عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - سامي القس

صفحات: [1]
1
المستحيل، ليس ألماني

القس شموئيل (سامي) القس شمعون – سيدني

ما أن انتهت المباراة النهائية بين الارجنتين والمانيا 0 – 1 في نهائي كاس العالم لعام 1990 والتي فيها توجت المانيا  فوزها الثالث بكأس العالم، حتى اطلق مارادونا مقولته الشهيرة  للصحفيين وقال: " المستحيل ليس ألماني"، اشارة الى قوتهم وعزمهم الذين لا يلين، عندما وضعوا نصب اعينهم الفوز بكأس العالم، مهما بلغت التحديات.

وبالانتقال الى جارة ألمانيا، فرنسا، فاننا نجد في امثالها حكمة تقول، " المستحيل، مستحيل" وهي حكمة رائعة تعبر عن ثقة الانسان بنفسه وعن عزيمته في تحدي الصعاب، من خلال خلق ارادة قوية قادرة على هزيمة بحور اليأس. فعندما تتحول كلمة المستحيل الى مبرر لاطلاق العنان لعجزنا  في انجاز عمل او حلم رسمناه يوماً ما، يستسلم الفرد من ورائها الى اليأس واخواتها من الاحباط والذي يقود النفوس الى الاخفاق، وعدم المحاولة مجدداً.

المستحيل بحاجة الى مهدئ أعصاب ومقوم عظام، لان المحطات التي تعثرنا وفشلنا بها في طريق النجاح، هي افضل الاماكن التي تحفزنا للنهوض، فكل حالة انكسار هي محطة محفزة للانطلاق صوب امل جديد، ان أتقنـَّـا لغة اكتشاف القدرات من الصعوبات، لان النهايات الفاشلة، هي أخت صغرى للبدايات الناجحة التالية.

الهروب من تحدي علامات الاستفهام في الحياة، باتجاه حدود الاستسلام المستحيل الخانق، هي معركة خاسرة يدوم ألم الجهل فيها طويلاً وان كانت بلا اعراض ظاهرة للعيان، لان مخاطر هذه الانهزامات امام التحديات كفيل بتصغيرالممكن وتوزير المستحيل.

دورة الحياة، مليئة بهؤلاء الذين يملؤون الدنيا بصراخهم نتيجة عجزهم، هؤلاء الذين يحركون عضلة لسانهم أكثر من عضلة فكرهم ويضعون أيديهم وسط جيوب الفشل وهم يعبثون بثقوبها بنجاح.
فلا مال اوفر لنا من الثقة بالنفس، فما هو مستحيل لنا اليوم، قد يعني ان لا حل يلوح امامنا مؤقتاً، وان علينا تكرار المحاولات غداً، فكم من شخص تحدى المستحيل ليحوله الى ممكن من خلال مفاتيح الصبر واعادة ترتيب التفكير الصحيح، فالقطرات الصغيرة من الامطار قد تصنع نهراً فياضاً، ليس بسبب عنفها، بل بسبب استمرار محاولات هطولها، والتي ينتج عنها ايضاً، نقراً عميقاً على حجر.

علينا أن نكون اليوم، أفضل من نحن الامس، من خلال زراعة القلوب والعقول بالثقة والايمان، الايمان القادر على تجريد المستحيل من ثيابه لصالح الممكن.

حينما تسقط الامنية في قاع المستحيل، يصرخ طاغور قائلاً " المستحيل لا يقيم إلا في أحلام العاجز" وهي دعوة لاسقاط المستحيل من قواميسنا من خلال بناء سلم النجاح والنجاة من هذا القاع، لان الزمن يخلد أولئك الذين غادرونا محملين على الاكتاف، ممن قضو على مضاجع المستحيل وكسروا صخور البلادة حتى تخطوا حدود العاجزين.

ختاما فان كلمة مستحيل باللغة الانكليزية تعني Impossible، والشيء الجميل في هذه الكلمة انها قابلة للتجزئة الى كلمتين I`m possible، نعم فكل شيء مستحيل، مستحيل.




2
لقاء اذاعة SBS الاسترالية مع الكاتب آويا أوراها، حول اصداره قاموس بانيبال البسيط، انكليزي آشوري

أجرى الاعلامي عادل دنو من اذاعة SBSالاسترالية، قسم اللغة الآشورية، لقاءً خاصاً مع السيد آويا اوراها من مدينة ملبورن، لمناسبة اصداره قاموس بانيبال البسيط، انكليزي - آشوري.

للاستماع الى المقابلة، يرجى الضغط على الرابط التالي:

https://www.sbs.com.au/language/english/audio/banipal-a-simplified-english-assyrian-dictionary


3
كن رجلا من أتو بعده يقولون مــّـر و هذا الاثر*

القس شموئيل (سامي) القس شمعون - سيدني

على مركب من ورق، استميح عذراً كل منتفخ زوراً، فما عادت تنفع مخدرات التضليل وفن اغتصاب دموع الناس لعين ما عرفت طعم الصدق مع نفسها للحظة.

كائنات لو كـَرَهـَتْ مـَرَحـَتْ، ولو حـَــقـَدَتْ رَقـَصَتْ، فترسم وهمها زيفاً وتضليلاً، لتطفح كراهيتها تحت يافطة حرية التعبير، فيجيدون لعبة المراثي وجباية دموع وان كانت معطوبة، لبناء ثقافة تقاس بالكيلوغرام، لدفع فواتير عقد الذات وترسباتها.

ممارسة العادات اللصوصية من ميادين الهزيمة تتطلب تحجيم انجازات الاخر وتقزيم ايجابياته والفبركة لغاية في نفس يعقوب! التظاهر بالامانة والنصح والكذب بالأفعال، فن من فنون النفاق الاجتماعي، وهل يستطيع من انتفت من طقوسه الحقائق على الارض ان يقدم لنا الفضائل التي يدعي ممارستها؟

لا يؤذي وجود الازهار في الحديقة جمال احد، لان رحيقها يدعوا المبدعين الى تمجيد خالقها، ولكن ان تشكـّى منها فردٌ لانه لا يطيق جمالها وشم رائحتها، فهذا يدل على قصر في النظر وعطب في الأنف، شارك الزمان في صناعتها وخلان موائد الخراب في صقلها. فقد قيل عن مشكلة الدميم ( انه يرى في الجمال تحدياً له، ويرى الغبي في الذكاء عدوانا صارخاً عليه، وكذلك الفاشل فانه يرى النجاح ازدراء به... وهكذا)، فهل نلوم اذن من يجاهر بعدائه ويتفاخر بقصر نظره إزاء من هو أنجح منه؟ الصورة البشعة لهؤلاء ان ادوية الحموضة ما عادت تشفي عسر هضمهم للحياة، لان الزمن قد افرز محبطي العزائم واعداء النجاح وخائفي الافكار الجديدة، في صفوف رفوف الاوراق الصفراء وبجدارة.

كل الامم تتقدم، الا الامم التي تسير حقداً وحسداً، واصحابها يستمتعون بالشرب من بئر الجهل. إنَّ الإرتقاء بالسقف الثقافي لاية أمة لا يتطلب الا اصلاحاً للذات، والاقرار بالخطأ للتائهين بين حكايات الليل وبين املاءات النهار الذين يفرخون لنا نماذجاً مشوهة لا تغتفر يومياً. النجاح يجلب استمطاراً مدارياً دائماً من غيوم أعدائها، وهذا طبع سائد في القلوب التي تتعبها رؤية النجاح، والمنذورة بعقدة رؤية الازدهار. الذين يتحدثون عن آلامهم فاشلون، والذين يتحدثون عن آمالهم ناجحون وهذا هو الفرق بين الوهم والصدق، بين من يبقى وبين من يزول، بين من يحتفظ وهو في القبر باعمال خالدة مخلدة، وبين الذين وصفهم السيّد المسيح"بالقبور المزينة" من الخارج والتي تحوي من الداخل على عظام نجسة.

عين الوهم محاولة طمس كربون عوادم سيارات من محركات ذات عقود قديمة لجمالية حضارة زاهرة، او امتهان الضجيج عنوة في أوبريت "خدمة المجتمع" للفت الأنظار للذات الاسيرة الفقيرة في سجون الانا، الثمرة التي على الجميع زراعتها والتباهي بها هي ارض الواقع وساحاته العريضة، وليست هناك اية عصا سحرية تخلق النجاح بدون عمل، وبدون مغادرة مقاعد الكسل. وللمحافظة على رشاقة المجتمع علينا ان نبذل قصارى جهدنا لغرض ترك الاثر الجميل من ورائنا وهذه هي المهمة الاصعب في هذه الحياة التي تشهد صراعاً بين الخير والشر، الصالح والطالح، الطيب والشرير والناجح واعداء النجاح.

متحف الزمان، لا يُخلد المُتراقصين على وهم الذين يظنون انهم خالدون بسبب ذاتهم المنتفخة بـ"حب التظاهر" لان عامل المستقبل الذي يتبجحون به متعطل فيهم والى الأبد، ولا يخلد الزمان ايضاً من استعار ألسنة الناصحين أو استأجر ثياب المحبين أو ركض وراء قطار المحسنين، بجرة قلم.

من ثمارهم تعرفونهم قالها السيّد المسيح له المجد، مرة وأعقبها بالقول:" هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة، واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا رديّة". الشجرة المثمرة واضحة الثمار والمعالم ولن يضرها حصى صغيرة تصدر من مستنقع وحل، وان النجاح كنجاح لا يتطلب شهادة من اعداء النجاح والحاقدين الذين لا طاقة لهم للحاق بالنجاح الا بالتحاف كلمات فارغة، والذين لاهم لهم الا اقتناص كل ما هو نبيل، ارواءً للعقد التي يتهزمون منها، بنجاح. ومهما قالوا وسيقولون لكنه قافلة النجاح تمضي إلى بر الامان لان دقيقة الحق اقلها كثير.

في متاهات الحياة، كم من افراد مروا وزالوا وتركوا لنا اكوام من رمال الاثر، يتطاير بحوافر الجياد نحو البحر.

طوبى لمن أبى ان يسير الا مع بصمة الدهر.

- - - - - - - - - - - - - - - - -
* احمد شوقي

4
أخبار شعبنا / test
« في: 15:53 13/04/2019  »
test

5
ܫܬܐܣܬܐ ܕܟܘܠܝܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ ܬܐܘܠܘܓܼܝܬܐ ܕܢܨܝܒܝܢ

مقال جديد للقس شموئيل (سامي) القس شمعون شموئيل، منشور في مجلة كنيسة بيث كوخي، أونلاين، التي تصدرها أبرشية استراليا لكنيسة المشرق الآشورية، في عددها السادس لعام 2018 على الرابط التالي:
http://bethkokheh.assyrianchurch.org/articles/1251











6
تأسيس كلية نصيبين الآشورية للاهوت في سيدني

القس شموئيل (سامي) القس شمعون
المشرف الروحي لكلية مار نرساي الآشورية المسيحية في سيدني

تعيد كنيسة المشرق الاشورية إحياء تراث مدارسها الروحية والفكرية التي غابت عنها دهراً طويلاً، كمدارس الرها ونصيبين وجنديسابور وقطيسفون وغيرها ، بتأسيس "كلية نصيبين الآشورية للاهوت" في استراليا ببركة البطريركين قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع، وقداسة البطريرك مار كيوركيس ثالث صليوا، بعد أن حققت الكنيسة في سيدني وبقيادة غبطة المطران مار ميلس زيا، سلسلة من إنجازات متلاحقة ومبهرة في القارة الاسترالية، الأمر الذي جعلها مهيئة لتأسيس الكلية اللاهوتية، كتشييد مدرستين خاصتين للتعليم بها، ابتدائية وثانوية، كلية للغة، ومركز تعليم مبكر، وحضانة للأطفال، وبناء قرية نموذجية لكبار السن.

في عام 2000 وأثناء الاحتفال بالألفية الثالثة للمسيح في كنيسة كوخي، أطلق قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع، وفي كلمة له من بغداد، رؤية قداسته لبناء كلية لاهوتية خاصة لكنيسة المشرق الآشورية، تتيح لأبناء الكنيسة ولاكليروسها الدراسة فيها وتلقي تعاليم كنيستهم الخاصة. فباشرت الكنيسة في إرسال طلبتها وكهنتها لغرض الحصول على الشهادات العليا في مختلف التخصصات لغرض الشروع في تأسيس هذه الكلية.
أعلن قداسة البطريرك الراحل مراراً عن رغبته في أن يتسلح الكهنة بالعلوم الضرورية ليكون لهم وعي روحي وعقلاني بكامل رسالتهم الكنسية بطريقة منسجمة مع ثقافة العصر، حيث كان على إدراك تام بأهمية الإيمان الواعي لتجذير أصالة الكنيسة، لقيادة وولادة، مجتمع آشوري جديد، ملم بتراث وأمجاد أجداده.
إن وعي قداسة البطريرك الراحل برسالة الكنيسة العصرية، دفعه إلى انتشال الكنيسة من فترات الركود التي مرت بها، في فكرها اللاهوتي والفلسفي، ورفعها إلى جانبها المزدهر، وها هي الكنيسة تجني من لاهوتيها، ثمار ما زرعه قداسة البطريرك الراحل فيهم، والتي ستكون إحداها كلية نصيبين الآشورية للاهوت،  لتصبح في المستقبل القريب، النواة الرئيسية المحركة لأمجاد الكنيسة الروحية والتراثية من القارة الاسترالية.

ولاننسى دور قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا في انشاء المدرسة الكهنوتية في بغداد والتي تخرج منها كهنة وشمامسة حصل الكثير منهم على شهاداتهم الاولية من العراق، والعليا من جامعات عالمية مختلفة، خدموا كنائس العراق والدول الاخرى.


ما ستقوم به هذه الكلية اللاهوتية في سيدني، العودة الى المسار الفكري اللاهوتي لهذه المدارس من خلال تجميع الطاقات الاكاديمية المتباعدة لابنائها في القارات، لتصب جهودهم وخبراتهم في مركز كلية نصيبين، ومنها إلى طالبي العلم، لنشر فكر الكنيسة بطريقة أكاديمية عميقة، بعيدة عن الاجتهادات الذاتية التي لا تمت الى روح الكنيسة والعصر بشيء، لتكون المكان الأنسب للتزود بالتراث الروحي والفكري، على المدى الطويل، بطريقة تتلاءم مع تحديات هذه المرحلة وخللها الديموغرافي، الأمر الذي سيعطي زخماً حضورياً قوياً لمستقبل الكنيسة في بلاد الاغتراب.

هذه الكلية ستكون تكريما للمدارس الفكرية، التاريخية الغائبة، وصرحاً تراثياً هاماً يضمن سيادة تعليم كنيسة المشرق الآشورية في وسط كنائس غنية بالتنوع اللاهوتي والروحي الجميل، فقد كان لوجود المدارس اللاهوتية والفكرية، إسهام كبير في الحركة الفكرية والأدبية للمسيحية، لقرون عدة، حيث أنجبت هذه المدارس نماذج رائعة يحتذى بها في العطاء الفكري فلا تكاد تخلو كتابات عباقرة كنيسة المشرق، من عصارة فكر لأولئك المعلمين الذين درسوا أو دَرّسوا فيها.

معلومات عن كلية نصيبين الآشورية للاهوت


أهداف كلية نصيبين:
-   تسعى الكلية إلى استنارة أذهان المنتمين إليها، للتعاليم الدينية واللاهوتية والتراث الديني لكنيسة المشرق، لحفظ هويتها.
-   إعداد الاكليريكين للرتب الكهنوتية وصقل مواهبهم من خلال الدراسة الاكاديمية وتهيئة رعاة أنفس للرعية لتكثيف حضور الكاهن في المجتمع بطريقة تتلاءم مع إرساليتهم العصرية الجديدة.
-   إعداد وتأهيل وتدريب الشمامسة والمعلمين الناشطين في التعليم المسيحي في المدارس والمؤسسات الدينية التابعة للكنيسة.
-   تطوير مستوى العاملين مع لجان الشباب والأطفال ليكونوا قادرين على مواجهة التساؤلات والتحديات.
-   خلق قيادات كنسية ملمة بالتراث الروحي واللاهوتي للكنيسة ووفية في جوهرها الرسولي.
-   إعداد وعاظ وتجديد هوية الخدمة الكهنوتية والتبشيرية التي كانت تضطلع بها الكنيسة سابقاً.
-   تدريب المؤمنين من الرجال والنساء لخدمة أبرشيات كنائسهم على أسس الإيمان المسيحي.
-   إعداد باحثين في العلوم اللاهوتية لكنيسة المشرق.

التعليم عن بعد، أونلاين:
تأخذ الكلية على عاتقها تعليم من هم خارج أستراليا عن طريق الدراسة عبر الانترنت، اونلاين، لغرض تلقي أكبر عدد ممكن من المؤمنين للتدريب اللاهوتي، حيث تقوم الكلية بالتفاعل مع الدراسين اونلاين، فتقدم لهم المناهج الدراسية من خلال دراسة منهجية مدعومة بالفيديو وبالتوجيه والدعم من قبل أساتذة الكلية، وعند إكمال الوحدات المطلوبة سيجتاز الطلاب امتحاناً يؤكد استيعابهم والمامهم للدراسة التي أتموها.

وبالنسبة للراغبين في الدراسة في استراليا، فإن الكنيسة سوف تباشر ببناء أقسام داخلية للطلاب الراغبين في البقاء فيها.

مكان الكلية:
مجمع كلية مار نرساي الآشورية في منطقة هورسلي بارك في سيدني والذي شيد هذا العام.


التخصصات المالية:
خصصت كنيسة المشرق الآشورية مبلغ مليون دولار استرالي لغرض بدء هذه الكلية حيث سيغطي مبلغ 750 الف دولار أجور ونفقات التدريس فيها ومبلغ 250 الف دولار لغرض تأسيس مكتبة تحوي المراجع والكتب المتخصصة بتراثنا الروحي.



موعد انطلاق كلية نصيبين:
سيكون افتتاح الكلية مطلع العام الدراسي 2020، حيث يبدأ الدوام فيها من الساعة (4 – 10) مساءً، خلال أيام الدوام الرسمي من شهر شباط ولغاية شهر كانون الأول، من كل عام، ويقسم العام الدراسي إلى أربعة فصول دراسية.

المناهج الدراسية المقترحة:
-   أقسام اللاهوت، النظامي، المقارن، الرعوي، الادبي
-       قانون كنسي
-   الفلسفة
-   ليتورجيا
-   دراسات أبائية
-   دراسات كتابية في العهدين القديم والجديد
-   علم التفسير
-   دراسات تأريخية وحضارية
-   تراث الكنيسة
-   دراسات أديان ومقارنة
-   علم النفس الرعوي
-   علم الوعظ، الكرازة والارساليات
-   اضافة الى تدريس لغات الكتاب المقدس، الآرامية، اليونانية، والعبرية واللغات الحية.

الشهادات التي تمنحها الكلية:
-   شهادة الدبلوم في اللاهوت أو في اللغة والطقوس الكنسية، بعد فترة تدريب لمدة سنتين.
-   شهادة البكالوريوس في العلوم اللاهوتية بعد دراسة لفترة 4 سنوات، ( السنة الأولى تحضيرية).
-   شهادة الماجستير في اللاهوت، بعد الدراسة فيها لمدة سنتين.
-   شهادة الدكتوراه في اللاهوت والتي تمتد فيها الدراسة لمدة أربع سنوات.



شروط القبول لشهادة الدبلوم والبكالوريوس:

-   ان لا يقل عمر المتقدم على 20 عاماً.
-   أن يكون حاصلاً على شهادة المرحلة الثانوية ( المرحلة 12 في استراليا) او ما يعادلها، على الأقل، لدراسة الدبلوم والبكالوريوس.
-   أن يقدم شهادة من كاهن رعية المتقدم تبين إيمانه واهتمامه في دراسة الكتاب المقدس.
-   أن يمتلك القدرة على التحدث والاستماع للغات الاشورية والإنكليزية.
-   أن بجتاز المقابلة الشخصية مع عميد الكلية.


هناك اجتماع أولي تأسيسي في سيدني سيضم إلى جانب غبطة المطران مار ميلس زيا، كل من نيافة الأسقف الدكتور مار آوا روئيل، نيافة الأسقف الدكتور مار أبرس يوخنا والأركذياقون الدكتور وليم توما، مطلع حزيران القادم، لوضع الخطط وإقرار المناهج الدراسية بصورة أعم. ويشارك في التاسيس ايضا، البروفسور رفعت عبيد، رئيس قسم الدراسات السامية في جامعة سيدني، كعضو مؤسس للكلية، والبروفسور سيبستيان بروك وكلية سيري ( معهد القديس مار أفرام للابحاث المسكونية في الهند) وسوف تعمل الكلية أيضاً وعن كثب مع أساتذة في جامعة سيدني ومكواري وجامعات عالمية أخرى.

وسيشترك في التدريس في هذه الكلية، أبناء كنيسة المشرق من الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه وأستاذة من جامعات أخرى، حيث سيتولى هؤلاء التدريس الداخلي للطلاب في الكلية، والخارجي عن بعد، اونلاين.
 
وستكون كلية نصيبين عضواً في كلية سيدني لللاهوت التي تأسست عام 1983 لتوفير التدريس اللاهوتي في أستراليا ونيوزلندا والدول الأخرى من خلال الدراسة، أونلاين، حيث حصلت على الموافقة المبدئية على ذلك والكنيسة بصدد اكمال الموافقات الرسمية المتبقية.

وستنضم كلية نصيبين الآشورية للاهوت إلى هذه المؤسسة لغرض ضمان السلامة الأكاديمية لبرنامجها التدريسي، حيث ستكون الشهادات الصادرة منها، معترفاً بها دولياً.

وتشمل عائلة الكلية اللاهوتية في سيدني برئاسة العميد ديانا سبيد، كل من الكليات التالية:
Australian College of Christian Studies (ACCS), (formerly Emmaus Bible College)
Australian College of Ministries (ACOM)
Catholic Institute of Sydney (CIS)
Eva Burrows College (formerly Booth College)
Nazarene Theological College (NTC)
NSW College of Clinical Pastoral Education (NSWCCPE)
St Andrew’s Greek Orthodox Theological College (SAGOTC)
St Cyril’s Coptic Orthodox Theological College (SCTC)


يذكر ان البروفسورة ديان سبيد، عميدة الكلية اللاهوتية في سيدني، قد قامت بزيارة المجمع الجديد الذي ستنشأ الكلية اللاهوتية، مرتين، الاولى بتاريخ 20/7/2017، اثناء زيارة قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا الى استراليا، والثانية اثناء افتتاح الكلية 21/1/2018 حيث أعربت عن رغبتها في هذا التعاون المثمر وعن سعادتها لانضمام كنيسة المشرق الاشورية الى عائلة الكليات اللاهوتية المعتمدة في سيدني، موضحة انها ستعمل عن كثب مع الكنيسة لإطلاق هذه الكلية.
 
واستحصلت الكنيسة أيضاً، على موافقة أساتذة في جامعات سيدني، أيضاً، لغرض المحاضرة في هذه الكلية اللاهوتية، الى جانب اكليروس الكنيسة من حملة شهادات الماجستير الدكتوراه في اللاهوت.
ان نجاح كلية نصيبين، مرهون في دافعية والاستجابة التفاعلية للطلاب، وغيرتهم لاحياء تراثهم الروحي الثر، حيث ستتوفر الكنيسة لهم، كافة مهارات التعلم والبحث ومقومات النجاح الاخرى، ومرهونة بمساعدة أبرشيات كنيسة المشرق في العالم لارسال الطلبة لاغتنام هذه الفرصة المتاحة لديهم، والتي في منظورها البعيد، تسعى الكنيسة في سيدني وبعد اكتمال العدد الكافي من الاكاديميين المتخصصين، الى تحويل هذه الكلية الى جامعة تضم أقسام متعددة.

7
(الاعدقاء) الأصدقاء الاعداء، السم في الدسم

القس شموئيل (سامي) القس شمعون – سيدني

ليس من العدل ان يدفع الناجحون ضريبة نجاحهم من خلال محاربتهم من قبل الاخرين، خصوصاً انهم وصلوا الى هذه المحطة، من خلال جهد جهيد وعمل شاق دؤوب وتفاني منقطع النظير، وليس من العدل ايضاً ان يكون لهم أعداء مخفيين بزي أصدقاء (أعدقاء)، كما يطلق عليهم، يحاربونهم حسداً، بدلاً من أن يشجعونهم لتحقيق المزيد من الخطوات صوب قمم نجاحات أخرى.
عندما تتحول المواهب التي يخص الرب بها أبنائه، الى هدف لرمي سموم الحقد، تتكشف مقاعد الاقامة الجبرية لمحطات الخمول، والتي يبدأ أصحابها بعملية ضخ مياه ملوثة في نافورات نقية، وزراعة أعشاب وطحالب ضارة فيها، لاننا امام شخصيات غير سوية، تهاجم النجاح واهله لا لسبب الا لتغطية ما في النفس من ضرر.

هذا الهدم للآخر وبكل الطاقات المتاحة للفرد، يحدث لكي لا يتم وصف المجتهد بالناجح، وهو انعكاس اسقاطي لشخصية غير سوية لا تتبلور الا على حطام الناجحين، والتي يرام من خلالها، سحب الناجحين الى خانات فاشلة لكي يتهرأ نجاحهم، لكي لا يقال عنهم انهم أفضل من غيرهم!! 

الذين يتألمون من التصفيق للنجاح، ويسعون الى كسر مجدافه، تهزمهم رؤية مياه جارية في طريقها الصحيح من منابعها الصغيرة، الى مصباتها العظمى، فيؤلمهم صفاء الانهار المسرعة نحو محار الفكر ونفيس الدرر التي لا يحصل عليها، الا السباح الماهر الذي يشقى بالغوص في أعماق بحر النجاح.
المياه الملوثة، تكشفها مختبرات الصدق على أرض الواقع، لأننا في قرية عالمية صغيرة، يمكنك فيها ان تشاهد أو تسمع أخبار شمال الأرض وجنوبها، شرقها وغربها في لحظات، فيقارن الانسان فيها، بين ملأى السنابل المثقلة، من الفارغة.

هؤلاء، لا نجحوا في عملهم، ولا تركوا الناجحين من حولهم يعملون، فيشحذون صنابير متصدئة لتلويث مياه الشرب، فمقابل كل تفوق وتميز، تصدر عنهم ذبذبات حسد للنيل من الآخر واحباطه، وهذه الافعال، وان كان القانون لا يحاسب عليها، الا ان دسائسها دليل على ان حدائق الفرد الداخلية المخفية عن العيان، جافة، قابلة للاحتراق يوماً.
ان سرعة انتقال ذبذبات زراعة الاحباط هذه، تتناسب طردياً مع كون الفرد منغلق على ذاته، وعكسياً مع مربع المحبة والانفتاح على الاخر، فكلما كانت الذات البشرية منغلقة على أوهامها لا مبالية بالآخرين، كلما ارتفع نسبة الكولسترول السيء في الأوردة القلبية، وكتحصيل حاصل، تزداد مظاهر التجلط في العلاقة مع الاخر.
  ان طريق الهروب من براثن الفشل وسجونها هذه، وخلق نجاح، لا يحققه شخص يضع يده في جيبه وتعبث أصابعه في ثقوب الفشل، ولا يمر أيضاً عبر التقليل، التشكيك والسخرية بالمتفوقين، اطلاقاً، بل بصنع تفوق آخر مماثل أو أفضل منه، فلو كانت فصيلة أعداء النجاح تستثمر طاقاتها في دعم المتميزين، بدلاً من محاربتهم، وتدريب أنفسهم لتحقيق النجاح، لكان لنا وفي الوقت ذاته أكثر من قدم وساق تسير في مشاريع نجاح هنا وهناك، نفتخر بها جميعاً.

"الاعدقاء" ( الاعداء+الاصدقاء) هو تعبير ومزيج غريب يجمع بين الصديق والعدو، خليط بلونين متنافرين الاسود والأبيض، بات يطلق مؤخراً على الاعداء الاخطر والاكثر قرباً منا، لأننا لا نراهم في وضح النهار ولا نراهم يحملون سلاحهم لمحاربتنا علناً، ونفوسهم تستشعر ان النجاح الذي يحققه الآخر، هو ظلم لهم، فيحاربونه بالدسائس، بالغمز واللمز!
فبدلا من ازاحة الحمل عن كاهل المتفوقين والتربيت على أكتافهم، نجد هؤلاء يحملون أثقال الحقد والحسد، على أجسادهم الثقيلة أصلا، وهذا اضطهاد ذاتي لهم، يكونون هم ضحيته الاولى.
في نهاية المطاف فان حبل الاعدقاء قصير، فلا بد من أن ينتصر من أثبت وجوده بالجد والنشاط، لا من يدق مسامير العمل بالكلام في الهواء، ويبقى تجاهل الناجح لمثل هذه الشخصيات، وعدم الانشغال السلبي معهم، سبباً في نجاح آخر يتحقق، لان من كان صديقاً صدوقاً فهو نعمة ربانية اخرى للناجح، ومن كانوا من الاصدقاء أعداء، فهم أعداء أنفسهم فقط، تجاوزهم الدهر، لا يتلفت اليهم!!


ان لم تستطع أن تبني نجاح، لا تكن كارهاً له!!


8
اهالي الحبانية المسلمين يستذكرون اخوانهم المسيحيين في أعياد الميلاد

تظهر في هذا الفيديو، كنيسة مار كيوركيس التابعة لكنيسة المشرق الاشورية في الحبانية وهي ماثلة للخراب بسبب تفجيرها في تموز عام 2005.

كما تظهر ايضاً كنيسة ملكة السلام للكلدان الكاثوليك والتي اعيد بنائها موخراً.

لمشاهدة الفيديو الاول، يرجى الضغط على الرابط التالي:

http://www.ankawa.org/vshare/view/10666/habbaniya-1/

لمشاهدة الفيديو الثاني، يرجى الضغط على الرابط التالي:

http://www.ankawa.org/vshare/view/10667/habbaniya-2/

القس شموئيل (سامي) القس شمعون



9
عقد لكلية مار نرساي الاشورية المسيحية في سيدني، في النقر على الحجر

سامي القس شمعون – سيدني
مدرس مادة الرياضيات في كلية مار نرساي الآشورية
يخبرنا التاريخ ان عوامل تراجع وانكفاء الأمم وحضارتها، زوالها او ذوبانها في حضارات وثقافات أخرى، مرتبط بسمات متعددة منها، اللغة، الدين، التأريخ، مقومات بشرية، طبيعية أو اقتصادية والقدرة على التطور، وانه بمقدار ما ترسي الامم قواعد ثابته لديمومة هذه العوامل، بمقدار ما تبتعد عن سنين احتضارها، لان ما يقوّض أركان الحضارات ويساعد الأمم على تدميرها ذاتياً، يبدأ من خلال التآكل والضعف الداخلي لهذه المقومات.

احتفلت كلية مار نرساي الآشورية المسيحية في سيدني، هذا الأسبوع، بالذكرى العاشرة لتأسيسها، حيث تأسست عام 2006، بعد تأسيس مدرسة القديس ربان هرمزد عام 2002، كأول مدرسة آشورية ذات منظور أكاديمي، ديني وقومي استراتيجي في بلاد المهجر.
 
انطلقت المدارس الآشورية في سيدني، متواضعة لتتوغل في أعماق التاريخ، في تراب الغربة، كنخلة آشورية على ضفاف دجلة وان فصلتها المسافات، شامخة تأبى ان تثنيها عواصف الزمان، ويأبى الزمن الا أن يزيدها شموخاً، فهي الوحيدة الى حين، في أقصى أقاصي جنوب الأرض، التي تجبر التاريخ على تخليدها، لمصارعتها الزمان من اجل احتضان أبنائها ضد مفردات الانصهار، فتواجدت من أجل مبادئ وقيم وأخلاق ودين، وتاريخ حضاري متين، لتنجز مهمتها الموكلة إليها، حتى المنتهى.

في زمن يسجل تطاير القيم والمبادئ، وبالمجان، ولأن الارتقاء بأي مجتمع يتم أولاً، برقي الذات، انطلقت كنيسة المشرق الآشورية في سيدني متمثلة بغبطة مطرانها الجليل، مار ميلس زيا، للسير في بلاد المهجر مع بصمة الدهر، فبطموحه وإيمانه الصادق، وضع غبطته خطة عشرية أولية تجسد الرؤية الاستراتيجية الخاصة للكنيسة والتي تبرز حرصها الفريد على أبناء الجالية.

في بلاد الغربة ولكي ينتفع الخلف من نتاج السلف العظيم، فانه يتوجب على الفرد أن لا يكتفي بتمجيد محصول حضاراته الموغلة في القدم من دون العمل على إحيائها، ولا الاكتفاء بالاستظلال تحت شعاعها وازدهارها من دون الاتشاح بثوب التمسك بمقوماتها الأساسية. من هنا انطلق غبطة المطران مار ميلس زيا بتخطيط تراثي، لغوي، فكري، ديني وحضاري، لمجاراة تحديات المهجر بين الأصالة والمعاصرة، ولمخاطبة الإنسان الآشوري أولاً، لمعالجة إشكالية وجوده في بلاد المهجر.

النجاح الذي حققته مدرسة القديس ربان هرمزد وبعد أربع سنوات من افتتاحها بتسعين تلميذاً، جعل غبطة المطران مار ميلس زيا يعمل بتلك الوزنات التي اؤتمن عليها هناك، لتحقيق هدف أسمى والذي كان يبدو مستحيلاً أمام الكثيرين، فتحولت تلك المدرسة الابتدائية الى أرض قابلة لزراعة النجاح، فأثمرت تأسيس كلية سميت بمار نرساي عام 2006، ولتستمر الوزنات على تثمير عطايا الله من أجل استحقاقات أكبر لاحقة، كقرية القديسة مريم العذراء لكبار السن والتي تضم اثنتين وخمسين وحدة سكنية، مركز النعمة لحضانة الأطفال، مركز القديس ربان هرمزد للتعليم المبكر وكلية اللغة الآشورية، وليصل عدد طلبة المدارس الاشورية هذا اليوم، قرابة 1500 طالباً وطالبة.

اليوم تزدهر مدرسة ومركز، القديس ربان هرمزد وكلية مار نرساي بقرابة 1500 طالب وطالبة، ما يقارب 1500 عائلة في سيدني وضعت ثقتها في كنيسة المشرق لبناء مستقبل أبنائها، بخططها القصيرة وطويلة الأمد، لغرض التواصل الدائم معهم  خلال مراحل دراستهم الحالية على مدى أربع عشرة سنة، أو بعد تخرجهم في حياتهم المهنية، الجامعية أو العليا، لغرض استمرار غرس القيم الروحية والتوعوية لخوض غمار حياتهم الأكاديمية بشكل يثبت تحصينهم الإيماني والتي تربوا عليها بين أجنحة المدارس الآشورية، والتأكيد على كونهم مستقبل الكنيسة  والأمة، التي  تنظر اليهم باعتبارهم ركائز مستقبلية هامة، يتطلع الجميع إليهم  لصب أنشطتهم لخدمتها وقيادتها.

ان كلية مار نرساي قد حققت طوال عقد من الزمن، إنجازات تستحق ان توثق، إلى جانب وظيفتها الأساسية التعليمية، منها:

•   بث روح الالتزام وغرس الروح القيادية لأبنائنا وتنشئتهم على أسس تربوية، وتنمية الروح الدينية والقومية.
•   المدارس الآشورية في سيدني، شريك ثان للعائلة في الرعاية الأسرية، خُلقياً وفكرياً. وهي في الوقت ذاته تلفت انتباهها إلى الجوانب الإيمانية، الأمر الذي يؤدي إلى سهولة قيامها بالتربية البيتية، فعندما يرى الطفل أن بيئة المدرسة والكنيسة التي يرتادها، لا يختلف عما يود أولياء أموره الحفاظ عليه في البيت، يزداد التحامه بها. من المهم أن يدرك الشباب والشابات، أنهم قد خلقوا من أجل هدف أسمى من الملذات واللهو الكاذب، وانهم التجؤوا إلى بلدان المهجر من إجل المحافظة على أمنهم وليس من أجل انصهارهم.
•   النهل من أجواء الحضارة ونثر عطرها الفواح بين الطلبة وغرس كل العادات الطيبة في نفوسهم وبالأخص تلك التي تقوي الروابط بين الأجيال.
•   مساعدة الطلبة الوافدين الجدد على التأقلم مع أقرانهم المولودين هنا، أجتماعياً ودراسياً، ودمجهم في أنشطة اجتماعية، رياضية، قومية ودينية، يسهل عملية انتقالهم من أركان المنظومة التعليمية الداخلية، إلى بوابة المجتمع الأسترالي، لعدم وجود حاجز الأصل، اللغة والإيمان بين الطلبة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الدافعية لديهم في التعلم والتحدث، فسرعة اندماج الطلبة المغتربين الجدد فيها، يعطي حافزاً لهذه المدارس على سرعة رفدهم بعامل الثقة بالذات لإبراز طاقاتهم وابداعاتهم الكامنة، وبالمستوى العلمي المطلوب.
•   مساعدة الطلبة على التغلب على مشاعر التغرب والانسلاخ عن الذات والهوية وتقوية الأواصر بينهم ليدركوا أن الانفتاح على مجتمع متعدد حضارات في أستراليا، لا يعني الانسلاخ عن الهوية ونكرانها.
•   مساعدة الجالية في أستراليا على التماسك وتأسيس نفسها على الإيمان المسيحي المشرقي والأيمان الحضاري الفاعل.
•   توفير الدعم النفسي والإرشادي للطلبة ومنعهم من الانحراف النفسي والسلوك الخاطئ، من خلال معالجة القصور لديهم، فقد خصصت الكلية، مرشدا نفسيا مختصا للطلبة وكاهنا متفرغا للإشراف الروحي. شبابنا في الغربة طاقة مليئة بالحيوية الإيجابية، والسلبية الخطيرة، فهم كالوقود إذا ما أحـْسـَـنـّا التعامل معهم وتوجيه سلوكهم نحو الوجهة السليمة، فإنهم يوَلــِّـدون لنا قوة دافعة نحو الحضارة، وإذا لم نحسن توجيههم ورعايتهم الصحيحة، فإنهم قادرون على إلحاق الضرر البالغ بنا.
•   مراعاة الحالة الاقتصادية للوافدين الجدد ودعم احتياجات الطالب في سنواته الأولى في استراليا.
•   تـَحدٌّث معظم المدرسين، بأكثر من لغة الى جانب الإنكليزية، كالآشورية والعربية يجعل منهم قناة عبور سلسة تسهم في القضاء على الفجوة المعرفية للوافدين الجدد إلى أستراليا.
•   توفر آليات متعددة من الدعم النفسي للطلبة القادمين من بيئات الحروب والنزاعات، وبالأخص لمن فقدوا عزيزاً، مختطفاً من العائلة وتقديم المساندة النفسية اللازمة لتخطي آثارها وإعادة ترسيخ الشعور بالطمأنينة والأمان لديهم.
•   الحرص على توجيه الجوانب التربوية للطلبة في إطار من الأهداف الدينية والقومية، وتحقيق ما يصبون عليه في أعلى المستويات من خلال رفع مناسيب المعرفة والمهارات وحثهم نحو السعي المثابر نحو التفوق والنجاح.
•   الاهتمام بالطلبة المتميزين في مختلف المواد الدراسية والعمل على تحفيزهم.
•   تعزيز التعليم في مركز القديس ربان هرمزد للأعمار من 3-5 سنوات وفي المرحلة الابتدائية لدفع نجاح جميع الطلاب في المراحل اللاحقة الى مستويات أعلى.
•   من جانب آخر، تضع المدارس الآشورية أقسامها وتسخر امكانياتها في خدمة أنشطة أخرى لأبناء الكنيسة، مثل رابطة شباب الكنيسة المشرق، أطفال للرب وكلية اللغة الآشورية، إضافة الى توظيف قاعتها لإلقاء محاضرات عامة.
•   التعاطي السليم مع رهانات زوال اللغة والتصدي لهدير محركات ومنتجات العولمة التي تملأ فضاء المهجر، سلباً، وايجاباً من خلال استغلال العولمة لنشر تراثنا ولغتنا وتعلمها، لدعم وسائل تدفق الحياة في الحضارة.

إيمان ، تراث ، تعليم ... تفوق، القيم المسيحية والالتزام، ذلك شعار المدارس الاشورية والتي انطلقت عام 2002، وعام 2006، متواضعة، ببرامج تربوية رصينة، وأهداف روحية سامية وقومية نبيلة، لتمتلك رؤى شاملة للغد، بعيداً عن ضجيج الإعلام، ولائحة الأنا المزعجة، ففي وجوه منعمة لأشبال وزهرات، شباب وشابات، نجد التفوق والتميز في طلبة يتعمقون وبافتخار بالتاريخ المحفور في زوايا ما بين النهرين، ليطلوا بتاريخ كنيسة المشرق وحضارة ما بين النهرين ويحملوا اسمهم وسط المجتمع الاسترالي، فيقاوموا رياح قلع الجذور في صدور تغربت، وليعزفوا سيمفونيتنا المنسية على لحن مدارس الرها ونصيبين.

لا شيء يعالج تاريخنا المجروح بعمق سبع آلاف سنة، وبعرض دجلة والفرات، الا العمل المثمر، لا شيء يحيي ثقافتنا وعظمتنا الحضارية، المدفونة على رفوف الكتب والمكتبات، سوى العمل، العمل العمل، وليس مجرد كلام هوى، يباع هنا أو هناك، فالعمل ينتصر دوماً لصالح إرادة الإنسان الكفوء، فقليلو الكلام في خدمة أمتهم يطـّهون عملاً شهياً له طعم ألذ وأطيب، مما يتفَننَّ بحرقه الهواة في مطابخهم.

الطموحات الكبرى لا يصنعها الحالمون المتربعون على وسائد راحة لأن طريق النجاح شائك وهو غالباً، لا بل دائما، لا يمر عبر وصفات جاهزة من الأماني يقتلعها الفرد من محيط عابر، ولا يكتسبها من الآخرين بجرة قلم، فمن الكلام من الذهب الذي قيل على فم جورج إليوت: " إن النجاح سلالم لا تستطيع أن ترتقيها ويدك في جيبك".

هذه هي كنيسة المشرق الآشورية وهؤلاء هم رعاتها وأبناؤها، لا يتقوقعون أبداً ما بين جدران كنائسهم، يعملون ولا وقت لديهم لكي يحلموا، وتجد زئير عملهم في شرايينهم، ليل نهار، فلا نهاية لطموح من زرع بذرتها، وسقى جذورها، طالما ان الله هو من ينمي ( 1 كو 3: 6 )، لان هذه مسلات عظيمة تليها مسلات أعظم، في النقر على الحجر!

المقالة منشورة ايضا في مجلة كنيسة بيث كوخي الالكتروني على الرابط التالي:

http://bethkokheh.assyrianchurch.org/articles/615

10
خدِّنـا الايمن، لا يعطي تبريراً للاعتداء علينا

الشماس سامي القس شمعون – سيدني

 
  لنترك فن القاء الخطب جانباً، وجانباً نترك الاستنكارات الشكلية الغير مجدية، فما عادت تنفعنا، لا زحفاً ولا هرولةً، لاختلاط الحابل بالنابل على ارض نينوى وبابل ومعهما اختلطت اسباب تجنيد الارهاب ضد شعب الخد الاخر، شعب الميل الثاني، المسالم.

 الخد الايمن، يجعلنا نقع في الفخ بصورة خاطئة، مراراً وتكراراً، من دون ان نعترض على قواعد اللعبة او من ظهور اللاعبين، لانشغالنا باجترار ذات الخلافات السفسطائية حول قواعد وأدبياتنا الدينية والقومية خارج مدرجات الملاعب الكبرى، وعليه علينا الاقرار باننا لم نحقق من الانجازات لشعبنا غير نجاحنا في القضاء المبرم على اوقات فراغنا من خلال سفسطة خلافاتنا، والاهم، علينا الإقرار وبشجاعة باننا لم نقدم لامتنا في  بلاد ما بين النهرين غير الكلام، بينما جلادينا يقدمون لنا الأفعال، وتلك هي الميزة التي  يتفوق بها جلادينا، علينا.

الحقيقة الصريحة هي ان الخد الايمن لا يقبل القسمة على اثنين، وهو ان كان الركيزة الأساسية لجلادينا، الا انه يحمل معنى يسمو على الاذلال وتمريغ الانوف في الوحل. الخد الأيمن والأيسر المدار يدخلان في دائرة العنف والعنف المضاد، هما دعوة للإصلاح والتواضع والمحبة، دعوة لامتصاص غضب الآخر وإعطائه الرداء والسير معه ميلاً زائداً آخرا بكل محبة، الا انها من جهة اخرى اساسية لا تحمل تبريراً لحماقة المعتدين علينا، وتدعوهم لقتلنا مجاناً، أو السكوت على الظلم.

ارخميدسياً، الخد الآخر هو دعوة لنقل مركز ثقل غضبنا من عضلاتنا الى قلوبنا، نقل مركز ثقل الكراهية الى مساحات المحبة الواسعة، وانتشال رد الفعل المدمر من معادلة العين بالعين الى محبة الآخر وان كان عدونا، بتقديم الخد الأيسر بكل محبة والحوار معه.  مشكلة هذا المبدأ الروحي السامي تكمن في خضوعه لثقافة هادرة، تمجد الضارب وتصفه بطلاً، وتشمت بصاحب الخد المضروب وتعتبره جباناً، ولكن أليست الشماتة بالخد المضروب اقل من الشماتة بالجلاد الذي يضربنا ويخطفنا، يذبحنا ويقتلنا؟

 ان مشكلتنا وماساتنا تتكرر، وستتكرر، لانها تكمن في طلبنا الحماية من "الارهاب" وليس من "فكرة الارهاب" التي اقتحمت بيتنا الحضاري حديثاً وتتجول الان طليقة في اروقة واجندة مختلفة لا علاقة لها بجاذبية خدودنا البريئة، فكلما أردنا من السلام إثبات جدارته أمام شعب يحب السلام، كلما أثبت لنا انه كائن حي يعاني من أمراض مزمنة وخطيرة، يصحو تارة ويغفو تارات عدة، مما يجعلنا نعيش عقدة نظرية  المؤامرة وفرضياتها التي تبرر القاتل، وتدين  وتلقي باللائمة على القتيل، وبالتالي الارتباط "بعلاقة التعدي الرياضية" مع جلادينا في خط متكافئ واحد.

 

11
ريبيكا أميل شيبا، تمثل منتخب استراليا في بطولة العالم للمبارزة، للناشئين



سامي القس شمعون - سيدني

ريبيكا اميل شيبا، أحدى فتيات شعبنا الاشوري المولودة في استراليا والتي استطاعت ان تثبت علو كعبها في طريق النجومية في رياضة الفن النبيل، لعبة المبارزة، وسط المجتمع الاسترالي من خلال تمثيلها الناجح لمنتخبي ولاية نيو ساوث ويلز أولاً، ولمنتخب استراليا ثانياً، حيث يأتي تصنيفها تحت سن 21، المرتبة الثالثة عل استراليا للناشئين، رغم انها ابنة السادسة عشر من عمرها!!

جذبتني نتائجها الباهرة في هذه الرياضة، التي ما أنفكت في احرازها الواحدة تلو الاخرى، لكونها لاعبة هادئة، تتميز بالذكاء وسرعة الانقضاء على خصومها، فشكل ذلك لي دافعاً أساسياً للكتابة عنها.

ريبيكا، مصرة على اتقان مهارات لعبة المبارزة الى حد الاحتراف في هذه الرياضة التي تحتاج منها الى الرشاقة والمرونة والتركيز الكبير اضافة الى الاقدام والجرأة لاغتنام فرص حيازة قصب السبق في بطولاتها، لذلك اجدها حريصة على صقل مواهبها من خلال اربع وحدات تدريبية اسبوعياً بمرافقة دائمة من والدها اميل والذي يشكل لها مع زوجته ندى، دافعاً منتظماً لكي تبدع وتشق طريقها نحو قمم البطولات التي تشارك بها، وهذا الامر هو أحد أبرز اسباب نجاحها في بطولاتها، ونجاحها في دفع اخيها، ناثان، 11 عاماً، على الاقتداء بها في ابحارها في عالم الفن النبيل، عالم تلك الرياضة الذي يحتاج الى التركيز ولياقة بدنية عالية.

ريبيكا، اليوم مسلحة بفلسفة المضي قدماً الى الامام بكل جرأة، دقة واقدام نحو تحقيق أهدافها، مسلحة بفلسفة أقتنتها من هذه اللعبة الذي شرطها الاساسي، عدم التراجع الى الوراء، ومع كل ميدالية تحصدها، أرى بالموازاة من ذلك نجاحاً لها في الحياة لانه كما يكمن تركيزها في اصابة الهدف الذي امامها، يكمن هدفها في الحياة في تحقيق ما تصبو اليه بكل دقة وتركيز. أتمنى لها المزيد من النجاح في حياتها الاكاديمية المقبلة، خصوصاً انها الان طالبة في المرحلة الثانية عشر، وأتشرف ان اكون مدرساً لها في مادة الرياضيات أجلس معها ساعات اسبوعية، لاساعدها على ما فاتها من دروس هذه المادة بسبب مشاركاتها الوطنية والدولية او التدريبية.

ريبيكا أميل شيبا، بيدها الذهبية، غادرتنا اليوم الى فرنسا، للمشاركة في بطولة العالم للناشئين من 1-12/ نيسان 2016، وعينها على بطولة كأس العالم هناك، أتمنى لها سلامة الوصول والمزيد من ميداليات التفوق، تتتوج بها في هذه البطولة، فمع كل ميدالية في بطولة محلية او دولية تحرزها لاستراليا، تضع معها بصمة ثمار اهلها الطيبة فيها، من جهة، وبصمة لأمتها الاشورية، من الجهة الاخرى، كونها سليلة حضارة آشور، حضارة بلاد ما بين النهرين الضاربة في القدم، فهي قد ولدت لتبقى محفورة في جدران التأريخ، ولدت لا لكي تعيش حياة عادية كمعظم الفتيات الاخريات، بل لكي تتنافس وتنجح وتتقدم الى الامام، خصوصاً انها اول آشورية تشارك في البطولات العالمية للمبارزة.



تحية الى والديها أميل وندى شيبا، اللذين سخرا كل طاقاتهما المادية ومن الوقت، لدعم ابنتهما في هذه اللعبة، خصوصاً انه اذا عرفنا ان كل مشاركاتها في كل الوحدات التدريبية والبطولات المحلية والدولية، ومن ضمنها بطاقات السفر والسكن هي من جيبهما الخاص، ومن بعض المتبرعين الاسخياء الذين يهمهم رؤية هذه الفتاة تحمل اسمهم عالياً من امثال النادي الرياضي والثقافي الاشوري في سيدني.

النتائج والبطولات التي حصلت عليها:
حصلت على درع ولاية نيو ساوث ويلز، لعام 2011
حصلت على السيف الذهبي لولاية نيو ساوث ويلز، لعام 2014
شاركت في كأس اولمبياد سيدني للمبارزة في عام 2015
شاركت في بطولة عالمية في اوزبكستان عام 2015
شاركت في بطولة أمم آسيا التي أقيمت في الامارات العربية عام 2015، وأحرزت الميدالية البرونزية مع المنتخب الاسترالي.
حصلت على الميدالية الذهبية مع المنتخب الاسترالي في بطولة الاوقيانوس لعام 2015.
شاركت في بطولة الكومنولث مع المنتخب الاسترالي لعام 2015.
تشارك الان في بطولة العالم للناشئين في فرنسا للفترة من 1 - 12 نيسان 2016.
ستشارك في بطولة جنوب شرق آسيا والتي ستقام في الفلبين للفترة من 23-31 آيار 2016، ضمن المنتخب الاسترالي.

علماً انها تتمرن أربع وحدات تدريبية اسبوعية، حيث تتدريب يوم الثلاثاء من كل اسبوع، مع منتخب ولاية نيوساوث ويلز، ويومي الاربعاء والخميس مع نادي نيو ساوث ويلز الاكاديمي، ويوم الجمعة مع المنتخب الوطني الاسترالي.















12
نازحوا الفلوجة يتخذون من كنائس ناحية الحبانية، مأوى لهم

أتخذت العشرات من  عوائل نازحة من مدينة الفلوجة، من كنيستي مار كيوركيس التابعة لكنيسة المشرق الاشورية وكنيسة مريم العذراء، التابعة للكنيسة الكلدانية في ناحية الحبانية، مأوى لهم، بعد النزوح الثالث الكبير من مدينة الفلوجة نتيجة للمعارك الدائرة حولها.

ويذكر ان كنيسة مار كيوركيس في ناحية الحبانية قد فجرت في تموز من عام 2005، واضطر معظم المسيحين فيها الى النزوح خارج محافظة الانبار، بعد اقتراب المعارك اليها.

يذكر انه كانت هناك والى فترة ما قبل 2003، قرابة 500 عائلة مسيحية كانت تسكن محافظة الانبار، من الاشوريين والكلدان والارمن، تركوها بعد ازدياد حدة التطرف ضدهم، فغادروا مدن الرمادي، الحديثة الفلوجة، الخالدية والحبانية متوجهين الى العاصمة بغداد وشمال العراق وقسم كبير منهم  هاجر خارج العراق.

لمشاهدة الفيديو:

http://www.ankawa.org/vshare/view/8187/habbaniya/





13
أذهب قداسة البطريرك فذهابك يجعلك منا أقرب !!

في رثاء مثلث الرحمات قداسة البطريرك مار دنخا الرابع

الشماس سامي القس شمعون – سيدني

يحز في نفسي ان أرثيك، بطريركاً، قداسة مار دنخا الرابع، لاني أريد ان أحدثك فقط، فسبحان من لا يموت بطبيعته البشرية. أيها البار، يا من كان سبيلك كنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل، يا من قضيت حياتك في القداسة، ولهج فمك بالحكمة، ولسانك بالحق، ايها الطاهر اليدين، يا من تمسكت بطريق ألصديقين أفرح بالرب وابتهج، فمعك سيفرح ويبتهج جميع مستقيمي القلوب.

اليوم تحتمي بالرب، بالبرج الحصين، كالنخلة تزهو، كالارز في لبنان، لا تتزعزع الى الدهر لانك دخلت من باب الرب،  لتجلس في حضرته، يا من كنت حسناً في عيني الرب، ثمانين عاماً، تسع وثلاثين منها على السدة البطريركية لميراث كنيسته الى كل العالم، ستكون لكنيستك من بعدك كل الخير، لان عبيرها سيفوح بعطائك حيث سيمطر الرب أرضها، ليبارك عمل يديه الذي زرعه منذ زمن مار توما، مار أدي، قبل الفي عام في بلاد ما بين النهرين، فقدمت الكنيسة حيثما تقدمت، ميراث ذبيح الجلجثه ، خبزاً وخمراً شيئا له مغزاه الزمني الابدي.

انها ارادة الله، ان ترحل عنا ونينوى محتلة، وخابور مختطفة، والاشوريين في بلاد الشتات، وليس لارادة الله من راد لرحيلك، رحلت بعد جذرت الجذور العميقة للآشورية والمسيحية في قلب رعيتك فانت لنا أساس مؤبد وفرح كنيسة، ايتها السماء أفتحي " الابواب لتدخله الامة البارة، الحافظة الامانة"، أفتحي لمن أهدت شفتاه الكثيرين.

يا من بأرشاد قبلت المعرفة يا حافظ  الوديعة الصالحة، اذهب وخذ ما لا يمكن أن يؤخذ منك، يا من أخرجت من قلبك كل الصالحات، اذهب الى فرح سيدك ليقيمك على الكثير بعد ان قدت قطيعاً صغيراً بعدده، كبيراً بايمانه، اذهب بسلام الى رجاءك ونصيبك في أرض الاحياء، فمن هناك ذكر الصديق للبركة، وأسم الاشرار للنخر.

يا من حملت أصالتك الآشورية وعشقك الكهنوتي الأبدي، اذهب الى موكب الاحبار والابرار من القديسين في ملكوت السماء، اذهب مترنماً وفرحاً مع جوق المرتلين، الى مسافة أقرب من المعلم السماوي، أذهب الى حيث لا يسرق السارق فيما بعد، ولا يخون يهوذا عن عمد، اذهب لتنال الرضا من سيدك الذي كانت عينيه تراقبان الطالحين والصالحين معاً.

اذهب الى جوار الطريق والحق والحياة، الى جوار الرحيم والرؤوف وكثير الاحسان والوفاء، اذهب الى العرس السماوي، فالغذاء قد أعدَّ، والثيران والمسمنات قد ذبحت، وكل شيء معد، اذهب الى حيث لا يقف المفتخرون، ولا المتكلمين بالكذب الذين جوفهم هوة، وحلقهم قبر مفتوح، اذهب فبالغداة سيسمع صوتك، وبالغداة ستقف امامه ويراك.

ها قد اجتزنا زمن القيامة بقليل، والقبور قد تخلت عن ضيافتها قسراً لتصبح مفتوحة وخالية، فما أعظم القيامة التي بزلزلة الحجر المختوم على القبر، زلزلت إنساننا العتيق المختوم بآدم، داخل نهر المعمودية لتجعلنا نلتقي المسيح من خلال المرأة السامرية  ليدخلنا الى البئر الحقيقية، نلتقي طبيبنا سرا وسط زحام هذا الألف الغريب ، فنلمس ثيابه فيتوقف نزفنا ونستريح عند قدميه نسجد له ونقبل ما تمكننا محبته من لمسه فنملأ اثني عشرة قفة مملوءة " من محبته الفائقة، فتحاصرنا بدايته ونهايته فتبني من حولنا أسوارا عالية من الحب الجميل ، نقبلها سجنا ونرتضيها حصاراً.

قداسة البطريرك، يا ملء العين، يا من أكملت الطريق الحسن، قد دَقَّ فينا الأَجـَلْ الذي لم يتأجل، ورحلتَ عنا بالجسد، أذكرنا امام عرش السماء ليعيننا في مآسينا حتى ساعة لقياك مرة ثانية، صلي من اجلنا لكي نشفى، لان طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها.

للموت جلال أيها الباقون، سنبكيك  يا قديس بدموع مريم على الصليب ونحن مطمئنين أن يوم مواراتك الثرى سيغدو فرحاً سماوياً لان الله لا يحول عينيه عن البار، بل مع الملوك يجلسهم على الكرسي أبداً فيرتفعون، أذهب وأدخل من أبواب المدينة، وكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله، كنت أميناً على القليل سيقيمك سيدك على الكثير. ادخل الى فرح سيدك أيها المبارك، رغم ان شظايا حبك عالقة في ذاكرتنا. آه يا بطريرك كم تشبهك بلاد ما بين النهرين، بالجمال والالم والوطن، أنرثيك قداسة البطريرك أم نرثي حالنا من بعدك فأنت اليوم تحمل على أكتافنا بعد أن كنت تحملنا على اكتافك سنيناً طوال، اذهب بسلام الى وطنك الصليب لتستريح بين الايادي المثقوبة بالمسامير، أذهب قداسة البطريرك فذهابك يجعلك منا أقرب !!

لكنيستنا الحكمة، ولشعبنا الاشوري الصبر، ولامتنا الخلود.


=====================================

المقال مع ارقام الآيات كاملاً.

أذهب قداسة البطريرك فذهابك يجعلك منا أقرب
 في رثاء مثلث الرحمات قداسة البطريرك مار دنخا الرابع

الشماس سامي القس شمعون – سيدني

يحز في نفسي ان أرثيك، بطريركاً، قداسة مار دنخا الرابع، لاني أريد ان أحدثك فقط، فسبحان من لا يموت بطبيعته البشرية. ايها البار، يا من كان سبيلك كنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل (ام 4: 18 )، يا من قضيت حياتك في القداسة، ولهج فمك بالحكمة، ولسانك بالحق (مز 37: 30)، ايها الطاهر اليدين، يا من تمسكت بطريق الصديقين ( أي 5: 12) أفرح بالرب وابتهج، فمعك سيفرح ويبتهج جميع مستقيمي القلوب (مز 32: 11 ).
اليوم تحتمي بالرب، بالبرج الحصين (أم 19: 10 ) كالنخلة تزهو، كالارز في لبنان (مز 92: 12)، لا تتزعزع الى الدهر لانك دخلت من باب الرب (مز 118: 20) لتجلس في حضرته (مز 140: 13)، يا من كنت حسناً في عيني الرب، ثمانين عاماً، تسع وثلاثين منها على السدة البطريركية لميراث كنيسته الى كل العالم، ستكون لكنيستك من بعدك كل الخير، لان عبيرها سيفوح بعطائك حيث سيمطر الرب أرضها، ليبارك عمل يديه الذي زرعه منذ زمن مار توما، مار أدي، قبل الفي عام في بلاد ما بين النهرين، فقدمت الكنيسة حيثما تقدمت، ميراث ذبيح الجلجثه ، خبزاً وخمراً شيئا له مغزاه الزمني الابدي.

انها ارادة الله، ان ترحل عنا ونينوى محتلة، وخابور مختطفة، والاشوريين في بلاد الشتات، وليس لارادة الله من راد لرحيلك، رحلت بعد جذرت الجذور العميقة للآشورية والمسيحية في قلب رعيتك فانت لنا أساس مؤبد (أم 10:25) وفرح كنيسة. ايتها السماء أفتحي " الابواب لتدخله الامة البارة، الحافظة الامانة" (اش 29:21 )، أفتحي لمن أهدت شفتاه الكثيرين (أم 10: 20)
يا من بأرشاد قبلت المعرفة (ام 21: 11 ) يا حافظ  الوديعة الصالحة، اذهب وخذ ما لا يمكن أن يؤخذ منك، يا من أخرجت من قلبك كل الصالحات، اذهب الى فرح سيدك ليقيمك على الكثير (مت 25: 35 ) بعد ان قدت قطيعاً صغيراً بعدده، كبيراً بايمانه، اذهب بسلام الى رجاءك ونصيبك في أرض الاحياء (مز 142: 5)، فمن هناك ذكر الصديق للبركة، وأسم الاشرار للنخر (ام 10:11).
يا من حملت أصالتك الآشورية وعشقك الكهنوتي الأبدي، اذهب الى موكب الاحبار والابرار من القديسين في ملكوت السماء،
" اذهب مترنماً وفرحاً مع جوق المرتلين، الى مسافة أقرب من المعلم السماوي، أذهب الى حيث لا يسرق السارق فيما بعد (أف 4: 28 )، ولا يخون يهوذا عن عمد، اذهب لتنال الرضا من سيدك الذي كانت عينيه تراقبان الطالحين والصالحين معاً ( أم 15: 3 )
اذهب الى جوار الطريق والحق والحياة، الى جوار الرحيم والرؤوف وكثير الاحسان والوفاء (خر 34: 6 )، اذهب الى العرس السماوي، فالغذاء قد أعدَّ، والثيران والمسمنات قد ذبحت، وكل شيء معد (مت 22: 4)، اذهب الى حيث لا يقف المفتخرون، ولا المتكلمين بالكذب الذين جوفهم هوة، وحلقهم قبر مفتوح، اذهب فبالغداة سيسمع صوتك، وبالغداة ستقف امامه ويراك (مز 5).
ها قد اجتزنا زمن القيامة بقليل، والقبور قد تخلت عن ضيافتها قسراً لتصبح مفتوحة وخالية، فما أعظم القيامة التي بزلزلة الحجر المختوم على القبر، زلزلت إنساننا العتيق المختوم بآدم، داخل نهر المعمودية لتجعلنا نلتقي المسيح من خلال المرأة السامرية (يو 7:4 ) ليدخلنا الى البئر الحقيقية، نلتقي طبيبنا سرا وسط زحام هذا الألف الغريب ، فنلمس ثيابه فيتوقف نزفنا ( مت 9: 20) ونستريح عند قدميه نسجد له ونقبل ما تمكننا محبته من لمسه (مت 6:26) فنملأ اثني عشرة قفة مملوءة " من محبته الفائقة (مت 20: 14) ، فتحاصرنا بدايته ونهايته (رؤ 22 : 13 ) فتبني من حولنا أسوارا عالية من الحب الجميل ، نقبلها سجنا ونرتضيها حصارا ( 2 كو 14:5 (.
قداسة البطريرك، يا ملء العين، قد دَقَّ فينا الأَجـَلْ الذي لم يتأجل، ورحلتَ عنا بالجسد، أذكرنا امام عرش السماء ليعيننا في مآسينا حتى ساعة لقياك مرة ثانية، صلي من اجلنا لكي نشفى، لان طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها ( يع 5 : 16).
للموت جلال أيها الباقون، سنبكيك  يا قديس بدموع مريم على الصليب ونحن مطمئنين أن يوم مواراتك الثرى سيغدو فرحاً سماوياً لان الله لا يحول عينيه عن البار ، بل مع الملوك يجلسهم على الكرسي أبداً فيرتفعون ( أي 36: 7)، أذهب وأدخل من أبواب المدينة (رؤ 22: 14 )، وكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله (رؤ 2: 7 )، كنت أميناً على القليل سيقيمك سيدك على الكثير. ادخل الى فرح سيدك (مت 25: 23 ) أيها المبارك. رغم ان شظايا حبك عالقة في ذاكرتنا. آه يا بطريرك كم تشبهك بلاد ما بين النهرين، بالجمال والالم والوطن، أنرثيك قداسة البطريرك أم نرثي حالنا من بعدك فأنت اليوم تحمل على أكتافنا بعد أن كنت تحملنا على اكتافك سنيناً طوال، اذهب بسلام الى وطنك الصليب لتستريح بين الايادي المثقوبة بالمسامير، أذهب قداسة البطريرك فذهابك يجعلك منا أقرب !!
لكنيستنا الحكمة، ولشعبنا الاشوري الصبر، ولامتنا الخلود.



14
حريتنا في استراليا، ليست انهزاماً لها أمامنا

سامي القس شمعون – سيدني

ما أن قررت ومع سبق الاصرار والترصد، ومن باب المزاح، ان اكون طائفياً ومتعصباً للحظة، حتى شاهدت أصدقاء من حولي يضربون بعرض الحائط الصداقات والعلاقات الانسانية التي بنيناها سوية خلال عشرات السنوات الماضية بسبب الاختلاف فيما بيننا  بالفكر، المعتقد أو بالرأي.

هذه المزحة كررتها ثلاث مرات، مع من يختلف عني سياسياً، أولاً، ثم كررتها مع من يختلف عني فكرياً، وثالثاً دينياً خلال فترة شهر واحد أعقبت احداث مقهى سيدني الارهابي، لكي اختبر ويختبر غيري اني قادر على ما هو قادر عليه من أساليب تحقير وتخوين وتكفير.

فما ان ألتقيت بصديق قديم لي، معروف بتوجهه السياسي المتعصب، ازاء تعدد الآراء والذي فيه يخوِّن كل الاحزاب الأخرى، حتى أمطرت حزبه بعشرات السلبيات، رغم ان الكثير منها غير صحيح، وسارعت لكي يجن جنونه، الى تخوينهم للقضايا المصيرية من خلال استخدام اسطوانة مشروخة الحقائق والمفاهيم، فهاجمت بها توجه حزبه دون اعطائه فرصة واحدة للرد، فما كان من صديقي هذا الا أن يختلق أعذاراً لانهاء لقائنا، مشمئزأ مما سمع، احتماءً من ضربات " مزيفة" موجعة وجهتها تحت حزام حزبه.

الامر تكرر، عمداً، بعد ان وجدت طريدة جديدة "لمسرحية التعصب" هذه، من خلال لقائي بأحد أبطال الانترنت من الذين ينغلقون على فكر محدود ويستميتون في الغاء الآخر ولا يقبل الا رأيه فقط، وله شهوات تميل للعنف الالكتروني، فلبست قناعي ومارست تمثيلي معه وكنت موفقاً جداً لانني نجحت في أثارة انتباه الناس من حولنا بسبب صراخه، فتوقفت في اللحظة التي اراد الحديث فيها ينزاح الى خانة الشتائم.

وبعد ان أتقنت اللعبة "المقززة" لمرتين، وبعد ان اجبرت ضميري على النوم الاجباري، للمرة الثالثة، خضت آخر حروبي الطائفية، لكتابة هذا المقال، مع من يختلف عني مذهبياً، ورغم اني فشلت في اثارة اعصاب من التقيته في حينها، الا اني استطعت أن أنقل له رسالة مفادها، أنا طائفي فاذن انا موجود!

لا يخفى على الكثيرين الفرق بين الحريات التي أعطيت لنا في بلداننا السابقة، وبين ما وجدنا انفسنا فيه في استراليا حتى شعر البعض منا انهم ملكيون أكثر من الملك، عندما وضعوا سقفاً شاهقاً لحرياتهم متجاوزين كل خطوط الطول والعرض لهذه النعمة، فباتوا يضرون في استراليا أكثر مما ينفعون من خلال نصب قنابل القدح والشتم والحقد، واطلاق رصاص الكراهية على الاخر المختلف، بأسم الحرية، حتى اختلط الحابل بالنابل وساد الاعتقاد ان من يحمل جنسية هذا البلد، هو اقوى من البلد، وان قدمت له الحكومة احترامها، اعتبرها نقطة ضعف وانهزام لها!

الحكومة هنا تضمن حرية حتى لمعارضيها، فتسمح لهم بالتظاهر ضدها وبكل ارتياح وتقدير، وتسمح ايضأ بمراقبة اعمالها وانتقادها، على العكس من مفهوم المعارضة في بلدان الشرق الاوسط والتي تشير هذه الكلمة فيها، الى الرعب والهرب في نفس من يسمعها، لخشيته من بطش السلطة فيه.

من لا يحافظ على نعمة الحرية المعطاة له بصورة صحيحة، ويحاول أن يختزلها لنفسه ويستثقلها على الآخرين، سوف يعزف على أوتار الدكتاتورية وان كانت رئته تتنفس في بلد ديمقراطي. هذه الدكتاتورية تبتدأ  حدودها من خلال  مشاعر الاستعلاء والتكبر والتشبث بلغة مغلقة متشرنقة غير مستوعبة للانفتاح، وتتميز يالتلاعب بأدبيات استقبال الآخر.

عندما تغفو المحبة تصحو بديلةً عنها الكراهية وتزداد عاهات النفس آنذاك، حدةً والخطوط الحمراء تقاطعاً، من خلال إطلاق العنان لتثبيت التفرقة وتحويل الاختلاف إلى خلاف قائم، خدمة لمصالح فئة أو جماعة التي تغذي نظريات الاصطدام مع الآخر والاعتداء عليه.

هؤلاء الذين يعتبرون ان الحرية تعني اشاعة الفزع والفوضى والتعدي على الاخرين، مخطئون، لانه كما ان لهم في استراليا حرية، فانه لها ايضاً قوانين عدالة والتي ستطبق بمنتهى الحرص، ضد من يخالفها، المشكلة تكمن في من يعتقد ان الحرية هي فقط، عندما يتوافق الاخرون مع رأيه، وفكره وسياسته، وما خلاف ذلك فهو كفر وتضليل، فقد قابلت كثيرين يعتقدون ان حرياتهم في استراليا هي انهزام لها، فما أن يوقف شرطي لسائق مخالف للسير، او يحدث سوء فهم في مؤسسة وظيفية، حتى تتحول الحرية الى صراخ لان صاحب هذا الشأن في بلد حر، كما يدعي، فتبدأ رحلة انتقاص المقابل لانه مجرد موظف يريد اداء واجبه على أكمل وجه. وكم من حقوق غير شرعية تم اغتصابها بهذه الطريقة.

اللعب البهلواني في الحرية التي أعطتها لنا استراليا ومحاولة ثلمها تعطي تنبيهاً لنا اننا أمام مرض حضاري يسلب الإرادة، وأمام من يرى في أفكاره، الحقيقة المطلقة والمعرفة المطلقة ولا سواهما وغيره لا يفقه شيئا، وكل هدفه تشريع نبذ الآخر والانتقاص منه وذلك إرهاب فكري لا جدال فيه، يعيق انعتاق الحوار إلى فضاءات أوسع افقاً مستقبلاً. بذار المحبة، التسامح والتعاون المشترك بين المختلفين، هي أجنة تستحق منا كل الرعاية لتطهير الفضاءات الحرة من العناصر الدخيلة في سبيل خلق محطات التقاء تصبوا أهدافها في خدمة الجميع.

اود ان اختم المقالة بالقول، من لا يحافظ على نعمة الحرية المعطاة له مجاناً، سيجد نفسه اسيراً لنقمة العبودية للتعصب!



15
لا سامح الله، هل من الممكن أن نفكـِّـر، قبل أن نكفــّر؟
سامي القس شمعون – سيدني

عندما يُصَنــَّـفْ التفكير ضمن قائمة الممنوعات العامة ومن المستحضرات السامة التي يستوجب وضعها بعيداً عن متناول الكبار قبل الصغار، يضاف اليها منع طرح علامات الاستفهام او الاستسلام للشك او مناقشة ما يطرح من قبل الآخرين، تبدأ عملية اغلاق الفكر بالشمع الاحمر ومعها تجري مراحل التبعية للغير والتي فيها يصاب الفرد بمخيلة تعبة ومشوشة كأولى الاعراض، ليعقبها هروب نحو الاجندة المرسوم السقوط فيها، بسلام وبالضربة القاضية.

هواة التحكم بمصائر الاخرين من تحت طاقية اخفاء المقاصد، من أصحاب ذهنية المجازر، الذين لا يؤمنون بالحوار مع الاخر اطلاقاً، يسعون الى تكبيل الفكر بهوية صادرة عن أحوال نفوس مريضة والتي لا عمل لها الا تَخوين المختلف بتهم جاهزة مُفْتَعلة تصل إلى حد تكفيره، لمجرد اختلافه في الرأي، المعتقد او الفكر.
فعندما يكون مارثون الكراهية أهم رياضة سائدة في الزوايا الخاصة والعامة للمجتمع ويتم من خلالها تقيد مفاصل التفكير بالتكفير، فان ذلك يؤدي الى عجز حركة الانسان في طرق التآخي، ويتم معها نفي كل رائحة للتقارب مع الآخر الى جزر بعيدة. هذا الباب هو المسلك الأول لإلغاء المقابل من خارطة الطريق، وفيها تتجلى النظرة أحادية الجانب الى الامور حيث يتم تَأليه الحقيقة النسبية ودعوتها بالصواب المطلق، وهذه اللغة الأحادية وان تبوأت، فهي لغة مغلقة متشرنقة لا تستوعب أحداً غير نفسها.
 
الفكر المتطرف ومخلفاته من الارهاب النفسي، الجسدي او الفكري هو فكر أتباعي يرتكز بالدرجة الاولى على الصغائر، فيتم تهجين الافكار في مختبرات خاصة ومن خلال تسليط العدسات المكبرة على هذه الاشياء المتناهية في الصغر، يتم اعداد فكر متطرف جلَّ همه الهدم والتخريب في المجتمع.

النمل الابيض، يستلذ كثيراً بنخر الخشب الى أن يحيله رماداً، هكذا الافكار المتطرفة هي الاخرى تستلذ  بقرض ونخر الفكر الانساني الى حد النخاع،  لكي تحيله الى ظلام دامس لحطام يعلوه حطام. بارود التكفير الذي يفرغ المجتمعات من التفكير يعمل على استيراد عقول طازجة لغرض اعادة توجيه بوصلتها الى ما يخالف المجال المغناطيسي الطبيعي للحيز المحيط بها.


ان تقف أمام الكراهية لتنبذ فتنتها وتعالج جذورها بفكر متنور، خير لك من ان تعلو سطح دبابة تصرخ لسحق البشر لاختلاف أفكارهم ومشاربهم البشرية التي اعطاها الله لهم حباً في التنوع، ان تقف ضد كاذب يعد لك ببناء مدرسة في بيئة كل اطفالها بلون الغرق، خير لك من أن تغمض عينك وتفتح سجل أحلامك فتعددها ولا تلتزم بها. ما لا مكان له من الاعراب اطلاقاً، حقن الفكر بالمزيد من جرعات مخدرة بأسم التوعية، وملوثة بأسم النظافة، وكاذبة باسم الصادقة.

الانسان هو كائن حي مفكر الى حد النخاع وعلى العاقل أن لا يترجل عن صهوة فكره للحظة لكي لا يشقى بين  قبور الاحياء الموتى، مجدداً، لان تجاهل جهل التآخي، يعطي بطاقة حجز للفكر في فندق ضيق ومتسخ في أدنى درجات الانسانية.


16
الراعي بعد لقائه وبطاركة الشرق الرئيس الأميركي: تحدثنا عن خطورة داعش وعرضتُ معه لقضايا لبنان



التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما بطاركة الشرق المشاركين في مؤتمر منظمة الدفاع عن المسيحيين في الشرق الأوسط، حيث حضر بشكل مفاجئ الى الاجتماع الذي جمعهم في البيت الابيض بمستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي سوزان رايس التي سلموها مذكرة تتعلق بأوضاع المسيحيين في الشرق، وما يتعرضون له من قتل وتهجير على يد المنظمات الإرهابية.

ودام اللقاء قرابة خمس واربعين دقيقة.

وفي هذا الإطار، أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان اللقاء مع اوباما كان “جميلاً وفاجأنا بحضوره واستمع للبطاركة وشعرنا بالتأثر في هذا اليوم في ذكرى 11 ايلول".

وقال في حديث للـLBCI: شرحت لأوباما هواجسنا وخوفنا في لبنان وسمعنا كلاماً جميلاً منه عن لبنان، وشعرنا بأن لبنان حاضر في ذهنه وتفكير الرئيس الأميركي وأنه يعي مشاكلنا وخطورة داعش في المنطقة”. متابعاً: “طرحنا مع اوباما قضايا منها الرئاسة الاولى ودعم الجيش اللبناني وهو وعدنا بالسهر لحماية لبنان من كل تداعيات ما يجري بالمنطقة”.

وأوضح الراعي ان “اوباما لم يدخل معنا بتفاصيل خطته لمواجهة “داعش” ولكنه يحمل المسؤولية في هذا الموضوع”. مضيفاً: “ركزنا على المآساة وضرورة الحل والقضاء على الحركات التكفيرية وعودة المسيحيين والتعويض عليهم”. وأردف: “لم نتطرق إلى موضوع الإشكال الذي حصل في العشاء عندما تكلم السيناتور تيد كروز ولم يكن هناك من تداعيات على اللقاء بل على العكس”.

وتوجه بالحديث الى كل من انتقد المؤتمر بالقول: “لا خوف من كل ما كتب وحكي، وهذا المؤتمر كان لدعم المسيحيين وقضاياهم ولم يحصل اي خرق او تشويش”، وأكد أن مؤتمر دعم المسيحيين كان ناجحاً وحقق مبتغاه في ايصال الصوت المسيحي الى العالم”.

ومن ناحية أخرى، شدد الراعي في حديثه على ان رئيس الجمهورية هو رأس البلد وهو يعطي الحيوية للنظام، لافتاً الى ان دور مجلس النواب اليوم هو انتخاب رئيس وليس التشريع. وإذ حمّل الطبقة السياسية بكاملها مسؤولية الفراغ الرئاسي، رأى أنه لا يمكن لقوى 8 و 14 آذار أن تستمرا على سكتيّن منفصلتين، مشيراً الى انه أصبح واضحاً أن الرئيس ليس صنع لبنان. وأوضح الراعي انه طالب الرئيس نبيه بري بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن الاجابة كانت “لا نصاب”.

وأسف الراعي لعدم انتخاب رئيس واحترام الدستور لناحية دور مجلس النواب، وشدد على أن المهم هو وصول الرئيس القوي اياً كان. وأكد أن هذا الأخير لا يأتي إلا بالاقتراع، داعياً الى إجراء الانتخابات الرئاسية قبل النيابية.

الى ذلك، رأى الراعي أن تراجع اعداد المسيحيين في لبنان مرتبط بعدد الولادات المنخفض عند المسيحيين والوضع الاقتصادي المتردي. وأكد الراعي الناس تريد ان تعيش في لبنان، إلا أن الوضع الاقتصادي لا يساعد. وأعرب عن خوفه ليس فقط على المسيحيين بل على لبنان ومستقبله وحضارته.

ورفض البطريرك تسلح المسيحيين، ودعا الدولة الى القيام بدورها وعدم استمرارها بالنهج الذي تعمل عليه، مسلطاً الضوء على ارتفاع الهدر والفساد.

وذكر الراعي أنه حذر من استثمار النازحين السوريين في لبنان، وأسف لأن يتم استغلال ضعفهم وتوريطهم بالسلاح وغيره.

ومن جهة أخرى، أكد الراعي أن مأخذه على الدول الاسلامية هو انها لم تتخذ موقفاً واضحاً مما حصل مع المسيحيين في العراق والموصل. ولفت الى أنه دعا “داعش” الى الحوار إنسانياً وأكد أنه يحزن على ما حصل للمنتمين إليها ولفقدانهم إنسانيتهم. وقال انه ينتظر ثورة من المسلمين على ما يحصل في المنطقة، مؤكداً عدم خوفه على مصير المسيحيين.

 
المصدر

http://www.jabalnamagazine.com/page_details.php?type=activities&id=511#.VBKbW2M0_oZ

17
نينوى.. نينوى، أقاتلة الانبياء أنتِ، أم راجمة المرسلين؟

الشماس سامي القس شمعون – سيدني


لا زلنا لا نعلم ما هو لسلامنا، فقد اخفي عن اعيننا، ما نراه امامنا، لقد شبعنا من القبل المزيفة التي تنثر على خدودنا زيفاً، فبواحدة منها تم تسليم المسيح إلى خشبة الصليب في الجلجثة.

ما بالكم لا تبصرون إلا موضع  أقدامكم،  فتثورون على البسطاء الأمناء، بثورة جنونية للقتل، "وكأنكم على لص خرجتم، بسيوف وعصي" (مت 26: 55)، تصرخون في أزقتنا الضيقة "اصلبه اصلبه" (يو 19: 6) .
الم تعرفوننا بعد؟ الم تشهدوا أعمالنا؟ الم تكن كلها في النور؟  الم تشهدوا  تجارتنا  بالوزنات، فضتنا التي لم تعطى بالربا وطعامنا الذي لم يعطى بالمرابحة  ( لا 25: 37) !
 ما بالكم خرجت عليهم  بمشاعلٍ ومصابيحٍ وسلاحٍ ( يو18: 3) تهددون وتصرخون، اطردوهم اطردوهم؟

إنهم في النور يسيرون يا نينوى، فلم يزاحموا يوما احداً على لقمة عيش. إنهم وببساطة،  بسطاء  كالحمام (مت 10:16) ومشغولين بمصابيحهم لكي تمتلأ زيتاً  (مت 25: 4) ينتظرون عريسهم وان ابطأ في المجئ في هذا الالف الثالث الذي نتمناه ان يكون كاليوم الثالث، وهم لا يعكرون ليل نهرك الخالد " حداقل" (تك2: 14 ) إلا بالصوم والصلاة في اديرتهم وكنائسهم، استعدادا لملاقاة عريسهم، الذي يحصد من حيث لم يزرع، ويجمع من حيث لم يبذر (مت 25: 26 ).

نينوى، نينوى، لازال فيك يضرب الراعي  ( مر 14: 27 ) ويختطف ويقتل، فتتبدد الرعية وتجلدين الطيب والطبيب، اجلديهم بأربعين جلدة إلا واحدة ( 2 كو 11: 24 )  فان ذلك يشفي المريض من حيث لا تدرين،  وخذي فهذا هو الخد الآخر ( مت 5: 39 )، هذه هي املاكنا وملابسنا فلقد تركتينا عريانيين (أي 1: 21)، وهذا ظهرنا للضاربين وخدنا للناتفين، وجهنا لم نستر عن العار والبصق ( اش 50: 6) . لماذا مازال دم هابيل الى دم زكريا بن برخيا ( مت 23: 35) يصرخ ويُسمع  بين جدرانك القديمة بعمر آشور، ونوح وبكاء وعويل من كل اتجاه، ودموع راحيل جارية أبت أن تنشف وتنشف معها أحزان الثكالى؟ (مت 2:18).

 آه يا هيرودس لو عرفت زمن افتقادك (لو 19: 42)، لتصرفت بشكل مختلف، لسنا مختبئين خلف مآزر من التين (تك3: 7) لكي نخفي حقدنا على أحد، فبيتنا من زجاج وما في قلوبنا تسمعونه من لساننا وتشاهدونه في أفعالنا، فانقض ما طاب لك من هياكل يا هيرودس، فإنها ستبنى في ثلاثة أيام (يو 2: 19 )، لان ذلك الذي كان ميتاً قد وجد جالساً مع المسيح الحي في السماء، ويسكب لنا رائحة الناردين طيبة، بقيمة ثلاثة مئة دينار (مر14: 5 ) فيحضر الوليمة التي وعدنا بها، والتي أعدتها لنا العروس (رؤ22: 17)، ومن له العروس فهو العريس (يو 3: 29 ).

هوذا الصيف اقترب يا نينوى وأوراق التين قد صارت رخصا (مر 13:28)   وهيرودس فيكِ مشغول، يأكل، ويشرب، يتزوج، ويزوج (لو 17:27)، أنتِ لا تعلمين اليوم والساعة ( مر13:35) التي فيها ستزول الأرض والسماء، لو علمت لسهرت معنا أكثر، ولم يتجرأ فيكِ هيرودس على ضرب الغلمان والجواري وتقولين في قلبك سيدهم قد يبطئ (لو12: 45 )!

ها قد أخفيت الحكمة عن الحكماء والفهم عن الفهماء وأعلنت بكل بساطة للأطفال ( مت 11: 25)، فاعلمي يا نينوى إن المدينة التي نبجِّلها ونطلبها، هي التي لم تذبح الأنبياء (مت 23: 30(، قائمة على جبل الرب فلا تختفي (مت 5: 14)، ولا يمكن لأحد أن يطردنا منها.

 هلم أيها السامري الصالح، هلم وضمد جراحاتنا وصب عليها زيتاً وخمراً (لو 10: 34 ) وخذنا على ظهر دابتك إلى حيث يعتنوا فينا بديناري الروح القدس وفي مكان آمن مجاور، فعلى انهار بابل (مز137 : 1 )  امتلكنا الحزن العميق فجلسنا وبكينا عندما جرحنا في بيت احبتنا ( زك 13: 6 (وأحبتنا ساكتين!

استيقظي أيتها الرباب والعود، استيقظي سحراً ( مز 108: 2) واهتفي للرب يا كل الارض (مز 100: 1 ) لأننا سنجتاز معصرة نينوى بنصرة على خطى المصلوب، لان إلهنا مخفي في جسد بشر وقريب منا وواقف على الباب ويقرع (رؤ 3: 20)، وهو قادر على أن يخرج من الآكل أكلاً، ومن الجافي حلاوة (قض 14: 14 ).

  سنجتاز المعصرة يا نينوى وان على ظهورنا حرث الحرّاث، وطوَّلوا أتلامهم (مز129: 3 ) ، سنجتاز المعصرة وان لم يكن من الشعوب والدول أحداً معنا، بعد أن تخاذل الكثيرين في فك أسرنا وحزنا وكفكفة دموعنا، فهذا شاننا نحن "النصارى" مع الألم والضيق، ندخل الى الحياة من باب الموت، من الباب الضيق (مت 7: 13 ) لا من الواسع، فيسلموننا إلى ضيق ويطردوننا ويقتلوننا  ونكون  مبغضين من جميع الأمم لأجل اسم المسيح، وهو قد كلمنا وحذرنا منذ ألفي سنة، من انه سيكون لنا في العالم ضيق (يو16 : 33 ).

ولكن "للرب الأرض " ( 1 كو 10 : 26 ) يا نينوى للرب الأرض وملؤها، ومع يوحنا الذهبي الفم عزائنا ونعيد ما قاله قبل مئات الاعوام للامبراطورة التي أرادت به شراً، فنقول: إن  أحضروا الجلجثة بقربنا، وجعلوها متحركة من مدينة لأخرى،  فان المسيح عزائنا، فقد مات وقام في اليوم الثالث! فأدركنا أن جمعة الآلام العظيمة بكل ثوانيها الثقيلة المرة، سيعقبها أحد القيامة المجيد، وبه نعيش في تجلٍّ دائمٍ.

وان أراد أحد إغراقنا في البحر، فالرب لم يتخلى عن يونان النبي وهو في جوف الحوت، فقادته الى مدينتنا نينوى!

وان اٌلقينا  في نار متقدة بحقد، فشدرخ وميشخ وعبدنغو قد تحملوا نار الأتون سبعة أضعاف أكثر مما كان معتادا أن يُحَمّى (دا3: 19).
     
وأيضا يا نينوى، فان وحوشك الضارية لن تضرنا، إن تم رمينا أمامها في جب الأسود، لان دانيال سبقنا في الغلبة عليها (دا6: 16).

وان رجمنا، فإن استفانوس يشرق أمامنا، فقد أنتصر على راجميه بالغفران لهم! (أع7: 59).
أما إذا طلبوا رؤوسنا  لذبحنا، فإن المعمدان يشرق ناصعاً أمامنا!

عريانين يا نينوى خرجنا من بطن أمنا وعريانين نترك لك العالم.
عريانيين يا هيرودس ولدنا وعريانين أخرجتنا من نينوى، الا من ثياب ملتصقة على أجسادنا.

ارض سدوم ستكون لها حالة أكثر احتمالا يوم الدين لمن عاثوا فيك خراباً ( مت 11: 24 )، لأننا على مثال سيدنا،  لم نعمل ظلمًا، ولم يكن في فمنا غش ( اش  53: 9)، ولم نقاضي أحداً فيها جوراً (مز82: 1 ).

سنرجع إليك يا نينوى، سنرجع، في احد السعانيين، بعد أن نزور مؤقتاً واضطراراً  "بيت عنيا" التي فتحت لنا أبواب بيوتها، مدارسها وكنائسها مع قلوبها، وان لم تتسع لنا أماكنها فسنفترش شوارعها، بأجساد أطفالنا وشيوخنا، ليسهل على ذلك "المغترب لوحده" ان يرانا او يسمع بكاء اطفالنا لكي يرى مآساتنا، فيسير معنا مسافة  "ستين غلوة"، أو لعل ملاكه يدلنا على طريق نهرب به الى مصر، فنبقى هناك الى ان يموت هيرودس (مت2: 13)، نقول لذلك "الغريب" الذي يرافقنا الى عمواس وبقلوب ملتهبة، عما حدث في نينوى، عن ذاك الذي كان مزمعاً ان يفدي الاخرين، ونطلب منه أن يمكث معنا عندما يميل النهار ليحدثنا أكثر بما تحدث به الانبياء!! (لو 24: 13-35 ).

وأنتِ يا "بيت عنيا" يا من أضفتم أبناء الله في بيوتكم، أضيفوا الغرباء في بيوتكِم واكرموهم ولا تنسوا " إضافة الغرباء لان بها أضاف أناس ملائكة و هم لا يدرون" (عب 13: 2 )، لانهم سيرجعون الى نينوى يوماً ويقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينوه، لانهم قد تابوا بمناداة يونان ( مت 12: 41) ولازالوا يحيون صومه كل عام، وهوذا اعظم من يونان ههنا.

وأنت يا هيرودس، لسنا خونة لامتنا إن لم ندفع لك الجزية، فهذا فلك نوح، الحمام مع الثعابين، ويسكن الذئب مع الخروف، ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل المسمن معاً ( اش11: 6 )، ولكن لنتذكر إن المسيح قد سبقنا ودفع الجزية، درهمين (مت 17: 24 ) وجدها بطرس في فم سمكة، فأدركنا على مثال معلمنا، أن انتماءنا السماوي يجعلنا نطيع ملوك العالم و رؤسائه بروح الوداعة. "الجزية لمن له الجزية، الجباية لمن له الجباية، والخوف لمن له الخوف، والإكرام لمن له الإكرام" (رو 13: 7)، ولكن أن لم ندفع لك يا هيرودس الجزية، فلأننا أحرار بالمسيح، أعتقنا من الخطيئة، فالعبيد فقط هم تحت الجزية (يش 16: 10)!

هيرودس، هيرودس.... كلما اقترب الملكوت، كلما زادت مقاومتك لأبناء الله، ولكن الحكمة قد بنيت بيتها، نحتت أعمدتها السبع ( أم 9 : 1 ) وهي تقول لك، خذ ما لقيصر فانه لقيصر واترك ما لله، فهو لله ولا يقدر أحد أن يأخذه منا، لأنك لازلت تعتقد إن من يقتلنا يقدم خدمة لله (يو 16: 2 ).


صفحات: [1]