و كيف؟و ..و ...ـ  ما اغباه اذ صدق ذلك و لم يسأل نفسه هل يقوم احد بجريمة و يبدل اسمه و يقول ذلك ـ  !!!

عقل الفرد المذكور صغير للغاية و يتابع كيف تذهبين من البيت و تعودين للبيت و بأي وسيلة !؟ اجيب انني لا احتاج الى وسيلة لان كل شيء متوفر حولي و قريب. فيتابع  هل تريدين اقناعي انك تمشين و لا تستعملين وسيلة مواصلات! ما اغباه! ذلك الفرد المذكور، اجيبه و من انت لاقنعك او لا اقنعك فلا تهمني اصلا و لا يهمني ان اقنعك او اجيبك على اسئلة تافهة للغاية و تعبر عن صغر عقلك و صغر قيمتك للغاية .. يتابع غبائه .. من تصادقين و كيف تقضين اوقاتك متابعا غبائه ذلك الفرد المتطفل و الذي لا يرى الا توافه و صغائر الامور و التي تعبر عن تفاهته و صغر عقله و سماكة دمه و سوء نواياه و قلة فهمه  و عدم ثقافته.. فهو صفر لا اكثر . مع من تعيشين! ماذا تأكلين! ماذا تشربين! اين تسافرين! في اي ترانزيت تعبرين!! كم جنسية تحملين !!!و كم جواز سفر!!! من يجتمع عندك في البيت !!! ما هي الجهات التي تتعاملين معها ! و كم يدفعون لك بالشهر!!هل زرتي اسرائيل!!!!!!

ثم يسأل.. ما اسم زوجك الذي من دولتك! و الجواب له كان : لست متزوجة من دولتي فهل سمعت ان للانسان اكثر من زوج او ان بكل بلد له زوج!؟!! . يتابع لماذا ليس من دولتك ؟ اجيب حرية و خيار شخصي لا علاقة لك به . و يقول  لكن لماذا لا؟ !! اجيبه خيار شخصي ليس شأنك لماذا تتضايق ام انه ضيقة عين و حشرية! يسأل بعد ذلك الا يوجد في بلدك رجال يعجبوكي فأجيبه انني حرة في خياري و هذا ليس شأنك. و اتابع ردي عليه و هل النساء بعاداتك و قيمك التي تعلمت عليها بمجتمعك لديهن تعدد ازواج و من دول مختلفة! او ربما هن بضائع و يتزوجون حسب الموضة السائدة لتسأل بكل غباء و لا تعرف اصلا من تسأل، ولا تعرف لماذا تسأل ، و لا تملك قيم لذا تسأل بهذه الطريقة و بهذا التخلف و الغباء. اتابع و هل يوجد للشخص بعاداتك و للمرأة زوج في كل بلد!. هل في قيم السائل و مجتمعه مباح تعدد الازواج و تنوعهم! هل النساء اللواتي من مجتمع السائل لهن عدة ازواج! و هل هن مشاع بمجتمعه ! او اجساد بلا عقول و بلا ارواح و بلا فكر او احساس!و هل عيون السائل  و رجال  و نساء مجتمعه و نفوسهم فاسدة لهذا الحد الفاقد للعقل و الروح و القيم بكل جذورها حتى يخطر بباله مثل هذا التخلف و الغباء بالسؤال!؟. او ربما للنساء بمجتمعه رجال هنا و هناك بشكل تقليدي حتى سأل بتلك الطريقة التي اعتاد ان يرى امه و اخته عليها،ربما! ، فالسؤال ذاك بالنسبة له هو طبيعي بعاداته و مجتمعه الذي تربى و نشأ به. فلا يعرف انه من مجتمع رجال و نساء شاذ و منحرف منذ نعومة ! اظافره. فالتسيب بدا بوضوح انه بديل عن قيمه. لا يعرف السائل ان الانسان الطبيعي سواء رجل او امرأة بالمجتمع الطبيعي السليم  يتزوج مرة واحدة ، و المجتمع الطبيعي هو مجتمع قيم و عقل و اخلاق و مبادئ و قانون. اسلوب السائل ينم عن فساده و فساد مجتمعه ، و تخلفه و مشاع الجسد بمجتمعه الفاسد. لان الجسد بمجتمعه شيء على ما يبدو و ليس قيمة لها احترامها و مكانتها و لا يراه مرتبط لا بعقل و لا بروح  و لا بإحترام .ذلك  ليس ذنبه فتلك هي تربيته الفاسدة الفاقدة للقيم و العقل و الروح لانها تربية تجمع و ليس مجتمع تلقاها منذ صغره و ينقلها لاجياله المتعاقبة.

اذكري لي اسماء مجلات و كتب يقول السائل! فأجيب بأسماء الكتب و المجلات العلمية و الادبية و الثقافية الراقية التي اعرفها و التي اقرأ منها . فيذكر السائل انه يوجد كتب و مجلات اخرى بالعالم .. و اجيبه لا اعرف و لا يهمني الا ما اقرأه من  ما اختاره عن قناعة من كتب و مجلات علمية و ثقافية و ادبية اما غير انواع فلم اقرأ منها شيء لانها بكل بساطة لا تهمني و لا تعنيني! فيسأل عن قنوات تلفزيونية جنسية و اجيب  انني لا اهتم بذلك لان اهتماماتي بقنوات مفيدة و راقية و برامج فكرية و ثقافية و اجتماعية لائقة او برامج خفيفة دم هي راقية الفكر و المستوى صفتها انها  تحترم حالها و المشاهد. و يبدو ان السائل تلح عليه تلك القنوات الجنسية لان نفسه المريضة تلح عليه بأسئلة من ذلك النوع . و يبدو  ان ذلك النوع من القنوات يوجد للمتسيبين المكبوتين مثله ـ و حرف الهاء في مثله تعود على  ذلك السائل او السائلة و امثالهم و امثالهن ـ و للمرضى المتخلفين مثله و لمرضى التربية مثله و لمن لديهم شذوذ مثله لان اسلوب كلامه و اسئلته  نم عن شذوذه و شذوذ نساء و رجال مجتمعه، و كذلك نم عن حقده على النساء الراقيات المحترمات و المثقفات بوعي و مسؤولية و الرجال المحترمين. السائل عكس ما في نفسه و تربيته من بشاعة و عادات في شباب مجتمعه المتخلف المليء بالتسيب على ما بدا من مدلولات كلامه و مفرداته . و ما بدا من مدلولات على مراهقات الرجال المتأخرة بمجتمعه. انه بأسئلته كشف تخلف و تسيب مجتمعه اكثر مما هو مكشوف للجميع.

و يكرر اسئلته:  لماذا لكي اسم حركي! و جوابي من قال ان لي اسم حركي؟ فهل لي انا اسم حركي و لا اعرف !
جواب السائل كان انهم كتبوا ذلك . من هم؟ سألته؟ . اجاب هم من الكلية التي درستي بها! فقلت له لانهم يريدون اسما فنيا للغاية ،فنيا جدا  لي و لم يفلحوا لان لي قيم و عقل و روح راقية و لانني نقية القيم و التربية الجيدة و لم يفلحوا بفسادهم ، فإنتقموا بتلك الطريقة المعبرة عن فسادهم و تخلفهم و تسيبهم الذي لم يؤثر الا عليهم حيث كشفوا بالاضافة لتخلفهم و تسيبهم و فساد بعضهم الاداري فقد كشفوا فسادا بهم اوسع و اعمق ممزوجا بغباء يمثل غبائهم و فساد مجتمعهم وغباء و تسيب نساء مجتمعهم قبل رجاله. و يمثل كذلك قهرهم من نساء و رجال  المجتمع الشريف النفس و الروح و العقل و القيم. و يسأل لماذا الناس الذين يعرفونك يهتمون بك  كثيرا؟! اني لم اسمع بهذه المعلومة عني اجبت  ذلك السائل. و تابعت  لكن اعرف انني متميزة بقيمي و عقلي و ثقافتي و اجتهادي و استقامتي و انتباهي  فلا يهمني إلا قناعتي و قيمي و مجتمعي القريب و المحيط بي ، اما بقية  الناس لا يهموني سواء اهتموا او لا، و لا يعنوني فتلك مشكلتهم و لا اراهم اصلا و لا انزل لمستواهم. و البعض يتضايقون و يتضايقن من صفاتي الايجابية و ثقتي بنفسي  و لا سيما  استقامتي و قيمي العالية الاصيلة الثابتة المبدأ و لذلك يسعون بتلك الاساليب المختلفة الفاشلة و التي تؤكد فسادهم اكثر و اكثر مع تزايد فسادهم المتنوع الاشكال!.انني افكر بطريقة تختلف عن بقية النساء  و انني لا اهتم الا بما هو ايجابي و نافع و انني ارى السلبي بالعالم و المجتمع لانقده و ابحث بأسبابه و طرق تطويره و انني  متميزة في طريقة و نوعية تفكيري و عمقي الثقافي و وعيي  الذي كشف ببحث فساد مجموعة من اولئك الاساتذة الجامعيين و افراد مثلهم طائفيين يسعون معهم للتغطية على فسادهم فهم قصة فساد تعبر عن فساد مجتمعهم و قيمهم لذلك كتبوا تلك الخطوط.. الجميلة.. من فشلهم و قلة قيمهم و خيبتهم. فيسأل ماذا تريدين ان تسأليهم فأجيب انني لا اريد ان اسأل شيء لانني كشفت فسادهم بطريقة بحث و راحوا يكشفون انفسهم اكثر و اكثر دون ان يدرون  و هم يحاولوا بكل غباء ان يغطوا على تخلفهم و  فساد قيمهم و اخلاقهم و تخلف تربيتهم و مجتمعهم و تضايقوا من عقلي الذي كشفهم و نفسي الراقية و قيمي الاصيلة التي نشأت عليها، و هم لم يعتادوا ان يروا نساء واثقات من انفسهن و ذوات تربية غنية بالقيم و الثقافة و الادب و العقل لذلك تضايقوا من فشلهم و كتبوا تلك الخطوط المعبرة عن قلة ضمائرهم و عكسوا سوء مجتمعهم و فساده .
 
متى تتنفسين! " الجملة الاخيرة السابقة  فقط نسي ان يسألها ذلك الغبي . متى تتنفسين! فهي اضافة مني للسخرية من العقل الصغير ذلك الذي يعتقد انه ذكي او انه فالح! في حين انه يعبر عن تخلف بيئته و تخلف مجتمعه و قلة عقله و مستواه و تفاهة من يمثلهم من مجتمع، و كذلك تفاهة من يطلب منه ان يسأل تلك الاسئلة المريضة الجاهلة المعبرة عن جهل و تخلف و تسيب بمن يتبع تلك الاساليب الفاشلة.

انه اداء احتوى اسئلة مريضة تحقيقية ناتجة عن مجتمع فاسدين.

صديقي القارئ في مجتمع الفساد يحاول الفاسدين امثال المثال السابق صاحب تلك الاسئلة المريضة  ان يسعوا للقول و اقناع الاخرين بطريقة مكشوفة تكشف فسادهم اكثر و اساليبهم العوجاء اكثر  انه  اذا نقدت فاسد من انتماء ديني لا يمت لدينك فأنت تثير فنتة طائفية! انها يا صديقي القارئ طريقة الفاسدين لكي يغطوا فسادهم بالتمويه بإدعاء الخوف على وضع التعايش بين الانتماءات المختلفة في حين هم يعكسون طائفيتهم بذلك و هم اول المسيئين للتعايش و اول الطائفيين.
و يسعوا للقول انك اذا انتقدت فاسد يعيث فسادا في عمله ينتمي الى مجتمع او انتماء ديني  مغاير لمجتمعك او دينك فإنك تثير فنتة وطنية !فتلك ايها القارئ هي حجة الفاسد للتمويه ايضا عن فساده، و عن عدم خوفه على وطنه ،هي حجة يلجأ لها لكنها  تكشف فساده و عدم وطنيته.
كذلك يسعوا للقول انك اذا رفضت الاستجابة لفاسد اخلاقيا فإنه يسعى لارسال من يزعجك بالاماكن انتقاما لفشله بالوصول لما يريد من تسيب فيخط بك مثل تلك الخطوط و السطور الفاشلة المعبرة عن اساليبه المريضة الاتية من تربية مجتمعه له ليكون طائفي فاسد بلا قيم و فاشل.، و هي طريقة الفاسد الاخلاقي ليقوم فاشلا  بالتمويه عن فساده، و يكفي اختباره من خلال الدخول لعالم وهمه افتراضيا لاثبات عدم اخلاقه امام الاخرين الساعين معه للفساد لانهم اكثر  فساد منه. الدخول لعالم وهمهم  افتراضيا و ليس واقعيا ، لان فسادهم واضح و طائفيتهم واضحة و لا اخلاقهم واضحة، و كشفهم عن بُعد بشكل افتراضي يكفي لكي  يثبت فسادهم عليهم.

طرقهم هي طرق فاسدين فاشلة و معبرة عن فسادهم و فساد مجتمعهم و كذلك معبرة عن انهم هم من يسعى لاثارة فتن طائفية و وطنية و يعبرون عن مستوياتهم اللا اخلاقية. انها من الاساليب الواضحة التي يتبعها الفاسدون. و عندما تسخر من اولئك و تتجاهلهم و تسخر منهم ثانية و ثالثة  من خلال الدخول بوهمهم لكشفهم اكثرو اكثر  فإنهم يعبرون اكثر عن قلة ثقافتهم و قلة وطنيتهم و قلة احترامهم لانفسهم و قلة قيمهم.
انك تعكس لهم صورتهم التي  تعبر عن قلة مستوياتهم ليروا انفسهم بالمرآة  التي لا يرون بها انفسهم  بالحقيقة و انت تسخر منهم و ترى كم من الجهل يقبع بالعقول المغلقة العفنة التي تحشو رؤوسهم النتنة. و كم من المرض يقبع بنفوسهم المجعلكة الممزقة الهرئة التي تعكس فساد مجتمعهم . شعب لا يدرك ثقافة و لا عقل و لا يسعى الا الى فساد بكل فساد معبر عن نتن مجتمع ذلك الشعب الذي يتبع تلك الاساليب الفاسدة.  فالرجل الذي يتضايق من قيم امرأة ذات اصالة و اخلاق عالية يسعى فاشلا  لمضايقتها اكثر بسبب فشله المتكرر و لانه يعبر عن قلة قيمه اولا و عن طائفية ثانيا او عن لا وطنية ايضا لانه يعكس ما في نفسه الكريهة على غيره عندما يصف عدم استحابة المرأة لسخافاته او سخافة احد من بيئته الفاسدةانه فتنة طائفية!!!او اساءة للوحدة الوطنية !!! ان ذلك هو اسلوب الفاسدين  فاقدين القيم من النا..!س! ناس؟! اقصد حيوانات ناطقة من غير عقول خلف نطقهم، و بلا استصغار بالحيوان لان الحيوان افهم.
فعقل! او عقول صغيرة هو صفة اولئك الفاسدين، الذين يمثلون بالمجتمع العربي مجتمع فساد و هم من الواقع.

ماري مارديني

8
المنبر الحر / أطفال لاجئين
« في: 16:28 12/06/2016  »
يلجأ للدول الاوروبية كل سنة اعددا من الاطفال الذين يقصدون  بمفردهم اوروبة دون اسرة بجانبهم او اي فرد راشد يعرفونه في طريقهم لاوروبة ، هم يلجأوون بمفردهم! ان العدد لاولئك " الاطفال " اللاجئين في السنوات الاخيرة وصل الى اضعاف  مما كان عليه في في السنوات الماضية في معظم الدول الاوروبية المضيفة لهم .

تختلف الظروف التي تجعل الاطفال يعبرون الحدود بمفردهم مع اخرين او "مع مهربين". فربما بعضهم قد فقد اسرته على الطريق.. ، او ربما ان اسرته التي كانت معه بالبداية  لم تعد تكفيهم نقودهم للهروب او اللجوء معا..  فأرسلوا الطفل بمفرده!.. او ربما هناك  اسباب اخرى عديدة متفرقة جعلت طفلا يعبر حدود دول متعددة بمفرده و بوسائل خطيرة على امنه و حياته !..  ليست  الاسباب هي موضوع المكتوب هنا لان  الموضوع الاهم هو ذلك الطفل و تلك الطريقة التي من الممكن ان تعرض الطفل لمخاطر عديدة اضافة لما تعرض له من مخاطر الحرب و ظروفها التي عاشها ، و مشاهدها التي غالبا تعيش بذاكرته و تقلق اوقاته و نومه. او ربما لمخاطر اخرى غير الحرب ربما اقتصادية او اجتماعية،

كيف خرج الطفل عبر حدود دولته اولا!؟ و كيف سافر و دخل و خرج عدة حدود لدول متفرقة بعد ذلك ! هل هناك من ينظم مثل ذلك اللجوء للاطفال؟! او هناك من يستغلهم!؟ او يستغل اسرهم!؟ و قبل كل شيء كيف لاسرة ما ان تدع الطفل لوحده مع مهربين  دون وجود راشدين معه، او من يحميه اثناء و خلال و بعد رحلته عبر الحدود؟!

توضح الاحداث ان عدد كبير من اولئك الاطفال يتعرضون الى السرقة، او الاغتصاب، او للخطف و ربما  استغلالهم لسرقة  اعضائهم الجسدية لبيعها و ربما يتعرض البعض للقتل او الغرق و نسبة معينة تختفي في الطريق او تختفي  بعد وصولهم الى الدول الاوروبية !

فحقوق الطفل التي يجب ان تكون محمية و مصانة و التي وقع و وافق عليها معظم دول العالم ان لم يكن كلهم و هي ابسط حقوق له في الحياة الامنة و الحماية و الانسانية و التعليم و الرعاية،  من الذي يكفلها للطفل عندما يتشرد الاطفال و يتعرضون لكل ما يتعرضون له من جراء الظروف الامنية او الحربية او الاقتصادية او الثقافية او الاجتماعية المختلفة بالعالم التي يصبح ضحيتها الطفل و كرامته و امنه و سلامته. فحقوق الانسان كاملة هي من حقوق الطفل بالاضافة لحقه لضمان حماية حقوقه و الالتزام في  تأمينها له ـ نظرا لانه غير راشد ـ من قبل الدولة و المجتمع. فمن المسؤول عن موت و سرقة و اغتصاب و تشرد و اختفاء او قتل الاطفال و ابعادهم عن طفولتهم و ألعابهم و بيوتهم و مدارسهم  اثناء الكوارث و الظروف المرافقة و التابعة لها. ألم يتفق العالم على حقوق الطفل و حاجته الى رعاية و حماية خاصة من التأثيرات المضرة و سوء المعاملة و الاستغلال ليتمكن من النمو لافضل مستوى يمكنه ان يحققه. فأين وضع الطفل ذاك من المعايير المتفق عليها المرتبطة بحقوقه قانونيا و مدنيا و ثقافيا و اجتماعيا و تعليميا.

و الغريب ان البعض من اللاجئين " الاطفال اللاجئين" يكذبون بأعمارهم و يعطون اعمار اصغر من عمرهم الحقيقي لكن الفحوصات الطبية و المعلومات المتوفرة لدى المختصين تكشف العمر الحقيقي التي يقدمها اللاجئ الذي يدعي انه اقل من عمر الرشد! و السؤال لماذا يعطي البعض عمر اقل من عمره الحقيقي؟ ان استغلال القانون و التحايل الذي يقوم به تكشفه الفحوصات الخاصة حيث تكشف عمره الحقيقي، فهو بذلك يضيع وقت الموظفين ،و النفقات الخاصة بذلك ،و الاهم انه يضيع مكان طفل فعلا يحتاج للحماية و المكان الذي اخذه منه ذلك اللاجئ الذي يكذب بعمره،  و اين يختفي بعض اولئك مدعين الطفولة فيما بعد؟! و لماذا يقوم بعضهم بالشغب و التخريب و احيانا الاجرام في الدول التي تسعى لحمايتهم!؟.

و السؤال او "ربما اتجرأ و اقول الحل المقترح نظريا الذي اراه مناسبا" لماذا لا تقوم الدول الجوار بالاتفاق مع دول الاطفال التي بها كوارث و حروب بتأمين انتقال الاطفال رسميا و مؤقتا إليهم مع سجلات موثقة عنهم  الى بيوت خاصة و ضمن شروط و رعاية خاصة متفق عليها مسبقا و وفق معايير حقوق الطفل و  ضمن تخطيط بين الدول المتعاونة لضمان سلامة و امن و حقوق اولئك الاطفال دون استغلالهم و دون استغلال وضعهم و اسرهم  ريثما يمكنهم العودة لبلادهم و بيوتهم بعد انتهاء المخاطر التي تهدد امنهم و سلامتهم و دراستهم بدلا من يتشرد الاطفال و يتعرضوا لمخاطر عديدة ... و الا ماذا يعني التوقيع على اتفاقية حقوق الانسان و حقوق الطفل .أليست الدول المجاوة للدول التي تحدث بها الكوارث و الحروب اولى و انسب للاطفال اولئك  كي لا تختلف عليهم اللغة او المنهاج المدرسي او التقاليد و نوع التربية المعتادين عليها. كي لا يخسروا سنين في تعلم اللغة و الثقافة الجديدة التي ليسم مهيئين لها اصلا في بيوتهم التي ربتهم على ثقافة اخرى مختلفة كليا عن ثقافة اوروبا. و الهدف ان لا يكررون امثلة من اللاجئين الراشدين  الذين عاشوا سنوات طويلة في الغرب لكنهم لم يستوعبوا ثقافة و قيم الغرب و لم يتعلموا على طبيعة شعب الغرب و انسانيتهم النبيلة، فتطلب احدى النساء  المقيمة في احدى مدن اوروبا من ادارة المسبح الذي في مدينتها ان يخصصوا يوما للنساء في المسبح!" الاقتراح ليس ممنوع ، لكن الفكرة ..!" او يعترض احد الرجال و يشتكي على المدرسة لانهم لا يقدمون في وجبة الطعام للتلاميذ ـ الذين ابنه احدهم ـ لا يقدمون لحم مذبوح حلال! مع ان المدرسة تقدم ثلاث وجبات مختلفة احداها سمك و الاخرى نباتية، و مع ان مدرسة  بلد ذلك الرجل لا تقدم اي وجبة طعام لابنه لو كان مازال في بلده ، كما انه لم يكن بمقدروه ان يرسل سندويشة مع ابنه للمدرسة . و ولي امر يعترض على المنهاج المدرسي في مدينة اوروبية لانهم لديهم مادة البيولوجيا و يتناولون التربية الجنسية. مع انهم  يعلموها بشكل راقي و حضاري و وقور لهدف علمي، لكنه اعترض لان ذلك على حد قوله يفسد اخلاق الطلاب! و كأن العقل و العلم و الفهم مفسدة برأيه! فهو لا يعرف ان مفاسد الاخلاق تأتي من العزل و الجهل و القمع و الخرافات . او اخر يرفض ان يقوم طبيب نسائية في اسعاف زوجته التي في حالة ولادة طارئة في وقت غير متوقع و في مكان غير متوقع و ليس بالمشفى فالطبيب الذي قدم خدماته ليس الا رجل غريب يقول الزوج! فالافضل ان تموت الزوجة و الجنين و لا ان يسعفها انسان طبيب رجل يقوم بدوره الانساني قبل المهني الذي ادى به قسما و وعدا لشرفه و مهنته. او في حالة اخرى ترفض مريضة مصافحة الطبيب الذي سيكشف عليها! فهو رجل كيف ستصافحه تقول له! يمكنه ان يكشف عليها لكن لا يحق له ان يصافحها اثناء استقبالها في العيادة!.. أليس الدول المجاورة  لمثل اولئك الحالات اولى بإستقبالهم اذا كانوا لا يريدون الاندماج  بالمجتمع بعقل و وعي و لا يريدون ان يستوعبوا ثقافته بل  يريدون ان يفرضوا شروطهم على التعليم و الصحة و العادات و كل  المجتمع في اوروبا و ربما البارات ايضا!. نسبة كبيرة من الحالات لا تعرف ان استيعاب ثقافة الغير و احترامها و الاندماج بمجتمع الغير لا يعني تخلي عن الثقافة الخاصة و لا يعني انكار لها و لا يعني نسيان ايجابياتها، و كذلك لا يعني ان افراد الثقافة المغايرة يشبهونهم في السلبيات. الحالات السابقة هم امثلة و حالات  ينسون ان الناس يختلفون عن بعضهم بالتفكير و الثقافة  على الرغم من تشابههم في اشياء كثيرة تربط بين الناس . و هم لا يمكن التعميم من خلالهم على كل اللاجئين و المهاجرين في اوروبا، فهناك من اللاجئين و المهاجرين من يتفوق على ابناء البلد الاصلي بالعمل و الدرس و الثقافة و الجهد و العقل.

ان السطور الاخيرة في الموضوع ليست مفصولة عن الاولى، و ليست غير موضوع، و لا تبديل موضوع، بل هي من اساس الموضوع و مكوناته . فالجهل يسبب افرادا غير واعين غير متحررين فكريا غير مستعدين للتفتح و التطور و الاندماج و احترام قوانين الدول، لا يحترمون غير ثقافات و لا يرون ايجابياتها. ان قلة الوعي و قلة المسؤولية تصنع الكوارث و الحروب، و تسهم في  تشريد الناس، و في لجوء البعض من الناس الى  الكذب و  التحايل على القانون و استغلال الاخرين لا سيما الاطفال الذين هم ثروة يجب الحفاظ عليها و حمايتهم لانهم مستقبل البلاد .

ماري مارديني

9
امثلة :  كان يسكن في ذات العمارة التي تسكن بها تلك الشابة التي تم قتلها بذريعة الشرف،" تلك الجريمة القانونية" و كأن القانون يكذب على نفسه حيث ان القاتل مجرم لكنه بحالات معينة" مجرم قانوني " يحق له القتل حتى لو كان مخططا له و مدبر. فالقانون بدلا من ان يُعاقب القاتل فإنه يُعاقب الضحية ، و بذات الاهمية ان القانون بدلا من يُعاقب الُمسبب فإنه يُعاقب ايضا الضحية و يحمي قاتل الضحية.
هو ينتمي لديانة مغايرة و هو المسبب ، و هي تنتمي لغير ديانة، فتقوم اسرة الفتاة بمعاقبة ابنتهم التي هي ضحية و تترك الاسرة ذلك الشاب الذي كان يعبث بمشاعر تلك الفتاة . لعل القانون يتملص من قصوره في مثل تلك الامور و القوانين التي لا يمكنه ان يعدلها ،و سوف لا يمكنه ذلك  لاسباب معروفة هو ان القانون نفسه ليس حر انما تابع، فيلف القانون على نفسه و يخفف عقوبة القاتل و يترك المسبب حرا و كأن القتيلة ليست انسان.

مثال : فتاة لم تستجيب لمحاولات رجل مسلم ينتمي الى ديانة  تختلف عن ديانتها و يبقى يحاول ملاحقتها الى ان اختطفها مع اخرين اثناء عودتها من عملها  الى بيتها. فتمكنت بعد فترة من الفرار و العودة لبيتها . ذلك الذي اختطفها كان يسعى الى اذيتها و الاساءة لها لا غير .

مثال : امرأة تتزوج من ديانة غير ديانتها و يصبح لديها فتاة و بعد ذلك تختلف مع زوجها و تطلقه فيسمح له القانون بأخذ ابنته لان امها من ديانة تختلف عن ديانته و لا يحق لها تربيتها! فالرجل يحق له زوجة من غير ديانته لكن لا يحق لتلك الزوجة ان تربي ابنتها! و القانون يقر و يسمح  بذلك.

مثال : رجل يتزوج من امرأة مسلمة و لكن كان يجب عليه ان يتبع ديانتها بالقانون "اي  الاجبار بالدين " لكي يتزوجها لان الرجل من اقلية و المرأة من اكثرية ، و القانون يخضع لديانة الاكثرية!.
 
الحالات السابقة اتية  من الواقع  و هي جزء من امثلة كثيرة ، الحالات السابقة تمثل قانون له احكام متناقضة في ذات المكان.


مثال : دخلت معلمة الديانة الاسلامية لتعطي درس الدين للطالبات المسلمات في فصل فيه طالبات من اديان مختلفة، وقفت عند باب الفصل و ضربت بيدها على الباب المفتوح قبل ان تدخل و هي تردد مع ضربات يدها على الباب و بطريقة و نظرة  لا توصف الا بلؤم " مسيحية طلعي لبرا " تطلب من الطالبات المسيحيات بتلك الطريقة  الخروج من الفصل و قبل ان تدخل هي اليه ، فبدلا من ان تدخل كباقي المدرسات مبتسمة و قبل ان تلقي التحية و تقول بذوق من يريد ان يذهب لدرس اخر ليذهب ..
 
مثال : طالبة مسلمة تريد ان تبدي لطفها مع طالبة مسيحية فتتكلم عنها "مادحة اياها" و تقول كم هي جيدة و لطيفة، مع انها مسيحية!

مثال : شاب مسلم اتى الى زيارة صديفة المسيحي و قبل ان يدخل الى بيت صديفه  طلب منه ان يأتي معه لكي يمشي معه بشوارع المنطقة التي يسكن بها صديقه المسيحي لان ذلك الشاب المسلم  قال انه سمع ان البنات في تلك المنطقة متحررات!و يريد ان يذهب لكي يرى و" يتفرج!" و الغريب و السييء كيف يفهم ذلك الشاب المسلم التحرر و  صفة  متحررات ! فما كان من الشاب المسيحي الا ان قال لذلك الشاب الذي لم يفهم معنى التحرر و لا يحترم نفسه ان لا يأتي مرة ثانية لزيارته ، و لا الى تلك المنطقة .

مثال : طفلة مسلمة  لم تذهب الى المدرسة بعد عمرها بضعة سنوات تلتقي فتاة مسيحية اكبر منها بعدة سنوات و تتعرف عليها لاول مرة و تقوم تلك الطفلة المسلمة بسؤال الطفلة المسيحية مباشرة هل انتم شيعة ام سنة!؟ الطفلة المسيحية لم تكن قد تربت على ذلك النمط من التربية الحشرية و التفرقية و لم تعرف عن الاديان و تعصبات تربية البعض منذ الطفولة او التفرقة بين الناس، و لم تكن تعرف اصلا ما السنة و ما الشيعة ،و ان الدين بتعصباته هو ما يحشو رؤوس نسبة من المسلمين  الشرقيين منذ الصغر في بيوتهم و بيئتهم ا و ان الانسان يتصنف حسب الدين ، و بذات الوقت هي من تربية سامية الفكر و الروح لا تتعرف على الناس و لا تتعامل معهم على ذلك الاساس لانها تربت على ان الناس كلهم ناس و الفرق بينهم بالاخلاق و العقل و التعامل و العمل.

الحالات المذكورة سابقا ترجع الى التربية التي تلقاها اولئك الامثلة  و غيرهم ، و يوجد بالمجتمع الكثير المشابه لها و على كل المستويات و المجالات .

المجتمع يبدأ من الفرد، و الفرد يؤثر على المجتمع، و المجتمع يؤثر على الافراد، و عندما يكون الافراد سليمين التربية و العقل و النفس يكون المجتمع سليم و معافى. الفرد يبدأ في بيته و يتربى في اسرة و الطفل يرى و يقلد فهو يرى و يسمع كيف يتصرف و كيف يتعامل و كيف يسلك الراشدين في محيطه مع غيرهم و بدوره يتعلم منهم بالملاحظة و السمع  اكثر مما هم يعلموه بشكل مباشر. فما يراه ينغرس بفكره و يؤثر على سلوكه و يخرج معه سلوكه و افكاره نحو  الاخرين في المجتمع. و المجتمع فيه العلاقات و فيه القوانين التي يجب ان تنظم تلك العلاقات بعقلانية و موضوعية و تساوي و عدل . فذلك الشاب المسلم  في المثال في السابق الذي يريد ان يمشي بمنطقة معظم سكانها مسيحيين ليرى  متحررات! كما قال بكل جهل بفهمه للتحرر ! فإنه عندما كان طفل و كان  يسمع  عبارات في بيته حول اتباع غير دين ان ما تربى عليه و سمعه في بيئته  من افكار سلبية غير موضوعية عن المسيحيين ترك اثره بتلك الافكار التي انطبعت بفكره . و يشبهه في ذلك الذي اختطف تلك الفتاة المسيحية ، او ذلك الذي تسبب في مقتل اخرى .. او تلك المدرسة او غيرهم من بقية الامثلة السابقة او الغير مذكورة انما توجد في المجتمع الشرقي و هي ظاهرة 
 و تلك الطالبة التي ارادت المديح لمسيحية فقامت بالتعبير عن عمق سوء افكارها التي تشربتها خلال تربيتها ، و سوء احكامها التي تربت عليها في بيتها نحو المسيحات اذ قالت انها لطيفة و جيدة  " مع انها! مسيحية !" فما هي صورة المسيحية التي كانت بذهنها اذن! و هي خريجة جامعة! فماذا بدل بعقلها العلم و الجامعة ! مما يدل على ان الدراسة التي درستها لم تطور بعقلها شيء و لم تمحي شيء من جهل تربيتها نحو اتباع غير ديانات! ان الاحكام المسبقة جاهزة دوما عند البعض و متوارثة دون استيعاب او محاولة تفكير.

القانون عادة يوجد كي ينظم المجتمع. الافراد هم من يضعون القوانين،و الشرط بالقانون ان يكون مساوي و عادل  بين جميع الناس و غير قائم على التفرقة ، و غير قائم على اكثرية او اقلية، لانه يجب ان يقوم على اساس الانسان و الموضوعية و التساوي و العقل بعيدا عن التعصبات . فكان اجدر بالقانون ان يعاقب ذلك المسبب لقتل الفتاة في المثال الذي سبق ،و ليس ترك المسبب بلا مسائلة و كما انه لم يفعل شيء، لكن اسرة الضحية تعرف ان القانون ليس مع الفتاة  لانها ليست من اكثرية فبدل ان تحمي الفتاة من المسبب و من القانون قاموا بقتل الفتاة. و المسبب استغل الفتاة و القانون، اما القانون فقد ترك المسبب و تجاهل الضحية و خفف حكم القاتل. و القانون حمى المسبب و تركه!...  يا سلام على الانصاف!

عندما تكون تربية الافراد بالمجتمع خالية من التعصب ،و عندما تكون ايجابية و بعيدة عن الافكار السلبية، و كذلك عندما يستقل القانون عن التعصبات و التبعيات و المحسوبيات، و بإختصار عندما يستقل عن الدين . فإن تلك الحالات لا توجد بعد و لا تتكرر.

بعض الاسر المتعصبة التي تهاجر للغرب لا تستطيع ان تخرج عن تلك التربية المتعصبة وتلك  النظرة للغربي مع ان بلاد الغرب لا تقودها الاديان و لا التربية المتعصبة انما يقودها العقل و  القانون و الانسانية فالعقل هو عصب المجتمع و الناس . و ان كانت تلك الاسر لا تسعى الى تطوير عقولها و نفسها و نظرتها فلا ادري لماذا لم تهاجر من الاساس  الى بلاد تشبه نمط البلاد التي تربوا بها و تعلموا بها التعصب وكره الاخر واغلاق العقل .. لانهم يندمجون بمثل تلك البلاد و ليس بالبلاد الغربية التي تسامت عن ذلك بعقل و انسانية و حضارة.

تلك الامثلة جزء من غيرها من الامثلة المتشابهة جمعتها خلال وقت طويل بدأ منذ الطفولة ، و جمعتها من احداث اجتماعية واقعية، و تللك القصص كانت تشير الى ظلم اجتماعي برعاية القانون و برعاية التخلف و التعصب و الجهل التربوي عند نسبة كبيرة من الناس في المجتمع ككل. هي امثلة طرحتها في نقاش مع احد الافراد | لا يهم ان كان واحد او واحدة انما فرد| لانها امثلة تمثل صورة مجتمع فيه الجاهل و فيه المتعصب و فيه المتخلف و فيه الاستغلالي و فيه البريء. هي حالات تتكرر و السبب لا يحتاج الى ذكاء و هو ان نمط التربية و نسق المجتمع اولا والقانون ثانيا  فكلاهما معا يحتويان على الخطأ،  و يصنعان تلك النماذج السلبية مثل تلك المدرسة، او الطالبة، او الشاب، او القانون الذي لم يحاسب من يختطف فتاة بالقوة ، و القانون الذي يفرض على غير المسلم ان يصبح مسلم اذا تزوج مسلمة، و العكس ليس صحيح! ، و الذي يسمح لاب بأخذ ابنته من امها لان امها تتبع غير دين الاب المسلم و لا يعتبر ان لها حق بتربية ابتنها .. ، هذا جهل و تخلف و ظلم للابنة و الام و المرأة بشكل عام، و كذلك للرجل و للاقليات، و ايضا عدم احترام،  و تفرقة، و تعصب،و فكر غير ايجابي قائم على تعصب واحكام  و افكار و اهداف مسبقة نحو الاخر، و اعاقة للوطن.

الفرد الذي طرحت تلك الامثلة عليه لنقاشها قد  بدا بدوره  متعصبا لانه يؤيد ذلك القانون بغباء و خوف و يدافع عنه دون فكر! عند سؤاله لماذا اتى الجواب منه ان الدين يقول ذلك ! الدين يقول ذلك لكن ما هو رأي ذلك الفرد !وماذا يقول ذلك الفرد! ان ذلك الفرد ليس له رأي بما بقول الدين او افراد يتغلفون بالدين ، لان ذلك الفرد  اوقف عقله و سكره و لغاه عندما وصل الكلام الى الدين.

ان استعمال العقل اثناء الكلام عن الدين لا يعني ان الانسان يستهين بالدين،فالعقل موجود عند الانسان للاستخدام و ليس للتخزين ليأكله الصدأ ، و الخوف من استعماله.  لكن يجب ان لا يستهين الانسان بعقل الانسان ، و لا ان يستهين القانون بحقوق الناس و عقولهم ، و ان لا يسمح القانون بإستغلال الناس لبعض .. ان مثل ذلك القانون يسهم بالجريمة و الاستغلال من حيث لا يدري او ربما يدري . و ان مثل تلك التربية اللاغية لعقل الفرد تؤدي الى الاحكام المسبقة و العقل المغلق و  تجعل شاب يستغل فتاة، او تصنع  شاب حشري و متطفل على مجتمع غيره بطريقة غير سليمة و لا صحيحة و لا عقلانية.

فالتربية و القانون عندما يتجهان للسلب بالمجتمع يختلفان عن حال اتجاههما نحو الايجاب من حيث الاثر و الدور، و حتى المجتمع الواحد فيه انواع تربيات متعددة احيانا. من المعروف مثلا ان الغرب لا ينطلق من الدين و هذا لا يعني ان الغرب لا يحترم الدين لكن الدين له اماكنه الخاصة به و من يريد الدين عليه بتلك الاماكن و عليه من نفسه و ليس له علاقة بغيره لان الدين مسألة شخصية و احترامه يكون  بتخصيص اماكن له لا يتعداها. اما القانون فهو يجب ان يكون  فوق كل الاعتبارات و الانتماءات و الافراد،  و هذا ما يمييز الغرب بمساواته بين الناس و هذا طبعا معروف عن الغرب و ليس جديد . اما في الشرق فقبل الناس و قبل القانون و قبل السياسة و قبل كل شيء و اخر كل شيء و اثناء كل شيء يظهر  الدين في كل المجالات لذلك تقف العقول عن العمل عندما يصل النقاش او الحوار الى الدين عند نسبة كبيرة من الناس في الشرق، و تنهض العصبية الدينية و التكتلات و العداوة، لان النسبة الاكبر من الذين يقمع عقولهم الدين  تترجم كل شيء من ناحية دينية بحتة. حتى لو لم يكن شيء له علاقة بالدين ،و حتى لو كان جدال او نقاش او موقف عابر او مشكل يكون  فيه الصح واضح و الخطأ واضح. التعصب الديني نتاج  التربية و القانون معا و بهما يتعامل المتعصب و ينطلق لاغيا عقله  مما  يجعل المجتمع المتسم بذلك يتراجع اكثر و اكثر.

نقاش ذلك الفرد اتي من تعصبه المحض، و اظهر  تدني مستوى عقله و نفسه و قيمته كمدعي فكر و يريد النقاش. ان ذلك الفرد عبر عن جهل كبير به و عبر عن محاولة منه الى الاساءة لاصحاب اديان تخالف دينه مما اشار الى تعصبه الاعمى، وعقله الاعجر عندما عجز عن استخدام العقل ، تربيته التي جعلته يترك العقل جانبا عندما يتكلم بالدين ليتجه كلامه بالنقاش الى مستوى غير دال على عقل و لا على ادب حوار و لا على اسلوب سليم به و لا على هدف فكري او اجتماعي او عام لانه كان يتكلم بشكل يبدو معبر عن شخصيته بين الحين و الاخر و بكل تعصب . ذلك الفرد يرى كما قال  ان الاقليات يخافون ان ينقص عددهم ، و يرى ان الاقليات يخافون على مشاعر بعض لذلك يعارضون الاختلاط بالاكثرية . لكن ما بدا ان ذلك الفرد هدفه التقليل من عدد الاقلية اولا و هدفه جرح مشاعر الاقلية ثانيا، فقد عكس ما في نفسه من خلال حديثه و ان ذلك اسلوبه بالتعامل و التعبير، و تلك هي تربيته التي لغت العقل عنده عند الكلام بالدين مع احد من غير دين ، و عند تفسير و ربط اي شيء بالدين .. ذكرت لذلك الفرد ان الاقليات ليسوا متعصبين انما الاكثرية بالشرق هي المتعصبة و القانون هو المتعصب، و الاقليات يحترمون حريتهم الشخصية و حدودها، و لا يزعجون احد ، و ان الاقليات لا يحترمون الا من يحترم حريتهم و عقلهم و كرامتهم، و من لا يفعل ذلك فلا يعادوه لكن يتجنبوه لان ليس تربيتهم المعاداة و لا اساليب تعاملهم لانهم يستعملون العقل بكل الامور . و عندما لا يحترم القانون حرية الاقليات، و حقوق الاقليات الذين يقومون بواجباتهم على اكمل وجه فيعني ان القانون غير عادل معهم ،و منحاز ضدهم. لذلك لا يتعاملون و لا يقبلون لابنائهم و بناتهم قلة الاحترام او عدم المساواة ، و هم بذلك لا يتجنون على احد ،و لا يضايقون احد، و لا يتطفلون على احد. فهم كافين الناس شرهم لانهم ا صلا لا يعرفون الشر و لا يتعاملون به لان لهم عقل و قيم و مبادئ لا يلعبون بها و لا يقبلون لها هوان و هذا عقل و قيم و اخلاق و تربية سليمة ايجابية ، و اثبت لذلك الفرد ان الاقليات بشكل عام يستخدمون شر الاخر و سلبياته  بطريقة ايجابية، عندما يسعى الاخر ليلعب او يراهق. و يجعلون من الاخر امثلة قابلة للنقاش بهدف تطوير الفكر بالمجتمع لانهم امثلة سلبية ، و من طرحهم كأمثلة يمكن تحليل سلوكهم و توجيهه نحو الفكر و العقل و الضمير.

المجتمع المعافى ليس مجتمع متعصب او استغلالي او متسلط، و الفرد السليم لا يتطفل على غيره و لا يستغل و يلجأ الى طرق غير سليمة، و القانون العادل لا يظلم الاقليات او يستغبيهم او يهمشهم من بعض القوانين.
المجتمع العادل هو ذلك المجتمع الذي لا يفرق بين افراده  بلون او جنس او قومية او دين او اي انتماء و هو المجتمع الذي لا يهضم حقوق اي فرد و فكر و قدرة اي فرد فيه. و هو الذي يرى على المدى البعيد و ينطلق من مبدأ و فكر سليم و اضح نحو هدف سليم واضح  و عام دون ظلم الافراد و يعتمد اساليب سليمة نحو ذلك.و الافراد السليمين التربية و النفس و الروح و العقل هم من يصنعون مجتمع سليم، اما المرضى المتعصبين و المتخلفين يصنعون مجتمع متخلف يغص بالمتعصبين و المتخلفين. و هذا لا يحتاج لامثلة لانها حية و يومية و واضحة و منتشرة و بصور مختلفة .
و من المُلاحظ في الشرق  ان  المتعصب يتهم غيره بالتعصب ليبعد الصفة عن نفسه في حين انه يثبتها على نفسه اكثر ، و الطائفي يتهم الاخرين بالطائفية ايضا ليبعد الصفة تلك عن نفسه في حين انه هو الطائفي . و الفاسد الساعي الى تخريب الوطن يتهم غيره بتلك الصفة و يلطشه ظلما بضعا من تلك السطور الجميلة الخطوط  لكي يبعد صفة الفساد عن نفسه و يكتسب من اذى الغير ..لانه يتصرف حقدا و مرضا.

مثال واقعي على مستوى اساتذة جامعيين مسلمين يسعون للتحرش بطالبة مسيحية و بطرق مريضة و جبانة سواء بمحاضرة او عبر هاتف او عبر الاجراءات الروتيينة الادارية الرسمية! او يرسلون من يضايقها بالطرقات اثناء العودة للبيت! و هم متفقين على ذلك لان نفوسهم مريضة و لان اوهامهم اكبر منهم، او يضايقوها عبر هاتف بشخصية كاذبة و في الواقع يتظاهرون بصورة اخرى ، او يضايقوها هم و اخرون عبر البريد الالكتروني بشخصيات كاذبة  ، او بذات الطريقة عبر كتابات نقدتهم بها و اثبتت بها قلة عقولهم و جهلهم. فالرجل المريض المتعصب و الذي يعرف انه صغير القدر بقيمه و تصرفاته و افكاره يتصرف بتلك الطريقة الصبيانية البذيئة التي تصرفوا بها. و الذي يرى نفسه قليل امام غيره يتصرف كذلك و يسعى لتفريغ تعصبه و افكاره البشعة عن اتباع غير اديان بتلك الطرق المعبرة عن صغر عقل و قلة احترام للنفس و الاخر. و الذي يتضايق من الرجال المسيحيين ذوي الفكر يسعى الى مضايقة نسائهم. و الذي يتضايق من عقل المرأة المتفتح و قيمها الاصيلة خاصة اذا كانت مسيحية يتصرف بتلك الاساليب. اولئك مثال عن افراد لا يملكون لا عقل و لا قيم و لا نزاهة بالعمل و لا ضمائر.

الامثلة لا تحمل التعميم على دين و جميع افراده  لكن هي واضحة و كثيرة جدا و ملحوظة جدا بالشرق. و كل مجتمع فيه السليم و فيه المريض. فيه المتحرر و فيه المتعصب ، فيه الشريف و فيه القبيح. المهم هو التربية السليمة، و ان يكون القانون اسمى من كل محاور المجتمع،  فكما ان السياسة يجب ان تنفصل عن الدين كذلك يجب ان ينفصل القانون عن الدين و المحسوبيات.

ماري مارديني

10
كانت ليليث اول امرأة،  و كانت قبل حواء، و قد فكرت و استعملت عقلها فغضب ادم و همشها لانها ذات عقل ، و قد طالبت بالمساواة . و هكذا  فإن البعض من الذين يرون امرأة ذكية فإنهم يخافون منها ، و يسعون لتهميش عقلها و يصفونها كما وصفت  الاساطير ليليث . الى الان ان من يخاف من عقل المرأة يسعى الى ابعادها كي لا تزعزع كرسيه و تشاركه سلطته و تأخذ مكانتها الطبيعية  في مسألة مشاركة  الرجل بالعقل و الفكر .. ان من يرى بالمرأة فقط الانوثة و من  يريد ان يقمع العقول عند النساء و النشء الحديث هو من حارب ليليث سابقا و استهان بعقلها. فليليث امرأة خُلقت مثل ادم ،و بدأت بإستخدام عقلها ربما قبل ادم لانها كانت تقارن و تطالب بحقوقها بجرأة و لا تقبل اقل منها منذ بداية الخليقة. فليست ليليث سيئة و لا مومس كما وصفتها الاساطير،  و ليست خطيرة على المرأة "او على حواء"، و لا على الاطفال،  لكنها ليست مهضومة الحقوق فهي اول امرأة طالبت بالمساواة .
ليليث نادت بالمساواة قبل الجميع ، و ليليث فكرت قبل ادم لذلك شعر ادم بأنها تهدده ، و تهدد سلطته، فخاف منها،  خاف على نفسه فإشتكاها لله بعد هروبها لانها ارادت المساواة  مع ادم ، و لم تقبل تسلطه عليها، لانها تريد التعاون و الاشتراك معه بالتفكير.

 ترتبط ليليث ببابل و السومريين و بلاد النهرين  و هي اسطورة يُقال كانت قبل حواء ، لكن بعد هروبها خلقت حواء التي قبلت بسلطة الرجل عليها واكتفت  بدور التابع له . اما ليليث التي فكرت و التي اعترضت و التي ارادت حقها بالمساواة اتُهمت بأنها مومس،  معشوقة ، بغي و شهوانية ، و قد تم وصفها بذلك خوفا من عقلها لانها اعترضت ، و عندما لم تحصل على حقها تركت ادم و ذهبت لانها تريد العدالة و المساواة و لم تجدها . فهل هي مومس و بغي و معشوقة مجرد انها استخدمت العقل؟!. و اعتبروها فيما بعد  عبر الاساطير روح شريرة و وحش. ثم اعتاد الناس قديما وضع التعاويذ لحماية الحامل و الاطفال من روحها الشريرة ـ و يبدو ان من اتى بفكرة التعويذة اراد ان يثير الرعب بنفوس النساء و الاطفال و  ينبه  ان استعمال العقل يجلب لهم المشقة و الاتهامات الزور و التعب و من تستعمله من النساء مصيرها الهروب او التهميش ـ كما ارتبط اسم ليليث قديما بصفات ليست مستحبة كالمرض و الموت و الريح.

كم من ليليث في العالم و كم  من يتهمون كل  ليليث بذات الاتهامات و الاوصاف التي وصف بها اول ادم ليليث لانه و لانهم ليسوا على مستوى عقلها و وعيها، فهل العقل و الوعي خطرا او عارا !؟ الا عند الجهلة .  فكل واعية  متحررة ليليث، كل متحملة مسؤولية نفسها ليليث،   و كل مطالبة بالمساواة  هي ليليث ، و كل مفكرة ليليث، و كل حساسة ليليث، فهل ليليث عار!  و هل هو عار جمع العقل و الانوثة معاُ !؟ أليست ليليت انثى ايضا و جميلة و اجمل من حواء لانها تمتلك العقل اضافة للانوثة التي هي فقط احدى صفات المرأة و ليست هي  كل صفات المرأة ، لكن ادم اراد الانوثة فقط ،اي اراد نصف امرأة و هذا لم تقبل ليليث به لانها ذات عقل لا تقبل بتجاهل عقلها  او نسيانه ، ان  المرأة هي ليليث و حواء معا فهي روح واحدة .. اليست المرأة عقل و احساس . لكن من يُعادي ليليث ـ اي من يعادي عقل المرأة ـ هم من يريدون امرأة بلا عقل اي يريدون صفة واحدة من صفات المرأة فيريدون الانوثة فقط و .يعيبون على ليليث التفوق و القدرة !؟ فمتى كان التفوق و القدرة عيوبا ! أليسوا مزايا و حسنات؟!

ان المرأة و الرجل ليسا نقيضين،  و ليسا جهتي صراع ضد بعضهما، فكلاهما الانسان،و كلاهما له عقل يحق له استخدامه و يكملان بعضهما،   و هناك فروق فردية بين الرجال و فروق فردية بين النساء و طبعا ذلك اضافة الى الفروق الطبيعية  بين المرأة و الرجل بشكل عام. لكن الانسان هو عقل و عندما يرفض الرجل عقل المرأة ان ذلك يشير الى ضعف في عقله و نفسه هو. ان البعض يضيق الخناق على المرأة اذا راى  انها تقاسمه الدور و تتفوق عليه لانه يريدها تابعة له فقط و لا يقبل تفوقها عليه او حتى مساواتها معه.

و من المهم الاشارة الى ان ليليث الاسطورة المذكورة بالسطور السابقة هي ليست ليليت العقدة النفسية التي تصيب البعض.
ماري مارديني

11
المنبر الحر / لغة الجسد
« في: 16:14 15/05/2016  »
ان اشارة ما، او حركة ما، او لفتة ما ، او تغيير درجة الصوت و نبرته،  قد تعني اكثر من شيء و لها اكثر من مدلول ، ان  تفسير ذلك يعود على عدة امور مثل : من اين تصدر تلك الاشارة ، عن من تصدر ، و متى ، و ما هي ظروفها التي صدرت به ، نوع الشخصية و عمقها او سطحيتها و ثقافتها ...و ضمن اي ثقافة و مجتمع و مكان .. فالشعوب تختلف فيما بينها بطريقة التعبير و لغة الجسد التي يتبعونها ، و كذلك قد يختلف الافراد بذلك ضمن ذات المجتمع . مما يجعل تفسير الكثير من الاشارات و الحركات  تفسيرات خاطئة من قبل البعض للبعض الاخر ، و ذلك يرتبط بثقافات الافراد و خلفياتهم و اهتماماتهم و نوعية مجتمعاتهم و ما اصطلحوا عليه ايضا في مجتمعاتهم و ثقافاتهم ..فإشارة معينة بناء على ذلك قد تعني اكثر من شيء ، و قد يستطيع البعض فهم الحركات او الاشارات الصامتة او المرافقة للكلام، او قد لا يستطيع البعض فهم ذلك، او ربما قد يتم فهم ذلك بشكل خاطئ ايضا. فلغة الجسد قد لا تكون دقيقة و لا يمكن الاعتماد عليها بسبب فروقات التفسير بين المجتمعات او بين الافراد لانها لغة قابلة لسوء الفهم و التفسير الخاطئ . فإذا كانت الشعوب تختلف بإسلوب الكلام بين بعضها البعض "مثل اسلوب النقد المُتبع ـ  كطرح او فهم مثلا ففي النقد يكون المديح احيانا قد يعني الذم ، او الذم قد يعني  مديح لدى بعض  الافراد او البعض في  بعض الثقافات  ـ ، او اسلوب  النفي او الايجاب  مثلا بحركات الرأس فالحركة بالرأس بثقافة معينة تعني شيء مناقض تماما لما تعنيه ذات الحركة لدى شعب اخر "، كما إن طرق التعبير ايضا  بالحركات و الاشارات تختلف من فرد لاخر و من مجتمع لاخر  . " مثلا الصمت قد يفسره البعض على انه خوف ، او يفسره اخرون على انه تردد ، او يفسره اخرون على انه استهتار ، او استخفاف بالاخرين ، او يفسره البعض على انه ترفع عن الاخرين و مستواهم او   و استصغار لهم و تجاهل مثلا او عدم النزول بالمستوى، او قد يفسره البعض بأنه قبول . فكل شعب و كل فرد  له تفسيره الخاص حسب ثقافته و ادراكه و فهمه للموقف ، كما ان لكل فرد  سلوكه الخاص و طريقته الخاصة بالتعبير ، لذلك لا يمكن الاعتماد على لغة الجسد التي هي لغة صامتة قابلة للخطأ في التفسير . " مثال : البسمة قد تكون لطفا في بعض المجتمعات و في بعضها الاخر قد تكون خطأ ، او قد تكون احيانا  شفقة ، او تودد ، او محبة ، او مجاملة ، او سخرية ، او قد تكون عادة ما "  و  ممكن جدا اساءة فهم تفسيرها من شعب لاخر او من فرد لاخر.

ان الاشارة هي عبارة عن رسالة يسعى مرسلها الى ايصالها لكن قد يُساء فهم تلك الاشارة لسبب او لاخر قد يتعلق بالفروق بين طرق تصرفات و سلوك الافراد، او بإختلاف الثقافات او المستويات الفكرية و الاجتماعية ...فهناك شعوب تستعمل حركات باليدين او الوجوه اكثر من غيرها من الشعوب ، و شعوب تستخدم الجسد ككل اثناء الكلام لايصال فكرة ما للاخرين ، و حتى نمط الالبسة و نوعها  و الوانها و ربما ماركاتها و اسعارها  و كذلك البيئة التي يوجد بها من يرتدي تلك الالبسة تعد جزء من اللغة الجسدية التي لها اثر على ما يرسله الفرد حوله من رسائل ، فمظهر الانسان قد يعكس مؤشرات عنه  لغيره قد تكون صحيحة او غير صحيحة ، و قد يحصل سوء فهم لما ترسله تلك اللغة للاخر و خاصة عندما تكون الثقافات مختلفة و بعيدة عن بعضها في العمق و المسافات .  " مثال:  اللون الاسود لدى الكثير من الشعوب هو لون يستعملونه في البستهم في المناسبات الحزينة ليعبروا به عن حزنهم على فقدان احد ما، الا ان بعض الشعوب تستعمل اللون الابيض في ذات المناسبات المشابهة ليشيرون باللون الابيض  الى نقاء الروح و قدسية المناسبة. في بعض المجتمعات يرتدي الرجل ربطة عنق سوداء بالمناسبات الحزينة بينما في مجتمعات اخرى يرتدي ربطة عنق بيضاء "
 .
 بشكل عام كل الناس يستخدمون لغة الجسد لكن بنسب متفاوتة بين الافراد و الشعوب ، و تعد النساء اقدر على تفسير تلك اللغة و فك رمزها و معرفة صدق او عدم صدق الاخرين من خلال ترجمة اشاراتهم المعبرة عنهم، حيث ان المرأة تتميز بحساسيتها و قدرتها على التقاط الفكرة من الاشارة، او من ما هو ابعد من العبارة او الكلمة المُقالة ، و المرأة ايضا اقدر على التحكم بلغة جسدها من الرجل.

 مع ان لغة الجسد هي لغة صامتة ومتباينة بين الشعوب و الافراد ، و لكن مع ذلك فهناك بعض الاشارات التي يتفق على فهمها الكثير من الشعوب، كأن يشير احد بيده على شيء ما فيكون المعنى مفهوم لدى الجميع . و كذلك الوجه الذي يعاني صاحبه ألم و وجع، او الوجه الذي يشعر صاحبه برضى و راحة او سعادة ايضا  فإن معالمه تكون مقروءة للاخرين بتلك  الاحوال. الشخص الذي ينظر حواليه بحذر قبل ان يتحرك او قبل ان يتكلم مع احد فهو بذلك يعطي رسالة عن نفسه  بأنه  شخص مريب و غير مريح و لا يتم الوثوق به لان حركاته و نظراته تشير الى شيء غير مريح ، لان الشيء الطبيعي هو ان الذي يتصرف صح لا يحتاج ان  ينظر حواليه بخوف و حذر، فالنظرة ايضا تعكس ما يفكر الفرد به و ما يشعر به ، و بعض النظرات تترجم شر و سوء نوايا لدى صاحبها كما ان  بعض النظرات بالمقابل  تدل على جودة اصحابها و نقائهم. كذلك اسلوب الحديث ايضا فإنه يعكس الكثير عن  مضمون المتحدث، فذات العبارة او الكلمة قد يقولها شخصان في ذات المناسبة لكن قد تتضمنا معاني مختلفة من شخص لاخر و قد تعكسان خبثا او طيبة بالقائل . فربما يعتقد احد ما انه بارع بالكذب او التمثيل  لكن يسهو عن ان اسلوب حديثه او صياغته لحديثه و عباراته و تدرجها و ترتيبه لتركيب عبارته في الحديث يتجلى عن تمثيل او كذب او خداع واضح،  و مثل ذلك الشخص لا يعرف ان من يسمع عباراته يمكنه ان يمثل بأنه صدق القائل و ذلك بغية كشف خبث القائل . فلغة الجسد لها اهميتها و تتطلب خبرة و يمكن الاستفادة منها في التحقيقات كما في العلاقات اليومية لانها شيفرا و رموز.

ماري مارديني

12
الانسان والحياة / محمية للطيور
« في: 22:40 30/04/2016  »
في نزهة اتخذتها اليوم للتمتع بجمال الطبيعة و هدوئها، و بعيدا عن المدينة و الروتين اليومي،و لغسل اذناي بصمت الطبيعة و سكونها، مشيت في سهل يكسوه العشب،و تخترقه المياه ببحيراتها المتناثرة بتلك المنطقة ، كانت مجموعات من الطيور تتوزع على المياه،  وبعضها  تعلو في الهواء، و ترتاح بعضها على العشب، تلك الطيور حرة فهي تعيش بعالمها ذلك بعيدا عن بقية المخلوقات،  بعيدا عن الضوضاء، و المصانع، و الناس . تلك كانت منطقة اشبه بمحمية للطيور المختلفة  لتعيش بسلام و امان ، و قد اعتادت بعض الطيور الاخرى ان تتخذ من تلك المنطقة مكان استراحة لها  اثناء سفرها و تنقلها بين الفصول . صوت الطيور وحده كان يخترق ذلك الصمت بين الحين و الاخرليشكل موسيقى مسالمة و آمنة في  المكان ، صوت الطيور كان متناغما مع اصوات  بعضها البعض و مع المكان و طبيعته . فلا ضوضاء،  و لا اصوات اخرى، و اذا مر انسان بين الوقت و الاخر فيمر بصمت و هدوء كي لا يزعج تلك الطيور،  و كي لا تترك دعساته على الارض ما يؤذي ترتيب  المكان،سواء التراب او العشب. امتدت بين البحيرات ممرات انيقة و سلسة المسار ، تنتهي الى نهر و ميناء صغير لقوارب النزهات النهرية الصيفية.
لتلك المنطقة بطبيعتها و طيورها و فكرتها احترامها الذي تستحقه، و اثرها الذي تعكسه على الناظر او المار بها.واحترام للتحضر الانساني بترك الطيور على راحتها مع  الحذر من ازعاجها ، و الحذر من تشويه مكانها و سكونه. و تقدير فكر و احساس و انسانية شعب يخاف على الطيور من ان يعكر صفو و سكون محيطها ، و يسعى لتوفير مكان مناسب لها و للمهتمين بها، و المحبين للحفاظ على بقائها.

اثناء جولتي في المنطقة مر  بذهني سؤال هو:  ماذا لو كان الناس بالعالم كله بهذا الفكر و الاحساس و الذوق، نحو المخلوقات الجميلة هذه، و كانوا  بهذا  السعي لتأمين بيئة نظيفة و مناسبة لتلك الطيور و تركهم بهذا الهدوء و السكون و الحماية. فلا صياد، و لا قناص، و لا من يرمي بقايا سكائر او ورق بالمكان. سؤال عابر، محوته فورا من ذهني! لانه لو كان كل الناس بكل العالم بهذا الفكر، و الروح، و الاحساس ،و الانسانية بحماية الطير و تهيئة المكان الملائم له المشابه لهذه المحمية، لما ظهرت  الفوضى و النزاع بين الناس. فليس كل الناس في العالم يتمتعون بالتربية البيئية و الانسانية، و لا بالعقلانية ، و لا بهذا الامان الذي تتمتع به هذه الطيور. فهناك  من الناس من عاشوا في بيئة اجتماعية لم تربي بهم ثقافة المحافظة على البيئة لان بيئتهم التي تربوا بها  لم تشعرهم  بالامان نفسيا او اجتماعيا اصلا لكي تنمي بهم الاهتمام بالبيئة و لو  بأبسط مبادئها، و هذا ما  يعكسوه على البيئة و على الغير المحيط بهم،  و يتضح ذلك بتعاملهم مع الغير او مع البيئة .
 ان التعامل مع البيئة المحيطة و مواردها هو ثقافة و تربية  تعود الى مهارات و رقي و قدرة انسانية و مجتمع ايجابي واعي، اما الاساءة للبيئة و عدم استخدام مواردها  ايجابيا فهو  نتاج ضعف بالفكر، و غياب  العقلانية و الثقافة ،و هو جهل و عدم احساس بالمسؤولية .
الامر ينطبق على البيئة بشكل عام و ليس فقط على الاهتمام بالطيور و حمايتها ، فتربية الانسان على القيم و المعارف و المهارات اللازمة  التي تجعله يحافظ على البيئة،  وعلى  تقدير اهميتها ، و تطوير مواردها ،هي حضارة ، و علم، و تساعد على تحسين نوعية البيئة و الحفاظ عليها بما ينعكس ايجابيا على الانسان. و تختلف درجات التربية البيئية و انواعها و جديتها بين الشعوب،  فالفرق بين الشعوب يعود لنوع و عمق ثقافة  المجتمع، و اسلوب التربية الاسري و المدرسي و الاعلامي و العام،  وكذلك  الانتباه لاهمية التربية البيئية بالتطبيق و العمل و القدوة للاخرين. اما الجهل ،و زيادة اعداد السكان بشكل غير مدروس او غير منظم فهو جزء من اسباب الاساءة للبيئة . و ان اسوأ اسباب الاساءة و تلوث البيئة هو الحروب و اسلحتها .. بالاضافة الى انها تخلف و جهل و بُعد عن العقل و الانسانية. ان جزء من العالم لو انهم  على مستوى ان يفكروا بحماية الطير و حريته،  لما ضايق بعضهم بعضا، و لا تسلط بعضهم على بعض. و لما اساء بعضهم للبيئة، و الاماكن ،و الطبيعة، فما احوجهم   للثقافة ... فكم هي الطيور ارقى من بعض انماط البشر..فهي على اختلافها في  الانواع، و الاحجام،  و الالوان، و الاعمار و مع انها من ابسط انواع المخلوقات ، قد  تعودت ان تعيش معا بمكان واحد بسلام، فلكل نوع من تلك الطيور  مجاله الذي يحترمه ، و يتعامل مع مجالات غيره بإحترام و امان ، فما مشكلة الانسان مع الانسان، او مع نفسه ربما !؟ لدرجة ان الانسان صار بحاجة الى محميات تحميه من جهل غيره من الناس  و المتعطشين لاذى غيرهم و اذى البيئة و ما يتبعه من تلوث بها.
ماري مارديني

13
قالت زميلة  و هي مُعجة برأيها ! ان المرأة خُلقت للمطبخ! و للبيت! و ان مكانها هو المطبخ!!! فقلت لا هذا برأيك  فقط،  و بنمط تربيتك فقط،  و ثقافتك المُغلقة يا زميلة. فالمرأة برأيي خُلقت للصالون و الثقافة و الفكر ، و لا تقل عن الرجل بذلك إلا اذا كانت هي قد نشأت و تربت على انها اقل من الرجل بالفكر و الثقافة و العقل،و ترى نفسها اقل منه،  و تشربت من الصغر على ان مكانها المطبخ،  وهي  لا ترى غير المطبخ،  و ما زالت تكرر نمط جداتها اللواتي لا يعرفن اكثر من المطبخ.
قُلتُ لها  ان المرأة ليست طباخة،  و ليست باربي في البيت و غرفة النوم ، فذاك الذي تذكرينه يا زميلة هو منطق العصر الحجري،  و منطق سطحي خالي من البُعد التربوي،  و الثقافي،  و الاجتماعي الطبيعي . فكما ان المرأة تدخل المطبخ كذلك على الرجل ان يفعل، و طالما يريد الطعام فلا بد ان يُشارك بإعداده و هذا منطقي. و كما ان المرأة ستعمل خارج البيت فلا بد للرجل ان يشاركها العمل داخل البيت ، فكلا المرأة و الرجل قادران على الدخول للمطبخ،  و الطبخ،  و غسل اوعية الطعام،  و ادوات اعداده. و بالمقابل فكما ان الاثنين لهما عقل فكلاهما مهيأ للعمل خارج البيت و  للصالون و الثقافة و الفكر ، فهكذا تربيت و اعجبتني ايجابية و حضارة  التربية التي تلقيتها بالعقل و الاحساس و الروح، لانها تحترم الانسان ، و تحترم امكانياته،  و تساعد على تنميتها و تطويرها،فتشربت بها و اضفت عليها ايضا،  و هكذا أربي و انصح، فالمرأة ذات عقل و ثقافة.
قالت الزميلة ان المرأة تتزوج للستر!!! فقلت و هل هي غير مستورة من غير الزواج !؟!! و تابعتُ كلامي  قائلة لها ان المرأة تتزوج للاستقرار عندما تتزوج . و تتزوج عندما تقتنع . و ما اكبر الفرق بين المنطقين و النظرتين و المبدئين بين فكر سلبي و سطحي مثل كلامها ، و فكر ايجابي و عمق ثقافي مثله رأيي ." برأيي الشخصي"
ترجتني ان اجاملها و اقول ما قالت و اوافقها عليه ! فقلت اشفق عليك اذن. 
و قلت مُضيفة ان المرأة ذات عقل يرشدها، و من تكون ناقصة عقل ترى  ان المرأة تتزوج للستر، ا و انها خُلقت للمطبخ و البيت فقط. فما اشبه تفكيرها بتفكير العصر ما قبل الحجري! ا و كأنها تعيش بزمن الوأد للمرأة الذي ما زال حيا بتربيتها ، و بيئتها،  و كلامها ، و رأيها الذي قالته! فهي لا تعرف و لم تنشأ على ان كلا المرأة و الرجل قادران على التفكير و الثقافة لان لكلاهما عقل و هما متساويان. و لم تعرف تلك الزميلة ان اشهر الطباخين بالعالم هم من الرجال، و ان اشهر الخياطين و مصممين الازياء النسائية بالعالم هم من الرجال، و اشهر خبراء المكياج و التجميل و تصفيف الشعر هم من الرجال . و  لم تعرف ان اشهر من عمل بالتعليم ،  و اول المفكرين ، و المخططين ،و المعترضين،  و الممرضين ، و المعالجين،  و المطورين، و المربين، و المناقشين للامور بشكل ايجابي و فعال هن من النساء لان لهن فكر،  و عقل، و ثقافة. فالمسالة ليست بإمرأة او رجل انما بعقل و ثقافة و تربية يا زميلة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ذلك كان مقال كتبته منذ سنين الجامعة اثر حوار بدأ من "زميلة" متطفلة تربت في مجتمع مغلق الفكر و الثقافة، مجتمع لا يري بالمرأة الا التقليد و النسخ لجداتها و لا يراها الا اداة .
هي حالة من الحالات التي تربت تربية تفرق بين الرجل و المرأة بكل شيء ، و مثلها حالات وجدتها بالانترنت اثناء حواراتي مع عينات بحث قمت بجزء منه عبر الانترنت.
ان من يريدون ان يهمشوا عقل المرأة يسعون لزرع مثل افكار تلك الزميلة برأسها،لان هناك من يخاف من عقل المرأة فيسعى الى تربيتها على تلك الافكار كي لا تزعزع كرسيه و تشاركه سلطته و تأخذ مكانتها الطبيعية. ان من يرى بالمرأة فقط الانوثة هو من يُحارب عقلها ، و ينظر لصفة واحدة بها هي الانوثة دون العقل ، ناسيا ان المرأة ليس مطلوبا منها ان تكون انثى مع الجميع، و ان العقل هو المطلوب و هو الاهم . و لكن من يريد ان يقمع العقول عند النساء يرى بهن فقط الانوثة و يتعامل معهن من خلال صفة الانوثة فقط قائما بنشر الجهل و السلبية.

ماري مارديني

14
ان العمل هو طاقة و مجهود و  نشاط  فكري و اجتماعي و انتاجي يصب في مصلحة الفرد و المجتمع معا ، و ان كلا الفرد و المجتمع يتبادلان التأثير ببعض ، و كلما كان المجتمع اكثر تفتح و مساواة و موضوعية كلما كانت نتائج  العمل افضل على الفرد و المجتمع معا ، و كلما تم العمل بموضوعية و ابتعاد عن جميع انواع التعصبات و التحيزات كلما تم الازدهار و التطوير  بمستوى افضل، لكن التعصب و منه التعصب الديني يسيء لكلا المجتمع و الانسان و لا سيما المرأة و الاقليات . المجتمع السليم هو المجتمع الذي يعدل بين المواطنين حسب قدراتهم و لا ينظر لانتمائاتهم لا الدينية و لا القومية لانهم جميعا مواطنين يحملون ذات النسب لذات البلد حتى و ان كان لبعضهم جذور من قوميات سابقة، او يمثلون اقليات دينية.ان التعصب عندما يوجد فإنه لا يؤثر الا بشكل سلبي على العمل و على المجتمع ، و عندما يكون الدين مسيطرا على ادارة ما في العمل بشكل علني او بشكل خفي على السواء ، فإن العمل يكون متدني المستوى و النتائج،  ويكون فيه تجني على الاقليات و على المرأة و بالتالي تراجع و ضعف بنوعية و مستوى العمل بالمجتمع .

هناك دول تجاوزت التعصبات ، و ساوت بين جميع الناس قانونا و تعاملا، و قولا و تطبيقا، و بكل المجالات و الامور. تلك الدول تطور العمل بها و الانتاج، ،  لان تلك الدول تمكنت من الارتقاء و الاستفادة من طاقات و امكانيات افراد المجتمع، بأكمله و بعدل،  و سعت للعمل على راحتهم و تأمين شروط عمل و اجور مناسبة و معقولة ، تلك الدول خضعت لمطالب العامل و للنقابات التي لها دورها الايجابي، وقد  تم سن قوانين للاضراب عن العمل و تمت حماية من يقومون  بالاضراب عن العمل لان لهم حق بذلك . و اشتركت كل طبقات المجتمع بغض النظر عن الانتماء او الجنس  بذات الحقوق و الواجبات و المزايا بالمجتمع.

ان المرأة بطبيعتها عاملة، فهي عاملة في البيت ، و كانت عاملة منذ البداوة في الصحراء بما يناسب طبيعة حياة الناس الصحراوية ، و في عصر الزراعة عملت في الحقل ، الى ان عملت في المعامل ، و التجارة، و مع الزمن وصلت الى الادارات والسياسة و  مراكز اتخاذ القرار.
ان دور المرأة واضح بالدول التي تجاوزت مسألة الحديث عن حقوق المرأة او مساواتها.. فهي كانت و مازالت و ستبقى عاملة، ، فعلى الرغم من طبيعة المرأة ، و حساسيتها ، و دورها في الحياة ، و الاسرة، الا انها مع ذلك  استطاعت ان تثبت وجودها و قدراتها بمساعدة الرجل لها و القانون و القرارات السياسية الادارية المنصفة و المساوية بينها و بين قدرات الرجل بأي مجال، و مازالت المرأة بجانب الرجل ، و كذلك الرجل ما زال بجانبها بتلك الدول التي نهجت العقل و الحلول الواقعية لتطوير العمل و  الحياة و المجتمع من خلال التعاون بالعمل للعيش برفاهية و كرامة انسانية تحمي حقوق الجميع،  و تساعدهم على اداء ادوارهم في الحياة. و مازالت المرأة و الرجل يعملا  معا لاجل تحقيق حياة اكثر طمأنينة و نجاح و نحو مجتمع افضل و افضل، خاصة ان تلك الدول تجاوزت التعصبات بكل انواعها ، و فصلت الدين عن الدولة، و احترمت كل فئات المجتمع و اعطتهم ذات الحقوق و عليهم ذات الواجبات، و كذلك عاملت كل الدخلاء عليها بغض النظر عن اديانهم او اصولهم فعاملتهم  على انهم من افرادها، فأعطتهم ذات الفرص و الحقوق و بكافة المجالات  دون اي تفرقة اواي نوع من انواع التعصب، مما ساعد على دمج المجتمع و النهوض بسوية العمل و نوعيته ، وساد الاحترام المتبادل بين جميع العاملين، و تقدير الجهود المبذولة من الجميع ، و العمل المستمر للتطوير نحو الافضل للعامل ليمكنه ان يُطور العمل و يُقدم اقتراحات جديدة تستمع ادارات العمل له و تعمل به.و ذلك ساعد على ان النقابات اخذت دورها الفعال، و الذي ما زال يدعم العامل و حقوقه. فالعمل بالاضافة لانه مصدر دخل فهو بيئة اجتماعية تتسم بالوعي و الاخاء و الاحترام و التقدير لاي اضافة و تجديد او اقتراح.

لكن المشكلة تقبع بالعالم النامي، الذي لم يخرج بعد من تحت سيطرة الفكر الديني المتفاوت في  مستويات  النظر للاقليات الدينية، و  للمرأة ،و دورها ، و الذي لم يخرج من القبلية في تفكيره و تعامله ، و مع ذلك .فإن بعض الدول طورت دور المرأة بالمجتمع اكثر من بعضها الاخر ، و تفاوتت حقوق المرأة و واجباتها في المجتمعات النامية من بلد الى اخر و لا سيما بالنسبة لمجال العمل الذي هو محور الكلام هنا، لكن  دور المرأة في  العمل بشكل عام  بقي محدود للغاية ، و شكلي للغاية  في معظم تلك البلاد . التعصب الديني يؤثر على المجتمعات النامية حيث مازال الدين فيها هو المسيطر على المجتمع، مما يؤثر على المرأة سلبا. و عندما يكون بتلك الدول اكثر من دين فإن ما يحدث هو ان الادارات و المراكز و المناصب الاولى غالبا محدودة بأفراد دين دون غيره اولا، ان ذلك يكون بشكل خفي غالبا و ليس علني،  ثانيا مرتبطة بإعطاء الرجل مهام اكبر و اعلى من مهام المرأة.. فالمرأة تابع حتى بالعمل و الادارة و السياسة و القيادة. بكلمة اخرى كلما سيطر الدين على مجتمع كلما أبعد رجال الاديان الاخرى عن ادارات العمل،  و كلما أبعدت المرأة اكثر عن الادارات و بعض الاعمال،  و كذلك ابعدت المرأة الاتية من اقلية دينية اكثر عن مهام القرار بالعمل و مناصبه الادارية .
 ان التعصب الديني بالمجتمع  بالطبع  يسبب تفرقة في توزيع المناصب عندما يتم تفضيل طائفة على اخرى،  او دين على اخر ،و حجب بعض الاعمال و الوظائف و المناصب عن افراد  دين معين، و تخصيص اخر بها.
 فقط ببعض المجتمعات النامية  قد سمعت ان هناك دول لها دين و يستعملون  مصطلح "دين الدولة !"،  من المعروف عادة ان الافراد لهم دين ، لكن ان يكون للدولة دين فهذا يعني تفرقة،  و اعتبار الاديان الاخرى في البلد  اديان درجة ثانية ..، ان ذلك التعصب  يبطئ التقدم و التطوير في المجتمع الذي يرى الانتماء الديني قبل ان يرى القدرات و العقول،  فالوظائف و الفرص و الاعمال يجب ان تقوم على الكفاءات و القدرات، ليس على الانتماءات و القبليات او الطائفية و السعي لوضع عراقيل امام الاخر  في عمله او عملها، و احيانا يسبب ذلك سرقة جهود و افكار الاخر الاتي من اقلية بدل من تشجيعه على العمل المميز الذي يقوم او تقوم به ، لكن التعصب يجعل سلوك الافراد  نحو الاقليات و نحو المرأة سلوكا شبه اجرامي احيانا.
ان المرأة هي المتضرر الاكبر عندما يكون الفكر الديني مسيطر" بشكل مرئي او غير مرئي" على مجالات العمل. و البعض يستغل بتعصبه الديني بعض النصوص و يسعى الى ان   يقلل من اهمية دور المرأة  و قدراتها العقلية و النفسية و الجسدية بالنسبة للعمل و يرون فروق كبيرة بين المرأة و الرجل  ، فيرون ان الرجل هو الاساس و لا يرون ان الرجل و المرأة معا هم الاساس لبناء المجتمع و تطوير العمل ، و هو صاحب المشورة، فهناك اعمال  بالمجتمات النامية موقوفة تقريبا على الرجال دون النساء،  او محبذ بها ا لرجال اكثر من النساء كالقضاء و الحكومة و الاحزاب، فالقيادة غالبا  للرجل، و الرجل يقرر، و المرأة بالعمل تأتي بالمرتبة الثانية بعد الرجل ، و هذا يعطي مجال للرجل الغير سوي،  و قد  يظهر بسلوكه  تناقض ناتج  عن بيئة تعصب في النظر للمرأة و التعامل معها ، فالرجل الذي يبيح له الدين من جهة  الخوف على المرأة و حمايتها في البيت هو ذاته الرجل الذي من جهة ثانية  قد  يستغل المرأة و يسيء لمسيرتها و حريتها، او  قد يحاول ان يتجاوز حدوده معها بمجال العمل،  لانه من جهة اخرى يراها اقل منه،  او يراها خُلقت لاجله، فإما تستجيب لنزواته و ازعاجاته لها او تتحمل عقوبات في العمل او غير مجال ، و احيانا، والكلام لا يعني  تعميم،احيانا  تظهر سفاهة بعض الرجال بتعاملهم مع نساء من غير اديان بطريقة تعكس تعصب الرجل و نمط تربيته!،  و تدني مستوى ثقافته و  عمق تعصبه الذي يجعله يستغل وجود المرأة المغايرة له بالدين بمجال عمله فيعكس عليها امراض نفسه المتعصبة، لانه غالبا غير معتاد على رؤوية نساء اقليات  متحررات فكريا ، و ثقافيا ،و اجتماعيا ،  و المتجردات روحيا بشكل يفوق تعصبه و تخلف مستوى تفكيره ، و هذا ما لم يعتاد عليه في بيئته التي ربته بشكل  قمع له ،  و عزل للمرأة عن الرجل و المجتمع، مما يجعله يعتقد انه ممكن ان يستغل عمله ،  و يبرهن على جشع نفسه اتجاه امرأة من اقلية دينية لا تعنيه، بل يسعى بسبب تعصبه الى ازعاجها و ازعاج ما تنتمي اليه من اقلية كدليل على تعصبه المريض ضد اقليتها، و دليل على غياب احترام النفس لدى البعض من الرجال ضمن اعمالهم اذا لم يراهم احد. و  البعض يغيب عن باله  ان الاقلية هي  اقلية بالعدد فقط سواء اقلية دينية او قومية  ، و لكن  ليس بالفكر و الثقافة و العلم و القيم و المكانة و الاهمية. و ان المسألة مسألة نوع و ليس فقط عدد. ان ذلك النوع من الرجال موجود بأماكن العمل لكنه طبعا يمثل اشباهه السيئين  فقط  و لا يتم من خلاله التعميم على الجميع.
 ان الاقليات الموجودة بالمجتمعات النامية لم تحصل على حقوق كاملة بشأن الحصول على المناصب و الوظائف بشكل عام ،سواء كانت  اقليات قومية او اقليات دينية، و  يُعاملون معاملة درجة ثانية بعدد من المجالات ، فإن تعامل الاكثرية مع الاقلية بتلك المجتمعات على انهم درجة ثانية بالمواطنة  يزعج حرية الاقلية، و يتم النظر لهم من البعض  على انهم غرباء بالمجتمع المتعصب، و هذا بدوره يسيء لنسيج المجتمع و لمصلحة العمل، لان الاكثرية تنظر لهم على انهم ليسوا من المجتمع فينظرون للمسيحي مثلا على انه غربي مع انه المواطن الاصلي ببلده الذي صاروا هم فيه اكثرية مع الزمن،  و يتناسون انه هو من ترجم الكتب، و ارشف الدواوين،  و وثق ، و نظم دوائر البلدان التي تم غزوها و احتلالها عبر التاريخ، و هكذا تاريخيا ازداد الغزاة  الى ان صار صاحب  المكان الاصلي  اقلية مع الزمن،  و تم ابعاده عن مناصب القيادة الكبيرة في بلده،  و من بلده. اما المرأة من الاقلية فهي نشأت  حرة و متحررة، في بيئة متفتحة الفكر و الثقافة و عالية القيم، و لان الجو العام بأماكن العمل حولها متعصب و غير قادر على استيعاب تعدد الثقافات في العمل فهي تحترم عادات الغير ، و لانها تعرف انهم متعصبين فإنها لا تضع نفسها بجو يمكن ان يتم من خلاله فهم تحررها المسؤول بطريقة خطأ من بعض المتعصبين،  اوغير الفاهمين لان التحرر هو قيمة و مسؤولية و تربية اعتادت المرأة المتحررة عليه و بكل احترام لنفسها و عقلها حصلت عليه من مجتمعها و بيئتها، و هي مستحقة له ،و لا تقبل ان يُساء فهم تحررها من متعصب او محاول لاستغلال تحررها فهي تحترم حريتها التي هي قيمة و مستوى فكري عالي، فتتجنب من لا يستوعب فكرها و تحررها، او من يسعى لاستغلال تحررها او من يفهمه خطأ، فأقليتها تحترم فكرها المتحرر و لا تسيء لتلك القيمة ، و بذات الوقت  تكون المرأة بالطبع سعيدة و فخورة بما حصلت عليه من ثقة اقليتها  و تبادلهم الثقة و المحبة، فهي لها اقليتها التي تحترم وعيها و عقلها و لا تسيء التعامل مع وعيها و حريتها،  فالمرأة المتحررة لا تقبل بمجتمع اقل تحرر من مجتمعها اذا كان ذلك المجتمع سيقيد حريتها و ينظر لتحررها نظرة خطأ، و لا يحترم فكرها و قيمها. ففي العمل  انها تؤدي عملها بثقة بنفسها و تعتمد على قدراتها العقلية و العلمية و الانسانية و الاجتماعية التي تمكنها من العمل بشكل جيد ، و من التعامل مع الاخرين بإحترام ، ولا تقبل بالطبع ان يسئ  احد فهم تحررها و ثقافتها خاصة اذا كان متعصب و غير مستوعب لثقافتها، او متقصد لمضايقتها لانها من اقلية ففي هذه الحالة تضع حد لمثل اولئك الافراد.

ان التعصب يعيق التقدم و الازدهار بالعمل ،  و  يؤدي الى نزاعات و عراقيل في العمل قد تكون ظاهرة و علنية ، و قد تكون مخفية و غير علنية او غير مباشرة، و قد تصنع عداءات بين الموظفين عندما لا تكون الادارات نزيهة و عادلة و متسامحة،  و بسبب التعصب فإنه يصبح من السهل ان  يقوم مبدأ المحاباة على حساب المساواة ، و اعطاء العمل لمن لا يستحقه في بعض المجتمعات المتعصبة مع العلم انه يوجد من هو احق به، و اكثر اهلية و فائدة، و لكن بسبب انتمائه الديني قد لا يحصل عليه.و هذا من شأنه ان يسيء الى الثقة و الاحترام في العمل بين العاملين . كذلك يسيء الى  الثقة و الاحترام  بإدارات العمل عندما تكون طائفية و متعصبة او غير نزيهة. فيصبح مكان العمل مصدر مضايقات و تحيزات تسيء لعلاقات الافراد و بالتالي  للعمل و المجتمع.فيصبح التعصب من عوامل الفساد في العمل. ويشيرالتعصب الى ضعف في الثقافة.

اذا كانت المجتمعات المتقدمة ما زالت تسعى بقوانينها ، و نقاباتها ، و عمالها ،  و ستسعى اكثر الى تطوير و تحسين العمل و شروطه،  و مستواه و تحسين ثقافة ،و صحة ،و راحة ،و دخل  العامل ، فإن امام المجتمعات النامية الكثير من العمل على ذاتها لكي تتمكن من الرقي بثقافتها اولا ثم بالعامل، و العمل، ولكي يتطور  دور النقابات و تتطور قوانين العمل اكثر. فعندما نتحدث عن العمل و العمال فهناك فروق جذرية  بين مجتمع و اخر  لها اثرها الكبير على العمل و العمال و النقابات و قوانين العمل. و طالما هناك مجتمعات ما زال التعصب الديني او الطائفي فيها موجود فلا تطور ملحوظ ينعكس على العامل نفسيا او اجتماعيا،و لا على المجتمع،الذي يحتوي نقابات غير حرة من تسلط او اخر. و ان التعصب الديني هو من سوء فهم الانسان للدين،  و هو دليل على الابتعاد عن القيم الدينية ، و دليل على اخطاء تربوية تلقاها المتعصب ، فهو جهل بقيم الدين الصحيحة، و نتيجته اساءة للانسان ،و العمل، و بالتالي المجتمع. كما ان التعصب دليل عدم نضج، ودليل  عدم اكتراث بمصلحة الوطن.

ماري مارديني

15
إلبسي ما تريدين!
على ان تكوني مقتنعة و ان يكون اللباس مناسب لك و للمكان و المناسبة.
ان اللباس حرية شخصية و قرار شخصي بحيث يتلائم مع الثقافة العامة . ان شكل المرأة و زيها يمثلها و يمثل ثقافتها و هو لها وحدها، كما ان  لكل ثقافة نمط خاص بالالبسة و الازياء و الاناقة فلا يمكن لاحد ان يحكم على احد اخر من خلال نمط ثيابه، و خاصة ان كانت ثيابه مناسبة للمكان و الحدث و العمر ... فكل مجتمع له ثقافته ، و لكل ثقافة ما يناسبها، و يعكسها من ازياء او نمط لباس لافرادها و بشكل خاص المرأة ، و لا يمكن الحكم على الغير نهائيا من خلال ثيابهم، و طولها ،و قصرها، او عرضها، و موديلها دون ان  ان يفهم المرء  ثقافة الغير و طريقة تفكيره و عاداته .
و بالطبع  تختلف  وبشكل واضح انماط البسة الناس من ثقافة لاخرى و لاسيما  المرأة ، و ان اهتمام المرأة بأناقتها و ترتيبها هو لها هي وحدها  لتكون مرتاحة بما ترتدي طالما ردائها مناسب للمكان الذي هي به،  و كذلك مناسب لثقافة و عادات  المكان.  كل شخص واعي و مثقف  و يحترم نفسه و الغير و يفهم ثقافة الغير يدرك ذلك جيدا   إلا الرجل المتخلف و المقموع في مجتمعه المغلق و الذي يشكل نسبة من النمط المتخلف التفكير و النظرة و التعامل مع الغير و  الذي يرى ان اناقة المرأة هي للفت انتباه الرجل و ذلك لانه يعكس بهذه النظرة ما يجول بنفسه هو، و ما يعبر عن اسلوب  و فجاجة  نساء مجتمعه هو،  و عن جهله ان المرأة بالمجتمعات المتفتحة   تلبس لاجل نفسها هي ، فاللباس و الازياء ثقافة. 
المهذب و راقي النفس و الروح و العقل لا يفكر الا بشكل حضاري ، لكن من يفسر لباس المرأة انه للاغراء فهو الرجل المريض نفسيا، و الذي لم يرى نور الحضارة، و لا ثقافة الاختلاط الراقي المصحوب بالقيم  . او الذي اعتاد ان يرى النساء بمجتمعه و محيطه يتعاملن مع الرجل بتلك الطريقة السوقية، و يفكرن بالصغير من الامور لا اكثر لانهن بلا عمق ثقافي او مستوى فكري عالي نتيجة تربيتهن البعيدة  عن العقلانية و الواقع و الفكر الواعي .
الرجل العفيف النفس يحجب نظره عن امرأة لا تعنيه،  و لا يتطفل عليها بنظراته خاصة اذا كانت نظرات غير بريئة .و  من الملحوظ على بعض الرجال المتخلفين الحسيين  انه عندما تكشف المرأة قباحة نظراتهم فإن بعضهم  يدعي ان نمط لباسها لم يعجبه ليتهرب من المأزق بغباء بدل ان يعتذر عن قباحته و سوء تصرفه و يتعلم الادب و التهذيب من ذلك الموقف . " فمن لا يعجبه نمط لباس احد عليه ان يكف بصره و يقلع عينه بدل من نظراته المعبرة عن نفس دنية "،  و الذي يملك فكر و عقل  لا يصدر احكام على نمط البسة امرأة عندما لا يفهم ثقافتها و عندما لا تسيء له و لا لاحد ، خاصة عندما تكون ملابسها ليست غريبة و ليست ملفتة للنظر بشيء ، مما يشير الى ان امثال ذلك الرجل ليسوا طبيعيين "فالرجل المتخلف لم يعتد على رؤوية نمط طبيعي للملابس،  فالطبيعي بالنسبة له هو ما ينطبق على مجتمعه المغلق لانه اعتاد على رؤوية خيالات امرأة لذلك ان نمط ثياب طبيعي يخربط نظامه لانه غير مألوف وفق معايير تخلفه الشخصي و البيئي فيفسره خطأ لجهل به و عقد في تربيته " في حين ان الزي  او اللباس الذي ترتديه المرأة قد يكون طبيعي جدا،لكن الرجل الذي يقف عند ذلك هو الرجل  الغير طبيعي جدا، و المتجه  نحو السلب و المادة جدا، و الذي  لا يعرف التجرد ابدا من حيوانيته ، لانه لا يملك بُعد روحي و ثقافي ، و المرأة بنظره عبارة عن شيء و ليست انسان و ليست عقل " ربما هكذا تربى في بيئته المغلقة ، و هكذا رأى من تصرفات و اهداف النساء في مجتمعه من ازيائهن، فهو بدوره  نهج على ذات النهج الذي شاهد به رجال مجتمعه  " ناسيا ان الناس ثقافات و ازياء، و ناسيا ان المرأة صاحبة الفكر المتحرر و بمسؤولية تملك فكر و روح تعلو عن ان تفكر بطريقته المريضة و طريقة نساء مجتمعه السطحيات . ان الرجل الذي يصافح امرأة و لا يترك يدها الا بالقوة لهو متخلف و لا يمت للحضارة بصلة و لا يستوعب التحرر و لا يحترم نفسه ..و ان الرجل الذي يتأمل جسد امرأة ترتدي ثياب طبيعية و تتصرف بكل طبيعية و احترام ،و  يكون عقله مغيب تماما،  و سمعه مغلق كأنه كان قد تناول جرعة مخدرة هو ذلك المادي و الذي لا يرى ان للمرأة فكر و عقل و شخصية ، و لم يستوعب  انها ترى تخلفه و جهله و بشاعة نفسه مهما كان متعلما لان علمه لم يرقي من فكره شيء و لا من نفسه . احيانا يوجد اميين اكثر ثقافة و تفتح فكري من حملة الشهادات العالية ! .
المرأة الواثقة بنفسها و بصحة زيها و مناسبته للمكان ليست مسؤولة عن  تخلف من لم يتربى بمجتمع طبيعي و سليم الافكار و النفوس و البنية. و ان الشخص الذي لا يعجبه زي امرأة  فإن كان نقي النفس عليه ان يحجب عيونه ان لم يعجبه زي احد يمر امامه او يجلس بمكان ما بدل ان" يحملق" مستغرقا بعالم اخر ينم عن عدم وجود عقل برأسه اثناء ذلك انما حيوانية بحتة تعبر عن مجتمعه المغلق الذي لم يعوده على رؤوية يد امه او اخته فيستغرب و ينصدم  عندما يرى امرأة تلبس نصف كم.| نصف كم قادر ان يغيب و يلغي عقل رجل في عمله/ و يتضايق عندما تصفه المرأة ذات النصف كم  بأنه متخلف ! و يتضايق من وصفها له  بأنه بلا مضمون و لا قيم ! و يتضايق بوصفها له  انه متطفل و ذو عيون فارغة ! و نفس قبيحة! و شخصية غير متزنة و متناقضة و بلا مبدأ. يتضايق لان تخلفه و جشعه و تدني نفسه و ضيق افقه العقلي  انكشف من قبل المرأة .

ان اهتمام المرأة بشكلها و رشاقتها و  لا يعني انها تهتم بالمظهر على حساب الجوهر ، و لا يعني انها تهتم بالقشور على حساب المضمون،  بل ان ذلك  من الصفات الايجابية و الانسانية و العقلانية لان الانسان يجب ان يكون متناسبا شكلا و مضمونا و روحا و نفسا و عقلا و شكلا و وفق ما هو متعارف عليه  ضمن الحدود المناسبة للظرف و المكان ، و يجب ان يكون الانسان متكاملا و راضيا عن نفسه ، و ان يكون هو نفسه و ليس مدعيا او ممثلا،  و خلف الادعاء و التمثيل يقبع نفس مريضة مثل نفس ذلك المثال  السابق من الرجال و الذي هو من الواقع . فالاهتمام بالشكل لا يعني اهمال العقل او غيابه ، بل انه من صفات دالة على العقل و الرضا عن النفس . ان الرجل ذو العقل ينظر لعقل و فكر و روح   المرأة و ليس لشكلها، و اذا نظر لها  ينظر بتهذيب و ادب و يلتزم حدوده  و  بإحترام للنفس اولا ليستطيع ان يحترم غيره ، و من لا يحترم نفسه من الرجال لا يقدر على احترام احد و بذات الوقت  لا يحترمه احد من النساء . و من لم يتربى على احترام النفس و الرفعة النفسية و الروحية فإنه يسعى لاستغلال احترام الاخر له مما يؤدي بالنهاية الى سحب الاحترام اي الى العكس تماما فالمرأة لا تحترم ذو النفس الرخيصة و العفنة و العيون الفارغة المعبرة عن غريزة مريضة، فحتى طريقة النظر و موقع النظرات  تعبر عن افكار الناظر و نفسيته و مستوى نفسه و رفعتها ان كان ذو تهذيب . فالنظر هو تصرف و سلوك بصري ، و مثله مثل رجل يمر امام زميلة له لا يسلم عليها لانه يسير مع زوجته ! لكن عندما يراها بمفردها يسلم عليها بحرارة  مما ينم على ان سلامه ليس مهذب و ليس صادر عن عقل انما صادر عن نفس ليست طبيعية و لا سوية، و عن اداب ليست سليمة ،و تفكير مادي و متخلف و مرتبط بالجهل بكل معنى الكلمة. ان الرجل بالامثلة  السابقة يرى ان السافرة مشاع !!! انه لا يعرف ما هو الحد بين التحرر و التسيب،  و ما هو الفرق العميق بثقافة كل من المتسيب و المتحرر. لم يفهم اشباه  المثال السابق ان القيم لا علاقة لها بسفور او بحجاب. ان  الحجاب  الاهم هو ذلك المتمثل في النفس و الروح النقية و ليس بلف مئة متر قماش على جسد المرأة و تخبئتها في القماش . فليست كل سافرة عاهرة ، و ليست كل ملفوفة بمئة متر قماش شريفة .و كم من المرات كان العكس هو الصحيح. فالتفكير و التعامل في المجتمع المغلق غالبا ما  ينتج عنه تفكير و سلوك خطأ يعبر عن امراض تربوية بأفرادها تظهر   بالنظرات و السلوك و اسلوب التعامل او الكلام مع الغير.

تحدثت معي  فتاة شابة في احدى المرات عن عادات لباس  معينة  يجب ان تلتزم بها من قبل اسرتها المغلقة، وعن الاسرة الغير قابلة على الانفتاح الفكري و الحضاري و لا على المجتمع و الثقافات.  قالت لي و بكل عفوية معبرة عن صعوبات تعامل اهلها معها و تعاملها معهم ، ليتك امي ! و تابعت كلامها تقول : فكم كنت سأكون فتاة سعيدة ، و كم كانت ستكون حياتي مختلفة! فسألتها بهدوء  لماذا ؟ فما الذي لا يعجبك بأمك يا صديقتي!؟ . قالت لانك تفكرين بطريقة جميلة و مُقنعة و  ايجابية مريحة و مفيدة ،و تابعت كلامها  اما هي و كانت تقصد امها لا يمكنها السماح لي بأن ألبس ما اريد و لا ان اتصرف كما اريد ! يجب ان البس وافكر و ان اتصرف كما هم يلبسون و يفكرون و يتصرفون ...
تلك الفتاة تكره ما تلبسه من ثياب تقليدية مرتبطة بعادات شعبها المنحدرة منه ، و المفروض عليها ارتدائها  في اي بقعة من الارض .. الزي  الذي لم تراه عمليا او مناسبا لها  ، لكنها يجب ان تلبس تلك الثياب كي لا تتعرض لنقد اسرتها و من المجتمع الضيق الذي تعيش به و الذي ما زال متمسكا بنمط معين من اللباس الاقرب الى كونه عادة و تقليد اجباري على الاسرة و عليها الالتزام به ، فالفتاة  تلبس وفق تلك الطريقة عندما تخرج من البيت،  و عندما تعود للبيت لكنها ليست مقتنعة بتلك الثياب و احيانا تغيرها بعد الخروج من المنزل لتعود و تلبسها قبل الوصول للمنزل ،و هذا ليس ذنبها. انما ذنب نمط التربية الذي يفرض عليها ما لا تريده.  و نمط المربين الذين لا يستجيبون لفكرتها و لمحاولاتها بإقناعهم  بأن هذا اللباس لا يناسبها و ليس عمليا بالنسبة لها ، وليس  مناسب للمجتمع و طبيعة الحياة به، و لا لعمرها و زمنها ، مما يجعلها تتصرف خطأ بأن  تتظاهر بأنها تلبس كما يريدون و بالحقيقة تنزع بعض من ذلك الزي بعد الخروج من المنزل . ذكرتني تلك الفتاة  بفتاة اخرى من مجتمع اخر كانت تلبس الحجاب،  و كانت تقول انه مفروض عليها، و كانت تسلك ذات السلوك فتلبسه  عند الخروج من المنزل و الحي الذي تسكن به، و تلبسه بالعودة  قبل الوصول للحي و المنزل ،  فأين الاقتناع باللباس ،  و اين الصدق بالتربية ! ، او الفكر!،  او الحرية!،  او المبدأ !، و اين الحوار ؟! وما هي النتيجة!؟ ما هي النتيجة عندما يتم فرض لباس دون قناعة به فتلبس المرأة كما يريد الاخرون و ليس كما هي تريد. ان القيم و الاخلاق و الوعي و المسؤولية و  ان  التصرفات الصحيحة ليست بشكل الثياب و لا بطولها و لا بقصرها ، انما بالتربية الديمقراطية لللابناء و البنات و اعطاء حرية التفكير و المحاكمة  و القرار بصراحة و علنا ، وثم  تحمل مسؤولية القرار بقناعة و بصدق ناتج عن صدق المربين  مع ذاتهم و ابنائهم ليكون ابنائهم صادقين و صادقات، و هذا ما لا يأتي بالفرض او الاجبار ، فالفرض و الاجبار ينتج عنه سلوك متناقض،  و مشاكل نفسية و اجتماعية عند الخاضعين لتلك التربية المعتمدة على الفرض و الاجبار و التسلط سواء كانوا صبيان او بنات كالامثلة السابقة المتناقضة و الذين هم نتيجة اسلوب تربوي غير واعي، و غير حضاري،  و غير ناضج،  قد يؤدي لنتائج سلبية اكثر من ان تكون ايجابية.
فعندما تكون تلك الفتاة غير مقتنعة بما تلبس من نمط ثياب مفروض عليها فمن السهل ان تكون مزدوجة التصرفات و متناقضة. و عندما يكون الرجل اتي من ذات البيئة كرجل المثال السابق ايضا سيكون متناقض و مغيب العقل و متدني النفس غالبا .
من محاورات الانترنت اثناء بحثي سابقا في " الفساد الجامعي و الاعلامي و الانترنتي " سألني  احد الحالات عن رأيي بالحجاب !؟ و استغربت سؤاله و لم أشأ ان اجيب  فالحجاب ليس من ثقافتي ، و لا يعنيني،  و لم يشغل بالي،  و سوف لن يشغل بالي بيوم من الايام . فأجبت السائل بعد الحاحه المزعج  و فضوله المريض ، اجبته ان اللباس حرية شخصية ، و لا احكم على نوع او نمط لباس،  انما احكم على مستوى عقل و تفكير الانسان، فقد يوجد من يتحجب لكن ذو عقل و فكر راقي،  و قد يوجد من يتحجب لكن لا يملك مستوى فكري . فالشكل ليس مقياس ، و الحجاب هو عبارة عن عادات و لكل مجتمع عاداته ، لكن الحجاب بقناعتي الشخصية لا يتناسب مع المكياج،  و لا سيما المكياج القوي و المُبالغ به ، لا يتناسب كذلك مع البنطلونات الضيقة التي تشكل ابعاد الجسم اي " السترتش " و لا يتوافق مع الجينز، برأيي الشخصي فإنه بذلك يصبح ملفت للنظر بدل ان يساعد على كف النظر . و لا يكون حجابا اذا كان القصد منه مودة و تفنن بالعقد،  و الالوان،  و الاشكال،  و الدبابيس الملونة .. لانه بذلك يلفت النظر اكثر من ان يلفته اثناء  عدم وجوده . و لكن استغرب عندما ارى طفلة لم تتمكن بعد من المشي ، و مازالت تجلس في عرباية طفل و تجرها امها او ابوها و اراها تلبس حجاب لا تفهم ما هو و لماذا تلبسه ! فمن من الرجال  سينظر الى طفلة رضيعة !؟ ..الا اذا كان غير سوي!
 فأنا احترم كل العادات ، و المجتمعات،  و الالبسة،  لكن يجب ان يكون التصرف ، و الاختيار،  و اللباس اتي عن قناعة و ليس عن اجبار كي لا يصبح الهدف معاكس و متناقض مع الهدف الاصلي للباس، و لكي يكون مرتبطا بالعقل و الارادة ، و ليس بالخوف من النقد او من الاخرين السلبيين. فاللباس يجب ان يكون قرار شخصي و بقناعة من يلبسه. ان لكل مكان ما يناسبه من اللباس،  و كذلك  لكل مناسبة و لكل زمن و لكل عمر و لكل ثقافة ما يناسبها،  كما ان لكل انسان ما يناسبه و لكل مهنة و وقت ما يناسبه ، و لا يحق لاحد ان يحكم على احد اذا لم يفهم ثقافته.  فما اكثر السافرات اللواتي اشرف  من اي مُحجبة و اكثر ثقافة و فكر من اي كان ، كما ان  هناك مُحجبات ذوات فكر و شرف. فاللباس ليس مقياس..

اللباس ليس مقياس ، كما انه حرية شخصية ، لكن يبدو ان اللباس عند البعض مقياس،  و يبدو انه ليس حرية شخصية و لا قرار فردي . و ان ذلك يبدو واضحا الان في هذا الزمن عند من لا يرون الا القشور و لا يملكون عمقاً لا ثقافيا و لا فكريا ، و عند من لا يملكون ابعاد روحية او انسانية او اجتماعية او سياسية لان اللباس صار قرار جماعي ببعض الاماكن،  و صار فرضا و بشكل مُعين و لون مُعين،  و على الجميع الالتزام به و إلا ..، .. فها هو الحجاب يُفرض على غير المؤمنين به ببعض الاراضي و المناطق كأنه علامة،  او رمز ، او ملكية و تسلط على جسد المرأة و بالتالي جسد المجتمع ، و كأن جسد الكل سيخضع لتلك الملكية فكأن اجساد الكل عبارة عن  شيء واحد مُجرد من الحرية و الاختيار و القرار مما يشير الى ان هناك حجاب يحجب عقل من يفرض على المرأة لباسها فرضا ، و يحجب التفكير عن عقل من يقوم بالفرض و الاجبار دون احترام رأي و حرية المرأة و قرارها و انتمائها لان عقول اولئك الذين يريدون توحيد لباس المرأة، فإن عقولهم  مشغولة بالجسد و منطلقة منه و ساعية له . فمن لا يرى ان حرية اختيار اللباس و قراره حرية فكيف سيرى ان اختيار الدين حرية شخصية و قرار فردي ايضا.
 في الزمن الذي بدأت به المجتمعات تتجه نحو المساواة بين المرأة و الرجل ، و بالامكنة التي بدأت  تتحرر بها المرأة و تدخل مجالات عمل لم تكن تدخلها سابقاً، فقد  صار ت اليوم لا تقرر لباسها،  و لا حركتها،  بسبب الازمات الحاصلة بعدة امكنة جعلتها تعود للوراءبشكل عام ، و صارت تعيش كما كانت قبل عصور بعيدة و تصبح غالبا حبيسة البيت ، او المخيم ، او تخاف ان تذهب للعمل اذا كانت سابقا قبل الازمة من العاملات،  اوصارت لاجئة و عليها ان تبحث عن وطن يوفر لها الكرامة و الامان و العيش الكريم و الحرية،حيث ان  التاريخ الغافي و المُشبع من الجهل و القمع ها هو يصحو في هذه السنين الاخيرة ببعض البلاد ليكبل المرأة بما حاولت هي و مجتمعاتها فكه كل تلك المراحل السابقة، فحتى حرية اللباس فقدتها الكثير من النساء الان في بعض البلاد  بسبب الاحداث الجارية فيها حيث اختلط السلاح باللباس مع اختلاط الدين بالسياسة و الفوضى.

ماري مارديني

16
تتسم المرأة بالدقة بالعمل و الاجتهاد و الرغبة بالتحسين لعملها بشكل عام. و طبيعة المرأة البيولوجية و النفسية تجعلها اكثر حساسية و تعرض للضغوط النفسية اثناء العمل، فالمرأة على الرغم من اهمية عملها بالنسبة لها و لاسرتها و المجتمع ، و رغبتها به الا ان العمل يكون احيانا مصدر ضغط نفسي عليها ، و كلما احسنت مهارات الاحساس ببداية الضغط النفسي و قدرة التعامل معه فإن ذلك  يقلل من اثره عليها و من مدته .

الضغط النفسي هو استجابة طبيعية نفسية و جسدية  تنتج من التوتر و الجهد الحاصل بسبب المتغيرات و المؤثرات . و للعمل ضغوطه الخاصة المؤثرة على المرأة العاملة ، و الذي من شأنه ان يُضعف قدرة التكيف عندها ،و يرتبط بالبيئة  سواء بيئة داخلية  او خارجية .  يؤثر الضغظ النفسي على الفرد و على قدرته على تأدية واجباته . وبشكل عام تتعرض المرأة  للضغوط النفسية اكثر من الرجل , و قد يعود جزء من  ذلك الى طبيعة المرأة الجسدية و النفسية معا ،  حيث  تسعى لان تنفذ عملها بشكل جيد دائما بحيث ترضي نفسها و بنفس الوقت  تتجنب النقد من العاملين معها ، و ان المرأة  و بحكم طبيعتها فإنها تراقب عملها و نفسها دوما  و تسعى لمعرفة كيف ممكن ان يكون العمل بصورة افضل من ما هو عليه ، و لماذا حدث بتلك الصورة و ليس بغيرها،  بينما الرجل قد يتعرض للضغوط الانية و بوقت الحدث لا اكثر.

من اسباب الضغوط النفسية الناتجة عن العمل
احيانا  قد تكون نوعية العمل بحد ذاته من الاسباب المؤدية للضغوط النفسية ، فهناك اعمال تعمل بها المرأة و يكون وجودها بها  بنسبة اعلى من نسبة وجود الرجل بها كالصحة و التعليم و فروعهما، و ان هذه الاعمال  بحد ذاتها تزيد من اثر الضغط النفسي عليها لانها تتعامل مع اشخاص و ليس مع جماد مما يتطلب منها تركيز و جهود اكثر. كما انه احيانا قد  يكون العمل غير مناسب للمرأة و طبيعتها او طموحها او قدراتها فيسبب التوتر و الضغط النفسي خاصة  اذا كان اقل من قدراتها  و امكانياتها او اكثر من امكانياتها، او ان عدد ساعات العمل الكثيرة و تنوع المهام و جزئيات العمل المتعددة ، و طبيعة المكان و شروطه كالاضاءة و التهوية ،  و طبيعة و اختلافات  الافراد الاخرين الموجودين  بالعمل  و نمط تعاملهم مع المرأة العاملة معهم  ، و النظام الاداري و قدرة الادارة  على  التعامل و التنظيم كذلك له دوره و اثره ، يُضاف الى ذلك  الرواتب و الاجور الغير كافية للجهد المبذول في العمل . فكل ذلك يساهم في نشوء الضغط النفسي  على المرأة في عملها .

يوجد فروق فردية بين امرأة و اخرى على قدرة التحمل او قدرة التعامل مع الضغوط التي تحدث نتيجة للعمل. فالمرأة القادرة على اقامة علاقات جيدة ، و المتحملة للمسؤولية بالعمل بشكل صحيح  و الواثقة بنفسها و كفائتها  تكون اقدر على تجاوز الضغوط النفسية من غيرها. كما ان شروط العمل المريحة و نظام العمل و ادارته و المكافآت و الاجورو القوانين   في مجال العمل  لهم دور ايجابي في الحد من ضغوط العمل على العامل بشكل عام .

من خلال المقارنة في مستوى الضغط النفسي  لدى المرأة و الرجل تبين أن مستوى الضغط النفسي عند المرأة يستمر حتى بعد عودتها من العمل الى المنزل ،  بينما يقل عند الرجال غالباً حالما ينهون عملهم و يعودون للبيت . و لذلك تنصح النساء بالراحة  قليلاً بعد عودتهن من العمل و بشكل يومي . ان المرأة بالاضافة لعملها فإنها تتحمل مسؤولية اكبر في البيت في اعداد الطعام و التنظيف،.فلا  بد من حصول المرأة  على مساعدة الرجل اكثر  بما يتعلق بالمهام المنزلية ليقاسما المسؤولية داخل البيت مثل تقاسمها بالعمل خارج البيت.

الضغط النفسي نوعان هما
الضغط النفسي الايجابي ، يجعل الفرد اكثر اهتماما و نشاطا و يزيد الرغبة بالانجاز
الضغط النفسي السلبي ، يقلل من الانجاز و الاهتمام عند الفرد و من المبادرة .

اعراض الضغط النفسي هي و بشكل عام:  التعب ، زيادة ضربات القلب ، القلق ، وجع بالرأس ، وجع بالبطن، تشنج، وجع بالصدر، صعوبة بالتركيز ، وجع بالرقبة و الاكتاف او الظهر ، نوم سيء خلال الليل، سرعة الانفعال و  الغضب، الاكتئاب و العزلة الاجتماعية ،صعوبة بالهضم، صعوبة بالتنفس، التهابات جلدية، و خلال الضغوط النفسية يحصل  زيادة افراز لمادة الادرينالين مما يؤثر على الدورة الدموية و قد يسبب اضطرابات بها ، كما قد يزداد افراز الغدة الدرقية و افراز الكوليسترول مما يؤثر على الشرايين و القلب سلبيا.و غير ذلك من الاعراض الاخرى .

الوقاية
ان التمارين الرياضية، السير في  الهواء الطلق، الاسترخاء، التغدية الصحية، الموسيقى ، و ممارسة هواية مستحبة كالرسم او الاعمال اليدوية او الخياطة او الطبخ او السباحة او القراءة ..كلها  عوامل مساعدة للتخفيف من الضغط النفسي و تساعد الفرد على ان  يستعيد  طاقته و قدرته، كما يُفضل  التخفيف من التفكير بالعمل و التخفيف من  التخطيط له  اثناء الوجود بالبيت ، و بالمقابل التخفيف من التفكير بالبيت و مهامه و الاسرة اثناء الوجود بالعمل و إلا فإن ذلك  من شأنه ان يزيد  من الضغط على المرأة  اذا كان يحصل بشكل يومي و  مكثف و مستمر . 
و من المفيد جدا للفرد عندما يبدأ لديه الشعور بأعراض الضغط النفسي  ان يأخذ اجازة من عمله للنقاهة، و ان يحاول ان يجد طريقة يتعامل بها مع الضغط الناتج عن العمل بشكل تكون نتائجه ايجابية و بإسلوب ايجابي كما ان الحديث عن العمل و ضغوطه لشخص من الاسرة يعطي للفرد دعم نفسي يمكنه من تجاوز تلك الضغوط في بداياتها ، و لكن عندما يكون الضغط النفسي في مراحل متقدمة لا بد من طلب العلاج .

فالضغوط النفسية خلال العمل تحصل عند الفر د ـ امرأة او رجل ـ  بسبب ما يواجهه من تحديات عديدة في العمل ، و عندما يتجاهل تلك الضغوط  و اعراضها و لا يسعى للتعامل معها بشكل مفيد لمعالجتها منذ مراحلها الاولى  تكون اثارها سيئة جدا عليه و على الاسرة و المجتمع.

ماري مارديني

17
الانسان والحياة / قصة فاكس
« في: 09:09 02/04/2016  »
لم يراه انه ورقة رسمية ..! الفاكس هذا ورقة و لا يحمل طوابع و عدة تواقيع و ختم ! فهو ليس رسمي ! هكذا قال موظف على حدود عاصمة نامية . الفاكس الصادر من سفارة دولته في بلد اخر و المُرسل لهم من السفارة ذاتها بيد موظفينها ليس معترفاً به على حدود عاصمتهم ، فالاوراق الرسمية يجب ان تكون خطية و مختومة و عليها عشر طوابع ليراها موظف الحدود رسمية! و يثق بها.

هذا كان قبل سنوات. ... فبعد سفر من قارة الى قارة كان يجب الانتظار حوالي  سبع ساعات لتأمين اوراق تثبت صحة الفاكس! !! و ما ورد به ! كي يقتنع الموظف ان الفاكس من سفارة دولته اليه انه رسمي،  و انه بدل الطوابع الملونة و الختوم المختلفة الاشكال و الالوان تم دفع رسوم بديلة عن الطابع بل تفوقها بكثير من حيث القيمة و الحضارة ! هذا ليس ذنب الموظف  المسكين الذي يقف يراقب اوراق الداخلين الى تلك العاصمة ، انه ذنب الحضارة التي لم تجد طريقها الى العقول لان ابواب العقل مغلقة عن الحضارة فلم يكن بوسع الحضارة الدخول لعقل ذلك الموظف لكي يتلعم ان الفاكس ورقة رسمية كافية للوثوق بها . و لم يكن بوسعها الدخول لعقل من وظفه و لم يخضعه لدورة تعليمية يتعلم بها كل ما يتعلق  بثقافة الفاكس.

خلال السبع ساعات في انتظار العفو عن الفاكس واعتباره صالح و قانوني ، جلست اراقب عمل السادة الموظفين في ذلك المكان !و من بعض مشاهداتي ما يلي :

 وقف طوابير من المنتظرين امام نافذة الموظفين ليسمحون لهم بالدخول بعد الاطلاع على اوراقهم الرسمية  و هذا طبيعي ، ولكن الغير طبيعي انه  كان مجموعة من الموظفين يتجولون بين الواقفين بالطوابير يحاولون جس نبض الواقفين بآخر الطابور و يعرضون عليهم  مساعدة  بتسريع دخولهم قبل اولئك الواقفين بأول الطابور،  و معلوم ان  المساعدة طبعاً تحتاج اتعاب ..وكانوا  اذا استطاعوا اقناع احدهم او اكثر فإنهم كانوا يأتون فجأة الى الموظف الجالس خلف نافذته و يقولون له "  مشي لي هالاوراق ! او يرمون امامه تلك الاوراق و يغمزون له غمزة  " انها الرشوة " رشوة و بإتفاق سابق بينهم و مكشوف للرائي .

قدمت سيدة اوراقها الى موظف النافذة فطلب منها بأن تأتيه بختم  على ورقة معينة من  الموظف الاخر الذي يجلس في غرفة زجاجية بزاوية معينة ، فذهبت السيدة اليه لكنه كان مشغولاً بمحادثة هاتفية خاصة شخصية ! و كان عليها ان تتظر ريثما ينهي تلك المكالمة ..

موظف اخر جالس خلف طاولته و لان الوقت كان ليلا فكان الموظف غارقا في نومه و" يشخر"! و المُراجع الذي اراد منه طلب او مساعدة اضطر ان يقلق راحته ! و يوقظه . ربما كان على المراجع ان يعتذر من الموظف بسبب الازعاج!

سيدة وصلت للتو و ارادت الدخول عبر الحدود لكن لم يسمحوا لها ! مع انها ارادت ان تدخل مدينتها و وطنها و ليس مدينة وطن اخر ! فمن يثبت انها  هي هي ذاتها لان اوراقها الرسمية منتهية الصلاحية فلا يحق لها الدخول ! هكذا قالوا لها ..فلا يحق لها الدخول الى وطنها فأين ستذهب اذن ! و  كيف ستجدد اوراقها الرسمية و هي اتية لتفعل ذلك و الاشخاص الذين معها كانوا يشهدون انها هي ذاتها صاحبة الاوراق التي تحملها و كانت صورتها واضحة على احدى الاوراق تلك!

مواطن عربي كانت تلك العاصمة قد اعطته جنسيتها تكريما له..  و اعطوه اوراق رسمية كاملة مثل اي مواطن فيها ، و اتى فرحا يرغب بإستعمال ذلك الحق بتلك الاوراق الرسمية الممنوحة له ، لكنهم لم يسمحوا له بالدخول لانه اصلا ليس ابن ذلك البلد و اوراقه التي معه لا تؤهله للدخول الى عاصمتهم، فعليه استعمال اوراق وطنه الاول " التي لم تكن معه وقتها" ليحق له الدخول.

جميل الجلوس على الحدود..! مع انه ممل ، ولكنه  يعطي صورة عن طبيعة بعض الموظفين ، صورة طبيعية و صادقة ، فتعامل الموظفين مع القادمين يختلف بنوعه و اسلوبه مع اختلاف القادمين ! و لكل قادم يوجد عند الموظف  اسلوب يستعمله معه ،  و كذلك لكل موظف طريقته الخاصة بمحاولة الحصول على " الاكرامية " حتى الرشوة يسعون لتجميلها و يسموها اكرامية، " نمشي لك ورقك و كلك ذوق!" او " اهلا و سهلا رح ساعدك بسرعة ..." لكن المسكين ابن ذلك  البلد ما رأيت ان احدا اهتم به او قال له اهلا و سهلا تفضل ..سأ ساعدك .. رح مشيلك اوراقك ،  و مسكين ذلك الذي انتظر بالطابور و كان اول واحد .. فمع انه وقف اول واحد الا انه وقف كثيرا لانه لا يعطي اكراميات لاحد،  او لانه لا يقدر ماديا،  او لانه ذو مبدأ،  فلا يقبل بذلك الاسلوب ، اسلوب  ال" رشاوي "  فعليه الانتظار ريثما يمشوا ارواق من يدفع !

المهم بالنهاية اقتنع الموظف ان الفاكس سليم وقانوني  و صالح للاستعمال و رسمي. فأردت الدخول للمدينة لكن كان يجب ان اجيب على سؤال مهم! جدا و مبدع جدا !هو "شو جايي تساوي هون !؟" و لان السؤال كان مبدع فكان يجب علي ان اجيب جواب اكثر ابداعا و بكل جدية و هدوء فقلت " سوف اقوم ببعض التفجيرات هنا و هناك ! ان الوقت الذي انتظرت به هنا لتقتنع بالفاكس كان يكفي ان اعود به ، ماذا سأفعل هنا غير الزيارة !". و قد استغربت بدوري ان ذلك الموظف  استطاع الابتسامة ! فكل ذلك الوجه الكشري ابتسم من كلمة تفجيرات على الرغم من قلة حضارة الكلمة،  لكن الفاكس بكل حضارته و رونقه جعله  يشك و يغضب و يضع عقدة بين عينيه و ملامح تستغبي الفاكس و مرسليه و الذين يؤمنون به.

ذلك كان قبل سنوات قلة  ! و ان كان ذلك الوضع هو  القائم الى الان فإنه مآساة . مآساة لان الفرد  لا ينقصه عقل و لا ينقصه قدرات و لا ينقصه انسانية كل ما ينقصه هو التثقيف و التدريب و الاعداد و النظام و مواكبة الحضارة. بكثير من الدول يتم انهاء المعاملات عبر الهاتف و عبر الفاكس و الايميل و بكل لباقة و احترام و راحة و نظام فما الفرق؟

اما لماذا اكتب ذلك ..فالجواب لاني احب الحضارة و اثق بالعقل و اؤمن بالكلمة فإني اكتب . و لان من يقفون على حدود اي دولة فإنهم صورة تمثل الناس الذين فيها و الثقافة العامة لهم ، فيجب ان يتم اختيارهم بدقة ، و تدريبهم و تأهيلهم و تعليمهم اهمية احترام النظام و الطابور و الانسان و الوقت  ليقدموا صورة لائقة  فهم اول من يراهم القادم و اخر من يراهم بأي دولة .
ماري مارديني

18
كانت المرأة قديما اذا شاركت بالحروب تكون مشاركتها بالاسعافات الاولية و غالبا بالخطوط الخلفية، لكن فيما بعد صارت تحمل السلاح و قد انشئت ببعض البلاد كليات حربية للنساء و مدارس شرطة و استلمت المرأة بعض القيادات .لكن ... هذا لا يمكن تعميمه على العالم لانه يشكل فقط نسبة ضئيلة و خاصة في الدول النامية. اذ انه اذا كانت مشاركة المرأة بالسياسة و المهام القيادية في دول متقدمة تعتبر شيء طبيعي لكنها مازالت نادرة في غير دول.

  ان الدول النامية التي ما زالت تطالب بحقوق المرأة تعطي دليل على ان المرأة ما زالت مغيبة عن الساحة السياسية فيها و عن صنع القرار ، حيث ان الواقع يتناقض مع الكلام و مع الشعارات المطروحة لاعطاء المرأة حقوقها ، فما يُكتب بالجرائد  عن تحرر المرأة و حقوقها بالمشاركة السياسية يختلف عما يطبق بالحياة العامة بالمجتمعات العربية ، و ما تطرحه  هناك الاحزاب السياسية لاشراك المرأة بالسياسة يختلف عن ما هو مسموح لها قانونياً و اجتماعيا و سياسيا ، و يختلف عما يسود من تقاليد و عادات تكبل المرأة و يتناقض مع الخطابات الرنانة كما ان وجود بعض النساء ببعض الادارات الهامة او المناصب الهامة  في البلاد النامية هو  عبارة عن بعض الحالات و معظمها تمثيلي لاعطاء صورة ان سياسة البلد متحررة و المجتمع لا يفرق بين المرأة و الرجل ، ففي بعض الدول التي نجد فيها  المرأة وزيرة  فإننا نجد ان هناك  نسبة أميات كبيرة وان  هناك نساء لا يملكن دخل ، او ان نسبة كبيرة حتى لو كن متعلمات او عاملات انهن مغيبات عن هذا المجال ا و ما زلن غير مقتنعات بأهمية الدور السياسي للمرأة، و ما زلن يعانين من اثار  تربية  التميز بين الرجل و المرأة اجتماعيا و سياسيا.عندما لا تكون المرأة قد حصلت على حقوق قانونية محققة  لكرامة الانسان و مساوية للرجل كيف ستدخل المجال السياسي ، عندما لا تكون قد حصلت على حرية اتخاذ القرار بما يرتبط بها بشكل  شخصي كيف يمكنها ان تأخذ دور سياسي ، عندما تكون المرأة وسيلة يتم الضغط عليها من قبل اجهزة قمعية بلا سبب يتعلق بها كيف سيكون لها مجال ان تأخذ دورها السياسي ،و عندما تكون سياسات العمل او القانون  الاحوال الشخصية و  ...و... كثير من الاشياء غير منصفة لها كيف ستأخذ ايضا دورها السياسي .

لكي تتمكن المرأة من الدخول بمجال السياسة و القيادة بالمجتمعات العربية  بشكل فعال و حقيقي لا بد من الديمقراطية الحقيقية لانها و حدها تدعم موقف  المرأة و حقها و ذلك لان الديمقراطية تساعد على تغيير القوانين لصالح المرأة لتحقيق المساواة ، و لا تكون الديمقراطية صحيحة اذا تم تجاهل المرأة و هضم حقوقها. و لا بد من مشاركة منظمات المجتمع جميعها لاجل تحقيق المساواة بين المرأة و الرجل ، خاصة و ان المجتمعات العربية الان اخذة نحو الثورة و التعديل ! لكن لا يمكن ان يكون التعديل و التطوير صحيحا الا اذا كان قائم على ديمقراطية و مساواة و فكر متفتح و إلا يحدث العكس تماما.

ان المرأة هي انسان كامل الاهلية و قادرة ان تعمل بأي مجال عندما يتم اعدادها منذ الصغر بشكل صحيح اذا كان المجتمع ساعياً و جادا  لتمكينها من  استخدام طاقاتها و قدراتها و اذا هيأ الارضية اللازمة لذلك  تربويا و مدرسيا ضمن منهاج عقلاني و وعي اجتماعي عام .في اوروبا اخذت المرأة  دورها سياسيا مثل اي مجال اخر فهي تقود احزاب او حكومات و توجد بالادارات المختلفة ، و لا يوجد كلام عن مجال دخولها بالسياسة او لا لانها قد صارت شريكة و دورها مهم في السياسة، و قد تجاوزت اوروبا مرحلة النقاش بذلك لانهم وثقوا بالمرأة و اعطوها التربية المناسبة لذلك و المجال للقرار و تحمل المسؤولية و هي من جانبها  قد اثبتت قدرتها على ذلك و بشكل متميز . لو اعطيت المرأة المجال للدخول بالسياسة بشكل اكبر و تسلمت مراكز عليا لقلت الحروب و النزاعات في العالم و ذلك نظرا لقدرة المرأة على التفكير على مدى بعيد و بحذر و دراية ولقدرتها على  الادارة بطريقة تختلف عن طريقة الرجل بشكل عام لان طبيعة المرأة الخاصة تجعلها تفكر و تتصرف بطريقة اكثر ايجابية و اكثر سلمية من الرجل مع مراعاة الفروق الفردية بين امرأة و اخرى ،  او بين رجل و اخر من حيث القدرة و الذكاء و الاهتمام بالسياسة او  لا .

ها هي المرأة التي تظاهرت في بعض البلاد  تعرضت للسجن و تعرضت للتحرش و تعرضت للاغتصاب ، و المرأة التي تنقد فساد في عملها من قبل مدير او موظف تتعرض للقمع ، و الطفلة التي تخرج جديلة شعرها من تحت حجابها دون ان تنتبه  و هي تلعب او تذهب للمدرسة يتم عقابها بقص شعرها بإحدى البلاد .  فطالما ان الكثير بالدول النامية  ما زال ينظر للمرأة على انها جسد و حسب ،  و طالما ان  المساواة غير محققة بين الرجل و المرأة بعد ببعض الدول فلا يمكن ان تدخل المرأة بتلك الدول بالسياسة لان السياسة بحد ذاتها تمنعها من ذلك عندما تميز بينها و بين الرجل و عندما يتم اعتقالها لتعذيب الرجل في السجن من خلال تعذيب المرأة امامه ..او عندما يتم ارهابها بالحروب و قمعها او تحميلها آلام الحروب و تعريضها الى  الاهانات و التشرد فإن ذلك قد يؤثرعليها نفسيا و جسديا حيث انه  من جراء الحروب و النزاعات يتعرض المدنيين للمشاكل و العنف و يضطرون الى  اللجوءخاصة و ان الحروب التي تحصل الان انها حروب داخلية تجري في داخل  المدن و تسهم بتشريد الناس  من بيوتهم و قراهم و مدنهم الى مدن ثانية او دول اخرى غير بلدهم الذي يعيشون به. و ان المرأة تتعرض خلال ذلك لكثير من الظروف سواء كانت في بلدها خلال الحرب و التنقل من مدينة الى اخرى او خلال سفرها هروبا خارج الحدود بهدف الوصول لمكان آمن حيث انها لم تعد تجد الامان و الحماية في بلدها فلا منازلهن موجودة بعد بسبب الحرب و لا حكومتهن قادرة على حمايتهن .
ففي تقرير صدر عن المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين تبين ان النساء اكثر فئة معرضة للخطر مما يتطلب اجراءات اضافية في مجال الحماية . و قد بين التقرير ان الكثير من النساء الهاربات عبر مكدونيا و اليونان تعرضن لاشكال مختلفة من  العنف الجنسي سواء ببلدهن او خلال الهروب و حتى الوصول الى مكان او  بلد اوروبي  يحميهن . و بين التقرير ان النساء لم يبلغن عن ذلك العنف الذي تعرضن له  كما لم يطلبن المساعدة او الدعم خوفاُ من عرقلة سفرهن و لا سيما ان عدد من النساء يسافرن بمفردهن .
ان المرأة عنصر فعال و ايجابي و قادر على التغيرر عندما تتوفر له موارد مناسبة فيمكنها تحسين حياتها و حياة اسرتها  و مجتمعها

و عموما مع ان الحروب عرضت المرأة للخطر،  و  قد جعلت وضع المرأة و حريتها اكثر صعوبة من جهة ، الا انها من جهة اخرى فتحت المجال امام المرأة كي تخرج لمجال العمل بسبب الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الحرب او بسبب فقدان المعيل للاسرة  لكي تساعد في النفقة على الاسرة حيث ان الحروب شكلت ضغوط مادية  على كثير من الاسر . و بعض النساء حملن السلاح اما مضطرات او مقتنعات بذلك و ذلك حسب الظرف المحيط بالمرأة، لكن كل ذلك جعل المرأة تتعرض لعنف اجتماعي و نفسي اضافي كانت بغنى عنه لولا الحرب. المرأة تجد نفسها ملزمة في الحرب للدفاع عن نفسها و اسرتها و لاسيما عندما تكون الحروب داخلية و عندما يتعرض الرجال الى القتل او الاختطاف او السجن فتزيد مسؤولية المرأة نحو نفسها و اسرتها على الرغم من صعوبة الوضع المحيط بها مثل احتمال زيادة الامراض و قلة الخدمات المتوفرة و غلاء الاسعار  ، ان كل  ذلك يترك اثاره النفسية عليها مثل التوتر و القلق و الخوف...كما ان تلك  الاثار تظهر بوضوح اكثر بعد انتهاء الحرب لانها تكون دفينة اثناء الحرب ، و هنا تتضح ضرورة وجود مراكز تسعى لتقديم الدعم و المساندة للمرأة في مثل هذه الحالات ،و هنا يكون واجب الدولة التي يحدث بها الحرب كبير جداً في هذا الشأن حيث ان المرأة من ابعد الناس تدبيرا للحرب لكنها من اكثر المتضررين منها . و اذا كانت السياسة ترتبط بالعقل فهل الحرب سياسة و عقل؟ ام انه عندما تبتعد السياسة عن العقل تحدث الحروب!؟.


ملاحظة : مصدر المعلومات المتعلقة بالتقرير الصادر عن  المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين و  المُشار تحتها بخط  هو:
http://www.unhcr-arabic.org/56a3f7b36.html
http://www.unhcr-arabic.org/pages/4be7cc27475.html

ماري مارديني

19
العنف الموجه ضد المرأة

العنف هو سلوك  قد يكون جسدي او نفسي ، يتم خلاله إلحاق الاذى بشخص من قبل شخص اخر  او مجموعة اشخاص ، و يمتد العنف من الكلمة الى النظرة و يتضمن التهديد، الاكراه ،الاجبار، و يصل  الى الضرب و الى الحرب. و ينتج عن العنف الاكتئاب و  القلق و اثار نفسية اخرى .  و يعد محط اهتمام الدراسات الاجتماعية و القانونية معاً . يحدث العنف  عندما تضعف القدرة على لغة الحوار و العقل ، و يدل العنف على  درجة ثقافة قليلة جدا او معدومة  عند من يسلكه. و يوجد العنف ضد المرأة بكل المجتمعات لكن بأشكال و مستويات مختلفة .

اسباب العنف ضد المرأة

التخلف و الجهل و غياب  اللباقة  في بيئة الفرد الذي يلجأ للعنف حيث انه لا يعرف  احترام الذات،  و احترام الاخرين

تدني المستوى التعليمي و الثقافي و الاجتماعي، اضافة الى القمع السياسي . كما ان نوع من الرجال  يتعاملون بعنف مع المرأة عندما  يرون انها اكثر ثقافة و ذكاء منهم .

بعض التقاليد التي تعطي الرجل حق السيطرة على المرأة مع ضعف الاجراءات القانونية  المتخذة ضد المُعنف للمرأة .

بعض الاسباب المادية تدفع الرجل لتعنيف المرأة لانه لا يقوى على توفير متطلبات العيش الاولية،  فيوجه غضبه على المرأة .

التربية المتبعة بالمجتمع بشكل عام و التي تعطي منذ الطفولة الطفل دور حماية الطفلة و الدفاع عنها حتى و لو كان اصغر منها. كما ان ذات الاسباب التربوية  قد تجعل المرأة تخضع لعنف الرجل ، فتكون هي ذاتها مشجعة للرجل على تعنيف المرأة لانها تربت بالثقافة ذاتها التي تربى هو بها.لكن عندما تتم التربية بشكل عقلاني تعتمد على عقل الطفل و ليس على جنسه فإن ذلك يجعل التعامل مليئ بإحترام و  حوار منطقي متبادل بدل العنف

تعد  وسائل الاعلام مصدر من المصادر السلبية المساعدة على استمرار ثقافة العنف . عندما لا تتمكن تلك الوسائل  من ان تختار ما تنشره اختيارا سليما ، و عندما تنشر حالات سلبية بشكل غير واعي و غير مدروس فهي تحث على العنف كما انها تتباهى به،  و تعده تراث بدلاً من ان تنقده ، و تشرح سلبياته ،و اسبابه ،و سبل علاجه. فبهذه الحالة  يتصف الاعلام بأنه سوقي  غير ناضج ، و غير قائم على تفكير ايجابي ، و لا يكون بمنظوره  فكرة البناء السليم للمجتمع .

هناك عوامل تساعد على نشوء  العنف في اساس  بعض المجتمعات،  حيث نمط الروتين و الانظمة السائدة باالمجتمعات لها اثرها على الافراد .ان المجتمع الذي تسوده علاقات قمعية في الاسرة او  امكنة العمل او الدوائر الرسمية تجعل من الفرد متلقي و منفذ دون ان يعبر عن رأيه او يطالب بحقوقه،  فربما لا يقدر ان يعترض عندما يريد ان يعترض على قرار او عمل معين،  فتتشكل لديه ضغوط مختلفة قد تدفعه بشكل اسهل الى العنف اذا كانت بيئته النفسية و الاجتماعية مهيئة لذلك و متضمنة لتربة العنف. و قد تكون سلطة الفرد على نفسه ضعيفة في بعض المجتمعات التي لا تنهج العقلانية ، فينشأ الفرد مُحبط و مسير و مقموع دينيا و سياسيا و اجتماعيا،  و يصبح تابع،  لا يسمح لعقله ان يوجه سلوكه و تفكيره لان هناك من يفكر عوضاً عنه و يوجه سلوكه بتأثير الروتين، و القانون ،و السياسة ،و دور العبادة، فتكون قرارات الفرد تابعة لما يُملى عليه فقط و يكون كالببغاء الذي يكرر ما قيل قبل الاف السنين،  و بغض النظر عن شهادته احياناً حيث ان الشهادة لا تعني ثقافة و لا تشير الى وعي لان هناك فرق بين الثقافة و الشهادة العلمية.

القانون الجاري بدوره  يختلف من بلد لاخر،  فهناك بلاد تتميز بأن قانونها ينصف المرأة،  و يقف الى جانبها ليحميها من العنف و يؤمن لها الدعم اللازم و الحياة الكريمة ، كما انه يساوي بينها و بين الرجل  . لكن هناك بلاد قانونها يعطي الرجل حق السيطرة و التحكم بالمرأة ، و غالباً ما يستند القانون بذلك  على نصوص دينية تترجم بأن للرجل اولوية و وصاية على المرأة . فالقانون المرتبط بسيطرة الدين عليه لا ينصف المرأة ، حيث لا تتم معاملتها وفق ذلك القانون كمعاملة الرجل استناداُ الى بعض النصوص الدينية مثل ان شهادتها بالمحكمة لا تساوي شهادة الرجل، او مثل حق الاب بأخذ ابنائه من الام  بعد وصولهم الى عمر معين بحالات الطلاق و كأن الام لا حق لها الا الولادة و الحضانة . او مثل ان  ميراثها هو نصف ميراث الرجل . او مثل ان خروجها من المنزل دون اذن الزوج حيث  يُعتبر في بعض البلاد مخالفة .. . فهذا يعتبر عنف قانوني ضد المرأة ، و هو  مرتبط بسياسة الدولة التي تسمح بسن مثل تلك القوانين نحو المرأة حيث ان النمط السياسي يعطي للرجل بإسم القانون اولوليات على المرأة،  و يعطيه مرتبة الفوقية عليها و كأنها لا تملك مسؤولية قرار  او عقل يمكنها من اتخاذ القرار. فالعنف هو ناتج و ممثل للبيئة السياسية و الثقافية و الاجتماعية لبلد ما. على سبيل المثال فإن الدولة التي تحدد وظائف معينة بالرجل  و لا تسمح للمرأة ان تشغلها،  فإن تلك الدولة تمارس عنف سياسي موجه  نحو المرأة ، و تؤثر على نظرة الرجل للمرأة.

احياناً يتم ببعض المجتمعات و وفق بعض التقاليد السلبية  تجريد المرأة  من حق الامومة من خلال حرمانها من تربية ابنائها علماً بأن الحضانة قانونيا من حقها و هي قادرة و مؤهلة لها  . في حين نجد ان الدول المتقدمة نظمت قوانين متحضرة بشأن الامومة، و الاسرة  ، حيث ان القانون هو السائد ، و يقدم بدوره حلول عديدة ، و منوعة، دون ان تحرم الام من حضانة اطفالها ، و لا الرجل من رعاية ابنائه مهما كانت الظروف ان لم تكن تشكل خطرا مباشرا  على الاطفال.

تزداد مظاهر العنف حاليا بالعالم. و تتحمل المرأة الجزء الاكبر منها و خاصة بوجود  الفوضى السياسية و عدم الاستقرار في كثير من الدول . ان العنف الذي يطرأ على المرأة في ظل الظروف السياسية الفوضوية  يعبر عن همجية، و عن تصرفات لا يمكن ان تكون صادرة عن أناس طبيعين عندما يقومون بأبشع الجرائم بحق الانسانية  و النساء .  و يظهر  واضحا  وباء الشرهين جنسياً في تلك الظروف  فتتعرض المرأة  للخطف ، و الاغتصاب ، و السجن ، و التعذيب  و القتل ،فيزداد العنف سواء  بسبب الحروب،  او بسبب الهروب منها .ففي المدن التي تشتعل بها الحروب و الغزوات! تكون المرأة مستهدفة ، كأنها غنيمة حرب ، كما انها مستهدفة في   مخيمات اللجوء بشكل رخيص  حيث تتعرض لانواع شتى من الاهانات او المضايقات او التحرشات .  او تُجبر  على الزواج المبكر جداً لرجال يبحثون عن متعهم المريضة ،  فيستغلون الحرب،  و حاجة الفتاة و ذويها لاستغلالها جنسياً تحت اسم الزواج و كأنها دمية او سلعة او الة لا اكثر.  يتم ذلك العنف تحت غطاء  القانون في حين ان هكذا " زواج" يُعد مخالف للقانون بدول اخرى متحضرة لان الفتاة قاصر،  فيكون الرجل بهذه الحالة ذو سلوك منحرف نفسياً و تتم محاسبته قانونياً .

و بسبب تلك الفوضى السياسية و الدينية و الاجتماعية الحالية تتعرض الاقليات الى الظلم،  و لا سيما المرأة، بغض النظر عن نوع الاقلية سواء دينية ، او قومية،  او اي انتماء اخر مخالف للمعتدين الذين يستخدمون العنف بطرق قد تصل الى الوحشية و  السادية، مما يبرهن على سوء و خلل في نفوس المعتدين و في بيئتهم و تربيتهم و  قيمهم و  تدني مستوى عقولهم و ثقافاتهم ، و عدم قدرتهم على تقبل وجود الاخر المخالف لهم في الانتماء، و عدم قدرتهم على موازاة مستواه الثقافي او الفكري و الاخلاقي  فينتقمون من المرأة و بأشكال يتفنون بها بالعنف. و كأنهم يعترفون بأنهم لا يملكون لغة حوار لانهم لا يعرفون العقل او الاتزان.

يعد العنف من صفات الشخصية السادية.و ان  السادية توجد عند الرجال و عند النساء ، لكنها موجودة  عند الرجال اكثر من ما هي عند  النساء.  و الشخصية السادية هي شخصية منحرفة.  تتمتع بإهانة الاخرين، و  تعذيبهم نفسيا، او جسديا، او جنسيا. و الشخص السادي عبارة عن شخص تربى تربية غير سليمة في بيئة لا تخلو من العدوان بشكل عام. و السادي لا يرتاح الا من خلال الاساءة للغير ،  لان نوازع الشر تمتلك السادي،  فيشعر بالمتعة عندما يرى غيره يتعذب نفسياًو جسديا . و يلجأ السادي للعنف و التعذيب للاخر ليفرض عليه ما يريد بواسطة القوة . و عندما ينتشر العنف بمجتمع ما ، و يسلكه بعض الافراد بفخر ، فإن سلوكهم يكون ناتج عن مرض،  و عن خلل بالمجتمع،  و خلل في تنظيم المجتمع و ادارته و اهدافه. و تكون المرأة اكثر من يتحمل نتائج ذلك العنف، و ما اكثره الان! .

ماري مارديني

20
عدواني او مسالم
من نظريات علم النفس ما  يرجع العدوان الى اسباب تتعلق بالاحباط و الخيبة ، فيصدر سلوك العدوان  غالباً عن الفرد المحبط و الخائب ، فبعض التجارب تدل على ان قيام  فرد او افراد  بعدوان ما يكون نتيجة احباط او خيبة و ان المعتدين يعوضون بعدوانهم شيء من خيبتهم و احباطهم ،  و عندما لا يراهم  احد ولا يحاسبهم فإنهم قد يسعون الى تكرار العدوان..
و من النظريات ما يقول ان العدوان يأتي من خلال التعلم الاجتماعي اي الملاحظة و المحاكاة و التقليد ،  حيث ان  الفرد يسلك سلوكاً معيناً عندما يتوقع ان سلوكه  سيحقق له تدعيماً معيناً لما يرغب به ، لذلك يكرر المعتدي عدوانه احياناً.  ان مسؤولية السلوك تعود لكلا البيئة و الفرد ذاته، و المقصود بالبيئة بيئة خارجية محيطة و بيئة داخلية ترتبط بالفرد ذاته،  فالناس يتفاعلون مع المواقف الاجتماعية بطرق مختلفة يؤثر بها طبيعة الفرد و خبراته السابقة او المشابهة، والسلوك العدواني  مثل اي سلوك قابل للتطوير و قابل للتعديل و قابل للالغاء  اذ اراد الفرد و ساعدته بيئته،  فسلوك الفرد بتأثر بالبيئة من خلال ادراك الافراد للمثيرات و قيمتها و نظرتهم لها و هنا يظهر دور المعرفة و الادراك و يتبين ان الافراد الذين يتصرفون بشكل شاذ أنهم لا يثقون بقدراتهم على السلوك السوي لضعف  نفسي  بهم و لاسباب بيئية ايضاً  و لصعوبة تحقيقهم رغباتهم بطريقة ايجابية فيتجهون للاسلوب السلبي العدواني.

العدوان هو سلوك منحرف يسبب الايذاء للاخر،  و للعدوان اشكال متعددة قد تكون فردية او جماعية ، قد تكون نفسية او جسدية، فيمتد من المضايقة  بالنظر او الحركات او الكلام او التهديد و يصل  الى العدوان الجسدي. و من الناحية الاخلاقية يعد العدوان قائم على قوة غير مبررة  لايذاء الاخرين سواء نفسياً او جسدياً او مادياُ .و  قد يطال الانسان او الحيوان او النبات او  المكان على السواء , و يعد العدوان متضمناً للعنف حيث ان العنف هو مجرد جزء من العدوان.و يكون العدوان  منشراً اكثر في البيئة المتدنية ثقافياً،

معظم العدوانيين يفتقدون القدوة الحسنة،  و محيطهم فيه مشاكل و احباط ، و بيئتهم لا تخلو من سلوك العدوان و لا حتى  تربيتهم . ان العدوان و العنف الصادر من الانسان نحو الانسان الاخر،  او من مجموعة نحو  انسان او  نحو مجموعة اخرى بالمجتمع غالباً يكون اتي من ترسبات ناتجة عن قمع و احباط و ضغوط و مشاهدات مر بها الافراد العدوانيين عبر حياتهم سواء في بيوتهم او مدارسهم او عملهم ، حيث ما زالت أسر بالمجتمع العربي  تلجأ للعنف و القمع بتعاملهم و علاقاتهم . و مازالت المدارس العربية تعتمد مبدأ العنف بالتعامل مع الطلاب ، و ما زالت العلاقات بالعمل بالمجتمعات العربية  قائمة على الرئيس و المرؤوس و العلاقة الفوقية بالعمل و التعليمات  الفردية الاتجاه،  فيكون رأي الفرد غير مسموع  و الضغوط عليه عديدة و مجاله لطرح و تجربة شيء جديد يكون قليل الحدود ، اي ان حريته ضيقة  في عمله او مدرسته. مما يجعل الفرد سريع الغضب او التصرف الانفعالي قبل ان يفكر ما فيه الكفاية قبل اي تصرف يصدر منه، و ان ذلك يكون شديد الوضوح بالمدارس في علاقة بعض المعلمات او المعلمين بطلابهم حيث ان اولئك المعلمين الذين يستعملون العنف في المدارس العربية و الذين ما زالوا يشكلون نسبة غير قليلة  فإنهم  يعتمدون العنف لدرجة الضرب احياناً ، او الاهانة النفسية للطالب فقد يستعملون الفاظاً تهين الطالب و تجرحه دون التفكير بأثر الفاظهم عليه ، غالباً يكون اولئك المعلمات و المعلمين اصلاُ من بيئة تعرضوا فيها الى عنف او شاهدوا بها العنف و اشكال معينة من العدوان في محيطهم او خبروها بشكل شخصي، و يستعملوا ذات الاسلوب مع طلابهم، و ان بعض من طلابهم قد يسلكون مثلهم . و المعتدي يعتقد احياناً  انه يحقق هيبة او نفوذ او سيطرة من خلال تعدياته على الاخر في حين ان عدوانه هو  سلوك منحرف و غير صحي و ينم عن صاحبه و بيئة صاحبه. قد  يكون للمعتدي مشاكل و ضغوط مختلفة  تجعله يسيء التصرف مع غيره او من هو اقل قوة منه كنوع من التعويض او الانتقام من مشاكله بشكل لا شعوري احياناً فيسلك بعنف او يتكلم بعنف .. ان العنف و العدوان الذي اصبح لغة التعامل اليوم بالبلاد العربية في ظل ظروف ربيعها ..العربي ما هو الا نتيجة لثقافة ساد ت بها الاحباطات او الخيبات او القمع في البيوت و المدارس و امكنة العمل و الادارات ..  و تكون العلاقات بين الافراد غالباً هي علاقات تسلطية فوقية و مساحة الحرية و الحوار بها ضيقة لان العنف و العدوان هو ما يستطيعوه ، و من يلجأ للعنف و العدوان هو من لا يقدر ان يستخدم الكلمة و الحوار لان ثقافته ليست ثقافة حوار و عقل، لذلك يكثر العدوان و الاساليب السلبية المعبرة في حقيقتها عن ضعف نفسي و اجتماعي و ثقافي تصل احياناً لاكثر من الانحراف
 
اذا نظرنا الى المجتمع الغربي و ما يسوده من علاقات هادئة و مسالمة و مريحة في التعامل بين افراده فإن ذلك يعكس نمط التربية المنتقاة في المجتمع بشكل عام و اهمها المدرسة القائمة على اولوية الطالب و اعطائه حريته بالتفكير و البحث ، و تعامل المدرسين و المدرسات مع الطالب برفق و احترام لفكره و عقله و مشاعره و هذا يبين ان البيئة بشكل عام تهيء الفرد لان يكون عقلاني و ليس انفعالي و ان يكون مسالم و يتعامل مع الغير بصداقة و مساواة لانه تعلم ذلك من القدوة التي هي الاسرة اولا ثم  المدرسين من خلال طريقة كلامهم و تفكيرهم و تصرفاتهم البعيدة غالباً عن العدوان او العنف او الشدة ، و كذلك الحال في امكنة العمل حيث ان كل فرد يقوم بعمله و دوره و يمكن لاي عامل "او موظف "ان يقدم اقتراحاته او رأيه  لتطوير العمل و بكل احترام و سهولة و بساطة و تتصف العلافات بالمودة و الثقة لان بنية التربية و اسسها بعيدة عن العنف ، و لان المجتمع يوفر الشروط الاولية للمواطن بالعيش فلا ضغوط اجتماعية او سياسية او اقتصادية او دراسية عليه او على من يتعامل معهم لذلك فإن العدوان اقل بكثير بشكل عام في المدرسة او العمل او المجتمع  بشكل عام،  و ان ما يؤثر على ذلك هو طبيعة المجتمع و الخدمات المقدمة للفرد فيه،  و الاولويات المتبعة في كافة المجالات ، فمجرد مثال بسيط نرى الاعلام حيث ان  الاعلام يتميز بوعي و اهتمام لما يقدمه فيتجنب  ما يضايق مشاعر المتلقي فلا يعرض مشاهد او صور عنف قوية  لاسباب تربوية تعود  لمصلحة المتلقي النفسية و الاجتماعية و بالتالي لمصلحة المجتمع . و مثال اخر   يومي كتعامل الدوائر الرسمية مع المواطن  فيتصف انه سلس و يقوده النظام و الاحترام المتبادل بين المواطن و الموظف مهما كانت وظيفته و بأكثر الطرق راحة للمواطن ..ان الحياة السهلة الغنية بالثقة و الاحترام تحقق للفرد راحته دون مضايقات ..  فأنماط  المجتمعات و سياساتها بشكل عام تختلف فيما بينها و تختلف  بتأثيرها على الافراد،.فالمجتمعات المسالمة الهادئة و المنظمة و المساوية بين افرادها  على اختلافهم يكون افرادها غالباً مسالمين و هادئين و منظمين يحترمون بعض و يثقون ببعض  .كما ان التنظيم و التخطيط بالمجتمع يكون شامل و ساعي  للنهوض بكل افراده من كافة الجوانب الثقافية و الاقتصادية و العلمية و المهنية ليؤمن لهم مستوى انساني و  معيشي مناسب و متناسب مع وضع و امكانات كل فرد فيهم،  فالضغوط عليهم ليست كثيرة لان لديهم متطلباتهم الاولية و لان تعاملهم يحكمه العقل فتكون نفوسهم مطمئنة و علاقاتهم لا تشوبها عداءات بشكل عام ، و سلوكهم اكثر مسالمة .

المشكلة هي عند انتقال افراد معينين  ـ تربوا على القمع و نتج لديهم احباطات و مشاكل بسبب بيئتهم ، وتربوا بإسلوب العنف،  و عايشوا العنف و العدوان او قاموا به  ـ هاربين  الى مجتمعات مسالمة قائمة على العقل و القانون و احترام الحريات و حدود الاخرين و حياتهم و ثقافاتهم ، فعلى الرغم من ان تلك المجتمعات استضافت اولئك الافراد و هيئت لهم الحياة السليمة و الآمنة و قدمت لهم ما يساعدهم للعمل على ادماجهم بشعبها و نظامها  الا ان عدد منهم يسلك  العنف و العدوان في  المجتمعات المضيفة و يقدم عن مجتمعه الاصلي ما يسيء له من خلال تصرفاته المتمثلة  بأنواع سلوك غير لائقة، و مخالفة لقيم المجتمع المستضيف و ادابه و ثقافته،و يسعى الفرد " الضيف"  لفرض تقاليده و افكاره  مهما كانت سلبية و غريبة على المجتمع المستضيف ، فيسيء لنفسه و لغيره و للمجتمع و ليعكس  بذلك ما عاناه من اثار  قمع تربوي او تخلف حضاري بمجتمعه الاصلي،  و ليثبت انه غير قادر على التكيف و الاندماج بطريقة سليمة و ايجابية مع المجتمع الجديد الذي احتواه بعقل و احترام و انسانية .

فالسلوك الانساني ثقافة و فكر و تهذيب، و هناك ثقافات تعد ثقافات عدوانية و تتسم بالعنف و تحيط بالفرد و تطبعه بالعدوان و العدوان بدوره يتفشى بمزيد من اشكال  العدوان المختلفة . و بالمقابل فهناك ثقافات مسالمة ، يتسم افرادها بالمسالمة ، لكل مجتمع ثقافته و تربيته و اثره على افراده . و كما يوجد افراد و مجتمعات تتسم بالعنف فهناك افراد و مجتمعات يتسمون بالمسالمة . و الثقافة العدوانية تنشئ صانعين للشر و المشاكل و الحروب  ، اما الثقافة المسالمة فتأتي بالخير و السلام  و الاستقرار لان افرادها مرتاحين نفسياُ و متأقلمين مع ذاتهم و محيطهم فلا يسعون للشر، انما يتعاملون مع الشر بمسالمة ، فالمسالم يملأ  نفسه السلام و ينشره حوله لانه حر من الاحقاد و الشرور، اما العدواني فنفسه ليست بسلام فهي مثقلة بالخيبات و الاحباط و المشاكل الاتية من بيئته و عمليات القمع التربوي و الاجتماعي التي مر بها و سلك العدوان ، فينشر حوله الكدر و المشاكل .  فكل انسان يمثل ثقافته من خلال سلوكه.
ماري مارديني

21

اختلفت مكانة المرأة و دورها عبر الثقافات و قد ترافقت ادوارها مع ادوار الرجل و تبادلا التأثير ببعض منذ حياة الصيد و الرعي و العمل الزراعي الى العمل في المصانع و الادارات و السياسة . لكن تطور وضعها اختلف حسب الازمنة و حسب الامكنة و الظروف الثقافية  المحيطة بها ، و تفاوتت درجة وعيها و تحررها و قدرتها و امكانياتها و فرصها  على اتخاذ دورها في مجال العمل السياسي و الثقافي و الاداري، كما تفاوتت درجات وعي المجتمعات بذلك . فإن كانت في بعض الامكنة و الثقافات  قد استلمت مهام عسكرية و سياسية الا انها في بعضها الاخر ما زالت مقيدة بقانون او عادات تمنعها من ممارسة بعض حقوقها التي تعد طبيعية و اولية  بثقافة اخرى
ان المرأة اثبتت قدرتها على ان تكون بأي مجال يوجد به الرجل تقريباً . و لكن من جهة اخرى فإن المقارنة  بين وضعها بين الشرق و الغرب تعد ليست من مصلحة الشرق من الناحية الثقافية و الفكرية و السياسية و القانونية و الاجتماعية .كما ان نسبة حضور المرأة  قليل بشكل ملحوظ  بتلك المجالات و  ان وجدت يعتبر وجودهابشكل عام ليس له اثر واضح
فالمرأة بالشرق و الشرق العربي تحديداً بعد ان بدأت خطوات لا بأس بها في التحرر و العمل و استقلال الشخصية و وصلت لاعلى الدرجات العلمية و العملية في بعض البلاد ،و ليس كلها و بنسب متفاوتة طبعاً ، فها هي  تعيش الان اسوأ ظروف فهي تُسبى و تُغتصب و ُتباع و يُفرض عليها ما كان سائداً في الازمنة القديمة دون ان تعطى مجال لابداء رأيها او حق لان ترفض، فهي تعيش الان في ظلام كهوف داعش .  .و تُساء معاملتها نفسياُ و جسدياُ معاُ . ، قد تأثر وضعها بشكل سلبي حالياُ تحت ما تمر به البلاد العربية من ظروف سياسية و حروب ، و هذا يشير الى ضرورة اعادة النظر بدور المجتمع من حيث دور  الاعلام و القانون و التربية و العادات بحيث ان ذلك يتطلب تعديل قوانين و اساليب عمل  و توعية  ثقافية و  دعم و تمكين بشكل عملي و ليس فقط نظري للمرأة في الشرق، فالعوائق في  المجتمع الشرقي يرتبط بعضها بالسياسة السائدة في كل مجتمع  و بالثقافة و بالتقاليد السلبية و بعضها بالعادات المسيطرة على التفكير  فهذا يحتاج الى   تطوير و غربلة ولكن بطرق سليمة و مدروسة ، كما  ان تحرر المرأة  من الناحية الاقتصادية  له دوره الهام للمرأة الشرقية حيث ان نسبة ليست قليلة  من النساء لا يعملن و لا يوجد لديهن دخل و استقلال اقتصادي و هذا بدوره يضعف المرأة و بالتالي  يضعف المجتمع . 

ان مدى التقدم بالمجتمعات يوضح  مدى اشتراك المرأة بالحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية ، فالمجتمع القائم على الصناعة قد ازال حواجز اكثر من امام المرأة و مسيرتها  و اعطى مجال انفتاح حضاري اكثر مما هو عليه المجتمع الاقل تقدم صناعياً . و هنا يظهر سبب من اسباب اهمية دور المرأة بالغرب و وصولها لاهم المناصب المؤثرة بالمجتمع و المغيرة به فهي موجودة بمراكز قيادات اقتصادية و  سياسية بالاضافة لدورها الاجتماعي و الثقافي و الانساني الواضح ، و ذلك لان بنية المجتمع و ثقافتة  و صياغة القانون ساعدتها على ذلك و وثقت بقدرتها و دورها ، كما انها هي اولاً وثقت بقدراتها  مما انعكس على المجتمع بشكل عام و الاسرة بشكل خاص نحو الافضل ، بينما المرأة  في بلاد عربية الان ما زال الموروث الثقافي و العادات و التقاليد يحكم مسيرتها بالاضافة للقانون الذي لا ينصفها حيث لا يساوي بينها و بين الرجل بكل شيء . و ما زالت غير قادرة على السفر بمفردها في بعض البلاد العربية . و في الثقافات القامعة للمرأة و بتأثير الجهل  تكون المرأة احياناً بحد ذاتها ضد تحرر المرأة بشكل عام و تحارب المرأة المتحررة الواعية في ذات المجتمع ، فالجهل و التخلف معيقان لتحرر المرأة و الرجل معاً فلا بد من تحرر الرجل من ثقل تقاليد و افكار سلبية معينة لتتحرر المرأة التي تعيش بمجتمعه و تتثقف و تتعلم من المرأة المتحررة

الظروف السياسية بمجتمع ما تعد عامل اساسي يشكل انعكاساته على دور المرأة و تطوره ، و الاهتمام بقضاياها ، فإما ان تكون داعمة للمرأة ، او تكون عائق امامها و تحد من حريتها فتكون  معادية لدورها  و لظهورها في مجالات مختلفة و  في  ممارسة مهامها في بناء المجتمع و تطويره ، و ببعض الظروف السياسية يمكن  ان تكون المرأة موجودة ببعض المجالات اما  ببعضها الاخر تكون  مجرد صورة دعائية و تكملة عدد

ليكون للمرأة في الشرق  دورها الفعال لا بد من تحرير الشرق من تسلط الدين على السياسة و على القانون و التفكير ، و لا بد من تحرير الشرق من رواسب ثقافية سلبية و هذا يتطلب عمل من السياسات التربوية و الاعلامية و القانونية و الكوادر الثقافية ، فيتطلب الاجتهاد و  الاطلاع و  الاخذ من الثقافات امور ايجابية تؤثر على الانسان الشرقي بعمق و ايجابية مما ينمي و يفتح الفكر و يبدل طريقة التفكير نحو التحرر الثقافي و الفكري الداعم للمرأة . و هنا لا بد من تحريك الفكر و  الثقافة للتطبيق عملياً منذ التربية الاولى للفرد بغض النظر عن كونه امرأة او رجل لان كلاهما يشكلان المجتمع و يربيان النشء و يعملان بالمجتمع معاً ،  فالعمل مطلوب من الجميع لاخراج جيل واعي و مثقف و يعتمد على العقل و ينظر للمستقبل و ليس الى الماضي لان المستقبل هو الاهم لكن لا بد من البدء من الحياة اليومية و بأبسط تفصيلاتها لابعاد كل ما هو سلبي ، و لكي تأخذ المرأة في الشرق مكانتها و دورها لا بد من اتباع اسلوب ينور عقول الافراد رجالاً و نساءً حتى يمكن العمل على تقوية موقف المرأة ٍ لتأخذ حقها بالحياة اولاً ثم تتجه لبناء ذاتها و  العمل و المساهمة الجدية في البناء للمجتمع مثلها مثل المرأة في الدول المتقدمة فكرياً و سياسياً .

ماري مارديني

22
ترحيب بكافة الاخوة و الاخوات الاعضاء

بمناسبة انشاء زاوية ـ مقالات في شؤون المرأة ـ نرحب بكافة الاخوة و الاخوات اعضاء المنتدى، و ندعوكم للمشاركة بهذه الزاوية بنشر ما لديكم من مقالات و اراء تتعلق بشؤون المرأة من النواحي الثقافية و الاجتماعية و السياسية و انطلاقاً من واقع المرأة بإتجاه مستقبل افضل.
تسرنا مشاركتكم هنا آملين ان تكون هذه الزاوية محل اهتماماتكم و منبراً لطرح افكاركم المفيدة

ماري مارديني

23
الحب و الجنس ، و كيف يؤثران على الفرد ؟
الحب هو العاطفة التي تتميز بالحنان والمودة، والحب هو شعور  حيث ان  شخصين يحبان بعضهما يشعران  بعضهما ببعض، ويشتمل الحب  على الناحيتين النفسية والعقلية. و ممكن ان يشمل  احياناً معينة الناحية  المادية او البيولوجية
وفقا لعالم النفس روبرت ستيرنبرغ " الحب الحقيقي يسبب  الإحساس والرغبة في شريك حياتك ، والحاجة الملحة للحصول على اجابة عن مشاعرك من الشريك".
الجنس وفقاً لتفسير منطقي هو الإنجذاب نحو شخص اخر، و الجنس  قديم قدم الحياة نفسها،و هو شيء بيولوجي  و قد تطور مع تطورالانسان و تحضره عبر الزمن  ولكن أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من أشخاص آخرين و تربط بينهم علاقات الحب و الجنس  ، ان لديهم جهاز مناعة أقوى من الذين لا علاقات لديهم و كذلك هم بحالة نفسية افضل من أولئك الذين لا علاقات حب و جنس تجمع بينهم .
 في دراسة حول دور  مدة اللقاء الجنسي  و اثرها تبين في النتائج :
1- الى 2  دقائق مدة  قصيرة جدا.
3 الى 7 دقائق مدة مقبولة.
اما  الجماع أكثر من 13 دقيقة مدة  طويلة جدا.
 و ان الجماع الامثل حسب الدراسة كان بين 7 الى 10 دقائق و اظهرت الدراسة انه  يخفف التوتر و يرضي الطرفين

الحب والجنس
الحب هو ثقافة ، و هو ذو قدسية سامية لانه يرتبط بالانسان بمعانيه السامية الراقية الرفيعة،  فالحب  قيمة مرتبط بالروح و العقل ،  و  هو يختلف عن الجنس الذي يرتبط بالجسد دون رقي او دون فكر او دون روح و بما ان الثقافات تختلف من مجتمع لاخر ، و كذلك نوع التربية كأن تكون متحررة ديمقراطية و واعية، او ديكتاتورية مغلقة مليئة بالجهل و الكبت ، فإن الفهم و النظر للحب يختلف حسب اختلاف الثقافات ، حيث ان الثقافت المكبوتة يُلاحظ ان افرادها بشكل عام  لا يرون المعاني الراقية للحب و قد يشوهونه كقيمة بسبب كبتهم لدرجة ان الجنس لديهم هو الهدف و هو الدافع و هو المسيطر على افكارهم و سلوكهم و تعاملهم مع الغير بسبب ما لديهم من كبت . ان كل ثقافة تؤثر على افراد مجتمعها . فالثقافة المتحررة و الديمقراطية التربية تحترم حرية الفرد و شخصيته و قراراته الفردية ، كما تكون النظرة للحب عند افرادها ارقى  بينما التربية المغلقة الديكتاتورية تقمع الفرد و حريته و قراراته الفردية و تسيطر على معظم افراد تلك التربية الافكار الجسدية و ربما المجردة من المشاعر الراقية تماماً و بعيدة عنها لدرجة ان الجسد عندهم قد يصبح الة .. .
كما ان الفروق بين الثقافات لها اثرها بذلك ، فإن الفروق الجنسية ايضاً لها اثرها،  فهناك فروق بين المرأة و الرجل ايضاً في النظرة للحب مع ان الحب هو بذات الأهمية بالنسبة للرجال والنساء، وأنه يتعلق في إعطاء وتلقي الرعاية والاهتمام.  تعد  المرأة اكثر قدرة على التعبير عن المشاعر في كلمات ، وترى الامر بشكل عام يشمل النفس اولاً و المشاعر ثم يأتي  الجسد ولكن الرجال هم أكثر تركيزا على النشاط ، حتى عندما يتعلق الأمر بالحب. بالنسبة الى المرأة انه صعب بنظرها و حسب طبيعتها  ان تقيم علاقة جديدة اذا فقدت الزوج او الشريك مع انه  غالباً تعيش المرأة حياة اطول من حياة الرجل.   ولكن بالنسبة  للرجل فإن العثور على البديل  بالنسبة لدية اسهل مما هو الامر عليه  عند المرأة ، ولكن في نفس الوقت ايضاً  فإن بعض الرجال يجدون صعوبة في كسر الشعور بالوحدة إذا خسروا امرأة .
و بذات الوقت فإن الفروق بين النساء ايضاً واضحة بالواقع في النظرة للحب  و ذلك حسب اختلاف ثقافات مجتمعاتهن فالمجتمع المتفتح و المتحرر الفكر يعد نساء ذوات نظرة اكثر تجريد و رقي و سمو للعلاقات الاجتماعية مع الافراد مما هي عليه عند نساء المجتمعات المكبوتة المغلقة  التي تربط الحب بالمادة او الشيئية و كذلك بالنسبة للرجال مما يصنع علاقات مشوهة و مسيئة للمعاني الراقية التي ترتبط بالحب . و العلاقة القائمة بين فردين  بهدف الجنس من احد طرفي العلاقة او كلاهما هي علاقة فاشلة و لا ترتبط بالحب بشيء لان غايتها الجنس فهي تنتهي بنهاية الجنس بين الطرفين ، اما العلاقة القائمة على الحب الراقي فهي ليست مشروطة بالجنس لان الجنس ليس هدف عند من يملك روح راقية و نفس نظيفة  ، و هذا كله يرتبط بالثقافة و التربية من جهة كما انه من جهة اخرى يسبب سوء فهم بين الافراد تبعاً لثقافاتهم و نوع تربيتهم  بغض النظر عن نوع العمل او الدرجة العلمية او الجنس او اي صفة اخرى لان نمط و نوع التربية  و الثقافة هو الاساس . و هذا لا يعني ان الحب يجب ان يكون منفصلاً عن الجنس او غير مرتبط به ، لكنه ايضا لا يعني اشباع حاجة جسدية لان الحب مرتبط بالجمال الروحي ، لكن الجنس هو شيء ثانوي ناتج عن الحب لكنه ليس هدفا فهو لا يأتي كأولوية الا عند المكبوتين و المقموعين التربية و المغلقين الثقافة و الروح لان روخهم ليست متسامية.

هل يرتبط الحب بعمر معين ؟
الحياة الجيدة  تتطلب منك ان تكون فعال عقلياً و نفسياً  و جسدياُ , بغض النظر عن تطور  حياتك العاطفية او الجنسية كفرد فإن الحب و الجنس يرتبطان معاً و بشكل ردود فعل نفسية و جسدية
ويمكن للفرد  تجنب العديد من المشاكل العاطفية و الجنسية إذا حاول ذلك و يمكن للفرد ان يتعلم تقنية الاستفادة من التجارب و الخبرات السابقة التي عاشها.
في دراسة امريكية تمت على العلاقة الزوجية السعيدة و شملت افراد من عمر 30 سنة و 45 و 65  .
اظهرت النتائج انه بالنسبة للانسان  الكبير السن فإن الامن العاطفي هو الأهم لديه & لديها ، في
حين أن العلاقة الحميمة الجنسية أقل أهمية.
 وبالنسبة لجميع الفئات العمرية فإن الاهمية هي  للامان  العاطفي والثقة والتفاني والاعتبار والاحترام والانفتاح والصبر، والنشاط المشترك و الاستماع الجيد للاخر و الفهم الصحيح

في مرحلة منتصف العمرو بسبب التغيرات الطبيعية  المرافقة للعمر  يشعر الفرد بقلق،  لكن يمكن للفرد ان يتمكن من ايجاد السلام الداخلي بنفسه بطريقة مناسبة  و يتجاوز تلك التغيرات التي تطرأ مع تطور العمر بسهولة ، لكن في حالة نكران التغيرات التي تطرأ مع تطور العمر فإنها تشكل ضغطاً على الفرد و تنشأ لدية ازمة مع الانتقال من مرحلة عمرية الى اخرى ،  و يصبح ذلك اصعب اذا ترافق مع التغيرات الاجتماعية  الطبيعية مثل موت احد ما او الطلاق او المرض او الانتهاء من العمل ، و الاهم خلال كل ذلك ان يكون الفرد قادر على التعامل مع كل تلك التغيرات دون ان يتحول الى ضحية لها.

هناك العديد من الاختلافات بين الناس فيما يتعلق بالعمر بالنسبة للحب و الجنس ، فإن ذلك يعتمد على الفوارق الفردية و الجسدية و الهرمونية ...فالفرق بين اعمار الشباب و الشيخوخة كبيرة لكن الاهم ان المسألة تحتاج الى تكيف مع الفروق و القدرات و القيود الطبيعية من كافة النواحي . ان نظرة الكبار بالعمر للحب و الجنس تختلف عن نظرة الاصغر بالعمر من عمر الشباب فكل جيل نشأ بحقبة معينة وفق عادات و مجتمع مختلف وفقاً لاختلاف الزمن بين الشباب و الكبار عمراً سواء نساء او رجال ، فالكبار عمراً الحاليين يرون ان الحب مرتبط بالشباب الصغار و المراهقين و ان الجنس هو لانجاب الاطفال و ان الجنس غير صحي للكبار، لكن الدراسات تشير الى ان المشاعر الجنسية تبقى موجودة مع التقدم بالعمر ، و ان الكبار عمراً الان اكثر نشاطاً جنسياً من الكبار عمراً قديماً ، لكن و بذات الوقت فإن  عدداُ من
الامراض الجسدية و الاضطرابات  النفسية تؤثر على القدرة الجنسية  عند الافراد و لاسيما الكبار .

هل يمكن ان يصبح الجنس ادمان عند البعض ؟
إدمان الجنس هو سلوك قهري يستخدم فيه الفرد  الجنس لتعزية نفسه و لسد الفراغ في نفسه . ان متعاطي الجنس قد يضر الآخرين و يضر جسده ايضاً. في بعض الأحيان قد يصبح الفرد مدمناً جنسياً  بسبب يعود الى  الهرمونات أو تأثير الكحول او المخدرات، أو بعض الأدوية. و في بعض الاحيان و لا سيما في عصر التقنيات الالكترونية و انتشار صفحات الشات و المواقع الاجتماعية الالكترونية تبين ان البعض الاتين من التربية المكبوتة و المقموعة في المجتمعات العربية انهم مدمنين احاديث و حوارات محورها و اساسها و هدفها و دافعها الجنس لا غير سداً لقهر و كبت و قمع و ربما عقد مروا بها اثناء حياتهم او في تربيتهم بغض النظر عن اعمارهم و مستويات تعليمهم المختلفة و التي تشمل اعمار و شهادات متعددة تمتد من الستوى العادي الى العالي جداً و معظمهم في العينة كانوا رجال حيث وجدوا في تلك الصفحات مجالاً يعبرون به عن ثقافتهم و تربيتهم و عقدهم الناشئة من بيئتهم و نمط علاقاتهم في مجتمعهم، و صرح بعضهم من خلال التجربة التي اُجريت عليهم انهم عبر صفحات الانترنت يكونون صريحين و يقولون ما لا يمكنهم قوله بالحقيقة معتمدين  ان لديهم اسماء مستعارة.. ، طبعاً هذا  يعكس ازدواجية بأنفسهم و يعكس اخطاء تربيتهم و يلغي عقولهم و يوجه تفكيرهم نحو الغريزة البحتة بشكلها الحيواني بعيداً عن العقل و الروح و القيم و رقي الروح و العقل ،و يبين اهتماماتهم المنحرفة بسبب القمع و الانغلاق الذي عاشوا به ضمن ثقافتهم و بيئتهم حيث ظهر انهم من بيئة مغلقة و غالباً متعصبة و فيها ينظر الرجل الى المرأة كأنها عبارة عن سلعة او شيء لانه لم يراها اصلاً في مجتمعه المغلق العازل للمرأة عن الرجل منذ الصغر ، فالمرأة لديهم هي  هوس او حلم او الة ، و كذلك المرأة الاتية من تلك التربية القامعة فهي على ذات النمط لانها طُبعت هكذا، فيستغلون الانترنت لتلك الغايات مسيئين للاخرين،  و لقيم الاخرين  ، و لثقافة الاخرين،  و مسيئين استعمال تلك التقنيات الحضارية و الثقافية التي يجب ان تتجه للفكر و الثقافة و التطور و العلم.

الموضوع مكتوب اعتماداً على  دراسات و تجارب و مراجع علمية موثقة .

Mari Mardini

24


كل الناس قد يتصرفون خطأ لكن هل يعترف الكل بالخطأ و يعتذرون  عنه؟

تختلف نظرة الناس للاعتذار و لا يعترف كل الناس بأخطائهم فهناك من يحاول ان يجد مبررات لخطئه لا ترتبط بالمنطق و لا بأداب التعامل مع الناس ، و هناك من يحاول ان يقلب الموقف و يحاول ان يظهر بمظهر البريء الذي لم يكن هدفه الخطأ و يعكس خطأه على الاخر و يحاول ان يظهره انه هو الذي تصرف خطأ و فهم خطأ و هذا لا يُسمى الا فشل و ضعف شخصية و تهرب من المواجهة و عدم اتزان. و هناك من لا يرى انه اخطأ او يتجاهل ذلك و يرى ان الاعتذار يهينه،  و هناك من يعتذر عن خطأ قام به .
و اهم شروط الاعتذار هو الصدق و  البعد عن المواربة و التمويه. لان الخطأ الذي يقع على شخص ما فإنه يسيء له معنوياً و نفسياً و هذا اسوأ انواع الاساءات خاصة اذا رافقها الظلم و التجني دون اسباب لان ذلك يكون ثقيلاً على نفس المساء اليه. و ان اسوأ من الخطأ هو تكرار الخطأ عمداُ و عدم تقديم الاعتذار و هذا كثيراً ما يحدث في المجتمعات العربية  التي لم يتربى الجزء الاكبر منها على ثقافة الاعتذار انما تربوا على العصبية و على المواربة و المداراة و  التغليف للخطأ غالباً. على عكس المجتمعات الغربية التي تتسم بالصدق و الوضوح و الاعتذار المباشر بشكل راقي و صريح في حال صدر اي كلمة او تصرف عفوي من احد نحو الاخر . لكن في المجتمعات العربية فإنه كثيراً ما تكون  الاخطاء مقصودة و تكون جسيمة و تكون مكررة لكن المخطئ او المخطئون يتجاهلون اخطائهم و كأنهم لم يقوموا بأي خطأ على الاطلاق. و هذا يدل على بعد الحضارة عن سلوك و ثقافة  و فكر الشعب العربي بشكل غالب دون التعميم، او بالاصح بعدهم عن الحضارة و الصدق و الشفافية في التربية مما يدل على ضعف في اساس التربية بشكل عام   . فالاعتذار تربية مرتبطة بالفرد و المجتمع و هو معيار انسانية و اخلاق و رقي، و هو مرتبط بالتربية الديمقراطية الواعية المسؤولة و الواقعية القائمة على قيم انسانية متينة .

كل فرد تناسبه طريقة خاصة لتقديم الاعتذار له و وقت مناسب و ما يناسب فرد قد لا يناسب الاخر . فالشخص الذي يقع الخطأ عليه دون ذنب و دون سبب يتأذى نفسياً قبل اي اذى اخر و السبب هو ان احد ما تصرف خطأ متقصداُ او غير متقصداً  الشخص الذي تمت الاساءة له . فالاعتذار هو فن لا يستطيعه اي فرد، و الاعتذار الصادق هو الذي لا يتخفى به صاحبه في التعليلات و التبريرات السطحية انما يكون واضح و فيه اعتراف واضح بالخطأ و فيه ابداء ندم على الخطأ بوضوح و فيه رغبة حقيقية بالاعتذار  بشكل مباشر لمن وقع الخطأ عليه أما اعتذار خطي او كلامي مواجه و مباشر دون وسائط ليكون اعتذاراً حقيقياً  فالانسان المسؤول هو من يعتذر عن خطأه ، فلا تبرير للخطأ دون اعتذار.و لا اعتذار صادق دون تسمية الخطأ بصراحة و الاعتذار عنه بوضوح و جرأة ، و ان من لا يستطيع الاعتذار على أصوله و بشكل شخصي هو عبارة عن شخص ضعيف  غير مسؤول و غير واثق بنفسه لانه شخص هش النفس و الثقافة و التربية  و القيم.

ان الاعتذار تربية يمكن للاسرة تربية اطفالهم عليها على ان يكون الوالدان مثالاً للطفل ، اي ان يعتذروا منه ان اسائوا او يعتذروا من بعض او من الاخرين ، فينشأ الطفل على ان هذا من القيم و العادات و الحقوق و الواجبات المترتبة على الفرد فيعتذر لرفاقه في المدرسة  منذ طفولته اذا حصل و اخطأ ، لكن يجب ان يكون ايضاً هناك تربية مدرسية لكل التلاميذ على الاعتذار ليكبروا على هذا النمط الراقي من التعامل مما ينعكس عليهم و على المجتمع .لكن ايضاً يجب على المدرسين في مدرسة الطفل ان يعتادوا الاعتذار اذا اخطئوا بدورهم  بما يناسب الطفل و يقنعه. فالاعتذار تصرف راقي و سلوك يعبر عن نضج و توازن من يعتذر عن خطأه و يدل على  شجاعته، فالجبان لا يعتذر ، و البليد لا يعتذر ، و غير الواثق من نفسه لا يعتذر.... و ان الاعتذارت المزيفة لهي اسوأ من الخطأ ذاته و الاعتذارات المترافقة بتبريرات لا تقل عن الخطأ السابق لها فهي بذات مستوى الخطأ بل و تأكيد عليه و استمرار به ، و الاعتذارات الكاذبة اكثر الماً من عدمها  .لكن هل كل الاخطاء يكفي الاعتذار عنها ، فالاعتذار احياناً يكون جرحاً اخر  فالاعتذار ليس ممحاة و قد يكون اسوأ من الخط أ ذاته  احيانا .

ان الكبار هم من يعتذرون و من يتهرب من الاعتذار عن خطئه  بمبررات.. فمن الافضل له ان لا يعتذر . لكي يعتذر الانسان من اخر كان قد اساء اليه و جرحه ، عليه ان يعترف بخطئه و  ان يضع نفسه مكان الاخر المجروح و يحاول ان يفهم اثر جرحه عليه ، و يفهم كيف ممكن ان يرمم ذلك الجرح بطريقة مقنعة اول شروطها ان يكون فيها اعتذار واضح و محدد عن خطأ محدد و بشكل مباشر و لفظي و صادق ، ثم بشكل عملي  مناسب ، فمن اخطأ يجب ان يفكر كيف اخطأ و كيف كان اثر خطئه على الاخر و كم اساء للاخر ليكون الاعتذار كافي و ملائم و مفيد . و على المخطئ او المسيء ان يحسن الاستماع للشخص الذي وقع الخطأ عليه فالاعتذار ثقافة و فن و شفافية و ليس تهرب و تبرير و تغطية و القاء اللوم على ما ليس له علاقة بذنب المسيء. و الاعتذار ليس مجرد كلام عابر او دبلوماسي سطحي لان الاعتذار يجب ان يقود لنتيجة جيدة تخفف من اثر الاساءة على من وقعت عليه و تساعده على تجاوز جرحه و غير ذلك فأن الاعتذار قد يكون جرحاً جديداً لانه يكون شكلي و روتيني و تمثيلي  و غير صادق فالبعض يرون ان الاعتذار صعباً عليهم و ينسون ان اسائتهم للغير اصعب .و البعض لا يملك نفس صافية فيصعب عليه الاعتذار عن خطأه نحو الاخر . و المسألة مسألة حضارة و تربية و ثقافة و مسؤولية ووعي .
ان الاعتذار يجب ان يوازي حجم الخطأ و عندما تتم الاساءة امام عدد من الناس فالاعتذار يجب ان يتم امام ذات العدد  و ذات الناس و بشكل حقيقي جاد . و الاعتذار ينعكس على ترابط المجتمع و على علاقات الافراد ببعض بشكل ايجابي . و تقديم  الاعتذار و اسلوبه او عدم تقديمه  يشف عن نوع التربية و البيئة و الثقافة التي عاشها الفرد المخطئ
Mari Mardini

25
كيف تكون اكثر سعادة و تنشرها حولك؟
السعادة هي الطمأنينة و الراحة  و الشعور بالرضى عن النفس ، لكن الناس يختلفون في النظرة الى طرقها و اسبابها. البعض قد يربط السعادة بالمادة او التملك ، و البعض قد يربطها بالروح و النفس دون الاكتراث  بالمادة و الاشياء ..لكن  الاهم ان السعادة ان لم تكن نابعة من الذات  و متوافقة مع العقل فهي ليست حقيقية.
يمكن للانسان ان يكون اكثر سعادة و يمكن له ان ينشر حوله السعادة و يبعثها في نفوس الاخرين بطرق عديدة و بسيطة  كالاتي مثلاً :

. اثني  دائماً على اي عمل جيد او ايجابي او قول او موقف مميز يقوم به اي احد من الذين حولك من اهل و اصدقاء و زملاء و لا تتردد . فإن ذلك يشجعهم و يقوي العلاقة بينك و بينهم و يدفعهم للافضل مما ينعكس عليهم و عليك و على المجتمع.

. لا تتردد بإبداء الرأي و اعطاء النقد لكن بشكل واضح و لبق و لطيف بحيث تنقد القول او العمل الذي تنقده دون ان تؤذي الشخص بحد ذاته كشخصية و مشاعر ، بطريقة تبين له محبتك له و امكانية تحويل ما قام به الى شيء ايجابي يفيده و يفيد غيره ، و ان نقدك له سببه محبتك له و خوفك عليه و حرصك ان تكون اعماله و مواقفه دائماً صحيحة قدر الامكان.

. راجع يومك في كل مساء قبل ان تنام و فكر ماذا فعلت اليوم من اعمال و اسأل نفسك ان كانت صحيحة او لا، و كيف يمكن ان تكون افضل في المرات القادمة .

.  تذكر المواقف التي تجعلك سعيداً و اعرف اين تكمن اسباب سعادتك , فالسعادة نسبية و غالباً تأتي من ابسط الكلام و المواقف و الامور ، فقد لا تكون امور عظيمة مادية او مؤقتة هي سبب السعادة الداخلية الحقيقية . فقد يسعدك القيام بنزهة بسيطة في الطبيعة ، او لقاء مع صديق ، او اجتماع بأحد الاقرباء او ربما قراءة  عبارة ما ، او السمع الى معزوفة معينة تحبها او مساعدة محتاج فلا تتراجع عن ذلك لانه يجعل شعورك و احساسك اكبر و اكثر اثراُ ايجابياً على يومك .

.  اسعى دائمأ للتجديد و التجدد فإبحث عن تجارب جديدة  تشعر انك تتعلم منها جديد و مفيد ، و فتش عن مجالات جديدة تأتيك منها خبرات جديدة كي لا تسبب لك الرتابة و التكرار الملل و الزهد.

.  ثق بنفسك . لا تضيع وقتك بكيف ينظر لك الاخرون او كيف يرون تصرفاتك و مواقفك و مبادئك او يحكمون عليها دون ان يسألونك عنها مباشرة و بشكل جدي ،و بشكل صريح  و يفهمون اسبابها و طريقة تفكيرك . فليس الطل يفهم كيف تفكر او يستوعب مبادئك او يملك عمق فهمك و مداه ، فالناس يختلفون في المبادئ و مستوى التفكير و الاهداف و العمق . فعندما تكون عارفاً سبب موقفك او تصرفك و مقتنعاً به و بهدفك و بصحة اسلوبه فلا تعير لرأي الناس وقت انت بحاجته اكثر ، فليس الكل يفكر مثلك او يرى مثلك ، فطالما لا تعمل خطأ ثق بنفسك دائماً .و لا تهتم لرأي الاخرين و تصوراتهم عنك دون ان يسألونك بشكل واضح و مباشر و نزيه عن صحة رأيهم او عدم صحته او دون ان يستمعون لرأيك برأيهم بك و تصورهم عنك و عن صحة تصورهم او رأيهم لانهم قد لا يفهمون طريقة كلامك او اسلوبه او عمقه او هدفك منه و قد لم يعطوك فرصة للشرح لهم اذا كانوا لا يملكون عمقاً و فكراً مثل فكرك ، فلا تأبه لانك الادرى بنفسك و شخصيتك و طريقتك في التفكير و التصرف و الهدف و المبدأ

.  كن ايجابياً دائماً و لا تفكر بشكل سلبي و لا تعزل نفسك عن من يحتاج منك مساعدة حتى و لو كنت انت حزيناً، و ساعد من حولك ان يفكر بشكل ايجابي اذا رأيته اخطأ و يطلب منك مساعدة لكن  بعد ان تفهم سبب تصرفاته و افكاره ، و حتى لو اخطأ ساعده ليفكر و يتصرف بإيجابية  و حتى لو انه اخطأ معك شخصياً و فهم موقفك و تصرفك خطأ فتذكر انك انت تعرف نفسك و اعمالك اكثر مما يعرفها الاخرون.

.  املأ وقت فراغك بما تحبه من انشطة تريحك و تبعث السرور بنفسك .

.  لا تقف عند احزانك و همومك كثيراً ان كان عندك احزان و هموم لان ذلك يفقدك يومك و ما به من مواقف و احداث قد تكون مصدر سعادة و راحة  لك .فإسعى الى نسيان و تجاهل كل ما يزعجك و يسيء ليومك.

. ضع لنفسك اهداف تريدها و تحبها و تناسب مقدراتك و اسعى لها . و حاول ان تجدد الاهداف و تطورها دائماً كلما تمكنت من ذلك . و ان اخفقت لا تدع الاخفاق الا سبباً محفزاً على مواصلة المحاولة و اعرف ان من يضع لنفسه هدفاً فإنه يعرف ان لديه قدرة على تحقيقه ، و ان حدثت معرقلات فلست انت دائماً سببها لان الاسباب احاياناً تكون من الخارج و من البعض الذي ربما يتقصد ان يسبب العرقلة و التعثر لك، و الذي لا يريد لك ان تكون افضل منه. فإهمله و استمر.

.  لا تجعل اهتماماتك مرتبطة بك وحدك و لا بما صغر من الامور ، ان الاهتمامات الكبيرة و العامة التي تفيد عدد كبير من الناس من مصادرالسعادة لمن يعرف قيمتها، و ان اساء الناس فهمك فلا يهم لانك تعرف هدفك اكثر منهم فلا تتوقف لكن ابتعد عن من لا يفهموك و يسعون  للاساءة لهدفك و التشويش عليه و عرقلته لانهم لا يستحقون وجودك بينهم.

. تقاسم خبراتك و تجاربك و معلوماتك  مع الاخرين و شاركهم خبراتهم و تجاربهم و معلوماتهم مما يحقق تفاعل يهدف لنتائج ايجابية و انعكاسات تسبب الراحة و الرضى .

. ابتعد عن الاشخاص المغشوشين و الذين لا يكونوا واضحين و لا صادقين معك ، و كذلك المتملقين الذين يظهرون لك شيء و يبطنون شيء اخر لانهم لا يريدون الراحة لك .

و تذكر ان السعادة من اهم اسرار النجاح و تجديد الطموح و تطويره.

Mari Mardini

26
المعتقدات اللاعقلانية وعلاقتها ببعض المتغيرات لدى افراد الجالية العربية المقيمة في المملكة السويدية

رسالة مقدمة الى مجلس كلية الآداب والتربية
في الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك
من قبل الطالبة
ماري جميل مارديني
إستكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في علم النفس

إشراف الاستاذ المشارك
الدكتور
كاظم خلف العادلي
2012 م

ملخص البحث
إن هدف البحث الحالي إلى قياس المعتقدات اللاعقلانية لدى أفراد الجالية العربية المقيمة في السويد ينطلق من خلال الاجابة على التساؤلات الآتية:
1. هل أن المعتقدات اللاعقلانية منتشرة بين أفراد الجالية العربية في السويد؟
2. ماهي المعتقدات اللاعقلانية الأكثر انتشاراً بين أفراد الجالية العربية؟
3.  هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في  المعتقدات اللاعقلانية بين أفراد الجالية العربية وفق المتغيرات الآتية:
أ. الجنس: ذكر، أنثى
ب. العمر (25سنة فما دون)- (26- 35)- (36- 45)- ( 46 -55)- ( أكثر من56 )
ج.  التحصيل الدراسي:  إبتدائي ، ثانوي ، جامعي ، عالي (ماجستير ودكتوراه )
د. الحالة الاجتماعية:  متزوج ، أعزب ، أرمل ،مطلق
ه. المهنة: عمل حر، موظف، بدون عمل
و. سنوات الاقامة: ( أقل من 5 سنوات)، (6-10)،(أكثر من 10 سنوات)

وعرفت الباحثة نظرياً المعتقدات اللاعقلانية  بأنها " الافكار اللامنطقية ، والتي تتشكل عند  الفرد بتأثير التنشئة الإجتماعية، ولا سيما الأسرة والمدرسة، ويتقبلها الفرد بسلبية، لتؤثر سلباً على تفكيره وسلوكه وتعامله مع نفسه والأخرين،  وما يحصل حوله من أحداث.
وبناءً لذلك قد عرفتها إجرائيا بأنها (اي المعتقدات اللاعقلانية ) الدرجة التي يحصل عليها كل فرد في العينة من خلال إجاباته على مقياس المعتقدات اللاعقلانية  الذي تم إعداده للبحث من قبل الباحثة بما يناسب الجالية العربية المقيمة في السويد .
تكونت العينة في البحث من ( 148 ) فرداً راشداً من أفراد الجالية العربية المقيمة في السويد، مثلت عينة عشوائية ،  تألفت من  ( 74 ) من الذكور و ( 74 ) من الاناث . و قد أعدت الباحثة مقياساً خاصاً لذلك مؤلفاً من قسمين، يتمثل القسم الاول بمعلومات عامة عن كل مجيب على المقياس.
أما القسم الثاني فيتألف من ( 50 ) فقرة، ويقع في عدة مجالات، تمثل مجالات مقياس المعتقدات اللاعقلانية، سبقه إجراء إستبيان خاص بذلك شمل أموراً  ترتبط بمعتقدات لاعقلانية ترتبط  بمجالات أساسية هي الإعتقاد في العين والحسد، الحظ والنصيب، التفاؤل والتشاؤم، الدلالات الرمزية المختلفة والغيبييات . ثم تم  إختصار هذه المجالات الى خمسة مجالات أثناء إجراءات البحث . تم التحقق من صدق المقياس بإسلوب الصدق الظاهري أي عرض المقياس على خبراء محكمين، وتم أيضا التحقق من صدق فقرات المقياس وقدرتها التمييزية،  ومن  ثباته بطريقة التجزئة النصفية  بإستخدام معادلة بيرسون، وبطريقة الإتساق الداخلي بإستخدام  معادلة  الفا- كرونباخ. وتوفرت في المقياس صفات الصدق والثبات.  كما تم إستخدام مجموعة من الأساليب الإحصائية لتحليل النتائج (مثل اختبار ت وتحليل التباين وإختبار شيفيه وإختبار الإرتباط الجزئي)،  وإستكمالاً لذلك تم تفسير النتائج في ضوء الإطار النظري للبحث والدراسات السابقة وبينت نتائج البحث ما يلي :
1. توجد معتقدات لاعقلانية بدرجة متوسطة لدى أفراد الجالية العربية المقيمة في السويد .
 2. ان أكثر المعتقدات اللاعقلانية انتشاراً هي: التفاؤل والتشاؤم، الحظ والنصيب، الدلالات الرمزية، العين و الحسد ، عقاب الطبيعة ، ثم السحر فالابراج فالعلم بالغيب.
3.  توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير الجنس بالمعتقدات اللاعقلانية لصالح الأناث .
4. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى  لمتغير العمر بالمعتقدات اللاعقلانية .
5. توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير التحصيل الدراسي بالمعتقدات اللاعقلانية.
6. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير الحالة الإجتماعية بالمعتقدات اللاعقلانية .
7. لا توجد فروق  ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير المهنة بالمعتقدات اللاعقلانية.
8. لا توجد علاقة إرتباطية ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير سنوات الإقامة ودرجة المعتقدات اللاعقلانية.

 وبعد ذلك قدمت الباحثة بناءً على النتائج بعض التوصيات والمقترحات، لتتضمن وتشمل التوصيات عن الفرد، التربية، المناهج، الإعلام والدين.
التوصيات
1. تنمية اسلوب التفكير العلمي،و التشجيع عليه، عبر التشجيع على التساؤل و التفكير الحر ،و تربية التفكير السببي ،عبر الاهتمام بالحوار  و النقاش، و كذلك تقبل الاراء المتعددة .و قبل كل شيء أن يحاول الفرد أن يبدأ من  ذاته في التفكير و العمل بهذا الاسلوب .

2. عدم التمييز في التعامل و التربية بين الاناث و الذكور في الاسرة -التي لها دور كبيرفي إعداد شخصية الفرد - من حيث تقديم العناية أو إتاحة  المجال لتنمية الشخصية بكل جوانبها قدر الامكان فلا يقدم عطف زائد للإناث و لا خوف زائد، و لا يطلب مسؤولية زائدة من الذكور، مما قد يؤدي الى مفعول سلبي أكثر من أن يؤدي لمفعول إيجابي لكلا الجنسين ، و يؤثر على علاقاتهم مع الاخرين فيما ينتطرون منهم أو بالعكس أي ما ينتطره الاخرون منهم ، ومما  قد يسيء لمعتقدات الفرد و تحمله لمسؤولية نتائج أعماله و تفسيراته لما حوله من أحداث و أشخاص  . كما ان الشدة و الإنغلاق في التربية لا تكون ذات نتائج أفضل .

3. تربية حب البحث و العلم لاجل تكريسه عملياً و ليس فقط نظرياً،  و ذلك للتمكن من الاستفادة منه بالواقع اليومي ايضا.
و هنا تظهر أهمية المناهج المدرسية و غايتها في المدارس ( في المدارس العربية لان عينة البحث تتكون من الذين درسوا معظم دراستهم ان لم تكن كلها في بلادهم الاولى ، فلا بد من  ترقية و تنمية المناهج المدرسية العربية التي كثيراً ما تعيق لدى الطلبة الجرأة في السؤال ، و الجرأة في الاعتراض أو إبداء الرأي و يبقى أثر ذلك قوياً على الطلبة في بقية حياتهم العملية ...مما  يتضح حالياً في المناهج العربية أنها بأثارها تفرض على عقل الطالب منذ الصغر التفكير بإتجاه واحد ، مما يؤدي الى منعه من التعبير بصراحة أو حرية و هذا  يسيء لحرية تفكيره و قد يشوه ادراكه للامور و الواقع..، وغالباً  يقولبه بقالب مكرر،  لا جديد فيه فيجعل العلم الذي يتلقاه مجرد إطاراً خارجياً هشاً لا أكثر،  يحتوي بداخله أفكاراً نسبة منها مشوهة أو خاطئة فرضت عليه فرضاً، فقد تعيده الى بدائيته في التفكير عند الصعوبات و الشدائد .

4. الاختلاط و التعرف و الإنفتاح على الثقافات المتعددة ، فمن شأنها أن تزيد من المعرفة لدى الأفراد مما يوسع الافق في التفكير ،و يسهم في إنخراط الأفراد  في المجتمع ،و ينمي عملية التبادل الثقافي في الأخذ و العطاء لما هو إيجابي عند الأخر و تبادل الإفادة و الإستفادة منه  ( من خلال الاندماج و التأثير و التأثر المتبادل بين الافراد المختلفين و الاشتراك في الأنشطة و المناسبات و الأندية و الإشتراك في النقاشات و لاسيما في الندوات التي تقيمها الأندية العربية مما يجعل الأفراد يستعملون ما لديهم من قدرات عقلية و علمية تساعد على فهم الذات و فهم الاخرين و فهم العالم و الأحداث بطريقة مختلفة )

5.محاولة تشجيع الأفراد على غربلة الأقوال التي يستعملونها بشكل روتيني و تلقائي غير منتبهين لها و لمضامينها ، و التفكير بها قليلا قبل استعمالها، و تجنب السلبي منها و العمل على انتقاء العقلاني منها ،  من خلال محاولتهم إعادة النظر ببعض التصرفات الي يقومون بها  على أساس انها عادات حيث انها تتضمن ما يدل على معتقدات معينة لا عقلانية لا بد من العمل على اهمالها، أو على الاقل تعديلها بما هو افضل  ربما لما تعكسه من سلبيىة في التفكير .

6. الاختيار الصحيح و المناسب لما يبثه الاعلام بوسائله المختلفة،من مقالات و لقاءات و برامج و الإبتعاد عن البرامج أو الكتابات السلبية مثل الأبراج و ما يشبهها من أعمدة في الجرائد أو برامج تلفزيونية مشابهة ، و محاولة تنقية المسلسلات و الأغاني التي لا يخلو قسم كبير منها من الأقوال اللاعقلانية، و التي لا تكرر الا السلبية سواء على صعيد الطرح لمشكلات معينة أو الحلول لها، و العمل على محاولة تقديم الإيجابي و الجديد الذي يحتوي ما يناسب العقل بوعي و رقي  و تخطيط  ، و يناسب تقدم العلوم و الفكر و الإنسانية و العمل على إستغلال إقبال الأفراد على وسائل الإعلام لتكريسها بما يخدم الأفضل للفرد و المجتمع و يغذي الثقافة ..و ليس العكس خاصة و أن الإعلام الفضائي و الإلكتروني يصل الى الجميع .و من المهم أن يبدي أفراد المجتمع ارائهم بالإعلام و يعطون افكاراً لما يريدون ان يبثه الاعلام.

7. الوعي لأهمية أن الاديان تنهى الفرد عن اللاعقلانية. و نظراً لان الدين يؤثر على المعتقدات فأن دور الدين هام في الحفاظ على التفكير العقلاني لدى الفرد و ذلك لأنه يوجه الفرد للتفكير النقي والسلوك السوي، فالتربية الدينية التي تهتم بجوهر الدين و عمقه و بشكل تترك فيه للطفل أو الفرد أن يفهم الدين لأجل نفسه و بطريقته و ليس لأجل إرضاء الأخرين أو المربين بدءً من البيت إلى المدرسة إلى وسائل الإعلام ، و دور العبادة لها أثرها على الأفراد في كل مراحل حياتهم و أينما حلوا ، كما  يبقى أثر ذلك واضحاً في نوعية و صحة  تفكيرهم و علاقاتهم و سلوكهم مع الآخرين ، و ذلك لأن الوعي لأهمية ذلك يحمي الأفراد من الميل الى التفكير  اللاعقلاني ، و يحثهم على العقل و عمل الأسلم و الأفضل لأن هدف الأديان جميعها هو دائماً الخير و الحق و العدالة و هذه الأهداف ترتبط بالعقل كما ترتبط بالدين . و عندما تبتعد التربية الدينية عن العقل و عن هدفها الجوهري يكون تأثيرها سلبياً على الأفراد و المجتمع.

المقترحات
1. المعتقدات اللاعقلانية وعلاقتها بالامن النفسي.
2. المعتقدات اللاعقلانية وعلاقتها بالتنشئة الاجتماعية.
3. دراسة مقارنة بين العرب والسويديين حول المعتقدات اللاعقلانية.
4. المعتقدات اللاعقلانية وعلاقتها بالاندماج الإجتماعي.



27
بعض النباتات العطرية و فوائدها
المليسة: هي نبتة تكثر في بلاد الشام عطرية الرائحة  اوراقها مسننة رفيعة و طولانية الشكل.
تعتبر المليسة عندما تُغلى في الماء من المشروبات المهضمة . كما انها تساعد على خفض ضغط الدم لانها تعمل على توسيع الاوعية الدموية . و المليسة من المواد المهدئة المساعدة على النوم المريح و هي مخففة للتوتر .
تُستعمل في صناعة العطور  و كذلك بعض مواد التجميل و العناية بالبشرة. و يُستعمل كنبات زينة في البيوت و الحدائق.

الريحان: نبتة عطرية تنتمي الى فصيلة النعناع و يُعرف ايضاً بإسم الحبق، للريحان انواع عديدة لكنها متشابهة في التركيب و البساطة و الجمال في الشكل و هو من نباتات الزينة ايضاً .
يُستعمل الريحان كنوع من انواع التوابل . و يُستعمل كذلك في الاطعمة في بعض البلاد . له فوائد صحية كمضاد إلتهاب و كذلك في حالات تقلصات الامعاء و يساعد على حماية القلب من الازمات حيث  انه يحث الاوعية الدموية و العضلات على الارتخاء و تنظيم ضخ الدم . و له فوائد جمالية بالنسبة للشعر و البشرة.

العطرة: نبتة عطرية شديدة الخضار و النمو تنتشر في بلاد البحر المتوسط . تستعمل كمعطر في العصير او بعض  الاطعمة . و تُستعمل في صناعة مواد التجميل و العطور. هو من نباتات الزينة المرغوبة.

الروز ماري: و يسميه البعض اكليل الجبل ، يوجد في كثير من المناطق في العالم لكنه ينمو كثيراً في بلاد البحر المتوسط. اوراقه خضراء داكنة ، رفيعة الشكل و عطرية . يستخدم في الاطعمة كنوع من التوابل و المطيبات , كما ان له فوائد صحية فهو منشط للذاكرة و مخفف للتعب و يساعد على تدفق الدم و هو مدر للبول و للطمث.

28
ان للقصة متعتها الخاصة بالنسبة للطفل ، و بذات الوقت فإنها تلعب دور في ادراكه و تفكيره و ربما بسلوكه مما تتركه من اثر على نفسية الطفل . و للقصص مستويات و انواع و اهداف مختلفة ، لذلك يجب ان تكون منتقاة و مدروسة بشكل جيد و مناسب للطفل من كافة النواحي نفسياً ، اجتماعياً ،تربوياً و عمرياً. فالقصة هي عبارة عن رسالة يلتقط الطفل مضمونها و يتأثر غالباً  بشكل لا شعوري و دون ان ينتبه لذلك .
فالقصة ترتبط بالتنشئة الاجتماعية ، و تنعكس على قيم الطفل و نفسيته  و هنا تكمن اهمية القصة حيث ان الهدف منها ممكن تكريسه لتربية القيم و الفكر الايجابي عند الطفل اذا كانت متقنة الصياغة و الكتابة اذا كانت مقروءة او اذا كانت معروضة للمشاهدة كفلم كرتون فيجب ان تكون مشوقة و منظمة بشكل يجذب الطفل و ينمي عنده كل ما هو ايجابي تربوياً و اجتماعياً و نفسياً ، و بنفس الوقت يجب ان تكون مسلية و مرفهة للطفل . و اذا لم تكن القصة مدروسة الهدف و الغاية فإن اثارها ممكن ان تكون سلبية .
كثيراً ما ترتبط القصة بمظاهر العنف او الخداع او المكر مما قد ينمي هذه الصفات عند الطفل،  لذلك لا بد من التوجيه و النقاش في رموز و مغزى القصة بين الطفل و المربين حول القصة المتناولة او فلم الكرتون المعروض او ربما الاغنية المرافقة لذلك لان النقاش يوسع معارف الطفل و ممكن ان يوجهها بشكل مفيد .
في قصة ليلى و الذئب مثلاً و هي قصة عالمية ، فإن كثير من البلاد الاوروبية يضعون شخصية الحطاب بدلاً من الصياد و ذلك لانهم ينتبهون للفرق بين الحطاب و الصياد ، فالصياد لديه سلاح يقتل به من خلال عملية الصيد بينما الحطاب هو شخصية مسالمة لا تستعمل سلاحاً للقتل انما تسعى لقطع الشجر اليابس في الغابة و هذه كلها رموز و رسائل للطفل و للمربين لضرورة الانتباه لذلك الفرق بين الشخصيتين و دورهما و اثر كل منهما في القصة و على الطفل المستمع او المشاهد. فالقصة او فلم الكرتون وسيلة تهذيبية و تربوية و ليسا فقط للتسلية و الترفيه ، مع ان عنصر الترفيه و المتعة يجب ان يتحققا في القصة او الفلم الموجه للطفل لكن بطريقة صحيحة على ان لا يتم اهمال شخصية الطفل و عقله لان ابطال القصة في نظر الطفل هم نماذج يتأثر بهم الطفل،  فالقصة قد تسبب سلوك عدواني عند الطفل عندما لا تكون مدروسة تربوياً وتجعل الطفل يرى ان العنف و العدوان شيء طبيعي للدفاع عن النفس بدلاً من الحوار و النقاش الايجابي مع الخصم، مما يدفع الطفل الى سلوك العدوان لانه يراه كثيراً او يقرأ عنه او يسمع به .و ان تكرار القراءة للقصص التي تتضمن عناصر عنف او الافلام المشابهة تسبب للطفل البلادة و ضعف الاحساس بمعاناة الاخرين و تضع حاجزاً بين مشاعر الطفل و مشاعر الاخرين .و قد يزداد القلق و الخوف عند الطفل بسبب تلك النصوص القصصية او المشاهد الكرتونية المتضمنة للعنف.اي تكون القصص و الافلام مسببات للاضطرابات السلوكية عند الطفل. بعض الاطفال قد يستمع الى قصص  قبل النوم ، و هذا يقود الى القول ان قصص قبل النوم لها اثرها الهام على نفسية الطفل ، فالام او المربية التي تحكي للطفل الصغير قصة فيها شخصية مرعبة او مخيفة فإن ذلك يجعل الطفل ينام و ما زالت تلك الشخصية في لا شعوره مما يجعله يحلم بها او يخاف او يقلق و يبقى لذلك اثراً عليه .احياناً  قد يضطرب نومه بسبب تلك القصة التي ارادتها امه او مربيته ان تكون  مسلية و مهدئة له لكن مفعولها كان عكسياً بسبب سوء الاختيار.
و من هنا فإن القصة و فلم الكرتون و رموزهما يمكن استعمالها ايجابياً ليكون اثرهما ايجابياً على نفسية الطفل و شخصيته و تفكيره و سلوكه و تربيته بشكل عام  مما يترك اثره الايجابي على ثقافة الطفل و معارفه في كل حياته  لان القصة او فلم الكرتون يمكن ان  يشبعون حاجة الطفل لحب الاستطلاع و الاكتشاف  و اكتساب العلم من خلال الاختيار الصحيح لهما او تأليفهما.فالقصة ممكن ان تكون توجيهية تحث الطفل بشكل غير مباشر على صفات سامية و راقية و تجعله يختار انواع سلوك ايجابي عندما تكون مناسبة للطفل و لعمره و خصائصه النفسية و الاجتماعية . و بكلمة اخرى ممكن ان تكون وسيلة وقاية و ارشاد او اسلوب علاجي للطفل في بعض الاحيان بدلاً من ان تكون عشوائية غير قائمة على اسس تربوية سليمة و متضمنة لشخصيات و احداث عنيفة تترك اثرها السلبي على الطفل.
  و تكون القصة اكثر ايجابية  و اكثر فائدة للطفل عندما يتم اشراكه بها،  فبدلاً من ان يجلس و يسمع القصة سواء في البيت او الروضة مثلاً يمكن للمربي بدلاً من ذلك ان يصنع من القصة لعب ايجابي يفيد الطفل اكثر فيجعل القصة تمثيلاً،  و يتم به توزيع الادوار على الطفل و المربي ايضاً و اشخاص اخرين اخوة او اصدقاء سواء بالبيت او الروضة او الحديقة ، و يتم النقاش مع الطفل او الاطفال المشتركين و  الاتفاق على الادوار و الحوار مع ترك حرية للطفل بأن يضيف او يتكلم بطريقته اثناء القصة فيكون الطفل بهذه الحالة شريك و فاعل في القصة ، و يمكنه ان ينمي خبرته  العقلية،  و الاجتماعية،  و الانفعالية بذلك،  و يمكنه ان يغير بالقصة ، و يمكن تجريب اكثر من دور او حوار بها مما يعطي الطفل فرصة تبادل الادوار و التفكير و التعبير و الاحساس و الاحاطة بجوانب عديدة في القصة تكسبه مران و خبرة مفيدة في حياته و يجب ان تكون الامور  مرافقة بتوجيه غير مباشر  و شرح مقنع  من المربي عند الضرورة ليتمكن الطفل من التعلم و الاستفادة قدر الامكان بشكل افضل كما يمكن للمربي احياناً ان يتعلم من الطفل و يمكنه ايضاً ان يعرف اهتماماته الفكرية او اي نوع من القصص يناسبه اكثر من كافة النواحي العقلية و الاجتماعية و النفسية . يمكن للطفل ان يجرب ان يكون صالح او شرير او عامل او مريض او اب او ام او طفل او راشد  او لص او شرطي..و يمكن ان يتبادل الادوار مع المربي كأن يكون المربي هو الصغير ،  و الطفل هو الكبير ، او المربي يأخذ دور السلبي و الطفل دور الايجابي  فهذا يصقل قدرات الطفل و يعلمه ادوار في حياته العملية مستخدماً عقله ليفهم رموز القصة و هدف القصة و امكانية الاستفادة منها بشكل ايجابي و مسؤول. و هذا كله يتطلب ان يكون المربي بحد ذاته ذو قدرة مميزة و عقل و  ثقافة واسعة و عمق و خيال بذات الوقت ممكن ان يكرسه بشكل ايجابي عملياً مما ينفع الطفل و بالتالي وع الوقت يعود على المجتمع بما هو افضل.

Mari Mardini

29
    تعود تسمية مرض باركنسون للدكتور جيمس باركنسون الذي أول من قام بوصف إكلينيكي لمرض عرف فيما بعد باسمه(مرض باركنسون) ويطلق على هذا المرض أحياناً اسم الشلل الرعاشي. و منذ ذلك الحين ما زال تشخيص المرض قائما على الفحص الإكلينيكي للمريض حيث يعاني المريض من أعراض بطئ الحركة والتخشب الحركي(التصلب) و الرعاش وقت الراحة بالإضافة إلى اختلال التوازن.  مرض الباركنسون هو أحد الأمراض العصبية الذي يؤدي إلى مجموعه من الأعراض أهمها الرعاش وبطئ الحركة بالإضافة إلى التصلب أو التخشب الذي ينتج عنه فقدان الاتزان.

اسباب المرض
يلعب الجهاز العصبي المركزي دوراً هاماً في تنسيق حركات الجسم الإرادية من خلال منظومة متكاملة داخل النوى القاعدية (الكرة الشاحبة، النواة العدسية، النواة المذنبة، المهاد، المادة السوداء، نواة تحت المهاد...) و ترتبط الألياف العصبية بينها بشكل معقد. لذا فان تلف أي جزء من هذه الأجزاء ينعكس على المريض بصورة واضحة مثل الحركات اللاإرادية وزيادة أو نقصان التوتر العضلي وبطء في الحركة واختلاف في طبيعة قامة المريض في المشي أو الوقوف
مرض باركنسون ينتج عن نقص في كمية مادة الدوبامين داخل الدماغ وذلك نتيجة تلف منظومة إنتاج الدوبامين في المادة السوداء وهي نواة ضمن النوى القاعدية في منطقة قاعدة الدماغ.
 الدوبامين هو عبارة عن مرسل كيميائي بين الخلايا العصبية يساهم في نقل السيالات العصبية لتحقيق التوافق الجسمي الحركي. وتقوم (المادة السوداء) بإنتاج مادة الدوبامين في الدماغ.
تظهر أعراض مرض باركنسون عندما تنقص مادة الدوبامين لدرجة حادة (75-80%) وينتج عن ذلك اختلال التوازن بين الدوبامين والمواد الكيميائية الموجودة في النوى القاعدية مثل الاستيل كولين  والجلوتاميت
أثبتت البحوث والدراسات أن للباركنسون علاقة بالوراثة حيث تمكن العلماء من عزل جينات مثل جين (باركين) الذي يلعب دورا في الإصابة بالمرض. ويصيب الباركنسون الرجال والنساء على حد سواء.

اعراض المرض
اولاً. الرعاش
هو أول الأعراض التي قد تظهر على المريض وتدفعه لطلب الاستشارة الطبية و يتعرض 70% من المرضى الى الرعاش و يظهر اكثر شيئ باليدين
ثانياً. بطئ الحركة
 يعتبر بطء الحركة أكثر الأعراض إعاقة للمريض في المراحل الأولية للمرض حيث يؤثر على نشاطات المريض اليومية وتكون غالباً غير متوقعه. يكون المريض كثير التردد في إنشاء الحركة و قصير الخطوات
ثالثاً . التخشب
ويظهر على شكل تعطل كامل في القدرة الحركية للمفاصل مما يؤدي إلى صعوبة أداء المريض لأعماله وأنشطته اليومية. و يعاني المريض من تيبس العضلات و يترافق ذلك مع الم في عضلات القدمين و الظهر
  رابعاً . اختلال التوازن
يفقد المريض التوازن و التناسق  في حركاته المختلفة . يأخذ المريض وضع الانثناء في كل أجزاء الجسم فينحني الجزع إلى الأمام والرأس إلى الأمام مع تقوس الظهر كما ينثني الذراع عند الكوع وتنثني الساق عند الركبة وبهذا يصبح المريض عرضة للوقوع يبدأ اختلال التوازن في الحالات المتقدمة من المرض حيث يصاب المريض بدرجة عجز شديدة ويؤدي هذا الاختلال في التوازن إلى السقوط المتكرر للمريض ويزداد ذلك سوء مع بطئ الحركة.
الاعراض المرافقة للمرض
الاكتئاب ، القلق،  صعوبة البلع،  اضطرابات النوم ، يصير خط المريض عندما يكتب مرتعشاً صغير الحروف، جر القدم اثناء المشي ، اختفاء معالم الوجه، ..

المصدر المنقول منه
http://www.kfshrc.edu.sa/mdp/parkinson.htm

30
النقد و تقييم العمل

للنقد نوعان هما الايجابي و السلبي. اما النقد الايجابي فهو يهدف الى تحسين الانجاز و العمل و الاسلوب في العمل لكن على ان يكون موضوعياً و صادقاً و منطقياً لا مبالغة به و لا تلفيق او  كذب. اما النقد السلبي فيؤدي للإساءة و يهدف لها خاصة اذا كان بإسلوب خاطئ و  اذا كان يقوم على التلفيق و الكذب و بعيداً عن المنطق و الحقيقة فهو بهذه الحالة لأجل التجريح بالأخر ، و اعاقة العمل.
أي عمل يؤديه الانسان يحتاج للنقد لكي يتطور،  و لكي يطور الانسان عمله و يتطور به فإن ذلك يتطلب ثلاثة شروط هما الارادة اولاً . و الطموح  ثانياً , و البيئة المساعدة لذلك ثالثاً .
إن أي عمل يقوم به الانسان عليه ان يخطط له ثم يراجعه قبل ان ينفذه ، ثم يراجعه بعد التنفيذ لتقيمه و لتطويره في المستقبل.   هذا يعني ان الانسان يجب ان يحلل عمله و يجد الايجابيات و السلبيات به و في كل مراحل العمل سواء  كان عملاً فردياً او جماعياً ،  و النقد يجب ان يكون بشكل ايجابي و بهدف ايجابي  سواء كان عمل فردي او جماعي و هذا يبين لماذا جرى العمل بشكل جيد او سيء أي ما هي الاسباب و كيف كان الاسلوب و كيف كانت النتائج . أن ايجاد الايجابيات و تطويرها خطوة هامة  لأجل تطوير العمل . و كذلك ايجاد السلبيات و العمل على علاجها ايضاً مفيد في العمل . و بهذه الحالة فإن النظر الى نصف الكأس سواء كان ملآناً ام فارغاً فإنه يطور العمل اذا كان الناظر يهدف الى الايجاب و التطوير الايجابي . اما اذا كان الناظر هدفه سلبياً فإنه سينطلق من منطلق سلبي و بشكل سلبي و لأجل هدف سلبي سواء نظر الى الجزء الملآن ام الفارغ .
أن الايجابية و الهدوء  و الاطمئنان و الثقة و المزاج الجيد و البيئة الجيدة يساهموا في جعل العمل و اسلوبه و نتائجه افضل دائماً. خاصة اذا توفرت الموضوعية في المحيط الذي يتم العمل به.
بعض الاعمال تكون فردية و بعضها جماعية ،  و كثيرة هي الاعمال التي تكون ضمن فريق و هذا يعني ان تقبل النقد و الجرأة في النقد من مقومات العمل الناجح في كل احواله الفردية او الجماعية . و النقد هو مسؤولية و طموح نحو الافضل على ان يأتي بإسلوب صحيح و مناسب لما يتم نقده و لما يراد من خلاله. و من المهم في الناقد ان يعرف كيف يصيغ نقده و ينظم افكاره عندما ينقد أي عمل ، و ان  يسعى كي لا يجرح مشاعر الفرد الذي قام بالعمل و قبل ان ينقد عليه ان يكون متأكداً كيف فكر الشخص الذي قام بالعمل كي لا يكون قد ترجم كلامه او عمله او طريقة تفكيره بشكل خاطئ فالوضوح مع الاخر و الفهم و الاحترام للأخر و لأفكاره و تصرفاته و طريقة تفكيره من اكثر الامور حساسية لان البعض من الناس ينقدون انطلاقاً من معلومات غامضة غير مترابطة و غير واضحة ، اتية من منطلق خاطئ و نظرة خاطئة عن الغير و هنا النقد يكون تجريحاً و اهدافه سلبية أي لا يكون النقد نقداً حقيقياً و لا موضوعياً و هذا يتناقض مع ميزات و  واهداف النقد و التقييم و ربما  نقد بهدف التجريح المقصود لشخص ما . من مقتضيات النقد الايجابي ان يعرف الناقد على نفسه بوضوح و يبين ماذا يريد بوضوح و بغير ذلك فإن الناقد هدفه فقط الذم و التجريح بشكل مموه و ملتوي لا يقوم لا على الصدق و لا على الوضوح و لا يكون قائماً على الفهم الحقيقي انما يقوم على التضليل لأجل الاذى و التخريب و التشويه لا غير فهو سلبي بهذه الحالة ، اما الناقد الايجابي فهو شخص اول ما يقوم به هو التعريف عن نفسه و عن هدفه و يشرح هدفه للأخر ويكون  واضح و صريح و صادق و يريد التطوير و التحسين للعمل دون الاذى و التجريح .
يعد الثناء على الخطوات الايجابية المتتالية في العمل و التركيز على اظهار اسباب نجاحه تشجيعاً و دعماً لنجاحه ، و بنفس الوقت فإن النقد الايجابي لا يعني المديح و المجاملة انما هو ايجاد ما يجعل العمل اكثر نجاحاً و اقل عرضة للخطأ في المستقبل من خلال تفادي السلبيات و تعديلها . اما التكسير و التقليل من شأن أي عمل ناجح و العمل على تشويهه فيدل على علل نفسية لدى الناقد و بعداً عن العقل مما يؤدي لنتائج سلبية في العمل و هذا يكون النقد الهدام. و الناقد الهدام هو من يقوم نقده بناء على احكام مسبقة و تعصب و يكون له مصلحة معينة يحصل عليها من خلال هدمه لعمل ناجح قام به غيره،  لذلك يتقصد عدم الصراحة و عدم الوضوح ليتمكن من التهديم لكل ما هو ايجابي و مفيد. و الناقد السلبي هو من ينشر الكراهية و العداء اما الناقد الايجابي فينشر الخير و المحبة .
 كل عمل يكون ساعياً الى هدف ،و يجب ان تكون طريقة الوصول لذلك الهدف سليمة و صحيحة و لا تسبب الاذى لاحد، سواء كان عملاً فردياً او جماعياً. قد ينتهي عمل ما بالنجاح ، و قد ينتهي بالفشل. لكن الفشل لا يعني ان من قام بالعمل انه لا يستطيع انما قد يكون هناك ظروف لا علاقة للفرد فيها او اسلوبه او ادائه ، او قد يكون هناك اساليب افضل من غيرها لأجل عمل ما ، فكل عمل يناسبه اسلوب اكثر من غيره فيجب معرفة ذلك الاسلوب الاكثر ملائمة ، و قد تكون  الاسباب ظروف خارجية،  او دخيلة ، او خطأ من احدما حدث اثناء العمل،  فيحدث فشل في العمل او اصابة او نتيجة غير مترقبة . لكن هذا يمكن استغلاله ايجابياً من قبل الفرد لمعرفة اين السبب في الخطأ الذي اساء للنتيجة ، ثم  معالجة الخطأ ، او الاستفادة منه و استعماله ايجابياً ، و الاستمرار بالعمل، و استمرار تقييم مراحله و نتائجه. و بالعمل يحقق الفرد هدفه ، و المهم ان يعرف الفرد هدفه أي ماذا يعمل ، و لماذا ، و كيف سيعمل و من مبدأ و منطلق سليم.

Mari Mardini

31
متلازمات
المتلازمة هي مجموعة من الاعراض المترابطة التي تظهر معاً و يكون ظهور عرض واحد من هذه الاعراض مؤشراً على ظهور بقية الاعراض المرتبطة به.

متلازمة ليما هي عندما يتعاطف المعتدي مع المعتدى عليه بدافع الرحمة و قد اطلق هذا المصطلح على حادثة في البيرو في  مدينة ليما عندما تعاطف المعتدين الخاطفين  مع الرهائن المخطوفين الذين كانوا مدعوين الى حفل رسمي في السفارة في ليما و افرج الخاطفون عنهم خلال ساعات بعد الاختطاف . اما التفسير النفسي لهذه الحالة فهو غير محدد اذا كان يعود الى الشعور بالذنب او عدم القدرة على اتخاذ قرار غير اخلاقي نحو المخطوفين

متلازمة استوكهولم هي تعاطف المعتدى عليه مع المعتدي او العدو او مساعدته حيث تكون الضحية تحت ضغط نفسي شديد و تسمى متلازمة استوكهولم نسبة الى حادثة اختطاف مجموعة من موظفين بنك في استوكهولم كرهائن حيث ابدى الرهائن تعاطفاً مع الخاطفين. في هذه المتلازمة يظهر لدى المخطوفين شعور ايجابي نحو الخاطف . و قد تظهر هذه المتلازمة في حالات العنف او الاستغلال العاطفي .

متلازمة كوهين هي اعاقة عقلية و حركية , تتصف بصغر حجم الرأس و النقص بالتوتر العضلي و الارتخاء في العضلات و المرونة في المفاصل و قصر النظر و كسل العيون  و انخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء و سمنة في جذع الجسم.

متلازمة ستندال تحدث عندما يشاهد الفرد صورة جمالية فنية تتسم بقدر عالي من البراعة فيصاب بتسرع ضربات القلب و الارتباك و الاغماء و الهلوسة و الاسم ستندال يشير الى الكاتب الفرنسي ستندال فقداعجب و انبهر بمدينة فلورنسا الايطالية عندما زارها .

متلازمة التعب المزمن هي التعب المتكرر و المعاود حتى بعد الراحة . و البعض يعتقد ان هذه المتلازمة هي نوع من العصاب الهستيري اي عبارة عن وهن عصبي و هذه المتلازمة ممكن الشفاء منها لكن الخطورة تكون في الاكتئاب الشديد الذي يعاني منه المريض .

متلازمة كوتار  هي اضطراب نفسي نادر فيه يتوهم المريض انه غير موجود او ميت او فقد احد او بعض اعضائه و تحدث هذه المتلازمة عادة للمصابين ببعض الاضطرابات مثل الاضطراب ثنائي القطب او الفصام لكن هذه المتلازمة لا تتضمن هلوسات.  و احياناً تحدث  للمصابين بصدمات جسدية او نفسية . هي متلازمة متفاوتة الشدة فقد يشعر المريض باليأس و كره الذات و قد يشعر بالاكتئاب الشديد و الاوهام .

متلازمة المواء هي عدة اعراض تظهر في حالة فقدان قطعة من  الصبغي الخامس و تعود التسمية الى ان صوت بكاء الطفل في الطفولة المبكرة يشبه مواء القطة الحاد و العالي . يتلاشى الصوت تدريجياً مع مرور الوقت و قد يفقد الشخص القدرة على البكاء بعد سنتين او اكثر . اعراض هذه المتلازمة تختلف من شخص لاخر تصاب الفتيات اكثر من الفتيان في هذه المتلازمة و تكون نسبة الوفيات عند المواليد الجدد المصابين بهذا المرض  مرتفعة بسبب اضطرابات التنفس و التهابات الرئة .

32
الاندماج الاجتماعي هو عملية ضم و تنسيق بين مختلف الجماعات الموجودة في مجتمع واحد للحصول على مجتمع ذو وحدة متكاملة. و بمعنى اخر هو ازالة الحواجز بين المجموعات المختلفة للعيش و التكيف الاجتماعي بشكل متناغم و متضامن. فالاندماج الاجتماعي هو مجموعة الاجراءات و التدابير في مجتمع ما غايتها تسهيل انخراط فرد جديد في هذا المجتمع.

الاندماج الاجتماعي في حالة الانتقال الى مجتمع او  بلد اخر
تظهر اهمية الاندماج الاجتماعي بشكل خاص عند انتقال افراد من مجتمع ما الى مجتمع اخر و العيش في ثقافة جديدة بما فيها من نمط حياة جديد و شكل اخر للتنظيمات الاجتماعية و التربية و الاديان و العادات و القيم ... فالقيم مع انها واحدة لكن التعبير عنها يختلف من مجتمع لاخر و من ثقافة لاخرى . فالفرد الذي انتقل لبلد جديد اي  لمجتمع جديد سيكتسب من الثقافة و المجتمع الجديدين الكثير او القليل و هذا يعود الى قدرته على التلقي و الفهم و التقبل او القبول بما يوجد في المجتمع و الثقافة الجديدين ، كما يرتبط ذلك ايضاً بما يمكن لذلك المجتمع و الثقافة ان يقدموه للفرد الجديد لمساعدته على الاندماج بشكل افضل و اكثر ايجابية. و بذات الوقت فإن هذا لا يعني ان الفرد سيتخلى عن ثقافته كلياً فيمكنه المحافظة على ثقافته او اجزاء منها بذات الوقت الذي سكتسب به عناصر ثقافية جديدة و بذلك يصبح هناك تقارب بين الفرد و المجتمع الجديد و ثقافة ذلك المجتمع . كما ان الفرد يقدر ان يؤثر ايضاً بالمجتمع الجديد الذي انتقل اليه. وهذا لا يعني ان امر الاندماج سهل و بسيط فهو مصحوب بمشاكل تختلف من فرد لاخر بحكم الفروق الفردية بين الناس و الفروق في التلقي و الفهم و الشخصية و الثقافة الخاصة بكل فرد ، و قد لا يستطيع الجميع النجاح في الاندماج و ربما يلقون مشاكل في التكيف مع المجتمع او يختلفون في الاوقات التي يحتاجون لها للاندماج  و التي تعود للفرد و المجتمع معاً و ذلك حسب الخطة التي يضعها المجتمع لذلك ،فالخطط المدروسة في الاندماج تعمل على التدرج من التضامن الاجتماعي الى التكيف الاجتماعي ثم الى الاندماج الاجتماعي .  ايضاً يتأثر ذلك  حسب الخطة التي يضعها الفرد لنفسه .

فالاندماج الاجتماعي يجب ان يكون شاملاً و متكاملاً لكي يؤدي دوره فيجب ان يؤمن المجتمع مبدأ التكافؤ بالفرص بالنسبة لتوفير العمل للجميع دون تفرقة بين الافراد و هذا بعد تعلم اللغة التي تتوقف على جهد المواطن الجديد او المهاجر اذا كان الفرد بمجتمع و بلد ذو لغة مختلفة كلياً .و كذلك بعد فهم الحقوق و الواجبات و القوانين الاساسية بالمجتمع ،  و يجب ان تكون غاية الاندماج الاجتماعي العيش المشترك و ليس الصراع بين الثقافات و المجتمعات الجديدة مع المجتمع الاكبر عندما نتكلم عن الهجرة و المهاجرين .

الاندماج الاجتماعي في البلد الواحد
 لكن عندما نتكلم عن بلد ما و لنقل احد  البلاد العربية مثلاً فأهم شئ في الاندماج الاجتماعي هو تحقيق الاندماج في بلد ما بين اصحابه الذين يعيشون به بغض النظر عن انتماءاتهم او اصولهم او تعصباتهم التي تخلق تناقضات بين الهدف في الاندماج و بين الروح القبلية او النظم السياسية و هذا ما تتم ملاحظته في البلاد العربية التي تسعى للتطور و التكامل لكنها ما زالت مقيدة بالعصبية او الفئوية او الطائفية و البدائية او المصالح الخاصة التي تعيق التطور و ان كل هذا يعود للانظمة السياسية غالباً التي تسعى بشكل ما الى فرض صورة معينة للمجتمع على الافراد و تحاول صهرهم و تذويبهم ضمن اهدافها البعيدة عن روح الاندماج الحقيقي الصحيح لان الاندماج هنا يكون صوري يتضمن امور دفينة و خطيرة على المجتمع و الافراد ، و هنا يشوه اسم المواطن لانه يقرب الى الشئ من حيث قيمته بنظر تلك الانظمة و على هذا الشئ الذي هو الفرد ان ينصاع مع القطيع لكي لا يخرج عن مسار هدف النظام، فالاندماج اذن غير محقق بهذا الشكل لانه قائم على اساس خطأ و يتجه فقط بإتجاه واحد اي فيه تسلط.

الدمج الاجتماعي للمعاقين
و تظهر اهمية الاندماج الاجتماعي ايضاً بالنسبة للمعوقين/ذوي الحاجات الخاصة/ الذين يجب دمجهم في المجتمع بطرق ايجابية و سليمة تعود بالنفع على الصحة النفسية و العقلية للمعاق و ذلك حسب نوع اعاقته ان كانت جسدية او عقلية ، ففي الوقت الذي نرى فيه ان المجتمعات المتحضرة تفكر بالمعاقين و تؤمن لهم كل شيء بطريقة تساعدهم على تجاوز الاعاقة قدر الامكان و التعايش معها  فإننا ما نزال نلحظ ان بلاد كثيرة تهملهم و لا تمكنهم من الاندماج بالمجتمع بشكل فعال فهم ما زالوا معزولين عن الانخراط بالمجتمع . (مثلاً المدرسة او العمل ) ان  ما تقدمه الدولة من الخدمات العامة مثل المواصلات و الطرقات المعدة لمساعدة المقعد مثلاً من التحرك بكرسيه بسهولة او الكفيف من عبور اشارة المرور بشكل صحيح ... او وضع الطفل في صفوف دراسية عادية مع اطفال بعمره و مدرسين مؤهلين لذلك او تهيئة امكنة العمل لاستيعابهم و لو لساعات معينة و ضمن شروط و ظروف معينة تمكن  المعاق من التفاعل مع الاخرين و المحيط بشكل عام . كما تقدم الدول المتحضرة الدعم النفسي و الاجتماعي للمعاق و لذويه .و تعمل على نشر الوعي بالمجتمع حول المعاقين و الاعاقة بشكل عام ، فحقوق المعاق تنطوي ضمن حقوق الانسان .و من المهم تربية ثقة المعاق بنفسه و اشراكه في انشطة و هوايات يحبها. و هذا ما تفتقر له البلاد التي يطلق عليها اسم "البلاد النامية " .

الدمج الاجتماعي للمساجين
يعد دمج المساجين بالمجتمع  من الامور الايجابية التي تؤثر على الفرد و المجتمع معاً فأن ذلك من شأنه ان يقلل الجريمة و اضرارها ، و يتم ذلك من خلال مساعد المساجين الخارجين من السجون على التغلب على مشكلاتهم المادية بتأمين العمل المناسب لهم و السكن الملائم بعد تأهيلهم نفسياً و اجتماعياً ضمن برنامج فعال و سليم و رقابة مستمرة لهم مع مراعاة الفروق الفردية بينهم ،و كذلك لا بد من تهيئة المجتمع لذلك و اعداده بشكل يتقبل به اولئك المساجين ليتمكنوا ان يعودوا للحياة الطبيعية و يصبحوا مقبولين اجتماعياً. في الدول المتقدمة تراعي القوانين و النظام ذلك وفقاً لحالة المسجون حتى ان بعض المساجين يتمعتعون بحقوق معينة بالخروج من السجن مثلاً لساعات معينة وفق شروط خاصة ..  .

الاندماج الاجتماعي بشكل عام  يساعد الفرد على التكيف مع المجتمع، و بدونه  سيسود الانفصال الاجتماعي في المجتمع ،و يصبح المجتمع عبارة عن جماعات مغلقة و منفصلة عن بعضها البعض و عبارة عن مجتمعات داخل المجتمع الذي يضم تلك المجتمعات مما يؤثر سلباً على الثقافة وكذلك ينعكس سلباً على الفرد و تواصله مع الاخرين و تطوره و تطور و سلامة  المجتمع.

بشكل عام يمكن القول ان الاندماج الاجتماعي يرتبط بالتنشئة الاجتماعية  التي تعتبر عملية تعلم و تعليم و تربية مستمرة, قائمة على التفاعل الاجتماعي ،هدفها اكساب الفرد السلوك و المعايير و الاتجاهات المناسبة لتمكينه من اداء ادوار اجتماعية معينة، و لتؤهله للتوافق الاجتماعي مع محيطه، و لتساعده على الاندماج في الحياة الاجتماعية ليغدو فردا فاعلا في المجتمع ، و ان نمط التنشئة الاجتماعية التي يمر بها الافراد منذ بداية حياتهم و خلال كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية المحيطة بهم يؤثر بشخصيتهم و طرق اندماجهم في المجتمع و المجتمعات الاخرى التي يوجدون بها في اي مرحلة من مراحل  اعمارهم.

Mari Mardini

33
ان الرقص ليس فقط حركات عشوائية يؤديها الناس في الحفلات و السهرات للفرح و المتعة انما الرقص هو وسيلة علاج هامة و مفيدة في حالات كثيرة و ذلك عندما يوظف الرقص بشكل جيد و مناسب .  فالفرد يعي جسده من خلال حركات الرقص و يعبر عن مشاعره حيث يتم الربط بين الحركة و المشاعر و بذلك يكون الشيء الهام هو ادراك الفرد للحركة التي يقوم بها جسده. ان شكل الحركات لدى فرد ما اثناء الرقص يعكس شخصيته و يزيد الصلة بين روحه و جسده و عقله و ينشط الدورة الدموية و يجدد النشاط فالرقص وسيلة تساعد الفرد على الاسترخاء و الراحة النفسية .

يعد الرقص علاج يفيد في حالات الغضب و القلق و الاكتئاب و غير ذلك من الحالات كما انه يفيد مرضى التوحد و الزهايمر احياناً.  و عندما يكون المريض مستعداً لهذا النوع من العلاج فإن النتائج تكون مفيدة  و الا فإن العلاج لا ينفع. و الرقص هو طريقة علاج يمكن اتباعها مع المرضى في  كل المراحل العمرية. 
فالرقص يسمو بالروح و يرقى بالنفس و يريح العقل من الضغوط و يحقق الذهن صفائه كما انه رياضة تساعد في الحفاظ على لياقة الجسد و صحته فمن خلال الرقص يناغم الفرد بين حركات جسده و مشاعره و يجدد طاقته و قدرته على التفكير . و  قد عرفه الانسان منذ القدم و اختلط في عادات الشعوب و تقاليدها و مناسباتها و قد اتجهت اليه الدراسات و صار من التخصصات التي تعتمدها الجامعات الراقية لما له من فائدة في مجالات مختلفة كأن يستخدم للوقاية و العلاج او ان يوجه للفن و الجمال او للرياضة و الرشاقة

ان الفرد الذي تناسبه طريقة العلاج بالرقص هو من يسعى للتعبير بطريقة غير كلامية فقد يكون هو من  يفتقد للقدرة على التعبير بالكلام و لا  يستطيع ذلك لانه لا يجد الكلام المناسب للتعبير . و يعد الرقص كلام حركي يعكس ما بداخل الفرد فالرقص عندما يترافق مع الموسيقى يقوي شعور الفرد و يدعم الفرد نفسياً و يعطيه الامان و الاطمئنان
فالاطمئنان الذي يشعر به الفرد في جلسة العلاج هذه يمهد للتغيير و التطور بحالته لان الصعوبات التي يمر بها و شعوره بها مع شعوره بقوة معينة و قدرة  داخلية ترتبط بحركات جسده و بخبرته الحياتية  تخلق لديه امكانية للتبديل و التغيير و ذلك اعتماداً على خبرته بنفسه فيفكر و يشعر و يتحرك ايضاً بطريقة جديدة.

يعطي الرقص الامكانية في التواصل و التعبير لان الحركة خلال الرقص تترك اثراً ايجابياً عند الفرد و تزيد ثقته بنفسه و تحسن رؤويته لامكانياته ليستخدمها بطريقة افضل فهو عبارة عن فن جميل و فن علاجي نافع .

Mari Mardini

34
اللعب ضروري و مفيد و اساسي لنمو الاطفال نمواً سليماً و صحيحاً و لذلك لا بد من الاهتمام باللعب و اعطاء الطفل وقته الكافي في اللعب لينمو النمو المناسب و بشكل صحيح .

ماذا يعني اللعب من الناحية النظرية
يرى بياجيه ان اللعب ضروري عند الطفل لانه ينمي خبرات الطفل و يكسبه خبرات جديدة من خلال مواقف جديدة يلائم بينها و بين القديمة التي لديه و يتعلم من خلال ذلك الكثير. كما ان اللعب له رموز يتعلم منها الطفل الكثير،  و يتعلم من خلال ادوار اللعب المختلفة التي يقوم بها ادواراً حياتية واقعية تكسبه الخبرة و الفهم ، بذلك نرى ماذا يمكن للعب ان يقدم للطفل خاصة عندما يلعب العاباً مختلفة و متباينة الادوار كأن يكون اب او شرطي او لص او سائق او ممرض او  او  فاللعب يتضمن مواقف منها الحزين و منها السعيد ، و منها الايجابي او السلبي ، و هذا كله يكسب الطفل مهارات اجتماعية و خبرات متعددة . كما ان اللعب يعلم الطفل قواعد للعب و مراعاة حقوق من يلعب معهم و هذا بدوره يفيده فيما بعد بتعلم الانظمة و حقوق الاخرين و احترام القوانين .

لكل طفل ما يعجبه من الالعاب اكثر من غيرها . و الالعاب يجب ان تناسب ميول و رغبات الاطفال،  و دورها هام بتربية الطفل ، و في  تكيفه مع محيطه ،وبهذا يقول روسو ان تربية الطفل تربية صحيحة تقتضي على المربين ان يعرفوا الطفل و عالمه و ميوله من خلال ملاحظة ما يلعبه و يمارسه يومياً فالالعاب تناسب ميول و رغبات الطفل . و التربية يجب ان ترضي الميول و الرغبات .
اللعب يختلف من طفل لاخر حسب العمر و الاهتمام و الذكاء و حسب الحالة الصحية العقلية او الجسدية. و كما ان اللعب مفيد للطفل العادي كذلك هو بالنسبة للطفل المعاق . فالطفل في حالة اعاقة معينة يحتاج الى مساعدة معينة و تأني  و تدريب فبعض الاطفال المعاقين سلبيين هادئيين جداً، و بعضهم كثير الحركة بشكل ملحوظ ، و لان اللعب مفيد في التعلم فإنه في كلا الحالتين يحدث هناك صعوبات في التعلم عند الطفل المعاق فالسلبي بحاجة لما يجعله اكثر اهتماماً و رغبة في اللعب و المشاركة، اما ذو النشاط الزائد فهو يحتاج لما يجعله اهدأ كي يتمكن من التعلم و التركيز فلا بد من تعليم الطفل و تدريبه على ما يناسبه  من الالعاب و لا بد ان يكون من يعتني بالطفل المعاق مؤهلاً لذلك .
كما ان اللعب يرتبط بالجنس ففي الوقت الذي يستطيع فيه الصبيان اللعب بألعاب البنات ، و كذلك تستطيع البنات اللعب بألعاب الصبيان الا ان ذلك لا يدوم طويلاً و يعود كل من الجنسين لللعب بالالعاب المناسبة لجنسه اكثر بسبب طبيعة كل من الجنسين .

لللعب انواع كاللعب الموجه او اللعب الحر او غير ذلك ، و لكل من ذلك اهدافه و فوائده و اصوله . و هناك اللعب الجماعي و اللعب بشكل مفرد . و عموماً لا يبدأ الطفل باللعب مع الاخرين من الاطفال  قبل عمر ثلاث سنوات تقريباً . ففي البداية يلعب معهم دقائق ثم ينفرد بنفسه و يلعب لانه بهذا العمر لا يعرف ان يتقيد بقانون اللعب ، و حقوق من يلعب معهم فيمل و يلعب بمفرده .

 يعد اللعب مهنة الطفل و عمله لانه باللعب ينمو نفسياً و جسدياً و يتعلم و يكبر فهو يدرب عقله و مشاعره و جسده بكل مجالات  الالعاب التي يقوم بها . و اللعب يمكن ان يكون دليل على صحة الطفل النفسية و ممكن ان يكون علاجاً لحالات اضطراب معينة و يفيد في حالات مثل القلق و الخجل و الانطواء و الغضب و يعلم الطفل التحكم بالمشاعر و التعبير عن المواقف و كذلك  احترام مشاعر الناس الاخرين ، فاللعب يمكن الطفل من الاندماج الاجتماعي .و يعلمه تنسيق حركات جسده و تمرين عضلاته  و هذا يعني ان اللعب يحقق النمو النفسي و الجسدي و الاجتماعي للطفل.
من المفيد تعويد الطفل ان يلعب مع الاطفال الاخرين و في حال وجود صعوبات لديه بذلك لا بد من التدخل لمساعدته على ان يتم الانسحاب تدريجياً لتركه يندمج مع الاخرين . و اذا وجد طفل لا يحب اللعب لا بد من البحث عن السبب و علاجه .

و اللعب يحتاج لوقت و لمكان و لتقييم من الطفل نفسه و من اصدقائه و كذلك من قبل الراشدين.  و ليس من الضروري ان تكون الالعاب غالية الثمن و ممكن للطفل ان يحب العاب غريبة و رخيصة اكثر من الالعاب الغالية،  فقيمة اللعبة تكمن بحب الطفل لها،  و تعلمه منها ، و استمتاعه بها ، و قدرتها على جعله يتفاعل مع العناصر المحيطة ببيئته .

و قد اختلفت العاب الاطفال مع اختلاف الازمنة و دخلت الالعاب الالكترونية عالم الاطفال الصغار و شغلت حيزاً كبيراً في حياتهم اليومية .

ان اللعب حاجة و قدرة و ضرورة ، و يحتاج لمحيط يرعى ذلك بشكل جيد .و كل اطفال العالم يشتركون بذلك و يحتاجون اللعب كحاجتهم للطعام و النوم . و واجب المجتمع و الاسرة تأمين ذلك للطفل لمساعدته على النمو بشكل افضل للاستفادة من قدراته بأحسن صورة ممكنة .
Mari Mardini

35
اختلاف الثقافات يؤدي لاختلاف النتائج و يرتبط بوجهة الضبط عند الفرد

تتعدد اوجه الاختلافات بين مجتمع و اخر. و الاختلاف ما هو الا نتيجة فكر و ثقافة تختلف بين المجتمعات .و تأتي نتائج هذا الاختلاف بإنعكاسات على الفرد و على المجتمع معاً ، و تظهر في امكنة التعليم و الدراسة و العمل و في الاعلام و السياسة .

اختلاف ثقافات المجتمعات
الثقافة القمعية المغلقة تؤذي تفكير الافراد و بالتالي المجتمع بأكمله فتصبح طريقة التعامل طبقية او عسكرية بشكل ما او مخابراتية ، و يكون الاعتراض فيها او النقاش او التفكير الحر و المبدع خطأ او جريمة فيصبح الناس نسخاً متعددة مشابهة لبعضها البعض يتبعون سلوكاً نمطياً بعيداً عن الارادة الحرة في التفكير و تقرير السلوك . و هذه الثقافة  تنعكس على صياغة اساليب التعليم و المناهج ، و كذلك على نمط الاعلام التابع للقمع و الانغلاق السائد في ثقافة مجتمع ما و المتوجه لارضاء فئة ما او شخص ما او دين ما دون النظر للعدالة و القيم و الانسان و الحقوق و هذا يدفع البعض للاستغلال  . بينما الثقافة المتفتحة و الحرة المترافقة بالمسؤولية و الفكر و االاقناع و ابداء الرأي و النقاش به و الاختلاف في وجهات النظر و الاراء و الدفاع عنها تؤدي الى التعامل بين الناس بإحترام و تقدير و نقاش ناضج ينتج عنه طرق تعليم ديمقراطية و مناهج تثير الابداع و الجرأة في طرح الافكار و الحلول المتعددة بحرية و مسؤولية و تظهر الفروق بين الناس في التفكير و العمل و الانتاج و طرق الحياة ، و كذلك تظهر النتائج في الاعلام الراقي الحر و الذي لا يتبع الا الضمير و الموضوعية و القانون و تكون المسؤولية و الواجب و الاخلاق فيه هي الاساس .

اختلاف ثقافات الأسر
على مستوى الاسرة فالفروق واضحة بين اسرة ديمقراطية و اسرة ديكتاتورية بطريقة التعامل و التربية و القرارات . فالأم  و الاب الذين يربيا اطفالهم على التفكير و الضمير و الحرية التي هي مسؤولية فإن ذلك تتم ملاحظته من خلال ابداء الطفل رأيه بفلم كرتون او اغنية او قصة و النقاش حول هذا الفلم او القصة او قد يكون نفاش حول لعبة ما او شكل رصيف او بناء ربما، او حول صديق او فكرة او سلوك او قرار. و يستمر الطفل في حياته على هذا الاسلوب في السلوك و التفكير طيلة حياته مع كل ما و من هو حوله مما يؤدي لاثار ايجابية على مستوى المجتمع .و هذا لا يتم لمسه في الاسرة الديكتاتورية القمعية،  بل على العكس فإن الخوف في تلك الاسرة هو الذي يسود لان العلاقة قمعية و التعامل ذو اتجاه واحد فقط دون الجرأة على النظر بغير اتجاهات ما ينعكس سلباً  على الفرد و كل ما هو حوله . ان ما ينطبق على الاسرة ينطبق على التعليم و المدرسة بكل مراحلها و كذلك على الدولة بكاملها بكل ما تشمله من مؤسسات و ووزارات و افراد يسلكون وفق ما تربوا عليه في اسرهم و ثقافاتهم.

اختلاف ثقافات الاديان
تعددت الاديان عبر الزمن و اختلفت الاديان في تعاملها مع الانسان فهناك اديان تربي المحبة عند الانسان و تتلخص في المحبة التي هي اساس كل شيء ، فمنها يأتي التسامح و منها تأتي المسؤولية و الحرية و المساواة و التفكير الفردي و الضمير الفردي و التعامل و الاخلاص للضمير و الاخلاق و المبدأ القائم على المحبة التي لا تؤدي الا الى نتائج ايجابية و تنزرع في ضمير الفرد و الاسرة و المجتمع و تدفع للتحليل و التركيب في التفكير عند اتباعها بما هو لمصلحة الانسانية جمعاء فأفرادها رسل محبة و سلام و رسالتها هي الانسانية و القيم العليا لمساعدة الانسان على الحياة بشكل افضل مع كل الناس بغض النظر عن اديانهم و الوانهم و ثقافاتهم و جنسهم  ... . نجد بالمقابل من الاديان ما يرهب افراده و يضع حواجز بينهم و بين الله،  و يلقي الرعب في نفوسهم من الحياة و من الموت و من التفكير و من العقل و من النفس و من الدين نفسه و من الله.  ان  اسوأ شيء في دين ما على معتنقيه او تابعيه ان يدفعهم لمقاتلة و ارهاب الغير و فرض دينهم عليه و معاملته معاملة العدو لهم،  فيدفعهم رجال دينهم للقتل و الانتحار و الاجرام و الشذوذ كالاغتصاب و اللواط و ارضاع الكبير و التمتع بالصغار و انواع زواج و شذوذ غريبة و عجيبة و اخرها جهاد النكاح و ذلك  للضحك على عقول المكبوتين و المكبوتات لممارسة الجنس بإسم الدين للموت لاجل الحصول على حوريات تفرغن لامتاع ما يسمون المجاهدين ، في حين ان اصدق اسم لهم هو  القتلة الشاذين اليائسين من الحياة و الكارهين للناس والله . فالفرد في هذا الدين ينشأ دون محبة او رحمة و دون مساواة بين اتباعه بالجنس فالمرأة ناقضة عقل كما يقول الدين و شهادتها بنصف شهادة الرجل و هي عورة و صوتها عورة و تفكيرها عورة و هي لامتاع الرجل و الانجاب و هي لا ترث كما يرث الرجل و هي و هي و هي . فكيف تربي ابنائها و بناتها اما الرجل فهو القوام و هو القائد و هو الذي لا يخطأ و و فكيف يربي هو ابنائه و بناته بظل سيطرة الدين على مجريات و مؤسسات الحياة في البلد الذي يعيش به و في الثقافة التي تربى بها مقيداً غير حر لا فكرياً و لا عقائدياً و لا اجتماعياً و لا انسانياً.

بشكل عام يمكن القول ان المجتمعات التي يسيطر عليها الدين و لا سيما الدين القمعي تبقى محدودة التغير،  او بطيئة جداً فيه . فالدول الاوروبية لم تتطور الا بعد فصل الدين عن الدولة بكل ما تشمله الدولة بدءً بالاسرة و الفرد الى رئاسة الدولة لذلك تمتعت بالحرية المرافقة بالمسؤولية و الابداع و التطور بكافة مجالات الحياة و التخصصات ، و طبعاً هذا لا يعني إلغاء الدين،  بالعكس فهذا فيه احترام الانسان و الفكر و الثقافة،  و فيه العقلانية ، فأي قرار يأخذه اي احد يأخذه بعقله و ضميره و هذان العقل و الضمير نتيجة تربية و اخلاق و جهد الفرد ذاته ضمن نموه في الثقافة و المجتمع و الاسرة و ضمن رؤويته لقدراته و تطلعاته و امكانياته بعيداً عن توجيه قمعي و ضبط عسكري او فتوى فاشلة ليس لها ركيزة عقلانية او دعائم مقنعة . اذا نظرنا الى ما يكنى بالدول الاسلامية  " لان الدين السائد هو الاسلام " نرى ان الدين مد يديه في كل شيءو سيطر عليه فعلى سبيل المثال لا الحصر في الحكم و في القانون و في المنهاج و في الصحافة و في السياسة و في الاسرة و في الفرد و حتى في المسبح و في المقهى و في اللباس و في الكلام و في غرف النوم ...و كل نقاش في الدول الاسلامية  عندما يصل الى الدين فهذا لا يمكن ان يتطور لان الدين  غالباً لا نقاش فيه عند المسلمين ، انما الواجب عمله هو التطبيق دون تفكير و دون نقاش و دون احساس، و كأن الانسان هو عبارة عن شيء خالي من الروح و الثقافة و الفكر، فالسؤال ممنوع،  و ابداء الرأي ممنوع ، و الاعتراض جريمة يعاقب عليها الدين، الدين  الذي دخل في القانون و صار اساسه / بغض النظر عن اديان الاقليات التي تعيش في ذات المجتمع / و الدين ايضاً  سيطر ايضاً على سياسة البلد حتى صار ذلك الدين كنية و اسم تعريف لبعض البلاد .. فمثلاً بمجرد الكلام عن جريمة ما يدعى عقوبة الاعدام فأن البعض يصمت و لا يتجرأ ان يناقش ذلك لان الاعدام مكتوب في القرأن فلا يمكن تعديل ذلك بنظرهم
انه القرن الواحد و العشرين في التاريخ ، لكن التفكير مازال في ما قبل التاريخ . ان كل تبديل او تطوير او قرار  يجب ان يمهد له الدين ، و يسير معه الدين ، و يباركه الدين ، الى ان وصل الدين في الدول الاسلامية بأتباعه الى العودة الى سوق الرقيق و دفع الجزية و الاختيار بين الاسلام او السيف و نهب اموال غير المسلمين بإسم الدين ايضاً. و بإسم الدين صار النهب حلال،  و الاغتصاب حلال ، و السبي حلال ، و عاد النخاسون للقرن الواحد و العشرين بثياب زمن ما قبل التاريخ و يطبقون الدين الاسلامي بحذافيره دون تجميل و دون مكياجات و دون روتوشات لتفاصيله . فهذا ايضاً نمط فكر و ثقافة لكنها نتيجة التربية القمعية و الديكتاتورية التي تستغل الدين لتنفيذ مأربها بل حتى السياسات صارت تحتمي بالدين لتضغط على عقول البشر الذين لا يتجرؤون على التفكير بما يقوله الدين و يمنعون به اللماذا و الكيف و حتى سؤال  هل يمكن ان ..و انا رأيي  كذا وما رأيك انت ..الخ فهذه ممنوعات تربوية سياسية دينية اجتماعية ثقافية وتلقينية وراثية .

هنا تظهر بوضوح قدرة تحكم الفرد بذاته و قراراته و مدى قدرته على التفكير الفردي الحر الواعي البعيد عن اليجب و اللازم و عن عبارات مثل هكذا اعتاد الناس او هكذا قالوا و ما الى ذلك .. و هذا يقود للكلام عن وجهة الضبط الموجودة عند كل فرد و وجهة الضبط هي مركز التحكم او السيطرة ، فمن وجهة ضبطه داخلية يكون قادر على التفكير الفردي و الربط السببي وقادر على التغيير و التحليل و التركيب و اتباع سلوك منطقي لان تفكيره يكون منطقياً ، يعتبر نفسه مسؤولاً عنه و عن سلوكه و يتحكم بذلك و يعد نفسه مسؤولاً عن النتيجة التابعة لسلوكه ايضاً. اما من وجهة ضبطه خارجية فإنه يتبع ما قيل له و ما يقال و يسلك ما اعتاد الاخرون سلوكه دون ان يفكر به  ويعمل  بطريقتهم لان تفكيره غير منطقي و غير سببي يتأثر بمن و بما هو اقوى منه . فهو هنا  يرمي المسؤولية في التفكير و العمل و النتيجة على غيره ممن هم اقوى منه فهم المسؤولين عن كل ذلك و هو يعمل كما يقول من اقوى منه فهو بالنالي غير مسؤول عن سلوكه و نتائجه و قراراته لانها قرارات الاخرين المسيطرين عليه او اصحاب الكلمة او النفوذ. و هذه الفروق بين الناس في وجهات الضبط و في المسؤولية عن التفكير و السلوك هي بحد ذاتها ثقافة و تربية ، و هذا يشرح اثر الديمقراطية او الديكتاتورية في التربية و التعليم و العمل و الاعلام و السياسة و الدين  على الافراد و المجتمع .

Mari Mardini

36
قرأت على الشريط الاخباري لقناة نورسات خلال عرض احد برامجه نصاً معبراً هو  ـ مكتوب مفتوح من ابناء الموصل الى اخوتنا في داعش ـ فنقلته لكم  لما فيه من رقي و سمو في التعبير و الرد .

مكتوب مفتوح من ابناء الموصل الى اخوتنا في " داعش "

السلام لاهل السلام
نحن نحبكم و سنظل نحبكم
نحن نسامحكم و سنظل نسامحكم
نحن نغفر لكم و سنظل نغفر لكم على كل قول مهين، على كل عنف معيب ،على كل تصرف مشين،  فقط لاننا نحبكم ، فقط لانكم اخوة لنا ، فقط لانكم بشر مثلنا .
نحن نحيا لنحب
نحن نحب لنخدم
نحن نخدم لنفرح .
اننا نهتم و لاننهم ، نحن نموت و لا نقتل ، نحن نصفح و لا نصفع،نحن نطيع و لا نخنع ، نحن نخضع و لا نخدع .
عندنا الكبر و لا الكبرياء، عندنا المروءة و لا المراءة ، عندنا الغفران و لا النكران
نحن نسعى الى الكمال لا الى المال
نحن نسعى الى الصلاح لا الى السلاح
اننا لا نخاف منكم بل نخاف عليكم ، لا نطلب مالكم بل نطلبكم انتم
لا نريد الشقاء لكم بل الشفاء لكم .
نحن نريد ان نحيا الحرية و الكرامة
نحن نود ان نحيا الامان و الايمان
نحن نرغب ان نحيا انقياء اتقياء
انها هبة من الله لا من البشر.


نقلاً عن الشريط الاخباري في قناة نورسات Noursat

37
الاسماء المستعارة
تكثر الاسماء المستعارة في شاشات الانترنت و تتنوع . لماذا تستعار الاسماء؟ من الذي يستعير الاسم؟ هل هذا ايجابي ام سلبي؟
ان استعمال الاسماء المستعارة  مدعاة للشك و مهرب للبعض من المسؤولية و هو ضعف و غالباً يكون سبب استعمال الاسماء المستعارة هو سلبي و هذا ما اثبتته التجارب . و اثبتت ايضاً ان الذين يستعملون الاسماء المستعارة لاسباب سلبية ممكن ان يكونوا ذوو اعمال مختلفة و مستويات اجتماعية، علمية، و  ثقافية مختلفة  . في بعض الاحيان يلجأ البعض للتستر وراء الاسم المستعار للاساءة لفرد معين،  او مجموعة معينة،  او انتماء معين بشكل عمدي و هم هنا يعكسون اخلاقهم و تربيتهم و مستوى تدني ثقافتهم و قيمهم ..و يكون الاسم المستعار في بعض الاحيان للسعي للانتقام من احد ما و لمحاولة النيل منه .

يكفي ان تدخل احد المواقع من مواقع الدردشة مثلاً التي تحتاج لاسماء دخول فترى حقل الاسم المستعار و كأن ذلك شرطاً للدخول او عادة او ما شابه ذلك .

أن الاسم المستعار لا يرتبط بواقع و هذا من شأنه ان يؤثر على الصدق و الثقة بمن خلفه و هذه تعد  السمة الاساسية للاسم المستعار ، الا اذا عرًف صاحب الاسم المستعار عن نفسه حقاً في بداية الحديث او الحوار فأنه يعطي ذلك صفة الصدق و الثقة و تتم معاملته بشكل جدي .و طبعاً لا يقوم بالتعريف بالاسم الحقيقي الا الواثق من نفسه و عمله و مبدئه، و الذي يعرف ماذا يفعل، و لماذا ،حيث ان عمله بهذه الحالة ينسجم مع الاخلاق اولا و مع هدف راقي ثانياً ليس فيه مساس او اذية لاحد .و غير ذلك فمن غير المعقول ان تتم الثقة بالاسم المستعار. و من غير المعقول الكلام مع الاسم المستعار بجدية.
  في بعض البلاد التي تقوم على القمع السياسي او الديني او غير ذلك من اشكال القمع المعروفة يظهر استعمال الاسم المستعار لطرح نقد معين ، و يتم استعمال الاسم المستعار هنا خوفاً من الظلم الذي قد يلحق الشخص اذا اراد النقد بمقالة معينة مثلاً او دردشة مع احد اخر حول فكرة معينة ..و هنا يكون استعمال الاسم المستعار مفهوماً سببه.

طبعاً الامر يختلف تماماً في حالة قيام البعض بكتابة مقالات و مشاركات ايجابية  بأسماء مستعارة و هنا تكون الاسباب معروفة فالبعض طبعاً يريد ان ينشر معلومات مفيدة لكن لا يريد ان يكتب اسمه الحقيقي فالهدف في هذه الحالة ايجابي و مفيد و ان استعمال الاسم المستعار لا يضر احد في هذه الحالة طالما ان المضمون و الهدف ايجابي و هذا مألوف في المنتديات و مقبول .خاصة و ان المشترك في المنتديات معروف من قبل المنتدى او الموقع فلا يشكل ذلك اساءة لاحد لانه لا ينطوي الا على الايجابية و يتم بشكل لا يزعج  لا الكاتب و لا المتلقي  حيث ان الموقع يعرف الشخصية الحقيقية  ..

قديماً  كان البعض يستعمل ارقام تلفونات الناس بأسماء مستعارة اذا كانوا يريدون الاذى و الازعاج لكن حدثت تطورات تقنية في اجهزة كشف ارقام المتصلين و توفرت تقريباً في معظم البيوت و كان لتطوير تلك التقنيات فوائد تردع من تسوًل لهم انفسهم ازعاج الناس عبر الاتصالات بأسماء وهمية هدفها الاذى و منبعها تخلف و قلة عقل و اداب الاخرين.
ترتبط الاسماء المستعارة غالبا  بخلفيات قائمة على الخوف و النوايا الشريرة في مثل هذه الحالات لان المتحدث شخصية وهمية اي غير واقعية  و بكلمة اخرى شخصية غير سوية كذلك الحال بالنسبة للشخصيات التي تستعار اسماء في مواقع الانترنت لتتحدث بها فهي عبارة عن اسماء غير موجودة واقعياُ لا يمكن اخذها بعين الاعتبار لانها ضعيفة، غير صريحة، هدفها غير سليم، و لا تؤثر الا على مجتمعها فهي شخصيات غرقت في التخلف و الجهل و البعد عن الانسانية و الصواب و فقدت كثيراً من القيم ، ومن الطبيعي في هذه الحالة  فإن  ذوو الاسماء الحقيقية لا يهتمون بما يقولوه اصحاب الاسماء المستعارة.
  ان الرقيب على الاسماء المستعارة هو ضمير الذي يستعملها و هذا ابسط اخلاقيات الحوار اذا كان لا بد من استعمال الاسماء المستعارة.و ان الشخص الواثق من نفسه و من اعماله هو من يقدم نفسه بأسمه الحقيقي لان  الاسم مسؤولية .

Mari Mardini

38
الجسد
الجسد هو ما يفصل الانسان عن الاخر فهو حدود الانسان في المكان ، و كذلك القول فهو حدود الفرد في الزمان حيث ان الجسد ينتهي بالموت. فالجسد هو صلة الوصل بين الفرد و العالم ، بين الفرد  و الاخرين .

أن للجسد اهمية و قيمة تختلف عما يظهر في الدعايات و الاغاني الهابطة ، و في تفكير بعض الناس فالجسد هو هيكل وجود الانسان فهو ما يحتوي روحه ، و لكي يعبر الفرد عن نفسه فهو يعبر من خلال جسده سواء كان بالكلام ( اي شرح فكرة) او كان  بالحركة ((كنظرة او بسمة او بكاء او رقص ( و الرقص انواع منه ماهو راقي و منه ما هو اقل رقي و يقارب ان يكون حسي بحت بعيد عن رقي الروح ، و كذلك الكلام ) ) و الجسد المنضبط هو ذلك الذي يستجيب للروح و العقل معاً.

يعتبر الجسد بكل اجزائه مؤشراً للصحة سواء الجسدية او النفسية، الايجابية او السلبية ،  ففي اوقات المرض تظهر اعراض المرض واضحة على الفرد و ذلك حسب نوع المرض فيبدو الجسد شاحباً او ضعيفاً او غير ذلك مما يظهر اثناء المرض،  امافي حال  الصحة الجيدة فيبدو الجسد نشيطاً قوياً و  تعكس  ملامح الجسد مؤشراتاً ايجابية عن الفرد . و هنا تظهر اهمية الروح المعنوية التي بدورها تؤثر على الجسد فعندما تكون الروح المعنوية قوية يقوى الفرد و يقاوم المرض .
و يرتبط الجسد بالحالة المزاجية و الانفعالية للفرد و هذا يتضح بحالات السرور او الحزن ، الضحك او البكاء ، التعب او الراحة او العصبية او السعادة ...فالروح المتعبة الحزينة تعكس على ملامح الوجه تعبها و حزنها  ، و الروح الفرحة تجعل الوجه بشوشاً ، واللباقة و المحبة في التعامل مع الاخرين ينعكسان على حركات الجسد عند لقاء الاخرين  . فالجسد ليس فقط اجزاء عضوية انما يرتبط بروح الفرد ( الانسان) فالجسد يتجاوب مع الروح

يرتبط الجسد بالازياء ، و الازياء تعطي صورة عن الفرد و عن المجتمع ، فزي الافراد اختلف عبر العصور و التاريخ و ما زال بتطور مستمر ، و يختلف الزي  كذلك وفق  الامكنة، الثقافة، الجنس ،المهن ،الطقس ،الاعمار ،البيئة  الزمن و العادات ، فما كان  يرتديه الفرد من زي في الارياف قديماً كان  يختلف عن ما كان يرتديه في المناطق الاكثر تحضراًفي ذلك الوقت ، وكذلك يختلف الزي وفق الثقافات ان كانت مغلقة او متفتحة و قد يؤدي ذلك الى سوء فهم احياناً عند البعض للبعض الاخر لانهم لا يستوعبون ثقافات بعض و قد يسيئون التفسير لسلوك الاخر و زيه  و يطلقون عليه احكاماً غير مطابقة للواقع او الحقيقة بسبب عدم فهمهم لثقافته مما يكون له نتائج سلبية عديدة. ان الجسد و الزي لهما علاقة قوية بنوع  المكان الذي يوجد فيه الفرد ( كجسد) فأنت بالعمل لا ترتدي ما ترتديه في حفلة . و لا ترتدي اثناء التسوق كالذي ترتديه اثناء العمل او اثناء نزهة، و عندما تكون في بيتك و مع اسرتك  قد لا ترتدي ذات الثياب التي ترتديها عندما تكون ايضاً في بيتك و لديك عدد من الضيوف . كذلك زيك في الصيف على رمال البحر فإن ارتديت ثياباً رسمية هناك ستكون غريباً و ملفتاً للانظار اما عندما ترتدي ما هو لائق و مناسب  للبحر فهذا هو الطبيعي و السليم، و في البيئة المحافطظة هناك من الازياء ما يناسبها، و بالبيئة المتحضرة هناك ايضاً ما يناسبها ،  فالفرد الذكي يختار ما يناسب المكان الذي هو به ، كي لا يكون نشازاً عن الاخرين و كي لا يلفت نظرهم او كي لا يفهموه خطاً او يزعجوه. حتى الازياء الفلكلورية تتباين وفق الاعمار و الطقس و العادات . حتى الالوان التي يختارها الفرد لنفسه كألبسة خاصة به فهي غالباً مؤشر نفسي يعكس صورة الجسد و النفس معاً و كذلك البيئة. حتى استعمال الفرد لجسده في الحركة و الكلام و التعبير يختلف بإختلاف الثقافة و المكان و البيئة و بكلمة اخرى ان الجسد هو ليس شيئاً انما هو مرتبط بالنفس و مرتبط بالتفكير و المكان و الزمان.

لقد امتزج الجسد بالفنون منذ ازمنة في كل المجتمعات ،و قد ظهر بكثافة في بعضها و في بعضها الاخر كان ممتزجاً بالروح اكثر و متسامياً و مثالياً اكثر ، و ربما ارتبط احياناً بالاسطورة ، و في بعض الثقافات كان يظهر كرموز و ليس اكثر  . ان حضور الجسد في  اللوحات و التماثيل و الصور مر بمراحل تطور عديدة . بعض الثقافات تنظر نظرة سلبية الى ربط الجسد بالفنون "و المقصود هنا الفنون الراقية التي هي الرسم و النحت اولاً " ترى تلك الثقافات المسألة بشكل مادي و من منظور يغلب عليه الجهل و التخلف و المنع ، في حين ان المنظور اصلاً في هذه الحالة التشكيلية  يكون على درجة راقية لا يراها الجميع ممن يفتقرون للذائقة الفنية و براعة التشكيل و المعنى السامي لذلك لانهم ينظرون بشكل مادي للتشكيل لا اكثر.
و كذلك كان الجسد مرتبطاً بالجمال و التجميل فمعالم الجمال الجسدي و ملامحه اختلفت من بيئة لاخرى،  و من مجتمع لاخر،  و من زمن لاخر و ايضاً من شخص لاخر . و في الوقت ذاته تغيرت اساليب التجمل و ادوات التجميل من التزيين و القلادات و المكياجات الى عمليات التجميل الدارجة الان و قد كثرت المهن المختصة بالجسد والساعية لتجميله لدرجة انها وصلت الى التجارة و الاستغلال. و كذلك لدرجة انها اساءت لمعنى قيم الجمال الحقيقي و الطبيعي في نظر البعض.

اقترنت العقوبات بالجسد عبر التاريخ و مازالت الى الان مقترنة به في عدد كبير من المجتمعات او بالاحرى لدى سلطات تلك المجتمعات . فالتعذيب هو العقاب المؤلم الذي يتناسب مع قوة السلطة لدى بعض الجهات السلطوية التي تحول الجسد الذي هو مصدر الانتاج و القوة تحوله الى جسد ضعيف هش طائع لتلك السلطة التي تحاول امتلاكه و تطويعه لها للسيطرة عليه و لا سيما السلطات السياسية عندما تعجز عن التعامل مع الفكر بفكر موازي فإنها تلجأ للسيطرة و القمع و التعذيب لجسد الفرد الذي يمثل جسد الكل و ذلك بهدف قمع الكل و السيطرة عليه و هنا يصل التعذيب لتعذيب الجسد و الروح معاً عندما يكون على هذا النسق. و بنفس الوقت من الواضح ان اختلاف الثقافات بين المجتمعات و الافراد او الجماعات في ذات المجتمع تجعل الافراد ينظرون للجسد بطريقة معينة وفقاً للمجتمع الاتين منه و وفقاً لثقافتهم،  فنرى المجتمعات المتحضرة اكثر احتراماً للجسد و لما يمثله و اقدر على التعامل معه برقي، بينما المجتمعات المتخلفة فإنها تحقر الجسد و تسعى الى قمعه. و في حالات معينة قد يجد بعض افراد المجتمعات المتخلفة الهشة التي لا تمتلك اساليب عقلانية في الحوار ان الطريقة الاهم في الحوار مع  الاخر الذي يخالفهم الرأي هي العمل على الاساءة لجسده و لصورة جسده في نظر الاخرين و ما ذلك الا محاولة للقمع و التسكيت للاخر في حالة فشل حوار ما معه او الاحساس بعدم مقدرة على النقاش و يدل على الضعف من افراد المجتمعات المتخلفة و قصور ثقافتهم عن الاستيعاب و الرقي لمستوى الاخر، و عن عدم قدرتهم على الرد بعقل لانهم اقل مستوى من الاخر. و في بعض المجتمعات او الثقافات يُلاحظ ان العداء نحو المرأة المتحررة ذات الفكر النير و الافكار الجديدة الايجابية يقابلها البعض من محدودين الثقافة بالفهم الخاطئ لذلك الفكر المتحرر ، و لانهم لا يقدرون على استيعاب فكر المرأة الواعي و المتحرر و المسؤول و لا استيعاب طريقة تفكيرها و عمق ثقافتها خاصة ان شعروا ان افكارها تنتقدهم فإنهم يتعاملون معها بما يعبر عن سوء ثقافتهم و سطحيتهم و يلقون عليها اوصاف تتعلق بالخشونة او الاسترجال او يسعون للاسائة لمشاعرها بمحاولة أخذ الحوار او الحديث معها نحو الجسد عبر عبارات  معبرة عن جهلهم و قلة ثقافتهم و تخلفهم معتقدين انهم يجرحون المرأة بذلك  في حين انهم يكشفون غياب افق الثقافة و الادب و الفكر و العقل من بيئتهم و نفوسهم و قيمهم و انهم يعبروا انهم لم ينتظروا من المرأة عقلانية او جرأة مرتبطة بالقيم لانهم اعتادوا  ان يروا المرأة شيء فقط، لا اكثر ، مما يدل انهم يروها فقط جسد ..

فالجسد في مجتمع ما يعبر و بشكل عام عن ثقافة ذلك المجتمع و صوره الاجتماعية المختلفة.

Mari Mardini


39
الصدق هو قول ما يطابق الواقع ، فهو صفة انسانية ايجابية . و الانسان الصادق هو من يكون صادقاً مع نفسه و صادقاً مع الاخرين،  و الصدق هو الصدق في القول و العمل معاً و ليس فقط بالقول دون العمل .
الصدق يجلب ثقة الاخرين و احترامهم، فكلما ابتعد الانسان عن الكذب يسمو اكثر و ينال ثقة الاخر و احترامه حيث انه ينشر الطمأنينة حوله . و الصادق هو من يثق بنفسه و يحترمها.
ان من يصدق في القول و العمل معاً يبدو اكثر سعادة و رضى عن النفس، فالصادق ذو ضميرمرتاح ، و نوايا سليمة .
كما ان الصادق يتسم بأنه اكثر شجاعة و احساس بالمسؤولية فهو كفؤ و يستأهل محبة الاخرين.  و لا يمكن للانسان ان يكون صادقاً مع الاخرين ان لم يكن صادقاً مع نفسه . فالصادق يتسم بأنه اكثر نجاحاً من الكاذب ، و يمكن ان يكون قدوة للاخرين لانه يفعل ما يقول ، و لا يقول الا الحقيقة .و ليس لديه ما يخفيه.

الصدق لا يتعارض مع اللباقة لكنه يتعارض مع النفاق و الخبث و كلا الخبث و النفاق بعيدان عن الاخلاق، ان الخبث يؤذي صاحبه و لا يؤذي احد اخر و يلجأ البعض للخبث معتقدين انهم يحققون من خلال ذلك اذى للاخر ناسين انهم بذلك يكشفون ما في داخلهم من سوء تفكير و معتقدات عن الاخر و اذا اجابهم الاخر فأنهم يعتقدون انهم حصلوا منه على شيء لكنهم يكونوا قد كشفوا انهم ابعد ما يكون عن مستوى تفكير الاخر و حضارة الاخر .

مثال واقعي على ذلك تظاهر شخص ما انه يحب ان يسأل من يتحادث معها عن احد سفراتها ان كانت ماء المحيط باردة ام دافئة لكن في سؤاله كان يقبع خلفية خبث و هدف خبيث و ذلك لكي يعرف ان كانت من يسألها احست ماء المحيط ام لا و قد اعتقد انها لم تفهم سؤاله و لم يفهم انه بذلك كشف ما في نفسه و عقله عن من ينزلون ماء البحر و نسي انه كشف تفسيره الشخصي لذلك و انه من خلال معايره وعاداته و مجتمعه يريد ان يقيم عادات  و تفكير غير مجتمع .
الخبث يتفق مع النفاق و الفساد و ينمون معاً. كما ان الصدق يتفق مع الاخلاق الحميدة و الاخلاص للمباديء والضمير.
ان الخبث و النفاق ينموان في بيئة اجتماعية سيئة

Mari Mardini

40
تعد الموسيقى من اقوى المؤثرات على الفرد فهي تنعكس عليه بشكل تلقائي ، و هي موجودة في اشياء عديدة تحيط بالفرد  و قد تكون هادئة و منتظمة او غير منتظمة ، و يستطيع الفرد ان يسمع انواعاً من الموسيقى في الطبيعة ففي صوت الماء و المطر موسيقى و في الهواء و حفيف الشجر موسيقى  ،  فكما هي هادئة احياناً او مريحة فإنها قد تكون صاخبة او مزعجة او تكون غير منتظمة  و هناك اصواتاً في الطبيعة و ضوضاء  كصوت السيارات او المطرقة او اصوات  اشياء اخرى ..

أن الموسيقى المنظمة المدروسة و المؤلفة بطريقة متناسقة و الاتية من الآلات الموسيقية المختلفة ذات اثر ايجابي على الفرد من كلا الناحيتين النفسية و الجسدية . و  من خلال الموسيقى يمكن للفرد ان يستفيد من طاقته بشكل افضل و يصل لنتائج ايجابية من حيث نظرته لذاته و تنمية خياله و تساعد الموسيقى على التوازن النفسي  ، و من خلال الموسيقى يمكن للفرد ان يعبر عن نفسه بطريقة اخرى غير الكلام ، كما انها تنمي قدرة الفرد على التواصل الاجتماعي  و تنشط الذكريات و تساعد على التركيز و على التعبير عن المشاعر.

تعتبر الموسيقى وسيلة علاجية مفيدة ،  و قد انتبه الطب الحديث اليها نظراً لفوائدها على المتلقي ، فلا يوجد انسان لا يتأثر بالموسيقى او يستجيب لها ، ان الموسيقى تساعد على افراز مواد معينة عند المستمع حيث انها تساعده على الاسترخاء ، و  يوجد فرق بالآثر للموسيقى اذا كانت هادئة او صاخبة فهي تؤثر على التنفس و ضربات القلب و الجهاز العصبي بأشكال مختلفة و ذلك تبعاً لنوعها ...

تساعد الموسيقى في علاج كثير من انواع السلوك كالخوف او الاكتئاب و التوتر و غير ذلك ، و تناسب فئات عمرية مختلفة من الطفولة حتى الشيخوخة . كما انها جيدة الاثر بالنسبة للمصابين بإعاقات او امراض عقلية ، فهي مفيدة من كلا الناحيتن النفسية و الجسدية .

لقد لجأ الانسان الى الموسيقى منذ القدم و استعملها بمناسبات عديدة ، و ما زال يلجأ اليها و يحتاج اليها لما تمتلكه من دور هام و مفيد .

Mari Mardini

41
الاطفال في الحروب

عندما تحدث الحروب يكون الواجب الاهم هو حماية المدنيين و الحفاظ على ارواح الناس و سلامتهم و لاسيما الاطفال ، ان الاطفال لا علاقة لهم في الحروب، لكنهم يتعرضون  لمخاطر كثيرة خلال الحرب كتعرضهم للخوف ، و العنف , و القصف , و الخطف,  و القتل,  و السرقة , و الجوع,  و التشرد , و الاضطهاد , و الى التمييز بين الانتماءات ,  و الى و الى  ..     . فالأطفال بشكل عام  هم الفئة المعرضة في الحرب لأكثر المخاطر.
ان خبرة الحرب بالنسبة للأشخاص قاسية نفسياً و اجتماعياً و مادياً ، و يمر كل ذلك بشكل اقسى على الطفل ، و أن ما يراه الطفل في الحروب و ما يسمعه ، يترك اثره عليه  اضافة الى اثر القلق و الخوف الذي يلاحظه على من حوله ، و يختلف هذا الأثر من طفل لأخر و ذلك حسب طبيعة الطفل و عمره ، و حسب تعامل من حوله معه،  و حسب الاحداث المختلفة التي تحيط بكل طفل من الاطفال ، و تستمر تأثيرات الحرب على الاطفال حتى و ان انتهت الحرب  ، كما ان هذه التأثيرات قد تكون اقسى فيما بعد الحرب اكثر مما هي عليه اثناء الحرب.

فالحرب قاسية و لا سيما عندما تكون داخل المدن ، في الشوارع و المناطق السكنية و بأعنف الطرق و أقساها لان الطفل يرى الحرب و يسمعها و يعيشها ، فهي ليست على الجبهة و ليست بعيدة ، فالوعي للأثر النفسي للحرب على  الطفل، و حسن التصرف و التعامل معه من قبل الاخرين  يخفف من اثار الحرب على نفسية الطفل ، و خاصة من قبل الاهل , و المدرسة,  و وسائل الاعلام لما يحكوه و يعرضوه و يناقشوه ، و الوعي  كذلك للطريقة التي يتم بها ذلك  ولتأثيرها على الطفل .

فالآثار السلبية للحرب على الطفل سهلة الحدوث كما انها قد تستمر طويلاً ،و تترك ندوباً قد لا يتخلص منها الطفل بسهولة. و قد يحدث ان يفقد الطفل احد افراد اسرته ، او ان يتشرد و يفقد الحماية و الاسرة و الدراسة ، و يصبح ضحية للأخرين ، اوقد  يصاب بإعاقة معينة هو او أي احد يعرفه بسبب الحرب ، و ربما يرى احداثاً و دماراً او اشخاصاً  مشوهين ..او ربما يرى أثار القصف على بيت ما يعرف سكانه ، او حديقة ما كان يعرفها و ربما كان قبل الحرب يذهب اليها للفسحة و اللعب .. او قد يرى مدرسته مدمرة ..فالطفل اثناء الحرب  يفقد الامان و يشعر بالذعر ، و قد يحلم اثناء النوم و يخاف ، و قد .. و قد ..انه  يتضرر بصور و اشكال عديدة .. تؤثر عليه و على مستقبله و استجاباته و تعامله مع الناس فيما بعد.
فما الذي يقدمه المجتمع بشكل عام لحماية نفسية الطفل ،و للحد قدر الامكان من اثار الحرب على صحة الطفل النفسية ؟ ان عدم الانتباه او اللامبالاة بالأطفال من اسوأ المؤثرات السلبية – ان ابسط مثال للتأثير على الطفل اضافة للأحداث اليومية اثناء الحرب هو  الاعلام الذي يبث صوراً و مشاهداً من الحرب و الدمار و الدماء .. يشاهدها الطفل من السهل ان تؤثر عليه بشدة   فأين  هي مسؤولية الاعلام نحو الطفل عندما ينشر تلك الصور القاسية ؟-.

أن الاهل و المقربين هم من يحاولون بالدرجة الاولى  حماية الطفل , و اعطائه الاحساس بالأمان و الهدوء ،و يقومون بذلك بشكل تلقائي غالباً،  لكن الاهل لا يتشابهون بالوعي , فبعضهم  بحاجة لتوجيه اثناء الحرب  , و هذا يقع على عاتق وسائل الاعلام و المختصين ، و المؤسسات القادرة على العمل لحماية الطفل في ظل ظروف الحرب . فكم من الخوف يظهر لدى الطفل خلال فترة الحرب و كم من المشاكل ؟ و كم من الاسئلة لدى الطفل ؟ فقد  يحتاج الطفل الى مساعدة من المختصين أحياناً ليتمكن من تجاوز بعض المشكلات التي تطرأ عليه. فالطفل اثناء الحرب يحتاج لان يعبر عن مشاعره .. و يحتاج لان يجد من يفهمه و يعطيه الدفء .. و الامان.. بما يناسب عمره و وضعه و ظرفه و يحتاج الطفل ان يعيش طفولته لكن كيف يعيشها اثناء الحرب !؟...و قد لا يستطيع كل الاهالي مساعدة الطفل بمفردهم لان ليس الجميع قادر على ايجاد الطريقة المناسبة للتعامل مع الطفل في مثل هذه الظروف و بذات الوقت فإن الجميع يحتاجون للحماية... , فلا بد من الاستعانة بالمختصين  احياناً،  لان الطفل قد يصبح خوافاً او عدوانياً او انسحابياً او حزيناً  او قلقاً... و قد يحتاج للتفريغ و التخلص من كل ذلك و قد تكون الطرق سهلة جداً كاللعب او الرسم او الموسيقى و الغناء او الكتابة و المحادثة او غير ذلك ..فذلك يختلف من طفل لأخر، و من مجتمع لأخر  .
فدور الاهل والاعلام  /المقصود هنا الاعلام الناضج/ دور اساسي ، كما ان  للمنظمات الانسانية دورها الهام لمساعدة الاطفال في الحروب ، و على الجهات المتحاربة ان تحترم و تسهل عمل تلك الجهات . كذلك  واجب الجهات المتحاربة ان تحترم و تلتزم بالقوانين المتفق عليها في هذه المسألة مما يساهم في تخفيف اضرار الحرب على الطفل. لكن الذي يحدث احياناً من قبل تلك الجهات المتحاربة انها تستغل الاطفال في الحروب بدلاً من ان تعمل على حمايتهم ،و بعضهم يضع السلاح  بيد الاطفال و المراهقين ،فهل الطفل هو الذي يتوجب عليه حماية الاخرين !؟

Mari Mardini

42
اضطرابات النوم عند الطفل

النوم ظاهرة طبيعية و ضرورية للكائنات الحية ، و خلال النوم يحدث الكثير من الانشطة المعقدة في جسم الانسان ، لكن  قد يحدث اضطرابات اثناء النوم مختلفة و قد تحدث في اعمار مختلفة .
يعاني بعض الاطفال من اضطرابات في النوم ، و يستيقظون عدة مرات . و اذا استمرت اضطرابات النوم لمدة طويلة لا بد من التعامل معها بشكل جدي نظراً لتأثيرها على الطفل و ذلك لان النوم له اهميته و لا سيما بالنسبة للطفل و راحته و نموه بشكل افضل . و ان اضطرابات النوم غالباً مؤقتة و تزول مع العمر بالنسبة للاطفال ، لكن  نسبة استمرارها قليلة و لها اسباب متعددة ، و في مثل هذه الحالة التي تطول فيها مدة اضطرابات النوم و تتكرر يكون الوضع غير طبيعي.

يتدرج النوم  من النوم الخفيف الى النوم العميق، و تحدث الاحلام اثناء النوم النشط الذي يعد  من انواع النوم الخفيف  و يكون فيه تنفس الطفل غير منتظم و يرافق ذلك حركات العين السريعة من تحت الجفن . اما في النوم الهادئ فيكون التنفس اكثر انتظاماً و يكون النوم عميقاً.
قد تكون اضطرابات النوم جسدية حركية او نفسية كالكلام و الصراخ او الاحلام المخيفة التي تسبب الذعر، و في حالات اضطراب النوم  يكون النوم غير متواصل. و قد يكون الاضطراب على شكل نوبات من النوم تحدث في النهار و في هذه الحالة يعتقد ان لدى الشخص اسباب جينية تسبب ذلك اذا توفرت اسباب بيئية مساعدة . و قد تكون الاضطرابات احياناً نوبات من الذعر في الليل و لا سيما في عمر مبكر و يرافقها تسرع في ضربات القلب و تعرق و بعض الاعراض الاخرى . او يحدث احياناً اضطراب المشي اثناء النوم .

لاضطرابات النوم اسباب متعددة ابسطها هو ان تغير مكان النوم يؤدي الى اضطراب في النوم ، و كذلك الخوف او الضجيج و الشجار و التوبيخ و لا سيما قبل النوم ، . كما ان الخلافات الاسرية و الطلاق ممكن ان تسبب للطفل اضطرابات في نومه . لمساعدة الطفل على النوم يفضل ان ينام الطفل في سريره و في جو هادئ بعيد عن التوتر ، و كذلك من الافضل اتباع روتين معين وقت النوم مع احترام رغبة الطفل و عدم اجباره على النوم في الوقت المحدد تماماً . ان ما يساعد الطفل على النوم الهادئ اختيار الوان محببة لمفرش سريره و  كذلك اشعار الطفل بالمحبة. و قراءة  قصة من القصص المحببة له ، او الاستماع لموسيقى هادئة اثناء تنويمه, و تجنب مشاهدته لمشاهد عنف او خلافات في الواقع او عبر برامج التلفزيون المختلفة.

43
هل يزداد الاكتئاب مع التقدم بالعمر؟
ما هو دور الشخص المريض و دور المحيطين به ؟
 ان موضوع الاكتئاب في مرحلة الشيخوخة من المواضيع التي ترتبط بعدة امور ، فمع التقدم في العمر تقل قدرات الانسان و يحدث تغيرات تؤثر على سلوكه ،و تكون التغيرات جسدية و نفسية معاً،  و قد تحدث امراض عديدة ايضاً . و  يزداد الاكتئاب مع العمر. و يعتبر الاكتئاب من الامراض المعتادة في مرحلة الشيخوخة ، فالاكتئاب كما اثبتته الدراسات يكثر عند الكبار المسنين مقارنة بالاشخاص الاخرين.

تعريف الاكتئاب
هو حالة تصيب الانسان،  يسودها شعور سلبي لدى  المصاب، يسبب له صعوبات في النوم ،و تقلبات مزاجية ،و تصبح نظرته سوداوية, سلبية، و بسبب شعور المكتئب بالملل و الاحباط  تقل رغبته بمباهج الحياة مما يؤثر على حيويته ، فلا يقدر ان يستمتع بالحياة ، و يتعب بسرعة ، و يقل تركيزه و تقل شهيته للطعام ، او قد يتناول الطعام بشراهة ،و قد يتخلل الاكتئاب احساس بالذنب ،  و ربما يتبع ذلك ميول انتحارية عند البعض في بعض الحالات و الدرجات الاكتئابية، بسبب تفكير المريض احياناً بإيذاء نفسه .  فالاكتئاب يختلف في الدرجة ، و الشدة من شخص لاخر ، لكنه بنفس الوقت  يتضمن جوانب مشتركة عند الجميع .
نفسياً قد يكون الاكتئاب احساس قوي  بالفراغ ، وأن الشخص المكتئب لديه ضغوط معينة ، لكن المشكلة ليست مرتبطة بذلك بحد ذاته ، انما مرتبطة بعدم قدرة الشخص على ايجاد سبب،  او معنى يرتبط بإكتئابه و بإحساسه بالفراغ او الضغط .
فالاكتئاب هو عبارة عن ألم عميق ، يفقد فيه الشخص رغبته بالعالم ، و يفقد ايضاً قدرته على مجاملة الاخرين ، و يبتعد عن الانشطة،  و يصيبه  الكسل ، و قد يصل الاكتئاب بالشخص الى ضعف احترامه لنفسه ..

ان الاكتئاب مرض وجد عبر الازمنة ، و يوجد اشخاص يعانون منه على الرغم من وجود طرق مساعدة للتخلص منه . و يتشابه الاكتئاب مع الحزن ،  و الفروق بينهما ان الحزن ذو سبب معروف بينما الاكتئاب غير معروف السبب.
كما ان الحزن يزول خلال فترة معينة مناسبة لطبيعة السبب الذي ادى الى الحزن ، بينما الاكتئاب اعمق من الحزن .

و للاكتئاب انواع عدة منها ما يدعى اكتئاب الشيخوخة و هو ما يحصل في مرحلة نهاية العمر،  حيث تتخلل مرحلة الشيخوخة بعض المشكلات التي ترتبط بطبيعة المرحلة ، او تطرأ على المسن ، مما يسبب  للشخص الانطواء او الانسحاب .

  اسباب الاكتئاب
تعود الاسباب  بشكل عام لاسباب عضوية و نفسية واجتماعية و  بيئية.
فمع التقدم في العمر تحدث  تغيرات في الدماغ،  مما يؤثر على توازن المواد الموجودة في الدماغ مثل الادرينالين و الدوبامين، و قد تنقص ايضاً بعض الفيتامينات في الجسم مثل فيتامين 12..  . و في بعض الاحيان تكون الامراض الجسدية اسباباً مؤدية  للاكتئاب .

و من الاسباب  المؤدية للاكتئاب العوامل النفسية و الاجتماعية، مثل الوحدة و تدهور او ضمور العلاقات مع الاقارب ، و التوقف عن العمل ، و كذلك الضغوط و التي بدورها ممكن ان تكون سبب للاكتئاب . و كذلك الانتقال الى بلد اخر له ثقافة و عادات اخرى تؤثر على المرء بشكل فردي يتبع الفروق الفردية بين الاشخاص بأثاره  و تأثيره عليهم .و في بعض الحالات يكون  الادمان ايضاً له دوره في الاكتئاب .

كما انه  هناك اثر لبعض المشكلات التي لم تنحل سابقا ، و الخلافات التي كانت قد حدثت في الماضي من الحياة و لكن  ما زالت اثارها باقية لدى  الشخص و قد يكون غير راضياً بنهاياتها، فتظهر فيما بعد على شكل اكتئاب . و بنفس الوقت  فإن الاكتئاب بحد ذاته ممكن  ان يكون سبباً لامراض معينة في بعض الحالات ،مثل التورمات السرطانية، او امراض القلب، او الزهايمر او الجلطات او الباركنسون.

  اعراض الاكتئاب
ان اعراض الاكتئاب عند المسنين تكون اكثر وضوحاً عما هي عليه عند الاشخاص الاصغر عمراً، و كذلك اكثر حدة. و  يمكن تقسيمها  بشكل عام الى ثلاثة فروع تتعلق : بالجسد و الحركة، و الشهية على الطعام، و النفس و التفكير.

يعاني المكتئب من عدة امور منها:

1 . صعوبات في النوم، دوار ، وجع في الرأس، ألم في العضلات، تعب، آلام في المفاصل و الظهرو البطن و القلب و الامعاء .
2.  قلة شهية على الطعام .
3 . قلة ثقة بالنفس عند المكتئب ، حيث انه يشعر بتراجع عام في مجالات كثيرة و قدرات عديدة لديه  .
4.  تناقص في الاهتمامات و الهوايات عند المكتئب بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر..
5.  يصيب المكتئب احساس بالذنب.
6. التفكير في الانتحار،حيث يشعر بعدم الاهمية ،و بالرؤية السلبية لكثير من الامور.
7. العصبية و العدوانية .
8. قلة التركيز.
9. تبدلات في مواقف الحياة.


الاكتئاب و الذاكرة و العمر
ان للاكتئاب اثراً سلبياً على الذاكرة،  و هو من احد اسباب ضعفها ، و ذلك لانه يمنع الشخص من مزاولة حياته الطبيعية و يقلل من نشاطاته و ممارسته لهواياته. كما ان عزلة الشخص تزيد اكتئابه و تبعده عن اهتماماته اكثر و بالتالي تضعف لديه بعض القدرات، و تعد الذاكرة  احدى اهم هذه القدرات .
و يربط البعض بين التقدم بالعمر و بين ضعف الذاكرة ، لكن الحقيقة ان للفروق الفردية بين الاشخاص دورها ، فالافراد يختلفون في الخبرات ، و التجارب ، و نوع الاعمال ، و كذلك يختلفون في الاندماج بالحياة بشكل عام ، و بممارسة الانشطة ، و استخدام اوقات الفراغ بما هو مناسب و مفيد للذاكرة  ، كما ان الوضع الصحي ، و الغذائي،  و الثقافي ، و العلمي ، و الاجتماعي له دوره في الذاكرة ، ايضاً فإن بعض الامراض قد تؤثر على الذاكرة ، او قد يحدث تقصير او تلف ببعض الخلايا الدماغية مما يؤدي الى اضعاف الذاكرة . و من الاسباب المؤثرة على الذاكرة بالاضافة للاكتئاب هناك الادمان على الكحول ، و عدم التمكن من النوم بما فيه الكفاية ، كذلك  امراض ضغط الدم و زيادة الوزن و الدهون... و غير ذلك من  الامراض .  إن للذاكرة انواع عدة و كذلك تصيبها امراضاً مختلفة ، و ايضاً ممكن ان يستعين الشخص بطرق وقائية معينة للحفاظ على الذاكرة قدر الامكان، و من المهم جداً ان يقوم الشخص بتدريب ذاكرته بشكل مستمر .


الاكتئاب و سوء المعاملة
يكون الاكتئاب احياناً علامة من علامات سوء المعاملة التي قد يتعرض لها المسن . و المسن شخص يتصف بالحساسية ، و يتصف غالباً بالصمت ازاء سوء المعاملة و لا سيما الاتية من المقربين ، و قد يكون سبب الصمت هو الخجل،  او الخوف على المقربين و مشاعرهم ، او الخوف على فقدانهم اذا كانت الاساءة اتية من قبلهم ، او الخوف منهم . و سوء المعاملة هو احد اسباب الاكتئاب،  و لا سيما عند المسنين المصابين بأمراض دماغية مثل الزهايمر،  او  مرض الباركنسون او غيرها من الامراض الاخرى . كما ان لسوء المعاملة عدة اشكال  فقد تكون جسدية ، او نفسية ، او اقتصادية او جنسية او قد تأخذ اكثر من شكل في الوقت ذاته . و يمكن الاستدلال احياناً على ذلك من خلال علامات جسدية معينة تظهر على جسد المسن ، مثل نقص الوزن ، او البقع الملونة على الجسم ، او الكسور. .  و ايضاً من خلال العلامات النفسية مثل  الخوف ، او تجنب الاختلاط بشخص معين.


الاكتئاب و الألم
تعد الاوجاع و الآلام من الاسباب المؤدية للمرض ،حيث يتعرض المرء الى اصابات،  او الى امراض تسبب له الخمول و الالم،  فالالم بدوره يكون عاملا للاكتئاب . و يختلف الالم  من انسان لاخر ، و يمكن بذلك المقارنة بين اثنين في الالم الذي يشعرون به. لكن ممكن ايضا  مقارنة الالم عند ذات الشخص بين ألم معين و بدرجة معينة في احدى المرات ، و ألم مختلف و بدرجة اخرى مرة ثانية. و هناك ألم يستغرق وقت طويل، و هناك الم وقته اطول بكثير و كلاهما يؤدي للاكتئاب .
يوجد اشخاص مسنين يتعاطون مسكنات بشكل مستمر تقريباً ، و بعض المسنين قد لا يحبون الشكوى من الألم ، و هنا تظهر أهمية الاشخاص المحيطين الذين يمكنهم ان يترجموا بعض الكلمات ، او العبارات ، او النظرات ، و الملامح، و الحركات  التي تدل على الألم عند المسن الذي لا يتكلم عن آلامه اذا وجدت لديه. لكن الوضع يعد اصعب عند المسن الذي لديه امراض في الذاكرة فالشخص لا يعرف و لا يتذكر اذا كان الالم الذي يشعر به حديث ام انه قديم ، و كذلك فإن المرضى المصابين بأمراض دماغية تركت اثرها على الذاكرة ، و مازالت تؤثر عليها فإنهم لا يستطيعون ان يشرحوا احساساتهم  ، او ان يصفوا او ان يجدوا الكلمات التي تعبر عن الالم بسبب نسيانهم لتلك الكلمات و غيابها عن الذاكرة .. (حتى انهم قد يصلون احياناً  لدرجة نسيان  كلمة الألم )


الاكتئاب و الانتحار
ان الانتحار جريمة و لكن القاتل و المقتول واحد في حالة الانتحار  . و تحاول المجتمعات الحد من جريمة الانتحار هذه  . فالانسان الذي يقدم على الانتحار تتملكه مشاعر بالذنب، و احساس بعدم الاهمية، و يشتكي من نفسه، و لا يستطيع ان يغضب على الاخرين او يكون عدواني عليهم احياناً. و الانسان هنا يجد مشاكل مع نفسه ، بالاضافة للمشاكل الموجودة في مجتمعه و التي شكلت خبراته . في هذه الحالة يصير الشخص  قاتل نفسه . و يكون الانتحار نتيجة لتغيرات مفاجئة تحدث في حياة الانسان و ليس لديه قدرة على تدبيرها . ان من يقدم على الانتحار يعيش حالة اكتئاب عالية فلا خبرة لديه للمواجهة و انه فاقد الامل و يعاني مشاكل نفسية فيوجه غضبه و قوته نحو نفسه .
ان حدوث الاكتئاب طبيعي عند المسنين،  لكنهم ليس من الطبيعي ان ينتحروا اذا مروا بحالة اكتئاب . ان نسبة الانتحار اكثر عند الاصغر سنا الذين يمروا بالاكتئاب مما هي عليه عند المسنين المكتئبين، و لكن من الملاحظ ان  المسنين الذين يتمنون الموت ، و يشتكون،  و لا يحتملون ، ربما انهم بذلك يعطون اشارات على التفكير بالانتحار .

  تشخيص الاكتئاب عند المسنين  
ان التشخيص يكون نتيجة كشوف معينة يقوم به الاخصائيون عند الكشف عن المريض ،  و تعطي الكشوف صورة عن حالته  و قدراته ،  و في حالة الاكتئاب عند المسنين يصبح الكشف و التشخيص ضروريان ، و ذلك للتمييز بين الاكتئاب و امراض دماغية معينة ، تتشابه احياناً  في الاعراض مع الاكتئاب ، مثل الزهايمر مثلا. يوجد اختبارات معينة يمكن ان تساعد على التفريق بين الامراض الدماغية مثل الزهايمر و باقي الامراض التي تمس الخلايا و الاعصاب الدماغية،  و تتشابه في بعض اعراضها مع اعراض  الاكتئاب ، و هذه الاختبارات ممكن ان يصاحبها بعض الفحوصات و الصور للدماغ عبر عدة اجهزة خاصة ، بالاضافة الى فحوصات الدم،  و السوائل التي تقوم بحماية الدماغ . الاختبارات توضح اذا كان هناك مواد معينة تسيل من العصب المصاب في الدماغ ، وذلك يساعد على التمييز بين المرض الدماغي و بين الاكتئاب . بالاضافة لامكانية فحوصات اضافية ايضاً ممكن القيام بها . و ممكن ايضاً ان تتم الكشوف على ذاكرة المريض،  و لغته ، كما تشمل الكشوف  قدرته على حل المشكلات ، و خبراته ، و علاقاته مع المقربين و المعارف المتواجدين في حياته . ان الاكتشاف المبكر للامراض اكثر نفعاً من التأخر بها ،  و الاكتشاف المبكر للمرض يساعد على العلاج،  كما يساعد على ايجاد افضل طريقة للعلاج و انسبها للمريض .


  العلاج
تتم معالجة الاكتئاب عند المسنين بذات الطريقة التي يعالج بها باقي الاشخاص . و  يتصف الانسان بأنه من الصعب عليه ان يحكم على درجة الاكتئاب عند نفسه. و هذا يمكن تعميمه على كل الاعمار. و هنا يكون من الافضل مساعدة المقربين للشخص الذي يعاني الاكتئاب، و ذلك  بسبب معرفتهم له ، ههم يعرفون طبيعة الشخص و نمط حياته ،  فيساعدون في الحكم فيما اذا كان اكتئابه عميقاً او ليس عميق من خلال معرفتهم له او لها. فإذا كان الاكتئاب عميقاً فعلى الشخص ان يطلب المساعدة و العلاج.  
ان الاعراض عند المسنين تستغرق وقتاً اطول مما تستغرقه عند الاصغر سناً  . و يوجد انواع متعددة للعلاج . اما على صعيد الادوية  فيوجد ادوية خاصة للعلاج من الاكتئاب ، لكن و بسبب ان المسنين يتحسسون اكثر من غيرهم , فيجب ان تكون البداية بعيارات بسيطة من الادوية المضادة للاكتئاب  . كما ان الادوية وحدها لا تكفي في حالات الاكتئاب الشديد  اذا لم يرافق ذلك علاج  يؤثر على الشخص ، و محيطه الاجتماعي ، بهدف زيادة تفاعل الشخص مع المحيط ، و ايجاد مثيرات تناسب اهتماماته لاخراجه من اكتئابه بطرق تناسبه بالشكل الافضل.
و بالاضافة لما سبق توجد ايضاً طرق العلاج النفسية حيث تحتاج لجلسات علاج من قبل المختصين بذلك ، هدفها فهم اسباب الاكتئاب ، و زيادة ثقة الشخص بنفسه لتمكينه من استخدام قدراته و ميزاته بشكل افضل . و من المهم جداً ان يتعلم المكتئب كيف يمكنه ان يسيطر على المواقف دون ان يخضع لها ، و من المهم ان يبدل تفسيره للاحداث و الخبرات التي يمر بها .. و تعتمد طريقة العلاج على الشخص  ذاته و على المشكلة و السبب ..فما يناسب شخص قد لا يناسب الاخر و ما يناسب مشكلة او سبب معين قد لا يناسب شخص اخر لديه ذات السبب او المشكلة التي سببت الاكتئاب..
 
هل الاكتئاب وراثة ام اكتساب
لقد اثبتت الدراسات ان التوائم التي تنمو في ذات البيئة و تكون توائم حقيقية ليس من الشرط ان تكون متماثلة في نتائج الدراسات من ناحية الاكتئاب . فالبعض قد يصاب بالاكتئاب من التوائم لكن ليس الجميع ، و الذين يصابون بالاكتئاب يصابون بطرق مختلفة و بدرجات متباينة . ان البيئة التي يعيش بها الاشخاص لها اثرها الهام على الاشخاص ، اذا كانت البيئة التي يعيش بها الاشخاص تحمي الشخص من الاكتئاب ، و تجعله ينمو بطريقة صحيحة و تساعده على التصرف الصحيح و تبعد عنه مسببات الاكتئاب فإنه غالباً لا يصاب بالاكتئاب ، لكن البيئة احياناً قد تساهم في حدوث الاكتئاب ، و خاصة اذا كان للشخص جينات وراثية معينة قد ترتبط بنوع معين من الاكتئاب ، فتترابط الاثار الاتية من البيئة و من الجينات معاً . و بذات الوقت فإن الوراثة ليست فقط وراثة جينات انما الوراثة تكون ايضاً وراثة محيط و مجتمع و ما يترتب على ذلك من نتائج . كما  ان العلاقات مع الاشخاص و مع المربين و افراد الاسرة ، و اسلوب حل المشكلات ، بالاضافة لاثر الثقافة بشكل عام  تعتبر عوامل مساعدة على تقليل او زيادة الاكتئاب .

ان مسألة الوراثة و البيئة في الاكتئاب ليست سهلة ، فإلى الان لا يوجد معلومات كافية ، و معرفة قادرة على الاجابة على هذا السؤال : هل الاكتئاب وراثة ام اكتساب ؟ فبعض الاشخاص لديهم منذ الولادة نظام عصبي حساس يزيد احتمال حدوث الاكتئاب لديهم . لكن البيئة التي يعيش بها الشخص و ينمو تعني الكثير ، فنمط الحياة الآمن و المستقر يحمي من الاكتئاب على الرغم من حساسية الاشخاص و العكس صحيح ايضاً . لذلك فمن المهم تجنب الضغوط و ما يؤدي الى الضغوط و تعلم التعامل معها بطرق سليمة و نافعة ، فشخصية الانسان لها دورها و اثرها عليه ، و كذلك ايضاً يوجد اثر للمحيطين و للمكان ، و للثقافة و المجتمع . و البيئة يمكن للانسان ان يؤثر بها مثلما تؤثر هي به ، فإذا كان لا يستطيع ان يعدل جيناته او يختارها ، فإنه يختار البيئة،  و يتعلم التعامل مع نفسه ، و مع الاحداث التي حوله، خاصة اذا توفر حوله اشخاص يدعمونه و يساعدونه في حالات يحتاج بها الى دعم منهم . و هنا تبدو  اهمية دور الاشخاص المحيطين و اهمية دور الشخص المكتئب ذاته وفق ما يلي :

1.  دور الاشخاص المحيطين بالشخص المكتئب
 كأن يصغوا له ، يشجعون خطواته الايجابية ، يشعرونه بالآمان ، و يبينوا له انهم سعداء بوجودهم معه ، يراقبون غذائه و يوفرون له الراحة ليتمكن من النوم ، يتفهمون حالته و كيفية التعامل مع مرضه و من المفيد ان يعون ايضاً اهمية دورهم نحوه ، يجدون مواضيع يحبها المريض و يتكلمون معه بها، يحاولون ان يجدوا انشطة حركية كالمشي،  او التدريب ، او اي هواية معينة تساعد المريض على التفكير و الخروج من اطار موضوع كآبته .
2. دور المريض
أما عن المريض نفسه ، فقبل كل شيء يجب ان يعي انه مريض و عليه مساعدة نفسه . أن يحاول النوم و الاستيقاظ وفق نظام معين . أن ينتبه لنظامه الغذائي و نوعية طعامه . أن يحاول الحديث عن مشاعره مع احد يثق به لكي يساعد نفسه على الخروج من الاكتئاب . أن يعتني بمظهره و لا يهمل نفسه . أن يطلب المساعدة من المختصين عند حاجته للمساعدة . و ان يجد ما يناسبه من وسائل تمكنه من الاسترخاء كالاستماع للموسيقى ، او الجلوس مع احد معين يرتاح له ..  .

موضوع من اعدادي ، و المراجع  مجموعة من الكتب المختصة .
2013
Mari Mardini

44
يتعرض بعض الاطفال لسوء المعاملة ، و سوء المعاملة عنف . فقد  يحدث العنف  في المدرسة او في الروضة او في الشارع او في اي مكان .ان كل اساءة في معاملة الطفل تعد عنف موجه نحو الطفل. و تؤثر على نمو الطفل ، و تسبب له ضرر ، وقد  تشمل الجسد و النفس.

يعتبر الطفل أهم هدف في الحياة ، و الاسرة هي اول  من  يؤثر على الطفل لان افرادها هم  اول الافراد الذين يتعاملون مع الطفل ، لذلك فإن دور الوالدين دور هام و عليهم مسؤولية كبيرة في حياة الطفل و صحته. لكن في بعض الاحيان قد يحدث اساءة للطفل من اقرب الاشخاص له او من اشخاص اخرين غرباء عنه ، و الموضوع الذي تتناوله هذه السطور هو حول الاساءة الموجهة للطفل ضمن الاسرة .
يتعرض الطفل الى اساءة جسدية او نفسية احياناً . و في الوقت ذاته فإن الاساءة الجسدية يمكن ملاحظتها بسرعة ، بينما الاساءة النفسية فهي غير مرئية ، و هي اصعب على الطفل من الاساءة الجسدية ، و ذلك لان هذه الاساءة لا تترك رضاً ، او علامات زرقاء او حمراء على جسد الطفل ، لكن اثارها تكمن في روح الطفل و نفسه ، لكن بالنسبة لمن يعمل مع الاطفال و لديه ملاحظة جيدة، فيمكنه التعرف على الاصابات النفسية الحاصلة بسبب سوء معاملة الطفل، او العنف الموجه نحوه .  

انواع الاساءة للطفل
 _ الاساءة الجسدية الواضحة : ان هذا النوع من الاساءة يظهر في الخدوش ، الكسور ، العلامات الملونة على بشرة الطفل ، او غير ذلك .. . ان عدد من البحوث اظهر ان الخطورة في هذا النوع من الاساءة هي ان الطفل قد لا يفهم ما هو الخطأ الذي اقترفه ، و لا يعرف لماذا يعاقبه الاخر. فيشعر الطفل بتهديد دائم ، و بأن هناك عقوبة فتتحول الاساءة الى اساءة نفسية،  بالاضا فة  لكونها  جسدية.

_ الاساءة الجسدية الخفية : و هي تتضمن عدة اشكال قد لا يراها الاشخاص،  و تترك اثرها على الطفل في المستقبل كأن يصبح عدواني مثلاً . و من اشكال هذه الاساءة ان بعض الوالدين قد يعطون الطفل ادوية منومة ، قد لا يطلبون له العلاج مباشرة عند مرضه ، قد لا يعتنون به العناية الكافية ،مثلاً  قد لا يبدلون له ثيابه المبللة عند الحاجة مما يؤثر على جلده ، و ما الى ذلك من الاساءات المختلفة ...

_ الاساءة النفسية الواضحة : لكل طفل الحق في ان ينمو و يعيش بصحة و سعادة . فالحياة المستقرة و الآمنة هامة لشخصية الطفل و تطورها،  و للبيئة المحيطة اثرها الاساسي في ذلك . ان دور الاسرة يتجلى في تعليم الطفل حقوقه و واجباته ، و تعليمه الصح و الخطأ ، و مسؤولية الاسرة ان تبين للطفل انه محبوب من قبل الاسرة و محترم و مرغوب فيه ، و ان هناك صح و خطأ في السلوك ، و ان التصرف الخطأ يمكن ان يصبح صح في المرة القادمة، و اذا لم تؤدي الاسرة دورها بشكل سليم فإن ذلك يؤثر سلباً على الطفل ، و قد يصبح غير واثق بنفسه مما يؤثر على علاقاته مع غيره من الاطفال . و تكون الاسرة مسيئة للطفل من الناحية النفسية ، ان الاساءة النفسية تؤثر على الطفل في كل حياته ، و  ان الجروح النفسية تبقى مؤثرة  لمدة اطول من مدة تأثير  الجروح الجسدية ، بالاضافة لان الاساءة الجسدية تترك آثاراً نفسية على الطفل .

_ الاساءة النفسية الخفية : من الصعب التفريق بين هذا النوع من الاساءة ، و النوع المذكور سابقاً ، فالحدود تختلف من فرد الى اخر ، لكن بشكل عام فإن حالات الطلاق بين الوالدين و ما يتبعها ، او الجو المشحون بالفوضى و البعيد عن الهدوء ، او غير ذلك قد يسبب للطفل شعور بعدم الثقة و عدم الآمان .

_ الاساءة الجنسية : و قد تحدث هذه الاساءة في اي مجتمع ، و اي طبقة اجتماعية ،  و تتضمن كل ما يدل على استغلال  الاطفال من قبل اخرين لاغراض جنسية ، و الاخرون  قد يكونوا راشدين  او غير راشدين  .

بعض اسباب سوء معاملة الطفل
تتداخل عدة اسباب معاً و ترتبط بكلا الطفل و الوالدين، و الاسباب هي على النحو التالي :

_ بالنسبة للطفل
 ان الطفل الذي تساء معاملته تصبح مشاعره سلبية . و يتأثر نفسياً ، حيث يصبح الطفل عنيداً ، يتسم بالغضب عموماُ ، و الحساسية  الزائدة، مما يجعل التربية اصعب . كما توجد بعض الاسباب الاخرى مثل سوء الصحة بشكل عام ،او  الشكل ،او  جنس الطفل .

_ بالنسبة للوالدين
بالنسبة للوالدين يوجد فروق بين النساء و الرجال في اساءة معاملة الطفل، و قد تأتي الاساءة من الام او الاب على السواء . في معظم حالات الاساءة الموجهة للطفل الآتية من الام فإن الام غالباً تعيش وحيدة مع الطفل ، و هذا يشعرها بمسؤولية ملقاة عليها من عدة نواحي هي الالتزام بالعمل و الوضع الاقتصادي و الطفل معاً ، و في معظم الحالات هذه تكون الام قد عانت من صعوبات اجتماعية ، او اقتصادية ، او تعرضت لسوء المعاملة في طفولتها .

الطفل هو الضحية
الاساءة للطفل تجعله ضحية ، فتتأثر حياته ، و مستقبله من جراء ذلك . فيبدو الطفل حزين ، خائف ، و ربما يبدو فاقد القوة و القدرة احياناً فلا يمكنه عمل شيء، و تصبح مشاعره عميقة لدرجة انه لا يستطيع الحديث عنها مع احد . كما ان الطفل الذي يتعرض لسوء المعاملة قد يصبح عدوانياً بشكل او بأخر ، فقد يضرب احد ، قد يسرق ، او قد يكسر شيء ما او ربما يتجه نحو الادمان في المستقبل اوغير ذلك من انواع السلوك و صفاته.

واجب المجتمع
من واجب المجتمع ان يحمي الطفل ، فالاشخاص حول الطفل يحملون مسؤولية كبرى في واجب حمايته . و للطفل الحق بان يشعر بالامان ، لكن هذا قد لا يحدث دائماً، فبعض الاطفال لا يشعرون بالأمان او الحماية  . فعند ظهور علامات غريبة على الطفل ، سواء كانت جسدية،  او سلوكية ، و مشكوك بسببها و يصاحبها غموض ، او يكون سببها خفي ، او غير مناسبة لعمر الطفل او غير متوقعة ، فإنها قد.. تخفي في طياتها اساءة ما موجهة للطفل، لكن يجب اولاً الاستماع للطفل اذا امكن ذلك لمحاولة معرفة ذلك، و أيضاُ من المهم جداً جداً الاستماع لتفسير الاهل لذلك قبل اطلاق الاحكام عليهم.و من المهم ان يتم ذلك بإحترام لكيان الطفل و الاهل ، و بسرية و بالقانون.  

المراجع مجموعة من الكتب  المختصة
Mari Mardini

صفحات: [1]