" إنهم يقتلون مسيحيي العراق.. "
كوركيس أوراها منصور
في ظل استمرار انعدام الأمن وغياب سلطة القانون في العراق وانشغال الذين نصبوا من أنفسهم قادة ومسئولين بأمور تخصهم وحدهم , وفي ظل سيطرة قوى الظلام على الشارع العراقي , اشتدت الهجمة الشرسة ضد أبناء شعبنا من الكلدواشوريين السريان وفي عموم العراق وبالأخص في بغداد والموصل وكركوك والبصرة , مصاحبا ذلك لبوادر الحرب الطائفية التي يريد أعداء الشعب العراقي إشعالها بين أبناء هذا الشعب الصابر , مستغلين الفرصة هذه ليلحقوا المزيد من الأذى بأبناء شعبنا.
فبعد أن حصدت السيارات المفخخة أرواح أربعة من أبناء هذا الشعب المسكين في هذا الأسبوع فقط فأن ضعف هذا العدد قد تم حصدهم من قبل الإرهابيين القتلة عن طريق الخطف ومن ثم القتل, بالإضافة إلى تهديد مئات العوائل في بغداد ( منطقة الدورة وبغداد الجديدة على وجه الخصوص ) والموصل ( مناطق الدركزلية والوحدة والعربي والتحرير والزهور ) مما دفع بهم للهرب وترك دورهم إلى مصير مجهول , وأمام مرأى ومسمع الذين نصبوا أنفسهم ليكونوا مسئولين وحماة هذا الشعب .
ونظرا لكون أبناء شعبنا الكلدواشوري السرياني أقلية يعيشون بين أكثريات من العرب والكورد , فأن هذا القدر الكبير من الضحايا وفي فترة قصيرة جدا يعني نذير شؤم لمصير البقية منهم ويعني أيضا كارثة حقيقية لن يحمد عقباها إذا ما استمرت هذه المأساة وإذا ما بقي المسئولين يتفرجون ( هذا إن كانوا فعلا يتتبعون ما يجري في هذه الأيام بالتحديد كونهم منشغلين بأمور تخصهم وهم الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما شعروا بكراسيهم وهي تهتز ومصالحهم الشخصية والضيقة ستضرب وهم اليوم يتصارعون على السلطة تاركين الأعداء والإرهابيين وقوى الظلام يقتلون ويذبحون ويشنقون أبناء الشعب ) .
لذلك فأن حجم الهجمة الموجهة ضدهم لا تطفو على سطح الأحداث اليومية الدامية في الوقت الذي فيه تستغفل صحافتنا ذكر هذه الإحداث بالتفاصيل وعن قصد , ولولا مسلسل وأحداث تفجير كنائسنا والتطرق إليها عالميا لما تم ذكر معانات أبناء شعبنا الذين يتعرضون يوميا إلى أحداث القتل الطائفي والخطف والاغتصاب والسلب ومصالحهم إلى السلب والحرق والتفجير في محاولة مقصودة ومخطط لها مسبقا لثنيهم على عدم العيش في وطنهم وموطن أجدادهم من الآشوريين والكلدان, ولإجبارهم على ترك دورهم ومحالهم والهرب من مناطق سكناهم إلى الشمال حيث أكثر أمنا ولكن أكثر غلاءا واقل تقديما للخدمات الأساسية , أو لدفعهم للهرب إلى خارج الوطن .
لذلك بات من الواجب علينا جميعا التطرق إلى هؤلاء الأعداء وتصنيفهم لكي يتم معرفة حجم مشاركة كل صنف في درجة إيذائه لأبناء شعبنا , والذي أما يكون ايذاءا مباشرا وهؤلاء هم من عتاة الأعداء , أو بصورة غير مباشرة وهم لا يقلون أهمية في درجة الإيذاء عن الصنف الأول كونهم يتغاضون عن الذي يحصل لأبناء أمتنا ويقفوا مكتوفي الأيدي وعن قصد دون أن يستغلوا قدراتهم الرسمية في إيقاف هذه الهجمة وصنف ثالث يشارك في إيذائنا دون قصد ولكنه مع الأسف مستمر في لامبالاته.
لذا بات لزاما على الكل أن يفضحوا هذه الأساليب وعبر وسائل الأعلام كافة والعمل من اجل وضع حد لحربهم القذرة هذه ومن اجل إيقاف مسلسل الماسي الذي يعيشه أبناء شعبنا ومنذ حوالي الثلاث سنوات بصورة علنية , لتضاف إلى الماسي التي عاشوها في العقود الأربعة الماضية وأدت بهم إلى الهجرة القسرية أو التهجير المخطط له مسبقا .
يمكن تصنيف أعداء شعبنا ( المسيحي ) الكلدواشوري السرياني إلى ثلاثة أصناف من حيث درجة المشاركة في إيذاء وتنفيذ الهجمة الشرسة ضد أبناء هذا الشعب ومن حيث تكريس سياسة فرق تسد الاستعمارية القديمة الجديدة التي عادت لتطفوا على أحداث اليوم, إما الصنوف الثلاثة المؤذية فهي :
أولا : الصنف الذي خطط ونفذ الهجمة ولازال ينفذها والحق ضررا مباشرا بأبناء أمتنا وهم :
1 . التكفيريون والسلفيون الذين يعتبرون المسيحيين عموما خصومهم التقليديون أينما تواجدوا وهؤلاء وجدوا في العراق ساحة خصبة للبدء بمخططهم اللاحضاري واللانساني , وهم الذين يسمون بالإرهابيين أو من الداعمين له .
2 . المنظمات الإسلامية المتطرفة التي دخلت العراق بعد حرب 2003 , ونشطت في ظل الفوضى السياسية وانعدام الأمن وغياب سلطة القانون وكونت لها قاعدة عريضة من المتشددين من داخل العراق والذين كانت لهم خلايا نائمة في عهد النظام السابق , واستهدفت هذه المنظمات المسيحيين بالدرجة الأولى بحجة إن المسيحيين يتاجرون بما هو محرم في الإسلام كتجارة المشروبات الروحية أو يمارسون أعمالا أخرى مماثلة كحلاقة وتجميل النساء وحتى حلاقة الرجال ذات الطراز الغربي عدت من الأعمال المنافية للشريعة .
ولكون المسيحيون أصحاب العشرات وربما المئات من هذه المصالح , لذلك باتوا أهدافا سهلة لهؤلاء المتطرفون حيث تم قتل المئات منهم وخطف المئات من أطفالهم واغتصاب الكثير من نسائهم وحرق وتدمير وتفجير محالهم ومن ثم كنائسهم , إن هذه حجج فارغة وغير منطقية , إن هؤلاء ليسوا اقل سوءا من التكفيريين كون سلاح الاثنين هو إرهاب وقتل الشعب ومحاربة الديمقراطية الفتية في العراق .
3 . عصابات الأجرام واللصوص وأصحاب الماضي الإجرامي من الذين لم ينظموا بعد إلى القائمتين أعلاه لأسباب قد تكون شخصية فيما بينهم أساسها النفع المادي , وهؤلاء استغلوا الفلتان الأمني في البلد لينفذوا ما موجود في عقولهم المريضة وليبدءوا بالأبرياء والمسالمين ومنهم أبناء شعبنا كونهم الصيد الأسهل الذي لاحول له ولا قوة .
ثانيا : الصنف الذي الحق الأذى بأبناء أمتنا بصورة غير مباشرة , وهو الذي يرى الضربات المتلاحقة والقاسية التي يتلقاها هؤلاء الأبناء وعوائلهم ومصالحهم ودور عبادتهم ويراهم يتساقطون هنا وهناك ويهربون تاركين كل ما يملكون , ولكنهم يتغاضون عن الذي يرونه وعن قصد وان أقسى ما يقدمه هؤلاء لشعبنا الجريح هو الاستنكار عن الذي يحصل والمواساة ليس إلا, وان هذا يقولونه من باب الدعاية وهؤلاء الصنف هم :
1 . القائمين على الحكم بكل مستوياتهم دون استثناء أحد , وهم الذين يملكون السلطة في يدهم ولا يستخدمونها لإنقاذ هؤلاء الأبرياء , كون هؤلاء الأبرياء ليسوا بقوة سياسية أو عسكرية مؤثرة في ميزان أو صراع القوى الدائر الآن , لذا فان السكوت أو التغاضي عن ذلك هو بمثابة المشاركة في الفعل الإجرامي نفسه وأن التاريخ سيحاسب هؤلاء يوما ما .
2 . قوات الاحتلال الأمريكي التي جاءتنا بصفة المحررين ولكنها تركت أبناء الشعب من الأبرياء فريسة سهلة لقوى الظلام لتنهشها ولتزرع سياسة الفرقة بين أبناء الشعب الواحد وان أبناء شعبنا هم أكثر من دفع الثمن باهظا نتيجة السياسة الخاطئة لهذا المحتل عندما اعتبر البعض وعن جهل أو عن قصد بان المسيحيون هم من رعايا الغرب المسيحي الذي لم يجلب لنا غير الدمار والأذى , إن الأمريكان ربما يكونوا قد جاملوا أو دعموا كل أطياف الشعب العراقي ما عدا الشعب المسيحي الذي تركوه يصارع الموت ( قوى الظلام ) لوحده .
3 . الصحافة الوطنية والدولية والفضائيات التي تجاهلت قول الحقيقة عن الذي يحصل لأبناء شعبنا لكي لا يرى العالم حجم المأساة التي حلت بنا وأغفلت هذه الصحافة ذكر مسلسل القتل والخطف والتهديد اليومي الذي يعيشه أبناء شعبنا في أماكن تواجدهم وأغفلت أيضا موجات التهجير ألقسري لهذا الشعب إلى الشمال الفقير في الموارد والغالي جدا في المعيشة بسبب كونه أكثر أمنا ليس إلا, وان تطرقت بعض من وسائلنا الإعلامية لها فأنها لم تقل كل الحقيقة , وتطرقوا إليها وكأنها إخبار عابرة وهنا تكمن الخطورة التي لا تريد إظهار حجم المأساة .
4 . الحرب النفسية التي تشن على أبناء هذا الشعب المسكين من قبل المنظمات المتطرفة التي كثفت من حملاتها الدعائية ضد أبناءه وفي أماكن عيشه من خلال وصف أبناء شعبنا بالكفرة " علما بأنهم الوحيدين الذين يحملون كل صفات المحبة والسلام والإخلاص والأيمان بالقيم السماوية " وهنا حولوا حياتهم إلى ما يشبه الجحيم الأرضي , كما إن تسميات الصليبيين الجدد باتت تطلق عليهم في إشارة إلى ربطهم بسياسة المحتل الأمريكي الذي ترك هذا الشعب وعن عمد ليصارع الجبروت والطغاة لوحده وليتقهقر وينهزم دون مساندة احد , كما إن حملات التهديدات اليومية ضد أبناء شعبنا هي واحدة من طرق الحرب النفسية التي نجح بها الأعداء .
ثالثا : الصنف الذي يلحق الأذى بأبناء شعبنا دون قصد وربما عن جهل أو جبن , وهؤلاء وان كانت أذيتهم غير مقصودة ولكنها أقوى ألما لأنها طالت النفس الداخلية وزرعت اليأس في قلوب أبناء شعبنا وأدى ذلك إلى النفور القوي من المشاريع والبرامج المستقبلية التي كان أصحاب هذا الصنف قد طرحوها من اجل إنقاذ أبناء الشعب وتاريخه الحضاري وارثه الثر الخالد , أما السبب فهو أن أصحاب هذا الصنف هم من أبناء شعبنا أنفسهم ويمكن تحديدهم على النحو التالي :
1 . التنظيمات السياسية لأبناء شعبنا من التي ظهرت فجأة على سطح الأحداث الساخنة لتطرح برامجها المتمثلة في توحيد الصفوف والمطالبة بتمثيل أبناء امتنا في المحافل الوطنية والدولية , ولكن سرعان ما تبين ضعف وهشاشة هذه التنظيمات وافتقارها لأبسط المقومات التنظيمية وجهلها بالعمل السياسي المنظم المبني على البرامج الطموحة وافتقارها إلى الفكر السياسي والنظرية السياسية التي هي أساس نجاح كل تنظيم سياسي.
إن هذه التنظيمات بدلا من أن تخدم قضيتنا وتخدم أبناء الأمة من خلال رص صفوفهم وتوحيد كلمتهم وإظهارهم بالمظهر الذي يليق بهم كأبناء وأحفاد أولئك العظام الذين بنوا حضارة وادي الرافدين وأمدوا الإنسانية بمستلزمات النهوض والتطور , بدلا من كل هذا راحوا يتصارعون فيما بينهم مبينين ضعفهم للآخرين وافتقدوا بذلك احترام الآخرين لهم لا بل إن هؤلاء الآخرين دفعوا بهم خارج ساحة المنافسة الوطنية وسحبوا منهم الحق الشرعي والوطني والدستوري في المشاركة الواسعة في إدارة شؤون البلد وضمن السلطات الثلاثة " التشريعية , التنفيذية والقضائية " وحسب الاستحقاق النسبي الذي يمثله أبناء أمتنا وليس كما أرادوا هم عندما منحوا المقعد اليتيم في مجلس النواب الذي لم يأتي حتى عن استحقاقنا الانتخابي ليمنحوه وكأنه " منة أو عطية " لشعبنا " هذا الشعب الذي كان يوما صاحب هذه الأرض وباني اكبر حضارة عرفها التاريخ البشري " وواضع الأسس الأولى للنظام السياسي والقانوني , وليصبح اليوم غريبا على أرضه يستعطيه الغريب الذي جاء من وراء الحدود ليتحكم بمقدراته ومستقبله .
لا نريد الخوض في الإشكاليات التي عاشتها هذه التنظيمات فيما بينها على موضوع التسمية وغيرها من المواضيع التي حالت دون اتفاقهم على برنامج سياسي موحد أو قائمة موحدة للدخول في الانتخابات التي أدت إلى التفريط بحقوق أبناء أمتنا والفشل في الحصول على المقاعد المخصصة لأبناء شعبنا من اجل تمثيلهم في مجلس النواب الجديد " السلطة التشريعية " وليشرعوا من خلاله فيما بعد القوانين والتشريعات التي تخدم مصالح أبناء أمتنا ولتصار أيضا إلى المشاركة في الوزارة الجديدة " السلطة التنفيذية " والعمل لإقامة محكمة خاصة بالأحوال الشخصية في أماكن تواجد أبناء شعبنا لتسير أحوالهم الاجتماعية قانونا وشرعا " القضائية ".
إن هذا التصنيف لا يسري على كل التنظيمات السياسية , وان هنالك شخصيات سياسية مخلصة تعمل في اتجاه خدمة أبناء الأمة وقدمت الكثير ولازالت تريد تقديم المزيد , كما إن تضحيات شهداء الأمة تبقى النبراس الذي ينير درب المخلصين .
2 . ظهور طبقة من الكتاب من بين أبناء شعبنا تدعوا إلى إثارة الفرقة والحساسية بسبب التسمية الموحدة والتاريخ الحضاري للتسميات وان هؤلاء الكتاب مع احترامنا لقابليتهم الفكرية والثقافية , إلا إنهم مع الأسف لم يعرفوا كيف يستغلوا هذه القابليات لصالح أبناء الأمة , الأمة التي أصبحت موحدة من قبل ألفي سنة عندما انصهر الجميع في بوتقة المسيحية وجمعهم تراث واحد ولغة واحدة وتاريخ مشترك ولا يوجد حاجة للتباكي على أطلال الإمبراطوريات التي انتهت قبل آلاف السنين وما يجب فعله هو المحافظة على التراث الثر الذي تركته تلك الإمبراطوريات لنا وعلينا أيضا معرفة كيفية استغلاله لصالح أبناء اليوم مثلما استطاعت الأمم الأخرى الاستفادة منه, لأن الذي يجمعنا هو اكبر بكثير عن الذي يفرقنا , وان الشيء الوحيد الذي يدعوا لفرقتنا هم الأعداء
هنالك من هؤلاء الكتاب من يدعوا إلى التمسك بالكلدانية مستندا على أسس عنصرية مقيتة وآخرون يدعون إلى التزمت للآشورية لنفس الأسباب والطرفين ليس على صح في دعوتهم , لا لسبب عدم صحة التسميتين وإنما لعدم صحة التوقيت الذي اختاره لهم أعداء الأمة عن قصد وتناوله كتابنا بكل شراهة ودون دراية بالمخاطر التي ستفرز هذه الدعوات , ليثيروا الموضوع عن قصد وليجعلوا من أبناء امتنا أن يتخلفوا عن الركب الذي فاتنا كثيرا من خطواته ومنها التفريط بحقوق أبناء الأمة في الدستور الذي هو الركن الأساسي لحياة الأمم المتحضرة وكذلك التفريط بحقوق أبناء الشعب في التمثيل الحقيقي في المؤسسات الديمقراطية التي ولدت عبر مخاض عسير أعطينا الكثير من التضحيات والدماء من اجله دون أن نحصد ثماره .
3 . كنيستنا المقدسة والجليلة متمثلة برجالاتها الكرام الذين لم يعملوا بجدية في لم شمل أبنائهم ولا توجيه القائمين على تنظيماتنا السياسية وكتابنا للسير بركب شعبنا نحو شاطىء الأمان أو عدم دعوتهم إلى التكاتف والوحدة ونبذ أسباب الفرقة المذهبية الضئيلة من اجل مستقبل أجيالنا.
كما إن رجالات كنيستنا المشرقية بكل أجنحتها وهي بالتأكيد كنيسة المسيح الواحد لم تصرف جهدا لتوجيه العامة من أبناء الأمة والقول لهم إنكم جميعا أبناء شعب المسيح كلدانا كنتم أم آشوريين سريانا أم آراميين ليقوم هؤلاء العامة فيما بعد للضغط على تنظيماتنا السياسية وكتابنا للعمل والسير في هذا الاتجاه الذي بالتأكيد سيصب في خدمة أبناء الأمة وبناء مستقبلها .
لذلك فان الجميع مدعوون سواء كانوا من العامة أو رجالات الكنيسة أو التنظيمات السياسية وعلى الأخص طبقة المثقفين للعمل على ردء الصدع من خلال الدعوة للوحدة في كل مجالاتها ويجب أن لا نخفي بان هنالك نخبة طيبة من كتابنا ومثقفينا موجودين في ارض الوطن وحول إرجاء المعمورة يدعون لهذه الوحدة وليس لهم أية مصلحة في ذلك غير خدمة الأمة وأبنائها وهم معروفين من خلال طروحاتهم الفكرية ودعوتهم المستمرة للعمل الوحدوي الجماعي.
كما يجب على مثقفي الأمة وساستها إلى مراجعة أنفسهم وبرامجهم من خلال الرجوع إلى مصلحة أبناء شعبنا بكل تسمياته وأينما يتواجدوا للعمل في هذا الخصوص وتقديم التنازل من اجل المصلحة القومية العليا لينصفهم التاريخ والإنسان معا .
مناشدة :
نناشد المجتمع الدولي من خلال منظمته الدولية " الأمم المتحدة " للإسراع بوضع حد للماسي التي يتعرض إليها الشعب العراقي عموما والأقليات منهم على وجه الخصوص وهنا اقصد المسيحيين بالدرجة الأساس من خلال وقف نزيف الدم الذي يسيل كل يوم كالأنهار وإيقاف مسلسل التهجير القسري وخاصة في هذه الأيام الذي فيها انشغل قادة العراق الجدد وساستها بتوزيع غنائم السلطة فيما بينهم بطريقة غير حضارية ولا تمت للديمقراطية بأية صلة وعلى شكل صراع مصغر فيما بينهم لينتقل ويصبح صراعا كبيرا بين أبناء الشعب الواحد يحركه الأعداء الذين تم الإشارة إليهم في التصنيفين " أولا و ثانيا " والمستفيدين من المحيط الدولي .
كما نطلب من رجال كنيستنا بكافة فروعها التكاتف والعمل معا وفضح هذا المخطط الإجرامي وبكل جرأة والدعوة لإيقاف حملات القتل والتهجير اليومي لأبناء شعبنا المسيحي العراقي ورفع الصوت عاليا لدى المحافل الدولية ومناشدة حاضرة الفاتيكان والاعتراف لها بحقيقة ما يجري لمسيحيي العراق وعدم الاستمرار بالتستر على هذه الجرائم لأن حجم الكارثة هي اكبر بكثير من السكوت للإسراع بإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
أما سياسيينا وتنظيماتنا السياسية فيجب عليها أن تهتم بموضوع إقامة المنطقة الإدارية المقترحة ( لا منطقة آمنة كما يروج لها البعض ) لأبناء شعبنا من الكلدواشوريين السريان لا ( للمسيحيين كما يستخدمها البعض لأنه لا نريدها أن تكون منطقة معزولة أو تحت حماية احد سواء كانوا من الداخل أو الخارج , كوننا لا نريدها منطقة عنصرية ) بل نريدها على ارض الأجداد في نينوى أو ما جاورها والتي لا يزال أبناء امتنا يعيشون على أرضها منذ آلاف السنين وهي الممتدة من قضاء بغديدا ( قرقوش أو الحمدانية ) شرق مدينة الموصل وهي أرض نمرود وكالح وامتدادها باتجاه أربيل " أربا ئيلوا " ومرورا بقرى وقصبات كرمليس وبرطلا وبعشيقة وبحزانى وباطنايا وتللسقف ووصولا إلى قضاء تلكيف وناحية القوش والقرى المتاخمة لها وامتدادا نحو منطقة فايدة وهي الطريق إلى دهوك ( نوهدرا ) ولنا في كل هذه المناطق كثافة سكانية من أبناء امتنا وهي المساحة الأمثل والأنسب جغرافيا وتاريخيا لإقامة المنطقة الإدارية المذكورة كونها تقع بين الشمال والشرق الكردي والجنوب والغرب العربي والاثنين لنا معهم علاقات تاريخية وتعايش ومصالح مشتركة.
كوركيس أوراها منصور
عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق
تاريخ العضوية في الاتحاد / 1985 [/b][/size] [/font]