عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - محمد الكحـط

صفحات: [1] 2
2

ملاحظات حول المشهد الثقافي العراقي
محمد الكحط –بغداد-

شهدت وتشهد الساحة الثقافية في العراق فعاليات منوعة مختلفة وعديدة، حتى تعذر على المرء متابعة معظمها لكثرتها ولتضارب مواعيدها وتباعد المسافات وخصوصا في العاصمة بغداد حيث الاختناقات المرورية وزحمة الطريق للوصول لمكان فعالية ما تحتاج لساعات قبل بدء النشاط المعين، ناهيك عن الحيرة التي تعتري البعض الذي يهمه أكثر من نشاط في نفس الوقت وفي أماكن متباعدة.
 أقيمت خلال الفترة الماضية عدة معارض للكتاب في بغداد وبعض المحافظات، وكان هنالك مهرجان المسرح العربي بعد تنقله بين مدن عربية مختلفة، وحط في بغداد لأول مرة في دورته الـ 14  التي انطلقت يوم 10 حتى 18 كانون الثاني 2024، ومهرجان المربد في البصرة الفيحاء بدورته 35 للفترة من 7 إلى 10 شباط، والذي شهد حضورا واسعا ومشاركة عراقية وعربية ومن مختلف دول العالم، ومن ثم مهرجان بغداد السينمائي للفترة من 10-14 / شباط 2024، ناهيك عن فعاليات منوعة ومعارض للفن التشكيلي والمحاضرات والندوات التي تقيمها الاتحادات والجمعيات والنوادي والمقاهي الثقافية في العديد من الأماكن والمحافظات من زاخو كردستان حتى الفاو البصرة، إنها ظاهرة تستدعي الفرح والبهجة والأمل بمستقبل ثقافي واعد ينير الحياة بما هو جميل من أجل بناء الإنسان الواعي المدرك، وعلينا ان نشير بالبنان والتثمين لمن وراء ذلك أو يقف داعما ومتابعا لكل تلك النشاطات المهمة والنوعية، ولكن لابد من الإشارة إلى بعض النقاط المهمة لتكون الفائدة أعم وأكثر إثراءً وفائدة ومردود أعلى مما حصل.
-   أولا: علينا تثمين وشكر كل من ساهم ودعم ويدعم كل نشاط ثقافي هادف الغرض منه الرقي بالإنسان العراقي جماليا ووعيا وثقافة.
-   ثانيا: نحتاج إلى مؤسسة تتابع وتخطط لكل النشاطات الثقافية وتنوعها وتوزيعها على مدار السنة وأن لا يكتظ موسم بنشاطات ثقافية على حساب مواسم أخرى من السنة، وتضع خطة وبرنامجا متكاملا تأخذ بعين الاعتبار الاهتمام بالمحافظات أيضاً، ومن هنا تأتي الحاجة إلى التذكير بالأصوات التي دعت إلى تأسيس (المجلس الأعلى للثقافة في العراق)، ومن أعضاء يمثلون مختلف الطيف الثقافي من فن ومسرح وموسيقى وغناء وباليه وشعر وأدب ونقد وسينما وفن تشكيلي وتراثي وغيره من المجالات الثقافية الأخرى.
-   ثالثاُ: من أجل ان لا تكون تلك الفعاليات نخبوية ومحصورة فقط بين من هم أصحاب الاختصاص، وان تكون في متناول أبناء الشعب ليكون تأثيرها أوسع وأعم، يتم نقلها مباشرة من خلال المحطات التلفزيونية الفضائية وتسجيلها لعرضها أكثر من مرة.
-   رابعا: من الملاحظات التي تم تسجيلها في معظم الفعاليات والمهرجانات الرسمية، هي ضعف التخطيط والتنظيم، مما سبب الإرباك في بعض الفعاليات، فقد أشتكى العديد من الضيوف من ذلك، مما يتطلب اختيار أشخاص لديهم الخبرة في الإدارة والتنظيم وتكون هنالك مركزية في ضبط الأمور وان لا تخضع للرغبات والأمزجة الآنية للبعض، مما يسبب التلكؤ والفوضى والإرباك أحيانا.
-   خامساً: ان لا تكون الفعاليات عبارة عن احتفالية وبهرجه ولغايات خاصة، ولإظهار اهتمامنا بذلك دون ان يكون هنالك مضمون ايجابي حقيقي يكون هو الهدف الأساسي الذي نصبو اليه في كل فعالية ثقافية، وهذه مسألة مهمة وجوهرية على الجميع من مسؤولين وقائمين على أخذها بنظر الاعتبار.
-   سادسا: ان مؤشرات نجاح أي مهرجان أو فعالية ليس بعدد المدعوين، بل بالتنظيم والمضمون وطبيعة الأشخاص المدعوين لإحياء تلك الفعالية، لأن العدد الكبير يحتاج جهودا وأموالا وربما يخلق ذلك بعض الإشكاليات والحساسيات، ومن لا يتم دعوته لمهرجان هذه السنة فربما يمكن دعوته للسنوات المقبلة، وليس من الصحيح تكرار وجوه على حساب وجوه أخرى.
-   سابعا: نعم من الصحيح دعوة رموز معروفة واستضافتها، ولكن من الصحيح جدا الاعتناء بالآخرين من المبدعين غير المعروفين أو من الشباب والجيل الجديد الذين لهم مساهمات ومبادرات، وهذا يحتاج إلى متابعة لكل النشاطات وفريق عمل منوع عليه ان يقوم باستمرار بالبحث عن المبدعين الجدد والتعريف بهم وتقديمهم والتعريف بنتاجاتهم بعيدا عن الاعتبارات الخاصة.
هذه بعض الملاحظات ولعل للبعض ملاحظات أخرى قد تعين وتساعد من يحمل الهم الثقافي للاستفادة منها مستقبلا، وكلنا طموح بمستقبل واعد للثقافة العراقية، وهذه مهمة جميع المثقفين وفي كل المواقع.

3

نداء عاجل من الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية
الى لقاء الفصائل الوطنية الفلسطينية في موسكو
الأخوة الاعزاء ممثلي الفصائل الوطنية الفلسطينية

تحية نضالية

نحيي اجتماعكم المنعقد حاليا في موسكو الذي يكتسب اهمية حاسمة في ظل استمرار العدوان الصهيوني الشامل على الشعب الفلسطيني وجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة المحاصر، في مواجهة صمود اسطوري ومقاومة وطنية باسلة تحظى بتضامن عالمي غير مسبوق، بالرغم من الدعم الاميركي الصهيوني الغربي السافر وتواطؤ الرجعية العربية المفضوح مع هذا العدوان البربري الذي يستهدف تصفية القضية الوطنية الفلسطينية.

وانطلاقا من ذلك، نتوجه اليكم بنداء عاجل في هذا المنعطف المصيري، للخروج من اجتماعكم بقرارات تحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية، على أساس وحدة الشعب الفلسطيني وصموده، وحقه في مقاومة الاحتلال الصهيوني وتحرير وطنه، والحصول على حقوقه الوطنية كافة، وفي مقدمتها: حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، والعودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار هيئة الأمم المتحدة 194 الصادر في العام 1948.

فقد اصبح ذلك مهمة ملحة لا تقبل التأجيل، وشرطا حاسما لدحر العدوان الصهيوني - الأمريكي وحملة الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وفرض وقف الحرب بشكل دائم وشامل، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، ودحر مشاريع التهجير الصهيونية الإجرامية الخطيرة.

كما سيعزز هذا القرار مقاومة التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، والمطالبة بإلغاء اتفاقات التطبيع المذلة معه، بصورة دائمة. وسيلهم ايضا حركة التضامن العالمية لتصعيد التحرك من اجل وقف حرب الإبادة فورا وملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال الصهيوني وقادة الدول الداعمة لجرائمه.

النصر للشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية الباسلة

الموقعون:

- الحزب الشيوعي الأردني

- الحزب الشيوعي اللبناني

- الحزب الشيوعي العراقي

- الحزب الشيوعي السوري الموحد

- الحزب الشيوعي المصري

- الحزب الشيوعي السوداني

- المنبر التقدمي البحريني

- الحركة التقدمية الكويتية

- حزب الشعب الفلسطيني

1 آذار/ مارس 2024


6
استضافة الدكتور رياض البلداوي في الجمعية المندائية في ستوكهولم

تستضيف الجمعية المندائية في ستوكهولم الدكتور رياض البلداوي استشاري الطب والتحليل النفسي في ندوة بعنوان:

 ((المشاكل النفسية والاجتماعية للشباب وخطر الانزلاق في عالم الجريمة ))

وذلك عند الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة المصادف 3 / 11
يدير الحوار الاستاذ الصحفي فرات المحسن، وذلك على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم .

أهلاً وسهلاً بالجميع

Jämtlandsgatan 151 A
Vällingby
 

7
 
-         يسرالرابطة المندائية للثقافة والفنون في ستوكهولم/ السويد دعوتكم لحضور محاضرة الدكتور خزعل الماجدي بعنوان: ((نظريات أصل المندائيين))، ادارة وتقديم الاستاذ فوزي صبار، وذلك يوم الثلاثاء المصادف 24 / 10 / 2023 وعند الساعة السادسة مساءً.وسيكون اللقاء في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم في فلنگبي وعلى العنوان:
Jämtlandsgatan 151 A
Vällingby
الدعوة عامة للجميع للحضور وسيتم بثها عبر رابط الزوم
 

8
دعوة لفعاليات متقاربة خلال هذه الأيام للتذكير والتنسيق والحضور
6 فعاليات متتالية
-         دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة بافتتاح مهرجان الفن التشكيلي الثالث عشر، الأخوات والأخوة أعضاء وأصدقاء جمعيتنا ومحبي الفنون التشكيلية الكرام، برعاية الاتحاد الصابئي المندائي في السويد تتشرف الجمعية المندائية في ستوكهولم بدعوتكم لحضور افتتاح مهرجانها الفني التشكيلي الثالث عشر وذلك يوم الجمعة 20 / 10 / 2023  عند الساعة السادسة مساءً في قاعتها الواقعة في فلنگبي.
-         Jämtlandsgatan 151A
-         Vällingby
كما نود اعلامكم المهرجان يتكون من يومين الجمعة والسبت، والسبت هو يوم الختام سيكون يوم تكريم الفنانين مع حفل فني، حضوركم محط تقدير واعتزاز ويعطينا الدعم الكبير  لمواصلة النشاطات والفعاليات وتقديمها بابهى الصور. ستقوم لجنتنا الاعلامية بتغطية الحدث كاملاً وبالنقل المباشر طيلة يومي المهرجان.
 
-         
-         ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
-         محاضرة للدكتور المُفكر خزعل الماجدي ننتظركم في يوم السبت المصادف الحادي والعشرين من شهر تشرين الأول الجاري، الساعة الثانية بعد الظهر وعلى قاعة kista träff، في أمسية جديدة ومميزة لمجموعة مرايا ومع الدكتور خزعل الماجدي، الباحث المتخصص في علم وتاريخ الأديان والحضارات القديمة، والذي قدم ما يزيد عن خمسين مؤلفاً تنوعت بين علم الأديان والحضارات، الشعر والمسرح،
-         قادما من مستقره في هولندا، الى العاصمة السويدية ستوكهولم،  ويخص مرايا في موضوع ( الانقلاب الذكوري وتداعياته في الحضارات والأديان )
-         لاتفوتكم فرصة حضور الأمسية، المقاعد محدودة، يرجى الحجز مسبقا وعلى الموقع
-         https://billetto.se/e/-biljetter-882235
 
 
-         
 
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
-         يسرالجمعية المندائية في ستوكهولم دعوتكم لحضور الندوة التي يستحدث فيها الباحث الاكاديمي الدكتور خزعل الماجدي بعنوان: ((الأصول النورانية السماوية للأعياد المندائية))، يدير الحورا معه الاستاذ منذر نعمان عوفي، وذلك يوم الأحد المصادف 22 / 10 / 2023 وعند الساعة السادسة مساءً.وسيكون اللقاء في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم في فلنگبي وعلى العنوان:
Jämtlandsgatan 151 A
Vällingby
الدعوة عامة للجميع للحضور والمشاركة بالحوار
-         
-         
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
-         يسرالرابطة المندائية للثقافة والفنون في ستوكهولم/ السويد دعوتكم لحضور محاضرة الدكتور خزعل الماجدي بعنوان: ((نظريات أصل المندائيين))، ادارة وتقديم الاستاذ فوزي صبار، وذلك يوم الثلاثاء المصادف 24 / 10 / 2023 وعند الساعة السادسة مساءً.وسيكون اللقاء في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم في فلنگبي وعلى العنوان:
Jämtlandsgatan 151 A
Vällingby
الدعوة عامة للجميع للحضور وسيتم بثها عبر رابط الزوم
 
-         
-         
-         ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
-         استضافة الباحث الاكاديمي الدكتور خزعل الماجدي في الجمعية المندائية في ستوكهولم للمرة الثانية خلال الاسبوع، تستضيف الجمعية المندائية في ستوكهولم يوم الخميس المصادف 26 / 10 / 2023 الباحث الاكاديمي الدكتور خزعل الماجدي في ندوة بعنوان: ((بدايات ونهايات الخليقة في الديانة المندائية))، وعند الساعة السادسة مساءً يدير الحورا معه الاستاذ منذر نعمان عوفي .وسيكون اللقاء في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم في فلنگبي وعلى العنوان:
Jämtlandsgatan 151 A
Vällingby
الدعوة عامة للجميع للحضور والمشاركة بالحوار
-         
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
-         محاضرة للدكتور فارس الخليلي وتوزيع جائزة الراحل د بشار فاضل فرج للمتفوقين
-         استضافة الدكتور فارس الخليلي (وهو طبيب استشاري لامراض القلب والباطنية) لتقديم محاضرة بعنوان ((اكسير الحياة))، ويدير الحوار معه الاستاذة وفاء فاضل، الجزء الثاني من الامسية هو توزيع جائزة الفقيد الراحل الدكتور بشار فاضل فرج للمتفوقين بشهادة اليمناسيوم للفرع العلمي (Natur) وذلك مساء يوم الاحد المصادف 29 / 10 / 2023، وعند الساعة السادسة مساءً وذلك على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم، والجائزة للمتفوق الاول تقدمها عائلة الدكتور الراحل بشار والثانية من الجمعية المندائية في ستوكهولم، وخصصت عائلة الفقيد جائزة سنوية تقدم للمتفوقين من الفرع العلمي وبدعم الجمعية المندائية في ستوكهولم واتحاد الجمعيات المندائية في المهجر على استمرار الجائزة لتشجيع شبابنا للتفوق والنجاح والباهر.
 

9
محاضرة للدكتور المُفكر خزعل الماجدي

ننتظركم في يوم السبت المصادف الحادي والعشرين من شهر تشرين الأول الجاري، الساعة الثانية بعد الظهر وعلى قاعة kista träff، في أمسية جديدة ومميزة لمجموعة مرايا ومع الدكتور خزعل الماجدي، الباحث المتخصص في علم وتاريخ الأديان والحضارات القديمة، والذي قدم ما يزيد عن خمسين مؤلفاً تنوعت بين علم الاديان والحضارات، الشعر والمسرح،
قادما من مستقره في هولندا، الى العاصمة السويدية ستوكهولم،  ويخص مرايا في موضوع ( الانقلاب الذكوري وتداعياته في الحضارات والأديان )
لاتفوتكم فرصة حضور الأمسية، المقاعد محدودة، يرجى الحجز مسبقا وعلى الموقع
https://billetto.se/e/-biljetter-882235

12
اعلان ودعوة

 تعلن
الجمعية المندائية في ستوكهولم عن
الأمسية الثانية في برنامجها

(صالون الأربعاء الثقافي)

وذلك في يوم الأربعاء المصادف 27 ايلول 2023، اعتباراً من الساعة السادسة مساءاً ..
وسيبحث الصالون الموضوعة التالية:

(أزمة المياه في العراق)

وسيكون في ضيافتنا الأساتذة

الدكتور حسام صالح جبر والأستاذ صاحب الربيعي

وللتذكير فان (صالون الاربعاء الثقافي) هو منبر حر لتبادل الآراء في موضوعات يتم الاتفاق عليها، من قبل مريدي الصالون الثقافي، بروح علمية تحاكي وتحلل الواقع علمياً ..
يتوجه (صالون الاربعاء الثقافي) الى الاكاديميين ومثقفي الجالية العراقية من علماء وادباء وفنانين، معلمين ومهندسين واطباء وغيرهم من الجالية العراقية المثقفة، نساءاً ورجالاً، مع انفتاحنا أيضاً على الفئات المثقفة من الجاليات الاخرى في السويد ..
نتوخى من النقاش ان يكون حراً، والرأي الذي يطرح فيه مركزاً .. ولا مركزية فيه إلاّ من ناحية الادارة .. ولا فيتو على أي رأي .. نحترم رواد الصالون وآراءهم، ونناقش الرأي والرأي الآخر باحترام تام ..

يتكون (صالون الاربعاء الثقافي) من فقرتين:
الفقرة الاولى: تبدأ الساعة السادسة مساءاً، وتعالج الموضوع المطروح للبحث وتبادل الآراء.
والفقرة الثانية: فقرة حرة للتعارف وقضاء وقت ممتع بين الحاضرين، يستمر لغاية الساعة 11 مساءاً ..

(ملاحظة: 1. لا يوجد في الجمعية متعهد، ولكن يوجد في نفس البناية مطعم يمكن حجز وجبة عشاء.
2. مسموح جلب المأكولات والمشروبات، على ان يستعمل الاواني ذات الاستعمال الواحد، ويكون الشخص مسؤولاً عن تنظيف مكانه)

 اهلاً وسهلاً بكم ضيوفنا الاعزاء


13
أخبار العراق / بيان تضامن‬
« في: 14:06 17/09/2023  »
.

14
المنبر الحر / رسالة شكر وتقدير
« في: 23:06 15/09/2023  »
رسالة شكر وتقدير

أتقدم بالشكر الجزيل والتقدير لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، وجميع الأصدقاء، وكافة الرفيقات والرفاق والأعزاء الذين أعربوا عن مواساتهم وتعازيهم بوفاة السيدة فالنتينا- أم نادية. وأعرب عن الشكر والاعتزاز  للجميع ..
وأقول: سنواصل مسيرتنا العادلة.
 
د . خليل عبد العزيز


15
رسالة مواساة للدكتور خليل عبد العزيز لوفاة السيدة أم نادية

علمنا بوفاة السيدة فالنتينا - ام نادية -  زوجة الدكتور خليل عبد العزيز أبو نادية في موسكو بعد مسيرة طويلة  من العطاء، وفي هذه المناسبة الأليمة نتقدم للدكتور خليل عبد العزيز بتعازينا القلبية وللفقيدة الذكرى العطرة دوما، ولكل اهلها ومحبيها الصبر والسلوان.

عن أصدقاء الدكتور خليل عبد العزيز (أبو نادية)

16

دعوة حضور محاضرة ثقافية طبيّة للدكتور مروان شريف
الرابطة المندائية للثقافة والفنون

محاضرة ثقافية طبيّة
دعوة حضور
تستضيف الرابطة المندائية للثقافة والفنون الدكتور مروان شريف أخصائي المجاري البوليّة وأمراض البروستات.
 في قاعة الجمعيّة المندائية في ستوكهولم / فلنكبي،
 يوم الجمعة 18/8/2023، الساعة السادسة والنصف مساءا.
نرحب بجميع الأعضاء والضيوف
الرابطة المندائيّة للثقافة والفنون



17
توقيع كتاب للكاتب والباحث الدكتور خليل عبد العزيز مساء يوم الجمعة ١١ / ٨
تستضيف الجمعية المندائية في ستوكهولم الدكتور خليل عبد العزيز في امسية ثقافية عند الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الجمعة ١١ / ٨ على قاعة جمعيتنا وعلى العنوان ادناه ، توقيع كتابه الموسوم ((هارب من الاعدام )) من اصدارات مكتبة النهضة، والدكتور حاصل على شهادة الدكتوراه بالصحافة من جامعة موسكو ، كما سيشاركنا في الأمسية وسيدير الحوار معه الاستاذ الصحفي فرات المحسن، والدعوة عامة للجميع وعلى العنوان التالي .
Jämtlandsgatan 151 A
Vällingby

18
الصحافة اليسارية والشيوعية مدرسة الأجيال في الوطنية والنضال

محمد الكحط
صدر العديد من الصحف والمجلات في العراق بداية القرن العشرين، وانتمى بعضها لليسار، وكان لها دور مشهود في التوعية والتثقيف ونشر الحس الوطني والوعي الطبقي والثقافة التقدمية، فصدرت مجلة (الصحيفة) في أيلول 1924كمجلة علمية أدبية بشكل علني، وكانت تصدر مرتين في الشهر، محتوية نفسا يساريا،ومتناولة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في العراق، ويذكر حنا بطاطو انها كانت تستعين بمواد ومفاهيم من المجلة العمالية ومقالات مترجمة من (جريدة اللومانتيه.. الإنسانية) التي يصدرها الحزب الشيوعي الفرنسي، لكن سرعان ما تم أغلاقها من قبل السلطات الحاكمةعام 1925 بعد صدور ستة أعداد، ورغم الاغلاق عادت للصدور في 13 آيار عام 1927 بجهود (عوني بكر صدقي) لتتوقف مرة أخرى بعد ثلاثة اعداد.
وصدرت صحيفة الشباب سنة 1929 وكانت أسبوعية، وحوت بعض قصص ذات مضامين سياسية تلمح لأفكار تنويرية، وتوقفت أيضا بعد بضعة أعداد، كذلك هنالك صحيفة العامل التي أصدرها عبد المجيد حسن ومديرها المسؤول هو فائق القشطيني، وكتب فيها العديد من الأدباء منهم لطفي بكر صدقي ومحمود لطفي السيد، وتم إيقافها بعد العدد الأول لما حوته بشكل مباشر من مضامين يسارية، وأصدر القائد النقابي محمد صالح القزاز مجلة (الصنائع) في حزيران 1930، وكان لها دور كبير في حشد العمال وانطلاق بعض المظاهرات المطالبة بتحسين حياتهم، وصدرت صحيفة (نداء العمال) في تشرين الثاني 1930، وكانت نصف شهرية حيث كتب فيها الرفيق فهد بعض المقالات باسم مستعار، وصدرت صحيفة (العامل) في ايلول 1931 وكان رئيس تحريرها أحمد سعد الدين زيادة، والتي أسهمت في تنمية الوعي الطبقي، وصدرت مجلة (عطارد) في آب 1934، التي كان صاحب الامتياز محمد القشطيني ورئيس التحرير يوسف متى، وكتب فيها حسين الرحال وأمينة الرحال،ونشرت العديد من المقالات عن التفاوت الطبقي، مما حدا بالسلطات مضايقتها وغلقها لاحقا.
لقد كانت تلك الصحف والمجلات اليسارية التي صدرت قبل صدور كفاح الشعب أرضية أساسية أبرزت العديد من الصحفيين والأدباء التقدميين، وخلقت أجواء محفزة لصدور جريدة كفاح الشعبفي نهاية تموز 1935، لتكون هوية الحزب والتي بإصدارها أعلن الحزب الشيوعي العراقي عن أفكاره وأهدافه، من خلال شعار المطرقة والمنجل الذي يتصدر الجريدة مع مقولة نص من البيان الشيوعي "فلترتعش الطبقات الحاكمة أمام الشيوعية، فليس للبروليتاريا ما تفقده سوى قيودها وأغلالها وتربح من ورائها عالماً بأسره"، ومنذ انطلاقها بشكل سري، ورغم ذلك كانت فعالة وسط المثقفين والجماهير، مما حدا بحكومة ياسين الهاشمي لملاحقتها والتضييق عليها، فاضطرت للأغلاق مؤقتا، ورغم هذه الفترة القصيرة فقد طرحت بشكل واضح أهداف الحزب التي يسعى لتحقيقها وأولها طرد المستعمرين والنضال من أجل حرية الشعب، وتحقيق طموحات الكادحين من عمال وفلاحين وسائر أبناء الشعب، فتعرض قادة الحزب المعروفون حينها للاعتقال منهم الرفاق زكي خيري وعاصم فليح ومهدي هاشم، هنا يمكن الاشارة إلى ان حسن عباس كرباس  وهو أحد الشيوعيين الأوائل قام بشراء مطبعة خاصة من شركة لنج البريطانية والتي كان مكتبها يقع في شارع الرشيد، وكانت الجريدة آنذاك تطبع في أقبية مستشفى السكك الحديدية في الكرخ،  لقد صدر من كفاح الشعب حتى ايلول 1935 ثلاثة أعداد فقط، اذ توقفت بعد اعتقال رئيس التحريرالرفيق عاصم فليح، فأشرف الرفيق زكي خيري على اصدار العدد الرابع في تشرين الاول 1935، ثم العدد الخامس في تشرين الثاني 1935، حتى اعتقاله، وأصدر التنظيم العسكري العدد السادس والأخير في كانون الاول 1935، وكانت تكتب بالآلة الكاتبة على ورق الشمع وتستنسخ بآلة الاستنسيل،وظهر شعار ((يا عمال وفلاحي العالم اتحدوا)) وشعار ((يا عمال وفلاحي العراق اتحدوا)) في العدد الثاني من الجريدة، وفيالعدد الرابع الصادر في تشرين الاول 1934 كتب عليها ((لسان حال العمال والفلاحين والجنود)).
وأبرز ما تناولته الجريدة هو موضوعات سياسية، وموقفها من وزارة ياسين الهاشمي، ومن الانتخابات النيابية، وطالبت بإلغاء المعاهدة العراقية – البريطانية لعام 1930، وكان صوتها عاليا بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، كما هاجمت النازية الالمانية والفاشية الايطالية، وكان جل اهتمامها الوضع الداخلي حيث تطرقت باستمرارإلى الصراع الطبقي، وعرت النظام الرأسمالي،وساهمت بنشر الأفكار الاشتراكية والتقدمية.
وصدرت ((الشرارة)) كصحيفة حزبية رسمية ناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي في كانون الاول عام 1940 في بغداد.
كما صدرت القاعدة بشكل سري أيضاً في كانون الثاني 1943، التي استمرت بالصدور حتى منتصف عام 1956 والذي شهد ولادة جريدة (اتحاد الشعب).
وخلال الأربعينيات أصدرالحزب صحيفتين علنيتين هما (العصبة) عام 1946 ترأس تحريرها محـمد حسين ابو العيس والغيت اجازتها وزارةأرشد العمري، وفي آذار 1948 أصدرشريف الشيخجريدة (الأساس) اليومية، لكنها تعرضت للغلق بعد فترة من صدورها. وصدرت مجلة الثقافة الجديدة في تشرين الثاني 1953، وكان صاحب الامتياز مهدي جواد الرحيم والمدير المسؤول المحامي خالد طه النجم، ومدير الادارة الشاعر الفريد سمعان، لتكون اضافة نوعية للصحافة اليسارية ولا زالت تصدر حتى اليوم.
أماجريدة (اتحاد الشعب) فقد أستمرت بشكل سري على نفس نهج صحف الحزب السابقة واستمرت حتى قيام ثورة 1958، ولكنها صدرت لأول مرة بصورة علنية في يوم 25 كانون الثاني 1959 وكان صاحب الامتيازعبدالقادر اسماعيل البستاني، وكانت متميزة عن باقي الصحف بالشكل والمضمون والأسلوب وعلاقتها مع الشعب، فنالت شعبية واسعة، وصل المطبوع منها (28000) نسخة يومياً، وعلى عدة طبعات، وكان هذا رقما قياسيا في تاريخ الصحافة العراقية حتى اليوم، علما ان عدد السكان كان قليلا ووجود نسبة عالية من الأمية، واستمرت (اتحاد الشعب) بالصدور حتى تم إغلاقها في آب عام 1961.
لذلك عاد الحزب لإصدار صحافته بشكل سري فأصدر في أواخر عام 1961 صحيفته المركزية باسم (طريق الشعب) التي بقيت تصدر سرية بسبب مواقف الحكومات والسلطات المتعاقبة حتى يوم 16 ايلول 1973 حيث صدر العدد العلني الأول منها، وكانت مرحلة مهمة في تاريخ العراق الحديث، حيث عمل فيها العشرات بل المئات من الصحفيين والإعلاميين واستقطبت أسماء لامعة، وكانت منبرا إبداعيا مهما في الشأن العراقي حتى الاضطرارإلى اغلاقها بعد الهجمة الدكتاتورية الشرسة على الحزب في نيسان 1979، ونذكر صدور الفكر الجديد باللغتين العربية والكردية في تلك الفترة، لكن عادت طريق الشعب لتصدر بصورة سرية وبظروف صعبة، واستمرت لتصدر في كردستان بداية الثمانينيات ضمن حركة الأنصار الخاصة بالحزب، وفي فترة الكفاح المسلح صدرت العشرات من المجلات والصحف في جميع المواقع والمفارز الأنصارية.
وبعد انتفاضة آذار المجيدة 1991 حيث أصبحت محافظات كردستان بعيدة عن سيطرة نظام البعث الفاشي عادت طريق الشعب للصدور علنا في أربيل وتوزع سراً في باقي مناطق العراق بجهود منظمات الحزب، حتى سقوط الدكتاتورية في2003 لتكون طريق الشعب أول جريدة تتوزع في بغداد وتتلقفها الأيادي.
وهنا لابد ان نستذكر صحافة الحزب باللغة الكردية، فقد تم اصدار العديد من المجلات والصحف اليسارية باللغة الكردية، منها شورش وصحيفة (ئازادي الحرية) في نيسان 1945 وبصورة سرية، وبعد ثورة 14 تموز صدرت بصورة علنية في الأول من ايار عام 1959 لتتواصل حتى اغلاقها عام 1961، وكان رئيس تحريرها نافع يونس، وكان الشاعر عبد الله كوران يشرف على المجال الأدبي والفني فيها، كما صدرت (ريكاي كوردستان) وغيرها من الصحف اليسارية الأخرى خلال القرن الماضي.
ان تأثير الصحافة الشيوعية كانت واضحة وكبيرة على معظم مفاصل الحياة في العراق، وكانت مدرسة حقيقية خرجت أعداد كبيرة من الوطنيين والمناضلين.
 مجدا لكل من ساهم في مسيرة ذلك الصرح الكبير.
 - وهو أحد أعضاء مجموعة البصرة الماركسية التي تشكلت في 1927بقيادة عبد الحميد الخطيب.



19
أخبار شعبنا / بلاغ صحفي
« في: 02:51 30/07/2023  »

بلاغ صحفي
إثر توتر العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية العراق ومملكة السويد جراء تبعات التصرف المدان بالإقدام على حرق نسخة من القرآن الكريم والعلم العراقي أمام السفارة العراقية في استكهولم، أصدر أعضاء  الهيئة الاستشارية مع سفارة جمهورية العراق في السويد، ممثلو الجالية العراقية يوم الخميس الموافق 27/7/2023، مذكرة مناشدة إلى رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، ووزير الخارجية السيد فؤاد حسين، منددين بهذا التصرف المستهجن، ومطالبين بأن تبقى السفارة العراقية في السويد مفتوحة مراعاة لمصالح الآلاف من بنات وأبناء الجالية العراقية.
وادناه نص المذكرة:

السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق المحترم
السيد فؤاد حسين وزير خارجية جمهورية العراق المحترم
بواسطة سفارة جمهورية العراق في السويد
إن الكتب المقدسة تمثل المعتقد الأساسي وجوهر هوية وانتماء مليارات البشر، لذا فإن حرق القرآن الكريم من قبل شخص أحمق هو عمل مدان ومستهجن، جرح مشاعر المسلمين ويسعى إلى نشر الكراهية والتحريض على العنف والفتنة ولا يمكن ان يندرج ضمن حق حرية التعبير.
نحن الهيئة الأستشارية مع السفارة العراقية في السويد،  ممثلي الجالية العراقية في السويد والتي يبلغ عددها حوالي 300 ألف مواطن من اصول عراقية، من مختلف مكونات شعبنا العراقي، نعبر عن ادانتنا بشدة للعمل الإجرامي المشين الذي قام به المدعو (سلوان موميكا)، هذا العمل المستهجن والمثير للتعصب والكراهية، والذي يخدم الأحزاب السويدية اليمينية  المتطرفة، التي تستخدم مثل هذه الأفعال المشينة لتأجيج المشاعر، وقد تكون له تداعيات سلبية على أوضاع الجالية العراقية في السويد.
كما نود الإشارة الى ان حكومة السويد وشعبها لا علاقة لهما بجريمة حرق القرآن الكريم، وان السويد من أكثر البلدان ترحيبا باللاجئين المسلمين وغيرهم الهاربين من جحيم الحروب وإرهاب الجماعات الدينية المتطرفة، ومنحتهم الإقامة والجنسية والمساعدات المالية والسكن اللائق والعلاج اللازم، وكل هذا وفق القانون السويدي.
لذا نناشدكم بأن تبقى السفارة العراقية في السويد مفتوحة مراعاة لمصالح الآلاف من بنات وأبناء الجالية العراقية، الذين هم بأمس الحاجة إلى خدمات السفارة العديدة، ودوام تواصلهم مع ذويهم في الوطن..

وتقبلوا فائق الإحترام
الهيئة الإستشارية للسفارة العراقية في السويد
ممثلي الجالية العراقية
27 تموز 2023
الموقعون:
1 ـ علاء الصفار : حزب الدعوة الإسلامية / تنظيم الداخل
2 ـ جاسم هداد: الحزب الشيوعي العراقي
3 ـ ادوارد اوديشو: حزب بيت نهرين الديمقراطي
4 ـ عيسى فيلي: الحزب الديمقراطي الكوردستاني
5 ـ صبري إيشو: تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
6 ـ غسان الحسيني: منتدى بغداد للعلوم السياسية
7 ـ عمانوئيل خوشابا: منظمات المجتمع المدني
8 ـ سمير أمين: الأتحاد الوطني الكردستاني
9 ـ حسن كريم: المحاربين البيشمركه القدامى
10ـ سلام قاسم: جمعية بابيلون للثقافة والفنون
11 ـ محمد علي الخفاجي: الأنتفاضة الشعبانية
12 ـ يلدا مروكيل: الحركة الديمقراطية الآشورية

20
الحقيقة ما بين حرية التعبير وازدراء الأديان

محمد الكحط
لقد تكررت حوادث حرق أو محاولات حرق الكتب المقدسة من عدة أشخاص هنا وهناك بشكل علني ومتعمد ولغايات معروفة، وللأسف هناك انتهاكات مستمرة لمقدسات ومعتقدات المجتمعات باستمرار من أشخاص وجهات معينة، وأكثر الأداءات والانتهاكات تأتي من رجال دين ومدعي التدين ومن الذين يستخدمون الدين كتجارة لاستغلال الناس البسطاء ولإخضاعهم لما يقررون، وكل تلك الممارسات مدانة ويتحمل من يقوم بذلك تبعياتها القانونية والأخلاقية.
ما حصل في السويد قبل فترة وتكرر في يوم خاص جدا وهو أول أيام عيد الأضحى الذي يخص مليار مسلم وأمام جامع، والذي جرى بحماية الشرطة السويدية التي منحت الموافقة لشخص أن يعبر عن رأيه كما يدعون، هنا لا نتوقف كثيرا عن دوافع هذه الشخص فالكثيرون يعملون أعمال أقبح من ذلك كل يوم، ما يهمنا أنه في السويد وحصل على رخصة وفي مناسبة خاصة جدا، مما يعني الكثير، وحجة السلطات السويدية هي أنهم وضمن القانون السويدي الخاص بحرية التعبير لا يستطيعون رفض طلبه، وفي هذا الرد في الحقيقة مغالطة كبيرة. فالقوانين الدولية وحتى السويدية لا تسمح بذلك بشكل مطلق، وعلينا التفريق بشكل واضح بين موضوعة حرية التعبير وخطاب الكراهية وازدراء الأديان واستفزاز مشاعر الآخرين، من حق الجميع الاجتهاد والنقد والمحاججة والجدال وحتى النقض أو التشكيك بشكل علمي وضمن حدود الاحترام والسعي لأثبات الصحيح من الأمور، وكما بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "التصدي لخطاب الكراهية لا يعني تقييد أو حظر حرية التعبير. بل يعني منع تصعيد خطاب الكراهية من أن يتحول إلى شيء أكثر خطورة، لا سيما التحريض على التمييز والعداوة والعنف، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي"(1) فحرية التعبير تضمن للإنسان أن يعبر عن فكرة أو رأيه حتى وان كان يخالف مبدأ معين ولكن ليس بإهانة الآخرين أو استفزاز مشاعرهم والنيل من معتقداتهم.
أن موضوعة ازدراء الأديان مدانة وهنالك قوانين تمنع ازدراء الأديان وهي موجودة الآن في حوالي 70 دولة منها ويمكن معاقبة المدان بجريمة ازدراء الأديان بالغرامة أو بالسجن لمدة ستة أشهر. وهناك عشر دول عربية تحكم الإعدام على من يقوم بازدراء الإسلام.
فما هو ازدراء الأديان: ازدراء الأديان (بالإنجليزية: Blasphemy)‏ وتعني عدم احترام مقدسات الآخرين وشخصياتهم المقدسة في ديانة ما أو تجاه رموز دينية أو حتى عدم احترام عادات ومعتقدات جهة معينة. وهي تعمّد النيل من الأديان ومعتقداتها وشخصياتها المقدسة لدى أتباعها، وإشاعة الأفكار السلبية بشأنها، وتبني مواقف متعصبة ضد الديانات والمعتقدات. وتدين جميع الديانات الإبراهيمية إدانة شديدة ازدراء الأديان، فالبلدان التي تتبنى ديناً رسميا في دساتيرها نجد هنالك فقرات وقوانين خاصة بالازدراء وتجرم من يقوم بهذا الفعل، مثلا توجد في 32 دولة فقرات تعتبر الازدراء جريمة دينية، وهنالك 87 دولة لديها قوانين تخص خطابات الكراهية والتي تعتبرها جريمة وتغطي ضمنا موضوعة ازدراء الدين والتعبير العلني عن الكراهية ضد أي فئة أو مجموعة دينية.
في الدول العربية توجد قوانين واضحة مثلا في مصر تحكم المادة 98 من قانون العقوبات المصري بالسجن من 6 أشهر الى 5 سنوات مع غرامة لكل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها.
ونجد في قوانين معظم دول العالم فقرات تؤكد على احترام المشاعر الدينية وحماية حرية العقيدة وحرية التعبُد، مثلا في الهند، آيسلندا، اليونان، جنوب أفريقيا، إسبانيا، سويسرا وغيرها تجرّم بشكل مباشر وصريح الإساءة للأديان، والتحريض على الكراهية أو ممارسة العنصرية، وحتى في كندا والبرازيل وفنلندا والدنمارك وفرنسا وغيرها تعاقب بالحبس كل من يرتكب فعل التصريح بخطاب فيه تحريض على كراهية شخص أو أكثر بسبب لونه أو دينه أو عرقه أو انتمائه الإثني.
أما في السويد فقانون تجريم التحريض على الكراهية قد ألغي، وهنالك محاولات لإعادته وكانت المحاولة الأخيرة عندما طرح عضو البرلمان من الحزب المسيحي الديموقراطي مشروع قانون عام 1999 لإعادة العمل بقانون ازدراء الأديان لكن الاقتراح قوبل بالرفض.
ولنعود الى سلوك السلطات السويدية ووفق القانون السويدي المتعلق بحرية التجمع تقوم الشرطة بمنح تصاريح حق التظاهر والتجمع بهدف التعبير السلمي عن الرأي، ويحق للسلطات أي الشرطة رفض منح التصاريح إذا قدرت أن التجمع قد يؤدي إلى مشاكل أمنية ربما تشكل خطراً على أمن الدولة، فالشرطة رفضت في فبراير/شباط 2023 منح تصريح لراسموس بولدان كون المخابرات السويدية قدرت خطورة هذا الفعل، وقد يؤدي الى زيادة  خطر الإرهاب ضد السويد، لكن المحكمة الإدارية رفضت قرار الشرطة، والحجة هي حق التعبير عن الرأي، وحصل ما حصل وبعد انتهاء التظاهر قامت الشرطة برفع دعوى ضد المتظاهر لقيامه بالتحريض والكراهية ضد فئة عرقية معينة والقضية لا تزال مفتوحة، وهذا برأيي محاولة للتغطية على الخطأ، فهم يعرفون مسبقاً بأنه سيقوم بهذا الفعل، والذي لا يتوافق مع قوانين سويدية واضحة، نأتي على ذكرها لاحقا.
البرلمان السويدي يقر حرية التعبير المحمية بموجب الدستور ولكن لحرية التعبير حدود، حيث لا توجد حرية تعبير مطلقة وحدود هذه الحرية تختلف بين عوامل كثيرة، فتوجد في السويد عدة قوانين واتفاقيات دولية تحمي الحقوق الأساسية للمواطنين، مقابل كل حق هناك واجب أيضاً. ومن واجب كل إنسان أن يحترم حقوق الآخرين.
ان القوانين الأساسية في السويد تمنح الناس حقوقاً وحريات أساسية، منها حرية الأديان وأن يؤمن المرء بما يريد وأن يعتنق أي دين يشاء، وحرية الطباعة، وحرية التعبير أي أن يقول المرء ما يريد ويكتب ويعبّر عما يشاء، حرية الحصول على المعلومات، وحرية تأسيس أو الانتماء إلى جمعية أو اتحاد مع الآخرين وأن يقولوا ما يشاؤون، وحرية الاجتماعات أي أن يجتمع الناس كما يريدون وأن يقولوا ما يشاؤون، حرية التظاهر في الأماكن العامة، والحق العام في التواجد في الطبيعة وغيرها من الحريات الأخرى، ومعظمها تتوافق مع النداء العالمي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حيث تمثل حرية الرأي والتعبير، حجر الزاوية فيه وهو من أسس المجتمعات الحرة والديمقراطية.
 المشكلة ان القانون السويدي يكفل حرية التعبير عن الرأي ونشر الأفكار بغض النظر عن فحواها، وذلك التزاماً من الدولة الأوروبية بالمادة 10 من الاتفاق العالمي لحقوق الإنسان، ويعني هذا النص أنه على الحكومة أن تسمح للجميع بتنظيم المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في الأماكن العامة تعبيراً عن الرأي، ولكن ينص القانون السويدي في نفس الوقت على أن الحق في التعبير عن الرأي ينتفي تلقائياً في ثلاث حالات، الأولى إذا ما أدت حرية التعبير بأي طريقة كانت إلى تهديد مصالح الأمن القومي للبلاد، والثانية إذا كان التعبير عن الرأي يمثل إساءة لسمعة و/ أو حقوق الآخرين، أما الثالثة التي يقيد فيها القانون حرية التعبير فهي عندما تستخدم للتحريض ضد الجماعات العرقية و/ أو الأقليات وغيرها، وهذا واضح بأن عملية حرق الكتب المقدسة تتعارض وهذه الحالات... فعلى أي أساس اعتمدت المحكمة والشرطة لإصدار قرار الموافقة.... وقامت بحماية الفاعلين......؟
هذا تناقض بل ولربما هنالك دوافع أخرى للموافقة مقصودة على ذلك ولإثارة هكذا وضع.
ان النقد والجدال والبحث العلمي يندرج تحت موضوعة حرية التعبير وبشكل منطقي دون استخدام أفعال أو كلمات مسيئة للدين أو المعتقد المعين، وهو بعيد عن الازدراء وتشويه مفاهيم دين أو معتقد ما بالقول أو الفعل، والمادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (2)، تُلزم البلدان باعتماد تدابير تشريعية ضد ((أي دعوة إلى الكراهية القومية العرقية أو الدينية تشكل تحريضًا على التمييز أو العداء أو العنف)).
وبناء على ذلك أصدرت العديد من دول العالم قوانين وفقرات ضد الازدراء والكراهية والتحريض،(3) ففي أستراليا يحُظر ((الازدراء والتشهير التحريضي)) كجزء من قانون الحفاظ على النظام، وفي النمسا  توجد المادة 188 وهي تحرم كل تشويه لصورة التعاليم الدينية، وفي البرازيل تنص المادة 208 من القانون الجنائي على أن ((التشهير العلني بفعل أو شيء متعلق بالعبادة الدينية)) جريمة يعاقب عليها بالسجن من شهر إلى عام، أو بدفع غرامة مالية، أما الدنمارك وهي الدولة المجاورة للسويد ومن الدول الإسكندنافية فالفقرة 140 من قانون العقوبات حول الازدراء تعتبر ((الاستهزاء بالأديان والعقائد في الدنمارك)) غير شرعي، وهذا القانون أُلغي عام 2017، لكن الكلام والأفعال التي تهدد أو تحط من شأن مجموعات معينة من الأفراد بسبب معتقداتهم الدينية ما تزال خاضعة للعقاب وفقًا للمادة 266 (ب) من القانون الجنائي، وكذلك في فنلندا فالمادة  10 من الفصل 17 من القانون الجنائي تتعلق بالازدراء، ضمن البند تحت عنوان ((انتهاك حرمة الدين))، ونص القانون يذكر بشكل صريح ((التجديف العلني على الله)) وجرت محاولات فاشلة لإلغاء هذا البند في الأعوام 1914 و1917 و1965 و1970 و1998، أما في بولندا فالقانون الجنائي، ينص على أن ((كل من يسيء إلى المشاعر الدينية لغيره من الأفراد عبر إهانة أشياء تابعة لطائفة دينية أو أمكنة إقامة الاحتفالات الدينية العامة، يخضع لغرامة وتقييد الحرية أو فقدانها بشكل تام لمدة تصل إلى سنتين))، وفي انكلترا التي تتكون  من أربعة أجزاء فقد اُلغيت قوانين الازدراء التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى في إنجلترا وويلز عام 2008 وفي إسكتلندا عام 2021، وما تزال هذه القوانين موجودة في أيرلندا الشمالية، لكنها لم تستخدم منذ سنوات عديدة. في الولايات المتحدة لا توجد قوانين خاصة بازدراء الأديان على المستوى الفيدرالي.
المعارضون لتجريم ازدراء الأديان يخشون أن يقود ذلك إلى التضييق على حرية التعبير عن الرأي، وقمع المخالفين وتعزيز التطرف والتعصب الديني؛ ولربما يعطي للحكومات الحق في تحدید الأفكار المقبولة وغير المقبولة أخلاقيا، ومضایقة المعارضین والأقلیات الدینیة.
ومن الدول التي تحظر ازدراء الأديان؛ وتتبنى قوانين متشددة في تنفيذها، وتتراوح عقوباتها ما بين الغرامات المالية وأحكام الإعدام، وطبقا لدراسة لتلك القوانين أجرتها منظمة "فريدوم هاوس"(4) المعنية بحقوق الإنسان، وشملت كلا من الجزائر ومصر واليونان وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وبولندا، فقد أشارت الدراسة بأن القوانين المناهضة للاستخفاف بالمقدسات غالبا ما تصاغ لحماية معتقد أغلبية السكان في البلد المعني؛ ففي اليونان مثلا "تستخدم فقط في حالات يعتقد أنها تشير الى ازدراء للكنيسة الأرثوذكسية"، وفي إندونيسيا "تستخدم غالبا ضد الافتراء على الإسلام"، وأكتشفت الدراسة أن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان الدولية هي السمة السائدة في تلك الدول، لأن مثل هذه التشريعات غالبا ما تستغلها الحكومات لقمع حرية التعبير وحرية الأديان.
لقد استغلت بعض الدول قانون أزدراء الأديان لقمع حرية التعبير، ففي مصر وجهت الاتهامات بازدراء الأديان في فبراير/شباط 2013 ضد الروائي يوسف زيدان، بسبب كتابه "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني" وذكر زيدان أن المحققين اتهموه بالإساءة للديانات السماوية الثلاث، اتهمت حينها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية يوسف زيدان بالإساءة الى المسيحية في روايته "عزازيل" التي صدرت عام 2008 ونالت جائزة "البوكر" العربية. ويحظر القانون المصري الإساءة إلى أديان الإسلام والمسيحية واليهودية (5).
وفي بلدنا العراق تنص المادة 273 من قانون العقوبات العراقي111 لسنة 1969 على ما يلي:
-   يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات أو بغرامة لا تزيد على ثلاثمائة دينار.
-   من اعتدى بإحدى طرق العلانية على معتقد لأحدى الطوائف الدينية او حقر من شعائرها.
-   من تعمد التشويش على اقامة شعائر طائفة دينية او على حفل او اجتماع ديني او تعمد منع او تعطيل اقامة شيء من ذلك.
-   من خرب او اتلف او شوه او دنس بناء معدا لإقامة شعائر طائفة دينية او رمزا او شيئا آخر له حرمة دينية.
-   من طبع او نشر كتابا مقدسا عند طائفة دينية إذا حرف نصه عمدا تحريفا يغير من معناه او إذا استخف بحكم من احكامه أو شيء من تعاليمه.
-   من اهان علنا رمزا او شخصا هو موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية.
-   من قلد علنا نسكا أو حفلا دينيا بقصد السخرية منه.
وهذه المادة جرى حولها نقاشات عديدة لتغييرها، ولكن لا زالت نافذة والخلاف لربما حول مبلغ الغرامة فقط، لأنه لا يمثل شيئاً بالعملة العراقية اليوم.
الخوض في هذا الموضوع له تشعبات كثيرة ونصتدم بجوانب مختلفة وبتطبيقات خاطئة هنا وهناك، والموضوع ليس موضوع شخص أساء للأديان أو حرق كتاب مقدس، بل هو موضوع العملية ان تتم بموافقة وحماية جهة ما وأمام العالم. في الأخير نؤكد أن تصرف السويد لا علاقة له بحرية التعبير، وكما أكدنا فأن السلطات السويدية كانت تمتلك مبررات قانونية لمنع تلك الأعمال التي تثير الكراهية لكنها لم تفعل، وهذا مدعاة للتساؤل ولربما هنالك أهداف معينة...!
 المصادر:
[1]- https://www.un.org/ar/hate-speech/understanding-hate-speech/hate-speech-versus-freedom-of-speech
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أيار/ مايو 2019
2- العهد_الدولي_الخاص_بالحقوق_المدنية_والسياسيةhttps://ar.wikipedia.org/wiki2
3 - https://ar.wikipedia.org/wiki/ ازدراء الأديان
4- فريدم هاوس: هي منظمة غير حكومية دولية مقرها واشنطن تقوم بعمل أبحاث في مجال الديموقراطية، الحرية السياسية وحقوق الانسان. تقوم بنشر تقرير سنوي لتقييم الحريات الديموقراطية في كل بلد، https://www.marefa.org/
5 - الجزيرة + مواقع إلكترونية.

21
دعوة لحضور
توقيع كتاب للكاتب والباحث الدكتور خليل عبد العزيز  مساء يوم السبت ١٥ / ٧

تستضيف الجمعية المندائية في ستوكهولم
 الدكتور خليل عبد العزيز في امسية ثقافية عند الساعة السادسة من مساء يوم السبت ١٥ / ٧ على قاعة جمعيتنا وعلى العنوان أدناه، توقيع كتابه الموسوم ((هارب من الإعدام)) من اصدارات مكتبة النهضة، والدكتور حاصل على شهادة الدكتوراه بالصحافة من جامعة موسكو، كما سيشاركنا في الأمسية  وسيدير الحوار معه الأستاذ الموسوعي فرات المحسن، والدعوة عامة للجميع
 وعلى العنوان التالي
Jämtlandsgatan 151 A
Vällingby

22

 
نداء من لجنة مطبوع كتاب شموس ساطعة
شهيدات الحزب الشيوعي العراقي  في الفترة بين (1934-2021)

يتوجه  أعضاء لجنة مطبوع "شموس ساطعة شهيدات الحزب الشيوعي العراقي" الى جميع المناضلين والأحرار والذين أطلعوا على الطبعة الأولى من الكتاب لتقديم ملاحظاتهم واضافاتهم وتصويباتهم لما ورد في الطبعة الأولى من أجل تلافيها في الطبعة الثانية، والتي نستعد لتهيئتها للطبع نهاية العام الحالي، وكلنا أمل أنه وفاءا لدماء الشهيدات أن تكون الطبعة الثانية خالية من الأخطاء والنواقص قدر الإمكان.
ولغرض استكمال المعلومات وتصحيح الاخطاء الواردة في الطبعة الاولى، كما نرفق لكم قائمة باسماء الشهيدات اللواتي ليس لدينا معلومات عنهن حتى الان .. ننتظر منكم المساهمة في استكمال المعلومات، واي اضافات اخرى ..
مع خالص التقدير لكل ملاحظة أو نقد تصل للجنة.
لجنة مطبوع "شموس ساطعة شهيدات الحزب الشيوعي العراقي"
قائمة بأسماء الشهيدات الخالدات اللواتي نحتاج معلومات عنهن
الشهيدة اكرام محمد علي حسين الحسيني
الشهيدة اكرام عبد الأمير حسين
الشهيدة أمل جلوب لازم
الشهيدة اقبال فالح كاظم الشمري
الشهيدة انوار محمد علي حسين
الشهيدة أمينة حسن حسين
الشهيدة حسنة مزهر جودة
الشهيدة بتول خضير بجماي
الشهيدة خولة عبد الرحمن
الشهيدة خديجة علي
الشهيدة درية سعيد رزاق   
الشهيدة خيرية حسن هاشم الصراف
الشهيدة رزكارة محمد غلام   
الشهيدة رحاب رؤوف عبد الرحمن العبايجي
الشهيدة ريواس احمد
الشهيدة زينب عبد الحسين الالوسي
الشهيدة سامية محمد صالح
الشهيدة زهرة ذياب حمود
الشهيدة سعاد الموسوي
الشهيدة سحر حميد علي السامرائي
الشهيدة سناء سهراب كريم
الشهيدة سعدية كاظم محسن الوائلي
الشهيدة سناء عبد الموجود محمد   
الشهيدة سناء عبد الحميد محسن
الشهيدة سوزان حسين سيسو   
الشهيدة سندس صبحي خضر ججو
الشهيدة شليتة دنخا هاجي هرمز   
الشهيدة شكرية عبد الحميد مقبل
الشهيدة صادقة محمد علي حسين   
الشهيدة شيرين خضر حمد
الشهيدة عبلة عبد جزعول   
الشهيدة صبيحة جرجيس يوسف
الشهيدة علية عبد الحسين   
 الشهيدة علاهن حسن نمر
الشهيدة عهود نجم طه العزاوي   
الشهيدة علية كاظم
الشهيدة الدكتورة فائزة باقر الجواهري   
الشهيدة الدكتورة فائزة عبد علي
الشهيدة فتحية سلمان داود   
الشهيدة فاطمة رسول محمود
الشهيدة فضيلة لطيف هزاع العبودي   
الشهيدة فخرية رسول محمود
الشهيدة قبيلة جاسم علي العامري   
الشهيدة فوزية علي محمد العتابي
الشهيدة كوثر مجيد عبد الباقي   
الشهيدة كريمة محمود ابراهيم
الشهيدة ليلى يوسف جرجيس   
الشهيدة ليلى نون
الشهيدة ناجحة الموسوي   
الشهيدة ماجدة عبد الكريم صالح
الشهيدة نضال عبد الواحد محمد الجواهري   
الشهيدة نجاة جبار حمه
الشهيدة نهلة حسين الشيالي   
الشهيدة نعيمة عباس رضا الحداد
الشهيدة هدية فيصل حطاب   
الشهيدة وردة داود خامس
الشهيدة وحيدة حسن جاسم   
الشهيدة هناء حميد عبد الهادي
الشهيدة وعد جواد عبد كاظم


23
في معرضه الشخصي التاسع
الفنان نوري عواد حاتم "أرسمُ الجمال..."


ستوكهولم: محمد الكحط
أفتتح في ستوكهولم المعرض الشخصي التاسع  للفنان نوري عواد حاتم يوم الجمعة 23 حزيران (يونيو) ويستمر لغاية 25 منه، في القاعة الكبرى لدائرة الـ ABF في سودرتيليا/ جنوب ستوكهولم، حضر الأفتتاح جمهور من أبناء الجالية العراقية والفنانين المتواجدين في ستوكهولم، حيث طافوا في أرجاء المعرض وهم منبهرون لما أبدعت أنامل الفنان، حيث حوى المعرض على 32 لوحة فنية على الأكلير والقماش والورق المدعم الحريري، وكل اللوحات جديدة لم تعرض سابقا، تنوعت مواضيعها بين البورتريت ولوحات عن التراث العراقي وحياة الناس وبساطة العيش للعراقيين، وأخرى معبرة عن الحب والسلام ولم يخلو المعرض من اللوحات الخصوصية منها تلك التي تجسد شناشيل البصرة، وغيرها من المواضيع والمضامين الأخرى.

 المعرض يؤكد إصرار الفنان نوري عواد على المواصلة والإبداع، ومن تابع معارض الفنان السابقة الخاصة منها والمشتركة، يتلمس بشكل واضح التطور في دقة الأعمال وجمالها والتي تنم عن خبرة طويلة في الفن التشكيلي، فهناك تطور ملموس بالأعمال، ولكي نقف على بعض حيثيات أعماله، أجرينا لقاءاً سريعاً مع الفنان نوري عواد خلال الأفتتاح وحصيلته، أنه هدف بالأساس الى ان يكون معرضه هذا ملتقى جديد للأصدقاء والأحباب بعد غيبة طويلة، وحاول أن يقدم الأفضل للجمهور، مستفيداً من ملاحظات الفنانين لمعارضه السابقة، وليقول لزملائه الآخرين لتنافس بشكل شريف لنقدم الأجمل، فالفنان لا يخضع لرغبات الآخرين بل لما تمليه عليه أفكاره وإلهامه، ويقول "البعض يأخذ عليّ كثرة تجسيد المرأة في أعمالي، فأنا أرسمُ الجمال، وهل أجمل من المرأة....!..."

الفنان نوري عواد حاتم من مواليد 1948 في مدينة الديوانية، وأكمل دراسته الإعدادية الفرع العلمي. خريج جامعة بغداد ـ كلية التربية/ علوم الحياة عام 1969- 1970. ولم يدرس الفن التشكيلي أكاديميا، عمل مدرساً لمدة سنتين في الجزائر وأقام معرضاً في الجزائر للتعريف بحضارة وادي الرافدين في المدينة التي كان يعمل بها، دخل دورة علوم الحياة الثانية في بغداد وحصل على المرتبة الأولى، أكمل دراسته العليا (الماجستير) في الفسلجة الحيوانية، ولظروف سياسيه نقل إلى وظيفة كتابية في المديرية العامة لتربية القادسية، حصل بعدها على درجة قائد تربوي بعد إشتراكه في دورة القادة التربويين في بغداد عام 1980، أحيل على التقاعد عام 1991 قبل إكماله الخدمة، سافر الى ليبيا عام 1997 ولمدة سنتين، عاد الى أرض الوطن بعد عام 2003، عمل في صياغة الذهب حيث مهنة أباه وأجداده، وبمهارة في التخريم والتركيب، حصل على جوائز عديده لنشاطه في أعمال الوسائل التعليميه وتتشغيل البعض منها وصناعة السلايدات المجسمة. حصل أثناء وجوده في الوظيفه على 47 شكر وتقدير، ترك أرض الوطن مجبراً وهاجر الى مملكة السويد، حيث إشترك بعدة معارض منها في الجمعية المندائية في ستوكهولم، ومع جمعية زيوا المندائية  وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وتجاوزت أعماله أكثر من ثلاث مئة لوحة.
ومع باقات الورد التي حصدها الفنان من الجمهور ودعناه، ونحن نشد على يديه متمنين له الاستمرار في إبداعه الجميل.

 بعض لوحات المعرض:

 

 

 
 
 



24
الى أبناء الجالية العراقية في السويد

في غمرة الإحتفالات بعيد الأضحى المبارك، أقدم مواطن من اصول عراقية بحرق نسخة من القرآن الكريم، أمام المسجد الكبير وسط العاصمة ستوكهولم، في تحد سافر ومرفوض لمشاعر بنات وأبناء الجالية المسلمة، ومخالف لمفاهيم التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات.
تنسيقيات التيار الديمقراطي في السويد، تدين بغضب شديد هذا الفعل الشائن، وتطالب السلطات السويدية، بعدم السماح بتكرار الأعمال المسيئة التي تتعارض والسلم الأهلي والتعايش الثقافي والمساواة، وتثير الكراهية.

لنصّن جميعاً، السويد، بلداً للحريات وللتعايش الثقافي والمساواة!

تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم
تنسيقية التيار الديمقراطي في غرب السويد
تنسيقية التيار الديمقراطي في جنوي السويد
تنسيقية التيار الديمقراطي في لينشوبنغ
2/7/2023


25
دعوة لحضور ندوة ثقافية للدكتور محمد كحط عبيد الربيعي‬


26
اعلان من جمعية بغداد للثقافة والمسرح
تفتح جمعية بغداد للثقافة والمسرح أبوابها لاستقبال أعضاء إدارة جدد ممن يرى في نفسه القدرة والقابلية على تحمل مسؤولية عمل ثقافي للاندماج مع المجتمع السويدي بكافة الميادين. إن كنت من محبي المسرح والموسيقى تعال معنا لنبدأ فرقتنا المسرحية معا.
سجل اسمك للقائنا الأول عبر الزوم يوم الأحد 21/5 الساعة السابعة مساء ولغاية الثامنة مساء.
اهلا وسهلا فيكم
ممكن التواصل مع رئيسة الجمعيه الاستاذة عاتية سلام عبر الميل
 bagdad.irak1804@gmail.com
Tel:0761775733
Secreter: Mohamed lachi
Tel: 0737554427

Atia Salam is inviting you to a scheduled Zoom meeting.

Topic: Bagdad kultur ochteaterförening
Time: May 21, 2023 07:00 PM Pacific Time (US and Canada)

Join Zoom Meeting
https://us04web.zoom.us/j/78119403603?pwd=SfsnvSYiUImLRZkGPBxWWR4KTDgEbU.1

Meeting ID: 781 1940 3603
Passcode: a33CWr

تحيات جمعية بغداد للثقافة والمسرح

Bagdad kultur och teaterförening går i tankar på att förnya styrelsen, du som anser att du har förmåga att ta på dig ansvar för kulturs arbete och vill arbeta med integrationsfrågor då har du möjlighet med oss.
Du kanske har intresse för musik och teater, då kan vi starta en grupp tillsammans. Vänligen registrera dig till vårt första möte via Zoom söndag den 21 Maj kl:19.00-20.00
Kontaktuppgift
Ordförande : Atia Salam
bagdad.irak1804@gmail.com
Tel:0761775733
Secreter: Mohamed lachi
Tel: 0737554427
Atia Salam is inviting you to a scheduled Zoom meeting.

Topic: Bagdad kultur ochteaterförening
Time: May 21, 2023 07:00 PM Pacific Time (US and Canada)

Join Zoom Meeting
https://us04web.zoom.us/j/78119403603?pwd=SfsnvSYiUImLRZkGPBxWWR4KTDgEbU.1

Meeting ID: 781 1940 3603
Passcode: a33CWr
Bästa hälsningar
Bagdad kultur och teaterförening
Atia Salam

27
دعوة من جمعية بغداد للثقافة والمسرح
تفتح جمعية بغداد للثقافة والمسرح أبوابها لاستقبال أعضاء إدارة جدد ممن يرى في نفسه القدرة والقابلية على تحمل مسؤولية عمل ثقافي للاندماج مع المجتمع السويدي بكافة الميادين، إن كنت من محبي المسرح والموسيقى تعال معنا لنبدأ فرقتنا المسرحية معا.
سجل اسمك للقائنا الأول عبر الزوم يوم الأحد 21/5 الساعة السابعة مساء ولغاية الثامنة مساء.
اهلا وسهلا فيكم
Bagdad kultur och teaterförening går i tankar på att förnya  styrelsen, du som anser att du har förmåga att ta på dig ansvar för kulturs arbete och vill arbeta med integrationsfrågor då har du möjlighet med oss.
Du kanske har intresse för musik och teater, då kan vi starta en grupp tillsammans. Vänligen registrera dig till vår första möte via Zoom söndag den 21 Maj kl:19.00-20.00
🌷
Har det bra så länge
Atia Nour

مع أطيب وأرق الأمنيات

28
دعوة
إلى الجالية العراقية والعربية فى السويد
تحية طيبة!   
جمهورنا العزيز جمهور طيور دجلة الكريم ها نحن على العهد باقون لكى  نعيد اللقاء  معكم من جديد  ونشارككم فرحة الاستمتاع با اجمل باقة من الاغانى العراقية التراثية المختارة من قبل المايسترو المتالق فاضل فالح ..
شاركونا هذا اللقلء والفرحة للحضور الى حفلنا الاستثنائي فى ABF Z-salen  يوم 27 ماى .
للحجز اتصلوا بالرقم 0722565594
اهلا وسهلا بالجميع 
ادارة طيور دجلة 
 

29
يسر مرايا دعوتكم لحضور أمسية للإعلان عن انطلاقها وحضور أولى نشاطاتها الثقافية
بحفل توقيع رواية  خياط الحي  للأديبة زينب الكناني 
السبت الموافق الثالث عشر من شهر آيار القادم وفِي تمام الساعة الثالثة بعد الظهر
وفي مقر بناية sensus  الواقعة في Medborgarplatsen 4

 

30
أخبار العراق / دعوة يوم الشهيد
« في: 19:40 17/02/2023  »

31
المعرض السنوي 45 للصورة الفوتوغرافية
فن وإبداع


بغداد- محمد الكحط
بحضورٍ رسمي وجماهيري كبير أقامت الجمعية العراقية للتصوير المعرض السنوي الـ 45 للصورة الفوتوغرافية يوم السبت 28 كانون الثاني / يناير 2023 على قاعة الفن الحديث كولنبكيان في ساحة التحرير بالتعاون مع دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة وبرعاية العديد من المؤسسات العراقية.
أفتتح المعرض بالنشيد الوطني العراقي وقراءة صورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق، وتم الترحيب بالجميع وبممثل رئيس الوزراء د . عارف الساعدي وبالسيد جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، وبالرعيل الأول من مؤسسي وأعضاء الجمعية القدامى، ومن ثم كلمة رئيس الجمعية العراقية للتصوير هادي النجار الذي رحب بالضيوف وبجميع الفنانين المشاركين في المعرض، وأشار إلى الأنقطاع والتأخر في تنظيم هذا المعرض بسبب ظروف جائحة كورونا، ثم توالت الكلمات التي أثنت على نشاط الجمعية ودورها في الحياة الثقافية، وتم التأكيد خلالها على ضرورة تعدد الجهات الثقافية للجمعية لعراقتها وتقديم الدعم لها في حقل التصوير، كذلك تحدث ممثل شركة الأفراح احمد الفريجي أحد الراعين لهذا المعرض والذي شكر الجمعية وقال نتشرف بالحضور ومستعدين لتقديم الخبرة عن الإنتاج والتوزيع الفني للجمعية، بعدها تم تكريم أعضاء لجنة التحكيم وبعض الرواد وكبار السن من أعضاء الجمعية، وكذلك تم تكريم جمعية مصوري إقليم كردستان، والتي قدمت بدورها هدية من جمعية مصوري كردستان للجمعية العراقية للتصوير ومن ثم تقديم الجوائز على الفنانين الفائزين.
حوى المعرض أعمالا وصورا لمختلف الجوانب الحياتية منها الاجتماعي والسياسي وكانت صورا خاصة عن انتفاضة تشرين، وتناولت أخرى الإرث التراثي والعادات والتقاليد وغيرها من صور الطبيعة والكائنات الحية، كما ساهم عدد من أجيال المصورين من مختلف الاتجاهات ومن جميع المحافظات وأعمال من بعض المصورين المغتربين، و في محورين أساسيين هما محور ملون مفتوح ومحور احادي مفتوح مع محور خاص هو محور الصورة الصحفية، حيث قدمت مئات الأعمال. وتم اختيار الأعمال الفائزة من قبل لجنة التحكيم لتكون في المعرض وهي ما يقارب المائة عمل حيث تم توزيع الميداليات والشارات المقدمة من الجمعية العراقية ومن الاتحاد الدولي لفناني التصوير.
بعدها جرى قص الشريط إيذانا لدخول المعرض على قاعة جواد سليم في قاعة الفن الحديث كولنبكيان.
من الأعمال الفائزة:
- في المحور الملون، صورة "الإطار" لرحيم السيلاوي من كربلاء بالميدالية الذهبية، وصورة "الله أكبر" لليث زايد بالميدالية الفضية من بغداد، وصورة "جدتي" لأحمد عبد الأمير من البصرة بالبرونزية. وحصلت صورة "من البحر إلى النحر" لعلي كريم الساري من البصرة على الميدالية الذهبية المقدمة من الاتحاد الدولي لفناني التصوير.

- في المحور الأحادي اللون، فازت صورة "الشتاء في سلوفينيا" للمغترب كريم الذهبي بالميدالية الذهبية المقدمة من الجمعية، وصورة "السراب العبادي" لرسول العوادي من كربلاء بالميدالية الفضية، وصورة "العائلة" لمحمد السعدي من كربلاء بالبرونزية، وفازت صورة "عازف الكمان" لزيد نعيم من القادسية على الميدالية الذهبية المقدمة من الاتحاد الدولي لفناني التصوير.

- في المحور الصحفي، فازت صورة "انقاذ روح" لأحمد سعد من بغداد بالميدالية الذهبية المقدمة من الاتحاد الدولي لفناني التصوير، وصورة "النجاة بك ياحسين" لمحمد الخفاجي من كربلاء بالميدالية الذهبية المقدمة من الجمعية، وصورة "تحرير الموصل" لحيدر محمد علي من البصرة بالميدالية الفضية من الاتحاد الدولي لفناني التصوير، وفازت صورة "يفتحون العيون لدخانها" لهبة علي من كربلاء على الميدالية البرونزية المقدمة من الجمعية، وفازت صورة "متظاهر عراقي" لكرار ناصر بالجائزة البرونزية المقدمة من الجمعية العراقية للتصوير .
نتمنى لجميع المصورين ولجمعيتهم النجاح والتطور المستمر.


صور فائزة في المعرض:
 

32
جلسة احتفاء ووفاء بالشاعر والناقد الدكتور علي جعفر العلاق


محمد الكحط - بغداد-

عقدت جلسةٍ احتفالية وادعة أقامتها دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة العراقية احتفاءً بقامة من قامات الثقافة العراقية والعربية وهو الشاعر والناقد الدكتور علي جعفر العلاق وتوقيع كتابه ((إلى أين أيتها القصيدة.... سيرة ذاتية)) وهو من إصدارات الدار، قدم وأدار الفعالية الشاعر حسن عبد راضي متحدثا عن العلاق بكلمات مفعمة بالحميمية معرفاً بسيرته الإبداعية خصوصا كونه أحد العاملين في دار الشؤون الثقافية ونهض بعدة مهام، وتحدث مدير عام الدار الدكتور عارف الساعدي بشكل مكثف وبكلمات الوفاء لمبدع عراقي قدم للثقافة العراقية الجادة جهدا وتفانيا عندما كان العلاق مديراً للمسارح والفنون الشعبية في العراق 1976-1978، ومحــاضرا في جامعتي بغــــداد والمستنصريــة للفـترة 1985-1990، ورئيسا لتحـريــر مجــلــة الأقـلام الأدبيــة مــن 1984 وحتى 1990.
وقدمت خلال الجلسة الاحتفالية عدة مداخلات منها مداخلة للدكتور رحمن غركان وأخرى للدكتور علاوي كاظم كشيش والأخيرة كانت للناقد بشير حاجم، ورغم قصر الوقت المتاح للمتداخلين إلا أنهم أجادوا في عكس ما تركه العلاق من إبداع وعطاء ومن أثرٍ في الساحة الثقافية العراقية والعربية، ثم تحدث العلاق شاكرا دار الشؤون الثقافية ومديرها معبرا عن سروره وارتياحه لهذه الفعالية التي تؤكد الوفاء وحسن التوجه وعدم نسيان من قدم وعمل وأنجز يوما ما للساحة الثقافية، وأشار إلى بداياته منطلقاً من مرحلة الطفولة حيث الريف العراقي في الكوت تحديدا، والفقر المدقع يلف أبناء الريف وقسوة الحياة والعائلة وخصوصا ما عاناه من قسوة وحنان الأب وما تركه في حياته من أثر عميق، جنبه الزلل والخطأ، رغم ما أكده عن ضرورة أن يمر الإنسان بتجارب يتعلم فيها من أخطائه وهفواته، كما تناول خطواته الأولى في الكتابة وعن عذوبة حياة القرية، متنقلا في عوالم خمسينيات وستينات حتى تسعينات القرن الماضي وما رافقته من ظروف وهو يتحف الحضور ببعض قصائده التي لكل منها عوالم من الجمال ونبض خاص من الحياة عاشها الدكتور علي جعفر العلاق، لقد أعادتنا هذه الفعالية إلى عوالم سبعينات القرن الماضي حيث شهدت الساحة الثقافية أوجها وتألقها الجميل.
والعلاق من مواليد 1945 في الكوت مركز محافظة واسط، تخرج في الجامعة المستنصرية قسم اللغة العربية عام 1973، ثم الدكتوراه من جامعة إكستر في بريطانيا عام 1983. غادر العراق عام 1991 للتدريس في جامعـــة صنعاء حتى عام 1997، ثم عمل أستاذا للأدب والنقد الحديث في جامعة الامارات العربية حتى 2015.
كرمه المهرجان الثقافي العربي الأول في إسطنبول 2022، عن منجزه الشعري والنقدي والأكاديمي، وحصل على جائزة العويس الثقافية، فرع الشعر، الدورة السادسة عشرة، 2019، كما تم تكريمه في ملتقى فضاءات للمبدعين العرب، عمان 2016، وفاز كتابه ((الشعر والتلقي)) بجائزة معرض الشارقة الدولي للكتاب، في 1997، كأفضل كتاب في الإبداع الأدبي، ونال غيرها من الجوائز والتكريمات.
-  من دواوينه الشعرية:
- لا شيء يحدث ... لا أحد يجيء 1973
- وطن لطيور الماء 1975
- شجر العائلة 1979
- فاكهة الماضي 1987
- أيام آدم 1993
- وله مؤلفات في النقد والدراسات والمقالات منها:
-   ممالك ضائعة، 1999
-   نداء البدايات سيد الوحشتين، 2006
-   ها هي الغابة فأين الأشجار، 2007
قبيلة من الأنهار، 2008
هكذا قلت للريح، 2009
حتى يفيض الحصى بالكلام، 2013
حياة في القصيدة، 2015
ذاهب لاصطياد الندى، 2017
فراشات لتبديد الوحشة، 2021
الشعر والتلقّي: دراسات نقديّة، 2013
في حداثة النص الشعري، 2013
الدلالة المرئية، 2013
من نص الأسطورة إلى أسطورة النص، 2017
في مديح النصوص، 2018
المعنى المراوغ؛ قراءات في شعرية النص، 2020




33
حوار مفتوح مع الكاتب النصير يوسف أبو الفوز

التاريخ: السبت 2022.11.19
الوقت: 00:16 - 00:18
العنوان: في مؤسسة الفولك مقابل المسبح في  شارهولمن
إدارة وتقديم : محمد الكحط
 
تقيم رابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد، بالتنسيق مع مؤسسة FOLK، حوارا مفتوحا مع الكاتب النصير يوسف أبو الفوز، القادم من فنلندا، في أمسية حوار مفتوح، يتحدث فيها عن : التجربة الادبية وآخر الإصدارات.
 

الدعوة عامة للجميع


34
الدكتور خليل عبد العزيز في ضيافة رابطة الأنصار في ستوكهولم



محمد الكحط – ستوكهولم-
استضافت رابطة الأنصار الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم وشمال السويد الدكتور خليل عبد العزيز في أمسية ثقافية يوم السبت 5 ديسمبر/ تشرين الثاني 2022 في ستوكهولم، قدمه الأستاذ فرات المحسن معرفا بسيرته الذاتية بداية حياته النضالية في صفوف الحزب الشيوعي العراقي واتحاد الطبة العام واتحاد الشبيبة، وما تعرض له من سجن ونفي في بدرة، وكيف أكمل مشواره بعد ثورة 14 تموز، ومن ثم فسح المجال للضيف الدكتور خليل الذي ركز على نشاطه السياسي وتوقف عند عدة محطات مهمة منها قبل ثورة 14 تموز وأحداث الشواف في الموصل، ومن ثم الهجرة الى الاتحاد السوفيتي والتحصيل العلمي ونشاطه وعمله في معهد الاستشراق السوفيتي، وما واجهه من معوقات وأحداث كثيرة في عدة بلدان.
وأثارت تلك الرحلة الجميلة بمضامينها والصعبة في أجوائها العديد من الأسئلة والاستفسارات  من قبل الحضور، وتم النقاش فيها مع الضيف د. خليل عبد العزيز ومحاوره الاستاذ فرات المحسن.
في النهاية تم تكريم الضيف بباقة من الزهور، شاكرين له ومتمنين المزيد من اللقاءات لمعرفة المزيد من خفايا رحلته.
 
 

35
فرقة طيور دجلة في مهرجانها الثامن بعنوان: فرحة الطير إليرِد يوم 12 نوفمبر

جمهورنا الحبيب. نلتقيكم مجدداً في مهرجان طيور دجلة الثامن "فرحة الطير إليرِدْ" والذي سيقام على قاعة مسرح فندق Clarion sing hotell وسط العاصمة ستوكهولم.

لقائنا بكم يوم 12 November مع أجمل وأعذب الألحان، الأنغام والأصوات وبقيادة المشرف الفني عباس نجم.
ضيف الحفل الفنانة العراقية العالمية بيدر البصري.

نتمنى ان تقضوا معنا ليلة عراقية أصيلة

#طيور_دجلة
#مهرجان_طيور_دجلة

Kära publik, vi möts återigen på Tigris Fåglars åttonde festival " Fåglarnas glädje vid återkomst" under ledning av Abbas Najem.
Tigris Fåglar och den kända sångerskan Baidar Albasri bjuder

تلتقيكم فرقة طيور دجلة في مهرجانها الثامن بعنوان: فرحة الطير إليرِد
وذلك يوم 12 نوفمبر الساعة السادسة مساءاً
يتضمن المهرجان حفل فرقة طيور دجلة بقيادة وإشراف عباس نجم
و حفل الفنانة العراقية العالمية بيدر البصري
رقم الهاتف للحجز: 0722565594
العنوان: Clarion Hotel Sign, Östra Järnvägsgatan 35, Stockholm
احجز مكانك الآن
Tigris Fåglar فرقة طيور دجلة Tigris Birds
Abbas Najem
Baidar Al Basri | الفنانة بيدر البصري
Clarion Hotel Sign

36
أخبار العراق / إعلان فعالية
« في: 19:02 26/10/2022  »
.

37

‪ ندوة عن التعليم في العراق بين التحديات والطموح والمعالجات‬

 
 https://www.iraqiwomensleague.com/mod.php?mod=news&modfile=item&itemid=72935#.YzlhQHZBzcs


ندوة عن التعليم في العراق بين التحديات والطموح والمعالجات

 السبت 8/10/2022 السادسة مساءا بتوقيت وسط اوروبا.. السابعة بتوقيت العراق

رابطة المراة العراقية is inviting you to a scheduled Zoom meeting.

Topic: رابطة المراة العراقية's Zoom Meeting
Time: Oct 8, 2022 06:45 PM Baghdad
🌹🌹🌹
Join Zoom Meeting
https://us02web.zoom.us/j/85851280363?pwd=emhycVd6ZUowME9WeDN3OS9DdkpVQT09

Meeting ID: 858 5128 0363
Passcode: 006618
One tap mobile
+13863475053,,85851280363#,,,,*006618# US
+15642172000,,85851280363#,,,,*006618# US

Dial by your location
        +1 386 347 5053 US
        +1 564 217 2000 US
        +1 646 931 3860 US
        +1 669 444 9171 US
        +1 669 900 6833 US (San Jose)
        +1 719 359 4580 US
        +1 929 205 6099 US (New York)
        +1 253 215 8782 US (Tacoma)
        +1 301 715 8592 US (Washington DC)
        +1 309 205 3325 US
        +1 312 626 6799 US (Chicago)
        +1 346 248 7799 US (Houston)
Meeting ID: 858 5128 0363
Passcode: 006618
Find your local number: https://us02web.zoom.us/u/kevXnaxAqh

38
كانوا في الخيمة
جنود مجهولون
 مهرجان اللومانتيه في باريس 2022
الإنسانية هي أجمل كلمة

 

محمد الكحط – باريس-
تصوير: سمير خلف

الإنسانية هي أجمل كلمة، بل أعظم هدف، وتحت رايتها وقيمها ينطلق هذا المهرجان سنويا، ورغم انه أنعقد هذا العام بعد  انقطاع دام سنتين بسبب جائحة كورونا، ومهرجان اللومانتيه هو عيد باريس بل فرنسا بأسرها ومعها كل الأحرار في العالم، هو المهرجان السنوي لصحيفة اللومانتيه (ألإنسانية)، للحزب الشيوعي الفرنسي، والذي تم خلال الأيام 9 -11 سبتمبر/أيلول 2022، وكان هذهِ المرة في مكان جديد أكثر إتساعا في القاعدة الجوية بليسي باتيه في مدينة بريتيني سور اورج في ضواحي جنوب باريس، والحديث عن المهرجان ذو شجون، وكل من حضره ولو مرة واحدة سيظل يتذكر هذا الكرنفال، لأنه يعقد تحت راية ألسلام والمحبة بين الشعوب، وشهدت أيام المهرجان العديد من النشاطات والفعاليات السياسية والثقافية والفنية المنوعة التي تدعم رسالة المهرجان.
في خيمة طريق الشعب خيمة كل العراقيين حيث سميت هذا العام بخيمة الفقيد الفنان التشكيلي صلاح جياد، كان هنالك نشاط دؤوب، في كافة المجالات السياسية والثقافية والفنية والاجتماعية.
لقد غابت وجوه عزيزة لأسباب عديدة منها الجائحة والمكان الجديد وبعده بعض الشيء، وقد تذكرناهم بالطيب والمحبة على أمل ان نلقاهم مستقبلا، لكن في المقابل حضرت وجوه وشخصيات جديدة لأول مرة، يمكن القول ان الخيمة تميزت ونجحت رغم المعوقات العديدة التي برزت خلال العمل.
ويقف خلف هذا النجاح رفاق وأصدقاء كانوا يعملون كخلية نحل، وهم جنود مجهولون بحق، وواجب علينا جميعا شكرهم والثناء عليهم وذكرهم، ولا ننسى بالبداية من قام بالعمل الكبير قبل المهرجان لعدة ليالي من أجل التهيئة والاعداد لإنشاء الخيمة في الموقع الجديد وهم رفاقنا وأصدقاؤنا في منظمة الحزب في فرنسا، والرفاق والأصدقاء القادمون من خارج فرنسا، منهم الرفاق فؤاد الصفار وعدنان أحمد والأصدقاء مازن ياسين وزوجته السيدة ريمة وليد، وعائلة هادي ميران، وثامر زينل (أبو سراب) ومحمد صادق الصراف (أبو أسامة)، قاسم العثماني (أبو أكرم)، وماجد فيادي وعلاء مهدي، وخالد حسين ووسام سكيري وعبد المنعم علي حسين التميمي (أبو سلام) وريا سلم علي وفاضل الاعرجي (أبو صارم) ورفيق مراد( أبو سوزان) وسلام عادل وابنتها صدى التي اتحفتنا بأجمل الأغاني، وسوسن طبلة (دجلة) وعائلة أبو فرح رزاق الحكيم وبشرى عبد علوان، وكذلك الرابطيات (عضوات رابطة المرأة العراقية) حيث قامن بنشاطات مهمة خلال المهرجان، ولا ننسى الرفاق الاعلاميين الذين غطوا المهرجان من مختلف جوانبه، وهم الأعزاء رشاد الشلاه (أبو ميس)، داود أمين منشد (أبو نهران) ويوسف أبو الفوز ومحمد الكحط (أبو هيلين) وسمير طبلة وسمير خلف (أبو سامر) وعادل حسين (كاوه) وطه رشيد أبو سلام وأم سلام.
 
 
وكان لحضور الرفاق الأنصار نكهة خاصة أعطت للمهرجان حيوية ونشاط كالعادة، ولا ننسى مجموعة الشباب والذين لا أعرف أسماءهم، ونعتذر عن نسيان بعض الأسماء التي ربما غابت عن الذهن لكنها موجودة في القلب.
التقينا مع بعض الحضور في الخيمة لأخذ انطباعهم عن المهرجان.
السيدة سوسن خضر (أم ثبات) تحضر اللومانتيه لأول مرة تقول، ((جميل جدا تواجد شعوب العالم وحضور الرفاق والأصدقاء..((.
الرفيق رشيد غويلب والذي يحضر منذ سنة 2001 ((المهرجان يعد تظاهرة أممية تضامنية سياسية ثقافية ومناسبة للقاءات بنشطاء يساريين من جميع أنحاء العالم((
الشاعر عبد القادر البصري أبو طليبة ((...المهرجان مناسبة أممية جيدة....).
عبد الرزاق الحكيم أبو فرح الحاضر المزمن مع أم فرح منذ 1996، ((الانطباع منذ السنة الأولى كان مدهش، وخاصة في المدينة العالمية حيث تجمع الشيوعيين واليساريين وبروح ومبادئ سامية شيء مفرح...))
وردا البلاتي أبو ميسون وهو يحضر للمرة الثانية (( ظاهرة سياسية كبرة حيث تتجمع قوى التحرر لخدمة العدالة الاجتماعية....)).
أما الاعلامية أفراح شوقي والتي تحضر لأول مرة تقول، ((المهرجان حمل رمزية خاصة للحياة، بعد الانزواء الذي فرضته ازمة كورونا وشهد فعاليات واحتفالات ومشاركات أكثر من المتوقع رغم بعض صعوبات الوصول والزحام والامطار التي اجتاحت الخيم، أما خيمة طريق الشعب فكانت شعلة من نشاط دؤوب أجمل ما فيها الجلسات الثقافية والندوات السياسية وهي تتحدث عن الوضع الشائك في العراق ولا ننسى وجوه العراقيين القادمين من كل دول العالم لتحتضنهم الخيمة تماما كأرض الوطن شكرا كبيرة لكل القائمين على المهرجان...)).
فعلا فقد عمل الجميع في الخيمة وخلف الخيمة لتجهيز وتهيئة كل شيء بحرص وتفاني وبالسرعة المطلوبة، وهنالك من كان يعمل لأستمرار تدفق المواد للخيمة من الأسواق، وهكذا كان التعاون والأنسجام بين الجميع خلق أجواء جميلة وصداقات جديدة، شكرا للجميع وهكذا عندما حانت ساعة الوداع على أمل اللقاء المقبل وسط التفاؤل بالمستقبل، وستظل شعلة اللومانتيه (الإنسانية) متقدة لحين تحقيق الحلم بالعالم السعيد.
 
 
 
 
 
الاعلامية أفراح شوقي
 
ثامر زينل (أبو سراب)
 
محمد صادق الصراف (أبو أسامة)

 
قاسم العثماني (أبو أكرم)
 
عائلة هادي ميران

 
 
ماجد فيادي
 
زياد شلتاغ
 
رفاه واسيل

 

39
من أجل عالم بلا حروب
وغدٍ وضاء للبشرية
 رسالة مهرجان اللومانتيه في باريس
 للعام 2022


تقرير: محمد الكحط – باريس-
تصوير: سمير خلف

بعد  انقطاع دام سنتين بسبب جائحة كورونا، انطلق مهرجان اللومانتيه ((المهرجان السنوي لصحيفة اللومانتيه (ألإنسانية)، للحزب الشيوعي الفرنسي)) يوم الجمعة 9 واستمرت فعالياته حتى الأحد 11 سبتمبر/أيلول 2022، وهذهِ المرة كان في مكان جديد أكثر إتساعا حيث تبلغ مساحته 60 هكتارا (600000 متر مربع) في القاعدة الجوية بليسي باتيه في مدينة بريتيني سور اورج في ضواحي جنوب باريس، وطيلة أيام المهرجان الذي طغى عليه الحضور الشبابي الكبير رغم هطول الأمطار، فقد أستمر توافد الآلاف من كل صوب وسط أجواء التحدي للأمبريالية ومخططاتها، ومن أجل ألسلام والمحبة بين الشعوب، وعالم خالٍ من الحروب ومآسيها، عالم العدالة الاجتماعية.
 كانت أجواء الفرح والتضامن هي السائدة هنا، حيث ممثلي قوى التقدم والتحرر والديمقراطية واليسار من كل انحاء العالم، وكانت هذه هي رسالة المهرجان للبشرية.
وشهدت أيام المهرجان العديد من النشاطات والفعاليات السياسية والثقافية والفنية المنوعة التي تدعم رسالة المهرجان.   
وتشارك خيمة طريق الشعب خيمة كل العراقيين في هذا المهرجان للمرة الـ 52، وقد سميت هذا العام بخيمة الفقيد الفنان التشكيلي صلاح جياد، فبدأت نشاطها كالمعتاد عشية المهرجان مساء الخميس 8 سبتمبر وسط بهجة اللقاءات بين الرفاق والأحبة القادمين من كل صوب، فكان هناك معرض للفن التشكيلي للفنان وسام سكيري.
أول الفعاليات هو اللقاء مع ممثلي قيادة الحزب، سبقتها كلمة ترحيبية بالحضور، ومع عزف السلام الجمهوري العراقي موطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الرفاق الذين فقدناهم خلال السنوات الثلاث الماضية وشهداء الحزب وانتفاضة تشرين، قام الرفيق فؤاد الصفار ممثل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا بتقديم الرفيق فاروق فياض عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ومرحبا بالرفيق كاوة محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني، وبالرفيقة سهاد الخطيب، عضو اللجنة المركزية للحزب.
تحدث الرفيق فاروق فياض عن آخر مستجدات الوضع السياسي في العراق وما يمر به من ظروف معقدة، في جميع مفاصل الدولة، حتى وصلت لحالة الاستعصاء السياسي بل والتناحر المسلح، وأكد على مطلب الحزب والجماهير بضرورة حل البرلمان وأجراء انتخابات جديدة بشروط يستطيع فيها شعبنا من أختيار ممثلية بشكل سليم، وتناول موضوع تمترس القوى المتنفذة بأساليبها ومحاولتها فرض سياسة المحاصصة من جديد ليبقى الفساد والفاسدين في أمان، خصوصا بوجود الأموال الكثيرة في خزينة الدولة لنهبها بدلا من استخدامها بشكلها الصحيح لخدمة شعبنا. بعدها فسح المجال للمداخلات والأسئلة من قبل الحضور حيث أجاب عنها الرفيق مشكورا، وكان الحوار مهما لتوضيح وجهات النظر خصوصا فيما يتعلق بعمل الحزب الجماهيري والوطني.
وفي أول أيام المهرجان الجمعة ٩ سبتمبر/ أيلول تم عقد ندوة استذكارية للفقيد الفنان صلاح جياد الذي تفتقده الخيمة لدورتين، لكن روحه لازالت ترفرف هنا في الخيمة لما تركه من أثر عميق في ثناياها، كان أحد أعمدة خيمة طريق الشعب لسنواتٍ طويلة، فهو الذي يخطط ويرسم ويطرز خلفية المنصة وشعار الخيمة وتصميمها، ويبقى طيلة أيام المهرجان مساهماً بجميع فعالياتها، يمنح الجميع الدفء بهدوئه وحبه ولطفه، تحدث خلالها الفنان التشكيلي غسان فيضي عن حياة وتجربة الفقيد الفنية مشيدا بأبداعه وتميزه المبكر وأوضح مدى تواضعه وتعاونه وطيبته وإنسانيته التي عكستها أخلاقه ورقي سلوكه الاجتماعي، وتم عرض فلم وثائقي عن الفقيد من اعداد صديقه الفنان فيصل لعيبي .
 
كما أستضافت خيمتنا الرفيق كاوة محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني وقدمه الرفيق رشاد الشلاه حيث تحدث عن آخر التطورات السياسية في العراق عامة وأقليم كردستان خاصة، وخصوصية القضية الكردية، بعدها فسح المجال للحوارات والاسئلة والاستفسارات والتي أجاب عنها الرفيق مشكورا.
وفي المساء كان الجميع على موعد مع فرقة بابل الفنية القادمة من الدنمارك، وهي فرقة تأسست عام 2014 من قبل مجموعة من الصديقات والأصدقاء من محبي الموسيقى والغناء، يقودها حاليا الملحن سعد الاعظمي وعازف الكمان كوران ابراهيم، ومسؤولة الفرقة وأحدى عضواتها بشرى علي مع زميلاتها روبار سعيد ونيكار مصطفى وصباح حمدون والادارية غصون بدري، بالاشتراك مع الشاب برهان محمد، حيث أتحفت الحضور بأجمل الأغاني العراقية التراثية والوطنية الأصيلة التي أستمرت حتى منتصف الليل مع الفرح والبهجة من قبل الحضور والضيوف من خارج الخيمة، وعادت في اليوم الثاني لتقدم أغاني جديدة جميلة، فشكرا لهم.
وفي يوم السبت 10 سبتمبر/ أيلول قدمت ندوة للرفيقة سهاد الخطيب عضو اللجنة المركزية، عن دور المرأة في انتفاضة تشرين، أدارها الرفيق طه رشيد، حيث تحدثت عن نضالات المرأة العراقية داخل الوطن ومساهمتها السياسية خصوصا في انتفاضة تشرين حيث كان للنساء ولعضوات رابطة المرأة العراقية دور واضح ومهم، قوبل باحترام وتقدير الحضور، كما تحدثت عن النشاطات النسوية الأخرى من أجل أخذ حقوقها ومساهمتها في بناء الوطن، وتم عرض فلم وصور عن تلك النشاطات.

وقدمت الدكتورة شذى بيسراني مداخلة عن مشاركة رابطة المرأة في مؤتمر اتحاد النساء الديمقراطي العالمي الذي عقد في فنزويلا، نيسان 2022، وعن أهمية هذا المهرجان وما تم فيه من قرارات تصب في صالح النساء في العالم.
تلا ذلك  لقاء مع الفنان والناقد التشكيلي زياد جسام، الذي قدمه الرفيق محمد الكحط، مستعرضا سيرته الفنية وتعدد مواهبه، ومن ثم تحدث الفنان زياد عن فنه وخصوصية أعماله ومضامينها، وهو الذي يحول المواد المهملة الى أعمال فنية ذات طابع جمالي متميز، وتم عرض بعض أعماله منها مجسم لجريدة طريق الشعب.
وفي فقرة فنية جميلة أخرى قام الفنان الخطاط محمد صالح بعمل لوحات فنية من الخط العربي أمام الجمهور، بمصاحبة عازف العود أحمد ناجي، وكان عرضا رائعا نال استحسان الحضور، وعرضت اللوحتين للمزاد وذهب ثمنها تبرعا لبناء مقر الحزب الشيوعي الجديد.
 
وكالعادة انطلقت المسيرة النسائية التي تنظمها رابطة المرأة العراقية في مهرجان اللومانتيه من أمام خيمة طريق الشعب حيث ساهم فيها العديد من الحضور والحاضرات، وطافت شوارع المهرجان، وهي ترفع شعارات تطالب بالدولة المدنية وبالمساواة وحرية التعبير وحرية المرأة وضمان الحياة الحرة الكريمة للجميع.
 
وعودة للخيمة ولقاء فني جميل مع الفنانتين الدكتورة سفانة والدكتورة شروق الحلوائي القادمتين من الدنمارك اللتين قدمتا أجمل الأغاني والألحان والعزف، منها أعمال خاصة من تلحين سفانة.
في يوم الأحد 11 سبتمبر/ أيلول شهدت الخيمة العديد من الفعاليات والزيارات من عدة منظمات وأحزاب سياسية، وتم تقديم ندوة عن الحياة الثقافية للأنصار قدمها الرفيق يوسف ابو الفوز، الذي قدمه الرفيق داود منشد (أبو نهران) الذي تحدث عن طبيعة وظروف حركة الأنصار وتنوع نشاطاتهم الثقافية في كافة المجالات، وأستعرض ابو الفوز حياة الأنصار وما مروا به من ظروف معقدة وكيف تجاوزا ذلك وأغنوا حياتهم بالنشاطات الثقافية من أدب وفن بأنواعه، وكيف واجهوا أساليب النظام الفاشية بروح التحدي صانعين لحياتهم عالماً مليئا بالحياة والحيوية والإبداع، بعدها جرى حوار مع الجمهور الذي يستمع بعضهم لأول مرة  عن حياة الأنصار الشيوعيين.
طيلة أيام المهرجان كان هنالك نشاط سياسي دؤوب قام به رفاقنا من قيادة الحزب (الرفيقين فاروق فياض وسلم علي) بعدة لقاءات مثمرة مع العديد من ممثلي القوى السياسية، منها قدم الرفيق فياض مداخلة في الخيمة الرئيسية تناولت آخر التطورات السياسية، وشارك في ندوة حول الوضع في العالم العربي والقضية الفلسطينية، في خيمة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي المغربي، وكذلك كان هناك لقاء صحفي لجريدة اللومانتيه مع الرفيق فاروق فياض.
لقد كان الرفاق والأصدقاء في خيمة طريق الشعب كخلية نحل يعملون بلا كلل من أجل إنجاح عمل الخيمة التي قدمت العديد من النشاطات، السياسية والثقافية والفنية والاجتماعية، ولا ننسى أجواء الألفة والمحبة والتعاون والإنسجام بين الجميع، فكانت أجواء الفرح والبهجة باللقاءات العديدة، وإذا أنتهت أيام المهرجان فالجميع هنا سيحلم وينتظر اللقاء من جديد في المهرجان القادم، فهو كالعيد بالنسبة لجميع الأحرار والمناضلين من أجل التحرر والمستقبل الواعد.
صور من المهرجان وخيمة طريق الشعب

41
منجز إبداعي جديد للفنان سلام الصكر
فوزه بجائزة أفضل نص مسرحي في (مهرجان طقوس المسرحي)


محمد الكحط –السويد-
فاز نص مسرحية (المركب) من تأليف الفنان المسرحي سلام الصكر كأفضل نص مسرحي وحاز على شهادة ودرع الفوز في الدورة 15 لمهرجان طقوس المسرحي في الاردن، والذي تشرف عليه وزارة الثقافة ونقابة الفنانين بالمملكة الاردنية،
هذا العمل المسرحي قدمته فرقة أجيال المسرحية الليبية في المهرجان، وسبق للعمل المشاركة في المهرجان المغاربي بتونس عام 2018 وحصل علي جائزة أفضل عرض والمسرحية من اخراج الفقيد شرح البال عبد الهادي، وتمثيل الفنانين يقين عبد المجيد وعز الدين الدويلي، أما النص فهو من تأليف سلام الصكر.

تحدث البرفسور بلال الذيابات رئيس قسم الدراما بجامعة اليرموك الأردنية عن مسرحية المركب، وفي معرض تحليله لها خلال الندوة النقدية الخاصة بالعرض، أشاد بنص المسرحية مؤكدا على ما أمتاز به النص كونه كتب بلغة سلسة، ومتانة تسلسل الأحداث وعنصر التشويق المستمر طيلة عرض المسرحية، كون الحوار في النص رائع وله تأثير مباشر على المتلقي، حيث كانت فكرة العمل ومضمونه يحمل قيما إنسانية، فهو عمل نسيجي متسلسل بانتظام، كما أشاد بالتمثيل.
هذا الإنجاز يدعونا للفخر بالفنان القدير سلام الصكر حيث عرفناه ممثلا ومخرجا مبدعا، واليوم يفوز بأفضل نص مسرحي مما يعني أنه يملك مواهب متعددة، لكن للأسف غاب الإعلام عنه ولم يسلط الضوء على منجزه الإبداعي هذا، وخصوصا إعلام الدولة الرسمي وغير الرسمي، من أجل ذلك نلتقيه اليوم لنبارك له هذا الفوز ونتوجه اليه ببعض الأسئلة:
-   من أين نبدأ، لنقول كيف طرقت باب التأليف المسرحي ومتى، وماذا كتبت من نصوص...؟
-   ان ما دفعني لكتابة النص المسرحي هي ظروف تاريخية عشتها في جبال كردستان العراق أجبرتني على محاولاتي الأولى لكتابة النص المسرحي هناك وأنا مطارد من سلطة دكتاتورية، كنت مفتقدا ليس للنص المسرحي، بل حتى لأوراق بيضاء لأدون أفكاري فيها.. ظروف صعبة أجبرتني على محاولاتي الأولى في كتابة النص المسرحي، فكانت مؤلفاتي (مذكرات نصير) و(كاوة والتنين) و(جداريات) وكانت (قصة حب) وغيرها من النصوص التي استنبطتها من حكايات وأساطير الشعب الكردي، وأي سعادة وأنت تقدم أعمالك في القرى للفلاحين وعوائلهم.. إنها مرحلة شكلت أسلوبي في المواضيع التي أقدمها، حيث أفتقد لأغلبية عناصر العرض المسرحي.. حيث أخضعتها للمتوفر من عناصرها في الطبيعة الجبلية.. فكان الفقر في السينوغرافيا والإنارة وخشبة المسرح، إلا الجمهور الذي كان يحضر العروض ليشاهد ويتساءل عن هذا الفن ويتساءل عن الأجوبة المطروحة ومواقف الشخصيات ودوافعها.. معتمدا على قدرات الممثلين في الصوت والألقاء وليونة الجسم، أنه مسرح فقير بإمكانياته ليس برغباتنا، وهذا ما شكل أسلوبي اللاحق في طريقة إخراجي لأعمالي اللاحقة في سوريا ومن ثم في السويد، فكتبت عدة أعمال منها (العارف) وهي سيرة ذاتية للعالم عبد الجبار عبد الله، ومسرحية (الواهب) وهي سيرة الشهيد ستار خضير، وتوالت النصوص لأكتب (عند الحافة) و(المركب)، ان ما يجمع نصوصي هو المواضيع الإنسانية وما يعانيه شعبنا، طارحا الأسئلة المتعددة والعميقة لتشكل حافزا للتفكير والوعي.

-   برأيك ما هي المضامين الأساسية والمهمة لاختيار مسرحية المركب كأفضل نص مسرحي من قبل لجنة التحكيم ...؟
-   عند الحديث عن نص مسرحية المركب، لابد ان أذكر ان هذا النص قدمته فرقة ينابيع المسرحية بكادرها المبدع ((نضال عبد الكريم وسلام الصكر وصلاح الصكر ورتاب الاميري))، فهو نظرة تحليلية للصرعات التي تتولد لدوافع ثانوية كالطائفية والعرقية والمناطقية ودوافعها والمؤججين للخلافات والمستفيدين منها.. فالمركب المتهالك والممزقة أشرعته هو العراق لتقدمه فرقة ينابيع في دول ومدن متعددة، والمركب هو ذاته كانت ليبيا والفرقة الليبية والفنانين ((يقين وعز الدين الدولي ومخرجهم الراحل شرح البال))، التي أبدعت حقا في تقديمه، ليعيش فيه النقيضان في وحدة لا يمكن لحياتهما أن تستمر دون ان يكونا متعاونين ومتحابين، لتزول الكراهية ويكتشفا جمال بعضهما البعض وليسير مركبهما فهو يتسع للأثنين.

-   أي أن المسرحية أرادت أن تقول (لتزول الكراهية ويكتشف الجميع جمال بعضهم وليسير مركبهم وسط أمواج البحر الهائج).. كيف استقبلت الفوز، وما تقييمك للمهرجان...؟

-   إن سماعي لاختيار نص  المركب من قبل لجنة حكام رفيعة المستوى وفي مهرجان  مسرحي هام  في عمان  عاصمة الأردن، أفرحني وأسعدني جدا،  فهو ثمرة جهد فكري وإبداعي كبير، وكنت أظن وهذه أخلاقية فنانينا ومبدعينا الفرح لأي منجز يرفع من سمعة العراق وفنانيه، الا أن ما حصل بعد الاعلان هو تهميش أسم  الحائز على جائزة أفضل نص (المركب) إعلاميا من قبل الوفد العراقي المشارك في المهرجان ومديرية السينما والمسرح ووزير الثقافة، وهذا ما حصل بعدما تم نشر الخبر في النشرات  الاعلامية ليحزنني، وأخيرا أقول ان  مستوى التطور الحضاري والأخلاقي لأي شعب يعكسه الفنان وأخلاقيته، وان الوطنية وحبنا للعراق توجب  سعادتنا بكل منجزات شعبنا وخصوصا في المجال الثقافي..
في الوقت التي تدعى فيه فرقة ينابيع المسرحية الى مهرجانات مسرحية أوربية وعربية وتحصد الجوائز، ألا انها لا تدعا لبلدها العراق لتقديم عروضها فيه.

-   ما هو جديد الفنان سلام الصكر، وما تود قوله...؟
-     نشكر كل محبي مسرحنا العراقي الأصيل ودعمهم غير المحدود لفرقتنا للاستمرار في تقديم عروضها في دول ومدن متعددة، ولا يسعني الا ان أحيي فريق فرقة ينابيع المسرحية، وهم يبذلون أقصى الجهود لتلبية الدعوات التي نتشرف بها، وأولها دعوة كريمة من المغرب وفي مدينة مراكش الحمراء لتقديم مسرحية (المركب) ونحن بصدد التمارين على مسرحيتنا اللاحقة وهي (سوادين عراقية).
صور للمقال:
 

43
الحمل الكاذب في مؤشرات الاقتصاد العراقي
محمد الكحط

نعم انه حمل كاذب، فلا وليد في الأحشاء، بل صياغات فارغة المحتوى.
فقد أعلنت وزارة النفط ان اجمالي إيرادات العراق من بيع النفط خلال الربع الأول من عام 2022 بلغ أكثر من 37 مليار دولار، فضلا عن ايرادات بيع نفط إقليم كردستان خلال نفس الفترة، والتي لا معلومات عن حجمها. وهذا يعتبر أعلى معدّل إيرادات نفطية منذ 50 عاماً.
وارتباطا بهذا قال وزير المالية علي علاوي ان “التعافي في أسعار النفط والإدارة المالية، ساعدا في أن يكون احتياطي العراق من العملة الصعبة بحلول نيسان أكثر من 70 مليار دولار”.
ويتوقع البعض أن يؤدي استمرار الوضع الحالي في سوق النفط إلى زيادة الاحتياطي الى أكثر من 100 مليار دولار بحلول نهاية العام 2022، وهو ما اعتبره عديدون “مستوى قياسيا للعراق”. علما ان وزير المالية قدّم عرضاً كمراجعة اقتصادية للوزارة وتوقعاتها لعام 2022، بيّن فيه أنه يتفق مع نظرة صندوق النقد الدولي المتفائلة.
علما ان توقعات أعدت في شهر نيسان الماضي اظهرت، حسب موقع شركة "ستاتيستا"، الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين، ان هناك عشرة اقتصادات في العالم يتوقع أن تنمو بأعلى وتيرة في العام 2022، وإن الاقتصاد العراقي سيكون الثاني في قائمة هذه الاقتصادات، حيث سينمو بنسبة 9.5 في المائة هذا العام. وستسبقه في رأس القائمة غيانا، التي يتوقع أن ينمو اقتصادها بنسبة أكبر.
ومن المعلوم ان الأرقام الواردة اعلاه قد تكون صحيحة ولا مشكلة فيها، لكن السؤال هو: كيف يقاس النمو الاقتصادي لبلد ما ؟ فالأرقام المذكورة عن العراق سببها أولا هو نهب وسرقة المواطن العراقي عبر خفاض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي في كانون الاول 2020، حيث تمت سرقة 22 في المائة من رواتب المواطنين والمتقاعدين. هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك ارتفاع أسعار النفط الخام عالمياً بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وتوقعات تقليص الامدادات من النفط والغاز الروسيين الى الدول المستوردة، مما قد يرفع سعر البرميل الى أكثر من 120 دولارا.
وهذا يعني ان الأرقام المشار اليها بشأن النمو الاقتصادي في العراق، ليست ناتجة عن تطور حقيقي للانتاجين الصناعي والزراعي وغيرهما، وان النمو الذي تؤشره الارقام لم ينعكس على حال الفرد العراقي. فالواقع الاقتصادي للعراق يقول إن شعبه يواجه معاناة كبيرة ونسبة الفقر في ازدياد، وأن لا رعاية صحية تليق به، ولا مدارس كفوءة، ولا بنى تحتية جيدة، ولا كهرباء تسد الحاجة ولا ماء صالح للشرب في مواقع كثيرة، ولا تصريف للمياه مناسب، والأوساخ تملأ الشوارع. وهذا رغم ارتفاع أسعار النفط وازدياد عائدات الحكومة العراقية، ورغم الاستقرار المالي الذي يتحدثون عنه.
وفي المقابل نرى زيادة في أسعار المواد الغذائية، وتضخما كبيرا، وانحسارا للصناعة والزراعة، فيما مستويات الماء في انخفاض مستمر، وهناك مخاطر جدية بسبب الجفاف بل والعطش. وبجانب هذا تتزايد المولات الضخمة المملوكة للرأسماليين الجدد وبشكل غير طبيعي، والتي تتحول الى متنفس وحيد للعوائل العراقية، نتيجة غياب الحدائق العامة والمتنزهات الجديدة، والمراكز الاجتماعية الترفيهية والثقافية والرياضية التي يمكن للشباب والعوائل ان يقضوا فيها أوقاتا للراحة والترفيه.
بعكس ذلك نجد الأطفال في الشوارع وسط الحرارة اللاهبة يبيعون الماء أو الورق الصحي أو غيرهما بعيدا عن مقاعد الدراسة، ناهيك عن الآلاف المؤلفة من الخريجين العاطلين عن العمل، وأزمة السكن، ومشاكل الاختناقات في الشوارع لكثرة السيارات، ولتخلف الشوارع والتخطيط المروري القديم الذي لا يراعي الاعداد الهائلة من السيارات ولا الملايين من البشر، مما يضيع وقت الناس سدى وسط الازدحامات الشديدة.
ولابد من التأكيد ان هذا سيعطي المفسدين فرصا أكبر لممارسة السرقة، والأغنياء لزيادة أرصدتهم. أما المواطن البسيط فحتى الآن يعيش في دوامة تأمين رغيف الخبز لأبنائه وكيف يدفع فاتورة الكهرباء وفاتورة المولدة وتكاليف الايجار والدواء وغيرها.
أما على الصعيد الأمني والسياسي، فلا زالت خلايا داعش تقوم بأعمال عسكرية هنا وهناك مستفيدة من التخبط والركاكة في المنظومة الأمنية والتي سببها التخبط السياسي بالدرجة الأولى وهو الناجم عن سياسة المحاصصة سيئة الصيت. وها هي الأشهر تمر بعد الانتخابات ولم نر تشكيل حكومة قادرة على تحقيق ما طالبت الجماهير المنتفضة به وقدمت من أجله الشهداء والتضحيات..
ان أي نمو اقتصادي لا يحقق للمواطن أمنه ومستقبله وعيشه بكرامة هو نمو فاشل، بل هو مخادع، كما الحمل الكاذب، فهو مجرد انتفاخ سرعان ما "يفش" وينتهي كل شيء.

       
   


44
وداعا مظفر النواب، وداعا لعاشق البنفسج وليله، وداعا أبن الرافدين البار الإنسان والشاعر والمناضل....
اسندوه جنب نخلة من نخيل العراق

محمد الكحط – ستوكهولم-
وداعا مظفر النواب الذي ظَفـَرَ بحبِ وعشق الناس الأحرار، الذين وجدوا فيه وفي شعرهِ أنفسهم، وما أجملَ وما أبهى أن يحظى إنسان بمثل هذا الحب، وداعا يا من قضيت في الغربة دهرا، وداعا مظفر الذي تغنى بأشعاره الفلاحون البسطاء والكادحون والفنانون، منذ قصائده الأولى، فلا يكاد يخلو بيت عراقي أو حتى عربي ثوري من قصائده...أناشيده...بل بياناته التي غدت راية للأحرار. وداعا لمن شتم ولعن الحكام والأشرار، وداعا مظفر الإنسان والشاعر والمناضل الوطني والقومي والأممي.
مظفر ومهما أبتعد عن أرضه العراق، ظل يحن ويتشوق وكما يقول هو (نهنهني الشوق إلى بستان اللوزِ...)، ذلك البستان الجميل الكبير والذي للأسف غدا مسرحا للثعالب والذئاب الكاسرة والمتوحشة، مظفر الذي عشق البنفسج وليله وأحب الناس الذين كانوا مصدر إلهامه وقوته الإبداعية، بل والهواء الذي يتنفس، ولهذا تجد قصائده طريقها سهلا إليهم، كونها تتحسس معاناتهم التي تلمسها هو بمجاسته الدقيقة وروحه الرهيفة، والتي نادرا ما تخطئ، هذه روحه التي هيَّ (كما الإسفنجة تمتصُ الحانات ولا تسكر...)، روحه المتعلقة هناك بذلك الوادي، بتلك الأرض، بذلك النخيل الشامخ، ذلك النخيل وحده القادر ((أن يسند ظهره...))، هناك تجد روح مظفر هذا الإنسان الوديع الراحة والطمأنينة.
كان مظفر أينما حلَّ يلتم حوله وحول قصائده العراقيون المشتتون في كل بقاع الأرض، فأنهم يجدون الدفء في كلماته التي تلهبهم، فكانوا يتجمعون حوله كما يجتمع أطفال بلادي الفقراء حول موقدٍ في شتاءٍ قارس.
الكلام كثير وذو شجون والكلمات تقف خرساء أمام فقدان صاحب الكلمات، هذا الذي تمتد قصائده من أقصى شمال بلادي حيث جبال كردستان ووديانها حتى جنوبها حيث الأهوار وشعابها، إلى بلاد فارس والسند والهند وأفريقيا، من المحيط إلى الخليج، إلى العالم كله.
لروح مظفر النواب السلام والراحة والطمأنينة، ونضع الزهور الحمراء القانية جنب مرقده، ارقد بسلام أيها الشاعر الكبير أيها الشيخ الجليل يا أبن الرافدين البار.
لكل المجد والخلود يا مظفر النواب....ستظل ذكراك خالدة للأبد.

45

انتخاب الدكتور رياض البلداوي   
عضواً في مجلس أمناء الجمعية الدولية للطب النفسي الثقافي

محمد الكحط –ستوكهولم-

بعد عملية انتخابية معقدة  وطويلة تم انتخاب الدكتور رياض البلداوي كعضو في مجلس امناء الجمعية الدولية للطب النفسي الثقافي في 
((((World Association of Cultural Psychiatry
ومقرها هولندا ولمدة ثلاث سنوات قادمة، جاء هذا الترشيح خلال انعقاد الجمعية العمومية، وذلك للتهيئة الخاصة بالمؤتمر الذي سيعقد في سبتمبر القادم في مدينة روتردام الهولندية، وأقرت الجمعية العمومية الترشيحات لهيئة الأمناء وهذا هو نظام الجمعيات الدولية، حيث تمر الترشيحات بعدة مراحل ومن كل قارات العالم.
هذا وستبدأ الهيئة الجديدة عملها رسميا أثناء انعقاد المؤتمر العالمي، أي في سبتمبر القادم.
وحول ترشيح الدكتور رياض البلداوي صرح لنا ((..اتمنى من الله أن يوفقني لكي أمثل بلدي العراق الحبيب وجميع زملائي الاطباء النفسيين في العراق والعالم العربي وكذلك السويد بلد اقامتي أحسن تمثيل من أجل تطوير التواصل العلمي والمعرفي، وفقنا الله لما فيه خير عراقنا الحبيب..)).
وللدكتور رياض البلداوي عدة مؤلفات منها كتابه "الرحلة المجهولة" باللغة السويدية، حول الهجرة والتأقلم. وهو استشاري الطب والتحليل النفسي ورئيس مركز الشرق العلاجي والتأهيلي في العاصمة السويدية ستوكهولم.
نتمنى للدكتور رياض البلداوي النجاح في مهامه في هذا المنصب الرفيع، واستثماره لما يخدم بلدنا العراق الذي يعاني من مشاكل اجتماعية عديدة.

46
بحضور رسمي وشعبي
 افتتاح فعاليات المؤتمر العاشر لرابطة الأنصار الشيوعيين في أربيل


محمد الكحط – أربيل-
تصوير: علي البعاج/ سمير خلف

في قاعة ميديا وسط أربيل وبعد ثلاث سنوات منذ انعقاد المؤتمر التاسع لرابطة الأنصار الشيوعيين في 24 نيسان/ أبريل 2019، وبسبب جائحة كورونا، التأم في الثامن والعشرين من آذار 2022 جمع الأنصار الشيوعيين العراقيين من العراق وخارجه، حيث توافد مندوبو المؤتمر العاشر لرابطة الأنصار، بعد غياب في أجواء من البهجة والفرح، التقوا من جديد ليؤكدوا تواصلهم وثباتهم الثوري ووقوفهم مع أبناء شعبهم للنضال من أجل مستقبل زاهر لوطننا وشعبنا.
 
بدأت فعاليات المؤتمر بحضور رسمي وشعبي، مثله العديد من قادة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني، منهم الرفاق عزت أبو التمن (أبو سلمان) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، والرفيق كاوه محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني والرفيق رضا الظاهر، ولبيد عباوي، وفارس ججو، ورئيس اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار ملازم خضر (أبو رائد)، والعديد من ممثلي الأحزاب الكردستانية والعراقية ومنظمات المجتمع المدني الموجودة في أربيل، كذلك ممثلو برلمان إقليم كردستان وحكومة الإقليم، وممثلو منظمات المجتمع المدني، حيث اكتظت القاعة بالحضور وتوزعت شعارات المؤتمر التي تدعو إلى الوحدة الوطنية، ومن أجل الدولة المدنية الديمقراطية، كما شهدت قاعة العرض في مدخل الصالة معرضاً فنياً ضم العديد من اللوحات الفنية للفنانين الأنصار عباس عباس (أبو فائز)، صفاء حسن (أبو الصوف)، نافع كمال (شورش)، كما نقل الرفيق سلام حسين (أبو سوسن) معرضا لصور شهداء الحزب، نال والأعمال الفنية استحسان الحضور لما عكسته من مضامين تعكس إرادة شعبنا في الحرية والعدالة الاجتماعية.
بدأ الافتتاح بكلمة القاها الرفيق النصير شاكر جابر (كاوه)، الذي رحب بالحضور قائلا ((ليس غريبا، ان يجتمع الانصار الشيوعيون في اربيل، ليس غريبا، ان يفرح الانصارُ الشيوعيون في اربيل، كما وليس غريبا، ان تفتح أربيل أحضانَها، لمن روا ارضَها بدمائِهم، وطرزوا قممَ جبالِها ببطولاتِهم، ورددتْ وديانُها صدى زئيرهم.
بعدها رحبت من جديد عريفتا الحفل ((فيان وميديا)) باللغتين العربية والكردية بالضيوف الكرام من ممثلي برلمان وحكومة إقليم كردستان، وممثلي الأحزاب، والمنظمات، والرفاق، والرفيقات.
والقى ممثل مسعود البرزاني زعيم علي كلمة مؤثرة أشاد فيها بدور الأنصار والحزب الشيوعي العراقي في النضال ضد الدكتاتورية ومن أجل الديمقراطية والحرية لشعبنا.
 بعدها القى الرفيق عزت أبو التمن عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي كلمة الحزب، والذي أثنى فيها على دور الأنصار المهم في تاريخ الحزب مشيداُ بتضحياتهم الجسام ومما جاء فيها: ((... اتسمت حركة أنصارنا الشجعان بما قلّ نظيره في حركات الانصار الاخرى في ارجاء العالم، ولعل أبرز تلك السمات هو افتقارها الى العمق الجغرافي والغطاء السياسي، فالأعداء كانوا يحيطون بها من أربع جهات، والى جانبهم بعض من كانوا يُحسبون على جبهة الحلفاء. إلا ان شجاعة الأنصار وصمودهم الاسطوري تصديا بنجاح لهم جميعا، وصارا مضربا للأمثال ولقيا الكثير من التعاطف الشعبي.
ولابد في هذه المناسبة من ان نعبر، نحن الشيوعيين، عن اعتزازنا وامتناننا للشعب الكردستاني وكادحيه، خاصة لمن احتضنوا حركتنا وقدموا كل ما يستطيعون لها ولاستمرار نضالنا ضد الدكتاتورية، وبضمنه الكفاح السري الصعب في بغداد وبقية المحافظات.
)).
ثم كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني القاها سكرتير الحزب الرفيق كاوه محمود، حيث أشاد بنضال وتضحيات الأنصار الشيوعيين الذين كانوا صفحة نضالية كبيرة مضيئة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، والتي ساهمت في أعادة تنظيم الحزب، وأعطت الأمل للجماهير لمقارعة الدكتاتورية، وكان لوجودها في كردستان عامل مهم في نجاح الانتفاضة عام 1991، وفي الوقت الحاضر ما نحتاجه هو المحافظة على قيم البيشمركة وهي قيم التضحية والفداء والإيثار وقيم خدمة الناس، وهذا يتطلب ترسيخ وجهة مكافحة الفساد مواجهة الطائفية، والنضال لتأمين العيش الكريم للمواطنين وتوفير سبل الحياة التي تليق بهم.
ثم كلمة الاتحاد الوطني الديمقراطي قدمها حاكم صابر هنأ فيها الأنصار في عقد مؤتمرهم، وأشاد بعطائهم ودورهم في دحر الدكتاتورية.
بعدها القى الرفيق رئيس اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الفريق نعمان علوان سهيل/ ملازم خضر، كلمة بالنيابة عن اللجنة التنفيذية كلمة الرابطة ، جاء فيها ((نتطلع نحن الانصار الشيوعيين العراقيين الى ان يخرج بلدنا من حالة الاستعصاء القائمة الان بسبب تفشي المحاصصة الطائفية والاثنية، مما فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية والإقليمية والدولية، الامر الذي يتطلب منا جميعاً دعم مطالب شعبنا العراقي التي عبر عنها في انتفاضته الباسلة في تشرين ٢٠١٩ والى العمل من أجل انصاف الشهداء وتقديم القتلة للمحاكمات العادلة وتحقيق وتعزيز نضالنا المشترك من أجل انهاء المحاصصة وحل كل المشاكل العالقة بين الاقليم والمركز وعلى اساس الدستور، كما اننا ندعو الى حل الازمة الحالية التي يعاني منها نظام الحكم بعد الانتخابات الاخيرة وتأثير ذلك على زيادة معاناة شعبنا، ونطالب بالإسراع بتشكيل حكومة الأغلبية السياسية، وإقامة دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ...)).
وكان للشاعر النصير اسماعيل محمد اسماعيل (أبو محمد) وقفة مع الشعر حيث ألقى قصائد شعبية، نالت اعجاب الحضور. وللفن كان له حضور أيضاً فقدمت فرقة ستانلي وميرتا مجموعة من الأغاني التي أشاعت البهجة بين الحضور.
كما وصلت الحفل العديد من البرقيات والرسائل من العديد من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ثمنوا فيها الدور البطولي للأنصار وتضحياتهم الكبيرة، وخصوصاً النصيرات اللواتي تحملن أعباء كبيرة. وتواصل أعمال المؤتمر العاشر حسب البرنامج المعد.
صور من الحفل:
 
 

47
في حفلٍ مهيب وبحضور وشعبي، التوقيع على كتاب الشهيدات الشيوعيات

   
محمد الكحط – أربيل-
في حفلٍ مهيب وبحضور وشعبي شهدت عنكاوة في أربيل الحفل الخاص بالبدأ في توقيع كتاب (شموس ساطعة لعراقٍ حرٍ وشعبِ سعيد)) وهو يحوي ملفات شهيدات حزبنا الشيوعي العراقي منذ تأسيسه عام 1934 حتى 2021، يوم السبت 26 آذار 2021، على قاعة الكلدو آشور، حيث دعت لجنة استذكار الشهيدات الشيوعيات العراقيات إلى هذه الفعالية التي جرى الإعداد لها منذ عام بعد تشكيلها طوعيا، وأخذت على عاتقها جمع المعلومات وتدقيقها وحصرها، وأطلقت حملة لأجل ذلك، فكان العشرات في عونها لإنجاز هذه المهمة النبيلة، من أدل استذكار مآثر الشيوعيات العراقيات اللوتي ضحن بأنفسهن من أجل مبادئ الحزب وهي مبادئ الشعب. كانت القاعة مصممة بما يليق بالشهيدات الخالدات وزينت بصورهن البهية، وبلوحات الفنانين التشكيليين الذين ساهموا بالتبرع بأعمالهم من أجل إنجاح هذا النشاط المميز، فلم يبخلوا، ورفعت على الشاشة المتحركة تفاصيل كل شهيدة، بدأت الفعالية بالنشيد الأممي الذي وقف جميع الحضور مع ترديده، ومن ثم رحبت الرفيقة شهرزاد صبار بالحضور ودعتهم للوقوف دقيقة صمت حدادا لأرواح الشهيدات ولجميع شهداء الوطن.
بعدها القى الرفيق د. سعدي السعدي كلمة لجنة استذكار الشهيدات الشيوعيات العراقيات ومما جاء فيها، ((....الشيوعية عندما دخلت معترك الحياة السياسية لن تكن ترغب في ان تصبح وزيرة أو رئيسة او تنافس احد على وظيفة ما.. بل انها تحقق مبدأ مهم ان الوطن للجميع، والجميع مسؤول عنه..  ولكي تحقق قدر عال من المسؤولية فعلى جميع فئات المجتمع ان تشترك بمسؤولية في العمل السياسي الفكري وصولا الى المجتمع المنشود..
المرأة العراقية كانت دائما ولا زالت رائدة في تحقيق الوعي الاجتماعي ، لذلك كانت حملة الاعتداء عليها بكل تلك الطرق السادية امر مفهوم ، ولكنه بنفس الوقت مرفوض إجتماعيا ومقزز .. كل جبروت فرنسا لم تقمع المرأة الجزائرية بالطريقة التي قمعت بها العراقية … على يد مجرمي صدام حسين …في هذا العمل توصلنا لحد الان احصاء عدد يقترب الى ٣٠٠ مناضلة استشهدت في جميع سفوح النضال وعلى يد الطغاة .. علما اننا لم نتوصل الى العدد النهائي بعد .. فنعتقد ان هناك قوائم بالاعدام بحق عدد اخر من المناضلات لم نجدها بعد .. وهناك عدد من الشهيدات لم نستطع الحصول على معلومات كافية عنهن .. وضعنا خطة في ان نستمر بالعمل لانجاز طبعة قادمة متى ما استكملت المعلومات .. على ان تكون هذه الطبعة محفزة لكثيرين للتفاعل معنا.. يقول وليام شكسبير: ثلاثة أمور تزيد المرأة إجلالا: الادب والعلم والخلق الحسن، وعندما تقرأ عن الشهيدات تجد احدهم يقول (بنت العلوم) ، العلم والحسن والأخلاق والعلاقات الطيبة والجرأة والفكر النير ، صفات تمتاز بها بنت العلوم الشابة التي توا اجتازت العشرين من عمرها ، فيا ترى اين موقع الخطر الذي تمثله هذه الشابة على نظام مستهتر مثل نظام البعث .. فاذا وجد هذا النظام من شابة خطر عليه ففتك بها بهذا الطريقة الوحشية فما هو ذنب عائلتها اذا، العائلة التي ذهب كل افرادها بسبب شخص معارض للنظام .. اما اذا خرجنا من اقبية السجون والمعتقلات والأساليب الهمجية المتبعة في التعذيب الجسدي والنفسي، لنذهب الى ميادين النضال الاخرى لتجد من يقتل المناضلة عن سبق اصرار وليس فقط تنفيذا لارادة الجلاد ولا يكتفي بذلك بل يقطع اصبعها لكي يحوز على خاتم الزواح الذي لا تملك في دنياها غيره.. أي سادية هذه، ويبدوا ان وحشية الانظمة الفاشية لا تكتفي بقتل المعارضين وانما تذهب لتضع يدها على كل الموجودات العينية والنقدية والاملاك الثابتة والمنقولة، واذا مررنا بهذا الفصل لنجد الابشع وهو عدم ترك اي اثر للضحية، لا وثيقة ولا حتى صورة..))
 
بعدها كان لقيادة الحزب الشيوعي العراقي كلمة القاها الرفيق رضا الظاهر وجاء فيها ((...لعل من بين تجليات مغزى هذا الاحتفاء أنه يضيف صفحات ساطعة أخرى الى سفر شهداء حزبنا وتاريخه الزاخر بالأمجاد. وليس من دون دلالة أنه يأتي عشية الاحتفال بالذكرى الثامنة والثمانين لتأسيس حزبنا. وأعبر في الوقت ذاته، عن امتنان قيادة حزبنا للجنة استذكار الشهيدات الشيوعيات العراقيات، وتقديرها للجهود المبذولة في اعداد هذا الكتاب الذي يوثق قصص البطولة النادرة المثال للمكافحات الشيوعيات في بلادنا. لقد ظلت قوافل شهداء الحزب متواصلة، رمزا للتحدي والإصرار على تحقيق الغايات الساميات.. وسطعت شموس الشهيدات الشيوعيات في هذا السجل المفعم بالتضحيات. وليس من دون دلالة أن شهيدات حزبنا هن القادمات من مختلف الانتماءات الاجتماعية والطبقية والقومية والدينية والمذهبية والمناطقية.
ان البطولات التي سطرتها شهيدات حزبنا، وبينهن كوكبة ممن كن في مقتبل أعمارهن، تلتقي مع ما اجترحه شهداء الحزب من مآثر، وبينهن من تحدين عسف الأنظمة الرجعية، وصمدن بوجه التعذيب الوحشي، وقاومن الدكتاتورية في ذرى جبال كردستان، وسقطن صريعات رصاص الأنظمة الاستبدادية في انتفاضات الشعب، وبينها انتفاضة تشرين الباسلة. لقد قدمت شهيدات الحزب الشيوعي العراقي نموذجا ساطعا للدور الذي نهضت به الشيوعيات في حياة حزبنا وفي المسيرة الكفاحية لشعبنا...إن هذا الكتاب الذي يوثق سيرة حياة شهيدات حزبنا، وقصص الجرأة والتحدي والاقتحام التي تروى عن بطولاتهن، يقدم للشيوعيات والشيوعيين الشباب خصوصا، ولسائر المناضلات والمناضلين في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية، مشاعل تنير لهم الدروب المفضية إلى  الآمال المقبلات.)).
وكان للحزب الشيوعي الكردستاني كلمة ارتجلها الرفيق كاوه محمود حيث أشار انه لخص ما يريد قوله في مقدمة الكتاب وأشاد بتضحيات الشيوعيات العراقيات والمرأة العراقية، حيث ضحت بروحها من أجل مستقبل أفضل للشعب، ثم القيت كلمة بأسم رابطة المرأة العراقية والكردستانية. ثم القى الشاعر الشاب آدم انسان قصيدة مؤثرة خص بها الشهيدات الشيوعيات وهي: ((شهيدات الحزب ثورات الاجيال
فهد عدهن نجم بين المحطات
شموسك ياعراق الساطعه بخير
وطن حر وسعيد وطيب الذات
سلام بكل مدينة ينور الاعقول
وببيوت الحزب كاتب عبارات
وبالتحقيق ابد ما نزل الراس
ولا يم المشانق عنده دمعات
رغم دمچن  شجاعة وهيبه أجيال
وماتكفي فضلچن هاي الابيات
عفت جرح الوطن ودموع العيون
واجيت اقرا بحفلچن يالشهيدات
الشموس الساطعه فخر الملاين
وهنه العدلن كل المسارات
شجاعات و بنات يرهبن  الموت
وابد ما سلكن دروب التفاهات
ثوريات   عدهن  و اهس  الموت
( أيرينا ) اموقعه الهن  بالجوازات
ضحن بالعمر ما وصلن الخوف
وما عافن وطن بين  المتاهات
عراقيات ضحن حتى تبقون
و  من جلادهن عدهن شهادات
تحية من المشانق الهن اتروح
ومابين الحزب زرعن شرارات
نعم نحتفل بيهن  هنه عنوان
بقن يتظاهرن باحله العبارات
بنص الگلب ما ينحط عالارفوف
الشموس الساطعه بس للقرارات
اصوات حروف دمهن بين السطور
الكتاب انخطه لازم عالمنصات))
 وتم عرض فلم يستعرض الشهيدات الشيوعيات وسجلهن المجيد، وأخيرا تم توزيع نسخ من الكتاب الى عوائل الشهيدات وللمتبرعين، ومن ثم لمن رغب بأقتنائه.
كانت أمسية رائعة، جسدت عطاء المرأة العراقية من أجل مستقبل أفضل لوطننا وشعبنا ومن أجل عراقٍ ديمقراطي تسود فيه العدالة الاجتماعية.
المجد لكل شهداء الحزب الشيوعي العراقي.

صور من الأمسية:
 في حفلٍ مهيب وبحضور وشعبي، التوقيع على كتاب الشهيدات الشيوعيات
 
   
محمد الكحط – أربيل-
في حفلٍ مهيب وبحضور وشعبي شهدت عنكاوة في أربيل الحفل الخاص بالبدأ في توقيع كتاب (شموس ساطعة لعراقٍ حرٍ وشعبِ سعيد)) وهو يحوي ملفات شهيدات حزبنا الشيوعي العراقي منذ تأسيسه عام 1934 حتى 2021، يوم السبت 26 آذار 2021، على قاعة الكلدو آشور، حيث دعت لجنة استذكار الشهيدات الشيوعيات العراقيات إلى هذه الفعالية التي جرى الإعداد لها منذ عام بعد تشكيلها طوعيا، وأخذت على عاتقها جمع المعلومات وتدقيقها وحصرها، وأطلقت حملة لأجل ذلك، فكان العشرات في عونها لإنجاز هذه المهمة النبيلة، من أدل استذكار مآثر الشيوعيات العراقيات اللوتي ضحن بأنفسهن من أجل مبادئ الحزب وهي مبادئ الشعب. كانت القاعة مصممة بما يليق بالشهيدات الخالدات وزينت بصورهن البهية، وبلوحات الفنانين التشكيليين الذين ساهموا بالتبرع بأعمالهم من أجل إنجاح هذا النشاط المميز، فلم يبخلوا، ورفعت على الشاشة المتحركة تفاصيل كل شهيدة، بدأت الفعالية بالنشيد الأممي الذي وقف جميع الحضور مع ترديده، ومن ثم رحبت الرفيقة شهرزاد صبار بالحضور ودعتهم للوقوف دقيقة صمت حدادا لأرواح الشهيدات ولجميع شهداء الوطن.
بعدها القى الرفيق د. سعدي السعدي كلمة لجنة استذكار الشهيدات الشيوعيات العراقيات ومما جاء فيها، ((....الشيوعية عندما دخلت معترك الحياة السياسية لن تكن ترغب في ان تصبح وزيرة أو رئيسة او تنافس احد على وظيفة ما.. بل انها تحقق مبدأ مهم ان الوطن للجميع، والجميع مسؤول عنه..  ولكي تحقق قدر عال من المسؤولية فعلى جميع فئات المجتمع ان تشترك بمسؤولية في العمل السياسي الفكري وصولا الى المجتمع المنشود..
المرأة العراقية كانت دائما ولا زالت رائدة في تحقيق الوعي الاجتماعي ، لذلك كانت حملة الاعتداء عليها بكل تلك الطرق السادية امر مفهوم ، ولكنه بنفس الوقت مرفوض إجتماعيا ومقزز .. كل جبروت فرنسا لم تقمع المرأة الجزائرية بالطريقة التي قمعت بها العراقية … على يد مجرمي صدام حسين …في هذا العمل توصلنا لحد الان احصاء عدد يقترب الى ٣٠٠ مناضلة استشهدت في جميع سفوح النضال وعلى يد الطغاة .. علما اننا لم نتوصل الى العدد النهائي بعد .. فنعتقد ان هناك قوائم بالاعدام بحق عدد اخر من المناضلات لم نجدها بعد .. وهناك عدد من الشهيدات لم نستطع الحصول على معلومات كافية عنهن .. وضعنا خطة في ان نستمر بالعمل لانجاز طبعة قادمة متى ما استكملت المعلومات .. على ان تكون هذه الطبعة محفزة لكثيرين للتفاعل معنا.. يقول وليام شكسبير: ثلاثة أمور تزيد المرأة إجلالا: الادب والعلم والخلق الحسن، وعندما تقرأ عن الشهيدات تجد احدهم يقول (بنت العلوم) ، العلم والحسن والأخلاق والعلاقات الطيبة والجرأة والفكر النير ، صفات تمتاز بها بنت العلوم الشابة التي توا اجتازت العشرين من عمرها ، فيا ترى اين موقع الخطر الذي تمثله هذه الشابة على نظام مستهتر مثل نظام البعث .. فاذا وجد هذا النظام من شابة خطر عليه ففتك بها بهذا الطريقة الوحشية فما هو ذنب عائلتها اذا، العائلة التي ذهب كل افرادها بسبب شخص معارض للنظام .. اما اذا خرجنا من اقبية السجون والمعتقلات والأساليب الهمجية المتبعة في التعذيب الجسدي والنفسي، لنذهب الى ميادين النضال الاخرى لتجد من يقتل المناضلة عن سبق اصرار وليس فقط تنفيذا لارادة الجلاد ولا يكتفي بذلك بل يقطع اصبعها لكي يحوز على خاتم الزواح الذي لا تملك في دنياها غيره.. أي سادية هذه، ويبدوا ان وحشية الانظمة الفاشية لا تكتفي بقتل المعارضين وانما تذهب لتضع يدها على كل الموجودات العينية والنقدية والاملاك الثابتة والمنقولة، واذا مررنا بهذا الفصل لنجد الابشع وهو عدم ترك اي اثر للضحية، لا وثيقة ولا حتى صورة..))
 
بعدها كان لقيادة الحزب الشيوعي العراقي كلمة القاها الرفيق رضا الظاهر وجاء فيها ((...لعل من بين تجليات مغزى هذا الاحتفاء أنه يضيف صفحات ساطعة أخرى الى سفر شهداء حزبنا وتاريخه الزاخر بالأمجاد. وليس من دون دلالة أنه يأتي عشية الاحتفال بالذكرى الثامنة والثمانين لتأسيس حزبنا. وأعبر في الوقت ذاته، عن امتنان قيادة حزبنا للجنة استذكار الشهيدات الشيوعيات العراقيات، وتقديرها للجهود المبذولة في اعداد هذا الكتاب الذي يوثق قصص البطولة النادرة المثال للمكافحات الشيوعيات في بلادنا. لقد ظلت قوافل شهداء الحزب متواصلة، رمزا للتحدي والإصرار على تحقيق الغايات الساميات.. وسطعت شموس الشهيدات الشيوعيات في هذا السجل المفعم بالتضحيات. وليس من دون دلالة أن شهيدات حزبنا هن القادمات من مختلف الانتماءات الاجتماعية والطبقية والقومية والدينية والمذهبية والمناطقية.
ان البطولات التي سطرتها شهيدات حزبنا، وبينهن كوكبة ممن كن في مقتبل أعمارهن، تلتقي مع ما اجترحه شهداء الحزب من مآثر، وبينهن من تحدين عسف الأنظمة الرجعية، وصمدن بوجه التعذيب الوحشي، وقاومن الدكتاتورية في ذرى جبال كردستان، وسقطن صريعات رصاص الأنظمة الاستبدادية في انتفاضات الشعب، وبينها انتفاضة تشرين الباسلة. لقد قدمت شهيدات الحزب الشيوعي العراقي نموذجا ساطعا للدور الذي نهضت به الشيوعيات في حياة حزبنا وفي المسيرة الكفاحية لشعبنا...إن هذا الكتاب الذي يوثق سيرة حياة شهيدات حزبنا، وقصص الجرأة والتحدي والاقتحام التي تروى عن بطولاتهن، يقدم للشيوعيات والشيوعيين الشباب خصوصا، ولسائر المناضلات والمناضلين في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية، مشاعل تنير لهم الدروب المفضية إلى  الآمال المقبلات.)).
وكان للحزب الشيوعي الكردستاني كلمة ارتجلها الرفيق كاوه محمود حيث أشار انه لخص ما يريد قوله في مقدمة الكتاب وأشاد بتضحيات الشيوعيات العراقيات والمرأة العراقية، حيث ضحت بروحها من أجل مستقبل أفضل للشعب، ثم القيت كلمة بأسم رابطة المرأة العراقية والكردستانية. ثم القى الشاعر الشاب آدم انسان قصيدة مؤثرة خص بها الشهيدات الشيوعيات وهي: ((شهيدات الحزب ثورات الاجيال
فهد عدهن نجم بين المحطات
شموسك ياعراق الساطعه بخير
وطن حر وسعيد وطيب الذات
سلام بكل مدينة ينور الاعقول
وببيوت الحزب كاتب عبارات
وبالتحقيق ابد ما نزل الراس
ولا يم المشانق عنده دمعات
رغم دمچن  شجاعة وهيبه أجيال
وماتكفي فضلچن هاي الابيات
عفت جرح الوطن ودموع العيون
واجيت اقرا بحفلچن يالشهيدات
الشموس الساطعه فخر الملاين
وهنه العدلن كل المسارات
شجاعات و بنات يرهبن  الموت
وابد ما سلكن دروب التفاهات
ثوريات   عدهن  و اهس  الموت
( أيرينا ) اموقعه الهن  بالجوازات
ضحن بالعمر ما وصلن الخوف
وما عافن وطن بين  المتاهات
عراقيات ضحن حتى تبقون
و  من جلادهن عدهن شهادات
تحية من المشانق الهن اتروح
ومابين الحزب زرعن شرارات
نعم نحتفل بيهن  هنه عنوان
بقن يتظاهرن باحله العبارات
بنص الگلب ما ينحط عالارفوف
الشموس الساطعه بس للقرارات
اصوات حروف دمهن بين السطور
الكتاب انخطه لازم عالمنصات))
 وتم عرض فلم يستعرض الشهيدات الشيوعيات وسجلهن المجيد، وأخيرا تم توزيع نسخ من الكتاب الى عوائل الشهيدات وللمتبرعين، ومن ثم لمن رغب بأقتنائه.
كانت أمسية رائعة، جسدت عطاء المرأة العراقية من أجل مستقبل أفضل لوطننا وشعبنا ومن أجل عراقٍ ديمقراطي تسود فيه العدالة الاجتماعية.
المجد لكل شهداء الحزب الشيوعي العراقي.

صور من الأمسية:
 
 
 
 

 

48
لا تصبوا الزيت فوق النار
أوقفوا الترسانة الإعلامية المؤججة للحروب

بقلم: محمد الكحط

أصبحت أخبار الصراع الروسي الأوكراني الشغل الشاغل للعالم أجمع حتى قبل اندلاع الحرب بينهما رسميا، نعم فقد بدأت الحرب إعلاميا وأججت لها وكالات الأنباء الغربية وجعلت بوتين في موقف محرج في حالة عدم الرد على ما يجري وجرى في أوكرانيا، لكن هل بوتين من الغباء أن تؤثر عليه وعلى قراراته ترسانة وسائل الإعلام الساعية لتأجيج الصراع، والنافخة بالنار، هذا غير صحيح فهو الضليع بالسياسة والمراوغ الصعب الذي يخشاه العالم.
مقدما يجب إدانة الغزو والحرب الروسية الأوكرانية فالعالم اليوم ليس بحاجة إلى الحروب، فنحن ضد أي حرب، العالم بحاجة إلى التضامن والتعاون للخلاص من كوابيس الأمراض والكوارث الطبيعية التي تصيب الكوكب والتخلص من الاحتباس الحراري الذي سبب التطرف في المناخات في جميع أنحاء الكرة الأرضية.
فلم هذه الحرب...؟ ألم يستوعب العالم ما خلفته الحرب العالمية الأولى والثانية من دمار وخراب ومآسي لا زلنا نعاني منها.
توقعنا بأن أوربا استوعبت الدرس واستفادت من تلك المعاناة  وانها توجهت حقا إلى انهاء الحروب الباردة والحارة والدافئة، لكن ذلك لم يحصل رغم  انهيار المنظومة الاشتراكية، ورغم انضمام بعض دول تلك المنظومة إلى الاتحاد الأوربي، والسبب أن الولايات المتحدة الامريكية ومخططاتها الامبريالية لم تتوقف فهي تعيش على إشعال الفتن والحروب واستمرار معاناة الآخرين، فسعت إعلاميا مع حلفائها في أوربا بتنمير بوتين روسيا ضد الحكم النازي الجديد في أوكرانيا، وخلق الإعلام من روسيا دولة تريد التوسع وابتلاع الدول المجاورة وليس فقط أوكرانيا، والغريب أن بعض الدول صدقت تلك الدعايات المعروفة القصد، فرأينا الفزع والخوف في بلدان كانت محايدة مثل فنلندا والسويد، بسبب ما حشدت له وسائل الإعلام الإمبريالية وكذلك الأحزاب ذات التوجه اليميني والتي تلتقي مصالحها مع الدول الامبريالية والتي تحاول جر السويد وفنلندا والدنمارك والنرويج للانضمام إلى حلف الناتو بعد أن كانت هذه الدول محايدة طيلة عقود، وكان حيادها هو أحد أسباب تطورها الاقتصادي وجعلها دولا لها دورها الايجابي في حل الصراعات الدولية هنا وهناك.
الغريب في الأمر ما تقوم به أمريكا والدول الأوربية وبدلا من السعي لإيقاف الحرب بشكل جدي، هو ضخ الأسلحة والمعدات القتالية لأوكرانيا وهم يعرفون جيداً بأن ذلك لن ينفع في هذا الصراع لكنهم يريدون من ذلك إدامة الحرب واستمرار المعاناة وتعقيد الأمور، أنهم يصبون الزيت فوق النار، ويسلطون ترسانتهم الإعلامية المؤججة للحروب لزيادة سعير هذه الحرب، بدلا من إيقافها.
نرفض غزو دولة لدولة اخرى مهما كانت الأسباب، فذلك لعب بالنار وسوف يخلق العداء بين شعبين كانا إلى فترة شعبا واحدا وتربطهم علاقات متينة اجتماعية واقتصادية وثقافية، لربما كان للعامل الاقتصادي دور في الصراع، خصوصا أن البلدين يملكان من الموارد الطبيعية في مجال الطاقة وكذلك الزراعة واعتماد أوربا عليهما أحد العوامل الذي لا ترغب به أمريكا التي لا تريد علاقة طيبة وطبيعية بين أوربا وروسيا، فأن ذلك يعزز العلاقة بينهما مستقبلا وربما يبعد أوربا عنها،  بل تريد صراعا واختلافا بين أوربا وروسيا، لذلك خططت وشجعت ودعمت نظاما جديدا في أوكرانيا لخلق حالة توتر ومن ثم إشعال الحرب بينهما وإظهار روسيا كونها دولة مستبدة تسعى للتوسع وابتلاع أوربا، وهذه هو الفخ الذي وقع به بوتين. ورغم وجود مشاكل بين البلدين على مصير مقاطعات كانت ضمن الاتحاد السوفيتي سابقا ومنها القرم وبعض الصناعات والمناجم، لكن كان بالإمكان حل كل ذلك عبر المفاوضات وبعيدا عن الحرب، خصوصاً وان هناك اتفاقية مينسك والتي تنص ان تحتفظ اوكرانيا بحيادها وعدم دخولها إلى حلف الناتو، وان تحترم وترعى جميع المواطنين دون تمييز كون هنالك نسبة كبيرة من الروس في اقليمي دونسيك والدنباس.
لكن الحكام الجدد في أوكرانيا لم يلتزموا بالاتفاقيات وكما هو مخطط لهم، استمروا بنهج معاد لروسيا والسعي لدخول حلف الناتو مما يهدد روسيا ويجعلها محاطة بترسانة من الاسلحة والقواعد العسكرية لحلف الناتو، وهذا ما لا ترضاه روسيا.
البعض يعتقد أن بوتين هو الأممي ألجديد بينما هو يمثل حزب قومي ويملك شخصيا المليارات، ولديه نزعة سياسية استحواذيه، فهو يمسك السلطة في روسيا لعقود وربما وجوده كان ضروريا ومهما، لكن الاستمرار في السلطة لفترة طويلة تعطي لصاحبها روح العظمة والاستقواء.
المشكلة إذن حلف الناتو والانضمام اليه من قبل أوكرانيا، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يستمر حلف الناتو بالوجود حتى اليوم رغم انتهاء حلف وارشو والمعسكر الاشتراكي والحرب الباردة...؟ ولماذا يريد حلف الناتو بالتوسع وهل يخدم هذا الحلف مصالح شعوب الدول المنظمة اليه...؟
الجواب لا بل هو حلف عدواني عسكري يراد منه ان يكون اليد الضاربة لكل نظام لا ينصاع للولايات المتحدة وحلفائها، ويقف هذا الحلف ضد إرادة الشعوب المحبة للسلام والتآخي والتضامن.
هذا الحلف يخشى من روسيا والصين وكوريا والهند وحتى إيران ويحاول إضعاف هذه البلدان من النواحي العسكرية والاقتصادي لكن هذه البلدان هي الأكثر مساحةً وعدداً والأقوى اقتصاديا، بل وحتى عسكريا، فما الحل......؟؟
الحل هو إنهاء وحل حلف الناتو والتوقف عن سياسة سباق التسلح، وإنهاء الحروب بأنواعها الحارة والباردة والدافئة، والابتعاد عن النزعة والأفكار العنصرية والشوفينية، وإلا حرب عالمية جديدة تنهي الأخضر واليابس.
لنرفع شعار معاداة التسلح والحروب وضرورة حل حلف الناتو.
 ومعاداة الأفكار العنصرية والشوفينية.
 إيقاف الحرب فورا والدخول في مفاوضات سلمية تعيد الأمن والأمان للجميع.
حياد أوكرانيا والدول الأخرى المجاورة لروسيا ضرورة لضمان الأمن والسلام في أوربا.




49
تجارب في النحت العراقي المعاصر
في معرض فني


محمد الكحط- بغداد-

تحت أسم (3x6) أفتتح يوم السبت 16 آذار معرض فني تشكيلي في مجال النحت نعتوه بـ (تجارب في النحت العراقي المعاصر) والثلاثة هم الفنانون رضا فرحان، هيثم حسن، نجم القيسي، على قاعة أكد في بغداد، وبحضور رسمي وجماهيري متميز من فنانين ومهتمين بالفن التشكيلي.
حوى المعرض 18 عملا منحوتا، ستة أعمال نحتية لكل فنان في مضامين مختلفة، نالت الأعمال  أعجاب الحضور لما تميزت بهِ من عمق الفكرة ودقة التقنية المستخدمة، والمعرض هو فكرة مشتركة للفنانين الثلاثة وهم من جماعة "إزميل، نحاتون عراقيون" ولكل فنان رؤياه الخاصة في التعبير واستخدام المواد النحتية، ففي الوقت الذي استخدم فيه الفنانان رضا فرحان ونجم القيسي البرونز، أستخدم الفنان هيثم حسن مواد مختلفة بما فيها الألوان العادية، عكست مضامين الأعمال محنة الإنسان العراقي وآلامه ومعاناته التي يعيشها بأساليب رمزية وفنية مؤثرة، وتعتبر هذه الأعمال تجربة جديدة وإضافة نوعية في مجال النحت والفن التشكيلي العراقي، خصوصا والفنانون الثلاثة لهم من الخبرة والتجارب المتميزة في هذا المجال.
نماذج من المعرض:
 

50
جائحة كورونا في معرض فني

محمد الكحط - بغداد-
في شارع المتنبي وعلى قاعة مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة الصغيرة مقابل القشلة، أصطفت لوحات فنية بشكلٍ أنيق لتشكل معرضا فنياً للفنان (ئاودير عثمان) القادم من السليمانية تحت عنوان ((صور كورونا))، أستمر المعرض للفترة من 4-26 شباط 2022. حوى المعرض على 32 لوحة يجمعها وحدة الموضوع والمضمون ووحدة الشكل، مؤطرة ومعروضة بشكل فني جميل.
أراد الفنان (ئاودير عثمان) أن يقول بأن جائحة كورونا هي كما الحروب ومشعليها  تتوسع لتصيب ملايين الأبرياء وتخلف الضحايا وتشل الحياة الطبيعية، وتوقف عجلة الاقتصاد والحياة، وتصيب العلاقات الاجتماعية بالشلل، وهذا ما فعلته جائحة كورونا وهذا ما عكسه وما أراده الفنان من معرضه هذا.
لقد نجح ئاودير وبحس الفنان المرهف من إيصال أفكاره من خلال فرشاته الأنيقة.
صور من المعرض:
 
 
 

51
المنبر الحر / موروثنا هويتنا
« في: 20:20 26/03/2022  »
موروثنا هويتنا

بقلم: محـمـد الكحـط
تمثل ثقافة أي بلد الهوية الأساسية لشعبه، ومن خلال هذه الثقافة ومدى أصالتها وتنوعها وجمالها، يتميز هذا الشعب عن غيره من الشعوب، وسعت الكثير من البلدان الحديثة التكوين بما فيها دول عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية بخلق ثقافة خاصة بها، لكنها تفتقر لما هو أصيل وجوهري وعريق، فيما لو أستثنينا ما تبقى من ثقافة أبناء أمريكا الأصليين والذي سعت السلطات الأمريكية لمحوها من الوجود بكافة الطرق غير الرسمية.
وفي مضمار الثقافة ومكوناتها وتفرعاتها المتنوعة والتي لا نريد شرحها هنا، يقف موضوع التراث الإنساني لكل شعب بتنوعاته، القديم والشعبي والحضري على رأس العناصر التي تشكل الهوية الثقافية للبلد، فالمأكل والملبس والفن بأنواعه من رسوم وتخطيطات ونحت وكتابة من أدب وغيره والغناء والمسرح والرقص وغيرها من الأمور الأخرى، على طول العصور لأي بلد هي ما تبلور هوية وشخصية المواطنة.
ان قضية الحفاظ والاعتزاز بذلك التراث الموروث وأحيائه ودراسته والوقوف على جماليته ما هي إلا مسؤولية وطنية جماعية، فنرى الدول المتطورة تبني المتاحف التراثية لفنونها الشعبية وتعتني بالصغيرة والكبيرة، وتنظم زيارات وجولات إجبارية لطلبة المدارس لهذه المتاحف لتجعلهم على إطلاع ومعرفة بتراثهم وموروثهم الشعبي، بل نجد في كل مدينة هنالك متحف خاص بها، وهناك من يعتني بمحتوياته على مدار السنة.
فالتراث وبالذات الشعبي منه هو ذاكرة الشعوب، وهويتها وهو المعبر عن فرحها وحزنها، وهو ديمومة ذاتها.
واليوم وأنا أدخل مؤسسة (إيشان) للثقافة الشعبية أشعر بالزهو والفرح وأنا أشاهد صور لمبدعينا في مجالات مختلفة معلقة، وأجد الدار فيها من الحس والذوق الشعبي الرصين مما يدلل على حرص القائمين على هذا الكيان الجميل على هويتنا الثقافية الجمعية، نبارك ونساند تلك الجهود ومزيداً من العطاء للحفاظ وخدمة تراثنا أي بلدنا.

52
برعاية الاتحاد الصابئي المندائي في السويد 
تستضيف الجمعية المندائية في ستوكهولم وبالتعاون مع منتدى الحوار الثقافي العراقي في ستوكهولم، الدكتور رياض البلداوي في محاضرة علمية بعنوان. 
            (الدولة العراقية الحديثة من منظور علم النفس السياسي)
وذلك في الساعة السادسة والنصف مساءً من يوم الأربعاء الموافق 24/ 11 / 2021 وعلى قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم وعلى العنوان التالي 
Jämtlandsgatan 151 A
Vällingby 
كما نود اعلامكم من يصعب عليه الوصول لمقر الجمعية بإمكانه المشاركة بالحوار والمتابعة على منصة زوم وعلى اللنك أدناه 
 
https://us02web.zoom.us/j/87125115017?pwd=cVlWeldSN1kybG9LUmhiV3IwSkFyUT09
 
وفي الوقت نفسه ستكون منقولة على صفحة الجمعية المندائية في ستوكهولم بالفيس بوك

53

ستوكهولم: المعرض الشخصي للفنان النصير عباس عباس


محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: علي البعاج

أفتتح في العاصمة السويدية ستوكهولم المعرض الشخصي الرابع للفنان النصير عباس عباس (أبو فائز)، على قاعة معرض (هوسبي گورد)، للفترة 6-21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
 شمل المعرض آخر أعمال الفنان مع بعض الأعمال القديمة أغلبها بالوان الأكريل، وكان عدد اللوحات الفنية 19 عملا فنيا و4 أعمال كمنحوتات عن نافورات للمياه مزخرفة بألوان ورسوم تعبر عن تراثنا العراقي، لفتت أنتباه الحضور لما فيها من إبداع جديد يضاف إلى رصيد الفنان عباس، كما كان هنالك ألبوم لأعمال الفنان الشخصية والمشتركة وتخطيطات عديدة يمكن للزائر الاطلاع عليها، علما أن للفنان عباس مساهمات معروفة في أكثر من عشرين معرضا مشتركا في السويد وفنلندا، بجانب معارضه الشخصية السابقة في كردستان العراق وفي بغداد والسويد.
يمكن تقسيم مواضيع اللوحات التي حواها هذا المعرض إلى كونها تناولت مضامين جمالية عديدة، لكن أغلب الأعمال الجديدة تناولت خبرته في مزج الألوان والانغمار بعالم الألوان في محاولة لفك طلاسيمه، يقول الفنان عباس عن ذلك، إنه أراد من هذا المعرض تأكيد استمراره في الإبداع الفني في محاولة جديدة لعرض الجديد جنب القديم، تاركاً للمتلقي أن يقارن بين الجديد والقديم من إبداعه، ويستمر في تأكيد أنه أكتسب تجربة إضافية في التعامل مع الألوان وأقترب أكثر من عوالمها، وكلما أعمل أكثر أكتسب خبرة وتجربة  جديدة، أحاول أن أترك اللون يتحدث، ومن المعلوم أنه من المستحيل الوصول إلى الكمال، لذلك دائماً أحلم بالجديد، فالفن التشكيلي عالم واسع وبه عوالم خفية  نكتشفها  من خلال الممارسة.
وحاورناه عن رؤيته المستقبلية للفن في العراق، أوضح أنه بالفن والإبداع الثقافي المنوع ترتقي الأمم، والفن يحاول الارتقاء بذوق البشر نحو الأجمل، للأسف تراجع الفن والثقافة بشكل عام في العراق، لكن هنالك بصيص أمل اليوم خصوصاً بعد عودة مهرجان بابل من جديد، نستبشر خيراً، أملنا أن يتعافى العراق لعلنا عندما نزوره من جديد نجد فيه الأمان والاستقرار ونتجول فيه لنطلع على معالمه التراثية والتاريخية والطبيعية بحرية.

 
 
 
 
 
 

54
المنبر الحر / من ساكون انا غداً
« في: 18:55 10/11/2021  »
.

55

صدور كتاب منهجي للبيانو
للمؤلف فائز ميناس
صدر مؤخرا للمؤلف فائز ميناس كتاب (العزف الحر على آلة البيانو) وهو كتاب منهجي يتناول مختلف فنون العزف الحر والارتجال في عزف البيانو . ويهدف الكتاب الى تطوير مهارات مستخدمي آلة البيانو من خلال اتباع تقنيات مختلفة تساعد العازف على التعامل مع انماط متنوعة من الالحان استنادا الى فهم النظرية الموسيقية ونظام السلالم والتوافقات النغمية. كما يستعرض الكتاب ايضا طرائق العزف وفق بعض ألاساليب الموسيقية المعروفة كاسلوب الجاز والبلوز والبوب و موسيقى أميريكا اللاتينية وغيرها
ويرى المؤلف بأن هذا الكتاب يعد متميزا عن المناهج التقليدية ذات اتجاه واحد والتي تتطلب من الدارس المتابعة المنتظمة لسنين عديدة,اذ قد لا تناسب الكثيرين ممن  يستخدمون البيانو لاغراض عديدة كالعزف مع الفرق والكورالات وتدريس الصف, كما ان العديد من مستخدمي البيانو لايتبعون قراءة النوتة الموسيقية لكن مع ذلك يجيدون العزف الذي يخدم مجال عملهم. لذلك يلبي هذا الكتاب حاجة من يبحث عن تعميق الفهم وتطوير المهارات العزفية بطريقة منهجية.
قام بتقديم الكتاب للقراء الاستاذ الموسيقار العراقي محمد عثمان مدير المعهد الوطني للموسيقى في ألأردن.



56
انتخابات لتدوير سلطة المحاصصة والفساد
لا من أجل التغيير المرتقب الذي يلبي إرادة الشعب

محمد الكحط
لا نحلم بانتخابات نزيهة 100%، ولكن ما نطمح له حصول تغيير في ميزان القوى ولو بسيطاً لصالح قوى التغيير، لكن لو نظرنا نظرة بسيطة للخارطة السياسية للانتخابات الحالية لوقفنا على نتيجة مخرجات يتعذر فيها ذلك، فماذا تغير حتى الآن لنضع أمامنا أملا بالتغيير، فالشعب  لازال يعاني الويلات، واذا كان هنالك عدة ملايين هاجروا ولا يفكرون بالعودة حتى الآن، فهنالك ملايين مثلهم يفكرون بالهجرة، وفضلوا الموت بالبحار أو على حدود الدول الأوربية عن البقاء في ظل ظروف كظروف العراق الحالية، حيث لا كهرباء ولا خدمات صحية جيدة، ولا تعليما صحيحا، ولا فرص عمل مناسبة، ولا أمنا مستتبا، ولا أفقا بحل يلوح في الطريق، من جانب آخر تشتد الصراعات بين نفس القوى المتنفذة التي هي سبب كل ذلك للاستمرار بالحكم من جديد، بل والأخبار المتواصلة عن التزوير وشراء البطاقات والمراكز الانتخابية و...و...و، ومراجعة بسيطة تؤكد ان الحال سيبقى كما هو ولا فرصة للتغيير الحقيقي، ولنشاهد معاً:
-   وأنت تسير في شوارع بغداد، تشاهد أكبر الاعلانات حجماً وتملأ أهم العمارات والمولات خصوصا في المنصور، هي لمتهم بالإرهاب، وهذه صورة فاضحة للمال السياسي الفاسد.
وفي لقاء مع جماهير إحدى الدوائر الانتخابية يقوم المرشح (س) بالتعهد وبشكل علني برفع كل أسماء المشتبه بهم كإرهابيين من الكمبيوترات المركزية للدولة، ومنح الرواتب والتعويضات والتعيينات ووو...الخ.
وتتكرر التعهدات غير المنطقية بعدة أشكال من قبل معظم المرشحين ومن نفس القوى المتنفذة، والطامة الكبرى هنالك من يروج لهؤلاء من الإعلاميين والفضائيات التي تجري اللقاءات مع نواب سابقين هم كانوا وما زالوا رموزاً للفساد الفاضح، وهذا دلالة واضحة وفاضحة على الفساد والرشوة وعدم النزاهة وما يلعبه المال السياسي الفاسد، فكيف لفضائية رصينة تجري لقاءات مع مرشحين هم كانوا بالأمس نوابا طردوا بسبب فضائح فساد معروفة ومكشوفة.
هذه النماذج وغيرها الكثير عن الفساد وما يلعبه المال السياسي في هذه الانتخابات.
-   من جهة أخرى تدعي الجهات السياسية المتنفذة التي قادت البلاد طيلة الثماني عشرة سنة الماضية، وأوصلتها الى الحظيظ، بأنها ستفوز من جديد، رغماً أنهم اعترفوا مرارا بفشلهم في إدارة الدولة، فقائمة دولة اللا قانون يقولون نحن رقم واحد، وممثل تحالف الفتح يقول، ان رئيس الوزراء المقبل هو رئيس تحالف الفتح بلا منازع، و ممثلو التيار الصدري يؤكدون انهم حسبوها بالقلم والورقة وحصتهم ستكون 100 مقعد، وصرحوا سابقاً بأنه اذا لم يحصلوا على رئاسة الوزراء هذا يعني ان الانتخابات مزورة، وهنالك تصريحات مشابهة لممثلي الحكمة والنصر، ناهيك عن التصريحات الأخرى وصراعات القوى السياسية في كردستان والقوى الأخرى في الموصل وتكريت والأنبار وديالى، والمحافظات الجنوبية...الخ.
-   من جهة أخرى فإن قانون الانتخابات الفاشل والذي ستظهر عيوبه في التطبيق، فهو لا يصلح لانتخاب ممثلين لبرلمان دولة، بل هو مناسب لانتخابات مجالس محافظات أو أقضية أو مدن، فالأصوات ستتوزع والفائز في الدائرة المعينة لا يحصل على أكثر من 10% من الأصوات، أي أنه سوف لن يمثل الـ 90% المتبقية من دائرته، نفسها، وهؤلاء الذين سيفوزون هم من أبناء العشائر، ومن أصحاب النفوذ، وليس أصحاب مشروع التغيير الذين لا يملكون المال ولا الجاه والوسائل الداعمة.
-   كذلك وبقرار فوقي ومخالف للدستور جرى منع تصويت العراقيين في الخارج وهم بالملايين، كونهم من المعارضين لهذه القوى المتنفذة، ومن المؤكد بأن أكثرهم سيصوت للقوى المدنية والديمقراطية والتشرينية.
 هل جرى تحديد حجم الدعاية لكل مرشح، أم تركت الأمور سائبة، كل حسب ما يملك من ثروة لشراء ذمم الموطنين، فهذا القانون فاشل ولا يؤدي الى مخرجات ترضي حتى المتنفذين أنفسهم، إلا من قام منهم بشراء ذمم أفراد هذه الدائرة أو تلك، ناهيك عن التزوير المتوقع.
-   أما صعوبة الوضع الأمني وعدم تواجد المرشحين من قادة انتفاضة تشرين، لأنهم مهددون، ولا زال السلاح المنفلت وكاتم الصوت يدور في شوارع وأزقة العراق.

-   لو تركنا القانون وعيوبه التي ستظهر، ولا أدري كيف تم إقراره، ونأتي الى قانون الأحزاب، فهل تم تطبيقه، وهل منعت الأحزاب التي لها ميليشيات وتشكيلات عسكرية من الدخول في المعترك الانتخابي، وهل جرى منع الأحزاب ذات الطبيعة الطائفية والعرقية، والتي لا تنحو منحى وطني من الدخول في الانتخابات، هل جرى تقديم برامج انتخابية لهذه الأحزاب، هل جرى تحديد حجم الأموال التي تصرف للدعاية لكل حزب، هل جرى كشف مالية هذه الأحزاب، وذمتها المالية؟
وهذه ثغرة كبيرة في الانتخابات.
-   أما مفوضية الانتخابات غير المستقلة، والتي جرى تشكيلها ضمن سياسة المحاصصة السياسية، فلا زال اللغط والأخطاء الفنية تتوالى سواء من أجهزتها التي ثبت عملياً عدم دقتها وبإمكانية بل وسهولة خرقها والتلاعب بمخرجاتها، ناهيك عن عدم حيادية المشرفين على المفوضية بالأساس، كونهم يمثلون الجهات التي أتت بهم.
-   علماً أننا لم نجر الإحصاء السكاني حتى الآن كي نعرف الوضع الحقيقي للسكان في كل منطقة بشكله الصحيح، مما يعيق الخروج بنتائج صحيحة عن الانتخابات.
-   كما ان هنالك الملايين من المواطنين الذين لهم الحق في التصويت لم يجددوا بيانات معلوماتهم، وملايين غيرهم لم يستلموا البطاقة البايومترية حتى اليوم، وهذا يعني مقاطعتهم لها مسبقاً.
-   وفي حالة عزوف الجماهير عن المشاركة، وبقيت الساحة لهذه القوى المتنفذة، وكانت نسبة المشاركة أقل من 30%، فهل هنالك قانون يلغي شرعية الانتخابات، الجواب كلا، وهذه ثغرة قانونية، لم يتم دراستها حتى الآن، وتبقى القرارات بيد القوى المتنفذة التي مررت نتائج انتخابات 2018 المزورة، والتي لم يشترك فيها إلا أقل من 20% بالإضافة الى التزوير المعترف به، وخشية من فراغ دستوري لا يصب في مصلحتهم تم التغاضي والتلاعب بمصير إرادة الشعب.
-   السلاح المنفلت وكواتم الصوت لا زالت ترعب المواطنين في كل مكان، وهذا السلاح المنلفت تم تهديد رئيس الوزراء به عدة مرات، وهنالك مدن لا زالت الميليشيات تتحكم بها، ولا توجد سلطة حقيقية للدولة فيها، فكيف ستكون نتائج هذه الانتخابات في هذه الأماكن....؟؟؟
-   الوضع الأمني غير المستتب، فلا زالت داعش تقوم بالهجمات ويتم الخرق الأمني كل يوم، ووصلت حتى داخل بغداد وضواحيها، مما يعني ان الخروقات الأمنية لا زالت، وان قواتنا المسلحة بأنواعها غير قادرة على حفظ الأمن، بل وحتى هي تعرضت للهجمات وقدمت ضحايا، ناهيك عن الهجمات المتتالية على مطاري بغداد وأربيل، وأماكن أخرى يعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي أو توجد فيها قوات للتحالف الدولي، وسقطت صواريخ على مناطق سكنية عديدة منها قرب وداخل المنطقة الخضراء المحصنة.
-   المنابزات والتصريحات المتناقضة للمسؤولين وممثلي القوى السياسية، وبضمنها تهديدات مبطنة، لا زالت تملأ الفضائيات.
ولنترك كل هذا ولنتساءل:
-   أين هم قتلة المتظاهرين المطالبين بالتغيير، وحقوق الشعب العراقي، هل تم تقديمهم للعدالة...؟؟؟
-   أين ملفات الفساد والرؤوس الكبيرة التي تقف وراءها، هل تم محاكمتهم...؟؟
-   أين المليارات المهربة وبمعلومات مؤكدة هل جرى متابعتها بشكل صادق وأمين...؟
-   أين التحقيقات باستيلاء داعش على المحافظات العراقية وهل تم محاكمة المسؤولين الرئيسين عن ذلك...؟؟
-   أين التحقيقات في مسببي جريمة سبايكر....؟
-    أين التحقيقات في مسببي جريمة سنجار وقتل الأيزيديين وسبي نسائهم...؟؟
هذه الأمور وغيرها، تجعل من ظروف إجراء انتخابات على أسس عادلة غير ممكن، ولا تؤدي مخرجاتها الى إمكانية التغيير، ولا تلبي إرادة الشعب أبداً.

57
ستوكهولم: انتهاء فعاليات مهرجان الأمل السينمائي الدولي الأول

 

محمد الكحط: ستوكهولم
من عمق الألم والمعاناة ينبعث الأمل، هكذا كانت فكرة مهرجان الأمل السينمائي الدولي الأول في ستوكهولم، حيث بدأت الفكرة من مخاض عسير لفنان ومخرج عربي مقيم ما بين  بلجيكا والسويد هو فادي اللوند، الذي يعيش وعائلته مع أبنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن خلال هذه المعايشة اليومية انبثقت تلك الفكرة وهي مهرجان سينمائي لأفلام ذات طبيعة إنسانية بحتة، وتتناول معاناة وحياة هذه الشرائح من البشر وذوي الإعاقة والمحرومين من العلاج أو الرعاية الذين يعيشون معنا، لتسليط الضوء على حياتهم، وكيفية التعامل معهم ولأجل لفت الانتباه لهم من قبل الجميع، وبالذات من قبل المؤسسات الرسمية.
وهكذا كانت البداية لمشروع بجهود ذاتية، وبمساندة بعض المهتمين للمشروع.
المهرجان أستمر للأيام 10-13 سبتمبر/ أيلول 2021، وأفتتح في دار سينما وسط ستوكهولم، حضره جمع غفير من أبناء الجالية العربية ومن السويديين ودول أوربية أخرى، وكانت ضيفتا شرف المهرجان الفنانتين العربيتين إلهام شاهين وكارولا سماحة والفنانة الفرنسية بريكيتا سي، وفي باحة السينما الخارجية كان المسؤولون عن إدارة المهرجان في المقدمة لاستقبال الجميع بالود والحلوى والعصائر، ومن ثم الدخول لصالة العرض، حيث بدأ المهرجان بكلمة ترحيب من قبل عريفة الحفل، بالحضور والضيوف ولتعطي الكلمات للآخرين وأولهم  مدير ومنظم المهرجان المخرج فادي اللوند، الذي رحب بضيوف المهرجان والسادة الحضور وبجميع المشاركين في فعاليات هذا المهرجان السينمائي....موضحاً المغزى من إقامته،  ومشيرا إلى أهمية اختيار ستوكهولم، لتكون منطلقاً لهذا المهرجان الدولي، كون السويد معروفة بمواقفها الإنسانية وتتمتع بسمعة عالمية لدعم حقوق الإنسان ورعاية الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ثم كانت هنالك كلمات منها لمدير المهرجان الدكتور خالد الزدجالي، والذي أوضح كيف سارت الجهود لاستكمال فعاليات هذا المهرجان.
والملفت للنظر بأن أولى فقرات المهرجان كان عرضا فنيا لتلاميذ مدرسة من ستوكهولم من ذوي الاحتياجات الخاصة بعنوان ((الملائكة))، الذين غنوا للحضور ونالوا تضامنهم وتصفيقهم، مما أبهج الجميع.
بعدها جرى تكريم ضيفات الشرف بوسام المهرجان وشهادات تقديرية بإسم ((مهرجان الأمل السينمائي الدولي الأول في السويد))، منهن الفنانة كارول سماحة والفنانة المصرية إلهام شاهين، والفنانة الفرنسية بريكيتا سي، اللواتي عبرن عن سعادتهن لحضور هذا المهرجان شاكرات المنظمين على دعوتهن له وتكريمهن، وبكلمة  باللغة العربية وجهت الفنانة إلهام شاهين تحية لأبناء الجاليات العربية في السويد ولجميع المشرفين على المهرجان، معربة عن إعجابها وامتنانها عن فكرة المهرجان، ونوهت إلى أنه هذه المرة الأولى ينظم مهرجان يتبنى هذه الفكرة الإنسانية النبيلة، وقامت باحتضان التلاميذ الذين قدموا العرض الفني من ذوي الاحتياجات الخاصة مما كان له وقع خاص عليهم وعبروا عن سعادتهم بهذا الموقف الجميل.
 


 

 
وبعد مراسيم حفل الافتتاح تم عرض الفيلم البلجيكي ((أنقذوا ساندرا)) وهو من إخراج جان فيرهين وبطولة سيفين دو ريدر، والممثلة الروسية داريا جانتورا، والذي نال إعجاب الجميع، لما حمله من رسالة إنسانية وانتقاده لبعض السياسات الاقتصادية التي ترسم دون مراعاة الجوانب الإنسانية، والفلم مأخوذ عن قصة واقعية. 
 
 وفي اليوم الثاني عرض الفلم السويدي ((CATWALK)) وهو من إخراج يوهان سكوج، وبمشاركة إيدا جوهانسون، إيما أورتلوند، و بار يوهانسون.  يحكي الفلم كيفية توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة واندماجهم في المجتمع لإحياء الأمل لديهم ليكونوا مثل الناس الطبيعيين، بل تم تحقيق حلم يصعب تحقيقه لمعظم الناس العاديين.
يقول منظم المهرجان الأستاذ فادي أنه تم تقديم حوالي 400 فلم لمسابقة المهرجان، لكن اللجنة المشرفة اختارت 34 فيلماً من 24 دولة للتنافس على الجوائز، وجميعها من إنتاج 2020-2021، ومترجمة إلى اللغة الإنجليزية أو السويدية، مع الاحتفاظ باللغة الأصلية للفيلم، منها 10 أفلام لمسابقة الأفلام القصيرة مدتها بحدود 30 دقيقة، و 24 فلماً لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتي لا تزيد مدة عرضها عن 75 دقيقة، ومن عدة دول وهي:
بلجيكا، ألمانيا، فرنسا، مصر غانا، بلغاريا، بريطانيا، مقدونيا، المغرب، فلسطين، إيران، تركيا، الهند، الأردن، كازاخستان، أميركا، كولومبيا، لبنان، الإمارات، الجزائر، سوريا، موريتانيا، التشيك، سيلوفينيا.
وتوزعت لجنة التحكيم إلى فريقين ثلاثة حكام للأفلام القصيرة وثلاثة آخرون للأفلام الروائية الطويلة.
عالجت معظم الأفلام مواضيع ذوي الاحتياجات الخاصة والطفولة والمرأة ومواضيع إنسانية أخرى.
وفاز الفلم البلجيكي ((أنقذوا ساندرا)) بجائزة المهرجان.
وفي حديث مع مدير ومنظم المهرجان المخرج الاستاذ فادي، وسؤالنا عن أمكانية استمراره والصعوبات التي واجهته خلال النسخة الأولى من المهرجان، أوضح بأنه يتمنى أن يجرى سنويا، خصوصاً وأنه أصبح لديه أصدقاء ومعارف في السويد يمكن التواصل معهم من أجل الاستمرار، ونوه إلى عدة صعوبات مادية ولوجستية واجهت العمل مما أرهقه كثيرا، ناهيك عن الوقت الكبير الذي استغرقته عملية جمع وفرز الأفلام وتقييمها.
في الأخير أثنينا على جهوده وجهود جميع من ساهم في إنجاح هذا المهرجان الذي أنعش الأمل لدى الجميع وسلط الضوء على قضايا إنسانية مهمة، آملين استمراره.
 

-   الأفلام الطويلة المشاركة في مسابقة المهرجان:
-    فيلم ((أنقذوا ساندرا)) من بلجيكا.
-    فيلم ((تحت نجوم باريس)) من فرنسا بطولة النجمة كاترين فروت والطفل محمدو يافا، إخراج كلوز دريكسيل.
-   من بلغاريا ((فبراير)) إخراج كامين كاليف وبطولة الكيشيزار.
-   من مصر فيلم ((قابل للكسر)) إخراج أحمد رشوان.
-   من المغرب فيلم ((هال مدريد فيسكا بارصا)) إخراج عبد الله الجوهري. وبطولة عبد الحق بالمجاهد وعبد الله راشد ولطيفة أحرار وهدى صدقي.
-   من فرنسا ((كيف تصبحين زوجة جيدة)) للمخرج مارتن بروفوست، وبطولة جولييت بينوش ويوالند ماريو.
-   من إيران ((سامي))، إخراج حبيب باوي ساجد، بطولة سعيد نجرافي وسيد محمد المهدي وروزا نوري.
-   من الهند ((ما تريد الطيور قوله))، إخراج سادها راديكا.
-   من كازاخستان ((القط الأصفر)) إخراج عادل خان يرزانوفا، بطولة أزمت وسانجر وكاميال.
-   من أميركا ((أنجي – فتيات ضائعات))، إخراج جوليا فيردين وتأليف جانيت وجوليا فيردين.
-   وفي مسابقة الأفلام القصيرة شاركت الأفلام التالية:
-   ((شيكارو)) من كولومبيا.
-   ((لقاء الروح)) من المغرب.
-   ((شو اسمك)) من لبنان، و ((كافيا)).
-   ((تحت الضغط)) من الإمارات.
-   من مصر ((الفرصة الأخيرة))، و ((زي الطيور))، و ((بطاطس)) و ((أنا وطن داخل وطن)).
-    من الجزائر ((سيعود)).
-   ((أحدنا غادر الصورة)) من سوريا.
-   ((كافيا)) من موريتنانيا.
-   ((حارس القمر)) من كازاخستان.
-   من فرنسا، ((أبناء المستحيل))، و((الكلمات الصحيحة)).
-   من أميركا ((سرقة- فن التباعد الاجتماعي)).
-   من تركيا ((أليغوريا)).
-   من الأردن ((يا جار)).
-   وهنالك أفلام أخرى من أنتاج مشترك.


59
دعوة لحضور ندوة عن التجربة الأنصارية  والإبداع (الجزء الاول)

التجربة الأنصارية


 والإبداع (الجزء الاول)

كيف تركت تجربة الكفاح المسلح أثرها في كتابات الأنصار و إبداعهم الأدبي والفني؟

عن هذا السؤال وأسئلة أخرى مرادفة تستضيّف اللجنة الثقافية لرابطة الأنصار الشيوعيين مجموعة من المبدعين الأنصار للحديث عن تجربتهم ومحاورتهم.

يشترك في الجلسة الأنصار: عبد اللطيف السعدي (أبو أثير)
 عمار علي (عمار)

 غالب محسن (أبو شاكر)

 كفاح محمد امين (كاردو كامو)

 سعيد شابا (كامران)


الجمعة ١٨ حزيران ٢٠٢١

الثامنة بتوقيت بغداد/ السابعة

بتوقيت وسط أوروبا

على منصة الزوم.. الرابط :

https://us02web.zoo
m.us/j/2394882771?pwd=VktOK3dOd2NmUE1tQVE5RlJQQUttZz09

Meeting ID: 239 488 2771
Passcode: 3YULzW


الدعوة عامة للجميع

60
الأنصار الشيوعيون يستذكرون القصف الكيمياوي في ذكراه الـ 34
محمد الكحط
أربعة وثلاثون عاماً على تلك الجريمة، لن ننسى ما حيينا يوم الخامس من حزيران عام 1987، حيث قصفتنا طائرات النظام الدكتاتوري البائد بالأسلحة الكيماوية، شيء لم نحسب حسابه، كنا نظن أننا أمام دكتاتور ونظام شمولي كما يردد البعض اليوم، لم نكن نعلم أننا أمام عصابة مجرمة لا أخلاق لها ولا تعرف المواثيق والمعاهدات الدولية.
ان الأنصار الشيوعيين أبناء العراق البررة المناضلين الحقيقيين الذين لم تغرهم السلطة بمغرياتها ولم ترهبهم بقوتها، تركوا ملذات الحياة وغاصوا في الجبال والوديان، وأمتطوا الريح، متاعهم السقط وشرابهم ندى غيمة، وأحلامهم بلا حدود، أرادوا الحياة بحريتها لا بعبوديتها، أحبوا الناس وعشقوهم وكانوا لهم أوفياء.
في 5 حزيران 1987، قصفت طائرات النظام الصدامي مقر قاطع بهدينان للأنصار الشيوعيين في كلي (زيوة) بالأسلحة الكيمياوية، في ذلك الوادي الذي يعج بالحياة النضالية في محاولة بائسة للنيل من عزيمة الأنصار الشيوعيين، وبهذه المناسبة، أقامت اللجنة الثقافية لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين أمسية بعنوان " الانصار الشيوعيون يتحدون القصف الكيمياوي"، مخصصة لاستذكار هذا الحدث، وبمشاركة مجموعة من الرفيقات النصيرات والرفاق الأنصار، منهم النصير عامل الخوري (مشمش)، النصيرة نضال مجيد (أم مسار)، النصيرة ابتسام حداد (أم نصار)، النصير محمد الكحط (أبو صمود)، النصير عادل كنيهر (سامي دريجة)، طبيب الاسنان النصير راشد مجيد (ابو الياس)، في يوم الجمعة 4/6/2021 من خلال منصة برنامج الزوم.
افتتحت النصيرة بشرى الطائي الأمسية بالكلمات التالية، ((يفتخر الانصار الشيوعيون بمشاركتهم في مرحلة الكفاح المسلح باعتبارها صفحة مهمة في نضالهم الوطني ضد الدكتاتورية ،دفاعا عن شعبهم ووطنهم ومن أجل العدالة والقيم الإنسانية....ومثلما كان الدكتاتور وأعوانه بلا قيم ولا أخلاق ولا ضمير في تسلطهم وجرائمهم ضد شعبنا، كانوا كذلك في استخدام السلاح الكيمياوي ضد الانصار الشيوعيين، حيث قصف مقر قاطع بهدينان بالأسلحة الكيمياوية (غاز الخردل) ١٩٨٧ حينها كان هناك في كلي (زيوة) تجمع كبير، من أجل عقد اجتماع للقيادات العسكرية والحزبية لمختلف القواطع. أصيب أثر ذلك القصف ١٤٩ نصيرا ونصيرة وطفلا، واستشهد الرفيق جوقة سعدون إبراهيم (أبو فؤاد) في نفس الليلة وجرح النصيران عباس ره ش، وخابور، وفي ١٢ من حزيران استشهد الرفيق ريبر عجيل محمود (ابو رزگار). وفي ١٤ آب من عام ١٩٨٨عاد النظام الفاشي ليقصف زيوة مرة أخرى بغاز الأعصاب بواسطة الراجمات، فاستشهد الرفيق سعد موسى (ابو سعد)، والرفيق عبد الحسين لازم الساعدي (أبو وسن)، والرفيق كاظم جبر (ابو جواد).
ثم دعت الجميع إلى الوقوف قيقة صمت على أرواح الشهداء الأبرار. وتناوبت الرفيقة بشرى مع الرفيق النصير يوسف أبو الفوز على تقديم الأنصار للحديث.
تحدث النصير (مشمش) عن معاناته، والذي كان حينها طفلاً صغيراً، وكيف بقي يعاني فترة طويلة من كوابيس تلك الأيام، أما النصيرة (أم مسار) والتي كان معها طفلاها فتحدثت عن المعاناة النفسية والآلام الجسدية التي عانتها وطفلاها خلال تلك الأيام، وأنصب حديثا النصيرة أم نصار وأبو صمود على تفاصيل القصف منذ لحظاته الأولى وكيف تم التعامل مع الأحداث من قبل الأنصار وقيادة قاطع بهدينان وكيف تكاتف الأنصار مع بعضهم لتجاوز تلك المحنة والمعاناة من آثار الضربة برباطة جأش وتضحية وبطولة نادرة، كما تحدث النصير (سامي دريجة) عن ما تعرض له من آثار شديدة هو ورفاق آخرون، وأنصب حديث الدكتور النصير (أبو الياس) عن تشخيصه للسلاح الكيمياوي وكيفية الوقاية من آثاره، ولعبت توجيهاته للرفاق دورا مهما في تقليل الآثار السلبية عليهم.
بعدها فسح المجال للحضور للحديث، فتحدث العديد من الأنصار من الذين عاصروا الحدث وأشاد الجميع ببطولة الأنصار وصمودهم الذي لا يلين.
علما أنه بعد سقوط النظام الديكتاتوري، تم العثور على الكثير من الوثائق، التي تم التأكد من صحتها، التي تبين مسؤولية النظام، والديكتاتور صدام حسين مباشرة عن ذلك، من ذلك مذكرة من المخابرات العسكرية موجهة الى مكتب المجرم صدام حسين للحصول على الإذن باستخدام غاز الخردل وغاز السارين، ووثيقة الرد، تحمل أمر من المجرم صدام بإمكانية استخدام الأسلحة الكيماوية ضد القوات الإيرانية والكردية. وأيضا مذكرة داخلية كتبتها المخابرات العسكرية تبين انها حصلت على موافقة مكتب الرئيس لاستخدام ما سموه "الذخيرة الخاصة".
وسيسجل التاريخ ان الأنصار الشيوعيين واجهوا هذا العمل المجرم الجبان ببطولة وبقوة تحمل وصبر أسطورية.

61
دعوة عامة
الانصار الشيوعيون يتحدون القصف الكيمياوي
في 5 حزيران 1987، قصفت طائرات النظام الصدامي مقرات الانصار في (زيوة) بالاسلحة الكيمياوية، وبهذه المناسبة، تدعوكم اللجنة الثقافية لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين لحضور الأمسية المخصصة لاستذكار هذا الحدث، وبمشاركة مجموعة من النصيرات والانصار:
نصير عامل الخوري (مشمش)
نضال مجيد (ام مسار)
ابتسام حداد (ام نصار)
محمد الكحط (ابو صمود)
سلام العطار (عمودي)،
عادل كنيهر (سامي دريجة)
طبيب الاسنان راشد مجيد (ابو الياس)
الجمعة 4/6/2021
الساعة الثامنة بتوقيت بغداد (السابعة بتوقيت وسط أوروبا)
على منصة برنامج الزوم
https://us02web.zoom.us/j/2394882771?pwd=VktOK3dOd2NmUE1tQVE5RlJQQUttZz09

Meeting ID: 239 488 2771
Passcode: 3YULzW
 

62
انصار شجعان في مواجهة حصار عسكري


رابط الدخول
https://us02web.zoom.us/j/2394882771?pwd=VktOK3dOd2NmUE1tQVE5RlJQQUttZz09

Meeting ID: 239 488 2771
Passcode: 3YULzW

63
مكتب اعلام الخارج للشيوعي العراقي يحتفل بعيد العمال

محمد الكحط

في احتفائية مخصصة لعيد العمال العالمي، أحيا فيها مكتب اعلام الخارج للحزب الشيوعي العراقي، مناسبة الأول من آيار، وذلك يوم الاثنين 3 آيار 2021، عبر الخدمة الرقمية، استضاف فيها الرفاق عادل حبه ومصطفى محمد غريب والرفيقة نوال يوسف. مستذكرين في هذه المناسبة التظاهرة التاريخية عام 1959 التي شهدتها بغداد احتفالا بهذا العيد.
أفتتح الفعالية الاعلامي يوسف أبو الفوز، مرحبا بالجميع، ومشيرا إلى أن السير إلى الأمام يتطلب إجادة النظر إلى الخلف ـ الماضي، دون أن نلتفت، حتى نستطيع التعامل مع الحاضر. نلتقي هنا، لنقلب أوراقا من الماضي، أحداثا نفخر بها، نتغنى بها، وايضا نتعلم منها، نستخلص منها الدروس والعبر، نتعلم من أخطائنا ومن نجاحاتنا، لتجنب الوقوع في مطبات وحفر، حتى تتقدم مركبة الطبقة العاملة والحزب وتسير إلى الامام بطريقة أفضل وبأمان.
ثم دعا الجميع لدقيقة صمت استذكارا لشهداء الطبقة العاملة، وشهداء طليعتها السياسية، الحزب الشيوعي العراقي.
تحدث الرفيق عادل حبه (أبو سلام)، مؤكدا أن احتفال يوم الأول من آيار 1959 لم تشهده بغداد من قبل، حيث استمرت المسيرة حتى مساء اليوم التالي، وفي وضع وظرف سياسي دولي واقليمي غير طبيعي حيث كانت الحرب الباردة مستعرة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي، فكان شعبنا يطمح بالاستقلال والسيادة الوطنية، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية، خصوصاً بعد فشل مؤامرة الشواف وما حصل بعدها من تحشيد اقليمي ضد الثورة وبالذات ضد الحزب الشيوعي، فكان تنظيم هذه المسيرة الحاشدة هو للرد على تلك السياسات المعادية، مما أثار قلق بعض الأوساط الخارجية والداخلية، بما فيها بعض الأحزاب المشاركة في التحضير للثورة والتي أثرت على عبد الكريم قاسم وأثارت الشكوك ضد الحزب ومستقبله وقدرته على تعبئة الجماهير، وربط بعضهم ذلك بما حصل في روسيا شباط سنة 1917، مما جعل قاسم يتخذ اجراءات قاسية ضد الحزب الشيوعي، والحركة الديمقراطية، فقام بسجن الآلاف منهم وتم إبعاد الوزراء الشيوعيين، مما ترك فراغا كبيرا في الوضع السياسي من الصعب ان يملأ، وتوج بالانقلاب الفاشي في شباط 1963، وللأسف حاول الحزب حماية الثورة وتم عقد جبهة مع الحركة القومية الكردية وغيرها، لكن تلك الجهود تم إجهاضها.

وتحدث عن الطبيعة الطبقية للعمال والعاملين في العراق والعالم اليوم، ووضع العمال وموقفهم من العملية الانتاجية في ظل التطورات التكنلوجية الحديثة، وتنوع أشكال العمل من يدوي وفكري وفني الخ، مما يتطلب الدراسة والتمحيص في هذا الجانب المهم.
كما تحدث الرفيق مصطفى محمد غريب (أبو طاهر)، مستذكراً تلك المسيرة التاريخية، التي جمعت بين الحس الوطني والحس الطبقي، والتي شاركت فيها الفرق العمالية والنقابية والشبابية الطلابية والنسائية، وكان في مقدمة المسيرة المهداوي ووصفي طاهر وقادة الحزب الشيوعي، وأثناء التوجه عبر شارع الرشيد كانت الجماهير بالآلاف على الأرصفة وهي تحيي المتظاهرين، كنا نسير ونحن في فرح غامر والجماهير من كل حدب وصوب، وصلنا إلى باب المعظم حوالي الثانية بعد الظهر والمسيرة تبدو وكأنها في البداية حيث تتوافد المجموعات والجماهير تباعا من الباب الشرقي، بقينا حتى الساعة الثالثة صباحا والاحتفالات والأغاني مستمرة كمجموعات وأفراد، وقد لعبت المرأة العراقية دوراً بارزا في كل منعطفات المسيرة، والدور القيادي للحزب الشيوعي العراقي في تنظيمها وقيادتها.
كما تحدث حول دور الحركة النقابية والتآمر الرجعي ضدها ومواقف عبد الكريم قاسم السلبية التي ساهمت بشكل غير مباشر في تحريك القوى المضادة لثورة 14 تموز من فلول النظام الملكي والرجعية والاقطاع والجبهة القومية وحزب البعث ودعم دول الجوار العضوة السابقة في حلف بغداد تركيا وإيران والمخابرات الأجنبية ودعم مصر وجمال عبد الناصر للقوى القومية المعادية لتطلعات الجماهير.

الرفيقة نوال يوسف (أم عمار)، اشارت إلى أنها كانت طالبة في المتوسطة وعضوة في اتحاد الطلبة بالأعظمية، وعملت مع أخريات بالاستعداد للمشاركة في التظاهرة منذ 30 نيسان والقيام بتأجير السيارات وتزيينها والانطلاق إلى الباب الشرقي حيث كانت المسيرة تنتظم، وكانت قيادة الحزب في المقدمة ومن ثم القيادات النقابية، وبعدهم أنصار السلام ومن ثم الاتحادات منها الطلبة وهكذا، وتطرقت الرفيقة ضمن ذكرياتها إلى مشاركة الشهيد سلام عادل والرفيقة ثمينة ناجي في هذه التظاهرة مع عدد أخر من الرفاق. ومؤكدة في ختام حديثها إلى ان تلك التظاهرة هي أهم مسيرة في تاريخ العراق آنذاك.

كما تحدث الأمين العام لأتحاد النقابات عدنان الصفار، مشيراً إلى أهمية النظرة إلى الخلف حتى تكون مسيرتنا إلى الأمام بشكل صحيح، وتحدث عن أهمية الهوية الطبقية في حياة الحزب ومستقبله، وتحدث عن الحركة النقابية العراقية منذ 1948 حتى 1958، حيث كان لها دور مؤثر في قيام ثورة تموز، وأشار إلى التراجع بعد آب 1959، وتراجع الحركة النقابية، وربطها بالوضع الحالي حيث تعاني الحركة النقابية من ضعف الانتماء للنقابات، رغم هذا كان للنقابات مساهمات واضحة في انتفاضة تشرين 2019.

وتحدث العديد من الرفاق والأصدقاء طارحين العديد من الأسئلة والمواضيع، والجميع أكد على السجل النضالي الكبير لطبقتنا العاملة في حياة الشعب العراقي مهنئين جميع الشغيلة في العراق والعالم في عيدهم الأغر.


64
تحية طيبة
مرفق رابط الزوم لأمسية الكاتب والصحفي صباح كنجي
بمناسبة صدور كتابه الإيزيدية محاولة للبحث عن الجذور
وذلك يوم السبت المصادف 22/5/2021 الساعة السابعة مساء بتوقيت
السويد ووسط اوربا والثامنة مساء بتوقيت بغداد

https://us02web.zoom.us/j/3495113090?pwd=c29paWZjN1lObThReis2anVySG9aUT09 
 
Meeting ID: 349 511 3090
Passcode: RJ47ES

65
أمسية عن المسرح الأنصاري
محمد الكحط - السويد-
ضمن النشاطات العديدة في المجالات الثقافية التي تقوم بها اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين، كانت هذه الأمسية المنوعة لاستذكار مفصل مهم من حياة الأنصار الشيوعيين العراقيين أثناء الكفاح المسلح ضد الدكتاتورية، وهو النشاط المسرحي الأنصاري، فحياة الأنصار الشيوعيين كانت مليئة بالعطاء والإبداع في المجالات الثقافية والفنية والاجتماعية، أقيمت هذه الأمسية يوم 9 نيسان 2021، عبر برنامج الزوم والفيسبوك، حيث نقلت بشكل مباشر وتابعها العديد من المشاهدين.
أفتتح الفعالية النصير الرفيق يوسف أبو الفوز، وبعد الترحيب بالحضور باسم اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين وباسم المجموعة المكلفة بإعداد هذه الأمسية، أشار الى أن هذه الأمسية مخصصة للنشاط المسرحي للأنصار الشيوعيين للفترة من عام ١٩٧٨حتى ١٩٨٨، ضمن جهد نتمنى أن يتواصل، لتسليط الضوء على تجربة مشرفة ومشرقة في تأريخ العراق، الا وهي تجربة الكفاح المسلح، لفصائل الأنصار الشيوعيين، هذه التجربة التي تكاد تكون مجهولة لقطاع كبير من أبناء شعبنا، فهي لم تجد حتى الآن الاهتمام الإعلامي الكافي والمطلوب الذي يليق بها ليعرف بها، وأن الهدف من هذه الامسية أن تكون تحية لكل الأنصار البواسل، الذين ساهموا فيها، ومنهم بدون شك الشهداء، وكذلك الرفاق الذين رحلوا عنا لاحقا، وكذلك تحية لكل المسرحيين الأنصار الذين ساهموا وبذلوا جهدا في إغناء الحياة الثقافية للأنصار.
وأستلهم كلمات الفقيد النصير آشتي حين قال مرة (تحية للمسرحيين الأنصار اللذين عانقوا الحياة في الجبال ورفعوا البندقية بوجه أعتى دكتاتور وطاغية)، نعم عانقوا الحياة حالمين بصباحات جديدة ومشرقة لوطن جديد.. ومنحوا أيام الأنصار القاسية الطراوة والمتعة.
وتم استذكار الشهداء من المسرحيين الأنصار ومن رحل منهم مؤخرا، وأمنيات بالصحة والعمر المديد للأحياء منهم ممن يشاركونا هذه الأمسية أو ممن غابوا عنها لأسباب ما.
كان للأنصار الشيوعيين حياتهم الثقافية الزاخرة بالتفاصيل التي تندرج ضمن إطار الثقافة التقدمية، ثقافة مقاومة وانتماء للمستقبل في عراق مدني ديمقراطي طالما حلموا به وناضلوا لأجله، وبحكم التحاق عدد ليس قليل من الفنانين المسرحيين المحترفين، بصفوف حركة الأنصار، فقد ولدت تجربة المسرح الانصاري.
وللتوضيح لابد ان نتوقف عند بعض من صفات وخصائص مسرح الأنصار، الذي خضع لظروف حياتهم التي لم تكن سهلة، حياة التنقل والتوتر وهم يواجهون أعتى سلطة فاشية، ويعيشون حياة الكفاف في السهول والوديان في مواجهة ظروف صعبة، وبحكم الإمكانيات المادية واللوجستية الضعيفة التي تتسم بها حركة الأنصار عموما، فيمكن القول إن مسرح الأنصار كان ينتمي لما يسمى بالمسرح الفقير أو مسرح الصالة أو المقهى، والعروض أساسا كانت تقدم لجمهور في غالبيته من الأنصار لكن هناك تجارب في حضور جمهور من قرى صديقة للأنصار، كما يمكن القول إن مسرح الانصار كان مسرحا بدون خشبة مسرح تقليدية، كانت العروض تقدم في غرف نوم الأنصار، وفي باحات المقرات الانصارية في الوديان أو خاصرة جبل عاص بعيد عن مرمى الطيران ونيران المدفعية، وأحيانا كان يقومون بجهد للتعتيم على مكان العرض وتوقيته خوف تسرب الخبر للعدو، كان المسرحيون الانصار يتدربون على عروضهم وهم يسرقون الوقت من أداء واجباتهم الانصارية اليومية.
لقد أيقظ نشاط الأنصار المسرحي، شغف الأنصار بحب الحياة والتطلع لمستقبل أفضل وامدتهم بطاقة إضافية للعمل والابداع في حياتهم، كان المسرحيون الأنصار يرسمون عالما من الحب والتفاؤل، فظهرت مواهب مسرحية وصقلت مواهب أخرى، فكثيرا ما استعان المسرحيون المحترفون بأنصار هواة لتقديم عروضهم.
تحدث الفنان النصير الرفيق هادي الخزاعي ((ابو اروى)) عن تجربته موجها التحية لكل الأنصار ومنهم المسرحيون وخصوصا الذين سبقوه في التواجد في كردستان، وتذكر أول نشاط مسرحي في قاطع بهدينان وهي مسرحية الغجر للشاعر الورسي الكسندر بوشكين، ساهم فيها الأنصار المسرحيون سلام الصكر ولطيف حسن، ومثل فيها النصيرات والأنصار عشتار وأبو سامر والشهيد سمير حناوي، وقدم مشهد مسرحي وعدة أعمال أخرى في يوم المسرح العالمي، كانت الرفيقات يقمن بعمل الأكسسوارات منهم الرفيقة أم علي، وقدمت الأعمال على ضوء الفوانيس في الاحتفالات، مع معاناة من الواجبات والأوامر العسكرية، التي كانت تحد من نشاطنا.
تحدث النصير مزهر بن مدلول الرفيق (أبو هادي)
عن الأمسية، مقدما بقية الرفاق قائلاً: تثار الكثير من الاسئلة والأفكار عن التجربة الأنصارية في مجال المسرح، هذه الاسئلة تتطلب الاجابة والتحليل والتدقيق ومنها على سبيل المثال: هل يُعتبر المسرح الانصاري اضافة نوعية الى المسرح العراقي، باعتبار البيئة التي نشأ فيها بيئة مختلفة؟ وهل يتعارض وجود الممثل كمقاتل أولا من ممارسة هوايته أو حرفيته في مجال الفن؟ كما انّ الممثل وان تحرر من قيود مستلزمات المسرح (الديكور، الانارة، الخشبة، الملابس، المكياج، الخ) فهو يجد صعوبة بالغة في التعبير والتعويض عنها، الاّ إذا كان ذا موهبة عالية بحيث يستطيع التغطية على جميع العيوب التي تتركها مستلزمات الاداء الفني.
الفنان النصير الرفيق علي رفيق (ابو ليث)،
تحدث عن النشاطات الثقافية للأنصار ووجود أنصار محترفين في المسرح، وقدموا من تلك السفوح أعمالا فنية راقية حافظت على أصالة المسرح العراقي، وكان ذلك رداً عن ما أصاب المسرح في الوطن من أعمال هابطة جداً حيث انحدرت الأعمال المسرحية في ظل الدكتاتورية الى الحظيظ وبقيت للتهريج فقط، ومسرح الأنصار هو امتداد لمسرح السجون الذي قدمه المسرحيون السجناء السياسيون في نكرة السلمان وفي سجون الحلة وبغداد وغيرها، وهو كذلك امتداد الى المسرح العمالي والفلاحي، وأشار الى انهم قدموا أعمالا مختلفة حسب توفر النصوص وبعضها تم تأليفه من قبل الأنصار المسرحيين، فتم تقديم مسرحية الموقد لناظم حكمت، والليالي البيضاء لدستوفسكي، وروح ليناور، و"كيف تركت السيف" لممدوح عدوان...وأشار الى الصعوبات ولكن تم تحقيق نتائج كبيرة وأعمال نالت الإعجاب من الجميع. كما تم تقديم فلمه عن المسرح الأنصاري وكان ثمرة جهود لفترة طويلة، وثق فيه خلاصة الجهود التي بذلك في هذا المجال الإبداعي.
أما النصير المسرحي ونقيب الفنانين العراقيين سابقاً صباح المندلاوي (أبو نور)، فقال ان تجربة الأنصار المسرحية نادرة وغنية ولها خصوصيتها، فقد أصدرنا مسودة بيان في يوم المسرح العالمي عام 1980، ووضعنا لافتات في وادي كوماته والفصائل في يه ك ماله، وكنا نستخدم جذوع الأشجار  والبطانيات لعمل الديكور والعلب الفارغة ككراسي،  كنا نواجه مشكلة البروفات التي تتعارض مع الواجبات العسكرية الأخرى، وكان الممثلون يتدربون  وبنادقهم بجانبهم، وأكد أنه تم جرد 254 عملا مسرحيا ومشاهد تم تقديمها هنا وهناك في مختلف المواقع الأنصارية. كما نوه الى ضرورة ان نولي اهتمام هذا المسرح من العناية والدراسة.
أما الفنان النصير الرفيق صفاء حسن الرفيق (ابو الصوف)، فتحدث عن تجربته أيضا، مقدما بطاقات دعوة لشهداء الحزب وقال كنا نتحرك وسط الجمهور رغم وجود مسرح، وقدمنا عملا عن قزلر في المقر الصيفي سنة 1980، ولكن العمل الأكثر جدية كان في نوكان سنة 1981، حيث قدمنا مسرحية مستوحاة من أشعار محمد الماغوط، كما قدمت عدة سكيجات في فصيل المثقفين، حيث كان لها صدى جميل عند الأنصار.
وتحدث أيضا الفنان النصير الرفيق سمير خلف (ابو سامر)،
عن تجربته وأشار الى صعوبات التنفيذ حيث كان هاجسنا الأول هو بناء القاعات لتكون مأوى للأنصار قبل التفكير بأي شيء آخر، ومع هذا تم تقديم سكيجات وقفشات لانتقاد سلبيات في حياتنا وكان لها صدى، ثم قدمنا العديد من الأعمال المسرحية وخصوصا خلال الاحتفالات.
وتحدثت الفنانة نضال عبد الكريم
عن تجربتها وأشارت الى النشاطات الثقافية المنوعة لحياة الأنصار، وكان هاجس الفنانين المحترفين هو العمل ليجد ذاته من خلاله، فقدمنا عدة مشاهد مع حيدر أبو حيدر ثم فكرنا بعمل متكامل فقدمنا عمل للطاهر وطار عن الشهداء يعودون هذا المساء، استغرق عرضه ساعة ونصف، وغيره من الأعمال الأخرى، كما تحدثت عن تجربتها بعد انتهاء الحركة الأنصارية، واستذكرت دعوة الفقيد الرفيق آشتي الذي دعاهم سنة 2007 الى بيته مع نخبة من الأنصار المبدعين، وكانت ثمرة ذلك تأسيس فرقة ينابيع المسرحية التي قدمت عدة أعمال ناجحة وحصلت الفرقة على عدة جوائز من العراق ودول عربية.
كما تحدث رفاق آخرون عن تجربتهم، وتم عرض فلم آخر عن النشاط المسرحي
في الختام شكرت النصيرة الرفيقة بشرى عبد علوان بأسم اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين جميع الذين أحيوا هذه الأمسية وتمنت لهم السلامة على وعد اللقاء بفعاليات أخرى.





66
أخبار العراق / اعلان زوم الانصار
« في: 18:22 05/04/2021  »
رابط الدخول
https://us02web.zoom.us/j/2394882771?pwd=VktOK3dOd2NmUE1tQVE5RlJQQUttZz09

Meeting ID: 239 488 2771
Passcode: 3YULzW

67
دعوة لحضور الحفل الخاص لأحياء الذكرى الـ 87 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
 
https://us02web.zoom.us/j/3495113090?pwd=c29paWZjN1lObThReis2anVySG9aUT09 
 
Meeting ID: 349 511 3090
Passcode: RJ47ES
 
 

68
شاكر الدجيلي
16 عاماً من الغياب القسري


الرفيق شاكر الدجيلي في أحدى النشاطات الجماهيرية


محمد الكحط - ستوكهولم –

ونحن نتوجه للاحتفال في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، نستذكر غياب رفيقنا العزيز شاكر حسون الدجيلي الذي فقدنا الاتصال به يوم 31 آذار من عام 2005 حيث سافر من ستوكهولم متوجها إلى وطنه العراق عبر دمشق، وكل المعلومات تؤكد أنقطاع الاتصال به في داخل سوريا، ورغم كل الجهود التي بذلت ومن عدة جهات وخصوصاً من قيادة الحزب للكشف عن مصيره، لكن لم نحصل على أثر له، وبقي أملنا مشدود لمعرفة مصير رفيقنا الغالي أبو منير.
فرفاقه لن ينسوه أبداً، فقد كان الرفيق شاكر الدجيلي من النشطاء ضد الدكتاتورية وضد شن الحرب على العراق، كما كان نشطا في العديد الفعاليات الجماهيرية.
 واليوم ونحن نستقبل ذكرى تأسيس الحزب الـ 87، نستذكر عطاء رفيقنا ونشاطه.
لقد عمل الرفيق الدجيلي في لجنة العلاقات الوطنية للحزب بعد سقوط النظام الدكتاتوري, وكان أيضا مستشارا للدكتور فؤاد معصوم عضو الجمعية الوطنية العراقية حينها, وللرفيق  شاكر الدجيلي اخ شهيد هو (محمد حسون الدجيلي)، من ضحايا حزب البعث العفلقي والذي لم يعرف مصيره أيضا حتى الآن.

للأسف المعلومات من السلطات السورية تضاربت،  فالأجهزة الامنية والمخابراتية

السورية ان شاكر الدجيلي دخل سوريا عن طريق مطار دمشق الدولي مساء 31/3/2005 ولم يغادر الاراضي السورية من منافذها, وهذا ما أكدته السلطات السورية للخارجية السويدية وعن طريق سفارتها في دمشق، وبعد المطالبات العديدة تغير الرأي، وتم الاعلان عن مغادرته سوريا متوجها الى العراق.

المطلوب تبيان الحقيقة لهذه القضية الإنسانية والكشف عن مصير رفيقنا  شاكر الدجيلي. فالسنوات تمر ولا زال المصير مجهولا.

ونحن بأستمرار نستذكر رفيقنا وعطائه ونقول له، أن رفاقك لن ينسوك أبدا.

69
العراق يستحق الافضل
تقيم تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم ندوة حوارية
تحت عنون
"الطبقة الوسطى وأثرها في المتغيرات الاجتماعية/ السياسية في  العراق المعاصر
نظرة انسانية و نفسجتماعية"
نستضيف خلالها
الدكتور رياض البلداوي
يحاوره
الدكتور ســلام قاسـم
وذلك يوم  الأحد  الموافق 28/ 03/ 2021 وفي تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت السويد التاسعة مساءً  بتوقيت العراق وعبر برنامج زووم
رابط البرنامج:
Join Zoom Meeting
https://us02web.zoom.us/j/7550414089?pwd=RUM2SnFKdlltNHZJMmVERnVPbi9tdz09
Meeting ID: 755 041 4089
Passcode: 000000

 


70
تحية طيبة
مرفق أدناه رابط الزوم
للفعالية يوم الجمعة المصادف 26/3/2021
الساعة السابعة مساءً بتوقيت السويد ووسط اوربا
والتاسعة مساءً بتوقيت بغداد
علما ستفتح غرفة الفعالية قبل الموعد بربع ساعة
واي استفسار او سؤال بأستطاعتكم مراسلتنا على نفس الميل
لجنة فرع ستوكهولم وشمال السويد

https://us02web.zoom.us/j/3495113090?pwd=c29paWZjN1lObThReis2anVySG9aUT09 
 
Meeting ID: 349 511 3090
Passcode: RJ47ES


71

دعوة لحضور ندوة عن الإعلام وتمزيق قيم الشعوب
على منصة الزوم / على الرابط .
https://us02web.zoom.us/j/3368316392?pwd=cGpwemVJOFZwZzN2UysrK2EycDhiQT09 p.
Personal Meeting ID 336 831 6392
Passcode: 7Asw0t

مع أطيب وأرق الأمنيات
محمد الكحط/ أبو هيلين

WITH PLEASURE
MOHAMMED KAHD OBAID ALRUBAIY
ABO HELIN
 SWEDEN
0046700240024 موبايل


72
اعلان
العراق يستحق الافضل
تقيم تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في السويد ندوة حوارية
تحت عنون
"النظام الانتخابي الجديد ما له وما عليه"
نستضيف خلالها الحقوقي علاء عبد اللطيف زهراو
وذلك يوم  الأربعاء  الموافق 3/ 3/ 2021، وفي تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت السويد التاسعة مساءً  بتوقيت العراق وعبر برنامج زووم

رابط البرنامج:
Join Zoom Meeting
https://us02web.zoom.us/j/7550414089?pwd=RUM2SnFKdlltNHZJMmVERnVPbi9tdz09
Meeting ID: 755 041 4089
Passcode: 000000

 


73
مرفق أدناه رابط الزوم
للفعالية يوم الجمعة المصادف 26/2/2021
الساعة السابعة مساءً بتوقيت السويد ووسط اوربا
والتاسعة مساءً بتوقيت بغداد
علما ستفتح غرفة الفعالية قبل الموعد بربع ساعة
واي استفسار او سؤال بأستطاعتكم مراسلتنا على نفس الميل
لجنة فرع ستوكهولم وشمال السويد

https://us02web.zoom.us/j/3495113090?pwd=c29paWZjN1lObThReis2anVySG9aUT09 
 
Meeting ID: 349 511 3090
Passcode: RJ47ES
 

74
دعوة لحضور يوم الشهيد الشيوعي عبر برنامج الزوم

https://us02web.zoom.us/j/2394882770?pwd=UzN5eUFyNnZoTkk2em1DdXpjcEZtUT09

Meeting ID: 239 488 2770
Passcode: 3YULzW

75
الشهيد رزاق خضير عباس «سليم»


بقلم: محمد الكحط

الحديث عن الشهيد الرفيق رزاق خضير عباس “سليم”، ذو شجون، فهو من الرفاق الذين تميزوا بهدوئهم في أصعب الظروف، لم نره ولو لمرة واحدة منفعلاً أو متعصباً،  رغم ما مررنا به من ظروفٍ صعبة ومعقدة، تميز بحبه للرفاق وحب الرفاق جميعاً له، فهو الرفيق المتزن والواضح القليل الكلام، لكنه أذا نطق كان كلامه الصواب وحديثه الحكمة والاتزان، كلف بمهام عدة، وكان إداري السرية الخامسة لسنواتٍ طويلة، لمقدرته العالية على تدبير الأمور ولحرصه الشديد على الرفاق واحتياجاتهم، عرفناه بمبدئيته العالية وكتمانه أسرار الحزب ويطرح آراءه بهدوء في التنظيم وبصراحة تامة، لم نره  يثرثر هنا وهناك، كنا نتحدث أحياناً عن حياتنا المدنية، وعندما عرف أنني خريج كلية الزراعة جامعة بغداد، أخبرني بأنه أكمل قسم التعاونيات في الجامعة المستنصرية وأنتمى إلى نقابتنا، نقابة المهندسين الزراعيين فتعمقت صداقتنا أكثر، حتى بعد انتقالي الى مقر الفوج كنا نتواصل، لحين وصول خبر استشهاده البطولي التراجيدي الذي أوجع كل من عرفه والتقاه.
كان كثير الكتمان ولا يحبذ التصوير لذا بحثت عن صورة له واتصلت بجميع الرفاق الذين عملوا معه، لكن للأسف لم أعثر إلا على صورة لشاهد قبره في قرية (هه فندكه) التابعة للعمادية وكانت القرية محطة استراحتنا لجمال طبيعتها ولوجود رفاق وأصدقاء للحزب فيها، وتعتبر شبه آمنة، وهناك في تلك القرية التي أحبها وأحببناها يرقد الشهيد سليم ولم يسمح أهل القرية بنقل جثمانه منها لأنهم يعتبرونه من أبنائهم.
تقول بطاقة تعريفه بأن تاريخ الميلاد: 1954 في مدينة كربلاء، وتاريخ استشهاده يوم 9 آيار 1987 في منطقة بهدينان العمادية، استشهد اثناء معركة بطولية وهو يتصدى مع رفاقه الأنصار لأفشال سياسة التهجير الفاشية لشعبنا الكردي، لقد أنفجر المدفع الذي كان يحتضنه بسبب قذيفة ملغومة من قبل العملاء، ومزقت جسده الطاهر، وغادرنا شهيداً رفيقا رائعاً، تاركاً غصة ووجع في قلوبنا جميعا.
ولد الشهيد لعائلة كادحة، أنهى دراسته الجامعية في بغداد في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، وأثناء دراسته أصبح عضو حزبنا الشيوعي العراقي، وعند اشتداد الحملة الفاشية ضد الحزب، التحق مباشرة بالكفاح المسلح ضمن فصائل أنصار الحزب الشيوعي العراقي ووصل مناطق كردستان في 5 حزيران 1979 في بهدينان، فكان من ضمن أوائل الرفاق الذين حملوا راية الكفاح المسلح، أواسط عام 1980 مارس نشاطه الأنصاري في السرية الخامسة/ المستقلة في الفوج الثالث قاطع بهدينان. ساهم في العديد من عملياتها العسكرية طوال سنوات عديدة.
تمتع الشهيد بأخلاق عالية فكان نموذجا للخلق الشيوعي والدأب والتفاني في تنفيذ واجباته الحزبية والعسكرية كلف بالعديد من المهمات والمسؤوليات، كان آخرها عضوية اللجنة الحزبية لسريته ومكتبها الحزبي، عضو لجنة قضاء.
لروح الرفيق الشهيد (سليم) رزاق خضير عباس، الراحة الأبدية، نم قرير العين يا رفيقي، لقد قدمت الكثير وضحيت بأغلى ما تملك من أجل رفعة راية حزبك، وكنت خير من جسد الخلق الشيوعي، وتركت أثراً لا يمحى في قلوب جميع رفاقك الذين عايشوك.
لك المجد والخلود.

76
تهنئة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية
 
مع حلول عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، يسرني بأن أبعث للجميع أحلى الأماني وأرق التحايا، المفعمة بالتفاؤل بقدوم أيام جديدة جميلة خالية من المنغصات والآلام والأمراض والقلق
نتطلع معاً الى عالم يسوده السلام والاستقرار
عالم بدون حروب
وينعم شعبنا وشعوب العالم بالرفاه والأمن

محمد الكحط/ أبو هيلين
ستوكهولم

77
أسطورة عراقية في هذا الزمن
أسمه كامران

بقلم: محمد الكحط
عندما تتجسد صفات في إنسان لتكون شخصية شعبية جماهيرية وتتفوق على الشخصيات السياسية الحالية التي رغم البهرجة والإعلام والتلميع ومهما كانت إيجابية، يتطلب منا التوقف والتأمل فيها.
 هذا الشخص الذي أتحدث عنه، لم أعرفه أو التق به، لكنني فوجئت بالكم الهائل من الكتابات عنه والتي تعكس طيبته وعطاءه والذي نثر الحب في كل مكان حل فيه، هكذا إنسان جمع كل خصال القيم الإنسانية وجمالها و بهائها في تعامله مع الآخرين، هكذا إنسان أصبح نادراُ اليوم، لا أتحدث عن خيال، بل عن شخص أعتبره أسطورة عراقية في هذا الزمن الردئ، شخص وحد جميع العراقيين الذين عرفوه في حبه، وتحمل الكثير من الآلام وقسوة الحياة، وأعطى الكثير من الحب والتسامح والود الذي ليس له حدود.
تابعت أصابته بفايروس كورونا ورقوده في المستشفى من خلال دعاء أصدقائه وزملائه من الشمال الى الجنوب، وما كتبوه عنه وأملهم بأن ينجو من هذه الجائحة، واستغربت ما قرأته، لكن القدر أراد أن ينهي سيرة حياة هذا الإنسان مع زميله الذي رافقه في المستشفى والذي أبى أن يبقى دون صديقه الوفي فغادرا الحياة معاً..... أما بعد إعلان وفاتهما، فقد ضجت مواقع الإنترنيت بالحزن الكبير والألم الشديد على فقدان هذا الإنسان وزميله، بكاه العرب قبل الكرد، والصغير قبل الكبير وزميلاته قبل زملائه، لقد جسد هذا الإنسان بسلوكه وحدة الشعب العراقي بصدق، وليس كما يدعي السياسيون القومجيون والذين يدعون الأيمان وغيرهم زورا وبهتاناً، كان انتماؤه واحدا للشعب العراقي وللعراق،  كيف حصل كل ذلك، ومن هذا الإنسان الذي لم تذكره الفضائيات ولا الجهات الرسمية بشيء.

 
انه إنسان بسيط ذو سلوك راق، إنه المهندس الزراعي كامران حميد عثمان (أبو شوان) مواليد كركوك عام 1964 متزوج وله 3 أولاد و3 بنات خريج كلية زراعة جامعة بغداد قسم التربة مهندس في زراعة أربيل توفي 28/11/2020، دخل جامعة بغداد كلية الزراعة في العام الدراسي 1984-1985، وتخرج في العام الدراسي 1988-1989، وزميله واجد فاتح.. قسم الارشاد..وكامران حميد خريجي سنة 1989 كلية الزراعة جامعة بغداد كلاهما من كركوك انتقل كامران بعدها الى اربيل.
وبين 1964 حيث ولادته و2020 حيث وفاته بنى  كامران له صرحا كبيرا من المحبة في نفوس كل من عرفه غرس حب الشعب الكردي لإخوانه في الوطن، وزرع صورا رائعة للتآخي الحقيقي بعيداً عن الحساسيات والحقد والمنافع والمحسوبيات، لأنه يعرف أن جلادهم واحد، مهما كانت هويته، أما هم جميعا أبناء وطن واحد، وتاريخ واحد ومستقبل واحد، فلا عجب أن يقيم له زملاؤه في بابل وفي مدن أخرى مجالس عزاء.
لقد كتب عنه الكثيرون، صفحات لا عد لها إذ أنقل لكم بعضها لتعكس بعض ما غرسه هذا الإنسان فيهم... لأترككم في جولة من تلك الكتابات لتتعرفوا عليه أكثر.
 
فقد كتبت أحدى زميلاته ژاله عبد الكريم ((أرقد بسلام، لقد اتعبك غدر الزمان، ارقد بسلام، لقد تحملت هموم الحياة بما يكفي لقد حان الآن أن تترك كل المتاعب، عفوا قد تخونني ذاكرتي في جمع ذكرياتي مع الأخ كاكه كامران ولكن بحكم صداقتي الأخوية معه منذ أيام الكلية وقربي منه ومن عائلته أحببت أن أكتب ولو نبذة مختصرة عن صديقكم وأخوكم، تعرفت عليه في الصف الأول شابا مثقفا واعيا رزينا ورجلا بمعنى الكلمة بالرغم من صغر عمره  كان يبتسم بهدوء ليداري مجموعة من المشاكل، كان كلامه قليلا، عرفت بأنه يتيم الأم، والوالد متزوج من زوجة أخرى ونادرا ما يرجع إلى أهله مثل بقية الطلبة أو يعود بحقيبة فارغة دون مأكولات، لأنه بلا أم حنون، وبعد سنة استشهد أخوه عن عمر ٢٢ تقريبا حيث كان پيشمه رگه ويحارب النظام البائد، وبذلك عرفت سر ابتسامته الهادئة وقبل إكمال الكلية استشهد أخوه الثاني في فاجعة الأنفال، انقطعت الأخبار بيننا بعد التخرج  في سنة ١٩٩٨ وبسبب الظروف السياسية السيئة في كركوك انتقلت مع زوجي إلى أربيل وشاءت الصدف أن أتعين في دائرة الزراعة، وفي اليوم الأول من دوامي أرى كاكه كامران في نفس الدائرة، فرحتنا كانت كبيرة بأن التقي بزميل الكلية وإعادة ذكريات الكلية، وعلمت منه بأنه متزوج ويربي عائلة اخيه الشهيد وأولاده الثلاثة وأبوه وزوجة أبوه، فكان يعمل ليلاً ونهاراً لإعالة ثلاث عوائل، وبعد فترة توفى والده بعد أن رعاه كأي أبن بار ويتقي الله لأن والده كان كبير السن ومصابا بالشلل ومقعدا، ثم أعتنى بزوجة أبيه حتى وفاتها، كان يقول انها زوجة ابي واحتراما لتربة ابي احترمها حتى وفاتها. تكفل بتربية أبناء اخيه حتى زواجهم، ولكن وكأن الدنيا استكثرت راحته في الحياة، فقد أصيبت زوجته ام شوان بمرض السرطان وبقيت في الفراش بسبب المرض سبع سنوات، كان يأخذها كل شهر إلى سوريا لأخذ جرعة العلاج الكيمياوي حتى وفاتها، وتركت له أربعة أطفال أكبرهم كان في الكلية حيث كان لهم الأم والأب، ولم يشتك أبدا ويواجه كل ذلك بابتسامته الهادئة دائما كان يردد (( شاسوى ژاله))، ثم تزوج من أم باران وهي الفترة القصيرة الذي ارتاح فيها وانتم عرفتموه، عفوا للإطالة ولكن كتبت القليل جدا بحق شهامة ورجولة صديقنا العزيز، من المواقف التي تشهد له، في السنوات الماضية عندما انقطع عنا دفع الراتب من قبل الحكومة ولم يبق سوى أيام لقدوم العيد، تبرع هو بدفع رواتب دائرتنا كاملة من جيبه الخاص لحد ما وزعت الرواتب بعد العيد، لأنه شعر بحاجة الموظفين الى مال للعيد، هكذا كان كاكه كامران، لذلك اقول رحلته كانت قصيرة ولكن مليئة بالشهامة والرجولة، بعد وكت يا صاحبي على فراقك والله الدائرة ما تسوى من غيرك))
وكتب زميله جاسم كماش ما يلي ((جميعنا نقف وقفة حداد وقفة ألم وغصة، ووداع تمنينا أن لا يحدث.. لم تكن جبلا شامخا معطاءً لأنك أبن الشمال بل كنت عبق الهور وهدوء البادية وماء الرافدين، لم تكن صديقا أو أخا حقيقيا شريفا ونزيها فقط، وانما كنت رمزا وطنيا نفخر به جميعا... يا بهجة كلية الزراعة وروحها وجوهرها.. يامن جعلت من ماضينا حاضرا جميلا سعدنا به.. نم قرير العين لتدفئ جسدك الطاهر تربة العراق، ولتسمو روحك زرقة السماء، روحك التي ستطوف ذاكرتنا ماحيينا.. ( كاميران))..))
أما زميله ماهر فكتب ((لحظة سماع خبر رحيلك عنا أظلمت الدنيا وفارقت البسمة الوجود... فارقتنا جسدا يا صديقي لكنك لم تفارقنا روحا...رحلت عنا باكرا في عمر الورود... ونحن أحوج أليك، برحيلك عنا تركت جرحاَ غائراَ لن يداويه الف طبيب، كم هو مؤلماَ ذلك الفراق...وكم هي جارحة لحظات الوداع...فقد الأحبة يترك في النفس انكسارا...لكن الموت الحقيقة الكبرى لا تقبل الجدل. .. ارتجف القلم ودمعت العين وغص الحلق وتلعثمت العبارات على فقدانك يا أعز صديق لكن طيفك سيبقى معنا لطالما في الحياة وجود، كيف لنا أن ننسى من أحتضن أبناءنا في الجبال والأهوار بكل حنان، كيف ننسى من أستقبلنا بروح الأخ الصادق، كيف ننسى من رافقنا في رحلاتنا ولن يتركنا ما دمنا قربه، رحمك الله يا أخي وطيب ثراك، نم قرير العين وارتاح من الدنيا وهمها واترك لنا العذاب والحسرة والألم على فراقك والملتقى عند عزيز مقتدر)).
ليلى العيثاوي كتبت ((بأي كلام اعزي أهلك وأعزي نفسي بأي العبارات وكلماتك وضحكك ورقصك وحفاوتك وسؤالك لازال يعيش بكل زاوية في عقلي كيف لنا ان ننساك وكيف لنا ان نقصد مدينتك وانت لست فيها هل هو قدرنا ان يغادرنا الاحباب مسرعين لاحول ولا قوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون خسارتنا بك لن تعوض ابدا ابدا)).
أما زميله الآخر وريا قره داغي يقول ((بعد اصابتي بمرض كورونا اللعين وتحسن حالتي فتحت الفيس لأطمئن على أخبار زملائي، وجدت ان كل الكروبات الزراعية متوشحة بالسواد والحزن على الزميلين العزيزين كاك كامران والأخ واجد فاتح رحمهما الله، لقد سبب هذا الخبر الأليم والحزين في انتكاسه في صحتي واحتجت ٢٤ ساعه لاسترد قواي لأكتب تعزيه لهما الذكر الطيب وعزاؤنا هو هذا الكم الهائل من محبيهم......)).
وزميل آخر يكتب وهو علي طه ((بدأت أتيقن الآن ان موعده.. صار وغدا حلما.. موعد اتصاله بعد الحادية عشر على الماسنجر بشكل شبه يومي منذ اكثر من عام .. لنتحدث عن زميل او عن منشور او قضية تشغله عن الزملاء أو ترتيب للقاء او سفرة متلهف هو عليها كما مثل كل مرة...الآن أنظر للهاتف أقول ماذا لو يتصل أبو شوان.. كل حرف تكلمنا فيه كان جميلا وخاصة ما قاله لي هو طوال آلاف من الدقائق وعشرات من الساعات التي تكلمنا فيها معا.. الا عبارة قالها لي في الشهر السادس الماضي تقريبا.. تعجبت منها واقلقتني..والله شاهد على ما اقول علي.. قال "انا قلق من هذا الوباء" قلت له ابو شوان .." كلنا قلقين" يجيب لا ..أشعر أن هذا الامر مراح يعدي على خير عليّ..... الله يرحمك ويرحمنا ويصبرنا على فراقك)).
وكتب زميله الآخر حسين جابر أحمد ((لا زالت الايام تبكينا... و ما برحت عنا الآلام تكوينا ...فقدانك اوجعنا، فباتت حتى الدموع لا تعبر عن ألمنا... صديقي وحبيبي العزيز لك الجنات الفساح، وعسى الله ان يلتقينا بك.. رحمك الله وأسكنك جناته)).
كما كتب زميله ماجد فيادي ((أعزي نفسي ورفاقي بفقدان الرفيق النصير الشيوعي المهندس الزراعي كامران، نتيجة إصابته بفايروس كورونا لك مني الذكر الطيب ومواساتي لعائلتك وذويك.)).
وكتب زميله حسن أمين ((مقتطفات من ذكرياتي مع كاك كامران صاحب روح الدعابة ونشر أثير الفكاهة في ارجاء مملكتنا الصغيرة في القسم الداخلي ذات مقلاة واحدة مع صحنين وقدرتين، صاحب الخطوة الواثقة رصانة العمر المبكر في تنظيم ساعاتنا بعد اليوم الدراسي، حرصك في الالتزام بمواعيد الطعام وتجهيز المائدة كان يدهش الكل، كل يوم عندما كنت أعود تكون قد حضرت الطعام الذي كان إما باذنجان مقلي او تمن ومرگه، مع صغر سنك كنت لنا الأب الروحي، وقارك أجبرني ان انحني لك واناديك ب كاك كامران مع تقارب أعمارنا، حياتنا لم تكن كالرقص على الورود ولكنك كنت تقهر الظروف في تنظيم حياة يومك حتى في امتلاكك لقميصين لكنهما كانا دائما مغسولين ومكويين، كنت دائما الملاذ الذي نلجأ اليه مع ان حياتك لم تكن سهلة لكن روحك الطيبة وتفانيك في إسعاد كل من كان حوالك حتى في ذاك الحين يجبرنا ان نصنع لك هيكلا من الطيبة والتضحية والتفاني، كان دائما يتملكني من خلال صمتك ونظراتك الحائرة إحساس شديد انك كنت تعتصر من ألم ما، الى ان عرفت أن لك شهيدين، من الپيشمرگة، عشت كريما كبيرا راقيا ووافتك المنية كريما بين احبابك.))
وكتب عنه زميله يوسف الساقي ((اللهم أرحم أعزاء لنا رحلوا وقلوبنا متعلقة بهم . زرناك وكعادتك تستقبلنا بابتسامة عريضة وقلب يطير فرحا بلقاء الأحبة، ولم يكن لدينا شيء نهديه لروحك غير الدعاء بالرحمة والمغفرة وثواب سورة الفاتحة)) .
أما علي طه فناجى زميل كامران الذي رحل معه واجد ((أبيت ان تترك كامران يغادر وحده غادرتنا معه لا بعده وتركتمونا للوجع.. صباح لا خير فيه ..وكسرة ظهر لا توصف يا خوية يا واجد .. الله يرحمك ونعزي انفسنا والزملاء بكم يا ورودا ذبلت قبل الأوان)).
وفي كلمات يعتصرها الألم أنشجت زميلته كاله طالب قائلة ((زملائي ...زميلاتي لا تبكوا انتم على العزيز الغالي.... دعوني أبكي انا وحدي ..فالقصة كاملة عندي كنا صغار جدا عندما زارتنا الدموع ولم ترحل..... لم نكن نفهم سبب اجتياح الأحزان لنا. كنا صغاراً وكل يوم يصل الى مسامعنا خبر استشهاد عزيز أو اعدام مناضلين، والانفال..... والاغتيالات.. كنا ندعي ان يكون الخبر كذبا ولم يستجب دعاؤنا، كنا صغارا لدرجة لم نفهم هل هم على خطأ أم صواب عندما يسيرون في هذا الطريق ويتركوا لنا الأشواك ..كبرنا وكبرت معنا الهموم، لازلت أتذكر وجهك عندما تعود من منظمة البعث وقد صفعك المسؤول البعثي وتبقى آثار الصفعة الى الدرس السادس على وجهك الوردي..لا زلت أتذكر كم كنا مرعوبين وانت تسلمني كتيب عن الأفكار المتحررة للمرأة....لا زلت اتذكر الكثير من الأوجاع التي عشناها معا، رأيت في وجهك الفرح لأول مرة وانت تتزوج بأم شوان كنت سعيدا معها، لكن الأقدار لم ترض بسعادتك، لازلت اتذكر كلماتك وانت حائر بأبنك الصغير وهو يبكي لأمه الراحلة، عندما كنت أراك تضحك وترقص مع الزملاء كنت اشعر بشيء غريب هل هذا انت...؟ كان يجب ان أعرف أن الضحكة قصيرة وعمرها شهور وليست اكثر، لماذا كنت مستعجلا الرحيل فلا زال أمامك الكثير ..كيف استطاعت الأرض ان تحضنك وانت في ذمتك باران وبارين، وعدتهم بالرجوع ولم وتفعل وما كان طبعك ان تخالف الوعد، أضفت جرحا عميقا الى جروحي.. زملائي... زميلاتي أعطوني عيونكم لأبكي على كامران فما عادت مدامعي تكفي..)).
وكتبت زميلته منتهى جاسم وهي باكية ((لم يكن باستطاعتي منذ خبر رحيلك عنا ان أكتب بأناملي نعيك وأرثيك ولكن رأيت انني أخون الذكريات وأخون صداقتنا واخوتنا ولأنني اشتقت لروحك الطيبة.. مو وكتها تروح مو بعده النهار.. وبعده ما خلّص حجينه.. لا ولا صاح القطار)) يا راحل من غير وداع. قلبي يعتصره الألم ودمعي يسابقني في الرثاء. وحسب الرحيل فراق وأنين وبكاء.......وتنهي حديثها بالقول (بكتك القلوب قبل العيون)

وبعد ما قرأتموه عما كتبه زملائه... إلا ترون معي بأن كامران يستحق لقب أسطورة عراقية في زمن للأسف ردئ قلّ فيهِ الجمال والبراءة والطيبة والصدق والمحبة....
أي مأثرة تركت فيهم يا كامران......لك المجد والخلود والذكرى العطرة أيها الإنسان الرائع.


78
عشر سنوات على رحيل ملازم فائز (سلام جليل ابراهيم)


بقلم: محمد الكحط

في يوم الحادي عشر من كانون الأول يكون قد مرت عشر سنوات على رحيل ملازم فائز...
افتقدناك كثيرا افتقدنا ابتسامتك، غادرتنا دون استئذان ولا وداع، افتقدنا سهراتك ونكاتك الحلوة والبسمة التي تعلو وجهك، افتقدنا مزاحك الجميل أيها الوديع وأنت ترسم على وجوهنا البسمة والسرور، عشنا الصعاب معا وتحملنا الكثير، فكنت ذلك المناضل الشيوعي الدؤوب الذي لا يعرف التراجع.
كانت حياتك قصيرة لكنها أثيرة، فقد خطيت فيها حروفا باهرة ورسمت لوحة زاهية جميلة ومآثر سيذكرها شعبنا يوما باعتزاز.
لم تكن حياة رفيقنا سلام جليل ابراهيم (ملازم فائز) هادئة فحاله حال عوائل المناضلين من أجل وطن حر وشعب سعيد. ولد في 9/7/1955 في الكوت وهو الأبن الأكبر للعائلة، توجهت عائلته بعد سنة من ولادته الى بغداد تجنبا لمطاردة السلطات لأبيه، وبعد انقلاب شباط الأسود العام 1963 توالت مداهمات الحرس القومي على بيتهم بغية إلقاء القبض على خالته الفنانة الرائدة زينب ووالده، فاضطرت عائلته إلى التخفي، بعدها تم ترحيله وشقيقاته إلى الكوت حيث عماته وأعمامه، ومن ثم رحلوا إلى البصرة، حتى انقلاب تشرين 1963 حيث عادوا إلى بغداد، وظلت العائلة تنتقل من مكان إلى آخر بسبب ملاحقات رجال الأمن.
لم يكن الراحل مولعاً بالدراسة، لكنه لا يتوانى عن مساعدة الآخرين، فتراه في مقدمة المبادرين لإسعاف ومساعدة أي إنسان، فكان محبوبا من الجميع، شجاعا، يحب رياضة بناء الأجسام، ورغب في التطوع في سلك الجيش تهربا من الدراسة إلا أن العائلة لم توافق بسبب  عقائدية الجيش وانغلاقه على المنتمين لحزب البعث، عندها استمر بدراسته، وانخرط خلالها في صفوف اتحاد الشبيبة الديمقراطية ومن ثم في صفوف الحزب الشيوعي، وأكمل الاعدادية، وتم قبوله في  قسم اللغة العربية /كلية الآداب / جامعة صلاح الدين في السليمانية، ولكنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب ملاحقة رجال الأمن وخلايا حزب البعث له، فأضطر للسفر إلى سوريا صيف عام 1978 وانقطعت أخباره عن عائلته حتى خريف 1980 حيث وصلتهم رسالة منه تطمئنهم عن وضعه، وظلت السلطات تلاحق عائلته، مما أجبر أحد إخوانه على التخفي.
 
سافر الى اليمن الديمقراطية آنذاك، وأكمل دورة الكلية العسكرية ليتخرج سنة 1982 ضابطا محققا حلمه، ثم عاد الى الوطن تلبية لنداء الحزب في الكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري.
التقيته في كردستان وعايشته هناك حيث كان مع رفاقه وأبناء شعبه الغيارى من عربٍ وكرد وتركمان وإيزيديين وكلدان وسريان وآشوريين ومن كافة الأديان والقوميات، كل تلك الألوان البهية التي تمثل طيفا واحدا هو الطيف العراقي، مكملاً مسيرته من أجل المبادئ التي تربينا عليها وعملنا من أجلها، كان نموذجا للمقاتل الباسل من أجل تلك القيم.
 في عام 1983 وردت لعائلته دعوة منه لزيارته في كردستان فذهبت والدته وشقيقتاه الكبرى والوسطى للقائه مع شقيقه هناك ولم تكن رحلة آمنة لكن الشوق إليهما كان أقوى من الخوف، وكان لقاءً عاصفا.
لم يكف رجال الأمن والبعثيين من ملاحقة العائلة التي استمرت بالتنقل من دار إلى أخرى، وعند استحداث مكتب المعلومات من قبل الداخلية العراقية اضطرت العائلة عدم ذكر أسماء ولديها (الملتحقين بصفوف الأنصار) في سجل المعلومات.
لقد تحمل ملازم فائز في إحدى المرات المرض الشديد وسط ظروف صعبة من الجوع والمعاناة والعذابات والحرمانات والتضحية، وبقي مصراً على الاستمرار في النضال، ويستذكر الأنصار مواقفه البطولية في العديد من المواقف منها في حصاروست، وكم كان دوره متميزاً بالتنظيم والعلاقات الرفاقية وبالبطولة والتضحية، وغيرها من المواقف الأخرى التي لا تعد.
بعد حملات الأنفال السيئة الصيت للنظام الفاشي غادر كردستان ووصل سوريا بعد معاناة كبيرة، وكان له دور جميل في لمّ الرفاق من حوله وزرع الفرح بين صفوفهم، ومن ثم أستقر به المطاف في السويد وبقرب خالته الفنانة زينب، وأرسل سنة 1993 رسالة ليطمئن عائلته عن وضعه وأخبرهم بزواجه وأنه رزق بولد، فكان فرحهم كبيراً بذلك. وبعد وفاة الفنانة زينب بفترة أنتقل من يوتوبوري الى ستوكهولم، في نفس المدينة التي أعيش فيها، فكانت أواصر العلاقة الرفاقية والصداقية أكثر عمقاً وقرباً لحين رحيله المفاجئ.
استمرت الملاحقات لعائلته حتى سقوط النظام الدكتاتوري سنة 2003، وزار الفقيد العراق لأول مرة بعد السقوط في حزيران 2004 والتقى أقاربه بعد قطيعة دامت 26 عاما، كان راغباً بأن يحصل على هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية واستلمهما في زيارته الأخيرة في شهر تشرين الثاني من عام 2010 ثم عاد للسويد وودع عائلته قائلا ((اهتموا بأنفسكم ونبقى على تواصل فلا أعلم هل سألقاكم مرة أخرى أم لا))، وكأنه تنبأ بالفراق الأبدي ورحل وذكراه تعيش مع من أحبوه وأحبهم. 
رحل ملازم فائز في الحادي عشر من ديسمبر/كانون الأول 2010، غادرنا بشكل مفاجئ تاركا غصة في قلوبنا وقلوب عائلته زوجته وولديه نزار وعادل.
رفيقي "سلام" أنك في الذاكرة والقلب وأهلك ورفاقك لا يصدقون أنك لم تعد في الوجود، ونحن القريبين منك نشعر بذلك أيضا حتى عند وقوفنا عند قبرك، هل حقا أنك مسجيٌ هنا...؟، لا لأنك في قلوبنا دوما ولم تعد مجرد ذكرى، نم قرير العين وستبقى ذكراك العطرة وسيرة حياتك في عقول وأفئدة جميع محبيك.
رفيقك أبو صمود



79
الأصدقاء والرفاق الأعزاء

تم تأجيل الندوة الثقافية الشعرية

لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، مع الشاعر  كاظم الحجاج، الى إشعار آخر بسبب سوء الأحوال الجوية وانقطاع التيار الكهربائي

في البصرة

وسيكون هنالك موعد آخر

مع الأعتذار

مع أطيب وأرق الأمنيات
محمد الكحط/ أبو هيلين

80
الأصدقاء والرفاق الأعزاء

تم تأجيل الندوة الثقافية الشعرية

لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، مع الشاعر  كاظم الحجاج، الى إشعار آخر بسبب سوء الأحوال الجوية وانقطاع التيار الكهربائي

في البصرة

وسيكون هنالك موعد آخر

مع الأعتذار

مع أطيب وأرق الأمنيات
محمد الكحط/ أبو هيلين

81
دعوة عامة
تُضَيّف رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، الشاعر الكبير كاظم الحجاج، في امسية شعرية ثقافية، وذلك يوم الجمعة ٢٧ تشرين الثاني الساعة الثامنة بتوقيت بغداد السادسة بتوقيت وسط اوربا، على منصة زوم، وعلى الرابط التالي
https://us02web.zoom.us/j/2394882770?pwd=UzN5eUFyNnZoTkk2em1DdXpjcEZtUT09

82
السويد: احياء الذكرى الـ 103 لثورة أكتوبر العظمى

محمد الكحط -ستوكهولم-
أحيت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، يوم السبت 7/11/2020 الذكرى الـ 103 لثورة أكتوبر العظمى بحفل سياسي فني، عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال برنامج الزووم، بحضور طيف منوع من الرفيقات الرفاق والصديقات والأصدقاء، وبحضور ممثلي بعض الأحزاب الشقيقة المتواجدة على الساحة السويدية.
تخلل برنامج الحفل العديد من الفقرات، بدأ بترحيب عريف الأمسية الرفيق بهجت هندي، بجميع الحضور وبالرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي، وبممثلي الأحزاب الشقيقة، ثم دعوة الجميع للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء حزبنا وشهداء الحركة الشيوعية العالمية، بعدها وقف الجميع مستمعين لأنغام وكلمات النشيد الأممي.
   تحدث الرفيق بهجت قائلا: ((نحتفل اليوم وإياكم بالذكرى الـثالثة بعد المائة لثورة الكادحين، ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا، ويحق لنا ان نسميها بالثورة العظمى، لأنها كانت منعطفا حاسما في تاريخ عالمنا المعاصر، ولا تزال أصداؤها تتردد حتى الآن في مختلف بقاع العالم، ووفرت أجواء القضاء على منظومة الاستعمار، ووقفت بوجه التوسع الإمبريالي.
والقى الرفيق: طلال الأمام كلمة الحزب الشيوعي السوري الموحد، التي نقتطف منها هذا الجزء، ((بداية اسمحوا لي ان أتوجه بالشكر الجزيل لمنظمة الحزب الشيوعي العراق في السويد على تنظيمها هذه الاحتفالية، كما أتوجه بالتحية لممثلي الأحزاب الشقيقة وجميع الحاضرين. لعبت ثورة أكتوبر الاشتراكية منذ قيامها عام 1917 دورا مفصليا على المستويات المحلية والعالمية في أوربا، أسيا، أفريقيا وأمريكا اللاتينية. نعتقد أن تقييم حدث تاريخي بحجم ثورة أكتوبر يتطلب من جميع المفكرين الشيوعيين واليساريين أن ينظروا لهذه التجربة بإيجابياتها وسلبياتها من أجل استخلاص الدروس اللازمة للنهوض اللاحق. نقول ذلك كوننا لاحظنا أن تقييم ذلك الحدث الكبير والذي طبع القرن العشرين بطابعه يتم بأشكال مختلفة: فهناك من اعتبر أن انهيار التجربة تم فقط بفعل مؤامرة خارجية متناسيا أو قافزا فوق الأسباب الداخلية/الذاتية التي اعتقد انه كان لها الدور الأساسي....)).
بعدها تم الترحيب بالرفيقة رحاب جريس ممثلة الحزب الشيوعي السوداني/ فرع السويد   ، لتقدم كلمتها والتي جاء فيها: ((تمر على البشرية جمعاء الذكرى الثالثة بعد المئة لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية 1917 في روسيا، حيث لم يعرف التاريخ حدثا أعظم من ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى... الثورة التي غيرت موازين القوى في العالم وبدأت بتغيير وجه العالم وإعادة بناء الحياة الجديدة للإنسان من منظور تاريخي مغاير لمنطق ورؤية البرجوازية وسلطتها وثقافتها وفكرها وممارساتها.
وعبر هذه الثورة حققت الطبقة العاملة ولأول مرة في تاريخ البشرية سلطتها السياسية في بلد مثل روسيا كان لا يزال يعيش شعبه في ظل بقايا العلاقات الإنتاجية الإقطاعية وبداية نمو وتطور الرأسمالية حيث لا تتوفر أدنى مستلزمات وشروط التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يدعم ويعتبر القاعدة المادية لانتصار ونجاح الثورة الاشتراكية...)) 
وكان لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد كلمة قدمها الرفيق شاكر جابر نائب سكرتير المنظمة، ومما جاء في الكلمة: ((ان احياء ذكرى اكتوبر يشكل تأكيداً جديداً لأهمية الثورة التاريخية، وسلامة منطلقاتها وعبقرية قادتها، خصوصاً لينين الذي استطاع بحسه الثوري الفذ وروحه النضالية ان يجمع بشكل مبدع وفي لحظة تاريخية فارقة بين الستراتيج والتكتيك الصحيحين.
 شكلت ثورة اكتوبر أهم وأكبر حدث في القرن العشرين بما أحدثته من تغييرات اقتصادية وسياسية واجتماعية لشعوب الاتحاد السوفيتي والعالم أجمع. وبما حققته من انجازات كبيرة لشعوب العالم المضطهدة وللحركة اليسارية والشيوعية....))
كما قدم الرفيق الدكتور صالح ياسر   مداخلة بعنوان: (دور التكتيك الصائب في تحقيق النصر الأستراتيجي، تجربة ثورة أكتوبر العظمى مثالا)، نقتطف منها ((...نظرا لأننا نتحدث هنا عن دور التكتيك الصائب في تحقيق النصر الاستراتيجي متمثلا بانتصار ثورة اكتوبر العظمى تقتضي الضرورة المنهجية في البداية الإشارة الى رؤية الماركسية لأشكال النضال وكيفية اختيار التكتيكات الملموسة طبقا للوضع الملموس. ويميّز لينين بين الماركسية والمرجعيات الفكرية – السياسية الأخرى في أنها أي الماركسية " لا تربط الحركة بأي شكل وحيد ومحدد للكفاح، فهي تسلم بأساليب النضال الأكثر تنوعا، وهي لا تخترعها، بل تكتفي بتعميمها وتنظيمها وجعل الأشكال النضالية للطبقات الثورية، التي تنبثق عضويا من خلال الحركة ذاتها، أشكالا واعية ". ويعني ذلك أن الماركسية:
1.   ترفض الصيغ المجردة التي لا تنبع من الواقع أو التي تريد أن تقفز فوقه.
2.   وتستنبط أشكال النضال والتكتيكات الملموسة انطلاقا من حركة الجماهير وطبيعة نضالاتها ومستوى وعيها، التي تنبثق عنها طرائق جديدة دائما، متنوعة أكثر فأكثر، للدفاع والهجوم كلما تطورت الحركة الجماهيرية وتقدم وعيها واستفحلت الأزمات الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية....))
وقدم الرفيق أسو عارف كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في السويد، الذي أشار الى أهمية ثورة أكتوبر كون مبادئها هي البديل الإنساني الصحيح في التقدم والانتصار على الفقر والتخلف، وأشار الى ما تقوم به الرأسمالية المتوحشة من افتعال الحروب والصراعات في المنطقة من أجل النفط والطاقة.
 وقدمت الرفيقة سلفيا ساكيان من الحزب الشيوعي السوري الموحد كلمة بالمناسبة، أشادت بمنجزات ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى.   
وكان للشعر مكانه ومن بغداد كان للشاعرين حمزة الحلفي    وأدهم عادل حيث قدما قصائد شعبية رائعة نالت إعجاب الجميع.
 وطيلة الفعالية وبين فقراتها كان للفنان طه رهك من المانيا دور في إحيائها بعدة أغان جميلة، والفنان رهك منذ صغره عشق الغناء والموسيقى، حاول الدراسة في معهد الفنون الجميلة ولم يفلح، وذلك لأنه ليس محسوبا على حزب السلطة، يحمل مشروعا لموسيقى الطفل، وكان له دور في تأسيس فرقة الأطفال الغنائية المركزية في بغداد. ونشط في تأليف الموسيقى لعدة أعمال مسرحية، وأحيا اماسي موسيقية مشاركة مع موسيقيين من عدة جنسيات، في أواخر 1998 أسس ثنائي العود والبيانو مع عازفة البيانو (لودميلا شولر) ـ تحت اسم (بساتين).
وأختتم الرفيق    جاسم علي هداد الفعالية بهذه الكلمات ((ان البشرية لن تنسى أبدا أكتوبر العظيم، الذي كان نقطة انعطاف جذرية في تاريخ العالم، والذي سيظل يوما مضيئا على الدوام في هذا التاريخ العاصف بالرغم من محاولات الخصوم من مختلف الاتجاهات طمسه او التعتيم عليه. المجد للذكرى الثالثة بعد المائة لثورة أكتوبر العظمى، قاطرة تاريخ القرن العشرين...)) شاكرا الجميع على مساهماتهم وحضورهم.
         
   الشاعر أدهم عادل         الشاعر حمزة الحلفي               الفنان طه رهك


83

دعوة عامة
تتشرف تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
بدعوتكم
لحضور ندوة حوارية
تحت عنوان
"مستجدات الدعوى القضائية بإيقاف تجديد عقود الهاتف النقال والدعوة لتأسيس شركة"
نستضيف خلالها النائب محمد شياع السوداني
يحاوره الدكتور ســلام قاســم
وذلك يوم الأربعاء الموافق 4/ 11/ 2020 وفي تمام الساعة السادسة بتوقيت السويد الثامنة بتوقيت بغداد وعبر برنامج زووم
والدعوة عامة للجميع
 

رابط الندوة
Join Zoom Meeting
https://us02web.zoom.us/j/7550414089?pwd=RUM2SnFKdlltNHZJMmVERnVPbi9tdz09

Meeting ID: 755 041 4089
Passcode: 000000


84
دعوة
تتشرف تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
 بدعوتكم
 لحضور ندوة حوارية تحت عنوان
 "تأثير الربط السككي مع دول الجوار على الاقتصاد العراقي وتحديات بناء ميناء الفاو"
 نستضيف خلالها القاضي وائل عبد اللطيف
 وذلك يوم الثلاثاء الموافق 6/ 10/ 2020 وفي تمام الساعة السابعة بتوقيت السويد الثامنة بتوقيت بغداد.
رابط الندوة:
Join Zoom Meeting
 https://us02web.zoom.us/j/88405942600
Meeting ID: 884 0594 2600
 Passcode: 943182

 والدعوة عامة للجميع
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم

 

85
برعاية الاتحاد الصابئي المندائي في السويد
واستمراراً لمنهاج جمعيتنا الثقافي الذي تقوم به الجمعية المندائية في ستوكهولم لدعم الوضع الاستثنائي الذي ينبغي القيام به وحسب مقررات اللجان الصحية التي تتابع وضع الجائحة في السويد ، تقوم جمعيتنا ودعماً لكبار السن واصحاب الحالات الخاصة التي تشكل حركتهم مخاطر كبيرة على حياتهم ، بنشاط ثقافي وعلى قاعة جمعيتنا ولاول مرة منذ مدة طويلة امتدت لاكثر من سبعة اشهر كما ستدعمها لجنتنا الاعلامية بالتغطية الكاملة على النت بموقع
Gotomeeting
ومواقع الفيس بوك للجمعية واتحاد الجمعيات المندائية والتي ستكون محاضرة بعنوان

               " الربط بين الروحانيات الدينية والعلوم والمعرفة "

                   يقدمها الاستاذ الباحث فوزي صبار طلاب

مساء يوم السبت ١٠/١٠/ ٢٠٢٠ الساعة السادسة والنصف في قاعة جمعيتنا
            الجمعية المندائية في ستوكهولم / فلنكبي

     فاهلاً بضيوفنا وأعضاء جمعيتنا المندائية الكرام
ستوفّر الجمعية كافة مستلزمات السلامة من جائحة كرونا
                         أهلاً بالجميع
الجمعية المندائية في ستوكهولم/ فلنكبي

86
ستوكهولم: ندوة بعنوان (مهام الشيوعيين في الخارج)

محمد الكحط –ستوكهولم-
بمبادرة من مختصة العمل العلاقاتي التضامني في منظمة حزبنا الشيوعي العراقي في السويد اقيمت في ستوكهولم ندوة بعنوان (مهام الشيوعيين في الخارج) يوم 20 أيلول 2020، وذلك عبر وسائل التواصل الالكترونية، ساهم فيها ممثلون عن الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي السوداني والحزب الشيوعي السوري الموحد، تم الترحيب بالحضور من قبل الرفيق الدكتور كريم عبد الواحد الذي أدار الندوة وتم دعوتهم للوقوف دقيقة صمت اجلالا لأرواح شهداء حزبنا، وشهداء الحركة الشيوعية العالمية وحركة التحرر الوطني، ثم رحب  بالرفاق سلم علي والدكتور صالح ياسر عضوي اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي، ورشاد الشلاه سكرتير مكتب اعلام الخارج وشاكر جابر نائب سكرتير منظمة السويد وعدد من رفيقات ورفاق منظمة الحزب في السويد، وباسمهم تم الترحيب برفاقنا من الحزبين الشيوعيين الشقيقين السوداني، والسوري الموحد وبجميع الحضور، وهذه هي الندوة الأولى التي تجمع بين أحزابنا الشيوعية الشقيقة في السويد، وعبر عن  التضامن الرفاقي مع الشعب السوداني الشقيق أثر كارثة الفيضان التي حلت به، ومع الشعب السوري الشقيق ضد الإرهاب الذي يتعرض له، ومطالبا بإعلاء صوت التضامن، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بخصوص فلسطين، وانهاء الاحتلال الصهيوني وتمكين الفلسطينيين كشعب من ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم بالعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. والرفض لمسلسل التطبيع المهين مع الاحتلال الصهيوني، ثم عرف ببرنامج الندوة، و فسح المجال للرفيق محمد احمد ممثل الحزب الشيوعي السوداني بالحديث، والذي شكر الجهود لعقد هذه الندوة واعتبرها مبادرة تستحق التثمين، وتمنى التواصل مستقبلا، وتناول في حديثة آفاق ثورة ديسمبر 2018  التي تمر ذكراها هذه الأيام، وعن ما قدمه الشعب السوداني من تضحيات جسام وظلت شعلة الوعي متقدة رغم كل الظروف التي مرت خلال  الـ 30 عاما من الحكم الدكتاتوري، كما أشار الى التدخلات الاجنبية خلال الفترة الانتقالية الحالية التي تعيشها السودان، وتحدث عن النظام الرأسمالي العالمي والاستعمار الحديث والنيوليبرالية وما يقع على عاتق الشيوعيين من مهام كبيرة.
بعدها تحدث الرفيق طلال الإمام من الحزب الشيوعي السوري الموحد، الذي وجه تحية وشكر لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي لهذه المبادرة، ثم تحدث عن أوضاع السوريين في الداخل والخارج والأزمة التي تمر بها المنطقة وسوريا منذ ما سمي بالربيع العربي حيث ضربت البنية التحتية السورية وسببت الهجرة الكبيرة وصعبت الحياة المعاشية بسبب الحصار والفساد، بعدها تناول بعض مهام الشيوعيين في الخارج وكيفية العمل ضمن منظمات المجتمع المدني والجمعيات المتواجدة للجالية ونقل تجربة وخبرة العمل الجماهيري والمدني للوطن. وأشار الى ان الاحداث الكبيرة وراءها أحداث كبيرة، كما حدث في الربيع العربي وتحطيم سوريا وعدة بلدان في المنطقة، واليوم تفجير بيروت وبعده بسرعة اعلان التطبيع مع بعض الدول العربية، علينا ان نقدم مساعدة في كيفية فهم هذه الاحداث، وقراءة التطورات للتوضيح للجماهير ما يحدث وما وراءه.
وكان لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي مداخلة قدمها الرفيق  جاسم علي هداد أشار الى المهام التي تقع على الشيوعيين في الخارج، كالتضامن مع قضايا شعوبنا، من خلال إقامة أفضل العلاقات مع الأحزاب وخاصة البرلمانية منها والحركات الاجتماعية العاملة في بلد المهجر، وتقديم الدعم المالي، وخلق تواصل اجتماعي ثقافي بين الأجيال التي تولد في المهجر والشعب في الوطن الأم، والاستفادة من ذلك لدعم الحزب والحراك الشعبي في الوطن، ونشر الوعي والتثقيف بتاريخ بلداننا الأم لدى مواطني بلد المهجر، وكذلك تعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية بين جمهور المهاجرين وخاصة أعضاء وجمهور النوادي والجمعيات العاملة في المهجر وغيرها من المهام الأخرى.
وساهم العديد من الرفاق بطرح تصوراتهم ومقترحاتهم منها الاهتمام بالإعلام من أجل ايصال صوتنا وتوطيد العلاقات مع الجهات الرسمية والبرلمانية السويدية من أجل أيجاد تواصل لتوضيح مهام نضالنا ووضع شعوبنا من أجل تقديم التضامن والمساعدات الممكنة لبلداننا.
بعدها تحدث الرفيق الدكتور صالح ياسر، ومما جاء في كلمته (..... حسنا فعل الرفاق في إطلاق هذه المبادرة وهي مبادرة تستحق التقدير لأنها تدشن نقاشا وحوارا مهما وجديا بين الشيوعيين من بلدان عدة بهدف تبادل الخبرات والتجارب وهي متنوعة ومفيدة. ومن المؤكد ان هذا التبادل للتجارب والخبرات، على تنوعها الثري، يهدف من بين ما يهدف الى تقوية اواصر علاقات الرفقة الكفاحية بين احزابنا ومنظماتنا العاملة في الخارج  والتي تمتد لعقود طويلة وتعمدت في معمان المعارك الوطنية والطبقية والأممية من اجل تحقيق الاهداف السامية لأحزابنا على طريق السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية، وتفعيل التضامن مع شعوبنا وأحزابنا وخصوصا في العديد من البلدان حيث يخوض الشيوعيون والقوى الديمقراطية والمدنية نضالا صعبا ويواجهون بعناد موجات مختلفة من القمع والعسف والإرهاب المادي والفكري ومحاولات تقزيم ادوار الشيوعيين والديمقراطيين او محاولات اجتثاثهم من تربة بلدانهم، كما حاول ديكتاتوريون عديدون لكنهم خابوا وذهبوا الى مصيرهم المحتوم.. مزبلة التاريخ حيث هي المكان الذي "يليق " بهم.....)).
أما الرفيق سلم علي فتحدث عن سبل تعزيز العلاقات بين الأحزاب الشيوعية في الخارج، ايجاد صيغة متقدمة لتنسيق العلاقة بينها، واقترح تشكيل لجنة تنسيق ليس فقط لأحزاب عربية بل يمكن التوجه لأحزاب أخرى كحزب توده وأكيل وغيرها. وأكد ان ما مطلوب هو التضامن ثم التضامن مع انتفاضة شعبنا معنويا واعلامياً، وضرورة استنهاض أمكانيات أبناء الجاليات ووصول صوتهم الى المستوى الأوربي.
   في الختام أشاد الرفيقان طلال الأمام محمد احمد بالندوة والمبادرة وفي انتظار لقاءات أوسع.
شكر مدير الندوة الجميع، متداخلين وحاضرين، ورغم جائحة كورونا، نأمل التواصل معا والمشاركة في ندوات قادمة، مع الأمل بتفعيل الجهود من اجل اللقاء مع اشقائنا في الحزبين الشيوعيين اللبناني والفلسطيني.

 

87

اعلان
العراق يستحق الافضل
تقيم هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج ندوة حوارية تحت عنون "الحراك الجماهيري الى اين" مع مجموعة من ناشطي الحركة الطلابية في ساحات الاحتجاج في كل من، بغداد، والبصرة، والناصرية، التابعين إلى اتحاد الطلبة العام، وذلك يوم الأحد الموافق20/ 9/ 2020، وفي تمام الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت اوربا والثالثة بعد الظهر بتوقيت العراق
 سيتم الحديث خلالها عن المحاور ادناه:
1/دور اتحاد الطلبة العام في الحراك الجماهيري من ناحية التعبئة والتحشيد وكيف يتم التهيئة للمظاهرات الاحتجاجية في ظل الوضع الصحي العام.
٢/ماهي مطالب اتحاد الطلبة بالنسبة لحكومة مصطفى الكاظمي وموقف اتحاد الطلبة من
 العملية الانتخابية وفق الوضع الحالي الذي يفتقر الى عدم وجود قانون انتخابي منصف، وقانون ينظم عمل الاحزاب، وتعداد سكاني، وعدم الكشف عن الجناة  لاغتيال المتظاهرين، إضافة إلى عدم وجود  الفساد، وهل هناك توجه من قبل اتحاد الطلبة لخوض العملية  الانتخابية القادمة، وفق ما ذكر اعلاه.
٣/سلمية ثورة تشرين هي احدى سمات استمرارها ونجاحها، ومن احدى  شعارات الساحات الرئسية الوعي قائدنا، وفي نفس الوقت يستخدم العنف من قبل بعض المتواجدين في
 الساحات وخاصة في مدينة الناصرية باستخدام الشفلات في تهديم المقرات، هل هذا يخدم ثورة تشرين ام هناك جماعات مندسة تقوم بتلك الاعمال.
٤/هل هناك توجه من قبل الحركة الطلابية بتنظيم صفوفها بشكل اكبر لمواجهة التحديات
 القائمة التي تواجهها من قبل طغمة الفساد ونظام المحاصصة الطائفي البغيض.
٥/ماهية الصعوبات والمعوقات التي تواجهونها في حراككم الجماهيري، وما مطلوب منا
 كتنسيقيات ديمقراطية متواجدة في الخارج ان نقدمه لكم في ظل هذه الاوضاع القاسية التي
 تمرون بها.
مع الاعتزاز والتقدير
هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج
Join Zoom Meeting
https://us02web.zoom.us/j/3495113090?pwd=c29paWZjN1lObThReis2anVySG9aUT09
ملاحظة
يرجى النقر على الرابط المدون اعلاه لغرض الدخول ،وسيتم فتح الرابط قبل نصف ساعة

88
اعلان
العراق يستحق الافضل

تقيم هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج ندوة حوارية تحت عنون "الحراك الجماهيري الى اين" مع مجموعة من ناشطي الحركة الطلابية في ساحات الاحتجاج في كل من، بغداد، والبصرة، والناصرية، التابعين إلى اتحاد الطلبة العام، وذلك يوم الأحد الموافق 13/ 9/ 2020، وفي تمام الساعة الثانية بعد الظهر.

 سيتم الحديث خلالها عن المحاور ادناه:

1/دور اتحاد الطلبة العام في الحراك الجماهيري من ناحية التعبئة والتحشيد وكيف يتم التهيئة للمظاهرات الاحتجاجية في ظل الوضع الصحي العام.

٢/ماهي مطالب اتحاد الطلبة بالنسبة لحكومة مصطفى الكاظمي وموقف اتحاد الطلبة من
 العملية الانتخابية وفق الوضع الحالي الذي يفتقر الى عدم وجود قانون انتخابي منصف، وقانون ينظم عمل الاحزاب، وتعداد سكاني، وعدم الكشف عن الجناة  المتهمين بقتل المتظاهرين، إضافة إلى عدم وجود  الفساد، وهل هناك توجه من قبل اتحاد الطلبة لخوض العملية  الانتخابية القادمة، وفق ما ذكر اعلاه.

٣/سلمية ثورة تشرين هي احدى سمات استمرارها ونجاحها، ومن احدى  شعارات الساحات الرئسية الوعي قائدنا، وفي نفس الوقت يستخدم العنف من قبل بعض المتواجدين في
 الساحات وخاصة في مدينة الناصرية باستخدام الشفلات في تهديم المقرات، هل هذا يخدم ثورة تشرين ام هناك جماعات مندسة تقوم بتلك الاعمال.
 
٤/هل هناك توجه من قبل الحركة الطلابية بتنظيم صفوفها بشكل اكبر لمواجهة التحديات
 القائمة التي تواجهها من قبل طغمة الفساد ونظام المحاصصة الطائفي البغيض.

٥/ماهية الصعوبات والمعوقات التي تواجهونها في حراككم الجماهيري، وما مطلوب منا
 كتنسيقيات ديمقراطية متواجدة في الخارج ان نقدمه لكم في ظل هذه الاوضاع القاسية التي
 تمرون بها.
مع الاعتزاز والتقدير
هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج
Join Zoom Meeting
https://us02web.zoom.us/j/3495113090?pwd=c29paWZjN1lObThReis2anVySG9aUT09
ملاحظة
يرجى النقر على الرابط المدون اعلاه لغرض الدخول ،وسيتم فتح الرابط قبل نصف ساعة


89
هيئة المتابعة تقيم ندوة للتضامن مع الشهداء والمغيبين

اقامت لجنة الإعلام في هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج ندوة حوارية استضافت خلالها  شخصيات مدنية وقانونية وبرلمانية في مجال حقوق الإنسان من أجل التضامن مع النشطاء المدنيين الذين استشهدوا والذين اختطفوا أو غيبوا من ساحات الحراك الجماهيري وذلك يوم 23-08-2020، وكان ضيوف الندوة كل من:
1- عبير السهلاني عضو البرلمان الاوربي
2- هناء ادورد ناشطة مدنية
3- القاضي زهير عبود
4- محمد السلامي ناشط مدني
افتتح الندوة الزميل سعد ابراهيم مرحبا بالضيوف والحضور الكريم، ومن ثم القى كلمة بين خلالها دور هيئة المتابعة لتنسيقيات الخارج في دعم الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في الأول من اكتوبر 2019، ثم اعطى الكلمة للزميل الدكتور سلام قاسم لإدارة الندوة، رحب الزميل قاسم بالحضور وأعطى الكلمة لمسؤول اللجنة الاعلامية في هيئة المتابعة الزميل الدكتور سلام العبيدي، والذي شرح بدوره خطة اللجنة لتطوير العمل الاعلامي في هيئة المتابعة وضرورة ايصال صوت التيار الديمقراطي إلى الشعب العراقي الصابر الذي يعاني الآمرين من فساد السياسيين العراقيين.
جدد الزميل الدكتور سلام قاسم ترحيبه بالحضور ومن ثم اعطى الكلمة للسيدة عبير السهلاني بعد أن عرف الحضور الكريم بها قائلا: "السهلاني ناشطة مدنية وسياسية، وعضو قيادي في حزب الوسط السويدي، ونائب في البرلمان الأوربي عن حزب الوسط، ورئيس لجنة الصداقة العراقية السويدية في البرلمان السويدي، تبنت القضايا العراقية ودافعت عنها بكل شجاعة، اوصلت ما يعانيه الشعب العراقي الى البرلمان الأوربي". ومن ثم وجه لها الأسئلة التالية: ما هو موقف البرلمان الاوربي والبرلمان السويدي من انتهاكات حقوق الانسان وقمع النشطاء والمنتفضين في العراق؟ وما هي سبل تعزيز التضامن داخل العراق مع الاحتجاجات الشعبية؟ وكيف يمكن تعزيز دور الجاليات العراقية في دول المهجر في هذه الحركة التضامنية مع الحراك الجماهيري؟
وفي معرض اجابتها أكدت السهلاني بأن البرلمان الأوربي والبرلمان السويدي متخوفان من الحراك الشعبي لأنه حراك كبير ونشط وما زالوا يتسائلون من هي الجهة التي تقف خلفه، لأن الصورة غير واضحة في الاتحاد الأوربي، وأن الجهات الرسمية الأوربية إلى حد الآن تعتبر الواجهة غير واضحة، أما البرلمان السويدي أنا لم أرَ منه شيئا بعد. وشخصيا طلبت من الأحزاب الاسلامية أن تخفف من خطابها بغية التقرب من الأحزاب الاوربية لكن هذا لم يحصل.
بعد السيدة السهلاني تم الترحيب بالسيدة هناء أدورد الناشطة المدنية والسياسية المعروفة بمواقفها الوطنية الشجاعة، وتم توجيه الأسئلة التالية لها: ما هو دور الامم المتحدة والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان في وقف جرائم القتل والانتهاكات الصارخة ضد الحراك الجماهيري في العراق؟ وما هي سبل تعزيز التضامن داخل العراق مع الاحتجاجات الشعبية؟ وكيف يمكن تعزيز دور الجاليات العراقية في دول المهجر في هذه الحركة التضامنية مع الحراك الجماهيري؟
أجابت السيدة أدورد مشكورة: هناك هجمة ممنهجة لاستهداف الناشطين المدنيين، استطعنا أن نجمع أنفسنا لدعم الحراك الجماهيري، وانضم الينا العديد من المنظمات، حاولنا الضغط على الأمم المتحدة والهيئات الدولية لغرض إثارة ما يتعرض له الناشطون المدنيون المطالبون ببناء البلاد، عملنا من أجل حرية الصحافة، ونحن بدورنا نناشدكم أنتم الذين في الخارج أن تنظموا عددا من الوقفات التضامنية اضافة الى رفع مذكرات احتجاجية والذهاب الى السفارات العراقية في الخارج من اجل ايصال صوت انتفاضة اكتوبر، نحن بأمس الحاجة أليكم، سوف نواجه ظروفا صعبة ستعيق نشاطنا الخارجي، اتصلنا مع مجلس حقوق الإنسان و مجلس الأمن  وقمنا بمبادرة وطنية أشرنا فيها إلى أكثر من 200  منظمة مدنية تطالب بحرية التعبير، أما ما يخص سقوط العديد من الشهداء،  مع الأسف الحضور العراقي مفقود، نحن المنظمة الوحيدة الموجودة داخل مجلس حقوق الإنسان نحتاج إلى وجود حضور عراقي متميز أكثر، نعقد اجتماعات جانبية في المجلس حول التظاهرات ومساهمة النساء في الانتفاضة، نحن نتواصل مع الإتحاد الأوربي وندعوه إلى مساعدتنا لرفع الضغط اليومي لأننا نواجه ظروفا صعبة جداً وضرورة تحديد عناصر نشطة وفاعلة.
شكر الزميل الدكتور سلام قاسم السيدة هناء ادورد لحديثها الصريح، وأعطى الكلمة للقاضي زهير عبود بعد أن عرف الحضور بالقاضي قائلا: "القاضي زهير من أبرز الذين كتبوا عن شؤون وحقوق مكونات الشعب العراقي، أصدر في العراق دراستين قانونيتين بإشراف وزارة العدل، التحقيق الابتدائي وإجراءاته عام 1986، واليمين في القانون العراقي عام 1992، يقول القاضي زهير: لابد وان يعود العراق اخضرا معافى، سيعود العراق شامخا وسيغسل أدرانه من الطائفية والتعصب القومي، سيختفي خطاب التحريض الطائفي والمناهج التكفيرية، وسيعود الوئام بين المكونات العراقية". بعدها وجه الزميل قاسم الأسئلة الى القاضي وهي: ما هي الاتفاقات الدولية الخاصة بانتهاك حقوق الانسان الملزمة للعراق، ما مدى قوة تطبيقها في انتفاضة تشرين ومسؤوليات القضاء العراقي تجاهها؟ وما هي سبل تعزيز التضامن، داخل العراق مع الاحتجاجات الشعبية؟ وكيف يمكن تعزيز دور الجاليات العراقية في دول المهجر في هذه الحركة التضامنية مع الحراك الجماهيري؟
وضمن ما أجاب به القاضي مشكورا((الدولة بطبيعتها شخص معنوي وتعقد الاتفاقيات، العراق وقع على اتفاقية الاختفاء القسري والذي يعني الاعتقال أو الاحتجاز أي الحرمان من الحرية، ألزمت الدول أن تأخذ  التدابير مع حجم الجريمة ومع مرتكبي الجريمة وتقديم المسؤول إلى المحاكمة، لكن الاختفاء القسري مستمر،  الذين استهدفوا الناشطين والناشطات هم:
 1- الأجهزة الحكومية للدولة العميقة.
 2- المسلحون المدنيون - مليشيات داخل أطار الدولة.
 جرت أغلب اغتيالات الناشطين أمام الناس، كما تعددت الجهات المتهمة، والمشكلة أن المتهم مطلق السراح دائما ومحمي، المليشيات  المسلحة هي الحاكم الأساسي في العراق، أغلب الجرائم كانت مراقبة بالكاميرات والوصول إلى هوية المجرمين وكشف عملهم سهل والدليل على ذلك الناشطة الألمانية.
أما عن تشكيل اللجان التحقيقية من قبل الحكومة، فان أغلب هذه الجهات يسجل الفعل ضد مجهول، حالات الاختفاء القسري كثرت  مع اختفاء الرادع، المطلوب تفعيل منظمات المجتمع المدني، والأحزاب الوطنية، والاتفاق على خطط عمل من أجل كشف ملفات المتهمين وإحالة الأسماء المعروفة إلى القضاء، كما يجب منع إجازة الأسلحة النارية سواء تبادلها ام بيعها ومنع نشرها داخل المدن.
شكر الزميل قاسم القاضي زهير عبود ومن ثم اعطى الكلمة إلى الناشط المدني محمد سلامي من بغداد، والذي تحدث بدوره عن دور المنظمات العراقية المدافعة عن حقوق الانسان العراقي ونقابة المحامين في وقف الانتهاكات ضد الناشطين المدنيين والمحتجين السلميين، ووضع الحضور بالصورة عما يجري من مستجدات داخل الساحة العراقية من أعمال تصعيد وحرق وتجريف مقرات الأحزاب، كما اشار سلامي إلى غياب الديمقراطية في العراق، وانعدام التنمية الاقتصادية والبشرية، ثمّ تحدث عن دور نقابة المعلمين وعن دعمها للمبادرة الوطنية لدعم الانتفاضة، كما دعت نقابة المحامين إلى عدم تقديم المرافعات داخل المحاكمة  كإجراء احتجاجي، وقامت النقابة بزيارة لجنة حقوق الإنسان البرلمانية ومفوضية حقوق الإنسان وتحدث سلامي عن تصاعد عملية الاغتيالات الممنهجة بحق الناشطين المدنيين، وإن التظاهرات بعد كورونا أصبحت ضعيفة ومشتتة، كما تحدث ايضا عن محاولات الاغتيالات في عدد من المحافظات العراقية، وعرج على ما يجري في الناصرية قائلا أن التصعيد الأخير جاء نتيجة الغضب الجماهيري حيث قامت الجرافات بإزاحة وهدم مقرات تابعة للأحزاب المتنفذة وما زال التوتر موجودا، هناك احتمال كبير بأن تهب الجماهير من جديد وبتظاهرات كبيرة أما في الأول من كانون أو في 25/10/2020  بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة.
بعدها شكر الزميل قاسم الناشط المدني محمد سلامي، وفتح باب المداخلات للضيوف والذين اغنوا بدورهم الندوة بإضافاتهم القيمة وأفكارهم النيرة، ثم قدم الدكتور سلام العبيدي مبادرة موضحا: لنستثمر وجود هذه النخبة الطيبة من السيدات والسادة الحضور، ونتمنى أن نخرج من ندوتنا هذه بمبادرة لإيجاد الحلول الناجعة، لإيقاف سلسلة انتهاكات حقوق الانسان في العراق من خلال التحرك على المجتمع الدولي والرأي العام.
ثم ختم الزميل قاسم الندوة متمنيا للحضور السلامة، آملا أن يتجدد اللقاء بندوة اخرى من اعداد لجنة الإعلام التابعة لهيئة المتابعة لتنسيقيات الخارج.

90
دعوة عامة بخصوص
 لقاء تضامني
تستضيف تنسيقيات التيار الديمقراطي في الخارج شخصيات مدنية وقانونية وبرلمانية في مجال حقوق الانسان في لقاء تضامني مع الشهداء من النشطاء المدنيين الذين استشهدوا والذين اختطفوا أو غيبوا من ساحات الحراك الجماهيري، وذلك يوم الاحد المقبل والموافق لـ ٢٣-٨-٢٠٢٠، الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت اوربا (الثالثة بعد الظهر بتوقيت بغداد) الضيوف شخصيات مدنية وقانونية وبرلمانية في مجال حقوق الانسان، وهم: 
الناشطة المدنية هناء ادور
القاضي زهير كاظم عبود
والناشط المدني محمد سلامي
 والبرلمانية السويدية من اصول عراقية عبير السهلاني.
محاور الامسية
١- السيدة هناء ادور
دور الامم المتحدة والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان في وقف جرائم القتل والانتهاكات  الصارخة ضد ثوار الحراك الجماهيري في العراق٠
٢- السيدة عبير السهلاني
موقف البرلمان الاوربي والبرلمان السويدي من انتهاكات حقوق الانسان وقمع النشطاء والمنتفضين في العراق
٣-السيد القاضي زهير كاظم عبود :
الاتفاقات الدولية الخاصة بانتهاك حقوق الانسان الملزمة للعراق، مدى قوة تطبيقها في ثورة تشرين ومسؤوليات القضاء العراقي اتجاهها.
٤- السيد محمد سلامي:
دور المنظمات العراقية المدافعة عن حقوق الانسان العراقي ونقابة المحامين في وقف الانتهاكات الفظة ضد النشطاء المدنيين والمحتجين السلميين.
سؤال موجه الى الجميع
ماهي سبل تعزيز التضامن، داخل العراق وعالميا، مع الاحتجاجات السلمية، وكيف يمكن تعزيز دور الجاليات العراقية في دول المهجر في هذه الحركة التضامنية مع الحراك الجماهيري.   
هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج
مع الاعتزاز والتقدير
٢٠٢٠
ملاحظة
نرجو النقر على الرابط المدون ادناه بعد تنزيل برنامج Google meet
 
https://meet.google.com/fmg-ikfb-jsk

91
الجدل حول التجربة السويدية في التعامل مع جائحة كورونا (COVID19)


محمد الكحط – ستوكهولم-
مقدمة:
كان العالم مشغولاً في إيجاد علاج لمرض السرطان الذي أنتشر في العالم بشكل كبير والذي خسرت البشرية بسببه الآلاف من المواطنين بعد معاناة كبيرة، وفي خضم هذا الصراع ضد مرض السرطان جاءت جائحة كورونا لتضيف مصاعب جدية وخطيرة على البشرية جمعاء، ومنذ ظهور جائحة فايروس كوفيد-19 وأنتشاره ، تفردت السويد بسياسة خاصة هي التعايش مع الفايروس أو ما يسمى "مناعة القطيع" لمواجهة الجائحة، ورغم أن دولا عدة تركتها بعد أن وجدت ارتفاع الاصابات والضحايا كالمملكة المتحدة، فلا تزال السويد تتبعها، وكان هذا التعامل مثار جدل ونقاش واسعين في السويد وخارجها على عدة مستويات علمية وسياسية، فالنتائج الاحصائية تشير الى أن السويد تحتل الآن معدل وفيات مرتفع، فقد سجلت حتى كتابة التقرير أكثر من 56000 حالة مؤكدة من الإصابة بالفيروس التاجي وأكثر من 5000 حالة وفاة، في بلد عدد سكانه عشرة ملايين فقط.
أن استراتيجية السويد لمواجهة الفايروس هو اتخاذ التدابير الطوعية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي ووسائل النظافة الأساسية، دون تعطيل الحياة الطبيعية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، من تعليق الآمال على أتباع سياسة مناعة القطيع، وأمام هذه التجربة ونتائجها التقينا ببعض الأطباء العراقيين الاختصاصيين في السويد، من الذين يتابعون هذا الشأن وطرحنا عليهم الأسئلة التالية، وأجابونا عليها مشكورين.
-    ماهي نتائج التجربة السويدية وكيف تقيمون وتحكمون عليها بعد الأرقام العالية نسبياً للإصابات والوفيات في السويد مقارنة مع الدول الأخرى حيث تم تأكيد أن السويد هي الأعلى بالوفيات نسبياً عالمياً جراء تفشي فايروس كورونا.
-   هل تمت إعادة دراسة موقف رئيس هيئة مستشاري الدولة لشؤون الأوبئة عالم الوبائيات السويدي (أندش تيغنيل)، من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والطبية...؟، كونها واجهت الأنتقادات من عدة جهات دولية.
-   ماهي الرؤيا العلمية للمستقبل بخصوص الجائحة....؟
-   كيف هي الإجراءات المستقبلية للوقاية والعلاج من الجائحة...؟
-   هل من كلمة ترغبون بتوجيهها للمجتمع السويدي والعراقي.

اجابات الدكتور الاستشاري فارس الخليلي إخصائي القلب والباطنية في مستشفى "صوفياهمت" في ستوكهولم.ئ\


-   لا أتفق مع الاحصائيات التي على ضوئها تم تقييم وضع السويد الصحي بخصوص الفايروس، فهم أخذوا أرقام أسبوع واحد وتم التقييم على ضوئه وهذا غير دقيق علمياً، يمكن التأكيد رسمياً بأن السويد أكثر من جيرانها بالإصابات والوفيات وهذا مؤكد، ولهذا أسبابه لكن لا يعني ان سياسة السويد كانت فاشلة في مواجهة الجائحة، فلكل بلد ظروفه ووضعه الصحي والاجتماعي، ولا يجوز المقارنة بسهولة، مثلا استعداد البلد الصحي وتوفر المستشفيات الكافية والأسرة والأطباء والممرضات والممرضين والعاملين الآخرين، ومدى الاستثمار والتخصصات للجانب الصحي. ففي السويد هناك مليونا مواطن من أصول مهاجرة من مجموع عشرة ملايين هم نفوس السويد.
وبخصوص بريطانيا لم تفشل فيها التجربة، لكنهم خافوا من الفشل بعد تزايد الاصابات، ولكنهم اليوم يعودون الى سياسة التعايش مع الفايروس وكذلك دول عدة، ستطبق مبدأ السويد وهو التعايش مع المرض.
فتعامل السويد مع الفايروس ودعوة المواطنين للخروج الى العمل واستمرار فتح المطاعم والمقاهي والألتزام بأتباع الارشادات الصحية، هو أفضل من ترويع الناس وأخافتهم، وبدلاً من الجلوس في البيت مما يثير الجزع والأذية بين المواطنين، فحبس الناس خطأ، والسويد ظروفها خاصة، ولم تكن متهيئة للفايروس، وأنتقل بشكل مفاجئ مع السواح العائدين من أيطاليا وسويسرا وفرنسا، وخلال أسبوعين أنتشر بعدة طرق منها بواسطة سائقي التاكسي الذين نقلوا السائحين العائدين، وهؤلاء السائقون معظمهم من اصول مهاجرة ويعيشون في مجمعات خاصة بهم ودرجة الاختلاط عالية بينهم مما سهل انتشار العدوى، وتتحمل الحكومة السويدية الفشل لعدم الاهتمام بدور رعاية كبار السن بعد أن حولتها قبل 15 سنة الى القطاع الخاص وبدون رقابة صحية صحيحة عليهم، وهذه الشركات الخاصة توظف عاملين عديمي الخبرة والوعي الصحي الكامل، مما سهل انتقال الفايروس لدور رعاية الكبار، وكانت النتيجة ازدياد الإصابات والوفيات بين كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمهاجرين بشكل خاص. بحيث يبلغ حجم الوفيات بين كبار السن الذين يقطنون دار العجزة ثلاثة أرباع المتوفين، منهم من اصول صومالية وسورية وعراقية. ومن اسباب هذا الفشل وعدم توعيتهم بلغاتهم الأصلية، ولم تصل الى تجمعاتهم كالجوامع والكنائس وغيرها.

-   بالنسبة للعالم السويدي (أندش تيغنيل)، فقد رفض فكرة الحجر الصحي، التي لم يثبت علمياً بأنها أفضل، وفضل فكرة التعايش مع الفايروس، وهو عالم وليس سياسيا، وتقييم آرائه يحتاج دراسة نتائج سنة لتقارن مع نتائج الدول الأخرى. وليس الآن، وربما تجربة السويد جيدة للسويد لكون شعبها واع وملتزم ويثق بالحكومة ويتبع إرشاداتها، لكن قد تكون تجربة السويد غير ناجحة لدول أخرى.
-   علمياً الفايروسات تضعف شيئاً فشيئاً، بمرور الزمن، لكن يمكن قدوم موجة جديدة أقوى، وهذا جائز قبل أن يضعف ويتحول الى أنفلونزا عادية، والفايروس جديد لم يدرس حتى الآن بشكل كامل، علماً أن الذين يصابون يمكن ان يصابوا مرة أخرى في المستقبل، وهذا الشيء لا يمكن البت به الآن، لعدم معرفتنا الكاملة بطبيعة هذا الفايروس، والمشكلة إذا لم يصب الشخص ربما تأتي الموجة الأعنف ويتأذى أكثر من الآخرين الذي سبق أن أصيبوا بالفايروس.
-   العلاجات لا توجد علمياً حتى الآن، بل كلها تجارب، وحتى عقار علاج الملاريا منع استخدامه في السويد لأضراره الجانبية ودون التأكيد العلمي على فائدته، السويد حتى الآن تستخدم المهدئات كالألفيدون والسوائل والاوكسجين، وإذا تطور وضع المريض الى التهاب بكتيري تعطى له المضادات الحيوية.
-   اللقاحات حتى الآن في مجال الدعاية الاعلامية ولا يوجد لقاح علمي معتمد، وهناك 45 شركة تجري تجارب وتقول بأنها توصلت الى لقاح ضد فايروس كوفيد19، لكن للأسف ليس هناك عقار موثوق علمي معتمد من مجلة علمية رصينة، علينا الانتظار حتى كانون الأول.
-   هذا فايروس خطير سريع الانتشار ومعد، فالعديد من الأطباء والممرضين قد ماتوا، ولا يجب ان يستهان به، لذا علينا الاستمرار بالحذر منه وخاصة يتطلب رعاية كبار السن، وعدم الاقتراب منهم، ونستمر بالتباعد الاجتماعي وعدم التحية باليد والتلامس والاهتمام بالنظافة والبقاء بالبيت عند الشعور بالمرض.

د. عبد الحسين الأعرجي، ((استشاري في امراض وجراحة العيون، يعمل في المستشفيات السويدية منذ أكثر من 25سنة، عضو جمعية أطباء العيون الاوربية
وجمعية أطباء العيون السويدية ودول شمال أوربا))
 
-   بدءاً أود ان أبين بعض المعلومات البسيطة حول هذا الفيروس وما هي أوجه التشابه والخلاف بينه وبين الأنواع الأخرى على سبيل المثال وليس الحصر الفايروس المسبب للإنفلونزا، هذا الفايروس نوع متحور من مجموعة فايروسSARS 2002-2003 الصين وفايروس MERS السعودية عام 2012-2013.
من أهم ما يميز هذا الفايروس عن فايروس الانفلونزا فيما يخص الأعراض الأولية للمرض بالإضافة الى الشعور بالتعب والارهاق والحمى والسعال، هو فقدان حاستي الشم والتذوق بشكل أشد حدة مما هو عليه عند الاصابة بفايروس الانفلونزا، بالإضافة الي طول فترة الحضانة، وأيضاً بعض الخلافات في الشكل والتركيب الجيني.
-   هنالك مشكلة مزمنة بين العاملين في مرافق الجهاز الصحي السويدي مع السياسيين الذين يتولون إدارة شؤون هذا المرفق الحيوي وخدماته والتي هي في تماس وتأثير  مباشر مع صحة وحياة المواطن اليومية، وكل من شغل إدارة هذا الجهاز ومن مختلف الأحزاب وممثليها الذين يتبؤون هذه الوظائف أغلبهم يمارسون سياسات أحادية الجانب، هدفها التقشف وتقنين وتقليل الخدمات المقدمة، وفي كثير من الأحيان تشمل حتى الخدمات الطبية الرئيسية، كتوفير الاجهزة الطبية المناسبة أو حتى الادوية الطبية من دون الأخذ بعين الاعتبار متطلبات ومستلزمات المستشفيات والمراكز الصحية لهذه الأجهزة العلاجية أو المستخدمة في التشخيص، من دون مشاركة أصحاب الشأن الذين هم أدرى بحاجات هذا القطاع الهام وبالصعوبات والمشاكل التي يعانون منها يوميا وأيضا هم أعرف بكيفية وضع الحلول المناسبة لتجاوز هذه الصعوبات والارتقاء بكامل المنظومة الصحية، وجاءت جائحة فايروس كورونا لتكشف مواضع التقصير والنقص في هذه المنظومة.
أن مجموع الاجراءات التي اتخذت من قبل السلطات السويدية في البدء كانت حسب رأيي المتواضع سليمة وناجعة فعلا مما حدى بمنظمة الصحة العالمية بالخروج بتصريح رسمي في 29 ابريل/نيسان للإشادة بالتجربة السويدية، لكن يظهر ان المتمسكين بزمام الأمور، أخذهم الغرور ولم يستجيبوا للنداءات، والعديد من التقارير التي رفعت من  العاملين في الاقسام التي تستقبل المصابين وآرائهم  البناءة التي طرحوها لمجابهة انتشار وارتفاع عدد الاصابات والوفيات بتوفير ما يلزم من المواد المطلوبة لإجراء عينات الكشف أو التشخيص المبكر للإصابات، بدءاً من الكادر الطبي والذين هم في احتكاك يومي في ردهات الاسعاف والحالات السريعة أو من العاملين مع كبار السن في بيوت الرعاية الاجتماعية ودور المسنين، وهذا الضعف أدى الى الزيادة في الاصابات بين أعضاء الكادر الطبي الوسطي وبالتالي كان السبب الرئيسي في انتشار الوباء في أكبر عدد من  دور رعاية كبار السن والذين شكلوا أكبر الأرقام بين صفوف المصابين وايضا من المتوفين بسبب هذه الوباء القاتل، ولكن بعد بلوغ أعداد المصابين والمتوفين أرقاما قياسية واستجابة لضغوط الصحافة والرأي العام المحلي وما كتب ونشر في دول الجوار والعالم عن ضرورة الانتقال الى مستويات أعلى من الاجراءات الوقائية بغية الحد من سرعة انتشار الوباء وعواقبه الوخيمة، أخيرا استجابت الجهات المسؤولة في رئاسة مستشاري الدوله لشؤون الاوبئة متمثلة برئيسها السيد (أندش تيغنيل)، وخرج عن صمته وأشار وبوضوح بأنه كان هناك ضعف ملحوظ في مجموع الاجراءات التي اتخذت من قبل، وبالتالي شخص مواقع الضعف والخلل مستندا الى كل ما ذكرته أعلاه، وفي الايام الأخيرة لمسنا تحسنا ملحوظا في مجموع الاجراءات الوقائية والرقابية وكذلك في توفير كل ما يلزم من أمصال للتشخيص المبكر في كل المرافق الطبية والصحية وكذلك امكانية إجراء الفحص لكل من يرغب من المواطنين في مختلف أرجاء البلاد وبشكل خاص في المدن والمناطق الأكثر تضررا.
ورغم ان النتائج الحقيقية لهذه الاجراءات لم تظهر بشكل واضح بعد، لكن هناك تفاؤل أولا في صفوفنا نحن الكوادر الطبية في كل المرافق الصحية، وثانيا هناك ارتياح من عامة الناس مع بدء تطبيق الاجراءات الاستثنائية للحد من انتشار المرض.
-   اما عن الرؤيا العلمية للمستقبل فاعتقد ان هذا الوباء رغم كل ما ألحقه من ضرر وشل كل مرافق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والاصابات الكثيرة في الأرواح، لكنه وحد الجهود على كل المستويات المحلية والعالمية في التعاون الجدي لمجابهة اخطار مثل هكذا كوارث والابتعاد عن المزايدات السياسية على حساب الانسان وصحته وسلامته وخير دليل على ذلك هو ما نقرأه وما تصلنا من تقارير يومية واسبوعية من تعاون مشترك بين المراكز البحثية والعلاجية في مختلف أنحاء العالم للخروج بعلاج حقيقي وبنسبة عالية من القدرة العلاجية والحد الادنى من الأعراض الجانبية وأيضا توفيره ليكون في متناول اليد لكل من هم بحاجة له، وفي جميع الدول ويختلف جذريا عن كل ما توفر حتى الآن من الأدوية المطروحة والتي في الغالب لم تصل نسبة نجاعتها الى مستويات عالية، أو لها أعراض جانبية كثيرة تمنع من اعطائها لعدد غير قليل من المصابين وذلك خوفا من تدهور حالاتهم بسب تلك الأعراض الجانبية.
وكذلك هناك جهود جاده تبذل على مستوى المراكز البحثية منفردة ومجتمعة ومتعاونة لإيجاد لقاح ناجع للحد من انتشار المرض مرة أخرى.
-   اعتقد جازما إنها مسالة وقت ليس إلا ويأتي قريبا جدا علاج جذري لهذا الفايروس الفتاك ومن بعد ذلك بقليل اللقاح المطلوب والضامن لعدم الاصابة مستقبلا.
-   كلمتي الأخيرة لأبناء شعبنا الكرام هي تمنياتي القلبية لهم بالصحة والسلامة والشفاء العاجل للمصابين.. وأتمنى على الجميع ان يطبقوا بشكل دقيق ومسؤول اجراءات الوقاية الشخصية المعروفة لدي الجميع والابتعاد عن المناطق المكتظة وطبعا اولا وقبل كل شيء التأكيد على النظافة الشخصية ونظافة كل ما يحيط بهم.

لقاء مع الدكتور أنمار فاضل فرج:
((طب وجراحة الاسنان من جامعة بغداد (١٩٩٣)، اختصاص زراعة وجراحة الأسنان كارولينسكا ٢٠٠)).
 

-   التجربة السويدية في مواجهة جائحة كورونا أثبتت عدم نجاحها. الدليل ان السويد ولعدة اسابيع ولغاية الشهر الخامس هي أكثر دولة في العالم من ناحية الوفيات نسبة إلى عدد السكان مأخوذة في الأسبوع الواحد.
-   اتخذت السويد استراتجية مناعة القطيع (في الأصل مشتقة من الطب البيطري).. ومن يتخذ مثل هكذا استراتيجية سوف تكون لديه اصابات تفوق ال٦٠% من عدد السكان حتى يستطيع ايقاف والسيطرة على الجائحة.
-   هيئة الصحة العامة وعلى رأسهم أندش تيغنيل كانوا يعتقدون بان ال covid19 هو عبارة عن انفلاونزا خفيفة ... كانت حساباتهم بان نسبة عدد الوفيات هي نفسها في الأنفلونزا وهي 0.1% من عدد الاصابات... ولذلك وبدافع سياسي اقتصادي تبنوا سياسة مناعة القطيع، ولكن حقيقة جائحة كورونا هي مغايرة جدا لما عليه من تلك في حالة الانفلاونزا الموسمية. (كورونا ليست انفلاونزا ونسبة الوفاة أكثر من 6% من نسبة المصابين... لحد الان في السويد النسبة ضعف ما عليه في بقية العالم).
-   كورونا او covid 19 هي جائحة او مرض جديد لم يتم التعامل معه سابقاً، ولكن الصين ودول أخرى مثل كوريا وتايوان واليابان تفشى بها المرض قبل السويد وتعاملوا معه بنجاح وبوقت سريع، فكان من الجدير من السويد و أندش تيغنيل من أخذ العبر والتعلم من تجربة مثل هكذا دول، فتجد دولا قريبة جغرافيا من السويد قد عملت وتعلمت من تجربة الدول التي سبقتها، فنلاحظ الآن دولا مثل النرويج والدنمارك وفلندا اعتمدت على سياسة إغلاق المجتمعات كليا قد تلاشى بها المرض وهم الان في طور فتح المجتمع تدريجيا.
-   استراتيجية جائحة كورونا الناجحة والمأخوذة من دول نجحت في إيقاف انتشار المرض هي انه لديك في البدء انتشار سريع ومخيف في المجتمع (هذا ما اصر على تكذيبه تيغنيل في شهر شباط)... ويسمى هذا الانتشار بالموجة الأولى... ولكي يتم كسر هذه الموجة يجب أن يتم فرض تباعد قسري للمجتمع، اي عزل تام للمجتمع، ويجب أن يتخذ بأسرع وقت ممكن من اكتشاف أول الحالات، ومن بعد التأكد من أن حالات الإصابة في المجتمع بدأت بالانحسار، وتسجيل حالات قليلة جداً، فسوف يتم فتح المجتمع تدريجيا حتى الوصول إلى الفتح الكلي، بعدها سوف تكون موجات ثانية أقل حدة من الموجة الأولى، وتسمى موجات عنقودية صغيرة يتم معالجتها محليا، اي إغلاق (جزئي) صغير للمجتمع المحلي التي تظهر به هذه الموجة الثانية...
-   كل هذه الأشياء لم يعمل بها في السويد.. ولم تتم مراجعة استراتيجيتها، لأن الوقت قد مضى وأصبح اغلاق المجتمع عديم الفائدة. على الرغم من تنبيهات حصلت من علماء وخبراء مرموقين من داخل السويد، بانها تنتهج استراتيجية خاطئة لمكافحة الجائحة، وبأن الوفيات سوف تكون عالية جدا وبالأخص بين كبار السن، لكن تمسك هيئة الصحة العامة في السويد وعلى رأسها أندش تيغنيل برأيهم حال دون أن تكون لتلك الآراء من أثر على تغيير استراتيجية السويد.
-   المجتمع العلمي العالمي وضع كل طاقته لمحاربة الجائحة، نأمل أن ينجح في اكتشاف لقاح ضد المرض، وهي عملية روتينية تأخذ غالبا تقريبا سنتين ولكننا متفائلون باللقاح الذي يتم تطويره من قبل شركة Astra Zenica ومن المحتمل أن يكون جاهزا خلال 4 أشهر أو أكثر بقليل، لكن إعلان من الأطباء الإيطاليين قبل عدة أيام يعطينا بعض الامل ضد covid 19 وهو ان الفايروس بدأ بفقدان الكثير من خطورته في الأسابيع المنصرمة، وهذا ما يحدث لبعض الفيروسات عندما تطرأ عليهم طفرات وراثية.
في المستقبل يجب أن نغير من عاداتنا كبشر، فالتباعد الاجتماعي يجب أن يستمر ولمدة طويلة، والاهتمام بالصحة الشخصية مثلا غسل اليدين قبل أن يتم لمس الوجه أو الأكل أو عندما نكون في بيئة غير صحية، وعدم مخالطة الذين لديهم أعراض المرض، ويجب أن يكون قراراً شخصياً من الذي تظهر عليه أعراض ان لا يختلط مع الآخرين. قرارا نابعا من الضمير.
-   بالنسبة لعلاج الفيروسات فهو مجال يجب على البشرية وضع جهد أكبر لتطوير مضادات فيروسية لأننا لم نجد علاجا واحدا ناجعا ضد اي فيروس ومن ضمنهم الأنفلونزا لحد الان، عكس الفطريات والبكتريا.
-   كلمة أخيرة، يجب رفع الوعي الصحي لدى جميع أفراد المجتمع وعدم الوثوق بما يقرؤوه يوميا في شبكات التواصل الاجتماعي، يجب أن تكون جميع الاخبار موثوقة بمصادر علمية قوية. هذه الجائحة سوف تغير جميع ما نقوم به يومياً.
الدكتور وميض السماوي: حول التجربة السويدية في التعامل مع جائحة كورونا (COVID19).

طبيب جراح متخصص في جراحة العين، يعمل في السويد منذ 20 عاما، خريج الأكاديمية الطبية في موسكو بدرجة امتياز.  باحث ومطور لمعدات جراحية حديثة.  مراجع علمي لعدد من الصحف والمجلات الطبية العالمية.  محاضر في السويد والمؤتمرات العلمية.
د. وميض:
لقد قامت الحكومة السويدية بتكليف الهيئة العامة للصحة في انشاء فريق من الاختصاصيين في علم الأوبئة بتشكيل لجنة لإدارة الأزمة برئاسة السيد أندش تيغنيل، الأسلوب السويدي كان مخالفا تقريبا لكل إرشادات الهيئة العالمية للصحة ومنافيا لتوجيهات خبراء الأوبئة والأحصاء من دول العالم. بقيت الحكومة تتأرجح بين مسألتين، الصحة والإقتصاد. وقد قامت فرضية فريق الأزمة على اعتماد فرضية "مناعة القطيع"، اي بمعنى أن الوباء سوف ينتشر عاجلا أم آجلا وسوف تتطور المناعة ضده طبيعيا. لم تكن إجراءات الدولة السويدية الاحترازية بالمستوى المطلوب منذ الانطلاقة وبعد إعلان الهيئة العالمية للصحة حالة الطوارئ القصوى بأن الوباء أصبح عالميا.
لم تتم عملية الاختبارات للمسافرين، ولا فحصهم وكذلك عدم إرشادهم بالحجر الطوعي. كان هناك نوع من التساهل الواضح، والمعتمد اساسا على ارشادات تعقيم اليدين بالدرجة الاولى، على الرغم من أن عشرات البحوث اثبتت انتشار الفيروس عبر رذاذ اللعاب بعد العطس والسعال، وهذا الفيروس له قابلية على الانتشار وقابلية للتأقلم على الأسطح الخارجية لفترات طويلة. لم تنصح الهيئة بالكمامات، وبعدها بمدة طويلة أضافت الإرشاد بالتباعد الاجتماعي، ولكن التقصير الأكبر كان بعدم إجراء فحوص طبية ميدانية كافية مثل ما حصل في بقية الدول التي نجحت في احتواء الوباء.
المفاجأة الكبرى كانت عند اكتشاف النقص الكبير من الاحتياطات الطبية اللازمة في المستشفيات ودور كبار السن، مع تخبط واضح في البيانات المنشورة على الموقع الرسمي السويدي.
الدولة السويدية لم تغلق النشاط الاقتصادي، كان الاعتماد الاساسي على وعي المواطن وشعوره بالمسؤولية الاجتماعية. ولكن واقع الحياة كشف خروقات جسيمة جدا في عدم الالتزام بالإرشادات الطبية. السويد تتنعم بمساحة جغرافية كبيرة مع عدد نفوس يتجاوز بقليل ١٠ ملايين شخص مع ظروف سكنية جيدة، وفي نفس الوقت لا يوجد ازدحام كبير في الشوارع، وعموما السكن المرفه دون اكتظاظ يذكر، عدا بعض المناطق التي يتكاثر بها القادمون الجدد.
الأزمة الكبرى في السويد كانت في تفشي المرض في بيوت رعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة بالدرجة الأولى. 
وجهت الدولة السويدية كل العاملين القادرين على أداء واجبهم المهني من البيت عبر الإنترنت، وكذلك أغلقت الثانويات والجامعات لإكمال التدريس عن بعد. ولكن هذه الإجراءات لم تكن كافية. واقع الحياة ان المواطن السويدي تعامل مع الوباء على أساس بسيط مشابه للأنفلونزا الموسمية. ارتفاع عدد الوفيات أحرج اداء الحكومة وأدخلها في صراع جدلي مع النقابات المهنية، لان وسائل حماية الطاقم الطبي كانت غير كافية إضافة الى مشكلة كبيرة وهي انعدام الكفاءة المهنية لدى الموظفين العاملين في قطاع رعاية المسنين، ونقص كبير في مواد التعقيم ومعايير الصحة.
هناك الكثير من الاعتراضات على سياسة الخبير تيغنيل داخل السويد من خبراء سويديين في الأوبئة وعدد كبير من الاطباء والباحثين. السويد تعرضت لمجموعة من الانتقادات على المستوى العالمي كذلك من هيئة الصحة العالمية وكذلك دول الجوار الاسكندنافية التي تعاملت مع الوباء بحزم ومهنية أكبر لدرجة غلق حدودها مع السويد. لازال هناك نوع من المماطلة في التحقيق وقراءة بيانات الاحصاء. ولكن الأرقام تتحدث عن نسبة وفيات عالية جدا بالمقارنة لعدد النفوس وهذا الأمر لايمكن تفسيره فقط بنسبة الشيخوخة العالية هنا أو طريقة تسجيل الوفيات والشفافية. لابد أن يتم تحقيق كامل وشامل في المستقبل القريب، ولكن لحد الان لم يتم ذلك بشكل مدقق ومهني.
-   فكرة مناعة القطيع اثبتت عدم جدواها بعدما اثبتت الدراسات والبحوث من مختلف دول العالم المتقدم ان هناك نسبة ضئيلة من المصابين طوروا الأجسام المضادة ضد الفيروس وهذه النسبة اقل من ٧% وهي بعيدة جدا عن التوقعات السويدية.  إذ لا يتم اتمام مصطلح اللقاح القطيعي الا إذا تم تطوير المناعة عند أكثر من ٦٠% من السكان. دراسات كورية وصينية نبهت لهذا الأمر بحكم اسبقيتهم الزمنية مع الوباء ولكن تم تجاهلها تماما.
هناك نسبة من المتعافين الذين اصيبوا مرة ثانية بنفس الفيروس ولكن بنسب ضئيلة.
الآن هناك سباق علمي كبير وتعاون فريد من نوعه بين مختبرات وجامعات العالم للوصول إلى لقاح فعال ضد الفيروس التاجي. هناك ما يزيد من مئة مشروع علمي، والبعض منها في طور الاختبارات السريرية لعدد من المتطوعين لاثبات فعالية اللقاح وسلامة المريض من المضاعفات الجانبية.
بعض البحوث والدراسات أعطت الأمل في استعمال مصل الدم من المتعافين من المرض وتلقيح المرضى الجدد بالأجسام المضادة، ولكن هذا النوع من التلقيح باهظ الثمن ومحدود الانتشار، لأن كل متطوع يمكن أن يوفر جرعات كافية لثلاثة أشخاص لا أكثر.
الفيروس التاجي ظهر ليبقى طويلا وقد تم تحديد بعض الطفرات الوراثية فيه  مما يعقد عملية تصنيع لقاح فعال ضد كل الأصناف الجديدة. وتبقى الوقاية من المرض أفضل علاج لحد الان.
- لا شك أن تراكم التجارب والبحوث العلمية قد سهل مهمة مكافحة فايروس كوفيد ١٩ في غرف العناية المركزة.  وعدد المتعافين بتزايد، وهذا سوف يقلل من الوفيات وكذلك الهلع والخوف الاجتماعي. الفيروس خطير على صحة الانسان مع نسبة وفيات أعلى بعشر مرات من فيروس الأنفلونزا الموسمي.  تحليل البيانات السويدية اظهر ان ٩٠% من الوفيات من ضمن فئة المرضى الذين تجاوزوا ٧٠ سنة.
هناك عدد من الحالات المرضية التي ترفع درجة الاصابة الخطيرة بالفيروس التاجي مثل الامراض المزمنة كداء السكري وضغط الدم ومرضى جهاز المناعة والسرطان، وكذلك المرضى بعد زراعة الأعضاء.  اثبت الفيروس التاجي انه قد يصيب أية فئة عمرية، والآن أضيفت للقائمة البدانة مثلا والسيدات الحوامل.
- سوف يتعرض لهذا الفيروس أغلب سكان العالم مع مرور الزمن.  الغالبية العظمى سوف تشعر بأعراض طفيفة أو حتى دون أي علامات وهذه نسبة عالية حوالي ٨٠% من السكان. الهدف الأساسي الآن هو حماية الأشخاص المعرضين للخطر أكثر من غيرهم بالدرجة الأولى، للتمكن من تقديم الخدمات الطبية بشكل محترف، وانقاذ حياتهم وذلك عبر تحديد نسبة الانتشار لتفادي أزمة الاحتقان في قاعات العناية المركزة.
كل فرد عليه مسؤولية شخصية وعامة في منع انتشار الفيروس عبر التعقيم المستمر وارتداء الكمامة وكذلك التباعد الاجتماعي، على كل فرد ان يتعامل مع المجتمع بشعور المسؤولية الناضجة ويتصرف كأنه يحمل الفيروس التاجي ويمنع انتشاره.
وضرورة متابعة الأخبار والإرشاد الصحي عبر الصفحات الرصينة وتجنب أخبار الإشاعة. من الضروري التأكد على الرعاية الصحية والتعاون والتكافل الاجتماعي لتجاوز هذه المحنة الانسانية.
الحذر والوقاية الذكية عن طريق التوعية الصحية العامة وتجنب نقل الوباء للمسنين، وكذلك الحذر من العادات والتقاليد الاجتماعية التي ساعدت على تفشي المرض في دول جنوب أوروبا مثلا. الالتزام التام بالإرشادات الطبية العلمية وتجنب كل الخرافات التي تروج عبر بعض رجال الدين.
الوباء عابر لكل القارات وكل المجتمعات وكل الأعمار والأديان، ولا يوجد علاج فعال لحد الآن ولا لقاح تام، ولكن لابد العلم ان ينتصر في هذا الصراع بعد تكافل المؤسسات البحثية في العالم، ومع تطور طرق الفحص السريعة الآن التي تسهل باكتشاف الفيروس التاجي مبكرا بفترة زمنية نسبيا قصيرة وتكلفة معقولة مع دقة عالية.
بعض البحوث والدراسات العلمية تنصح بتقوية جهاز المناعة الطبيعية مع التغذية الصحية الجيدة وتناول الفيتامينات من فيتامين سي ودال ومجموعة فيتامينات بي وعنصر الزنك.
تجنب الأخبار السلبية والارهاق وقلة النوم لأنها و بمرور الزمن تسبب ضعفا في المناعة.  مع تأجيل العمليات الجراحية التي تتحمل الانتظار إلى وقت آخروالتجنب الكلي للسفر والسياحة الان.

92
أتحاد الطلبة العام وذكرى من ذلك الزمان

محمد الكحط
في المرحلة المتوسطة في سبعينيات القرن المنصرم، كنت في مدرسة طارق بن زياد في مدينة الضباط في بغداد الرصافة،  وكان مسؤولي الحزبي يقول لي لماذا لا تنضم الى اتحاد الطلبة العام في مدرستك، فأخبرته أنه لا يوجد تنظيم للاتحاد في مدرستنا، فقط هنالك الاتحاد الوطني البعثي، فقال سأتأكد من ذلك، وبعد فترة أخبرني أنه فعلاً لا يوجد تنظيم لاتحاد الطلبة في مدرسة طارق بن زياد، فطلب مني تشخيص زملاء يمكن ان يكونوا نواة لتأسيس فرع للاتحاد فيها، وكان معي الفقيد عادل طه سالم وهو يعرفني بأن لي علاقة مع الحزب الشيوعي، وأنا أيضا أعرف بأن له علاقة بالحزب، كونه من عائلة معروفة، ولدينا أصدقاء في مدينة الثورة، حيث كنا نذهب كل يوم من مدينة الثورة الى مدينة الضباط بالسيارات التي كانت تصل الى منطقة دار السلام (ساحة الأندلس حالياً)، ونترجل من الباص قرب ملعب الشعب الدولي ونواصل سيراً على الأقدام للمدرسة، وهكذا كل يوم وكنا أحياناً ندرس معاً، فتحدثت مع الزميل وصديق العمرعادل، فأخبرني بأنه سيخبرني لاحقاً، وبعد فترة تم الآتفاق بأن يكون هنالك لقاء بيني وبينه، بحضور زميل مشرف من سكرتارية أتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية بتنسيق مع الحزب الشيوعي، حيث كنا أصدقاء للحزب حينها، وعند اللقاء تحدثنا عن موضوع تأسيس فرع للاتحاد في المدرسة ونحن نواته، علماً أن المدرسة في منطقة معروفة كون طلبتها هم أبناء الضباط وبالضرورة معظمعهم من عوائل بعثية، وعلينا الحذر عندما نشخص زملاء جدد للاتحاد، حينها طلب من عندنا الزميل المشرف أن يكون احدنا هو الذي سيتولى المتابعة معه، وهنا أختلفنا، فعادل يقول أنت تكون وأنا أقول له لا أنت ستكون للمتابعة، وأخيراُ أجبرته على القبول بذلك، وننسق العمل معاً.
بدأنا نشخص زملاء يمكن ان يكونوا معنا، ونتواصل باللقاءات معهم، وكنت قد شخصت الزميل كاظم محسن ((أصبح مهندساً لاحقا))، من أبناء مدينة الثورة ومعنا في باص النقل في أكثر الأحيان، وتحدثت له عن الاتحاد وأهدافه وما مطلوب منه، وتحدثنا عن نظامه الداخلي وكان متجاوباً وفرحا من الفكرة، وأستمرينا في اللقاءات كي تتوطد العلاقة  وينضم بشكل كامل معنا في أتحاد الطلبة العام. كان كاظم محسن شابا ذكياً ولغته العربية جيدة، وفي أحد الأيام كنا معاً في  ساحة المدرسة مع طلبة آخرين وكان الأول من نيسان، أي قبل تاريخ مولد حزب البعث الفاشي ببضعة أيام، جاءه مسؤول الاتحاد الوطني في المدرسة وقال له (كاظم نريد منك ان تساهم في الاحتفال الذي سنقيمه الأسبوع القادم بتأسيس الحزب، سنعطيك قصيدة لتقرأها فلغتك العربية جيدة، فنظر كاظم محرجا لجهتي وقال له ((شوف نيسان من أول يوم كذبة وكلشي بنيسان كذب بكذب، ولا أشارك بشيء كذب...))، فأغتاظ مسؤول الاتحاد الوطني وخجل وذهب مسرعاً، رغم ان كاظم محسن طرح الموضوع بشكل مزحة.
بعدها أخذت كاظم جانباً وقلت له كيف تقول له هكذا.... وكلشي بنيسان كذب بكذب، فأجابني ((خلي يولون بعثية سفلة شنو القي قصيدة بعيد حزبهم...))، قلت له ((أنا لا أقصد هذا، أنا معك في رفضك، لكن كيف تقول له، وكلشي بنيسان كذب بكذب، ألم تعرف ان اتحاد الطلبة العام تأسس في 14 نيسان...))، فتألم كثيرا وقال (( لا والله ما أعرف يازميلي أنا جداً متأسف...لم يخبرني أحد بذلك...)) وبقي يتأسف لي وكأنه أرتكب جريمة...ومرت الأيام ونشطنا في الثانوية وأستمر نشاطنا في الكلية وضمن الحزب الشيوعي وكذلك في اتحاد الطلبة العام لحين تجميد المنظمات الجماهيرية للحزب حسب اتفاق الجبهة بنتائجها الكارثية.
المجد لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، والذكرى العطرة والخالدة لكل الزملاء الذين عملوا فيه.

93
الفنان الفقيد صلاح جياد وحكايته مع طريق الشعب

محمد الكحط
https://www.iraqicp.com/…/sections/variety/34051-2020-03-27…
طرزتَ حياتنا بألق ألوانك الزاهية فكيف"اطرز" صورتك بالسواد؟

الفنان الفقيد صلاح جياد و "طريق الشعب"
   
كثيرون سيتحدثون عن الفنان التشكيلي الفقيد صلاح جياد ممن عاصروا تجربته الفنية والإبداعية أو سيرة حياته السياسية والاجتماعية، سواء داخل العراق قبل سفره الى الخارج أم في فرنسا التي عاش فيها حتى لحظات وداعه الأبدي.
كانت رحلة طويلة ومليئة بالمحطات الحلوة والمرة والقاسية، سأتناول هنا علاقته بجريدة "طريق الشعب".
تعرفت عليه لأول مرة تحت خيمة "طريق الشعب" عند حضوري مهرجان اللومانتيه. ومنذ أول حضور لي شعرت أن الفنان صلاح جياد هو جزء أساس وركن مهم في هذا النشاط. وفي كل مرة أحضر فيها المهرجان، ألمس آثار الجمال التي تتركها أنامله في خيمة "طريق الشعب"، فهو يصنع بألوانه بريق الخيمة، وخلال الدورتين الماضيتين أفتقدناه، وسألنا عنه مطولاً، وأنتابنا القلق، وفي الدورة الأخيرة كانت هناك فقرة خاصة للاحتفاء به تناولت تجربته الفنية الغنية والزاخرة.
فقد أعتادت الخيمة أن تحتفل وتكرم كل عام أحد المبدعين، وفي العام 2019 كرست احتفاءها له، وهو الذي يعتبر أحد أعمدة الخيمة لسنواتٍ طويلة. فهو الذي يخطط ويرسم ويطرز خلفية المنصة وشعار الخيمة وتصميمها، ويبقى طيلة أيام المهرجان مساهماً في جميع فعالياتها، يمنح الجميع الدفء بهدوئه وحبه ولطفه. لكنه هذه المرة كان غائباً يرقد في المستشفى بسبب وضعه الصحي، قدم الجلسة التكريمية الرفيق رشاد الشلاه وساهم فيها كل من الفنانين التشكيليبن فيصل لعيبي وغسان فيضي والكاتب جبار ياسين. تناول الجميع سيرة صلاح جياد الفنية والإبداعية والنضالية وما أمتاز به من سمات شخصية وتفرده بالرسم وتميزه بأسلوب أكاديمي خاص به، وهو من جيل تربى وتتلمذ فنيا مع جيل الرواد، كانت جلسة كأنها جلسة توديع لهذا الإنسان الكبير بكل شيء، وللأسف هذا ما كان.
في أحدى دورات مهرجان اللومانتيه كان لي معه لقاء خاص في خيمة "طريق الشعب"، جريدته التي وهبها بلوحة فنية رائعة، أنشر هنا صورة لها استذكاراً له ولقامته العراقية التي ستظل شامخة بخلقه وعطائه المبدع رغم غيابه جسدياً.

الفنان صلاح جياد المسعودي ألق في خيمة "طريق الشعب"











كان الفنان صلاح جياد المسعودي، منذ سنوات طويلة، ذا حضور دائم وفعال في خيمة "طريق الشعب"، له نكهته وبصماته الواضحة على أجوائها، فهو يرسم ويصمم ويرقص ويغني ويحرك الأجواء، ويثير الفرح في النفوس ويعكس الحنين والحب العراقي للأصدقاء والرفاق.
التقيناه لندردش معه وسط الزحمة وصخب الموسيقى والغناء في الخيمة. حدثنا بروحية الفنان المتألق الحالم قائلاً: آتي إلى هنا لأستنشق هواء آخر، أستعيد نشاطي وأجدد طاقتي. الجو هنا في مهرجان لومانتيه يعطيني دفعة، أجواء المهرجان بالنسبة لي سلسلة من الحلقات المتواصلة بدأت منذ مغادرتي العراق، وأنا أحضر هذا المهرجان كل عام منذ ثلاثة وثلاثين عاما، ولا زلنا نعيش في أفق مشرق، يعطينا الطاقة للاستمرار بالعطاء رغم الصعاب، ونحاول أن نتأقلم مع الأوضاع، وكل سنة نأتي إلى هنا إلى هذا العيد ليعطينا دفعة إلى الأمام.
عن خيمة "طريق الشعب"، خيمته، قال: اقدر المساهمة الطوعية للعديد من الرفاق والأصدقاء، أنها مساهمة كبيرة جدا، حيث يعمل البعض منهم لأكثر من عشرة أيام طوعا، من أجل إعداد الخيمة لتكون بالمنظر والشكل اللائق، وكل عام تتطور وتتجدد الكثير من الأمور أنا سعيد أن أرى العيد يكبر كذلك القلوب المشاركة بالعيد أكبر. لأن ذلك يعني أن هنلك أفقا آخر، أفقاً للديمقراطية ولدولة القانون. خلاصة الكلام أن هناك عملا طوعيا تكامليا ومتكاملا، ولولا هذا التكامل لما تم هذا العمل بهذا التناسق، أشكر كل الأصدقاء المساهمين في الحلقة الأولى والدائرة الأولى.
وعن لوحته التي تتصدر خيمة "طريق الشعب" هذا العام، وهي فتاة ذات جدائل، أوضح أنها تجسد طفلة تنظر إلى الأفق، تحمل ورودا، تتجذر فيها وتتجسد موسيقى والحان غنائية هي "طريق الشعب"، فالطفلة مع الجدائل تحمل معنى وحلم المضي بالحياة، وتضيف جمالية للمعنى، وتزهر "طريق الشعب" بالألوان الأسود والأخضر والأحمر، وهي ألوان العلم العراقي.
عن "مهرجان قال أن سعة الحضور متميزة جدا هذه السنة، خصوصا حضور الشباب، وفي خيمة "طريق الشعب" كان الحضور متميزا كذلك، أنه تعبيرعن الانتماء إلى التاريخ، فالناس تؤمن وتتفهم الديمقراطية، وأن العنصر الأساسي في كل عملية سياسية هو الحزب الشيوعي العراقي، وأنا فخور جداً كوني عضوا في هذا الحزب، وكل خطوة إلى الأمام تزيدني الكثير، أنا فخور جدا وأزداد فخرا بمستقبل الحزب وبتاريخه.










 
مجداً أيها الراحل الفنان الكبير صلاح جياد


94
انتفاضة تشرين المجيدة والمسرح


أعداد: محمد الكحط
(أعطني خبزًا ومسرحًا.. أعطيك شعبًا مثقّفًا)
هنا في ساحة التحرير حيث انتفاضة تشرين المستمرة منذ الأول من تشرين 2019، مارس الشباب المنتفضون وعياً عالياً يعتبر نموذجاً رائعاً في كافة المجالات، فكانت الجلسات والخطابات والندوات السياسية من جهة مقرونة بالنشاطات الفنية من رسم وتخطيط وفن المسرح والسينما والغناء والشعر والنقد بأنواعه، وممارسة أشكال مختلفة من الرياضة وغيرها من النشاطات اليومية الأخرى التي غدت من عناصر وروح المنتفضين الواعين والمدركين لأهدافهم الطامحين الى وطن جديد جميل بكل شيء، بعيد عن الجهل والتخلف والطائفية والعنصرية والمحاصصة. الى بلد المواطنة، بلد بدون فساد، وطن يزخر بالجمال والفن. وقد كان للمسرح دور مهم خاصة كونه مجالا لطرح الأفكار وأيصال الرسائل السياسية وتثقيف الجمهور. فلا يكاد يمر يوم دون أعمال فنية وخصوصا المسرحية، من قبل فنانين محترفين وهواة وشباب يقفون ليمثلوا لأول مرة في حياتهم، فـأمتزجت الخبرات لتقدم أعمالا مسرحية جذبت الجمهور وتفاعل معها لأنها عكست مأساته. فالجمهور هو الشباب المنتفض والمتضامنون معه من الفئات والطبقات الاجتماعية المختلفة بحضور نسوي متميز، وبرزت طاقات فنية جديدة واعدة نالت الخبرة من خلال هذا الاحتكاك والعمل المشترك.

فكانت ساحة التحرير في بغداد صاحبة حصة الأسد في تلك العروض، ففي خيم صغيرة فيها، كان للفنانين من مختلف الانتماءات تحضيرات لأعمال مسرحية تحاكي واقع العراقيين وتؤكد أهداف انتفاضتهم السلمية.
 

ومنذ تشرين الماضي والعروض المسرحية والندوات والحفلات الموسيقية مستمرة، من أجل إدامة زخم الاحتجاج داخل الساحة وتأكيد سلمية نهج الأنتفاضة. فقدم العديد من المسرحيين أعمالاً لدعم حركة الاحتجاج وحولوا ساحة التحرير والشوارع المؤدية لها مثل شارع السعدون إلى مسرح كبير، وتم تقديم العديد من الأعمال التي كان لها دور في تغيير مزاج الشباب ورفع معنوياتهم. منها على سبيل المثال لا الحصر مسرحية (مطبَّرة) التي جسدت يوميات المواطن العراقي المنتفض، حاكت المآسي التي تحملها الشباب العراقي بل بقية المواطنين خلال السنوات الأخيرة.

ساهم في العمل الفنان إسماعيل العباسي من محافظة ديالى الذي يقول "لجأنا إلى مسرح التحرير لأنه أصبح الوسيلة الأمثل للتعبير". كما ساهم الفنان أحمد جمال في المسرحية، الذي أشار الى ان "تفاعل الجمهور والحضور الواسع شيء كبير بالنسبة إلينا"، خصوصا شاهدنا إقبالا جماهيريا كبيرا كان له دور معنوي في تشجيع الفنانين على العطاء والإبداع.
كذلك قدم المخرج علي عصام مشاهد يومية من الاحتجاجات المستمرة بعمل مسرحي في ساحة التحرير. ويقول عصام الذي جاء من البصرة، إن "الثورة تتجسد أيضا في المسرح والسينما والقراءة والرسم"، وكان عمله مثار أعجاب الجمهور الذي تجمع ليشاهد عرضا يمثل حادثة إطلاق نار وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، وجسد حالات الرعب التي عاشها المنتفضون وكيف سقط الشهداء وهم يتحدّون كل اساليب العنف التي مارستها السلطات ضدهم لاسكات صوتهم.
أغلب أعمال الفنانين التي قدمت كانت تهدف لنشر الوعي من أجل عراق خالٍ من التمييز والطائفية، وتكون فيه الهوية الوطنية هي الأساس، ونشر مفاهيم الجمال والحب والسلام. وهذا تأكيد على دور الثقافة في حفز الثورات وتنوير المجتمعات.
وهناك من الأعمال ما قدم تحت جدارية جواد سليم بمشاركة السيدة ام أحمد وبعض الشباب النشطاء، حيث قدموا عملاً فنياً بعد تدريبات استمرت أسبوعين، ونال عملهم أعجاب الجمهور.
الأعمال المسرحية التي قدمت في بغداد كثيرة ومن الصعب حصرها، بالاضافة الى الأعمال التي قدمت في أماكن الاحتجاجات في المحافظات المنتفضة الأخرى، منها عرض مسرحي بعنوان (الى أين ؟) برعاية مركز بابليات لتمكين المرأة، نظمه شباب متطوعون في ساحات الاعتصام في بابل بالقرب من مجسر الثورة يوم 16 كانون الاول حول حرية التعبير وضد الطائفية وتأكيد سلمية التظاهرات. كما قدم شباب معتصمون مسرحية في ساحة اعتصام البصرة على مسرح شارع حسن حنتوش. وشهدت ساحة الحبوبي ساحة الاعتصام الرئيسية في الناصرية، تقديم العديد من العروض المسرحية منها عمل يوم 13 ديسمبر يجسد "مجزرة الناصرية" التي ارتكبتها القوات الأمنية ضد المتظاهرين، حيث جسدوا فيه الأحداث التي وقعت قرب جسر الزيتون وراح ضحيتها العديد من الشهداء ومئات الجرحى.
هذه الأعمال المسرحية وغيرها ما هي إلا صور زاهية تعكس مدى وعي الشباب المنتفض وأحساسه بأهمية الفن باستنهاض شعب ثوري قادر على أن يقود انتفاضة ضد الفساد والمحاصصة والظلم والقمع والأستبداد.

95
دعوة
برعاية الاتحاد الصابئي المندائي في السويد
يسر الجمعية المندائية في ستوكهولم
بدعوتكم لحضور محاضرة بعنوان
الحداثة في الشعر الغنائي العراقي
زهير الدجيلي مثلاً
تستضيف الجمعية  خلالها
الأستاذ فرات المحسن لتناول الموضوع
مع عرض فلم عن الراحل الدجيلي
بعنوان محطات
على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم
في منطقة فيلنكَبي
يوم الأربعاء الموافق 4 ـ 3 ـ 2020
الساعة السادسة
Jämtlandsgatan 151 A
162 60 Vällingby

امتازت فترة الستينات ومرحلة السبعينات من القرن العشرين الفائت، بنهضة حداثوية انعكست في العديد من مناح الحياة العراقية، وكان لها تأثيرا قيميا في عموم الفن وبالذات منه الشعر والغناء، تمثل بظهور شكل جديد للألحان  والجمل الشعرية للأغنية، بدا معها واضحا نمو وعي الناس الحضاري وتجدد الخطاب الثقافي والفني، لذا يمكن اعتبار فترة السبعينات من القرن العشرين هي الفترة الذهبية لازدهار الآداب والفنون ومعها ظهر كثرة من شعراء غنائيين محدثين وملحنين مبدعين.

96
دعوة لندوة حوارية
عن انتفاضة تشرين

تستضيف منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد/ ستوكهولم ورابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد الرفيق النصير محمـد الكحط في حوارية عن الانتفاضة الشبابية (انتفاضة تشرين الشعبية) وحديث عن مشاهداته خلال تواجده في الوطن عن الانتفاضة.
الدعوة عامة
أهلاً ومرحباً بكم

 
الموعد: السبت 22 فبراير/ شباط 2020 من الساعة الخامسة حتى السابعة والنصف.
المكان: Torkel Knutssonsgatan 39
Sensus

97
ستوكهولم: إحياء الذكرى الـ71 ليوم الشهيد الشيوعي
محمد الكحط - ستوكهولم –
وسط حضورٍ مهيب ومتميز أحيت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني في السويد/ الذكرى الـ71 ليوم الشهيد الشيوعي، ذكرى استشهاد قادة الحزب الشيوعي العراقي الأمجاد، يوم السبت 15 فبراير/ شباط 2020، وعلى قاعة شيستا تريف،
وزينت القاعة بصور قادة الحزب الأماجد وشعار ((المجد والخلود  لشهداء الحزب الشيوعي العراقي فهد وحازم وصارم وسلام عادل والحيدري وسائر الشهداء)).
 
بدأت الفعالية مباشرة بعرض مسرحي بعنوان ((مرثية صفاء السراي))، حيث فوجأ الحضور بصوت نسائي حزين يناجي روح الشهيد، العمل من اخراج واعداد وتوليف الفنان بهجت ناجي هندي، وقدمته فرقة مسرح الصداقة، أداء دور أم الشهيد السيدة أمل عبداللاهي، ودور الشهيد الفنان نضال فارس، ودور الراوي الأستاذ فوزي صبار، بمشاركة الشباب شلير الفؤادي، ريم الجادري، طلال السعدون، مونتاج واعداد الموسيقى للمهندس عدي حزام، ونال العمل إعجاب الحضور الذين أثنوا على الاداء والفكرة، وصفقوا للفرقة كثيراً، كونها تناولت أحد رموز الانتفاضة الشعبية وهو الشهيد صفاء السراي الذي غدا أيقونة للأنتفاضة.
 
 
بعدها عزف النشيد الأممي ومن ثم تم دعوة الجميع للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الحزب والشعب العراقي، ثم تعاقب عريفا الحفل أحمد العزاوي ومهاباد هورامي، باللغتين العربية والكردية، وبعد كلمات الترحيب بالدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب وبالحضور جميعا وبممثلي منظمات المجتمع المدني العراقية، قدمت كلمة بأسم عوائل الشهداء القاها الرفيق نديم فزع أبو إيفان، ومما جاء فيها ((واحد وسبعون عاماً مرت منذ ردد شهدائنا بيقين أنشودة الأمل، ورسموا  للوطن طريق الحرية، وللشعب درب السعادة، فهؤلاء الرجال صاروا نجوم هداة في السماء، تغمرنا بالحب وتنير لنا المسار في ظل صفائها الجميل، ولهذا صار من البداهة ان نحتفي بذكراهم كل عام، رموزاً لقوافل من الشهيدات والشهداء أولئك الغيارى من أبناء شعبنا البررة من العرب والكرد والتركمان والآثوريين والكلدان السريان الآشوريين والصابئة المندائيين والشبك الذين أقتدوا بهم وسقوا أرض العراق الحبيب بدمائهم، لتبقى رايته شامخة وليبقى ناسه أعزاء. في يوم الوفاء هذا ونحن نحتفي بشهدائنا، يواصل شعبنا تقديم الشهداء يومياً، وسجل شابات وشباب شعبنا الملاحم الاسطورية في انتفاضة تشرين الباسلة.... )).
 
 
بعدها كانت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق حازم القوشي، ومما جاء فيها، ((....وظلت مسيرة الكفاح والعطاء متواصلة، رغما عن الحكومات الدكتاتورية التي تعاقبت على حكم العراق وبقي عود الشيوعيين صلبا في الدفاع عن مصالح الشعب والوطن. وبالاخص الكادحين منهم والإنتصار لقضاياهم، بالرغم من استشهاد الالاف منهم ، وزج مئات الالاف في السجون وتعذيبهم وتعريض عائلاتهم للقهر والحرمان.
اندلعت إنتفاضة الشباب في الأول من أكتوبر في بغداد والعديد من المحافظات، نتيجة الواقع المعاشي والحياتي المزري للمواطنين، وتعبيرا حقيقيا عن الهوة السحيقة في توزيع الدخل والثروة، ومحصلة لسياسات اقتصادية واجتماعية اتبعتها الحكومات السابقة أدت الى تفاوت طبقي حاد وكشفت الإنتفاضة الهوة التي تفصل بين جماهير الشعب ومطامحه المشروعة، واحتياجاته، وبين سلطة نظام المحاصصة والفساد المستشري في الدولة والمجتمع، المتظاهرون يطالبون بالتغيير (نازل آخذ حقي)، يريدون وطنا والعيش بكرامة، ويطالبون بتحقيق العدالة الاجتماعية وصيانة كرامة الانسان لكن رد الحكومة كان كيل الاتهامات للمتظاهرين واستخدام مختلف اشكال العنف الاجرامي من استخدام الرصاص الحي والغازات السامة والتغييب والاعتقال التعسفي وهجمات الملثمين, وحرق الخيم, وانتهاك مواد الدستور الضامنة لحق التعبير والتظاهر السلمي. لقد تميزت هذه الإنتفاضة بطبيعتها الشبابية والنسوية ونواتها كانت جماهير المناطق الفقيرة  من الساكنين في العشوائيات التي هدمتها الحكومة، وأصحاب البسطات الذين تم طردهم، ومن العاطلين عن العمل. وتميزت أيضا بالوعي العالي لشاباتها وشبابها وتوسعها السريع لتشمل محافظات عديدة في الجنوب والوسط، كما توسعت مشاركة مختلف الفئات الاجتماعية فيها، وحظيت بتعاطف ودعم شعبي واسع معها حتى في المحافظات التي لم تشارك فيها بأشكال مختلفة، فتوسعت افقيا واجتماعياً، وأنضم الطلبة اليها وهم العمود الفقري لأي حراك، كما انضمت النقابات والإتحادات المهنية لها. وتميزت بالمشاركة الواسعة والرائدة للمرأة فيها، كما جسدت  الإنتفاضة الروح الوطنية، من خلال رفعها العلم العراقي راية أساسية جامعة، ورفض الطائفية، وتمسكها بالسلمية. لقد  حققت الإنتفاضة اول نجاح لها، بإقالة حكومة القناصين، وهي خطوة أولى على طريق الخلاص من نظام المحاصصة والفساد. منذ انطلاق الإنتفاضة وقف حزبنا، الى جانب الجماهير المنتفضة، داعما ومشاركا فعلا في سوح الاحتجاج، وتعرض العديد من رفاق وأصدقاء الحزب الى الملاحقة والاختطاف ومنهم من ارتقى شهيدا....)).
 
وتم قراءة بعض البرقيات التي وصلت الحفل، مع مقاطع شعرية باللغة السريانية للاستاذ صبري أيشو.
 
 وجاء دور كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني، التي قدمتها الرفيقة ريواز أحمد باني خيلاني جاء فيها، ((...كل سنة في ١٤شباط يحيي الشيوعيون في أنحاء العراق ذكرى أستشهاد قادة الحزب الأماجد، فهد، حازم وصارم. الذين أصبحوا رمزاً للتضحية والصمود. نقول بكل فخر لا يوجد حزب سياسي في العراق ينافس حزبنا الشيوعي بالتضحيات. فالآلاف أحتضنتهم جبال وسهول ووديان كردستان، والتي أصبحت شاهد علي تضحيات الشهداء الذين كان يحلمون بمجتمع مدني ونظام يحقق العدالة الاجتماعية. لكن للأسف أذا نتكلم عن إقليم كوردستان فالشعب الآن يواجه وضع اقتصادي صعب وسبب هذه الأوضاع هو عدم وجود إدارة جيدة للحكومة وهدر ثروات البلاد من قبل الحزبين الحاكمين ويتم شراء الأصوات في الانتخابات، وغيرها من الممارسات السيئة....المجد و الخلود لشهداء الحزب وشهداء الحركة التحررية الوطنية.)).
 
ثم قدمت الرفيقة نرمين أحمد نجم الدين ممو مقاطع من الشعر  بعنوان ((نجوم السماء الحمراء)) باللغة الكردية. وتم قراءة عدة برقيات بالكردية والعربية.
 
 
وكان للأنصار الشيوعيين كلمتهم والتي قرأها الرفيق النصير أبو روزا بأسم رابطة الأنصار الديمقراطيين في ستوكهولم وشمال السويد وجاء فيها،((... فمنذ استشهاد قاده الحزب الشيوعي العراقي الاماجد (فهد وحازم وصارم) عام 949 والى اليوم مرورا بشباط الاسود 1963 والشهداء الذين استشهدوا على أيدي عصابات البعث الفاشي وشهداء الحركه الأنصاريه البواسل الذين رووا بدمائهم جبال وسهول كردستان وشهداء الانتفاضة الباسلة الحالية التي هزت أركان حكومة الفساد والمحاصصة الطائفية  كل هؤلاء الشهداء كانوا يحلمون بوطن حر وشعب سعيد هذا الشعار الذي جسده ابطال انتفاضة تشرين بشعار (نريد وطن) نعم لقد تم سرقة الوطن حين صادر الإسلام السياسي متمثلا بمليشاته القذره والقوى المتنفذه الاخرى، أحلام وآمال شبابنا بالحياة الحرة الكريمة.
أكثر من 700 شهيد والاف الجرحى والحصيلة بارتفاع مستمر يوميا كل هذا لم يثني شابات وشباب الانتفاضة من الاستمرار وتعزيز الساحات بدماء جديده. لقد انكسر حاجز الخوف ولم تعد الخطب الرنانه وبيانات الاستنكار والوعود المعسولة من قبل المهيمنين على السلطة تنطلي عل الشعب المنتفض، ....اننا في رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين نساند وبقوة انتقاضة شعبا التي لابد ان تحقق أهدافها باسترجاع الوطن من أيادي الفاسدين.)).
هذا وقد وصل الحفل العديد من البرقيات من عدة جهات وجميعها أشادت بتضحيات الحزب الشيوعي العراقي ومجدت شهدائه.
أنتهى الحفل على أمل مواصلة طريق الشهداء حتى تحقيق الأهداف التي ضحوا من أجلها.

98
دعوة لحضور أمسية إحياء يوم الشهيد الشيوعي
الذكرى الـ71 لاستشهاد قادة الحزب الشيوعي العراقي الأمجاد
(فهد، حازم وصارم)
المجد والخلود  لشهداء الحزب الشيوعي العراقي فهد وحازم وصارم وسلام عادل والحيدري وسائر الشهداء.
الرابع عشر شباط من كل عام نستذكر جميع شهداء حزبنا الأبرار
المجد والخلود لشهداء الحزب والوطن
 
تتشرف منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني في السويد/ ستوكهولم بدعوتكم لحضور أمسية إحياء الذكرى الـ71
ليوم الشهيد الشيوعي
وذلك يوم السبت المصادف 15 فبراير/ شباط 2020 الساعة الخامسة عصراً، وعلى قاعة شيستا تريف
STOCKHOLM Kista Träff
Lördag 15 feb 2020
Kl: 1700
والدعوة عامة
 




100

تحت نصب الحرية
"الثقافة الجديدة" تنظم جلسة حول "المثقف وانتفاضة تشرين"
بغداد - محمد الكحط
نظمت مجلة "الثقافة الجديدة"، جلسة حوارية بعنوان "المثقف وانتفاضة تشرين".بين الجماهير المحتجة في ساحة التحرير، الجلسة التي احتضنتها "الخيمة العراقية" الكائنة تحت "نصب الحرية"، شاركت فيها مجموعة من المثقفين والأكاديميين والناشطين الشباب المنخرطين في الحراك الشعبي، فيما أدارتها د. أسماء جميل.
وركزت النقاشات التي دارت خلال الجلسة، على محورين أساسيين، الأول يتمثل في توصيف المثقفين الشباب لما يحصل في العراق من حراك احتجاجي منذ يوم 25 تشرين الأول، وما يتعلق بطبيعة الحدث وقواه الدافعة وآلياته المحركة من وجهة نظرهم.
فيما يدور المحور الثاني حول أبرز الشعارات المطلوب رفعها في هذه المرحلة، والأهداف التي تسعى الجماهير إلى تحقيقها.
وكشفت النقاشات عن آراء مختلفة. فقد أشار أحد الشباب إلى أن الجيل الشاب الذي خرج في التظاهرات، طالب في البداية بالتعيين وتوفير الخدمات، لكن تلك المطالب سرعان ما تحولت إلى مطالب ثورية جذرية.
وتابع قائلا أن الاحتجاجات اشاعت روح العمل الجماعي وكشفت عن الدور الفاعل والمميز للمرأة، لافتا إلى أن اندلاع الاحتجاجات لم يأت صدفة، إنما جاء نتيجة السياسات الخاطئة وسوء إدارة الدولة منذ ٢٠٠٣، ونهج المحاصصة الذي ولّد الفساد، الأمر الذي سبب الاحتقان الجماهيري.
وتحدثت إحدى الشابات الحاضرات عن أحداث الانتفاضة وعن مساهمة المرأة فيها، مبينة أن "ما حصل قد نسميه انتفاضة أو ثورة، لكنه بشكل عام رفض لسياسة النظام القائم منذ 2003 حتى الآن".
وتابعت قائلة إن "انتفاضتنا تحمل معارضتها للسياسات الخاطئة التي اتبعت لسنوات طويلة، وانها (الانتفاضة) بدأت بمطالب شعبية محددة، لكنها تطورت الى مطالب أوسع".
وانتهت الشابة إلى القول إن "مفهوم الثورات ربما يحمل مضمون العنف، لكن الحركة الاحتجاجية العراقية سلمية، ومساهمة المرأة فيها لها أبعاد حضارية"، مؤكدة "اننا نريد أن يعبر المواطن عن رأيه بحرية، ولا نريد نظاما دكتاتوريا جديدا".
وقدمت شابة أخرى من بين الحاضرين رؤاها حول انتفاضة تشرين، موضحة أن "المحتجين يقفون اليوم بوجه الحكومة بعد أن أهملت شريحة الشباب التي تشكل نسبة كبيرة من المجتمع، وانه بسبب ذلك الإهمال ونظرا لغياب العدالة الاجتماعية، فقد فقدنا احساس الانتماء للوطن".
وتابعت قائلة، ان "الانتفاضة جعلتنا نشعر بمواطنتنا".
شاب آخر من الحاضرين اتفق مع حديث الشابة التي سبقته، مشيرا إلى انه "منذ بداية الانتفاضة شعرت بوطنيتي التي فقدتها. فقد وجدنا العراق هنا في ساحة التحرير.. نحن موحدون اليوم، والكل يجمعه الحس الوطني العام الذي انتعش بهذه الهبة الجماهيرية".
واضاف قائلاً انه "لا بد من اسقاط هذه الحكومة وتشكيل حكومة جديدة باختيار مستقلين وطنيين كفوئين.. انها ثورة امل اعادتنا إلى الطريق الصحيح بعد ان وصلنا الى مرحلة فقدنا فيها الامل".
ورأى أحد الشباب الحاضرين أن انتفاضة تشرين عكست ثورة معلومات، وثورة ثقافة، وانها نمت وكبرت على مدى السنوات الماضية، مشيرا إلى أن المطالب البسيطة بدأت تتحول إلى مطلب "أريد وطنا".
وكان بين الحاضرين رجل دين، وصف من جانبه الهبة الجماهيرية بالانتفاضة، موضحا ان الذي اخرج هؤلاء الشباب هو الضغط النفسي بسبب ما عانوه طيلة السنوات الماضية. فالخريج مثلا لا يجد وظيفة، ما يضطر إلى العمل في مهن لا تناسبه".
وقال شاب آخر أن الانتفاضة اندلعت في البداية نتيجة الفقر والبطالة وغياب الخدمات، لكنها "وبعد أن استهزأت الحكومة بالجماهير واعتدت عليهم"، التهبت مشاعر الناس، فنزل الشباب حاملين شعاري "نازل آخذ حقي" و"اريد وطنا".
إحدى السيدات الحاضرات تحدثت عن التظاهرات بوصفها انبثقت من وعي الشباب، وجاءت نتيجة تراكمات على مدى السنوات الماضية، مبينة أن التظاهرات بدأت منذ عام 2011، وانطلقت أيضا في العام 2015 وكان للمثقف دور فيها، لكنها تأجلت وقتها بسبب الحرب ضد الإرهاب.
وتابعت قائلة أن "التراكمات بقيت تزداد لدى الشباب بفعل استمرار التهميش، واليوم كسر حاجز الخوف، وخرج الشباب للمطالبة بالتغيير الجذري".
وألقت السيدة الضوء على بعض المكاسب التي حققتها الانتفاضة حتى اليوم، ومن ابرزها استعادة الهوية الوطنية.
سيدة أخرى شددت على أهمية دور المثقف في الحركة الاحتجاجية. موضحة ان أهداف الجماهير واضحة.. أهمها محاربة الفساد والخلاص من المحاصصة وبناء دولة ديمقراطية حقيقية.
واضافت متحدثة عن دور المرأة في انتفاضة تشرين، وعن صوتها الثوري الذي غيب خلال السنوات الماضية، وحضرت اليوم لتكون الى جانب صوت الرجل، مؤكدة سلمية الاحتجاجات، وعدم تسجيلها أي حالة اعتداء او مخالفات.

102

من ثورة العشرين حتى انتفاضة تشرين

محمد الكحط

ان مسيرة شعبنا العراقي الأبي من ثورة العشرين حتى انتفاضة تشرين الأول، هي مسيرة ولادة عسيرة لدولة حضارية، ويبدو أن أحفاد ثورة العشرين التي اندلعت في شهر أيار مايو 1920م، ضد الاحتلال البريطاني وأعوانه، لا يريدون أن يدشنوا القرن الجديد من ثورتهم دون إحداث تغيير جذري في تاريخهم المعاصر، فالقرن الجديد من ثورتهم الأولى على الأبواب، وثورتهم القديمة كانت لها ظروفها وما أشبه اليوم بالبارحة، فقد كان هنالك احتلال مباشر وقمع وكان هنالك فقر وجور كبير، فعندما احتل البريطانيون العراق اتبعوا سياسة عشائرية، ودعمت يعض الشيوخ بالمال والسلاح وبكل ما يلزمه لكي يكون المسؤول أمامهم عن الأمن والنظام في منطقته، وقد أثارت هذه السياسة الامتعاض لدى رؤساء العشائر، والذين أجبروا لأن يخضعوا لرئيس عشيرة يفرضه الإنكليز عليهم، ولكونهم لم ينفذوا ما وعدوا به أثناء احتلالهم للعراق من إنشاء دولة مستقلة.
اليوم العراق مكبل بالتدخلات الخارجية بعد إسقاط النظام الدكتاتوري البغيض بعامل خارجي وليس على أيدي أبنائه مما سهل التدخل في شؤونه الداخلية طيلة السنوات الماضية ولكون معظم القادة السياسيين الذين مسكوا دفة الحكم لهم تبعياتهم وأجنداتهم الخارجية وتتضارب المصالح فيما بينهم حول الصراع على السلطة وتوزيع الغنائم والمناصب حسب التجاذبات دون مراعاة حقيقية لمصالح الشعب والوطن، وطالما حذرنا من مغبة ذلك وأن المستقبل سيكون قاسياً، لكنهم لم يرتدعوا، بل أستمروا بمحاصصاتهم والحفاظ على مصالحهم الشخصية.
في ثورة العشرين لعب رجال الدين وشيوخ العشائر دورا مشرفاً وتحملوا التضحيات ووقفوا صفا واحدا من عربٍ وكرد يتسابقون لصون الكرامة العراقية ولدحر الغزاة المحتلين، وكانت النتيجة اعلان الدولة العراقية في حزيران عام 1921، ورغم الاشكاليات التي رافقت تلك الدولة الفتية وبقاء المستعمر متحكماً في شؤون العراق إلا انها أسست لدولة أسمها العراق، تطورت شيئاً فشيئاً لحين بلوغ الجمهورية العراقية في 14 تموز عام 1958، والتي جوبهت بتحديات كبيرة من قبل الداخل والخارج، ولم يكتمل بناء الدولة بشكلها الصحيح، وتوالت الأنظمة الدكتاتورية بعد انقلاب 1963 الأسود، حتى سقوط آخرها وأكثرها دموية وقمعية في سنة 2003، ولكن بعامل خارجي، والجميع كان فرحاً لكوننا تخلصنا من كابوس كبير، وكان يحدودنا الأمل ببناء دولة مؤسسات تأخر بنائها كثيراً، لكن للأسف الشديد ضاعت كل تلك التضحيات هباء وعدنا قرونا الى الخلف.
اليوم يقف الشعب العراقي بأكثريته، يتقدمهم الشباب من نساءٍ ورجال في هبة تاريخية مجيدة، لتغيير النهج السيئ والمدمر للدولة العراقية، لعلهم يفلحون بإعادة بنائها على أسسٍ صحيحة، حيث دولة المواطنة والكرامة، لا دولة محاصصات ومافيات وقوميات وطوائف، دولة فيها المساواة والعدالة الاجتماعية، لا يعرف فيها غير كلمة عراقي، ليعاد للعراق مجده التليد ليكون في مصاف الأمم ويتخلص من التبعية لأي طرف أجنبي ويتخلص من قوى الظلام والتخلف والفساد.   
لاشك أن الطريق ليس سهلاً وغير معبد بالزهور، لكن شباب اليوم نجدهم أكثر وعياً وعطاءً ومستعدين بالتضحية من أجل الخلاص من حياة الذل وهم يرون خيرات بلدهم وثرواته الكبيرة توزع كغنائم وهبات بين أناس أرتضوا لأنفسهم أن يسرقوا كل شيء ويشكلوا المافيات للدفاع عن نفوذهم وسلطتهم مرتهنين دون خجل لدول أجنبية، تقودهم الى الهاوية كما قادت آخرين من قبلهم، لكن شعبنا قد أدرك الحقيقة وأنه لا فائدة ترجى منهم، فعليه ازاحتهم ومسك زمام الأمور.
تحية مجد لثوار ثورة العشرين وتحية مجدٍ وإكبار لأحفادهم ثوار انتفاضة تشرين لعلها تفضي الى ثورة حقيقية تعيد لنا الآمال التي تأخرت لعقودٍ طويلة.



103
تضامناً مع إنتفاضة شعبنا الباسلة
دعوة لندوة جماهيرية
تدعوكم تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم والجمعية المندائية في ستوكهولم
و جمعية بابلون للثقافة والفنون
لحضور ندوة جماهيرية تحت عنوان
اسباب الحراك الجماهيري ودوره في التغيير الآمال والآفاق
المشاركون في الندوة كل من الإعلامي سلام العبيدي، الدكتور وميض السماوي، الإعلامي فرات المحسن، الدكتور رياض البلداوي، سعدي السعدي
يدير الندوة الإعلامي سلام قاسم
وذلك مساء يوم السبت 23/ 11/ 2019 وفي تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً وعلى قاعة الجمعية المندائية في فلنكبي
Jämtlandsgatan 151- Vällingby
والدعوة عامة للجميع


104
ستوكهولم: مهرجان تضامني مع انتفاضة الشعب العراقي

محمد الكحط- ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي

أقامت تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم وبالتعاون مع الجمعية المندائية في ستوكهولم، المهرجان الثقافي التضامني مع الشعب العراقي يومي 1 و 2 نوفمبر 2019 على قاعة الجمعية المندائية، حضر المهرجان جمهور كبير من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم، وتضمن عدة فعاليات ثقافية في الشعر والمسرح والسينما ومعرضا للكتب المنوعة.
 
بدأ المهرجان بدعوة من عريف الحفل الشاعر أحمد العزاوي مرحبا بالجميع ودعا الحضور الى الوقوف مع النشيد الوطني العراقي مع دقيقة صمت على أرواح شهداء الأنتفاضة الشعبية وشهداء الشعب العراقي.
 
بعدها القى الأستاذ سلام قاسم كلمة تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم  ومما تضمنته ((تشكل انتفاضة تشرين العفوية امتدادا طبيعيا للحراك الشعبي متعدد الأشكال الذي عم العراق منذ عام 2010، خصوصا محطاته الرئيسية في شباط 2011 وتموز  2015. وقد جاءت الانتفاضة المستمرة منذ الأول من شهر تشرين شبيهة بسابقاتها من حيث سلميتها وشعاراتها الوطنية ألجامعة وسعة المشاركة المجتمعية فيها. وفي السياق ذاته جاءت أهدافها المتمثلة في استعادة وطن يرفل أبناؤه بحق الحياة والأمن والعمل والرعاية، وطن تسوده قيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان، بعد ان أنهكته جرائم الإرهاب والمحاصصة الطائفية والأثنية، وربيبتها منظومة النهب والفساد، والجريمة المنظمة، وانفلات الأمن، وتمزق النسيج الاجتماعي وضياع الهوية الوطنية العراقية، حاضنة النضالات الوطنية والطبقية طيلة العقود التي سبقت اسقاط الدكتاتورية ، وفشل محاولات بناء الدولة البديلة المنشودة......)).
كما قدم رئيس الجمعية المندائية الأستاذ فاضل ناهي كلمة شكر فيها الحضور مؤكداً أن أبواب الجمعية المندائية مفتوحة لجميع ابناء الجالية العراقية وهي بيت لجميع العراقيين، وأعلن عن بدأ حملة لجمع التبرعات لدعم الانتفاضة الشعبية، حيث تبرع العديد من الحضور ومن غير الحضور ملبين المبادرة الرائعة واقفين بما يستطيعون مع شعبهم ماديا ومعنوياً.
وكانت البداية مع الشعر حيث قدم أحمد العزاوي بعض أبياته ثم قرأ الشاعر نجم خطاوي أحدى قصائده الحديثة التي تحاكي شباب الأنتفاضة، وتوالى الشعراء الأستاذ صبري ايشو والدكتور صلاح ألسام وكاظم الوحيد وكانت قصائدهم مليئة بالحماس والعواطف والمشاعر الوطنية.  وفي فقرة المسرح قدم الفنان نضال فارس قراءة لمسرحية شعرية من تأليف الشاعر رياض محمد، أعقبها عرض فيلم ((نريد وطن)) من توليف سلام قاسم.
 
 في اليوم الثاني السبت الثاني من نوفمبر أستمرت الفعاليات بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وكانت البداية مع الشعر حيث قدم كل الشاعرة ميسون الرومي، والشاعر والفنان القادم من لندن فلاح هاشم، والشاعر عبد الكريم هداد، العديد من القصائد التي تمجد الانتفاضة والشعب العراقي.
بعدها تم عرض فلم ((هنا بغداد)) من توليف سلام قاسم، وفلم من ((بغداد الى ستوكهولم)) من اخراج وتوليف عدي حزام.
 
كما أتحفنا الفنان محمد صالح بعرض مسرحي بعنوان ((هواجس)) نال إعجاب الجميع.
وقرأت قصائد شعرية للشاعر ناظم السعدي، أعقبها الشاعر عبد الكريم هداد بقصائد أخرى.
في الختام ثمن الأستاذ سلام قاسم جهود الجميع وشكر الحضور والجمعية المندائية لما قدموه من دعم، وتم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين في المهرجان مع الورود.
وتأتي هذه النشاطات ضمن نشاطات مستمرة  من قبل أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم لدعم أنتفاضة شعبنا المجيدة.

 

105
الجالية العراقية في المدن السويدية في وقفة مساندة وتضامن مع أهلنا في العراق

اعداد: محمد الكحط -ستوكهولم/ السويد
نظم أبناء الجالية العراقية ومنظمات المجتمع المدني في المدن السويدية الكبرى الثلاث وقفات تضامنية تزامناً مع تظاهرات أهلنا في العراق الذين خرجوا يوم الجمعة 25 أكتوبر/ تشرين الأول، لمساندتهم في مطالبهم العادلة، رافعين شعارات، ((من أجل العدالة الاجتماعية، لا للفساد والمحاصصة نعم للدولة المدنية الديمقراطية، العراق هويتنا الوطنية، التضامن مع شعبنا لنيل حقوقه، ساندوا الأبطال بانتفاضتهم الباسلة ضد الفساد، المجد لشهداء العراق، شهداء الوطن قناديل تنير الطريق للحرية، عاش العراق وطن حر مستقل وذو سيادة، وغيرها من الشعارات الوطنية الأخرى.
 

ستوكهولم
ففي ستوكهولم فقد وجهت عدة منظمات مجتمع مدني دعوات لأبناء الجالية العراقية لوقفة مساندة وتضامن مع أهلنا في العراق، من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة في حياة حرة كريمة، في الساعة الثالثة من يوم الجمعة 25 أكتوبر، وسط ستوكهولم.
تجمعوا رافعين الأعلام العراقية وشعارات باللغتين العربية والسويدية، وأبتدأوا بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الأنتفاضة ومن ثم توالت الفعاليات من هتافات وأناشيد وقصائد شعرية وطنية تحاكي شبابنا المنتفضين في مدن العراق المختلفة، كما قرأت بيانات لمنظمات المجتمع المدني العراقية في السويد والتي تتضامن مع شعبنا الثائر وتدين العنف المفرط وكل أنواع تكميم الأفواه. وألقيت عدة كلمات باللغة السويدية، هذا وقد حضر التجمع بعض أعضاء البرلمان السويدي وممثلي منظمات عدة تضامناً مع شعبنا
 
 
 

وفي مالمو:
 
أجتمع حشد من العراقيين ومنظمات المجتمع المدني في وقفة مساندة في مدينة مالمو السويدية والتي هي ثالث مدن السويد. معلنين  تضامنهم الكامل مع الابطال الثوار بالعراق والذين يطالبون بحقوقهم المشروعة لا أكثر. كما استنكرت الجموع والتي تجاوزت ثلاثمانة شخص الاعتداء على المتظاهرين بالطلق الحر وقنابل المسيلة للدموع مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى من العراقيين العزل الذين خرجوا بالراية العراقية واعتقل عدد لا يستهان به من الناشطين والكتاب والمثقفين الذين كانوا مع المتظاهرين.
 
نطالب الحكومة العراقية ان تستجيب لرغبة الشعب العراقي بحل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة موقتة تكون وطنية ونتطلع لانتخابات مبكرة من أجل أنهاء الأزمة الحالية.
وكانت شعاراتهم هي شعارات الشعب بداخل الوطن المطالبة باسقاط بالحكومة الحالية والحرية للمعتقلين ومساعدة الجرحى والمصابين، والجميع يهتف باسم العراق والمجد للشهداء الذين سقطوا على أيدي المليشات العراقية.

  وفي مدينة غوتنبرغ:
 
 
فقد تم تنظيم وقفة تضامنية لأبناء الجالية العراقية في ساحة غوستاف ادولوفًتوري في البرونسباركن، بدعوة من منظمات المجتمع المدني وبعض المنظمات السياسيه والتيار الديمقرطي في المدينة، حيث شارك أبناء الجالية العراقية ومجموعة من الشباب العراقيين، وهم يرفعون الأعلام العراقية وينشدون الأغاني الوطنية العراقية وشعارات وصور عن التظاهرات في العراق، وهتف الحضور بهتافات وردات تضامنية وتمجيد بالشهداء، ويتضامنون مع انتفاضة شعبنا البطولية السلمية المطالبة بالدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الإجتماعية، ومحاربة الفساد والمفسدين وحياة حرة كريمة، والوقوف بوجه العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين من قبل القوات الأمنية العراقية، والتي سقط جراء ذلك عشرات القتلى وآلاف الجرحى من أبناء شعبنا المتظاهرين العزل. كما تمت قراءة مذكرة تضامنية من قبل احدى الناشطات. وقد أوقدت الشموع على أنغام الأناشيد الوطنية مع الهتافات بحياة الشعب العراقي الذي يعاني من محنة الفساد على شتى الصعد السياسية والادارية والخدمية والأجتماعية والأقتصادية والمالية والتعليمية وهضم حقوقه، والوقوف مع الأبطال الذين يجابهون الموت من اجل الحرية وتغير النظام والقضاء على الفساد والمفسدين.
وتحدث عدد من أعضاء التنسيقية وناشطون وطنيون عن هذه الوقفة معبرين عن مشاعرهم الوطنية، داعين الجميع للتكاتف والدعم للجهود الخيرة التي تعمل على أنقاذ الوطن من براثن الأرهاب وسيطرة الأحزاب الأسلامية وتدخل الدول الأقليمية وأنقاذ الشعب العراقي الذي يمر بظروف استثنائية صعبة، في ظل حكومة فاسدة تمارس ضده أبشع أنواع القمع والإرهاب، لا يهمهـا سوى الدفاع عن مصالحهـا وكراسيهـا واستمرارية نهبهـا لثروات الوطن، والتي خربت البلاد ورهنتها الى الدول الاجنبية بأبخس الأثمان، وزهقت ارواح الشباب. وبادرت ناشطة عراقية أخرى بقراءة كلمة باللغة السويدية عبرت بمضمونها عن الدعم والتضامن والتأكيد على المطالب العادلة، لقد تميز الحضور بتنوعه العراقي والتكاتف بروح وطنية تزخر بحب العراق وبحضور شباب وشابات عراقيات بعمر الزهور، وكان من بين الحضور ممثل لحزب توده.
وفي يوم الأحد 27 أكتوبر دعت تنسيقية الشباب في مدينه مالمو لوقفة تضامنية حضرها العديد من ألعراقيين.
في لوند
 
 

وتواصلت وقفات التضامن ففي يوم السبت 26 أكتوبر/ تشرين الأول كانت هناك وقفة للتضامن والدعم المعنوي للمنتفضين الثوار في وطننا العراق في الجنوب السويدي/ لوند، حيث صدحت الحناجر بالهتافات الوطنية وبحياة الشعب وبالتبجيل بدماء الشهداء الزكية وبأرواحهم الخالدة في سماء الوطن وضمير الناس والتي ستمهد الطريق لنهاية الطغاة اللصوص وشراذم المجرمين المأجورين.
 
كذلك كانت هناك وقفة تضامنية أخرى في ستوكهولم يوم الأحد ٢٧/ أكتوبر  وسط العاصمة السويدية قرب القصر الملكي مع انتفاضة شعبنا العراقي من أجل اسقاط الحكومة والتغير وضد المحاصصة الطائفية والقومية من الوقفة.
عاش العراق ... الممجد للشهداء... والشفاء العاجل للمصابين


106
اعلان
المهرجان التضامني مع الشعب العراقي
تقيم
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
وبالتعاون مع الجمعية المندائية في ستوكهولم
المهرجان الثقافي التضامني مع الشعب العراقي
وذلك يومي 1 و 2 نوفمبر 2019
اعتبارا من الساعة السادسة مساءً
وعلى قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم
Jämtlandsgatan 151- Vällingby
والدعوة عامة للجميع



107
تحت شعار .....من أجل العدالة الاجتماعية
لا للفساد والمحاصصة نعم للدولة المدنية الديمقراطية
العراق هويتنا الوطنية
التضامن مع شعبنا لنيل حقوقه
 
ندعوكم لوقفة مساندة وتضامن مع أهلنا في العراق
 من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة في حياة حرة كريمة
كونوا معنا
الساعة الثالثة عصراً من يوم الجمعة 2019-أكتوبر-25
المكان: في ساحة Soltorget   وسط ستوكهولم
ساندوا الأبطال بانتفاضتهم الباسلة ضد الفساد
إجلب معك العلم العراقي الرسمي
المجد لشهداء العراق
شهداء الوطن قناديل تنير الطريق للحرية
عاش العراق وطن حر مستقل وذو سيادة
ستكون هناك شعارات مركزية باللغتين العربية والسويدية


108
دعوة عامة
باسم شهداء الانتفاضة التشرينية العراقية الباسلة
الى جميع منظمات المجتمع المدني العراقية في جنوب السويد والشخصيات الوطنية
 وشبيبتنا المكافحة
تحت شعار .....من أجل العدالة الاجتماعية
لا للفساد والمحاصصة نعم للدولة المدنية الديمقراطية
العراق هويتنا الوطنية
التضامن مع شعبنا لنيل حقوقه
ندعوكم لوقفة مساندة وتضامن مع اهلنا في العراق
 من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة في حياة حرة كريمة
كونوا معنا
المكان    Möllevångstorget
ساحة الخضرة في مدينة مالمو السويدية
الساعة الخامسة عصرا من يوم الجمعة 2019-10-25
بعض الأحزاب السويدية ستكون معنا وكذلك الصحافة  السويدية والعربية
ساندوا الأبطال بانتفاضتهم الباسلة ضد الفساد
إجلب معك العلم العراقي
شموع لتنير ليل مالمو
المجد لشهداء العراق
شهداء الوطن قناديل تنير الطريق للحرية
عاش العراق وطن حر مستقل وذو سيادة

109
الجالية العراقية ومنظمات المجتمع المدني في السويد تتضامن مع التظاهرات السلمية لأبناء شعبنا
محمد الكحط -السويد-
بقلق بالغ يتابع أبناء الجالية العراقية ومنظمات المجتمع المدني في السويد التظاهرات الشعبية السلمية لأبناء شعبنا من أجل الحياة الكريمة وضد الفساد والمفسدين، وما تعرضوا له ولازال يتعرضون له من عنف مفرط من قبل القوات الأمنية العراقية، وسقط جراء ذلك عشرات القتلى وآلاف الجرحى من أبناء شعبنا المتظاهرين العزل، وخرجت تجمعات وتظاهرات في عدة مدن سويدية تتضامن مع مطالب أبناء شعبنا العادلة وتدين العنف الذي تعرضوا له.
 
ففي مالمو جنوب السويد بادرت الناشطة المدنية السيدة جنان فرج رئيسة جمعية الحياة للمرأة المستقلة بتوجيه نداء تجمع لكل العراقيين الشرفاء ((كونوا معنا))، وذلك يوم الخميس الثالث من أكتوبر وهي أول تظاهرة تضامنية مع شعبنا، حيث رفعوا الاعلام العراقية وأوقدوا الشموع لتنير الدرب لشعبنا في العراق ممن شعاراتها ((ساندوا الابطال الذين انتفضوا للقضاء على الفساد)).
 
 
وفي يوم السبت الخامس من أكتوبر تجمعوا من جديد وبأعداد أكبر من النساء والشباب وحتى الأطفال العراقيين الذين كانوا ينتظرون وبحماس، وتم التنسيق وتهيئة الأعلام والصور والشعارات، التي كانت ممزوجة بمشاعر حقيقية بحبهم للوطن العراق وتضامنهم مع المنتفضين في كل المحفظات العراقية. وملئت الاعلام العراقية المكان، وأغلب القادمين كان العلم العراقي مثبت علئ سيارتهم. والجميع يهتفون بحياة الشعب العراقي والأبطال الذين يجابهون الموت من اجل الحرية وتغير النظام ومحاربة الفساد والمفسدين. مأكدين بأنهم سوف يستمرون بمساندة اهلنا في العراق الى ان يتم التغيير، ومجدوا الشهداء الذي بدمائهم سوف ترسم خارطة الوطن الجديد عن الدكتاتوريات البغيضة والمفسدين والحرامية.
 

وفي مالمو أيضاً
 
أوقد شمعة من أجل العراق واستذكارا للشهداء
ففي الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الجمعة المصادف الرابع من اكتوبر فتحت الجمعية الثقافية العراقية أبوابها لبنات وأبناء الجالية العراقية القاطنين في مالمو من أجل إبداء التضامن مع المتظاهرين، حيث تم اشعال الشموع تخليدا واستذكارا للشهداء، والوقوف دقيقة  صمت حدادا على أرواح الشهداء ومن ثم القت الزميلة لينا النهر كلمة الجمعية تضامنا مع شعبنا في انتفاضته الباسلة ضد الفساد وحكم المحاصصة، بعد ذلك القى الزميل باباك رحيمي ممثل عن الجمعية الثقافية الإيرانية كلمة أكد فيها على الاخوة بين الشعبين رغم أنوف الساسة في البلدين ومساندتهم لبعضهم.

وفي غوتنبيرغ
 

 
خرجت أيضاً الجالية العراقية للتضامن مع تظاهرات شعبنا من أجل حياة كريمة، وضد الفساد والمفسدين يوم الجمعة 4 أكتوبر.
وكذلك كانت هنالك وقفة تضامنية مع الحراك الشعبي ضد الطائفية والفساد واستنكارا للقمع الوحشي ضد المتظاهرين يوم السبت 6 أكتوبر.

أما في العاصمة ستوكهولم
 
فقد بادرت تنسيقيات التيار الديمقراطي في السويد للتضامن مع المتظاهرين السلميين
وسلمت مذكرة احتجاج موجهة للرئاسات الثلاثة الى السفارة العراقية استلمها السيد اسامة محمد سامي، مستشار السفارة العراقية ونائب السفير العراقي في سفارة الجمهورية العراقية في السويد. ومما جاء فيها ((منذ يوم الثلاثاء ( 1/10/ 2019) تفجر الغضب الشعبي، معبرا عن احتجاجات جماهيرية غاضبة، مطالبة بحقوقها الدستورية في توفير فرص العمل والخدمات، وتحسين الواقع المعيشي، ومعالجة البطالة، ومكافحة الفساد المالي والإداري المتفشي في مؤسسات الدولة ودوائرها.
ان الإحتجاجات الجماهيرية ماهي الا جرس انذار للقوى السياسية المتنفذة والحكومة والبرلمان، بأن نهجهم المحاصصي أوصل البلد الى طريق مسدود، وفاقم من أزمات البلد، وجرس اعلان للقيام بإصلاحات جذرية على مختلف الصعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية ....)).
 
وجرت تظاهرة كبيرة ظهر يوم الأحد السادس من أكتوبر وسط العاصمة حضرها آلاف الشباب العراقيين الذين نظموا هذا التجمع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حضرها العديد من السياسيين والاعلاميين من العراق والسويد والقيت العديد من الكلمات بالاضافة الى الهتافات التي تدين العنف وتتضامن مع المنتفضين في العراق.

 
وقفة أمام السفارة العراقية في السويد تستنكر وتدين إستخدام العنف والقتل ضد المتظاهرين
كما نظمت منظمات المجتمع المدني وقفة أمام السفارة العراقية في السويد أثناء الدوام الرسمي من الساعة 12:00- 13:00 يوم الأثنين 7/10/2019، لدعم إنتفاضة الشباب الشجاعة التي واجهت العنف المفرط بما فيها الرصاص الحي، من قبل قوات الحكومة والمليشيات، والتي راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد وآلاف الجرحى، والتي عمت بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب.
تخللت الوقفة كلمة بإسم منظمات المجتمع المدني، وتدين بشدة الإسلوب البشع والدامي بإستخدام الماء الحار والغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم المشروعة بإيجاد فرص العمل والحياة الكريمة للفئات والطبقات المسحوقة التي عمق مآسيها نظام المحاصصة الطائفية والقومية والمناطقية طيلة ١٦ عام، وضد الفساد والمفسدين.
وتحت الأعلام العراقية وشعارات التضامن مع الشعب العراقي، توالت الكلمات والأهازيج ومن ضمنها قصائد بصوت الشاعرة وئام ملة سلمان، ومن قبل المشاركات والمشاركين، والذين طالبوا بتشكيل حكومة تلبي مطالب المنتفضين، ولكي يصل صوت التضامن إلى المنظمات العالمية لإيقاف نزيف الدم ضد الشباب العراقي ومسانديهم من بنات وأبناء الشعب العراقي.
 
ثم قام وفد من الحضور بتقديم مذكرة إحتجاج وتضامن، وقد قرات المذكرة في الوقفة.
السيد رئيس جمهورية العراق الدكتور برهم صالح
السيد رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق السيد عادل عبدالمهدي
السيد رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي
مذكرة احتجاج
في الأول من تشرين الأول / أكتوبر 2019 ، هبت الجماهيرفي بغداد العاصمة وغالبية المحافظات والعديد من المدن العراقية، رافعين الصوت عاليا، مطالبين بمطالب مشروعة، بتوفير فرص العمل والخدمات ومحاربة الفساد والمافيات ، وجوبهت هذه التظاهرات السلمية بالرصاص الحي والعنف المفرط، الذي أدى الى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ويزداد عدد الشهداء والجرحى يوما بعد يوم.
نحن منظمات المجتمع المدني في السويد ، نستنكر وندين التعامل الفظ من قبل القوات الأمنية والقوى السياسية المتنفذة، مع المتظاهرين السلميين، ونطالب بـ :
1 ـ تشكيل حكومة انقاذ وطني تدير أمور الدولة لمدة عام
2 ـ اطلاق سراح جميع المعتقلين من المتظاهرين وإعلان ضحايا الإحتجاجات شهداء الشعب.
3 ـ التوجه الجاد والعملي الى حصر السلاح بيد الدولة
4 ـ محاربة الفساد بشكل جدي من خلال تقديم حيتان الفساد للقضاء
5 ـ خفض رواتب الرئاسات الثلاث والوزراء والنواب والدرجات الخاصة بنسبة 50% وإلغاء كافة الإمتيازات والتخصيصات المبالغ بها.
6 ـ تشريع قانون مجلس الخدمة العامة.
7 ـ إجراء تحقيق عادل ومحاسبة من اعطى أوامر استخدام الرصاص الحي وتقديمه للقضاء.
8 ـ القيام  بإصلاحات جذرية على مختلف الصعد الإقتصادية والإجتماعية ، من بناء مساكن للفقراء، وتخصيص رواتب شهرية للعاطلين عن العمل ، والنهوض بالقطاعات الإنتاجية .
العراق يستحق الأفضل
منظمات المجتمع المدني الموقعة:
الموقعون:
1 ـ رابطة المرأة العراقية فرع السويد / ستوكهولم
2 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
3 ـ جمعية المرأة الكردستانية في السويد
4 ـ جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم
5 ـ تنسيقية  التيار الديمقراطي في ستوكهولم
6 ـ تنسيقية  التيار الديمقراطي في جنوب السويد
7 ـ تنسيقية  التيار الديمقراطي يتبوري
8 ـ تنسيقية  التيار الديمقراطي في لينشوبنك
9 ـ اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر
10 ـ الإتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد
11 ـ رابطة الأنصار الديمقراطيين في ستوكهولم وشمال السويد
12 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
13 ـ رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم
14 ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم
15 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
16 ـ الجمعية الطبية العراقية  في السويد
17 ـ منتدى الحوار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
18 ـ جمعية بابيلون للثقافة والفنون
19 ـ الرابطة المندائية للثقافة والفنون / فرع السويد
20 ـ جمعية بيت نهرين الاجتماعية
21 ـ رابطة شعب كردستان
22 ـ منظمة تطور المرأة الكردية
23 ـ الملتقى الثقافي المندائي في ستوكهولم
24 ـ حركة  العمال النقابية الديمقراطية في ستوكهولم / السويد
25 ـ جمعية زيوا المندائية في سيدرتاليه
26 ـ فرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم
27 ـ جمعية الصداقة العراقية السويدية
28 ـ لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم
29 ـ البيت الثقافي العراقي في يتبوري
30 ـ رابطة المرأة العراقية في يتبوري
31 ـ  جمعية المرأة العراقية في يتبوري
32 ـ النادي الثقافي الاجتماعي العراقي في يتبوري
33 ـ جمعية المرأة الكردية الفيلية في يتبوري
34 ـ منظمة تموز للتنمية الاجتماعية
35 ـ لجنة الدفاع عن حقوق الكورد الفيليين
36 ـ جمعية الـ 11 للفن البصري والتشكيلي في يتبوري
37 ـ  رابطة الأنصار الشيوعيين في يتبوري
38 ـ الجمعية المندائية في يتبوري
39 ـ جمعية المرأة العربية في ترولهتان
40 ـ الجمعية الثقافية في ترولهتان
41 ـ جمعية بابل في ترولهتان
42 ـ تنسيقية التيار الديمقراطي في لينشوبنك
43 ـ الجمعية العراقية في لينشوبنك
44 ـ الجمعية الثقافية في بوروس
45 ـ الجمعية الثقافية العراقية في مالمو
46 ـ البرلمان الكردي الفيلي
47 ـ رابطة الديمقراطيين العراقيين في جنوب السويد
48 ـ الجمعية الثقافية المندائية في لوند
49 ـ فرقة ينابيع المسرحية
50 ـ جمعية بغداد للثقافة والمسرح




111
الجمعية المندائية في السويد و جمعية بابلون للثقافة والفنون
تقيمان
أمسية تحت عنوان
مشروعات نقل المياه والطاقة في الوطن العربي

تستضيف خلالها 
الباحث والخبير بشؤون المياه في الشرق الأوسط
صاحب الربيعي


وذلك يوم السبت الموافق 5/10/2019  وفي تمام الساعة الخامسة مساءً
وعلى قاعة الجمعية المندائية في فلنكبي
الدعوة عامة للجميع


للربيعي
 عشرات الدراسات في الصحافة العربية والعراقية عن الواقع البيئي في العالم والنمو الديمغرافي، والأمن الغذائي، والثقافة والفلسفة والأدب والفكر، وأزمة المياه في الشرق الأوسط.
كما شارك الربيعي في خمسة مؤتمرات دولية عن المياه في العالم (السويد، وبريطانيا، وهولندا)، بالإضافة إلى اربعة مؤتمرات في الوطن العربي. وشارك في سيمنارات عن مياه الشرق الأوسط مع عدد من المختصين في جامعتي ستوكهولم وينشوبن في السويد.
حصل على شهادات تقدير ومنح عمل منها خمس شهادات تقدير من جامعات عربية ووزارات (تونس، والمغرب، وسوريا، والكويت، والعراق) فضلا على جامعة الدول العربية. وحاز على عشر جوائز عن بحوثه بشؤون المياه في الشرق الأوسط من اتحاد الكتاب السويديين، إضافة إلى أربع سفرات عمل للدول العربية وسفرتان إلى اليونان للإطلاع على الوضع المائي.
كما أنه ناشط في عدد من المنظمات المهنية : حماية البيئة، واتحاد الكتاب السويديين، واتحاد الصحافيين والإعلاميين العراقيين، ومركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي التابع للجامعة العربية ومسجل كخبير وباحث في المجال المائي.
لديه العديد من الصلات واللقاءات العلمية مع مختصين عرب وأجانب بالشأن المائي، وكذلك مع وزراء ومسؤولين عن الشأن المائي في كل من : السويد، وسوريا، والأردن، ولبنان، وتونس، والمغرب، والعراق، والسعودية، والسودان، ومصر، والإمارات العربية، والكويت، وجامعة الدول العربية.
صدر له 25 كتاباً عن المياه في الوطن العربي والشرق الأوسط في الفترة 1999– 2020 بالإضافة إلى كتاب مشترك مع عدد من الباحثين العرب، وثلاثة عشر كتاباً في الشؤون الفكرية والأدبية والفلسفية أعوام 2005، 2007، 2010، 2011، 2015، 2018.
أكثر من  65 رسالة ماجستير ودكتوراه عن المياه في الوطن العربي اتخذت من كتبه مصادر لها.
 عرضت كتبه في كبريات الصحف العربية وعلى نحو خاص في صحيفة الشرق الأوسط والنهار والحياة، وكذلك في الصحف العراقية ومواقع الانترنيت.
كما أن كتبه موجودة في العديد من الجامعات ومراكز الدراسات المائية العربية والاوروبية.



112
اللومانتيه 2019 مهرجان للفرح والأمل
ويتجدد فيه الحلم

اللومانتيه 2019

 


محمد الكحط – باريس-
للأيام 13ـ  15سبتمبر/ أيلول 2019، عاشت العاصمة الفرنسية باريس عيدها المنتظر كل عام، حيث يأتي  محملاً بالفرح ونشوة اللقاء. فهو المهرجان السنوي لصحيفة اللومانتيه (ألإنسانية)، صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي، لكنه غدا عيدا أممياً  للأحرار من أجل غدٍ أفضل وأكثر عدالة للإنسانية في العالم أجمع.
 هنا في حدائق لابورجيه، إحدى ضواحي باريس الجميلة، الملتقى الأممي وزواره من  شتى أنحاء العالم، يمثلون شعوباً وأحزابا ومنظمات ومؤسسات إعلامية وغيرها.
اللومانتيه "الإنسانية" هي الصحيفة الناطقة بأسم الحزب الشيوعي الفرنسي والتي صدرت منذ عام 1930م، ومنها كان انطلاق أول مهرجان للومانتيه حتى اليوم، حيث يأتي العيد وهو بأفضل حلّة.
 وكان الحزب الشيوعي العراقي ولجريدته طريق الشعب مساهمة في المهرجان منذ العام 1968، وعاما بعد عام  والخيمة تجذب المزيد من الزوار العراقيين والعرب والأجانب، لفعالياتها المنوعة.
 ورغم ما يخيم على الأجواء هذا العام بعض الحزن لفقدان رفيقين عزيزين. هما، أسماعيل السامرائي وصباح الحويزاوي،  كانا من العاملين في الخيمة لسنوات طوال وتركا أثراً طيباً وذكريات جميلة، وكذلك مؤخرا فقدان الأديب ابراهيم الخياط الذي كان من المقرر حضوره المهرجان، لكن العمل في الخيمة أستمر مبهجاً.
 
 بدأت فعالية الخميس 12 ايلول، بلقاء مع ممثلي قيادة الحزب، سبقتها كلمة ترحيبية قدمها الرفيق محمد الكيم وبعد الترحيب بالحضور الذين قدموا من العديد من الدول، قام الرفيق فؤاد الصفار ممثل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا بتقديم الرفيقين طلعت كريم وعمار البياتي عضوي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، اللذين  تحدثا عن آخر مستجدات الوضع السياسي في العراق وما يمر به من ظروف معقدة، وأزمة الحكومة وضعف الخدمات للمواطنين والفساد المستشري في مفاصل الدولة، والتحالفات السياسية، وموقف تحالف سائرون مما يجري في الساحة السياسية، كما تناولا تشكيل الحكومة وما رافقها من معوقات لا زالت مستمرة بسبب تمترس القوى المتنفذة بأساليبها وفرض سياسة المحاصصة ليبقى الفساد والفاسدين في أمان، وأشارا الى الأمور الإيجابية ولابد من التغيير لصالح الشعب، والنهوض بالخدمات وتوفير فرص العمل فيما لو فسح المجال لاستخدام الأموال المخصصة في الميزانية لتستخدم بشكلها الصحيح بدون يد الفساد لوفرت فرص عمل لقطاعات واسعة كالبناء والإعمار وغيرها من القطاعات الأخرى. بعدها فسح المجال للمداخلات والأسئلة من قبل الحضور حيث أجاب عنها الرفيقان، وكان الحوار مثمراً وأيجابيا لتوضيح وجهات النظر خصوصا فيما يتعلق بمستقبل التحالفات السياسية وعمل حزبنا الجماهيري والوطني.
 
 في اليوم الأول وكالعادة بدأت مدينة المهرجان وشوارعها تكتظ بالزوار، وخصوصا من الشباب، وكانت خيمتنا منذ الصباح محط حركة دؤوبة ونشاط للتهيئة لأستقبال الضيوف ولبدأ الفعاليات. وعند منتصف النهار بدأت أولى الفعاليات بجلسة أستذكارية للفقيد ابراهيم الخياط الأمين العام لأتحاد الأدباء والكتاب في العراق، قدمها الرفيقان رشاد الشلاه وداود أمين، تم خلالها أستعراض حياة الفقيد الإبداعية والسياسية، وقرأت كلمات التعزية للفقيد من الاعلام المركزي للحزب ومن الأتحاد ورئاسات البرلمان والحكومة ورئيس الدولة ورئيس حكومة كردستان ووزير الثقافة، وغيرها من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، كما ساهم الرفيق طه رشيد بتقديم فقرة عن الفقيد.
 
 
بعدها بدأت الفعاليات الفنية، حيث قدم الفنانان علي المشاري وعلي عيسى عدة مقطوعات موسيقية جميلة وعدة أغاني من التراث العراقي، كما تم تقديم عرض للأزياء من تصميم المبدع زياد العذاري القادم من البصرة، بمصاحبة علي المشاري على العود وعلي عيسى على الايقاعات وساهم في تقديم الأزياء مجموعة من الزميلات وبأسلوب فني مع أنغام الموسيقى التراثية.
وكان لفرقة بابل الفنية القادمة من الدنمارك مساهمتها المتميزة وللعام الثالث على التوالي وصلتين غنائية في هذا اليوم واليوم الذي تلاه، حيث أنعشت الأجواء وتفاعل معها الحضور من داخل وخارج الخيمة.
 
 ولأول مرة يشارك رفيقاتنا ورفاقنا من الحزب الشيوعي الكردستاني في الخيمة من خلال تواجدهم الفعال والمساهمة في النشاطات الفنية والدبكة الكردية. فتحية لهم ونأمل مساهمات أوسع في السنوات القادمة
 
 وخلال اليوم أستمرت الدبكات والرقصات العربية والكردية أمام الخيمة، وأندمج الجميع بفرح غامر.
يوم السبت وهو ذروة أيام المهرجان، كانت الخيمة مكتظة بالفعاليات بدأت بمداخلة حول الاقتصاد الريعي في العراق قدمها الرفيق عادل شبيب عضو لجنة الاعلام المركزية  لحزبنا، حيث تناول خصائص الاقتصاد الريعي، ومظاهره وسلبياته وعلاقته مع الديمقراطية خصوصا في الدول الريعية التي تعتمد بشكل كبير على عائدات البترول أو الثروات الطبيعية الأخرى.

 
بعدها كانت هنالك مداخلة أخرى عن الفقيد الكاتب محي الدين زنكنه قدمها الزميل عبد الكريم الدهلكي قدمه الرفيق رشيد غويلب، تناول فيها نتاج وحياة الكاتب وإبداعه الثري.

 
الفنان صلاح جياد
 
 
أعتادت الخيمة أن تحتفل وتكرم كل عام أحد المبدعين، وهذا العام كان مخصصاً للأحتفاء بالفنان المبدع صلاح جياد والذي يعتبر أحد أعمدة خيمة طريق الشعب في اللومانتيه لسنواتٍ طويلة، فهو الذي يخطط ويرسم ويطرز خلفية المنصة وشعار الخيمة وتصميمها بأنامله، ويبقى طيلة أيام المهرجان مساهماً بجميع فعالياتها، يمنح الجميع الدفء بهدوءه وحبه ولطفه،  لكنه اليوم يرقد في المستشفى بسبب وضعه الصحي، قدم الجلسة التكريمية الرفيق رشاد الشلاه وساهم فيها كل من الفنانان  التشكيليان فيصل لعيبي وغسان فيضي والكاتب  جبار ياسين، تناول الجميع سيرة صلاح جياد الفنية والإبداعية والنضالية وما أمتاز به من سمات شخصية وتفرده بالرسم وتميزه بأسلوب أكاديمي خاص به، وهو من جيل تربى وتتلمذ فنيا مع جيل الرواد، وتمنى الجميع له سرعة الشفاء والعودة لإبداعه.
 وقدمت الشاعرة أروى السامرائي القادمة من كندا بعض قصائدها، كما ساهمت الفرقة الفلسطينية كالعادة بتقديم العديد من الدبكات والأغاني الفلسطينية الفولكلورية وكانت محط أعجاب الحضور.
أما فرقة بابل فقدمت من جديد أغانيها الجميلة، التي أستمرت لساعات طوال مع الفرح والبهجة والرقص من قبل الحضور والضيوف من خارج الخيمة.
مسيرة لرابطة المرأة العراقية في مهرجان اللومانتيه
 
  بعد الساعة  السادسة من عصر السبت أنطلقت المسيرة النسائية التي نظمتها رابطة المرأة العراقية في مهرجان اللومانتيه، من أمام خيمة طريق الشعب حيث ساهمت فيها العديد من الصديقات بأزياء شعبنا العراقي المنوعة والزاهية الألوان، وطافت أرجاء المهرجان، وهي ترفع شعارات تطالب بالدولة المدنية وبالمساواة وحرية التعبير وحرية المرأة وضمان الحياة الحرة الكريمة لها. وكانت فعالية نوعية تم نقلها وتصويرها من عدة اعلاميين أجانب.
الفعاليات السياسية لقادة حزبنا في مهرجان اللومانتيه
 
 يعتبر مهرجان اللومانتيه مجالاً مهما للقاءات السياسية ولتبادل الآراء وإثارة النقاشات والإطلاع على تجارب الآخرين، وكان لقادة حزبنا الرفاق سلم علي وطلعت كريم وعمار البياتي أعضاء اللجنة المركزية للحزب  نشاطات سياسية مكثفة، منها:
 اللقاء مع حزب العمل البلجيكي، وحضور ندوة للحزب الشيوعي السوداني في خيمة الحزب السيوعي اللبناني، وشارك الرفيق طلعت كريم  في ندوة سياسية أقامها الحزب الشيوعي الفرنسي عن الشرق الأوسط وساهم فيها ممثلون عن احزاب شيوعية من عدة دول، وكانت مترجمة للفرنسية، وساهم الرفيق سلم علي في ندوة أقامها حزب تودة حول خطر الحرب والوضع الملتهب في الخليج، ساهمت فيها عدة أحزاب منهم حزب أكيل القبرصي، وسكرتير الحزب الشيوعي البريطاني، ومسؤول العلاقات في الحزب الشيوعي الفرنسي، وممثل الحزب الشيوعي اللبناني، وممثل الحزب الشيوعي الهندي، وتم خلال الندوة أصدار نداء ضد الحرب ومن أجل السلام ومطالبة جميع الدول المتصارعة وخصوصا  الولايات المتحدة الأمريكية وأيران بالكف عن التصعيد وتعريض أمن المنطقة للمخاطر.
القنصل العراقي في باريس يحيي خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانتيه
 
الدكتور أحمد محجوب/ القنصل العراقي في باريس
في مساء يوم السبت 14 سبتمبر بادر القنصل العراقي في باريس الدكتور أحمد محجوب بزيارة خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانتيه، وعبر عن سروره وأكد أنكم وجه العراق المشرق، فرغم كل الظروف الصعبة في العراق لكن تواجدكم هنا تعبير عن الأمل العراقي، وقال أن هذه الخيمة رغم مساحتها الصغيرة، لكنها كبيرة بعطائها وتمثل العراق.
 

لقاءات تحت خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانتيه
 تميز هذا العام بوجود وجوه شابة جديدة تمتاز بروح العطاء والهمة العالية، وها هو جيل جديد يحتل مكان الجيل القديم، وليواصل مسيرة الخيمة ضمن هذا المهرجان الأممي المتميز، فكان لقائنا مع بعض الوجوه الطافحة بالحيوية، من الجيل القديم والجيل الجديد من المساهمين النشطين.

 
حسام الصفار من باريس
-         الشاب حسام الصفار من باريس، يحضر لأول مرة لكنه مليئ بالحيوية والنشاط وروح المبادرة، تجده حيثما يحتاجه رفاقه العاملون في الخيمة، يقول هذه أول مرة أحضر هكذا مهرجان بهذا الحجم، يغمرني الفرح وأشكر من دعاني للحضور، فلولاهم لما حظيت بهذه الفرصة النادرة، شاهدت آلاف الناس من مختلف البلدان، وشاهدت النقاشات وتبادل الآراء بحرية دون مشاكل وانفعالات رغم الاختلافات.
 
جنان فرج/ من مالمو السويدية
 -       الناشطة الاجتماعية جنان فرج من مالمو السويدية، حضرت لعدة سنوات، شعلة نشاط خلال تواجدها في الخيمة، فتراها ساعة تعد الكباب أو السلاطات، ومرة أخرى تعرض الأزياء وترقص، وتملأ الخيمة بفيض أبتسامتها وفكاهتها ومرحها مع زميلاتها، تقول، مهرجان اللومانتية مهرجان من نوع اخر. لانك بهذا المهرجان تتعلم معنى روح التعاون فاكثر المشتركين متطوعين بالمساهمة والعمل لأنجاح هذا المهرجان العظيم. التطور البسيط الملحوظ كل سنة يساعد علئ إظهار وجهه جديد ومشرق لهذا التجمع الجميل، وجودي بهذا المهرجان مشاركة اممية لأنني التقي بكم هائل من الناس تجمعني معهم الأفكار الأممية والتفكير الاشتراكي ونفس الأماني من أجل حرية الشعوب المستضعفة ومحاربة الفقر والجهل والأمية، أنا متحمسة شخصيا لهذا التجمع الهائل لانه يجمعني بمن يحملون نفس تطلعاتي وإيمانهم بحرية الشعوب بتقرير مصيرها، لذلك احث أصدقائي للحضور والمشاركة بالمهرجان.

 
النصير ناظم ختاري، من كولن الألمانية
 -       النصير ناظم ختاري، من كولن الألمانية، وهو يشارك للمرة الثالثة على التوالي، يقول: نحن نشارك بمهرجان اللومانتيه حاليا بكل أعماله التحضيرية ولعدة أشهر قبل موعده، وهو فرصة لنا للأطلاع على عادات وتقاليد وثقافات الشعوب الأخرى وآرائهم، وهو تواجد أممي كثيف، فنحصل على معلومات جديدة ونطلع على فنون وثقافات الدول الأخرى، وخصوصا نحن الأنصار هي فرصة أخرى لنلتقي ونتبادل الذكريات، فهو فرصة لنا للقاء من جديد، نحتاج الى المزيد من التنظيم والجهد والاهتمام بعكس معاناة الأقليات في العراق كالأيزيديين والمسيحيين.

 
الشابة ريما من باريس وليد الخالدي
 -       الشابة ريما وليد الخالدي من باريس، وهي تحضر لـ 19 مرة متواصلة، سيدة مليئة بالحيوية والنشاط والعطاء، تعمل في كل مكان يحتاج للمساعدة، تقول، أشعر أن الخيمة هي عراق مصغر، كأنه بلدي هنا، ففيه يسود جو الفرح والتعاون بين الجميع، ولكوني من عائلة شيوعية أشعر بأنني أخدم مبادئ أمي وأبي، وكانت فرصة لي للتعرف على عشرات الأصدقاء. أدعو الى روح التسامح والأبتعاد عن الأمور البسيطة التي تعرقل العمل.
 
 
عبد المنعم التميمي القادم من جنيف/ سويسرا
-   عبد المنعم التميمي القادم من جنيف/ سويسرا، يحضر للمرة العاشرة على التوالي، وهو لولب آخر في الخيمة، تجده في كل مكان للعمل فيها، يقول انه تجمع ثقافي انساني وحضاري كبير، وفيه يتضامن الجميع مع أبناء شعبي، تعرفت على العديد من المناضلين من مختلف الدول، ومعرفة أشكال الحكم فيها، ونعرف نحن الآخرين عن حضارتنا وثقافتنا وتاريخنا، ووضعنا الحالي، أتمنى ان يتطور المهرجان أكثر وأن يسمح للعراقيين في الداخل لحضوره، ليطلعوا على أفكار العالم الجديد.

  انتهى العيد لكن طعمه لازال عالقاً في الروح. غادرنا الأصدقاء وما أصعب تلك اللحظات، وهي تأتي بعد أيام من الفرح والتأمل والانسجام، لكن الأمل بلقاءاتٍ قادمة أجمل وأبهى نجدد فيها الحلم. والى ذلك الحين  لنغني يا أصدقائي ((غد الأممية يوحد البشر)).
ملاحظة: تم نقل مباشر لمعظم الفقرات المهمة في برنامج خيمة طريق الشعب وشاهدها آلاف المشاهدين
 


113
إحتفالية الشاعرة لميعه عباس عمارة
ذاكرة وطن
في حضرة الادب الرفيع ، والعواطف الصادقة ، والمعاني المستمدة من وقائع الاحداث
وبرعاية الأتحاد الصابئي المندائي في السويد
تقيم
الجمعية المندائية في ستوكهولم
والرابطة المندائية للثقافة والفنون
احتفالا ثقافيا خاصا، تكريما للشاعرة العراقية، لميعة عباس عمارة
وهي تطاول الزمن وتتحدى اوجاع الهموم والذكريات، وتطل علينا
في محطاتها وسيرتها الذاتية : أدبيا ومعايشة حياتية
في هذه الاحتفالية : أفلامٌ وثائقية، وقراءاتٌ شعرية، وأخبارٌ جديدة عن حياة الشاعرة
وذلك يوم السبت الموافق 21-9-2019 الساعة السادسة مساءً على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم الكائنة في فلنكبي
الدعوة عامة للجميع
أهلا بضيوفنا الأعزاء وأعضاء جمعيتنا الاكارم



114


الجمعية المندائية في السويد و جمعية بابلون للثقافة والفنون
تقيمان
أمسية استذكارية للشاعر الراحل عزيز السماوي
تحت عنوان
خطار
تستضيف خلالها الدكتور وميض عزيز السماوي
للحديث عن تجربة والده
وذلك يوم السبت الموافق 7/9/ 2019
السادسة عصرا
وعلى قاعة الجمعية المندائية في فلنكبي
الدعوة عامة للجميع

115
إعلان
أستمرارا في برنامجهـا للفصل الثاني من العام الحالي ، تسر تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم أن تعلن إلى أبناء الجالية العراقية وجميع أعضاء وأصدقاء التيار الديمقراطي في ستوكهولم عن
محاضرة للباحث الدكتور رياض البلداوي والمعنونة بأسم
(تاثير العنف الاجتماعي والسياسي على تكوين سايكلوجية الشخصية العراقية)
المحاضرة ستعقد في تمام الساعة السادسة عصرا ولغاية الثامنة
وذلك في يوم الجمعة المصادف 30-8-2019 وستقام الفعالية في مقر تنسيقية التيار
الديمقراطي العراقي في شالهولمن فأهلا وسهلا بكم
الدعوة عامة للجميع
العنوان
Äspholms Vägen 15
127 45 Skärholmen


116

ندوة سياسية
تستضيف
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد/ ستوكهولم
الرفيق رائد فهمي
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي,
في ندوة سياسية للحديث عن:
((آخر مستجدات الوضع السياسي في العراق))
الدعوة عامة لجميع بنات وأبناء الجالية العراقية في ستوكهولم والمدن المجاورة.
مكان الندوة: ستوكهولم ـ آلفيك ـ بروما سالن
 Alviks Kulturhus
 Brommasalen
Gustavslundsvägen. 168A, Plan 2
الزمان: يوم الأحد  18/8/2019 الثالثة عصراً
Söndag, Kl: 15:00


117
أعتذار وتصحيح
بسبب طارئ خارج عن أرادتنا فلقد تغير موعد الفعالية لذلك نرجو الأنتباه وتقبل أعتذارنا.

                                               دعوة عامة
تسر رابطة الأنصار الديمقراطية في ستوكهولم وشمال السويد و الجمعية المندائية في ستوكهولم،
أن تدعوكم لحضور محاضرة الباحث ,الدكتور عقيل الناصري

والمعنونة بأسم (من تأريخية محاربة اليسار بالعراق المعاصر -نموذج الفتاوي الدينية -)
المحاضرة ستقدم بشكل محاور وسيتاح للحضور تقديم الملاحظات بعد كل محور.
المحاور:
1-أستعراض تأريخي للفتوى الدينية في العراق المعاصر.
2-الدوافع وراء أصدار الفتوى.
3-القوى الداخلية والخارجية والأقليمية التي وراء الفتوى.
4-تاثيراتها الداخلية والخارجية.
المحاضرة ستعقد في تمام الساعة الخامسة عصرا ولغاية الثامنة.
وذلك في يوم الأحد  المصادف 1-9-2019 وستقام الفعالية في مقر الجمعية المندائية بمنطقة فيلنكبي والعنوان هو:
Jämtlandsgatan 151 A
162 60   Vällingby
رابطة الأنصار الديمقراطية


118
هموم المثقف العراقي في ندوة لرابطة الأنصار في ستوكهولم

محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: علي البعاج

أقامت رابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد والجمعية المندائية في ستوكهولم أمسية للكاتب علي بداي بعنوان (أختناق المثقف العراقي) يوم 2019-8-4، في مقر الجمعية المندائية، حضر الفعالية جمهور من المهتمين والأنصار وأصدقائهم، قدم للأمسية النصير مازن الحسوني (أبو حسنة)، متناولاً سيرة حياة الكاتب ونتاجاته الإبداعية، وعلي بداي حامل لشهادة الماجستير بالهندسة المدنية تخصص الأعمار البيئي، بالإضافة الى نتاجه الإبداعي، وهو مناضل سياسي كافح ضد النظام الدكتاتوري الذي أعتقله سنة 1978، وبعد اطلاق سراحه التحق في حركة الأنصار ضمن تشكيلات الحزب الشيوعي العراقي في كردستان وخاض غمار تجربة الكفاح المسلح، له أسلوبه الخاص في الكتابة الإبداعية.
 

 
وبعد الترحيب بالحضور تحدث علي بداي عن مشواره الإبداعي مبتدءاً من تأثير حكايات جدته عليه وهو طفل يافع، والعادات والتقاليد التي تناولها بأسلوبه الناقد، معترفا بعدم تصالحه مع محيطه ولا حتى مع نفسه، ماراً بالعديد من محطات حياته وتنقلاته وتواجده في العسكرية ومن ثم المعتقل وبعدها في حركة الأنصار في كردستان، وما بعدها من رحلات حتى استقراره في هولندا.
 
كتب العديد من الروايات ولم يستطع طباعتها لتكون في متناول الجميع وبقيت حبيسة الأدراج الى أن قرر البدأ بطباعتها وتحدث عما واجهه من مصاعب في عملية الطبع والنشر وعن مشاكل المبدعين في هذا الجانب، وأزمة الثقافة والمثقفين في ظروف العراق اليوم.
تحدث عن مضامين مؤلفاته متناولاً بعضها بشئ من التفصيل، وآخرها هو مؤلفه الأخير رواية (أسرار عائلية) والتي تم توقيع نسخها  للعديد من الحضور.
بعدها جرى حوار بين الحضور والضيف حول الثقافة والمثقفين في العراق.
في الختام تم تكريم الضيف بباقة زهور وتمنينا له المزيد من الإنجازات والإبداعات.
 
 



119
حفل أستذكار الأستاذ الموسوعي الفقيد فاضل فرج اللطيفي

محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: لؤي حزام

جيل الطيبين هكذا ينعت، ليس أعتباطاً،  فأنهم من طرازٍ آخر، لكن للأسف ها نحن نفقدهم تباعاً فهي سنة الحياة، رحلوا تاركين لنا إرثاً ثميناً من المعرفة والمحبة والسيرة الغنية بما هو جميل وزاهٍ، فتبقى ذكراهم العطرة وآثارهم وعطاؤهم النفيس، وأحد هؤلاء الفرسان الأستاذ الموسوعي الفقيد فاضل فرج اللطيفي حيث ترجل قبل فترة، تاركاً غصة في قلب كل من عرفه، فبرعاية الاتحاد الصابئي المندائي في السويد، أقامت الجمعية المندائية في ستوكهولم حفل استذكار له يوم السبت ٣ / ٨ / ٢٠١٩، حضرها حشد كبير من أبناء الجالية العراقية في السويد ومن محبيه ومعارفه تتقدمه عائلته الكريمة وأبناؤه البررة، والتي قامت  بعدها وبالتنسيق مع الجمعية المندائية في ستوكهولم واتحاد الجمعيات المندائية في المهجر بتوزيع جائزة الدكتور بشار فاضل فرج للمتفوق الاول الحاصل على أعلى معدل لطلاب الصف المنتهي من الفرع العلمي للثانوية.
     
 
وبهذه الأبيات من تأليف سلام جاني بدأ الأستاذ منذر نعمان عوفي تقديم فقرات الأمسية: ((صَحائفُ الدهرِ تزدانُ بالعِبَرِ/ من قوّة الفكرِ تأتي قوّة ألبشرِ/ أبا عمار قد هانتْ عزيمتنا/ وانَّ فّقْدّكّ جُرحٌ بالغُ الاثرِ/ لكنَّ مَجدكَ ما هُدّتْ دعائِمَهُ/ ونهرُ عِلمك مازالَ مُنهَمِرُ/ وحُسنُ صُنْعِكَ في الايامِ مُعجِزةٌ/ ونُبلُ خُلقِكَ حقلٌ وارِفٌ نَضِرُ/ أيامُ عُمرِكَ للاجيالِ مدرسةٌ/ تنيرُ الناسِ بالعلمِ والفَخَرِ/ كالريح تدفعُ بالامطارِ مُعلِنَةٌ/ فالزرعُ ريانُ بالامالِ والزَهَرِ/ تحاورُ الشمسَ فيما أنتَ فاعِلُهُ/ وتحجِبُ الظلمة الدهماء والخطرِ))، ورحب بعائلة الفقيد وجميع الحضور، وكان للهيئة الادارية للجمعية المندائية كلمة قدمها الاستاذ فاضل ناهي رئيس الهيئة الادارية، حيث تحدث عن خصال الفقيد وما تركه من أثر كبير في نفوس جميع من التقاه.
   
 
 أما كلمة عائلة الفقيد الراحل فقدمتها كل من المهندسة وفاء والدكتورة سهى فاضل، وبكلمات مؤثرة عرضتا سيرة حياته المليئة بالعطاء، بدأت المهندسة وفاء بأبيات الشعر التالية: 
((خَبَرٌ جاء بجُنحِ السّحَرِ .... عن فقيدٍ رائعٍ في السّمَرِ
 وَبِلَيْلٍ أَحمَقٍ داهَمَنا  ...... يَحمِلُ الآهاتِ بَينَ آلخَبَرِ
مِنْ سماء العلمِ نَجمٌ قَدهَوَى ... فأصابَ آلقلبَ سَهمُ آلقَدَرِ
"فاضِلٌ" أنتَ ستبقى فاضلاً ... بينَ أقرانِ آلزمانِ آلغابرِ))
 ولد الاستاذ فاضل فرج اللطيفي في قضاء سوق الشيوخ وقضى سنوات الطفولة في هذه المدينة التي احتضنته مع أصدقاء الطفولة ووفرت له جواً من الأمان والخصوبة الفكرية المبكرة. حيث تفتحت روحه الوطنية حينما شارك أبناء شعبه في التظاهر ضد معاهدة بورتسموث وهو بعمر العشر سنوات.

 في خريف عام 1948 انتقلت العائلة إلى مدينه المدحتية في محافظة بابل. كانت هذه المدينة قلعة من قلاع الوطنية نظرا لتماسها المباشر مع الجور والظلم الذي يعانيه فلاحو الريف المتاخم لمدينتهم من النظام الاقطاعي في هذه المدينة. وبدأت قدراته المعرفية بالتكون محاطاً بمجموعة مميزة من أترابه كان لها الأثر الكبير في حياته وفي بلورة أفكاره وتصوراته. لقد كان لقاؤه بصديق عمره الاستاذ مفيد الجزائري وعائلته التقدمية وكذلك تأثير مدير مدرسته المتوسطة الاستاذ مكي عزيز سرحان ذي الفكر المتنور من العوامل المهمة التي أعطت له الزخم والقوة المطلوبتين لكي يسير الى الأمام واضعاً نصب عينيه أحلامه بوطنٍ حر وشعبٍ سعيد. أرتبط في ثانوية الحلة بتنظيمات اتحاد الطلبة العراقي العام وشاركهم العمل في معارضة معاهدة حلف بغداد عام 1955. وبعد دخوله كلية التربية تبلورت التطلعات والآراء السياسية له وذلك بعد أنتمائه للحزب الشيوعي وأتحاد الطلبة في الكلية والذي كان نشاطه  سرياً في البداية، ثم بدأ هذا النشاط بالإزدياد بعد حصول العدوان الثلاثي على مصر في تشرين الأول 1956 ومشاركته في الإنتفاضة الجماهيرية التي عمت مدن العراق كافة. مشاركاته وفعالياته في جميع نشاطات الأتحاد دفعت قادة الأتحاد الى إناطة المسؤولية التنظيمية في قسم البايولوجي في كلية التربية له، ثم أصبح مسؤول تنظيم الصفوف االاولى.
وحين اندلعت ثورة الشعب في 14 تموز 1958 شارك في المظاهرات ودفع بسببها جزءاً من صحته عندما فضل المشاركة مع ابناء شعبه في هذا الحدث الذي انتظره كثيرا مؤجلاً العملية الجراحية التي كان مقررا أن تجرى له صبيحة ذلك اليوم من أجل إزالة الحصى من كليته اليمنى والتي أصبحت (أُضحية الثورة) حيث بعد عامين وجد الطبيب الجراح أن كليته اليمنى قد توقفت عن العمل وعاش بقية حياته بكلية واحدة.
بعد قيام الحكم الوطني في العراق أصبح تنظيم الاتحاد في كلية التربية علنياً وكلفته قيادة الأتحاد بمسؤولية ادارة اللجنة الأجتماعية وتنظيم السفرات. ومن أهم نشاطاته في تلك اللجنة كان تنظيم رحلة قطار السلام الى الموصل في 7 آذار عام 1959 والتي بسببها حُكِمَ عليه بالسجن لمدة 11 شهراً نتيجة لوشاية ملفقة. وبعد أشهر قليلة من أرتباطه برفيقة عمره السيدة حسيبة داغر في خريف عام 1962، حدث انقلاب شباط عام 1963 وتم توقيفه في سجن الحلة وسحبت يده من الوظيفة وعانى وعائلته من أرهاب ورعب وتنكيل.
ومن شهادات زملائه في تلك الفترة ما نشره الاستاذ كاظم محمد الحسن في جريدة طريق الشعب عام 2006 وتحت عنوان مربون في الذاكرة حيث يقول"ما ان قامت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 حتى سارع الرفيق فاضل فرج بوضع مكتبته الخاصة في خدمة الاتحاد كما عمد الى إصدار نشرة جدارية أسبوعية يضعها في مقهى ’إتحاد الشعب’ موشحةً بالصور التي تشير الى نشاطات الإتحاد حاملة المقالات السياسية والإجتماعية إضافة لزاوية التسلية." ويردف الكاتب قائلاً "بعد ردة 8 شباط السوداء أُعتقل مع رفاقه في سجن الحلة ولم يثنه ذلك عن القيام بواجبه التثقيفي تجاه زملائه فعمد الى إصدار مجلة أسبوعية يتداولها المعتقلون تحت عنوان ((الحب للجميع)) والمجلة عبارة عن قطعة كارتون يجلبها من حانوت المعتقل ليكتب عليها ما يراه مناسباً لتلك الفترة وعمد الى تصنيع قطع الشطرنج، الليدو والدومينو والتي كانت هي الأخرى من إبداعات الرفيق المحبوب فاضل فرج".
وبالرغم من نشاطاته المتعددة في الكلية ومن ضمنها نشاطه السياسي فقد ظل محافظاً على تفوقه العلمي والدراسي فكان ترتيبه الثاني على دفعته وحصل على مرتبة الشرف والتي كان تسمح له بالسفر في بعثة دراسية الى أحدى الدول المتقدمة علمياً لغرض الحصول على شهادة الدكتوراه. الا ان عمله في قيادة الإتحاد وتعارض وقت اجتماعات الاتحاد مع وقت محاضرات شعبة الشرف جعلته يضحي بهذه الدرجة العلمية المرموقة من أجل نضاله الحزبي. لقد خسر فرصة كبيرة في حياته المهنية، لكنه كان سعيداً فكان طول حياته مضحياً في سبيل الأخرين وفي سبيل سعادتهم.
بعد تخرجه عمل في مهنة التعليم في العديد من المدارس في أرجاء عديدة من العراق. آخرها كان في إعدادية المنصور في بغداد والتي بقي فيها حتى حصوله على التقاعد عام 1989.
أن السمعة التدريسية والعلمية العالية التي تمتع بها جعلت وزارة التربية تستعين بالاستاذ فاضل فرج ليكون عضوا في لجان وضع الأسئلة الوزارية للسادس العلمي ولجان وضع الأجوبة النموذجية لمدة 20 عاماً. وكان أميناً صادقاً صاحي الضمير ومؤمناً برسالته التربوية والانسانية فلم يحاول أن يعرف أحد بذلك حتى ولو بالايحاء أو التلميح بالكلام حول هذا الأمر. حتى أبناؤه لم يعلموا بمشاركته بوضع الاسئلة الوزارية الا بعد سنين من انتهاء خدمته التدريسية. أن إخلاصَهُ ونزاهتَهُ والتزامه الأخلاقي من الأمور التي عززت مكانته العلمية والأجتماعية بين كل من عرفه وتعامل معه في جميع المجالات.
لقد بنى جسوراً رصينة الأسس من الثقة والأحترام والتعامل الإنساني الراقي مع طلبته. هؤلاء الطلاب لم ينسوا أستاذهم لأنه زرع لديهم بذور الخير والمحبة والتي بقيت مزهرةً عبر السنين. فكان أينما يمشي في شوارع العراق لا بد أن يجد أحد طلبته يقف للسلام على أستاذه ويكيل عبارات المديح لذلك المربي الفاضل. وفي السويد ألتقى أحد طلبته في قطار الأنفاق في ستوكهولم. لم يكتف هذا الطالب بأخذ استاذه بالاحضان بل انحنى ليقبل يده وعندها سأل والدي طالبه الغيورعن سبب ذلك. أجاب الطالب ليس لي أن أنسى فضلك في حياتي. هذا الفضل الذي تعدى حدود تدريس المادة العلمية والتي جعلتني أصبح طبيباً ولكن أيضاً علمتني كيف أربي ابنائي على مباديء الفضيلة والنزاهة والديمقراطية بعيداً عن التعنيف والضرب وفرض الرأي فأنتجت جيلاً صالحاً من الابناء.
وصل مع عائلته 1999 الى السويد وأستقر في العاصمة ستوكهولم وواصل عطاءه العلمي والثقافي. فقد أصدر 28 بحثاً ومقالاً علمياً في مجالات الوراثة والهندسة الجينية وكذلك صحة الإنسان والامراض البشرية والتغذية الصحية. ولم تكن أهتماماته تقتصر على المجال العلمي بل كانت لديه أهتمامات فنية واسعة فيما يخص السينما العربية والعالمية وتاريخ الفن.
وكان من ضمن هيئة التحرير لمجلة الصدى التي تصدر عن الجمعية المندائية في ستوكهولم منذ عام 1999 وحتى وفاته. وشارك كعضو في لجان صياغة القرارات للعديد من المؤتمرات التي أقامتها المؤسسات المندائية المختلفة. تم تقليده وسام الأبداع من قبل الجمعية المندائية في ستوكهولم وأتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر في آب 2018.
في منتصف تموز من عام 2018 وبدون أعراض مرضية واضحة تم تشخيص اصابته بمرض عضال ليس له علاج ناجع. أول تعليق له بعد معرفته بما أصابه كان بيتاً شعرياً لأبي العلاء المعرّي
تقِفونَ، والفُلكُ المُسخَّرُ دائرٌ  .....  وتقدِّرونَ، فتَضحكُ الأقدارُ
كان محباً للحياة فقاوم هذا المرض بكل شجاعة لعدة اشهر حتى يوم الأول من شباط 2019 حين وضعت يد المنون نقطة النهاية لحياة هذا الانسان القدير والقامة الانسانية العراقية الوطنية والمندائية... إنسان لم تلوثه متغيرات الحياة وتقلباتها ومصاعبها .. إنسان ظل مخلصاً لمبادئه وقيمه وأخلاقه حتى أخر لحظة من حياته.
ما فَقَدناكَ، ولكن رُبّمَا  ..... نَفقُدُ الضحكَ بفِيكَ آلفاغِرِ
يابنَ ذاكَ آلجيلِ مِنْ أحبابِنا .... رَسَمُوا آلمَجدَ بقَلبٍ صابِرِ
قَدْ عَرَفناكَ وفيّاً مُخلصاً .... في ثنايا آلأمس أو في الحاضر
"بابليُّ" الشوقِ من فَيحائِنا .... حالِمُ آللهفَةِ مِثلُ آلطائِرِ
مُذْ تَغَرّبتَ فقد غابَ آلسنا .... عَن عُيونٍ أوْ مُحِبٍ حائِرِ
وَتَرَكْتَ آلوجدَ في أعيُنِنا ... أدمُعاً تحكي لظىً في خاطري))
 
بعدها القيت كلمة سكرتارية إتحاد الجمعيات المندائية لدول المهجر من قبل الاستاذ
سرمد السعدي عضو مكتب سكرتارية الاتحاد، ومن ثم تم عرض فيلم من إعداد وإخراج المهندس عدي حزام عن سيرة حياة الفقيد بعنوان "وداعات الغربة ...الاستاذ الموسوعي فاضل فرج اللطيفي".

 
وقرأ الشاعر إبراهيم مايع طلال قصيدة مؤثرة عن  رحيل الاستاذ فاضل فرج بعنوان كلمة حق ((إلى روح فقيدنا الغالي المربي الفاضل الأستاذ فاضل فرج اللطيفي/ قاموس العِلِم من يا وكت ما ينطق/ صفحاته  عنَّك  بِدَت  محجوبــــــه/ إنتَ  الذاكرة  الشايلة  نور العِلِــــم/ محفوظه  چلماته  بالعقل  مكتوبـه/ تنطق درر..من تنسئِل حچيک ذهب/ توفي .. وبعد .. منكْ  تزيد  إنّوبـــه/ أجيال  يا ما  دَرَّسِتْ  طول  العمــــر/ إوفصّلِت  أصـــل  العِلِم  وِدروبَـــــه/ نبرات صوتَك همِس ..! بس تنسِمِــع/ لَنَّه  عَذِب .. دافي  وحَنين  إسلوبــه/ معروف عنَّك بالصدگ.. طَيِّب أصل/ وحچي  الصدك  تفصاله  منَّك  ثَوبَه/ عاشگ  وطن.. ونبضك  مَحَبَّة إوِّفَـه/ مثل المحب .. مِن  يوفي إلْ  محبوبه/ ما ندري عن سفرتَك .. عن غَيبِتَــك/ لا وادَعِت .. لا يوم  السفر  حَدَّدتَـــه/ هذا "الغريب"  الرافگک.. ما ظنِّتي/ راضي چنت!؟..مجبور من طاوَعتَه !؟/ من ودَّعِت،  كِتبَــك  والقلــم  والنــاس/ مهضومة ناسك.. وِكْتابك  إلما  زِرتَه/ حزنان  دفتـر  چلمتک .. يِنشِـد  هَلَـك/ وحتى  القلـم  حِبـرَه  دمع  مِن عِفتَـــه/ ماكـو نَـدَم !..بستانَــك  إمفَيِّــــح  ورد/ وعطر الورد، مِن عطر أصل  النَّبتَـه/ وإسمك على كِل سنبله إحروفَه  ذهـب/ لن بَيدرَك  صافي  نقي  مْنِ  إزرَعتَه/ طِيبَه  وعِلِــم.. وأخـلاق  ما  تِنوُصُف/ إلحگ  ينذِكِر.. طِيب  النسِل  ورَّثتـــه/ تذكار إلك هذا اليوم، مِن كِل سنه/ غايه  وهدَف  يبقه  مِثِل  ما رِدتَـه/ يالحَفَّزِت  روح  الشبيبه  للعلِـــــم/ منَّك  رمز  تكريم  إلهم  صغتَـــه/ هاي الچلم ما توفي حگ "فاضل" أبد/ نقطَه  إبَّحَر، هذا  الذي  سولفتـــه/ يا بو العلِم .. ما تنِّسي  إحچایاتک/ وما  ينطفي  قنديلك  إللِّي  إشعَلتَـه/ وما  ينطفي  قَنديلك  إللي  إشعَلتَه.))                 
 
ثم تم تقديم فيلم عبارة عن مشهد من اللقاء مع الفقيد الذي إستضافته جمعية زيوا المندائية في عام 2011، وقدم الدكتور  سعدي السعدي محطات من الذاكرة عن علاقته وعمله مع الفقيد طيلة عشرين عاماً،  في مجلة الصدى وفي المجالات المختلفة.
 
أما الدكتور بشير عبد الواحد عن علاقته وصداقته مع الفقيد طيلة 52 عاما، وبألم وحرقة شديدتين تحدث عن مواقف عكست طيبة ونبل خلق وشهامة الفقيد وتضحياته الكبيرة.
 
وفي أجواء التفاؤل تم تكريم الطلبة المتفوقين الأوائل في الثانوية من قبل عائلة الفقيد عوضاً عنه، هذه هي المرة الأولى التي يغيب فيها راعي الجائزة الاستاذ فاضل فرج، جائزة الدكتور بشار فاضل يتم تقديمها للطالب المندائي المتفوق والذي يحصل على المعدل الأعلى عند تخرجه من مرحلة الدراسة الثانوية– الفرع العلمي تشجيعاً للمواهب والكفاءات إن هذه الجائزة هي رمز للفقيد الدكتور بشار والذي نبغ في مجال تخصصه الطبي خلال بضع سنوات من وصوله الى (السويد) واستطاع  أن يثبت كفاءة وومقدرة عاليتين شهدت لها المحافل الطبية السويدية ضمن فترة عمله في المستشفى التعليمي لمدينة أوربرو في مجال زراعة نخاع العظم لمكافحة سرطان الدم عند الأطفال. ولكن القدر لم يمهله لتحقيق ما كان يطمح اليه وأختطفه وهو في بداية انجازه العلمي التخصصي.
واليوم تم تكريم الطالبة (هبه رعد عبد الزهره عبد الله الناصح) لقد تخرجت وحصلت على معدل 21,4 وهو ما يوازي معدل 95%. وتم تكريم الطالب انمار شاكر جودة الصابوري الذي أحرز المرتبة الثانية وبمعدل 20,8 ما يعادل 92% .
وأختتمت الأمسية بكلمة قصيرة من عائلة الفقيد، حيث شكروا الجميع على حضورهم وتفاعلهم في أحياء هذه القامة العراقية الشامخة والنبيلة.
ستظل ذكرى الفقيد فاضل فرج عطرة أبداً.


120
حفل

استذكار الاستاذ الموسوعي


فاضل فرج اللطيفي

برعاية الاتحاد الصابئي المندائي في السويد

تقيم الجمعية المندائية في ستوكهولم حفل

إستذكار الأستاذ الموسوعي


فاضل فرج اللطيفي

 
مساء يوم السبت المصادف ٣ / ٨ / ٢٠١٩

وعند الساعة السادسة والنصف

 
كما ستقوم وفي المساء نفسه عائلة الفقيد فاضل
 
فرج وبالتنسيق مع الجمعية المندائية في

 ستوكهولم واتحاد الجمعيات المندائية في

 المهجر بتوزيع جائزة الدكتور بشار فاضل فرج


 للمتفوق الاول الحاصل على أعلى معدل لطلاب

 الصف المنتهي من الفرع العلمي لليمناسيوم

 وذلك على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم


Jämtlandsgatan 151 A


Vällingby

121
((حتى تولد بغداد كعشتار الحب))

محمـد الكحط
صدر للكاتب والشاعر مصطفى محمد غريب، ديوان جديد يحمل عنواناً، ((حتى تولد بغداد كعشتار الحب)) عن دار النخبة للطباعة والنشر بـ 220 صفحة من الحجم الوسط، ضم 37 قصيدة كتبها للفترة من 2007 حتى 2018، تتنوع القصائد في أسلوبها ومواضيعها، تعبر عن عمق المعاناة التي تمر بنا كعراقيين بشكل عام والمثقف بشكل خاص، ويعكس بشكل واضح صعوبة الرؤيا والتشخيص في هذا الزمن الردئ.
ففي قصيدته ((حتى تولد بغداد كعشتار الحب)) والتي جاء تسلسلها الثانية في الديوان يقول ((في غفلة عمرٍ متغير/ تصعبُ فيه الرؤيا والتشخيص/ يأخذُ منا ما نملك أو لا نملك/ لحظات النشوة والفكرة/ نأخذ منه قسطاً من تعبٍ مضنٍ/ في غرفِ النسيان/ وكهوفٍ مظلمةٍ معزولة....)).
وتبقى اللوعة والمرارة مستمرة في قصائده التالية ففي ((كلما أمد قامتي الى العراق تطول))، فكأنه يكتب مسرحية يستهلها بأبيات هكذا ((كلما أديرُ رأسي/ نحو ناصية الجسور/ أرى شجراً من الأسفلت يستقيم أمام رؤيتي/ يضيقُ على أمتداد المرور.....)) فها هي رؤيته شجراً من الأسفلت...ويضيق على أمتداد المرور، ويستكمل المشاهد المسرحية بعدة أصوات تعكس أشباح ورؤيا مؤلمة وصاعقة لأشباح تبدو فيها ((...ساحةَ المدينةِ المبللةِ بالدمِ، بالتماثيل المحنطة بالشمع، لم تكن الساحة مأثرةً بالسنابكِ، خاليةً تماماً ليس من الشحاذين...))
صورُ متتالية مرعبة لكن الأمل يبقى في الأفق في أنتظار ان تولد بغداد كعشتار الحب...
فـ ((أفضلُ ما في هذي الدنيا/ أن لا نهرب/ لا نهرب/ لا نهرب/ كي ننزع ثوب الصمت العاهر/ حتى تولد بغداد كعشتارِ الحبِّ/ وتعلو الأصوات/ وأهازيج النخوة/ وأغانٍ تصدح في ترتيلٍ قُدسيّ/ بغدادُ لنا..آه يا بغداد.)).
تستمر الصور والرؤى في القصائد الأخرى بعنفوان الثائر المتمرد تاره وهي تعكس الجروح والآلام تاره أخرى..ولا تخلو تلك الصور من نفحات جميلة تطرز الذاكرة المتعبة، فها هو يبوح، ((سلمتُ الحقيبة باسماً/ ومشيت/ كنت المسافر دائماً/ حيثُ المطبات الصعاب/ ونسيت/ ان المحطات التي في الجانب الغربي/ لن تصمد في المسافة/ فأستحيت/ أواه، ياكهل الطفولةِ/ كلُ حُسان الشاطئ الممزوج بالفضي/ يسبحن تحت الشمس عرايا/ فارهات/ وعلى البحر حواري/ حلوات/ مثل العسل الممزوج بالخمرِ..))
أنها رحلة ممتعة في ديوان  ((حتى تولد بغداد كعشتار الحب)) للأستاذ مصطفى محمد غريب وهو شاعر وكاتب: رئيس تحرير مجلة صوت الوطن.
نبذة عنه
منذ الحداثة قرأ الشعر الجاهلي والمعلقات الشعرية وما تلاه من عصور في العهد الإسلامي ثم الأموي و العباسي وغيرهم وكذلك الشعر الحديث ورواده وراح يكتبه واطلع بشكل غير قليل على الأدب العربي والعالمي، شعراً وقصصاً قصيرة وروايات كما شارك في العمل السياسي الوطني الديمقراطي وقد نشر العشرات من القصائد الشعرية في العديد من الصحف والمجلات والدوريات وكذلك ثلاث روايات والعديد من المجموعات القصصية القصيرة والمواضيع السياسية والاقتصادية والنقابية والثقافية في مجلات وصحف عراقية وعربية ونرويجية وترجمت البعض من قصائده إلى اللغة الإنكليزية والكردية والنرويجية كما ترجمت له مجموعتين شعرية ورواية طويلة إلى النرويجية إضافة إلى العديد من المقابلات الصحفية والتلفزيونية. كما نشر العشرات من المواضيع المختلفة في العديد من المواقع الالكترونية
ـــ نشرت نبذة عن حياته وبعض قصائده في " معجم البابطيين للشعراء العرب المعاصرين " الذي صدر في الكويت عام 1995
ـــــ نشر عنه وعن شعره في الموسوعة الكبرى للشعراء العرب ـ المغرب ــ 1965 ـــ 2006
ـــ عضو رابطة الكتاب والصحفيين العراقيين ( سابقاً )
ـــ عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين ( سابقاً )
ـــ عضو مركز الكتاب النرويجيين ( حالياً )

الكتب المطبوعة
1ـــ بلدي كردستان ــ شعر ـــ ---;--- بيروت ــ ---;--- سوريا ــ 1982 . 1990
2 ـــ سر الرحلات ــ شعر ــ سوريا ـــ 1989
3 ـــ سندخل مع القمر ــ شعر ــ سوريا ــ 1990
4 ـــ خيّالة الرياح ــ شعر ــ سوريا ــ 1991
5 ـــ ---;--- الجدار ـــ قصص صغيرة ــ بيروت ــ 1995
6 ـــ ثم أصابه الزهري ــ قصص صغيرة ـــ بيروت ــ 1996
7 ـــ كان يا مكان ـــ رواية ـــ النرويج ــ 2001
8 ـــ المراحل والحلم ـــ شعر ــ ---;--- الطبعة الأولى النرويج ــ 2001
9 ـــ صباح الخير يا نونة ــ شعر ــ النرويج ــ 2002
10 ــــ بين النجوم تلألأت آخر نجمة ــ لرواية ــ ---;--- الطبعة الأولى النرويج 2003.
11 ـــ بين النجوم تلألأت آخر نجمة الطبعة الثانية بغداد دار الرواد 2004 . ترجمت إلى اللغة النرويجية
12ـــ المراحل والحلم ــ شعر ــ الطبعة الثانية ترجمت إلى اللغة النرويجية وطبعت باللغتين النرويجية والعربية من قبل المكتب الثقافي في اوسلو ــ 2004
13ـــ بلدي كردستان الطبعة الثالثة.. وصباح الخير يا نونة ــ شعر ــ الطبعة الثانية النرويج ــ 2003
14ـــ طرطميس ــ رواية ــ نشرت في العديد من مواقع الانترنيت 2003
15ـــ الميراث ــ شعر ــ عمان الأردن ــ أوائل 2004
16ـــ تأويلات القصائد في زمن الحرب والتجديد ــ شعر ــ عمان الأردن ــ أواخر 2004
17ـــ تصدع في الطيران ــ قصص قصيرة ــ عمان الأردن ــ 2006
18 ـــ مرآة التأمل (Speil meditasjon ) تموز 2013 مجموعة شعرية ترجمت إلى اللغة النرويجية وطبعت من قبل المكتب الثقافي في النرويج
19 ـــ همٌ علمني شراكة الأسى ــ شعر ــ القاهرة / مصر ـــ أواخر 2016
20 ـــ متاهات.. الخروج من الشرنقة ــ رواية ــ القاهرة/ مصر ـــ 12 / 2016


122
 
أعلان

تقيم رابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد والجمعية المندائية في ستوكهولم أمسية للكاتب علي بداي بعنوان (أختناق المثقف العراقي) مع موجز لكتبه وتوقيع رواية (أسرار عائلية) وذلك يوم 2019-8-4 وفي تمام الساعة الخامسة عصرا . تقام الفعالية في مقر الجمعية المندائية .        العنوان -       
Jämtlandsgatan 151 A
162 60 Vällingby   


123
في احتفالية الذكرى الخمسين لاستشهاد الرفيق ستار خضير صگر الحيدر
أستذكار لجميع شهداء الحزب والوطن

محمد الكحط -لوند-
لم يكن حفلاً عادياً، بل مهرجاناً للنضال وأستذكاراً لتلك التضحيات المجيدة، فأحياء الذكرى الخمسين لاستشهاد الرفيق الخالد البطل ستار خضير صگر الحيدر، كانت بحق مهرجاناً جماهيرياً كبيراً، فهذه الفعالية التي أقامتها عائلة الشهيد ستار خضير مع منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، في مدينة لوند Lund جنوب السويد يوم السبت ٢٩ حزيران، والتي حضرها جمهور غفير من الشيوعيين والديمقراطيين والأدباء والفنانين وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني من داخل السويد وخارجه ومن العراق ودول عدة، كان مهرجاناً  سياسياً وثقافياً، فتضمنت ألأحتفالية مساهمات من فرقة ينابيع المسرحية وعدد من الشعراء المعروفين، إضافة لعرض فلمين عن الشهيد ومعرض فن تشكيلي ساهم به نخبة من الفنانين، إحياء لهذه الذكرى المجيدة واستذكار لمأثرة أستشهاد رفيق قدم كل ما يملك لخدمة الشعب والوطن، ومن أجل المبادئ التي نذر حياته لها، فنال الشهادة وهو في عز عطائه الثوري بعد أن قدم أجمل صور التحدي والشجاعة والصمود والعطاء.
 

بدأت الفعالية بالترحيب من قبل عريفي الحفل الرفيق صلاح الصكر والسيدة زهور بابل، بجميع الحضور وبعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق جاسم اللبان، وتم  دعوة الجميع للوقوف حداداً على أرواح جميع شهداء الحزب والوطن، ومن ثم تم عزف النشيدين الوطني والأممي، وبكلمات مفعمة بروح النضال قدم الرفيق صلاح الصكر للفعالية
بعدها بدأت الفقرات تتوالى وكانت أولى الكلمات لعائلة الشهيد ستار خضير والتي ألقتها أبنته منى ستار خضير ومما جاء فيها: (( .... قبل خمسين عامآ فقد الشعب العراقي والحركة الوطنية وعائلة آل الحيـدر احد ابنائها الابرار، الذي نذر نفسه للدفاع عن حقوق طبقات الشعب المهضومة والشغيلة منهم خاصة على خطى من سبقوه من ابناء العائلة. ولد الشهيد ستار خضير عام 1929 في ناحية الكحلاء الغافية على ضفاف الاهـوار.. في اول شبابه ولنشاطه وشخصيته المتميزة وصفه احد السياسيين وقتها بـ " رجـولـة مبكرة وعـقـل نيــر". كان طالبآ نشيطآ ومجتهدآ، انهى دراسته الابتدائية في الكحلاء، والثانوية في مركز العمارة حيث كان مسؤول الطلبة والمدافع الامين عنهم، تشرف بقيادة احدى المظاهرات الكبيرة في مدينة العمارة في وثبة كانون الثاني عام 1948 ، في عام 1950 تخرج من الاعدادية وعمل معلمآ في قرى ناحية الكحلاء ، نقـل الى بغداد وعمل معلمآ في ابو غريب، التحق بمعهد العالي للمعلمين في 1952، سجن لمدة سنة ونصف في الكوت لاشتراكه في انتفاضة تشرين عام 1952 بعد اطلاق سراحه عاد للكحلاء وعمل صاحب محل للقرطاسية والمواد الغذائية . ولنشاطه في تنظيميات الشباب والعمال والفلاحين والمرأة وانصار السلام اعتقل عام 1954 وحكم عليه بثلاث سنوات وسفر الى سجن بعقوبه، ثم ابعد منفيآ الى قضاء بدرة لمدة سنة قبل ان يطلق سراحه.. وبعد ثورة 14 تموز المجيدة عمل في تنظيمات الحزب في بغداد، وفي عام 1959 تزوج من ابنة عمه ورزق منها بأربع بنات .. وفي عام 1960 كلف بمهام حزبية في الموصل على أثر فشل حركة الشواف وحملة الاغتيالات التي رافقتها، بعد نجاحه بالموصل اسند له الحزب قيادة كركوك حيث بقى هناك لغاية انقلاب 1963 وقد ابلى بلاءً حسنآ ..، في عام 1965 كلف بمهام حزبية في الاشراف على انصـار الحزب  في جبال كردستان، ولصلابته وشجاعته ونجاحه في مهماته الحزبية في كردستان تشرف بمهام مسؤولية الخط العسكري للحزب.. وفي عام 1966 عاد الى بغداد للعمل في تنظيمات الحزب وانتخب عضوآ في اللجنة المركزية ليكرس ما تبقى من حياته لخدمة الحزب ومبادئه السامية وحتى لحظة استشهاده في حزيران 1969 ، ليلتحق بكوكبة شهداء الحزب والوطن. كان البطل ستار خضير ابنآ بارآ لعائلته الكبيرة ال الحيدر وعائلته الصغيرة / زوجتـه وبناتـه، كما كان بـارآ لحزبه وشعبه.. ولـم تكن عائلته بمنئى عن المضايقات والقلق بسبب خصوصية العمل الحزبي السري، ثم ذاقـت الامريـن بعـد استشهـاده، مما دفع عائلته للهجرة الى خارج العراق.
الحضور الكريم: بطـل شجـاع هذه هي سيرته الذاتية الا يستحق ان نحتفـل بيـوم ميلاده ويوم استشهاده، لقـد كان الشهيد سـتار شـيوعـيآ صلبـآ ، فارسآ شجاعـآ مهابـآ ، فيه كل مواصفات القائد الشيوعي المتمرس والمتميز .. ترجل عن صهوته مكرهآ لا خائفـآ أئـر الجراح العميقة التي اصابته من رصاصات الغـدر والخيانة على ايدى عصابات البعـثـفاشية واعتلى مع النجوم يضيء درب الحريـة مع رفـاقه من الشهداء .. واليوم نحتفل معكم ايها الحضور الكرام بالذكرى الـ 50 لاستشهاد ابن الوطن ستار وبنفس الوقت نضيء له الشموع بذكرى ميلاده الـ 90 التسعون وكلنـا فخرآ واعتزاز.
تحيـة تملؤها المحبة والافتخار بكل شهيد قدم روحه وسالت دماؤه على تراب الوطن نـذرآ لقضايا الشعب العادلة، اليوم الوطن ينحني اجلالآ لارواح ابطاله من الشهداء .. ان الامة التي تنسى شهدائها في ايام ولادتهم واستشهادهم لا تستحق الحياة ، أن التضحية لحـد الشهادة في سبيل المبادئ السامية للانسانية وتوفير العيش الكريم لابناء الوطن هي خلـود لارواح هؤلاء الشهداء .. من يجعـل من جسده جسرآ ليعبر الاخرون الى درب الحرية، وينيـر الدرب لرفاقـه ان حـل ظـلام الجـور والاضطهـاد  يستحق منا ان ننحني له احترامـا واجـلالآ، نعـيـد سـيرتـه ونعـيش ذكـراه ..سـلام على روحك الطاهره ابن العائلة البـار عزيزنـا ستار .. وسلام على الارواح الطاهـرة لشهداء العائلـة الذين ساروا على خطى سـتار وحزبـه المقـدام / نـافـع عبدالرزاق، هيثـم ناصـر  وسـمير جبـار، سـلام على ارواح شهداد الحزب والوطن اجمعين)).
وكان لقيادة الحزب كلمتها لهذا الشهيد البطل ستار خضير ألقاها عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق محمد جاسم اللبان، نقتطف منها ما يلي: ((نحتفي اليوم برمزٍ متألق دائماً من رموز حزبنا الشيوعي العراقي، وعلم من أعلامه الخفاقة في ربوع عراقنا الحبيب، وفي ضمائر وقلوب كل الوطنيين والتقدميين العراقيين، انه المناضل الجسور المعروف بصلابته المبدأية والشيوعي الذي لا يلين مهما كانت الصعوبات والتحديات، ومهما أدلهمت الخطوب وعوت الذئاب في صحاري العراق، الرفيق الباسل حد الشهادة ستار خضير...إنه أحد أبطال حزبنا الأفذاذ الذي يصح أن نطلق عليه بفخر وإعتزاز "أيقونة الحزب" والتي سيظل إشعاعها الفكري والنضالي والسلوكي ملهماً، لكل الذين يغذون الخطى لملاقاة الشمس وسط ظلام القرون .....وتواصل الكلمة ....وقد أنفرد البعث وأجهزته القمعية، بأتباع أساليب لم تكن في متناول الأنظمة الرجعية والدكتاتورية التي سبقته، فأبتكروا نظرية تأطير المجتمع، وتعني في التطبيق العملي تحويل الناس جميعاً وحتى الأطفال الى وشاة بحق عوائلهم وأصدقائهم ومعارفهم، فكانت البداية لإنهيار المنظومة الاجتماعية والأخلاقية الرصينة التي عرف بها المجتمع العراقي، وصارت مدخلاً لكلِ أساليبهم الجهنمية التي باتت معروفة للقاصي والداني. ومن بين تلك الأساليب الدنيئة، وأشدها خطورة في محاربة حزبنا الشيوعي العراقي هو العمل الدؤوب لإفراغه من كوادره المجربة، وذات التاريح النضالي المشرف والخبرة التنظيمية والسياسية المتميزة، القادرين على إعادة بناء منظمات الحزب عندما ينجح العدو في تحطيمها أو أضعافها، بأستهدافهم هذه الكوادر قبل غيرها، لأنهم يعتبرونها الخطر الحقيقي على حزبهم وتجربتهم المريضة. ولذلك أغتالوا مبكراً الشهداء ستار خضير ومحمد الخضري وشاكر محمود والشيخين حسين ومعروف البرزنجي وعزيز حميد والعشرات من خيرة الكوادر الحزبية، أملاً منهم في تحجيم دور الحزب الشيوعي والقضاء عليه لاحقاً، لكن فألهم السيء خاب، كما خاب فأل من عادى الحزب الشيوعي وفكره النير.....)).
وفي فقرة خاصة تم عرض فلم عبارة عن شهادات من ذلك الزمان تحدث فيه العديد من المناضلات والمناضلين الذين عايشوا حياة الشهيد النضالية.
بعدها قدم القاضي زهير كاظم عبود مطالعة قانونية عن استشهاد البطل ستار خضير بعنوان استشهاد ستار خضير من وجهة قانونية: هذا نصها ((في خضم ألأحداث التي تزامنت مع مجيء سلطة انقلاب 17-30تموز 1968 واتخاذ رؤوس السلطة منهج يليق بأبناء الشوارع والشقاوات وسقط الناس من الذين يفتقدون للخلق وألاخلاق والقيم في تصفية الخصوم السياسيين، بالنظر للحذر الذي اتخذته القوى السياسية من سلطة ألانقلاب ولمعرفتها بالانحطاط  السياسي وألأجتماعي للأسماء التي نجحت في ألاستيلاء على السلطة، فقد عمد صدام الذي كان يرأس منظمة حنين ألإرهابية ومكتب العلاقات العامة، الجهاز الذي يتخذ من هذا ألاسم ستارا في تصفية واغتيال عدد من السياسيين العراقيين المناوئين للبعث بطريقة تمثيلية وغادرة، ومحاولة إضفاء نوع من القصص الملفقة والرخيصة التي لم تستطع السلطة أن تمررها على عقول العراقيين لأبعاد الشك عنها.
 عصر يوم 23/6/1969 وبعد خروج (الشهيد ستار خضير) من بيت في حي المعلمين المتفرع من شارع فلسطين، توجه الشهيد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الى موقف سيارات مصلحة نقل الركاب للعودة الى أهله، وأثناء انتظاره باص المصلحة تقدم باتجاهه شخصان أحدهما يحمل رشاشة والآخر مسدسا وقبل الوصول الى مكان الشهيد بعدة أمتار أطلق ألاثنان من سلاحيهما سوية فأصيب بعدة اطلاقات متنوعة  في بطنه غير أنه استطاع أن يركض باتجاههم ويمسك بأحدهم وأسقطه أرضا بعد أن سقط معه ثم استطاع الوقوف رغم جراحاته لكن القاتل ألآخر عاجله بأطلاقة أخرى من مسدسه أصابته في رجله أعاقته عن التقدم بالنظر للنزف الشديد وألم ألإصابات، تنادى أحدهم على الثاني بقوله (اتركه م !!)وكان هذا الشخص يرتدي بنطلون سرج رصاصي وقميص أبيض وقد بقيت آثار أظافر الشهيد مطبوعة فوق وجهه وعلى رقبته قبل أن يسقط أرضا ، وهو ينادي الناس الواقفين في موقف باص المصلحة  بأنه ستار خضير وهو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وطلب إسعافه ثم غاب عن الوعي. نقل المصاب الى المستشفى حيث عالجه الدكتور محمد صالح سميسم الذي كان طبيبا مقيما وشارك في إسعافه الدكتور نوري فتاح باشا، وقاما سوية بأجراء العملية بعد أن تم إيقاف النزيف واستئصال قسم من ألأمعاء المصابة بطلق ناري، واستخراج الطلق الأخر من رجله ثم أخرج  ليلا من غرفة العمليات.
 قام جهاز ألأمن باعتقال عم الشهيد ياسر صكر وشقيقيه جبار خضير الصكر وقيس خضير الصكر حيث باتوا ليلتهم موقوفين في مركز شرطة القناة ومن ثم تم اخلاء سبيلهم صباحا. أفاق الشهيد من تأثير المخدر والعملية وأستطاع أن يتحدث لأهله وأخوته وسرد لهم بشكل تفصيلي ما حدث له بدقة وتفصيل يفيد التحقيق، وحضر الى غرفة الشهيد شخصان ادعوا أنهم حكام تحقيق وسألوه تفصيليا عن القضية وبعد أن شرح لهم ذلك سألوه عما إذا لم يزل  يعمل في الحزب فأكد لهم أنه كادر من كوادر الحزب. 
غادر ألاثنان دون اتخاذ أي إجراء معين. وفي اليوم التالي تدهورت صحة الشهيد وبدأت أعراض التسمم تطغي،  وراجعه الطبيبان مهدي مرتضى وفاضل الطائي، وفي اليوم الثالث تدهورت صحته أكثر أثر التسمم الذي بدأ يسري في جسمه، ولما أصبحت  حالته ميئوسا منها وأنه ميت لامحال حاول الطبيب محمد صالح سميسم أن يقدم له ما يستطيع من عوامل ألإنقاذ والمساعدة بالتنفس ألاصطناعي والضغط على القلب دون جدوى فقد رحل الشهيد في اليوم الخامس 28/6/1969 متأثرا بإصاباته القاتلة ولم تستطع المعالجة الطبية إنقاذ حياته. وبعد أن قام حاكم التحقيق المختص تدوين أقوال المدعين بالحق الشخصي والذين طلبوا الشكوى ومعرفة الجناة، وبعد فترة من ورود التقرير التشريحي لجثة الشهيد ستار خضير قرر قاضي التحقيق غلق التحقيق لمجهولية الفاعل.
كان يقتضي على حاكم التحقيق أن يستثمر أسم أحد المتهمين في البحث والتقصي بألأضافة الى استدعاء الشخص.....الذي كان الشهيد ستار خضير قد غادره وتم التصدي له  بعد ذلك من قبل القتلة بأسلحتهم النارية، وكأنهم كانوا  يعرفون بموعد اللقاء، بألأضافة انه يتوجب على حاكم التحقيق أن يستفسر من مركز الشرطة معرفة أسماء المواطنين الذين كانوا بانتظار باص المصلحة ومن بين أهل المنطقة، ليقوموا بتشخيص القتلة وألأدلاء بأية معلومات تفيد التحقيق،  إذ ليس من المعقول أن أحدا لم يكن قد لمح أو شاهد الجناة وكيفية انسحابهم من ساحة الجريمة، بألأضافة الى ضرورة استجواب ضابط الشرطة (المحقق حينها في مركز شرطة القناة) عن تفاصيل القضية وعن الأمور التي تم التستر عليها، وعن أصل ألأوراق التحقيقية وما تم تدوينه في السجلات اليومية لمركز الشرطة أو في السجلات ألإحصائية التي تقوم بها مديرية الشرطة العامة ووزارة الداخلية. وكان على حاكم التحقيق أن يتمعن في الدافع ألأساس لارتكاب الجريمة، فالرجل كان عضو لجنة مركزية في الحزب الشيوعي العراقي وكادر من كوادر العمل السياسي مما يقتضي أن يكون القتل بدوافع سياسية حيث لم تكن للشهيد عداوات عشائرية أو شخصية، وقد تركزت المعلومات التي تشير الى المدعوا أبو جلال الصحفي البعثي المرتبط بجهاز أمن صدام.
إن غلق التحقيق من قبل حاكم التحقيق (قاضي التحقيق لاحقا) لمجهولية الفاعل لا يعني غلق التحقيق بشكل دائم إنما يتم الغلق بشكل مؤقت وفقا للفقرة ج من المادة 130 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، فإذا ما ظهرت أدلة جديدة وظروف تستدعي فتح التحقيقات يقرر قاضي التحقيق البدء بفتح التحقيق مجددا.هذا من جانب ومن جانب آخر فأن عائقا سياسيا قويا مانعا من ألاستمرار في التقاط  ألأدلة ومتابعة القرائن من قبل المدعين بالحق الشخصي أو من قبل الحزب الشيوعي نفسه الذي تعرض للمطاردة والتصفية  وألأرهاب طيلة السنوات الطويلة الماضية. وطيلة الفترة التي أعقبت استشهاد ستار خضير سيطرت نفس الجهة (سلطة صدام) المتهمة بقتله  على السلطة فأصبحت في منأى عن المسائلة القانونية، كما لم يكن بأمكان المدعين بالحق الشخصي أن يطلبوا فتح التحقيق مجددا لأي سبب كان بالنظر لكون القضية حفظت في ملفات ألأمن العامة ولا يوجد لها أساس في أضابير وملفات التحقيق الخاص بالشرطة،  كما كان على قاضي التحقيق أن يستوضح من الجهات ألأمنية والجهة المشرفة على ملفات ألأمن  أن تميط اللثام عن تفاصيل قضية استشهاد الشهيد ستار خضير والشهيد محمد الخضري والشهيد شاكر محمود وجميعهم من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وتمت تصفيتهم بنفس الفترة وبطرق مختلفة لكنها صادرة من جهة  متهمة واحدة. إن على الجهة التحقيقية المشرفة على ملفات ألأمن أن تفيد التحقيق بمن كان يدعى (م) ومن ضباط أو مفوضي أو مرتبات أمن بغداد أو ألأجهزة ألأمنية والمخابراتية ألأخرى واستجواب من ترى ضرورة استجوابه وصولا الى الحقيقة وكشف تفاصيل هذه الجرائم التي تسترت عليها السلطة الصدامية. على ألادعاء العام كممثل للحق العام أن يبادر بتحريك الشكوى ومتابعة التحقيق لإزالة الملابسات والغموض الذي تخلله بالنظر للظروف السياسية وألأمنية التي كانت تبسطها السلطة على جميع ألأجهزة ألأمنية، كما ينبغي على قيادة الحزب الشيوعي وعائلة الشهيد المطالبة بتحريك هذه الشكوى والكشف عن الجناة ألأداة الطيعة والرخيصة التي يوظفها الجلاد في اغتيال الرموز العراقية وكوادر الحركات السياسية كما تطالب عائلة الشهيد بالتعويض المادي والأدبي لفقدانها رب أسرتها ومعيلها طيلة هذه الفترة.
اليوم نحن مطالبين جميعا أن نتوصل الى حقائق تلك الجرائم وأن نعيد البحث عن الأدلة والقرائن، الجريمة في القانون العراقي لا تتقادم ولا تسقط، وأن انتهى رأس السلطة فثمة أدوات وجلادين صغار مارسوا القتل والتعذيب لم تزل طليقة ولم يطالها القانون، أرواح الشهداء تطالبكم بالكشف عن القتلة، وليس هناك أخس وأحقر من قاتل مكلف بأسكات رأي أو معتقد أو فكر. نقف أجلالا للشهيد الخالد ستار خضير ولكل شهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية في العراق)).
وكان للشعر الثوري مكانه في هكذا فعالية، وقد حضر العديد من الشعراء ليقدموا قصائد خصيصاً للفعالية، وأولهم الشاعر رياض النعماني بمصاحبة الفنان عدنان سبتي بالعزف على العود، ومن القصائد التي قدمها: ((قصيدة عن بغداد تأثر لها الجمهور: «بغداد متموت/ مثل النخل والنجم والعشك متموت/ مثل الله متموت
مثل الفرات/ بكل مسامه يفوت/ بغداد عزنه/ شلون عزنه يموت».
أما الشاعر الدكتور صلاح السام فقد ألهب الحضور بقصائد حماسية تفاعل معها الجمهور منها القصيدة التالية: ((يا شدة الورد....  يا شدة الورد ياغرساً نحنُ لهُ...يافخر أهلي وياعطر الرياحينِ/ أبا بسيمٍ أيا نجماً ويا ألقا...وعالي الشأن في كل الميادينِ/  يا أبن العراقِ وأنتَ الفخرُ أجمعهُ...وأنَّ حبكَ يجري في الشرايينِ/ أقتادوكَ للموتِ بئساً  للذي صنعوا...يخسى الطغاةُ من سفلٍ ومن دونِ/ يا آل حيدرَ قد جاء العطاءُ بكم...تقدموا النذرَ من حينٍ الى حينٍ/ قد جئتكَ اليوم يا ستار منتحباً...ما عادَ في موطني بيتٌ ليأويني/ فالقتلُ والموتُ قد أضحى يطاردنا...بكاتمِ الصوتِ أو في نصلِ سكينِ/.......))، أما قصيدته الثانية فقد تغنت بالحزب ونضالاته ((قلبتُ أوراقاً قد إصفرَ لونها...فالدهرُ ولى والزمانُ تعدا/ فأعوامٌ خلت سودٌ عجافٌ...وكنت أريدها زهواً ووردا/ وأبدأ من عراقٍ يشكو جرحاً...متى يلتامُ بل والآن ندّى/ ألا تباً لكلِ يدٍ وفردٍ...أهانَ كيانه وله تصدى/ في بعث الحروب وبعث شؤمٍ...جعلت بلادنا للغربِ عبدا/ لقد أوحى الأباة الى كريمٍ...بتضييقِ الخناقِ وأن يشدا/ فوا أسفاً فقد أرخاهُ حبلاً...فلم ينج من الإرهابِ فردا/ ففي رمضان قد قادوا إنقلاباً...فكانَ الدمُ طوفاناً ومدا/ لو أنَّ المبتغى منهم يزيداً...بديلاً يصطلى بالنارِ زيدا/ سلامٌ قادَ حزبهُ في تحدٍ...ليكون درسئة ويكون سدا/ لقد كان الشيوعيون دوماً...على التخلفِ زمجرةً ورعدا/ وكان المجرمون بلا ضميرِ...فلم يجنِ كريم القومِ لحدا/ قد أقتيد النساءُ بلا رداءٍ...وما فعلوا جبين المرء يندى/ ومرَّ الحزب في ظرفٍ عصيبٍ...ونحسبُ كل شيءٍ قد تردى/ فهل تُجدي الملامة بعد لأيِ...وما نفع الأدام اذا تبدى/ وكان علينا أن نرضى بحيفٍ...ونقبل منهم ماكان بدا/ وجاءت جبهةُ فيها خنوعٍ...وخان البعث ما كتبوه عهدا/ وكنا كلما نزداد قرباً...وجدنا نفسنا نزداد بعدا/ أذلونا ونحنُ أباة شعبٍ...ثعالب حزبهم تصطادُ أسدا/ فقتلٌ واغتيال في تمادٍ...ولم يوقفهم في العنفِ حدا/ وفي التعذيب قد قتلوا فهوداً...وقد ذعروا ليبصروا ألف فهدا/ فهم جُبلوا على الإرهابِ دوماً...وزادوا حقدهم قيحاً وحقدا/ لقد كان الشيوعيون سيفاً...على الإرهابِ لا يحويه غمدا/ وان الحزب للأجيالِ نورٌ...أستنار بفكرهِ عرباً وكردا/ يقضُّ مضاجع الأوغاد دوماً...ويحسب في الحساب إذا تحدى/ وفي سوحِ النضال لهُ سجلٌ...وفي الوثبات عقداً أثر عقدا/ مشينا للصعاب وفي سباقٍ...ومازلنا لأجلِ الشعب جندا/ وفي العمل المرير لنا دروسٌ...لنشمخ عالياً فكراً ومجدا/ لقد كنت المهيب وسوف تبقى...تخوض غمارها حراً وبردا/ ليهنأ شعبنا حراً سعيداً...وينبذ للورى سجناً وقيداً/ فدمتم للعراق دعاة حقٍ...ويبقى الحزب مدرسة ومهدا/ وللشهداء منا أنحناءٌ...وباقاتٌ من الأزهارِ تُهدى)).
وكان للشاعر والاعلامي فالح حسون الدراجي حضوره أيضاً وقدم قصيدة جديدة عن الشهيد والشهداء، تأثر الحضور بكلماتها المفعمة بروح العطاء للشهداء. ((إذا مات النهر
المقدمة.. كانت السلطات البعثية تعرف تماماً من هو ستار خضير(أبو مي).. فهو ليس مجرد قائد شيوعي ومسؤول الخط العسكري في الحزب فحسب، إنما كان مشروع ثورة وقائد ثوري، لذلك سعت بكل طاقتها لتصفيته والتخلص منه !!
عثر جدم الزمان وطاح والد مَي ..
    عمت عين الزمان إشعثر من عثره
إنكسر ضلع التحدي بموت والد مَي
            خمس عقود محَّد جبَّر الكسره
خمس عقود نآكل من لحمنه الحي
            وحدر جلودنا مورثة ألف جمره
عثر جدم الزمان وضاع أجمل شَي
               لَهذا اليوم محَّد ناقش العثره :
لماذا وليش وشلون الحصل والصار
               أنه بگلبي بلاوي وأسئلة خطره
سؤال يجِّر سؤال ونار تحرگ نار
                وأمَّر من المنايا الأجوبة المُرَّه
إذا طاح الجبل معناها صاير شَي
               لو ثمة خلل .. لو بالجبل ثغره
وإذا مات النهر، موش العتب ع المُي
       العتب كل العتب ع الما حمه نهره
چذب عين الشمس يكسر رمحها الفي
              إذا عين الشمس متنمرَّةوحمره
د حط كل الظلام اگبال برگة ضَي
       وشوف شلون يشِّرد من تجي الگمره
إذا تقصير حاصل لازم إنقر بيه
                  والمقصِّر وجوباً لازم أنقصرَّه
ما أشك بالحزب هذا حزب خيون
           أخوي الماتت أمي وما لگت گبره
ما أشك بالحزب هذا حزب هندال
          لَهذا اليوم باسمه إتفاخر البصره
ما أشك بالحزب هذا حزب وضاح
               ميِّت، والأعادي تخاف تتذكره
ما أشك بالحزب هذا حزب بشار
            وأتحدَّه النخل لو يوصل لصدره
ما أشك بالحزب هذا حزب شمران
                  إمام الصراحة وسيَّد الفكره
ما أشك بالحزب هذا حزب طوفان
            أبو ليلى الصبُر يتنومس بصبره
ما أشك بالحزب هذا حزب جاويد
            حزب تلو وسلام وخالد وذكرى
ما أشك بالگمر هذا گمر فريال
            وأنسام وعميدة وعايدة وبشرى
ما أشك بالشمس هذي شمس إكرام
               وجواد العطية ومتي أبو سمره
ما أشك بالحزب هذا حزب توماس
         أطهر من حليب الزاچية الحرَّه
أشكن؟
أشكن بيَّه آني وما أشكن بيه
             ورد آذار ياهو إيشكك إبعطره ؟؟
مطر تشرين ما يحتاج أي برهان
            مثل ريحة العنبر ريحة المطره
هم هيچ الحزب وأكثر بعد تلگاه
         مواسم للفرح وأعياد للخضرة
ما أشك بالحزب هذا حزب الانصار
              من دم النصير إتشع الف زهره
لا تسأل بشر خاف البشر تنحاز
              روح لهندرين وإسأل الصخره
مو بس الجبل يحچيلك إعله الصار
       بأهوار الغموگة تشوف الف ذكرى
تفگ خالد وأمين لهسَّه محتَّرات
        وابو محيسن علم خفاك بالشطره
ما أچذب عليك وداعتك مشتاگ
             مثل شوگ البنات لفرحة الزهره
وما أچذب عليك وداعتك عطشان
             يرويني ودادك وأشيع بنظره
وما أضُمَّن عليك وداعتك تعبان
            أريد إبفيك أغفه وأنته فَي شجره
يا أمي وأبوي واهلي والخلان
             ياگمرة حياتي وأحلى كل گمره
مرات الكسر يثگل على المكسور
              والمكسور ما يتحمل آلكسره
ومرات الظنون تلوج وسط الروح
             لچن گلبي عفيف ويسِّتر العشره
   ثلثين العمر خلصته شوگ وياك
           وما أريد بتوالي اسنينه أندمرَّه ؟
ما أغير هواك ولا أغير الشوگ
         ألف موته أموت وشوگي ما أغيره
يا طعم الثمالة وأحلى ما بالكاس
            نخب حبك أشربه وأختم السهره
جنت بأول ربيعي .. وأزغر من الطير
           گلت هذا الكلام ولسَّه أنه أتذكرَّه
لو ستار ما طايح هذاك اليوم
              چا فوگ الشمس راياتنا الحمره
ولو ستار ما طايح هذا اليوم
              چان الليل ناصي وعالية الگمره
ولو ستار ماطايح هذاك اليوم
جان أحله المدن بالعالم الثوره
ولو ستار ما طايح هذاك اليوم
               چا روما العمارة ولندن البصره
ولو ستار ما طايح هذاك اليوم
         چا نخل السماوة أتطرَّه ألف سمره
ولو ستار ما طايح هذاك اليوم
          چا هسَّه الرمادي أورود مو صحره
وجان الموصل اجمل من صباح الخير
وأجنحة الفرح بديالى منتشره
ولو ستار ما طايح هذاك اليوم
               ما شفنه حروب ونار مستعره
ولا شفنه منافي وليل الولايات
         وعلى أبواب اللجوء آلاف منتظره
ولو ستار ما طايح هذاك اليوم
             چا ماكو فقير ولا بقت فقره
وچا اربيل ترگص چوبي وي ميسان
          وبدهوك العزيزة تصِّيف البصره
وچا بغداد كعبة وقبلة للأحرار
               وكلمن زارها تنوله الف عُمرة
وچا بابل أنيقة وأحلى من العيد
               وسامرَّه لمجدها تعود سامره 
وچا واسط قصيدة بشفة الأنبار
         وأبو الطيب عليها يبث عبق شعره
وچا وادي السلام أگبوره مو مليون
           بل مليون نخلة وزنبقة وشجرة
وچا هور الچبايش أحلى ما بالكون
            لوحة من الخيال الفاتن بسحره
لكن للأسف طاح الگمر مغدور
              والتاريخ حافظ ملحمة غدره
طفه غفله النهار وضاع سِّر الليل
               وهاي اسنين محَّد گادر يدوره
إنكسر ضلع التحدي بموت والد مَي
                ولهذا السبب ما صارت الثورة))

وكان للفن التشكيلي حضور في مدخل قاعة الحفل، حيث ساهم الفنانون التشكيليون، عماد الطائي، كاظم الداخل، سلام غريب، يوسف عكار، نوري عواد أبو رشا، قاسم الساعدي، أمين عبد الله، ستار عناد، بالاضافة الى معرض لصور الشهيد وبعض الشهداء.
وللغناء مكانته فكانت الأغاني الثورية التي تتغنى بالشهداء ((مرلي مرلي مرلي بشمع زفتك مرلي...))، حيث ساهم العديد من الفنانات والفنانين في الغناء وكذلك تم مساهمة الفنان طالب غالي بتلحين أغنية من كلمات الشاعر فالح حسون الدراجي بعنوان "خمسين عاماً" نالت أعجاب الحضور.
أما فرقة ينابيع المسرحية فكانت لها مساهمة جادة ومهمة وهي مسرحية من تأليف آشتي، - تمثيل وأخراج سلام الصكر ألأدارة المسرحية صلاح الصكر وتنفيذ الموسيقى روزا سلام، وكتقديم للمسرحية قرأت كلمات الاستاذ سعيد غازي الأميري التالية: ((((يدٌ متمرِّسة بالرذيلة، تتقن التقاط الأوامر والفتات معاً، ضغطٌ على الزناد رصاصةٌ وحشيَّةٌ، تلتها الثانية والثالثة، استقرَّتْ بغدر مسبق بجسد ستار خضير، الحالم بوطن حرّ وشعبٍ سعيد، أُوصِلَ النبأ...، رئيس جهاز حنين، تملكته قهقهة صاخبة، أنعشت روحه الملتهبة، المُضاف لسِفر الحالمين طريح في مشفى عام...، يوصي بتكملة المسار ذووه، وبصمت المؤمنين، ألبسوه كفناً أبيضَ، معقوداً بهميان جسده يلامس الثرى، عند عقدة تشابك عروق النخيل المتشربة من شهد دجلة وعذب الفرات.
حبلُ الظلم، معقود، بعد أربعة وثلاثين عاماً...رئيس جهاز حنين (مسحولا) من جحور الضواري، مرتعداً، فاغراً فاه، يتوسل طبيباً أمريكيّاً الرأفة والغفران، دفق الضياء ممدود
خمسون عاماً مَرَّت، يوبيلا ذهبياً لستار خضير يُحيي أهله وأنصاره، والأحرار الحالمون بوطن حرٍّ وشعبٍ سعيد،...))، صفق الجمهور للمسرحية وللممثل والمخرج والمؤلف، فقد جسدت عظمة العطاء للشهيد.
وعودة للشعر حيث قدم الشاعر الشاب أحمد الثرواني قصائد وطنية جميلة، تبعته الشاعرة زهور بابل بقصيدة عن الشهيد البطل ستار خضير. ومن ثم قدم الأستاذ صلاح جبار عوفي أيضا قصائد نالت استحسان الحضور، منها مهداة لأم الشهيد الثانية أم صباح، كما وصلت مساهمة شعرية من الشاعر حمزة الحلفي مسجلة بصوته بعنوان "شبل الصكر ستار القضية"
أعقب هذه الفعاليات تقديم فلم عن الشهيد من اخراج عصام حسين وهو محطات نضالية عن الشهيد.
وفي فقرة خاصة تم تكريم كل المساهمين في الفعالية وكل من ساهم بأنجازها بدرع الذكرى الخمسين لأستشهاد الرفيق ستار خضير.
في الختام أحيت فرقة ينابيع للأغنية باكورة عملها، حيث قدمت عدة أغاني جميلة.
هذا وقد وصلت العديد من البرقيات الواردة لأحتفالية الذكرى الخمسين لأستشهاد المناضل ستار خضير منها برقيات من:
1 - منظمة الحزب الشيوعي العراقي في النروج
2 - الرابطة المندائية للثقافة والفنون
3 -  البرلمان الكردي الفيلي
4 - منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا
 5 - تجمع الكرد الفيليين الديمقراطيين في كوبنهاكن - الدنمارك
6 - فرقة مسرح الصداقة
7- حقوق ألأقليات  -
8- منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
9 - منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك
10 - التيار الديمقراطي ألجتماعي في النروح
11 - ألأستاذ باقر ابراهيم
12- اللجنة التنفيذية لرابطة ألأنصار الشيوعيين
13 - المجلس الصابئي المندائي في جنوب السويد وأوربا
 14 - منظمة الحزب الشيوعي العراقي في كندا
15 - رابطة المراه العراقية جنوب السويد مع باقة ورد
16 - منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا
17 - منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بلجيكا
18 - منظمة الحزب الشيوعي العراقي ي بريطانيا
 
صور من الفعالية
 

124
حصلنا على الدرجة العلمية ((أستاذ مساعد))‬

--
وأخيرا وبعد جهدٍ جهيد حصلنا على الدرجة العلمية ((أستاذ مساعد))، ولا يسعني هنا إلا تقديم خالص الشكر للأساتذة العاملين في الاكاديمية، وشكر خاص لرئيس الاكاديمية الأستاذ الدكتور وليد الحيالي الذي كان يشجعني دوما على الاستمرار في البحوث من أجل الترقية العلمية وكذلك لزملائي والأساتذة في كلية الاعلام والاتصال الاستاذ الدكتور كمال بديع الحاج والاستاذ الدكتور نعمان بكر وجميع الزملاء الآخرين، فبجهودهم المشتركة معي حققنا هذا الإنجاز، كما أشكر اللجنة العلمية في الأكاديمية التي منحتني اللقب هذا، وكلي أمل أن أكون دوما عند حسن ظنهم في المجال الأكاديمي.
كما أقدم هذا الإنجاز العلمي هدية لرفاق دربي وأهلي وأحبابي وأصدقائي وعائلتي، متمنياً لهم السعادة والتوفيق والنجاح
تحية من القلب للجميع
الاستاذ مساعد الدكتور محمد كحط عبيد الربيعي



125
ستوكهولم: فعالية  تضامنية للتيار الديمقراطي مع الحزب الشيوعي العراقي

 
طريق الشعب –ستوكهولم-
تصوير: علي البعاج


في مبادرة من تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في العاصمة السويدية ستوكهولم تم دعوة أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم لحفل تضامني مع الحزب الشيوعي العراقي يوم الأربعاء الموافق 19 حزيران 2019، الذي تعرضت بعض مقاره إلى أعتداءات سافرة من لدن عصابات متخلفة منفلته لا تؤمن بالديمقراطية، حضر الفعالية العديد من ممثلي منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية الناشطة في السويد.
 
 في بداية الفعالية رحب عريف الحفل الإعلامي سلام قاسم بالحضور بالقول: (نلتقي هذا اليوم في هذا الحفل. ومن خلال هذا التجمع، لندين الفعل الإرهابي على مقر الحزب الشيوعي العراقي، كونه يهدف الى اعتماد العنف، إضافة الى محاولة اخافة المناضلين الشيوعيين لمنعهم من ممارسة دورهم السياسي والجماهيري المعلن، متناسين ان سيرة الأبطال من مناضلي الحزب وهم يتحدون الطغاة وعلى مر المراحل، ذهب الطغاة وبقي حزب فهد خالدا...)، ثم وقف الجميع تحية للنشيد الوطني العراقي، بعدها الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحركة الوطنية والديمقراطية.
 
جاءت كلمة تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم القاها الفنان التشكيلي نبيل تومي ومما جاء فيها: ((بإدانة وشجب كبيرين تعلن تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم ادانتها وشجبها للأعمال العدوانية الغير مسؤولة التي طالت مقر الحزب الشيوعي العراقي في البصرة. نعلن تضامننا ووقوفنا صفا واحدا ضد اعمال العنف التي ينفذها خفافيش الظلام الحمقى والملثمين الذين لا يهمهم سوى خلط الأوراق وزرع الكراهية والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد. ونعلن ادانتنا بشدة لهذه الأعمال البربرية ونقف كليل متضامنين مع الحزب الشيوعي العراقي المناضل الذي كرس كل وجوده من أجل خدمة المصالح العليا للشعب والوطن والذود عن حقوق جميع أبنائه)، ثم كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد القاها الاستاذ جاسم هداد جاء فيها: (باسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، نقدم شكرنا وتقديرنا لحضوركم، وهو دليل تضامنكم مع حزبنا الشيوعي العراقي، ونتقدم بالشكر الجزيل الى تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم، لتنظيمها هذه الفعالية التضامنية .. ان هذه الأفعال الجبانة لا تشكل اعتداء على الحزب الشيوعي العراقي وحده، وانما هي انتهاك فظ للحياة الدستورية والممارسة الديمقراطية ومصادرة لهما ليحل محلها ما يجسد الفوضى ويصادر الحق في الإختلاف، ويفرض الآراء والمواقف بالعنف وبالتلويح بإستخدامه بدل الحوار والمحاججة السلميين والديمقراطيين، وبالتالي تهديد مجمل العملية السياسية والسلم الأهلي، وثلم هيبة الدولة ومؤسساتها والحلول محلها).
     
بعدها توالت الكلمات منها كلمة الجمعية السويدية العراقية القتها الدكتورة نوال الطائي، وكلمة رابطة المراة العراقية فرع السويد ستوكهولم القتها جميلة الخليلي جاء فيها: ( اننا في رابطة المرأة العراقية اذ نعرب عن استهجاننا واستنكارنا لهذه الهجمة المعادية لأبسط حقوق الإنسان في التعبير والتعددية، ونعلن عن تضامننا الكامل بوجه الأعمال الحاقدة التي تستهدف الحزب الشيوعي العراقي ودوره الفاعل في النضال السياسي والشعبي ضد المحاصصة الطائفية .. ونطالب الحكومة بتنفيذ ما تعهدت به في برنامجها وحصر السلاح بيد الدولة واتخاذ الإجراءات اللازمة بحماية الأحزاب المجازة رسميا بموجب القانون.)، أما 
كلمة شبكة التضامن في أمريكا الللاتينية (ريسوكال)، ألقاها السيد "فريدي راموس". والتي أكدت على التضامن مع الشعب العراقي، ومع الحزب الشيوعي العراقي في نضاله السلمي.
كذلك كانت هنالك كلمة للأحزاب الشيوعية في أمريكا اللاتينية، القاها "الياس كونزالو فيكا"، أشاد فيها بنضال الحزب الشيوعي العراقي، معلنا تضامن الأحزاب الشيوعية في أمريكا اللاتينية معه.
بعدها جاءت كلمة حزب الجبهة الفيلية القاها محمد نوري وجاء فيها: (ان قوى الظلام بمختلف تجلياتها لم تقرأ التاريخ بشكل صحيح ولم تتعلم من الذين سبقوهم والى أي مصير بائس كانت نهايتهم. ان محاولات الإسكات وحجب الحقيقة ومحاربة الأفكار النيرة بطرق ملتوية غير صحيحة والإعتداء على مقرات الحزب الشيوعي العراقي له دليل على افلاسهم وفشلهم. فمنذ ان رفع أعداء الشيوعية راية محاربة الأفكار الإنسانية النبيلة التي يحملها هذا الجيش من الفقراء والمعدمين والكادحين. سقطت أقنعتهم وانكشفت كل اساليبهم الشريرة. لهذا كانت حمامات الدم التي اقاموها لم ترهب الشيوعيين يوما ما في كل انحاء العالم)، ومن الضيوف القى الإستاذ  كمال علاوي، الموظف في منظمة العفو الدولية في السويد، وابدى تضامنه الشخصي مع الحزب الشيوعي العراقي واستنكاره للاعتداءات التي تقوم بها قوى الظلام).
وتضمنت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي وكلمة تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم تضامنا مع نضال الشعب السوداني البطل، والتضامن مع الحزب الشيوعي السوداني في نضاله من اجل سودان مدني يرفل بالسلام والإساقرار والعدالة الاجتماعية.
كما تم قراءة البيان الذي أصدرته تنسيقية التيار الديمقراطي تضامنا مع الشعب السوداني وثورته المظفرة.
وخلال الفعالية قدم الدكتور سعدي السعدي برنامج تنسيقية التيار في ستوكهولم للنصف الثاني من عام 2019.
كما وردت للحفل التضامني برقيات تضامنية من الإتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد، وجمعية بابيلون للثقافة والفنون، وفرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم.
وتخلل الحفل اغان للفنان فؤاد سالم وجعفر حسن.
في الختام شكر عريف الحفل الحضور بالقول: نكرر شكرنا لحضوركم وتضامنكم، ونأمل حضوركم في فعالياتنا القادمة، وحضوركم له الدور الكبير في نجاح برنامجنا.

126

بيان من
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم

علينا ان لا ننسى مجزرة سبايكر

تقع قاعدة سبايكر العسكرية في تكريت - العراق .. وتتضمن كلية للقوة الجوية .. هاجمها تنظيم داعش في 12 حزيران / يونيو 2014 .. حيث تم اعتقال اكثر من 1500 طالب من طلبة الكلية وقام بنقلهم واعدامهم .. وقدر عدد القتلى ب 1700 شخص.. وقعت المجزرة في مجمع القصور الرئاسية في تكريت.. بعد ان اوعز للطلبة انهم في اجازة وعليهم الذهاب الى بيوتهم بعد ان جردوا من اسلحتهم فكانوا لقمة سائغة لوحوش داعش..
وها هي السنة الخامسة تمر على هذه المجزرة التي تعد واحدة من اكثر المجازر وحشية في التاريخ المعاصر، المجزرة التي ادانها المجتمع الدولي ووصفت بأنها جريمة حرب ترتقي الى مستوى المأساة .. بينما كانت ردود الفعل الرسمي العراقي انذاك هزيلا لا يرتقي الى حجم الكارثة.. 
ولا زال المجرمون الحقيقيون طلقاء، ولازال مسببي هذه المجزرة يعيشون بنعيم دون اي حساب..
إن لدماء الضحايا فم يصرخ بوجه القتلة يومياً الى حين يوم القصاص..
واذا كان ملف سبايكر بكل تفاصيله بيد القضاء الذي لا يستطيع تحريك ساكن امام عمالقة الارهاب وميليشياته فان التاريخ سيعري جميع الفاسدين..
سلاماً لأرواح شبابنا شهداء سبايكر .. انهم سيبقون رمزاً يحاكم تحته كل اباطرة الجريمة في العالم..
وشعبنا لازال حياً رغم محاولات الخونة وتآمر الدول الاجنبية على مستقبله، وسيثأر لكم عاجلا ام آجلاً..
يحيا العراق .. يحيا الشعب العراقي
الخزي والعار للقتلة والمرتزقة والخونة

والعراق يستحق الافضل

تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
ستوكهولم في 2019-06-12


127


إلى أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم المحترمين

تدعوكم تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في العاصمة السويدية ستوكهولم
إلى الحضور والمشاركة في حفلها التضامني مع الحزب الشيوعي العراقي الذي تعرضت بعض مقاره إلى أعتداءات سافرة من لدن عصابات متخلفة منفلته لا تؤمن بالديمقراطية، مستخدمة السلاح والقوة دون مبرر.

أهلا بكم جميعا يوم الأربعاء الموافق 19 حزيران الجاري
 الساعة السادسة مساء
 وذلك في مقر التيار الديمقراطي العراقي في شارهولمن

Äspholms vägen 15

العراق يستحق الأفضل

تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي


128
ندوة للدكتور رياض البلداوي في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم

برعاية الاتحاد الصابئي المندائي في السويد
تستضيف الجمعية المندائية في ستوكهولم وبالاشتراك مع منتدى الحوار الثقافي الديمقراطي العراقي في ستوكهولم واتحاد الكتاب العراقيين في السويد.
الدكتور رياض البلداوي
الأخصائي بعلم النفس عضو الجمعية الطبية السويدية ،في محاضرة وبحث بعنوان.

أزمة الطبقة الوسطى وأثرها في ترييف المدن / مثال العراق .
" الجزء الثاني "
تقام الندوة على قاعة الجمعية المندائية في منطقة فلنكَبي
مساء يوم السبت المصادف 08 / 06 / 2019
وبتمام الساعة السادسة والنصف حتى الثامنة والنصف مساءً

الدعوة عامة للجميع

129
فرشاتي ترسم الجمال.. نوري عواد في معرضه الشخصي الرابع

محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: بسام ناجي

تحت عنوان "فرشاتي ترسم الجمال" أقام الفنان نوري عواد حاتم (أبو رشا) معرضه التشكيلي الشخصي الرابع في الجمعية المندائية في ستوكهولم، يوم الجمعة 31 مايس 2019، وبحضور نوعي كبير من محبي الفن التشكيلي وأصدقاء الفنان.
 
 
رحبت الجمعية المندائية في ستوكهولم على لسان الأستاذ صلاح جبارعوفي بالجميع وبالفنان، وتحدث عن نشأة الفن عبر التاريخ ومن ثم معرفاُ بالفنان نوري عواد، وتطور عطائه الفني من معرضٍ لآخر، وتم إيقاد أربع شموع حمراء كونه المعرض الشخصي الرابع للفنان، بعدها تجول الجميع في أرجاء المعرض.
 
 
حوى المعرض 31 لوحة فنية (أكريلك)، وهي تعرض لأول مرة من قبل الفنان الذي لديه حوالي عشرين معرضا مشتركاً، بجانب معرضه الشخصي الرابع هذا، علما أنه لم يدرس الفن التشكيلي بل هو متخصص بالعلوم البايولوجية، ومارس الفن التشكيلي كهواية ومن ثم احتراف، نتلمس فعلاً الجمال في لوحاته التي تناولت مواضيع الحياة بكل مجالاتها، عكستها فرشاته بمهارة وخفة أعجبت الجميع من الحضور.
 
 
في اليوم التالي كرمت الجمعية الفنان بباقات الزهور والهدايا. الفنان نوري وهو في عقده السابع لازال يواصل عطاءه الفني بحرفية عالية وبجمالية خاصة تاركا بصماته التي تميزت بها أعماله، فترى الجمال في معظم لوحاته وكأنه يحكي قصيدة شعرية بأنامله المعطاءة.
نتمنى للفنان مزيداً من العطاء والصحة والسعادة الدائمة وهو يرفل محبيه بعطائه الفني.

 


130
أمسية أنصارية شعرية


محمد الكحط –ستوكهولم-

في أمسية أنصارية ثقافية هادئة أقامتها رابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد مساء 25 ايار 2019 في ستوكهولم، تخللها الشعر وحوارات الأنصار الحميمة وذكريات الأيام الحلوة الصعبة، كان فيها ضيفا الأمسية الشاعرين النصيرين كامل الركابي "أبو رعد" وعبد القادر البصري "أبو طالب"، حضرها جمع من الأنصار والضيوف.
 رحب رئيس الرابطة  عدنان هادي "أبو هدى" بالحضور ودعا الشاعرين لتقديم بعضهما البعض، فقام الركابي بتقديم ضيفه البصري بكلمات  من المحبة كون علاقتهما الطويلة التي كان محورها الشعر وصلبتها أيام النضال هناك ضد الدكتاتورية في كردستان، مشيراً لبصمته الخاصة في الكتابة، بعدها ألقى البصري للحضور العديد من قصائدة الحديثة والقديمة. 



 
منها هذه القصيدة:
((المكيدة
حذراً يدخلُ حانة العجائز
يرقبُ النادلةَ الشقراءَ
اذ تلمُ القناني الفارغة
وهو... مملوءٌ بالجعةِ والهموم
يعدُ خساراته واحدةً واحدة..
دون ضجيجٍ
يغادرُ المكان
لحظةَ تدقُ الكؤوسُ
لكن النادلةَ تقول:
كلبُ السيدةِ يعرفك
وحاسةُ شمِ العجوز قوية!
فيعودُ متملقاً:
يرفعُ نخبَ الكلب
والسيدة !))

وبعد استراحة قصيرة قدم البصري زميله وصديقه الشاعر الركابي مشيرا لأسلوبه الجميل ومداعباته الشعرية الرقيقة تاركاً له ليقدم بعض قصائده:
قدم كامل الركابي مجموعة من أشعاره وإضاءاته وومضاته الجميلة منها ما يلي:
((إطفاء
روحك طفت بالندى
مو بالمطر والماي
ها گد جمرها خفت
يطفه
ابنداوة نده
مو بالمطر والماي
هيّ بچت
من طفت
لو من طفت نادت:
يا نده طفيتني
من شفت جمري وضع راسه على المنقله ، حس بالتعب وانكمش من الانتظار ونام
والهوا بارد اجه شال الرماد ومشى وتعرّت الايام
وبان الزغر بالجمر
يكفي نده يطفيه
ليش المطر والماي ؟
يا نده
يشتاق الك
ورق الشجر والورد
والعشب
والاحلام
جفت على عيوني وخايف حلمها ينام
يشتاق لك
باب
منسي ب جفا الغياب
يشتاقلك
مستحي يضحك على روحه
من يلتمس معذره : عن بهجته وبوحه
اسرار
بس الخمر يكشفها : مفضوحه
يشتاقلك يا نده
الصبح من أتغيب
يتفقدك ناي
طفيتني يانده
وانا جمر مشتعل
بالندى مو بالماي)) !

((الصور  بعد ما تكتب على الوردة الجميلة
 ماتكتب على الشفه الخليله
ماتكتب على الخصر النحيل والميول
ابمشيه مرتخية وظليله
كمرة العين الأهداب الطويلة
ع الأساور والتراجي والحجول
بعد ما صارت سلاسل خيط ممشوق
وعلى الساق النحيلة لو على الروح
بحسنها وهيّ متوهجة ونبيلة
لأن من تكتب تجي ابعينك صور أمك
صور أختك
قتيلة !)).
في ختام الأمسية تم تكريم الشاعرين بباقات الزهور على أمل اللقاء  في أمسيات قادمة.
 
 
 




131
معرض الفن التشكيلي "ستوكهولم ١٩" لشبكة الفنانين المهاجرين في أوربا

محمد الكحط –ستوكهولم-
في أمسية فنية تشكيلية متميزة أفتتح في ستوكهولم معرض الفن التشكيلي "ستوكهولم ١٩" لشبكة الفنانين المهاجرين في أوربا EU MAN والمركز الثقافي في هالوندا، مساء يوم العشرين من أيار 2019 في ستوكهولم، بحضور رسمي وشعبي حيث افتتحه السفير العراقي في السويد الأستاذ  أحمد الكمالي وبحضور القائم  بأعمال سفارة  المملكة المغربية في السويد الاستاذ محفوظ البحبوحي،  كما حضر المعرض العديد من الفنانين العرب والأجانب ومن المهتمين بالفن التشكيلي. أشترك في هذا المعرض أكثر من ٣٤ فنانا من مصر والعراق والكويت والمغرب وروسيا واليونان وايرلندا، وفلسطين، وهو ثمرة التعاون بين شبكة الفنانين المهاجرين في أوربا، وهذا معرضها الخامس والأربعين  ويستمر لمدة أسبوع، فقد أقامت الشبكة معارض في عدة بلدان، وحوى المعرض أكثر من ستين عملا فنياً تشكيليا منوعاً ما بين الرسم والنحت والتركيب،  أما الفنانات والفنانين المشاركون فهم، من مصر، أبو زيد آمال، أيمان أنيس، نرمين عسكر، فدوة عطية، فادي كويورو، شادية الكشيري، ابراهيم الفيشاوي، نها غراب، ريم جوهر، مريم حتوت، مها الحمصي، سامية كمال، باقي مجيد، محمد المهدي، محمد محي الدين، مصطفى سهير، نهاد صادق، مها سامي، هبة زوهني.
ومن المغرب الفنانة نعيمه اشركوك، ومن العراق أمير الخطيب رئيس شبكة الفنانين المهاجرين ومسؤول المعرض، نبيل تومي والناقد الفني علي النجار، سعد الفلاحي،  بلال السكوتي، روناك عزيز، عليا عزيز، سمير ضياء، محمود ناظم،  وازدهار عثمان.
والفنان  اثانيوس كلاميدوس من اليونان، من ايرلندا سياموس بروغان، ومن روسيا ايلفيرا هيلكيفيج، ومن الكويت سهيلة النجدي، ومن فلسطين لطيفة يوسف.
تنوعت أعمالهم بأساليبها ومدارسها ومواضيعها، فكانت الطبيعة والمواضيع الإنسانية، هي السائدة، ان الغاية من المعرض هو تبادل الأفكار والخبرة والتجارب من أجل عكسها للآخرين.
في بداية الفعالية رحب الفنان نبيل تومي بالحضور وبالسفيرين، العراقي والمغربي، ومن ثم تحدث السفير العراقي معبراً عن حرصه لحضور نشاطات الفنانين التشكيليين، فنتاجاتهم تغمرنا بالفرح والبهجة، وتمنى للفنانين التوفيق، أما الفنان أمير الخطيب  رئيس شبكة الفنانين المهاجرين في أوربا وهو المنظم لهذا المعرض فعبر عن فرحه بهذا الحضور النوعي مؤكدا على أهمية هذا المعرض لإعطاء الصورة الجميلة الإبداعية عن المهاجرين في أوربا،

جانب من المعرض بصحبة الضيوف الكرام
معرفاً بالشبكة كونها تأسست عام 1997 في فنلندا وهو مؤسسهـا وتهتم بعالم الفنون التشكيلية.
بعدها وزع السفير العراقي الشهادات التقديرية على الفنانين المشاركين، كما تم تقليد السفير بوسام تقديرا لدعمه وحضوره للمعرض.
يعد المعرض تجربة فنية غنية بما تضمنته الأعمال من لمسات جمالية وتجارب متنوعة، من فنانين لهم باع طويل في مجال الفن، التقوا ليؤسسوا صرحا للجمال يسافر عبرالعالم، ينثرون الجمال والمحبة والسلام، نتمنى لهم المزيد من العطاء الفني الراقي.
 

السفير العراقي يقدم الزهور لرئيس مؤسسة الفنانين الأوربيين المهاجرين الفنان امير الخطيب

 


132
دعوة لحضور معرض للفن التشكيلي
أهلا وسهلا بكم في افتتاح معرضنا التشكيلي
"ستوكهولم ١٩"
هذا المعرض ثمرة التعاون بين شبكة الفنانين المهاجرين في أوربا والمركز الثقافي في هالوندا
يشترك في هذا المعرض أكثر من ٣٤ فنان من مصر العراق الكويت المغرب روسيا اليونان و ايرلندا
الساعه السادسه مساء يوم ٢٠ أيار ماي الجاري
المكان Hallunda Folkets his Borgvägen 1 Norsborg Stockholm الزمان
اهلا و سهلا 
You are cordially is invited to the opening ceremony of our exhibition which will take place on the 20th of May 2019 at 18:00
The place is The exhibition will be hosted by: Folkets Hus Hallanda in Stockholm In cooperation with EU-MAN
This is international exhibition will contain works of artists from Russia, Ireland, Egypt, Greek, Iraq, Tunisia, Morocco, Algeria and Kuwait
We hope to see you there 

133
دعوة لأمسية شعرية


 
دعوة عامة
تدعوكم رابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد بحضور الامسية الشعرية، للشاعرين النصيرين كامل الركابي "أبو رعد" وعبد القادر البصري "أبو طالب"
مساء 25 ايار 2019 الساعة الرابعة عصراً وعلى العنوان التالي:
Röda korsets Folkhögskola
Bredholmstorget 14    Skärholmen
 

134
ندوة
تستضيف الجمعية المندائية العراقية في ستوكهولم بالاشتراك مع منتدى الحوار الثقافي العراقي في ستوكهولم واتحاد الكتاب العراقيين في السويد.
الدكتور رياض البلداوي الأخصائي بعلم النفس عضو الجمعية الطبية السويدية، في محاضرة وبحث بعنوان:
أزمة الطبقة الوسطى وأثرها في ترييف المدن/ مثال العراق.
تقام الندوة على قاعة الجمعية المندائية في منطقة فالنغبي يوم السبت المصادف   04 / 05 / 2019 وبتمام الساعة السادسة مساءً حتى الثامنة والنصف.
والدعوة عامة للجميع.


135
 
تقرير:محمد الكحط – أربيل-
تصوير: علي البعاج
لأربعةِ أيام متتالية للفترة من 14 حتى 27 نيسان/ أبريل 2019 شهدت أربيل أعمال المؤتمر التاسع لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين بنجاح وبأجواء من الفرح والتفاؤل بالمستقبل، حيث توافد مندوبو المؤتمر من كافة مدن العراق وخارجه، التقوا من جديد على أرض كردستان التي أحبوها، وكيف لا وقد قضوا فيها زهرة شبابهم، وأجمل أيامهم وأصعبها، حيث نضالهم المسلح ضد الدكتاتورية من أجل الشعب والوطن.
 بدأ المؤتمر بحضور رسمي وشعبي كبير ومهيب، حضره العديد من قادة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني يتقدمهم الرفيق كريم أحمد، والرفاق عزت أبو التمن شاميران مروكل، لبيد عباوي، حسان عاكف، كاوه محمود، سامي كمال، فارس ججو، ورئيس اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار ملازم خضر، والعديد من ممثلي الأحزاب الكردستانية والعراقية ومنظمات المجتمع المدني في أربيل، كذلك ممثلون عن برلمان إقليم كردستان وحكومة الإقليم، منهم سهاد البارزاني وعلي حسين مسؤول العلاقات في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحضر خلال أيام المؤتمر الأخرى الرفاق عمر الشيخ "أبو فاروق"، و الدكتور كاظم حبيب وآخرون.
 
في قاعة صالة ميديا وسط توزعت صور الشهداء وشعارات المؤتمر التي تدعو إلى الوحدة الوطنية، ومن أجل الدولة المدنية الديمقراطية، كما شهدت قاعة العرض في الصالة معرضاً فنياً ضم العديد من اللوحات الفنية للفنانين دلير وآكو، والصور الفوتوغرافية للفنانين، صالح بتياني وعمر خضر كاكيل.
بدأ الأفتتاح بكلمة القاها الرفيق النصير داود أمين، مرحبا بالحضور والضيوف من ممثلي برلمان وحكومة أقليم كردستان، وممثلي الأحزاب والمنظمات والرفاق والرفيقات، مشيداً بدور الأنصار والنصيرات الشيوعيات في النضال ضد الدكتاتورية ومن أجل الديمقراطية والحرية لشعبنا، ودعا الحضور للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحركة الأنصارية وشهداء الشعب والوطن بالتصاحب مع عزف النشيد الوطني العراقي ونشيد أقليم كردستان.
 
كما رحبت السيدة فيان جلال باللغة الكردية بالحضور ودعت الرفيق عزت أبو التمن لألقاء كلمة الحزب الشيوعي العراقي، والذي أثنى فيها على دور الأنصار المهم في تاريخ الحزب مشيداُ بتضحياتهم الجسام ومما جاء فيها: ((لقد اتسمت حركة أنصارنا البواسل، بسمات قل نظيرها في حركات الأنصار التي إندلعت في مختلف أرجاء العالم، سواء ما تعلق بتمثيلها لموزائيك الشعب العراقي من العرب والكرد والتركمان وسائر القوميات الأخرى، أو في تركيبتها العمرية والوظيفية، حيث شارك فيها شباب بعمر الورود من العمال والفلاحين والطلبة والمثقفين، نساءً ورجالاً، إستجابة لنداء حزبهم، تاركين حياة مترعة بالاستقرار والهدوء، في بلدان أوربا وغيرها من الدول، كانوا يدرسون فيها، وقطعوا دراستهم، تلبية للواجب والضمير الحزبي. إلا أن أبرز هذه السمات وأكثرها تفرداً، أنها كانت تفتقر إلى العمق الجغرافي، والغطاء السياسي، لان الأعداء كانوا يحيطون بها من الجهات الأربع، فضلاً عن بعض الذين كانوا يحسبون على جبهة الحلفاء!...))
ثم كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني القاها سكرتير الحزب الرفيق كاوه محمود، حيث أشار إلى المسيرة النضالية للأنصار الشيوعيين وحيا المؤتمر وتمنى له النجاح.
وبعدها كانت هنالك كلمة للحزب الديمقراطي الكردستاني علي حسين مسؤول العلاقات في الحزب هنأ فيها الأنصار في عقد مؤتمرهم، وأشاد بعطائهم.
وكان للشاعر موفق محمد صولة مع الشعر حيث ألقى عدة قصائد بين الفصحى والشعبية، تفضح الفساد والمفسدين والأشرار، نالت قصائده الارتياح والإعجاب.
 

وللفن كان له حضور أيضاً فقدمت فرقة عشتار أغاني بالعربية والكردية والسريانية مما أنعش الأجواء.
أما كلمة عوائل شهداء البيشمركة فقدمها الرفيق زيرك كمال تحدث فيها عن نضالات الحزب الشيوعي منذ تأسيسه سنة 1934 حتى الآن والكفاح المسلح الذي أختطه من أجل حقوق الكادحين والوقوف مع مصالح الشعب في الحرية والديمقراطية.
والقى رئيس اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار ملازم خضر (أبو رائد) كلمة الرابطة ومما جاء فيها:((....اننا حين نستعرض بشكل موجز تاريخ كفاحنا المسلح، لا نريد ان نطرح مفهوما نفعيا، أو نعيد إلى الأذهان شعارا أضحى باليا في ظل بدء ممارسة الديمقراطية لقيادة النظام السياسي، بل نريد ان نؤكد على اننا حين رفعنا شعار اسقاط الدكتاتورية نعني بذلك أول ما نعني هو اقامة بديل ديمقراطي حقيقي، يتمتع فيه أبناء شعبنا بكافة مكوناته القومية والمذهبية بالحقوق التي ينص عليها دستور يبني على أساس ديمقراطي، ومواصلة لذلك النضال أعلنا في مؤتمر توحيدي لكل فروع التشكيلات الأنصارية عن تشكيل رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين عام 2004، لكي يساهم رفاقنا الأنصار في تحقيق الحلمة الذي قدموا من أجله دماء زكية وتضحيات لا تقدر بثمن من اجل اقرار بناء نظام ديمقراطي فيدرالي يساهم في بناء عراق جديد، سيما وقد انفتحت المجالات واسعة على تشكيل وإقامة منظمات مجتمع مدني، وسعينا جادين إلى العمل كمنظمة مجتمع مدني وللأسف واجهنا صعوبات ومعوقات كثيرة في هذا المجال حتى هنا في كردستان، ناهيكم عن عدم حصولنا على موافقة التشكيل إلى الآن في بغداد، رغم الجهود التي بذلناها من أجل ذلك، لا يخفى عليكم حين حملنا السلاح وخضنا كفاحا مسلحا ضد اعتى دكتاتورية عرفها تاريخ العراق الحديث وقدمنا الكثير من التضحيات، كما كان للمرأة الشيوعية دور متفرد في هذه التجربة حيث استشهد العديد منهن،... )). ووصل الحفل العديد من البرقيات والرسائل من أطراف عدة، أجمعت على تثمينها لدور الأنصار البطولي ولتضحياتهم الكبيرة، وخصوصاً النصيرات اللواتي تحملن أعباءً كبيرة واستشهد العديد منهن، جنب رفاقهم الأنصار.
بعد انتهاء البرنامج الرسمي لليوم الأول كان هنالك برنامج آخر للقاءات والعناق لرفاق الدرب الذي انتشروا في بقاع الأرض وألتموا اليوم ليحيوا أرثاً عظيما وعطاءً مجيداً.
 
 
في اليوم الثاني تشكلت لجان المؤتمر الذي حضره أكثر من 120 مندوب، بالإضافة الى عدد من الضيوف الانصار وقف الجميع دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وبروح رفاقية حميمة وحريصة على عمل الرابطة ومستقبلها نوقشت التقارير الانجازية التي قدمتها اللجنة التنفيذية وفروع الرابطة المختلفة، وتقارير الهيئات المختصة منها فرقة ينابيع المسرحية وموقع ينابيع العراق وصفحة الانصار على الفيس بوك، حيث طُرحت العديد من الاراء والأفكار التي تصب في تطوير عمل الرابطة وتوثيق الحركة الأنصارية.
 
في المساء تجدد القاء مع الشاعر موفق محمد والي أنعش الأجواء بقصائده وبإلقائه المميز، وتواصلت الأعمال في اليوم الثالث لدراسة النظام الداخلي والتوصيات والمقترحات كما شهد عدة فعاليات على هامش البرنامج، منها فقرة للفنان النصير ساطع هاشم الذي قدم عرض سلايد لتخطيطاته خلال تواجده في كردستان وسط رفاقه وشاهداً على تلك المرحلة النضالية المهمة في حياة الأنصار.
 
بعدها توجه الجميع إلى زيارة مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي في تقليد خلال كل مؤتمر تعبيراً عن بعض الوفاء والإجلال للشهداء الأبرار، وألقيت كلمة تمجدهم قرأها الرفيق عزت أبو التمن ومما جاء فيها، ((نحن الآن في مكان مقدس، وقدسيته تكمن في عظمة التضحيات التي قدموها الشهداء الأبطال، الذين استرخصوا دمائهم وحياتهم من أجل قضية الشعب والوطن، من أجل رفاهية كادحيه...)).

 
في اليوم الأخير تم أنتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة بروح ديمقراطية وبسلاسة، كما تم أصدار البلاغ الختامي للمؤتمر.
وهكذا انقضت أيام العرس ألأنصاري أيام فرح ونشوة على أمل تواصل اللقاءات والفعاليات المختلفة.
المجد للشهداء من الحركة الأنصارية وعاش المؤتمر التاسع لرابطة الأنصار الشيوعيين.
الملحقات:
-   نص كلمة الحزب الشيوعي العراقي التي ألقاها الرفيق عزت أبو التمن، في المؤتمر التاسع لحركة الأنصار الشيوعيين ((الرفاق والأصدقاء الأعزاء، أيها الأنصار البواسل، طاب يومكم، وتَوّج الفخر تأريخكم النضالي المشرف. بأسم قيادة الحزب الشيوعي العراقي، أقدم لكم أعطر التحيات، وأكثرها حرارة وحميمية، راجين لمؤتمركم العتيد هذا النجاح والموفقية في تحقيق أهدافه، ورسم آفاق نضالكم القادم، المترع بالإخلاص والوفاء لكادحي شعبنا ومحروميه. لا يختلف إثنان من ذوي العقل الراجح على أن الشيوعيين يتسمون بأفضل السمات الإنسانية، والخصال الثورية في آن، و يناضلون في سبيل الحياة الحرة الكريمة والعيش الرغيد لشعبهم، تظلله رايات المحبة والسلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ومن اجل ذلك مارسوا ويمارسون على الدوام كل الأساليب والاشكال النضالية، السلمية منها والعنفية، التي تحددها في المطاف الأخير مواقف العدو الطبقي، والسلطات التي تمثله. الشيوعيون هم عشاق الحياة، وصانعو الفرح والبسمة في نفوس الذين جفّت ينابيع الامل لديهم، وتحولت حياتهم إلى جحيم يعيشونه على مدار الساعة، كما فعل "صدام حسين" ونظامه الدكتاتوري، عندما أغلق وبالشمع الأحمر كل نوافذ العمل السلمي، الذي يعشقه الشيوعيون، رغم أنها كانت صغيرة جداً وهامشية، الأمر الذي وضع الحزب امام ضرورة الانتقال إلى اسلوب نضالي آخر، لا يفهم محترفو الإجرام غيره. ولم تكن المهمة سهلة على الإطلاق، لكن إصرار الشيوعيين على تحدي المستحيل، ذلل أكداس الصعوبات والتعقيدات التي كانت سائدة آنذاك، وخطّوا صفحة جديدة في سفرهم النضالي المشرف، تلك الصفحة المتمثلة بحركة الأنصار الشيوعيين التي خاضت على مدى عشر سنوات معارك بطولية ضد قوات النظام وجحوشه، من اجل إنهاء معاناة الشعب العراقي، وبناء عراق مدني ديمقراطي اتحادي، يمثل جميع العراقيين ويحقق التقدم والازدهار لبلدهم. لقد اتسمت حركة أنصارنا البواسل، بسمات قل نظيرها في حركات الأنصار التي إندلعت في مختلف أرجاء العالم، سواء ما تعلق بتمثيلها لموزائيك الشعب العراقي من العرب والكرد والتركمان وسائر القوميات الأخرى، أو في تركيبتها العمرية والوظيفية، حيث شارك فيها شباب بعمر الورود من العمال والفلاحين والطلبة والمثقفين، نساءً ورجالاً، إستجابة لنداء حزبهم، تاركين حياة مترعة بالاستقرار والهدوء، في بلدان أوربا وغيرها من الدول، كانوا يدرسون فيها، وقطعوا دراستهم، تلبية للواجب والضمير الحزبي. إلا أن أبرز هذه السمات وأكثرها تفرداً، أنها كانت تفتقر إلى العمق الجغرافي، والغطاء السياسي، لان الأعداء كانوا يحيطون بها من الجهات الأربع، فضلاً عن بعض الذين كانوا يحسبون على جبهة الحلفاء! ومع ذلك كانت شجاعة الأنصار وصمودهم الأسطوري إزاء كل هذه التحديات مضرب الأمثال، ولقيت من التعاطف الشعبي الشيء الكثير، في هذه المناسبة نعبر عن تقديرنا واعتزازنا وشكرنا للشعب الكردستاني وكادحيه خاصة، والذي احتضن حركتنا وقدم كل الممكنات لأستمرار نضالنا ضد الدكتاتورية، وفي غمرة كفاحهم البطولي لحماية حزبهم وأعضائه، ولزعزعة النظام الفاشي وأجهزته القمعية، تسلل العشرات والمئات منهم، إلى بغداد وبقية المحافظات العراقية، لرفد منظماتنا الحزبية وأبطال العمل السرّي، بغية مواصلة النضال على جميع الأصعدة. كانت حصة الرفيقات في هذا السجل الخالد، كبيرة ومدعاة للفخر والاعتزاز، ولم تقتصر مساهماتهن على الطبابة والمشاركة في الندوات الجماهيرية في القرى والأرياف، ولا في إغناء الحياة الثقافية النشيطة جداً للأنصار وحسب، بل تعدت ذلك إلى المشاركة في المفارز القتالية وتقديم القرابين الغالية، أسوة برفاقهن الذين لم يبخلوا بدمائهم الزكية، وطرزوا بها جبال ووديان وسهول كردستان، وكل أراضي الوطن الحبيب، فقدموا مئات الشهداء الابطال، دفاعاً عن مبادئهم السامية وحزبهم المجيد. لقد ساهمت حركة الأنصار الشيوعيين، بقسط وافر في إضعاف مرتكزات النظام الدكتاتوري، ورفعت عالياً راية الحزب في سماء العراق، ليواصل الطريق دون كلل أو ملل من اجل الوطن الحر والشعب السعيد. وبفضل صمود الشيوعيين الانصار وتضحياتهم استمر نضال الحزب متحديا كل من أرادوا تصفيته. ونقول لهم اليوم ان الحزب يواصل نضاله في كل ارجاء العراق وخارجه من اجل الدولة المدنية الديمقراطية، ويدافع عن مصالح كادحي الشعب من العمال والفلاحين، عن شغيلة اليد والفكر. مجداً أثيلاً لشهداء حركتنا الأنصارية، شهداء الحزب والوطن، وطوبى لكل من ساهم في بناء هذا الصرح العظيم. اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي))

-   نص كلمة التي ألقاها الرفيق ملازم خضر (أبو رائد) رئيس اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار: ((السيدات والسادة الحضور، اسعدتم نهارا: نشكركم  لحضوركم حفل افتتاح المؤتمر التاسع لرابطتنا (رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين) وكلنا أمل بتضامنكم ودعمكم لنا سنحقق ما نطمح إليه من أهداف هي في حقيقتها امتداد لأهدافنا التي حملنا السلاح من أجل تحقيقها وقدمنا التضحيات الجسام، ومعروف للجميع من أننا خضنا كفاحنا المسلح منذ أن أجهضت قطعان الحرس القومي وحزب البعث، ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة في شباط عام 1963، حينها حملنا السلاح في البدء دفاعا عن حزبنا وما تعرض له رفاقنا والقوى الديمقراطية من حملة مسعورة وتصفية جسدية شملت الالاف من أبناء شعبنا، ثم تعزز كفاحنا المسلح بالتحالف مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني  لهذا  أقمنا أول قاعدة أنصارية، حيث كان للقائد التاريخي الخالد مصطفى البارزاني دورا كبيرا في دعم حركتنا بكل الوسائل المتاحة، ولم يدخر حزبنا ورفاقنا جهدا في خوض اقسى المعارك دفاعا عن شعب كوردستان وحقوقه القومية العادلة، وحين عاد حزب البعث إلى نهجه الدموي والتصفيات السياسية  ضد حزبنا والقوى الديمقراطية عام 1978، كان خيارنا الأمثل هو رفع السلاح بوجه نظام الاستبداد والتعسف منطلقين من مبدأ اثبت التاريخ صحته ألا وهو مواجهة العنف الدموي بالعنف المسلح، ومرة أخرى كانت ارض كردستان وشعبها ألأبي السند الكبير لهذا النضال، وتجسد مرة أخرى بالتحالف مع القوى الكردستانية وبشكل متميز مع رفاقنا في السلاح الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقد خضنا معارك مشتركة شهد لها التاريخ، مثلما خضنا معارك مشتركة مع القوى الكوردستانية الاخرى منها الحزب الاشتراكي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، وأبرمنا تحالفا استراتيجيا تمثل في جود، وكان يعز علينا أن تصل علاقاتنا الكفاحية مع قوى كردستانية إلى انتكاسات مؤقته كنا نحاول رأب الصدع فيها رغم مرارتها التي تجسدت في اقتتال الأخوة. الحضور الكريم: أننا حين نستعرض بشكل موجز تاريخ كفاحنا المسلح، لا نريد أن نطرح مفهوما نفعيا، أو نعيد إلى الاذهان شعارا أضحى باليا في ظل بدء ممارسة الديمقراطية لقيادة النظام السياسي، بل نريد ان نؤكد على اننا حين رفعنا شعار اسقاط الدكتاتورية نعني بذلك أول ما نعني هو اقامة بديل ديمقراطي حقيقي، يتمتع فيه أبناء شعبنا بكافة مكوناته القومية والمذهبية بالحقوق التي ينص عليها دستور يُبنى على اساس ديمقراطي، ومواصلة لذلك النضال أعلنا في مؤتمر توحيدي لكل فروع التشكيلات الأنصارية عن تشكيل رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين عام 2004، لكي يساهم رفاقنا الأنصار في تحقيق الحلم الذي قدموا من اجله دماء زكية وتضحيات لا تقدر بثمن من اجل اقرار بناء نظام ديمقراطي فيدرالي يساهم في بناء عراق جديد، سيما وقد انفتحت المجالات واسعة على تشكيل وإقامة منظمات مجتمع مدني، وسعينا جادين إلى العمل كمنظمة مجتمع مدني وللأسف واجهنا صعوبات ومعوقات كثيرة في هذا المجال حتى هنا في كردستان، ناهيكم عن عدم حصولنا على موافقة التشكيل إلى الآن في بغداد، رغم الجهود التي بذلناها من أجل ذلك، السيدات والسادة الحضور:
لا يخفى عليكم حين حملنا السلاح وخضنا كفاحا مسلحا ضد اعتى دكتاتورية عرفها تاريخ العراق الحديث وقدمنا الكثير من التضحيات، كما كان للمرأة الشيوعية دورا متفردا في هذه التجربة حيث استشهد العديد منهن، كما ساهمن في رفع الوعي الصحي لنساء قرى كوردستان ومعالجة الكثير من الحالات المرضية المستعصية لهنَّ، ولم يدر بخلدنا غير أن نسعى من أجل توفير حياة حرة كريمة لشعبنا، إلا أن التغيير الذي حدث كان بفعل قوى أجنبية سلمت زمام الأمور بيد قوى عاثت في البلد خرابا، وتجسد هذا الخراب بحجم الفساد الذي استشرى في كل مجالات الحياة، والذي ادى إلى احتلال قوى الظلام والأرهاب المتمثل في داعش لمدينة الموصل وتمدده إلى مدن أخرى ساهم في زيادة التردي الكبير في جميع نواحي الحياة، والذي كلف دحره الكثير من التضحيات، لهذا نطمح أن تساهم منظمتنا بشكل فعال إلى جانب منظمات المجتمع المدني الرصينة والمخلصة، لكي نفي بوعدنا إلى رفاقنا الشهداء ودمائهم الزكية من أننا ماضون من اجل عراق حر وشعب سعيد
المجد لشهدائنا وشهداء الحركة الكردستانية والعراقية. عاش العراق بكافة مكوناته.)).

-   نص الكلمة التي القيت في حضرة مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي في أربيل والتي قرأها الرفيق عزت أبو التمن، ((الرفيقات العزيزات الرفاق الأعزاء، نحن الآن في مكان مقدس، وقدسيته تكمن في عظمة التضحيات التي قدموها الشهداء الأبطال، الذين استرخصوا دمائهم وحياتهم من أجل قضية الشعب والوطن، من أجل رفاهية كادحيه، من العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر، نخاطبكم أيها الشهداء الأماجد ونقول بدون تضحياتكم الجسام ونكران ذاتكم لم يتمكن العراق من الخلاص من الدكتاتورية ولم يتمكن الحزب الشيوعي العراقي من الاستمرار في بناء تنظيماته وينشط في مختلف جوانب الحياة السياسية والثقافية في العراق، ويقف في مقدمة القوى التي تناضل من أجل الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، ستبقى ذكراكم عطرة أبداً، وستبقى الشعلى التي أوقدتموها وهاجة أبدأً، وسنبقى مدينون لكم أبداً.))

-   نص البلاغ الختامي: ((تحت شعار "نناضل من أجل حقوق الأنصار وإقامة الدولة المدنية في العراق" وفي أجواء رفاقية وأنصارية مفعمة بالحماس والجدية، تم عقد مؤتمر الأنصار الشيوعيين التاسع في أربيل للفترة من 24 إلى 27 نيسان 2019 وبحضور 121 مندوب من النصيرات والأنصار ومن جميع فروع الرابطة في الوطن والخارج وبجدول عمله المتضمن اقرار نظام ادارة الجلسات وانتخاب هيئة الرئاسة ولجنة اعتماد ودراسة واقرار النظام الداخلي والتقرير ألانجازي والتقرير المالي.
كما تم حل اللجنة التنفيذية القديمة وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة من سبعة أنصار وقد اتخذ المؤتمر العديد من القرارات والتوصيات التي تُسهم في تطوير عمل الرابطة وخاصة في مجال توثيق الحركة الانصارية وخاصة الشهداء، واستحصال الحقوق الخاصة بالأنصار القدماء.




136
انطلاق فعاليات المؤتمر التاسع لرابطة الأنصار الشيوعيين في أربيل
بحضور رسمي وشعبي مهيب

محمد الكحط – أربيل-
تصوير: علي البعاج



من العراق وخارجه توافد مندوبو المؤتمر التاسع لرابطة الأنصار الشيوعيين إلى أربيل، وسط أجواء من الفرح والتفاؤل بالمستقبل، التقوا من جديد على أرض كردستان التي احبوها، وكيف لا وقد قضوا فيها زهرة شبابهم، وأجمل أيامهم وأصعبها، حيث الكفاح المسلح ضد الدكتاتورية ومن أجل الشعب والوطن، فاليوم الأربعاء 24 نيسان/ أبريل 2019  بدأت في أربيل فعاليات المؤتمر التاسع لرابطة الأنصار الشيوعيين بحضور رسمي وشعبي كبير ومهيب، ، حضره العديد من قادة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني يتقدمهم الرفيق كريم أحمد، والرفاق عزت أبو التمن (أبو سلمان)، شاميران مروكل، لبيد عباوي، حسان عاكف، كاوه محمود، سامي كمال، فارس ججو، ورئيس اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار ملازم خضر (أبو رائد)، والعديد من ممثلي الأحزاب الكردستانية والعراقية ومنظمات المجتمع المدني المتواجدة في أربيل، كذلك ممثلون عن برلمان إقليم كردستان وحكومة الإقليم، منهم سهاد البارزاني وعلي حسين مسؤول العلاقات في الحزب الديمقراطي الكردستاني وآخرون.
 
كانت قاعة الافتتاح في صالة ميديا وسط أربيل حيث توزعت صور الشهداء وشعارات المؤتمر التي تدعو إلى الوحدة الوطنية، ومن أجل الدولة المدنية الديمقراطية، كما شهدت قاعة العرض في الصالة معرضاً فنياً ضم العديد من اللوحات الفنية للفنانين دلير وآكو، والصور الفوتوغرافية للفنانين، صالح بتياني وعمر خضر كاكيل.
بدأ الأفتتاح بكلمة القاها الرفيق النصير داود أمين (أبو نهران)، مرحبا بالحضور والضيوف من ممثلي برلمان وحكومة أقليم كردستان، وممثلي الأحزاب والمنظمات والرفاق والرفيقات، مشيداً بدور الأنصار والنصيرات الشيوعيات في النضال ضد الدكتاتورية ومن أجل الديمقراطية والحرية لشعبنا، ودعا الحضور للوقوف دقيقة صمن على أرواح شهداء الحركة الأنصارية وشهداء الشعب والوطن بالتصاحب مع عزف النشيد الوطني العراقي ونشيد أقليم كردستان.
 
كما رحبت السيدة فيان جلال باللغة الكردية بالحضور ودعت الرفيق عزت أبو التمن لألقاء كلمة الحزب الشيوعي العراقي، والذي أثنى فيها على دور الأنصار المهم في تاريخ الحزب مشيداُ بتضحياتهم الجسام ومما جاء فيها: ((لقد اتسمت حركة أنصارنا البواسل، بسمات قل نظيرها في حركات الأنصار التي إندلعت في مختلف أرجاء العالم، سواء ما تعلق بتمثيلها لموزائيك الشعب العراقي من العرب والكرد والتركمان وسائر القوميات الأخرى، أو في تركيبتها العمرية والوظيفية، حيث شارك فيها شباب بعمر الورود من العمال والفلاحين والطلبة والمثقفين، نساءً ورجالاً، إستجابة لنداء حزبهم، تاركين حياة مترعة بالاستقرار والهدوء، في بلدان أوربا وغيرها من الدول، كانوا يدرسون فيها، وقطعوا دراستهم، تلبية للواجب والضمير الحزبي. إلا أن أبرز هذه السمات وأكثرها تفرداً، أنها كانت تفتقر إلى العمق الجغرافي، والغطاء السياسي، لان الأعداء كانوا يحيطون بها من الجهات الأربع، فضلاً عن بعض الذين كانوا يحسبون على جبهة الحلفاء!
ومع ذلك كانت شجاعة الأنصار وصمودهم الأسطوري إزاء كل هذه التحديات مضرب الأمثال، ولقيت من التعاطف الشعبي الشيء الكثير.
في هذه المناسبة نعبر عن تقديرنا واعتزازنا وشكرنا للشعب الكردستاني وكادحيه خاصة، والذي احتضن حركتنا وقدم كل الممكنات لأستمرار نضالنا ضد الدكتاتورية.
وفي غمرة كفاحهم البطولي لحماية حزبهم وأعضائه، ولزعزعة النظام الفاشي وأجهزته القمعية، تسلل العشرات والمئات منهم، إلى بغداد وبقية المحافظات العراقية، لرفد منظماتنا الحزبية وأبطال العمل السرّي، بغية مواصلة النضال على جميع الأصعدة.)). ثم كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني القاها سكرتير الحزب الرفيق كاوه محمود، حيث أشار إلى المسيرة النضالية للأنصار الشيوعيين وحيا المؤتمر وتمنى له النجاح.
 
وبعدها كانت هنالك كلمة للحزب الديمقراطي الكردستاني علي حسين مسؤول العلاقات في الحزب هنأ فيها الأنصار في عقد مؤتمرهم، وأشاد بعطائهم.
وكان للشاعر موفق محمد صولة مع الشعر حيث ألقى عدة قصائد بين الفصحى والشعبية، تفضح الفساد والمفسدين والأشرار، نالت قصائده الارتياح والإعجاب.
 

وللفن كان له حضور أيضاً فقدمت فرقة عشتار أغاني بالعربية والكردية والسريانية مما أنعش الأجواء.
أما كلمة عوائل شهداء البيشمركة فقدمها الرفيق زيرك كمال تحدث فيها عن نضالات الحزب الشيوعي منذ تأسيسه سنة 1934 حتى الآن والكفاح المسلح الذي أختطه من أجل حقوق الكادحين والوقوف مع مصالح الشعب في الحرية والديمقراطية.
وفي الختام القى رئيس اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار ملازم خضر (أبو رائد) كلمة الرابطة ومما جاء فيها:((....اننا حين نستعرض بشكل موجز تاريخ كفاحنا المسلح، لا نريد ان نطرح مفهوما نفعيا، أو نعيد إلى الأذهان شعارا أضحى باليا في ظل بدء ممارسة الديمقراطية لقيادة النظام السياسي، بل نريد ان نؤكد على اننا حين رفعنا شعار اسقاط الدكتاتورية نعني بذلك أول ما نعني هو اقامة بديل ديمقراطي حقيقي، يتمتع فيه أبناء شعبنا بكافة مكوناته القومية والمذهبية بالحقوق التي ينص عليها دستور يبني على أساس ديمقراطي، ومواصلة لذلك النضال أعلنا في مؤتمر توحيدي لكل فروع التشكيلات الأنصارية عن تشكيل رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين عام 2004، لكي يساهم رفاقنا الأنصار في تحقيق الحلمة الذي قدموا من أجله دماء زكية وتضحيات لا تقدر بثمن من اجل اقرار بناء نظام ديمقراطي فيدرالي يساهم في بناء عراق جديد، سيما وقد انفتحت المجالات واسعة على تشكيل وإقامة منظمات مجتمع مدني، وسعينا جادين إلى العمل كمنظمة مجتمع مدني وللأسف واجهنا صعوبات ومعوقات كثيرة في هذا المجال حتى هنا في كردستان، ناهيكم عن عدم حصولنا على موافقة التشكيل إلى الآن في بغداد، رغم الجهود التي بذلناها من أجل ذلك، لا يخفى عليكم حين حملنا السلاح وخضنا كفاحا مسلحا ضد اعتى دكتاتورية عرفها تاريخ العراق الحديث وقدمنا الكثير من التضحيات، كما كان للمرأة الشيوعية دور متفرد في هذه التجربة حيث استشهد العديد منهن، كما ساهمن في رفع الوعي الصحي لنساء قرى كوردستان ومعالجة الكثير من الحالات المرضية المستعصية لهنَّ، ولم يدر بخلدنا غير أن نسعى من أجل توفير حياة حرة كريمة لشعبنا، إلا أن التغيير الذي حدث كان بفعل قوى أجنبية سلمت زمام الأمور بيد قوى عاثت في البلد خرابا، وتجسد هذا الخراب بحجم الفساد الذي استشرى في كل مجالات الحياة، والذي ادى إلى احتلال قوى الظلام والأرهاب المتمثل في داعش لمدينة الموصل وتمدده إلى مدن أخرى ساهم في زيادة التردي الكبير في جميع نواحي الحياة، والذي كلف دحره الكثير من التضحيات، لهذا نطمح أن تساهم منظمتنا بشكل فعال إلى جانب منظمات المجتمع المدني الرصينة والمخلصة، لكي نفي بوعدنا إلى رفاقنا الشهداء ودمائهم الزكية من أننا ماضون من اجل عراق حر وشعب سعيد... )).
هذا وقد وصل الحفل العديد من البرقيات والرسائل من أطراف عدة، أجمعت على تثمينها لدور الأنصار البطولي ولتضحياتهم الكبيرة، وخصوصاً النصيرات اللواتي تحملن أعباءً كبيرة واستشهد العديد منهن، جنب رفاقهم الأنصار.
بعد انتهاء البرنامج الرسمي كان هنالك برنامج آخر للقاءات والعناق لرفاق الدرب الذي انتشروا في بقاع الأرض والتموا اليوم ليحيوا أرثاً عظيما وعطاءً مجيداً.
المجد للشهداء من الحركة الأنصارية والنجاح للمؤتمر التاسع لرابطة الأنصار الشيوعيين.
 

137
ستوكهولم: مجلس تأبيني بيوم الشهيد الفيلي

محمد الكحط –ستوكهولم-

أقام الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي وشبكة المرأة الكوردية الفيلية المجلس التأبيني بمناسبة يوم الشهيد الفيلي لاستذكار المغيبين قسرا في زمن النظام السابق، يوم السبت 6-4-2019 في ستوكهولم، حضره سفير جمهورية العراق لدى مملكة السويد الدكتور احمد الكمالي، وممثل اقليم كردستان العراق لدى السويد الأستاذ بختيار عبد الرحمن جمهور من عوائل الشهداء، وئفين انجير مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي لعضوية البرلمان الأوربي، ومسؤول مؤتمر الشعب الاستاذ رمزي كارتان، وأبناء الجالية العراقية وممثلي القوى والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني العراقية المتواجدة في السويد، وشخصيات وطنية عديدة.
أنتشرت صور الشهداء تحيط بهم الشموع والزهور وشعارات تمجيدهم في القاعة، في البداية تم الترحيب بالحضور جميعا، ووقف الجميع دقيقة صمن حداداً على أرواح الشهداء، والاستماع الى تلاوات من القرآن الكريم، كما تم استذكار الشهداء وتضحياتهم ونكبة الكرد الفيلية بما لاقوه من النظام الدكتاتوري المجرم.
في كلمة الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي التي القاها د. مجيد جعفرجاء فيها، ((الشهيد الفيلي، ليس فقط شهيد الكرد الفيلية وإنما هو شهيد الكرد وشهيد العراقيين جميعا، لا نريد أن نعيد إلى الأذهان العطاء السخي الذي قدمه الكرد الفيلية للمجتمع العراقي منذ تأسيس دولة العراق خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والأدبية والرياضية، ولا نريد ان نكرر ما تعرض له الكرد الفيلية من اضطهاد وغبن ومظالم كبرى متكررة بسبب ولائهم لوطنهم العراق وإخلاصهم لشعبهم العراقي، بل نريد هنا ان نشير إلى عدد من القرارات العراقية الرسمية العديدة الصادرة لرفع جزء من الحيف والغبن والظلم عن الكرد الفيلية:
1.    قرار المحكمة الجنائية العراقية العليا المؤرخ في 29/11/2010 في قضية (قتل وتهجير الكرد الفيليين) الذي عدَّ ما حل بالكرد الفيلية جريمة إبادة جماعية وجرائم ضد ألإنسانية. ومصادقة محكمة التمييز على هذا القرار.
2.    قرار مجلس الوزراء العراقي المرقم 426 الصادر بتاريخ 8/12/2010 برفع جميع الأثآر السلبية عن الكرد الفيلية وتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ هذا القرار.
3.    قرار مجلس النواب العراقي الذي اتخذ بالإجماع في 1/8/2011 والذي عدّ ما حل بالكرد الفيلية جريمة إبادة جماعية "بكل معنى الكلمة”. ومصادقة رئاسة الجمهورية بالمصادقة على هذا القرار.
4.    قرار مجلس القضاء الأعلى المرقم 1029/مكتب/2017 المؤرخ في 7/12/2017 بتشكيل لجنة قضائية للإشراف والمتابعة على إعادة جميع الحقوق القانونية للمكون الفيلي.
يترتب على هذه القرارات:
1.    تبعات سياسية: على راسها رد الاعتبار للمكون الكردي الفيلي،
2.    تبعات إنسانية: أولها الكشف عن مصير ضحايا الإبادة الجماعية من المحجوزين المغيبين وعن كيفية تصفيتهم ومكان رفاتهم،
3.    تبعات إدارية: تسهيل معاملات الكرد الفيلية في استعادة جنسيتهم العراقية المسقطة عنهم اعتباطا ووثائقهم الثبوتية وغيرها،
4.   تبعات مالية: تعويض الكرد الفيلية عن ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة المصادرة من قبل الدولة وتعويض ذوي شهدائهم ومنح المستحقين منهم رواتبهم التقاعدية، اي تعويضهم عن كل الأضرار التي لحقت بهم.
دولة العراق ملزمة قانونيا وسياسيا وأخلاقيا بهذه القرارات وبتنفيذها كاملة، إلا إذا كانت هذه القرارات قد صدرت كي تبقى حبرا على ورق أو من اجل ذر الرماد في العيون.
لقد انتظرنا نحن الكرد الفيلية 39 عاما بأمل الحصول على خبر يقين عن مصير شهدائنا الأبرار من المحجوزين المغيبين (الذين هم أكثر من اثنين وعشرين ألفا حسب المسؤولين العراقيين) وعن كيفية قتلهم وعن مكان رفاتهم. ونسأل الجميع بهذه المناسبة: بأي ذنب قتلوا؟
لقد تم الكشف عن عشرات المقابر الجماعية لأسرى الحرب الكويتية والحرب العراقية – الإيرانية وضحايا الانتفاضة الشعبانية والأنفال والبرزانيين والايزيديين وغيرهم ولكن لم يتم لحد الآن اكتشاف أية قبور، جماعية او فردية، لشهدائنا الأبرار المغيبين! لماذا وما هي الأسباب؟ هل هي عدم وجود المؤهلات والكفاءات أو الموارد المالية حين يتعلق الأمر بضحايا الكرد الفيلية؟ أم هل هو فعل عمد من قبل السلطات العراقية لإخفاء الحقائق عما جرى لهؤلاء الضحايا الابرياء؟ مع العلم بان الأستاذ عبد القادر الحمداني المدعي العام في قضية (قتل وتهجير الكرد الفيليين) قد أكد وجود أكثر من عشرة آلاف وثيقة ومستمسك تتعلق بهذه القضية.....))، كما القيت العديد من الكلمات منها لشبكة المرأة الكوردية الفيلية، ثم قرأت العديد من البرقيات والرسائل التي وصلت لحفل التأبين، منها برقية بأسم رفاق منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد جاء فيها ((نتقدم لحضرتكم بروح التضامن في يوم الشهيد الفيلي، ونؤكد أن دماء شهداء الكورد الفيليه التي أريقت ظلما لم تذهب هدرا، أنها  قضية سامية بجانب ما عاناه أبناء شعبنا من الكرد الفيلية من مآسي، فقد مورس بحقهم الظلم والاضطهاد والتهجير والابعاد القسري من قبل  الحكومات السابقة وابعدوا من مدنهم وقراهم في حملات التهجير والتسفير الظالمة الى ايران  في زمن السلطة البعثية الارهابية وتم اعتقال  وتصفية الالاف من الشباب فلا يزال مصير اكثر من عشرين الف شاب فيلي مجهولا، وحتى لم يتم معرفة أماكن دفنهم، ولا كيف تم تصفيتهم من قبل المجرمين البعثيين. نقف معكم دوما ومع حقوقكم العادلة وللشهداء المجد والخلود والذكر العطر، وكان لتنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم كلمة القاها نبيل تومي، تضمنت العديد من القضايا منها ((لقد كانت الخطوة الاولى مهمة جدا حين أنصف الكردي الفيلي في الأعترف بأن ماحصل بحقهم كانت جريمة ابادة جماعية (جينوسايد)، ولكننـا نحن في التيار الديمقراطي العراقي نتسائل ...هل هذه الخطوة كافية لأعادة الحقوق إلى أهلهـا ... هل أعيدت هويتهم الوطنية ووثائقهم المسلوبة؟ أم قامت القوى المتنفذة والباحثة عن السلطة بالأمعان في تقسيمهم وزرع الخلافات بينهم وتفكيك وحدة أنتمائهم وولائاتهم إلى فئات وطوائف تعمل لصالح أجندات أصحاب السلطة والمال من مختلف الأحزاب ، غير أبهين بحقيقة مأسيهم وحقوقهم المسلوبة، وكلا يستثمرهم في مأربه الحزبية والأنتخابية ومصالحه الذاتية. الطريق طويلة يا أخوتي فالغالبية العظمى من بنات وأبناء العراق اليوم تئن من وطأة  الفساد بأشكاله والحال الذي أوصله إليه المتسيدين والمتسلطين على المشهد السياسي العام للأسف أقول بأن الطريق لاستعادة كل الحقوق وكل ما ضاع من عمرسنوات العجاف طويل ، ولا يكفي الكلام فقط ، فالجرائم قد وقعت وما فقد كان أكبرمن كل شيئ وأن تداعياتها وآثارها كبيرة لا تداويهـا كلمات الأعتراف الجافة من أجل تطيب الخواطر فقط ... فلابد من حلول حقيقية جذرية وإعادة الحياة لمجراهـا الطبيعي ... لان الجريمة لا تسقط بالتقادم وبالأخص عند ما تكون بهذا الحجم وأثارهـا ما زالت تضرب على في العمق الروحي والنفسي لعوائل الضحايا...)).
وفسح المجال في الأخير للسيدة وئفين انجير مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي لعضوية البرلمان الأوربي لألقاء كلمة تحدثت عن تضامنها مع قضية الكرد الفيلية.
في الختام شكر الجميع على الحضور ودعوهم لتناول الشاي والمعجنات.

138
معرض الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد في دورته العشرين

محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: زيدون الخميسي

أفتتح في العاصمة السويدية ستوكهولم  معرض الفنانين التشكيليين العراقيين في دورته العشرين لتأسيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد، يوم السبت 13 نيسان/ أبريل 2019م، بحضور العشرات من أبناء الجالية العراقية والعربية ومن السويديين، وممثلي السفارة العراقية يتقدمهم السكرتير الأول في سفارة العراق في مملكة السويد الدكتور حيدر محمود محسن، ومجموعة من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي.
ساهم في المعرض حوالي 36 فناناً لكل منهما عمل أو عملان، حوى المعرض أكثر من 60 عملاً بين الرسم والنحت والسيراميك والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي، ومن مدارس فنية مختلفة مابين السيريالية والواقعية والانطباعية وغيرها، وتناولت مضامين أعمالهم مواضيع الحياة بشتى أنواعها، عشرون عاماً من المثابرة والإبداع لأعطاء الوجه الآخر للعراق، عراق الفن والعطاء والإبداع الجميل.
بعد الترحيب بالحضور من قبل الفنان شاكر عطية متحدثاً عن البدايات والتطور الحاصل في المعرض السنوي تدريجياً حتى هذه السنة، مستذكرا الفقيد صديق الجمعية الأديب جاسم الولائي، والفقيدة غادة حبيب، بعدها فسح المجال للفنانة سمية ماضي من التعريف بالفنانين المشاركين وأعمالهم، وتحدث كل فنان عن مساهمته وأعماله.
-   الفنانة سمية ماضي، ساهمت بعملين رسم أكريل وزيتي وكرافيك، وحفر، تناولت موضوعة المرأة والحياة.
-   الفنان السوري صبري يوسف، له عملان، تناول موضوعة الأنسجام بين الطبيعة كالأرض والماء والأشجار والكائنات الأخرى وعدم قدرة البشر على الإنسجام مع أخيه الإنسان.
-   الفنانة حنان شاركت بلوحة فنية، تمثل الصرخة.
-   الشاب ثامر الزيدي كان له عمل متميز عن فيتنام.
-   الشابة نيكول سمت لوحتها "حلم" وهي على الأكريل.
-   الفنان عباس العباس ساهم بعملين تجريديين بطريقة حديثة.
-   الفنان شاكر عطية، كانت مساهمته بلوحتين من الزيت، الأولى عن الجذور في البصرة، حيث أولاد زرياب عبد الله وحمدونة والموسيقى ونغماتها، وحكاية الطائر الأسود الشحرور. والأخرى عن سوق العطارين في البصرة وهي رؤية مستقبلية بعين الفنان.
-   الفنان نوري عواد، له لوحتان إحداهما تقليد لعمل نحتي تأثر به.
-   الفنان السوري يعقوب يوكاهدار ساهم بعملين نحتيين من الحجر البلوك، أسماهما أسئلة، أمتازت أعماله بالتوازن ككتلة ضمن الفراغ.
-   الفنان نهال حاجي له عمل فني واحد.
-   الفنانة شهرزاد ابراهومي ساهمت بلوحة زيتية محاكاة للطبيعة.
-   الفنانة ناهدة السليم ساهمت بلوحة سريالية.
-   الفنان محمود غلام له لوحتان متميزتان.
-   الفنانة ابتسام عباس، ساهمت بلوحتين عن معاناة المرأة، وعن الحياة والموت من الجانب الفلسفي.
-   الفنان حسين القاضي، له لوحة واحدة.
-   الفنان صاموئيل، ساهم بلوحتين زيت، الأولى عن الرقص والثانية سماها البطة السعيدة.
-   الفنان وسام الناشي له عمل واحد سماه ثلاثة أجيال من النضال.
-   الفنان فائز الأدهم، ساهم بعملين حالمين.
-   الفنانة سميرة إليا كان لها لوحة واحدة.
-   الفنان عمر العاني ساهم بعملين تناول موضوعة الأندماج.
-   الفنان الدكتور عماد زبير له عملان كالعادة من الخط العربي الأول بغداد مع قصيدة شعرية، والثاني أسم الجلالة "الله" بشكل فني جميل كما عودنا دائماً مبدعاً في الخط العربي.
-   الفنانة سليمة السليم، والمهتمة بالسيراميك لها عملان سمتهما "أستذكار".
-   الفنانة الشابة نيكول ستين، ولها لوحة واحدة.
-   الفنانة أزدهار اسامة، لوحتها الزيتية سمتها "رحلة للمجهول".

وغيرهم من الفنانين الآخرين، حيث تجولنا معهم وعشنا عوالم لوحاتهم، بعدها طلب من الفنان الدكتور عماد زبير بأيقاد الشمعة الأولى، ومن ثم ممثل السفارة الدكتور حيدر محمود محسن أوقد الشمعة الثانية متمنياً التوفيق للفنانين. بعدها أوقد الدكتور عقيل الناصري الشمعة الثالثة لمتابعته الجمعية طيلة سنواتها العشرين، وآخر شمعة أوقدتها أصغر فنانة مساهمة في المعرض.
بعدها تم التجوال الحر بين اللوحات والتحدث مع الفنانين وإبداعاتهم.
تحية للفنانين التشكيليين العراقيين في السويد بميلاد جمعيتهم العشرين، ومزيداً من العطاء.
صور من المعرض:
 

139
ستوكهولم: إحياء الذكرى الخامسة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي بحضور جماهيري واسع

محمد الكحط – ستوكهولم-
تصوير: عاكف سرحان

أقامت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق– في السويد، حفلاً خطابياً مركزياً أحيت فيه الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، يوم الأحد 31 آذار 2019، في ستوكهولم، وسط أجواء من الفرح والتضامن، فقد زينت القاعة بالزهور وبصورة مؤسس الحزب وشعارات الذكرى باللغتين العربية والكردية، التي تمجد الذكرى وشهداء الحزب وتدعو إلى الوحدة الوطنية ومن أجل نظام يحقق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.
 
 بدأ الحفل بدخول مجموعة من الرفيقات والرفاق يحملون الرايات الحمراء يتقدمهم شعار المنجل والجاكوج، وهم ينشدون أغنية يا شمس يا كَمر  يورود يرياحين، حيوا الوليد الإجه بأربعة وثلاثين.
   
 
بعد الترحيب بكلماتٍ رقيقة من قبل عريفي الحفل (الرفيق كفاح سعدون والرفيقة مهاباد) باللغتين العربية والكردية وكذلك باللغة السويدية، تم الاستماع للنشيد الأممي وقوفا، بعدها تم دعوة الجميع للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب وشهداء الحركة الوطنيّة العراقية والشهيدات الإيزيديات والشهداء ضحايا الفساد في الموصل مؤخرا في حادثة غرق العبارة، وتم الترحيب بالحضور جميعا وبالرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وبالرفيق إبراهيم محمود صوفِي (أبو تارا) عضو اللجنة امركزية  للحزب الشيوعِي الكردستاني/ العراق، وسفير جمهورية العراق في مملكة السويد الأستاذ أحمد الكمالي وكادر السفارة، وبممثلي الأحزاب والقوى السياسية الوطنية والكردستانية ومنظمات المجتمع المدني العراقية في الساحة السويدية، وبممثلي الأحزاب الشيوعية الشقيقة، وتقديم الشكر لهم لتلبية الدعوة لحضور الحفل.
 
قدم الرفيق أياد محمد قاسم كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد نقتطف منها الكلمات التالية، ((نعبر عن اعتزازنا واشادتنا بإنتصارات شعبنا، والقوات المسلحة على اختلاف تشكيلاتها وصنوفها، بما حققته من انتصارات على قوى الإرهاب، والذي يتطلب مواصلة الخطى نحو تجفيف منابعه عبر منظومة متكاملة من الخطوات والإجراءات.
وتشكل محاربة الفساد ومحاسبة رؤوسه، وهو الوجه الثاني للإرهاب، لا بل الأكثر خطورة، وان انجاز هذه المهمة يتطلب البدء من قمة السلطة، وان تشمل جميع المتلاعبين بالمال العام، بغض النظر عن مواقعهم الوظيفية ومسؤولياتهم السياسية والإجتماعية، كما يتطلب الأمر إرادة سياسية حازمة، وعملا متكاملا ذا أبعاد سياسية وتشريعية وإدارية، وانسجاما بين مؤسسات الدولة وسلطاتها الثلاث. ...تحية لكل رفيق ورفيقة أسكن العراق عتمة المقلتين،
 لمن أصغى للهديل المنساب بين حبات تراب الوطن،  لمن أيقض عند الفجر غيوما غافية، تحمله لواحة من حنين،  لمن صنع الحزب أوراقا لقصائد من ضوء النهار.. دربا يمنح الحب تألقه ويختصر مسار الألم الطويل، لمن يعيد غرس نبتة الحزب هناك حيث هي الروح
لمن يلامس بجناحيه نسمات العراق المرتجى، لكل العراقيين في هذا العيد الوطني الكبير
فلتتضافر الجهود من أجل تحقيق بديلنا المنشود في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الإتحادية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية)).
 
أما كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق والتي قدمها الرفيق طارق قادر، وفيها ((...نحتفل يالذكرى الخامسة والثمانين لنضال حزبنا يمر كل من العراق وكوردستان في ظروف صعبة. فالعراق يعيش في ازمة عميقة نتيجة الآثار الكارثية لحكم البعث الدكتاتوري، والسلطة الطائفية واتباع المحاصصة المذهبية والقومية وحكم الاحتلال الامريكي، وازمة السلطة والدولة في العراق، وعدم تطبيق الدستور، واغفال الحقوق المشروعة للشعب الكوردستاني، أما في كوردستان فان آثار الاقتتال الداخلي ووجود الادارتين والصراع على المكاسب والمناصب، وانعدام نظام ديمقراطي مؤسساتي بمعناه السياسي والاجتماعي الشامل، مع إخفاقات اقتصادية واستمرار الاقتصاد الريعي المرتبط بالبنك الدولي، والاصرارعلى خصخصة القطاعات الاقتصادية،  وتردي الخدمات، وتفشي الفساد، خلفت آثارا قاسية على حياة المواطنين. وتستمر من جهة اخرى المشاكل والصراعات بين بغداد والاقليم، والادخار الإجباري للرواتب وعدم التفكير في اسلوب مناسب لاعادة رواتب التوفير الاجباري، وازدياد الرسوم والكمارك، وقد أدت هذه المظاهر الى تفاقم الفقر والبطالة وتكدس اغلب ثروات البلاد في ايدي حفنة من المتسلطين وحاشيتهم، وازدياد نسبة كبيرة من الفقراء وذوي الدخل المحدود. وتزامنت كل هذه الأمور مع الإخفاقات في مجال سير العملية الديمقراطية ووجود التزوير في عملية الانتخابات مع تاخير اعلان النتائج، ثم انهماك الاحزاب الفائزة في الحصول على المزيد من المكاسب مما سبب تأخير أعمال البرلمان وانبثاق الوزارة الجديدة وبالتالي غياب تنشيط المؤسسات....))
 
وبكلمات جميلة تم الترحيب  بالرفيقة رحاب جريس المسؤول السياسي للحزب الشيوعي السوداني في السويد، فحزبَنا الشيوعي العراقي يدينُ الممارساتِ القمعية من قبل نظام البشيرِ ضد المحتجين، ويطالبُ بإطلاق سراح كافة المعتقلين، ونعلنُ عن تضامننِا غيرِ المحدود مع الشعب السوداني و مع الحزب الشيوعي السوداني في نضالِه من اجلِ قيام حكومة وطنيةٍ ديمقراطية توفر للسودان الأمنَ و الإستقرارَ والحياةَ الكريمة....)) والتي ألقت كلمة الحزب الشيوعي السوداني، وكانت كلمة مهمة صفق لها الحضور متضامنا مع نضال الشيوعيين والوطنيين السودانيين ضد النظام القمعي وممارساته في السودان.
 
كما القيت كلمة قصيرة مؤثرة لمجلس السلم السويدي من قبل السيد كيمال كيركي.
 
 وتم الترحيب والتقديم بالرفيقة بربارة ممثلة الحزب الشيوعي السويدي التي القت كلمتها والتي أشادت فيها بنضالات الحزب الشيوعي العراقي ودفاعه عن الكادحين ومن أجل وطن حر، كما عبرت عن تضامن الحزب الشيوعي السويدي مع نضالات ومواقف الشيوعيين العراقيين.
 
 
وكان للشعر فقرة خاصة به حيث قرأ الاستاذ صلاح جبار عوفي بعض قصائده التي نالت استحسان الحضور، منها أبيات من قصيدة غنائية وقصائد أخرى ((ألف مبروك يا حزب الشغيلة/ ألف مبروك ميلاد الشغيلة/ يا حزب فهد وسلام .. بيك نتحدى الظلام/ إنغني غنوة للسلام  ..  نزرع البسمة الجميلة/ ألف مبروك يا حزب الشغيلة ..)).
 
ولم ينس الرفاق عطاء رفاق الحزب ونضالهم الذي لا يقدر بثمن فتم تكريم مجموعة من الرفاق ففي العيد يأتي المبدعون في النشاط، الذين تفانوا من أجل قيم الحرية والعدالة، قيم الحزب، فنقف أمامهم بإجلال ونكرمهم بالوفاء لهم وللقيم التي ناضلوا من اجلها..، تفضل الرفيق  الدكتور صالح ياسر والرفيق إبراهيم محمود صوفي لتكريم الرفاق: وهم ((الدكتور ابراهيم اسماعيل، الدكتور طاهر بابان، رشاد الشلاه، فيصل الفؤادي، آسو ملا حسن)).
 
وكان للجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم كلمتها التي ألقاها الأستاذ صبري إيشو ومما جاء فيها: ((نحن نعلم مقدار العبء الذي تتحملونه في ظل الأوضاع الكارثية التي ألمت بالعراق أرضاً وشعباً، وهذا الخراب لم يأتِ من فراغ، بل سببه الفساد المتفشي بكل أجهزة الدولة وبكل مفاصلها، وعلى جميع الأصعدة وفي خضم هذه الأوضاع المتردية يوما بعد آخر تتعمق الهوة بين الحكم والمحكوم، والخراب الروحي والنفسي الذي لحق بشعبنا..ان الحراك الجماهيري المدني والتظاهرات المطلبية الضاغطة والتي انطلقت قبل أعوام في العاصمة والمحافظات الأخرى هي البوابة الحقيقية والأمل المنتظر لخروج العراق من الكارثة التي تستهدف كيانه ومستقبله، ونحن في التيار الديمقراطي العراقي ما زلنا نعول على حزبكم الثري بالفكر الإنساني والعارف بنبض الشارع قدرته في قيادة الجماهير نحو الهدف المنشود ....)).
وفي فقرة للأغاني السياسية، قدم الفنان  وصفي الشذر، ويرافقه الفنان تحسين البصري، غنى معهم الجمهور..((لأن انته عظيم وعالي الشأن/ صرت انته هويتنه وقدرنه/ لأن انت شريف ووفي وانسان/ نذرنا لك يبو الشيمه عمرنا...))
كما ألقيت في هذا الحفل رسائل وبرقيات للعديد من الأحزاب والمنظمات والتي حملت كلماتها عبارات التهنئة والتحايا، ذاكرة باعتزاز كبير دوره النضالي الكبير على مدى التاريخ الكفاحي المجيد.
 ومن هذه البرقيات:
1 ـ الشيوعيون السوريون في السويد
2 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني
3 ـ الإتحاد الوطني الكردستاني
4 ـ حركة التغيير " كَوران"
5 ـ الحركة الديمقراطية الآشورية
6 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي
7 ـ الإتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
8 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
9 ـ الجبهة الفيلية
10 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
11 ـ  جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
12 ـ جمعية المرأة الكردستانية
13 ـ جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم
14 ـ سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية لدول  المهجر
15 ـ الإتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد
16 ـ رابطة الأنصار الديمقراطية في ستوكهولم وشمال السويد
17 ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم 
18 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
19 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي  العراقي في ستوكهولم
20 ـ منتدى الحوار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
21 ـ جمعية بابيلون للثقافة والفنون
22 ـ الرابطة المندائية للثقافة والفنون / فرع السويد
23 ـ الملتقى الثقافي المندائي في السويد
24 ـ جمعية زيوا المندائية
25 ـ فرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم
26 ـ  لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم
27- لجنة  مناهضة عودة البعث الفاشي
28 ـ الدكتور خليل عبد العزيز
29 ـ الدكتورة سعاد خيري
في الختام تم شكر جميع الحضور مع الدعوة لمأدبة طعام وشاي وقهوة. هذا وسيقام حفلا فنيا ساهرا مساء السبت الثالث عشر من نيسان على شرف الذكرى الخامسة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي والذكرى الـ 71 لتأسيس أتحاد الطلبة العام في  جمهورية العراق.
صور من الفعالية:
 
 
 


140
مجداً للذكرى الخامسة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
تهنئة بعيد الأمل

بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لميلاد حزبنا الشيوعي العراقي
أتوجه لرفاقي وعوائلهم ولجميع الأحبة والأصدقاء
ولكل أبناء شعبنا
 بأحر التهاني والتبريكات وأرق الأمنيات
وليكن هذا العيد محطة للتأمل والمراجعة
 وعيدا للبهجة والأفراح
ولينعم شعبنا بالأمان والحرية 
مع الأمل بعراق يسوده السلام والمحبة بين أبناءه جميعا
وكل عيد والجميع بخير
محمد الكحط/ أبو هيلين
31 آذار 2019م

141
ستوكهولم: حفل تأبيني للشهيدات الإيزيديات ضحايا تنظيم داعش الإرهابي

محمد الكحط –ستوكهولم-
أقامت تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم حفلاً خاصاً لتأبين الشهيدات الإيزيديات ضحايا تنظيم داعش الإرهابي، بتاريخ 24 آذار 2019 في ستوكهولم، حضره العديد من ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني المتواجدة في السويد ومن خارج السويد، أمتلأت القاعة بالشعارات وصور الضحايا والمنكوبين جراء الأعمال الإجرامية لداعش.
 
عزف النشيد الوطني (موطني) ووقف الجميع يردد كلماته، ومن ثم رحب عريف الحفل الدكتور سعدي السعدون، بالحضور ودعا الجميع للوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهيدات المغدورات، وعلى أرواح جميع شهيدات وشهداء الذين رحلوا بسبب أعمال العنف الأرهابي من داعش وغيره من العصابات، ومن ثم وقفة دقيقة حداد ثانية لمأساة ضحايا غرق العبارة في الموصل يوم الحادي والعشرين من أذار، بعدها القيت كلمة تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي  من قبل المنسق الحالي الفنان التشكيلي نبيل تومي ومما حوته الكلمة ((....أن القضاء والأقتصاص من السفاحين الدواعش الذين أزهقوا أرواح الألاف من أخواتنـا وبناتنا الأيزيديات والمسيحيات وغيرهن ممن وقعن في أياديهم، مرت دون قصاص ولهذا أمعنوا في الجرائم التي يندى لهـا جبين الأنسانية، وما ذبح  الذي حصل للخمسين أخت وبنت إيزيدية سوى لأنهم يعلمون بأن لا قضاء ولا قصاص ينتظرهم، ولانهم يعلمون بأن المرأة هي صانعة الحياة وأستمرارية الحضارة فبقتلهم لهـا يعتقدون بأنهم سيقضون على المستقبل. ما زلنا نطالب السلطات الحاكمة الثلاث في بغداد وأربيل بالكشف وملاحقة المجرمين القتلة وتقديمهم للمحاكمة العادلة وكذلك العمل على تأمين الحياة الكريمة للناجيات والناجين من أيادي عصابات داعش وتأمين كل مستلزمات العيش بتقديم التعويضات المالية وتسهيل كل ما يجعل حياتهم أفضل ....))، بعدها جاءت كلمة الحزب الشيوعي العراقي القاها الدكتور محمد الكحط ومما ورد فيها )(...بدءاً لابد من تثمين مبادرة تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم، لتنظيمهم هذا الإحتفاء بإستشهاد خمسين شابة من بنات شعبنا من المكون الإيزيدي. والذي تعرض عبر التاريخ الى 72 حملة إبادة شنت ضدهم لأسباب مختلفة، وآخرها ما حدث من هجوم بربربي، يوم الرابع من آب 2014، حيث تم قتل أكثر من 3000 شخص واختطاف 5000 آخرون، وتشريد 400 ألف في دهوك واربيل وزاخو، وتعرض 1500 امرأة للإغتصاب الجماعي، وبيع حوالي 1000 منهن في سوق النخاسة.
ان تنظيم داعش الإرهابي يبرهن، يوماً بعد آخر، على كونه التنظيم الأكثر وحشية في العصر الحديث..فها ان الجلادين القتلة الذين تتكون منهم عصاباته، يقترفون اليوم حتى وهم يتقهقرون ويواجهون الفناء، مجزرة مروعة جديدة. جريمة ذهب ضحيتها خمسون فتاة ايزيدية بريئة، كان التنظيم الاجرامي ذاته قد اختطفهن في العراق وسباهن، وعثرت قوات التحالف الدولي أخيرا على جثثهن مقطوعة الرؤوس في منطقة الباغوز شمالي سوريا.
ان هذه الجريمة البشعة هي واحدة من أشنع ما أرتكبه الإرهابيون ضد بنات وأبناء المكون الايزيدي، الذين لا يزال مصير أكثر من ثلاثة آلاف منهم مجهولا حتى الآن، بحسب مفوضية حقوق الإنسان.انها مجزرة كبرى تستدعي موقفا حازما من قبل الحكومة العراقية، وسعيا جادا للكشف عن مصير بقية المختطفين من قبل الدواعش، والعمل على تحريرهم في أسرع وقت...))، بعدها جاءت كلمة رابطة المرأة العراقية ألقتهـا الزميلة  ناهدة بويا، وكلمة جمعية الصداقة السويدية العراقية قدمتها الدكتورة نوال أبراهيم الطائي، بعدها جاءت كلمة لممثل الأحزاب الشيوعية في أمريكا اللاتينية في ستوكهولم  ألقاهـا گونزالو فيرا،  وكان للأستاذ زكي رضا القادم من الدانمارك مساهمة بهذه المناسبة، بعدها كلمة الجبهة الفيلية في أوربا ألقاهـا مندوبهم في السويد الأستاذ محمد نوري. وفي كلمة فرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم التي القاها الفنان بهجت هندي جاء فيها، ((اننا اذا نقف هنا محتجين على هذه الجريمة البشعة نطالب الحكومة العراقية ان تعي مسؤوليتها بخصوص هذه الجريمة البشعة. ان جرائم داعش شملت الكثير من ابناء شعبنا العراقي في مختلف المحافظات والمدن العراقية حيث تعرضت مدن كثيرة لهذه الجرائم البشعة كما حصل في الموصل والانبار عند احتلالهم الكامل لمدينة الموصل وكذلك عندة احتلالهم لمعظم مدن الانبار. ان الارهاب لادين له ولامذهب وبحجة الدين ارتكبو جرائمهم البشعة ضد ابناء الشعب العراقي  بمختلف طوائفه وقومياته....))، وكانت هنالك كلمة للحركة الديمقراطية الآشورية التقتها السيدة زينا باباجان.
 

كما تم عرض  فلم وثائقي عن مأساة الأيزيديين خلال الأحتلال الداعشي الإرهابي، من اعداد الاستاذ صبري إيشو، بعدها كانت هنالك استراحة لتناول الشاي والقهوة والمعجنات مع تعارف بين الحضور الكرام.
وتوالت الكلمات والرسائل والبرقيات، منها لمنظمة العفو الدولية فرع ستوكهولم قدمها مديرهـأ كامل الاوسي، ومنظمة Sveriges fredsråd قدمها مسؤلهـا كمال گولگي، ومشاركة منظمة الكونكرس الوطني الكردستاني قدمها مسؤلهـا كراوان سعيد،  ثم قرأت كلمة الناشط الحقوقي الأستاذ علاء مهدي من أستراليـا، وكلمة الدكتور ثائر كريم مستشار السلام والنزاعات الأقدم في مركز أولوف بالما الدولي، وكلمة القاضي زهير كاظم عبود، ومشاركة الناشط المدني والشخصية المعروفة نهاد القاضي من هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق، وكلمة من الدكتور كاظم حبيب، وأخرى من الكاتب والباحث ضياء الشكرجي من ألمانيـا، وبرقية من البرلمان الكردي الفيلي العراقي أرسلهـا الدكتور مؤيد عبد الستار، وبرقية من الأستاذ مؤيد ناصرشمعون من أمريكا ممثل هيئة حقوق الأنسان، وبرقية من الدكتور خليل عبد العزيز، وأخرى من الدكتور شيرزاد القاضي ناشط مدني وكاتب، وبرقية من رزكار عقراوي، وبرقية من الكاتب والمترجم الأستاذ رزاق عبود.
وتحدث في الجلسة العديد من أبناء شعبنا من الإيزيديين منهم، الناشط المدني في مجال حقوق الأنسان وسام جوهر، والناشط المدني فادي حسن، ومن جمعية مساعدة الأيزيديين الأستاذ مراد السنجاري، وكان حديثهم مؤثر جداً، حيث عكس المرارة التي يتجرعها أبناء شعبنا من الإيزيديين المسالمين على مر العصور.
في الختام القى الفنان التشكيلي نبيل تومي كلمة شكر فيها الجميع على تلبية الدعوة، قائلاً ((...لكن  حضوركم  اليوم، وكل هؤلاء الذين ابدوا احترامهم وتعاطفهم مع الايزديين، او بذلوا جهدا لحمايتهم هو تعبير عن أهمية المكون الايزيدي في العراق والشرق الاوسط، وعن ضرورة حماية حقوق الانسان وحريته في التعبير عن نفسه وارادته. وهو ما نأمل  في ان  يخفف الامهم قليلاً مع مرور الوقت....))، ودعا الحضور للتوقيع على مذكرة جماعية بأسمهم لترفع للسلطات العراقية الثلاث عن طريق السفارة العراقية وبضمنهـا ما يتعلق بالأسفاف بروح المواطنين العراقيين الذين فقدوا حياتهم بحادث كارثة العبارة في الموصل.
وتم انتهاء الفعالية بأنشاد النشيد الوطني العراقي.
صور من الفعالية
 
 

142
احتفلنا معها وبها
امرأة من ذاك الزمان، الدكتورة سعاد خيري في ميلادها التسعين

محمد الكحط
الدكتورة سعاد خيري، احتفلت يوم 19 آذار 2019 بعيد ميلادها التسعين، وهي تغني معنا وتنشد الأغاني الوطنية والتراثية،  وبنفس روحية التفاؤل والتحدي والصمود الذي قضت فيه معظم مراحل حياتها، ووسط عبق الزهور الجميلة التي ملأت بيتها، من قبل أصدقائها وصديقاتها ورفاقها ورفيقاتها، تحدث بعزيمة الشيوعي الذي لا يلين، فقد دعت السيدة سعاد خيري (أم يحيى) رفاقها وأصدقاءها لمشاركتها الاحتفال بعيد ميلادها التسعين، فلبوا النداء وكانت لحظات من الفرح الغامر، وهي تستذكر معنا رحلتها النضالية الصعبة، حيث تحملت خلالها السجون والمعتقلات والمطاردات منذ شبابها وانتمائها الى صفوف الحزب  الشيوعي العراقي، خلال النظام الملكي وما تبعه من أنظمة دكتاتورية فاشية، حيث تعرضت للضغط ومحاولات اجبارها على الهجرة الى إسرائيل وترك وطنها العراق، وفي لقاء صحفي معها أجراف الزميل محمد المنصور تذكر، ((قد خيروا سعاد خيري وهي في السجن، إما أن يسقطوا عنها الجنسية العراقية ويرحلوها إلى إسرائيل، أو أن تتخلى عن الديانة اليهودية وتعتنق الديانة الإسلامية، فاختارت الإسلام واحتفظت بجنسيتها العراقية، وعندما زارها في السجن وفد من حزب العمال البريطاني عام (1948)، وكانت تقضي حكماً بالسجن المؤبد، وعرض عليها الوفد إطلاق سراحها فوراً، مقابل منحها الجنسية الإسرائيلية والسفر إلى إسرائيل، رفضت سعاد خيري بشدة وقالت لهم، “الذنب ليس ذنبكم أنتم وإنما ذنب الحكومة العراقية، التي سمحت لكم بالمجيء إلى العراق وبزيارتي في السجن، ولو بقيت مائة عام في السجن لن اترك بلدي ولو ليوم واحد)).
 
 وتعرضت للسجون، لحين قيام ثورة الشعب في 14 تموز 1958، لتتحرر ولتساهم في مختلف الأنشطة في الميدان الحزبي وكذلك في نشاطها ضمن صفوف رابطة المرأة العراقية، وارتبطت مع رفيق دربها القائد الشيوعي المعروف زكي خيري، حيث تزوجا وكونا عائلة شيوعية مناضلة، منهما وأبنائهما يحيى زكي ووداد زكي. وبعد الانقلاب الفاشي الدموي سنة 1963 أصابها ما أصاب رفاق دربها من الاعتقالات والمضايقات والتشرد، وحتى بعد سنة 1968، لم تكن حياتها تسير بسهولة، وبعد انهيار الجبهة كانت عضوة في سكرتارية مكتب صحافة الحزب وبقيت حتى اللحظات الأخيرة من عمل طريق الشعب العلنية تمد العاملين في الجريدة بالحماس والصمود في وجه الهجمة البعثية الفاشية.
غادرت الى محطات كثيرة منها براغ، حيث مكث مع عائلتها فترة من الزمن، وحضرت مع الرفيق زكي خيري أعمال المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي الذي عقد في كردستان بحماية فصائل الأنصار (البيشمركة) الشيوعيين،  ومن ثم بعد محطات عديدة منها سوريا ثم استقرت مع العائلة في السويد، وفقدت كما فقدنا نحن رفيق دربها زوجها الرفيق الخالد زكي خيري.
وبقيت هذه السيدة قوية صامدة تواجه الحياة بكبرياء وتكتب وتؤلف وتعد وتساهم بكل النشاطات رغم كبر سنها، نجدها في مقدمة الواقفين في الحملات التضامنية لا يمنعها ثلج أو برد.
 اليوم ورغم السواد الذي يلف العراق والعالم لكنها كانت أكثر حماس وثقة بالمستقبل، واملها كبير بالجيل الجديد.
قدمنا لها الزهور وبطاقات التهنئة، والقيت الكلمات من قبل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد ومن قبل رابطة المرأة العراقية فرع السويد، كما عبرت قيادة الحزب في اتصال هاتفي عن تهانيها للرفيقة، مشيدة بنضالها الوطني وتاريخها المشرف.
غنينا معها ورقصنا معها، ومدتنا بالقوة والعزم والتفاؤل، طوبى لكِ أيتها الرفيقة النبيلة، ومجداً لأعوامكِ التسعين.
 

144
فعالية ثقافية مشتركة في ستوكهولم للأنصار


محمد الكحط –ستوكهولم-
أستضافت رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد، بالتعاون مع اتحاد الكتاب العراقيين في ستوكهولم، الفنان المسرحي والكاتب ضياء حجازي في أمسية ثقافية لمناقشة وتوقيع كتابه ((خازن معاطف العابرين))، يوم السبت 9 اذار في مكتبة شارهولمن، بحضور عدد من الأنصار ومن أعضاء اتحاد الكتاب العراقيين في ستوكهولم، وعدد من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم من المهتمين بالمسرح.
 

في بداية الفعالية تم عرض فيلم قصير عن المسيرة الفنية للكاتب الفنان ضياء حجازي، ثم قدمه الشاعر أحمد أحمد معرفا بمسيرته الفنية في مجال المسرح، بعدها تحدث الضيف عن كتابه الجديد ((خازن معاطف العابرين))، وكيف تمخضت فكرته وهي من رحم معاناة العراقيين الهاربين من الموت الى الموت، من بطش وجحيم النظام الدكتاتوري الى دوامة الغربة وعبر طرق خطرة مميتة أيضاً. وعن شخصية البطل الرئيسية في المسرحية التي عانت من الويلات، وخلالها أشار الكاتب الى مساهمة الشاعر إبراهيم عبد الملك في الكتاب منها النشيدان اللذان حواهما الكتاب، كما تحدث الشاعر إبراهيم عن المراحل التي مر بها الكتاب والذي سوف تصدر نسخة منه باللغة السويدية وتحت أسم آخر، ليكون مفهوما وقريبا للقارئ السويدي، كما قرأ الشاعر ابراهيم عبد الملك النشيد الأول، مشيداً بفكرة الكتاب وبجهود المؤلف. 
 
ثم فتح باب الحوار والنقاش بين الكاتب والجمهور مما أضفى على الفعالية المزيد من الضوء والحماس وتم تبادل الآراء بخصوص كيفية تقديم العمل مسرحيا في المستقبل.
وأشار رئيس رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد سعد شاهين الى استعداد الرابطة الى التعاون مع جميع منظمات المجتمع المدني لتقديم الثقافة الوطنية العراقية لأبناء الجالية العراقية والعربية والى السويديين.
في الختام تم تكريم الضيف بباقات الزهور، وشكر الجميع على حضورهم ومساهمتهم الجادة في الفعالية.
 

145
مؤامرة الشواف في ذكراها الستين

ودور الجماهير الشعبية في قمع التآمر

محمد الكحط

تمر هذه الأيام الذكرى الستين على مؤامرة الشواف عام 1959، وتشير دلائل عدة الى اضطلاع منفذي المؤامرة بالتخطيط مع قوى خارجية ودولية وعربية وغيرهم للنيل من ثورة 14 تموز المجيدة ومنجزاتها،  ونضالها ضد الاستعمار ومخططاته في المنطقة، وضد محاولات الاستحواذ على منابع البترول في المنطقة، ومحاولات إثارة الدسائس والمؤامرات هنا وهناك، وبالتحالف مع قوى الثورة المضادة في الداخل من الذين تضررت مصالحهم وخسروا مواقعهم وسلطاتهم التي كانوا يتمتعون بها بالضد من مصلحة الشعب والوطن، وهناك من لازال مقتنعا بما كان يردده أقطاب المؤامرة ومن وقف معها ضد الثورة الفتية، بل ويرددون كالببغاوات ما كان يبث من سموم من إذاعات أجنبية سخرت نفسها للوقوف مع المتآمرين ومخططاتهم .
وقد تم توجيه الاتهامات الجاهزة للسلطات الرسمية المحلية وممثلي قوى الشعب، وإلصاق جرائم بهم، منها الكذب والادعاء بوجود محكمة سميت بالقصابية نسبة الى لقب أحد مقاومي المؤامرة وهو عبد الرحمن القصاب.
وفي هذه الذكرى التي راح ضحيتها أعداد من الأبرياء ووضعت شرخاً في الصف الوطني لمسيرة الثورة حيث بدأ بعدها التآمر والتخطيط لإسقاط الثورة بوسائل وأساليب جديدة.
هنا لا نريد تكرار وسرد الأحداث بقدر ما نشير الى حجم التضليل الذي مورس ولازال لتشويه رجالات الثورة ومنظمات الحزب الشيوعي العراقي رغم الوثائق التي تم تأكيدها لاحقا من طبيعة التآمر والتخطيط له وارتباطاته الخارجية.
في هذه المناسبة نلتقي مع شاهد عيان لازالت الأحداث شاخصة في ذهنه، كونه كان قريبا من موقع الحدث ليسلط الضوء حول تلك الأحداث ولتزيل بعضاً مما تراكم من حقدٍ على رجال 14 ثورة تموز المجيدة، هو الدكتور خليل عبد العزيز:
كان المتآمرون وأعوانهم يدعون أن ما قاموا به هو حركة تصحيحية للثورة لكنها في الحقيقة هي القضاء عليها وعلى مشروعها الوطني، فالوثائق أثبتت أن هذا الادعاء باطل لأن المشاركين فيها كانوا يتلقون دعم وتوجيهات قوى خارجية، هدفها بالأساس هو الإطاحة بالجمهورية الفتية، وقائد الانقلاب العقيد عبد الوهاب الشواف كان تحركه من منطلق ذاتي وشخصي، حيث كان يعتبر نفسه (مظلوماً)، لأنه تم تعيينه آمراً لموقع الموصل، وكان يريد أن يكون رئيس أركان الجيش والحاكم العسكري العام، وهذه العقدة هي الأساسية في سلوكه هذا وتزعمه لحركة التآمر وجمع الضباط المعادين للثورة والنظام الجمهوري حوله. وهذا دفعهم للتهاون مع قوى أجنبية عميلة ليس من مصلحتها بقاء ثورة 14 تموز.
العامل الأساسي في فشل المؤامرة هو المقاومة الجماهيرية الباسلة، فقد تصدت للمتآمرين قوى شعبية وقطاعات الجيش العراقي الموالين للثورة وخاصة كتيبة الهندسة في الموصل، والشيوعيين وأصدقائهم، وعندما وصل العقيد حسن عبود المعين من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم آمراً لموقع الموصل، كان قمع المؤمرة قد أصبح واقعاً، وبقي جزء بسيط من المتآمرين ليس لهم تأثير.
 وأن ما يقال اليوم من بعض الذين يطلقون على أنفسهم لقب الباحثين والمفكرين وهم في الواقع ليسوا كذلك، من أن المقاومين شكلوا محكمة للقصاص من المتآمرين هو من نسج الخيال، وللأسف لم يتصد الكتاب الوطنيون لهذا التشويه المتعمد والابتعاد عن تقديم تحليلات واقعية لما جرى أثناء المؤامرة، في الوقت الذي كان ولا زال المتآمرون وأعوانهم ومن يؤيدهم نشيطون في تغطية فعلهم المشين ويعتبرونها حركة أو حوادث وهم يعلمون جيداً بأنها مؤامرة حيث توفرت لها كل المتطلبات من سلاح واعلام قوي في حينه، فقد كانت (إذاعة صوت العرب) أثناء المؤامرة تدعمهم وكانت الناطق الرسمي عنهم بصوت (أحمد سعيد) الذي أذاع البيان الأول للمتآمرين، والأسلحة من مسدسات وبنادق ورشاشات بورسعيد من مصر التي وصلت عن طريق مدينة ( تل كوجك) السورية وكان المشرف عليها وزير الداخلية السوري عبد الحميد السراج وبالتعاون مع بعض العشائر المتضررين من قانون الإصلاح الزراعي، منهم عشيرة شمر.
 لقد سقط العديد من الشهداء والقتلى نتيجة المعارك منهم (كامل قزانجي) العضو القيادي في الحزب الوطني. وهنالك تقصير من قبل القوى الوطنية في استذكار الشهداء.
لقد أدركت الجماهير الشعبية ان هذا التآمر ما هو إلا لضرب كل منجزات ثورة 14 تموز، ويقول خليل عبد العزيز (لقد فوجئت لهذا الاندفاع الجماهيري والحماس في التصدي للمتآمرين، وأعتقد ان هذا أكبر درس في فهم الجماهير واندفاعها للدفاع عن مصالحها الوطنية، وان كل ما يقال بعدم اهتمام الجماهير بما يجري حولها هو رأي خاطئ جداً، فالجماهير تنتظر اللحظة الحاسمة للانتفاض والتعبير عن رأيها الحقيقي، ولاشك ان هذه الجماهير بحاجة الى قيادات واعية تقودها).
  ويؤكد انه لم يتم ملاحقة أي شخص بل تم اعتقال الذين كانوا يقاومون فقط، وعدد الذين قتلوا مبالغ به كثيراً، وقام الطيران العراقي بقصف دقيق لموقع الشواف الذي أصيب بجروح بليغة في معسكر الغزلاني ونقل على أثرها الى مستشفى المطار العسكري في الموصل،  لكن بعض الجنود وبدون أية أوامر قاموا بقتله، كما هرب العديد من المتآمرين الى سوريا ولاحقت بعضهم الطائرات الحربية العراقية، والآخرون نقلوا الى بغداد لمحاكمتهم عسكرياً.
وهكذا أسدل الستار عن هذه المؤامرة، التي يتطلب من الجميع التأكد والتحقق قبل الحكم عليها وان لا يندفع لما تم ترويجه من قبل أعوان المتآمرين. المجد للشهداء والضحايا، والخزي والعار لكل من تآمر على ثورة 14 تموز المجيدة.

146
معرض القاهرة الدولى للكتاب 2019 في يوبيله الذهبي
تظاهرة ثقافية كبرى بأمتياز


إعداد: محمد الكحط –القاهرة-
لم يكن حدثا عادياً في حياة المثقفين المصريين والعرب وبعض الأجانب، معرض القاهرة الدولى للكتاب 2019 في دورته الخمسين، والذى أفتتح يوم الثلاثاء 23 يناير بشكل رسمى، ومن ثم تم فتح أبوابه للجمهور يوم 24 يناير وأستمر حتى 5 فبراير، ليس لسعة المشاركة فيه وعدد زواره، بل لما حوته أيام المعرض من نشاطات ثقافية نوعية كبرى عديدة فهو ليس معرضا للكتب بل تظاهرة ثقافية كبرى بأمتياز، فقد شارك فى المعرض 35 دولة منها 10 دول أفريقية، ثلات منها تشارك لأول مرة هي، كينيا، غانا، نيجريا و16 دولة من آسيا و7 دول من أوروبا ودولتان من أمريكا. وبلغ عدد دور النشر المصرية فى هذه الدورة 579 منها 62  دارا للنشر تشارك لأول مرة و517 شاركت فى الدورات السابقة. أما دور النشر الأجنبية، فكان عددها 170 دار نشر منها 24 تشارك لأول مرة، و146 شاركت فى الدورات السابقة بإجمالى عدد أجنحة 723 للعرض والبيع، وأشارت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم إلى أن ((إجمالى عدد الناشرين بلغ 1274 شامل التوكيلات وعددها 525 توكيل بما يقرب من 800 ألف عنوان)).
وحلت جامعة الدول العربية، ضيف شرف هذه الدورة، واختارت الهيئة المصرية العامة للكتاب، المنظمة للمعرض، الراحل الدكتور ثروت عكاشة، والكاتبة سهير القلماوى، شخصيتين لهذا العام. وأكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في الجامعة العربية رئيس اللجنة المعنية بملف مشاركة الجامعة كضيف شرف المعرض في دورته الـ 50، ((أن اختيار الجامعة العربية ضيف شرف يأتي بهدف إبراز إنجازات العمل العربي المشترك وتتويج هذا الصرح العربي الذي يجمع في خزائنه موادا ثرية ترسم بالصور الحية الناطقة شخصيات وأحداثا تاريخية كان من شأنها أن غيرت مجرى التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للدول العربية)).
 

تمت إقامة المعرض في دورته اليوبيلية على أرض المعارض الجديدة بالتجمع الخامس، وهذه ثالث منطقة تستضيف المعرض منذ نشأته عام 1969.
 في مناسبة افتتاح دار الأوبرا المصرية في 1969 وضمن الاحتفال الألفي بتأسيس مدينة القاهرة، كلف الرئيس جمال عبد الناصر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة بإقامة أول معرض للكتاب في مصر بمشاركة مئة ناشر من خمس دول فقط. ثم تم نقله من ساحة دار الأوبرا قرب ميدان التحرير في قلب القاهرة إلى مدينة نصر عام 1983، وهذه السنة هي المنطقة الثالثة الجديدة لكنها بعيدة عن مركز العاصمة ومع ذلك كان الحضور كثيفا من قبل المصريين والأجانب.
وحسب الأرقام الرسمية وصل عدد الحضور العام الماضي 2018 إلى نحو أربعة ملايين زائر، وفي عام 2006 تم اختيار معرض القاهرة كأفضل معرض في العالم بعد معرض فرانكفورت.
إن المعرض الجديد عبارة عن أربع قاعات، مساحة كل منها عشرة آلاف متر مربع، القاعة الأولى مخصصة لكتب التراث والأزهر ومن السعودية، والقاعة الثانية للناشرين العرب والكتب الأجنبية، أما القاعة الثالثة فهي مخصصة للناشرين المصريين، والقاعة الرابعة قاعة المعرض الرئيسية وناشري كتب الأطفال، كما تمت اقامة العديد من الفعاليات وحفلات التوقيع والأنشطة الثقافية في كافة المجالات، حيث بلغ عدد الفعاليات 500 فعالية في هذا العام، بمشاركة مئات الضيوف من الشعراء ونجوم الأدب والفكر حول العالم ورجال دولة، ومنهم من الحاصلين على جوائز البوكر ونوبل، والعديد من الجوائز العالمية.
ففي كل يوم هنالك أربع ورش ثقافية في القاعة الرئيسية، ومثلها في قاعة الصالون الثقافي، وصالة ضيف الشرف، وصالة بانوراما أفريقية، وصالة كاتب وكتاب، وصالة ملتقى الإبداع، وقاعة الشعر التي كانت تستضيف كل يوم حوالي ثلاثين شاعراً عربيا وأجنبياً،  وصالة الشباب والمبادرات التي كانت تكتظ دوماً بالشباب، وقاعة البرنامج المهني، وقاعة ذاكرة المعرض، وصالة المسرح الكبير، وقاعة التجارب المسرحية التي تم تقديم العديد من العروض المسرحية والفنية فيها، وقاعة السينما حيث عرضت عشرات الأفلام مع ندوات ولقاءات مع مخرجين ونجوم، واستمرت قاعتا الفنون البصرية والورش بتقديم المعارض المختلفة، وكان هنالك ركن الفنون الشعبية حيث قدمت عدة فرق شعبية العديد من فعالياتها الفنية.
وتضمن العديد من العروض الاستثنائية على مستوى المسرح، وفرق الموسيقى العربية، والكثير من الأمسيات الفكرية لأدباء عالميين. كما تم الاحتفاء بأدباء المهجر العربي، وشاركت روسيا في المعرض بثلاث ندوات هامة، كما استضاف المعرض الكثير من المفكرين والمبدعين من معظم الدول العربية، منهم عبد الفتاح كيليطو، كاتب وناقد مغربي، والدكتور فراس السواح من سوريا، والدكتور كمال أبو ديب، والدكتور عبد الله الغذامي من السعودية، ونظم احتفالية خاصة تحت عنوان "ذاكرة المعرض" وتضم الدول التي حلت في دورات المعرض المختلفة "ضيف شرف"، وقدم الصالون الثقافي مجموعة من ندوات شارك فيها أكثر من 18 دولة و400 مدعو.
وعلى مدى أيام المعرض كانت الفعاليات مستمرة في كافة قاعات المعرض المخصصة للفعاليات، للشعر والمسرح والموسيقى والأدب والنقد والسياسة والفكر...الخ. بالاضافة الى المركز الاعلامي الذي يصدر مجلة (مرايا الكتاب) كل يوم وهي خاصة عن نشاطات المعرض. 
وفي أحيانٍ كثيرة نحتار أي فعالية نحضرها، ففي نفس الوقت هنالك عدة فعاليات مهمة في قاعات مختلفة، وهذه أحدى سلبيات المعرض، فتضيع الفائدة المرجوة من الفعالية، ونجد قاعات مكتظة بالحضور وقاعات قليلة الحضور مما يسبب الإحراج للضيوف الذين يقدمون الفعالية وهم ضيوف مهمون  وبمضامين مهمة.
وكان للمبدعين العراقيين حضورهم الواضح في العديد من الورش، منهم الشاعر والناقد علي جعفر العلاق، الشاعر عدنان الصايغ، خزعل الماجدي، صلاح فائق، ضياء الأسدي، وغيرهم.
أنقضت أيام المعرض في دورته اليوبيلية، وحصيلته كبيرة حيث اللقاءات الفكرية والثقافية والحوارات والنقاشات من أجل رسم صورة أجمل للمستقبل.


.



147
وفاء لذكرى الراحل الشاعر والأديب جاسم الولائي يقيم اتحاد الكتاب العراقيين وجمهرة من أصدقاء الراحل لقاء استذكاريا بمناسبة مرور اربعينيته
يكون اللقاء في منطقة شيستا قاعة شيستا تريف نوريا في يوم ٢٣/٢ الساعة الخامسة

148
إعلان
احتفائية يوم الشهيد الشيوعي


بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط
( الذكرى السبعون لاستشهاد قادة حزبنا الأمجاد فهد - حازم - صارم )
تقيم منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد
والحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق في السويد
أمسية احتفائية
 تخليداً لقوافل الشهداء الخالدين
 من الشيوعيين والتقدميين والديمقراطيين
 وكل من أفتدى راية النضال
من أجل وطن حر وشعب سعيد
يوم السبت الموافق 16/2/2019
 الساعة الخامسة مساءا
قاعة شيستا تريف   ....KISTA TRÄFF
الدعوة عامة للجميع...أهلا وسهلا لحضوركم

149
الحفل التكريمي للشاعر الكبير عريان السيد خلف‬

عريان في الذاكرة
..........
الحفل التكريمي للشاعر الكبير عريان السيد خلف
والذي تقيمه
مجموعة من منظمات المجتمع المدني في ستوكهولم
يوم السبت الموافق 12/1/2019
الساعة السادسة مساءا
وعلى قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم
Jamtlandsgatan 151 A
162 62 Vällingby
الدعوة عامة
المنظمات العراقية المنظمة للاحتفالية
............
الجمعية المندائية في ستوكهولم
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم
رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد
الرابطة المندائية للثقافة والفنون
جمعية بابلون للثقافة والفنون
اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد
رابطة المرأة العراقية في السويد


150
المنبر الحر / تونس بخير
« في: 19:48 13/11/2018  »
تونس بخير


محمد الكحط -تونس-
في زيارتي الأخيرة لتونس والتي استغرقت عشرة أيام، وكنت قد زرتها سابقاً عام 2007، أكاد أجزم أن تونس بخير وبألف خير، فما زالت مدنية وحداثة أبن خلدون شاخصة، وما زالت شعلة الشاب محمد البوعزيزي (طارق الطيب محمد البوعزيزي الذي قام يوم الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2010م بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد) متقدة في حياة التونسيين، تونس بخير كون المدنية تجذرت في المجتمع ولم يستطع أحد تقليص مداها، تونس بخير ما دامت المرأة التونسية تقوم بعملها بحرية وتُحترم من الجميع وتمارس حريتها دون خوف أو عائق، تونس بخير كون مسرحها يبدع ويقدم الجديد الذي ينتقد السلبيات في المجتمع ويقدم البدائل، لقد شاهدت عرضاً مسرحيا بعنوان "مقامات بديع الزمان الهمداني" بروح العصر وبمواصفات التجديد المطلوبة، تونس بخير فما زال شعرائها وكتابها يبدعون ويقدمون الجميل والمزيد، ومازال المبدعون حريصون على مستقبل تونس، وها هو معرض الكتاب التونسي الذي أفتتح يوم 19 اكتوبر 2018 يقدم شهادة على ذلك، تونس بخير لأن عمالها وفلاحيها يواصلون عطائهم وينتجون، تونس بخير فما زال الفنانون التشكيليون يرسمون صور المستقبل البهي لبلادهم الجميلة.
هنالك صور عديدة جميلة شاهدتها، مدينة الثقافة هذا الصرح الكبير والجميل ليس ببنائه فقط، بل بما يقدمه كل يوم من نشاطات متعددة في كافة مجالات الثقافة والإبداع، تحاورنا كثيرا مع مواطنين عاديين ومثقفين من مختلف التوجهات، فالطموح والتفاؤل والأمل بالمستقبل هو السائد، ليس هنالك سذاجة ما، بل الجميع ينطلق من الواقع ومعرفة الامكانيات والظروف المحيطة بالبلد ويسعون الى التطوير حسب تلك الأمكانيات، نعم قد تسير الأمور ببطأ بعض الشيء، لكنها تسير، وتسير الى الأمام دون انقطاع، تونس بخير وستظل تونس الخضراء، خضراء بعطائها الى الأبد.

151
وداعاَ أيها الرفيق الغالي صالح الحلفي (أبو سلام)
تاريخ حافل بالتضحيات

عاش حياة متجردة تماما من أي ذاتية، رافعا مصلحة الحزب فوق أي اعتبارات عائلية وشخصية وهناك من الذكريات ما يمثل فخرا لكل رفيق آثر مصلحة الحزب والشعب وتحلى بالقيم والأخلاق الرفيعة، تمسك بمقولة ان يكون الشيوعي أصدق الناس وأكثر الناس أمانة

محمد الكحط –ستوكهولم-
غادرنا اليوم في السويد المناضل الرفيق صالح الحلفي (أبو سلام)، بعد معاناة طويلة مع المرض، هذا الإنسان الأبي الذي عاصر فترة طويلة من الحياة السياسية العراقية منذ بزوغ ربيع الحركة الثورية وبالذات ضمن نشاطه النقابي وسط الطبقة العاملة العراقية، وكان في محطات عديدة من عمره قريبا من مسيرة الحزب الشيوعي العراقي، فهو من مواليد الأول من شهر كانون الثاني عام 1937م، ويملك تاريخا نضاليا غنيا بمحتوياته.
أبو سلام وليد عائلة عمالية من بناة الميناء وليس الموانئ في حينها لم يكن هناك الا ميناء المعقل، عائلة بالكامل من الأعمام وأبنائهم تعمل بالميناء عند إنشائه وتسكن بمنطقة المعقل عند بداية إنشائه حيث تتواجد الطبقة العاملة في مسفن الميناء البحري بالجبيلة، إضافة لقسم غير كبير في محطة كهرباء الجبيلة المخصصة لتوليد الطاقة الكهربائية لمنطقة الميناء والمعقل، ومن عائلته برز أبن عمه المناضل النقابي المعروف سكرتير نقابة الميناء وسكرتير اتحاد نقابات البصرة في العهد الجمهوري جاسم حسن الحلفي الذي عاصر الرفيق فهد في سجن الكوت ومن تجربته وتجربة سجنه تعرف أبو سلام على الحزب الشيوعي العراقي إضافة لتعرفه على نخبة ثورية من عمال الميناء في مسفن الميناء، حيث عين كعامل فني متدرب مع الشهيد كريم الشذر في المسفن في عام 1952 وكان عمره 15 عاما في أوج مرحلة الصبا والاندفاع، ومن خلال العلاقة الوطيدة والالتقاء اليومي مع النخبة الطيبة من عمال المسفن أمثال الشهيد الخالد صمد وادي وأحمد علي هيلك وغيره تعرف أكثر على الحزب، وعند حصول إضراب عمال الميناء في سنة 1952 في الشهر الثامن شارك برغم عمره الصغير في الإضراب الذي استمر 3 أيام، وبمشاركة ما لا يقل عن 3200 عامل في موقع تجمع العمال المضربين في مقابل المديرية العامة للميناء، ففي بداية انطلاق الإضراب تم إيقاف عمل مولدات الكهرباء التي تزود الطاقة الكهربائية لمنطقة المعقل والميناء، وفي إثناء المفاوضات مع إدارة الميناء البريطانية وبمشاركة وفد من بغداد يرأسه سعيد قزاز، لوحظ عودة الكهرباء لمبنى مديرية الميناء من خلال النوافذ مما حدا بجماهير العمال بمواجهة التحدي بالزحف نحو مبنى محطة الكهرباء لغرض إيقاف المحطة مرة أخرى وعند الوصول إلى جسر الرميلي فوق نهر صغير متفرع من شط العرب، الذي يبعد مسافة 700 متر عن المسفن ومحطة الكهرباء انهمر الرصاص الحي من قبل الشرطة بقيادة المفوض حبيب أبو سامي ومن معه، حيث سقط عدد من شهداء الحركة النقابية، كانت هذه البداية لتعرف أبو سلام على الحزب ومن خلال العائلة المرتبطة فكريا وتنظيميا بالحزب وبسبب من نشاط الحزب ومساندته للإضراب وقيامه بحشد جماهير الشعب لمساندة عمال الميناء، وتعزز أيمانه بالحزب وأفكاره بعد ذلك بمواجهة مع المسفن البريطانية أيام أحداث العدوان الثلاثي على مصر عام 56 مما حدا بهم لنقله إلى معمل إنتاج الرافعات في الأرصفة، الذي يديره المهندس صدوان ابن أخت نوري السعيد الذي أخذ بمحاربته والتضييق عليه منذ الساعة الأولى لالتحاقه بالعمل، على أمل دفعه على ترك العمل.
وفي عام 1957اثناء الاحتفال بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر في بيت أحد الرفاق من عمال الميناء رشح للحزب، وكسب الكثير من العمال الفنيين للحزب، وكسب ثقة العمال. بعد ثورة 14 تموز، بدأت مرحلة جديدة من العمل النضالي والسياسي عبر تشكيل الهيئة المؤسسة لنقابة الموانئ، حيث ضمت القادة النقابيين محسن ملا علي، جاسم حسن عبد الحسن جبار، وغيرهم من المشهود لهم بالتاريخ النضالي الناصع وكان الفقيد أحد أعضاء تلك الهيئة، وبعد عدة جلسات تم تقديم النظام الداخلي للنقابة التي أجيزت رسميا حيث تم تشكيل هيئة تحضيرية ومن ثم انعقاد المؤتمر الأول لنقابة المواني، وانتخب أبو سلام عضوا في اللجنة النقابية لمعمل إنتاج الرافعات، حيث وضع مصلحة العمال فوق كل الاعتبارات، وأستطاع الحصول على تقديم كافة منتسبي معمل إنتاج الرافعات درجة واحدة مع زيادة الراتب حسب استحقاقهم لذلك، والوحيد الذي لم يتم ترفيعه هو أبو سلام مما حدا برئيس المهندسين السيد علاء الدين البحراني إلى الاستغراب، فأبلغه أبو سلام بأنه يعمل أولا للعمال دون مصلحته الذاتية، مما حدا به لترشيحه لبعثة في بريطانيا من الموانئ العراقية، حيث تحولت تلك البعثة لمساومة كبرى لاحقا بينه وبين المدير العام للمواني اللواء الركن مزهر الشاوي، حول ترك الحزب وإعلان البراءة منه للالتحاق بتلك البعثة وذهبت ضغوطات المدير العام إلى العدم بسبب إصراره على التمسك بحزبه والمبادئ التي آمن بها، إلا انه استمر بالضغط على والده الذي كان يعمل رئيسا للعمال في مسفن الميناء على طرده من البيت وغيرها من الضغوط.
وأخيرا جاء كتاب فصله من الموانئ بالشهر الخامس من عام 1961 لأسباب سياسية صريحة وواضحة، وكان أول من يتم فصله من العمل في أرصفة الموانئ، ومما جاء بكتاب الفصل (نظرا لحزبيتك الضيقة والغير مجازة قانونا وبثك روح الشغب والفوضى بين العمال وفي إثناء الدوام الرسمي تقرر الاستغناء عن خدماتك اعتبارا من يومها)، وتم نشر كتاب الفصل هذا في حينها بجريدة اتحاد نقابات العمال في بغداد.
استطاع العمل بعدها في مشروع سايلو البصرة، مع مجموعة كبيرة من الرفاق المفصولين من الموانئ والنفط والسكك، منهم النقابي جنجون حسين، عزيز حميد وآخرين.
واستمر نشاطه الحزبي من خلال اللجنة العمالية التي يقودها الفقيد الرفيق أبو زكي حميد بخش ومن ثم اللجنة الوطنية لمنطقة المعقل والجمهورية.
ومن الذكريات التي كان الفقيد يعتز بها، عندما كان عضوا باللجنة الحزبية الوطنية لمنطقة المعقل والجمهورية عام 1961 وكان مسوؤلها الرفيق الأستاذ حامد، وعند ترحيل الرفيق حامد جاء قرار الحزب ان يكون هو مسؤول الهيئة التي كانت تضم أساتذة، بعضهم من الذين كانوا يدرسونه بالثانوية المسائية فكان ذلك القرار محرجا له الا إنهم رحبوا بذلك القرار وشجعوه على تحمل المسؤولية كونه عامل ومناضل شيوعي..
عمل الفقيد في العديد من ساحات العمل الحزبي في البصرة وبغداد والكويت وليبيا، حياة حزبية متجردة تماما من ذاتية ورافعا مصلحة الحزب فوق أي اعتبارات عائلية وشخصية وهناك من الذكريات ما يمثل فخرا لكل رفيق آثر مصلحة الحزب والشعب وتحلى بالقيم والأخلاق الرفيعة، وتمسك بمقولة ان يكون الشيوعي أصدق الناس وأكثر الناس أمانة.
- وبناءاً على تكليف الحزب له باستضافة وفد أكاديمية العلوم السوفيتية، بعد طلب الرفيق أسكندروف شخصيا من الحزب أن يتناول الطعام مع عائلة عامل عراقي، وفعلا قامت العائلة بتحضير طعام لعدد كبير من الرفاق يتقدمهم الرفيق عزيز محمد ومعظم أعضاء السكرتارية واللجنة المركزية.
تلك صفحات مضيئة من تاريخ هذا الإنسان الرائع بما تعنيه الكلمة، لقد كرمته منظمة الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب بمدالية الذكرى، وهو شيء بسيط أمام التضحيات الجسام لهذا الشيوعي الغيور.
لأبي سلام المجد وعاطر الذكر، لترقد روحه بسلام.


152
دعوة لحضور المعرض المشترك لفن التصوير الفوتوغرافي

 
برعاية الجمعية المندائية في ستوكهولم، وجمعية بابيلون للثقافة والفنون، سيقام المعرض المشترك لفن التصوير الفوتوغرافي، في الساعة الخامسة من مساء يوم السبت 17 نوفمبر 2018م، على قاعة الجمعية المندائية في فلنكبي/ ستوكهولم.
المشاركون: حيدر الصحاف، باسم ناجي، كريم الذهبي، لامع سيف
الدعوة عامة
وعلى العنوان التالي:
Jämtlandsgatan 151 A
16260 Vällingby

154
مهرجان اللومانتيه
الكرنفال الأممي البهي  في دورته الـ 83

خيمة طريق الشعب تحتفل بالذكرى الخمسين لمشاركتها في المهرجان الأممي الأوسع
باريس تعيش أحلى أعيادها وتتضامن مع شعبنا العراقي


محمد الكحط - باريس-
تصوير: علي البعاج وسمير خلف

اللومانتيه محطة أممية تجسد القيم الإنسانية، هنا من جديد في حدائق لوبورجيه، إحدى ضواحي باريس الجميلة، وفي أيام 14 ـ 16/ سبتمبر/ أيلول 2018، عاشت العاصمة الفرنسية باريس المهرجان السنوي لصحيفة اللومانتيه (ألإنسانية)، صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي، حيث القرية الأممية، هنا الجميع ينتظر هذا العيد الذي يحل كل عام عليهم ناثرا الفرح ونشوة اللقاء. فاللومانتيه عيد لكل الأحرار والثوار والمناضلين من أجل غدٍ أجمل للإنسانية بأسرها، وهذا العام يتجدد اللقاء، وخيمة طريق الشعب تحيي مرور خمسين عاما على مشاركتها مهرجان اللومانتيه "الإنسانية" وهي الصحيفة الناطقة بأسم الحزب الشيوعي الفرنسي والتي صدرت منذ عام 1903م، من قبل الحزب الاشتراكي الفرنسي آنذاك، بعد تحول الحزب إلى الحزب الشيوعي الفرنسي سنة 1920 في مؤتمر "تور" بموافقة الأكثرية والانضمام إلى الأممية الثالثة، أصبحت اللومانتيه هي جريدته، وواصلت الأقلية تحت راية الحزب الاشتراكي الفرنسي.
وكانت مساهمة جريدة طريق الشعب والحزب الشيوعي العراقي في عيد اللومانتيه تمتد منذ ستينيات القرن الماضي. كانت بداية بسيطة تطورت عاما بعد عام لتتحول إلى مساهمات سياسية إعلامية ثقافية كبيرة وخيمة تتسع للجميع، تجذب الآلاف من العراقيين والعرب والأجانب لما فيها من فعاليات ولقاءات مهمة للعديد من المثقفين والفنانين. ساهمت الخيمة من خلال نشاطاتها الأولى في تعرية النظام الدكتاتوري البائد، والتضامن مع أبناء شعبنا للخلاص من الدكتاتورية، وضد الحصار والحرب، وما زال نشاطها التضامني مع شعبنا في تصديه لقوى الإرهاب والفساد وسياسة المحاصصة السيئة الصيت.
 
 وهذا العام كان العمل في خيمة طريق الشعب له خصوصية حيث المساهمة الخمسين لطريق الشعب في المهرجان، فتجد الرفاق يعملون كخلية النحل لساعاتٍ طوال من أجل إظهار الخيمة بحلتها الجميلة بالوقت المحدد، وتقدم للزوار مختلف الخدمات.
وكما اعتادت خيمة طريق الشعب أن تبدأ مبكراً بلقاء مع أحد قادة الحزب، حيث حضر الرفاق والأصدقاء من عدة دول، عاشت الخيمة أجواء اللقاءات الحميمة والمفاجآت بلقاء أصدقاء قدامى، كانت المشاعر الوطنية والرفاقية طاغية بين الحضور، بدأت الفعاليات مساء الخميس 13 سبتمبر، بالترحيب من قبل الرفيق محمد الكيم، والوقوف وانشاد النشيد الوطني "موطني" ثم الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الرفاق الذين فقدتهم الخيمة هذا العام ومنهم الرفيق الفقيد صباح الحويزاوي والرفيق باتريك ريبوا، وجميع شهداء الحزب والوطن، بعدها بكلمة من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا قدمها الرفيق فؤاد الصفار الذي رحب بالحضور جميعا وبمنظمات الحزب الذين قدموا من مختلف الدول، وتحدث عن الرفيق الفقيد صباح والرفيق الفقيد باتريك من الحزب الشيوعي الفرنسي صديق الخيمة الدائم.
 
وبمناسبة هذه الذكرى الخمسينية تحدث الرفيق خالد الصالحي الذي أدار الخيمة لعدة سنوات، عن مراحل تطور خيمة طريق الشعب وأسماء الرفاق الذين كان لهم شرف المساهمة والمشاركة خلال تلك السنوات، وأشار الى الجهود التي بذلت لجمع الصور لأرشفة السنوات الأولى حيث أنجز معرض للصور الفوتوغرافية للمساهمات القديمة.
 
بعدها قدم الرفيق علي صاحب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي عرضا مكثفا لمجمل الوضع السياسي في العراق، وتحدث عن بعض المؤشرات الجديدة في العملية السياسية، وموضوعة التحالفات الشائكة الحالية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وعبر عن شكره وعن أهمية هذه المساهمة ويتطلب أن تستثمر بشكل جيد لعكس سياسة الحزب ومن أجل التضامن مع شعبنا ووطنا. ودار حوار مع الحضور مما أتاح تسليط الضوء أكثر على العديد من القضايا.
وبعد وجبة عشاء على شرف الحضور، بدأت الفقرات الفنية التي ساهم فيها العديد من المبدعين.
وتم خلال هذا اليوم أيضا أجراء لقاء مهم مع سكرتير الحزب الشيوعي الفرنسي الرفيق بيير لورن الذي أشار الى عمق العلاقة مع حزبنا، وأهمية مساهمة طريق الشعب في مهرجان اللومانتيه، لما لها من نشاطات ثقافية وسياسية مهمة، وتطرق الى سياسة حزبنا والتي ينظر لها الحزب الشيوعي الفرنسي بأعتبارها تجربة جديدة تحتاج الى التقييم، وأشار الى لقاء حزبهم مع الرفيق رائد فهمي قبل شهرين، حيث تم توضيح العديد من الأمور المهمة. وأكد تضامنهم مع الحزب الشيوعي العراقي والشعب العراقي.
في اليوم الأولى الرسمي للمهرجان الجمعة 14 سبتمبر 2018، كانت الخيمة على موعد مع ندوة سياسية بعنوان (مناهضة المشروع الامريكي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ودور اليسار) ساهم فيها، بنعدي فادي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المغربي، والرفيق علي صاحب، وحسان حمدان عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، يوسف حبش عضو مؤسسة لجان التنمية والتراث الفلسطينية، وسعودي العمالكي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المغربي.
 
أثارت الندوة العديد من القضايا، وأكدت على ضرورة استجماع قوى اليسار العربي لمناهضة القوى الأمبريالية والرجعية التي تريد أضعاف امكانيات بلداننا وشعوبنا.
 بعدها ساهم القاضي هادي عزيز مداخلة عن الدولة المدنية، وتناول فيها القضايا القانونية التي تسمح للحكومة من تحقيق مطالب الجماهير.
 
وكان للفن حضوره المميز، فهنالك معرض للفن التشكيلي الذي تضمن تسع لوحات فنية بالأكريلك للفنان عماد عاشور من العراق، كما قدم المطرب محمد البيك بمصاحبة الفنان ستار الساعدي والفنان مهدي الشريفي فقرة غنائية لمجموعة من الأغاني العراقية الشجية التي أطربت الحضور من العرب والأجانب الذين ساهموا بالفرح داخل وخارج الخيمة.
 
وفي المساء ساهمت فرقة بابل الغنائية القادمة من الدنمارك بتقديم أجمل الأغاني العراقية الوطنية التي تفاعل معها الحضور بالبهجة، كانت لحظات فرح وتفاؤل جميلة.
وشهد هذا اليوم عدة لقاءات سياسية مع رفاق الدرب الطريق الواحد منها، لقاءآت الرفيق علي صاحب مع حزب العمل البلجيكي، والحزب الشيوعي اللبناني، وحزب الطليعة التقدمي المغربي.
استمرت الفعاليات لليومين التاليين بهمة ونشاط، كخلية نحل يساهم فيها الجميع من الرفاق والأصدقاء من نساء ورجال، شباب وشياب، فيوم السبت 15 سبتمبر كان حافلا بالفعاليات، أولها فقرة ثقافية للأستاذ ذياب مهدي آل غلام عن كتابه (مقهى ننه) في النجف كونها أرثاً نجفيا وعراقيا حضاريا، قدم للفعالية الأستاذ  عبد الرزاق الحكيم، تطرق فيها الى تاريخ هذه المقهى في المجال الثقافي والسياسي والوطني، وتبرع الأستاذ ذياب بعدة نسخ للخيمة.
وفي فقرة ثقافية أخرى أستضافت الخيمة الأستاذ ناجح المعموري رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العراقيين في أول محاضرة له قدمه الأستاذ داود أمين، تناول الأرث الفكري والثقافي للشهيد كامل شياع، من خلال قراءة نقدية لنتاج الفقيد ومشروعه الثقافي.
وفي الخيمة الأممية قدم الرفيق علي صاحب عضو اللجنة المركزية للحزب عرضا سريعا لمجمل الأوضاع في العراق وتحالفات حزبنا والظروف التي يمر بها العراق، وبحضور كبير جدا من ممثلي القوى اليسارية في العالم والذين يحضرون المهرجان كل عام.
في الساعة الرابعة عصرا أنطلقت المسيرة التضامنية مع مطالب شعبنا نظمتها رابطة المرأة العراقية، انطلقت من أمام خيمة طريق الشعب، وطافت شوارع المدينة الأممية بمساهمة العديد من زوار الخيمة.
ثم  قدمت الفرقة الفنية العراقية  لزوار الخيمة عدة أغاني جديدة، جذبت العشرات من الزوار العرب والاجانب، ومن جديد عادت فرقة بابل لتقدم عدة فقرات  غنائية  جميلة أمتدت لساعات ضمت عددا من الاغاني الوطنية والسياسية والعراقية الأصيلة، تتألف الفرقة من السيدة بشرى علي مؤسسة الفرقة وسعد الأعظمي وكوران ابراهيم وبرهان محمد وصباح الحمدون وروبار الخياط، كما قدمت الفرقة أغنيتين جديدتين من كلمات محمد الكيم الأولى (وي عيد الحزب هلهوله غنينه) لحنها بشار غناوي وتوزيع سعد الأعظمي، والثانية (تجمعنه كلمة بهالحزب) من الحان وتوزيع سعد الأعظمي، حيث أمتلأت الخيمة من الداخل والخارج بالضيوف والزوار ليتابعوا فقرات هذه الفرقة الجميلة.
 
وفي يوم الأحد 16 ايلول، وهو آخر أيام المهرجان كان موعد اللقاء الثاني مع الاستاذ ناجح المعموري  تحدث فيها عن الحال الثقافي الراهن قدمه الاستاذ رشاد الشلاه.
كما قدم الشاعر عادل الياسري بعض قصائده، بعد تقديم وتعريف به من قبل الاستاذ ناجح المعموري.

 
وتم تكريم أكثر من ستين رفيق وصديق من المتميزين في نشاطات الخيمة، ومن الذين ساهموا لعدة سنوات، حيث جرى تقديم ميداليات خاصة لهم بمناسبة المساهمة الخمسين لطريق الشعب في المهرجان.
وطيلة أيام المهرجان كان للشباب دور متميز في العمل والنشاط دون كلل وبحماس، وكان هنالك مكان خاص للكتب والمطبوعات والهدايا الرمزية دعما للخيمة طيلة أيام المهرجان.
كانت أيام لا تنسى حيث سادت الروح الوطنية والرفاقية وأجواء المحبة والفرح والبهجة بين الجميع.


155
الى المجد الرفيق الخالد أبو ستار
رجل المهام الصعبة وداعاً
مناضل حتى الرمق الأخير


محمد الكحط – ستوكهولم-

غادرنا بهدوء الرفيق عزت الحاج عثمان صالح (أبو ستار) أو (أبو علي)، أحد الرفاق الكوادر من المناضلين القلائل الذين تمتعوا بالحس الثوري والأمني، هذا الرفيق الذي تدهشك بساطته رغم عطائه الكبير وصموده وتحمله لأصعب المهام وحمله لأخطر الأسرار، سنوات طويلة عاشها في ظروف ٍ صعبة للغاية كان بينه وبين الموت خيط شعره، لكنه كان يقضا بحس ثوري ملفت.
ولد الرفيق أبو ستار في كركوك سنة 1938م، في مدينة التآخي العراقية التي تجمع كافة ألوان الطيف العراقي، حيث أنهى فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، ومن ثم أنهى الدورة التربوية ليصبح معلما في قرى كردستان التي تعاني آنذاك من الأمية، وأول تعيين له في بامرني سنة 1959م.

عاش وسط عائلة الحاج عثمان الذي كان يدير مطعما للكباب وكان يشجع أبناءه على العمل وترك الدراسة، وكان ولده عزت من الذين أجبرهم على ترك المدرسة والعمل معه، كانت العائلة مؤلفة من أحد عشر فرداً ومع ذلك كانت الحالة المادية ميسورة، ترك الوالد مهنة أدارة المطعم بعد عودته من الحج سنة 1952م، وليتبرع بالمحل إلى أقدم عامل لديه. ليتحول إلى مهنة أخرى وهي بيع الأقمشة، حينها عاد الفقيد إلى مقاعد الدراسة ليواجه صعوبات جديدة لكنه اجتازها بمهارة، في هذه البيئة البسيطة الطيبة ترعرع الرفيق الفقيد أبو ستار، وليتعرف على أفكار الحزب الشيوعي في المرحلة المتوسطة عن طريق الرفيق فتح الله عزت وأخيه محمد عزت المعروفين لدى الجميع ولدى التحقيقات الجنائية كونهما شيوعيين، حيث كانا يعتقلان كلما زار الملك فيصل الثاني المدينة أو حتى عند عبوره من كركوك لزيارة السليمانية مثلاً، ثم يطلق سراحهما بعد رجوع الملك إلى بغداد، كما يتعرض بيتهما للتفتيش بين فترة وأخرى، وأصبح صديقا مرتبطاً بالحزب منذ سنة 1953م، ولصغر سنه لم يرشح للحزب حينها حتى أصبح عمره 18 عاماً، لكنه كان خلالها نشطا وكسب العديد من الأصدقاء والمتبرعين، والغريب في الأمر عندما أخبره الرفيق فتح الله بقبول ترشيحه وعليه ملأ بطاقة الترشيح للحزب، تردد وطلب مهلة للتفكير ليسأل نفسه، (هل باستطاعتي أن أكون شيوعياً وأواصل الطريق مع حزبي)، وطلب إمهاله للرد إلى الغد ليفكر جيداً، يتذكر الرفيق الفقيد أبو ستار تلك اللحظات ومكانها حيث كان اللقاء في مقبرة كركوك الكبرى، (وهذا الرفيق أنشق عن الحزب ثم أستشهد تحت التعذيب في أقبية نظام البعث العفلقي)، ووسط استغراب وذهول الرفيق الذي أحمر وجهه من الرد أتخذ قراره بأن طلب من الرفيق ملء الاستمارة فوراً، وهكذا بدأت الخطوات الأولى من المسيرة التي امتدت الى حين وفاته.

بعد أشهر من ترشيحه نال شرف العضوية منتصف عام 1956، ليبدأ مشواره ككادر حزبي في كركوك، قبل العمل في الحزب نشط في العمل الطلابي وتحمل العديد من المهام وبعد دمج اتحاد طلبة كردستان مع اتحاد الطلبة العام، قاد اتحاد الطلبة العام عندما كان في الإعدادية.

في يوم 13 تموز 1958 كان مع والده عائدا من بغداد إلى كركوك، وفي اليوم التالي كان في طريقه ليفتح المحل وإذا به يسمع من المذياع خطابات وكلمات حماسية عن ثورة الضباط الأحرار الذين أطاحوا بالحكم الملكي العميل، فرجع مسرعا إلى البيت ليرمي المفاتيح للوالد بشكل لاشعوري صائحا "صارت ثورة وسقط النظام الملكي، أفتحوا الراديو" ثم خرج راكضاً إلى وسط المدينة وإذا بمظاهرة صغيرة تنطلق من بين المحال التجارية خلف شارع الأطلس، لكن المظاهرة بقيت محدودة.

ومن ثم دخل الدورة التربوية في ثانوية كركوك وتخرج معلماً عام 1959م، حيث عين بعدها في الموصل وأول تعيين له في قرية بامرني التابعة آنذاك لسرسنك، تلك القرية التي تميزت بشدة صراعها الطبقي بين الفلاحين من جهة وعائلة النقشبندي من جهة أخرى، هذه التجربة أكسبته الكثير من الخبرة في العمل بين الفلاحين.

كانت المشاوير طويلة وظروف العمل السياسي صعبة، تنقل الفقيد خلالها للعمل بين عدة مدن مواصلا نشاطه الحزبي، وعندما حصل انقلاب 1963م، كان مديراً لمدرسة ابتدائية في احدى قرى الناصرية، التابعة لناحية العكيكة ضمن قضاء سوق الشيوخ، كان رفاق الحزب في حالة إنذار إلا أن الرفاق المسؤولين أصروا عليه للسفر إلى أهله عبر بغداد بسبب عطلة نصف السنة، فسافر إلى بغداد حيث التقى عائلته في منطقة باب الشيخ، في يوم الانقلاب الأسود بدأت المقاومة في المنطقة حال شيوع خبر الانقلاب، تقدمت دبابات الانقلابيين باتجاه وزارة الدفاع، فساوره القلق، وكان همه العودة إلى الناصرية ليكون بين رفاقه، وحال رفع حظر التجوال سافر إلى هناك ليعرف أن العديد من رفاقه قد شتتوا بين معتقل وهارب.
 

بقي الرفيق ابو ستار يقود الخط الطلابي والعمالية وعضو في اللجنة المحلية في السليمانية حتى 1965، بعدها أنتقل إلى بغداد ليحترف العمل الحزبي بطلب من الرفاق وعمل في عدة أماكن حزبية، والبيوت السرية للحزب منها مع الرفاق عزيز محمد وزكي خيري وبهاء الدين نوري، كما عمل في منطقة بغداد السرية التي كانت تجتمع ليلا وتتألف من الرفاق أبو فاروق، بهاء الدين نوري، عادل حبه، حسين سلطان، وأبو ستار، وعمل في "لجنة التنظيم والرقابة المركزية" من العام 1969-1971، اي قبل وبعد المؤتمر الثاني للحزب.

عاد للعمل في لجنة منطقة بغداد ومكتبها حتى انعقاد المؤتمر الوطني الثالث للحزب، بعدها تحول للعمل في المقر العام والعمل في "لجنة التنظيم المركزية" حتى اختفائه الأخير في شباط 1978م، ليتحول إلى العمل السري، فبعد إعدام عدد من الرفاق عام 1978، كان الحزب في وضع حرج يتطلب التحول إلى العمل السري وحماية كادره وقيادته، فشخص الحزب مجموعة رفاق ذوي إمكانيات تنظيمية بعد انسحاب رفاق اللجنة المركزية خارج العراق، فتشكلت لجنة الداخل القيادية من عدة رفاق، واتخذت العديد من التدابير وحتى ذلك الوقت كان مقر الحزب العام مفتوحاً

أستمر الرفيق الفقيد أبوستار في العمل السري المعقد في الداخل حتى عام 1991م وهو الخط الوحيد الذي أستمر بسرية، كان التنظيم على شكل خيطي غطى العراق كله رغم قلة عدد الرفاق العاملين، وكان يتواصل مع قيادة الحزب.
بعد الانتفاضة سنة 1991م، وعمل في الإقليم كعضو لجنة إقليم في المقر العام في شقلاوة من الصباح حتى المساء، حيث أنتخب إلى لجنة الرقابة المركزية وأصبح سكرتير تلك اللجنة.

وصل الفقيد عام 1994م إلى السويد. وفي المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الكردستاني، لم يرشح نفسه، مما دعى العديد من الرفاق لأن يستغربوا ذلك، طالبين منه الترشيح ومعرفة سبب امتناعه، فجاءهم جوابه، (أنني مستعد أن أمزق جواز سفري أمام المؤتمر ولا أعود للسويد، لكنكم عليكم أن تعلموا بأنني لم أرى أطفالي وعائلتي منذ أربعة عشر عاماً ونصف العام، حينها انطلقت عاصفة من التصفيق تحية له على موقفه الإنساني الرائع.
هذه اللقطات البسيطة لمسيرة طويلة لا تمثل إلا جزءاً يسيرا من المهام والصعوبات الجمة التي عاشها الرفيق أبو ستار، هذا الإنسان الشيوعي الطيب المعطاء، لم يثنيه عن ذلك قدم العمر أو المرض أو المشاكل العديدة الأخرى التي نواجهها كل يوم. نقول له وداعاً أيها المقاتل العنيد، نم قرير العين فعطائك لا ينسى، ولن ينساك رفاقك وأحبابك، الى المجد رفيقنا الغالي أبو ستار.


156
ستوكهولم: أنعقاد المؤتمر الثاني للرابطة المندائية للثقافة والفنون


محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير زيدون الخميسي

تحت شعار "صناعة الثقافة سلم للعبور الى المستقبل" وبأجواء احتفالية وببرنامج حافل بالثقافة، أنعقد المؤتمر الثاني للرابطة المندائية للثقافة والفنون يومي 30-31 من تموز 2018 في العاصمة السويدية ستوكهولم، بحضور مندوبين من جميع أنحاء العالم ومن داخل الوطن، وبعد عزف السلام الوطني العراقي والسلام السويدي والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء شعبنا، رحب عريفا الحفل الاستاذ عصام العثماني والسيدة فارحة عيدان بالحضور جميعا وبممثل السفارة العراقية في السويد، وبحضور العديد من أبناء الجالية العراقية.
شملت الفعالية افتتاح معارض للكتاب وللفن التشكيلي الذي ساهم فيه كل من الفنانين، سلام غريب بـ 7 أعمال، وريام الأميري بـ 3 لوحات، ووفاء شرموخ ب 6 أعمال، وكامل السبتي بـ 3 أعمال، وجواد الخدادي 5 أعمال، وليلى عاشور ب 6 أعمال، شملت الاعمال الرسم والنحت وحرق الخشب وغيرها، وشمل معرض الكتب العديد من الأبداعات في مجالات الأدب والعلوم والثقافة وغيرها، حيث تجول الحضور في المعرضين، ومن ثم كان موعد  الحضور مع محاضرة ثقافية عن "الترجمة ونقل الأفكار والمعلومات وتلاقحها مع الثقافات الأخرى" ساهم فيها الدكتورة رابحة الناشي وكامل السبتي، وأثارت الموضوعة اهتمام الحضور الذي ساهم بالأسئلة والمداخلات.
بعدها قدمت فرقة الأطفال المندائية أغاني وأناشيد جميلة.  وجاء دور الكلمات التي توالت من الأستاذ همام عبد الغني رئيس الرابطة ليلقي كلمة الهيئة الادارية، وبعده القى المهندي حيدر يعقوب كلمة سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية في بلاد المهجر، ومن ثم القى السيد فاضل ناهي طلاب كلمة  الجمعية المندائية في ستوكهولم، كما ألقت السيدة سنابل الحيدر كلمة جمعية المرأة المندائية . هذا ووصلت للمؤتمر العديد من البرقيات والرسائل. بعدها كان الحضور مع أمسية ساهرة. كما تم تقديم فلم تسجيلي عن تأسيس الرابطة من اخراج صلاح الخميسي وعصام العثماني، وبعد استراحة قصيرة تم تقديم مقطع مسرحي بعنوان "مقتل يوحنا المعمدان" قدمه الفنان نضال فارس.
وفي اليوم التالي توالت أعمال المؤتمر الذي ناقش فيه المندوبون العديد من القضايا في سبيل الارتقاء بعمل الرابطة نحو الأفضل من أجل نشر الثقافة والفنون، كما جرى تكريم العديد من المبدعين. وتم اصدار البيان الختامي للمؤتمر، وفي الختام كانت هنالك حفلة فنية ساهرة على شرف الضيوف.

 
 

157
ستوكهولم: أنتهاء أعمال المؤتمر الثامن لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر

محـمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير زيدون الخميسي

أختتمت في العاصمة السويدية ستوكهولم أعمال المؤتمر الثامن لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر  2-5 من آب 2018، الذي عقد تحت شعار (وحدتنا، مؤسساتنا وشبابنا هم الضمان لديمومة المندائية)، وبحضور مندوبين من  العديد من  البلدان.
أبتدات الفعالية في الثاني من آب بعزف السلام الوطني العراقي والسلام الوطني السويدي والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء شعبنا،  ثم الترحيب بالحضور  وبممثلي الأحزاب والمنظمات المدنية وبسفراء، العراق في السويد السادة أحمد الكمالي، مثيل السبتي في فنلندا ووليد شلتاغ  في جيكيا، وبحضور العديد من أبناء الجالية العراقية. كما حضر رجال الدين المندائيون من السويد واستراليا وأمريكا، تلي اثناء هذه الفعالية  العديد من الكلمات منها كلمة السكرتير العام للاتحاد وكلمة رئاسة الطائفة قرأها بالنيابة الدكتور وليد شلتاغ، والقى السيد فاضل ناهي طلاب كلمة  الجمعية المندائية في ستوكهولم  راعية المؤتمر، ثم كلمة لرجال الدين الافاضل، كما  تليت  كلمات أخرى للاحزاب والمنظمات العراقية في السويد. منها كلمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد ومما جاء فيها، ((لقد كانت الجمعيات المندائية في المهجر دائما واحات للقاء أبناء الجالية العراقية من جميع ألوانهم، وأبوابها مشرعة لجميع العراقيين الطيبين، ومكانا لنشر وتطوير الثقافة العراقية ونشر المحبة والتسامح بين الجميع لما يمتلكه المكون المندائي الأصيل من الشعب العراقي من خصال وطنية وطيبة ومحبة وحب السلام والأمان والاستقرار. ونحن على ثقة ان مؤتمركم هذا سيؤكد ويثبت هذا النهج وتلك السمات الايجابية في عمل مؤسساتكم الاجتماعية والثقافية بشقيها الحفاظ على التقاليد المندائية والروح الوطنية والاصالة العراقية، ونشر ثقافة بلاد ما بين النهرين. يأتي مؤتمركم هذا في ظروف معقدة يمر بها وطننا وشعبنا العراقي الذي يسطر اليوم ملحمة جديدة ليناضل ضد سياسة المحاصصة الطائفية والعرقية السيئة الصيت وليتظاهر  من أجل الحصول على حقوقه في العيش الكريم ومن أجل توفير أبسط مسلتزمات الحياة من ماء وكهرباء وعلاج وخدمات صحية ويحارب ضد الفساد الذي أستشرى في جميع مفاصل الحياة في العراق، حيث تتسلط قوى متنفذة على مقدرات العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري حتى الآن، وقامت القوى المتنفذة وسلطاتها بقمع المتظاهرين وتم استخدام الأسلحة النارية وسقط العديد من الشهداء والجرحى، وتم اعتقال المئات من النشطاء، نحن ندين ونستنكر هذه الممارسات، وعوضا عن بناء عراق تتحقق فيه الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وضمان حياة كريمة للمواطن العراقي نجده اليوم يعاني الحرمان وعدم توفر فرص العمل في بلد ينعم بالخيرات التي يسرقها المتنفذون طيلة تلك السنوات....))
وجرت على هامش المؤتمر فعاليات فنية وثقافية منها افتتاح معارض للكتاب وللفن التشكيلي وقدمت فرقة الأطفال المندائية أغاني وأناشيد منوعة وقدم الشبيبة عرضا عن تخرج الطلبة في السويد نالت استحسان الجميع، كما تم تقديم قراءات شعرية للشاعرة الهام زكي، وللشاعر قيس السهيلي وللاستاذ صلاح جبار عوفي وغيرهم، وتم عرض أزياء لبدلات السهرة قدمتها  دار أزياء  Wedding Castle، وكان هناك عزف على العود، وعزف منفرد على الكمان لغزوان المهنا، وأماسي فنية عديدة، وقيمت هذه الفعاليات من قبل الحضور ومنح القائمين فيها مداليات الابداع.
وفي ختام الأعمال أصدرت هيئة رئاسة المؤتمر الثامن لإتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر بيانها الختامي، حوى العدد من التوصيات والقرارات للعمل المستقبلي.
 


158
الصحافة الشيوعية مع هموم وتطلعات جماهير شعبنا
محمد الكحط
يأتي عيد الصحافة الشيوعية هذا العام وسط أجواء سياسية صعبة يعيشها العراق والشعب العراقي الذي يتطلع لبناء دولة القانون والمساواة والعدالة الاجتماعية، ووسط هذا الحراك الجماهيري الكبير الذي اندلع مع بداية شهر تموز بسبب المصاعب الكبيرة التي يواجهها شعبنا الأبي من انعدام فرص العمل وعدم توفر أبسط مقومات الحياة من ماء صالح للشرب وكهرباء وضعف العناية الطبية وانعدام مؤسسات الصرف الصحي وغيرها من الهموم اليومية، وسط لهيب حرارة تموز التي تعدت معدلاتها نصف درجة غليان الماء، ولم تكن صحافتنا الشيوعية غائبة طيلة السنوات الماضية في كشف هول المصاعب والمشاكل التي يواجهها الشعب بسبب الفساد الإداري الناتج من سياسة المحاصصة السيئة الصيت والتي نبهنا عليها وكشفنا مساوئها منذ البداية، وأكدنا على ضرورة التغيير في مجمل العملية السياسية وتسخير خيرات البلاد للبناء والإعمار وتوفير فرص العمل وتطوير البنية التحتية والمؤسسات التعليمية لتواكب العصر، والابتعاد عن بث الروح الطائفية، ونشر الروح الوطنية وسياسة التسامح والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد، لكن القوى المتنفذة التي أعمتها المصالح الذاتية مضت بمشروعها الفاشل وبثت التفرقة ونشرت الفساد في جميع مفاصل الدولة، وأصبحت دولة طوائف وعشائر وعوائل تهيمن على كل مقدرات البلد، وتم تهميش الكوادر الوطنية والعلمية الكفوءة، وسلمت أهم مفاصل البلاد لأشخاص شبه أميين، لا يهمهم الوطن ولا الشعب، واليوم تعطلت هيكيلة الدولة، التي تعاني أصلا من الترهل وعدم الانسجام، بعد عملية انتخابية قاطعها الشعب وتم تزوير إرادته لتعود نفس الوجوه التي سببت له كل المصاعب من جديد للحكم وبأشكال ملتوية، فهب الشعب يطالب بالتغيير الجذري.
وصحافتنا بما تملك من قدرات عليها اليوم واجب التوجيه لجماهير الشعب المنتفضة وايصال صوتها للعالم كما كانت سابقا، من أجل إيجاد مخرج سلمي لتغيير جذري في الحياة السياسية العراقية، تنهي حالة الاستعصاء والمحاصصة، وتعيد بناء العراق الموحد على أسس سليمة، ويعاد بناء المؤسسات على أساس الكفاءة والاخلاص الوطني، ومحاربة الفساد المستشري بعد محاسبة رؤوس الفساد الكبيرة لتعيد ما سرقوه من قوت الشعب الذي تحمل الكثير.
لقد كانت الصحافة الشيوعية في العراق ومنذ انطلاقها هي صوت الشعب الهادر، ووقفت معه في أحلك الظروف طيلة سنوات عمرها وما زالت، وقدمت القرابين والشهداء في هذا الطريق، واليوم تؤكد صحافتنا على ذات النهج ولن تحيد عنه.
في هذه الذكرى نقف إجلالاً لأرواح شهداء صحافتنا الشيوعية ومن فقدناهم طيلة الـ 83 عاما، ممن قدموا وساهموا في هذا السفر المجيد والخالد، تحية لهم جميعا وعلى نهجهم نحن سائرون.

159
منظمات المجتمع المدني في السويد: تضامناً مع مطاليب شعبنا العادلة ورفضاً لأساليب العنف والقسوة
نعم لتلبية مطاليب المحتجين السلميين المشروعة....
لا لاستخدام العنف والقسوة ضدهم ...
نتابع ومنذ أيام سوية مع كل ابناء شعبنا في الوطن والخارج أخبار انتفاضة جماهير شعبنا في المدن العراقية المختلفة للمطالبة بتحسين الواقع المعاشي وتوفير الخدمات الأساسية الكهرباء والماء، ومحاربة الفساد المالي والإداري وتوفير فرص عمل للعاطلين، وهي بحق مطالب مشروعة وملحة وتمثل أدنى حقوق المواطن، وجاءت المظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية الواسعة كشكل من أشكال التعبير والمطالبة بهذه الحقوق، وقد ضمن الدستور الحق القانوني للناس للتظاهر والتعبير عن الرأي...
إن الاستخدام للعنف والأساليب القمعية في مجابهة هذه الاحتجاجات لا يعبر عن حكمة السلطة والمتنفذين فيها، والتي ينبغي أن تنصت لمطاليب وحقوق الشعب بدلا من مواجهتها بالرصاص والنار... وكان من المؤسف حقاً سقوط شهداء وإراقة دماء وإصابات بالغة كان من الممكن تجنب وقوعها لو أحسنت السلطات التعامل وعدم اصدار الأوامر باستخدام كل هذا العنف... نحمل الجهات الأمنية مسؤولية سلامة المتظاهرين المحتجين وعدم تحميلهم مسؤولية ما يقوم به نفر قليل من أعمال غير مسئولة..وندعو لفتح تحقيق فوري وشامل لكشف ومحاكمة الذين استخدموا الرصاص وتسببوا في قتل المتظاهرين وإصابة الكثيرين منهم...
دعوة لكل المنتفضين السلميين للمحافظة على سلمية احتجاجاتهم وعدم التعرض للممتلكات العامة للدولة ومؤسساتها والحرص على سلامتها وانتظام عملها..
نعبر لكم كمنظمات مجتمع مدني وأحزاب عن رفضنا وإدانتنا للأساليب القمعية في مواجهة المحتجين السلميين، وندعو لاحترام حقوق الناس في التظاهر والاحتجاج والاستماع لمطاليب الناس وتنفيذها.. دعوة للخيرين في العالم من منظمات وأحزاب وأفراد لإعلان التضامن مع مطاليب شعبنا العراقي في العيش بحرية وأمن وسلام وفي ظل دولة مدنية ديمقراطية تضمن سبل العيش الكريم..

الموقعون

1 ـ منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
2 ـ منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني / العراق في السويد
3 ـ حزب الجبهة الفيلية/ تنظيم اوربا
4 ـ تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم
5 ـ تنسيقية التيار الديمقراطي في سيدرتاليه
6 ـ تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في يتبوري
7 ـ البرلمان الكردي الفيلي
8 ـ رابطة الأنصار الديمقراطيين في ستوكهولم وشمال السويد
9 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
10 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
11 ـ جمعية طيور دجلة
12 ـ رابطة المرأة العراقية في يتبوري
13 ـ  جمعية المرأة العراقية في يتبوري
14 ـ جمعية المرأة الكردية الفيلية في يتبوري
15 ـ جمعية المرأة العربية في ترولهتان
16 ـ رابطة المرأة العراقية في جنوب السويد
17 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
18 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
19 ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم
20 ـ الجمعية الثقافية العراقية في مالمو
21 ـ البيت الثقافي العراقي في يتبوري
22 ـ رابطة الأنصار الشيوعيين في يتبوري
23 ـ الجمعية الثقافية المندائية في لوند
24 ـ رابطة الديمقراطيين العراقيين في سكونه
25 ـ رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم
26 ـ فرقة ينابيع المسرحية
27 ـ جمعية بابيلون للثقافة والفنون في ستوكهولم
28 ـ الرابطة المندائية للثقافة والفنون
29 ـ الجمعية العراقية في بوروس
30 ـ منظمة تموز للتنمية الاجتماعية
31 ـ لجنة الدفاع عن حقوق الكورد الفيليين
32 ـ جمعية بابل في ترولهتان
33 ـ جمعية الـ 11 للفن البصري والتشكيلي في يتبوري
34 ـ الملتقى الثقافي المندائي في ستوكهولم
35 ـ جمعية زيوا المندائية في سيدرتاليه
36 ـ لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهوم
37 ـ الحركة الديمقراطية النقابية في السويد
38 ـ فرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم
39- تنسيقية التيار الديمقراطي في مالمو
40- تنسيقية التيار الديمقراطي في لوند

160
أمسية أستذكارية للفقيد والشخصية الوطنية دانا جلال
محمد الكحط –ستوكهولم-
بدعوة ومبادرة كريمة من  لجنة الوفاء  وعائلة الفقيد الاستاذ دانا جلال أقيمت أمسية تأبينية إستذكارية  لإحياء أربعينيته، يوم الأحد 24 حزيران 2018 في ستوكهولم، شارك في هذه الامسية مجموعة من المثقفين والأدباء والوطنيين الديمقراطيين وممثلي بعض القوى السياسية ومنظمات المجتمع  المدني ومن أصدقاء الاستاذ دانا جلال فالفقيد ترك أثرا كبيرا في نفوس جميع من عرفه وعمل معه، وهو الاعلامي والصحفي والناشط السياسي، والكاتب والمناضل الذي عرفته ساحات عدة، وكانت هذه الأمسية جزءاً من الوفاء والتقدير لعطائه المتنوع، لقد غصت القاعة بالحضور ولا عجب بذلك فهو صديق الجميع.
كانت صورته تحيط بها الزهور والشموع على المنصة وهو الغائب الحاضر في القلوب، رحبت عائلة الفقيد وممثلي لجنة الوفاء بالحضور جميعا شاكرين لهم الحضور وتحمل معاناة السفر لمن هم من من خارج السويد ومن مدن بعيدة، وتوالت الكلمات المعبرة والحميمية والوجدانية من أقرب أصدقائه، وكان لكلمة الاستاذ نهاد القاضي القادم من هولندا وقع وأثر كبير لما حملته من مشاعر جياشة ونبيلة تجاه توأم روحه، وجميع الكلمات كانت بمثابة إحياء لروح الفقيد مستذكرة خصاله الطيبة وهو القرمطي المشهود له.
وقدم أبنه فلما عنه عرض صورا كثيرة تعكس سيرة حياته منذ طفولته ومحطات حياته المنوعة.
 وكان لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد كلمة جاء فيها: ((في غياب مبكر ومؤلم فقدنا وفقدت الحركة الوطنية والثقافة العراقية والكوردية اسما مهما من رموزها الذي ظل لسنوات طويلة يجود ابداعا وعطاءاً بقلمه ونشاطه الدأوب الذي لم يتوقف لحظة في سبيل سمو المبادئ والقيم الانسانية والوطنية، ومنذ بواكير شبابه  في مدينته خانقين حين خط دروبه الأولى يافعا ناشطاً في صفوف اتحاد الطلبة والشبيبة والتي غرست في وعيه بواكير الكفاح وعظمة اختيار طريق الدفاع عن الناس والكادحين خصوصاً، ليستكملها لاحقا في سنوات عمله ونضاله شيوعيا، وفي ظروف اتسمت في كل الأوقات بالصعوبات والمعاناة والمرارة، ومنها انحيازه لقضية النضال الثوري مقاتلا في صفوف حركة الأنصار الشيوعيين، والتي لم تثن كاك دانا عن مواصلة الطريق والحلم بدولة العدالة بعيدا عن العبودية والاضطهاد والاستغلال...
قراءة مسيرة المناضل الوطني دانا جلال تؤرخ لصورة الثوري والمثقف الذي اختار بوعي ودراية السير في دروب النور صوب حرية وتحرر شعبه الكوردي، وهو لم يفصل بين نضاله هذا وبين نضاله وسعيه الثوري في سبيل قضية الشعب العراقي وحقوقه وحريته..
وحين نودعه ونحتفي مستذكرين ارثه الوطني والثقافي وكتاباته المختلفة وفي مجالات الفكر والسياسة والثقافة والعمل الثوري فأننا نمجد في ذلك كل السفر الثوري الطويل المفعم بنكران الذات والإخلاص وهو ما ستظل الناس تستذكره وتتعلم منه.))
كما ألقت زوجته كلمة مؤثرة شاكرة جميع المساهمين والحضور.
مجدا لفقيدنا الغالي دانا جلال، وستظل ذكراه خالدة في قلوبنا.
 
 


161
"مسارات 3*1" خواطر في الحب والجمال والسلام .. معرض جديد للفنان نبيل تومي

محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: بسام ناجي

في أمسية هادئة جنوب ستوكهولم تم أفتتاح المعرض الفني الشخصي للفنان نبيل تومي تحت أسم "مسارات 3*1" خواطرفي الحب والجمال والسلام، يوم الأثنين 4 حزيران 2018 والذي سيستمر لغاية 16 حزيران، بحضور بهي من أبناء الجالية العراقية والعديد من الضيوف الأجانب من المهتمين بالفن التشكيلي، وبوجود سفير العراق في دولة السويد الاستاذ أحمد الكمالي.
المعرض هو الثاني للفنان لهذا العام حيث سبق أن أقام معرضا شخصيا في
آذار من هذا العام، أمـا المعرض الحالي فشمل العديد من الأعمال الفنية التي قسمها إلى ثلاث مجاميع مختلفة عن الأخرى بالتقنية والعمل، مستخدما الأبعاد الثلاثة، في المجموعة الأولى حاول أستخدام العديد من المواد التي في متناول اليد، القريبة منا واستنفذت الحاجة اليها استخدمها بأعماله بدلا من رميها ليطوعها لتكون ضمن اللوحات الفنية وأعماله الإبداعية، ويقول عن هذه الأعمال "هي محاولة لنكون أصدقاء للبيئة فجمعتهـا وعملت منهـا أعمالا سهلة وبسيطة بالأضافة إلى جمالهـا". المجموعة الثانية هي محاولة لتناول اللوحة الثلاثية الأبعاد مع المجموعة الأولى وحدد الطرق والمسالك التي يختارهـا القدر لنـا أو نختارهـا مرغمين فالحياة هي مسارات وأتجاهات مختلفة لكل واحد منـا، لهذا أختار أسم المعرض "مسارات" تضمن المعرض بحدود الثلاثين عملا جديداً.
نالت الأعمال إعجاب الحضور، حيث دار حوار مع الفنان نبيل تومي الذي أفتتح المعرض مع الجمهور الذي تجول في أرجاء المعرض وكان لكل لوحة موضوع وأسلوب يختلف عن اللوحة الأخرى، تتضمن رسالته الحب والجمال والسلام وهي مضامين رائعة طالما ناضل
الفنان نبيل تومي من أجلها بفرشاته وفنه ومساهماته في العديد من النشاطات الهادفة.

نبيل تومي فنان تشكيلي عراقي مقيم في السويد منذ   1984 وهو من مواليد 1952 في الحبانية في محافظة الأنبار، وحاصل على دبلوم عالي من جامعة بيروت 1991 ، دبلوم عالي من جامعة التكنولوجيا السويدية ، وشارك بأكثر من 45 معرضاً في العديد من الدول، وينشط  في العديد من منظمات المجتمع المدني، وهو من مؤسسي جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد. نتمنى للفنان التألق والعطاء الفني الدائم.
صور من المعرض:
 

162
رابطة الأنصار في ستوكهولم تحيي أيام الشعر والسينما

محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: علي البعاج

لثلاثةِ  أيام متتالية أحيت رابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد أيام الثقافة العراقية ، للفترة من 1-3 حزيران/يونيو 2018 ، بحضور متميز من أبناء الجالية العراقية بوجود السفير العراقي الاستاذ احمد الكمالي وعدد من الضيوف السويديين ومن أمريكا اللاتينية، وبحضور ضيف الشرف المخرج رعد مشتت. تم الترحيب بالحضورمن قبل رئيس الرابطة سعد شاهين.
 
 في اليوم الأول كان للشعر مكانه، حيث أستمع الحضور للعديد من قصائد الشعراء جاسم محمد، ابراهيم عبد الملك، زيدون مشتت في قراءات شعرية باللغتين العربية والسويدية، تفاعل الجمهور مع نصوص الشعراء، وطالبهم بالمزيد من القصائد.
تم تكريم الشعراء بباقات الورد.
وفي اليوم الثاني من أيام الثقافة العراقية عرض فلم "صمت الراعي" للمخرج رعد مشتت وبطولة نخبة من الممثلين العراقيين منهم محمود أبو العباس وشيماء خليل، آلاء نجم، مرتضى حبيب، سامر قحطان، إنعام عبد المجيد، وغيرهم. التصوير لزياد تركي والموسيقى لدُرَيد فاضل والمونتاج لمحمود مشتت.
 
كان لعرض الفلم لأول مرة في السويد تأثير كبير على جميع من شاهده، فقد أثار الوجع والألم العراقي الدفين، وكان الفلم بذاته وثيقة إدانة كبيرة للمجرمين الطغاة. أنتهى الفلم ولم يستطع أحد من الحضور كبت دموعه، لما لإداء الممثلين من قوة تأثير كبيرة جعلت الأحداث وكأنها تبدو حقيقية، وكان للحوار الذي دار بعد الفلم مع المخرج المبدع رعد مشتت والممثلة شيماء خليل وبأدارة المخرج فاروق داود أهمية كبيرة لمعرفة خبايا قصة الفلم ومادار خلف الكواليس، والصعوبات التي واجهت الفلم ولا زالت تواجهه ليصل الى جمهوره الفعلي.
تكرر المشهد في اليوم الثالث وبحضور متميز جداً، حيث جرى حوار جديد مع الجمهور الذي حضر لهذا اليوم، تم تكريم المخرج رعد مشتت والممثلة شيماء خليل من قبل الرابطة والجمهور بباقات الورد.
 
أنقضت الأيام الثقافية بسرعة على أمل ان تتواصل النشاطات الثقافية للرابطة، وكانت محطة لألتقاء الأنصار مع بعضهم ومع جمهورهم من أبناء الجالية العراقية.
 

163
افتتاح المعرض الشخصي الثالث للفنان نوري عواد  (أبو رشا)

 
محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي


أحتضنت الجمعية المندائية في ستوكهولم المعرض الشخصي الثالث للفنان نوري عواد حاتم (أبو رشا) يوم الجمعة 1 حزيران ـ يونيو 2018، بحضور جمهور من أبناء الجالية العراقية ومن المهتمين بالفن التشكيلي، وبحضور القنصل العراقي في سفارة العراق في مملكة السويد، بدأ الأفتتاح بدعوة من الفنانة سمية ماضي التي رحبت بالجميع ومن ثم تم أيقاد الشموع إيذانا بأفتتاح المعرض، حيث تجول الجميع في أرجاء المعرض الذي ضم 29 لوحة فنية من الأكريلك وبمواضيع مختلفة طغى الجمال في موضوعاتها، ولمس الحضور تطور عطاء الفنان نوري عواد و حرصه على الاستمرار بالعطاء والإبداع الجميل رغم دخوله العقد السابع من العمر، كانت الأعمال الفنية معبرة وتمتاز بدقة العمل.
في اليوم الثاني تم تكريم الفنان نوري عواد من قبل رئيس الجمعية المندائية فاضل ناهي طلاب.
 وتم تكريم الفنانة سمية ماضي والفنان باسم ناجي من قبل الفنان نوري عواد لما بذلاه من جهود معه لإنجاح المعرض. بعدها اختتمت الفعالية بحفل ساهر غنائي.
 

164

منظمات مجتمع مدني وأحزاب في السويد تدين
الاعتداء على مقر الحزب
عدوان غاشم ومدان .....
تضامناً مع الحزب الشيوعي العراقي......
"بيان تضامني"

مرة أخرى يكشروا عن أنيابهم وأحقادهم باستهداف الحزب الشيوعي العراقي وعبر الهجوم الغاشم الإجرامي ضد مقره في بغداد، وبعد أن صدمتهم وأغاظتهم نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي أظهرت مدى سخط الشعب وتذمره من سياسات الأحزاب الطائفية التي دمرت البلاد وأفقرت الشعب، ومساندته الواضحة والكبيرة لبرنامج التغيير والإصلاح الذي تبناه تحالف سائرون ...
لقد تلقينا كمنظمات مجتمع مدني وأحزاب سياسية في السويد ، بغضب وإدانة هذا العدوان والذي يراد له أن يكون بداية لإغراق البلاد في متاهة العنف والصراعات ومحاولة بائسة ويائسة لخلط الأوراق ووضع العقبات أمام مساعي الحزب الشيوعي العراقي وحلفاؤه في تحالف سائرون في وضع اللبنات الأولى في نظام المواطنة المدني وتعمير البلاد وتحسين أحوال الشعب بعيداً عن الطائفية ....
لا لأساليب الارهاب والعدوان والتهديد
كل التضامن مع الحزب الشيوعي العراقي
وكل الذين تضرروا جراء هذا العدوان
.......................................
المنظمات والأحزاب الموقعة على البيان حسب الاحرف الابجدية

الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
البيت الثقافي العراقي / يتبوري
البيت الكردي الفيلي
تنسيقية التيار الديمقراطي في يتبوري
الجبهة الفيلية في ستوكهولم
الجمعية الثقافية العراقية في لينشوبنك
الجمعية الثقافية العراقية في مالمو
الجمعية الثقافية العراقية في يونشوبنك
الجمعية الثقافية المندائية /لوند
الجمعية الثقافية النسائية العربية في ترلهاتن
الجمعية العراقية في بوروس
جمعية المراة العراقية في مالمو
جمعية المرأة العراقية في يتبوري
جمعية المرأة العراقية/ستوكهولم
جمعية المرأة العربية في ترولهتان
جمعية المرأة الفيلية/يتبوري
الجمعية المندائية في ستوكهولم
الجمعية المندائية/يتبوري
جمعية النخيل / يتبوري
جمعية بابلون للثقافة و الفنون في السويد
جمعية بابيلون في ترولهاتن
حركة العمال النقابية الديمقراطية في ستوكهولم
الحركة النقابية الديمقراطية في السويد
رابطة الانصار الشيوعيين / يتبوري
رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد
رابطة الدفاع عن المرأة والطفل/ يتبوري
رابطة الديمقراطين العراقين / جنوب السويد
رابطة المراة العراقية / جنوب السويد
رابطة المرأة العراقية / يتبوري
رابطة المرأة العراقية السويد / ستوكهولم
الرابطة المندائية للثقافة والفنون/ستوكهولم
شبكة العراق الجديد/ مالمو
شبكة المرأة الكردية الفيلية
فرقة مسرح الينابيع/ لوند
لجنة اللاجىين العراقيين في ستوكهولم
مركز يتبوري للحوار والعمل المشترك
الملتقى الثقافي المندائي في ستوكهولم
منتدى الحوار الثقافي في ستوكهولم
منتدى الحوار العراقي في ستوكهولم
منظمة تموز للتنمية الاجتماعية/ يتبوري
نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
النادي العراقي/ بوروس
منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في السويد
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد/ ستوكهولم

165
الشاعر الشاب أحمد أحمد يوقع مجموعته الشعرية الأولى

محمد الكحط –ستوكهولم-

في أمسية وديعة شفافة سادها الشعر والموسيقى في الجمعية المندائية في ستوكهولم مساء الأحد 27 مايو / أيار 2018 في العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث أقام إتحاد الكتاب العراقيين في السويد وبالتعاون مع الجمعية المندائية في ستوكهولم و دار أوروك للإعلام والنشر، أمسية ثقافية – فنية للشاعر أحمد أحمد لمناسبة صدور  مجموعته الشعرية "لأنّكِ مني" وبحضور نخبة من أبناء الجالية العراقية، حيث قدم الأستاذ فرات المحسن الشاعر أحمد معرفا بمنجزه الأول وأسباب تأخر إصداره، في البداية كان للموسيقى وعزغ منفرد على العود لألحان عراقية شجية للفنان عباس نجم، ومن ثم استمعنا  للشاعر أحمد و حديث من القلب شاكرا كل من ساعده في انجاز عمله هذا ومن ساهم في تطور قدراته الفكرية والفنية، ومن ثم قرأ للحضور عدة قصائد من مجموعته الشعرية بالتصاحب مع العزف الموسيقي على العود، حيث حلقنا مع عوالمه المفعمة بالحب والحلم الجميل والجمال والشفافية، وفي قصيدته "لأنكِ مني" يقول:
((في غيابكِ بقيتُ حيّاَ
أتنفسُ كسلحفاة
بينما، يستنزفُ العمر قارورته.
هذا الوقتُ يذكرني بك
 كمديةٍ في أهدابي.)).

 
 بعدها تحدث بعض الحضور عن المجموعة منهم د عقيل الناصري، والشاعر ابراهيم عبد الملك، والكاتب طالب عبد الأمير،  ثم قام الشاعر أحمد بتوقيع الكتاب للحضور والصادر عن دار "أوروك ميديا-ستوكهولم"، من الحجم الصغير يحوي 52 قصيدة بالعربية وثلاث قصائد مترجمة الى السويدية، قامت سوزان منصور بترجمتها.
هنيئا لأحمد راجين له المزيد من الإبداع والتألق.




166
أمسية استذكارية في ستوكهولم  للفنان الراحل طه سالم

محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي
أقامت الجمعية المندائية في ستوكهولم وبالتعاون مع الاتحاد الصابئي المندائي في السويد مساء السبت 19 / 5 / 2018، أمسية إستذكارية لقامة عراقية عالية حملت هموم الشعب والوطن الفنان طـــــه سالم، لما لهذا الفنان من بصمات واضحة في العمل الفني العراقي، فهو من الشخصيات الرائدة في المسرح العراقي، مؤلفا ومخرجا وممثلا، شخصية معطاءة أثرت الساحة الفنية والثقافية العراقية لعقود طويلة، وربى أجيالا في المجال الفني، بل وكانت عائلته منبع فن ومن نجوم الفن العراقي، وهو من الذين أسسوا ورسّخوا حركة المسرح العراقي بتميز وتفرد، وكان من أوائل كتاب المسرح العراقي الذين كتبوا في دراما العبث واللا معقول، إضافة الى كونه واحدا من المناضلين المتنورين وتحمل جراء ذلك العديد من الصعاب والملاحقات.
 
   
 
       
 
 حضر الأمسية نخبة من أبناء الجالية العراقية وبحضور السفير العراقي في السويد الأستاذ أحمد الكمالي، حيث رحب الاستاذ منذر بالحضور جميعا وشكر تلبيتهم الدعوة، بعدها القى رئيس الجمعية المندائية الاستاذ فاضل ناهي كلمة وجه فيها التهاني بقدوم شهر رمضان المبارك وعيد التعميد الذهبي للطائفة المندائية، ومن ثم أشاد فيها بالمنجز الثقافي والفني للفقيد الفنان طه سالم، بعدها جرى عرض فلم بعنوان "فوانيس" من انتاج الجمعية المندائية  واعداد ومونتاج المهندس عدي حزام عيال نال أعجاب الجميع، حيث نجح الاستاذ عدي بعكس العديد من الجوانب المهمة من حياة الفقيد، وكان لعائلة الفقيد كلمة حيت فيها القائمين على الفعالية والحضور القاها بالنيابة الدكتور محمد كحط عبيد الربيعي، ومما جاء فيها، ((السلام على العراق وأهله الطيبين الاصلاء الكرام.. السلام عليكم عراقنا المصغر المتمثل بتلكم الارادات الوطنية الطيبة الصادقة ملؤها المحبة وحب العراق إسمحو لنا أسرة الفقيد فنان الشعب والاجيال الرائد طه سالم.. ان نحييكم من جُمارة قلوبنا.. بالوقت التي هي معتصره دماً لفراق من أحبَ الناس والحياة والشجر والنهر والقمر.. فهواء العراق ما بات يسري في رمقه ليحدث حفيف الأشجار وصوت ارتدادات أمواج دجلة وقصب هورها والجبال البنفسجية وسحر سيابها والحبوبي ونؤاسها والذكريات كشريط سريع يعصف بالذاكره والتي طالما علمنا إياها، والدرس يتكرر بحب العراق وناسه بالفقير والمضطهد والعامل والفلاح وأول الدرس بالقراءة الخلدونية والكتاتيب..كثيرا ما الهمتني عبارة معلمي عندما يكتب على السبورة ((اخشوشنو فأن الترف يزيل النعم)).
لازال الألم الأبوي يوجع القلب من عصا المعلم والحياة .. ولكن بهذا الوجع صنعتم ارادتكم أنتم ممن يخلدكم العراق والنخل... تعلموا منها الأجيال النبيلة واتقنوا الدرس ونحن نستقبل الألم والوجع دون الدرس..ولا تمضي معنا والعراق نسغ حكم شكسبير.. ((ليس الحكمة في ان تكون ملكاً ولكن الحكمة في ان تكون آمناً)).. بل كانت المواجهة منذ الصغر لهذا الطفل الكبير الصغير للحياة بصعابها والتحدي والنظام العام الخ.. ولطالما كانت في ذاكرته ووجوده هذا التساؤل (ليش اجيت للدنيه.. وليش انعيش وليش انغادرها).. هذا التساؤل الكوني الكبير البديهي تقف عنده كل العقول والارادات...لتختزل كما يرددها عن اغنية لعبد الوهاب.. (جأت لا أعرف من أين ولكني اتيت .. ولقد ابصرت طريقي فمشيت).. فليس في ذلك أحبتنا القول نوع من الهرطقة او اللاواقعية وانما هي جوهر الاحساس والتعبير عن سيرة حياة مناضل وانسان وفنان في قمة التواضع والبساطة والذوق والاحساس بالجمال والموقف الذي انعكس من خلال عطائه الانساني والعمل كمعلم وأب وصديق للاجيال وفنان شامل، الحب كقيمة كان جوهر حياته للتواصل مع الآخر.. بقيم الحب والسلام وحلولها الانسانية المتشربة بالفكر التقدمي النير كان حلمه للأشياء في نتاجه الفني.. المواجهة بسلاح الفكر والوعي كان الوسيلة.. لانتصار الانسان .. الارادة والايمان بما رهن نفسه وأهله عليه من فكر وقيم عاشت وتبقى بين الأجيال بطروحات فنية متنوعة غير تقليدية ورائدة في ابتكاراته بالمقاربة بما كان يطرح في الخمسينات والستينان من القرن المنصرم ليحاكي مشاكل العصر بمنهج أدبي متجدد كان اللامعقول أول من نهجه والريادة في عالمنا العربي بعد صامؤيل بيكت والبير كامو..هو من قارب النص بين الحكاية الشعبية الغنية الواصلة بناسها والبطل الفقير ذو الارادة الثورية، هو كان من وجد في أبطاله نفسه وأبناء العراق .. ليفكوا عقد السنتهم وعقولهم ليفكروا بصوت عال ليرتفع أعلى من قرباج الجلادين وأعلى من أعواد المشانق.. الدرس يمضي فينا اليوم رغم كثرة ما يغادرون ممن أسكتت اراداتهم وأصواتهم ونضالهم فصول الدكتاتورية المقيتة..
للحظة الأخيرة ولقاؤه كان مشحوناً بالحب للعراق والناس أن تازروا وتكاتفوا وتحابوا.. لينتصر الانسان فينا على الجهل ومن يسوقه.. ورغم كل الانكسارات التي كانت تحدث والمحبطة كان ملماً بانتصار ارادة الخير والانسان...السياسة عظيمة في عقول وصدور بسطائنا العظام، حيث نحس ببؤس ذاتنا والاراده بالقياس لهم.. ولكي ننتصر لهم والحياة وما نهجوا به واليه ورهنوا حياتهم لتحقيقه من مجتمع سعيد ووطن حر وشعب بأراده.. ومن رمزية منجل ومطرقة .. اخذت بهذا الصبي الكهل الجميل دوماً وعيونه الذكيه ملؤها الحياة صورة عراق المستقبل المبتسم.. قدم أهله ونفسه وحياته واولاده.. للاممية للانسانية.. فعاشوا وغادروا، لبت قلوبنا عادل الجميل وهو يستشرف ويستشعر نهاية حياته بقصيدته التي كتبها قبل وفاته والتي حفرت على مرمرة قبره كجيفارا خالد.. أنثروا على قبري الزهور.. فلننثر الزهور وعطرها بهذا اليوم الجميل الموجع...
شاكرين لكم حسن الوطنية الاصيلة لهذا الوجود العراقي الاصيل.. من العقل والقلب والضمير نشكر صدق انسانيتكم .. والاصالة فبكم تعمر الأوطان وتبنى)).
 
ومن ثم تم تقديم فلم عن آخر لقاء معه، وهو يشير على الفنانين بالتعاون من أجل إعلاء شأن الفن وتعزيز دوره في المجتمع، كما تم عرض العديد من الصور عن فعاليات مختلفة للفنان الفقيد.
بعدها قدم الفنان المسرحي نضال فارس ذكرياته مع الفنان طه سالم مستذكرا محطات جميلة من العمل المسرحي، وكان لمشاركة الفنان صلاح الصكر عبر الهاتف، طعم خاص حيث كان صديق الفنان وأستمرت علاقته معه دون انقطاع تحدث عن أعماله وسلوكه الفني وخبرته وتفانيه من أجل تقديم الأجمل، وتحدث الفنان المسرحي محمد صالح لاجي، عن ذكرياته مع عائلة الفقيد وعمله معهم خلال فترات متفرقة.
تخلل الأمسية اتصال هاتفي مع الدكتورة سهى طه سالم، تحدثت بشكل مؤثر عن والدها كفنان وكأب، ومدى التضحيات التي تحملها، وشكرت الجمعية المندائية والحضور على هذه المبادرة لإحياء ذكرى الفقيد وتحدثت عن طباعة مؤلفاته وستهدي الجمعية نسخ من المؤلفات الكاملة، كان لوقع كلماتها تأثير كبير على الحضور.
ووجهت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد برقية للجمعية المندائية ثمنت وحيت فيها الجمعية لهذا النهج الوطني الأصيل في استذكار الرموز الوطنية والثقافية العراقية، وخصوصا هذه الفعالية التي الخاصة بقامة شامخة ورائد من رواد المسرح العراقي، ونقف اليوم لنقول أيضا ان صرح المسرح والفن المسرحي العراقي قد تأسس على أيدي نخبة رائدة رائعة من أبناء شعبنا، وكان فقيدنا الفنان طه سالم أحد من وضع مع زملائه تلك الأساسات الأولى..
وتحدثت في الختام عن ذكرياتي مع العائلة التي تربطني معهم علاقة تمتد لنصف قرن، تحدثت فيها عن طه سالم الإنسان والأب، وليس الفنان، حيث كان بيتهم الصغير مفتوحا للأصدقاء تغذينا من تلك المكتبة العامرة من مختلف الكتب الثقافية والفنية، أستذكرت محطات مهمة مرت بها العائلة وفقدان الرفيق عادل بشكل مبكر حيث كان ذلك مفجعا ومؤلما لنا جميعا نحن رفاقه، ولوالده ولوالده ولأخواته ولأخوانه.
كما وجهت الجمعية المندائية رسالة شكر الى عائلة الفنان الفقيد وخصوصا للفنانة سهى سالم والدكتور فائز طه سالم والى سالم طه سالم لتعاونهم مع الجمعية بأرسالهم العديد من المعلومات والصور والوثائق.
لقد نال الفنان طه سالم وعائلته الفنية العديد من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم في المهرجانات الفنية من العراق والدول العربية، وكان من نصيبه وبأستحقاق نيل لقب فنان الشعب بجدارة، له المجد والذكرى العطرة.


168
أمسية جماهيرية انتخابية
عن برنامج تحالف سائرون 156
ومرشحي الحزب الشيوعي العراقي

يسرنا في
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
دعوتكم لحضور أمسيتنا الاحتفائية للتعريف
بمرشحي حزبنا الشيوعي العراقي
 في قائمة سائرون 156 والكوتا
والمرشحين للانتخابات البرلمانية العراقية
حضوركم الأمسية تضامن ومساندة ومؤازرة لنا
  في سعينا نحو دولة المواطنة المدنية
 بعيدا عن التحاصص والطائفية...
المكان...شيستا تريف Kista Träff/ قاعة النرويج
السبت 5/5/2018 ....الساعة الثالثة والنصف   15.30
أهلا وسهلا بالحضور


169
في ستوكهولم: حفل تأبيني في يوم الشهيد الفيلي



محمـد الكحط –ستوكهولم-
أقام الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي وشبكة المرأة الكردية الفيلية مجلساً تأبينيا في يوم الشهيد الفيلي في ستوكهولم (شيسته تريف) يوم الأحد 8 نيسان 2018م، حضره جمهور غفير من عوائل الشهداء، وأبناء الجالية العراقية وممثلي القوى والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني العراقية المتواجدة في السويد، وشخصيات وطنية عديدة.

أنتشرت صور الشهداء تحيط بهم الشموع والزهور وشعارات تمجيدهم في القاعة، تم الترحيب بالحضور جميعا، كما تم استذكار الشهداء وتضحياتهم ونكبة الكرد الفيلية بما لاقوه من النظام الدكتاتوري المجرم، منها تجريدهم من حقوقهم المدنية والاستيلاء على ممتلكاتهم وتهجيرهم، والجريمة الكبرى هي بحجز شبابهم وتصفيتهم جسديا، ودون معرفة حتى مكان قبورهم.
بعدها القيت كلمة الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي التي القاها السيد ضياء كريم ومما جاء فيها: ((نلتقي اليوم في هذا المجلس التأبيني لنستذكر شهدائنا الابرار، فلذات اكبادنا، الذين غدر بهم نظام البعث الدكتاتوري. اننا نتكلم عن شهداء يزيد عددهم على 20,000 الفا من اطفال وشبيبة في ريعان الشباب ورجال ونساء في عِز العمر، نتكلم عن ابن واخ واب تألمت وتلوعت قلوب والديهم واخوتهم واخواتهم وزوجاتهم وابنائهم. كما اننا نتكلم عن الاف الشهداء في اغلب مدن العراق وهم ضحايا الارهاب البعثي- السلفي الذي كان اخره داعش، ولا نعلم ما الآتي بعد داعش. أما السلطات والقوى المتنفذة العراقية فانها منشغلة بمصالحها وبكيفية استمرارها بالسلطة والسيطرة على اموال ومقدرات الشعب، غير مهتمة بمشاعر 600,000 كردي فيلي تم تهجيرهم قسرا اعوام 1980-1990 وكذلك اهمالها في تقديم معلومات عن مصير هؤلاء الشهداء المغيبين وما حصل لهم وجرى ضدهم ومكان رفاتهم. مع العلم بان تهجير الكورد الفيلية بدأ بشكل مجموعات وكأفراد في عام 1937 واستمر حتى التسعينات (باستثناء فترة حكم الزعيم عبد الكريم قاسم) وكان من بينها تهجير أكثر من 50,000 كوردي فيلي اعوام 1969-1972...)).
وأكدت كلمة شبكة المرأة الكردية الفيلية التي القتها السيدة ساهرة عبد علي على معاناة عوائل الشهداء والواجب الوطني لتحقيق مطالبهم، ومطالب جميع الكرد الفيلية وقدمت بعض المقاطع الشعرية التي تستذكر الشهداء.
ووجهت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد برقية تضامنية وجاء فيها: ((...لا يسعنى نحن في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، إلا أن نعلن ونؤكد على مواقفنا السابقة والحالية في تضامننا اللا محدود مع أهلنا وأحبائنا من الكرد الفيليين، عوائل الشهداء على مصابهم هذا ونتقدم، بتعازينا الحارة ودعائنا بالصبر لهم ولمحبي الشهداء جميعاً. ونعاهدكم على المضي في تأكيد مطالبنا بإنصاف هذه الشريحة المناضلة من أبناء شعبنا، وتعويضهم وتطبيق القوانين التي ناضلنا مع كل شرفاء شعبنا من أجل سنها لصالحهم، والتي للأسف الشديد لم تجد لها مكاناً للتطبيق على أرض الواقع، ولأسباب لا تخفى على الكثير منكم حتى بعد مرور أكثر من عقد ونصف على سقوط الطاغية. لا زال آلاف  الأمهات الثكالى والأرامل والأخوات والأخوان والأبناء بإنتظار أن يحصلوا على أي خبر عن أبناءهم أو أزواجهم أو أولادهم، حتى أن  قسم كبير منهم لم يُعثر على رفاتهم لحد الآن.
واليوم وفي هذه الظروف المعقدة في العراق، يجب تبني مطالب الأكراد الفيلية بشكل واضح، سواء عن طريق الضغط على  البرلمان العراقي والكردستاني، أو عن طريق  التظاهر والاعتصام وكل الوسائل التي تؤكد مشروعية هؤلاء الناس بإعادة حقوقهم.
ومن بين تلك الحقوق، إعادة الجنسية العراقية لهم وبدون إستثناء. وتزويدهم بالوثائق العراقية التي تؤكد مواطنتهم العراقية إنطلاقاً من مادة قانونية تم إقرارها في إحدى جلسات البرلمان العراقي والتي لم تُفعل لحد الآن. وتعويض المتضررين منهم بما قد فقدوه من أموال وبيوت إحتل قسم منها أزلام النظام السابق وقد تأكد أن بعض هذه البيوت أصبحت ملكية أشخاص ينتمون للكتل الحاكمة الآن. وتزويدهم بكل الوثائق الدراسية والإدارية وغيرها التي حرموا منها. وتعويض أمهات وزوجات وأخوات الشهداء الشباب الأكراد الفيلية لما قد عانوه من آلام ومن صعوبات خلال العقود الثلاثة الماضية بسبب فقدانهم لفلذات أكبادهم أولادهم وأحبتهم. والسعي لإلغاء كلمة تبعية لأنهم لا يعتبرون أنفسهم إلا عراقيين حيث هناك من العوائل الكردية الفيلية من عاش في العراقي الحديث لمئات السنين ومعظمهم أدى الخدمة العسكرية وخدم البلاد سواء في العمل أو النشاط السياسي في مختلف الأحزاب الوطنية العراقية....)).
هذا وقد تخلل الحفل التأبيني تلاوة آيات من القرآن الكريم ووصلت العديد من البرقيات التضامنية مع عوائل الشهداء، وكان للشعر إيقاعه، فألقى الدكتور طالب النداف قصيدة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري حول الشهيد، أثار الشجون.
في الختام تم شكر الحضور وتضامنهم مع قضية الكرد الفيلية في انتظار ان يفتح الملف يوما لتعود حقوقهم لهم بكاملها من قبل حكومة وطنية نتمناها تكون وليدة الانتخابات القادمة.

 

170
معرض الفنان بيتر مانسون "عالم على الماء"


الفنان الفوتوغرافي بيتر مانسون يحتفل بالذكرى الأربعين لزيارته لأهوار الجبايش
محمـد الكحط –ستوكهولم-
تحت عنوان ((عالم على الماء))، أقام الأستاذ والفوتوغرافي بيتر مانسونPETER  MANSSON يوم السبت 24 آذار 2018، معرضه الخاص احتفاءً بالذكرى الأربعين لزيارته لأهوار الجبايش، ولمناسبة ضم هذه الأهوار عام 2016 من قبل الأمم المتحدة الى التراث العالمي الإنساني، قرر بيتر الاتصال بالمتحف لعرض هذه الصور الفوتوغرافية الفريدة للجمهور السويدي، مستعينا بالصور التي يحتفظ فيها في المتحف السويدي، وللدلالة على المكان اختار متحف البحر المتوسط السويدي مكانا للعرض، حيث يضم هذا المتحف آثارا عراقية ومصرية ويونانية وغيرها من دول البحر المتوسط، وتقع في المتحف مقهى "بغداد" في الطابق العلوي منه.
هذا الاعلان يبدو بسيطاً لكن تفاجأنا بحجم الحضور السويدي للمعرض عند الافتتاح، وبحضور محدود من قبل الجالية العراقية وطبعا بغياب ممثلي السفارة العراقية التي يبدو أن الأمر لا يعنيها.
تحدث بيتر بشكل مختصر عن رحلته وعن الأهوار ووجوده هناك لمدة قصيرة سنة 1978م بالذات في الجبايش، كما تناول طبيعة الحياة البدائية في الأهوار وكيف يتكيف أهالي الهور للعيش في هكذا طبيعة مائية هي امتداد لحياة الحضارات القديمة.
وتطرق الى ما عانته هذه البيئة من تدمير متعمد من قبل النظام السابق، وما تعرضت له الأهوار من تجفيف ونزوح أهاليها الى المدن بسبب انعدام سبل العيش التي كانوا يعيشون فيها في الأهوار.
احتوى المعرض على عدد قليل من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود، عكست بشكل مكثف جداً طبيعة حياة أهل الأهوار، وكيف يمارسون حياتهم البدائية البسيطة بعيداً عن تعقيدات الحياة المدنية مكتفين بما تجود به بيئة الأهوار من قصب وبردي ليعملوا منه سكنهم ومأواهم وفراشهم ووقودهم، ومن المياه يعتاشون على الأسماك والبط والطيور وغيرها من الكائنات، ويربون بعض الحيوانات الأخرى ويزرعون ما يمكن زراعته، وهكذا تسير بهم الحياة بهدوء وسط طبيعة خلابة رغم صعوبتها.

بعد المعرض دعا الأستاذ بيتر بعض الحضور الى جلسة غداء في منزله، وكنت من المدعوين بألحاح منه، وكانت المفاجأة أن شقته المتواضعة تمتلئ بالضيوف من السويديين وقد أصبح منزله مطعم درجة أولى، فقد هيئ كل شيء من مأكل ومشرب وبكميات كبيرة، لاحظنا الفرح طاغٍ على وجوه الجميع، خصوصا هو وزوجته وأبنته وأبنه.
بعد تناول الطعام جلسنا معا في مكتبته العامرة بمختلف الكتب والمراجع والخرائط، ووجهت له العديد من الأسئلة ودار حديث شجي، بدأنا قبل أربعين عاما حيث بداية الفكرة أو المشروع وكيف تم، تحدث لي ببساطة وعفوية، ذكر لي أنه كان عاطلا عن العمل سنة 1978، فقرر استثمار الفرصة وقرر القيام بسفرة حول العالم مع حقيبة ظهر وكاميرا وأفلام أبيض وأسود، للاطلاع وتوثيق ما يراه، بدأ من بولندا وهنغاريا وبعض الدول الأوربية، ومن ثم سوريا والأردن ولبنان وتركيا ومن ثم العراق وصل أربيل ومنها أستقل سيارة الى بغداد، ومن بغداد ركب سيارة متوجها الى البصرة، يقول كان من ضمن المسافرين معي مجموعة من الطلبة والطالبات عائدين الى أهاليهم في البصرة، وفورا عرفوا كوني أجنبي وأروم الذهاب الى الأهوار، فرحبوا بيّ جدا ولم يقبلوا ان أدفع الأجرة بل دفعوها هم، وبقينا طيلة الطريق الطويل نتحدث، أحببتهم لما وجدتهم فيه من طيبة وكرم وثقافة ومعرفة بالعالم.
وفي الجبايش تعرف على عائلة قامت باستضافته وقدموا له كل ما يحتاجه، تركت هذه العائلة أثرا كبيرا في حياته، ووفاءا لما قدموه له، فهو لازال يتواصل معهم ويحتفظ بصورهم، وقام بعرضها على الجمهور، من أسماء العائلة العراقية التي استضافته وأبنائها ((علوان عبد العباس الأسدي، وأبنائهم حيدر ومجيد وحسين)).
كان الحديث مع بيتر لذيذا وذو شجون تشعر كم هو إنسان وفي وكم هو طيب، ويحمل كل القيم الإنسانية الحضارية الراقية.
تحية للأستاذ بيتر مانسون ولعائلته الجميلة من الأعماق ولأهل الأهوار الطيبين كل الأماني الطيبة، على أمل أن تتحول أهوارنا يوما ما قبلة للسواح من كافة أنحاء العالم.
-   أهوار الجبايش هي مجموعة من الأهوار في العراق شرق الناصرية تعتبر امتدادًا لهور أبو زرك وهور الحمار. تتغذى أهوار الجبايش من نهر الفرات ونهر دجلة، وتوجد فيها أنواع عديدة من والأسماك وتوجد فيها النباتات المائية ونبات القصب والبردي.


171
في يوم المسرح العالمي
المسرح العراقي بدايات واعية ورحلة عسيرة

اعداد: محمد الكحط
الخطوات الأولى وبدايات المسرح العراقي الحديث، لم تكن سهلة كما يعتقد البعض، كما أنه لم يأت من فراغ، بل الشواهد تشير الى ان بلاد الرافدين ومن عاش فيها من القدماء وقبل الميلاد، مارسوا أشكالاً بدائية للمسرح، أو ذات طابع مسرحي، فالأثار في بابل والوركاء وغيرها من الأماكن الأثرية تشير الى ممارسة المسرح على أشكال محتلفة منها الطقوس التي كانت تمارس من قبل الأقوام التي عاشت هنا، وفقد كان هنالك النص وربما كان دينيا فقط، وكان هنالك المؤدين وهو ما يقابل الممثلين في العصر الحديث، وكان هنالك الجمهور المتفرج، فمطالعة بسيطة للطقوس الدينية والملاحم والأساطير التي كانت تمارس تعكس لنا شواهد واضحة لبدايات مسرح بمفهومه المعاصر.
وفي المراحل التأريخية التالية، وخاصة في العصرالعباسي، فقد شهدت أعيادا واحتفالات وطقوسا وغيرها، لم يخلو أي منها من مظاهر تمثيلية. كالملاحم والحكايات والأسواق الأدبية و"السماجات" و"خيال الظل" و"القصخون" اضافة الى المراثي وطقوس الأديان التي تعايشت في بلاد ما بين النهرين. 

في العراق الحديث تشير البحوث الى ان نهاية القرن التاسع عشر شهد نشاطاً مسرحيا، رغم وجود العراق ضمن حدود الدولة العثمانية، وبفعل مؤثرات خارجية جاء بها رجال عراقيون عاشوا في فرنسا وتركيا والشام واطلعوا على ما في هذه البلدان من عروض مسرحية، ففي مدينة الموصل قام الخوري هرمز نورسو الكلداني بكتابة مسرحية تاريخية عن (نبوخذنصر) وقدمت سنة 1888م، على مسرح المدرسة الأكليركية في الموصل، علما ان هنالك العديد من التمثيليات الدينية كانت تقدم في الموصل منها (كوميديا آدم وحواء)، و (يوسف الحسن)، و(كوميديا طربيا) وهي من أعمال الشماس حنا حبش وتعود لسنة 1880م، وكذلك تم طبع اول كتاب مسرحي سنة 1893م وهو عبارة عن مسرحية (لطيف وخوشابا)، حيث قام نعوم فتح الله سحار بترجمة النص من اللغة الفرنسية مع إسقاط أجوائها على الواقع العراقي وبالهجة الدارجة آنذاك، كما قام نفسه بترجمة (الأمير الأسير) عن الفرنسية أيضا وتم عرضها سنة 1895م.
يمكن الإشارة الى انه كانت في الموصل مدرستان، الكلدانية والاخرى يشرف عليها الاباء الدومنيكان، والمدرستان كانتا تدرسان الفرنسية، وبرز منهم من عداد رواد المسرح العراقي (الخوري هرمز نرسو، والخوري روفائيل حبابه، والمطران اسطيفان كجو، والخوري انطون زبوني، والمطران جرجيس قندلا، والقس فرنسيس حداد، والقس الفونس شوريز، ونعوم حنا رحماني) و الشماس حنا حبش ، ونعوم فتح الله سحار واسكندر زغبي، وحنا رسام، ونجيب قانو.
 كما قدمت عدة عروض في بغداد منها عرض مسرحية (جان دارك) سنة 1898م لكنها قدمت باللغة الفرنسية، وكان عرض شاعري بخمسة فصول، قام بالتمثيل كل من (فضولي جاني توتونجي، البير أصغر، جبرائيل مارين، سركيس بنزين، توفيق توما، قسطنطين داود)، وتخلل العرض عزف موسيقي على العود والقانون.
في بدايات القرن العشرين قدمت العديد من العروض في بغداد والموصل، معظمها في المدارس كنوع من الممارسات الفنية التي يقوم بها بعض المدرسين كمخرجين مع طلبتهم كممثلين، ومن هذه المدارس مدرسة الصنائع في بغداد ودرسة القاصد الرسولي في الموصل.
كما بادر نوري فتاح سنة 1919م، بأنشاء مجموعة مسرحية قدمت مسرحية (النعمان ابن المنذر) على مسرح سينما اولمبيا في شارع الرشيد في بغداد.
ومن المؤشرات أيضا على النشاطات المسرحية، انه تم اصدار مسرحية  شعرية (بلهجة الأبطال)، للدكتور سليمان غزالة سنة 1911م، وللدكتور سليمان عدة مؤلفات في الطب وعلم الاجتماع.
بعد تأسيس الدولة العراقية 1921م، ومن خلال التنوير نشطت عدة جهات بتقديم عروض بعضها بشكل سري وأخرى علنية، لها مضامين ثقافية واجتماعية وسياسية، وتم عرض العديد من المسرحيات العراقية. وتشكلت عدة فرق وازداد نشاطها وبرزت عدة فرق تمثيلية أهلية أولها الفرقة التي تأسست سنة 1927 وفرقة المعهد العلمي وجمعية احياء الفن والفرقة العصرية والفرقة الشرقية خلال سنة 1927 لغاية سنة 1931
لقد اعتمد المسرح العراقي في بداية نشأته على مايقدم من نشاط فني في المدارس، وكان سكان بغداد يرتادون المقاهي لمشاهدة (القصخون) حيث كان يتواجد فيه بعض المطربين من قراء المقام امثال (رشيد القندرجي) وغيرهم من القراء، وكان (مقهى سبع) في بغداد مخصص لعرض فصل من (القرقوز) حيث يقدم من قبل اشخاص ماهرين .
وتذكر المصادر التاريخية الى أنه في عام 1924 تم تأسيس اول فرقة تمثيلية بأسم (جمعية التمثيل العربي) الذي اشرف على تأسيسها (محمد خالص الملا حمادي) وأخذ يعرض بعض المسرحيات التاريخية منها مسرحية (هارون الرشيد)، الا ان العرض لم يحالفه النجاح وفشل. ثم عَرض بعدها العديد من المسرحيات في بغداد وخارجها، وآخر هذه المسرحيات مسرحية (عائدة الشهيرة) على مسرح سينما الوطني سنة 1926 وتوقف بعدها نشاط هذه الفرقة.
وهناك مجموعة من الفنانين مارس العمل المسرحي في المدارس أمثال (فرقة حبزبوز وزميله ناصر عوني) حيث كانت تُعرض بعض المسرحيات الفكاهية الساخرة والهزليات الناقدة على مسارح المدارس كما كانت هناك (فرقة لدار المعلمين) عَرضت عدة مسرحيات منها (فتاة النخيل، والاستعباد) وغيرها، كما وان هناك فرقة تمثيلية (لنادي التقدم من الشباب اليهودي في العراق) كانت تعرض بعض المسرحيات ذات الملابس والاكسسوارات المميزة، كما كانت هناك فرقة تمثيلية في (المدارس الجعفرية) تقدم بعض المسرحيات على مسرح مدرستها وهناك ( فرقة مدرسة التفيض) التي عرضت عدة مسرحيات على مسرح مدرستها وعلى مسرح رويال سينما منذ سنة 1925 وكان كل من الفنان الراحل (حقي الشبلي والفنان فاضل عباس) من ابرز ممثلي هذه الفرقة.
هذا لا يعني ان مدن العراق الأخرى لم تشهد نشاطا مسرحيا بل ان هنالك أعمال كبيرة قدمت في العديد من محافظات العراق والدليل ان معظم الرواد المسرحيين هم من أبناء المحافظات العراقية، ناهيك عن المسرح الكردستاني الذي له تاريخ حافل أيضا، وتحتاج الى الدراسة العميقة.
ومن أهم الفنانين الذين وقفوا على خشبة المسرح الوطني هم الممثل سامي عبد الحميد سامي عبد الحميد والفنانة ناهدة الرماح وحق الشبلي ويوسف العاني يوسف العاني وطه سالم ووداد سالم وخليل شوقي وزينب، وإبراهيم جلال وبدر حسون وغيرهم من رواد المسرح العراقي صاحب التاريخ العريق.



172
دعوة لحضور الحفل الفني

تقيم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد


ومنظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد

حفلا فنيا ساهرا على شرف

الذكرى الـ 84 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

وتزامنا مع الذكرى الـ 70 لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

مع الفنان أياد السمعاني وفرقته الموسيقية

مع الغناء العربي والكردي والكلداني السرياني الآشوري

وذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم السبت

المصادف 14 نيسان 2018

في مطعم بيازا بلو في هالونبيري سنتروم
Pizza Blu - Hallonbergplan 5-7
Hallonbergen  - Stockholm

سعر البطاقة 350 للكبار و120 كرون للأطفال
تتضمن وجبة عشاء مع ست انواع مقبلات
ملاحظة: يرجى عدم جلب المشروبات الكحولية

للمعلومات والحجز الاتصال بـ :
دنيا رامز          0720207574
بهجت هندي      0736467056
حازم القوشي    0737263206


173
ستوكهولم: إحياء الذكرى الرابعة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي

محمد الكحط – ستوكهولم-
تصوير: بهجت ناجي

بحفلٍ بهيج أحيت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق– في السويد، حفلاً خطابياً مركزياً بمناسبة الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وذلك يوم الأحد 25 آذار 2018، في ستوكهولم، حيث زينت القاعة بالزهور وبصورة مؤسس الحزب وشعارات الذكرى باللغتين العربية والكردية، التي تمجد شهداء الحزب وتدعو إلى الوحدة الوطنية ومن أجل نظام يحقق العدالة الاجتماعية وينهي سياسة المحاصة المقيتة.
بدأ الحفل  بنثر الجكليت (الواهلية) على الحضور مع توزيع بيان المكتب السياسي للحزب حول عفرين، من اعداد الرفيق بهجت هندي ورافقها لوحة "عيد الجمال" من أعداد الفنان عدي حزام، ثم النشيد الأممي وقوفا، بعد الترحيب بكلماتٍ رقيقة من قبل عريفي الحفل (الرفيق الشاب كفاح سعدون والرفيقة برّور دولت) باللغتين العربية والكردية بعدها تم دعوة الجميع للوقوف دقيقة خشوع على أرواح شهداء الحزب وتخليداً لشهداء الحزب والحركة الوطنيّة العراقية، ثم رحبا بالحضور جميعا وبالرفيقين الدكتور صالح ياسر والدكتور علي مهدي عضوي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وبالرفيق حيدر شيخ علي وبممثل سفارة العراق في مملكة السويد الأستاذ مظفر طاهر حاجي الوزير المفوض وكادر السفارة، وبممثلي الأحزاب والقوى السياسية الوطنية والكردستانية ومنظمات المجتمع المدني العراقية في الساحة السويدية، وممثلي الأحزاب الشيوعية الشقيقة، وشكروهم على تلبية الدعوة لهذا الحفل على شرف الذكرى الرابعة الثمانين لميلاد الحزب.
 
كما قرأ بيان المكتب السياسي للحزب حول عفرين، ثم توالت الكلمات لتقديم فقرات البرنامج وهي  مفعمة بالفرح والتفاؤل والأمل بالمستقبل، فرفاق حزب فهد، يحتفلون مع أمل متجدد، وبعزم وإصرار جديدين على تحقيق شعارهم العتيد ((وطن حر وشعب سعيد)).

 
(مذ كنا صغارا، تعلمنا في الخلايا السرية معنى الأممية..، تشدق كثيرون بها، وألبسها البغاة صوراً كادت أن تشوهها وإتهمها الطغاة بما لا يصلح لسواهم.. لكنها بقيت تمنح الهوية الأولى والأساس، الهوية الوطنية ألقها، وتمهد ساحة للحوار الإنساني وتبعد عن البشر حجب القمع والاستلاب والخوف والكراهية..) بهذه الكلمات تم تقديم ممثلة الحزب الشيوعي السويدي الرفيقة بربارة لألقاء كلمة حزبها التي أشادت فيها بنضالات الحزب الشيوعي العراقي ودفاعه عن الكادحين ومن أجل وطن حر، كما عبرت عن تضامن الحزب الشيوعي السويدي مع نضالات ومواقف الشيوعيين العراقيين.
 
وبعدها جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق أياد قاسم لتستعرض نضالات الحزب ومواقفه الوطنية، ومما جاء فيها، ((في الحادي والثلاثين من آذار من كل عام نحتفل نحن الشيوعيون العراقيون بذكرى تأسيس حزبنا، ومعنا يحتفي الوطنيون والديمقراطيون، وكل أبناء وبنات شعبنا الذين عرفوا وخبروا عن قرب مدى وطنية وصدق ونزاهة وبسالة الشيوعيين، ومنذ ذلك التاريخ المجيد الذي امتد من آذار ألف وتسعمائة وأربعة وثلاثين وحتى يومنا الحاضر. ومع استذكارنا لهذا السفر الثوري المطرز بصور الفخر والمجد والمفعم بنكران الذات والوطنية، نستذكر ذلك الدور الريادي لرفيقنا الخالد يوسف سلمان يوسف "فهد" مؤسس الحزب ورفيقيه حازم وصارم ومعهم الأسماء المضيئة من الشيوعيين الأوائل في بغداد والبصرة والناصرية، وفي كل مدن العراق، من الذين استرخصوا باذلين الكثير ودون تردد وفي سبيل قضية الوطن الحر والشعب السعيد...)).
 
أما كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق- في السويد والتي ألقاها الرفيق طارق قادر فقد أكدت على الدور النضالي الكبير الذي لعبه الحزب الشيوعي العراقي ومما جاء فيها، ((فی 31 من اذار 2018 یکمل أعرق حزب سیاسي فی العراق وکردستان 84 عاما. وها هو یستمر فی مسیرتة النضالیة بعنفوان الشباب یملؤه العزم علی المضي قدما علی نهج أولائك الابطال الخالدون فی ضمیر شعبهم.
لقد أستمد حزبنا عزیمته‌ واصراره‌ علی النضال من نظریته‌ العلمیة وفلسفته‌ الاشتراکیة وتطبیقها بشکل عملي علی واقع شعبنا وافاق تطوره‌. وحاول تجدید نفسه‌ والتکیف مع الظروف الموضوعیة وانعکس ذلك فی الفکر والسیاسة والتنظیم، کل ذلك ساعد علی استمراریة الحزب وحمل رایة النضال  جیل بعد جیل...)).

 
وكان للغناء موعده مع رفيقات قدمن فقرة غنائية بالكردية، ثم كانت فقرة مع فرقة الفنان أياد السمعاني التي قدمت مجموعة من الأغاني الوطنية بالعربية والكردية.
   
ولم ينس الرفاق عطاء الرفاق ونضالهم الذي لا يقدر بثمن فتم تكريم مجموعة من الرفاق والرفيقات وهم ((سامي الفضلي وفاطمة معروف، وماجدة شلتاغ، وفلاح محمد، وخديجة عزيز)).
   

وكان للجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم كلمتها التي ألقاها الأستاذ نبيل تومي ومما جاء فيها: ((لقد بذل الشيوعيون كل مـا بوسعهم لجمع شمل القوى العلمانية المؤمنة بالديمقراطية والمجتمع المدني ومن مختلف الأطراف والتي تشترك معهُ في الرؤيا خوفـاً  منهم على الوطن من السقوط النهائي في مستنقع مجهول تتحكم به عصابات ومافيات همهـا الأول والأخير سرقة كل شيء، بعد أن تفاقمت آفة الفساد لدرجة أنها راحت تنخر بجسد الوطن وزادت في تعميق جراحهُ يومـا بعد آخر.. ولا خلاص إلا بتأسيس دولة يحكمهـا القانون، دولة المواطنة ونظامها المدني الديمقراطي الحقيقي....)).
 

وكان للشعر فقرة خاصة حيث قرأ الرفيق نجم خطاوي بعض قصائده التي نالت استحسان الحضور، خصوصا قصيدته رفعة رأس، وهذه كلماتها:
 
(الأوغاد الأجلاف/ تحاشدوا عند سياج المدينة/ أقاموا المتاريس والأوبئة/ عابثين بسنابل الحنطة ووردات القطن/ أمي لاذت خائفة بالصمت/ جارنا ضاعت أخباره/ المقاهي صارت لا تشبه المقاهي/ شاطئ المدينة باهتة أضواءه/ صار مقفراً بالوحشة/ غاطساً بالغبار/ ولم يعد كما كان/ ملاذاً للمتنزهين والعصافير./ في مساء بيتي/ حدثني أبي،/ وكان منهكا وخائفاً/ مع كثير من اليأس واللا جواب:/ دعهم يا بني !!/ فمنهم لا يصيبك/ سوى وجع الرأس والسخونة/ يقصد بالطبع ربعي الحمر الشيوعيين/ صامتاً أنصت لأبي:/ دروبهم جهنم/ والنهايات جحيم./ كان المساء ثقيلاً/ ومضى الليل هكذا./ عند الفجر/ ودون وداع/ تركت أبي والمدينة والنهر/ ماضياً صوب نواياي/ صوب رايات ربعي الحمر./ أهلي عدوني/ كولد عاق/ قليل الحكمة./ في دروب الأرض الواسعة/ البعيدة والقريبة/ عند تخوم البحار/ والمدن الغريبة/ كنت في كل مرة/ أتذكر بيت أهلي وذلك المساء/ وحديث أبي/ وخصوصاً حين يوجعني رأسي/ من خيبات السياسة/ ومن دروب جهنم/ وسط ضنك المنافي/ بعيداً عن النخل./ في حزيران 2003/ وبعد ربع قرن/ من زقوم الغربة/ عدت لداري القديمة/ للمدينة والنهر/ كان أبي محطماً/ غارقاً في الدهشة/ قبلته ...قبلني/ بادرته بالسؤال:/ عن إبنه/ الذي مضى في دروب جهنم/ عن الولد العاق !!/ ضمني وبكى طويلا/ وبحشرجة أضاءت كلماته جدران الصالة:/ خلف الله عليك يا ولدي/ كنت رفعة الرأس/ لقد رفعت رؤوسنا..../ وكنت أدرك المعنى/ مردداً في أعماق روحي:/ خلف الله على ربعي الحمر/ خلف الله على الشيوعيين/ لقد رفعوا رؤوسنا جميعاً)).
كما ألقيت في هذا الحفل رسائل وبرقيات العديد من الأحزاب والمنظمات والتي حملت كلماتها عبارات التهنئة والتحايا، ذاكرة باعتزاز كبير دوره النضالي الكبير على مدى التاريخ الكفاحي المجيد.
 وكانت هذه البرقيات من:
1 ـ الشيوعيون السوريون في السويد
2 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني
3 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي
4 ـ الإتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
5 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
6 ـ الجبهة الوطنية العليا للكورد الفيليين
7 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
8 ـ  جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
9 ـ اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
10 ـ رابطة الأنصار الديمقراطية في ستوكهولم وشمال السويد
11 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي  العراقي في ستوكهولم
12 ـ الرابطة المندائية للثقافة والفنون/ فرع السويد
13    الحركة النقابية الديمقراطية  العراقية في السويد
14 ـ  جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم
15 ـ  لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم
كما سيقام الحفل الفني الساهر مساء السبت الرابع عشر من نيسان على شرف الذكرى الرابعة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي والذكرى الـ 70 لتأسيس أتحاد الطلبة العام في  جمهورية العراق.



174
دعوة لحضور
حفل خطابي في الذكرى الـ 84 لتأسيس الحزب

 
تنظم منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد / ستوكهولم والحزب الشيوعي الكردستاني / العراق في السويد
حفلا خطابيا بمناسبة الذكرى الـ 84 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
 
 في العاصمة السويدية ستوكهولم
يوم الاحد الموافق 25 آذار 2015
 
وعلى قاعة شيستا ترف
Kista Träff
 
في تمام الساعة الرابعة عصرا
 
 
 

175
عالم  في الماء

معرض فوتوغرافي للمصور بيتر مانسون
تحت هذا العنوان، يقام معرض فوتوغرافي للمصور بيتر مانسون يوم السبت 24 آذار 2018، في الساعة الثانية ظهرا، بعدها يدعو المصور بيتر الحضور ولمن يرغب منهم الى جلسة في منزله الساعة الرابعة للحديث عن معرضه هذا الذي يمثل جولته في أهوار العراق وخصوصا في الجبايش عام 1978 حيث عاش هناك لعدة أيام.
ولمناسبة ضم هذه الأهوار عام 2016 من قبل الأمم المتحدة الى التراث العالمي، قرر بيتر الاتصال بالمتحف لعرض هذه الصور الفوتوغرافية الفريدة للجمهور في هذا المعرض، علما ان بيتر ظل على تواصل مع أهالي تلك المناطق.
عنوان المعرض.
Världskulturmusserna Medelhavet
 Fredsgatan 2
دخول المتحف مجانا والدعوة عامة للجميع.
ملاحظة: من يرغب تلبية دعوة السيد بيتر للحضور في منزله بعد المعرض، في  Villagatan 9-11، ان يرسل رسالة الى الايميل التالي قبل 15 آذار.
petermstockholm@icloud.com
 

176
المنبر الحر / ليس رثاء، ولكن....
« في: 18:36 20/02/2018  »

ليس رثاء، ولكن....

لقد فقدت أعز إنسان في حياتي
  نعم ...أعلم ان الموت حق، بل هو الحقيقة الوحيدة الثابتة، كنت أخشى ان أفقد أمي وأنا بعيد عنها، لكن شاء القدر أن أكون قربها، فكم أنا محظوظ، كنت أتوقع الفراق منذ فترة، وأهيء نفسي وأشد من أزري لأخفف وطأة ألم صدمة المصاب.
اليوم فقط شعرت باليتم، رغم أني عشت يتيم الأب الذي لم أره حتى في الصور، فحين توفي أبي لم يتجاوز عمري إلا بضعة أشهر، فكانت أمي هي الأب والأم والأخ والصديق وهي معلمي الأول، رغم كونها لا تعرف القراءة والكتابة.
اليوم فقط شعرتُ باليتم الحقيقي، رغم بلوغي الـ 63 عاما يتيم الأب، نعم فدونكِ يا أماه أحس بالغصة والوجع الكبير، لأنكِ كنت الصارية التي ترشدني. لكنكِ علمتني المكابرة والصبر على المصائب.
أنا لا  أستطيع  بعجالة أن  أعطيها حقها أو أتحدث  هنا عن طيبتها وحنيتها وروحها الشفافة، وعطائها اللامحدود، فقد كانت تفيض حنانا وعطفا ومحبة للجميع من صغارٍ وكبار، فكل أمهاتنا من جيلها يمتزن بهذه الصفات ولو بأشكالٍ متفاوتة، فكل من عرفها حبها متأثراً بحنانها، الأطفال الذين أصبحوا كبارا يسمونها حباً ((بيبي عمّيّه))، يتذكرونها ويبكون حنينا لها، الأطفال الجدد يلتمون حولها ويسمونها ((بيبي الكبيرة)). أجيال كبيرة مرت بها من أبناء وأحفاد ((آلـ صكر)) وهي آخر من تبقى من الجيل الأول من بيت الصكر.
لن أقول ان والدتي أفضل النساء، لكن أقول شبه جازم ودون مبالغة، أنها امرأة عراقية تحملت كل أنواع الظلم وقساوة الحياة، طيلة الثمانين عاما من عمرها، ظلم الحياة والأهل وجحود الأقرباء وأغتصاب الحقوق من أقرب الناس، والإكراه على الزواج، والترمل والفقر المدقع وأنواع الحرمانات التي تصلح لتكون قصصا وروايات، فهي المرأة أبنة المدينة التي تجبر على مغادرتها لتعيش في الريف القاسي حيث الفقر المدقع والآلام ومعاناة الطبيعة، ولتمر بمحن وكوارث لا تحصى، وحين تركتها مضطرا، كتبت...
((تركتها في كوخٍ طيني بائس نائي
يا لبؤسي.. يا لشقائي
أحلم باليوم الذي أعود فيه لتفرح بلقائي
صار ذلك اليوم عسيراً وخشيت ان لا يتحقق الحلم
فما نفع بقائي
الكوخ رث تتدلى من سقفه الحشرات وخرير ماء المطر
أثار خوفي وأستيائي
هل أعود لها وألقاها وهل تفرح للقائي....))
عانت من ويلات الحروب والحصار، وفقدان أعز الناس بصبرها وقوة شكيمتها، حرمت من متع الدنيا، وتشبعت من قساوتها بلا حدود، تجرعت الآلام تلو الآلام، عاشت أبية النفس قنوعة ببساطة وبحياة الكفاف.
كنا نحلم بتحقيق شعارنا (وطن حرٌ وشعبٌ سعيد) للجميع، لكننا لم نسعد شعبنا ولا أهلنا الذين تحملوا عذابات فراقنا ونضالنا ضد الدكتاتورية، ولذلك أسبابه. فتشردت والدتي من مكانٍ الى آخر، مكرهةً، تخشى السلطات، وليس لديها ما يسد رمقها، لولا وقوف أبناء خالي الغيارى، فهي عمتهم وكانوا نعم الأقرباء والأهل.
عندما سنحت لي الفرصة بعد انتهاء الكفاح المسلح التقيتها في الاردن عام 1999 ومن ثم عام 2002 في سوريا، وبعد سقوط الدكتاتورية كنت أزورها كلما سنحت لي الفرصة لعلي أعوضها عن بعض حرماناتها، رغم علمي بعدم أمكانية تعويضها عن السنوات العجاف القاسية التي مرت بها. ظلت تفكر بالصغير والكبير وتنثر الحب والحنان على الجميع حتى لحظات حياتها الأخيرة.
رحماكِ يا أمي يا نسمة شفافة مرت بحياتنا غرست فينا التحدي والحب، ونكران الذات والتسامح.
أمي حبيبتي سيمفونية روحي ولحن حياتي. فراقكِ أوجعني وهو جرح عميق في الروح لن يندمل، لكِ الرحمة والذكرى العطرة دوما.


177
وداعاً أيها الرفيق الغالي جبار حسن محمد (أبو سركوت)
وداعا ولك المجد في سيرة حياتك الكفاحية الثرة

محمد الكحط
نعم نشعر بالألم فقد غادرنا الى الأبد الرفيق جبار حسن محمد (أبو سركوت)، وهو من مواليد السليمانية 1934م، فعمره عمر الحزب الشيوعي العراقي، وعطائه ليس له حدود، أحب هذا الحزب ومبادئه وأفكاره، ولد وسط عائلة بسيطة، والده من عشيرة زنكنه من ريف كركوك، كان متطوعا في الجيش العراقي الحديث التكوين، وتعلم القراءة والكتابة بدون مدرسة، وتوفي سنة 1962م، أما أمه فهي من سادة برزنجه، كانت مناضلة لعدة عقود في صفوف رابطة المرأة العراقية، رغم أنها أمية، بل وكانت مراسلة جيدة لنقل البريد الحزبي السري، وقد توفيت سنة 2002م في أربيل عن عمر يناهز الـ 86 سنة، انتقلت العائلة بعد ولادة جبار بسنة من السليمانية إلى بغداد ومن ثم إلى كركوك فالموصل بسبب تحركات الوحدة العسكرية لوالده، دخل المدرسة الابتدائية في ناحية زيبار مبكرا، ومن ثم في زاخو وبعدها في كركوك وأربيل، ومنذ سن مبكرة وجد نفسه وسط زحمة النضال الوطني، ففي مرحلة الصف الثاني المتوسط  سنة 1949 أعتقل في كانون الثاني بسبب اشتراكه في مظاهرة ضد حكومة نوري السعيد، وحكم عليه بسنتين سجن وفصل من المدرسة، وليعود إليها سنة 1958م ضمن الدوام المسائي.
 في باكورة نشاطه السياسي في كركوك شارك في احتفالات النصر على الفاشية، وتحدث لي كيف كانوا يسيرون مع الطبل والزرنا في العربات في شوارع كركوك، وفي المظاهرات لمساندة العوائل البارزانية التي هجرت من قراها قسرا، ومساهمته في احتفالات عيد نوروز، منها الحفل الذي أقيم في قرية "سيدان" في العراء، حول لهيب النار، وكان الرفيق الشهيد جمال الحيدري هو من يدير الحفل، ومجموعة من الشباب تنشد نشيد لوروز، كان معه "عمر دزه يي" المغني المعروف، وجمال خزندار(أخ الدكتور معروف خزندار).
حكى لي عن النشاطات التي لها أثر في حياته آنذاك، قيامه مع الفقيد عمر خزندار بمساعدة عمال السكك الحديدية التي بدأت بمد سكة حديد خط أربيل- كركوك- ، حيث أضربوا مطالبين بتحسين الأجور وظروف العمل، وساعدوهم في توقيع عريضة تتضمن مطالب العمال وذهبوا معهم نحو المتصرفية وهم يهتفون بموت مستر كويل الذي يمثل الشركات الانكليزية للمشروع،  كانت هذه النشاطات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وعن بداية انتمائه للحزب قصة سردها لي، فبعد أن أبلغه الطالب أحمد عثمان أبو بكر وهو شقيق حميد عثمان بأنه نال شرف العضوية في حزب التحرر الوطني، وكان عمره آنذاك 14 عاما فقط. فشعر بفرح وزهو كبيرين، وانتظم في حلقة صغيرة يديرها محسن محمد أمين دزهئي، وكان يتم تثقيفهم بكراس فهد "مستلزمات كفاحنا الوطني"، ويستطرد قائلا  ((وفي مقهى "مجكو" المشهور في أربيل تعرفت على الشهيد عادل سليم وأسعد خضر (أبو نجاح)، وغيرهم وكانوا يطالعون جريدة الأساس أو يتناقشون في أمور سياسية، وفي تلك الفترة جرت محاكمة الرفيق فهد فخرجت تظاهرة صبيحة يوم 21 كانون الثاني/يناير 1949م في الشارع الرئيسي في أربيل المواجه للقلعة، شارك فيها الطلبة والعمال والكسبة وهم يهتفون بسقوط حكومة نوري السعيد، وتستنكر إعادة محاكمة قادة الحزب الشيوعي العراقي، وكان الفقيد أبو سركوت في المقدمة، فحضرت قوة كبيرة من الشرطة مزودين بالهراوات، فتبادل الشرطة والجمهور الضرب واللكمات وأصيب في مؤخرة رأسي ووقع على الأرض والدم يسيل من رأسه، واقتادوه إلى مركز الشرطة ومن ثم إلى المستوصف، وبعد التداوي البسيط أعادوه للمركز والناس تنظر له بإعجاب ويهمسون (أنه صغير السن فكيف يضربوه ويوقفوه)، ويقول ((انني كنت فرحا جدا بمقاومتي للشرطة،  خصوصا عندما علمت ان الانتفاضة اندلعت في عدة مدن عراقية))، جرى تسفيرهم إلى معسكر الوشاش في بغداد، وقدموهم إلى محكمة عسكرية برئاسة النعماني، وحكم عليهم وكانت حصته بسنتين، ونقلوا إلى السجن المركزي قسم الفرن، الذي كان مليئا بالمساجين منهم إسماعيل رسول، خليل عزيز الخياط، سمكو خياط، رشاد علي، محمود كانبي، جمال ديبكه، نافع خوشناو، توما شابا، بابكه حنا وحسين علي غالب،  وكان مكانه مع مجموعة في القسم العلوي من الفرن، مع د. معروف خزندار، ئازاد محمود شوقي الرسام، موريس يعقوب المحامي،نافع خوشناو، حمه ى بكر المغني الكردي، وعمر حباو، وكان هناك الشهيد سلام عادل وسليم الجلبي، وفي الأسفل كان الرفيق آراخاجادور الذي طلب منه عمل تمثال رأسي من عجين لب الصمون، لرأس تشبه هيئة الرفيق فهد، وعندما أحس مسؤولي السجن بذلك، أجروا تحقيق أنكر آرارا  الأمر.
 كما تم في السجن تعليم اللغة الفرنسية لمن يرغب من قبل الرفيق كريكور الساعاتي، وكان هناك عبد الجبار البيروتي من بعقوبة، وكان ذو صوت جميل، وكان هنالك شاعر شاب أشقر أسمه عبد الحسين كان يعلمهم نشيد "الشعب ما مات يوما"، يقول ((كنا ننشده بحماس وقوة))، و يتذكر ((طعامهم وهو عبارة عن شوربة اللوبية الحمراء مع الصمون، وكيف كانوا يصتادون حبات اللوبيا، ويتذكر مجئ مجموعة من طلاب الكلية العسكرية من ضمنهم الرفيق عبد الوهاب طاهر، ويتذكر ليلة إعدام ساسون دلال، الذي كان محبوسا في الغرفة الانفرادية، حيث كان ينشد بصوت عال الأناشيد الحزبية قبل إعدامه.))
بعد الخروج من السجن والفصل من المدرسة عمل بعدة مهن، وبسبب اعترافات بعض العناصر الحزبية، (مثل، بلال عزيز، هادي سعيد، جان بولص)،  أضطر مرارا الانقطاع عن العمل الحزبي، وتعرض بسبب تلك الاعترافات إلى الاعتقال منها أثناء أنتفاضة فلاحي دزه ئي سنة 1953م، ومرة أخرى بعد اعتقال بهاء الدين نوري، وأضرب مع السجناء عن الطعام لمدة ستة أيام في التحقيقات الجنائية، فأخلوا سبيلهم، وكذلك أوقف أيام العدوان الثلاثي على مصر.
 بعد ثورة 14 تموز المجيدة، عمل ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي الطلابية ومن ثم مع المثقفين مع المهندس هاشم عبد الله والفنان سليمان شاكر.
وبتكليف من الحزب الشيوعي العراقي عمل مع تنظيم الصائغ، وواجه مشاكل عديدة ومؤذية، خصوصا من الرفاق الذين لا يعلمون بذلك ويتهمونه بالانتهازية أو الخيانة.
وبعد الانقلاب الفاشي عام 1963م ، التحق بحركة الأنصار، وكانت المطاردة من قوات السلطة البعثية والمضايقات من حدك في كردستان آنذاك، لأنهم كانوا في فترة هدنة مع السلطة الجديدة، حتى أنهم طاردوه كثيرا، مما أضطره ورفاقه الصعود إلى قمة جبل"آوه كرد" وقاموا ببناء عدة قاعات من الحجر والطين لإيواء الرفاق الملتحقين بعيدا عن أعين السلطات، وكان رفاق كويسنجق يخاطرون بحياتهم من أجل إيصال بعض المواد الغذائية والأغطية، لأن البرد والثلج الكثيف بعلو المتر، جعل الأمر عسيرا جدا، ويستذكر الرفاق الأبطال الرفيق حسن كاكه والشهيد مام نادر، حيث كانوا يعملون الخبز على الصاج لحين تسنى لهم بناء تنور حجري، ويأكلون شوربة العدس والتمر اليابس "المدود" والماش والبلوط فقط، بعدها نزلت مجموعة منهم إلى سهول وقرى أربيل بقيادة الرفيق أسعد خضر "أبو نجاح"، وكان هو معهم، من أجل معاودة تنشيط العمل بعد مجيء حكومة عبد السلام عارف، وتمكن من الالتقاء بالأهل والذين تعرضوا للاعتقالات والمضايقات وصعوبة الوضع المعاشي.
كان العمل الحزبي بين السرية والعلنية في تلك الفترة، عند قيام إضراب 1965م في كردستان، كان هنالك  تعاون بين الحزب الشيوعي العراقي وحدك، وكان هو والرفيق الفقيد قادر رشيد "أبو شوان" من المنسقين مع حدك ونجح الإضراب في أربيل.
بعد عودة البعث سنة 1968، وعقد اتفاقية 11 آذار سنة 1970م، ومفاوضات الجبهة الوطنية، بدأت آفاق العمل الحزبي تتوسع ونشط العمل الجماهيري رغم مضايقات البعض في حدك الذين كانوا يفكرون في احتكار العمل لصالحهم هناك، وبعد إعلان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، أفتتح مقر لها في أربيل وكان الشهيد عادل سليم ودلزار ممثلي الحزب الشيوعي العراقي فيها، بعدها تم سحب الرفيق دلزار لمهام أخرى تم تكليف الرفيق أبو سركوت لعضوية الجبهة.
 وذكر لي أنه، أثناء تأزم العلاقات بين البعث والبارتي سنة 1974م، حاول البعث إشعال الخلافات بيننا وبين البارتي، وحصلت بعض المشادات التي تمت تهدئتها، لحين توقيع اتفاقية الجزائر بين المجرم صدام وشاه ايران، وتراجع الحركة المسلحة الكردية وقام رفاقنا بتقديم المساعدة لبعض أعضاء البارتي مما جعل مسؤولي البعث يتهمون رفاقنا بالتستر على أعضاء البارتي.
بعدها بدأ العد العكسي للجبهة بازدياد المضايقات على عمل الحزب الشيوعي العراقي خصوصا بعد منع المنظمات الجماهيرية كإتحاد الطلبة والشبيبة ورابطة المرأة، وحاولوا إغراء العديد من الرفاق منهم رفيقنا جبار بعرض منصب قائمقام، وعند رفضه جرت المضايقات له ولرفاقه وكانوا يطرحون ذلك باجتماعات الجبهة، لكن دون جدوى.

بعدها لجـأ الحزب الشيوعي العراقي إلى الكفاح المسلح، وقاموا بمساعدة العديد من الرفاق بالوصول إلى كردستان، ثم سنحت له الفرصة للخروج من أربيل والوصول إلى إحدى قواعد الأنصار، يوم 30 نيسان 1979م، وأحتفل معهم بعيد الأول من آيار، عيد العمال العالمي، بعدها التحق بقاعدة "ناوزنك" على الحدود مع إيران، وكلف مع بعض الرفاق (عبد الرحمن قصاب وعادل سفر) بالإدارة، وكان يسافر إلى سرده شت لشراء المواد التموينية والاحتياجات الأخرى بواسطة الحيوانات، وبسبب صعوبة العمل تعرض للإصابة بالجلطة القلبية ونقل للعلاج في إيران، عاد بعد العلاج إلى تنظيم أربيل للعمل مع الرفيق ملا حسن "فتاح توفيق" وكان يتابع معه تنظيم المناطق، في "خوشناوتي" و "باله كايه تي" وغيرها، لحين تدهور صحته فتقرر إرساله للعلاج عن طريق إيران، حيث كان بضيافة رفاق توده في مهاباد، وحصل اشتباك بين حراس الثورة وبيشمركة حدكا، وأخذت طائرات السلطة تقصف المدينة، ومن ثم دخلت قوات حراس الثورة المدينة وجرت حرب شوارع، وعند هدوء القتال خرجوا من المدينة واختفوا فترة لحين الوصول إلى طهران، ومن ثم السفر إلى الخارج.
في موسكو وبعد خضوعه للعلاج، أكمل المدرسة الحزبية، وعاد إلى دمشق ليساعد الرفاق في العمل الأنصاري، بعدها سافر إلى المانيا الديمقراطية ومنها إلى السويد عام 1988م. وهو منذ ذلك الوقت واصل نشاطه الحزبي بين صفوف الحزب الشيوعي العراقي الذي تربى فيه وأخلص لمبادئه.
أستذكر في لقائي معه بعض طرائف الأمور، بعد الانقلاب الفاشي 8 شباط 1963م، خرج في مفرزة إلى قرى دشت أربيل، بقيادة الرفيق محمود عدو عضو محلية أربيل، فتشاور بعض الرفاق في المفرزة فيما بينهم من أجل قتله كونه كان عضوا في حزب الصائغ الذي خان الحزب الشيوعي العراقي، وفاتحوا الرفيق محمود عدو الذي نهرهم وأوضح لهم الأمر، كونه كان مكلفا من الحزب بذلك.

وعن بعض الرفاق والأصدقاء في عيون الرفيق الفقيد أبو سركوت وكان لهم أثر في حياته:
الشهيد جمال الحيدري: قال ((كان ينصحني وأخوانه بالقراءة والمطالعة والتعلم، هادئا رزينا، يجعل من يلقاه مندهشا من قوة شخصيته)).
الشهيد عادل سليم: قال ((كان ثوريا في عقله وقلبه، هادئ مؤدب، يستمع إلى محدثه بهدوء، لم أراه يوما عصبيا مع إنسان)).
مهيب الحيدري: قال ((كان يقود الطلبة في بداية ثورة 14 تموز، كان يشجعني على الصمود أمام تطاولات بعض الرفاق عليّ بالكلام بسبب انضمامي مع الصائغ)).
كريم أحمد: قال عنه ((شخصية تتصف بالتواضع، يستمع وينصح المقابل، يحب المعاشرة والمجاملة مع الرفاق، يرجم الآخرين بمسبات محببة)).
شيخ محمد محمد شيخه شه ل، قال ((كان مدافعا جريئا عن الحزب الشيوعي العراقي، تأثرت به في بداية احتكاكي مع الطلبة)).
شيخ علي البرزنجي: وهو عضو ل م،  أستتذكر أنه ((كان يقوم بمهمة حزبية في مخمور وعند عودتنا معا، صادفتنا نقطة للتفتيش، فدققوا طويلا في هوياتنا لأنهم شكوا بنا، ولكن مظهرنا كان يوحي بأننا أولاد أغوات فتركونا نمر)).
عزيز محمد: قال عنهى ((سياسي لبق، شعبي الطبع، معتز بقوميته وأمميته، التقيته في مناسبات عديدة، خلال حياتي)).

كان هذا مجمل لقائي مع الرفيق قبل ثمان سنوات من فقدناه بمناسبة الذكرى ال 76  لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، واليوم نودعه ونحن على أبواب الأحتفال بالذكرى الـ 84 وهو عمره الذي صادف ان يكون بنفس العام.
للفقيد أبو سركوت المجد والخلود والذكرى العطرة، نودعه ونعاهده على المضي في طريق المبادئ والقيم 

178

نداء احتجاج

الى الرأي العام العراقي..
 وكل من يهمه مصير
 الأطفال والمرأة والأسرة في العراق...


منذ سماعنا بموضوع التعديلات على قانون الأحوال الشخصية رقم 188 والمقر في عام 1959, من قبل عدد من النواب في البرلمان العراقي, والمدعومين من قبل الأحزاب الاسلامية المتنفذة في البرلمان والسلطة, ونحن نشعر بالخيبة والإحباط وبثقل هذا التفكير والتخطيط الذي لا يخلو من فعل اجرامي يحط من قيمة الانسان كطفل وامرأة, والذي يحاول وعن عمد شرعنة اغتصاب الأطفال وتفكيك الأسرة, وتقسيم المجتمع العراقي طائفيا ومذهبيا..
نحن جمع من القوى والمنظمات والشخصيات العراقية المدنية والديمقراطية والمهنية, في العاصمة السويدية/ ستوكهولم نعبر في هذا النداء عن احتجاجنا ومعارضتنا للتعديلات الجائرة والخالية من أوليات احترام الانسان وكرامته .
مع تزامن اندحار الدواعش وتحرير مدن العراق, كان أبناء شعبنا في انتظار تعزيز الوحدة الوطنية وإعادة الروح للنسيج المجتمعي العراقي, والشروع في اعادة النازحين واعمار البلد, والبدء في محاربة الفساد, وليس لإشغال الناس بمشاكل جديدة لا ضرورة لها, وافتعال الأزمات تلو الأخرى, وخصوصاً أن القانون 188 لعام 1959 كان قد شرعه عددا مرموقاً من المختصين بالفقه القانوني, وبالاستناد والاستفادة من الفقه الاسلامي بمذهبيه الشيعي والسني, وكان القانون ولا يزال موضع احترام كل العارفين بشؤون قوانين المرأة والطفولة عراقيا وعربيا وإقليميا.
التعديلات المقترحة تعد انتهاكاً خطيراً لحقوق الانسان في العراق وخصوصا المرأة والطفل, وتراجعاً عن المكتسبات البسيطة التي تحققت في مجال الحقوق المدنية, وهو يتناقض تماماً مع بنود الدستور العراقي في مجال الحقوق المدنية,ومع المواثيق الدولية التي وقع عليها العراق, وهي كثيرة, والتي لا يمكن تبرير التعديلات المقترحة وفق ما نصت عليه وجعلت العراق ملزما بالتطبيق عليها..
لترتفع كل الأصوات الخيرة في العراق والعالم للمناداة بوقف تمرير هذه التعديلات الجائرة...
نعم لاحترام حقوق وحريات الأطفال والنساء وعموم المجتمع في العراق...
لنتوحد جميعاً لإيصال أصواتنا وصرخاتنا الرافضة لتعديلات دعاة تكريس الطائفية والمذهبية.....
ستوكهولم
24 تشرين الثاني 2017
الموقعون
1- رابطة المرأة العراقية في ستوكهولم السويد
2- جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
3- Kurdistans Kvinnoförbund
 (جمعية نساء كوردستان)
4- جمعية المرأة التركمانية في ستوكهولم
5- منتدى الحوار الثقافي في ستوكهولم
6- اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
7- رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد
8- حركة العمال الديمقراطية / ستوكهولم
9- نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي/ ستوكهولم
10- الجمعية المندائية في ستوكهولم
11- رابطة الديمقراطيين العراقيين/ ستوكهولم
12- الجمعية الثقافية التركمانية في ستوكهولم
13- قناة ريكا الفضائية في ستوكهولم
14- جمعية بابيلون للثقافة والفنون
15- الملتقى الثقافي المندائي في ستوكهولم
16- جمعية مسرح الصداقة
17- الرابطة المندائية للثقافة والفنون في ستوكهولم
18- جمعية زيوا المندائية في سيدرتاليا
19- جمعية القوش الثقافية
20- لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم
21- تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
22 - منظمة الحزب الشيوعي الكوردستاني في السويد
23- منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد/ ستوكهولم




180
المنبر الحر / العائلة في الغربة
« في: 19:29 21/11/2017  »
العائلة في الغربة

 
محمد الكحط –ستوكهولم-

عقدت في ستوكهولم ندوة حوارية مع الدكتور رياض البلداوي، حول العائلة في المنفى، بدعوة من رابطة الأنصار في ستوكهولم ومنتدى الحوار الثقافي، وذلك يوم  16/نوفمبر/2017.

في بداية الندوة رحب الأستاذ نجم خطاوي بالحضور وكذلك بالضيف الدكتور رياض بلداوي المتخصص بعلم النفس، وأوضح طبيعة الندوة المخصصة للتعريف بأصدار البلداوي الجديد وهو كتاب يتناول مشاكل العائلة الشرق أوسطية في الغربة.
 كان الحضور جميلا ومنوعا من أبناء الجالية العراقية والعربية، وتزامن هذا اللقاء مع زفاف  بشرى تحرير مدينة راوة آخر المدن العراقية من قبضة الإرهاب مما أشاع الفرحة على هذا اللقاء الجميل.

في البداية تناول الدكتور البلداوي توضيحاً، بشأن منجزه الجديد كونه حصيلة جهد من البحث الدؤوب لسنوات طويلة مع فريق بحثي متخصص من المحللين والنفسانيين، والبحث يعتبر من البحوث النوعية وليس الكمية، حيث تدرس حالات معينة لتحليل ظاهرة من الظواهر. فقد أخذ البحث كل عائلة بشكل منفصل، وتم تحليل تجربتها تحليلاً نوعياً، مشيراً الى أنه من المهام الصعبة دراسة العائلة، لوجود قضايا فردية وقضايا تهم مجمل العائلة، ووجود متغيرات عديدة وعوامل مؤثرة اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية مما ينعكس على وضع العائلة، أي أن هنالك خصوصية لكل عائلة.
تتعلق الدراسة بنماذج من مركز الشرق الطبي التخصصي في السويد، الذي يشرف عليه البلداوي منذ 1995م، فالكتاب حصيلة عمل كلينيكي درس 77 حالة كلينيكية، ومؤلف من ثمانية فصول، يتناول طبيعة العوائل الشرق أوسطية القادمة الى الدول الاسكندنافية، ويتحدث عن التحديات التي تواجهها هذه العوائل في العيش في بلدان المهجر.
 هنالك أنواع من هذه العوائل المختلفة فيما بينها في علاقاتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ولذلك يكون التعميم ليس صحيحا.
العوائل القادمة من الشرق الأوسط في العموم، تكون متأثرة بنظام السلطة الأبوية السائدة في البلد الأم، حيث يكون الأب هو الآمر الناهي والمقرر لمصير جميع أفراد العائلة.
ممارسة هذا النظام تختلف بناءً على طبيعة البيئة الاجتماعية التي أتت منها العائلة، فهناك مجموعة قدمت من المدن الحضرية الكبرى حيث تعم علاقات اجتماعية متفتحة نوعما، وهنالك عوائل قادمة من بيئات قبلية بدوية يسود فيها حكم الأب والقبيلة وتقاليدها، ومجموعة أخرى قدمت من بيئات ما بين المجموعتين السابقتين، أغلبها من بيئة ريفية وفلاحية ولا زالت خاضعة نوعما لتقاليد العشيرة.
 ويشير الدكتور البلداوي ان أول شيء واجهوه هو التغيرات والتحولات التي تطرأ على العائلة المهاجرة للدول الأوربية، حيث هنالك حقوق شخصية يتمتع فيها كل فرد من أفراد العائلة بشخصه بعيداً عن الانتماء العائلي، وطبيعتها الاجتماعية والثقافية.
هذا يخلق تحديات كبيرة لرب العائلة ويؤثر على جميع أفراد العائلة. النظام في بلدان المهجر الاسكندنافية، يعتبر الفرد هو أساس العلاقات الاجتماعية وله حرياته الشخصية المحددة بقوانين سائدة في هذه البلدان التي فيها مستوى تكنولوجي واجتماعي متطور، وتتمتع بنظام ديمقراطي يعطي للفرد العديد من الحقوق، مما يخلق مشاكل داخل العائلة القادمة من البلدان الشرق أوسطية، فلم يعد الأب يملك العائلة، والأولاد أحرار وليس تحت سيطرة وملكية الأب كما كانت....!
مما يخلق المشاكل بين الآباء والأبناء وهو أيضا يختلف من عائلة الى أخرى بسبب طبيعة مستوى التعليم والوعي والثقافة التي يملكها أفراد العائلة، ونوع العمل الذي يمارسوه ووضعهم الاجتماعي، والبيئة التي قدموا منها.

ووجد البحث ان ما نسبته 45,7%  عوائل ترغب في البقاء محافظة ومنغلقة على نفسها، ويصعب أندماجها في المجتمع، وما نسبته 34,3% تحاول أن تقرأ ملامح المجتمع الجديد وتسعى للتأقلم مع المجتمع الجديد، و20% من العوائل تريد ان تنصهر كليا في المجتمع الجديد.

 
ويؤكد البلداوي ان التغيرات التي تصيب العائلة في المهجر تؤدي الى بروز مشاكل قسم منها خارجي كالأزمات مع الأقارب ومؤسسات الدولة الجديدة، مثل المدرسة ومؤسسات الرعاية الاجتماعية.
هنالك أيضا مشاكل داخلية تبرز في داحل العائلة تشمل طبيعة العلاقة بين الأب والأم أو ما بين الأبوين والأولاد. وهنالك مجموعة من المشاكل والازمات التي لها علاقة في تأقلم أفراد العائلة على طبيعة العلاقات الثقافية والاجتماعية والدينية في البلد الجديد.
كما أشارت دراسة الدكتور البلداوي على ان المشاكل تزداد في العائلة عند بلوغ الأبناء  سن المراهقة.
وتطرق المحاضر الى العديد من النماذج العملية التي مر بها البحث، وكانت محط تقدير الحضور.
بعد المحاضرة القيمة قدم العديد من الحضور مداخلات وأسئلة أضفت على جو الندوة فعالية وحيوية.
في الختام تم تقديم الشكر للدكتور رياض البلداوي مع باقات الزهور، متمنين له العطاء الدائم.
 

181
ينظم مجلس السلم السويدي سيمنار عن الشرق الاوسط
 بعنوان
الطريق اللى السلام
الوضع السياسي الراهن في
سوريا والعراق وايران وتركيا وكردستان


يساهم في السيمنار شخصيات مهتمة بالوضع في الشرق الاوسط

•   اذار العلاق محامية وناشطة في مجال حقوق الانسان
•   امينة كاكة بافي عضو مجلس النواب السويدي حزب اليسار
•   ازاد حيدري من منظمة جاك الكردية
•   كفاح محمد ناشط في المجال السياسي العراقي
•   يواكيم مدين صحفي سويدي
•   حسن اليسي من جمعية التضامن التركية

تدير السيمنار ايفا بيورك لوند عضو الهيئة الادارية لمجلس السلم
السيمنار ينضمه مجلس السلم السويدي بالتعاون مع ABF  ستوكهولم
ينظم السيمنار
 يوم الاحد 26/11/2017
الزمان من الساعة 12.30 وحتى 16.00
المكان ABF  ستوكهولم  Sveavägen

182
المنبر الحر / مسرحية رائحة الحبر
« في: 21:52 19/11/2017  »
مسرحية رائحة الحبر

محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: زيدون الخميسي

كان أبناء الجالية العراقية والعربية في ستوكهولم على موعد مع عرضٍ مسرحي بعنوان "رائحة الحبر  DOFTEN AV BLÄCK" لفرقة جدارا للتمثيل على أحد مسارح بلدية ستوكهولم، يوم 11 نوفمبر 2017م، التي قال القائمون عنها أنها عكست معاناة شعب وبهذه العبارة ((في أغنى بلد في العالم حيث الفساد السياسي، يعيش الشعب العراقي بحالة من اليأس والقهر. تعالوا معنا لنرى ماذا تفعل نور عندما يتمسك المؤلف ورب العائلة بمبادئه...)).
 
كان الحضور بهياً، حيث أندمج مع العرض حتى النهاية حابس الأنفاس وهو يستمع لحوار مفعم بالشاعرية والإنفعال، إرهاصات كاتب يعشق وطنه، يكتب عنه من أعماقِ روحه، كيف تكون معاناته وهو يرى بأم عينيه ماذا يحصل في بلاده الغنية وذات التاريخ العريق، لقد كان الفنان محمد صالح قادرا على إيصال تلك المعاناة للجمهور وكذلك الممثلة عاتية سلام التي تحملت تلك المعاناة وقدمت العون والنصائح، فهي أيضا عشقت الوطن وحملته في وجدانها، كنا نحس لوعة البطلين وهما يقدمان دوريهما، وشممنا رائحة الحبر وتلك الكلمات التي تخرج من القلب والروح.
كان الحوار باللغة العربية الفصحى، والإعداد بجهود ذاتية وبأمكانيات بسيطة، لكن كان للإصرار والتحدي والعمل الدؤوب وراء تحقيق هذا الإنجاز.
 لقد عبر العديد من الحضور عن إعجابهم بالإداء والنص، علما ان المسرحية من إخراج الفنان محمد صالح والتأليف للكاتب هشام شبر، وديكور الفنانة سمية ماضي، وموسيقى الفنان بسام والإضاءة للفنان يواكيم.
فشكرا لفرقة جدارا ولجميع من ساهم في إنجاح هذا العمل.


183
هكذا احتفلنا بذكرى ثورة أكتوبر
من مآثر السرية الخامسة، اقتحام قلعة العمادية

محمد الكحط (أبو صمود)
كان أبطال السرية الخامسة يتجولون في منطقة عملهم الممتدة بين جبلين عصيين هما جبل متين وجبل بري كاره وحتى جبل كاره، ومناطق دشت العمادية ومناطق صبنة وقراها وحقولها وبساتينها، وبين مصيفين جميلين هما مصيف سولاف قرب العمادية ومصيف سرسنك الذي ترابط قربه قوات عسكرية، كانوا يتنقلون وهم يتطلعون بعيونٍ مليئة بالحسرة إلى تلك القلعة الناتئة بوسط ذلك الدشت الجميل والتي تبدو عصية زاهية كدرة تتلألأ ليلاً بأنوارها فتبدو كزهرة لامعة وسط الظلام الدامس الذي يلف القرى حيث كنا نتجول... تحيط بها الجبال الشامخة منذ عصور وعصور، مرّ بها العديد من الطغاة والحكام القساة، ولا أدري كم هي الخواطر التي مرت بأذهان رفاقي الأنصار من أبناء تلك القلعة، حيث ذكريات الطفولة والصبا والشباب، هناك حيث دفء الأهل والأقرباء والأصدقاء...أراهم يتطلعون ويذرفون الحسرات وينتظرون بل يعملون من أجل أن تنعم قلعتهم بالحرية يوماً ما...
 
كانت السرية تتحرك وسط العديد من القرى هناك منها: كاني ماله، بي بادة، ديركي، أبراهيم زلة (آه ياطرشي أبراهيم زلة)، بانية، بيروزانه، بليط، سركركي، ميركه تي، زيوه، كاره، كيزه، بياوا، مزه، قونه مزه، رزوق، ديره، كوهيرز، سركلي، نهيله، ديره ش، مهيده، سروكاني، سركه لي، بنكلي، هفندكه الرائعة وكانت تعتبر مصيف السرية لجمالها ولطيبة أهلها ولوجود لنا أصدقاء فيها، والعديد من القرى التي كنا نصلها بمناسبات مختلفة والتي للأسف لم تسعفني الذاكرة بأسمائها، لكل أهالي تلك القرى الطيبين التحايا والحب والتقدير لما قدموه للأنصار البواسل في نضالهم ضد الدكتاتورية.
كانت الذكرى الـ66 لثورة أكتوبر المجيدة على الأبواب، وهي ذكرى يستوجب أحياؤها القيام بعملية ضد النظام الدكتاتوري وأزلامه ... اجتمعت قيادة السرية الخامسة من الرفاق توفيق آمر السرية، والشهيد البطل أبو رؤوف مستشارها السياسي، وملازم أبراهيم ودكتور وليد ومحمد علي وأبو حيدر والشهيد البطل سليم ورفاق آخرين لا أتذكرهم الآن، وكان قرارهم عملية نوعية جريئة وهي ببساطة الدخول إلى القلعة، وسيكون أبناء المدينة في المقدمة فهم خير من يعرف شوارعها وأزقتها وبيوتها، والعملية تستهدف اعتقال عميلين من أزلام السلطة الذين يروعون الأهالي وعوائل البيشمركة ويظنون أنهم ينعمون بالحرية والأمن، فكيف سيصلهم أحد وهم محصنون بهكذا قلعة... كان القرار ليس سهلاً فكيف سيتم الدخول ومن أي مكان فالبوابات محروسة بشكل جيد... لذا تقرر الدخول من أحد الأسوار البعيدة بعد تسلق أماكن وعرة يصعب اجتيازها كما يصعب التكهن بإمكانية الدخول منها...وبعد الاستطلاع الجيد أُختير المكان المناسب ولكننا بحاجة إلى مصعد (درج) كي يتسلق الرفاق عليه للوصول إلى سطح القلعة، وهكذا تم إحضار الدرج من أحد الجوامع قبل العملية بساعات، وتم توزيع المجاميع كل إلى موقعه من إسناد وتغطية الانسحاب وتأمين خطوط العودة والتحسب لكل طارئ أو مفاجأة ...والتكتم الشديد كون القرار محاولة تنفيذ العملية بدون أن نطلق رصاصة واحدة...وهكذا كانت العملية.
 
عندما تقدم الأنصار الأبطال من أبناء العمادية البررة واعتلوا السفوح المؤدية إلى النقطة المرتكز للصعود إلى القلعة ونصبوا الدرج وجدوا أنه غير كافٍ للوصول إلى السطح فما كان من قائد المجموعة إلا أن ينصب جسده جسراً مكملاً ليصعد الرفاق على راحة يديه ومن ثم على كتفيه وصولاً إلى القمة، وهناك بدأ التجمع ومن ثم الانطلاق كل مجموعة إلى البيت المقصود ومجاميع تأمين خط الانسحاب وتقرر العودة بالسرعة الممكنة إلى نفس المكان... كان الجو يميل إلى البرودة خصوصاً في ساعات الليل تلك ولكن حرارة العملية ولحظات التنفيذ وروح التعاون والمبادرة أشاعت الدفء بين الأنصار وهم ينتظرون أن تنتهي العملية بنتائج إيجابية...فغداً عيد ثورة أكتوبر وعلينا أن نحتفل بما يليق بها... تقدموا بثقة عالية ودخلوا أوكار أزلام السلطة ووسط الاستغراب الشديد ودهشة هؤلاء المرتزقة من وصول البيشمركة لهم هنا، خروا على الأرض خوفاً وفزعاً، وجاءوا بهما مكبلين يرتعدان خوفاً ونزلا السلم يحيط بهم الأنصار إلى أن وصل الجميع إلى المناطق الآمنة، جاءت أشارة الانسحاب إلى رفاق الإسناد والتأمين والطوارئ واكتملت المفرزة جميعها في قرية أبراهيم زلة، ومن ثم أنطلقنا إلى قرية هفندكة الجميلة وعند الصباح كان الخبر قد أنتشر بين الجميع وتناقلت القرى المأثرة الكبيرة وجاءوا إلى الحفل الذي أقامته السرية الخامسة على شرف الذكرى والتي صادف أن تعززت السرية بضيوف من قاطع آخر ومن الفوج الأول وهم في طريقهم إلى أحد مقراتنا، وحضر رفاق من الحزب الديمقراطي الكردستاني وجمهور غفير من أهالي القرى جاءوا بالطبل والمزمار وهم يرقصون فرحين وكانت حفلة رائعة، جلس فيها (الأسيران) من أزلام النظام وهما مكبلان ينظران إلى الحفل وهما مبهوران مما يشاهدانه.. كان لتلك العملية وقع كبير ألهب الحماس بين الناس وزاد من دعمهم لأنصارهم وكسبت المفرزة أنصارا جدد، وذاع صيتها بين أهالي العمادية ودهوك والكل يتحدث إلى حد المبالغة بمآثرها حباً بالأنصار الأبطال... وأنا إذ أكتب هذه السطور تمر أمامي تلك الوجوه الجميلة البهية من أنصار السرية منهم أولاً شهدائها الأماجد فلهم الذكر الطيب والخلود.
 
من شهداء السرية الأماجد الرفاق: أبو رؤوف، سليم، أبو ندى، عصمت، جوتيار، علي ( أخ هوار)، وليد، نوزاد، الشاب الرائع ألند (أخ الشهيد فريد)، هيرش، كمال بانية، محمد... وعذرا لعلي نسيت أحدهم وأتمنى من الرفاق أسعافي بأسمائهم.
وأتذكر الأنصار من أبناء العمادية الأبطال دكتور وليد، محمد علي، شيركو، دلير، آزاد، أبو تاس، أوميد، حاكم، علي، جعفر، هزار، ماجد، رزكار، هوار، أبو علي، ريبار، إيفان، برفان، مهدي، الفقيد دلمان، بيكس، كاكه حسن وآخرين...
ومن الرفاق الأنصار الآخرين من غير أبناء العمادية: توفيق آمر السرية، ملازم أبراهيم، أبو حيدر، بسام، حيدر، أبو زياد، الشهيد محمد، جاسم (أبو شكرية)، الفقيد أبو نبأ، أبو يعقوب، أبو عامر، والفقيد هشام، آشتي، ماجد (أخ الشهيد أبو رؤوف)، أبو يعقوب، أبو الحق، الفقيد أبو شاكر (لفترة قصيرة)، أبو عليوي القن، والرفيقة سلوى لفترة قصيرة وعدد آخر من الرفاق ولفترات مختلفة.
لكل أنصار السرية الأبطال ولكل الأنصار ألف ألف تحية
وتحية خاصة للذكرى المئوية لثورة أكتوبر المجيدة، ولكل المناضلين من أجلِ غدٍ وضاء للبشرية.



184
وداعا أيها الرفيق عبد الأحد توما يوسف (أبو سلام)، وداعا أيها الجندي المجهول
وداعا يامن تركت لشعبك ولحزبك تاريخ نضالي حافل بالعطاء والتضحيات.
محمد الكحط - ستوكهولم
ترجل أخيرا فارس ومناضل معطاء، حيث غادرنا بصمت الرفيق عبد الأحد توما يوسف (أبو سلام) ولتحلق روحه العطرة في سماء العراق الذي ناضل من أجل سعادة شعبه رغم غربته الطويلة عنه، فطالما غرد حباً بشعبه ووطنه وحزبه، أنه مناضل من الرعيل الأول، ذلك الرعيل الذي قدم الكثير من العطاء والتضحيات، دون ان يفكر بأمتيازات خاصة له.
 لقد ترك لنا الرفيق أبو سلام مسيرة طويلة وحافلة ومساهمات كبيرة لأجل بناء صرح الحزب الشيوعي العراقي مع رفيقاته ورفاقه الآخرين الذين ضحوا بحياتهم وبالغالي والنفيس وبزهرة شبابهم، والذين غدوا روح الحزب وكيانه، أنهم النجوم المضيئة لمسيرتنا الظافرة.
 ولد  الفقيد الرفيق أبو سلام في السابع والعشرين من شهر تموز سنة 1927 في مدينة الموصل، وهذا التأريخ ليس دقيقاً، فقد أختار يوم عقد قرانه على شريكة حياته ورفيقة دربه الرفيقة (أم سلام)، وهي رفيقة مناضلة قدمت الكثير من التضحيات والعطاء جنب رفيق عمرها ليكون تأريخ ميلاده الجديد، كما يصادف هذا اليوم ميلاد أحد أحفاده.
 أنتمى الفقيد إلى الحزب في أواسط أربعينيات القرن الماضي، وعمل في تنظيمات الموصل وكركوك وبغداد للحزب، ونشط في مجال الشباب والعمل النقابي، وبرز كقائد جماهيري أحبه الناس أينما حلّ.
في أواسط الأربعينيات وبسبب نشاطه الجماهيري تعرض الفقيد (أبو سلام) إلى ملاحقات متكررة نجا منها بأعجوبة، فقرر الحزب أن يغادر إلى مدينة كركوك هو ورفاقه (شقيقته مريم الصيدلانية وسكرتيرة رابطة المرأة في الموصل وزوجها المحامي حميد حمدي، وشقيقه الأصغر الدكتور عبد المسيح وسالم تفه وتوما توماس)، وهناك عملوا في بيت حزبي مع الرفيق رحيم قلو وأوكر أبونا وزوجته ماري.
عادوا بعد ذلك إلى الموصل من جديد حتى مؤامرة الشواف.
 بعد ثورة الرابع عشر من تموز ونظراً لنشاطه المميز أختير الفقيد ممثلاً للحزب ورئيس نقابة الأعمال التجارية في الموصل. كما ساهمَ في حركة أنصار السلام وكانَ عضواً ناشطاً فيها، فقد عمل مع عزيز شريف وكذلك في دار بغداد مع الرفيق أبو جواد، بعدها تفرغ للعمل الحزبي خصوصاً في مجال الطباعة الحزبية، والتي برز فيها وقدم الكثير من الجهد والعطاء الأستثنائي، فعمل مع الرفاق الياس حنا كوهاري وصبيح سباهي وفخري بطرس، ثم عمل مع الرفيق الخالد سلام عادل والرفاق الأماجد جورج تلو ومحمد صالح العبلي وجمال الحيدري وحسن عوينة وكاظم الصفار وعبد الجبار وهبي والرفيق أبراهيم (أبو أيمان)، ورفاق آخرين.
 بعد أنقلاب 8 شباط 1963 الأسود تمكن من الإفلات من قبضة المجرمين وعمل مع قيادة الحزب وبالذات مع الرفاق جمال الحيدري ومحمد العبلي وأصدروا أول بيان للحزب بعد الأنقلاب الأسود.
ونتيجة لنشاطه آنذاك جرت ملاحقته وحكم عليه غيابياً بالإعدام، مما أضطره لترك بغداد والأنتقال إلى كردستان سنة 1965، وعمل هناك في مجال الطباعة والصحافة، إلى أن أرسله الحزب في دورة حزبية إلى الإتحاد السوفيتي وطلب منه البقاء في أحدى جمهوريات الإتحاد السوفيتي على أن تلتحق به عائلته، إلا أنه فضل العودة إلى وطنه وعائلته، فعاد سراً إلى بغداد، ليعمل في التنظيمات السرية للحزب.
 عاش في البيوت الحزبية وفي أماكن الطباعة الحزبية السرية وتنقل مع عائلته في عدة بيوت، لتجنب الوقوع في كمائن العدو الذي يحاول جاهداً النيل من الحزب وصحافته وأعلامه، وطالما كانت العائلة تضطر للتغطية على صوت ماكنة الرونيو أو جهاز الطباعة (المغطى بعدة بطانيات) وبلعب كرة القدم أو ألعاب أخرى بالصوت المرتفع كي لا يسمع الجيران الفضوليون دائماً ذلك الصوت وكان للأطفال دورهم في ذلك، وكانت كلمة السر عند الشعور بالخطر هو ( ناواتي ) عوضاً عن (بابا) والتي كانت محرمة اللفظ بها وكي لا تثير الشكوك عند المناداة بها.  وفي أحد المرات داهمت الشرطة السرية بيت الفقيد أبو سلام ولضيق الوقت وضع جهاز الطباعة في الخزان ( ومعه البيان المعد للطبع)، وتم تغطيته بفرشة، تم توزيع أفراد الشرطة على الغرف وفي هذه الأثناء كانت الرشاشات مصوبة إلى صدر أبا سلام ونجله، خرج الشرطي من الغرفة المعنية قائلاً: سيدي لم أجد شيئاً!!!، ولا يعرف الفقيد أبا سلام هل كان ذلك الشرطي من رفاقنا أو من المتعاطفين مع الحزب، وهكذا نجا بأعجوبة من محاولات متكررة للإيقاع به، وعلى أثر هذه الحادثة أضطرت العائلة ترك قسم من أطفالهما عند الأهل للحفاظ عليهم، مضطرين تغيير أماكن سكنهم عدة مرات والعمل مع رفاق عديدين وفي ظروف مختلفة.
الرفيق الفقيد أبو سلام عاش منذ فترة طويلة في المنفى مع عائلته متحملاً عناء الغربة،  وآلام المرض الذي ألم به لسنوات طويلة متحملا ذلك بروحية المقاتل الذي لا يلين.
لقد ربى الرفيق الفقيد أبو سلام أجيالاً من المناضلين وكان لخصاله الرائعة دوراً وتأثيراً كبيراً على رفاقه وأصدقائه وعائلته فهو الرفيق الطيب المتواضع الملتصق بالحزب، وظلّ ينبض حباً لرفاقه ولمبادئه العظيمة التي آمن بها وضحى بنكران ذات من أجلها، ولم تذهب عبثاً تلك التضحيات..
 وفي هذه اللحظات ونحن نودع الفقيد الرفيق أبو سلام، نقول له، وداعا ونم قرير العين فقد كنت أحد الرموز المجيدة في مسيرتنا ومن شموعها المضيئة، وستظل ذكراك عطرة طالما حيينا. نهديك ألف ألف زهرةٍ حمراء ناصعة.
لك المجد والخلود أيها الرفيق الرائع.


185
المهرجان السنوي السابع للفنون التشكيلية للجمعية المندائية في ستوكهولم
معرض جسد الجمال والذوق الفني الرفيع

محمـد الكحط –ستوكهولم-
تصوير زيدون الخميسي

لقد عودتنا الجمعية المندائية في ستوكهولم على نشاطها وفعالياتها المنوعة والمتميزة، فها هي للسنة السابعة على التوالي تقيم مهرجانها السنوي السابع للفنون التشكيلية، في ظروف يمر بها الوطن بظروف صعبة، لتعطي الوجه الآخر المشرق للعراق وللعراقيين في الغربة، حيث الإبداع والتميز الدائم.
أفتتح المهرجان يوم الجمعة 12 اكتوبر 2017، بحضور نوعي جميل وكبير من أبناء الجالية العراقية في السويد ومن ممثلي منظمات المجتمع المدني، حيث قام الدكتور وعد سعيد مصطفى قنصل السفارة العراقية في السويد، والسيدة أنكَريد بوستروم عن دائرة السنسوس السويدية لدعم الثقافة، بمصاحبة السيد فاضل ناهي رئيس الجمعية المندائية في ستوكهولم، بأشعال الشموع معلنين إفتتاح المهرجان الخاص بالفن التشكيلي. وقدم السيد القنصل كلمة قصيرة عبر فيها عن فرحه واعتزازه بهذا النشاط، ثم تجول الحضور بين أرجاء المعرض، وأعماله الجميلة التي جادت فيها أنامل مجموعة من الفنانين المندائيين في السويد.
حيث تنوعت الأعمال بين الرسم بأنواعه، والنحت والتصوير الفوتوغرافي والأعمال اليدوية، والخزف والصياغة....الخ، أما الفنانون المشاركون في هذا المعرض فهم،
نوري عواد حاتم، سمية ماضي، إنعام سعيد شلش، إنصاف صدام جبار، جليلة عامر الناشي، وسام وليد الناشيء، عبد الأمير حربي حبيب، باسم ناجي فرحان، رائد حامد مهدي، مظفر زهرون، مهدي العائش، أمير سالم، صباح غالب شرموخ، أبراهيم فرحان البدري، كامل صباح السبتي، سلام عواد السعدي، صباح الخميسي، عبد الصاحب زهرون، سلام غريب الشيخ دخيل، وكما تعود المهرجان ان يستضيف كل مرة فنانا عراقيا حيث كان ضيف هذا العام الفنان "جميل جبار" القادم من مدينة يوتوبوري السويدية.
تميزت أهمال هذه السنة بجماليتها وتنوعها، رغم التباين في المستويات بين الفنانين، ويمكن ومن خلال الصور المرفقة الاطلاع ولو عن بعد عن طبيعة الأعمال.
هذا المعرض هو حصيلة جهد أستمر لأشهر من أجل انجازه حيث تشكلت لجنة مشرفة خاصة متكونة من الفنانين نوري عواد حاتم، سمية ماضي، وسام وليد الناشي، راجح نوي وعضو الهيئة الادارية عدي حزام عيال.
وعلى شرف المهرجان أقيم في اليوم التالي حفل فني ساهر بدأ بكلمات الشكر والتقدير والترحيب والثناء على هذا العمل الرائع من قبل رئيس الجمعية، ثم قام بتكريم الفنانين جميعا بدرع الجمعية المندائية بباقات الزهور، خصوصا أعضاء اللجنة المشرفة، وكذلك لكل من ساهم في انجاح هذا المهرجان.
كما قدم الفنان الاستاذ نوري عواد حاتم كلمة بأسم اللجنة المشرفة على هذا المعرض، و قدمت عدة كلمات من جهات مختلفة منها كلمة السيدة أنكَريد بوستروم عن دائرة السنسوس السويدية والتي كرمتها الجمعية بدرع المهرجان وباقات الزهور.
كما تم خلال الأمسية تكريم عدد من الشخصيات المندائية الذين تميزوا بخدماتهم وعطائهم. 
أخيرا كان الجميع على موعد مع الغناء والموسيقى حيث بدأ الحفل الفني الذي أحياه الفنان الشاب ليث العراقي والفنان تحسين البصري.
تحية للجميعة المندائية في ستوكهولم ومزيدا من العطاء في خدمة أبناء الجالية العراقية ووطنهم الجميل العراق.

186
اعلان عن أمسية ثقافية
تقيم الجمعية المندائية في ستوكهولم، وبالتعاون مع رابطة الكتاب العراقيين في ستوكهولم، والرابطة المندائية للثقافة والفنون محاضرة ثقافية يقدمها الأستاذ
فوزي صبار طلاب
والموسومة تحت عنوان
(رسالة الغفران لأبي العلاء المعري وتأثرها بفلسفة الخلق المندائي)
وذلك يوم الأربعاء 25/10/2017 في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم الساعة السادسة مساءاً
الدعوة عامة للجميع
يوم المحاضرة الأربعاء
25/10/2017
الوقت: الساعة السادسة
المكان: الجمعية المندائية في ستوكهولم

الجمعية المندائية في ستوكهولم
الرابطة المندائية للثقافة والفنون
رابطة الكتاب العراقيين في ستوكهولم
__._,_.___



187
"فضاءات أخرى" المعرض الشخصي الجديد للفنان عباس العباس

محمـد الكحط  -ستوكهولم-


تجربة جديدة يخوضها الفنان التشكيلي عباس العباس في معرضه الشخصي الجديد الذي أفتتحه في ستوكهولم يوم 7 أكتوبر 2017م، بعد رحلة طويلة مع الفن والإبداع وعدة معارض شخصية وجماعية في محطات مختلفة منها في الوطن ومنها في الغربة، وقد عاصرت نشاطه منذ ثمانينات القرن الماضي عندما كنا معا في كردستان نخوض النضال ضد الدكتاتورية بالقلم والفرشاة واللوحات والبندقية.
تألف المعرض من 37 عملا الكترونيا، وهو نمط جديد من الفن لجأ اليه عباس بعد مرحلة طويلة من الفن التشكيلي بين الرسم والنحت، عن هذا النمط الجديد ودوافع اللجوء له وأيجابياته وسلبياته تحدثنا معه في حوار سريع، أكد خلاله أنه أستهوى هذه الطريقة وهذا الأسلوب من العمل ليخوض فضاءات جديدة ولكونه يشعر بحرية أكبر في التعبير والعمل، فلا فرشاة ولا ألوان ولا قماش ولا مرسم، وحرية في نقل الأفكار وسهولة ترجمتها، بأقل التكاليف المادية، وهنالك أمكانية تكثير اللوحة وطباعتها على الورق أو على القماش والملابس، هنالك سهولة في نقل مايدور برأسي على جهاز الكمبيوتر، فتنساب الأفكار بسهولة والتنفيذ سهل، لكن في العمل اليدوي هنالك رهبة خاصة.

 

وحول سؤالنا عن مدى قيمة هكذا عمل قياسا باللوحات الطبيعية أو أعمال النحت التي أبدعتها سابقاً...؟ يعتقد عباس أنها يمكن أن تكون كأفكار وتخطيطات نفس القيمة، لكن أكيد يبقى للأعمال الطبيعية ثمن خاص لمن يقتنيها.
شاهدنا في لوحات عباس التي تضمنها المعرض طغيان الألوان الغامقة، وتحمل اللوحات نفس الأجواء، نلاحظ تضخم الأقدام التي تعكس حاجة الإنسان الى مكان أو أرض آمنة تأويه، تأوي جذوره، وعيون الشخوص في أعماله كبيرة تنظر الى الأمام، عبر عنها كونها وجوه سلبية مصابة بالقنوط، تشعر باليأس، وتعبر عن البلادة، لا تعرف ماذا تريد.

 
يقول عنها أنها لوحات تعكس ما أحمله ويحمله كل منا من هموم ومعاناة وألم عبر التاريخ، فهي محاكاة لكل ذلك، فالعيون البارزة تعبرعن الأفتقاد والبحث والأشتياق، وتداخل الخطوط تعني هنالك أزمة اجتماعية بين البشر، والخوف من الموت المحدق بنا، والغربة القاتلة.
سؤالنا الأخير عن ما أراده من هذا المعرض يقول الفنان عباس، أردت التعبير عن توحد الجهود ضد السلاح والحروب.


188

ندوة بمناسبة ثورة اكتوبر العظمى

على شرف الذكرى المئوية  لثورة اكتوبر العظمى
تنظم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد / ستوكهولم

ندوة للرفيق الدكتور صالح ياسر
عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

بعنوان

ثورة اكتوبر العظمى في مئويتها
التجربة بين رهانات التاريخ ومسارات الواقع

وذلك يوم السبت الموافق 21/10/ 2017

الساعة  الثالثة  عصرا
في قاعة نوريا سالن 
الكائنة في شيستا ترف

Kista  Träff
Norgesalen

Kista  Torg  7
الدعوة عامة

189
رابطة الأنصار في ستوكهولم تستضيف الإعلامية والكاتبة سعاد الجزائري
محمـد الكحط
تصوير: علي البعاج

في جولة للإعلامية والكاتبة سعاد الجزائري في السويد بدأتها من جنوبه حيث مدينة مالمو ومن ثم هنا في العاصمة السويدية ستوكهولم، وبحضور بهي من قبل الجمهور العراقي في ستوكهولم أستضافتها رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد يوم الجمعة 15/9/2017، وبعد الترحيب بالحضور وبالضيفة سعاد الجزائري، قدمها الزميل سعد شاهين رئيس الرابطة، معرفا بأنجازاتها و مستعرضا سيرتها الذاتية، فهي خريجة جامعة المستنصرية إدارة واقتصاد، عملت في الصحافة المكتوبة في جريدة طريق الشعب حيث مدرستها الاعلامية الاولى عام 1974، إمتهنت الصحافة وتفرغت للعمل الاعلامي، غادرت العراق عام 1978 لأسباب سياسية ، و بدأت رحلة غربتها في بلغاريا.. ثم بيروت التي تعتبرها إضافة غنية في حياتها، ثم براغ التي تعتبرها فترة إنكسار وإحباط، ثم لندن التي اكتشفت فيها شخصيتها التي لم تعرفها سابقا، عادت للعراق عام 2004 وحتى عام 2012.
عام 1998 عملت معدة تنفيذية للبرامج وكاتبة نص في أول فضائية عربية  MBC، وبقيت فيها الى فترة انتقال المؤسسة الى دبي، عملت وأسست صفحات للأطفال في عدة صحف، وهي من أسست لمهرجان أستمر لبضع سنوات تحت عنوان من الطفولة نتبدىء. نشرت وطبعت قصصا للأطفال، وقصصا قصيرة، بالاضافة الى العديد من المقالات والبحوث حول حقوق الإنسان والمرأة، صدر لها قصص للأطفال. وكتاب بالمشاركة مع مجموعة من الكتاب بعنوان مأزق الدستور، وصدر لها كتيب عن الحركة النسائية بعد 2003، وعن دار المدى صدرت مجموعتها القصصية الأولى (الهمس العالي) وحازت احدى قصص المجموعة على الجائزة الأولى في مسابقة نازك الملائكة العربية ضمن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة، وهي مديرة حملة اعلامية أقامتها شبكة النساء العراقيات. واخرى في كردستان استهدفت موضوع التوعية بحقوق المرأة عبر وسائل الاعلام، كما أسست مركز الاعلاميات العراقيات، وهي أحد أعضاء الفريق الإعلامي الذي وضع الميثاق المهني للاعلام العراقي. وبعد عودتها للعراق عملت في راديو الناس، وسكرتيرة تحرير في جريدة الصباح الجديد، ثم مديرة شركة المدى للانتاج التلفزيوني. وهنالك العديد من المشاريع في قيد التنفيذ.
في هذه الأمسية الثقافية تناولت سعاد الجزائري تجربتها مع الكتابة، ومحطات حياتها متناولة موضوعة "الرقيب والتحريم في فضاء الكاتبة"
توقفت بشيء من الوفاء إلى بداية عملها الاعلامي في جريدة طريق الشعب، حيث مدرستها الأولى، ثم استعرضت مراحل نشاطها وتطوره، من الصحافة المكتوبة الى الصحافة المرئية، حيث عملت كمعدّة تنفيذية في فضائية الـ MBC ، وعملها في بعض المؤسسات الاعلامية كالمدى، وغيرها، بالاضافة الى نشاطها الثقافي والاجتماعي والعمل مع المنظمات المدنية والإنسانية والاعلامية، بعدها تطرقت الى موضوعة تبدو حساسة بالنسبة لها وهي "الرقيب والتحريم في فضاء الكاتبة" خصوصا بالنسبة للكاتبة المرأة حيث العادات والتقاليد والمستوى الثقافي للمجتمع، فهناك رقابة ذاتية كامنة بسبب كل ذلك منذ النشئة والبيئة ومن ثم الرقابة المجتمعية،أولها الاسرية، خصوصا وقد نشأت الكاتبة في بيئة دينية معروفة رغم ان عائلتها هي من غرست في ذاتها حب المعرفة والتحرر والعطاء.
مسيرة طويلة حلق الحضور في عوالم الكاتبة المنوعة والملونة بواحات من الجمال والعطاء وبعذابات وحرمانات وأنتكاسات وإرهاصات الحياة.
وكان للحضور دورهم في طرح الأسئلة والمداخلات حول مواضيع توقفت عندها الكاتبة الجزائري في المناقشة، والتي أجابت عنها مشكورة، في الختام كرمت الرابطة الضيفة بباقات من الزهور، متمنين لها المزيد من الإبداع.
 
 
 


190
اختتام المهرجان الشعري التضامني الثاني
للتيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم





محمد الكحط - ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي

كما في المهرجان التضامني الأول قضينا يومين متتاليين في وهج الشعر وتألق الكلمات التي الهبتنا الحماس والنشوة والعناق مع الوطن وتحسس آلام أبنائه، ومعاناة أطفاله ونسائه وشبابه، كلمات ألهمتنا الكثير من الحب والتضامن، كانت فرصة رائعة ومبادرة تستحق التثمين من قبل تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، ولحظات عاطفية عاشها أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم، وهم يستمعون للشعر العراقي بأنواعه، من خلال المهرجان الشعري الثاني، الذي عقد خلال 20-21 آيار 2017 في ستوكهولم.
نعم لقد حلقنا في فضاءات الوطن، كانت لحظات وجدانية لا تعوض، فشكرا لتنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، وللشعراء الذين أحيوا الفعالية التضامنية مع حراك شعبنا من أجل الخلاص من المحاصصة الطائفية والفساد والإرهاب، كانت كوكبة الشعراء المبدعين منسجمة في الأداء ومتفاعلة مع الحضور الذي طالب الشعراء مرارا بتقديم المزيد.
بدأت الفعالية بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت استذكارا لأرواح شهداء الوطن والحرية، بعد الترحيب بالضيوف والشعراء والحضور جميعا من قبل عريفتي الحفل السيدة زينب مسلم والسيدة دنيا رامز، ومن ثم دعا الأستاذ نبيل تومي السيدة نجية حسين الساعدي (أم بشرى) والسيد وحيد سالم الزهيري (أبو ولسن) لإيقاد شمعتين إيذانا ببدء الفعالية التي عقدت تحت شعار، ((التضامن مع الشعب العراقي في حراكه الجماهيري ضد الإرهاب والفساد))، و((لا للإرهاب، لا للقوى الظلامية نعم للدولة المدنية الديمقراطية))، وقدمت السيدة خولة مريوش كلمة التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، ومما جاء في الكلمة...((...شهدت بلادنا تطورات مهمة أشرت الى استمرار الازمة العامة وتعمقها... وطبيعي كان من أبرز نتائجها  الفشل في اقامة بديل مدني ديمقراطي حقيقي.... أزمة تتداخل فيها مشكلات حقيقية تتعلق بنظام المحاصصة الطائفية وصراع الكتل المتنفذة والتشنج في علاقة الحكومة مع حكومة اقليم كردستان وتسييس الدين وتوظيفه... وغيرها...وقد ولدت أوضاع البلد المأزومة سخطاً وتذمراً واسعين، وحراكاً سلمياً يجسد رفض الجماهير لاستمرار مسلسل الأزمات وتحمل تبعاته، ويضغط هذا الحراك باتجاه تحقيق الاصلاح والتغيير الذي غدا مطلباً جماهيرياً ملحاً.... الاصلاح باتجاه اقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية على أساس العدالة الاجتماعية، دولة المؤسسات والقانون كاملة السيادة.. وهذا ما يدخل في صلب عمل التيار الديمقراطي العراقي...)).
بعدها تم التعريف بالشعراء الضيوف وأولهما الشاعران حمزة الحلفي وأدهم عادل، القادمان من العراق، تلاهما بعد استراحة قصيرة، الشعراء فاضل السلطاني وهيوا ره ش الذي قرأ قصائده باللغة الكردية، ووفاء الربيعي وإنغريد هوفمان التي قدمت قصائدها باللغة السويدية، ووسط الكلمات والتفاعل معها، حيث أمتزجت المشاعر والأحاسيس، أنتهى اليوم الأول، بعد مشاهدة فلم من إعداد صبري إيشو، لنعود في اليوم التالي لنستمع لقصائد الشعراء فرج بيرقدار وطالب عبد الأمير وصبري إيشو ورزاق عبود الذي قرئت قصائده بالنيابة لتعذر حضوره بسبب وضعه الصحي، كما تم الاستماع من جديد لقصائد الشاعرة وفاء الربيعي وفاضل السلطاني، وبعد الاستراحة كان اللقاء الممتع من جديد مع حوار شعري وقصائد الشعر الشعبي عن الوطن ومعاناة الشعب والانتفاضة وعن الحب والغزل، بين الشاعرين حمزة الحلفي وأدهم عادل، حيث تألقا معاً وتفاعلنا معهم وكأننا في مركب مبحر لا نعرف الى أين، أنقضت الساعات وكأنها ثوان...كانت لحظات تجلي وحنين، بعدها تم تكريم جميع الشعراء المشاركين ومن ساهم من إنجاح هذه الفعالية الجميلة.
صور من الفعالية:
                     

191
" حمّام بغدادي" في ستوكهولم



 
محمـد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: علي البعاج


ضجيج وازدحام وصوت منبه السيارات وفوضى وسط الظلام، ومن ثم ضوء على خشبة المسرح، وحوار بدأ وأنتهى بعدة مشاهد متتالية، لحكايات من تلك المعاناة التي عاشها ويعيشها شعبنا، تتوالى الأحداث وتتغير الأماكن والأزمان، ومعاناة الناس البسطاء لا تنتهي، هنا في ستوكهولم وبعد عروض في عدة دول، بدأ عرض مسرحية ”حمّام بغدادي" للمخرج جواد الأسدي، وهي تتناول حياة شخوص من قاع المجتمع العراقي، وما تعرضوا له من مآس سحقتهم وغيرت من طباعهم، وكيف مسخ النظام الدكتاتوري السابق الشخصية العراقية ومن ثم ظروف ما بعد سنة 2003 وسقوط الدكتاتورية ومجيئ اللصوص ومافيات الفساد لتكتمل الدورة للإجهاض على ما تبقى من قيم إنسانية في المجتمع، شخصية حميد ومجيد في المسرحية كانا نموذجين لعكس كل تلك المعاناة بأشكالها المختلفة، فهما من سكنة أحياء بغداد الفقيرة، تعرضا كما تعرض الجميع من مآس، جسد الأدوار في المسرحية الممثل عبود الحركاني بدور مجيد، والممثل والمخرج حيدر أبو حيدر بدور حميد.

كان عبود وحيدر فقط على خشبة المسرح، لكن أداءهما جعل الجمهور يشعر وكأن هنالك عدة أشخاص موجودون معهم من خلال الهاتف أو من خلال الحوار بين شخصيتي حميد ومجيد، فكان الممثلان عبود وحيدر منسجمين مع بعضهما ومع الشخصية المناطة بهما لتجسيدها، وبإداء جميل مميز، أشاد به الجمهور.
ومن خلال فصلي المسرحية سواء في كراج للسيارات أو في الحمّام الشعبي الخالي تقريبا من الزبائن بسبب الخوف من الإرهاب، نشعر بهول أستلاب المواطن البسيط على يد الأنظمة المستبدة المتتالية وخلال الاحتلال الأمريكي للعراق، ومن ثم نظام المحاصصة ومافيات الفساد والإرهاب.
لقد نجح جواد الأسدي في إيصال مضمون مسرحيته من خلال حوار مكثف ليس فيه أسفاف أو إسهاب، فكان النص موفقا كما كان الممثلان موفقين في إداء أدوارهم لإيصال فكرة المسرحية وهدفها بسهولة للمتلقين.
المسرحية ستعرض في عدد من المدن السويدية، علما أن هذا العمل لم يحصل على الدعم من أية جهة، كما علمنا.
تحية للمخرج جواد الأسدي وللفنانين عبود وحيدر.

صور من العرض

192
بيان استنكار وإدانة

نحن في منظمات المجتمع المدني في ستوكهولم ذات الأصول العراقية، لا نستغرب ولم نفاجئ بما أقدمت عليه قوى الظلام الهمجية من هجوم شرس ومجرم على مقر الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية ،ونرى أن هذا الهجوم يمثل واحدة من الطرق لتهديد العملية الديمقراطية والتعددية الفكرية في العراق، وطريق التنفيذ بمثل ذلك الأسلوب الوحشي يمثل رفع السلاح بوجه حرية الرأي والحريات العامة وقمع للرأي المخالف واستباق لمرحلة فرض سياسة القوة والقمع والاستقواء بالسلاح ضد أبناء العراق بشكل عام.
أننا في منظمات المجتمع المدني الموقعة أدناه ندين بشدة ونستنكر هذه الأفعال الجبانة الغادرة ونطالب السلطات بالكشف عن الجناة وتقديمهم للمحاكم للقصاص منهم.
إن شعبنا وقواه الوطنية المخلصة  تقف بالمرصاد لمثل تلك التصرفات الإرهابية المشينة التي طالت فصيلا عراقيا وطنيا دائما ما يدافع ويعمل لتسييد لغة الحوار وبناء المواطنة الحقة و نصرة الحريات والسعي لبناء الدولة المدنية .وبدورنا نعلن تضامننا مع جميع أبناء وطننا وقواه الحية الخيرة وندعو بإخلاص لنبذ العنف وحصر السلاح بيد الدولة والعمل لأجل السلام والتقدم والخير والرفعة لأبناء شعبنا العراقي.
الموقعون:
رابطة المراة العراقية في السويد- ستوكهولم
الجمعية المندائية في ستوكهولم
رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد
منتدى الحوار الثقافي في ستوكهولم
الرابطة المندائية للثقافة والفنون – ستوكهولم
رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم
جمعية بابيلون للثقافة والفنون
الحركة النقابية الديمقراطية في السويد- ستوكهولم

14 نيسان 2017


193
هكذا واجهوا الإرهاب
أنهم يغنون من أجل الحياة الآمنة




محمد الكحط –ستوكهولم-
هكذا أستقبل الشعب السويدي العمل الإرهابي الجبان، لقد غنوا من أجل الحياة ومجدوا ضحاياهم، ووضعوا الزهور وأوقدوا الشموع، في مكان دماء الضحايا وقدموا الزهور لرجال الشرطة، تكاتفوا وغنوا معاً يداً بيد، وبصوتٍ واحد هتفوا ضد الإرهاب، بل وتحدوه بروح المواطنة وحب بلدهم والأخلاص للقيم الإنسانية التي تربوا عليها ويطبقونها في حياتهم، فلا تفرقة ولا تمييز بين إنسان وآخر بسبب لونه أو جنسه أو عرقه أو طائفته أو مبدأه.
 وقفوا يوم الأحد 9 أبريل/ نيسان بالآلاف جنب المكان الذي شهد الجريمة الإرهابية يوم الجمعة 7 أبريل/ نيسان 2017، والذي سقط جراءه خمسة شهداء وخمسة عشر جريحا من الناس الأبرياء المسالمين، وسط العاصمة السويدية ستوكهولم.
شعب لا يعرف العنف، بل ينبذه، شعب مسالم يعيش الهدوء ويكافح من أجل نشر السلام في جميع العالم، ويحتضن مئات الآلاف من المهاجرين والمغتربين والمهجرين من كافة دول العالم، ويقدم لهم العون ليبدأوا حياتهم هنا بأمان، والمؤلم أن المجرم الذي أرتكب هذه الفعلة الشنيعة وعائلته المكونة من زوجته وأربعة أطفال أحد هؤلاء الذين ينعمون بخيرات هذا البلد الآمن والذي يجسد القيم الإنسانية الأصيلة في تعامله مع الآخرين. قدم من أوزبكستان ليستقر هنا، في السويد، قام يوم الجمعة بقيادة مركبة حمل ضخمة للمرور فوق أجساد الأبرياء وهم في الشارع ومن ثم يقتحم أحد أكبر المجمعات التجارية من بوابته الزجاجية، ليهشم المجمع وأجساد الأطفال والنساء والرجال المسالمين. فأي عقلية همجية يملكها هؤلاء...؟؟؟
كنا هناك في شارع دروتننكس كاتان (شارع الملكة) وسط ستوكهولم حيث شهد الحادث الإجرامي المروع، من قبل أحد مغفلي القوى الظلامية الحاقدة على البشرية والإنسانية، قبل اليوم تم أغلاق الشارع وكما ترونه في بعض الصور فارغ لكن الآلاف قدموا الى هنا وهم يحملون الورود والشموع، ويكتبون أجمل الكلمات التي تعبر عن عمق القيم الإنسانية الطيبة وحب الحياة ونبذ الكراهية نرى السيدات الطاعنات في السن والشابات والشباب والشيوخ في المكان، علما ان أعتقال المجرم كما تم معرفته أنه تم بناءا على مساعدة المواطنين الحريصين على وطنهم وحبهم لشعبهم.
يبدو ان الحقد الأعمى ليس له حدود، هكذا الإرهاب، يستمر من بلادنا العراق والمناطق الأخرى التي لا زالت تشتعل بالحروب والصراعات، ليصل اليوم الى مدن آمنة بل بحبوحة من السكينة والهدوء تجد فيها القيم الإنسانية بعيدا عن الحقد والأنانية، تجد فيها ظلال السلام والاستقرار، لكن يبدو هنالك من لا يروق له أن يرى أناس أختاروا الحياة الإنسانية بعيدا عن شريعة الغاب والوحشية، ولكن هيهات، أن القيم الإنسانية تترسخ وستترسخ وستسطع شمس الإنسانية على كل البشرية.
 تحية للسويد، البلد الوديع الآمن الهادئ، بلد في مقدمة البلدان التي أختارت الحياة.
اللعنة على الظلاميين أينما كانوا، ومجدا للشهداء، وتحية للشعوب المحبة للحرية والحياة والسعادة والطامحة الى التقدم والنجاح. يدا بيد ضد الإرهاب وضد الحاقدين على الحياة.
صور من موقع الحدث والوقفة التضامنية ضد الإرهاب.
 

194
رسالة تضامن مع الشعب السويدي ودولة السويد وإدانة  وشجب الأعمال الإرهابية

بأسم أعضاء منظمة الحزب الشيوعي العراقي وأصدقائهم، نقدم تضامننا مع الشعب السويدي ودولة السويد، وندين العمل الإرهابي الجبان الذي تعرض له يوم الجمعة 7 أبريل/ نيسان 2017 وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، وراح ضحيته العديد من المواطنين الأبرياء.
ويبدو ان الحقد الأعمى ليس له حدود، فالإرهاب، يستمر من المناطق التي لا زالت تشتعل فيها الحروب والصراعات، ليصل اليوم الى بلدان آمنة كالسويد التي تعيش بظل الأمن والهدوء وتتجسد فيها القيم الإنسانية واحترام حقوق الإنسان بعيدا عن الحقد والأنانية، تجد فيها ظلال السلام والاستقرار، لكن يبدو هنالك من لا يروق له أن يرى أناس أختاروا الحياة الإنسانية بعيدا عن شريعة الغاب والوحشية.
أن القيم الإنسانية تترسخ وستترسخ وستسطع شمس الإنسانية على كل البشرية.
وتحية للسويد، البلد الوديع الآمن الهادئ، بلد في مقدمة البلدان التي أختارت الحياة.
ويؤلمنا ما شاهدناه من عمل إجرامي مروع من قبل قوى ظلامية حاقدة على البشرية والإنسانية، ومجدا للشهداء، وتحية للشعوب المحبة للحرية والحياة والسعادة والطامحة الى التقدم والنجاح.
نؤكد على أهمية تكاتف الجهود لدحر الإرهاب في أي مكان في العالم  والتمسك بالديمقراطية والانفتاح، وعلى ضرورة التضامن مع الشعوب التي تقاوم الإرهاب بكافة أشكاله وخصوصا في العراق الذي تسعى فيه القوى الوطنية لبناء وطن آمن ومزدهر.
يدا بيد ضد الإرهاب وضد الحاقدين على الحياة.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
ستوكهولم
9 نيسان 2017م

195
فنانة ثاقبة البصر في زمنٍ أعمى.. وداعاً ناهدة الرماح أيتها الإنسانةٌ الرائعة



محمد الكحط - ستوكهولم –
عادت الفقيدة ناهدة الرماح لبغداد التي عشقتها لتودعها، تجولت فيها، التقيت بها يوم الجمعة التي سبقت أصابتها في المتنبي بصحبة نقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي وعشرات المعجبين بفنها، وكان الجميع فرح بلقائها، وهي كانت أكثر فرحا وأنتشاءاً رغم تعبها، سلمنا عليها، كانت تنبض بالحياة، ولم يدر أحد منا بأن هذه الإنسانة هذه الفنانة ستغادرنا قريباً والى الأبد. جاءت من الغربة لتطوف في شوارع بغداد ولتودع العراق ومحبيها.
التقيت بها في ستوكهولم سنة 2006، في أمسية أقامتها لها رابطة المرأة العراقية في السويد يوم الأحد 11 آب، حضر الأمسية عدد من نساء الجالية العراقية يمثلن جميع ألوان طيف وفسيفساء العراق الجميلة، قدمتها في حينها السيدة هيفاء عبد الكريم بكلمات تليق بها، وهي الفنانة المعطاءة والمتميزة.
 اختارت الفنانة ناهدة أن تتكلم وتسرد ما تراه مناسباً بحرية مجيبة عن الأسئلة بطريقتها الخاصة، أبكت الحضور وأبهجتهم، غنت لهم ومثلت لهم وألقت الشعر وكادت تطير فرحاً في هذا اللقاء البسيط والجميل والعميق.
أنها فنانة إنسانة فقدت البصر ولكنها ثاقبة النظر، تحملت الكثير وقدمت الكثير خلال مسيرة طويلة منذ خمسينيات القرن الماضي عندما أختيرت للتمثيل في فلم من المسؤول سنة 1957، حيث كان التمثيل عملاً منبوذا من قبل المجتمع، مما أضطر أهلها جميعاً للتمثيل معها كي يتجنبوا القيل والقال آنذاك، وكانت الخطوة الأولى في طريق الفن، حيث تتالت العروض وصقلت الموهبة ومن العفوية إلى الأحتراف.
كانت ناهدة الشابة تتحسس معاناة والدتها وهمومها والتي كانت كأي أمرأة عراقية في ذلك الزمان تعاني الفقر والحرمان، وفكرت مراراً كيف تسعد أمها وكيف تبهج حياتها، ورغم زواجها المبكر وكما تقول هي عنه (لم أكن أعرف ما يعنيه الزواج)، مرضت فأخذها زوجها وأمها إلى الطبيب وحكت كيف ألتقت صدفة هناك بالفنان إبراهيم الهنداوي الذي عرض عليها التمثيل في فلم (من المسؤول)، مثلت العديد من الأدوار ومختلف الشخصيات، المرأة الخرساء مع سامي عبد الحميد في مسرحية ((الرجل الذي تزوج المرأة الخرساء)) وهي مسرحية فرنسية، ومثلت في مسرحية القربان للفقيد غائب طعمة فرمان.
تحدثت بشجن عن مواجهتها الأولى للجمهور وهي على خشبة المسرح حيث وقفت لتشاهدهم وجهاً لوجه فأرتعش جسدها وترددت في الكلام ليصرخ بها إبراهيم جلال (ناهدة خذي نفساً عميقاً) وأخذت نفساً عميقاً وكأنه قبلة الحياة التي ردت لها روحها فانطلقت تؤدي الدور خصوصاً عندما تسمع كلمات الإعجاب والإطراء، وعندما أنتهى العرض ألتف الجمهور حولها تعبيرا عن إعجابه، ولكن من بين الجمهور صعقها صوت أمها المتهدج فرحاً ليعلن للجمهور ((هذه بنتي..هذهِ الفنانة هي بنتي...)) ...قالت عنها ((أنها لحظات لا تنسى)).
لقد حققت حلماً ظل يراودها وهو أسعاد أمها وإسعاد الناس حيث ألم أمها وألم نساء العراق هو نفسه، وتحدثت بحزن عن رفيقة دربها رائدة المسرح العراقي الفقيدة الفنانة زينب، وما تعرضتا له من معاناة من المجتمع والتقاليد ومع السلطات الحاكمة، وسردت قصصاً شبه خيالية عما كانت تمارسه السلطات من أساليب تعسف ضد المرأة ومحاولات إسقاطها.
 تعرضت ناهدة إلى الأعتقال مراراً. ففي سنة 1963 أبان الانقلاب الفاشي الأسود شاهدت في السجن عشرات الصور المروعة من صور وأساليب إهانة المرأة والحط من كرامتها وتحسست عن قرب كم هي المآسي التي تعاني منها المرأة العراقية حتى من أقرب الناس لها أهلها، وقالت ((أن هذه المواقف زادتني خبرة وصلابة وجعلتني أشعر بمسؤولية أكبر))، تحدثت عن مشاركتها مع زينب في مسرحية النخلة والجيران، تحدثت عن العاملين معها، لم تنس الماكيير ومصمم الديكور أو الملابس.
تحدثت عن مساهمتها في فلم يوم آخر، وعن أدوارها وعن زملائها في المسرح وكيف كانت حياتهم زاهدة وبسيطة كون هدفهم تنوير وإسعاد الجمهور، في وقت كانت تنقصهم صالات عرض طبيعية، وتكلمت عن غرفة تبديل الملابس المليئة بالعقارب، ومنصة المسرح التي يتسرب من سقفها المطر على رؤوس الممثلين، ولكنها كانت تكتسب خبرة كل يوم من الناس ومن زملائها، تحدثت عن فرقة المسرح الحديث التي كانت تعتبرها أكاديمية كاملة للفن، جمهورها كل أطياف المجتمع العراقي، من بسطاء الناس إلى المثقفين.
تحدثت عن لحظات انطفاء الوهج في عينيها وهي على المسرح تؤدي دورها في مسرحية القربان، وكان المخرج الفقيد فاروق فياض يلح عليها بتأجيل العرض ولكنها أصرت وخرجت للجمهور بعيون يحيطها الغوش والظلام، ولكنها ورغم مشاعرها الحزينة في تذكر هذا الحدث قدمت مقطعا من المسرحية ((عرس بالظلمة مايصير....تعالوا صرت فانوس لكل الناس...))، غنت ومثلت دور أم تذكرت زوجها الذي أستشهد تحت التعذيب سنة 1963، وأبنها الذي قتل في حلبجة بسلاح البعث الكيمياوي، تدفقت الكلمات منها بدفء وبعذوبة، تعلمت وعلمتنا الصبر والشجاعة والقوة والصلابة وهكذا هي المرأة العراقية دائماً شامخة تتغلب على الظروف وتتجاوزها وتبني حياتها من جديد وبشكل أبهى.
تحدثت عن معاناة خروجها من العراق وكيف كان جلاوزة الأمن يتتبعون خطواتها وكيف خرجت منهم بروحها المتحدية لكل ما هو سيئ.
في الغربة ورغم مرضها ومعاناتها مع عينيها المتعبة، لم توقف نشاطها بل تنوع وتعدد فأسست مع الآخرين المنتدى العراقي في لندن، وقدمت العديد من المحاضرات والأماسي في أوربا وأمريكا ودول الخليج.
ناهدة الرماح كانت تتنهد وهي ترى كيف يتنكر هذا الزمن الأعمى لمبدعيه وفنانيه، وكنا نأمل أن ينصفهم بعد أن زال وغرب زمن الدكتاتورية، ولكن واحسرتاه فلا اهتمام بالمسرح أو الثقافة، ولا ذكر أو أنصاف لمن قدموا وأعطوا، كانت تتألم لذلك لكن كان لها أمل وثقة بالمستقبل وبالغد المشرق الذي سينصف الجميع.
ناهدة الفنانة مثلت لنا وكانت ترانا بقلبها الكبير، صرخت بنا أحبكم والله أحبكم أنتم حياتي أنتم عيوني. أبكتنا وأبهجتنا مراراً في أمسية كانت بحق رائعة.
ناهدة الرماح في وداعك، لكِ ألف زهرة و ألف تحية أيتها الفنانة القديرة وأعلمي بأننا نحبك وستتذكركِ الأجيال وستظل حياتكِ نموذجا يقتدى بهِ.

196
المنبر الحر / لقاءات في بغداد
« في: 19:11 20/03/2017  »
لقاءات في بغداد
الدكتور خليل عبد العزيز
خلال تواجدي في الوطن، سنحت لي الفرصة ان أقوم ببعض اللقاءات، وهذه قسم منها، آملا أن تنال رضاكم؟
- في المقر العام للحزب الشيوعي العراقي في بغداد التقيت بالرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية وقدم صورة واضحة عن التحضيرات الواسعة والدراسات المستفيضة والتي شاركت فيها اللجان الحزبية وانصار واصدقاء الشيوعيين في الداخل والخارج لوثائق الحزب التي جرى اقرارها في المؤتمر. وعن مهمات الحزب في المرحلة الراهنة قال اننا نناضل من اجل الغاء المحاصصة السياسية واقرار قانون جديد جديد للانتخابات النيابية واقالة مفوضية الانتخابات النيابية الحالية وتغيير قانونها وكذلك رص صفوف القوى الديمقراطية من اجل تغيير شامل وتحقيق المطالب العادلة لشعبنا. ونوه الرفيق  رائد فهمي بالحراك المدني ومساهمة الجماهير الواسعة فيه وتأييده واسناده ودعمه.
   


 
-   في اللقاء مع الصديق والرفيق حميد مجيد موسى -أبو داؤد -سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي السابق في مكتبه بالمقر العام للحزب الشيوعي، اجاب ابو داؤد على العديد من اسئلتي حول الاوضاع السياسية الراهنة في العراق ودورالحزب ومستقبل الحركة الشيوعية العالمية ودور قوى اليسار والتقدم في العالم. وأكد ان الهدف حالياً يكمن في العمل والكفاح من اجل وضع حد لسياسة المحاصصة السياسية والطائفية والقومية في البلاد، واشارالى انه من الضروري تشكيل مفوضية  جديدة  واجراء تعديلات جوهرية على قانون الانتخابات بالاستناد على المباديء الديمقراطية واحترام ارادة الناخبات والناخبين ووضع حد لعمليات التلاعب في عمليات فرز الاصوات تحت اشراف لجان قضائية نزيهة ومحايدة. واشاد الرفيق ابو داؤد بشكل خاص بحركة الاحتجاجات الجماهيرية وقال بان هذا الحراك الشعبي المدني السلمي لا يقتصر على ساحة التحرير بل يشمل مناطق اخرى في بغداد وان الحركة الاحتجاجية اخذت بالانتشار والتوسع في مدن كثيرة في البلاد وترفع الجماهير الشعبية الشعارات وتندد بكل صراحة  ووضوح  بالسياسات الطائفية وتطالب بحل مشاكلها الاجتماعية ومعاناتها جراء الاوضاع الاقتصادية المتدهورة، كما اعرب عن الثقة في مشاركة قوى سياسية  في هذه الحركة الاحتجاجية السلمية والتي يمكن ان تؤدي الى تشكيل جبهة عريضة واسعة تتبنى شعارات التغيير واجراء اصلاحات سياسية واقتصادية شاملة . وقد حضر جزءاً من هذا االقاء الودي الرفيق جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي والرفيق مفيد الجزائري رئيس تحرير صحيفة طريق الشعب.


 - بدعوة من القائد الميداني للحراك المدني جاسم الحلفي التقينا انا والفنان السينمائي والمسرحي
جواد الأسدي
في جلسة بعيدة عن الرسميات والبروتوكولات في منزل أبو أحلام ببغداد . . وبالطبع فان التحرك الشعبي المدني السلمي واستعداد الجماهير للتضحية من أجل تحقيق مطالبها العادلة كان الموضوع الرئيسي للنقاش والحوار وتبادل الآراء، لقد أكد أبو أحلام ان طابع الحركات الجماهيرية هو سلمي وان الجميع يتظاهرون تحت ظل العلم العراقي، وانه قد لوحظ انضمام جماهير واسعة للحركات الاحتجاجية وتوحيد الشعارات... ومساهمة قوى سياسية لها برامجها وأهدافها. وجواباً عن اسئلة عديدة تتعلق باشتراك التيار الصدري في بعض الحشود الجماهيرية والاحتجاجات قال الحلفي انه يجب ان يكون مفهوماً بان داخل التيار الصدري هناك جماهير عريضة تواجه وتعاني من مصاعب اقتصادية كبيرة ولها مصلحة حقيقية في عملية التغيير التي يطالب بها الحراك الشعبي ومن واجبنا ضمهم الى صفوفنا خاصة واننا على أبواب انتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب ومن هنا تبرز أهمية الدعوة لخلق وتشكيل جبهة واسعة تضم مختلف القوى الجماهيرية والسياسية لاحراز نتائج ايجابية تخدم شعبنا ووطننا. وأكد انه في جميع الانتخابات التشريعية والمحافظات منذ اول انتخابات جرت بعد اسقاط النظام الديكتاتوري الصدامي تراوحت الاصوات التي نالتها القوى والشخصيات الوطنية الديمقراطية بين 800 ألف ومليون. ولكنها مع الاسف كانت متفرقة لانها نزلت للانتخابات بقوائم غير موحدة . .. علينا استيعاب الدروس الماضية وتوسيع وحشد قوى جماهيرية واسعة في الحركة الجماهيرية الاحتجاجية السلمية. وهذه مهمتنا المركزية.


 
-   الخبير الاقتصادي  باسم انطوان في حديثه معي ببغداد أكد ان الاوضاع الاقتصادية في البلاد صعبة ومعقدة، والبطالة شملت الآلاف من العمال والفلاحين والموظفين وسائر فئات الشعب وان الانتاج الزراعي والصناعي متوقف بشكل يدعو للقلق، ومستوى الفقر وصل الى مستويات قياسية لم يشهد لها العراق مثيلاً. وقال بان بلادنا لديها امكانيات واسعة وواجب الحكومة اتخاذ اجراءات علمية مدروسة للنهوض بالزراعة واعادة تشغيل المعامل والمصانع وتشجيع السياحة وصيانة الاماكن الاثرية والحضارية واكد: ان الدراسات والتخطيط يجب ان يكون من اولويات بناء اقتصاد وطني يعتمد بالدرجة الاساسية على الموارد الطبيعية والصناعية والزراعية.



197
الإبداع في زمن العتمة 


محـمد الكحط –بغداد-
(الإبداع في زمن العتمة) هو عنوان معرض الفنانين التشكيليين العراقيين هذا العام، الذي أفتتح يوم السبت 25 فبراير/شباط 2017 في مقر جمعية الفنانين التشكيليين في بغداد، وهو بحق يعطي الصورة والوجه الجميل الآخر لبلادي، نعم الإبداع بأبهى صوره، فليس الحروب والأنفجارات والاغتيالات والفساد هي حياة العراقيين، بل ها هنا الرقي والجمال في هذا المعرض الضخم الذي ساهم فيه أكثر من مائة وخمسين فنانا لكل منهم عمل واحد فقط، وبحضور كبير نوعي واسع وبأعمالٍ نوعية جميلة تنوعت ما بين الرسم والنحت والخزف والتركيب، كما تنوعت المدارس والأفكار والرؤى الفنية للأعمال، التي عكست القدرات الفنية الحديثة الرائعة في أعمال كبيرة يستحق بعضها أن يصنف ضمن الأعمال العالمية ولها الحق ان تحجز لها مكانا في أشهر متاحف العالم لما عكسته من قدرات إبداعية وتعبيرية وذائقة جمالية فنية متطورة. المعرض بحد ذاته هو تعبير عن إصرار الفنان العراقي على استمرار الحياة الإبداعية والإبداع والعطاء اللا متناه رغم ما يمر به بلدنا من ويلات، وهو تعبير عن وعي الفنان العراقي لمهمته في أن يكون عاكسا للواقع ومساهما عضويا في تغييره بأسلوبه وما تتاح له من إمكانيات.
وهنا نذكر بعض ما عبر عنه رئيس جمعية الفنانين التشكيليين والمشرف العام على المعرض قاسم سبتي: ((يبدو ان التشكيليين مازالوا حريصين على الاستمرار بعطائهم الإبداعي المتدفق، على الرغم مما يحدث هنا أو هناك من مآسٍ، لو حدثت خارج أسوار هذا الوطن لماتت الحياة ولانطفأت شعلة الإبداع المتقدة.! فبدلا من ان تكون المآسي سببا للتلكؤ أو النكوص فأن إصرارنا العنيد على التحدي والمضي في مشروعنا النبيل، لا يترك لنا مجالا سوى الاعتقاد من إن حماسنا ووعينا لما يجري هو الحل لأزمة هذا الوطن!)).
تشكلت لجنة إختيار الأعمال من، حسن إبراهيم، قاسم حمزة، سعد الربيعي، مؤيد البصام، ستار لقمان، حسام عبد المحسن، طه وهيب، علوان العلوان.
والجدير ذكره إن الفنان الرائد نوري مصطفى بهجت والفنان سعد الطائي والفنان قاسم السبتي قاموا بأفتتاح المعرض بجانب عدد كبير من الشخصيات الثقافية والفنية.
أما الفنانين المساهمين في أعمال الرسم، فهم: نوري مصطفى بهجت، اسامة حسن، أسعد الصغير، انترانيك اهوانسيان، أنوار الماشطة، أياد الزبيدي، أياد بلادي، ايمان الشوك، بلاسم محمد، تحسين الزيدي، ثائر كريم، جعفر محمد، حارث خالد، حامد سعيد، حسام عبد المحسن، حسن ابراهيم، حسين مطشر، حمدي شاوي،  حميد ياسين، حيان عبد الجبار، رافع جاسم، رنا الطائي، رياض هاشم، رملة الجاسم، زياد جسام، زياد غازي، زينة الأسدي، سالم الدباغ، ستار درويش، ستار لقمان، سعد الطائي، سمير السعيدي، سهى الأطرقجي، سهى الجميلي، سوسن النواب، شوقي الموسوي، صالح النجار، صبا شاكر حسن، صلاح زينل، صلاح هادي، ضحى الكاتب، ضياء الخزاعي، ضياء حسن، عاصم عبد الأمير، عبد الجبار الملي، عبد علي طعمة، عشتار جميل حمودي، علي الطائي، علي العبدلي، غالب المنصوري، فاخر محمد، فاضل عبد الحكيم، فلورا تركي، قاسم السبتي، قاسم محسن، كامل حسين، كفاح عبد الجبار، محسن الشمري، محمد الحمزاوي، محمد الكناني، محمد الزبيدي، محمد شوقي، محمد عبد عداي، محمد مسير، محمود شبر، مرا ابراهيم، معن كرماشة، منى مرعي، مهند محمد، مهند ناطق، موسى عباس، مؤيد محسن، نادية فليح، هاشم محسن، هاني دلة علي، هدى أسعد، وسام عبد الزهرة، وسام جزي، وضاح مهدي، ياسر مبارك، يسرى العبادي.
والأعمال النحتية كانت من إبداع  الفنانين: أحمد عبد الرزاق، أحمد هاشم، أمير النقاش، باسم التكريتي، تحسين الجابري، جاسم كاظم، جعفر صادق، جمال المختار، حامد لطيف، حسن فؤاد، حسنين صادق، حيدر عاتي، رضا فرحان، زهراء رحيم، ستار جبار، سعد نايف، سلام المدامغة، سليم لطيف، سميرة حبيب، شرحبيل أحمد، صالح الكناني، صبري الشمري، طلال محمود، طه وهيب، عاتكة الجزرجي، عادل رشيد، عقيل خرف، علاء الحمداني، علاء سمير،  علوان العلوان، علي الهاشمي، علي رسن، غائب الجنابي، فاضل وتوت، مازن اليا، محمد اسماعيل، محمد المطلبي، مناهل حميد، منذر علي، ميثم السنبسي، ناصر الهنداوي، نجم القيسي، نمير الكناني، هادي كاظم، هدى العزاوي، وليد البدري، يحيى عبد القهار.
وكان لفن الخزف مبدعوه: وهم/ ابتسام ناجي، أسعد العزاوي، أكرم ناهي، تراث أمين، حيدر رؤوف، حيدر صباح، حيدر مهجول، خالد جبار أسود، رجاء بهاء الدين، رجاء حداد، رعد الديلمي، سامر أحمد، سعد العاني، سلام أحمد، عدنان ساطي، قاسم حمزة، قاسم نايف، ماهر السامرائي، منذر محمد، نبيل نع الله، يحي رشيد، يقضان نعمان.
تحية لفنانينا التشكيليين وهم يبدعون ويأشرون لمستقبلٍ زاهر.
صور من المعرض:
 
 

198
الجالية العراقية في ستوكهولم في وقفة وطنية للمساهمة في إعادة إحياء
 مكتبة الموصل


محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: زيدون الخميسي

في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم، وبحضور سفير جمهورية العراق في السويد بكر فتاح حسين، وبعض اعضاء السفارة، وعدد من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم ومن ممثلي بعض الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني المتواجدة في ستوكهولم، وبدعوة كريمة من الجمعية المندائية في ستوكهولم وجمعية بابلون للثقافة والفنون، تلبية للنداء من بعض المثقفين العراقيين في الوطن للمساهمة في إعادة الحياة لمكتبة الموصل وجامعتها التي دمرها إرهابيو داعش ومن يقف ورائهم.
أفتتحت الأمسية بكلمة ترحيب من قبل عريفة الحفل السيدة زينب مسلم ودعت الجميع للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء شعبنا، ثم قرأت كلمة الدكتور حسين محمد عجيل الذي اطلق المبادرة في العراق داعيا الجميع للمساهمة بهذه الحملة.
القيت في الأمسية العديد من الكلمات أولها كانت للسفير العراقي حيث أكد على أهمية الكتاب في الحياة وتطور الإنسان، وثمن هذه الوقفة  والمبادرة الوطنية،  بعدها قدم السيد فاضل طلاب كلمة الجمعية المندائية، تلاها كلمة جمعية بابلون للثقافة والفنون التي قدمها الأعلامي سلام قاسم.
ووصلت الأمسية العديد من البرقيات من جمعيات وجهات عراقية منها، تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم والاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد والجبهة التركمانية.
وتضمنت الفعالية مداخلتين ثقافيتين، الأولى للدكتور عقيل الناصري عن دور المثقف العرقي في المجتمع، حيث قدم سردا تاريخيا لتطور الثقافة العراقية في العصر الحديث، منذ الحرب العالمية الأولى وما تلاها ليومنا هذا.
بعدها قدم السيد فرات المحسن مداخلته عن مكتبة الموصل وعن مدينة الموصل وتأريخها العريق. وعن ما تعرضت له الموصل والعراق حيث تعرض الى تدمير بشع شامل طال جميع المتاحف والمناطق الأثرية، سرقة المتحف الوطني، سرقة متحف الفن الحديث، بناء معسكرات للجنود الأمريكان وحلفائهم داخل المواقع الأثرية وخاصة في بابل وذي قار، سرقة دار الكتب في بغداد وحرق ما تبقى منها، وللأسف لا زال هذا الفعل مستمراً.
كما فسح المجال للمداخلات والأسئلة من قبل الحضور.
وتتويجا لهذا الجهد تم تشكيل لجنة لأدارة ومتابعة الهدف من الفعالية وهي جمع الكتب، على أمل ان تنسق هذه اللجنة نشاطها مع السفارة العراقية في السويد لتأمين أيصال الكتب التي سوف تجمع الى العراق ومن ثم الى الموصل. وقدمت العديد من المقترحات والمبادرات المهمة فقد تطوع البعض بالاتصال بالجهات السويدية للحصول على كتب علمية، أو من خلال الاساتذة والأطباء العراقيين في السويد لجمع الكتب والمراجع العلمية.
وفي الختام تم تكريم الدكتور عقيل والسيد فرات المحسن بباقتي ورد.



 


199
رفع الستار عن نصب شهداء الكرد الفيليين

 
محمد الكحط –بغداد-
وأخيرا وجدت هذه الأم لستة شهداء، شيئا يعوضها عن قبور أبنائها الشهداء، انها لا تعلم كيف انتهت حياتهم وأين دفنوا، وحتى قبل ان يتم رفع الستار عن هذا النصب، فهي تأتي كل يوم جمعة لتذرف الدموع وتوزع الحلوى، على المارة.
 فعند تقاطع ساحة بيروت وسط شارع فلسطين في بغداد، أرتفع نصب شامخ يمجد شهداء أبناء شعبنا من الكرد الفيلية، الذين تم تصفيتهم في أقبية سجون النظام الدكتاتوري الفاشي الساقط، هؤلاء الشباب الذين أبوا أن يكونوا ضمن ماكنته الإجرامية وأجهزته القمعية، كانوا شبابا في عمر الزهور، اختطفهم من عوائلهم وأودعهم السجون ونالوا التعذيب دون أي ذنب أو جريمة اقترفوها، بعدها تم تصفيتهم بطرق إجرامية وقبورهم لازالت مجهولة، في أبشع جريمة في نهاية القرن العشرين، حيث صمتت أنظمة العفن ودول العالم المدعي بالديمقراطية عنها في حينها، مما جعل المجرم صدام وأعوانه يستمرون في فعلهم الـلا إنساني، فتم تهجير العوائل العراقية من أبناء شعبنا من الكرد الفيلية، بعد تجريدهم من كافة أملاكهم ووثائقهم، وإبعادهم قسرا لخارج الحدود في نية مبيتة للقضاء عليهم، لكن اليوم أنتهى الجلاد وزبانيته إلى مزبلة التاريخ، وها هم الشهداء في صفحات المجد ترتفع رايتهم وسط بغداد. سيغدو هذا النصب رمزا ومزارا، ودلالة تاريخية على بشاعة جريمة ووحشية النظام المقبور.
 
ووسط أجواء مشحونة بالعواطف الحزينة والذكرى المؤلمة وفرح انتصاب هذا الصرح الذي يمجد الذكرى  العطرة للشهداء ليخلدهم، في حضور رسمي وشعبي كبير من مسؤولين  وعوائل الشهداء والقوى الوطنية وممثلي منظمات المجتمع المدني ومن الشخصيات الوطنية، تم إزاحة الستار عن هذا النصب، يوم الجمعة 30 ديسمبر/ كانون الأول 2016، مع معارض لصور الشهداء وللفن التشكيلي من نتاجات الأطفال، وبعد كلمة الترحيب عزف النشيد الوطني، ثم الوقوف حدادا على أرواح الشهداء وقراءة القرآن، ألقى السيد فؤاد علي أكبر عضو مجلس محافظة بغداد كلمة مؤثرة شكر فيها الحضور وكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز للنصب الذي يرتفع اليوم شامخا وسط بغداد، بعدها قرأت أناشيد وقصائد عن الشهداء، وأرتفعت قرب النصب شجرة الميلاد مزينة بشكل جذاب وكأنها تعلن ميلاد الشهداء من جديد، ثم توجه نعش رمزي ملفوف بالعلم العراقي من آخر الساحة ليوضع جنب النصب وكأن الشهداء يرقدون هنا، فالنظام الدكتاتوري لم يسمح حتى بمعرفة مكان دفن المفقودين، ليغطي على جرائمه الكثيرة.
وفي لقطة رمزية ومبهرة تم إطلاق حمامات السلام إلى السماء لتحلق في فضاء العراق الواسع الجميل، فها هي أرواح الشهداء ترفرف هنا، وذهب الطغاة إلى مزابل التاريخ.
كما قرأت العديد من القصائد وشارك أطفال بقيادة السيدة سميرة فيلي في تقديم الأناشيد، ووصل الحفل العديد من الرسائل وبرقيات التهنئة بقيام النصب، والتضامن مع شهداء الكرد الفيلية.
ان هذا اليوم يعيد للأذهان دور أبناء شعبنا الأصلاء من الكرد الفيلية في بناء الدولة العراقية  فقد كان لهم شرف المساهمة في نضالات الشعب العراقي من أجل التحرر والخلاص من الطغيان وجور الأنظمة المتعاقبة التي حكمت العراق منذ النظام الملكي وآخرها النظام الدكتاتوري الفاشي، هذا النظام الذي أرتكب أبشع الجرائم الإنسانية بحقهم.
فكانت لهم مساهمات نوعية في الثقافة العراقية ولازالت رموزهم الثقافية تشكل ركنا أساسيا من الثقافة العراقية، وكما هو معروف ان الثقافة الفيلية غنية متعددة الجوانب، ثقافة متأصلة صمدت عبر التاريخ، رغم ما تعرضت له من تهميش، وهي ثقافة مسالمة كما هم مسالمون وغدت شخصيات مثل العلامة مصطفى جواد والفنان أحمد الخليل والفنان رضا علي والفنان جعفر حسن والفنان سلمان شكر والفنان صلاح عبد الغفور والفنان سليم البصري (حجي راضي)، والنحات إسماعيل مايخان، رموزا وطنية، وكذلك شعراء عراقيون مبدعون أمثال، جميل صدقي الزهاوي وجليل حيدر وبلند الحيدري وزاهد محمد وعبد الستار نور علي وغيرهم، أما في الرواية والأدب بشكل عام منهم غائب طعمة فرمان وعبد المجيد لطفي، وعشرات غيرهم، ومن الأبطال الرياضيين العراقيين المعروفين منهم الكابتن أنور مراد وجلال عبد الرحمن ومحمود أسد وصمد أسد والعداءة كوثر نعمة وجاسم غلام وسلام شاكر وعزيز عباس والملاكم إسماعيل خليل وعبد الحسين خليل وغيرهم ممن كانت لهم مساهمات بارزة في مجالات ثقافية واجتماعية مختلفة.
 
وعن النصب وهو من إبداع الفنان مقداد أحمد مهدي، ويحكي مأساة الكرد الفيلية بكل تفاصيلها، فالجذع المغروس في الأرض التي هجروا منها مرورا بالعذابات التي مروا بها لحين عودتهم من جديد، يتألف النصب من ثلاث أجزاء متراكبة ومتداخلة، الأسفل عبارة جذوع الأشجار المغروسة بالأرض، والجزء الأوسط عبارة عن مجموعة من الأواني –طاسات-، رمزا لرش الماء خلف المسافر ليعود بسلام، وبجوار الأواني جدار من الطابوق يرمز إلى بغداد التي انطلقت منها عمليات التهجير، والى الحاجز الذي وضع بينهم وبين وطنهم العراق، كما توجد ثلاثة وجوه محاطة بالقضبان وهي تعبر عن الشباب المحتجزين ومن ثم تم تغييبهم، وفي جهة أخرى توجد أبواب وشناشيل ترمز إلى أزقة الكرد الفيلية وأبواب دورهم، في المناطق الشعبية، أما الجزء العلوي من النصب فنجد عائلة فيلية الأب والأم والأخت والزوجة، في زيهم التقليدي، ومن وسطهم ينبثق تجسيد الشاب المقيد والمعصوب العينين، أنه الشهيد.         
لشهداء أبناء شعبنا من الكرد الفيلية ولكل شهداء شعبنا المجد والخلود وللطغاة الخزي والعار.

200
في ستوكهولم
نجم خطاوي
قراءات شعرية  وصور فوتوغرافية




 
محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: زيدون الخميسي

في أمسية فنية أدبية وادعة استضافت رابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد النصير نجم خطاوي، مساء يوم الجمعة 28-10-2016 ، ضمن برنامجها الثقافي الفصلي، تضمنت الأمسية معرضا للصور الفوتوغرافية من إبداعات عدسته وقراءات لنصوصه الشعرية، حضرها جمع من المهتمين بالشأن الثقافي من الجالية العراقية، وضمنهم عدد من المهتمين بالفن التشكيلي وفن التصوير الفوتوغرافي..
طاف الحضور بين الصور وهي تستحق لقب لوحات  فنية، كونها اختيرت بجمالية وفنية، عبرت عن الطبيعة وكائناتها، وفصولها الأربعة، تجد الطيور والزهور والأشجار بألوانها الربيعية والصيفية والخريفية، لقطات عكست جهد وذوق وقدرات نجم الفنية.
بعدها رحب الزميل سعد شاهين بأسم رابطة الانصار في ستوكهولم وشمالها بالضيوف جميعا، ثم ليتحدث النصير نجم خطاوي عن معرض صوره الفوتوغرافية الذي ضم أربعين لوحة وعن فكرة التلازم والتشابه بين كتابة النصوص وبين لحظات الشعور بجمالية الصورة والتقاطها، وعن اهتماماته المبكرة بموضوع فن الفوتوغراف الذي يهواه، والذي يجد فيه أحياناً متنفسا عندما يعجز النص عن التعبير، ثم تحدث عن تجربته الأدبية في مجال كتابة الشعر، وعن أمكنة وزمن وصور نصوص مجاميعه الشعرية الأربع، وعبر مسيرته الأدبية، ناهيك عن العشرات من كتاباته التي ضاعت في محطات مختلفة خصوصا في أيام الكفاح الأنصاري في كردستان العراق. 
 
في قراءة سريعة في ثيمات نجم خطاوي الشعرية قدم الزميل الأعلامي طالب عبد الأمير مطالعة مع استشهادات شعرية, حاول فيها تلمس عوالم نجم خطاوي الشعرية:
((بدءً، أريد القول بأن قراءتي هذه لنصوص الصديق نجم الشعرية، ليست قراءة نقدية أدبية، بمعنى ليس تقييم للقصائد، من جانب الاستعارات اللغوية والإيقاع الداخلي وضربات الموسيقي والصياغات الى آخره. وإنما سأركز على المضمون، المواضيع التي يتناولها الشاعر وعلاقته بالمحيط، والأشياء والشخوص وتفاعلاته معها، والذي عبر عنها في النصوص التي احتوتها مجامعيه الشعرية الأربع.....نجم خطاوي يتمتع بحس إنساني جميل، يوصف الأشياء على طبيعتها، وبساطتها، ويرسم المكان والشخوص التي يتناولها في نصوصه بفرشاة تحمل خليطاً من الألوان الطبيعية المباشرة والدالة بالمفردة أحياناً)).
ومضى في حديثه:
((أسئلة كثيرة لم تكتمل إجاباتها أو لم تخلق بعد, ولكن وهو في ملله من التساؤلات وعن ركونه عنها الى وصف البحر ومراكبه، وتيقنه من لا جدوى للاسئلة نراها تتسرب من بين مسامات القصيد)).
بعدها قرأ نجم خطاوي مختارات من نصوصه الجديدة والتي نالت استحسان الحضور، وتم تكريمه بباقات من الزهور.
كانت أمسية هادئة للأنصار وأصدقاءهم امتازت بالفرح وكانت فرصة طيبة للقاء والحوار.
 
 

201

اعلان
الزميلات والزملاء الأعزاء
تحية طيبة وبعد
البيت الثقافي العراقي في يوتوبوري وجمعية المرأة العراقية في يوتوبوري بالتعاون مع مؤسسة الآ بي أف ABF
تدعوكم جميعاً لحضور أمسية وحوار في تقييم أداء الإعلام الفضائي العراقي
سلبيات وإيجابيات القنوات الفضائية
الفضائيات وقضية الإهتمام بشؤون المغتربين

يقدمها الإعلامي محمد الكحط
وذلك على قاعة  البيت والجمعية الواقعة في يوتوبوري
Stallmästaregatan 8 3 tr.
وذلك في يوم الجمعة المصادف 4 /11/ 2016 الساعة السابعة مساءاً
والدعوة عامة للجميع.


202
المهرجان التشكيلي السادس للجمعية المندائية في ستوكهولم
للسلام نرسم، للحرية نكتب، للوطن نغني انشودة العلا





محمـد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: زيدون الخمسي

ليومين متتاليين للفترة من 21-22 اكتوبر 2016م، تألق اللون لينافس الكلمة في التعبير، حين احتضنت قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم المهرجان التشكيلي السادس للجمعية، بحضور جماهيري ملفت، حيث أفتتح المهرجان من قبل فضيلة الكَنزبرا سلام غياض رئيس الطائفة المندائية في السويد والاستاذ وعد سعيد الاعرجي سكرتير أول في سفارة جمهورية العراق،  وبحضور الاستاذ المهندس حيدر يعقوب يوسف السكرتير العام لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر والدكتور حيدر محمود سكرتير ثاني في سفارتنا العراقية والاستاذ فلاح الحيدر منسق الجمعيات المندائية في اوربا، والاستاذ فاضل ناهي رئيس الجمعية، وبحضور ممثلي منظمات المجتمع المدني وعدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي والفني في السويد، وبعد جولة مع الأعمال الفنية المشاركة وهي لعشرين فنانا تشكيليا، تجاوزت الأعمال المائة عمل متنوع بين اللوحات الرسم والسيراميك، والتصوير الفوتوغرافين والخزف وغيرها من الأشكال الفنية، تلى ذلك كلمات الترحيب وكلمات المنظمات الحاضرة، وكلها أشادت بهذا النشاط للجمعية وقدرة المبدعين العراقيين على الرقي وتقديم الصورة الناصعة والجميلة عن العراق.
وكانت اللجنة المشرفة على المهرجان مؤلفة من الفنانين، راجح البدري، وسام الناشيء، سمية ماضي. أما الفنانين المشاركين فهم: (صبري يوسف وهو -ضيف المهرجان- ساهم بعدة لوحات، باسم ناجي، وسعدي عواد السعدي ساهما بلوحات صور فوتوغرافية، مهدي العائش ، سليمة السليم و جليلة الناشي ساهمن بأعمال السيراميك والخزف، أمير سالم، صباح شرموخ، راجح نوري جابر، وسام الناشيء، سمية ماضي، رائد مهدي، كامل السبتي، سلام السعدي، مؤيد السام، انعام شلش، لينا الفرحان، ابراهيم البدري، ريام الاميري، ليون ساهي، ساهموا بعدة أعمال رسم متنوع.
لقد تباينت المدارس والاساليب الفنية المتبعة، رغم ان البعض منها ينحو منحى التجديد، كما تباينت المستويات والمضامين التي تحملها الأعمال الفنية، لكن كلها عبرت عن الجمال والقدرات والقدرة عن التعبير الفني، وكانت هموم الوطن والمواطن العراقي متضمنة في روح العديد من الأعمال المشاركة.
في  اليوم الثاني، كان الجميع على موعد من جديد مع الفنانين وأعمالهم، بعدها بدأت فقرة أختتام المهرجان، بترحيب الهيئة الادارية للجمعية، كما القى الفنان راجح البدري، كلمة اللجنة المشرفة للمهرجان وجاء فيها ((للسلام نرسم، للحرية نكتب، للوطن نغني انشودة العلا وبالفرشاة نحاكي الوان الطبيعة ونعكسها سحراً وبهجة....عوّدنا بيتنا المندائي وبيت العراقيين جميعاً المتمثل بالجمعية المندائية في ستوكهولم في مثل هذا الوقت من كل عام أن يلّم شمل الفنانين المندائيين وأصدقائهم وما يقدمون من ابدعات وأعمال للتواصل مع ثقافات العالم في المجالات كافة. باسم اللجنة المشرفة على اقامة المهرجان السنوي السادس للفنون التشكيلية نتقدم بكل الحب ووافر الشكر والأمتنان للهيئة الأدارية للجمعية لما تبذله من جهود مباركة لأنجاح نشاطاتها وخاصة بهذه التظاهرة الفنية الرائعة.... وبهذه المناسبة نتقدم بأسمكم جميعاً بتحية الأكبار والأجلال لأبطال جيشنا المقدام والفصائل المسلحة وهم يذودون عن تراب أم الربيعين المقدس للقضاء على قوى الظلام ودحر الشر والنصر الكبير المؤزر بهمة الغيارى. سنبقى دائما على طريق الأبداع وسنبقى نقدم لكم الأفضل أيها الأحبة لأنكم تستحقون الحب والأجمل دائما. والى لقاء قادم.)).
وتم تكريم جميع الفنانين المشاركين بتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية عليهم وقدمت الزهور للهيئة الادارية وللعديد من النشطاء. كما تم تكريم العديد من الشخصيات المندائية التي لها دور في دعم أبناء الجالية في كافة المجالات.
بعدها أقيم حفل فني ساهر على شرف المساهمين في المهرجان والضيوف الكرام.
كان المهرجان فرصة اجتماعية للقاء أبناء الجالية العراقية مع مبدعيهم، وتبادل الأفكار وهموم الوطن، بالاضافة لكونه نشاط فني ثقافي مهم عودتنا عليه الجمعية المندائية في ستوكهولم للسنة السادسة على التوالي.

صور من المهرجان:

203
وداعا عبد الجبار البناء أيها الفنان الإنسان




محمد الكحط


خلال عام 2013، كنت عائدا مع قريبي وصديقي النحات رضا فرحان من المتنبي كعادتنا كل يوم جمعة وأقترح علي أن أذهب معه لزيارة الفنان عبد الجبار البناء في بيته المتواضع وسط بغداد، فتسائلت وهل نذهب دون موعد مسبق، قال لي: لا لا نحتاج لذلك، ذهبنا حيث يعيش الفنان التشكيلي عبد الجبار البناء، فتح لنا الباب مرحبا وهو يرتدي الدشداشة العراقية البسيطة، كحياته البسيطة وحوله نتاجاته من منحوتات ومخطوطات، وتزين جدران غرفة الاستقبال الهدايا والأوسمة، وشهادات التكريم العديدة من جهات رسمية وغير رسمية والتي نالها خلال مسيرته الفنية التي امتدت لعقود، وكانت أمامنا نتاجات جديدة له من البرونز، وتخطيطات تنتظر التنفيذ.
حاورته فكان مجيبا بفرح عن مسيرته الفنية التي تمتد منذ نشأته الأولى حين اهتدى إلى الطريق، حيث عاصر الحياة السياسية بكل تلاوينها، حياة الشعب العراقي بكل همومها وكان شاهداً وعاكساً لذلك الواقع، تحمل الصعاب والسجون والملاحقات، ونال ما نال من الحرمانات والتظلمات.
ومن الحوار معه عرفت ان الفنان عبد الجبار البناء ولد سنة 1924م في منطقة باب الشيخ، في بيتٍ بسيط لا تتجاوز مساحته الـ 40 متر مربع، رغم أن والده أسطة بناء، وكان دقيقا ومبدعا في عمله، ويقول عنه ((أن والدي رغم كونه أمي لا يقرأ ولا يكتب لكنه كان يعد خرائط البناء أفضل من أي مهندس آنذاك))، ويبدو أن الأبن سار على نهج أبيه في الإبداع.

كان عبد الجبار يجلب مادة "الجص" أو "الطين" من مكان عمل والده ويعمل بها مكعبات وسرعان ما يحولها إلى أجساماً ويقوم بنحتها لتتحول إلى أشكالا فنية، هذا العمل كان يثير غضب والدته التي زجرته وطلبت منه ترك هذه الالعاب وعدم توسيخ المنزل الصغير، وكثيرا ما رمت تلك الأشكال من فوق السطح إلى الشارع لتتخلص منها، لكن اصراره ورغبته كانا بلا حدود، فد تنبه له معلميه في الابتدائية، حيث لفت انتباه معلمه الشهيد الرفيق حسين محمد الشبيبي وهو في الصف الخامس الابتدائي، فمن خصال الشهيد الاهتمام بالنشاطات المدرسية، وقال عنه ((انه كان يكتب الدرس على السبورة خلال الاستراحة، كي يستثمر وقت الدرس للشرح والتوضيح، وخلال تلك الفترة أقمنا معرض وكان عندي عمل على شكل رأس ولكنني لم أستطع ان أعمل الفم بشكل طبيعي، فخجلت من عرضه، لكن عندما رآه الشبيبي قال لي: ولك هذا عمل عظيم، فتم عرضه ونال إعجاب المعلمين))، ثم قام بعمل تمثال لمدير المدرسة رضا القريشي، وكان المدير يقوم بتدريس عائلة ميسورة  بشكل خاص، فجلبهم لرؤية العمل، فأعجوا بالعمل وقالت له السيدة: أنك نحات.
فكان عبد الجبار البناء طالباً مميزاً، وهذا ما سهل دخوله عالم الفن التشكيلي من خلال معهد الفنون الجميلة سنة 1954، و قال: أنها كانت فرصة لا تصدق، حيث التقى وعمل مع جواد سليم الذي تحول من أستاذٍ له إلى صديق.
 

انتمى إلى حزب الشعب مبكراً وعمل مع عزيز شريف، وسجن خلال العهد الملكي وكان في المعتقل أخ عزيز شريف عبد الرحيم شريف وأبن عمه توفيق منير.


وذكر لي ((كان عزيز شريف عالم بالقانون ويتقن اللغة الانكليزية والفرنسية)). كما تذكر في السجن كان معه الجاسوس الصهيوني الذي فجر قنابل قرب سينما الزوراء (رودني)، من أجل دفع اليهود إلى الهجرة من العراق، وقال ((أنشدت علاقتي مع عبد الرحمن شريف أبو رائد وكان يثقفني بالماركسية))، كما يتذكر أنه أوصى أمه ان تجلب له طين عند زيارتها له للسجن، مما أثار استغراب الحراس الذين لم يسمعوا من قبل أن يجلبوا للسجناء طين، وفي السجن عمل عدة تماثيل أحدها لمدير مستشفى السجن الذي ارتبط معه في علاقة جعله دائما يأتي للعيادة على أساس كونه مريض.

بعد السجن أنضم للحزب الشيوعي، وعن وجوده في الحزب ذكر، ((أن الحزب علمنا مكارم الأخلاق، لقد عملت في أكثر من خمسين تنظيم عملت مع سلام عادل وعزيز محمد الذي أهديته تمثال بوترية له، وكان كريما معنا، عملت مع الفنانة زينب وكنا أنا ومؤيد نعمة والطائي في خلية واحدة، ربطتني علاقة صداقة مع زكي خيري وزوجته وعملت له تمثال بوترية، كنت أحس براحة خلال وجودي بالحزب، منذ لحظة الانتماء إلى الآن، لم أندم على شيء حسب اعتقادي عملت الأشياء بصدق، وتعاملت مع الناس بصدق، وأنا متصالح مع كل الناس ومع نفسي. عملي هو كياني وهو حياتي)).

 

كان يعتقد أن الحزب يسير بالطريق الصحيح، ويؤكد بأن المستقبل سيشهد على ذلك.

للفقيد الغالي الفنان عبد الجبار البناء الذكر الطيب والعطر دوما وسيظل عطائه الفني والإنساني خالدا، نم قرير العين أيها الرائع، فأحبابك سيذكرونك دوما.

صور من تلك الزيارة لبيته المتواضع:
 

204
لاهاي: انتهاء أعمال الاجتماع التشاوري الخامس لتنسيقيات الخارج للتيار الديمقراطي بنجاح



محمد الكحط -هولندا/ لاهاي-
بأجواء من الصراحة والشفافية والروح الديمقراطية، انتهى بنجاح الاجتماع التشاوري الخامس لتنسيقيات الخارج للتيار الديمقراطي، والذي عقد في مدينة لاهاي الهولندية للفترة من 7-9 اكتوبر 2016م، والذي عقد تحت شعار (مع الحراك الشعبي نحو التغيير الشامل)، بحضور ممثلي تنسيقيات الخارج وشخصيات وطنية وضيوف وممثلين من السلك الدبلوماسي في السفارة العراقية في هولندا، وبعض ممثلي منظمات المجتمع المدني.
أُفتتح المؤتمر بكلمات المقدم محمد الكيم مرحبا بالجميع من الحضور ودعاهم للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الحركة الوطنية العراقية والشعب العراقي، ثم عزف النشيد الوطني العراقي "موطني".
بعدها ألقى الزميل نهاد القاضي كلمة تنسيقية الدولة المضيفة للتيار في هولندا، ومن ثم كلمة المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي قدمها الدكتور علي الرفيعي، ثم قدمت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا القاها الدكتور هلال البندر، بعدها جاءت كلمة اتحاد الجمعيات الديمقراطية العراقية في هولندا ألقاها الاستاذ حسن الحسني، كما وصلت العديد من الرسائل والبرقيات من عدة جهات وتنسيقيات التيار من امريكا وكندا واستراليا ودول أخرى. وأجمعت الكلمات والبرقيات على حراجة الوضع السياسي العراقي وضرورة تنشيط وتفعيل دور التيار الديمقراطي ليقف في مواجهة الوضع الصعب الذي يمر به العراق وفي خضم الأحداث السياسية المتلاحقة والمتصاعدة وفي ظل سياسة المحاصصة السيئة الصيت واستشراء الفساد على مختلف الأصعدة، وتغليب الهويات الثانوية على حساب الهوية الوطنية، وتسلط كبار المسؤولين والحيتان المفسدين وعدم تقديمهم إلى المحاسبة والقضاء، وأكدوا على دعم الحراك الشعبي بكافة السبل وتطوير نشاطه من أجل تحقيق التغيير المنشود.
في الجلسة الثانية من الاجتماع تم إنتخاب هيئة رئاسة ولجان استكمال عمل الاجتماع، وتم اقرار نظام ادارة الجلسات وجدول العمل.
في اليوم الثاني وبدخول تنسيقيات كندا وامريكا واستراليا وكذلك من اللجنة التنفيذية في التيار الديمقراطي في العراق عبر الأنترنيت، تم مناقشة التقرير الإنجازي لهيئة المتابعة، ومبادرة هيئة المتابعة لقوى التيار الديمقراطي في الخارج، وجرى مناقشة سبل تطوير العمل المشترك ورؤية نقدية لعمل التيار الديمقراطي، وغيرها من الأفكار، وتم اقرار لائحة العمل المشترك بين التنسيقيات، وفي جلسة تالية جرى استعراض عمل كل تنسيقية ونشاطها وتجاربها، كما جرى استعراض ورقة عمل المكتب التنفيذي في العراق.
وفي مساء السبت كان الضيوف والأصدقاء على موعد مع حفل فني  أقيم على شرفهم أحياه الدكتور حميد البصري والفنانة شوقية العطار والفنان أيوب سعد والعازف رشوان، كما قدم الفنان سعد عزيز دحام وأبنته طيف مشهدين كوميديين قصيرين، نالت الفعاليات أعجاب الحضور الذي تفاعل معها.
وتم خلال الحفل تكريم جميع ممثلي التنسيقيات والعاملين وبعض الشخصيات التي أمتازت بعطائها المتميز، وفي نفس الوقت كرم مكتب السلم العالمي الفنان قاسم حول حول فلمه "بغداد خارج بغداد"، قدم له شهادات التكريم الدكتور علي الرفيعي، وبدوره كرم الاجتماع التشاوري الفنان قاسم حول، وشكر حول الجميع على هذا التكريم.

في اليوم الثالث والأخير، التأم الاجتماع من جديد لاستكمال جدول العمل، حيث طرح الاستاذ ضياء الشكرجي مبادرة التغيير نحو الاصلاح الشامل وهي مبادرة من قبل بعض الاكاديميين والوطنيين العراقيين لتقديم رؤى وأفكار وآليات لتدقيق ماهية التغيير المنشود وأفكار لدعم الحراك والتيار ونشاطه من أجل تغيير الأوضاع في العراق بشكل واقعي بعيدا عن الشعارات والمزايدات.
ثم تم مناقشة الاداء الاعلامي لتنسيقيات الخارج، بعدها جرى انتخاب تسعة أعضاء هيئة المتابعة الجديدة بروح الديمقراطية.
 وتم قراءة القرارات والتوصيات والبيان الختامي للاجتماع وإقرارهما. وأختتم الفعاليات بالنشيد الوطني.


205
ندوة عامة

على اعتاب المؤتمر الوطني العاشر لحزبنا الشيوعي العراقي، طرح حزبنا وثائق المؤتمر ( النظام الداخلي، البرنامج، موضوعات سياسية) ، للنقاش العام
وتم نشرها في جريدة حزبنا " طريق الشعب" وفي موقع الحزب
واستكمالا للرغبة في مشاركة الجماهير في اغناء وثائق المؤتمر
تنظم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد / ستوكهولم

ندوة عامة
للإستماع للملاحظات والمقترحات فيما يخص " موضوعات سياسية"
يوم الأحد الموافق 9/10/2016
الساعة الثالثة  والنصف عصرا
TRYSHUSET
Ungdomens  Hus  32
Skärholmen

الدعوة عامة للجميع
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد / ستوكهولم


206
شبيبة وشيب في خيمة طريق الشعب
كلنا العراق
محمد الكحط وسلام عادل الربيعي –باريس-
ازدانت خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانتيه لهذا العام  بخلية نحل يافعة وهاجة حفرت أخاديد من الابتسامات في أرجاء عراقنا الصغير أيام المهرجان الثلاثة، حيث تنوعت مهام الشباب خلال ساعات العمل الطويلة، والتي غالبا ما تنتهي بعد منتصف الليل بين انجاز المهام اللوجستية وأدارة المسرح وأعداد وبيع المأكولات، وقبل كل ذلك مشاركتهم في بناء الخيمة قبل بدء المهرجان.
فما ان تزدحم الخيمة بالزوار وما ان يصل البيع ذروته لتجدهم يملؤون المكان حماسة واندفاع،, يتراكضون لسد نقص ما، يشغلون الأماكن الشاغرة بعفوية وطيب، وما ان تصدح أغنية- كلنا العراق- حتى تلتمع العيون الشابة لتومض باتفاق غير معلن عن محبة فياضه ووطنية عالية، تتلاقى بنظرات ودوده منتشيه بعشق بيت كل أهلنا وصوتنا وأملنا دار السلام. وقلوبهم تغني مع الأغنية  "يا بلادي سيري مصيرك مصيري والوفا ضميري لأهل العراق...." اسماء الشباب الحلوين وصورهم أدناه:
  هشام عرب، مصطفى عرب، علي عرب، اسيل عدنان، يارا صبري، شهد جمال، ريما وليد، رنا جاسم، حسين الشمري، سامر وليد، علي وليد، سالي سعد، ايلا ياسين وصديقتها الفرنسية....
 




وجوه طافحة بالحيوية تزدان وتزهر بهم الخيمة.


             


نبدأ بالضيف الدائم من الرفاق الفرنسيين الذي أحتفلت الخيمة بتكريمه، هو الرفيق باتريك ريبو صديق الشعب العراقي. والرفيق ريبو صحافي أاستاذ جامعي، يتولى رئاسة تحرير مجلة "أوراق فكرية". زار العراق عدة مرات وانجز بحوثاً عن الاهوار العراقية وأهلها، كان ولازال دائم الحضور والدعم لخيمة طريق الشعب، وتصدرت صورته منصة الخيمة، وقدم له التكريم الرفيق خالد الصالحي وقد عبّر الرفيق ريبو عن امتنانه للحزب الشيوعي العراقي.

       
           
العزيزين أم فرح وأبو فرح من هولندا
وجوه أصبحت ملازمة للخيمة ولا يمكن أن نرى اللومانتيه دونهما، شعلة من النشاط المتواصل في كافة المجالات.

الفنان دلير شريف القادم من كردستان ومعرضه للفن التشكيلي، الذي كانت لوحاته تحاكي مأساة النساء الأيزيديات وما تعرضن له من مصاعب.


الدكتور ساطع سيف يحرص على حضور اللومانتيه منذ سنة 2000
يقول: ((كم هو جميل هذا العيد العالمي السنوي، الذي كان في البداية سياسيا، وبمرور الوقت أصبح ثقافيا وعلميا وفولكلوريا لكل بلاد العالم، وعندما تزور القرية العالمية لا تحتاج الى طائرة وتذكرة لتزوربلدان العالم وتتعرف على طباعها وموسيقاها وفنونها، والأجمل الخيمة العراقية – خيمة طريق الشعب- حيث تكتظ بالأصدقاء من عدة دول..))

 

من المساهمات الناشطات كل عام  - السيدة النصيرة "بشرى الطائي" القادمة من ستوكهولم، والتي أهدت نموذج لنصب الحرية للفنان جواد السليم المقدم تضامنا مع وقفة أبناء شعبنا مع المتظاهرين أمام النصب، كونه غدا رمزا للمطالب والأحتجاجات ضد الفساد والمحاصصة وسوء إدارة الدولة


الرائع عبد المنعم علي التميمي القادم من جنيف
الذي يحضر للمرة الثامنة على التوالي، كان دائما مصدر فرح للضيوف


النصيرة العزيزة سوسن )(دجلة)) دائمة الحضور وهل يحلو الشاي المهيل دون وجودها...؟


صباح من الجنود المجهولين حضور وفعالية ونشاط

الفنان ستار الساعدي الذي حضر لأول مرة قادما من هولندا
وأعجب الجميع بعزفه للأيقاعات المنوعة التي أداها مع جميع الفرق المشاركة يقول:
شعرت بأن العراق بأجمعه تحت خيمة طريق الشعب بكافة محافظاته وألوانه
والأغرب الذي شعرت به ان الجمهور الفرنسي والأوربي يتسابق مع الجمهور العراقي لحضور فعاليات الخيمة وهذا يعني ان الفن والموسيقى هما الواجهة الأمثل لعكس الوجه الحضاري، بعيدا عن العنف والحروب، فعلينا بالثفافة والفن والإبداع وكافة أنواع الفنون لأن الوعي هو مفتاح الحياة، تصور ان أحدى الفرق الفرنسية المهمة في المهرجان طلبت مني بالاشتراك والعزف معهم، مما يدلل على تأثير موسيقانا وفنانينا على الآخرين بشكل واضح.


المصور الفوتوغرافي باسم ناجي القادم من السويد ويحضر لأول مرة يقول:
انطباع رائع من ناحية التنظيم والأعداد الكبيرة، التقينا بالعشرات وتعرفنا على ثقافات الدول كافة، الخيمة العراقية كانت متميزة بفعالياتنها، وصوتها مسموع، حضور جميل جدا.

الرفيق ماجد فيادي القادم كل عام من المانيا
شعلة من الحماس والاندفاع طيلة أيام المهرجان

وكثيرون غيرهم لا يتسع المجال لذكرهم فعذرا
وكل مهرجان والجميع بخير

207
ستوكهولم: أمسية لرابطة الأنصار

محمد الكحط – ستوكهولم-
ضمن برنامج رابطة الأنصار في ستوكهولم الثقافي أقامت يوم الجمعة 19 سبتمبرفعالية ثقافية استضات فيها الزميلين سامي المالح وأمير المالح، للحديث عن موقع "عينكاوا.كوم" و كيفية تناوله لقضايا مكونات الشعب العراقي المتنوعة، وذلك في قاعات مؤسسة سنسوس وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، حضر الأمسية العديد من الأنصار وأصدقائهم.
 
في بداية اللقاء رحب النصير محمد الكحط بالحضور جميعا وبالرفيق أبو عايد، كما رحب بأسم الجميع بالضيفين العزيزين أمير المالح وسامي المالح، ودعا الجميع للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء شعبنا، ثم عرف بموقع عنكاوة كوم، كونه تأسس منذ سنة 1999 والموقع يجدد يوميا، وتجاوز عدد زواره الثلاثين ألفاً كمعدل يوميا، ويهتم بموضوعة مكونات الشعب العراقي الأساسية جميعها دون تمييز، بعدها تحدث السيد أمير المالح عن بداية تأسيس الموقع والصعوبات التي واجهها وكيف تطور من شكله البسيط ليصبح اليوم من أهم عشرة مواقع عراقية تلاقي الرواج والمتابعة، وأكد ان الموقع ومنذ انطلاقته حتى اليوم وضع سياسة عدم قبول أي دعم مادي من أية جهة ليبقى حرا غير خاضع لأية جهة مهما كانت، ومن ضوابط الموقع حياديته وتحرره وموضوعيته ويحارب الطائفية، يقول أن الموقع بدأ بحوالي 50 زائر يوميا لكن سرعان ما توسع، وأصبح فيه العديد من الأبواب والمنتديات، وأخذنا نستلم الاعلانات من مؤسسة غوغل والشركات السويدية، ولدينا تعاون مع بعض المواقع العراقية.
كما تحدث الزميل سامي المالح عن سياسة االموقع وعن ماهية الإعلام الحر وأسسه التي يتطلبها، وأجرى شبة استقراء لأفكار الحضور الذين أكدوا على عدة عناوين لأسس الإعلام الحر منها، كونه متحرر أقتصاديا وغير خاضع لجهة معينة، ولا يتقيد بفكر، ويتناول بموضوعية قضايا المجتمع بشكل عام بعيدا عن الطائفية، وأن يتحلى بالشجاعة، وأن يكون محمي دستوريا، كما تحدث المالح عن مكونات الشعب العراقي وكيف يتم نقل نشاطاتها وأخبارها فالموقع عام، وليس كما يبدو من أسمه عنكاوه، مختصرا على منطقة أو طائفة معينة، بل يهتم بجميع أبناء الشعب العراقي.
 
كما تم الحديث عن تطور الموقع بالحجم والسعة بالأرقام والأحصائيات، وتم الحديث عن أزدياد العاملين به في الخارج ومراسليه في داخل الوطن، وكونه موقع مدني يتناول قضايا الدين من منطلق علماني مدني ديمقراطي وليس طائفي.
كما جرى حوار هادئ مع الحضور حول عمل الموقع وأمكانية تطويره أكثر، وقدمت بعض المقترحات التي أجاب عنها الزميلان أمير وسامي.
في الختام تم شكر الضيفين وقدم لهما النصير سعد شاهين باقات الزهور بأسم رابطة الأنصار.
تحية لموقع عنكاوة لجميع العاملين فيه، على أمل ان يظل نافذة وطنية ديمقراطية جامعة تنشر روح المواطنة العراقية وحب الوطن وتلتزم الفكر والقيم الإنسانية لاغير.
 


208
لقاءات تحت خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانتيه


   
أجرى اللقاء: محمـد الكحط – باريس-

لقاء مع السيدة سلام عادل الربيعي 
من الناشطات الحاضرات دوما في اللومانتيه، حضرت المهرجان عام 2014 وكانت حاملا، وها هي تحضر هذا العام مع أبنتها، التقيناها للحديث عن أسباب مشاركتها في المهرجان وما قدمته تقول:
 انتمي لجيل افتقد الهوية...فقد ولدت في الخارج وبالتالي حرمت من أية وثيقة عراقية رسمية وعشت عمرا دون ما يثبت عراقيتي، فانا من الكثيرين الذين ارتبطت حياتهم ارتباطا وثيقا بمسيرة وتاريخ الحزب والاحداث التي اعقبت الجبهة، ومن القلائل المتشبثين بالهوية العراقية اليسارية، واقول القلائل لان هناك الكثيرين من أقراني الذين عانوا مشاكل الغربة والتنقل من بلد لاخر بسبب انتماء العائلة لليسار المعارض للنظام مما تسبب بردة فعل سلبية فكان الابتعاد عن السياسة خيارا لهم.
أكثر ما أذكره من طفولتي هو تفاني والدي في العمل الجماهيري واستشهاده أثناء تأديته لمهمة حزبية، وأكثر ما اعتز به في مرحلة المراهقة هو الفترة التي انسحب فيها الانصار من رفاق والدي من كردستان واستقرار الكثير منهم في سورية واحتضانهم لنا.
وفائي لذكرى والدي أولا وعرفانا بجميل الحزب علينا كعائلة شهيد...يحثني على المشاركة  والسعي في انجاح الفعالية... خاصة وان الخيمة لا تعاني من تراتبية التنظيم فكلنا متطوعين يجمعنا حب العراق... اسعد بلقاء الاحبة في خيمة طريق الشعب وكأنني ارى والدي ونحرص انا وعائلتي الصغيرة على الاحتفال بمناسباتنا في الخيمة،...حيث احتفلت الخيمة بزواجنا وأنتظر الاحبة من المشاركين ولادة طفلتنا صدى والتي نسعى على ان تكون عضوا دائما وفعالا في الخيمة.
الاجمل في الخيمة هو روح التطوع والتفاني التي تجمعنا، ((حيث تطرح جميع الالقاب والسير الذاتية جانبا لنكون فريق عمل هدفه الوحيد انجاز المهمة بنجاح، فلا امتيازات ترجى من المشاركة سوى اعلاء صوت العراق..نعمل بنقاء اصالتنا...نتفانى بمحبة ورثناها عن اهلنا،...  حيث الوطن لمتنا والانسانية موقدنا.
وجمعتنا  صوت..موسيقى.. وعي.. فكر.
وعن مساهمتها تقول: عملنا هذا العام والى جانب الهدف الريعي على تحقيق مشاركة إعلامية  تعريفية بمستجدات الحال العراقية موجهه للحضور العالمي والفرنسي بالأخص، وذلك بانجاز ملف اعلامي باللغتين الفرنسية والانكليزية حيث تضمن الملف الاعلامي:
- اعداد ملف تعريفي- ورقي بتاريخ الصحافة الشيوعية العراقية.
- تسجيلات مرئية تحمل صور الاحتجاجات في العراق. 
- تسجيلات صوتية لشعارات الحزب باللغة الفرنسية تبث داخل الخيمة، الهدف منها لفت انتباه الجمهور الفرنسي لواقع العراق الراهن.
- اعداد لافتات باللغة الفرنسية استعدادا للمظاهرة السنوية.
- اعتماد رسوم الكاريكاتير التي تحكي واقع الشارع العراقي.
- اعداد موجز مصور عن اسباب الاحتجاجات في العراق ومطالب المحتجين.

شكرنا الرفيقة سلام وتمنينا لها ولعائلتها النجاح والتقدم.
صور ونماذج عن المساهمات

لقراءة المضوع كاملا افتح الرابط التالي
http://uploads.ankawa.com/uploads/1474045281621.pdf

209

طريق الشعب في مهرجان اللومانتيه - باريس
معاً .. الى المهرجان
خيمة "طريق الشعب"  خيمة كل العراقيين الطيبين




محمـد الكحط -باريس-
تصوير: باسم ناجي/ وآخرون

تحت شعار "ثلاثة أيام لإعادة صنع العالم" التأم مهرجان اللومانتيه هذا العام للفترة من 9 حتى 11 سبتمبر 2016م، في المكان ذاته في حدائق لوبورجيه في ضواحي باريس، هنا حيث يلتقي كل عام أنصار بناة العالم الجديد من أجل تجديد الأمل وحلم الإنسانية بعالم خالٍ من الاستغلال والحرمانات والبؤس، حيث تتحقق العدالة ألاجتماعية ويعم السلام على البشرية، وتنتهي الحروب.
مهرجان اللومانتيه
لم يعد مهرجانا خاصا بصحيفة اللومانتيه "الإنسانية" الفرنسية، الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي الفرنسي، بل مهرجان كل الصحف التقدمية اليسارية والديمقراطية وجميع أحرار العالم، ويغدوا أكثر شبابا وألفةً، ويزداد زواره الذين يأتون من كل أنحاء العالم، يمثلون أحزابا وجهات سياسية، ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية وغيرها.
ومن أجل التعريف باللومانتيه "الإنسانية" وهي الصحيفة الناطقة بأسم الحزب الشيوعي الفرنسي صدرت عام 1903م، من قبل الحزب الاشتراكي الفرنسي آنذاك، وبعد تحول الحزب إلى الحزب الشيوعي الفرنسي سنة 1920 في مؤتمر "تور" بموافقة الأكثرية والانضمام إلى الأممية الثالثة، وأصبحت اللومانتيه هي جريدته المركزية، وشهد عام 1930 انطلاق أول مهرجان للومانتيه وأستمر لحين الحرب العالمية الثانية حيث توقف عقده بسبب تحول الحزب الشيوعي الفرنسي إلى النضال السري ومساهمته في الكفاح المسلح مع القوى الوطنية الفرنسية لمقاومة النازية الهتلرية، وبعد الحرب عاد من جديد وبفعالية أكبر.

أحد شوارع القرية الأممية
ولما للحزب الشيوعي الفرنسي دور كبير ومؤثر في الحياة السياسية والاجتماعية الفرنسية فكانت صحيفته أداته المهمة في النضال على طول حياته، وعيد اللومانتيه هو عيد للفرح والأمل يعكس مدى شعبية وجماهيرية الحزب الشيوعي الفرنسي، ومن يحضر مهرجان اللومانتيه يشعر كم هو عميق الجذور في المجتمع الفرنسي.
خيمة "طريق الشعب"
 خيمة كل العراقيين الطيبين
 


أما عن مساهمة جريدة طريق الشعب والحزب الشيوعي العراقي في عيد اللومانتيه فهي تمتد منذ بداية السبعينيات للقرن الماضي، ويقول الرفيق خالد الصالحي مسؤول الخيمة اليوم هي المرة الأربعين على أول مشاركة له خيمة طريق الشعب، ((كانت بداية بسيطة بمساحة لا تتعدى المتر ونصف المتر فقط، أما اليوم فقد أصبح حجم الخيمة 100متر مربع، ونطمح لتوسيعها مستقبلا الى 150 متر مربع، فقد أصبحت مجالا لنشاطات سياسية وإعلامية وثقافية كبيرة، تجذب المئات من العراقيين والعرب والأجانب، ولقاءاً مهما للعديد من المثقفين والأصدقاء الذين يلتقون تحت خيمة طريق الشعب، بدأ العمل في خيمة طريق الشعب مبكرا، حيث يتطلب الإعداد للخيمة جهدا كبيرا، فكان الرفاق يعملون كخلية النحل لساعاتٍ طوال من أجل إنجاز الخيمة ومتطلباتها بالوقت المحدد، وتوفير المستلزمات الأخرى لها أستعدادا ليوم الافتتاح الرسمي))، حيث انطلقت أولى الفعاليات الساعة السابعة من مساء يوم الخميس 8 أيلول 2016، وفي دعوة عامة أستضافت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، والناشط السياسي الرفيق جاسم الحلفي ، في حوار مفتوح يتحدث عن آخر مستجدات الوضع السياسي العراقي، تحت شعار ((نمارس حقنا  في التعبير عن وجهات نظرنا، ولا نستجدي الارادة من الاخرين)).
تستذكر الخيمة كل عام شخصية فقدناها، لكن هذا العام تكرم الخيمة إنسانا لازال حيا هو الرفيق "باتريك ريباو" من الحزب الشيوعي الفرنسي، وهو صحفي وأستاذ جامعي ويتولى رئاسة تحرير "أوراق فكرية" ولدية دراسات وبحوث حول الأهوار العراقية وحياة أهلها، ولتضامنه المستمر مع شعبنا العراقي، لذا تصدرت صورته منصة الخيمة التي توسطها نموذج لنصب الحرية للفنان جواد السليم المقدم هدية من السيدة النصيرة "بشرى الطائي" القادمة من ستوكهولم، تضامنا مع وقفة أبناء شعبنا مع المتظاهرين أمام النصب، كونه غدا رمزا للمطالب والأحتجاجات ضد الفساد والمحاصصة وسوء إدارة الدولة.
 كما زينت أركان الخيمة معارض للفن التشكيلي ساهم فيها كل من الفنانين ظافر نادر ودلير شريف القادم من كردستان الذي كانت لوحاته تحاكي مأساة النساء الأيزيديات وما تعرضن له من مصاعب، كما ساهمت الفنانة لينا، بلوحات وأعمال فنية يدوية تعبيرية، وهنالك لوحات كاريكاتيرية للفنانين ناصر ابراهيم وميثم راضي، ولوحات للفنانة عود الأراك.
أفتتاح نشاطات الخيمة:
في بداية الفعالية تحدث الرفيق محمد الكيم في كلمات رقيقة جاء فيها: ((....ان هذا المهرجان هو حجنا  الى بيت  العراق الأقدس ولا أطهر من حزبنا ممثلا... فالحزب الذي قارع صدام  وهمجيته ما ينفك  من مناهضة القوى  الظلامية والرجعية.... وبما ان شعبنا  بالأغلبية يكادح ويناضل  منذ قرن على الاقل  فحزبنا وخيمتنا  هي الصوت الحقيقي  لكل العراقيين المكاريد. كل عام  وانتم ونحن  من اجل الحرية والسعادة  نلتقي ونعمل .... نختلف ونصحح...كل عام وانتم العراق واهله....))، ورحب بالجميع ودعاهم للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الشعب العراقي، ومن ثم صدح النشيد الوطني العراقي "موطني" تحت خيمة "طريق الشعب" ضمن القرية الأممية، حيث ساهم الجميع في أنشاده.
بعدها تحدث الرفيق خالد الصالحي مرحبا بأسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي وخيمة طريق الشعب، شاكرا كل من ساهم في أعمال الخيمة خلال السنوات السابقة حتى الآن، مستذكرا رفاق وأصدقاءا فقدناهم لكن ذكراهم لا زالت حية في قلوبنا، ورحب بالرفيق جاسم الحلفي الذي قدم استعراضا وافيا للوضع السياسي.
وركز على موضوعة الحراك الجماهيري ومستقبله، مشخصا كونه حركة اجتماعية احتجاجية مطلبية، ذات بعد سياسي لمناهضة المحاصصة وحاربة الفساد ومن اجل تقديم الخدمات للجماهير وفي مقدمتها الأمن والحاجات الأساسية للمواطن كالخدمات الطبية والكهرباء والماء وغيرها من مهام الدولة تجاه مواطنيها، وبين ان سياسة المحاصصة هي التي وفرت بيئة للفساد وادت الى هذه الأوضاع المزرية، واليوم تطورت المطالب الى ضرورة التغير والاصلاح الشامل، ومنذ بداية الحراك تم التركيزعلى الأسس الوطنية على أن لا يرفع غير العلم العراقي بأعتباره الخيمة التي تجمع كل العراقيين، وان تكون الحركة الاحتجاجية سلمية، ونؤكد على شرعية المطالب وهي ضمن الأطر الدستورية وكما أقره الدستور حيث يؤكد مسؤولية الدولة والحكومة على اقرار الأمن وتقديم مجموعة الخدمات، لذا جاء الحراك بعد تراكم أسباب التذمر واليأس والأحباط.
وهناك العديد من الطروحات منها من يعتبر العملية السياسية فاشلة ولا يمكن إصلاحها الا باسقاط النظام السياسي، وهنالك من يعتقد بأنه  لن يتغير شيء وأصابه اليأس ويحمل القوى الدولية اللاعبة المسؤولية، وهنالك من يفكر بطرق جديدة من أجل التغيير والاصلاح.
فليس هنالك مطالب محددة بل الساحة تحدد كل يوم مطالبها، فهي مطالب عديدة لأن الأزمة عميقة والظلم عميق، وهي تتعلق بمفهوم العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، والتضامن، فالتغيير لا يجري بلحظة بل عملية تراكمية، فطريقة الحكم السابقة لم تعد مقبولة، والمكونات الفاسدة لم تجد لها قبولا كالسابق، وبنفس الوقت البديل الجديد لم يتشكل بعد، يتطلب الارتقاء بالعمل ونوحد أكبر قدر من القوى والشعب من يقرر شكل التغيير، لا زلنا نعمل من أجل التغيير السلمي رغم أستمرار ارهاب السلطة وعنفها تجاه المتظاهرين والنشطاء.
وبعد انتهاء محاضرته قدم العديد من الحضور أسئلتهم وأستفاراتهم وآرائهم، وجرى حوار صريح مع الرفيق، وكل الآراء من أجل التضامن مع شعبنا للخلاص من محنته.
وعلى شرف الحضور، أختتمت الأمسية بحفل عشاء، مع الموسيقى والنغم التراثي العراقي الأصيل.
فعاليات الخيمة خلال المهرجان
 
كانت النشاطات الفنية للخيمة متميزة هذا العام، منها مشاركة فرقة أنغام السومري القادمة من العراق، والفرقة تأسست بعد عام 2003، وعملت على استقطاب الطاقات الشابة من عازفين ومغنين وقدمت أول أوبريت غنائي موسيقي (دعوة محب)، ثم قامت بتسجيل بعض قصائد الجواهري، وشارك الكثير من أعضائها في حفلات اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، وفي مهرجان الجواهري، وغيرها العديد من المساهمات والفعاليات، قدمت الفرقة بمصاحبة الفنان ستار الساعدي عازفا، الأغاني العراقية الشجية التي أثارت حماس الحضور، وتعالت الزغاريد وصفق لها الجميع حيث تشكلت حلقات الرقص التي ساهم فيها حتى الضيوف الفرنسيين والأجانب من الدول الأخرى. رئيس الفرقة جمال السماوي، وقائدها الفني د باسم مطلب، وعازفة الجوزة شهد جمال، وعازفة الأورك رنا جاسم، وغناء الفنان كريم الرسام.

كما شاركت فرقة بابل الغنائية بفعاليات الخيمة، وهي فرقة غنائية موسيقية عراقية تشكلت في اواخر عام 2014 في الدنمارك ، تتكون الفرقة من سعد الأعظمي قائد الفرقة والعازف على الأورك ومن المنشدات بشرى ومي وأشراق وضي، ومن المنشدين يوسف وبرهان، وأيضا ساهم معهم الفنان ستار الساعدي عازفا، قدمت الفرقة العديد من أغاني الفلكلور العراقي والعربي بأسلوب وبتوزيع موسيقي حديث، والعديد من الأغاني التراثية والسياسية. تميزت فرقة بابل كونها تقدم أعمالها بشكل روائي غنائي مسرحي شيّق، حيث تقاسم أعضاء الفرقة الأدوار ما بين، التدريب على العزف والغناء، كتابة النص وإخراجه، والتمثيل، ودور الاصوات الشجية لأحياء أعمالها التي تناغم معها الجمهور، ولحضورها وقع جميل تمتع الحضور بالأصوات الجميلة والأنغام الخالدة.
وكان للأغاني والدبكة الكردية مجالها الواسع في الخيمة فتعالت الأغاني الكردية، وتكاتفت الأكف وليرقص الجميع في حلقات كبيرة الدبكات الكردية.
من المساهمات الأخرى، مساهمة الفرقة الفلسطينية التي اعتادت ان تساهم كل سنة في خيمة طريق الشعب.

ومن بريطانيا كان للفنان العراقي هاشم الساعدي مساهمة جميلة بمجموعة من الأغاني العراقية.
 

 

تحدثت لنا السيدة سلام عادل الكيم عن نشاط اللجنة الاعلامية بالخيمة هذا العام، حيث تم اعداد ملف اعلامي تم توزيعه، تضمن لمحة عن تاريخ الصحافة الشيوعية العراقية باللغات العربية والفرنسية والانكليزية، وملف تحت عنوان الصورة تتكلم وهو عن الاحتجاجات ومطالب المتظاهرين، كما تم الصاق ملف تعريفي عن طريق الشعب للجمهور الفرنسي، وهنالك تسجيلات صوتية تم بثها على فترات، الغاية منها جذب انتباه الجمهور الفرنسي لشعاراتنا ونضالات شعبنا، ويستمر ككل عام معرض للمطبوعات والكتب.
 

وتضمن برنامج يوم السبت مسيرة  تضامنية ساهمت فيها ضيفات الخيمة بأزياء شعبنا العراقي بتنوع ألوانها الزاهية التي عكست الموزائيك العراقي المتعدد الثقافات وطافت أرجاء مهرجان اللومانتيه، قوبلت بترحيب جماهير المهرجان، تم خلالها توزيع البيانات لدعم الشعب العراقي في نضاله ضد الإرهاب والمحاصصة والفساد.
   

 
ومن نشاطات الخيمة لهذه السنة عرض الأزياء التراثية والفولكلورية والتاريخية، التقينا مع السيدة "وفاء الشذر" المشرفة على هذا العرض حيث تشارك للسنة الثانية على التوالي، وهي صاحبة مشغل "أزياء هاجر ورنة الخلخال" في بغداد، التي تقول لما شاهدته من نجاح في العام الماضي قررت المشاركة هذه المرة أيضا لكن بنتاجات وتصاميم جديدة، حيث نالت أعجاب الحضور العراقي والعربي والأجنبي، وللسيدة الشذر احدى عشر معرضا ساهمت بتصميم أزياء العديد من المؤسسات الخاصة والعامة منها عروض لأزياء عسكرية، أمتازت الأزياء بجماها وروعة تصميمها.
كما قدمت العديد من الفقرات الثقافية الأخرى كألقاء الشعر وغيره.
وتم خلال المهرجان توزيع بيان الحزب  الشيوعي  العراقي بعدة لغات، وكان تحت شعار:
  ((نحو المزيد من التضامن مع شعبنا لدحر الإرهاب وبناء الديمقراطية الحقة)).
 وتم عرض عدة أفلام قصيرة في الخيمة حول الحركة الاحتجاجية التي يشهدها وطننا وشعبنا ضد سلطة الفساد والمحاصصة.

وفي مجال اللقاءات التقينا بالرفيق جاسم الحلفي، وطرحنا عليه بعض الأسئلة، منها:
•   كيف وجدت مهرجان اللومانتيه هذا العام...؟
   وجدته أكثر تنظيما، خصوصا الاجراءات والاحترازات الأمنية التي أتخذتها ادارة المهرجان بعد الأحداث الإرهابية التي حدثت في فرنسا مؤخرا، كما نرى توسعا كبيرا وحضورا أوسع، وفعاليات متنوعة يصلح أن نسمي المهرجان بالعيد التضامني، ولقاء لإشاعة البهجة والأمل من اجل عالم أكثر عدلا وأنصافا، ومن اجل العيش الرغيد في مواجهة الظلم والتهميش، وكذلك أرى خيمة طريق الشعب أكثر جاذبية وتنظيم جميل، ومساهمات واسعة من العراق وكردستان والعلافيين الذي قدموا الى المهرجان من الدول الأوربية، اما نشاطات الخيمة فانها تجذب جمهورا واسعا، وخصوصا الحضورالمتميز  للشباب الفرنسي، كما تشهد الخيمة لآول مرة تكريم شخصية فرنسية لها أعمال مهمة ومؤثرة وداعمة لحزبنا ولشعبنا 
•   ماهي النشاطات السياسية التي قمتم بها مستثمرا وجودك في المهرجان...؟
   يوم افتتاح الخيمة قدمت محاضرة سياسية، والتقيت بعدها بالعديد من الرفاق والأصدقاء لتوضيح وجهات النظر، وكل الآراء والأفكار التي سمعتها منهم تعبرعن مشاعر الود والمحبة والتضامن والثناء على دور الحزب في الحراك الجماهيري، من جانب آخر قمنا بالعديد من الزيارات منها خيمة الحزب الشيوعي اللبناني، وخيمة الجمعية الفرنسية الكردية، وأحد محليات الحزب الشيوعي الفرنسي والتقينا مع بعض المناضلات والمناضلين الفرنسيين، ورئيس احدى البلديات وسكرتيري منظمات فرنسية، ممن لهم حضور سياسي، وزرنا جناح كوبا وجناح الصين، وزارنا وفد حزب الشعب الفلسطيني ووفد حزب أكيل، حيث تبادلنا وجهات النظر، وهنالك لقاء مع قادة في الحزب الشيوعي الفرنسي، وهنالك ندوة كبيرة حول وجود الارهاب في المنطقة والأثر السياسي الذي خلفه.
•   كيف تحدد أو ترى أهمية هذه النشاطات في الخارج لدعم حراك شعبنا في الداخل ضد الارهاب والفساد والمحاصصة...؟
   للتضامن أهمية كبيرة وقيمة معنوية تشعر المناضل بأنه ليس وحده، فالتضامن قوة نضالية عظيمة وحزبنا أهتم ويهتم بموضوعة التضامن فنحن نتضامن مع القضايا العالمية العادلة، والتضامن العالمي منتدى كفاحي وفكري وتعبوي من أجل قضايا السلم، وضد سطوة رأس المال، والتطاول على البيئة، والاستعمار الاقتصادي الجديد، وهيمنة الشركات المتعددة الجنسية، فهذه التظاهرات التضامنية التي تنعقد تعبر عن نضال الشعوب من أجل مستقبل أفضل للبشرية.
•   أي كلمة توجهها للمهرجان ولخيمة طريق الشعب ولقراء طريق الشعب...؟
   بقناعة كاملة المهرجان هذا ليس مهرجان جريدة بقدر ماهو مهرجان قوى الخير، فالعديد من الصحف التي لا تلتزم بقضية عادلة تنتهي أما روحية هذا المهرجان فسوف تستمر ولن تنتهي، وجريدة طريق الشعب أستوحت أيضا مهرجانها الخاص على غرار اللومانتيه، رغم بساطته لكنه سوف يتطور مستقبلا، وجريدة طريق الشعب لم تتلكأ في نضالها من أجل عراق مستقر وآمن وسعيد، فهي صحيفة مرتبطة بحياة الناس وتخص العراق بأكمله كأحد اتجاهات الصحافة اليسارية الجماهيرية.
أما الخيمة وبفخر تعتبر من أنشط الخيم في القرية العالمية، فهي مليئة بالحيوية وروح التعاون والمبادرة، بين الشيوعيين وأصدقائهم، كما ان روحية التطوع التي امتاز بها العاملون بالخيمة تعطي دروس مهمة، من بينها هي القيمة الكبيرة للعمل التطوعي، تحية للجميع وشكرا لكم.



بسرعة انتهت أيام اللومانتيه البهيجة، حيث كان العاملون في الخيمة من الرفاق والأصدقاء المتطوعين كخلية النحل يعملون طيلة تلك الأيام من أجل انجاز مهام الخيمة بأفضل حالة، فتحية لهم جميعا.
وهكذا بعد أن بدأت بلحظات الفرح واللقاءات الحميمية بين الأصدقاء والرفاق لتنتهي بالوداع على أمل اللقاء من جديد في المهرجان القادم، فنكهته ستظل عالقة في الروح. انتهت ثلاثة أيام من الفرح والتأمل والانسجام والعمل الدؤوب تحت خيمة طريق الشعب، جددنا فيها الأمل، والاصرار من أجل تحقيق عالم أكثر عدلا وسعادة للجميع، عالم بلا حروب، هذا هدف هذا المهرجان الأممي الكبير بأمتياز، فـ ((غد الأممية يوحد البشر.))


210
المنبر الحر / نشاطات ستوكهولم
« في: 23:41 31/08/2016  »
نشاطات ستوكهولم
محمد الكحط -ستوكهولم-

بعد استراحة صيفية عاد أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم الى نشاطاتهم المنوعة منها الثقافية ومنها الاجتماعية، ومن هذه الفعاليات:

- أقامت الجمعية المندائية في ستوكهولم "مهرجان الطفل الصيفي" يوم 20 آب بمناسبة قرب انتهاء العطلة الصيفية، تضمن معرضا لرسوم الأطفال والعاب ومسابقات للأطفال، وتم توزيع الهدايا لكافة المشاركين، أعقبه حفل فني لعوائل أعضاء الجمعية وأصدقائهم.
كانت مناسبة جميلة لإعادة الحيوية للنشاطات بعد فترة أنقطاع صيفية.
 
- أقام اتحاد الكتاب العراقيين في السويد يوم 20 آب، بالتعاون مع مؤسسة سَنسوس الثقافية في ستوكهولم أمسية توقيع ومناقشة كتاب "سوناتات إنغر"، وهي الترجمة العربية الصادرة عن دار المتوسط في ميلانو مطلع العام الحالي/ ٢٠١٦ والتي أنجزها الشاعر إبراهيم عبد الملك لمجموعة الشاعر السويدي ماغنوس ويليام أولسون التي صدرت عام ٢٠١٠ عن دار والستروم  وفيدستراند تحت عنوان  Ingersonetterna ، أدار الأمسية الشاعر والمترجم  جاسم محمد، وحضرها جمع من المثقفين العراقيين، وشهدت حوارا جادا مع الجمهور، كانت أمسية ثقافية متميزة، لما يمتاز به الكاتب والمترجم من حضور في المشهد الثقافي في السويد.





3- وفي 20 آب شاركت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد في المعرض السنوي لجمعية هوسبي للفنون تحت عنوان، "نافذة حول السويد"، كما كان للجمعية حضور  في ورشة عمل للرسم الحر في الطبيعة ضمن برنامج  يوم هوسبي كورد، وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد جمعية نشطة في فعالياتها ونتاج أعضائها الفني المستمر.
 



211
أبناء الجالية العراقية في السويد، شبابا ونساءا ورجالا مع شعبهم في محنته



محمد الكحط -ستوكهولم-
في قلب العاصمة السويدية ستوكهولم عند قصر الثقافة، أجتمع العراقيون، شبابا ونساءا ورجالا، من جميع الطوائف والمكونات، ومن جميع منظمات المجتمع المدني العراقية في السويد يهتفون بصوتٍ واحد، ((لا لا للإرهاب، الموت للقتلة، بالروح بالدم نفديك يا عرق))، أجتمعوا والألم والحزن في وجوههم، جراء ما أصاب أبناء شعبنا من أعمال إرهابية جبانة، والتفجيرات الإرهابية التي ضربت العاصمة بغداد والتي راح ضحيتها اكثر من مئات المواطنين الابرياء بين شهيدٍ وجريح.
لقد أوقدوا الشموع ونثروا الزهور وحملوا العلم العراقي، وهتفوا وتنادوا لدعم العراق، وطالبوا بالقصاص من المجرمين، مطالبين المجتمع الدولي بمساعدة شعبنا للقضاء على الإرهاب، ومن الحكومة والبرلمان العراقي، التكاتف والوحدة وتكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب.
وقفوا أمام العالم ليقولوا نحن مع شعبنا والعراق في قلبنا، مهما بعدنا.
ووجهوا برقيات التعزية لأهالي الضحايا وتمنوا للجرحى الشفاء العاجل.
صور من الوقفة:
 
 

212
نشاطات ثقافية لرابطة الأنصار في ستوكهولم



محمد الكحط -ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي

- أقامت رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد أمسيتين ثقافيتين، بالتعاون مع مؤسسة سنسوس في ستوكهولم، حيث استضافت المبدع حميد المشهداني (القادم من برشلونة) يوم الجمعة 3 حزيران، حضر الأمسية جمهور من الأنصار وأصدقائهم ومن المهتمين بالفن التشكيلي والسينمائي.

قدم الشاعر محمد المنصور الأمسية مرحبا بالحضور ومعرفا بالضيف حميد المشهداني الذي تحدث عن تجربته الفنية في العراق ومن ثم هجرته في بلدان متعددة وأخيرا مقره في اسبانيا، فكانت تجربته غنية بتفاصيل كثيرة منوعة، وتم عرض بعض أعماله الفنية في مجال الفن التشكيلي، وبعد ذلك جرى حوار مع الجمهور، وأخيرا كرم بالورود من قبل رئيس رابطة الأنصار سعد شاهين.

- كما استضافت رابطة الأنصار الفنان المبدع يحيى الشيخ (القادم من النرويج) يوم  السبت 4 حزيران في أمسية نوعية حيث التقى يحيى الشيخ مع معجبيه مباشرة، وبعد الترحيب بالضيوف وبالفنان يحيى الشيخ، قدم الدكتور محمـد الكحط الضيف للحضور معرفا به.


حيث ولد (يحيى الشيخ) في قلعة صالح في نيسان 1945، في العمارة واكمل دراسته الثانوية فيها، أكمل دراسته في اكاديمية الفنون في بغداد عام 1966، عمل بعدها مدرسا للفنون في السعودية وصائغا في البحرين، حصل على الماجستير في فن الكرافيك (الطباعة اليدوية) عام 1970 من أكاديمية الفنون في يوغسلافيا،  عمل مصمما في وزارة الاعلام، وتميز بنشاطه السياسي والمدني بين الفنانين، شارك في العديد من المعارض العالمية للكرافيك والبوستر (يوغسلافيا، بولونيا، فرنسا، الارجنتين، المانيا) وفي المعارض الوطنية داخل العراق وخارجه، حصل على جوائز عدة في مجال تصميم البوستر، كما صمم عدد من دواوين الشعر المهمة في السبعينات، اقام 24 معرضا شخصيا في بعض البلدان (لبنان، الاردن، عُمان، ليبيا، تونس، سوريا، فرنسا، بريطانيا، فلندا، النرويج)، عام 1984 حصل على دكتورا علوم الفن من موسكو، واشتغل استاذا للفنون ونظرياتها في ليبيا، ثم النرويج، حتى تقاعده عام 2012، كما أصدر اول كتاب له عام 1985 وكان قصة للأطفال بعنوان (الذهب)، وفي عام 2012 اصدر كتابه في الفن (مبررات الرسم)، وفي نفس العام اصدر كتابه (سيرة الرماد)، في عام 2015 أصدر مجموعته القصصية الأولى (ساعة الحائط)، وفي 2016 اصدر روايته الاولى (بهجة الأفاعي)، ويعد للطبع ديوانه الاول (امشي بلا هوادة حتى اختفي) ومجموعته القصصية الثانية (اخطبوط في صحراء)، ويقيم في النرويج منذ عام 1999 وهو متفرغ للفن والكتابة في مجالات متعددة منها الشعر والنقد الفني، وقد كتب الكثيرون عن نتاجه الفني وتجربته وخبرته الفنية والثقافية في مجالات عديدة.

تحدث الفنان يحيى الشيخ عن تجربته الفنية ومراحل تطور قدراته منذ الطفولة حتى وصوله لهذه المرحلة، وتم عرض العديد من مراحل اعماله التي قسمها لعدة مراحل، منها الكرافيك وأهم مأ أثار الحضور هو الفن التشكيلي المتمثل في مرحلة العمل على اللباد، حيث برع يحيى الشيخ في هذا الجانب بل تحدى البعض ليثبت قدراته الفنية المتميزة مع مادة شعبية معروفة بتعامل معها العديد دون الأخذ بقدراتها لأعمال فنية متميزة كما طوعها يحيى الشيخ لصالح إبداعه الفني، وأنجز أعمالا رائعة تم عرض بعض منها للجمهور.
وفي الجزء الثاني من الأمسية أتحفنا يحيى الشيخ بمجموعة من أشعاره، فكان شاعرا حالما، مبدعا.
في الختام تم تكريمه من قبل رابطة الأنصار بالورود.
 


213

وقفة تضامن مع شعبنا
في وسط العاصمة السويدية - ستوكهولم

يمر بلدنا هذه الأيام في حالة كبيرة من التعقيد، فعدة أشهر من الحراك الجماهيري المطلبي، دون أي أستجابة للأصلاح أو للتغير، لذلك نجد اليوم بأنه لزام علينا الاستمرار بالتضامن مع المتظاهرين، ورفع أصواتنـا من أجل الضغط على السلطات الثلاث للبدء بتنفيذ الأصلاحات.. وفي أنهاء المحاصصة الطائفية والأثنية، ومحاربة الفساد الأداري والمالي، وإقامة دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيهـا جميع المواطنين أمـام القانون. الدعوة عامة للجميع 
عنوان التظاهرة
ساحة سيركل توري Sergels torg
يوم السبت المصادف 11/06/2016
من الساعة الرابعة ولغاية الساعة السادسة مساءاً
نهيب بحضور أكبر عدد من ابناء الجالية العراقية ومثقفيها وسياسييها على مختلف منظمات المجتمع المدني،  تقبل كلمـات للمنظمات والأحزاب والجمعيـات، تقبل قراءات شعرية
تقبلوا خالص تحيات زملاءكم في
تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم


214
ستوكهولم: محاضرة للفنان فؤاد الطائي عن الفن التشكيلي وحوار عن مشواره الفني





محمد الكحط -ستوكهولم-
أقام منتدى الحوار الثقافي العراقي في ستوكهولم ندوة عن الفن التشكيلي يوم السبت المصادف 21 / 05 / 2016 في منطقة شيستا وسط العاصمة ستوكهولم استضافت فيها الفنان التشكيلي الدكتور فؤاد الطائي بعنوان (لمحات من تجربة الفنان التشكيلي في الدراما العراقية ) مع عرض صور ورسوم وفلم روائي قصير،. حضر الفعالية نخبة من المثقفين والفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي، وبعد الترحيب بالحضور والفنان من قبل السيدة بسعاد عيدان (أم كفاح)، تحدث الدكتور عن سيرة حياته بشكل موجز وهو صاحب الإنجازات العديدة، في مختلف المجالات الفنية، وفؤاد الطائي من مواليد مدينة الحلة 1943، تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة بغداد سنة 1968، وحاصل على شهادة الدكتوراه من معهد السينما في موسكو سنة 1987،  وهو فنان تشكيلي ومصمم في عدة صحف ومجلات عراقية وأجنبية منها مجلة المرأة السوفيتية، وجريدة أنباء موسكو، عمل فترة في التلفزيون العراقي، صمم العديد من أغلفة الكتب، كما صمم ديكورات العديد من المسرحيات في العراق والسويد، وهو مصمم فني في بعض الأفلام منها مشروع لفيلم عن رواية (شرق المتوسط) لعبد الرحمن منيف، له العديد من الكتابات النقدية والفنية  ومشاريع لكتب ودراسات في طريقها للنشر، أقام العديد من المعارض الشخصية في العديد من الدول.
بدأ حديثه عن مشواره الفني ومتاعب ذلك المشوار في بلده العراق، وسلط الضوء على مهمة المصمم الفني وبالذات في تصميم ديكور الأفلام، الذي يقوم بتحويل السيناريو الى لقطات فنية تحتاج الدقة والخبرة الفنية بكل جوانب العمل، من أجل أيصال مضمون فكرة الكاتب، الى المتلقي بأفضل وأسهل صورة.
وتمر العملية بمرحلتين قبل وضع منهاج تنفيذ العمل، الأولى هي الدراسة والتحليل ومن ثم مرحلة وضع صيغة فنية لتلك الافكار على الورق من خلال القراءة العميقة للنص الادبي لتسهل العمل لتطبيق مرحلة وضع الرسوم أو التخطيطات للعمل بما فيها معالم البيئة المحيطة، بكل تفاصيلها، والأزياء وملحقاتها، بما يعكس الجو والفكرة المراد عكسها، بما في ذلك الممثلين وزوايا كل جزء، لتكون مهيئة للمخرج ومساعديه،  لتنفيذ الوجهة والتي قد تتطلب التغيير بعد الحوار، وقدم لنا الطائي العديد من التخطيطات والرسوم لأحد الأفلام التي عمل لها التصميم، والتي من خلالها عرفنا مدى الجهد الكبير الذي يحتاجه الفنان لإنجاز عمله الصعب الذي يحتاج الى سعة الثقافة والحرفية والمعرفة بتفاصيل العديد من الأمور، مما يجعل عمله مكافئ الى حد ما الى عمل المخرج، رغم ان الأخير هو المسؤول الأول والأخير عن العمل.
ومن خلال حديث الفنان فؤاد الطائي عن عمله والعروض والنشاطات التي قام بها، تم تسليط الضوء واستعراض النتاج الفني العراقي بألوانه الفنية المسرحية والتلفزيونية والتشكيلية، وغيرها، خلال فترة متميزة عاشتها الثقافة العراقية والفن العراقي، والتطرق الى الرعيل الأول ورواد تلك الفنون والقامات الشامخة التي تركت بصماتها في الساحة الفنية وفي الذاكرة الشعبية العراقية. وبعد عرض فلم قصير بعنوان (الفدان) وهو عبارة عن مشروع تخرج لأحد الطلبة، كان فيه الطائي مصمما فنيا، وهو من أخراج بهجت صبري وتصوير قاسم عبد، ورغم ان الفلم يحكي عن الريف العراقي، لكنه أنتج في أحدى دول الاتحاد السوفيتي سابقا، مما تطلب من الطائي جهدا متميزا ليعطي الفلم نكهة البيئة الخاصة بالريف العراقي.
كما جرى حوار مع الحضور تم فيه تسليط الأضاءات على العديد من المحاور التي تناولها الفنان الدكتور فؤاد الطائي المتعدد الاهتمامات والمواهب، بعدها قدمت الزهور تكريما له لما قدمه للحضور من أفكار لم يسبق للبعض التعرف عليها.

215
المنبر الحر / لم يتعضوا
« في: 19:10 03/05/2016  »
لم يتعضوا
بقلم: محـمد الكحط
بتاريخ 8 أبريل 2006، أي قبل عشر سنوات كتبت هذه المقالة، ولكن وكما تعلمون ان القادة المتنفذين في العراق لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفقهون، وإذا أدركوا صحة الكلام لا يأبهوا للعواقب لأن مصالحهم الآنية جعلتهم لا يدركوا العواقب.
لنتأمل المقال ونرى ما حصل لهم.
بول  بريمر نَجَسَكم
روجت القيادة الأمريكية قبل شن الحرب على العراق مفاهيم سرعان ما صدقها البعض، فهي (وعلى لسان، الرئيس بوش)، وعدت شعبنا العراقي بالأمن والرفاه، وأجمل ما سمعت عن هذه الوعود الأمريكية هو تعليق لصحفي أمريكي، تندر متسائلا، ومتى يصل دورنا بالأمن والرفاه يا سيادة الرئيس...نحن أبناء الشعب الأمريكي؟ وهذا ببساطة توضيح من أهل الدار بأن أمريكا بنظامها الحالي ليس بإمكانها أن توفر الأمن والرفاه لشعبها فما بالك للشعوب الأخرى...؟ مجرد تساءل نطرحه على أنفسنا عشية الذكرى الثالثة للحرب التي روجت لها الإدارة الأمريكية لفترة طويلة وصدقها من صدقها وكل ما نوده أن يتنبه هؤلاء السادة إلى صحة التقديرات التي أكدت أن الحرب ليست هي الحل الأنجح لحالة كالعراق عشعش فيها طاغوت البعث العفن لعقود سوداءٍ طويلة، والذي كانت أمريكا وراء مجيئه وأستمراره وليس غيرها...!!!
الكل يعلم ما فعله صدام ونظامه الساقط من جرائم طيلة حكمه، وكانت أمريكا تعلم جيداً ولكنها سكتت عنه، بل ودعمته طيلة حربه ضد إيران وضد الشعب العراقي، والغريب أن وزير الخارجية الأمريكي أبان الحرب على العراق سنة 2003 وهو السيد كولن باول، كان سنة 1988 وعند قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية وزيراً للدفاع، ووقف ضد إدانة النظام العراقي آنذاك، وعندما زار العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري ذهب إلى كردستان ليذرف دموع التماسيح على ضحايا حلبجة، ولا أدري هل صدقه قادتنا أم لا...؟
لقد نبهنا في مقالٍ سابق بعنوان ((إذا مدحكم بريمر فأعلموا أنكم على خطأ...!))، وهو مرفق مع هذه المقالة للتذكير، وقلنا أن أمريكا بنظامها الحالي لا يمكن أن تكون حكماً و لا يمكن أن تفكر بمصلحة الشعب العراقي، بل أنها حتى لا تفكر بمصلحة شعبها، أن ما تفكر به وما يهمها بالدرجة الأولى مصالحها ومصالحها فقط ومصالح الشركات العملاقة الكبرى والتي لا تفكر إلا بالربح والتي تلتقي مع المصالح الاستراتيجية للمؤسسات الحاكمة في الولايات المتحدة والدول الرأسمالية الأخرى.
ولا يهمها ما ترتكبه من جرائم هنا وهناك، واليوم ما نراه في العراق وبعد ثلاث سنوات من الاحتلال يعطينا صورة واضحة عن التفكير الأمريكي، وللأسف أن البعض لا زال حتى هذه اللحظة يصدق الوعود الأمريكية، لن تجلب لنا أمريكا غير صدام وأمثاله وغير الحروب والكوارث، نعم قد تكون مصالح شعبنا ألتقت مع مصلحة أمريكا في رغبتها بإسقاط الدكتاتورية والتي جلبتها هي لا غيرها لنا، ولكن ماذا بعد سقوط الدكتاتورية...؟ وما مصير قواتها التي تعبث وتجول، وهي سبب الأعمال الإرهابية بحجة الاحتلال، لقد أدرك البعض الفخ الذي وقعنا فيه ولكن الآخرين لازالوا يعتقدون بأن بقاء الاحتلال سيضمن الأمن، أن الاحتلال هو الذي أوصلنا لهذهِ الحالة ويريدنا أن نقتنع ونطلب منه البقاء ولربما له يد في إثارة القلاقل وما تريده أمريكا ليس خافياً على أحد فها هي قد أخضعت المنطقة وكل منابع الطاقة في المنطقة تحت هيمنتها، فهي تسيطر على منابع الخليج عسكرياً وعلى منابع شرق آسيا والعراق ولربما قريباً إيران، وهكذا.
ولنعود إلى بريمر الذي وضع الحجر الأساس لنظام المحاصصة الطائفية العفن في العراق، وأشاع الفساد الإداري، وذلك عندما شكل أول حكومة بعد سقوط الدكتاتورية، ولا زالت هذهِ البصمات نافذة المفعول، بل سببت المآسي والكوارث لشعبنا، فبعدها تشكلت القوائم السياسية للانتخابات على نفس الأسس المذهبية والطائفية، والنتائج أفرزت تناحرات حادة وكانت الحكومة التي تشكلت تعبيراً عن تلك الروح المتخلفة التي زرعت التناحر والتفرقة وأبعدت الروح الوطنية التي نحتاجها اليوم لبناءِ عراقٍ جديد، وهكذا كان حال الانتخابات الثانية فدخلت القوائم بنفس الروحية التي وضع أسسها المعتوه بريمر وهذهِ السياسة اليوم هي التي أخرت تشكيل الحكومة لفترةٍ طويلة، أن هذهِ السياسة وأعني بها الأصطفافات المذهبية والطائفية والتي زرعها نظام صدام المقبور وكان سبباً في خلق حالة من التفرقة بين أبناء الشعب الواحد وجعل شعبنا يدور بفلكها، قد أعاد بريمر بوضع حجر الأساس لها، والأنكى من ذلك أن القوى السياسية العراقية وقياداتها، وبدلا من أن تحارب ذلك وتنعش الروح الوطنية وتضع أسساً لعراق جديد على المبادئ والروح الوطنية، لجأت هي الأخرى للنهج ذاته وبهذا أختطت خطى صدام وبريمر، أن أكبر خطر يهدد العراق هو مرض الطائفية والتعصب المذهبي أو القومي وكذلك الفساد الذي أخذ يعشعش في الدولة الجديدة، فالعالم تخطى حتى الحدود بين الدول والتي كانت متناحرة وخاضت حروب مدمرة لقرونٍ عديدة ونحن الآن نفكر بصيغة القرون الوسطى، فأي منطق هذا الذي يجري..؟
وكيف سنبني عراقاً جديداً...؟
أن بريمر وأسياده يريدون أن يجعلوا العراق وربما العالم بأكمله عبارة عن فروع تابعة لهم، (كفروع محلات ماكدونالد)، ويعطون أدارتها لعملاء تابعين لهم يحاسبونهم يومياً عن الأرباح والخسائر، وهكذا لربما يحلمون بفرع في كردستان وفرع في الرمادي وآخر في البصرة وفرع في بغداد وهكذا. و نجد اليوم التدخلات الأمريكية والبريطانية والسفير الأمريكي بالصغيرة والكبيرة، وكان جاك سترو وزير الخارجية البريطاني محقاً بتصريحه، ((أن الدول التي حررت العراق (أميركا وبريطانيا) والتي خسرت أكثر من ألفي جندي وجاء منها 140 ألفاً للمساعدة في حفظ السلام، فضلاً عن الأموال الطائلة التي أنفقتها لها الحق في أن تكون لها كلمة))  .  وياليتهم يرضون بكلمة فقط...!!
واليوم تتناحر القوائم الطائفية على المناصب المهمة، لا يهمها ما يعانيه شعبنا من ويلات والموت المجاني يتربص للجميع في كل مكان والحكومة عاجزة عن فعل شئ ورئيسها متمسك بالكرسي ولا أدري من أجل ماذا...
هل حقق لشعبنا الأمن...؟
هل حاكم أعوان صدام والإرهابيين وأعداء الشعب...؟
هل وفر الخدمات المعاشية الضرورية لشعبنا....؟
فإذا كان الجواب بلا فمن أجل ماذا يريد البقاء...؟
أيها الساسة، الذين نجسكم بريمر ببوله وجعلكم طوائفاً وحصصاً لتتناحروا، تاركين شعبنا يموت على أيدي الإرهابيين والأمريكان وبقايا النظام المقبور، إذا لم تستدركوا أمركم وتلتفتوا إلى شعبكم وتسمعوا صوته وأرادته والذي أعطاكم أصواته مجازفاً بحياته، ستجدون أنفسكم تسبحون ليس فقط ببول بريمر بل في غائطه أيضاً، حينها لن ينفعكم أحد ولن يقف معكم أحد.
غذوا الروح الوطنية وشكلوا حكومة وحدة وطنية حقيقية، وأبنوا عراقاً جديدا ديمقراطياً وأسسوا جيشاً قوياً وأجهزةً وطنية حقة لتقولوا للاحتلال وداعاً، واتركوا نهج المحاصصة الطائفية واللهاث على المناصب واختاروا من الكوادر العراقية التي تملأ الأرض والمعروفة بكفاءتها ووطنيتها ونزاهتها، بدون أن تقولوا هذا فلان من هذا المذهب أو هذهِ الطائفة، وليكن الخلاف على فلان أكثر كفاءة وأكثر نزاهة، حينها ستنظفون أنفسكم مما لحق بها من أدران.
الملحق الموضوع السابق والمنشور قبل حوالي السنتين،
إذا مدحكم بريمر فأعلموا أنكم على خطأ...!
بقلم: محمد الكحط

ها قد أُعلنت تشكيلة الحكومة العراقية ورئاسة الدولة وتسلمت مقاليد الحكم المؤقت على أمل أن ينتهي الاحتلال وتصبح السيادة بأياديٍ عراقية كما أقرتها أخيراً قرارات الأمم المتحدة، وكلنا أمل أن تسير الأمور كما هو مخطط لها دون مفاجئات سلبية، ومن حقنا أن نخشى من أي انتكاسة جديدة فشعبنا لم يعد يتحمل أكثر، ومعاناته تجاوزت مدياتها إلى حدودٍ غير معقولة، وهنا لابد من وقفة جادة للسادة السياسيين مهما اختلفت اتجاهاتهم ومذاهبهم وخصوصاً من يعولون على دور رئيسي لأمريكا في المرحلة اللاحقة، فأنهم بذلك يعيدون الكرّة وندخل من جديد بدوامة من الاضطرابات السياسية التي لا تحمد عقباها.
سيغادر بريمر العراق وسيأتي السفير الأمريكي ليحل مكانه وبيديه الحل والربط وسيسلم ملف العراق إلى وزارة الخارجية ولا ضير هنا فوزير الخارجية الأمريكي اليوم هو وزير الدفاع (أي الحرب) بالأمس، ومن كان يتشدق بأن بريمر قد مدحه هل سينتظر بعد ذلك أن يمدحه القادم الجديد!!! ؟؟؟.
نعم... (إذا إمتدحدتك البرجوازية فأعلم إنك على خطأ)
ليس الاستشهاد بالسيد بيبل هو مبتغاي بل ما أعنيه حتى أبعد من ذلك ففي عهد بيبل كانت البرجوازية في عصر نهوضها التقدمي بالضد من الإقطاع والعبودية وكانَ لها منافس فتي وجديد هو الاشتراكية العلمية، أما اليوم فالإمبريالية في أحطِ مراحلها خسة ودونية وهي وحدها تصول وتجول بعد أن عزلت عن الساحة العالمية أشد منافسيها وذلك بدهائها ومكرها ودسائسها التي لم تنقطع يوماً ما، وليس بعدلها وعدالتها وصحة نظامها والجميع يعلم ذلك إلا من يريد أن يكون أو يبقى مدافعاً عن الرأسمالية وقوانينها ضارباً عرض الحائط بكل ما أقترفته منذ نشأتها حتى اليوم من جرائم.
نعم فبريمر هو ممثل أعتى دولة إمبريالية في القرن الحادي والعشرين في العراق ولا يمكنه أن يفرط ببنس واحد من مصالح بلاده، بل هو يسعى جاهداً ومن معه لخدمة الإمبراطورية العظمى الجديدة هذه الإمبراطورية التي بنيت على أقسى ما عرفته البشرية من بطش وقتل واضطهاد بأنواعه الطبقي والعنصري والعرقي و... و...ولا نريد الخوض في التفاصيل المعروفة ولا نريد أن نستذكر الحروب التي افتعلتها أو قادتها أمريكا أو نعدد الانقلابات التي حاكتها مخابراتها على دول ديمقراطية النزعة أو وقوفها بكل جبروتها وما تملك من أجل منع صعود قوى تقدمية أو ديمقراطية إلى السلطة في أوربا أو أمريكا وحتى آسيا أو في القارة الأفريقية التي استنزفت الدول الإمبريالية سكانها قبل أن تستنزف كنوزها من الذهب والماس والنفط.  نعم، كانت أمريكا وستظل مادامت تخضع لرغبات وآمال ومصالح الرأسماليين ستظل ترتكب الحماقات ضد الشعوب بما فيها الشعب الأمريكي نفسه، لا يهمها غير الربح ثم الربح ثم الربح.
لا يمكن أن نتغافل مصالح أمريكا الحقيقية في العراق وحتى من وقف معها في الحرب يدرك ويعترف بأن لأمريكا مصالحها الخاصة وكانوا يحاولون إقناع العالم بأن مصالح الشعب العراقي ومصالح أمريكا قد التقت في نقطة حرجة واحدة وهي إسقاط نظام القتلة والتي جاءت هي به ودعمته لسنين طويلة وها هيّ اليوم ستفرض على الدستور العراقي الجديد قوانين تحمي أسرارها ومصالحها التي قد يبوح بها بعض عملائها من أقطاب النظام، فهي تحاول جاهدةً إطالة مدة احتجازها لهم، ومن ثم قالوا أن بقاء أمريكا مهم وضروري لحين استتباب الأمن والنظام وها هي النتيجة من بقاء أمريكا دولة محتلة وبيدها كل شئ ولا أمن ولا نظام للمواطن العراقي الذي سأم الدنيا بعد أن أعتقد بأنه قد نجا من محرقة النظام الدكتاتوري، وها هو يرى بأم عينيه انهيار بلاده حجرة حجرة، نهبت آثاره وهدمت قصوره وجسوره واحترقت آبار النفط، ويقتل كل يوم العشرات من أبناءه الأبرياء، وآخرها قتل أطبائه وعلمائه ومثقفيه، ناهيك عن اختطاف الأطفال والرجال واستخدامهم كفدية، ناهيك عن السرقات وأعمال القتل والترويع.
أن الأيام القادمة حاسمة وحاسمة بكل شيء بالنسبة لوطننا فالمستقبل القريب سيبنى على ما ستؤول إليه هذه المسيرة التي انطلقت بعد سقوط الدكتاتورية.
أننا بحاجة ماسة إلى دراسة واقع الشارع العراقي وتدارك الأمور، ففي البداية وعندما وقفنا ضد الحرب وحذرنا من مخاطرها، قالوا لا حل سواها، وشاهدنا ما حل بنا من دمار وخراب، وبعد الحرب قلنا لنتدارك الاحتلال وكان العذر أنه ضروري من أجل استتباب الأمن، ولكن لم نر الأمن ولا الاستقرار بل زادت الفوضى عما كنا قد تحسبنا له، وقلنا احذروا من الأمريكان ولنمسك زمام الأمور بأيدينا وأن لا ندع أزلام صدام يفلتون من العقاب، ولكنهم تركوهم لحين ما تمكنوا من إعادة تنظيم أنفسهم وعبثوا ما عبثوا وكأن ما فعلوه طيلة 35 عاماً غير كافية وكانت النتيجة أحداث مؤلمة، وقلنا على مجلس الحكم أن لا يتمادى في قراراته إلى أبعد مما هو مؤقت كي لا يجعل من نفسه ممثلاً للشعب العراقي كي نعطي للديمقراطية صورتها الصحيحة ولكن أدخل مجلس الحكم نفسه في ما لا يعنيه وأصدر قرارات أمضى فيها وقتاً طويلاً وهو يعرف أنها سوف لن ترى النور وكانت النتائج سلبية علية قبل أن تكون على الشعب العراقي. 

واليوم تشكلت الحكومة المؤقتة والتي نرجو أن تسير بخطى صحيحة وأن لا تتعدى الصلاحيات المؤقتة المناطة بها وأن تعمل جاهدةً مع القوى الوطنية الأخرى التي ستنتظم في أشبه بالمؤتمر العراقي للقوى السياسية كي تسير بالبلاد إلى الأمام من أجل أنجاز الاستقلال التام وتحرير البلاد من المحتلين وتعزيز الأمن و الجبهة الداخلية وأن لا تعول على دور رئيسي وكبير لقوى الاحتلال خلال المرحلة القادمة وكلما قلصت دور هذه القوى لحين رحيلها التام، كلما نجحت في ذلك، وكلما أخفقت في ذلك ستقوض أرادتها ودورها وستزداد مصاعبها، وإذا كانت الواقعية السياسية التي ينادي بها البعض تجد أن من الضروري وجود قوى لحفظ الأمن فلتكن قوة دولية بقيادة الأمم المتحدة لا بقيادة أمريكية، فأن شعبنا الذي خبر أمريكا وحلفائها الآخرين وسياستها الإمبريالية ليس مستعداً أن يرى قواتها على أرضه، فشعبنا يكره أمريكا التي جاءت بصدام للسلطة ودعمته طيلة عقود طويلة، ان أمريكا ليست الحَكَم بل كانت ولا زالت وستظل الخصم، كما كان صدام وزبانيته الخصم دوماً لشعبنا العراقي بكل أطيافه وألوانه.
ما أود التنويه إليه لكل قوانا السياسية مهما اختلفت تلاوينها
لا تركضوا خلف أمريكا فلن تحصدوا غير المذلة، بل سيروا وسط الشعب العراقي فهو الحَكَم دائماً وأبداً. 
وأعلموا إذا أمتدحكم الشعب فأنكم على صواب.

216

المهرجان الشعري الأول للتيار الديمقراطي العراقي  في ستوكهولم 




محمد الكحط - ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي

ليومين متتاليين عاش أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم عرشا شعريا عراقيا، وأستمعوا وحلقوا في فضاءات جميلة حالمة بالغدِ الأفضل، من خلال مهرجان شعري أقامه التيار الديمقراطي العراقي  في ستوكهولم، ليومي، 16 – 17 نيسان / ابريل 2016 على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم وفي قاعة "سينسوس" في قلب العاصمة السويدية ستوكهولم، وبحضور كوكبة من الشعراء المبدعين، تحت عنوان (لا للإرهاب, لا للقوى الظلامية نعم للدولة المدنية الديمقراطية)، لقد افتتح المهرجان الشعري الاول برن الجرس بيد السيدة أم بشرى معلنا بدأ الفعالية عقبها السلام الجمهوري العراقي ومن ثم وقوفاً دقيقة صمت اكراماً لأرواح شهداء العراق، بعدها رحب عرفاء الحفل وهم كل من (دنيا رامز، زينب مسلم، د طالب النداف، صبري أيشو)) بالضيوف والشعراء والحضور جميعا. الغاية من هذا المهرجان هو المساهمة الثقافية في الوقوف مع حراك شعبنا من أجل نيل مطالبه العادلة لدولة مدنية وقدمت السيدة خولة مريوش كلمة التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، ومما ورد فيها، ((...تحية لشعراء العراق الكرام الذين لم يبخلوا على  العراق بوقتهم وجهدهم للمشاركة بالكلمة الصادقة والمعبرة في التضامن مع ابناء شعبنا في حراكهم الجماهيري الذي لازال مستمراً ومنذ شهور.. فأهلاً وسهلاً بهم بين أحبابهم وأصدقاءهم في ستوكهولم..لا يخفى على الجميع إن الفترة التي يعيشها شعبنا ومنذ سقوط الطاغية ونظامه ألفاشي ألبغيض قد كلف شعبنا ألعراقي ألجريح عشرات ألآلاف من ألشهداء والجرحى وألمعوقين وألأرامل وألأيتام وتخريب ألبنية ألتحتية لبلدنا .لقد استبشرنا جميعاً خيراً في العملية السياسية من اجل بناء بلد ديموقراطي، يسود فيه ألقانون ويتمتع فيه  ألمواطنون بحقوق متساوية، بلد يتعايش ويتآخى فيه جميع مكوناته على مختلف مشاربهم ألدينية ومعتقداهم ألفكرية، بلد تشرق منه مجدداً شمس التطور الحضاري شمس حمورابي وآشوربنيبال وسرجون ألأكدي ويكون لنا الحق في ان نقول نحن احفاد حضارة هي مستمرة، حضارة بلاد وادي الرافدين. لكن للأسف انتكست هذه العملية بسبب العديد من العوامل.. منها وعلى رأسها نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، وتقدم الانتماءات الثانوية على الانتماء للوطن، حيث أصبح الشأن الوطني ورقة في اجندة قوى خارجية تفرض ارادتها على القرار السياسي العراقي .وظهرت القطط السمان في مجتمعنا العراقي بسبب الفساد الاداري والمالي وسرقة المال العام، دون مراعاة لأبسط حقوق المواطن في العيش الكريم، وانتشرت الميليشيات وفلول حزب ألبعث ألساقط التي باتت تهدد السلم ألاجتماعي وتهدد مستقبل العراق السياسي الى الخطر...))، بعدها بدأت  فعاليات المهرجان والتي لم تكن فقط قراءات للشعراء، بل تضمن البرنامج العديد من الفقرات منها أفلام سينمائية عن الشعراء، بدر شاكر السياب، زهير الدجيلي، لميعة عباس عمارة، عبد الوهاب البياتي، والجواهري وغيرهم من المبدعين وهذه الأفلام من اعداد المهندس عدي حزام، كذلك تمَّ عرض فيلم وثائقي عن الحراك الجماهيري الَّذي بدء في تمّوز 2015 في بغداد والعديد من المحافظات العراقية.
الشعراء الذين شاركوا في المهرجان الشعري الاول، وقوفاً من اليمين.بولص دنخا, عبد الكريم كاصد, جاسم سيف الدين ولائي, فلاح هاشم, ميخائيل ممو, ابراهيم عبد الملك. جلوساً من اليمين هاتف بشبوش, نجم خطاوي, محمد المنصور, عواد ناصر, كامل الركابي, عبد الكريم هداد.
كانت البداية مع الشاعر عبد الكريم كاصد الغني عن التعريف، حيث أتحفنا بالعديد من قصائده، أخترنا منها ((أسد بابل)).
على بعد أمتار يجلس أسد بابل
لا مساطب تحيط به ولا أطفال...لا جنائن ولا أبراج...
وحين يمر الناس به لا يلتفتون ...يهز رأسه أسفاً مردداً جملة واحدة ...جملة لا يسمعها أحدٌ
وقصيدة ((من سورة الأنفال)):
كلّهم مخلصونْ
 حاملو الختمِ والمخبرونْ
 والمباعون بالثمن البخس
 والمشترون بنا ثمناً (في جيوبهم مرضٌ)
 والمعدّون، من قوّةٍ، ما استطاعوا لسمْلِ العيونْ
 والمصلّون تحرسُهم آيةُ الفتح
 (ما كان إلاّ صفيراً صلاتهمو)
 والملاقون ربّهمو خافضي الجنح
 والقائمون على سدّة العرش والقاعدونْ
 والمغيرون في الصفحات
 المنادون في الحُجُرات
 المذيقون أعداءَهم في المنام
 الشجيّون إمّا تراءتْ مطوّقةٌ
 والحفيّون
 والجانحون إلى السلم يتبعُهمْ سربُ طيرٍ أبابيل
 والصيرفيّونْ
 والحافظاتُ وراء مكاتبهنّ الفروجَ الأمينةَ والحافظونْ
 كلّهم.. كلّهم مخلصونْ
 يشهد اللهُ والمؤمنونْ
وهي من مجموعة (سراباد) الصادرة عام  1977

وقدم الشاعر ميخائيل ممو عدة قصائد بالعربية والسريانية
منها: ((آه  يا عراق))
آه يا عراق
يا بلد الخير
ويا طلعة الإشراق
آه يا عراق
يا مهد الحضارات
ويا دوحة الأشواق
آه يا عراق
يا ثرى الغنى
ويا زينة العشاق
آه يا عراق
يا مصدر الزهو
ويا منبع الأخلاق
آه يا عراق
أين أمسيت اليوم
من وجودك البرّاق؟!
عمدوك بميثاق
الدماء
بوطن الشر والنفاق
فأردوك تشكو
ليل نهار
كالشيخ المُعاق
فآهٍ عليك
وألف آه
من لهفة الأعماق
إليك أنا اليوم
أنتَ وأنتِ
كلنا في اشتياق
فكيف بنا
أن نلقاك
وأنتَ مكبل بالنفاق؟!
زادوك تسميات
بلد اليتامى
بلد الأرامل
موطن السُراق
فألف آه عليك
وعلى الفراتين
والنخيل الباسق
بدمعنا الرقراق
وعلى الضحايا
وتلك الثواكل
وكل امرىء مصداق
شريف السياق
أما الشاعر كامل الركابي فكالعادة أتحفنا بقصائد جميلة من الشعر الشعبي، منها
عصافير
العصافير اهنا
بالغابه الصبح
حلوه
وأليفه
تغني غنوه
وتبتسم للماشي
واتذّكره ابحبيبه
وعدنه
تشعر
كل عمرها
چن غريبه
واگفه ع التيل ترجف
من ذعر
خافن تحل بيها
مصيبه !
انتظار
النده
ع الشباج
واعيوني
وخريف
والشمس مرّت
مرَّت
خفيف
النده
ع الشباج
ظل يسيل
گطرات
عله مهله
عيوني
ع الشباج
غرگت
بالنزيف

تلاه الشاعر محمد المنصور حيث قدم من قصائده الشعبية، منها ((أجمل الأوطان)) وهي قصيدة غنائية لحنها وغناها الفنان طالب غالي في مهرجان أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم قبل عدة سنوات.
إحنه من أول زغرنـــه     للوطن حبنه هدينـه
ودرنه كل الدنيه درنـه     ولحظن بغداد إجينه
گمره ياليل الگصايـــب
تضوي بوجوه الحبايب
ودارنه شگد ما بعدنه         سدره وتفيَ علينـه
أجمل العالم وطنــــــه     جبال وأنهار ونخيـل
والكرم شيمة أهلنــــه      والوفه عدنه أصيــل
دجله تتباهى بحسنهـه
والفرات إيغار منهـــه
والشمس نثرت شعرها  ونقشت الحنه بإدينـه
أنت علــمت الكتابة     وأنت سنيت الشرايــــع
وأفتحت للعلــم بابه     وإهتدى بنورك الضايع
أرضك الطيبه محنـــه
والمجد بأسمك تغنـــه
خل يصير العيد عيدك  خل يرد الفرح لينــــــه
ومن بعيد وعبر شبكة الانترنيت تنادى صوت الشاعر الجميل خلدون جاويد الذي منعه المرض من الحضور لكنه أبى إلا أن يكون مشاركا، فكان صوته إدانه لكل السيئين والفاسدين مهما كان موقعهم.
يا ثورة الفقراء ...
أنري المسارَ برايةٍ حمراء
وتفجّري يا ثورةَ الفقراءِ
ثوري على اصنامِهم بل دمّري
تيجانهم سيري على الاشلاءِ
فالشمس قد طـُويتْ بسحر جمالِها
بخـُرَيْقةٍ لعمامةٍ نكراءِ
مات الضياء بموطني وتكوّمتْ
أشلاؤه في آلةٍ حدباءِ
عمّ السوادُ على ثياب أحبّتي
وهمَتْ عليها أدمعُ الشهداءِ
عمّ التظاهرُ في البلاد، وقد رمى
طوفانهُ بدواعشِ الخضراءِ
عمّ التفجّرُ. والتحجّرُ طوّحتْ
في الوحلِ منه عمائمُ العملاءِ
سلميةُ وتهابُها حربيةٌ
وتخافُ فجرَها أكهفُ الظلماءِ
مرحى تنجّفتْ الذرى مجنونة
بالنار تقدحُ رايةُ البؤساءِ
طوبى مع الفقراء شدتْ ازرَها
لا لن تخيبَ جحافلُ الفقراءِ
قد بُحتْ الآهاتُ في الدُنياءِ
بل بُح صوتُ الشمس في العلياءِ
المعدمون تمزقتْ اكبادُهم
مِن جور خضراءِ ومن جرداءِ
والمعدَماتُ أراملا  وثواكلا
تبكي على مليون عاشوراءِ
البدرُ مطعونٌ يعومُ بدمعِهِ
وهلالنا الذاوي غريقُ دماءِ
يا ايها القمرُ المحجّبُ قابعٌ
بدُجنـّـةٍ نوّرْ على الدكناء
يا ايها الحقلُ المصحّرُ ازدهرْ
جُدْ بالشذى والمجدِ والأضواء
شعبَ المطارق عُد الى آمالنِا
صِغـْها بعزم  سواعد العظماءِ
يا موطنَ العلماء عُد مستبسلا
ولتكتسحْ زمَراً مِن الجُهَلاء
يا روضة العشّاق عودي تغزلي
بالوردِ بالأطيار بالأفياءِ
بغداد يا قمر الزمان تأنـّقي
وتألـّقي بالأنجم الشهباء
لا تخضعي لدوابهم لا تخنعي
لفسادهم، والموت للقطاء
بغداد يا أمّ التكايا والتقى
ومنائرَ الزهّادِ والحنفاء
بغداد لا تهـِني وكوني وردة
نبوية علوية الاشذاء
بغداد يا ليلَ الضفاف وحانةٍ
للآن تعزفُ غنوة الزوراءِ
لا تنسي ذاتـَك فالنجومُ كسيرةٌ
عتمى بدونِك في دُجىً وعَماءِ
صناجة الدنيا حفيدة كوفة
المعطاءِ في شعرٍ وفي خـُيَلاءِ
مُتنبّي عصرِك فاقَ ناطحة الورى
بزّ الدُنى في حكمةٍ ونقاءِ
يا أمّ دجلة والفراتِ تحفـّزي
كي تفتكي بالعقرب الصفراء
هاهم خفافيش الظلام تجمعوا
في سقفِ اقذر قبة جذماء
فلتـُـسقطي سقفَ الخنا، بل مزقـّي
سُجُفَ الوبا ومخابئَ النغلاء
وكما رمى الزيْديّ سيّدَ نهجـِهم
أحرى بهم ان يُقذفوا بحذاءِ
وغدا ستقتلع العراق أراذلا
"شلعا"على "قلع" بلا استثناءِ
البحرُ كالبركان ثارَ مُجلجلا
لن ينحني لبنادق الجبناء
فعمائمُ اللـّـقطاء طاحَ زمانـُها
أحرى بأنْ تـُـرمى ببيتِ الماء !

وكان للشاعر عواد ناصر صولته الشعرية هنا فقدم مجموعة من نتاجاته
منها ((صاحبي))
صاحبي نفسَك الخائفةْ
واخرجي معها في العراءْ
صاحبيها..
وبوحي لها بالّذي يتيسّرُ ممّا يؤرّق كلَّ النساءْ:
الزواجُ وما يلزم الإبنَ عند الزواجِ
وأحفادُك ينظرون إليك كأختٍ،
وقد يتشّهاك شخصّ يمر مرورَ الكرام على شفتيك،
فلا تغضبي..صاحبيها،
وكونا جناحينِ كيما تطيرانِ نحو سماءٍ ملبّدةٍ بالأساطيرِ والتورياتِ
ولا تخجلي من غرامٍ وشيكٍ يراودُ شرشَفكِ الناشفَ، بعد دهرينِ من زوجِك الأبديّ
ولا تختفي..خلفَ هذا القناعِ يغطّي أنوثتَك،
ولأنّك أنثى،
سيكفيكِ أنّك أنثى تؤرّخُ أحلامَ كلِّ الرّجالِ بجرأَتِها
إنما الحبّ تجريدُ كلّ الزمانِ
وكلَّ المكانْ..
صاحبيها،
وكوني اختصارَ الإناثِ اللّواتي انكسرنَ قُبيلَ الغرامِ وبعدَ الغرامِ
وأقصدُ كوني تلاؤمَ ما تشعرينَ وما تحلُمينَ وما تُدركينْ
صاحبيها،
وكوني صديقتَها واختَها عندما يسرُدُ الشهريارونَ نصَّ الذكورِ المملَّ،
فلا تملكُ الشهرزاداتُ غيرَ روايتِهنَّ لكيما يؤجّلنَ موتَ النساءِ الوشيكْ.
صاحبيها،
فليسَ سواها جديرٌ بكِ، الآن،
إن النساءَ الوحيداتِ يشعُرْنَ أكثرَ منْ غيرِهنَّ
بهذا الفراغِ الذي يعتري الكونَ،
فلتخْرُجي من زمانِ الحريمِ إلى لغةٍ واضحةْ،
لغةُ الجسدِ الحرِّ والموتِ في شهوةٍ جارفةْ،
إنّما زمنُ الحبِّ يبدأُ من قُبلةِ خاطفةْ.
ليسَ أقرب من نفسكِ، للحوارِ الثنائيِّ، من نفسِكِ، فاستريحي لها، واطمئنّي بها،
صاحبيها، رجاءً،
لكيما تكونُ الحياةُ، حياتُك، أبسطَ ممّا يؤرّقها،
صاحبي امرأةً تشبهُ قلبَكِ،
أحلامَك البيضَ،
تشبهُ حتّى الأغاني التي تشبهُكْ.
 صاحبيها،
إذا موجة لم تصاحبْ شقيقتها سوف يضطرب البحرُ
فلتنزلي الماءَ،
إن مياهَ الشواطئٍ تَقبلُ كلَّ الّذين يخافونَ عمقَ البحارِ..
ولكنْ، هنالكَ، في  وسَطِ البحرِ يكمنُ روحُ التّحدي المثيرْ،
فاغرقي،
واغرقي معها،
ثمة من يمدّ لك وسطَ دوّامة الموجِ يدّاً
إنه أنتِ في لحظةِ الغرَقِ الحلوِ،
لا شيءَ أجمل من غرَقٍ عندما تطمئنينَ للبحرِ،
سوف تحبّينَه،
إنها أختُك تتقاسمُ معْكِ البحارَ
وقد تتقاسمُ معْكِ السريرَ وفازةَ وردِ لكِ وَلَها،
 صاحبيها..
وغطّي السريرَ الذي يحتوي البنتَ عندَ بلوغِ المساءِ الفجائيّ،
غنّي لها بعضَ تنويمةٍ قبلَ نومِ الفراشاتِ فوقَ جبينِ النعاسِ،
ولا تزدَريْها،
ولا تَعْبأي بالتجاعيدِ ترسمُ منتصفَ العمرِ ما بينَ ما يعتريها من الظلِّ تحتَ غُضونِ يديْها،
ولا تكْسرِي الحلمَ في لحظةِ الحُلمِ،
لا تُخبريْها بما حلَّ فيكِ وفيْها،
فقطْ صاحبيْها.

وللشاعر جاسم سيف الدين الولائي مساهمة حيث قدم العديد من قصائده، منها:
مرمرٌ وقطيفة..
سأعشقُ مرآتَها ومروءتَها،
ومراودَها ومراري.
وردةٌ فوقَ هذا الرخامِ  العظيمْ
وحريرٌ شغوبٌ على نهدِها
وحريقٌ على ورقي وانكساري.
لو اكسرُ فِضتَها وقراري

أما الشاعر بولص دنخا فقدم العديد من القراءات منها
السيف على شعبي يعود
اصل القصيدة باللغة الاشورية
جحافل البرابرة تحط على بلادي
السيل الفاحش
بذور الخبث
اعداء الانسانية
ثقافة الانحطاط
جمهرة الكفر على شعبي سيفهم يعود.
اليوم يغزو ارض العراق... الارهاب
وكل قرن السيف من رقاب شعبنا لا يغيب
بناتنا غنائم قوى الكفر في المغيب
غزاة ارضنا يحرقون كل يابس واخضر
ونحن ننتظر الخلاص من الغريب
نحن في سباق مع الموت
تاركين الوطن تحت اقدام الطغاة
وطوابير شعبنا بانتظار ملجئ امين.
ترك شعبنا تقاليد الدفاع عن النفس
استسلمنا للسيف واصبح اسيادنا الغزاة
نادينا على الارض السلام وقبلنا البرابرة
قسمنا شعبنا الى طوائف تحت راية الهية
تركنا الارهاب يدمر تراثنا فخر المدنية
وأصبحنا عبداً لمن دمر حضارة الخلود الابدية
فرحتنا بكاء ونوح وولولة
قاعاتنا مليئة بمقدمي العزاء
ونحن غير داركين، ليس لنا مدافعين
وخلاصنا من الارهاب بعيد
تحت حكم احزاب باسم الدين
نحن فقط في جدال ونقاش المجانين
والوطن يحكمه اليوم السراق والدجالين
وابنائه البررة يقاتلون الارهابيين
والشبيبة في كل شبر من ارض النهرين
ينادون بالعدالة وقصاص الفاسدين.
وقدم الشاعر والفنان فلاح هاشم العديد من قصائده تحت عنوان عراقي، أنشد لها الحضور كثيرا، لما فيها من إمتاع وتعابير صادقة.
((في الليلِ حين تختفي ملامحُ الجدارِ في غرفتهِ
و شــوقُـهُ يـحـتـدّْ
تزورُهُ وجـوهُ مـفـقـوديـنَ مـنـذُ أولِ الحروبْ
ومـوكـبٌ من صَـحـبـهِ
تناثرتْ أيامُهم في رُقعةِ الـنـجـومْ
في رأسِـهِ
حمامةٌ تحومْ
ولا تـرى ســفـيـنةً في الـمَـدّْ))
 وفي أخرى بعنوان:
(التمني)
*****
قرأتُ ( لو ) في أول القصيده
قرأتُها في المنتصفْ
 و لم تزل مفتحوحةً على احتمالٍ مبهمٍ
قد يرتمي مـسـترخياً على حرير وردةٍ
أو صخرةٍ ..
قد لا يمرُّ من هنا ..
 ألا على بحر الصُدفْ
وكلما جاورني أو ابتعدْ
أقول : لو ....
لو كان قدْ ....
لكنه ....

 (( عراقي ))
***************
 في داخلي أغان مرحه
و نكات تضحك السامعين
في داخلي شـلالُ كركرات
وموسيقى  تطلق أقدامي راقصةً في الريح
 
ولكن :
 لأني عراقيٌّ حتى النخاع
أجلت ذلك كله
ناحتاً من ضلوعي  سجناً بلا أبواب 
خـشية أن يقال عني : بطران
يضحك و يغني و يرمي النكات
ويرقص يرقص يرقص
بينما بيته يشتعل .

أما الشاعر هاتف بشبوش، القادم من الدنمارك، فقد أتحفنا بالعديد من إبداعاته منها قصيدة ((عـودةُ ماركس)):
ها أنا عدتُ
 في صلبِ أحداثِكم المروّعة
 عدتُ كما كنتُ حينذاك
 لم أشاركْ, في تقسيم تفاحةٍ, بسكينِ العاهاتِ المستديمةِ
 ولا بنصلِ الفرقِ بيني وبين الآخرين
 عدتُ كما ترَون.......
ليس لي حفيدُّ, جالسَ الأوغادَ في قاعاتِ سايكس بيكو
 وليستْ لي زوجة، تتكئ على التعاويذ
 أو ترتدي زيأً مغلقاً, يثيرُ القيء والدوار .
عدتُ........
كي أقولَ, للأبرشيّ, للسيدِ, والوليّ
إنّ كومونةَ باريس
 أنجبتْ رامبو, وكلّ الفتيةِ المارقينَ
وكلَ منْ رفعَ الراية ضدّ القداس, وكلّ منْ إنضمّ الى اللواء الزاحفِ
 الى رمالِ تماثيلكم, التي سرعان ما تناثرتْ
 تحتَ وطأةِ صرخاتِ, منْ أرادوا القوتَ الخزينِ
 الذي يملأ كروشكم.
جئتُ سعيداً.............
وأنا أرى عن كثبٍ, كلّ الذين تشافوا
 من مورفين الليكود, وهيرويين اليسع, وكوكايين الحرمين
 وهاشِ الفضيلةِ المدافِ مع عسل الإماميّةِ.
عدتُ................
تاركاً ورائي مجاعة السنين, وما من وليمةٍ، تحفّزُ فيّ الشهيّة والنهم
 عدتُ............
محدقاً الى منْ هزّتِ الأرضَ بيمينها
 والى رجالِ المسيرةِ العظمى, المعلّقّين بخيط الأملِ
 عدتُ .........
رافعاً يديَ السمحاءَ, أغمسُها باللاّزورد ملوّحاً
 لمجيء البحرِ في قوارب النجاةِ, وصمتِ الأنهارِ
 وأبجدية الوجودِ, في مدائنِ الجنانِ
 عدتُ.......
بزيٍ قديمٍ فوق سورِ الصينِ, وبعينيّ زرقاءِ اليمامةِ
 لكي أرى أجيالَكم
وقوافلَكم
شعوبَكم
 سلاطينكمْ
 وقد أهلكها الطوفانُ, إبتداءً مِنْ وول ستريت.
عدتُ.......
كي أرى شاهقاتكم في نيويورك، تتهاوى
 بسلاحِ المنبوذينَ, وراءَ النجمِ اللاهوتي البدوي المظلمِ
 عدتُ........
تحتَ المطرِ اللاتينيّ، الهاطلِ من سماءِ دا سيلفا

وكان للشاعر الشاب والمتألق دوما ابراهيم عبد الملك دلوته وإطلالته المفعمة بالمشاعر فألقى العديد من قصائده منها  ((تركة))
أبي الذي حيَ ظنَّ العيدَ وشيكاً
أغمضَ, دونَ وَصِيَّةٍ,
مُطمَئِنّاً على العِيالِ
تركَ خلفَهُ نظّارَتَهُ الشَّمسِيَّةَ
التي لَن يملأَ حِضنَها رأسي مهما كَبُر
ساعتَهُ السَّيْكو
التي لم تُخطئ الحِسابَ مَرَّةً
قبلَ صَمْتِها المفاجئ
مِسبَحَةَ الكَهرَبِ الثَّقِيلَةَ
جدراناً خَبَّأ عَنّا ف شُقوقِها
عجزَهُ عَنْ ترميمِها
زْهيْرِيّاتٍ حمراءَ
حفَرَها قَلَمُهُ القوبيا على وَرَقٍ أصفرَ
صناديقَ خيباتِهِ
دفترَ دائنيهِ
وحكاياتٍ بَتَرَ الخوفُ نهاياتِها فَلَم تَكتَمِل يوماً
ولي أنا
ترك أُفُقاً هُزِمْتُ فيهِ, كما يقولُ صديقي,
المرَّةَ تِلوَ المرَّةِ
فجرَ اليوم..
كُنا نتمشّى,
أبي وصغارُه الثمانية,
ف البابِ الشَّرقِيِّ
وجيوبُنا الصَّغيرةُ لا تَسَعُ عيديّاتِنا
بينما كنتُ أحاولُ إدراكَ
سرِّ تقطيبِ جبينِه...

وقدم الشاعر عبد الكريم هداد قصيدة ((في تلكَ السَماوَة..!))، وقصائد أخرى، حيث نالت إعجاب الحضور.., أخترنا ما يلي:
للتوِّ..
" كَمَشْتُ " السَابِعَةَ عَشرَ عَامَاً
من عُمري
حينَ قَفَزْتُ – بإستعجالٍ -
فَوقَ طفولَتِي الخَاليَةِ منْ أكاذِيبِ شعراءِ الدولةِ
وسَاسةِ الإحتفالاتِ السَاخِنَةِ
أرِدْتُ أللحاقَ بأبِي على سِكّةِ القطارِ القادمِ من البصرةِ
كانتْ عَصافيرُ البساتينِ المُحِيطَةِ بالسَماوَةِ – تُشْبِهُنا -
تَبْحَثُ عن الخُبزِ والأمانِ ونهاراتٍ للمَرَحِ
مَازالَ المَشْهَدُ طازِجاً من دونِ ذبول
حينما أوصَدوا بابَ الزِنزانةِ دوني
كان جيبُ قميصِي خَالياً من أيِّ صورةٍ للحبيبةِ
أو عناوين إخوتي الجديدَة..
ذاكرَتِي تُشبِهُ شاي الصَباح
وأهلي مملكتي كانوا.. من دونِ حزنٍ
محاصرٌ وَحدِي.. هذهِ الليلة
بذئابِ أمنِ دولةٍ دستورُها خطابُ مزاجٍ بدوي
وتساؤلي يجرجرُني من شعرِ رأسي على أرضية السجنِ
صنعتُ حينها إرجوحَةً لطفولَتِي بينَ الحِيطانِ
مَسَحْتُ الغُبارَ عَن مخيلةٍ مشدوهَةٍ بطوفانِ الألمِ
لألمسَ غبشةَ عُمري قربَ سوقِ السماوَةِ القديمِ
وأنا أتأرجحُ فوقَهُم  كلاعبِ سيرك
راقِصاً وخائفاً ومتخماً بأحلامِ مراهقَتي
أنا وأرضُ اللهِ ، نطفو في الهواءِ.. 
يَمسُكُنا خَيطٌ مَفْتولٌ من دمعِ الحبيبةِ والعَذابات
ربما يكونُ وَتَرَ كمَنْجَةٍ
تخبئُ لَحْنَها فِي رَأسِي منذُ سِنين
وصَدرِي الذي نبتَتْ فيهِ مساميرُ صراخِ الهَذيان
كنتُ أخْتَنِقُ.. إختَنَقْتُ مِراراً..
فأتنَفسُ إفتتاحيةَ الجَريدَةِ في عددِها الأخير
وحفلَ حكاياتِ الصَبايا أمامَ بابِ مدرسةِ المدينة
لا سَماءَ بإتِساعِ نافِذَتي المقفلَة
حين كانت الوَحْشةُ ثقيلة..
تزرعُ غاباتِها داخلَ الزنزانةِ
فأحتشِدُ وحْدِي هُناك، أدفعُ بالحصارِ بعيداً عَنِي..
وراياتِي تحتَ قميصِ الصَيفِ، أُخبِئُها..
عن أسْئِلَةٍ مُباغِتَة، يحذرُ منها جُلاسُ المَقهَى القَديم
وأنا أغسِلُ أحزانَ رأسِ أمِي.. التي مازلتْ تنتظرُ - بعد وفاتها-
عودةَ أبنائِها الثلاثَة من الوطن..
ألمْ تكنْ هيَ في الوطنِ
ألمْ تكنْ هيَ
ألَمْ
ألمٌ..
وهَواءٌ..
يُداعِبُ الفُصُولَ وريشَ الطيور
لم يكن سهواً..
حينَ هربَ منِي نحوَ سرابٍ ثَخينٍ وخوفٍ خشن
كان ينقرُ بابَ زِنزانَتي
مثل تَغْريدَةِ شجرٍ خالٍ من الأعشاش
يا لِصَبْري حفرَتْهُ السياطُ مِراراً
وحينما تَركَني الجَلّادُ غَاضِباً وأكثرَ حِدَّةً من أنيني
فاضَ اللَحْنُ..

كما قرأ الشاعر نجم خطاوي العديد من نتاجاته الجديدة اليكم منها هذه القصيدة:
((يقين ضائع))
كم حاولنا زورا
إدعاء الفخامة
والهيبة الفارغة
نتظاهر بالطيبة
والظهور كحملان وديعة
متفاخرين بأسلاف الغابر
وبأمجاد داحس والغبراء
وفي كل مرة
يفضحنا دون هوادة
ظمأ سطوة القتل
وجوع أغاني الثارات.
سناجبنا تكاثرت
وشجرة السلطة تبدو وارفة.
وفرة سائبة
وثعالب تمرح في الغابة.
ربما سنظل هكذا
دهوراً أخرى
ندور حول هشاشة الدور
ماضين صوب التراجع
نحو يقين الضائع
تدثرنا سخافة الحجة.
........
عن ماذا
سأحدث جارتي الاجنبية العجوز
تسأل عن وطني البعيد !!
وابل أسئلة تمطرني
ليست لي مفردات لائقة
ولا جمل مسرة
أغطس وسط الحيرة
في انتظار جواب مبهم.
.......
في يوم ما
في الطفولة
حين كثر بكائي
جلبوا لي حملا
صار صديقي
وبعد نصف عام
وقبل ازدهار سعادتي
أعادوا لي حزني
حين أرادوا نحره
بلا حجة ودون جوع.
في تلك الأيام
ضج يافوخ رأسي
بأصوات مطارق ثقيلة
مبتدأ رحلة العذاب
وكان مسك الختام كما بدأناه مع الشاعر عبد الكريم الكاصد الذي أتحفنا من جديد بالعديد من إبداعاته، ليختتم المهرجان حيث قضينا أجمل الساعات التي حلقنا فيها مع الشعراء الشعر الذي تغنى بالوطن وعبق التاريخ وذاكرة المكان، وآهات الغربة ولوعة الأشتياق، ولقطات وقفشات الشعراء من لحظات الحياة بحلوها ومرها، بفرحها وحزنها ولوعاتها، مع الأمل باطلالة الفرح الدائم لشعبنا.
في ختام المهرجان تم تكريم جميع الشعراء بدرع المهرجان وشهادات تقديرية، لمساندتهم شعبنا وتحمل معظمهم معاناة السفر للمشاركة مع التيار الديمقراطي في نشاطه الثقافي الهادف هذا، كما تم تكريم منظمة الحزب الشيوعي العراقي ورابطة الأنصار الشيوعيين والجمعية المندائية في ستوكهولم لدعمهم هذا المهرجان، والعديد من الزملاء من الذين ساهموا في إنجاح هذه الفعالية، الذي كان الهدف منها دعم الحراك الشعبي الوطني في العراق الهادف الى الخلاص من سياسة المحاصصة والفساد وبناء مجتمع العدالة الاجتماعية، كان المهرجان فعلا تظاهرة ثقافية سياسية ناجحة، استحق تثمين من أشرفوا عليه.
صور من لفعالية:

217
يسر اتحاد الكتـّـاب العراقيين في السويد وبالتعاون مع سنسوس بدعوتكم لحضور أمسية نادي القصة " وذلك يوم الجمعة الموافق 29 أبريل الحالي في تمام الساعة الخامسة. الطــابق الثالث قاعة رقم 310
في   Sensus Medborgarhuse
العنوان
Stockholm
310 Medborgarplatsen ,plan 3 ,sal
Sensus
                     والدعوة عامة
 

218
ستوكهولم: أمسية استذكارية للفقيد الكاتب والشاعر الغنائي زهير الدجيلي
أمسية تألق فيها الوطن، وشعر الدجيلي النابض حباً





    محـمد الكحط - ستوكهولم-
في وقفة وفاء من أبناء الجالية العراقية في السويد للشاعر زهير الدجيلي ولطيوره ولروحه المحلقة في سماء العراق، تم إحياء ذكراه بدعوة من اتحاد الكتاب العراقيين في السويد الذي أقام أمسية في ذكرى أربعينيته، تناولت حياة ونضال وإبداع هذا الإنسان الذي ارتبطت حياته بحبه للوطن وللناس وذلك يوم السبت 9/ نيسان/ 2016 في بناية مؤسسة سينسوس  وسط العاصمة السويدية ستوكهولم. حضر الأمسية جمهرة من الفنانين والأدباء والشعراء والإعلاميين والمثقفين، وعائلة الفقيد المتواجدة في السويد، وبعد الترحيب بالحضور من قبل الشاعرة زينب الكناني، جاءت كلمة اتحاد الكتاب العراقيين في السويد قرأها سكرتير الاتحاد جاسم هداد وجاء فيها، ((نحتفي بمن عمدت الشطرة شاعريته، حيث الولادة والنشأة والصبا، كان له دوره المتميز في تجديد حيوية القصيدة الغنائية، ومنح الفكر الإنساني كل شبابه مناضلا، حيث قضى أربعة عشر عاما من عمره سجينا، نزفت فيها جراحاته العبقة قصائد رائعة، حيث تعرض للاعتقال عام 1954 وحكم بالسجن سنة ونصف، واعتقل ثانية عند اشتراكه في التظاهرات المناصرة لتأميم قناة السويس عام 1956، ولم يطلق سراحه إلا بعد ثورة 14 تموز 1958. ففي الثالث من آذار 2016 غيب الموت شاعرا جسد كل قيم الإبداع في قصائده، ولغته الشعرية الرائعة المتدفقة كالفرات، ومثل حمامة في سماء العراق، ونجمة مشعة في تراثنا الخالد في أغانينا التي نحب، فهو الذي وظف الشمس لتكون حمامة زاجل تحمل رسائله للأحبة، أليس هو القائل:
يا طيور الطايرة مري بهلي
ويا شمسنا الدايرة شوفي هلي
ووظف القمر مثلما وظف الشمس من قبل:
يمتى تسافر يا قمر وأوصيك
والوادم البيها الأمل تدليك
ويستدرك وبلوعة فيقول:
وقبلك ردت لي امسافر لديرة هلي
اشكد دورت.. ما حصلت
وصار العمر محطات
أما:
عازت أيامي فرح وتريدكم
وها كثر كَلبي يلح ويريدكم
تعبر بشكل صادق عن الغربة والاشتياق المخلص
أما الصورة الشعرية الرائعة التي تحمل التناقضات والحيرة واللوعة في قوله:
امحيرني ساعات الصبح شو جنك اتودعني
وساعات بغياب الشمس ملهوف ومضيعني
ولكم تأمل لوعة الحنين في:
حنيت وأترجه .. أترجه دليلي وعيني
بلجن عذاب افراكَم بهداي من ياذيني
غيب الموت  "زهير الدجيلي " الكاتب والصحافي  والمحلل السياسي والشاعر الشعبي والمؤلف للأغاني وكاتب السيناريو للأفلام والمسلسلات التلفازية، كان مبدعا مخضرما شاملا، كتب الشعر المقفى والعامي، ويعد من ابرز شعراء القصيدة الشعبية، لا بل رائدا في بناء القصيدة الشعبية التي تبنت هموم الإنسان الكادح وقضاياه، تماهيا مع هبة الفكر اليساري في حينها، تميزت قصائده بذلك الخيط الدقيق من الحزن والألم، لأن بساطة تراكيبه جعلت من السهل على المتلقي أن يتابع معها قصة حب ووطن، وهو القائل: انه لا يكتب بعيدا عن فكرة الوطن، هو مسكون بهذه الفكرة التي تمده بالطاقة ليكتب وتبقيه حزينا دائما.
وفي مجال الصحافة، مارس العمل الصحفي لأكثر من أربعين عاما ...)).
ومن ثم كان لشقيق الفقيد الأستاذ فرات المحسن كلمة تحدث فيها عن سيرة زهير الدجيلي، وما مرّ به من ظروف صعبة منذ صباه حتى وفاته، أما رئيس اتحاد الكتاب كريم السماوي فتحدث فيها عن فترة سجن نقرة السلمان التي قضاها الفقيد، وفي كلمته ((تحدث عن سجن الشاعر زهير الدجيلي في مرحلة مبكرة من حياته، وهو الأمر الذي تكرر لاحقا، حتى أن طفلته الأولى "هدف" ولدتها أمها في السجن، بينما زهير في سجن آخر. وكان سجن نقرة السلمان أطولها وأشدها على الشاعر، شاركه فيه نخبة من أدباء وشعراء وسياسي العراق الذين تأثر بهم وأثـّـر، كانت أعدادهم في تزايد حتى بلغوا الآلاف، وحتى أصبحت حصة السجين مساحة محددة بــ  190 سنتيمترا طولا و45 سنتيمترا عرضا. ونظموا النوم بطريقة "الكاز" أي على واحدٍ من جنبيهما، وغير مسموح للسجين النوم على ظهره أو بطنه.
      وفي ذلك السجن القابع في عمق الصحراء المتصلة بصحراء نجد تفتحت قريحة الشاعر ليخط قصائده الجميلة، تلك القصائد التي كان يلقيها في ندوات يوم الاثنين التي كان يديرها فاضل ثامر. بينما يُلقي مظفر النواب قصائده في ندوات يوم الخميس التي يديرها ألفريد سمعان.
     وهناك في ذلك السجن الرهيب نظم السجناء حياتهم وبنوا أول مجتمع اشتراكي منظم وفق قوانين يشرف على تطبيقها السجناء أنفسهم، وزعوا الأعمال على السجناء كل حسب اختصاصه ورغبته في العمل. وقدموا الخدمات بكل أنواعها مجانا لكل سجين محتاج إلى تلك الخدمة ودون منـّة. في هذا السجن عاش زهير الدجيلي سنوات عديدة ليساهم في جعل السجن نموذجا للتعاون. وبنى السجناء مطبخا كبيرا يقدم ثلاث وجبات يومية لكل السجناء، وتمكنوا من جلب مياه الشرب والاستخدام من الآبار القريبة والبعيدة، كما كانت هناك هيئة طبية متخصصة ومن واجباتها خفارة ليلية، وتنظيم رياضي ومسابقات، ودراسات مختلفة من محو الأمية إلى دراسة الاقتصاد واللغات والآداب وغيرها. وأصدروا مجلة من 8 صفحات. ورصد للإذاعات وتجهيز نشرة إخبارية يومية. حتى تمكنوا من جعل السجن مدرسة وجامعة. وهناك حيث زادت وشائج العلاقات أكثر بين زهير الدجيلي وجاسم المطير اللذين كـُـلفا من قبل الحزب بمهمة جمع المعلومات من جميع المعتقلين وكتابة القصص عن قضايا التعذيب والموت والإعدامات. وكانت هناك 150 صفحة تؤرخ وتوثق ما جرى في معتقلات الحرس القومي وقصر النهاية لروايات التعذيب والقتل. هناك في ذلك السجن المسمى بسجن نقرة السلمان قضى الراحل زهير الدجيلي سنوات من زهرة شبابه، وحين وردت برقية تفيد بإطلاق سراحه هو وخمسة آخرين كتب جاسم المطير:" لا أدري لماذا تضغط عليّ الكآبة هذا المساء، بينما المفروض أن أكون مسرورا. غدا يتحرر زهير الدجيلي وخمسة سجناء آخرين من نقرة السلمان.. هل من الصواب أن أشعر بالخسارة إذ يغادرني صديق مثل زهير الدجيلي إلى الحرية؟! " ويضيف:" لقد كان لي عونا في كثير من الأشياء التي احتجت لها بهذا المكان.. أقرب من أخ وأكثر من صديق. كنا كشخص واحد اسمه زهير المطير أو جاسم الدجيلي كما كان يقول بعض الأصدقاء من محبي المزحة." ولهذا وبعد مراجعة للنفس يضيف:" شعرتُ أن زهير هو الرابح الأكبر من الحرية وعليّ أن أكون أنا أكثر مسرة وفرحا من غيري من السجناء.))
     وهكذا تحول السجن إلى مدرسة وجامعة وجبهة كفاح ومصنع للرجال واشتهر بإهزوجة ولازمة يتغنى بها الجميع ونصها:" المايزور السلمان عمره خسارة ".
وألقى الشاعر الشعبي كاظم الوحيد قصيدة شعرية رثائية للفقيد، وهي تحت عنوان ((حسبالي))، جوابا لقصيدة الفقيد:
)  يا طيور الطايره مرّي بهلي)
وگليلهم ..
ليش الوطن ناسينه ؟
الليل كله اتنطره ،، وماغمضت
و(البارحه) لحظه بحلم مر بينه
وهنا (ينجوى) الشوگ كاتلني شكثر
رايد أجيكم  كافي مو ملينه
لو تدرون  بينه شگد نحن ..
والفرگه هدت حيلنه وتاذينه
(عَل هودلك يا يابه الهود لي)
بالغربه لتراب الوطن غنينه
(مراضيتك) وروحي تحن ..
فدوه تگلك يا وطن بس كون
ترضه علينه
وبيه (هوى الناس) العذب
حب اوفه .. والشاهد الله علينه
(انحبكم) وحگ رب العرش
ماي وعشگ شاطينه
وَيَا ما (مكاتيب) وصور وأجمل شعر
وي الدمع ودينه
(ولا مره وحده) الروح زعلت من صدك
بيها ترافه من الورد ..
ومن الورد أحله عطر ينطينه
طالت (محطات العمر)
ضاعت اسف بالغربه كل سنينه
(بيت العراقيين) ( ياعالي يظل(
كل سا يعتنه الشوگ وسوالف
گبل تروينه
مشتاگ انه لدجله العذب
ياريت اعبر بالفرح جسرينه
يمته .. يمته أحضنك ياوطن
وتعود تضحك للهوى اليالينه
ولديرتي وناسي وهلي
لبغدادنه .. بويه أشكثر حنينه
( يمته تسافر يا گمر) وياك اخذنه
وللمحب ودينه
(لسنبل الديره) وبيتنه
ولمّة هلي اوادينه
(حسبالي) اظل عايش صدگ
(مغربين) تاليها
وغرب ظلينه
ابوذيه
عزيز انته ورحت يا حيف،، عناي
جرح فرگاك ينزف دوم،، عناي
زهير ومن يمر طاريك ،، عناي
تفز اجروح عشر اسنين بيه.))
وقدمت قصائد من شعر زهير الدجيلي قرأها الشاعر جاسم الولائي، تلاها تقديم
 قصيدة رثاء للفقيد كتبها الشاعر ناظم السماوي وقرأها على الحضور الشاعر محمـد المنصور.
 
وقدم الشاعر الشعبي نائل الشمري قصيدة بالمناسبة، في آخر فقرة كان لشقيق الفقيد الأستاذ فرات المحسن كلمة مؤثرة عن الفقيد بعنوان: ((وها يوم إنكضه .. ورحل آخر أخوتي)) وفيها:
ما كانت لتسعد قلب أخي  زهير الدجيلي كل بقاع الدنيا التي تنقل فيها.
وما كان يسعده ويطربه غير ذكر العراق.القصيدة عنده مفعمة مترعة بوجد غريب يتماهى الوطن فيها بالحبيبة. يوجعه وينخر صدره ويعتصر قلبه شجن المدن وعذابات فقرائها. مسالك ودروب وشعاب عراقه الموجوعة. تجربته تمتد بقسوتها دهرًا، عجنته وصيرته عاشقًا وشاعرًا.  لفح شمس نكَرة السلمان وجفاف صحرائها. سجن بعقوبة وبغداد ومنافى وسجون راوندوز وقلعة مندثرة في الرمادي. وحشة الدروب والضياع، كل تلك السنين العجاف وأيامها المؤذيات الممحلات. أعوام غربة قاسية، ووطن يترقبه من بعيد وهو ينهب ويباع ويتمزق، ولكنها ومع كل عذاباتها لم تجفف في قلبه نداوة الحب وطراوته لا بل زادته وجدًا وتعلقًا فراح يلهج بوطن ويمجده حبيبة. يناجيها بعذوبة مع كل حرف يخطه وهواء يستنشقه.
 بهجة الناس وقوة شكيمتهم وبأسهم وحيوية الحياة التي تنبثق من أعينهم يطريها نشيد ما سكن يومًا بعيدًا عن قلبه. يلثم هديل حمامات القباب وهو يحثها على نقل أشواقه لتلك الضياع التي هجرته وهجرها لفرط وحشيتها وفروض عبوديتها. يصقل حبات كلماته من رائحة الطيبة وهي ترش ضوعها عبر نوافذ البيوت لتطلي بقدسيتها وأسرارها وجوه محبيها، فيدسها زهير بين طيات أوراقه ثم يطشها فوق راحة أيادي محبيه.
مياه ومسنايات الأنهر وصوت نواح النوارس وضجيج فرحها. نذور القديسين ورائحة الشمع والياس، خرير الماء في بدعة الشطرة، وزحام الصبايا في أزقة عكد الهوى. وشوارع بغداد واستراحات الصالحية والشاكرية وعريشة في بيت صغير تفوح منه رائحة أهل ومحبين، ودرب رفاق كان يدرج فيه منذ صباه وتزدحم ذاكرته محتفظة بكل ذاك الصخب والفرح والمحبة التي ألهمته وعلمته أبجدية الحروف. كان يعب كل ذلك بشغف وعذوبة ونشوة. يقتنصها مفردة مفردة يرصها بين شغاف قلبه فتكون العراق.
وطن ليس كباقي الأوطان كان العراق..ولزهير بكل ذرة تراب فيه وقفة ولوعة محب.
يا وطن
كلما تنطفي ويملي الرماد عيونك يحركوك
يا زينة أوطان الدنيه يا شيال ضيم الناس
يا بيرغ الهيبة العالية بالناس
بستان المحبة وجنة الدنيا وفرحه وبهجة الأشواق
ياذلتك من أولادك ينهبوك
ياويلي .. هاكثر ضاموك
وروحي ذلت بيك من ذلوك
ياويلي عليك
يا جرح الغميج بكلبي
يمته تهيد
من يقف جوار أبي هدف زهير ويتنصت نبض قلبه يجده مسكونًا حد الثمالة بذاك الحب، حب ما خفتت جذوته أبدًا.. وطن تستحيل وجوه الناس فيه إلى ألوان وورود وبسمات وقبلات وأمنيات مفعمة بالأمل، ولكنها مغموسة أيضا بآلامها وخيباتها، وجعها الذي فاض وأوجع الجميع فيود ساعة أن يقربها، يشمها، يلملها/ يلملمها فرحًا، يتلمسها شوقًا ويتذوقها نداوة.
أرد أجيكم 
بلكي ألكَي الشوق ذاك اللي عرفته
أرد أجيكم
عازت أيامي فرح وتريدكم
وها كثر قلبي يلح ويريدكم
الطير من يبعد يزيد الهجر نوحه
أرد أجيكم.

هكذا كان أبو هدف زهير يناجي وطنه.. العراق المجافي والمُعذِب والهاجر والمهجر، القاسي والمتقلب. مجامر العذاب وزقوم الخوف.
 ولكن ما سماه زهير يومًا غير الحبيب، البديع، الرائق، العذب، الوجد، الشوق، الحاني الرؤوف، العريق المستديم بالحب، سباح الروح، السرور وبهجة الناس، فسحة السماء وامتدادها، شذى عشب وخضرة الأرض ورائحة بساتين وطليع نخل، وزغب عصافير تفتل منها الحياة بديع صورها.
وأخيرًا وهو على فراش الموت يروض كلماته ويناغي حبيبته.. قالها ثم صمت. وذهب حيث يتوطن غرباء الوطن.. هناك في البعيد يبكونه قبل أن يصحو ليبكيهم.
وها يوم
وها يوم أنكضه
وها يوم حس النايحة
روحي على طارف داركم غيمه على ساعة ورايحه
جن الدرب طال وبعد بيكم وما مش رده
ولا نسمة من عمر الهجر تحي الغصن والوردة
وحنيت وترجه ... أترجه
أترجه بدليلي وعيني
بلجن عذاب افراكم بهداي من ياذيني
بلجن يحن حاديكم
ناكَه وجزتني القافلة
 وناسيني
الآن وبعد كل دهور العذاب وحزن الغربة الممض، سكن صخب الحب وأطمأن قلبه، والتحقت ناقة أخي وحبيبي بقافلتها.. قافلة غرباء الوطن... إنه اليقين المؤلم.
وها  قد رحل آخر أخوتي
  فوداعا أبا هدف زهير الدجيلي
وبعدك تراني أتأسى على وجعي
 ولي برفاقك وصحبك وملايين محبيك وزهو وفائهم وكلمات إطرائهم ما يواسيني.
وأفتخر)).
بعد هذه الكلمات النابعة من القلب المكلوم بفقدان هذه القامة الشامخة في سماء الوطن، من أخيه الأستاذ فرات المحسن، تحدث العديد من الحضور بكلمات ملؤها الحب والألم لفقدان زهير الإنسان والشاعر والمناضل والعاشق للوطن بلا حدود. 
 
 



219
ستوكهولم: إحياء يوم الشهيد الفيلي



محـمد الكحط -ستوكهولم-
تمر هذه الأيام الذكرى الـ 36 لجريمة قتل وتهجير وإبعاد الكرد الفيلية من وطنهم العراق من قبل البعث المقبور، حيث غيب النظام الفاشي، شباب الكرد الفيلية بأساليب وحشية، وهجر قسريا أكثر من 600,000 مواطن عراقي بذريعة أنهم من "أصول أجنبية" وأسقط جنسيتهم وتم تجريدهم من وثائقهم وسلب ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة وقام بحجز وتغييب أكثر من 20,000 من شبيبتهم.
وبهذه المناسبة أحيا  الاتحاد الديمقراطي الكردي ألفيلي، يوم الشهيد الفيلي يوم الاحد 3/4/2016 في شيستا ترف Kista Träff وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، في فعالية نوعية من خلال إقامة ندوة حوارية بعنوان ((نظرة تحليلية للواقع العراقي، وكيفية عدم تكرار مآسي الكورد الفيلية))، شارك فيها الاساتذة، د. كاظم حبيب، د. أكرم هواس، د. عقيل الناصري، حضر الفعالية جمهور من عوائل الشهداء وأبناء الجالية العراقية في ستوكهولم وممثل السفارة العراقية وممثل حكومة اقليم كوردستان السيد شورش قادر وممثلي الاحزاب السياسية العراقية والكردستانية وممثلي منظمات المجتمع المدني العراقية والكردستانية.
أستهل الحفل بالترحيب بجميع الحضور والوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء وقراءة آيات من القران الكريم، بعدها قدم السيد ضياء، كلمة الاتحاد الديمقراطي الكردي ألفيلي، والتي جاء فيها، ((في البدء نود نحن في الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي ان نوضح بان اتحادنا أرسل دعوات عامة للجميع ولم يوجه دعوات رسمية الى أي حزب سياسي عراقي او كردستاني وللأسباب التالية: أولا: ان لا تُعاد وتُكرر نفس كلمات التعاطف التي نسمعها دائما في كلماتهم الملقاة او في البرقيات المرسلة، تلك الكلمات والبرقيات والتي تحتوي على نفس تعابير التعاطف المتكررة دائما كل عام في مثل هذه المناسبة والتي لا نرى من بعدها اية خطوات فعلية وإجراءات عملية لإعادة حقوق الكورد الفيلية المغتصبة وصيانة حقوقهم الاساسية وحمايتهم من التهديدات الجدية الجديدة الموجهة ضدهم, علما ان الغالبية العظمى من هذه الأحزاب هي أحزاب السلطة الحاكمة في العراق اليوم وفي إقليم كوردستان..تعطي وعودا ولا تفي, وتصدر قرارات ولا تنفذ. ثانيا: للتعبير عن خيبة أملنا في جدية السلطة في إعادة حقوق الكورد الفيلية رغم صدور العديد من القرارات لإعادة هذه الحقوق ورفع "كل الاثار السلبية" عنهم ونخص بالذكر هنا: قرار المحكمة الجنائية العليا وقرار مجلس النواب وقرار مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية والوعود العديدة الصادرة عن المسؤولين السياسيين العراقيين والكوردستانيين. ثالثا: لنبين فقدان أملنا بهم وهذا ما جعلنا ان نتوجه الى كل المحافل الدولية المتاحة لعرض قضيتنا العادلة ولنكشف للعالم, المظالم الكبرى والحيف الذي أُلحق بنا والمآسي التي تعرضنا لها والتي لا زلنا نعاني منها حتى هذا اليوم، خاصة عدم تقديم السلطات العراقية أية معلومات عما حصل لمحجوزينا المغيبين....))
بعدها بدأت الندوة حيث قام الدكتور مجيد جعفر بأدارتها، وبعد ان رحب بالحضور وبالأساتذة، د. كاظم حبيب، د. أكرم هواس، د. عقيل الناصري، تحدث أولا د. كاظم حبيب الذي تناول الوضع السياسي المعقد في العراق، مشيرا الى الوضع الهش بسبب فقدان السلطات الثلاث في الدولة العراقية القدرة على ان تكون نزيهة ووغير قادرة على ان تلعب دورا لتغيير الوضع نحو الأفضل وغير قادرة على الاستمرار بنفس صيغة الحكم الحالي، وبسبب تأثير الميليشيات الطائفية، وتعقد المسار الديمقراطي للعملية السياسية، والمجتمع اليوم يرفض استمرار هذه الأوضاع، والجميع يتحدث عن الاصلاح من زاويته، الحراك الجماهيري يتسع، ولكن أي اصلاح نريد...؟، البعض يتحدث عن اصلاح جذري وآخرون عن اصلاح شكلي، وهناك من يطالب بالدولة المدنية الديمقراطية، وتغيير موازين القوى حاليا ليس سهلا، بل ويحتاج الى وقت والى جهد مستمر، والتفكير بكيفية كسب الناس بشكل أوسع الى جانب الحراك الشعبي السلمي، كون العراق لا يتحمل صراعات بسبب الوضع الأمني واحتلال داعش لأراضي عراقية.
من جانب الفجوة بين الفقراء والأغنياء تتسع، بسبب الفساد الذي استشرى في جميع مفاصل الدولة والقوى السياسية المتسلطة متمسكة بسياسة المحاصصة، وحتى الأحزاب الكردية لا تطالب بالتغيير الجذري، وهنالك غياب للحس الوطني، اتساع تأثير الميليشيات حتى داخل الجيش وقوى الأمن الأخرى.
لقد دعم جهود التغيير الجماهير والمرجعية وكذلك الضغط الدولي،  لكن هنالك من يقف ضد الاصلاح والتغيير، وهنالك التدخل الخارجي من ايران  وقطر وتركيا والسعودية، لذا هنالك من يستمر بالتمسك بسياسة المحاصصة.
وأكد أنه يتطلب تنشيط الحراك الجماهيري، والضغط على القوى المسيطرة على العملية السياسية من أجل التغيير، وهذا ليس سهلا، وعلينا التوجه الى الكتلة الصامتة وهي الأكثرية، كي تتفاعل مع الحراك من أجل ان يزال نظام المحاصصة الطائفي، وسيكون التغيير من صالح الجميع.
أما الدكتور أكرم الهواس، فأشار نحن نحتفل ونستذكر الحدث لبناء شيء جديد للمستقبل، وتحدث عن المجتمع المدني في بغداد وكون الكرد الفيلية كانوا جزءا من هذا البناء المدني وكانوا مساهمين فعالين في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، ولذلك كان الهجوم على الكرد الفيلية هو هجوم على الحياة المدنية والعودة الى الحياة العشائرية، وللأسف كانت هنالك إشكالية السكوت عن الممارسات الخطأ، فتحولت بغداد الى لا مدنية، وحكمت عقلية العشيرة الصدامية، واليوم تبلورت أفكار جديدة عن ادارة الدولة بالفكر العشائري، وهي عقل فردي، المدنية تحتاج الى تنازل عن بعض الخصوصيات وليس فرض الخصوصيات، المؤسات تحولت الى دولة داخل دولة، أي لا توجد دولة، لذا يجب ان نعيد الهوية العراقية.
الدكتور عقيل الناصري، أنطلق من اللوحة السياسية التي تحدث فيها د حبيب، وأشار الى وجود نظرة استعلائية من الأكراد تجاه الكرد الفيلية، وتحدث عما تعرض له الكرد الفيلية، وأكد انه يجب الضغط على القوى السياسية المتنفذة  والقوى الكردستانية للأقرار بأحقية وشرعية المطالب الخاصة بالكرد الفيلية وضرورة رفع الغبن عنهم، رغم ان القوى اليسارية رفعت منذ عام 1932 شعار حق تقرير المصير، واليوم يمكن العمل مع التيار الديمقراطي والانطلاق الى الهوية القومية والوطنية، من خلال تنمية شعورهم بالأنتماء للقومية الكردية ومن ثم العراقية.
هذا وقد جرى نقاش ومداخلات وتم طرح العديد من الأسئلة من قبل الحضور وخاصة النساء، ومن خلال المداخلات تم توضيح ان الكرد الفيلية ليس فقط صامتون بل مبعثرون، وليس لديهم موقف موحد، واليوم الجميع يعانون، يتطلب التمسك بالحقوق وتوحيد الجهود، ولا زالت هناك آمال وفرص في استعادة الحقوق بالعمل  المشترك الجاد في عراق ديمقراطي ومن خلال المحافل الدولية المتاحة.
هذا وقد وصل الحفل العديد من البرقيات التي مجدت الشهيد الفيلي، وعبرت عن تضامن الجميع مع قضية الكرد الفيلية.
صور من الفعالية:

 

220
   
مدينة اسكليستونا السويدية: إحياء ذكرى أربعينية الفقيد نجيب حنا عتو(أبو جنان)



محمـد الكحط - اسكليستونا-


في ذكرى أربعينية الفقيد الرفيق نجيب حنا عتو(أبو جنان)، أقامت إدارة موقع "عنكاوا كوم"، بالتعاون مع عائلة الفقيد، ورفاقه الأنصار وأصدقائه، حفلاً تأبينيّاً يوم السبت 9 نيسان/ ابريل 2016، في قاعة شوان بمدينة  اسكليستونا السويدية. حضر الحفل جمهور كبير من رفاق وأصدقاء الفقيد، كما حضر رفاقة في الحزبين الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني، تضمن الحفل، إستذكار المراحل النضالية والإنسانية من حياته، ودوره في مجال الحركة الأنصارية، وحياته الحافلة وصراعه مع المرض.



بعد كلمات الترحيب قدم الزميل سامي المالح ملخص عن السيرة الذاتية للفقيد وعن نضاله، بعدها تم عرض فلم عن حياته، عكس اهم المحطات النضالية التي مر بها.

وكان للحزب الشيوعي العراقي كلمته هذا الحزب الذي قضى فيه معظم حياته النضالية، ومما جاء في كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي قدمها الرفيق محمـد الكحط، ((نقف اليوم هنا لنستذكر رفيقا أمميا شيوعيا، كان نموذجا للإنسان الغيور على وطنه وشعبه، كان أبو جنان واحدا من الذين أدركوا بوعي الحقيقة والطريق الذي يؤدي الى العدل والحرية وترسيخ القيم الإنسانية وعاش مناضلا من أجل تحقيق هذا الهدف، في ظل عراق حر وشعب سعيد، لو راجعنا بسرعة سيرة حياته لوجدناها مليئة بالأحداث، فحياته والظروف الصعبة التي مر بها، منذ ولادته عام ١٩٤٤ في ناحية عنكاوا، التي درس الابتدائية فيها، ومن ثم المتوسطة في كركوك، بعدها دخل الثانوية في أربيل، ولحين حصوله على بعثة دراسية في الأتحاد السوفيتي في معهد العلوم الاجتماعية في العام ١٩٧٤.  حيث تزوج وكون اسرة كريمة، كان نشاطه السياسي لا يكل خلال تلك السنين، فكان شخصية اجتماعية وسياسية وثقافية، رغم ان الجانب السياسي كان هاجسه الأول طوال عمره، وتبوأ مناصب قيادية معروفة لكم، ناهيك عن السنوات الكفاحية التي قضاها من حياته في العمل السري وفي حركة الانصار لحزبنا الشيوعي.
لاشك انه ترك لنا سجلا حافلا بالعطاء والتضحيات لحين وفاته في الأول من آذار 2016 هنا في مدينة اسكليستونا عن عمر ناهز 72 سنة. حيث عانى طويلا من المرض.

في إحدى لقاءاته يقول: ((لقد مرت عقود من الزمن منذ أن دخلتُ عالم السياسة شاباً يافعا، وشهدتُ السجون والملاحقة والحرمان، شهدتُ الانتصارات والانكسارات، شهدتُ النجاحات والاخفاقات، إلا أن امراً واحدا لم يتغير عندي وهو قناعتي التامة بحسن اختياري لهذا الفكر المنير، وأرتباطي الكلي بقضية الشعب والوطن، تلك التي سخرتُ لها حياتي وعائلتي وأنا فخور بها.))، وفي كردستان كان مثالا للبطولة والاقدام وهو القائل، ((لماذا الخوف والجزع مادام الموت واقع على كل حال)).

وفي أصعب ظروف مرضه لم يجزع  فصارع المرض بشجاعة نادرة حيث كان يقول ((ان هذه الحياة زائدة لاني تعرضت الى الملاحقة والاضطهاد ومحاولات للقتل في عدد من الحالات ونجيتُ منها بأعجوبة)))، ان الألم والحزن لا يكفي في أستذكار أبو جنان، بل المواساة الحقيقية هي السير على النهج الذي أختطه والأهداف التي ضحى من أجلها.

فكان مناضلا عنيدا كافح الظلم والاستبداد والديكتاتورية وحمل هموم شعبه طيلة حياته، لذا نقول له اليوم نُم قرير العين فرفاقك سائرون على دربك الذي أخترته، ستظل ذكراك عطرة دوما
المجد كل المجد للرفيق أبو جنان.)).

   

 ثم جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في السويد التي القاها الرفيق طارق والتي أشادت بالفقيد وتضحياته الجسام، ونضاله الصلب.


 

وقدم رفيقه وصديقه الشاعر عبد الستار نور علي قصيدة لذكراه مفعمة بالوفاء لهذا الإنسان المناضل، فيما يلي نص القصيدة:
((أبو جنان نجيب حنا عتو
أأبــا جـنـانٍ، والـحـيـاةُ روايـةٌ
نحنُ الحروفُ بطيِّـها والناطقُ
مَنْ كانَ موقودَ الضياءِ محارباً
فوقَ الذُرى مصباحُـهُ يتـألّقُ
فانعَمْ، سيبقى الحرفُ فينا سابقاً
أنـتَ الـمـثـالُ ، ونـهـرُنـا مُتـدَفِـّقُ
وطَنٌ يُحرَّرُ، والشعوبُ سعيدةٌ
هذا طريقُكَ، والقوافلُ تطرُقُ
قالوا، وقلْنا، والمقالُ نزيفُهُ
كلُّ الذينَ تغرّبـوا وتشرّقوا
ما أنكسوا راياتِهِمْ، ما استسلوا
والريحُ تعصـفُ بالبـلادِ، وتَحـرِقُ
والسجنُ مفتوحٌ، وجوعُ ذئابِهمْ
يعـوي، ولكنَّ النضالَ تشوُّقُ
فكرٌ يقودُ، فوارسٌ لا تنحني،
عندَ الوثوبِ تزاحُمٌ وتسابُقُ
أأبا جنانٍ، في المناقبِ أنتُمُ
سِفرٌ لتاريخِ الكفاحِ  يُـوَثِّـق
*  *  *  *
كيفَ لي أنْ أرسمَ اللوحةَ
عن مناضلٍ
شقَّ صخورَ الأرضِ
كي يواصلَ الرحلةَ في الدربِ
فيلقى وطناً حرّاً
وشعباً لا يُغنّي
غيرَ ألحانِ الفرحْ
وأناشيدِ الضياءْ
كيفَ لي أنْ أرويَ القصةَ
والجبالُ والوديانُ تحكيها
صباحاً ومساءْ؟
كلُّ شبرٍ منْ صخورٍ وترابٍ
شرِبَ الخَطوةَ في أٌقداِمهِ
سيلَ فداءْ
أنا إنْ أحكيْ فما نبضُ كلامي
غيرُ أصداءِ فخارٍ ووفاءْ
لرفيقٍ وصديقٍ
صاغَ منْ أضلعِهِ درعَ اقتحامٍ،
وبريقاً في السماءْ))



وقدم الرفيق المناضل أحمد رجب كلمة بحق أبو جنان بالكردية جاء فيها: ((رحل عنا في الشهر الماضي المناضل الصلب والشيوعي البارز والبيشمركة النصير الشجاع حمه سعيد -  نجيب حنا عتو {ابو جنان}. ولد نجيب عتو في مدينة عينكاوا بمحافظة اربيل عام 1944 في عائلة عمالية، إذ كان والده عاملا في شركة النفط بمدينة كركوك، ودخل المدرسة وأكمل الدراسة الابتدائية في عينكاوا والدراسة المتوسطة في مدينة كركوك والثانوية في مدينة اربيل ولكنه لم يكمل الدراسة فيها، وذهب الى بغداد واستمر في دراسته في  احدى الاعداديات المسائية. عندما كان نجيب عتو شابا يافعا تفتحت عيونه في بيت يتداول ساكنيه مفردات وكلمات سياسية، وكانت لتلك الكلمات وقعا كبيرا على قلبه واثرا بالغا في نفسه ودافعا قويا له لكي يزداد حبه واشتياقه للافكار التقدمية ويميل نحوها ويتقرب  من المنتمين للحزب الشيوعي العراقي، وبعد فترة  قصيرة إنتمى  لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، واصبح في السنوات اللاحقة مسؤولا لهذا الاتحاد في مدينة عينكاوا. عندما كان الشاب المتحمس نجيب عتو مسؤولا لاتحاد الطلبة العام في مدينته اشرف على احتفال بمناسبة عيد نوروز حيث تعرض للإعتقال من قبل عناصر الامن في المنطقة عام 1962، ومن هنا بدأت رحلته  مع السياسة، وفي السجن كان شغوفا بقراءة الكتب الموجودة وبطلب المعرفة، وازداد شغفه بالبحث  والتساؤل والتنقيب عن الحقيقة العلمية، وتعرف على عدد من الديمقراطيين واليساريين والشيوعيين، واستفاد منهم ومن افكارهم التقدمية واليسارية النيرة، ومن خبراتهم، ولما خرج من السجن كان جاهزا للإنتماء الى الحزب الشيوعي العراقي.

انتمى نجيب الى الحزب الشيوعي العراقي مبكرا منذ صباه  ليبدأ سفرا مجيدا في حزب الطبقة العاملة والكادحين، ومن هنا بدأت اجهزة الامن والاستخبارات العسكرية تراقب تحركاته، وبدأت الملاحقة والاعتقال والتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي، ولكن  تلك الضغوط لم تثنه عن مواقفه الصلبة، وكان دائما متماسكا شجاعا ويقاوم الجلادين بروحية عالية، وفي كل مرة يخرج من السجن، يستمر  وباندفاع اكبر. عندما قام حزب البعث العربي وبمؤازرة ومساندة القوميين العرب بمؤامرتهم القذرة في 8 شباط الاسود عام 1963 واسقاط حكومة عبد الكريم قاسم، وبعد سيطرتهم على الحكم اصدر الحاكم العسكري العام للزمرة المتأمرة الدنيئة رشيد مصلح البيان رقم – 13 – سيء الصيت بإبادة الشيوعيين، وعكس البيان الطبيعة الدموية والإجرامية لحزب البعث الفاشي فكرا وممارسة، وذهب ضحية هذا البيان الاجرامي خيرة رجال العراق تحت وسائل التعذيب والقتل وفي السجون والمعتقلات، وكان من ضحايا البيان المشؤوم قادة وكوادر الحزب الشيوعي العراقي وفي المقدمة منهم سلام عادل  وجلال الاوقاتي وماجد محمد امين وفاضل عباس المهداوي ووصفي طاهر. واستشهد  بعد المؤامرة القذرة آلاف الشيوعيين وقادة الحزب منهم  حسن عوينة، جمال الحيدري، جورج تللو، نافع يونس، محمد حسين أبو العيس، حمزة سلمان ومهدي حميد وآلاف غيرهم.

وعلى الرغم من قسوة البيان إلا انه لم يرهب العراقيين الذين قاومــوا الانقلابيين فــي العديد من مـدن العراق وخاصة في بغداد، واشتدت مقاومة الانقلابيين في حي الاكراد وشارع الكفاح والكاظمية، وكان للشيوعيين دورا مميزا في تصديهم لفلول البعث والقوميين.
كان نجيب طالبا في اعدادية مسائية  في بغداد اثناء المؤامرة السوداء، ورأى بان المتآمرين يبحثون في كل مكان عن الشيوعيين وسوقهم الى زنزانات الموت، واستطاع هو وعدد من رفاقه الافلات من البعثيين والذهاب الى  مدينة كركوك ومنها الى قاعدة خورنوزان بالقرب من قرية قوالي العائدة لقضاء كفري حيث يتواجد رفاقنا والذين يرومون بناء مقر لهم، وبعد ايام نقله الحزب الى قاعدة آوه كرد في وادي سماقولي، وتحمل كسائر رفاقه مشاكل الحزب اليومية جراء القصف والمعارك مع السلطة الدموية، والاعتداءات من قبل بعض مسلحي الحركة الكوردية.
بعد صدور بيان 11 آذار  عام 1970 عاد نجيب الى مدينته عينكاوا، وأراد الحزب إخفاءه عن الانظار فأرسله الى بغداد ليعمل اضافة لمهامه السياسية والتنظيم الحزبي  كمصحح في القسم الكوردي في صحيفة الحزب {بيرى نوى – الفكر الجديد} ومن ثم تم تكليفه مصححا في الصفحة الثقافية لصحيفة الحزب، وكان يتمتع بشخصية قوية وصاحب ثقافة وفكر ومحل احترام وتقدير الرفاق العاملين معه.
كان الرفيق نجيب نشطا وعنصرا فاعلا في الحزب، وفي العام 1974 ارسله الحزب الى الاتحاد السوفيتي ليدرس في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو لصقل مواهبه وزيادة مداركه والعودة الى الوطن كادرا حزبيا لامعا، وهذ ما حدث فعلا.

عام 1978 شن نظام صدام حسين الدكتاتوري وحزب البعث العربي حملة هوجاء ضد الشيوعيين وأصدقائهم فكثرت الملاحقات والاعتقالات، وأصبح العيش صعبا، واختفى الرفيق نجيب لفترة، وبعدها رأى الحزب بان ظروف الاختفاء معقدة، وبموافقة رفاق التنظيم الحزبي توجه الى مدينة أربيل فوصلها بسلام، وتمكن من الوصول لمقر الحزب، وبعد التحدث مع الرفاق تم إرساله الى قاعدة توزلة الحديثة لمساعدة الرفاق في تثبيتها كقاعدة تستقبل الرفاق الذين يفلتون من جحيم سلطة البعث الدموية ويصلون اليها.

في حركة الانصار {البيشمركة} عمل الرفيق نجيب في مجالات عديدة وأهمها مجال التنظيم الحزبي الذي شهد ارباكا عند بعض الرفاق والملتحقين الجدد جراء الاوضاع الشاذة والحالة النفسية التي مرت على البلاد، كما عمل طباعا واستخدم الاجهزة التي توفرت للحزب مثل آلة الطابعة والرونيو التي بدأها من قرية {دار به سه ر}  في كويه {كويسنجق} وصولا الى قاعدة الحزب في توزلة، واستمر بالعمل وتحسنت أوضاع الحزب المالية وشراء أجهزة الطبع الحديثة، وحينذ أصبح اعلاميا ويشرف على اعلام الحزب لحين تكليفه من جديد بقضايا التنظيم حتى جن جنون السلطة الدكتاتورية المتوحشة باستخدامها السلاح الكيمياوي المحرم دوليا، والقيام بعمليات الانفال السيئة الصيت عام 1988التي أجبرت قوات الانصار التراجع والانسحاب الى الخطوط الخلفية التي انطلقوا منها قبل سنين فانسحب الرفيق نجيب مع رفاقه، وارسله الحزب ليسكن في مدينة ورمي (اذربايجان الغربية) في ايران، وليصبح البيت محطة يستفيد منه الحزب.

في ايران واجه نجيب وعائلته صعوبات عديدة جراء تردد الرفاق الذين يتوجهون الى المدينة بغية العلاج ومراجعة الأطباء أو الرفاق الذين يأتون بمهمات حزبية، وكانت الاجهزة الامنية والمخابراتية الايرانية يقظة وتراقب تحركات رفاقنا الذين يحملون اوراق العبور من الحدود الى ايران وبالعكس من ايران الى الحدود حيث مقرات حزبنا، وكان الحزب يحصل على تلك الاوراق من الاحزاب الكردستانية، وكان  الرفيق معرضا للاعتقال ولكن الحزب أرسله مع عائلته الى مدينة جوارزو في تركمانستان بالاتحاد السوفيتي اسوة بالرفاق الآخرين ومن هناك الى موسكو، ومن ثم الهجرة الى السويد عام 1991. تزوج الرفيق نجيب في السبعينات من الشيوعية {غزالة حنا توما} التي وقفت الى جانب الرفيق نجيب في كل مراحل حياته، وتحملت المتاعب والصعاب في الحياة السرية وحياة العيش في الجبال مع الانصار والعيش في الغربة، وتعرضت الى مشاكل عديدة، ولكنها وبالرغم من تلك الحياة استطاعت تذليل الصعوبات والعقبات، كما استطاعت وفي تلك الظروف القاسية تربية بناته وولديه. لقد كرس الرفيق ابو جنان حياته وحياة عائلته من اجل المضطهدين والكادحين، ومن من أجل قضية الشعب والوطن، حياة حافلة بالبذل والعطاء، وكان رفيقا شهما جريئا وصلبا في ساحات النضال ضد الانظمة الدكتاتورية، ووفيا لمباديء الحزب، وكان بحق رفيق المهمات الصعبة، يحمل راية الكفاح بكل عزم وثبات، وكان صبورا يعمل بصمت بعيدا عن حب الذات والأضواء يدافع عن مطالب الجماهير.

نعم، عمل منذ التحاقه بصفوف الحزب الشيوعي العراقي في الخلايا واللجان الحزبية المختلفة، وتحمل مسؤوليات كبيرة فعمل طباعا، مصححا في صحف الحزب، مشرفا على الإعلام كما عمل بجد ونشاط في التنظيم الحزبي، وكانت حياته كلها حضور نضالي مستمر، وتدرج في المسؤوليات الحزبية حتى أصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني.

للرفيق نجيب حنا عتو وزوجته غزالة حنا توما {ثلاث بنات وولدان – جنان، ريزان ليليان و جنيد،  ميلاد}، وهم الان يعيشون في السويد مع أحفادهم وان غزالة وقفت هذه المرة أيضا مع زوجها الذي كان في الأونة الاخيرة يخضع للعلاج من مرض السرطان وامراض السكر والضغط، وكانت معنوياته قوية، ويستقبل زائريه  ورفاقه بابتسامة عريضة وفرحة كبرى، وروح التفاؤل عنده عالية وأمله كبيرا بان يتخطى الامراض. وكان الرفيق {ابو جنان} رغم أمراضه البغيضة انسانا شامخا ومناضلا صلبا ومثقفا واعيا، ومضحيا بالغالي والنفيس من اجل: وطن حر وشعب سعيد.

لقد رحل الرفيق أبو جنان في 1/3/2016  وترك أثرا بالغا في نفوس عائلته ومعارفه ومحبيه ورفاقه، ومع كل من عمل معه، وان خلوده الأبدي يكمن في الاثر الذي تركه للأجيال القادمة، وستبقى ذكراه عطرة)).



كما تحدث رفيقه سعيد شابو عن معايشته معه وذكريات نضالية عديدة، وتحدث العديد من الأصدقاء والمقربين.

وكانت كلمة موقع عينكاوة مؤثرة حيث تعرضت لمآثر الفقيد، ومما جاء فيها: ((تميزت حياة "العزيز ابا جنان" بالنضال المتواصل لتحقيق المبادئ التي آمن بها، كفارس عنيد ومقاتل صلب، لم يترجل يوما عن صهوة جواده رغم كل الظروف القاسية التي مرّ بها، شغوفا بالمهمات التي تولاها او تحمّل مسؤوليتها.عرفته الساحة السياسية مناضلا أمميا صادقا، تجاوز كل الحدود التي تفصل أبناء الشعب، تفرقه أو تشتته، انسانا مثقفا ثقافة عالية، متميزا بالطيبة والتواضع ونكران الذات..الأمر الذي نبقى نفتخر به بالإضافة الى تأريخه المشرّف وحبه للشعب العراقي بكافة أطيافه هو حبه اللامتناهي لمدينته عنكاوا العريقة ولشعبه الكلداني الأشوري السرياني واهتمامه الواسع بتأريخه وثقافته وتراثه ولغته. فكان من الزملاء الأوائل والقلائل الذين وقفوا الى جنبنا في انطلاق موقعنا عنكاوا كوم، ونشر فيه عدة مقالات منذ بدايات تأسيسه، التي كانت تؤكد على مدى تعلّقه بوحدة شعبه وبثقافته وتراثه ولغته وحرصه الشديد عليهم، كان ابو جنان مولعا وضليعا بلغة أجداده اللغة السريانية، كتابة وقراءة ومبدعا في فن كتابة حروفها بخط يده الجميل. حيث تحضرني محاولاته وهو في اصعب الظروف في الحياة الأنصارية لتعليم اللغة السريانية وأصول خطوطها لعدد من الأنصار من أبناء شعبنا وانا كنت واحد منهم. سأبقى ممتنا له لهذه الخدمة الرائعة امدا طويلا. لابد هنا ايضا الاشارة الى انه، وتواصلا لإهتماماته اللغوية واعتنائه باللغة السريانية، قام أبو جنان في السنوات الأخيرة بإعداد مكتبة الكترونية كبيرة تتضمن المئات من الكتب العربية والإنكليزية والسريانية التي تعني بشؤون شعبنا ولغتنا السريانية. وقد اهدى ابو جنان قبل وفاته هذه المكتبة مشكورا لموقع عنكاوا كوم.)).



وأخيرا جاءت كلمة عائلته التي كانت مفعمة بروح المحبة والعواطف الكبيرة تجاه الفقيد وشكر لكل من ساهم في الحفل، لإحياء ذكرى هذا المناضل الخالد أبدأ أبو جنان قدمها أبنه بأسم العائلة جاء فيها((أيها الأصدقاء والرفاق في الحزب الشيوعي الكردستاني، والحزب الشيوعي العراقي، منظمي هذا الحفل التأبيني في عنكاوا كوم، وكل الأحبة والناس الطيبين الذين شاركونا حزننا سواء هنا في إسكلستونا أو عنكاوا الحبيبة، وأستراليا والنمسا، وفي كل مكان. بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أخوتي وأمي وبسام وسارا ويويل وبإسم عائلتنا الكبيرة وأقربائنا، أتقدم لكم بعظيم شكرنا وإمتناننا لوقفتكم معنا في محنتنا التي خففت عنّا ألم الفراق. من هنا بعيداً عن والدنا الى معشوقته عنكاوا، حيث تسكن روحه، (كما أردت)، بين تلك التلال والوديان والجبال التي عاش فيها ولها، نرسل له حبنا وإعتزازنا به.



لم نكن لفترات طويلة من المحظوظين بأن نكون قرب الوالد بسبب حياته النضالية ومطاردته من قبل النظام الدكتاتوري السابق، لأنه كرس حياته للوطن، وقضاياه الإنسانية قبل السياسية، فعاش بعيدا عنّا، لكنه كان قريبا من وجداننا، ومن رفاقه الأحياء والشهداء. لم ينسى ناسه، وشعبه وحزبه، كان لصيقا بهم، وفيّاً لمبادئه، والقيم التي ناضل في سبيلها حتى آخر لحظة من حياته. كان شفافا في رؤيته للحقيقة، لا يساوم ناكرا ذاته وحرا في قول الحقيقة وقبول الآخر، قدم لنا مثالا على قوة الإنسان في حياته ووفاته. كان الموت جزءا من حياة والدنا، وفي معظم مراحلها، لكنه لم يأبه به يوماً، فعلّمنا العزف على الوتر الشجي دون بكاء ودون نشاز، وعلمّنا ايضا أن لا نغني، سوى لنغمة الحياة، وأن لا تذبل أزهارنا فقد كان الأمل شعاره، وعشق الحياة طريقه. نتذكره اليوم بوجودكم البهي، فهو بيننا بذكرياتكم معه، ورواياتكم عنه، وبأقلامكم وصوتكم. عندما نتحدث عنه نتحدث عن الحياة بدون حزن كما هي، عن علاقة الإنسان بالإنسان، فلا شيء أجمل وأثمن من أن نجتمع هنا، بإسم إنسان ضحى بحياته من أجل قضية الإنسان والمبدأ والوطن.



لن أقول وداعا يا أبي بل أقول: سلاماً يا من شاكسك الدهر عقوداً … ولم تنحني
سلاماً يا من علمتنا أن الكرامة أغلى وأثمن شيء نمتلكه..شكراً لكم ولحضوركم.)).
كما وصلت الفعالية العديد من الرسائل منها رسالة من رابطة المرأة العراقية في السويد، كما بعثت  كلمة رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد كلمة جاء فيها: ((نلتقي اليوم في وداع رفيقنا الغالي, القائد الحزبي والأنصاري البطل الفقيد نجيب حنا عتو (ابو جنان) الذي غادرنا في وقت نحن رفاقه ومحبيه والوطن في أمسّ الحاجة له مناضلا وإنسانا قمة في التضحية والعطاء, أبو جنان القائد الحزبي المتمرس في الكفاح الثوري منذ صباه و النصير الذي مارس الكفاح المسلح منذ وقت مبكر من حياته، الشيوعي الذي تحمل نتيجة خياره الثوري والإنساني النضالي صنوف المشقة والمعانات دون ان يهادن أو يكُل في سبيل الوطن والشعب, أمميا يشهد له الجميع بعلو خُلُقه الثوري وتعففه وبساطته وعدم توانيه في تأدية التزاماته النضالية. وفي فترة الكفاح المسلح في عقد الثمانينات تنقل أبو جنان وعائلته من موقع الى آخر حيث يتطلب العمل النضالي الأنصاري والحزبي دون ملل أو كلل، نحن رفاقه الأنصار الذين عشنا معه أياما وسنين كانت محفوفة بالمخاطر والصعاب, كان لنا فيها ابو جنان مثلاً يحتذى به وكانت ام جنان الرفيقة والاخت العزيزة سندا له ولنا, و كان الاثنان نموذجا في العلاقة بين الرجل والمرأة، نلتقي اليوم ونحن نفتقد إنساناً غاية في التضحية والتواضع والخُلق الرفيع محبوبا من قبل جميع من يعرفه وموضع احترام الكل. نفتقدك رفيقاً اممياً و مثالا في عشقه لشعبه ووطنه، مجداً لك وتحية لروحك العطرة..)).
كانت جلسة أستذكارية مفعمة بروح الوفاء لأبو جنان هذا الإنسان المناضل المثقف الواعي. له المجد.

 

221
رأي في الفكر الطائفي
 التطرف والإرهاب

بقلم: محمـد الكحط

الفكر الطائفي هو فكر لذا علينا معالجته بالفكر، وهو فكر متخلف له جذوره في التاريخ، ويمتد الى عصور ما قبل الأديان، وكونه متطرفا يعني انه يمارس العنف، وحتى في عصر الإسلام كان هذا الفكر موجوداً بقوة، بسبب التخلف من جهة والفقر المدقع من جهة أخرى، ما يعني محدودية الوعي الإنساني، فلم تترسخ القيم الإنسانية بشكلها المعاصر، بل كانت شريعة الغاب هي السائدة.
والإرهاب لا دين له ولا وطن وهزيمة التفكير الإرهابي هي مسؤولية كل الحكومات والشعوب لأن الإرهاب له هوية واحدة فقط هيّ الإرهاب.
اليوم هذا الفكر ضمن الإسلام السياسي والعنف، والمتمثل في المنظمات المسماة بالجهادية وهي منظمات إرهابية، تمارس العنف والسادية الخارجة عن المألوف، فما هي أسباب انضمام الآلاف من الشباب إلى هذه التنظيمات والاندفاع بهمجية وعنف في التعامل مع الأخر. وما المعالجات الممكن وضعها للقضاء على هذه الأفكار...؟
ليس بالأمن والعسكرة وحدهما يمكن مواجهة العنف والتطرف، بل نحتاج أيضا الى مواجهة الفكر بالفكر..
وقبل هذا وذاك توفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل، فالبطالة في أوساط الشباب والتمايز الطبقي، تدفع العديد من الشباب إلى الارتماء في أحضان بعض هذه الجماعات الإرهابية، بسبب الرغبة في الكسب السريع.
كذلك نحتاج الى تفعيل التربية بروح المواطنة، فالإنسان كائن اجتماعي يتأثر بالبيئة وبالمجتمع الذي يعيش فيه، ولربما لم تتهيأ المؤسسات التعليمية الى هذا المستوى، لذا يأتي هنا دور منظمات المجتمع المدني والأحزاب الوطنية، فالمدرسة لا تملك الكوادر المؤهلة بالعدد الكافي لذلك. ونؤشر التأثير الديني السلبي المفروض أحيانا في بعض الأماكن، وفي العديد من المدن العراقية، ما يحد من الطروحات الفكرية التي تنتهج المواطنة كأساس لبناء المجتمعات الحديثة.
فهناك ضرورة للتثقيف والتوعية الوطنية لبناء مواطنين يعرفون حقوقهم وواجباتهم. وكذلك فصل الدين عن الدولة، وعدم زج الدين في آليات السياسة والسلطة والحكم في الدولة بشكل مباشر، فذلك سيؤثر على أداء الدولة كمؤسسة جامعة للجميع ومنصفة في ما بينهم، وعكس ذلك فإن المجتمع يسير إلى التفكك، ما يفتح الباب واسعا لنشاط التيارات المتطرفة التي تستغل هذه الثغرات والتفرقة فتنمو وتشكل خطرا كبيرا على الدولة وعلى المجتمع.
إن نموذج داعش حول الحكم الإسلامي وإقامته ما يسمى بـ ((دولة الخلافة)) في هذا العصر، بات يشكل تحديا حقيقيا للتيار الإسلامي المعتدل، نظرا لما يثيره من شكوك حول صلاحية المشروع السياسي الإسلامي الذي تنادي به الحركات الإسلامية المعاصرة، وجعلت الكثير ينفر من الإسلام، فلم يعد الاسلام هو الحل في نظر هؤلاء، وليس هنالك من أمان وحرية وعدالة ورفاهية كما تدعي جماعة الإسلام المعتدل، ان الناس اليوم من ايزيديين ومسيحيين وشبك وصابئة، بل وحتى المسلمين يهجرون ليس فقط من الأماكن التي يحتلها داعش، كالموصل مثلا، بل يغادرون من جميع أنحاء العراق وسوريا ومن مختلف الأديان والطوائف، فقد أعطت داعش نموذجا ليس فقط سيئا عن الإسلام بل نموذجا مرعبا عن الوحشية واللا إنسانية. وشوهت كل القيم.
فأين روح التسامح التي ينادي بها المسلمون مع مختلف أصحاب الأديان والمذاهب في إطار المجتمع الإسلامي الكبير. وخصوصا ان داعش يستند على آيات في القرآن وبعض الأحاديث والفتاوى لبعض الفقهاء قديما وحديثا. نعم ان داعش يسيء للفكر الإسلامي.
لكن هنالك أسبابا موضوعية وأجواء سياسية أدت إلى نشوء داعش وأمثاله من أفكار متطرفة، منها البيئة السياسية الناشئة عن الدكتاتورية والاستبداد السياسي للأنظمة الحاكمة، وعدم الاستقرار الأمني والاجتماعي في هذه البلدان.
والقمع من قبل الأنظمة الحاكمة ضد المعارضين السياسيين. التخلف الحضاري وانعدام الشفافية وغياب العدالة الاجتماعية واستشراء الفساد المالي والإداري، ما ادى إلى تفاقم حالة الفقر والبطالة المتفشية خاصة في صفوف الشباب.
أما الأسباب الذاتية، التي تتعلق بالإسلام والموروث والتراث الفكري والفقهي له، وطبيعة الخطاب الإسلامي الذي يغلب عليه بصورة عامة الجانب العاطفي والمثالي، إضافة إلى الكثير من الفتاوى غير المسؤولة الداعية إلى التشدد في الدين وتكون مبعثاً على التطرف، وتغذي روح التشدد في الدين وبالتالي اللجوء إلى استخدام العنف وممارسة "الإرهاب".
ان نموذج الدولة المدنية هو الحل، والتي تقوم على مبدأ المشاركة الإيجابية والمتوازنة وتتوفر في ظلها الديمقراطية والتعددية والحريات العامة.
وللأسف المجتمع العراقي قد أرهقت كيانه الحروب العبثية، ومزقت نسيجه السياسات الهمجية، إلى الحد الذي لم يكن بوسع منظماته المدنية أن تبادر إلى تأسيس هوية وطنية لتكون بمثابة الأساس لدولة معاصرة، ما يتيح للجميع فرص الارتقاء بوعيهم التقليدي إلى مستوى إدراك ولائهم الوطني، لهذا كانت التشكيلات الطائفية والقومية والقبلية، هي الملاذ الوحيد والملجأ الأخير الذي يؤمن لهم حاجتهم المادية كأشخاص ويعزز ثقتهم بأنفسهم كمواطنين.
الخروج من هذا الوضع يتطلب انتفاضة الروح الوطنية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والقبول بإرادة الشعب.
ان أسلوب الإرهابيين في قتل المدنيين الأبرياء كوسيلة لإرهاب الشعوب والحكومات لتغيير سياساتها، هو مسلك مرفوض قانونياً وأخلاقياً فالرأي الآخر المخالف يجب أن يواجه بالمنطق والحجة ولا يجوز مطلقاً قتل صاحب الرأي الآخر بهذه الطرق.
ثمة سؤال يطرح نفسه عن علاقة هذه التنظيمات الإرهابية بالتدخلات الاجنبية.
نعم ان الدول التي لها مصالح في هذه البلدان بسبب منابع الطاقة أو غيره، فأنها ربما تلجأ الى تغذية الطائفية، وفق سياسة "فرّق تسد" وهذا ما يؤكده المبشر لورانس براون الذي يقول:«يجب ان يبقى المسلمون متفرقين، ليبقوا بلا قوة ولا تأثير»، حسب نظرية صراع الحضارات، وهكذا نجد مواطني دول أوربية وغربية في صفوف داعش، حتى أن بعضهم من غير المسلمين، ما يعني وجود من يدعم هذه التنظيمات الإرهابية تنفيذا لمخططات سياسية، لكن ذلك لا يجري بعيدا عن جذور موجودة لنشوء هكذا أفكار في هذه البلدان.
ومن خلال نظرة سريعة حول مواجهة قوات التحالف لقتال داعش في العراق وسوريا، لا نجد الجدية الحقيقية في ذلك القتال، فلو رغبت في القضاء الفعلي عليه لكانت قد انتهت منذ زمان، لكن الواقع والتصريحات التي يدلي بها كبار المسؤولين الغربيين يؤكدون ان هذه الحرب ستطول سنوات وسنوات، وكأنهم برمجوها لتكون كذلك لإنهاك هذه البلدان وتدمير اقتصادها وبناها التحتية، ومنظومة القيم الاجتماعية، وهذا ما يحصل اليوم، في العراق وسوريا وليبيا.
لذا من الصعب إعفاء أمريكا وكل قوى التحالف من كل ما يجري وكأنه بعيدا عن التخطيط من قبلهم.

222

لتظل شعلة نوروز متقدة، لتظل راية كاوة الحداد شامخة



 
بالأمس أحيينا ذكرى جريمة حلبجة التي أرتكبها النظام الدكتاتوري، واليوم نحتفل بعيد نوروز الخالد، ونوروز ليس عيداً دينيا، وهو ليس عيد حكومي بل انه عيد نابع من ضمير الشعب الكردي، وأصبح عيدا للعديد من الشعوب ولكل المحرومين من الحرية، في عيد نوروز تتجدد الأماني وتزداد  الحماسة الثورية، فقدأصبح جزء من التراث الروحي للكرد، ونوروز تراث انساني منفتح على كل من يريد استقبال العام الجديد بمزيد من الامل والأمنيات السعيدة.
فلنحتفل معا، ولنتفائل دائماً، ولنأخذ من كاوة الحداد مثالا يقتدى، ومن شعلة نوروز طاقة متجددة
لتظل شعلة نوروز متقدة، لتظل راية كاوة الحداد شامخة

محمـد الكحط -أبو هيلين-
ستوكهولم 20 آذار 2016


223

السفارة العراقية في السويد تحيي الذكرى الـ 28 لجريمة حلبجة







محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: سمير مزبان

أحيت السفارة العراقية في السويد الذكرى الـ 28 لجريمة حلبجة يوم الأربعاء 19 آذار 2016 في احدى صالات ستوكهولم، في حفلٍ رسمي حضره السلك الدبلوماسي في السفارة العراقية يتقدمهم السفير العراقي في مملكة السويد الأستاذ بكر فتاح حسين، كما حضر عدد من السفراء والدبلوماسيين وممثلي السفارات الأجنبية المتواجدة في السويد، كما ممثل عن البرلمان السويدي، وعدد من ممثلي القوى السياسية العراقية والشخصيات الثقافية والإعلامية العراقية، وعدد من أبناء الجالية العراقية المتواجدين في ستوكهولم.


شملت الفعالية العديد من الفقرات، بدأت الفعالية بكلمة ترحيبية بالحضور قدمها عريف الحفل آترا نيسان، حيث دعا الجميع للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء حلبجة وجميع شهداء العراق، بعدها تم عرض فلم عن حلبجة حاكى تاريخ المدينة ومن ثم ما تعرضت له من جريمة نكراء، ثم قدم الفنان ناظم علي عزف على الناي الحزين يحكي مأساة حلبجه.

ولكي لا تتكرر جريمة حلبجة علينا ان نتذكرها دائما، فلن تنسى الأجيال القادمة مدينة حلبجة الجريحة، حيث قام النظام الديكتاتوري البعثي بقصف المدينة يوم 16 آذارعام 1988 بالغازات السامة والمحرمة دوليا، راح ضحيتها خمسة آلاف شهيد من المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ وإصابة عشرة آلاف آخرين وتم تهجير الآلاف من أبناء بلدنا من الكرد قسرا من بيوتهم، لقد هزت هذه الجريمة الضمير الإنساني في كل مكان.


 أول المتحدثين كانت مسؤولة الشرق الأوسط  في وزارة الخارجية السويدية السيدة  آن ديسمور، حيث عبرت عن عمق حزن السويد في حينه عما حدث في حلبجه، رابطة عما يحصل اليوم من قبل داعش من جرائم في المنطقة، بعدها تحدث عضو البرلمان السويدي السيد سيركان كوسه الذي شكر السفارة على الدعوة ومؤكداَ أن العالم سوف لن ينسى حلبجه أبداَ، ومن ثم كانت كلمة عميد السلك الدبلوماسي العربي في السويد سفير لبنان الأستاذ علي عجمي والذي أستذكر جريمة حلبجة، وفي كلماتٍ مؤثرة تحدث عن جريمة حلبجه والجرائم الأخرى التي أرتكبت في فلسطين وغانا وغيرها من مناطق العالم، ولكي لا يتكرر ذلك يجب ان لا ننسى هذه الجرائم.

وكان لممثلية حكومة إقليم كردستان في السويد، كلمة ألقاها السيد شورش قادر رحيم، والتي أشار فيها إلى حجم الدمار والخراب الذي لحق بمدينة حلبجة ومأساة أهلها وتشرد من بقي حياً منهم.

وآخر المتحدثين كان السفير العراقي الأستاذ بكر فتاح حسين حيث شكر في كلمته الحضور لتلبيتهم الدعوة لأحياء ذكرى هذه المأساة ، والتي أشار فيها على أبعاد الجريمة وآثارها، والتداعيات التي حصلت بعدها من أعمال إجرامية أخرى، وعمليات الأنفال سيئة الصيت. وتخليد لجريمة قصف مدينة حلبجه بالسلاح الكيمياوي من قبل النظام السابق، علينا اليوم الحذر من لجوء تنظيم داعش الارهابي الى استخدام الاسلحة المحرمة دوليا ردا على ما يتكبده من هزائم. ومما جاء في الكلمة ((الخطب السابقة التي القاها  أصدقائي  شرحت بالتفصيل حجم المأساة والإبادة الجماعية التي وقعت في جميع أنحاء العراق. لا أريد أن أكرر هذه المعلومات، ولكني أريد أن أروي قصتي الشخصية لما رأيت في مأساة إستخدام  الأسلحة الكيميائية. قد قيل: ان تكون  سعيدا  يتطلب شيئين ضروريين.
أولا؛ صحة جيدة. ثانيا؛ نقص  في الذاكرة.

 أنا أتذكر تماما يوم 23   آذار 198كانت الأشجار تورق للتو، وكانت الارض مغطاة   بالعشب الاخضر والزهور المتفتحة. كان الطقس نموذجيا بالنسبة  للربيع الكردي الجميل، ودرجة الحرارة حوالي 20 درجة.
كنت في زيارة ألى أصدقائي، الذين كانوا متعبين بعد مسيرة طويلة، اعقبت خروجهم من عملية الأنفال الأولى. كنا نناقش احتياجاتهم، وفجأة لاحظت ست طائرات تقصف المنطقة.
حين انفجرت القنابل، لاحظنا أرتفاع  الدخان الأصفر والأبيض نحو الاعلى. عرفت على الفور أن هذه القنابل كانت كيميائية، ذلك اني قد درست الكيمياء.
كان رد فعلي الأولي هو الطلب من إصدقائي  مغادرة المنطقة  فورا في الاتجاه المعاكس للرياح. بعد عودتي إلى بيتي في الجبال، والذي كان في الواقع في تلك المرحلة ملجأنا، لاحظت زوجتي كزال وهي تداعب حملا حديث الولادة، عمره مابين  5-6 أيام فحسب.
كانت قد غطت وجه الحمل الوديع بقطعة قماش مبللة من أجل حمايته من استنشاق الغاز المميت.
ما أذهلني أكثر هو ما حدث في اليوم الثاني، حيث نفقت جميع الحيوانا، وكانت الأشجار عارية، ومياه الينابيع  ملوثة... ولكن حملنا الوديع نجا من الكارثة وبقي على قيد الحياة لحسن  الحظ.
السيدات والسادة، نحن هنا اليوم لتذكر هذه المناسبة، ولكي نؤكد ان العالم لن ينسى قط هؤلاء الضحايا.  أن هذا التذكير هو بمثابة رادع للجناة في المستقبل، ودعوة لحظر ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. لو كانت ردود  فعل المجتمع الدولي  قوية في شجب هذه  الهجمات الكيماوية  وإدانتها أنذاك، ما كنا سنرى تكرارها ألان.
ذلك أن شعبنا لا يزال يواجه نوعا آخر في الوقت الحاضر من الهجمات الكيميائية التي يرتكبها الإرهاب الكيميائي المتأتي من المنظمة الإرهابية(داعش)، التي نسميها ( الدولة اللاإسلامية). لقد تسببت هجماتهم الكيماوية الأخيرة بأحداث فوضى  في مدينة تازة. ان هذا الامر هو في الواقع، تهديد عالمي، ويتطلب عملا طوعيا، جماعيا، وحاسما - وليس مجرد كلمات فارغة فقط. الوقت هو وقت عمل الان..))

 
في الختام قام العديد من إيقاد الشموع لأستذكار أرواح شهداء الجريمة، بعدها شكر عريف الحفل الجميع على مشاركتهم هذه الفعالية الخاصة بجريمة حلبجه، ودعاهم لتناول الطعام.
 
 



224
اعلان

نشطاء من أبناء الجالية الأيزيدية يدعوكم الى لقاء مباشر مع الناجية من براثن ارهاب داعش
نادية مراد
في سيمينار عام مفتوح، تقوم خلاله بتوضيح ما تعرضت له هي وأبناء جلدتها من جرائم بشعة على أيدي هؤلاء المجرمين.
وذلك على قاعة شيسته تريف
من  الساعة الواحدة ظهرا:13 حتى الساعة الثالثة :15 من ظهر يوم الاربعاء 9 آذار 2016

نأمل حضوركم ومساهمتكم وتضامنكم مع قضيتها وقضية المئات من الذين لازالوا تحت رحمة داعش حتى الآن

225
اليمن السعيد بين الأمس واليوم

حوار مع الدكتور خليل عبد العزيز
 أجراه محمـد الكحط


الوضع الحالي في اليمن السعيد، يضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية، فهذا البلد الفقير اقتصاديا، والمتدني علميا وتكنولوجيا بحاجة الى مد يد العون له في كافة المجالات، لا إرسال الدبابات والطائرات لتدمير ما موجود فيه من بنى تحتية بسيطة وقتل وتشريد أبنائه ولا ندري ما هي الشرعية والدفاع عنها والتي يتحدث فيها البعض من الذين يساهمون في هذه الحرب المعلنة ضد اليمن، وهم أنفسهم يحاربون الشرعية في سوريا وموغلون في دعم جهات تحارب النظام القائم في سوريا وعلنا يدعمون من يقف ضد الشرعية، ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن نظام ما بقدر ما نتحدث عن واقع مأساوي تعيشه اليمن وشعبها، ومشاكل اليمن قديمة قدم التاريخ، وكانت في فترة تتصدر أحداثها الوضع السياسي العربي، عندما وقفت بعض الدول العربية يوما لمحاربة هذا البلد، وكثير هي الأحداث المتتالية بعدها، وفي لقاء مع الدكتور خليل عبد العزيز والذي كان يوما ما قريبا من ملف اليمن وأحداثه وقياداته السابقة، لنلقي نظرة سريعة على خلفيات هذا الصراع.
وتوجهنا له بالعديد من الأسئلة منها:
- ما هي ظروف اليمن وطبيعة علاقتكم باليمن سابقا، وكيف تم التعامل مع تلك الأحداث؟
- كيف جرت الأمور وما هي خلفية كل ذلك؟
- بين ظفار وحضرموت أيام وظروف معقدة، يمكن القاء الضوء على ذلك؟
- كيف يمكن ربط الأحداث بين الأمس واليوم؟
- ما المخرج الممكن من الوضع الحالي في اليمن؟
وغيرها من الأسئلة، وكانت حصيلة اجابات الدكتور خليل عبد العزيز كما يلي:
((منذ أيام الدراسة كنا نسمع دائما أسم اليمن السعيد، وللوهلة الأولى يسود الاعتقاد بأن السعادة تعم جميع مرافق الحياة في البلاد، وان المواطنات والمواطنين يعيشون في رفاهية وظروف معاشية واقتصادية ممتازة، وعندما تقرر الذهاب الى عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وكنت ضمن وفد رسمي علمي سوفيتي، ((حيث سافرنا عام 1971 مع الاكاديمي باباجان غفوروف مدير معهد الاستشراق التابع لاكاديمية العلوم السوفيتية والدكتور سعيد كاميلوف الباحث العلمي والمختص باللغة العربية))، كنت فرحا للتعرف على هذا البلد السعيد كما كان يوصف في الأدبيات.
 

الدكتور خليل عبد العزيز والأكاديمي باباجان غفوروف مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية مع رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق سالم ربيع علي
منذ اللحظات التي كانت تحلق فيها الطائرة في سماء المدينة أصابتنا الدهشة والمفاجئة، رأينا تلالا سوداء بالقرب من المحيط الهندي، وليس هناك أي أثر للخضرة والحدائق، ماعدا بعض الأشجار القليلة المتناثرة هنا وهناك في تقاطعات الشوارع، فور وصولنا عدن شاهدنا الفقر والبؤس في كل الأماكن التي مررنا بها، قالوا لنا بأن هذه التلال والجبل الأسود قد تكون جراء انفجار بركان كان يقذف بحممه النارية ولغزارتها تكون هذا الجبل الذي هو عبارة عن أكوام  ضخمة من المعادن لا تنمو على سفوحه الأشجار والخضرة، ومع ذلك جرت محاولات فردية كثيرة لزراعة بعض المزروعات على سفوحه.
كان الهدف الأساسي للزيارة هو الالتقاء والاستماع لقادة الحزب الحاكم والحكومة وخططهم لبناء اقتصاد وطني، ومشاريعهم في القضاء على الفقر والجهل والتخلف في بلادهم.
تحدث الينا كل من عبد الفتاح اسماعيل الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني وسالم ربيع علي رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وعلي ناصر رئيس الوزراء وغيرهم من القادة والمسؤولين، وبالمناسبة فأن كل هؤلاء لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً أو أكثر من ذلك بقليل. كان واضحا بأن البلاد تحيط بها دول معادية بشكل صريح لتطلعات الشعب اليمني في بناء دولة ديمقراطية حقيقية.
 كانت السعودية وسلطنة عمان والقسم الشمالي المسمى بـ (الجمهورية العربية اليمنية)، على قلق وخوف دائم من وجود هذه الدولة الجديدة على حدودهم، وعزمها على بناء مجتمع جديد، وكانت اليمن الديمقراطية تتلقى العون والمساعدات العسكرية والاقتصادية من الاتحاد السوفيتي والمانيا الديمقراطية ودول المعسكر الاشتراكي، ولابد من القول ان هذا البلد كان فقيرا ومتخلفا في كافة المجالات، والأهم من ذلك هو انعدام الكوادر الوطنية والمتعلمة، لذلك بادر السوفيت والدول الاشتراكية على فتح جامعاتهم ومعاهدهم العلمية لأكبر عدد ممكن من الطالبات والطلبة اليمانيين لتلقي التعليم والعلوم ليكونوا كوادر المستقبل في البلاد.
ان التخلف والنعرات العشائرية والطائفية السائدة في البلاد، كانت بشكل واضح وعلني بين قادة الحزب والدولة من خلال أحاديثهم وعلاقاتهم وتصرفاتهم الرسمية والشخصية، لقد قال لي الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني عبد الفتاح اسماعيل وهو من مواليد اليمن الشمالي ومن طائفة اليزيدية والذي كان يواجه بعداء من قبل زملائه القادة والمسؤولين من المنحدرين من العشائر في اليمن الجنوبي في حديث خاص: ((كن حذرا في أحاديثك وعلاقاتك مع المسؤولين والوزراء عندنا لأنهم جميعا عنصريون ولا يمكن، إلا ان يكونوا أعداء لك لأنك فقط عراقي، ولون بشرتك يختلف عنهم..)).
هذه الخلافات أدت الى مآسي وقتال دموي بين قادة الحزب والدولة وكان ضحيتها في البداية أول رئيس لليمن الديمقراطية قحطان الشعبي الذي زج بهِ في السجن، ثم تبعه الرئيس سالم ربيع علي الذي تم إعدامه رميا بالرصاص في ساحة أحد القصور الرئاسية في منطقة المعاشيق في عدن، وبحضور زملائه.
 وفي صدام دموي آخر تم القضاء على عبد الفتاح اسماعيل الأمين العام للحزب، وعلي عنتر وزير الدفاع والمئات من القادة المدنيين والعسكريين.
كل ذلك كان نتيجة الصراعات  على خلفية النعرات العشائرية والطائفية.
كان شعار الوحدة اليمنية طاغياً على عقول وتفكير الجماهير والقادة، كانوا يعتقدون أنها المخرج الوحيد للقضاء على التخلف الاقتصادي والاجتماعي، وبالرغم من المعرفة الدقيقة بأن قادة الجمهورية العربية اليمنية لهم مواقف معادية لكل شعارات الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية ويتمسكون بحزم بالنعرات الطائفية والانتماءات العشائرية، والرئيس السابق علي عبد الله صالح تزوج عدة مرات من نساء عشائر متنفذة، والهدف من ذلك ضمان ولائهم وتأييدهم له.
كانت السعودية ومنذ الاطاحة بالحكم الامامي في اليمن الشمالي وإقامة الجمهورية، تقف بقوة وحزم ضد أي توجه عصري لبناء المجتمع المدني ومحاولة التخلص من العشائرية والطائفية، لذلك ساعدت مجموعات كبيرة من العشائر بالمال والسلاح في مقاومتهم المسلحة للنظام الجمهوري وأول رئيس للجمهورية عبد الله السلال.
ولازال حكام السعودية يقتطعون أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية الواقعة على الحدود مع السعودية، ويعتبرونها أراضي سعودية، وهذه المناطق المحتلة وحسب المعطيات الجيولوجية الموثوقة تمتلك آبارا من النفط والغاز، وباحتياطي كبير لعشرات الأعوام القادمة.
وبسبب الفقر وحاجة السعودية للأيادي العاملة الرخيصة، هاجر ونزح الآلاف من اليمنيين من شمالها وجنوبها الى السعودية.
تمكن التيار الوحدوي من تحقيق انتصار تاريخي كبير بالإعلان عن الوحدة بين جزئي اليمن، وشارك مسؤولون حزبيون وقادة من اليمن الجنوبي في الاجهزة القيادية في اليمن الموحد بقيادة علي عبد الله صالح، والذين تم طردهم في السنوات اللاحقة، ومن المؤسف بأن الأغلبية من المسؤولين الحزبيين السابقين في اليمن الجنوبي، يعيشون برعاية دول مثل السعودية وسلطنة عمان ودول الخليج الأخرى، وينفذون ويأتمرون بتوجيهات وأهداف هذه الدول التي كانت ولا زالت معادية لمصالح الشعب اليمني.
كان قادة اليمن الشمالي يهدفون بالدرجة الأولى من اتمام الوحدة بين الشطرين الى الاستفادة القصوى من ميناء عدن الدولي واستغلال الطاقة العاملة الرخيصة، ولم يكن في تفكيرهم أو خططهم العمل من أجل رفع مستوى الجماهير الشعبية، وبالتالي القضاء على كل الأصوات الداعية لبناء المجتمع الديمقراطي المدني، ولا بد هنا من القول بأن القوى الديمقراطية الحقيقية في البلدان العربية كانت ترى في تجربة اليمن الديمقراطية بارقة أمل وتفاؤل للسير في الطريق الديمقراطي، وجعلها مناراً لكل الشعوب العربية، لذلك بادر الحزب الشيوعي العراقي بإرسال الكوادر العلمية والاقتصادية الى عدن بأعداد كبيرة للمشاركة في عملية بناء المجتمع الجديد، ومن جهة أخرى، للحفاظ على على هذه الكوادر الكفوءة من مطاردات النظام الدكتاتوري الصدامي. لقد تم التعامل مع العراقيين شأنهم شأن الكفاءات اليمنية من حيث المرتبات الشهرية، وتأمين وسائل العيش. لكن للأسف كانت السلطات اليمنية تمارس سياسة غير عادلة، حيث تم حشر كل شخصين أو ثلاثة من حملة الشهادات العليا في غرفة واحدة وفي ظروف غير طبيعية، كان ذلك يجري في الوقت الذي كانت الجهات المسؤولة توفر شقق سكنية ورواتب كبيرة للقادمين والمتعاقدين من الدول الأخرى، والذين تقل كفاءتهم وقدراتهم كثيرا عن الكوادر العراقية، ولم يتم تقدير هذه الكوادر وتضحياتها التي قدمتها لهذا البلد الفقير.
ان ما يجري اليوم على الأراضي اليمنية ما هو إلا تنفيذ عملي لقمع كل توجه مشروع لبناء وطن حر تتوفر فيه امكانيات العيش للجميع، ان الأعداء الحقيقيين لليمن هم السعوديون الذين يمارسون الآن ويومياً القتل وهدم المستشفيات والمؤسسات الاقتصادية والتعليمية بكل وحشية وهمجية، ومن المؤسف ان بعض دول الخليج ودول أخرى تساهم في هذه العمليات، وتقدم الدعم العسكري والمادي للحكام السعوديين في تنفيذ مخططاتهم الاجرامية بحق اليمن.
ومن التحليل الأولي لما يجري من أحداث يشير بوضوح الى بداية النهاية لزوال حكم آل سعود المتخلف والذي يمارس في نفس الوقت سياسة القمع والإرهاب ليس فقط ضد الشعب السعودي، بل يمارس ويساعد قوى التخلف في العالمين العربي والإسلامي، بل يدعم ويشجع الارهابيين في كافة أنحاء العالم بالسلاح والمال تحت شعارات الدفاع عن الإسلام ونشر مفاهيمه.
ان السعودية لا تستطيع الى ما لا نهاية ممارسة سياستها المعادية للبشرية وحقوق الإنسان  بهدف القضاء على الأفكار الوطنية والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
للأسف انها استطاعت تحويل اليمن خلال الأشهر الماضية الى أنقاض، وتدمير كل البنية التحتية والاقتصاد الوطني، وأصبح اليمنيون شعبا مشردا في أراضيه، بسبب صعوبة الهروب للخارج، وكون البلد محاط بالدول المعادية. كما ان المنظمات الدولية ولجان حقوق الإنسان تقف عاجزة عن تحقيق أي نجاح لوقف عمليات القتل والتدمير التي تمارسها الآلة الحربية السعودية ضد اليمن وشعبه.
نستطيع القول بكل ثقة بأن الإجرام السعودي وحربه المدمرة هي البداية الحقيقية لزوال نظام التخلف والطائفية والعشائرية لهذه الدولة التي تسمى المملكة العربية السعودية.
    - بعد هذا الحوار مع الدكتور خليل عبد العزيز، يا ترى هل ستتحقق رؤيته للأحداث...؟ لننتظر والى ذلك الحين نتمنى له الصحة والعافية.




مع رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق سالم ربيع علي خلال زيارة لإحدى المزارع بالقرب من عدن


الدكتور خليل عبد العزيز مع جمال عبد الناصر التقطت عام 1970 في موسكو قبل وفاته بفترة قصيرة




الدكتور خليل عبد العزيز مع عبد الفتاح اسماعيل


جولة للرئيس اليمني مع الاكاديمي باباجان غفوروف مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية

الدكتور خليل عبد العزيز مع علي ناصر والاكاديمي باباجان غفوروف مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية والدكتور سعيد كاميلوف الباحث العلمي والمختص باللغة العربية



226
اتحاد الكتاب العراقيين في السويد




 

أمسية كاتب وكتاب

يسر اتحاد الكتـّاب العراقيين في السويد وبالتعاون مع سنسوس بدعوتكم لحضور حفل توقيع كتاب
"عادات التلقي لدى المهاجرين العرب للقنوات الفضائية العربية ـ المهاجرون العرب في السويد انموذجا / دراسة ميدانية"
للباحث الدكتور محـمد كحط عبيد الربيعي.
والكتاب رسالة دكتوراه للباحث. وذلك يوم السبت الموافق 13 فبراير الحالي في تمام الساعة الخامسة والنصف في الطابق الرابع قاعة رقم 402
في Sensus Medborgarhuse    العنوان

Stockholm
402 Medborgarplatsen ,plan 4 ,sal
Sensus
والدعوة عامة

227
الاعلام الفضائي والصحافة الورقية قراءة في التجربة العراقية





تقرير : رسول حسن
تصوير : صباح الشمري
الجمعة 2016/1/6


على قاعة حسين علي محفوظ اقام منتدى فيض للثقافة والفكر ندوته السابعة والاربعين تحت عنوان "الاعلام الفضائي والصحافة الورقية قراءة في التجربة العراقية" بمشاركة الدكتور محمد كحط و ادار الندوة الكاتبة ايمان العبيدي حيث اشار كحط الى بعض سلبيات الفضائيات ومساهمتها في تفكيك البنية للفرد المتلقي بدون أعادة بناءه على أسس صحيحة، وهناك فضائيات لا توجد لديها استراتيجيات أو تخطيط مبرمج وتحتاج الى عدة عوامل لتصحيح عملها، والى كوادر متخصصة وكفوءة، وعلى الفضائية ان تهتم بمجالات الحياة بداية من الطفل مرورا بالشاب وكبار السن وتتناول جميع مجالات الحياة وأضاف كحط ان هناك عوامل يجب ان تتوفر في الفضائية من ضمنها العقلية والذهنية والأمور التقنية والفنية والتي تشمل المخرج والمقدم والمصور والمساعدين. وأكد الدكتور محمد كحط على اهمية الاخراج والإعداد في تكامل ونجاح الاعلام الفضائي.
وحول الصحافة الورقية بين كحط ان اشكالية الصحافة الورقية اليوم هي العوامل المادية والاقتصادية وعلى الدولة دعم الصحافة الورقية والعمل على تسويقها وان الاعلام رسالة و وسيلة تنقل الهموم السياسية والاجتماعية و تهتم بجميع المجالات منها الفنية والثقافية وغيرها من المجالات. وأضاف الدكتور محمد اننا نحتاج في الاعلام الى سن قوانين تسن تمنع ما يبث من سموم تنشر التفرقة والتحريض وذلك ليس في العراق فحسب بل في كل العالم، وحول مستقبل الاعلام في ظل تحديات القوانين بين الدكتور يجب ان تسن قوانين رادعة وان تكون رقابة وطنية وعدم تجاوز الخطوط الحمراء لما تقوم به بعض المؤسسات الاعلامية وتخللت الجلسة مداخلات من الحضور حول الموضوع.

صور عن الفعالية

 

228
المنبر الحر / عرض أزياء ممسرح
« في: 21:36 28/12/2015  »
عرض أزياء ممسرح

لقاء مع السيدة سهير بهنام
محمـد الكحط -ستوكهولم-
تعودنا على مشاهدة عروض الأزياء بصيغتها التقليدية، ولكن السيدة إكراميني نوري وفرقتها التي تشارك بعرض أزيائها لم يكونوا تقليديين، بل حولت السيدة اكراميني عروضها الى مشاهد مسرحية حية مستوحاة من حكايات الف ليلة وليلة ومن التراث العربي تتناسب وتلك الأزياء وإيحاءاتها لتكوّن شكل فني جديد يجمع ما بين المسرح الذي يحوي حوارا وعرضا خاصا للازياء يمثل الدولة التي تم فيها العرض والذي يحتاج الى حركات خاصة  لتظهر جمالية تلك الأزياء.
كانت هذه الأفكار تتبلور لتشكل بالأخير عرضا فنيا أنيقا، ومن أجل الوقوف على ذلك التقينا مع السيدة سهير بهنام وهي احدى أعضاء فريق العرض، وكانت  دورها  "الساحرة" في ذلك العرض الذي قدم مؤخرا في مهرجان عالمي للأزياء في دبي، وشارك في العرض  خمسة ممثلات وممثلين من الهواة. ويحكي احد حكايات الف ليلة وليلة، وقام بأداء دور شهرزاد "انا كاميرون"، وشهريار "هوكان موبيري"، الاميرة امبي "كروت تروك"، الامير "احمد محمود"، الساحرة "سهير بهنام"، وقام بتأليف الموسيقى الشاب الواعد "زيد مهدي" وبإشراف المستشار الموسيقي "حازم فارس"، وتم تسجيل الموسيقى في ستوديوهات "هوكان موبيري"، أما الماكيير وتصميم الشعر فقامت به "ليزا اوديش"، وكان العمل من اخراج البروفيسورة "انجيلا تولسون سونيخو" وكان العمل من فكرة وسيناريو وتصميم السيدة إكراميني نوري التي نفذت العديد من عروض الأزياء السابقة في عدة أماكن للأزياء العربية كالعباءة المغربية والجزائرية والفلسطينية والخليجية، وجميع تصاميمها باليد 100%، وحتى الرسم والتطريز والحياكة فهي باليدين، أي انها لا تستخدم الماكنة.
تقول السيدة سهير بهنام، أن لقاءها مع السيدة إكراميني كان بالصدفة وتولد ارتياح لبعضنا منذ اليوم الأول وتم التعاون بيننا، رغم اني لم أقف على خشبة المسرح كممثلة سابقا، لكن اكراميني طلبت مني ان اقوم بدور الساحرة، ولأن الدور فيه نوع من التحدي وروح المجازفة فلقد احببته، والسيناريو كان باللغة الانكليزية، ومما يجدر الاشارة له ان الحضور كان من مختلف الجنسيات.
وسألناها عن سبب مشاركتها، فقالت هو رد على الاعلام الكاذب الذي يحاول تشويه التاريخ العراقي والعربي، وليعي جيل المستقبل على حقائق تاريخنا في المستقبل كما هي وليس كما أراد البعض تزويرها، اما قصة عرض الازياء فكانت تعبر عن دولة الامارات العربية المتحدة واماراتها السبعة (لأن العمل تم تقديمه في دبي)  وهنالك ساحرة تخطف الأميرة وتقيدها بسبع سلاسل وتطلب من الأمير حل اللغز لتفتح سلسلة لكل لغز، وبعد القاء الساحرة اللغز تظهر عارضتين بزي البلد المقرر للغز، واستعانت السيدة "اكراميني" بـ  14 عارضة من مختلف دول العالم وبتسهيل من قبل منظمي المهرجان.  ولقد كان فريق العمل كالعائلة الواحدة. ومنسجما مما
ساعد على نجاح العرض  بشكل جميل.
وعن مدة العرض وكيفية استقباله من الجمهور، تجيب، تم اختيارنا لنكون خاتمة برنامج المهرجان، وهذا شيء مميز لنا، وأعطونا وقت جيد حوالي 20 دقيقة، وكان اختيار الموسيقى موفق كذلك. كان الجمهور مبهورا بالعرض وتم اللقاء معنا من عدة جهات اعلامية. وتلقينا عروض عديدة.
وعن نشاطات السيدة سهير بهنام مستقبلا، تفصح انها تشارك في حلقة واحدة من مسلسل سويدي من 40 حلقة وكل حلقة قصة خاصة بها وحقيقية ودوري أم قاسية متعجرفة، وهو دور يخالف طبيعتي، لكن من يؤدي دور الساحرة يستطيع أداء أدوار أخرى. والعمل من واقع الحياة.
في الختام نتمنى لسهير النجاح في مشوارها الفني الجديد وفي حياتها الخاصة

التصوير رروبين هوكانسون
مشاهدة العرض على الرابط ادناه

Ikramini show 2015-Runway Dubai season 111
.تتعi


229
شركاء في العراق أم شركات في العراق
العراق يفقد ألوانه الزاهية*
محمـد الكحط
العراق أو بلاد ما بين النهرين أو حسب اللغة اليونانية ميسوبوتاميا، بلد عريق وذو حضارات متعددة، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن اسم العراق هو تعريب لكلمة (أوروك)، والتي تعني المدينة أو أرض المدينة باللغة السومرية القديمة، كما كان اسم العراق (بيث نهرين بالآرامية)، والتي تعني (أرض الأنهار)، بسبب كثرة أنهاره، ويعتقد  لربما أن أسم العراق هو من العرق، أي النهر، لتعدد أنهاره. ولكن الأرجح حسب رأي معظم الباحثين والمؤرخين هو أن اسم (العراق) مشتق من كلمة (عيراق) أو (إيراق) والتي تعني بالفارسية القديمة (الأراضي السفلية أو المنخفضة) كون العراق كان جزءا من الامبراطورية الفارسية التي كانت عاصمتها المدائن التي تقع بالقرب من بغداد.
وتعددت الأقوام والأديان والطوائف التي عاشت فيه، والتي من أهمها السومرية، والبابلية، والكلدانية، والآشورية، والسلوقيون، والإمبراطورية البارثية،  والإمبراطورية الرومانية، والساسانيون، والمناذرة، والخلافة الراشدة، والدولة الأموية، والدولة العباسية، والمغول، والدولة الصفوية، والدولة الأفشارية، والدولة العثمانية، ثم الإنتداب البريطاني، كما تعرض العراق خلال تاريخه الى العديد من الغزوات من عدة جهات.
واذا انتقلنا إلى العراق الحديث، فبعد الخروج من الدولة العثمانية نهاية الحرب العالمية الثانية ومن ثم تحت الوصاية البريطانية، وما رافق ذلك من أحداث لم يكن لأبنائه  دور مؤثر وفعال في كيفية تشكيل دولتهم، حتى بعد ثورة العشرين ومن ثم ترسيم الحدود العراقية الحديثة في سنة 1920م، من قبل عصبة الأمم، عندما تم تقسيم الإمبراطورية العثمانية بموجب معاهدة سيفر. ووضع العراق تحت الانتداب البريطاني وأنشئ نظام ملكي في عام 1921م، وحصلت المملكة العراقية على الاستقلال من المملكة المتحدة عام 1932م.
العراق قوميا يتألف من العرب والأكراد والتركمان والآشوريين والكلدان والسريان والأرمن والشركس والإيرانيين والكاولية وغيرهم.   
 ودينيا، وأثنيا، فهناك العرب الشيعة وتشعباتهم والعرب السنة وتشعباتهم وكذلك الكرد السنة والكرد الفيلية الشيعة والمسيحية بكافة أطيافها وتشعباته، والشبك والأيزيديين والشركسية واليهودية واليارسانية والبهائية والمندائية. وهكذا فالشعب العراقي كوكتيل لطيف الطعم وزاهي الألوان.

والعراق هو بلد ميلاد النبي إبراهيم، وأرض لكثير من الأنبياء منهم، يونس وحزقيل ودانيال والعزير وناحوم وحنين وآدم ونوح وهود، وصالح، وذو الكفل، وسليمان، وأيوب، والكثير من أئمة المسلمين سنة وشيعة كالإمام علي، والإمام الحسين، وأخيه العباس، والإمامين الكاظمين، والإمامين العسكريين، والإمام المهدي، والإمام عبد القادر الكيلاني، والإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، والصحابة والتابعين. وفيه أولى  وأقدم الكنائس والأديرة في الشرق الاوسط.
بالإضافة الى ذلك، تشكلت خلال القرن الأخير العديد من الفرق والمذاهب وأتباع طرق دينية وفكرية، ناهيك عن الأحزاب والتنظيمات الفكرية التي تأسست منذ عشرينيات القرن العشرين حتى اليوم.
ولكل من هذه القوميات والأديان والطوائف والفرق والأحزاب والنظريات الفكرية، أتباعها ومؤيديها، وتشكل لكل واحد منهم  هوية شخصية يعتز بها، لكن ما يجمعهم هو وطن واحد أسمه العراق تم تحديد حدوده دوليا، وتشكلت أواصر اجتماعية ووطنية جنينية فيه، بل أنصهرت وتصاهرت فيه العديد من العوائل من هويات قومية ودينية فيه، فهنالك العديد من الزيجات بين مختلف الأديان والقوميات المؤلفة للشعب العراقي، وتوجد العديد من العوائل بل العشائر تجمع ما بين المذهبين السني والشيعي، والكردي والعربي، وبعد ثورة 14 تموز 1958 تعمقت الأواصر الوطنية، لكنها تراجعت بعد إجهاض مشروع الثورة المدني بفعل عوامل استعمارية رجعية، أعادت العراق إلى الوراء وتسلطت قوى قومية شوفينية عمقت التعصب القومي خصوصا بين العرب والكرد وهما القوميتان الرئيسيتان، ولا زالت آثار ذلك التعصب مستمرة بفعل ما عمله نظام البعث الفاشي الذي أعدم ودفن وأحرق الآلاف من الأكراد العراقيين بسبب المطالبة بحقوقهم المدنية كمواطنين في هذا الوطن.
والعراق ليس هو البلد الوحيد المتعدد الإثنيات والقوميات والأديان، بل معظم دول العالم اليوم هي متعددة الثقافات والقوميات والأديان، لكنها تعيش بسلام وأمان، وها هي الهند خير نموذج لبلد فيه 180 ديانة وعدد اللغات 347 لغة، والصين فيها 70 ديانة و67 لغة، والغريب أن كازاخستان فيها 147 قومية و40 ديانة و32 لغة، تصوروا .
إذن التعدد هو صفة إيجابية، وتعني غنى ونضوج وزهو هذا البلد، ففيه زهور زاهية الألوان متعددة العطور مبهجة، فيه عادات وتقاليد منوعة، وأزياء مبهرة، وفيه تنافس حضاري ثقافي راقٍ يجعل الجميع يتنافس بروحية وطنية لإعلاء شأن بلده ويفتخر بهويته الفرعية، وهكذا هي الحياة، فليس فيها غير القيم الإنسانية التي تعترف بالإنسان كقيمة عليا بعيدًا عن هويته الفرعية.
اليوم العالم يتقارب بفعل تطور تكنولوجيا الاتصالات وتترسخ القيم الإنسانية بفعل الفن بأشكاله من غناء ورقص ومسرح ونحت ورسم وموسيقى، وبفعل الأدب والرياضة، وبفعل النشاطات الإنسانية المختلفة الأخرى، فتتقارب الشعوب بل لدينا اليوم مثال كبير، فها هي الدول الأوربية، فبعد قرون من التناحر والحروب والصراعات، تعود اليوم لتفكر بعقلية وواقعية مستفيدة من دروس التاريخ وعبره، فماذا جنت أوربا من حربين عالميتين غير الخراب والدمار والمعاناة والويلات، وهكذا أختفت شرطة الحدود بين دول الاتحاد الأوربي، وتم التعاون والتنسيق الاقتصادي والعلمي والاجتماعي والسياسي والثقافي، وأختفى المارك الألماني والفرنك الفرنسي، وغيرها من العملات الوطنية، ليحل اليورو رمزا لوحدة هذه البلدان، وهكذا تتطور إقتصاديات هذه الدول وتقدم العون والمساعدة للبلدان النامية، وللدول المنكوبة بالكوارث الطبيعية والحروب وغيرها.
فلماذا عراقنا يعود إلى الوراء ويتشرذم ويتفكك...؟
نعم لم نكن موحدين كشعب على طول الخط، لكن المفترض أن القيم الإنسانية قد ترسخت وتجذرت خلال قرابة قرن من الزمن وهو عمر الدولة العراقية، وخلال عقود سابقة كانت الفسيفساء العراقية الزاهية الألوان تبهر الناظر، فتطور العراق حضاريا وثقافيا، لكن للأسف لم يكن ذلك بمعزل عن تسلكات سياسية سيئة من قبل السلطات العراقية جرت وتعرضت مكونات أساسية من شعبنا إلى القمع والتنكيل والمطاردة أو الطرد، (منها مثلا مذابح سميل ضد ابناء المكون الآشوري عام ١٩٣٣). فكانت لربما البداية، لكن بعد وعد بلفور وهجرة العراقيين من الديانة اليهودية أو تهجيرهم، وكانوا من المكونات الفعالة في المجتمع العراقي، ولا زال الفن العراقي مدين لهم حتى اليوم، كون العديد منهم أرسى جذوره وكانت لهم المبادرة في تطوير الفنون في زمن كان البعض يحرمها أو يمقتها، وكان العديد منهم من العلماء والأطباء والسياسيين المناضلين من أجل حرية الشعب العراقي، فخسر الشعب العراقي لونا جميلا كان يطرز المجتمع بالبهجة والسرور، علما ان هجرتهم مرت بمراحل حتى تم إفراغ العراق من أبناء هذه الديانة بشكل كامل. والمأساة أنه لم يتم حتى الآن أي إجراء لإعادة الاعتبار والمواطنة لهؤلاء، رغم مجيء العديد من الانظمة المتعاقبة على العراق، وكأنهم يمثلون إسرائيل، مما أضطر معظمهم البقاء في اسرائيل، والعديد منهم هاجر الى بريطانيا وأمريكا وكندا ولا زالوا يحنون لموطنهم الأصلي العراق، ومات العديد منهم وعينه تصبوا للعودة.
ومن ثم  جاء دور الكرد الفيلية، وكذلك تم التهجير لعدة مرات، ولكن ما فعله النظام البعثي المقبور بداية ثمانينات القرن الماضي، وما أرتكبه بحقهم من جرائم ضد الإنسانية يندى لها الجبين، وهي جرائم لا تدل إلا على إنعدام أي قيم ومشاعر إنسانية، فقد جردهم من وثائقهم وأملاكهم، والأنكى من ذلك حجز أبنائهم الشباب وقام بعد ذلك بتصفيتهم، ولا يعرف حتى اليوم مكان دفن جثامينهم، وهجرهم إلى بلد آخر لا علاقة لهم بهِ، وهناك بدأت معهم معاناة جديدة، وحتى بعد التغيير وإلى اليوم لازال معظمهم بلا وثائق وبقوا في الغربة لعدم أمكانية العودة بسهولة لوطنهم دون وثائق ولا مأوى ولا مصدر ثابت للعيش، ومنهم من غادر الحياة في الغربة والغصة في فؤاده، وهكذا خسر العراق لونا معطرا زاهيا آخر، فالكرد الفيلية كانوامن النشطاء في المجتمع العراقي ولهم تأثيرهم الثقافي والعلمي والفني والاجتماعي والتجاري، بل كانوا مساهمين نشطاء في العمل السياسي مما جعلهم عرضة للتهجير بتهمة التبعية لإيران، وهم عراقيون أقحاح، بدليل أن أيران لم تمنحهم أي وثائق مواطنة أصلية إلا القليل منهم.
ولم تتوقف هجرة العراقيين من الديانة المسيحية بكافة طوائفها طيلة القرن الماضي والحالي، بل هجرتهم مستمرة لما يلاقوه من معاملات تجعلهم يشعرون وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، أو صعوبة الحصول على الفرص في وطن هو موطنهم الأصلي وموطن أجدادهم، بل وتعرض العديد منهم للمضايقات، ففضلت أعداد كبيرة الهجرة، وهم من النسيج الاجتماعي العراقي الأصيل وكانوا ولازالوا يرفدون الثقافة العراقية بكل ما هو جميل، ومنهم العلماء والأطباء والمهندسون والأساتذة الأفذاذ في كافة المجالات، وهكذا خسرنا أجمل ألواننا، رغم إصرار الآلاف منهم على البقاء، لكن لو حسبنا عدد العراقيين المسيحيين المهاجرين طيلة العقدين مع أبنائهم وأحفادهم في الغربة وقارنا ذلك بعدد من تبقى منهم، سنجد أن الأكثرية قد هاجرت.
وهذا ينطبق على أحبتنا من العراقيين الأصلاء من الديانة المندائية، فهجرتهم ومغادرتهم بلدهم الأصلي العراق كانت مستمرة وخصوصًا بعد الحصار والحروب وحتى الآن، فلم يبقَ منهم إلا القليل القليل، وتعرض العديد منهم كذلك للمضايقات والتهديد، بل وحتى القتل والسرقات، وهم قوم مسالمون جدا بطبعهم وبطبع ديانتهم التي تدعو إلى المحبة والصفاء والسلام وتنبذ العنف، ولهم تأثيرهم الثقافي والفني والسياسي والاجتماعي والعلمي بل أن العالم العراقي العبقري عبد الجبار عبد الله المعروف عالميا هو من أبناء هذه الطائفة، فهم لون أساسي وأصيل من ألوان الطيف العراقي، ورحيلهم ما هو إلا خسارة كبيرة لا تعوض.
أما الأرمن والأيزيديون والشبك والبهائيون  وغيرهم من الأقليات، فكانوا على الدوام عرضة للتفرقة والتهميش، بل أن العديد من البهائيين تعرضوا إلى التصفية مما جعلهم يغادرون بلدهم.
واليوم يغادر العراق شبابه، بعد أن أضناهم التعب وتلبسهم اليأس، وفقدوا الأمل بسبب سياسة المحاصصة الطائفية المقيتة التي فسحت المجال للفساد ومن ثم الإرهاب، والخراب في بلدنا، فأخذوا يهاجرون بالجملة، فمن تبقى....؟
وهكذا سيغدو العراق رماديا قاتما، بلا لون ولا طعم، نشم فيه روائح عفنة من التفرقة والطائفية المقيتة.
 فهل نحن أبناء وطن واحد وشركاء فيه، نملك جميعنا صفة المواطنة دون تمييز، أو نحن عبارة عن شركات فيه كل شركة تحاول الحصول على أكبر قدر من الأرباح دون الاهتمام للشركات الأخرى وخساراتها؟؟؟

نعم هنالك أيادٍ خفية مدفوعة تعمل ضمن شعار "فرق تسد" وهو مبدأ استعماري لكن أيضا ما واجهه شعبنا من ويلات ودمار وخراب للعقول وبسبب التخلف والجهل والأمية والانغلاق، أوصله لهذا الوضع الغريب.
أنتقد البعض قيام إقليم كردستان مؤخرا بالاحتفال بذكرى تهجير الطائفة الموسوية، ورغم الخلاف على التوقيت والشكل، إلا أنني أرى أن ذلك كان المفروض أن يتم عبر الحكومة المركزية، مع الاعتذار لليهود والكرد الفيلية والإيزيدية وجميع المكونات الأخرى التي تعرضت للملاحقة والتهميش والتصفيات، وإصدار قوانين تعبر عن روح التحولات الجديدة في دولة مدنية ديمقراطية تريد أعادة الحقوق لأصحابها وترفع الغبن الذي أصاب أبناء هذا الوطن ولتعود كل الألوان المهاجرة الجميلة وتوفير كل مستلزمات عودتها، لكن يبدو أن الظروف لا تسير بهذا الاتجاه، وإلى ذلك الحين علينا التواصل مع حراك شعبنا من أجل دولة مدنية ديمقراطية تحقق تلك الأحلام البسيطة، وللحديث صلة.

*  ستكون هنالك تكملة للموضوع.


230
(طيف الغائب)  أم (طيف الحاضر دوما)




محمد الكحط -ستوكهولم-

ضمن نشاطاته الثقافية اقام  إتحاد الكتاب العراقيين في السويد، يوم السبت 19 ديسمبر/كانون الأول 2015 أمسية توقيع كتاب السيدة بلقيس الربيعي المعنون (طيف الغائب). في البداية رحب الشاعر أحمد العزاوي بالحضور جميعا وشكرهم  لتلبية الدعوة، ثم دعا الاستاذ كريم السماوي رئيس الإتحاد والكاتبة بلقيس الربيعي للتفضل للتعريف بالمجموعة القصصية للسيدة بلقيس طيف الغائب.
 


وأشار الاستاذ كريم السماوي الى مدى اهتمام وإخلاص ووفاء بلقيس لزوجها الشهيد وقد كتبت عنه الكثير، وكان حاضرا في معظم كتاباتها.
وبخصوص  هذه المجموعة القصصية الأولى "طيف الغائب" والتي تضم 16 قصة قصيرة،  فهي مقاطع من رحلة طويلة، كانت جزء من حياتها أو قصص واقعية كانت شاهدة عليها، وفيها من الوقفات المهمة في حياتها.
 

بعدها فسح المجال للسيدة بلقيس الربيعي التي رحبت بالجميع وعبرت عن فرحها لحضور هذه الشخصيات والوجوه الثقافية، وتحدثت عن فترات من حياتها وانتقالها من العراق مكرهة الى اليمن الديمقراطية آنذاك بسبب ممارسات النظام الدكتاتوري، وفي اليمن توفرت لديها الفرصة لإظهار مواهبها الأدبية، حيث ساهمت في العديد من المجالات الثقافية، وقامت بالكتابة والترجمة،  وبعض النشاطات الفنية والأعمال اليدوية.
 

وتحدثت عن مجموعتها القصصية الحالية، بعدها جرى حوار بينها وبين الحضور، فكانت الأحداث تعيش في ذاكرتها وكأنها تحدث اليوم لما له دلالة عن عمق تاثرها بتلك الأحداث رغم أنتهاء عقود على وقوعها. وقامت بتوقيع كتابها لمن أراد إقتناءه، وقدمت لها الورود.
ما يلفت النظر ان تلك القصص لم تكن من طيف الغائب كما سميت، بل وصفتها هي طيف الحاضر كونها حاضرة في روح وسيرة وتعامل السيدة بلقيس، فذكرى زوجها الشهيد من أجل المبادئ والقيم الإنسانية لا زالت عطرة تفوح في روحها وتدفعها للإبداع والعطاء في كافة المجالات الإنسانية والإبداعية والاجتماعية.

 بلقيس الربيعي في سطور: حاصلة على بكالوريوس في اللغة الإنكليزية من جامعة (بغداد)، ماجستير تربية إجتماعية من جامعة (لايبزك) في ألمانيا، عملت في مجال التدريس في العراق واليمن والسويد، وكانت أول مذيعة ومقدمة برامج في تليفزيون المثنى سنة (1975)، مارست العمل الإذاعي مع استمرارها في التدريس، عملت بلقيس مراسلة لمجلة (بلقيس) اليمنية، ترجمت عن اللغة الإنكليزية، كتاب (جورجي ديمتروف)، الصادر في عدن عام (1988).
 - في أدب الأطفال صدر لها قصة (بوبو الطيب).
- صدر لها في السويد عام (2010)، كتاب بعنوان: (لك تنحني الجبال)، أهدته إلى زوجها الراحل (أبو ظفر)، يتحدث عن نضال زوجها الشهيد.
- في مجال الفن التشكيلي، لها العديد من النشاطات والأعمال اليدوية وفن الرسم والنقش على القماش وأقامت العديد من المعارض في اليمن وألمانيا والسويد.
 


231

سيقام مجلس الترحم على روح الفقيد نهاد السليم "ابو نمير"يوم الخميس المصادف 10 كانون الاول 2015 
الساعة 16:20 في مقر الجمعية المندائية في  ستوكهولم - فلينكبي





233
ستوكهولم: مهرجان ثقافي لدعم تظاهرات وحراك الشعب العراقي



تقرير: محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي

تحت شعار "العراق يستحق الأفضل"، أقامت لجنة دعم تظاهرات الشعب العراقي مهرجانا ثقافيا فنيا يوم الجمعة 13 نوفمبر 2015 في ستوكهولم، تضمن العديد من الفعاليات الثقافية والسياسية المنوعة، وحضره جمهور منوع كبير من عراقيين وسويديين، وممثلي قوى سياسية، بدأ الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء مع النشيدين الوطني العراقي (موطني) و(النشيد الوطني السويدي).
 
   
 رحبت عريفة الأمسية السيدة زينب مسلم بالحاضرين، ثم كلمة لجنة دعم تظاهرات الشعب العراقي التي قدمها الزميل نبيل تومي، ومما جاء فيها: ((لقد جاء هذا الحراك تعبيرا عن انفجار الغضب الشعبي نتيجة فشل حكومات نظام المحاصصة الطائفية والأثنية، على المستوى الاتحادي وفي المحافظات، وعجز الحكومات عن خدمة مصالح الشعب والوطن وتوفير الحدود الدنيا من الأمن والخدمات والمستوى المعيشي اللائق لتأمين العيش الكريم. وبفضل ما تميزت به هذه التظاهرات من طابع وطني وشعبي عام الذي يتعدى الانقسامات الطائفية والعرقية والانتماءات الجزئية بشكل عام لصالح الهوية الوطنية، والذي تمثل بعدم رفع المتظاهرين لأي راية غير العلم العراقي وعدم رفع صورة أية شخصية سياسية او دينية، كما تميزت بشعاراتها ومطالبها الواقعية اللصيقة بهموم الشعب ومطالبه، والتي توزعت على ثلاثة عناوين، تأمين الخدمات، محاربة الفساد، ومحاسبة الفاسدين، وتحقيق الاصلاح السياسي ومد الاصلاحات لتشمل السلطات الثلاث. وبرغم سلميتها ومدنيتها، فأنها شكلت ضغطا شعبيا كبيرا ارغم السلطتين التنفيذية والتشريعية على الاستجابة السريعة من خلال تقديم حزم الإصلاحات، فيما لم تستجب السلطة القضائية لغاية اليوم لمطاليبها المشروعة.
 
ونرى ان  ما تحقق على ارض الواقع لا يزال قليلا ومتواضعا جدا. وإذ نعتبر حزم الاصلاح خطوات ايجابية ، ولكنها لم تكن ضمن اولويات المطالب الشعبية كما انها افتقرت إلى الدراسة المسبقة وخلت من منهجية واضحة ما يثير شكوكا مشروعا في فاعليتها.)).
   
   
 ثم قرأت كلمة اللجنة باللغة السويدية كذلك. وساهم رئيس مجلس السلم السويدي السيد كمال جورجو بكلمة مجلس السلم السويدي وبأغنية من أجل التضامن ولدعم الحراك الجماهيري في العراق ضد الإرهاب والفساد. وقدم الفنان أسعد الراشد مشهد مسرحي بعنوان الحقيبة، وتخلل الأمسية عرض للأزياء العراقية المختلفة التي تعبر عن مكونات الشعب العراقي وجمالية الذوق المتنوع، كما كانت هنالك جولة للحاضرين لمشاهدة المعرض التشكيلي للفنانين وسام الناشي نبيل تومي وزوي يوهانسون، ومعرض الصور العراقية القديمة، ومعرض للتصوير الفوتوغرافي، للفنانين علي البعاج، وباسم ناجي، والأعمال اليدوية لسمير لطيف حافظ، وزينب مسلم. وكان التصوير السينمائي والإخراج  الفني والموسيقى للفنان عدي حزام.
   
   
وتخلل الحفل قراءات شعرية بالعربية للشاعر الدكتور صلاح السام،                                                         وللشاعر جاسم سيف الدين الولائي، وبالسويدية للشاعر صبري ايشو، وكعادته أتحفنا الدكتور طالب النداف بقراءات من قصائد الجواهري ومظفر النواب.                       
أما الجزء الثاني من المهرجان فكان عبارة عن طاولة مستديرة لمناقشة أسباب انخراط الشباب السويدي في التنظيمات المتطرفة، وكيفية حماية الشباب من الإنخراط فيها، ساهم في هذا الحوار فيه كل من السيدة أنيكا ليليميتس عضوة البرلمان السويدي، والسيد أفرام ياكوب رئيس جمعية الأشوريين، والباحث هانس برون من حزب البيئة، رحبت الدكتورة نوال بضيوف السيمنار، أدار الحوار الصحفي أوربان حميد، باللغة السويدية.
   
وتم التطرق الى عدة أسباب تجعل الشباب السويدي من أصول أجنبية وحتى سويديين للانضمام للجماعات المتطرفة، وكانت هنالك وجهات نظر مختلفة، مما دعا العديد من الحضور لطرح آراء وأسئلة، تتعلق بمن يقف وراء داعش ومن يمولهم ومن يسندهم، كما تنوعت الأسباب المطروحة منها له علاقة بما يواجهه الشباب من مشاكل العزلة وعدم وجود فرص عمل أو إحباط في مجالات معينة، وأشار البعض إلى دور بعض المتطرفين في زرع سموم التطرف وضرورة منع ذلك، كما تناولت المعالجات عدة آراء بين من يطرح المعالجات السلمية والفكرية وبين معالجة ذلك بالقوة.
كان للشباب دورهم في هذه الفعالية النوعية بحق، فقد شاركت فرقة الجامعة التكنولوجيا للغناء بعدد من الأغاني الجميلة، وهم كل من كارولين، أيمانوئيل، يعقوب، ولينا.
 
وكانت المفاجئة هو ما قدمه الشاب أنهر خالد القادم من الوطن مؤخرا، حيث قدم العديد من أغاني الراب باللهجة العراقية العامية وكانت من تأليفه، لقد كانت كلماتها قريبة من القلب وتعبر عن الروح الوطنية والحس الوطني وضد الطائفية والفساد، لقد نال الإعجاب والتصفيق من الجميع.
 
هذه الفعالية أمتازت بالحيوية والتفاعل بين الجميع، وقد تم تكريم المشاركين في هذه الأمسية بالورود. لينتهي هذا المهرجان بالنشيد الوطني العراقي.
صور من الفعالية

234

دعوة

تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم وبالتعاون مع الجمعية المندائية في ستوكهولم
تدعوكم
لحضور الندوة الحوارية للناشط العراقي القادم من قلب التظاهرات الشعبية من اجل الإصلاح في العراق
الأستاذ جاسم الحلفي
بعنوان


((الحركة الاحتجاجية في العراق \ خصائصها \ مطالبها \ آفاقها))

وذلك على قاعة الجمعية المندائية في فللنكبي
Jämtlandsgatan 151
Stockholm - Vällingby

الساعة الخامسة من عصر يوم الأحد القادم المصادف 29 -11 - 2015

والدعوة عامة للجميع

فأهلا وسهلا بكم



235
 


اعلان من اتحاد الكتاب العراقيين في السويد

موعدنا غداً السبت 14 نوفمبر الجاري
 
حيث يفتتح إتحاد الكتاب العراقيين في السويد
( نادي القصة )
في تمام الساعة الخامسة عصراً
الدعوة عامة للجميع

 
اتحاد الكتاب العراقيين في السويد

adrees

Sensus Stockholm -Medborgarhuset, Medborgarplatsen 4, sal 401, plan 4.


236
لجنة دعم تظاهرات الشعب العراقي

تدعوكم الى المشاركة في

المهرجان الثقاي والفني لدعم شعبنا العراقي والذي هو جزء من برنامجها المتنوع

والذي سيقام في ستوكهولم وعلى العنوان الآتي
NBV,Bergsunds  Strand 43
Vid  T-bana  Hornstull

13/11/2015

يبدأ البرنامج الساعة الرابعة بعد الظهر ولغاية الساعة التاسعة مساءا

يتضمن البرنامج :

1 ـ الافتتاح الرسمي بالوقوف دقيقة صمت مع النشيد الوطني العراقي
2 ـ كلمات :
أ ـ  لجنة دعم تظاهرات الشعب العراقي ( بالعربي والسويدي)
ب ـ كلمة مجلس السلم السويدي ( يرافقها عزف وغناء)
3 ـ قراءات شعرية :
أ ـ بالسويدي
ب ـ بالعربي
4 ـ منوعات غنائية:
أ ـ فرقة الجامعة التكنولوجيا للغناء
ـ اغاني الراب العربي
5 ـ معارض :
أ ـ المعرض التشكيلي
ب ـ معرض الصور الفوتوغرافية
ج ـ المعرض الفوتوغرافي حول التظاهرات
6 ـ سيمنار بعنوان :
Att stödja irakiska ungdomar mot ISIS och deras våldsideologi

ضيوف السيمناريوم :

Afram  Yakoub:ordförande i assyriska riksförbundet
Annika  Lillemets: riksdagsledamt,Miljöpartiet           
Hans  Brun: forskare                                                       
                                                   
7 ـ مأكولات عراقية
8 ـ يتخلل المهرجان : ازياء فولكلورية ، تسجيلات لأغاني عراقية فولكلورية
9 ـ الختام بالنشيد الوطني

237
بلاغ

عقد المكتب التنفيذي للأتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد اجتماعا له بتاريخ 25 تشرين الاول 2015 ; وقد ناقش جملة من النقاط :(تقييم اعمال المؤتمر, آلية عمل وتنسيق اعضاء المكتب, اعداد البرنامج النصف السنوي للاتحاد, تشكيل لجنة اعلامية, العلاقة مع المؤسسات السويدية, العلاقة مع الجمعيات العراقية, الوضع المالي ومتفرقات).
في البدء رحب رئيس الاتحاد بالزملاء وعبر عن سروره بهذا الاجتماع الأول، بعد ذلك ناقش المجتمعون النقاط المطروحة أعلاه بمسؤولية عالية من الفهم للمهمات اللاحقة, وابدى الزملاء استعدادهم العالي للعمل من اجل انجاز هذه المهام.
وعبروا عن سعادتهم بانضمام العدد الكبير من الجمعيات الى الاتحاد في عموم السويد، والذي يتطلب من قيادة الاتحاد العمل الدؤوب والمتفاني من اجل التعاون والتضامن مع جميع الجمعيات، مقدرين دورهم المتميز في جمع ابناء الجالية العراقية مذكرين بتقاليد شعبنا وثقافته وتراثه الحضاري.
كما اشادوا بالانجاز الذي تحقق خلال الفترة الماضية في تقديم التقارير للجهات السويدية, ونشر تفاصيل عقد المؤتمر الأول للاتحاد في الصحافة العربية والعراقية الاكترونية.
في نهاية الاجتماع أكدوا على ضرورة حضور جميع الفعاليات التي تقوم بها الجالية العراقية وخاصة الجمعيات المنضوية للإتحاد، والعمل على نشر  كل النشاطات في نشرة الاتحاد والفيسبوك.
وشكر المجتمعون جميع أعضاء الجمعيات على مساهمتهم ودعمهم المعنوي للاتحاد الديمقراطي.

المكتب التنفيذي للاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد
25 تشرين الاول 2015



238
ستوكهولم:  المهرجان السنوي الخامس للفنون التشكيلية
محطة فنية تستحق التقدير





 
 
محمـد الكحط -ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي
ليومين متتاليين أقامت الجمعية المندائية في ستوكهولم مهرجانها السنوي الخامس للفنون التشكيلية للفترة من 23 -24 من شهر أكتوبر/تشرين أول 2015، وكان هذا العام مهرجانا مميزا، حيث شارك فيه حوالي عشرين فناناً وفنانة، وتجاوز عدد الأعمال المعروضة المائة عمل متنوع من رسم وتصوير فوتوغرافي وسيراميك وتركيب، وغيرها من الأعمال الفنية التي أجادت بها أنامل فنانينا المشاركين، وكان ضيف المهرجان لهذه السنة الفنان شاكر بدر عطية.

حضر الإفتتاح سفير جمهورية العراق الاستاذ بكر فتاح حسين، وعدد من أعضاء السفارة العراقية و والكنزبرا الشيخ سلام غياض كاطع والسيدة إنغريد مسؤولة منظمة السنسوس السويدية وعدد من أعضاء وممثلي الجمعيات العراقية والعربية وأبناء الجالية العراقية. أمتاز المهرجان بجمالية التنظيم، حيث كانت البداية مع تصميم خاص لأفتتاح المهرجان انجزه الفنان شاكر عطية حيث أنير الضوء في العمل من قبل السفير ليعلن أفتتاح المهرجان، وبعد التجوال في المعرض بصحبة رئيس الجمعية المندائية السيد فاضل ناهي والحديث مع الفنانين، تحدث السفير عن المعرض معبرا عن إعجابه بالأعمال شاكرا الجمعية المندائية عن هذا النشاط المميز، مؤكدا الدور الذي يتحمله الفنان في هذه المرحلة ليعكس الثقافة العراقية الإبداعية الحية ضد ثقافة العنف والتطرف الغريبة عن مجتمعنا والدخيلة عليه. بعدها تحدث رئيس الجمعية المندائية شاكرا السفير والجميع على تلبية الدعوة مثمنا دور الفنانين واللجنة المشرفة على المهرجان. كما تحدثت السيدة أنغريد معبرة عن إعجابها بالمعروضات.

والفنانون المشاركون في المهرجان وأعمالهم هم، شاكر بدر عطيه بعمل فني مركب فيه مساهمة واعية في دعم الحراك الشعبي الوطني في مطالبه المشروعة، وكان عبارة عن خارطة العراق مسلط عليها ضوء يحمل الشعار الذي يردده أبناء شعبنا في ساحة التحرير ومعظم المدن العراقية الأخرى "بأسم الدين باكونه الحرامية"، ووفاء غالب التي ساهمت بعملين الأول حرق على الخشب والآخر عمل من الأكريل، وسليمة السليم، التي تساهم دائما بأعمالها الخزفية والسيراميك واليوم تشارك بأكثر من 11عملا بالإضافة الى نتاجات يدوية فنية متعددة، ووسام وليد الناشئ، هذا الشاب الذي ساهم بعملين تعكس أعماله دائما الفرح والأمل وروح الشباب، أما راجح نوري جابر، فكانت له مساهمتان أيضا بطريقة الحرق وتناول موضوعة الطبيعة، ومصورنا الرائع باسم ناجي فكان له عشرة صور فوتوغرافية تناولت موضوعة الطبيعة وبالذات فصول السنة في السويد، وأيضا كان لسلام عواد السعدي ستة صور عكس فيها قدراته الفوتوغرافية في تصوير الغروب، أما رائد حامد مهدي فساهم بثلاثة أعمال عن حياة المدينة، وإبراهيم البدري كان له عملان عن بوابة عشتار والأخرى عن جدارية "نصب الحرية" للفنان جواد سليم، أما مهدي العائش فكان له أربعة أعمال عن الزهور أمتازت بجمالية العرض ودقة الرسم، وكان لأمير سالم سبعة أعمال فضية أمتازت بدقة العمل ومهارة في التنفيذ، بالإضافة الى مصوغات ذهبية جميلة، وتوقفنا عند أعمال  وسام الزهيري الذي وظف جمالية الخط العربي ليعكس لنا عشرة أعمال مخطوطات على الخزف، وتناول منجد بدر في عملين له معاناة أطفال العراق بالإضافة الى موضوعة الأنتظار، وكان للفنان صباح شرموخ عملان، أما الفنانة  أنعام سعيد شلش فكان لها ثلاثة أعمال استخدمت خامات مختلفة منها ورق الأشجار مع الألوان الزينية على الاكريل، أما الفنانة القادمة من سويسرا  لينا لطيف فرحان فكان لها 6 أعمال فنية عن الحياة البغدادية والعديد من الأعمال الفنية الأخرى عكست ذوق فني متميز، وكان لسمية ماضي الفنانة المساهمة دوما ستة أعمال في أساليب جديدة وهي الطباعة على البلاستيك والحفر بالإبرة والألوان وهو أسلوب متعب يتطلب الجهد والدقة، وساهم عبد الأمير حربي حبيب بثمانية أعمال نقش جميلة، وأخيرا كان للمبدع دوما نوري عواد حاتم ستة لوحات فنية متميزة.
علما أن جميع الأعمال نالت إعجاب الجميع وجرت حوارات مع المبدعين من قبل الجمهور، ومن الصعوبة الخوض بعكس ماهيّة جميع الأعمال لكثرتها، ولكنها عكست قدرة فنانينا على التجديد والإبداع وإظهار مهاراتهم الفنية.
في اليوم التالي تم تكريم الفنانين المشاركين وتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية عليهم، وخلال التكريم قدم رئيس الجمعية السيد فاضل ناهي كلمة شكر فيها الجميع، وتعهد بأن تكون قاعات الجمعية المندائية في ستوكهولم مكانا مفتوحا لكل المثقفين العراقيين لإقامة مختلف نشاطاتهم الثقافية، كما جرى تكريم العديد من النشطاء في عمل الجمعية في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية من قبل الجمعية واتحاد الجمعيات المندائية، وكذلك من قبل جمعية اسكلستونا التي  دعت الى نقل المعرض الى اسكلستونا وهي دعوة للفنانين وتم تقديم الشكر للجميع ولكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان، بعدها بدأ الحفل الفني الذي أحياه عدد من الفنانين بمشاركة عازف الاورك الفنان تحسين البصري والفنانة نادية لويس.
 
كان المهرجان السنوي الخامس للفنون التشكيلية للجمعية المندائية في ستوكهولم بحق محطة فنية تستحق التقدير لكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان.
صور من المهرجان.
 

239
أنتهاء فعاليات المؤتمر الثامن لرابطة الأنصار الشيوعيين في أربيل بنجاح

   


تقرير: محمد الكحط -أربيل-
تصوير: علي البعاج

جمعتهم كردستان في الربع الأخير من القرن الماضي وتوزعوا في شتات الأرض وربوعها مكرهين، لكنهم ظلوا أوفياء لمبادئهم ولأفكارهم وحبهم لوطنهم وشعبهم، فهم ملح وزاد هذه الأرض المعطاءة، قضوا هنا في جبال كردستان زهرة شبابهم، وهاهم يعودون اليوم يلتقون بنفس تلك الروح العذبة المحبة للعطاء دوماً، عادوا مرفوعي الرأس شامخين كشموخ جبال كردستان، متألقين بشيب شعر رأسهم جراء الحب الدفين لبلاد الرافدين، أنهم الأنصار الشيوعيين رمز وحدة العراق وعطائه وصورة النضال الوطني الزاهية الألوان، أنهم يمثلون كل الوان الطيف العراقي الجميل، التقوا وسط العناق والمفاجئات في عدم التعرف من النظرة الأولى، فتضاريس وجوههم تغيرت، فلسنوات العمر حوبتها كما يقال، لكنهم على العهد ولن ولم يتغيروا، فبهم عبق التاريخ البطولي والنضال الأسطوري، لهم الأغاني كلها، لهم الحياة بأجمل معانيها، أنهم يمثلون الروح الوطنية الحقيقية الغائبة اليوم، حضروا ليس للقيام بلقاء عابر فقط، بل من أجل أن يعلنوا تضامنهم ووقفتهم مع حراك شعبهم الرافض للمحاصصة الطائفية المقيتة وليعلنوا وقوفهم ضد مافيات الفساد والسياسيين المتلونين، ضد التخلف والجهل، وليقفوا مع مطالب شعبهم في دولة مدنية تحقق العدالة الاجتماعية للجميع.
أنه المؤتمر الثامن للرابطة، الذي انعقد تحت شعار ((من أجل دحر الإرهاب والتطرف، وبناء دولة المواطنة الديمقراطية))، بدأ في أربيل صبيحة الأول من أكتوبر 2015م، في بناية وزارة الثقافة في إقليم كردستان، الشعارات والصور تزين المكان، في المدخل معرض للصور الفوتوغرافية للنصير علي البعاج، في داخل القاعة هنالك صور تعرض حياة الأنصار ولقطات عن نضالهم. لحظات  ويقف الأنصار والضيوف، لينشدوا نشيد "موطني" ومن ثم نشيد الكرد الخالد ضد الطغاة "أي رقيب"، وبعد كلمات الترحيب بأسم الأنصار ورابطتهم يقف الجميع دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء من الأنصار وكل الوطنيين.
تناوب الأنصار كاوه وأبو خلود ونهرو آلاي على تقديم الفقرات تباعا، ((فأرض كردستان فتحت لنا يوما ذراعيها واسعة من زاخو الى قزلر، وهي تمر بقرى بارزان وسهل  حرير، وبيوتاً طينية متوارية في سفوح الجبال والقرى المتناثرة، وقلوبٍ عذبة كعذوبة عيون الماء الرقراقة كالزلال، وأنهار الزاب والخابور، ووجوه تقطر منها الطيبة والبساطة والكرم الكردي، تسبقها كلمات، (بخير هاتن، فرمو، ...)، تتقاسم معنا رغيف خبز العائلة، وبعضا من لبن الماعز على الرغم من شحةِ اليد وشظف العيش، أنها أرض كردستان المعطاءة ...)) بهذه الكلمات بدأت الفقرات، وكانت رسالة رئيس أقليم كردستان مسعود البرزاني التي بعثها معتذرا لكثرة إنشغالاته عن الحضور، التي عبر فيها عن اعتزازه الكبير بعطاء الأنصار الشيوعيين وتضحياتهم الجسام.
وجاءت الكلمات تباعا، كلمة رئاسة أقليم كردستان، قدمها السيد عمر عثمان، بعدها كلمات حكومة الأقليم، وكلمة وزارة البيشمركه، وكلمة ممثل رئيس الوزراء وكلمة نائب رئيس الوزراء، ومن ثم كلمة الحزب الشيوعي العراقي التي قدمها عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق د. حسان عاكف (أبو يسار)، وكلمة الحزب الشيوعي الكردستاني، وكل الكلمات أشادت بنضالات وتضحيات الأنصار الشيوعيين وتمنت لمؤتمرهم الثامن النجاح.
وجاء دور الرابطة حيث ألقى الكلمة رئيس الرابطة الرفيق النصير نعمان أبو رائد، ومما جاء في الكلمة، ((نجتمع اليوم بعد ان مرّ عامان على انعقاد مؤتمر رابطتنا السابع، الذي اتخذ جملة من القرارات والتوصيات، وانتخب لجنة تنفيذية لإدارة عمل الرابطة، ومنذ ذلك الوقت، وبلادنا تمر في ظروفِ صعبة ودقيقة على الصعيد السياسي والأمني، هذه الظروف كانت نتيجة منطقية لممارسات الحكومة السابقة، التي تجاهلت المطالب المشروعة لسكان بعض المناطق، الذين خرجوا مطالبين بالخدمات والحياة الكريمة، وعلى الرغم من التحذيرات والنداءات التي أطلقناها، وأطلقتها القوى والشخصيات الوطنية الحريصة، لكن الحكومة استهانت بالمظاهرات والاعتصامات الجماهيرية مما أدى الى تصعيد الموقف الأمني وزيادة التوتر السياسي، الذي أدى بدوره الى تنامي قدرة الإرهابيين على أقتراف أبشع الأعمال الإجرامية بحق أبناء شعبنا العراقي.....)) وأستمرت الكلمة لتقف أمام حراك شعبنا وهبته الوطنية لتعلن صراحة وقوف الأنصار مع تطلعات شعبنا، ((ان الأنصار الشيوعيين اليوم يعربون عن تضامنهم الكامل مع حركة أبناء شعبهم الاحتجاجية المستمرة في ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات والمدن العراقية الأخرى، وذلك من خلال مساهمتهم الفعالة ومشاركتهم النشيطة في تلك الاحتجاجات، في كل مكان، مطالبين بإصلاحات جذرية وحقيقية تقتلع الفساد من أساسه وتحاسب الفاسدين،.. ان الانصار الشيوعيين يطالبون الحكومة الجديدة بالتعامل وفق مواد الدستور مع المتظاهرين السلميين، وعدم التعرض لهم والتضييق عليهم وإطلاق سراح المحتجزين منهم فوراً والاستجابة لمطالبهم المشروعة....)).
كما وصل المؤتمر العديد من البرقيات من الأحزاب الوطنية والكردستانية ومنظمات المجتمع المدني وجميعها عبرت عن حبها واحترامها العميق لنضال الأنصار الشيوعيين.
كما تم عرض فلم قصير عن التظاهرات التي يشهدها شعبنا ضد المحاصصة الطائفية واللصوص، تناول حجم وسعة التظاهرات ضد سياسة المحاصصة والفساد.
حسن الختام كان من الشاعر عريان السيد خلف حيث حيث ألقى بعض قصائده الرائعة المعروفة ومرثيات للشهداء، كانت محط إعجاب وتصفيق الجمهور.
أنتهت الجلسة الأولى من المؤتمر، لتستمر مساء نفس اليوم فعاليات المؤتمر، وبعد اعلان شرعية المؤتمر تم انتخاب لجان المؤتمر للرئاسة والتدقيق المالي والاعتماد وكتابة المحاضر والتوصيات والمقترحات وصياغة البلاغ الختامي. ومن ثم بدأت في الجلسات اللاحقة دراسة التقارير الانجازية خلال عامين منذ المؤتمر السابع حتى الآن، واستمرت النقاشات بروح رفاقية عالية وبحرص على تاريخ الأنصار ونضالهم الدؤوب.
وتوالت جلسلت المؤتمر حتى الثالث من أكتوبر، وتخلل الكونفرنس العديد من الفعاليات  منها تكريم جميع الرفيقات الحاضرات بميداليات من بيشمركة الحزب الشيوعي الكردستاني، كما تم تكريم بعض الشباب الذين حضروا مع آبائهم البيشمركة من قبل الرفيقة أم عصام.
وفي أحد الجلسات قدم بعض الرفاق مداخلات مهمة، منها، النصير الدكتور كاظم حبيب الذي أشار الى ضرورة التفكير بتغيير أساليب العمل، والقيام بمشاريع انتاجية والاهتمام بالفن والثقافة، أما النصير الدكتور حسان عاكف فأيضا تحدث عن مستقبل الرابطة وعضويتها لكي نعطي للمنظمة الانصارية وجهها المدني، وتناول النصير وزير العلوم والتكنلوجيا الرفيق فارس ججو (ناظم)، الوضع السياسي وتوقف عند قضية النازحين وأشار الى أهمية العمل على إعادتهم الى أماكن سكناهم الأصلية، وتحدث عن كيفية التعامل مع الارهاب ومحاربته بشكل جدي وبروح وطنية بعيدة عن التكتلات الطائفية التي تسعى لها بعض القوى السياسية.
في الجلسة الختامية وبعد اقرار التقارير الانجازية، تم اصدار العديد من القرارات والتوصيات التي تصب في مجال تطوير عمل الرابطة، ومن ثم تم انتخاب هيئة قيادية جديدة بأجواء ديمقراطية شفافة، لتنتهي أعمال الكونفرنس بالاهازيج والأغاني التي أشاعت الفرح والتفاؤل في نفوس المندوبين والضيوف.
ولبى الانصار دعوة قضوا فيها سهرة جميلة أعادوا فيها ذكريات تلك الأيام بحلوها ومرها، وكان موعدهم صباح الرابع من اكتوبر مع قبور رفاقهم في مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي في أربيل
وكانت الاستعدادات مستمرة لتقدم فرقة ينابيع الانصارية مسرحيتها "المركب" في عينكاوه مساء الأحد 4 اكتوبر. وهي من تأليف واخراج النصير سلام الصكر (أبو داود)، وتمثيل النصيرة نضال عبد الكريم وسلام الصكر.
وهكذا انتهت هذه الأيام الجميلة في أجواء مفعمة بالروح الرفاقية الحريصة على ذلك التاريخ النضالي المشرف، وبدأت ساعات الوداع الثقيلة لكن كان الجميع على ثقة بالمستقبل وبقدرة شعبنا على السير بحراكه الثوري حتى تحقيق طموحاته بحياة حرة كريمة.
صور من فعاليات المؤتمر:

240
انطلاق فعاليات المؤتمر الثامن لرابطة الأنصار الشيوعيين في أربيل

محمد الكحط -أربيل-
جمعتهم كردستان في الربع الأخير من القرن الماضي وتوزعوا في شتات الأرض وربوعها مكرهين، لكنهم ظلوا أوفياء لمبادئهم ولأفكارهم وحبهم لوطنهم وشعبهم، فهم ملح وزاد هذه الأرض المعطاءة، قضوا هنا في جبال كردستان زهرة شبابهم، وهاهم يعودون اليوم يلتقون بنفس تلك الروح العذبة المحبة للعطاء دوماً، عادوا مرفوعي الرأس شامخين كشموخ جبال كردستان، متألقين بشيب شعر رأسهم جراء الحب الدفين لبلاد الرافدين، أنهم الأنصار الشيوعيين رمز وحدة العراق وعطائه وصورة النضال الوطني الزاهية الألوان، أنهم يمثلون كل الوان الطيف العراقي الجميل، التقوا وسط العناق والمفاجئات في عدم التعرف من النظرة الأولى، فتضاريس وجوههم تغيرت، فلسنوات العمر حوبتها كما يقال، لكنهم على العهد ولن ولم يتغيروا، فبهم عبق التاريخ البطولي والنضال الأسطوري، لهم الأغاني كلها، لهم الحياة بأجمل معانيها، أنهم يمثلون الروح الوطنية الحقيقية الغائبة اليوم، حضروا ليس للقيام بلقاء عابر فقط، بل من أجل أن يعلنوا تضامنهم ووقفتهم مع حراك شعبهم الرافض للمحاصصة الطائفية المقيتة وليعلنوا وقوفهم ضد مافيات الفساد والسياسيين المتلونين، ضد التخلف والجهل، وليقفوا مع مطالب شعبهم في دولة مدنية تحقق العدالة الاجتماعية للجميع.
أنه المؤتمر الثامن للرابطة، بدأ في أربيل صبيحة الأول من أكتوبر 2015م، في بناية وزارة الثقافة في إقليم كردستان، الشعارات والصور تزين المكان، في المدخل معرض للصور الفوتوغرافية للنصير علي البعاج، في داخل القاعة هنالك صور تعرض حياة الأنصار ولقطات عن نضالهم. لحظات  ويقف الأنصار والضيوف، لينشدوا نشيد "موطني" ومن ثم نشيد الكرد الخالد ضد الطغاة "أي رقيب"، وبعد كلمات الترحيب بأسم الأنصار ورابطتهم يقف الجميع دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء من الأنصار وكل الوطنيين.
تناوب الأنصار كاوه وأبو خلود ونهرو آلاي على تقديم الفقرات تباعا، ((فأرض كردستان فتحت لنا يوما ذراعيها واسعة من زاخو الى قزلر، وهي تمر بقرى بارزان وسهل  حرير، وبيوتاً طينية متوارية في سفوح الجبال والقرى المتناثرة، وقلوبٍ عذبة كعذوبة عيون الماء الرقراقة كالزلال، وأنهار الزاب والخابور، ووجوه تقطر منها الطيبة والبساطة والكرم الكردي، تسبقها كلمات، (بخير هاتن، فرمو، ...)، تتقاسم معنا رغيف خبز العائلة، وبعضا من لبن الماعز على الرغم من شحةِ اليد وشظف العيش، أنها أرض كردستان المعطاءة ...)) بهذه الكلمات بدأت الفقرات، وكانت رسالة رئيس أقليم كردستان مسعود البرزاني التي بعثها معتذرا لكثرة إنشغالاته عن الحضور، التي عبر فيها عن اعتزازه الكبير بعطاء الأنصار الشيوعيين وتضحياتهم الجسام.
وجاءت الكلمات تباعا، كلمة رئاسة أقليم كردستان، قدمها السيد عمر عثمان، بعدها كلمات حكومة الأقليم، وكلمة وزارة البيشمركه، وكلمة ممثل رئيس الوزراء وكلمة نائب رئيس الوزراء، ومن ثم كلمة الحزب الشيوعي العراقي التي قدمها عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق د. حسان عاكف (أبو يسار)، وكلمة الحزب الشيوعي الكردستاني، وكل الكلمات أشادت بنضالات وتضحيات الأنصار الشيوعيين وتمنت لمؤتمرهم الثامن النجاح.
وجاء دور الرابطة حيث ألقى الكلمة رئيس الرابطة الرفيق النصير نعمان أبو رائد، ومما جاء في الكلمة، ((نجتمع اليوم بعد ان مرّ عامان على انعقاد مؤتمر رابطتنا السابع، الذي اتخذ جملة من القرارات والتوصيات، وانتخب لجنة تنفيذية لإدارة عمل الرابطة، ومنذ ذلك الوقت، وبلادنا تمر في ظروفِ صعبة ودقيقة على الصعيد السياسي والأمني، هذه الظروف كانت نتيجة منطقية لممارسات الحكومة السابقة، التي تجاهلت المطالب المشروعة لسكان بعض المناطق، الذين خرجوا مطالبين بالخدمات والحياة الكريمة، وعلى الرغم من التحذيرات والنداءات التي أطلقناها، وأطلقتها القوى والشخصيات الوطنية الحريصة، لكن الحكومة استهانت بالمظاهرات والاعتصامات الجماهيرية مما أدى الى تصعيد الموقف الأمني وزيادة التوتر السياسي، الذي أدى بدوره الى تنامي قدرة الإرهابيين على أقتراف أبشع الأعمال الإجرامية بحق أبناء شعبنا العراقي.....)) وأستمرت الكلمة لتقف أمام حراك شعبنا وهبته الوطنية لتعلن صراحة وقوف الأنصار مع تطلعات شعبنا، ((ان الأنصار الشيوعيين اليوم يعربون عن تضامنهم الكامل مع حركة أبناء شعبهم الاحتجاجية المستمرة في ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات والمدن العراقية الأخرى، وذلك من خلال مساهمتهم الفعالة ومشاركتهم النشيطة في تلك الاحتجاجات، في كل مكان، مطالبين بإصلاحات جذرية وحقيقية تقتلع الفساد من أساسه وتحاسب الفاسدين،.. ان الانصار الشيوعيين يطالبون الحكومة الجديدة بالتعامل وفق مواد الدستور مع المتظاهرين السلميين، وعدم التعرض لهم والتضييق عليهم وإطلاق سراح المحتجزين منهم فوراً والاستجابة لمطالبهم المشروعة....)).
كما وصل المؤتمر العديد من البرقيات من الأحزاب الوطنية والكردستانية ومنظمات المجتمع المدني وجميعها عبرت عن حبها واحترامها العميق لنضال الأنصار الشيوعيين.
كما تم عرض فلم قصير عن التظاهرات التي يشهدها شعبنا ضد المحاصصة الطائفية واللصوص، تناول حجم وسعة التظاهرات ضد سياسة المحاصصة والفساد.
حسن الختام كان من الشاعر عريان السيد خلف حيث حيث ألقى بعض قصائده الرائعة المعروفة ومرثيات للشهداء، كانت محط إعجاب وتصفيق الجمهور.
أنتهت الجلسة الأولى من المؤتمر، لتستمر مساء نفس اليوم فعاليات المؤتمر، وبعد اعلان شرعية المؤتمر تم انتخاب لجان المؤتمر للرئاسة والتدقيق المالي والاعتماد وكتابة المحاضر والتوصيات والمقترحات وصياغة البلاغ الختامي. ومن ثم بدأت في الجلسات اللاحقة دراسة التقارير الانجازية خلال عامين منذ المؤتمر السابع حتى الآن، واستمرت النقاشات بروح رفاقية عالية وبحرص على تاريخ الأنصار ونضالهم الدؤوب.
وتوالت جلسلت المؤتمر التي تستمر حتى الثالث من أكتوبر.
صور من فعاليات المؤتمر:

241
أخبار العراق / أعلان تضامن
« في: 11:48 27/09/2015  »


أعلان تضامن

إنعقد المؤتمر الاول للاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد بتاريخ السبت الموافق 12/9/2015 في مدينة مالمو السويدية، وتوقف المؤتمرون كثيرا عند موضوع التضامن مع نضالات الشعب العراقي في داخل الوطن من أجل غد أفضل سيما وإن المجتمع العراقي يشهد الان حراكا إحتجاجيا سلميا يشمل العاصمة بغداد وأغلب المحافظات والمدن العراقية، وقد أعرب المؤتمرون عن تضامنهم الكامل مع المحتجين من أجل مكافحة الفساد المالي والاداري والسياسي، وفي سبيل إنهاء نظام المحاصصة الطائفية ـ الاثنية المقيت وإصلاح القضاء ووضع الاسس السليمة لبناء الدولة المدنية الديمقراطية وإرساء اللبنات الاساسية لمجتمع مدني لايميز بين بني البشر على إية أسس غير إنسانية، وقد قرر المؤتمرون مؤازرة إحتجاجات المواطنين العراقيين بشتى الطرق المتاحة سواء عن طريق الاعتصام أو إصدار البيانات التضامنية والعمل على إيصال صوت المحتجين ومطاليبهم الى المجتمع السويدي والجهات الرسمية لغرض الضغط على المتنفذين في السلطة العراقية للعمل على تغيير الاوضاع والشروع بخطوات عملية في ذلك . وقد أثنى المؤتمر على اساليب التظاهر السلمية التي يعتمدها المحتجون وحضاريتهم في التعامل مع الاحداث الانية التي تستجد خلال أوقات المظاهرات، كما توقفوا بعين الرضا عند ممارسات الاجهزة الامنية الايجابية في التعامل مع الحركات الاحتجاجية وأستنكروا في نفس الوقت ماتقوم به بعض العناصر من إستفزاز سواءا من داخل الاجهزة الامنية او من بعض المندسين في المظاهرات والاعتصامات مؤكدين على ضرورة تنقية صفوف المتظاهرين والحذر من اية محاولة لتخريب سلمية المظاهرات ومدنيتها.

مالمو / السويد
12/9/2015

243
ستوكهولم: أمسية لأستذكار الروائي العراقي غائب طعمة فرمان



محمـد الكحط -ستوكهولم-
في أمسية هادئة وديعة، كوداعة الفقيد غائب طعمة فرمان الإنسان والمثقف والمناضل والروائي لأستذكاره، فسيرة هذا الإنسان مليئة بالعطاء ، رغم أنه لم يحقق كل طموحه، أقيمت هذه الأمسية عن الغائب الحاضر بعد ربع قرن من رحيله يوم الجمعة 28 آب 2015م  في العاصمة السويدية ستوكهولم في المركز الثقافي العراقي في السويد وبالتعاون مع أتحاد الكتاب العراقيين في السويد.
 
 
قدم للأمسية الشاعر أحمد العزاوي مرحبا بالجميع، متحدثا عن الروائي الفقيد غائب طعمة فرمان، بعدها تحدث الروائي كريم السماوي عن فرمان، ضمن مؤلفه "مئة رواية ورواية" تناول غائب طعمة فرمان في التسلسل 62، فتحدث عن حياته ونتاجه الإبداعي. وعن رواية "النخلة والجيران" حيث أشار أنه ((كتب حوار الرواية التي ترسم مصائر بشرية بائسة باللهجة العامية العراقية، وهي لهجة عسيرة الفهم على القارئ العربي، خصوصا في عالمه المغاربي منه، وتبدأ أحداث الرواية في بيت سليمة الخبازة التي تعيش في بيت واسع موحش تشاركها فيه نخلة قميئة عاقر تحاكي في حياتها حياة سليمة التي أضطرت بعد رحيل زوجها عن الحياة قبل عدة سنوات الى أن تمتهن بيع الخبز الذي تعده في جوف الليل. رأت أمامها نخلتها القميئة تبرك قرب الحائط وسط دائرة سوداء. نخلة مهجورة عاقر مثلها.....)).
وكانت مفاجئة الأمسية فلم عن الفقيد من نتاج الفنان فاروق داوود فلم "ذاكرة وجذور" كما أحضر الفنان فاروق من أرشيفه الخاص، صورا ومؤلفات بخط يد الفقيد فرمان، ومؤلف آخر طبعه بيده على الطابعة وهي نسخة أهداها للفنان فاروق والتي يقول عنها فاروق وكأنه كان يشعر بقرب منيته. فلم "ذاكرة وجذور" أحاط بالروائي غائب من كل جوانبه نشأته وبيئته الأولى ملاحقا مراحل تطوره، وحوار مع أصدقائه ومعارفه، كان ممتعا حقا. صفق الحضور للفنان فاروق، وبعد ذلك كانت هنالك مداخلات من قبل دكتور رياض البلداوي الذي عرف الفقيد عن قرب وكذلك الدكتور عقيل الناصري، كما تحدث الشاعر جاسم ولائي عن نتاج الفقيد.
وخلال الأمسية جرى حديث عن الثقافة العراقية وكيفية تفعيل النشاط الثقافي والأستمرار به والتعريف برموزه.

 
 


244
ستوكهولم: أنتهاء أعمال المؤتمر الخامس
للتيار الديمقراطي في ستوكولم بنجاح





 
محمـد الكحط -ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي

أنتهت أعمال المؤتمر الخامس للتيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم بنجاح، هذا المؤتمر الذي أنعقد يوم 13 أيلول 2015 في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم تحت شعار (لا للإرهاب، لا للفساد، نعم لدولة مدنية ديمقراطية في العراق)، وبحضور طيف واسع من المندوبين الذين يمثلون منظمات المجتمع المدني العراقية.
تم الترحيب بالجميع من قبل الهيئة الإدارية ومن ثم وقف الجميع دقيقة صمت على أرواح شهداء شعبنا من ضحايا الإرهاب، والشهداء من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ثم أنشد الجميع نشيد "موطني".
بعدها ألقت السيدة خولة مريوش كلمة الهيئة الادارية للتيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم والتي تضمنت الترحيب بالضيوف، شاكرة لهم تلبية الدعوة لحضور هذا المؤتمر، ومما جاء في الكلمة: ((لقد شهدت الساحة السياسية ومنذ 31 تموز 2015 حراكا جماهيرياً عم جميع محافظات واقضية ونواحي العراق وشمل قطاعات واسعة من ابناء الشعب التي عبرت عن استياءها من الواقع المزري الذي تعيشه البلاد جراء المحاصصة الطائفية وسرقة المال العام واستشراء الفساد الاداري والمالي على كافة الأصعدة والمستويات، وبيع الوطن الى داعش ومن وراءهم، ولم تعد الحياة قادرة على الاستمرار مع انعدام الخدمات وتفاقم البطالة والفقر.. بدون مدارس، بدون مستشفيات.. حرمان.. مدن تحتل وتدمر.. اعراض تنتهك.. نساء تسبى وتباع بسوق العبيد.. عشرات الالاف من اللاجئين في العراء.. قطط سمان تمتص دماء الشعب، وتعيش مرفهة في المنطقة الخضراء لايهمها من جاع ومن مات وماذا حل بالبلد.. ..)).
بعدها تمت قراءة بعض البرقيات التي وصلت للمؤتمر، ومن ثم قدم الدكتور عقيل الناصري تحية وكلمة المكتب التنفيذي واللجنة العليا للتيار الديمقراطي العراقي، التي أرسلها الدكتور رائد فهمي منسق التيار الديمقراطي، ومما جاء فيها: ((ينعقد مؤتمركم ، والعراق يشهد حراكا جماهيريا واسعا متواصلا منذ أكثر من سبعة اسابيع شمل العاصمة بغداد وجميع المحافظات وسط وجنوب العراق. وإذا كانت الانطلاقة الأولى اتسمت بالعفوية، فإن الزخم الكبير الذي اكتسبه الحراك بامتداده جغرافيا إلى معظم المحافظات، واتساع المشاركة فيه لتشمل طيفا سياسيا واجتماعيا متنوعا، انما يؤشر أن هذه الهبة الجماهيرية المتدفقة حيوية وتحديا وعزيمة لم تكن وليدة لحظتها، بل مهدت لها وراكمت عناصر تفجرها عشرات الأعمال الاحتجاجية المختلفة والإضرابات والتظاهرات العمالية والشعبية على مدى الأشهر السابقة. انطلقت التظاهرات الشعبية في بدايتها احتجاجا على سوء الخدمات وتردي تجهيز الكهرباء وحرارة الصيف اللاهب تحرق الجلد، ولكنها سرعان ما انتقلت في شعاراتها إلى المطالبة بمحاربة الفساد وضرب كبار الفاسدين واصلاح النظام السياسي، ولم يأت هذا الارتقاء في المطالب تعسفا أو نتيجة تسييس من خارج قوى الحراك، بل تبلور بصورة طبيعية لوجود قناعة عامة وراسخة بان الفساد السبب الأراس لسوء الخدمات ولتبديد وهدر المال العام والاستحواذ عليه من قبل المتنفذين في السلطة وأعوانهم وفشل المشاريع. كما أكدت تجربة عقد من حكم نظام سياسي قائم على المحاصصة الطائفية والأثنية بأنه نظام فاشل على جميع الأصعدة وعاجز عن تحقيق أي انجاز ومنتج للفساد والأزمات....))
ثم كلمة لتنسيقيات لجنة المتابعة لتنسيقيات الخارج، القاها الفنان نبيل تومي، وقد ورد فيها: ((تبارك هيئة متابعة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج مؤتمر تنسيقيتكم الخامس وتتمنى لكم وللمؤتمر النجاح والتوفيق في اعماله والتفوق في انتخاب هيئة ادارية جديدة تسير على نهج الفكر الديمقراطي والوطني وتقود التنسيق مع الجالية العراقية في ستوكهولم من اجل عراق ديمقراطي وتسعى إلى مشاركة معاناة الشعب العراقي في داخل الوطن وتساهم في تقليل الغربة عند الجالية في السويد، و نقدم شكرنا وتقديرنا الى اعضاء الهيئة الادارية الحالية لتنسيقية ستوكهولم رئيسا وأعضاء على نشاطاتهم ومثابرتهم التي توجت نشاطات التيار الديمقراطي في الخارج بالنجاح حيث كانت رمزا للوطنية ونشير إلى أن التنسيقية الحالية تميزت بجودة تنسيقها مع تنسيقات الخارج ومع هيئة المتابعة للتنسيقيات في نشاطات حقوق الانسان والفعاليات الثقافية والوطنية والديمقراطية....)).
هذا وقد وصل المؤتمر العديد من البرقيات التي أشادت بنشاط التيار في ستوكهولم وجهادية هيئته الإدارية وتمنوا للتيار النجاح في عمله اللاحق، ومن هذه البرقيات برقية منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، ومما جاء فيها: ((في الوقت الذي نهنئكم فيه على إنعقاد مؤتمركم الخامس ونتمنى لكم النجاح في أعماله والخروج بنتائج إيجابية، علينا التذكير بالظرف الراهن الذي يمر به شعبنا ووطننا من محن، مما يتطلب منا جميعا بذل أقصى ما نستطيع لدعم شعبنا للخلاص من سياسة المحاصصة السياسية الطائفية السيئة الصيت التي أوصلت بلادنا الى هذا الانحدار والانزلاق الخطير في القيم والمبادئ بعيدا عن الروح الوطنية التي هي أساس بناء المجتمعات الحديثة)).
وبعد استراحة قصيرة تم انتخاب هيئة رئاسة لأعمال المؤتمر وهيئة الاعتماد، وأخرى الى لجنة صياغة القرارات والتوصيات والبيان الختامي. بعدها فتح باب النقاش على التقريرين ألانجازي والمالي، حيث قدم عدد من المداخلات دلت على الحرص والشعور العالي بأهمية قوى التيار الديمقراطي في هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها بلدنا، كما قدم العديد من المقترحات والتوصيات من أجل الرقي بعمل الاتحاد ليكون مواكبا لحركة وحراك شعبنا في الداخل لتحقيق مطاليبه العادلة. وبعد اقرار التقريرين تم تثمين جهود الهيئة الإدارية الحالية والتي أعلن عن حلها، وبروح ديمقراطية وبشفافية تم أنتخاب هيئة إدارية جديدة، وتم الاتفاق على العديد من المقترحات والتوصيات التي من شأنها أن تساعد في تطوير العمل. وصدر بيان ختامي عن نتائج المؤتمر، وبالنشيد "موطني" أختتمت أعماله، وسط تفاؤل بتحقيق طموحات وأهداف شعبنا التي ينادي بها، ولعل أهمها لا للمحاصصة الطائفية لا للإرهاب، نعم للدولة المدنية والعدالة الاجتماعية.
الرسائل والبرقيات التي وصلت للمؤتمر من الجهات التالية:
- حركة العمال النقابية الديمقراطية في ستوكهولم.
- تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف.
- رابطة المرأة العراقية في السويد
- اتحاد الجمعيات التركمانية في السويد.
- تنسيقية التيار الديمقراطي في لينشوبنك.
- برقية المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري.
- رزكار عقراوي، مؤسسة الحوار المتمدن.
- برقية منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد.
- تنسيقية التيار الديمقراطي في كاليفورنيا.
- تنسيقية التيار الديمقراطي في المانيا.
- جمعية الرافدين.
- باقة ورد من نادي 14 تموز.
- باقة ورد من لجنة اللاجئين العراقيين.
- جمعية بابليون للثقافة والفنون.
- فرقة مسرح الصداقة.
- الجمعية المندائية في ستوكهولم.
- البروفيسور د قاسم حسين صالح.
- د خليل عبد العزيز.
- د ثائر كريم.
- الاستاذ جاسم المطير.
 


245
أفتتاح معرض النصير علي البعاج (أبو فيدل) للتصوير الفوتوغرافي





محمـد الكحط -ستوكهولم-
تصوير: كريم الذهبي

أفتتح يوم السبت 12 سبتمبر 2015م، في العاصمة السويدية ستوكهولم معرض للنصير الفنان علي البعاج خاص بالتصوير الفوتوغرافي، على قاعة مكتبة شارهولمن، وكان المعرض برعاية ودعم رابطة الأنصار الديمقراطية العراقية في ستوكهولم/ السويد، وتحت عنوان ((جولة في رحاب الطبيعة)).
حضر أفتتاح المعرض عدد من الأنصار والمثقفين والإعلاميين المتواجدين في ستوكهولم وضواحيها، حيث أبتدأ مع كلمة ترحيبية من قبل مندوبة عن مكتبة شارهولمن، ثم كلمة رابطة الأنصار فرع ستوكهولم من قبل النصير سعد شاهين رئيس الرابطة، مرحبا بالحضور الكريم وشاكرا ادارة المكتبة على التعاون مع الرابطة في نشاطاتها الثقافية، وتجول الحضور يصاحبهم المصور الفوتوغرافي علي البعاج للإطلاع على الصور التي تضمنها المعرض، حيث جرى حوار واستفسار بين الجمهور المتلقي والفنان علي البعاج.
أمتازت الصور بلقطات من الطبيعة، تم أختيارها بعناية وتصويرها بدقة مما تعكس قدرة البعاج الفنية على الأختيار الجميل للزوايا التي تم التقاط الصور منها، وعكست الصور جمالية الطبيعة التي يعشقها الفنان ويتأثر بألوانها الزاهية.

قدم الفنان علي البعاج شكره وتقديره للجميع من الحضور وبالأخص الذين قدموا له المساعدة لإنجاز معرضه هذا.
وينوي البعاج إقامة معرضه ضمن البرنامج الثقافي خلال أيام أنعقاد المؤتمر الثامن لرابطة الأنصار الذي سيقام في أربيل مطلع شهر أكتوبر القادم، وكذلك في محافظة واسط.
نتمنى للفنان البعاج مزيدا من الإبداع ومسيرة موفقة مع فن الصورة.
لقطات من مراسيم افتتاح المعرض.
 
 

246
تكريم الدكتور خليل عبد العزيز من عمادة كلية الصحافة في جامعة موسكو




لقاء أجراه: محمـد الكحط - ستوكهولم -

من الجميل أن يكرم إنسان من بلده، والأجمل أن يكرم من بلدٍ آخر تقديرا لمسيرته، مما يعني أنه كان معطاءاً، لذا فتذكير إنسان وتكريم عطاءه وهو في الثمانين من آخرين، لهو مبعث فرح وسعادة لا للشخص نفسه فحسب، بل لبلده وأصحابه، من هنا كان هذا اللقاء فرصة لتسليط الضوء على الدكتور خليل عبد العزيز من قبل كلية الصحافة في جامعة موسكو.
التقيناه نسأله أولا عن التكريم وصفته العلمية والاجتماعية ومن أية جهة وما مناسبته
قال: منذ بداية دراستي في كلية الصحافة بجامعة موسكو عام 1963 حرصت على تلقي كل العلوم التي تخدم شعبي ووطني وحزبي، ومن هذا المنطلق عكفت على الدراسة بشكل جدي وانجاز واجباتي الدراسية اليومية، بالإضافة الى ذلك تمكنت من  تكوين علاقات صداقة وتعاون مع عميد وأساتذة وطالبات وطلاب الكلية. وشاركت في مجال العمل التضامني ومساعدة الطلبة القادمين من شتى بلدان العالم للدراسة.
وقمنا بتأسيس جمعية الصداقة والتعاون منذ بداية دراستنا في الكورس الاول، وتم انتخابي رئيساَ لها وكان يعاد انتخابي سنوياً من قبل الطالبات والطلاب  الذين يمثلون أكثر من ثمانين دولة.
 خلال الدراسة ساهمت بنشاط في الندوات الفكرية والاجتماعية والسياسية وتمكنت من تقديم صورة واضحة ومقنعة عن الأوضاع في العراق، خاصة عن الانقلاب الفاشي البعثي عام 1963. أنهيت دراسة الماجستير وفوراً تم قبولي للحصول على شهادة الدكتوراه. سافرت الى القاهرة لإعداد رسالة الدكتوراه وهناك وبطلب من وكالة نوفوستي للأنباء السوفييتية  أصبحت رئيس تحرير جريدة الشباب السوفييتي.
بعد حصولي على الدكتوراه تم تعييني بوظيفة باحث علمي أقدم في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية، وعملت مساعداً  لمدير المعهد الاكاديمي "باباجان غفوروف" وكنت أرافقه في جولاته العلمية داخل الاتحاد السوفيتي وبلدان الشرق الأوسط. طيلة وجودي في موسكو كنت على ارتباط وثيق مع كلية  الصحافة وساهمت في تشكيل جمعية خريجي دورتنا الدراسية، ولحد الآن فاني احضر الاجتماعات السنوية والدورية. وأود ان أشير هنا ان عددنا كان عام التخرج 1963 هو 156 والآن اصبح العدد 39 فقط لان الغالبية للأسف غادروا الحياة.
وبمناسبة بلوغي العام الثمانين وبدون معرفتي مسبقاً، تم قبول اقتراح الزميلات والزملاء في كلية الصحافة من قبل عمادة الكلية ورئاسة جامعة موسكو بتقليدي وساماً تقديراً لدراستي وجهودي في المجال العلمي بكلية الصحافة ومعهد الإستشراق.
- قدمنا التهاني للدكتور خليل عبد العزيز بهذا التكريم وتمنينا له طول العمر ومزيداً من العطاء الجميل.

247


أمسية لأستذكار الروائي العراقي الفقيد غائب طعمة فرمان


يسر المركز الثقافي العراقي في السويد بالتعاون مع أتحاد الكتاب العراقيين في السويد بدعوتكم لحضور أمسية عن الغائب الحاضر بعد ربع قرن من رحيله
عن الروائي غائب طعمة فرمان.
وذلك اليوم الجمعة 28 آب 2015م الساعة السادسة عصرا وفي مقر المركز الثقافي العراقي الكائن في سلوسن في العاصمة السويدية ستوكهولم


248


دعوة لحفل اعلان تأسيس الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد

إعــــــــــــــلان

 
يقيم المكتب التنفيذي للاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد حفلا جماهيريا لمناسبة إتمام عملية تأسيس الاتحاد الديمقراطي قانونيا والشروع بممارسة مهامه في تقديم الخدمات الممكنة للجالية العراقية في السويد
وذلك في الساعة السادسة من مساء يوم السبت المصادف 15/08/2015
على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم الكائنة في
Jämtlandsgatan 151/   162 60 Vällingby
وبحضوركم سيزداد الحفل بهاءا بما يتضمنه من فقرات ثقافية وترفيهية
والدعـــــــــــــــــــــوة عامـــــــــــــــــــة للجميــــــــــــــــــــــــع
 
 
المكتب التنفيذي
للاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية
في السويد
 

249
ستوكهولم: وقفة تضامنية مع مطالب أبناء شعبنا العادلة
 من أجل حياة كريمة وضد المفسدين

تقرير: محمـد الكحط -ستوكهولم-
تنادت العديد من الأحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني العراقية تلبية لدعوة التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم للوقوف يوم الجمعة 07/آب- أغسطس/2015، أمام السفارة العراقية في السويد، دعما وتضامنا مع انتفاضة جماهير الشعب العراقي ضد الظلم والعسف والفساد في تظاهرات سلمية في أغلب المحافظات والمطالبة بتوفير الخدمات وتحسين الوضع المعيشي والقضاء على الفساد والفاسدين في دولة تتلاعب بهـا أهواء السياسيين الفاشلين، ومما جاء في الدعوة ((ثارت الجماهير معبرة عن سخطهـا وأستيائهـا من تفاقم الأوضاع، وأحتجاجـا على التدخلات السافرة للطغمة الحاكمة في تركيـا على السيادة الوطنية العراقية والتي تدعم الارهاب الداعشي ضد شعبنا ووطننا، ومن هنـا وتضامنـاً مع أبناء شعبنـا العراقي العظيم ندعو جميع الوطنيين والديمقراطيين والشرفاء من أبناء الجالية العراقية للمشاركة والتواجد في التظاهرة الأحتجاجية والتضامنية والتي يدعوا إليهـا التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم.)).
في تمام الساعة الثانية من ظهر يوم الجمعة 7 آب تجمع أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم، من نساءٍ ورجال وأطفال وهم يحملون اللافتات التي تتضامن مع مطالب شعبنا وتدين ألإرهاب والفساد والعدوان التركي على الأراضي العراقية.
 بدأت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت من أجل أرواح شهداء العراق وضحايا الإرهاب، وأنشد الجميع النشيد الوطني "موطني.."، تلاها الترحيب بالجميع وكلمة التيار الديمقراطي التي قدمها الزميل الفنان التشكيلي العراقي نبيل تومي، المنسق المناوب الحالي. ومما جاء فيها، ((الأعزاء ممثلي قوى والأحزاب الوطنية العراقية العاملة على الساحة السويدية كل الأحترام، العزيزات والأعزاء ممثلي وأعضاء منظمات المجتمع المدني المحترمة، الأخوات والأخوة الشخصيات الوطنية الديمقراطية المستقلة أحترامي الكبير، تحية حب وسلام من زملائكـم في تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم مرحبين بحضوركـم ومشاركتكـم هذه الوقفة الأحتجاجية التضامنية مع ثورة أبناء الشعب العراقي السلمية المطلبية. ان ما حدث في 31- تموز الماضي هو نتيجة حتمية للصبر الطويل الذي صبره الشعب منتظرا من الحكومات المتتالية تغييرا باتجاه الافضل ولكن ذلك لم يحصل بل بالعكس أزدادت المعانـاة، وكان الشعب في واد والمسؤولين والحكومة في واد آخر ... وأكتشفت الحقائق بأنهم يضحكون على ذقون العراقيين بالكلام الأجوف والخطابات السمجة والوعود الكاذبة.. مما ادى الى خروج الشعب الى الشوارع مطالبين بحقوقهم المسلوبة وأموالهم المنهوبة سيمـا وأهمـها الكهرباء والماء والدواء، وبقية الخدمـات .... لقد أثار تحرك الجماهير فينـا الآمال الكبيرة والشعور بالفخر مجدداً بأننـا عراقيين ولقد جددت أمالنـا بأن هذا الشعب هو مثل طير العنقاء لا يلين فهو شامخ ولا يرتضي الذل والمهانة. وحيث جاءت تظاهرات الشعب بالتزامن مع التدخل السافر للسلطة التركية الحاكمة والتي يعرف الجميع مدى وقوفهـا ضد العراق وكـم ساندت الإرهاب الداعشي واليوم تدخل اللعبة من باب آخر بحجة ضرب داعش وغيرة وهذا كذب صارخ وإنمـا لهـا كمـا تعرفون أجندات ومخططات آخرى لا تخفي على أحد، ولا يفوتنا أن نذكر بأن تحقيق أي انتصار لا يتـم إلا بتكاتف أبناء الشعب العراقي في صف واحد والوقوف مع قوى الشعب الوطنية المؤمنة بالديمقراطية والمجتمع المدني فهي السبيل الوحيد لإنقاذ العراق من محنته والمضي سريعـا للحاق بركب الأمم. وبتالي نرى من كل ما تقدمنا به أن اليوم نحن في أمس الحاجة وأقصى درجات الضرورة في الوقوف جميعا احزابا ومنظمات مدنية وحقوقية معـاً في وجه كل أشكال الفساد والمفسدين وكشفهـم وتعريتهم ورفض نظام المحاصصة المقيت...)).
ومن ثم مجموعة من الهوسات الشعبية ضد الفساد القاها عاكف سرحان، بعدها كلمة الحزب الشيوعي العراقي قدمها جاسم هداد ومما جاء فيها، ((تشهد العاصمة بغداد والعديد من مراكز المحافظات والأقضية والنواحي هذه الأيام تظاهرات احتجاجية حاشدة تعكس تذمرا واستياء متناميين في معظم أوساط شعبنا نتيجة توالي وتراكم الأزمات والفشل، على مدى ثلاثة عشر عاماً، في إدارة الدولة بمختلف مفاصلها ، واستشراء وتغول الفساد وتحوله إلى منظومات ومافيات تكاد تكون حاكمة في العديد من وزارات وإدارات وأجهزة الدولة، وهي تسرق المال العام بصورة منظمة وتستأثر عبر شركاتها الوهمية أو عديمة الأهلية بمشاريع الدولة لتنهب تخصيصاتها وتسيء أو تفشل في تنفيذها. ... وكانت السمات المميزة لهذه التظاهرات طابعها الشعبي والوطني العراقي، إذ كانت عابرة للطوائف والأثنيات والاديان، وتوحدت تحت راية العلم العراقي، وكان سلوكها سلميا وحضاريا رفيع، حيث لم يصدر منها انتهاك أو أعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، أو استفزاز للقوات الأمنية التي بدورها تعاملت بشكل سليم ومسؤول يستحق الثناء. وكانت شعارات المتظاهرين ومطالبهم مشروعة وواقعية تعبر بحق عن آلام ومعاناة شعبنا، وكذلك عن عزمه على رفض استمرار الأوضاع المتردية و مطالبته الحازمة للحكومة ورئيسها بالإصغاء إلى مطالب الشعب والشروع باتخاذ اجراءات لمعالجة ملف الخدمات، وفي مقدمته ملف الكهرباء....))، ثم ألقت العديد من الجمعيات والمنظمات كلمات، منها كلمة رابطة الأنصار قدمها النصير سعد شاهين وجاء فيها، ((نحييكم بحرارة ونشكر حضوركم هذا التجمع والوقفة التضامنية من ابناء الجالية العراقية في ستوكهولم تضامنا مع شعبنا العراقي في حركته الاحتجاجية التي تشهدها العاصمة بغداد و محافظات الوسط و الجنوب ضد الفساد ورموزه السياسية في أجهزة الدولة والبرلمان ومن أجل توفير الخدمات الأساسية لأبناء الشعب العراقي والتي تكاد ان تكون شبه معدومة، لقد أثبت شعبنا العراقي في نهضته هذه انه لطالما صبر على الويلات والمآسي التي مر بها في ظل حكومات المحاصصة الطائفية وسياساتها المقيتة والفاشلة، لكن للصبر حدود. لقد كنا دائما نؤمن بشعبنا العراقي وعلى قدرته على النهوض بوجه الظلم, وهاهم أبناء شعبنا يؤكدون ذلك. لنتضامن مع شعبنا العراقي وحركته الاحتجاجية, لنعمل سوية يدا بيد من أجل دعم شعبنا العراقي ضد الفساد والمحاصصة الطائفية ومن أجل حكومة تهمها مصلحة الوطن للخلاص من داعش والإرهاب، ومن أجل بناء البلد وتوفير الامن والأمان وبناء الدولة المدنية.))، بعدها قرأت العديد من القصائد الشعرية والشعر الشعبي، وألقت العديد من المنظمات كلمات تعكس تضامنها ووقوفها مع شعبنا في محنته وتطالب في إنهاء نظام المحاصصة الطائفية السيء الصيت، ومحاسبة المفسدين.
وتوجه وفد يحمل رسالة بأسم المجتمعين الى الرئاسات العراقية الثلاث تسلمتها السفارة العراقية، ومن ثم جاء وفد من السفارة العراقية يتقدمهم السفير العراقي، وحيا الجميع، وأكد ان المطالب سوف تصل الى الرئاسات الثلاث، وتمنى تحقيق الأمن والمطالب. وأستمر التجمع مع الأهازيج والهوسات والشعر والكلمات التي عكست الشعور العالي بالمسؤولية من قبل الحضور تجاه معاناة أبناء شعبنا، ورغم الغربة فهم صوت واحد مع شعبنا الأبي.
صور من الوقفة التضامنية:
 
 
 

250
ستوكهولم: حفل أستذكار الفنان الفقيد خليل شوقي



محمـد الكحط -ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي

في أمسية وادعة أقامتها الجمعية المندائية في ستوكهولم، تألق فيها المسرح والفن العراقي من خلال الحفل  الإستذكاري  للفنان العراقي والوطني خليل شوقي، على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم مساء السبت 2015/7/11 ، كان الحفل بالتنسيق مع الفنان المخرج فاروق داود ومشاركة فنانين ومثقفين عراقيين، فالفنان خليل شوقي فنان عملاق قدم أكثر من نصف قرن من حياته لخدمة الفن الراقي.
قدم عريفا الحفل الآنسة سهاد غياض، والأستاذ صلاح جبار للأمسية كلمات مؤثرة بحق الفقيد خليل شوقي، وبعدها تم الترحيب بالحضور جميعا، وبالنائب الأستاذ حارث السنيد ممثل المندائيين في البرلمان العراقي، وبوزير العلوم والتكنلوجيا فارس يوسف، والوزير المفوض في سفارة العراق في السويد الدكتور حكمت جبو،  وتم دعوة الجميع للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الشعب العراقي. ثم ألقيت كلمة الجمعية المندائية قدمها السيد جابر الدهيسي رحبت بالجميع وأشادت بعطاء الفنان خليل شوقي. كانت البداية مع عرض فلم وثائقي عن الفقيد خليل شوقي، من إعداد وإخراج المهندس عدي حزام.
تحدث العديد من الحضور. ممن واكب مسيرة الفنان في حياته وأعماله الفنية، وقدمت كلمة السفير  العراقي في السويد التي قرأها الوزير المفوض في سفارة العراق الدكتور حكمت داود جبو بالنيابة، ومما جاء فيها: ((في البداية اقدم تحياتي الى الجمعية المندائية في ستوكهولم والمبدعين العراقيين المساهمين في هذه الأمسية واشكرهم على إقامة هذه الفعالية الثقافية الخاصة باستذكار واحد من ابدع الفنانين العراقيين، بل شيخ الفنانين في العراق الفنان الراحل المبدع خليل شوقي، وأعرب لكم جميعا عن أسفي لعدم تمكني من حضور هذه الفعالية بسب الانشغال بارتباطات أخرى ولكني حاضر معكم بوجداني، وأشاطركم الحزن والألم بفقدان الفنان خليل شوقي الذي كان قامة فنية، بل قمة فنية شامخة أدخلت قيم الجمال وحب الفن الى قلوب وعقول الكثير من العراقيين، ليس من الوسط الثقافي فحسب، بل وحتى من الناس البسطاء، ولذلك  فان فقدانه خسارة لا تعوض  للعراق والفن العراقي. لقد عرفنا خليل شوقي فنانا شاملا بحق، فقد ابدع في الاخراج التلفزيوني والسينمائي والكتابة المسرحية  والتمثيل السينمائي والتمثيل المسرحي. عرفه التلفزيون العراقي منذ تأسيسه في عام 1956. وعرفه المسرح العراقي ممثلا مبدعا، وخاصة في  أوائل وأواسط سنوات السبعينيات,  وما زالت الجماهير تتذكر ادواره المبدعة في مسرحية "النخلة والجيران" ومسرحية "بغداد الازل بين الجد والهزل"، ولا ينسى مشاهدوا التلفزيون أدواره المتميزة في المسلسلات والتمثيليات التلفزيونية. كما ستظل في الذاكرة تمثيله المبدع في فلم الظامئون.
كان المرحوم خليل شوقي قريبا بفنه من مشاعر وأحاسيس الجماهير، ويتجاوب معها بصدق، ولذلك تعرض الى مضايقات كثيرة من قبل الحكومات  الدكتاتورية. غير ان اليأس لم يدخل قلبه، وظل طيلة حياته يبحث عن السبل التي يستطيع من خلالها ايصال رسالته الى اكبر عدد ممكن من الناس. فنراه خلال حياته الفنية الطويلة مساهما اساسيا في تكوين الكثير من الفرق المسرحية، ومبدعا فيها في كل المجالات، اداريا وممثلا ومخرجا وكاتبا. ولعل من مآثره الجميلة غرس حب الفن والتمثيل في كثير من أفراد عائلته، ويمكن القول ان الفنانين من عائلته كثيرون الى درجة يمكنهم معها تشكيل فرقة مسرحية متكاملة فيها مبدعون من جميع الاختصاصات. ان دل ذلك على شيء فانما يدل على ان المرحوم كان يحمل في جوانحه حبا غير عادي للفن ورسالة الفن. لقد ترك المبدع خليل شوقي بصمة خاصة في الفن العراقي وأفضال لا يمكن ان تنسى قط...)).
   
كما تحدث جبو عن ذكرياته مع الفنان الفقيد قائلا: ((نستذكر اليوم رحيل قامة ابداعية كبيرة هو الفنان الكبير خليل شوقى.. لقد كان لى شرف العمل معه في مسرحية النخله والجيران عام 1969 يومها كنت في السنة اﻻولى في الجامعة.. كانت فرقة المسرح الفنى الحديث المدرسة الفنية التى تربينا فيها وتعلمنا معنى اﻻلتزام في الفن الواقعى.. كان للأساتذة الكبار ابراهيم جلال ويوسف العانى وسامى عبد الحميد وللراحل الدور الكبير في ترسيخ هذه القيم اﻻبداعية .. وعملت معه في مسرحيات اخرى مثل (شعيط ومعيط وجرار الخيط) وغيرها. كان يؤكد على ضرورة اﻻلتزام بهموم الإنسان المعدم وبهموم الفقراء من أبناء شعبنا، وﻻبد من ان تعيشون مع الناس بسلوكهم وعاداتهم وتجسدونها على المسرح، وﻻبد من ان يعبر الفنان عن محنة وأوجاع الفقراء، وان يعتمد على التجارب واﻻبداع العالمى.. التقيته مرة اخرى في أثناء عملى في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وكنت مخرجا في وحدة اﻻنتاج السينمائى وتواصل الحوار معه موجها باﻻتجاه ذاته  مؤكدا على اهمية الإنسان كونه مركز اﻻهتمام.. وخرجنا من العراق بعد معاناتنا من ارهاب النظام الدكتاتورى لكي نلتقى في تونس في عرض مسرحى في تونس من اخراج عونى كرومى.. وداعا ايها الراحل المبدع والإنسان الذى خسرته الحركة المسرحية العراقية والفن العراقى.)).
 

وقدم النائب حارث السنيد كلمة تطرق فيها لذكرياته مع الفنان الكبير شوقي. وكذلك الوزير فارس يوسف، والدكتور أسعد الراشد والفنان طارق الخزاعي، وغيرهم ممن عملوا معه في مراحل من حياتهم الفنية. وأشادوا جميعا بمواقفه الوطنية وحبه للفن وللعطاء الفني.

وفي فقرة خاصة للفنان فاروق داوود تحدث فيها عن ذكرياته مع الفنان، خليل شوقي، ومن ثم تم عرض لقاء تلفزيوني توثيقي عن اللفنان الراحل، وحديث له شيق عن بغداد وتاريخها وأول أزقتا وحاراتها، بغداد التي عشقها الى آخر نفس من حياته.
وفي جزء آخر من الأمسية تم تكريم الوزير المفوض الدكتور حكمت جبو من قبل الجمعية المندائية بمناسبة أنتهاء أعماله في السويد ولما قدمه لأبناء الجالية العراقية وللحركة الفنية والثقافية من دعم وحضور وإسناد معنوي، كما تم تكريمه من عدة جهات وشخصيات عراقية، وقد عاهد الوزير المفوض الجميع بمواصلة جهوده في الوطن من أجل نشر الثقافة الوطنية والحفاظ على العراق الموحد، وتم تقديم العديد من الهدايا الرمزية له تمثل الثقافة العراقية ووحدة مكونات العراق وفسيفساءه الزاهية الألوان. كانت أمسية رائعة بحق.
صور من الفعالية:
 
 
 

251


معرض (12+1)  محطة نوعية للفن التشكيلي العراقي



محمد الكحط – بغداد-


شدني عنوان المعرض (12+1)، وأثار فضولي، فكنت من الحاضرين، هنا في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، هذه الجمعية التي تأسست سنة 1956، والتي أحتضنت صالتها الكبرى معرضا نوعيا للفن التشكيلي، ضم أعمال ثلاثة عشر فنانا وفنانة، لكل منهم عمل واحد، ورغم سعة حجم الصالة وحرارة الجو التي تجاوزت الـ 47 درجة مئوية، ورغم الظروف الأمنية الصعبة في بغداد، إلا أن الصالة إزدحمت بالحضور النوعي أيضاً، من فنانين ونقاد ومحبي ومتذوقي الفن التشكيلي.

كان ذلك يوم السبت السادس من حزيران، والمعرض يستمر لمدة أسبوع، أمتاز بحجم ونوعية الأعمال المعروضة، وتباينت الأساليب الفنية بين التجريدية والتعبيرية والتركيبية وعمل نحتي واحد وغيرها، يمكن القول أنها تصلح جميعها لتكون جداريات تزين شوارع بغداد ومعارضها ومؤسساتها الفنية.


تتناول الأعمال معاناة شعبنا العراقي وهموم المواطن وإرهاصات الوطن والوجع الإنساني، فكانت لوحة (بغداد حبيبتي) وهي بطول سبعة أمتار ونصف، للفنان محمد مسير تمثل تعبيرا صادقا عن الحلم بأن تنهض بغداد من الرماد وتعود تزهو وفضائاتها الرحبة للانطلاق إلى عنان السماء، فها هي الأرجل الضخمة تعبر عن تلك الحقب التاريخية والحضارات التي مرت من هنا وما تمثله من قيم وإرث إنساني، أنها بغداد بل العراق كله.
 وهكذا لوحة الفنان حسن ابراهيم (طارت نحو الأرض)، فهي الإنطلاقة من جديد والبعث من الرماد، فهنا ليس الخذلان بل الإنطلاق المتجدد بعد المعاناة. أما عمل الفنان عقيل خريف والذي استخدم خامات ومواد مختلفة في عمله، فيتناول موضوعة الجوع الذي عاناه العراقيون لعقودِ طويلة بسبب السياسات الطائشة للحكومات المتعاقبة ومازال الجوع مستمرا، ولم تكن موضوعة الشهداء غائبة عن المعرض فقد جسدتها عدة أعمال منها عمل الفنان رياض هاشم الذي جمع بين الفوتوغراف والتركيب، وتميزت لوحة سفر للفنان حارث مثنى الذي جسد بشخصه جزءا من العمل، محاولا الأندماج معه ليكون أكثر تعبيرا وتوصيلا للمتلقي، وتوسط القاعة رأس إنساني كبير توجهت له قطعة سلاح من الأعلى وتناثر الرصاص حوله، وهي محاولة لرفض الحروب والقتال للفنان رضا فرحان،  ولم يكن عمل الفنانة نادية فليح (حدائق الرماد) بعيدا عن ما يعانيه العراقيون، وهكذا كانت لوحة محمد الكناني، وعمل هادي ماهود ، و لوحة الفنانة ضحى الكاتب (نشيج الظلال)، ولوحة الفنان زياد غازي، ولوحة وضاح مهدي، وكذلك جدارية حليم قاسم (سقوط مدينة الملك).

المعرض بحق يمثل صورة جميلة زاهية عن قوة الإبداع العراقي ومهارة الفنانين العراقيين في عكس هموم بلدهم وشعبهم.

صور من المعرض
 


 

الحضور قبل الأفتتاح


جدارية (بغداد حبيبتي) للفنان محمد مسير، وهي بطول 7متر ونصف


جدارية للفنان حليم قاسم


جدارية للفنانة ضحى الكاتب


جدارية للفنان زياد غازي



عمل للفنان هادي ماهود


 
عمل نحتي يتوسط القاعة للفنان رضا فرحان


عمل للفنان حارث مثنى


عمل للفنان رياض هاشم


عمل للفنانة نادية فليح


عمل للفنان وضاح مهدي



252
محطات من الأيام الصعبة
لقاء مع المناضلة أم تارا

محمـد الكحط – ستوكهولم-
غادرنا الرفيق أبو صباح (أحمد كريم غفور)، مبكرا وبشكل مفاجئ هذا الرفيق الأممي الرائع، الذي قدم الكثير لوطنه ولشعبه، ونذر كل حياته لقضية الشعب والوطن، وحينها كان لي أمل أن نكمل اللقاء الذي بدأناه معه ولم تعطنا الحياة فرصة لإكماله، وها نحن نفي بالوعد وأحياءا لذكراه العطرة نلتقي مع رفيقة دربه أم تارا، والتي هي مناضلة قدمت الكثير من التضحيات المشهودة، وتعرضت للحرمانات المختلفة وتحملت فراق الزوج والأبناء مكرهة، وقصتها هي حكاية المئات من الرفيقات اللواتي  مررن بتلك الظروف، لقد تأخر هذا اللقاء كثيرا لظروف خارجة عن الإرادة لكنه كان لقاءا مليئا بالشجن والذكريات الحلوة والمرة، كانت رحلة صعبة أليكم بعض من صفحاتها.



وللتعريف بالرفيقة أم تارا فهي (نسرين عزيز مصطفى) من مواليد السليمانية 1956، عاشت في كنف عائلة شيوعية، فأبوها وخالها كانا معرضين للاعتقال والاختفاء دوما، في مدينة فيها العديد من الأغوات والإقطاعيين. لظروف معقدة في مدينتها قلعة ديزه، لم تستطع اكمال الدراسة فهناك مضايقات من المجتمع آنذاك، فتفرغت لمساعدة أمها في شؤون المنزل، فكانت حياة فيها المصاعب والعذابات، فأمها دائمة القلق على مصير زوجها وأخوانها اللذين تعرضا للسجن في العهد الملكي وخلال حكم البعثيين، فقد حكم على أبيها بالسجن المؤبد في فترة حكم عبد السلام عارف سنة 1967 وأفرج عنه بعد سنة في ظل حكم عبد الرحمن عارف، وبقيت في قلعة ديزه حتى سن السابعة عشرة، وأرتبطت بعلاقة مع تنظيم رابطة المرأة هناك، وتقدم الكثير من الأغوات لخطبتها لكن والدها لم يوافق، فقاموا بتهديدهم، وكان والدها يضع السلاح جنبه عندما ينام خشية من الاعتداءات.
تقول: قرر والدي تزويجي من أي رفيق شيوعي، وبشكل مفاجئ كانت هنالك سفرة يوم 31 آذار 1971 للرفاق للاحتفال الى قلعة ديزه، وكان أبو صباح بضمنهم وهذا حصل بعد عودته من الاتحاد السوفيتي، وهو من أقاربي، وخلال السفرة تم دعوتهم من العديد من البيوت الرفاقية، وكانت المفاجئة أن يقرر جدي وهو شيخ يحترمه الجميع ولا يرد قراره أحد، ، ولم يكن ببالي الزواج، فناداني جدي وقال لي، ستتزوجين أحمد، ويبدو أن خالي وهو زوج أخته كان قد فاتح أبي، والجميع متفقين دون علمي، وفي اليوم التالي زارونا، وناداني والدي وهو كصديق لي وليس فقط أب، فقال أنا لا أرغب أن تغادريننا ولكن أنتِ تعرفين الظروف، وأحمد شخص جيد وأتمنى أن توافقين، لكن القرار لكِ، وهكذا جرت الأمور.

وفي سبتمبر جرت مراسيم الزواج، وبعدها ليلا قالوا للضيوف نحن ذاهبون لشهر العسل، وكان الوضع غير طبيعي، فغادرنا بملابس عادية الى مقر الحزب في سروجاوه بسيارة تكسي، وهناك طريق صعب في شقلاوة عسكري (هاملتون) من خلال وداي عميق وخطر، وفي سيارة جيب بدون أبواب الى شقلاوة، حيث سكنا في غرفة مع إحدى العوائل، وغير مسموح لنا بالخروج ولا اللقاء مع أي شخص، فقط الرفيق أبو حكمت كان يعرف نحن في شقلاوة، فكنت أنا وزوجة صاحب المنزل، هي تخرج للتسوق وتعود، بقينا لفترة شهر ونصف كانت كالسجن، وتنقلنا في عدة أماكن في ظروفٍ صعبة، علما أن والدي كان يساعدنا ماديا لأنه مقاول وحالته المعاشية جيدة، عام 1972عملت في تنظيمات الحزب، وعدنا الى السليمانية لحضور اجتماع، ومن ثم قرروا انتقالنا الى بغداد، وفي نفس الليلة ونحن ننتظر أبو صباح جاءت رفيقة تبكي، فخشينا أن يكون قد أستشهد، ولكنها بعد أن هدأت قالت أنه أحترق بحروق شديدة، ولم ينقلوه للمستشفى خوفا عليه من ألاعتقال بل نقلوه الى البيت وكانت يديه ورجليه مصابة بحروق شديدة، وعندما شاهده أخوه أصبح عصبيا جدا وأتهم الآخرين بحرقه عمدا، ومن الصدف وجود الرفيق الدكتور طاهر مع مساعد آخر جاءوا وعالجوه وبقي ثلاثة أشهر بالفراش، وبعد أن تحسن وضعه، رجعنا لأربيل حتى نيسان 1973، ومن ثم عدت الى السليمانية وحدي في آب، وأنقطع التواصل بيننا، وفي 4 نوفمبر ولدت أبنتي تارا بعملية قيصرية وبدون وجود زوجي بجانبي، وفي آذار 1974 رأى أبنته لأول مرة في مقر الحزب في أربيل وسكنا في بيت كبير وكان هناك بعض الرفاق أيضا وكانت فيه ربيئة للحراسة، بقينا فترة ومن ثم أنتقلنا الى كركوك، لكن والدي لم يوافق، حتى أنتقلنا الى بغداد وسكنا في منطقة الغدير وكان أبو تارا يدير المدرسة الحزبية، فكان يخرج منذ الصباح حتى الليل، حتى الرفيقة سعاد خيري كانت تزورنا وكانت تقول لي أتألم عليكِ، وبسبب تلك الظروف والإهمال فقدت طفلا بسبب إهمال دكتور أسمه رياض، في سنة 1975 كانت الظروف غير جيدة في كردستان، فبقي هو في بغداد وأنا عدت لأهلي وانتقلنا بعدها الى كركوك ثم الى أربيل سنة 1977، وفي أربيل كنت نشطة في العمل السياسي وكنت عضوة لجنة قضاء، وكان الرفيق الشهيد عادل سليم يدعمنا جدا، وحصلت لي بعض المشاكل وكان هو من وقف معي وآزرني منها مرة شجاري مع أحد الجحوش (مستشار) في المستشفى، كانت أخت أحمد في غرفة خاصة محجوزة لها، فأرادوا أخلاء الغرفة لزوجة الجحش، فقلت لهم هذه الغرفة لنا وأنا شيوعية، لكن الأطباء والعاملين لم يستطيعوا ان يتكلموا لكن يبدو أحد رفاقنا الأطباء أتصل بالرفيق عادل سليم فجاء لكن الجحش أخذ زوجته وخرج.


وفي مرة أخرى كنا نود تأجير سينما سيروان قرب قلعة أربيل سنة 1977 للأحتفال، وكان هناك شخص من الحزب الديمقراطي الكردستاني غير مريح وقام ومن معه بالتعليق على الحزب الشيوعي، فتشاجرت معهم وتدخل الرفيق عادل سليم.
كنت نشطة في مجال جمع التبرعات والفعاليات ومساعدة عوائل الشهداء والمرضى. في 13 ديسمبر 1977 ولد أبني دانا، وكانت الفرحة كبيرة لوجود أبيه معي.
في حزيران 1978 تم أعدام رفاقنا في الموصل وأعتقل عدد آخر فشعرنا بدنو نهاية الجبهة الوطنية.
كنا نهاية حزيران في الحديقة فجاءت سيارة سلم أحد الرفاق رسالة لأبو تارا، وكان القرار يجب أن نغادر أربيل الى السليمانية ليلا سراً، فأتصلت بأبي فأرسل لنا لوري وعمال لنقل أثاثنا، فغادرنا دون أخبار حتى صاحب المنزل، وسكنا في بيت عم أبو تارا، وأنقطع الاتصال مع الرفاق وكان معنا مام قادر، والوضع أزداد سوءا، حتى لم نستطع الدخول والخروج، وكنت حامل في توانا، وقربت الولادة فذهبنا الى مستشفى فيه دكتور معرفة وولدت فيه ولكن بعد يومين جاء الطبيب وقال يجب أن تغادري بسرعة لأنهم عرفوكِ، فغادرت وكان الطبيب يزورني كل يوم للعلاج، وأبو تارا لم يأتِ ألا بعد شهرين لرؤية ولده حديث الولادة، وبعدها بأشهر أخبرني بأنه سيلتحق بالرفاق بالجبل، وأنهم ثلاثة رفاق ويحتاجون الى مساعدتي للتمويه، فخرجنا صباحا الى قلعة ديزه متوجهين الى بيت حزبي لكن وجدنا البيت مهدم، فذهبنا الى بيت أهلي، وساعدنا بعدها وأوصل الرفاق بسيارته مع العمال الى منطقة (زلي)، حيث فيها مقر للحزب، وعدت أنا لأولادي في السليمانية، وهنا حصلت مشكلة أخرى حيث تمرض أبني توانا، وفي يوم أخبرني زوج أخت أبو تارا وقال ان له صديق بالأمن قال له أنهم بالطريق لاعتقالكم، ويجب مغادرة المكان، فخرجت فورا مع الاطفال وبقيت هكذا متنقلة من مكان لآخر مع ثلاث أطفال، حتى سبتمبر 1979، حيث جاءت رسالة من أبو تارا يفضل توجهي لهم لأن هناك معلومات عن محاولة اعتقالكم، فتحدثت مع والدي فقال أذا مشكلة الأطفال يمكن أن تتركينهم عندنا وأذهبي، وهكذا كان، فتركت توانا وهو في عمر ستة أشهر مع أهل أبو تارا وتارا ودانا مع أهلي، وكان الطريق سهلا علي لأنني من قلعة ديزه، بقينا في رانية ليلتين مع أقرباء، ومن ثم مع سيارة وبعدها بمساعدة الحيوانات، وصلت (زلي)، موقع بشدر ولم يكن أبو تارا هناك، بل كان في ناوزنك، ولما وصله خبر وصولي فجاء الى بشدر، بعد يومين ذهبنا الى نوكان، كان الوضع سيئا جدا، فلا يوجد أكل ولا ملابس، ولا سلاح، والوضع حرج  جداَ خصوصا لرفاقنا العرب، بنينا (كبرة)، وعشنا فيها ونقوم بالحراسة والخفارة والمساهمة في كل الواجبات، كان هناك معنا زوجة الرفيق محسن من أربيل أسمها (كافية)، وبخشان زنكنه، والشاعرة خوشكا فرشته، والتحق العديد من الرفاق والرفيقات بعد الهجمة الشرسة والجبانة للبعث الفاشي على حزبنا، وكان وضع حزب حدكا أيران سيئا أيضا، فكان هناك العديد من مقرات الأحزاب في نوزنك ونوكان،
فسمي بوادي الأحزاب.
وصادف أن جاءت عائلة كبيرة من أوك، وأنعزلوا في مكان مرتفع وكنا نشك بكونهم لربما يتعاملون مع البعث، وكان يفصل بيننا حفرة، في الجهة الثانية المقابلة مقر للمكتب السياسي وكان أبو تارا يذهب ويعود.
كنت أواجه معاناة صعبة بسبب بعدي عن أطفالي وقلقي عليهم، ولم أعد أتحمل بُعدهم، فأرسلت خبر لوالدي، أما أرجع وليحصل ما يحصل، أو ترسلوا لي أولادي، وفعلا بعد يومين أرسل والدي لي تارا ودانا، للبقاء معي ثلاثة أيام ويعودون.


لكن حصلت تطورات دراماتيكية، حيث بدأ قصف وهجوم شديد بالطيران على هذه المواقع التي نقيم فيها، كانت تارا معي وأبوها في الجهة الأخرى حيث المكتب السياسي، وشاهدت مظاهر القتلى والجرحى المؤلمة.
من المضحك ان أبنتي تارا أخذت تبكي لأنها تركت الزبيب وصحن التمن الأحمر عندما تركنا مكاننا، ولم يكن هنالك ملاجئ للأختباء، فقط هنالك خندق كان فيه جرحى، وكان هنالك رفيق مجروح جرحا عميقا في بطنه، وهذا أول مرة أشاهد جريحا، فقال لهم أخرجوني ودعوا تارا وأمها في المكان، لكنني رفضت، وخلال فترة ما بين هجومين عبرت الى جهة المكتب السياسي، وجرى أجتماع وصدر قرار بالانتقال الى (كاني زرد)، وهي قرية حدودية إيرانية، كان معنا أبو آسوس، الفكرة الرحيل ليلا وكان هنالك جرحى على البغال، وطلب أحدهم ان ينزل من البغل لأصعد أنا وهذا موقف إنساني لكنني رفضت، وبعد ليلة ليلا اجتمعت الأحزاب وقرروا أن يفرغوا هذا الوادي من المقرات، والعوائل تنتقل الى سردشت.
في سردشت، لا يوجد ملجأ لنا ولا نعرف أين نذهب، فتذكرت لنا قريبا وهو عائلة جد أمي من قلعة ديزه يسكن هنا، فسألنا سائق السيارة هل تعرف بيت فلان، فقال أنا من أقربائهم، فقلنا له أذن نحن ضيوفكم، فأخذنا لهم ورحبوا بنا وبقينا عندهم مع الشاعرة خشكه فرشته، وذهبنا منذ الصباح أنا وهي الى المستشفيات وشاهدنا الكثير من الجرحى بدون مكان، والوضع سيء جدا، ووصلتنا رسالة من الرفاق تطلب بقاءنا هنا وابو تارا في ناوزنك، فطلبت أن يؤجروا لنا غرفة، لكن أقربائي زعلوا ولم يوافقوا، فقاموا ببناء غرفة ومطبخ لنا من البلوك في بيتهم الكبير، وأصبح هذا المكان البسيط كمقر للحزب والبريد الحزبي، وكان أبو تارا يزورنا بين فترة وأخرى، وواجهتنا مشاكل عديدة ونفدت النقود عندي تقريبا، وفي أحد الأيام طرق الباب وعندما فتحته فوجئت أن أخي هو الضيف، فأستغربت وعرفت منه أن أبي يطلب عودة الأطفال وأعطاني مبلغ من المال كنت في أمس الحاجة له، وبسبب خطورة الطريق لم أوافق على وطلبت تأجيل ذلك لحين تحسن الوضع، فالمعارك كانت على أشدها والهجوم العراقي على سردشت كان عنيفا وتم أفراغ المدينة من الأهالي، طلب مني أبو تارا العودة للمقر فرفضت، فقد أرسل الرفاق لنا عائلة الرفيق أبو جاسم وزوجته نسرين وهي حامل، ولم أستطع تركها لوحدها عادت الشاعرة والشاعرة خوشكا فرشته للمقر، وبعد ولادة نسرين كان الوضع أسوأ والقصف عنيف وسقطت أبواب المنزل، كنت أطبخ لهم، فأخذت تارا ودانا ونزلنا الى السرداب، وبعد خروجنا شاهدنا العديد من القتلى والجرحى، وليس هناك أطباء ولا دواء، فكنا نفتح الوسائد لأخراج القطن لنستخدمه لتضميد الجرحى، وكان علينا المغادرة بسرعة، وتفاجأنا بأبو جاسم يريد المغادرة الى مهاباد، فأخذ عائلته وذهب، وتركنا وحدنا.
حاول أبو تارا وأبو دلشاد الوصول الى سردشت لكنهما لم ينجحا، بعدها جاء شخص من حدك وقال سأوصلكم بالباص وذهبنا مع الأطفال وفي أول محطة توقف صعد أبو تارا وأبو دلشاد، وكانت المفاجئة، لقاء غريب وعجيب فذهبنا الى المقر، وهناك سألوني لماذا لم تأتِ مع أبو جاسم، الذي جاء للمقر، فقلت لهم أنه لم يخبرني بذلك، وعلمت أنه أخبرهم بأنه طلب منا السفر معه لكننا رفضنا، فكان موقف غير رفاقي للأسف، وعندما جاء وقت الدراسة أعدت الأطفال (تارا ودانا) الى والدي.


 أنتقلت الى منطقة بنوخه له، وهي قرة حدودية وأجرت بيت قريب، ثم أنتقلنا الى (آلان)، بيتوش مع عوائل شيوعية، كان أبو تارا يتجول بين المقرات، في (نازنين)، بعدها التحقت بالمقر وكان أبو تارا يذهب للأشراف على المقرات الأخرى، ثم أنتلقنا الى شارباجير ويفصلنا ثلاثة جبال مكسية بالثلوج، فكان التنقل صعب جدا، وبعد بشتاشان كان القرار الانتقال الى (قه راخ)، لكن نحن ثلاث عوائل بقينا في مكاننا، فكنا عرضة لهجوم وتهديد (أوك)، كان معنا سلاح واحد فقط للدفاع عن أنفسنا، وفي أحدى المرات من خلال الوادي القريب سمعنا أصوات أقدام متجهة صوبنا، وسمعنا صوت رجل فطلبت من النساء حمل سكاكين وألواح، وعندما أقترب جدا ناديت عليه، وصرخت لا تتحرك فسوف نقتلك، فرد لا تخافين، هذا أنا أحد أقرباء أبو تارا، جاءنا رغم كونه من أوك سأل عن أبو تار فقلت له أنه بالجبل، قال لنا ان هذه القوة ذاهبة الى هناك، واذا يريد مساعدة يمكنني مساعدته، فقلت له أنه لا يقبل على طلب مساعدتك ولا تتعب نفسك، حقيقة كنت خائفة في داخلي لكن لم أعكس ذلك في الحديث معه، فقال أنا جئتكم بحكم القرابة وأنصحكم بالمغادرة.
بعد ذلك قررنا المغادرة مشياً، رغم البرد وصعوبة الطريق وطول المسافة، لكننا كنا مجبورين على ذلك، فكان هنالك شاب بالقرية عنده حمار يستخدمه لبيع الأخشاب، فطلبنا منه الحمار لنقل الأطفال، فكان معنا أربعة أطفال، رفض في البداية خوفا من (أوك)، لكنه أقتنع في النهاية وجاء معنا، في الفجر وصلنا الى الشارع العام، فجاءت سيارة بيكم لنقل الخضروات، فركبنا مع الطماطة والعنب ووصلنا الى (جوارتا) فشاهدنا أمرأتين مع شال أبيض كانت واحدة منهن هي أخت أبو تارا، فعرفنا منهم أن أبو تارا طلب أخراجهم من هناك، فذهبنا معهم الى السليمانية، وجميع رفاقنا أنتقلوا الى منطقة (هزاره ستون) في هورمان، وقد تعبت عوائل الرفاق وكان هنالك قتلى وجرحى، والعوائل بعيدة عن الأزواج والآباء، فقررنا بعدها الذهاب الى المقر في (هورمان)، مع سيارة جيب، وأوصلنا خبر للسيطرات بأننا نريد المرور، وبعد عبورنا عدة سيطرات بسلام، لكن السيطرة الأخيرة من أوك قاموا  بالتدقيق معنا والتهجم على الحزب الشيوعي، وفتشونا ولكنهم لم يسمحوا لنا بالمرور، فقلنا لهم تحدياً  نعدكم بأننا سنمر، بعد عودتنا فكرنا في كيفية العبور، والمشكلة أن رقم السيارة وأوصافنا وضعت في السيطرات فعدنا كل مجموعة في سيارة منفصلة فعبرنا بسهولة، وبعد يومين ذهبنا من خلال طريق آخر، ووصلنا بعد أيام والأولاد ذهبوا الى والدي للمدارس، والتقينا في المقر وكانت الظروف جدا صعبة، فلا ماء ولا أكل والقصف مستمر، وتعرضت للدغة عقرب، وكان هنالك جرحى، والمنطقة عبارة عن ثلاثة وديان وادي لحزبنا والآخر لحركة زحمة كيشان والثالث للإسلاميين، وحفرنا عدة حفر عميقة. وفي أحد الأيام تم تكليفي بإيصال بيانات الى السليمانية، فصعدت بالباص وبالسيطرة أوقفونا بالصدفة، فخفت كثيرا، كانت خلفي أمرأة شعرت بأحساسي، فقالت لي اذا عندكِ شيء سلميه لي، فدفعت المواد لها من تحت المقعد، وهي سلمتها لي في السليمانية، وأوصلتها بسلام، ولم أعرف هذه المرأة حتى الآن.
كانت الحياة في (هزارستون) صعبة جدا، تأذيت كثيراً، فتم فتح مقر في (سيل وي) في أكتوبر 1983ومقر آخر في (خواكورك) وفي (جويزة).
وأنا سكنت في (آلوه تان)، من سنة 1983 حتى 1989 وكان منزلي كمقر للرفاق وللجرحى، ومركز للبريد وجمع الأدوية والأرزاق، وكانت أعداد الرفاق كبيرة وكذلك الجرحى والمرضى الذين يأتون للعلاج في أيران، أقوم أنا بتوفير الأكل وكل الخدمات لهم، وفي هذه الفترة كنت كذلك أساعد في الطبابة كزرق الأبر والولادة وحل مشاكل أهل القرية في سبيل الاستمرار في مساعدتنا من قبلهم، وكان يعيش معنا ثلاثة رفاق وهم عارف، حسن كاكه، حمه بجكول، بشكل دائمي، ولم يكن ذلك بالعمل الهين، حتى الرفيق أبو داود عندما زارنا تعجب من كثرة المهام الملقاة عليّ، خصوصا في ظروف ما بعد قصف حلبجة والأنفال والتهجير، فكل يوم يوجد ضيوف، خصوصا وأن رفاقنا لديهم مشاكل مع البازدار.

في سنة 1987 جلبت الأولاد تارا ودانا، وبعد الأنفال سنة 1988تحولت فرق الأنصار والبيشمركة للعمل بمفارز صغيرة، وتم أفراغ المقرات.
وهكذا بعدها بدأ موسم الهجرة الى أوربا فذهبنا مع الأولاد الى (خانه)، وأجرنا غرفة، وكان يزورنا الرفيق كريم أحمد  بين فترة وفترة، وهو من شجعنا على الهجرة، وكنت أرفض بسبب أفتقادي الى أبني توانا الذي لم أراه، في نهاية أكتوبر 1990 سافرنا الى مشهد ومن ثم سيراً على الأقدام الى تركمانستان، سرنا طول الليل مع رفيقين آخرين بطريق سري وغير رسمي، وكان الطريق مليئا بالحفر الكبيرة، وبعد وصولنا للشارع العام وصلنا بشكل متأخر الى الحاجز الحدودي وهو عبارة عن أسلاك شائكة، فوجهوا الضوء علينا (بروجكتر)، وجاء جنود من تركمانستان، وكنا نعاني الجوع والتعب، وكان دانا يعرف قليلا من الفارسية فتكلم مع الضابط  بالفارسي، ففهمنا بأننا محجوزين، وجرى تحقيق معنا، وطرح علينا المحقق ان دولتكم أفضل لماذا لا تعودون.
وأعطونا قطعة صمون سوداء ووضعونا في السجن، وأغلقوا الأبواب ولا يوجد سوى شباك صغير، وصباحا أعطونا شايا ومع الشاي وصلتنا رسالة من رفاق في نفس المكان مسجونين، يستفسرون عن هويتنا. بعد كم يوم تم نقلنا الى سجن آخر في قاعة فيها حوالي 150 سجيناً، وكان الأكل قليلا، وحتى الناس قرب السجن يرسلون لنا عبر السياج بعض المأكولات، وبقينا في هذا المكان عدة شهور، فقمنا بالإضراب والمطالبة بنقلنا الى مكان آخر. وفعلا تم نقلنا الى مخيم كمب (جوارجو)، وكان الصليب الأحمر يقدم لنا مساعدة ونحن نقوم بالطبخ ونغتسل مرة واحدة في الأسبوع، وكان رفاقنا العرب يتصلون بمعارفهم بالخارج وكانوا يساعدوننا، وتم حثهم على الاتصال بالأمم المتحدة لإيجاد حل لمشكلتنا، وكتبوا عنا في الصحافة، وخلال أنتفاضة شعبنا في آذار 1991، طلبنا الذهاب الى كردستان، لكن لم تتم الموافقة، حتى سوريا لم توافق. ووصلت قضيتنا من خلال المعارف والرفاق في الخارج الى الأمم المتحدة، وكان عددنا حوالي 500 شخص، فطلبوا شخصين من المخيم للذهاب الى موسكو لمقابلة مكتب اللاجئين التابع للأمم المتحدة، فتم أختيار أبو تارا ومحمود بشدري، وزارنا خلال تلك الفترة الرفيق كمال شاكر لكنه لم يستطع عمل شيء، وكان الرفيق عزيز أيضا في موسكو ولكنه لم يستطع كذلك عمل شيء.
في موسكو أوضح أبو تارا ومحمود للأمم المتحدة الأوضاع في المخيم، فتم قرار أنتقالنا الى موسكو وأعطونا المصاريف للسكن والمعيشة، فسافرنا بالقطار، أستغرقت الرحلة أربعة أيام في رحلة عبارة عن مهزلة، المهم وصلنا وبدأت رحلة جديدة أفضل من السابق لكن دون مدارس للأطفال.
 بعد حوالي السنة، تم ترحيل وجبة بطائرة كاملة الى السويد، وكنا لحسن الحظ ضمن هذه الرحلة، فوصلنا السويد في أبريل 1992م، فتم نقلنا الى (هوتيل سكاندك) بسيارة تكسي كنت أخشى صعودها، تخيلتها سيارة استخبارات.
 استقرينا في السويد، ولكن المشكلة لم نلتق بابننا توانا، رغم أنني أخبرت الامم المتحدة والصليب الأحمر بقصتنا، بدأت دراسة اللغة ومن ثم العمل في الصليب الأحمر، حيث كنت أنجز خياطة 150 بدلة طفل خلال اليوم، فساعدوني للإلتقاء مع البوليس وكان المترجم بالصدفة عراقي وزار العراق والتقى مع أبني بالصدفة ولديه معه فلم، وأقتنع البوليس بالفلم وبقصتي وتعاطف معي، فقرروا منحه الإقامة وبذل الجهود لإيصاله للسويد، كذلك بذلنا الجهود لجلب تارا من موسكو ووصلت بطرق غير شرعية، وبذل الرفاق ومنهم أبو محمود جلال الدباغ لإخراج توانا الى سوريا، وفي ديسمبر 1997 وخلال أحتفالات رأس السنة وصل توانا وكان لقاؤنا الأول معه وكان لقاءاً لا يمكن وصفه، فها هو قد بلغ الثامنة عشرة عاما وهذا لقاؤنا الأول معه...!!! تصوروا أحاسيس ومشاعر هذه اللحظة.
في نهاية هذا اللقاء ما عسانا أن نقول....كم من الحسرات نلفظها ونحن نقرأ كل تلك التضحيات، تلك الرواية قصة عراقية بل قصة عشرات المناضلات والمناضلين الذين لازالوا لم يأخذوا حقهم في التعريف بهم، ولعلنا عكسنا جزء يسيرا من سيرة الفقيد أبو صباح النضالية المجيدة، وللأسف ان هؤلاء الناس نفتقدهم بعيدا عن وطنهم الذي ضحوا من أجله بكل ما يملكون، والأحياء منهم لم يسمح لهم حتى اليوم بممارسة دورهم الوطني في عملية بناء العراق، لهم المجد جميعا.



هوامش
   فرشته اسم الشهرة للشاعرة خديجة مصطفى الحويزي التي ولدت سنة 1926 في بلدة كويسنجق، وعدا عن كونها شاعرة وناشطة سياسية فهي وجه اجتماعي معروف في اوساط الحركة النسوية. وهي أخت الشاعر دلزار

253

ستوكهولم: بمسيرات ضخمة تم إحياء عيد العمال العالمي

محمـد الكحط -ستوكهولم-
لم تمنع زخات المطر الربيعية خروج المحتفلون في الأول من آيار، عيد العمال العالمي والمساهمة في المسيرات التي تشهدها العاصمة السويدية ستوكهولم، فبدأت ساحة (ميدبوريه بلاتسن) شيئا فشيئا تغص بالجمهور، لتغدو في النهاية مسيرة ضخمة تمتد لعدة كيلومترات، من ساحة التجمع حتى الحديقة الملكية في قلب العاصمة ستوكهولم، حيث التجمع الكبير عند منصة الاحتفال وبدأ الخطابات والكلمات الرئيسية لممثلي النقابات والأحزاب السويدية.
وكان العراقيون من المساهمين النشطاء كل عام في هذا التجمع، حيث ساهمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، وحركة العمال النقابية الديمقراطية في  السويد، والتيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، ومعظم منظمات المجتمع المدني.
حيث رفعت الشعارات الوطنية التي تمجد الأول من آيار وترفض التدخلات الأجنبية، وتقول لا للحروب وتقول لا للفساد ولا للإرهاب ولا للنزاعات، ونعم لحقوق الإنسان ونعم للديمقراطية، ونعم لعراق ديمقراطي بلا محاصصة.
وكانت الأهازيج العراقية تتواصل خلال المسيرة من قبل الرفاق والمشاركين، مما أعطى بهجة للمسيرة.
وهكذا تبقى شعلة العمال متقدة دوما لتنبأ بمستقبل زاهر للبشرية، حيث لا حروب ولا جوع، ولا ظلم، ويسود السلام والمحبة بين البشر.
صور من الاحتفال
 

254
تحية للأكاديمية العربية في الدنمارك وهي تحتفل بعيد تأسيسها
الدكتور محمـد كحط عبيد الربيعي
كانت مبادرة تأسيس صرح أكاديمي يفسح المجال للطاقات العراقية والعربية في المهجر أن تحقق طموحاتها ويتيح الفرص للمئات من الراغبين في استكمال رغباتهم وأمنياتهم بالمزيد من المعرفة والعلم، ممن لم تسمح لهم ظروفهم الخاصة أو حرموا من ذلك في ظل ظروف صعبة، فكانت الأكاديمية العربية في الدنمارك وغيرها من المؤسسات الأكاديمية التي تأسست بنظام التعليم المفتوح أو الألكتروني أو عن بعد، فرصة للجميع من الطلبة والأساتذة، فهنالك الآلاف من الأساتذة المنتشرين في كل أنحاء الكرة الأرضية لم تتح لهم حياة الغربة أن يمارسوا أختصاصاتهم ويقدموا عطاءهم.
لقد فتحت الأكاديمية العربية في الدنمارك، آفاقاً للجميع من راغبي العلم والتحصيل العلمي والعطاء الأكاديمي، فتضافرت الجهود منذ نشأة الأكاديمية لتحقيق تلك الأهداف النبيلة وكانت النتائج مفرحة، حيث أندفع الكثير لإنجاح هذه المبادرة من قبل أساتذة حريصين على هذا المشروع الهادف، وهو مشروع إستراتيجي لا يقتصر على الخارج والمغتربين، بل هو مشروع نواة لمؤسسة علمية أكاديمية بحثية تتواصل مع الوطن أو الأوطان الراغبة في أستكماله على أحسن وجه.
أكيد ليس الأكاديمية العربية في الدنمارك وحدها في هذا المضمار، فهنالك العديد من هذه المؤسسات، لها باع في هذا المضمار، وللأسف هنالك العديد من الأصوات التي أخذت تطعن بهذه المؤسسات وصدقيتها، بل وحتى علميتها، دون التمييز أو التفريق بين الأخضر واليابس، وقد يكون الحديث عن بعض تلك المؤسسات فيه بعض الصحة، ولكن هذا لا يعطي الحق لنعت الجميع بتلك النعوت، فحتى في تلك التي يصح عليها ذلك الكلام، ففيها من الطلبة والأساتذة الكفوئين الذين يحترمون العلم ويجاهدون لنيل المعرفة والعلم بالإسلوب النزيه والنظيف.
ولكوني أحد طلبة ومن ثم أساتذة الأكاديمية العربية في الدنمارك، فأنا أشعر بالفخر لما نلته، من علم ومعرفة من أساتذتي الذين كانوا حريصين كل الحرص على أن يكون التقييم العلمي مبنياً على أسس صحيحة، ليس فيها مجاملات ولا محاباة، بل كان العلم والبحث العلمي والأسس الأكاديمية هي أساس التقييم، علما أن المناقشات تجرى علنا، والبحوث تنشر في موقع الاكاديمية وهي متاحة للجميع، ومعروف أن أعرق الأكاديميات تمنع نشر الأطاريح أو الرسائل التي تناقش بشكل علني على الانترنيت.
كما أنه في جميع جامعات العالم، يمكن الطالب أن يستفاد بشكل صحيح من فرص التعليم الصحيح، أو يكون لا أباليا، فمنهم يفكر بالحصول على الشهادة وكفى، ومنهم من يريدها لأجل العلم وخدمة العلم، وهذه الخصال لا ينفرد فيها طلبة مؤسسة معينة بل تشمل الجميع، وليس للأكاديمية ذنب في ذلك.
وللأسف لا زالت بعض الدول ومنها العراق لا تعترف بهذه الأكاديميات، لأسباب ولى عليها الزمان وشرب، فوزارة التعليم العالي العراقية قالت، أنه ووفق قرار يعود لسنة 1974 فهي لا تعترف بالدراسة عن بعد....!!!.
تصوروا هذا ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، والعالم كله يدار اليوم عن بعد. وكما علمنا أنه لابد من إصدار قانون جديد يشرع لهكذا مؤسسات، والى أن يطرح القانون ويقرأ ويقر ويصبح نافذ المفعول، يحتاج الى الوقت الكثير، خصوصا لو علمنا أن بلادنا بحاجة الى إقرار عشرات القوانين المهمة التي تمس حياة جميع أبناء شعبنا.
ننتظر من وزارة التعليم العالي العراقية الإطلاع على قوانين الدول العربية التي تعترف بل تمارس هذا النوع من التعليم الذي أصبح ضروريا في عصرنا الراهن وهو مطبق منذ عقود في معظم دول العالم المتطورة، وتقوم بأعداد مشروع قانون يقدم للبرلمان لدراسته ولإقراره بأسرع وقت، علما أن التعليم المفتوح يساعد بلدانا مثل العراق، حيث يواجه مشاكل في الأمن والبنى التحتية كالطاقة والمواصلات وغيرها، ويوفر المال والوقت للدولة وللطلبة وللأساتذة، وحسب علمي أن رئيس الجمهورية العراقية والعديد من الوزراء النواب والأساتذة في وزارة التعليم العالي من المؤيدين لذلك.
ومن جهة أخرى، يتطلب من تلك المؤسسات أيضا الرقي بمستواها الأكاديمي، وتحسين أدائها العلمي، وتطور هيكليتها الإدارية لتكون شفافة ومرنة، وتبتعد عن كونها مشاريع تجارية ربحية، كي تعطي صورة مشرقة لهذه المؤسسات، وبالتالي تمنع الأقاويل والتهم عنها.
اليوم أتقدم بالتهنئة الحارة للأكاديمية العربية في الدنمارك، ولجميع أساتذتها وأولهم صاحب المبادرة رئيس الأكاديمية الذي بذل الكثير من الجهد من أجل هذا المشروع، ولجميع الطلبة الحاليين والذين تخرجوا منهم، وكذلك لجميع الأساتذة الذين تركوا الأكاديمية لأي سبب كان، فهم قدموا عطاءا يستحق التثمين والتقدير، وسيأتي اليوم الذي سيقيّم فيه عطاء الجميع.


255
ستوكهولم: إحياء ذكرى يوم الشهيد الفيلي





محمـد الكحط -ستوكهولم-

كل عام نلتقي لنستذكر مأساة أبناء شعبنا من الكرد الفيلية وأبنائهم المغيبين، وما يؤلمنا جميعا ان آثار هذه الجريمة لازالت ماثلة ولم تجد الحلول رغم مرور أثني عشر عاما على سقوط نظام القتلة البعث الفاشي.
ان ذكرى جريمة الابادة الجماعية بحق الكورد الفيلية وتهجيرهم القسري وسلب مواطنتهم العراقية ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة وحجز وتغييب الآلاف من أبنائهم دون معرفة أماكن رفاتهم، من قبل نظام الطاغية المجرم صدام المقبور، لهي جريمة كبرى تقشعر لها أبدان الشرفاء، وقد أرتكبها أزلام نظام البعث بدم بارد وبعيدا عن أي قيم إنسانية.
وفي ستوكهولم أحيا الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي ذكرى يوم الشهيد الفيلي يوم 5/4/2015، في شيستا ترف Kista Trä-;-ff، بحضور واسع من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم والوزير المفوض في سفارة الجمهورية العراقية لدى مملكة السويد الدكتور حكمت داود ججو، وممثل حكومة اقليم كوردستان وممثلين عن العديد من المنظمات والأحزاب السياسية العراقية والكردستانية ومنظمات المجتمع المدني، وتمت استضافت القاضي آسو صوفي الذي قدم من العراق مشكورا.
بدأ الحفل التأبيني بتلاوة آيات من القرآن الكريم والوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء. ثم القيت كلمات الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي وكلمة السفارة العراقية القاها الوزير المفوض الدكتور حكمت جبو، بعدها كلمة بأسم عوائل الشهداء، ومن ثم توالت كلمات الجهات المدعوة الأخرى، منها لممثل حكومة إقليم كردستان، وكلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد، وغيرها من الكلمات.
وكان للشعر الحزين إيقاعه المثير للشجون، فألقت سيدة من شبكة المرأة الكردية الفيلية، قصيدة، كما ألقى ابراهيم جهان بخش قصائد مؤلمة تذكر بالمأساة.


كان المتكلم الرئيسي القاضي آسو صوفي، الذي شرح الطبيعة القانونية للجريمة والإجراءات التي أتبعت خلال المحاكمة وتفاصيلها، ونال عرضه أستحسان الجميع، وبعد الاستراحة أجاب على استفسارات وأسئلة الجالية العراقية حول قضية الكورد الفيلية والأمور المتعلقة بقضاياهم في العراق والخارج.
وللأسف فلا زال معرفة ومصير ومكان رفات أكثر من 2000 من أبنائهم وشبيبتهم الذين احتجزهم النظام السابق مجهولا، رغم المعاناة والخسائر الاقتصادية الجسيمة. مما يتطلب وقفة جادة من السلطات العراقية والتعامل معهم بعدل وأنصاف، فقد هجروا وأبعدوا من قبل النظام المجرم، وأسقطت عنهم جنسيتهم العراقية وأمر بأبعادهم عن وطنهم العراق بموجب القرار رقم 666 المؤرخ في 7/5/1980 الصادر عن مجلس قيادة الثورة (المنحل) والمنشور في صحيفة الوقائع العراقية الرسمية، بغداد، العدد 2776 بتاريخ 26/5/1980، حيث نص القرار في الفقرة (1) على "تسقط الجنسية العراقية عن كل عراقي" الخ. وفي الفقرة (2) "على وزير الداخلية ان يأمر بأبعاد كل من اسقطت عنه الجنسية العراقية" الخ.
وبناءا على مصادر عديدة ومنها تأكيدات المدعي العام في "قضية تهجير وقتل الكرد الفيليين" الأستاذ عبد القادر الحمداني فأن "الاحصاءات المتوفرة تشير الى ان نحو 600 الف كوردي فيلي سيق الى مراكز الاحتجاز والمخيمات" وتم ابعادهم سنوات 1980-1990. يضاف اليهم عدد المهجرين من قبل النظام السابق اعوام 1969-1972 والذي يقدر بأكثر من 50000 مواطن.
في هذا اليوم ندعو كل الجهات ذات العلاقة بذل كل الجهود لتفعيل الآليات لتنفيذ القرارات لإعادة المواطنة والممتلكات والتعويضات لهم بأسرع وقت.
وختاما الف تحية على أرواح شهداء الكورد الفيلية وجميع شهداء العراق.


كان المتكلم الرئيسي القاضي آسو صوفي، الذي قدم مشكورا الطبيعة القانونية للجريمة والإجراءات التي أتبعت خلال المحاكمة وتفاصيلها، ونال عرضه أستحسان الجميع، وبعد الاستراحة أجاب على استفسارات وأسئلة الجالية العراقية حول قضية الكورد الفيلية والأمور المتعلقة بقضاياهم في العراق والخارج.
وللأسف فلا زال معرفة ومصير ومكان رفات أكثر من 2000  من أبنائهم وشبيبتهم الذين احتجزهم النظام السابق مجهولا، رغم المعانات والخسائر الاقتصادية الجسيمة. مما يتطلب وقفة جادة من السلطات العراقية والتعامل معهم بعدل وأنصاف، فقد هجروا وأبعدو من قبل النظام المجرم، وأسقطت عنهم 

جنسيتهم العراقية وأمر بأبعادهم عن وطنهم العراق بموجب القرار رقم 666 المؤرخ في 7/5/1980 الصادر عن مجلس قيادة الثورة (المنحل) والمنشور في صحيفة الوقائع العراقية الرسمية، بغداد، العدد 2776 بتاريخ 26/5/1980، حيث نص القرار في الفقرة (1) على "تسقط الجنسية العراقية عن كل عراقي" الخ. وفي الفقرة (2) "على وزير الداخلية ان يأمر بأبعاد كل من اسقطت عنه الجنسية العراقية" الخ. 
وبناءا على مصادر عديدة ومنها تأكيدات المدعي العام في "قضية تهجير وقتل الكرد الفيليين" الأستاذ عبد القادر الحمداني فأن "الاحصاءات المتوفرة تشير الى ان نحو 600 الف كوردي فيلي سيق الى مراكز الاحتجاز والمخيمات" وتم ابعادهم سنوات 1980-1990. يضاف اليهم عدد المهجرين من قبل النظام السابق اعوام 1969-1972 والذي يقدر بأكثر من 50000 مواطن.
 في هذا اليوم ندعو كل الجهات ذات العلاقة بذل كل الجهود لتفعيل الآليات لتنفيذ القرارت لإعادة المواطنة والممتلكات والعويضات لهم بأسرع وقت.
وختاما الف تحية على أرواح شهداء الكورد الفيلية وجميع شهداء العراق.



256

حوار مع الدكتور خليل عبد العزيز*
مؤامرة الشواف من جديد من خلال رؤية شاهد عيان

اجرى الحوار محمـد الكحط
أثارت ولا تزال تثار الأسئلة والتشكيكات بل والتحريفات عن ما سمي بـ مؤامرة الشواف التي حصلت أحداثها في الموصل، وللوقوف على الحقائق الموثقة كان هذا اللقاء مع شاهد عيان ومشارك في الأحداث لنتابع الحدث بتفاصيله، علينا التمعن جيدا ومحاكاة الأحداث في زمانها ومكانها والظروف السائدة آنذاك، كي لا نقع في خطأ التقييم، فلكل زمان ومكان أحكامه وظروفه الخاصة التي علينا أخذها بالحسبان، فليس من الصحيح محاكاة الأحداث بعقلية وقوانين هذا الزمان.
وهذا اللقاء مع الدكتور خليل عبد العزيز حول الموضوع لعلنا نضع نهاية للتأويل ونوثق للحقيقة، كما هيّ:

الدكتور خليل عبد العزيز
- في البداية نرجو منكم أيضاح طبيعة الأوضاع السياسية السائدة آنذاك في العراق بشكل عام وفي الموصل تحديدا...؟
- بعد أنتصار ثورة الجيش والشعب في الرابع عشر من تموز 1958، وتأسيس أول جمهورية في العراق، بدأت على الفور النشاطات والأعمال المعادية، فبجانب تحركات القوات العسكرية البريطانية والأمريكية التي اتخذت من الاردن ولبنان معسكرات لها، وأطلقت التهديدات بالقضاء على ثورة 14 تموز، بدأ حزب البعث العربي الاشتراكي والقوميون وبعض القوى الاسلامية -الأخوان المسلمون- بشن حملات دعائية ضد النظام الجمهوري، وكان الرجل الثاني في قيادة الثورة العقيد عبد السلام عارف قائدا للنشاط التخريبي للإطاحة بثورة تموز وقائدها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم، داعيا للوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة، كما أجرى المعارضون اتصالات رسمية وغير رسمية مع القادة والمسؤولين في كل من القاهرة ودمشق. وتم تنظيم مظاهرات وتحشدات تدعو لإعلان الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة، وتخلى البعثيون عن جميع الشعارات الوطنية التي كانت تتبناها (جبهة الاتحاد الوطني)، بالرغم من اشتراكهم رسميا في أول وزارة بعد ثورة 14 تموز. وكان لابد من مواجهة هذا النشاط المعادي، ففي الجانب الدولي بادر الاتحاد السوفيتي بإطلاق الإنذارات للولايات المتحدة وبريطانيا والدول الاستعمارية، وهددوا بالتدخل ضد أي هجوم عسكري على الجمهورية الفتية، كما تم بسرعة تنظيم مناورات حربية على الحدود الإيرانية والتركية، وجرى تحريك الأساطيل الى البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط.
وفي العراق نظم الحزب الشيوعي العراقي والأحزاب والقوى الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني مظاهرات واجتماعات جماهيرية للتنديد بمحاولات التدخلات الخارجية والوقوف ضد نشاط القوى المعادية وبعض شيوخ العشائر.
أدت تلك الأحداث الى توتر الأوضاع  السياسية والأمنية في العراق، وبالرغم من التوجه السياسي الذي سارت عليه حكومة الثورة في التصدي لمحاولات التخريب، إلا أن نشاطات القوى المضادة لم تتوقف، وبالطبع فأن ذلك شمل مدينة الموصل ولابد من القول أن أغلبية الضباط العسكريين من أهل المدينة كانوا يقفون الى جانب البعثيين والقوميين والإسلاميين، ويتلقون الإسناد والدعم من قائد آمر موقع الموصل العقيد عبد الوهاب الشواف.
- من هو العقيد عبد الوهاب الشواف...؟
- الشواف هو آمر موقع الموصل، وتم تعيينه من قبل قيادة الثورة، ومنذ تسلمه المنصب كان الشواف يبدي عدم رضاه من قيادة الثورة، ويدعي بأنهم لم ينفذوا وعودهم بتعيينه بمنصب الحاكم العسكري العام، وإعطائه حقيبة إحدى الوزارات السيادية، وكان لا يخفي موقفه هذا ويشدد التركيز في هجومه على العقيد عبد السلام عارف، والمفارقة ان الشواف وعبد السلام عارف إتخذا من نجاح الثورة موقفا متشابها ضد النظام الثوري الجديد.
- ما هي خلفية الحدث وكيف بدأت الأحداث، بتسلسلها،؟
- لقد تلقت القوى البعثية والقومية والإسلامية وشيوخ العشائر تأييدا ودعما قويا من السلطات العسكرية والأمنية في الموصل، ومارست نشاطها المعادي دون أي خوف أو تحفظات، والى جانب ذلك فأن القوى الوطنية من شيوعيين وديمقراطيين والمنظمات الشعبية ونقابات العمال، كانت تعلن بوضوح عن دعمها وتأييدها للجمهورية وقائدها عبد الكريم قاسم، وتندد بشعارات الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة. ان هذه النشاطات والتحركات من قبل المعادين والمؤيدين للثورة، خلقت أوضاعا معقدة ومتوترة في الموصل والأقضية والنواحي التابعة لها، وأصبح الإنقسام واضحا للجميع وعلى جميع المستويات، وحتى في صفوف القوات المسلحة.
- هل كانت هنالك أياد خفية لتأجيج الأوضاع، أو اشخاص معينين؟
 لعب مقدم اللواء محمود عزيز دورا خطيرا في تأجيج الصراع والتنديد بثورة تموز وزعيمها والحقد والكراهية للشيوعيين والديمقراطيين، وكان لولب الاتصالات مع المسؤولين في الجمهورية العربية المتحدة، وأجرى اتصالات مع مسؤوليها وسافر سراً الى دمشق والتقى مع وزير الداخلية عبد الحميد السراج، وبحث معه النشاطات التي تمارسها القوى القومية والبعثية في سبيل تحقيق الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة، مؤكدا ان القطعات العسكرية في الموصل وقائدها العقيد عبد الوهاب الشواف قد عقد اتفاقات وتحالفات مع ضباط كبار يحيطون بالزعيم عبد الكريم قاسم للقيام بعملية انقلابية تطيح بالجمهورية العراقية والقضاء على الشيوعيين وأنصارهم، وان رئيس الاستخبارات العسكرية رفعت الحاج سري والزعيم ناظم الطبقجلي قائد الفرقة الثانية في كركوك وغيرهما من قادة الجيش العراقي قد أعلنوا تأييدهم واستعدادهم للمشاركة في العملية الإنقلابية.
من جانبه أعلن عبد الحميد السراج تأييد ودعم الجمهورية العربية المتحدة للانقلاب المنتظر، وأبدى موافقته على تزويد الانقلابيين بطلباتهم وهي محطة اذاعة و400 رشاشة بور سعيد وتجهيزات عسكرية مع إرسال أكثر من 300 متطوع عسكري للقتال بجانب المتآمرين، لكنه رفض تزويدهم بالطائرات العسكرية في المرحلة الأولى من الانقلاب.
وأخذت الاتصالات تتوالى مع قادة الجمهورية العربية المتحدة، وفي هذه الأثناء كان الشيوعيون وأنصارهم يبذلون الجهود الكبيرة لإقناع الضباط وقادة المنظمات المناوئة بإيقاف نشاطاتهم والانضمام الى القوى والأحزاب والمنظمات لتوطيد النظام الجمهوري وطرح مطالبهم وآرائهم عن طريق ممثليهم في الحكومة، خاصة وان سكرتير حزب البعث آنذاك فؤاد الركابي يشارك في الوزارة، لكن قوى الردة لم تتجاوب، بل واصلوا تآمرهم سراً وعلناً للإطاحة بالنظام الجمهوري وضم العراق الى الجمهورية العربية المتحدة، وفي هذه الأجواء تم الاعلان عن عقد مهرجان لأنصار السلام، تشارك فيه منظماتهم من كافة أنحاء العراق في مدينة الموصل.
فكان هذا الحدث كالصاعقة التي هزت القوى المعادية، وسارع آمر موقع الموصل العقيد عبد الوهاب الشواف بالسفر الى بغداد، والتقى بالحاكم العسكري العام الزعيم أحمد صالح العبدي والمسؤولين في وزارة الدفاع، وفي لقائه مع الزعيم عبد الكريم قاسم طالب بإلغاء مهرجان السلام، لكن طلبه قوبل بالرفض وطلب الزعيم حماية المهرجان وعدم السماح بالاستفزازات والاعتداءات على المشاركين في المهرجان، وأهدى الزعيم صورة فوتوغرافية حديثة للشواف، وتم التقاط صورة تجمعه مع الشواف. عاد آمر الموقع للموصل، وبدأ على الفور استعدادات للعصيان العسكري بعد اتفاقه مع عدد من ضباط الجيش الكبار وقادة فرق، بينما بادر وفد يمثل القوى الوطنية في الموصل بلقاء الزعيم الركن ناظم الطبقجلي في كركوك باعتبار ان موقع الموصل يتبع له من الناحية الإدارية، وكنت ضمن هذا الوفد. لقد أكد الطبقجلي بأن الوضع السياسي معقد جداً ليس في الموصل فقط، بل العراق عامة، وأنه غير موافق على سياسة عبد الكريم قاسم، وأنه ضد الأخذ بالمبادئ الديمقراطية وحرية الرأي والكلام والتجمعات والمظاهرات في الوقت الحاضر، وأشار الى انه تحدث مع الشواف وطلب منه السيطرة على الأوضاع في الموصل. وقد فهمنا بشكل واضح ان الطبقجلي يؤيد الشواف.
- كيف كانت التوجيهات، الحزبية، الحكومية والشعبية...؟؟
في الموصل واصلت القوى الوطنية والديمقراطية استعداداتها لأستقبال الوفود القادمة من أنحاء البلاد للمشاركة في مهرجان السلام المقرر في 8 آذار 1959م، وكان الشيوعيون يؤكدون ويطلبون من الجماهير الشعبية عدم الإنجرار وراء الاستفزازات والاعتداءات والحفاظ قدر الإمكان على الهدوء والتزام النظام.
- من بدأ بالعنف إذن، ومن أي طرف جاءت الأوامر؟؟
كانت هنالك محاولة لنسف القطار الذي يحمل المشاركين في المهرجان القادم من بغداد، وتم وضع متفجرات وقنابل تحت سكة الحديد، ولكن في اللحظات الأخيرة تم اكتشافها وجرى رفعها من قبل المواطنين والعسكريين الموالين لثورة تموز.
وصل أنصار السلام للموصل وفي السادس من آذار 1959، جرت مسيرة حاشدة متجهة الى ملعب الموصل، خلالها تعرضت الى سلسلة من الاعتداءات والضرب وإطلاق هتافات استفزازية، قوبلت بهدوء وضبط النفس.
 وتم عقد المهرجان بحضور جماهيري واسع لم تشهد له المدينة مثيلا من قبل، حيث انطلقت الفعاليات في السادس من مارس (آذار) عام 1959، وتطرق الخطباء الى ثورة تموز ومنجزاتها، داعين الى الدفاع عنها، والوقوف بوجه المتآمرين وفضح أساليبهم، والسير تحت قيادة الزعيم قاسم، ولوحظ انه لم يتم التطرق والتهجم على الجمهورية العربية المتحدة وقادتها، لقد أنتهى المهرجان بهدوء تام والألتزام بالحذر واليقظة. في اليوم الثاني المصادف السابع من آذار، خرج المتآمرون بمظاهرة تهتف بسقوط الثورة وزعيمها ومؤيديها من الشيوعيين والديمقراطيين، فسارعت القوى الوطنية بالتحشيد وتسيير المظاهرات للتنديد بالخونة أعداء الوطن والشعب في منطقة الساعة وشارعي الفاروق و نينوى، وجرت مواجهات بالحجارة والعصي بين الجانبين، وعلى أثرها تم دحر المتآمرين. وحسب الخطة التي كان قد أعدها قادة المؤامرة نزلت القوات العسكرية الى الساحات والشوارع بكامل أسلحتها، وتم الاعلان من خلال مكبرات الصوت عن حظر التجول لإشعار آخر مع التهديد بأطلاق النار على كل من يخالف القرار.
على أثر ذلك بادرت قوات من الجيش والشرطة بتنفيذ أوامر القبض على قادة ونشطاء الحزب الشيوعي العراقي والنقابات العمالية واتحاد الطلبة واتحاد الشبيبة والشخصيات الوطنية والاجتماعية، وذلك حسب قوائم معدة مسبقا من قبل المتآمرين.

خليل عبد العزيز في شبابه
تم أعتقالي، وقالوا لي بأن آمر الموقع العقيد الشواف يطلبك مع آخرين للبحث فيما وصلت الأوضاع من الفوضى والمظاهرات في الشوارع، على أثر وصولي الى موقع الشواف في معسكر الغزلاني كان قد سبقني الى هناك ممثل الحزب الشيوعي عبد الرحمن القصاب وآخرون، بقينا في انتظار المقابلة بالغرفة المجاورة للعقيد الشواف، وفجأة وقبل منتصف الليل سمعنا حركة غير أعتيادية، وشاهدنا من النافذة سيارات عسكرية يجري انزال صناديق السلاح منها وصناديق أخرى، تبين فيما بعد انها كانت  لمحطة إذاعة وتجهيزات عسكرية بينها رشاشات بور سعيد، وكان يرافق هذه السيارات محمود الدرة وسامي باشعالم، وهما من المشاركين الفاعلين في المؤامرة، طال انتظارنا وفي النهاية دعينا الى مقابلة الشواف في غرفته، رأيناه قلقا ومرتبكاً على غير العادة، وأخذ يصيح بنا ((هذا ما أردتموه....المظاهرات والفوضى والإخلال بالأمن تسود المدينة...))، فقاطعه عبد الرحمن القصاب قائلا، ((نحن لسنا مسؤولين بل ان المتآمرين وأعداء الجمهورية يتحملون كل المسؤولية...وأضاف، أسمع أيها العقيد ان مصيرك سيكون السحل في شوارع الموصل، إذا أعلنت رسميا عن انقلابك ومؤامرتك...))، في هذه الأثناء دخل مقدم اللواء محمود عزيز وتشاور بصوت خافت مع الشواف، على أثرها صرخ فينا ((أخرجوا من هنا، سنلقنكم درسا لن تنسوه مدى الحياة...))، وتم إخراجنا من الغرفة ووضع كل منا في سيارة عسكرية وخلفها سيارة مسلحة، وأخذنا نجتاز شوارع المدينة لا نعرف الى أين...، في النهاية وصلنا الثكنة الحجرية التي فيها مدرسة التعبئة الصغرى العسكرية، وتم زجنا في احدى الغرف تحت حراسة مشددة، وأخذ الباب يفتح بين حينٍ وآخر، ويدخل الينا موقوفون جدد..، لم يكن هناك شخص غريب، فكلنا كنا أصدقاء ومتعارفين، أنهم من الشخصيات الوطنية ونشطاء النقابات العمالية واتحاد الشبيبة واتحاد الطلبة، ولم يقدموا لنا الطعام أو الماء، وسألنا الحراس عن ماذا جرى ويجري...؟، قالوا ان ثورة قامت في الموصل ضد عبد الكريم قاسم وضد الشيوعيين، كنا في الغرفة الصغيرة حوالي خمسين شخصا، وفي الطابق الثاني من الثكنة كانت هناك مجموعة أخرى من المعتقلين، وبناء على قرار الشواف وضع العشرات من الضباط والجنود في السجن، أيضاً في نفس الثكنة.
- كيف كانت تداعيات الوضع، وردة الفعل، وما موقف الجماهير من تدهور الأوضاع...؟
طوال يوم 8 آذار كنا معزولين عن العالم، لا نعرف شيئا عما يدور في مدينتنا الموصل، عدا بعض الهمسات من الحرس الذين أكدوا قيام عمل عسكري وظهور مدنيين مسلحين في الشوارع يساندون قطعات الجيش، وفي التاسع من آذار صباحا سمعنا أصوات إطلاقات نارية وانفجار صاروخ، تبين فيما بعد ان طائرات قادمة من بغداد، وان الطائرة التي كان يقودها النقيب الطيار خالد ساره قد قصفت مقر آمر موقع الموصل وأصابت الشواف بجروح، على أثرها هرب الى مقر القوة الجوية لتلقي العلاج في عيادتها الطبية، وقد قوبل من الضباط والجنود بهتافات تشيد بثورة تموز وزعيمها قاسم، وبادر أحد الجنود بأطلاق النار على الشواف مما أدى الى مصرعه، وفي هذا الوقت غادرت الموصل طائرتان أرسلهما المتآمرون لقصف مرسلات اذاعة بغداد ومقر الزعيم عبد الكريم قاسم، وبالفعل تم قصف المرسلات، وأصيب بعض الحراس، ولم تتمكن الطائرتان من الوصول الى وزارة الدفاع، ورجعتا الى الموصل، وأثناء محاولة هبوطهما شاهدا الضباط والجنود وهم يهتفون ضد المتآمرين، ومن مدرج المطار عاد الملازم الطيار صائب الصافي للطيران بأتجاه سوريا، ولكنه لم يستطع الوصول اليها بسبب  نفاذ الوقود، ونزل على بعد عشرين كيلومترا من الحدود العراقية السورية، وهوجم من قبل المواطنين، وتم القضاء عليه، بينما قائد الطائرة الثانية الملازم فاضل ناصر أستطاع النزول وتم اعتقاله. في خضم هذا القصف الجوي المتبادل ومقتل الشواف، بدأ البث الإذاعي في محطة تم تسميتها إذاعة الموصل، والذي قام بتشغيلها مهندس سوري وصل مع جهاز الإذاعة الى الموصل، قرأ البيان الأول محمود الدرة، وركز البيان الذي كان بتوقيع الشواف، الهجوم على قاسم متهماً إياه بخيانة ثورة 14 تموز والعبث بمبادئها وأهدافها، وهاجم ما أسماه بالجهات الغوغائية، وطالب بتنحي ((الطاغية المجنون وزمرته عن الحكم، والقضاء على السياسة الغوغائية التي أخذت تمارسها فئة ضالة من شعبنا...، وقال: بعد أتفاقنا مع أخينا الزعيم الركن ناظم الطبقجلي قائد الفرقة الثانية، ومع كافة الضباط ومشاوراتنا مع العناصر السياسية عزمنا على تحرير وطننا))، كانت الإذاعة غير واضحة، لذلك أعيد قراءة البيان مرات عديدة، ثم تولت أذاعتا دمشق والقاهرة قراءته، وأكدا بكذب واضح، أنهما يذيعان البيان نقلا عن إذاعة راديو الموصل.
بعد مقتل الشواف هرع مقدم اللواء محمود عزيز الى الثكنة وفي جيبه قرار إعدام المعتقلين بالأسماء من العناصر المدنية والعسكرية، وكانت مجموعة من أنصاره برفقته، وفي مدخل الثكنة لحق به آمر كتيبة الهندسة عبد الله الشاوي، وأخبر محمود عزيز بأن لا فائدة من الاستمرار في العصيان، وان الشواف قد قتل، وعلى الفور بادر الملازم الأول خير الله عسكر الذي كان يرافق محمود عزيز بأطلاق النار على أبن عمه عبد الله الشاوي، مما أدى الى مصرعه.
صعد محمود عزيز الى الطابق الثاني وسأل عن المحامي كامل قزانجي وأطلق النار عليه من الخلف وأرداه قتيلا، ثم نزل الينا في الطابق الأول وفتح الباب وقال وهو يرتجف ومرتبك وعلى وجهه آثار جروح نتيجة قصف موقع الشواف، ((يجب أن تخرجوا واحدا واحدا للأنتقام منكم، وليأت خوروشوف لأنقاذكم...))، وبدون أتفاق مسبق قلنا له، ((لن نخرج واحدا واحدا، بل سنبقى في أماكننا وتستطيع قتلنا جميعا...، في هذه اللحظات أسرع اليه بعض الضباط صارخين ان جنود كتيبة الهندسة ومواطنين يهاجمون الثكنة الحجرية ويطلقون النار، فأغلق باب غرفتنا وهرع للأشراف على مقاومة المهاجمين، لكن الهجوم تواصل بشكل عنيف، في هذه الأثناء بادر المتآمرون بأطلاق النار على باب غرفتنا مما أدى الى إصابة العديد منا بشظايا وأحجار الجدران، تمكن محمود عزيز الهروب من الثكنة نازعاً رتبته العسكرية، ومعه مجموعة من المتآمرين باتجاه سوريا، وبالفعل وصلها سالماً.
استمر القتال في الثكنة وأستطاع جنود كتيبة الهندسة من السيطرة على الموقف، وأخذوا ينادون ((أين أنتم أيها الوطنيون الموقوفون...))، ووصلوا الى الغرف وفتحوا الأبواب مهنئين وطالبين منا الخروج فوراً الى الشارع، بعد التزود بالسلاح من المشاجب للمشاركة في قتال المتآمرين، من الضباط والجنود والبعثيين والقوميين الذين أرتدوا الملابس العسكرية معهم مجموعات من عوائل بيت كشمولة والأغوات والنجفي (الذين تغير لقبهم بعد ذلك الى النجيفي)، وبقايا الإقطاعيين وأيتام العهد الملكي، بينما فضلت عشائر شمر التي تم أستدعائها من قبل الشواف البقاء على مشارف مدينة الموصل، بانتظار ما ستسفر عنه نتائج القتال.
أستمرت المواجهات في الشوارع طيلة الليل وفي صباح العاشر من آذار وصلت مجموعات من العشائر الكردية قادمة من زاخو ودهوك وعقره، وشاركت في القتال ضد المتآمرين وأنصارهم، ووصل الموصل العقيد حسن عبود آمر الموقع الجديد، وفور وصوله عقد اجتماعا مع المؤيدين لثورة تموز، كما التقى ممثلي الحزب الشيوعي ونقابات العمال ومنظمات الطلبة والشبيبة وأنصار السلام، وأكد أنه يتمتع بصلاحيات واسعة للقضاء على جيوب المقاومة والقاء القبض على المتآمرين...، في هذه الأثناء أستطاع ضباط الشواف وبعض أنصاره من الهروب الى سوريا.
أستمرت المعارك وكان أبرزها مواجهة المتآمرين المعتصمين في بيت آلـ كشمولة والأغوات، وبالفعل تم إسكات النيران وأعتقال العديد من هؤلاء ووضع قسم منهم في موقف المقاومة الشعبية ومعسكر الغزلاني.
لابد هنا من توضيح، حول مقتل (حفصة العمري)، التي جعلتها اذاعة صوت العرب والبعثيون والقوميون بطلة مقاومة وشهيدة، فما حصل عند هروب مجموعات من الضباط والجنود الموالين للشواف التجأوا الى بيت العمري، وأخذوا يطلقون النار بكثافة على جنود كتيبة الهندسة، وأستمر إطلاق النار بالرغم من نداءات للمتآمرين بوقف أعمالهم الطائشة، لكنهم لم يستجيبوا وحاول البعض منهم الفرار وكان من بينهم، حفصة العمري، لكنهم ووجهوا بنيران كثيفة وأستمر التراشق بالسلاح، وبعد السيطرة على الموقف تم العثور على جثث المتآمرين داخل البيت ومن بينهم حفصة العمري، وجرى إنزال الجثث الى الشارع، وقد حاولت مجموعات من الجنود والجماهير سحل جثة حفصة العمري، وطلبوا مساعدة من مركز المقاومة، ووصلت الى بيت العمري ورأيت أعدادا غفيرة تحيط بالجثث وتريد الانتقام بسحلها، واستطعنا بعد جهود كبيرة إقناع الناس بإرسال الجثث الى الطب العدلي، وبالفعل حدث ذلك، وأنتهى الموضوع، في المساء فوجئنا بإذاعة صوت العرب من القاهرة وعلى لسان مذيعها (أحمد سعيد)، تمجد شهيدتهم حفصة العمري، مدعين أنها سحلت في الشارع، واتصل بنا الحاكم العسكري الزعيم أحمد صالح العبدي متسائلا عن حقيقة ما حدث..، وتم توضيح الموقف له، منذ ذلك الحين وحتى الآن نرى في وسائل إعلام القوى المعادية من البعثيين والقوميين وفي الكتب الصفراء التي يشرفون على إصدارها مقالات تشيد بالبطلة المزعومة وتوجه الاتهام الى الشيوعيين وأنصارهم بقتل وسحل حفصة، رغم ان ذلك لم يحدث أبدا.
لابد هنا من التوقف، فبعد سقوط نظام الطاغية صدام، ألقى رئيس الوزراء آنذاك إبراهيم الجعفري وهو خريج كلية الطب في الموصل خطاباً، أشاد فيه بحفصة العمري، وهذا ما يثير الإستغراب، فحزب الدعوة وهو أحد قادته كان هدفاً للقتل والإعدامات في زمن الحكم التآمري، فمن غير المفهوم إشادته بحفصة العمري.
- كان الاعلام المعاكس للقوى التي قامت بالتآمر يعكس صورا مرعبة عما حدث، كيف تفسر ذلك؟
- ان الحاقدين من المتآمرين وأعوانهم سابقاً وحالياً لازالوا يواصلون أكاذيبهم، ويؤكدون ان الشيوعيين والديمقراطيين قاموا بإرتكاب جرائم بحق المتآمرين، وان عدد ضحاياهم وصل الى عدة آلاف..، بالطبع فأن هذه الإدعاءات كاذبة وغير صحيحة، صحيح هنالك العشرات من القتلى والجرحى من كلا الجانبين، وكان الشيوعيون يحاولون الإبتعاد عن إلحاق الأذى والدمار، ويدعون الجماهير الغاضبة لتسليم الأسرى من المتآمرين الى المقاومة الشعبية وقوات الجيش، وبالفعل تم أعتقال الكثير من المتآمرين أعداء الجمهورية.
كما حصل حادث خاطئ قام به بعض الشيوعيين في الموصل وبدون قرار أو تأييد من منظمة الحزب في الموصل، إذ جرى أختيار 17 متآمراً من الخطرين، والذين قاموا بأعمال القتل العشوائي ضد الجماهير الشعبية، وتم نقلهم الى منطقة (الدملماجة)، في ضواحي الموصل، وجرى قتلهم، هذه الواقعة أثارت أستياء الشيوعيين والمقاومين الشعبيين والمنظمات الجماهيرية، وتم استنكارها والدعوة لمحاسبة القائمين عليها. لقد أستغل الأعداء هذا الحادث ولازالوا حتى اليوم يؤكدون على واقعة الـ (الدملماجة)، متناسين جرائمهم البشعة بحق الشعب والوطن، وفي الوقت ذاته يتجنبون مواقف قيادة الحزب الشيوعي في أستنكار هذه الحادثة وشجبها.
- ألم يكن بالإمكان تجاوز الحدث واللجوء للسلم بدلا من التصعيد؟- لمن خدمت الأحداث...؟
لم تكن هنالك أمكانية لتجاوز الصدام، فبعد استكمال تصفية جيوب مقاومة المتآمرين من ضباط ومدنيين في المؤامرة، بفضل التعاون بين القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، عادت الأمور في الموصل الى حالتها الطبيعية، ولكن الى حين، أن أيتام المتآمرين من عوائل آلـ كشمولة والأغوات والنجفي والأخوان المسلمين والاقطاعيون ورؤساء العشائر نظموا حملة دموية تمثلت بالاغتيالات التي شملت الشيوعيين والمقاومة الشعبية والمنظمات الديمقراطية والشخصيات الوطنية، وكان من يقوم بتنفيذ الاغتيالات فرق من هؤلاء، وكانت الاغتيالات تتم بعلم قوات الشرطة التي كان يقودها إسماعيل عباوي مدير شرطة الموصل، وقوات الأمن كانت تتغاضى عما يجري من إغتيالات طالت المئات.
وكان المتآمرون يشنون حملة إعلامية متهمين القوى الوطنية بأنها السبب فيما جرى ويجري، يدعون كذبا ان الشيوعيين قتلوا الآلاف من البعثيين والقوميين وأنصارهم، بينما واقع الحال والمعطيات الرسمية تؤكد انهم من قاد أعمال القتل في الموصل، أنني هنا أنقل ما جاء في الكتاب الموسوعي للمحامي جرجيس فتح الله في الجزء الثالث ((نظرات في القومية العربية مداً وجزراً حتى 1970)) ص1163-1164، كتب لي الدكتور خليل عبد العزيز وهو أبن بلدي وواحد من كان ضباط الشواف قد أعتقلهم معنا عشية يوم 7 آذار 1959، وأودعهم القلعة الحجرية يقول: ((أبعث اليك بنص الحديث الذي جرى بين أحمد حسن البكر وبيني في مكتبه الرئاسي بالقصر الجمهوري، وقد زرت العراق بناء على دعوة خاصة منه بوصفي عضو اللجنة التحضيرية السوفيتية للاحتفال بالذكرى الألفية لميلاد الفارابي، كان واقفاً وسط المكتب يقلب بعض الأوراق على أثر اجتماع مجلس قيادة الثورة، رفع رأسه ونظر إليّ وقال: ((أنت الدكتور خليل عبد العزيز، ظننت أني سألتقي شخصا عجوزا يتوكأ على عصا، لكنك تبدو شاباَ، في مقتبل العمر، كم كان عمرك سألتك بالله عندما قمت مع رفاقك بقتل الآلاف من القوميين والبعثيين في ثورة الشواف؟))، فاجئي بهذا السؤال والاستقبال إلا أنني سألته، سيدة الرئيس أريد ان أسألك، كم قتلتم أنتم أثر مؤامرة الشواف من المواطنين..؟؟، فقاطعني بقوله، ((أنني أكبر منك سناً، وأنا الذي سألت أولا..قل لي كم قتلتم؟))، أجبته أنتم قتلتم بعد مؤامرة الشواف 320 مواطنا مسالماً، ونحن قتلنا حوالي 32 شخصا خلال المؤامرة وأثناء القتال بين الطرفين، لكنكم تتهموننا بقتل أكثر من عشرة آلاف، وما زلتم ترددون ذلك، إذاعة صوت العرب تردد أيضا، هذا الزعم دائما، وإعلامكم يعيد هذا بأستمرار، وأنا أتحدى ان تأتوا بأسم شخص واحد خلافاً لأولائك الذين قررتم منح ذويهم راتبا تقاعديا مدى الحياة، ونشرتم قراركم هذا في جريدة الوقائع العراقية، (الجريدة الرسمية للحكومة العراقية)، هذا واقع لا يمكن نكرانه، نحن قتلنا 32 خلال القتال وأنتم قتلتم أكثر من 320 بعد المؤامرة وفي فترة السلم، هنا تبدلت لهجة البكر وسألني، ((لمصلحة من كان ذلك...؟))، قلت بالطبع لمصلحة الرجعية.

جمال عبد الناصر وعبد السلام عارف
- ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟
ان البعثيين والقوميين وبعض العناصر الاسلامية كانوا قبل وبعد مؤامرة الشواف يمارسون الكذب وتلفيق الحقائق وتقديم صورة مشوهة للأحداث تخدم أهدافهم وتوجهاتهم في القضاء على كل تحرك وطني ديمقراطي، يخدم مصلحة الوطن والشعب، وأستطاعوا إحراز نجاحات في هذا الشأن، ووقفت القوى المعادية في البلدان العربية وكذلك في الدول الغربية الى جانب الحملة ضد الشيوعيين والتقدميين في العراق، ولكن دائما وأبداَ، فأن الكذب لا يستطيع ان يكون المسيطر على الحقيقة والواقع.
- في تقييمك اليوم لما حصل، ماذا تقول اليوم؟
ان مأثرة وبطولة الجماهير الشعبية بقيادة الشيوعيين في قمع مؤامرة الشواف ستبقى علامة مضيئة في مسيرة الشيوعيين العراقيين وإخلاصهم لقضية الوطن والشعب.
 وان هذه المؤامرة أكدت خيانة وعمالة القوى المعادية وتنكرها لمصلحة شعبنا العراقي، وأعتقد أنه من الضروري تركيز الأضواء ونشر البحوث والمقالات عن الأحداث التي مرت بها بلادنا خاصة بعد ثورة الجيش والشعب في الرابع عشر من تموز 1958، لتكون في متناول الأجيال الجديدة، ودروساً في الوطنية وحب الوطن.
                             
     
هوامش:
1- العقيد الركن عبد الوهاب الشواف: ولد عبد الوهاب الشواف عام 1916م، دخل الكلية العسكرية ببغداد عام 1936-1937م ثم تخرج فيها وتقلد عدة مناصب عسكرية وشارك مع جماعة الضباط الأحرار.
2- ناظم الطبقجلي: عميد ركن في الجيش العراقي وعضو في تنظيم الضباط الأحرار.
3- رفعت الحاج سري: رئيس الاستخبارات العسكرية، مؤسس تنظيم الضباط الوطنيين عام 1949.
* الدكتور خليل عبد العزيز من مواليد الموصل، عمل بالحركة الوطنية وساهم في تشكيل اتحاد الطلبة العراقي العام في الموصل، عمل في الجبهة الوطنية في الخمسينات.  على اثر صدور قرار بإلقاء القبض عليه انتقل الى بغداد للعمل في المنظمات الحزبية واتحاد الطلبة، أعتقل  وحكم بالسجن لعام واحد في سجن بعقوبة. كما امضى عاماً واحداً كمبعد في بدرة، بعد ثورة  14 تموز عام 1958 عاد للموصل وتقلد مركز رئيس اتحاد الطلبة العام، أعتقل ليلة مؤامرة الشواف وأودع في الثكنة الحجرية، أطلق ضباط وجنود كتيبة الهندسة الموالون للجمهورية سراحه مع بقية المعتقلين،  ساهم بنشاط في عمليات قمع مؤامرة الشواف،  في أعوام الستينات صدرت بحقه عدة احكام اعدام بتهمة المساهمة في قمع مؤامرة الشواف،  غادر الى موسكو وانهى دراسته الاعدادية ثم درس وحصل على الماجستير ونال بعدها على شهادة الدكتوراه في الإعلام عمل كباحث علمي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية في موسكو، يعيش حاليا في العاصمة السويدية ستوكهولم.





257
جمالية الخط العربي في معرض"العراق أولا"

للفنان التشكيلي الدكتور عماد زبير






محمـد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: حسين جيكور

تحت عنوان "العراق أولا" أفتتح المعرض الخاص بفن الخط العربي للفنان الدكتور عماد زبير، في المركز الثقافي العراقي في السويد يوم السبت 21مارس/ آذار/2015م، في العاصمة السويدية ستوكهولم، وبعد الترحيب بالحضور من قبل مدير المركز الثقافي العراقي في السويد الدكتور أسعد راشد وبالسفير العراقي وبالفنان عماد زبير.
 

تم دعوة السفير العراقي في مملكة السويد الأستاذ بكر فتاح حسين، لإلقاء كلمة والإعلان عن إفتتاح المعرض بطريقة فنية، حيث هنأ الجميع بعيد نوروز وتمنى تحقيق الانتصار على قوى الشر من داعش وغيرها من قوى الإرهاب، وأشاد بالقوات العراقية والحشد الشعبي والبيشمركه لتصديها الشجاع للإرهابيين، وطالب الفنان زبير بعكس صورة ناصعة عن الإسلام المسالم ورسالة الاسلام الإنسانية. وأوقد شمعة إيذانا بالافتتاح ومن ثم تحدث الفنان شاكر بدر عطية من جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد، الذي تحدث عن عطاء الفنان زبير، ومن ثم طلب من السفير أن يقوم بالتصويب وإدخال الكرة في الهدف الموضوع، كتعبير فني عن الحركة والنجاح. كما تحدث الفنان الدكتور عماد زبير شاكرا الجميع على حضورهم، كما كان من بين الحضور الوزير المفوض في السفارة الدكتور حمكت جبو، ورئيس المستشارية الثقافية في السويد الدكتور وليد أمين محمود.



 

وبدأت جولة الحضور في أروقة المعرض الذي حوى النسخة الجديدة من القرآن الكريم وهي الثالثة للفنان كانت تتوسط قاعة المعرض بخط يديه حيث أستغرق العمل فيها عاما كاملا بمعدل صفحة واحدة باليوم الواحد، و37 عملا منوعا كلها تمثل صورا ونماذج لجماليات الخط العربي، بعضها تضمن آيات  من القرآن الكريم وكذلك بعض الأحاديث النبوية التي تمثل ليس أنواع الخط العربي وجمالياته فقط ، بل صورت نماذج جميلة من فن الزخرفة الإسلامية، تميزت الأعمال بالتنسيق في الألوان والدقة التي تعكس مهاراته وقدراته الفنية.

والمعرض هو السادس عشر للفنان الذي يعتبر إضافة جديدة، تمثلت في التطور الواضح في حركة الحرف وجمالية الألوان وأنسجامها.
   
 
لقد نجح الفنان زبير في تطويع الحرف العربي مع اللون والحركة ليكون لوحات تمتار بالتكامل الجمالي.




وحول الغاية من هذا المعرض الذي ضم لوحات خطية لآيات قرآنية وبعض القصائد الشعرية، يقول الفنان" إن معرضه هذا هو مساهمة في تطويرا لفن التشكيلي العراقي في إبراز جمالية الخط العربي".
هذا المعرض هو تعبير عن الطاقات في دواخل الفنان عماد زبير، الذي صاغ بعض الآيات القرآنية بشكل جميل، لمواجهة العقول الواهية التي تأخذ منها ذريعة لقتل البشر بأسم الإسلام.
 
كما أراد الفنان زبير التأكيد بأن الإسلام هو دين التسامح والمحبة واحترام الآخر وعكس ذلك من خلال هذه اللوحات الفنية.
والفنان عماد زبير من مواليد بغداد 1946م، عضو جمعية الخطاطين العراقيين، حصل على الدكتوراه في التربية الرياضية في مجال كرة القدم، أقام العديد من المعارض الشخصية والمشتركة في السويد والنرويج.


258
ستوكهولم: وقفة تضامنية مع المرأة




محمـد الكحط -ستوكهولم-
تصوير: حسين جيكور

نظمت عدة جمعيات نسوية ناشطة في الساحة السويدية فعالية تضامنية مع جميع نساء العالم المضطهدات ومع نساء شعبنا العراقي من كافة طوائفه اللواتي عانين من جرائم داعش من تهجير وسبي واغتصاب وقتل وتشريد، وذلك يوم الأحد 15 آذار وعلى قاعة شيسته تريف في ستوكهولم، والجمعيات والمنظمات المشاركة في هذا الاحتفال التضامني مع النساء هي: - مركز نينا، جمعية طيور دجلة، جمعية النساء الاريتريات من أجل الاندماج، مكتب الدفاع عن حقوق المرأة، المكتب الداعم للنسوة الكرديات، جمعية حقوق المرأة، جمعية لا مومس ولا مكبوتة، جمعية حقوق المرأة الكردية، جمعية نضال المرأة الإيرانية من أجل الحرية، جمعية تحرير المرأة، المنظمة النسوية الكردية امارا، جمعية الرافدين.

في المدخل كان هنالك معرض للفن التشكيلي لعدة فنانات، وبعد الترحيب بجميع الحضور، تم عرض فلم عن معاناة بعض النساء وتعرضهن الى العنف الأسري والعديد من المشاكل الاجتماعية، بعدها قام شاب وشابة بحوار عن المساوة بين الرجل والمرأة وتم توجيه الأسئلة على الجمهور للمشاركة في النقاش.
 
ومن ثم تم التعريف ببعض الكاتبات والكتاب ومنهم روناك شواني وريواز أحمد باني خيلاني وأحمد أسكندري، حيث تم التعريف بمنجزهم الإبداعي، وجرى تكريمهم من قبل المنظمين.

كما جرى تقديم بعض الفنانات التشكيليات من أجل التعريف بفنهن ومنهن سمية ماضي ونينا قادر وأنعام شلش، وكذلك جرى تكريمهن.
وفي فقرة لاحقة جرى التعريف بالمنظمات المشاركة وأهداف كل منها، من خلال تسليط الضوء على نشاطاتها، وجرى تكريم ممثلي هذه المنظمات.

بعدها فسح المجال للنشاطات الفنية من موسيقى وغناء، وكانت هنالك عدة مساهمات جميلة أضفت على الفعالية مزيدا من المسرة.
أمتازت الفعالية بتلون وتنوع ألوان أطياف المساهمات من عدة دول وقوميات وأديان، مما يعكس وحدة القيم الإنسانية، والجميع يقف هنا مع المرأة ويتضامن مع أهدافها في المساواة والحياة الكريمة، بعيدا عن العسف والعنف، لتساهم مع الرجل في بناء مجتمع تسوده العدالة والرفاه.

وكان لقائنا مع السيدة بسعاد عيدان مؤسسة جمعية طيور دجلة إحدى الجمعيات المشاركة،
- وعن هذه الفعالية وأصداءها وكيف تم تنظيمها والهدف منها، فكان جوابها كالتالي:
- التقينا من عدة جمعيات نسوية من أديان وقوميات وبلدان وخلفيات سياسية واجتماعية مختلفة في وقررنا عمل هذه الفعالية التضامنية، وها قد قدمن بأجمل حلة وعلى محياهن الفرح والقلق والتحدي في آنٍ واحد، اجتمعن، ليس على وليمة أو على حفل زفاف..وأنما كان عرسا بشكل آخر. ..فقَدمْنَ للمسرح مبكرات لينظمن ويخططن شكل المسرح الذي شاهدتموه اليوم.. وجملّن المكان بطلْتهن الجميلة.
- وما الذي جمعكن..والهدف من الفعالية؟
- نعم أنهن من بلدان عديدة وثقافات مختلفة لكنهن يحملن جميعا همّاً مشتركا واحدا ...إلا وهو وضع تلك المخلوقة المغلوبة على أمرها وكيف تعيش، في بلاد كانت يوما ما حرة ولها سيادة واستقلال وينعم أفرادها بضمنهم المرأة بالحرية الشخصية المطلقة نوعا ما، ومحفوظة كرامتها من قبل الدولة والمجتمع. ولكن الغريب فى الموضوع أننا نعيش القرن الحادي والعشرون ونرى أن المرأة تهان وتظلم من جديد ونرى أنها تكرر النضال من جديد وتطالب بحقوقها السابقة التى اكتسبتها فى أوقات التحرر الوطنى لتلك البلدان، وذلك بسبب وجود وتنظيم الحياة بقانون الأحوال المدنية المعروف فى العراق وسوريا ومصر والصومال واليمن وأريتيريا و......والسبب الرئيسى لهذا الوضع المتأزم والحالى هو فقط التطرف والإرهاب الدينى وسيطرة الإسلام الاصولى والسياسى كالشبح على تلك البلدان ...كنا نتمنى أن نرى المرأة اليوم وهى تربى جيلا واعيا وتتمتع بحريتها ولها كامل حقوقها وتتساوى مع الرجل فى التأثير بنواحي الحياة وتحقق الكثير من الميزات فى المجتمع ، فينتج مجتمعا قويا للمرأة دورا مهما فيه كإنسان حالها حال الرجل.
كنا نتمنى...إن نرى جيلا ينعم بالحرية والمواطنة الحقيقية والأهم من ذلك ينعم بالإنسانية التى فقدتها المرأة فى تلك المناطق مؤخرا فى ظل تلك الأنظمة الاستبدادية والأصولية والقمعية أمثال داعش والقاعدة والمنظمات الإرهابية الاخرى، بوكو حرام، وما على شاكلتهم... فكان قلق المنظمات النسوية، وضع المرأة فى بلداننا وسيطرة عدو شرس وهو داعش المجرم الذى يتحكم بحياة المرأة ويهينها ويبيعها فى سوق النخاسة، وهناك من يستغل نقاط غير واضحة فى الدستور لكي يستبد ويظلم المرأة بالقانون وهو طبعا الاخطر. وهذا جّل ما يثير قلقنا نحن النساء فى الوقت الحاضر والذى جعلنا نحتفل بيوم المرأة العالمى 8 اذار بشكل مختلف والذي جمعنا من أثني عشر منظمة من دول الشرق الأوسط ودول أفريقيا.

وهل أوصلتم رأيكم وموقفكم هذا الى جهات يمكنها أستيعاب وفهم صوتكم...؟
نعم تم تقديم ورفع مذكرة احتجاج من قبل الجمعيات المنظمة إلى البرلمان السويدي ووزارة الخارجية السويدية.... والتي كانت بنودها واضحة المعالم، تتلخص في أوجه كيفية دعم المرأة وإنقاذها وأنصافها مما يحل بها من ظلم جراء ممارسات المنظمات الإرهابية مثل داعش وبوكو حرام، طالبنا من تمكين منظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية وبقرارات حازمة لدعم النساء والأطفال، والتأكيد على الالتزام بمقررات الأمم المتحدة والتي تخص حماية النساء والأطفال في مناطق النزاع والأزمات والحروب والعنف المفرط. ونحاول وضع برنامج وخطة للخطوات القادمة. وساهمت فرقتنا طيور دجلة بدورٍ مميزٍ فى الاجتماعات والقرارات واللقاءات المخصصة منذ بداية التنظيم وبلورة الفكرة لهذا النشاط التضامني، والذي سبقته تظاهرة في مركز مدينة ستوكهولم 9 آذار ، رفعت فيها شعارات تطالب بإنقاذ المرأة الايزيدية ونساء كوباني وشينكال والمرأة في العالم العربي وكل بقاع الارض التي تعاني قمعا من داعش وبوكو حرام وباقي الانظمة المجحفة. فجمعيتنا داعمة للسلام وضد كل أشكال العنف والظلم، ونعمل دوما من أجل إبراز قيم الحياة والمثل الكريمة للمرأة في المجتمع في التعامل كإنسان مستقل كامل الحقوق.

- كلمة أخيرة ماذا تقولين...؟
- أقول طوبى لنضال المرأة فى كل مكان
طوبى للنساء اليزيديات ونساء كوباني وشينكال والنساء فى كل مكان.
وتحية شكر للسيدة هلالة رافع لقيادة النشاط التضامني هذا.

صور من الفعالية:


259
ستوكهولم: إحياء الذكرى الـ 27 لجريمة حلبجة



محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: سمير مزبان


حلبجة، كي لا ننساها، ولتغدو المدينة التي أرادوها حطاما، مدينة للسلام وشعلة من أجل الحرية، ولأجل ذلك أقامت السفارة العراقية في السويد بالتعاون مع ممثلية حكومة إقليم كردستان حفلا لإحياء  ذكرى جريمة حلبجة، يوم الأثنين  16 تموز في ستوكهولم، في بناية المركز الثقافي العراقي في السويد، حضر الحفل السلك الدبلوماسي في السفارة العراقية يتقدمهم السفير العراقي في مملكة السويد الأستاذ بكر فتاح حسين، والوزير المفوض في السفارة الدكتور حمكت جبو، وحضر رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية السويدية السيد روبرت رايدبيرين.

كما حضر عدد من السفراء والدبلوماسيين من ممثلي السفارات الأجنبية المتواجدة في السويد، منهم سفير دولة الكويت ولبنان وليبيا والسودان وفلسطين وأرمينيا ونيكاراغوا وماليزيا واندونيسيا وتركيا وممثل عن السفارة الجزائرية والقائم بأعمال السفارة الإيرانية كما حضر عدد من أعضاء البرلمان السويدي، وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية العراقية، وجمهور من أبناء الجالية المتواجدين في ستوكهولم.

في الاستقبال كان هنالك معرض للفن التشكيلي للفنانين حسين القاضي وعباس الدليمي، أعمال تعكس حجم معاناة شعبنا من جرائم نظام صدام ومن الأعمال الإرهابية لداعش ومثيلاتها.
بدأت الفعالية مع عزف للناي الحزين وصور عن مأساة حلبجة ومعاناة سكانها المسالمين.

 

لنتذكر مدينة حلبجة الجريحة، حيث قام النظام الديكتاتوري البعثي بقصف المدينة يوم 16 آذارعام 1988 بالغازات السامة والمحرمة دوليا، راح ضحيتها خمسة آلاف شهيد من المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ وإصابة عشرة آلاف آخرين وتم تهجير الآلاف من أبناء بلدنا قسرا من بيوتهم، لقد هزت هذه الجريمة الضمير الإنساني في كل مكان.
تقدمت السكرتير أول في السفارة العراقية السيدة بان احمد فضلي بكلمة ترحيبية دعت الجميع للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء حلبجة، بعدها تم عرض فلم عن حلبجة من انتاج وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان، حاكى تاريخ المدينة ومن ثم ما تعرضت له من جريمة نكراء، وتابعت السيدة بان تقديم فقرات البرنامج، والتي توالت تباعا.


حيث كانت كلمة السفير العراقي الأستاذ بكر فتاح حسين التي أشار فيها على أبعاد الجريمة وآثارها، شاكرا الحضور لتلبيتهم الدعوة لأحياء ذكرى هذه المأساة وعلينا العمل جميعا كي لا تتكرر مستقبلا، ومما جاء في الكلمة ((منذ ذلك اليوم المشؤوم صارت حلبجة  رمز آخر للمآسي الانسانية، حالها في ذلك حال مدينتي هيروشيما وناغازاكي. وبعد أن اصدرت المحكمة العليا في العراق حكمها العادل باعتبار ما جرى في حلبجة والأنفال  من جرائم الابادة الجماعية التي استهدفت الشعب الكردي، ولكن مئات المقابر الجماعية التي اكتشفت في كافة انحاء العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق، أظهرت ان الابادة الجماعية كانت شاملة لجميع مكونات الطيف العراقي،عرقيا ودينيا.
واليوم يواجه  العراق والعراقيون استمرارا لكارثة الابادة الجماعية، ولكن هذه المرة على يد منظمة (داعش) الإرهابية الطائفية، التي  شمل إرهابها جميع مكونات الشعب العراقي، وخاصة من الأقليات العرقية والدينية. أن هذا التنظيم الارهابي عمل ويعمل  في سبيل القضاء على التمايز والتعددية الجميلة التي تميز بها العراق على مدى آلاف السنين. فقد شن هجمات مبرمجة على الاقليات العرقية والدينية، وأقدم على ارتكاب  جرائم قتل جماعية  بين الايزديين والاشوريين والكلدان والشبك والتركمان والأكراد والعرب، وقام   باغتصاب المئات من النساء، وشرد الملايين من بيوتهم ولم تقتصر جرائهم على البشر، وإنما امتدت اياديهم الآثمة الى التراث التاريخي والموروث الثقافي والحضاري الذي كان ذخرا للعراق وموضع فخره أمام العالم على مر العصور. وقام هؤلاء المتخلفون بحملة وحشية لإزالة الآثار وتفجير دور العبادة لمختلف الأديان وتحطيم التماثيل ومعروضات المتاحف الأثرية، وكانت اخر جرائمهم في هذا المجال  جريمة محو مدينة النمرود الأثرية من الوجود.
تقول دروس التاريخ ان الكوارث والمحن الكبيرة تصنع الامم القوية. ان العراق يقوم الآن بالتصدي للإرهاب الطائفي نيابة عن العالم أجمع ونعمل جهدنا لإيقاف انتشاره. ورغم الخسائر الكبيرة التي تعرضنا لها إلا انني واثق من صمود شعبنا، وان قوى التصدي فيه  المتمثلة في قواتنا المسلحة والبيشمركة والحشد الشعبي والتنظيمات والقوى المسلحة التي شكلتها الأقليات الاثنية والدينية ستحقق في الايام القريبة القادمة انتصارات كاسحة على هذه القوى الظلامية كما تبشرنا الأخبار الأخيرة الواردة من الوطن، وسينهض العراق مجددا ويعود الى مكانته الطبيعية في العالم.
وأود هنا ان اتقدم بشكري للمجتمع الدولي الذي شكل تحالفا كبيرا لنصرة العراق، ويقدم له شتى أشكال الدعم في محاربة هذا التنظيم الإرهابي  وأتمنى ان يتوسع هذا التحالف، وان يشارك فيه جميع دول العالم، وان يستمر في عمله ولا يقتصر على تقديم الدعم العسكري وحده، وانما مواصلة محاربة الفكر المتطرف في جميع انحاء العالم  من خلال تجفيف منابعه الفكرية والمالية، حتى يتم القضاء نهائيا على جميع مخلفاته.
وهنا أوكد على ان إدانة ومعاقبة مرتكبي جريمة الإبادة الجماعية في حلبجة والأنفال في وقتها وساعة حدوثها كانت كفيلة بردع مثل هؤلاء المجرمين ومنعهم حتى من التفكير بالقيام بمثل هذه الاعمال الاجرامية.
اننا نفهم بالطبع ان  انزال الهزيمة بالإرهاب والتطرف  لا يكون بالوسائل العسكرية وحدها،  وإنما هناك حاجة ماسة  لخوض نضال فكري طويل لمحو الاثار السيئة التي تركتها وتتركها  في نفوس وعقول أنصار الإرهاب والتطرف.
ان العراق وبعد تشكيل الحكومة الجديدة التي تشارك فيها جميع المكونات يدرك هذه الحقيقة،  ويريد أجراء اصلاحات شاملة في كل مفاصل الدولة وفي المقام الاول من خلال نبذ الطائفية واستحداث فرص عمل جديدة تستوعب العاطلين عن العمل وتطبيق مبادئ القانون ونشر العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد الذي لا يقل خطرا عن الارهاب.
ان  إزالة الخوف والرعب من عقول أجيال العراقيين الذين عاشوا أهوال مأساة حلبجة والأنفال والحروب التي شنها النظام السابق، وشاهدوا قمع انتفاضة عام 1991،  والجرائم التي ارتكبت باسم الطائفية المقيتة، وجرائم التنظيمات الارهابية الحالية، ليس بالعمل السهل اننا نحتاج في هذا المجال أيضا الى دعم المجتمع الدولي وخبرته في هذا المجال. 
لقد قامت حكومتنا بتعويض حلبجة على المأساة التي عاشتها، وأعطتها صلاحيات كثيرة بعد ان شكلت منها محافظة هي المحافظة الـ 19 في العراق والرابعة في كردستان. ونحن نتطلع  الآن الى ان يقوم المجتمع الدولي بإنصافها كذلك من خلال تكريمها دوليا وتسميتها مدينة السلام.
وهنا لا يسعني سوى ان اقدم جزيل شكري للبرلمان السويدي الذي اعتبر ما حدث في حلبجة من أعمال الإبادة الجماعية، وان اقدم خاص شكري للشعب السويدي الصديق الذي يحتضن اكثر من 200 الف عراقي، وان اشكر الحكومة السويدية على الدعم الفعال الذي تقدمه للعراق في الكثير من المجالات، وخاصة المساعدات الانسانية لضحايا الإرهاب والدعم في مجال مكافحة الإرهاب)).

أما كلمة السيد روبرت رايدبرغ رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية السويدية، فورد فيها ((اننا لا ننسى هذه الجريمة وما أدت اليه من تراجيديا بشرية، واليوم نجد داعش تمارس الإرهاب بأبشع صوره، وتحاول العودة بالتاريخ الى الوراء، وأكد ان الحكومة السويدية مستمرة بدعم الجهود من أجل السلام)).


وكان لممثلية حكومة إقليم كردستان في السويد وشمال أوربا كلمة ألقاها السيد شورش قادر رحيم، والتي أشار فيها إلى حجم الدمار والخراب الذي لحق بمدينة حلبجة ومأساة أهلها وتشرد من بقي حياً منهم. والتي علينا اليوم ان نعمل من أجل ان لا يكرر ذلك ليس من أجلنا فقط بل من أجل الجميع.


وكانت هنالك كلمة قصيرة لسفير دولة الكويت الأستاذ علي إبراهيم النخيلان وهو عميد السلك الدبلوماسي العربي في السويد والذي أستذكر جرائم نظام صدام المقبور، مؤكدا أن جرائمه ليس ضد العراقيين فقط. وأكد على ضرورة التحدي لوقف كل أنواع المآسي ضد الوجود البشري، ومن أجل السلام، وكرر لا لا لا  لمزيد من القتل لا للسلاح الكيمياوي.

ومن ثم تم عرض فلم "دموع من دم" وهو يعكس مأساة مواطن فقد كل عائلته في حلبجة، كان دلشاد محمد يبكي وهو يستذكر أطفاله. بعدها ترك المجال للمصور الصحفي ستيفان ييرتن. وهو من الذين زار حلبجة عند قصفها بالأسلحة المحرمة دوليا وأطلع على طبيعة الدمار الذي حلّ بكل شيء في المدينة، قال انها كانت عبارة عن مدينة محطمة، وقد أنصدمنا عندما وصلناها بالهليكوبتر.



بعدها القى عضو البرلمان السويدي السيد فريدريك مالم وهو يدير الشبكة الكردية السويدية، أكد فيها على دعم السويد للجيش العراقي والبيشمركة.






 
أما هيئة الأحزاب والقوى الوطنية العراقية في السويد فعبرت كلمتها التي قدمها السيد آسو عارف عن تضامنها مع أبناء حلبجة، وشجبت موقف الدول الغربية الصامت في حينها، وطالبت بأعتبار يوم 16 آذار يوم عالمي لضحايا الأسلحة الكيمياوية وضد انتاجها واستخدامها. واليوم تعود داعش لترتكب جرائم كبيرة ضد جميع مكونات الشعب العراقي. وناشدت الكلمة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته والوقوف مع شعبنا ضد الإرهاب.

وكان لعزف الناي الذي قدمه الفنان ناظم علي في بداية الفعالية ونهايتها وقعاً حزيناً على الحضور وكأن الناي الجبلي الحزين يحكي مأساة شعبنا.

وبالموسيقى الحزينة انتهت مراسيم الحفل، وشكرت السيدة بان الجميع على مشاركتهم الفعالية، ودعتهم لتناول الطعام في مأدبة من المطبخ العراقي.
 
كانت مدينة حلبجة الوديعة وأبنائها يعيشون بسلام وهدوء في ظل تعايش إنساني وكان هنالك تعايش ديني واجتماعي، حيث تعايشت فيها مختلف الطوائف الدينية من المسلمين والمسيحيين وحتى اليهود سابقا، وفي ظل الحرب كان للدكتاتورية وللنظام البعثي رأيا آخر، فقام بتلك الجريمة لوقوف أهلها ضد الدكتاتورية والشوفينية وضد الظلم والقهر، كانت المدينة تستعد للاحتفال بعيد نوروز سنة 1988، وكان يوم 16 آذار من تلك السنة فكانت المدينة خالية من شبابها الذين ذهبوا لمقاومة الدكتاتورية وبقي فيها النساء والشيوخ والأطفال، ولم يظنوا أن الحقد الأسود وروح الإجرام لدى قادة النظام ستصل إلى حد قصفهم بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، لكن هذا النظام لم يتردد على استخدام غاز السيانيد السام جدا في ضربه المدينة، فسقط الآلاف من الضحايا بين شهيد وجريح ومصاب، وأضطر الآلاف إلى الهجرة تاركين بيوتهم وأملاكهم ومدينتهم.
 لقد سكت العالم عن تلك الجريمة ولم يقف أحدا لا من الشرق ولا من الغرب ليدين النظام الفاشي ولم يطلب أحداً من تقديمه للمحاكمة، فجريمة حلبجة والسكوت عنها في حينه لهو دليل على مساهمة المجتمع الدولي فيها، فمن أين حصل النظام المقبور على الأجهزة والمواد السامة لإنتاج الأسلحة الكيماوية، ولماذا هذا الصمت، لقد شجع ذلك النظام على المضي بجرائمه، فقام بضرب عدة أماكن أخرى وفي عمليات الأنفال سيئة الصيت أستخدم المجرمون تلك الأسلحة الفتاكة مرة أخرى.
لقد تعرضت مناطق عديدة في كردستان إلى الهجوم الكيماوي من قبل النظام المقبور، وتم تشريد مئات الآلاف، واليوم أذ تستعيد حلبجة عافيتها وتنهض من جديد، ولتتحول إلى محافظة ويخلد أسمها في التاريخ، وذهب المجرمون الطغاة إلى حتفهم، فنقول نعم أن هنالك أمل بالعيش الكريم، وعلينا عدم نسيان درس حلبجة البليغ، علينا أن نتذكر الضحايا ونستذكر جرائم صدام والبعث الذي أرتكب آلاف الجرائم بحق السياسيين من كل جهة، وبحق شعبنا من كل الطوائف والقوميات والأديان، واليوم يحاول البعض للأسف إعادة البعثيين للسلطة وبطرق مختلفة وملتوية ليعبثوا من جديد بمقدرات شعبنا الأبي.
 لتبقى حلبجة رمزاً لجرائم البعث وصدام، وزهور حمراء على قبور ضحاياها ولكل قبور شهداء مشعل الحرية الذي لا ينطفئ.

260
يوم الشهيد الشيوعي في مالمو



الاحد/ 15 – 2 – 2015
السويد – مالمو – فاضل زيارة
في حفل بهيج تسابق في الحضور اليه الاصدقاء والرفاق تدفعهم احاسيس شتى، فاليوم هو يوم الشهيد الشيوعي. حميمية صادقة تتحسسها في وجوه كل من حضر، رفاق الشهداء، اصدقاؤهم، عوائلهم، محبي وانصار الحزب الشيوعي العراقي.اصطفوا في منظر بهي بهيج يستمعون الى كلمات سطرها شاعر العراق الكبير الجواهري بحق الشهداء.
يوم  الشهيد  تحية وسلام                  بك والنضال تؤرخ الاعوام
بك والضحايا الغر يزهو شامخا         علم الحساب وتفخر الارقام 
الرابع عشر من شباط، يوم وليس ككل الايام عند الشيوعيين العراقيين، انه يوم الشهيد، وفيه اقدم الجلادون على جريمة نكراء اهتزت لها ضمائر الانسانية جمعاء، باعدام قادة حزبنا الميامين،  يوسف سلمان يوسف – زكي بسيم وحسين الشبيبي، لا لجريمة اقترفوها سوى حبهم لشعبهم ونضالهم من اجل حياة كريمة تليق به.
نستذكرهم هذا اليوم، لا  نستذكر الجريمة النكراء التي ارتكبت بحقهم لندينها ونندد بمرتكبيها فحسب، بل نستمد من وقفتهم البطولية، الدروس والعبر وهم يتحدون الموت بشجاعة لا نظير لها. فتضحياتهم تلهمنا الثبات على المبدا ودماؤهم الزكية التي اريقت دين في اعناقنا لتعزيز النضال من اجل تحقيق الاهداف التي من اجلها وهبوا حياتهم.
يعلن عريف الحفل عن الوقوف دقيقة حداد على ارواح شهداء الحزب والحركة الوطنية وكافة اطياف الشعب.
كلمة منظمة الحزب الشيوعي في جنوب السويد القاها الرفيق فهد محمود، طرز بدايتها بمقولة للرفيق فهد( لقد كنت وطنيا قبل ان اكون شيوعيا، وعندما اصبحت شيوعيا صرت اشعر بواجبي الوطني اكثر) وتطرقت الكلمة الى مراحل النضال التي شهدت مواقف مشرفة للحزب من قضايا الشعب والوطن اعتبارا من عام 1948 وحتى الان، واكد على دور الاحتلال الامريكي فيما تعرض له الشعب العراقي من ويلات اهمها نظام المحاصصة الطائفية والاثنية وتشكيل حكومة على هذا الاساس المتخلف وما تبعها من ويلات على الشعب واخرها ماعاناه الشعب وما يعانيه بكافة اطيافه من داعش والجرائم التي قامت بها، مما ادى الى توالي المحن على الشعب العراقي محنة اثر محنة. ووضحت الكلمة دور الحزب في كل ما يجري على الساحة العراقية.
انه ليوم مجيد ومحض صدفة ان نستذكر اليوم مناسبتين مباركتين معا ( يوم الحب ويوم الشهيد الشيوعي) انهما معادلتان متجانستان ذات طرفين متوازنين، كلاهما يبدا بالحب وينتهيان بالحب ، انه حب المبادئ، حب الانسانية، حب الحرية وحب العمل من اجل السلام ومن اجل وضع النشيد الشيوعي الذي تغنينا به ونتغنى به موضع التنفيذ ( سنمضي سنمضي الى ما نريد وطن حر وشعب سعيد).
ثم كان لليسار السويدي دوره، الحزب الذي وقف معنا في درب النضال من اجل الوصول الى العدالة الاجتماعية والاشتراكية داعما ومساندا ومحتجا لكل قضايا الشعب العراقي. يقف اليوم معنا في ذكرى تضحيات الشهداء الشيوعيين وقد اكد من خلال ممثله الرفيق مورغان على ان الشهداء الشيوعيين ضحوا من اجل الاشتراكية وعلينا ان نهتدي بهم والسير على نهجهم وتكملة الطريق، كما تحدث عن التعاون العميق والممنهج بين الحزبين من اجل خدمة شعوب العالم كافة وبالاخص الشعب العراقي.
والقت الزميلة انتظار شاكر كلمة نيابة عن عوائل الشهداء، اكدت فيها على ان قوافل الشهداء تلهمنا الصبر والعزم على المضي قدما من اجل رسم مستقبل زاهر لابناء وطننا، وقد وجهت شكرها وتقديرها لمنظمة الحزب في جنوب السويد على هذا التكريم للشهداء ولعوائلهم وما الاحتفاء بعوائل الشهداء الا دليل قاطع على مكانة الشهداء الشيوعيين لديهم.
وكان للاناشيد الثورية دورها في احياء الحفل حيث قدمت فرقة عشتار بقيادة الزميل محفوظ البغدادي وفيصل غازي وثريا الزهيري، عدة اناشيد منها سلاما للشهداء – يبني يلغايب ودكيت بابك ياوطن، مما اثار حماس الحضور ونال استحسانهم، وقد وزعت ورود حمراء على جميع الحضور احتفاءا بالمناسبة.
وقد كان للذكر الطيب لشهداء ضحوا بحياتهم من قبل شهود عيان اثر في نفوس الجمهور حيث ساهم الرفيق تركي المالكي ( ابو جلال ) بشهادة عن الشهيد عبد الزهرة مزبان ( ابو ثائر )  والرفيقة رسمية محمد ( ام رافد ) عن اختها الشهيده ام سعد ( غابت جسدا ام سعد كما غابوا شهيدات وشهداء الحزب والشعب لكنهم انزرعوا في ارض الوطن الى الابد ). كما ساهم الصديق سلمان عبد الجبار ( ابو وجود ) بشهادة عن اخيه الشهيد سعد عبد الجبار.
وكان لرابطة الانصار الشيوعيين دورها في احياء الحفل من خلال تجسيدها المثل العليا للشهادة والاهداف السامية المرتبطة بذلك وقد القى كلمة الرابطة النصير رعد ( ابو اندلس ). لقد دافعتم وضحيتم من اجل تحرير الانسان من الظلم والاستبداد لذا ظلت افكاركم دافئة كما هي عروق ارض الرافدين. هكذا ايها الشهداء، رحيلكم عنا صار مصدر قوة جذب لهدم اسوار الطغاة، فعشتم فينا احياء، وانتم المثل في الثبات لما جسدتموه من تضحية وتفاني لاجل وطن خال من العبودية والقهر.
كما ساهم الدكتور مؤيد عبد الستار ممثلا عن البرلمان الكردي الفيلي، بكلمته التي اكد فيها على ان ابناء الكرد الفيليه في الكوت والعمارة وديالى وبغداد لم يبخلوا بدمائهم في النضال في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وانصاره، فاستشهد العديد منهم في سوح النضال في جبال كردستان والاهوار.
وعادت فرقة عشتار لتنشد للشعب والوطن حيث انشدت في وصلتها الثانية، استمد الشجاعة منك ، بهيجة، انتم دجلة، سلام عليك على رافديك.
كما وصلت للحفل  برقية من الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد والجمعية المندائية في مالمو يحيون فيها ذكرى الشهيد الشيوعي.
وختاما ونحن نحي ذكرى يوم الشهيد الشيوعي ندعو جميع الاطراف السياسية وكل الخيرين للسعي وبجهود مضاعفة لتقديم افضل الخدمات والعمل بكل جدية من اجل القضاء على الفسادالاداري والمالي والمحسوبية والمنسوبية والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، والسعي لبلورة وعي جمعي عبر كل وسائل الاعلام الرسمية والقوى السياسية المشاركة في الحكم لبناء اسس دولة عصرية تعتمد المؤسسات الدستورية لاعادة بناء الانسان العراقي الجديد املا بتحقيق غد افضل لاجيالنا القادمة.
نشكر كل من حضروساهم وتفاعل معنا في هذا اليوم المجيد، ومن اجل ان يتاكد الجميع بان شهداؤنا هم عشاق الحياة والجمال ، فهذه الورود الحمراء التي هي في اياديكم، هدية منهم اليكم. ثم دعي الجميع لوجبة عشاء بسيطة تثمينا وتقديرا ومحبة لكل من حضر.

261

أحياء يوم الشهيد الشيوعي في لوند ولينشوبنك السويديتين



 
أحيت منظمة حزبنا الشيوعي العراقي في مدينة لوند السويدية يوم الشهيد الشيوعي في حفل حضره عوائل الشهداء الأبرار وجمهور من أبناء المدينة ورفاق وأصدقاء الحزب، بدأت الفعالية بالوقوف دقيقة حداد لذكرى الشهداء الأماجد، ومن ثم قدمت قراءات شعرية من قبل الرفيق (صلاح الصكر)  والتي تمجد تاريخ الشهداء، وبعدها القيت كلمة الحزب قدمها الرفيق حسين، ومن ثم ذكريات ومواقف مع الشهداء من قبل مجموعة عوائل الشهداء، بعدها قدمت فقرات من الغناء الوطني من قبل مجموعة من الفنانين بقيادة حافظ البغدادي. وتخلل الأمسية تقديم عرض مستمر لصور الشهداء طيلة فترة الاحتفائية.
 وختاما تم توزيع الورود على الحضور.




وفي مدينة لينشوبنك كذلك
حيث أقامت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني احتفالاً لإحياء ذكرى يوم الشهيد الشيوعي العراقي في لينشوبنك / السويد، بحضور عوائل الشهداء والأصدقاء ومشاركة عدد من الاحزاب في المدينة، و بعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ألقيت كلمة الحزب الشيوعي العراقي ثم كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني، بعدها تليت برقيات الاحزاب المشاركة. كما تحدث بعض الرفاق عن ذكرياتهم عن الشهداء. ووزعت هدايا رمزية وورود لعوائل الشهداء.
 




262
احتفال جماهيري بيوم الشهيد الشيوعي في ستوكهولم



 
تقرير: محمـد الكحط -ستوكهولم
تصوير: بسام ناجي

بحضور عدد كبير من أبناء جاليتنا العراقية وعوائل الشهداء وأقاربهم ورفاق وأصدقاء الحزب في ستوكهولم، أقيم حفل تكريمي للشهيد الشيوعي في 15/2 في الذكرى 66 في العاصمة السويدية ستوكهولم، دعت اليه كل من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، ومنظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في السويد.


زينت القاعة بشعارات تمجد شهداء الوطن والحزب تفصح عن أهمية ودلالات هذا اليوم، وكانت صور الشهيدات والشهداء تزين مقدمة القاعة.
بدأت الفعالية بعرض مسرحي شيق عن الشهيدة الخالدة أم ذكرى التي فضلت الشهادة على الوقوع بأيدي القتلة، من إعداد الرفيق آشتي وإخراج الرفيق سلام الصكر وتمثيل الفنانة نضال عبد الكريم وئاشتي.
والشهيدة ( أم ذكرى) هي بشرى صالح عباس والتي ولدت في مدينة السماوة عام 1957، وأثر الهجمة على الحزب الشيوعي عام 1978 اضطرت الى مغادرة الوطن الى اليمن، عادت للوطن أوائل الثمانينات والتحقت بفصائل انصار الحزب الشيوعي العراقي في كردستان، كلفت بمهمة سرية خاصة في بغداد، لاحقتها اجهزة النظام القمعية، وحاصرت الشقة التي تختبئ فيها، فبادرت الشهيدة الى حرق ما لديها من الوثائق الحزبية، ثم أشعلت النار في نفسها واستشهدت في بغداد في 27/11/1983 .
وبعد ذلك كانت لنا وقفة مع دقيقة صمت وحداد على أرواح الشهداء دعا لها عريفا (محسد المظفر وكلالة عثمان) الحفل باللغتين العربية والكردية. ومن ثم الترحيب بعوائل الشهداء وبالحضور وبالرفيق صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب.
كما تم الترحيب بسفير العراق الاستاذ بكر فتاح حسين.
وقد ألقى السيد مالك حسن كلمة عوائل الشهداء، ومما حوته ((في يوم الوفاء هذا نستذكر جميع الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية، من اجل كرامة الانسان. فمن ذكراهم نستمد العزم بمواصلة النضال من اجل عراق ينعم بالسلام والأمن، عراق ديمقراطي فيدرالي موحد، ان مسيرة الشهداء لن تتوقف، مادام هناك ظلم وهدر للحريات وامتهان لكرامة الإنسان، والحياة جميلة لكن الاستشهاد من اجل العدالة والمساواة والحرية أبهى.
ستة وستون عاما مرت، مذ ردد شهداؤنا بيقين انشودة الأمل ورسموا للوطن طريق الحرية، وللشعب درب السعادة، فهؤلاء الرجال صاروا نجوم هداة في السماء، تغمرنا بالحب وتنير لنا المسار في ظل صفائها الجميل.
ولهذا صار من البداهة ان نحتفي بذكراهم كل عام، رموزا لقوافل من الشهيدات والشهداء، أولئك الغيارى من ابناء العراق البررة، من العرب والكرد والتركمان والآثوريين والكلدان السريان الآشوريين والصابئة المندائيين والشبك، الذين اقتدوا بهم وسقوا ارض العراق الحبيب بدمائهم، لتبقى رايته شامخة وليبقى ناسه أعزاء.
في يوم الوفاء هذا ونحن نحتفي به، يواصل شعبنا تقديم الشهداء يوميا، اما في ساحات القتال مع عصابات الارهاب من داعش والمتعاونين معها، أو ضحايا التفجيرات الإجرامية ومن اجل القضاء على هذه العصابات، يتطلب من جميع الاحزاب السياسية، التعاون فيما بينها وجعل مصلحة العراق فوق اي مصلحة، وحل خلافاتها بإستخدام لغة الحوار، والابتعاد عن ما يؤجج الشحن الطائفي، فهو المعول الهدام للنسيج الاجتماعي الوطني. ليتحد الخيرون جميعا ضد الارهاب والفساد، وللشهداء نقول مجدا وسلاما)).
وتم عرض فلم لصور الشهداء خلال الفعالية.
وكانت هنالك كلمة لحزب اليسار السويدي القتها السيدة لوتا يونسون (Loeta Jonsson) وهي عضو البرلمان السويدي، أشادت بدور الحزب في الدفاع عن حقوق الإنسان وعن الحريات النقابية، ودوره في العملية السياسية العراقية، ودفاعه عن الديمقراطية، وحيت تضحيات الحزب ونضاله.
كما كان للحزب الشيوعي السويدي كلمة القتها السيدة بربارة بريديفوش (Barbara Brädefors)، عبرت عن تضامنها مع مسيرة الحزب.
ساهمت كل من السيدة بشرى الطائي وميس مهدي في تقديم الفقرات والبرقيات التي وصلت.
ثم فقرات فنية منها غناء وشعر بالكردي تقديم نرمين نجم الدين مامو ومها وكلالة وباريز


غناء وأناشيد للشهداء بالكردية

وكذلك غناء بالعربية للشابة سها السليم، التي غنت ما نسينه، صادق فهدنا

كما قدم الشاعر الرفيق محمـد المنصور عدة قصائد بالمناسبة منها، ثنائية الخلود
لوحة الشهيد:
يلي حتى الليل يمك/ ينتحب ويوج شمعته./ يلي طشيت الفرح/ بعيون أهلنه..الفرح إنت./ إغسلت حزن السنين/ وللشعب عمرك نذرته./ سحر الحديثات.. ومي خدهن/ روى دمك حمرته./ دمك ودم كل شهيد/ موهجه وتلهث جمرته./ رخصت روحك.. عوافي/ للوطن.. والشرف نلته.
لوحة الشهيدة:
دگ ليل حزني بفرح/ دگ غفوتي وصحيني./ تانيني..يا آخرهلي وفزز../ بگايه سنيني./ طرز لي برصاص الغضب/ بدلة عرس تغويني./ وگلاده من زرد الفشگ
ومن منحري حنيني./ولفلفني بتراب الوفه/ بحب الوطن.. غطيني./ للناس.. والصبح اليجي/ طش فرحتي وغنيني./
عندما يحتضرُ الموتُ
الرفيق الشاب .. الصيدلاني البصري .. القادم ُ شيوعيا ً ونصيرا ً الى ذرى كردستان .. الشهيد يونس شغيث (أبو كفاح).
ليتني/ يا خبز  يومي/ كنت قوت  العائدينْ./ ليتني أهوى الصلاةَ/ فأُصلي لرفاقٍ راحلينْ./ راهب ٌ يعشَق حزنَه / قابع ٌفي صومعةٍ./ يعصر ُ الآهَ/ كبرد ِ الصبح ِ في خد ِ الورودْ./ مِثلُ حبات ِ السنابلْ/ تِلك َحبات ُالدموعِ./ لست ُأبكيك َ لوحديْ/ قد بكت ْ قبلي السماءْ.
ليتَ/ أحضان َ العذارىْ/ تحمل ُالدفئ َ اليك َ./ ليت َ أحلامي تسافرْ/ تبعث ُ الشوق َ اليكَ./ لم أرَ غير َحطامٍ/ في متاهات ِ السبيلْ./ تلك َ آهاتُ السنينْ/ وبها يخطو الأنينْ./
من هنا يبدأُ حُزني/ يسأل ُالظمآنَ عن قطرة ِ ماءْ./ أيها الراحلُ/ وداعاً سوف نلقاك َ جموعاً./ سوف نلقاكَ رصاصاً/ سوف نلقاك َ ربيعاً./ قلْ لأهلينا سنأتي/ بين طيف ٍ ورؤىْ./ بين آهاتِ المسافرْ/ وابتسامات الدجىْ.))
وكان لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد كلمتها التي القاها الرفيق جاسم هداد ومما جاء فيها، ((لقد خيل لجلادي الشعب وهم يطفئون جذوة الحياة في جوانح قادة الحزب الثلاثة، أن بوسعهم تصفية حزب الشيوعيين، واقتلاع هذه النبتة العراقية الاصيلة من تراب الوطن الغالي !
لكن فألهم خاب، وظلت الراية خفاقة، تنتقل من ساعد الى ساعد، ومن جيل الى جيل، رغم الصعوبات الجمة والمعاناة غير العادية، التي واجهها الشيوعيون - على الدوام - بارادتهم الصلبة الغلاّبة، واحتضان الجماهير، ووفائها لهم قدر وفائهم لها..! العزيزات ألأعزاء الحضور: أن ما يعيشه شعبنا وبلدنا اليوم من معاناة كبيرة جراء استيلاء إرهابيي داعش وحلفائه على أراضٍ واسعة من بعض المحافظات، وما يقدم عليه عناصره من جرائم شنيعة بحق العراقيين على مختلف انتماءاتهم، لا يذكرنا إلا بما فعله أنقلابيو 8 شباط الأسود عام 1963، حيث جلبوا الدمار والخراب للبلد الناهض تواً. حقاً.. إن استئثار عقلية التهميش والإقصاء وإلغاء الآخر والتدافع والاستقتال على المصالح الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة والتماهي مع الأجندات الخارجية، لا يأتي سوى بالدمار والخراب والمآسي، بما في ذلك الإرهاب والفساد.
وما يثير العجب والاستغراب، هو إصرار البعض على سلوك هذا النهج الملعون، فيما لا تزال نتائجه ساخنة ومتفاعلة! لهذا، فأن استذكار يوم الشهيد الشيوعي، والاحتفاء به إلى جانب شهداء الوطن، هو تجديد العهد على مواصلة مسيرة التصدي لكل أشكال الجور والقمع والتجهيل والحرمان، وصولاً إلى بناء عراق حر ديمقراطي، يتمتع فيه جميع أبنائه بالعيش الكريم.
أن مسيرة النضال الحقة تشق طريقها على الرغم من الصعاب، والقضية العادلة لا تثنى أو تشوه.. هكذا يخبرنا التاريخ في العراق والبلدان التي تناضل شعوبها من أجل التحرر والانعتاق من الظلم والاستبداد إلى فضاء الحرية والتقدم والازدهار.)).
أما كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني والتي القاها الرفيق طارق قادر، فجاء فيها ((في الرابع عشر من شباط من كل عام يستذكر الشيوعيين في العراق وكوردستان ذكرى أليمة لكنها مفعمة بالفخر والاعتزاز، ذكرى أستشهاد قادة حزبنا
الاماجد أولائك اللذين ضحوا بأرواحهم من أجل غد أفضل وأقامة الوطن الحر والشعب السعيد وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة هؤلاء اللذين بدمائهم الزكية ساهموا بأنارة الدرب الشيوعي الاحمر، درب الانسانية وأذ يصادف الرابع عشر من شباط ذكرى أعدام قادة الحزب فهد وحازم وصارم أنها بحق ذكرى مأساة وطنية وسياسية، أذ أن فهد ورفاقه كانوا الحماة الحقيقيين ورافعي لواء الفكر الوطني والانساني. ونحن نحيي هذه المناسبة ننحني أجلالا أمام تضحيات تلك الكوكبة الرائعة من المناضلين الشيوعيين والتقدميين والديمقراطيين الشهداء ونمجد ذكراهم العطرة ونستمد منهم العزيمة والاصرار على المضي قدماً على خطاهم والاستمرار على ذلك الدرب المشرف.
في الوقت الذي نحتفي بالذكرى السادسة والستين ليوم الشهيد الشيوعي يعاهد الشيوعيون العراقيون والكوردستانيين بالقول والعمل على حماية مصالح الشعب والوطن وذلك عن طريق الدفاع عن مصالح فئاة الشعب الكادحة من العمال والفلاحين وشغيلة الفكر واليد وبنفس روحية وإخلاص المناضلين من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والدفاع عن حقوق الانسان.
يمر وطننا وشعبنا في هذه اللحظات في فترة حرجة ومصيرية من تأريخه يضع حاضره ومستقبله على المحك. فبحدود أكثر من 1200 كم تقف قوات بيشمركة كوردستان في موجهة شرسة مع أرهابيي دولة الخلافة الاسلامية. هوْلاء الارهابيين قتلة الانسانية ومنذ لحظة سيطرتهم على سنجار وسهل الموصل والمناطق الاخرى أعلنوا حرب أبادة جماعية ضد أبناء شعبنا من اليزيديين والمسيحيين فقتلوا وأسروا الالاف وأحتجزوا ألافاً أخرى من النساء كجاريات. في هذه المناسبة نحن أحوج ما نكون الى تعزيز روح التعايش المشترك والتقارب وتوحيد الخطاب السياسي بين القوى السياسية ذات المصلحة الحقيقية في مواجهة داعش وأدواتها وتغليب مصلحة الشعب والوطن على المصالح الحزبية والفئوية، كي ينعم شعبنا بالأمان والاستقرار والتطور.
المجد والخلود لشهداء الحزب وجميع شهداء الحركة الوطنية والديموقراطية في وطننا
المجد لشهداء البيشمركة الابطال والذين أستشهدوا في ساحات الدفاع عن الوطن في مواجهة داعش.
كما القيت كلمة هيئة الاحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد، قدمها الأستاذ يلدا مروكيل ومما حوته، ((نقف اليوم اجلالا وإكراما بمناسبة الذكرى السادسة والستين لاستشهاد قادة حزبكم المناضلون فهد وحازم وصارم وجميع شهداء حزبكم المناضل، هؤلاء الأبطال الذين استشهدوا على اعواد المشانق ومنهم من استشهد في معتقلات الأنظمة الاستبدادية ومن استشهد في ساحات الوغى وضحوا بأرواحهم وروا تربة العراق بدمائهم الزكية ليسقوا بذرة الديمقراطية لبناء وطن حر وشعب سعيد.....وأخيرا وليست آخرا وفي هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا لا يسعنا الا ان نشد على اياديكم ولتبقى هذه الذكرى، ذكرى استشهاد رفاقكم نقطة انطلاقة جديدة في نضالكم من اجل مستقبل مشرق وبناء عراقا ديمقراطيا تعدديا فيدراليا تتمتع فيه جميع مكوناته بحقوقهم الشرعية والدستورية ودمتم. المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني، المجد والخلود لشهداء العراق والخزي والعار للإرهاب والقوى الظلامية في كل مكان.))
وكانت كلمة أيضا للأنصار الشيوعيين قدمها الرفيق سعد شاهين والتي جاء فيها، ((لقد أراد الجلادون ان يكسروا شوكة الشيوعيين العراقيين من خلال اعدام قادة حزبهم ،، لكن قوة و صلابة القادة الشهداء أصبحت ملهماً لعزيمة ليس الشيوعيين فحسب بل و الحركة الوطنية العراقية في كفاحها ضد المستعمر انذاك ومن أجل حكم وطني ديمقراطي حقيقي، واصل الشيوعيون العراقيون مسيرتهم الكفاحية في سبيل الشعب و الوطن حتى جاء انقلاب شباط الأسود عام 1963 حيث كان للشيوعيين مأثرة كبرى في مواجهة الانقلاب وفي التضحيات التي قدموها و لقد كان الصمود الاسطوري لسكرتير الحزب الشهيد الشاب سلام عادل ورفاقه العبلي والحيدري واستشهادهم تحت التعذيب الاثر الكبير في الهام الشيوعيين على مواصلة دربهم الثوري، وفي ذلك الوقت انطلقت أولى شرارات الكفاح المسلح ضد الطغيان وظهرت أولى بوادر حركة الأنصار الشيوعيين في ربوع كردستان العراق جنبا الى جنب بيشمركة الحركة الكردية، بل وحتى حركة الكفاح المسلح في أهوار الجنوب التي انطلقت أواخر الستينات كانت تستمد عزيمتها وأصرارها من قوة المثل الثوري الذي قدمه قادة الحزب الشيوعي العراقي الشهداء الذين استرخصوا حياتهم في سبيل الشعب والوطن. وعندما كشف البعث الفاشي ونظام صدام الدكتاتوري أواخر السبعينات عن وجهه الاجرامي الدموي، انطلقت مرة أخرى حركة الأنصار الشيوعيين، رافعة راية الكفاح المسلح ضد النظام الفاشي الذي دمر البلاد وأهدر طاقاتها، وقدمت حركة الانصار قافلة وكواكب لامعة من الشهداء من أجل نظام ديمقراطي يضمن تطور البلاد و عيش كريم لأبناء الوطن. و كانت حركة الانصار
بقوامها تجسيد لقوام الشعب العراقي بكافة قومياته وطوائفه وأديانه، مقاتلين أبطال أشدّاء من اقصى الجنوب الى أبعد نقطة في كردستان العراق، من قرى ومدن الجنوب الى ابناء قرى ومدن كردستان، من شرق البلاد وغربها، عمال وفلاحون، طلبة واكاديميون، كسبة وموظفون، نساء ورجال، وقد سقط المئات منهم شهداء، روت دمائهم الطاهرة جبال ووديان ومدن كردستان، وان تتوقف الحركة و تضع السلاح جانبا في ظرف البناء المفترض،، فأنها لن تتوانى عن رفع السلاح ثانية للدفاع عن الوطن، كما حدث في الأشهر الأخيرة حيث تشكلت فصائل الانصار البيشمركة للقتال ضد داعش في مختلف مناطق كردستان،، حيث تتعرض البلاد والمنطقة الى هجمة ارهابية بربرية غير مسبوقة من قبل قوى التطرف الإسلامي كما تقوم فصائل الانصار بحملات دعم واسناد للعوائل النازحة لمساعدتهم في هذا الظرف العصيب. سيبقى شهداء الحركة الانصارية مشاعل تنير الدرب، مجداً للشهيد الشيوعي، مجداً لشهداء الوطن)).
في الأخير قدم الرفيق آشتي عرضا شعريا تحت عنوان (مرثية النخيل) من تأليفه، عن الشهيد الخالد كامل شياع، كان كلاما وعرضا مؤثرا لاستذكار هذا الرفيق المثقف الذي عاد من أجل إعادة بناء الإنسان العراقي الجديد الذي شوهته الدكتاتورية طيلة عقود.
وقد تم استلام العديد من برقيات التضامن مع حزبنا وتهيب بتضحيات شهدائه من العديد من الجهات، منها:
1 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ لجنة محلية السويد
2 ـ المجلس الاعلى الإسلامي العراقي ـ مكتب السويد
3 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي ـ مكتب السويد
4ـ التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
5 ـ الاتحاد الوطني الكردستاني ـ لجنة تنظيمات السويد
6 ـ الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
7 ـ الحركة الديمقراطية الآشورية ـ السويد
8 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ـ مكتب السويد
9 ـ الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد
10 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
11 ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم
12 ـ رابطة المرأة العراقية فرع السويد
13 ـ الحركة النقابية الديمقراطية في ستوكهولم
14 ـ جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم
15 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
16 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
17 ـ الدكتور خليل عبدالعزيز.


263
أمسية موسيقية لفرقة أوتار في يونشوبينك

فائز ميناس

قدمت فرقة اوتار امسية موسيقية في مسرح هوسكفارنا بمدينة يونشوبينك السويدية مساء السبت الموافق 24 كانون الثاني 2015 بحضور متميز، وقد ألقت السيدة مريم نيسان كلمة ترحيبية للجمهور وتعريفا لفرقة أوتار ونشاطاتها. أستغرق إعداد هذه الأمسية اشهر عديدة بجهود المشاركين، وبإشراف الفنان سرمد نؤيل. تضمن البرنامج مقطوعات موسيقية لآلة العود لأشهر الفنانين العراقيين من بينهم جميل بشير ومنير بشير وروحي الخماش ومقطوعات تركية كاللونكا والسماعي بالإضافة لقطع موسيقية مؤلفة من قبل كل من سرمد نؤيل وفائز ميناس مؤسسا الفرقة.

الجزء الثاني من البرنامج تضمن أغاني بغدادية مختارة بصوت الفنان ولسن هرمز وقد اشترك في الأمسية عدد من الموسيقيين العراقيين عمار القيسي قانون, فرات فاضل ايقاع, موكريان أبو بكر جلو, فائز ميناس بيانو وسرمد نؤيل عود وقد تخلل الحفل عرضا للأزياء العراقية التقليدية التي تعكس مختلف اطياف الشعب العراقي مما أضفت للحفل نكهة عراقية خاصة.
   

     

264
ستوكهولم: أمسية لتأبين وأستذكار للفنان التشكيلي
الفقيد منير حاكم فرحان


محمـد الكحط - ستوكهولم-


شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم يوم السبت 10 يناير 2015، أمسية وادعة ولحظات تجلي في حفل لتأبين وأستذكار الفنان الفقيد منير حاكم فرحان، تحت عنوان ’’محطات من وداعات المهجر‘‘، أقام الحفل الجمعية المندائية في ستوكهولم وبالتنسيق والتعاون مع المركز الثقافي العراقي في السويد، وعلى قاعة المركز الثقافي.
حضر الحفل جمع من أبناء الجالية العراقية في السويد والعديد من الفنانين التشكيليين والمثقفين العراقيين، وعائلة الفقيد زوجته وأبنته الدكتورة صبا، وأبنه المهندس فواز، وبعد ان تجول الحضور في معرض خاص من أعمال الفقيد، رحب الاستاذ نجم خطاوي بأسم المركز الثقافي بعائلة الفقيد و بالحضور مؤكدا على أن الفنان يبقى حيا في عطائه ومن خلال أعماله التي تركها لنا، بعدها قام الفنان التشكيلي نوري عواد حاتم (أبو رشا)، بإدارة الحفل، وبكلمات نابعة من القلب جسد شخصية الفقيد وقدم عرضا سريعا لمحطات حياته، فالفقيد منير حاكم فرحان الكيلاني من مواليد 1945 في الناصرية، التي عاش فيها طفولته وواكب معاناة الناس ونشط في العمل الطلابي وأهتم بشكل مبكر في تطوير مواهبه الفنية والثقافية، بعدها أنتقل الى بغداد وليدرس الفن في أكاديمية الفنون الجميلة ليتخرج منها سنة 1973، وليساهم في النشاطات الفنية المختلفة، وكان خلال سنوات الدراسة وجها طلابيا معروفا ونشطا حيث كان ضمن صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وبرزت لدية العديد من المواهب والقدرات السياسية والاجتماعية، مما جعل السلطات تضيق الخناق علية، فقد عمل في وزارة الشباب وفي مجلة الشباب وفي مصهر البرونز سنة 1974، وعندما أضطرته الظروف السياسية التي مر بها العراق تحت حكم النظام الدكتاتوري سافر الى أبو ظبي حيث عمل في صحيفة الوحدة بالإمارات العربية المتحدة من سنة 1982 حتى سنة 1991، وهو عضو جمعية ونقابة الفنانين التشكيليين العراقيين في العراق. لجأ الى السويد عام 1999، وساهم في العديد من المعارض المشتركة في بغداد والإمارات والسويد. وصمم العديد من اغلفة الروايات والكتب، وكان للفقيد حلم إنشاء ورشة تشكيل لتدريب الفنانين الشباب، وأقامها في عدة أماكن لكن ظروفه ومرضه في السنوات الأخيرة وقفت عائقا أمام هذه الإنجاز ليتطور بالشكل الذي أراده.


بعدها تحدث الدكتور أسعد الراشد حيث كان صديقا وزميلا له في الاكاديمية وعن معايشته عن قرب، أشار الى خلقه الرفيق وهدوء طبعه، وعن نشاطه السياسي وقدرته على العمل السري، فحتى البعض من أقرب أصدقائه لم يعرف نشاطه السياسي، وتحدث عن قدراته الفنية.


وكان للجمعية المندائية كلمتها حيث كان الفقيد مشاركا في معظم معارضها الفنية، قدم الكلمة الاستاذ فاضل ناهي طلاب ومما جاء فيها: ((نلتقي اليوم لنؤبن شخصية عراقية مندائية إنسانية فنية تركت بصماتها في الكثير من المحافل وخصوصا الجمالية، نؤبن شخصا عمل وثابر وقارع الظلم والطغيان بأدوات سهلة لكنها مؤثرة وبليغة، ناضل  باللون والفرشاة مجسدا حياة العراقي بفرحه وحزنه، عنفوانه وحبه للحياة، رسم أجمل اللوحات بروح الأمل ولون الزهر، بنى شخوصا من طين لكنها صرخة بوجه الجوع والفقر، صرخة في زمن الوجع الذي أستشرى كالوباء في مجتمعنا)).


بعدها تم عرض فلم تسجيلي عن الفقيد وتاريخ حياته من أنتاج اللجنة الإعلامية للجمعية المندائية في ستوكهولم، ومن إعداد ومونتاج وإخراج الاستاذ عدي حزام، حيث عكس محطات مهمة من حياة الفنان السياسية والفنية.
بعد الفلم تحدث الفنان شاكر عطية بأسم جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد والتي كان الفقيد عضوا فيها وساهم في معظم معارضها السنوية، أشاد بتواضع ودماثة خلق الفقيد وإحساسه الفني المرهف.

وكان مسك الختام مع كلمة العائلة التي قدمها أبنه المهندس فواز، الذي شكر وثمن الجهد المبذول من الجمعية المندائية والمركز الثقافي العراقي في السويد.
أعمال الفقيد التي تم عرضها
     

265
"مشارب شريعة حمورابي" في محاضرة ثقافية




محمـد الكحـط - ستوكهولم-

تحت عنوان "مشارب شريعة حمورابي" وضمن برنامجها الثقافي استضافت الجمعية المندائية في ستوكهولم الأستاذ فوزي صبار طلاب في ندوة ثقافية تأريخية يوم السبت 2014/12/20 على قاعة الجمعية في فلنكبي،  حضرها جمهور غفير من المهتمين بسبر أغوار التاريخ.
بعد التقديم والترحيب بالحضور والمحاضر من قبل الزميل منذر نعمان عوفي قام الاستاذ المحاضر بتقديم وعرض تاريخي في محاولة في الغوص بصفحات التاريخ وأخذ الحكمة والعبر، وتدرج الفكر البشري في فهم واستيعاب الحياة وفلسفتها، منذ فجر التاريخ مسلطا الضوء على الألفية الخامسة قبل المبلاد حيث الفترة الأكدية.
تناول الاستاذ المحاضر العلوم العامة وظهور تكوينات دينية فلسفية وملامح للوحدات السياسية وإنجازات علمية هندسية متعددة سبقت العصر البابلي وأمدت تلك الشريعة عناصرها لذلك جاءت الشريعة متكاملة وأنها تعتبر دستورا بحق عالج كل مناحي الحياة. كما استعرض بتفصيل كل مناحي تلك العصور ووقف على اللاهوت الديني  لكل عصر وخصوصا الفترة السومرية الممتدة منذ سنة ٣٥٠٠ ق.م  والى بداية الألفية الثانية ق.م حيث  بدء العصر البابلي  ومجيء حمورابي الملك السادس لبابل حيث تتوجت تلك الفترة بهذه الشريعة التحفة القابعة الآن في متحف اللوفر.
ان خصوبة التربة بفعل فيضانات نهر الفرات وعذوبة مياهه واعتدال الجو ودفئه  لمعظم أشهر السنة في حوض نهري دجلة والفرات  دفعت تلك الأقوام القادمة من أواسط آسيا وتخوم البحر الأسود والقوقاز الى الهجرة في بداية الألفية الخامسة ق.م وتكوين المدن وظهورها مثل أور وأكد وسومر وأريدو وغيرها الكثير والتي شكلت الامبراطورية السومرية، لكن اللاهوت الأكدي كان له السبق وتمثل بالعاصمة أور  ثم استكمل باللاهوت السومري وازدهرت أور فيه، حيث بناء بيت الدين وفي أعلاه (مكة)، وهي (كلمة بابلية تعني بيت الدين).
 لقد استخدم الأستاذ المحاضر وسائل أيضاحية وصور للوقوف على بيت الدين ومسلة حمورابي وآثار أخرى جرى شرحها بالتفصيل، ثم وقف طويلا على قوانين الشريعة والتي تتربع على ٢٨٢ مادة تناولت مختلف تفاصيل الحياة.
كما جرى حوار ونقاش بين الجمهور والأستاذ المحاضر مما أثرى الأمسية وأغناها.
في الختام كرمت الجمعة بأسم الحضور الأستاذ فوزي صبار طلاب بباقة من الزهور.


266
عيادة طبية متخصصة بطب العيون وسط ستوكهولم
بإدارة الدكتور وميض السماوي



Solna Centrum Ögonklinik
محمـد الكحط - ستوكهولم-

في مبادرة من الدكتور وميض السماوي إخصائي طب العيون، تم أفتتاح عيادة أنيقة هي عيادة ((مركز سولنا  لطب العيون)) IQ klinik، أي تقع في مركز (سنتر سولنا) وهي قريبة من وسط العاصمة السويدية ستوكهولم.
وعيادة، سولنا سنتروم لطبابة العيون، مشروع رائد في ستوكهولم، تم إنشاء العيادة بموافقة من مجلس مقاطعة ستوكهولم. ويحق للمرضى المراجعة عن طريق الإحالة الذاتية أو عن طريق المراكز الصحية وأخصائيي البصريات.
 وفي زيارتنا للعيادة شاهدنا أنه تم تجهيزها بأحدث المعدات الحديثة في تشخيص أمراض العيون والعلاج بالليزر والمعدات الجراحية الأكثر تقدما، وأوضح لنا الدكتور وميض السماوي أن العيادة مهيئة لعلاج حالات الساد (إعتام عدسة العين)، والعلاج بالليزر، ومعالجة الماء الأزرق، أيه إم دي (مرض البقع الصفراء)، والالتهابات والحساسية وأمراض جفاف العين وعلاج العيوب البصرية المتقدمة ومعظم جراحات العيون.
 وعن هذه التجربة توجهنا لمدير العيادة ببعض الأستفسارات، أوضح لنا قائلا: ((طموحنا هو أن نعتني بالمريض معنا واحتضانه قبل وأثناء وبعد العملية أو العلاج.)).
وأكمل مضيفا: ((وتستند روح العيادة على ثلاثة مبادئ رئيسية هي الكفاءة- والتطور التكنولوجي- والعناية بمهنية عالية للتعامل مع المريض والرعاية والاحتضان الإنساني للمريض.
فالعيادة ليس فقط لعلاج المرضى باحترام وتواضع، بل نقدم الخدمة الشخصية والهدف من ذلك هو إعطاء المريض شعور بالتعاطف والدفء والمتابعة الجيدة قبل وأثناء وبعد العلاج. ونحاول التحديث المستمر في رعاية وجراحة العيون)).

وسألناه بعض الأسئلة والتي أجابنا عنها مشكورا:
 س- كيف بدأت الفكرة لإنشاء العيادة في البداية وما هو طموحكم وهدفكم؟
الفكرة كانت موجودة منذ فترة طويلة وهي طموح شخصي تبلور مع الأيام، وكنت وخصوصا بعد ان وافقت بلدية ستوكهولم على حرية العمل في هذا المجال للقطاع الخاص، وحصلنا على فرصة متميزة، وتم أختيارنا من قبل شركة رائدة هي شركة ((آل كون)) المتخصصة والتي اعتبرتنا كمرجع لهم كمركز يقدمون لنا كافة التجهيزات ونصبح لهم أحد مصادر التطوير والترويج، فمن خلالنا يقومون بتطوير الأجهزة وطريقة الإدارة والتكلفة تم تقسيطها لسنوات طويلة، كانوا بحاجة لشخص مناسب ليقوم بالمهمة التعليمية والتطويرية في آن واحد.
طموحنا هو مشروع يختص بالجراحة والتطور والبحث المستمر.
س- هل لقيت التشجيع من بعض الأصدقاء؟
نعم لقد تم دعمنا وتشجيعنا من قبل العديد من الأصدقاء والباحثين الذين التقيت معهم في المؤتمرات العلمية وشبكة العلاقات الدولية، وأطباء مرموقين، وكان هذا التشجيع سبب أساس لهذا المشروع.
س- العيادة في بدايتها لكن كما شاهدت أنها تحتاج الى أطباء مساعدين، وأخصائيين لاـستخدام الأجهزة الحديثة الموجودة والتي لها وظائف عديدة، هل هنالك أطباء آخرون أو مساعدين سيلتحقون بالعيادة؟
نعم لكن الخطة الموضوعة أنه سيكون هنالك 3-4 أطباء في أختصاصات مختلفة وهي أمراض الشبكية وأمراض الجزء الأمامي من العين كالماء الأبيض والماء الأزرق والثالث للتجميل كالجفون والمجاري الدمعية ...الخ.
وسيكون هنالك ممرضات متخصصات كمساعدات للأقسام المختلفة، ونحن نقوم بالتدريب للملاكات الطبية وعملنا أحترافي.
فنحن سنكون كمركز متخصص للتجريب وإقامة الدورات التعليمية للعديد من المجالات التخصصية. وهذا مرتبط بالشركة الممولة التي تريد معرفة ما يناسب العاملين، لتطوير بحوثهم.

س- كيف يتم الوصول لعيادتكم من قبل المرضى؟
الوصول سهل يمكن الاتصال التلفوني وحجز الموعد، أو من خلال الموقع يمكن الدخول وحجز الموعد المناسب ومن خلال التحويل الرسمي من العيادات وفروع شركات البصريات.
س- يوجد العديد من المرضى الذين يرغبون في الحصول على علاج سريع والعيادات التابعة للدولة تحتاج الى فترة أنتظار طويلة، فكيف في عيادتكم يتم الحصول على المساعدة وكم من الوقت يحتاج الى الإنتظار، وكيف يتم الحصول على موعد؟
س- في حالة الطوارئ هل لديكم استعداد لقبول الحالات الطارئة ومعالجتها؟

الحصول على الموعد بزمن مناسب حاليا، ولا يوجد تأخير، كما هو في المستشفيات الأخرى، كما نحن يمكننا التعامل مع حالات الطوارئ ويحتاج الاتصال والتبليغ قبل المجيء للعيادة لنكون مهيئين للحالة. ونحن مرتبطين بنظام التأمين الصحي ونخضع لنفس نظام المؤسسات الطبية العاملة في السويد، ولدينا فكرة للعمل حتى أيام السبت لتلبية حاجات بعض المرضى العاملين ولا يتوفر لهم الوقت في الأيام العادية لزيارة الطبيب.
س- كيف يرى الدكتور وميض السماوي مستقبل العيادة؟
أتوقع مستقبل رائع لها خصوصا انها ستكون من قبل طاقم متنوع من أطباء ومساعدين سويديين وعرب وغيرهم، ولدينا أجهزة متطورة، ونتوجه لأبناء الجالية العربية وغيرهم، كما لدينا علاقات وعقود مع شركات متخصصة نوفر لهم فرص التدريب للعاملين.

في الختام تمنينا للدكتور وميض السماوي ولعيادته الرائدة كل توفيق ونجاح.

267
بوركت جهودكم ..أنهم يعملون بصمت من أجلِ أبناء شعبهم




محمـد الكحط - ستوكهولم-

هكذا هم الخيرون من أبناء الوطن أينما كانوا لم ولن يتخلوا عن وطنهم، بل يقفون معه ومع أبناء شعبهم في المحن، فتضامنوا مع أبناء شعبهم الذين تركوا مناطقهم بعد تعرضهم إلى الهجمات البربرية من قبل عصابات داعش والمتعاونين معهم من المجرمين والمنحرفين من بقايـا البعث الفاشي. فها هم ومنذ بداية الأزمة هنا في السويد عملوا ويعملون بصمت الوطنيين الغيارى وبعيدا عن الضجيج الإعلامي، يبذلون الجهود لإيصال المساعدات الممكنة الى إخوانهم النازحين في الوطن. وهذه أمثلة حية لجهود جادة دون مزايدات مفتعلة، لعدة جهات وجمعيات مجتمع مدني عملت ولازالت تعمل.
فكان أعضاء وأصدقاء التيار الديمقراطي في ستوكهولم والعديد من منظمات المجتمع المدني في السويد ومنذ بدأ أزمة النزوح في المناطق المنكوبة في بلدنا دأبوا بنشاط محموم لدعم النازحين وعوائلهم، لجمع التبرعات العينية والنقدية بالإضافة الى تسخير وقتهم وجهودهم للإسراع بإرسال ما أمكن من مواد الإغاثة التي تم جمعها من الغيارى من أبناء شعبنا هنا في السويد، الذين لبوا نداء المحبة والتضامن الذي أطلقهُ التيار الديمقراطي من أجدل دعم ومؤازرة النازحين الذين تعرضت مناطقهم إلى الغزو البربري من قبل عصابات داعش والمتعاونين معهم من المجرمين والمنحرفين من بقايـا البعث الفاشي، فتم إرسال عدة شحنات لدعم النازحين من ملابس وأدوية ومواد ضرورية أخرى.

وقد ثمن التيار الديمقراطي الدور الكبير الذي قامت به عضوات جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم والتي كان نشاطها واضحا ومتميزا، وعلى رأسهم الهيئة الإدارية وعوائلهم وأصدقائهم من العرب والسويديين، وكذلك تم تثمين الدور البارز والكبير لممثلي منظمة التضامن السويدية العراقية لمـا أبدوه من روح التعاون والمجهود الكبير المبذول في جمع التبرعات المادية وغيرهـا.
                                                                                             
ولا ننسى جميع الأخوة الذين تبرعوا بمبالغ مالية من أجل سداد تكاليف الشحن، وغيرها من المساعدات، من أجل حماية إخوتهم النازحين.
علما ان الحملة لازالت مستمرة، علما بأن المواد المشحونة وصلت الى محتاجيها.

وكان لرابطة المرأة العراقية فرع السويد- ستوكهولم نشاطها الخاص في هذا المجال حيث أطلقت حملة لجمع تبرعات مالية وعينية لمساعدة العائلات النازحة, وباشرت بحملة جمع تبرعات مالية وتم ارسالها الى مركز الرابطة لمساعدة العوائل النازحة. كما تم شحن مساعدات شملت ملابس نسائية ورجالية وولادية ولعب اطفال وتم ايصالها لمقر رابطة المرأة العراقية فرع النجف مع شراء احتياجات ضرورية مختلفة وملابس اطفال مع توفير قرطاسية لـ 80 طفل.

وفي السياق ذاته نظمت الرابطة أمسية خاصة لدعم الأطفال يوم السبت  22/11/2014.

أما نشاطات جمعية الرافدين لدعم التربية والتعليم في العراق، فكانت هي الأخرى متميزة ضمن حملة جمع المعونات للنازحين والمهجرين.
فبعد أحداث احتلال بعض مناطق العراق من قبل القوى الإرهابية المتمثلة بداعش وهجرة وتهجير ونزوح الأعداد الغفيرة من أبناء وطننا عن ديارهم تحت سياط تهديد الإرهاب. فقد تبنت جمعية الرافدين لدعم التربية والتعليم في العراق والتي مقرها ستوكهولم حملة لجمع التبرعات العينية وقامت بإرسالها إلى أماكن تواجد المهجرين والنازحين في مختلف مناطق العراق.
ضمن هذا المسعى قامت الجمعية بأعداد إرساليات متعددة من صناديق على شكل وجبات تحتوي على ملابس رجالية ونسائية وأطفال ولعب أطفال وأحذية وأدوية وحفاظات. الوجبة الأولى أرسلت فيها مع مجموعة من المتطوعات من الأخوات الكرديات تضمنت مجموعة من الأدوية والمستلزمات الطبية ولعب أطفال.

   

 وكانت الوجبة الثانية التي أرسلت إلى كردستان عن طريق جمعية مهدر للأخوة الإزيدية قد حوتها أربعة صناديق كبيرة ضمت لعب وملابس وأحذية أطفال وأدوية حيث تم إرسالها إلى المهجرين من أخوتنا الإيزيديين في مناطق كردستان العراق ووزعت هناك.
        


 إما الوجبة الثالثة فقد الى منطقة عينكاوه في أربيل لتوزع على مناطق النازحين والمهجرين القريبة من أربيل.

   
   
كما تم شحن ما مجموعه عشرة صناديق من ملابس نسائية ورجالية وولادية وأحذية ولعب أطفال وغيرها. وجمعت مواد أخرى كتبرعات من متطوعين آخرين واحتوت على ملابس ولعب أطفال وتم إرسالها عبر الخطوط الجوية العراقية التي تبرعت مشكورة بنقلها دون أجور إلى محافظة النجف الأشراف. وهناك تم استلامها من قبل رابطة المرأة العراقية فرع  النجف ووزعت على مجموعة كبيرة من العوائل المستحقة، ومجموعة أخرى وصلت الى بغداد.
    

ولمساندة مدينة كوباني المحاصرة وإثر الدعوة التي وصلت إلى الجمعية من أحدى المنظمات السويدية، فقد تم ارسال وجبة كبيرة من ملابس متنوعة ولعب أطفال ووصلت المواد إلى مكان تجميع المواد في منطقة مدبورياربلتسن الواقعة في وسط ستوكهولم. ليتم شحنها.

           
وتم استغلال جميع الفرص المتاحة، فقد أرسلت الجمعية ما يقارب 120 كيلو غرام من المساعدات المتضمنة ملابس شتوية ولادية متنوعة وأدوية بيد أحدى عوائل أعضاء الجمعية التي تبرعت بحمل المساعدات من ستوكهولم وتوزيعها على النازحين في أربيل وسليمانية وقد تم توزيعها في مخيم النازحين من مناطق شنكال ( سنجار) في منطقة عربد وقبلها في منطقة عينكاوه في أربيل.

       
كذلك تم المشاركة مع جمعية طيور دجلة بعمل نبيل من خلال المزاد الذي أقامته في المركز الثقافي العراقي في السويد. وأثر التنسيق فقد تم إرسال ما تبقى من مواد المزاد إلى مناطق المهجرين في كردستان ومن خلال منظمة مهدر الإزيدية وقد بلغت الكمية ما يعادل 70 صندوقا منوعا يحتوي أعداد من الملابس والأغطية.

أما رابطة الأنصار في ستوكهولم وضواحيها فقد قامت بحملة جمع تبرعات وتم إيصالها الى أماكن النازحين، ناهيك عن صور التضامن العملية الأخرى التي ساهموا بها دون عكسها إعلاميا وهم السباقون في العطاء لوطنهم.

وكذلك تبذل وبذلت عدة جمعيات عراقية من أبناء شعبنا الأيزيدية والكلدان والسريان والآشوريين، وغيرهم.

لهؤلاء ولكل من ساهم بأي جهد من أجل إخواننا النازحين، التقدير للجهود الوطنية المخلصة، أنكم تجسدون العطاء والروح الوطنية الحقة، عشتم وعاشت جهودكم التي تجعل شعبنا يشعر بوحدته، ليكن يوم النصر على الإرهاب لقريب.

268
التيار الديمقراطي في ستوكهولم في حملة لإقرار يوماً لإنقاذ سنجار وسهل نينوى



عاكف سرحان
نظم التيار الديمقراطي في ستوكهولم فعالية تضامنية مع أبناء شعبنا العراقي في كفاحهم ضد الإرهاب والفساد وتداعياته، وذلك في مركز العاصمة ستوكهولم، وسط ساحة (سيركل توري)، وذلك يوم 9/12/2014، ولمدة ساعة واحدة، رفعت فيها الشعارات التي تندد بالإرهاب والفساد والمحاصصة، ودعم الحملة لجعل يوم التاسع من كانون الأول يوم عالمي للتضامن مع أبناء شعبنا في سنجار وسهل نينوى.
رحب الفنان، نبيل تومي بإسم قيادة التيار بالحضور، رغم الجو البارد والدوام الرسمي، وقرأ الرسالة الموجهة من اللجنة العليا لتنسيقيات التيار الديمقراطي في الخارج، وهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق، التي ستسلم بعد إنتهاء الفعالية، إلى البرلمان السويدي، والتي تطالب بالسعي لتوحيد الجهود الدولية وتنظيمها لتوفير الحاجات الإنسانية العاجلة من غذاء ودواء وكساء، وإيصال وسائل إيواء من خيم وكرفانات مناسبة في الظروف البيئية القاسية، وتوفير قاعدة معلومات للربط بين العوائل التي تشتت في ملاجيء النزوح المختلفة، وضرورة إصدار قرار دولي بإعتبار مناطق سهل نينوى وسنجار مناطق مدمرة وما يستلزم ذلك من إلتزامات للتعويض عن جميع الخسائر المادية والمعنوية مع زيادة الإغاثة الإنسانية الفورية، وتشريع قرار دولي بإعتبار الجرائم التي إرتكبتها جماعات داعش الإرهابية بحق المسيحيين والأيزيدين، جرائم إبادة جماعية، ومطالب أخرى.
وفي الختام حيا وشكر، أعضاء الهيئة الإدارية للتيار الديمقراطي في ستوكهولم، الحضور وتمنوا لهم الصحة والمساهمة النشيطة في فعاليات التيار القادمة.
 



269
ستوكهولم : الحفل التأسيسي لاتحاد الجمعيات الإبداعية  في السويد



محمـد الكحط - ستوكهولم-
تصوير: حسين جيكور

في ستوكهولم وفي حفلٍ فني جميل، تم الإعلان الرسمي لتأسيس (( إتحاد الجمعيات الإبداعية في السويد )) وبدء باكورة فعالياته ونشاطاته المنوعة، وذلك يوم السبت 6- كانون الأول-2014، بحضور رسمي وشعبي، وكان سفير جمهورية العراق الأستاذ بكر فتاح حسين والوزير المفوض في سفارة العراق الدكتور حكمت داود جبو في مقدمة الحضور لافتتاح الفعالية، بجانب الحضور من ممثلي المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني العراقية وأبناء الجالية العراقية، وقد خصص ريع الفعالية لمساعدة النازحين في الوطن من ضحايا الأعمال الإرهابية لداعش وبقايا أزلام البعث المقبور.
 إتحاد الجمعيات الإبداعية في السويد هو مؤسسة جديدة تضم العديد من الجمعيات المعنية بالإبداع العراقي ويضم الإتحاد حتى الآن إحدى عشرة جمعية إبداعية من مختلف مدن السويد منها الجمعيات التالية:
جمعية طيور دجلة، الجمعية الاسكندينافية للاندماج الثقافي، جمعية المصورين العراقيين، جمعية التشكيليين العراقيين،  جمعية مسرح الصداقة، مركز إبداع شرق في غرب، شركة إنكيدو، جمعية الفن للأطفال، الجمعية الأوربية للتنمية البشرية، جمعية  مدينة الفن، بارادايم تايمز ميديا.)). وهذه الجمعيات هي جمعيات فاعلة ومهتمة بتقديم الفن والإبداع العراقي في مختلف المجالات، والآن شكلت إتحادها الخاص بها. وقد تم إعلان الأهداف المشتركة التي تأسس من أجلها الإتحاد وهي أهداف طموحة منها:
جمع شمل المبدعين أعضاء الجمعيات وأصدقائهم ودعم إبداعهم في المجال الأدبي الإبداعي والثقافي والمهني والإنساني، وإقامة نشاطات إبداعية عراقية ـ سويدية مشتركة والتعريف بالثقافة السويدية للمتلقي العربي، وإقامة ودعم النشاطات الهادفة إلى التعريف بحقوق الإنسان  ومحاربة العنف، ودعم المساواة بين المرأة والرجل، ومكافحة الجريمة، الإدمان والتمييز بكل أشكاله، إقامة ودعم ورعاية نشاطات أو مهرجانات أو مؤتمرات إندماجية إبداعية مركزية أو فردية في مجال الفن والأدب في جميع مدن السويد وخارجه، وتطوير آلية التعاون بين المبدعين في السويد والعراق وباقي البلدان، التعاون وتنمية العلاقات مع المنظمات والهيئات العراقية والسويدية والعالمية ذات الاهتمام الثقافي والإنساني.
 


إفتتح السيد السفير الفعالية وتجول مع الوزير المفوض في أرجاء المعارض الفنية، من الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي ومعرض الكتاب. ضم معرض التصوير الفوتوغرافي 40 صورة فوتوغرافية بمشاركة المصورين، ديما السعدي وسارة سمير وسليمة السليم وحسين جيكور وعلي لطيف وعدي حاوا وممدوح العامري ونجم خطاوي وضرغام الصراف وسمير مزبان ورغدان الخزعلي وأحمد الكفائي وكريم الذهبي ومحمـد عماد وعادل عكلة ونزار عواد. أما الفنانون المشاركون في معرض الفن التشكيلي فهم: د. عماد زبير، شاكر عطية، عباس الدليمي، سمية ماضي، ناهدة السليم، رائد حطاب، سليمة السليم، هبة سعدون، ياسين عزيز، أمير الكربلائي، وسام الناشيء، محمود غلام، وحسين القاضي، بالإضافة لضيفة الشرف دليلة، وشمل المعرض 17 لوحة مختلفة الأحجام، وعملي سيراميك للفنانة سليمة السليم، وعمل نحتي مكمل للوحة محمود غلام.

حضر حفل الافتتاح سفير العراق في السويد الأستاذ بكر فتاح حسين والدكتور حكمت داود جبو الوزير المفوض في سفارة جمهورية العراق والدكتور لميس كاظم رئيس إتحاد الجمعيات الإبداعية العراقية في السويد وعدد كبير من الجالية العراقية والعربية، كما تجول الحضور في أرجاء المعارض، وتوجه الجميع إلى القاعة، حيث رحبت عريفة الحفل السيدة ميلاد خالد بجميع الحضور، وبالسفير العراقي وطاقم السفارة وممثلي المركز الثقافي العراقي في السويد، معرفة بالفعالية ومهام الاتحاد الوليد، ثم ألقى الدكتور لميس كاظم كلمة بإسم اللجنة التنفيذية لاتحاد الجمعيات الابداعية في السويد، رحب فيها بالجميع وتضمنت الكلمة العديد من المحاور، ومما جاء فيها،
 
   
 

((أرحب بكم وأعلن عن افتتاح حفلنا التأسيسي الأول الذي جاء تتويجاً لجهود طوعية نبيلة لمجموعة جمعيات إبداعية تمثل صفوة الابداعي العراقي..... هذا الحفل سوف يُعرفكم بأهم أهداف ونشاطات إتحادنا ويكون نقطة تلاقٍ معكم في المستقبل في نشاطات قادمة. 
إن من ابرز مهمات اتحادنا هو إظهار القيم الجمالية والإبداعية للمبدعين العراقيين هؤلاء الذين كرسوا جل حياتهم من أجل الارتقاء بالمنتج الأدبي والفني إلى ناصية الاحتراف والرُقي. نلتقي اليوم في رياض إتحاد تجتمع فيه أزهار ملونة من الثقافة العراقية تميزت بعطائها وعبقها المميز وغذت واحات أدبية متنوعة أنتجت إبداعات ظلت عالقة بذاكرة المتلقي. إن ما يميز إتحادنا أنه يضم شتلات من الطاقات المنتجة تم تجميعها لتُكوِّنَ أكليلَ وردٍ عراقياً ينمو في أرض سويدية وعيونهم ترنو نحو الوطن تبتهل منه العطاء وتقدمه بأفضل صور إبداعية إلى المتلقى. هذه النخب ماضية إلى التسابق مع كل الطاقات الإبداعية لتبقى محافظة على أصالة الإبداع الاحترافي ذلك الذي يمنحنا ديمومة البقاء المميز. .....
إن باكورة نشاط إتحادنا ابتدأ من هذا الحفل بإيقاد الشعلة لتضيء نشاط تضامني دعماً للعائلات العراقية النازحة. وقد تكون هذه المبادرة هي البداية على أمل تطويرها بنشاطات مستقبلية لنصل إلى هدف أكبر لنعرّف بحجم الكارثة التي يتعرض إليها أبناءُ شعبنا النازحون في عمق الوطن، قد نطلق صرخة في عمق الضمير الإنساني لمساعدة عوائلنا النازحة، هؤلاء الذين فتك بهم طاعون داعش الكافر دون سبب سوى أنهم عراقيون ولدوا بأرض الأنبياء وترعرعوا بأرض الأحزان وامتُهنت كرامتهم وشردوا في عقر وطنهم وأصبحوا لاجئين بلا مواطنة بلا مأكل بلا مأوى وبلا مثوى. 
نحن نُعلن من هذا الحفل تضامننا الكامل مع أبناء العراق النازحين والمشردين.
إن شعار مؤتمرنا الأول هو "الابداع ديمومة الثقافة" كان أحد الأسباب التي دفعتنا لتشكيل هذا الإتحاد ذلك أنه يسعى للحفاظ على ثقافتنا الوطنية ومن خلاله نبني جسوراً ثقافية تمتد من عمق الوطن إلى مدن السويد وباقي البلدان. وكما تعرفون فإن ثقافتنا العراقية تمر في محنة كبيرة وقد تعرضت وتتعرض إلى التهميش والطمس والتشويه المتعمد، وعليه باتت أبرز مهماتنا هي كيفية تطوير أدوات إبداعنا للحفاظ على نقاء الهوية الثقافية الوطنية بعد أن نخرتها الصراعات الداخلية والخارجية بمختلف المنطلقات السياسية والطائفية والعرقية. لذا يتوجب علينا أن نجتهد ونبتكر الأساليب الحديثة تلك التي تُعرف المتلقي السويدي والعربي بتراث ثقافتنا الحضارية من خلال طاقات مبدعينا الوطنيين والسعي الجاد لإعادة لحمة الفسيفساء والصرح الثقافي العراقي المتنوع.)).

بعدها كانت كلمة السفير العراقي الأستاذ بكر فتاح حسين، والتي شكر فيها الإتحاد على تنظيم هذه الفعالية التضامنية، ومما جاء في كلمته (( وأود أن أؤكد هنا أن ما تقدمونه من إبداع هو جزء من معركة شعبنا ضد قوى الإرهاب والتخلف التي حاولت وتحاول القضاء على تاريخنا وإرثنا الثقافي والحضاري، هذا التراث والتاريخ الذي هو مفخرة لنا، ونتباهى به أمام الأمم الأخرى، أنكم تثبتون في الواقع، ومن خلال هذه الفعاليات والنشاطات الغنائية والموسيقية والمسرحية والفنية، أن التصدي للإرهاب وقوى الظلام لن يكون بالبندقية والسلاح وحدهما فقط، وأن أدوات إبداعكم هي أسلحة أيضاً، بل هي أسلحة قوية في معركة مواجهة الإرهاب. إنكم من خلال الموسيقى والغناء والفن الراقي والألوان الزاهية ترسمون للشعب حياة تختلف تماماً عما يريد الظلاميون فرضه على العراق بكافة مكوناته، كما أنكم ترسمون بها الفرحة والأمل على وجوه العراقيين..)). 
بعد ذلك جرى التعريف بالجمعيات المؤلفة للإتحاد وممثليها من قبل رئيس الإتحاد الدكتور لميس الذي قدمهم للحضور. ثم بدأت الفعاليات الفنية وكانت البداية مع عرض فلم زهرة سيناريو وإخراج حسين التاج، وهو مشاركة من جمعية المصورين. وهو فلم يحكي قصة الشابة زهرة في حياة الهور وكيف تواجه مصاعب الحياة وما تعانيه من ظروف صعبة.
 

ومن ثم كان اللقاء مع الفنان فيصل غازي وعزف على القانون، وهو فنان مبدع نال العديد من الجوائز العالمية وشارك في العديد من المهرجانات الدولية، شاركه الفنان عباس العباسي مع الرسم السريع ليبدع لنا رسم بورتريه للشاعر الجواهري الخالد، وقد عزف الفنان فيصل عزف منفرد للعديد من الأغاني التراثية العراقية نالت إعجاب الجميع.
هذا وقد أفتتح باب التبرع للنازحين بمساهمة العديد من الحضور لدعم جهود إغاثة النازحين.
 
وكانت الفقرة التالية هي الرقص المعاصر للفنان مهند هواز  الذي قدم لوحة راقصة كرسالة سلام تعكس معاناة الشعب العراقي، علما انه حصل على الجائزة الأولى في مهرجان عالمي خلال الفترة الماضية لرقصه المعبر.
وبعد استراحة قصيرة كان مسك الختام مع المبدعات في فرقة ( طيور دجلة )..حيث أستمع الحضور إلى العديد من الأغاني التراثية بقيادة المايسترو علاء مجيد فتألقت طيور دجلة في تقديم الأغاني الحبيبة على القلب العراقي، فكانت البداية مع نشيد "نحن طيور دجلة" من كلمات والحان علاء مجيد، ومن ثم على التوالي، "بين دمعة وأبتسامه" كلمات سيف الدين الولائي والحان أحمد خليل، "وين المروة" الحان صالح الكويتي، "سلم بعيونك الحلوة" كلمات زامل سعيد فتاح والحان محمد عبد المحسن، "آني من يسأل عليه" كلمات والحان يحيى حمدي، "ياعمه"  كلمات سيف الدين الولائي والحان أحمد نوشي "جوز منهم" كلمات والحان خزعل مهدي، وأخيراً كوكتيل من الأغاني التراثية من الزمن العراقي الجميل. كان الأداء جميلاً إستحقت الفرقة التصفيق وتهاليل الإعجاب من قبل الحضور.
وكانت هنالك فقرة لتكريم العديد من المبدعين. وقد وصلت الحفل العديد من البرقيات من ممثلي الجمعيات والمؤسسات العراقية والتي عبرت عن دعمها وتهانيها لإعلان تأسيس الاتحاد.
نقول إن الإبداع العراقي في أي زمان وأي مكان يبقى شامخا مادام هنالك مخلصون للعراق، نتمنى النجاح والتوفيق للاتحاد الوليد في عطائه اللاحق.

 

270
بوركت جهودكم ..أنهم يعملون بصمت من أجلِ أبناء شعبهم



محمـد الكحط - ستوكهولم-
هكذا هم الخيرون من أبناء الوطن أينما كانوا لم ولن يتخلوا عن وطنهم، بل يقفون معه ومع أبناء شعبهم في المحن، فتضامنوا مع أبناء شعبهم الذين تركوا مناطقهم بعد تعرضهم إلى الهجمات البربرية من قبل عصابات داعش والمتعاونين معهم من المجرمين والمنحرفين من بقايـا البعث الفاشي. فها هم ومنذ بداية الأزمة هنا في السويد عملوا ويعملون بصمت الوطنيين الغيارى وبعيدا عن الضجيج الإعلامي، يبذلون الجهود لإيصال المساعدات الممكنة الى أخوانهم النازحين في الوطن. وهذه أمثلة حية لجهود جادة دون مزايدات مفتعلة، لعدة جهات وجمعيات مجتمع مدني عملت ولازالت تعمل.
 

فكان أعضاء وأصدقاء التيار الديمقراطي في ستوكهولم والعديد من منظمات المجتمع المدني في السويد ومنذ بدأ أزمة النزوح في المناطق المنكوبة في بلدنا دأبوا بنشاط محموم لدعم النازحين وعوائلهم، لجمع التبرعات العينية والنقدية بالإضافة الى تسخير وقتهم وجهودهم للإسراع بإرسال ما أمكن من مواد الإغاثة التي تم جمعها من الغيارى من أبناء شعبنا هنا في السويد، الذين لبوا نداء المحبة والتضامن الذي أطلقهُ التيار الديمقراطي من أجدل دعم ومؤازرة النازحين الذين تعرضت مناطقهم إلى الغزو البربري من قبل عصابات داعش والمتعاونين معهم من المجرمين والمنحرفين من بقايـا البعث الفاشي، فتم إرسال عدة شحنات لدعم النازحين من ملابس وأدوية ومواد ضرورية أخرى.

وقد ثمن التيار الديمقراطي الدور الكبير الذي قامت به عضوات جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم والتي كان نشاطها واضحا ومتميزا، وعلى رأسهم الهيئة الإدارية وعوائلهم وأصدقائهم من العرب والسويديين، وكذلك تم تثمين الدور البارز والكبير لممثلي منظمة التضامن السويدية العراقية لمـا أبدوه من روح التعاون والمجهود الكبير المبذول في جمع التبرعات المادية وغيرهـا.
                                                                                             
ولا ننسى جميع الأخوة الذين تبرعوا بمبالغ مالية من أجل سداد تكاليف الشحن، وغيرها من المساعدات، من أجل حماية إخوتهم النازحين.
علما ان الحملة لازالت مستمرة، علما بأن المواد المشحونة وصلت الى محتاجيها.

وكان لرابطة المرأة العراقية فرع السويد- ستوكهولم نشاطها الخاص في هذا المجال حيث أطلقت حملة لجمع تبرعات مالية وعينية لمساعدة العائلات النازحة, وباشرت بحملة جمع تبرعات مالية وتم ارسالها الى مركز الرابطة لمساعدة العوائل النازحة. كما تم شحن مساعدات شملت ملابس نسائية ورجالية وولادية ولعب اطفال وتم ايصالها لمقر رابطة المرأة العراقية فرع النجف مع شراء احتياجات ضرورية مختلفة وملابس اطفال مع توفير قرطاسية لـ 80 طفل.

وفي السياق ذاته ستنظم الرابطة أمسية خاصة لدعم الأطفال يوم السبت  22/11/2014

أما نشاطات جمعية الرافدين لدعم التربية والتعليم في العراق، فكانت هي الأخرى متميزة ضمن حملة جمع المعونات للنازحين والمهجرين.
فبعد أحداث احتلال بعض مناطق العراق من قبل القوى الإرهابية المتمثلة بداعش وهجرة وتهجير ونزوح الأعداد الغفيرة من أبناء وطننا عن ديارهم تحت سياط تهديد الإرهاب. فقد تبنت جمعية الرافدين لدعم التربية والتعليم في العراق والتي مقرها ستوكهولم حملة لجمع التبرعات العينية وقامت بإرسالها إلى أماكن تواجد المهجرين والنازحين في مختلف مناطق العراق.
ضمن هذا المسعى قامت الجمعية بأعداد إرساليات متعددة من صناديق على شكل وجبات تحتوي على ملابس رجالية ونسائية وأطفال ولعب أطفال وأحذية وأدوية وحفاظات. الوجبة الأولى أرسلت فيها مع مجموعة من المتطوعات من الأخوات الكرديات تضمنت مجموعة من الأدوية والمستلزمات الطبية ولعب أطفال.


   

وكانت الوجبة الثانية التي أرسلت إلى كردستان عن طريق جمعية مهدر للأخوة الإزيدية قد حوتها أربعة صناديق كبيرة ضمت لعب وملابس وأحذية أطفال وأدوية حيث تم إرسالها إلى المهجرين من أخوتنا الإيزيديين في مناطق كردستان العراق ووزعت هناك.
        


إما الوجبة الثالثة فقد الى منطقة عينكاوه في أربيل لتوزع على مناطق النازحين والمهجرين القريبة من أربيل.

    
   
كما تم شحن ما مجموعه عشرة صناديق من ملابس نسائية ورجالية وولادية وأحذية ولعب أطفال وغيرها. وجمعت مواد أخرى كتبرعات من متطوعين آخرين واحتوت على ملابس ولعب أطفال وتم إرسالها عبر الخطوط الجوية العراقية التي تبرعت مشكورة بنقلها دون أجور إلى محافظة النجف الأشراف. وهناك تم استلامها من قبل رابطة المرأة العراقية فرع  النجف ووزعت على مجموعة كبيرة من العوائل المستحقة.
    

ولمساندة مدينة كوباني المحاصرة وإثر الدعوة التي وصلت إلى الجمعية من أحدى المنظمات السويدية،  فقد تم ارسال وجبة كبيرة من ملابس متنوعة ولعب أطفال ووصلت المواد إلى مكان تجميع المواد في منطقة مدبورياربلتسن الواقعة في وسط ستوكهولم. ليتم شحنها.

            
وتم استغلال جميع الفرص المتاحة، فقد أرسلت الجمعية ما يقارب 120 كيلو غرام من المساعدات المتضمنة ملابس شتوية ولادية متنوعة وأدوية بيد أحدى عوائل أعضاء الجمعية التي تبرعت بحمل المساعدات من ستوكهولم وتوزيعها على النازحين في أربيل وسليمانية وقد تم توزيعها في مخيم النازحين من مناطق شنكال ( سنجار) في منطقة عربد وقبلها في منطقة عينكاوه في أربيل .

        
كذلك تم المشاركة مع جمعية طيور دجلة بعمل كبير ونبيل من خلال المزاد الذي أقامته في المركز الثقافي العراقي في السويد. وأثر التنسيق فقد تم إرسال ما تبقى من مواد المزاد إلى مناطق المهجرين في كردستان ومن خلال منظمة مهدر الإزيدية وقد بلغت الكمية ما يعادل 70 صندوقا منوعا يحتوي أعداد من الملابس والأغطية.

أما رابطة الأنصار في ستوكهولم وضواحيها فقد قامت بحملة جمع تبرعات وتم إيصالها الى أماكن النازحين، ناهيك عن صور التضامن العملية الأخرى التي ساهموا بها دون عكسها إعلاميا وهم السباقون في العطاء لوطنهم.

وكذلك تبذل وبذلت عدة جمعيات عراقية من أبناء شعبنا الأيزيدية والكلدان والسريان والآشوريين، وغيرهم.

لهؤلاء ولكل من ساهم بأي جهد من أجل إخواننا النازحين، التقدير للجهود الوطنية المخلصة، أنكم تجسدون العطاء والروح الوطنية الحقة، عشتم وعاشت جهودكم التي تجعل شعبنا يشعر بوحدته، ليكن يوم النصر على الإرهاب لقريب.


271
في ستوكهولم، سوق خيري لدعم النازحين العراقيين




   
محمـد الكحـط -ستوكهولم-
تصوير: حسين جيكور

في مبادرة من فرقة طيور دجلة وبالتعاون والتنسيق مع المركز الثقافي العراقي في السويد تم إقامة سوقا خيريا لدعم النازحين العراقيين لمشروع توفير كرفانات لسكنهم، في مقر المركز الثقافي وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، يوم السبت 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2014م، حضر الفعالية جمهور من أبناء الجالية العراقية والسفير العراقي في السويد السيد بكر فتاح  حسين، ووكيل وزاره الثقافة السيد طاهر الحمود ومدير المركز العراقي الدكتور علاء ابو الحسن، حيث توافدت عضوات طيور دجلة الى المركز الثقافي مبكرا لترتيب السوق في باحات وصالات المركز الثقافي لبكون العرض بشكل أنيق، يدفعهن حرصهن على أبناء شعبهن وروحهن الوطنية وحبهن للعراق، فلم يغب العراق عنهن سواء في عملهن في الفرقة محافظات على التراث والفن العراقي، أو في وقفاتهم في مختلف الأنشطة الجماهيرية للوقوف من العراق وشعبه في جميع المحن التي تعرض ويتعرض لها.
تقدم السفير العراقي ووكيل وزارة الثقافة ليفتتحا السوق الخيري معا، وسط تصفيق الحضور الذين غصت بهم قاعات المركز الثقافي، ومن ثم رحبت السيدة ميلاد خالد سكرتيرة الفرقة بالحضور جميعا وبالسادة سفير العراق ووكيل وزارة الثقافة ومدير المركز الثقافي العراقي في السويد، موضحة موقف الفرقة وهدفها من هذه الفعالية، ومن ثم رحبت بالسيد سفير العراق ليقدم كلمة بالمناسبة، وفي كلمته أشار الى ارتباط العراقيين أينما كانوا مع الوطن، ومما جاء في كلمته، ((...اشكركم على حضوركم  ومشاركتكم الفعالة في هذا الجهد الرائع الذي هو من الدلائل الحية على ان ابناء  شعبنا  يتمتعون بضميرعالٍ وانهم  سبّاقون اثناء  المحن  الى تقديم يد العون والمساعدة  الى المحتاجين، كما ان حضوركم ومشاركتكم  يدلان  أيضا على  أن الوطن وهمومه يعشعش في عقول وأفئدة  المغتربين عن الوطن، مهما تفاوتت سنوات غربتهم،  ومهما كانت أسبابها. اننا جميعا نتابع بشكل يومي أخبار الوطن، ونسمع ما لايسر من الاخبار حيث يقوم التنظيم الارهابي الهمجي ما يسمى ب(داعش) بارتكاب جرائم بشعة تقشعر لها الابدان. هذه الاخبار ليس فيها مبالغة ولا تهويل، لان هذه العصابة الهمجية تحمل حقدا غريبا على كل مكونات شعبنا بقومياته وطوائفه المختلفة، إضافة الى حقدها على كل ما هو جميل في تاريخ وتراث هذا الشعب. ولهذا لم يسلم من يدها العابثة اي فرد من افراد الشعب.  هناك حقيقة نتفق عليها جميعا، الا وهي ان الانتصار على ارهاب ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) لن يكون بالكلام  والفضح وحده، ومن هنا فان  هذه الفعالية هي شكل من أشكال مقاومة هذا التنظيم الهمجي والتصدي له والعمل للانتصار عليه، وهي جزء من العمل الكبير الذي يقوم به المغتربون  في هذا المجال،  افرادا أو من خلال جميعاتهم الكثيرة ومساهماتهم في منظمات المجتمع المدني السويدي، للحصول على دعم  الراي العام المحلي والعالمي لنضال الشعب العراقي بكل مكوناته ضد الارهاب والإرهابيين. إننا أمام مهمة شاقة وعسيرة جدا، تتمثل أولا بالقضاء على هذا التنظيم الإرهابي وهناك ايضا مهمة لاتقل اهمية الا وهي مهمة  محو ما خلفه هذا التنظيم من افكار ومعتقدات فاسدة في اذهان الناس. انها  مهمة الجميع: رجال الدين ورجال السياسة والمؤسسات الحكومية والدولية ومنظمات المجتمع المدني. ينبغي ان نقضي على هذه الافكار الفاسدة، وأن نجعل تفكير الناس يتلاءم مع متطلبات العصر الذي نعيش فيه....))

بعدها تحدث وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود معبرا عن غبطته لهذه الفعالية الرمزية والتي هي تعبير واضح وصادق عن وطنية المغتربين وعضوات فرقة طيور دجلة، مثمنا دور الفرقة في الجانبين الفني والاجتماعي.
 

وكان للفرقة كلمة قدمها رئيس الفرقة المايسترو علاء مجيد، عبر فيها معاناة أبناء شعبنا وضرورة مساهمة الجميع كل من موقعه لدعم بناء شعبنا الذين يعانون من  البرد بدون مأوى، كما أشار الى مساهمة الفرقة في الحفاظ على التراث العراقي وفي التضامن مع الوطن وهموم شعبنا. مذكرا بحصول الفرقة على صفة سفير النوايا الحسنة، وهكذا الفن دائما يحمل معاني المحبة والسلام، وهكذا كان دور الفرقة في حضور مهرجان في الجزائر وآخر في الكويت الشقيقة حيث كان لها تأثير مهم لنشر المحبة بين الشعبين الشقيقين.

أما مدير المركز الثقافي العراقي الدكتور علاء أبو الحسن فقد أشاد بالمبادرة واصفا العراق بطائر العنقاء الذي ينبعث من الرماد ليعود معافى من جديد، وهكذا بجهود أبنائه أينما كانوا سيعود العراق متألقا ليلعب دوره الإنساني في المجتمع الدولي.
ومن ثم فتح باب التبرع ومزاد لشراء اللوحات والمواد التي تبرعت بها عضوات فرقة طيور دجلة وأبناء الجالية. كانت فعالية  ناجحة تثمن عليها فرقة طيور دجلة لدعم النازحين العراقيين، وقد شاركت فيها جميع مكونات شعبنا العراقي، وكانت ناجحة بقيمة الحاصل المادي حسب تقديرات إدارة الفعالية.
كل التقدير لعضوات فرقة طيور دجلة لكل ما قدموه من جهد وطني، وتحية لمؤسسة الفرقة التي تقف في الظل السيدة بسعاد عيدان (أم كفاح).





272
ستوكهولم: ندوة وسيمنار ضد الإرهاب
لنقف جميعا ضد الإرهاب





محمد الكحط –ستوكهولم-
برعاية السفارة العراقية في السويد وبالتعاون مع المركز الثقافي العراقي في السويد والجمعية السويدية العراقية وبحضور دبلوماسي رسمي، تم عقد جلسة حوارية (سيمنار) تحت عنوان ((معاً ضد الإرهاب))، كان ذلك ظهر يوم الخميس 30 اكتوبر/ تشرين الأول 2014م في ستوكهولم، وحضرته العديد من وسائل الإعلام، وكانت الفعالية تدار باللغة الإنكليزية كون معظم الحضور من دبلوماسيين وأعضاء من البرلمان السويدي وصحفيين.


في بداية الفعالية رحبت عريفة الفعالية السيدة بان الفضلي، بالجميع وبالسفير العراقي بكر فتاح حسين وبالضيف وكيل وزارة الثقافة العراقية السيد طاهر ناصر حمود وبالسفراء وبالدبلوماسيين العرب والأجانب وبممثلي الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد وبالضيوف جميعا، ثم دعت الجميع إلى الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء وضحايا الإرهاب في كل مكان.
 
ثم تحدثت عن الإرهاب والوضع الأمني في العراق، والعمليات العسكرية في كل من العراق وسوريا ضد العصابات الإجرامية وما يسمى ب "داعش". ثم قدمت سعادة السفير بكر فتاح حسين ليقدم كلمته في الأمسية، والذي رحب وشكر بدوره الجميع على حضورهم وتلبيتهم الدعوة للقاء والتحاور بهذه الموضوعة المهمة التي باتت مصدر إهتمام الجميع في كل مكان في العالم، إلا وهي الإرهاب. وهذه فرصة للقاء وتبادل الأفكار حول كيفية مواجهة الإرهاب في كل مكان، مؤكدا ان الخطر يهدد الجميع وليس فقط العراق وسوريا والشرق الأوسط، ونوه ان الحل يجب ان لا يكون فقط عسكريا بل يحتاج الى الحل السياسي بجانب الحل العسكري، وأشاد بالتعاون والتنسيق بين القوات العراقية وقوات البيشمركة وقوات التحالف الدولي. ومما جاء في كلمته: ((أن أهمية هذه الندوة وضرورتها تأتي من حقيقة ان  جذور هذه الحرب وتأثيراتها  لا تقتصر على سوريا والعراق وحدهما أو على الشرق الاوسط فحسب، وإنما صار لها طابع عالمي واسع، ومن هذا المنطلق أيضا كان الاهتمام العالمي بها، وطرحها على بساط البحث في اجتماعات مجلس الامن واتخاذ قرارات جماعية هامة حولها، وتكوين حلف عالمي واسع مهمته التصدي لهذه الدولة الارهابية والقضاء عليها نهائيا، ساهمت فيه لحد الان الكثير من دول المنطقة  ايضا من خلال الدعم العسكري والمادي والمعنوي.
 ان وقف  إرهاب هذا التنظيم يتطلب بذل جهود فكرية وسياسية وتعبوية كبيرة  للتصدي له، وخاصة بين جماهير المسلمين البسطاء في منطقة الشرق الاوسط والعالم. ونحتاج الى  بذل جهود لا تقل عن ذلك في دول اوروبا وامريكا وكافة انحاء العالم  لمحو التأثيرات السيئة والسلبية التي تركها ويتركها  إرهاب الدولة الاسلامية (داعش) في أذهان الناس، خاصة وان هذا التنظيم الارهابي يروج لاعماله تحت شعارات ورايات اسلامية، والاسلام برئ منها....))

السفير العراقي بكر فتاح حسين


وكيل وزارة الثقافة العراقية طاهر ناصر حمود

بعدها تحدث وكيل وزارة الثقافة العراقية السيد طاهر ناصر حمود مؤكدا أنها فرصة طيبة لمناقشة موضوعة الإرهاب وآثاره في هذا الظرف الحساس، وأكد ان التحالف الدولي الذي تشكل يعبر عن الالتزام الأخلاقي العالمي وكون الارهاب لم يعد تأثيره محصورا ببلد معين أو منطقة واحدة. موضحا ان هنالك أسباب عديدة تقف وراء توسع الإرهاب وتمدده منها عوامل فكرية وثقافية، فهنالك الترويج للأدبيات التي تحرض وتدفع للإرهاب، وكذلك الدعم الكبير من بعض الجهات لقوى إرهابية في سوريا وربما في العراق، وقبلها دعم تنظيم القاعدة الإرهابي. وأكد على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب من قبل جميع الدول فهذه مسؤولية أخلاقية، ومحاربة البنية الفكرية له.
كما تحدث عميد السلك الدبلوماسي العربي في السويد سفير دولة الكويت السيد علي النخيلان، مرحبا بالجميع مؤكدا كون الإرهاب يمس مستقبل الجميع، مرحبا بقرار السويد الذي صدر هذا اليوم والقاضي بالأعتراف الكامل والرسمي بدولة فلسطين، داعيا الى التعاون من قبل الجميع لمحاربة الإرهاب.

((وبالمناسبة كان هذا اليوم له خصوصية حيث أعلنت فيه وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم أن حكومة بلادها اعترفت رسميا بدولة فلسطين، لتكون بذلك أول بلد عضو في الاتحاد الاوروبي يتخذ قرارا من هذا النوع.
وقالت فالستروم في مقال نشرته صحيفة "داكينز نيهيتر" إن "الحكومة تتخذ اليوم قرار الاعتراف بدولة فلسطين. إنها خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير". وأضافت "أن الحكومة تعتبر أن معايير القانون الدولي لاعتراف بدولة فلسطين قد استوفيت "أي أرض ولو بدون ترسيم حدود"، شعب وحكومة، معربة عن أملها في "أن يدل ذلك الآخرين إلى الطريق)).



السفير الالماني في السويد
بعدها تحدث السفير الالماني في السويد مرحبا باللغة العربية بالجميع كونه قضى عدة سنوات في مصر، وكان متفائلا كون العراق أكمل تشكيل الحكومة ويوجد وزير دفاع معين وهنالك مشاركة من الجميع في الحكومة الجديدة، وأكد على ضرورة جلوس الجميع والتحدث مع بعض لحل جميع المعضلات.
الشابة فاتن الحسيني


وقدمت الشابة فاتن الحسيني كلمة مؤثرة موضحة طبيعة الارهاب وكونه لا دين له والإسلام هو دين محبة وسلام وأوضحت دور الاعلام المظلل في تشويه الحقائق والتأثير على الأفكار، فالعالم عالم إنساني واحد.
 
وفي وقفة تعبيرية كان هنالك غناء من أجل السلام في العالم قدمه الفنان الشاب دَرون وهو أحد ضحايا النظام الدكتاتوري من أبناء حلبجه،  والذي كان طفلا عندما تعرض وأهله إلى الغازات السامة ففقد بصره، وقد حضر ليساهم بالأمسية، ولتصدح حنجرته بأغنية أثارت مشاعر الحضور، وفي الختام القى كلمات معبرة أكد فيها على انه يأمل ان يعم السلام في العالم أجمع.
 

البروفيسور هانس برون والصحفي السويدي أوربان حميد والسيد توماس ماكنوسون الرئيس السابق لمكتب السلام العالمي في السويد
بعدها بدأ السيمنار الثقافي الذي أداره  السيد ماكس ثودستروم وهو صحفي سويدي وساهم فيه كل من البروفيسور هانس برون والصحفي السويدي أوربان حميد والسيد توماس ماكنوسون الرئيس السابق لمكتب السلام العالمي في السويد، حيث قدموا العديد من الاجابات التي طرحها السيد ماكسي، فتحدث السيد أوربان حميد عن مشاهداته الميدانية في العراق والتي عاد منها قريبا، فقد التقى مع مجموعة من الشباب في أبو نواس وسألهم عن انتمائاتهم الطائفية، فتعجب كونهم كوكتيل منهم الكردي والعربي والسني والشيعي والشبكي، وانهم لم يفكروا بهذه الأمور الطائفية، وهذه هي صورة الواقع الحالي في العراق، ولكن الفوضى التي حصلت بسرعة  وولدت العنف والمشاكل لها أسبابها، منها التهميش والتمييز وعدم إشراك الجميع في إدارة الدولة، وكذلك الوضع في سوريا وأتساع الأعمال الارهابية وتمددها، وكان للسياسة التي بنيت على المحاصصة الطائفية تأثير كبير على تأزيم الوضع.
 
وما يحتاجه العراق اليوم ان يشارك الجميع بالعمل السياسي وصنع القرار، وعدم تهميش أي طرف، ولابد من إعادة الثقة بين جميع الأطراف. والمهم عدم السماح للبلدان الخارجية التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وكذلك التدخل العسكري لا يحقق لوحده نتيجة نهائية، فكما نرى في افغانستان حتى اليوم لا زال العنف مستمرا.
كذلك التدخل الخارجي يعطي مبررا لقوى معينة ان تقاتل ضد القوات الأجنبية.
اليوم يجب التكاتف من قبل جميع القوى مع القوات العراقية من جيش وبيشمركة وينسى الجميع مشاكلهم وخلافاتهم من أجل الحرب ضد داعش وكل قوى الإرهاب.
كما تحدث السيد توماس ماكنوسون عن الارهاب بشكل عام، مؤكدا ان الحلول العسكرية لانهاء النزاعات، هي حلول مؤقته وغير مجدية، يجب ان نضع أسس لثقافة السلام وكيفية حل الأزمات والمشاكل بالطرق السلمية، ونبذ الحلول العسكرية.
بالنسبة للعراق هنالك وجود تدخل كبير من القوى العالمية والاقليمية، التي لديها مصالح في العراق، أكد ان الحل يجب ان يأتي من الشعب العراقي وليس من أي طرف آخر، مشيرا الى أهمية وضرورة السير بالعملية السياسية وبناء الديمقراطية وتعميق مشاركة المرأة ويكون للنساء دور فعال في كافة مجالات العمل السياسي، وبدون ذلك فالوضع محكوم عليه بالفشل.
بعدها أجاب المحاضرون في السيمنار على بعض وجهات النظر والمداخلات التي تقدم بها الحضور، والتي أكدت جميعها على نبذ الارهاب والعنف، والمناشدة لان يعم السلام والاستقرار والتفاهم بين جميع البلدان.
في الختام شكرت السيدة بان الفضلي جميع المساهمين في السيمنار والمتداخلين على مساهمتهم القيمة في المداخلات وآرائهم المهمة في موضوعة الإرهاب، ودعت الجميع لتناول الطعام.
كانت الفعالية مهمة وجاءت في وقت عصيب يمر به بلدنا ولا تزال الحاجة الى مزيد من النشاطات الثقافية والسياسية في جميع أنحاء العالم للوقوف بوجه الإرهاب، وإشراك جميع قوى الخير للتضامن بشتى الطرق للضغط على صناع القرار لأتخاذ خطوات فعالة لتجفيف منابع الإرهاب ومحاربته فكريا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا، نعم لنكون جميعا معا ضد الإرهاب.





273

(زرياب القادم من الشرق .. مر من هنا)



محمد الكحط - ستوكهولم-
تصوير: سمير مزبان

زرياب القادم من الشرق مرّ من هنا، نعم مرّ في ستوكهولم تاركاً بصمة وأثرا جميلا، سنتذكره دوما، مرّ راسماً  الفرح والأمل، ناثراً ورود السلام والأمان، كانت لحظات من الألق، وعيدا حقيقيا لأبناء الجالية العراقية والعربية، بل وحتى السويدية، عيد الأضحى وعيد تألق الفن، فلم يكن مهرجان فرقة طيور دجلة السنوي الخامس يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 2014م الذي أحيته في ستوكهولم وفي صالة راديو السويد، مهرجانا عاديا، فقد كان هذه المرة مع الفرقة السمفونية السويدية بقيادة المايسترو Michael Bartosch وبوجود الفنان لطفي بو شناق القادم من تونس الخضراء، كانت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة.
هذا المهرجان الذي استغرقت الجهود لإنجازه شهورا طويلة من التدريب والتمرين والإعداد من قبل عضوات فرقة طيور دجلة، بقيادة المايسترو علاء مجيد، والذي كان تحت عنوان (زرياب القادم من الشرق .. سيمر من هنا).
 على هامش المهرجان وخلال الافتتاح أقامت جمعية المصورين العراقيين في السويد معرضا فوتوغرافيا وثائقيا  تحت عنوان ((طيور دجلة .. أصالة.. إبداع .. وإصرار))، المعرض كان كأرشيف لنشاطات فرقة طيور دجلة، وكان بمشاركة المصورين سارة سمير واوليفر البازي ومحمد عماد وحسين جيكور وسمير مزبان، ضم المعرض 50 صورة لنشاطات الفرقة منذ تأسيسها حتى اليوم، وقد طاف الحضور قبل الدخول إلى القاعة بالمعرض وأستذكروا تلك المهرجانات والنشاطات التي اقيمت خلال السنوات الماضية، كما زار المعرض عدد من السفراء العرب والأجانب وعدد من الدبلوماسيين.
 
في الصالة الكبيرة التي تتسع لأكثر من 1300 شخصا والتي أمتلأت بالحضور، تقدمت الإعلامية السيدة أنعام عبد المجيد لترحب بكلمات جميلة بجميع الحاضرين وبالسفير العراقي والسفراء العرب والأجانب، والدبلوماسيين من عرب وسويديين، وممثلي الأحزاب السويدية والشخصيات الوطنية والثقافية، وتحدثت عن الأمسية وبرنامجها لتقدم الفرقة السمفونية السويدية وفرقة طيور دجلة، وليستقبل الجمهور الفرقتين بالتصفيق والترحيب.
شخصيا  حضرت البروفات النهائية للفرقة قبل أيام من الحفل، وكنت قلقا من صعوبة الانسجام بين الفرقة السيمفونية وعزفها والتنسيق مع الأغاني العراقية التراثية القديمة، وأعتبرتها مجازفة كبيرة من قبل المايسترو علاء مجيد، فكنت واضعا يدي على قلبي.
 بدأت الأغاني تتوالى حيث قدمت الفرقة الأغاني التالية على التوالي: نشيد طيور دجلة، قدمه الكورال/ ثم  أغنية مروا بنا من تمشون، الكورال/ تاذيني، الكورال/ الصبغ دارا، صول أداء ليلى خلف/ بين دمعة وابتسامة، الكورال/ أتدلل، الكورال/ أريد أنساك، صول أداء وفاء العائش/ مالي شغل بالسوق، الكورال/ مروا عليه الحلوين، صول أداء حنان نيسان/ لا تلزم أيدي، الكورال. وكان الجميع يردد مع الفرقة كلمات تلك الأغاني التراثية التي علقت بالذاكرة وأصبحت تمثل جزءاً من الفن العراقي الأصيل. صفق الحضور ووقف يهنئ الفرقة على أدائها الراقي، ويهنئ الفرقة السيمفونية على ما أبدعته من عزف جميل وتنسيق رائع مع فرقة طيور دجلة.
وبعد استراحة قصيرة حلت الفقرة الثانية من الحفل، قام السفير العراقي السيد بكر فتاح حسين كرم فرقة طيور دجلة والفرقة السيمفونية السويدية والفنان لطفي بوشناق، ثم تبدأ الفرقة المرافقة للفنان لطفي بوشناق بقيادة الموسيقي التونسي عبد الحكيم بلقايد، كانت إطلالة للفرح والبهجة، تحدث  الفنان بوشناق قائلا، لنغني من أجل الحياة...نغني لنحيا وتحيا الحياة...، لقد أستحوذت كلماته وأغانيه والأشعار التي قدمها على عقول وعواطف الجمهور الذي صفق مطولا له، فبأسلوبه الراقي في الغناء وجمالية الإلقاء وتميزه أحتكر قلوب الجميع، ((خصوصا عندما ألقى قصيدة للشاعر آدم فتحي التي قالها في حق العراق وقد ترنم بهذا القصيدة الفنان لطفي بوشناق بإلقاء مميز، والقصيدة هي:
 ((أنا العراق  للشاعر آدم فتحي التونسي
أقول أنا العراق و كلّ أرض ** بها روح تقول أنا العراق

أنا ذكر القطيع و أفردوني ** لكي يستفردوا بمن استناقوا

فهل فهمت شعوب الأرض درسي ** و أبناء العمومة هل أفاقوا ؟

أ لا يا كون طال بك التنائي ** وساقك باعة الدمّ حيث ساقوا

يحاصرني الجراد و أنت حولي ** وثاق أو شقاق أو نفاق

إذا ذاق الجراد اليوم لحمي ** أتضمن أنّ لحمك لا يذاق ؟

و أنّك لا تعضّ غذا بناب ** ولا تمشي على عينيك ساق

أنا حلم الشعوب بشمس عزّ ** و فجر لا يمرّ له مذاق

فيا عربيّ إليّ إليّ .. عندي ** سلام القادرين أو الفراق

أمدّ يدي حبّا لا سؤالا ** و أحمل صابرا ما لا يطاق

و أنبئكم بأنّ غدا لمثلي ** و لن يقوى على شمس وثاق

فقولوا للذين رأوا دمائي ** تراق و لم تسؤهم إذ تراق

إذا قال العراق فصدّقوه ** فإنّ القول ما قال العراق))

وليكمل أغانيه الرائعة وسط ابتهاج الجمهور فقدم موال المسافر، وعش كما أنت، وأنا مواطن وأنتظر منكم جواب، أنا عربي أصيل، وأغنية ناظم الغزالي أم العيون السود، لاموني، ويغاروا مني... سمرا يا سمرا، لقد غنى للسلام وللتضامن بين الشعوب ونبذ العنف وحب البشر، فنال التصفيق والاستحسان.

وفي فقرة التكريمات كانت اللحظات الأخيرة جميلة ومليئة بالشجن، حيث قلد السيد رولف سكود براند مؤسس منظمة اللاعنف في سويسرا، فرقة طيور دجلة والتي استلمتها سكرتيرة الفرقة السيدة ميلاد خالد، والمايسترو علاء مجيد، والفنان لطفي بوشناق وسام وشهادة سفير النوايا الحسنة مع كلمات مليئة بالشعور العالي بالقيم الإنسانية حيث عبر عن مشاعره، ((لقد قضينا ليلة غاية في الروعة، ونظرتنا تتغير ونحن نسمع هذه الألحان البهيجة من قبل فرقة طيور دجلة والفنان لطفي بوشناق، فالموسيقى على الإطلاق من الفنون التي تقرب الشعوب وتدعو للسلام واللاعنف...))، وتحدث عن نهج المنظمة والتي شعارها المسدس المعقوف التي تناضل من أجل السلام وإنهاء العنف.
كما قام المايسترو علاء مجيد بمنح السيد رولف سكودبراند  وسام فرقة طيور دجلة، بعدها قدم رئيس اتحاد الجمعيات الإبداعية العراقية الدكتور لميس كاظم باقة زهور لفرقة طيور دجلة، كما قدمت الدكتورة أسيل العامري بأسم تحرير مجلة ننار درعا وشهادة تقديرية للفرقة، وقدم رئيس الأكاديمية العربية في الدنمارك درع الأكاديمية للفرقة ووسام للفنان لطفي بوشناق.  كما تم تكريم الفنان علي الخصاف الذي قام بالتوزيع الموسيقي لأغاني فرقة طيور دجلة  بوسام الفرقة، وقدمت السفيرة التونسية باقات من الزهور للفرقة والفنان لطفي بوشناق.
هذا وقد أشاد الجميع بالعرض الجميل الراقي وثمن جهود جميع الذين ساهموا بأحياء هذا الحفل.

وكانت الخاتمة مع أغنية بغداد وهي من كلمات الشاعر كريم العراقي وألحان المايسترو علاء مجيد، والتي قدمتها فرقة طيور دجلة والفنان لطفي بوشناق معاً، وهي دعاء من أجل العراق وأهله والأمل بأن يجتاز محنته، وينتهي عصر الإرهاب والعذاب، ليبدأ مرحلة البناء والأمان.


وكان لنا لقاء سريع مع الفنان لطفي بوشناق، فهو فنان ملتزم بقضايا وطنه والقضايا العربية والإنسانية، فتوجهنا له ببعض الأسئلة، أجابنا عليها مشكورا.
-   حمدا على سلامة الوصول وأهلا وسهلا بحضرتك هنا في ستوكهولم، كيف تقيم هذه الفعالية وما دور الفن في الحياة....؟
-   الفن هو أهم الأشياء التي بقيت لنا، أنه آخر سلاح بأيدينا لإنقاذ واقعنا العربي وتلميع صورته، أهم شيء هو الثقافة والفن، يتطلب دعم الثقافة ماديا ومعنويا وإعلاميا، فلم يأخذ الفنان العربي حقه ودوره، وما نشاهده في القنوات الفضائية العربية للأسف لا يعبر عن الفن والدور الذي يجب أن يلعبه في هذه الحقبة الزمنية الصعبة.

-   كيف نضجت فكرة مساهمتكم في هذا المهرجان، وكيف ترى الأهداف المرجوة من هذه الفعالية، على ضوء ما تقدم...؟
-   لقد عرض علي المايسترو علاء مجيد الفكرة فوافقت وبدون تردد وبلا شروط بكل سرور وبكل فخر، فالفن هو الجسر الذي يربط الشعوب، والموسيقى والغناء هو حوار إنساني لا يعرف الحدود ولا العوائق أنه حوار الروح، وما نريده هو أن نبلغ رسالة وجسور محبة بين الشعوب، لعلنا نساهم في تبليغ وتلميع الصورة، وتثبيت الهوية، فصورة الإنسان العربي قد شوهت بشكل مباشر وغير مباشر، واستغل الأعداء ذلك، والحقيقة مغيبة، لذا فهذه الفعاليات تعطي صورة مغايرة وتعكس الحقيقة التي يحاول الأعداء طمرها بأساليبهم من أجل الإساءة للعرب.
المهرجان فرصة لتثبيت هويتنا وثقافتنا وفننا وإيقاعاتنا ونغماتنا الموسيقية وغنائنا، فنحن لم نأت من لاشيء، وكلما تتاح فرصة علينا نقدمها بأحلى صورة وأجمل حلّة.
                                   
-   الفنان لطفي بوشناق فنان ملتزم بقضايا شعبه وهموم الشعوب العربية وله وزنه وبصماته المعروفة، كيف تقيم التغيرات في تونس بعد الثورة...؟
-   تونس عاشت تجربة صعبة ولا نستطيع أن نحكم على ثورة عمرها ثلاثة سنوات، الثورات عبر التاريخ حكمنا عليها بعد 200-300 سنة، فثورتنا مولود جديد علينا أن نحتضنه ونحافظ عليه، ونعلمه ليكون بالسكة الصحيحة، وبالنسبة لي لابد أن أكون متفائلا.

-   ما هي ثمار الثورة حتى الآن مثلا هل لازالت المرأة التونسية تتمتع بتلك الحقوق السابقة والتي كنا نحسدها عليها في الدول العربية الأخرى.
-   الثورة لم تعط ثمارها بعد، ولكن أكيد ستكون الظروف أفضل، نعم حقوق المرأة لا زالت وستظل، فالمرأة التونسية كان لها دور فعال، وحقوقها واحترامها ودورها في بناء البلاد والمجتمع فعال جدا، ونحن فخورون بها.

-   ما هي مشاريعك اللاحقة...؟
-   لي العديد من الجولات الفنية في المغرب العربي ودبي والشارقة وكندا وغيرها.
-   نتمنى لكم المزيد من العطاء والنجاح.

كلمة لابد منها:
ان هذا الحدث الفني الرفيع، لم يكن سهلا، ولربما تعجز عن إنجازه مؤسسات دولة، سيما وأن الفرقة لم تحصل على أي دعم من مؤسسات الدولة العراقية المعنية بالثقافة والفن، لكن بإصرار عضوات فرقة طيور دجلة، وتضحياتهن ومواكبتهن التدريب المستمر رغم مشاغلهن، وخصوصا أن أغلبهن موظفات وأختصاصيات، وأنهن هواة وليس محترفات، لكن كان التحدي كبيرا، مع وجود قائد فني للفرقة توفرت فيه القدرات الفنية وهو المايسترو علاء مجيد الذي أنتقل بالفرقة إلى مرحلة متقدمة استحقت فيها كل هذا التكريم وهذا الإعجاب، وكان لحضور الفنان لطفي بوشناق جعل للحفل نكهة خاصة جمعت المشرق العربي مع مغربه، في ليلة عيد حقيقي عاشه الحضور. تحية لعضوات فرقة طيور دجلة، ولكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل، والى مزيد من العطاء المتميز.



صور من المهرجان

 



274
كتب الصديق الغالي الشاعر خلدون جاويد مناجاة هذا نصها:

" أبا هيلين / ستوكهولم :
أنا خلف الزمان يا صديقي ! صحتي عدا الشلل، جيدة عموماً. لقد أحسست بكلماتك الرائعة أخوية ًدافئة، دخلتْ في أعماق القلب ولذا أجبتك بقصيدة مُهداة الى أبي هيلين الكبير، الشخصية الوطنية النبيلة. شكراً لك يا أصيل، شكراً لتشوّقك لي وسؤآلك عني. نهارك سعيد مع أعطر باقة ورد.

أنا المُضيّعُ، في قحْط ٍ وفي شظـَف ِ
بلا فنار ٍ بلا مرسى بلا هدف ِ
ضاع المزارُ إلى أهلي فوالهَفي
من دون زادٍ ولا بيتٍ ولا جار ِ

أنا المُضيّعُ في بحر ٍمن الظـُلـَم ِ
في الصمت في الموت في النسيان في العدَم ِ
صرحي تهدّمَ ياروحي كفى ! انهدمي !
إستسلمي إهجري بنيانك الهاري

أنا المُضيّع لا داري ولا بلدي
يعشعش الحزنُ والأوجاع في جسدي
لا أشتكي شللي، سُقـْمي، الى أحد ِ
بل أطوي ناراً على نار ٍ على نار ِ

ما أضيعَ العمرُ في صمت ٍ وظلماءِ
خلف الجدار غريبٌ مبعدٌ ناءِ
موتي حبيبي ومن أغلى أحبائي
لا أبتغي جنة ً أشتاقُ للنار ِ

ألنار تبقى وإنْ نخشى مهذبة ً
من حارقي كوكب الأنوار قاطبةً ً
لا أعشق الأرض مادامت مقسمة ً
مابين صنفين ! أشرار ٍ وأخيار ِ

ذا عالـَـمٌ قاتلٌ ما عدتُ أجرعهُ
لم يبقَ للحُبِّ دينٌ رحت أتبعهُ
دام ٍ مصبّهُ والتنكيل منبعهُ
طاف ٍ على دمنا، في دمعنا جاري !

لـَـكـَـمْ زرعنا أبا هيلين أورادا
والنار تحصد أجدادا وأحفادا
واليوم قد نصبوا للموت أعوادا
هذا عراقـُك َ في أحضان ِ جزّار ِ .

هذا عراقك مشنوقٌ من النهْدِ
من أصغريه ومن مهدٍ الى لحْدِ
أنجدْهُ رغم التهام النار للورْدِ
فربما وردة ٌ ظلـّـت على الصاري

أنجدْ عراقك إنّ السلمْ خيمتـُنا
والحبّ ُوالكوكبُ الوضّاءُ رايتـُنا
متى تـُقامُ مع الأيام دولتـُنا؟
والليلُ داج ٍ عَتِيٌ عاصفٌ ضار ِ

أنجدْ عراقـَك وارفعْ راية َ الشفق ِ
أمّا أنا فغرابُ الموت في أفـُقي
والحبرُ ماعادَ مشتاقا الى ورَقي
ضاعت مع الريح أحلآمي وأشعاري

******


إلى صديقي الشاعر خلدون جاويد

أيها الرقيق أيها الأخ الحبيب لن تضيع مع الريح أحلامك ولا أشعارك، فهل ضاعت أشعار الجواهري القائل ((أنا حتفهم ....))، فلقد ذهبوا إلى حتفهم حقاً وإلى مصيرهم المجهول أمّا هو فبقي خالداً مثلما بقي شعره أيضاً يا خلدون، وأنت أحلامك أحلام الملايين وأشعارك ملك للتاريخ وللإنسانية، فلن تضيع أبداً.أنكَ لست بمُضيّعُ، دارك أينما حللت وأهلك أحبابك الملايين أينما نويت، وسينجلي الأشرار عنا يوما، عليك أيها الكبير بصحتك والإهتمام بها، لتعود معافى لنا بكل عنفوانك الجميل.
أما عراقنا المبتلى بالكوارث، فكم مرّ طغاة عليه، لكنه عاد وتعافى وخرج من بين الرماد، وسوف يخرج حتماً، وتنقشع الغمامات.
ألست القائل:
((أمطِري بغداد خيرا ً أمطِري
وعلى الأشرار نارا أنثري
أمطِري خبزا على كلّ فقير ٍ
أمطِري سُمّا على كلّ ثـَري))

ستلبي بغداد ندائك....
 لن تضيع أحلامك مع الريح ولن تضيع أشعارك أبداً، أنك يا خلدون صاحب مسلة العشق الجميل، أشعارك وألحانك وأفكارك التي سطرتها في مئات القصائد الغنية، وأناشيدك الثرية بمضامينها البهية، ستكون كالفنار للأجيال التالية.
إن الغابة المحترقة سوف تخضرُ يوماً، وتزهر أشجارها، وتعقد ثمارها، حينها تتأمل حبيبتك
وسط الغابة أَو فوق الصخور المعشوشبة،  تتفتّحُ عيناها كالنرجس، وتفوح وجنتاها كالقرنفل.

نعم يا خلدون نحن نحمل همومّ الفقراء، لكن....ماذا لو أفاقت مدن العراق من سباتها اللعين، وتفجّرت براكين غضبها، فنحن والسياطُ الطبقية منذ الطفولة تعارفنا، ما من مرةٍ تخاصمنا،  ما من مرة تفارقنا، ثمانون عاماً والسياط الطبقية تنهكنا، ما زالت كأشواكِ نجوم الليل تلسعنا، ماذا يحدث... ماذا لو نلعنُ هذا الليل الأحمق، ماذا لو نمحوا هذا الليل البهيم، ماذا لو نعيد نشوةَ الأطفال هنيهة، لن نغيظ إنطاكية، ولا سفن الإغريق ستغرق.
فهل نعيد نشوة الطفولة...؟، وهل يتركنا الجلادون يوماً؟
إلى ذلك الحين لك خالص مودتي...

محمد الكحط – أبو هيلين-
ستوكهولم آب 2014م

275
التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
 يعقد مؤتمره الرابع




محمد الكحط –ستوكهولم
تصوير: عاكف سرحان


بعد جهود ولفترة ليست بالقصيرة عقد المؤتمر السنوي الرابع للتيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم - تحت شعار ((التيار الديمقراطي العراقي خيارنـا للتغييـر(( ، في يوم الأحد 21 09 2014 والمصادف يوم السلام العالمي وسمي مؤتمر شهيد الديمقراطية والثقافة ( كامل شياع)،  حضر المؤتمر العديد من المندوبين والضيوف، كما حضر الوزير المفوض لسفارة جمهورية العراق الدكتور حكمت جبو ، والدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وممثلون عن المركز الثقافي العراقي في ستوكهولم، وممثلون عن الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وشخصيات ديمقراطية ووطنية مستقلة.

 


بعد الترحيب بالحضور من قبل عريفي الجلسة السيد محسد والسيدة بشرى، تم الوقوف وقراءة النشيد الوطني العراقي، ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء أبناء شعبنا العراقي. وقد أرسل السفير العراقي في السويد الأستاذ بكر فتاح حسين برقية للمؤتمر قرأها الوزير المفوض لسفارة جمهورية العراق الدكتور حكمت جبو، تمنى فيها نجاح أعمال المؤتمر ((الأخوة والأخوات في التيار الديمقراطي في السويد ، بمناسبة انعقاد مؤتمركم الرابع نتقدم لكم بأجمل التهاني والتبريكات متمنيا لمؤتمركم الموفقية والنجاح في سير أعماله والخروج بقرارات تخدم العملية السياسية الديمقراطية في العراق، وتعمل على تركيز المبادئ والأسس التي ناضل من أجلها أبناء شعبنا وتجسدت في دستورهم....)).
 

ثم قدم الزميل نبيل تومي كلمة التيار الديمقراطي في ستوكهولم، ومما جاء فيها، ((...كان الديمقراطيون العراقيون في السويد سباقون في تأسيس كيانهم، تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم التي تأسست عام 2011 .. من الاحزاب والمنظمات الديمقراطية العراقية العاملة على الساحة السويدية ومجموعة محترمة من الشخصيات الديمقراطية العراقية، ولازالت الأبواب مفتوحة لكل من يجد بنفسه سمات ديمقراطية ومن يتطلع، أفراداً ومنظمات وأحزاباً، لديمقراطية حقيقية تنقل البلاد إلى جادة الأمان والسلم الاجتماعي ..إن من كان يراهن على الاحتلال لتخليص البلاد من دكتاتورية صدام حسين، أثبت التاريخ أنه على خطأ، فعمر الاحتلال الأجنبي لم يجلب خيراً إلى البلد خصوصاً إذا كان لا يعمل تحت مظلة دولية ولأهداف واضحة يقرها المجتمع الدولي، فكان الاحتلال الأمريكي دماراً للعراق كدولة حيث عمل على حل الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها وحل الجيش العراقي وأصبح الجيش الأمريكي وقياداته يشيعون خراباً ودماراً في جسد العراق والعراقيين والدولة العراقية .. أن السياسة الرعناء التي ثبتتهـا الإدارة الأميركية بعد 2003 سببت في دمار حقيقي للبنية المجتمعية القائمة على القوانين والتشريعات المدنية، التي تكاملت مع تطور الدولة العراقية المعاصرة على الرغم من دكتاتورية صدام التي هي بالتأكيد كان لها ان تسقط عاجلاً أمن آجلاً.. ضمن هذه المعادلة السياسية البائسة كان لابد للتيار الديمقراطي العراقي أن يعي ضرورة الاتكال على قواه الذاتية المتمثلة بجميع الرافضين لهذا الواقع المزري، وانطلقت مهمة تجميع القوى الشعبية الرافضة لكل المظاهر السلبية الخطيرة التي رافقت العملية السياسية، وإنقاذها من السقوط في أحضان ميليشيات دموية أشاعت الرعب بين الناس، ومزقت لحمته الاجتماعية والوطنية .. إن تأسيس التيار الديمقراطي أعطى إشعاع أمل إلى كل القوى الراغبة في إنقاذ العملية السياسية وتثبيت الديمقراطية الحقة، ودفعها للانضمام إلى التيار، الذي نأمل أن قوامه يتسع أكثر فأكثر على الرغم من المضايقات التي تذكرنا، بالمقبور صدام حسين وسياسته القمعية في كم الأفواه .. وعلى هذا الطريق تشكلت مجموعة من الائتلافات الانتخابية وكان معظمها تحت تسمية (التيار المدني الديمقراطي) ، الذي حقق، وعلى الرغم من كل مظاهر التزوير والنظام الانتخابي سئ الصيت، من الحصول على عدد من النواب في البرلمان العراقي .. وهم اليوم يناضلون مع مجموعة خيرة لعمل شئ ، على الرغم من المصدات الهائلة التي وفرتها الكتل الكبيرة الحاكمة...)) . 
بعدها جاءت كلمة  هيئة الاحزاب والقوى السياسية العراقية : قدمها السيد  لؤي البوبصيري، وفيها (( مما ﻻ شك فيه أن عراقنا الحبيب،  يمر بظروف استشنائية،تتطلب منا كأبناء وشرائح مثقفة وأحزابا سياسية، ومؤسسات مجتمع مدني، أن تتضافر كل الجهود الخيرة، للوقوف صفا واحدا،ضد هذه الهجمة الشرسة، التي تريد النيل من العراق أرضا وشعبا وحضارة، إننا أحوج ما نكون في هذا اليوم، أن تتلاقح فيه أﻻفكار وتتوحد فيه الرؤى، من أجل الحفاظ على تاريخ وحاضر ومستقبل العراق من غربان الشر وأفكارهم الشيطانية،والتي تنتسب للإسلام زورا وظلما وافتراء عليه)).
أما كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد والتي قدمها السيد كفاح محمد فقد جاء فيها، ((ان الواقع الذي يعيشه بلدنا يفرض الحاجة الموضوعية للتيار الديمقراطي، وعليه أي التيار الديمقراطي تقع مسؤولية تغيير الواقع العراقي المتردي في شتى الميادين، فالمهمة ليست سهلة بل تكتنفها الصعاب والعقبات، من محاصصة طائفية اثنية مقيتة، وفساد مستشر في كافة مؤسسات الدولة والمجتمع، إضافة الى عوامل التخلف والجهل، ولكن همة القوى الديمقراطية ونضالها المتواصل دون كلل، يفتح كوة الأمل للمستقبل....ينعقد مؤتمركم، وعراقنا الحبيب يواجه تحديات صعبة على الصعيدين الأمني والعسكري، فعصابات داعش وحلفائها من بقايا البعث والمنظمات الإرهابية، لا تزال تسيطر على أراض من بلادنا، وتواصل عملياتها الإرهابية في بغداد وغيرها من المحافظات، وللوقوف بوجه هذه التحديات،  يتطلب تعزيز الانسجام بين أطراف العملية السياسية وتعاونها، وان تعمل كافة الأحزاب والقوى السياسية على تغليب مصلحة الوطن  فوق المصالح الحزبية الفئوية الضيقة لتكون سندا مجربا ومتينا لشعبنا وقواته المسلحة وقوات البيشمركه وسرايا الحشد الشعبي، وهي تحقق انتصاراتها على عصابات الإرهاب والإجرام، وتطهر أرض بلادنا من رجسهم، فتحية إجلال وإكبار لجيشنا الباسل وقوات البيشمركه وسرايا الحشد الشعبي)).

وتم الاستماع لعدد من الكلمات من تنسيقية التيار الديمقراطي في بريطانيا، تنسيقية التيار الديمقراطي في جنوب السويد، وتنسيقية التيار الديمقراطي في هولندا، تنسيقية التيار الديمقراطي في الدانمارك. 9ونادي 14 تموز الديمقراطي العراقي، ورابطة المرأة العراقية في السويد، وجمعية المرأة المندائية في ستوكهولم، ومؤسسة الحوار المتمدن، والحركة العمالية الديمقراطية في ستوكهولم. كما قدمت تهنئة تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم بمناسبة يوم السلام العالمي. وكان  لمكتب السلام العالمي في السويد كلمته التي قدمها السيد محسن شريدة، حيث تمنى للمؤتمر النجاح بأعماله ودعم وتضامن مكتب السلام مع التيار الديمقراطي في العراق ولكل النشاطات الديمقراطية والوطنية.
ووصلت العديد من البرقيات منها من الحزب الديمقراطي الكردستاني، تنسيقية التيار الديمقراطي في المجر، تنسيقية التيار الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية/ مشيغان، جمعية الرافدين لدعم التربية والتعليم في العراق، جمعية طيور دجلة، حركة التغيير في أقليم كردستان، جمعية المصورين العراقيين في السويد، ومن الدكتور كاظم المقدادي والدكتور خليل عبدا لعزيز. و برقية مكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي.
 وجميعها أثنت على أهمية التيار الديمقراطي وتمنت النجاح لأعمال المؤتمر.
هذا وكـان عـدد ممثلي الاتحادات والجمعيات والأحزاب التي حضرت حوالي 17 منظمة.

 بعدها تفرغ المؤتمر لفقرات جدول أعماله، حيث تم انتخاب هيئة الرئاسة، ولجنة الاعتماد، ولجنة القرارات والتوصيات والبيان الختامي، ثم ناقش المؤتمرون التقريرين ألانجازي والمالي، مثمنين جهود ونشاطات تنسيقية ستوكهولم للتيار الديمقراطي، مبدين عددا من الملاحظات والمقترحات لتطوير العمل. وتم مناقشة التعديلات على النظام الداخلي وإقرارها، ثم تم الإعلان عن انتهاء أعمال اللجنة السابقة.
وتم انتخاب الهيئة الإدارية الجديدة للتيار الديمقراطي في ستوكهولم.
وأختتمت أعمال المؤتمر بتقديم التهاني للفائزين الذين سيمثلون التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم. وتم قراءة وإقرار البيان الختامي لأعمال المؤتمر.

276
منحوتات من بلاد ما بين النهرين في باريس


       

محمد الكحط – باريس-

للفترة من 12-16 سبتمبر/ أيلول 2014، شهدت باريس أفتتاح معرض أعمال نحتية من بلاد ما بين النهرين  لثلاثة فنانين عراقيين، وهم كل من النحات طه وهيب والنحات رضا فرحان والنحات نجم القيسي، الذين وصلوا باريس مؤخراً لحضور مراسيم الافتتاح والأشراف على المعرض.


المعرض تحت عنوان  ((منحوتات من بلاد الرافدين في باريس))، بدعوة من مركز ((لوسكريب لارمتان))، وشارك كل فنان (بستة أعمال نحتية).
التقينا مدير المركز وهو الأستاذ أسامة خليل (شاعر وأكاديمي)، وهو صاحب الكاليري الذي يقع وسط باريس ويقدم فيه فعاليات ثقافية باستمرار، من أمسيات شعرية وموسيقية من مختلف أنحاء العالم، وعن هذا المعرض يقول (ان الفنانين الثلاثة لديهم خبرة وتميز في الأعمال، ومستوى نتاجاتهم ذات مستوى فني مؤثر ورائع).
 
ساهم الفنان نجم القيسي بأعمال نحتية برؤية تعبيرية جديدة بعيداً عن المألوف، مستخدما مثلا الشكل المربع الهندسي للعجلة بدلا من الدائرة موحيا إلى صعوبة المسيرة، كما أنه استخدم مادة (الستيل) في تنفيذ أعماله بارتفاع 40-50سم، في مزاوجة بين معدنين (الستيل والبرونز)، تعبيرا عن مضامين مؤثرة بأسلوب حداثوي جميل، وكأنه يحاكي الزمن العراقي الحالي حيث بطأ الحركة أو لربما حتى إستحالتها، للفنان القيسي أعمال عديدة معروفة منها عمل (الراية العراقية 2008) في ساحة قرطبة وهو من البرونز، ونصب الأهوار 2007، نفذ في محافظة الناصرية، وهو بأرتفاع 10م. وتصميم سارية العلم العراقي في ساحة الطيران 2008، وغيرها من الأعمال النحتية.


الفنان طه وهيب جسد في أعماله النحتية جسد الإنسان، فها هو الإنسان العاشق أو ها هي المرأة بكل عنفوانها، فقد امتازت أعماله بعمقها، فلها تواصل وعلاقة مع آثارنا، وكأنها مستوحاة من تلك الحضارات التي عاشت في بلاد مابين النهرين، شبيه بما تركوه من آثار ورموز ونقوش أولئك أجدادنا من السومريين والبابليين والآشوريين، بل وحتى من جاء بعدهم من بناة بغداد والبصرة، فتجد الشناشيل بحلتها الفنية الجديدة تزهو من عمل وإبداع أنامل الفنان طه وهيب، أنه يتفاعل مع المواد الخام ويستنبط منها معادلاته الخاصة، ونلاحظ العمل الواحد عنده يتكون أكثر من قطعة، يستطيع المتلقي أن يغير من العلاقات الموجودة فيه ليعطي العمل بعداً أو أبعاداً جديدة ومضامين جديدة، لكنها في وحدة تفاعلية منسجمة في كل العلاقات الجديدة، ولربما هذه الطريقة تم العمل بها من قبل بعض النحاتين ومنهم من العراق وخارجه، ومنهم كما كتبت سابقا الفنان سلمان راضي حيث كانت له تجربة قبل عدة سنوات بهذه الصيغة.



الفنان رضا فرحان، قدم أعماله مستخدما الرأس، بدلا من موضوعة الجسد بكامله، فهو يعتبر ان للرأس قيمته المهمة فهو أهم جزء في جسد الإنسان فهو الفكرة وهو المعاناة وهو القرار وهو العمل، فنجده كالماكنة في رأس آخر كالساعة في إضافة للحركة في داخل العمل النحتي، فالساعة تنبض وتتحرك أنه الزمن في الحركة الدائمة، ومركزه العقل البشري، وها هو رأس آخر وكأنه آلة الجوزة الموسيقية، أو القيثارة، ورأس كالمرآة وكأنه يوحي أو يقصد بها اختلاف الإنسان، فهنالك من يحمل الضغينة والحقد وآخر رأس حالم يحمل في داخله الإنسان وقيمه الإنسانية الإيجابية.
وها هنالك رأس ممتلئ وهنالك رأس فيه مفتاح وكأنه يرمز للفكر البناء الذي يملك مفتاح السلام والأمان للبشر، ونجد مربع في الرأس وكأنه أراد التعبير بوجود أناس ممتلئين بعقد الحياة وكأنهم منتظرون من يفك عقدهم، فهي نظرة لربما شبيهة بالكاريكاتير، لكنها معبرة وذات دلالات نقدية لما يمر به الإنسان من محن وظلم وظلام.

المعرض نظم في باريس في فترة زمنية مهمة، حيث تستضيف باريس مؤتمرا لدعم العراق في مواجهة الإرهاب، والمعرض يعطي الصورة الجميلة عن شعب ما بين النهرين المعطاء وصاحب العطاء الإنساني الرفيع.

277
ورطة فنان عراقي في السويد

محمد الكحط –ستوكهولم-

طارق الخزاعي فنان عراقي، حل به الترحال في السويد بعد معاناة طويلة، ولكن طموحه بالعطاء وإثبات الذات، وحبه للإبداع الفني وتطوره، كان هاجسه دوما، وهنا يبدو أنه قد تفتحت له الفرصة، ونال بعض ما أراده، لكن يبقى طموحه أن يكون هناك في بلده ليكون لإبداعه طعم ونكهة أخرى.
أينما تسير في السويد في الشوارع في المحطات في وسائط النقل العامة تجد صوره منتشرة في كل مكان، فغدا نجما ساطعا يحسب حسابه، نعم أنه اليوم هنا معروف أكثر من أي وزير أو نائب بالبرلمان أو حتى ممثل سويدي، فالتلفزيون السويدي يعيد كل يوم عدة مرات صوره والدعاية التي يقدمها، وبأسلوبه المحبب فغدا ماركة مسجلة، وتحول إلى معبود الجماهير هنا، وحتى نحن الذين نسير معه أحياناً في الشارع نحس بالضيق من كثرة المعجبات والمعجبين وهم يترجوه أن يلتقطوا صوره تذكارية معه، فكيف هو!!!
التقيناه لنتحدث معه حول السرّ في هذه الورطة وكيف حصلت.


   

أكبر معمرة في السويد معجبة بإعلانات الفنان العراقي طارق الخزاعي وأمتد هذا الإعجاب لحفيداتها ثم لزوجها ... قالت لي: أعجبنا بك لأنك تتحدث عن الحب وقيمه بكلمات ثم تقدم إعلاناتك بأداء يجبرنا على المتابعة والإعجاب
... أنك ممثل فذ ...هذه الكلمات تجعلني أبذل طاقة كبيرة كي أكون في المقدمة بين محترفين عالميين يفوقوني بالخبرة والحرفية ... والمنافسة تخلق المبدعين دائما كما الرياضة تخلق الأبطال... تحية لهذه المرأة السويدية وعائلتها.



الطفل الذي يرتدي التي شرت اﻷخضر بكى حين علم بأن أخته وأخوه صوروا معي فلحقتني وصورنا معا وعادت الضحكة لوجهه
 ... لحظات لها ألف معنى في روح الفنان ...جميل أن امنح السعادة للجميع.



س: العزيز الفنان طارق الخزاعي، أولاُ نريد تعريف سريع عن سيرتك الذاتية....؟
ج: بأختصار وتواضع أنا كاتب ومخرج مسرحي وممثل ومدرب مبارزة حاصل على الشهادة الدولية لإتحاد المبارزة العالمي.

س: متى غادرت العراق وما هي الأسباب...؟
ج: غادرت العراق بعد تعرضي للاعتقال والمحاكمة والسجن لمرتين متتاليتين وأخطرها تقديمي متهما بمحكمة الثورة السيئة الصيت بعد تأليفي مسرحية
        أنهض أيها القرمطي هذا عصرك. وسكنت الأردن وأسست فرقة مسرح جدارا بمدينة أربد وألفت مسرحية (جدارا تنهض نحو الشمس) وفازت
         بالجائزة الأولى بمهرجان البحر الأبيض المتوسط عام 1996.

س: وكيف وصلت السويد...؟
ج: وصلت السويد كلأجىء سياسي عن طريق الأمم المتحدة من الأردن,  بعد تقديمي نص مسرحي بعنوان (الباحث عن الضوء) بمهرجان الفوانيس
        الدولي وكانت تتحدث عن معاناة المثقف العربي في بلد يحكمه دكتاتور أرعن.

س: المجتمع السويدي شبه مغلق كيف استطعت أختراقه في البداية...؟
ج: بواسطة الرياضة حيث كان كل الشباب الذين أدربهم من أصول سويدية فقط ومن ثم عن طريق الفن المسرحي وأخيرا عن طريق الإعلان التلفزيوني
      الذي منحني شعبية كبيرة بحيث غدت البيوت السويدية مفتوحة لي كواحد منهم ولا أخفي عليك, الكثيرون يعبرون عن الحب بالهدايا كما أعبر أنا عن
     حبي الكبير للمعجبين من الأطفال والصبيان بهدايا رمزية وطدت الحب ورسخت محبة المسرح والفن لديهم وهم جمهوري القادم.
 
س: وماذا قدمت من أعمال هنا...؟
ج: سكنت مدينة نيشوبنك وشاركت بكل مهرجاناتها الفنية وقدمت مسرحية شهريار وشهرزاد بمهرجان (بلا حدود) وفي سودرتاليا قدمت على خشبة       
    مسرح (مسرح الحكاية) مسرحية (أحدب بغداد) مونادراما من تأليفي وإخراجي وتمثيلي ... ورفضت عدة دول عربية لدعوتي في مهرجاناتها لكونها
    تتحدث ضد النظم الدكتاتورية وتحذر الحكام من مصير أسود. وهي مستقاة من معاناة العراقيين أيام الحرب العراقية الإيرانية والغزو الأمريكي.

س: وحول الورطة كما سميتها أنا هل تتفق معي، وأزعم أنا أنها أجمل ورطة في السويد، كيف حصل ذلك، كيف حصلت الفرصة...؟؟
ج: الورطة الكبيرة هي حصولي على شهرة كبيرة وواسعة في السويد والدول الأسكندنافية لم أكن أحلم بها أطلاقا وتجاوزت حدود الواقع لأي فنان في
       العالم بلا مبالغة وفي بلد حضاري كالسويد وإلا كيف تصرف ملايين الكرونات لعمل إعلانات تلفزيونية وصور ضخمة تفوق صور ممثلي هوليوود
      ويلاحقني المعجبين والمعجبات كأني ممثل أو مطرب مشهور ؟!

س: الآن وبعد كل ما حصل، ما هو الطموح هنا وقد أصبحت نجما لامعا بلا مبالغة...؟
ج: طموحي هو التعاون مع شركات أنتاج عربية وبالتحديد من مصر والخليج وبالذات الأمارات العربية المتحدة مع رجال الأعمال العرب في السويد
     وشركات سويدية لعمل أفلام متنوعة ومسلسلات درامية وبرامج هادفة سيما وأن العرب أصبحوا يشكلون الجالية الأولى وأحلم بأداء أدوار كوميدية ودرامية تكشف موهبتي بالتمثيل ولازلت متفائلا ومنتظرا هذا اليوم.

س: والعراق هل غاب عن ذهنك، هل من مشاريع مستقبلية...؟
ج: لم يغب العراق عن بالي لكن العراق غيبني وخاصة قنواته الكثيرة التي تهتم بالفارغ والساذج من الأمور ولازلت أؤمن بأن هناك طاقات فنية رائعة
      لكن الجهل وعدم الاختصاص هو الذي يلازم المسؤولين على الفضائيات والأعلام والمسرح... عرضت سنة كاملة خدماتي المجانية وتجاهلوها بحكم
      الغباء سامحهم الله.

س: رأيك بالفنانين والمثقفين العراقيين هنا في السويد، عطائهم، أندماجهم، تواصلهم مع أبناء الجالية والوطن...؟
ج: الفنانين والمثقفين العرب في السويد بالذات لهم نتاج جيد ومبدعون ويحملون أفكارا جديدة وجريئة، ومنهم من يحاول الإسراع بعملية الصهر الثقافي بين العرب والسويديين, لكنهم بطيئون في الحركة وقليلو الإنتاج، والبعض منهم أستسلم لليأس بعد أول صدمة وهذا خطأ ...أمل ان نتواكب بالمسيرة مع فناني السويد بكل المجالات.

س: هل واجهت آراء السويديين بالشارع أو بمحل عام رأيهم بك ؟
ج: الحقيقة أن أرائهم تهمني من صغيرهم لكبيرهم، وخاصة السالب منها لكي أقوم مسيرتي، ولكن صدقني لم أجد إلا المحبة والتشجيع، وأعتقد أن بعض الأصدقاء المخلصين والمقربين لي خير شهود ...مرة قالت لي سويدية: أنت دخلت القلوب لأنك تبدأ بقصة حب تمنحنا الفرح ومن ثم تدعو للدعاية للبضاعة وتقنعنا بشرائها. ومرة قالت لي امرأة كذلك: أنت تمنحنا الضحكة والمتعة بثواني سعيدة والسياسيين يصدعون رؤوسنا بثرثرتهم. وكلمات ثناء من معجبين ومعجبات من أصول أفريقية ومن أمريكا اللاتينية وأسيوية وهندية وأفغانية وغيرهم يمنحوني حلو الكلام والبعض يعانقني ويقبلني.

س: هل أثرت الشهرة والمال على مركزك ومحيطك العائلي ؟
ج: لا أخفي عليك أن للشهرة لذتها الكبيرة وسلبياتها القليلة، وحين تأتي الشهرة وصاحبها بعقل كبير وأدراك ملتزم واع للعمل وللمحيط العائلي فلا خطر منها,  فالشهرة بصراحة دائما تهدم العائلة لمغيراتها العديدة, لأن الفنان يصبح ملك الناس والشارع ورغم الغيرة من حلو النساء ألا أن زوجتي ساندتني بقناعة لتكون أحيانا المصور لأرشيفي الفني.

س: من تعتقد هم جمهورك الأكثر والأحب والذين يحيطون بك في كل مهرجان.

ج: الأطفال وهم قريبون لقلبي جدا والشباب جميعا فهم يظهرون عواطفهم وإعجابهم وكأني واحد منهم وأحيانا أشاركهم الرقص والغناء وفي كثير من
       الأحيان يتم أختطافي عنوة لأغني معهم سواء بالعربية أو السويدية مما أثار انتباه شركة الكومفيك فعملت لي إعلان سوف يعرض بأعياد الكريسمس (أعياد الميلاد ورأس السنة)
      القادم أغني بالسويدية ويشاركني خمسة عشر شابا وشابة الغناء والرقص وسيكون مفاجأة جدا.

س: هل من كلمة أخيرة ؟
ج: تحية لكل العرب والعراقيين الذين آزروني فأحببتهم بلا حدود، وتحية خاصة للشعب السويدي الحضاري الذي منحني الحب الكبير وتحية للمخرج الرائع
     يوسف فارس وصديقي كرستر والى شركة الكومفيك والى الصديق الرائع رجل الأعمال هاروت آرتين الذي وقف بجانبي دائما وتحية خاصة لزوجتي
    أحلام القاضي ولولدي ظفار وصديق العمر الفنان عصمان فارس الذي شاركني بدء العمل الإعلاني بالسويد والى كل من آزرني.   

تقبل منى أرق التحايا
محمد الكحط

   

   

278
انتخابات السويد واللحظات الأخيرة

الأيام الأخيرة للناخبين السويديين مع صناديق الاقتراع
هل ستفلح قوى اليسار في العودة إلى الحكم؟

محمد الكحط
انطلقت الفعاليات الماراثونية والدعايات  للانتخابات في السويد، وبدأ التصويت المبكر منذ 28 آب لينتهي يوم 14 أيلول/ سبتمبر الجاري.
تجري الانتخابات العامة في السويد مرة كل أربع سنوات، ويحق لحوالي 7 ملايين شخص المشاركة فيها، ممارسين حقهم لإيصال من سيمثلهم في البرلمان السويدي (Riksdag)
وهذه الانتخابات ليست للبرلمان السويدي فقط، بل لمجالس المقاطعات والمجالس البلدية في آنٍ واحد، وهذا ما يوفر الجهد والوقت والنفقات، حيث يحق لكل مواطن بلغ  18 عاماً من العمر يوم الانتخابات أن يساهم فيها، ويحق لكل مواطن أجنبي أكتسب الجنسية السويدية ان يساهم أيضا شأن المواطن الأصلي في الانتخابات الثلاثة. أما المقيمون الذين مرت على إقامتهم فترة تزيد على ثلاث سنوات ولم يحصلوا على الجنسية بعد، فتحق لهم المساهمة في انتخابات مجالس المقاطعات والمجالس البلدية فقط. وتقوم الدولة  بإرسال بطاقة التصويت على عنوان المواطنين المستوفين للشروط قبل أيام من الانتخابات، وفيها المعلومات المطلوبة كاملة وأماكن التصويت التي تكون في العادة قريبة من أماكن سكنهم. وتوفر البلديات كافة المستلزمات لتسهيل الإجراءات كي تتم الانتخابات بيسر ودون تأخير. كذلك يتم تقديم المعونة للمواطنين الذين يحتاجون إلى مساعدة خاصة ليدلوا بأصواتهم أيضا.
وخلال هذه الفترة يتابع الجميع التنافس الشديد مع اقتراب المواعيد الأخيرة للتصويت. ومن الجميل أن نرى مواطنين ومواطنات من أصل عراقي يدخلون التنافس للحصول على مقاعد في البرلمان السويدي وفي مجالس البلديات.  ويبدو ان المواطنين من أصول أجنبية شعروا بأهمية دخول عالم السياسة في السويد، وحتى الأحزاب السويدية تدعم هذا التوجه بسبب ازدياد أعداد هؤلاء في المجتمع السويدي. علما ان على أي حزب كي يتمثل في البرلمان أن يحصل على ‏4‏ في المائة على الأقل من مجموع الأصوات المدلى بها في الانتخابات، وهي قاعدة مصممة لمنع الأحزاب الصغيرة جداً من دخول البرلمان.
ويوجد حاليا ثمانية أحزاب ممثلة في البرلمان: حزب المحافظين، والحزب الديمقراطي المسيحي، وحزب الشعب الليبرالي، وحزب الوسط ، وحزب الخضر، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب اليسار. إضافة إلى حزب ديمقراطيي السويد، وهو حزب متهم بالعداء للأجانب، وصل للبرلمان في الانتخابات الأخيرة لأول مرة.
 وتسعى جميع الأحزاب إلى كسب الأصوات  لها من خلال طرح الوعود الانتخابية المختلفة والتوجه خصوصا لفئات الشباب عبر الوعد بتوفير فرص عمل أو فرص دراسية أو مجالات ترفيهية. ويبدو اليوم جلياً ان الحزب الاشتراكي الديمقراطي يحاول العودة للسلطة التي فقدها في الدورات السابقة، منتقدا الحكومة ومتهما إياها بسوء إدارة اقتصاد السويد.
وكان تحالف يمين الوسط بزعامة رئيس الوزراء الحالي فريدريك راينفيلت قد حصل على ثقة 49,3 بالمئة من الأصوات، وعلى 172 من أصل 349 مقعداً في انتخابات  19 أيلول 2010. وبذلك تقدم الائتلاف التي تشكل بعد الانتخابات على كتلة اليسار، التي حصلت على 157 مقعدا و43.7 بالمئة من الأصوات.
وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها إعادة انتخاب حكومة يمينية في بلد مثل السويد، حكم فيه  الاشتراكيون الديمقراطيون الساحة السياسية لعقود.
وخلال بداية الحملة الانتخابية الحالية، كان واضحا تقدم الاشتراكيين الديمقراطيين، وبنسبة 10 بالمئة حسب البيانات والاستفتاءات. ولكن هذه النسبة تراجعت في الأيام الأخيرة إلى 6  بالمئة.
 ولا ندري إلى ما ستؤول النتائج خلال الأيام الحرجة القادمة. لكن يبدو أن تشكيل تحالف واسع لقوى اليسار ليس سهلا، وبسبب ذلك خسرت قوى اليسار الانتخابات الماضية لصالح اليمين. والأيام القليلة القادمة ستحسم الأمور. وموعد 14 ايلول على الأبواب.
وينتظر الجميع اليوم ما ستؤول إليه انتخابات هذه السنة، وهو ما سيتبين بعد أسبوعين من الآن، غداة الاقتراع في 14 أيلول الحالي.

279
تجمع وتظاهر للتضامن مع أبناء شعبنا من المكون الإيزيدي، والمكونات الأخرى

تحت شعار كلنا شنكال يدعو اتحاد الجمعيات الإيزيدية .. وبلاتفورم شنكال إلى التجمع للقيام بمظاهرة أمام مبنى السفارة الأمريكية في ستوكهولم وذلك يوم الثلاثاء المصادف 19 آب/ أغسطس 2014  في تمام الساعة الثانية ظهرا. 
 
داعين جميع الشرفاء من القوى الوطنية والتيارات السياسية والمنظمات والهيئات والأفراد.. بالمشاركة لفضح ممارسات عصابات داعش المجرمة من يقف ورائها ضد أبناء شعبنا من المكون الإيزيدي، والمكونات الأخرى. والتضامن معهم والمطالبة من المجتمع الدولي بسرعة التدخل  لإنهاء محنتهم ومعاناتهم، وما يتعرضون له من إبادة بشرية وتهجير وانتهاك لآدميتهم.
اتحاد الجمعيات الإيزيدية .. وبلاتفورم شنكال
عنوان السفارة الأمريكية:
Embassy of the United States of America
Dag Hammarskjölds väg 31
SE-115 89 Stockholm

280
في اختتام فعاليات مهرجانهم الثقافي الفني، الأنصار الشيوعيون يؤكدون تضامنهم مع أبناء شعبهم

محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: بسام ناجي/ علي البعاج/ وآخرون


بقلوبٍ مليئة بالتفاؤل والأمل بالمستقبل ودع الأنصار بعضهم البعض، بعد أنتهاء فعاليات المهرجان الثقافي الفني لرابطة الأنصار، في ستوكهولم والتي استمرت ثلاثة أيام للفترة من 1ولغاية 3 آب. بحضور جماهيري كبير ونوعي، فقد توافد الأنصار من العديد من مدن العالم ومن العراق ليساهموا في هذا الملتقى الثقافي الفني وليلتقوا مع بعض ليعيدوا ذكريات الأمس النضالية وليجددوا تواصلهم الذي لم ينقطع أبداً، فعلاقتهم التي تجسدت في نضالهم الصعب ضد الدكتاتورية ليس لها مثيل، وأخيرا ليعلنوا تضامنهم مع أبناء شعبنا في محنتهم التي يواجهونها اليوم.
وهكذا أنتهت لحظات من الحب والوداعة ، بسرعة وكأنها الحلم، أعادت البهجة لقلوب الأنصار ومحبيهم، أعادت الأعتزاز بتأريخهم المجيد وعطائهم الكبير، وفي هذا التقرير المصور يمكن نقل بعض مما تم تقديمه من فعاليات ثقافية فنية.

فخلال الأيام التي سبقت المهرجان بذلت اللجنة المشرفة على المهرجان أقصى الجهود والاتصالات من أجل أن يكون كل شيء معد، لتكون الفعالية بمستوى الطموح، وبالتعاون مع الأنصار في ستوكهولم والمدن الأخرى، فتوزعوا على مختلف المهام التي تتطلبها مستلزمات المهرجان، وبدأت الوفود تتواصل، وكانت لجنة الاستقبال بمستوى المسؤولية.


أفتتاح المهرجان

يوم الأفتتاح الأول من آب، كان في المركز الثقافي العراقي في السويد، وكان يوما مليئا بالمفاجئات ومفعما باللقاءات الحميمية بين الأنصار، الذين تبادلوا العناق والإبتسامات والقهقهات، وأحيانا العتب والاستغراب لما فعلت الأيام بتضاريس الوجوه التي ما زالت تنبض بالحياة والأمل والتفاؤل. فقد غصت قاعات المركز الثقافي العراقي في السويد بالحضور من الأنصار وضيوف المهرجان. كانت لوحات النصير الفنان عماد الطائي تزين جدران القاعة في المركز.

افتتح برنامج اليوم الأول بنشيد "موطني"، ثم الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحركة الأنصارية، ثم رحب مدير الحفل النصير نجم خطاوي بالضيوف الذين كان بضمنهم الوزير المفوض في السفارة العراقية د. حكمت جبو، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين، والرفيق مام صالح والرفيق عبد الرزاق الصافي، وقد أرسل سفير العراق في السويد برقية للمهرجان ووعد بالحضور في اليوم الثالث لعدم تواجده في ستوكهولم، بعد ذلك ألقى النصير سعد شاهين، كلمة رابطة الأنصار فرع ستوكهولم وشمال السويد، ومما جاء في الكلمة، ((أهلا بالأنصار البواسل، أهلا بالمناضلين، أهلا بالوطنيين المخلصين، أهلا بالأوفياء لشعبهم ولوطنهم ولمبادئهم التي آمنوا بها وقدموا الغالي والنفيس من أجلها، أننا فرحون هذا اليوم لأنكم لبيتم الدعوة للحضور واللقاء ليس فقط لاستعادة شيئا من ذكريات ذلك التاريخ المجيد، وتلك الأيام النضالية التي رسمتم فيها صفحات مجيدة من تاريخ شعبنا النضالي السياسي المعاصر، بل لننقل للآخرين عبر ومعاني هذه التجربة، فسيذكركم الجبل بالصمود والتحمل، والسهول والوديان بالأمل والأنهر والشلالات بالوداعة، والناس والشجر بالوفاء والحب،  لقد تركت حركة الأنصار إرثاً عظيما ستذكره الأجيال القادمة بالانبهار والفخر، إرثا رُسم بعرق ودماء وعطاء وتضحيات الأنصار المجيدة، تاريخ عظيم سُطّرت فيه أجمل صور العطاء الإنساني. لقد كانت الحركة الأنصارية للحزب الشيوعي العراقي، نموذجا للوحدة الوطنية العراقية حيث أنها كانت الوحيدة التي جسدت تلاحم جميع مكونات المجتمع العراقي وألوان طيفه الجميلة الزاهية هذه الوحدة الاجتماعية المفقودة اليوم، والتي بدونها لا يمكن بناء عراقا مدنيا ديمقراطيا سليما)). كما اشادت الكلمة بالنصيرة العراقية الشجاعة مشيرة الى ان رغم الظروف المعقدة، ((لم تتوان المرأة العراقية ومن كل الطيف العراقي الجميل من أن يكون لها حضور متميز في هذه الحركة نصيرة في المفارز ومشاركة في كل مجالات ونشاطات الحركة الأنصارية وتتذكر القرى حتى اليوم تلك الأسماء النبيلة للنصيرات اللواتي عملن كطبيبات لمساعدة الفلاحين.
اليوم يعاني جميع أبناء شعبنا من هجمة إرهابية شرسة من قوى متخلفة وبدعم إقليمي ومن أطراف دولية لا تريد لشعبنا ووطنا الخير، وملامح هذه الهجمة وصلت إلى مديات خطيرة بعيدة عن أية قيم إنسانية حيث يشرد آلاف العراقيين الأصلاء المسيحيين والأيزيديين والتركمان والشبك وغيرهم من أراضيهم ومساكنهم دون ذنب وتراق الدماء وتنتهك الأعراض و القيم، هذه الهجمة تتطلب التكاتف والتحشيد وبذل كل الجهود والتضامن مع أبناء شعبنا لصدها والخلاص منها....)).
 ((ومن ثم قدم مدير المركز الثقافي العراقي في السويد د. أسعد راشد عرضا مسرحيا يتخلله نص أدبي يعكس واقع ومعاناة المواطن العراقي.
وكان للوزير المفوض د. حكمت جبو كلمة حيّا فيها الأنصار ونضالهم العتيد ضد الدكتاتورية، بعدها استمع الحضور إلى قصائد الشعراء الأنصار كامل الركابي، هندرين، وعواد ناصر. وقد حضرت النصيرة المحامية (نداوي) ندى لطيف حاتم، تلك التي كانت طفلة بل فراشة أو زهرة في قاطع بهدينان وقامت بقراءة قصائد الشاعر هندرين بالسويدية وقد حضرت وعائلتها وتم تكريمها بميدالية المهرجان.

وبعد استراحة قصيرة، أدت الفنانة لبنى العاني أغنيات من التراث العراقي الأصيل، بمشاركة الفنانة نادية لويس التي أدت هي الأخرى أغنيات باللغة العربية واللغة الكلدانية.

وفي الختام جرى تكريم الشعراء بباقات ورد وشهادات تقدير والفنانتين بالورود.


اليوم الثاني للمهرجان   
 
التجمع أمام البرلمان السويدي للتضامن مع شعبنا في محنته وهو يواجه الإرهاب،
حيث شارك عدد من الأنصار البواسل مع أخوانهم من المكون المسيحي

بدأ صباحا بمساهمة العديد من الأنصار المشاركين في المهرجان بالوقفة التضامنية أمام البرلمان السويدي، مصرين على ان يعبروا عن تضامنهم مع أبناء شعبنا من العراقيين الأصلاء من المكون المسيحي والشبكي والأيزيدي وغيرهم ممن يتعرضون اليوم إلى محنة قاسية في الموصل وغيرها من مدن العراق وخصوصا ألمكون المسيحي الذي يتعرض اليوم إلى أعتى موجة إرهابية ومن التهجير والممارسات اللا إنسانية من قبل القوى  المدعومة من بعض القوى الإقليمية والدولية الشريرة.
بعدها توجهوا إلى فعاليات اليوم الثاني من المهرجان في ضيافة الجمعية المندائية، وبدأ بأفتتاح معرض كتب وإصدارات الأنصار ومعرض للفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية، ومعرض صور عن حياة الأنصار الأحياء منهم والشهداء ومن فقدناهم، حيث طاف الرفيق مام صالح والرفيق أحمد رجب والرفيق عبد الرزاق الصافي في أرجاء المعارض، وكان معرض الفن التشكيلي والفوتوغرافي للفنانين ساطع هاشم، صافيلو، عباس العباس، عماد الطائي، ستار عناد، علي البعاج، وصلاح محمد حافظ، وبعد ألاطلاع على مجمل المعارض، رحب عريف الجلسة بالجميع وأعلن عن وصول العديد من البرقيات لتهنئة المهرجان ومن ثم جاء دور كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد قدمها الرفيق جابر الدهيسي ومما جاء فيها، ((أسمحوا لي باسم رفاقكم في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد أن نرحب بكم وان نتقدم إليكم بأجمل التحيات والتمنيات الرفاقية متمنين لمهرجانكم الثقافي والفني النجاح، وتحقيق أهدافه في التعريف بالعطاء الثقافي والفني للأنصار ونشره، وتعزيز مكانة رابطتكم وتطوير دورها في رفد كفاح شعبنا وقواه الوطنية من أجل عراق ديمقراطي فيدرالي مزدهر، مستقل وموحد، يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة لكل مواطنيه، كخطوة رئيسية على طريق بناء المجتمع العادل الذي يعيد للبشر آدميتهم. وبودنا ان نعبر عن اعتزازنا الكبير بالجهد المتميز الذي بذلته اللجنة التحضيرية لهذه الفعالية الثقافية ولدور الهيئة الإدارية للرابطة في ستوكهولم وشمال السويد. أيها الأحبة، لقد مثلت حركة الأنصار الشيوعيين، مذ أطلقها حزبنا عام 1979، نبضاً متميزاً في عروق جمهرة من فتية عشقت الوطن وتبؤت المواقع الطليعية في كفاح الشعب. فصارت هذه الحركة، رمزا للتحدي الأعمق والأوعى ضد أدوات القتل والخراب، وعالما للحب والحرية، وحصانة ضد القنوط والعبث، وحكاية ممتعة لن تمّل، عن الصفاء والإيثار والبطولة. ويشكل تواصل سفرها الكفاحي عبر رابطتكم المجاهدة ـ كإحدى منظمات المجتمع المدني ـ نموذجاً أخر للتمييز عبر دفاعها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية لشعبنا ووطننا، مؤكدة من جديد بأن القضية العادلة، التي انطلقت الحركة من أجلها منتصرة حتماً. وكما لم يكن ممكناً الخلاص من الفاشية، بدون دماء وتضحيات الآلاف من الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم، لا يمكن بناء عراق ديمقراطي مزدهر بدون مساهمتهم، وفي إطار عملية سياسية حقيقية، بعيدة عن نظام المحاصصة والفساد القائم اليوم.)).
بعدها كان الجميع مع محاضرة سياسية للباحث د. فالح عبد الجبار، بعنوان "العراق.. أمة تبنى أمة تتفتت".ثم تم عرض فيلم (نصيرات) وهو فلم وثائقي سينمائي عن تجربة مشاركة المرأة العراقية في الكفاح المسلح وهو الفيلم الثاني لـ" سنوات الجمر والرماد " 1979-1990 سنوات الكفاح ضد الدكتاتورية الفاشية  من إخراج النصير (أبو ليث)) علي رفيق، وكان السيناريو من أعداد النصير (أبو أمل) كريم كطافة، وجرى تكريم الرفاق المخرج أبو ليث والروائي كريم كطافة وأبو نادية والفنان فاروق داود بوسام المهرجان وشهادات تقديرية لجهودهم في إخراج الفلم. وبعد استراحة عاد الجميع للمساهمة في الحفل الفني، حيث قدم الفنان جلال جمال العديد من الأغاني الوطنية ومن ثم قدمت الفنانة لبنى العاني باقة من الأغاني التراثية العراقية، وساهمت معهم الشابة المتألقة سها سليم.



في اليوم الثالث والأخير

 
 
أستمرت المعارض الفنية ومعرضا للكتب التي ألفها الأنصار والصور الفوتوغرافية، وكانت الفعاليات أيضا على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم، وبعد الترحيب من قبل الشاعر كامل الركابي بالضيوف وبسفير العراق في السويد فتاح بكر حسين، تم قراءة البرقية التي بعثها السفير وجاء فيها، ((أشكركم جزيل الشكر على دعوتكم الكريمة للمشارکة في المهرجان الثقافي الأول لرابطة الأنصار الديمقراطية العراقية. لقد رفعت  حركة الأنصار بشرف راية النضال والتصدي للنظام الدكتاتوري السابق الى جنب قوى شعبنا الوطنية الأخرى. وحظي هذا النضال الشريف بدعم قوى الخير في العالم واستطاعت هذه الجهود ان تسقط النظام الدكتاتوري غير مأسوف عليه، وإقامة العراق الفيدرالي الجديد السائر على طريق الديمقراطية. اننا  على ثقة أنكم ستكونون في الصفوف الأولى للمناضلين في  تنفيذ هذا الهدف النجاح لمهرجانكم الثقافي، وشكرا.)).
وقدمت قراءات شعرية لكل من الشعراء نجم خطاوي، غالب عودة محسن، صبري إيشو، عبد القادر البصري (أبو طالب)، وتم تكريمهم بوسام المهرجان،.وحوارا ثقافيا عن الحركة الأنصارية شارك فيه الروائيان زهير الجزائري، وكريم كطافة، وتم عرض العديد من صور الأنصار طيلة أيام المهرجان.
بعدها كان للجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين كلمة للمهرجان حيث أرتجل النصير أبو خلود كلمة حيا فيها الأنصار وثمن جهود اللجنة المشرفة على المهرجان الثقافي، وعبر عن الفرح لهذا التجمع الجميل، وفي فقرة خاصة تم تكريم الفنان كوكب حمزة بعد تقديم جميل للتعريف بعطائه الفني من قبل الشاعر عواد ناصر، وتم تقليده وسام المهرجان، وكان ضريبة ذلك ان يقدم بعض من أجمل ألحانه للمهرجان بصوته المبحوح المحبب على قلوبنا، ومن ثم جرى تكريم الفنان حمودي شربه الذي أصر ان يغني رغم مرضه، وصدحت حنجرته ليصفق ويغني معه الأنصار وضيوفهم، كما تم تكريم العديد من المساهمين والداعمين للمهرجان بوسام المهرجان منهم، اللجنة التنفيذية حيث تسلم النصير أبو خلود التكريم، وتم تكريم الجمعية المندائية لتعاونهم في أنجاح المهرجان وبمبادرة جميلة أهدى الفنان عباس الدليمي أحدى لوحاته للجمعية المندائية تعبيرا للشكر والتقدير لاستضافتهم المهرجان، وفعالياته في مقرهم وتم تكريم المركز الثقافي العراقي في السويد لتعاونهم ودعمهم لإنجاح المهرجان، ولم يختتم المهرجان إلا بإعلان الأنصار وقوفهم مع شعبهم في محنته، وأصدروا الإعلان التالي، ((إعلان تضامن مع أبناء شعبنا الذين يتعرضون إلى الإرهاب  والهجمة البربرية، يعرب الأنصار وضيوفهم المجتمعون في المهرجان الثقافي الفني لرابطة الأنصار في ستوكهولم عن تضامنهم مع جميع أبناء شعبنا الذين يواجهون قوى الشر والإرهاب المتمثل بداعش ومثيلاتها من بقايا النظام البائد، هذه التنظيمات المدعومة من قبل بعض القوى الإقليمية والدولية التي تتوعد الشر لشعبنا ووطننا بكافة مكوناته، فها نرى ما يتعرض له المكون المسيحي في الموصل من ممارسات إجرامية ومن القتل والتشريد، وبعده المكون الأيزيدي والشبكي وكذلك التركماني والكردي وحتى المكون العربي والمسلم من الذين يرفضون الخنوع لقوى الشر. نحن اليوم أذ نتضامن مع أبناء شعبنا نطالب جميع القوى السياسية العراقية إلى الوحدة والتقارب لوضع برنامج وطني لحكومة وحدة وطنية، تسعى لخلاص شعبنا من الدمار والخراب الذي يمر به، وكذلك نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم تجاه الوضع الأمني في العراق، ودعم الجهود الرامية لتخليص العراق من الإرهاب والإرهابيين. ان الأنصار الشيوعيين لما عرفوا به من نكران ذات وروح وطنية عالية، فهم اليوم يقفون اليوم بكل طاقاتهم مع شعبهم ووطنهم، ومستعدون لمد يد العون لكل الجهود المخلصة من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب, تجمع الأنصار في المهرجان الثقافي لرابطة الأنصار في ستوكهولم)).

وفي ختام الفعالية كان اللقاء مع الحفل الفني حيث بادرت النصيرة أم هيفاء بتقديم فقرة غنائية، بعدها ساهم الفنان جلال جمال والشاب سرمد نديم والفنانة نادية لويس في تقديم العديد  من الفقرات الغنائية بمصاحبة العازف تحسين البصري.
وحانت بعدها لحظات الوداع وما أقساها لكن سنكون على موعد دائماً، تحية لجميع الأنصار الرائعين تحية لمن لم يستطع منهم الحضور، شكر وتقدير للأحبة الذين صورا ووثقوا هذه المناسبة وهذا الحدث الثقافي، ولأصدقاء الأنصار الذين قدموا جهدهم بلا حدود، تحية شكر وتقدير لكل من ساهم بإنجاح هذا المهرجان الرائع بكل ما فيه، وكلنا أمل ان نلتقي قريبا في محطات جديدة.

صور من الفعالية

صور لبعض فعاليات اليوم الأول من المهرجان


 
النصير الشاعر كامل الركابي

 
عواد ناصر

 
تكريم النصير الشاعر عواد ناصر

 

 
النصيرة المحامية (نداوي) ندى لطفي حاتم وعائلتها مع النصيرة أم دنيا والنصيرة أم علي

 
الفنانة لبنى العاني تقدم مجموعة من الأغاني التراثية

 
الفنانة نادية لويس تقدم مجموعة من الأغاني التراثية الكلدانية والعربية


صور لبعض فعاليات اليوم الثاني من المهرجان

   
الرفيق مام صالح يفتتح المعارض الفنية، ومعرض كتب الأنصار

 
 
الفنان النصير صلاح حافظ مع مجموعه من أعماله الفنية في المعرض الفني للأنصار


 
 

   
تكريم العاملين في فلم النصيرات

 


 

   
الدكتور فالح عبد الجبار في محاضرته بعنوان "العراق.. أمة تبنى أمة تتفتت


 
 
 
 
 
 
   
الفنان كوكب حمزة والنصير الرفيق محسن عضو اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين

   
الرفيق أحمد رجب الذي أصر على الحضور رغم تعبه هو وعائلته

   
النصير (أبو فائز) عباس الدليمي مع أعماله والنصيرين أبو هدى وأبو خلود
 

  
النصير أبو الصوف أمام أعماله والرفيق مام صالح والنصير المخرج علي رفيق (أبو ليث)




صور لبعض فعاليات اليوم الثالث من المهرجان

   
النصير الشاعر كامل الركابي يقدم الشعراء الأنصار في فعالية الشعر

  
النصير الشاعر نجم خطاوي

  
الشاعر غالب عودة محسن

   
الشاعر صبري إيشو قدم شعرا بالسريانية وترجمه للعربية
   
النصير الشاعر (أبو طالب) عبد القادر البصري يلقي قصائده


  
النصير أبو الصوف أمام أعماله مع سفير العراق في السويد بكر فتاح حسين والوزير المفوض في سفارة العراق في السويد

  
النصير (أبو فيدل) علي البعاج أمام معرضه الفوتوغرافي وسفير العراق في السويد بكر فتاح حسين ومدير المركز الثقافي العراقي في السويد




 

  
 
   
النصير المبدع زهير الجزائري في محاضرته

 
 
   
النصير (أبو أمل) الروائي كريم كطافة

   
الشاعر النصير عواد ناصر يقدم الفنان النصير كوكب حمزة
 
    
تكريم الفنان الكبير كوكب حمزة في حفل اختتام مهرجان الأنصار
   
حنجرة الفنان النصير حمودي شربه تصدح في المهرجان رغم تعبه في الأيام الأخيرة

   
تكريم الفنان حمودي شربه

 
 
   
تكريم المركز الثقافي العراقي في السويد لتعاونهم في أنجاح المهرجان

   
تكريم الجمعية المندائية لتعاونهم في أنجاح المهرجان وأستضافة فعالياته في مقر الجمعية

   
النصير أبو خلود يتسلم تكريم  لجنة المهرجان للجنة التنفيذية لدعمهم المهرجان

  
الشابة سها سليم تؤدي بعض الأغاني العراقية
  
الفنانة نادية لويس تقدم أغاني بالعربية والكلدانية مع العازف تحسين البصري

   
النصيرة الدكتورة أيمان (مريم) أم أزمر والنصيرة أم دنيا

   
النصيرات الرائعات بدور، أم دنيا، أم نصار، هدى، أم هيفاء في المهرجان الثقافي و الفني للأنصار

   
كوكبة من النصيرات والأنصار البواسل في لقاء محبة وتفاؤل
 
 

281
الآلاف من أبناء شعبنا يتجمعون أمام البرلمان السويدي
ضد داعش والإرهاب




محمد الكحط – ستوكهولم-
كلدان سريان أشور مسلمون أيزيديون شبك مندائيون عرب أكرد تركمان خرجوا  بتجمع كبير يوم السبت 2 آب/ أغسطس 2014 أمام مبنى البرلمان السويدي ممثلين عن الجالية العراقية في السويد  تضامنا مع أبناء شعبنا في الموصل وغير الموصل ممن يتعرضون اليوم إلى هجمة إرهابية بربرية متخلفة، تجمع الآلاف بدعوة من المنظمات السريانية الكلدانية الآشورية وكذلك التيار الديمقراطي العراقي في تنسيقية ستوكهولم وبحضور العديد من منظمات المجتمع المدني العراقية وممثلين عن بعض القوى السياسية ومن الشخصيات الوطنية العراقية، كما كان للأنصار الشيوعيين المشاركين في المهرجان الثقافي الفني في السويد حضور جميل حيث أصروا على ان يعبروا عن تضامنهم مع أبناء شعبنا من العراقيين الأصلاء من المكون المسيحي والشبكي والأيزيدي وغيرهم ممن يتعرضون اليوم إلى محنة قاسية في الموصل وغيرها من مدن العراق وخصوصا ألمكون المسيحي الذي يتعرض اليوم إلى أعتى موجة إرهابية ومن التهجير والممارسات اللا إنسانية من قبل القوى  المدعومة من بعض القوى الإقليمية والدولية الشريرة.
كما حضر التجمع ممثلون عن الحكومة السويدية والعديد من قادة الأحزاب السويدية وقدموا الكلمات التضامنية والداعمة للشعب العراقي، رافضين ما يتعرض له المسيحيين من قتل وتهجير ومطالبين المجتمع الدولي إلى إصدار القوانين والعمل سريعا على إنهاء هذه المأساة.
تضمن برنامج التجمع العديد من الفقرات الفنية والخطابية وعروض تعكس همجية القوى الإرهابية وممارساتها البعيدة عن القيم الإنسانية.



282
انطلاق فعاليات المهرجان الثقافي الفني لرابطة الأنصار

محمد الكحط
بعد جهود استمرت شهورا عدة، التأم، أمس الأول الجمعة، في العاصمة السويدية ستوكهولم، شمل العديد من الأنصار الشيوعيين البواسل، الذين قدموا من بلدان عدة تلبية لدعوة رفاقهم في رابطة الأنصار فرع ستوكهولم وشمال السويد، ليساهموا في تنفيذ البرنامج المعد للمهرجان الثقافي للأنصار، والذي يستغرق ثلاثة أيام في الفترة من 1ولغاية 3 آب.
كان يوم الافتتاح مفعما باللقاءات بين الرفاق، الذين تبادلوا العناق والقبل والإبتسامات والقهقهات هنا وهناك، والعتب والاستغراب لما فعلت الأيام بتضاريس الوجوه التي ما زالت تنبض بالحياة والأمل والتفاؤل. فقد غصت قاعات المركز الثقافي العراقي في السويد بالحضور من الأنصار وضيوف المهرجان.
افتتح برنامج اليوم الأول بنشيد "موطني"، ثم الوقوف دقيقة صمت اكراما لشهداء الحركة الأنصارية، ثم رحب مدير الحفل النصير نجم خطاوي بالضيوف الذين كان بضمنهم الوزير المفوض في السفارة العراقية د. حكمت جبو.
بعد ذلك ألقى النصير سعد شاهين، كلمة رابطة الأنصار فرع ستوكهولم وشمال السويد، ومن ثم قدم مدير المركز الثقافي العراقي في السويد د. أسعد راشد عرضا مسرحيا يتخلله نص أدبي يعكس واقع ومعاناة المواطن العراقي.
وكان للوزير المفوض د. حكمت جبو كلمة حيّا فيها الأنصار ونضالهم العتيد ضد الدكتاتورية، ثم استمع الحضور إلى قصائد في المناسبة، قدمها كل من الشعراء كامل الركابي، هندرين، وعواد ناصر.
وبعد استراحة قصيرة لتناول العشاء، أدت الفنانة لبنى العاني أغنيات من التراث العراقي الأصيل، بمشاركة الفنانة نادية لويس التي أدت هي الأخرى اغنيات باللغة الكلدانية.
وفي الختام جرى تكريم الشعراء والفنانتين بباقات ورد وشهادات تقدير.
فيما تضمنت فعاليات المهرجان لليوم الثاني، التي أقيمت على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم، فقرات ثقافية وفنية منوعة، منها معرض تشكيلي وفوتوغرافي للفنانين ساطع هاشم، صافيلو، عباس العباس، عماد الطائي، ستار عناد، علي البعاج، وصلاح محمد حافظ، وفيلم وثائقي عن الحركة الانصارية من اخراج الفنان علي رفيق، ومحاضرة سياسية للباحث د. فالح عبد الجبار، بعنوان "العراق.. أمة تبنى أمة تتفتت".
هذا وستضم فعاليات هذا اليوم الأحد، الثالث والأخير، التي ستقام على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم، معرضا للصور الفوتوغرافية، وحوارا ثقافيا عن الحركة الانصارية يشارك فيه الروائيان زهير الجزائري، وكريم كطافة، وفيلما لصور الانصار، وقراءات شعرية يشارك فيها كل من الشاعرين عبد القادر البصري، ونجم خطاوي، ومعرضا للكتب التي ألفها الأنصار.

283
الطائفية السياسية خرق قانوني للوائح حقوق الإنسان

محمد الكحط
من يوم لآخر يزداد الوضع سوءا، وتتعمق الأزمة السياسية بين الفرقاء وممن يمسكون سلطة القرار السياسي في العراق، وللأسف جميعهم لا يجيدون قيادة البلد إلى بر الأمان، بل أنهم يتوجهون به نحو الجحيم، لسبب بسيط، كونهم لا يمثلون إلا مصالحهم الضيقة ولأبعد الحدود لا يفكرون إلا بطائفتهم أو قوميتهم أو قبيلتهم أو عشيرتهم أو عائلتهم.
لقد ابتعدت الروح والقيم الوطنية العليا ولم تعد ببال هؤلاء، ما يضيق بفسحة الأمل من تحقيق أماني الشعب الذي عانى الكثير ولم يعد يتحمل أكثر من ظلم وتهميش وإجحاف وقهر وبؤس وفقر ومعاناة وتجهيل، ولا أحد من القادة المتنفذين يحس به ويكترث لمعاناته، وها قد وصلت القوى السياسية إلى مأزق لا تحسد عليه نتيجة عدم الثقة والصراع غير المبدئي وغير الأخلاقي، الذي أخذ أشكالاً عديدة منها التنابز والشتائم والافتراء والتهم الجاهزة والتهديد العلني والمبطن، وافتعال الأزمات، بل وحتى القيام أو التشجيع على الأعمال الإرهابية !
فهل يمكن لأي مواطن شريف بعد اليوم أن يثق بأحد من هؤلاء القادة؟ وما هو الحل؟ هل نلجأ إلى تقسيم العراق إلى عشرين قسم وندع كل قسم يتصارع لوحده ونقف متفرجين؟
أن ما آلت إليه سياسة المحاصصة الطائفية، تتطلب منا دراستها بجوانبها المتعددة القانونية والدستورية والسياسية والواقع الذي وصلت إليه البلاد.
أولاً: الطائفية السياسية، خرق قانوني للوائح حقوق الإنسان
تنص المادة 1 من لائحة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على (يولد جميع الناس أحراراً متساوون في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء.).
أما المادة 2، فتنص على ان ( لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود.)، أما المادة 21، فجاء فيها: (1) لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً. (2) لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البلاد. (3) إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت.
من خلال النصوص أعلاه يتضح لنا أن ما يجري في البلاد ما هو إلا خرق واضح للائحة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإذا راجعنا نصوص الدستور العراقي المقر ورغم ثغراته الكثيرة، فهو يؤكد على ذات الحقوق لأي مواطن، لنقرأ النصوص التالية من الدستور العراقي النافذ:
المادة (9):
أولا ًـ أ. تتكون القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية من مكونات الشعب العراقي، تراعي توازنها وتماثلها دون تمييز أو إقصاء وتخضع لقيادة السلطة المدنية وتدافع عن العراق ولا تكون أداة في قمع الشعب العراقي ولا تتدخل في الشؤون السياسية ولا دور لها في تداول السلطة.
ب. يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج إطار القوات المسلحة.
الفصل الأول/ الحقوق/ أولا: ـ الحقوق المدنية والسياسية
المادة (14):
العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل او اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي.
المادة (16):
تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين، وتكفل الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.
المادة (20):
للمواطنين، رجالاً ونساءً حق المشاركة في الشؤون العامة، والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح.
الفصل الثاني/ الحريات/ المادة/ 35
أولا: أ ـ حرية الإنسان وكرامته مصونة.
ـ حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.
ثانياً ـ حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.
ثالثاً ـ حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون.
المادة- 40: لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة.
هذه النصوص أعلاه من الدستور العراقي، والتي تستند إلى لائحة حقوق الإنسان، لاشك أنها معتبرة وملبية لطموحات الشعب العراقي، ولأي شعب حر، فهل تتفق سياسة المحاصصة الطائفية مع تلك القوانين، وهل تم تطبيق هذه المبادئ بشكلها الصحيح، أم بقيت معظمها حبراً على ورق...؟، وهل كانت مسارات وتوجهات العملية السياسية في العراق ملبية لتلك القوانين، أم أصبحت قيادة شؤون البلاد والعباد حكرا لطائفة دون أخرى ولقومية دون أخرى، وتم احتكار حق تقلد الوظائف العامة في البلاد لمجموعات معينة دون أخرى، فهذه الوزارة للعرب السنة وهذه للعرب الشيعة وتلك للكرد وتلك..وهكذا؟!
ثانياً: مدخل لمفهومي المواطنة والطائفية:
لقد جاء استقلال العراق ومن ثم تأسيس الجمهورية العراقية عام 1958م نتيجة نضال وطني سياسي ضد الوجود الاستعماري والنظام الملكي، قدم خلاله شعبنا تضحيات جسام، لكن مخططات ومؤامرات الدول الخارجية وخصوصا بريطانيا والدول الامبريالية الأخرى استمرت والى الآن، وازداد التدخل الخارجي الإقليمي بشكل كبير لما يمثله العراق من ثقل وأهمية سياسية واقتصادية استراتيجية.
لذا تشكلت روح المواطنة في ظروف معقدة، والتي يمكن تعريفها، بأنها حالة يضمنها العرف والقانون يحق بموجبها لجميع المواطنين بتسيير الشأن العام للدولة على قدم المساواة وفي ظل الحريات العامة ومبدأ الديمقراطية.
يمكن تعريف مفهوم المواطنة تاريخيا، ففي أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد كان هذا المفهوم لا يشمل جميع أبناء المجتمع، فقد كانت تستثني النساء والعبيد والأجانب والأطفال أي أغلبية المجتمع، هذا المفهوم جاء بسبب اعتبارات وغايات خاصة ضمن قيم ذلك الزمان، فقد كانت أثينا القديمة تسنده إلى الآلهة والأساطير.
لكن متطلبات الحريات الجديدة في القرون الأخيرة وخصوصا في الثورة الفرنسية حيث بدأ هذا المفهوم يفسر ويفهم إلى قيم ثلاث: "الحرية، المساواة، الإخاء". ولم تكن المواطنة حقوقاً تُمنح للمواطنين وواجبات تقع على عاتقهم إلا لأنهم يشعرون بأنهم أعضاء في مجتمع توجهه قيم مشتركة، حتى وإن كانت غير مجمع عليها. وظل الفكر الليبرالي ولفترة طويلة يتنكر لضرورة نهج سياسة اجتماعية، وكان يربط مواطني المجتمع المشترك بعضهم ببعض: "كل واحد منا يضع نفسه وكل قوته تحت إدارة إرادة عليا مشتركة". (المصدر: الموسوعة العالمية).
لقد تطور مفهوم المواطنة عبر مسيرتها التاريخية وكل مرحلة تاريخية قدمت مساهمة أغنت مفهوم المواطنة، رغم وجود فترات شهدت فيها انحسار هذا المفهوم وفي أماكن مختلفة وأزمنة مختلفة وضمن ظروف مرت بها البشرية. خصوصا عند تصاعد التناقضات الاجتماعية.
لذا كتب جان جاك روسو: "يأخذ المشاركون (في المجتمع) كمجموعة اسم الشعب ويسمى المشاركون في السلطة السياسية مواطنين ويسمون رعية لخضوعهم لقوانين الدولة. هذه الكلمات رعية، سيد، مواطن هي واحدة".
المواطنة هي شكل من أشكال الانتماء إلى الوطن والمجتمع، وهذا الانتماء يفرض وجود ارتباط بين الوطن والمواطن، كما أنه يفرض حقوقاً على كل واحد منهم تجاه الآخر.
بشكل عام وحسب مفهوم المواطنة يتمتع المواطن بحقوق تسمح له ممارسة أفعال سياسية مثل حق الإضراب والتظاهر وتشكيل أحزاب سياسية وجمعيات ونقابات.
ويعبر عن آرائه بكل الوسائل التي تندرج تحت مبدأ الحريات العامة والخاصة أي وسائل الاتصال الجماهيرية المختلفة.
لكن هل هذا المفهوم واضح و مطبق حتى في أكثر البلدان تطورا ؟؟
ان هذا المفهوم يظل ناقصا في التطبيق بسبب اتساع اللا مساواة والفوارق الطبقية وظاهرة تهميش أعداد كبيرة جداً من المواطنين، وعدم وجود فرص حقيقية لهم للمساهمة في القرار السياسي، تجعل مفهوم المواطنة بلا معنى بالنسبة لهؤلاء.
أما الطائفية فهي النقيض التاريخي للمواطنة، وفي بلداننا سواء في العراق أو سوريا ولبنان تعود جذورها وبروزها بالترابط مع تصاعد الصراع الخارجي بين السلطنة العثمانية المتهالكة، وبين الدول الاستعمارية التي بلغ التطور الرأسمالي فيها مرحلة متقدمة حملت معها الصراع للسيطرة على بلدان وشعوب المنطقة.
فقد كان للممارسات القمعية التي طغى عليها الطابع الطائفي سبباً أدى إلى ترسيخ وتفشي الطائفية في مجتمعات الدول التي كانت تقبع تحت السلطة العثمانية، فلم تتشكل الروح الوطنية، كما جاء الاستعمار البريطاني ليعزز سياسة فرق تسد لتمزيق وحدة ولحمة الشعب العراقي الذي كان يئن من التفرقة والفقر والجهل والأمية، مما أدى ترسيخ الايدولوجيا الطائفية وسيادتها في تكوين الدولة العراقية ومؤسساتها، وأدى ذلك إلى التنافس على مواقع النفوذ، ونشأ التناقض والخلل في مجمل الحياة السياسية وعلى الاستقرار والوضع الاقتصادي والاجتماعي.
ثالثاً: الطائفية السياسية، ونتائجها السلبية على المجتمع.
ان ترسيخ الروح الطائفية يؤدي بالمجتمع إلى الضياع، وعدم الشعور بالانتماء للوطن، وينجم عنه تعميم ثقافة الطائفة بديلاً من ثقافة الوطن المبنية على الوحدة، ويحوّل الوطن إلى ساحة لفعل وتصادم العوامل الخارجية الإقليمية والدولية، ويعرقل ذلك إقامة دولة حديثة تقوم على أسس المواطنة والعدالة والحريات الاجتماعية والديمقراطية.
والطائفية تتعارض كلياً مع الديمقراطية التي تعني المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات بينما يعتمد النظام الطائفي معايير تميز بين طائفة وأخرى.
فاليوم نشاهد في العراق كيف يعمل السياسيون كقادة لرعاياهم من الطوائف والعرقيات المختلفة للمجتمع العراقي، مما يبقي شعبنا كمجموعة أقليات طائفية أكثر مما يجعله شعباً ومجتمعاً واحداً.
ينتج عن الطائفية ضياع حقوق الأقليات، بل تنتهك حتى حرماتهم، كما ينتج عنها شيوع المحسوبية والوصولية في إدارة الدولة، واحتماء المسؤولين والموظفين تحت ظلها، ما يشيع الفساد وظاهرة الاستشراء، وبالتالي إشاعة الإفساد بأنواعه في المجتمع.
ان ذلك يؤدي حتما إلى ضعف العمل في مؤسسات الدولة وضعف الإنتاجية ويعرقل خدمة المواطنين، ويمنع بناء دولة حديثة قادرة على مواكبة التطور الجاري في العالم، وعلى تأمين الاستقرار في السلطة والمجتمع.
وتلبي الطائفية مصالح البرجوازية. حيث تستخدم الطائفية كوسيلة لتشويه الوعي الطبقي والاجتماعي، مما يعيق توحيد الطبقات الكادحة في النضال السياسي، دفاعاً عن مصالحها المشتركة.
لقد زعزعت الطائفية التاريخ السياسي للعراق وهدّدت وحدته. وللأسف لعب الإعلام الطائفي دورا كبيرا بترسيخ المعضلات.
رابعا: مسارات العملية السياسية في العراق:
على الجميع أن يدرك ان العالم يسير إلى الأمام، والقيم الإنسانية تتوطد في بقاع كبيرة، أما التخلف والارتداد إلى الوراء، فعاد محصورا بالدول النامية التي للأسف تصر على البقاء تحت خانة التخلف، فها هي أوربا وبعد قرونٍ من الحروب والاقتتال، تتوحد وتلغي الحدود والعملات الخاصة، وتجد لها برلمانا وحكومة واحدة وتتقارب شعوبها يوما بعد يوم، وذلك بعد أن استوعبوا الدرس من الماضي، وفهموا أننا جميعا بشر نعيش في بقعة واحدة، رغم أنهم من قوميات وأديان وطوائف لا تعد ولا تحصى، وليس هنالك ما يدعو إلى الخلاف والتصارع، وها هم يتقدمون إلى الأمام، فكيف نحن أبناء البلد الواحد والتاريخ الواحد...؟
أليس الأفضل لنا أن نتحد ونتكاتف لنبني بلدنا ونخدم شعبنا المنكوب؟
فمن هو حريص على العراق واستقلاله وسيادته وتقدمه ونهضته، عليه ان يقف مع المصلحة الوطنية والنهج الوطني، والتوجه الديمقراطي الذي يؤكد الجميع أنهم يؤيدونه، لكنهم للأسف لا ينتهجونه، فهل نعود لعهد الطغيان والجهالة وعدم احترام حقوق الإنسان والحريات العامة؟ وهل نبعد الوطنيين من المثقفين وذوي الخبرة والعلماء والمختصين والأكاديميين، ونترك لأشباه الأميين قيادة البلد تحت طائلة الطائفية السياسية وسياسة المحاصصة لينهبوا ويسرقوا ويبددوا خيرات البلد، ويقودونه إلى المجهول؟
انه من النادر أن نجد بلدا في العالم ليس فيه تعدد قومي وعرقي، وهذه ميزة إيجابية لو تم فهمها بشكلها الصحيح، فهل كلها تتصارع على السلطة والنفوذ والغنائم؟، طبعا لا، عدا بعض الاستثناءات في دولٍ لا زالت تعاني أيضا من التخلف، ويقودها أناس جهلة أو عنصريون أو طائفيون، فها هي الصين والهند واليابان ومعظم الدول في شرق آسيا، كم عرق وقومية وطائفة في كل منها، فهل نتوه نحن راكضين خلف وهم الطائفة والقومية...أم نتلمس الطريق الصحيح، طريق الوطنية والديمقراطية والوحدة الوطنية والمساواة في الواجبات والحقوق، وتوطيد وحدة النسيج الاجتماعي للشعب العراقي، والعمل بيدٍ واحدة دون أنانية، بل بروح الحرص على كل ما هو جميل ويجمع أبناء شعبنا، والابتعاد على كل ما هو ذاتي وأناني والتخلي عن النفاق والدجل وكشف المرابين والذين يخدمون المصالح غير الوطنية، ويضعون يدهم من الأجانب أو مع الإرهابيين.
مدوا الأيادي لكل الوطنيين والمخلصين من كل الطوائف والأعراق والانتماءات السياسية المختلفة، وأفسحوا المجال للأفكار الوطنية في التعليم والإعلام والثقافة، وربوا الكوادر الحكومية صغيرها وكبيرها من جميع مكونات شعبنا بروح الوطنية والديمقراطية، وأبعدوا العنصريين والطائفيين والمرتشين وحاملي أفكار نفايات الفكر العدمي والدكتاتوري.
فكلنا عراقيون، وإذا أردنا ان نحمل الهوية العراقية علينا ان ندرك، أن التركمان هم العراق و الكرد هم العراق والعرب هم العراق و الأيزيدية هم العراق و المندائيون هم العراق والشبك هم العراق والشيعة هم العراق والسنة هم العراق، أما الكلدان والسريان والآشوريين فهم أصل العراق وتاريخه العريق، فهذا هو العراق حضارته وثقافته فسيفساء زاهية متعددة الألوان، فلنجعل من ذلك التاريخ أرضا صلبة لوحدتنا وقوتنا، لنبني حضارة حداثوية موازية لتلك الحضارة القديمة لنكون جديرين بأن نحمل سماتها ونتباهى بها، فهل نحن جديرون بحمل حضارة أبناء وادي الرافدين العتيدة...؟
أخيراً: ومن أجل ذلك فالحل هو:
- إقامة دولة ديمقراطية حديثة تقوم على أسس علمانية تفصل الدين عن الدولة وتضمن حرية الفكر والمعتقد وممارسة الشعائر الدينية للجميع.
- دولة توفر الشروط والضمانات الفعلية لاحترام حقوق الإنسان وتعزيز تماسك الدولة وفاعليتها وبناء وحدة وطنية ركيزتها قانون موحد للأحوال الشخصية وقانون جديد للأحزاب يمنع العمل للأحزاب الطائفية والمذهبية.
- نحتاج إلى عدة خطوات لإتباعها لكي نرتقي ونصل إلى مجتمع يعمل لتحقيق روح المواطنة هذه الخطوات تبدأ من الأسرة ومن ثم المدرسة، وصولاً إلى منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية.
- نحتاج إلى دولة ودستور يلغي الطائفية السياسية، ويتم فيه تعديل المناهج التربوية لبلورة مفهوم المواطنة، وتفعيل دور الأحزاب السياسية الديمقراطية والعلمانية، ويعدل قانون الانتخابات الذي يمنع الدخول بقوائم أو أحزاب عرفية أو طائفية أو قومية، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وعدم الارتهان للتدخلات الخارجية.
- نحتاج دولة تقوم على الديمقراطية والتسامح وضمان حرية التعبير لكل الأفراد عن معتقداتهم السياسية والفلسفية وحتى الدينية شرط ألا تتعارض مع قوانين الدولة المدنية.
- دولة تفصل بين السلطات الثلاث لتكون دولة المؤسسات والقانون.
- دولة تطبق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وحق الأقليات وتلغي التمييز الطائفي في الوظائف والمؤسسات.

لماذا يتطلب فصل الدين عن الدولة؟
يشخص الكاتب علاء الأسواني في مقالٍ له بعنوان، "ماذا تعلمنا من المحنة ؟!" ذلك بــ ..
- الديمقراطية تعنى المساواة بين المواطنين، والدين لا يمكن أن يساوى بين المؤمنين والكافرين.
- الديمقراطية تطرح أفكارا للمناقشة قد تحتمل الصواب والخطأ، والدين يفرض حقائق إن لم تؤمن بها تكون كافرا.
- من يمارس السياسة من منطلق ديني، مهما قال كلاما جميلا، سوف يرى في خصومه السياسيين أعداء للدين، سيدافع عن تصرفات شيوخه وقياداته بنفس الضراوة التي يدافع بها عن عقيدته، سوف يكون على استعداد لارتكاب الجرائم وتبريرها، لأنه يعتبر نفسه في حرب مقدسة من أجل إعلاء الدين.

285

مأدبة إفطار في ستوكهولم.
السفير العراقي: أني مع الجميع وللجميع والسفارة سفارتكم وهي بالتأكيد بيتكم الثاني بغض النظر عن آرائكم وأفكاركم




–ستوكهولم-

بتوجيه من وزارة الخارجية العراقية وكعادتها في شهر رمضان من کل عام، أقامت السفارة العراقية في السويد مأدبة إفطار بمناسبة الشهر الكريم، دعت اليها عددا من ممثلي الجالية العراقية والأحزاب السياسية ومن ممثلي منظمات المجتمع المدني العراقية، يوم الأربعاء 16 تموز 2014م، في ستوكهولم.
وقام أعضاء السفارة العراقية في السويد وفي مقدمتهم سعادة السفیر بکر فتاح حسین بأستقبال الضيوف والترحيب بهم، وتقديم التهاني بالمناسبة، ومن ثم أستمع الجميع إلى آيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى سفير العراق كلمة قيمة، ومما جاء فيها: ((بداية يسعدني أن أكون معكم ونحن نعيش أجواء هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك الكريم........نتقدم بالشكر والإمتنان  لرجال الدين الأفاضل الذين أبدوا رغبتهم واستعدادهم لمشاركتنا هذا الإفطار، ونثني على  جهودهم الكريمة في توحيد كلمة الإسلام ونبذ العنف والتمييز الطائفي. ونرحب بممثل  حكومة إقليم كردستان وجميع ممثلي الأحزاب والهیئة الإستشارية ونشكرهم على سعيهم الدؤوب في تقوية الوحدة الوطنية وإشاعة الإنسجام بين جميع أطياف ومكونات الجالية العراقية. وأتقدم بالإمتنان لأبناء جاليتنا من المسيحيين والصابئة المندائيين واليزيديين الذين يشاركونا  حفل الإفطار.
   ....ونشكر الأكاديميين والباحثين والأدباء والفنانين والإعلاميين والصحفيين لدورهم في نقل الصورة المشرقة لحضارة العراق وآفاق تطوره العلمي والتكنولوجي. وبهذه المناسبة، أتقدم بالشكر لمملكة السويد شعباً وحكومة لما قدموه ويقدموه لجاليتنا العزيزة.
   وأتمنى أن تنقلوا تحياتي وتهانيَّ الى جميع أفراد الجالية الكرام،  متمنياً لهم كل الخير والنجاح في حياتهم وعملهم. وكم كان بودنا، لو توفرت الظروف لإقامة دعوات الإفطار في جميع مدن المملكة، وخصوصاً المدن التي تتواجد فيها كثافة سكانية عالية لجاليتنا، إذ كما نعلم جميعاً، ان حضور هذه المناسبات يوفر فرصة جيدة للتقارب وتقوية أواصر المحبة والثقة بين السفارة وأفراد جاليتنا الأعزاء)).
   وحول الشأن الحالي في العراق أكدت الكلمة، ((لا يخفى عليكم أننا فى محنة حقيقية اليوم حيث ان  بلدنا  يمر بأخطر وأصعب  الظروف نتيجة الحملة الظلامية الشرسة التي تقودها مجاميع التكفيريين الإرهابية. لاشك ان ما جرى في البرلمان يوم أمس وانتخاب رئاسة البرلمان يعتبر خطوة مهمة في بدء مرحلة جديدة من العملية السياسية، ونأمل ونتمنى ان تؤدي الى التسريع في تشكيل الحكومة الجدیدة)).
     وختاماً قال: ((أني مع الجميع وللجميع والسفارة سفارتكم وهي بالتأكيد بيتكم الثاني بغض النظر عن آرائكم وأفكاركم)).

بعدها تناول الجميع طعام الإفطار، وسط أجواء من الفرح والتفاؤل بخروج العراق من محنته الحالية، ومن ثم شكر الضيوف السفارة والسفير على الدعوة الكريمة، آملين التواصل مع البعض لتقريب وتوطيد العلاقات الوطنية بين أبناء الجالية العراقية.



صور من مراسيم الدعوة


286
الجمعية المندائية في ستوكهولم  تقيم معرض الفن التشكيلي الثاني للشباب
أنامل أبنائنا ترسم للمستقبل

محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: باسم ناجي


على عادتها في دعم وتشجيع أبناء الجالية العراقية عامة والمندائية خاصة  أقامت الجمعية المندائية في ستوكهولم يوم الجمعة 2014/7/4 معرض الفن التشكيلي الثاني للشباب، وقد أفتتح المعرض فضيلة الكنزبرا سلام غياض، والأستاذ وليد الناشي رئيس الجمعية المندائية في ستوكهولم وبحضور جمع من أبناء الجالية في ستوكهولم وضواحيها وعدد من منظمات المجتمع المدني العراقية وأهالي الفنانين المشاركين وعددهم 15 شابا وطفلا تتراوح لأعمارهم بين 6 -22 سنة، وهذا العام شهد زيادة عدد المشتركين عن الدورة الماضية والتي كان المشاركين سبعة فنانين فقط، حيث تجول الجميع في أرجاء المعرض وهم يشاهدون ما خطت ورسمت أنامل أبنائنا من أعمال فنية متميزة، تتحدث عن مواضيع عديدة، كعالم الخيال والطبيعة والحياة البرية والكائنات الحية والحياة الاجتماعية والطقوس الدينية.   

في اليوم الثاني السبت 2014/7/5 كان يوم ختام المعرض مع حفل خاص أبتدأ بكلمة الهيئة الإدارية التي رحبت بالجميع وشكرت المساهمين وأثنت على جهود اللجنة المكونة من الفنانة سمية ماضي والفنان نوري عواد وعبد الأمير حربي وراجح نوري ووسام الناشي، وكان للجنة كلمتها التي شكرت جهود الجمعية، ومن ثم تم توزيع الهدايا والشهادات التقديرية على الفنانين المساهمين وهم كل من، نور زاهر (7 سنوات)، ايلانا ورد (9 سنوات)، ماتيلدا مزعل (10 سنوات)، ماريا سهيل (12 سنة)، رام جمال (12 سنة)، نورهان عبد الأمير (14 سنة)، أمين عمار أمين (15 سنة)، لينا نبيل (15 سنة)، ميس بادي (16 سنة)، نديم نائل (16 سنة)، كرستينا مريوش (19 سنة)، راهام رباح (20 سنة)، سرمد وليد (22 سنة)، لونا زياد (6 سنوات)، موا عدي (6 سنوات). كما تم تكريم أعضاء اللجنة المشرفة على الفعالية.
بعدها كان الحضور على موعد مع حفل فني ساهر بالمناسبة.
كانت فعالية جميلة أضافت البهجة على الأطفال والشباب المشاركين، وبالتأكيد ستكون عامل دعم وتشجيع لهم لتطوير قدراتهم الفنية نحو الأفضل، تحية للفنانين المشاركين بأعمالهم الجميلة، وهم يرسمون عوالمهم في الغربة، أنهم يرسمون المستقبل.
وتحية للجمعية المندائية لهذه النشاطات المتميزة.

288
نعم نحبك يا عراق
الجالية العراقية في ستوكهولم وعموم السويد
تتضامن مع أبناء شعبنا ضد الإرهاب





 تقرير: محمد الكحط
تصوير: بهجت هندي


تضامناً مع أبناء شعبنا العراقي الذي يتعرض لأبشع هجوم إرهابي  شرس من عصابات داعش وأعوانها في الداخل والخارج، يتهدد فيه وحدة وطننا ولحمة شعبنا وتنتهك فيه المقدسات والأرواح والقيم وتتعرض المساجد والكنائس والمعالم الإنسانية والثقافية فيه للخراب والتدمير، تنادت قوى أبناء شعبنا في الشتات إلى التجمع والتنديد بكل تلك الأعمال الإرهابية.
ففي السويد كان لأبناء الجالية العراقية وقفتهم المشهودة في معظم المدن الكبرى التي تتواجد فيها، ففي العاصمة السويدية ستوكهولم، دعت لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي وبالتعاون مع الجمعية السويدية العراقية وبقية منظمات المجتمع المدني إلى القيام بوقفة يوم السبت 28/6/   2014م، في ساحة منتوريت قرب البرلمان السويدي لدعم ومساندة للشعب العراقي في مواجهة الإرهاب الأسود المتمثل بعصابات البعث الداعشية وغيرهـا من تنظيمات إرهابية التي تريد النيل من أبناء شعبنـا الأبرياء في محافظة نينوى وبقية المدن والبلدات المحاذية والمحافظات القريبة قتلاً وحرقـاً وتدميراً، ومن أجل دعم شعبنـا وإيقاظ الضمير العالمي والدولي ومنظماتهُ الإنسانية للوقوف إلى جانب شعبنا ووطننا.

ممثل التيار الديمقراطي نبيل تومي يقدم المشاركين في القاء الكلمات

في بداية التجمع أنشد الجميع نشيد "موطني"، ووقفوا دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء شعبنا من الأبرياء الذين يسقطون يومياً ضحايا الإرهاب.
وقام ممثل التيار الديمقراطي نبيل تومي بتقديم المشاركين في إلقاء الكلمات بالتعاون مع السيدة ابتسام حاتم.
وكان للتيار كلمته في اللغة السويدية، ألقتها السيدة أبتسام حاتم. وقدمها الدكتور طالب النداف باللغة العربية، ومما جاء فيها:


كلمة التيار الديمقراطي باللغة السويدية تلقيها السيدة أبتسام حاتم



كلمة التيار باللغة العربية قدمها الدكتور طالب النداف

((نتقدم أليـكم جميعـاً بالشكر والتقدير على أستجابتـكـم لدعوتنـا هذه وتلبية حضوركـم ومشاركتـنـا الدعم لأبناء الشعب العراقي في محنته المستجدة، نحن في التيار الديمقراطي العراقي وجميع المنظمات المدنية والأحزاب السياسية المنضوية تحت لواءه، نتابع العمليات الإرهابية التي يشهدها العراق وتصاعد العمليات الإرهابية بشكل منظم ممـا أدى  إلى انهيارات أمنية الكبرى ابتداءا بالاستيلاء على مدينة الموصل من قبل إرهابيي داعش وسقوط العديد من المدن والبلدات العراقية الآمنة في أيادي عصابات الإرهاب المجرمة التي تستبيحهـا .. هذا رافق الكثير من القتل والتدمير والتهجير، وتدنيس للأماكن الدينية وترويع أبناء المكونات العرقية الأصيلة، وهدم وتخريب الكنائس والمعابد وتحطيم المظاهر الحضارية، وإشاعة الخوف في نفوس العراقيين من مستقبل مظلم، ضمن مخطط ذا أبعاد إستراتيجية يهدف الى إشاعة الفوضى ودفع البلاد إلى أتون حرب طائفية شرسة مهددة بالسير نحو تقسيم العراق إلى كيانات وكانتونات طائفية متقاتلة....)) وفي ختام كلمته أشار ((إن المرحلة الحالية تحتاج الى إرادة سياسية قادرة على الخروج من المأزق بأقل الخسائر.. لذلك نطالب الرأي العام العالمي وكل منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي إلى التضامن والوقوف مع شعبنا العراقي وأستنكار جرائم البعث وعصابات داعش الإرهابية المجرمة للخلاص من هذه المحنة التي يمر بهـا شعبنـا العراقي الجريح وإعادة العملية السياسية الى خط سيرها الصحيح في إقامة نظام سياسي ديمقراطي حقيقي يعتمد المواطنة السبيل الأمثل والأفضل لنظام يعتمد على مـا يلي : - 1. تبني حوار وطني شامل بين جميع الأطراف السياسية الوطنية تحت أشراف الأمم المتحدة للخروج من الأزمة والدعوة لالتئام مجلس النواب الجديد للجلسة الأولى المقررة حسب الدستور العراقي  وإقامة  حكومة وطنية من كل أطراف العملية السياسية المؤمنة حقاً بالديمقراطية، والمعادية للإرهاب والعنصرية والطائفية على أنقاض نظام المحاصصة السيئ الصيت....)).



عضو البرلمان السويدي عن حزب الشعب فريدرك مالم يتحدث للمتجمعين مقابل البرلمان

 وتحدث عضو البرلمان السويدي عن حزب الشعب فريدرك مالم للمتجمعين مقابل البرلمان وعبرت كلماته عن الضامن مع الشعب العراقي في محنته بمواجهة الإرهاب إرهاب داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى، وأعرب عن أمله بتوحيد الجهود في الحكومة العراقية لعقد الجلسة الأولى للبرلمان العراقي تضم جميع الأطراف والأحزاب السياسية الممثلة للشعب العراقي وعدم السماح للذين تورطت  أيديهم بالإرهاب والبعثيين .كذلك عبر عن أمنياته في رؤية عراق المستقبل الخالي من العنف بمشاركة طوائف الشعب العراقي جميعها .. عراق تتمتع فيه الطوائف الدينية المختلفة بالحرية في ممارسة شعائرها وكذلك تمنح الحرية للأحزاب الليبرالية المتطلعة للحرية أجواء قبول الآخر واحترام وجهات النظر المختلفة. وضرورة مساعدة الجيش العراقي للقضاء على الإرهاب بطرق أفضل من المستخدمة حاليا، والبدء بحملة عالمية معادية للإرهاب بمساعدة هيئة الأمم المتحدة، وطالب الحكومات الأوربية بفتح باب اللجوء للمهجرين بسبب الحرب في العراق بسبب أعمال داعش الإرهابية .وتقديم الدعم للمهجرين والمبعدين بكل احتياجاتهم من الطعام والدواء والمساكن المؤقتة .

كريستينا لارشون تلفي كلمة حزب اليسار السويدي

أما كلمة حزب اليسار السويدي التي قدمتها كريستينا لارشون، والتي أشارت فيها عن تضامنها ومساعدتها للشعب العراقي الذي يعيش في أوضاع عصيبة هذا اليوم بسبب الهجمات الإرهابية التي تقوم بها المنظمات الإرهابية داعش .وقدمت كريستينا تحليلها للأوضاع التي آلت إليها الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية على العراق في عام ٢٠٠٣ بدعوى امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وأسلحة كيمياوية والتي أثبتت الأيام عدم صحة هذا الادعاء.
ودعت كريستينا منظمات المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وهيئات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل في حل النزاع وحماية الشعب العراقي من مستقبل مجهول.

 

 كما ألقت أوليفيا لودبرنيك كلمة الجمعية السويدية العراقية، وتضمنت، العراق وشعبه يقف أمام أزمة إنسانية حادة، الكثير من أبناءه الذين فقدوا المسكن بحاجة الى الخيم والطعام والماء والكهرباء. ان الأطفال وكبار السن يموتون لعدم توفر الطعام والماء والكهرباء، لذلك نطالب المنظمات الدولية بإرسال المساعدات العاجلة للشعب العراقي الذي يقف بوجه الإرهاب اليوم، السويد مطالبه بدعم اللاجئين العراقيين ومنحهم حق اللجوء الإنساني وحمايتهم من الحرب الإرهابية.


 وقدمت الشابة زاهرة عاكف سرحان كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي، ومما جاء فيها، (( ...ان حزبنا الشيوعي العراقي في الوقت الذي يدين فيه الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، ندعو الى الحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم وتجنيبهم أثار المعارك العسكرية، كما يتطلب تقديم المعونات الإنسانية للنازحين بشكل عاجل، وفي الوقت نفسه يحذر حزبنا من مخاطر التأجيج الطائفي والتخندق القومي الضيق والنفخ في النعرات القومية الشوفينية المفرقة للصفوف والمبعثرة للجهود والتي لا تخدم الا أعداء شعبنا ووطننا. ان الظرف الحالي يتطلب من جميع القوى السياسية  ترك الخلافات الثانوية والصراعات الجانبية والمكابرة والغرور والتعنت، والوقوف صفا واحدا لصد هجمة داعش وكل الجماعات الإرهابية المجرمة التي تريد تعبث ببلادنا فسادا وتنشر راياتها السوداء في ربوع بلادنا. ان الظرف الحالي يجعلنا بحاجة ماسة الى تفعيل التحالف المدني الديمقراطي المناهض للتعصب القومي الشوفيني والطائفي، المناهض للإرهاب والفساد. وحزبنا يطالب: بتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع القوى السياسية الفاعلة في المجتمع العراقي، وتتفق على برنامج ينهي نظام المحاصصة الطائفية الاثنية،  ويضع في سلم أولوياته إعادة بناء البلد والعملية السياسية، بما يضمن ترسيخ الديمقراطية ومؤسساتها وبناء المجتمع المدني والعراق الديمقراطي التعددي الفيدرالي البرلماني المستقل. لنقف جميعا بوجه الإرهاب وقواه الهمجية ولتعمل على دحره سريعا....)).
ولرابطة المرأة وقفتها في هذا اليوم، حيث قدمت دنيا رامز كلمة أشارت فيها لوقوف المرأة العراقية ضد كل أشكال الإرهاب، وجاء في الكلمة، ((نحن في رابطة المرأة العراقية نشارك النساء العراقيات دعوتهن لجميع القوى والأطراف السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الأعلام لاعتماد خطاب سياسي عقلاني يدعو لرص صفوف جميع العراقيين في مواجهة الخطر المحدق بالبلاد ، ونؤكد على الانتباه والحذر لتجنب مدننا من ويلات المعارك والمجابهات العسكرية ، ونؤكد على أهمية الدفاع عن الوطن ، ومناهضة التعصب القومي وكشف الفساد والفاسدين وتأصيل روح المواطنة التي تحيي فيهم العزيمة على قهر الإرهاب ودعم القوات المسلحة لحماية شعبنا وبلدنا.)).
   
أما رابطة الأنصار التي قاتل أعضائها ضد النظام الفاشي المقبور والتي ساهمت في هذه الوقفة الاحتجاجية فكان لها كلمة قدمها النصير حازم شامايا الألقوشي زقد ورد فيها، ((ان حالة الهلع و الانهيار ما كانت لتحدث لو لم تكن سياسات المحاصصة الطائفية هي السائدة و التي عملت على تمزيق النسيج الاجتماعي لمجتمعنا العراقي وعطلت العملية السياسية من التقدم الى الأمام و همّشت أجزاء كبيرة من أبناء شعبنا العراقي على أسس طائفية مقيتة وألغت كل ما له علاقة بالكفاءة والوطنية وقدمت الولاء على الكفاءة والإخلاص للوطن. لقد أفرزت التطورات المأساوية الأخيرة في وطننا مخاطر جدية على وحدة العراق, تتطلب من الجميع موقفا وطنيا يتسامى على كل مصلحة فئوية ويضع مصلحة الوطن أولا.)).


 

وكان للشعر مكانته في هذه الوقفة، حيث قرأت الشاعرة وئام ملا سلمان هذه المقاطع الشعرية:
صممُ....
ما لآذانكم !
لا تصيخ بأسماعها للأنين
وأنفك منك ولو كان أجدعَ
للخيانة رائحة مقرفة
لا فرق...
إن نفذت من جحر ضب، أو قدمت من عرين
أقدامهم تدنس وجه المدينة
من سأعاتب؟
نينوى خانها حراسها وآشور غائب
ودجلة أم تلملم عشب الضفاف الحزينة
لتطعم أولادها لقمة عُفـِّرت برمل الكرامة
لا خبزة غمست في إدام الهزيمة
قذىً بعيون البلاد
كيف لي أن أنام؟
والعصافير في جفوة للرقاد
حين استطاب البرابرة لذتهم في المبيت
على أرض شيت
يا أيها الحوت ألقٍ بصاحبك ثانيةً
عسى أن يغاضب أو يحارب
أو يلوذ بقيلولة تحت يقطينةٍ موصليهْ
والقوم في غيهم يمرحون
يا لهذا العراق
قارع الدهر منذ ولادته
شاهراً جسداً عارياً
ما أنهكته الجراح
قرابينه ....
أجدادنا وآباؤنا وأولادنا وأحفادنا
عمره ما استراح
عمره ما استراح
عمره ما استراح.

هذا وقرأ الدكتور طالب النداف قصيدة الشاعر مظفر النواب ((سعد ياسعود...))، والتي كان لها وقعا وتأثيرا حماسيا على الحضور.

   
وقدم الرفيق آسو كلمة منظمة جاك وهي منظمة كردية ضد الأنفال.
وألقت السيدة سهام مصطفى كلمة اتحاد الجمعيات التركمانية  (تركمان أيلي))، وهذه مقاطع منها:


 
السيدة سهام مصطفى تلقي كلمة اتحاد جمعيات تركمان أيلي في السويد

((مرة أخرى يعاود الظلاميون جرائهم النكراء بحق أبناء شعبنا العراقي مستغلين حالة الفراغ السياسي التي تعيشها البلاد والضعف المهني الواضح في أداء الأجهزة الأمنية وما تشهده بلادنا هذه الأيام تطورات وتداعيات أمنية غاية في الخطورة أبرزها وقوع الموصل وأجزاء من محافظة صلاح الدين وكركوك وديالى تحت سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة المتمثلة بتنظيم داعش وحلفائه......لقد دفع الشعب العراقي عامة والتركمان خاصة ثمن عدم الاستقرار السياسي والأمني في البلاد والخلافات بين الكتل السياسية من جهة وكذلك الخلافات بين حكومة المركز والإقليم حيث يتواجد التركمان جغرافيا بينهما واليوم أصبح التركمان العزل ومناطقهم هدفا لتنظيمات داعش الإرهابية مما زادت من معاناتهم......إننا في اتحاد جمعيات تركمن أيلي في السويد وعبر وسائل الإعلام نطالب الحكومة العراقية وحكومة الإقليم وكل الكتل السياسية العراقية ومنظمات المجتمع الدولي والأمم المتحدة وحكومة مملكة السويد بضرورة التعاون والحفاظ على أرواح الشعب العراقي عامة والتركمانية خاصة من الجماعات الإرهابية المسلحة وتقديم يد العون الى نازحي أهلنا في تلعفر طوزخورماتو وبقية القرى والقصبات والنواحي ونطالب جميع القوى السياسية دون استثناء وضع مصلحة العراق أولا ورص الصفوف والدعوة الى لقاء وحوار وطني عاجل تشترك فيه كافة القوى السياسية بكل أطيافها ومكوناتها للخروج من هذه الأزمة.))

 

أما الهوسات والأهازيج العراقية التي قدمها الرفيق عاكف سرحان فقد كان لها دور في حماس الحضور ودب الدفء في أجسادهم خصوصا أن البرد كان غير طبيعي هذا اليوم في أواخر حزيران في ستوكهولم على غير عادته، والقت السيدة أم علي كلمة مؤثرة وكذلك السيدة أم سلام قدما شعرا حماسياً.
في الختام تم اتخاذ قرار بإرسال وفود بأسم التجمع لتقديم رسالة إلى البرلمـان السويدي والأوربي والأمم المتحدة ومنظمة الأمنستي أنترناشيونال، ليتضامنوا مع شعبنا ضد الهجمة الإرهابية.
 


 


289
طيور دجلة تتألق في الكويت
وتبعث برسالة سلام ومحبة




تقرير: محمد الكحط

بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي واللجنة المنظمة لمهرجان الموسيقي الدولي في دورته السابعة عشر، شاركت فرقة طيور دجلة الفنية بقيادة المايسترو علاء مجيد، حيث توجهت من العاصمة السويدية ستوكهولم يوم 17 حزيران، وكان في استقبال الفرقة ممثلون من دائرة الثقافة الكويتية المنظمة للمهرجان والتحقت بها الفرقة الموسيقية من العراق، حيث استمرت الاستعدادات الفنية والبروفات النهائية لفرقة طيور دجلة بعد وصولها إلى دولة الكويت، ومن ثم قدمت الفرقة عرضها الفني على خشبة مسرح متحف الكويت الوطني يوم الجمعة 20/حزيران 2014م، لقد مثلت فرقة طيور دجلة العراق في هذا المهرجان الذي شاركت فيه العديد من الفرق المهمة من دول عديدة، فمن مصر شاركت الفنانة غادة رجب، ومن طاجاكستان قدمت الفرقة الطاجيكية للرقص الفولكلوري عروضها، كما قدمت الفنانة ناي البرغوثي من فلسطين عمل موسيقي تراثي لأغاني الطرب العربي بأسلوب جديد، بالإضافة الى مشاركة المعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت، وقدمت خلالها فرقة طيور دجلة صورة راقية عن الفن العراقي الأصيل نالت أستحسان الجمهور الذي صفق لها كثيرا، ولترسم لوحة محبة وصداقة بين بلدنا العراق وجارته الكويت.
وبعد عودة الفرقة إلى السويد التقينا بالسيدة بسعاد عيدان مؤسسة الفرقة والمسؤولة عن العلاقات الثقافية والإعلام في الفرقة حاليا، ومع السيدة ميلاد خالد سكرتيرة الفرقة، للتعرف على المشاركة الفنية وتأثيرها على الجمهور الكويتي، خصوصا وأن هنالك الكثير المشترك فنيا بين البلدين الجارين، وكما هو معروف إن الفرقة حصلت على صفة سفيرة النوايا الحسنة من قبل منظمة ((اللاعنف)) السويدية لتميز عطائها الفني وتحل السلام والمحبة بدلا من العنف.

الفرقة التي شاركت تضم 27 عضوة  من أصل 40 عضوة من العراقيات الهواة يمثلن كافة ألوان الطيف العراقي من شماله حتى جنوبه، واللواتي أعطن من وقتهن الكثير للحفاظ على التراث الفني العراقي وإحيائه وبالعطاء مع المايسترو علاء مجيد الذي تقدم بالفرقة لتصل إلى هذه المكانة المرموقة التي تتمتع بها اليوم.

 
في الحفل على خشبة قاعة مسرح متحف الكويت الوطني كانت الأمسية عراقية صدحت فيها حناجر نساء العراق بأغاني التراث العراقي الأصيل، كان الحضور في الانتظار يتقدمهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي م علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون محمد العسعوسي، وسفير العراق في الكويت الأستاذ محمد حسين بحر العلوم، والعديد من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية والفنية، وقدمت فقرات الحفل المذيعة سودابة علي، وكان للفرقة كلمتها التي شكرت فيها دولة الكويت على الدعوة الكريمة في هذا المهرجان المهم. وتوالت الأغاني الجماعية، وكانت أولها أغنية ((سلم بعيونك الحلوة...)) ومن ثم ((تاذيني تاذيني ياولفي ليش تاذيني...))، وبعدها قدمت ليلى نواره أغنية ((أني من يسأل عليه حتى أسأل عليهم...))، بعدها قدمت الفرقة أغنية ((يا هوى)) ثم ((شرد أقدملك هدية ...))، بعدها غنت وفاء العائش ((بهيدة...)) وهي من أغاني الفنانة سيتا هاكوبيان، كما غنت الفرقة ((هذا الحلو كاتلني ياعمه...)) وهي معروفة للجمهور الكويتي الذي صفق لها وغنى مع الفرقة، وقدمت حنان نيسان أغنية ((وين أبن الحلال...))،  كما قدمت الفرقة ((كوكتيل من العراق)) وهو عبارة عن بعض الأغاني العراقية الأصيلة منها، يا حلو  يا أسمر، ويا عنيد وللناصرية والأفندي. ليلى خلف غنت للناصرية، وقدمت أمل سعيد ((هري ليلي)) بالكردية، وغنت ليلى نواره ((يردلي يردلي...)) وهي أغنية من تراث الموصل.
هذا وقد ساهمت الفنانة وعازفة السنطور هلا بسام وغنت موال ((أخاف أطول فرقتنا)) وأغنية ((نخل السماوة يكول)) التي ألهبت فيها الجمهور.
كان التفاعل والانفعال على أشده من قبل الجمهور مع الفرقة في عرضها، حيث تم تكريمها بدرع المهرجان من قبل الأمين العام  للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي والأمين العام المساعد لقطاع الفنون محمد العسعوسي، ومدير المهرجان سعود المسعود والذي تسلمه المايسترو علاء مجيد، وأهدت الفرقة أيضا هدية لمنظمي المهرجان وهدية للجمهور وهي عبارة عن  أغنية ((الما يحب عمره خسارة...)) بمشاركة فرقة الإيقاعات الكويتية.


وكان من المشاركين في المهرجان الخبير الموسيقي د. هيثم شعوبي الذي قال في تصريح له ((إن عضوات فرقة طيور دجلة العراقية غير متخصصات في الموسيقى وإنما جميعهن هاويات للموسيقى والتراث الفني الأصيل.. وهن عراقيات يعشن في السويد، وقد أستطاع الأستاذ علاء مجيد أن يوظفهن بشكل جديد لتقديم التراث العراقي الأصيل يختلف عن الفرق الاحترافية التي قدمت الأغنية العراقية طوال الأربعين أو الخمسين عاما السابقة.)).
لقد ساهم العازفون العراقيون في تقديم الفقرات وقد أجادوا وهم كل من، موكريان أبو بكر عازف الجلو، أحمد سليم على الكونتر باس، مراد نصير عازف ناي، عبد المنعم السامرائي على القانون، نور هاشم على الكمان، حسن علاء مجيد عازف إيقاع، سالار عازف كمان، عدنان نزار على الرق، علي صباح عازف عود، سينان صليوه عازف إيقاع، أحمد عبد الجبار عازف كمان.
لقد قامت كل من القنوات التلفزيونية الكويت والوطن بتغطية الحفل، كما قد أشادت الصحف الكويتية بالحفل الذي أقامته فرقة طيور دجلة، فقد كتب مفرح الشمري في صحيفة الأنباء: ((وسط حضور كثيف من محبي الطرب الأصيل قدمت فرقة «طيور دجلة العراقية» مختاراتها الغنائية في أول مشاركة لها على مسارح الكويت)).
وفي مبادرة جميلة من الشاعر الغنائي زهير الدجيلي الذي دعا الفرقة والسفير العراقي إلى مأدبة غداء على شواطئ الكويت، تكريما لعطائها، وكانت الدعوة محط تقدير عضوات وأعضاء الفرقة.
وأبدت الفرقة شكرها وتقديرها العالي لحفاوة الاستقبال والضيافة الذي قوبلت فيه من قبل الجميع من مسؤولين ومواطنين أيما حلوا خلال الرحلة، التي تعد بحق رسالة محبة وسلام بين الشعبين الشقيقين العراقي والكويتي. علينا التوقف لتثمين دور الفرقة الرائع في نشر التراث العراقي الأصيل في العديد من المحافل العالمية، فهي تنثر عطر المحبة وتنشر رسالة السلام.
تحية عطرة لجميع عضوات فرقة طيور دجلة الرائعات ولكل من ساهم في إنجاح مشوارهن الفني.


السيدة بسعاد عيدان مؤسسة الفرقة في اللقاء مع الإعلامي محمد الكحط

290
طيور دجلة: استكمال الاستعدادات الفنية للحفل الفني في الكويت

محمد الكحط
تستمر الاستعدادات الفنية والبروفات النهائية لفرقة طيور دجلة بعد وصولها إلى دولة الكويت قادمة من السويد، حيث كان في استقبال الفرقة  مسؤولون من دائرة الثقافة الكويتية المنظمة لمهرجان الموسيقي الدولي، وقد بدأت التمارين حال وصول الفرقة الموسيقية من العراق، لترافق عضوات فرقة طيور دجلة، في العزف في حفلها الغنائي. وقد أتمت الاستعدادات النهائية لإقامة الحفل يوم الجمعة 20/06/2014.
أمنياتنا لفرقة طيور دجلة بالنجاح وإعطاء صورة راقية عن الفن العراقي الأصيل ولترسم لوحة محبة وصداقة بين بلدنا العراق وجارته الكويت.
وسنوافيكم بتقرير لاحق عن الحفل الفني، حال وصوله.

292
التيار الديمقراطي العراقي ستوكهولم        
 
بيان من تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج
حول مستجدات الاحداث بعد استيلاء داعش على الموصل
لقد تابعت تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج تطور العمليات الارهابية التي يشهدها العراق، ومظاهر تنامي الارهاب المنظم والانهيارات الامنية الكبرى التي اسهمت باستسلام مهين لمدينة الموصل بيد ارهابيي داعش وهروب، القيادات العسكرية، وتسليم كامل معداتهم العسكرية بما فيها المدفعية الثقيلة والطائرات ... تلتها هجمات ارهابية تسببت بسقوط مدن آخرى ..
إن قراءة سريعة للاحدات تؤكد ان هناك العديد من الجهات أشتركت في مخطط ذا ابعاد استراتيجية يهدف الى اشاعة الفوضى العارمة ودفع البلاد إلى اتون حرب طائفية شرسة ، بدأت الطبول تقرع لها من كل حدب وصوب ، مع خلل شديد في المنظومة السياسية والاجتماعية في التعاطي مع الازمة الحقيقية ، التي تهدد الشعب العراقي بالسير نحو تقسيم العراق ألى كيانات طائفية متقاتلة ومتحاربة ..
إن أحداث الايام القليلة الماضية كشفت وبشكل لا يقبل الجدل الخلل في المنظومة العسكرية من ناحية قوامها وتاهيلها وتدريبها وامكانياتها ، وطرق قيادتها وانتماءاتها .. رافق ذلك تجييش طائفي ودفع الشباب المدني للالتحاق بتجمعات عسكرية ليس لها علاقة بموضوع الوطن، بل تجذيراً لمواقف لا وطنية من منظار طائفي يحرق الاخضر واليابس .. كما تشير الاحداث الى تواطؤ قيادات عسكرية ومدنية في مخطط شامل، دولي واقليمي ومحلي، يرمي الى ما ذهبنا اليه ..
كما نشير إلى أن العامل الهام في تردي الاوضاع وفي كل المظاهر السلبية الحادة هو إعتماد مبدأ المحاصصة الطائفية التي نتج عنها أزمات سياسية وفساد إداري ومالي في كافة مرافق الدولة، وتعميق التفرقة الدينية والطائفية بين مكونات الشعب العراقي ، وبناء هيكلة ركيكة للقوات المسلحة العراقية والشرطة وأجهزة الأمن والمخابرات، الأمر الذي تسبب في تدهور الوضع الأمني.
إن المرحلة الحالية لا تحتاج الى ترقب وخدر وانتظار بل تحتاج الى ارادة سياسية قادرة على الخروج من المأزق بابسط الخسائر .. لذلك نطالب وبشدة اعتماد الخطوات التالية:
لذلك نطالب وبشدة اعتماد الخطوات التالية:
1. اطلاق حوار وطني بين جميع الاطراف السياسية بهدف وضع خطة ناجحة للخروج من الازمة ودحر الارهاب والارهابيين، والاسراع بتشكيل مجلس النواب الجديد ليأخذ دوره في تسوية الازمة بقرار عراقي بحت ..
2. تشكيل حكومة انقاذ وطني تجمع كل اطراف العملية السياسية المؤمنة حقاً بالديمقراطية، لتنفذ برنامج يعبئ حوله كافة القوى الوطنية، ويؤكد الوحدة الوطنية، ويرفع من شأن المواطنة على انقاض نظام المحاصصة البغيض ..
3. دعم الجيش العراقي والقوات الامنية والاستخباراتية بما يؤمن الارتفاع باداءها في حربها ضد الارهاب والارهابيين، وتوفير كافة المستلزمات اللازمة لذلك .. 
إن التصدي للارهاب لا يكون من خلال التصعيد العسكري والتجييش الطائفي بل من خلال خطة مدروسة عسكرية وسياسية منطلقة من ارادة سليمة تضع مصلحة البلد فوق كل اعتبار، تحظى باسناد القوى الاجتماعية والسياسية العراقية .. وتطلق طاقات مؤسسات المجتمع المدني ليكون لها دورا رائدا في عملية البناء والتصدي القادمين ..
4. بالوقت الذي نرفض فيه أي شكل من اشكال التدخل الدولي والاقليمي في الازمة العراقية الراهنة بدون طلب من حكومة الانقاذ الوطني، نؤكد على ضرورة التوجه الى قوى الحرية والسلام في العالم للتضامن معنا في المعركة ضد الارهاب ..
5. الاسراع في تامين احتياجات النازحين من المحافظات من المواد الغذائية والطبية والسكن .. إن ما قام به الاقليم وقوات البيشمركة في اسناد النازحين أمر جيد ولكن الامر يحتاج الى جهود اكثر فالمشكلة اعمق  ..
كما نؤكد على أهمية:
1. الكشف السريع عن ملابسات سقوط الموصل، ومحاكمة كل من تسبب في هذا الوضع المأساوي، وليقول القضاء كلمته ..
2. السمو بالعملية السياسية لتكون رائدة في التخلص من تركات الحقب السابقة من خلال البدء فورا بعمليات اعمار ما خربته الحروب والارهاب والفساد ..
3. انهاء فعلي لاي وجود مسلح مهما كان شكلة خارج اطار المؤسسات العسكرية والامنية ..
عاش العراق واحداً موحداً
عاش الشعب العراقي بكل مكوناته الاصيلة .. مكونات متحابة متسامحة تعمل يدا بيد للبناء
الخزي للارهابيين القتلة وكل من تعاون ويتعاون معهم على حساب مصلحة الشعب والوطن
 
تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج:
1– لجنة التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
2– لجنة التيار الديمقراطي هولندا
3– لجنة تيار الديمقراطيين العراقيين في الدانمارك
4– لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي كندا
5- لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في أستراليـا 
6- التيار الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الأميركية
7- لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في بلغاريـا 
8– لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي فرنسا
9- لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في روماـنيـا
10- لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي نيوزيلندا
11– لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في النرويج
12- لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ألمـانيـا
13= لحنة تنسيق التيار الديمقراطي في سودرتيليا
14= اللجنة التحضيرية للتيار الديمقراطي العراقي في لينشوبك
15 حزيران 2014


293
طيور دجلة تحلق إلى الكويت


بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في وزارة الإعلام الكويتية، تغادر ستوكهولم متوجهة الى الكويت فرقة طيور دجلة للمشاركة في مهرجان الموسيقى الدولي الذي يقام فــــي الكويت للفترة 17 -22 حزيران ..  وسيرأس المايســـترو علاء مجيد الوفد الفني الذي يتألف 28 عضوة و14 فنانا موسيقيا والذين سيلتحقون بالفرقة من بغداد.
  هذا وسيقوم التلفزيون الكويتي بتسجيل ونقل وقائع هذا الحفل الكبير لفرقة طيور دجلة الذي سيقام في المسرح الوطني الكويتي والذي ستقدم فيه برنامجا خاصا يتضمن مجموعة من الأغاني التراثية العراقية العريقة، ولهذه المشاركة أهميتها الكبيرة في مجال الثقافة والفنون والتراث، سيما وان الفرقة ستمثل العراق في هذا المهرجان الدولي حيث تم اختيارها باعتبارها نموذجا فنيا عراقيا رائعا ورائدا في هذا المضمار.                                                                     وهذا وسنوافيكم بتقارير موجزة عن نشاطات الفرقة منذ مغادرتها السويد يوم 17 حزيران حتى عودتها مكللة بالنجاح  يوم 22 حزيران،  كما سنوافيكم بنشاطات واستعدادات الفرقة ولقاءاتها هناك.
يذكر ان الفرقة سبق لها ان شاركت في العام الماضي في مهرجان المالوف الدولي في الجزائر كما تم توجيه دعوات فنية أخرى للفرقة في مهرجانات عربية ودولية.
مبروك لفرقة طيور دجلهة ومبروك للعراق بنسائه المبدعات.
 ومن نجاح الى نجاح

294
الديوان الشرقي الغربي في كولن الألمانية
واحة عراقية تتحدى الصعاب




تقرير: محمد الكحط – كولن-

الديوان هو الواحة التي يلتقي فيها أبناء الجالية العراقية في مدينة كولن الألمانية، يتبادلون الأفكار ويقيمون الأمسيات الثقافية والاجتماعية والندوات المهمة، فهو ليس ملتقى لقضاء الوقت، بل هو مركز لنشاط جميل، قدم الكثير وما زال يقدم رغم بساطة المكان وشحة الدعم المادي والمعنوي.
في حوار مع الأستاذ هيثم هاشم الطعان أوضح لنا، ان فكرة الديوان بدأت بعد استنفاذ جمعية الطلبة العراقيين التي تأسست في خمسينات القرن الماضي مهامها الفعلية. وتأسس بعدها المنتدى الثقافي العراقي سنة 2000م، الذي أستمر بالقيام بعدة نشاطات، ومنها نشاطات فنية، من أشهرها حفلة للفقيد فؤاد سالم وللفنانة فريدة. وكان للمنتدى هوية وطنية واضحة تجمع العراقيين من كل الطوائف والمذاهب.

يقول الأستاذ الطعان: "بعد توقف عمل المنتدى بفترة فكرنا بالديوان، ليكون مقرا لنا، فكانت فكرة جيدة، تطوعنا عدة أشخاص منهم ماجد الخطيب وأنا، وبادرنا بأيجار هذا المكان وتم تأثيثه، ومن ثم تم تسجيله رسميا عند الجهات الألمانية سنة 2007م كجمعية ثقافية علمية. ولكن لم نحصل على دعم مادي منهم. وبدأنا بعدة نشاطات، منها فتح مدرسة للغة العربية للأطفال مجانا، وشكلنا فرقاً فنية منها فرقة "مسرح أور" التي قدمت 4-5 أعمال مسرحية، ومجموعة تشكيلية قدمت عدة معارض منها للفنان حسام البصام، وتم تشكيل فرقة "السدارة" وهي فرقة فنية من عدة فنانين معروفين منهم باسم عازف الجوزة وسعد ثامر المتخصص بالإيقاع وغيرهم. كما يقدم الديوان عدة استشارات قانونية للاجئين بالتعاون مع جمعيات ألمانية".
ويضيف الأستاذ الطعان: "ومن النشاطات النوعية قام الديوان بمشاريع مهمة مع الجهات الألمانية منها، مشروع "دجلة والفرات شريانا الحياة في العراق" و"الفقر في العراق" و"اليورانيوم المنضب" و"التعليم في العراق". وكان لهذه المشاريع صدى كبير وحضرها جمهور كبير، ومتخصصون من العراق ودول أخرى، وكان هنالك دعم لها من مؤسسة البيئة والتنمية الألمانية مع بلدية كولن وجامعة كولن. وهنالك نشاطات مستمرة وجلسات عائلية أسبوعية، ولدينا مكتبة متميزة وأجرينا أمسيات توقيع كتب لمؤلفين عراقيين، وغيرها من جلسات السمر والغناء والطرب الأصيل، والندوات السياسية والثقافية والفنية وغير ذلك".
في نهاية اللقاء نتمنى للديوان والقائمين عليه النجاح والحصول على الدعم اللازم، ليكون حقاً واحة للاستراحة يقصدها العراقيون في هذه المدينة الوديعة التي تطل على نهر الراين الجميل.


 



295
غزو المسلسلات الأجنبية للفضائيات العربية
المسلسلات التركية إنموذجا
محمد الكحط
ليس غريبا ولا شيئا جديداً أن تعرض الفضائيات العربية مسلسلات أجنبية مدبلجة أو مترجمة، فهي ليست وليدة اليوم، بل كانت طيلة عقود خلت موجودة ضمن برامج عدة تلفزيونات وفضائيات عربية، كالمسلسلات الواردة من أمريكا اللاتينية ومن بعض  الدول الآسيوية وغيرها، لكن في السنوات الأخيرة غدت هذه المسلسلات وتواجدها تشكل ظاهرة واضحة وخصوصا التركية منها، ولهذه الظاهرة أسباب عدة، لابد من دراستها والإمعان في مضامينها، كونها تعدت الحدود العادية، وشكلت مظهرا جديدا في الرقم الدرامي ضمن المعروض في البث التلفزيوني العربي وأخذت عدة فضائيات تحذو بهذا الاتجاه، فلا بد من تسليط الضوء على هذه المسألة وعكس أسباب متابعتها من قبل المشاهدين، كما لابد من التوقف عند ما تحويه من مضامين وماهي النتائج المتوخاة منها، أي مالهدف من الإكثار منها ومن يقف وراء كل ذلك.
أسئلة عديدة تدور في ذهني، علما أنني من الأوائل الذين كتب حول المسلسلات التركية حين كانت في بداياتها ومنذ مسلسل "أكليل الورد" الذي عرض لأول مرة في الــ MBC  ومن ثم عرضته الفضائية التونسية وبحق يعتبر من أفضل المسلسلات التركية المعروضة حتى الآن في الفضائيات العربية، وقد تفاءلت حينها خيرا، لكن ما جاء بعد ذلك بدد الطموحات بهذه المسلسلات، كون الاختيارات لم تكن جميعها موفقة، والمشكلة المترافقة مع هذه الظاهرة هو تراجع الاهتمام الشعبي بالمنتج والمعروض العربي من مسلسلات الدراما التلفزيونية، بعد ان كانت هي الطاغية، ولها جمهورها الكبير ولازال طبعا، كونها تعالج مشاكل واقعية، لكنه تراجع نسبيا لصالح المسلسلات التركية، فأن الأبحاث التي أجريت عن الدراما في الثمانينات وبداية التسعينات، أشارت إلى وجود تقدم في جمهور الدراما العربية كونها من الواقع الاجتماعي لهذه الجماهير سواء المسلسلات المصرية أو السورية وحتى الخليجية، فقد رصدت هذه الدراما العديد من القضايا والمشكلات والظواهر الموجودة في المجتمع، لكن الدراسات الأخيرة خلال السنوات الأخيرة ومن خلال المتابعة المباشرة أيضا، أظهرت أغلب النتائج أن الواقع الاجتماعي الذي تقدمه الدراما يخالف الواقع الفعلي للمجتمعات التي تشاهد تلك الدراما إلا ما ندر مما تم عرضه، أو قد تعرض أمورا سطحية من ذلك الواقع.
ففي مرحلة الثمانينات ظهرت مواضيع في الدراما كمشاكل الأسرة في الدرجة الأولى، بينما في بداية التسعينات ظهرت قضايا الزواج وارتفاع تكاليفه ومسألة تعدد الزوجات...الخ، وفي نهاية التسعينات وبداية القرن الحالي تم الاهتمام بمشاكل الإدمان والجريمة والعنف والانحلال الأخلاقي، وتطرقت بعض المسلسلات إلى قضايا سياسية حساسة، لكنها تعد بالأصابع، كما طرحت بعضها وبشكل محدود قضايا حساسة اجتماعيا كالممارسات غير المشروعة بين الجنسين.
ولا نريد هنا التعرض لمدى تأثير ما يعرض من دراما على المشاهدين من صغار وكبار، فمشكلة هذه الإضاءة هو توضيح الحالة التي أصبحت ظاهرة، وكون الدراما بشكل عام تعتبر من أكثر البرامج التلفزيونية التي تخاطب وتؤثر في معظم فئات المجتمع من  المثقفين والناس العاديين على السواء.
لنطرح أسئلة أساسية نحاول الإجابة عليها:
- ما هي أسباب الاهتمام المتزايد بالمسلسلات التركية من قبل الجمهور...؟
- ماهي سلبيات هذه المسلسلات..؟
- من يقف وراء اختيار هذه المسلسلات وعرضها بهذه الكثافة في الفضائيات العربية...؟وما هي الأهداف والدوافع التي يصبو إليها القائم بالاتصال من تقديم هذه المسلسلات وماهي مضامينها..؟

لاشك أن ما يجمعنا مع تركيا عوامل وظروف عديدة، اجتماعية، سياسية، تاريخية، دينية، علاقات، عادات وتقاليد متشابهة إلى حد ما، ولنضع مبدءا مهما، أننا عندما نقيّم عملا فنيا ما، لا ننظر إلى من أخرجه أو أي دولة أنتجته، ولا أي لغة تم تقديمه بها، بل نقيّم العمل أولا على أساس مضمونه والغاية أو الهدف الذي وضعه المخرج من العمل، ومن ثم العوامل والعناصر الفنية من أداء وتجسيد للشخصيات وديكور وتصوير وطبيعة إخراج وسائر الأمور الفنية الأخرى، وكذلك مهما جدا معرفة هل نجح في طريقة عرضه ليوصل للمتلقي المضمون المطلوب إيصاله بشكل مقبول وسهل دون تعقيدات فنية أو غيرها، أما جنسية العمل فلا شأن لنا بها، لذا عندما نحاكي الأعمال التركية المقدمة، نحاكي كل عمل على حدة، لكن هنالك عوامل وملاحظات عامة مشتركة.
شخصنا عدة أسباب أساسية وراء الاهتمام المتزايد بالمسلسلات التركية، منها:
أولا: أنها قدمت أشياء ومواضيع جديدة، للمشاهد العربي الذي ملّ التكرار من المواضيع الدرامية التي تطرحها المسلسلات العربية، بل وسئم منها، كونها استهلكت ولم يعد هنالك من جديد تطرحه إلا ما ندر.
ثانيا: وجوه فنية جديدة وكثيرة وغير مكررة، فالمسلسلات التركية لمن يتابعها سيجد أن كل مسلسل يحوي وجوها جديدة، ونادرا ما تتكرر وجوه نفس الممثلين، بسبب العدد الكبير المتاح من الممثلين الأتراك، عكس المسلسلات العربية التي تتكرر فيها وجوه نفس الممثلين وهنا لابد من الإشارة إلى أن تكرار نفس الممثلين باستمرار ومهما كانوا ممثلين جيدين، لكن المتلقي سيملهم، وبالتالي نرى أن بعض الممثلين لا يحبذون ان يقدموا أعمالا كثيرة خلال فترة معينة، كونهم أدركوا ذلك، وهنا أشير إلى المسلسلات السورية، فرغم جمالية عرضها وإيجابية مضامينها وكفاءة الممثلين، لكنهم يتكررون في معظم الأعمال، وهذا ما يجعل المشاهد يتوجه لمشاهدة وجوه فنية جديدة.
ثالثا: والحق يقال، لقد أثبت الممثلون الأتراك امتلاكهم إمكانيات فنية والقدرة على الأداء الرائع، وحتى الأطفال منهم قدموا أدوارا تستحق التقدير، وبالتأكيد يقف خلف ذلك مخرجون قديرون للوصول إلى هذه الدرجة.
رابعا: أن العدد الكبير من الممثلين الأتراك من الصف الأول أتاح للمخرجين فرص أكبر على الاختيار، (البعض أشار لي بأن معظم أبطال هذه المسلسلات هم من الصف الثاني، وبعضهم جاء من مجالات عرض الأزياء، ولم يكونوا ممثلين أصلا)، وبجانب هذا ولمن تابع جيدا شخوص المسلسلات، نجد أن الممثلين قد اختيروا بعناية فائقة لأداء أدوار تنسجم مع قدراتهم، وبالتالي نجحوا في العمل، ويقف خلف ذلك قدرة المخرجين على حسن الاختيار، ومن خلال خبرات واضحة، نجد لمساتها في معظم الأعمال المعروضة.
خامسا: عالجت الأعمال المعروضة جوانب جديدة، بل غير مطروقة ومنوعة، وبأساليب فنية جديدة، فيها من الإثارة والتشوق، وأحيانا طرحت بعض القضايا بجرأة، ربما حفزت المكبوت عن بعض المشاهدين، خصوصا ان هنالك تشابه بالعادات والتقاليد العربية التركية الإسلامية، مما جعلها تجذب عددا كبيرا من المتلقين في العالم العربي.
سادسا: جمالية المونتاج والديكور والموسيقى التصويرية والتصوير، وغيرها من العوامل الأخرى التي أجاد فيها العاملون الأتراك.
سابعا: من الضروري الإشارة إلى أن الدبلجة الجميلة الناجحة باللهجة السورية المحببة، كان لها دورا في انتشار هذه المسلسلات، علما هنالك محاولات لا أظنها نجحت للدبلجة باللهجتين العراقية والخليجية.
هذه بعض عوامل جذب ونجاح المسلسلات التركية، فلربما هنالك من يطرح أسباب أخرى، وأنتظر من يبادر إلى ذلك.
أما عن سلبيات المسلسلات التركية:
لا يمكن جمع كل الأعمال في سلة واحدة، فكانت هنالك أعمالا جيدة وناجحة، وهنالك أعمالا سيئة وضارة وسلبية، وبين المجموعتين سلسلة من الأعمال المعروضة تتفاوت في نجاحها.
يمكن تأشير بعض السلبيات هنا منها:
أولا: طول المسلسلات وحجمها الغير عادي، فهنالك مسلسلات ضربت أرقاما قياسية في حلقاتها، كمثال مسلسل "الأرض الطيبة" في عدة أجزاء وكل جزء أكثر من مئة حلقة، ومسلسل "وادي الذئاب" الذي لازال يعرض ومسلسل "الأوراق المتساقطة" أربع أجزاء وغيرها. للأسف طول المسلسلات التركية صارت ظاهرة ملازمة لها وهذا ليس دائما عامل إيجابي، وأعتقد أن العامل الاقتصادي يقف خلف ذلك، كون بعض الفضائيات تفضل مسلسلات طويلة لتغطية ساعات بث طويلة، وهذا ما سنقف عنده أيضا لاحقا.
ثانيا: تكرار الأحداث وتعاقبها مما يسبب الملل للمشاهد الواعي، وتصاعد الأحداث بعوامل الصدفة، وهذا يتكرر في معظم الأعمال، حتى أصبحنا نتوقع مقدما ماذا سيحصل في اللقطة التالية، أن تصاعد الحدث الدرامي بسبب الصدفة باستمرار يبعده عن الواقع ولا يعطي مصداقية للعمل، وكأنها أحداث مركبة عمدا لمجرد الإطالة وتقضية وقت المتلقين دون فائدة، أي أن عدم التزام المخرجين بمبدأ الاختيار والعزل للأحداث، بل تعمدهم للإضافة والإطالة للأحداث، مما يسبب الملل للمتلقي الذكي ويجعله يترك متابعة المشاهدة، بالإضافة لكونه أسلوب غير صحيح، وسلبي على طول الخط، فالعمل كلما كان مركزا وقريبا إلى الواقع، كلما كان أكثر قبولا وتأثيرا على المشاهد.
ثالثا: عكست المسلسلات صورا سلبية وغير واقعية عن الدولة التركية، فمن يشاهد مسلسلات كوادي الذئاب والأرض الطيبة وغيرها، ينخلق لديه تصور ان هذه الدولة مجرد ديكور، وان المافيات والعصابات تتحكم في كل شيء في مصير هذا البلد، رغم علمنا بوجود هكذا مظاهر لكنها ليست بهذا الحجم الذي صورته المسلسلات المعروضة.
رابعا: من جانب آخر يشجع ما سبق على اللجوء إلى الجريمة المنظمة وكذلك على العنف في المجتمع لمن يشاهد ويتأثر بهذه المسلسلات وخصوصا الشباب الذي أخذوا يقلدون شخصيات "أسمر" و"عمار كوسوفي" و"مراد علمدار" و"أيزيل" وغيرهم من أبطال مسلسلات المافيات، وكذلك نشر ثقافة البطل الخارق الفرد القادر على تغيير وقتل كل الأشرار لوحده، مما يغرز تلك الصور الغير صحية في المجتمع بعيدا عن القوة الاجتماعية والموحدة للعمل من أجل الخلاص من الأشرار.
خامسا: تعرضت الكثير من المسلسلات إلى عادات وتقاليد المجتمع التركي، وأظهرته وكأنه مجتمعا أوربيا، تخلص من معظم التقاليد والالتزامات الأخلاقية، وتجاوز التعصب والتزمت بقضايا الشرف وغيرها، ومن يعرف المجتمع التركي جيدا وعاش هناك يدرك ان كل ذلك غير صحيح، لربما أجزاء من اسطنبول ونسبة محددة من المثقفين وفي أحياء محددة وضيقة في تركيا تعيش تلك المظاهر أما النسبة الأعلى من المجتمع فهي لازالت تعاني من التعصب الشديد والالتزام بالتقاليد والعادات بسلبياتها وايجابياتها، ويقف خلف ذلك أسباب ودوافع معروفة هي محاولة غرس تقاليد جديدة في المجتمع، كي تبدو كأنها عادية.
سادسا: لم تعكس جميع المسلسلات التي تناولت القضية الكردية في تركيا المصداقية في طرح القضية، بل كان هنالك تشويه متعمد وواضح في طرح القضية وكأن كل المناضلين من أجل تقرير مصيرهم ومن أجل حريتهم هم عصابات ومرتبطين مع مافيات ومصالح دول أجنبية. هذا ما يعكس أن هنالك تدخل من قبل الدولة في ذلك، ولم نشاهد مسلسلا تناول بايجابية نضال هذا الشعب الذي تحمل الكثير من التهميش المتعمد.
سابعا: لم يتم تناول الكثير من القضايا التاريخية بحيادية، بل بتحيز واضح، كتناول قضية الصراع التركي اليوناني، وكذلك فترة الحكم العثماني، بل نجد التحيز واضحا للجانب التركي.
ثامنا: هنالك العديد من المضامين السلبية التي تحاول بعض المسلسلات غرسها في المجتمع وتغيير ثقافته وعاداته، بل وتتعمد ذلك بإصرار.
هذه بعض السلبيات ويمكن أدراج سلبيات أخرى.

أما حول موضوعة من يقف وراء أختيار هذه المسلسلات وعرضها بهذه الكثافة في الفضائيات العربية.
يمكن التأكيد ان فضائية الـ MBC هي أول فضائية بدأت بشراء وعرض المسلسلات التركية، كانت البداية موفقة، لكن كثرتها والإفراط فيها هي نقطة سلبية، لعدة أسباب، ولنسأل ما السبب الذي يجعل هذه الفضائية وهي الأكثر مشاهدة في البلدان العربية كما أشارت العديد من نتائج الاستبيانات التي أجريت، في أن تتوجه هذا التوجه، هل لرخص ثمن هذه المسلسلات، أم لغايات مدروسة مسبقا، هذا السؤال نطرحه على إدارة الفضائية وعلى القائمين بالاتصال فيها، وبالذات من هم وراء قرار شراء وعرض هذه المسلسلات.
ولكن يمكننا أن نشير إلى بعض أسباب الاختيار.
أولا: ان هذه المسلسلات تغطي ساعات بث كبيرة، ففضائية الـ MBC مثلا، تعرض في آنٍ واحد عدة مسلسلات تركية في اليوم في جميع قنواتها التي تبثها على مدار الساعة، وكذلك أبو ظبي ودبي، ويعاد بثها مرات عديدة في اليوم ومن ثم يتم عرض جميع حلقات الأسبوع لكل مسلسل أيام العطل أي الجمعة والسبت والأحد، وهذا يوفر تغطية لنشاطها، لساعات طويلة.
ثانيا: أن هذه المسلسلات تجذب مشاهدين بأعداد كبيرة، مما يكسب الفضائية قدرتها على الحصول على إعلانات تجارية وزيادة أرباحها.
ثالثا: اختيار مسلسلات ذات مضامين تتفق مع نهج القائمين بالاتصال في هذه الفضائيات أو تحقق أهداف خاصة لمن يمتلكون هذه الفضائيات سواء كانوا أشخاصا أم حكومات.
رابعا: دوافع اقتصادية يمكن تقديرها، مثلا اليوم العديد من رؤساء الأموال والمواطنين يفكرون بالاستثمار أو السياحة في تركيا، فكانت المسلسلات وسيلة دعائية ناجحة للسياحة أو الاستثمار في تركيا.
خامسا: دوافع سياسية واجتماعية، من خلال عرض تلك الأفكار التي تحويها مضامين المسلسلات المعروضة، وهي عديدة، منها غرس أسلوب حياة جديدة يريدها المرسل في المجتمع.
ماهو المطلوب من كل تلك الكثافة التي تعرض فيها هذه المسلسلات؟
المطلوب هو عكس ثقافة الغرب بكل ايجابياتها وسلبياتها وغرسها في أذهان المشاهد العربي والتركي قبله، ومن خلال التكرار ونجاح هذه المسلسلات فنيا سيتم بالإكراه شيئا فشيئا تغيير سلوك الناس كما خطط ورسم له المنتج والمخرج وكاتب السيناريو وصاحب الفضائية التي عرضت هذه المسلسلات.
ان هذا الاندفاع لمشاهدة  المسلسلات التركية سيخف تدريجيا وسيملها الجمهور، لأنها بدأت تفقد بريقها بسبب تكرار مواضيعها وبأشكال مختلفة، فالجمهور سيتجه نحو الجديد دائما، وخصوصا أنها أخذت تغالي جدا بطرح العلاقات الاجتماعية السلبية، وهذا ما ترفضه نسبة كبيرة من المشاهدين.
وهنا أستعير استنتاج أحد زملائي الذي صرح وبعد نقاشنا حول الموضوع، أن تركيا كانت يوما جسرا لنقل الثقافة العربية الإسلامية إلى أوربا، واليوم تحاول أن تلعب نفس الدور ولكن بالاتجاه المعاكس أي نشر الثقافة الأوربية ونقلها إلى الدول العربية والإسلامية.
فهل لدينا البدائل...؟
هل عجزت الدراما العربية أن تقدم أعمالا توازي الأعمال التركية...؟
 هل لدينا عجزا في كتاب السيناريو أو في الفنانين من الممثلين والمخرجين...؟
هل لدينا أزمة أنتاج فنية لا يمكن حلها، ومن يقف ورائها...؟
هل هنالك سياسات تعيق حرية الإنتاج لأعمال تضاهي المعروض التركي..؟
هل هنالك عوائق لحرية التعبير والإبداع في الدول العربية...؟
أنتظر الإجابة من الذين يهمهم الأمر، وأتمنى ذلك.
علما أنا لست ضد عرض المسلسلات التركية أو غيرها، لكن علينا ان نعرف ماذا نختار من مسلسلات، وعدم الاستخفاف بعقول المشاهدين، أو اللعب بمصيرهم، فواجب القائمين بالاتصال هو الرقي بالمشاهد العربي وتنوير وتطوير عقله  وذهنه، أم لديكم أهدافاً أخرى...؟
فشئنا أم أبينا، لقد أثرت المسلسلات التركية على المسلسلات العربية، وقلت مشاهدتها كثيرا، مما سيضعف الأعمال الفنية العربية، نحتاج الى تشجيع الأعمال الفنية العربية، بل لتكن ظاهرة كثرة المسلسلات الأجنبية حافزا للفنانين العرب ليقدموا أعمالاَ أكثر نجاحا.
ومن جهة أخرى على المسؤولين في الفضائيات العربية أن يحسنوا الأختيار من المسلسلات الأجنبية، لا أن يتم عرض أي أعمال مهما كانت طبيعتها، ويتطلب تدقيق مضامينها ورسالتها، بروح المسؤولية عن المجتمع ومستقبله.

ملحق:
فيما يلي ملحق يحوي رصدا للمسلسلات الأجنبية التي تقدم حاليا وضمن الفترة الزمنية المحصورة من 19 آيار – 26 آيار 2012م، يبين حجم الحيز الذي تحتله من ساعات البث اليومي في بعض الفضائيات:



كما تقدم فضائيات أخرى مسلسلات تركية ويابانية ومكسيكية منها على سبيل المثال السومرية العراقية، والتونسية.

ومن المسلسلات التي عرضت حتى الآن:
1- أكليل الورد.
2- سنوات الضياع.
3- نور
4- لا مكان لا وطن
5- الأجنحة المنكسرة
6- دقات قلب
7- الحلم الضائع
8- وتمضي الأيام ‏
9- الحب والحرب
10- ميرنا وخليل
11- موسم المطر
12- قصر الحب
13- جامعة المشاغبين
14- قصة شتاء
15- عائلتان ‏
16- حد السكين
17- دموع الورد
18- ويبقى الحب
19- قلب شجاع
20- الحب المستحيل 
21-  لحظة وداع
22- عليا
23- قلوب منسية
24- صرخة حجر
25- وادي الذئاب (6 اجزاء حتى الآن)
26- الزهرة البيضاء
27- الحب والعقاب
28- البحث عن المجهول
29- زهرة الحب
30- الغريب
 31- غربة امرأة
32- اللحن الحزين
33- رماد الحب
34- جواهر
35- ندى العمر
36- غصن الزيتون
37- الأوراق المتساقطة (4 أجزاء حتى الآن)
38- ايـزل
39- سيلا
40- نارين
41- جسور الهوى
42- ثمن الشهرة
43- جيهان
44- أحلام بريئة
45-  الربيع الآخر
46- العشق الممنوع
47- الأرض الطيبة (عدة أجزاء)
48- لوعة قلب
49-   فاطمة
50-   أغنية حب (بدأ تقديمه بعد أنتهاء مسلسل لوعة قلب)
51-    جرح الماضي
52-    بائعة الورد
53-    حريم السلطان
54-   سجين الحب
55-   ثمن عمري
56-    نبض الحياة
57-    الحب في مهب الريح
58-    ليلى
59-    سيدة المزرعة
60-    قبضة النمر




296
شهادات الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي

 

شهادات الدكتور خليل عبد العزيز

حاوره: محمد الكحط
حاولت مرارا أن أحاور الدكتور خليل عبد العزيز لكنه كان يتعذر، ولكنها اليوم الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، ورضخ أخيرا خصوصا وهو قد عاصر فترة طويلة من الحياة السياسية العراقية وكان في مراحل عديدة قريبا من مسيرة الحزب الشيوعي العراقي، ولديه معلومات كثيرة لربما تحتاج إلى حوار أطول ولقاءات عديدة. فكانت حصيلة هذا الحوار أدناه.
أولا، لابد من تقديم ولو بسيط عن حياة الدكتور خليل عبد العزيز فهو من عائلة متوسطة الحال، ولد في الموصل ويخفي سنة ولادته الحقيقية خوفا من الحساد، ساهم منذ وجوده بالدراسة الابتدائية مع زملائه وزميلاته في الحركة الطلابية، في موجة الاحتجاجات الجماهيرية ضد النظام الملكي والسلطات الحاكمة.
- البدايات وكيف تعرفت على نشاطات الحزب الشيوعي العراقي، وما تحمله من ذكريات عن تلك الأيام؟
 يتذكر قائلا، ((كنا نسير في المظاهرات الحاشدة في وثبة كانون الثاني 1948، وتعرضنا للضرب والإهانات من قبل قوات الشرطة، لكن كل ذلك لم يمنعنا من مواصلة العمل الوطني، ومنذ بداية 1952 بادرنا مع مجموعة صغيرة من الطلبة بتأسيس "اتحاد الطلبة العراقي العام" في الموصل، كنا ثلاثة فقط (أنا وسعد يحيى ق وحازم جميل)، بدأنا بنشاط واسع في كافة المدارس المتوسطة والإعدادية، وكان هذا العمل لا يتناسب مع إمكانياتنا المتواضعة، ولكن عملنا الإعلامي والدعائي يفوق كل التصورات وبالفعل قمنا بتنظيم إضرابات ومظاهرات في كافة مدارس الموصل، وفي هذه الأثناء تعرفت على مجموعة صغيرة من الشيوعيين، وأخذنا نعمل سوية وندفع بالعمل الطلابي والجماهيري ليشمل أوساطا واسعة من الجماهير.
كانت نقطة تحول كبيرة في حياتي، حيث تم قبولي عضوا في الحزب الشيوعي العراقي أواسط عام 1952، ويعود الفضل في ذلك إلى أحد الرفاق من مدينة عانه، كان قد تم إبعاده إلى الموصل، وكنت أتلقى منه بيانات وصحافة الحزب، ومن ثم أخذنا بالتنسيق مع مجموعة صغيرة من الطلبة والكادحين، ونقوم بتوزيع البيانات التي كنا نستنسخها باليد، وكان التوزيع يجري في الصفوف قبل بدء الدوام، كان هذا النشاط يثير السلطات التي كانت تلجأ إلى الاعتقالات والتحقيق، ولكن ورغم كل الإجراءات البوليسية فأن النشاط الحزبي والطلابي لم يتوقف، بل أخذ بالتوسع وشمل أقضية الموصل، مثل سنجار وعقره ودهوك وزاخو والعمادية وبعض النواحي كالقوش وتلكيف وبرطله وقره قوش.
وكيف كانت تصلكم أفكار وأخبار الحزب؟
لقد كانت أفكار الحزب تصل إلينا عن طريق مجموعة صغيرة من الكراريس، وكان لها صدى كبير ودافع لزيادة الحقد على السلطة الحاكمة، وكانت أفكار الحزب تلاقي القبول في الأوساط الشعبية والطلابية، وكان نشاط الحزب يطغي على نشاطات الأحزاب الأخرى العلنية مثل حزب الاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي بالإضافة إلى الأحزاب والجماعات الإسلامية والقومية. 
- ما هيّ الذكريات التي تحملها عن تلك الفترة؟
لقد ساهمت في انتفاضة تشرين 1952، وخلال تأسيس الجبهة الوطنية الموحدة سنة 1954، تم اختياري ممثلا للطلبة في لجنة الجبهة في الموصل، ولأول مرة في تاريخ المدينة تم انتخاب مرشحيها جميعا كنواب في المجلس النيابي، وكان لذلك تأثير كبير وصاعق على مجمل الحركة الوطنية والأوساط الحاكمة مما دفع حكومة نوري السعيد، وبعد جلسة برلمانية واحدة تقرر حل المجلس النيابي، وقد تعرضت إلى ملاحقات أمنية والفصل من المدرسة جراء نشاطي في الجبهة الوطنية المتحدة، مما دعا الحزب إلى اتخاذ قرار بنقلي إلى بغداد للعمل في المجال الحزبي الطلابي، وأصبحت عضوا في اللجنة العليا لأتحاد الطلبة وكان سكرتير اللجنة مهدي عبد الكريم. لابد هنا من التأكيد ان نشاط الحزب استطاع تجاوز كافة الحدود الطائفية والقومية، وتمكن من تعبئة ورص الصفوف بين كافة الطوائف والقوميات، فكان الجميع يعملون سوية داخل الحزب، ولم أسمع في حياتي إشارات أو كلمات حول طائفة أو قومية من أي شخص، بل كان الجميع يعمل من أجل حرية الوطن وتحرير المجتمع من الأفكار الرجعية.
- للحزب تأثير مشهود على الحركة السياسية بشكل عام في تاريخ العراق الحديث، كيف تقيم هذا الدور...؟
كانت أفكار ونشاطات الحزب تعتبر العامل الرئيسي في زج الجماهير الشعبية للنضال السياسي والاجتماعي والاقتصادي ومن أجل حقوقها العادلة والإطاحة بالسلطة الحاكمة، وكان الثمن غاليا تمثل في الإعدامات  وزج المئات بل الآلاف في المعتقلات والسجون والإبعاد القسري.
في بغداد وبسبب اعتراف أحد المنهارين تم اعتقالي والحكم عليّ بالسجن لعام واحد في بعقوبة، والإبعاد القسري لسنة أخرى إلى بلدة بدرة بعد انتهاء محكوميتي.
كان سجن بعقوبة في الواقع مدرسة نضالية وتثقيفية، فبالرغم من الغرف الانفرادية والضرب والتعذيب الجسدي والنفسي، فأن المناضلين كانت تسودهم أواصر المحبة والتضامن والمساعدة في التغلب على المصاعب ومواجهة الجلادين وأساليبهم لإجبار السجناء على التخلي عن حزبهم وشعبهم عن طريق كتابة البراءات  وإعلان الولاء للطغمة الحاكمة، وكان مدير السجن علي زين العابدين يتميز بالقسوة والعنف وضرب المناضلين وأهانتهم بشتى السبل، خلق ذلك جيلا من المكافحين الأشداء وعززت إيمانهم بعدالة قضيتهم، وباعتقادي فأن منتسبي هذا الجيل لا زالوا متمسكين بأفكارهم وعقيدتهم التي وهبوا حياتهم من أجلها.
لقد تعرفت على مجموعة كبيرة من المناضلين الشيوعيين، وتكونت فيما بيننا علاقات رفاقية وصداقة، أتذكر منهم نافع يونس، عدنان عبد القادر، كريم أحمد، عزيز الحاج، دارا آراخاجادور وغيرهم.
بعدها في بدرة كان هناك حوالي 150 مناضلا من مختلف مدن العراق، ومن كافة الطوائف والقوميات، كانت بدرة رغم وقوعها في منطقة صحراوية بالقرب من الحدود الإيرانية عبارة عن مدرسة نضالية ذات أهمية، فإلى جانب علاقات الصداقة والتضامن، كانت هناك نشاطات فنية ورياضية وثقافية، وقد تم إصدار مجلة دورية بخط اليد، وتكوين مكتبة ضمت العشرات من الكتب السياسية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية، وأصبحت رئيس تحرير المجلة  التي ساهم في تحريرها مجموعة من الرفاق، لقد تميزت المجلة بالنضوج ومعالجة مواضيع متعددة، كان من ضمن كتابها الصديق الدكتور كاظم حبيب، ومن الجميل انه كتب لي قبل عامين خلال إهدائه إحدى مؤلفاته القيمة "لمحات من عراق القرن العشرين"، أول مقال كتبته في حياتي السياسية نشر في مجلة (الإبعاد)، التي كنت تشرف على انجازها تحت عنوان ملاحظات أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، وأود هنا القول بأنني أعتز كثيرا بما كتبه الدكتور كاظم حبيب.
بعد انتهاء فترة الإبعاد، تم تجنيدي في معسكر الشعيبة بالقرب من البصرة.
- كيف تجد علاقة الحزب الشيوعي مع الحركة الوطنية والحركة النقابية والمنظمات الجماهيرية.
هناك جانب مهم في مسيرة الحزب والذي يتعلق بالعلاقة مع مجمل الحركة الوطنية وأحزابها ومنظماتها السياسية، ففي مدينة الموصل كانت هناك قوى وطنية ومنظمات حزبية لها شعاراتها وأهدافها وتوجهاتها، وكان الحزب الشيوعي وانطلاقا من شعاره الرئيسي "قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية" يعمل من أجل دعم الأحزاب الوطنية بكافة الوسائل والطرق، بل وصل الأمر إلى دفع رفاق للانضمام إلى تلك الأحزاب  بهدف تعزيز وتقوية مواقفها النضالية، وكان ذلك واضحا في الموصل. وليس هذا فحسب، بل ان الحزب بذل جهودا من أجل ترسيخ الحركة النقابية والتنظيمات الشبابية والطلابية ورابطة المرأة العراقية، وبالفعل فقد أحرز الشيوعيون نجاحات ملحوظة في تقوية وإسناد معظم القوى السياسية والجماهيرية وزجها في النضال الوطني، ويعترف قادة هذه القوى بالدور الريادي الواضح للحزب في مجال الدعم والإسناد والتشجيع.
- ممكن تأشير ثمار هذا التوجه في قيام ثورة 14 تموز 1958 وما حصل خلالها؟
كانت حصيلة ذلك انه قاد إلى التمهيد لثورة الرابع عشر من تموز وبمؤازرة ودعم فصائل الشعب العراقي، وتم الإطاحة بالنظام العميل، فكانت الثورة بحق التعبير الواضح لتطلعات الجماهير وأهدافها ومطالبها في الحرية والعدالة.
وكان الشيء الأساسي بنظري هو الاعتراف بحقوق الشعب الكردي واعتبار العرب والأكراد شركاء في الوطن، وهذا ما كان يسعى إليه الوطنيون الحقيقيون والشيوعيون الذين كانوا ومنذ أعوام الأربعينيات رافعين شعار "الحكم الذاتي لأكراد العراق". لقد كانت ثورة 14 تموز ضربة موجعة للقوى الامبريالية والاستعمارية والقوى الرجعية في المنطقة، لقد وقفت القوى الرجعية وأنصار العهد الملكي ورؤساء العشائر والقبائل وبموازاة واضحة من بريطانيا والولايات المتحدة والأنظمة الرجعية في المنطقة والعالم وقفوا ضد الثورة  وانجازاتها الوطنية وزعيمها الوطني عبد الكريم قاسم. كان القوميون والبعثيون من أشد المعادين للثورة، فأخذوا يحيكون  المؤامرات، واستطاعوا توجيه ضربة للزعيم، هدفها الاغتيال السياسي، لكن هدفهم لم يتحقق، واستطاع الزعيم عبد الكريم النجاة بعد إصابته بطلقات نارية.
ان البعثيين وبالتعاون مع القوى المعادية في الداخل والخارج وبخاصة من قادة الجمهورية العربية المتحدة بدأوا بتدبير مؤامرة واسعة النطاق يساهم فيها قادة عسكريون كبار، ومن ضمنهم المحيطون بالزعيم عبد الكريم، ولقد شاهدت بعيني كيف كانت الشاحنات العسكرية تفرغ حمولتها من الأسلحة والعتاد وخاصة رشاشات بورسعيد في مقر قيادة القطعات العسكرية في منطقة الغزلاني بالموصل، حيث كنا موقوفين في الغرفة المتاخمة لقائد الموقع العقيد عبد الوهاب الشواف.
كانت المؤامرة واسعة النطاق، وكان مخطط لها ان تبدأ من مدينة الموصل ويؤيدها فوراً قائد الفرقة الثانية في كركوك الزعيم ناظم الطبقجلي، ويتبعهم ضباط كبار في مقر وزارة الدفاع، ولكن وحسب اعتقادي فأن المتآمرين اصطدموا بتلك المقاومة الشعبية داخل الموصل، والاستنكار والشجب في كافة أنحاء العراق، هذا من جهة كما ان جبن وتردد القيادات العسكرية المشاركة في المؤامرة لعب دورا كبيرا ومنذ الساعات الأولى في فشل مؤامرة الشواف.
لقد خرجت جماهير الشعب في الموصل وبالتعاون مع ضباط وجنود فوج الهندسة في تظاهرات حاشدة وقادت كفاحاً مسلحا ضد المتآمرين من أنصار آمر الموقع عبد الوهاب الشواف وساهمت العناصر الوطنية من الأكراد في عمليات المقاومة، حيث تدفق على الموصل المئات من المسلحين الأكراد من عقره ودهوك والعمادية وغيرها، وظهر التحالف بين العرب والكرد في ساحات المقاومة من اطلاق سراح الموقوفين من الثكنة العسكرية، وكنت واحداً منهم، ولكن المتآمرين استطاعوا  قبل هروبهم من قتل المناضل الوطني كامل قزانجي وبعض الضباط والجنود.
في معركة الشواف برز دور الحزب الشيوعي في قيادة الجماهير الشعبية وبالتعاون التام مع القوى الوطنية العربية والكردية، واستطاع الشيوعيون من السيطرة على الأوضاع الأمنية قبل وصول آمر الموقع الجديد العقيد حسن عبود.
من الضروري التأكيد بأن هناك بعض التجاوزات قد حدثت بالفعل، ولكن وللحقيقة والتاريخ فأن الشيوعيين لم يكونوا مساهمين في ذلك، بل العكس فأنهم وقفوا ضدها حتى وصل الأمر إلى استشهاد أحد الرفاق وجرح آخرين نتيجة جهودهم لوقف التجاوزات من قبل الجماهير الشعبية الحاقدة على المتآمرين والبعثيين.
ان دروس ونتائج مؤامرة الشواف في الموصل عام 1959م، لم يتم تدارسها وتحليلها واستخلاص النتائج وتقييم الأخطاء والنجاحات، كان بإمكان الحزب الشيوعي انجاز ذلك خاصة وان المساهمين في قمع المؤامرة كانوا على قيد الحياة، ولديهم المعلومات الكافية والواقعية عن مسيرة الأحداث والتآمر قبل وبعد المؤامرة، ولكن ذلك لم يتم حتى الآن، رغم جهود بعض الرفاق في تقديم تحليلات تميزت مع الأسف بإبراز الدور الشخصي لهم والتجني وتجاوز أدوار وبطولات الآخرين.
أما المتآمرون والبعثيون، فقد بادروا فوراً إلى إصدار العشرات من الكتب التي تم طبعها في بيروت والقاهرة ودمشق، وحتى في بغداد، ونشروا المقالات والتحليلات، وظهر واضحا الكذب والتزييف وتشويه الحقائق وتسخير بعض التصرفات الفردية خلال المعارك المسلحة لدعم وجهات نظرهم، ويؤسفني القول بأن ذلك لا زال يجري تقريبا كل عام في ذكرى مؤامرة الشواف، ويتركز الهجوم على تشويه بطولات الشيوعيين والحزب الشيوعي.
بعد إفشال المؤامرة، والتي وصف الزعيم عبد الكريم مقاوميها بأنهم أبطال الموصل، أخذ الوضع السياسي يأخذ مجرى آخر وبدأت حملة مطاردات واعتقالات للمناضلين المؤيدين لثورة تموز، وأسباب ومبررات غير منطقية، وكنت من ضمن الذين صدرت الأوامر باعتقالهم، واضطررت إلى الاختفاء، ومن ثم الانتقال إلى بغداد، حيث صدرت أحكام عرفية عسكرية بإعدام مجموعة من مساندي ثورة تموز والمشاركين في قمع مؤامرة الشواف، وكنت واحداً ممن صدرت بحقهم أحكام إعدام، وبلغ عدد الإحكام ضدي 7 أحكام، فقرر الحزب ضرورة إخراجنا من العراق، وكنت من مجموعة الذين وصلوا الاتحاد السوفيتي.
-   وماذا عملت في مكانك الجديد؟
في موسكو قضيت حوالي عشرين عاما، تمكنت من إنهاء دراستي الإعدادية والجامعية حيث انضممت إلى جامعة موسكو قسم الصحافة، ومن ثم الماجستير وبعدها حصلت على شهادة الدكتوراه سنة 1971، وتم تعييني باحثا علميا في معهد الاستشراق بأكاديمية العلوم السوفيتية بموسكو.
خلال عملي في المعهد، وقبلها أثناء الدراسة ساهمت بنشاط في كتابة المقالات والريبورتاجات في المجلات التي كانت تصدرها وكالة أنباء نوفوستي، وكنت من كتاب جريدة أنباء موسكو، وعملت مراسلا صحفيا لجريدة 14 أكتوبر الصادرة في عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية.
- ماتود قوله في الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي تعبر فيها عن هذه المسيرة وآفاق المستقبل...
اليوم في خضم الاحتفالات بالذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي، من الأهمية بمكان التأكيد، بأن هذه الاحتفالات تجري في ظروف صعبة، حيث ان القوى الطائفية تسيطر على مقاليد الحكم، وتنتهج سياسة طائفية لتحويل بلادنا إلى لون ديني معين، متجاهلة بذلك التنوع التاريخي للأديان والطوائف والقوميات الذي كان أحد مميزات حركة ومسيرة العراقيات والعراقيين خلال عشرات ومئات السنين، وفي هذه الظروف العصيبة والصعبة فأن الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم وأنصارهم يخوضون الكفاح من أجلِ إعادة المسيرة الطبيعية لحركة الجماهير العراقية والتأكيد على العدالة الاجتماعية التي يجب أن تعتبر نبراساً مضيئا لكل القوى والأحزاب والمنظمات الوطنية في بلادنا.
ان تضحيات الحزب الشيوعي لا يمكن ان تذهب هباء، وان ثمانين عاما من النضال والدماء والدموع، لابد أن تحقق أهدافها وتطلعاتها، وكل ذلك مع الأخذ بنظر الاعتبار مصالح الجماهير الشعبية.
تحية نضالية لقادة الحزب الشيوعي ومنظماته وأصدقائه وأنصاره.
- في ختام الحوار لا يسعنا إلا تقديم الشكر وأجمل الأمنيات بالصحة والسعادة للدكتور خليل عبد العزيز.

297
ستوكهولم تحيي عيد العمال العالمي
باحتفالات ومسيرات كبيرة






محمد الكحط – ستوكهولم-
تصوير: بهجت هندي


في ليلة عيد العمال أحيا السويديون انتهاء فصل البرد الشتاء وأشعلوا النيران ليلا وداعا له وترحيبا بقدوم الصيف، ولكن المفاجئة وعلى غير العادة أفاقوا صباح الأول من آيار وعاصمتهم مغطية بالثلوج البيضاء، مع رياح قارصة، وما هي إلا ساعات حتى أشرقت الشمس وذابت الثلوج ودبّ الدفء وخرجت جموع العمال ومؤيديهم إلى وسط العاصمة وكما كل عام، حيث زينت الشوارع بالأعلام الحمراء، راية الشغيلة الخفاقة، ورفرفت اللافتات التي تحمل شعارات الطبقة العاملة وأهدافها النبيلة بإقامة عالم السلام والاستقرار الخالي من العنف والاضطهاد والحروب، عالم المساواة الحقيقية وانتصار القيم الإنسانية على قيم الشر.
في عدة ساحات انطلقت التجمعات رافعة الأعلام وهي تردد شعارات تنادي بالسلام والعدالة والمساواة، لقد اكتظت شوارع ستوكهولم بالتجمعات من شتى القوميات والإنتماءات، يدفعهم ويجمعهم هدف واحد وحلم واحد أنهم ينشدون لغدٍ وضاء للبشرية، وكان لأبناء الجالية العراقية شرف المشاركة في المسيرة تتقدمهم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق، والحركة النقابية الديمقراطية في السويد، والتيار الديمقراطي العراقي، وهم يرفعون شعارات الطبقة العاملة العراقية، ويغنون الأغاني الوطنية، ويرددون الأهازيج الشعبية التي ترمز إلى نضالات عمال العراق وللأول من أيار.
وكالعادة في كل عام انطلقت أكبر تلك التجمعات من ساحة ميدبوريربلاتسن بعد أن تحدث الكثير من ممثلي العمال ومنظمات المجتمع المدني إلى الحديقة الملكية وسط ستوكهولم، لتلتقي فيها المسيرات الطويلة الحاشدة ولعدة كيلومترات، مع الموسيقى المنوعة من عدة دول كانت تعزف للحشود ومنها التي تعزف النشيد الأممي، وعند التجمع الكبير في الساحة الملكية، توالت كلمات قائد حزب اليسار وشباب اليسار وبعض النقابات السويدية، مع فقرات من الغناء، لتنتهي المسيرة مع الأمل بتحقيق المزيد من المنجزات للشغيلة. وفي ساحة الهوتوريت كانت هنالك وقفة للحزب الشيوعي السويدي ومجموعة أخرى من المنظمات.
لقد كان وسيظل الأول من أيار، عيد العمال العالمي، رمزا للنضال والتحرر من العبودية والاستغلال والاضطهاد، وعيدا لشغيلة اليد والفكر والفلاحين والمثقفين وكل القوى التقدمية المحبة للسلام والتحرر والديمقراطية.
صور ولقطات من المسيرة بعيد العمال العالمي:
 
 















298


الى جميع ابناء الجالية العراقية

دعوة لاحتفال جماهيري بإعلان اختتام الحملة الانتخابية

تدعوكم قائمة التحالف المدني الديمقراطي
الي احتفال جماهيري فني يوم الجمعة المصادف ٢٥ نيسان / ابريل ٢٠١٤ الساعة السادسة مساءً على قاعة الفك
بمناسبة انتهاء الحملة الانتخابية للقائمة
متمنين التوفيق للجميع
وأملنا بتلبية الدعوة للحضور


قائمة التحالف المدني الديمقراطي

299
شهادات الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي



الفنان التشكيلي الدكتور فؤاد الطائي


حاوره: محمد الكحط

الفنان التشكيلي الدكتور فؤاد الطائي فنان عاصر فترة طويلة من الحياة السياسية العراقية منذ بزوغ ربيع الحركة الثورية، والدكتور الطائي فنان وكاتب متنوع المواهب، له العديد المقالات والدراسات النقدية في الفن التشكيلي وحتى في الشأن السياسي، كما يملك أرشيفا غنيا بمحتوياته. كان لنا معه محطة توقف ليدلي بشهادته عن هذه المسيرة الطويلة.

متى تعرفت على نشاطات الحزب الشيوعي العراقي، في أي مرحلة من حياتك...؟
-   ما هيّ الذكريات التي تحملها عن الحزب ومبادئه...؟

شكلت فترة الخمسينات من القرن الماضي بالنسبة لي انطلاقة مرحلة المراهقة والشباب، وفيها بدأت مخيلة الفضول والتجربة في كل مفردات الحياة اليومية وتفاصيلها سواء في البيت أو الزقاق أو المدرسة، استطعت خلالها ان أختار من الأصدقاء من يشبهونني في جديتهم واهتماماتهم وسلوكهم، ومنذ  ذلك الحين بدأت روح المنافسة والرهان في تحقيق الذات وإثارة الانتباه وساعد في ذلك اقتدائي بشقيقي الرسام الذي أستمر بمتابعتي وتوجيهي وهو في روما حيث يدرس الفن آنذاك، فكان يرسل لي المجلات والصور التي تهذب السلوك وتقوي المخيلة وتوطد الثقة بالنفس، كذلك متابعة شقيقي الأكبر الضابط الطبيب والسياسي المتفتح الذي عرف كما أتصور كيف يضعني على شكة الثقافة والفكر التقدمي دون تكلف أو مباشرة في ما يهدف إليه خيالي، كان الأمر لا يحتاج بالنسبة له سوى مغريات تبدو في ظاهرها مسلية ولكن جوهرها يفصح عن مرتكزات في التربية والثقافة وروح الإبداع والشعور الوطني، فقد سجل لي اشتراكا في مجلة (سندباد) الأسبوعية، التي كانت تصلني إلى البيت لتضاف إلى الجريدة اليومية التي شارك فيها والدي لتصبح جزءاً من حياتنا، كل العائلة تتصفحها تباعا، وعندما أهداني شقيقي راديو صغير كان له وقع كبير عليّ، وميزني عن أقراني فبدأ تذوقي لبرامج الإذاعات وموادها الوطنية والحماسية، كل ذلك مهد لي وبسلاسة ودون تصنع أو تردد الدخول في معترك النشاط السياسي في مرحلة الدراسة المتوسطة، كانت انتفاضة 1956م، أبان العدوان الثلاثي على مصر وكنت حينها في الأول المتوسط، كانت هي الانطلاقة في العمل السياسي ولو بشكله البسيط الذي يتناغم مع عمري، فتعرفت على زملاء يتحدثون بالسياسة وبكتمان شديد وشاركت للمرة الأولى في تظاهرة تضامنا مع مصر، وفيها عرفت الخوف  وجدية النشاط السياسي عندما باغتتنا قوات الشرطة بالهراوات وإطلاق الرصاص في الهواء، وتكررت التظاهرات ومعها بدأ مسلسل البحث عن المشاركين والقيام بالاعتقالات، في عام 1957م كنت لصغر سني أجدني مع قريب لي يكبرني سناً، وهو يتحدث معي عن أفكار الحزب الشيوعي وعن الثورة البلشفية، ولا زلت أتذكر اليوم الذي دسّ فيه بيدي ورقة مطوية قال أنها جريدة الحزب مستنسخة باليد وبخط دقيق، وطلب مني قراءتها وإعادتها خلال ساعة فقط ولأتعلم للمرة الأولى الضبط والتنفيذ والعمل السري، وعندما تكررت التجربة في قراءة أدبيات الحزب آنذاك أصبحت لدي فكرة فيما قرأت مثل الجبهة الوطنية، كذلك أدركت فيما بعد أنني قد قرأت دعوة الحزب لاستخدام النفط كسلاح في المعركة ضد المستعمر وكنت أسأل قريبي أشياء لا أفهمها، مثل الخروج من كتلة الإسترليني وسحب الأرصدة في الخارج، وإذا لم تخني الذاكرة فقد قرأت وعلى ورقة زرقاء بخط اليد فيها معلومة مفادها ان قيادة الحزب اعترفت بأن التغيير صعب بالطرق السلمية ويستوجب النضال المسلح.

-   للحزب تأثير مشهود على الساحة الفنية والثقافية بشكل عام في تاريخ العراق الحديث، كيف تقيم هذا الدور...؟

لا أستطيع أن أحدد بالضبط، لكن كنا نحس من خلال النشاطات الفكرية والاجتماعية والفنية في شتلا المجالات حيث كانت تتصدرها شخصيات معروفة بميولها للفكر الماركسي والتقدمي وبذلك أصبح اقتران تلك النشاطات برفاق الحزب وأنصاره ومؤيديه هو بمثابة تحصيل حاصل، وأصبح شائعا بين الناس ان الشخصية المثقفة والمستقيمة في سلوكها تنسب إلى اليسار في الغالب، وأتذكر عندما كنت موظفا، حيث تم استدعاء الفراش من قبل الإدارة وهدد بأنه سيطرد اذا وجد وهو يتحدث  معي، فأخبرهم بشيء إيجابي عني فحذروه بأن ذلك ما يخشونه، لأن هؤلاء الشيوعيين يجذبون الناس كالمغناطيس عن طريق أخلاقهم ولسانهم.

- ذكريات ومواقف تتعلق بمسيرة وتجربة العمل الثقافي.
لم يلزم الحزب رفاقه بقراءة نوع محدد من الكتب والإصدارات، إلا في الحالات التي يجدها ضرورية للتثقيف بها، ذلك لأن معظم هؤلاء هم من النخبة المثقفة التي كانت تجد ضرورة الاطلاع على شتى الأفكار والأطروحات، لا أتذكر ان الحزب قد منعني من قراءة كتاب معين، ولكن كانوا ينقلون فقط رأي الحزب وكنا نتفق مرة ولا نتفق مرات، وكنت قد عرفت في السياسة والصراع الطبقي وطبيعة الأفراد والمجتمع قبل الحزب من خلال المضامين والأفكار وبشكل غير مباشر كنصوص في كتابات القصة والرواية في أعمال جبران خليل جبران ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وأنيس منصور وغيرهم، وعرفت في الستينات والسبعينات آراء وفلسفات لا تتفق مع فكر الحزب ولكنني قرأتها بشغف من باب المعرفة الواعية والفضول مثل كتب سارتر وفرانسوا سافان وغارودي وكولن ولسن وغيرهم، ولا يمكن أن أنسى متعة القراءة وجاذبيتها في مجلات وكتب دورية عريقة تابعتها، ولا زلت أحتفظ بنسخ قديمة لتلك الإصدارات.
الساحة بدت لنا أرحب بعد ثورة 14 تموز عندما أصبحت المحرمات والمحذورات من الكتب تباع علنا، لكبار الروائيين الروس مثل تولستوي وغوركي وتشيخوف ودستوفسكي، وفي تلك الفترة أتذكر أمران، أن هذه الروائع كنا نناقشها في أمسيات يومية في مقار الشبيبة وأنصار السلام واتحاد الطلبة، حيث كانت منبرا للثقافة وتبادل الأفكار والآراء، أما الأمر الثاني فهو أخفاقي في استيعاب رواية الحرب والسلام لتولستوي فلم أكمله لكني عدت لقراءته بعد عشرة سنوات تقريبا.
- كيف كان تأثير الحزب الشيوعي على توجيه الشباب والنساء والطلبة والمثقفين.
للحزب دور واضح وفعال عبر تاريخه في توجيه وتوعية وتنوير أجيال متعاقبة من الشباب عبر مختلف منظماته مثل الشبيبة والطلبة ورابطة المرأة، وكلها كانت ثرية بنشاطاتها، ومن خلالها تعلمنا في ظروف سياسية قاسية وصعبة أسلوب التمويه والمناورة كي نحقق الهدف دون أن نوفر للسلطات أسباب إدانتنا، وأنا شخصيا وبسبب نشاطي القيادي في المجال الطلابي والشبيبة أتذكر كيف استطعت الإفلات من تبعاتها مثل استثمار عملي كمحرر ومصمم في الصحافة لأنشر ما ينسجم مع النهج الإعلامي والثقافي للحزب، وأتذكر أنني كنت أدير وأتابع فرقة كبيرة للشبيبة في أواسط السبعينات لكننا كنا نعاني من مشكلة المكان للتمرين وبنفس الوقت ان يكون في مأمن من الرصد وإثارة الشكوك، فانتهزت مقابلة في الإذاعة لأعلن عبر الأثير بأن جمعية التشكيليين العراقيين لديها مفاجأة سارة لأعضائها وبالطبع كان الخبر عبارة عن تمهيد لإعلان تشكيل فرقة فنية للموسيقى والغناء وخاصة بالجمعية ونجحنا حيث أصبحت التدريبات تتم في مبنى الجمعية، وهناك حالات أخفقنا فيها مثل مشاركتي في لوحة تدين التعذيب كي تذهب معي في اللجنة التحضيرية للشبيبة العالمية في برلين عام 1973، وقد سحبت من بين الأعمال المشاركة مع تهديد بالتحقيق لاحقا.
- كلمة في الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي تعبر فيها عن هذه المسيرة وآفاق المستقبل...
اليوم ونحن في هذه الذكرى، يكون العالم المعاصر قد مرّ بمنعطفات حادة وتحولات جوهرية في السياسة والفكر والأخلاق والتقنية العالية، يكون خلالها بالضرورة قد تغيرت الأساليب والمناهج والاهتمامات، بل وفي المفاهيم والعادات والأهداف، وهذا يعني ان يضعها الحزب كلها في مختبر التطوير والتجديد الجذري في الأشكال وفي المضامين على حدٍ سواء، وبدون ذلك يعني اللاجدوى والمراوحة في المكان!
الآن وفي ظروف النشاط العلني تغيرت الصورة تماما وأصبحت أكثر تأثيرا ومردوداً، والمعضلة في كيفية استثمارها عملياً، يجب تجاوز النشاطات التقليدية في إصدار الأدبيات وإقامة الندوات والأماسي في القاعات المغلقة المعروفة سلفاً بجمهورها التقليدي المحدود، لا حلول ولا بديل واقعي إلا وسط الجماهير مع مطالبها الكثيرة الجادة التي ينقصها القيادة الواعية وهذا لم ألمسه بعد منذ التغيير لآن في أن يكون للحزب دور واضح في مسيرها.


300
إحياء "يوم الشهيد الفيلي" في ستوكهولم



محمد الكحط –ستوكهولم-
أقام الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي بالتعاون مع شبكة المرأة الكردية الفيلية فعالية لإحياء "يوم الشهيد الفيلي" لاستذكار مناسبة بدء حملات إسقاط الجنسية والإبعاد القسري ومصادرة الممتلكات والإبادة الجماعية لشباب الكرد الفيلية، في قاعة تينستا ترف يوم الأحد المصادف 6/4/2014.
حضر الفعالية جمهور غفير شعبي ورسمي وحضره السفير العراقي في السويد الأستاذ بكر فتاح حسين، وممثل حكومة إقليم كردستان شورش قادر رحيم، وعدد من ممثلي الاحزاب والقوى السياسية العراقية والكردستانية في السويد والجمعيات العراقية والكردستانية والكردية الفيلية.
بدأ الحفل بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، بعدها ألقيت العديد من الكلمات التي تتضامن مع عوائل شهداء الكرد الفيلية ومع قضاياهم العادلة والمطالبة بتحقيق مطالبهم وأهمها إصدار القوانين التي تعيد إليهم مواطنتهم العراقية وأملاكهم التي جردهم منها النظام الدكتاتوري المجرم، فلقد شبعوا من الوعود المعسولة، ولابد من تحقيق آمالهم اليوم بالعمل الجاد.
وقدمت كذلك العديد من الفقرات الشعرية وكلمة عوائل الشهداء وكلمة لشباب الكرد الفيلية، وكان لفرقة دار السلام الفنية مساهمة في تقديم العديد من الأناشيد والأغاني الوطنية.
كما وصلت الى الحفل العديد من البرقيات منها برقية من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد .
وخلال الحفل تم تكريم اثنين من الكرد الفيلية بدرع الشهيد الفيلي وشهادة تقدير تثمينا لجهودهم في دعم قضية الكرد الفيلية.
وبعد استراحة قصيرة أقيمت ندوة للدكتور مجيد رشيد جعفر مرشح الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي ضمن كتلة فيليون للانتخابات القادمة.


301
ستوكهولم: إحياء الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي


محمد الكحط –ستوكهولم-

بحفلٍ مهيب وبهيج أحيت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق – في السويد، حفلاً خطابياً مركزياً بمناسبة الذكرى اليوبيلية الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وذلك يوم الأحد 30 آذار 2014، في العاصمة ستوكهولم، حيث زينت القاعة بالزهور وبصور شهداء ومؤسسي وقادة الحزب الأماجد وشعارات الذكرى اليوبيلية باللغتين العربية والكردية، التي تمجد شهداء الحزب وتدعو إلى الوحدة الوطنية وتوحيد نضالات شعبنا ضد الإرهاب ومن أجل نظام يحقق العدالة الاجتماعية وينهي سياسة المحاصة المقيتة.

 

بدأ الحفل بدخول مجموعة من الرفاق والأصدقاء بالأعلام الحمراء تتقدمهم الرفيقة " أم ثبات" سوسن خضير التي أنشدت أغنية "يا حزب الأبطال"، ووسط تصفيق الحضور والهلاهل، طافوا في القاعة، ليعلن بعدها وبكلماتٍ رقيقة عريفا الحفل (الرفيق جاسم الولائي والرفيقة روناك عثمان) بدء الاحتفال وبدعوة الجميع للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب وتخليداً لشهداء الحزب والحركة الوطنيّة العراقية، ثم رحبا ترحيباً حاراً بالحضور جميعا وبسفير العراق في مملكة السويد الأستاذ بكر فتاح حسين وجميع طاقم السفارة العراقية في السويد، وممثل حكومة إقليم كردستان في شمال أوربا الأستاذ شورش وبممثلي الأحزاب والقوى السياسية الوطنية والكردستانية والإسلامية العراقية والمنظمات الديمقراطية والجماهيرية، وممثلي الأحزاب الشيوعية الشقيقة، وشكروهم على مشاركتهم رفاق الحزب وأصدقاءه في هذا الحفل على شرف الذكرى الثمانين لميلاد الحزب، بعدها تم عزف النشيدين الأممي والوطني العراقي، مع وقوف الجميع مرددين الكلمات الجميلة.

   

تناغمت الأصوات لتقديم فقرات البرنامج باللغتين العربية والكردية فكانت الكلمات تنساب مفعمة بالفرح والتفاؤل والأمل، فرفاق حزب فهد، يحتفلون بحزب الأمل، كما الشجر تتفتح البراعم والأكمام لتؤذن بزهور وأغصان جديدة، يحتفلون مع أمل متجدد، وبعزم وإصرار جديدين على تحقيق شعارهم العتيد ((وطن حر وشعب سعيد)).

       

وبعد كلماتٍ جميلة، جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق كفاح محمد لتستعرض نضالات الحزب ومواقفه الوطنية، ووجهت الكلمة التحية لكل المناضلين بهذه المناسبة العزيزة، وذكرت بالرواد الأوائل الذين حملوا راية الحزب ونشروا فكره في أرض بلادنا، أولئك المناضلين البواسل الذين كرّسوا حياتهم لقضيّة الشعب والوطن والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين، ومما جاء فيها، ((فمع بداياتِ قيامِ الدولةِ العراقيةِ الحديثةْ، إلتأمَ شملُ فتيةٍ أدركوا أن لا خلاصَ من عتمةِ التخلفِ، ولا نهايةَ للقهرِ الطبقيِ والقوميِ والدينيِ، ولا مستقبل َ لوطنٍ متنوعِ القومياتِ والأديانِ والطوائفْ، إلا بإطلاقِ المأثرةِ الكبرىْ، تأسيسُ حركةٍ لا تعرفُ المهادنةَ، تسترشدُ بالفكرِ العلمي التحرري، ...فكان الحزبُ الشيوعي العراقي، معبراً صادقاً عن الهويةِ الوطنيةِ الجامعةْ، ومناضلاً عنيداً من أجلِ تخليصِ بلادِنا من الهيمنةِ الأجنبيةِ وتحقيقِ التحررِ وضمانِ الاستقلالِ الناجزِ وإطلاقِ الحرياتِ الديمقراطيةِ والحقوقِ الأساسيةِ للشعبْ،....يحلُ علينا عيدُ الحزبِ هذا العام في أجواءٍ من القلقِ الشديدِ على مصيِر الوطنِ الحبيبْ، ...حيثُ يحتدمُ الصراعُ بين القوى المتنفذةِ في العمليةِ السياسيةِ، التي تعيشُ أزمةً حقيقيةً جراءَ تواصُلها على أساسِ من المحاصصةِ الطائفيةِ والأثنيةْ. وتنعكسُ هذه الأزمةُ في شيوعِ الفسادِ وفي الفشلِ على صعيدِ مكافحةِ الإرهابِ وتحقيقِ الأمنِ وتوفيرِ الحدِ الأدنى من الخدماتِ الأساسيةِ للناسْ، ومعالجةِ البطالةْ.... إن حزبنَا الشيوعي العراقي، الذي شاركَ في العمليةِ السياسيةِ، إثر سقوطِ الدكتاتوريةِ، إنسجاماً مع واجبهِ الوطني، يدعو اليومَ الى جبهةٍ واسعةٍ لمواجهةِ الإرهابِ والى مشاركةِ جميعِ القوى الوطنيةِ في العملِ لإخراجِ البلادِ من أزمتِها، وقيامِ إنتخاباتٍ ديمقراطية ٍ نزيهةٍ وشفافةٍ، .....ويرفضُ حزبنُا أي شكلٍ من أشكالِ فرضِ الإراداتِ بالعنفِ، وأي مسعىً لاحتكار السلطةِ وإقصاء الأخرِ وانتهاك حقوقِ الإنسانِ السياسيةِ والمدنيةْ، أو إختزالِ الوطنِ بحزبٍ أو طائفةٍ أو قوميةْ)).

كما ألقيت في هذا الحفل كلمات وبرقيات العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والديمقراطية العراقية والعربية والكردستانية ومن منظّمات دولية أخرى موجودة على الأرض السويدية حملت كلماتها وبرقياتها عبارات التهنئة والتحايا بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، شدت على أيدي رفاقه ذاكرة باعتزاز كبير دوره النضالي المهم والكبير على مدى التاريخ الكفاحي للشعب العراقي داعية إلى استمرار مواقفه الوطنيّة المشرّفة. فألقت السيدة إفراح دكمو محمد كلمة بأسم حزب اليسار السويدي، أشارت إلى العلاقة بين الحزبين وتهنئتها للشيوعيين العراقيين.
أما كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني- العراق- في السويد والتي ألقاها الرفيق خوشناو فقد أكدت على الدور النضالي الكبير الذي لعبه الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه عام سنة 1934 وحتى اليوم، ومما جاء فيها، ((يحتفل الشيوعيون الكردستانيون العراقيين ومعهم جمهرة واسعة من أصدقائهم وأنصارهم، ومناضلي الحركة الوطنية الديمقراطية، بذكرى تأسيس حزبنا الشيوعي، في الحادي والثلاثين من آذار في كل عام، مجددين العهد أمام جماهير شعبهم بديمومة النضال، والتفاني من أجل قضية الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والمساواتية. 80 عاما من عمر الحزب مزهوة بالمجد الشيوعي مدافعا حقيقيا عن الديمقراطية. مقدما تضحيات جسيمة من خيرة قادته وكوادره وأعضائه قرباناً في سبيل الشعب والوطن. في العيد الثمانين نتذكر أولائك المناضلين الشجعان والمكافحين من أجل أن تبقى راية الشيوعية عالية والمدافعين عن مصالح كادحي العراق وكردستان. ان تاريخ نضال الشيوعيين الكردستانيين وحزبهم المجيد هو تاريخ مقاومتهم في سجون الديكتاتورية والاستبداد، تاريخ انتفاضات فلاحي دزه يي ووارماوا واضراب كاور باغي ولجان الدفاع عن ثورة تموز 1958 ومعارك وبطولات البيشمركة في بهدینان وسوران وكرميان، ومآثر الشيوعيين في انتفاضة آذار 1991، وهو تاريخ سيتواصل من أجل الدفاع عن شغيلة اليد والفكر في كردستان ومن أجل الوطن الحر والشعب السعيد. يمر العراق اليوم بمرحلة خطيرة من تأريخه فمن جانب تتكالب القوى الإرهابية المتطرفة وتحصد المزيد من أرواح الأبرياء بعملياتها الدموية الدنيئة ومن جانب أخر تلك السياسات الطائفية والفساد والمحسوبية والمعادية للتطلعات الديمقراطية للشعب والتي تمارسها الدوائر الحاكمة في بغداد والتي توْدي في النتيجة حتماً الى عودة الدكتاتورية أن لن تتوحد القوى الخيرة لقطع الطريق أمام القوى التي لا تريد الخير للعراق وشعبه)).
وكان للغناء موعده ومع الفنان تحسين البصري والسيدة الفنانة سهى السليم التي قدمت مجموعة من الأغاني الوطنية التي تتغنى بنضالات الحزب.
ولم ينس الرفاق عطاء الرفاق الثر الذي لا يقدر بثمن فتم تكريم مجموعة من الرفاق والرفيقات وهم ((نورية المقدادي أم علاء، توما عبد الأحد أبو سلام، كامل كرم أبو علاء، جاسم هداد أبو ثبات، خوشناو، فائق فيلي أبو حيدر، زينب)).

     

بعدها كانت هنالك كلمة للأحزاب الشيوعية المتواجدة في الساحة السويدية ومنهم ((حزب تودة الإيراني، التشيلي، البوليفي، السويدي))، ألقتها الرفيقة بربارا، كانت مفعمة بروح التضامن مع حزبنا وشعبنا، كما قدم السيد عيسى فيلي كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد ومما جاء فيها، ((تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي كأعرق حزب سياسي في تاريخ العراق الحديث متميزا بسجله النضالي والوطني رغم تقلب الأوضاع وتنوعها وتشابك الأمور طيلة هذه الفترة الطويلة من عمر العراق. ان هذا المسار الوطني في تاريخ الأحزاب والقوى النضالية والتقدمية العراقية يشكل إرثا مشرفا يزدان به العراق الذي مر بظروف صعبة وقاهرة طيلة هذه الفترة الطويلة من ميلاد الحزب الشيوعي العراقي الذي قدم الكثير من التضحيات في مختلف العهود التي مرت على العراق وخاصة في ظل الحكم البعثي الصدامي. ان العراق الجديد يتطلع بشغف إلى أحزابه وقواه السياسية الوطنية لكي تقوم بدورها المشرف في بنائه على أسس قويمة يحترم فيه كل شرائحه وتلاوينه المختلفة وبشتى هوياته الفرعية في ظل الهوية الوطنية العراقية الجامعة والموحدة...))، وأشارت كلمة لجنة التنسيق والتعاون للأحزاب الكردستانية (هاوكاري)، التي ألقاها السيد مولود عيد بن زاده، إلى مسيرة الحزب ودوره وحجم التضحيات التي قدمها، كما أشار إلى ارتباط نضال الكرد مع الشيوعيين من أجل نيل حقوقهم.

   

وكان للجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم كلمتهم في الحفل الخطابي والتي ألقاها الفنان نبيل تومي ومما جاء فيها، ((في ذكر الوطنية لا بد أن يكون أسم حزبكـم في المقدمة، وفي ذكر الشهداء والأوفياء والمخلصين للشعب والوطن فالحزب الشيوعي له السبق، إننـا كوطنيون عراقيون أمالنـا متعلقة بكـم، ونحن مؤمنين بحكـمتـكـم، مؤمنين بأنكـم تمتلكون ناصية الحلول المثلى لمجمل ألإشكالات التي يعاني منهـا العراق شعبـاً ووطنـاً، وبالتأكيد لكم المقدرة على تلبية حاجاتهُ وأمانيه والسهر على ثرواتهُ من خطر الانتهازيين والوصوليين واللصوص والقتلة المأجورين من بقايـا البعث الفاشي وغيرهم من ألمنظمات ألإرهابية. أن العراق يـتعرض أيتها الأخوات أيها الأخوة لمخاطر حرب أهلية تديرها القوى الكبرى المهيمنةً على العمليةً السياسيةً بمختلف أطرافها لتكريس هيمنتها وسطوتها بعيدا عن التفكير بمستقبل العراق أرضا وشعبا ان الصراع والفرقة بين الأطراف المتنفذة لا يجني غير المزيد من الكوارث وازدياد البؤس والفاقة وشيوع مظاهر القتل اليومي.
أيتها الأخوات أيها الأخوة، في ظل هكذا أوضاع شاذة تعيشها العمليةً السياسية ينهض التيار الديمقراطي العراقي محاولاً العمل على تغير المعادلة من أجل إنقاذ مـا يمكن أنقاذه، أن الوضع الكارثي ألذي أوصلتنا إلية سياسة المحاصصة الطائفية والمذهبية التي جاءت بقدوم الاحتلال وبكثير من تداعيات التدخلات الإقليمية في الشـأن العراقي وعدم امتلاك القوى والكتل السياسية المتنفذةً لبرامج وطنية حقيقية كان ولا يزال لها تأثيرات هائلة على المسيرة السياسية ً والتي تهددها بالانهيار، لذلك فنحن نرى ان لا مخرج من ازمةً الحكم الحالية إلا بالديمقراطية الحقيقية بعيدا عنً كل مظاهر الفساد و المحاصصة والطائفية، نـعم أيهـا الديمقراطيون لا حل لـنا سوى بالديمقراطية ولهذا نحن هـنـا اليوم وكنـا بالأمس وسنعمل غداً من أجل تكريس وترسيخ ونشر النهـج الديمقراطي كفكر وممارسة حياتية يومية من أجل الوصول إلى الفهم والأيمان بكيفية ممارسة هذه الفكرة الرائدة والتي هي لوحدها وبنهجها نستطيع نحن العراقيون الاستمرار كوحدة واحدة بجميع مكوناته، وهذا شرف لـنـا..
وأنتم أيهـا الشيوعيون العراقيون كنتم ولا زلتم السباقين في طرح الفكر الديمقراطي وغرسه في الأذهان، فبناءه يتطلب مواصفات حضارية تراعى فيها بالدرجة الأولى المفاهيم الإنسانية الخلاقة وأن يكون للمواطنة فيها، الميزة الأولى التي عليـها يقام ويصاغ الدستور والقوانين لكي نبني دولة مؤسسات يحكمها القانون والنظام والدستور وتراعي فيها حقوق المواطن وواجباته)).
وختامها كان مع الغناء مجددا والفنانة سهى السليم التي أجادت بأدائها وسط فرح الجميع.
كما وصل الحفل عدد كبير من رسائل التحية التي تشيد بنضالات الحزب وتمجد شهداءه الأبرار.

ومن هذه البرقيات:

1 ـ اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني

2 ـ مكتب المجلس الأعلى الإسلامي العراقي

3 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي
4 ـ الإتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
5- رابطة الأنصار الشيوعيين
6- البرلمان الكردي الفيلي
7 ـ حركة تجمع السريان/ مكتب السويد
8- حزب تودة الإيراني
9 ـ الكنزابرا سلام غياض من الصابئة المندائيين في السويد
10 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
11- حزب الباسك
12 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني / إيران
13 ـ منظمة الإتحاد الوطني الكردستاني في السويد
15 ـ منظمة جاك في السويد ( كوردو سايد ووج)
16 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
17- فرقة مسرح الصداقة
18 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
19 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي
20 ـ حركة العمال النقابية الديمقراطية في السويد
21 ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم
 22- الفنان جعفر حسن
23-  الدكتور رياض البلداوي
 24- الدكتور جمشيد الحيدري
كما سيقام الحفل الفني الساهر مساء السبت الخامس من نيسان على شرف الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي في ستوكهولم.



302
تهنئة بعيد رأس السنة الآشورية


 
لكل أهلنا من أبناء العراق الأصلاء من كلدان –سريان-آشوريين
مع إطلالة العام الآشوري الجديد
يسعدني أن أهنئكم وأبعث لكم بأرق وأجمل الأمنيات
آملين أن يكون هذا العام الجديد مبعثا لتحقيق الأمن والاستقرار
في ربوع وطننا العراق

محمد الكحط/ أبو هيلين
الأول من نيسان 2014م

303
المجد للذكرى الثمانين لتأسيس الحزب المجد لشهدائه الأبرار


   
اليوم هو آخر يوم من أيام شهر آذار 2014م، وهي الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، مسيرة طويلة وحافلة، مليئة بالتضحيات التي قدمها خيرة أبناء شعبنا العراقي من نساء ورجال، من عرب وكرد وتركمان وكلدان وسريان وأشوريين ومسلمين ومسيحيين وأرمن ويهود ومندائيين وأيزيديين وشبك وكاكائيين، وغيرهم من جميع مكونات المجتمع العراقي.
منهم من أفنى عمره ناكرا ذاته، منهم قدم حياته قربانا من أجل الحرية ومبادئ وقيم الحزب، منهم قدم ما يستطيع وترك المسيرة، منهم من جفاه البعض وخرج غيضا، ومنهم من رحل عنا بعد أن قدم ما يستطيع  تقديمه، البعض جاهد بقلمه ومنهم  بثقافته ومنهم بأخلاقه وسلوكه الحسن، منهم من تحمل السجون والمعتقلات والتعذيب والتشريد والاختفاء، منهم من رفع السلاح متحملا المصاعب والتعقيدات، منهم ومنهم....
كلهم حاولوا صياغة ضوء جديد للشمس لتغدو أكثر بريقا ودفئاً، لتتدفق قيم الإنسانية البهية، وتعم البشرية رياح عطرة تأتلف قلوب الجميع لبناء عالم جديد فغدو الأممية يوحد البشر، لو تعانقوا وتكاتفوا وتحابوا.
في هذا اليوم أبعث لرفاقي ورفيقاتي وأصدقائي وأحبتي:
ولكل من ساهم في هذه المسيرة أو تعاطف معها أو تضامن من أجل قيمها، أو تأثر بها، لكل من وجد نفسه يوما في مسيرة أو مظاهرة تحمل قيمها، لكل من مازال في صفوفها أو غادرها لأي سبب كان، لكل من فقدناه أو أستشهد من أجل مبادئها، لهم جميعا كل الحب وكل الود لهم كل البهاء وأرق المنى، ولكل ماقدموه من أجل تحقيق شعار وطن حر وشعب سعيد.
أن هذا الشعار لا يتعارض مع أية مبادئ ولا قيم، بل انه شرف لمن حمله يوما ما، كلي أملي أن يعم التسامح والمحبة ونتكاتف لعلنا نعيد بناء ولو شيء بسيط مما تدمر في مجتمعنا ووطننا، وهو كثير أولها اللحمة الوطنية التي هي الأساس التي يمكن البدء لنبني عليه كل طموحات شعبنا.
المسيرة مستمرة ونحن قد نغادرها كما غادرها من قبلنا، لكن المسيرة ستستمر. أملنا بأبناء شعبنا من الجيل الجديد.
تقبلوا جميعا عميق مودتي ومحبتي الأكيدة.
محمد الكحط / أبو هيلين 31 آذار 2014م

304
فنانون في السويد ويوم المسرح العالمي

الفنان فاروق داود: للمسرح دور واحد فقط, هو الارتقاء بالإنسان وماعدا ذلك ليس مسرحا


إعداد: محمد الكحط

في يوم المسرح العالمي، حيث يتواجد على الساحة السويدية العديد من المسرحيين من مخرجين وممثلين، كانت لنا جولة معهم، طارحين عليهم سؤالا وهو:
عزيزي الفنان في يوم المسرح العالمي نستذكر أيام ربيع الحركة الفنية المسرحية العراقية في حقبها الذهبية، ليتك تزودنا ببعض فقرات تلك المسيرة، وما تودون إيصاله للجمهور في هذه المناسبة، وكانت الحصيلة هذه اللقاءات، باقة ورد مني لكل المسرحيين.



 
الفنان أياد حامد
((تعتبر فترة الستينات وبداية السبعينات هي المرآة الذهبية للمسرح العراقي، مرتبطا بعدة عوامل أهمها العامل الاقتصادي والهدوء السياسي ومنح بعض الأحزاب حرية العمل، والاهم من كل هذا هي عودة كوادر عراقية بعد إكمال دراساتها خارج القطر، وكون العائدين جاءوا من بلدان مختلفة، لذا فقد حملوا معهم مناهج ومدارس مختلفة تعتمد على تلك البلدان، على سبيل المثال لا الحصر، إبراهيم جلال (أمريكا)، قاسم محمد (روسيا)، سامي عبد الحميد (بريطانيا)، عوني كرومي (ألمانيا)، محسن العزاوي (رومانيا)، فاضل خليل ( بلغاريا). لذا تنوع المسرح العراقي بتنوع مبدعيه، وشكلت عشرات الفرق الأهلية كفرقة مسرح الفني الحديث، المسرح الشعبي، مسرح الستين كرسي، فرقة ١٤ تموز، مسرح اليوم، والفرقة الحكومية فرقة المسرح القومي. وقدمت على هذه المسارح أعمال كثيرة ومتنوعة، بين الجاد والكوميدي، الشعبي والفصيح، الرمزي والواقعي، التجريبي والكلاسيكي، أعمال كان يستمر عروض بعضها لأشهر، وهنا لا نغفل دور المعهد والأكاديمية، فقد قدم الأساتذة أعمال هامة في هاتين المؤسستين اللتان كانتا ترفدان مسارح بغداد والمحافظات بطاقات خلاقة، بل حتى بعض أطروحات الطلبة كان بعضها ذو قيمة فنية رائعة. من أهم الأعمال التي قدمت في تلك الفترة.. النخلة والجيران، الخان، الدبخانة، رحلة الصحون الطائرة، هملت، الثعلب والعنب، روميو وجوليت، مهاجر بريسبان)).



الفنان فارس السليم في الوسط

الفنان فارس السليم

حول ماهية المسرح العراقي في السويد وبمناسبة حلول يوم المسرح العالمي. ان هذه المناسبة عزيزة جدا لكل الفنانين المسرحيين العراقيين ولكن للأسف الشديد نحن على مسافة بعيدة عن الوسط العراقي الذي غادرناه مرغمين بسبب الشتات وفقدان لغة الأمان.
المسرح العراقي زاهي بنجومه وأسماءه الجمة وبمواده الكبيرة التي قدمت على ممر الأجيال وتعتبر الخشبة العراقية واسطة مهمة لنقل الشارع العراقي بجميع أشكاله وأفكاره وطموحاته وقد احتل مركزا مهما بين دول العالم، وقد فازت كثير من الأعمال العراقية المسرحية ونالت جوائز قيمة. تحية كبيرة الى الفنانين المسرحيين العراقيين والى كل الكوادر الفنية ونقدم لهم التهنئة الخالصة والتقدم المستمر والفعال في سبيل خدمة الشعب العراقي.
ونحن هنا في السويد مستمرين بأعمالنا المسرحية حيث التدريبات على مسرحية شعبية تعكس معاناة اللاجئ العراقي وكيفية الذوبان في المجتمع السويدي.
مع تحيات فارس السليم.


 
الفنان فاروق داود
عدسة ومسرح

في الجانب الأيمن من بناية سينما قدري (هكذا كانت تدعى تلك الصالة التي شهدت تقاليد عروض سينمائية جماهيرية لعدة أجيال في منطقة علاوي الحلة وبالقرب من حي الدوريين بجانب الكرخ من بغداد), درب يقود الى دكان العم جودت حيث لوازم متنوعة منها له علاقة باحتياجات المدرسة وأخرى تدخل في تركيبة لعبة ما..
كنت أحصل بخمسة فلوس على لقطات قصيرة على شكل صور ثابتة (فريمات), من قصاصات أفلام, (بدا أنها كانت تصل دكان العم جودت من عارض أفلام سينما قدري كنتيجة للقطع واللصق الذي كان يتعرض لها الفيلم أحيانا) , تتبع ذلك ركضة سريعة في الأزقة المؤدية الى الدار في لهفة عارمة لمفاجأة الأصدقاء, حيث يبدأ ذلك الطقس الطفولي المفعم بروح المرح والاكتشاف, ستعكس المرآة ضوء الشمس من الخارج الى داخل الصالة عبر العدسة المدرسية الصغيرة والمثبتة في فتحة من جانب علبة أو صندوق خشبي وتقابلها فتحة مستطيلة بقدر مساحة الفريم الفيلمي الصغير.. تتابع الأنامل الصغيرة عملية تغيير الصور المنعكسة على قطعة قماش بيضاء صغيرة.. حتى الصورة الأخيرة التي توعز بانتهاء العرض والهرولة نحو سطح الدار للشروع بتقمص حركات وتصرفات مميزة لبعض معلمي المدرسة وأشخاص معروفين في الحي السكني, باستخدام إكسسوار وملابس بسيطة.
هذه اللهفة والروح الطفولية الفرحة والنقية الصافية, ناتجة عن جملة عوامل وظروف يعيشها الفرد يتأثر ويؤثر بها, إضافة الى العامل الوراثي, حيث التتابع الجيني عبر الأجيال, وانتقال المعلومات الوراثية من جيل الى آخر..
انه نفس الحس الذي يعيشه الفنان المسرحي في لحظة ومضة فنية, أو فكرة مسرحية مهما كانت صغيرة أو كبيرة.. تنتابه فرحة ولهفة متقدة شفافة وصادقة, تبلغ ذروتها عند عرضها على الجمهور, الناس. فتفعل فعلها في المتلقي الذي ينتابه السرور والامتنان والشعور بقيمته الإنسانية.. فالفعل المسرحي الصادق والممتلئ معرفة وتجربة في صيرورة (الدماغ مركز الخلايا الحسية المنتشرة في أنحاء جسم الإنسان والتي تقوم بالفعل الفسلجي الذي يعتمد على تفاعلات بيوكيميائية تشترك فيها أنزيمات محددة, مسؤولة عن تأثير محدد له علاقة وثيقة بنقل المعلومات وراثيا, وقد أصبح معلوما دور الجينات الوراثية وخارطتها الـ DNA), تؤدي الى حالة محبة تنتقل من على خشبة المسرح, الى حالة عامة وألق يلف الجمهور موحدا له بدرجات متفاوتة. يغادر الجميع صالة المسرح محملين بأفكار جديدة وتجارب إنسانية متنوعة, في جو من الشعور بالأمان والحرية.
هذه الحالة تقود الى تراكم معرفي وروحي يؤثر في المجتمع, ويرتقي به حضاريا من جيل الى آخر, آخذين بنظر الاعتبار الانتقال الوراثي للمعلومات, ومن ضمنها الجينات المسؤولة عن فعل بث روح العطاء بمحبة وصدق..
للمسرح دور واحد فقط, هو الارتقاء بالإنسان وماعدا ذلك ليس مسرحا.


 
الفنان طارق الخزاعي
((في هذا اليوم الذي يحمل نكهة الدراما المقدسة منذ خمسة آلاف سنة حيث أضاء اليونانيين أولى شموع المسرح لينتشر الى العالم ويعالج قضايا الإنسان والخبز والحرية والعدالة نستذكر بحب واحترام وتقدير كل شهداء المسرح ورفاق الخشبة المقدسة الذين ساهموا برفد المسرح العراقي بنصوص جريئة وشجاعة من أجل عراق حضاري متقدم وإنسان سعيد، كتاب وممثلين ومخرجين وفنين ...للمسرح ولعائلتي المسرحية في العراق والمهجر ... سنظل شموع تتوهج ولن يهزمنا ظلام الطغاة أينما كانوا.))




وفي حوار مع الفنان المسرحي د. أسعد الراشد
مدير المركز الثقافي العراقي في السويد


الفنان أسعد الراشد يحاول جاهدا أن يجد للمسرح العراقي خصوصيته بعيدا عن تقليد المسرح الأوربي، ولكنه يستدرك ليس من المعيب الاستفادة من أساليب المسرح الأوربي، فهنالك خصوصيات للمسرح الفرنسي والمسرح الإيطالي أو الإنكليزي أو فهنالك خصوصيات تميز كل منهم، في العراق أخرج مسرحية "الصحون الطائرة"والتي كانت مشروع تخرجه من الأكاديمية، ومسرحية "فينوس وأدونيس" وهي معدة عن قصيدة قصيرة لشكسبير ومسرحية "الجراد" لسعد الله ونوس، بقول، كنت دائما أبحث عن أساليب العرض المسرحي ذو الخصوصية العراقية النابع من البيئة والمنطقة ...، فكما هو معروف ان عناصر المسرح ثلاثة، (الممثل، الجمهور، الموضوع المشترك بين الممثل والجمهور)، وبدون الممثل لا يوجد عمل مسرحي.
وعن أشراكه ممثل واحد أو ممثلين قلائل في مسرحياته التي أخرجها، يقول ان كثافة عدد الممثلين مرتبطة بتقديم خصوصية العرض المسرحي (العرض الحر)، ففي اليونان وبابل القديمة وفي الحكايات الشعبية كان هناك ممثل واحد يؤدي أدوارا مختلفة معتمداً على أدواته الشخصية من صوت وعضلات وحركات، مستخدما بعض الأكسسوارات، وكانت تقدم الأعمال في تجمعات الناس كالأسواق في الأعياد أو عند البيع والشراء أو في مواسم الربيع عند الزراعة أو الحصاد.
س: وحول صعوبة أيجاد الممثل بهذه المواصفات القادر على تجسيد عدة شخصيات في عمل مسرحي واحد لما يتطلبه من مهارات؟
ج: يمكن أن نخلقه بالتمرين والتدريب المستمرين.
س: ألا يبعث ذلك الملل عند المتلقين لوجود ممثل واحد يقوم بأدوار مختلفة؟
ج: اذا كان التوظيف بشكل صحيح لا أظنه يبعث الملل، ولكن اذا لم ينجح فبالتأكيد سيكون غير ممتع.
س: ألا يكون سبب إشراكك أعداد قليلة من الممثلين هو لضرورات العمل في المهجر حيث يصعب تفريغ ممثلين لفترة طويلة لأتمام العمل لظروف الحياة والالتزامات المتعددة في بلاد المهجر؟
ج: به جانب من هذا الشيء، نحن نتعامل مع بشر، والعمل المسرحي عمل حي ومباشر، يتطلب مجموعة تعيش ظروف مستقرة، وعملية جمعهم لفترة في مكان واحد وتفرغهم هو شبه مستحيل، الفرقة المهجرية يمكن أن تتجاوز الصعوبات عندما يتكافل الممثلون مع بعضهم.
س: ماذا عن نشاط المركز في مجال المسرح؟
ج: أسسنا منتدى للسينما والمسرح بداية هذا العام وهنالك عمل يتم الإعداد له يساهم فيه عدد من الفنانين من ممثلات وممثلين ومخرجين.
س: ما طبيعة هذا المنتدى.؟
ج: المنتدى يوفر مناخات تسمح بحراك فني وهو ليس جمعية بل فسحة ثقافية يلتقي بها الفنانون أنفسهم ويقدموا ما يرونه مناسب.
س: ما هي كلمتك ليوم المسرح العالمي؟
ج: على المسرحيين ان يطوروا أدواتهم وأن يستخدموا التكنولوجيا الحديثة، لتطوير العمل المسرحي وأسلوبيته، وخصوصا في مجال السينوكراف الضوئية، والإضاءة الإلكترونية.
 


305


من ذكريات المسرح الأنصاري

يوم بكى الأنصار




بقلم: محمد الكحط
في أحلك الظروف وأصعبها لم ينسى الأنصار ممارسة معظم أصناف الثقافة، وكان ربيع سنة 1988م، عاصفا حيث شهد أحداثا عصيبة، منها "جريمة حلبجة" تلك الجريمة التي هزت مشاعر جميع البشرية، وكانت البداية لحوادث أكبر منها "عمليات الأنفال" السيئة الصيت.
كنا في موقع خواكورك، وكانت هنالك مجموعة من الرفيقات والرفاق الأنصار يغتنمون الفرصة بعيدا عنا، ليتدربوا على عمل مسرحي، متحملين الظروف الصعبة.
كانوا يتدربون على مسرحية "كيف تركت السيف" وهي محاكاة لأبي ذر الغفاري وهي من تأليف ممدوح عدوان، وقام بإخراجها الرفيق العزيز علي رفيق (أبو ليث)، وساهم في التمثيل الأنصار، (أبو فائز، أبو كاوه، د. مريم، أم ليث، أبو صبا، مصطفى)، وأرجو أن لا أكون قد نسيت أحدهم، فكان دور النصير أبو فائز (أبي ذر الغفاري)، وأبو كاوه بدور (عثمان بن عفان)، والدكتورة مريم بدور (التاريخ)، والنصيرة أم ليث بدور (الراوية)، والنصيران أبو صبا ومصطفى بدور (إعرابيان)، وبعد تدريبات مستمرة، تم  عرضها ربيع 1988 في إحدى الأمسيات الأنصارية، في قاعة طينية، حيث التحمت أجساد الأنصار وهم يتابعون العرض محبوسي الأنفاس.
 كما عرضت في عدة مواقع أنصارية في خواكورك في مقراتنا ومقرات بعض الأحزاب الصديقة، واستغرق عرضها حوالي الساعتين.





كان العرض الأول مليئا بالهواجس للممثلين ولنا نحن المشاهدين، فالممثلون معظمهم من الهواة وبعضهم مثل لأول مرة في حياته، لكنهم أبدعوا جميعا في تمثيلهم، لدرجة التأثر حد البكاء، فتساقطت دموعنا رغما عنا، وكان ضمن الحضور آنذاك الرفيق فخري كريم، والذي حاول بعد العرض أن يثني على روعة التمثيل والإخراج ولكن يا للمفاجئة، فهو لم يستطع أن يكمل حديثة فمسكته العبرة وأجهش في البكاء هو أيضا، متأثرا بالمشاهد، وبدقة العمل.
هكذا كان المسرح الأنصاري رغم قلة الإمكانيات وصعوبة الظروف، وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية للمسرحيين جميعا وخصوصا رفاقي الأنصار، حيث أبدعوا في هذا المجال الثقافي ولم تحد من إبداعهم تلك المعاناة ولا تلك الظروف.

306
السفارة العراقية في السويد تحيي الذكرى الـ 26 لجريمة حلبجة



محمد الكحط –ستوكهولم-

في حفلٍ رسمي أقامته السفارة العراقية يوم الأربعاء 19 تموز في ستوكهولم، في بناية المركز الثقافي العراقي في السويد، أحيت فيه الذكرى الـ 26 لجريمة حلبجة في كردستان العراق، حضر الحفل السلك الدبلوماسي في السفارة العراقية يتقدمهم السفير العراقي في مملكة السويد الأستاذ بكر فتاح حسين، كما حضر عدد من الدبلوماسيين المتواجدين في السويد منهم سفير الكويت وإيران ولبنان واسبانيا والسلفادور وبوليفيا وعدد من ممثلي السفارات الأجنبية المتواجدة في السويد، كما حضرت عضو البرلمان السويدي السيدة آن لينا سورلينسون، وعدد من أعضاء البرلمان السويدي والشخصية السياسية الرئيس السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي السيدة منى سالين، وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية العراقية والسويدية، وجمهور من أبناء الجالية المتواجدين في ستوكهولم.

 


شملت الفعالية العديد من الفقرات منها معرض للصور تعكس بشاعة الجريمة، وفي المدخل أقامت الفنانة نيان قادر تجسيدا فنيا يصور مدينة حلبجة الجريحة، حيث قام النظام الديكتاتوري البعثي بقصف المدينة يوم 16 آذارعام 1988 بالغازات السامة والمحرمة دوليا، راح ضحيتها خمسة آلاف شهيد من المدنيين العزل اطفالا ونساء وشيوخا، وإصابة عشرة آلاف آخرين، وتم تهجير الآلاف من المواطنين الكرد قسرا من بيوتهم، لقد هزت هذه الجريمة الضمير الإنساني في كل مكان.

 


  

بدأت الفعالية بكلمة ترحيبية قدمها مدير المركز الثقافي العراقي في السويد الدكتور أسعد راشد، الذي دعا الجميع للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء حلبجة، ومن ثم تم قراءة آيات من القرآن الكريم، بعدها تم عرض فلم عن حلبجة حاكى تاريخ المدينة ومن ثم ما تعرضت له من جريمة نكراء وهو من إخراج عبد الله حسن، وتابعت السيدة لمى تقديم فقرات البرنامج، والتي توالت تباعا، فقد قام الفنان أري كاكائي بتقديم أغنية عن حلبجة.
 

ومن ثم كلمة السفير العراقي الأستاذ بكر فتاح حسين التي أشار فيها إلى أبعاد الجريمة وآثارها، والتداعيات التي حصلت بعدها من أعمال إجرامية أخرى، وعمليات الأنفال سيئة الصيت وما حصل بعد ذلك في الانتفاضة الشعبية في آذار سنة 1991م، شاكرا الحضور لتلبيتهم الدعوة لأحياء ذكرى هذه المأساة وداعيا للعمل كي لا تتكرر مستقبلا.
وكان للموسيقى التي قدمها الفنان فيربوز من آلة السكسفون وقع حزين على الحضور وكأنها الناي الجبلي الحزين يحكي مأساة شعبنا.



ومن ثم كانت كلمة سفير دولة الكويت الأستاذ علي إبراهيم النخيلان والذي أستذكر جرائم المقبور صدام، مؤكدا أن جرائمه ليس ضد العراقيين فقط، مستشهدا بكتاب الأستاذ كنعان مكية الذي يوثق تلك الجرائم.



 

 وكان لممثلية حكومة إقليم كردستان في السويد وشمال أوربا كلمة ألقاها السيد شورش قادر رحيم، والتي أشار فيها إلى حجم الدمار والخراب الذي لحق بمدينة حلبجة ومأساة أهلها وتشرد من بقي حياً منهم، وفي ختام كلمته قدم الفنان الشاب دَرون من أبناء حلبجة، الذي كان طفلا عندما تعرض وأهله إلى الغازات السامة ففقد بصره، ، وقد حضر ليساهم بالحفل، و لتصدح حنجرته مع زميله السويدي فكتور لوندبيري  حيث يقدما معاً أغاني ألهبت مشاعر الحضور جميعا، وفي الختام القى كلمات معبرة أكد فيها على انه يأمل عدم تكرار الجرائم وعلينا تغيير العالم وهذه هي رسالته للجميع.


 
وآخر المتحدثين كانت عضو البرلمان السويدي السيدة آن لينا سورلينسون، ومع الموسيقى الحزينة انتهت مراسيم الحفل، وشكرت السيدة لمى الجميع على مشاركتهم الفعالية الخاصة بجريمة حلبجة، ودعتهم لتناول الطعام.
 
كانت مدينة حلبجة الوديعة وأبناوها يعيشون بسلام في ظل تعايش إنساني ، حيث تعايشت فيها مختلف الطوائف الدينية من المسلمين والمسيحيين وحتى اليهود سابقا، ولكن للدكتاتورية وللنظام البعثي رأي آخر، ففي الوقت الذي كانت المدينة  واهلها المسالمون يستعدون فيه للاحتفال بعيد نوروز يوم 16 آذار سنة 1988، ، ولم يظنوا أن الحقد الأسود وروح الإجرام لدى قادة النظام ستصل إلى حد قصفهم بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، لكن هذا النظام لم يتردد على استخدام غاز السيانيد السام جدا في ضربه المدينة، فسقط الآلاف من الضحايا بين شهيد وجريح ومصاب، وأضطر الآلاف إلى الهجرة تاركين بيوتهم وأملاكهم ومدينتهم.


لقد سكت العالم عن تلك الجريمة ولم يقف أحدا لا من الشرق ولا من الغرب ليدين النظام الفاشي ولم يطلب أحداً من تقديمه للمحاكمة، فجريمة حلبجة والسكوت عنها في حينه لهو دليل على مساهمة المجتمع الدولي فيها، فمن أين حصل النظام المقبور على الأجهزة والمواد السامة لإنتاج الأسلحة الكيماوية، ولماذا هذا الصمت، لقد شجع ذلك النظام على المضي بجرائمه، فقام بضرب عدة أماكن أخرى وفي عمليات الأنفال سيئة الصيت أستخدم المجرمون تلك الأسلحة الفتاكة مرة أخرى.
لقد تعرضت مناطق عديدة في كردستان ومناطق في الأهوار إلى الهجوم الكيماوي من قبل النظام المقبور، وتم تشريد مئات الآلاف، واليوم إذ تستعيد حلبجة عافيتها وتنهض من جديد، ولتتحول إلى محافظة ويخلد أسمها في التاريخ، وذهب المجرمون الطغاة إلى حتفهم، فنقول نعم أن هنالك أمل بالعيش الكريم، وعلينا عدم نسيان درس حلبجة البليغ، علينا أن نتذكر الضحايا ونستذكر جرائم صدام والبعث الذي أرتكب آلاف الجرائم بحق السياسيين من كل جهة، وبحق شعبنا من كل الطوائف والقوميات والأديان، واليوم يحاول البعض للأسف إعادة عتاة البعثيين ممن ساهموا بتلك الجرائم للسلطة وبطرق مختلفة وملتوية ليعبثوا من جديد بمقدرات شعبنا الأبي.

 لتبقى حلبجة رمزاً لجرائم البعث وصدام.
 وزهور حمراء على قبور ضحاياها ولكل قبور شهداء مشعل الحرية الذي لا ينطفئ.





307
شهادات: على شرف الذكرى الثمانين لميلاد الحزب

مناضلون من ذلك الزمان، الرفيق نوري عثمان عمره عمر الحزب
وذكريات الأيام الصعبة




حاوره محمد الكحط – ستوكهولم-

الرفيق نوري عثمان أحتفل قبل بضعة أشهر بعيد ميلاده الثمانين، سابقا عمر الحزب بهذه الأشهر، وهو من الرفاق المناضلين الذين يعملون بالظل كجنود مجهولين، أمتاز بصموده وتحمله لمهام صعبة، قضى حياته لسنوات طويلة وعائلته في ظروف ٍ صعبة للغاية، أعتقله المجرم ناظم كزار، ونال ما نال من صنوف التعذيب في أقبية الحكام المجرمين، استشهدت والدته وأستشهد أبنه كاميران بظروف مؤلمة جراء المعانات من جور الدكتاتورية.
ولد الرفيق أبو شيرزاد  في كركوك سنة 1933م، وسط عائلة متوسطة الحال حيث أنهى فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، ومن ثم أنهى الدراسة في معهد المعلمين سنة 1959 في كركوك، ليصبح معلما، عمل في وقت مبكر في مديرية البيطرة في كركوك سنة 1954، ترعرع الرفيق وتعرف على أفكار الحزب الشيوعي في المرحلة المتوسطة، كانت جدته تحدثه منذ الصغر عن مآسي الحرب العالمية، وتربى على حب الآخرين ومساعدتهم، شارك وهو في السادس الابتدائي في مظاهرات 1948و 1949م، ضد الحكم الملكي وحكومة نوري السعيد، ويتذكر أنهم كانوا يهتفون (نوري سعيد القندره وصالح جبر قيطانه).
 
عند تأسيس أتحاد الشبيبة الديمقراطي، كان من مؤسسيه في كركوك ومن ثم سكرتيره، وأنتظم  في صفوف الحزب بعد ثورة 14 تموز 1958م، واعتقل سنة 1959 بسبب أحداث كركوك، لنشاطه الواضح في صفوف الشبيبة، وكانت هنالك تقارير ضده، ونقل مع آخرين إلى سجن بعقوبة وبعد أسابيع هناك نقلوه إلى غرفة انفرادية مدعين بأنه يتصل بالحزب خارج السجن، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات، وسجن في العمارة، وفي العمارة أصبح عضو لجنة تنظيم السجن ومسؤول النشاطات الفنية، أكمل المحكومية سنة 1961 وعاد إلى كركوك، لكن كانت هنالك مشاكل جديدة في المحافظة منها قيام (الطورانيين) بأيذاء السياسيين، فأنتقل إلى بغداد، ليعمل مع التنظيم المركزي، وكان مسؤول التنظيم في حينه الرفيق حسين عوينه، وعمل في مطعم للمأكولات الشعبية، وطلبوا منه عدم ممارسة نشاطات سياسية ليبقى غير معروفا، وليكون كحلقة حزبية بين الرفاق وقيادة الحزب.
ويستذكر قائلا: ((بعد انقلاب شباط الأسود 1963م، جرت اعتقالات في منطقة باب الشيخ، فذهبت إلى السليمانية وكتبت رسالة إلى قيادة الحزب في الإقليم، وبعدها جاء القرار بأن أعود فورا إلى بغداد، من أجل أجراء الاتصالات مع المركز، أي كلفت بإعادة الاتصالات، فأخبرت أخي عرفان بأن يبلغ أي رفيق يراه، بأنني أريد اللقاء به وأنا في أنتظاره، خلال ذلك جاء رفيق من التنظيم المركزي فتقابلنا، ومن ثم جاء شخص آخر طلب بأن ألبس ونخرج لأمر ضروري، وكان هذا الشخص هو المجرم ناظم كزار، فكانت عملية أعتقال، أركبونا سيارة بباب واحدة، ففهمت بأن هناك رفاق قد أعترفوا عليّ، سألت الرفيق هل نحن معتقلون..؟، قال لي لا، وبعد لحظات ترجل ناظم كزار من السيارة، فطلبت من السائق أن أشتري سيكائر،فرفض فعرفت بأنني معتقل، فأستغليت الفرصة وفتحت باب السيارة وهرولت، كنا في الشورجة فتوجهت الى شارع الشيخ عمر ودخلت أحد الأزقة وهم يصيحون (ألزموه، الزموه) وأنا أصيح كذلك، لكن استطاع السائق اللحاق بيّ، وجاء ناظم كزار وضربني طلقة في فخذي، وهو يقول أقتلك، وضربني بالأخمص على رأسي، وقال (لا أقتلك لأن عندنا معك شغل)، أغلقوا عيوني وأخذوني بالسيارة، ومن ثم أخذوني الى قصر النهاية، قدمني ناظم كزار للجلادين قائلا لهم، ( جئتكم بضيف دارو زين!!!، بمعنى أذوه كثيرا)، أدخلوني غرفة وجدت رفيق مسيحي من كركوك ساقط على الأرض جراء التعذيب وهو الرفيق الشهيد جمال ماربين، سألته قال لي كل المعلومات الحزبية معروفة لديهم، وقال لي ((أنهم يريدون أن يأخذوني الى كركوك لاعتقال الرفاق، وهذا الشيء لا يمكن أن أفعله))، بعد فترة قاموا بالصعود على بطنه بأحذيتهم، فأغميّ عليه وسحبوه حتى أستشهد. أخذوني إلى غرفة أخرى ومعلق على الحائط لوحة مكتوب فيها أسم السكرتير سلام عادل وأسماء اللجنة المركزية للحزب وأسماء لجنة التنظيم المركزي، فأشروا وقالوا لي هذا أسمك الحزبي، ثم أرجعوني إلى نفس الغرفة، 


أبو شيرزاد وأم شيرزاد مع أبنتهما وحفيدهما

أصعدوني على كرسي وربطوني بالمروحة (البنكه)، وبدأوا بالضرب بالكابلات وضربوني على عيني، طلبوا مني معرفة بمن اتصلت عندما سافرت إلى السليمانية، نريدك أن تأخذنا إلى بهاء الدين نوري، فأكدت لهم بأنني لم أتصل بأحد ولا أعرف بهاء الدين نوري، أستمر التعذيب ثلاثة أيام، ونزف الجرح وتورم وصار عندي ما يشبه الشلل، جراء التعذيب، فقلت لهم لو أعرف بهاء نوري لأخذتكم وأرتاح، بقينا هناك حتى حزيران 1963. أتوا ببعض المعتقلين من قياديي (حدك)، إلى قصر النهاية، فأخرجونا إلى ملعب الإدارة المحلية في المنصور، ووضعونا بالمنزع، صار لدينا بعض الحرية للاتصال بالأهل فجاءوا لمواجهتي، بعدها كتبت أم شيرزاد عدة عرائض للحاكم العسكري،  وبعد الإلحاح تم اطلاق سراحنا بكفالة، ومن المفارقات أنني بعد إطلاق سراحي اتصلت بالرفاق وأخبرتهم عن الاعتقال وما جرى وما شاهدته، لكنهم قرروا سحب عضويتي، ورغم ذلك لم أتذمر وترشحت من جديد وأخذت العضوية سنة 1964م.
عدت إلى الوظيفة وكنت معزولا سنة 1968 في بغداد ثم تم نقلي إلى السليمانية أواخر 1971، وأتصلت بالرفاق هناك وكلفت مسؤول خلية، وبعد وصول ترحيلي أصبحت عضو محلية السليمانية، ومن ثم عضو مكتب السليمانية حتى 1979، سافرت إلى موسكو مع 20 رفيق في دورة حزبية مع أبو آسوس لمدة شهرين، بعد أنتهائها طلبت من الرفاق أن أدخل دورة حزبية لمدة سنتين، لكن لم أتلقى جواب، وعرفت ان الأوضاع في العراق بدأت تسوء. خلال ظروف الجبهة وأستشهاد فكرت جاويد طلبوا مني ان أكون عضو جبهة مع شيخ سعيد فرفضت ذلك وأخبرتهم بأنني لا أستطيع العمل مع البعثيين، فكلف عوضا عني ملا علي. بعد فترة بدأت الاعتقالات وجاءت التوجيهات بتقليص التواجد في المقر لكن صدر قرارا بأن أبقى أنا ومام قادر نتناوب على التواجد في المقر كي لا يعتبروننا منسحبين، لكن تم اعتقالي من الدائرة، وعلمت أنه تم الاعتراف عليّ كوني في المحلية، لكنني أخبرتهم بأنني تركت السياسة والحزب منذ زمان، فأمروني بالجلوس في البيت  وترك النشاط السياسي، فخرجت وأخبرت الرفاق، كانت زوجة أخي معي في الدائرة وهنالك رفيق من كركوك مختفي في منزلي، فأخبرت الرفاق بضرورة تركه المنزل كي لا يعتقل، فتم توفير مكان آخر له.
بقيت في اتصال خيطي مع الرفيق أبو علي (عزت فرخه)، حتى 1988، ونتجنب اللقاء، وفي سنة 1988 أخبرني أبو علي بسرعة الهروب إلى أربيل ومن ثم إلى الجبال مع أخي عرفان والعوائل، ذهبنا إلى أربيل في بيت حزبي مع العوائل ووالدتنا وعائلة أبو علي أيضا، كل على حدة، وفي أول ليلة غادرنا المنزل علمنا أن رجال الأمن جاءوا لاعتقالنا، فكسروا الأبواب لكنهم لم يجدوا أحدا غير الأثاث. علما أن أحد رجال الأمن يسكن أمام منزلنا ويراقبنا ليلا ونهارا، وأستغرب مغادرتنا دون علمه، بقينا في أربيل حتى عيد نوروز، كان المطر شديداً، سافرنا خارج أربيل بأتجاه (آشكوتي)، وبقينا هناك مدة، وكانت قوات الجيش العراقي تتقدم، فطلب الرفاق منا أن نبتعد أكثر فقلت لهم نقاتل مثلكم، فقالوا لا رفاق العوائل عليهم أخذ عوائلهم والابتعاد والصعود، فعملوا لنا أوراق وأجرنا بغال وصعدنا جميعا ووالدتي بقيت مع عائلة أبو علي، فذهبنا إلى (رزكه)، مقر القاطع وهناك الرفيق مسؤول القاطع (سليمه سور)، ، مررنا بعدة مقرات، وسأل أخي عرفان الرعاة عن بعض المقرات التي كان يعمل فيها، فأخبروه بأنهم تركوا المكان، كانت هناك خيمة لمقر (أوك)، فيها عوائل من حلبجة، يسألون عن مصير عوائلهم، كانت الخيمة مزدحمة لا مكان فيها يتسع، فعرفنا ان رفاقنا يأتون كل يوم ويأخذون مئونة ويصعدون فصعدنا معهم، ولكن الرفاق هنا أيضا قالوا عليكم المغادرة مع العوائل ونرسل معكم دليل ليوصلكم إلى (دولا كوكا)، على الحدود الإيرانية، الدليل كان أخ زوجة عرفان، وواجهنا صعوبات الثلوج وفقدنا الاتجاه مرارا حتى وصلنا بعد أن أنهكنا التعب. وبعدها وصلت والدتي مع عائلة أبو علي مع رفاق من قاطع السليمانية، كانت والدتي مربوطة على البغل بالحبال كي لا تسقط، لكنها ومع طول المسافة ووعورة الطريق أنسلخ جلدها وتورم وبعد أيام استشهدت ودفنت هناك على الحدود، وكان قبرها هو أول قبر هناك. وبعد شهر من استشهادها، أستشهد أبني كاميران خلال حادث بسبب عدم اليقظة والحذر خلال نقل وإزالة قنابل فارغة، فدفن جنب جدته وكأن القدر أراد أن لا تبقى وحيدة هنا في هذا المكان الموحش. تحركنا بعد فترة إلى الحدود إلى (جويزية)، بقينا فترة، وأثناء ذلك أنفجر لغم تحت رجل أبني البيشمركة سركوت المعروف بالرفيق (درسيم)، فانقطعت رجله اليسرى من القدم حتى الركبة، بعد ذلك  قرر الرفاق إرسال أبنتي النصيرة روناك إلى موسكو للدراسة، ونحن وصلنا إلى (بانه)، ثم كان لي أحد المعارف سألت عنه، وتوجهت له، ولكن أخبروني بأنه سافر إلى (سقز) في إيران، فذهبنا هناك ووجدناه وبقينا في بيته فترة.
استمر بقائنا هناك سنتين بعدها سافرنا إلى موسكو، حيث كانت روناك وشيرزاد وسركوت يدرسون هناك، بعد بضعة أشهر توجهنا إلى السويد، وحصلنا على اللجوء السياسي، وساهمنا في عمل الجمعيات الاجتماعية هناك، ومن ثم انتقلنا إلى لينشوبنك، وأستمر نشاطي الاجتماعي والسياسي.)
 أما رفيقة دربة السيدة خيرية أم شيرزاد، والتي تحملت معه كل تلك المصاعب والمعاناة، فكانت له العون في تنفيذ مهامه، لم تكن منتظمة في الحزب لكنها أدت العديد من المهام الحزبية السرية البحتة، فكم مرة أوصلت البريد بين بغداد وأربيل، وكم مرة حافظت على البيوت الحزبية. لقد تحملت بقائها وحدها مع الأطفال عندما أعتقل أبو شيرزاد، وكانت تبحث عنه في السجون، وكان الخوف حتى من طرق باب المنزل، كما أضطر الأبناء على ترك الدراسة مرارا. 
وفي سنة 1963 عندما  أعتقل أخيه الشهيد نجم الدين (أستشهد بعد عودته من الدراسة في بلغاريا على أيادي زمرة عيسى سوار سنة 1973)، من قبل الحرس القومي في بغداد، فكانت أم شيرزاد تخرج كل يوم صباحا لتبحث عنه في المعتقلات، إلى أن تم اطلاق سراحه.

كلمته في الذكرى الثمانين لميلاد الحزب، ((منذ دخولي الحزب كنت أحد الكادحين وأتعاطف مع المظلومين كي ينالوا حقوقهم، ناضلت بكل إمكانياتي واليوم أنا فخور بالحزب وانتمائي له ولأفكاره ولمكانته في المجتمع العراقي، لكن مع الأسف بعد التغيير لم تكن الأمور كما نريد، فقد ناضلنا من أجل وطن حر وشعب سعيد ولكن لا وطن حر ولا شعب سعيد، نأمل أن يرى أحفادنا هذا الهدف وقد تحقق، عاش الحزب عاشت الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي)).
     
لقد ضحى هؤلاء المناضلين بدمهم وأبنائهم وأموالهم بل وفي حياتهم بدون مراباة ولا طمع أو دجل، كان هدفهم هو وطنٌ حر وشعبٌ سعيد. فلهم كل الحب وكل المجد.



310
كارت تهنئة بعيد المرأة العالمي
 
مع إطلالة عيد المرأة العالمي
أهدي لأمهاتنا ولرفيقاتنا وأخواتنا وحبيباتنا
وبناتنا
أجمل وأرق الأمنيات بالسعادة والفرح الدائم
أبو هيلين
محمد الكحط /ستوكهولم
8 آذار 2014م


311
كارت تهنئة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
بعيد المرأة العالمي

بعيد المرأة ويومها العالمي
نهدي لجميع النساء أجمل وأرق الأمنيات
مع باقات ورد عطرة
متمنين للمرأة العراقية أن تنال حقوقها وتتمتع بالأمان والاستقرار، والمساواة مع الرجل في كافة المجالات

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
8 آذار 2014م

312
تهنئة بعيد المرأة العالمي

 تنتهز حركة العمال النقابية الديمقراطية في السويد مناسبة 8 من اذار عيد المرأة العالمي بالتهنئة لجميع نساء العالم متمنين لهن مزيدا من النضال والتقدم وكسب حقوقهن ومساواتهن مع اخيهن الرجل. وتعبر عن تضامنها مع المراة العاملة العراقية كونها تعيش ظروف عمل شاقة وصعبة .
 ان تعقيدات الوضع في العراق والظروف الامنية والاقتصادية والاجتماعية , تضع المرأة العراقية في وضع اصعب بطرح قوانين جائرة ومنها قانون الاحوال الشخصية الجعفري الذي يكبل المرأة ويقلل من هيبتها وقيمتها. في الوقت الذي ندعو المراة الى النضال من اجل الغاء هذا القانون , نتضامن معهن معبرين عن احترام نضالها الذي تكلل بكثير من القوانين التي تخدم المراة العراقية.
لكن التهاني والتمنيات بعام مفعم بالحرية والمساواة والديمقراطية.

حركة العمال النقابية الديمقراطية في السويد
8اذار 2014

313
بحضور شعبي واسع ومهيب
ستوكهولم تحيي يوم الشهيد الشيوعي






تقرير: محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: كريم محمد

افتتحت الفعالية بمشهد مسرحي مؤثر   قدمته الرفيقة سوسن خضير، وبالأعلام الحمراء والغناء أستهل حفل إحياء الذكرى الخامسة والستين ليوم الشهيد الشيوعي، وبحضور مهيب وكبير استذكارا لجميع المناضلين الذين افتدوا أرواحهم من أجل (وطن حر وشعب سعيد). وإجلالاً للمآثر البطولية للشيوعيين وأصدقائهم، حيث أقامت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني/العراق في السويد، حفلا جماهيريا مهيباً، يوم السبت 15  شباط 2014، في ستوكهولم، وقد زينت القاعة بصور الشهداء الأبرار واللافتات التي تمجد الشهداء البررة، وتقدمت مجموعة من الشابات والشباب يحملون الأعلام الحمراء ليتقدموا أمام المنصة ليشكلوا فرقة تنشد مقاطع ((غنوا لرفيقٍ...). 

 



   

بعدها وبكلمات رقيقة رحب عريفا الحفل الرفيقان محسد المظفر وعدنان إبراهيم بالحضور جميعاً، وأولهم عوائل وذوو الشهداء وبالرفيقين د صالح ياسر والرفيق علي مهدي عضوي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وبممثل سفارة جمهورية العراق في السويد الدكتور حكمت جبو، وبالسلك الدبلوماسي في السفارة العراقية، وبممثلي كافة الأحزاب والقوى السياسية العراقية والأجنبية ومنظمات المجتمع المدني، ثم وقف الجميع حدادا على أرواح شهداء الحزب والوطن.




وكانت الكلمة الأولى هي لعوائل الشهداء التي قدمتها السيدة صبرية منعم، ومما جاء فيها، ((تعلمت أن الحياة جميلة لكن الموت من أجل العدالة والمساواة والحرية أبهى. واليوم نحتفي مع عوائل الشهداء وأصدقائهم، نستذكر من رحلوا عنا، الهائمين بالحياة والجمال والحب، نستذكر الحالمين بعراق حر وشعب سعيد، نستذكر الباقين معنا مدى الحياة يمدونا بالعزم ولن يغيبوا عن ساحة النضال. أيها الشهداء أخبركم أن ما أصاب الوطن من خراب ودمار بسبب الفاشية ونظامها المقبور، وما بني عليه بعد ذلك على أسس طائفية وأثنية، نقول لكم: نحن نراكم في كل خطوة وفي كل نسمة من جنوب العراق وشماله، يا شهداء الوطن تعالوا فقد غادرت الأغصان الخضراء أشجارها، وسماء الوطن تمطر تراب، والطيور لا تعرف الغناء، وأصبحت الأنهار بلا ماء، ومنكم يستمد الحزب الشيوعي ورفاقكم وأصدقائكم الهمة والعزم والإرادة التي لا تلين من أجل الأهداف التي ضحيتم من أجلها، وما زالوا يسقون التربة بدمائهم من أجل عودة الحياة للوطن. سلاماً لمن يواصل الطريق متحدياً الإرهاب والفساد والظلم...))، كما قدمت بعدها مقاطع شعرية بالعامية ودعها الجمهور بالتصفيق.
 
 

بعدها قدم السيد شبر حسين كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد ومما جاء فيها: ((ان من دواعي الاحتفاء أكثر بهؤلاء الخالدين وبيوم الشهيد الشيوعي تحديدا هو مواصلة الحزب الشيوعي العراقي لمساره المشرف وطريقه النضالي حتى في ظلّ الظروف المتشابكة، وما موقف الحزب الوطنية ودعمه وإسناده للعملية السياسية الجارية في العراق، إلا دليلا حيا وملموسا على أصالة هذا الحزب وامتثاله لكل ما يخدم مصلحة الشعب العراقي بكل أطيافه وانتماءاته القومية والدينية والمذهبية. نحن اليوم على أعتاب جولة جديدة من الانتخابات البرلمانية نتوقع ونأمل من جميع القوى السياسية العراقية ان تبذل كل جهودها من أجل إجراء هذه الانتخابات في موعدها المحدد وإنجاحها عبر دعوة الجماهير العراقية للمشاركة المكثفة في الانتخابات، وتكريس دورها وأرادتها في اختيار من تثق بتحمله المسؤولية على أكمل وجه أننا مدعوون جميعا إلى الحفاظ وصيانة التجربة الديمقراطية في العراق مهما بلغت الصعوبات والتضحيات، ذلك لأن لا بديل عن الديمقراطية إلا الاستبداد والدكتاتورية....))، وتمت قراءة مجموعة من البرقيات التي وصلت الحفل بالإضافة إلى مقاطع شعرية بالكردية.

 


 ومن ثم قدمت كلمة هيئة التضامن للقوى الكردية والكردستانية " هاوكاري التي ألقاها السيد مولود، فقد أشادت بدور الشيوعيين ونضالهم جنبا إلى جنب مع إخوانهم في كردستان من أجل عراقٍ حر ديمقراطي.

 


 ثم قدمت فرقة دار السلام الفنية مجموعة من الأغاني منها أغنية "يوم الشهيد تحية وسلام" وأغنية "أي شهيدا" بالكردية، وأغنية "مرني مرني"، و"يا طير الرايح لبلادي".

 

 
وكان للأنصار الشيوعيين كلمتهم في هذا اليوم حيث قدموا مئات الشهداء الأبطال في نضالهم ضد الدكتاتورية، حيث ألقى الرفيق ماهر كلمة رابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد قال فيها، ((لقد اختلطت تربة كردستان العراق بدماء شهداء حركة الأنصار المسلحة التي قدمها الأنصار الشيوعيون وأصدقاؤهم بسخاء، على طول سنوات الكفاح المسلح، ان قائمة أسماء شهداء الحركة الأنصارية تطول وتطول وكما كانت الحركة تمثل وتعكس كل أطياف الشعب العراقي، فلقد كان الشهداء الذين سقطوا أبطالا في سوح الكفاح هم من كل أطياف وفئات المجتمع العراقي، فلقد كان منهم الكردي والعربي والتركماني والأيزيدي والمسلم والمسيحي والصابئي، فحتى في البذل والعطاء كان الشيوعيون  مثالاً في تجسيد اللون العراقي الواحد...)).
 
 

 وفي قصيدة شعرية تقدمت بها السيدة أجا خان البرزنجي أخت الشهيد علي البرزنجي وشيخ سعيد، كانت كلماتها بالكردية مؤثرة رغم كونها إمرأة طاعنة في السن، لكنها وقفت بصعوبة وهي تلقي كلماتها النابعة من حبها للشهداء وللوطن.


 


وكان للحزب الشيوعي السويدي كلمته التي ألقتها السيدة بربارا حيث قال فيها، ((نحيي الشهداء الذين سقطوا في النضال ضد الدكتاتورية وبشرف من أجل الاشتراكية، نعلن مساندتنا لعوائل الشهداء...،)) كما أعلنت أدانتها للعنف في العراق الذي يحصد الأرواح، وهذا يتطلب تضامنا عالميا ولهذا نحن الآن هنا....


 


بعدها كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني / العراق في السويد قدمتها الرفيقة نشتمان، التي رحبت فيها بالضيوف، وقالت ((في كل مرة تحاول الأنظمة الدكتاتورية والفاشية النيل من شعبنا وقواه الوطنية كان الشيوعيون العراقيون والكردستانيون في مقدمة المدافعين عن شعبهم، وعلى هذا الطريق قدم الشيوعيون قوافل من الشهداء من العرب والكرد والكلدوآشوريين والتركمان ومن جميع مكونات شعبنا.
في الوقت الذي نحتفي وأياكم بيوم الشهيد الشيوعي تمر بلادنا في فترة عصيبة من تاريخها, فبعد مرور 23 عاماً على انتفاضة أذار المجيدة و10 سنوات على سقوط النظام الدكتاتوري الفاشي وشعبنا لا يزال يعاني من التركة الثقيلة للدكتاتورية. فخلافات الإقليم مع المركز تتعقد أكثر فأكثر والمناطق المستقطعة لم تحل معاناتها والعديد من القوانين المهمة ومنها قانون النفط والغاز لم تقر والبلد يعاني من إرهاب وفساد ومحاصصة مقيتة تكبل تطوره الطبيعي.
وفي إقليم  كردستان مرت أكثر من خمسة أشهر والقوى المتنفذة لم تتفق على تشكيل حكومة الإقليم، وذلك بسبب تغليب الحزبية الضيقة والمصالح الفئوية والشخصية على المصلحة الوطنية. وبالرغم من الموارد والإمكانات الكبيرة التي بحوزة حكومة الإقليم، ألا أنها أخفقت في بناء اقتصاد متين وبلغت الأزمة حداً  بحيث عجزت الحكومة عن توفير رواتب الموظفين والمعلمين, إضافة الى التقييد على الحريات العامة واغتيال الصحفيين وقمع المظاهرات الجماهيرية السلمية والتضييق على النساء وحرياتهن كل هذا يوٌدي الى تضييق الديمقراطية في كردستان.)).

 


وأخيرا كانت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق جاسم هداد ومما جاء فيها: ((يكتسبُ الاحتفال هذا العام بنكهةٍ أخرى، حين يقترنُ بالعيد الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، حزبِ العمال والفلاحين والكادحين والمثقفين وكل العراقيين، وبانطلاق الحملةِ الإنتخابية لقائمةِ التحالف المدني الديمقراطي، التي يشارك فيها حزبُنا مع نخبةٍ من القوى الوطنية المخلصة، الرافضةِ للمحاصصة الطائفية والفساد والخراب، والمتصديةِ دوما لكل أشكال الإرهاب والفساد، قائمةِ من اعتبر إنهاءَ الاحتلال واستعادةَ الحريةِ شرطاً لإقامةِ المجتمع الديمقراطي، قائمةِ من لم يختزل العراقَ بهِ ولم يَدّعِ التمثيلَ القسريَ لأحد، قائمةِ من رفض وبشكل حقيقي وعملي العنفَ كسبيلٍ لحل الخلافات أو السعيَ لنيل تفويض الشعب، قائمةِ الأعرق في الاعتراف بالحقوق القومية المشروعة لكل العراقيين، و بالحقوق الدينية لأتباع كل الديانات في العراق، قائمةِ المكافحين بكل صلابة من اجل تحقيق المساواة بين العراقيين رجالاّ ونساءً، وصيانةِ مكانةِ المرأة في المجتمع من كل ما ينتهكُ حريتـَها الآدمية.. قائمةِ أصحاب التاريخ الوطني النضالي الناصع، والأيادي البيضاء.. وسيكون من البداهة أيضاً أن يقترنَ الوفاءُ للشهداء بالتصويت لقائمتهم المعبرةِ عن الأحلام التي استشهدوا من أجلها.
كما يأتي يومُ الشهيد الشيوعي وبلادُنا الحبيبة تمر في ظروفٍ غايةً في الصعوبة والتعقيد، فإلى جانب تدهور الوضع الأمني، واستفحال خطر التنظيمات الإرهابية والمجاميع المتطرفة المسلحة، وتمكنِها من توسيع مواقعها ونشاطاتِها الإجرامية، تستمر القوى المتنفذةُ في حكم البلاد بالانشغال بالصراعات السياسية على المصالح والنفوذ والثروة، مما يشدد من احتقان الأزمة العاصفة التي تعيشها العمليةُ السياسية، ويفتقد الناسُ فيها ليس الأمنَ فحسب بل و أبسط َالخدمات الضرورية، ويشتد التباينُ الطبقي وتنمو بشكل مخيف الفئات المسحوقة، والتي تعيش دون مستوى الفقر وتقتات على نفيات ناهبي قوت الشعب، فيما يشتد الإستقطاب الطائفي وينذر بحربٍ أهلية أو بتمزيق وحدة البلاد.
لقد حذر حزبنا مراراّ، وإنطلاقاً من إيمانه بمشروع الدولة الديمقراطية الحقة، من هذه المخاطر، ودعا الى حوارٍ صريحٍ وحريص بين القوى السياسية على أسس واضحةٍ وبرامجَ حقيقيةٍ لحل الخلافات، وصولاً إلى بناء صف وطني واسع عابرٍ للطائفة والقومية والانتماءات الثانوية، قادرٍ على مواجهة تحديات المرحلة. كما أكد حزبُنا على دعم قواتنا المسلحة في جهدها للقضاء على الإرهاب، وعلى ضرورة التمييز بين المواطنين الأبرياء وبين العناصر الإرهابية، و على احترام حقوق الإنسان والحفاظ على ممتلكات الناس، ودعا الى تنفيذ المطالب المشروعة للمواطنين والقيامِ بمعالجات اقتصادية، اجتماعية وثقافية للمشاكل الكثيرة.
ولن يدخر الحزب جهداً من أجل دعم كل المبادرات الحقيقية المسؤولة الهادفة إصلاح العملية السياسية والسير بها نحو عراق ديمقراطي إتحادي آمن ومزدهر.
وتبقى الإنتخاباتُ البرلمانية القادمة الوسيلة َالأنجع بيد جماهير شعبنِا لتغيير الواقع المأساوي الذي تعيشه، والخلاصِ من نظام المحاصصة والفساد القائم.))
شكر عريفا الحفل جميع الحضور على تلبيتهم الدعوة والتضامن مع حزبنا في يوم الشهيد الشيوعي.

 


كما وصل الحفل عدد كبير من رسائل التحية التي تشيد بنضالات الحزب وتمجد شهداءه الأبرار.
ومن هذه البرقيات:
1 ـ اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني
2 ـ مكتب المجلس الأعلى الإسلامي العراقي
3 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي
4 ـ  الإتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
5 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
6 ـ المؤتمر الوطني العراقي في السويد
7 ـ حركة تجمع السريان/ مكتب السويد
8 ـ اللجنة المحلية للحركة الديمقراطية الآشورية
9 ـ طائفة الصابئة المندائيين في السويد
10 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
11ـ تنسيقية ستوكهولم لقوى وشخصيات التيار الديمقراطي
12 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني / إيران
13 ـ منظمة الأتحاد الوطني الكردستاني في السويد
14 ـ الحزب الإشتراكي الكردستاني / السويد
15 ـ منظمة جاك في السويد ( كوردو سايد ووج)
16 ـ رابطة الثوريين الكادحين / كردستان ايران
17 ـ الحزب الشيوعي البوليفيم السويد
18 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
19 ـ جمعية طيور دجلة
20 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
21 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي
22 ـ حركة العمال النقابية الديمقراطية في السويد
23 ـ جمعية المرأة المندائية في سوكهولم
24 ـ جمعية الرافدين لدعم التربية والتعليم في العراق




314
شهادات: الشاعر والكاتب كريم ناصر

انتشرت صحافة الحزب الشيوعي بشغف كبدائل للأشياء التي فقدت قيمتها الفكرية بسبب تسلّط الفكر الشوفيني إبّان الحقبة الديكتاتورية الفاشية


الشاعر والكاتب كريم ناصر

حاوره: محمد الكحط

كريم ناصر شاعر وكاتب متنوع المواهب، نشر العديد من الدواوين والدراسات النقدية تمتاز بالعمق ودقة التحليل الأدبي.
إلتقيناه في الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي ووجهنا له بعض الأسئلة.

•   متى تعرفت إلى أنشطة الحزب الشيوعي العراقي وفي أيّة مرحلة من مراحل حياتك؟


** لكلّ مرحلة قيمةٌ مميّزة لها شروطها ومعطياتها وأسبابها الموضوعية، ولا شك في أنّ للحقبة السبعينية أثراً إستراتيجياً على منظومة الثقافة العراقية، وليس بالضرورة أن يكون المنتجُ سياسياً دائماً كما كنا نرى في الحالة التي فرضتها الظروف الاستثنائية العامة وما رافقتها من أنشطة ثقافية متتالية بفضل الانفتاح والتواصل وانتشار البدائل، ولكن يبدو أنَّ الثقافة تمثّل المفصل الأساسي في السوسيولوجيا كما تدلّ على ذلك..
انطلاقا مما سبق فقد انتشرت صحافة الحزب الشيوعي بشغف كبدائل للأشياء التي فقدت قيمتها الفكرية بسبب تسلّط الفكر الشوفيني إبّان الحقبة الديكتاتورية الفاشية، وعليه فإنَّ مبدأ التغيير في أيام الجبهة الوطنية تحديداً لم يكن مظهراً مثالياً خالصاً، ولكنه كان ملمحاً جوهرياً فرض خطاباً ثقافياً شاملاً ليصفو ظاهرة عامة، وهذا ما أدّى إلى انتشار سلسلة من المطبوعات الفكرية والفنية فضلاً عن مطبوعات ثقافية مهمّة، هذا الوضع الجديد المغري قد سهّل لنا تحقيق ما كنا نحلم به في السابق بعد أن كان التلقّي مستحيلاً، ولم يكن الأمر ميسوراً كما كنّا نظن، ولكن بنفس الوقت يمكن أن نقول إنَّ الصحافة قد يسّرت كثيراً بالتقائنا.. من منّا لم يحلم بالاستقلال الثقافي؟

•   كيف كان ذلك؟

** لا يمكن رسم الصورة هكذا، فمن الصحيح أنّنا كنّا نقتني الصحف من المكتبات الشعبية، ولتقريب الموضوع أكثر لفهم الصورة الحقيقية يجب أن نُسلّط الضوء على دور الحزب في نشر المطبوعات الراقية في السبعينيات، ومن بين الموسومة منها جريدة طريق الشعب، والفكر الجديد، ومجلة الثقافة الجديدة كنماذج موحية، وقد تجلّى هذا الدور الطليعي بقوّة في تجسيد ما هو حداثي لخرق السائد المبتذل لتحطيم الحاجز الرسمي بوصفه عائقاً..
فبرغم النجاح الذي لا جدال فيه، لكنما كانت الدولة تعرض رقابةً متتالية على مقتني الصحف اليسارية ومن ضمنها جريدة طريق الشعب على أن يقدّم المشتري اسمه الثلاثي للبائع كشرط ضروري لعملية الاقتناء.

•   هل تأثرت بأفكار الحزب، وبأي شكل؟

كلّ فكر أُممي لا بدّ من أن يحظى بمقبولية شعبية كبيرة، وهذه ليست مصادفة محضة، لأنَّ الصورة واضحة تماماً، وإضافة إلى ذلك أنّنا ننظر إلى الفكر الأممي لكونه ينسجم مع مبادئنا ولا يشذّ عنها، إذاً فلا يمكن الاعتقاد أنَّ مبادئ الحزب وحدةٌ منفصلة عن سياقاتها الأساسية.. إنّها تبقى في العمق جزءاً يتحقّق مضمونه كلّية في شموليته.. وعلى كلّ حال فإن التأثّر المقصود يمثّل الصيغة التي تجسّد الصورة الإنسانية انطلاقاً من خاصيتها الأُممية، وهذه ترجع أصلاً إلى النظرية الاشتراكية وبالموازنة مع النظرية الرأسمالية لا بدَّ من أن يكون الاختيار شيئاً معاكساً ليصبح نقيض معيار النظم السائدة، فلا شيء يمنعنا البتّة من الانزياح عن المنهج السائد إذا شئنا أن نقف مع اليسار التقدّمي ولما يشغل انتباهنا من مرجعيات معيارية وهذا ما يبطل المفهومات الخارجة عن السياق الإنساني.

•   ماهيّ الذكريات التي تحملها عن الحزب ومبادئه العامة؟

** هكذا يجوز لنا التعبير عن الحقائق التاريخية، لأنّنا نرى فيها الخطاب الجوهري ماثلاً في إطاره الثقافي بالقياس إلى قوانين الأيديولوجيا..
نستخلص بعد هذا أن ندرج الكثير من القضايا التي تربطنا بها ذكرى جميلة يمكن تمييزها عن غيرها- المهرجانات الشعرية كنماذج. - الحزب بوصفه مرجعاً يمثّل على العموم إتّجاه الشغيلة وتطلعات المثقفين، حيث يندر جدّاً أن يمتلك حزبٌ طليعي تاريخاً مشرقاً تجتمع كلّ معاييره في معطياته الفكرية أو الثقافية التي ينفرد بها الحزب الشيوعي العراقي الذي أعدّ الثقافة هدفاً من أهدافه السامية.

•   هل للحزب تأثير مشهود على الساحة الثقافية في تاريخ العراق الحديث، كيف تقوّم هذا الدور؟


** بلى، هذا المبدأ بالتحديد ما يعمل الحزب على تحقيقه، وقد تجلّى ذلك في العديد من المستويات، ولنتفق جميعاً على أنَّ الهدف الأسمى: المستوى الثقافي، والحزب يدأب في تنشيطه ليصفو معياراً منتظماً في إستراتيجيته المعاصرة والسمات التي يسعى لخلقها، وهذا ما أنشأ بالفعل جيلاً مميّزاً من المثقفين الكبار احتلّ أماكن حساسة في الثقافة العربية، من النادر أن يوفّر حزبٌ ما هذا الدعم لمثقفينا في تاريخ العراق الحديث..
يمكن أن نرى أنّه كيف ترك الحزب أثره الجمالي في وجدان النخبة من صنف الانتلجنسيا ونلاحظ ذلك خاصة في نطاق الأدب والفن كليهما.

•   ذكريات ومواقف تتعلق بمسيرة وتجربة العمل الثقافي..

** بدءاً أصبحت الثقافة صورةً حقيقية لميكانزم الواقع، وهذه الصورة تقتضي بالضرورة علاقة متبادلة، وبوجه عام فإنَّ الثقافة تمثّل الدعامة العميقة لأيّ مجتمع.. نحن رأينا أنفسنا في خضمّ هذه العلاقة التي تحمل لنا من أرث الشعوب الكثير، وقد صار لزاماً علينا الاغتراف من أعماق هذه الأشكال القادمة من الخارج وبما توفّرها من خصوصيات شعرية على شكل سلسلة معرفية ثمرتها تكفي لتحقيق مترادفات جديدة..
نلاحظ أنَّ الشعر يمثّل الاختيار العميق لهذه العلاقة الجوهرية، وتحت هذا الإسم المعبّر سعينا إلى تنشيط أدواتنا الشعرية ويكفينا فخراً أن أضفنا إلى الحقل المعرفي شيئاً مفيداً بهذا المعنى..
لو نعود إلى المواقف المعهودة فيمكن أن نستخلص منها نتائج مهمّة، النقطة الأساسية كما نرى جعلتنا أن نكتشف بعمق السمات الأدبية لمجمل البنى الثقافية.

•   كيف تجد علاقة صحافة الحزب الشيوعي بالثقافة والمثقفين؟

** كانت العلاقة دائماً حميمة ومتجانسة بالموازنة مع الصحافة الرسمية على مرّ السنين ولا سيما بين الصحافة اليسارية والثقافة من جهة، وبين صحافة الحزب ومثقفينا من جهة أخرى، حيث بدأت هذه الأخيرة تتماسك وشائجها بتناغم مطّرد وتنمو مع تطوّر البنى الثقافية بجميع مستوياتها..
وقد خلق الواقع المتميّز الجديد فضاءً واسعاً بنفس أهمية الخطاب الثقافي فضاء وجدنا فيه أنفسنا بملامح جديدة تكون كفيلة بإلحاقنا بباقي الشعوب المتطوّرة، فأصبحنا نمتلك تصوّراً عن ظواهر عديدة مشتركة، وقد تجلّى ذلك الخطاب في أدبياتنا كما هو واضح من سماته منذ سبعينيات القرن الماضي، هذا المظهر الثقافي المستجد ترك مجالاً فسيحاً للحركة، وكأنما زحزح عن كواهلنا ثقلاً ما كان جاثماً على صدورنا منذ الأزل..
وإذا سُمح لنا بإبداء الرأي من نفس التاريخ المذكور، لا ريب أنَّ مردّ ذلك مرجعيات الحزب التي إتخذت من التلاقح مصدراً لها لإسناد الموقف الأصيل في نطاق الأدب وآليات تطويره مع الإخلاص لمبدأ التناغم لقواعد الحرية..
نستطيع أن نجزم أنَّ صحافة الحزب احتلّت مكاناً مرموقاً في أذهاننا، ومما له دلالة نلاحظ مع ذلك كيف أنَّ الصحافة الشيوعية قد تمكّنت من صياغة مشروعها لمدّ جسور قوية ومشتركة، بل إنّها صارت لم تأل جهداً في دعم المنجز الثقافي على جميع مستوياته، لهذا نستطيع أن نلمس النشاط الفعلي في كلّ التجارب كيفما كانت درجة كثافتها، في حين لم نلمس ذلك في الصحافة الرسمية التي تقوم دائماً على خلاف ذلك حيث انعكست مظاهرها بداهة في كلّ الحقب، ولهذا بالطبع مردود سلبي لكنه أصبح نادراً.
 
•   كلمة في الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي تعبّر فيها عن هذه المسيرة وآفاق المستقبل..

** هكذا ارتأينا أن نضمَّ صوتنا إلى صوت الشعب دعماً للثقافة والفن والحريّة الفردية لتغيير النمط السائد وإحداث البديل وإنشاء بنى قوية تسمح بالتعبير خلافاً للمقتضيات السائدة..
يبقى بعد هذا أن نثمّن غالياً دور الحزب ونقدّر تاريخه المجيد لما قدّمه في مسيرته النضالية من ملاحم بطولية نادرة وما حقّقه في ميدان المعرفة وفي مجال حقوق الإنسان ومساندته تطلعات الشعوب إلى الديمقراطية ونزوعها إلى السلام والحرية.
تحية إكبار واعتزاز إلى الحزب الشيوعي العراقي بذكراه الثمانين.


315
حوار من داخل استوديو فن الضوء مع الفنانة هناء الخطيب



محمد الكحط –ستوكهولم-

افتتحت الفنانة التشكيلية هناء الخطيب أستوديو (محترف) خاص بها يوم 29ديسمبر 2013م في (هودنكا) أحد ضواحي العاصمة السويدية ستوكهولم بحضور عدد من المهتمين بالفن التشكيلي ،و شارك الوزير المفوض في سفارة العراق في السويد الدكتور حكمت جبو وعقيلته مراسيم الافتتاح. الفنانة الخطيب تهدف إلى أن يكون هذا الأستوديو، كمحترف ثقافي لمدّ الجسور الإنسانية والفنية في المهجر إلى عراقنا الحبيب.

ومن خلال افتتاح هذا المحترف، كانت لنا فرصة لإجراء حوار معها عن تجربتها الفنية، فالفنانة هناء الخطيب من مواليد البصرة، ترعرعت وسط عائلة سياسية ثقافية فكرية وفنية، والدها مهدي محمد الخطيب شخصية معروفة، فهو صاحب دار الحكمة وبيت شناشيل العشار الذي أخذته مؤسسة دار التراث، ولا تنسى هناء مكتبة أبيها الغنية بالكتب المتنوعة والتي كانت زادها الأول للتزود بالثقافة والفن، كانت لها غرفة خاصة للرسم منذ الطفولة، وهي لا تنسى معلمتها الأولى في مادة التربية الفنية في الابتدائية (زهرة الشمرتي)، التي كان لها دور في توجيهها ومدها بالتشجيع لتساهم في العديد من المسابقات الفنية، فحصدت الجوائز والهدايا لتفوقها، وتنقلت بين البصرة والنجف وبغداد، أكملت معهد التكنولوجيا سنة 1984، ومن ثم دخلت أكاديمية الفنون الجميلة في جامعة بغداد قسم الرسم لتكملها سنة 1998، وفي تركيا أكملت دراستها الأكاديمية في جامعة أستنبول، وهي عضو في العديد من الجمعيات الفنية منها، جمعية الفنانين العراقيين التشكيليين في العراق والسويد، وكذلك في المنظمة الدولية السويدية للفنانين التشكيليين، وعملت في عدة أماكن منها وزارة التربية ضمن النشاط المدرسي وكانت ضمن هيئات التحكيم  فيها، كما كانت الخطيب من بين المتميزين في نشاطات المنجز الثقافي والمهرجانات داخل وخارج العراق. وساهمت في العديد من المعارض المشتركة والخاصة في العراق والسويد.

   

مشغلها الأخير يعني الكثير، فحصول فنان على مكان خاص به هنا ليس بالأمر الهين، حوى نماذج من أعمالها، والحاضر هنا يشعر باللمسات الفنية في كل زاوية من زواياه.
   

أعمال هناء الخطيب تمتاز باستخدامها عدة أساليب ومدارس فنية في نفس اللوحة فنجد التركيب والسريالي أو الواقعي أو التعبيري في نفس العمل، بل تتناول عدة مواضيع وربما مواضيع متضادة في نفس العمل، فقد تجد الفرح والحزن، شيء من الواقع وشيء من الخيال، وبين الثابت والمتغير، حيث نشاهد ذلك من خلال ما طرحته في عملها التركيبي المكون من ثلاثة قطع مثلث كبير يتوسط لوحتين الذي أسمته ( الثابت والمتغيّر) الذي نفذته في ٢٠١٠ حيث جاءت تسمية أسم المعرض حينها بأسم هذا العمل، و قد افتتحت به محترفها الأخير، كونه يمثل لها معنى كبيرا، ولا تنسى الخطيب ان تزين أعمالها بالنظريات الحسابية وبالطلاسم كالتعاويذ  التي يستخدمها الساحر، فهي  تجذب المتلقي ليتعمق في معرفة سر لوحاتها.
 

 كما تحاول الفنانة أكتشاف سر التكوين وسر الوجود، فنجد في معظم لوحاتها سيادة لون واحد، حيث تتدرج مستوياته من خلال الضوء واللون الأبيض لتتدرج كثافة نفس اللون في اللوحة بقدرات فنية متميزة، كما تحمل لوحاتها انعكاسا لحالتها النفسية وتعكس روحها المتمردة.
 
حاورناها عن رسالتها الفنية من خلال ممارستها فن الرسم فتقول، ((أنا أتوسط عالمين ومستويين ولكنني أتعامل مع كل المستويات، أحاور العقول، رسالتي هي بطريقتي أحول المعاني والمحسوسات والغير مرئيات وأنقلها من عالم إلى آخر، الكثير يحاول أن يعكس ما بداخله ليكون مفهوما لدى ذهن المتلقي))، وعن فهمها لمعنى الفن تقول، ((الفن له معنى كبير فهو الحياة بالنسبة لي، فهو وما يحمله من ألوان لها دلالات رمزية وتعبيرية، لقد تعمقت في دراسة الضوء ودرست سرعته وانعكاسه، فأضاف لي ذلك الكثير، فالنور يلعب دورا في أظهار الجمال، فلولا تعاقب الليل والنهار لما استمرت الحياة  أو تلونت بهذا الشكل البديع، النور هو أساس الحياة لذا كان أسم الأستوديو مستنبطا من هذه الفلسفة –فن الضوء-..)).
وعن مدارسها الفلسفية التي تؤمن بها حاليا تقول، ((أنني أتعمق الآن بالدراسات الروحانية وساعدتني في الاطلاع على نمط تفكير الإنسان، أسعى لمعرفة ما وراء الطبيعة، استكشاف العالم الميتافيزيقي، وهذا ما أحاول أن أجسده في أعمالي القادمة، في معرضي القادم لوحات كبيرة تحت أسم –بوابات-)).



وحول الأساتذة الذين مروا بحياتها وبمن تأثرت بهم وكان لهم الأثر في تطور ملكتها الفنية تتحدث، ((من أساتذتي في الأكاديمية ممن أعتز بهم الدكتور أسعد الطائي، ود ماهود، والدكتور فاضل خليل والدكتور عياض الدوري الذي كان مدرسة في علم الألوان، والدكتور كريم خضير والدكتور زهير صاحب الذي علمني فلسفة الجمال، وخارج الأكاديمية كان مع الفنان إسماعيل الشيخلي الذي لقبني بـ (ملكة الفحم) بعد أن شاهد أعمالي الفنية بمادة الفحم، وكذلك تأثرت بالدكتور علاء بشير بفكره وفلسفته، تأثرت بأعمال جواد سليم واستخدامه الرموز السريالية واستفدت من مدرسة الفنان فائق حسن في مزج الألوان، علما أنني شاركت مع تسعة فنانين لإعادة تزيين واجهة الأكاديمية في بغداد سنة 1998م من شناشيل إلى خيول فائق حسن.)).



   

وكيف تجد الفنانة هناء الخطيب نفسها في هذه المرحلة بعد كل تلك التجارب والأعمال تقول، ((أسلوبي الحالي أكثر غنى، وأجد نفسي أمام مسؤولية أكبر سواء في الفكر وفي التنفيذ، وعليّ تجنب الأخطاء السابقة ان وجدت، سواء في المجال الفني أو الفكري، بعد كل هذا المخاض أجد نفسي أكثر نقاء واقتراب من الروحانيات.
أعتقد وجدت الطريق مبلطا أمامي، ولم أعد مشتتة، أشعر الآن عرفت هدفي وطموحي، وهذا ما سأجسده في معرضي القادم من خلال الأعمال التي ستقدم.)).

حاورناها عن سر وجود صورها ضمن بعض الأعمال فأوضحت  ((هنالك في كل عمل جزء من هناء الخطيب لربما ظلي أو صورتي أو إيحاءات من ذاتي، ولربما يدخل كل ذلك دون إرادتي دون أن أشعر)).

هناء الخطيب لا تفكر بالربح المادي من أعمالها، وحتى المحترف الحالي فهي تهدف منه أن يكون ملتقى وكصالون ثقافي يسمح للمثقفين بالالتقاء والتحاور.

في ختام حوارنا تمنينا لها النجاح في مشاريعها الفنية والعطاء الدائم.

 




316



أزمة تولد أزمات وحلول تضفي إلى أزمات

بقلم: محمد الكحط

لا أظنُ شعبا مر أو يمر بمعضلة كشعبنا، ولا أعرف هل أن من يقود العملية السياسية يعي ما يقوم به من أفعال، أشعر أحياناً أن مجموعة من الصبية المستهترين هم من يقودنا، وليس مجموعة من السياسيين اليافعين، فالأزمات تتعقد والحلول الترقيعية تولد أزمات، وكل يوم موضوع جديد يحاول أن ينسينا الذي قبله، والشعب بين حانة ومانه لا يعرف ماذا يعمل.
أخيرا تمخض مجلس الوزراء ليقرر تشكيل محافظات جديدة، في هذا الوقت الضائع في اللحظات الأخيرة من هذه الحكومة وهذا الوضع المزري والمعقد (المصخم)، تتخذ قرارات كبيرة كهذه، فهل فكر من أتخذ القرار هذا أبعاده وما سيخلفه من ردود أفعال، هل تم دراسة الأمور من كل جوانبها، هل الموعد ملائم لاتخاذ هكذا قرار، واليوم نرى ونسمع ردود الأفعال من كل المحافظات المعنية وغير المعنية، وقبلها قرار البترودولار، لو راجعنا أنفسنا هل كان القرار أصلا دستوريا، حيث ينص الدستور ان الثروات هي ملك الشعب العراقي بأسره، فلماذا نميز المحافظات المنتجة على حساب المحافظات غير المنتجة، واليوم نشاهد ونسمع تداعيات ونتائج هذه القرارات التي صدرت لحل مشكلة لكنها أوجدت مشاكل جديدة، وتحاول الحكومة ايجاد ذرائع ترقيعية لتلافي الحرج، فالحكومة مطالبة بتطبيق قراراتها التي أصدرتها، ولكنها عاجزة كعجزها عن حل أهم وأخطر الملفات الأخرى وأولها الوضع الأمني المتدهور، وفي كل مرة عندما يتصاعد العمل الإجرامي وتثبت الأحداث الخروقات الكبيرة للأجهزة الأمنية منها هروب السجناء والتفجيرات المتكررة والاغتيالات المستمرة، (نسمع تم تشكيل لجنة للتحقق أو أعادة تشكيل الوحدات الأمنية...)، ولا شيء جديد ولا تغيير، ولا نتائج صحيحة تصدر عن اللجان ولا تقدم، بل من إنتكاسة إلى أخرى أسوأ، المشاكل مع أقليم كردستان، لم تنته ولن تنتهي وكل مرة نتراجع ولا نتقدم، وهكذا مع أبناء أكبر محافظة عراقية وهي الأنبار، البطاقة التموينية التي تمس قوت الشعب، التي شابتها ملفات الفساد ولا زالت، لم يتم تحسينها، وستعود مسؤوليتها إلى الحكومات المحلية، وهل سيكون هذا الحل سليماّ!!!، أنتظروا النتائج، البطالة والتعيينات التي تتم خلف الكواليس ونسمع بها ويبقى جيش العاطلين في تزايد ولا حلول جذرية، الخدمات من بلدية وصحة وتعليم، ما هو التقدم الحاصل فيها، أم ملفات الفساد من صفقة الأسلحة الروسية وغير الروسية إلى البسكويت التالف وما قبلها وما بعدها من ملفات فساد خطيرة، لقد أكلت مافيات الفساد الأخضر واليابس ومجلس الوزراء يستجدي لإقرار قانون البنى التحتية، ولو راجعنا الميزانيات وما صرف من أموال منذ 2003 حتى اليوم لعلمنا أنه يمكن بناء العراق بها من الشمال إلى الجنوب بأفضل بناء، لو كانت هنالك نزاهة وروح وطنية تتجسد في مسيرة المسؤولين الذين يقودون البلد.
فمشكلتنا اليوم ليس أيجاد محافظات جديدة، ولا البترودولار، بل مشكلتنا المحاصصة الطائفية المقيتة وغياب الروح الوطنية والنهج الوطني السليم عند الجميع، وتغييب القوى الوطنية الحقيقية عن إداء دورها في عملية البناء.
اليوم نحتاج إلى وقفة جادة، والانتخابات على الأبواب، على البرلمان ان يسن ويقر قانون الأحزاب قبل الانتخابات حيث يمنع فيه تشكيل الأحزاب على أساس طائفي أو عرقي، وعدم السماح بالمال السياسي ليقرر من سيأتي إلى السلطة، والابتعاد عن كل ما هو غير وطني ومنع كل ما يسيء أو يهدد الوحدة الوطنية ووحدة العراق أرضا وشعبا. كما نجد ضرورة تشكيل مجلس وطني لبناء العراق من الخبراء والعلماء والمثقفين الوطنيين، ليرسموا وجه العراق القادم وإصدار قرار ينبذ الطائفية والعرقية وسياسة المحاصصة التي أوصلت العراق إلى هذا الوضع المزري.
هذا أذا أردنا أن نبني عراقاً جديداً عصرياً يتمتع فيه الجميع بالمساواة، وتوفير الحياة الحرة الكريمة للجميع، ولا مناص ولا طريق إلا في دولة مدنية ديمقراطية يتمتع فيها الجميع بحقوق المواطنة التي هي أساس بناء المجتمع العراقي الجديد.

317

ستوكهولم: وقفة أستذكار وأستنكار وتضامن



ستوكهولم: طريق الشعب

نظمت مجموعة من الأحزاب والحركات السياسية في ستوكهولم يوم الأحد 5-1-2013 ، في ساحة سيركلس توريت وسط العاصمة السويدية ستوكهولم وقفة استذكار وأستنكار وتضامن بمناسبة مرور شهر على اغتيال الصحفي الشهيد كاوه كرمياني، وكذلك بمناسبة أحداث سيد صادق الأخيرة والتي راح ضحيتها شهيد وعشرات الجرحى، ومن هذه الأحزاب المنظمة للفعالية منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد وحركة التغيير والحزب الشيوعي العمالي الكردستاني ومجموعة 17 شباط، وبحضور رفاق من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، وعدد من المنظمات الأخرى، كما حضرها جمهور من أبناء الجالية العراقية والأجنبية ومن منظمات المجتمع المدني الكردستانية.

تمت قراءة العديد من الكلمات بالمناسبة وكلها شجبت وأدانت القتلة، وطالبت بالكشف عن المتورطين الحقيقيين بتلك الجرائم وتقديمهم للعدالة والقصاص منهم، والمطالبة باستقلالية القضاء وعدم التدخل بشؤونه، وأبدى المعتصمون تضامنهم مع المطالب المشروعة لأهالي سيد صادق.
كما دعا المجتمعون الى الاستمرار بالمطالبات حتى تحقيق تلك الأهداف وصيانة حرية التعبير وعدم تكميم الأفواه، وإطلاق حرية التظاهر وكشف مافيات الفساد وسارقي قوت الشعب.

جدير بالذكر أن أثنين من المشتبه بهم من الذين يقفون وراء تنفيذ الجريمة يحملون الجنسية السويدية لذا تم تقديم دعوة قضائية لدى الجهات السويدية المختصة لإلقاء القبض والتحقيق مع مرتكبي الجريمة والكشف عنهم ومحاكمتهم.

318

عشر سنوات على رحيل الرفيق الدكتور عبد اللطيف عباس (أبو جناس)



الرفيق الدكتور عبد اللطيف عباس (أبو جناس


بقلم: محمد الكحط

خطف الموت المفاجئ قبل عشر سنوات يوم 16 ديسمبر 2003م أثر نوبة قلبية مفاجئة، الرفيق الدكتور عبد اللطيف عباس (أبو جناس) هذا المناضل الذي تمتع بالطيبة والنقاء والصفاء، أحبه الجميع ممن التقوه، تاريخه المجيد الذي يشهد له الجميع منذ صباه، فقد ولد أبو جناس في 11/ 5/1937، في بغداد، وسط عائلة بسيطة ووجد نفسه في صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ أواسط الخمسينات. حيث نذر حياته في خدمة وطنه وشعبه العراقي، ضمن هذا الفكر الذي آمن به، وتحمل بصلابة بطش الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة من النظام الملكي وبعده حتى النظام الدكتاتوري الفاشي المقبور، وكم كان فرحا قبل وفاته بثلاثةِ أيام عندما تم القبض على الدكتاتور في تلك الحفرة العفنة، لكن تلك الفرحة لم تدم له ولا لنا فقد فقدناه، وضاع أملنا ببناء عراق ديمقراطي حر، يعيش فيه الجميع سواسية دون تمييز، لكن للأسف تشتت النسيج الجميل للمجتمع العراقي.
لقد تعرض الرفيق عبد اللطيف عباس إلى الاعتقال والسجن منها فترة في نقرة السلمان. وكم كان فرحا وهو يريني يوما صورة له ترفعه أيادي المحتفلين بعد ثورة 14 تموز 1958م.
 لقد كرس الفقيد حياته ووقته للعمل في مجالات الحياة السياسية والثقافية المختلفة، وفي المنظمات الجماهيرية الديمقراطية، كان مثالا للإخلاص والتواضع وكان فنانا وخطاطا، وحتى في السويد أستمر في عطائه من خلال العمل في منظمات المجتمع المدني العراقية، فكان كاتباً، وأكاديمياً متخصصاً بعلم الوراثة في جامعة ستوكهولم، وعمل قبلها أستاذاً في بغداد والجزائر.
   في ذكرى رحيله العاشرة أستذكر وإياكم هذا الرفيق الرائع ومشاعر الحزن تنتابني، تحية لعائلته، زوجته وأبنته جناس وولده سجال، ولكل أحبائه وأصدقائه. فقد كسب حب وإحترام الجميع،  الخلود لأبي جناس وسلاما لروحه العطرة.

319
جيرمين البازي فنانة من بلادي



محمد الكحط –ستوكهولم-

الفنانة جيرمين البازي، من الفنانات العراقيات المقيمات في السويد منذ أكثر من عقد، اشتركت في العديد من الفعاليات الفنية والثقافية عبر التعاون مع مؤسسة (أي.بي. أف) السويدية، ورغم أنها تعيش في مدينة لينشوبنك البعيدة من العاصمة ستوكهولم، لكنها أحيت العديد من المناسبات العراقية بتقديم الأغاني الوطنية وعروض الأزياء التراثية وتدريب مجموعة أطفال لعروض أزياء وتقديم رقصات ودبكات تراثية في المهرجانات، سواءً في العاصمة ستوكهولم أو غيرها من المدن السويدية، إضافة لما تنشره من كتابات في الصحافة الالكترونية عن العراق، ونشاطها الاجتماعي المتميز في الجمعية العراقية في لنشوبنك وفي عدد من الجمعيات الأخرى في السويد. وفي إحدى هذه المناسبات كان معها هذا اللقاء السريع:


تكريم لفرقة الأغنية العراقية سنة 2012م باعتبارها الواجهة الفولكلورية المتميزة  في السويد


-  أبرز ما أنجزتيه في الأونة الأخيرة؟
 - لعل أبرز ما أنجزته المشاركة مع الفنان علاء سعيد في تأسيس فرقة "الأغنية العراقية" في السويد سنة 2000م، وذلك بهدف إحياء الأغاني الوطنية والتراثية وتقديم بعضها بإعداد جديد، تلك الفرقة التي نالت تكريما متميزاً باعتبارها الواجهة الفولكلورية في السويد لسنة 2012م.
- أبرز الأعمال التي أعددتموها؟
- أغنية (حمّل الريل)، ومن الأغاني التي قدمتها الفرقة "يا نسيم الهاب" و "يا دار أهلنا" و "سهرانه ياعراق" و "ما نسينا" و "بغداد لا تحزني" من الحان علاء سعيد. كما أعمل على إنجاز أغان من قصائد عدد من الشعراء العراقيين.
-  وماذا عن الغد؟
 - أنا أفكر  وأطمح بالحياة الديمقراطية التي تجعل الإنسان يمارس حياته بحرية ويعبر عن آرائه الخاصة ويؤدي دوره باستقلالية، فالبلدان لا تتطور بدون ديمقراطية حقيقية، وهذا يحتاج أيضا إلى تطور الحياة الثقافية والرياضية، فهذه هي اللغة المشتركة اليوم في العالم.
-  كلمة للوطن؟
 - أتمنى أن تعود الحياة الطبيعية في بلاد الرافدين، لنعود نفتخر بها من جديد، فهي بلاد الحضارات.

320
شهادات
في الذكرى الثمانين لميلاد الحزب

الفنان التشكيلي عبد الجبار البناء: الحزب علمنا مكارم الأخلاق.




محمد الكحط -بغداد-

في بيته المتواضع وسط بغداد، يعيش الفنان التشكيلي عبد الجبار البناء حياته البسيطة وحوله نتاجاته من منحوتات ومخطوطات، وتزين جدران غرفة الاستقبال الهدايا والأوسمة، وشهادات التكريم العديدة من جهات رسمية وغير رسمية التي نالها خلال مسيرته الفنية التي امتدت لعقود ولا زال معطاءاً، فها هي أمامنا نتاجات جديدة من البرونز، وتخطيطات تنتظر التنفيذ، مسيرة هذا الفنان تمتد منذ نشأته الأولى حين اهتدى إلى الطريق، حيث عاصر الحياة السياسية بكل تلاوينها، حياة الشعب العراقي بكل همومها وكان شاهداً وعاكساً لذلك الواقع، تحمل الصعاب والسجون والملاحقات، ونال ما نال من الحرمانات والتظلمات.
ولد الفنان عبد الجبار البناء سنة 1924م في منطقة باب الشيخ، في بيتٍ بسيط لا تتجاوز مساحته الـ 40 متر مربع، رغم أن والده أسطة بناء، وكان دقيقا ومبدعا في عمله، ويقول عنه ((أن والدي رغم كونه أمي لا يقرأ ولا يكتب لكنه كان يعد خرائط البناء أفضل من أي مهندس آنذاك))، ويبدو أن الأبن سار على نهج أبيه في الإبداع.

 كان عبد الجبار يجلب مادة "الجص" أو "الطين" من مكان عمل والده ويعمل بها مكعبات وسرعان ما يحولها إلى أجساماً ويقوم بنحتها لتتحول إلى أشكالا فنية، هذا العمل كان يثير غضب والدته التي زجرته وطلبت منه ترك هذه الالعاب وعدم توسيخ المنزل الصغير، وكثيرا ما رمت تلك الأشكال من فوق السطح إلى الشارع وتتخلص منها، لكن اصراره ورغبته كانا بلا حدود، فد تنبه له معلميه في الابتدائية، حيث لفت انتباه معلمه الشهيد الرفيق حسين محمد الشبيبي وهو في الصف الخامس الابتدائي،  فمن خصال الشهيد الاهتمام بالنشاطات المدرسية، ويقول عنه ((انه كان يكتب الدرس على السبورة خلال الاستراحة، كي يستثمر وقت الدرس للشرح والتوضيح، وخلال تلك الفترة أقمنا معرض وكان عندي عمل على شكل رأس ولكنني لم أستطع ان أعمل الفم بشكل طبيعي، فخجلت من عرضه، لكن عندما رآه الشبيبي قال لي: ولك هذا عمل عظيم، فتم عرضه ونال إعجاب المعلمين))، ثم قام بعمل تمثال لمدير المدرسة رضا القريشي، وكان المدير يقوم بتدريس عائلة ميسورة  بشكل خاص، فجلبهم لرؤية العمل، فأعجوا بالعمل وقالت له السيدة: أنك نحات.

 فكان عبد الجبار البناء طالباً مميزاً، وهذا ما سهل دخوله عالم الفن التشكيلي من خلال معهد الفنون الجميلة سنة 1954، حيث يقول أنها كانت فرصة لا تصدق، حيث التقى وعمل مع جواد سليم الذي تحول من أستاذٍ له إلى صديق.



انتمى إلى حزب الشعب مبكراً وعمل مع عزيز شريف، وسجن خلال العهد الملكي وكان في المعتقل أخ عزيز شريف عبد الرحيم شريف وأبن عمه توفيق منير.

ويقول ((كان عزيز شريف عالم بالقانون ويتقن اللغة الانكليزية والفرنسية)). كما يتذكر في السجن كان معه الجاسوس الصهيوني الذي فجر قنابل قرب سينما الزوراء (رودني)، من أجل دفع اليهود إلى الهجرة من العراق، ويقول ((أنشدت علاقتي مع عبد الرحمن شريف أبو رائد وكان يثقفني بالماركسية))، كما يتذكر أنه أوصى أمه ان تجلب له طين عند زيارتها له للسجن، مما أثار استغراب الحراس الذين لم يسمعوا من قبل أن يجلبوا للسجناء طين، وفي السجن عمل عدة تماثيل أحدها لمدير مستشفى السجن الذي ارتبط معه في علاقة جعله دائما يأتي للعيادة على أساس كونه مريض.

بعد السجن أنضم للحزب الشيوعي، ويقول عن وجوده في الحزب، ((أن الحزب علمنا مكارم الأخلاق، لقد عملت في أكثر من خمسين تنظيم عملت مع سلام عادل وعزيز محمد الذي أهديته تمثال بوترية له، وكان كريما معنا، عملت مع الفنانة زينب وكنا أنا ومؤيد نعمة والطائي في خلية واحدة، ربطتني علاقة صداقة مع زكي خيري وزوجته وعملت له تمثال بوترية، كنت أحس براحة خلال وجودي بالحزب، منذ لحظة الانتماء إلى الآن، لم أندم على شيء حسب اعتقادي عملت الأشياء بصدق، وتعاملت مع الناس بصدق، وأنا متصالح مع كل الناس ومع نفسي. عملي هو كياني وهو حياتي)).
 
كلمته للحزب في ذكراه الثمانين، أنه يعتقد أن الحزب يسير بالطريق الصحيح، والمستقبل سيشهد على ذلك.

صور من الزيارة:
 
 




 


 

321
المنبر الحر / أرقص أيها الأفريقي
« في: 00:37 10/12/2013  »
أرقص أيها الأفريقي



(كتبتها إلى نلسون مانديلا بمناسبة أطلاق سراحه سنة 1990)


بقلم: محمد الكحط

 أرقص أيها الأفريقي رقصتك المفضلة، أرقص أيها الزنجي، أرقص أيها النكرو، أرقص، فدونك النجوم وفوقك المقصلة، غَني أيها الأسود، وحلَّ عنك المعضلة، غني ليسمعكَ مانديلا، فها هو يجوب المدن، تحييه القلوب، ما أجمله، ترقص له حمامات الكنائس، ما أودعه، أرقص دك الأرض بقوة، فشعرك المجعد ينرفز أعدائك، وشفتاك الغليظتان تغيظ حراسك، وأنفك الأفطس يجعلهم يؤرقون، ولونكَ الأسود يحيل نهارهم ليلاً.
تكاتفوا تكاتفوا، فذلك يجعلهم يموتون غيضاَ.
(فأوجه العجائز لا تعجب أحداَ،  لكنها أفصح من الكتب وأبلغ من الكلام)

فلا تنام ... فلا تنام، إسهر...، فـأفريقيا درةٌ العالم، منها ينطلق الحمام ...منها تعلو زغاريد السلام، أفريقيا الحضارة...، الذهب...، العبيد...، بناة العالم الجديد. أفريقيا درسٌ لمن يريد، سيحصل مانديلا المكابد على ما يريد، مانديلا... يحبك الرب والورد، وغصن الزيتون. سيهجر أفريقيا الفقر والجوع وظلام السنين. لا تنسوا ...التنور والعمل...سلاحكم الثمين.
كراجي – باكستان-
1990
ترافق وفاة نلسون مانديلا مع وفاة الشاعر أحمد فؤاد نجم، لكلاهما أقول


لا وداع، فأنتم ضمير الإنسانية، لقد كتبت سابقا ((لقد أوجز الشاعر أحمد فؤاد نجم في قصائده كل تاريخ مصر المعاصر، وأمام كلماته تصغر الكلمات الأخرى مهما كانت رصينة وبليغة فهي خير من يعكس ضمير شعب مصر الحي.))
مانديلا مات مانديلا مات، آخر خبر في الفضائيات، مات المناضل وقيمه غرست في قلوب الملايين،  أحمد فؤاد نجم مات لكن قصائدة وأفكاره  ستضل محرضا وملهما لكل الثوريين والأحرار.

نم مانديلا مطمئنا، فالسلام سيغمر البشرية بفضلك وبفضل أمثالك من المناضلين في أنحاء العالم ممن كنت أنت لهم هاديا.


322
 
جمعية الرافدين لدعم التربية والتعليم في العراق

بدعوة وجهت لجمعيتنا من قبل وزارة الثقافة العراقية دائرة العلاقات الثقافية العامة ومن خلال المركز الثقافي في ستوكهولم  للمشاركة في ملتقى منظمات المجتمع المدني غير الحكومية وبمناسبة احتفالات بغداد عاصمة الثقافة العربية. وقد لبت جمعيتنا الدعوة وقامت الزميلة رئيفة صادق بالذهاب إلى بغداد لحضور فعاليات الملتقى، كان الحضور منوع يتألف من منظمات مجتمع مدني عراقية من بلدان المهجر والداخل وقد شكل اللقاء فرصة جيدة للتعارف وتطارح الأفكار وتبادل الخبرات. وما أغنى اللقاء وجعله حيويا هي تلك الحوارات والأفكار التي قدمت في العديد من محاور اللقاء. وقد عقدت عدة لقاءات على مدى ثلاثة أيام تحت شعار (( المجتمع المدني تجسيد لحقوق المواطنة وقبول الاختلاف والتنوع والتسامح ))
وقد قدمت البحوث في مجالات عديدة تخص الثقافة والتنوع الحضاري والعولمة والتبادل والتنسيق والتكامل لبناء مجتمع المعرفة ونبذ جميع أشكال العنف والطائفية والحفاظ على الهوية الوطنية لدى أجيال المهاجرين والكيفية التي يتم فيها الاستفادة من وسائل الإعلام وضرورة تبنيها خطاب علمي حضاري تنويري وأكدت البحوث على ضرورة أنجاز مشاريع في مجمل تلك المحاور وعدم اقتصار الموضوعة على نموذج الطلب أو الورقة المقدمة. وقد قدمت جمعيتنا لإدارة اللقاء والكثير من المنظمات المشاركة ورقة عمل أعدت للمناسبة اختارت محورا واحدا هو.
(( الارتقاء بالتعاون الثقافي من مستوى التبادل إلى مستوى التنسيق والتكامل لبناء مجتمع المعرفة الذي ينبذ كل أشكال العنف والطائفية )). و جاء في ورقة جمعيتنا مايلي
 
أن أحد الأسباب المباشرة للعنف بمختلف أنواعه ( العنف الأسري، العنف في الشارع، العنف في المدارس وكذلك الإرهاب) يمكن تشخيصها بتدني ثقافة المجتمعات أو تخلف أدواتها الثقافية.
كذلك فإن الطائفية أو تفتيت وتهميش الهوية الوطنية لصالح الهويات الفرعية ليس إلا وجه من وجوه تدني الثقافة بمختلف أوجهها سياسية كانت أم اجتماعية .
 
ولكون العراق خلال فترة الحكم السابق تعرض للكثير من الإيذاء والقسوة والعزل بسبب حروب النظام ومن ثم الحصار الاقتصادي وأيضا كانت هناك منهجية تسعى لإغلاق المجتمع ووسمه بطبيعة أيدلوجية ثقافية واحدة ممثلة بفكر شمولي مغلق يكون المجتمع تابع لهذا الفكر ويدور ضمن حلقاته. كل ذلك اثر في تركيبة المجتمع ووضعه في عزلة عن العالم ولم يستطع الإنسان العراقي استلهام تجارب العالم المتحضر وكذلك لم يستطع اكتساب الخبرات والمعارف الحديثة والمتسارعة في مجالات العلوم والتقنيات الحديثة، فوسائل التعليم ومثلها التواصل الثقافي والمعرفي وكذلك وسائل الإعلام كانت مغلقة بالكامل ولم ينل منها أبناء العراق غير الشيء اليسير .
 
بعد التغيير الذي حصل في العراق ومع الانفتاح الناجز لمستوى العلاقات الدولية بين العراق والعالم الخارجي  ودخول التقنيات الحديثة وتداولها بين أوساط واسعة من المجتمع العراقي فأن الحدث يبدو مثمرا ويصب في صالح إنعاش ثقافات ومعارف متنوعة ومتطورة وسوف تترك نتائجها أثارا ايجابية تثلم وترفض الكثير من طباع العنف وتسير بالمجتمع العراقي نحو إنعاش الهوية الوطنية مرة أخرى.فأثار التطور الثقافي تنعكس دائما على التشكيلات المجتمعية وتطور أدائها في العديد من مجالات الحياة اليومية وتدفع لتحسين أوضاع الناس وطبائعهم وعلاقاتهم.
 
اليوم فأن مهام كبيرة تقع على عاتق منظمات المجتمع المدني العراقية داخل الوطن ومثلها منظمات المجتمع  المدني ذات الأصول العراقية في بلدان الشتات، فتطوير طبيعة ونوع الثقافة المرجوة التي تساعد شرائح مجتمعية على تغيير نمط تفكيرها وإيجاد لغة مشتركة وقواسم تصب في نهاية المطاف لصالح الشعب العراقي .ومثل تلك المهام يجب أن تركز على طبيعة المحاور الثقافية ونوعيتها وأهميتها الآنية والمستقبلية للمجتمع العراقي التي من الموجب على منظمات المجتمع المدني الاشتغال عليها و جعلها خيارا أساسيا لعملها.
 
مثل هذا الجانب إن أكتسب طابع التنسيق والتكامل بين منظمات الداخل والخارج سوف يخرج بنتائج مؤثرة ومثمرة تصب في صالح نبذ العنف ورفع شأن الهوية الوطنية الجامعة.
أن فرص كثيرة ممكن خلقها من خلال التعاون بين الداخل مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات الخارج، في مجالات التنمية البشرية والقضاء على التطرف والإرهاب ودفع أجيال من الشباب للمشاركة الحيوية في مشاريع ثقافية معرفية، عبر تهيئة فرص نافعة لهم لإبراز طاقاتهم ومواهبهم وقدراتهم على بلورة أجواء للحوارات البعيدة عن التشنج والإقصاء ويتم من خلال تلك البرامج بناء أسس التغيرات الحضارية والعمل على رقي العراق . فمنظمات الخارج لها من البرامج ما يتعدى الطموح وقد استفادت من الخبرات المتراكمة التي حققتها في مجال العمل وسط المؤسسات المهنية وكذلك غير الحكومية في العديد من بلدان الشتات وبالذات الأوربية منها.
نحن في جمعية الرافدين لدعم التربية والتعليم في العراق والتي مقرها العاصمة السويدية وهي جمعية طوعية غير حكومية وأيضا غير ربحية، نعمل لأجل دعم وتطوير العملية التربوية في العراق من خلال طرح برنامج طموح نسعى لأن ننفذه بخبراتنا العملية، بين أوساط التربويين ومؤسسات التعليم في العراق، ومثل هذا المشروع لن يحقق غاياته دون أن يجد الإسناد والتكاتف من قبل مؤسسات ومنظمات عراقية ويتطلب الكثير في جوانب المتابعة والتدريب في تلك المجالات.
 
جميع أعضاء الجمعية من التربويين ذوي الاختصاص وكذلك من المشرفين في رياض الأطفال أو من الاختصاصيين في طرق التربية الحديثة. والجميع خريجو معاهد وجامعات ويعملون ولسنوات عديدة في مجال رياض الأطفال والمدارس منها مدارس ذو الاحتياجات الخاصة وكذلك دور المسنين ونأمل من خلال جمعيتنا العمل على  تقديم ما استطعنا الحصول عليه من دراسة وخبرة عملية  فعلية في مجالات التربية والتعليم في رياض الأطفال والمدارس السويدية ونقل تجربتنا بما يتلاءم ووضع رياض الأطفال والمدارس العراقية من أجل أعداد الأطفال والشباب على أن يكونوا مواطنين صالحين لبناء وطنهم وتقديم كل ما ينفع لشعبهم.
 من خلال أيجاد مشروع عمل لتنظيم لقاءات وزيارات ميدانية متبادلة للملاكات التدريسية في كلا البلدين  في العراق ـ بغداد  ،  السويد- ستوكهولم،  عبر إقامة ورش عمل مشتركة.
أيضا نشر وتدريس أسس وأساليب العمل الرئيسية في نشر الوعي الديمقراطي وحقوق الإنسان ونبذ العنف بين أوساط الشباب والأطفال.
كذلك العمل على تعزيز طرق التربية الحديثة والجيدة والدفع لتوطيد الزمالة المدرسية وتعلم الاستماع والحوار العقلاني الحضاري وقبول الرأي الأخر واحترام جميع البشر  والعمل على تحقيق مناخ يساعد الأطفال والشباب ليصبحوا أكثر ثقة بالنفس ويمتلكون القدرة على التعبير.
 
مثل هذا العمل أن تم التنسيق به مع منظمات المجتمع المدني وكذلك المؤسسات التربوية والثقافية في العراق فسوف تكون خطوات تنفيذه ذات أثار نافعة للجميع وبالذات أبناء شعبنا العراقي ومؤسساته التعليمية.  فتجربة التعليم والرعاية الصحية والنفسية التي تضطلع بها المؤسسات الأوربية استطاعت أن تبني أجيالا قدمت نفعا عظيما لأوطانها في مختلف مجالات الحياة وسحبتها نحو عالم تسوده لغة الحوار الحضاري واستخدامات التقنيات وجعلتهم يتحملون مسؤولية بناء أوطانهم وترسيخ أسس الديمقراطية وقبول الرأي الأخر ونبذ العنف .
 نحن في جمعية الرافدين نطمح لتكون هناك مؤسسات راعية لمثل توجهاتنا وأهدافنا تحقيقا وتوثيقا لفكرة نقل مستوى التبادل الثقافي إلى أطوار ترتقي نحو التكامل لبناء مجتمع حضاري يتمتع بمستويات تعليم ومعارف راقية توقف لغة العنف والتهميش والطائفية بمختلف تنوعاتها وجرائمها وآثارها المدمرة.
وضمن استعدادات جمعيتنا للتهيئة لمثل هذا اللقاء
وعلى هامش حلقات اللقاء واجتماعاته حققت جمعيتنا صلات جيدة مع الكثير من المنظمات تم فيها شرح طبيعة عمل وأهداف جمعيتنا وما تواجهه من صعوبات لتحقيق المبتغى من أهدافها داخل العراق، وجرت لقاءات وتبادل المعلومة والتنسيق مع عدة منظمات كان من أهمها منظمة العلى لرعاية الأيتام في محافظة الديوانية السيدة ملوك نعمة الصافي ، البيت الثقافي في بابل  السيد عباس خليل العني،البيت الثقافي في يتوبوري ،الجمعية الثقافية في مالمو والسيدة اسيل العامري،السيدة أنعام الحيالي  والسيد أياد ألجواهري منظمة الإرشاد النسوي في الدنمارك والسيد مدير المركز الثقافي في الدنمارك الفنان خليل ياسين، فوزية العلوجي والأديب منعم الأعسم من المنتدى العراقي في لندن،محمد رشيد مؤسس مؤتمر القمة الثقافي العراقي، منظمة أديبات العراق الثقافية ذات الأهداف الخاصة بتنمية أبداع النسوة العراقيات، البيت الثقافي في السماوة الأستاذ سعد، منظمة حقوق المرأة في نينوى، المؤسسة العراقية للتنمية في محافظة نينوى السيد علي جاسم، ومؤسسة المحبة والسلام الاجتماعية لؤي عبد الله الخميسي  ومنظمات مجتمع مدني عديدة استطعنا اللقاء بها وتبادل المعلومات والتعرف على مشاريع ونشاطات كل تلك الجمعية وعملها الدؤوب بالرغم من الظروف الصعبة المتمثلة بالعنف والإرهاب والطائفية وكانت تلك الفرصة جيدة لي شخصيا للاطلاع على عمل تلك الجمعيات وعرض مهام وطبيعة عمل جمعيتنا الفتية.
 
وضمن لقاء خاص داخل الوطن سبق وأن أعد له قبل سفر الزميلة مع منظمة الأمل والسيدة هناء أدور لتنفيذ واحدا من أهداف جمعيتنا بإجراء لقاءات مع تدريسيين عراقيين وزيارة مدارس. ولقصر المدة ووجود الزميلة رئيفة في العراق بأسباب تتعلق بمهمة المشاركة في الملتقى الثقافي الثاني لمنظمات المجتمع المدني فقد استغلت الزيارة لهدف سام ومهم ويمثل واحدا من مشاريع الجمعية الطموحة وهو رعاية الطفولة وبالذات من ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى ولذا فقد قامت الزميلة رئيفة بالتعاون مع منظمة الأمل العراقية بالتهيئة لزيارة الأطفال في مدينة الطب الجناح الخاص بالمصابين بمرض السرطان وبموجب ذلك فقد قامت بحملة جمع هدايا من أطفال روضة الأطفال التي تعمل فيها بعد أن شرحت للأطفال السويديين وأهاليهم طبيعة المهمة التي سوف تذهب من أجلها إلى العراق ولقائها بالأطفال المرضى هناك وعلى وفق هذا قدم الكثير من الأطفال السويديين هدايا لعب. وقبل ذلك كان للجمعية مشاركة مع منظمة السلام العالمي السويدية أحتفاءا باليوم العالمي للسلام وكانت مشاركة الجمعية عبر كلمة ألقتها الزميلتين نوال الطائي ورئيفة صادق وكذلك أقيم سوق خيري شاركت فيه جميع الزميلات في الجمعية حيث أشرفن على التهيئة للسوق والبيع وحصلت الجمعية من السوق على مبلغ بسيط وساعد هذا المبلغ على شراء هدايا تكميلية للمرضى من الأطفال والذي صادف توزيع تلك الهدايا خلال أيام عيد الأضحى المبارك ورغم الألم وصعوبة الموقف فقد كانت الفرحة تغمر الأطفال بالحصول على الهدايا التي قدمت باسم جمعيتنا وفي هذا الوقت فنحن نقدم الشكر الوافر للسيد كاظم جابر سعيد معاون مدير شؤون التمريض الذي سهل الزيارة وأيضا الأخوات من مركز الأرشاد الأسري في منظمة الأمل العراقية الأخوات زينة جسام وزينب مؤيد و اللواتي قدمن المساعدة الكبيرة في الحصول على الموافقة وتصريح الدخول للمستشفى وتوزيع الهدايا ونقدم الشكر أيضا للأختين نيان قادر من جمعية مكس كلتور وسوسن عبد الحسن الواني والأخ محمد اياد اسود الذين  قدموا المساعدة مشكورين في هذه الزيارة.
أن تعاون جمعيتنا مع منظمة الأمل العراقية أثمر عن العديد من النشاطات ففي زيارتنا لمقر المنظمة في بغداد التقينا بالسيدة الناشطة هناء أدور وتحدثنا عن مشاريع جمعيتنا والمعوقات التي تواجه طموحنا في التنفيذ وكان موقف السيدة هناء أدور رائعا وايجابيا وكانت فخورة بعملنا وأبدت استعدادها وجمعية الأمل لتقديم يد المساعدة والتعاون خدمة لقضايا شعبنا. وقد أوضحت لنا السيدة أدور عن وجود 6 مراكز للإرشاد الأسري  تابعة لمنظمة الأمل  في المحافظات العراقية وهي بغداد، كركوك،النجف، الناصرية، البصرة وكربلاء. وقد التقينا بالأخت نغم كاظم من مكتب منظمة الأمل للإرشاد الأسري فرع النجف التي أشارت لوجود شخص معني باستقبال الحالات وكذلك محامي وباحثة اجتماعية ويقدم المركز استشارات اجتماعية ونفسية وقانونية ويترافع المركز مجانا في قضايا تخص طالبي الاستشارة في المحاكم العراقية ويقومون أيضا بدورات للشباب حول تقليل العنف داخل الأسر العراقية وتأهيل الشباب وتوعيتهم  قبل الزواج ونقاشات حول الزواج المبكر وعقود الزواج خارج المحكمة، أيضا حوار حول أضرار عمالة الأطفال.
 
ومن خلال تعاوننا مع منظمة الأمل زارت الزميلة رئيفة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتقت بمعالي الوزير الأستاذ صبار الربيعي بمعية مديرة قسم حقوق الإنسان في الوزارة السيدة هيام رشيد، وعرضت الزميلة رئيفة على السيد الوزير تعريفا بالجمعية وأهدافها وطبيعة مشاريعها الطموحة وكان موقف الوزير مشجعا وايجابيا ورحب بالفكرة وأظهر استعداد الوزارة للتعاون مع الجمعية وتبني مشاريعها في المستقبل.
وشاركت الزميلة رئيفة صادق بالوفد الذي التقى بالوكيل الأقدم لوزارة الثقافة العراقية السيد طاهر لحمود حيث عرضت الزميلة عليه طبيعة ومهام وأهداف الجمعية وبدوره رحب السيد الوكيل بفكرة الجمعية ونيتها في تقديم خدماتها في مجال التربية التعليم والثقافة وحقوق الإنسان وأبدا استعداد الوزارة لتقديم يد المساعدة.
 
مثلت الزيارة حلقة مهمة في أعمال جمعيتنا ووضع أسس لعلاقات طيبة ممكن أن ترسي قواعد عمل مشتركة مع منظمات وجمعيات عديدة في داخل الوطن وخارجه وأيضا فتحت الطريق لتقديم مشاريع للجمعية في نطاق اللقاءات التي تمت مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وأيضا وزارة الثقافة. وأظهرت زيارة جمعيتنا لمستشفى مدينة الطب وللأطفال المرضى فيها أن واحدة من طموحاتنا وأهدافنا قد تحققت ومن الموجب علينا أن نجد ما يعزز مثل هذه الفعاليات لتقديم المزيد من الخدمة لجميع المحتاجين داخل الوطن وبما يناسب تلك الاحتياجات في مثل هذه الأوضاع وغيرها الكثير. وبينت الزيارة حاجتنا الماسة إلى توطيد العلاقة مع منظمة الأمل الرائدة في أعمالها وجهودها كونها تمثل الوجه الأنصع لحقيقة عمل منظمات المجتمع المدني غير الحكومية وبالذات في مجالات عملها المختلفة الواعية والنافعة.
 
 
 
             
مجموعة من ممثلي منظمات المجتمع المدني      


كلمات الجمعية في يوم السلام العالمي21/9        


 السوق الخيري في يوم السلام العالمي              
                                                                                        

في مدينة الطب قسم الأطفال الأمراض السرطانية                        
  
  
 
 
في مقر جمعية الأمل العراقية في بغداد ومع السيدة هناء أدور ومديرة الإرشاد الأسري فرع النجف الأخت نغم كاظم.



323
هكذا احتفلنا بذكرى ثورة أكتوبر
ثلاثون عاماً على اقتحام قلعة العمادية
 من مآثر السرية الخامسة
محمد الكحط (أبو صمود)
كان أبطال السرية الخامسة يتجولون في منطقة عملهم الممتدة بين جبلين عصيين هما جبل متين وجبل بري كاره وحتى جبل كاره، ومناطق دشت العمادية ومناطق صبنة وقراها وحقولها وبساتينها، وبين مصيفين جميلين هما مصيف سولاف قرب العمادية ومصيف سرسنك الذي ترابط قربه قوات عسكرية، كانوا يتنقلون وهم يتطلعون بعيونٍ مليئة بالحسرة إلى تلك القلعة الناتئة بوسط ذلك الدشت الجميل والتي تبدو عصية زاهية كدرة تتلألأ ليلاً بأنوارها فتبدو كزهرة لامعة وسط الظلام الدامس الذي يلف القرى حيث كنا نتجول... تحيط بها الجبال الشامخة منذ عصور وعصور، مرّ بها العديد من الطغاة والحكام القساة، ولا أدري كم هي الخواطر التي مرت بأذهان رفاقي الأنصار من أبناء تلك القلعة، حيث ذكريات الطفولة والصبا والشباب، هناك حيث دفء الأهل والأقرباء والأصدقاء...أراهم يتطلعون ويذرفون الحسرات وينتظرون بل يعملون من أجل أن تنعم قلعتهم بالحرية يوماً ما...

كانت السرية تتحرك وسط العديد من القرى هناك منها: كاني ماله، بي بادة، ديركي، أبراهيم زلة (آه ياطرشي أبراهيم زلة)، بانية، بيروزانه، بليط، سركركي، ميركه تي، زيوه، كاره، كيزه، بياوا، مزه، قونه مزه، رزوق، ديره، كوهيرز، سركلي، نهيله، ديره ش، مهيده، سروكاني، سركه لي، بنكلي، هفندكه الرائعة وكانت تعتبر مصيف السرية لجمالها ولطيبة أهلها ولوجود لنا أصدقاء فيها، والعديد من القرى التي كنا نصلها بمناسبات مختلفة والتي للأسف لم تسعفني الذاكرة بأسمائها، لكل أهالي تلك القرى الطيبين التحايا والحب والتقدير لما قدموه للأنصار البواسل في نضالهم ضد الدكتاتورية.
كانت الذكرى الـ66 لثورة أكتوبر المجيدة على الأبواب، وهي ذكرى يستوجب أحياؤها القيام بعملية ضد النظام الدكتاتوري وأزلامه ... اجتمعت قيادة السرية الخامسة من الرفاق توفيق آمر السرية والشهيد البطل أبو رؤوف مستشارها السياسي وملازم أبراهيم ودكتور وليد ومحمد علي وأبو حيدر والشهيد البطل سليم ورفاق آخرين لا أتذكرهم الآن، وكان قرارهم عملية نوعية جريئة وهي ببساطة الدخول إلى القلعة، وسيكون أبناء المدينة في المقدمة فهم خير من يعرف شوارعها وأزقتها وبيوتها، والعملية تستهدف اعتقال عميلين من أزلام السلطة الذين يروعون الأهالي وعوائل البيشمركة ويظنون أنهم ينعمون بالحرية والأمن، فكيف سيصلهم أحد وهم محصنون بهكذا قلعة ...كان القرار ليس سهلاً فكيف سيتم الدخول ومن أي مكان فالبوابات محروسة بشكل جيد...لذا تقرر الدخول من أحد الأسوار البعيدة بعد تسلق أماكن وعرة يصعب اجتيازها كما يصعب التكهن بإمكانية الدخول منها...وبعد الاستطلاع الجيد أُختير المكان المناسب ولكننا بحاجة إلى مصعد (درج) كي يتسلق الرفاق عليه للوصول إلى سطح القلعة، وهكذا تم إحضار الدرج من أحد الجوامع قبل العملية بساعات، وتم توزيع المجاميع كل إلى موقعه من إسناد وتغطية الانسحاب وتأمين خطوط العودة والتحسب لكل طارئ أو مفاجأة ...والتكتم الشديد كون القرار محاولة تنفيذ العملية بدون أن نطلق رصاصة واحدة...وهكذا كانت العملية.

عندما تقدم الأنصار الأبطال من أبناء العمادية البررة واعتلوا السفوح المؤدية إلى النقطة المرتكز للصعود إلى القلعة ونصبوا الدرج وجدوا أنه غير كافٍ للوصول إلى السطح فما كان من قائد المجموعة إلا أن ينصب جسده جسراً مكملاً ليصعد الرفاق على راحة يديه ومن ثم على كتفيه وصولاً إلى القمة، وهناك بدأ التجمع ومن ثم الانطلاق كل مجموعة إلى البيت المقصود ومجاميع تأمين خط الانسحاب وتقرر العودة بالسرعة الممكنة إلى نفس المكان... كان الجو يميل إلى البرودة خصوصاً في ساعات الليل تلك ولكن حرارة العملية ولحظات التنفيذ وروح التعاون والمبادرة أشاعت الدفء بين الأنصار وهم ينتظرون أن تنتهي العملية بنتائج إيجابية...فغداً عيد ثورة أكتوبر وعلينا أن نحتفل بما يليق بها... تقدموا بثقة عالية ودخلوا أوكار أزلام السلطة ووسط الاستغراب الشديد ودهشة هؤلاء المرتزقة من وصول البيشمركة لهم هنا، خروا على الأرض خوفاً وفزعاً، وجاءوا بهما مكبلين يرتعدون خوفاً ونزلا السلم يحيط بهم الأنصار إلى أن وصل الجميع إلى المناطق الآمنة، جاءت أشارة الانسحاب إلى رفاق الإسناد والتأمين والطوارئ واكتملت المفرزة جميعها في قرية أبراهيم زلة ومن ثم أنطلقنا إلى قرية هفندكة الجميلة وعند الصباح كان الخبر قد أنتشر بين الجميع وتناقلت القرى المأثرة الكبيرة وجاءوا إلى الحفل الذي أقامته السرية الخامسة على شرف الذكرى والتي صادف أن تعززت السرية بضيوف من قاطع آخر ومن الفوج الأول وهم في طريقهم إلى أحد مقراتنا، وحضر رفاق من الحزب الديمقراطي الكردستاني وجمهور غفير من أهالي القرى جاءوا بالطبل والمزمار وهم يرقصون فرحين وكانت حفلة رائعة جلس فيها (الأسيران) من أزلام النظام وهما مكبلان ينظران إلى الحفل وهما مبهوران مما يشاهدانه ...كان لتلك العملية وقع كبير ألهب الحماس بين الناس وزاد من دعمهم لأنصارهم وكسبت المفرزة أنصارا جدد، وذاع صيتها بين أهالي العمادية ودهوك والكل يتحدث إلى حد المبالغة بمآثرها حباً للأنصار الأبطال...في هذه الأيام تكون قد مرت ثلاثون سنة على هذه الذكريات، وأنا إذ أكتب هذه السطور تمر أمامي تلك الوجوه الجميلة البهية من أنصار السرية منهم أولاً شهدائها الأماجد فلهم الذكر الطيب والخلود.

من شهداء السرية الأماجد: أبو رؤوف، سليم، أبو ندى، عصمت، جوتيار، علي ( أخ هوار)، وليد، نوزاد، الشاب الرائع ألند (أخ الشهيد فريد)، هيرش، كمال بانية، محمد ...وعذرا لعلي نسيت أحدهم وأتمنى من الرفاق أسعافي بأسمائهم.
وأتذكر الأنصار من أبناء العمادية الأبطال دكتور وليد، محمد علي، شيركو، دلير، آزاد، أبو تاس، أوميد، حاكم، علي، جعفر، هزار، ماجد، رزكار، هوار، أبو علي، ريبار، إيفان، برفان، مهدي، دلمان، بيكس، كاكه حسن وآخرين...
ومن الرفاق الأنصار الآخرين من غير أبناء العمادية: توفيق آمر السرية، ملازم أبراهيم، أبو حيدر، بسام، حيدر، أبو زياد، الشهيد محمد، جاسم، الفقيد أبو نبأ، أبو يعقوب، أبو عامر، والفقيد هشام، آشتي، ماجد ( أخ الشهيد أبو رؤوف)، أبو يعقوب، أبو الحق، الفقيد أبو شاكر (لفترة قصيرة)، أبو عليوي القن، والرفيقة العزيزة سلوى لفترة قصيرة وعدد آخر من الرفاق ولفترات مختلفة.
لكل أنصار السرية الأبطال ولكل الأنصار ألف ألف تحية


324
حوار مع التَّشكيلي والأديب صبري يوسف





أجراه: محمَّد الكحط – ستوكهولم-

لو سمعت أن فنانا غير صبري يوسف أقام معرضا بمائة لوحة ومائة قصيدة لتعجبت، ولكن لكوني أعرفه جيدا، فكان الأمر طبيعيا جدا، لما عرفته منه من نشاط ومثابرة وعطاء وإبداع أثار أعجاب من حوله، ولا أريد أن أحسده فعين الحسود تفقأ بالعمى، أتمنى له الصحة والعافية. صبري يوسف عضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقية في ستوكهولم منذ تأسيسها حتى الآن.
وأنا أتحدث هنا عن معرضه الشخصي الأخير الذي أقامه في المركز الثقافي العراقي في السويد، يوم السبت 26 أكتوبر 2013م، تحت شعار "الفرح...الحب...السلام"
هذه المفردات الإنسانية العميقة في المعنى هيّ التي أختارها اسما لمعرضه.
عوالمه، فراشات ملونه، زخارف جميلة، أسماك زاهية الألوان، حمائم رشيقة تطير فرحة، زهور منوعة تنعش الروح، نساء حالمات يحلقن في الفضاء، تلك هي بعض عوالمه التي تحكيها لوحاته وقصائده المرافقة مع كل لوحة. تحس من خلالها عمق التناغم اللوني مع الكلمات والحروف.
وهو في كلمته المختصرة التي ألقاها في حفل الافتتاح، قال ((حالما أدخل في فضاءات الألوان، أرسم فرحاً، حبّاً، عشقاً، سلاماً، وردةً، زهوراً برّية.. حنينُ الكرومِ لا يفارقُ لوني، والسَّنابلُ تغمرُ مروجاً ممتدَّة على مدى العمر!
في الرَّسم أنحاز إلى الجَّمال لأنَّ اللَّوحة عندي حالة جماليّة، تحملُ فضاءاتها رسالة سلام ومحبّة وفرح ووئام بين البشر، انطلاقا من رؤاي الجَّانحة نحو إحلال السَّلام في وطني الأم سورية، مروراً بوطني الثَّاني السُّويد وإنتهاءً بالعالم أجمع.                         
أتساءل الفنَّان، متى سيفهم المرءُ أنَّ الحياةَ بمثابة لوحة جميلة تظهر في بسمةِ طفلٍ، في نضارةِ وردةٍ، في وهجِ عشقٍ، في زخّةِ مطرٍ، في نقاوةِ بحرٍ، في تلألؤاتِ نجيماتِ الصَّباحِ، في مصالحةِ الإنسان مع أخيهِ الإنسان، في مصالحةِ الإنسانِ مع جمالِ البرّ والبحرِ وأجرامِ السَّماءِ، في وئام البشرِ على مساحاتِ جغرافيّةِ الكونِ؟!
أرسمُ أعمالي بالسِّكِّين والفرشاة النَّاعمة، بأسلوب شاعري فطري طفولي حُلمي تخيُّلي، وبعدّةِ مدارس فنّية، بعيداً عن التَّقيّد بأساليب معيّنة في عالم الفن، فلا أتوقّف عند مدرسة أو تيّار فنِّي معيَّن، بقدر ما أتوقَّف عند مشاعري العفويّة المتدفِّقة مثل حنين العشَّاق إلى أعماق تجلِّيات الرُّوح، أو مثلَ شلالٍ يتدفّقُ من أعالي الجِّبال، أو كشهقةِ طفلٍ لاشراقةِ الشَّمسِ في صباحٍ باكر، حيث تتداخل عدّة أساليب في اللَّوحة الواحدة، وغالباً ما تتدفّق هذه الألوان بشكل عفوي حلمي تأمُّلاتي، ثمَّ تتوالد الأفكار وتتطوّر وتتناغم الألوان خلال عمليات الرَّسم، ويتميّز الأسلوب الَّذي أشتغل عليه بالتَّدفُّقاتِ اللَّونيّة وموشور إنسيابيّة الأفكار ضمن إيقاع لوني فيه من الموسيقى والرّقص والفرح والحنين إلى عوالم الطُّفولة والشَّباب والحياة بكلِّ رحابها، وكأنّي أتعانقُ مع تدفُّقاتي الشِّعريّة. أكتب شعراً عبر اللَّون، أجنح كثيراً نحو العفويّة والتّحليقات اللَّونيّة، مستخدماً الرَّمز والتَّجريد والأزاهير وكائنات برّية وأهليّة وأشكال من وحي الخيال والواقع أيضاً، حيث تبدو لوحاتي وكأنّها قصائد شعريّة تمَّ كتابتها عبر اللَّون، ولهذا تبدو اللَّوحة وكأنَّها الجّزء المتمّم للقصيدة، وفي هذا السِّياق قلتُ في إحدى الحوارات التي أُجْرِيَتْ معي "إن الشِّعرَ والرَّسمَ وجهان لعشقٍ واحد هو الإبداع"، لأنّني أرى أنَّ الَّذي لا يعشقُ الشِّعرَ أو الرَّسمَ بعمق، لا يستطيعُ إنجازَ نصٍّ شعريٍّ عميقِ الرُّؤية أو رسمَ لوحةٍ فنّيةٍ غنيّةٍ بمساحاتها وأجوائها اللَّونيّة المنسابة بتجلِّياتِ الإبداع.))، في هذه الكلمات أفصح عن الكثير مما كنا نود الحديث عنه.                 

سألناه، الأستاذ صبري لماذا ترسم؟
أرسم لأنَّ الرسم يمنحني فرحاً ومتعةً لا يضاهيها متعةً سوى الكتابة، لهذا تجدني غائصاً في عوالم وفضاءات الكتابة واللَّون لأنّني عبرهما أترجم مشاعري وأحاسيسي وأجسِّد أفكاري عبر الحرف واللَّون!

بالضبط ما الَّذي قادكَ إلى فضاءات الرَّسم؟

يجذبني اللون كأنّه عاشقة مبهرة، يهيمن على خيالي ومشاعري، ويجعلني أن أنصاع لمداعبته عبر وجنة اللَّوحات، فألهو به، أداعبه كمن يداعب طفل، حتّى أنّني عندما أرسم، أرسم بطريقة عفويّة طفوليّة كأنّني ألهو بالألوان مثل الأطفال، لكنِّي ألهو كطفلٍ كبير، يعي ما يريد حتى ولو جاءت رسومي بطريقة عفويّة طفوليّة، لكنّي أجسّد عبر مداعباتي اللَّونية الكثير من المشاعر والأفكار والآمال والتَّطلُّعات الَّتي تراودني قبل الرَّسم وأثناء الرَّسم وخلال مرحلة انبعاثات اللَّوحة! 

كيف تشكَّل الخزين اللَّوني والفنّي في عوالمكَ؟
بدأتُ أرسم متأخِّراً في عام 2004، وتبيّن لي أنَّني كنتُ أرسم قبل أن أرسم بسنوات عديدة، لأنَّني كنتُ أخزِّن هذه الطَّاقات اللَّونيّة في لاشعوري الضُّمني، وفي ثنايا خيالي وذاكرتي، وأحياناً كنتُ أرسم لوحاتي عبر نصِّي الشِّعري، لأنَّ الرَّسم ممكن أن يتمَّ عبر الصُّورة الشِّعريّة، وقلتُ في حوار سابق: "الشّعر والرّسم وجهان لعشقٍ واحد هو الإبداع". وفعلاً أجدُ تماهياً وعناقاً عميقاً بين النَّص الشِّعري والنَّص اللَّوني، لأنَّ كليهما يحملان صوراً خلاقة، فعبر الحرف أرسم صوراً شعريّة وعبر اللَّون أرسم تشكيلاً وصوراً لونيّة تترجم مشاعري الدَّفينة المنبعثة من أعماقي الحلميّة وخيالي المتعانق مع وهج الشِّعر!

أين يجد صبري يوسف نفسه أكثر إنسجاماً، شاعراً، ناقداً، صحفيَّاً أم فنَّاناً تشكيليَّاً...؟


أجد نفسي محلِّقاً في فضاءات الشِّعر والسَّرد القصصي، لكنّي منسجمٌ مع كلِّ هذه الحالات الإبداعيّة الَّتي أشرتَ إليها، بدأتُ عبر مشواري الإبداعي قاصَّاً وشاعراً معاً، ولكنَّ القصّة كانت تأخذ في البداية المساحة الأرحب من اهتماماتي وشغفي وإبداعي، ولهذا أصدرتُ أوَّل ما أصدرت مجموعتي القصصيّة الأولى: "احتراق حافات الرُّوح"، ثم أصدرت دواويني الشِّعريَّة وإذ بي أجدني غائصاً في رحاب القصيدة وبدأت القصيدة والنَّص الشِّعري يستهوني ويهيمن على كامل مساحات إبداعي، فتوارت قليلاً حفاوة القصّة لكنّها كانت تدخل على خطِّ الإبداع كلَّما راودني فكرة قصصيّة، وهكذا كنت أتأرجح بين عوالم هذين الجنسين الإبداعيين وأرى أنهما متعانقان لأنّهما يترجمات مشاعري وتطلُّعاتي، وقد بدا لي أنّني عندما أكتب نصاً قصصيَّاً، أراني أموج في وهج الشِّعر حتَّى في عوالم السّرد القصصي، فالجملة الشِّعرية طاغية في القصّة ثمَّ توغَّلت لاحقاً في اللَّوحة، لأنَّ لوحاتي أشبه ما تكون قصائد شعريّة كتبتها عبر اللَّون!
ومنذ أن بدأت أرسم في عام 2004، وجدت نفسي منجذباً بشكل عميق إلى عوالم الألوان، وسرّني أن أشتغل وأداعب وجنة لوحاتي عبر الألوان، وأشعر أحياناً وكأنّني مختطف إلى هذه العوالم عبر حالات عشقيّة خفيّة، أشبه ما تكون عشق الألوان، فدرست: حالتي العشقيّة هذه، وتبيّن لي فعلاً أنّني كنتُ أرسم منذ أن كنتُ طفلاً، أسوح في براري المالكية/ديريك مسقط رأسي، حيث سهول القمح والكروم والحقول وأشجار التُّوت واللَّوز والأزاهير البرِّية والأهليّة ظلّت محفورة في ثنايا الذَّاكرة عبر القصيدة والقصّة ثم ظهرت بشكل طازج عبر اللَّوحة، وهكذا فأنا اليوم ومنذ 2004 أجسِّد ما كان غافياً في مروج الرُّوح والذَّاكرة البعيدة، وهذا ما دفعني مؤخّراً أن ألتحق بجامعة ستوكهولم، استكمالاً لدراساتي الجَّامعيّة في دمشق قسم الدّراسات الفسلفيّة والاجتماعية، لكنِّي تخصَّصت هذه المرّة أن أدرس أصول التَّدريس، ثم تخصّصت في أصول تعليم الفن وتدريس مادة الفنون، وتخرّجت في عام 2012 كمدرّس لتدريس مادَّة الفنون في الحلقة الابتدائية والإعداديّة، وقد حصلتُ في بعض المواد على الدَّرجة الأولى، متقدِّماً على أقراني السُّويديين والسُّويديات!
أمَّا مسألة النَّقد والدِّراسات التَّحليلية، فليس لدي شغف كبير في هذا المجال، لكنِّي وجدت نفسي هائماً في عوالم الشَّاعر المبدع الأب يوسف سعيد قبل رحيله وبعد رحيله، وقد كنتُ قد أصدرت له ديوانين شعريين عبر دار نشري في ستوكهولم، فاستهواني شعره وقرأت كلّ دواوينه، وكتبتُ دراسة تحليلية نقدية بعنوان: رحلة فسيحة في رحاب بناء القصيدة عند الأب يوسف سعيد، واستغرقت الدِّراسة معي سنوات، لأنَّني كتبتها بشكل متقطِّع، وعندما غصت في عوالم نصوصه وفضاءاته وجدت نفسي توّاقاً إلى هذه الآفاق الَّتي عبرتها، لأنَّ قراءة النَّص وتحليله أشبه ما تكون ترجمة لمشاعر الشَّاعر والمبدع، وأشبه ما تكون إعادة كتابة نصّه من جديد عبر رؤية وقراءة جديدة، وهكذا ترعرت هذه الإهتمامات وأدَّت إلى قراءة تحليلية لرواية عراقي في باريس للروائي صموئيل شمعون، وقراءة تحليلية لديوان دببة في مأتم للشاعر صلاح فائق وقراءات لقصائد وسرديات متفرقة!
وأمَّا موضوع الصّحافة فأنا لستُ صحافيَّاً، لكنّي أقوم بين الحين والآخر بدور الأديب الصّحافي، وأقوم بهذا الدَّور بحرفيّة تفوق أحياناً الصّحافي المتفرّغ للصحافة، لأنَّ الصحافي المتفرغ لصحيفة معيّنة من خلال عمله اليومي، يسعى إلى إعداد حوارات وقراءات وتعليقات وريبورتاجات صحفية غالباً ما تكون سريعة وغير مكتملة بالطريقة التي تستهوي المتحاور معه وأحياناً لا تستهوي الصّحافي نفسه الّذي يقوم بها، لضيق وقت الصّحافي من جهة ولأنّه مطلوب منه أن يغطِّي بعض الصّفحات المطلوب تغطيتها في صحيفة معينة، وعمله لا يرتكز على الإبداع بقدر ما يرتكز على إعداد وكتابة ما يحتاجه من مساحات للجريدة الّتي يكتب فيها! وحرفيّة وجودة هذا العمل يختلف من صحافي إلى آخر، ومن جريدة إلى أخرى! وأمّا أعمالي التي أنشرها في بعض الصُّحف والمجلَّات، فهي طوعيّة إبداعيّة، حتّى أنّني لا أتقاضى عنها دولاراً واحداً لأنَّ أصحاب المنابر الّتي أكتب فيها يأكلون حقِّي، فيما إذا كانوا يكافئون غيري ممَّن يكتبون في صحفهم!
والفرق ما بيني وبين الصّحافي الّذي يعد حواراً سريعاً أو يقدّم تغطية لفعالية ما، هو إنني أقوم بإعداد حواري مع شاعر ما بعد قراءة كافة دواوينه، ثم أضع أسئلتي بهدوء كبير وبدقة بحيث أن تشمل تجربة الشَّاعر أو الأديب الَّذي أتناوله، ويستغرق الأمر معي أيام وأسابيع، وبعد أن يجيب الشَّاعر عن حواري، أعيد استخلاص مقدِّمة لتقديمه ثم أعيد قراءة الحوار وأعالجه بصياغاته النّهائية وإلى أن أرسله لمخبز الجريدة أكون قد قضيت أكثر من 20 ساعة في مراجعته ناهيك عن قراءتي المتأنّية لدواوين الشَّاعر الَّذي أحاوره! وفي النّهاية الصّحافي الَّذي يشتغل في صحيفة ما، يتقاضى مائة، مئتين، خمسمئة دولار عن كل مساهمة من مساهماته وأنا لا أتقاضى قيمة حبري، مع أنّني أقدِّر جهدي أضعاف مضاعفة مقارنة مع أتعاب صحافي يعدّ حواره أو ريبورتاجه بشكل عابر كي يغطِّي على عجلٍ مساحة من الجَّريدة الَّتي يعمل فيها!

لماذا مائة لوحة ومائة قصيدة؟

لأنّي أحبُّ الأرقام الكاملة! أقمتُ معرضين في عام 2007، و2011 في ستوكهولم ضمَّ كلّ معرض 40 لوحة، وقدّمت معرضين آخرين في عام 2012، وشباط 2013 ضمَّ كلّ معرض 50 لوحة، وأحببت أن أقدِّم في معرضي هذا مائة لوحة عن: الفرح الحبّ السّلام! وكلّ لوحة هي بمثابة قصيدة شعريّة في الوقت ذاته! ويراودني أن أقدم بعد فترة من الزَّمن معرضاً يضمُّ 200 لوحة، وهكذا إلى أن أقدَّم معرضاً يضمُّ ألف لوحة وألف قصيدة!

ما الإنسجام اللوني واللَّفظي الجَّمالي الَّذي أردتَ التَّعبير عنه...؟

هناك انسجام كبير مابين اللَّون: اللَّوحة، والحرف: القصيدة، لأنَّ رؤيتي منسابة ومتعانقة ما بين القصيدة واللَّوحة.

ما هي كلمتك للمتذوقين وللمتلقين لفنِّك وشعرك وما تكتبه من أمور ونشاطات ثقافية متعدِّدة تستحقُّ عليها الثناء.؟

أكتب وأرسم وأحاور وأعدُّ دراسات تحليليّة لأنِّي أجد متعة وفائدةً وفرحاً عميقاً بتوهُّجاتي الإبداعيّة، وأتمنّى أن أكون قد حقَّقتُ هذه المتعة، والفائدة لمشاهديّ لوحاتي وقرّاء وقارئات نصوصي وأشعاري وكتاباتي!

أخيراً أودُّ الإشادة بمثابرتك ومتابعاتك الثَّقافية الرَّاقية وخصوصاً لقاءاتك من رموز ثقافيّة عربيّة وتواصلك معهم!!


شكراً، .. أجد متعةً في الحوار مع الآخر، ونحن الآن أحوج ما نكون للحوار مع بعضنا بعضاً لتحقيق معادلة الإبداع الحقيقيّة وتقديم الفائدة المرجوَّة للقرَّاء والقارئات، .... وقد أسَّست مؤخراً مجلة السَّلام والتي ستصدر في كانون الأول (ديسمبر) القادم 2013، تأكيداً منّي على تفعيل دور الإبداع في السَّلام والوئام بين البشر كلَّ البشر!

صور من المعرض:







 
*صبري يوسف من مواليد سورية ـ المالكيّة/ديريك  1956، درس الأدب الانكليزي في جامعة حلب ولم يتابع دراساته لأسباب بكائيّة متعدّدة. خرّيج جامعة دمشق، قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية/ شعبة علم الاجتماع عام 87.
أقام عدة معرض شخصية ومشتركة في السويد.
*أسَّس دار نشر خاصّة في ستوكهولم عام 1998وأصدر عدة مجموعات شعرية وقصصية، منها التالية:
"احتراق حافّات الروح"  مجموعة قصصية، ستوكهولم 1997.، "روحي شراعٌ مسافر"، شعر، بالعربيّة والسويدية ـ ستوكهولم   98 (ترجمة الكاتب نفسه).،  "حصار الأطفال .. قباحات آخر زمان!" ـ   شعر  ـ  ستوكهولم  1999،  "ذاكرتي مفروشة بالبكاء" ـ قصائد ـ ستوكهولم  2000م،  "السلام أعمق من البحار" ـ شعر ـ  ستوكهولم  2000م، "طقوس فرحي"، قصائد ـ بالعربيّة والسويديّة ـ ستوكهولم  2000  (ترجمة الكاتب نفسه).، "الإنسان ـ الأرض، جنون الصولجان" ـ شعر ـ ستوكهولم   2000م،  مائة لوحة تشكيلية ومائة قصيدة، تشكيل وشعر ـ ستوكهولم 2012م، أنشودة الحياة ـ الجزء الأوَّل، نص مفتوح ـ ستوكهولم 2012 م، ترتيلة الرَّحيل ـ مجموعة قصصيّة، ستوكهولم 2012 م، شهادة في الإشراقة الشِّعريّة، التَّرجـمة، مـقوّمـات النّهوض بتوزيع الكتاب وسيـكولوجيـا الأدب ـ سـتـوكـهولم 2012م، أنشودة الحياة ـ الجّزء الثَّاني والثالث، ستوكهولم 2012.
له العديد من الحوارات مع مثقفين عرب.   
أنشودة الحياة ـ الجزء الرَّابع، والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر.
* يكتب القصّة القصيرة، قصيدة النثر، النصّ، المقال.


325
أنتهاء فعاليات مهرجان الفيلم العراقي الأول في السويد


 
محمد الكحط – ستوكهولم-
تحت شعار "من جعفر علي إلى بيرغمان، لنبدع معاً" أقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم فعاليات مهرجان الفيلم العراقي الأول في السويد، الذي نظمته جمعية المصورين العراقيين في ستوكهولم للفترة من 25 /10 لغاية 27/10، بمشاركة عدد كبير من الأفلام العراقية الروائية والتسجيلية، التي أنتجت داخل العراق وخارجه.
أفتتح المهرجان الوزير المفوض في السفارة العراقية في السويد الدكتور حكمت جبو، وبحضور عدد كبير من أبناء الجالية العراقية، حيث القى كلمة قصيرة عبرت عن أهمية السينما وأهمية هذه الفعالية الثقافية النوعية. وتجول الحضور في معرض الصور الفوتوغرافية.
 
بعدها عزف النشيد الوطني العراقي "موطني"، ثم تم الترحيب باللغتين العربية والسويدية، بجميع الحضور من بينهم  مديرة ميدبوريه سكولان السيدة هيلين، والسيدة ياني لند.
بعدها تحدث مدير المهرجان السيد سلام قاسم قائلا: ((هذا المهرجان وهو الأول من نوعه في السويد يهدف الى ابراز حضارة وثقافة العراق والعراقيين ويسعى الى نشر أعمالهم الابداعية في اوسع نطاق لأنها جديرة بالانتشار حيث انتجت في ظروف صعبه يمر بها بلدنا الحبيب، فكانت صورة لمعاناة الانسان العراقي ورسالة للعالم ان الابداع العراقي لا يتوقف ابدا مهما استطال البلاء، كل الشكر لكم على دعمكم وحضوركم والشكر موصول لمنظمة مدبوريا سكولان ووزارة الثقافة العراقية اللتين رعتا المهرجان وللجالية العراقية على دعمها المتواصل لنشاطات الجمعية وجميع المخرجين العراقيين المبدعين الذين شاركوا بأفلامهم في هذا المهرجان. كما واشكر شبكة الاعلام العراقي على دعمها لنا لإنجاح المهرجان، اخيرا بودي الاشارة الى ان اللجنة التنظيمية للمهرجان خصصت عشرين جائزة توزعت على فئات مختلفة في هذا المهرجان الذي نأمل ان ينال اعجابكم ونعدكم بالأفضل في السنوات القادمة)).
أما كلمة رئيس جمعية المصورين العراقيين في ستوكهولم السيد سمير مزبان فقد جاء فيها، ((يسعدني أن أرى جمعية المصورين العراقيين في ستوكهولم وهي تخطو خطوات مدروسة نحو النجاح لإقامة الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية وهذا النشاط الإبداعي الكبير، (مهرجان الفلم العراقي الأول)، الذي يعد الأول في السويد وأوربا، ويسعى القائمون عليه والمشاركون فيه لأبراز الوجه الحضاري والثقافي والفني للعراق من خلال نوعية الأفلام المشاركة...)).
وقدمت السيدة هيلين رايس كلمة ميدبوريه سكولان وهي الجهة السويدية الداعمة للمهرجان، مما جاء فيها، ((أنه لشرف كبير لنا أن نستضيف هذا المهرجان، ... وهو تحت شعار لنبدع معاً، ونحن نعتبره الخطوة الأولى نحو العمل لنشر وتعريف الثقافة والحضارة العراقية في السويد...)).
بعدها تم عرض الأفلام المتنافسة على الجوائز التقديرية للمهرجان:
 
في اليوم الثالث وبعد الانتهاء من عرض الأفلام المتنافسة، جرى حفل اعلان النتائج حيث قدم الدكتور فؤاد الطائي كلمة لجنة التحكيم التي تألفت منه ومن الدكتور محمد الكحط والفنان علاء مجيد والمخرج سلام قاسم والمخرج حيدر الفتلاوي، ومما جاء في الكلمة، ((...كانت نظرة لجنة اختيار الأفلام لهذا المهرجان الأول وهي أن تتلمس الموهبة والقدرات الشخصية والصنعة لدى المشاركين في تجسيدهم للعمل وكيفية بنائه تشكيلا وفكرة ولغة،...اللجنة في الآخر خرجت بأنطباع مشترك وهو ان معظم الأفلام كانت جادة وتفصح عن أصرار وحماس وصدق مع تباين المستويات لهؤلاء المشاركين وقد أنجزوها في ظروفٍ سياسية واجتماعية واقتصادية صعبة لا تتوائم بديهيا ومتطلبات الإبداع وسبل التنفيذ، وأهم من ذلك مستلزمات الانتاج التي هي حاليا غير متوفرة في عراق اليوم..وهذا ما فرض علينا تقييما له خصوصيته واعتباراته طي ينصف هذه المشاركات ويأخذ بها من باب التشجيع والدفع لمواصلة التجربة وتطويرها مستقبلا بخبرات مضافة لخلق حركة سينمائية عراقية جادة......)).
ثم تم اعلان النتائج من قبل عضو لجنة التحكيم الدكتور محمد الكحط وكانت كما يلي:
جائزة لجنة التحكيم   / فلم فجر العالم / اخراج عباس فاضل
جائزة أفضل عمل روائي قصير / فلم رداء الاموات / اخراج ياسر كاطع
الافلام الروائية القصيرة
جائزة الاخراج / مناصفة
فلم زهرة / اخراج حسين التاج
فلم هو / اخراج سجى باسم
جائزة التمثيل
أفضل ممثلة / سجى باسم /عن فلم زهرة / اخراج حسين التاج
أفضل ممثل / هشام جواد /عن فلم حالة رقم / اخراج حسين كولي
جائزة المونتاج
عمار الشويلي / عن فلم فريمات / اخراج عمار عذاب
جائزة سيناريو
علي فلاح / عن فلم سيد الحصان / علي فلاح
جائزة التصوير
حسين كولي / عن فيلم حالة رقم / اخراج حسين كولي
جائزة الافلام الوثائقية
افضل فلم وثائقي / قاريء الطين / اخراج محمد موسى
جائزة الاخراج / مناصفة
حسن قاسم / عن فلم سايد افيكت
جبار الملا / فلم تراتيل فوق الطين
جائزة سيناريو
وليد المقدادي / عن فلم هوم لاند / اخراج وليد المقدادي
جائزة النص / مناصفة
حسن قاسم / عن فيلم القصير / اخراج سلوى فيصل
مؤمل مجيد / عن فيلم شجرة البلوط / اخراج مؤمل مجيد
جائزة مونتاج
اسامة الفتلاوي / عن فلم جامعة بغداد / اخراج اسامة الفتلاوي
جائزة التصوير
رافد فرحان / عن فيلم كنيسة القصير/ اخراج سلوى فيصل
وتم توزيع الجوائز والشهادات التقديرية والزهور على الفائزين المتواجدين من قبل الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت جبو، ومن قبل لجنة التحكيم.
صور من الفعالية:


 
 

326
بدأ فعاليات مهرجان الفيلم العراقي الأول في السويد




 
محمد الكحط – ستوكهولم-
تحت شعار "من جعفر علي إلى بيرغمان، لنبدع معاً" بدأت في العاصمة السويدية ستوكهولم فعاليات مهرجان الفيلم العراقي الأول في السويد، الذي نظمته جمعية المصورين العراقيين في ستوكهولم للفترة من 25 /10 لغاية 27/10، بمشاركة عدد كبير من الأفلام العراقية الروائية والتسجيلية، والتي أنتجت داخل العراق وخارجه.
أفتتح المهرجان الوزير المفوض في السفارة العراقية في السويد الدكتور حكمت جبو، وبحضور عدد كبير من أبناء الجالية العراقية، حيث القى كلمة قصيرة ذات معاني معبرة عن أهمية السينما وأهمية هذه الفعالية الثقافية النوعية. وتجول الحضور في معرض الصور الفوتوغرافية.
 
بعدها تم الترحيب من قبل مقدي المهرجان باللغتين العربية والسويدية، بجميع الحضور وبالوزير المفوض في السفارة العراقية في السويد الدكتور حكمت جبو ومديرة ميدبوريه سكولان السيدة هيلين، والسيدة ياني لند.
بعدها تحدث مدير المهرجان السيد سلام قاسم، ((هذا المهرجان وهو الأول من نوعه في السويد يهدف الى ابراز حضارة وثقافة العراق والعراقيين ويسعى الى نشر أعمالهم الابداعية في اوسع نطاق لأنها جديرة بالانتشار حيث انتجت في ظروف صعبه يمر بها بلدنا الحبيب، فكانت صورة لمعاناة الانسان العراقي ورسالة للعالم ان الابداع العراقي لا يتوقف ابدا مهما استطال البلاء، كل الشكر لكم على دعمكم وحضوركم والشكر موصول لمنظمة مدبوريا سكولان ووزارة الثقافة العراقية اللتان رعتا المهرجان وللجالية العراقية على دعمها المتواصل لنشاطات الجمعية وجميع المخرجين العراقيين المبدعين الذين شاركوا بأفلامهم في هذا المهرجان. كما واشكر شبكة الاعلام العراقي على دعمها لنا لإنجاح المهرجان، اخيرا بودي الاشارة الى ان اللجنة التنظيمية للمهرجان خصصت عشرين جائزة توزعت على فئات مختلفة في هذا المهرجان الذي نامل ان ينال اعجابكم ونعدكم بالأفضل في السنوات القادمة)).
أما كلمة رئيس جمعية المصورين العراقيين في ستوكهولم السيد سمير مزبان فقد جاء فيها، ((يسعدني أن أرى جمعية المصورين العراقيين في ستوكهولم وهي تخطو خطوات مدروسة نحو النجاح لإقامة الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية وهذا النشاط الإبداعي الكبير، (مهرجان الفلم العراقي الأول)، الذي يعد الأول في السويد وأوربا، ويسعى القائمون عليه والمشاركين فيه لأبراز الوجه الحضاري والثقافي والفني للعراق من خلال نوعية الأفلام المشاركة...)).
كما قدمت السيدة هيلين رايس كلمة ميدبوريه سكولان وهي الجهة السويدية الداعمة للمهرجان، مما جاء فيها، ((أنه لشرف كبير لنا أن نستضيف هذا المهرجان، ... وهو تحت شعار لنبدع معاً، ونحن نعتبره الخطوة الأولى نحو العمل لنشر وتعريف الثقافة والحضارة العراقية في السويد...)).
بعدها تم عرض عدة أفلام متنافسة على الجوائز التقديرية للمهرجان وهي:
فلم هنا بغداد اخراج سلام قاسم
فلم مشرق الشمس اخراج احمد عباس فلم حالة رقم اخراج حسين كولي ـ
فلم هو اخراج سجى باسم ـ مترجم
فلم رداء الأموات اخراج ياسر كاطع
فلم زهرة اخراج حسين التاج
الفيلم الروائي الطويل فجر العالم اخراج عباس فاضل.

 هذا وسوف يستمر عرض الأفلام الأخرى على مدى اليومين القادمين.

ومن الأفلام التي ستعرض خلال برنامج اليومين المقبلين الأفلام التالية:

فلم قاريء الطين اخراج محمد موسى
فلم سايد افيكت اخراج حسن قاسم
فلم الملا عبود اخراج ريسان رشيد
فلم هوم لاند اخراج وليد المقدادي
فلم كنيسة القصير اخراج سلوى فيصل
فلم قصور صدام اخر اج فريد عقراوي
فلم جامعة بغدا اخراج اسامة الفتلاوي
فلم شجرة البلوط اخراج مؤمل مجيد
وفي اليوم الثالث
فلم فريمات اخراج عمار عغاب
فلم ريشة اخراج احمد طارق
فلم بارانويا اخراج ايهاب خالد
فلم سيد الحصان اخراج علي فلاح
فلم طبيعة اخراج عبد الباسط سلمان
فلم تراتيل فوق الطين اخراج جبار الملا
فلم الليلة الثانية بعد الالف اخراج عبد الامير محمد
فلم كرة اخراج نبيل وادي
فلم كركوك مدينة التعايش والاختلاف اخراج سلام قاسم
فلم قلم رصاص اخراج محمد طه
ثم الختام بعد توزيع الجوائز والشهادات التقديرية.

صور من الفعالية:
 


327

الأستاذ الدكتور رياض البلداوي
حضرة الزميل الفاضل والأستاذ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
     يسعدني أحاطتكم قبول المجلس التنفيذي لاتحاد الأطباء النفسيين العرب تشخيصكم لــ"
تمثيل الاتحاد في البلاد الاسكندينافية

وأني إذ أهنئكم على الثقة التي وضعها الاتحاد في شخصكم الكريم، آمل أن يشهد تمثيلكم للاتحاد في هذه المنطقة من العالم نشاطا مميزا يقطع مع ممارسات الماضي الذي تميز بتدني نشاط ممثلي الاتحاد الى درجة افتقدت هذا التمثيل بفعاليته في تطوير الطب النفسي في أوطاننا العربية.
   بهذه المناسبة يشرفني تذكير حضرتكم بعضا من مهام ومسؤوليات رؤساء الشعب:
1- تسديد معلوم  اشتراككم السنوي في الاتحاد (يتم الدفع الكترونيا من خلال موقع الاتحاد بعد أن يتم إعلامكم بجهوزية هذه الخدمة).
2- المشاركة في مؤتمرات الاتحاد.
3- الإشراف على ورشة عمل في مؤتمرات الاتحاد، تعرض فيه نشاط الشعبة وما حققته طيلة مدة رئاستهم لها، مع العمل على تقديم المستجدات المتعلقة بالشعبة على المستوى العربي والدولي.
4- حضور "الاجتماع الموسع للمجلس التنفيذي للاتحاد / كل سنتين"والذي يعقد على هامش مؤتمر الاتحاد، يتم فيه تقديم تقرير أنشطتهم الى أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد للمناقشة.
5- بصفة استثنائية، نظرا لتأخر تكليف رؤساء الشعب بمسؤولياتهم، سيعرض في أول اجتماع قادم للمجلس التنفيذي مقترح التمديد في مهامهم إلى غاية مؤتمر 2016 (عوضا عن مؤتمر 2104)، لاعتقادنا أن سنة واحدة غير كافية للقيام بعمل جدي بالنسبة لكل الشعب.
6- المساهمة دوريا في إثراء "النشرة الإخبارية للاتحاد" بمد كل من الأمين العام ورئيسة الشؤون العلمية بالاتحاد مستجدات نشاط شعبتهم.

      حضرة الزميل الفاضل، حصل لنا الشرف بتواجدكم معنا عضوا ناشطا في الاتحاد، يحدونا أمل كبير أن نساهم معا في رفع مستوى خدمات الصحة النفسية في أوطاننا وتقدم مستوى البحث العلمي في الطب نفسي بأوطاننا.
تفضلوا قبول أصدق مشاعر المودة والاحترام والتقدير
الدكتور جمال التركي
الأمين العام
 

328
حب الوطن والناس يوحدنا وخيمة طريق الشعب تجمعنا

ضوية هادي

وصلنا كرنفال اللومانتيه يوم الجمعة مساءاً، بعدما قضينا 22 ساعة في الطريق، حيث انطلاقتنا كانت من مدينة كوتنبيرغ السويدية الى باريس، قطعنا دولاً عديدة منها الدنمارك والمانيا وهولندا وبلجيكا حتى وصولنا أراضي فرنسا، حيث مهرجان اللومانتيه (صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي) ومحطتنا المقصودة خيمة طريق الشعب للتضامن الأممي، وقد اجتزنا العديد من خيمات منظمات وأحزاب اليسار العالمي المحتفل في هذه القرية الموحدة للفكر الشيوعي وهناك من تحت هذه الخيمات تصدح الأصوات بالأغاني الوطنية والشعبية لتعانق الأصوات والدبكات الأخرى من الخيمات المجاورة لبعضها..وأول ما وقعت عيوننا عليه في مدخل خيمة الطريق هو وقوف الرفاق ماجد فيادي أمام مقلاة الفلافل الكبيرة وعلى مسافة منه بمقلاة أخرى تقف الناشطة المدنية راهبة الخميسي والنصيرة بشرى علوان وشادمان زوجة النصير يوسف أبو الفوز لتقليان (الجوجي) وهو نوع يشبه الكفتة أو العروك بالخضار وبالطرف الآخر يقف الرفيق أبو أحلام والرفيق الدائم العمل الدكتور وداد البيضاني، ومجموعة من الرفاق أمام منقلة شوي الكباب ومجموعة أخرى من الشبيبة كانت تساهم في تجهيز وبيع الشاي العراقي. وتتزايد دخول وفود الشباب الى الخيمة بدبكات ورقصات تزرع البهجة والفرحة في نفوس الجميع ولا أنسى دعوة الرفيق أبو علي للوفود الزائرة لدخول ساحة الرقص للاحتفال والمشاركة بالدبكات والرقص ليخلق حركة دؤوبة بين جماهير مختلفة وليبث جو الضحك والفرح. اما ما أحزننا جدا تواجدنا او حضورنا المتأخر عن كلمة الرفيق خالد الصالحي (كلمة منظمة الحزب في فرنسا) وما لأهميته في دور انتفاضة معسكر الرشيد والندوة التي اشترك بها الرفيقين الأستاذين أبو أحلام وعبد المنعم الأعسم وكذلك محاضرة الباحث الدكتور ذياب الطائي ومدلولات كتابه الأخير في الصحافة النسوية. وهناك على الجدارية في مدخل الخيمة على اليسار صور للأنصار الشيوعيين وقربها جدارية او مرسم للوحة اشترك بها ثلاثة من الفنانين المختلفي البصمة المتحدين بحبهم وولائهم للوطن. فريشة هادي الصكر تمتزج بريشة رملة الجاسم وافكار والوان ريشة الفنان التشكيلي صلاح جياد تكمل معنى للوحة ولتظهر بشكلها الأخير مرتدية حلي الأناقة والجمال...على بعد خطوة فقط توزعت على الطاولة كتب ومجلات وقصص ودواوين الشعر والأدب للكتاب والمثقفين العراقيين، وعلى منصة المسرح يصعد بين فينة وأخرى رفيقنا محمد الكيم ليقدم الفقرات الفنية والفرقة البابلية الجميلة لتنشد اغاني الحزب والوطن. وقد شد انتباه الجميع ان كل الحضور قد تفاعل بجو المهرجان ولم يعيروا أهمية لملابسهم المبتلة من المطر المتواصل.هنا في خيمة طريق الشعب تعرفنا أكثر وعن قرب بأصدقائنا الأنصار والمتواجدين في غرفة الينابيع الأنصارية (البالتوكية) و كذلك الأصدقاء الآخرين الذين نتواصل معهم على الفيس بوك, أريد الأشارة بجهود الرفيق ابو الوليد وبدعوة وجهود الرفيق أبو حيدر في تجهيز التسهيلات من توفير وسيلة نقل للمدعوين من يتبوري وأطراف مدنه وخاصة بدعوته لعوائل مستقلة او صديقة والغرض منه على التعرف الأكبر بعمل الحزب ونشاطه والمتمثل هناك بخيمة الحزب (خيمة طريق الشعب) وروحية وعمل الرفيقات والرفاق،كما كان لمشاركة البيت الثقافي وجمعية المرأة والفرقة العازفة من يتبوري قد أسهمت نوعا ما بالمشاركة الطيبة والفعالة .. فقد كان لكل المشاركين روحية التفاعل الجميل مع المهرجان الثقافي. وأخيرا حضور الوفد التودوي (الحزب الشيوعي الإيراني) لخيمة الطريق والإشادة بنضالات الحزب وتضحياته.


329
ستوكهولم: انعقاد المؤتمر الدوري لمكتب السلام العالمي



محمد الكحط – ستوكهولم-
بالتزامن مع الاحتفال بمرور مائة عام على منحه جائزة نوبل للسلام، عقد مكتب السلام العالمي مؤتمره الدوري، للفترة من13-14 سبتمبر 2013م، في متحف نوبل وسط العاصمة ستوكهولم، لما يحمله هذا المكان من دلالات تاريخية، حضرت المؤتمر وفود رسمية وشعبية من السويد والعديد من الدول، كما مثل الشرق الأوسط لأول مرة في المكتب من خلال ممثل العراق الدكتور علي الرفيعي، والذي يشغل نائب رئيس المكتب، كما حضر الأستاذ محسن شريدة المستشار الخاص لرئيس مكتب السلام العالمي، وقد كان للسفارة العراقية حضور مميز بسفيرها الأستاذ بكر فتاح، والوزير المفوض في سفارة العراق في السويد الدكتور حكمت جبو، والمستشار الثقافي الدكتور وليد أمين محمود.
 
وحضر المؤتمر اثنان من حاملي جائزة نوبل للسلام وشخصية من هيروشيما اليابانية، علماً ان المكتب تأسس سنة 1892م، ومقره جنيف، وهو منظمة غير حكومية، بل هيئة استشارية تعتمد تقاريرها وبحوثها من قبل الأمم المتحدة، قادتها هم رجال علم وسياسة وقانون واقتصاد، وقد حصل 13 من قادته على جائزة نوبل للسلام، منهم الرئيس الإيرلندي ماك برايد (Mac Bride) والذي سميت الجائزة بأسمه وتم منحها إلى الناشطة النسوية العراقية المعروفة المناضلة هناء أدور.
من المحاور التي سيناقشها المؤتمر قضايا السلام العالمي، وكذلك مسألة مكونات الشعب العراقي، وسيتم خلال المؤتمر انتخاب قيادة المكتب.
في يوم الافتتاح تحدث العديد من المندوبين، منهم السيدة المستشارة Ann Wright  والأمريكيةJody William  حاملة جائزة نوبل للسلام عام 1997، والايرلندية Mairead Maguire الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1976م، والياباني Terumi Tanaka, من مدينتي هيروشيما ونكازاكي اليابانيتين، وهو المرشح لعدة مرات لنيل جائزة نوبل للسلام.
   
الجميع تحدثوا بما يدعم السلام العالمي وأكدوا على ضرورة تجنب الحروب، وخصوصا الحروب باستخدام الأسلحة النووية، التي يمكن أن نتجنبها للحفاظ على البشرية، وكانت كلمة السيد تاناكا المطولة مؤثرة حيث عكس ما حصل لمواطنيه ولبلده جراء استخدام السلاح النووي ضدهم، وقال لا نريد هيروشيما جديدة ولا نريد ناكازاكي جديدة ولا نريد حروبا.
على هامش المؤتمر التقينا بالأستاذ محسن شريدة المستشار الخاص لرئيس مكتب السلام العالمي، وسألناه عن كيفية عمل المكتب وتمويله، والذي قال لنا ان التمويل من المشاريع التي يقوم بها من أجل السلام، ويقدمها للأمم المتحدة، وكذلك من بعض المنظمات الداعمة ومنظمات المجتمع المدني، وسألناه عن نشاطه في هذا الموقع، فأوضح انه يعمل متطوعاً دون مقابل، وسألناه عن دوافعه للعمل، فأجاب:
 ((الدافع الوحيد هو المبادئ الإنسانية التي يؤمن بها وحبه لوطنه وشعبه الذي عانى ولازال يعاني من الحروب، ومنذ عملي في هذا المنصب جاهدت بشكل حثيث لتعريف الأعضاء بمعاناة شعبنا وان يكون لنا تمثيل في هذا المكتب العالمي المهم، وفعلا نجحت في ذلك.))، كما سألنه هل سيتم مناقشة قضايا تخص العراق في المؤتمر، فأكد:
 ((نعم ستتم مناقشة التكوينات التي يتشكل منها الشعب العراقي من الطوائف والأديان المتعددة ومعاناتهم، وضرورة حماية التكوينات هذه كونها تؤسس النسيج الأساسي للشعب العراقي لقرونٍ عدة، كما سيتم مناقشة كيفية محاربة قضايا الفساد)).




330
تكريم مناضل: قدم الكثير فأستحق الوفاء

المناضل جاسم المطير ومسيرة الإبداع والعطاء


محمد الكحط -لاهاي -

في مبادرة تستحق التقدير من البيت العراقي في لاهاي الهولندية، وضمن نشاطاته في "أيام ثقافية هولندية- عراقية" التي أقامها يومي السبت والأحد الماضيين، تم في اليوم الأول 7سبتمبر 2013م، تكريم رائد من رواد الحركة الثورية والثقافية العراقية هو المناضل الكاتب جاسم المطير، بحضور ممثلي السفارة العراقية ونخبة من المثقفين والأكاديميين العراقيين من داخل وخارج هولندا.
وتم تقديم شهادات وكلمات خلال الأحتفاء من قبل ممثلي البيت العراقي ورابطة بابل للكتاب والفنانين العراقيين، وعدد من الحضور عن عطاء جاسم المطير ومسيرته النضالية الحافلة بالعطاء والتضحيات، وفي مسيرة تخللها العديد من الانعطافات. فهو تكريم للمناضلين والمثقفين من الصف الأول والرعيل الأول جميعا.
ويعد المطير من ذلك الجيل الذي أشاع الروح الوطنية الحقة في المجتمع العراقي وغرس شجرة الأمل، فضربت جذورها عميقاً في المجتمع والثقافة العراقية التي وصلت مداياتها في معظم مجالات الثقافة إلى العالم العربي والعالمي، لما حوته من مضامين إنسانية عميقة استحقت ان تكون بمصاف العالمية.
لهم جميعا الأحياء والأموات وللعزيز المحتفى به وهو واحد منهم بامتياز جاسم المطير، نقف وقفة تقدير وتكريم هنا، لعل يعود العراق معافى يوما ما ليتذكرهم كأعلام من ذهب، وكلنا ثقة ان الأجيال اللاحقة ستعرف هؤلاء المبدعين وتستفاد من خبرتهم وتثمن عطاءهم المجيد.

حفلت أمسية التكريم بالعديد من الفقرات، وفي إطار الاحتفال قام البروفسور جواد مطر الموسوي المستشار الثقافي في السفارة العراقية لدى هولندا بتقديم شهادات تكريم للمحتفى به من وزارة الثقافة العراقية بتوقيع وزير الثقافة، ومن وزارة التعليم العالي، وكذلك من الجمعية العراقية لدعم الثقافة بتوقيع رئيسها مفيد الجزائري، ومن اتحاد الأدباء والكتاب في العراق موقعة من أمينه العام الشاعر الفريد سمعان ومن غيرها. كما كرمته جامعة لوكسمبورغ بوسام أكاديمي، إضافة الى عدد من منظمات المجتمع المدني والتيار الديمقراطي العراقي والعديد من الجهات الرسمية والشعبية والشخصيات. فضلا عن هدايا تكريمية وباقات من الزهور ولوحات وأوسمة ومداليات مصحوبة بكلمات رقيقة أضفت على جو الاحتفال مزيدا من البهجة والحميمية.
وكانت الجلسة التكريمية للمنجز الثقافي والسياسي لجاسم المطير محورها بمساهمة مجموعة من المناضلين والمثقفين الذين عاصروه وكانوا من معارفه في ميادين مسيرته، ومنهم البروفيسور كاظم حبيب، والدكتور تيسير الآلوسي الفنان سعدي الحديثي والأستاذ ضياء الشكرجي، والدكتور ذياب فهد، والفنان طالب غالي والفنان  التشكيلي هادي الصكر.
كما تضمنت الأمسية قراءات شعرية لعدد من الشاعرات والشعراء العراقيين والهولنديين، الى جانب جلسة حوارية حول الظروف التي يمر العراق اليوم ودور المثقفين في هذه المرحلة.
ثم تحدث المحتفى به جاسم المطير شاكرا الجميع، ومعتبرا ان هذا التكريم مبالغ فيه وانه "تكريم لنا جميعا"، وعاهد الجميع على ان يستمر في عطائه ما بقي قادراً عليه.
 
ببلوغرافيا
 
جاسم المطير من مواليد البصرة أيار 1934، دخل السجون العراقية في مختلف العهود، الملكية والبعثية، وكان آخرها في بداية التسعينات، بسبب مواقفه الوطنية ودفاعه عن الحرية. كتب القصة القصيرة في أول الخمسينات، وعمل في الصحافة الوطنية منذ عام 1952 حتى أحالته نقابة الصحفيين على التقاعد عام 1978. نشر أبحاثاً ودراسات في مختلف الصحف والمجلات العربية، وطبع له أكثر من عشرين كتاباً في السياسة والاقتصاد والأدب. ألف العديد من الروايات منها: رسائل حب خليجية ورواية زقاق الأقنان ورواية تأملات سجان ورواية عاشقان من بلاد الرافدين وهي أول رواية عن يهود العراق يكتبها روائي غير يهودي. كما كتب المسرحية في خمسينات القرن الماضي. ومن مؤلفاته أيضا، النفط والاحتكارات ودول الأوبك، الانفتاح الاقتصادي عام 197. انتخب رئيساً للبرلمان الثقافي العراقي في هولندا.

عزيزنا المطير مهما قيل بحقك فهو قليل جداً، فأنكَ أعطيت الكثير وتستحق الكثير الكثير، لك من الجميع الوفاء والقبل والأمنيات بالصحة والسعادة والعطاء الدائم لشعبك.

 

331
المنجز الثقافي العراقي بين الوطن والمهجر




محمد الكحط - بلجيكا –

في أمسية هادئة ووادعة شهدتها مدينة انتويربن البلجيكية، أقامها مركز أور الثقافي تألق فيه الشعر والثقافة، يوم الأحد الأول من سبتمبر 2013م، كان محورها محاضرةً نقديةً عن المنجز الثقافي العراقي بين الوطن والمهجر للناقد الدكتور حاتم الصكر، وقدّم خلالها نخبة من الشعراء العراقيين والعرب الذين يعيشون في المهجر بعضا من منجزهم الإبداعي وهم كل من، الشّاعر العراقي ضياء الجنابي، الشّاعر العراقي ماجد مطرود، الشّاعرة الفلسطينية فاتنة الغرّة، وسط حضور نوعي من أبناء الجالية العراقية من المهتمين بالشأن الثقافي.
 

استهل الناقد الدكتور حاتم الصكر حديثه شاكرا المشرفين على مركز أور الثقافي لدعوته، مقدماً بعض الملاحظات التمهيدية لموضوعته التي تناولت المنجز الثقافي العراقي بين الوطن والمنفى، مقدما بعض التعريفات عن ..المهجر...الغربة..والمنفى، والظروف التي مرّ بها المبدع في العراق وأسباب مغادرته الوطن، لكن رغم ذلك فتوهج الشعر لم يتوقف، فالمبدع سواء كان الشاعر أم الروائي وضع نفسه دائماً ضمن إيقاع الناس ومعاناتهم. وتحدث بشيء من التفصيل عن التحديث والتجديد في الحياة وفي مجالات الثقافة المتنوعة، منتقداً المتاريس التي تقف ضد التحديث في أسلوب الشعر الصلب، فالتحديث حالة تطلبتها الحياة، وما جرى من تغيير في العراق بعد 2003 رغم السلبيات التي رافقت ولا زالت ترافق التغيير، رافضاً ثنائية أو الفصل ما يسمى بأدباء الداخل وأدباء الخارج، فهما يمثلان الأدب والإبداع العراقي بمختلف تسمياته، فهما يصوران أدبنا المتكامل، معتبرا هذا الفرق ظرفيا، كما ان العولمة ووسائل الاتصال الحديثة قربت بين الداخل والخارج، فالأديب العراقي في الداخل يمكنه الإطلالة على الخارج وبالعكس، فهما نسق واحد وتتقارب الاهتمامات والعوالم، لربما المنفى أكثر تعبيراَ عن الحالة الشعرية، فالمكان الجديد وهو المغترب، المكان الذي يمارس عليه الغربة، هذا المكان الجديد قد يبدو نوعا من السجن، لذا تبدأ الهجرة إلى الحنين إلى الذكريات الجميلة، ترحل الذاكرة وتستنجد بالسرّة، وهي الوطن، فالمنفى فجر شاعرية جديدة عند عبد الوهاب البياتي، حيث المنفى كان حالة نفسية عنده، مكان أضطر للعيش فيه، لذا فالشاعر في المنفى حالة نفسية أكثر منها معايشة، فالمنفى ليس حالة سلبية فقط، بل هو مكان يضغط على الشاعر ليفتق حنينه، لربما اليوم لم يعد الشعر كافياً لعكس كل ما يراد، فجاءت، الرواية لتستغل تمددها وسعتها لعكس ما يراد إيصاله بحرية أكبر، لكن يبقى الشعر هو الراصد الروحي العميق للحياة.
الفقرة الثانية من ألأمسية قدم الشعراء ضياء الجنابي وماجد مطرود وفاتن الغره العديد من نتاجاتهم الشعرية، فكانت نماذج منوعة مختلفة في أوجه ومتشابهة في أخرى، فقرأ الشاعر ضياء الجنابي القصائد التالية:




أنين مشاكس
دَعوني أدوسُ
بقدميَّ الحافيتين
خلفَ زجاج الكلمات
كل ما خطتهُ أصابعي المرتعشةُ
من أشباه وأشباح
وإذا انداح من أضلاعها
التي تتهشم الآن
أنين،،
أنين..
ها..
أصيخوا السمعَ
ينداحُ الآن أنين
أنين..
لا تأبهوا
إنهُ أنينٌ مشاكسٌ
لا تأخذْكم الرأفةُ
وتحتجوا بعيون شزرة
وتحنقوا عليَّ
أو ربما ترقصوا على ميلوده الحزين ببطء
لا
امكثوا غير بعيد
دون توفز
وإن شأتم أديروا ظهوركم عني
وعنها
فقد ملت المكوث
في خزانة الأحذية القديمة
والشعر
والألم
***
غزالة...
لم تكن دجلة قريبةٌ مني
حينما مسح العصفورُ بزقزقته أجفاني
فعيناي كانت تهرولان في الزقاق الممتد بين كنيسة الحياة وجامع أم الطبول
وتتشبثان بالقبتين الخضراء والذهبية اللتين تشبهان ثديي أمي
رأيتُ المعدانَ يجرون دوابهم
من سود الجواميس المكحولة العينين
والمندائيينَ يتبعون سرب البشوش المزنرة بالماء والخضار
الأكرادَ يسقون المارةَ بلبن أربيل المدخن
التركمانَ يرشفون ملح الأرض بعين الدبس
الكلدوآشوريينَ يدعون الأيتام إلى مائدة العشاء الأخير
الشبكَ يفلّون الشباك الملقاة على زمكانيتهم
البدوَ يرسمونَ بخفّ الأباعر خارطةً صماءَ تستعصي على الاستنساخَ والتزوير
والمشاحيفَ هي الأخرى تحدَّرت دونَ حرج من الكحلاء إلى الخابور
فتحتُ عينيَّ فإذا بغزالة شقراء تبددُ ما رأيت
و "غزاله غزّلوكي
وبالماي دعبلوكي"
***
خيال..
قتلنا ذاتَ حكاية الذئبَ
وأبقينا على خياله
فهمَ الشيطانُ سرَّ الحكاية
وتقمَّصَ ذلكَ الخيال
وصارَ يطاردُ قطعانَنا
بالحقيقة لا بالخيال
***
جلجامشيون..
جلجامشُ كان عراقياً
ماتَ صديقُهُ
صُعق
وراحَ يبتكرُ الخلودَ لدحر الموت
نحنُ عراقيونَ بالطبع كذلك
في كل لحطة يموتُ لنا عشراتُ الأصدقاء والأحباب
ولا نبالي
نخبئ الموتَ تحت جلودنا
لنذيقَهُ مرارةَ الفراق
***
غناء..
أجهشتُ بالبكاء هذا الصباح
وغسلتُ حنجرتي من بقايا حروف الفرح الناشز
ورطّبْتُ ضميري بالحزن الجميل
و سأخلع جلدَ الفريسة المشوه عني
وأُغنّي بلحميَ الحي
***
أشغالي..
كنتُ أشتغلُ في السوق عاطلاً
وفي المقبرة أطمئنُ الموتى عنكم وأبادلُهم كياسة الهدوء
ويومياً أعدُّ أعمدة شارع الرشيد
من "خان المدلل" قرب "الطوب أبو خزّامه" في ساحة الميدان
إلى عمارة الجقمقجي في الباب الشرقي
وبالعكس
وإذا أخطأُ بواحدةً أعيد الحساب من الأول
دون ملل أو توان أو تذَمُّر
في الوباء والحرب اشتغلتُ طبالاً
وقبل أن تمطَّ الشمسُ ذراعيها
ــــ دُم دُدُم دُم دُم
دو ري مي فا صول
كم دم مطلول
ري مي فا صول لا
يخرسُ القولا
دُم دُدُم دُم دُم
وفي تفسير الفرح اشتغلت فيلسوفاً بليد الرؤيا
وفي الملاعب اشغلتُ "زعيب خرّاب اللعيب"
ورُشحتُ بالتزكية دونَ منافس
أن أشتغل في النوم كابوساً
لكنَّني رغم هذا
أفصح من نطق لا في لغة الضاد
***
هبوب..
أهبُّ فوقَ النهر
فيقشرُ الموجُ وجهَ الماء
وتنتشي رائحةُ البراءة في عروقه
وتغتلمُ عيناهُ بالخصب
هبةً أخرى
تزفرُ ذاكرتُهُ بعبق التراب
ويختلجُ الضوءُ في بؤبؤ عينيه
ولكن
هل يستمرُّ الهبوب؟
***
لحمُ الأرض..
نزقُ النفي
وثقلُ دم الإثبات
لا يخدشان وَقارَ الصمت
ما الذي يمسكُ النفسَ أنْ تسيحَ في الشوارع
غيرَ أسرار تلوذُ في أبهة الصمت
الأرضُ تبسطُ لحمَها
لتشقَّهُ بذرةٌ صغيرةٌ
تحضُنُها
وتهمسُ في أذنيها
أن توغلي بين أحشائي
كلّما تسنّى لك اختراقَ الفضاء
***
فجائع..
تغزوني
جيادُ الوقت
مزنرةً بصهيل المعامع
وزمازم الغزوات
تجتاحني
دون مقاومة
ولا من ناصر ينصرُني
لكننّي
واحسرتاهُ
آليتُ احترافَ الفجائع
***
غياب..
مهنةُ الغياب أتعبتني
وحقيبةُ الاغترابِ في زمني ذا
ناضجةُ الاكتئابِ
الريحُ هي الأخرى فقدتْ عذريتَها
حين رمتني بين فهارس الألم
الحنينُ المضغوطُ على مرمى حلم
يحيلُ هياكلَ الأصوات دخاناً
هَزُلتْ لحومُ البلدان
فيما تقرضُ الفئران عظامَها
***
موت..
حينما متُّ
لم يفزعْني الموتُ
فقد أراح جنحَ النحلة
الذي لم ينكصْ بأعباءه يوماً
ولكن
أفزعتي الصدمةُ التي رأيتها
في عيونكم أحبتي
***
ثرثرةٌ وصمت..
كثيراً ما يخلعُ النهرُ ثوبَهُ
وأنا أواري حُزني
كثيراً ما يَعرضُ عريَهُ عليَّ
وأنا أعرضُ عنهُ
متدثراً بحنيني إليه
الثرثرةُ تدلقُ شهوتَهُ
والصمتُ يضفّفُ شهوتي
***
تعالي.
أوزّعُ البحرَ كؤوساً على السفن العطشى
والخطى على السابلة الحفاة
لا شيءَ يشبهُ عينيك سوى وجعي المخبئُ
ولاشيءَ يشبهَ حزني المتجذرَ
سوى عشبةُ النوى
فتعالي
هو وحدُه عطرُك
يفتحُ شُبّاكَ القلب
ويلوّنُ بالفرح شحوبي
تعالي
وأنثالي مثل الرذاذ على جسدي
واستنشقي بسحرك اندهاشي
واشربي اشتهائي
وإلّا
فعيناك لا تغمضان
وقلبي لا ينام
ألوكُ الدهشة
تنتابني العزلةُ
تسيلُ الأيامُ
من بين أسناني
ولا أقوى على التهامِها
تندكُّ اللحظاتُ بين أضالعي
ولا أقوى على تنفسِها
لكنَّني
بكلِّ ما لدي من جنونٍ
من خيولٍ جامحةٍ
وجمالٍ هائجةٍ
ألوكُ الدهشةَ
وحسيسَ البريقِ
الذي قد أنقذَ
من بين أشداقِ الحريقِ
في وقتٍ مجتزأٍ من التاريخِ
آخرَ ماتبقى من أجنَّتهِ المهجَّنةِ
ورحتُ بلغة التسكاب
أنسجُ على الشبكةِ العنكبوتيةِ
بيتاً لحزني الأخيرِ
أوهنَ من داحسَ والغبراءَ
أخبيءُ فيه وهني
وأضعُ مكياجاً
من أحلامِ الموتى
على وجه البسوس
التي تتدفأُ بدمائِنا
وتخفي خلفَ حمرةِ الوطيسِ
وغبرةِ المطاحنِ
ومضةَ لغزِ الحروبِ
التي تغتلمُ الآنَ في عينيها
وتشي بــ " هل من مزيد"
هاهي تقرفصُ الآن
فوقَ عوسجةٍ
كانَ أبليسُ قد أنبتَها
وسقاها ذاتَ دسيسةٍ
بحيامنِ المخصيينَ من العفاريتِ
في ميادينِ التقاتلِ العاقرة
التي تتقيأُ كلًّ يوم
كلَّ لحظة
جثثاً تزكم أنفَ البنتاغونَ
الممتدَ عبر رئتي
من الهادي إلى الأطلسي
ومن الأطلسي إلى الهادي
لا تيأسوا
بإمكاني أنْ ألمّعَ السنينَ
بدهانِ الأحذيةِ السوداءِ
وأوقظَ الفعلَ الماضي الناقصَ
من غفوتهِ المبنيةِ أو المعربةِ
على نواحِ بغدادَ المتآكلِ
وأقيمُ مأتماً في "القرنةِ"
تتوحدُ فيه دموعُ دجلةَ والفراتِ
علُّ الحزنَ يكونُ موجِباً
أو مانحاً لوحدتنا

 


أما الشاعر ماجد مطرود (كامل الجبوري) المولد في بغداد عام 1963م..
فقدم عدة قصائد منها، منفيون، إلى بغداد، و أحبُّ يا سيّدي بلادي والتي نقدمها هنا لما فيها من إشارات سردية، ومحاكاة لذكريات وآلام لجراحات لم تندمل بعد
((أحبُّ يا سيّدي بلادي
يرتدي بدلة عسكرية بنطاق عريض وحذاء أحمر على رأسه نسر جمهوري وفي يده مسدس
أجلسُ على كرسي خشبي صغير قبالته وعلى جانبي رجلان ضخمان بملامح مخيفة وحاقدة
بابتسامة مريبة وعينين دائرتين حولي وحول الرجلين الحاقدين سألني الرجل ذو النسر الجمهوري
ماذا تحب وماذا تكره أيها الشاب؟ وبصوت يشبه صوت الأسى والدموع قلتُ أحب يا سيدي بلادي
أحب بيتي وأمي وأخوتي, الشارع والجيران, أحب الموسيقى والأغاني كلها
أكره السياسة يا سيدي, أكره الاحزاب والتخندق, الثقافة والمعرفة, اكره الفكر والفلسفة
أكره سقراط وهيجل وكانط وسارتر وفرويد وماركس والى حدٍّ بعيد أكره ديكارت لكنّني أحب
شهاب الدين السهروردي وأبن عربي وأبا المغيث الحلاج أقترب من فكرة الديانات يا سيدي
أحب الله كثيراً, أعتقد ان الله يمنح الطمأنينة والسلام والهدوء..
سخر مني ذلك المتأنطق والرجلان, سخروا كلهم حتى أخرجوني محملاً بآثار الضرب الزرقاء
أخرجوني بعشرة آسنان مهشمة, وبؤبؤ عين مقلوع يلبط في يدي
أخرجوني بأذنٍ واحدةٍ تلاحقني الصعقات الكهربائية, تلاحقني مروحة السقف وهي تدور بجسمي
العاري النحيل كالهيكل العظمي, يلاحقني الجوع والقمل والصؤاب ورائحة البول وأكياس الخراء
يالله كم ذليل أنا ؟ يلاحقني صوتك القادم من أعماقي, أعماق الحسرة والحيف والجور, صوت
متكسر الموجات وهمي الحبال, حقيقي النزعات, يا الله صوتك يطابق صوتي..
أنا القتيل جيفارا.. ارتدي قميص مانديلا وسروال نشأت فرج وحذاء أبي سلوان وأقدام أبي ايفان أنا الحريق
الموشوم بقلب رياض قاسم مثنى أنا قلب حسين صالح جبر ارتدي نظارة حسين الموسوي المكسورة وأرى وأتكلم
بصوتك وأصرخ بصوتك يالله..
في الداخل أو في الخارج ,هنالك أسوار وخلف الأسوار وطنٌ ومنفى, هنالك من لا يقرأ الشعر
ولا يسمع الموسيقى ولا يحب البلاد وهناك من لا يؤمن بالشمس ولا يحب القمر ولا ينتمي للبلاد,
هناك أيضا من يحبُّ نيوتن ليهوديته وسقراط لذاتيته وهناك من يحب سبينوزا لأخلاقه
وحازم كمال الدين لمنفاه, هناك من يحب سعيد انوس لزمنه المفقود بين الأجيال وماجد مطرود
لأنه مطرود من حلمه والبلاد, هناك من يحب الى حد بعيد ديكارت وشكّه القريب من الكينونة
والوجود..
في السجن أو في المنفى هناك من يتساءل ما معنى أن يكون للمنفى ذاكرة وللأوطان مجرد ذكريات؟
ما معنى ان تصغر الوجوه والشوارع والبيوت ويصرّ المنفيُّ على منفاه ويكون للسجن في داخلنا حنين؟
هكذا يتلاشى المعنى ويتداخل ! صادق وكذاب أنا لم أك يوما قريباً من الديانات بل كنت بعيداً مثل منفاي
أكره الله دائماً لأنّه كذابٌ لا يستجيب, لأنّه صانع للقلق والمرض وخالق للخوف ومبتكر للحروب
لكنني نقيّ مثل الأولياء الصالحين كالسهروردي والخضر والحلاج أشبه المهدي أو المسيح في
عشائه الأخير أو كأنّني نسخة معدّلة من العذراء البتول.. يا لهذا التناقض! يالله ماذا حلَّ بي؟
سجين المنفى أنا وعاشق البلاد .. أنا حر الذكريات وعبد البلاد..)).


ثم جاء دور الشاعرة الفلسطينية فاتنة الغرة، التي قرأت العديد من قصائدها وتألقت في رِقّ النوم إذ تقول فيها:
((رِقّ النوم
كانت الأرضُ تتم دورتها الأولى حينَ اصطَدَمَتْ ببركَةٍ راكِدَةٍ فانتفَضَ منها كتابٌ كانَ أن جاءَ فيه..
فيما يَرى النَّائِمُ:
كانَت الوردَةُ تحبو باتجاه السَّماءِ رافِعةً تيجانها له. تخْلعَ أرديتها واحِداً تلو الآخر. تتلو صلاتَها للربيعِ. تسْتحمُّ بوهجِ اللحظَةِ الأولى.. وكانَ الشجَرُ حولها يسجد..
وكانَ ذلكَ شيئاً عظيما.
فيما يَرى النائِمُ:
كانَت السَّاعَةُ تركضُ خَلفَ الوقْتِ. تُشكِّلُ قاعِدةً مُغايِرةً للكَونِ. تفتِّتُ الطرقَ والالتِواءاتِ تصْنَعُ خَطّاً واحِداً وَحيداً يمشي الجميعُ إلى الفَناءِ عَليه.
وَكانَ ينظُرُ راضِياً..
وكان ذلك شيئاً عظيما
فيما يَرى النائِمُ:
كَانَت النجومُ تَرقصُ في تسبيحِها الليليّ. تَلهَجُ ألسنَتُها بحمْدِ اللغَةِ. فاصطدَمَتْ بشهابٍ ثَاقِبٍ. التقطَته نجمةٌ مُراهِقَةٌ. أعطته في لحظَةِ طيْشٍ فَلكيَّةٍ قُبلَةَ الحيَاةِ فاسْتفاقَ فراشَة.
وكانَ أن انمحى فيها مجدَّداً..
وكانَ ذلكَ شيئاً عظيما
فيما يَرى النَّائمُ:
مجدَليَّةً تفرشُ ضفائِرَها عَلى مَدِّ البَصرْ. يزرَعُه الفلاحونَ تعاويذ وأيقونات ويحصدونَ في الوقْتِ ذاته تماماً، خبزاً أسمرَ وإكليلَ شوكٍ.
وكانَ الوقتُ ظهراً معتماً..
وكان ذلك شيئاً عظيما
فيما يرى النائِمُ:
فَانوساً يرفَعُ ضوءَه للسمَاءِ. يمنَحُ الكواكِبَ خُرافَة التكوينِ فَتُزْهِرَ سيقانُها بعدَ لأي قِصصاً وأنبياءْ. ثم تبدأُ في انتِحارٍ جماعيٍّ لا ينتهي. وكانَ الكونُ مقفراً في ذلكَ النهارِ الوحيدْ..
وكان ذلكَ شيئاً عظيما
فيما يرى النائِمُ:
نخلَةً تزرَعُ أشواكَها في لقَاحٍ بَرّيٍّ مُلقى عَلى عَتبةِ مجرَةٍ بيضَاءَ تخرُجُ مِنْ خِلالِه نحلات طنانات تملأن الجرْنَ نبيذاً وعسَلْ.
وكَانَ القطافُ قد حَلَّ..
وكانَ ذلكَ شيئاً عظيما
فيما يرى النائِمُ:
جوقَةً موسيقيةً تأخُذُ اللحْنَ الأخيرَ. تُعيدُ توزيعهُ عَلى الجهاتِ المائة ,يأخُذُ اللحْنُ تشكلات نِساءٍ ورِجالٍ ذاهِلينَ بشعورٍ موحَّدَة الطولِ والملمَسِ. آخذينَ في الذَّوبان.ِ ممارسينَ فعل الخلْقِ بصورَةٍ مُغَايرةٍ.
وَكانَ الرقصُ اللغةَ الوحيدة..
وكانَ ذلكَ شيئاً عظيما
فيما يرى النائِمُ:
كَانتْ هي تمسِّدُ الرمْلَ في شَبقٍ مجنونٍ. تبحَثُ بينَ ذرّاتِهِ عَنْ بلورةٍ مائيَّةٍ تراه من خِلالها ودقاً يلوح.
وكانَ يمصُّ إصبعَه تمضية للوقْتِ..
وكانَ ذلكَ شيئاً عظيما
فيما يرى النائِمُ:
كَانَ الحلمُ يطفو على الملاءَةِ شلالَ حليْبٍ طَازجٍ. بِرائِحَةٍ طَازجَةٍ. ووَقتٍ طازجٍ. تنبُتُ مِنْ خِلالِهِ أعْشَاشٌ مألوفَةٌ..
وكانت النتيجَةُ.. زهْرةً بيضَاءَ فَقَطْ.
وَكانَ ذلِكَ شيئاً عظيما
فيما يرى النائمُ:
كانت الأرضُ والسَّماءُ رتْقاً واحِداً ثمَّ تناسَلَتا بعْدَما استَمرَّ القَمَرُ بمغازلتهما عمرا. فاسْتجابَتا لنداءِ الغريزَةِ الأوَّلِ..
وكانَت الأرضُ أرضاً بسبْعَةِ أوجُه. والسَّماءُ سماءً بسبْعَةِ أبوابْ.
وكان ذلِكَ شيئاً عظيما
فيما يرى النائِمُ:
أن الرؤيا رجْسٌ مِنْ عمَلِ الكَهنَةِ. فلا ندع الحلمَ يغزونا أبداً حتى تَصِحَّ أبدانُنا بعدَما اعتَراها شحوبٌ مِنْ هَولِ المشْهَدِ.
حينَما كانَ الطينُ يشكِّل تكوينه بيدِه هذه المرَّة.
وكان ذلكَ شيئاً عظيما
فيما يرى النائِمُ:
كانَ الوقْتُ صباحاً جداً. الشَّمسُ بعْد لم تفقد عذريتها.. الراعي يجرُّ غنمَه للمرْعى.. الكونُ هادِئ مفعَمٌ بالسكونِ.. وهي ترشفُ فنجانَ قهوتِها على شُرفةٍ بحجْمِ الفضَاءْ.
وكانَ كِتابُ النَّومِ هذا ملقى تحتَ قدمِيها..
وكان ذلِكَ هو الشيء العظيمْ.
كما قرأت قصائد أخرى منها:
(ديوان إلاي)
(1)
كلُّ البيوتِ لا بدَّ أنْ تستفيقَ
سأمشِي في الحوارِي وأدقُّ على كلِّ بابٍ
سأرمي النّوافذَ بالزّلطِ
وأضيءُ الشّوارعَ
وأعلنُها حريقاً
لا نومَ لاثنينِ معاً
لا ضحكَ
لا رقصَ
لا أغاني
لا لمساتِ يدٍ
و لا قبلاتٍ لاهثةً وراءَ الأبوابِ
سأصرخُ
انهضُوا مِنْ نومِكِم أيُّها الكسالَى
يا من تتلذَّذون بمذاقِ الصّباحِ
انهضُوا
لا صباحَ اليومَ ولا مساءَ
لنْ أتركَ أحداً
حتّى الموتى في قبورِهم
سأنكشُها عليهم بأسنانِي
وأنتزعُ العشقَ عن جلودِهم العفنةِ
سأصرخُ في وجوهِهم جميعاً
أفيقوا أيُّها المغفّلونَ
فأنا مستَيقظة.
(من مجموعة خيانات الرب سيناريوهات متعددة )
(2)
أبي
يا من تسكن لحظة البدء
وجدتني قبل ألف عام ملقاة على حافّة كتاب
وأخذتني
عرّيتني من تراب غيّر ملامحي
وأخذت جسدي
وبتأنٍ وصبر أعدتّه إلى صورته الّتي تريد
وجعلت تلبس كلّ جزء ما تشتهي
تصمّم الورق وتغطّي المستور
وتكشف اللّغات كلّها
ومن فمي أخذت قصصي البالية
وفيه ناراً وضعت
ومن يدي سحبتني
أنهضتني بكامل كلّي
وجلست تنظر ما أتمّته بكمال يداك
ثم الأسماء كلّها علّمتني
وكما تملي الأبوّة
ظللت تضحك مبتهجاً بتلعثم الحروف فيّ
تقدم يدك تصحّح حرفاً هنا
وتعيد سطراً ساقطاً في مكان آخر
وسهرت اللحظات لتحفظني الشّعر
وفنّ القول
ومن رحيقك تجبلها بي
وطلعت بي شوارع المكان
تقدّمني للقرابين صكّ فرح
في كلّ زاوية أركبتني حضنك الذي زينتّه خصّيصاً
وجلت بي على رعاياي
أمنحهم بركاتك
يا أبي
الذي تجلس خلف ناصية القلب تماماً
وصاياك كلّها نفّذت
وتعاليمك أنفذت
ولم أعص ذاتك
إلام الآن صار وجهك غيمة
وصوتك الذي كان يحطّ كجناح
يظلّلني من البرد
ومن نارك
سكن
وأنا يا أبي أبحث عنك في عبّاد الشّمس
وفي الحنّون الذي بدمي صبغته
وأركض الأزقّة حافية
بثوبي الملكيّ الذي نتّشته الصّخور
والشّوك يا قلب قلبي يأكل لحمي
ولا أراك
بصورتي التي صنعت
بتكويني الذي وضعت
بروحي التي نفثت فيها منك
وعلى أقرب مقبرة تركتها
وفي عيني رششت رملاً فلا أراك
وسمعي الذي كان يصطادك من آخر الروح
لا يمتصّ الآن إلا الريح
لماذا في الغابة تركتني
أقرفص وتهترئ عظامي
ولم تعد لي بالحلوى التي وعدت
وللوحوش القادمة صوبي أدرت ظهرك
ومشيت ملقياً بي
كلامك ووصاياك ونواميسك كلّها سمعت
وكلّ روحي على صورتك وشمت
ألم أكن مطيعة بما يليق بملكوتك المشتهى
أبي الذي كوّنت
أنا بنت عمرك التي من فمك شكّلتها
أناديك
لا أجد عينيّ
ولا ألمسني
تعال الآن
أنا خائفة.
(من مجموعة خيانات الرب سيناريوهات متعددة)
(3)
.....
أنا الهواء يا حبيبي
أدخل مسامك
بلا إذن منك
أنظّف ما علق من تراكمات الوحدة
وأمنحك الحياة
أنا الماء
أنزل على قلبك
أبرّده من غلّ التجارب
أتخلّلك
وأعطي ريقك حلاوة تشتهيها النساء
أعرف أين تروح
وأنتظر رجوعك
وعلى أنين عظامي تدوس
ألم أقل لك إنّي أنا الطّريق
أنا كتابك الذي تحبّ
تقلّبني بأصابعك النّحيلة
التي لوّثها الحبر
وبلّلها ريقك لتحطّ علي جسدي ثانية
تتأمّل تفاصيلي بحنان ودهشة
وحينما تأوي الى سريرك الخاوي
أكون في حضنك راقدة
أشعلك حتى تستحيل رمادا
أنا نبيذ
تختارني بعناية عاشق
تصبّني فيدوخ رأسك
أسكرك وأسكر منك
ولا ترتوي ولا أرتوي
وأنا أمّك
آخذك في رحمي
أخبّيك داخلي
أغلق عليك منافذاً يتسرّب الوجع منها إليك
أتلقّى السّياط على ظهري لئلّا تطالك
أتحمّل ضرباتك وإثخانك جسدي
كي لا تشوكك الوحدة
أغنّي لك وفي روحي تقيم
بلا ولادة.
(من مجموعة خيانات الرب سيناريوهات متعددة)

بعد هذه الشحنات الكثيفة من جميل الشعر، واستحضار الأوطان واللوعات والصور التي تزدحم فيها الذاكرة، والهواجس التي عكست أن هؤلاء الشعراء لم يغادروا الوطن، بل حملوه في أفئدتهم بين الضلوع أينما حلوا أو استرحلوا.

وكانت هنالك عودة من جديد للناقد العراقي الدكتور حاتم الصكر لتبيان بعض قراءاته للنصوص التي قرأت، وكانت كما أشار في المقدمة تمتاز بالسردية التي تتيح مساحاتٍ أرحب للتعبير، واختلفت أوجه وأساليب الإلقاء، فالإلقاء فن، كما أشار إلى التناقضات في التعابير مع وجود هاجس المنفى في جميعها، لكن تشير التناقضات، التي وجدت إلى عدم وجود اليقين، فهل سقطت أم نهضت بلادي، فالقلق الموجود يثير التساؤلات وتطرح القصيدة أسئلة مهمة، وأشار إلى استخدام الأسطورة في بعض قراءات الشعراء، والى التشبث بالموروث والأساطير، كما أشار إلى تميز قصيدة فاتنة بالأنثوية وموضوعتها مستوحاة من موضوعة الخلق العظيم.
كانت أمسية ثقافية غنية بحق لما طرح فيها من مضامين، في الختام، تم تقديم الشهادات التقديرية إلى الضيف الناقد الدكتور الصكر والى الشعراء المساهمين من قبل مركز أور الثقافي في بلجيكا.


صور من الفعالية:

 

332


في أربعينية الشيوعي الباسل سيد باقي
سيرة مجيدة لشيوعي صادق

 



محمد الكحط

في احتفالٍ مهيب تم أحياء أربعينية المناضل الشيوعي الباسل سيد باقي (محمد طه) وابنته الرفيقة نيان في مدينة لنشوبنك السويدية، يوم الأحد 4 آب 2013م، حضر الحفل التأبيني، عائلة الفقيد ورفاق من قيادة وكوادر الحزب الشيوعي الكردستاني/العراق، ورفاق من منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد  ومنظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، وممثلو العديد من الأحزاب الكردستانية والعراقية ومنظمات المجتمع المدني العراقية في السويد، والشخصيات الوطنية المتواجدة، وعدد من أبناء الجالية العراقية في المدينة.
زينت القاعة بصور الفقيد وأبنته وعرض فلم يستعرض محطات نضالية مختلفة من سيرته المليئة بالتضحيات مع رفاقه ضد الأنظمة الدكتاتورية والرجعية التي حكمت العراق.

 

قدم عريف الحفل الرفيق عدنان إبراهيم نبذة عن سيرة الفقيد وتضحيات عائلته التي قدمت الشهداء وعن العطاء الكبير خلال المسيرة الطويلة التي عاشها الفقيد سيد باقي، ووقف الجميع دقيقة صمت على روحه وروح الرفيق أبنته، بعدها قدم الرفيق أبو تارا كلمة تناول فيها صفحات مجيدة من السفر النضالي لهذا الوطني الغيور والشخصية الشيوعية وتحمله الصعاب وعائلته عبر عقودٍ طويلة.

 

بعدها كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد التي ألقاها الرفيق طارق، ومن ثم كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي قدمها الدكتور الرفيق محمد الكحط، وتم كذلك قراءة برقيات وكلمات، العديد من الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، منها برقية  رابطة الأنصار الشيوعيين، تخللها تقديم قصائد شعرية وكلمات تخص المناسبة.
 
وجاءت كلمة الرفيق مام صالح بالمناسبة حيث تطرق فيها لنضال الفقيد والذكريات النضالية المشتركة التي عاشها مع الرفيق سيد باقي.



في الختام ألقت حفيدة الفقيد كلمة مؤثرة، عن الفقيد وابنته نيان، كما القيت كلمة بأسم عائلة الرفيق سيد باقي والرفيقة نيان ألقاها الرفيق أيار سيد باقي، عبر فيها عن شكره العميق لكل من ساهم في مؤازرة العائلة في مصابها الجلل وخصوصا رفاق الدرب في الحزب الشيوعي، وشكر جميع الحضور لمساهمتهم في الحفل التأبيني.
ستبقى ذكرى الرفيق سيد باقي عطرة في قلوب كل رفاقه، فهو ذلك المناضل الباسل والشيوعي الغيور الذي سخر كل ما يملك وأعز ما لديه لقضية سعادة الشعب وحرية الوطن.



333


وداعاً شاعر كردستان الكبير




محمد الكحط - ستوكهولم –

وداعاً شاعر كردستان الكبير.
وداعاً شيركو بي كس أيها العراقي الطيب.
وداعاً أيها القامة الشامخة في الثقافة الإنسانية.

وهكذا نودع ثلاثة من أعلام الثقافة العراقية في أسبوع واحد فكم هو الحزن الذي ينتابنا.
نودعهم ونحن في أوج الحاجة لهم.
نودعهم ولكن إبداعاتهم باقية وذكراهم العطرة ستظل في ذاكرة شعبنا.

شيركو بي كس أنني لحزين.

334



لمحات من الصحافة الأنصارية

تجربتي في الإعلام الأنصاري

محمد الكحط -أبو صمود -

لقد كانت حياة الأنصار مليئة بالنشاطات المختلفة، منها الثقافية والفنية والاجتماعية، وبما أن أحد مهام الأنصار الأساسية هو العمل الإعلامي، والذي كان منصبا لدعم النشاط السياسي والعسكري الأنصاري، فلم تخلو أي وحدة عسكرية من هذا النشاط وبشكل مختلف وحسب الظروف والإمكانيات المتوفرة هنا وهناك، وخصوصا كان معظم الرفاق الأنصار القادمين من الخارج هم من المثقفين والإعلاميين والمبدعين، ممن تحسس سعة الظلم والجور الذي يتعرض له شعبنا من ممارسات النظام الدكتاتوري المجرم، فجاءوا للنضال جنبه، وقدموا التضحيات والعطاء المثمر والرائع.
ولي الشرف أن أكون أحد الذين ساهموا في هذا النضال، وخصوصا في الجانب الإعلامي، بل لقد تدرجت من العمل في إعلام السرية الخامسة التابعة للفوج الثالث للفترة من آب 1983 حتى نهاية سنة 1984، ومن ثم في إعلام الفوج الثالث التابع لقاطع بهدينان للفترة من نهاية سنة 1984 حتى منتصف سنة 1986، ومن ثم مع إعلام القاطع لسنوات 1986 و1987، بعدها انتقلت إلى الإعلام المركزي سنوات 1987 و1988 حتى اضطرارنا للانسحاب إلى إيران بعد عمليات الأنفال المجرمة التي قام بها النظام الدكتاتوري، وكل محطة من تلك المحطات كان لها نكهتها الخاصة، فقد عملت مع رفاق رائعين بما تعنيه الكلمة واستفدت من تجاربهم وخبراتهم كثيرا.

ففي السرية الخامسة: وبعد عودة السرية من بشتآشان تم تشكيلها من جديد بقيادة الرفاق الشهيد البطل أبو رؤوف كمستشار سياسي والرفيق توفيق آمر السرية والشهيد الإداري الرائع سليم، ومن ثم أنظم لنا الرفيق ملازم إبراهيم كمساعد لآمر السرية، توجهنا إلى مكان عمل السرية في مناطق العمادية وكاره وبري كاره، كان العديد من رفاق السرية هم من أبناء العمادية مما كان يسهل عملنا كثيرا، فتم تشكيل ما يشبه لجنة إعلامية مني ومن الرفيق بسام والشهيد محمد ويعاوننا الرفاق أبو حيدر وشيركو، وكان عملنا هو تهيئة النشرة الإخبارية كل يوم من خلال سماع الأخبار من الراديو الذي معنا ونسجل أم الأخبار لنقرأها للرفاق بالإضافة إلى سماعنا كل يوم بث إذاعتنا من كردستان ، "إذاعة صوت الشعب العراقي"، رغم التشويش المستمر عليها، لنعرف أخبار رفاقنا ونشاطاتهم العسكرية وموقف الحزب لعل هنالك مستجدات ما.
بعد فترة قصيرة قررنا أن نصدر مجلة دفترية ووفرنا مستلزماتها من دفاتر وأقلام ملونة وما إلى ذلك، أسميناها "فجر الأنصار" وشجعنا الرفاق جميعا على الكتابة فيها، وكان الشهيد محمد هو من يصممها كونه رسام وخطاط وكتاباته جميلة، وكنا نحرر فيها أنا وهو والرفيق بسام، وقد أصدرنا منها عدة أعداد وأرسلنا نسخة منها إلى الرفاق في الفوج والقاطع، حوت مواد الأعداد على كتابات سياسية وثقافية وغيرها، كانت محط إعجاب وتشجيع الرفاق جميعا.
كما كنا نعمل العديد من البوسترات التي كنا نوزعها على الأماكن القريبة من المدن والقرى الملاصقة التي كنا نصل لها ليلا، وجميع البوسترات كانت من تصميم الشهيد محمد.
كما كنا نحرر التقارير العسكرية والسياسية الخاصة بنشاط السرية ونرسلها للإعلام المركزي، وغيرها من النشاطات، كالتنسيق مع المستشار السياسي للسرية وللفصائل لعمل ندوات سياسية في القرى التي نزورها كل يوم.

في إعلام الفوج الثالث: حيث المقر "كلي هصبة" أي وادي الخيول، وبعد عودتي للمقر طلب مني الرفيق إداري الفوج د سليم، العمل في الإعلام مع الرفيق الفقيد أبو شاكر، حيث كانت هنالك "شكفته" صغيرة لا تكفي لأكثر من رفيقين للمنام، فتم ترتيبها لتكون لنا، وبدأنا العمل بشكل بسيط، منها تهيئة النشرة الإخبارية اليومية والتي نعدها كل يوم وتقدم مع وجبة الغداء، حيث نختار رفيق لقراءتها للجميع بصوت جهوري.

 

أبو صمود وأبو حامد في مقر الفوج الثالث

بعد فترة جرت عدة تغييرات إدارية في الفوج، وتم تشكيل المكتب الإعلامي للفوج من جديد من عدة رفاق، منهم مسؤول المكتب الرفيق أبو حامد وهو خريج من الاتحاد السوفيتي متخصص بالأدب الروسي، والرفيق حليم وأنا، وقام المكتب بنشاط جميل خلال فترة عمله، فكان الرفيق حليم ضليعا باللغة العربية رغم كونه كسولاً جدا، ولا يستطع العيش دون التدخين، والذي لا يتوفر أحيانا بسهولة هنا في مقر الفوج الثالث في "كلي هصبه"، فتم الاستمرار بالنشرة الإخبارية اليومية مع تعليقات على الأخبار، وصياغة التقارير العسكرية والسياسية، وعقد الندوات الثقافية والفكرية وحتى الفنية والإعداد للاحتفالات بأعياد الحزب أو إحياء المناسبات السياسية المختلفة كيوم الشهيد وعيد المرأة وثورة أكتوبر وعيد نوروز وغيرها بالتعاون مع الرفاق الآخرين، وكان هنالك نشاط فكري وثقافي وفني رائع، حتى تم تقديم أعمال مسرحية، منها مسرحية "تعالوا نقدم مسرحية" التي كنت أحد المشاركين فيها بدور الراوي وهي من إخراج الرفيق يوسف أبو الفوز وشارك فيها ثمانية من الأنصار والنصيرات.
 ولكن كان من أهم نشاطات المكتب الإعلامي هو إصدار مجلة "الخابور"، والتي أوكلت مهمة أعدادها لي فكنت مسؤولا عنها من الغلاف إلى الغلاف، لكن كانت مساهمة الجميع فيها، وهذا ما جعلها متميزة بين المجلات الدفترية الأنصارية، ولي مع هذه المجلة ذكريات كثيرة، فكان الأسم مشكلة فقد تم طرح عشرات الأسماء وتم مناقشتها مع العديد من الرفاق لحين أستقر الرأي على أسمها "الخابور"، كانت تمتاز بجمالية الإخراج والخط والتصميم وجدية المواضيع.



الرفيق الفقيد الخطاط المبدع يوسف برواري   



وسبب جمالية الإخراج والتصميم يعود لرفاق رائعين وهم الشهيد الفنان أبو آيار والذي كنت أستغل تواجده لزيارتنا بين فترة وأخرى ليقوم بعمل تخطيطاته الرائعة، والرفيق الفقيد الخطاط يوسف برواري، وهو خطاط محترف، كان لتخطيطاته للغلاف وللمانشيتات يجعل المجلة بمصاف أروع المجلات.

 

الرفيق أبو الحق يساعدني في تصميم المجلة


 أما الغلاف الأول للمجلة والذي بقيّ ثابتا لكل الأعداد فقد صممه الفنان الرائع أبو حنان، وأتذكر جيدا لوحة نصير تقف خلفه الشمس مع تخطيطات رائعة، وكان يساهم هو كذلك في التخطيطات الداخلية مع الفنان الرفيق أبو الحق والفنان الرفيق أبو فائز، والذين كنت أقف جنبهم لحين استكمال كل شيء، وكان العديد من الرفاق يساهم في الكتابة فيها، بالإضافة للرفيق أبو حامد وحليم وأنا، أتذكر منهم أبو نادية، والشاعر مازن والرفيق أبو الفوز والرفيق أبو واثق والرفيق أبو طريق والعديد من رفاق في المفارز، والرفيق آشتي الذي كان يكتب كعادته بأسلوب ساخر أحرجني مرة مع قيادة الفوج، حيث نشرت له قصة قصيرة، كانت فيها سخرية وكلمات خارجة عن المألوف، وطلبوا مني إزالة هذه القصة من العدد بعد أن تم إصداره، فرفضت وقلت لهم أذا أردتم أنتم مزقوه ولن أقوم أنا بذلك، وهناك رفاق آخرون كتبوا في المجلة، وقد أصدرنا ملحقا بالكردية وآخر باللغة السريانية يكتب فيها رفاق من أبناء الطائفة. كما كانت هنالك مادة طبية يحررها الرفيق الطبيب أبو تضامن.

وكنت أكتب المواد بخط يدي ويساعدني بعض الرفاق منهم مازن وربما رفاق آخرون لا أتذكرهم الآن، وكنا نعمل عدة نسخ من كل عدد يتم قراءتها من قبل الجميع.


 

الشهيد أبو آيار في موقع حراسة مقر الفوج الثالث


وبعد فترة وصلت الرفيقة شهله إلى الفوج وهي تحمل شهادة الدكتوراه في الإعلام من جيكوسلوفاكيا، فانضمت إلى المكتب وكانت لها مساهمات جادة، واستفدنا من خبرتها كثيرا، خصوصا بما هو حرفي، وساهمت في إعداد المجلة وغيرها من النشاطات الإعلامية، ولا أنسى مساهمة الرفيق الشهيد أبو كريم في رفد الإعلام بالدفاتر والأقلام والأصباغ وكذلك شراء الأفلام وتوفير كاميرا حيث قمنا بتصوير العديد من النشاطات التي نقوم بها وتوثيقها، وكانت أحدى مهامنا هو توثيق العمل الأنصاري وحياة الأنصار، وصورنا مئات الصور الفوتوغرافية التي أرسلناها عبر مكتب الفوج إلى القاطع والى الحزب في الخارج ولا أعرف مصيرها حتى الآن؟!! حتى الصور الشخصية كانت أحيانا تحتكر من قبل قيادة الفوج.



في غرفة الإعلام ومكتبة الفوج الثالث يشاهد في الصورة الرفيق أبو وجود والرفيق أبو صمود والكتب تبدو في الخلف


كما كانت عندنا مكتبة فيها كتب منوعة ومهمة، في السياسة والأدب والثقافة العامة، وكتب فكرية، وكنت مسؤولا عنها كذلك، بل قمت بتجليد جميع الكتب، بالورق والنايلون، ويتم استعارة الكتب من قبل الرفاق من خلال سجل خاص بالمكتبة حفاظا على الكتب من الضياع، فقد كانت بالنسبة لنا ثروة لا تقدر بثمن. كما ساهمنا بكتابة بعض المواد الإذاعية وتم بثها من إذاعتنا من الإعلام المركزي.

في مقر قاطع بهدينان: بعد انتقالي لمقر القاطع، كان هنالك مكتب إعلامي فيه رفاق عديدون، ويسكنون في غرفة خاصة، منهم الرفيق أبو سعد وأبو هشام وآخرين، وكنت أتعاون معهم، أنا ورفاق آخرون منهم أبو سوزان وأبو نسرين والرفيقة سمر، فكانت من مهامي هناك المساهمة في إعداد النشرة اليومية من خلال الإنصات، وكذلك كتابة مواد ثقافية للمجلة التي كانت تطبع وتوزع وهي "نهج الأنصار". وكانت هنالك نشاطات ثقافية متنوعة وأمسيات فنية راقية كانت تدار من قبل مكتب الإعلام، منها أمسيات ثقافية وسياسية وحتى علمية واجتماعية، ولا أنسى أمسية الرفيق أبو الطيب حول أحدى قصصه القصيرة والتي أثارت النقاشات الأدبية، وتم تقديم بعض المسرحيات منها من إخراج الرفيق أبو عجو.

مقر الإعلام المركزي في لولان: بعد عودتي من العلاج في مدينة "أرومية" الإيرانية من آثار الضربة بالأسلحة الكيمياوية، تم تكليفي بالذهاب إلى الإعلام المركزي لمساعدة الرفاق هناك، وكان الإعلام المركزي عبارة عن خلية نحل نشطة تعمل ليلاً ونهاراً، كان يقود الإعلام حينها الرفيق أبو نادية "رضا الظاهر" ويعمل فيه أبرز الرفاق الإعلاميين، وكان الرفيق أبو نهران موجودا قبلي حيث نقل إلى الإعلام المركزي، وكان الرفاق أبو نيسان "مفيد الجزائري، أستيرا، قيس، بهار، وشاخوان ، أبو سامان، نوروز، زهير، الفقيد د أبو تانيا، أبو هادي، ليلى، جاسم المذيع، حسن بلبل، أبو محمد يماني، شلير وزوجها، والفقيدة رجاء الزنبوري وعبد الرزاق الصافي وعباس وأبو سهيل وعماد وأبو واثق المسرحي وشمال وكاروان وأبو قيس ورعد وأبو شهاب وأبو دجلة ومراد، ورفاق آخرون رائعون، لا أتذكر كل أسمائهم. وقد قام العديد من الرفاق القياديين بزيارة الإعلام المركزي، أتذكر منهم الرفيق كاظم حبيب، الرفيق أبو نبيل فخري كريم، الرفيق أبو عادل، وقدموا العديد من المحاضرات الفكرية والثقافية والسياسية.
كانت مهمات الإعلام المركزي كثيرة، منها الإذاعة وبرنامجها، إصدار جريدة طريق الشعب، ونشرات حزبية وإعلامية وكراريس، بالإضافة إلى النشرة الإخبارية.
 

الرفيق أبو صمود والرفيق أبو نيسان في الاعلام المركزي 1988 (تحت شعار لنظل مبتسمين دوماً)


كان الجميع يعمل كفريق واحد، كان هنالك القسم الكردي، حيث يتم البث باللغتين العربية والكردية، وساهمت بأعداد الأخبار، وغيرها من الأعمال كالتنضيد وترتيب الجريدة، أو الكراريس وأعمال أخرى ناهيك عن الحراسات الليلية والطبخ، فالجميع يساهم بذلك وهذا في جميع المواقع، فالرفاق الإعلاميون يناضلون بالسلاح والكلمة الحرة.
 

الاعلام المركزي وزيارة الرفاق فخري كريم وأبو عادل

 أستمر عملنا لحين بدأ الهجوم الهمجي المسمى بالأنفال وكذلك بالأسلحة الكيمياوية في آب 1988م، حيث تقرر إغلاق الإذاعة ودفنها والانسحاب من الموقع. وفعلا قمنا بفتح الأجهزة ونقلها إلى كلي غير معروف وتم عمل حفرة كبيرة ووضعنا الأجهزة فيها، من طابعات وأجهزة الإذاعة وغيرها. وتم انسحاب معظم الرفاق إلى الحدود الإيرانية، وبقيت مفارز خاصة تجوب جبال وسهوب كردستان، لتقوم بالاتصال والنشاط الإعلامي المباشر مع الجماهير.

من خلال هذه الصفحات البسيطة حاولت جاهدا استعراض سجل كبير من عملنا الإعلامي الذي لا يمكن عكسه بشكله الكامل ببساطة، في ظل ظروف وصعوبات غير طبيعية، وعدم توفر المستلزمات المطلوبة، بل كان التحدي وكان هنالك رفاق رائعون أتسموا بالبسالة والإبداع والعطاء الثر الذي لا ينضب.


335

منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي
نشاطات متميزة وسط الجالية العراقية والعربية




أجرى الحوار: محمد الكحط

برز في الأونة الأخيرة منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي من خلال نشاطاته المتنوعة والعديدة، وفي هذا اللقاء مع الدكتور احمد الربيعي أحد المؤسسين للمنتدى، نحاول أن نسلط الضوء على أهم نشاطات هذا المنتدى.

س: ما هي فكرة المنتدى الأولى وكيف تبلورت ومتى وأين بدأ نشاطه؟

- تبلورت فكرة المنتدى في سياق البحث عن إطار يجمع العراقيين في استراليا على اختلاف هوياتهم الفرعية,عرقية كانت أم دينية أو مذهبية بعد أن بلغت التخندقات مديات غير مسبوقة بالارتباط بما كان يجري في الوطن الأم من احتقانات طائفية عرقية اقترب معها العراق من حافة الحرب الأهلية. استغرقت فترة التحضير للمنتدى ما يقرب من السنتين وسط غير قليل من النزوع الى السلبية والإحباط وحتى التشكيك بجدوى وفاعلية هكذا تجمعات.
 
* هل لديكم مقر للفعاليات؟
- ليس للمنتدى مقر أو أماكن مخصصة لفعالياته, التي يستأجر لها قاعات ومسارح مختلفة.
 
* من هم أول من ساهم في تأسيس المنتدى؟

- المجموعة التي تداولت فكرة المنتدى شملت الفقيد د جاسم الكاطع ود طه ناجي ود. سعيد اسطيفان و د. محمد الجابري و د. جمال مراد و د. احمد الربيعي.
 
* ممكن أعطاء فكرة عن أهم النشاطات الثقافية والاجتماعية التي أقامها المنتدى  ؟

- خلال سنواته الخمس توزعت نشاطات المنتدى على محاور مختلفة, ثقافية وأكاديمية واجتماعية وسياسية عامة. فأضافة الى التقاليد التي أرساها المنتدى من خلال الاحتفال سنويا بيوم المرأة العالمي في 8 آذار وإقامة الملتقى الأكاديمي واليوم الثقافي العراقي والتي أضاف لها مؤخرا مهرجان الجواهري الشعري,إضافة الى هذه التقاليد فقد احتفى المنتدى برموز وقمم الإبداع والانجاز العراقي كالشاعر بدر شاكر السياب والشاعر عبد الله كوران والعالم عبد الجبار عبد الله والعلامة علي الوردي والتشكيلي جواد سليم والشاعر محمد مهدي الجواهري والمفكر حسين مروة والبروفيسور تحسين السليم والتشكيلي إبراهيم العبدلي الخ.وقد شملت نشاطات المنتدى قضايا وموضوعات متنوعة كالأزمة الاقتصادية العالمية، وأصول العامية العراقية ومشكلات الشباب وتطوير مناهج التعليم العالي والدولة المدنية والدولة الدينية وجذور العنف في العراق الحديث وآفاق الديمقراطية في العراق الخ،  إضافة الى احتضان ودعم مبدعي الجالية من خلال تنظيم المعارض التشكيلية وجلسات توقيع الإصدارات الجديدة وتكريم الأكاديميين والمبدعين وكذلك تنظيم السفرات والأماسي الاجتماعية.
وللمنتدى ناد للسينما يروج للأفلام التي تلتزم قضية الإنسان , كما أسس هذه السنة "الصالون الأدبي" الذي اخذ على عاتقه احتضان الإبداع بكل أشكاله في أوساط العراقيين في استراليا.
وللمنتدى جانب غير ظاهر للنشاط يتمثل بالدور الاستشاري والتوجيهي خاصة بالنسبة للكفاءات الواصلة حديثا الى استراليا وبعض مراكز خدمة اللاجئين الخ. وقد نظم المنتدى العديد من الفعاليات التضامنية مع أكاديميينا وكفاءاتنا واحتجاجا على ما يجري في عراقنا، ومن أمثلته الجريمة النكراء التي تعرضت لها كنيسة سيدة النجاة وكذلك المطالبة بتمثيل عادل لمبدعي المهاجر في المحافل العراقية والدولية.
 
* هل يتلقى المنتدى دعماً من الجهات الحكومية الاسترالية أو أي جهة أخرى وكيف؟

- لا يستلم المنتدى أية إعانات من الجهات الحكومية أو غير الحكومية وهو يعتمد كليا على اشتراكات أعضائه وتبرعاتهم.
 
* من هم رواد المنتدى مثلا، هل هم المثقفون فقط أم للجميع، وهل يمثل جميع العراقيين؟

- أبواب المنتدى مفتوحة للعراقيين الاستراليين جميعا سواء بالعضوية (التي تشمل غير الجامعيين من خلال "العضو المؤازر" و"العضوية الفخرية") أو بالاشتراك في فعالياته المختلفة. وجمهور المنتدى متنوع وينتمي الى مختلف الشرائح مع الإقرار بان  وجود الشباب هو الأقل مع حرص المنتدى على إشراكهم في أنشطته المختلفة. إن للمنتدى الحق ان يفخر بأنه التجمع الوحيد العابر لكل الحواجز الدينية والطائفية والقومية وهو ما يقر له به الجميع.
 
* بشأن مستقبل المنتدى وطموحاتكم، هل تنوون التعاون مع جهات عراقية أخرى في استراليا أو خارجها، ومع وزارة الثقافة العراقية مثلا؟

- لقد نسق المنتدى مع عدد من الجمعيات في نشاطات مشتركة وبادر مؤخرا الى تجميع منظمات الجالية ونشطائها في لقاء تشاوري انبثقت عنه "لجنة العمل المشترك لمنظمات الجالية العراقية" بهدف تطوير أشكال التعاون والنشاط المشترك بين تلك المنظمات بصرف النظر عن اختلافاتها وتعدد مكوناتها. والمنتدى منفتح على التجمعات العربية والاسترالية, وله صلات طيبة مع العديد منها, وكذلك على المؤسسات الرسمية العراقية بالرغم من انه لم يلمس تجاوبا يذكر في هذا الصدد.
 
* ماذا تود ان تقول لأبناء الجالية العراقية في استراليا؟

- نداؤنا المتكرر لإخواننا في الجالية العراقية ان يضعوا دائما عراقيتهم قبل أية هويات أخرى مع الاعتزاز بجميعها وان يقدموا ما هو مشترك على ما هو مختلف عليه وان يتذكروا ان الاندماج في المجتمع الاسترالي العريض (وهو المستلزم الحيوي للعيش المثمر والمفعم بالأمان هنا)، لا يجمعه جامع بالانزواء وراء الهويات الضيقة.

•   شكرا لكم ونتمنى لهذه التجربة الجديدة في منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي النجاح والتطور والمزيد من النشاطات وتحقيق الأهداف التي تصبون أليها، ولأبناء الجالية العراقية في استراليا أجمل تحية.

صور من فعاليات المنتدى المختلفة:






 

 
 

 


336
المنبر الحر / ثرثرة تحت النيــل
« في: 12:54 30/07/2013  »
ثرثرة تحت النيــل

بقلم: محمد الكحط

(هذي مصر جايه تعلن كلمتها نصر)

((رجعوا التلامذة/ يا عم حمزة للجد تاني/ يا مصر إنتي اللي باقية/ وأنتي قطف الأماني/ لا كورة نفعت/ ولا أونطة/ ولا المناقشة و جدل بيزنطة/ ولا الصحافة والصحفجية/ شاغلين شبابنا/ عن القضية/ قيمولنا صهبة يا صهبجية/ ودوقونا طعم الأغاني/ رجعوا التلامذة للجد تاني/ طلعوا التلامذة ورد الجناين/ اسمع يا ميلص و شوف وعاين/ ملعون أبوك ابن كلب خاين/ يا صوت أميركا/ يا أمريكاني/ رجعوا التلامذة يا عم حمزة للجد تاني/ يا مصر إنتي اللي باقية وأنتي قطف الأماني))

تحية لشعب مصر ولمصر أم الدنيا، هكذا يرددون ورددناها معهم، كلنا يحب مصر ولها فضل علينا، ونحمل في مخيلتنا صورة بهية وبهاء مصر وشعبها العظيم، (شعب أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، ونجيب محفوظ ومصطفى لطفي المنفلوطي وأحمد شوقي، ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وإسماعيل ياسين، ونجاة الصغيرة، ومحمد زويل، وغيرهم وغيرهم الآلاف من المبدعين والفنانين والعلماء).
 مصر أم العطاء والخير لكنها مسلوبة من أبناء جلدتها ولكن شعب مصر كان دائما رغم القهر شعباً معطاءاً.

((ناح النواح والنواحة على بقرة حاحا النطاحة والبقرة حلوب/ حاحا/ تحلب قنطار/ حاحا/ لكن مسلوب/ حاحا/ من أهل الدار/ حاحا/ و الدار بصحاب/ حاحا/ واحداشر باب/ حاحا/ غير السراديب حاحا...))

 منذ الطفولة تفتحت أعيننا على اللهجة والثقافة المصرية ونهلنا من نتاجات مبدعيها الكبار، وكان للإنتاج التلفزيوني الفني والثقافي المصري الكثيف والمميز دوره في خلق صورة زاهية لمصر وشعبها، وكنا نحلم بزيارتها.
وكانت الزيارة الأولى إلى مصر أرض الكنانة ولو جاءت متأخرة فهي أفضل من عدمها، وبين الصورة المنسوجة والحلم وبين الواقع آهاتٍ وآهات، حسراتٍ وحسرات...وهذا حال بلداننا العربية قاطبة.

((يسبق كلامنا سلامنا يطوف ع السامعين معنا/ عصفور محندق يزقزق كلام موزون وله معنى/ عن أرض سمرة وقمرة وضفة نهر/ ومراكب ورفاق مسيرة عسيرة وصورة حشد...))


هنا النيل الخالد يفرش ذراعيه لاحتضاننا، يجري بوداعةٍ وهدوء، وعلى ضفافه انتشرت الأشياء والناس... طيبتهم  اللامتناهية وبساطتهم  ومسالمتهم وحبهم للآخر...ربما ارتجت الصورة ولكن ليس معهم...، هنا المتحف الوطني المصري العريق، تدخله فتبهرك الآثار الخالدة، مصر الفرعونية، مصر التاريخ العظيم والمجد التليد، هنا شوارع متآكلة يعلوها الغبار والدخان الأسود المتصاعد من عادم السيارات القديمة  التي  انقرضت موديلاتها  منذ عقود من بلدانها المصنعة وها هي هنا تسير وتنفث وتنفث ويعلو في الفضاء عادمها مع زفرات وآهات البسطاء، التي تحسها وأنت تدخل إلى الأنفاق المؤدية إلى المترو... حيث تلسعك نفحة من الهواء الساخن الفاسد... زفير الملايين التي تستخدم هذه النعمة العصرية التي حلت جزءاً كبيرا من زحام المدينة صاحبت الخمسة والعشرون مليون نسمة وقد يرتفع أو يقل بين يوم وآخر مليونان وهذا حال المدن الكبرى...
مصر الأمس ومصر اليوم.....

((و رفاق مسيرة عسيرة
وصورة حشد و مواكب
ف عيون صبية بهية
عليها الكلمة والمعنى))


عربات مكتظة بأجساد البسطاء المتعبة سعياً وراء لقمة العيش الصعبة المنال...شوارع المدينة المزدحمة، أربعون شرطيا ينظمون عبور الناس في بداية شارع رمسيس، لا تستغرب،  لأنه من الصعب أن تنجح هنا الإشارات الضوئية، لتقوم بذلك، فكثرة البشر وعدم تعودهم على هكذا تكنولوجيا، فجلهم من البسطاء والفقراء والأميين، وهم يسعون من أجل البقاء,لا تستغرب وأنت تسير في شارع رمسيس المشهور أن تجد عبارات غير لائقة على الحيطان مثلا ((البول للحمير))، أو غيرها من العبارات والإعلانات المختلفة التي تشوه الشارع.
 في المترو عربات خاصة لركوب النساء وأخرى خاصة للذكور، لم أكن اعلم بذلك فركبت لأول مرة دون قصد مني العربة الخاصة بالنساء، فوجدت العيون تتوجه عليّ، وعندما وقف المترو في المحطة التالية وجدت من يوجه ليّ الدعوة للترجل والتحول إلى عربة أخرى، مقدراً كوني غريب عن قوانين وعادات أهل البلد، والأغرب وجدت دعاءاً معلقاً في عربة النساء يحرم التبرج واستخدام العطور من قبل النساء.

((مصر يا أمة يا بهية/ يا أم طرحة و جلابية/ الزمن شاب وأنتي شابة/ هو رايح وأنتي جية/ جية فوق الصعب ماشية/ فات عليكي ليل وميه/ واحتمالك هو هو/ و ابتسمتك هي هي/ تضحكي للصبح يصبح/ بعد ليلة و مغربية/ تطلع الشمس تلاقيكي/ معجبانية وصبية...))

أينما تسير تجد ظاهرة التسول منتشرة بأشكالٍ غريبة وعجيبة، وبالضد تجد معوقين يعملون رغم عاهاتهم وصعوبة تدبير حالهم، لكنهم يبذلون جهوداً من أجل لقمة العيش الشريف.

مصر الأهرامات، هناك في الجيزة تجد عوالم أخرى، عوالم ليس لها أول وليس لها آخر، الغوص في تلك العوالم يحتاج إلى مؤلفات وكتب وبحث ومتابعة، يحكيها أبو الهول كل يوم، باعة متجولون يجوبون الشوارع يبيعون كل شيء يخطر ببالك.

الشوارع تزدحم بالمارة وخلال لحظات تتجمع المئات الآلاف الملايين، من كل الفئات من كل الطوائف، تتحدى تهتف تصارع، ترفع شعارات، ترقص تهزأ تتكاتف...

كسبة، عمال، موظفين، فلاحين، صحفيين، فنانين، وتزدحم الساحات، ظن الجميع أن مصر نامت ولن تستيقظ بعد اليوم، فالكل مشغول بهمهِ، ليس لديه الوقت للتفكير حتى بالتغيير، لكن يناير 2011م، كان مدوياً، نعم سرقت الثورة، سرقت ولن تعود بهية بعد اليوم، لكن ناطحات السحاب ستنحني يوما لتمجد هذا الشعب من جديد، وستحترم الشعوب إرادة هذا الشعب العظيم.

(( الليل جزاير جزاير/ يمد البحر يفنيها/ والفجر شعلة حتعلا/ وعمر الموج ما يطويها/ والشط باين مداين عليه الشمس طوافة/ أيدك ف أيدنا ساعدنا/ دي مهما الموجة تتعافى/ بالعزم ساعة جماعة/ وبالإصرار نخطيها...)).

عند صلاة الظهر أو العصر، يفترشون الطرقات لأداء فرض الصلاة، وسط شوارع القاهرة المزدحمة دوما، ينهون الصلاة ويعودون لممارسة عملهم من جديد، أطفال يبيعون مختلف البضائع في الشوارع، لقمة العيش تصعب على النساء، يكدحن في ظروفٍ صعبة للغاية، الحجاب أصبح ظاهرة عامة، فالخشية من المتزمتين والخوف من سلوكهم ضد النساء الغير محجبات يجبر حتى بائعات الهوى على ارتداء الحجاب، فما بالك بالكادحات وحتى المثقفات والطالبات.
لقد أعادوا مصر قروناً إلى الوراء، جوعوا شعبها، وحاولوا تطويعه، مصر التي كانت قبلة للجميع، جعلوا شعبها ينفر منها، ملايين المصريين يهاجرون خارجها، فقد ضاقت بهم مصر وتبددت أحلامهم، يعملون في مختلف دول العالم، تاركين ورائهم عوائلهم، لماذا ومصر هيّ التي كانت أم الخيرات...؟؟؟


((ويعود كلامنا بسلامنا يطوف ع الصحبة حلواني/ عصفور محني يغني على الأفراح ومن ثاني/ يرمي الغناوي تقاوي/ تبوس الأرض تتحنى/ تفرح وتطرح وتسرح/ و ترجع ثاني تتغنى/ اللي بنى مصر كان ف الأصل حلواني...)).

كان الناس يخشون من السلطات، أما اليوم فالموازين قد انقلبت فلم يعد الخوف يقف حاجزاً من المطالبة بالحقوق، وضمان العيش الكريم للإنسان المصري، نعم كلنا يعرف أن العديد من الدول لها مصالح إستراتيجية في مصر، فمصر لها تاريخ يمتد لآلاف السنين، وحاضر مؤثر في المنطقة والعالم.
في زيارتي الأخيرة لمصر كان الغليان وكانت الانتخابات بعد الإطاحة بالنظام السابق وأعوانه، كانت مصر جميلة بأهلها وطيبتهم، مصر ليست القاهرة فقط، مصر الصعيد والإسكندرية ووو، فلاحيها البسطاء، عمالها البواسل في المحطات والمعامل، يكدحون لكن العوز هو الغالب على الجميع، ومتطلبات الحياة تزداد كل يوم.
خرج الشعب المصري وخرجت معه فرحتنا المكبوتة لعقود، وتأملنا كما تأمل شعب مصر العريق بالتغيير نحو الأفضل وهاجت الأرض في كل مكان وماجت الأفكار ودارت الرؤوس، وانطلق جدال في كل مكان، التهبت تونس واليمن وليبيا وسوريا، وسكت الجميع برهة وسرعان ما سرقت الأحلام، لكن العرافة المصرية قالتها نعم قالتها، لن نسكت بعد اليوم على أية ظلم سنخرج وسنخرج ضد أي اعوجاج وضد أي ظلم، انتهى زمن الخوف انتهى زمن الخنوع، انتهى زمن اليأس، بهية المصرية تتفوه تتحدى تقاتل، وتجيد العزف والغناء وحتى الرقص، بهية هي شعب مصر هي مثقفيه، هي فلاحيه وعماله وطلابه، هي نساءه ورجاله، تخرج اليوم عن بكرة أبيها لترسم مستقبلها، رغم كل الظروف المعقدة المحيطة بمصر، رغم كل التدخلات الخارجية.
الكل ينظر اليوم لهذا الشعب بإعجاب، بل ننصت صاغرين لنتلقى درسا تاريخيا، وهو ان الشعوب هي صانعة المستقبل، شرط تحررها من الخوف وعدم رضوخها للطغيان والاستلاب.
لقد أوجز الشاعر أحمد فؤاد نجم في قصائده كل تاريخ مصر المعاصر، وأمام كلماته تصغر الكلمات الأخرى مهما كانت رصينة وبليغة فهي خير من يعكس ضمير شعب مصر الحي.

((مصر يا أمة يا سفينة/ مهما كان البحر عاتي/ فلاحينك ملاحينك/ يزعقو للريح يواتي/ اللي ع الدفة صنايعي/ و اللي ع المجداف زناتي/ و اللي فوق الصاري كاشف/ كل ماضي وكل آتي/ عقدتين والثالثة ثابتة/ تركبي الموجة العفية/ توصلي بر السلامة/ معجبانية وصبية/ يا بهية....)).

سلاماً شعب مصر العظيم.





339
التيار الديمقراطي في ستوكهولم يحيي الذكرى 55 لثورة 14 تموز المجيدة

تمر علينا هذا العام الذكرى 55 لثورة 14 تموز المجيدة، وفيها نهنيء الشعب العراقي بهذه المناسبة الغنية بالعبر في قيامها، إثر التلاحم البطولي بين الجيش والشعب لتفجيرها بعد نضوج ظروفها الموضوعية والذاتية، من أجل خلاص الشعب من نير الإستعمار والرجعية وطغمة نوري السعيد وأذنابهم. فكانت  بحق ثورة وطنية تحررية أحدثت نقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فأطلقت سراح الموقوفين والسجناء السياسين، وألغت المرسيم التعسفية المطبقة بحق المناضلين، وأصدرت قانون تطهير الجهاز الحكومي من المفسدين، وشرع قانون الإصلاح الزراعي الذي أنصف الفلاحين وطعن النظام الإقطاعي في الصميم، والغى قانون العشائر وأسس لقانون مدني قضائي نافذ، وتحقيق هامش واسع من الحريات العامة والعمل الحزبي لكل الأحزاب الوطنية، وإنطلق النشاط النفابي والطلابي والجمعيات الفلاحية، الإنسحاب من حلف بغداد والتحرر من منطقة الإسترليني ومن المعاهدات واتفاقيات مع بريطانيا وأمريكا، إصدار قانون الأحوال الشخصية رقم (88) لسنة 1959، تحرير الأراضي العراقية من    إمتيازات شركات النفط الإحتكارية في القانون رقم(80) لسنة 1961، التوسع في مشاريع الإسكان للفقراء، بناء المدارس، دعم القطاع الصحي.
وفي هذا الظرف الحرج الذي يمر به شعبنا من القتل والدمار اليومي للقوى الإرهابية والظلامية المتخلفة والمتسترة بغطاء الدين, أعمالهالإجرامية والتكفيرية، الذي أوصلتنا إليه سياسة المحاصصة الطائفية والإثنية إلى حافة الهاوية، رغم مبادرات التهدئة، فأن التيار الديمقراطي وقواه الحية وحلفائه وكل الناس الوطنيين الحقيقين، التي تهمهم مصلحة الوطن والحفاظ على نسيجه الإجتماعي، يستمدون العزم على مواصلة النضال من أجل المساهمة الفاعلة لتحرير الشعب من الظلم والفقر والتضييق على الحريات، وبناء عراق ديمقراطي مدني إتحادي متسامح يسع الجميع وتصان فيه كرامة الإنسان وحقوقه، يشيع فيه جنازة المحاصصة الطائفية والأثنية البغيضة إلى مثواها الأخير. ويأخذ زمام المبادرة إلى الإنفتاح والتسامح والحرية الحقيقية وعقد المؤتمر الوطني ليضع برنامج طموح لتجاوز تداعيات الأزمة الراهنة ويلبي مطالب الجماهير في الخدمات العامة وتوفير العمل وحل مشكلة  الكهرباء، والتوزيع العادل لثروات الشعب في مشاريع منتجة وتحريك عجلة الإقتصاد الصناعية والزراعية والخدمية، ومحارة الفساد والمفسدين بقوة وحزم، والنأي بالعراق من التدخلات الإقليمية والخارجية.
وبهذه المناسبة نشد العزم وندعوا الجماهير الشعبية للضغط على القوى المتنفذة والبرلمان لتشريع القوانين المهمة ومنها قانون الأحزاب وقانون النفط والغاز وغيرها، وإجراء التعداد العام للسكان، وتعديل قانون الإنتخابات وجعل العراق دائرة إنتخابية واحدة وبقوائم مفتوحة وبقانون توزيع المقاعد النيابية بما يمنع سرقتها.
المجد والخلود لشهداء ثورة 14 تموز 
   عاش الشعب العراقي الأبي
تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم

340
ثلاثون عاما لمعركة جبل بي خير*



بقلم: محمد الكحط
– أبو صمود-


بعد مأساة بشتآشان، ورغم الظروف المعقدة التي مرت بها الحركة الأنصارية للحزب الشيوعي العراقي، أستمر تدفق الرفاق من الخارج لكردستان العراق، مؤمنين بمبادئهم، تاركين الغربة ومغرياتها، متوجهين للوطن عبر بوابات الفقراء، ومنها هذه المفرزة التي توجهت مع لهيب حرارة شهر حزيران 1983م، من الحدود السورية إلى داخل العراق، حاملين معهم آمال الفقراء وأحلامهم، منهم من ترك مقاعد الدراسة في الخارج ومنهم من ترك عمله وعائلته.
 كانت المفرزة بقيادة الرفيق البطل الشهيد أبو هديل، ورفاقه الأبطال في مفرزة الطريق أتذكر منهم، أبو جهاد، أبو أيمان، أبو سحر، أبو كفاح، أبو عزيز، أبو خلود، أبو شهاب، أبو حسنة، ناهل، علاء الصغير، علاء الكبير، أبو جوان، وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة بتذكرهم.
مفرزتنا تضم رفاقا من مختلف الأعمار والمهن والقوميات والأديان، كلهم عراقيون شيوعيون، منهم الكادح والطبيب والمهندس والطالب والموظف، تأبطوا حقائبهم البسيطة وحملوا سلاحهم بوجه الدكتاتورية البغيضة، كان علينا في الليلة الأولى عبور الحدود والوصول إلى أماكن آمنة، رغم الدوريات والمفارز الحدودية للسلطة العراقية، واجتياز أماكن وعرة محروثة، وأنابيب النفط، وكذلك عبور نهر دجلة، وهذه من أصعب مراحل العبور، وهذا يتطلب السير بسرعة والانتباه للتعليمات وتنفيذها بدقة. رغم أن العديد من الرفاق الموجودين في المفرزة من الجدد على هكذا ظروف ولم يسبق لهم استخدام السلاح إلا في التدريب البسيط، ولم يتعودوا السير لمسافات طويلة.
انطلقنا وعبرنا الخط الحدودي وأنابيب النفط وتوجهنا لنعبر النهر،  وتم القيام بنفخ الإطارات ووضع "الكلك" في الماء، وكل رفيق اتخذ مكانه المكلف به، تكدسنا فوق الكلك وبعض رفاق مفرزة الطريق خلع ملابسه ونزل الى النهر ليدفع الكلك، وكان كل شيء يتم حسب ما مخطط له، بعد أن عبرنا بنجاح سرنا في أماكن وعرة في ليلة حالكة الظلمة، لتسهيل حركتنا دون أن يشاهدنا أحد، وصلنا إلى منطقة  سهل"دشت"، وكاد نور الفجر ان يبزغ ، وتطلب من المفرزة ان تسير بسرعة، لتصل إلى مكان آمن قبل شروق الشمس، ولكن ذلك غير ممكن لبعض الرفاق الذين أنهكهم التعب ولم يعدوا قادرين على الحركة رغم الاستراحات التي مررنا بها، ورغم تناولنا المياه خلال الطريق، أتذكر منهم الرفيق الدكتور أبو تضامن والرفيق سامر والفقيد الرفيق أبو زكي، فوصل بعض الرفاق إلى بداية جبل "بي خير" في انتظار وصول الرفاق الآخرين، وشيئا فشيئا وصل معظم رفاق المفرزة، لكن بقي الرفاق المرهقين ومعهم رفاق من مفرزة الطريق، منهم الرفيق أبو هديل الذي سار معهم لحمايتهم، توزعنا نحن الذين وصلنا وأخذنا أماكن محددة في بداية الجبل، وللأسف أحس بعض عناصر النظام بالرفاق المتبقين قرب الساقية، فجرى تراشق بالنيران، وأنسحب رفاقنا بقيادة الشهيد أبو هديل من خلال مجرى الساقية وبسرعة، وجرت المتابعة ومن ثم التحشيد، فتوزع رفاق المفرزة على ثلاثة مواقع، كان الموقع الأول للأمام وأثنين للخلف  من أجل السيطرة على الحركة في الوادي من أعلى الجبل لمواجهة أي تقدم نحونا.
 المهم وصل جميع الرفاق قبل ان تتم محاصرتهم في السهل، وما هي إلا لحظات حتى بدأ اطلاق النار علينا، وجرت مواجهة، بعدها ظهراً، وصلت تعزيزات كبيرة لقوات النظام من مدرعات وغيرها، بعد ذلك تقدمت طائرات هليكوبتر وحاولت الإنزال فواجهها الشهيد أبو سحر بسلاح الآر بي جي 7، فانسحبت. واستمرت معركة طيلة النهار، حاولت مجموعة منهم الالتفاف من الخلف، لكنها تراجعت تحت نيران الرفاق، كنا بلا ماء وقليلا من الغذاء، ولكن المفرزة صمدت، بل وكبدت أزلام النظام خسائر بشرية، بجهود رفاق مفرزة الطريق الأبطال.
وعند الغروب، بدأ العدو بالانسحاب، شيئا فشيئا تاركا بعض أفراده قتلى في ساحة المعركة.
وبعد أن تأكد الرفاق في الاستطلاع، من الانسحاب الكامل لقوات العدو، نزل بعض الرفاق لجلب الماء، منهم الرفيق الشهيد البطل أبو سحر، وعندما عاد جلب معه بندقية أحد القتلى من عناصر العدو، بعد حلول الظلام نزلنا جميعا من الجبل وأخذنا استراحة، نام معظم الرفاق بسبب التعب، وكنت أحدهم لكنني استيقظت فجأة، فوجدت الشهيد أبو هديل واقفا بقامته يحرسنا جميعا، ورفاقا بعيدين هناك للاستطلاع، فقلت له رفيق أرتاح قليلا لعلي أساعدك، قال أرتاح أنت أمامنا سير طويل.
وصلتنا بعض الإمدادات من الأكل، فأكلنا بعض الشيء، تحركنا باتجاه عمق جبل "بي خير"، ودخلناه ووصلنا أماكن وعرة فيه، وعند بزوغ الفجر سمعنا صوت الطيران الحربي، وما هي إلا لحظات حتى بدأ قصفنا بقنابل النابالم وأسلحة مختلفة من قبل الطيران، لكننا كنا في "الأشكفتات" أي الكهوف أو أماكن من الصعب وصول النيران المباشرة علينا، وكانت التعليمات بعدم الرمي وعدم الحركة، لكن الجبل بدأ يحترق بكامله بفعل النابالم، ولم يبق شيء لم يحترق، ووصلت النيران إلى أرجلنا وكان الدخان يتصاعد ويسبب صعوبة التنفس للجميع. لكن كانت معنويات جميع الرفاق عالية جداً، وكان لرفاق مفرزة الطريق الدور الجميل في بث الطمأنينة والروح المعنوية العالية بين جميع الرفاق.
ليلا نزلنا وتحركنا باتجاه الدشت، والتقينا براعي معه أغنام، قام أفراد الجيش بحرق أصوافه التي جمعها، ظناً منهم أنه يتعاون مع البيشمركه، وتحمل خسائر كبيرة، ورغم ذلك قدم لنا ما توفر لدية من غذاء، وساعدنا بتزويدنا بحيوان لنقل أحد رفاقنا المتعبين جدا وهو الرفيق الفقيد أبو زكي، مع أبنه للوصول إلى الشارع الذي يربط زاخو بدهوك، والقريب من كلي زاخو.
في اليوم التالي وبعد الاستطلاع، تبين ان الشارع الدولي ملغم بالكمائن بشكل كبير، تحركنا باتجاه الأماكن الآمنة بالضبط إلى مجمع (عاصي).
حتى وصلنا إلى بستان أحد أصدقاء المفرزة، حيث تناولنا الفواكه والخضروات وأخذنا قسطا من الراحة، وعصرا بدأنا صعود الجبل الأبيض ونزلنا إلى أحد القرى القريبة من زاخو وهي قرية دولا.

بعدها سرنا أياما وليالي، ورفاق الطريق يكذبون علينا (كذباً أبيضاً)، قائلين لنا (سنصل بعد دقائق....سنصل بعد دقائق)، وهذه الدقائق تتحول إلى ساعات، مررنا بعدة قرى وأماكن، وبعد خمسة أيام، وصلنا إلى مقر الفوج الثالث في "كلي هصبة" ضمن قاطع بهدينان، حيث كان الرفيق الفقيد أبو جميل (توما توماس)، ورفاق آخرون في انتظار المفرزة، وكان الموقع جديدا وفي طور الإعداد بعد انسحاب مقر القاطع من الحدود التركية بسبب الهجمات التي تعرض لها من قبل الجيش التركي.
بعد أيام تم توزيع الرفاق إلى المواقع الأنصارية المختلفة. ومنهم من بقي في الفوج الثالث.
وفي الفوج الثالث، بدأت حكاياتنا الجميلة الجديدة.
مجدا شهداء مفرزة الطريق الأبطال، مجدا شهدائنا الأنصار، مجدا شهداء الحزب الشيوعي العراقي.

* بي خير: تعني بلا خير، كون الجبل أجرد خالي من الأشجار المثمرة.


341

الدكتور صالح ياسر: بلادنا تواجه حالة استعصاء متكررة




طريق الشعب –ستوكهولم-

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد – ستوكهولم-، يوم الأحد 9 حزيران 2013 ندوة جماهيرية استضافت فيها الرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب، تحدث فيها عن آخر تطورات الوضع السياسي في العراق ونتائج انتخابات مجالس المحافظات. في بداية الندوة رحب الرفيق كفاح محمد بجميع الحضور وبالرفيق د.صالح، كما رحب بالقائم بأعمال السفارة العراقية في السويد الدكتور حكمت داود ، وكذلك بالرفيق جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، وتطرق إلى تأزم الوضع السياسي في العراق بفعل سياسة المحاصصة، واشتداد الصراعات بين القوى المتنفذة، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من فقدان الأمن وسوء الخدمات.



أستهل الرفيق الدكتور صالح ياسر حديثه بتقديم الشكر لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد وبجميع الحضور، مقدما عدة عناوين لمداخلته.
وكان المحور الأول ((الملامح الأساسية للأزمة وجذورها))، وفي هذا المحور أكد على ان البلاد تواجه  حالات استعصاء متكررة ناجمة بالأساس عن المعركة المحتدمة بين القوى المتنفذة حول السلطة والنفوذ والثروة، وحول شكل ومحتوى الدولة الجديدة التي بدأت بالتشكل بعد 9/4/2003، مما تجعل من هذا المشهد مجالا مغلقا الى حد ما، يعيد انتاج نفس الأنساق السياسية القائمة.
هذا بجانب غياب الرؤية السياسية لهذه القوى، واعتمادها مبدأ أقتسام السلطة والمحاصصة الطائفية، وكذلك غياب المشروع السياسي الوطني العابر للطوائف، فالبلاد تمر اذن بأزمة عميقة ولم تعد مجرد أزمة حكومة أو أزمة علاقات بين المتحاصصين بل ازمة نظام بكامله، ازمة نظام المحاصصات الطائفية – الاثنية الذي قاد البلاد الى ما هي عليه اليوم، وتشكل الازمة السياسية احدى تمظهرات ازمة النظام وليست الوحيدة. وما يدلل على ذلك انه ورغم تعاقب ثلاث حكومات (علاوي – الجعفري – المالكي بدورتين) إلا ان الازمة بقيت دون حل، بل حتى تفاقمت وازدادت تعقيدا وباتت تنذر بنتائج لا تحمد عقباها.

في المحور الثاني تحدث عن ((طبيعة الاقتصاد العراقي))، وأشار إلى كونه اقتصاد متخلف وأحادي الجانب وريعي - خدماتي، حيث يعتمد على العوائد  النفطية بالأساس، وتردي مساهمة قطاعات الإنتاج المادي خصوصا القطاع الصناعي والقطاع الزراعي، ففي عام 2012 كانت مساهمة القطاع الصناعي بنسبة 1,5%، و كانت نسبة مساهمة القطاع الزراعي حوالي 3% .



وتبرز مخاطر الاعتماد على الريوع النفطية هو انها تضع تحت تصرف الحكومة (اية حكومة) إمكانيات مالية هائلة تحت تصرفها وتصرف القوى السياسية الحاكمة والقريبة منها، يتم كسبها بسهولة عن طريق زيادة انتاج النفط وتصديره، اضافة الى امكانيات واسعة بالتصرف بحرية بهذه الأموال، من اجل تكريس السلطة ودورها في الحكم، يساندها في ذلك كل القوى التي تحتكر النشاط الاقتصادي التجاري، وتتبادل الاسناد فيما بينها من اجل تعزيز التوجه نحو التجارة، وضمان تراكم الثروة لديهم بأسرع وقت وأسهل الطرق، مما يشكل مخاطر جدية ويؤدي إلى تعاظم الإنفاق الاستهلاكي في جميع الاتجاهات، فقد ارتفعت أعداد موظفي الدولة إلى 3 مليون موظف سنة 2012، عدا العاملين بعقود أو بأجور، ناهيك عن الأعداد التي تتسلم الإعانة الاجتماعية والمتقاعدين، سيصل العدد إلى أكثر من سبعة ملايين. هذا أدى إلى ارتفاع أعباء الدولة المالية، من جانب آخر ارتفعت نسبة البطالة المقنعة، وتعزيز الاعتماد على الحكومة من قبل الشعب وما يحمله هذا من مخاطر على الديمقراطية والمشاركة في صناعة القرار. لقد ارتفعت استيرادات العراق من السلع والخدمات من 9,6 مليار دولار سنة 2003، إلى 58 مليار سنة 2010م، والى 64 مليار عام 2011م، أدى هذا كله إلى ظهور احتكار شبه كامل للنشاطات الاقتصادية من قبل القطاع التجاري، وتشكيل فئة من التجار الطفيليين المرتبطين مع أجهزة الدولة الإدارية بمصالح متشابكة ترعاها مجموعات سياسية متنفذة وتدافع عنها.
ونوه الرفيق المتحدث الى ان الطبيعة الريعية- الخدماتية للاقتصاد العراقي أفضت إلى نتيجة نتائج خطيرة، من بينها ان بعض الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية استفادت بدرجات متفاوتة من هذه الطبيعة المزدوجة للاقتصاد العراقي: الريعية – الخدماتية. فقد نمت في إطار ذلك فئة بيروقراطية متموضعة في الشرائح البيروقراطية الحكومية والسياسية والعسكرية والأمنية العليا بحيث يمكن الحديث عن تلاحم متين بين جناحي البيروقراطية المدني والعسكري ، كما تنامى دور البورجوازية الطفيلية التي باتت تضم شرائح "رجال الأعمال الجدد " الذين عمل بعضهم مقاولين ثانويين للقطاع الحكومي وقبلها مع (مؤسسات اعمار العراق) التي انشأها الاحتلال، أو في مجال الوساطة في عقود التجارة الخارجية التي كانت "العمولة" تشكل نسبةً كبيرةً من قيمتها الإجمالية. وخلال هذه الفترة نشأ التحالف " غير المرئي" بين " النخبة " البيروقراطية وبين الفئة الطفيلية في إطار ديناميات العلاقة الزبائنية بينهما. كما يلاحظ التسيس المتعاظم لقطاعات من " البرجوازية الجديدة فنظرة سريعة الى الاحزاب الحاكمة والبرلمان تبيّن انهما اصبحتا الساحة الأساسية لنشاط " الرأسماليين الجدد " السياسي. ويبدو أن " رجال الأعمال الجدد " هم احدى الفئات التي تشهد معدلا مرتفعا للتسييس في المجتمع العراقي الآن. وبالمقابل تدعمت، وان بمستويات متفاوتة، مواقع المؤسسة الامنية والعسكرية وكبار المسؤولين فيها بفعل السيطرة على مقاليد السلطة والانتفاع بها، واستشراء الفساد والإفساد واستنزاف ثروات البلاد.
    ويمكن القول ان " التلاحم المتين " بين جناحي البيروقراطية، المدني والعسكري، سيكون له تأثير كبير بل وحاسم على اتجاهات التطور التي ستشهدها البلاد خلال الفترة التالية. فالمعطيات تشير الى اننا امام بدايات التأسيس لعسكرة متعاظمة و لا بد من اطلاق ناقوس التحذير من مخاطرها على بناء الديمقراطية لأنهما ضدان لا يلتقيان مهما امتدا. كل هذه الاثار ساهمت في إجهاض أي بادرة من بوادر التنمية  الاقتصادية المستدامة، وقطعت الطريق أمام أي تطور صناعي أو زراعي.
المحور الثالث، تناول العامل الأمني وتطوراته، وما شهدته الفترة الماضية من تزايد أعداد الضحايا، يؤشر إلى أن ما يحصل ليس مجرد احداث عابرة تجري هنا وهناك بل هو مخطط تصعيدي ذو هدف محدد هو دفع البلاد إلى أتون حرب طائفية من خلال تأجيج المشاعر الطائفية وألأثنية، وبالمقابل شهدت البلاد خلال الفترة الاخيرة ظهور تنظيمات مليشياوية و " جيوش "  تحت مسميات مختلفة، وسبق لحزبنا ان نبه إلى تعاظم دور الميليشيات وحذر من دورها المدمر، وأكد على أهمية التصدي الحازم لها، وعدم السماح تحت أية ذرائع.
كما تحدث في المحور الآخر عن الخلافات بين الكتل السياسية المختلفة وفي داخلها، وعن الانشطارات التي حصلت، وهي تعبير عن أزمة مزمنة يكمن جذرها في ثقافة سياسية منغلقة ومظهرها في نخبة سياسية مفككة، ومنتوجها نظام سياسي لن يجد حلولا حقيقية لاستعصاءاته بقدر ما يعمق تلك الأستعصاءات.
كما تناول الحراك الشعبي والتظاهرات في بعض المحافظات العراقية، مبيناً دوافع هذا الانفجار ومشيرا إلى ضرورة التمييز بين المطالب المشروعة وغير المشروعة، حيث ان الحزب أيد المطالب المشروعة وطالب بالاستجابة العاجلة لها، وحذرنا من التعامل العسكري الخاطئ، ونبهنا إلى ان قوى الإرهاب ستسعى إلى استغلال هذا الحراك، وللأسف التصعيد تواصل وأدى تعقيد الموقف.
    وبقدر التضامن مع ما هو مشروع من مطالب المتظاهرين، اكد الرفيق على رفض الحزب للشعارات الطائفية والمستفزة والخطابات المؤججة للمشاعر والمحرضة على العنف، العنف وخلط الأوراق، وشدد على ضرورة عزل المتطرفين والإرهابيين عن الأغلبية التي تطالب بحقوق مشروعة.

أما بخصوص المبادرات المطروحة لحل الأزمة وموقف الحزب الشيوعي العراقي منها، فأشار إلى أن الحزب في الوقت الذي يرحب بأي مبادرة للتقارب ومنع التعامل المتشنج والمنفعل، وتوطيد لغة الحوار والتفاهم، لكن الرفيق نبه الى ان هذه المبادرات قد لا تحمل مقومات النجاح في إيجاد حلول للأزمة اذا سارت وتحركت بنفس اتجاهات التحرك السابقة عبر التركيز على التقاء الجهات التي تعتبر اطرافا في الأزمة وتتحمل المسؤولية في استمرارها، كما انها – اي المبادرات- لا تنطلق من البحث عن سبب وجذر وأسس المشكلة وهو نظام المحاصصة الطائفية بل تسعى لإعادة بناءه بأجراء تغييرات في شكله وليس في جوهره، في حين ان البلاد بحاجة اليوم إلى بديل آخر، بديل وطني عابر للطوائف وبعيد عن سياسة المحاصصة. ومن أجل هذا جاءت مبادرة التيار الديمقراطي لعقد المؤتمر الشعبي يوم 8/6 والذي حضرته نحو 500 شخصية، وصدرت عنه مبادرة جديدة لحل الازمة بمقترح  تشكيل جبهة مدنية ديمقراطية واسعة عابرة للطائفية والاثنية، لخوض الانتخابات المقبلة ولمواجهة التخندق الطائفي والاثني، وإنهاء نظام المحاصصة.

ولم يكن الوضع في إقليم كردستان والعلاقات بينه وبين الحكومة الاتحادية غائبا عن الندوة، فقد تناول الرفيق المتحدث الأزمة والانتخابات والدستور في الإقليم وأشار الى أن العلاقات بين الإقليم والحكومة الاتحادية عانت من الخلافات والتوتر والجفاء بشأن جملة من القضايا، منها، العقود النفطية، رواتب البيشمركة، المادة 140، المناطق المتنازع عليها، تشكيل قوات دجلة.
كما تطرق إلى الانتخابات المحلية الأخيرة عارضا بالتفصيل نتائجها ودروسها، ورغم التدهور الأمني والتجييش الطائفي وعدم وجود قانون الأحزاب، واستخدام المال السياسي، واستخدام إمكانيات الدولة، واستخدام الأموال الضخمة للحملة الدعائية، والتزوير، وفي ظل كل هذه الظروف حصل التيار الديمقراطي على عشرة مقاعد، رغم نسبة المقاطعة للانتخابات كانت عالية، معتبرا ان هذا الانجاز يخلق الارضية لبناء تحالف مدني واسع للمشاركة في الانتخابات البرلمانية. هذا يتطلب تعزيز التيار الديمقراطي وتفعيل نشاطه، هذا إضافة الى انه يتعين على القوى المؤتلفة  ان تواصل النضال من أجل تسريع قانون الأحزاب وتعديل قانون الانتخابات.
وتحدث عن طبيعة التحالفات بين القوائم الفائزة لتشكيل مجالس المحافظات، وأشار الى الشروط التي وضعتها التحالف المدني – الديمقراطي ممثلا بقوائمه المتعددة في المحافظات عند دخولها ائتلافات لتشكيل مجالس المحافظات وتوزيع المقاعد فيها.
وتناول الرفيق د.صالح ياسر الأزمة البنيوية في بعدها الإقليمي والدولي، مشيرا الى انه وبرغم ارتباط الأزمة العراقية الحالية بمشاكل بنيوية في السلطة الداخلية، إلا ان سياق الأزمة الإقليمي يقتضي قراءتها من منظار أوسع يشمل بشكل أساسي الصراع الدائر في سوريا وما يرتبط به تداعيات واستحقاقات اقليمية ودولية أيضا، وفي مقدمتها ما يرتبط بالدور الأميركي ـ الإيراني ـ التركي ـ الخليجي، حيث كان للجميع مصالح حيوية في العراق ولا يزال.
    وخلص الرفيق في نهاية حديثه الى خطورة الوضع السياسي حيث فرص الحل تتضاءل، بالمقابل تتصاعد فرص الحلول اللاديمقراطية للمشاكل ارتباطا بجملة عوامل من بينها تطورات الاوضاع في سوريا خصوصا وان القضية لعراقية اصبحت جزءا من القضية الاقليمية وضمن الصراع الطائفي الذي يلف المنطقة ويطغي بسماته على كل الجوانب الاخرى مشيرا الى ان البلاد تواجه مفترق طرق خطير، وأكد على ان الحزب اذ يشير الى ذلك فان هدفه هو ان يعي الناس لمشاكلهم ويأخذوا مصائرهم بأيديهم.
ولكنه في الوقت نفسه استدرك الرفيق قائلا انه ومع كل هذه الصعوبات والمخاطر فنحن على يقين من ان صفوف ابناء شعبنا تضم الكثير من الطاقات والإمكانات، القادرة إذا ما جرى توحيدها وتفعيلها، على لجم قوى التطرف والمغامرة، ونزع فتيل الانفجار، وفتح الطريق لإصلاح أوضاع البلاد، وإعادة بناء العملية السياسية على اسس جديدة بما يتيح لبناء العراق المدني الديمقراطي التعددي البرلماني الاتحادي المستقل. ومن المنطقي ان تعلق الآمال هنا اولا وخصوصا، وفي هذا الوقت العصيب، على القوى التي لم تتورط في صنع الأزمة.   

في الختام أوضح الرفيق المتحدث ان البلاد بحاجة إلى بديل حقيقي، وتحقيق ذلك مرتبط بعوامل عديدة في مقدمتها، تبلور الكتلة التاريخية القادرة على إنجاز مهمة إعادة بناء الدولة على أسس المواطنة ولا شك ان القوى المدنية الديمقراطية المؤتلفة في إطار تحالف مدني واسع لبناء الكتلة التاريخية، ويشكل التيار الديمقراطي النواة الصلبة لهذا التحالف، مؤكدا على ان نشاط رفاق حزبنا ضمن هذا التيار، ونظرتنا للعمل داخله لا تنطلق من مقاربة تكتيكية مسكونة بتحقيق "أرباح سريعة"، على حساب الآخرين، بل تنطلق من مقاربة إستراتيجية تراهن على دور التيار وقواه في إحداث التغيير المطلوب، ومن فكرة بناء بديل لنظام المحاصصات. ونحن على قناعة تامة ان تحقيق هذا البديل يحتاج الى أفق أوسع والى قوى جديدة وتحالفات واسعة تكون قادرة على احداث تغيير حقيقي في تناسبات القوى الفعلي وليس اعادة انتاج النظام الراهن الذي اصبح عائقا امام بناء الدولة المدنية الديمقراطية العصرية. 

    وبعد استراحة قصيرة، كان هناك مجال لطرح المداخلات والأسئلة من قبل الحضور، وكانت الأسئلة تتعلق في مواضيع مختلفة منها حول التحالفات، والخلافات بين الإقليم    والحكومة الاتحادية، والانتخابات المقبلة ونظام سانت ليغو، والوعي الانتخابي، وكيفية تفعيل دور الجماهير والوصول إليها، وكيفية تغيير التوازن لصالح قوى التيار الديمقراطي. وقد أجاب عليها الرفيق أبو سعد. 
 
 








342
العراق غائباً عن أهم مؤتمر عالمي
للحماية ضد الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية والنووية






 
محمد الكحط - ستوكهولم –
عقد في العاصمة السويدية ستوكهولم المؤتمر العالمي الحادي عشر للحماية ضد الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية والنووية وتكنولوجيا الكشف عنها، للفترة من 3-5 حزيران 2013م، ويعقد هذا المؤتمر من قبل وكاله الدفاع والبحوث (FOI) التابعة لوزارة الدفاع السويدية كل ثلاث سنوات، من أجل الوقوف على آخر نتائج البحوث والاختراعات التكنولوجية والعلمية الأخرى للكشف عن الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية والنووية، حضر المؤتمر في هذه الدورة حوالي 700 شخصية من العلماء والباحثين والخبراء ومن المهتمين بهذا الشأن من ممثلي أكثر من ثلاثين دولة من دول العالم المختلفة، وغاب العراق الذي يعاني شعبه من الإرهاب الذي بات يستخدم أفتك الأسلحة وأبشع الطرق لقتل أبناء الشعب العراقي، بالإضافة إلى الفساد في اختيار أجهزة الكشف عن المتفجرات والأسلحة المختلفة، مما كان يستدعي حضورا نوعيا عراقيا لهذا المؤتمر المهم.
ومن خلال البحوث النوعية التي قدمت بهذا المنتدى العلمي العالمي، كان يمكن الاستفادة بشكل كبير لمعرفة التطورات التكنولوجية بهذا المجال، ونقل الخبرة إلى المختصين بهذا الشأن، وكذلك المسؤولين الذين يهمهم البحث عن طرق حديثة لمكافحة الإرهابيين وكشف أسلحتهم، علما أن المطبات التي وقع فيها الفنيون العراقيون هي عدم وجود طرف ثالث يدقق ويفحص التكنولوجية المستوردة ويعطي ضمانات بصوابها، وهذا الطرف يجب أن يكون ليس له مصلحة من قبل الجهة التي تبيع هذه التكنولوجيا، والجهة التي ستشتريها، بل هو جهة علمية متخصصة أو أستشارية محايدة، كأن يكون مركز بحوث، خصوصا أن هذه المسألة تتعلق بحياة البشر، من أبناء البلد الذي سيشتري هذه الأجهزة، فليس من الصحيح المجازفة لشراء تلك المعدات دون أن تكون قد خضعت لجهة معروفة عالميا، علماُ أن مراكز البحوث السويدية وخاصة وكالة الدفاع والبحوث (FOI) وباعتراف عالمي تعتبر من المراكز العلمية التي لها خبرة طويلة بهذا المجال، ومصدر ثقة يمكن الاعتماد عليها.


اطلع المجتمعون خلال المؤتمر على آخر النتائج من مراكز البحوث، وتمت مناقشتها، ومن حسن الحظ ان أحد العلماء العراقيين الذي يعمل في FOI قد حضر كونه عالما سويديا، وليس عراقيا، وهو الدكتور والباحث سلام محمد، الذي ترأس إحدى جلسات المؤتمر، ويقول، (( شاء القدر أن أكون رئيس إحدى جلسات المؤتمر العالمي الحادي عشر للكشف عن الأسلحة الكيميائية –البيولوجية -والنووية المنعقد حاليا في ستوكهولم /السويد، وان يشترك في هذه الجلسة بالذات اثنان من مفتشي الأمم المتحدة الذين اشرفوا على الكشف عن الأسلحة البيولوجية والكيميائية في العراق ١٩٩١، وان أقوم أنا بتقديمهم قبل إلقاء محاضراتهم في هذا المجال ... لقد أعادت بيّ الذاكرة الى تلك الأيام العصيبة التي عشناها بسبب مغامرات النظام السابق..))، مبعث الأسى هنا مرتين الأولى عدم وجود العراق في هذا التجمع العالمي، والثانية ان تكون لدينا هكذا قدرات وطاقات عراقية ومخلصة للعراق تمثل السويد وليس العراق، رغم أن في ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز، وأنا أعرف الدكتور سلام محمد جيدا، وهو الوطني المخلص الذي عاد للعراق من أجل أن يجد مجالا له لخدمة وطنه، لكنه عاد بخفي حنين...للأسف، حاله حال المئات من الكوادر العلمية المخلصة التي عادت بدافع خدمة الوطن، لكنها جوبهت بمئات العراقيل والممارسات البيروقراطية القاتلة.

فمتى يفيق العراق ليحتضن أبنائه المخلصين البررة، الذي لا يعرفون الطائفية، ويتمتعون بالروح الوطنية الحقة....؟؟

343
ستوكهولم: إحياء أربعينية الفقيد الدكتور حامد أيوب العاني
مناضل نذر حياته لقضية الفقراء والكادحين




محمد الكحط - ستوكهولم –

كان الرفيق الفقيد الدكتور حامد أيوب العاني (أبو سعد)، من الرفاق الذين زرعوا الحب والأمل والطيبة في كل مكانٍ رسا فيه، فقد جمع بين الخصال الإنسانية الراقية والمواصفات النضالية الفذة، مما أكسبه حب الجميع من أحتك بهم، وها هم يتذكرونه حياً بينهم، بذكرياته وصفحات نضاله المجيدة، كانوا أوفياء له كما هو كان وفياً لهم، أبو سعد مناضل عنيد، وإنسان متميز بسلوكه وبثقافته وتواضعه الجم، فليس غريبا ان يتم استذكاره في أكثر من مكان من قبل رفاقه وأصدقائه، فها هي ستوكهولم، تحيي ذكراه العطرة، فقد أحيت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد وبمبادرة من صديقه الدكتور عبد الحسن الاعرجي، أربعينية الفقيد الكبير في حفلٍ تأبيني يوم الأحد 2/6/2013 في ستوكهولم،  فحضر رفاقه وأصدقاؤه ومحبوه، حيث توسطت القاعة صورته تحيط بها الزهور والشموع، وليفتتح الرفيق جاسم هداد الحفل التأبيني بكلمات معبرة عن خصال الفقيد، قائلا، ((نلتقي لنحيي ذكرى أربعينية رفيق مناضل ترجل من صهوة النضال ، بعد ان أدى ما عليه وزيادة، مناضل جسد صفات الشيوعي في نكران الذات والشجاعة ونبل الأخلاق. مناضل قرن القول بالفعل، ودعنا وأياديه بيضاء، بارا بتعاليم حزبه، محافظا على لقبه الشيوعي من أية شائبة.))، ودعا الجميع للوقوف دقيقة صمت حدادا على روح الفقيد.






 

 
ومن ثم قرأ الرفيق فيصل الفؤادي نعي المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي للفقيد، بعدها كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي قدمها الرفيق محمد الكحط، ومما جاء فيها: ((كما في مشاوير حياته النضالية، ها هو الرفيق أبو سعد، منهلا لأجيال من الشيوعيين في الإخلاص والمثابرة والخلق والتواضع الشيوعيين، وقد لا يعرف الكثير من الأصدقاء والرفاق عن تلك الخصال الحميدة التي اتسم بها الرفيق حامد أيوب، إلا بعد رحيله جسدا عن محبيه ورفاقه، وحامد أيوب كشيوعي فذ ترك في مسيرته النضالية منارات فخر له ولحزبه الذي نذر له حياته وظل أمينا ومخلصا لمبادئه في أصعب الظروف وأقسى المحن التي مر بها شعبنا وحزبنا.
حامد أيوب، العامل الذي حمل آمال الناس الفقراء في أزقة صوب الكرخ حيث وُلد، نذرً نفسه وحياته من أجل هؤلاء الفقراء، متحديا سجاني قصر النهاية بكل شجاعة، كما حمل آلام الفقراء معه في غربته أيضا.
إننا الذين تعلمنا من مبادئ وسيرة الرفيق أبو سعد، سنظل أوفياء لتلك المبادئ والأخلاق، ولنا الحق بالفخر بأن حزبنا الشيوعي العراقي يزخر حقا بقامات مناضلة، هي محط تقدير واعتزاز الأصدقاء قبل الرفاق في حياتهم، وبعد رحيلهم، وهذا هو الأثر الجميل الذي يخلفه المناضلون الأصلاء لورثة حاملي رايتهم النضالية ومبادئها السامية. رفيقنا الغالي أبا سعد.. لك العرفان من رفاقك بما قدمت ووهبت وضحيت، وبسجاياك الفاضلة تتعطر ذكراك دائما في قلوب من عاش وعمل معك وتعلم على يديك.)).
وجاء دور أصدقائه المقربين، الذين تحدثوا بشجن والألم يعتصر قلوبهم، عن تلك الذكريات والأيام الحلوة والمرة التي قضوها مع الرفيق في محطات الغربة المتعددة، يستذكرون وقفاته ومواقفه وخصاله الجميلة. فكان للدكتور طالب النداف محطات عديدة مع الفقيد ابتدأت من الوطن منذ الستينات، وانتهت حيث أنتهى قلبه عن الخفقان، يستذكر كيف كان يعذبه المجرمون القتلة أمثال ناظم كزار وصدام حسين، وكيف كانت صلابته في مواجهتهم، ووصفه بأنه  كان قاموسا متنقلا ، وشاركته دموعه الحديث فلم يستطع اكمال حديثه،  وأكمل صديقه  المقرب الدكتور عبد الحسين الأعرجي تلك المسيرة في محطات الغربة المختلفة  مستذكرا كيف تعرف عليه لأول مرة والمصاعب التي مروا بها معاً، والخصال التي تميز فيها الفقيد، وانه من يتعرف عليه يسعى الى صداقته، فهو من الشخصيات القليلة جدا التي تأثر بها، مشيدا بأنه لم يبخل بأية مساعدة يستطع تقديمها للآخرين وغالبته دموعه ايضا ولم يستطع اكمال حديثه.

 



وكان آخر المتحدثين الرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وبكلمات حزينة نابعة من القلب، أبن فيها الفقيد ومما جاء في كلمته، ((عبر كافة محطات حياته النضالية الممتدة لما يقارب من الستة عقود، في السجون والمعتقلات، في أقبية النضال السري وظروفه الخارقة الصعوبة، في التظاهرات والمعارك الوطنية والقومية الكبرى، في غربته خارج الوطن والمنافي، في كل تلك المواقع كان الرفيق ( أبو سعد) يحمل الحزب في قلبه ولا يساوم، حالما دوما بوطن مفعم بالحياة والأمل والمستقبل. وقد كانت حياته على امتدادها الواسع درسا كبيرا لأجيال عديدة من رفاقه ورفيقاته، درسا كبيرا لكي يعيش المناضل الشيوعي حياته كما يجب أن تعاش، فقد عاش الفقيد الراحل حياة نضالية تليق بلقب الرفيق، حياة كانت معلقة بأهداب المخاطر، خصبة بكل ما تحمله من جسارات واقتحامات وروح تحدي ومقارعة لكل قوى الظلم والطغيان والعسف والقمع والكبت دفاعا عن مصالح الكادحين وشغيلة اليد والفكر. غير أن ما يحز في النفس ان رفيقنا رحل ولكن من دون ان تتكحل عينيه برؤية الوطن، الذي ابتعد عنه قسرا، وظل يحمله في وجدانه أينما رحل وهو الذي حاول مرات عديدة، بعد سقوط الدكتاتورية، أن يزور أهله ورفاقه وأحبته هناك لكن الأمراض لاحقته ومنعته من تحقيق ذلك الحلم.)).


في الختام، شكر عريف الحفل بأسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد جميع الحضور ومن ساهم في إحياء هذه الذكرى، وتقدم بجزيل الشكر والتقدير للدكتور عبد الحسين الأعرجي، صاحب المبادرة بإقامة هذا الحفل التأبيني، اعتزازا وتقديرا ووفاءاً للعلاقة الصداقية التي ربطت بينهما. وتقدم بالشكر والتقدير للدكتور طالب النداف لمشاركته و للدكتور صالح ياسر لحضوره ومشاركته في هذه الاحتفالية.
مجداً لك أيها لرفيق الفقيد الغالي حامد أيوب، أنك في قلوبنا جميعا نحن رفاقك، سائرون على دربك الذي اخترته.

344

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
واصدقاء الفقيد الدكتور حامد ايوب العاني
 
يقيمون حفلا تأبينيا للفقيد
 
يوم الأحد الموافق  2/6/2013
الساعة الثالثة والنصف عصرا
في قاعة نوريا سالن
شيستا ترف
 Kista träff
Norgesalen
 
الدعوة عامة
 


345
تهنئة بمناسبة عيد السنة المندائية

التعميد الذهبي (دهفة أد ديمانة)، وعيد ميلاد النبي يحيى



 

بمناسبة عيد السنة المندائية

والتعميد الذهبي (دهفة أد ديمانة) ، وعيد ميلاد النبي يحيى أتوجه
لأبناء بلدنا للأحبة من الصابئة المندائيين، للرافدينيين الأوائل,
بأحر وأرق الأمنيات
وليكن هذا العيد حافلا بتحقيق الأماني الجميلة وليهنأ شعبنا بالأمان والحرية
 وليكن عاما   للوحدة الوطنية والخلاص من روح التعصب والطائفية البغيضة في بلدنا
وعالماً يسوده السلام والمحبة بين أبناء البشر جميعا
وكل عيد والجميع بخير

محمد الكحط/ أبو هيلين
20 آيار/ ماي 2013م


346
المنبر الحر / مسرحية "السبعة"
« في: 15:57 16/05/2013  »
مسرحية "السبعة"


محمد الكحط - ستوكهولم-
في العاصمة السويدية ستوكهولم تم عرض مسرحية السبعة، وهي مسرحية تتحدث عن الشجاعة،النضال, الحرية والعدالة.
ومن المفاجئات أن جميع الأدوار السبعة الرئيسية قامت بها عضوات من فرقة طيور دجلة التي تهتم بالغناء التراثي العراقي الأصيل، ومسرحية السبعة، هي مسرحية وثائقية تستند على مقابلات مع ناشطات في مجال حقوق الإنسان من مختلف البلدان، فقامت الزميلات في طيور دجلة بتقديم الشخصيات التالية، من غواتيمالا السيدة سمية ماضي، ايرلندا الشمالي السيدة وفاء فرج، روسيا الدكتورة ليلى نوارة، نيجيريا السيدة ميلاد خالد، أفغانستان السيدة وفاء العائش، باكستان السيدة سهير بهنام، وكمبوديا السيدة رئيفة صادق.
الشخصيات هن نساء، تغلبن على الصعاب وعملن المستحيل من أجل حقوق الإنسان، تحدثن بجدية، بروح النكتة والعاطفة عن كل الأحداث الصعبة التي مررن بها في حياتهن.
المسرحية السبعة قدمت بعدة لغات والمبادرة هنا تقديمها باللغة العربية، قام المخرج العراقي وليد المقدادي بإخراجها، علما انها قدمت باللغة السويدية، وكذلك في اللغة العربية في مدينة مالمو، كما قدمت أيضا بعدة لغات حول أرجاء العالم.
وعلى هامش العرض كان لنا لقاء مع الأستاذ المخرج وليد المقدادي، حيث وجهنا له بعض الأسئلة:
 
بخصوص العرض، ما سبب اختيارك هذا النص أو هذه الدراما الاجتماعية للعرض؟

أنا لم أختر العمل بنفسي وإنما عرض علي من قبل منظمة الاورينت والمنتجة هيدا كراوس خوغرين القيام بوضع خطة مسرحية للعمل كونه باللغة العربية.
العرض استهواني لسببين, الأول هو فكرة العمل الفريدة من نوعها والتي تدور حول حكايات سبع نساء من دول مختلفة.
والسبب الثاني طبعا هو إيصال صورة للمشاهد عن وضع المرأة ومعاناتها في الحصول على أبسط الحقوق الإنسانية، وكما هو معروف إن المرأة تعاني كثيرا من الاضطهاد والقهر بسبب الأعراف الاجتماعية والدين والعادات والتقاليد في جميع أنحاء العالم.
 


أعلم أن مهمتك كانت صعبة لعدة أسباب منها خصوصية الموضوع، وتعاملك مع فنانات من خارج الوسط المسرحي لتقديم النصوص وهن لسن بالممثلات، فكما نعلم أن عضوات فرقة طيور دجلة من الهواة في مجال الغناء، هل كان ذلك متعبا أم مسليا.؟ كيف وجدتهن...؟


طبعا المهمة لم تكن سهلة لو تناولناها من المعني الحرفي للمسرح، بسبب كون زميلاتي من فرقة طيور دجله لم يمثلن على خشبة المسرح من قبل، ولكن العمل معهن كان ممتعا لتمتعهن بالرغبة الشديدة والتحدي على القيام بمجهود غير عادي من اجل الوصول الى عر ض جيد، وإيصال فكرة العمل الى الجمهور. أنا بطبيعتي كمخرج أحب العفوية، والممثل الغير محترف لأنه يعطي لمحات مسرحية أو سينمائية جميلة وعفوية، وغير متوقعة. وبالحقيقة ان النص بالأساس عمل مسرحي تتوفر فيه كل شروط العمل المحترف من الحركة والمؤثرات الصوتية الى الإنارة، ولكنني ولقصر الوقت ركزت على عرض العمل بشكل بسيط، وأصبح في النهاية عبارة عن قراءة مسرحية.
النساء السبعة من فرقة طيور دجلة كن مجدات، وتمكن بالدخول الى أعماق الشخصيات بمستويات مختلفة طبعا ولكن النتيجة كانت مرضية حسب اعتقادي.

 
السبعة مسرحية عرضت في عدة أماكن وبلغات عدة هل أضفت لها شيئا جديدا من بصماتك.

بشأن إضافتي شيء للعمل المسرحي، طبعا حدث هذا من خلال العمل مع الممثلات ومن خلال خطتي المسرحية، خاصة في بداية العمل بوقوف جميع الممثلات على خشبة المسرح والبدء بتقديمهن الواحدة تلو الأخرى،  وأيضا نهاية العمل حين وقوفهن جميعا على خشبة المسرح. لقد قمت أيضا بحذف الكثير من النصوص التي لم تكن لها أهمية، واختصار العمل الى ساعة واحدة. هذا بالإضافة الى العمل بشكل مكثف مع فن الإلقاء، وأداء الممثلات الذي أضفى نكهة خاصة على العمل.

ما هي الأسباب التي دعتك إلى إخراجها.
كما ذكرت ان موضوعة المرأة وصراعها من اجل نيل حقوقها وباستمرار هو الذي دفعني الى الاشتراك في العمل. ان حكايات هؤلاء النسوة قوية ومؤثرة للغاية. إنها عبارة عن قصائد شعرية لها تأثير فعال ومباشر علي أي إنسان يسمعها ويفهم كم المرأة مضطهدة، وما زالت تعاني  من الحصول على أبسط حقوقها الإنسانية أو صراعها من اجل البقاء على الأقل على قيد الحياة، كما في حكاية مختار من الباكستان.

شكرا لك أستاذ وليد المقدادي ونتمنى لحضرتكم مزيداً من العطاء، ولعضوات فرقة طيور دجلة مزيداً من التألق.



347
ستوكهولم: في أربعينية القائد الشيوعي أبو سرباز
استذكار خصاله وسجاياه وسيرته النضالية





محمد الكحط - ستوكهولم -

أقامت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد، وعائلة الفقيد (أبو سرباز)، جلسة استذكارية في أربعينية هذه الشخصية الشيوعية الفقيد أحمد باني خيلاني (أبو سرباز) يوم الأحد 5 آيار/ مايس 2013م، حضرها جمهور من الأحزاب والشخصيات السياسية والاجتماعية، ومن رفاقه ومحبيه، وهو الشخصية الشيوعية والمناضلة والاجتماعية، حيث ازدانت القاعة بصوره والزهور والشموع، مع عرض سلايد عن بعض محطات حياته النضالية والاجتماعية الثرة.
 


بعد كلمة الترحيب وقف الجميع دقيقة صمن تخليدا لذكراه، العطرة، ثم تم تقديم نبذة عن حياته، بعدها قدمت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، التي قدمها الرفيق كفاح جاء فيها، ((فجع رفاق وأصدقاء حزبنا وأبناء شعبنا الكردي خاصة والعراقي عامة، برحيل الفقيد الغالي الرفيق أحمد باني خيلاني ـ أبو سرباز، تاركاً في القلب لوعة فقدِ قاسية، وفي الذاكرة صوراً لمواقف لا تنسى، جّسد فيها أبو سرباز دوماً، معاني الصدق والعزيمة والوفاء للقضية التي عاشها وللوطن الذي عشق. فمنذ صباه وحتى رحيله الفاجع، جمع الفقيد بين النضال الطبقي والوطني بين النضال القومي والاممي وبنظرة إنسانية ترفض التمييز بين البشر على أساس العرق أو الدين أو الجنس. وكان مثالا للتواضع والزهد والطيبة،)) وفي ختام الكلمة جاء، ((انه القائد الذي أحبه رفاقه ونال ثقة وإعجاب أبناء شعبه وكل القوى المناضلة من اجل غد مشرق للعراق. القائد الذي لم يألوا جهدا لجمع صفوف الأحزاب والقوى الوطنية ولتوحيد صفوفها ضد الدكتاتورية ولتحقيق أهداف الشعب والوطن. وداعــاً رفيقنا الغالي .. ستحملك الأكف والقلوب عالياً في سماء أحببت.. وستضمك أرض الوطن كأحد أخلص أبنائه البررة.. وستغطيك راية الحزب.. وسنبقى جميعاً أوفياء لك وللهدف السامي الذي ضحيت من اجله إلا وهو الوطن الحر والشعب السعيد.))
بعدها قدم الرفيق طارق كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني /العراق، أشار فيها إلى مراحل المسيرة النضالية للرفيق أبو سرباز،" حيث كان الكادر القيادي الذي لم تثنيه عن نضاله أحلك الظروف،  لقد فقد أم سرباز شريكة حياته وأستشهد أبنه سرباز، ولم ينكسر أو يلين أمام كل ذلك بل بقي مخلصا ووفيا للوطن وللطبقة العاملة وللشعب العراقي، ظل وفياً ملتصقاً بحزبه الشيوعي وبروحه الأممية، وساهم في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في الكفاح المسلح في حركة الأنصار ضد الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة حيث كان من أوائل الملتحقين إلى سفوح كردستان، وساهم ببناء القواعد الأولى.
لقد فقدناه، لكن تبقى ذكراه وسيرته العطرة، والتي سنسير على نهجها لحين تحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها"، كما شكر جميع الحضور على تلبيتهم الدعوة للحضور.

كما قدمت عدة كلمات منها للجنة هاوكاري، ورابطة الأنصار الشيوعيين، ولجنة إعداد كتاب شهداء الحزب الشيوعي العراقي، وتحدث الرفيق مام صالح عن ذكرياته مع الفقيد.
 

 

تخلل الجلسة تقديم العديد من القصائد الشعرية منها قصيدة "وداعا للسفوح" لنجم خطاوي، وعرض فيلم عن تشييع جثمان الفقيد في مسقط رأسه "بانيخيلان"
في الختام تقدمت أبنته ريواز بتقديم كلمة بأسم عائلة الفقيد شكرت فيها الجميع من الحضور ولكل من أتصل ليقدم التعازي.
ستظل ذكرى فقيدنا الغالي أحمد باني خيلاني (أبو سرباز)، عطرة في قلوب رفاقه وجميع المناضلين. 


348
عرس عمالي في مالمو – السويد
احتفالية الاول من ايار 2013






فاضل زيارة
ككل عام، توجت احتفالية الاول من ايار هذا العام 2013 ببيارق حمر وشعارات تدعوا للرفاه ونبذ الاستغلال ، موسيقى للحب وحياة فاضلة لكل انسان، بمثل هذا تمر ذكرى عيد العمال العالمي الذي احتفلت به الكثير من الاحزاب السويدية وخاصة حزب اليسار، الحزب الذي وقف الى جانب شعبنا وحركتنا العمالية. انطلق حزب اليسار بجماهيره الشابة والمتقدة مع جماهير حزبنا الشيوعي العراقي، التي دعت شعاراتها الى التخلص من نظام المحاصصة المقيتة والعيش الكريم لشعبنا العراقي  .... لعراق خال من الدم .. خال من الطائفية وترفرف عليه حمامات السلام.
انطلقت التظاهرة من ساحة مولفون توريت وسط المدينة بعد ان القيت كلمات الاحزاب المشاركة في المسيرة متوجهة الى الحديقة الملكية في الساحة المجاورة للمكتبة المركزية ، حيث صدحت حناجر المتظاهرين وهم يمرون بشوارع وساحات المدينة بالرفاه للشعب السويدي والتخلص من اساليب الراسمالية المقيتة، ومساعدة الشعوب المضطهدة والمظلومة في كافة انحاء العالم، شعارات تجسد حب السويديين للسلام ومنع الحروب والتضامن مع الشعوب من اجل حريتها وفي مقدمتها الشعب العراقي.
مسيرة تجري كل عام بمناسبة الاول من ايار عيد الطبقة العاملة الباسلة التي على ايديها يتحقق السلام والمساواة والتكافل الاجتماعي. وفي كل عام تساهم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في جنوب السويد بهذه المناسبة، حيث تشارك في المسيرة وتنصب خيمتها المتميزة في احد اركان موقع التجمع ، تلك الخيمة المزدانة بالالوان الجميلة والرايات الحمراء يتوسطها العلم العراقي  وشعار " يحيا الاول من ايار عيد الطبقة العاملة " وتتوفر في الخيمة انواع من الاكل العراقي و المشروبات، والتي تكون مصدر اعجاب للمساهمين في المسيرة حيث يتذوقون طعم الاكل العراقي، ويعبرون عن ذلك بالشكر والامتنان. وفي التجمع مسرح كبير لحزب اليسار السويدي تلقى من خلاله كلمة الحزب بالمناسبة ، كما تتناوب الفرق الموسيقية بوصلاتها الغنائية الرائعة، والتي تمتع الجماهير المحتشدة حيث يعبرون عن ذلك بالرقص اطفالا وشيوخا. انه بحق عرس عمالي رائع يفتن الجميع بمنظره ..... فالى امام من اجل الحرية والسلام لكل شعوب الارض. 

349
ستوكهولم بأبهى حلتها وهي تحتفل بعيد العمال العالمي






ستوكهولم: محمد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: بهجت هندي/ سمير مزبان

 
في كل عام تحتفل العاصمة السويدية ستوكهولم، بعيد العمال العالمي، فتغدو شوارعها وساحاتها وقلبها النابض مكتظا بالمسيرات وبالأعلام والرايات الحمراء، شباب من كل أنحاء العالم ومن كافة القوميات وكبار السن جاءوا ليساهموا ويتذكروا نضالاتهم وتاريخهم الجميل، الشوارع تزهو والشعارات والموسيقى والأغاني بكافة اللغات، والبسمة والفرح هو الطاغي على وجوه المشاركين، آلاف من البشر، جاءوا ليحيوا هذا اليوم الذي يجسد دور العمال في المجتمع وتوحدهم خلف شعارهم الطبقي (يا عمال العالم اتحدوا).

 في الأول من أيار كانت الجالية العراقية في ستوكهولم بكافة ألوان طيفها الجميلة من أول الحاضرين إلى ساحات الاحتفال، فقد شاركت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، ومنظمة الحزب الشيوعي الكردستاني والتيار الديمقراطي والحركة النقابية الديمقراطية وممثلو منظمات المجتمع المدني العراقي في السويد والعديد من الشخصيات والأصدقاء في مسيرة الاول من ايار مع حزب اليسار السويدي انطلاقا من ساحة مدبوريه بلاتسن في وسط العاصمة ستوكهولم وانتهاءً الى الساحة الملكية.
 
امتازت المسيرة بتنظيمها وساعد الجو الجميل في تلطيف الأجواء مع الأغاني العراقية الخاصة بالمناسبة، والأهازيج والهوسات.
وقد تحدث الكثير من ممثلي النقابات والأحزاب السويدية بالمناسبة وتناولوا عدة مواضيع تهم الطبقة العاملة والسلام العالمي ونبذ العنصرية، وغيرها من المواضيع الإنسانية.
 

صور من الفعالية:















 
 
 
 
 

 
 
 

   

350
بشت آشان لنتوقف كثيراً....ّّّ!!!
في الذكرى الثلاثين للمأساة في بشت آشان

بقلم محمد الكحط

تمر هذه الأيام الذكرى الثلاثون على مأساة بشت آشان التي لم تدم قلوب كل الشيوعيين العراقيين، فحسب بل وقلب كل عراقي وطني وشريف، خاصة رفاق السلاح من أخوتنا الأكراد الذين يدركون جيداً الحقائق، بعيداً عن أي تضليل.
أسميتها جريمة ومأساة، نعم أنها ليست أحداثا كما يحاول البعض تسميتها، بل أنها أكبر من مأساة، لأنها انتهكت كل الأعراف الجميلة في مجتمعنا، ومثلت سلوكاً مخالفاً لما عرف به شعبنا الكردي من نخوة وإباء وتعاضد وحسن تعامل، وكرم وطيبة، أنها جريمة انتهكت كل الأعراف السياسية والاجتماعية والعلاقات الوطنية.

ولا نريد الخوض في التفاصيل، بل ليراجع الجميع مواقفهم، وليتذكروا جيداً، أن الشيوعيين العراقيين أول من رفع شعار حق تقرير المصير لشعبنا الكردي، وأول من طالب بالحقوق الكاملة لهم، ومواقفه هذه كانت ولازالت ولا حاجة لتأكيدها، وهو من وقف مع شعبنا الكردي في محناته المتلاحقة ليس في الشعارات بل قولا وفعلا، فمنذ تأسيسه حتى اليوم، كان مع القوى السياسية الكردية يناضل ويقاتل بكوادره وقادته النظام الدكتاتوري المقبور، جاء رفاقه من كل أنحاء العراق من جنوبه حتى شماله، بل جاءوا من مقاعد الدراسة في أوربا وغيرها، ومنهم من ترك عمله وعائلته وأطفاله في الخارج ليصل كردستان معرضا حياته للمخاطر، كي يصل ليناضل مع رفاقه ضد النظام الصدامي، كان على القوى السياسية أن تكون بمستوى هذا الموقف المشرف لهؤلاء المناضلين الحقيقيين الذين لم يفكروا بمنفعة خاصة بهم، بل كان هدفهم عراق ديمقراطي لا يفرق بين طائفة أو قومية أو عرق أو دين، يتمتع فيه الجميع بالعدالة والمساواة، عاشوا وسط شعبنا الكردي بعيدين عن بيئتهم وعوائلهم، مؤمنين بقضيتهم، وواثقين أن شعبنا الكردي سيكون عونا لهم كما هم عون له، وفي مقدمة ذلك القوى السياسية الكردستانية.
لقد حصلت خلافات، وهذه مسألة طبيعية، وربما الخوض فيها الآن لم يعد مجد، لكن هل كان الهجوم الغادر في الأول من آيار حيث (عيد العمال العالمي)، سنة 1983م، مبررا، مهما كانت تلك الخلافات عميقة...؟

أتمنى أن يجيبني أحد قادة ذلك الهجوم، وأنا على يقين أنه يقف وراء كل تلك الأحداث بعض المندسين أو من المتعاونين مع النظام المقبور، من أجل إحباط الحركة المسلحة في كردستان، ومن أجل إلهاء القوى المسلحة في الصراع فيما بينها، ليبقى النظام يتربع على أرواح ونفوس شعبنا، ولنفترض أن ما حصل حصل في لحظة انفعال أو غضب، أو حالة نفسية لأحدهم، كيف نفسر ان يتم إعدام بيشمركة أسير وهو جريح، أمام رفاقه ورفيقاته، كم أتمنى أن أسأل قادة الهجوم كيف تم قتل النصيرة البطلة عميدة عذبي حالوب، هل تعرفون كم كانت تحب الشعب الكردي...؟
أيّ فتيةٍ قتلتم...، هل تعلمون من هو الشهيد أبو ليلى هذا الكادر القادم من الاتحاد السوفيتي، هل تعلمون من هو سمير مهدي شلال (أبو تيسير)، الذي ترك أبنه وزوجته وعمله في اليمن، ليتوجه إلى كردستان، أنه كان جريحا، وأعدمتموه أمام رفاقه ورفيقاته، وغيره وغيره من الرفاق الشهداء الآخرين.
الأسماء كثيرة، وكلهم نجوم ساطعة في سماء الوطن الذي أحبوه، لنتذكر هؤلاء الشهداء:علي حسن بدر، رسول سوفي  منكوري، عبد الله حسن ده ركه يي، قادر حسن ده ركه يي، عبد المحسن أحمد، كاظم طوقان، محمد فؤاد عبد الهادي، مجيد رسن، ملازم وهاب عبد الرزاق، حامد الخطيب، د. بهاء الدين طارق، صلاح حميد، أبو توفيق رشاد، علي عبد الكريم نعيمي، يحيى موسى مرتضى، نصير محمد صباغ، شهيد عبد الرزاق، عطوان حسين، خدر كاكيل، نياز رسول، د. غسان عاكف، نزار ناجي يوسف، زهير عمران موسى،  سعد علوان هادي، حسين حميد، سائر عبد الرزاق، ناصر عواد، سمير يوسف، حسن أحمد فتاح، صباح مشرف، سيد خلويزيدي، وعد عبد المجيد،طارق عودة مزعل، عبد الوهاب عبد الرحمن، أنور الحاج محمد، هاشم كاظم، عبد علي جبر، محمد عودة عامر، جبو سلام، عماد شهيد جول، نعيم شيخ فاضل، عيسى عبد الجبار، عبد الأمير عباس علي، محمد صالح الساعدي، عطوان حسين عطا، مازن موسى كمال الدين، ناصر أحمد كانبي، آوات، ستار مصطفى إسماعيل، باسم الساعدي، محمد نبي، علي مردان، محمد أمين عبد الله، خالد كريم علي، أحمد بكر إبراهيم، آزاد آغوك نادر، إبراهيم عبد الله شمس، رعد يوسف، آزاد عزيز صالح، جمال، هيوا مغديد عمر، وعذرا إذا نسيت أو كتبت خطأ أسم أي شهيد، أنهم من كل محافظات العراق، بل ومن كافة طوائفه وقومياته وأقلياته، هذا هو الحزب الشيوعي العراقي، أنه يمثل بحق الوحدة الوطنية، ونسيج المجتمع العراقي الجميل.

 هل راجعتم أنفسكم، هل هذه الأعمال من شيمة المناضلين الصادقين، وحتى لو أخطأ الحزب الشيوعي العراقي في موقف ما، فهل من شيمتكم التعامل هكذا مع الذين اختاروا الوقوف مع شعبنا الكردي، واختاروا كردستان ساحة لنضالهم ضد نظام يضطهد كل أبناء شعبنا.
كثيرةٌ هي الأسئلة التي تطرح، واليوم هل فكر أحدكم بالوقوف بشجاعة ليقول، مثلا: (نعم نحن أخطئنا بحق هؤلاء المناضلين، ونطلب الصفح)، وهذا اقل موقف كان يمكن أن يكون، خصوصا بعد أن سقط النظام، وتحققت بعض أحلامنا المشتركة، أن هكذا موقف ضروري ويدل على الشجاعة، لا الضعف، بل على الأقل أن التاريخ سينصفهم، لكن دون ذلك، فسيظل التاريخ يلعنهم، على الأقل سيكون الاعتذار عاملا لتخفيف الألم ولطوي صفحة سوداء في جبين الفاعلين، وليعوض عوائل وأبناء هؤلاء الشهداء الذين ترفض عوائلهم حتى هذا التعويض، ما لم يكن مقترناً بمحاكمة مرتكبي هذه الجريمة.
لقد مرت عشر سنوات على سقوط الصنم، وكنا ننتظر وقفة جادة، وقفة حكيمة ممن كانوا مساهمين في الفعلة، للمبادرة بتقديم الاعتذار.
كما تتطلب حقائق اليوم وما تجمعنا به مع "خصوم الأمس" من مهام وأهداف مشتركة، إغلاق هذه الصفحة وإنصاف الشهداء وعوائلهم، ومعالجة الغصة المؤلمة التي بقيت في قلوب الشيوعيين من تلك المأساة، فهل هناك من مستجيب، لاسيما وإن هناك الكثير من العقلاء في صف من أنادي؟
لتكن الذكرى الثلاثون حافزا لعمل شيء يطوي الماضي قبل أن يفوت الأوان.
ولتنتصر إرادة شعبنا العراقي ضد الظلم والطغيان، مهما كان مصدره، ولنناضل من أجل عراقٍ حر وديمقراطي يتمتع فيه كل أبناء شعبنا بالحرية والمساواة.
المجد والخلود لشهداء بشت آشان.



351
دعوة لجلسة استذكارية في أربعينية الشخصية الشيوعية الفقيد
أحمد باني خيلاني (أبو سرباز)
تقيم منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد، وبالتنسيق مع عائلة الشخصية الشيوعية الفقيد أحمد باني خيلاني (أبو سرباز)، جلسة أستذكارية في أربعينة الفقيد، وذلك يوم الأحد المصادف 5 آيار/مايس 2013م، على قاعة شيسته تريف.
من الساعة الثالثة حتى الخامسة.

Kista Träff
15:00-17:00
Södag 5 maj 2013

352

رئيس قائمة التحالف المدني في واسط : القوى والشخصيات المدنية قادرة على التغيير .

التسلسل 1 في قائمة التحالف المدني الديمقراطي في واسط 493
ورئيس القائمة في حوار صحفي مع جريدة طريق الشعب

اجرى الحوار / سجاد سالم
.......................................
رئيس قائمة التحالف المدني الديمقراطي في واسط فتاح طه دخيل الزهيري, الشخصية الوطنية والديمقراطية المعروفة. انتمى للحزب الشيوعي العراقي عام 1958 ومارس العمل السياسي مبكرا في ظروف وتقلبات سياسية مر بها العراق انذاك و"ابو ثبات" كما يعرف في واسط احد ابرز الشخصيات المناضلة فقد اعتقل مرتين في حكم البعث , الاولى استمرت خمسة سنوات في سجن نكرة السلمان الشهير من 1963- 1968 وخرج بعد ان شمله العفو . ورغم معاناته في سجون الديكتاتورية عاد وزاول نشاطه السياسي مجددا في الحزب الشيوعي وفي ظروف سرية قاسية مرت على الحزب انذاك ليعتقل مرة ثانية عام 1980 بعد تصفية حزب البعث لكوادر وأعضاء الحركة الوطنية ولمدة ثمانية اشهر. درس الفكر الاشتراكي في بلغاريا في السبعينات وبعد سقوط النظام الديكتاتوري ساهم في بناء تنظيمات الحزب الشيوعي في واسط وانتخب سكرتيرا للجنتها المحلية وانتخب عضوا في مجلس محافظة واسط في دورته الاولى ومثل مع سكرتير الحزب الشيوعي الرفيق حميد مجيد موسى الحزب في جمهورية الصين الشعبية لتعزيز العلاقات بين الحزب الشيوعي العراقي والصيني بدعوة من الاخير .

كيف تشكل التحالف المدني الديمقراطي وما هي مكوناته ؟

- التحالف المدني الديمقراطي في واسط ائتلاف يضم القوى المدنية والديمقراطية وهي التيار الديمقراطي الذي يتكون من الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الامة العراقية مثال الالوسي وحزب العمل الوطني الديمقراطي شاكر كتاب والحركة الاشتراكية العربية وحزب الشعب فائق الشيخ علي اضافة الى تجمع العمل والإنقاذ الوطني وشخصيات ديمقراطية مؤمنة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتسعى من اجل دولة مدنية عصرية كل هذه القوى والشخصيات قررت التجمع في اطار التحالف للتغيير بعد اخفاق القوى المتنفذة في مجالس المحافظات ومن ضمنها واسط .

ما هي اهم القضايا التي يركز عليها التحالف والواردة في برنامجه ؟

-  بالإضافة الى سعي التحالف الواضح في اقامة شكل الدولة المدنية الديمقراطية ركز ايضا على جملة من القضايا المحلية التي يستهدف من خلالها مصلحة المواطن في المحافظة كسعيه لحصول المحافظة على حصة مناسبة في مجال الطاقة الكهربائية والدفع بقضية مشاريع التنمية المحلية في الريف والمدينة من خلال توسيع شبكة المياه الصالحة وتحديث شبكة مياه الصرف الصحي وإدخال المكننة الحديثة الى الواقع الزراعي والعمل على الغاء الفوارق بين الريف والمدينة اضافة الى مكافحة الفساد وتأهيل المعامل الحكومية وتشغيلها وتطويرها والاهتمام بالبيئة وسن تشريعات لحماية الارامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.

وما هي توقعاتكم بفرصة القوى المدنية في الانتخابات ؟

املنا ان يحدث التغيير وفق نظرة الناس وتوقعاتهم وخاصة بعد الاتهامات الموجهة الى مجالس المحافظات حول قضية الفساد والمواطن هو من قدر بأن الفساد اشد وقعا من الارهاب او وجهان لعملة واحدة .نأمل وصول القوائم التي تركز في برنامجها على مسألة المحافظة على المال العام وتعتبرها مسألة اساسية ورئيسة اضافة الى مسألة الخدمات التي يعانيها المواطن والتعيينات للخريجين والحاجات اليومية والضرورية للمواطنين.

بعض القوى تستخدم المال السياسي في الدعاية الانتخابية كيف تؤثر على بقية القوائم المتنافسة الاخرى والتي تبذل جهدا ذاتيا محضا لتمثيل ابناء المحافظة ؟

-  الاموال التي استخدمتها بعض القوائم هائلة وكبيرة ,ولذلك اكدنا مرات عدة سابقا ضرورة ان يقر قانون الاحزاب الذي يحدد ضوابط استخدام المال وأحيانا المال غير المشروع في الانتخابات والمفروض ان تكون الانتخابات بعد اقرار قانون الاحزاب ورغم ان الامر لم يسير وفق ما اردنا إلا ان قائمتنا شعورا منها بالمسؤولية تجاه الجماهير في المحافظة واستشعارهم بضرورة التغيير والرغبة فيه دخلت الانتخابات معتمدة على اسلوب الدعاية المباشرة مع المواطن لإيصال برنامجها وأهدافها وهذا يتعلق بإمكانات القائمة المادية ورغم كل ذلك متفائلين بالتغيير في ظل الظروف الموضوعية التي يمر بها البلد حاليا .

353
نينا قادر
وتلاقح الثقافات




حاورها: محمد الكحط - ستوكهولم –

قدمت نينا قادر من كردستان العراق (السليمانية) إلى السويد وهي تعاني من جميع أنواع الاضطهاد، ولدت في السليمانية، وأكملت معهد التكنولوجيا في كركوك، وتتذكر كيف تم اعتقالها لعدة أيام وزميلة لهم كانت شيوعية في القسم الداخلي، وكان لديها كتب ماركسية، وبعد زواجها توجهت إلى السويد وهي حامل سنة 1995م، وتعلمت اللغة السويدية بشكل ذاتي كونها حامل مما أضطرها للجلوس في البيت، كما درست مواداً أخرى كالرياضيات والعلوم الطبيعية للتأهل للدراسة الجامعية وحصلت على شهادة أهلتها لتكون مدرسة للعلوم الطبيعية وقامت بتدريسها لعدة سنوات.

ولكن نينا قادر كانت منذ طفولتها تهوى الرسم والخياطة والتطريز والفنون بشكل عام، وفي أثناء قيامها بالتدريس في مواد العلوم الطبيعية، قامت بتدريس المواد الفنية للطلبة، وأبدعت في ذلك مما دعا إدارة المدرسة للطلب منها تدريس هذه المواد، فوافقت وخصوصا أنها أحبت هذه المادة، واتجهت إلى التصميم وبالذات تصميم للفولكلور والثقافة، وأعجبت أعمالها بعض المهتمين، وطلبوا منها التعاون معهم، في شركة تصميم بدلات العرائس، فعملت معهم عدة سنوات، كما عملت مع مدينة "سكانسن" في ستوكهولم لترميم البدلات القديمة والتي عمرها يعود لسنة 1800م، كان عملا يتطلب الدقة والحرص الشديد، فالملابس ثمينة بل لا تقدر بثمن،كما صممت لهم ملابس فولكلورية كردية نالت إعجابهم، كما عملت معرضا شخصيا لها مع عرض أزياء سنة 2004م، وتم عرض عرس تقليدي فيه، ودعيت إلى مهرجان في مدينة "سكتونا" حيث تم تقديم عروض لملابس ومراسيم الزواج والأزياء لـ 25 دولة، وكانت مساهمتها متميزة.

ليس هذا كل شيء، فقد شكلت فرقة لعرض الأزياء وتقديم الدبكات والرقص الفولكلوري، وساهمت هذه الفرقة في إحياء "أيام الثقافة العراقية" التي أقامتها السفارة العراقية لعدة سنوات متتالية، وكانت محط إعجاب الجمهور العراقي، وهذه الفرقة مكونة من شابات وشباب تدربوا وشكلوا فرقة (ثقافة منوعة أو مختلطة)، وتم تعاونهم مع فرقة سويدية وقدموا عروضا مشتركة، منها الدبكات وعروض الأزياء، وأعمال يدوية.
 وتساهم نينا قادر في عمل آخر وهو كونها مرشدة اجتماعية ناجحة، ترعى الأولاد الذين لديهم مشاكل اجتماعية أو انحرافات من عوائل سويدية أو أجنبية الأصل.
 كما ساهمت بعدة أفلام منها عن حلبجة، واليوم تستعد للمساهمة في إخراج فلم يتناول قضية التناقض الثقافي بين المجتمعات الأوربية والشرقية. فكرة الفلم هي الوصول إلى رفع المستوى الثقافي في كردستان حيث سنأخذ نماذج أو عينات من المجتمعين، دكتور أوربي مع دكتور شرقي، أو عامل أو منظفة وغير ذلك، لنقارن الشخصيتين وبأجواء كوميدية وحوار درامي فيه روح النكتة ليوم مقبولا ومؤثرا.
 
نالت نينا قادر جائزة "اندماج الثقافات" سنة 2009م، تثمينا لجهودها في هذا المضمار
 في الختام نتمنى لهذه الجهود للعزيزة نينا، أن تكون مثمرة في تقريب الثقافات وتناغمها وانسجامها، فالثقافة عنصر أساسي لتقارب الشعوب وتفاعلها.






354
ستوكهولم: إحياء ذكرى يوم الشهيد الفيلي في حفل جماهيري




محمد الكحط ستوكهولم-
 تصوير: باسم ناجي


تمر هذه الأيام الذكرى الـ 33 لجريمة قتل وتهجير وإبعاد الكرد الفيلية من وطنهم العراق من قبل البعث المقبور، حيث غيب النظام الفاشي، شباب الكرد الفيلية بأساليب وحشية، وهجر قسريا أكثر من 600,000 مواطن عراقي بذريعة أنهم من "أصول أجنبية" وأسقط جنسيتهم وتم تجريدهم من وثائقهم وسلب ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة وحجز وتغييب أكثر من 20,000 من شبيبتهم ورجالهم ونسائهم.
وبهذه المناسبة أقام الاتحاد الديمقراطي الكردي ألفيلي، وشبكة المرأة الكردية الفيلية، حفلا جماهيريا استذكاريا، لإحياء الذكرى الـ 33 لـ "يوم الشهيد الفيلي"، في العاصمة السويدية يوم الأحد المصادف 7/4/2013.، حضره عوائل الشهداء، كما حضره سفير العراق في السويد الدكتور حسين العامري، والوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت داود حبو، ومدير المركز الثقافي العراقي في السويد الدكتور أسعد الراشد، وبمشاركة السيد علي حسين فيلي رئيس مؤسسة شفق للثقافة والإعلام للكرد الفيليين وعضو برلمان كردستان، والسيد فرج الحيدري، الرئيس السابق للمفوضية العليا للانتخابات، كما حضر ممثلوا الأحزاب والقوى السياسية العراقية ومنظمات المجتمع المدني العراقية في السويد.
 
 

أستهل الحفل بالترحيب بجميع الحضور والوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء وقراءة آيات من القران الكريم، بعدها قدم الفنان سعد فيلي نشيد الشهيد الفيلي، ثم كلمة الاتحاد الديمقراطي الكردي ألفيلي، والتي ألقاها الدكتور مجيد جعفر، ومما جاء فيها، ((هناك توافق في الآراء بين الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات الدينية والاجتماعية حول وجوب إنصاف الكرد الفيلية وإعادة حقوقهم العادلة وصيانة مصالحهم المشروعة. ولكن، ونقولها بحزن وألم وبأسف شديد، هناك في نفس الوقت القليل من المواقف الحقيقية والإجراءات التنفيذية والخطوات العملية من قبل الزعماء والأحزاب المتنفذة والسلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية الاتحادية والإقليمية لحل قضيتنا حلا جذريا يمنع تكرار ما حل بنا من مآسي ونكبات وأضرار فادحة. من الواضح للجميع أن هناك تناسي وإهمال وتهميش للكرد الفيلية ولكن ليست هناك أفعال لوضع حد لهذا الواقع المرير.))، وطالبت الكلمة بأن تقدم السلطات العراقية معلومات عن كيفية قيام النظام السابق بتغييب أكثر من 20،000 من الشبيبة، والبحث عن مكان رفاتهم، وبتنفيذ حكم المحكمة الجنائية العراقية العليا بحق المدانين في قرارها الصادر في 29/11/2010 والمصادق عليه من قبل محكمة التمييز، وان يقوم مجلس النواب العراقي ومجلس الوزراء بإلغاء جميع القرارات التي اتخذها النظام السابق ضد الكرد الفيلية خاصة القرار رقم 666 المؤرخ في 1980/7/5، وإعادة كامل حقوق الكرد الفيلية وصيانة مصالحهم، وان يكون لهم تمثيل عادل في مجلس النواب العراقي حسب نظام (الكوتا) المعمول به حاليا أسوة ببقية المكونات والشرائح العراقية، وإنهاء التمييز والإهمال والتهميش ضد الكرد الفيلية في مختلف مجالات الحياة العامة، كما طالب بإقامة فضائية تبث باللهجة الكردية الفيلية لتعكس قضايا الكرد الفيلية وهمومهم وتطلعاتهم وثقافتهم وتراثهم الذي ساهم كثيرا في أغناء التراث العراقي. فقد انتظر الكرد الفيلية وأهالي الشهداء عشر سنون عجاف منذ عام 2003 كي يحصلوا على العدل والإنصاف، في حين تعطى للجلادين الأفضلية ويحصلون على امتيازات كبيرة بسرعة ملفتة للنظر؟، فلماذا إهمال الضحايا وتدليل الجلادين، بهذه الكلمات كانت المطالب واضحة، وهي مطالب تستحق التوقف من جميع الخيرين للدفاع عنها، وخصوصا من هم في موقع المسؤولية في الحكومة والبرلمان.


 أما كلمة شبكة المرأة الكردية الفيلية والتي ألقتها السيدة أفراح أسد فجاء فيها، ((فبرغم الظروف الصعبة، ورغم المعاناة بقيت للشريحة الكردية الفيلية متمسكة ومحافظة على كل عاداتها وتقاليدها التي ورثتها، وتعمل على بقاء التراث الكردي الفيلي إلى الأجيال القادمة، الأجيال التي حرمت من وطنها وهويتها وعاداتها الأصلية، ان مصائب الكرد الفيلية معروفة للجميع وقصصنا عبرت الزمن والأجيال، وأخبار مأساتنا انتشرت عبر العالم بأسره.
لم نجتمع هنا لكي نبكي ونندب على ما جرى، بل تجمعنا هنا لكي نحيي ذكرى الشهيد الفيلي ونعاهده بأننا ما زلنا على العهد والوفاء باقين، ولن نلين أو نهدأ حتى نوفي بعهدنا ووعدنا ووفائنا، ونحصل على جميع حقوقنا، وخاصة حقوق أهالي الكرد الفيلية في العراق الذين اضطهدهم نظام الطاغية.)).


ثم توالت الكلمات، حيث ألقى سفير العراق كلمة عكس فيها حجم الجريمة النكراء التي أرتكبها النظام الفاشي, وكلمة باللغة السويدية من قبل الشبيبة، وكلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية، وكلمة هيئة الأحزاب الكردستانية، وكلمة الفدراسيون الكردستاني في السويد.
 وفي فقرة خاصة تم تكريم العديد من الحضور بدرع الشهيد الفيلي، ومن الذين تم تكريمهم السفير العراقي والوزير المفوض ومدير المركز الثقافي والأحزاب العراقية، وبضمنها الحزب الشيوعي العراقي.
 وكان الحضور مع محاضرة من السيد علي حسين فيلي رئيس مؤسسة شفق للثقافة، والذي سلط الضوء على تطور الأوضاع في قضية الكرد الفيلية والأوضاع السياسية في العراق.
 كما وصل الحفل العديد من البرقيات التي مجدت الشهيد الفيلي، وعبرت عن تضامن الجميع مع قضية الكر الفيلية، وقد جاء في برقية منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد ما يلي، ((نحن في الحزب الشيوعي العراقي نضم صوتنا لصوتكم بمطالبة السلطات العراقية بالكشف عن مصير ومكان رفات الشهداء الأبرار، وتفعيل إجراءات المحاكمة للمتهمين بجرائم ضد الإنسانية, المتهمين عن جرائم التهجير القسري وإسقاط الجنسية, والتغييب والقتل الجماعي والمقابر الجماعية. كما نعبر عن إدانتنا لجرائم الإبادة الإنسانية التي ارتكبها النظام المقبور بحق هذه الشريحة الاجتماعية المناضلة، التي يسجل لها تاريخ العراق بكل فخر واعتزاز المآثر البطولية في سوح النضال ضد الأنظمة الرجعية والدكتاتورية، والمقاومة البطولية لعكَد الأكراد والشواكة والكاظمية لأنقلاب شباط الأسود عام 1963 ، يذكرها شعبنا ممجدا الشهداء الذي استشهدوا دفاعا عن مكاسب ثورة 14 تموز، ودفاعا عن مصالح شعبنا)) .
 

وكانت هنالك وصلات شعرية وغنائية، قدمها الفنان سعد فيلي والفنان سعدون كاكه يي وآخرون، كما ساهمت السيدة أمل عبد الهي بتقديم شعر للشهداء وأغاني مع زميلاتها عن الشهيد الفيلي، حيث كانت محط تأثر وتفاعل جميع الحضور، لما عكسته الكلمات من معاني والتي تمجد الشهداء.
 كما تخلل الحفل فترة تناول الحلويات والمأكولات، وتوزيع الزهور للمشاركات والمشاركين.
 في ختام الحفل تم توجيه رسالة بأسم الحضور موجهة البرلمان ورئيس الجمهورية والحكومة العراقية من أجل السعي لتحقيق مطالب الكرد الفيلية العادلة، ومطالبة السلطات العراقية بكشف ما لديها من معلومات عما حل بالمحجوزين والمغيبين وعلى المطالبة بالحقوق المشروعة لجميع الكرد الفيلية، خاصة ذوي الشهداء، وقد وافق الجميع على صيغة النداء.


355
أصواتنا مع
قائمة التحالف المدني الديمقراطي في واسط رقم 493

نـــــداء الى
إلى جماهير محافظة واسط !!!!
إلى كل الأحبة والأهل والمعارف والأصدقاء !!!!
إلى العمال والفلاحين والشباب والنساء والطلبة وكل الكسبة والكادحين!!!!
 إلى كل أبناء مدن وقصبات وأرياف محافظتنا الحبيبة واسط !!!!


هل تريدون أن تعرفوا:
لماذا يتدهور الوضع الأمني كل يوم ويموت الناس مجاناً على أيدي الإرهابيين؟
لماذ يعيش ربع الناس تحت مستوى الفقر وربع أخر عند مستوى الفقر؟
لماذا لا تصلك الحصة التموينيية أو تصلك ناقصة وفاسدة؟
لماذ لا تحصل على حصتك من الكهرباء في بلد النفط؟
لماذا لا تحصل على حصتك من الماء في بلاد الرافدين؟
لماذا لا تنجز معاملاتك في دوائر الدولة وتقضي عمرك متنقلاً بين موظف وأخر دون جدوى؟
لماذا لا تٌحترم وتحصل على حقوقك، رغم إن ذلك واجب وطني وشرعي وقانوني وأخلاقي؟
لماذا تخلو مدينتك من شوارع معبدة ومنتزهات مريحة؟
لماذا يترك الأطفال مدارسهم ويزجون وهم صغار في سوق العمل؟
لماذا نجد مراكزنا الصحية مزدحمة، وسخة، وعاجزة عن تقديم الرعاية الصحية المطلوبة للناس؟
لماذ لا يجد شبابنا وسائل مفيدة لقضاء أوقاتهم وإطلاق مبادراتهم؟
الجواب لدى قائمة
قائمة التحالف المدني الديمقراطي في واسط
 رقم 493
ولأننا، نحن مجموعة من أبناء محافظة واسط, ومن اختصاصات مختلفة, من الذين اضطرتنا ظروفنا للعيش بعيدا عن المحافظة، وجدنا في هذه القائمة, خير سبيل لضمان الخير والحرية للجميع، ويد بيضاء تفضح الفاسدين وتبدد عصاباتهم، وقدرات وكفاءات تستثمر خير المحافظة في تأمين الخدمات التي حُرمنا منها طويلاً، وفي إعادة إعمار المحافظة المخربة، وفي توزيع ثروتها الوطنية على أساس من العدالة وتكافؤ الفرص للمواطنين جميعاً، قررنا أن نصوت لها.  
إنها قائمة الناس الصادقين، الذين إذا عاهدوا أوفوا بالعهود.. قائمة ذوي الأيادي البيضاء الذين طالما إقترنت أقوالهم بأفعالهم. وكما نثق نحن بها، نتطلع اليكم لتدعموا هذه القائمة، فهمومنا واحدة ومصيرنا مشترك ولا خلاص الا بدولة مدنية ديمقراطية تضمن العدالة الاجتماعية.
من أجل هذا سننتخب
قائمة التحالف المدني الديمقراطي في واسط رقم 493..
ومن أجل هذا ندعوكم لانتخابها
.

الموقعون على النداء
..........................................
 
استاذ جامعي))1- الدكتور إبراهيم إسماعيل
 2- بشرى صاحب محمود(خريجة كلية الآداب)/النعمانية
/خريج اداب 3- حسين كريم هاني(أبو زياد) الكوت- العزة
 4- حيدر جواد كاظم عبيد الريش(خريج المعهد الصناعي في الكوت)
5- خولة مريوش (خريجة معهد التدريب المهني/الكوت)-
 6- خيون عبيد راشد السراي(معاون صيدلي)
 7- سفاح بدر صبر ( طبيب وطالب دراسات عليا )
8- سامي جواد كاظم عبيد الريش(موظف صحي ومعلم سابق )
9- طه حسين رهك ( موسيقي وملحن )
10- صفاء عبد الرزاق رشاد جوزي ( موسيقي وعازف )
11- شاكر سعيد الترجمان(موظف سابق في وزارة الأشغال والإسكان)
12- عبد الخالق حسن الجادري ( مدرس رياضيات وفيزياء)
13- ضياء جعفر العمار(مدرس رياضيات و فيزياء)
14- عبود ضيدان ( مخرج مسرحي )
15- عدنان ملك حسين (عدنان ملا درويشه) كاسب
)/الصويرة 16- عدنان محمد اللبان (مدرس وفنان مسرحي
) 17- علوان عبد كاظم(رياضي وموظف سابق في سايلو الكوت
18- علي سيد كاظم البعاج(مهندس)
19- كاظم وهيب الموسوي ( فنان تشكيلي وماجستير سينوغرافيا وأستاذ جامعي)
20- كريم ناصر(شاعر)
21- غسان احمد الراضي(مهندس مدني)
22- محمد صالح لاجي ( ممثل )
23- محسن الذهبي ( ناقد تشكيلي)
( موظف) 24- مفيد ناجي الراضي
 25- محمد حسن صبيح (مدرس لغة إنكليزية)
26- محمد كحط عبيد الربيعي(إعلامي )
 27- محمد حسن جاسم حسن العلاف(خريج إدارة واقتصاد مدرس)
28- الدكتور محمد شطب ( دكتوراه في اللغة الألمانية) من أهالي ناحية الزبيدية
) 29- نجم عبد محمد خطاوي(شاعر وكاتب
) 30- هادي بزون(مهندس مدني
 31- هاشم ظاهر نادر(دكتوراه هندسة)
( 32- هيام عزيز جبر(خريجة المعهد الفني في الكوت
33- فخري وهيب جابر الموسوي ( بكالوريوس تجارة واقتصاد)
34 - صادق زاهي العابدي ( فنان ورياضي )
35- فنار كريم حمزة ( مهندسة زراعية )
36 - أمجد علي ابراهيم ( ادارة واقتصاد )
37 - مي ناجي الراضي ( ادارة واقتصاد )
38 - مجيد ناجي الراضي ( مساح )

356
ستوكهولم :في حفل جماهيري بهيج تم أحياء الذكرى
الـ 79 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي




تقرير: محمد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: باسم ناجي/ سمير مزبان


في حفل جماهيري بهيج أقامته منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني/العراق في السويد، استهل بالزغاريد والشموع والأعلام الحمراء والفرح تم أحياء الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، يوم الأحد 24 آذار 2013،في ستوكهولم، حيث زينت القاعة بالشعارات باللغتين العربية والكردية، والملصقات التي تمجد الذكرى العطرة.



   

وقد رحب عريفا الحفل، وبالغتين العربية والكردية، بالحاضرين وخصّوا بالذكر منهم الدكتور حسين العامري سفير جمهورية العراق في السويد، وعضو البرلمان السويدي عن حزب اليسار الرفيق هانس لنده، والرفيقة باربارا برايدفورس من قيادة الحزب الشيوعي السويدي، وممثلي كافة الأحزاب والقوى السياسية العراقية ومنظمات المجتمع المدني. ثم وقف الجميع تحية للنشيد الوطني العراقي ولنشيد الأممية، و حيوا ذكرى شهداء الحزب والوطن فوقفوا دقيقة صمت تخليداً لهم.

وعلى أنغام الموسيقى العراقية تقدمت شابة تحمل (الصينية) المليئة بالشموع، تبعتها مجموعة من الشابات والشباب بالأزياء العراقية المنوعة حاملين الأعلام الحمراء ترافقهم الموسيقى وأصوات الهلاهل، والرقص مع الدبكات ليشكلوا صورة للفرح العراقي المتآخي الواحد بعربه وكرده وتركمانه وسريانه وغيرهم.
 

 


 وقدمت فرقة دار السلام مجموعة من الأغاني وهي: (عمي عمي يابو مركب)، (يا طير الرايح لبلادي)، (جبهة الشعب توحدي)، والتي أندمج معها الحضور وتم توديعها بالورود الحمراء. كما تم تكريم فرقة دار السلام من قبل منظمة الحزب في السويد.
وجاء دور الكلمات فكانت الكلمة الأولى لهيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية، قدمها السيد لؤي البوبصيري ممثل حزب الدعوة تنظيم العراق، وجاء فيها: (تمر علينا في مثل هذه الأيام السنة التاسعة والسبعون لذكرى تاسيس حزبٌ حفر اسمه في تاريخ العراق السياسي المعاصر، حزبا رفع شعار الدفاع عن العدالة والديمقراطية للشعب العراقي بكافة قومياته ومكوناته المختلفة وكافة شرائح المجتمع،  ومن الطليعيين  في مناهضة الخطط الاستعمارية البريطانية الممثلة في حكومة نوري السعيد، وهو أول من وقف مع التغيير الكبير الذي حول الحكم في العراق من الملكية إلى الجمهورية) وأكدت الكلمة على (إننا في هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد إذ نقف اليوم في ذكرى التأسيس التاسعة والسبعين للحزب الشيوعي العراقي العزيزة على كل المناضلين من الحزب وغيره، نناشد الكل ان يحافظ على وحدة الكلمة والموقف العام لإنجاح العملية السياسية في العراق لتحقيق كامل مطالب الشعب ليرفل بالرفاه والاستقلال والعدل، خصوصا وأننا نعيش ممارسة مدنية أخرى من نتاج العملية السياسية هي انتخابات مجالس المحافظات، وان يكون هذا الشعب الحبيب محط أنظار اهتمام كل الخيرين والأحرار ليعيدوا عزته وكرامته ورفاهه..). ثم جاءت كلمة لجنة التنسيق والتعاون للأحزاب الكردستانية (هاوكاري)، التي ألقاها السيد عطا بانه ئي، أشار فيها إلى حجم التضحيات التي قدمها الحزب الشيوعي العراقي في سفوح النضال وارتباط نضال الكرد مع الشيوعيين من أجل نيل حقوقهم.

 
 

 
تم بعدها قراءة العديد من البرقيات التي وصلت الحفل، وكان للشعر دوره، فتمت قراءة قصيدة للشاعر المبدع زهير الدجيلي، وهو على فراش المرض ألقاها عوضا عنه، أخوه الأستاذ فرات المحسن، فكانت محط أعجاب الجميع، وجهت بعدها منظمة الحزب للشاعر الكبير التحية الخالصة والأمنيات الحارة بالشفاء ومشاركتنا احتفال العام القادم.
 
بعدها قام الرفيقان كفاح محمد وجاسم هداد بتكريم عدد من الرفاق والأصدقاء القدامى بأسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق وهم كل من آجه خان برزنجي، خاتون سيد حسين، نعيمة عيال نصار " أم سلام "، صالح حسين الحلفي " أبو سلام "، عيسى عودة شمعون " أبو سرتيب"
وجاء في شهادة التكريم ما يلي:
((الأصدقاء والرفاق المكرمين، يطيب لنا بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس حزبنا، ان نتقدم إليكم بأجمل التهاني وأصدق الأماني، معربين عن اعتزازنا الكبير بالجهد النضالي الذي بذلتموه لخدمة حزبنا وشعبنا، وكل عام وانتم بخير)).

   


ثم ألقى الرفيق هانس لينده عضو البرلمان السويدي كلمة حزب اليسار التي شكر فيها منظمة الحزب على توجيهه الدعوة لهم وأعرب عن سعادته بحضور حشد كبير من الجالية الاحتفال وأكد على عمق العلاقة بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب اليسار السويدي والتي عمرها اكبر من عمره هو، وهي علاقة كانت وستبقى وطيدة. كما أشاد بالدور الهام للحزب الشيوعي العراقي في العراق اليوم، ونشاطه لبناء الدولة الديمقراطية، مؤكدا تضامن حزب اليسار مع نضال الشيوعيين العراقيين، ومشيراً إلى ما لمنظمة الحزب من دور هام في السويد بالتعاون مع حزب اليسار في خدمة الجالية العراقية وتحقيق مبادئ العدالة الاجتماعية وتعزيزها.
وأعرب الحزب الشيوعي السويدي، في كلمته التي ألقتها الرفيقة باربارا برايدفورس، عن تضامنه مع الحزب الشيوعي العراقي، وتفهمه للظروف الصعبة التي يعمل بها الحزبان الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني –العراق، ونضالهما من اجل عراق ديمقراطي، ومن أجل التخلص من الاحتلال الأمريكي ونتائجه، كما تطرقت إلى موقف الحزب الشيوعي السويدي المناهض للحرب.

ثم كلمة التيار الديمقراطي قدمها السيد نبيل تومي، ومما جاء فيها ((عـاما بعد عام أثبت الحزب الشيوعي العراقي صموده ونضاله بأنه حزب وطني من الطراز الأول والمدافع عن مصالح جميع فئات الشعب العراقي ومكوناته العرقية والمذهبية بدون استثناء، فهو يمتلك الرؤية الواضحة والأدوات الفاعلة في إيجاد الحلول الصائبة للمعضلات الوطنية على مختلف المراحل والأشكال، كما لا ننسى دوره الواضح في تقريب وجهات نظر القوى والأحزاب ذات الرؤى والمصالح المختلفة والمتباينة، درءاً للمخاطر المحدقة بالشعب وصيانة لوحدته..)).

 




أما كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق، والتي ألقاها الرفيق آسو عارف فجاء فيها، ((رفاقي المناضلین الیوم وبعد 79 عاما من النضال والآلاف من أبناء الوطن الواعین والحریصین علی تحقیق أهداف الحزب ضحوا بأنفسهم والآلاف منهم تحملوا التعذیب والإرهاب والمعتقلات والسجون وعذابات الغربة في سبیل الحفاظ علی رایة الحزب عالیة خفاقة، لکن الآن وبسبب الطائفیة والفساد وأحتكار السلطة تواجە الحزب الشیوعي العراقي مصاعب وتهدیدات عدیدة، فنتیجة مواقفە الوطنیة والمدافعة عن حقوق الشعب بحیاة کریمة ولائقة.)).
 وأخيرا قدمت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق كفاح محمد وجاء فيها: (( لقد طرح حزبنا قبيل سقوط الدكتاتورية رؤيته المتمثلة بالمشروع الوطني الديمقراطي، الذي يهدف إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، تقوم على القانون والمؤسسات ومبادئ المواطنة، وتضمن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، في مواجهة مشاريع طائفية أو أوهام العودة إلى الاستبداد بأي شكل كان. ويدعو اليوم وبقوة كل القوى السياسة الحاكمة، إلى التخلي عن سياسة تصعيد الخلافات وتأجيج الاستقطاب الطائفي والأثني، وإدراك حجم الخطر الداخلي والخارجي المحدق بالبلد وبمستقبله وبالعملية السياسية، بل وحتى بوحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي، وإشاعة أجواء التهدئة السياسية، وتوفير ضمانات لتنفيذ الاتفاقات، بما يعيد الثقة لجميع الأطراف. والإسراع بعقد طاولة حوار واسعة تضم كل القوى المؤسسة للعملية السياسية، وتضع خارطة طريق لإخراج البلاد من أزمتها.)).


كان الحضور على موعد مع الدبكة الكردية دلالة على الفرح وتعبير عن وحدة العراق والشعب العراقي.
 هذا وقد وصل الحفل العديد من برقيات التهاني والتضامن مع نضال الحزب ومسيرته الرائدة، تم قراءة بعض النصوص منها، والتي أكدت جميعها على دور الحزب الريادي في الحركة الوطنية العراقية وكونه مدرسة للوطنية وللنضال الوطني، ومن هذه البرقيات:
 1 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني / محلية السويد
 2 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري / مكتب السويد
 3 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي / محلية السويد
 4 ـ الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي
5 ـ الحركة الديمقراطية الآشورية / قاطع اسكندنافيا
 6 ـ المجلس الأعلى الإسلامي العراقي / مكتب السويد
7 ـ الدكتور احمد الجلبي / رئيس المؤتمر الوطني العراقي
 8 ـ الكنزبرا الشيخ سلوان شاكر/ رئيس الطائفة المندائية في السويد
9 ـ الحركة النقابية الديمقراطية في السويد
10 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
11 ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم
12 ـ الدكتور خليل عبد العزيز
 13 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
 14 ـ رابطة الأنصار الديمقراطيين في السويد / فرع ستوكهولم وشمال السويد
15 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
16 ـ الحزب الاشتراكي الكردستاني / السويد
 17 ـ شبكة المرأة الكردية الفيلية
18 ـ رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم
 19 - فرقة مسرح الصداقة / ستوكهولم
20 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي
 21- البرلمان الكردي الفيلي العراقي
 كانت ليلة لإحياء ميلاد الحزب الشيوعي العراقي ونضاله الذي يتجدد كل عام من أجل (وطن حر وشعب سعيد...)، هذا وسيقام الحفل الفني يوم الجمعة 29 آذار لأحياء ذكرى ميلاد ربيع الحركة الوطنية العراقية، مجدا لك حزب فهد، مجداً لشهدائنا الأبرار.
 
 

357
الفنانة سمية الماضي في معرضها الشخصي الأول



محمد الكحط - ستوكهولم –

بلمسات شفافة وباستلهام تراثي ونفحات رافدينية، عكست الفنانة سمية الماضي  في لوحاتها بعض جوانب التراث العراقي ومعاناة المرأة كإنسان وليس كجنس،  وحاولت في معرضها التشكيلي الشخصي الأول الذي أقامته في ستوكهولم للفترة من ((8 آذار- 20 آذار-2013م))،  استخدام معظم الوسائل الفنية المتاحة من أكريل وزيت وباستيل وأقلام تخطيط ورصاص، وبأحجام مختلفة، مما كان مدعاة الإعجاب من قبل زوار معرضها من عراقيين وعرب وسويديين، وتعتبر ذلك هو النجاح بحد ذاته، وتقول : فهذا الانطباع الجميل لدى الزوار يجعلني أن أستمر بعملي وأطور من مستوى نتاجاتي، والمعرض جعلني أشعر بالسعادة وهو أول خطوة بالطريق الصحيح، وعليّ تقديم الأفضل في المستقبل.
في تناولها للمرأة والتي شغلت معظم لوحاتها، فقد تناولتها كإنسان ومعانات الإنسان سواء كان رجلا أم امرأة، فهي تحلق في الفضاء تصارع الريح، وتتحدى المصاعب.  ومن الملاحظ على اللوحات شمولها على تخطيطات عديدة ذات رصانة وقوة تحتاج إلى تنفيذها على شكل لوحات كاملة.
ويقول الفنان شاكر بدر عطية ان أعمال سمية ماضي تنثر الأمل فينا من خلال استخدامها اللون الأخضر، وتخطيطاتها مبنية على دراسة أكاديمية.
لقد ساهمت سمية الماضي في العديد من المعارض المشتركة، في السويد، وهي خريجة معهد الفنون الجميلة/ بغداد_قسم الكرافيك 1981م، عملت في مهنة التعليم الابتدائي وتخصصت في مادتي اللغة العربية والتربية الفنية، تقول: ((عشقي للرسم منذ صغري وتفوقي في الرسم والتخطيط والتشجيع الذي كنت احصل عليه زاد من ولعي واهتمامي الذي توجته بالدراسة ..وان كنت قد انقطعت عن الزيت والفرشاة طويلا فاني لم ابتعد عن الرسم والتخطيط بالقلم ..))

نتمنى للفنانة سمية الماضي النجاح في أعمالها المقبلة ومزيدا من العطاء الفني.






358


شاكر الدجيلي لن ننساك


الرفيق شاكر الدجيلي في أحدى النشاطات الجماهيرية


محمد الكحط - ستوكهولم –

في كل عام ونحن نحتفل في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، نستذكر وبغصة غياب رفيقنا العزيز شاكر حسون الدجيلي الذي فقدنا الاتصال به منذ أن غادرنا يوم 31 آذار من عام 2005 من العاصمة السويدية ستوكهولم متوجها إلى الوطن عبر دمشق، ورغم كل الجهود للكشف عن مصيره، لكن لم نحصل على أثر له، ولا زال الأمل يحذونا بمعرفة مصير رفيقنا الغالي أبو منير.
فقد كان الرفيق شاكر الدجيلي من النشطاء ضد الدكتاتورية وضد شن الحرب على العراق، كما كان نشطا في الفعاليات الجماهيرية.
 ونحن نستقبل ذكرى تأسيس الحزب الـ 79، نتذكر ونعيد حضور رفيقنا وعطائه ونقول له، أن رفاقك لن ينسوك أبدا.


359

اليورانيوم المنضب في معرض فني تشكيلي للفنان علي النجار






محمد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: سمير مزبان

 
أقام المركز الثقافي العراقي في السويد معرضا للفنان التشكيلي علي النجار تحت عنوان "لا شيء لا أحد... !!، يورانيوم منضب" ، على قاعة الفنان كاظم حيدر يوم  السبت 16 آذار 2013م، حضر الافتتاح جمهور من أبناء الجالية العراقية ومن المهتمين بالفن التشكيلي، كما حضر الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت داود جبو وسكرتير أول في السفارة السيدة بان أحمد، كما حضر مدير المركز الثقافي الدكتور أسعد الراشد.
   

ضم المعرض بحدود 80 جزءا، تمثل وحدة الموضوع، وهو فضح وإدانة جريمة استخدام اليورانيوم المنضب، ويتزامن مع الذكرى الأليمة الـ 25 لجريمة حلبجة التي أرتكبها النظام الدكتاتوري المقبور.
ومن خلال التجوال في المعرض يحس المرء كم هي بشعة تلك الجريمة، ومن الملاحظات التي أنتبهنا لها هي عدم وضع الفنان توقيعه الشخصي على اللوحات المؤلفة للمعرض، والتي كانت هي المستهل لبدء الحوار مع الفنان "علي النجار"، وهو الاستفسار عن سبب ذلك، فأوضح: بأن الوقت المعاصر لا يحتاج للفنان أن يضع توقيعه على أعماله لكن قد يوضع التوقيع بالنسبة للأعمال التجارية فقط، وهذا المعرض هو مشروع واحد لا يمكن تجزئته، فاللوحة لوحدها لا تعني شيئا، بل جميعها تكون الفكرة، وبصمتي واضحة ولا تحتاج لوضع توقيعي، وهنالك لوحات وضعت صوري عليها لتؤكد كوني شاهدا على هذه الجريمة الإنسانية، ورصدت بلوحاتي يوميات الخراب، أنه عمل مركب، تناولته بمختلف الأشكال، لذا لا يمكنني بيع أو إهداء جزء منها، بل يمكن مثلا لمؤسسة أن تشتري المشروع بالكامل.

     

وعن الغاية والهدف من هذا المعرض المشروع، يقول أنها صرخة واحتجاج وإدانة لجريمة ضد البيئة والطبيعة والإنسان وكل ما يعيش فوق الأرض، كون آثار اليورانيوم ستستمر لعدة أجيال، والبيئة ستظل ملوثة لمئات السنين، كما أردت فضح إدعاءات وتصريحات المسؤولين العسكريين بأن ما أستخدم هو سلاح تقليدي وليس له أعراض جانبية، لكن هذا كذب، فأنا أحد المتضررين من هذا السلاح وكنت شاهدا عليه.
 

   

     كما نوه الفنان علي النجار بكلمته عند افتتاح المعرض إلى طبيعة أعماله, بكونه (عرض يتعدى الفعل الوثائقي إلى الفعل الفني المتشعب المصادر والوسائل لتعبيرية. صحيح آن العمل الوثائقي يكثف المشهد أو يقدمه كما هو، لكنني وعبر كل نتاجي الفني لا أقدم وثائق بقدر ما أحاول أن أحاور الذات والأخر الإنساني والبيئي, بإرثه أحياننا, وأحيانا يحاضره)،  ويقول: هذا العرض بشكل عام يحاور افتراضا أجواء الحدث بفيزيائية ملونة خراب البيئة وانصهار مخلوقاتها وعناصرها. وأنا مجرد شاهد على هذا الحدث. لكنني لست شاهدا محايدا, بما أنني أيضا تعرضت لمخاطره.

لقد اشتمل المعرض على العناوين التالية:
 1ـ رياح اليورانيوم.
2ـ الشاهد.
3ـ لا شيء لا أحد.
4ـ أطلاقات.
5ـ أضرار جينية.
  نفذها الفنان علي النجار بمواد مختلفة وبحجوم مختلفة, مع عمل تنصيبي يعكس صورة للصواريخ وهي تتساقط من السماء، كي يوصل الفكرة لتكتمل صرخته وتحذيره وتنبيهه لحجم الكارثة، علينا أن نقول للمجرم أنك عملت هذا ولا نسكت عن جريمته التي اقترفها.

ومن خلال رصد انعكاسات المعرض على المتلقين من الجمهور الحاضر، قال المسرحي طارق عبد الواحد: أعجبني العمل كون الفنان صاحب قضية ومبدأ يقف مع الإنسان، وقد ترجم من خلال اللون والريشة واللوحة قضية شعب برئ تعرض لظلم ناس قساة لا يحمل لهم كراهية.
أما السيدة بان فقالت: ان المعرض يخدم قضية نبيلة ويوثق لها، قضية تمس شغاف القلب.
السيد حلمي السعدي قال: عشت التجربة، للمعرض أبعاد حضارية، الفنان يسبق عصره بقراءة الواقع وينظر للمستقبل، فهذا المعرض رفض كبير لما تقوم به أرقى دولة متطورة، ويفضح أزمتها الأخلاقية الكبيرة، وكيف تتعامل بشكل دوني وسافر مع شعوب العالم الثالث، المعرض صرخة وترجمة حقيقية لنقل الواقع.

360
أخبار العراق / عيد نوروز سعيد
« في: 19:06 21/03/2013  »
جەژنەکانی بەهارو نەورۆزتان پیرۆز بێت هاوڕێ ئازیزەکانم
عيد نوروز سعيد
Happy newroz for all

 

لتضل شعلة نوروز منيرة خالدة
رمزاَ للنضال والثورة ضد الطغاة والمجرمين
ومن أجل العدالة وتحقيق آمال الشعوب

كل نوزروز وأنتم بخير
أبو هيلين/ محمد الكحط - ستوكهولم -

361
طريق الشعب تحكي حكايتها الأولى




محمد الكحط –بغداد-
      على ضفافِ دجلة الخالد وعند إحتضانهِ بغداد، في أبي نواس، جنب نصب شهريار وشهرزاد، أفاقت بغداد يوم الخميس 7 آذار 2013م، وعلى غير عادتها، على فعاليات مهرجان طريق الشعب الأول، حيث حكت شهرزاد لشهريار بعض من صفحات العشق والغرام، حكايات من ألف ليلة وليلة، حكايات أولئك المناضلين الأوائل من الإعلاميين الشيوعيين الذين جازفوا بحياتهم من أجل إيصال الحقيقة للجماهير وتنويرهم من أجل تحررهم من القيود، حكت لهم عن سيرة وتاريخ المسيرة النضالية لأعرق صحيفة عراقية يسارية، وأقدم جريدة يومية عراقية لازالت تصدر حتى اليوم، رغم ما مرّ بالعراق من تطورات عاصفة وتغيرات كبيرة، كون جذورها ضربت وتضرب عميقا في أرض بلاد الرافدين، كونها التحمت مع أحلام وتطلعات الشعب العراقي، وحملت أسمها "طريق الشعب" الذي أمتد من روح سابقتها صحيفة "اتحاد الشعب" وقبلها جريدة "القاعدة" وقبلها جريدة "كفاح الشعب" كأول جريدة شيوعية والصادرة في صيف عام 1935م.
 

صدحت الموسيقى على أنغام "هيلا يابو جريدة"، والأغاني اليسارية المعروفة، وكانت الفرق الفنية تعزف الموسيقى الشعبية، وبين الطبلة والمزمار أنطلق الغناء مع الدبكات والأهاريخ.
شاركت معظم الصحف زميلات طريق الشعب الصادرة في بغداد، في مهرجانها الأول، وكان لكلٍ منها كشكه الخاص بها، في تنظيم جميل، وكأن ربيع الصحافة العراقية بدأ تواً.
 هذا التقليد الجميل لصحف يسارية عريقة عالمية، كان طموح الصحفيين اليساريين والديمقراطيين العراقيين أن يتحقق يوما في بلادنا، وها هو اليوم رغم بساطته يتحول الى حقيقة، ليتم التواصل الجميل بين الجريدة وزميلاتها من وسائل الإعلام العراقية الأخرى وبينها وبين مريديها وقراءها، وليؤسس لأجواء ديمقراطية حرة للتعبير عن الرأي ولتبادل الآراء والأفكار للنهوض بمهنة الصحافة والإعلام من أجل خدمة قضايا شعبنا.





كان الصباح لليوم الأول للمهرجان ندياً، وبدأ التوافد مبكرا، حيث التجوال بين الأكشاك والمعارض الفنية، (فوتوغراف، كاريكاتير، تشكيل، معارض لرسوم الأطفال في الهواء الطلق)، ومعارض الكتب وأرشيف الصحف والرسم الحر وغيره، وسط اللقاءات الجميلة بين الأحباب، والأصدقاء القدامى، كما كان الحضور في خيمة طريق الشعب من أجل الأستماع الى محاضرات في مواضيع شتى، كانت الأولى عن طريق الشعب، تحدث فيها (رضا الظاهر، عبد المنعم الأعسم، زهير الجزائري، مفيد الجزائري وآخرون)، وأخرى عن (واقع الصحافة العراقية والتحديات التشريعية).


 
 
أما الأفتتاح الرسمي للمهرجان في الهواء الطلق، قد تم بحضور قادة الحزب الشيوعي العراقي وبوجود الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق حميد مجيد موسى، في الساعة الرابعة بالنشيد الوطني ثم بكلمة للرفيق مفيد الجزائري الذي أشار إلى الهدف من إقامة هذا المهرجان، وهو الخطوة الأولى التي ستتكرر كل عام، ليكون مهرجانا لكل الصحافة العراقية، لافتا إلى وجود نواقص وهفوات سنحاول تلافيها في المهرجانات القادمة.

أستمر المهرجان مع الغناء حتى حلول الظلام، وفي اليوم التالي الجمعة 8 آذار والذي يصادف عيد المرأة العالمي، فكان للمهرجان طعمٌ آخر، فكان من بين الحضور السيدة شاميران مروكل سكرتيرة رابطة المرأة العراقية والسيدة صفية السهيل عضو البرلمان العراقي، حيث أنطلق مهرجان الفرح مع الموسيقى والدبكات الكردية وحلقات الرقص.

 


ثم كان الموعد مع ضيف المهرجان السينمائي قاسم حول وندوات عن الصحافة منها عن (العمود الصحفي وتجربة كتابته)، وقصائد من الشعر الشعبي لعدة شعراء شباب منهم، (راشد الأسدي، مهند العزاوي، حامد الشمري، محمد وجيه، أنيس العيساوي)، أما حفل الختام مع فقرة للغناء مع فرقة الجالغي، والعديد من الأغاني التراثية، بعدها فقرة لتوزيع الجوائز، من قبل الرفيق سكرتير اللجنة المركزية حميد مجيد موسى والرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني كمال شاكر حيث تم تثمين اللجنة المنظمة للمهرجان وهم كل من ((إبراهيم الخياط، ضياء كاظم، ياسر السالم، بسام عبد الرزاق، علي الجاف))، وكانت الجوائز الأخرى هي "جائزة هادي المهدي لحرية التعبير" من نصيب مرصد الحريات الصحفية، و"جائزة شمران الياسري للعمود الصحفي" من نصيب الشاعر أحمد عبد الحسين، و"جائزة كامل شياع لثقافة التنوير" من نصيب ياسين طه حافظ،  ثم كلمة انتهاء المهرجان التي شكر فيها الرفيق مفيد الجزائري كل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية.
هكذا أنتهى المهرجان الأول لطريق الشعب، لكن هذا ليس كل شيء، أنها البداية والتي ليس لها نهاية، لأنها حكاية طريق الشعب.

صور من المهرجان:

 






















 
 


362

ستوكهولم: معرض تشكيلي للخط العربي يحمل عنوان "نون والقلم"




محمد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: سمير مزبان


"نون والقلم" هو عنوان المعرض الخاص بفن الخط العربي للفنان الدكتور عماد زبير، والذي أشرف على إقامته المركز الثقافي العراقي في مملكة السويد يوم الأحد 24 فبراير/ شباط/2013م، في مقر المركز وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، وبعد الترحيب بالحضور كان الجمهور على موعد مع محاضرة عن الخط العربي وفنونه، ساهم فيها بالإضافة إلى صاحب المعرض الفنان عماد زبير، كل من الفنان جمال صفر والفنان محمد صالح خضر، متحدثين عن تجربتهم في خوض هذا الفن الجميل وأنواعه وأهم الخطاطين الذين ساهموا في إثرائه وتطويره، في العراق والعالم العربي، وكذلك عن دخول التكنولوجيا المتطورة اليوم في تحديثه وتذليل الصعوبات التي تعتريه، وسلبيات وإيجابيات ذلك على هذا الفن الجميل والحفاظ عليه وعلى تطويره، فكانت لنا جولة مع رواد وأهم مبدعي هذا الفن، منهم الفنانون محمد هاشم الخطاط، والبغدادي وحسن المسعودي ومحمد سعيد الصكار والشيخ حامد الآمدي وأحمد حلمي بك ومحمد إبراهيم ومحمد جعفر ووحيد أفندي وغيرهم، فيمتاز الحرف العربي بمرونة كبيرة في التشكيل تجعله مطواعا في تكوين أشكال عدة يتفنن الخطاطون العرب في تحويله إلى أشكال جمالية عذبة متنوعة.
وبعد نقاشات ومداخلات الحضور، تم دعوة الدكتور حكمت داود جبو الوزير المفوض في السفارة العراقية في السويد لافتتاح المعرض بطريقة فنية، حيث أشعل شمعة وضعت في رأس قلم لتكون حرف النون مع التكوين الفني لتشير لأسم المعرض"نون والقلم"، 

 

وبدأت جولة الحضور في أروقة المعرض الذي حوى 57 عملا منوعا كلها تمثل صورا ونماذج لجماليات الخط العربي، بعضها حوت آيات  من القرآن الكريم وكذلك لبعض الأحاديث النبوية تمثل ليس فقط أنواع الخط العربي وجمالياته، بل أيضاَ صورت نماذج جميلة من فن الزخرفة الإسلامية، كان التنوع والتنسيق والانسجام في الألوان ودقة الأعمال التي تعكس القدرة العالية للفنان عماد زبير في إتقان هذا النوع من الفن الراقي، والحاصل على شهادة دكتوراه وتخصص في التربية الرياضية، وكان الفن التشكيلي في البداية هو مجرد هواية له بشكل عام وتطويع الحرف العربي والخط  العربي مع اللون والحركة ليشكل لوحات تبهر الناضر وتجعله يحس بقيمة الحروف العربية الفنية على يديه، فهنالك لوحات كأنها الموسيقى العذبة التي تنطلق مع انسياب  الحروف وتناسق الألوان، فتغدو سيمفونية جميلة نحلق معها.

وحول الغاية من هذا المعرض الذي تضمن لوحات خطية لآيات قرآنية وأحاديث نبوية، يقول الفنان أن معرضه هذا هو  محاولة للرد بروح العصر على من يهاجمون الإسلام من خلال أفلام أو مقالات مسيئة، فردنا هو أن الإسلام هو دين التسامح والمحبة واحترام الآخر وعكست ذلك من خلال هذه اللوحات الفنية.
الفنان عماد زبير من مواليد بغداد 1946م، عضو جمعية الخطاطين العراقيين، حصل على الدكتوراه في التربية الرياضية في مجال كرة القدم، أقام العديد من المعارض الشخصية والمشتركة في السويد والنرويج، قام بخط وكتابة القرآن الكريم لمرتين، ويستعد لخطه للمرة الثالثة.


 



الفنان عماد زبير









363
ستوكهولم: إحياء يوم الشهيد الشيوعي




تقرير: محمد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: باسم ناجي/ سمير مزبان


وسط حضورٍ رسمي وشعبي مهيب ومتميز أحيت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد، وأبناء الجالية العراقية في ستوكهولم الذكرى الـ 64المجيدة ليوم الشهيد الشيوعي، غصت صالة الحفل بالحضور، وبعد كلمات الترحيب بالحضور جميعا ومنهم، القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق في السويد ُالدكتور حكمت داود جبو، والرفيق  الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة ِالمركزية لحزبنا، و بممثل حكومة إقليم كردستان وبالأخوة والأخوات في هيئة الأحزاب العراقية في السويد، وبالسيدة عبير السهلاني عضوة ُالبرلمان السويدي عن حزب الوسط، وبممثلي منظمات المجتمع المدني العراقية. وقف الجميع دقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب والشعب العراقي، بعدها تعاقبت عريفات الحفل" ثبات هداد، مهاباد، ضفاف سرحان، بتقديم الفقرات تباعا باللغتين العربية والكردية، ومع أنغام العزف المنفرد على الكمان  للفنان مخلد، دخلت فرقة دار السلام مع الزهور التي قدمت أمام صور الشهداء ثم غنت مجموعة من الأغاني التي تمجد الشهداء.
 
     
بعدها ألقت الرفيقة روناك نوري عثمان كلمة عوائل الشهداء، وجاء فيها، ((ان من حقنا أيتها العزيزات أيها الأعزاء.. ان نزهوَ أيما زهوٍ بهؤلاء البررة،  ولهم علينا الوفاءُ الدائم ، فهم بحق نبراسٌ يتطلع إليه كلُ وطني غيور، وتـُجلهم الأجيال ُلما بذلوه وتخلدُهم في ضمائرِها وعقولـِها. كما أَن من حق ِ شهدائنِا شهداء ِالشعبِ والوطن إنصافهم وتكريمَ عوائلهم بما يليق ومكرمةِ الشهادةِ السامية)).

 

ثم ارتجل القائم بأعمال السفارة د. حكمت  داود جبو، كلمة أشاد فيها بنضالات الحزب الشيوعي وعطائه وتضحياته، ومجد شهدائه.
وتم قراءة بعض البرقيات التي وصلت الحفل، مع مقاطع شعرية وأغاني باللغة الكردية، تلتها  كلمة هيئة الأحزاب العراقية، والتي ألقاها السيد بهنام جبو، ((على مدى أكثر من سبعين عاما ظل الحزب الشيوعي العراقي في قلب الحركة الجماهيرية وخاض الشيوعيون العراقيون لهيب المعارك الوطنية التي امتدت من أقصى الوطن إلى أقصاه في مواجهة أنظمة الاستبداد والقهر وأريقت دماء الآلاف منهم في سوح النضال وفي السجون والمعتقلات واعتلى الكثير منهم مع قادتهم أعواد المشانق وواجهوا النظم الشمولية والاستبدادية بشجاعة نادرة.))
    
بعدها كان الحضور على موعد مع أغاني النضال باللغة الكردية حيث أنشدت الرفيقة روناك نوري عثمان أنشودة: وداعا يا أمي، والتي تقول كلماتها:

((الوداع یا والدتي أنا ذاهب إلى النضال
ذاهب لأقدم روحی فداء الوطن
إذا وجد أعداء لیخنقوا الشعب
من العار أن یبقی ابنك یا والدتي

الفقراء الذین اخرجوا من بیوتهم
الأحبة الذین أطلق الرصاص علیهم
بانتظاري لأثأر لهم
لا تحزني یا والدتي سآتي لكِ بالسعادة

إذا استشهدت لا تبکین عليّ یا والدتي
فالوطن لە دین عليّ
کلما سکب العدو دمنا
ینمو ورودا حمراء اکثر

أحب أن أکون بجانبك یوم الحریة
لأملأ قلبك بالسعادة
ولکن إذا  لم أعود
فقبلي عیون رفاق نضالي یا والدتي))

هذا  المقطع من القصیدة كانت مع أوراق أخيها الشهید كامران، عثروا عليها بعد استشهاده.

وأشارت كلمة  لجنة التنسيق والتعاون للأحزاب الكردستانية (هاوكاري)، التي ألقاها السيد مولود عيد بن زاده، إلى حجم التضحيات التي قدمها الحزب الشيوعي العراقي في سفوح النضال وارتباط نضال الكرد مع الشيوعيين من أجل نيل حقوقهم.
   

   


أما كلمة تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم قدمها د. طالب النداف، والتي أشادت بالسفر النضالي للشيوعيين ونضالهم والتي جاء فيها، لقد تقدمّ الشيوعيون مواكب النضال على طول تاريخ العراق المعاصر، سواءً في العهد الملكي أو الجمهوري.. لذا قدموا ما يفوق التصور المنطقي من شهداء الفعل السياسي والاجتماعي والنقابي.. فكانوا كالشمعة التي تحترق كي تضيء درب الحراك العادل)). ثم كلمة رابطة الأنصار والتي قرأها الرفيق ماهر شاهين والتي أستذكر فيها أسماء ووجوه بعض الشهداء الأنصار الذين سقطوا في سفوح ووديان وقرى كردستان، ومجدت الكلمة عطاء وتضحيات الأنصار، وجاء فيها، ((وفي هذا السفر الكفاحي المجيد، يتبوأ شهداء حركة الأنصار، موقعا متميزاً، أولئك الفتية البواسل الذين إمتشقوا وهم في أوج عطائهم وزهو شبابهم، السلاح ليقارعوا واحدة من أعتى الدكتاتوريات في العالم، غير هيابين بترسانتها العسكرية الهائلة، مختارين بلا تردد مشقة المسار العذب، ومجسدين بوعي سلامة التلاقح بين الفكرة والفعل، سائرين على خطا الرواد العظام فهد وحازم وصارم.)).

 

وقدمت الرفيقة مهاباد مقاطع من الشعر باللغة الكردية، وتم قراءة عدة برقيات بالكردية، وتقدمت المناضلة آجه خان برزنجي أخت الشهيد البطل علي برزنجي، قصيدة  بالكردية تمجد الشهداء وتضحياتهم من أجل الشعب والوطن.


 أما كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني، قدمها الرفيق طارق  رواندوزي جاء فيها، ((ان تأريخ عشرات السنين من نضال الشيوعيين في العراق وكردستان في مواجهة الأنظمة الدكتاتورية الوحشية المتعاقبة في العراق، يشهد للشيوعيين بأنهم قدموا تضحيات جسام خلال سنوات نضالهم في المدن والكفاح المسلح، وان عزيمتهم لم تُثبط في العطاء والتسامح واتخاذ المواقف الوطنية والطبقية الحقيقية. ان هذه المواقف ومئات المحطات الأخرى من نضال الشيوعيين كانت دوماً في الماضي والحاضر مدرسة لإنتاج مناضلين حقيقيين من اجل وطن حر وشعب سعيد)). 

 

وكانت آخر الكلمات هي كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق  الدكتور كريم حيدر، ومما جاء فيها، ((يأتي احتفالنا  هذا العام، وبلدُنا يمر في ظرف ٍعصيبٍ يقلقُ كلَ الخيرين الحريصين على مستقبل ِالعراق، حيث تتعددُ الأوجه ُالكالحة ُلأزمة ِنظام ِالحكم ِالقائم، من إشتداد للاستقطاب ِالطائفي، وإختراقاتٍ دوريةٍ للأمنْ، وغيابٍ مريع ٍللخدماتْ، وإنتهاكاتٍ صارخةٍ للحريات ِالأساسية ِولحقوق ِالإنسانْ، في ظل ِفقر ٍمدقعٍ يسحقُ أكثرَ من نصف العراقيين، وبطالةٍ تعطلُ طاقاتِ رُبْعِهم، وأميةٍ تنخرُ وعيَهم، وتدخلاتٍ وقحةٍ ٍللمحيط الإقليمي بشؤونِهم، فيما يتشبثُ المتنفذونْ المهيمنونْ على العملية ِالسياسية ِبالمحاصصة ِالطائفيةِ والأثنية ْ، وبالمصالح ِالحزبية ِالضيقةْ، وبتزمتٍ أوصلَ هذه العملية َلطريق ٍمسدودْ، ودفع بالقوى المهيمنةِ لإتخاذ الكثير من الإجراءاتِ والتدابيرِ التي من شأنها استباق أي ِحِراكٍ جماهيري عِبرَ تأجيج ِالتعصبِ الطائفي والقومي والانتماءات ِالثانوية. وفي ظل هذه الأوضاع ِالخطيرةِ، دعا حزبُنا الشيوعي العراقي ويدعو اليوم، كلَ الواعين المؤمنين بالديمقراطية، وبالعراق ِالمستقر ِوالمزدهر ِوالآمنْ، إلى تنسيق ِالجهود ِوشن ِكفاح ٍجماهيري واسع ٍوعنيدْ، وتعبئةِ الإرادةِ الشعبية ِالرافضة ِللأزماتْ ومسببـِها، وللتلاعبِ بمصائر ِالشعبْ، ومن أجلِ درء ِمخاطرِ نزاعاتٍ طائفية ٍوحربٍ أهلية ْ. كما يسعى حزبنـُا إلى توطيد فرص ِوأركان ِالحلول ِالسلمية، عبر حوارٍ شامل ٍفي إطار مؤتمر ٍوطني ٍعام، يرسم آلياتِ الخروج من الأزمة ْ، ويوفر مستلزمات ِإعادة ِالقرار للشعب ِعبرَ إنتخابات ٍمبكرة)). 

هذا وقد وصل الحفل العديد من البرقيات من عدة جهات وجميعها أشادت بتضحيات الحزب الشيوعي العراقي ومجدت شهدائه ومن هذه الجهات:
1. المجلس الأعلى الإسلامي العراقي
2. الحزب الديمقراطي الكردستاني
3. التيار الصدري
4. حزب بيت نهرين الديمقراطي
5. طائفة الصابئة المندائيين في السويد
6. الحركة الديمقراطية الآشورية
7. الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي
8. رابطة المرأة العراقية في السويد
9. الحركة النقابية الديمقراطية العراقية في السويد
10. جمعية فرقة طيور دجلة
11. جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
12. الجمعية المندائية في ستوكهولم
13. فرقة مسرح الصداقة
14. رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم


364
لك المجد أيها الشهيد ستار غانم "سامي حركات"

بقلم: محمد الكحط    
لربما اختلفنا معه ولربما أخطأ هو في موقف معين، لكن ستار غانم شهيد من شهداء الحزب والوطن ومن ضحايا النظام المقبور.
ستار ذلك الأسمر الخجول، الهادئ الوديع، الذي كان يتأبط جريدة طريق الشعب، تلك أول نظرات وانطباعات تولدت لدي عندما عرفته، كنا شبابا، بل في ريعان الشباب، وكانت كلية الزراعة في جامعة بغداد في أبو غريب، تعج بالتقدميين وبالذات الشيوعيين.
ستار غانم راضي من مواليد 1954م، من عائلة كادحة، ألتقيته لأول مرة سنة 1974م، كانت أيام الجبهة، كنا نظنها جميلة والتي كنا نطمح بتقدم العراق بظلها إلى الأمام، ونحلم بالعراق الديمقراطي الجديد، لكن تلك الأحلام ضاعت بل تحولت إلى كابوس، كان ستار غانم المسؤول المكشوف الذي يمثل منظمة الحزب علنيا أمام الطلبة والسلطات، ولم تكن تلك المهمة سهلة آنذاك، كنا معجبين بشخصيته، وحصل أن رشحت إلى دورة حزبية فكرية، ضمن التنظيم الطلابي، وكان هو من يحاضر فينا مادة "تاريخ الحركة الثورية" بالإضافة إلى رفاق آخرين درسونا مادتي "الاقتصاد السياسي" و"الفلسفة الماركسية"، وللحق كان يتمتع بالذكاء والقدرة على التوصيل والتوضيح والتفسير، ويخلق لدينا القناعة  بمفردات المادة، مما أكسبه حب وتقدير جميع رفاق الدورة، وحسب علمي أنه حاضر في العديد من الدورات الحزبية، وأظن أن هنالك العديد من الرفاق الحاليين يتذكرونه وحتى من هم الآن خارج صفوف الحزب، أظنهم يشهدون على قدراته، وبعد تخرجه من الكلية والتحاقه بالخدمة العسكرية الإلزامية، كنت أتواصل معه كوننا من مدينة الثورة، وأحتاج هو لبعض المساعدات البسيطة قدمتها له، وأكملت الكلية بعده بسنة، لكنني لم أره بعدها، وانقطعت أخباره عني، منذ حزيران 1978م، ولم أكن أستطيع حتى السؤال عنه، فالظروف تعقدت كثيرا.
علمت ان السلطة الفاشية اعتقلته سنة 1979م، بعدها ألتحق في نهاية نفس العام بحركة الأنصار، أي أنه من أوائل الملتحقين بفصائل الأنصار.
وعندما وصلت أنا إلى كردستان، سمعت أسم جديد رنّ في أذني "سامي حركات"، فتساءلت، من يكون...؟
وعلمت انه ستار غانم، كنت في بهدينان وكان هو في سوران، وبعد معارك "بشت آشان" التقيت بالعديد من الرفاق القادمين من هناك، وسألت عنه، لكن الإجابات كانت متناقضة، فالبعض يمدحه ويعتبره النموذج والقدوة، والآخر ينعته بنعوت أخرى، حتى أصدقاؤنا المشتركون من زملائنا في كلية الزراعة تباينت آراؤهم، وكنت أطمح أن ألتقيه، وأرسلت له التحايا، وأجابني بتحية مع بعض الرفاق، لكن بعد ذلك انقطعت أخباره، وعلمت أنه في وضع لا يحسد عليه، ولديه مشاكل مع الرفاق هناك، ثم عرفت أنه ومعه مجموعة من الرفاق الأنصار، غادر كردستان متوجها إلى الحدود مع إيران في حزيران عام 1984م.
وهناك كان بعيدا عن الحزب، وتنقل مع بعض الرفاق في عدة أماكن على الحدود، لقد أفادني أحد الرفاق وهو صديق ورفيق مشترك بأنه: ((لقد كان ستار مشغولاً بعمل تنظيمي سري خارج إطار الحزب وكان يسمي تنظيمهم "شيوعيون عراقيون"، وكانت لهم في عام 1989م مقر في نوكان قريباً من مقراتنا هو وأمين (احمد الناصري). ويقول الرفيق كفاح حسن مؤكدا ذلك: ((انقطعت صلتي بالشهيد سامي حتى التقينا مجددا في عام 1989 في وادي ناوزه نك (وادي الأحزاب) الحدودي عند سفوح جبل مامه ند، بعد أن دمرت حملة الأنفال الحياة في القرى الكردية، وفر ساكنوها مذعورين نحو المجمعات السكنية الإجبارية، وكان لسامي ورفاقه مقر مستقل في جوار مقر حزب الباسوك. وكنا نلتقي صدفة في الطرق الملتوية مابين نوكان وناوزه نك و قاسم ره ش.)). ويكمل حديثه، ((وفي صيف 1990 تركت ناوزه نك نحو غربة جديدة ودائمة. ولم أترك المنطقة دون أن أبحث عن رفيقي ستار غانم "سامي حركات" لأقول له وداعا! بينما أختار الشهيد ستار العودة سرا إلى بغداد للعمل على تشكيل تنظيمات معارضة هناك. ولقد تمت الوشاية به، وتم اعتقاله، وأستشهد تحت التعذيب في سجون القمع البعثية.)).
وفي لقاء مع الرفيق جابر حدثني قائلا: ((تعرفت على الرفيق سامي حركات بعد أحداث بشتآشان 1983م،  وكان حينها مكلفا بمهمة المسئول العسكري للمقر، بقينا في روست من حزيران ٨٣ لغاية كانون الأول، عملنا خلالها سوية كل هذه المدة، وقد تعرض المقر خلالها لعدد من محاولات الاجتياح من قبل قوات النظام، وهجوم قوات المرتزقة (الجحوش) والغارات اليومية لطائرات الهليكوبتر، ناهيك عن القصف المدفعي المتواصل، كان الشهيد سامي هو من يضع خطط الدفاع عن المقر، وبعد الظروف التي مررنا بها، والتنقلات العديدة أستقر بيّ المقام في إيران، وأتذكر آخر لقاء لي معه، حيث زارني الشهيد في نيسان ١٩٩٠ وكانت زوجتي على وشك الولادة وعندما ودعته أوصاني وقال، إذا كان المولود بنت فسمها أحلام، تيمنا بالشهيدة  (عميدة عذيبي حالوب)، وإذا كان المولود ذكرا فسميه حامد تيمنا بالشهيد (ملازم حامد)، وفعلا جاءت أحلام بعد عودتي من وداعه بنفس ذلك اليوم 22 نيسان 1990م،)).
وبعد متابعة واستفسار مع بعض الأصدقاء المشتركين تأكد لي أنه كانت هنالك خلافات فكرية وتنظيمية مع قيادة الحزب،  خرج على أثرها هو ومجموعة من الرفاق من صفوف التنظيم، وحصلت مشاكل يبدو أنها كانت عميقة في ظروف معقدة وصعبة، وبعد دخولهم إيران عادوا إلى الحدود العراقية وبالذات إلى منطقة قره داغ، وقاموا بعمل تنظيم شيوعي أسموه "شيوعيون عراقيون"، وانتقلوا بعدها إلى منطقة سركلو وبركلو في جبال السليمانية، وواجهوا ظروفا صعبة، ثم انتقلوا إلى منطقة نوكان ومن هناك نزل إلى الداخل – أي إلى بغداد- عدة مرات من قرداغ وسركلو، ويبدو أنه نجح في عمل صلات تنظيمية، خصوصا وهو شخصية معروفة ومصدر ثقة للآخرين.
 بعد عمليات الأنفال ازدادت المصاعب كثيرا، ومن خلال المتابعة علمت أن ستار غانم قام بعد دخول النظام العراقي إلى الكويت وانطلاق انتفاضة آذار المجيدة، بنشاطات كبيرة ووصل إلى كركوك وساهم في المعارك ضد النظام البعثي، وبعد فشل الانتفاضة أنسحب من كركوك إلى الحدود الإيرانية، بعدها عاد إلى بغداد، ويبدو أن أخباره انقطعت منذ عام 1993م.
بعد عودتي إلى العراق سنة 2003م، أي بعد سقوط الدكتاتورية، ذهبت إلى مقر محلية الثورة وهناك سألت عنه وتعرفت على بعض أقربائه ومعارفه، وأخبروني بأن لديهم وثائق من دوائر الأمن بخصوصه، ووعدوني بالحصول عليها، ولكن للأسف لم أحصل على شيء.
وكل الدلائل تشير إلى أنه عاد للداخل من أجل العمل على تنظيم سري معارض للنظام، ولكن هنالك من وشيّ به وسهل على السلطات الدكتاتورية اعتقاله وتصفيته.
اليوم، ونحن نستذكر الرفاق الذين ضحوا وناضلوا من أجل الغد الوضاء للبشرية ومن أجل وطن حر وشعب سعيد، علينا أن لا نبخس نضال وعطاء وتضحيات ستار غانم، بل علينا إعادة تقييمنا له وأنصافه، فأنه باستشهاده، أستحق أن يكون شهيد الحزب الشيوعي وأفكاره.
لكَ المجد أيها الشهيد الشيوعي الرفيق ستار غانم.



365


 المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي في ستوكهولم: التيار الديمقراطي خيارنا للتغيير

 


محمد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: عاكف سرحان/  باسم ناجي


تحت شعار "التيار الديمقراطي خيارنا للتغيير" عقدت لجنة تنسيق قوى وشخصيات التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم مؤتمرها الثالث يوم الأحد الموافق 10 /02 / 2013 على قاعة الجمعية المندائية في ستوكهولم، حضره أبناء الجالية العراقية من المهتمين بمستقبل المسيرة الديمقراطية في العراق ومستقبل الأجيال القادمة، كما حضره عدد من ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني العراقية المتواجدة في ستوكهولم، بعد الترحيب والوقوف دقيقة صمت إكراما لأرواح شهداء الحركة الوطنية والديمقراطية وشهداء شعبنا الأبرار جميعا، ألقى الدكتور سعدي السعدي كلمة لجنة تنسيق قوى وشخصيات التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، مرحبا وشاكراً الحضور لتلبيتهم الدعوة، منوهاً إلى أهمية وخطورة المرحلة التي يمر بها بلدنا العراق، وتعقد الأزمات المتتالية، مما يجعل الوضع يزداد سوءاً مما يدفع بالبلاد إلى مخاطر جدية، تهدد وحدته ولحمته الوطنية داعيا الجميع ممن تهمهم مصلحة الشعب والوطن إلى التحرك باتجاه عقد مؤتمر وطني شامل لتقييم العملية السياسية لإيجاد الحلول التي تصلح الأمور المستعصية والعمل الجاد لإنهاء سياسة المحاصصة الطائفية والأثنية وتشريع القوانين التي تمهد إلى انتخابات مبنية على أساس الوطنية، كما تحدث الدكتور عقيل الناصري بأسم اللجنة التنفيذية للتيار في المركز مقدما التهاني بعقد المؤتمر وموضحا بعض الأمور التي تحيط بنشاط وعمل التيار داخل الوطن وتطوره خلال الفترة الماضية، بعد دخول التيار في تحالفات عديدة مع قوى سياسية رغبت بدخول الانتخابات البلدية مع التيار الديمقراطي، وقدم الزميل نبيل تومي كلمة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في السويد، موضحا أهمية دور قوى التيار في المرحلة المقبلة، وأهمية التنسيق بين مجمل تنسيقيات الخارج للتيار الديمقراطي في دعم قوى التيار في الداخل لتنفيذ مهامها في المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن، بعدها جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد والتي قدمها كفاح محمد، مما جاء فيها ((ينعقد مؤتمركم هذا في ظرف بالغ الدقة والتعقيد، فالاستعصاء السياسي بلغ أشدّه، والاستقطاب الطائفي وصل إلى حد تهديد وحدة الوطن أرضاً وشعباً، لذلك فأن التعويل الحقيقي يكون على قوى الديمقراطية على أساس نظام العدالة الاجتماعية، والتي يشكل التيار الديمقراطي بكل قواه المؤتلفة الحجر الأساس للبديل الأكفأ لغد يضمن المستقبل الأفضل لأجياله التي عانت وما زالت من كوارث الحروب والإقصاء والتغييب للآخر فقط لاختلافه في الرأي، وانهيار المعايير الحقيقية في الكفاءة والنزاهة إلى معايير قادت الخراب للبلد وسادت فيه قيم الفساد بكل أشكاله برعاية الساسة المتنفذين، إننا نعول على نشاطكم وبقية القوى الوطنية الديمقراطية في طرح البديل الأفضل)). كما ألقى الدكتور توما شمعون كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني /العراق  في السويد والتي أكدت ((ان الانتخابات هي أبرز آليات الديمقراطية والمدخل الحقيقي لبناء الدولة المدنية بشرط أن تجري بأجواء نزيهة عادلة خالية من الضغوط والإغراء وشراء الذمم وتوزيع الغنائم. يتوجب على جميع القوى الوطنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والتيار الديمقراطي أن تحشد قواها وترفع من وتيرتها ونشاطها وتوسع من قاعدتها الاجتماعية والانتخابية لتتظافر جهودها على ضوء برنامج يلتقي عليه الجميع.))، وقرأت ممثلة رابطة المرأة العراقية السيدة أبتسام عدنان الهلالي ومما جاء فيها، ((ان الجمع الواسع للديمقراطيين العراقيين في الخارج أحزابا ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات يضم في صفوفه طاقات وخبرات ستعود بالنفع العميق على مسيرة شعبنا في ظلّ ظروف بالغة التعقيد في الصراع من أجل السلطة والنفوذ والمال بين القوى المتنفذة والتي لا تأبه بمصالح الوطن والشعب العليا...))، وجاءت بعدها كلمة الحركة النقابية الديمقراطية في السويد قدمها السيد محمد حسين حيدر حيث جاء فيها ((في ظل الصراعات الغير حريصة التي يشهدها بلدنا، يحتاج منا أن ندعم التيار الوطني الديمقراطي ليكن البديل القادم، وفق برامج وطنية ديمقراطية تخدم المواطن بالدرجة الأولى..))، وكان لصاحب الدار والضيافة الجمعية المندائية وهيئتها الإدارية كلمة قدمها عاكف سرحان، اشار فيها الى ترحيب الجمعية الدائم للمشاركة ودعم نشاط التيار، بعدها قدم ممثل الجمعية الثقافية التركمانية كلمة أكد فيها ((أن الشعب التركماني هو الأكثر تفهما والأقرب للديمقراطية من خلال خبرته وتطبيقه الديمقراطية الانتخابات في حياته السياسية والحزبية ولعل مسيرة الأحزاب التركمانية في اختيار قادتها ورؤساء أحزابها من خلال المؤتمرات العامة وبشكل دوري أكبر دليل على ذلك)).
هذا وقد وصلت العديد من البرقيات إلى المؤتمر منها برقية من الشيخ كنزا فرا سلام غياض، والتي تمنى فيها نجاح المؤتمر  مشددا على ان مقرراته ((ستكون ركيزة قوية لبناء عراق جديد مبني على الأخوة والمحبة والقانون...))، و كذلك من فروع التيار في جنوب السويد وغوتنبيرغ، وسوديرتاليا، وأستراليا، والبصرة والولايات المتحدة الأمريكية، ونيوزلندا، كما وصلت عدة برقيات أخرى منها من الحزب الديمقراطي الكلداني فرع أوربا، اتحاد الجمعيات العراقية في السويد، نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، جمعية المرأة العراقية، فرقة مسرح الصداقة، المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في السويد، الاجتماع التشاوري الأوربي، لجنة اللاجئين العراقيين في السويد، جمعية الفن للأطفال، فرقة طيور دجلة، جمعية المصورين العراقيين في ستوكهولم، وكذلك برقيات من عدة شخصيات وطنية، وجميعها قدمت التهاني على عقد المؤتمر وأجمعت على أهمية التيار الديمقراطي لمستقبل العراق.
وبعد استراحة قصيرة عقدت الجلسة الثانية، حيث تم انتخاب هيئة رئاسة للمؤتمر ولصياغة البيان الختامي والمقترحات والتوصيات والرقابة، وتم الشروع بمناقشة وثائق المؤتمر والتقرير ألانجازي والمالي، وبعد نقاشات في أجواء من الصراحة والحرص على تطوير العمل تم أقرار التقارير مع الملاحظات، ثم تم انتخاب لجنة تنسيقية جديدة ستتولى متابعة العمل، وقدمت الزهور أعضاء اللجنة السابقة تكريما لجهودها في المرحلة السابقة، وصدر بيان ختامي عن المؤتمر.


صور من قاعة المؤتمر:

 








 
 


 
 
 

366
البيان الختامي الصادر عن مؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
أنعقد في العاشر من شباط الحالي 2013 المؤتمر الثالث للجنة تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في العاصمة السويدية ستوكهولم تحت شعار التيار الديمقراطي العراقي خيارنـا نحو التغير.
في بداية الجلسة وقف الحضور دقيقة حداد على أرواح شهداء الحركة الوطنية العراقية. ثم قرأت كلمة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي ولجان تنسيق السويد وكذلك كلمات التيار الديمقراطي المركز التي كانت ذات أهمية خاصة بحضور ممثل المركز بشكل خاص عند إشارته غلى دور التيار الديمقراطي في العراق والصعوبات التي تواجههُ وحيث أكد على ضرورة دعم التيار إعلاميا وماديـاً. وتوالت كلمات الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني العراقية في ستوكهولم، ومجموعة كبيرة من الكلمات والبرقيات ورسائل التهاني من لجان التنسيق لتيار إلى المؤتمرين من مختلف عواصم ودول العالم.
أشارت جميع الكلمات إلى ظروف بلدنا المعقدة وأكدت على أن أسبابهـا هي المحاصصة المقيتة والفئوية الضيقة .
وفي ظل هذه الصراعات يحتاج التيار الديمقراطي إلى دعم من الجميع لأخذ دوره في العملية السياسية خاصة ونحن مقبلون على انتخابات مجالس المحافظات.
ثم في الجلسة الثانية للمؤتمر نوقشت التقارير الأنجازية، بعد انتخاب ثلاث شخصيات من الحضور لقيادة هيئة لرئاسة المؤتمر وبدورهـا انتخبت ثلاثة أخرين للجنة الاعتماد، قرئ التقرير الأنجازي من قبل أعضاء اللجنة والذي أشار الى مختلف أنشطة التيار والمنجزات التي تمت، على سبيل المثال استكمال ترجمة النظام الداخلي إلى اللغة السويدية، وتوجيه العديد من الرسائل والمذكرات إلى المحكمة الاتحادية ومجلس النواب والجهات الرسمية العراقية وغيرهـا من منظمات الدولية والسويدية لشرح مـا يجري ويحدث من انتهاكات لديمقراطية وحقوق الإنسان، وأكد التقرير على ضرورة توحيد الخطاب السياسي والإعلامي لتيار الديمقراطي العراقي في الخارج بحيث يدعم فكر وتوجه التيار الديمقراطي العراقي في الداخل ، وعلى ضوء مناقشة التقارير الأنجازية المختلفة والتوصيات والمقترحات التي قدمت لعمل اللجنة  القادمة، ومن ثم جرت عملية انتخاب 9 أعضاء للدورة القادمة وهم خمسة ممثلين الأحزاب والمنظمات والباقي من الشخصيات الديمقراطية المستقلة وبترتيب الأتي:-
1 – الفنان التشكيلي نبيل تومي  59 صوت
2 – الدكتـور طالب النداف     51   صوت
3 – الدكتور جميل جمعة      42   صوت
4 – السيد صباح داخل البرگاوي 35 صوت
أمـا بقية الأعضاء فهم ممثلو مختلف المنظمات الأحزاب السياسية العاملة ضمن التيار الديمقراطي العراقي. وهذه أهم التوصيات والمقترحات التي أقرهـا المؤتمر وهي: -
1 – الدعوة لإسناد ودعم التيار وجريدة التيار الديمقراطي في المركز مـاديـاً.
2 – التأكيد على جذب الشباب العراقي والعمل في لجان وأفرع تنسيقيات التيار المنتشرة في مختلف مدن السويد. و توصية بتوسيع القاعدة الشعبية لتيار بمخاطبة أوسع الفئات ذات المصلحة الحقيقية بالتوجه الديمقراطي.
 3 – على التيار مضاعفة جهوده للفترة القريبة القادمة خاصة والعراق على أبواب الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات، ثم الانتخابات العامة وذلك بزيادة التوجه نحو أبناء الجالية العراقية والقيام بشرح أبعاد العملية السياسية وأهمية التيار الديمقراطي في التغير نحو العراق الديمقراطي الحقيقي.
4 – توصية بعدم السماح بإبراز دور طرف على طرف آخر من بين أعضاء التيار وأحزابه.
5 – وضع خطة عمل مركزية شاملة يقرهـا المؤتمرون للدورة القادمة.
6 – التكثيف والتقليص في كتابة التقارير الانجازية بعيداً عن الإنشائية .
7 – توصية بانفتاح التيار على الجميع من المؤمنين بقيم الديمقراطية والتحول الاجتماعي.
وهنالك توصيات ومقترحات كثيرة آخري لا يتسع البيان من كتابتـهـا.
هذا وهنأت الجموع الأساتذة الفائزين وتمنوا أليهم النجاح في مهمتـهم الوطنية.

367



فيلم "سنوات الجمر والرماد" يحل في ستوكهولم




   
محمد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: بهجت هندي


بعد جولات في عدة مدن وعواصم في قارات مختلفة، حل أخيراً في ستوكهولم الفيلم الوثائقي العراقي "سنوات الجمر والرماد"، حيث استضافت رابطة الأنصار الديمقراطيين ورابطة المرأة العراقية، ونادي ١٤ تموز الديمقراطي العراقي، مخرج الفيلم الفنان علي رفيق، مساء يوم الجمعة ١٨ كانون الثاني ٢٠١٣ في ستوكهولم، تميزت الأمسية بالحضور النوعي من جمهور مهتم بالفلم من الأنصار وعوائلهم وأصدقائهم، اكتظت بهم القاعة رغم تزامن الأمسية مع مباراة العراق مع الإمارات على نهائي دورة كأس الخليج 21، ورغم كثافة الثلوج ودرجات البرد المتدنية التي تعيشها ستوكهولم.
بعد الترحيب بالحضور والمخرج، تم عرض الفلم الذي يوثق لمرحلة مهمة، بل سامية من تاريخ نضال شعبنا ضد الدكتاتورية، حيث خاض الأنصار البواسل، أنصار الحزب الشيوعي الكفاح المسلح في ظروف صعبة للغاية ضد نظام عرف بدمويته وهالة منظومته العسكرية والأمنية، وحجم الإمكانيات الكبيرة التي يسخرها للنيل من معارضيه.
 تعرض الفلم إلى جوانب عديدة من حياة الأنصار العسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلاقات والمشاكل اللوجستية التي كانت تواجههم محاولا تسليط الضوء على أكبر قدر ممكن من تلك التحديات التي لا يمكن لفلم واحد أو حتى عدة افلام أن تلم بها.



بعد عرض الفلم كانت هنالك جلسة حوارية مع المخرج الفنان علي رفيق، أدارها النصير عباس الدليمي (أبو فائز)، حيث روى المخرج جانبا من فكرة الفلم وطبيعة الظروف التي عمل بها لإخراج هذا العمل، مستدركا أن هنالك نواقص وجوانب لم يستطع تلافيها، واعدا الجمهور بأفلام أخرى مستقبلا، شاكرا كل من ساعده في الوصول إلى هذه النتيجة، وخصوصا الأنصار والمخرج الفنان فاروق داود، بعدها تداخل العديد من الحضور مثمنين الجهود المبذولة لعكس هذا الجانب المشرق من نضال شعبنا الذي يكاد أن ينسى ضمن دوامة الصراع السياسي القائم في العراق على طبيعة وشكل الدولة العراقي التي تبنى على أنقاض الدكتاتورية، وتم تكريم المخرج علي رفيق والمخرج فاروق داود بالزهور من قبل رابطة الأنصار ونادي 14 تموز ورابطة المرأة العراقية.
 إن حياة الأنصار الشيوعيين العراقيين كانت غنية في كل جوانبها، وقد نجح الفلم الوثائقي أن يستذكر ولو بمساحات بسيطة معظم تلك الجوانب، ولا يمكن تجاهل صعوبة التحدي الذي واجه المخرج، فقد كانت مهمة ليست باليسيرة، ولو استثنينا الجوانب الفنية، فالفلم يعتبر مادة وثائقية دسمة يمكن مستقبلا أن يكون قاعدة ومرجعا لأفلام وثائقية أخرى وحتى درامية أو سياسية تحكي قصة مشرفة من تاريخ  شعبنا ونضاله، وللتعرف على فترة تجربة النضال الأنصاري المجيدة.







368

مبدعون في الغربة


الفنان إسماعيل كيتار وصعوبة بلوغ النهايات





 

حاوره: محمد الكحط - ستوكهولم -

لم يخطر بباله عندما خطا خطواته الأولى في عالم الموسيقى عام 1969م وأمسك الكيتار بيده، أن هذا الكيتار سيكون قدره وسيحمل لقبا من خلاله وهو "إسماعيل كيتار"، حتى نسيّ الجميع أسمه الحقيقي،  أنه الفنان إسماعيل عـباس محمــد إسماعيل الكاظـمــي، ورغم أنه حمل أسماء عدة، وبعضها لأسباب سياسية بسبب معارضته للنظام الدكتاتوري، إلا أن أسمه الحالي هو الذي تميز به وعرف به حتى اليوم.

ولد إسماعيل سنة 1953م، في مدينه الكاظمية - بغداد - ، ومن ثم عاش في الأعظميــة، وما بين الكاظمية والأعظمية جسر يربط ضفتي النهر، فنهل من كلا الضفتين، وكما يتذكر هو بدأ  رحلته الموسيقية في سن مبكر،  حيث بدأ  سنة  1969م  تلمس عالم الموسيقى في مركز شباب الأعظمية، ومن الذين قاموا بتدريبه عازف العود الفنان علي الأمام، وسرعان ما أصبح محترفا فيه، رغم أنه لم يدرس الموسيقى أكاديميا،  لكنه عشقها وبجهوده الذاتية، وإصراره أصبحت الموسيقى مهنته كمغني وكعازف كيتار، وأتجه إلى الموسيقى والغناء الغربي، حيث عمل في العديد من الفرق الغربية لموسيقى البوب  الشابة آنذاك في بغداد عام 1971م، منها فرق، ((هانتر، كريكور، مانو وأدور...الخ))، ويتذكر أنه تم طرده من الإعدادية المركزية في بغداد لأسباب سياسيه عام 1974م، وهكذا لم يكمل تحصيله العلمي كما كان يرغب، ثم ألتحق بالخدمة العسكرية كجندي مكلف عام 1975 و تسرح عام 1979م، حيث مارس خلالها فن التصوير والتي كانت تحت مظله الفنان الراحل راسم الجميلي.
 
هاجر من العراق إلى السويد سنة 1979م، حيث كان من أوائل المهاجرين لها، مبتعدا عن أهله ووطنه الذين عانوا من بعده ويلات التهجير الإجباري والاعتقال وويلات الحروب، ومن ثم تصفية أخوانه دون ذنب، فقط لكونهم من أبناء شعبنا من الكرد الفيلية.
 في السويد بدأ رحلة جديدة من المعاناة إلى الإبداع، حيث بدأ مشواره الفني و أصدر اسطوانة سنكل حجم 45 بعنوان Thousand Nights  عام 1981م، كما أصدر شريط كاسيت فيه مجموعة من الأغاني السياسية كهدية للمعارضة العراقية عام 1984، وبعدها أصدر شريط كاسيت أغاني عراقيه "بوب" بعنوان "غريب" عام 1988، وأصدر شريط كاسيت أغاني إنكليزية بوب عام 1988 بعنوان "Close to your heart"، ولم يكن بعيدا عن هموم المهاجرين العراقيين، فوقف يدافع عن بعض طالبي اللجوء الذين تعثرت بهم السبل وأحتجزوا في ريغا في طريقهم إلى السويد، وراجع المؤسسات السويدية من أجل التدخل لإطلاق سراحهم، بعد أن عمل جمعية خاصة باللاجئين، وأشرف على إصدار مجلة Isen وهي مجلة عراقية سويدية للسنوات 1996 - 1998 ومعناها "الثلـــــج"، حيث اهتمت بالثقافة العراقية وشؤون المهاجرين العراقيين.
في السويد درس عدة مجالات منها إعدادية الصناعة، والنوته الموسيقية في معاهد متخصصة، لكن تعليمه الذاتي هو الذي طور قدراته الفنية.
وبجهوده الشخصية أصدر شريط كاسيت و سي دي بعنوان كــــــــوكـتيل عــــــــــــراقي عام 1996، كما أصدر فلم دي في دي بعنوان أم الشهداء عام 2005 عن تهجير العوائل العراقية، ولاهتمامه بالموسيقى الأجنبية، أصدر اسطوانة سي دي تحتوي  على 15 أغنية للفنان الراحل ألفيس بريسلي بعنوان بارابول عام 2006.
ساهم في إحياء العديد من المناسبات الوطنية والأعياد والأفراح لأبناء الجالية العراقية والجمعيات والنوادي الخاصة بهم، وكان عضوا نشطا لتأسيس العديد من الفرق الفنية المعروفة
 وليطور نتاجاته وعمله أنشـــأ ســـــــتوديو "ركـــــن الهــــواة" في الســــويد عام 2011، فلم ينسى جذوره الأولى ولا الموروث الشعبي العراقي، فأخذ ينفذ فكرة تدور في ذهنه من زمان، وهي لإصدار سلسلة تسجيلات من  التراث العراقي وهي بحدود (6 سي دي)، وأصدر فعلا السي الدي الأول من في أكتوبر عام 2012 ، ويستعد الآن لأنجاز السي دي الثاني وضم الأول مجموعة من روائع الأغاني التراثية العراقية، ((ياحمام، صغيرة جنت، مريت بديار، لامر عليه، خدري الجاي، يبياع الورد، منك يالاسمر، ياوهب، كلي ياحلو، كم يردلي، سعاد، يلي نسيتونه، تمشي وتصد، للناصرية، خاله شكو، هذا الحلو، غريب، ما أدري صدك...))، وكلها على إيقاع الجورجينا.
ومن مشاريعه الأخرى هي تسجيل مجموعة أغاني لبعض الفنانات العراقيات المهاجرات في السويد.
يشعر الفنان إسماعيل كيتار بالغبن من وسائل الإعلام ووزارة الثقافة التي لا تمد يد العون للتعريف بالفنانين المغمورين والبعيدين عن الأضواء، رغم أن هنالك العشرات من المبدعين الجادين الغير معروفين، كما يجد أن اهتمامات الناس بالفنانين القدماء أكثر من اهتمامهم بالفنانين المعاصرين، خصوصا عبر الفيسبوك، فلم يتم ترشيح أغاني لفنانين معاصرين.                                                              
للفنان إسماعيل كيتار اهتمامات عديدة ونشاطات ونتاجات منوعة، ويمكن معرفة المزيد عن تلك النتاجات يمكن عبر الدخول لموقعه التالي:

www.facebook.com/ismailguitar
 
www.youtube.com/ismailguitar
 
في الختام نتمنى للفنان إسماعيل كيتار تحقيق كل طموحاته وأن يجد طريقه لمزيد من العطاء، وليعرف الجمهور نتاجاته التي تسعى للحفاظ على التراث الفني العراقي، وتطوير الفن العراقي، وليأخذ حصته من الحضور العام ليعرف الجميع نتاجه الفني المميز.


صور من فعالياته المختلفة:




 



 


 

369
تكريم كوكبة من المناضلين الشيوعيين من أجل وطن حر وشعب سعيد




محمد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: عاكف سرحان

 كرمت منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في السويد،  يوم السبت 29/12/2012 في ستوكهولم، كوكبة من مناضلي الحزب القدامى الذين أفنوا سني عمرهم في سبيل خدمة الشعب والوطن.
حضر مراسيم التكريم عدد كبير من الرفاق والأصدقاء وعوائلهم،  وبحضور رفاق من قيادة الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني.


في بداية الحفل وقف الجميع دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الحزبين وشهداء الشعب والوطن، وبعد الترحيب من قبل منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني /العراق في السويد ، بالجميع ، قدم الرفيق د. كاوه محمود، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني –العراق  كلمة باسم قيادة الحزب ، مشيرا إلى دور هؤلاء الرفاق في النضال من أجل المبادئ والقيم التي آمنوا بها لخير شعبهم، ومن ثم تحدث الرفيق ابراهيم صوفي محمود (ابو تارة) عضو اللجنة المركزية عن ضرورة النضال الطبقي ومن أجل خلاص الشعب من القوى التي تستغله،. كما ألقيت كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني /العراق في السويد، ومن ثم كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد. الكلمتان اشادتا بالرفاق المكرمين وبنضالهم على مدى سنين وواهبين الغالي والنفيس من أجل أن تتحقق أحلام الناس الزاهية، مدافعين عن قيم الحرية والكرامة لجميع ابناء شهبنا العراقي، واشارت الكلمتان إلى  أن الاحتفاء بهذه الكوكبة وهو رمز متواضع وفاءا لهم، إلا أن الوفاء الأكبر نراه في عرفان أجيال من الشيوعيين الذين تتلمذوا على أياديهم، ورأوا في مسيرتهم النضالية أمثلة في العطاء ونكران ذات شيوعي فذ. تلا ذلك قراءة بعض المقاطع الشعرية واداء الاغاني الوطنيةُ ثم تقدم الرفيق د. كاوه محمود ، والرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، مع رفاق منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/العراق في السويد، بتكريم الرفاق المحتفى بهم وتقليدهم الأوسمة والشهادات التقديرية والزهور، في أجواء من البهجة والتصفيق والفرح من جميع الحضور، والرفاق هم:
-   ابراهيم صوفي محمود (ابو تارة)
-    رابعة شوكت
-    أحمد بانيخيلاني (أبو سرباز)
-    عزت عثمان (أبو علي)
-   نجم الدين فخر الدين (مام صالح)
-    مام فتاح
-    جبار حسن (أبو سركوت)
-    نوري عثمان
-    محمود بشدري
-    قادر رشيد (أبو شوان)
-   نجيب حنا (أبو جنان).

وبعد أنتهاء مراسيم التكريم وتناول العشاء بدأ الجزء الفني حيث الغناء والدبكات وسط أجواء الفرح والتفاؤل بعام جديد يعيد الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا الحبيب.



صور من الحفل:








 
 

 
 


370
ستوكهولم: معرض من بلاد الرافدين إلى السويد

 




الفنانان سلام الشيخ ونبيل تومي

طريق الشعب: ستوكهولم
في العاصمة السويدية ستوكهولم، تم أفتتاح المعرض التشكيلي المشترك للفنانين المغتربين، نبيل تومي وسلام الشيخ، الذي أقيم بالتعاون مع البيت الثقافي في هالوندا، خلال الفترة (17-10) نوفمبر-2012م، شمل المعرض 27 عملا للفنانين، تنوعت مواضيعها وأشكالها وتقنياتها، وعن أهداف وغاية هذا المعرض يوضح الفنانان نبيل تومي وسلام الشيخ كما جاء في بطاقة الدعوة، " من بلاد الرافدين إلى السويد" معرض للرسم يقوم به فنانان مغتربان عن بلادهما منذ ثلاثة عقود، يعبران به عن جزء من رحلة فن الرسم العراقي المعاصر هذا اليوم. بلاد الرافدين مهد الحضارة القديمة تلتقي بالسويد حاضنة آخر التطورات العلمية الحديثة، بين الأمس واليوم، على شواطئ الفن العالمي الحديث وأساليبه التعبيرية المتعددة، تؤكد هذه التجربة الشخصية البديهيات الإنسانية الأولى المتبادلة بين الثقافات لتعميق حضارة الانسجام الإيجابي. غاية معرض (من بلاد الرافدين إلى السويد) هي تواصل وتوسيع الإبداع الجمالي في الشكل والمضمون،في الفكر والشعور،الماضي والمستقبل، في حوار بصري يبرز دور الفن في توحيد شعوب الأرض في زمننا الحاضر".

     
لوحتا الغريق و أزهار الربيع للفنان نبيل تومي

تناولت الأعمال المعروضة للفنانين مواضيع معاناة الشعب العراقي، كالحروب والهجرة، وجرائم الإرهاب ومعاناة المرأة، كما تناولت مواضيع إنسانية منها الحب والسلام والطبيعة والضياع واليأس والاسترخاء والسقوط، ولم يكن التراث غائبا، فنجد لوحات تجسد التعويذات والأبجدية المندائية، كما تناول الفنان سلام الشيخ موضوعة النفط والصراع الدائر حوله، وغيرها من المواضيع الأخرى.

     
لوحتان للفنان سلام الشيخ

وعلى هامش المعرض التشكيلي نظم الملتقى الثقافي المندائي في ستوكهولم، وعلى قاعة بيت الشعب في شارلهولمن ندوة للفنانين، بتاريخ 15 نوفمبر، وبحضور فنانة الشعب "ناهدة الرماح"، وجمهور نوعي من أبناء الجالية العراقية. حيث رحب الأستاذ نديم فزع، بالفنانين والفنانة ناهدة الرماح وبالجمهور الحاضر. وفي كلمة قصيرة لرئيس الملتقى الأستاذ "صباح حالوب"، أشاد بدور الفن في ازدهار الشعوب ورقيها، وعرج على عظماء وادي الرافدين، كلكامش، وحمورابي، وسرجون، الذين أول من صاغوا ثقافة القانون والجيش والدين.
بعدها تقاسم الفنانان، نبيل تومي وسلام الشيخ الحديث عن تاريخ الفن التشكيلي وأنواعه وآثاره في بلاد الرافدين، وعرجا على تجربتهما الشخصية ومعاناة الملاحقة والتعذيب والترغيب والترهيب، على أيادي أزلام النظام الدكتاتوري المقبور، كما تداخلت الفنانة ناهدة، حيث روت ما تعرضت له من محاولات عديدة من قبل زمر البعث لمساومتها على حساب التزامها وحبها لشعبها وفنها. وخلال الحوار والأسئلة الممتعة، أكد الفنانان على الاستمرار في تجربتهما لإقامة معارض في بقية العواصم الأوربية وبمشاركة فنانين آخرين، وبالتعاون والتنسيق مع فروع التيار الديمقراطي في أوربا والعالم. وسيكون مردود ريع هذه المعارض للأطفال العراقيين المشردين والنازحين. وعبروا عن إرتياحهما البالغ لما لاقاه المعرض من حضور وإهتمام عددي ونوعي من قبل الجالية العراقية والسويديين،كما  قدما الشكر للملتقى الثقافي لإتاحة هذه الفرصة الجميلة.

بطاقة الفنان نبيل تومي ((الحبانية9/3/1952)):
 فنان تشكيلي عراقي مقيم في السويد منذ ،1984  إنتقلت عائلته إلى بغداد عام 1954، نشأ فيها وتعلم في مدارسها، لغاية هجرته القسرية عام 1982، درس وعمل في مدرسة الفنون في ستوكهولم (1989-1991)، شارك لأول مرة في معرض الربيع السويدي السنوي العام، وفاز بالجائزة الأولى وإقتنى متحف ستوكهولم أحد أعماله، إلتحق لدراسة الحضارات القديمة في جامعة بيروت (1991-1993)، عضو نقابة الفنانين السويديين منذ عام 1993، شارك في ما لا يقل عن 40 معرضاً ومهرجاناً وصالونات فنية في مختلف العواصم والبلدان، أقام 37 معرضاً شخصياً في مشواره الفني الممتد بين عامي 1990 لغاية 2012 في مختلف المتاحف والبلدان. عام 1999 درس في الجامعة التكنولوجيا الملكية في ستوكهولم وقدم بحثه العلمي حول "الشمس الطاقة البديلة"، عمل في متحف التكنلوجيا في العاصمة السويدية، كرئيس تنفيذي لتنظيم المعارض الفنية، مؤسس جمعية الفنانين التشكيلين العراقيين في السويد، عضو فعال في الهيئات الإدارية لمنظمات المجتمع المدني العراقية.

بطاقة الفنان سلام الشيخ ((العمارة 1953)):
بكلوريوس في الفنون والتصميم من أكاديمية الفنون الجميلة في جامعة بغداد 1976، ونال شهادة الدبلوم العالي في البوزار من جامعة كيبك في مونتريال-كندا 1994، درس الرسم في جامعتي مدريد وبرشلونة وتخصص في الحفر والطباعة في المعهد البلدي بمدينة برشلونة-إسبانيا (1980-1985)، درس طباعة السلك- سكرين في جامعة كونكورديا في مونتريال كندا (1987-1991)، أقام عدة معارض شخصية ومشتركة في الشرق الأوسط  وأوربا وأمريكا الشمالية، كما قدم عدة محاضرات عن الفن التشكيلي العراقي، وشارك بمناسبات ثقافية عديدة، وله أعمال فنية في أكثر من متحف، مقيم ويعمل كفنان متفرغ في سويسرا.











لوحات من المعرض:

 







 

 

   


 

 


371
ستوكهولم: المهرجان الثاني لـ "اليوم الثقافي للكرد الفيليين"





تقرير: محمد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: سمير مزبان


أقامت الجالية العراقية من أبناء الكرد الفيليين في السويد، احتفالا خاصا هو  المهرجان الثاني لـ "اليوم الثقافي للكرد الفيليين" يوم الأحد 11/11/2012، في العاصمة السويدية ستوكهولم, وذلك برعاية الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي, وشبكة المرأة الكردية الفيلية, وبحضور جمع كبير من العراقيين من مختلف مكونات الشعب العراقي, حيث غصت بهم القاعة، بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت إجلالا لشهداء الكرد الفيلية وجميع شهداء العراق.
هدف المهرجان إلى إحياء الثقافة والتراث الكردي الفيلي، حيث يشكل الكرد الفيلية مكونا أساسيا أصيلا من مكونات المجتمع العراقي المتعددة، وكان لهم شرف المساهمة في نضالات الشعب العراقي من أجل التحرر والخلاص من الطغيان وجور الأنظمة المتعاقبة التي حكمت العراق منذ النظام الملكي وآخرها النظام الدكتاتوري الفاشي، هذا النظام الذي أرتكب أبشع الجرائم الإنسانية بحقهم وكان لهم مساهمة نوعية في الثقافة العراقية ولازالت رموزهم الثقافية تشكل ركنا أساسيا من الثقافة العراقية، والثقافة الفيلية غنية متعددة الجوانب وهي ثقافة متأصلة صمدت عبر التاريخ، رغم ما تعرضت له من تهميش طيلة عقود، رغم أنها ثقافة مسالمة تعكس شخصيتهم، فمن منا لا يتذكر العلامة مصطفى جواد أو الفنان أحمد الخليل والفنان رضا علي والفنان جعفر حسن والفنان سلمان شكر والفنان صلاح عبد الغفور والفنان سليم البصري (حجي راضي)، والنحات إسماعيل مايخان ومنهم كذلك شعراء عراقيون مبدعون أمثال، جميل صدقي الزهاوي وجليل حيدر وبلند الحيدري وزاهد محمد وعبد الستار نور علي وغيرهم، أما في الرواية والأدب بشكل عام فمن ينسى غائب طعمة فرمان وعبد المجيد لطفي، وعشرات غيرهم، ومن الأبطال الرياضيين العراقيين المعروفين منهم الكابتن أنور مراد وجلال عبد الرحمن ومحمود أسد وصمد أسد والعداءة كوثر نعمة وجاسم غلام وسلام شاكر وعزيز عباس والملاكم إسماعيل خليل وعبد لحسين خليل وغيرهم ممن كانت لهم مساهمات بارزة في مجالات ثقافية واجتماعية مختلفة.
 
تضمن برنامج الاحتفال أشعارا وكلمات عن الثقافة الكردية الفيلية والعراقية عموما، ومعروضات تراثية، وثلاثة معارض تشكيلية وصورا وأزياء وغناء وموسيقى ودبكات وغيرها من الفعاليات"، وشارك فيه العديد من الكتاب والشعراء والفنانين والرياضيين البارزين من الكرد الفيليين والذين قدموا من عدة دول أوربية ومن السويد.



وبعد الترحيب بالضيوف جميعا وبممثل السفارة العراقية الوزير المفوض الدكتور حكمت داود جبو، واستعراض المعرض الفنية الخاصة بالفن التشكيلي للفنانين ياسين عزيز ونوال محمد علي، ومعرض، ومعرض للتصوير الفوتوغرافي للفنان باسط باقر الفيلي ومعرض للتراث والفلكلور الكردي الفيلي،, حيث كانت المنصة الكبيرة التي تصدرت القاعة, تزدهر بالألوان الخلابة المتنوعة للعديد من المنتجات اليدوية, وألوان الأزياء والمنقوشات الجميلة, وكان منظر السماور يبعث البهجة, وغيرها من الأعمال المختلفة التي تعكس العادات والتقاليد والفنون الخاصة بالكرد الفيلية.





 

  

ألقى السيد فاروق زيتني كلمة الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي، والتي تطرقت إلى أهمية الثقافة في حياة الشعوب، وتحدث عن دور المثقفين من  الكرد الفيلية في إثراء الثقافة  العراقية. كما ألقى  ممثل السفارة العراقية الوزير المفوض الدكتور حكمت داود جبو، كلمة أشاد فيها بالمكون الكردي الفيلي وتضحياته وما تعرض له من جرائم ومصاعب، ومجد الثقافة الكردية الفيلية والثقافة العراقية بكل تجلياتها، وتم تكريمه من قبل المهرجان بدرع الشهيد الفيلي، وقدم السيد عباس فيلي كلمة جمعية العدالة والمساواة أكد فيها أن الشعوب والأمم تعرف من خلال ثقافتها وتراثها، وأشار إلى أهمية توحيد الكلمة. تلتها كلمة شبكة المرأة الكردية الفيلية.
 


وقدمت الشاعرة فضيلة مرتضى العديد من قصائدها منها تعكس معاناة الكرد الفيلية في ظلّ النظام الدكتاتوري الفاشي، ثم تم دعوة الشاعرة والكاتبة الضيفة بلقيس حميد حسن لتلقي بعض قصائدها، وتم تكريم الشاعرتين بدرع الشهيد الفيلي،  ثم قدم الفنان آراي كاكائي مجموعة من  أغانيه مع بعض الفرق التراثية والشعبية الأخرى التي شاركت في المهرجان، وقدمت العديد من الفقرات الفنية التي نالت استحسان الحضور، وعبرت عن سمات التراث الكردي الفيلي الأصيل.

وتم تقديم العديد من المحاضرات منها ما قدمته الدكتورة نظيرة إسماعيل عن الثقافة الكردية الفيلية، ومحاضرة أخرى عن اللهجة الفيلية من قبل هيوا زه ندي،، وأفكار عن مستقبل الكرد الفيلية ساهم فيه العديد من الحضور.
  

كما تم تقديم الأكلات الشعبية وعروض من الدبكات التي تعكس تراث الكرد الفيلية.
 وقدمت فقرات أخرى من الشعر والغناء، وتم تكريم العديد من الرواد الرياضيين الأوائل وعدد من المبدعين  في كافة مجالات الثقافة الكردية الفيلية بدرع الشهيد الفيلي ويرمز تصميم الدرع الذي نفذه الفنان ياسين عزيز إلى وحدة الكرد الفيلية وتضحياتهم وحبهم للحياة والسلام والمحبة.



372
يرقد في احد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية الشاعر الغنائي والصحفي والكاتب زهير الدجيلي مدير موقع الجيران
للعلاج من مرض عضال
كلنا أمل
أن يتجاوز العزيز زهير الدجيلي هذه الأزمة
نتمنى له الشفاء العاجل والعودة إلى أهله وأصحابه ونشاطه المعهود


373
مهرجان فرقة طيور دجلة الرابع: خطوات واثقة نحو التألق





تقرير: محمد الكحط - ستوكهولم –
تصوير: محمد عماد


لم يكن مهرجانا، بل عرسا عراقيا أحيته فرقة طيور دجلة وضيوفها الكرام القادمون من كل صوب، مع فرقة أنكيدو للرقص وسفير المقام العراقي الفنان المبدع حسين ألأعظمي، وهذه المرة على مسرح "السوديرتياتر" العريق في وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، يوم 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2012م، حيث أكتضت صالة المسرح، وعاد الكثيرون دون الحصول على مقعد، وهذا ما أثار إدارة المسرح التي تساءلت عن إمكانية إعادة العرض من جديد في يوم آخر لإعطاء فرصة لمن لم يسعفهم الحظ في الحصول على مقعد، هذا المهرجان الرابع لفرقة طيور دجلة، لكنه طفرة نوعية في حياة طيور دجلة، فصدحت حناجر النسوة عضوات الفرقة بأغاني التراث العراقي، وهنّ يرتدين الهاشمي المصمم خصيصا للفرقة ومن تنفيذ الفرقة فكرةً وتصميما وتنفيذا، حيث النخلة رمز العراق تتصدر الزي، وآثارنا العراقية الخالدة التي تعبر عن حضارة وادي الرافدين، مطرزة تحيط بها الألوان الزاهية، وكأنها ترمز إلى ألوان الطيف العراقي الجميلة، العراق بكل تلاوينه ومكوناته، تحويه الفرقة، فهي جسدت بحق الصورة الجميلة عن الوطن، الذي حضر هنا في قلوب الفنانين والحضور، قدمت الفرقة بقيادة المايسترو علاء مجيد العديد من الأغاني جماعيا وفرديا، (وين رايح وين/ لا ياهوى/ هذا مو أنصاف منك/ تجفي وتسل/ شرد أقدملك هدية/ سلمت الكلب بيدك/ ريحت الورد ولون العنبر/ وين أبن الحلال/ وأخيرا كوكتيل غنائي جميل للعديد من الأغاني بالعربية والكردية، وباللهجة المصلاوية)، أبدعن النسوة في الغناء الجماعي، وكذلك في الغناء الفردي (الصولو)، والثنائي، مما كان له وقع كبير على الجمهور، فقد أطربت تلك الأغاني أبن البصرة وأبن دهوك وأبن الموصل، وأبن بغداد، وأبن كركوك، وأنعشت روح الجميع.



 ولم تكن فقرات الرقص لفرقة أنكيدو بقيادة الفنان مهند هواز أقل إبداعا، فهي الأخرى أجادت بعروض راقصة مستوحاة من التراث، وكان لمساهمة الفنانة العراقية الراقصة القديرة هناء عبد الله ذات التجربة الفنية الكبيرة مع الفرقة، له عدة دلالات فهي القادمة من أرض الوطن، تحمل عبقها وخبرتها في هذا الفن، مما ساهم في حماس الفرقة وجمالية عرضها.



أما الفنان حسين الأعظمي، فكانت فقرته، عودة إلى الماضي الجميل، وهو يغرد بالمقام العراقي ويحلق بنا إلى حيث تلك الذكريات التي عشناها وتربينا وترعرعنا، صدح بنا متنقلا بأنواع المقام العراقي، ملبيا رغباتنا، وأمتلئت القاعة بالتصفيق مرارا، والجمهور يغني معه ويردد الكلمات، التي بقت وستظل خالدة في تاريخ الفن العراقي، مادام هنالك أناس يحبون ويرعون ويحافظون على هذا الفن العراقي الأصيل..
وفي الختام، غنت فرقة طيور دجلة مع الأعظمي بقيادة المايسترو علاء مجيد، مقاطع منوعة كتحية للجمهور.
تحية لفرقة طيور دجلة التي أقامت وأشرفت على هذا المهرجان الراقي، وهي تتقدم بخطوات واثقة وواعدة على طريق الإبداع، وتحية لهيئتها الإدارية التي بجهودها أصبح للفرقة كيانا ونظاما متميزا، استطاعت الفرقة من خلاله أن تكون مؤسسة مهمة بين المؤسسات والجمعيات العراقية المتواجدة في السويد وخلال فترة قصيرة نسبيا، وتحية للفنان حسين الأعظمي الذي أجاد كما عهدناه، وتحية للموسيقيين والعازفين الذين قدموا من عدة دول منهم، الفنانون (محمد حسين كمر، وسام أيوب، حازم فارس، نوري الجبوري، جميل الأسدي، كاظم ناصر، مكريان أبو بكر، أنويا كامو، محمد لفتة، عبد اللطيف العبيدي، فرات فاضل، حسن علاء مجيد), وأخيرا لا بد من تقديم التحية لقائد الفرقة الفنان علاء مجيد، لما بذله من جهود استثنائية لكي تصل الفرقة لهذه الدرجة من الكمال، وكل الأمنيات بنجاحات جديدة ننتظرها على أرض الوطن.

صور من الفعالية:



 

 

374
ندوة حوارية للتيار الديمقراطي في ستوكهولم



محمد الكحط - ستوكهولم -
أقام التيار الديمقراطي العراقي في السويد، ندوة حوارية ومائدة مستديرة، يوم الأحد 7/10/2012 في إستوكهولم، دعي اليها العديد من الناشطين في منظمات المجتمع المدني العراقية في السويد، وذلك لمناقشة أزمة الديمقراطية في العراق وسبل الخروج منها . أدار الندوة الزميلين نبيل تومي وسعدي السعدي، وحضرها العديد من أبناء الجالية العراقية من المهتمين بالشأن الديمقراطي.
رحب الزميل سعدي السعدي بالحضور ودعاهم للوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء الذين ناضلوا من أجل العراق، وتحدث عن محاورها التي تتعلق بأزمة الديمقراطية من خلال ثلاثة محاور، واقع المكونات العراقية وما تعانيه من تهميش واضطهاد منظم، وقمع الحريات العامة، والاعتداء على الثقافة العراقية، كما رحب الزميل نبيل تومي بالحضور وأدار الندوة الحوارية التي هدفت الوصول إلى أفضل طرق العمل في ستوكهولم للضغط على أصحاب القرار العراقي للعمل من اجل وقف التدهور في موضوع قمع الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان واحترام وضمان الحياة الحرة الكريمة للمكونات العراقية ، وصيانة التنوع الإثني والقومي والديني للشعب العراقي وحماية الثقافة والمثقفين والمبدعات والمبدعين من الفنانين وغيرهم.
 

كان أول المتحدثين الزميل الأستاذ فرات المحسن عن الكتاب العراقيين، الذي أشار، إلى أهمية البحث عن نموذج الدولة التي نريد بنائها في العراق اليوم، وصراع القوى السياسية والاجتماعية حول ماهيتها ونموذجها، فقوى التيار الديمقراطي تتحدث عن بناء دولة العراق وفق مناهج حديثة تسعى لبناء مؤسسات دولة مدنية، وهذا المفهوم يعني حداثتها وفق منطق المواطنة وحقوق الإنسان والقوانين الضامنة لكل تلك الحقوق، بعيدا عن  الوصاية. المشكلة أن أغلبية قوى السلطة ذاهبة لتأسيس دولة دينية تحتكم لسلطة المطلق وبقوة الترهيب والتخويف وتكفير كل دعاة الدولة المدنية، وهذه القوى تعتمد على المحاصصة، وتعدها حماية لسلطتها، وهي توجه هجوما تلو الآخر على العلمانيين ودعاة الدولة المدنية، وتحاول ثلم حقوقهم.



ثم تحدث الأستاذ نينوس سوريشو ممثل الكلدوأشوريين السريان، عن النزيف السكاني لبعض مكونات الشعب العراقي، بسبب الظروف الحالية وبسبب أنعدام روح المواطنة.


تلاه الأستاذ رافي زيوان عن الايزيديين فأكد ((الحديث عن الايزيديين  حديث عن الأصالة .. حيث ليس للأيزيديين عمق غير العراق.... ويشترك معنا في ذلك الصابئة المندائيون، وضع الايزيديين لا يختلف كثيراً عن وضع العراقيين بشكل عام، غير ان الايزيديين يلاقون الظلم والاضطهاد الديني والقومي،  الايزيديين لا هوية لهم غير الهوية العراقية بكل أطيافها. ولا يحصل الايزيديين على ابسط حقوقهم إلا بالاستجداء، فقد تم قتل مابين (500 ـ 600) أيزيدي منذ 2003 حتى الآن، ولا يوجد في الأفق ما يدل على نهاية هذه المأساة، فلازالت الكثير من القرى الايزيدية والأراضي الزراعية التي كانت قد سلبت من أصحابها الايزيديين وأعطيت للعرب، لم ترجع لأصحابها حتى يومنا هذا)).



أما الدكتور مجيد جعفر فقد تحدث عن الكورد الفيليين، وأشار الى أن الجميع يفكر بحصته من الكعكة، وهنالك نظام الاستحواذ والهيمنة، من قبل أحزاب متنفذة تسيطر على السلطة والموارد وكل شيء، و أعطى العديد من الإحصائيات عن الشهداء وعددهم سابقا والآن ومحنتهم مع النظام المقبور، وحتى الآن لازالت مشاكلهم لم تحل بشكل جذري. ولا زالت معاناتهم مع الهوية وأملاكهم وحقوقهم، رغم القرارات التي صدرت، وطالب الحكومة بتنفيذ القرارات بدون معوقات.
 

تناولت سوسن العسكري، عن رابطة المرأة، الظروف الموضوعية التي تتعلق بالشخصية الاجتماعية السائدة (ظروف من حروب عسكرية واقتصادية وثقافية ونفسية) إلى جانب نجاح أحزاب الإسلام السياسي في استثمار الفراغ الحاصل بما لديها من ثراء في التمويل وقوة في التنظيم. طالما إن الدين السياسي بصيغته الحالية سيكون هو المتحكم بالتطورات السياسية والاجتماعية، وطالما لم يحدث تعديل في مفاهيمه وأدواته، ولم تنشأ تيارات إصلاحية تنويرية جذرية داخل مؤسساته ما نراه في الواقع اليوم هو رغبة قوية لدى الأحزاب بالاستئثار المَرَضي بالسلطة، وتعويض عن الماضي، ونهم لنهب ثروات البلاد، وهيمنة على الزمن. في النهاية سيكون الكل خاسراً، والضحية الكبرى هي الفرد أو المواطن.
لا يكفي التحليل السياسي الفوقي أو التحليل الاجتماعي العام. بل نحتاج أن نفهم ماذا يحدث داخل الفرد ؟ لماذا سلوكه متناقض؟ لماذا يقول شيء ويفعل عكس ذلك في اللحظة الأخيرة رغم معرفته للصواب. فبعد سنوات طويلة من الاستبداد والقهر والتخويف والترويع ما عاد يريد أن يتحمل مسؤولية اتخاذ قرار مستقل، أو أن يمسك بزمام مبادرته الذاتية، بل يريد من يحل محله ويتخذ القرار عنه. هذا الفرد قدم نفسه رهينةً طوعية لقوى متأسلمة ، أي "عدم الفاعلية السياسية". علينا استثمار النزعة العقلانية الاجتماعية إلى نزعة علمانية سياسية واعتماد دستور مدني يستفيد من مجمل التجربة البشرية دون انحياز تعصبي. نحتاج إلى العمل الحقيقي يحول العلمانية الاجتماعية التي هي متجذرة حضارياً عن طريق الورقة الانتخابية).
نحن في بداية مرحلة، ونحتاج إلى تراكم قيم وتقاليد تقبل الآخر، وبحاجة لآليات حقيقية لبلورة الوعي الاجتماعي, لصالح مشروع النهضة والإصلاح والحداثة). وأشارت الى أن الهدف من إقامة التيار الديمقراطي في الخارج ,هو ليكون داعما للتيار الديمقراطي في العراق ، من الضروري تركيز جهودنا (قوى وشخصيات ديمقراطية ونشطاء المجتمع المدني والحركة النسوية وحركة الشباب والحركة الاجتماعية المطلبية والجمهور المثقفين والفنانين), للعمل من أجل التصدي للأوضاع المزرية من خلال المباشرة في وضع آليات عمل من اجل إحداث التغيير عبر تفعيل دور الفرد والعمل من اجل إعادة بناء النظام السياسي على أساس المواطنة. العمل من اجل فضح هذه الممارسات, لما تقوم به من أعمال تهدف إلى قتل بذرة الديمقراطية في العراق. القيام بفعاليات نوعية أمام الرأي العالمي) .



السيدة بشرى الطائي عن جمعية المرأة تقول أن التهميش والمعاناة شمل جميع أبناء الشعب العراقي، وليس الأقليات فقط، يتطلب الوقوف بجدية حول الدستور وكتابته وسن قوانينه.
وتحدث الزميل سعدي السعدي عن المكون المندائي مؤكدا، ان المندائيين عانوا في زمن الدكتاتورية، لكنه بعد انتهاء الدكتاتورية تفاءل المندائيون حالهم حال بقية العراقيين بحياة حرة كريمة، لكن المحتلين أرادوا العكس فتعرض المندائيون إلى القتل والترهيب والاختطاف والسلب والتهجير وغيرها، مما سبب هجرتهم فقد اضطر 90% منهم للهجرة خارج العراق، الحل الوحيد للمندائيين والمسلمين شيعة وسنة حيث 90% منهم فقراء وأميون ومهمشون ومسيحيون وعرب وأكراد وغيرهم يأتي من خلال إعلاء شأن المواطنة العراقية، بحيث يشعر العراقي انه مواطن من الدرجة الأولى له حقوق وعليه واجبات .. مكرسة قانونياً، مما يحفظ هذه المواطنة ومن خلالها كرامته الإنسانية.


 

بعدها تحدث الدكتور عقيل الناصري عضو الأمانة العامة في التيار العراقي عن فعاليات التيار وضرورة التنسيق، وأكد أنه سيتم عقد لقاء لقوى التيار في الخارج قريبا. وأشارت الدكتورة فريال الى وجود قوى لا ترغب بتغيير الوضع الحالي في العراق، قوى خارجية.
وأشار الزميل فيصل الفؤادي إلى أن من تهمه الديمقراطية عليه أن يعمل على تطوير التيار، وأقترح اللقاء مع السويديين للمساعدة على تطوير الديمقراطية في العراق.
أما الزميل سامي المالح، فأكد أن هنالك قوى متنفذة تتقاسم كل موارد السلطة والثروة بأسم الديمقراطية، البديل هو نمو تيار ديمقراطي، من خلال جميع القوى التي تعاني من التهميش وهضم الحقوق بغض النظر عن المكونات.
وأكد الزميل أبو رشيد انه على كل من يشعر بالاضطهاد ان يتحد مع القوى الديمقراطية، كونها الضمانة لحقوقه.
هذا وسيصدر بيان عن الندوة مع المقترحات التي طرحت فيها.

375
انتهاء أعمال المؤتمر السويدي العراقي للتجارة والاستثمار 2012 في ستوكهولم
طموحات كبيرة هل ستتحقق...؟




محمد الكحط - ستوكهولم -

عقد في العاصمة السويدية ستوكهولم خلال الفترة 8-9 أكتوبر/ تشرين الأول 2012م، المؤتمر السويدي العراقي للتجارة والاستثمار وبرعاية وزيرة التجارة السويدية الدكتورة "أيوا بيورلنك Dr Ewa björling"، بالتنسيق مع وزارة الخارجية السويدية ووزارة الخارجية العراقية من خلال السفارة العراقية في السويد، وحضره وفد على مستوى رفيع من الحكومة العراقية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور روز نوري شاويس، ووزير النقل هادي العامري ووزر التخطيط الدكتور علي يوسف الشكري، ومحافظ بغداد وعضو مجلس محافظة البصرة، والسفير العراقي في السويد الدكتور حسين العامري والوزير المفوض في السفارة العراقية في السويد الدكتور حكمت داود جبو وعدد كبير من المسؤولين والمستشارين في الحكومة العراقية، بالإضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال العراقيين، كما حضر من الجانب السويدي مسؤولون من عدة وزارات سويدية وعدد كبير من ممثلي الشركات الكبرى ورجال الأعمال السويديين.
في بداية المؤتمر رحب السيد "أولف بيري Ulf Berg" المستشار التجاري بوزارة الخارجية بالجميع، ثم تولى السيد "توماس جور Thomas Gur" قيادة المؤتمر، الذي رحب بالحضور وبوزيرة التجارة السويدية وهي المستضيفة الرسمية للمؤتمر التي ألقت كلمة أشارت فيها إلى أن فكرة المؤتمر قد نوقشت خلال زياراتها الخامسة إلى العراق وقيامها بزيارة عدة محافظات عراقية، وتبادلت الآراء مع المسؤولين العراقيين، وأكدت إن الغاية من هذا اللقاء هو لتطوير العلاقات بين البلدين ووضع أسس لذلك، فهناك العديد من الفرص لزيادة التعاون التجاري بين البلدين، ونوهت إلى أهمية وجود جالية عراقية في السويد والتي تبلغ نسبتها 1,5 % من المجتمع السويدي والتي بإمكانها أن تلعب دورا في تحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وطالبت السياسيين أن يلعبوا دورا إيجابيا في ذلك.
وتم فتح مكتب للتجارة السويدية في بغداد سنة 2009م، وتم فتح مكتب آخر في العراق ربيع هذا العام، والبضائع السويدية معروفة بجودتها، وهناك فرص لزيادة التعاون في جميع المجالات الاقتصادية، وأشارت إلى وجود تحديات تتمثل بتوطيد الأمن والسلام، وبناء البنى التحتية، وهذه التحديات مترابطة، وحلها متعلق بالديمقراطية، وتوفير الأمن للشعب، وكذلك توفير السكن وفرص العمل والحاجات الطبية والنقل والماء والكهرباء، مما يوفر أرضية جيدة لتحسن بيئة الاستثمار، والسويد تدعم مسيرة السلام وتوطيد العلاقة بين البلدين، والسويد مستعدة للمساهمة من أجل أن ينعم العراقيون بالأمن والاستقرار، هنالك تطور نسبي في الوضع الأمني، وهذا يعطي أملا لفرص عمل وتطوير العلاقات، وقالت "لقد زرت البصرة ومينائها وحقول النفط في الرميلة، فالاقتصاد العراقي قوي، وهنالك فرص ثمينة، نأمل التعاون ومستعدين لنقل معرفتنا بالقطاع المالي، وفي مختلف المجالات الأخرى كقطاع التأمين والبنى التحتية والتعليم العالي، ونعمل مع الأمم المتحدة في بعض المشاريع".


كما تحدث وزير النقل العراقي هادي العامري، شاكرا وزيرة التجارة السويدية، وأعتبر المؤتمر فرصة لرجال الأعمال السويديين للتعرف على مجالات وفرص العمل في العراق، وكذلك لرجال الأعمال العراقيين للتعرف مباشرة على الشركات السويدية الرصينة، ومنها ننطلق لشراكة حقيقية لرجال الأعمال السويديين والعراقيين، وأعتبر أبناء الجالية العراقية في السويد عبارة عن جسور من الثقة بين الشعبين، وأنهم سيلعبون دورا كبيرا لبناء علاقات أفضل، وأوضح، كما تعلمون ان العراق بلد غني، ويملك ثالث احتياطي نفطي في العالم، والعراق عازم على بناء نظام ديمقراطي تعددي للجميع، ونشجع الشركات السويدية للعمل في العراق، والعراق ليس سوقا محتكرا لأمريكا فقط كما يظن البعض، بل الأبواب مفتوحة للجميع شرقا وغربا، أما وزير التخطيط العراقي الدكتور علي يوسف الشكري فتحدث بالأرقام عن حجم الموازنة الاستثمارية بالعراق، وهي كبيرة، لكنها غير كافية لدعم حملة الأعمار في العراق، وقطاع الإسكان يمثل فرصة استثمارية واعدة، فالعراق بحاجة إلى 2,5 مليون وحدة سكنية، كذلك هنالك فرص بمجالات النفط والفوسفات والأسمدة، والزراعة وفي مجال النقل.
و تحدث رئيس الهيئة المستقلة للأوراق المالية، الدكتور عبد الرزاق داود عن نشاطات الهيئة لضمان وحفظ حقوق المستثمر الغير العراقي في السوق العراقية.
وأيضا تحدث محافظ بغداد الدكتور صلاح عبد الرزاق عن مجالات العمل واحتياجات العراق خاصة في مجال الطاقة، وتمنى على رجال الأعمال السويديين الاطلاع على الخارطة الاقتصادية للمشاريع في بغداد، كما دعاهم للمشاركة في الدورة المقبلة لمعرض بغداد الدولي.
أما رئيس مجلس محافظة البصرة صباح حسن البزوني، فأوضح أنهم ينظرون إلى  آفاق التعاون المشترك على أساس تبادل المنفعة في مختلف الميادين.
ووصف رئيس مجلس الأعمال العراقي إبراهيم البغدادي في كلمته القطاع الخاص العراقي انه كان مبعثرا ومهمشا، بسبب مبدأ الاقتصاد الشمولي والحروب المتتالية والحصار، وفي ختام كلمته أكد أنهم عازمون على أعمار العراق بالتعاون مع الشركات الأجنبية ومنها الشركات السويدية.
وكان ضمن المتحدثين العراقيين رئيسة المصرف التجاري العراقي حمدية الجاف، التي أوضحت أهمية النظام المصرفي للاستثمار، والطموح بنقل أحدث الوسائل التكنولوجيا والمعلومات لتطوير القطاع المصرفي في العراق.
كما أوضح السفير العراقي في السويد الدكتور حسين العامري، الجهود التي استمرت أشهر من أجل عقد هذا المؤتمر، وبجهود استثنائية من وزيرة التجارة السويدية، ودعا الشركات السويدية لدخول السوق العراقية الواعدة، كما طالب الجهات السويدية بتسهيل منح رجال الأعمال العراقيين سمة الدخول بسهولة ليستطيعوا الوصول واللقاء مع الشركات السويدية.






وجاء دور نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور روز نوري شاويس، الذي قدم للشعب والحكومة السويدية الشكر نيابة عن الحكومة العراقية، لموقفهم الإنساني مع الشعب العراقي خلال الحكم الاستبدادي السابق، واستضافتهم أعدادا كبيرة من ضحايا النظام، حيث وجدوا الأمان والاستقرار في السويد، وأن الشعب العراقي لن ينسى ذلك وسيكون وفيا لأصدقائه، وأوضح ان الظروف التي مر بها العراق أدت إلى تدهور الإنتاج الزراعي والصناعي، بسبب الحروب المستمرة، منع ذلك العراق من التقدم التكنولوجي النوعي، وقد اتخذت الحكومة بعد سنة 2008م عدة مبادرات وتشريعات من أجل التحول إلى سياسة السوق الحر الخاص والمختلط، وإدماج السوق العراقية مع السوق العالمية.

في الجزء الثاني من المؤتمر تحدث عدد من الخبراء والمتخصصين منهم الدكتورة "كريستينا مكناب "Dr Christine McNab، التي تحدثت عن أهمية القطاع الخاص، وضرورة توفير فرص عمل وتدريب خصوصا للشباب. كما تحدث ممثلي شركات سويدية كبرى مثل سكانيا وفولفو وأركسون واليكتا وسيمنس، وتم طرح العديد من القضايا المهمة منها، ان المشكلة بالعراق ليس بالمال، بل بعدم توفر الخبرات وضعف التدريب، وهناك حاجة  إلى بذل المزيد من الجهود، وعلى ضرورة نقل التكنولوجيا من خلال التفاعل، وضرورة تنوع الوظائف من خلال الاستخدام الفعال والجيد للموارد، وتطوير البنى التحتية، ومن أهم المداخلات التي طرحت هي للصحفي "بين لاندو Ben Lando" وهو صحفي متخصص بالنفط العراقي وأقام عدة سنوات في العراق، ويصدر مجلة أسبوعية عن النفط "Iraq Oil Report"، حيث أشار ان ميزانية العراق تقوم على النفط، وهو يملك ثالث احتياطي نفطي في العالم، ولابد من الاستفادة من هذا المخزون الهام، ولكن يجب على الاقتصاد العراق ان لا يبقى رهينا على هذه الثروة، وهنالك موارد أخرى يمكن تطويرها لتنوع مصادر الاقتصاد العراقي.
وفي الجزء الثالث كان هناك محاور أخرى.
أما في اليوم الثاني فقد تورع رجال الأعمال السويديون والعراقيون على عدة ورش عمل مختلفة من أجل التنسيق والتشاور وتبادل الآراء والمقترحات.
هذا وقد أجرى الوفد العراقي العديد من اللقاءات الدبلوماسية مع عدد من الوزارات السويدية، وقام بزيارات لعدد من الشركات الكبرى في السويد.
لقد طرحت خلال المؤتمر العديد من الأفكار والطموحات الكبيرة، ولكن هل ستسمح الظروف السياسية بتحقيقها من أجل خدمة المواطن العراقي، وهل ستصب في مصلحته...؟ هذا ما على السياسيين العراقيين الإجابة عليه.

376
جديد الفنان سلمان راضي
والقراءات المتعددة في منحوتاته



 
التقاه وحاوره: محمد الكحط
رغم معاناته مع الغربة يواصل الفنان سلمان راضي نتاجه الإبداعي، مجددا في أساليبه الفنية، فهو لم يترك الرسم ولا النحت، بل يسير بهما معا، رغم كونه نحاتا بالدرجة الأولى، واليوم يواصل تجربته التي بدأها منذ عشر سنوات ويضيف فلسفة جديدة، حيث يقول أن فن النحت كما هو معروف فن مكاني يرتبط بالمكان، وموضوعته واحدة ضمن نفس المكان، لكنني أعتقد اليوم انه لم يعد فنا مكانيا بالمعنى المتعارف عليه، حيث أنني استطعت تطويعه.
حول هذا الطرح كان حوارنا مع الفنان سلمان الراضي، في البدء عرفنا فن النحت أنه من الفنون التشكيلية المتميزة عن باقي الفنون الأخرى، فهو فن الحضارات على مر الدهور والأزمان، وهو لا يتعامل مع الأشكال المسطحة مثل فن التصوير أو الرسم، بل يتعامل مع الأشكال المجسمة، لذا فهو أقدر على نقل الحس الفني من خلال اللمس، والذي ينقل الينا الإحساس بواقعية الشكل المنحوت، وتختلف الخامات المستخدمة في النحت، منها الرخام المصقول، أو الخشب أو الطين أو البرونز أو الحديد...ألخ.
وعرفنا النحت أنه فن مكاني يرتبط بمكان معين وبموضوع معين، وأستخدم عبر التاريخ  لعدة أغراض، منها كفن من أجل شيء تذكاري لحدث معين أو تخليد شخصية ما وتم الأستفادة من المنحوتات القديمة كأرشيف تعرفت البشرية من خلاله على بعض الأحداث والعادات السائدة في تلك الحقب التاريخية.
وكما هو معروف فالنحت عمل فني ثلاثي الأبعاد، ينفذ عن طريق الحفر أو السبك الصب أو التركيب، ليتحول الى شكل أبداعي، ولحجم التمثال تأثير على المتلقي، وموضوعتنا تتناول معنى النحت وعلاقته بين ما ينتجه التركيب والتشكيل بطرق مختلفة من حيث علاقة الكتلة بالفراغ والمكان والموضوع.


كما أن أنواع النحت عديدة منها النحت المباشر، وينفذ على خامات مختلفة في درجة صلابتها. والنحت غير المباشر، كاللصب، أو التشكيل والتركيب النحتي.
ومن خلال الكتلة والفضاء والمكان والسطح تبرز عناصر الحركة وقوة العمل وشكله، هكذا عرفنا النحت أما فناننا سلمان راضي وخلال حوارنا معه، فله رأيٌ آخر نحاوره عليه.
يقول: يتفق أغلب الباحثين في تاريخ الفن وعلم الجمال على تقسيم الفنون الى فنون زمانية ومكانية، والزمانية مادتها هي الكلمة كالأدب بأنواعه من شعر ورواية ومقالة ومسرحية، وفن الموسيقى والرقص الذي يعتبر أول الفنون منذ نشوء التجمعات البشرية حسب رأي الفيلسوفة والباحثة في تاريخ الفنون وعلم الجمال "سوزان لانجر 1895"، هذه الفنون الزمانية "السمعية والمرئية" مرتبطة بالحقب الزمانية التي توثق تلك التجارب البشرية.
والمتلقي لهذه الفنون يحتاج الى زمن لمتابعتها، كقراءة رواية أو سماع قصيدة أو موسيقى أو مشاهدة مسرحية.

أما الفنون المكانية فهي الفنون التشكيلية بأنواعها، كالرسم والنحت والعمارة والسيراميك...الخ. هذه الفنون مرتبطة إرتباطا وثيقا بالمكان، وهي تتضمن مواضيع فكرية وثقافية وعقائدية، حالها حال الفنون الزمانية، إلا أنها تحتاج الى المكان الذي تلتصق به، ويعتقد البعض أنها تفتقد الى الوقت أي الزمان الطويل لمتابعة تفاصيلها، كما هو الحال في الفنون الزمانية.
وهنا يستدرك سلمان راضي قائلا: أنا أعتقد أن هذا الكلام غير دقيق، وإن كان صادرا من كبار الفلاسفة والمفكرين، فمثلما يحتاج المتلقي لفهم وإدراك مضمون الرواية الى زمن لقراءتها، كذلك لربما يحتاج الى زمن أطول ليتسنى له فهم مضمون تلك اللوحة أو ذلك العمل النحتي، هم قالوا، ولم أقل أنا بأن الفنون المكانية لا تحتاج الى زمن، فمنذ اللحظة الأولى، يمكن أن يدرك المتلقي معنى تلك اللوحة، أو التمثال، وهذا الكلام غير صحيح، فلدينا أمثلة كثيرة عبر التاريخ، فعندما تم عرض أعمال بعض الفنانين الكبار، معظم الحضور لم يفهموا معنى تلك الأعمال إلا بعد فترات طويلة من الزمن، هل أدركوا معنى الجمال الساحر والإبتسامة الدفينة في لوحة "الموناليزا"  أي "الجيوكندا" للرسام الأيطالي دافنشي، هل أدركوا لوحة "عباد الشمس" للفنان الهولندي فان كوخ، فهذه اللوحة لم تكن تعني شيئا في بادئ الأمر، وبيعت بثمن بخس، وبعد مرور أكثر من مئة عام وصل سعرها الى آلاف الدولارات، وبعد تأملات هذه اللوحة مرارا وتكرارا من قبل المختصين، وصل سعرها الى مئتي مليون دولار، والأمثلة كثيرة، وكذلك في فن النحت فـ "اللبوة الجريحة" في النحت البارز السومري الموجودة حاليا في متحف اللوفر بباريس، وبعد التدقيق والتعرف على قوة تعبيرية النحات السومري العراقي، ترى هل تقدر بثمن...؟، وقيمتها ليس فقط على قدمها، وإنما على قوة الإبداع الذي توصل له النحات السومري.

 
الأوضاع المختلفة والقراءات المتعددة
لنفس العمل النحتي للفنان سلمان راضي

ويواصل: أود أن أشير الى كون جميع التماثيل تقرأ أحادية الموضوع، نعم هذا الكلام صحيح بالنسبة للتمثال ذو الهيئة الواحدة في المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الواقعية، ولكن هذا الكلام لا ينطبق على المدرسة الحديثة في الفن، فتمثال "الحكيم" للنحات سلمان الراضي، الذي يخصص للمكان المناسب له، يمكن إعادة تركيبه ليقرأ تمثال "الحاكم المستبد أو الدكتاتور"، وبذلك لايمكن أن يكون المكان الأول مناسبا له بعد أن تغيرت هيئة التمثال، ويمكن تغيير هيئته من جديد ليتحول الى "العاشق" وهكذا يمكن أن نعيد قراءته من جديد، ونعيد تركيبه مرة أخرى ليقرأ لنا قراءة أخرى وهي "رجل الدين أو بوذا العصر الجديد" وهكذا نجد عدة قراءات لنفس التمثال لكن بهيئات مختلفة وتركيبات محتلفة، صمم مسبقا على ضوئها، تتيح لنا إعادة تركيبه ليتغير موضوعه، وبالضرورة يحتاج الى مكان آخر مناسب له، فجميع النصب والتماثيل تحتاج الى المكان المناسب لها.
 
بعد هذا الحوار مع الفنان سلمان راضي لنستطلع بعد آراء النقاد بخصوصه، يقول الدكتور الناقد التشكيلي عباس جاور بعد حواره مع سلمان الراضي في كاليري بغداد سنة 1996م: لقد حاول الرسامون جعل لوحاتهم تقرأ بقراءتين، متغايرتين، بعد أن يتم عرض اللوحة للقراءة الأولى، ومن ثم يقوم الرسام بقلب اللوحة رأسا على عقب، وهي القراءة الثانية، منهم من وفق في ذلك ومنهم أخفق، وهذا سهل ويسير في فن الرسم "اللوحة" ذات البعدين، ولكن يكون ذلك صعبا جدا عندما غامر به النحات سلمان الراضي في منحوتته التي تقرأ بعدة قراءات، كون المتعارف عليه في فن النحت، أنه كتلة متماسكة متحدة أحادية الموضوع.
وفي حوار آخر مع الفنان سلمان راضي أجراه معه الناقد التشكيلي صلاح عباس بعد أن تم عرض بعض الأعمال التشخيصية له من حجر المرمر، وهي أعمال تركيبية صرح قائلا: بأن فن النحت ما عاد فنا مكانيا يحمل قراءة واحدة أي أحادي الموضوع ويهيمن عليه المكان.
هذه الإشكالية في الفنون الزمانية والمكانية أثارت جدلاً في الفترة الأخيرة بين أوساط المثثفين والباحثين في الفنون التشكيلية.
ولكننا في نهاية الحوار نتساءل، في حالة تغيير هيئة العمل النحتي "التمثال" مثلا ليقرأ موضوعا جديدا، ويوضع في مكان جديد يلائم مضمونه الجديد، وفي فضاء جديد، ألم يعد ذلك بأننا أنتقلنا من عمل معين الى عمل آخر تماما...؟ وكلاهما يرتبط بمكان معين ويقرأ موضوعا معينا، أم أن للفنان سلمان الراضي وللنقاد والمختصين والفنانين في مجال الفن التشكيلي رأيا آخر.

377

ستوكهولم: المهرجان الشعري الثاني
تألق الوطن في قلوب وقصائد الشعراء



 

محمد الكحط - ستوكهولم –

أقام اتحاد الكتاب العراقيين في السويد مهرجانه الشعري الثاني، برعاية المركز الثقافي العراقي في السويد، يوم السبت 22/9/ 2012م، على قاعة المركز الثقافي العراقي في السويد/ ستوكهولم، حضر المهرجان جمهور غفير من أبناء الجالية العراقية ومن المهتمين بالشعر، كما حضر السفير العراقي في السويد الدكتور حسين العامري، كما حضر المهرجان وزير الهجرة والمهجرين العراقي ديندار نجمان شفيق الذي يقوم بزيارة رسمية إلى السويد، كما حضر الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت جبو والملحق الثقافي الدكتورة بتول الموسوي.
في بداية الفعالية رحب مدير المركز الثقافي العراقي الدكتور أسعد الراشد بالحضور جميعا، وبالشعراء والضيوف، بعدها رحب الدكتور عقيل الناصري بأسم  اتحاد الكتاب العراقيين في السويد بالجميع، ثم قام الأستاذ فراس العنزي بأدارة الجلسات، بعد أن قدم كلمة ترحيبية جاء فيها، ((الشعرُ قنديلٌ أخضر، كما كتب الراحل نزار قباني، ووطن الشعر هو العراق، كما يقول التاريخ، ففي العراق كان أبو تمام والمتنبي وأبو نواس والشريف الرضي وصولا إلى الزهاوي والكاظمي والرصافي والجواهري ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب ومظفر النواب والقائمة لا تنتهي، كيف تطور عراق الشعر وشعر العراق، بزوغ بغداد مدينة حضارة وعاصمة حاضرة، ومركزا للإمبراطورية العربية الإسلامية، منذ ذلك الحين والشعر في بغداد يتألق جيلا بعد جيل، هكذا تألق بشار بن برد والمتنبي، الشريف الرضي وأبو نؤاس وابن الرومي وأبو العتاهية والعباس ابن الأحنف، وبقية الكوكبة الشعرية اللامعة التي منحت الكثير للشعر العربي تجديدا وإبداعا حتى أصبحت بغداد حاضرة الدنيا وما سواها بدو، كما قال المؤرخون العرب القدماء، خاصة إذا ما أضفنا إلى منجزات الشعر منجزات النحو والبلاغة والفلسفة والجبر والكيمياء والهندسة والبناء والطب والجراحة والتصوف والفقه والموسيقى التي تحققت في هذه المدينة العجيبة، مدينة السيف والقلم، مدينة الغنى والفقر، مدينة التصوف والملذات، مدينة الطعام والجوع، مدينة الإيمان والإلحاد، مدينة السلام والدم!....))، وتحت وقع أنغام الموسيقى الشرقية قدم الشعراء واحدا تلو الآخر قصائدهم، كانت المساهمات متنوعة في الشكل والأسلوب والإلقاء والمستوى الشعري، لكن ما جمعها شيئا واحدا هو،التغني بالوطن فهم جميعا متشبثون به، مشدودون أليه بكل جوارحهم، يحملونه بين الضلوع أينما حلوا وأينما ارتحلوا، يسمعون أنين أبنائه يتفاعلون مع مأساته وآهاته، لم يتركوا مجالا لم يطرقوه، نبذوا الإرهاب والطائفية، ومجدوا تاريخ العراق وأبطاله، مستلهمين من التراث والتاريخ، وباحثين بين الأساطير ملوحين بعنفوان حضارتنا وعظمة تاريخنا، راسمين للمستقبل أزهى الصور وأبهاها، فسيعود العراق معافى ويبنى أبناؤه من جديد، حضارة وادي الرافدين رغم الصعاب ورغم حجم الدمار والخراب.

 

الشاعر جاسم سيف الدين الولائي

كانت البداية مع الشاعر جاسم سيف الدين الولائي (بغداد)، والذي قدم عدة قصائد منها "مرمر وقطيفة" و"هديل القماش الحزين" و "أخو فاطمة" و "هذه أنتِ"،
((مرمرٌ وقطيفة.../ سأعشقُ مرآتها ومروءتها/ ومراودها ومراري/ وردةٌ فوق هذا الرخام العظيم/ وحريرٌ شغوب على نهدها/ وحريقٌ على ورقي وانتظاري/ لو أكسرُ فضتها وقراري.))
ومن قصيدة أخرى هذا المقطع: ((أبعد الذي مر من ذكريات/ على أمل عمره سنوات/ تفتش عن حلم تائه/ لترجع للحب نبض الحياة.))


 

الشاعر حيدر الكناني

أما الشاعر حيدر الكناني (بغداد)، فقد قدم قصائد بالشعر الشعبي مستوحيا من الموروث الديني صور النضال والتضحية رابطا الماضي بالحاضر، وقصائد أخرى عن الغربة ومعاناتها.


 

الشاعرة وئام الملا سلمان

جاءت بعده الشاعرة وئام الملا سلمان (النجف)، أبنة النجف لتتحف الحضور بمجموعة من القصائد، منها "نورس جريح" و "مخاض أمرأة" وغيرها من القصائد الوجدانية التي تفاعل معها الحضور.
((تحت جراح الزنابق/ انتظرت/ وجمهرة الأنبياء/ تختبئ, من فضولي))




 

الشاعر ناظم رشيد السعدي

الشاعر ناظم رشيد السعدي(بغداد)، قدم عدة قصائد منها "حوار المتعبد والصومعة" و"ابتهال لبغداد" منها هذه المقاطع:
((أيتها المتفجرة بدمي/ يا عناقيد الكروم والبساتين الغافية بنسائم الفجر/ أحمليني..صوتُ الريح يستبيح بيّ الصّمت/ وينهض من أعماق الهجير بركان الخوف الطفولي/ فيرتعش بيّ بعضي/ ولا أعرف أهو الخوف/ أم الانكسار/ سلاما لبغداد والبرتقال..ودفء رداءُ أمي/تغطيني فأشعر أن العالم أبداً يبقى بردا وسلام.))


 

الشاعر خلف الحجامي

كما حلق الشاعر خلف الحجامي (البصرة)، ببصرته جاعلا منها أم الدنيا منافسا فيها مصر، وكان له وقفة مع الموروث الديني ليستهل منه صور ومآثر ومناقب الشهداء.

 

الشاعر الدكتور محمد الحسوني

أما الشاعر الدكتور محمد الحسوني (واسط)، فكعادته كان مشاكسا بشعره، صادقا وشجاعا بطرحه، عكس معاناة الشعب العراقي في قصائده التي قدمها، رغم أنه أستهل قصائده بتمجيد المرأة العراقية والثناء عليها، من خلال قصيدة " لو لم تكن بلقيس".

 

الشاعرة نسرين شاكلي

وكان للشعر الكردي حضوره، حيث قدمت الشاعرة نسرين شاكلي (كفري)، قصيدة "شبح ليالي الأنفال"، عكست فيها صورا عن تلك المأساة التي تعرض لها شعبنا في كردستان على أيدي النظام الدكتاتوري الفاشي.

 

الشاعر بولص دنخا
ولم تستثن الأمسية الشعر الآشوري، فكان الشاعر بولص دنخا (دهوك)، حاضرا بشعره، وأتحفنا بقصيدة "يا حبيبتي لا تغضبي"، التي جسدت العديد من الصور الشعرية الوجدانية رابطا بينها وبين المعاناة وصعوبات الحياة وقسوة الجلادين.
وهنا ترجمة للقصيدة باللغة العربية:
((يا حبيبتي لا تغضبي/ لقد سافر شوق أزهار الربيع مع غروب الشمس/ يا حبيبتي لا تغضبي/ على ولد عشق سحابة رمال الصحراء المحترقة/ وأستأنس في حضن من ذبح آلهات شمسك وكرم من قطع نهديك ليحرمك من حنان أكبادك./ يا حبيبتي لا تغضبي عندما ترين شموع بيتك تنطفئ/ وطبول الموت تزحف في كل شارع وبيت/ وطوابير إرهاب هولاكو وجنكيزخان تحرق حقولك الخضراء/ لتنشر شريعة الغابة/ وتدمر كل الحياة/ وتدنس قدسية ملكوت الله/ وأولادك الأبرار ليس لهم الحياة/ ليس لهم الموت/ إلا الهروب إلى عالم المجهول والضياء/ الورد يذبح في فجر الربيع لكي لا يزين قبرك/ المطر يذبح في الخريف لكي لا يسقي شجرتك/ القمر تذبحه سحب الإرهاب لكي لا ينير طريقك/ الأحرار وأبناء الخير طعاما لذئاب وكلاب متوحشة/ يا حبيبتي لا تغضبي/ ان تركتك وحيدة تحت رحمة الأشرار/ تركتك وحيدة .. بعيدة عن أحبائك/ بعيدة عن بر السلام والأمان/ تركتك تجْدين قوتا لأولادك من الأعداء/ تركتك في بيت من الأشواك ليدمي جسدك/ تركتك بين الأوغاد./ يا حبيبتي ..لا تنتظري خلاصا ً من الماكرين/ لا تنتظري من الذين فرقوا الكلمة وطبّلوا للظالمين/ وفهموا من عمل الخير وجمع الكلمة على الحق خارجين/ لا تنتظري من الذين هربوا واختبئوا في دهاليز الخفافيش/ الشمس لا تشرق من الغرب/ والورد لا ينبت بين الأشواك.))


 

الشاعر محمود بدر عطية
الشاعر محمود بدر عطية (البصرة)، قدم عدة قصائد منها "أنثى البردي" و"أنثى النخيل" و"أنثى الثلج" متنقلا بين فضاءات مختلفة ليروي لنا طقوس وطلاسم الأمكنة تلك عايشها، بين الأهوار والنخيل وثلج السويد،
((نساؤك من ماء الوضوء/  فلا يستفزُ الموتُ أرحامهنَّ/ ولا يأبهنَّ بصك الخنوع.. مقطع من قصيدة أنثى البردي.))، ((في ليلة دافئة وبهدوء شديد،/ التقيا وقررا شيئا،   مقطع من قصيدة آن وجان))، (( في ظل جدار الطين المتآكل/ والرعشةُ تملأُ  صدره/ وهو يقاوم سكراتِ الموت/ كانّ يحدقُ بسماءٍ زرقاء وخضرة سعف النخل...
المقطع الأخير من " علي السريراتي"))


 

الشاعر كامل الركابي

الشاعر كامل الركابي (الناصرية)، أبدع في تقديم صور شعرية قصيرة مكثفة جدا وعميقة بالمشاعر والأحاسيس والمعاني، منها هذه المقاطع.

((حلو/ بصره/ وماي شط/ وحّر يغذّيك/  نخله أنت/ يروحي/ اشكد رطب بيك؟))

((متشرد/ انه / متشرد/ حزين/ وأنت/ ساكن بيت من حب وحنين/ ريحة الموسيقى   بثيابك/ وريحة ياسمين))
((حسبالك / مستوحاة من روح شريف مسعود/ حسبالك عشب حيّه/ أنزرع كاسك/ وعطش عمرك/ شرب ماي الخلود/ وصار جسمك ع الحديد ايّرن  ؟/ حسبالك صدگ/ طيرة حزن روحي بحرارتها/ على ضفاف المحبه/ البارده بروحك/ تبني اعشوشها / وتسكن  ؟/ حسبالك انكيدو احتيا ابمشهد بار/
يستانس ابحب الغانيه/ وملمس مفاتنها/ على الغابه البعيده/ ايحّن  ؟/ حسبالك/ عشگنه السومري المرقوم بالألواح/ يطلع سره/
من بطن الكتب قانون/ قانون المحبه ايسّن  ؟/ انت اشبيك / عاقل لو براسك جن؟.


 

الشاعر سيف النعيمي
الشاعر سيف النعيمي (بغداد)، قدم عدة قصائد منها حمورابي، وألوان مفقودة، عاكسا معاناة العراقيين في التنقل والترحال فهو يقول ( اليوم بلد وبالأمس بلد ومازلنا من دون بلد)، ومن قصيدة أخرى هذه المقاطع:
((إلى بغداد/ بين جماجم الكتب./ بين هياكل الأوراق العظيمة/ أفكر فيك...)).

 

الشاعرة ثناء السام

بعدها جاء دور الشاعرة ثناء السام (بغداد)، حيث قدمن "قصيدة حب" وقصائد أخرى عن التلون السياسي وعن وحدة أبناء الشعب العراقي. ((من قصيدة حب: أذوبُ تحتَ شفتيكَ وأنزوي/ قبلاتكَ طعمها مازالّت في فمي/ أشتهيكَ عند اللقاء
وعند أفول المساء/ وعند المغيبْ/ أناديك هل من مجيب/ أجمع خلاياك في دمي/ وأختلي/ سياطك تسطلي/ أجرُ خطواتي تباعاً/ أغادرُ فيك عطراً/ تهزني كالريح شراعاً/ أناديك هل من مجيبْ/ الحبُ عندي خوف سحيق/ والحبُ عندكَ مشوار الطريق/ وقلبي كاللوح ِ العتيق/ تجتثه ُعند الزفير وعند الشهيق/ أختنقُ اختناقا/ أجرُ خطواتي تباعاً/ معصوبة العينين والقدمين/ أسيرُ إليك يا حبيب/ أناديك هل من مجيب)).

 

الشاعر صبري يعقوب أيشو
أما الشاعر صبري يعقوب أيشو ( دهوك)، فقدم في اللغة السريانية عدة قصائد منها "زمن الأنتظار" و"عندما تقرع النواقيس"

 

الشاعر محمد المنصور
الشاعر محمد المنصور (البصرة)، قدم عدة قصائد بالشعر الشعبي والفصيح، منها قصيدة المنخل: ((يمتى.. إيشوف بالمنخل/ إلمامش ضوى بعيونه/ ُويمتى.. ألبردي يحمل تين/ اُويمتى.. تستوي التينة./ يا عمي.. الدنيه غداره/ وك إصحى وإمش بينه./ فوانيس السلف.. رگدن/ اُومست ظلمه ليالينه / إجاها الزود.. طفاها/ اُوهذا الماي غاطينه./ نظل إحنه.. إبنزيزتنه؟/ اُويظل الماي يغطينه؟./ ولك ياما .. ركضنه سنين/ نرد الماي ما بينه./ هذاك يگول .. هو إيرد/ اُوهذا يگول شعلينه./ اُوعگب.. ما نفحط إمن الغط/ نگول السده مو زينه./ ولك عمي.. الدغش بينه/ عيب السده مو زينه./ نغط اُويه الهوى.. إمجاذيف/ سكرانه اُوتمنينه./ اُونظل إجذوع.. يا وسفه
اُوتمرنه إبحلگ واشينه.))
وقدم قصيدة "ضويت" ((ضويت مثل الكمر غار الشــمع وإنطفى/ وهبيت نسمة عصر دغدغ زلفهه وغفى/ جنك نبع لو هدى وكت الغـروب وصفى/ مثل الورد يا ورد ما بيـــــك وجه وكفى))
 

الشاعر نجم خطاوي
وكان مسك الختام مع الشاعر نجم خطاوي (واسط)، قدم بعض القصائد مبتدءا بمدينته الكوت:
((إلى مدينتي الكوت, مدينة الماء والسنابل/ كوتي تشبه ارض الله/ بساطها خضرة عشب/ طيبة سورها الماء والنخل/ كوتي نهر من فضة/ يتدحرج في هيبة
وسط مراجيح الشمس/ كوتي سهول ذهبية/ سنابل حب وعافية
كوتي تلك القرى/ الحالمة بالبشارة والمطر/ يا أحمد المتنبي/ سياج المدينة نخلها بابها عشب قطن وحنطة/ هل نقول سلاما
للأمير الموشى بالورد والقصائد ؟/ يا أحمد القادم من جنة الحرف/ خيولك الجامحات/ جاورتنا وما استراحت قليلا/ مضت كما البرق في أول الغبش
شامخة تسابق الريح/ يا أحمد المتنبي هوادج كلماتك الساحرة/ زينت فضاء القرى/ باركتها الحقول قصائد عائمة في الضوء نجمات ليل قدسية/ حروف ابجديتك البكر تشع دون انطفاء كلماتك رائحة جنة هطلت كهلل نيسان/ مزخرفة بالشجاعة والمجد/ يا سيد الكلم والملاحم خيولك متعبة
وشيراز بعيدة/ هلا استرحنا هنا/ كوتي بساط أخضر/ دجلتي في نشوة العاشق
الطريق الى الشرق موحشة/ هي فسحة للتأمل والصداقات/ هلا استرحت هنا !!/ هلا استرحت قليلا !!.))
تم تكريم الشعراء بالزهور من قبل المركز الثقافي حيث قام السفير والوزير المفوض بالسفارة العراقية بتقديم الزهور لهم، وفي الختام قدم مدير المركز الشكر لكل من ساهم في إحياء هذه الأمسية الشعرية.
غادر الجميع القاعة التي بقيت فيها صدى كلمات الشعراء تطوف فيها، تلك الكلمات التي تغنت بالنخيل والجبل والهور والبردي وبغداد ودجلة والفرات وبرموزها وأحيائها، بوديانها وأزقتها، ذكريات الطفولة، حنان الأم، ودفئها، وبمعاناة أبناء شعبنا اليومية، شعراء من مدن العراق المختلفة قدموا صورا شعرية تتدفق حنينا وحبا وألماً وأملاً.

378

رياح الإصلاح هبت علينا، فمبروك لنا
إصلاح ماذا....؟


محمد الكحط - ستوكهولم –

هو في حاجة معطوبة لا سامح الله...!!
يبدو أن بوادر عملية الإصلاح جاءت مسرعة، بل أسرع مما نتصور، وهكذا تسابقت سيارات الأجهزة القمعية لتنقض على النوادي والملتقيات الاجتماعية الليلية، وبدون سابق إنذار، وعاثت فسادا بالأثاث والمحتويات، واعتدت بشكل غير لائق، على أناس مسالمين، ليس لهم من مفر من مهزلة تسلكات الحكام في شتى المجالات، إلا قضاء الوقت هنا فرارا من الوضع المأساوي التي يعيشه كل أبناء شعبنا، أمنيا واقتصاديا وسياسيا، ومن لعب علني على الذقون، وجاء الدور لشارع المتنبي وأتلاف أكشاك بيع الكتب وغيرها والعائدة لكسبة يعتاشون هم وعوائلهم على مردودها.
ولا نريد الخوض طويلا في هذا الموضوع، لكنه باختصار سلوك همجي ومدان وقمع للحريات الفردية، وهو اعتداء سافر على راحة وسلوك الناس ومصادرة حرياتهم، وإذا كان هنالك ما يزعج الآخرين فيمكنهم من خلال المحاكم تقديم شكوى ومن ثم تتخذ الإجراءات حسب القانون، أو أن يتم تبليغ أصحاب الأكشاك وإنذارهم لفترة زمنية ليتدبروا أمرهم، أليس هكذا يا دولة القانون.
أما الإصلاح المزعوم، فالعملية السياسية تسير من سوءٍ إلى أسوأ، لا نحسد عليه، والصراع السياسي بين الكتل المتحاصصة وصل ذروته، وتراجعت اللهجة من سحب الثقة، إذا كانت هنالك ثقة موجودة أصلا، إلى الاستجواب، ولا أدري على أية مسألة أو مصيبة يتم الاستجواب، فهي كثيرة، وبعدها جاء الإصلاح ووثيقته التي لا يعرف أحد فحواها حتى اليوم، والعطوب والثقوب لا تفيد ولا تنفع معها الترقيعات الكلاسيكية.
 هل وثيقة الإصلاح، ستعالج جذر المشكلة في العملية السياسية وهي المحاصصة والتقسيم الطائفي والعرقي في بناء الدولة، وستحول سياسة العراق على أساس المواطنة، على الأسس الديمقراطية الصحيحة، أم سيتم التدليس والتلميس وإعطاء مزيد من التنازلات لبعض الأطراف على حساب قضايا الوطن وطموحات أبناء الشعب، وسيكافئ المجرمون، بإطلاق سراحهم، من أجل أن يبقى البعض في مقاعدهم التي التصقوا بها ولا توجد قوة ستزيحهم عنها، وسيبقى الفساد يعشعش، والبلاد تتدهور أمنيا واقتصاديا، ولا من حسيب ولا من رقيب، والشعب فقد الأمل والثقة بكل الذين يمسكون بالسلطة الحالية، كونه لا يرى ضوءا في نهاية هذا النفق المظلم جدا، الذي وصل أليه بفضل سياسيينا الماسكين بدفة السلطة بقوة.
وحتى فصل السلطات الثلاث واستقلال واحترام القضاء أصبحا في خبر كان، وكل شيء يخضع لرغباتهم، ويفصلون الدولة على ما تقتضيه مصالحهم، متناسين إن ما سيقررونه اليوم لصالحهم، سيأتي اليوم الذي سيصبح ضدهم، فالشعب سوف ينهض من سباته يوما، وينتفض ضد مستغليه والذين يسعون كل لحظة لاستغفاله ولتجهيله، ليتسنى لهم سهولة توجيهه وقيادته وكسب صوته لهم، لكن ذلك سوف لن يدوم طويلا.
إن العملية الديمقراطية العرجاء أصلا تتعرض للتآكل والتهميش والتضليل، وها قد اختلفوا في كل شيء، لكنهم اتفقوا على خنقها، وضرب قرار المحكمة الاتحادية عرض الحائط غر مكترثين لفعلتهم وعواقبها، المهم أنهم اتفقوا على حصر كل سلطات الدولة بأيديهم، ومنع وصول قوى وطنية لا تؤمن بالمحاصصة، وتريد إعلاء شأن الروح الوطنية في بناء الدولة، لمنع التحارب والاختلاف بين أبناء البلد الواحد، وتمنع الفساد المستشري بسبب السياسة الحالية المعتمدة ببناء الدولة.
وكان أملنا بالاجتماع أو عقد مؤتمر وطني لكل القوى السياسية الوطنية، وانتظرناه طويلا، واليوم ستجري اجتماعات للسلطات الثلاث فقط، والتي لم تتفق فيما بينها على مسألة بسيطة جدا، وهي محاكمة طارق الهاشمي، وهي قضية بسيطة وقضائية بحته، وكل طرف له موقف منها، فكيف سيتم مناقشة قضايا الوطن المهمة، لذا مقدما من سيمثل هذه السلطات الثلاث في الاجتماع، ليسوا جديرين بإنهاء أزمة البلد بالشكل الصحيح والمشرف، فالأزمة أعمق مما هو متوقع، وتحتاج إلى حلول جذرية وليس حلولا ترقيعية.
على شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية اليوم مهمة صعبة ألا وهي التصدي لكل تلك التجاوزات وفضحها، والدعوة إلى التمسك بالدستور وقرارات المحكمة الاتحادية والمحكمة الدستورية، والمطالبة بترك سياسة المحاصصة البغيضة، والالتزام بروح المواطنة، ومعاقبة المسيئين لا مكافئتهم، وفضح تلك التسلكات السلبية والتجاوزات من أي جهة كانت، دون خوف أو تردد، فأن السكوت يعني المساهمة في تلك الممارسات.








379
مبدعون في الغربة:
ستار الساعدي اول فنان عراقي وعربي في هولندا يُدًرس الآلات الايقاعية العراقية الشرقية في كونسرفتوار في امستردام والمدارس الهولندية





حاوره: محمد الكحط

ستار الساعدي فنان مرهف الحس، مجتهد في عمله، لم يحد طموحه حدود، فوصل الى مرحلة من التخصص بالموسيقى وخصوصا فن الإيقاع، أعترف له بها الجميع، حاورناه وأردنا معرفة بداياته، فهو من موليد بغداد عام 1967 من عائلة بسيطة, كان والده مولعا بالثقافة والسياسية، زرع في روح أبناءه  حب الناس والشوق الى كل ماهو معرفي وثقافي, بدأ ستار مشواره الموسيقى والايقاعي مبكرا بشكل فطري من خلال الإستماع الى كل انواع الموسيقى والغناء، كان اكثر مايشده الايقاع والنص الشعري، مما دفعه الى حفظ الكثير من الموشحات والادوار والاغاني، فأحس كأن الحياة لاتسير الا وفق الايقاعات الكونية المرسومة لها.
محطاته الاولى كانت مع الفنان عازف الاوكورديون رمزي النحات، والاستاذ يونس عازف الكمان، والمطرب الراحل سعدي البياتي وسعدي توفيق، فكانوا لايبخلون في اعطاءه المعلومة والخبرة الفنية.
 كذلك من لهم الفضل في مجال تطوره جميل جرجيس، فاروق هلال, عبيد خميس, هيثم شعوبي، جعفر حسن , وكريم هميم  وكثرين غيرهم، ويؤكد أنه  من اهم الفنانين الذين تأثر بهم سعدي البياتي، خضر الياس، سعدي الحلي رياض احمد،  ومن الفنانين العرب،  عبد الحليم حافظ، وام كلثوم وفيروز ووديع الصافي.
وعن دور الموسيقى في تطوير الألهام وإغناء الروح البشرية يقول:
((الموسيقى والفن اصبحا في عصرنا الحديث جزء مهم من تفاصيل الحياة والدراسة وفي المجالات الثقافية، فانا الان اعطي دروسا في المدارس والجامعات الهولندية في الايقاعات الشرقية من ضمن برنامج يعنى بالموسيقى العالمية, حيث يتعرف الطلاب على كل انواع الموسيقى العالمية, وتركز المؤسسات التعليمية على توسيع مدارك الطلبة وتزرع لديهم محبة كل مجالات الثقافة والفن والموسيقى، كما تنمي لديهم اللهفة الى معرفة الآخر المختلف عن لغتهم وتاريخهم وقارتهم وبلدهم. لقد اثبتت التجارب ان الطلاب الذين يمارسون هوايتهم الموسيقية والفنية والرياضية هم اكثر الطلبة تفوقا, كون الفن والابداع يحفز الطاقات ويقوي التركيز لدى المتلقي بالاضافة الى الدور الرئيسي بتهذيب الروح وتعيلم الانسان وزرع فيه حب العمل والروح الجماعية وخلق الابداع مع بقية الطلبة والمشاركين. وبالتالي ان تسعى لخلق جيل مبدع خلاق غير ميال الى العنف, تواق الى الجمال ومحب للحياة والثقافة والعمل الابداعي)).
لقد درس ستار الساعدي الفن المسرحي في جامعة بغداد وحصل على البكالوريوس، وتتلمذ على يد الاستاذة بهنام مخائيل عقيل مهدي، جعفر السعدي، شفيق مهدي، وبدري حسون فريد، وسامي عبد الحميد، ومؤيد وهبي، وثامر مهدي, وغيرهم من اساتذة المسرح والموسيقى, وبالنسبة الى الجانب الموسيقي والايقاعي فاغلب ماتعلمه كان اجتهاد شخصي نابع من حبه له، وكانت نصيحة بتهوفن التي قرأها يوما "اذا اردت ان تعزف ساعة فاستمع ثلاثة ساعات" أمامه دوما.

كما مرّ الساعدي بمحطات فنية كثيرة، من خلال تجربته مع الفرق الهولندية والعالمية، حيث تمكن من اقناعهم بجمالية الآلات الايقاعية الشرقية، فاستخدمها في كل انواع موسيقاهم من  السمفونية الى الجاز, فكان اول عراقي وعربي في هولندا يُدرس الالات الايقاعية العراقية الشرقية في كونسرفتوار في امستردام والمدارس الهولندية, بالاضافة الي المؤسسات الفرنسية والدول الاوربية الاخرى.
فحصل على الجائزة الاولى للموسيقى التصويرية عن فيلم "نيما تمبا شيربا" للمخرجة الهولنية مارغريت يانسن والذي فاز بالجائزة الاولى في مهرجان فلم الجبال العالمي الذي اقيم في النيبال وعرض في اغلب دول اوربا واميركا وقناة الجيوكرافك العالمية، كما فاز بالجائزة الاولى كافضل عازف موسيقي في مهرجان فيفا ديفيرستي  في هولندا في لاهاي عام 2007 والجائزة الثانية عن مشاركته الايقاعية في فليم كلكامش 21 للمخرج طارق هاشم والذي اقيم في الامارات العربية، وحاز على العديد من الشهادات التقديرية والجوائز الأخرى.
عانى وتغرب هذا الفنان بسبب النظام الدكتاتوري البائد على جميع الاصعدة الفنية والثقافية والانسانية, فكانت هولندا هي بلده الثاني بعد العراق وقد احب هذا البلد لانه منحه  الامان في زمن لا امان فيه، ولم تكن الغربة بالشئ الهين والسهل عليه وهو القادم من بلد آخر ومن لغة وثقافة وتقاليد مختلفة، ولم يكن هذا النجاح سهلا الا بالاجتهاد وبالدراسة وبالعمل المثابر.
لقد اضافت الغربة للساعدي عوالم جديدة, من التعرف على المجالات الاخرى بما فيها الموسيقى والاساليب الحياتية، بعيدا عن المحسوبية مع مختلف الثقافات والاديان والمعتقدات على اساس واحد لاغير هي محبة واحترام الاخر على اساس القيم الإنسانية المشتركة، كما ايقن ان الهواء الذي نستشقه هو واحد والشمس والقمر والارض والقلب والدموع والابتسامة, هي الموحد وليس المفرق بين الجميع، هذا مامنحه القوة في الاستمرار بالعطاء والنجاح.
فكان دائما تواقا الى خلق وتأليف ايقاعات جديدة، وحاول دائما ان ينطق اللحن بطريقته الخاصة والتي يحسها بشكل مختلف عن غيره،  كما أضافت دراسته المسرحية له الكثير للتجديد في عالم الايقاعات, فهو اعتمد الطريقة التعبيرية في العزف, وليس كما هو معروف عن آلة الايقاع كمصاحب, يقول: ((أنني احاول ان اعطي الصورة اللامرئية من قبل, فلو تسمع قطعتي صعود او الاهوار الباكية او الطريق من كربلاء, او السفينة الغرقى, فانك سترى من خلال لوني الدٌم والتك (الاسود والابيض) الوان متعددة كاقواس القزح, وهذا في رأيي يكمن عنصر الابداع , بانك تجعل من المسموع مرأي بالمخيلة والذاكرة الانفعالية كما يسميها ستانسلافيسكي)).
سألناه هل تود العودة الى العراق حين أستقرار الأوضاع لتواصل أبداعاتك: فأجاب بالتاكيد فالعراق كوطن واهل واصدقاء وذكريات جزء لايتجزأ من قلبي وكياني ووجداني, وسبق لي انني عدث ثلاث مرات واقمت اماسي عديدة مع الفنان جعفر حسن, والفنان علي حسن, وهناك الكثير من المشاريع القادمة.
وبخصوص تأثره بحضارة وادي الرافدين وهل كانت ملهما لأبداعاته، يقول:
((عمري كعمر حضارة وادي الرافدين, فانا استمد من كل ماقرائته ورأيته من معالم تاريخية ومما استنتجته شخصيا, احاول ان استلهم من هذا الماضي العريق لنصنع بادواتنا وطريقة تفكيرنا الحالية اشياء جديدة, وقطعتي الصوفية مذكرات كلكامش  استلهمتها من الاسطورة العظيمة ومن انكيدو وكلكامش وبحثه عن الخلود.))
كلمة أخيرة، امنيتي ان يعود العراق معافى ويتعافى من جراحه، واود القول ايها العراق الرائع باجناسه والوانه واطيافه واعراقه، وان كثرت الغربان ضدك لكنك ستكون اولا واخرا  النبراس الذي يضئ دروب وقلوب الاخرين.
 



380
المركز الثقافي العراقي في السويد يبتدأ برنامجه الثقافي
معرض للفنان التشكيلي الدكتور فؤاد الطائي
الطائي ونوافذه المطلة على الوطن


محمد الكحط – ستوكهولم-
بحضور جماهيري جميل ونوعي أنطلقت أولى فعاليات المركز الثقافي العراقي في السويد، بمعرض للفنان التشكيلي الدكتور فؤاد الطائي يوم السبت 4 آب/أغسطس 2012م، في مقر المركز الكائن في سلوسن وسط العاصمة السويدية ستوكهولم.
 في بداية الفعالية تحدث مدير المركز الثقافي العراقي في السويد، الدكتور أسعد الراشد عن نشاطات المركز وأنطلاق أيام الثقافة العراقية للمركز، وعن الفن التشكيلي العراقي، حيث يمثل الفنان فؤاد الطائي أحد رموزه البارزة، كما تحدث الفنان فؤاد الطائي، شاكرا الجميع لحضورهم معرضه الشخصي الحادي عشر، والذي جمع فيه مفردات الحياة الشعبية العراقية، ولكوننا نعيش أيام شهر رمضان، فتلك الصور الــ (37 صورة)، بل النوافذ بأطلالاتها على الوطن تعيد للأذهان تلك الأيام العراقية، بتنوعها وجمالياتها، ثم دعا الجميع الى زيارة بيته أي معرضه الحادي عشر.




وكانت لنا جولة طافت فيها أبصارنا حول تلك النوافذ المطلة الى هناك حيث العراق، تجول الفنان الطائي بصحبة الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت جبو ورئيسة الدائرة الثقافية في السفارة العراقية الدكتورة بتول الموسوي ومدير المركز الثقافي العراقي في السويد الدكتور أسعد الراشد في أرجاء المعرض تتبعهم بقية الضيوف من الحضور من أبناء الجالية العراقية ومن المهتمين بالشأن الثقافي.



 الفنان فؤاد الطائي واحد من الفنانين الذين يتعاملون مع أكثر من مجال في الفن التشكيلي، فبين الرسم والنحت والكتابة كانت له أستراحات وجد فيها ما يشحذ الذاكرة ويسلي النفس، وكي يتجنب الفراغ الذي يوهن العطاء في حركة الإبداع فكان نتاج ذلك معرضه هذا حيث حمل الكاميرا ليعالج عبر عدستها موضوعاته وتشكيلاته الفنية ضمن توليفة فنية لتبدو الصورة الفوتوغرافية كلوحة بكل عناصرها شكلا ومضمونا وليس كصورة توثيقية مجردة، في ظرف لم تسد فيه الكاميرا الرقمية وبرامج الكمبيوتر وتقنياته آنذاك كما هي سائدة اليوم، فتعامل الطائي وهو في المهجر مع التراث المحلي والمفردة العراقية ليطوعها كلها في بناء تشكيلي معاصر، ومتجنبا تشويه أو أخفاء سماتها كما يحدث عند المبالغة في استخدامات الضوء والظلال ولكي تحتفظ بتأثيرها في وجدان المتلقي وأحلامه وحاضره.
 

فها هي عمتنا النخلة تتجسد في أكثر من نافذة، فهي هنا النخلة بقامتها الممشوقة وهنا عثق التمر وهناك التمر الذهبي وأصنافه المختلفة والمهفة والطبك والسلة والكفة والحصيرة من سعفها، وتتنوع الأستعارات من الموروث الشعبي، الحرمل لأبعاد الشر والسِعدّ والزلابية الرمضانية، المشمش وقمر الدين في تنوع جميل ليؤلف لوحة تبهر الناظر، المنقلة وخرزة صد الحسد، ولم ينسى الأدعية والآيات القرآنية الخاصة، وتتنوع النوافذ فها هو سكر نبات والخريط والسيسي وحبة الخضرة، ألعاب الطفولة الندية المرصع والجعاب، الزردة والحليب والبخور والويهلية وصواني الملبس والنذور، الدلة والفنجان والسماور ونكهة الشاي، ضوء الفانوس وليالي السهر، وغيرها من النوافذ التي أنعشت الذاكرة والروح معا، وجعلتنا نطوف في الوطن متباهين بموروثنا الذي عكسته لنا نوافذ الفنان فؤاد الطائي.

وبين لوحات المعرض كانت لنا لقاءات مع بعض الحضور، الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت جبو الذي عبر عن فرحه لهذا اللقاء وهذا التجمع الذي يحمل هوية وهمّ ومعاناة العراقيين، فعلى الرغم من كل تلك المتاعب والمصاعب للأنسان العراقي، يمكن القول أن دعوة كل الفنانين والمبدعين سواء في السويد أم في أوربا أو العراق من قبل المركز الثقافي العراقي هي عملية عودة الصورة المشرقة للفن العراقي، لنجعل من هذه الأرض الطيبة من هذا المركز نقطة أشعاع لحركة التشكيل العراقي، ان ما قدم اليوم هو صورة مشرقة للمبدعين العراقيين، فهنيئا للرواد جواد سليم وفايق حسن وحافظ الدروبي وكل الرواد، كونهم سلموا الأمانة بأيدي مبدعين كبار منهم الفنان فؤاد الطائي.
أما رئيسة الدائرة الثقافية في السفارة العراقية الدكتورة بتول الموسوي، فقالت كما كنت قد أكدت سابقا فها قد أصبح الكلام حقيقة واقعة، أن يصبح المركز الثقافي العراقي مكانا للإبداع العراقي، وأتمنى ليس فقط للفنان فؤاد الطائي بل لجميع الفنانين أن يقدموا أبداعهم من أجل أن يرفعوا أسم العراق عاليا، فهنيئا لنا جميعا.
كما أثنى رئيس جمعية الفنانين التشكيليين الفنان شاكر بدر عطية على باكورة النشاط الثقافي للمركز، معبرا عن إعجابه مما قدمه الفنان الطائي كونه قدم نوافذه التراثية التي شملت كل مدن العراق من شماله الى جنوبه، ووظف كل مهاراته من فن الديكور والفوتوغراف والتشكيل، مركزا على عمتنا النخلة وأستخدامات خيراتها في تشكيل جميل، ونقلنا الى أجواء الستينات والسبعينات، نطمح الأستمرار بعكس برامج الفنانين التشكيليين، وعن أجواء الأفتتاح قال لقد أتفقنا على أن نخرج عن المألوف فأستبعدنا المقص، فالمقص هو قطع والمعرض هو بناء، كان المعرض شيئا جميلا حيث تم توظيف عدة عناصر منها الحركة المسرحية للدكتور أسعد راشد، والديكور للفنانين التشكيليين.
وفي لقاء آخر مع الشاعر نجم خطاوي، وهو من العاملين في المركز الثقافي العراقي، الذي عبر عن سعادته لهذا الحضور وشعوره الذي لايوصف لمشاركته في باكورة نشاط المركز الثقافي وخصوصا في معرض الفنان فؤاد الطائي، وقال أنني سعيد جدا لهذا التجمع للمهتمين بالثقافة العراقية في حفل الأفتتاح، وسألناه عن أنطباعاته عن المعرض، فأجابنا قائلا، ((في اللوحات التي اختيرت بذكاء وفطنة وقدرة فنية متمرسة على توظيف الفكرة واستجماع الأشكال الأنيقة التي بعثرتها ويلات المنفى, وعبر معنى جماليا يسعى مدركا لمشاكسة وعي وعاطفة المتلقي والعودة به صوب الجذور الأولى حيث أيام الطفولة والمراهقة ولعب العكود والحارات, في لوحات الفنان فؤاد الطائي قرأت الحزن والخوف بعيدا خلف الدواعي والأسباب التي دعته لاختيار لوحات الفوتغراف هذه, وعبر هذه المفردات المشحونة بالموروث الشعبي الوطني .
 حزنه أتى من سنوات المهجر وأوجاعه, بعيدا عن تلك المنابع الأليفة التي تركها يوما في شوارع مدينته الحلة التي رأى النور فيها عام 1943, وعبر شوارع وأزقة مدينة بغداد وأزقتها وحاراتها الشعبية, تلك المدينة التي عمل فيها وعاش  سنوات دراسته, وتخرج من اكاديمية الفنون فيهاعام 1968 .
ولعل خوفه من ذلك المجهول الذي ينتظر الذاكرة وهي تطحن أيام الخواء بعيدا عن تلك الفضاءات والأمكنة الحبيبة, حرضه ليعيدها ألينا عبر لوحاته الفوتغراف هذه, وربما أراد التحدي لكل الذي يريد أن يمحي هذه الذاكرة ويطفئ جمراتها المتقدة .
في لوحاته يمنحنا الطائي فنا راقيا في مفردات شعبية أليفة, طارقا أجراس الذاكرة لتنبهنا من خطر عادة النسيان القبيحة, ولتقربنا من الوطن الذي تباعدنا وابعدنا عن مفرداته ويومياته .هذه الرموز لا زالت رغم تقادم الزمن عالقة طرية في ذاكرة الفنان الطائي, حبيبة لأجواءه وأليفة حية في دواخله, ولعلها ستساعدنا على التزود بطاقة ازالة زنجار أيام المنافي والبعد عن الأماكن الأليفة, ولعلها أيضا ستخفف بعض الوجع والأنين الذي أطر القلوب)) .
وأخيرا كان اللقاء مع الفنان الطائي، حيث أعتبرنا أنه في كل لوحة من هذه اللوحات أو النوافذ أستخدم أكثر من أسلوب فني فهو يرسم وينحت ويشكل ويخط الحرف العربي ومن ثم يصيغ لوحة يقوم بتصويرها فوتوغرافيا، فهل هذا نوع جديد في الفن التشكيلي، فأجابنا قائلا، بالنسبة لي المهم هو الفكرة أي البناء، هنالك مواضيع تصلح للرسم وأخرى للنحت أو غير ذلك، على الفنان أن يكون في حالة صدق وتجلي يعبر عن مواضيعه، بتلقائية ودون تكلف، أما الوسيلة فهو يفكر بالمتاح والمناسب، أعمالي هذه هي محصلة للوحات عديدة، بدأت الفكرة من مشروع تسلية أعتبرتها محطات تسلية، اليوم أفكر بالدخول لعالم الديكتال وتقديم أعمال فنية معاصرة جديدة، فالفنان يجب أن يواكب عصره، وبما أننا في عصر السرعة، فأصبح لدي شد قوي لأستخدام التقنيات الحديثة لكن ضمن شكل ومضمون خاص بي، فأنا في هذه اللوحات رغم أنني أستخدمت التصوير القديم لكنني جمعت بين التجريد والواقعي في تشكيل معين فهذه اللوحة مثلا خلفيتها برتقالية وبألوان متعددة لكنها في الحقيقة هو مادة قمر الدين التي نأكلها، لكن مع تشكيلات منوعة.
كما عبر عن فرحه لحضور وتجمع الجالية العراقية لرؤية نوافذة المطلة على العراق.
صور من الفعالية:

 
 


381
يقيم المركز الثقافي العراقي في السويد
 ضمن برنامجه الثقافي
مجموعة أماسي ثقافية فكرية تحت عنوان
 "حوار الأديان"
 وسيكون محور الأمسية الأولى هو
"الصوم في الأديان"
وستقام هذه الأمسية في الساعة السادسة والنصف من يوم الثلاثاء السابع من آب/ أغسطس 2012م، في حسينية الجوادين في فوربيري في ستوكهولم
وسيشارك في الأمسية الحوارية "قس من الديانة المسيحية، وشيخ من الديانة الأسلامية  ورجل دين من الديانة المندائية
والدعوة عامة للجميع


382
مركز أور الثقافي في بلجيكا
نشاطات متميزة وسط الجالية العراقية والعربية
محمد الكحط
برز في الأونة الأخيرة مركز أور الثقافي في بلجيكا من خلال نشاطاته المتنوعة والعديدة، وفي هذا اللقاء مع المنسق الثقافي للمركز زيد الصكر، نحاول أن نسلط الضوء على أهم نشاطات هذا المركز.


س1: ماهي فكرة المركز الأولى وكيف تبلورت ومتى وأين بدأ نشاطه، هل لديكم مقرا للفعاليات....؟
.بعد ان كبرت الجالية العراقية خاصةً والعربية عامةً لاحظنا عدم وجود اي مؤسسة ثقافية تهتم بالثقافة العربية.تم تأسيس مكز أور الثقافي في شهر سبتمبر 2011 في مدينة انتوربن البلجيكية.
وكوننا مؤسسة عربية جديدة نفتقد للدعم الكافي من قبل الجهات الرسمية المحلية و كذلك البلجيكية، لذا لا يوجد مقر ثابت للمركز بل نعتمد على إستئجار القاعات المناسبة لإقامة فعالياتنا الثقافية من مجهودنا الخاص.
س: من هم أول من ساهم في ذلك...؟
أعضاء الأدارة هم اول  المؤسسيين للمركز و هم كل من:
مدير المركز: الدكتور نبيل القصاب، المنسق العام: خلدون صبيح، المنسق الثقافي: زيد الصكر، مسؤولة المتابعة: انتصار النعيمي، المنسق المالي: الدكتورة انسام صبيح، المنسق الأداري: اسراء الطعان.

 

ومن ثم تم انضمام العديد من الاعضاء الفعالين من مختلف الجنسيات العربية، حيث تم تقسيم مجموعة الاعضاء الى لجان لكل منها مهام ومسؤليات مختلفة. والجدير بالذكر بأن مركز أور بأعضائه المتنوعين بالقدرات يعمل كفريق وأسرة واحدة لها نفس التوجهات والأهداف وهذا سر نجاح مركز أور.

س: ممكن سرد مفصل عن أهم النشاطات الثقافية والاجتماعية التي أقامها المركز...؟
من أهم النشاطات التي قام بها مركز أور الثقافي وفي مدة قياسية هي

الأمسية الأولى 19/11/2011 و التي تضمنت الفعاليات التالية:

التعريف بمركز أور الثقافي وأهدافه، مجموعة من الأبيات الشعرية للشاعر ماجد مطرود.
عزف منفرد على العود للفنان المغربي عزوز الحوري.
عرض مسرحي من اخراج الفنان سهيل الشوا مع نخبة من الفنانيين الشباب.
الأمسية الثانية 28/01/2012
محاضرة للدكتور عبد الرضا الطعان بعنوان "كيف كان يفكر العراقي القديم"، معرض تشكيلي لكل من، الفنانة يقين الدليمي،  الفنانة مروة الجنابي، والفنانة هالة الموسوي.                         
 الأمسية الثالثة 5/5/2012
محاضرة حول نظام التعليم في مدينة أنتوربن للأستاذ خلدون صبيح، مجموعة من القصائد للشاعر ضياء الجنابي، عزف على آلة القانون للفنان سهاد نجم يصاحبه على آلة الرق  الفنان ستار الساعدي.
كما شارك مركز أور باليوم الثقافي لمدينة انتوربن حيث تميز نشاطنا بالتنوع والجودة، شارك في هذه الفعالية مجموعة من الفنانيين الشباب.
الجدير بالذكر بأن مركز أور يحرص دوماً على التواصل مع الجالية وذلك بتنظيم فعاليات اجتماعية مختلفة.

ومن ضمن المشاريع المستقبلية لمركز أور هو فتح صفوف لتعليم اللغة العربية والخط العربي ومجموعة من الدورات المختلفة.
س: هل يتلقى المركز دعم من الجهات الحكومية البلجيكية أو أي جهة أخرى وكيف؟
نعم، يتلقى المركز دعم محدود جداً للنشاطات الثقافية إن وجدت، اما الاعمال الثقافية فيتحملها المركز.
س: من هم رواد المركز مثلا، هل هم المثقفون فقط أم للجميع، وهل يمثل جميع العراقيين...؟
رواد المركز هم مجموعة من المثقفين وكذلك المهتمين والمتذوقين للثقافة العراقية والعربية الاصيلة بالأضافة الى البلجيك والأوروبيين المهتمين بالثقافات العربية.

س: حول مستقبل المركز وطموحاتكم، هل تنوون التعاون مع جهات عراقية أخرى في بلجيكا أو خارجها، ومع وزارة الثقافة العراقية مثلا...؟
يطمح المركز أن يكون له مقر ثابت في مدينة أنتوربن وهذا الحلم لن يتحقق إلا بالتعاون مع الجهات الرسمية العربية وخصوصاً العراقية.
كذلك نطمح بأستضافة مثقفين وفنانين عرب من دول عربية وأوروبية مختلفة، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية ووزارات الثقافة العربية المختلفة كذلك بالتعاون مع المراكز الثقافية العربية المختلفة داخل أوروبا وخارجها وذلك لمد جسور التواصل بين ابناء الجالية العراقية والعربية.
كما انه من أهم اهدافنا هو إبراز الصورة الحقيقية  لحضاراتنا وثقافاتنا العربية للمجتمع البلجيكي وذلك بالاحتكاك بالمؤسسات البلجيكية الثقافية المختلفة وبالمثقف البلجيكي مما يتطلب منا جهد وتنوع في اعمالنا الثقافية.
كما انه من اهدافنا داخل المركز هو دعم الطاقات والابداعات العربية الشابة وتطويرها واكتشاف قدرات وطاقات جديدة.
س: ماذا تود قوله لأبناء الجالية العراقية...؟
حاولنا كمركز شاب ان نكون نواة تقود الجالية العراقية والعربية من اجل المشاركة الايجابية الفعالة في هذا المجتمع، كما نود ان نكون مثالاً ايجابياً يسهم في وحدة الجالية واندماجها في العالم الغربي المتقدم من اجل ان نكون لوبي عربي قوي في بلجيكا وأوروبا.
شكرا لكم ونتمنى لهذه التجربة الجديدة وهي مركز أور الثقافي النجاح في النشاطات وتحقيق الأهداف التي تصبون أليها.


383

في ذكرى فقدانه العاشرة
أبو نبأ (جواد عبد الكريم الشطري) لن ننساك أيها الرفيق الرائع

 
تمر هذه الأيام الذكرى العاشرة على رحيلك ايها الرفيق الحبيب البشوش، أبو نبأ الشفاف، أيها المناضل المعطاء، كم ملئت لقاءآتنا فرحا وأبتسامات ومسرة، وفي أحلك الظروف في كردستان، كنت تهون المصاعب علينا بنكاتك الجميلة، كم كنت رهيفا ومحبا لرفاقك، أتذكرك وأتذكر الألم الشديد الذي أعتصرك عند أستشهاد الرفيق أبو آذار، آه يا أبا نبأ، أنه كان ألمنا جميعا نفسه عند فقدانك، رفاقك يتذكرون مواقفك في ساحات النضال في الناصرية وبغداد وفي كردستان التي أحببتها وناضلت معنا فيها ضد الدكتاتورية، وفي الغربة في السويد كم كانت مواقفك جميلة، وأنت تقدم لرفاقك الحب والدفء.
يؤلمني  أنك لم تشهد سقوط النظام الدكتاتوري والطاغية وأعوانه، أحد أهدافنا التي ناضلت أنت من أجلها، واليوم يا أبا نبأ وللأسف، عراقنا الجريح يفتقد للمناضلين الحقيقيين أمثالك، لقد أمتلأ بالسراق واللصوص من كل صوب، وتكالبت عليه المصاعب، وآمالنا وطموحاتنا التي ناضلنا من أجلها، وهي أن يكون وطننا حراً وشعبنا سعيد، بعد زوال الدكتاتورية يبدو أنها لازالت بعيدة المنال.
لكننا لازلنا كما عهدتنا على ذلك الدرب سائرون، دربك أيها الرائع ودرب رفاقك الآخرين، ونعاهدك بأننا لم ندخر جهدا في ذلك، وسنواصل المسيرة، التي أفتديتها بأجمل أيام عمرك.
أبا نبأ لن ننساك أبداً، فأنت في القلب، ورفاقك سيظلون يحتفظون في ذكراك العطرة.
 رفيقك أبو صمود: محمد الكحط


384
مبدعون في الغربة
أشنا أحمد دولت لا تعرف اليأس وليس لطموحاتها حدود



محمد الكحط - ستوكهولم-
ولدت الفنانة التشكيلية أشنا أحمد دولت في بغداد، في بيت سياسي سري لعائلة سياسية سنة 1969، وعادت عائلتها الى مكانها الأصلي في السليمانية وعمرها ثلاث سنوات، دخلت مدرسة "روناكي" الأبتدائية في السليمانية وهي صغيرة السن، حينها شخصت أحدى معلماتها قدراتها الفنية، لكن عند أنتقالها الى متوسطة "آشتي"، كانت معلمة الجغرافية تطلب منها رسم خارطة الدول التي سيتم تدريسها من قبلها، وكذلك معلمة العلوم تطلب منها رسم الأجهزة أو المواضيع التي ستتناولها محاضرتها ذلك اليوم، وهذا كان نوعا من التشجيع لها لتمضي قدما بقدراتها الفنية، التي بدأت مع تقليد رسوم أبن خالتها الفنان "هيره ش"، رغم أنه لم يدرس الفن، وبعد المتوسطة حالفها الحظ لتقبل في معهد الفنون الجميلة في السليمانية، برغم صعوبة القبول فيه، حيث يخضع المتقدمون اليه الى إمتحان خاص، وبدأت في المعهد حياة فنية جديدة، وكانت السنوات الخمس مليئة بالدراسة والفن والتعلم والبهجة وسط أجواء طلابية جميلة، كما أشتركت مع قسم الموسيقى كهواية وليس كدراسة، وساهمت في العديد من المعارض السنوية المشتركة، وتستذكر أساتذتها في المعهد بأعتزاز منهم، كردو حمه علي، علي جولا، بختيار، هيوا عزيز، خوشي سيروان، وغيرهم.
بعدها عاشت "أشنا" فترة تأمل وأسترخاء ذهني، لتبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة العطاء الفني، وتنفيذ ما أكتسبته من خبرة فنية من خلال الدراسة، وما تراكم لديها من خزين فكري وثقافي، ولتمارس العمل كمعلمة لمادة الفن ومواد أخرى لعدم توفر معلمين في رانيه، ومن ثم أنتقلت الى السليمانية كمدرسة رسم.


وعن عودتها الى مدرستها الاولى كمعلمة قالت:
" أنتقلت الى مدرسة "آشتي" التي كنت طالبة فيها لأكون معلمة هناك هذه المرة، وكنت خجولة من معلماتي السابقات، عندما أجلس معهن في غرفة المعلمات. وأقمت معارض مشتركة مع طلابي. وصلت السويد سنة 1994، وفي السويد بدأت مرحلة جديدة في عالم الفن، حيث توفرت الفرصة والأجواء المناسبة، وفي خضم معاناة الغربة والمشاكل الاقتصادية، ولأني كنت أعيش في مدينة سويدية صغيرة، وخلال دراستي اللغة، ولتخفيف هواجس ومعاناة الغربة، بدأت أرسم بكثرة، فرسمت لوحات عدة. وسرعان ما عرفت معلمتي في اللغة السويدية توجهي الفني. رسمت لوحتين، هما "الغجرية الكردية" و"راعي الغنم"، وكانت المفاجأة إن تحدثت المعلمة مع وسائل الإعلام السويدية وأجريت لقاءات معي، كان ذلك عام 1995، وحين أقمت أول معرض شخصي في السويد في "هودسفال"،عرضت فيه حوالي 15 لوحة، نالت إعجاب السويديين وجاء الصحفيون، ليعرفوا اني تناولت العراق وهمومه، فراق الوطن، وحب الأم والأهل والتعلق بهم. هذا ما ساعد على تعييني سنة 1996 كمساعد لمدرس الفن للمدرسة الفنية، وكانت فترة جيدة لكي انجز لوحات جديدة، نفذت خمس لوحات لمناظر طبيعية من شباك المدرسة للجزيرة التي تقع فيها المدينة، وقد اعجب المدرس بهذه لكوني فنانة أجنبية رسمت بأسلوبي الخاص الطبيعة السويدية. اقمت بعدها معارض عدة شخصية وجماعية. وعندما تأسست جمعية الفنانين التشكيليين سنة 1999، ساهمت في معظم معارضها السنوية، وأقمت أكبر معرض شخصي لي سنة 2009 في بيت المهندسين في ستوكهولم، عرضت فيه 84 لوحة، وهي مجمل أعمالي من 1995 حتى 2009. كانت تجربة مهمة لي لأعرف قدراتي الذاتية وحجمي كفنانة، وشعرت بعدها بالزهو وإزدادات ثقتي بنفسي كثيرا، لقد أعجب السويديون بلوحاتي وبأسلوب عملي، وبعت خلالها 22 لوحة، ثم أقمت بعض المعارض الأخرى منها في المدينة القديمة”Gamla Stan” وفي "الأنفرو سيتي"، لحين توطدت علاقتي مع منظمة "Tallus Art" وهي منظمة تدعم الأطفال الفقراء، وساهمت معهم في معرض في السويد ومن ثم تمت دعوتي الى معرض في الهند سنة 2011. وهناك تعرفت على العديد من الفنانين الكبار وأساليب عملهم، وخصوصا ان من شروط المساهمة أن ننفذ عملين أي لوحتين أمام الجمهور، ويكون ريعها كتبرع للأطفال الفقراء.
من خلال معرض الهند تعرفت على فنانين من الخليج العربي منهم الفنان محمد العتيق من قطر, والفنان زمان والفنانة فاطمة من السعودية، ففكرت في أن نستضيفهم في السويد، وبعد جهود بذلناها أنا وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وخصوصا الفنان شاكر بدر، كان معرض "أشرعة نحو الشمال" الذي ضم نخبة من الفنانين الخليجيين في ستوكهولم في ربيع هذه السنة، كما ساهمت في معرض "حوار اللون" للجمعية لهذا العام، ومعرض أفتتاح المركز الثقافي العراقي.



تتناول أعمال أشنا، مواضيع عديدة أولها الإنسان، كما تهتم بقضايا الفولكلور والعادات والتقاليد الكردية، ومن رموزها الفنية المكررة هي الأبواب، فهي متمسكة بالمنزل كونه يعني الأستقرار، والفتحات فهي المجالات وطرق الوصول الى الهدف.
لقد أصيبت أشنا بمرض في العظام والمفاصل أقعدها فترة طويلة عن مزاولة نشاطها، ولكنها واصلت الدراسة وأستطاعت أن تحصل على شهادة الهندسة المدنية.
رسالة الفنانة أشنا هي: "على الإنسان أن لا ييأس مهما تعرض لظروفٍ قاسية، عليه الصبر والتحمل والكفاح"، وكلمتها هذه موجهة للجميع وخاصة للنساء، لقد تنقلت أشنا من بيت لآخر عدة مرات، فالبيت والسقف هما الأمان والأستقرار لكل إنسان، ومغادرة المكان والأنتقال لآخر يولد المعاناة للفنانة أشنا، فكم من مرة أضطرت العائلة الى ترك منزلها لتنتقل لمكان آخر بسبب سياسات النظام الدكتاتوري السابق.
أشنا اليوم، تنشط في جمعية الفن للأطفال، وتستعد لمعرض شخصي خلال شهر آب في اربيل والسليمانية، وهيأت أعمالا خاصة لهذه المعرض، وبيتها يعج بهذه اللوحات، وهي بالحجم الكبير، وتقول:" لأن المعرض سيكون في كردستان، كانت مواضيعة خاصة ببيئة كردستان وفولكلورها وطبيعتها، فنشاهد اللمسة الكردستانية واضحة على هذه اللوحات ".
وأخيرا، الفنانة أشنا لا تحب التقيد بأسلوب خاص أو معين في الرسم، ولا ترسم لفئة اجتماعية واحدة، بل للجميع، وطموحاتها ليست لها حدود.

385
كل التضامن مع عمال العراق وإتحادهم النقابي

تلقينا بغضب وإستنكار شديدين، إنباء ما تعرض له عمال العراق، وممثلهم الشرعي، الإتحاد العام لنقابات عمال العراق، من مضايقات وحملات فظة تستهدف تزوير إرادتهم وفرض قيادات هزيلة ومأجورة على منظمتهم المجاهدة والعتيدة، وأخيراً إحتلال شقاة مأجورين لمقرهم العام وفرض إنفسهم بالضد من الشرعية والقانون.
وفي الوقت الذي نعرب فيه عن تضامننا التام مع الإتحاد الشرعي وطبقتنا العاملة المجيدة، نطالب الرئاسات الثلاث بالتدخل العاجل، لفرض سيادة القانون ومنع أية تدخلات، بأية يافطة وشعار تلفعت، في شؤون الأتحاد، وإحترام إرادة العمال بإجراء إنتخابات ديمقراطية نزيهة وحرة، متطلعين الى قيام كل منظمات المجتمع المدني وأطراف العملية السياسية بالتضامن مع العمال ضد هذه المهزلة التي تعيد للأذهان ممارسات الحقبة الدكتاتورية البائدة.
كما نناشد قوى الخير والديمقراطية والسلام ومناصري الحرية والعدالة في العالم، رفع صوت الإحتجاج والضغط على الحكومة العراقية لمنع تدخلاتها اللامسؤولة في شؤون منظمات المجتمع المدني وفي طليعتها إتحاد نقابات العمال في العراق.
كل التضامن معكم يا عمال بلادنا، صانعي الخيرات في عراقنا الحبيب

لجنة تنسيق قوى التيار الديمقراطي العراقي في السويد
تموز 2012

386

“قطار الموت”... من جرائم البعث التي لا تنسى
 
محمد الكحط
   تحل في السنة المقبلة الذكرى الخمسون لانقلاب 8 شباط الأسود والذكرى الخمسون لانتفاضة معسكر الرشيد، أنتفاضة الشهيد البطل حسن سريع، وكذلك جريمة البعث المقبور جريمة قطار الموت. وهي مناسبة لدعوة كل الأحياء والمثقفين والكتاب ممن عاصروا تلك الفترة المظلمة والقاسية من تاريخ عراقنا، لأرشفة تلك الحقبة وتداعياتها لتكون درسا للأجيال الحالية والقادمة لتعرف ما حل بالعراق والشعب العراقي، حينها خيم كابوس القوى الشريرة المتحالفة لاسقاط ثورة الرابع عشر من تموز والسير بالبلاد الى مصير مجهول، حيث تمت تصفية خيرة الوطنيين والخبراء والمثقفين. وفي هذه الأستذكارية لجريمة قطار الموت، التقينا مع أحد ضحايا ذلك القطار المشؤوم، وتلك الجريمة الوحشية التي أرتكبت بدمٍ بارد ودون أدنى أحترام للقيم الإنسانية، ومهما كتبنا عنها فأن الجريمة أكبر من ذلك، وحاول البعثيون التنصل منها بشتى الطرق، لكن الأحداث والشواهد كلها تدحض كل تبريراتهم وتؤكد اقترافهم الجريمة.


الساعة السابعة صباحا – المسطر-
(التعداد الصباحي في سجن الحلة الجديد 1964م)
   يحدثنا مخلص بركات رومي (أبو عمار)، عن يوم الثالث من تموز1963، حين كان مع السجناء السياسيين ومعظمهم من الشيوعيين والديمقراطيين في سجن رقم واحد في معسكر الرشيد، ويقول: كنت في أحدى غرف السجن في قاطع الأنذار، حيث أعتقلت يوم 14 شباط 1963، عندما كنت ضابط احتياط مهندسا منتدبا للعمل في معمل ألبان أبو غريب، وتغيبت عن العمل بعد الأنقلاب ومن ثم قررت العودة للعمل. ثم وأنا في الطريق وعند نقطة التفتيش (التابعة لمعسكر وحدة مقاومة الطائرات في الطريق الى أبو غريب) تم أحتجازي بعد أن تعرف عليّ أحد الضباط الاحتياط من دورتي وكان طالبا معي ويعرف نشاطي الطلابي. فطلب مني النزول وأخذوني من أبو غريب الى مركز شرطة المأمون وسلموني من هناك الى معسكر الوشاش ليلا ومن ثم الى السجن رقم ( 1 ) والأرقام تشير الى أنه كان يتواجد في ذلك السجن حوالي 500 معتقل من الضباط الشيوعيين ومن الموالين لعبد الكريم قاسم. تم وضعي في أحدى غرف القاطع القريبة من السياج الخارجي للسجن، والمسمى قاطع الأنذار، وتعرفت فيما بعد على بعض نزلاء الغرفة اتذكر منهم الصحفي فائق بطي، الملازم الاحتياط عوض كامل شبيب، د. صلاح العاني، وملازم طيار صباح أحمد زكي، ثم تم تحويلي بعدها الى غرفة مجاورة أصغر كان فيها ضباط سرية حماية وزارة الدفاع وعلمت أن بين نزلاء الغرفة هشام أسماعيل صفوت، والطيار عبد المنعم حسن شنون إلا أنهم أخذوا للتحقيق وقد يعودون ليلا أو في أي وقتٍ لاحق إلا أنهم لم يعودوا أبدا. وعلمنا لاحقا أنه تمت تصفيتهم. وتعرفت في ما بعد على بعض نزلاء الغرفة اتذكر منهم الرائد الركن عارف حكمت يونس علي، والملازم الأول خليل حسون السعدي، النقيب خريبط فالح الخيون، ملازم عباس، النقيب الطبيب عبد الكريم. ولكون فترة مكوثي في الغرفة كانت طويلة نسبيا اتذكر انه قدم لاحقا، كل من الفنان نوري الراوي، وكاظم جواد، الشقيق الأكبر لحازم جواد.
  ولم يكن ليلتها أحد من هؤلاء لديه علم بما سيحدث يوم 3 تموز. وفجر ذلك اليوم وحوالي الساعة الرابعة سمعنا صوت أطلاق نار وكلام بصوت عالي، وحركة غير طبيعية في باحة السجن وكان آمر السجن آنذاك هو الرائد حازم الأحمر، ومعاونه ملازم أول عادل الخشاب الذي رأيناه متحفزا وفي وضع قتالي مرتديا خوذته. وسمع البعض صوت دبابة عند بوابة السجن، وشاهدنا بعض ضباط السجن يدخلون المشجب لأخذ الأسلحة وكان مقابل غرفتنا، وشاهدناه من خلال شباك الغرفة التي تطل على باحة السجن ولكوننا قريبين من بوابة السجن الرئيسية سمعناهم ينادون على آمر السجن حازم ويقولون له أخرج أفضل لك انها ثورة ...الخ. ولكن بعد فترة هدأ كل شيء وخفتت الأصوات بينما الضباط والجنود بقوا في حالة تأهب ومتخفزين، وعلمنا بعدها أنهم أنسحبوا وفشل كل شيء خصوصا بعد أن وصل عبد السلام عارف وأحمد حسن البكر وآخرون.
  وظل الجو متوترا والأرتباك باديا على الجميع، وعند العصر حوالي الساعة الخامسة أو السادسة، من نفس اليوم  فتحوا الأبواب وبدأوا بقراءة أسمائنا وطلبوا منا أن نحضر حاجاتنا ونخرج، تجمعنا في باحة السجن المواجهة لقاعتنا، شدوا أيادينا بالحبال كلٌ لوحده، وأخذونا مجموعة مجموعة الى باب السجن، حيث كانت باصات خشبية بأنتظارنا، وتوجهنا بحدود الساعة السابعة عصرا من معسكر الرشيد الى المحطة، وهناك ترجلنا من السيارات وأوقفونا على رصيف محطة القطار الواقف هناك، شاهدنا ضباطا برتب كبيرة يعتقد من بينهم أحمد حسن البكر، طاهر يحيى، حردان التكريتي، صالح مهدي عماش، عبد الغني الراوي، سعيد صليبي، محمد المهداوي، منذر الونداوي وآخرون وكانت الأوامر تصدر مع التنبيه بشد وثاق أيادينا  بشكل جيد قبل أن نصعد الى القطار،  كان القطار خاص بالحمل وليس لنقل البشر، وكان غير نظيف، فما تزال العربات (الفركونات الحديدية) مليئة بمخلفات الحيوانات والتبن، وبقايا الزفت، ووضعوا المعتقلين من صنف الدروع في العربات التي كانت محملة بالزفت أنتقاما منهم كونهم كانوا يحتجزون من ساهم في حركة الشواف، وأذكر منهم ضابط الدرع خليل حسون السعدي الذي وضعوه في عربة كانت محملة بالزفت مع آخرين.
   ومن الذين كانوا معي في العربة رائد الركن عارف حكمت، النقيب خريبط فالح الخيون -أبو فيصل وهو عم الباحث رشيد الخيون، ملازم أول خالد صالح، ملازم عباس.، العربة هي عبارة عن صندوق حديدي كامل لا توجد فيه أية فتحة للتهوية، وذو بوابة من نصفين تحكم الغلق عند أنسداد الأبواب، العربات مخصصة أصلا لنقل البضائع، وقد تستخدم أحيانا لنقل الحيوانات وفي هذه الحالة يترك النصف الأعلى من البوابة مفتوحا، وفي حالتنا أحكم أغلاق الأبواب، فلا مجال لدخول الهواء إلا من ثقوب صغيرة في الجدران، أو شقوق صغيرة بين الحافات.

سجن الحلة – المحجر- 10 أبريل 1964م

 أغلقوا الأبواب وسار القطار بعد حوالي الساعة التاسعة ليلا باتجاه الجنوب، شعرنا ليلا بالبرد الشديد كون الحديد يصبح باردا جدا، وأستطعنا تحرير أيادينا من الوثاق، وعندما بدأت خيوط أشعة الشمس الأولى بالأرتفاع في الأفق بدأت الحرارة تشتد داخل العربات، وماهي إلا ساعات حتى تحولت العربات الحديدية الى جحيم حقيقي، وكنا نطرق على الأبواب ونصرخ ونستغيث، وخصوصا عندما يقف القطار في المحطات والتي يبدو أن البعض سمع الأصوات وعرف اللغز، كون هناك جريمة معدة في هذا القطار، ضحاياها بشر، لم نعد نستطيع حتى التنفس، واسعفني حجي عارف حكمت الذي كان معي بالعربة بعد أن أحس بتعبي الشديد بأن وضع رأسي على رجله وأنفي بأتجاه ثقوب العربة، كان العرق يتصبب من أجسادنا بغزارة، وما أن وصلنا السماوة بعد الظهر حتى تم فتح الأبواب وخرج الجميع وكنا نلهث وركضنا صوب الماء وكان الدكتور رافد صبحي أديب يصرخ بنا خذوا قليلا من الملح مع الماء لا تشربوا ماء لوحده، وبعد فترة شاهدنا تجمعاً من المواطنين خارج سياج المحطة وجاء بعضهم وهم يحملون لنا الخبز والفواكه ومواد غذائية أخرى، ويبدو أن الخبر قد وصل قبلنا، وقام الخيرون بتقديم الاسعاف، ونقل البعض منا مباشرة بسيارة الأسعاف الى مستشفى السماوة وقد توفي احدنا، بعدها جُهزت سيارات لنقلنا الى معتقل (نكرة السلمان) الذي وصلناه حوالي الساعة الثامنة أو التاسعة ليلا، حيث أستقبلنا النزلاء وجلهم من الوطنيين والتقدميين وقد هيأوا لنا عشاء حينها.
  ويستطرد قائلا: بعدها بقيت هناك لحين تقديمي للمجلس العسكري في 15 تشرين الأول1963، وحكموا علي بثلاث سنوات سجن حسب المادة 131 لأنتمائي لتنظيم الحزب الشيوعي العراقي.
 
  لقد اظهرت احداث قطار الموت الموثقة أن البعثيين لا يعيرون أية قيمة للروح البشرية، ولا يتورعون عن أتباع أية طريقة للإهانة والإذلال والتعذيب، خصوصا وأن ضحايا جريمة القطار كانوا جميعا كوادر علمية من أطباء ومهندسين ومخابرين وطيارين أكفاء وقادة عسكريين عرفوا بوطنيتهم وأخلاصهم لمهنتهم. وقد وثق الفقيد الباحث د. علي كريم سعيد حركة حسن سريع وأفرد فصلا مكرسا لقطار الموت حيث التقى بالعديد من ضحايا ذلك القطار ومن مرتكبي تلك الجريمة من التنظيم العسكري والمدني لحزب البعث، لقد قمعوا أنتفاضة حسن سريع بصورة دموية رغم أن المنتفضين لم يتعرضوا بالأذى لمن أحتجزوهم من الضباط والمراتب عند الأنتفاضة، كما أن السجناء لم يكن لهم علم بالانتفاضة أو الحركة كما يسميها البعض ولم يكونوا من المساهمين بها، لكن الخوف من أن يستخدموا مستقبلا في ثورة أو أنقلاب ضد السلطة العارفية آنذاك هو ما دفعهم للانتقام منهم.


على اليسار مخلص بركات الرومي واليمين عبد الأمير عليوي يعدان وجبة الغداء
في سجن رقم 1 سنة 1965م
واليوم أذ نفتح هذه الصفحة لنعيد للأذهان ان منجزات الشعب يجب أن تصان وتحفظ حقوقهم، وعدم التهوين من قدرة أعداء الشعب من العودة بشتى الطرق الملتوية ويعتلوا دفة السلطة من جديد وليمارسوا جرائمهم بحق القوى الوطنية والديمقراطية ويتعاملوا بروح أنتقامية عندما تسنح لهم الفرصة.





387

مبدعون في الغربة
رجلٌ من بلادي
الطائر المحلق دوما  الكابتن فريد لفتة


حاوره: محمد الكحط
التقيته وهو يقوم بزيارة الى السويد، لم يكن يظن أنه إنسان كسائر البشر بل طيراً محلقا في الأفق، هكذا كان حلمه منذ الطفولة، فريد الذي ولد في محافظة ميسان، رغم أن مسقط رأسه بالصدفة كان في بغداد يوم 29 آذار 1978، عندما كانت والدته في زيارة هناك.
 تأخر نطقه عن المعتاد حتى سن الثالثة، فكان يستخدم يديه كأنه يحلق ويغرد كالطيور، حتى ظنه أهله ذا عاهة ، لكنهم سرعان ما عرفوا تفوقه، ونطق وتحدث وتأكد في قرارة نفسه أنه انسان طبيعي، وليس طيرا، لكن ذلك الحلم لم يفارقه، فطالما كان مصدر إزعاج لوالدته حينما يعتلي (الكنتور) أو (النضدة)، كما نسميها، والتي نضع عليها الأغطية والأسرة، ويقفز منها، ويبعثر كل شيء.
 انتقلت العائلة الى بغداد وهو في الثالثة عشرة من عمره ، كان متفوقا في دراسته ،وأهتم بالرياضة وأتجه الى الألعاب الفردية ككمال الأجسام ورفع الأثقال، وساهم في عدة بطولات في مصر وقطر وأوكرانيا ضمن منتخب الشباب، وهكذا نمت لديه روح المغامرة وحب التعلم والأطلاع على كل ماهو جديد، خاصة بعد ان اضطرت عائلته الى مغادرة العراق في 2004 ، نتيجة تعرضها للمضايقات التي انتهت بإختطاف أخيه .
 في الأمارات حيث مقر إقامته الجديد، أختط له نهجا جديدا، وكان له أهداف وضعها صوب عينيه، فلم يترك فرصة لعلم ما أو جانب رياضي لم يحاول التعرف عليه والبروز به، فمن رياضة الغوص والفروسية والدراجات الهوائية والنارية ،ومن ثم الطيران والقفز بالمظلات والقفز الحر وغيرها، حتى غدا حديث الجميع هناك، خصوصا وأن كثرة أسفاره جعلته يحتك في أوساط متعددة، وتم قبوله في معهد وكالة الفضاء الروسية (كوزموس ستارستي) ليصبح أول رائد فضاء عراقي، وليختار سنة 2008 من قبل مدرب ألماني تعرف على قدراته ليكون ضمن أول مجموعة قفز فوق قمة أيفريست ضمن أول حملة وبعد أن تسلقوا وتدربوا عدة أيام، قامت طائرة سويسرية خاصة بالتحليق بهم فوق القمة ومن ثم القفز فوقها، كما حلق في طائرة مقاتلة نوع ميغ 29 الى أرتفاع 90000 قدم، وغيرها من التحليقات الأخرى، وفي مجال الغوص، قام بالغوص الحر بعمق 80 متراً تحت سطح البحر بدون تنفس لمدة أربع دقائق ونصف، (وهذا الإنجاز ليس سهلا فهو يحتاج الى قدرات بايولوجية غير عادية كما هذا يعني كماً كبيراً من ساعات التدريب والتمرين تمت للوصول لهذه النتيجة)، وحقق أول قفزة مظلية حرة مدنية فوق بغداد كقفزة سلام ومحبة للعراق الذي أحبه وذلك سنة 2009، وبعد نجاح هذه التجربة، وضمن بروتوكول عالمي كون فكرة نشر السلام والمحبة ،وتم ترشيحه لنيل جائزة منظمة السلام والرياضة، والتي يمنحها أمير موناكو الأمير ألبرت الثاني سنويا ، وهي جائزة متخصصة في مجال الرياضة، وتم تسليم الجائزة في منتدى أقيم لمدة ثلاثة أيام حضره العديد من المسؤولين منهم رئيس منظمة السلم والرياضة جول بوزو، ووزير الشباب والرياضة الأفغاني الجنرال محمد أغبر.
 
يقول فريد لفتة: (طرحت إقتراح فكرة "القفزة الجوية البغدادية " وتكرارها في كابول، وبعد نقاش مع الوزير الأفغاني تمت الموافقة ورغبت تحديد يوم 8 آذار موعدا لتحقيق ذلك وفي مكان هو (ملعب غازي طالبان)، والسبب كوني أردت أن أؤكد أن إرادة الحياة هي أقوى من إرادة الموت وأن النور يعلو فوق الظلام ولأيماني بدور المرأة وكون هذا المكان كان يستخدم من قبل طالبان لتعذيب وقتل النساء والرجال، ويوم 8 آذار هو يوم المرأة العالمي فهو رسالة كون المرأة مضطهدة في أفغانستان وحتى في العديد من دول العالم، وعند الموعد وصلت أفغانستان وبقيت أسبوعين كان الأستقبال رائعا من قبل وزارتي الشباب والدفاع مع مؤسسة المانية للسلام والتنمية وهي الراعية للمشروع، وحلقنا فوق المنطقة يوم 6 آذار كإستطلاع ونجحت التجربة يوم 8 آذار 2011، وفي موناكو كانوا فرحين لسماع خبر النجاح، وتم تكريمي من قبل وزارة الخارجية الالمانية بشارة "حمامة السلام الذهبية" في ملعب الغازي، ولدي فكرة الطيران في البالونات العادية، وسأحقق ذلك.
هذا ليس كل شيء عن مبدعنا فقد تم أنتدابه من قبل الأتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك كضيف شرف وممثل للعراق والعرب في رحلة أبحاث، ضمن مؤتمر للمناقشة حول الفلك والفيزياء والفضاء والذي عقد في السودان سنة 2010، كما مثل العراق في بطولة دبي الدولية للقفز المظلي للعراق، وفي بطولة كأس الخليج الأولى للقفز بالمظلات في دبي، وفي بطولة كأس أمم أسيا للقفز بالمظلات في أندونيسيا، وفي بطولة أندونيسيا الدولية للقفز بالمظلات، في مونتنغرو، وهو أول عراقي يصل القطب الشمالي ويقفز فوقه.
 وتوج بطل العالم للسلام والرياضة في أمارة موناكو 2011، ومنحته الصحافة العديد من الألقاب وهو يعتز بها جميعها.
 يقول فريد لفتة: في كل وقت وكل مكان كنت أرفع اسم العراق، أن رسالتي عامة وليست خاصة، وكما قال مصطفى كامل (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس)، رغم كل الضبابية لكنني أنظر للحياة بروح إيجابية وننظر للمستقبل برؤية مشرقة، علينا عدم الخوف من الفشل بل المحاولة هكذا علمتني الحياة، ورسالتي الثانية هي الحب والسلام، وأرجو أن لا يكون مجرد شعار بل واقع نمارسه، والأختلاف بالرأي لا يفسد من الود قضية، وعلينا التعلم من ألواننا المتعددة، وعدم تغليب لون واحد على اللوحة على حساب الألوان الأخرى.
 بهذه الكلمات أختتم حديثه معي، ولنتساءل مع أنفسنا، مثل هذا المستوى الراقي من الإنجازات المتميزة،أين دور الحكومة العراقية في تشجيعه ودعمه؟
 

لقد زار ضيفنا العراق والتقى العديد من المسؤولين كما علمنا وأخذوا الصور التذكارية معه، ولقطات الكاميرا وعبر الفضائيات، ولكن بعدها ماذا عملوا له، من أجل أحتضان هكذا إنسان، الجواب لا شيء، هل فكروا في تقديم الأمكانات المادية والمعنوية له ليمارس نشاطه وليدرب شباب جدد، ليكونوا على مساره في هذا الدرب درب الإبداع والتفوق؟؟؟
 الى متى يظل مبدعوننا وهم يملئون الأرض ويعشقون بلدهم لكن حكومتهم بعيدة عنهم، تتصارع على المراكز والمنافع.
سيظل فريد لفتة طائرا محلقا يغرد بأسم العراق أينما حل وأينما أرتحل..

388

ستوكهولم: الرفيق الدكتور صالح ياسر في ندوة جماهيرية
البلاد تحتاج الى بديل عابر للمحاصصات الطائفية والاثنية وخنادقها المتقابلة


طريق الشعب – ستوكهولم-
 يوم 17/6/2012 أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد ندوة جماهيرية في العاصمة السويدية ستوكهولم أستضافت فيها الرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، تم فيها الحوار حول آخر تطورات الوضع السياسي في البلاد ونتائج المؤتمر الوطني التاسع للحزب والذي أختتم أعماله في 13 أيار الماضي. وبعد الترحيب بكافة الحضور من الضيوف والأصدقاء والرفيقات والرفاق، وقف الجميع حدادا على ارواح شهداء حزبنا وشعبنا وضحايا الإرهاب، وأخرهم الرفيق الشهيد نصير محسن,. وفي مقدمة قصيرة للرفيق محمد الكحط قال فيها ((كما تعلمون فقد شهدت الأشهر التي سبقت انعقاد المؤتمر نشاطا كبيرا من قبل منظمات الحزب ورفاق وأصدقاء وجماهير الحزب لدراسة مشاريع وثائق المؤتمر ونشرت المساهمات في صحافة وموقع الحزب، كما كانت أمام مندوبي المؤتمر وخضعت الملاحظات والمقترحات للتصويت وفاز منها من حصل على الأصوات الكافية وبروح الديمقراطية، وهكذا كانت نتائج المؤتمر هي حصيلة أجتهاد ونقاش المندوبين جميعا، وها قد تم نشر جميع وثائق المؤتمر بصيغتها التي أقرها المؤتمر، لتكون منهاج عمل لتحقيق مصالح الشعب والوطن، وكما شاهدنا ولأول مرة يتم عقد المؤتمر بشكل علني حيث كانت جلسة أفتتاح المؤتمر عبارة عن عرس تضامني رسمي وشعبي في ظروف صعبة ومعقدة تحيط بالعراق والحزب، حيث عانى حزبنا في الفترة التي سبقت المؤتمر كما عانت النشاطات والفعاليات الجماهيرية الأخرى من المضايقات والمشاكسات أحيانا من قبل السلطات الحكومية لكن حزبنا ماضيا بنشاطه من أجل وطن حر وشعب سعيد لا توقفه عن نهجه سلطات ولا حكام فتاريخه النضالي والوطني المشرف وعطاؤه الذي لا ينضب وأصرار وحماس رفاقه وأصدقائه يبددان الهواجس والظلمات وتنير الطريق لشعبنا لتحقيق أمانية للعيش في كرامة.
 

لقد كان المؤتمر محطة نضالية دستورية لتدقيق مسيرته وإعادة تقييم الواقع العراقي وتعقيداته، ومن خلاله يمكن رسم صورة للمستقبل وطبيعة النضال الذي تتطلبه المرحلة، وهكذا كان شعار المؤتمر (دولة مدنية ديمقراطية اتحادية  عدالة اجتماعية) بسيطا واضحا معبرا، مؤمنا بالمستقبل وبالديمقراطية والثقة بقدرات شعبنا بكافة فصائله على السير بالعملية السياسية قدما من أجل إرساء أسس البناء  الديمقراطي. لا يخفي عليكم جميعا تعقيدات الوضع السياسي وملابساته فالقوى المتنفذة لازالت تقود البلاد من أزمة الى أخرى بسبب نظام المحاصصة السيء الصيت، والتعنت والتشبث بالمصالح الذاتية الضيقة بعيدا عن الحرص على وحدة الوطن وتحقيق مصالح الشعب الذي لازالت طبقاته الكادحة الفقيرة والمتوسطة تعاني من الحرمان وتعثر الخدمات والصعوبات المعيشية والتهميش.)) ومن ثم رحب بأسم الجميع بالرفيق الدكتور صالح ياسر (أبو سعد) ليلقي الضوء على نتائج المؤتمر الوطني التاسع وآخر تطورات الوضع السياسي في العراق.



وبعد أن شكر الرفيق أبو سعد منظمة السويد والحضور الكريم، أشار الى ان مداخلته تتمحور أساسا للحديث حول اعمال المؤتمر الوطني التاسع، عليه تركز الحديث على اربعة محاور: السمات الأساسية للوضع الراهن الذي انعقد في ضوئه المؤتمر واهمية انعقاده؛ تقديم خلاصات مكثفة عن الوثائق التي ناقشها المؤتمر، انتخابات اللجنة المركزية الجديدة، وفي المحور الاخير، الرابع، تقديم خلاصة للمهمات التي بلورها المؤتمر.
بدأ حديثه عن المؤتمر الوطني التاسع والسمات الأساسية التي أنعقد في ظلها حيث أشار أن أنعقاده ليس فقط كونه استحقاقا دستوريا بل أن ظروف البلد السياسية المعقدة و تفاقم الصراعات المدمّرة بين القوى المتنفذة من اجل السلطة والنفوذ وعجزها عن إيجاد الحلول؛ والصراع على شكل ومحتوى الدولة العراقية الجديدة، وتنامي الاستقطابات الطائفية، وتفاقم معاناة أوسع الأوساط الكادحة تحت وطأة الإرهاب وسوء الخدمات وتردي الكثير منها اضافة الى الفساد المستشري الذي اصبح "مؤسسة" يصعب القضاء عليها، وتعاظم التدخلات الخارجية، بالأضافة الى الوضع العالمي والعربي وما جرى من تغييرات في المنطقة بعد أرهاصات وتطورات الربيع العربي، كل ذلك كان يتطلب منا تدقيق مواقفنا وتكتيكاتنا السياسية، وإغناء خطنا السياسي العام، وفي إبتكار وسائل آليات عمل جديدة، تنسجم مع ما أفرزته التجربة من خبرة ومعرفة وما لخصه الحزب من دروس طيلة السنوات الخمس المنصرمة.
 وأشار الى أن الوثائق الثلاث التي صدرت عن المؤتمر: التقرير السياسي والبرنامج والنظام الداخلي وغيرها تم أقرارها أستنادا الى المرجعيات الأساسية وهي وثائق المؤتمر الثامن للحزب المنعقد في 2007م، وخلاصة تجربة الحزب خلال الفترة الماضية وتقييم الحزب لنضاله وللواقع العراقي والعربي والعالمي وما حصلت من تطورات بعد الأزمة الأقتصادية البنيوية العالمية العميقة منذ سبتمبر 2008م حتى الآن، كذلك فأن مشاريع الوثائق قد تم طرحها للنقاش الحزبي الداخلي والجماهيري وساهمت أعداد كبيرة من الرفيقات والرفاق والأصدقاء وقطاعات عديدة من المثقفين والاكاديمين والمتخصصين في إغنائها، وقسم منها هذه المساهمات دخلت ضمن تعديلات التقرير والبرنامج والنظام الداخلي، والملاحظات الأخرى ستوظف لاحقا في عمل الحزب والمختصات.
وتحدث بشيء من التفصيل بخصوص التقرير السياسي الذي تضمن التقرير عرضا تحليليا انتقاديا  للتطورات الاقتصادية الاجتماعية التي شهدتها البلاد في الفترة منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن  لحزبنا ( 10-13/5/2007) ولغاية انعقاد المؤتمر الوطني التاسع، وحدد مواقف الحزب منها. بالمقابل حدد التقرير الاتجاهات العامة التحولات الطبقية – الاجتماعية في المرحلة الراهنة وأشار الى أن بنية المجتمع العراقي ومكوناته الطبقية تعرضت إلى تبدلات متواصلة فرضتها حالة عدم الاستقرار، وأطلقت حراكاً اجتماعياً. كما اشار الى استنتاج التقرير بشان تحديده للسمة المميزة للأقتصاد العراقي كونه اقتصادا مشوها، ريعيا وحيد الجانب، تابعا اضافة الى طابعه الخدماتي. ومثل هذا النوع من الاقتصاد لا يمكن ان يفرزَ الا استقطابا اجتماعيا وطبقيا، معلمه الأساسي هو هيمنة البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية مع الكومبرادور.
وحمل سلطات الاحتلال مسؤولية ذلك كونها كيفت الاقتصاد العراقي للتحولات التي تنتج هكذا وضع يخدم مصالحها مستقبلا، اضافة الى ممارسات القوى المتنفذة التي هيمنت على السلطة منذ 2003، كما تحدث عن نظام المحاصصات الطائفية- الاثنية وما تركه من اثار. واستنادا الى هذا التحليل الانتقادي لتطور الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية استنتج التقرير بأنه ليست هناك من حلول سحرية سريعة للمشكلات الفعلية التي يعانيها الاقتصاد العراقي.
ولم يكتف التقرير السياسي بعرض الواقع بل قدم البديل لهذا الواقع، وهو الاصلاح المطلوب، عبر مراجعةٍ تقيمية نقدية لمسار العملية السياسية، ومعالجةِ الازمةِ العميقة، التي يعيشُها بلدُنا. تحتاج البلاد اذن للخروج من ازمتها البنيوية الى الرهان على مشروع عابر للمحاصصات، مشروع وطني ديمقراطي تلعب فيه القوى المعنية بهذا المشروع دورها المطلوب للخروج من دوامة المحاصصة وتغيير موازنات القوى لبناء توازن وطني جديد. وأكد المتحدث على أن مشروع الدولة الحديثة، الديموقراطية والعصرية، لا يزال مطروحا للتنفيذ باعتباره المخرج الوحيد، الممكن والمقبول، من الأزمة البنيوية الراهنة التي تواجهها بلادنا. فقد دللّت تجربة السنوات الماضية انه لا وجود لوحدة وطنية حقيقية وثابتة خارج مشروع الدولة الديمقراطية العصرية.
وفي حديثه عن البرنامج اشار الرفيق ابو سعد الى بعض المنطلقات الضرورية لفهم جوهر التعديلات التي ادخلت على البرنامج من بينها ان البرنامج ليس جامدا بل يتغير بأستمرار مع التغيرات التي تحصل في الحياة والمجتمع والثقافة ويستفاد منها لصياغة أهدافه، وان يبنى على أسس نظرية وسياسية وعملية مترابطة، وان يصاغ ليعبر عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين وشغيلة اليد والفكر، واشار الرفيق ابو سعد الى انه وبالملموس جرى تدقيق ابواب البرنامج وحقوله واغنائها بما ينسجم مع المتغيرات التي طرأت على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي و الخدمي خلال السنوات الخمس التي اعقبت المؤتمر الوطني الثامن، بالاستفادة مما توفر لدى الحزب خلال هذه السنوات من معلومات ودراسات قريبة من الواقع وملامسة لمعطياته و ظواهره المختلفة.
كما أوضح بعض التغييرات التي جرت على النظام الداخلي، كي يتجاوب مع تطور الحياة الداخلية للحزب وما تحقق من تطور في بنيته الداخلية وما استخلصة من دروس على صعيد الممارسة التنظيمية، فهما أداة لتنفيذ سياسة الحزب، كما اشار الى استحداث لجنة للرقابة المركزية. وتحدث بالتفصيل عن عدد المندوبين ونسب تمثيلهم لطبقات وفئات المجتمع العراقي، وأعمارهم والتجديد الحاصل في تركيب القيادة الجديدة، وكيفية أنتخابها.
اما المحور الثالث من حديثه فكرسه الرفيق ابو سعد الى الحديث عن انتخابات اللجنة المركزية وكيف جرت حيث تمت بطريقة شفافة وطبقا لقواعد النظام الداخلي، كما تحدث عن توسيع قوام هذه الهيئة والمبررات لذلك اضافة لنظام الكوتا الذي خصص للشباب والنساء، وصعود رفاق جدد الى قيادة الحزب. وكل هذه الخطوات كان الهدف منها تعزيز القيادة الجماعية وتنويع البنية العمرية مما يسمح بالتواصل بين الاجيال.
وفي الفقرة الأخيرة تحدث الرفيق عن المهام الآنية التي يعمل الحزب على تحقيقها، وحددها التقرير السياسي بست مجموعات: تنظيمية؛ فكرية، جماهيرية، نشاطنا ضمن التيار الديمقراطي، الاعلام، وأخيرا مهمات الدفاع عن الحقوق السياسية والمدنية والحريات التي يكفلها الدستور. واكد الرفيق انه لا فائدة مرجوة دون أن تتحول القرارات والبرامج والمهام الى قوة مادية مؤثرة من خلال نشاط جماهيري فعال. وأكد على ضرورة الإسهام الفعال في تطوير قوى التيار الديمقراطي والقوى اليسارية التي يمكن ان تشكل عامل مؤثر في الحياة السياسية العراقية.
وكتقييم إجمالي للمؤتمر يمكن القول أننا حققنا عملا مهما، لكن ينبغي أن نتجنب اتجاهين كلاهما ضار الأول ويتمثل بالشعور بالرضا عن النفس وعكس الإيجابيات فقط، والثاني تضخيم الصعوبات وثغرات العمل مما يحول النقد الى جلد الذات، بل نحتاج الى تقييم متوازن الذي يشير الى الإيجابيات وهي كثيرة ويؤشر بنظرة أنتقادية الى الثغرات والصعوبات في العمل، ننطلق من الإيجابيات كونها جانب مشرق ونشحذ الهمم، وهذا شيء مهم جدا، وما أنجزناه لا بد من تحويله الى نشاط ملموس. فالبلاد اليوم تواجه أزمة حقيقية وتحتاج الى بديل يتجاوز نظام المحاصصة، ويخلق الظروف والشروط لبديل وطني ديمقراطي، ويضع الحلول التي تنطلق من مصالح البلاد العليا وليس من مصالح المتنفذين اليوم، فلا يوجد طرف قادر اليوم بمفرده أن يحل مشكلات البلاد، لذلك طرح الحزب فكرة المؤتمر الوطني الذي يتعين ان تشارك به كل القوى السياسية الحريصة على تطور العراق ومستقبله سواء كانت تلك الممثلة بالبرلمان او خارجه، وذلك انطلاقا من تحليل ملموس للاوضاع التي تمر بها البلاد كونها تواجه مشكلة بنيوية عميقة، وعجزت القوى المتنفذة عن بلورة حلول مقبولة لحلها لانها انطلقت من نظام المحاصصات وسعيها لتأبيده في حين البلاد تحتاج حقا الى بديل عابر للمحاصصات الطائفية والاثنية وخنادقها المتقابلة. لهذا فان القوى المتنفذة لا ترغب في الاقدام على مثل هذا الحل لانه يهدد نظام المحاصصات. واكد الحزب ان لا طريق للتغلب على المشكلات التي تواجهها البلاد إلا طريق الحوار والجلوس الى طاولة المفاوضات لدراسة الأسباب الحقيقية للأزمة، وغير ذلك فالمخاطر جدية وغير محمودة وخطيرة وعدم حلها سيرجح كفة الحلول غير الديمقراطية.
وبعد أستراحة قصيرة، كان للحضور أسئلتهم وأستفساراتهم، منها حول قطاع الخدمات وكيفية معالجة الحزب له، وحول المشروع الوطني للحزب والقوى الديمقراطية واليسارية الأخرى، وطرح سؤال عن تبني فكرة الحكم الذاتي للأقليات في الأماكن التي يتواجدون فيها، كما طلب من الرفيق توضيح عن آفاق الوضع الراهن والبديل، والموقف من الثقافة كونها جانب حساس لتقدم الشعوب، وأستفسار عن التركيبة الطبقية لمندوبي المؤتمر، وطالب أحد الحضور بضرورة تبسيط الوثائق للجماهير كي تستطيع أستيعاب وفهم البرنامج والتقرير السياسي للحزب، وأستفسار آخر عن تشخيص المؤتمر وتوجهاته لكيفية خوض الانتخابات المقبلة للوصول الى البرلمان.
وضمن الأسئلة المطروحة حول التجهيل الذي يمارس ضد شعبنا وكيفية النهوض بالواقع الثقافي، ولماذا لم يرفع المؤتمر شعار فصل الدين عن الدولة، وأستفسار عن علاقة وآلية العلاقة بين الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني، والموقف من الفيدرالية، وغيرها من الأستفسارات الأخرى، والتي أجاب عليها الرفيق بالتفصيل.
وكانت منظمة الحزب في السويد قد اقامت ندوة جماهيرية اخرى في مدينة غوتنبرغ يوم السبت 16 حزيران، تناول فيها الرفيق د. ياسر صالح  وقائع المؤتمر التاسع للحزب والوثائق التي اقرها ومستعرضا آخر تطورات الوضع السياسي وموقف الحزب منها ورؤيته للحلول الملحة للخروج من الازمة المستفحلة الحالية.



389
  إفتتاح المركز الثقافي العراقي في الدول الاسكندنافية


محمد الكحط – ستوكهولم-
في احتفالية كبيرة في العاصمة السويدية ستوكهولم، أفتتح وزير الثقافة الدكتور سعدون الدليمي المركز الثقافي العراقي في السويد، يوم الأثنين 4 حزيران 2012م، بحضور واسع من منتسبي السلك الدبلوماسي العربي والسويدي، استقبلهم السفير العراقي في السويد الدكتور حسين العامري، ومعه الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت داود جبو والملحق الثقافي الدكتورة بتول الموسوي، ورئيس المركز الثقافي العراقي الدكتور أسعد الراشد، ووفد وزارة الثقافة العراقية المرافق للوزير.
وكان الأفتتاح بحضور كوكبة من المثقفين العراقيين في السويد يمثلون أطياف المجتمع العراقي، ومثقفين في مختلف المجالات الإبداعية في الأدب والفن التشكيلي والمسرح والسينما والغناء والموسيقى والاعلام والفكر، وقام بتغطية مراسيم افتتاح المركز الذي يقع في منطقة سلوسن ويطل على البحر وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، العديد من وسائل الإعلام وبعض الفضائيات.
زين المكان بعروض من الأزياء العراقية المنوعة والشموع وأشكال من التراث الشعبي العراقي اليدوي، ولوحات ونتاجات الفنانين التشكيليين العراقيين من رسم ونحت وخزف وتصوير فوتوغرافي، وغيرها ملئت الفضاء.

   

بدأت الفعاليات رسميا بعد قيام وزير الثقافة برفع العلم العراقي، كما تم رفع العلم السويدي أيضا، رمزا للتواصل الثقافي بين العراق والسويد الذي ترجم بعقد العلمين.
بعدها قدم مشهد من التراث مستوحى من مراسيم الزواج، يمثل الزفاف يتم فيه تقديم الشموع وأغصان نبات الياس تعبيرا عن بداية الفرح، وفي وسط الفضاء تشخص طاولتان تتوسطهما قطعة رمزية تشير الى الابدية والخلود، في تشكيل جميل، مثلثين من الشموع متقابلين يرمزان الى الخلود، عبر لقاء آله الأرض أنكي وآله السماء آن، وفي لقائهم يولد الإله  أنليل، وهذا رمز سومري معبر في الميثولوجيا القديمة.



 وفي بداية الحفل الفني تم عزف النشيد الوطني العراقي، وكانت البداية مع تلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم كلمة وزير الثقافة الدكتور سعدون الدليمي التي أشار فيها الى أهمية المركز الثقافي وأهدافه في مد جسور الثقافة والمحبة بين العراق والسويد وليكون بيتا للعراقيين كافة وللجالية العربية، وأشار الى أنه كان وزيرا للدفاع قبل أن يكون وزيرا للثقافة وللدفاع وكالة، فوجد أن الثقافة هي أهم وأخطر من الدفاع لما لها من تأثير في المجتمع، فما عانى منه الشعب العراقي طيلة سنوات من الإرهاب هو بسبب العقول المفخخة التي لا تملك أية ثقافة، وتمنى أن يكون المثقفون في السويد عاملا مؤثرا على جميع مجالات الحياة، من خلال تكاتفهم وتوحدهم وتنويرهم للمجتمع، وتحدثت بالتفصيل عما يعانيه الشعب العراقي وضرورة أن يسهم المثقفون في التأثير والتغيير المنشود ليتعافى العراق.
وأضاف كأن الثقافة المعاصرة تتطلب منا نحن السياسيين ان نفتح آفاق المعرفة أمام الأجيال الجديدة لكي ننزع فتيل التفخيخ والعمى الفكري من أذهانهم، الذي يستهدف الثقافة العراقية والتنمية الاجتماعية والتطورالتقني، وحملّ كافة المكونات السياسية العراقية والمثقفين مسؤولية أنجاح هذا المركز عبر ما يقدمونه من تنوع ثقافي وأثني وفكري يعكس تشكيل الموزائيك العراقي عربا وكردا وتركمانا وكلدانا وأشوريين ومندائيين وغيرهم. نريد لهذا المركز أن ينفتح ويعبر عن الثقافة العربية أيضا ليكون جسرا للسلام والمحبة والتآخي.


بعدها كانت كلمة السفير العراقي في السويد الدكتور حسين العامري، والتي رحب فيها بالجميع وهنأ العراقيين على أفتتاح المركز الثقافي العراقي ليكون بيتا للعراقيين جميعا دون تمييز، ومركز اشعاع الحضارة العراقية العظيمة بتنوعها منذ عهد السومريين والبابليين والاشوريين والعباسيين حتى قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1920، ووجها لعكس الثقافة العراقية الى السويديين، وأن يساهم الجميع في إنجاحه. وأشار الى ان الحضارة العراقية قدمت لمسات عظيمة مؤثرة يشهد لها التأريخ البشري وحضورها متواجد في المواقع الأثرية العراقية المتنوعة وفي المتاحف والمكتبات العالمية وغيرها. وأوضح ان عراق اليوم سليل تلك الحضارة يواصل اهتمامه بهذا الإرث الإنساني ويقول للعالم بأن عراق الجنائن المعلقة وزقورة (أور) والثور المجنح الآشوري والمدرسة المستنصرية ونصب الحرية وغيرها قادم لبناء عراق جديد، عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي يضمن للجميع حق العيش بأمن وسلام.


ثم تحدث مدير المركز الدكتور أسعد الراشد عن المركز مشيرا الى أهمية هذا الحدث، وضرورة أن يكون المركز مصدر إشعاع للثقافة العراقية في المهجر، تعكس حضارة وادي الرافدين وتنوعها بعيدا عن ثقافة اللون الواحد التي كانت سائدة في عهد النظام الدكتاتوري.


القى بعدها عميد للسلك الدبلوماسي العربي في السويد السفير السعودي في السويد أشاد بحضارة وادي الرافدين العريقة، والتي قدمت الكثير للبشرية، في قصيدة بالمناسبة مجد فيها حضارة العراق وأثرها في الإشعاع الإنساني،  متمنيا أن تسود المحبة والوئام العلاقات العربية العربية وأن يعود العراق مجددا مصدرا للاشعاع الثقافي والحضاري.
 

تجول الحاضرون في أروقة معرض الفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية، للعديد من الفنانين المشاركين من جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد، وهم المصور الفوتوغرافي سمير مزبان، والفنانون عماد الطائي، كاظم الداخل، هناء الخطيب، محمود غلام، عباس خضير الدليمي، سعود قيس، سمية ماضي، آشنا أحمد، وسام الناشي،  حسين القاضي، شاكر بدر عطية، عماد زبير، سلمان راضي، سليمة السليم، لؤي كاظم، حسين الموسوي، مظفر زهرون، كما شارك الفنان ضياء فاضل، والفنانة مصممة الأزياء بيان قادر ومجموعة من لوحات لفنانين من اجيال مختلفة من مقتنيات السفارة  كالفنان الآلوسي، موركة، مؤيد ابراهيم، فالنتينا، عبد الرحيم البياتي. وما قدم في المعرض أعطى صورة مشرقة عن تطور الفن التشكيلي العراقي ومدارسه الفنية ورواده الأوائل الذين وضعوا الأسس الجمالية للمدرسة التشكيلية العراقية، التي أثرت عربيا وفتحت الآفاق عالميا.



أما فقرات حفل الأفتتاح الأخرى فكانت غناءا وعزفا موسيقيا ثلاثيا من التراث السويدي، كما قدم فاصل لعزف منفرد على العود قدمه الفنان علاء مجيد، أما مسك الختام فكان مع فرقة طيور دجلة التي قدمت عدة أغان من التراث العراقي بقيادة المايسترو علاء مجيد، والتي أعجبت الجميع من الحضور، وحظيت بتوجيه دعوة من وزير الثقافة لها للمشاركة في تقديم عروضها ضمن فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية لسنة 2013م، مما كان له وقعا مؤثرا على الفرقة والحضور وسط الزغاريد والتصفيق.
 


في الختام تم تكريم المساهمين في مراسيم الأفتتاح من فنانين وعاملين على ما بذلوه من جهود ليكون الأفتتاح بهذه الصورة المشرقة، والجميع يتطلع الى ان يغدو هذا المركز صرحا جديدا للثقافة العراقية يكون عامل للم شمل وتوحيد المثقفين العراقيين والجالية العراقية على إختلاف أنتماءاتهم ومشاربهم الأثنية والمذهبية والعرقية والفكرية والإيديولوجية. كل التوفيق والأماني بنجاح نشاطات المركز الثقافي العراقي في الدول الأسكندنافية.

صور من مراسيم الأفتتاح:
 


 

390
ربع قرن على الجريمة التي مهدت الى مأساة حلبجة
حدثان وحّدهما التاريخ والدلالات

                         
 الشهيد أبو رزكار (ريبر عجيل)             الشهيد أبو فؤاد (جوقي سعدون)


بقلم: محمد الكحط

ربع قرن على تلك الجريمة والفعل الشنيع، لن أنسى ما حييت تلك الجريمة المروعة، حيث قصفتنا طائرات النظام الدكتاتوري المباد بالأسلحة الكيماوية، شيء لم نحسب حسابه، كنا نظن أننا أمام دكتاتور ونظام شمولي كما يردد البعض، لم نكن نعلم أننا أمام عصابة مجرمة لا أخلاق لها ولا تعرف المواثيق والمعاهدات الدولية، أبناء شوارع ومرتزقة ومجرمون عتاة، جندهم أبن العوجه الأهوج ليقتلوا بالأسلحة الكيماوية أبناء العراق الأشاوس، أبناء العراق البررة المناضلين الحقيقيين الذين لم تغرهم السلطة بمغرياتها ولم ترهبهم بقوتها، تركوا ملذات الحياة وغاصوا في الجبال والوديان، وأمتطوا الريح، متاعهم السقط وشرابهم ندى غيمة، وأحلامهم بلا حدود، أرادوا الحياة بحريتها لا بعبوديتها، أحبوا الناس وعشقوهم وكانوا لشعبهم أوفياء.
كنت أول من كتب عن هذا الحدث في ذكراه العاشرة في مقالة نشرت في العدد 30 من رسالة العراق الصادرة في لندن في حزيران 1997، وعلى الصفحة الخامسة، وفي زاوية - مع أطيب التمنيات- حيث كتبت، ((حدثان وحّدهما التاريخ والدلالات، بين الخامس من حزيران 1967، والخامس من حزيران 1987 عشرون عاماً، وإذا كانت ذكرى النكسة مؤلمة للعالم العربي برمته والتي تمر ذكراها الثلاثون، فأن حدث 5 حزيران1987 كان فريدا وله دلالاته وسابقته. ففي هذا اليوم قام المجرم صدام وأعوانه بالإحتفال بذلك الحدث بطريقتهم الخاصة، وذلك بإرساله طائراته الغادرة وهي محملة بالأسلحة الكيماوية القاتلة لا لكي تضرب إسرائيل بل لتضرب أبناء شعبنا العراقي الغيارى في كردستان العراق لترمي بسمومها على العراقيين، من عرب وكرد وتركمان وكلدان وسريان، معارضين للحرب ومعارضين للدكتاتورية والفاشية، منتهكاً بذلك كل القوانين والأعراف الدولية، بل وكل المشاعر الإنسانية، ضارباً بعرض الحائط كل الشرائع التي تحرم أنتاج وأستخدام الأسلحة الكيماوية حتى ضد الأعداء الخارجيين،- ففي "كلي زيوة"، على ضفاف الزاب المتدفق هناك يغدو مسرعاً نحو الجنوب، يتلوى كأفعى مذعورة ليصب في أحد شرايين العراق الجميل، بلد الرافدين، كان ذلك الوادي المحاذي للزاب يعيش حياة نابضة مفعمة في الروعة والجمال وصور النضال، حياة تسير بنبضٍ حضاري خاص بكل ما تعنيه الكلمة رغم البعد النسبي عن الحضارة، كان لنا مسرح متطور بمضامينه وبفنانيه ومبدعيه من مؤلفين ومخرجين وممثلين ومطربين وملحنين وراقصين، وثمة معارض فنية تشكيلية لمبدعين من الطراز الأول، وموسيقى عذبة تصدح وتنداح معها الأغاني الجميلة العذبة، وسط الأمسيات الثقافية التي تقام بأستمرار، وهنالك الفرق الرياضية والشطرنج...الخ
 في مساء الخامس من حزيران 1987 كنا قد تفرقنا تواً بعد أنتهاء مباراة لكرة القدم وبدأ الأنصار بالأنتشار كلٌ إلى فصيله، وما هي إلا لحظات وإذا بأصوات مدوية للطيران الحربي في وقتٍ يعتبر متأخرا وغير متوقع، شككنا فيه، لكن ليس لحقدهم وإجرامهم من حدود، فأنكبت الطائرات بإلقاء حمولتها من الأسلحة الكيماوية في الوادي لتحيله إلى كتلةٍ من الغازات والحرائق والدخان السام وبشكلٍ كثيف جداً، لتقتل كل ما هو جميل وعذب ولتزهق الروح المفعمة بالحياة، وللأسف كان لقلة الخبرة والتجربة بالأسلحة الكيماوية وضعف الحذر واليقظة أثرها في زيادة الإصابات بين الرفاق.
كانت الجريمة كبيرة بكل المعاني، مسجلاً نظام صدام بذلك سابقة سوداء لا مثيل لها لتضاف إلى سجله الإجرامي الملطخ بدماءِ المناضلين والأبرياء. لقد سقط ضحايا هذا العمل الإجرامي مئات الجرحى والمصابين من نساءٍ وأطفال وشيوخٍ ورجال وفي مكانٍ معزول من العالم يصعب الوصول إليه والإطلاع على كبر وحجم الجريمة، وأستشهد لنا الرفيق أبو فؤاد بعد ساعاتٍ من أستنشاقه الغازات السامة، وبعده بعدةِ أيامٍ أستشهد الرفيق أبو رزكار متأثراً بالغازات السامة، و بقيّ طيلة تلك الأيام حتى أستشهاده يصارع الموت، كان نموذجاً للشيوعي وللإنسان الصامد الصبور المكافح، ولعدم توفر الأدوية ولتعذر نقله للخارج كي يعالج فقدناه، فكان بحاجة إلى مستشفى متخصص لتنظيف رئتيه من الغازات السامة التي أستنشقها.
أما الرفاق الآخرون فتعددت إصاباتهم بين الفقاعات الجلدية والعمى المؤقت والإسهال والحروق والجروح، والتي لا زال البعض منهم يعانون من آثار تلك السموم حتى الآن.
أن الصمت السياسي والإعلامي العالمي عن تلك الجريمة، رغم تسجيلها في فلم فيديو وإيصالها للخارج، لم تلقِ الموقف الإنساني المطلوب لا من الدول الأشتراكية آنذاك ولا من قبل الدول الرأسمالية أو الليبرالية، وهذا ما جعل نظام صدام يتمادى في غيه ويستخدم هذا السلاح، ويقوم بجريمته الأخرى في آذار 1988 وهي ضرب مدينة حلبجة المنكوبة بأسلحة أكثر فتكاً ومحرمة جداً، وكذلك قام بأستخدام الأسلحة الكيماوية ضد أبناء شعبنا المنتفضين في آذار 1991م.
في الذكرى العاشرة لهذا الحدث، علينا النضال من أجلِ تخليص البشرية جمعاء من هذهِ الأسلحة، وتقديم وثائق هذهِ الجريمة وضحاياها لتضاف لسجل نظام صدام الإجرامي، ليقدم لمحاكمة دولية لينال عقابه العادل عما أرتكبه من جرائم بحق البشرية. ورغم البعد، أبعث قبلة حبٍ ووفاء وزهور جميلة لقبري شهيدينا الغاليين ولذلك الوادي الجميل)).
 
هذا ماكتبته في الذكرى العاشرة، نعم ان السكوت الدولي عن هذه الجريمة هو الذي جعل نظام المقبور صدام يتمادى في إجرامه ويرتكب حماقات أكبر، وهو ما مهد لمأساة حلبجة.
أما اليوم فأنني أستذكر الحدث بتفاصيله المملة، ورغم أن المجرم الأول عن هذا الفعل قد أعدم، ألا أنه لم يحاكم على أعماله هذه، ولم تتم محاكمته عليها، فهي من الجرائم التي تصنف ضمن الجرائم ضد البشرية وضحاياها مازالوا أحياء، وحتى رموز النظام الذين حوكموا أمثال المجرم علي كيمياوي، فالتحقيق معهم ليس بالشكل الذي كنا نأمله، ليرى العالم أيةِ وحوشٍ ضارية كانت تحكم العراق، والتي للأسف نرى من يفكر بإعادة إشراكهم بالسلطة، فأي تفكير أهوج هذا. هل أعتذر هؤلاء عما أرتكبه النظام، هل أقروا بالأخطاء الكبيرة التي أرتكبها نظامهم بحق الشعب والإنسانية؟؟
إذا الجواب هو: لا، فلما هذا التمادي والأستخفاف بدماء الضحايا والمناضلين؟
ولماذا يعودون في مراكز حساسة في الدولة؟؟ هل سيتم تأهيل البعثيين من جديد على حساب القوى الأخرى التي ناضلت ضد الدكتاتورية.
وهاهي القوى المتنفذة في السلطة اليوم تبدو عاجزة عن التخلص من سلبياتها المميتة، وروحها الأنانية بسبب خطابها ونهجها الطائفي المقيت؟؟؟
 هنالك العديد من المفارقات التي للأسف لا تبشر بخير، وهنالك مواقف تدعو إلى الريبة والشك، هل ستتنبه القوى الخيرة الفاعلة في العملية السياسية لها أم ستظل السفينة تغطس شيئاً فشيئاً ونغوص جميعاً في بحر عاتٍ لن ينجو أحد منه مهما كانت عضلاته قوية.
هذا الحدث الذي تمر ذكراه الخامسة والعشرين اليوم، والذي أثبتت الوثائق التي قدمت للمحكمة الجنائية العليا، أكدت الحدث ومرتكبيه، ألا يحق للضحايا أن يطالبوا بمحاكمة كل من رمى بهذه الأسلحة ومن ساعد في إلقائها على أبناء الشعب العراقي، وكذلك ألم يتطلب البحث عمن ساعد نظام صدام على أنتاج هذه الأسلحة وغض النظر أو الوقوف ضد إصدار ألإدانة الدولية بحق ذلك النظام الأرعن، وهؤلاء معروفون جيداً، أم هنالك حسابات أخرى بالضد من ضحايا أبناء الشعب العراقي؟؟
أننا اليوم مطالبون بالوقوف وقفة جدية لينال كل المجرمين والمساهمين جزاءهم، ولنتذكر أن في العام المقبل ستكون الذكرى الخامسة والعشرين على كارثة حلبجة،
 والتي أقترح أن تشكل لجنة عليا من البرلمان والحكومة العراقية وحكومة أقليم كردستان، ومن القوى التي ناضلت ضد الدكتاتورية، لقيام مهرجان دولي ضد الدكتاتورية وجرائمها ضد الإنسانية، وليكون يوماً عالمياً ضد أستخدام الأسلحة الكيماوية.
ان ضحايا هذه الجريمة وجميعهم من المناضلين الحقيقيين ضد الدكتاتورية، والذين قدم بعضهم شكوى رسمية للمحكمة الجنائية العليا، لازالوا ينتظرون المحاكمة التي تفضح المجرمين وتنصف الضحايا، وتحقق العدالة المرجوة، لقد كنا نأمل أن تكون هنالك محاكمة خاصة وليحضر العديد من الشهود ولكن ذلك لم يحدث ولا أظن أنه سيحدث، أشياءٌ عديدة وحقوق كثيرة ضائعة أم مؤجلة بسبب الوضع الكارثي الذي يمر بهِ وطننا والذي نأمل كلنا أن تنتهي المأساة ويتوقف نزيف الدم، ليمكننا حينها أن نبني الوطن ويأخذ كل صاحب حقٍ حقه.
 مرة أخرى أبعث من بعيييييييييد الزهور والقبل إلى قبري رفيقينا الشهيدين البطلين أبو فؤاد وأبو رزكار والى ذلك الوادي الحبيب.

391
المنبر الحر / العنف...!
« في: 15:40 23/05/2012  »
العنف...!
محمود بدر عطية
صغارٌ ونحن على مقاعد الدراسة ، كنا
 نتحمل غلظة المعلم وعصاه، كبرنا فعرفنا
إنه مسلوب الإرادة أمام زوجة جاهلة وذكية.
م.ب

بحضور ملفت شكّلت النساء فيه الغالبية، كيف لا، فدائرة العنف ألتي إبتليت بها المجتمعات  ضاقت دائرتها أم إتسعت سيكون محورها المرأة والطفل في الغالب.
إذن  بمساهمة كل من جمعية المرأة العراقية ورابطة المرأة العراقية وشبكة المرأة الكردية الفيلية كنا على موعد مع الأمسية الموسومة (العنف ضد المرأة وجرائم الشرف والعنف الأسري) وعلى قاعة نادي 14 تموز في آلفيك  مساء الجمعة 18ـ5ـ2012

حيث تالق الضيفان الدكتورة بتول الموسوي المستشار الثقافي لوزارة التعليم والبحث العلمي العراقية  والدكتور رياض البلداوي الإستشاري في الطب والتحليل النفسي  ولا ننسى الكاتب المبدع والمقدَّم البارع فرات المحسن الذي أدار الندوة بنجاح يُحسب له ويُحسد عليه.
ما قدمته الدكتورة الموسوي كان شائكاً، لقد بذلت جهداً متميزاً من خلال رصدها للظاهرة رصداً نقدياً لشتى أشكالها وصورها ومعناها الواسع والشامل.
ركزت على العنف ووجوده في مختلف بقاع الدنيا ولكن بدرجات متفاوتة تبعاً للأوضاع القائمة في المجتمع (سياسية..إقتصادية .. إجتماعية)، وبينت أنواعه(البدني.. النفسي.. الجنسي) كما رصدت الجهات الممارسة له وحددتها بـ (الأسرة.. المجتمع.. الدولة), وما يحصل بسبب الكوارث والنزاعات المسلحة وممارسة المرأة للعنف ضد نفسها.
إستشهدت  الدكتورة المحاضرة بمجموعة من الأمثلة والدلائل فالمرأة تتعرض للعنف وهي جنين عن طريق (الإجهاض الإنتقائي) وحتى الأم تقوم بممارسة العنف ضد وليدتها من حيث تعلم او لا تعلم حين تقول: أنجبتها لتتحمل جزاً من أعباء البيت. كما تطرقت في حديثها إلى (التزويج القسري، القتل غسلاً للعار، زنا المحارم، الفصلية، النهوة، إجبار الزوجة على التنازل عن إرثها بعد الزواج، التحرش الجنسي، إغتصاب الزوجة، تحريض الزوجة على ممارسة الدعارة. ألإجهاد أثناء الحمل، حرمان غذائي وصحي "خصوصاً كبيرات السن".
وقد أفاضت في الحديث عن قوانين الدولة العراقية سواء القديمة او الحديثة والثغرات التي وجدت في هذه القوانين.
أما فيما يتعلق بكبار السن ورعايتهم فقد سجلت الدكتورة المحاضرة نقطة لصالح مجتمعاتنا، فالعائلة هناك لا تتخلى بسهولة عن مساعدة كبارها اما في الغرب فيدفعون بهم إلى دور الرعاية، ولابد هنا من إشارة فالمرأة والرجل في الغرب يدفعان الضرائب للدولة طوال فترة العمل لذا فمن حقهما على الدولة أن يعيشا بقية سنوات العمر في بحبوحة ويسر.
اما ما يتعلق بتحليل العنف من الناحية النفسية والإجتماعية فقد تحدث الدكتور رياض البلداوي فاسهب مسلطاً الضوء من أنّ سيكولوجية العنف موجودة في كل المجتمعات، مَنْ تمارس الديمقراطية والتي لا تراعي القوانينن موجزاً العوامل المؤثرة في بروز العنف بـ (الوضع النفسي.. إسلوب العلاقة الزوجية..التبعية الإقتصادية) كما وحدد العنف بنوعين، نوع مباشر موجه للضحية ونوع غير مباش موجه لأشخاص لإخافة الضحية.
وسلطة الأب هي الأخرى مصدر عنف في المجتمعات الذكورية حيث لا سلطة على سلطته فهو الآمر الناهي صاحب المكرمات .. الواهب ..المانع..وبيده جميع السلطات مالك الاسرة صاحب الحق الكامل وتستمر هذه السلسلة من الأب فألإبن فألحفيد، مالم توضع قوانين معالِجة ورادعة لطمر العنف والى الابد.وهذا ليس باليسير بل إنّ العملية تحتاج إلى توعية شاملة تضم المجتمع كله كما وإنّ المشكلة كبرى وتتطلب جهوداَ جبارة.





وعند فتح باب النقاش إنبرت مجموعة من الحضور للمشاركة منهم مَنْ طرح سؤالاً ومنهم مَنْ عقب على فكرة فالباحثة في شؤون المرأة والطفل السيدة حياة ججو تساءلت ما الحل؟، وخشيت من إعتقاد البعض من كون العنف غريزة بشرية!.وإستشهدت بمثال الطفل الذي لا يشبع من ثدي أمه فيقوم بعضه، وتفسير العوام لذلك إنّ أسنان الطفل بدأت تتشكل.
السيدة نادية السليم الناشطة الإجتماعية رفعت صوتها عالياً كي يصدقها الحضور أو ياخذ كلامها مأخذ الجد طالبت بإصدار قوانين صارمة وملزمة لطمر العنف.
الناشطة وداد خيري علقت قد يكون العنف دفاعاً عن النفس.
د أزهرالمظفر متسائلاً من أين تبدأ المعالجة ومَنْ يصدر القوانين. 
د. عقيل الناصري  المحاضِرة والمحاضر حاما على سطح الظاهرة ولم يغوصا للعمق، يرى إنّ الاسباب الرئيسية لوجود وتفاقم الظاهرة أسباباً إجتماعية.
د. محمد الكحط الأسباب إجتماعية سياسية وإقتصادية.
أبو رشيد : جهل الرجال بسيكولوجية المرأة
(الرجل يجهل سيكولوجيته ، ما الذي يدفع الرجل المسن بالسفر إلى مسقط الرأس والإقتران بمن هي بعمر إحدى بناته) كان هذا تعليقاً للدكتور رياض البلداوي والذي بدوره قد أجاب على بعض الإستفسارات كذلكّ الدكتورة الموسوي والتي أكدت على دور شيوخ العشائر ورجال الدين فقد تأكد لها وخصوصاً بالفترة الأخيرة من كونهم يساهمون بمحاربة العنف وتنوير المجتمع.
إلا إنّ ردوداً متباينة جاءت على أثر التعليق.
وأخيراً، لقد ساهمت كل من جمعية المرأة ورابطة المرأة وشبكة المرأة ـ مشكوراتـ بإقامة هذه الأمسية الناجحة، إذن آن الأوان لتفعيل التجربة على أرض الواقع والتأثير في الخارج (الجالية) وبالتنسيق والإرتباط مع الداخل (العراقي)
وأنا أتصفح جريدة المنارة  قرأت رأياً للدكتور حسن طلب " إستاذ علم الجمال وفلسفة الدين بجامعة حلوان المصرية بقوله :(التيارات الإسلامية تحاول سجن المرأة بالنقاب والرجل باللحية).
إذن فالمرأة والرجل لن يتبادلا الأدوار، بل سيقعان معاً تحت طائلة العنف على ما يبدو.
التصوير: سعيد رشيد وسمير مزبان


392
المثقف العراقي المغترب بين محنتي الاغتراب والتجاهل


اعداد:ا.م.د.بتول الموسوي
مستشار العراق الثقافي في السويد والدول الاسكندنافية


هجرو الاوطان..وخلقوا اوطان...اجبروا على الرحيل..ومضطرون للبقاء ولوك آلام الغربة وحسرات على وطن استعقهم فلم يعقوه..هذا هو حال المثقف العراقي المغترب...اجبرته سنوات القمع والترهيب والحصار ودوامات عنف لا متناهية على البحث عن وطن بديل فذاق مر المنافي وحسرة على وطن لا سبيل للعودة له..لكن هجرة الجسد لم ترافقها هجرة الروح..فالروح ضلت متواصلة مع الوطن تناجيه وتصوغ احزانه شعرا ونثرا وقصة ورواية ولوحة...فذابت الحدود امام طوفان ابداع عراقي جسد لوعة الغربة واحزانها بصورة روايات او قصص قصيرة او مقالات تنشر في الصحف او على مواقع الانترنيت, والامثلة كثيرة, رواية اقمار عراقية سوداء في السويد للكاتب العراقي المبدع علي عبد العال والتي تصب في هذا المعنى, وكذلك قصصه الثلاث التي بعنوان ازمان للمنافي, ورواية التوأم المفقود لسليم مطر , وشوفوني شوفوني لسميرة المانع, وعراقي في باريس لصموئيل شمعون, وسيرة بن سباهي لعبد الرزاق حرج.. وآلاف المؤلفات الاخرى التي تعكس حنين الروح الى الاوطان وتنثر عبق الام المنافي..اينما حلوا تركوا بصماتهم. يعلون الصوت ليسمعوا من لم يسمع او لا يريد ان يسمع فلا يعود لهم الا صدى الصوت..فما كان منهم الا الانسحاب الى الابدية  بعد ان تمكن من اغلبهم آفات الفاقة والعوز والمرض دون ان تمتد يد لهم سواء لتاخذ منهم نتاجهم الابداعي او لتساعدهم في محنتهم  ..اخذوا يتسللون الواحد بعد الاخر.. محمد مهدي الجواهري  وجليل القيسي و ذنون ايوب وجلال الحنفي وعبد الوهاب البياتي وشمران الياسري وعزيز السماوي وكمال سبتي وغائب طعمة فرمان ومير بصري وجلال الخياط وعناد غزوان وعواطف نعيم ومحمود البريكان وسامي سعيد الأحمد ويوسف الصائغ وعزيز عبد الصاحب وعوني كرومي وبدري حسون فريد ومحمد كاظم الطريحي وعبد الأمير جرص ومهدي الراضي في امريكا ومحمود صبري في براغ وامير الدراجي في النروج...فواحسرتاه على عقول ابداعية ماتت غريبة معوزة متحسرة..
ماالحل؟؟؟؟؟
ماالحل وعراقنا اليوم احوج مايكون لهذه العقول التي ترفد الساحة الثقافية بعطائها المميز والمتكون من نسيج اختلطت فيه مختلف الثقافات دون ان تبتعد عن اصالة الجذور..
ولنكون موضوعيين في الطرح علينا ان نعالج القضية  من خلال  طرفيها الطرف الاول هو المثقف العراقي المغترب  والطرف الاخر هو السلطات التنفيذية والتشريعية العراقية..
ماالمطلوب من المثقف العراقي المغترب لانهاء المحنة؟؟.
-   قبل كل شيء بات ضروريا  ان يفكر المثقفون المغتربون بتوحيد جهودهم و تشكيل مجلس  اعلى للمثقفين العراقيين في المهجر يعقد مؤتمرا سنويا يناقش فيه هموم المثقف المغترب ويخرج بتوصيات هادفة وآليات لتنفيذ هذه التوصيات.
-   من الضروري ان يشكل المثقفون قوة ضغط على صانع القرار السياسي من خلال ترك الانكفاء على الذات ومحاولة التغلغل في دوائر ومؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية ليكون لهم اصبعا في عملية صنع القرار المتعلق بالساحة الثقافية.
-   التعشيق مابين المثقفين في المهجر ومثقفي الداخل وايصال نتاجاتهم الابداعية الى متلقي الداخل عبر وسائل الاتصال المتاحة امر لا يمكن اغفاله.


ما دور وزارة الثقافة ؟؟؟؟؟

-   طالما ان وزارة الثقافة هي المرجعية الاولى في الساحة العراقية للاحتكام في الشأن الثقافي فهي اذن صاحبة اليد الطولى في الاخذ بيد المثقف العراقي المغترب من جهة ودعم الساحة الثقافية العراقية بنتاجاته من جهة اخرى...ويتجلى هذا الدور من خلال مايلي:
-   الدعوة لمؤتمر تاسيسي للمثقفين العراقيين المغتربين.
-   تشكيل مجلس اعلى للثقافة .
-   استحداث الجائزة السنوية لثقافة المهجر.
-   التفات وزارة الثقافة للمبدعين العراقيين في المهجر من خلال تبني طبع نتاجاتهم الابداعية.
-   مراعاة وزارة الثقافة الاستحقاق الابداعي عند توجيهها الدعوات للمشاركة في المؤتمرات والمهرجانات والفعاليات  المختلفة للمثقفين العراقيين في المهجر.
-   تفعيل دور المراكز الثقافية ورفدها بعناصر  كفوءة ومؤهلة وغير بعيدة عن الساحة الثقافية وتوسيع صلاحياتها لتكون صلة وصل حقيقية بين المثقف المغترب وبين مثقفي الداخل في نفس الوقت الذي ترعى فيه نشاطات المثقف في الخارج وتكون همزة الوصل بينه وبين صناع القرار.




393
احتفالات العاصمة السويدية ستوكهولم
 بعيد العمال العالمي




محمد الكحط – ستوكهولم-
كما كل عام، زينت شوارع العاصمة السويدية ستوكهولم بالأعلام الحمراء، راية الشغيلة الخفاقة، ورفرفت اللافتات التي تحمل شعارات الطبقة العاملة وأهدافها النبيلة بإقامة عالم السلام والاستقرار الخالي من العسف والاضطهاد والحروب، عالم المساواة الحقيقية وانتصار القيم الإنسانية على قيم الشر.
مواطنون من مختلف أنحاء العالم، يسيرون ويرددون شعارات تنادي بالسلام والعدالة والمساواة ووقف الحروب، شوارع ستوكهولم مكتظة بالحشود المؤمنة بغدٍ وضاء للبشرية، يسيرون وهم فرحون يتعانقون يغنون يرددون نشيد الأممية بفرح غامر.
 

شارك في المسيرة أبناء الجالية العراقية تتقدمهم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، والحركة النقابية الديمقراطية في السويد، والتيار الديمقراطي العراقي، وهم يرفعون شعارات الطبقة العاملة العراقية، ويغنون الأغاني الوطنية، ويرددون الشعارات والأهازيج الشعبية التي ترمز إلى نضالات الأول من أيار، عيد العمال العالمي.

انطلقت التجمعات من ساحة ميدبوريربلاتسن إلى الحديقة الملكية وسط العاصمة، مسيرات طويلة حاشدة، الموسيقى تعزف للحشود النشيد الأممي، وفي الساحة الملكية، حيث التجمع الكبير توالت كلمات قادة الأحزاب والنقابات في السويد، مع فقرات من الغناء، لتنتهي المسيرة مع الأمل بتحقيق المزيد من المنجزات للشغيلة.
لقد كان وسيظل الأول من أيار، عيد العمال العالمي، رمزا للتحدي والنضال والتحرر من العبودية والاستغلال والاضطهاد، وعيدا لشغيلة اليد والفكر والفلاحين والمثقفين وكل القوى التقدمية المحبة للسلام والتحرر والديمقراطية.
 
صور ولقطات من المسيرة بعيد العمال العالمي:
 


394

معرض "حوار اللون" إضافة جديدة لفناني المهجر









  محمد الكحط – ستوكهولم-
شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم أفتتاح معرض الفن التشكيلي السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد تحت عنوان "حوار اللون"، يوم السبت 21 نيسان/ أبريل، على قاعة الـ ABF في وسط العاصمة ستوكهولم،  بحضور الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت داود، وكما أعتاد فنانونا على ماهو جديد فكانت طريقة الافتتاح غير تقليدية، فعوضا عن الشريط والمقص كانت هنالك لوحة وألوان زيتية دعيّ السيد الوزير المفوض لرسم ما يراه مناسبا فيها، إيذانا بافتتاح المعرض الذي سيستمر حتى 29 أبريل 2012. كما حضرت يوم الافتتاح سفيرة الإمارات العربية المتحدة الشيخة نجلاء القاسمي.
وبعد التجوال في المعرض تحدث الوزير المفوض الدكتور حكمت داود قائلا، ((في أروقة معرض جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد انتابني شعور غامر بفرحٍ لوني دفعني لاستجماع ذاكرتي البصرية وجمالية الأشياء في الفن التشكيلي العراقي بمدارسه المختلفة منذ مجيئ الفنانين البولونيين إلى العراق وما أنتجه الرواد الأوائل كجواد سليم ومحمود صبري وشاكر حسن آلـ سعيد وغيرهم ممن أعطوا مدرسة التشكيل العراقية التي شكلت تميزا ليس في العراق بل أمتد إلى الأقطار العربية الأخرى، ومنهم من عانق العالمية بامتياز مثل ضياء العزاوي وليلى العطار وجبر علوان وسعاد العطار وآخرين غيرهم من الأجيال الجديدة التي تواصل العطاء بتجريبٍ عراقي متميز. ان المشاركين في المعرض هم سليلو هذه المدرسة، أنهم حقا عازفو لون كلٌ حسب مدرسته الجمالية ورصيده المعرفي محققين لنا التنوع المطلوب على صعيد الفضاء والكتلة واللون، المعرض سيمفونية بصرية تنوع اللحن فيها واختلف الأداء، ولكن الجامع الكبير هو العراق بأرثه وجماله وحضارته.))
ساهم في المعرض حوالي 27 فنانة وفنان، و30 عملا مختلفا من رسم أكريل وزيت ونحت على الخشب وسيراميك ورسم على الزجاج وعلى الحرير وفسيفساء، كما تباينت المستويات الفنية، وتنوعت الأساليب والمواضيع المتناولة فيها، وفي جولة في المعرض الذي يتعذر تغطيته في تقرير واحد سجلنا الملاحظات السريعة التالية:
ففي لوحة سميرة أيليا "الضوء من خلال العتمة" حيث الأمل والتفاؤل رغم الصعاب، فلابد من ضوءٍ في آخر النفق.


 سميرة أيليا

أما زميلتها الفنانة سليمة السليم والتي ساهمت بعملين من السيراميك فتناولت، موضوعة حنان المرأة، وفي العمل الثاني البحث عن المجهول، فتجد الدهاليز والنتوءات المعبرة عن تلك الحالة وكذلك نجد العمق أو البئر العميق للدلالة على ذلك المجهول أو التوهان.
 

  سليمة السليم

تناول منجد البدر معاناة الفنان في هذا العصر، حيث تكبله القيود والحياة المعاشية، ويقول أنها تعكس حالة أمر بها. العمل الذي أعتاش منه يقيد إبداعي، عجلة الحياة تسحقني.


منجد بدر

أما الفنان محمود غلام فكانت لوحته حنين إلى الوطن، انعكاسا لعلاقة المهاجر وخصوصا الفنان بوطنه وتعلقه به، فهو يهيء حقائبه دوما من أجل العودة حالما بالوطن يعود إلى وداعته وهدوئه، وتوقف عجلة الدمار فيه.


محمود غلام
الفنان عباس العباس، ساهم في لوحة تحت عنوان ثلاث حالات، وهي تعكس جوانب من معاناة الإنسان المعاصر.
 

عباس العباس

الفنانة سمية ماضي، عبرت لوحتها عن الحياة البغدادية، وبالذات المقهى البغدادية، حيث يتجمع أبناء الحارة لتناول الشاي وقضاء الوقت وتناول أطراف الحديث.


  سمية ماضي

الفنانة هناء الخطيب حاولت هذه المرة اختزال عملها بحجم محدد، لكنها عكست ما تريده ولم تمنعها مساحة العمل من تجسيد مضمون فكرتها وفنها، فكان حوار الألوان واضحا بين آدم وحواء، في شكل فني متناظر، ولازالت تصر على استخدام طلاسمها فهي وفية لها، فها هي معادلاتها الرياضية الفيثاغورسية، وها هي الأشكال الهندسية من مثلثات ومربعات ودوائر، أنها تدون أفكارا فلسفية  بشكل فني تخاطب فيه جميع المستويات.

هناء الخطيب

الفنان شاكر بدرعطية، كانت لوحته كتلة لونية حوارية كثيفة سماها متر مربع، وهو جزء من ثنائية تحاكي العالم السفلي، والعالم العلوي وتطرح التساؤل هل سنحصل  على متر مربع ؟، فأننا لم نحصل على متر مربع في الوطن، أما وسط اللوحة الحروف وهي الحوار، بدءا من اللغة المسمارية من أوائل لغات التواصل، حتى الحروف العربية التي نعبر فيها عن أفكارنا وأحاسيسنا.


شاكر بدرعطية
أما الفنان حسين الموسوي، فكانت لوحته تلك الشجرة المقطوعة لكنها لازالت مرتبطة بالجذر فهو الأمل الذي تنتظره تلك الفتاة، القابعة هناك، توحي لأفكار عدة، لكنه يقول عنها أنها حالة خاصة مررت بها، أردت منها أن أعبر عن أشتياقي للماضي، فها هي الحبيبة لوحدها تتأمل ما أنكسر بسبب العواصف ومن ظلم البشر، فحلقات لحاء الشجرة هي 26 تعبيرا عن عمره حينها، أنها السنوات العجاف.


حسين الموسوي

الفنان كابي ساره، وهو متواصل مع زملائه الفنانين العراقيين، عمله "ضوء الحرية" تناول الواقع العربي، والأمل في الخلاص من القيود، ففي لوحته وجوه ومنافذ وأناس خلف الجدران ضمن الدمار، لكن هنالك ضوء منبعث يشق السكون وسط اللوحة، أنه الأمل في التغيير.


   كابي ساره

المصور الفوتوغرافي سمير مزبان ساهم بصورتين بالأسود والأبيض، الأولى تحكي عن الصناعات الشعبية والفولكلورية العراقية والثانية عن المضيف العراقي والتقاليد العشائرية.


سمير مزبان (فوتوغراف)

الفنان ياسين عزيز، جسد في لوحته موضوعة البحث عن الوجود من خلال محاولة لونية، وهي مفاتيح الفنان هنا في حوار اللون، فهنالك شيء مبهم لازال البحث جاريا عنه.


   ياسين عزيز

الفنان الأستاذ الأكاديمي عبد الجبار سلمان، ساهم بلوحة "نساء من الذاكرة"، تؤشر لوحته عن تأثره الواضح بلون الصحراء والبيئة العراقية، ومن خلال أسلوبه التجريدي والرموز يوحي لنساءه اللواتي في ذاكرته.


الفنانة سوسن عبد الجبار العقابي جنب لوحة والدها
 الفنان عبد الجبار سلمان "نساء من الذاكرة" وهي من المساهمات في المعرض

الفنانة ناهدة السليم ساهمت في لوحة سمتها "غفوة" وهي عمل تعبيري يعكس الهدوء من خلال الألوان وحركتها.


ناهدة السليم

أما الفنان محمد آلـ عزيز فتناولت لوحته محاكاة للربيع العربي، بأسلوب فني يعكس الإرهاصات والصراعات الموجودة، من خلال الكتل البشرية المتلاحمة، ونجد التراب والدم، من خلال محاكاة، لكن هنالك أمل في مجيء ربيع حقيقي.


محمد العزيز

الفنانة فاتن أحمد، كانت لوحتها طائر نقار الخشب، تعبير عن تأثرها بالطبيعة مستخدمة نشارة الخشب كخلفية للوحة.
 


لوحة الفنانة فاتن أحمد "طائر نقار الخشب"


سفيرة الإمارات العربية المتحدة  الشيخة نجلاء القاسمي في المعرض

الفنان حسين القاضي تناول في حواره انعكاس الروح، من خلال "طائر بثلاث أجنحة"، يجسد فكرة سريالية بمفردات واقعية.


حسين القاضي

الفنان لؤي جليل ساهم بعمل نحت على الخشب، يقول عنه انه ما تبقى من الألوان، يتناول بقاء بصمات الناس في الحياة، فأنهم يتركون أثرا سلبيا كان أم إيجابيا.


لؤي جليل كاظم (نحت على الخشب)



لوحة الفنان طلال العزاوي

 

الفنانة أزدهار محمد جنب لوحتها

كما تناولت الفنانة أشنا أحمد الفولكلور الكردي والفن الشعبي الكردي في لوحتها.


لوحة الفنانة أشنا أحمد


الفنان الدكتور عماد زبير جنب لوحته



لوحة الفنان وسام الناشي


لوحة الفنانة دليلة بن وطاف

ومن الفنانين المشاركين الآخرين في المعرض:
تحفة أمين، فاتن أحمد، سوسن سلمان، رائد حميد، وغيرهم وعذرا كونني لم استطع الكتابة عن أعمالهم لسعة المعرض، آملا أن يتم ذلك لاحقا.
كان المعرض تظاهرة لونية، وإضافة نوعية جديدة لفناني المهجر باتجاه الوطن ومن قلب الوطن الذي يحملونه في دواخلهم.


Mk_obaid@hotmail.com


395
من نشاطات المركز الثقافي العراقي في السويد

عصام الخميسي – مالمو/ السويد-

إستضافت الجمعية الثقافية العراقية في مالمو، يوم الجمعة 27 نيسان الجاري، الدكتور أسعد راشد مدير المركز الثقافي العراقي في السويد، في امسية إلتقى خلالها بعدد من أبناء الجالية العراقية في المدينة، وذلك للحوار حول المركز ومهماته وجوانب التعاون بينه وبين المثقفين العراقيين المقيمين في المنطقة. وقد إستهل الدكتور راشد الأمسية بقراءة نص إبداعي من روايته (من مذكرات رواية)، وصف فيه بلغة شعرية أخاذة ومتميزة واقع التطور الجاري في العراق الجديد وأفاقه المستقبلية. 
بعدها أنتقل السيد مدير المركز لشرح هيكيلية هذا الصرح الثقافي العراقي الوليد وآليات عمله وأبر مهامه المتمثلة بتعريف الإسكندنافيين بثقافتنا الوطنية وإقامة جسور فاعلة بين المجتمعين العراقي والسويدي، إضافة الى تمتين أواصر العلاقة بين أبناء الجالية والوطن الأم.
وأكد د. راشد على أن ما يتطلع الية من نجاح لعمل ونشاط المركز إنما يرتكز على التعاون بينه وبين مبدعي شعبنا في المهجر وجميع أبناء جالياتنا، من كل المكونات القومية والدينية والفكرية العراقية، مشدداً على أهمية الحيادية التي يتسم بها المركز، وإنحيازه الوحيد الى دعم وتطوير ثقافتنا الوطنية وعراقنا الحبيب.
وفي مجرى الحوار الذي أعقب حديث السيد مدير المركز، طرح الحاضرون العديد من الأسئلة والمقترحات الهادفة تطوير عمل ونشاط المركز الثقافي العراقي، فيما أعرب عدد منهم عن إعجابهم بالنص المقدم والذي يمثل وجهاً أخر للجوانب الأبداعية التي عرف بها الفنان والمخرج المسرحي الدكتور أسعد راشد.



396
الوطنية والديمقراطية هما الحل...!

بقلم: محمد الكحط
أن شبح الطائفية والعنصرية يلوح في الأفق، ويهدد بأنهيار الدولة العراقية، فما أنتم فاعلون...؟

من يوم لآخر يزداد الوضع سوءا، وتتعمق الأزمة السياسية، بين الفرقاء وممن يمسكون سلطة القرار السياسي في العراق، وللأسف جميعهم لا يجيدون قيادة البلد، بل أنهم يتوجهون به نحو الجحيم، لسبب بسيط، كونهم لا يمثلون إلا مصالحهم الضيقة ولأبعد الحدود لا يفكرون إلا بطائفتهم أو قوميتهم أو حتى قبيلتهم أو عشيرتهم أو عائلتهم، وقد ابتعدت الروح والقيم الوطنية العليا ولم تعد ببال هؤلاء، مما يضيق بفسحة الأمل من تحقيق أماني الشعب الذي عانى الكثير ولم يعد يتحمل أكثر من ظلم وتهميش وإجحاف وقهر وبؤس وفقر ومعاناة وتجهيل، ولا أحد من القادة يحس به ويكترث لمعاناته، وها قد وصلت القوى السياسية إلى مأزق لا تحسد عليه من عدم الثقة والصراع غير المبدئي وغير الأخلاقي حتى، فالتنابز والشتائم والافتراء والتهم الجاهزة وحتى التهديد العلني والمبطن، وافتعال الأزمات، بل حتى القيام أو التشجيع على الأعمال الإرهابية، فهل يمكن لأي مواطن شريف بعد اليوم يثق بأحد من هؤلاء القادة...، فما هو الحل، هل نلجأ إلى تقسيم العراق إلى عشرين قسم وندع كل قسم يتصارع لوحده ونقف متفرجين؟؟؟، أم نترك الوضع كما هو عليه لحين مجئ الفرج من المجهول، لقد وصل الصراع إلى أقصى مداه، فهذا يدعي ان البترول من حقه والآخر هذه المحافظة له وهذه البقعة تابعة له وهذا الغاز أو الفوسفات من نصيبه، فأي تفكير هذا، وأي تخلف وسذاجة تلك، هل أنتم حقا عراقيون وتدعون حصركم على العراق ووحدته ووحدة وسعادة شعبه، كلا وألف كلا، العراق ملك الجميع وخيراته ملك الجميع وهذا ما يقره الدستور، مشكلتكم بدأت مع تشكيل الدولة العراقية بعد انهيار الدكتاتورية، وساهم المعتوه بول بريمر بتأسيسها على أساس الطائفية والعرقية وسياسة المحاصصة سيئة الصيت، وهو بذلك أرسى هذا النهج خدمة لمصالح بلاده الإستراتيجية، ومن المبدأ الاستعماري "فرق تسد"، واليوم تجني هذه القوى ثمرة هذا النهج المدمر، والأنكى من ذلك أن معظمهم يتمسك بهذا النهج، نهج المحاصصة الطائفية والعرقية المقيت.

على الجميع أن يدرك ان العالم يسير إلى الأمام، والقيم الإنسانية تتوطد في بقاع كبيرة، أما التخلف والارتداد إلى الوراء، فعاد محصورا بالدول النامية التي للأسف تصر على البقاء تحت خانة التخلف، فها هي أوربا وبعد قرونٍ من الحروب والاقتتال، تتوحد وتلغي الحدود والعملات الخاصة، وتجد لها برلمانا وحكومة واحدة وتتقارب شعوبها يوما بعد يوم، وذلك بعد أن استوعبوا الدرس من الماضي، وفهموا أننا جميعا بشر نعيش في بقعة واحدة، رغم أنهم من قوميات وأديان وطوائف لا تعد ولا تحصى، وليس هنالك ما يدعو إلى الخلاف والتصارع، وها هم يتقدمون إلى الأمام، فكيف نحن أبناء البلد الواحد والتاريخ الواحد...؟
أليس نحن الأوجب أن نتحد ونتكاتف لنبني بلدنا ونخدم شعبنا المنكوب؟
فمن هو حريص على العراق واستقلاله وسيادته وتقدمه ونهضته، عليه ان يقف من المصلحة الوطنية والنهج الوطني، والنهج الديمقراطي الذي يؤكد الجميع أنهم يؤيدوه، لكنهم للأسف لا ينتهجوه، فهل نعود لعهد الطغيان والجهالة وعدم احترام حقوق الإنسان والحريات العامة، وهل نبعد الوطنيين من المثقفين وذوي الخبرة والعلماء والمختصين والاكاديميين، ونترك لأشباه الأميين بقيادة البلد تحت طائلة المحاصصة لينهبوا ويسرقوا ويبددوا خيرات البلد، ويقودوها إلى المجهول.

انه من النادر ان نجد بلدا في العالم ليس فيه تعدد قومي وعرقي، وهذه ميزة إيجابية لو تم فهمها بشكلها الصحيح، فهل كلها تتصارع على السلطة والنفوذ والغنائم...؟؟؟، طبعا لا، عدا بعض الاستثناءات في دولٍ لا زالت تعاني أيضا من التخلف، ويقودها أناس جهلة أو عنصريون أو طائفيون، فها هي الصين واليابان ومعظم الدول في شرق آسيا، كم عرق وقومية وطائفة في كل منها، فهل نتوه نحن راكضين خلف وهم الطائفة والقومية...أم نتلمس الطريق الصحيح، طريق الوطنية والديمقراطية والوحدة الوطنية والمساواة في الواجبات والحقوق، وتوطيد وحدة النسيج الاجتماعي للشعب العراقي، والعمل بيدٍ واحدة دون غرور ونرجسية وأنانية، بل بروح الحرص على كل ماهو جميل ويجمع أبناء شعبنا، والابتعاد على كل ما هو ذاتي وأناني والتخلي عن النفاق والدجل وكشف المرابين والذين يخدمون المصالح غير الوطنية، ويضعون يدهم من الأجانب أو مع الإرهابيين.

مدوا الأيادي لكل الوطنيين والغيورين والمخلصين من كل الطوائف والأعراق والانتماءات السياسية المختلفة، أفسحوا المجال للأفكار الوطنية في التعليم والإعلام والثقافة، ربوا الكوادر الحكومية صغيرها وكبيرها من جميع مكونات شعبنا بروح الوطنية والديمقراطية، وأبعدوا العنصريين والطائفيين والمرتشين والسراق ورافعي أفكار نفايات الفكر العدمي والدكتاتوري.
فكلنا عراقيون، وإذا أردنا ان نحمل الهوية العراقية علينا ان ندرك، أن التركمان هم العراق والكرد هم العراق والعرب هم العراق والأيزيدية هم العراق والمندائيون هم العراق والشبك هم العراق والشيعة هم العراق والسنة هم العراق، أما الكلدان والسريان والآشوريين فهم أصل العراق وتاريخه العريق، فهذا هو العراق حضارته وثقافته فسيفساء زاهية متعددة الألوان، فلنجعل من ذلك التاريخ أرضا صلبة لوحدتنا وقوتنا، لنبني حضارة حداثوية موازية لتلك الحضارة القديمة لنكون جديرون بأن نحمل سماتها ونتباهى بها، فهل نحن جديرون بحمل حضارة أبناء وادي الرافدين العتيدة...؟

397
سمير مزبان في معرضه الفوتوغرافي الجديد
معاناة الشعب مرة أخرى





محمد الكحط – ستوكهولم-
دأب المصور الصحفي سمير مزبان على التواصل مع فن الصورة في الداخل والخارج، ولم ينقطع عن تناول قضايا شعبنا بمختلف مراحلها، فقد رصدت كامرته مظاهر الحروب والحصار والإرهاب، وهو اليوم في معرضه الجديد يواصل مسيرته تلك، ومزبان من الحاصلين على جائزة بولتيز عام 2005م، (وهي جائزة عالمية عمرها 100 سنة تمنح من جامعة كولومبيا)، كما عمل مع وكالة الأسوشيتدبريس منذ عام 2002 ولغاية 2007 كمصور صحفي، وقبلها منذ عام 1979 في مجلة صوت الطلبة ومجلة المرأة ووكالة الأنباء العراقية.
شارك في العديد من المعارض المشتركة، وأقام أول معرض شخصي له بعنوان (صهيل الذاكرة) على قاعة الفن الحديث في بغداد سنة 1992م، وهو عضو الإتحاد الدولي للصحافة واتحاد الصحفيين العرب ونقابة الصحفيين العراقيين والجمعية العراقية للتصوير وجمعية الفنانين التشكليين العراقيين في السويد.
وهو اليوم مقيم في السويد يمارس عملة المهني في التصوير وينشط تطوعيا، وعن معرضه الأخير ضمن فعاليات أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم لنادي 14تموز، توجهنا له ببعض الأسئلة:
-  شاهدنا في صورك الحالية أستمرارية لنقل معاناة الشعب العراقي ومآسيه، ماذا تريد تأكيده من هذا الإصرار؟
-  أريد ان أؤكد بان الشعب العراقي مازال يعاني من المأساة والفقر والعوز رغم التغيير الذي كان يتمناه المواطن، ولكن للأسف لم يتلمس أي تغيير في حاله، وقد بقى الإنسان العراقي مهمشاً ومحروماً من ابسط حقوقه. أردت كشف زيف المسؤولين الذين يتاجرون بدماء وباسم الشعب، واعتبر صوري هي وثيقة دامغة في تاريخ العراق المعاصر التي تدين كل من ساهم ويساهم في أذى هذا الشعب المظلوم.
 -  تسمية المعرض الحالي تعطي أنطباعاً عن مضمون المعرض، هل هذه الصور حديثة أم قديمة، كيف تم أختيارها...؟
-  هذه الصور صور واقعية إذ لا يوجد فرق بين الصورة القديمة والجديدة لان المعاناة والمأساة باقية قبل سقوط النظام حتى الآن، بل بالعكس زادت معاناتهم أكثر بكثير بعد سقوط النظام.
-  لقد عكست لنا حالات الفقر والعوز،.. ما الجديد في هذا المعرض.؟
-  ما هو الجديد في حياة العراقيين كي تعرضه؟ ان جديد العراقيين سابقا كان الشهداء الذين يدفنون في المقابر الجماعية أما اليوم فان الشهداء والمغدورين في المفخخات وكواتم الصوت مرميين في الشوارع وفي القمامات، ان جديدي في هذا المعرض هو إصراري على نشر وفضح زيف المسؤولين عن هذه المآسي، ومناصرتي للمظلومين من أبناء شعبي وأنا واحد من آلاف العراقيين الذين يعانون من هذه المآسي.

صور من المعرض:



 

 
 
 



.  
 
  
 

 
 

398


أشرعة جنوبية أبحرت نحو الشمال مليئة برياحٍ دافئة



محمد الكحط – ستوكهولم-
كان افتتاح معرض "أشرعة نحو الشمال" لمجموعة مدى للفن المعاصر لفناني دول الخليج العربي، يوم السبت  14  نيسان 2012م في العاصمة السويدية ستوكهولم، وبضيافة الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد يوما متميزا، فقد تحقق هذا الإنجاز بعد جهود متميزة ومضنية أستمرت لتسعة أشهر قام بها الفنانون من كلا الجانبين وبشكل خاص الفنانة آشنا أحمد والفنان شاكر بدر عطية والفنان محمد العتيق وآخرون.
كان هذا اليوم متميزا حقا، ففي حالة نادرة سقطت الثلوج بشكل كثيف وهو شيء مستبعد في منتصف شهر نيسان، مما أعاق حركة التنقل، بسبب موجة البرد والثلج الكثيف، لكن ما أن دخلنا صالة العرض، حتى شعرنا بالدفء، دفء المشاعر ولهيب اللوحات التي تشع في كل أجزاء القاعة، فمشاعر الفنانين في هذا اللقاء كانت أستثنائية بحق.،     



ساهم في أعمال هذا المعرض 13 فنانة وفنانا من جميع الدول الخليجية ومن العراق، وضم أكثر من خمسين عملا تشكيليا من مختلف المدارس والأشكال الفنية، لكنه خلا من الأعمال النحتية والسيراميك، حضر من المساهمين سبع فنانات وفنانين، ولم يتيسر للآخرين الحضور لأسباب خاصة، كان الحضور يوم الأفتتاح متميزا ونخبويا، طغت الإبتسامة على وجوه الجميع تعبيرا عن السعادة لهذا اللقاء غير العادي، كونه يجمع لأول مرة نخبة من الفنانين من منطقة جغرافية واحدة لكنهم من دول عدة، لكل منها خصوصيتها وثقافتها وتراثها الخاص.
وكانت طقوس الأفتتاح، متميزة أيضا فلم يكن هنالك شريط ومقص، بل أرتدى الفنان شاكر بدر عطية رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين زياً خليجيا وهو يدفع سفينة تبحر من الجنوب صوب القطب الشمالي، تتزين بالعلم السويدي تتوسطها شمعة كبيرة، تقدمت سفيرة الامارات العربية المتحدة الشيخة نجلاء محمد القاسمي بأشعالها معلنة أفتتاح المعرض، وقدمت الشكر لجميع من عمل من أجل أنجاز هذه المبادرة الجميلة، كما تمنت التوفيق للجميع. بعدها تحدثت الفنانة العراقية أشنا أحمد عن بداية فكرة هذا المعرض بعد لقائها مجموعة من فنانين خليجيين في الهند العام الماضي، وجاءت الفكرة، وتمت متابعتها والتنسيق لإنجازها بين جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد، ومجموعة مدى للفن المعاصر لدول الخليج، من خلال الفنان محمد العتيق رئيس جمعية الفنانين التشكيليين في قطر، وحصل الدعم للمعرض من عدة جهات، منها "مؤسسة كتاري" لدعم الفنانين ومن الجانب السويدي "كلتور فورفالتنك في ستوكهولم" و"هوسبي كونستهال". وكان السفير العراقي الدكتور حسين العامري حاضرا وعندما طلب منه الحديث حول الطلب الى رئيس المركز الثقافي العراقي في ستوكهولم لينوب عنه الدكتور أسعد الراشد الذي عبر بدوره عن أعجابه باللوحات الرائعة وعن سعادته بلقاء الفنانات والفنانين التشكيليين، قائلا لقد تجرعت جرعة كبيرة من هذا الفن من خلال الأساليب وتناول الموضوعات، وعكست الفنانات الخليجيات مواقف جديدة فهي تقف موقفا ثقافيا فنيا تقول من خلاله أنا هنا بلا دموع أو آهات، بل تقدم وظيفة اجتماعية مهمة، كما تحدثت رئيسة الملحقية الثقافية الدكتورة بتول الموسوي، مثمنة الجهود الجميلة، وبدوره عبر الفنان محمد العتيق المنسق العام لهذا المشروع عن سعادته وشكره للقائمين على التنظيم ولحفاوة الاستقبال ورحب بالجميع.


الفنانة العمانية عالية الفارسي


كان لقاؤنا الأول مع الفنانة العمانية عالية الفارسي والتي تشارك بأربع لوحات (كولاج وأكريل)، متشابهة من حيث الأسلوب ووحدة الألوان ومواضيعها متقاربة، والتي أهتمت بالفولكلور والأزياء العمانية، والتي تعكس تعلقها بالتراث العماني والبيئة العمانية وحياة المرأة العمانية بشكل خاص، فتجد في لوحاتها وجوها دون فم أو بلا عيون، فالحرية شبه مستلبة، كما أن الظلام أو غياب فهم الحقائق، تعكس واقعا اجتماعيا تحاول عالية قراءته وعكسه مع مراعاة أدخال الأزياء الشعبية الخاصة بالشعب العماني نسائا ورجالا، لما فيه من جمالية وتميز.
 لقد حازت عالية الفارسي على جائزة المرأة للإجادة في مجال الفن التشكيلي، كما تم اختيارها ضمن كتاب "رائدات العالم العربي" للكاتب عماد شاهين، ولديها معرض خاص بها تعرض فيه أهم وأحدث أعمالها، كما أقامت ثلاثة معارض شخصية وشاركت في معارض وورش عمل عديدة منها في برلين والصين ومصر والاردن وسويسرا واليابان، وحازت على عدة جوائز وميداليات.


أعمال الفنان السعودي زمان جاسم
الفنان السعودي زمان جاسم، جذبتنا لوحاته الأربع (أكريل)، بما فيها من إبهار فني ولوني وأشكال متميزة، وكأنها لوحة واحدة مقطعة الى أجزاء، فاللوحات وحدة واحدة من حيث الألوان والأسلوب والموضوعة والتكامل، والتجانس الهرموني، وكأن اللوحات عبارة عن نغمة أو قطعة موسيقية واحدة، تناول زمان في أعماله المورث أساسا، منطلقا من الطفولة حيث القرية من ثم المنطقة أو المدينة ثم البلد بأسره، مكتشفا بفطريته ان الموروث ذو أبعاد إنسانية أيضا، يشترك فيها جميع البشر أينما كانوا، وهو بهذا يجسد رسالة الفن التواصلية كأسلوب تواصلي بين البشر، يتحسسه الجميع بل يقرب بينهم ويوحدهم بمختلف أنتماءاتهم الجغرافية والعرقية والأثنية، فهو رغم أستخدامه الخط العربي داخل لوحاته لكنه أستعمله بأسلوب فني ذو دلالات يقول عنه، أنه أشبه بحالة روحانية ليس لها دلالة مباشرة بل تعامل معه كحالة موسيقية راقصة.

 
الفنان السعودي زمان جاسم وهو يتسلم شهادة التكريم

 
الفنان العراقي كاظم دخيل
الفنان العراقي كاظم دخيل، ساهم بلوحتين (أكريل)، أمتازت بوحدة الموضوع والأسلوب، تناول فيهما علاقة المسرح وتأثيره في المجتمع، مبتعدا عن التجريد الكامل والأسلوب الأكاديمي البحت، عكست لوحاته طاقة لونية وفنية كثيفة، طالما أمتازت بها أعماله، فهنالك قوة تعبير متميزة وبأسلوب عميق متميز عن الأعمال المشاركة الأخرى.


الفنانة الكويتية مي عبد اللطيف السعد
الفنانة الكويتية مي عبد اللطيف السعد، لها ست لوحات (أكريل)، لأعمالها نكهة شرقية خاصة، ورغم العتمة التي لاحظناها في معظم لوحاتها، لكنها تمتاز بالثقة في تناول الموضوعات، مستخدمة النصوص الشعرية مستوحية منها روحية الشاعر وشعره، فقد تأثرت بالشاعرة الايرانية فروغ فرخزاد، والتي جسدت صورها وشعرها في العديد من لوحاتها، ففي أحدى لوحاتها تجد صور الشاعرة مع مقاطع وجدانية رقيقة من شعرها باللاتينية والفارسية والعربية، تبحث في أعماق الروح الإنسانية عن الثقب المظلم في دواخله، كما تناولت قضايا المرأة بجانب قضايا الرجل في أبعادٍ غير منحازة، فهي جسدت إنكسار وهزيمة الرجل، وفي لوحة أخرى هنالك إنكسار وهزيمة للمرأة، فليس هنالك فرق بينهما، ولكن لربما المرأة لازالت أكثر هشاشة في مجتمعاتنا الغافية لإشعار منتظر، ولربما تجد المرأة من يقف معها عند الإنكسار، كون شعوبنا تتعاطف مع المرأة، أما الرجل فأنكساره لربما أشد قسوة، وهي مع زميلتها ومواطنتها الفنانة سمر البدر يعملان بوتيرة ومدرسة فنية واحدة، وهما يكونان ثنائيا تشكيليا جميلا.
 


الفنانة الكويتية سمر البدر
الفنانة الكويتية سمر البدر من الأسماء المهمة، شاركت في العديد من المعارض العربية والعالمية كان آخرها بينالي فلورنسا 2005م، وأقامت عدة معارض شخصية، تقول سمر البدر عن رحلتها مع الفن (الشرق.. كلمة تعني العراقة والأصالة والجمال، كما تعني الغموض والسحر والإبداع، هذا ما أستلهمته من تلك الكلمة ثم نثرته على القماش والورق صورا علّها تعبر عما أكنه من حب وعشق لذلك الشرق العتيد والذي يشرفني انتمائي إليه ويشعرني بالفخر والاعتزاز.. إنها أكثر من صورة.. أكثر من لون على ورق.. هي لمسات من روحي ومواقف مست شغاف قلبي.. وومضات من مشاعري وحياتي.. أترى لوحتي نقلت ما شعرت به! اترك لكم أعمالي.. )، ان سمر تصفحت التاريخ وشمت عبقه وأحالته بأناملها الى نفحات من الإنبعاث الروحي والفني، فقد تناولت تاريخ تلك البلاد ومن حكايات شيخ مجول المصرب، والسيدة الانجليزية الليدي جين ديغبي، خطت بفرشاتها وبألوانها تلك الحكايات لتسلط الضوء على الحاضر بأسلوب فني رهيف. ((الشيخ مجول المصرب من شيوخ قبيلة السبعه من عنزة، الذي تزوج السيدة الانجليزية الليدي جين ديغبي.)).
 فهي لها القدرة على نقل مواضيعها على اللوحة برهافة إحساس  التاريخ لكن بروحية مختلفة وإحساس حداثي، جميل، تقول عنه عليّ أن أسعد الناظر فنحن جميعا تعبى، فأحاول ان أجعل المشاهد الى  لوحاتي يفرح وأنقله الى عوالم وأجواء مريحة.


الفنانة السعودية الشابة فاطمة النمر
الفنانة السعودية الشابة فاطمة النمر تتناول في أعمالها (4 أعمال، أكريل)، حالة الأنسان المعاصر كمناخ متقلب بسبب التغيرات المتسارعة، وأسمت هذه اللوحات بـ "مجموعة كيان"، فالإنسان حاضر في أعمالها سواء كان رجلا أم أمرأة، وتقول، أنا عندما أرسم عملي أركز على الجسد الإنساني بكل تجلياته وحالاته كعنصر رئيسي في هذه الحياة، أحاول إعادة الأعتبار للروح الإنسانية، فجسد المرأة هنا مليئ بالنقوش والمعتقدات العربية والاسلامية والسعودية، فهي طلاسم الحب، لكنه ليس الحب فقط، فأردت من تناول جسد المرأة أن أقول نحن موجودات في المجتمع، وقادرات على العطاء، وإطلالة المرأة ضرورية، فيمكننا أن نبني، أردت أن أبين ثقافة المرأة وتفاؤلها وطموحها بأن تزيح الإنغلاق، وتساهم في بناء المجتمع. لقد جسدت فاطمة كيان الرجل والمرأة جسدا وروحا بروحٍ عفوية رهيفة.


لوحة من أعمال الفنانة العراقية صبا حمزة ساهمت بـ (عملان أكريل)

 

من أعمال الفنان موسى عمر من عمان (3 أعمال خليط من الجنفاص والزيت)
تعكس الفولكلور والتراث العماني


من أعمال الفنانة الاماراتية كريمة الشوملي

 
الفنان القطري محمد العتيق الدوسري

وكان مسك ختام اللقاءات مع رئيس المجموعة الفنان القطري محمد العتيق، والذي بذل جهودا مشكورة لإقامة هذا المعرض، يقول عن أعماله (6 أعمال من القماش والأكريل)، أردت الدخول الى عوالم ومناطق بعيدة عن المتناول، دخلت من الأبواب القطرية القديمة لأستوحي منها، فالمسمار عندما نزيله يبقى أثره في المكان، فتجد هنا الكولاج والحبال، فهي مواد تمس حياتنا السابقة، كوني خليجي، تناولت شجرة السدرة المشهورة في الخليج، لكنني طرحتها بشكل معاصر، مع روح التقنية الحديثة، ومن خلال أشياء بسيطة مهملة في حياتنا، أردت ان يهتم بها ويركز عليها، وبعيدا عن المتناول من المشاهد العامة والمرأة، أنا أصور العديد من المشاهد البصرية التي أريد إيصالها، الخلاصة: الفكر حيث يضع الفنان بعداً فلسفيا، يعتمده مع نفسه، يريد أن يبرزه للآخرين، وأن يقول لهم شيئا.
ومن الفنانين المشاركين الذين لم يحضروا، كريمة الشوملي من الامارات، هيسه من قطر، موسى عمر من عمان، صبا حمزة من العراق، نبيلة الخير من البحرين، جعفر العريبي من البحرين.


وشهد يوم الاحد 15 نيسان لقاءا مع الفنانين في قاعة العرض، تحدثوا فيه عن تجاربهم  في أجواءٍ احتفالية وتكريمية حميمية حضرها السفير المفوض بالسفارة العراقية الدكتور حكمت داود جبو، ورئيس الملحقية الثقافية الدكتورة بتول الموسوي ورئيس المركز الثقافي العراقي في ستوكهولم الدكتور أسعد الراشد، كما تم تقديم العديد من الأغاني العراقية من قبل الفنان عبد نور، وألقى الشاعران أحمد العزاوي ومحمود بدر العديد من قصائدهما.
لقد كان المعرض رسالة محبة وسلام وتعارف بين الفنانين التشكيليين العرب، وعكس الروحية الراقية المشتركة بينهم، وتستحق الفنانة العراقية الرائعة أشنا أحمد وساما لمبادرتها هذه، والتي حرصت وهي على الكرسي المتنقل بعد عملية جراحية أجريت لها، ان تكون وسط الجميع وهي تشع الفرح والمحبة بين الجميع.
 



399
مبدعون في الغربة
الفنان فائز ميناس

كل ما اقدمه من فن الى الناس واتباهي به، انما هو فخر لبلدي الذي ترعرعت فيه

 


حاوره محمد الكحط - ستوكهولم-

حدثنا الفنان فائز ميناس عن بدايات أهتمامه بالموسيقى، والأشخاص الذين تأثر بهم، فأكد، أنه كانت لديه ميول ورغبة في تعلم الموسيقى منذ الصغر وكانت الاجواء المحيطة به تساعد على ذلك انطلاقا من المنزل، وانتهاء بالمناخ الثقافي البغدادي، كما كان لترانيم الكنسية دورا هاما في إلهامه، حيث تعتبر قيادة الكورال والعزف اولى ممارساته الموسيقية، وبالتاكيد كان للعديد من الاشخاص المحيطين به تأثير كبير على مسيرته الفنية من اساتذة ومثقفين.
وعن دور الموسيقى في تطوير الألهام وإغناء الروح البشرية والذوق البشري، يقول:
لا يختلف اثنان حول دور الموسيقى الايجابي في الارتقاء بالانسان، وتفسيره في ذلك هو ان الموسيقى هي واحدة من الفنون التعبيرية الاكثر والاسرع تأثيرا، اذ انها تخاطب العاطفة مباشرة وتختزن فيها ذاكرة الشعوب، لذلك ادرك الانسان اهميتها منذ القدم. واكد ان دراساته العلمية والأكاديمية كان لها أثر مهم في صقل موهبته وخاصة انها جاءت قبل التحاقه بكلية الفنون الجميلة .
وعن أبرز نشاطاته والمحطات التي مرّ بها:
ان كل المحطات التي مررت بها تشمل ثلاثة جوانب بالتوازي، ..الجانب الاول يتركز على الممارسات العزفية المتنوعة على البيانو، عزف منفرد او جماعي، اي مرافقة آلات اوغناء...الخ، والجانب الثاني هو التدريس فقد مارست التدريس في العراق ولازلت، مما ساعدني ذلك على الاتصال الاجتماعي والتاثير على الاشخاص والمساهمة في نشر الثقافة. اما الجانب الثالث فهو ابداعي الخاص في كتابة الموسيقى وتوزيع الالحان ، ولعل اولى مساهماتي هي مشاركتي مع فرقة دار السلام، كعازف بيانو ومشاركتي في مسابقة الـتأليف الموسيقى التي تقام سنويا من قبل وزارة الثقافة والاعلام آنذاك وقد شاركت مرتين في عامين متتالين 2001 و 2002 وحصلت على الجائزة الاولى في عام 2002 عن مؤلفتي الاوركسترالية (من اجل السلام). لازلت مستمرا في عملي كمدرس في احدى المدارس الموسيقية كما اواصل دراستي التخصصية في مجال التربية الموسيقية بجامعة ستوكهولم، ولدي العديد من النشاطات بالتعاون مع فنانين عراقيين وسويديين واذكر زميلي الاستاذ سرمد نؤيل كما اقوم بالتهيئة لحفلة بالاشتراك مع اوركسترا مكونة من 12 عازفاً تقدم اعمالي الخاصة.

اما عن الغربة ومعاناتها فيقول:

تغربت من أجل البحث عن حياة آمنة ومستقرة، وان المعاناة تكمن في التأقلم مع المجتمع الجديد، وهي معاناة تلازم كل مهاجر في الفترة الاولى..لقد تلقيت الدعم من قبل الكثير من الناس سواء من الجالية العراقية، او من المجتمع السويدي، وانا مدين بدوري لكل من قدم لي كل انواع الدعم.
ان المصاعب التي تواجهني وتواجه االكثيرين هي بعد المسافات وكلفتها مما تعيق التواصل المستمر، فزميلي سرمد مثلا يسكن على بعد 700 كم من المدينة التي اعيش فيها، ومع ذلك لازلنا مستمرين في التعاون.

ـ وهل أضافت لك الغربة مضامين ابداعية؟:
ـ نعم، فالذكريات والحنين الى الماضي والى الأرض التي نشأت فيها وتلقيت علومي واكتسبت القيم الاجتماعية والدينية الخ..كلها عوامل تدخل في المادة الابداعية.فقدمت الحانا لعدد من المطربين العراقيين, اطلاق البوم يحتوي على ست مقطوعات, تاسيس فرقة غنائية متعددة الثقافات وهي خليط من مختلف الجنسيات بالتعاون مع احدى الزميلات التي تعمل في مجال علاج الموسيقى، ويهدف المشروع الى تقارب مختلف الثقافات عن طريق الموسيقى.

لكن كل ما اقدمه من فن الى الناس واتباهي به، انما هو فخر لبلدي الذي ترعرعت فيه ويعود الفضل الى كل من ساهم في توجيهي بشكل او بآخر.
في نهاية اللقاء هل لديك ما تريد ان تذكره؟
اود ان اقول كلمة الى كل من يعنيه الامر، وهي ان الموسيقى هي نشاط اجتماعي ثقافي يبهج الناس ويجمعهم ويقوي تكاتفهم بشكل او بآخر، وليست فقط شهرة ومظاهر كما انها ليست حكرا على اناس واشخاص معينين دون سواهم فالممارسات الموسيقية والغنائية بمختلف مستوياتها واجوائها، فمنها الشعبي البسيط والمتوارث ومنها الترفيهي ومنها المتقدم بمختلف الاساليب كلها تصب في هدف واحد، فهي للجميع دون استثناء اتمنى ان نعيد النظر في الكثير من المفاهيم. وشكرا لكم.
نتمنى لك التوفيق والعطاء الفني الدائم.

400
إعلام اتحاد الجمعيات العراقية في السويد
يستنكر ويشجب التجاوز على الصحافة في العراق

بعد إسقاط نظام الدكتاتورية وسياساتها القسرية وأساليبها الفاشية، وبعد أن أصبحت السلطة والعهد الجديد بيد المعارضة العراقية التي خاضت نضالا طويلا ولسنين عديدة ضد سياسات صدام ونظامه التعسفي، تأملت الناس خيرا بأن يكون العهد الجديد صورة أخرى تختلف كليا عما سبقها، وأن القيادة الجديدة سوف تعمل على ضمانة الحريات المدنية ونشر الوعي بالديمقراطية المحمية دستوريا، ولكن الذي حدث جاء عكس ذلك وخاصة في التعامل مع وسائل الإعلام الوطنية والتي ناضلت وتناضل من أجل الحياة الحرة الكريمة للشعب العراقي.
يبدو إن سياسات الانغلاق والتطير من الرأي الأخر وغلق منافذ الحوار العقلاني لحل المشاكل المستعصية التي تعترض مسيرة الديمقراطية هي السياسة المفضلة للسلطة، لذا نجدها تستخدم ذات الوسائل التي مارستها سلطة العهد السابق المنحل. أننا كصحافة حرة نستغرب ونستهجن وندين سياسات المصادرة للحريات والساعية لتكميم الأصوات وإرهاب أصحاب الرأي الأخر، ومنها الهجوم الأخير المبيت على صحيفة طريق الشعب والذي حدث مزامنة والسلطة على أبواب تقديم صورة طيبة عن إحترامها للقانون امام مجلس القمة العربي، وفي الوقت ذاته نطالب السلطات العراقية الثلاث بتقديم تفسير لمثل تلك الإجراءات غير القانونية والتي تمثل خرقا فاضحا للدستور العراقي نطالب دولة رئيس الوزراء والمؤسسات الأمنية المرتبطة به بتقديم اعتذارا علنيا للصحافة وجميع وسائل الإعلام عن مثل تلك الأحداث والخروقات غير المبررة.

ستوكهولم: 28 اذار 2012

صحيفة تواصُل
ذات الاعتماد المسجل دوليا
التابعة لمركز اعلام اتحاد الجمعيات العراقية في السويد
عضو المكتب التنفيذي لمنظمة المهاجرين
التابع للبرلمان الاوربي - بروكسل



401
الجمعية المندائية في ستوكهولم



تحقيق: محمد الكحط – السويد-
من الجمعيات العراقية التي تأسست في السويد ولها نشاطات متميزة وشاملة هي الجمعية المندائية في ستوكهولم، ومن أجل الوقوف على تاريخ ونشاطات هذه الجمعية التقينا بالدكتور سعدي السعدي، وهو أحد نشطاء الجمعية كما كان عضو هيئتها الإدارية لعدة دورات، والذي أجابنا مشكورا على أسئلتنا.
س: بدءاً، متى وكيف تاسست الجمعية وأين ومن هم الأوائل الذين قادوا الهيئات الادارية؟
ج: في عام 1991 وبعد حرب الخليج الثانية وبسبب الظروف المأساوية التي كان يمر بها شعبنا العراقي بدأت هجرة غير منظمة للمندائيين من وطنهم الأم العراق إلى دول الشتات بحثاً عن أمان بعد أن زادت مظاهر الجريمة المنظمة في بلدنا في ظل النظام البائد، فكان نصيب السويد من هذه الهجرة الكثير، حيث توافدت أعداد من المندائيين اليها طلباً للأمان، وبعد سماع أنباء عن احترام حقوق الانسان ومظاهر الديمقراطية فيها، في ذلك الوقت كان عدد من المندائيين يسكنون السويد منذ زمن، كما كان في مدينة لوند عدد من المندائيين الذين وفدوا اليها من بلدان مختلفة، وكذلك وصول الدفعات الاولى من المندائيين الذين هاجروا من العراق تواً، وعمل هؤلاء على انشاء أول جمعية مندائية في السويد سميت بالـ "الجمعية المندائية في لوند".
وتبلورت لقاءات المندائيين مع بعضهم في ستوكهولم وتكونت لديهم فكرة تأسيس جمعية مندائية، كان من أوائل المجتمعين، كل من المرحوم أسعد الخفاجي والسيد زهير السهيلي والسيد موفق غضبان والدكتور سلام عبد الرزاق والسيد نهاد السليم، ثم التحقت بهم فيما بعد حيث كنت في بداية الامر في مخيم اللاجئين انتظر حصولي على الاقامة، وقام حينها وفد من هؤلاء المجتمعين لزيارة لوند والاطلاع عن كثب على مجريات تشكيل الجمعية، وكانت اللقاءات مفيدة.
في صيف 1993 استكملت كل القضايا بما فيها مسودة النظام الداخلي، وبرنامج المؤتمر التأسيسي، وتم حصر عدد المندائيين المتواجدين حيث تمت دعوتهم جميعاً، كما تمت دعوة الجمعية المندائية في لوند لتكون مراقباً على المؤتمر التأسيسي، وقد أجرنا لهذا الغرض قاعة في منطقة رسنا RISSNE.
 حضر الجميع تقريباً إلى مكان المؤتمر التأسيسي، وبوجود السيد فلاح الحيدر ممثلاً عن الجمعية المندائية في لوند، انتخب الحاضرون هيئة رئاسة من ثلاثة اشخاص هم د. سعدي السعدي، موفق غضبان، عماد المسودني.
ناقش المجتمعون النظام الداخلي واقرت صيغته النهائية وانتخبت الهيئة الادارية الأولى التي تكونت من الزملاء:
باسل الخفاجي (رئيساً)، زهير السهيلي (سكرتيراً)، سحر عبد الرزاق، كاظم الكيلاني، نمير السليم، هذه الهيئة التي أخذت على عاتقها مسألة تسجيل الجمعية ومن ثم تقديم طلب بالحصول على قطعة أرض كمجنة للطائفة في ستوكهولم وفعلاً استطاعت أن تنجز كلا المهمتين. كنت أنا في ذلك الوقت مساعداً لهم في مجالات عدة.
في السنة التالية لم يرشح البعض من الهيئة السابقة فترشح كل من السيد زهير السهيلي (رئيساً) والدكتور سعدي السعدي (سكرتيراً) والسيد وحيد سالم والسيد نمير السليم والسيد نهاد السليم وهذه الهيئة تبنت موضوع اصدار مجلة فصلية ثقافية لازالت تصدر لحد الان وهي مجلة "الصدى"،
في السنة التي تلتها (95-96) جرى انتخاب السادة د. سعدي السعدي (رئيساً)، المرحوم سامي جبار طلاب، السيد مظفر غياض، السيدة نرجس لطيف، والمرحوم نبيل ناصر .. وتعاقبت الهيئات الادارية، واليوم تقود الجمعية الهيئة الادارية التاسعة عشر والتي تتكون من السيد وليد مجيد الناشي رئيساً والسيد جابر ربح الدهيسي والسيد نمير السليم والسيد سرمد عواد السعدي اميناً للصندوق والسيد لؤي حزام عيال والسيدة فائزة دبش والسيد باسل ناجي والشاب سلوان غازي عبود والشاب رامي وجدي منهل.
 

س: ما هي أهدافها الأولى ؟
ج: الفكرة الاساسية لتأسيس الجمعية كانت تجميع العوائل المندائية المهاجرة والتي تركت الوطن بلا هدف واضح، وتعرضت لابتزاز المهربين في كل مكان .. ولم شملها ومساعدتها على التأقلم مع المجتمع الجديد، والتقليل من تأثير الغربة نفسياً، والتواصل مع اهلنا في الداخل وكذلك مساعدة العوائل المتعففة هناك.
س: ما هي أهدافها الآن وماهي أبرز نشاطاتها؟
ج: الحقيقة لا يمكن أن نقول أمس واليوم على مؤسسة قامت من أجل أهداف كثيرة منها ما هو آني ومنها ما هو  مستقبلي، أنا أنظر دائماً إلى تلك التجربة الفريدة من نوعها التي مارسناها في بغداد والتي كانت على درجة عالية من الروعة في كل شئ، الاداء والتنظيم والادارة والبرمجة، إنها تجربة "نادي التعارف" .. كما هو واضح أن المندائيين لم ينالوا في كل الحقبات ما يعبر عن شخصيتهم، وما يحافظ على تراثهم وعاداتهم، وما يعتني بشؤونهم الدينية والدنيوية، لكنه مع حلول حقبة السبعينات شهد العالم وكذلك وطننا العزيز تغيرات نوعية باتجاه التطور، فبادر مثقفو الطائفة إلى تأسيس نادي التعارف الذي كان يهدف بالاساس إلى تجميع الناس وتقريب العوائل إلى بعضها، الاهتمام بالشباب والمرأة، حيث لعب الشباب ادواراً رائدة في العطاء والحماس والارادة، وكانت المرأة المندائية في نادي التعارف سباقة في إظهار قدراتها وكفاءاتها في كل الميادين.. كذلك الاهتمام بالثقافة والمثقفين، فكان نادي التعارف حقاً مؤسسة نافست حينها مؤسسات ثقافية في عطاءاتها مثل اتحاد الادباء، وكان الطلبة عماد مستقبلنا، فكان لهم دوراً مشهوداً في تطور نادي التعارف، يضاف إلى ذلك الحركة الصاعدة للجيل الذي نما بمفاهيم حضارية رائعة كان عليه أن يعطي دفعة لكل المفاهيم السائدة بما فيها الدينية، حيث حصلت قفزة في اداء الطقوس الدينية هي حصيلة صراع هائل بين مدرستين، الاولى محافظة والثانية متنورة، والجديد يحتاج إلى نضال دائما.
هذه الامور جميعها كانت تراود الجميع، ماذا فعلنا في الجمعية على هذا الطريق.
أولاً: قمنا بتكوين فرق لحقوق الانسان، أخذ هذا الفريق على عاتقه مهمة متابعة قضايا اللاجئين وتخفيف معاناتهم ومعالجة مشاكلهم مع المؤسسات السويدية، كما تابعنا مشاكل من ظلوا طريقهم في الرحلة الصعبة للتفتيش عن ملاذ آمن، ثم تأسست منظمة حقوق الانسان المندائية فاخذت على عاتقها متابعة كل القضايا على الصعيد العالمي.. ولكن بقيت مؤسساتنا ومنها الجمعية المندائية في ستوكهولم تعمل بلا كلل من اجل ان تجمع وتحلل المعطيات لخدمة ابناءنا في السويد وفي كل مكان.
ثانياً: قمنا بتأسيس هيئة تنسيق بين الجمعيات المندائية في السويد لتنسيق اعمالنا لخدمة ابناء جاليتنا المندائية في عموم السويد، هذه الهيئة تحولت فيما بعد إلى المجلس الصابئي المندائي حيثً سجل رسمياً ولا زال عاملاً بتجليات جديدة وبالتفاف جميع المندائيين حوله.
ثالثاً: قمنا بتأسيس اتحاد الجمعيات المندائية في اوربا الذي تحول فيما بعد الى اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر الذي لازال فاعلاً كأبرز مؤسسة مندائية خارج الوطن الحبيب العراق، وتعتبر المؤسسة الرسمية المندائية المعترف بها من قبل المؤسسات المندائية في الوطن.
رابعاً: كانت الجمعية من الجمعيات المؤسسة لاتحاد الجمعيات العراقية في السويد، الاتحاد الاكثر نشاطاً بين الجالية العراقية في السويد والذي لازال قائماً يعمل بكل كفاءة.
خامساً: قمنا بتفعيل برامج للاندماج الحضاري بالمجتمع السويدي، من أجل التعرف على كل قوانين المجتمع السويدي الذي احتضنك وقدم لك كل التسهيلات للعيش الآمن لك ولاسرتك، وما عليك إلاّ ان تحترم قوانينه، ومثلنا العراقي يقول "ياغريب كن أديب"، وبنفس الوقت انك غير مجبر ولا يجبرك المجتمع الجديد ان تتخلى عن تراثك وعن ثقافتك، أوتتنكر لدينك أو قوميتك، كما لا يفرض عليك أحد أن تعتنق ديانة، أو عقيدة ما على شرط أن تكون تلك العقائد لا تتعارض مع حقوق الانسان ولا تعرض حرية الاخرين الى الخطر.
سادساً: كانت لنا مساهمات غنية في مواضيع مهمة، كحرية المرأة، تشجيعها على الدراسة والعمل، تشجيعها على نيل حقوقها والتمتع بحريتها، تشجيعها على ان يكون لها دور في كل انشطة الجمعية.
تربية الطفل، التربية النموذجية البعيدة عن العنف. التربية التي تولد اشخاصاً متوازني الشخصية في مجتمعاتهم.. بدون اي مظاهر نقص او دونية .. وشعارنا لا للعنف ضد الاطفال. لقد انتهت الجمعية للتو من تنفيذ مهرجان الطفل المندائي الاول الذي كان بمثابة باكورة اعمال لصالح الطفل قامت بها الجمعية منذ تأسيسها ولحد يومنا هذا، هذا المهرجان نال وبجدارة تقييم الجميع من مندائيين وعراقيين وعرب وسويديين بما فيها مؤسساتهم المسؤولة عن نشاطات الاطفال.
 




 
سابعاً: وفي الجانب الثقافي لدينا مساهمات ليست بالقليلة:
أ. أقامت الجمعية وبمساعدة المجلس الصابئي المندائي وبمشاركة نخبة طيبة من المتخصصين مؤتمرين علميين عن المندائية.. كانت المشاركة متنوعة ومن العديد من دول العالم، منهم عراقيون ومنهم مندائيون ومنهم من جنسيات أخرى. وقد نجحت تلك المؤتمرات نجاحات جيدة، وقدمت دفعة للبحث العلمي عن المندائية التي بقيت طيلة عقود وقرون مهملة تماماً.
ب. اقامة المعارض للفن التشكيلي بحيث لنا معرض في كل مناسبة، للعديد من الفنانين، منهم من أعضاء الجمعية ومنهم من جمعيات أخرى، وحتى من خارج السويد. وقد تم مؤخراً انجاز أول مهرجان للفن التشكيلي لاعضاء الجمعية فقط نال اهتمام كل المهتمين بالفنون التشكيلية وكان الاقبال رائعاً طيلة ايام المهرجان. 
ج. اصدار مجلة الصدى .. ومنذ العام 1994 .. ولا زالت تصدر وسيصدر قريباً العدد 50 منها.
ثامناً: المقر الثابت: ولعل اهم منجز من منجزات الجمعية والذي لم يكن سهلا تحقيقه هو المقر الثابت. فقد حققت الجمعية لحد الان مقرين، الاول في منطقة كان العديد من المندائيين يرومونها، ولكن هذا المقر كان صغيراً، وبعد بضعة سنوات نجحت الجمعية بتاجير مكان واسع يسع لاكثر من 200 شخص، يستوعب جميع النشاطات وبتنوعها، جهز بكل الاحتياجات الضرورية للاحتفالات والندوات والمؤتمرات، واصبح مركزاً لتواجد المندائيين بافراحهم واحزانهم، كما تم الحاق قاعة اخرى مؤخراً بالمقر يجري الان ترميمها وتهيئتها لتكون مركزاً لنشاطات الاطفال بالدرجة الاساسية والنشاطات الفرعية الاخرى.



 
تاسعاً: وفي جانب الطقوس الدينية كانت الجمعية المبادرة في استقدام رجل دين الى السويد هو فضيلة الربي رافد الريشما عبد الله، ضمن مهرجان ديني رائع حضرته الصحافة السويدية وغطت تفاصيله، حيث تقام هنا ولأول مرة مراسيم مندائية فكانت مدار اهتمام واسع، تلا تلك المناسبة حضور عدد من رجال الدين قامت الجمعية باحتضانهم وتوفير مستلزمات اداءهم للطقوس الدينية على اكمل وجه.
عاشراً: كانت ولا زالت الجمعية مساندة لكل الفعاليات العراقية في ستوكهولم والسويد من اجل عراق ديمقراطي حضاري متطور تعيش فيه كل الاجناس في فسيفساءه الجميل بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية، في ظل دولة يسود فيها القانون.
س: ممكن أن تحدثنا عن اصداراتها الثقافية
ج: كما ذكرت فالجمعية تصدر ومنذ العام 1994 مجلة فصلية ثقافية عامة تسمى "الصدى"، تعاقبت على هيئاتها الادارية وجوه عديدة .. لكن هيئتها الادارية الحالية تتكون من الأخوة التالية اسماؤهم:
نهاد باش آغا السليم، كريم جاني سهر الناشي، فاضل فرج خالد، نعيم عربي ساجت، نوري عواد حاتم، جابر ربح الدهيسي، الدكتور طالب عاشور الكيلاني، وانا رئيساً لتحريرها.
وقد صدر من المجلة لحد الان 49 عدداً والعدد 50 في طريقه للاصدار، انجزنا كل الاعداد السابقة بقدراتنا الذاتية، ولم يقدم لنا اي دعم لا من مؤسسات مندائية ولا من مؤسسات عراقية ولا من مؤسسات سويدية ولا من اشخاص، ان استبعدنا القلة القليلة.
المجلة تصل الى جهات واسعة وحسب الامكانيات، فالتوزيع البريدي يكلف اكثر من تكاليف الطبع، والمجلة توزع للاوساط الثقافية مجاناً، وللجمعيات مجاناً، وعدد متزايد من الناس تطلب المجلة نعتذر عن ارسالها لقلة الموارد المالية.
للمجلة ابواب ثابتة، الباب الاول: التاريخ والتراث، الباب الثاني: الادب، الباب الثالث: الصفحة العلمية، الباب الرابع: الصفحة الادبية، الباب الخامس: الصفحة الفنية، الباب السادس: صفحة منوعات، مع اخبار الجمعية.
وقد ناقشت المجلة خطها السياسي العام كمنبر اعلامي وثبت ومنذ الوهلة الاولى انها مجلة ثقافية عامة وبسياقات تقدمية، عراقية الانتماء، مندائية الهوية.
وقد سجلت لدى المؤسسات السويدية كواحدة من الصحف المحلية الرسمية واعطي لها الارقام التسجيلية، هذا كله حصل مؤخراً مما سيترتب على ذلك الكثير من الالتزامات التي علينا السعي لتحقيقها.
وهكذا نرى كثافة النشاطات وتنوعها، وما عسانا أن نقول غير أن نشد على أياديكم ونتمنى للجمعية مزيدا من العطاء المثمر لخدمة القضايا الوطنية ولخدمة أبناء الجالية العراقية وتخفف عنهم أعباء الغربة.
 
 


402
ستوكهولم تشهد حفلا تضامنيا في الذكرى الـ 78 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي



تقرير: محمد الكحط – ستوكهولم-
تصوير: سمير مزبان/ بهجت هندي


كان احتفال الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم في السويد لإحياء الذكرى الـ 78 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي مناسبة سياسية وتضامنية كبيرة، فقد دعت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد والحزب الشيوعي الكردستاني - العراق – في السويد إلى الحفل الخطابي المقام على شرف الذكرى يوم الأحد المصادف 25 آذار2012م، وعلى قاعة تنستا تريف في ستوكهولم، حضرها جمهور غفير من أبناء الجالية العراقية وممثلي القوى السياسية.                                                                                                     

بدأ الحفل بالنشيد الوطني ومن ثم النشيد ألأممي مع وقوف الحضور جميعا، بعدها رحب عرفاء الحفل محسد المظفر وعدنان إبراهيم وضفاف عاكف باللغتين العربية والكردية بالحضور جميعا وفي مقدمتهم ممثل سفير جمهورية العراق في السويد الوزير المفوض الدكتور حكمت داود جبو، وبالرفيق علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وبممثلي القوى السياسية الشقيقة والصديقة والعراقية والكردستانية ومنظمات المجتمع المدني، ودعوا الجميع للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الحزب وشهداء الحركة الوطنية العراقية.
 

وكانت القاعة قد زينت بلافتات وشعارات الذكرى المجيدة، وصور الشهداء المكللة بباقات الزهور، وبالبوسترات الفنية التي تمجد ذكرى ميلاد الحزب ونضاله، وبمعرض لأعمال الفنانين التشكيليين، فائزة عدنان دبش، عباس العباس، ضياء فاضل، وسام الناشئ، أشنا احمد. ومع الأهازيج والشعارات الوطنية والزغاريد أستمع الحضور لفرقة دار السلام وهي تغني للعراق، فهو الأول ولا شيء قبله، حيث دخلت الفرقة إلى قاعة الحفل وهي تلوح بالأعلام الحمراء وترتدي الأزياء العراقية المنوعة لتعكس ألوان الطيف العراقي الزاهي الألوان، وسط تصفيق وتهليل الجمهور.

 

 

وكانت أولى الكلمات التي ألقيت هي كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد القاها السيد علاء الصفار ممثل حزب الدعوة/ تنظيم العراق، ومما جاء فيها: ((إسمحوا لي بأسم هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد أن أتقدم إلى الأخوات والأخوة الأفاضل في الحزب الشيوعي العراقي، والى كل أعضاء وأصدقاء هذا الحزب المناضل، بأجمل التهاني وأسمى التبريكات بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيسه، متمنياً للجميع الخير والتوفيق، وأن تعود هذه الذكرى علينا في العام القادم وعراقنا الحبيب بازدهار مستمر،  في ظل وحدة قواه السياسية التي جاهدت وناضلت طويلاً في سبيل هذه الأهداف، وقدمت سيلاً من التضحيات وافتدت العراق بقوافل الشهداء من خيرة أبنائها البررة، وفي الصميم من هذه القوى الحزب الشيوعي العراقي الذي نحتفي بذكرى ميلاده اليوم.
الأخوات والأخوة الأفاضل، تمر هذه الذكرى العزيزة على قلوب كل الطيبين من أبناء شعبنا، في مرحلة بالغة الحساسية والتعقيد، حيث تتواصل وبشراسة هجمات قوى الشر والإرهاب المجرمة، ومخططاتهم الهادفة إلى إفشال التجربة الديمقراطية  وزعزعة الأمن والاستقرار وتدمير البلاد والعباد وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، عبر القضاء والتشكيك بما حققه شعبنا  بعد سقوط الدكتاتورية الفاشية.
وإذا كان أبرز مرتكزات مقاومة تلك المخططات وإحباطها قد تمثل بوحدة وتضافر كل القوى السياسية، التي كافحت معاً الدكتاتورية وتعاونت لإنجاح العملية السياسية بآفاق قيام عراق ديمقراطي  مزدهر، فإن الحاجة باتت اليوم أشد ما تكون لارتقاء كافة الأحزاب والقوى السياسية الوطنية والديمقراطية وكل من يهمه أمر العراق وشعبه، لمستوى التحديات التي تواجه شعبنا ووطننا، وتعزيز الوحدة على أساس معالجة الخلافات بالاحتكام للدستور وإعلاء المصلحة الوطنية فوق المصالح الأخرى كافة، وختاماً وفي عيد الأخوة الشيوعيين العراقيين، لا بد لنا من الإشادة بمكانتهم المتميزة في عراقنا الجديد وفي كل ما إجترحه  الوطنيون العراقيون، بكل اتجاهاتهم الفكرية، من مآثر الإصرار والصبر والتضحية، والعمل على تجميع الخيرين وعدم التفريط بطاقات المخلصين والعمل على حل الخلافات بروح الحوار السلمي والإيثار والتسامح، وهي أفكار وأمثلة نحن أحوج ما نكون إليها اليوم.)).
وكان للشعر الشعبي وقفة في هذه الذكرى المجيدة، فقدم الشاعر كامل الركابي قصائده التي أشادت بوطنية الشيوعيين وحبهم ونضالهم لوطنهم وشعبهم. 
 

كما ألقى السيد نبيل تومي كلمة لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي / السويد، جاء فيها: ((اليوم نقف مـعكم والوطن يمر بحالة يرثى لـها من التردي والتراجع في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ومعاناة أبنائه كبيرة ولا توصف حيث وصلت لـحد الدرجات القصوى والتي تنذر بعواقب كارثية إن استمرت، والتي تتمثل في النقص الكبير والحـاد في مختلف أشكال الخدمات البشرية والتراجع الواضح في الكثير من مظاهر البناء السياسي الديمقراطي الذي كـنـا بانتظاره بعد السقوط، ونلاحظ محاولات خنق وتقليص في مجمل الحريات العامة والشخصية، وتراجع في تطبيقاتـها الواردة في الدستور العراقي الجديد رغم نواقصه واستشراء آفـة الفساد بمختلف ألوانه وانتشاره الخطير في مجمل مرافق الحياة ....إضافة لعدم استقرار الرأي بين مختلف الكتل السياسية الحاكمة و تصاعد وتيرة الصراعات والتي ستؤدي حتـمـاً إلى تزايد في وتيرة تفاقم الوضع العام وازدياد مخاطر التقسيم والحرب الأهلية والتدخلات الخارجية بشكل أوسع .
إننا نرى ونشارك رؤاكـم في أهمية توحيد الجهود للوصول إلى الاتفاق على السبل الناجحة التي تخرج الوطن من محنته الساكنة والمزمنة، وهي كانت ومـا تزال هاجسا لكل الخيرين من أبناء شعبنا المؤمنين بالنهج الوطني الديمقراطي.
كان الحزب الشيوعي العراقي وما يزال الركن الأساس في هذا التحرك والعمل الكبير في تقارب وجهات نظر مختلف القوى والشخصيات العراقية المؤمنة بالتغيير الحقيقي نحو إقامة نظام ديمقراطي تعددي فدرالي، فكان له الدور الكبير في تقاربـهـا وتعاونها إيمـانـاً منهُ بأن لا حل للعراق سوى بالديمقراطية، فكانت ولادة وتأسيس التيار الديمقراطي العراقي كبديل طبيعي عن تلك القوى والأحزاب التي تهمش الوطن لـحساب المحاصصة الطائفة والمذهبية والقومية الضيقة وبالتالي تنتقص من وجود المواطن بالدرجة الأولى وتحويل الاهتمام إلى لغة الهويات الفرعية. على هذا الأساس فإننا نرى انبثاق التيار الديمقراطي العراقي هو الخيار الأمثل لتحقيق أهداف شعبنا في استكمال سيادته الوطنية وبناء الديمقراطية الحقة التي تعتمد خيار الشعب في تعديل قانون الانتخابات وإصدار قانون الأحزاب وتعديل الدستور بحيث يتماشى مع مصالح وحاجات الشعب العراقي في سبيل تحقيق الرفاهية والمساواة والعدالة الاجتماعية.)).
 

وتعود فقرات الغناء، إذ أنشدت مجموعة من الرفيقات نشيد 31 آذار وبعض الأغاني الكردية الخاصة بالمناسبة، وبالورود والهلاهل، عبر الحفل عن فرحه بهذه الأغاني الوطنية.

   


بعدها قدم الرفيق  خوشناو شير كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق– في السويد، حيا فيها الذكرى قائلاً: ((نهنئكم وأنفسَنا بمناسبة الذكرى 78 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الذي وُلِدَ من صلبِ الشعب وآلامِه، وخاض طيلة العقود الماضية وما يزال، نضالاً شاقاً من أجل تحقيق مستقبل أفضل للكادحين من العمال والفلاحين ولشغيلة الفكر، التواقين إلى الحرية والديمقراطية، إلى الخبز والكرامة، إلى العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
 ومنذ بدايات نضالاتهم كان الشيوعيون في طليعة المدافعين عن القضايا الوطنية، والمناضلين من أجل بناء مجتمع خال من كل صنوف الظلم والقهر، تنعَمُ شعوبه بحق تقرير مصيرها بنفسها، وفيه تتساوى حقوق المرأة والرجل.  ومن أجل أهدافهم الکبيرة هذه‌ قدم الحزب آلاف الشهداء من خيرة مؤازریه‌ وأعضائه وكوادره وقادته.
رفع  حزبنا شعار الديمقراطية للعراق وحق تقرير المصير لشعب كردستان وصولا إلى حقه في إقامة دولته الوطنية الموحدة وضمان حقوق القوميات الأخرى.
في هذه المناسبة ننحني أجلالا أمام تضحيات ومآثر الآلاف من الشيوعيين والوطنيين الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل قضايا الشعب والوطن، ومنهم نستمد العزيمة نحن الشيوعيين الكردستانيين والشيوعيين العراقيين في نضالنا اليوم، المتفاعل مع ما تشهده‌ المنطقة من ریاح تغيير منعشة تقض مضاجع الدکتاتوریین والمستبدين، جنبا إلى جنب مع القوى التقدمية والديمقراطية والوطنية الأخرى من أجل بناء عراق جديد. ولكي يأخذ الشيوعيون دورهم التاريخي المنشود نواصل النضال اليوم من أجل إصلاح وتطوير نظام الحکم في إقليم كردستان للحفاظ علی مکتسبات شعبنا الکردستاني ولتمتین کیانه‌ السیاسی، عبر توسيع الديمقراطية وحرية الأعلام والتعبير والالتزام بمعايير حقوق الإنسان.))

أما كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد والتي ألقاها الرفيق الدكتور كريم حيدر، فجاء فيها: ((يحل علينا عيد الحزب هذا العام في ظل مخاطر أزمة جسيمة تهدد مستقبل البلاد وتكاد تعصف بالعملية السياسية. ويأتي في مقدمة أسباب تلك الأزمة، الاستقطاب الطائفي وما يولده كل يوم من صراع على الثروة والنفوذ ومن تمييز وإقصاء ومن ضعف للمؤسسات الديمقراطية وعجزها عن منع خرق الدستور وصيانة العملية السياسية، إضافة لانتشار الفساد المالي والإداري والغياب المريع للخدمات والتوزيع الجائر للدخل القومي والتضييق على الحريات العامة. 
إن حزبنا الذي رفض الحرب والاحتلال وتبنى المساهمةَ َفي العملية السياسية، بعد قراءةٍ لمسؤوليته الوطنية في ظل واقعٍ متعددِ الشرور، يجد موقعه الطبيعي دوماً في مقدمة جماهير شعبنا، ويواصل كفاحه للدفاع عن حقوقها ومطالبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويدعو جميع القوى السياسية العراقية على اختلاف منابعها الفكرية ومناهجها السياسية للتعاون البناء والمتكافئ لتحقيق هذه المطالب التي تجسد المصالح العليا للشعب والوطن وفي مقدمتها خلاص بلادِنا من الهيمنة الأجنبية، والحفاظِ على الثروات الوطنية، وتنميةِ الاقتصاد الوطني، والتخلصِ من التبعية والتخلف، ومكافحةِ البطالة والفقر والمرض والحرمان، وضمانِ العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة وضمانِ التعليم المجاني ومحاربة الأمية والجهل ونشر الثقافة الديمقراطية وتنويرِ المجتمع. أننا ندعو لإقامة عراقِ مدني ديمقراطي لا مكان فيه للمحاصصات والمليشيات، عراقِ ديمقراطي فيدرالي يضمن حقوق الشعب الكردي والقوميات المتآخية الأخرى، عراقِ آمن ومستقر، خال من الفساد والإرهاب، لا مكان فيه للتضييق على الحريات العامة والخاصة، عراق ِ يضمن حقوق العمال والفلاحين والكادحين وذوي الدخل المحدود، ويحرر المرأة من قيودها الاجتماعية والاقتصادية ويساويها بالرجل ويوفر حياةً أفضل للطلبة والشباب وفرصاً للعمل والعيش الكريم، عراق ِ صلد في مواجهة كل أشكال الهيمنة والتدخل من الآخرين.
وإذ يدعم حزبنا، الجهود الرامية لإنقاذ العملية السياسية وإصلاحها، عبر انعقاد مؤتمر وطني واسع وكامل الصلاحيات، يؤكد بأن أي تأخير في معالجة الأزمة سيزيدها تعقيداً وأتساعا.
وختاماً ستبقى أيادي الشيوعيين البيضاء ممدودة لكل مصلح حقيقي ووطني غيور على مصالح العراق الحبيب، من أجل أن يستعيد وطننا حريته وسلامه وجماله، وكي لا يكون مستقبله موضع تجريب ورهناً للنوايا مهما كانت طيبة، وكي تبقى للوطن بوابة واحدة هي – الديمقراطية – يعبر منها الجميع ليساهموا في رسم مستقبله وتدارك عثراته وكي تتلاحم الأكف لتؤسس على التنوع غداً تكون فيه الوحدة اختيارا لا امتثالا.))

   
 
   
وكما جرت العادة كل عام، تم تكريم عدد من الرفيقات والرفاق، من المناضلين الشيوعيين الذين عرفوا بعطائهم المميز، سواء في فترات ماضية وكذلك في الظرف الحالي، فقام الرفيق علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بتكريمهم مشكورا، وهم كل من الرفيق فائق فيلي (أبو حيدر)، الرفيق كامل كرم (أبو علاء)، الرفيق أبو رشيد، الرفيق عارف، الرفيق أحمد رجب، الرفيقة أم رافد، الرفيق سعيد الياس، الرفيق بهجت هندي (أبو نهاد)،  الرفيق عاكف سرحان (أبو ساطع).
قامت اللجنة المشرفة على الحفل بتقديم الزهور الحمراء لكل الضيوف الذين ألقوا الكلمات والى جميع الفنانين الذين ساهموا في الحفل.

 

كما تلقى الحفل العديد من البرقيات من القوى السياسية والمنظمات ومنها:

-    اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني.
-   لجنة تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في السويد.
-   حزب الشعب الإيراني (تودة)/ منظمة السويد.
-    الحركة الديمقراطية الآشورية/ محلية السويد.
-   مكتب المجلس الأعلى الإسلامي في السويد.
-   المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري.
-   حركة تجمع السريان.
-   الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي.
-   الجبهة التركمانية العراقية/ السويد.
-   المجلس الصابئي المندائي في السويد/ العلاقات العامة.
-   رابطة الأنصار الديمقراطيين العراقيين.
-   البرلمان الكردي الفيلي العراقي.
-   اتحاد الجمعيات العراقية في السويد.
-   رابطة المرأة العراقية في السويد.
-   الهيئة الإدارية لفرقة طيور دجلة.
-   جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم.
-   الجمعية المندائية في ستوكهولم .
-   فرقة مسرح الصداقة.
-   الحركة النقابية الديمقراطية في السويد.
-   نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم .
-   لجنة اللاجئين العراقيين.
وجميعها أشادت بالدور التاريخي الكبير والمجيد الذي لعبه الحزب في تاريخ العراق والى التضحيات الجسام التي قدمها رفاقه في مسيرة النضال وهنأت مناضليه ومؤازريه بهذهِ المناسبة المجيدة.                                                                                     


403
ألف مبروك وتهنئة حارة، مع باقات الورد العطرة
للدكتور رياض البلداوي





محمد الكحط- ستوكهولم-
تم أنتخاب الدكتور رياض البلداوي، كعضو كامل العضوية وكذلك سكرتير العلاقات الدولية في مجلس ألأمناء للجمعية الدولية للطب النفسي الثقافي، وذالك في المؤتمر العالمي الذي أنعقد في لندن قبل أيام، وهذه الجمعية تعتبر ألأكبر في العالم في البحوث التي تتناول تأثير الهجرة والتأقلم الثقافي في الصحة النفسية والتطور الأجتماعي للأنسان.
أن البلداوي عرف بمثابرته، وبجهوده الحثيثة، بمتابعة أبحاثه ودراساته في شؤون الهجرة والمهاجرين في السويد، وخصوصا بين أبناء الجالية العراقية، وكذلك للقادمين من بلدان الشرق الأوسط، ويواصل نشاطه الأستشاري والبحثي في المعاناة النفسية للمهاجرين.
الدكتور رياض البلداوي يهدي هذا النجاح لكل أبناء الجالية العراقية، وهويقول: ((انني فخور بهذا المنصب وعلى الثقة الكبيرة التي أولاها لي زملائي، في المساندة والدعم، ولكنني وجدت بأن هذا النجاح هو أيضا بسبب دعم الجالية لي، ولذالك أهديه لكم جميعا أتمنى ان نكون دائما في خدمة وسمعة وطننا ألأصلي العراق في كل نجاح نحققه.))

404
العرض الأول لمسرحية "كوميديا الأيام السبعة" في ستوكهولم




محمد الكحط – ستوكهولم-

عرضٌ مميز قدمته فرقة مسرح الصداقة، وهو باكورة أعمالها لهذا العام، لمسرحية "كوميديا الأيام السبعة". مساء يوم الجمعة 24 شباط/فبراير 2012،  في أستضافة نادي ١٤ تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، المسرحية من تأليف علي عبد النبي الزيدي، واخراج  بهجت ناجي هندي، شارك في التمثيل كل من نضال عبد فارس، سوسن خضير، و فارس السليم، وبعد جهدٍ طويل من البروفات والتدريب، في ظروف صعبة. حول المسرحية تقول كلمة فرقة مسرح الصداقة، انها أختارت هذه المسرحية لمؤلف عراقي له مساهمات عديدة في المسرح العراقي، ومنها هذه المسرحية التي أخرجت عدة مرات في العراق وبعض الدول العربية، ووعدت بالتواصل مع جمهورها بتقديم نتاجات جديدة، من أجل خدمة وإغناء الحركة المسرحية العراقية داخل وخارج العراق، والسعي لتقديم كل ماهو جديد على مستوى النتاج وتقديم ودوه جديدة من الممثلين والممثلات.



في بداية العرض شكر مخرج المسرحية جميع الجهات والأفراد الذين ساهموا في دعم الفرقة من أجل أستكمال نتاجها الذي يقدم هذا اليوم، وعند رفع ستارة المسرح صفق الجمهور محيياً الممثلين، ومع الموسيقى الصاخبة تنطلق صرخات احتجاجية من أحد شخوص المسرحية التي تألفت من فصل واحد أمتد لحوالي خمسين دقيقة، شدّ العرض أنفاس المشاهدين بقدرة الممثلين الذين أجادوا حقا في تقديم المسرحية، رغم عدم توفر كافة العناصر الفنية المناسبة من إنارة وغيرها، هذه المسرحية التي تعكس معاناة الشعب العراقي، والتي يقول عنها مؤلفها علي عبد النبي، أنها تعكس الجوع، "كنا نجوع ثلاثون ساعة في اليوم الواحد في عصر الدكتاتورية، عصر الطغاة الذين طبخوا حياتنا بطريقتهم الخاصة، وجعلونا أصفارا على اليسار، نحن حطب حروبهم ونزواتهم ومزاجهم...نص كوميديا الأيام السبعة هو نزيفي المر في تسعينيات القرن الماضي عندما كان أبناء شعبي في العراق يتضورون جوعا...".



خلال العرض قاطع الجمهور الممثلين بالتصفيق لهم لأدائهم الجميل والمعبر، حيث أبدعوا في تجسيد وعكس الشخصيات، علما أن بعضهم من الهواة، وودعوهم بالتصفيق والزهور، ورغم الكوميديا الجميلة في العرض والنص لكن مرارة المأساة هي التي طغت، فجعلت الضحك يبدو كالبكاء.
بعد نهاية العرض تم فتح باب النقاش حول المسرحية، حيث أشاد معظم المتحدثين بالأداء الرائع للممثلين، كما تحدث الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت داود جبو الذي حضر العرض، فشكر وثمن جهود الجميع، وأكد نحن هنا لسنا بصدد نقد العرض المسرحي فلذلك ظروفه الخاصة وأناسه وأجواؤه، لكن ما شاهدناه يستحق التثمين والدعم من قبل الجميع، وهو مساهمة في إغناء الحركة الثقافية في المهجر.
وكما أكد مخرج المسرحية بهجت هندي انه جرت تغييرات على النص بالأتفاق مع المؤلف ليكون أكثر قبولا، لكن يبدو أن معاناة ومأساة شعبنا هي أعمق من أي نص مهما كان عميقا، والأنكى أن تلك المأساة لازالت فصولها مستمرة دون انقطاع في حياة شعبنا، وهذا ما أرادت المسرحية أن تطرحه، وقد أكدت عليه في مقطعها الأخير، "سنجوع ونجوع ونجوع، وسنظل هكذا الى ما لا نهاية...."





 

405
الرفيق الشهيد ((محمد))
استشهادك أوجعني





بقلم: محمد الكحط
لم أكن أعرف أسمه الحقيقي إلا بعد حين، فهو الشهيد (قاسم علي جاسم السوداني)، ولم يعرف هو أنه يحمل أسمي الحقيقي كأسم حركي له، كان تعارفنا هو عملنا في السرية الخامسة ضمن تشكيلات الفوج الثالث - قاطع بهدينان-، قدم من يوغسلافيا الى كردستان سنة 1983م، تاركا دراسته ليواصل النضال مع رفاق دربه الذين أحبهم ضد الدكتاتورية، كنا معا دوما في أوقات الأستراحة وفي المسيرة وفي تلك المنازل التي كنا نحل عليها ضيوفا عندما يحل الظلام، منازل الفقراء في ريف كردستان، عرفته شفافا تواقا للثقافة، يهوى الأدب ويرسم بشكل جميل، فكان معي في لجنة إعلام السرية حيث نصدر المنشورات والبوسترات التي تكشف جرائم النظام الدكتاتوري، كما كنا نحرر مواد نشاطات السرية المختلفة، وأصدرنا أنا وهو والرفيق بسام ورفاق آخرين مجلة السرية الخامسة، وكان هو يزينها برسوماته وكتاباته الأدبية، كما ساهم في المعارك والنشاطات الاجتماعية التي كانت تقوم بها السرية، أحبه الجميع لتواضعه وهدوئه وحبه للجميع، رغم صعوبة الظروف هناك، وظل هو في السرية عندما أنتقلت أنا الى مقر الفوج، ولكن بقينا على تواصل، من خلال الرسائل المتبادلة ولكوني في إعلام الفوج وأتابع نشاطات السرايا الاعلامية أيضا، وعندما يأتي الى المقر يكون معي دائما، نتحدث عن كل شئ، الحب الحياة الأدب العلم المسرح السياسة، وفي آخر لقاء وجدته مهموما منشغل التفكير، فقد أصطتدم بجدار الصمت وبالأبواب المغلقة، فكان مولعا بالفيلسوف والوروائي والكاتب المسرحي الفرنسي الأصل جان بول سارتر، وغادرنا تاركا صرخته ((أحبكم يارفاقي الطيبين وأصدقائي الفقراء....))، عندما وصلني الخير تسمرت في مكاني ثم نهضت مسرعا كمن لدغته أفعى وركضت، وعندما أقتربت منه شعرت ان جسدي قد أنفصل عن روحي، لم اعد أقوى على شيء، بكيت في دواخلي بكاءا مرا حزينا، كما بكت السماء بحزن، ونزل الثلج مدرارا، غطى جسده المسجي وغطى قبره في ذلك الوادي الكئيب،  فيوم 13 يناير 1986م، كان يوما حزينا كئيبا مؤلما.
بعد سقوط النظام الدكتاتوري، زرت العراق سألت عن أهله، ومن حسن حظي وصلت بيتهم في مدينة الثورة، فألتقيت بأمه المكضومة وأخواته وأقربائه، وحدثتهم عنه، وبعد ذلك علمت أنهم نقلوا جثمانه من ذلك الوادي ليدفن في مقابر عائلته، في مراسيم تليق به.
 أفزعني فقدانك يا محمد، أوجعني أستشهادك، أيها الوديع أيها الرائع أيها الجميل، في هذا اليوم ونحن نستذكر شهدائنا، وضعت صورتك أمامي، وتحدثت عنك لأصدقائي، أنك في القلب يا محمد فلن ينساك رفاقك الفقراء أبدا.
رفيقك أبو صمود


406
ستوكهولم: إحياء يوم الشهيد الشيوعي



محمد الكحط – ستوكهولم-
تصوير: سمير مزبان/ بهجت هندي

في حفلٍ مهيب أحيته منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد ومنظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد مساء الأحد 12 شباط 2011م، في ستوكهولم، حضره عوائل الشهداء وأبناء الجالية العراقية وممثلو الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وبالزهور والشموع والغناء أستهل حفل إحياء الذكرى الثالثة والستين ليوم الشهيد الشيوعي، استذكارا لجميع المناضلين الذين افتدوا أرواحهم من أجل (وطن حر وشعب سعيد). وإجلالاً للمآثر البطولية للشيوعيين وأصدقائهم. زينت قاعة الحفل بصور الشهداء الأبرار والشموع والزهور، واللافتات التي تمجد الشهداء البررة باللغتين العربية والكردية.


 بدأ الحفل بقدوم مجموعة من الشابات والشباب يحملون صور الشهداء والأزهار الحمراء والشموع، ومن ثم اعتلوا المنصة ليشكلوا الفرقة الفنية، وأنشدوا اغنية "مرني مرني" من اداء الشابة سهى مع الفرقة الفنية.


 بعدها رحبت عريفتا الحفل بالحضور جميعاً، وأولهم عوائل وذوو الشهداء وبالرفيقين د. صالح ياسر (أبو سعد) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والرفيق ابراهيم صوفي (أبو تارا) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق، وبالوزير المفوض بالسفارة العراقية الدكتور حكمت داود جبو، وأعضاء سفارة جمهورية العراق في السويد، وبممثلة الملحقية الثقافية في السويد السيدة أيمان، وبممثلي كافة الأحزاب والقوى السياسية العراقية والأجنبية ومنظمات المجتمع المدني، بعدها وقف الجميع حدادا على أرواح شهداء الحزب والوطن.

 

ثم ألقيت كلمة بأسم عوائل الشهداء ألقاها السيد نديم فزع جاء فيها:
((صار الرابعُ عشرَ من شباط من كلِ عام ومنذ العام 1949، يومَ استشهد قادة ُ الحزب الأماجد: يوسف سلمان "فهد" وحسين الشبيبي وزكي بسيم، يوما فارقا بمعنى الشهادة وبذل النفس، ويومَ الوفاء لمناضلين غادرتنا ابدانهم ولكنهم خالدون في ضمير وعقول بنات وأبناء شعبنا بمأثرتهم التي ما بعدها مأثرة. إن الوفاءَ لعهد شهداءِ الحزب والشعب، شهداءِ الحركة الوطنية العراقية هو تكريمُهم وتعويضُ عوائلهم وبما يليق بهذه التضحيات الجسام، وأن ينعم شعبنُا بكافة إثنياته و طوائفه  بذات حقوق المواطنةِ المتساوية وبخيراتِ وطننا العزيز الوفيرة، ولم يعد مقبولا وبعد كل هذه التضحيات الجسام ان لا يجني شعبـُنا  ثمرة َنضال وتضحيات أبنائه البررة. وعلى من منحهم شعبنا ثقته ان يبرروا هذه الثقة والسعي لبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي المنشود عبر نبذِ المحاصصة الإثنية الطائفية وكلِ ما لحق بالعملية السياسية من ادرانها و مخاطرها على حاضر ومستقبلِ شعبنا ووطننا.))



بعد ذلك قدمت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق د. كريم حيدر ومما جاء فيها:
((وإن كانت تلك البداية ُفقد إستمر عطاءُ الشيوعيين متدفقا كينبوع ٍ للحياة، معمدا بالدم، فكان الرفاق سلام عادل وحسن عوينة ومحمد حسين ابو العيس وجورج تلو ومعهم الصفوة من خيرة مناضلي شعبنا مَن وقف ضد الفاشست مقدمين أبهى صورَ النضال ِ والتضحية، حيث كانت لوقفتِهم تلكْ وتضيحتِهم الجسيمةِ صورةٌ أذهلت الطغاة َأنفسَهم، وقدمت للعالم ِأجمع نموذجَ الشيوعيين العراقيين الذين لا يرتضون بالظلم لشعبهم ويُوقفون زحف الطغاة بدمائهم الزكية، وبالمبادئ  الشيوعية السامية، ولتستمر المسيرة ويبقى عطاء الشيوعيين نهرا دافقا بالحياة لا توقفه منعطفاتُ البعثِ الفاشية ولا طوارقُ الظلام، ولا كلُ أنواع ِالارهابِ والعسف مهما حمل من هوية ولون، فتقدمَ المسيرة َمرة ًأخرى فتيةٌ شيوعيون قالوا لا لحياةٍ بلا كرامةٍ إنسانيةْ ولا لوطنٍ تحكمه النزعاتُ الساديةْ، فكان ستار خضير ومحمد الخضري وعبد الامير سعيد مقدمة َالرتل تبـِعتهم أسماءٌ نيرة ٌفي النضال والتضحية والمجد فعبرت القافلةُ بصباح الدرة وصفاء الحافظ وعايدة ياسين وسحر عبد المجيد واحمد الهاشمي وخالد حسين إطيمش وبتول الخزاعي وجبار نعيم ورعد ثجيل وياسمين الشيخ وعلي رحيم وفاضل الخليلي، والمئاتِ من أنصار الحزب في كردستان، أبو كريم، أبو علي النجار، أبو رؤوف مجيد السهلاني، كاميران، أبو رزكار، أبو سحر، وخضر كاكيل، وبيا صليوه، وأبو أيفان والمئات من أسماء النجوم التي مازالت تضيئُ سماءَ الوطنْ وتؤرخُ لحقبةِ نضال ٍعسير ٍكانوا هم الركائزُ الاقوى في إسقاط الدكتاتورية))  ومما جاء في ختام الكلمة ((والعراق يعيش اليوم ظروف صعبة على مختلفِ الاصعدة، حيث الاستعصاءاتُ السياسية والازماتُ المتتالية نتيجة َنظام المحاصصة المقيت، ما أحوجَنا أن نستلهمَ القيمَ والمُثلَ التي ضحى من أجلها شهداؤنا الابرار، وأن نصونَ ذلك السفرَ الكفاحيَ المجيدْ لحزبنا المناضل بالتصدي لكل القيم والمشاريع التقسيمية، مؤكدين  سعيَ حزبـِنا نحو البناء الديمقراطي في عراقٍ  فيدرالي موحد، يضمن الحقوقَ الانسانيةَ لكل أبناء شعبـِنا بلا تمييزٍ  يقوم على العرق أو الدين أو المذهب أو أي أساسٍ آخرَ غيرِ إنساني. لقد طرح حزبُنا الشيوعي العراقي من قبل ويطرحُ اليوم مشاريعَهُ الوطنية َالتي تضمن تخليص بلدنا من آثار الدكتاتورية البغيضةْ ومخلفاتِ الاحتلالْ وإنهاءِ نظام المحاصصةْ، الذي أثبتت التجربة بما لا يقبل الشك إنها وراءَ كل ِالازمات ِ والتخلفِ والتردي المريع في كل الخدمات. نحن الشيوعيين العراقيين ماضون في النضال على خطى من سبقنا من الرواد في سبيل تحقيق شعار "وطن حر وشعب سعيد".))



أما كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني / العراق في السويد فقدمها الرفيق طارق، وتناولت نبذة من تاريخ الحزب ومسيرته النضالية من أجل الديمقراطية في جميع أنحاء العراق،  ومما جاء فيها:
((تمر اليوم الذكرى الـ 63 لأستشهاد قادة الحزب  الشيوعي العراقي، الذين ضحوا بحياتهم من أجل وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيد، لقد ناضل الحزب طيلة هذه السنوات من أجل العدالة والمساواة والحق، لكن للأسف ظروف العراق اليوم لا تبشر بالخير، ولا تزال الفوضى سائدة في كل مكان ولا يزال هناك ضعف بالخدمات الأساسية والخدمية في كردستان، ونشاهد التمييز في الخدمات والتعويضات، وهنالك فساد مستشر في دوائر الدولة، أننا نناضل من أجل الحريات الديمقراطية وتحرير المرأة ومساواتها مع الرجل، فهنالك قمع لحريات المرأة في كردستان، مما تضطر فيه المرأة الى الأنتحار، نأمل من الحكومة الأهتمام بهذه القضية...)).
 

بعدها قدم السيد علي الربيعي كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد، التي حيت نضال الشيوعيين العراقيين، وأشادت بالتضحيات الجسام وبالقضية التي نذر هؤلاء الأبطال الأماجد أنفسهم من اجلها، ومما جاء فيها ((تحية نضالية معطرة باريج الشهادة والشهداء، جميل ان يستذكر كل فصيل وطني عراقي نضالاته وتضحيات كوادره من اجل رفع هامة الوطن عاليا ورفرفة رايته خفاقة وبكل ثقة واعتزاز .. وجميل ايضا استذكار شهدائه ومضحيه ليبقى ذكرهم خالدا، ولتكريس القيم الرفيعة التي كانوا يحملونها، وبهذه المناسبة تتقدم هيئة الاحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد بازكى ايات التضامن مع  الحزب الشيوعي العراقي على سفر تاريخه النضالي الكبير والواسع، وعلى قوافل الشهداء التي قدمها من اجل تعبيد الطريق لما يعيشه العراقيون اليوم، ولانشك  ادنى شك ان الحزب الشيوعي العراقي لايزال يواصل نهجه النضالي المشرف خدمة للعراق في تاريخه الحضاري المجيد، وخدمة للانسان العراقي الذي لقي الوان المصاعب وأشد البلايا في مسيرة نضاله الطويل..).


 أما كلمة هيئة التضامن للقوى الكردية والكردستانية التي القاها الاستاذ آزاد جكرمون  فقد أشادت بدور الشيوعيين ونضالهم جنبا إلى جنب مع إخوانهم في كردستان من أجل عراقٍ حر ديمقراطي مضحية بالغالي والنفيس من اجل قضية الشعب ومصالحه العليا ومدافعة حتى الاستشهاد عن قضايا الشعب العادلة في الحرية والعدالة والمساواة ومن اجل تحرير العراق من الهيمنة والتبعية، وأكدت الكلمة على ضررورة مواصلة النضال من أجل عراق حر مزدهر.
 

 و للأنصار الشيوعيين كلمتهم التي القاها الرفيق جابر، والتي أشادت ببطولات وتضحيات الشهداء الأنصار مع رفاقهم، وما سجلوه من مآثر كبيرة ستذكرها الأجيال بفخر وأعتزاز، ومما جاء في الكلمة، ((أنه يوم للفخر بكوننا جزء لا يتجزأ من هذا التراث النضالي العظيم لحركتنا الوطنية المناضلة، لهذه الحركة التي بذلت الغالي والنفيس وقدمت الشهيد تلو الآخر، ليس حبا بالموت بل إدراكا واعيا منا ونحن الأكثر عشقا للحياة بضرورة أن نسترخص الدم الغالي من أجل أن يعيش البشر بحرية وكرامة وعدل، ومن أجل أن تعود للإنسان آدميته المستلبة....)).


وكان الشعر حاضرا حيث قدمت السيدة وئام الملا سلمان أحدى قصائدها، وقدمت السيدة نرمين نجم الدين مامو قصيدة عن والدها المناضل وأستذكارا  وتمجيدا لشهداء الحزب، كانت كلمات جميلة ودافئة، وتعبير عن الوفاء لعطاء الشهداء.
 

كما وصل الحفل عدد كبير من البرقيات التي تشيد بنضالات الحزب وتمجد شهدائه الأبرار.
من هذه البرقيات:
1ـ حزب تودة الأيراني.
2 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني / لجنة محلية السويد.
3- لجنة تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في السويد.
4 ـ مكتب المجلس الأعلى الأسلامي العراقي في السويد.
5- الحركة الديمقراطية الآشورية قاطع أسكندنافيا.
6- رابطة المرأة العراقية في السويد
7 ـ الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي
8 ـ المجلس الصابئي المندائي في السويد.
9 ـ اتحاد الجمعيات العراقية في السويد.
10 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم.
11 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم.
12- شبكة المرأة الكردية الفيلية في ستوكهولم.
13- جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد.
14 ـ الحركة النقابية الديمقراطية في السويد.
15- سكرتارية التيار الديمقراطي العراقي.
16- فرقة مسرح الصداقة.
17 ـ جمعية طيور دجلة.
18 ـ لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم
 في نهاية الحفل تم تقديم الزهور الحمراء لعوائل الشهداء والشكر لجميع الحضور.


407

ستوكهولم: هموم الثقافة العراقية في حوار بين وزارة الثقافة والمثقفين العراقيين
 
ان صراع الهويات أدى ويؤدي الى تشتت العراق، وتظل الثقافة الخندق الأول والأخير كي نقاتل من أجل وحدة الوطن لنعيد هويتنا العراقية المشتركة

   


محمد الكحط – ستوكهولم-

أستضاف اتحاد الجمعيات العراقية في السويد ونادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم يوم الجمعة المصادف 27 / 01 / 2012 الأستاذ عقيل أبراهيم المندلاوي مدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة العراقية في حوار من أجل تعزيز العلاقات بين المؤسسات الثقافية داخل العراق وخارجه ودور المركز الثقافي العراقي المزمع افتتاحه في الدول الاسكندنافية في العاصمة السويدية ستوكهولم، وبحضور نخبة من المثقفين العراقيين، وفي معرض حديثه أشار الأستاذ عقيل أبراهيم المندلاوي الى توجه الوزارة لأعادة الحياة للتواصل الثقافي مع المثقفين العراقيين أينما وجدوا ونشر الثقافة العراقية، وأحياء المراكز الثقافية العراقية في الداخل والخارج، وبهذا التوجه تم أفتتاح بعض المراكز المهمة في الدول التي تتواجد فيها جالية عراقية كبيرة منها فرنسا وبريطانيا وأمريكا والسويد، وبخصوص زيارة وفد الوزارة للسويد هي من أجل هذه الغاية للأشراف على فتح مركز ثقافي عراقي وأختيار المكان المناسب له حيث يفضل ان يكون سهل الوصول اليه من قبل الجميع وسط العاصمة السويدية، كما أشار الى أن المركز سيكون بيتا للعراقيين جميعا بكافة تلاوينهم وسيكون له هيئة استشارية تضم نخبة من الأختصاصيين والفنيين والأكاديميين والمثقفين، فهم أدرى بواقع هذه البلدان ناهيك عن أن مثقفي المهجر قد قدموا إبداعات يشار اليها بالبنان، ومن أهداف المركز الثقافي هو رعاية النشاطات الثقافية المختلفة للمهاجرين العراقيين وتعزيز الصلات الثقافية والتبادل الثقافي بين المثقفين العراقيين والسويديين، وهناك تعاون ثقافي كبير بين العراق والدول الغربية مما شجع على عقد أتفاقيات ثقافية معهم، وأبرز مثال على ذلك هو ما قد تم الموافقة الرسمية عليه من قبل وزارة الخارجية السويدية حيث تم اعلام السفارة العراقية مؤخرا وبعد جهودها المضنية بالموافقة على إعطاء صفة دبلوماسية للمركز الثقافي العراقي وهي ثمار جهود ومناقشات ومفاوضات السفارة، كما هو أعتراف بأهمية الدور الثقافي والإبداعي للجالية العراقية وعطائها الكبير، كما تضمن القرار الموافقة على فتح فروع وممثليات لهذا المركز في مختلف أنحاء السويد، كما سيكون المركز منطلقا للتواصل الثقافي بين المثقفين العراقيين أينما كانوا، من خلال الدعوات المتبادلة والمهرجانات المشتركة والاحتفالات التي تقام، والتعرف على التجارب المختلفة.
 كما سيتم التوجه الى الجالية العراقية في الدنمارك والنرويج ومستقبلا فنلندا، والنشاطات ستكون شاملة لكل مجالات الثقافة، ونشر ثقافة حقوق الإنسان ومكافحة العنف ضد المرأة وصيانة حريتها، ونشر ثقافة التسامح، وستكون هنالك أيام ثقافية موزعة على عدة مدن سويدية، تقدم فيها نشاطات إبداعية وفكرية.
 كما سيساهم المركز بدعم نشر مؤلفات المثقفين العراقيين، ويمكنه دعوة المستشرقين والمثقفين السويدين، للنشاطات الثقافية المختلفة.
 
كما تم دعوة الوزير المفوض في السفارة العراقية، الدكتور حكمت داود جبو ليتحدث عن المركز الثقافي، حيث عبر عن سعادته بلقاءه الأول مع الجالية العراقية في ستوكهولم، مشيرا الى دور المثقفين العراقية وسعيهم الدؤوب على نشر الثقافة العراقية لتنهض من سباتها وركودها، حيث شهدنا سابقا تراجعها ومعاناة المثقفين من ذلك، لكننا ننظر دائما بأمل مستمدين من الإرث الحضاري الذي نكتنزه، فالثقافة العراقية حية، وكان للمهاجرين من المثقفين العراقيين دور كبير في الحفاظ على ثقافتنا الإنسانية، واليوم هم يعزفون مع مثقفي الداخل ومن خلال المراكز الثقافية وبعطائهم نوتات نشيد الثقافة العراقية في لغة تواصل إنسانية مع العالم، ولدينا ما نعطي، ضمن شعارنا وهو رفع شأن الثقافة العراقية، لغة الشعوب المحبة للسلام.
 كما تحدثت الدكتورة بتول الموسوي رئيسة الدائرة الثقافية العراقية في السويد، وأوضحت دور وزارة التعليم العالي، وهو التواصل مع المؤسسات الأكاديمية والطلبة العراقيين الذين يواصلون دراستهم في السويد، لكن مع ذلك فالملحقية الثقافية تحضر وتدعم أي نشاط يصب في خدمة الشعب العراقي، وأكدت أن المراكز الثقافية هنا عبارة عن شركات، أما المركز الثقافي العراقي، فسيكون واجهة دبلوماسية مهمة وهو أنجاز كبير. كما باركت أبداعات المثقفين العراقيين، وعبرت عن تفائلها ان يكون المركز الثقافي بيتاً للعراقيين ولا يحمل صفة سياسية، ولتكن الثقافة عامل جمع العراقيين جميعا، وأكدت اننا يداً بيد لنجاح عمل المركز.
 
أول المتحدثين من الحضور دعا الى الوقوف دقيقة صمت حدادا على روح شهيد الثقافة العراقية كامل شياع. كما طرح العديد من المثقفين همومهم وتساؤلاتهم منها، أن المثقف مشروع نقدي كيف سيتم ممارسة هذا الدور من خلال مركز ثقافي تابع للحكومة، هل سيحد ذلك من مشروعه، أم سيكون حرا في نقده. ان صراع الهويات أدى ويؤدي الى تشتت العراق، وتظل الثقافة الخندق الأول والأخير كي نقاتل من أجل وحدة الوطن لنعيد هويتنا العراقية المشتركة، هل قامت وزارة الثقافة بوضع أسس لثقافة عراقية.؟
 علينا أستعادة ريادة الثقافة العراقية التي فقدناها في المجال العربي والعالمي. مدى أمكانية الأستفادة من تجربة المراكز الثقافية العربية في باريس ولندن. هل سيقوم المركز بدعم الفرق الفنية الموجودة ونشاطها..؟
 الطموح بأن يعكس المركز جميع مجالات الثقافة العراقية وجميع ثقافات الشعب العراقي دون تهميش لطرف ما، بعيدا عن الحساسيات الطائفية والعرقية والأثنية. ضرورة الاهتمام بثقافة الطفل والمرأة. إشاعة الشفافية والروح الديمقراطية والحرية في عمل المركز، والعمل دون إملاء من طرف ما، وفسح المجال ليعبر المثقف عن أفكاره منطلقا من الأمان والزهو، وليس الرجوع الى السلفيات، السير مع الواقع الحضاري وليس الى الخلف. ننتظر جهود ثمار هذه الجهود الجميلة، فقد رفع المهاجرون شأن الثقافة العراقية عاليا ولبت النداء، وستخسر الوزارة لو تجاهلت هذا النداء، فقد تعودنا سابقا أن تكون مراكز الثقافة أوكارا حزبية، طيلة 35 سنة من الحكم الفاشي، ثم تلتها ثمان سنوات من التصفية شملت مبدعين وسرقت أعمال نادرة لا تقدر بثمن، خصوصا لمثقفين رحلوا، أي آلية لدى وزارة الثقافة ستستوعب كل هذه التراكمات...؟
 وغيرها من الطروحات والهواجس، وقد أجاب عنها الأستاذ عقيل المندلاوي، مع حوار صريح، مشيرا الى الظروف الصعبة التي يمر بها العراق الآن.
 كانت أمسية حوارية عبر فيها المثقفون عن هواجسهم وأفكارهم وهم في انتظار أن تنطلق شعلة جديدة لأنارة الثقافة العراقية وهي المركز الثقافي، فهل سيكون كذلك...؟
 


408
الرفيق د.صالح ياسر في ندوة سياسية:  الأزمة الحالية هي أزمة نظام حكم وليس أزمة حكومة


   
   
طريق الشعب – ستوكهولم-
 أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، ندوة سياسية جماهيرية عامة ضيفت فيها الرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، للحديث عن مستجدات الوضع السياسي في البلاد، يوم السبت 28 كانون الثاني الماضي في ستوكهولم، حضرها جمهور متنوع من أبناء وبنات الجالية العراقية في السويد، كما حضرها الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت جبو. وبعد الترحيب بالحضور وبالرفيق الدكتور صالح ياسر (أبو سعد) من قبل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، اعطيت الكلمة للرفيق الذي اشار في البداية الى انه سيركز حديثه حول ثلاثة محاور هي: المشهد السياسي الراهن وعلائمه المميزة، تعمق الأزمة الحالية وتنوع محاولات البحث عن مخارج وحلول لها، والتحضيرات لعقد المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي.
  وبخصوص المحور الأول أشار الرفيق (ابو سعد) الى ان ما يميز المشهد السياسي الحالي هو انه تتنازعه حالات متكررة من الاستعصاء السياسي ناجمة بالاساس عن الصراع المحتدم بين القوى المتنفذة حول السلطة والثروة والنفوذ؛ وحول شكل ومحتوى الدولة العراقية الجديدة التي بدأت بالتشكل بعد 9/4/2003، مما يجعل من هذا المشهد مجالا مغلقا الى حد ما، يعيد انتاج نفس الأنساق السياسية القائمة. ويعود الاستعصاء السياسي المتكرر، إلى جملة عوامل من بينها عاملان مهمان للغاية هما:
1- غياب الإرادة السياسية لدى القوى المتنفذة.
2- غياب اعتماد مبدأ اقتسام السلطة على قاعدة الديمقراطية والمشاركة الحقيقية في صنع القرار، بعيدا عن نظام المحاصصة الذي يحدد الادوار سلفا.
لهذا فقد أعطت التطورات السياسية التي عرفتها البلاد منذ 9/4/2003، وعبر كل التجارب الانتخابية والاستشارية، ديمقراطية ناقصة، مشوهة، لأن طبيعة وبنية السلطة في العراق والتوازنات التي تحكمها تجعل منها غير قابلة للتداول بالمعنى الديمقراطي الصحيح. فما زال نظام المحاصصة السياسية هو الساري بدلا من الارتكان على الهوية الوطنية.
وبالمقابل وارتباطاً بالتطورات السياسية في العالم والمنطقة وما شهدته العديد من البلدان العربية ومنها بلادنا من حراك اجتماعي واسع من جهة، و انسحاب القوات الامريكية في نهاية عام 2011 وما خلفه هذا الانسحاب من تحديات جدية، اضافة الى عدم تبلور بدائل حقيقية للخروج من الازمة لاحظنا تدهور العلاقة بين "الشركاء" في الحكومة، وبين الكتل السياسية الحاكمة والمتنفذة، وفي داخل الكتل ذاتها وانفجارها مما أضفى على الوضع السياسي المزيد من التعقيد، ومن مظاهره هذا، الصراع بين اكبر قطبين هما القائمة العراقية ودولة القانون.
 ان تفاقم الصراع بين الطرفين وبلوغه المديات التي وصلها اخيراً هو في واقع الامر تجل آخر لتعمق ازمة نظام الحكم من جهة، كما انه صراع يدور في واقع الامر بشأن الهيمنة والنفوذ وانتزاع المزيد من المكاسب.. انه صراع لتعزيز نظام المحاصصة واعادة انتاجه في حين تحتاج البلاد الى بديل اخر، بديل عابر لنظام المحاصصات الطائفية والاثنية هو البديل الوطني والديمقراطي في آن.
علما ان الصراع الدائر اليوم ليس وليد الساعة بل يعود الى نتائج الانتخابات ونظام المحاصصة التي تم اعتماده، أما قضية الهاشمي والمطلك والعراقية وانسحاباتها من البرلمان والحكومة، ماهي إلا مظاهر ونتائج الى السبب الرئيسي. قضية الهاشمي لها بعدان: قضائي وسياسي، يجب أن تحل قضائيا من خلال التمسك بالدستور واستقلالية القضاء ليأخذ على عاتقه انجاز هذه المهمة المتداخلة والحساسة، بأفضل صورة ممكنة ، مع الأهمية القصوى لتأمين العدالة والنزاهة والحيادية وعدم تسييس عمل القضاء. اما جانبها السياسي فانها لا تخرج عن اطار الصراع بين القائمتين المتنفذتين، والأزمة الحالية تعكس كذلك الفهم الخاطئ لإدارة الدولة والانفراد بالسلطة وتهميش الآخرين، وكذلك سوء تصرف القوى السياسية المختلفة بهذه القضية.
وفي معرض تلخيصه لهذا المحور اكد الدكتور صالح ياسر على ان الوضع الحالي وما يحمله تطوره من مخاطر وتحديات يحتاج الى مزيد من التصرف الصحيح مشيرا الى ان حزبنا يؤكد على ضرورة المرونة السياسية واخضاع المصالح الحزبية الضيقة للمصالح العليا لشعبنا ووطننا، ويدعو الى تجنب خلط الأوراق. ولابد من ابتعاد الأطراف المتصارعة وخصوصا المتضررة سياسياً، عن التشنج والتعامل بردود أفعال متسرعة من جهة، ومن أطراف الحكم المقررة الابتعاد عن لغة التهديد من جهة ثانية.
 وفي المحور الثاني تطرق الرفيق أبو سعد الى طبيعة الازمة وتعدد المخارج والحلول الممكنة، حيث أشار الى أن بلادنا وشعبنا أمام ازمة متفاقمة وهي حالة خطيرة جداً، والمطلوب معالجات ملموسة تنطلق من المصالح العليا للبلاد، حيث الابقاء على الوضع الحالي كما هو غير مقبول ويحمل الكثير من المخاطر ومحاولات اللجوء الى خيارات غير ديمقراطية.
 البلاد، اذن تمر في ازمة عمقية لكن لا بد من التذكير ان هذه الازمة ليست بنت اليوم، بل ينبغي وضعها في سياقها الصحيح وذلك بالعودة الى 2003 وسقوط النظام الدكتاتوري والأسس التي قامت عليها العملية السياسية، بالاستناد الى المحاصصة الطائفية والقومية، هي أس المشكلة وجذرها الرئيسي.
 ان تعمق الأزمة والتراشق وافتعال المشاكل بين القوى المتنفذة وانفجارها الآن يثير الكثير من الاسئلة في شأن توقيتها ودوافعها والغاية منها. فهي تاتي في ظروف تصاعد الضغوطات والتدخلات الخارجية وخصوصا بعد جلاء القوى الاجنبية من العراق، في الوقت الذي يفترض ان يكون ذلك نصرا لارادة شعبنا وقواه الوطنية، كما أن المصاعب جاءت في إطار الخروقات الأمنية والعمليات الإرهابية خلال الفترة الأخيرة، وغيرها العديد من الاسباب والعوامل.
 وفي مواجهة الازمة بسماتها وتجلياتها العديدة وما تطرحه من تحديات خطيرة، وفي اطار البحث عن مخارج وحلول للازمة البنيوية شهدت الساحة السياسية طرح العديد من المبادرات توقف الرفيق (ابو سعد) عندها بالتفصيل.
المبادرة الاولى:
الحوار الوطني الشامل
مذكرة الحزب الشيوعي العراقي

كان حزبنا مبادرا لطرح فكرة الحوار الوطني الشامل، وقدم مذكرة قامت على أربعة أركان:
 الركن الاول: تشخيص الواقع بعناصره الاساسية ومن بينها:
 - أوضاع عسيرة وصعوبات كبيرة.
-  تدهور أمني جدي.
-  تفاقم معاناة السكان جراء سوء الخدمات، وندرة فرص العمل، ومشاكل معيشية وحياتية واقتصادية متزايدة.
 - استشراء الفساد واستفحاله بصورة نادرة المثال حتى على المستوى الدولي وبما يهدد عملية البناء السياسي والاقتصادي واعمارالبلاد.
 -  تفاقم أزمة نظام الحكم، وتعمق أجواء عدم الثقة بين الكتل السياسية النافذة، واشتداد التراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة بين ممثليها.
الركن الثاني:
تشخيص طبيعة الازمة
- الأزمة بنيوية متعددة الصعد.
- ان دور رجال الحكم والساسة المتنفذين، اصبح مقتصرا على ادارة هذه الازمة، بل تحول بعضهم الى مولـّدين لها، بدلا من بذل خطوات لتجاوزها.
 - وبهذا المعنى فانها – أي الازمة الراهنة - تعبير عن ازمة نظام حكم، اكثر مما هو تعبير عن ازمة حكومة بذاتها، وانها ازمة عميقة تضرب جذورها في الاسس التي اعتمدت في اعادة بناء الدولة ومؤسساتها، وفي تشكيل الحكومات المتعاقبة منذ 9 نيسان 2003، وهي الاسس الطائفية والاثنية، بدلا من اعتماد معايير المواطنة والكفاءة والخبرة والنزاهة، واحترام الديمقراطية والتطور السياسي السلمي في العراق الديمقراطي الاتحادي، مثلما نص عليه الدستور العراقي.
الركن الثالث:
تشخيص السبب الرئيسي للازمة وأسّها: نظام المحاصصات
نظام المحاصصات الطائفي - القومي وما ترتب عليه من استحقاقات وآثار هو سبب الازمة، فالخلل يكمن إذن في بنية السلطة وفي طبيعة المشاريع والاستراتيجيات التي طبقت بعد 2003 والتي لا يمكن أن تنتج غير هذه البنية.
الركن الرابع:
عناصر رؤية الحزب للتغلب
على الازمة

 ان رؤية الحزب الشيوعي للتغلب على الازمة البنيوية الراهنة تنطلق من ضرورة تدشين حوار وطني شامل يتوّج بعقد مؤتمر وطني عام. وحتى ينجح الحوار فلابد ان يرتكز على العناصر الاتية:
 - ان لا يكون عائما من دون ضفاف ولا اهداف.
-  اقرار الجميع بان الخروج من الازمة يحتاج الى ادوات وقوى تتجاوز بنية المحاصصة والتوازنات السياسية الحالية، مما يعني انه لا حل للازمة في اطار تركيبة الحكم الحالية التي تعاني من تناقض بنيوي.
 - ولهذا فان مهمة المؤتمر الاساسية يجب ان تتجلى بإجراء مراجعة جذرية للأسس التي قامت عليها العملية السياسية، أي عملية اعادة بناء الدولة منذ 2003، وتحقيق تغيير جذري بانهاء نظام المحاصصة الطائفية والقومية، ووضع قواعد جديدة تؤسس لبناء دولة المواطنة والحريات وحقوق الانسان والقانون والعدالة الاجتماعية، أي الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، نقيض وبديل نظام المحاصصات البغيض.
 - وهذا يتطلب تجنب استثناء او تهميش اي طرف من الاطراف التي ناهضت الدكتاتورية او تجاهله، او الاصرار على ممارسات اقصائية، لن يجدي نفعا ولن تؤدي الا الى المزيد من الازمات.
وتجنبا لتلك المنزلقات والمخاطر يدعو الحزب الى التفكير ببدائل حقيقية للوضع القائم، يمكن لها ان تضع تطور البلاد على السكة الصحيحة.
احد البدائل التي تشيع بين الإطراف المتصارعة ولا ترفضها هو إجراء انتخابات نيابية مبكرة بالعودة الى المادة (64) من الدستور، يمكن لنتائجها ان تحرك الاجواء والتوازنات القائمة، وتدفع الى نشوء تركيبة حكم جديدة. ومن رأينا ان هذا الخيار هو الامثل والاسلم، كونه خيارا سلميا ديمقراطيا يجنب البلاد مخاطر المتاهات العنفية ونتائجها الوخيمة.
 أما طرح فكرة حكومة أغلبية، فالحزب يعتقد أن ذلك لا ينتج إلا مزيدا من التعقيد والصراعات، الطريق الصحيح هو أن يجلس الجميع للحوار للوصول الى مشتركات تسمح بالسير بالعملية السياسية، ولا طريق آخر غير الحوار وعدا ذلك فان الخيارات اللاديمقراطية هي البدائل، لذا فان الحزب يدعو الى التفكير العقلاني الصحيح للتغلب على المشكلات.


فكرة المؤتمر الوطني الشامل
المذكرة المقدمة من الحزب وما قمنا به من زيارات لشرحها حركت المياه الراكدة. فقد شهدت الفترة القريبة الماضية انطلاق دعوات من معظم احزاب وشخصيات الطيف السياسي وقواه الفاعلة، إلى الحوار واللقاء بين الاطراف السياسية المؤسِسة والمشارِكة في العملية السياسية. وطرحت فكرة المؤتمر الوطني الشامل او الواسع، لكن المساعي تعثرت لعقده، فبعض القوى تريده مؤتمر صفقات وتسويات، ثم تعود بعد فترة دوامة المشاكل من جديد مما سيعني عدم حل الازمة بل اعادة انتاجها أي اعتماد سياسة الهروب الى الامام. فرغم أن الجميع وافقوا على عقد المؤتمر، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل كما يقال.. حيث لاحظنا بروز جملة اسئلة: من يدعو للمؤتمر؟ من أي قوى سيتشكل...؟ وما هيّ نوعية الملفات التي سيدرسها ويناقشها...؟ مكان عقد المؤتمر؟ البعض يريد طرح فقط المشاكل الحالية والاتفاق عليها مع الابقاء على نظام المحاصصة، نحن نركز على جوهر المشكلة لا على مظهرها.
ما يثير الانتباه هنا ثمة ملاحظة جديرة بالابراز وهي التزامن بين العمل التحضيري لانعقاد المؤتمر الوطني الواسع من ناحية، وتصعيد في التوتر بين القوى السياسية المتنفذة في البلد من جهة اخرى. كما لاحظنا بروز مظاهر من التحشيد الطائفي وبروز نشاط للميليشيات مما يهدد بتدهور أمني.
 كل ذلك شجع الدول المجاورة على التدخل السافر بشؤون العراق كتركيا وأيران ودول مجلس التعاون الخليجي، والتواجد الأمريكي في الخليج والتهديدات الايرانية بغلق مضيق هرمز.. الخ. كل هذه المظاهر، وغيرها ايضا، تجعل من عقد المؤتمر الوطني ونجاحه امرا صعب المنال، لكننا نطمح حالنا حال أبناء وبنات شعبنا الى أن ترتقي القوى السياسية، وخصوصا المتنفذة منها، الى مستوى المخاطر المحدقة.

التيار الديمقراطي وفكرة المؤتمر الشعبي العام
من اجل رؤية ديمقراطية بديلة لحل الأزمة
ومن جهة اخرى توقف الرفيق (ابو سعد) عند الخيار الذي طرحه التيار الديمقراطي لحل الازمة. فعلى اساس تحليل عمق للاوضاع وتطوراتها وعجز القوى المتنفذة عن خلق الارضية المناسبة للحوار، توصل التيار الديمقراطي الى ان كل الحلول المطروحة من طرف هذه القوى لاتخرج البلاد من اس المشكلة. ولهذا من الضروري البحث عن حلول اخرى تراهن على القوى الشعبية، وان يعاد الاعتبار للعملية السياسية ، على اساس المواطنة ونبذ المحاصصة.
وفي ضوء ذلك دعا التيار الديمقراطي إلى مؤتمر شعبي عام تحت شعار (المؤتمر الشعبي العام: من اجل رؤية ديمقراطية بديلة لحل الأزمة)، لبحث واقع الأزمة السياسية في البلاد وفي العملية السياسية وايجاد رأي عام وشعبي ضاغط باتجاه الحلول التي تجنب البلاد مزيداً من التدهور والعمل على اصلاح العملية السياسية بعيداً عن نهج المحاصصة الطائفية –الأثنية.
وتهدف مبادرة التيار الديمقراطي إلى تحقيق اوسع مشاركة سياسية وشعبية من القوى والشخصيات ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات النقابية والمهنية وغيرها من الكيانات والهيئات الشعبية.
 علما انه عقدت اجتماعات عدة في هذا الشأن لأعضاء في اللجنة العليا للتيار الديمقراطي ، وكذلك المكتب التنفيذي والسكرتارية. وتوجت تلك النشاطات بان عقد في يوم 21/1 الاجتماع الموسع والذي دعا له التيار الديمقراطي والذي حضره العشرات من الخبراء ولاختصاصيين في الاقتصاد والسياسة والمجتمع إضافة إلى قادة المنظمات المهنية والنقابية وبقية منظمات المجتمع المدني، لمناقشة الأزمة السياسية القائمة في العراق وعبر المشاركون فيه عن قناعتهم بضرورات الإلتزام باستحقاقات وطنية ثابتة لإخراج البلاد من الأزمة الشاملة، التي من مظاهرها الأزمة السياسية القائمة.
 كما شكـّل الاجتماع لجنة تحضيرية تتولى اعداد ورقة نهائية ستطرح على المؤتمر الشعبي الذي من المؤمل أن ينعقد في شهر شباط 2012م.
 وبخصوص المحور الثالث، أكد الرفيق د. صالح ياسر أن الحزب أنجز دراسة الوثائق وتم اقرار المندوبين الى المؤتمر، كما تم اخيرا طرح مسودة الموضوعات السياسية للمناقشة ولاغنائها من قبل الجميع، وسيعقد المؤتمر بأقرب فرصة ليكون محطة نوعية في حياة الحزب. وبهذه المناسبة دعا الرفيق (ابو سعد) اصدقاء الحزب ومؤازريه، والسياسيين والباحثين والكتاب والناشطين والسياسيين.. الخ، ممن تعز عليهم قضايا الشعب والمستقبل الديمقراطي الحقيقي لأبنائه وبناته، الى مناقشة الموضوعات السياسية على غرار ما جرى عندما نشر الحزب مسودتي برنامج الحزب ونظامه الداخلي. كما عرض الرفيق بشكل مكثف الابواب الثلاثة التي تألفت منها الموضوعات السياسية: الوضع الداخلي، الوضع العربي، والوضع الدولي والخلاصات الكبرى التي توصلت لها الموضوعات في كل من الابواب الثلاثة.
 وبعد استراحة قصيرة تم فتح حوار مع الجمهور الذي طرح العديد من التساؤلات، منها ضرورة ان يأخذ الحزب دوره الريادي والفعال ويفرض وجوده في المؤتمر الوطني الشامل، كذلك حول مسألة وعي الشعب العراقي، وهل سيكون هنالك تغيير في هذه الظرف فيما لو حصلت انتخابات، فالوعي الجماهيري مازال قاصرا عن اختيار من يمكنه أن يخدم مصالحهم، والقوى المتنفذة تنبذ اعلاميا سياسة المحاصصة، لكنهم يريدونها ويسعون لها، كما تم طرح مشكلة الأقتصاد العراقي الأحادي الجانب والريعي، مما قد يتعرض الى مشاكل وأزمات، والحاجة الى تشكيلة أقتصادية جديدة وعداها سنظل في ظل هذه الأزمة البنيوية الحالية، كما طرح البعض كون القوى المتنفذة هي من تفتعل الأزمات والمشاكل وهي ليست مشكلة لها بل هي وسيلة لها للبقاء في السلطة والحصول على الأصوات، والحل هو رفع مستوى وعي وثقافة الجماهير، وطالبوا بالوصول الى أوسع قطاعات المجتمع من قبل الحزب والاهتمام بالوعي الثقافي للجماهير، وطالب أحد الحضور بضرورة رفع شعار (فصل الدين عن السياسة)، وهنالك من يجد ضرورة فسح المجال للشباب ليكونوا في القيادة المقبلة للحزب، ويعتقد آخر أن القيادات للقوى المتنفذة الحالية هي سبب الأزمة، فلا يمكن أن تحل بظلها، ويعتقد أن فكرة المؤتمر الشعبي العام هي فكرة متأخرة جدا، ويدعو الى حث الجماهير للنزول الى الشارع، وينتظر من المؤتمر الوطني التاسع للحزب أن يتحلى بالتفكير الجديد وصعود وجوه جديدة وغيرها من الأمور الأخرى وقد تمت الاجابة عليها من الرفيق (أبو سعد) بالتفصيل مشكورا.
 في ختام اللقاء شكرت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد الرفيق الدكتور صالح ياسر على جهوده في اضفاء الضوء على الوضع السياسي في العراق وتحليله، كما تم تقديم الشكر للحضور على مساهماتهم في إغناء الأمسية في مداخلاتهم.
 



409
ندوة سياسية للرفيق صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب

تقيم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد،  ندوة سياسية عامة للرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حول اخر مستجدات الوضع السياسي في البلاد، وذلك في الساعة الخامسة عصرا من يوم السبت المصادف 28/1 وفي الفيك (موسن هالن)/ ستوكهولم.
ALVIK MBH
Gustavslundsvägen 168 A
اهلا وسهلا بالجميع
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد - ستوكهولم

410
وزارة التعليم العالي تكرم الطالب العراقي "شليمون بنيامين"
 
الدكتورة بتول الموسوي تقدم تكريم وزارة التعليم العالي للشاب العراقي شليمون بنيامين


محمد الكحط – ستوكهولم-

أقيم حفل تكريمي يوم 24 كانون الأول2011م، للمتفوقين من أبناء الجالية العراقية، وتحت عنوان "العراق يكرم مبدعيه" ، بمبادرة من الدائرة الثقافية العراقية في السفارة العراقية في ستوكهولم وبرعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، دعيت أليه مجموعة من العراقيين المقيمين في ستوكهولم وبعض وسائل الإعلام العراقية، وبعد مراسيم الأفتتاح والترحيب بالحضور والتقديم من قبل رئيسة الملحقية الثقافية الدكتورة بتول الموسوي حول رعاية المبدعين والمتفوقين العراقيين في الخارج، تم تكريم الشاب الطالب العراقي شليمون بنيامين، الفائز بجائزة صحيفة "داكنس نيهيتر"، وهي من الصحف السويدية المعروفة، والتي تقيم مسابقة ثقافية سنوية عامة لطلاب المرحلة النهائية في الدراسة المتوسطة في السويد تشمل أسئلتها كافة المواضيع الثقافية والسياسية والفنية والعلمية وتهدف هذه المسابقة الى اكتشاف مدى اهتمام الطلبة السويديين بالمواضيع العامة، وشارك هذا العام ما يقارب ربع مليون طالب من عموم السويد ومن بين الفائزين الأوائل على مستوى المحافظات الشاب العراقي "شليمون بنيامين" من محافظة "يونشوبنغ"، وجاء ترتيبه الأول على المحافظة.
رحبت الدكتورة بتول الموسوي بالشاب المتفوق وبعائلته وتم تقديم عرض عن نشاطاته، وتمنت ان تكون هنالك هكذا مسابقات في العراق لتشجيع الشباب، ومن ثم تم تقديم هدايا التكريم له مع الأمل بأن يستمر بتفوقه ونشاطاته في كافة المجالات، وشكر الشاب العراقي  شليمون بنيامين الدائرة الثقافية العراقية في ستوكهولم والحضور كثيرا، وأهدى فوزه لكل العراقيين.

 

يبلغ "شليمون بنيامين" 16 عاما، ويقول عنه أهله وزملاؤه أنه منذ صغره أبدى اهتماما بالأمور الثقافية العامة والفنون، وحظي الفائزون البالغ عددهم 22 طالبا سويديا بحفل أستقبال من قبل الملكة "سيلفيا" في القصر الملكي في ستوكهولم وقدمت لهم الجوائز والشهادات التقديرية في يوم 10 كانون الاول- ديسمبر 2011م، وحضروا حفل توزيع جوائز نوبل في العلوم والآداب في دار الموسيقى "كونسرت هوست" في ستوكهولم.

 
شليمون بنيامين مع ملكة  السويد سلفيا
كما قام وزير التعليم السويدي "يان بيوركلوند".  بدعوتهم الى مأدبة غداء خاصة.
لقد كان للقاء الدائرة الثقافية مع المتفوقين أهمية كونه يأتي في إطار التوجه لدعم ورعاية كافة المتفوقين العراقيين في كافة المجالات، وكان من المؤمل حضور الشاب المتفوق الطالب العراقي محمد هلال غالب التميمي، ولكنه لم يحضر لأسباب فنية، وهو الذي قام بحل لغز المعادلة الرياضية الغامضة والتي بقيت طيلة 300 عاما، دون إيجاد حل لها، وقد قام الطالب العراقي بأرسال حلها الى عدة جامعات منها جامعة أوبسالا العريقة، حيث أكد صحتها البروفيسور السويدي هانس روسل، وهي تتعلق بأيجاد علاقة بين السرعة والضغط والكثافة ولا زال محمد التميمي يواصل نشاطه العلمي في مجال الرياضيات والعلوم التطبيقية، كما أنه من الطلاب المهتمين بالموسيقى والفلسفة وكرة القدم.                                  

411
خطوة الى الخلف، خطوتان الى الوراء...!!!

محمد الكحط
أنتظر شعبنا عقودا عجاف من أجل التخلص من الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة، وجاء التغيير وفرح شعبنا، رغم أن التغيير جرى بفعل عوامل خارجية بالدرجة الأولى، وعبر حرب مدمرة جاءت بالاحتلال وما نشأ عنه من معاناة، وتأملنا أن يتوحد شعبنا وقواه السياسية التي خاضت نضالا شرسا ضد دكتاتورية صدام وأعوانه، لتقوم بترتيب البيت العراقي من جديد، لتعيد لحمته الوطنية وتعيد بناء الإنسان العراقي، وتحرر العراق من الاحتلال، لبناء عراق جديد على اسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية على اسس المواطنة والولاء للعراق، ونبذ الطائفية والعرقيات والعنصرية والشوفينية، التي حاول النظام الدكتاتوري غرسها في المجتمع العراقي، من خلال حروبه التي خاضها ضد بعض مكونات الشعب العراقي، فحارب الأكراد والقوى اليسارية والديمقراطية وضربهم بالأسلحة الكيمياوية، وحارب الشيعة وقتل معظم من أنضم الى تنظيماتهم التي عارضت حكمه، وصفى شباب الكرد الفيلية بعد أن هجرهم بعملية إجرامية يندى لها جبين البشرية خجلا وعارا.
ومن المؤلم أن يتم تشكيل أول حكومة مؤقتة بقيادة المعتوه بريمر وخدمة لمصالح بلاده قام بوضع حجر أساس الدولة العراقية الجديدة على أساس المحاصصة السيئة الصيت ولتكون هذه الصيغة هي الصورة الجديدة للسياسة العراقية، ولتكون بؤرة للفساد والصراع والاحتراب الداخلي على السلطة وحجر عثرة أمام جهود إعادة لحمة الشعب العراقي الذي مزقه صدام وحزب البعث المقبور، وليتراجع النفس الوطني الى الوراء وليحل محله العرقية والطائفية والعشيرة والأقارب، وما نشهده اليوم إلا نتيجة لذلك، ومع ذلك وأزاء كل ذلك الظلم والأنتظار وقف شعبنا فرحا في طوابير الانتخابات مرتين رغم الارهاب لينتخب ممثليه، لعلهم يخدموا مصالحة ويحققوا طموحاته، وفي كل مرة يصاب بالخيبة وفقدان الأمل بالتغيير الحقيقي، وكان يأمل العراقي البسيط ان تتحسن الأمور تدريجيا، فصبر وتحمل وصوت للدستور العراقي رغم كل النواقص التي حواها وفي سبيل أن تسير العملية السياسية الى الأمام وأن لا تتوقف أو تتراجع الى الخلف، ويمكن بعدها تصحيح وتعديل الدستور بما يخدم وحدة الشعب العراقي ويحقق طموحاته، ولكن التراجع من جديد هو الذي ساد، وما زال التراجع مستمرا.
وشخص شعبنا ضرورة النضال من اجل الخلاص من الاحتلال والتواجد الأجنبي، كضرورة وطنية ووقف مع القيادة المنتخبة ولو بالتزوير، وكانت المشاكل بين القوى السياسية مستمرة والتنافس المحموم واللاشرعي واللاشريف على السلطة، وكان شعبنا يعيش بين نارين نار الإرهاب ونار الوعود والفساد الذي أستشرى في مفاصل الدولة العراقية الجديدة، ولم يحصل على شيئ وهو يرى هروب الملايين من أمواله الى جيوب مرتزقة جدد جاءوا من كل صوب، بفعل سياسة المحاصصة، هذه الآفة التي أخذت تأكل الأخضر واليابس، والوطنيون الحقيقيون لم تتاح لهم الفرصة ليساهموا في البناء، وبقي المواطن البسيط محروما من كل شيء وهو يعاني من شحة موارد العيش ولا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا رعاية صحية جيدة، وظل الوضع الأمني متدهورا، (تصور حتى الآن لم تحل مسألة الوزارات الأمنية من دفاع وداخلية، فأي حكومة هذه، وماذا نترجى منها...؟؟؟) وظل التراجع صورة مستمرة للوضع العراقي بسبب القوى السياسية التي تمسك بزمام السلطة، والتي خاب أمل شعبنا فيها.
وأنتظر شعبنا يوم الخلاص من التواجد الأجنبي، ليتفرغ لعملية البناء ولعل القوى السياسية ستتوحد في خطابها وجهودها، لتمسك الأمور لتبني الدولة الجديدة بعيدا عن أوامر وتوجهات الأجنبي، وخرجت القوات كما يقال اليوم بكاملها، فماذا فعلت القوى السياسية...؟، لقد تصاعدت خلافاتها وإزدادت اتهاماتها لبعضها، وكأن المثل القائل "لم يرونهم عندما سرقوا لكنهم عرفوهم عندما تقاسموا"، وهكذا تصاعدت المشاكل وتراجع الأمن وظل هاجس الخوف مسيطرا على أذهان أبناء شعبنا، وذهبت بهجة وفرحة التحرر والتخلص من التواجد الأجنبي أدراج الرياح، هذه اللحظة التاريخية التي أنتظرها شعبنا طويلا، لكن بعدها وبفعل الساسة العراقيين كان التراجع من جديد.
 يبدو أن هذا الجيل القديم من السياسيين لم يعد ينفع معه الإصلاح ولا الكلمات ولا الحديث، أنه جيل سياسي تربى على أسسس دكتاتورية ومصلحية نفعية، بل لا وطنية، فكل منهم له أجنداته المرتبطة مع جهات معينة من أمريكية الى خليجية الى تركية الى أيرانية وهكذا، وهذا الجيل السياسي عليه اليوم أن يغادر الساحة بأسرع ما يمكن ليعطي مجالا لجيل جديد لم تلوثه الفترة الماضية بمآسيها، جيل وطني غيور لا يعرف غير العراق ولا يعرف الأنانية ولا تهمه مصالحه الشخصية، جيل يفكر بروح وطنية من أجل وحدة العراق وشعب العراق دون تمييز وبنكران ذات، جيل مسلح بالعلم والوفاء والأخلاص لقضية الشعب، هذا الجيل على أبناء شعبنا الذين تحملوا وأنتظروا كثيرا أن يفرزوه ويقدموه بالأنتخابات القادمة التي نتمنى أن تكون مبكرة، وليغادر الفرسان الحاليين فرسان التراجعات الساحة، ولتنتهي مع رحيلهم معاناة السنوات الثمانية العجاف التي مرت على العراق، بعد عقود عجاف قبلها تحت ظل ّ الدكتاتورية البعثية الصدامية.

412

في ذكرى سنوية الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح)

اللقاء الذي لم يكتمل مع الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح)
وداعاً رفيقنا الطيب، وداعا أيها الشيوعي الرائع
محطات توقف في سيرة كفاحية طويلة



 
أجرى اللقاء محمد الكحط – ستوكهولم-
مقدمة: أتصل بيّ الرفيق آسو، وتحدث معي بخصوص عمل لقاء مع الرفيق الفقيد أبو صباح، والذي كنت قد تحدثت معه سابقا وأبدى عدم رغبته بالحديث في حينها، لكن الرفيق آسو أخبرني أنه الآن موافق على اللقاء وهنالك مستجدات سيخبرني بها لاحقا، فقلت له أنا مستعد متى ما تريد فحددنا يوم الجمعة 25 نوفمبر 2010م ظهرا، وقبل الذهاب للقاء الرفيق أبو صباح أخبرني آسو بأن الرفيق وضعه الصحي صعب جدا، وأنه ليس هنالك أي أمكانية جدية للعلاج، وطلب مني عدم الحديث عن الموضوع.
وخلال اللقاء شعرت بأن الرفيق متعب جدا لكنه كان يود الحديث رغم ذلك، وتحدثنا لحين وجدت من الضروري تأجيل اللقاء لعل الحال يسعفنا باستكماله لاحقا، لكن القدر أبى وغادرنا الرفيق على عجل وبهدوء وبصمت، هكذا كما القديسين، هذا الرفيق الأممي الرائع، الذي قدم الكثير بنكران ذات لوطنه ولشعبه، وكلي أمل أن نكمل اللقاء مع رفيقة دربه أم تارا ومع أبناءه، دانا و تارا و توانا. 
اللقاء مع الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح) ورفيقة دربه الرفيقة أم تارا ذو شجون، حيث لا يمكننا أن نمسك موضوعا في الحديث حتى نجد أنفسنا قد أنتقلنا إلى آخر ونسينا الأول، وقد تردد الرفيق في إجراء اللقاء، منتقدا بعض الرفاق الذين كتبوا بشكل سلبي ضد بعضهم البعض وهو يدين تلك المذكرات التي نهجت ذلك النهج ويصفها بالمهزلة، فليس من الصحيح زج انطباعات شخصية أو مواقف معينة عن رفيق، فهذه إساءة للحزب وليس للرفيق المعني فقط.
وللتعريف بالرفيق أبو صباح فهو من مواليد السليمانية 1932م، تعلق بالحزب ومبادئه وأفكاره في سن مبكرة، ولد وسط عائلة بسيطة، وتعلم القراءة والكتابة في حجرة الملالي قبل أن يدخل المدرسة، لكن من حسن حظه أن هنالك أحد أقاربه وهو ملا نجم الدين، هو من أصبح معلمه الأول وكان هذا إنسانا مثقفا، يكتب الشعر ومهتم بالأدب ويصدر كتبا بخط يده، فلم تكن دروسه مملة كما الآخرين، وبعد سنتين من الدراسة معه فكر عمه بنقله إلى المدرسة، وهناك أقترح المدير ومعلم المدرسة أن يضعوه في الصف الرابع مباشرة، وتم تشكيل لجنة لتقدير أمكانية ذلك، وبعد الفحص وافقوا على ذلك لكنه فضل أن يبدأ في الصف الثالث، وأستمر في الدراسة لحين أكمال المرحلة الثانوية، ومنذ سن مبكرة وجد نفسه وسط زحمة النضال الوطني، ففي مرحلة المتوسطة في سنة 1949 أعتقل مرتين، يتذكر أنه عام 1946م كانت الحركة الكردية تعاني من الجزر، لكنها تأثرت بالحركة الثورية في إيران، وكانت السليمانية مركز للحركة التحررية الكردية، وعندما انهارت جمهورية مهاباد، شهدت المرحلة نقاشات حادة بين الأوساط السياسية والمثقفين ويقول كنا شبابا، والبعض يتحدث عن النضال للكرد فقط، وآخر يقول يجب أن نناضل من أجل كل العراق، فكنت أميل للقسم الثاني، ودعاني بعض الطلبة الناضجين إلى بيتهم، وأعطوني كتاب "النظام الداخلي للبارتي الإيراني"، وكان أحد الطلبة في المدرسة وهو أبن أغا ومن عائلة إقطاعية، كان يتحدث معنا وأختار بعض الطلبة وضمنا إلى حزب التحرر الوطني، وصار الطلبة قسمان حزب التحرر وحزب البارتي، وقسم ثالث وهم أقلية من الصامتين، فالوضع كان ثوريا والسياسة تشغل بال الجميع، تخرج أبن الإقطاعي وذهب إلى كلية الزراعة في بغداد، وأبن الإقطاعي قبل أن يسافر إلى بغداد سلمنا إلى رفاق آخرين وعلمت أنه تخرج وتعين وفصل لسرقته أموال من الدائرة، بالنسبة لي شكلنا حلقات للحزب وعندما تأسس اتحاد الطلبة بعد مؤتمر السباع، عملنا تنظيم له أيضا، نلت شرف العضوية في الحزب الشيوعي العراقي سنة 1949م، وجاءت الموافقة من المكتب السياسي في بغداد، وبعد اعتقال قيادة الحزب الشيوعي العراقي 1948وأعدام الرفاق عام 1949م ، تم اعتقال اللجان كلها وبقينا نعمل بدون ارتباط، وأصبح لدينا رفيق مسؤول المنظمة أسمه أكرم عبد القادر، حيث قاد السليمانية وكركوك، بعد أكمال الثانوية ولصعوبة الوضع المادي للعائلة وبعد مقترح من بعض الأصدقاء ذهبت إلى الدورة التربوية للمعلمين، الذي أصبح فيما بعد معهد المعلمين وأكملتها سنة 1953م.                           
 ولم يتم تعيينه كونه شيوعي، لكن لم تكن لديهم أدلة لاعتقاله، وطلبوا منه كتابة البراءة ليتم تعيينه لكنه رفض ذلك، وبعد فترة كان له أقارب يملكون علاقات جيدة بالدولة وزجوا أسمه ضمن قائمة لتعيين مجموعة من المعلمين، وتم تعيينه في ناحية "ماوت" وهي مرتبطة بجوارته ضمن محافظة السليمانية، كان يقود 28 طالبا أما هنا في الأرياف وفي الأقضية فليس هنالك أصدقاء ولا رفاق لكنه كان يحتك مع الجماهير، وبعد فترة من تعيينه ومزاولة عمله كتبوا تقريرا عنه كونه شيوعي ويحمل أفكارا هدامة وأن له نشاط مع الجماهير، ومن الصدف أن التقرير لم يصل للمحافظ بفضل أقاربه أيضا فنقل بعدها إلى مكان آخر ومن ثم إلى لواء الكوت (محافظة واسط حاليا)، يتذكر أحداث ثورة تموز 1958م، وكان الرفيق عمر علي قد أدلى بمعلومات علينا عند اعتقاله فجاءني بعد ثلاثة أيام من الثورة إلى المنزل مع أحد الرفاق وكان يرتجف فقلت له تفضل، قال تسمح أن ندخل فدخل وجلبت لهم الشاي، قال أنا خنت لكن أرجوك أنقذني، فقلت له ماذا تريد، فقال أريد العودة للعمل، فطلبت من الرفاق المثقفين والفنانين مساعدته فقاموا بمساعدته وعاملوه بلطف وأصبح وضعه جيدا كونه كان فنانا ورساما ومسرحي فشكرني كثيرا.
 خلال فترة الثورة كانت الجماهير مثقفة سياسيا واعية جدا، حتى البسطاء منهم مما لفت انتباه الصحفيين الأجانب، وأتذكر إعجاب أحد الصحفيين "الجيك" الذي قال حتى صباغ الأحذية يتحدث بالسياسة.
عمل الرفيق أبو صباح خلال الفترة حتى 1961 مسؤولا عن المثقفين ثم أصبح مسؤول المدينة وكانت منظمة الحزب كبيرة آنذاك، فكانت هنالك لجان شباب ومثقفين وطلبة وعمال ولجان قاعدية ونسوية وكان قبل ذلك قد نفي إلى "شاخ7"، بقي هناك لمدة سنة، بعدها أقترح المكتب السياسي للحزب عليه ترك الوظيفة والعودة إلى كردستان للتفرغ للعمل الحزبي السري، وكان جوابه أن مقترح الحزب هو قرار وأنا سأنفذ هذا القرار، فقدم الاستقالة وعاد إلى السليمانية، وهنا يستذكر قائلا: التقيت الرفيق عزيز محمد الذي كان حينها سكرتير الإقليم (سكرتير فرع كردستان للحزب آنذاك) والرفيق سكرتير المحلية وكان الرفيق عزيز محمد يريد أن يضع لي خطة حول الوضع الاقتصادي فقلت له رفيق أذهب أنت ونحن نتدبر أمرنا المالي، فودعته إلى كركوك، وبقيت في العمل الحزبي المحترف حتى سنة 1963م، وعلمت ان الحكومة لم تقبل استقالتي وتم قرار فصلي لخمسة سنوات، وطلبوا من زملائي ورفاقي المعلمين معلومات عن مكان تواجدي فقالوا لهم أذهبوا إلى الجبال وابحثوا عنه، وفي الانقلاب الأسود أستشهد أخيه محمود كريم وكان ضابطا، وفي آخر لقاء له معه قال له أذهب وناضل ولا تهتم للعائلة فأنا سأتدبر أمرها، وكانت العائلة تتألف من أربعة أبناء وابنتان والوالدين أي ثمانية أشخاص، يقول، فاختفيت وكنت أقود المدينة وكان مسؤول السليمانية حينها "أحمد محمود حلاق" وأنا المساعد وقد أستشهد بعد مقاومته القتلة في قصر النهاية، بعد مقاومته طلبه المجرم صدام فقتله، وعند هجوم قطعان البعث على السليمانية قاموا باعتقالات عشوائية طالت 4000 شخص، ووضعوا الموظفين في قاعة خاصة، وبشكل مزدحم مما تسبب في وفاة أكثر من 120 شخصا، كنا ننام على الأرض ونواجه ظروف صعبة، وهناك صادف أن التقيت بجندي جاء وقبل يدي وقال لي "أنت ربي"، وشاهدني يوما أرفض سيكارة من الرفيق "جالاك" وقلت له لا أدخن، هذا الجندي جلب لي العنب والسيكاير وسألني لماذا لم تأخذ من جالاك السيكارة وأنت تدخن، فقلت له كيف أخذ سيكارة من خائن، فكان الجندي معجبا بيّ جدا. وفي أحدى الليالي كنت أتمشى في قاعة السجن ووقفت عند الشباك، فجاء ثلاثة جنود عرفاء وسألوني هل أنت أحمد كريم، فقلت لهم نعم، سألوني عن صحتي، وطلبوا أن آتي كل يوم هنا ونصحوني بأن لا أتقرب من الناس السيئين، وقالوا سنلتقي معك باستمرار وسنوصل لك كل ما تريد، وفعلا تم ذلك وفي أحد المرات جاءوا وقالوا لي بأن هناك محاولة اليوم لزج أسمك مع ألف شخص سيطلق سراحهم، فإذا تم قراءة أسمك أخرج بسرعة معهم وأركب اللوري وأجلس، وكنا في الحامية العسكرية وسط المدينة، وفعلا جاء ضابط وقرأ الأسماء فخرجت وركبت السيارة وتم نقلنا إلى المدينة وهناك وجدت من ينتظرني بسيارة لنقلي بعيدا عن الأنظار، ومن ثم تم أيصالي للمنزل.
 وبدأ العمل السري من جديد ونال أسما حركيا لا زال البعض يناديه به وهو "نوري". يستذكر الرفيق بعدها نشاطه اللاحق في السليمانية، حيث أصبح سنة 1964 مسؤول السليمانية ومرشح لعضوية الإقليم، حيث جاءت رسالة من قيادة الحزب حول ذلك لكنه أعتذر وبالمقابل رفض اعتذاره، وفي شهر ديسمبر 1964 أصبح عضو إقليم كردستان حتى عام 1968م، (وهنا يقول كنت أخشى أن أستلم قيادة العمل مع النساء وذلك لوجود الكثير من المشاكل فيها)، وفي هذا الخصوص يتذكر حادثة طريفة له مع أحد الرفاق عندما كان عضو أقليم مساعد خلال العمل السري حيث كلفه بزيارة عائلة رفيق في القضاء لحل مشكلة معينة، لكن الرفيق رجع زعلان ومعاتبا له على هذه المهمة، وعرف منه السبب كون أنه وجد الرفيق جالس يضحك وزوجته مريضة جدا، ويبدو أنه متزوج من أخرى شابة، وتحدثت زوجته المريضة معه قائلة، هل تقبل أن يتزوج رفيقك شابة ويتركني مريضة بالفراش"، فقلت له أنا لا أعلم أنه متزوج فلماذا أنت زعلان علي لو نعرف لحاسبناه، المهم الرفيق بعد فترة من المقاطعة عاد وأعتذر من الرفيق أبو صباح كون لا علاقة له بالموضوع.
وعن جحود بعض الرفاق، وبسبب التنافس البعيد عن الروح الشيوعية، يروي هذه الحادثة التي تعكس بعض جوانب الصراعات التي أعاقت الحزب عن إداء مهامه النضالية، وخلال انشقاق عزيز الحاج، وهو الذي يعرف عزيز الحاج جيدا ويعرف نواياه، ويعرف أسراره، أتهم بالتعامل معه من قبل بعض الرفاق الذين كتبوا ذلك لقيادة الحزب والتي أصدرت قرار بتجميد عمله وعليه أن يسلم منظمة الحزب في الموصل، وكان ذلك بغياب الرفيق كريم أحمد، فسلم المنظمة إلى الشهيد سليم عادل وذهب إلى أربيل، فأستلم فايل عرف فيه سبب التجميد والاستدعاء، وكانت الاتهامات بأنه سلم المنظمة إلى عزيز الحاج، علما أن منظمة الحزب الشيوعي في الموصل هي الوحيدة التي لم يستطع الانشقاقيون الوصول أليها، قياسا بالمنظمات الأخرى، فعرض الملف على الرفيق كريم أحمد والذي طلب من الرفيق حضور اجتماع الإقليم، لكن أبو صباح طلب أن تدرج موضوعة تجميده في الفقرة الأولى من جدول الاجتماع وليس كما يريد كريم أحمد في آخر فقرة، ولكن الرفيق كريم احمد أجبره على الموافقة، وفي الاجتماع الذي حضره الرفاق من كل المحافظات، فوجئ الرفاق بأن يكون الرفيق أبو صباح متهما بالتعامل مع عزيز الحاج والموصل من أفضل المنظمات التي حافظت على تماسكها، وقال لهم أن هذه التهمة الملفقة من ثلاثة من أبطالكم، وأوضح للرفاق في الاجتماع أن عزيز الحاج أتصل به وطلب الحضور إلى الموصل، فقال له تعال وأنت أطرح ما عندك وأنا سأطرح كل ما عندي بخصوصك، لكنه كان جبانا فرفض المجئ، ثم جاءت برقية من البارتي إلى الرفيق أبو صباح للتوجه للقاء بهم، فأجابهم أهلا وسهلا، لكن أرجو أن تتم الدعوة عن طريق الرفاق في قيادة الحزب "الإقليم" وليس بشكل شخصي، لكنهم انسحبوا من الدعوة، وعلم من مصادره أن هنالك تنسيق بين بعضهم وبين عزيز الحاج لزحزحة المنظمة هناك، ويقول الرفيق ضاحكا تعلمت "الفشار" من الرفيق كريم أحمد ففشرت عليهم، وتحديتهم وطلبت منهم الاستفسار من البارتي عن موقفي، وأوضح أنه كان هنالك حقد شخصي من هؤلاء ضده دون سبب، كونهم لا يستطيعون التحمل وحل المشاكل ويخافون من المواجهة، وفي نفس الاجتماع تقرر ان يكون الرفيق أبو صباح سكرتير محلية أربيل، لكنه رفض، وطلب أن يكون ذلك عبر الترشيح بالكونفرنس، وعندما عقد الكونفرنس في أحد الجبال التابعة إلى أربيل، تم أنتخابه بالأكثرية المطلقة وأصبح عضو محلية أربيل وتم بالإجماع انتخابه سكرتير لمحلية أربيل.
في الكونفرنس الثالث يقول قدمت طلبا للرفيق عزيز محمد بتبديل فرع كردستان إلى اللجنة المركزية للإقليم لكنه بعد يومين أجابني برفض المقترح، كون المسألة غير ناضجة لهكذا طرح.
 تنقل الرفيق بين السليمانية وأربيل. بعدها طرح عليه الرفاق الذهاب في دورة حزبية للإتحاد السوفيتي للسنة الدراسية 1969 – 1970. (ويؤكد الرفيق جاسم الحلوائي ذلك فيقول: فقد سافرنا سوية من دمشق إلى موسكو على متن نفس الطائرة في نهاية أيلول 1969، أنا للعلاج وهو للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية (المدرسة الحزبية).، فاشترط بأن لا تكون طويلة وأقل من سنة، يقول ذهبنا بالطريق الغير رسمي، وكان الرفاق من الحزب الشيوعي السوري في انتظارنا، كان عددنا 25 رفيقا، وفي مطار دمشق كنت أول شخص يسلم جوازه وكان مزورا طبعا، فشك به ضابط المطار، فقال ما هي المشكلة فقلت له مشي الموضوع فقال أذا فقط جواز واحد ممكن، فقلت له لا عندي 25 جواز مزور وعليك مساعدتنا بالمرور فرفض وقال غير ممكن يجب العودة إلى مدير المطار، وكان هنالك رفيق سوري في الانتظار لحل أي إشكالية قد تقع في المطار، فأخذني الضابط باتجاه المدير، حينها أعطيت إشارة للرفيق السوري الذي قام بالاتصال بالمدير فورا وحل الإشكالية وقبل أن نصل خرج المدير ألينا ليقول للضابط مبادرا مشي أمر الجماعة بسرعة ولا تعطلهم، ذهبنا إلى موسكو للدورة التي أكملناها وعدنا للوطن. وبتكليف من الحزب أصبح مدير المدرسة الحزبية سنة 1974م، حسبما أكد ذلك أيضا الرفيق جاسم الحوائي قائلا: (وقد كنت مشرفاً على المدرسة المذكورة منذ تأسيسها وحتى إلغائها، وقد تأسست المدرسة مع ظهور الحزب للعلن وبعد قيام الجبهة التي أقيمت في العام 1973م، وأصبح أبو صباح مديرا للمدرسة عام 1974م). وكانت الأوضاع المعيشية للطلبة مزرية فلا فراش للنوم ولا مطبخ جيد، ومزدحمة جدا، فطلب توفير مبلغ من المال وحصل على خمسة آلاف دينار، يقول وبمساعدة الرفيق نوزاد ومع سيارة فولغا اشترينا أسرة جديدة مع مستلزمات النوم من أفرشة وأغطية وأدوات مطبخ كامل، وطلبت عاملة للمطبخ والتنظيف كي يتفرغ رفاق الدورة للدراسة بشكل جيد، وفعلا جاءت رفيقة قامت بالواجب بأفضل ما يمكن.
عاد إلى أربيل عام 1972، وعمل في مكتب التنظيم العام، ثم انتقل إلى الموصل وأصبح سكرتير محلية الموصل عام 1977م. بعد انهيار الجبهة وشروع البعثيون بالمضايقات على عمل الحزب الشيوعي ومنع المنظمات الجماهيرية له، عندها لجـأ الحزب إلى الكفاح المسلح، وقاموا بمساعدة العديد من الرفاق بالوصول إلى كردستان.
توقفنا هنا وسنكمل المشوار عهدا يارفيقنا الغالي، فقد فارقنا الرفیق صبیحة یوم 15 /12/2010 في ستوکهولم، تاركا لنا تاریخا نضاليا زاخرا یمتد لأکثر من نصف قرن، حیث ناضل ضد‌ الأنظمة الاستبدادية المتعاقبة منذ الحقبة الملکية.
لقد مرت سنة على رحيلك أيها الشيوعي الغيور، ماذا نقول لمناضل من طراز أبو صباح وماذا نعمل تجاه هكذا تاريخ مليء بمسيرة نضالية أساسها نكران الذات وحب الحزب الشيوعي العراقي ومبادئه ورفاقه، للرفيق الذكر الطيب وباقات الورد الزاهية، ولزوجته وعائلته جميعهم الصبر والسلوان، وستظل ذكرى الرفيق أبو صباح عطرة خالدة في قلوبنا جميعا.


413
"معاً نبني جسور التواصل من أجل عراق مزدهر"
المؤتمر الثاني للمهاجرين العراقيين: الواقع والطموحات






محمد الكحط – ستوكهولم -
منذ عقود خلت ظل النزيف البشري العراقي مستمرا، فمئات الآلاف من المبدعين والمثقفين والعقول العلمية في كافة المجالات من شبيبة ونساء من كافة الطوائف والمكونات الأساسية لألوان الطيف العراقي الزاهية الألوان التي أضطرت لمغادرة الوطن عنوة بسبب السياسات الرعناء للنظام الدكتاتوري الفاشي، هذه الأعداد بلغت اليوم وحسب أقل التقديرات مليوني مواطن عراقي يتوزعون في كافة أرجاء المعمورة، وتعددت ظروف معيشتهم وحياتهم، فمنهم يعيش وضعا مستقرا نسبيا لا يعوزه إلا الحنين الى تربة الوطن، وآخرون يعانون من صعوبة ظروف العيش الأقتصادية والأجتماعية والنفسية، ومعظمهم يتطلع الى اليوم الذي تتوفر فيه الظروف الطبيعية الآمنة من أجل العودة الى أحضان وطنه، ومن أجل ذلك سعت الدولة العراقية الجديدة بعد التغيير ورغم الظروف السياسية المعقدة الى مد جسور التواصل مع المهاجرين العراقيين أينما كانوا، في الداخل وفي الخارج، وتم تأسيس وزارة أخذت على عاتقها هذه المهمة التي أقل ما يقال عنها أنها مهمة صعبة ومعقدة، وتحتاج الى أموال ومشاريع ضخمة لضخامة تلك المسؤولية، فالبلد يحتاج اليوم الى العقول والكوادر الوطنية الغيورة المخلصة، ونسبة كبيرة منها موجودة في الشتات، ومن أجل التواصل مع أبناء الوطن أينما وجدوا أخذت هذه الوزارة الحديثة العهد والقصيرة العمر في الفترة الزمنية بنشاطات دؤوبة، لكن تحتاج ثمارها الى فترة زمنية كافية كي تنضج، خصوصا وأن ظروف البلد لازالت تعاني من واقع سياسي مرير يحتاج الى إعادة التقييم والتصحيح لتبنى الدولة على أساس الأخلاص والروح الوطنية والكفاءة، بعيدا عن التكتلات والمحاصصات الطائفية والأثنية والعرقية.


 وعلى هذا التوجه وبرعاية وزير الهجرة والمهجرين الأستاذ ديندار نجمان شفيق عقد في العاصمة السويدية ستوكهولم، المؤتمر الثاني للمهاجرين العراقيين في الخارج، للفترة من 9 ديسمبرحتى 11 ديسمبر 2011م  وتحت شعار "معاً نبني جسور التواصل من أجل عراق مزدهر"، ضم وفد وزارة الهجرة والمهجرين السيد الوزير ووكيل الوزارة الأستاذ الدكتور سلام الخفاجي، وعدد من المسؤولين في الوزارة، وكان المؤتمر بالتنسيق والتعاون مع وزارة الخارجية العراقية، حيث حضر السفير العراقي الدكتور حسين العامري والوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت داود جبو فضلا عن السفير أرشد عمر اسماعيل رئيس الدائرة القنصلية في الوزارة والملحق الثقافي العراقي في البعثة الدبلوماسية العراقية الدكتورة بتول الموسوي.


 وفي أجواء عراقية حميمة التقى المندوبون ويقدر عددهم بحوالي 200 مهاجر يمثلون المهاجرين العراقيين من عدة دول أوربية، من مواطنين ومبدعين وكوادر علمية من أختصاصات ومهارات مختلفة، حيث وقفوا جميعا في بداية المؤتمر تحية لعزف ألحان النشيد الوطني، ومن ثم تم تلاوة آيات من القرآن الكريم، وبعد كلمات الترحيب الرقيقة التي قدمها الأستاذ محمد صفو محمد مدير عام دائرة شؤون الفروع، مرحبا بأبناء العراق من شماله الى جنوبه، شاكرا الجميع على تلبية الدعوة لحضور المؤتمر، ثم تحدث وكيل الوزارة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستاذ الدكتور سلام الخفاجي معلنا بدأ أعمال المؤتمر موضحا الهدف من أقامته، شاكرا جهود وزارة الخارجية بتعاونها لتنظيمه وقدم نبذة مختضرة عن الوزارة وأدائها، ونشاطها من المؤتمر الأول الذي عقد سنة 2006 في مانشيستر البريطانية، منوها الى الظروف غير الطبيعية التي مر بها البلد بين المؤتمرين، ومن ثم دعا الحضور من المهاجرين الى مشاركتهم في تشخيص الهموم والمشاكل ومساعدة الوزارة في إيجاد الحلول لها من خلال ورش العمل الست التي نضمها المؤتمر.
 

بعدها كان للسيد الوزير ديندار نجمان كلمته الذي تناول فيها أهم نشاطات وأنجازات الوزارة وما تعانيه من مصاعب في طريق تقديمها الخدمات للعائدين، وموضحا ما يحيط بالوزارة من أحداث وتطورات وما تحمله من آمال وطموحات مستقبلية لجميع المهاجرين في الداخل والخارج، عاكسا صعوبة المهام والتحديات التي تواجه الوزارة، وسعي الوزارة للتفكير اليوم بعودة المهاجرين وأندماجهم وفق أسس علمية، وتحدث عن أوضاع الجالية العراقية في الدول المجاورة وقال ان العراق يشهد عودة الأسر العراقية من دول الجوار والدول الاخرى بعد تحسن الوضع الامني، وان لدى الوزارة أولويات منها غلق المخيمات في الدول المجاورة وتقديم المساعدات الطارئة لمن هم بحاجة اليها من العوائل في بعض الدول، أما في الدول الأوربية فالبلد بحاجة الى أبنائه جميعا وبالذات أصحاب الكفاءات العلمية والفكرية من أجل إعادة أعمار العراق، وننتظر من الحضور المشاركة الجدية وتقديم المقترحات، شاكرا السفير العراقي في السويد وكادر السفارة واللجنة التحضيرية للمؤتمر عما قدموه من دعم مميز لتهيئة مستلزمات انعقاد المؤتمر في ستوكهولم.


وكان لمعاون الأمين العام لمجلس الوزراء فرهاد نعمة الله المنسق الوطني للمهاجرين والنازحين، كلمة تعرض فيها لما قدمه مجلس الوزراء من دعم وأسناد للوزارة بشكل مباشر من أجل مواصلة الطريق لتحقيق الأهداف وخطط الوزارة، وكذلك الدعم الذي قدمه مجلس الوزراء لإقامة المؤتمر الثاني للمهاجرين، والدعم المتواصل الذي يصب في خدمة مشروع عودة الكفاءات العراقية وتعزيز دورها في عملية بناء الوطن. وأشار الى ضرورة حملة وطنية سريعة لتسهيل عودة المهاجرين الى بلدانهم للمساهمة في عملية التنمية، وهو واجب على الحكومة أن تمهد لعودتهم من خلال تهيئة الأرضية والتمهيد لذلك.


ثم كان للسفير العراقي في مملكة السويد الدكتور حسين العامري كلمة دعا فيها المهاجرين الى العودة للألتحاق بالوطن والمساهمة في إعادة البناء في كافة المجالات، كما دعا الحكومة الى وضع خطط للعودة المبرمجة وتهيئة البنية التحتية لأستيعاب العائدين ليمارسوا حياتهم ونشاطهم وليساهموا مع أبناء بلدهم في إعادة البناء، وأشارالى دور السفارة العراقية ووزارة الخارجية في تقديم الخدمات الى المهاجرين العراقيين، وهي تعمل بما في وسعها لتذليل الصعوبات منوها الى وجود مشاكل خارجة عن إرادة السفارة أو الوزارة، وبعض المشاكل تنتظر سن قوانين جديدة تتيح أنجاز معاملات بعض الأخوة ممن يعانون من عدم توفر مستلزماتها حاليا، كما طالب من خلال منصة المؤتمر وبشدة من تهيئة منظومة إصدار الجوازات بسرعة، والقضاء على الروتين والبيروقراطية وقال لقد سئمنا الوعود، لكنه أفرح الجالية العراقية في السويد بأنه تم شراء بناية كبيرة لتكون قنصلية جديدة بدلا من الحالية الملحقة مع السفارة، كذلك أنه تم صدور قرارأفتتاح المركز الثقافي العراقي في السويد من قبل وزارة الثقافة العراقية، وسترسل الوزارة وفدا كامل الصلاحيات لأستئجار مكانا للمركز الثقافي العراقي.


بعدها القت السيدة وئام الملا سلمان كلمة بأسم المهاجرين، أثارت فيها الشجون والحنين الى الوطن ولوعة ما يعانيه المهاجر من مصاعب في دوائر الدولة العراقية عند عودته، وعكست بعض مطالب المهاجرين وما يلحق بهم من خراب وتشويه لهويتهم الفكرية والروحية، وخصوصا المرأة المهاجرة في ظل مشاكل الأندماج والتأقلم، كما طالبت بتحقيق الحريات العامة في العراق فالإنسان الحر هو الذي ينتج ويطور وهو عكس المستعبد، فالأستبداد والفساد بأنواعه على ضفة واحدة، متمنية تحقيق طموحات المهاجرين.
وفي فقرة ضمن البرنامج تم عرض فلم عن ولادة وزارة الهجرة والمهجرين وفعاليات ومنجزات قامت فيها الوزارة.


وفي فقرة أخرى زار الحضور المعرض الفني والفوتوغرافي الذي أقامته الوزارة والذي يعكس ويوثق بعض نشاطات وفعاليات وانجازات ومهام الوزارة.


بعدها تم التقديم عن ورش العمل الست ومحاورها، فورشة "أساليب الاتصال" تولى الحديث عنها السيد ستار نوروز الذي قدم مداخلة حول محاور الورشة، والورشة الثانية "أستثمار العقول والكفاءات" وكانت بعهدة السيد سمير الناهي، والورشة الثالثة "تتناول الجوانب الاجتماعية للمهاجرين" تحدث عنها السيد علي شعلان مدير عام التخطيط في الوزارة، والورشة الرابعة "دور المرأة في المهجر" وتحدثت عنها السيدة هيفاء عبد الكريم، وورشة "خاصة بالمهاجرين من الجيل الثاني والثالث"، وقدم لها السفير أرشد عمر اسماعيل، وورشة "التنمية والهجرة" والتي وضح فحواها الوزير المفوض بالسفارة العراقية الدكتور حكمت داود جبو.
 وخلال الحديث جرت أعتراضات من قبل بعض الحضور الذين طالبوا بتقديم ملاحظات مهمة قبل أنعقاد عمل الورش وأمام أصرارهم أنضم السيد الوزير لجانبهم مطالبا بتوفير فرصة لسماعهم قائلا: "وهذا ما جئنا من أجله"، وشكر الجميع السيد الوزير لسعة صدره، وطرح العديد من الحضور أفكارهم مباشرة في الجلسة العامة، والتي طالبت بتسهيل معاملات المهاجرين عن عودتهم للوطن وعدم أغراق وأجتثات طموحاتهم بالروتين والبيروقراطية والطلبات التعجيزية مما يجعل المهاجر يمل ويصيبه اليأس ويعود مكسور الخاطر من حيثما أتى، كما طالب البعض بأن تنبثق لجنة من المؤتمر لمتابعة ماتم تنفيذه وما لم يتم تنفيذه من توصيات المؤتمر السابق، ولماذا لم يتم تنفيذه، كما عكس البعض معاناتهم وأصطتدامهم مع أسلوب الرشاوي والمحسوبية والمنسوبية وسياسة المحاصصة وطلب تزكيات من جهات معينة، ولو كانت سياسة التزكيات مفيدة فلماذا كل هذا الفساد، وأكد آخرون اننا لم نخرج للنزهة بل حبا بوطننا، وطالبوا بتوفير وتسهيل أجراءات معاملات المهاجرين، وطالبوا بملحقية لوزارة الهجرة في السفارات لمتابعة معاملات وشؤون المهاجرين، كما طرحت من جديد معاناة أخواننا من الكرد الفيلية والتي لازالت عالقة ولم تحل جذريا خصوصا إعادة ممتلكاتهم ووثائقهم المسلوبة، ويضطرون فوق معاناتهم دفع مبالغ طائلة لأجل أستكمال معاملة إعادة ممتلكاتهم، وطالب البعض بضرورة النظرة الواقعية للأمور خلال طرحها في المؤتمر والبحث عن صيغ مناسبة وواقعية للأستفادة من الكفاءات العلمية، وطرحت وبشكل ملح وعاجل قضية الترحيل القسري للعراقيين المرفوضة طلباتهم، وكيفية مساعدتهم، كما طرحت أمور أخرى تتعلق بكيفية تنظيم المهاجرين وغيرها من الأمور الأخرى. وقد تحدث السيد الوزير مجيبا عن الطروحات التي قدمت وأكد متابعته شخصيا لقضية الأبعاد القسري حيث التقى مع وزراء خارجية العديد من الدول الأوربية وكذلك سعت وزارة الخارجية العراقية لكن هنالك مشكلة قانونية تعترض هذا النشاط، كما أجاب السيد وكيل الوزير الاستاذ الدكتور سلام الخفاجي عن موضوعة ما تحقق من مقررات وتوصيات المؤتمر السابق، والذي قال صراحة وللأسف أن ما تحقق ماهو إلا جزء يسير جدا، والأسباب كثيرة لذلك.
 



في اليوم الثاني بدأ عمل الورش كلٌ ضمن أختصاصه أو رغبته، وتناولت الورش طرح دراسات وبحوث وملاحظات وأفكار ومقترحات تصب في خدمة المهاجرين والوطن، وكيفية التواصل معه، وأستكملت تلك المناقشات في الورش صباح اليوم الثالث، وتم بلورة توصيات وقرارات، تم تقديمها من قبل إداريي الورش في الجلسة العامة، والتي أعقبها كلمة للسيد الوزير الذي شكر الجميع على المساهمة في نجاح المؤتمر، قائلا: كان أداءا جيدا، نشكركم عليه، وأكد بأن الوزارة ستحيل القرارات والتوصيات والمقترحات الى مجلس الوزراء، كما قدم ممثل وزارة الخارجية السفير أرشد عمر أسماعيل، شكره الجزيل للجميع على إنجاحهم الفعالية.


بعدها قدمت السيدة كريمة الجواري عضو لجنة المهاجرين في مجلس النواب كلمة مجلس النواب، مؤكدة أنه تم أنجاز جهد كبير وقالت: نحن في مجلس النواب أقسمنا على أن نحافظ على شعبنا ونصون كرامته، وأنتم هنا تمثلون جميع أطياف الشعب العراقي، ساهمتم معا في أنجاح أوراق أعمال المؤتمر، وسنكون حريصين على تنفيذها، وشكرت الجميع على تحملهم عناء السفر وتمنت ان يلتم الجميع من الشتات، فهم أبناء العراق وهو كجسم مشتت يحتاج الى ان تجتمع أجزاؤه، وقالت أن وزارة الهجرة والمهجرين من الوزارات الناجحة والتي تعمل بنكران ذات وتقدم كل عملها الى اللجنة البرلمانية بأستمرار، عكس بعض الوزارات التي تمتنع أحيانا عن تقديم نشاطها وعملها، ثم قام وكيل الوزارة الاستاذ الدكتور سلام الخفاجي رئيس اللجنة التحضيرية بقراءة البيان الختامي للمؤتمر، وشاهد الجميع فلما وثائقيا عن نشاطات منظمة الهجرة العالمية مع وزارة الهجرة في العراق، ولقاءات مع بعض المواطنين الذين حصلوا على دعم الوزارة.
بعد الفلم أعلن أنتهاء أعمال المؤتمر ووقف الجميع مع أداء النشيد النشيد الوطني العراقي.
أنتهت أعمال المؤتمر وما طرح فيه من توصيات ومقترحات هي كبيرة جدا وهي طموحات أغلبها مشروعة، بل يفترض أن تكون واقعا منذ زمن بعيد بعد التغيير، واليوم أبناء الوطن أجتمعوا من جديد وطرحوا همومهم في هذه المحطة يتطلعون الى أمل ان تتحقق أمانيهم بالعودة والعيش الرغيد في ظلّ وطن يسوده الأمان والسلام والوئام والمحبة، تتعزز فيه الروح الوطنية والقيم الإنسانية النبيلة، يتمتع فيه الجميع بالمساواة والفرص الحقوق والواجبات، وطن يرتقي بأبنائه ويحتضنهم، وهذا الحلم هو حلمنا جميعا فهل سيتحقق...؟، أن طموحاتنا مشروعة فهل هنالك أمكانية وواقع لتحقيقها، هذا ما ستجيب عليه السنوات المقبلة.
 


414
ندوة حوارية في ستوكهولم دعت اليها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد




طريق الشعب – ستوكهولم-
توافقا مع دعوة الحزب الشيوعي العراقي الى حوار وطني لكل القوى المشاركة بالعملية السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والكفاءات والشخصيات الوطنية وجماهير الشعب، بسبب استمرار حالة الاستعصاء وعجز الكتل المتنفذة والحاكمة عن الخروج بالبلاد من ازمتها السياسية،  ومن اجل الحفاظ على النسيج الوطني، وصيانة الوحدة الوطنية، ومن اجل بناء العراق الديمقراطي الاتحادي الموحد، بادرت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد يوم السبت المصادف 3-12-2011 ودعت الى ندوة حوارية أستضافت فيها ممثلي بعض الاحزاب السياسية العراقية العاملة في السويد للمساهمة في الندوة ومناقشة الدعوة التي اطلقها الحزب لحوار وطني شامل للخروج من الازمة الشاملة التي تمر بها العملية السياسية ومن اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية.                                                                   
في بداية الندوة تم الترحيب بالحضور وممثلي الاحزاب من قبل الرفيق رائد نعمان، ومن ثم عرف بالرفاق والضيوف ممثلي القوى السياسية الذين تواجدوا على المنصة لطرح آرائهم وللرد على أسئلة الحضور، وهم الرفيق كفاح محمد ممثلا عن الحزب الشيوعي العراقي، والأستاذ شبر حسين ممثل المجلس الأعلى الأسلامي العراقي، والأستاذ عيسى فيلي ممثلا عن الحزب الديمقراطي الكردستاني والدكتور زكي ممثلا عن الحزب الشيوعي الكردستاني.
تطرق الرفيق كفاح محمد خلال حديثه الى الوضع السياسي العام حيث لم يبق على موعد خروج آخر جندي امريكي من العراق سوى أيام، الامر الذي يعتبر انتصاراً وطنياً وهو استجابة لارادة شعبنا العراقي في ان يرى وطنه يتمتع آخر المطاف بكامل حريته واستقلاله، والذي اعتبرته اغلب القوى السياسية نصرا كبيرا.
كما تطرق الى ما يمر به العراق من أوضاع عسيرة وصعوبات كبيرة، وما يواجهه أبناء الشعب من تدهور أمني جدي، ومشاكل معيشية وحياتية واقتصادية متزايدة، ومن تفاقم المعاناة جراء سوء الخدمات، وندرة فرص العمل، وبسبب استشراء الفساد واستفحاله، وتعمق أجواء عدم الثقة بين الكتل السياسية النافذة، واشتداد التراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة بين ممثليها.
وتحدث عن العلة التي ابتليت بها بلادنا وهي نهج المحاصصة الطائفية والعرقية، الذي يؤكد الجميع خطورته، ويعلنون رفضهم له، اننا اذ نذكر ذلك نأخذ بعين الاعتبار التركة الثقيلة من الدكتاتورية والحرب والحصار والاحتلال وتدخلات الجوار والارهاب.

وأكد على دور الجاليات العراقية في الخارج وممثلي احزابها ومنتدياتها من أجل ان تقوم بفعاليات تتلائم مع أهداف الحوار الوطني الشامل لتشكيل قوة ضاغطة على الكتل السياسية المتنفذة في الحكم لغرض إعطاء تنازلات متبادلة من أجل خدمة الوطن والمواطن العراقي، ومواصلة اللقاءات والحوار وصولا الى عقد مؤتمر وطني شامل لكل القوى السياسية المساهمة في العملية السياسية والخروج بنتائج ترضي الجميع.
وقال اننا ندعو الى اجراء انتخابات مبكرة كحل دستوري بعد ان يتم أقرار قانون انتخابات جديد، وقانون الاحزاب وأستكمال التعداد العام للسكان وأنتخاب مفوضية جديدة للانتخابات.
بعدها تحدث الأستاذ شبر حسين ممثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي شاكرا منظمة الحزب الشيوعي العراقي على هذه الدعوة مؤكدا ان هذا ليس غريبا عن الشيوعيين الذين عرفوا دوما بمواقفهم الوطنية، وقال ان المشهد السياسي العراقي تميز مؤخرا بالضبابية وعدم الوضوح، كما غابت عنه وحدة الخطاب السياسي، وتصاعدت وتيرة التقاطعات والأختلافات بشكل واسع، مما أدى الى أهتزازالعديد من الثوابت التي أتفقت عليها أطراف العملية السياسية، فما كان مقبولا بالأمس أصبح مرفوضا اليوم، مما أثار بؤر الاحتقانات الحادة والتي أثرت على مجمل العملية السياسية، وأثر ذلك على شرائح واسعة في المجتمع العراقي والتي كانت الى وقت قريب تضع ثقتها العالية بهذه الأطراف، نحن في المجلس الأعلى ندعو جميع الأطراف الى التهدئة والأبتعاد عن حالة التوتر والى الحوار والقبول بالرأي الآخر المشارك بالعملية السياسية، فالتصريحات والاتهامات الاعلامية أضرت بشكل كبير بالمشاريع التنموية والخدمية وتراجع الملف الأمني كثيرا، علينا أن نشيد بما بذله المخلصون من أبناء شعبنا في جميع الميادين من أجل التأسيس لبناء دولة المؤسسات الدستورية، ولولا الوضع الغير طبيعي المؤلم وأهتزاز الثقة بين الكتل السياسية، لما تأخر أنجاز المشاريع التنموية، فتفكك الكتل السياسية والأنشطارات فيما بينها أضعف وسيضعف دورها لاحقا في مجمل العمل السياسي، كما ان سوء الادارة والتعيينات البعيدة عن الأصول الادارية، عرقل الدولة عن أنجاز مهامها بالشكل الصحيح بسبب الأخطاء.
كما تحدث الأستاذ عيسى فيلي ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني، مثمنا في البداية مبادرة الحزب الشيوعي، ثم تطرق للوضع في كردستان، والأزمات بين حكومة الأقليم والحكومة الاتحادية وكثير من الاتفاقات لم يجر الالتزام بتنفيذها، خصوصا مبادرة أربيل التي دعى لها السيد مسعود البرزاني، لحل مشكلة تأخير تشكيل الحكومة، فبعض الأحزاب حاولت أن تنفرد بالحكم وهذا لا يبشر بالخير ولا يؤسس لشراكة وطنية حقيقية، ومع الأسف فأن الكثير من الوعود بالخدمات لم تنفذ، ولازالت المادة 140 دون تطبيق، ولم يقر مشروع قانون النفط والغاز، وكذلك وضع مدينة كركوك لازال على حاله، على الحكومة الاتحادية ان تؤكد على وجود حكومة شراكة حقيقية من أجل عراق ديمقراطي فدرالي، اليوم وبعد الانسحاب هنالك قلق من حدوث خروقات أمنية قد لا تستثني المحافظات الآمنة بسبب عدم التأكد من جاهزية القوات الأمنية العراقية، نحتاج الى بناء جيش قوي لحماية الحدود.
كما تطرق في الحديث الى الاستثمار في اقليم كردستان والذي بلغ حوالي 17 مليون دولار بسبب تحسن الوضع الأمني مما يشجع المستثمرين من الدخول الى المشاريع هناك. لكن بسبب الوضع الأمني في المحافظات الأخرى والخلافات السياسية بين الكتل السياسية مما يؤثر على الإداء الحكومي في مجال تقديم الخدمات ولا يشجع مجيء المستثمرين.
بعدها تحدث الدكتور زكي ممثل الحزب الشيوعي الكردستاني، مثمنا دور الحزب الشيوعي العراقي، وكونه أول من طالب بتوحيد الجهود وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم الأنجرار وراء الحقد والعنف، واليوم كلنا مسؤولون وعلينا العمل الجاد من أجل أخراج البلاد من هذه الأزمة، نحتاج الى الحوار واللقاء لبناء الثقة النابعة من روح المواطنة الخالية من النزاعات العنصرية والطائفية والحزبية الضيقة، فقد بذل الحزب الشيوعي جهدا مميزا لتحريك حالات الجمود، التي كانت تصيب العملية السياسية.
وبعد أستراحة قصيرة تم توجيه الأسئلة من قبل الحضور الى ممثلي القوى السياسية المشاركة للأجابة عليها وكانت الأسئلة كثيرة، وتم الرد عليها، منها أولا أن الآراء التي طرحت هي تمثل رأي الجهة السياسية الرسمي وليس رأي الشخص المتحدث، وحول رأي المجلس الأعلى بعمل منظمات المجتمع المدني، أجاب الأستاذ شبر أن المجلس مع ما يقرره الدستور وهو يقر النظام المدني الديمقراطي ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية جزء أساسي فيه، وحول رأي الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتيار الديمقراطي وهل سيشمل كردستان وكان جواب الأستاذ عيسى فيلي ان العراق كله مع فكرة تجمع تيار ديمقراطي يشمل كردستان، ونحن نهنئ انطلاق وتأسيس هذا التيار، وحول سؤال بخصوص تنفيذ المادة 140، تطرق الى المسار التاريخي في العراق بخصوص كردستان وكيف عملت الأنظمة المتعاقبة على تغيير الطبيعة السكانية لبعض المناطق الكردية، وبخصوص كركوك فهي مدينة عراقية كما مدن العراق الأخرى كأربيل ودهوك والسليمانية فهذه مدن عراقية لكن بهوية كردستانية، وحول الموقف من التفجيرات التي أستهدفت يوم الجمعة بعض محلات المسيحيين واليزيديين بعد صلاة الجمعة، أجاب أنه تم إدانتها من قبل السيد مسعود البرزاني رئيس الأقليم، وشكلت لجنة للتحقيق ومعرفة من يقف وراء ذلك وتقديمهم للعدالة، كما طرحت بعض الأسئلة الأخرى بخصوص الوضع الاقتصادي والخصخصة والتواجد الأمريكي والخبراء والحصانة لهم، وغيرها وتم الاجابة عنها.



415
المهرجان التوثیقي لشهداء العراق إدانة لجرائم نظام صدام الدكتاتوري


 
تقرير: محمد الكحط
تصوير: سمير مزبان

جرائم صدام ونظامه المقبور، جرائم لا تغتفر، أنها صفحة سوداء في تاريخ البشرية، فذلك النظام البعثي المجرم أرتكب من الجرائم التي يعجز البشر حتى عن تخيلها، وتعددت أساليبه وتفنن في أجرامه، والذي أراد من خلالها إخضاع إرادة شعبنا لمشيئته، ولينفذ مخططاته العدوانية ضد شعبنا أولا وضد دول الجوار، وضد كل من يعارضه أو حتى من يشك في ولائه أو ظنّ أنه لا يسير مع ركبه، ولم يسلم منه حتى بعض أعضاء حزبه الذين عارضوا توجهاته، ولكي لا تنسى تلك الصفحة السوداء من تاريخ العراق الحديث، ولتظل ذكرى للأجيال القادمة لتعرف ما مر به شعبنا من معاناة وبهذا الخصوص شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم أفتتاح المهرجان التوثیقي لشهداء العراق الذي أقامته مؤسسة الشهداء وبمشارکة المحکمة الجنائیة العراقیة العلیا ووزارة الشهداء والمؤنفلین في اقلیم کردستان وبرعایة سفیر العراق في السوید الدکتور حسین مهدي العامري، والذي أستمر للفترة من 23/11/2011 ولغایة 25/11/ 2011م، وتحت شعار ((جرائم حزب البعث وصدام هي جرائم ضد الانسانیة والعلم والثقافة والبیئة))، حيث كان یوم الافتتاح 23/11/2011م، خاص بالسلك الدبلوماسي وحضره الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت جبو ومعاون الملحق الثقافي العراقي الدكتورة بتول الموسوي، وبحضور ممثلين عن البرلمان السويدي والمؤسسات السویدیة وممثلي الهیئة الاستشاریة للأحزاب السياسية العراقية المتواجدين في السويد، وكان الحضور متميزا من قبل السلك الدبلوماسي السويدي والتمثيل الأجنبي المتواجد في السويد، فقد حضر العديد من سفراء الدول العربية والأجنبية بالإضافة الى رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية السويدية، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني المتواجدة في السويد، وأستمر المعرض بعدها في الیومین التالیین  24 و 25 نوفمبر 2011 حيث كان مفتوحا للجمهور العام.


في يوم الأفتتاح وبعد قص الشريط من قبل سفير العراق إيذانا ببدأ المهرجان، عزف النشيد الوطني العراقي "موطني"، ووقف الجميع دقيقة صمت مع قراءة الفاتحة على أرواح شهداء شعبنا العراقي.


 ومن ثم ألقى السفير العراقي كلمة باللغة الإنكليزية مرحبا بالضيوف ومنوها الى أهمية هذه الفعالية لتبيان جرائم نظام صدام المجرم، وكون ضحاياه بالملايين من شهداء ومعوقين وسجناء ومهجرين، وقال أنه شخصيا أيضا كان أحد ضحايا ذلك النظام، مؤكدا بأن هذا المهرجان يعكس جزءا بسيطا وجوانب قليلة من جرائمه.
 بعدها القى رئيس لجنة الشهداء والسجناء السياسيين في البرلمان العراقي الشيخ محمد الهنداوي كلمة عكس فيها معاناة شعبنا من النظام الدكتاتوري، وأكد ان هنالك 241 مقبرة جماعية من ضحايا النظام المقبور الذي أراد قهر إرادة شعبنا من خلال حملات القتل والحروب والمذابح وعمليات الأنفال السيئة الصيت، والسجون لخيرة أبناء شعبنا، واليوم لابد أن نعري جرائم النظام الصدامي، وهذه خطوة على هذا الطريق، ثم قدم نائب رئيس مؤسسة الشهداء الأستاذ فارس عمر برواري كلمة مطولة عدد فيها بعض جرائم النظام الذي أوغل بالجريمة والإرهاب ضد شعبنا وعلى كل مكوناته، فقد صفى الأحزاب وأعدم كوكبة من الوطنيين والأحرار وأعضاء الحزب الشيوعي وغيبّ الآلاف في السجون عام 1963م، ومن ثم عام 1968م وحتى سقوطه عام 2003م، كما صفى العلماء والمفكرين والمبدعين، وأعدم عدد كبير من الإخوة المسيحيين والمسلمين واليهود عام 1969م، أعدم كوكبة من رجال الدين في يوم واحد علم 1973م، وكذلك تصفية الكثير من رجال الدين المقلدين منهم الشهيد محمد باقر الصدر وأخته بنت الهدى، وأعدام كل من ينتمي الى حزب الدعوة والحزب الشيوعي والأحزاب الكردية والدينية، ومسح مدينة الدجيل بأكملها وهجر أهلها، كما قام النظام بترحيل أكثر من 20 ألف إنسان من المناطق الكردية وحرق أكثر من 120 قرية كردية بين عامي 1975- 1979م، وأعتقل عشرات الآلاف من عشائر البرزانيين وأعدمهم وصودرت ممتلكاتهم، وقيامه بحملة الأنفال السيئة الصيت، حيث تم تهديم 4500 قرية وفقدان 182000 مواطن كردي ناهيك عن القصف المدن الرئيسية، ولا ننسى جريمة حلبجة في 16 آذار عام 1988م، وما عمله ضد أبطال الأنتفاضة في آذار 1991م، وفقدان حوالي 300000 مواطن عراقي خلال بضعة أيام، وأضطرار مئات الآلاف الى الهجرة الى الدول المجاورة، وأعدام التجار بتلفيق تهم باطلة ضدهم ومصادرة أموالهم، وأخيرا وليس آخرا جريمة بيئية كبرى وهي تجفيف الأهوار العراقية وتهجير سكانها. بعدها تطرق الى ما قامت به مؤسسة الشهداء من نشاطات لتعويض عوائل الشهداء. مطالبا الجميع بأدانة تلك الجرائم ومعاقبة كل الحكومات والمنظمات التي قدمت الدعم للنظام البعثي الصدامي.
 

كما لا ننسى ما أرتكبه النظام الشوفيني بحق أبناء شعبنا الأصلاء من الكرد الفيلية، حيث هجرهم بعد أخذ وثائقهم وممتلكاتهم ورماهم على الحدود مع أيران وقام بحجز شبابهم ومن ثم تم تصفيتهم في جريمة بشعة لا يمكن نسيانها أبدا.
وفي فقرة جميلة ضمن البرنامج، قدمت الفنانة لبنى العاني مساهمة غنائية لبغداد ولأطفال العراق بالعربية والانكليزية، حيث أضفت على الفعالية طقوسا فنية جميلة، ومن ثم تجول الجميع في أرجاء المعرض الذي تنوعت محتوياته من السجلات والصور والكتب والأفلام التوثيقية الى مقتنيات الشهداء التي وجدت مدفونة معهم وهم أحياء، منها لعب أطفال وملابس نساء وشيوخ ورجال، كما عرضت حبال الإعدام وأدوات التعذيب وكسر العظام وجهاز الأخصاء التي كان النظام المقبور يستخدمها لكسر إرادة أبناء شعبنا، كانت جولة مؤلمة وسط ذكريات الذين أستشهدوا أو تعذبوا أو سجنوا تحت رحمة من لا رحمة عنده، أن مأساة شعبنا كبيرة وأكبر من هذا المهرجان والمعرض، نحن بحاجة الى متحف دولي ليبقى شاهدا أمام البشرية لما فعله نظام البعث الصدامي المقبور.
وفي حوار مع  نائب رئيس مؤسسة الشهداء الأستاذ فارس عمر برواري، سألناه: نجد ضرورة أن تطلع جميع دول العالم على تلك الجرائم، هل لديكم نية لذلك...وما هو هدف هذا المعرض بالدرجة الأولى؟

أجاب، ان هذا المعرض يطوف ثلاث مدن هي برلين للفترة من 18-20 نوفمبر، وستوكهولم للفترة 23-25 نوفمبر، ومن ثم لاهاي (دنهاخ- هولندا) للفترة من 28-30 نوفمبر 2011م، هدفنا إيصال رسالة عن مدى دموية النظام البعثي وفضح جرائمه، وان الضحايا لازالوا لم يحصلوا على حقوقهم حتى الآن.
كما أستفسرنا عن أمكانية أن يصل المعرض الى دول أخرى خصوصا تلك التي لم تعترف بتلك الجرائم...؟، فقال: أن هنالك فكرة في زيارة الجزائر ولبنان، أما الدول الأخرى فهنالك صعوبات تحول دون ذلك.

وتم اللقاء مع رئيس لجنة الشهداء والسجناء السياسيين في البرلمان العراقي الشيخ محمد الهنداوي، وتحدثنا عن حقوق عوائل الشهداء والسجناء والمهجرين قسرا والتي لازالت تواجه البيروقراطية والروتين والطلبات التعجيزية.
 وأكد أنه مستعد للأستماع الى أية شكوى ومتابعتها، وهو يسعى مع الآخرين لأن يأخذ كل ذي حقٍ حقه، وهو يرحب بأي مواطن لديه مشكلة تخص اللجنة. شكرناه وتمنينا للجنة البرلمانية ولمؤسسة الشهداء كل التوفيق والنجاح في أعمالهم من أجل خدمة ابناء من ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية والعدالة لشعبنا.

صور من المهرجان:



 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

416
ستوكهولم: جمعيــة المـــرأة العــراقيــة فــي ستوكهولـــم تقيم احتفـاليــة ثقـافيـــة تحت شعار "لنتـواصــل مـــع الـوطــــن"




محمد الكحط – ستوكهولم-
تصوير: عاكف سرحان

تأسست جمعيــة المـــرأة العــراقيــة فــي ستوكهولـــم سنة 1994م، ودأبت منذ سبع سنوات على إقامة مهرجانها الثقافي السنوي، ومنذ تأسيسها قامت بالعديد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية وهذا العام وتحت شعار "لنتـواصــل مـــع الـوطــــن" أقامت الجمعيــة احتفـاليــة ثقـافيـــة وهو عبارة عن يوم عراقي، مساء يــوم  السـبـت 19 تشــرين الثانــي / نوفمبــر 2011م، حضره جمهور من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم، كما حضرته الملحق الثقافي في السفارة العراقية في السويد الدكتورة بتول الموسوي، والسفير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت جبو، في بداية الفعالية وبعد أفتتاح المعرض الفنية تم الترحيب بالحضور ودعوة الجميع للوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الوطن، ثم ألقت رئيسة الجمعية بشرى الطائي كلمة رحبت فيها بالحضـور لهذا الحفل بأحياء الذكرى السابعة عشر من عمر الجمعية، وتعرضت لاهداف الجمعية المتمثلة في لم شمل الجالية العراقية واندماجها بالمجتمع السويدي، وادامة تواصلها مع الوطن من خلال مجموعة من الانشطة الخاصة بالجمعية والمشتركة مع جمعيات اخرى، وعرضت جوانب من أهم فعاليات الجمعية خلاىل السنوات المنصرمة، وأكدت على نجاح النشاطات المشتركة مع مجموعة من المنظمات العراقية في ستوكهولم، وتضمــن برنامــج الاحتفــال العديد من الفعاليات الثقافية المنوعة، منها معـــرض تشكيلــــي وفوتوغرافـــــي للعديد من الفنانين وبأعمال فنية مختلفة نالت أعجاب الحضور، وســوق للمشغولات والأعمال اليدويـــة المختلفة، وعــرض للأزيــاء العراقيــة التي عكست جمالية وتنوع المجتمع العراقي بكافة مكوناته الاجتماعية، العربية والكردية والتركمانية والسريانية الكلدانية واليزيدية وغيرها.
وكانت المعروضات للفنانات سمية ماضي فنانة تشكيلية والفنانة  مي سلمان  والسيدة دليلة  التي شاركت بمعرض للمشغولات اليدوية ورباب السدي التي ساهمت بمعرض لعرض الأزياء وملبوسات، وساهم  المصور الفوتوغرافي سمير مزبان بمعرض تحت عنوان  معاناة المراة العراقية، كذلك تم عرض بانوراما صورية لتاريخ ونشاطات الجمعية المختلفة، وكان للشعر مكانته وبمشــاركة خاصــة للشــاعر كامــل الركابـــي الذي قدم مجموعة من القصائد الجديدة له، وأخيرا كان الحضور مع حفل غنائي موسيقي للفنان جــلال جمــال وفرقته الفنية، حيث أنسجم الحضور بالأغاني المنوعة وسط الفرح بأمسية عراقية جميلة.
صور من الفعالية:

 
 
 

417
المنبر الحر / مصر الى أين...؟
« في: 23:27 15/11/2011  »
مصر الى أين...؟
مستقبل مصر في عيون مثقفيها....!!
الشعب خرج وتكلم وتحدى وسوف لن يسكت على الضيم بعد اليوم

بقلم: محمد الكحط

((هادي مصر
جايه تعلن عل الملأ
كلمتها نصر))

هل ستعلن مصر نصرها، مصر التي عرفناها تاريخا وثقافة وفن، مصر التي تضج شوارعها بالبشر، مصر التي ألفناها، بعنفوانها وضجيج أزقتها وفقر أهلها وكدحهم اللامتناهي من أجل لقمة العيش، مصر التي أشعت وتشع إبداعا، مصر التي يجري نيلها دوما ويبعث سحرا وألقاً، تعيش اليوم مخاضا عسيرا، بعد ثورة وهبة جماهيرية معاصرة أطاحت بالعروش المتسلطة، التي قبعت عقودا على صدور أبناء هذا الشعب الصبور، أنها اليوم تحاكي التاريخ وتحاول أن تجتاز عتبة أقل ما يقال عنها حرجة، فهي محطة مهمة في تاريخها، لترسم سمات المرحلة المقبلة، هذا المخاض يبدو أنه سيكون عسيرا ومعقدا، فالتركة ثقيلة كونها نتيجة سنوات طويلة من الحرمانات والقمع والكبت، من الفوضى والفساد والأبتزاز، عقود من الأرتهان بسبب الحاجة وتسلط القوى الطفيلية ومسكها كل عصب الحياة، فهل ستجتاز كل ذلك بسهولة...؟؟، أم أنها ستمر بمراحل عديدة صعبة...؟؟
في لقاءات مع بعض مثقفي مصر ووجوهها الاجتماعية، والتي تم حديثي معهم بهذا الخصوص، خلال زيارتي السريعة للقاهرة، وجدت آراءا مختلفة، لكنها أجمعت على الثقة بالمستقبل، كون الشعب خرج وتكلم وتحدى وسوف لن يسكت على الضيم بعد اليوم، لكن هنالك ثمة تخوف مشروع وتدور أسئلة مشروعة كذلك، من خطوات العملية السياسية وما ستؤل إليه الأنتخابات من نتائج، خصوصا بعد الأنتخابات في تونس التي أسفرت عن فوز النهضة الإسلامية، وفوز ممثلي الأخوان في مصر في العديد من أنتخابات المنظمات المهنية كأعضاء أو كرؤساء، كما حصل في انتخابات نقابة الصحفيين المصرية مؤخرا، وفي هذا الخصوص ألتقيت السفير فتحي علي مدير أتحاد الصحفيين العرب، الذي قال أن الشعب المصري أكثر نضجا اليوم، وهو قادر على أختيار من سيمثله، لكن الأخوان هم الأكثر تنظيما وأمكانيات، لكنهم صرحوا بأنهم سوف لن يقدموا مرشحا لرئاسة الجمهورية، وأنهم سوف يحصلوا على ثلث مقاعد مجلس الشعب وليس أكثر، ليكون لهم تأثير، لكنهم لا يريدون أن يمسكوا كل شيء.
 

وهنا أستوقفته متسائلا...، ألا تعتقد بأنهم يتعمدوا ذلك، كونهم يعرفون صعوبة المرحلة، وربما أنهم سيفشلوا في إدارة الدولة حتى لو تمكنوا من الفوز..؟، أي أنهم قدروا الظروف وتجنبوا الوقوع في مشاكل مستقبلية...؟
ويؤكد الاستاذ فتحي يوسف، أحتمالية ذلك، كون لديهم خبرة سياسية متراكمة.

وفي حديث مع الصحفية سماح عبد السلام، العاملة في جريدة القاهرة المصرية، تقول نحن الآن للأسف في حالة فوضى، والكتابات الآن تؤجج الأوضاع وتشوش على الجماهير، فالأنتخابات الرئاسية ستكون محيرة فعمر موسى يبدو أن لديه خبرة وفاهم اللعبة جيدا وحظوظه أوفر، لكنه من أتباع المنظومة القديمة، مع ذلك له شعبية، أما البرادعي فمما يؤخذ عليه، كونه عاش خارج مصر، وربما لا يعرف ما يحتاجه الشعب المصري، كذلك هنالك أشخاص من الحزب الوطني السابق، لهم حظوظ في الترشيح والفوز، وهم لهم تأثير في الشارع، رغم منعهم دستوريا بالدخول كحزب، لكن هنالك العديد منهم يستعد لخوض المعركة الانتخابية بشقيها الرئاسية ومجلس الشعب، وربما يدخلون تحت أسماء أحزاب جديدة، لكن الناس تعرف ذلك جيدا، وتدرك اللعبة، على الأقل في وسط المثقفين، لكن الناس تخشى مجئ الأخوان، لأنهم يريدون الحرية وليس نظام مستند على قمع ديني، خصوصا اليوم بعد أن تحققت حرية التعبير عن الرأي.




الصحفية سماح عبد السلام
وعند سؤالها عن المستقبل للشعب المصري ومعاناته الاقتصادية تقول، عندنا أمل أن تتحقق طموحاته تدريجيا، فاليوم الذي لا يعجبه شيء يخرج مطالبا بتغييره، حتى الأطفال يعترضوا اليوم ويتكلموا، علينا الحفاظ على الحرية، وتخليصها من الفوضى، كون الفوضى جانب سلبي يشوه الديمقراطية والحرية.


وفي لقاءٍ آخر مع الأستاذة سميحة خالد محي الدين، مدير أدارة المغتربين العرب في جامعة الدول العربية، فهي عكست أولا معاناة الشعب المصري وظروفه الصعبة، وأحقية مطالبته بالتغيير، ومن ثم رأيها وتوقعاتها بنتائج الأنتخابات، فهي تقول لا أتمنى مجئ عمر موسى للرئاسة رغم أنني عملت معه طويلا، فهو كبير في السن أولا، وكونه من بودقة النظام السابق، كما أنه يفكر بمصالحه قبل أي شيء آخر، وربما البرادعي أفضل، لكن نتمنى مجيء أشخاص أكثر مقبولية في الشارع المصري، أما مجلس الشعب، فهنالك تخوف، ونحن لم نعد نصدق تصريحات الأحزاب، والقوى السياسية الأخرى، فهم يقولون شيئا ويعملون ما يخططوا له، لذا فليس من المستبعد صعود الأخوان.
وفي حوارٍ مع عدد آخر من المواطنين، يرى الجميع ضرورة أن يختفي الظلم ونظام الواسطات والمحسوبيات، وأن يأخذ كل شخص حقه الطبيعي، وان يتمتع الجميع بالحرية والأمان، ولكن هنالك من يطرح تخوفات مشروعة منها التخوف من الفتن الطائفية فهنالك من لهم مصلحة من الترويج لها، والتخوف من عدم أمكانية توفير الأجواء الأمنية المناسبة لأجراء الأنتخابات المقبلة بحيادية، فالفوضى يمكن أن تندلع في أية لحظة، كما حصل سابقا في ظل النظام السابق، فكيف الآن..؟.، والموقف من ذلك وربما يتم اللجوء الى تأجيل الأنتخابات وأستمرار الأوضاع الحالية، كما أنه لم تحسم حتى الآن كيفية الدخول بالانتخابات، هل سيتم بنظام الانتخاب المختلط الذي يجمع بين القائمة النسبية والفردي، ورغم عدم دقة ووضوح ذلك دستوريا، فهذا يحتاج لمن يريد خوض الأنتخابات أمكانيات مادية كبيرة، وهذا ما سيسمح للأخوان وللسلفيين ورجال الحزب الوطني من الفوز لما يملكونه من أمكانيات مادية بالأضافة الى التأثير الديني الواضح في الشارع المصري، خصوصا في الريف، فهذا النظام سيسمح للأحزاب بالأستيلاء على تلثي المقاعد بالأضافة الى الفردية، مما سيشكل تحديا كبيرا للمستقلين ويحد من فوزهم، وبالتالي عدم لعبهم دورا فعليا في لجنة أعداد الدستور الجديد للبلاد، وهنالك تخوف من اللجان الأنتخابية وتشكيلها، هل ستكون نزيهة ومهنية ومستقلة أم ستكون أداة في يد جهات معينة، كذلك سيسمح للمصريين بالخارج بالتصويت والترشيح، وهذه خطوة جيدة، كما ان تعديل المادة 76 من الدستور فسح المجال الى الانتخابات القادمة لمساهمة أوسع للشعب المصري في اختيار من يرغب به، وقد نصت تعديلات المادة 76 على، (( ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع السري العام المباشر، ويلزم لقبول الترشيح لرئاسة الجمهورية أن يؤيد المتقدم للترشيح‏250‏ عضوا على الأقل من الأعضاء المنتخبين لمجلسي الشعب والشوري والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات‏,‏ على ألا يقل عدد المؤيدين عن خمسة وستين من أعضاء مجلس الشعب وخمسة وعشرين من أعضاء مجلس الشوري‏,‏ وعشرة أعضاء من كل مجلس شعبي محلي للمحافظة من أربع عشرة محافظة على الأقل‏.‏ وللاحزاب السياسية التي مضى على تأسيسها خمسة أعوام متصلة قبل إعلان فتح باب الترشيح‏,‏ واستمرت طوال هذه المدة في ممارسة نشاطها مع حصول أعضائها في آخر انتخابات على نسبة‏5%‏ على الأقل من مقاعد المنتخبين في كل من مجلسي الشعب والشوري‏,‏ أن ترشح لرئاسة الجمهورية أحد أعضاء هيئتها العليا وفقا لنظامها الأساسي متى مضي على عضويته في هذه الهيئة سنة متصلة على الأقل‏.‏))
لقد فتحت أبواب التسجيل للأنتخابات والترشيحات، والشعب المصري يخوض هذه التجربة وهو متوجس من كثرة الأسماء والصور التي أخذت تملأ شوارع مصر، أكثرها لم يتعرف عليها من قبل، وبأستثناء المثقفين والسياسيين فهنالك نسبة كبيرة من المصريين في حيرة من أمرهم، لا يعرفون من ينتخبون...!!!



418
لقاء جماهيري في ستوكهولم مع سيدة المجتمع المدني العراقي هناء ادور




تقرير: محمد الكحط
تصوير: بهجت هندي

هناء أدور أمرأة من بلادي
بعد حصول الناشطة في منظمات المجتمع المدني العراقية ورئيسة منظمة أمل السيدة هناء أدور على جائزة السلام العالمي تقديرا لدورها النضالي وكفاحها من اجل السلام والديمقراطية وحقوق الانسان والنضال ضد العنف، في مدينة بوتسدام في جمهورية ألمانيا الاتحادية في 29 أكتوبر2011م، حيث جرت المراسيم في حفل مهيب وبحضور الماني وعراقي واجنبي، أستضافتها الجاليات العراقية في العديد من الدول الأوربية، وفي ستوكهولم كان هذا اللقاء الحميم الذي نظمه موقع "عنكاوا كوم" والجمعية السويدية العراقية بالتعاون مع جمعية المرأة العراقية ورابطة المرأة والجمعية المندائية في ستوكهولم، والتيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، وكان لقاءا جماهيرياً بهيجا، مع هذه الشخصية الوطنية والناشطة النسائية، يوم الخميس 3 تشرين الثاني، حضره جمهور رسمي وشعبي، فقد حضر الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت جبو ورئيسة الملحقية الثقافية في السفارة العراقية الدكتورة بتول الموسوي.


قدم الأستاذ سامي المالح رئيس الجمعية السويدية العراقية الضيفة العزيزة، متحدثا عن ظروف هذا اللقاء، ودور هناء أدور الريادي، كما ساهمت الشابة بيان من رابطة المرأة العراقية في التقديم، وبعد الترحيب بالضيفة والحضور، فسح المجال بالحديث للسيد محسن شريدة ممثل مكتب السلام العالمي في الشرق الأوسط، الذي تحدث عن تاريخ تأسيس مكتب السلام العالمي ونشاطه، وتحدث عن الجائزة وتأريخها وجدارة السيدة هناء أدور لنيل هذه الجائزة، بعد ذلك أُعطي المجال للسيدة هناء أدور التي تحدثت معبرة في البداية، عن سعادتها لهذا اللقاء وأعتبرت أن نيلها للجائزة ماهو إلا نجاح لكل الذين عملوا من أجل السلام وهي جائزة لكل منظمات المجتمع المدني العراقية ولكل المناضلات والمناضلين العراقيين من اجل السلام والديمقراطية وحقوق الانسان، ثم تحدثت عن الوضع الذي تعانيه وتعيشه منظمات المجتمع المدني في العراق وظروف بدأ نشاطها والتحديات الجمة التي واجهتها، كما تحدثت عن ظروف المرأة العراقية والدور الكفاحي لها ونضالها من اجل نيل حريتها وحقوقها ومن اجل الديمقراطية في العراق والنضال ضد الحروب، وتطرقت الى الوضع السياسي في العراق والصراعات السياسية الدائرة حاليا.
وتحدثت بإسهاب عن نشاطات منظمات المجتمع المدني في العراق، ومنها المعركة التي خاضتها ضد قرار مجلس الحكم المرقم 137 وإجبار المجلس على إلغائه، وقانون 41 الخاص بقانون الأحوال المدنية، وكذلك نجاحها في فرض حصة الكوتا للنساء في الإنتخابات البرلمانية، وأيضا تقديم مذكرة قضائية إلى المحكمة الإتحادية ضد مجلس النواب، حول الجلسة الأولى المفتوحة للمجلس، وقررت المحكمة الدستورية عدم مشروعية الجلسة المفتوحة بدون تحديد زمني لها.
وأشارت السيدة هناء أدورالى عدم ارتياح السلطات العراقية لنشاط منظمات المجتمع المدني، خصوصا بعد التجمعات المنظمة التي ترافق خروجها مع بداية أندلاع الحركات الشعبية العربية في الربيع العربي في ساحة التحرير، وتحدثت عن المعركة التي خاضتها هي شخصيا من أجل أطلاق سراح الشباب الأربعة النشطاء الذين تعتقلهم أجهزته البوليسية بتهم باطلة، فقط لنشاطهم في تنظيم تظاهرات ساحة التحرير، رغم أن المطالب والشعارات التي تم رفعها، كلها وطنية والتي تؤكد على رفض المحاصصة، والدفاع عن الحريات العامة ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات، تحدثت عن الثقة بالمستقبل ومن أجل أن تتحقق نجاحات جديدة رغم كل الظروف الصعبة والمعقدة، وهنالك أفق يحتاج الى التلاحم والتظافر ويحتاج الى الدعم من جميع الوطنيين والديمقراطيين، ومن تهمهم قضية السلام والديمقراطية في العراق.
وعندما فسح المجال للحضور بالأسئلة والمداخلات فاجأ الدكتور محمد الحسوني الحضور بكلمات رقيقة قائلا: ((كنت قد تشرفت بالتعاون معها حين كنت في وزارة الصحة 2005 و2006 وفي الوقت الذي كانت القاعدة تحز الرقاب والميليشيات تكتسح الشارع كانت هناء أدور في عرينها في قلب بغداد في منظمة أمل، قرب كهرمانة وقرب كنيسة سيدة النجاة بلا حماية، بهدوء ملائكي لم أكن أعرف أن خلفه ثورة مقدسة، في تلك الظروف كانت منشغله بورش حل النزاعات لمجاميع الشباب، وتحت تأثير وجودها معنا اليوم ألهمتني بأبيات من الشعر أهديها لها:
وقالوا في الخريف العشب أخضرْ......وقالوا في الظلام الشمس تظهرْ
وقالوا صوتها للحقِّ يعلــــــــــــو.......وصوتك فوق صوت الظلم أكبرْ
مثالٌ في الشـــــــــجاعةِ لايُبارى...... بقولِ الحقِّ صوتُكِ ليــــس يُقهَرْ
فجائزةُ الســـــــــــلامِ أتتك حبواً.......وفي بــــرلين غيم الصبر أمطرْ
ستُرفعُ قُبّعاتٍ بإحتـــــــــــــرامٍ........ونزرعُ في القلــــوب هناء أدورْ))
وتم توجيه العديد من الأسئلة والمداخلات، منها حول ضرورة بذل الجهود بخصوص المهاجرين الذين يجبرون على العودة للعراق، كما طرح سؤال حول موقف التضامن مع الشعوب العربية وخصوصا الشعب السوري، وغيرها من الأسئلة والمداخلات المهمة والتي أجابت عنها السيدة هناء أدور مؤكدة وقوفها مع الشعوب العربية في نيل حقوقها وحرياتها ورسم غدها كما تراه مناسبا، كما أن منظمات المجتمع المدني لم تهمل قضية المهاجرين.
كما قدم العديد من المنظمات باقات الزهور والهدايا الى الضيفة العزيزة والذين استقبلوها بالقبل.
أن هناء أدور أمرأة من العراق، شقت طريقها الوعر كونها أختارت طريق النضال من أجل الناس، ومن أجل العدالة والتقدم، من أجل القيم الإنسانية النبيلة ونذرت حياتها من أجل تلك المبادئ، لم تفكر إلا بالعراق والشعب العراقي، لم تفرق بين طائفة وقومية ومذهب، تحملت أشكال صنوف المعاناة والقهر، حملت السلاح بوجه الطغاة، والكلمة والصرخة بوجه العتاه ولم تخش شيئا، واليوم وهي تحصد هذه الجائزة الجميلة، رغم أهميتها، لكن جائزتها الكبرى هي حب الناس لها وتقديرهم لنضالها ودورها الريادي في الدفاع عن تلك القيم التي آمنت وناضلت من أجلها، وهذه جائزة المحارب والمناضل التي لا تعوض هي حب الناس له، وهو جزء من الوفاء الذي يستحقه من قبل الناس الذين ضحى من أجلهم، لم تحلم هناء أدور ولم تفكر يوما بجائزة ما ومن أية جهة مانحة إلا من شعبها فقط، وها هو يحتضنها أينما حلت.


 
 
 



 






419
عبير السهلاني الشابة العراقية الأصل: بخطوات سريعة  وواثقة تسير لعالم السياسة الصعب
من عضوية البرلمان السويدي، إلى عضوية المكتب السياسي لحزب الوسط
والطموح القادم، عضوية البرلمان الأوربي





 
حاورها تحت قبة البرلمان: محمد الكحط – ستوكهولم-
أعرفها منذ الصغر، عبير عبد فيصل السهلاني، من مواليد البصرة عام 1976م، تنقلت مع عائلتها المناضلة ضد الدكتاتورية لعدة دول، وأستقر بها المطاف في السويد وهي شابة، حيث واصلت تعليمها وحصلت على شهادة الماجستير في تحليل أنظمة الكمبيوتر من جامعة ستوكهولم. كما نشطت في منظمات المجتمع المدني وفي العمل السياسي، وعملت في البرلمان السويدي كمساعدة سياسية لنائبة رئيس وزراء السويد مود اولفسون قبل انتخابها لعضوية البرلمان.
من يعرف عبير عن قرب يدرك أنها عملية غير متكلفة في التعامل، بل أجدها عفوية أحيانا، ومهملة في بعض الأمور البسيطة، لكنها جادة في القضايا المهمة.
 

البرلمانية عبير السهلاني والإعلامي محمد الكحط
أن وجود عبير في البرلمان السويدي شيء ليس بالهين وليس إنجازا بسيطا، ولم أكن راغبا أن أجري اللقاء معها عند فوزها بمقعد البرلمان السويدي رغم معرفتي بها، فحينها كتب العديد وأجرى العديد الآخر لقاءات معها، فقد كنت أنتظر نتائج وثمار هذا الفوز، والآن وبعد مرور السنة الأولى يمكن تلمس بعض تلك النتائج التي يمكن الحديث عنها.
 التقيتها داخل قبة البرلمان السويدي مساء يوم الثلاثاء 27/سبتمبر2011م، وأجرينا اللقاء في غرفتها المتواضعة، فليس لعبير سكرتيرة ولا حراس شخصيين حالها حال أعضاء البرلمان الآخرين والذين هم حالهم حال أبناء الشعب بدون امتيازات ملحوظة، أقتادتني إلى دهاليز بناية البرلمان، سألتها:
 

عبير السهلاني في غرفتها داخل البرلمان

•   وكيف أتقتني هذه الدروب، خلال سنة واحدة فقط...؟

   لا لقد عملت في البرلمان عدة سنوات قبل ذلك.
•   الآن فهمت، فهذه الدهاليز تحتاج لزمن طويل لإتقان التنقل عبرها، هل نبدأ في الحوار ونقول مبروك، فكما علمت لقد ساهمت الأسبوع الماضي في مؤتمر حزبكم، فهل حصلت على منصب قيادي جديد..؟
   نعم  أصبحت عضوة في المكتب السياسي لحزب الوسط.
•   أنه إنجاز جديد يضاف لانجازاتك السياسية، هل من الممكن التعريف بحزب الوسط السويدي ولو بشكل مختصر...؟
   حزب الوسط تأسس سنة 1901م، يملك الآن حوالي 50 ألف عضو عدا الأصدقاء والمؤازرين، شعاره الأرض للفلاح أو لمن يزرعها، له الآن 23 عضوا في البرلمان السويدي، يهدف إلى تقوية الريف والفلاح بسبب تعرضه للإهمال طويلا بسبب التطور الصناعي، وتوجهات الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
•   ألا تجدين تناقضا بين نشأتك في بيئة وعائلة يسارية وأنتمائك إلى حزب يوصف باليميني.أم لكِ رأي آخر...؟ 

   لا أجد تناقضا، بل أجد تطورا، نعم حزب الوسط هو حزب ليبرالي يميني، وهذه ليست مسبة، صحيح أنا نشأت في بيئة يسارية، وتعرفت على سلبياتها وايجابياتها، فلم تكن الصور جميلة، فقد عشت في بلد اشتراكي وهو "بلغاريا" سابقا، وقبلها في اليمن الديمقراطي، ومن ثم شاهدت نظاما اشتراكيا في السويد، ولكن أفكاري كانت تتطلع إلى ما هو أكثر من ذلك، أعتقد أن المجتمع الذي لا يسمح للأفراد أن يتطوروا، لا يمكن أن يتطور.

•   وهل تعتقدين ان النظام الاشتراكي كان يحد من أن يحقق الفرد طموحاته...؟


   كان عندي طموحات والنظام الاشتراكي وجدته يحد من تحقيق تلك الطموحات، أو التطور مثلا، ثم أنا لم أتأدلج يساريا، لكنني شعرت ان الأحزاب اليسارية تتكلم كثيرا وتعمل قليلا، أنا عملية ولست فيلسوفة، وهكذا كانت ميولي.

•   هل أنت سعيدة في البرلمان وتجدين نفسك في مكانك الطبيعي؟
   أكيد، أنا أقدس هذا المكان، بشكل حقيقي، لأنه يمثل الشعب، وتحقيق إرادة الشعب، وهو أجمل وسام أحصل عليه، وأعتبره ثمرة عملي وجهودي، كنت أحس مكاني الطبيعي في البرلمان العراقي، وليس السويدي، لكنني لم أحصل على فرصة حقيقية أنا أستحقها، لم أحصل عليها ببلدي الأم، هنا سنحت الفرصة، أتمنى أن يكون العراق مثل البلدان المتحضرة يوفر الفرص لمن يستحقها، ولمن يريد أن يخدم بلده ويعمل من أجل شعبه.
•   كيف أخذت مكانك الطبيعي دون عوائق، فالمسؤولية كبيرة على شابة ربما خبرتها السياسية قصيرة العمر...؟
   أحس هنا مكاني الطبيعي رغم بعض الصعوبات في الطريق، وخبرتي تزداد يوما بعد يوم، فالنظام السويدي منظومة تعليمية وتربوية ناجحة، المنظومة تعلم هنا، رغم أنه لا يوجد سكرتير ليساعدني مثلا، لكنني بفضل زملائي القدامى في البرلمان ومجموعة من المعارف والأصدقاء وبعض الشخوص الذين لي علاقة جيدة معهم، ساعدوني كثيرا واستفدت من تلك العلاقات، بعدها استطعت ان أعرف الإجراءات التي يمكن التوصل لها لتسيير الأعمال، كذلك استفدت من وسائل الاتصال الحديثة في الانترنيت مع الفيسبوك وتويتر، ولكوني صريحة مما خلق لي شبكة أو قناة جيدة من الأصدقاء وأجواء مهمة لسماع آراء الآخرين، واستفدت منهم كثيرا، فكانوا كاستشاريين أستمع لهم وأسمع ردود أفعالهم عن كل موقف.
•   وهل تستعينين أحيانا ببرلمانيين من قوائم وأحزاب أخرى، وكيف العلاقة معهم؟
   طبعا لا، لكنني أتوجه أحيانا إلى زملائي القدامى في البرلمان من قائمتي لأسألهم، فقوانين اللعبة السياسية موجودة في كل مكان، لذا يجب الحذر جدا، نحن نناقش الأمور أحيانا بشدة داخل جلسات البرلمان ونتقاطع، لكننا لطفاء مع بعض بعد الاجتماع.
   ما هيّ المهام التي تبوأتها عبير حتى ألآن في البرلمان..؟ فأنا أجدك كثيرة السفر...
   أنا في لجنة العلاقات الخارجية، المكونة من 17 نائبا، تجتمع اللجنة مرتين بالأسبوع، لذا تجدني دائمة السفر، فهذه اللجنة يحتاج عملها إلى التواصل مع الدول الأخرى.
 

 مقعد عبير السهلاني في قبة البرلمان السويدي
•   ما هي المنجزات التي استطعتِ تنفيذها أو المساهمة بها خلال هذه الفترة، على صعيد السويد أولا.؟

   بالنسبة للسويد ولوجودي في لجنة العلاقات الخارجية، سعينا من أجل نيل الاعتراف بالصحراء الغربية، وننشط حاليا من أجل الاعتراف بقيام دولة فلسطين، كما اتخذنا قرارات بمساعدة الشعب الليبي، منها المشاركة العسكرية، حيث تم تشكيل لجنة مشتركة من وزارتي الدفاع والخارجية لمتابعة هذا الموضوع، وندعم التحولات في مصر وقدمنا مساعدات مادية، هذا على صعيد وجودي في لجنة العلاقات الخارجية، حول الأمور الأخرى، قدمنا مقترح بعمل صندوق قرض للأجانب كرأس مال لمن يرغب منهم بالقيام بمشروعات صغيرة، كي لا يبقوا خارج سوق العمل، وخارج المجتمع السويدي، وكذلك إصدار كارت عمل للأجانب الذين ليس لديهم إقامات في السويد، مما يسهل عليهم العمل.
وهنالك مقترح تقدمنا به بأن ترفع الدولة يدها عن تحديد أسعار الإيجارات، وتتحول إلى السوق الحرة، وداخل الحزب غيرت معظم برامج وسياسة الاندماج الموجودة سابقا.

•   هل تعتقدين أن رفع الدولة يدها عن تحديد أسعار الإيجارات، وتتحول إلى السوق الحرة سيكون في صالح الأغلبية من الشعب، أليست هنالك خوف من تحكم الملاكين وشركات السكن مما يرفع أسعار الإيجارات عاليا، ويتضرر المستأجرون وضعيفو الدخل...؟

   لا بالعكس، سيكون هنالك تنافس وتكون سوق حرة وتنخفض الإيجارات في العديد من الأماكن، فالآن ليس للموقع اعتبار بالتسعيرة، أعتقد ستكون هناك فائدة للشباب والأجانب.

•   هل استطعت توظيف جزء من وقتك للعراق وللشعب العراقي مع معرفتي مسبقا بصعوبة ذلك.؟

   مع الأسف القيادات العراقية ودون استثناء، وبمختلف تياراتها لم تستطع، ان تكون قيادة حقيقية للديمقراطية وللعملية السياسية في العراق، وأقول هذا بألم كعراقية أحاول مد بعض الجسور بين العراق والسويد، وهنالك لجنة "لجنة الصداقة العراقية السويدية في البرلمان السويدي"، نحاول تفعيلها، وأنا أعمل على مجئ بعض ممثلي الأقاليم والمحافظات العراقية إلى السويد بعيدا عن المركز ليلتقوا بنظرائهم هنا في السويد.
أحاول نشر أي شيء يخص العراق يتعلق بثقافته وحضارته بين البرلمانيين السويديين.
 وهنالك مبادرة مصالحة عملناها بين القوى السياسية العراقية كافة، وكانت السويد فعالة جدا من خلال توفير المكان وأجواء الحوار المناسبة بين كافة السياسيين العراقيين، اكتملت حتى الآن خمسة اجتماعات حضرها أربعون شخصية من قوى وأحزاب وممثلي منظمات المجتمع المدني العراقية، والأجواء إيجابية، منها مثلا، أحد الحضور لم يكن مقتنعا سابقا بالحوار، وأعرفه شخصيا وأعرف طروحاته سنة 2005م، وقد حضر مرتين لهذه الاجتماعات واليوم يطرح مفاهيم جديدة منها أهمية الحوار، فهذا تطور ونتيجة إيجابية.
كما أحاول من خلال وجودي كنائب لرئيس الليبرالية العالمية الهولندي "هانس فان بالان" أن أدعم القوى الليبرالية في العراق.

•   أنه خبر جديد هل نعلنه، كونك نائب لرئيس الليبرالية العالمية...؟


   نعم يمكن ذلك.

•   علاقتك أجدها جميلة مع الجالية العراقية حاليا، لكنها لم تكن كذلك قبل الانتخابات، وأنا كنت ممن ينتقدونك على ذلك، علما لو كانت تلك العلاقة موجودة بنفس هذا الشكل لكانت نتائج الفرز أفضل لصالحك، رغم ان معظم العراقيين بل والأجانب عموما يصوتون لليسار..؟ هل ستستمر هذه العلاقة التي أجدها ضرورية للمستقبل.

   نعم سأستمر بالعلاقة معهم، لم أكن ألتقي كثيرا مع التجمعات العراقية، ولم يكن من السهل التعامل مع الجالية العراقية، وكنت أخشى ذلك بعض الشيء، لربما لم يتقبلوني، فقلت لأنجح أولا، وأبرهن بأنني أستطيع لوحدي تحقيق شيء، ومن ثم أتوجه لهم، وهذا ما حصل.

•   عبير ما هو طموحك القادم...؟
   سأرشح نفسي من جديد في حزيران 2014 إلى البرلمان الأوربي، رغم أنني لم أفز بالدورة السابقة.

•   هل تفكرين مستقبلا بتوظيف خبرتك السياسية لبلدك العراق، لا أقصد الآن، بل بعد استقرار الأوضاع فأنتم الشباب وقادة المستقبل رغم انك قائدة منذ الآن. وما هي كلمتك لقادة العراق اليوم؟


   أنا عندي كامل الاستعداد متى توفرت الظروف المناسبة.
فعلى القيادات السياسية العراقية ان يقنعوا المواطن العراقي بأن العراق هو وطنه ، لماذا هو باق في العراق، عليهم ان يفهموا ان عمل الدولة والحكومة هو لخدمة المواطن، وليس العكس، يجب ان يمسحوا شعور الغربة عن العراقي داخل وطنه، من خلال توفير الحريات للمواطن لتحقيق ذاته ويتمتع بالحرية، فلا يوجد أسهل من القمع، ولكن النتيجة تشرذم أبناء البلد.
أنا أخجل عندما أسمع أخبار الفساد في العراق، كيف أقول أنا عراقية، أريد أن أشعر بوطني وحبي له، العراق كان منارة لدول الجوار، فكيف الآن ينتهي هكذا، نحن ليس فقط نفط، نحن عقول وطاقات بشرية هائلة.
لي كلمة للمرأة العراقية فهي الوحيدة التي عملت بدون روح طائفية، وتجربتها لطيفة جدا، فهي تستحق أكبر تقدير لذلك.
الشيء السامي والصعب هو الديمقراطية، وكما قال "نلسون مانديلا" ، ((أما أن يتفقوا أو يتركوها لناس أفضل))، عليهم ان يتفقوا على بناء العراق.

•   ماذا تودين قوله...في الختام للأصدقاء والمعارف وللجالية العراقية في السويد وللعراقيين ككل.



•   كلمتك للمواطن العراقي...؟
   للمواطن العراقي أطلب منه أن يبقى دائما يتساءل لماذا...؟؟؟، وأن يطلب الكثير فهذا من حقه، وعليه قبل ذلك ان يؤدي واجبه وحقه الدستوري ويمارس الديمقراطية، ويذهب إلى صناديق الاقتراع ويختار الممثل الحقيقي له والذي يمكنه ان يحقق طموحاته بالحياة.
•   ولأبناء الجالية العراقية هنا ماذا تقولين لهم.
   أشكر كل عراقية وعراقي سلموا عليه باللهجة العامية "الجا والجي"، فأنا 24 ساعة أتحدث سويدي وانكليزي، أتمنى أن ينشط العراقيون هنا في العمل السياسي السويدي، فمن واجبهم ان يحققوا طموحاتهم وطموحات أبنائهم، من خلال مساهمتهم بالعمل السياسي وإيصال أفكارهم وتطلعاتهم، لكن عليهم ان لا ينقلوا أمراض العملية السياسية في العراق إلى هنا.
•   وللأصدقاء والأحباب هنا ماذا تقولين لهم.
   أطلب من أصدقائي وأحبابي أن يقدموا لي الانتقاد دائما عندما يجدوا شيء يستحق ذلك لأقوم بمراجعته، كما أتمنى أن يغمروني بالأكل العراقي "الدولمة والبامية".
•   في ختام هذا اللقاء هذا أشد على يديك، آملا تحقيق طموحاتك، وتقديم كل ما تستطيعين لخدمة بلدنا العراق.

420

مبادرة تستحق التقدير والدعم

دجلة والفرات شريانا الحياة في العراق

محمد الكحط

تحت شعار حماية البيئة والإرث الثقافي في وادي الرافدين سيقام مهرجان "الزهاوي" العلمي – الثقافي السنوي الأول، برعاية مؤسسة البيئة والتنمية الألمانية في مقاطعة شمال الراين للفترة من 1نوفمبر 2011م حتى الثلاثين من أكتوبر 2012م، في مدينة كولون الألمانية وبدعم من حكومة مدينة كولون المحلية.
 
يهتم هذا المهرجان بمشاكل البيئة والمياه في بلاد الرافدين، وبتاريخها القديم حيث كانت بلادا خضراء، وبتاريخها الحضاري والمدني والزراعي وكيف كانت هذه البلاد في الزمن القديم القريب وكيف أمست اليوم بعد حروب متعاقبة حيث اضطر أهلها على هجرتها بسبب نقص المياه الذي خلف آثارا مأساوية على حياة البشر والحيوان والتنوع البيولوجي خصوصا في مناطق الأهوار.
ولهذه الأسباب  بادر الديوان الشرقي الغربي في كولون لإقامة مهرجان سنوي  علمي ثقافي يتناول جوانب هذه المشكلة التي يتوقع أن تتفاقم لاحقا لتكون أكثر مأساوية، ويعد هذا المهرجان أول مبادرة من نوعها تبحث في علاقة شعـب بلاد الرافدين بدجلة والفرات.

وستكون هنالك العديد من المحاور الأساسية للمهرجان، منها البحث في مخططات ومشاريع دول الجوار الهادفة إلى تجفيف مياه النهرين كمشاريع السدود، وبحث قضية التلوث الناتجة عن تلك المشاريع، ويتناول قضية قطع وتحويل مجاري وروافد المياه التي كانت تغذي نهر دجلة والفرات من دول الجوار، كما يتناول محاور أخرى تتعلق بالقضايا القانونية والسياسية وموقف القانون الدولي من سياسات تركيا وإيران.
ويهدف المهرجان إلى التوصل إلى استنتاجات لحل مشكلة المياه في العراق والعمل على إدخال قضية المياه العراقية كأحد البنود للمحادثات التركية الأوربية أمام مفوضية المجموعة الأوربية، وهي مـــــن شروط معاهدة (ماستريشت) التي تلزم أية دولة تطلب الدخول للمجموعة الأوربية ان تحل مشاكلها العالقة مع دول جوارها، ومشاكلها الداخلية، ذلك لضمان امن واستقرار دول المجموعة الأوربية، والضغط عبر محكمة العدل الدولية ومنظمات المياه والسدود الدولية لاعتراف تركيا بنهري دجلة والفرات كنهرين دوليين، وكذلك الضغط على إيران للالتزام بقواعد اتفاقية (رامسار) التي وقعت دوليا في مدينة (رامسار الإيرانية) في عام 1971 للحفاظ على المياه الطبيعية والاهوار وعدم الإضرار بالحياة البيئية لتلك المياه، وغيرها من الأهداف المهمة الأخرى.
كما سيهتم المهرجان بالجانب الثقافي وتقديم الوجه الثقافي الناصع لأبناء وادي الرافدين في المجالات الثقافية المختلفة كالمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والآداب المختلفة عبر التاريخ والى اليوم.

هذا وسيكون برنامج الافتتاح حافلا بالعديد من الفقرات الثقافية والفنية والعلمية، علما ان نشاطات المهرجان تستمر طيلة سنة كاملة، ولا شك أن مهرجانا بهذا الحجم وبهذه الأهداف له أهمية كبيرة لبلادنا ولشعبنا، لذا نأمل من الحكومة العراقية والسفارة العراقية في ألمانيا والباحثين العراقيين والمقيمين في ألمانيا من المساهمة في هذه الفعاليات بكافة ألأشكال، من أجل الاستفادة من نتائج الطروحات والدراسات التي ستقدم وتوظيفها في برامج الحكومة العراقية وخططها السياسية والاقتصادية بأفضل شكل. علما كان ألأولى بنا وبحكومتنا أن ترعى وتهتم بهكذا فعاليات نوعية تهتم بمستقبل العراق ومصير شعبه.

فتحية لمبادرة الديوان الشرقي الغربي في كولون والذي نتمناه النجاح لهذه الفعالية المهمة.



421
ربيع الشعوب العربية أم خريف الأنظمة الإستبدادية

محمد الكحط
وددت بالبداية التأكيد على أن هذا الربيع العربي المنتظر لم يكتمل بعد، كما أن مستقبله لازال غامضا رغم الأمل بتحقيقه على أفضل وجه، فالشعوب العربية عانت ولقرون من الأنظمة الأستبدادية المتعاقبة، وقلة قليلة منها عاشت حياة ديمقراطية لكنها واجهت الويلات كالنموذج اللبناني، حيث التآمر الخارجي والتدخلات المستمرة، واليوم تبدو تجربة مصر وتونس لازالت تواجه معضلات على أمل أن تسير الأمور نحو الأمام بشكل إيجابي ودون معوقات.
لنعود قليلا الى الوراء حيث كانت تجربة العراق في التغيير بفعل العامل الخارجي مائة في المئة، وأدى ذلك الى ما أدى من نتائج كارثية لازالت تبعاتها مستمرة، ولا زال المحتل يعبث ويتحكم بالبلد، وليس هنالك مؤشرات جادة على أنهاء التواجد الأجنبي بشكل كامل، وهنالك خوف كبير وحقيقي من عودة النظام الأستبدادي وخنق للحريات من جديد حيث محاربة الحريات والتضييق على الممارسات الديمقراطية، والتنصل من المبادئ والقيم الديمقراطية التي كان ينتظرها شعبنا وناضل من أجلها طيلة عقود مريرة، هذه التجربة كان يفترض أن تكون على بال القوى السياسية التي تقود اليوم الحركات الثورية في ما يسمى مجازا بالربيع العربي، لكن يبدو أن التدخل الخارجي لم يكن بعيدا وبطرق مباشرة وغير مباشرة، ووقوف الجامعة العربية موقف المتفرج وهي التي لم تمثل يوما الشعوب العربية، بقدر ما مثلت الأنظمة الاستبدادية ومصالحها، بل وغالبا ما كانت مسرحا لتبادل الأتهامات وسوء النية وحتى مكانا للصراعات بين الأنظمة العربية، مما سمح ان تتدخل دول مجاورة كتركيا لأخذ أدوارا نضع عليها علامات أستفهام كبيرة، فالخوف على مستقبل هذه البلدان وشعوبها بالذات، خصوصا ما نشاهده من ممارسات القتل والدمار والخراب وتوقف الحياة الاقتصادية هنا وهناك.
لقد فرح العديد من أنصار الديمقراطية، وعلينا أن نفرح بل ونبتهج ونتفائل مما حصل من تغيير وزوال لأنظمة كانت كالكابوس الجاثم على صدور هذه الشعوب لفترات طويلة، فحتى لو جاء نبيٌ من السماء وبقيّ أربعون عاما يحكم مجموعة من البشر لملوه أو حتى قد يسعون لمحاربته، فكيف بأنظمة رثة مستبدة جائرة، فالتغيير ضرورة حتمية، ومن أجل أن يكون هذا التغيير نحو الأمام، يجب الحذر من التدخلات الأجنبية، ومن العودة الى الوراء بفعل قوى رجعية لا ترتضي التغيير التقدمي، وقوى أخرى تتعرض مصالحها للخطر وليس من السهولة ترضخ للتغيير المرتقب، خصوصا أنها كانت لفترة طويلة تمتلك قوة متنفذة في السلطات الحاكمة السابقة.
فقوى الردة ستبقى تحارب حتى النهاية، ناهيك عن أزلام تلك الأنظمة نفسها وأفراد الأمن والشرطة ورجال الإعلام الذين كانوا يحافظون ويبشرون بعدالة تلك الأنظمة.
لكن عالم اليوم قد تغير ولم يعد هنالك شيء مخفي، وما خفي اليوم سيظهر غدا بشكل جلي، ولم يعد العالم لا يبالي بما يحصل هنا وهناك، فوسائل الإعلام المختلفة تنقل كل حدث بسرعة لكل أنحاء العالم، كما أن العالم لا يمكنه السكوت عن جرائم ضد الإنسانية تحصل في أية بقعة من الأرض، وهذا مكسب كبير للقيم الإنسانية، ومن جهة أخرى يجب اليقظة، ممن يحاولون الحصول على ثمرة تلك التغييرات لمصالحهم الستراتيجية، وتفريغ تلك الثورات الشعبية السلمية من محتوياتها الوطنية والتقدمية، فالتدخل الأجنبي في العراق لم يكن من أجل مصلحة الشعب العراقي، بل من أجل ضمان مصالح سترتيجية لمن قاموا بالتغيير بالقوة العسكرية، وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة ومن معهما، وهكذا سيكون الحال في ليبيا، فالتدخل الأوربي ليس بلا هدف، فليبيا كعكة كبيرة ولذيذة لهم، فهناك جودة النفط الليبي ووفرته وقربه من أوربا، ومصالح كبيرة تربطهم بهذا البلد منذ السابق، فكيف اليوم وسيحتاج الى إعادة البناء، فالمغريات كثيرة وبلا حدود، والتدمير الذي عملوه اليوم في ليبيا هو تمهيد لسوق كبيرة لهم لاحقا.
تبقى مسألة اليمن وسوريا والتي يبدو أن كلا النظامين أدركا جسامة الوضع وعليهما الأنصياع للتغيير رغما عنهما، فالمسألة مسألة وقت للتغيير الفعلي، والطموح أن يجري بدون خسائر بشرية وتدمير للبنى التحتية لهذه البلدان، لكن الأمنيات تتعارض مع العقلية التي يفكر بها القادة الذين يمسكون بزمام السلطة فيهما.
فالربيع لا زال في بداياته، وقد يكون عسيرا والمطر ليس مدرارا، الأمل أن تعي طبقات الشعوب هذه مصالحها وتمسك بزمام الأمور وتقود السفينة برصانة الى الأمام كي يكون الربيع مزهرا.
فالى أية حالة ستستقر عندها هذه البلدان....؟.
 هل ستتبوء السلطة قوى ديمقراطية حقة...، وليست فئة جديدة من الحرامية واللصوص والقتلة والجهلة كما حصل في العراق؟
هل ستحل المشكلات الاجتماعية والسياسية، وتتحقق أهداف تلك الثورات السلمية...؟
هل ستتجنب التدخلات الأجنبية، وتبتعد عن الأزمات...؟
هل سيعم الأمن والأستقرار في هذه البلدان...؟
أذا تحقق كل ذلك يمكن حينها الحديث عن ربيع حقيقي، ودونه سراب، كسرابنا نحن في العراق، حيث أقتصرت الديمقراطية على المساهمة في صناديق الأقتراع، وعزلت القوى السياسية والديمقراطية والمناضلة ضد الدكتاتورية بسبب السلوك الطائفي والعرقي وسياسة المحاصصة البغيضة التي غرسها المعتوه بريمر في أساس بناء الدولة العراقية الجديدة.
يقول المثل "لا تقل سمسم إلا بعد أن تلهم"، لذا فلا يمكن الحديث عن ربيع حقيقي الآن.
كما أنه من المحتمل أن التغيير سيستمر في بلدان أخرى وبطرق وأشكال أخرى، وربما ستكون هنالك مفاجئات، بسبب بسيط، كون لازالت العديد من الدول العربية تتحكم فيها قوى سياسية وأنظمة عفى عليها الزمن ولم تعد صالحة لهذا الوقت، وحتى الولايات المتحدة والدول الغربية التي تدعمها تواجه معضلة التناقض بين دعمها للتنوير والتحضر والديمقراطية من جهة، ودعمها وصداقتها لهذه الأنظمة المنقرضة سلفا بفعل التطور البشري المعاصر من جهة أخرى، فهي محرجة أمام شعوبها وأمام العالم وهذا ما يجعلها تسعى للضغط من أجل التغيير بشكل ما يحافظ على مصالحها الستراتيجية في هذه الدول.
فهذه الأنظمة الأستبدادية تعيش في مرحلة خريف وخريف حرج، ولن تتمكن من الحكم بنفس أساليبها القديمة وقد تقدم على تنازلات صعبة من أجل إطالة فترة بقائها، لكنها زائلة لامحالة، فالعالم يسير الى الأمام بخطى سريعة وسريعة جدا، لا تستطع معها هذه الأنظمة الصمود طويلا، وربما ستدوسها خطوات وأقدام شعوبها الواثقة قريبا.

422
لقاء منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد مع اصدقاء حزبنا


طريق الشعب –ستوكهولم-

بدعوة من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد عقد لقاء يوم الاحد بتاريخ 02-10-2011 مع اصدقاء الحزب ليدلو بأرائهم حول مشاريع وثائق المؤتمر التاسع .وافتتح اللقاء الرفيق جاسم هداد بالترحيب بالحضور وبعضو اللجنة المركزية الرفيق الدكتور صالح ياسر بأسم منظمة الحزب في السويد.
وافتتح النقاش الدكتور عقيل الناصري بعرض تاريخي سريع عن موتمرات الحزب والمؤثرات الداخلية والخارجية على صياغة برامجه والمصادقة عليها في المؤتمرات وعرج على التطور الملحوظ في مؤتمراته الاخيرة لعرض مشاريع برامجه للنقاش العام وبشكل ديمقراطي وشفاف وهذه ميزة تحسب للحزب الشيوعي العراقي .وابدى ببعض الملاحظات الجادة عن فقرات في النظام الداخلي والبرنامج.
وفسح المجال للدكتور كاظم المقدادي لتوضيح سياسة الحزب في مجال البيئة ، حيث اكد ان الحزب الشيوعي العراقي هو الحزب الوحيد الذي طرح الوضع البيئي في برامجه كالصحة والطب الوقائي والعلاجي ونشر الوعي الصحي واشار الى دور طريق الشعب في تخصيص مواضيع في هذا الجانب وتطويره. وبين الاخطار الصحية وتلوث البيئة الاشعاعي من جراء استخدام اسلحة اليورانيوم المنضب منذ عام 1991 فكان 2 مليون انسان من ضحايا التلوث وحسب الاحصاءات الاخيرة الرسمية وجود 640 الف عراقية وعراقي مصابون بالسرطان ، غير التشوهات الولادية والاسقاطات.
واشار بأن مشكلة تلوث البيئة اخطر من الارهاب واقترح تشكيل اللجنة الوطنية لحماية البيئة. وبين المخاطر الاخرى على تلوث البيئة من عوادم المركبات والمعامل وعدم توفر الماء الصالح وتفاقم مشكلة التصحر.
ثم ابدى بعض الاصدقاء والرفاق، ابو وسن ،ابو اسيل ، ابو باسل ،ابو احمد،ابو بشارواخرين، ملاحظاتهم عن فقرات في النظام الداخلي والبرنامج حيث ثبتت اراءهم بكل احترام وسيتم رفعها الى الحزب ضمن الاراء الاخرى المطروحة.
وكان مسك الختام مع الرفيق صالح ياسر –ابو سعد- حيث وضح بعض القضايا المتعلقة بالنظام الداخلي والبرنامج وخاصة حول الالية في النظام الداخلي بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني-العراق ، وقضايا اخرى .وتخلل اللقاء فترة استراحة لتناول القهوة والشاي .
وفي الختام شكر الرفيق ابو ثبات بأسم المنظمة الاصدقاء والرفاق الحاضرين.

423
مبدعون في الغربة
الدكتور المهندس عبد السلام مكي محمد الأسدي




محمد الكحط – ستوكهولم-
الدكتور المهندس عبد السلام مكي محمد الأسدي من مواليد محافظة الناصرية قضاء الجبايش، التي أنهى فيها دراسته الأبتدائية والمتوسطة، ومن ثم أكمل الثانوية في أعدادية صناعة الشطرة، قسم الكهرباء حيث كان من المتفوقين، وأنتقل الى الجامعة التكنولوجية في قسم المدرسين الصناعيين فرع الهندسة الكهربائية، والتي أضطر لتركها في المرحلة الثالثة سنة 1991م، بعد أنتفاضة آذار المجيدة، ووصل الى مخيم رفحاء في السعودية ليمكث هناك حتى سنة 1993م، وعندما وصل الى السويد أجتهد في الدراسة لينهي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية والفيزياء التطبيقية، من جامعة لنشوبنك في السويد، ومن ثم أكمل الدكتوراه في الاكاديمية التكنولوجية الملكية في موضوعة الكيمياء الكمية، ونشرت له العديد من البحوث في المجلات العلمية في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية. كما أشرف على العديد من البحوث في الفيزياء والكيمياء الكمية، وله مجالات تعاون بحثية مع بعض الجامعات العالمية، وله بحوث علمية مع وزارة الدفاع السويدية للعلوم والتكنولوجيا وشركات متخصصة، عمل في مشروع لكشف المواد المتفجرة عن بعد بأستخدام اشعة الليزر بالتعاون مع وزارة الدفاع السويدية، وقدم على براءة أختراع في هذا المجال، والذي لازال العمل جاريا لتطويره للاستخدام في عدة مجالات مدنية وعسكرية. ولديه العديد من المشاريع المستقبلية، وحصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية.
وعن نتاجاته يقول، أن اهتمامي العام هو في التداخل بين الضوء والمادة،  من خلال دراسة التركيبة الجزئية للمادة بأستخدام نظرية الكم الميكانيكية، لقد طورت نظرية التحليل الطيفي لرنين رامان الالكتروني، وتم تطبيقها على مواد مختلفة مثل مركبات الحمض النووي والمواد المتفجرة كالـ (تي ان تي، ومركبات DNT ومواد أخرى)، ولدي أيضا العديد من المشاريع الجارية والمستقبلية في المجال الطبي.
 الدكتور عبد السلام يقول، حلمي هو إنشاء مركز للأبحاث مؤهل  في مجال الكم والفيزياء التطبيقية في العراق وربطها بالمجموعات الرائدة في العالم في هذا المجال، على سبيل المثال جامعة بوردو (الولايات المتحدة)، جامعة لينشوبينغ (السويد)، جامعة شاندونغ (الصين)، جامعة ليون (فرنسا) وجامعة أوسلو (النرويج)، وغيرها. وأنا أعلم أنه ليس من الصعب أن نجعل هذا الحلم حقيقة اذا كانت هناك ارادة من قبل المسؤولين في مؤسسة البحث العلمي في العراق لتأسيس مؤسسة علمية ذو فعالية وكفاءة عالية، تفيد العراق في المجالات التطبيقية لنتائج البحوث العلمي. وهناك العديد من الباحثين العراقيين المؤهلين الذين لديهم نفس الحلم، ونتطلع جميعا إلى نقل المعرفة إلى وطننا.
 هذه الكفاءات العراقية في المهجر تحتاج الى الرعاية والاحتضان فبلادنا هي الأحوج لها، فيما لو توفرت لها ظروف وطنية نزيهة ترعى وتحافظ عليها، بدلا من التضييق والممارسات البيروقراطية وعدم إفساح المجال لها.  
لمزيد من المعلومات، يمكن الاطلاع على الروابط التالية:
http://www.youtube.com/watch?v=7aREpd3Pt6c
  http://www.theochem.kth.se/~salam/


424







دجلة والفرات شريانا الحياة في العراق



مهرجان " الزهاوي" العلمي – الثقافي السنوي الاول
برعاية مؤسسة البيئة والتنمية الالمانية
في مقاطعة شمال الراين


تحت شعار
حماية البيئة والارث الثقافي في وادي الرافدين


 
       

للفترة
2011.11.01  -     2012.10.30


في مدينة كولون


وبدعم من حكومة مدينة كولون المحلية الالمانية


www.irakischerkv.de



مشاكل البيئة والمياه في بلاد الرافدين
قبل آلاف من السنين طورت شعوب وحضارات بلاد الرافدين القديمة أنظمة سقاية متنوعة لرواية الأراضي الخصبة في هذه البلاد. ونشأت أنظمة السقي الأولى سلفا منذ العهد القديم، بالعلاقة مع الإرث الثقافى والتطور الثقافي في بلاد الرافدين(مهد الحضارات)، وبالعلاقة بمصادر المياه ككل في هذه المنطقة الجغرافية.
يعتبر نهرا دجلة والفرات أغنى أنهار منطقة الشرق الأوسط بالمياه، ينبعان من الأراضي التركية ويصبان في الخليج العربي في جنوب العراق. ولهذا يلعب توزيع المياه للبشر في بلاد الرافدين، أي عراق اليوم، والدول المتاخمة له، دورا مركزيا.
تشكل أراضي العراق الخصبة أساس معيشة الشعب العراقي ومصدر غذائه الأول، وبالتالي فهي عصب حياته. ويعاني الشعب العراقي اليوم، ليس من عواقب حربي الخليج  الأولى والثانية فحسب، وإنما من تفاقم نقص المياه الذي خلّف آثارا مأساوية على حياة البشر و عالم الحيوان والتنوع البيولوجي في مناطق الأهوار العراقية. فاضطر الآلاف من العاملين في الزراعة إلى الهجرة إلى الريف، وأحصت منظمة اليونسكو أكثر من 100 ألف نازح من الريف إلى المدن في جنوب العراق سنة 2005.
تدهورت الأمور خلال الثلاثين عاما المنصرمة إلى كارثة بيئية في أسافل نهري دجلة والفرات؛ وهي كارثة مجهولة بالنسبة للرأي العام العالمي بسبب تركيز الأوساط الإعلامية في السنوات الأخيرة ،أو لنقل واقتصارها، على متابعة الأوضاع السياسية في العراق فقط. إذ جرى خلال هذه السنوات تجفيف مناطق كبيرة من الأهوار في بلاد الرافدين بالكامل تقريبا. وشكل تدخل العامل البشري السبب الأساسي في نشوء هذه الكارثة وتبلورها، حيث تم بناء العديد من السدود على مداخل نهري دجلة والفرات إلى الأهوار.
بلغ مشروع سد "ايليسو" التركي، الذي أثار الكثير من الجدل، مراحله النهائية الآن، وسيؤدي بطبيعة الحال إلى تفاقم أزمة المياه في العراق. وتحولت مشاكل المياه في المنطقة إلى مصدر نزاعات وأزمات خطيرة- تمكن مقارنتها بالنزاع على النفط الخام- وتتطلب حلولا تخضع إلى القوانين الدولية وإلى حقوق الشعوب الطبيعية القاضية بالتوزيع والاستخدام العادل بين البلدان.
يسعنا القول، من هذا المنطلق، أن مشكلة المياه والنزاع حول المياه ستلعب دورا أكبر في مستقبل الشرق الأوسط. لكن هذه المشاكل المهمة، مع كل أسف، لم تجد ما تستحقه من اهتمام من قبل وسائل الإعلام الألمانية، ولا من قبل المهاجرين القادمين من هذه المنطقة والمقيمين في ألمانيا. رغم أن مثل هذا الاهتمام قد يساعد في بلورة طريقة تفكير جديدة، و حصول تغيير نوعي في وعي التعامل مع هذه المشاكل، ومن ثم إلى إتخاذ خطوات إيجابية و حلول ملموسة لها.
(من أجل مزيد من المعلومات انظر وثائق الأمم المتحدةIAU-UNO المرفقة)

و لهذه الاسباب بادر الديوان الشرقي الغربي في كولون لاقامة مهرجان سنوي  علمي ثقافي

يعد المهرجان اول مبادرة من نوعها تستغرق عاماً كاملاً ، تبحث في علاقة شعـب بلاد الرافدين بدجلة والفرات، وماستؤول اليه هذه العلاقة نتيجة  سياسات البلدان المجاورة للعراق خاصــة ( تركيا ، ايران وسوريا) المتعلقة بتجفبف وتلويث مصادر النهرين والتي تهدد مستقبل ووجود شعب بلاد الرافدين.
 بالاضافة الى النشاطات الثقافية التي تعرف الالمان بالتنوع الثقافي لشعب وادي الرافدين









محاور المهرجان
المحور الاول:
البحث في مخططات ومشاريع دول الجوار الهادفة الى تجفيف مياه النهرين وهي
1. مشاريع سدود جنوب الاناضول الكاب واحد(GAP1)، بالاضافة الى اثنان وعشرين سداً ضخما وتسعة عشر محطة توليد كهرباء، لتحجب كميات كبيرة من حصص العراق المائية.
2. مشروع اليسو، الذي يشمل بناء اربعة سدود كبيرة على نهر دجلة مع اربعة محطات توليد الطاقة الكهرومائية، هذا المشروع مستمر بحجب مياه دجلة، واطلاق فقط ما يكفي لتوليد الطاقة الكهربائية من المولدات الاربعة.
المحور الثاني:
 بحث قضية التلوث الناتجة عن سياسة تركيا المائية والمضرة جدا بنوعية المياة الجارية نحو العراق، حيث ترسل تركيا الى العراق مخلفات المدن، وما تطرحه المصانع من مياه ثقيلة في النهرين وروافدهما.
المحور الثالث:
 بحث قضية قطع وتحويل مجاري وروافد المياه التي كانت تغذي نهر دجلة من قبل ايران وسياستها الناقضة للمعاهدات الثنائية مع العراق بخصوص الحفاظ على المياة الرافدة للانهار النابعة من ايران.
تحويل مياة البزول المالحة نحو اهوار الحويزة وشط العرب ونهر دجلة، وتجفيف 42 رافداً ونهراً كانت تصب وتغـــذي نهر دجلة بالمياه العذبة.
المحور الرابع:
 بحث المحاور الثلاثة اعلاه من الناحية القانونية والسياسية (موقف القانون الدولي من سياسات تركيا وايران)، وكيفية العمل على ايجاد صيغ قانونية دوليـــــة  للضغط على الدولتين، خاصة تركيا التي تخوض محادثات صعبة للدخول الى المجمــــوعة الاوربية في بروكسل.
اهم اهداف المؤتمر العلمي
1. حل مشكلة المياه في العراق حلا جذريا بضمان حصة العراق من المياه التي  لاتقل عن 75مترمكعب/الثانية.
2. العمل على ادخال قضية المياه العراقية كاحد البنود للمحادثات التركية الاوربية امام مفوضية المجموعة الاوربية، وهي مـــــن شروط معاهدة (ماستريشت) التي تلزم اي دولة تطلب الدخول للمجموعة الاوربية ان تحل مشاكلها العالقة مع دول جوارها، و مشاكلها الداخلية، ذلك لضمان امن واستقرار دول المجموعة الاوربية.
3. الضغط عبر محكمة العدل الدولية ومنظمات المياه والسدود الدولية لاعتراف تركيا بنهري دجلة والفرات كنهرين دوليين.
4. الضغط على ايران للالتزام بقواعد اتفاقية (رامسار) التي وقعت دوليا في مدينة (رامسار الايرانية) في عام 1971 للحفاظ على المياه الطبيعية والاهوار وعدم الاضرار بالحياة البيئية لتلك المياه.
5. الضغط على ايران في المحافل الدولية لوقف انشاء البحيرات الملحية الخطيرة جدا على استمرارية الحياة في المنطقة ووقف صب المياه الملوثة في اهوار الحويزة وشط العرب والتي ادت الى تدمير بساتين النخيل ونفوق الحيوانات والطيور  وهجرة السكان المحلييـــــــن.
6. بحث النتائج الخطيرة لزيادة الملوحة والجفاف وزيادة التصحر وانتشار الاوبئـــة في مياه وتربة العراق الناتجـة عن السياسات المعادية لحقوق الشعب العراقي  من قبل تركيا وايران وكذلك سوريا، التي بدورها تسلب نصف حصة العراق من المياه الواردة من تركيا عبر اراضيها، كما تصب سوريا وتركيا وايران جميع مياه الفضلات للمصانع والمجاري  في حوضي دجلة و الفرات التي تؤدي الى تدمير وابادة كل ماهو حيوي في مياه وتربة العراق،

المحور الخامس: الجانب الثقافي

تقديم الوجة الثقافي  الناصع لابناء وادي الرافدين ( المسرح ، الموسيقى، الفنون  التشكيلية ،الاداب ) عبر التاريخ والى اليوم







لقد استند الديوان الشرقي – الغربي في رسم واعداد هذا المهرجان على التقارير الصادرة من منظمات الامم المتحدة  .( IAU -  www.iauiraq.org  , FAO, UNIDO, UNESCO)

ويمكن الاشارة هنا الى مانشرتة بعض المنظمات  الدولية في 30. أيار . 2011  تقارير لمنظمات أوروبية و دولية:
زوال نهري دجلة والفرات في العراق بسبب السدود التركية العملاقة بحلول 2040
توقعت " منظمة المياه الاوروبية" بأن جفاف نهر دجلة بالكامل في ذات التاريخ (2040)، حيث يفقد النهر سنويا ما يعادل 33 مليار متر مكعب من مياهه، بسبب "السياسة المائية الحالية التي تتبعها "تركيا"، بالتالي فأن العراق وفي حال عدم تمكنه من إتمام اتفاقات دولية تضمن حصصه المائية بشكل كامل، فأن العراق مقبل على ما أسماه ب"كارثة" حقيقية ستلحق بملايين الدونمات الزراعية في البلاد، وهو ما يعني تحول العراق لجزء من صحراء. كشف تقريران اعدتهما منظمات دولية متخصصة ان العراق سيخسر واردات نهري الفرات ودجلة بالكامل بحلول عام 2040 .وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الموارد المائية بتصريح صحفي "أن التقرير المعد من قبل "المنظمة الدولية للبحوث" تحدث عن "تناقص حاد" بالحصص المائية الواصلة ضمن حوض نهر الفرات التي ستصل الى 32 مليارا و 140 مليون متر مكعب في الثانية بحلول عام 2040 مقابل احتياجات العراق التي ستبلغ حينها 23 مليار متر مكعب، اما حاجة كل من سوريا وتركيا فستصل الى 30 مليار متر مكعب، منوها بان الواردات النهائية للنهر لن تكفي لتغطية الاحتياجات الكلية لها، الامر الذي يؤدي الى خسارة العراق موارد النهر بالكامل.
يشار الى ان واردات نهر الفرات الحالية ضمن اخر رصد لمحطة "حصيبة" اواسط الشهر الماضي بلغت خمسة مليارات و 700 مليون متر مكعب وهي تمثل نسبة 42 بالمائة من المعدل العام بعد اكمال سد "اتاتورك" في تركيا ضمن مشروع "الغاب" الهادف لتشييد 22 سدا على حوضي دجلة والفرات.
المصدر نوه بأن" منظمة المياه الاوروبية" توقعت جفاف نهر دجلة بالكامل في ذات التاريخ، حيث يفقد النهر سنويا ما يعادل 33 مليار متر مكعب منة مياهه، بسبب "السياسة المائية الحالية التي تتبعها تركيا"، بالتالي فأن العراق وفي حال عدم تمكنه من إتمام اتفاقات دولية تضمن حصصه المائية بشكل كامل، فأن العراق مقبل على ما أسماه ب"كارثة حقيقية ستلحق بملايين الدونمات الزراعية في البلاد، وهو ما يعني تحول العراق لجزء من صحراء البادية الغربية خلال مدة لن تتجاوز الخمسة وثلاثين عاما المقبلة.يشار الى ان واردات نهري "دجلة" و"الزاب الاعلى" المسجلة للعام الحالي سجلت 12 مليارا و 940 مليون متر مكعب وتمثل نسبة 55 بالمائة من المعدل العام. وكانت حالة الجفاف قد أستفحلت خلال العامين الماضيين بجميع محافظات البلاد بسبب سوء استعمال المياه في السقي وقلة الواردات المائية لحوضي دجلة والفرات اللذين يعانيان أصلا من إنخفاض حصصهما بنسب بلغت الثلثين على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، فيما بلغت كمية التراجع المسجلة للعام الحالي 55 بالمائة عن معدلها العام، اذ بلغ إجمالي كميات المياه الواردة لأنهر دجلة والفرات والزاب الاعلى والاسفل وديالى والعظيم حتى الان 21 مليارا و 400 مليون متر مكعب. جدير بالذكر ان وزارة الموارد المائية كانت قد حذرت نهاية العام الماضي على لسان احد خبرائها في تصريح صحفي ، من ان سد" اليسو" ضمن مشروع "الغاب" الهادف لتشييد 22 سدا بسعة خزن تتجاوز 100 مليار متر مكعب، سيحرم العراق من ثلث مساحة أراضيه الصالحة للزراعة بالتالي سيدفع بآلأف الفلاحين الى ترك مهنهم الزراعية والاتجاه الى المدن في هجرة معاآسة، فضلا عن تسببه بنقص الحصص المائية التي تؤثر سلبا في مجالات مياه الشرب وتوليد الطاقة والصناعة وبدرجة كبيرة في إنعاش الاهوار والبيئة، اذ انه بعد إكمال سد أليسو ستتم المباشرة بسد "جزرة" ما سيؤدي الى تحويل جميع كميات المياه الى الاراضي الزراعية التركية قبل عبورها الحدود التركية العراقية ألا من كمية لاتتجاوز 211 مترا مكعبا من المياه التي وصفت بأنها ستكون بدرجة ملوحة عالية التركيز، ستتضاعف خلال مرور المياه بحوضه في المناطق الجنوبية التي تعاني أصلا من ارتفاعها خلال السنوات الماضية. يشار الى أن حاجة العراق السنوية من المياه تقدر ب 50 مليار متر مكعب، 60 بالمائة منها من نهر دجلة والباقي من نهر الفرات، فضلا عن طاقة خزن فيه للسدود والخزانات والنواظم تقرب من 149 مليار متر مكعب، في حين يتوقع أن تبلغ الاحتياجات المائية له حتى عام 2015 ما يقرب من 77 مليار متر مكعب مقابل إنخفاض بالواردات لتبلغ أقل من 43 مليار متر مكعب سنويا.











برنامج الافتتاح

يوم الجمعة 04-11-2011
استعراض لـبرنامج الافتتاح  وعرض فلم قصير عن نشاطات الديوان والمجاميع العاملة معه           
 مقطوعة موسيقية قصيرة  للفنان قاسم على الة السنطور   
كلمات الديوان والجهات الداعمة  (30"دقيقة ) 
عرض مسرحية ثرثرة تهمك او لا تهمك
 لفرقة اور المسرحية  في كولون ( 60 دقيقة )
استعراض لبرنامج المهرجان لليوم التالي
Eröffnungsveranstaltung
Musikstük aus Mesopotamien
Vorstellung des Projekts Theaterstück/ Ur Theater
Vorstellung des Programm für Samstag



يوم السبت 05-11-2011

  افتتاح الندوة العلمية تحت شعار :
حماية البيئة والارث الثقافي في وادي الرافدين   
    دجلة والفرات شريانا الحياة في العراق
                             
اللغات : الالمانية والانجليزية(والعربية في حالة المناقشات)
 
المحاضرين :
1. البروفيسور كيرك يونكر (امريكا) المختص بالقوانين الدولية للبئية وحماية بيئة المياه الدولية، المحاضر في الجامعات الامريكية والالمانية والايرلندية والمستشار لدى الحكومة الامريكية في شؤون البيئة والمياه

2. البروفيسور فلاديمير كريبل (التشيك)، المختص بالمياة وبرامج تقنيات التحلية والتعقيم والانشاء في البلدان النامية وفي العراق خاصة ,خبير في الامم المتحدة و يشغل منصب رئيس قسم المشاريع الانمائية لمنظمة اليونيدو ومقرها في فينا/النمسا ، والاستاذ في جامعة العلوم الزراعية في براغ/  و معهد زراعات البلدان المدارية وشبه المدارية

3. البروفيسور لارس ريببة (المانيا)، المختص بتقنيات ومشاريع توزيع المياة والري في بلدان الشرق الاوسط ومشاكل توزيع المياه وتقسيم الحصص المائية دوليا ،محاضر في جامعة كولون التقنية  واستاذ الدراسات لزراعات وتقنيات المياه في معهد العلوم الزراعية المدارية وشبة المدارية   جامعة كولون

4. ادارة الندوة العلمية من قبل الدكتور بدر الجبوري (العراق) المختص في العلوم الزراعية والمياة والبيئة في البلدان النامية والمختص بمشاريع تنمية الريف العراقي والمشاركة في مشاريع تنقية المياة في العراق ، وزميل جامعة العلوم الزراعية في براغ ، معهد زراعات البلدان المدارية وشبة المدارية .
Fachtag, Forum (Symposium)
Umwelt & Wasser Probleme in Irak
Euphrat & Tigris: die Lebensadern Irak -"Vom Garten Eden zur Wüste’’
Sprachen: Deutsch/Englisch
Referenten:
1. Prof. Kirk Junker, Dr Umweltrecht,
Juristische Fakultät- Köln –Germany
Wasser im Internationales Recht
International Master of Environmental Sciences
 2. Prof. Vladimir Krepl, Ph.D.,   UNIDO-UNO –Wien
IST- CULS – Prague – CZ
Integriertes Land- und Wasserressourcenmanagement in den Tropen und Subtropen
3. Professor Dr. Lars Ribbe ,
Fach Hochschule Köln-Germany
Geschäftsführender Direktor
Integriertes Land- und Wasserressourcenmanagement in den Tropen und Subtropen
Leiter der Fachtag: 4. Dr.  Al-Gaboori, Dipl. Ing. Agrar  IST- CULS – Prague – CZ


5. حفل موسيقي  لفرقة ميسوبوتاميا للموسيقى العراقية وبقيادة الفنان العراقي  / رائد خوشابا





 
 


 

03-04/12.2011
Seminar/Workshop مؤتمر علمي

البيئة المستدامة والانهر الدولية,  المياه والقانون الدولي
 (دجلة والفرات والاعتراف بهما كنهران دوليان)
البروفيسور/كيرك يونك ( جامعة كولون المانيا )استاذ في القانون الدولي لحماية بيئة الانهار
الدكتور بدر الجبوري (العراق) ستكون المحاضرات والنقاشات على مدى يومين وباللغتين الالمانية والانجليزية ، وذلك في قاعة عمادة كلية العلوم  القانونية  في جامعة كولون


Diwan  mit Universität zu Köln

Wasser im Internationales Recht
‚Umwelt Nachhaltigkeit‘
Referent: Prof. Kirk Junker


يلي ذلك مجموعة من الامسيات العلمية والثقافية والفنية  وعلى مدى عام كامل لغاية 31-10-2012  سيتم الاعلان عنها لاحقا في برنامج منفصل
اهداف المشروع :

1.  التعاون مع كبار منظمات ومؤسسات المجتمع الالماني لاحاطتها بمايدور في العراق وماتقوم به الدول المجاورة لـــه من انتهاك لاللوائح والقوانين الدولية فيما يخص تقسيم المياه.
2.  العمل على تعريف الرأي العام الالماني بما يعانية شعب العراق من دمار شامل في البيئة والمياة والصحة وتردي الاسس الاولية في حقوق الانسان بالحصول على مياه الشرب والســـكن والغذاء الصحي والادوية وازالة المخلفات الملوثة للبيئة وبقايا الحروب والتسلح والحد من انتشار الامية والتخلف الفكري والحضاري نتيجة سياسات الحكومات المتتالية منذ 1963 ولحد الان.
3. جعل قضايا الحفاظ على حياة العراقيين ومياههم وحدودهم وبيئتهم الفطرية في كل العراق، من مهمات الضمير  الانساني، مثلما تهتم بقية الشعوب بكل ارثها الجغرافي والحضاري والثقافي .

4.اطلاع العالم على أن الحياة في العراق مهددة بالزوال نتيجة السياسات الرعناء للنظام الدكتاتوري السابق، وانشغال الحكومات المتعاقبة بعد 2003 بالصراعات و المحاصصات الطائفية والقومية والحزبية، واستغلال هذه الظروف من قبل دول الجوار لتنفيذ مخططاتها الحالية والمستقبلية، التي تتعارض بطبيعة الحال مع حقوق الشعب العراقي التاريخية.
5. الوصول الى جميع مراكز العلوم والبحوث والسياسة والاعلام الدولي ونشر حقيقة مايجري لعمليات التدمير المنظم لحياة وبقاء الانسان العراقي .
6. اعداد ملف علمي و قانوني بنتائج المؤتمر يتم نشره لاعتماده في الدفاع عن حق شعب العراق باللغة الالمانية والعربية

















عن الديوان الشرقي- الغربي - كولون

تأسس "الديوان الشرقي- الغربي  جمعية مسجلة " في كولون عام 2007 من قبل مجموعة من العراقيات والعراقيين. وكان الهدف من تأسيسه هو إيجاد ملتقى مستقل سياسيا ودينيا وعرقيا للعراقيين وأصدقائهم من الألمان وغير الألمان.
ويقع الرفض الواضح للتوجهات المتطرفة، بكل اشكالها، في مقدمة اهتماماتنا. ومن أهدافنا المهمة الأخرى تطوير العلاقات الثقافية المتبادلة مع الألمان وتعزيز اندماج العراقيين المغتربين، والمتحدثين باللغة العربية عموما، في المجتمع الألماني. كما نحرص بدورنا على دوران عجلة التطور الديمقراطي في العراق إلى الأمام، وتحسين الأسس المعيشية للشعب العراقي، والحفاظ على التراث الثقافي في بلاد الرافدين. ويقيم الديون كمثل القراءات الأدبية، والندوات حول مختلف المواضيع، والمعارض الفنية، وتعليم الموسيقى، وتقديم الإرشادات للاجئين، وإقامة دورات اللغة لتحسين اللغتين العربية والألمانية، وتقدم دروس المساعدة للأطفال.
وتنضوي تحت اسم الديوان العديد من المجموعات، منها:
•   المجموعة النسائية
•   المجموعة المسرحية( فرقة أور)
•   المجموعة الموسيقية(اروكسترا الرافدين)
•   جمعية المهندسين العراقيين( كافة الفروع)
•   جمعية الطلبة العراقيين.
•   مجموعة الزهاوي للاطفال
ويتعاون الديوان مع مؤسسات أخرى معروفة في كولون مثل "اتحاد كاريتاس Caritas verband " و "بيت كل العالم  AWH " ويقيم معهم نشاطات إعلامية ومحاضرات، حول الاندماج ومشاكل الإقامة.
- عدا عن ذلك نظم الديوان ونفذ العديد من النشاطات:
 - فعاليات موسيقية وثقافية.
- ندوات علمية(حول البيئة، الطاقة المتجددة والبديلة، الزراعة والتغذية)
- ندوات حول مواضيع اجتماعية
- عرض أفلام
 - أمسيات ثقافية و تاريخية واجتماعية.
يتمتع الكثير من أعضاء الديوان بمؤهلات أكاديمية في المجالات العلمية والأدبية. هذا عدا عن العديد من الفنانين( في مجالات الموسيقى والرسم والمسرح وغيرها) تمكن الإستفادة من كفاءاتهم على أفضل وجه لتحقيق المشروع الذي بين أيديكم.








425
كرنفال للثقافة العراقية وسط العاصمة السويدية ستوكهولم
مهرجان أيام الثقافة العراقية
عراق الجميع







تقرير: محمد الكحط ـ ستوكهولم-
تصوير: سمير مزبان

للسنة الرابعة على التوالي نظمت سفارة جمهورية العراق في السويد وبالتعاون مع الهيئة الاستشارية للأحزاب والقوى السياسية العراقية وبالتنسيق بين وزارتي الخارجية ووزارة الثقافة العراقية مهرجانا لأيام الثقافة العراقية تحت عنوان "العراق للجميع"، وكان هذا العام مميزا بسعة النشاطات والفعاليات النوعية، حيث لقاء الجالية العراقية بنخبة من المبدعين العراقيين، ليستمعوا أو يشاهدوا إبداعاتهم، فكانت العاصمة السويدية ستوكهولم على موعدٍ يوم الأحد 18/9/2011 في الحديقة الملكية في لقاءٍ مع كرنفال للثقافة العراقية، حيث  تضمن البرنامج العديد من الفعاليات.
 
 
بدأت الفعاليات بالترحيب من قبل عريفي الكرنفال محسد المظفر و تارا كريم باللغات العربية والكردية و السويدية مرحبين بالحضور وبممثلي السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي الذين حضروا المهرجان،  ومن ثم انشد " نشيد موطني" وقوفا مع الجميع، بعدها تمت دعوة سفير العراق في السويد الدكتور حسين العامري والسيد وكيل وزارة الخارجية الدكتور فوزي الأتروشي والوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت داود لقص الشريط إيذانا ببدء الفعاليات.

 
 وبدأ الجميع بالدخول إلى الخيمة العراقية الكبيرة حيث استقبلوا بالتمر واللبن، ثم بدأ التطواف في الخيمة التي حوت مفاجئات عديدة، منها ورشة لمهنة الصياغة و صور ولوحات تمثل عادات وتقاليد الطائفة المندائية أحد المكونات الأصيلة لفسيفساء المجتمع العراقي، ومن ثم لوحات وصور وأزياء وأغان تمثل شعبنا الكلدوآشوري السرياني صاحب الحضارات والتاريخ العريق شعب بلاد الرافدين الأول، وكان للمرأة العراقية العربية والكردية حضورها الجميل  حيث أعادتنا معروضاتها لأجواء الأربعينات من القرن الماضي وحيث المقهى وتقديم الشاي المهيل "بالأستكانات".
 

 وكانت هناك جلسة عربية شعبية وأخرى كردية شاركن فيها نساء عراقيات بملابسهن الشعبية المختلفة، مع عرض العديد من القطع الفولكلورية وجلسة كردية شعبية تضمنت العديد من المظاهر الشعبية من الغزل وعرض منسوجات فلكلورية وعروض من التراث والفلكلور الشعبي الكردي.
 
 وكان هناك فرن الخبز العراقي و"صاج" حيث عملت وعرضت أنواع عديدة من الخبز التي تعمل في كافة مناطق العراق، منها خبز "الركاك" وخبز "العروك" وغيره وهو من مساهمة  عدد من العراقيات، أما معرض الأزياء العراقية، فكان لها نصيب أيضا هذا العام فقد عرضت الأزياء العراقية لمختلف المكونات الاجتماعية، العربية، الكردية، الآشورية، التركمانية، الأرمينية، الإيزيدية، وكان المعرض من إعداد السيدة نيان قادر، كما كان هناك مطعم يعد المأكولات العراقية المنوعة خارج الخيمة.
 
وفي خيمة أخرى  ضمت معرضا للكتاب العراقي  لمؤلفات كتبها عراقيون، أو مؤلفات كتبت عن العراق، شارك فيه، اتحاد الكتاب العراقيين في السويد، ومنظمات مجتمع مدني أخرى  وخيمة لمعرض عن المسكوكات والعملة العراقية والعديد من التحفيات التاريخية، وخيمة للفنانين التشكيليين والتي حوت العديد من اللوحات الفنية الجميلة والخط العربي والخط المسماري.
 
 

 

وبعد انتهاء الجولة في أرجاء المعرض المختلفة، أنتظر الجميع بدء الفعاليات الفنية التي استهلت بعزف منفرد على آلتي التار والدف  للفنانين كارزان محمود ومشتاق مصطفى.
 
 
 بعدها أعلن عن عرض فرقة آشور للدبكات الآشورية التي قدمت عروضا جميلة من الغناء والرقص وتجسيد للوحات فنية فولكلورية من التراث العراقي الغني لهذا المكون الأصيل من أبناء الشعب العراقي، والتي تفاعل الجمهور معها.
 
 ومن ثم قدمت فرقة طيور دجلة بقيادة المايسترو علاء مجيد أروع الأغاني العراقية الجميلة، وفرقة طيور دجلة هي فرقة نسوية تطمح لنشر رسالة محبة للجميع، وتعكس وجه المرأة العراقية الحضاري وإبداعها المنتشي برائحة التراث العراقي الأصيل، وقد أستقبلها الحضور بالتصفيق وودعها بالزغاريد.

 
 
 أما فرقة دلشاد للدبكات الكردية القادمة من يوتوبوري بقيادة الفنان دلشاد أحمد، هذه الفرقة التي عودتنا على الحضور وتقديم ما هو جديد، وتضم  شبيبة طافحة بالحياة والحيوية ألهبت مشاعر الحضور الذين رقصوا معهم خارج المنصة فقدمت لوحات غنائية راقصة مستوحاة من تراث أبناء شعبنا الكردي.
 

 بعدها جاء موعد اللقاء المرتقي بلهفة مع الفرقة الوطنية للفنون الشعبية وفرقة الخشابة البصرية القادمتين من العراق، بقيادة الفنان فؤاد ذنون، جاءؤا من هناك، من العراق ليقدموا لنا إبداعاتهم من الفولكلور العراقي الأصيل، قدموا العديد من اللوحات الفنية الراقصة، لوحة "الدبكة العربية" وهي لوحة تراثية تعكس الرجولة والشهامة عند العرب، وتقدم في المناسبات والأعراس.
 
 
 

بعدها لوحة "المهافيف"، وهي لوحة فولكلورية بغدادية تصور عادات شرب الشاي في العراق، حيث يحملن النساء المهافيف بأيديهن لتخفيف حرارة الجو، فكانت لوحة جميلة أنعشت الأجواء الباردة هنا بدلا من تلك الحرارة هناك، ومن ثم تم تقديم لوحة "العرضة"، وهي لوحة تعكس الفروسية والشجاعة والتماسك بين العشائر، وهي لوحة مستنبطة من فولكلور الجزيرة العربية وهي من ألحان المايسترو علاء مجيد.
 
 
 
 
 

أما لوحة "أبو العود"، فهي أيضا من فولكلور جنوب العراق وتعتمد على الغناء التراثي والإيقاعات الجنوبية من أداء فنانات الفرقة، أما لوحة "الخشابة" التي تلتها فهي من الفولكلور الجنوبي وتحديدا الزبير، حيث تعتمد على الإيقاعات والغناء، ومن ثم كان اللقاء مع فاصل موسيقي بآلتي "المطبج والنقارة".

 

 وعادت الفرقة لتقدم لوحة "الدبكة الكردية" التي تعكس طبيعة الرقص الكردي المشترك نساءا ورجالا، تلتها الرقصة "البصراوية" وهي لوحة من جنوب العراق حيث البصرة الفيحاء والتي تتحدث عن المحبة والوئام والألفة بين أبناء الشعب العراقي، وأكمل الفنان محمد الأسمر بغنائه الشعبي اللوحة البصرية حيث الرحلات البحرية وطقوس الصيد، وبعدها عودة للموسيقى مع آلتي "الزرنة والطبل" التي ألهبت مشاعر البعض من الحضور ليقوموا بالرقص، تلتها لوحة  "صور بغدادية" وهي لوحة فولكلورية بغدادية مستوحاة من الحياة البغدادية المنوعة وأغاني المطرب الفقيد ناظم الغزالي، ولوحة "الميجنة" وهي مستوحاة من فولكلور أطراف بغداد وترمز إلى الحب والفرح، ثم تلتها إيقاعات الخشابة الجميلة بقيادة الفنان سعد اليابس، وكان مسك الختام هي "اللوحة البدوية" حيث طقوس الزواج والتحدي بين الرجل والمرأة.
 

ووسط الهلاهل والزغاريد والتصفيق أعتلى المنصة قائد الفرقة الفنان فؤاد ذنون  ليحيوا الجمهور، كما أعتلى المنصة السيد السفير ووكيل وزارة الثقافة والوزير المفوض ليحيوا ويهنئوا الفرقة على أدائها الرائع، ألقى السيد السفير كلمة قصيرة اثنى فيها على جهود الفرقة، و ردد الجميع بصوتٍ واحد عاش العراق.

 
عكس الحضور الجماهيري الواسع والجميل لأبناء الجالية العراقية وضيوفهم الجانب المشرق للعراق وللثقافة العراقية وأكسبها رونقا وبهاء.
كما جسد تفاعل هذا الجمهور طيلة النهار مع تلك الفعاليات حب العراقيين لبلدهم العراق وحبهم للثقافة العراقية، فلم يمنعهم المطر والبرد من التواصل حتى الساعة السابعة ليلا في الهواء الطلق، وكان أجمل ختام هو عزف "نشيد موطني"، الذي وقف الجميع ينشدونه وأياديهم على قلوبهم، مرددين "موطني موطني"، لتختم أيام الثقافة العراقية لعام 2011م ويبقى المغتربون العراقيون ينتظرون هذا الكرنفال هذا العرس العراقي كتقليد دائم جميل كل عام. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من القنوات الفضائية العراقية قامت بتغطية الفعالية.

صور من الفعاليات:
 
 
 



 


426
ستوكهولم: تجمع احتجاجي تضامنا مع تظاهرات شعبنا





طريق الشعب- السويد-
 شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم صباح يوم الأحد 18/سبتمبر/2011م، تجمعا احتجاجيا تضامنا مع تظاهرات شعبنا المطالبة بإصلاح العملية السياسية ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات وتنديدا بجريمة اغتيال الناشط الصحفي هادي المهدي، وإدانة الاعتداءات التركية والإيرانية على قرانا الحدودية.
حيث دعت لجنة تنسيق قوى وشخصيات التيار الديمقراطي ومجموعة من منظمات المجتمع المدني في ستوكهولم أبناء الجالية العراقية إلى هذا التجمع في ساحة (Mynttorget)، قرب البرلمان السويد في مركز ستوكهولم، من أجل رفع أصوات التضامن مع نضال شعبنا من اجل إرساء أسس الدولة المدنية الديمقراطية في عراق اتحادي، لقد حضر التجمع العشرات من أبناء شعبنا من مختلف الطوائف والأثنيات يجمعهم حبهم للعراق ويحملون الروح الوطنية ويدفعهم الحرص على الوطن والشعب ومستقبله، وقد ألقيت العديد من الكلمات ورفعت الشعارات بالعربية والسويدية تندد بالاغتيالات والإرهاب وقمع الحريات وتنبذ سياسة المحاصصة.
وفي نهاية التجمع رفعت رسالة بأسم الجميع إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان، جاء فيها:
((سيادة جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية المحترم
سيادة أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي المحترم
نحن ممثلي منظمات المجتمع المدني المعتصمين في العاصمة السويدية ستوكهولم، نعرب لكم عن بالغ قلقنا وحزننا على ما آلت إليه الأوضاع في بلادنا الحبيبة، حيث يتدهور الأمن ويعاود الإرهاب نشاطاته الإجراميةً، وتغيب الخدمات الأساسية، ويتفشى الفساد المالي والإداري، ويتكرس نظام المحاصصة المقيت، وحيث يعيش نصف سكان البلاد عند أو دون مستوى الفقر، وتتصاعد معدلات البطالة وتستبعد كل أشكال الضمان أو العدالة الاجتماعية، كل ذلك في ظل أزمة سياسية خانقة تهدد مستقبل البلاد ومسار تطورها، لاسيما مع تنامي النزعات الفردية الهادفة استعادة الاستبداد والقهر الذين قبرهما شعبنا بتضحيات ندر مثيلها في العالم، وتزايد تجاوزات الحكومة وقواتها الأمنية على الحريات العامة والخاصة وإنتهاكها لحقوق الإنسان التي ضمنها الدستور، وسعيها إلى فرض نمط واحد من التفكير وأسلوب العيش والحياة والسلوك، وأخيراً صمتها التآمري على سلسلة إغتيالات المثقفين والمبدعين ونشطاء الحركة المدنية، المناضلين من أجل عراق ديمقراطي حر ومزدهر. إننا نناشدكم، بإعتباركم المؤتمنين على تطبيق الدستور وحمايته، التدخل العاجل، من أجل إيقاف أية تجاوزات على حقوق الإنسان والكشف عن قتلة النشطاء المدنيين والمثقفين، وفي مقدمتهم الشهداء كامل شياع وهادي المهدي، والعمل لحل حالة الإستعصاء السياسي التي تعيشها بلادنا عبر الدعوة لإنتخابات مبكرة على أساس قانون ديمقراطي للإنتخابات، وبمفوضية إنتخابات محايدة ونزيهة، وتمثيل نسبي لعراق من دائرة إنتخابية واحدة وإصدار قانون ديمقراطي للإحزاب.
إن لنا وطيد الأمل باستجابتكم لندائنا هذا، كأحد أصوات شعبنا الهادرة والمطالبة بإصلاح العملية السياسية وتخليص عراقنا الجميل من الخراب الذي يأن منه منذ عقود. وتقبلوا خالص احترامنا)).
كما أصدرت "الجمعية السويدية العراقية" بيانا تدين فيه اغتيال الإعلامي هادي مهدي وتؤكد وقوفها مع الكلمة الحرة ومطالب الناس، ومما جاء فيه، ((الجمعية السويدية العراقية تدين بشدة اغتيال الإعلامي والفنان والناشط من اجل الديمقراطية وحقوق الناس هادي مهدي وتطالب السلطات بالقبض على المجرمين القتلة وتقديمهم إلى العدالة. وتحمل الجمعية السلطات العراقية كامل المسؤوليات عن حماية أرواح العلماء والأكاديميين والإعلاميين والمبدعين وكل المدافعين عن الكلمة الحرة وحرية الرأي والفكر وعن حقوق المواطنة وكرامة الإنسان ويقفون، بجرأة، بأعمالهم وإبداعهم، ضد الطائفية والتعصب والفساد ونهب المال العام وأساليب القمع والإرهاب التي تمارسها السلطات ضد الجماهير والناس المطالبة بحقوقها المشروعة. الجمعية السويدية العراقية تقف مع الكلمة الحرة، وتطالب السلطات في كل أنحاء العراق بتوفير الأمن وباحترام إرادة الناس والاستجابة لمطالبها بتغيير أوضاع البلد المزرية وتوفير مستلزمات حياة حرة كريمة ووضع حد للفساد المستشري والتجاوز على الحريات العامة وغياب القانون.))

صور من الفعالية:


427
التيار الديمقراطي في غوتنبرغ/ السويد
يطالب بالكشف عن قتلة كامل شياع وهادي المهدي





السويد ـ طريق الشعب


أقامت اللجنة التحضيرية للتيار الديمقراطي وعدد من منظمات المجتمع المدني في مدينة يوتوبوري السويدية يوم السبت 17 أيلول، إعتصاماً في مركز المدينة، إستنكاراً لجريمة إغتيال الفنان والناشط المدني هادي المهدي، وللمطالبة بالكشف عن قتلته وقتلة الشهيد كامل شياع وباقي المثقفين والمبدعين العراقيين. وطالب المعتصمون بإجراء إنتخابات مبكرة كحل للأزمة التي يتخبط فيها نظام الحكم في وطننا الحبيب، وذلك على أساس قانون ديمقراطي للإنتخابات وأخر ديمقراطي للأحزاب وإعادة تشكيل مفوضية نزيهة ومحايدة للإنتخابات.
وفي الوقت الذي أعرب فيه المشاركون في الإعتصام عن تضامنهم مع الحركة الإحتجاجية في الوطن، طالبوا القوى المتنفذة بالتخلي عن سياسة المحاصصة الطائفية والإثنية ومحاربة الفساد وتنفيذ واجباتها كقوى حاكمة تجاه أمن الوطن والمواطن، وفي توفير الخدمات الأساسية للشعب المحروم من كل شيء بما في ذلك لقمة الخبز، ورفعوا مذكرة بمطالبهم الى السيد رئيس جمهورية العراق والسيد رئيس مجلس النواب العراقي.


             
   



428
التيار الديمقراطي في غوتنبرغ/ السويد يطالب بالكشف عن قتلة كامل شياع وهادي المهدي



السويد ـ طريق الشعب

أقامت اللجنة التحضيرية للتيار الديمقراطي وعدد من منظمات المجتمع المدني في مدينة يوتوبوري السويدية يوم السبت 17 أيلول، إعتصاماً في مركز المدينة، إستنكاراً لجريمة إغتيال الفنان والناشط المدني هادي المهدي، وللمطالبة بالكشف عن قتلته وقتلة الشهيد كامل شياع وباقي المثقفين والمبدعين العراقيين. وطالب المعتصمون بإجراء إنتخابات مبكرة كحل للأزمة التي يتخبط فيها نظام الحكم في وطننا الحبيب، وذلك على أساس قانون ديمقراطي للإنتخابات وأخر ديمقراطي للأحزاب وإعادة تشكيل مفوضية نزيهة ومحايدة للإنتخابات.
وفي الوقت الذي أعرب فيه المشاركون في الإعتصام عن تضامنهم مع الحركة الإحتجاجية في الوطن، طالبوا القوى المتنفذة بالتخلي عن سياسة المحاصصة الطائفية والإثنية ومحاربة الفساد وتنفيذ واجباتها كقوى حاكمة تجاه أمن الوطن والمواطن، وفي توفير الخدمات الأساسية للشعب المحروم من كل شيء بما في ذلك لقمة الخبز، ورفعوا مذكرة بمطالبهم الى السيد رئيس جمهورية العراق والسيد رئيس مجلس النواب العراقي.


             
   


429
طائر الجنوب يغرد في أقصى الشمال
ليلة عراقية فريدة بأمتياز




محمد الكحط – ستوكهولم-
ليلة العاشر من أيلول 2011م، ليست ككل الليالي عاشها أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم وضواحيها، وهم يستقبلون ضيفا خفيف الظل جائهم من جنوب العراق، هناك حيث التربة الأولى للفن الراقي الأصيل، جاء الفنان حسين نعمة، في رحلة هي الأولى له الى الدول الأسكندنافية وبعض الدول الأوربية، جاء ليلتحق بأسرابه المهاجرة ولو لفترة بسيطة، غرد لهم وأطربهم ووجدهم لوحة من الحب والوفاء له ولأغانية الوجدانية، غنوا معه محتفين به وبرائحة الوطن وكلمات الشجن، كانت الأمسية عراقية، حضرها جمهور عراقي منوع مثل جميع أطياف فسيفساء الشعب العراقي الزاهية، كنت أتوقع ان الحضور سيكون من كبار السن فقط، لكن فوجئنا بوفود من الشبيبة المحبة للفن الأصيل، هذه الأمسية نظمها المايسترو علاء مجيد بالتعاون مع مؤسسة "ري أورينتال" السويدية، وحضرتها الملحق الثقافي في السفارة العراقية الدكتورة بتول الموسوي وكان الفنان طالب القره غولي في مقدمة الحضور، بدأت الحفلة بكلمات ترحيب رقيقة، ثم غنى الفنان علي الوندي أغاني عراقية جميلة، وكانت الفرقة الموسيقية التي عزفت بقيادة المايسترو علاء مجيد مؤلفة من الفنانين عازف الكمان طاهر بركات الذي عزف ألحانا خالدة لعبد الحليم وأم كلثوم وفيروز حيث أضفت أجواءا منعشة على الأمسية وعزف على الأورك الفنان حسام والإيقاع كل من الفنانين محمد لفته الربيعي وفرات حسين وبشار، وفجأة يدخل بعدها الفنان حسين نعمة القاعة وسط تصفيق وترحيب الجمهور منشدا أغانيه ينادي "أهله" هلي يا أهل المضايف والدلال ..."لهلنه مشينا بويه مشينه"،  عبر حسين نعمة بكلمات معسولة عن حبه لجمهوره قائلا: (كل المغتربين في قلبي وضميري، أحييكم وأحيي رفيق دربي الفنان طالب القره غولي متمنيا له الشفاء العاجل، وأحيي الفنان المايسترو علاء مجيد)، كان الفنان خلالها محاطا بالجمهور الذي لم يتركه لحظة، فغنى لهم "غريبة الروح...لا طيفك يمر بيها..." ومن ثم "بويا نعيمه يا نعيمه" وبعدها غرد في أغنية "مالي شغل بالسوك...مريت أشوفك..." التي غناها معه الحضور وعضوات فرقة طيور دجلة، وفي الأستراحة طلب عريف الحفل من الفنان طالب القره غولي أن يقدم شيء، ولم يبخل هذا الفنان رغم أوجاعه ليصدح بأغنية أحبها الجميع، وهي "جذاب" والتي غناها الحضور معه متناجين مع أوجاعه مستذكرين أيام اللحن الجميل والأصيل، لقد ذرف هو الدمع وذرفه الآخرين معه متعاطفين معه، وعاد حسين نعمة ليتغنى ببغداد مغردا "بغداد جئت كالسفينة متعبا أخفي جراحاتي"، وغنى أغنيته المحبوبة "ياحريمه"، ومن ثم "نخل السماوة" ولم يبخل على أهل الناصرية فأسعدهم بأغنية "للناصرية" وبعدها "فرد عود، ياالشاتل العودين خضر فرد عود.." و"آه بويه عيوني عالمشى ولا كال مودعكم الله والكلب يالمالوم ..."، ولكنه غادرنا بدون وداع على أمل اللقاء هناك حيث العراق.
ليلة مرت سريعة كالحلم، وسط الفن الأصيل ونسمات من الوطن البعيد، نتمنى أن تتكرر.
تحية للفنان حسين نعمة وللفنان طالب القره غولي، وللمايسترو علاء مجيد، ولكل من ساهم بنجاح هذه الأمسية التي أمتازت بحسن التنظيم، مما جعل الجميع يستمتع ويقضي لحظات جميلة هادئة.
صور من الأمسية:
 
 
 


431

كتاب " الرحلة المجهولة – الهجرة و التأقلم من خلال نظرة ثقافية وطبية"



   
للمؤلف  أ. د رياض البلداوي
إعداد: محمد الكحط – ستوكهولم-


صدر في منتصف شهر آب 2011م، كتاب جديد للدكتور رياض البلداوي بعنوان "الرحلة المجهولة" باللغة السويدية، حول الهجرة والتأقلم. والدكتور رياض البلداوي استشاري الطب النفسي والتحليل النفسي ورئيس مركز الشرق العلاجي والتأهيلي في العاصمة السويدية ستوكهولم.
يتناول الكتاب بحث الآثار النفسية والاجتماعية التي تنتج عن عملية الهجرة والتأقلم على المهاجر الفرد أو على العائلة ككل.
ضم الكتاب أربعة فصول وجدولا بالمصادر الأساسية والإضافية لمساعدة الباحثين في هذا المجال، عالج الفصل الاول باسهاب مفهوم الهجرة وإشكالاتها ومراحلها وكذلك الطرق المعقدة التي يضطر المهاجر اتباعها للوصول الى بلد المهجر مبينا ان الغالبية العظمى من المهاجرين يضطرون الى التنقل من بلد إلى آخر وربما لعدة سنوات حتى يصلوا إلى البلد الذي يقصدونه ليمنحهم حق الإقامة الدائمة.
 هذه الرحلة الطويلة قد يضطر فيها المهاجر الى الكفاح اليومي من اجل ان يعيش في ظروف  اقتصادية واجتماعية غاية في الصعوبة مما يؤثر على الوضع النفسي على جميع أفراد العائلة  كبارا و صغارا.
حاول الكاتب من خلال سرد الكثير من الحالات التي استقاها من خلال عمله لتبيان اثر هذه الظروف على نفسية الانسان وخاصة اثرها على نمو الاطفال وتطورهم في البلد الجديد.
وفي الفصل الثاني عالج التحديات الجمة التي تعترض عملية التاقلم في بلد المهجر٠ وأكد المؤلف على  ثلاثة من التحديات الكثيرة التي يتعرض لها المهاجر و تؤثر تأثيرا مباشرا في الوضع النفسي، التحدي الأول هو التأقلم مع ثقافة جديدة في بلد المهجر، الكاتب يتعرض لتعريف الثقافة ودورها في تطور الانسان وكيف يؤثر الاندماج مع ثقافة بلد المهجر على المتوارث من عادات وتقاليد يحملها المهاجر معه من وطنه الاصلي٠ التحدي الثاني هو التأقلم مع النظام الاجتماعي في بلد الاقامة الجديد من قوانين وقواعد وانظمة وأعراف، قد تكون في مجملها وجزئياتها مختلفة كثيرا عن البد الأصلي، فالحرية الشخصية مصانة ومقننة، والمساواة بين المرأة والرجل  لها أهمية خاصة  ومضمونة بقوانين وقواعد صارمة، كل هذا يتطلب من المهاجر استعدادا كاملا للتغيير ومرونة كبيرة، والا وقع في تصادم مع الواقع الجديد الذي قد يؤثر في العلاقة بين الزوج وزوجته أو بين الوالدين وأبنائهم٠ كل هذا ينعكس على الوضع النفسي والاجتماعي للفرد خاصة عند اؤلئك القادمين من خلفية اجتماعية وثقافية قبلية أو عشائرية متزمتة وبعيدة جدا عن بلد ثقافة بلد المهجر٠ التحدي الثالث هو التأقلم مع سوق العمل في البلد الجديد، فمن أجل الاستعداد لإثبات الشخصية في سوق العمل الجديد يتطلب بالإضافة إلى الخبرات، هو بذل مجهود كبير لأخذ موقع في سوق تختلف فيه شروط النجاح عما هو عليه في البلد الاصلي للمهاجر، المؤلف يحاول من خلال كم كبير من الحالات السريرية والنماذج العلمية ان يوضح أثر هذه التحديات على الوضع النفسي٠
أما الفصل الثالث من الكتاب فيتناول بالبحث السريري اثر الصدمات التي كان قد تعرض لها المهاجر أثناء حياته كالتعرض للاضطهاد أو السجن أو التعذيب لأسباب سياسية أو المشاركة في الحروب وغيرها، كل هذا يترك آثارا عميقة في الانسان قد لا تبرز على السطح الا عندما يستقر هذا الانسان في بلد المهجر ويشعر بالاستقرار والطمأنينة والأمن، فتبرز هذه الصدمات على شكل قلق أو كآبة٠
 المؤلف يحاول ان يحدد العلاقة التشخصية بين القلق والتوتر الطبيعي المصاحب لعملية الهجرة والتأقلم كرد فعل طبيعي على المتغيرات المصاحبة لهاتين العمليتين وذلك القلق المرضي كرد فعل على الصدمات التي تعرض لها الإنسان سابقا٠
الفصل الرابع من الكتاب يتعرض الى المتغيراث التي تطرأ على العائلة كتركيبة اجتماعية واحدة، وأثرها على العلاقات في داخل العائلة وكذالك على علاقة العائلة بالمجتمع الجديد ومؤسساته٠ من خلال متابعته السريرية التي تمتد لاكثر من ربع قرن في العمل مع العوائل المهاجرة من الشرق الأوسط أو شمال افريقيا الى السويد، يرى المؤلف بان غالبية هذه العوائل لها جذور تركيبة السلطة الأبوية، وعند عيشها في السويد تتغير التركيبة العائلية إلى ثلاثة أنواع فهناك العائلة التقليدية والتي ترى في الحفاظ على التركيبة كما كانت في الوطن الأصلي هو ضمانة للاستمرار والبقاء، هذا النوع من العوائل يقع في الاغلب ومع مرور الزمن في إشكاليات مع مؤسسات المجتمع الجديد، او في احيان كثيرة في مشاكل داخلية كبيرة لاختلاف الرؤى بين جيل الآباء المحافظ وجيل الأبناء الذي يترعرع وينمو ويتربى في ظروف جديدة، الشكل الثاني من العوائل يحاول أن يمزج بين تقاليد الماضي ومتطلبات الحاضر، وهذا ما يسميه المؤلف العائلة الاندماجية، أما  النموذج الأخير فهو ما يسميه المؤلف بالعائلة المنصهرة، هذه تحاول ان تحطم كل أرتباط لها مع التركيبة القديمة لتعوضها بتركيبة تريد منها ان تكون مطابقة كما تتصورها التركيبة العائلية في البلد الجديد، هذا النوع من العوائل يتعرض للكثير من التحديات في العلاقات العائلية، خاصة الداخلية منها حيث الجهل في الأسس التي تقوم عليها العائلة في بلد المهجر، مما يجعل التطبيق العملي صعبا للغاية٠
كما يعرض المؤلف بعض الطرق التي من شأنها ان تقلل من الآثار السلبية للتغيرات التي تصيب العائلة وعلى الوضع النفسي للأفراد٠
 يقع الكتاب في ٢٢٤ صفحة من الحجم الكبير و مزود بالكثير من الصور والجداول لنتائج البحوث ومجموعة من المصادر التي أعتمد عليها المؤلف.

432
شكر وتقدير
أتقدم بوافر الشكر والتقدير للمواقع الألكترونية ولجميع الرفاق والزملاء والأصدقاء والأحبة الذين زاروني أو أتصلوا هاتفيا أو بعثوا برسائلهم عبر الانترنيت
مهنئين بحصولي على الدكتوراه مثمنا مشاعرهم الرقيقة الصادقة وأعدهم بأنني سأكون عند حسن ظنهم في عملي ونشاطي الاعلامي
وأنتهز حلول عيد رمضان المبارك

 


لأتقدم لهم جميعا بأرق وأجمل التهاني والتبريكات مع الأمنيات بالصحة والسعادة وتحقيق  الأمنيات الخاصة والعامة
ونتمنى أن ينعم شعبنا ووطننا بالأمن والأستقرار
لكم مودتي الخالصة
محمد كحط عبيد الربيعي
محمد الكحط/  أبو هيلين
29 آب 2011م


433
الديمقراطية سلاح ذو حدين
فالى أي حدٍ أنتم سائرون

بقلم: محمد الكحط
ليست الديمقراطية كلمة ذات معنى واحد للجميع، فالكل يغني على ليلاه، فهي بالنسبة للشعوب الغربية وبالذات أنظمتها، تعني الليبرالية حيث الانتخابات الحرة وسيادة القانون والفصل بين السلطات وحماية الحريات الأساسية...الخ،  ورغم ان "الديمقراطية" قد ترسخت عبر عقودٍ طويلة قدمت خلالها هذه الشعوب التضحيات الجسام لتصل لهذه المرحلة منها، لكننا نرى ان الناخبين يتأثرون بأبواق الدعاية الانتخابية وما يتخللها من تضليل، والتي ترصد لها الأموال والخطط لخلق أجواء معظمها زائفة بعيدة عن الشفافية التي يفترض ان تسودها وترفع خلالها الشعارات والوعود الرنانة، وتفوت أساليبها على المواطنين البسطاء وبالتالي يقعون في فخ الديمقراطية وينتخبون من هم بعيدون عن تمثيل مصالحهم الحقيقية.
وهذه الديمقراطية هي التي جاءت بهتلر لقيادة ألمانيا وليقود العالم إلى حرب عالمية راح ضحيتها قرابة خمسين مليون مواطن، ناهيك عن المعوقين والدمار والخراب الاقتصادي والعمراني والاجتماعي الذي عم العالم بأسره.
 والديمقراطية الامريكية والتي يعتبرها البعض نموذجا يحتذى به، ما هيّ إلا صورة مشوهة للديمقراطية التي تعني حكم الشعب، فأي شعب هو الذي يحكم في امريكا، كم من ممثلي العمال والفلاحين موجود في عضوية الكونكرس الامريكي، وكم من أبناء الكادحين يحق له حق الترشيح، أو يمكنه الوصول الى مواقع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية...؟، هل يعلم البعض ان المحكمة العليا وهي أحدى السلطات الثلاث الرئيسية في أمريكا، بل تعتبر السلطة العليا، يرأسها تسعة أشخاص من نساء ورجال غير منتخبين يحكمون مدى الحياة، ومجلس الشيوخ الامريكي ليس كالتمثيل النيابي المعروف في معظم الدول البرلمانية، فترسل كل ولاية أمريكية عضوين من الشيوخ لواشنطن، دون النظر الى حجم وتعداد الولاية السكاني، فولاية كلفورنيا التي يبلغ تعدادها حوالي ثلاثين مليون نسمة، لها نفس تمثيل ولاية أريزونا التي يبلغ عدد سكانها أقل من أربعة ملايين شخص وهكذا، فليس هنالك تمثيل حقيقي للمواطنين في مجلس الشيوخ لا في العدد ولا في الأنتماء الطبقي ولا في المصالح، فمن يحكم هم الحفنة المالكة وأصحاب رؤوس الأموال وأصحاب مصانع السلاح الضخمة والذين يشرفون على تسويق النفط العالمي.

وفي البلدان التي عانت لسنوات طويلة من تسلط أنظمة شمولية تكون عملية الأنتقال الى الحياة الديمقراطية مليئة بالمصاعب والتعقيدات، وهذا ما دعا الدبلوماسي الأمريكي ريتشارد هولبروك ليقول في معرض حديثه بخصوص الأوضاع في يوغسلافيا في التسعينات، (لنفترض أن الانتخابات حرة ونزيهة، وأن الذين تم أنتخابهم عنصريون وفاشيون وأنفصاليون. هنا تكمن المعضلة.)، وهذا مشابه لما أفضت إليه الانتخابات العراقية ضمن المرحلة التي أردناها ديمقراطية حقيقية وليست شكلية، فالديمقراطية اليوم وفي العراق بالذات تم أختصارها بالانتخابات فقط، دون الحريات العامة ولا الحريات الشخصية ولا الرقابة الشعبية ولا التثقيف بماهيّة الديمقراطية التي يجهلها حتى معظم الذين يقودون العملية السياسية في العراق اليوم "ولن أستثني أحدا منهم" لأن حتى الذين يفهمونها وهم قلة، لا يمارسونها حقا بل أمست شبه ديكور سياسي يتم الرجوع إليه من قبل السياسي عندما يتفق ومصالحه ويحيد عنه عندما يتعارض ومصالحه الضيقة.
اليوم وقد تم تحريك البرك الراكدة في البلدان العربية وأنتشار الحركات الشعبية المطالبة بالإصلاح، وبفعل المجتمع الجديد مجتمع المعلوماتية، رغم أنها لازالت في بداياتها، وما تراكم من خبرات نضالية عبر العقود الماضية، نجد ان الوقت قد أزف لتعي النخب السياسية المتنفذة حركة العصر، حركة التغيير، وأن تسعى "رغم أنفها" لتوفير مناخات من الديمقراطية الحقيقية والمساواة والمشاركة الفعالة في عملية البناء من قبل الجميع على أساس المواطنة والكفاءة والإخلاص، بعيدا عن نظام المحاصصات والطائفيات والأثنيات وأن تسعى لتعزيز الروح واللحمة الوطنية، بل ونبذ كل من يتكلم خارج هذا السياق، ليشارك الجميع في عملية التنمية والبناء، واستبعاد المفسدين من المراكز المهمة، وحل مشاكل المجتمع بالطرق العلمية الصحيحة وليس بالشعارات والنيات الحسنة ولا بالتخبط وعدم التخطيط السائد في بلادنا اليوم.
قد تكون محاولات السلطات في تفتيت عضد التجمعات الاحتجاجية نجحت في تحديد وتحييد هذه الفعاليات التي تخرج كل يوم جمعة تحت نصب الحرية مطالبة بالإصلاح وتعديل المسيرة الديمقراطية وتوفير الخدمات وفرص العمل، لكنها ستكون واهمة جدا لو اعتقدت أنها قادرة على القضاء عليها وعلى صوت الاحتجاجات دون حلول جذرية للمعضلات، فلا الضرب ولا المضايقات ولا الاعتقالات أو المنع والتشويه والأندساسات وقذف التهم الباطلة وهي من ممارسات النظام البائد، ستكون قادرة على منع تلك الفعاليات، بل التوجه الحكيم لحل وطني مدروس هو الطريق الصحيح، فهنالك ظواهر جديدة دخلت الملعب لم تتهيأ أذهان السادة الحكام بعد لاستيعابها وهضمها، فخلال السنوات الأخيرة دخل إلى المعادلة التاريخية المتمثلة بتفاعل المجتمع والسياسة والعقيدة والمذهب والقومية والدين والاقتصاد عامل مهم جديد ألا وهو ثورة تكنولوجيا الاتصالات والتي لازالت في بداياتها، وتشع منها رائحة عطرة تفوح ديمقراطية وحرية، فالديمقراطية ليست القوانين والانتخابات رغم أنها جزءا مهما منها، بل هدفها تحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة أكبر بين المواطنين، ومدى الالتزام بالحريات والقوانين الموضوعة لصيانتها كي تسير الى تحقيق أهدافها بشكل نزيه وسليم.
ولأجل ذلك يتطلب قبل كل شيء تبلور وعي وإدراك من قبل المجتمع لعملية البناء الديمقراطي، وعلى الدولة مهمة أساسية هي التنوير والتبصير لجميع أبناء الشعب بمبادئ الديمقراطية، كما ان هذا الواجب ينسحب على القوى السياسية الديمقراطية الحقيقية التي تجد الديمقراطية الحقيقية هي ضمانة لمصالحها الإستراتيجية، وفسح المجال لعملية النقد والمراقبة للصحافة والمعارضة على مصراعيها، بعيدا عن المتاجرة أو استخدام ذلك كغطاء للإسقاطات السياسية، ليتمكن الجميع من أخذ دورهم كمساهمين في عملية البناء بالأسس الديمقراطية، والتي جاءت بعد تدخل خارجي سبب الفوضى والخراب في المجتمع والبنى التحتية للبلد.
ما تتطلبه المرحلة اليوم من الحريصين على الديمقراطية هو تأسيس قاعدة متينة لها، من خلال تعديل الدستور ليكون ممثلا لكل أبناء الشعب دون تمييز او تفضيل أو فرض مبادئ طائفة أو قومية على أخرى، وأن لا يسمح لمجئ الدكتاتوريات من جديد، وأن يقر قانون للأحزاب حديث يواكب العصر لا يسمح ان تتشكل الأحزاب على اسس طائفية أو عرقية أو أثنية، بل أحزاب سياسية بروح وطنية، لها مبادئ وبرامج وأهداف تخدم جميع أبناء الشعب دون تمييز، وأن لا يسمح لحزب له مصادر تمويل مشبوهة بالعمل السياسي، وأن يقر قانون للأنتخابات جديد على اسس ديمقراطية حقة، لا أن يفصل لخدمة قوى سياسية تمسك بزمام السلطة اليوم، وعلى هذه الأحزاب بالذات أن تفكر جليا بالمستقبل، فالقانون الذي يخدم مصالحها الذاتية اليوم سيكون ضدها بالغد، وكذلك الرجوع الى قرارات المحكمة العليا التي أكدت خطأ قوانين الانتخابات السابقة، وحرم أعضاء من حقوقهم بسبب القوانين الخاطئة، لتذهب أصواتهم الى آخرين لم يحصلوا على أصوات حقيقية، مما يتطلب التعديل الديمقراطي السليم والأستفادة من الخبرة الدولية في هذا الشأن لوضع قوانين ثابتة للمستقبل لا ان تعدل كل أنتخابات جديدة، وكذلك ضمان أشراف دولي مهني على الأنتخابات المقبلة لتحقيق النزاهة التي يبدو أنها غائبة الى حين، وقبل هذا وذاك لابد من إنجاز التعداد السكاني على اسس علمية حديثة ويعتبر هذا الشرط مهمة وطنية عاجلة وضرورية لا تتحمل التأجيل، ليكون هذا الإحصاء تحت تصرف جميع مؤسسات الدولة لتقوم بالتخطيط السليم لبرامجها.
ودون ذلك لا يمكن الحديث عن ديمقراطية وأنتخابات، وحرية وعدالة، فالديمقراطية كمفهوم حسب ما نصت عليه منذ البداية هي "حكم الشعب"، ويوضح صمويل هانتنجون (أستاذ العلوم السياسية)، في كتاب "الموجة الثالثة" لماذا تعتبر الانتخابات العامة الحرة والنزيهة، بمثابة جوهر الديمقراطية، وشرطا ضروريا لها لا مفر منه. وقد تكون الحكومات التي تفرزها الانتخابات عديمة الكفاءة، وفاسدة، وقصيرة النظر، وتفتقر للشعور بالمسؤولية، وتهيمن عليها المصالح الخاصة، وغير قادرة على تبني السياسات التي تهم الصالح العام. ان تلك الصفات تجعل مثل هذه الحكومات غير مرغوب فيها، رغم أنها جاءت بشكل ديمقراطي.
وهذا ما هو حاصل اليوم في بلدنا، ولكن هذا يجب ان لا يدعونا لشتم الديمقراطية أو تعييبها، بل العيب في الممارسات الخاطئة وضعف الوعي بمبادئ الديمقراطية، مما أفضى لأن تتحول الديمقراطية الى جسد بلا روح، ومن أجل أحيائها يتطلب فسح المجال أمام الحريات العامة دون أي تضييق أو محاولة إخضاعها أو التلاعب فيها، وصيانة الديمقراطية والتوعية المستمرة بقيمها ومبادئها، والشعب الذي تحمل الكثير لا تظنونه سيقف ساكتا هذه المرة، فقد وصلت الأمور الى حد الأنفجار وشعبنا الصابر سيهب حتما ليزيل رموز الفساد والمحاصصة والتخلف والطائفية العفنة، فالديمقراطية بكل نواقصها اليوم ما هي إلا الأمل المفضل لشعبنا وللشعوب جميعا، ومهمة تطويرها وصيانتها وتدعيمها هي خدمة لشعبنا والى عصرنا والى الإنسانية جمعاء.

434

السفارة العراقية في السويد: تنظم مأدبة أفطار بمناسبة شهر رمضان المبارك

نظمت السفارة العراقية مأدبة أفطار بمناسبة شهر رمضان المبارك وذلك يوم الأربعاء الموافق 24/8/2011 في ستوكهولم، حيث تم توجيه الدعوة لممثلي أبناء الجالية العراقية في السويد وممثلي القوى السياسية والشخصيات العراقية ومنظمات المجتمع المدني العراقية المتواجدة في السويد لحضور مأدبة الأفطار التي نظمتها السفارة بتوجيه من وزارة الخارجية العراقية.
قام السفير العراقي في مملكة السويد الدكتور حسين العامري والوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت جبو والسلك الدبلوماسي في السفارة بأستقبال المدعوين، بعدها قام الدكتور حكمت جبو بالترحيب بالحضور مهنئا بشهر رمضان المبارك، وشاكرا الحضور على تلبية دعوة وزارة الخارجية آملا أن يكون هذا اللقاء خطوة للم شمل أبناء الجالية العراقية لتكون السفارة بيتا لهم جميعا، ثم تحدث السفير العراقي الدكتور حسين العامري مرحبا بالجميع، وأوضح نشاط السفارة والعاملين فيها لخدمة أبناء الجالية العراقية، وأزف بشرى الموافقة على شراء بناية جديدة للسفارة العراقية بدلا من الحالية، وكذلك الموافقة الأولية على مشاريع منها أنشاء مركز ثقافي عراقي يلبي حاجة أبناء الجالية، كما تطرق الى نشاطات السفارة وأنجازها للمعاملات الخاصة بالجالية وأصدار الجوازات الجديدة، وتمنى أن تستمر تلك الجهود لتكون السفارة بيتا لكل العراقيين, دون تمييز.
وفي ختام حديثه تمنى للجميع افطارا شهيا.
وأستمرت المأدبة الى ما بعد الأفطار حيث تبادل الحضور التحايا وأحاديث عن تطلعاتهم، وكانت أيضا فرصة للتعارف بين الحضور والتواصل مع بعضهم البعض، وكانت لحظات جميلة، آملين أن تستمر في جميع المناسبات من أجل توطيد العلاقة بين العراقيين والسلك الدبلوماسي في السفارة العراقية في السويد. 
صور من الأمسية:
 
 
 

 

 

 

تصوير: سمير مزبان


435
الدائرة الثقافية العراقية في ستوكهولم: تنظم مأدبة أفطار بمناسبة شهر رمضان المبارك




محمد الكحط –ستوكهولم-
تصوير: سمير مزبان

نظمت الدائرة الثقافية العراقية مأدبة أفطار بمناسبة شهر رمضان المبارك يوم الجمعة 26/8/2011 في ستوكهولم، وبتوجيه من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، حيث قامت الملحق الثقافي العراقية الدكتورة بتول الموسوي بتوجيه الدعوة لممثلي أبناء الجالية العراقية في السويد وممثلي القوى السياسية والشخصيات الاكاديمية والاعلامية العراقية ومنظمات المجتمع المدني العراقية المتواجدة في السويد لحضور مأدبة الأفطار، وقامت الدكتورة بأستقبال الحضور والترحيب بهم مهنئة بشهر رمضان المبارك، وشكرت الحضور على تلبية الدعوة، كما عبرت عن سعادتها للقاء هذا التجمع من العراقيين بمختلف طوائفهم وأتجاهاتهم السياسية، ومن الأساتذة الأكاديميين، مؤكدا توجه الملحقية الثقافية لخدمة أبناء الجالية العراقية، وفي ختام حديثها تمنت للجميع قضاء أمسية جميلة، ودعتهم لتناول الفطور، هذا وتخلل الأمسية لقاءات عديدة بين المدعوين، وكانت الملحقية الثقافية العراقية الدكتور بتول الموسوي وسط الحضور تقوم بالتعريف والترحيب، كما فوجئ الحضور بوصول الفنان العراقي حسين نعمة، ليضيف لجو الأمسية ألقاً جميلا.
كانت أمسية جميلة ولقاءا حميميا بين أبناء الجالية العراقية في السويد، شكر الجميع الملحقية الثقافية على الدعوة الكريمة، وتمنى التواصل في مناسبات جديدة.
صور من الأمسية:
 
 
 

 


436
الفنان الدكتور فؤاد الطائي في حوار قديم مع الفقيدة الفنانة زينب
 


الفنانة الراحلة زينب في ذكرى وفاتها الثالثة عشرة.
الفكر الرجعي يعمل على تحجيم دور الفن
قالها (سعيد أفندي): "أصعب الأمور تحل بالتفاهم" !
في أواسط الشهر العاشر من عام 1985م، دخلت الفنانة الراحلة زينب احدى المستشفيات المتخصصة بجراحة العيون في موسكو، قادمة من منفاها في دمشق، وأجرت عملية الى عينها. كنت أزورها بأستمرار خلال الفترة التي قضتها في المستشفى، وكانت شديدة القلق في ضمان نجاح العملية وكذلك بسبب الأحساس بالوحدة في أجواء من لغة لا تفهمها، ومناخ شتائي شديد البرودة وشمس شديدة البخل بضوئها، ورافق ذلك ان تساقطت الثلوج مبكرة في ذلك العام، واشتدت فيه ريح الشمال القارصة درجة، كانت تكرر السؤال عليّ في كل مرة ساخرة-أي خريف هذا؟، وأي شتاءات تعيشونها بلا نهار..!
ولكي ينسى كل منا ما يؤرقه آثرت ان أشاغلها بهجر هذا الوسط ولو مؤقتا في سفرة قصيرة الى الماضي القريب..الى الوطن، وما تركه في الذاكرة عبر مسيرتها الثقافية والفنية منذ أواسط الخمسينات من القرن الماضي، فوجدتها متحمسة غير مقلّة في الحديث وحريصة في دعم كل الساعين لتوثيق كل دقائق الحركة الثقافية في الوطن على حد قولها. كانت تتحدث معي بصوتٍ خافت رتيب سرعان ما تتغير حدته وتنفعل أساريرها حالما نقف عند بعض الأحداث والأسماء، وكنت أشعر حينها كما لو أنها أستحضرت الماضي لتعيد حساباتها معه فتشكله بالصورة التي تتمناها الآن، كنت أتخيلها في تلك اللحظات على خشبة المسرح تؤدي دورها في "النخلة والجيران" بل ذكرتني بدورها المميز أمام الفنان يوسف العاني في التمثيلية التلفزيونية "ليطة" أيام زمان..كنت بين إنسانة وفنانة..وكل ما بينهما من غموض ومشاعر وتعقيد.
في تلك اللقاءات كانت في حقيبتي عشر صفحات من الورق الخفيف كتبت فيها إجابات على عجل وبخط مرتبك، كانت قد أرسلتها لي في نهاية عام 1983م ومرفق معها سطور أعتذار تبرر فيها تأخير الرد بعد أنتظار طويل تقول: (كنت في محنة مع عيني التي لا تسمح لي بالكتابة والقراءة إلا قليلا وأرجو أن تصدقني انني عانيت كثيرا حتى أتم رسالتي هذه إليك..

  

كانت تلك الأوراق قد سهلت مهمتي في البحث والتعرف على بعض التفاصيل والإضافات، فجاءت المحصلة (كم) من المعلومات أضفته الى كل ما جمعته من مصادر لأنجاز دراستي العليا، أخذت منها للنشر الحوار التالي:
•   قدمت لنا تجربة المسرح والسينما عندنا وفي العالم مبدعين كثيرين دخلوا هذين المجالين عن طريق الصدفة وليس عن طريق الدراسة والتخصص ونالوا الشهرة، فهل أنتِ من هؤلاء؟
•    أعتقد أن الدراسة هي نقطة الضوء التي تتسع تدريجيا حول الموهبة، وهي الثقافة التي تفتح الآفاق وتعبّد الطريق أمام المبدع، وهذا يعني ان الموهبة تسبق الدراسة وهي الأساس وبدون هذا الأساس لا يستطيع المبدع ان يحقق الشهرة الحقة مهما نال من شهادات وتخصصات، فكل المبدعين طوروا أنفسهم إما عن طريق الدراسة أو عن طريق الأستمرارية في تجاربهم الشخصية أو كلاهما، وأنا شخصيا دخلت هذا المعترك مصادفة، وطورت نفسي بتواصل النشاط، فقد قرأت في أحدى الصحف إعلانا وكان ذلك عام 1956م، وفيه دعوة لعنصر نسوي للتمثيل في فلم (سعيد أفندي)، ففكرت ان أجرب حظي في هذه التجربة ففاتحت أهلي وحصلت على موافقتهم، وسافرت الى بغداد وهناك تقدمت للأختبار وكان معي عشر فتيات حيث تمّ أختياري من بينهن.
•   علاقتك بالسينما كانت عبر ثلاثة أفلام روائية وهي، (سعيد أفندي)عام 1957م، وفلم (أبو هيلة) عام 1962م، والأخير (فلم الحارس) عام 1968م، ما هو المشترك الذي تجديه في هذه الأفلام؟
•   تشترك هذه الأفلام في صفة واحدة...كونها لم تدخل استوديو ذا معدات فنية كما هو معروف ومتداول في أنتاج الفلم العالمي، فقد صورت هذه الأفلام في بيوت تمّ تأجيرها لهذه الغاية، وهي غير معدّة فنيا لمثل هذه الغاية...فعلى سبيل المثال كنا نؤجل التصوير الليلي أحيانا بسبب صياح الديك في أحد البيوت المجاورة أو صوت الصراصر أو نقيق الضفادع أو نباح الكلاب، بل وصادف أحيانا مرور السكارى في الشوارع القريبة في ساعة متأخرة من الليل وما يحدثونه من صخب، فكل هذه المؤثرات لم تكن تلك الأفلام ترغب فيها أو تحتاج اليها، ولم تجر اضافات تقنية لجدران تلك البيوت وفق أسس تخدم التصوير لحجب الصوت الخارجي أو الحفاظ عليه في الداخل عند التسجيل، فكنا أحيانا نعيد المشهد  عدة مرات بسبب من هذه المؤثرات الطارئة.

 
رسالة الفقيدة زينب بخط يدها الى الدكتور فؤاد الطائي

•    في أي من المناطق في بغداد صوّرت تلك الأفلام؟
•    كما ذكرت لك في مناطق حقيقية في البيوت والأزقة والشوارع العامة، ففلم سعيد أفندي صور في محلة البارودية وما جاورها، وفلم أبو هيلة صور في أحد القصور البديعة الفخمة في منطقة عرصات الهندية لأن الموضوع يدور حول عائلة عراقية ثرية رئيسها (بك) يملك الضياع والأموال...أما فلم (الحارس) فقد صور في محلة الكريمات بالكرخ لأن موضوع الفلم كما في سعيد أفندي يدور حول أناس كادحين وشعبيين. كان موسم تصوير هذه الأفلام كما أتذكر بين شهر أيلول وتشرين الثاني أو في شهري آذار ونيسان لأن أشهر الصيف في بغداد حارة وشمسها قوية النور، بينما في فصل الشتاء تظهر مشكلة السحب والغيوم وتساقط الأمطار وكل ذلك يعيق العمل ويمنع الحصول على إنارة كافية في التصوير الخارجي والذي كان من مشكلاته انه يدخلنا في إرباكات كثيرة بسبب عدم تفهم الناس الى ما يجري في الخارج فكانوا يدخلون الى كادر الصورة أثناء التصوير مما يجبرنا على إعادة تصوير المشهد.
•    هل استعانت هذه الأفلام بمتخصصين سواء في التصميم أو التنفيذ؟
•     بالنسبة للمعالجة التشكيلية في تلك الأفلام كما أتذكر لم تستعن بمصمم ديكور أو منفذ سواء في التصوير الخارجي أو الداخلي، لأنه لا توجد في تلك الأفلام ديكورات بل أماكن حقيقية وبيوت أخليت من ساكنيها مؤقتا ووزعت الإنارة في أركانها ولم يشارك أي فنان تشكيلي في إعدادها، أما فيما يتعلق بالإنارة والتصوير فكان مخرجو هذه الأفلام هم وحدهم المسؤولون عن هندسة الإنارة بالتعاون مع المصور ويساعدهم عمال غير متخصصين سينمائيا لتنفيذ العمل فكان نتيجة ذلك وقوع إرباكات وخلل في التصوير تؤدي  الى أجراء تغييرات كاملة ثم العودة الى تصوير المشهد ثانية، وهذه لم تكن كافية لحل المشكلة فلأن التصوير ليس داخل أستديو معد تقنيا لهذه المهمة وإنما على الطبيعة، فقد كنا نؤجل التصوير لعدة أيام بسبب غياب الشمس وراء الغيوم مع الاستعانة بـ (بروجكتر) وورق لماع عاكس لزيادة الضوء، ومصوري هذه الأفلام لهم دراسة في هذا المجال أو خبرة سابقة وهذا ينطبق على هندسة الصوت، فعلاوة على أستديو بغداد كان هناك استديو (هاماز) للصوت، وقد كان في حينه فلم سعيد أفندي متميزا بهذا المجال، فهو أعلى تقنية بسبب اتمام عملية الطبع والتحميض وتسجيل الصوت في استوديوهات لندن. أما تصميم الملابس فقد عهد الى خياطات غير متخصصات بالسينما أو المسرح، ولكن في الماكياج كان هناك إثنان من الفنانين لم يدرسوا هذا المجال ولكنهم أبرعوا فيه من خلال الممارسة وهم يوسف سلمان في فلم سعيد أفندي وفلم أبو هيلة، وفوزي الجنابي في فلم الحارس، وأستعين بعلي العادلي كمساعد، أما الاكسسوار فقد اعتمد على ما هو موجود في تلك البيوت في الغالب.

•    بعد تلك التجارب في الأفلام المذكورة وبعد إطلاعكِ غلى أفلام عالمية جسدت علاقة الشكل بالمضمون، ألا تتفقين معي ان الوسط (المعالجة التشكيلية) الذي يهيأ تقنيا وتعبيريا للممثل يساهم في رفع قدراته في الأداء والانسجام؟
•    الآن أقول لك نعم.. ففي بداية نشاطي الفني كنت أرى ان الممثل الجيد لا يتساءل ان كان هناك ديكور مصمم او بيت اعتيادي فكل ما عليه ان يخلق الانسجام بينه وبين ما يعيش فيه مع دوره، وان وجود أي شرخ في هذا الانسجام سيقلل من نسبة نجاح الممثل فيه مع دوره وان وجود أي شرخ في هذا الانسجام سيقلل من نسبة نجاح الممثل في ادائه لدوره، اما الآن فشيء آخر ، فمثلا رغم مرور عشر سنوات بين انتاج "سعيد افندي" وفلم "الحارس" وجدت ان الطرائق المتبعة في تنفيذ العمل هي هي لم تتغير ولم تتبدل وكأننا انتقلنا من البداية الى البداية، فالمشكلات نفسها والاسلوب بالتصوير نفسه واستمرار غياب الفنان التشكيلي السينمائي الذي يترك بصماته على مجمل عناصر انجاز الفلم بما فيه اداء الممثل ايضا بقي دون حل، فالمعالجة التشكيلية تشحذ مخيلة المخرج في ابراز المضمون الذي يريده من لقطة معينة وتساعد الممثل على تجسيد انفعاله ومعاناته لحظة أدائه الدور..ولكن للأسف الشديد لم نجد كل ذلك سواء في الافلام التي مثلتها ام الافلام العراقية التي تلتها، ومع ذلك فتقييمي لهذه الامور يختلف كثيرا فيما لو سألت مثلا استاذنا الفنان خليل شوقي اذ لديه المعرفة والخبرة والمتابعة وحتى فيما يتعلق بالسينما العراقية والمسرح لديه الكثير من المعلومات بصفته اما مشاركا او متابعا لهما، وهكذا تعد معلوماتي قاصرة الى جانب ما يعرفه هو، وانا وان كنت امثل في بعض الافلام الا انني لم اكن اندمج كليا في مجريات العمل الاخرى..
•   وما الذي عرفتيه عن ( ستوديو بغداد) الذي ارتبط اسمه ببدايات السينما العراقية؟
•   ستوديو بغداد يعتبر اهم ستوديوهات السينما في العراق قبل ان ينشأ ستوديو مؤسسة السينما فيما بعد، كان الأستوديو يحتل مساحة كبيرة جدا تقدر بعدد من الكيلومترات ويتم نصب الديكورات فيها لاعداد الافلام، وقد صورت اغلب الافلام القديمة في هذا الاستوديو مثل فلم " نبوخذ نصر" عام 1962 وهو فلم متميز في حينه من الناحية التقنية والديكور والملابس، وساهم فيه عدد كبير من الممثلين والممثلات ومنهم مصريون، وقد اعد لتصوير هذا الفلم القلاع العالية والاسوار المميزة، واستعان مخرج الفلم كامل العزاوي بكوادر فنية مختلفة من مصر والهند خاصة، وان الاستوديو كان قد جهز بكامل المعدات الفنية في الإنارة والتصوير والصوت، وسبق انتاج هذا الفلم افلام مثل " عليا وعصام" فتنة وحسن"، ارحموني"، عروس الفرات" ولكن لم يكتب لهذا الاستوديو البقاء لعدم اقبال المنتجين على انتاج الافلام بشكل مستمر مما ادى الى خسارة مالك هذا الاستوديو فباعه واصابه الاهمال وبقيت بعض الوقت اجنحته صالحة للعمل ولا زالت آثاره حتى الآن..
•   وجود استوديو بتلك المواصفات وفي ذلك الحين يعتبر عملا مشجعا لاستمرار الانتاج، ما هو السبب الاهم في عدم اقبال المنتجين لاستثماره، كذلك بقية السينمائيين كفرصة جيدة للمواصلة واكتساب الخبرة؟
•   باعتقادي كان السبب الاهم هو تخوف اصحاب الاموال من انزال رؤوس اموالهم الى الميدان السينمائي خشية الفشل والاخفاق بسبب استيلاء الافلام المصرية التجارية على السوق المحلي آنذاك، فقد كانوا يرون ان انتاج فلم عراقي الى جانب الفلم المصري هو اشبه بمضاربة خاسرة، ولأسباب اخرى بقي النشاط السينمائي ضعيفا ومتباعدا وخاملا.
•   وهل هذه الحالة انسحبت أيضا على المسرح العراقي ومن ثم الدراما التلفزيونية؟
•   لكل معوقاته ومشكلاته ولكنها نسبيا اقل فيما لو قورن بالحركة السينمائية.. وفيما يهمك كفنان تشكيلي فقد استثمر المسرح العراقي وكذلك التلفزيون المستوى المتطور للحركة التشكيلية في العراق فاستعانوا بقدرات العديد من الفنانين في مجالي الرسم والتصميم، ولعل افضلهم الأستاذ الفنان كاظم حيدر، فقد صمم العديد من مسرحيات فرقة المسرح الحديث وغيرها، وكان يتعامل بمنتهى الوعي والدقة مع مضمون المسرحية ورؤية المخرج لها، وعموما لم يحدث ان فشلت اية مسرحية بسبب من نقص في ديكورها الا نادراً جدأً.
•   فيما عدا الاستعانة بالفنانين التشكيليين، ما هي اهم العوامل الاخرى التي أبقت المسرح العراقي متقدماً على السينما العراقية؟.
•   أعتقد ان السبب الاساسي في تطور المسرح ونكوص السينما انما يكمن في توفر وسائل الانتاج في الأول وفقدانها في الثانية، واول تلك الوسائل هو رأس المال، فالمسرح لا يحتاج الى اموال كثيرة يستنفذها في العمل كما تحتاج السينما..علاوة على أن المتخصصين في مجال المسرح هم أكثر عددا من المتخصصين في مجال السينما لكون فرص العمل المسرحي متوفرة أمام المختصين بعكسهم في السينما، ولأن خشبة المسرح تبدأ بالديكور فقد برزت الحاجة الى الفنان التشكيلي المختص لتصميم الديكور للمسرحية وتنفيذه تحت اشرافه المباشر، ومن هنا توطدت العلاقة بشكل فعال بين المخرج المسرحي ومصمم الديكور، فوضوح الرؤيا لدى الطرفين يولد عملا أخاذا يساعد الممثل على الابداع، لأن المتخصص يعرف أن رسم الديكور وتصميمه له علاقة مباشرة بالفكرة ومضمون المسرحية، وهنا يظهر مصمم الديكور كفنان بارز له اهمية في نجاح العمل او فشله.
•   من خلال تجربتك الفنية ومعايشتك للواقع الاجتماعي والسياسي في بلادنا، ما الذي لمستيه من الدور الذي لعبته السلطات في التأثير على كل هذه المسارات؟
•   مما لا شك فيه ان الفكر الرجعي يحارب السينما التقدمية لأنها تفتح آفاقا جديدة في الرؤية امام تطلع الملايين الى قيم نظيفة وشريفة في الحياة، والسينما بمقدورها ان تجسد هذه القيم، وخوفا من هذه الحقيقة تعمد الحكومات والسلطة الرجعية الى تحجيم دور الفن عموما واوله السينما، فالسلطة تتدخل من خلال لجان اجازة النصوص بفحص السيناريو وفحص النصوص للتأكد من خلوها مما يضر بأفكار السلطة او نهجها، وهذا بدوره يدفع العاملين في مجال السينما والمسرح الى استعمال الرمز وعدم المباشرة، أي في التلميح مثلا عن قضية، كما حدث في فلم سعيد افندي حيث يتشاجر المعلم مع الاسكافي فيأتي الى دكانه ليلا ويخاطب الدكان المغلق بالقول: أصعب الامور تنحل بالتفاهم.. التفاهم وحده هو الذي يحل مشاكلنا، ويقصد بذلك المشاكل الدولية التي يكمن حلها بالنقاش في جو من السلام الدائم، لا بالحرب، وهو لم يستطع ابراز هذه النقطة، فحكومة نوري السعيد كانت تشن حملاتها على المعارضة في العراق بلا توقف، وقد جرت في الفلم استعارات مماثلة كان الجمهور العراقي يفهمها ويصفق لها. وحدث ايضا انهم تدخلوا في فلم" بيوت في ذلك الزقاق" اذ حرفوا مشهدا كان العامل يلعب دورا رئيسيا فيه، اما في المسرح فقد كان تدخل السلطة واضحا ويتمثل ذلك اما بعدم اجازة المسرحية او تعطيلها لثناء العمل، كما حدث في مسرحية" الجومة" حيث كان العراق يرتبط بصداقة مع شاه ايران وكان ذلك عام 1976 ولاحظ بعض ممثلي وزارة الثقافة ان في المسرحية مساس بشاه ايران فعمدوا الى منع العمل وكنا وقتها نعيد آخر بروفة قبل العرض بيوم. ومثال آخر عندما منع عرض مسرحية " ملحمة شعبية" من اعداد قاسم محمد واخراج ابراهيم جلال، فقد كتبها قاسم محمد الى جانب الحرب العراقية الايرانية، ولما تناولها المخرج ابراهيم جلال خرج بها بمضمون ضد الحرب، وقبل سفر الفرقة القومية الى تونس للمشاركة بمهرجان قرطاج المسرحي لعام 1983، اقبل عدد من مسؤولي الثقافة والاعلام لمشاهدة المسرحية قبل رحيل الفرقة فوجدوا انها لم تخرج لصالح العراق وبذلك رفضوا ارسالها الى تونس للمشاركة.!
•   لو طلبت منك المشاركة في مقترح خطة للنهوض بمستوى السينما العراقية على وجه التحديد فما الذي سيتبادر بهذا الصدد؟.
•   قبل كل شيء نبدأ بدراسة التجارب المتقدمة في السينما العالمية ومطلع على برامجها وتقاليد عملها ابتداءا من كتابة السيناريو وحتى عرض الفلم على الشاشة، ثم تأتي عملية بناء الاستوديوهات التي تتوفر فيها كافة وسائل التقنية العلمية للإنتاج، وبالطبع يسبق ذلك توفير كوادر ذات مستوى ثقافي ومتخصص في كافة جوانب هذا الميدان، وهذا يقع على عاتق الدولة من خلال مؤسساتها الفنية، كمؤسسة السينما خصوصا، فأكاديمية الفنون الجميلة مثلا ليس باستطاعتها النهوض بهذه المهمة لأنه موضوع خارج اختصاصها، وقد تدرس مادة السينما في الأكاديمية كعلم نظري ولكن دون تطبيق، فالمجال الوحيد لتطوير السينما العراقية يكمن في استيعاب مؤسسة السينما لواجبها في هذا المجال والنهوض به وفق تطور الفن السنيمائي العالمي.
•   ولكن مثل هذه المشاريع والامنيات نجدها الآن صعبة التحقيق، فالسينما او المسرح لا يفتقران الى الأستوديو والتقنية بقدر ما يفتقران الى الانسان نفسه، حيث غالبية الكوادر المبدعة الآن هي في المهجر؟
•   ـ هذا الانسان الذي تقصده سيعود، ولكني لا اعرف كيف ومتى!! ولو قدر لي  اعود فسأقبّل تراب الوطن ولحظتها سيقول لي ما هي الخطوة اللاحقة.


437
حضرة الرفاق الأعزاء أعضاء اللجنة التنفيذية في رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين – أربيل
تحية عطرة لكم ومن خلالكم الى جميع رفاقي الأنصار البواسل في كل مكان, أولا أشكركم على التهنئة الرقيقة الغالية على قلبي، بمناسبة حصولي على الدكتوراه.
وثانيا أهنئكم على نجاح أعمال مؤتمر الرابطة السادس، حيث كان بودي حضوره، لولا موعد المناقشة.
وثالثا، أعاهدكم على أن أسخر طاقاتي وأمكاناتي في سبيل القيم والمبادئ النبيلة التي ناضلنا في سبيلها معا.
تقبلوا خالص الود الرفاقي
رفيقكم
محمد كحط عبيد الربيعي –أبو صمود-

تهنئة لنصير مثابر
نتقدم بالتهنئة الصادقة إلى النصير محمد كَحط ( أبو صمود) على نيله شهادة الدكتورة بدرجة جيد جدا، عن موضوعته الموسومة (عادات التلقي لدى المهاجرين العرب للقنوات الفضائية العربية – المهاجرون العرب في السويد أنموذجا – دراسة ميدانية)، نتمنى للرفيق النصير محمد كَحط المثابرة والعمل من اجل المواصلة في خدمة قضية شعبنا ووطننا
اللجنة التنفيذية
لرابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين
آربيل

438
ستوكهولم: معرض للفن التشكيلي بمناسبة ثورة 14 تموز الخالدة




       

تصوير:  سمير مزبان
بمناسبة ثورة 14 تموز الخالدة، أقامت الجمعية المندائية في ستوكهولم معرضا للفن التشكيلي للفنانين فائزة دبش ونوري عواد حاتم ووسام الناشي. حضر حفل الافتتاح عدد من الشخصيات الفنية والثقافية والادبية وجمهور من محبي هذا الفن.
ضم المعرض 22 لوحة بمختلف المواضيع، وعن هذا المعرض حدثنا الفنانين المشاركين- تقول الفنانة فائزة، (أنها شاركت بعدة لوحات ترمز الى الواقعية التعبيرية ذات القيمة الفنية المعبرة من خلال لوحة الامل حول تهميش الحركة الثقافية والفنية في العراق والصرخة التي تمثل وتعبر عن المواطن العراقي ضد ما يجري في العراق، واخرى عن امراء الحرب والمليشيات ودورهم في تدمير العراق وحضارتة وثقافتة، ولوحة اخرى عن شناشيل البصرة.
كما تحدث الفنان نوري عواد عن مشاركتة قائلا، (شاركت في لوحات  عن البيئة والواقع العراقي وبعض المواضيع الاجتماعية والبورتريت، وتميزت اللوحات بكتلة اللون والحركة...).
وعن مشاركتة الاولى حدثنا الفنان وسام الناشي فقال، (شاركت بعدة لوحات  تنتمي الى  المدرسة التعبيرية والحداثة، اذ تميزت لوحاتي بصورة عامة بمواضيع عن الرقص والحب وبألوانها البهيجة التي  تعبر عن الفرح والامل  في الحياة وبعض اللوحات تمثل افكار شرقية من رقصات وجلسات وامسيات باسلوب حديث احاول ان ابتكر  اسلوب خاص لي  بدون التاثر  بفنانين اخرين، رغم ان دراستي لاعمال  الفنانين  الكبار تركت لدي خزين داخلي، وشاركت كذلك في لوحة تكعيبية  ترمز الى التعميد  المندائي حاولت رسمها باسلوب حديث، وظهور الخطوط اللونية المتقاطعة وبدون خطوط، وهذا اسلوب جديد حاولت استخدامه).           



439
مناقشة علنية لإطروحة دكتوراه الطالب محمد كحط عبيد الربيعي

(عادات التلقي لدى المهاجرين العرب للقنوات الفضائية العربية –المهاجرون العرب في السويد أنموذجاَ- دراسة ميدانية)
ستجري المناقشة العلنية لإطروحة طالب الدكتوراه محمد كحط عبيد الربيعي الموسومة (عادات التلقي لدى المهاجرين العرب للقنوات الفضائية العربية –المهاجرون العرب في السويد أنموذجاَ- دراسة ميدانية) في كوبنهاكن بمقر الأكاديمية العربية في الدنمارك وذلك في تمام الساعة الثانية عشراُ بتوقيت وسط وشمال اوربا (الحادية عشر بتوقيت لندن) من يوم السبت المصادف 30/7/2011.
من قبل لجنة المناقشة المؤلفة من الذوات
أ. د.  ادريس لكريني      رئيساَ
أ. م. د. وائل فاضل        عضوا
أ. م. د. نعمان بكر        عضوا
ا.م. د. حسن السوداني   مشرفا وعضوا
أ. د. منى الحديدي        مشرف ثاني
 
الدعوة عامة للمهتمين بالشأن الأكاديمي
ستنقل المناقشة عبر غرفة الاكاديمية على شبكة البالتوك
 
 


441
في محاضرة للدكتور صالح ياسر في ستوكهولم
(ان عدم التوصل إلى حلول جذرية للمشكلات سوف يفضي إلى مفاقمة الأوضاع)
((الحزب الشيوعي كان ولا يزال وسيبقى على الدوام مع شعبنا في تطلعاته من اجل الحرية والكرامة والديمقراطية وبناء عراق ديمقراطي اتحادي حر وسيد نفسه.))

 


خاص طريق الشعب – ستوكهولم-
أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد ندوة عامة استضافت فيها  الدكتور صالح ياسر (أبو سعد)، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الذي قدم محاضرة بعنوان "الوضع السياسي في العراق.. مشكلات الحاضر وخيارات المستقبل" تناول فيها آخر المستجدات السياسية على الساحة العراقية، وذلك يوم الأحد 26/6/2011 في ستوكهولم، حضرها جمهور من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي ومؤازريه، حيث قدم الرفيق فاضل مقدمة أستهل بها الجلسة مرحبا بالحضور الكرام وبالرفيق (أبو سعد) بأسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، كما عكس تعقيدات الوضع السياسي على الساحة العراقية، ومنوها إلى توجه الحزب لعقد مؤتمره الوطني التاسع داعيا الحضور إلى المساهمة في الإطلاع على مسودات وثائق المؤتمر وتقديم المقترحات والملاحظات التي يرونها ضرورية.
وفسح المجال للرفيق الدكتور صالح ياسر لتقديم محاضرته، حيث تطرق الرفيق في البداية إلى السمات المحددة للمشهد السياسي الراهن في البلاد وتوقف عند الأهم منها وهي:
السمة الأولى: تزايد تعقيد اللوحة السياسية وتعمق أزمة نظام الحكم
السمة الثانية: تصاعد التحركات الجماهيرية الاحتجاجية
السمة الثالثة: تعاظم ممارسات السلطة بخرق الدستور والتضييق على الحريات العامة والفردية وتفاقم مستويات القمع ضد الحركة الاحتجاجية
السمة الرابعة احتدام السجالات حول تنفيذ الاتفاقية الأمنية الأمريكية – العراقية واستعادة السيادة والاستقلال
وبخصوص تزايد تعقيد اللوحة السياسية وتعمق أزمة نظام الحكم أشار إلى تدهور العلاقة بين "الشركاء" في الحكومة، وبين الكتل السياسية الحاكمة والمتنفذة، وفي داخل الكتل ذاتها. وثمة عامل جديد دخل أخيرا وهو تفاقم الخلافات بين دولة القانون والعراقية، وانفجار هذه الخلافات لتضفي على المشهد السياسي مزيدا من التعقيد ومزيدا من المخاطر. ان تفاقم الصراع بين الطرفين وبلوغه المديات التي وصلها أخيرا هو في واقع الأمر تجل صارخ آخر لتعمق أزمة نظام الحكم من جهة، كما انه صراع  يدور في واقع الأمر حول الهيمنة والنفوذ وانتزاع المزيد من المكاسب، ولتعزيز نظام المحاصصة وإعادة إنتاجه في حين تحتاج البلاد إلى بديل عابر لنظام المحاصصات الطائفية والإثنية هو البديل الوطني والديمقراطي.
وبخصوص السمة الثانية، وتصاعد التحركات الجماهيرية الاحتجاجية التي عمت البلاد من اجل إصلاح العملية السياسية والنظام السياسي عموما، أشار الرفيق (ابو سعد) إلى جملة من العوامل المحركة لهذه الاحتجاجات وتصاعدها لتأخذ أبعادا غير مألوفة في الفترة الأخيرة، ومن تلك العوامل الداخلية وتتمثل في: اشتداد معاناة الناس المباشرة – وخصوصا الشباب منهم – من سوء الإدارة ونهج المحاصصة الطائفية – الاثنية، والنهب والسلب، والفساد والبطالة وسوء الخدمات، ومن استمرار عمليات الإرهاب، (رغم النجاحات) وعدم الاستقرار. ورفعت الجماهير في تلك المظاهرات والحركات الاحتجاجية الشعارات المطالبة بإصلاح العملية السياسية، ورفض نظام المحاصصة الطائفية – الاثنية، ومكافحة الفساد والبطالة ومعالجة مشكلة الخدمات وضمان الحريات وحقوق الإنسان وتجاوز التضييق على الحريات العامة والخاصة أما العوامل الخارجية، فقد جرت تلك الحركات تحت تأثير الأجواء المنعشة والمحفزة التي ولدتها الانتفاضات الجماهيرية العاصفة في المنطقة دون ان يعني ذلك أنها جاءت استنساخا لما جرى في البلدان العربية الأخرى.
وأكد ان موقفنا من الحركة الاحتجاجية ليس جديدا فقد توقفنا عن الحركة المطلبية والحركة الاحتجاجية في شهر نوفمبر العام الماضي حينما انعقد الاجتماع الاعتيادي الكامل للجنة المركزية في 5/11 وحذرنا في حينه من ان عدم التوصل إلى حلول جذرية للمشكلات سوف يفضي إلى مفاقمة الأوضاع وانفجارها، كما كانت لنا لقاءات صريحة ومباشرة مع صناع القرار وقادة القوى المتنفذة. ونحن نعتقد أن الجماهير الغفيرة التي تظاهرت واحتجت إنما حركتها ظروف موضوعية، ولا يصح منح “شرف” تحريك هذه الجماهير لأطراف قد تكون موجودة في الحراك الجماهيري، لكنها ليست من حركه و صعده، وفي الوقت ذاته لا ندّعي قيادتنا لهذا الحراك الجماهيري، لكننا لا ننكر وجودنا فيه، فالحزب الشيوعي العراقي كان ولا يزال وسيبقى على الدوام مع شعبنا في تطلعاته من اجل الحرية والكرامة والديمقراطية وبناء عراق ديمقراطي اتحادي حر وسيد نفسه. ولان الحركة الاحتجاجية، في إطارها الأعم، تسير بنفس الاتجاه فأننا سنواصل دعمها والمشاركة فيها لضمان استمراريتها وديمومتها حتى تحقق أهدافها الكبرى ولن تثنينا أية مصاعب أو عراقيل أو تهديدات من أية جهة كانت.
وحول السمة الثالثة، حيث تعاظم ممارسات السلطة بخرق الدستور والتضييق على الحريات بمقابل تفاقم أزمة نظام الحكم من جهة، ومن جهة أخرى تطور النضالات المطلبية وتعاظم الحركة الاحتجاجية التي لها أسبابها وجذورها العميقة، يلاحظ بروز مساعي من طرف السلطة التنفيذية للتضييق على هامش الديمقراطية، وعلى الحريات العامة والخاصة، في خرق جليّ للدستور تحت ذرائع مختلفة. وشكل تدخل السلطات الحكومية والمتنفذين في شؤون النقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني والسعي إلى فرض قيادات بديلة عليها (كما جرى بالنسبة لاتحاد نقابات العمال) انتهاكا سافرا لاستقلالية تلك المنظمات، ولأنظمتها الداخلية والقوانين التي تعمل بموجبها، ولحق منتسبيها في الانتماء الطوعي إليها وتنظيم شؤونهم في إطارها، وتنسيق نشاطاتهم في الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم.
     والسمة الرابعة، حيث احتدام السجالات حول تنفيذ الاتفاقية الأمنية الأمريكية – العراقية واستعادة السيادة والاستقلال يترافق مع هذا الوضع المأزوم والعلاقات المتوترة بين الكتل الحاكمة، جدل حول إتمام  تنفيذ الاتفاقية العراقية – الأمريكية، وما يميز هذا السجال في العديد مكن جوانبه هو عدم شفافيته من جهة؛ والمزايدات السياسية لبعض القوى المتنفذة من جهة ثانية؛ والاختلاف البيّن بين المواقف العلنية وبين ما يجري وراء الكواليس من جهة ثالثة، والمواقف الآن متناقضة ولا تعمتد على مدى حاجة وضع العراق إلى هذه القوات أو عدم الحاجة إليها واقعيا بل تعمتد على موقف كل طرف من الآخر وحاجة كل طرف إليها أو عدمها (داخليا وخارجيا) او ( دول الجوار وذوي العلاقة بمستقبل العراق). كما ان هنالك تباين بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في إدارة هذا الملف. فلا السلطة التنفيذية ترغب باتخاذ قرار بشان هذه القضية ولا كذلك السلطة التشريعية وكل منها يحمل الآخر مسؤولية إدارة الملف.
    وقد طرحت أخيرا في سوق التداول السياسي قضية إبرام اتفاق جديد بين العراق وأمريكا حول الإبقاء على " بعض القوات الضرورية ".
    من جانبنا، نحن نعتبر موقفنا الحالي هو امتداد لموقفنا من الاتفاقية ذاتها. ففي ذلك الوقت كانت المعالم المميزة لموقفنا هذا تنحصر في ثلاثة جوانب:
-   الجانب الأول، اعتبرنا عقد الاتفاقية في حينه خطوة هامة على طريق استعادة السيادة والاستقلال الكاملين؛
-   الجانب الثاني، شدّدنا على ضرورة ان تسعى الحكومة والكتل السياسية إلى تهيئة كافة مستلزمات تنفيذ هذه الاتفاقية بسلاسة.
-   الجانب الثالث، دعونا إلى اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بضمان تمتع العراق بحقه في السيادة على ثرواته وأراضيه ومياهه وأجوائه، مؤكدين تكرار رفضنا الوجود العسكري الأجنبي أيا كانت صورته.
        ونؤكد، مجددا، التمسك بتنفيذ هذه الاتفاقية بحذافيرها، بما في ذلك الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من اراضينا في الموعد المحدد، فهذه الاتفاقية تعتبر اتفاقية مغلقة أي انه لا يوجد فيها أي نص يشير إلى امكانية التمديد. ورفض أي تواجد عسكري أجنبي فيها، مؤقتا كان أو دائما، وبغض النظر عن مسمياته.
وبدلا من صرف الجهد على بقاء أو عدم بقاء القوات الأجنبية يجب تركيز الجهود على القوات المسلحة العراقية من جيش وشرطة وامن، وتأهيلها للتعامل مع الظروف الجديدة، والتأكيد على اختيار أعضائها على أساس الكفاءة والمهنية واحترام الدستور والدفاع عن الوطن وسلامة أرضه ومياهه وسمائه، ولتحقيق استعادة السيادة الوطنية وجلاء القوات الأجنبية وإنهاء كل مظاهر الاحتلال. 
    والعرض السابق يتيح الاستنتاج بان المشهد السياسي الراهن في بلادنا، مقيّد بالعديد من المحددات السياسية والدستورية والتشريعية والإدارية ويعاني من حالات استعصاء مزمنة، وهو ناجم عن نظام المحاصصات المعروف، مما جعل من حكومات " الوحدة الوطنية " المتعاقبة، حكومات غير قادرة على الفعل والمبادرة الجادة على الرغم من الحديث المتكرر عن تحقيق " انجازات كثيرة ". فقد تحولت إلى أجهزة تنفيذية لإدارة الأزمة البنيوية وليس تجاوزها ولم يطرح أي منها برنامجا حقيقيا قادرا على تجاوز تلك الأزمة فعلا، رغم خطاباتها السياسية الصاخبة في صياغاتها وعمومية إجراءاتها. 
    إن تغيير ميزان القوى لصالح الطبقات الشعبية والقوى المعنية بالتغيير الديمقراطي الحقيقي يستوجب انجاز عدة مهام مترابطة ومتلازمة، منها مهمة تطوير وتنظيم وتوحيد الحركة المطلبية للجماهير الشعبية، وتوحيد القوى الديمقراطية في إطار قطب ديمقراطي يستهدف إقامة نظام ديمقراطي حقيقي.
    ومن جانب آخر، يجري العمل الختامي لاستكمال إعداد الوثائق السياسية والتنظيمية التي ستقدم إلى المؤتمر الثاني لقوى التيار وشخصياته، والذي تتواصل التحضيرات والاستعدادات لعقده. فقد كشفت النشاطات والفعاليات التي قامت بها قوى وشخصيات  التيار الديمقراطي خلال الشهور الماضية، عن تقبل وارتياح واسعين لمساعي استنهاض التيار الديمقراطي، وتمكينه من اشغال المساحة وممارسة التأثير السياسي المطلوبين لتحقيق أهداف التيار الديمقراطي النبيلة.
    إزاء هذا الوضع السياسي المعقد الذي لا يتيح إمكانية خلق التراكم الضروري للتقدم صوب الديمقراطية، يصبح تطور العملية السياسية الراهنة، في صيرورتها، مفتوحا على احتمالات/سيناريوهات عديدة، وهنالك عدة احتمالات وسيناريوهات تطرق إليها منها حل الأزمة بطريقة دستورية من خلال جراء انتخابات برلمانية مبكرة. فلرئيس الجمهورية أو لرئيس الوزراء مثل هذا الحق، أو تقديم طلب بهذا الخصوص من طرف 50 نائبا على الأقل، الا ان من الواجب ان يسبق حل مجلس النواب تمهيدا لإجراء الانتخابات  ما يلي:
- تعديل قانون الانتخابات بإلغاء التعديلات غير الديمقراطية التي أدخلت عليه، وتنفيذ قرار المحكمة الاتحادية في هذا الخصوص، إلى جانب اعتماد مبدأ العراق دائرة انتخابية واحدة ومبدأ التمثيل النسبي .
- إقرار قانون ديمقراطي للأحزاب، يشكل قطيعة حقيقية وتامة مع  التشريعات البالية وروحها  ومفاهيمها، ونعني تلك التي وضعت أيام الدكتاتورية المبادة أو ما سبقها من نظم الاستبداد والتخلف، والمناهضة للحرية وحقوق الإنسان، ولبناء حياة حزبية  صحية ونزيهة في إطار ديمقراطية حقيقية تسود المجتمع. 
- معالجة أمر المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، التي ثبت في الممارسة الانتخابية عدم حياديتها وضعف أدائها وسوء إدارتها للعملية الانتخابية، وكونها بنيت أساسا على المحاصصة .
- إجراء التعداد العام للسكان بعد أن أنجزت وزارة التخطيط كافة التحضيرات اللوجستية والمتطلبات الضرورية لتنفيذه، والتحرر من المعرقلات السياسية غير المشروعة، التي ينبغي تسويتها بقرار جماعي من البرلمان.
وتوقف الرفيق الدكتور أبو صالح ياسر بشئ من التفصيل عند الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية وأكد على الحاجة لقراءة اقتصادية – سياسية لما حدث في هذه البلدان، فقد شهدت البلدان العربية في العقود الأخيرة تحولات و تطورات كثيرة وان ما حدث هو نتاج تفاعل جدلي بين مجموعة متنوعة من العوامل الداخلية والخارجية، فإن الانتفاضات الاجتماعية الأخيرة التي حصلت في العديد من البلدان العربية تشير، في معظمها، بما لا لبس فيه إلى أن الأثر السلبي للسياسات الليبرالية الجديدة في العالم العربي قد بلغ حالة من الخطر لا يمكن الاستهانة بها وهي التي هيئت الظروف لمقدمات الانفجارات الشعبية.
وكانت السنوات الأخيرة هي سنوات الأزمة الاقتصادية العالمية، التي تمظهرت في البداية على هيئة أزمة مالية عالمية البعد، والتي لم تقتصر آثارها على الولايات المتحدة، بل هزت كل بقاع العالم بدرجات متفاوته، وما حصل في مصر وفي تونس مثلا، يؤشر وبالدليل القاطع فشل النهج اللبرالي الجديد.
وبعد استراحة قصيرة قدم العديد من الحضور مداخلاتهم وأسئلتهم،. هذا وقد أجاب الرفيق (أبو سعد) على أسئلة الحضور، مؤكدا وقوف الحزب دائما مع الجماهير في معاركها المختلفة ودفاعه عن مطالبها وتطلعاتها، كما أن الحزب مستمرا بمطالبته باسترجاع ممتلكاته التي صادرها النظام المقبور، وحول التواجد الأمريكي أكد على الموقف المبدئي الذي يلتزمه الحزب من هذه القضية الوطنية.
في  نهاية اللقاء شكر الجميع الرفيق الدكتور صالح ياسر لما قدمه من إضاءات حول أوضاع البلاد الراهنة ومن أجل أستقراء المستقبل.

442
طيور دجلة تبدد ظلمات الغربة وتزهر ليالينا الجميلة




محمد الكحط – ستوكهولم-
تصوير: سمير مزبان

يوم ليس كباقي أيام الغربة، صدحت فيه طيور دجلة في سماء ستوكهولم، بددت فيه ظلمات الغربة ولتزهر أرواحنا بالحب والعنفوان وتلتقي الجالية العراقية في فرحٍ بهي،  كان ذلك بمناسبة يوم الأم العالمي حيث كانت الفعاليات تحت شعار ((نساء مبدعات))، وكان ذلك هو المهرجان الفني الثالث لفرقة طيور دجله بقيادة المايسترو علاء مجيد، الذي أقامته الفرقة عصر يوم السبت 28 ماي/مايس 2011 في ستوكهولم.
أحتوى المهرجان معرضا للفنون التشكيلية والأعمال اليدوية، أما القسم الآخر من الفعاليات فقد ابتدأته فرقة انكيدو للرقص الفولكلوري العراقي التابعة إلى مدرسة الرقص الأكاديمي العربي في مدينة يتوبوري تحت اشراف السيد مهند الهواز، وفرقة ايموفامبس الغنائية المتعدد الثقافات، وقدمت فرقة انكيدو بعض الرقصات الترائية العراقية من جنوب العراق منها رقصة "الحسجة" ورقصة "العود"، والتي نالت أعجاب الجميع بسحر الأداء وإتقان الحركات، ولم تبخل فرقة أيموفامبس الغنائية بتقديم ما هو جميل وممتع من غناء وعزف ورقص.
 
 
 
وبعد أستراحة قصيرة أعتلى ضيفا المهرجان  الفنان كوكب حمزة وعضوة البرلمان السويدي العراقي الأصل عبير السهلاني ليخبرا الجمهور عن توعك صحة الملحن العراقي المعروف طالب القره غولي وتعذر مساهمته في الفعالية بعد أجراء عملية جراحية له، وليقدما فرقة طيور دجلة التي وصفت بأنها أصبحت رقما في الشارع الثقافي السويدي، ومع  التصفيق تتقدم عضوات طيور دجلة الى منصة المسرح ومن ثم يتقدم المايسترو علاء مجيد لتبدأ الأغاني تباعا ومع التفاعل الكامل مع الجمهور وخلفية الصور التي تمثل الحضارة والثقافة العراقية، وتنساب الكلمات والألحان الشجية الأصيلة.

 

ومن الأغاني التي قدمت هي، (أدير العين وما عندي حبايب)/ (أنا شسويت  ياحبابي وظلمتوني)/ (سلم سلم بعيونك الحلوه)/ (بين دمعه وابتسامه)/ (خلي الليلوم يلوم)/ (تعال الحبك أنا اشتاق)/  (هذا الحلو كاتلني ياعمه)/ (جوز منهم لا تعاتبهم بعد جوز)/ (الما يحب عمره خساره).
بعد الانتهاء مع تقديم الفقرات صفق الحضور طويلا، تكريما لهذه الفرقة الجادة، نساء عراقيات يمثلن جميع ألوان الطيف العراقي الزاهية الرائعة، ليجسدن الثقافة العراقية الأصيلة، نساء تحملن ظروف التمرين الصعبة وحرصن على أن تتطور قدراتهن الفنية، ولم ييأسن، كانت البدايات صعبة أما اليوم فيمكن القول أنهن تجاوزن مرحلة الإعداد كانت أعدادهن قليلة وتتأرجح أما اليوم فعددهن يزداد بأستمرار، وأجمل ما رأيته تعدد الأجيال فما أجمل أن تغني أم بجانب أبنتها في فرقة واحدة وما أجمل أن نرى جميع أطياف العراق مجتمعة معا لتغني للعراق ولحضارته ولثقافته، تحية عاطرة لعضوات طيور دجلة ولا ننسى أن نثني على الجهد الدؤوب لقائد الفرقة المايسترو علاء مجيد لما وصلت إليه الفرقة من مستوى رفيع، فله التقدير، والى أنجازات فنية عراقية جديدة في المهجر.


443
أبو سرتيب، مناضلٌ من ذاك الزمان

أجرى اللقاء: محمد الكحط      

ابو سرتيب

لا نستطيع رد جميل الحزب علينا أملنا كبير بالجيل الجديد
أبو سرتيب، مناضلٌ من ذاك الزمان يفوح طيبة وعطاء، تتجسد فيه خصال أهلنا الأوائل، في حبهم للناس وتواضعهم، يعشق الوطن، لم يبخل من أجله بشيء، ألتقيناه في ذكرى الميلاد ليحدثنا عن مساهمته في مسيرة الحزب الشيوعي العراقي من أجل وطن حر وشعب سعيد، كان فرحاً باللقاء، ويسترسل في سجل الذكريات وكأنه يعيشها الآن.
أبو سرتيب، هو عيسى عودة عجمايا من مواليد 1939م عينكاوه في أربيل، من عائلة كادحة، أكمل دراسته الابتدائية في عينكاوه التي عُرفت آنذاك بوجود عدد كبير نسبيا من المثقفين فيها، وأنتقل إلى إعدادية الصناعة في كركوك سنة 1953، وتخرج منها عام الثورة 1958م، حيث ألتحق بكلية الضباط الاحتياط، وسميت دورتهم دورة "14 تموز"، حسب توجيه الزعيم عبد الكريم قاسم كونها أول دورة بعد الثورة، وبعد الدورة تم توزيعهم على الوحدات العسكرية، ونسب إلى الفرقة المدرعة الرابعة في معسكر الرشيد والتابعة للواء المدرع السادس، وكان آمر اللواء هو العقيد الركن سلمان الحصان وآمر الكتيبة غضبان السعد والذي عين بعد فترة ملحقا عسكريا في موسكو، وجاء بعده سعدي علي حسين، وكانت الأجواء ثورية ومعظم من كان في الكتيبة من المؤيدين للثورة وقسم منهم من رفاقنا.
يقول بدايتي مع الحزب كانت في عينكاوة، حيث يتحدث الناس عنهم كونهم بلشفيين، وكنت صغيرا، ومن ثم كانت هنالك مجموعة من الشبيبة في القرية وكنا نلتقي في المدرسة مع شباب آخرين، وعاد عدد من الطلبة من أربيل بعد مشاركتهم في انتفاضة سنة 1948م، منهم كوركيس عجمايا ويوسف عسكر ومتي المالح وهو أخ عبد الأحد المالح، وقد عرفنا أنهم قد تحدوا الشرطة، وجاءت الشرطة إلى بيت متي المالح وأتذكر كيف ألقوا عليه القبض ولم يسمحوا له بإكمال حلاقته لوحده، حيث أمسك الشرطي له المرآة، ومن ثم أخذوه للاعتقال، كما كان هنالك طلبة في دار المعلمين عندما يعودون يتحدثون لنا عن نشاط اتحاد الطلبة، وكان عندنا في عينكاوة نشاط للإتحاد كذلك، وكنت أساهم بنشاطاتهم وألتزم بتوجيهاتهم، وساهمت في التظاهرات ضد العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م.
كنت ضمن حلقة "فتيان المحلة" الذي أسسها بطرس عليبك، وكان يجمعنا ونحن حوالي 10-15 شابا ويتحدث لنا ويضع أحدنا حارسا يراقب مسؤول مركز الشرطة وكان أسمه"عريف بوري" ومهمة الحارس مراقبته وتنبيهنا.
صلتي مع الحزب كانت في كركوك وفي كلية الضباط الاحتياط، وأصبحت عضوا في الحزب بعد نقلي إلى الكتيبة، في بداية عام 1959، عندما تخرجنا زارنا عبد الكريم قاسم وفاضل المهداوي ووصفي طاهر، وتحدث ألينا الزعيم عن المهام الملقاة على عاتقنا كشباب، وتحدث عن الثورة وأهدافها، وتحدث عن أعداء الثورة وتهجم على جمال عبد الناصر مما أزعج البعض وخرجوا، وقد أوصى قبل مغادرته بعدم محاسبتهم، وفي الوحدة التي نسبت إليها كان هنالك معتقل الدبابات وكان المعتقلون من حركة الشواف موجودين هناك وكانت غرفتي قريبة منهم، و كان من بين المعتقلين ناظم الطبقجلي ومنير فهمي الجراح ورفعت الحاج سري ونافع داود وفاضل الشكره. وفي حفلة التوديع لغضبان السعد حصلت هتافات وشعارات يسارية مما سبب احتجاج الطبقجلي، ومرة سمعت أنه حاول الانتحار وشاهدت سيارة تقوم بنقله لمستشفى الرشيد العسكري القريب وعالجوه وأعادوه.
وحصل هناك بلبلة وإشاعات كون الزعيم سيغير توجهاته ويحد من نشاط الشيوعيين، بعدها بأيام تمت دعوتنا إلى مقر وزارة الدفاع والتقينا الزعيم، بعد تناوله وجبة الغداء التي جلبها له أبن أخيه بـ "السفرطاس" من المنزل وهي عبارة عن "تمن ومركة بامية"، كان حديثه عن مهام الجيش الوطنية وضرورة ان يكون فوق الميول والاتجاهات الحزبية، ثم تحدث عن المعتقلين وقال أن بعضهم قد يكون مغررا بهم وقد ساهموا بأمور لم يعرفونها جيدا، وهم إخوانكم و(المتهم برئ حتى تثبت أدانته"، لذا عاملوهم بشكل أنساني، ثم تحدث عن الالتزام الحزبي، وضرورة ان يجمد العسكري التزامه وبعد تسريحه يعود، ومن يريد أن يبقى مرتبطا يمكن أن ننقله إلى وظيفة مدنية أفضل، بعد ذكرى الثورة وخطاب الزعيم في كنسية مار يوسف بدأت حركة تسريحات وتنقلات كبيرة في صفوف الجيش، وعدت إلى سلك التعليم في أربيل.
وفي انقلاب 8 شباط الأسود 1963م كنا ليلتها في اجتماع وكنت عضو لجنة القضاء، بعد الاجتماع خرجنا أنا وأم سرتيب وأعطيتها المحضر للأمان، فجاءت مفرزة عسكرية وأوقفونا في السيطرة وتم استجوابي، هل تحمل سلاح ومن أين جئت لكن الأمر مر بسلام. وفي اليوم التالي كنا جالسين في نادي الموظفين وسمعنا البيان الأسود واتصلت بالرفاق واجتمعنا واتصلنا برفاق آخرين في المدينة، وكخطوة أولى قلنا للجماهير بأنها مؤامرة رجعية يجب التصدي لها، وقمنا بالتظاهر مع الشبيبة، وجاءت مفرزة من الشرطة وقالوا لنا نحن نحب الزعيم لكن علينا الالتزام بالأوامر، فأندفع أحد الرفاق المتحمسين جدا وأراد ضربهم وأخذ أسلحتهم وحاولنا منعه، لكن تم أخذ أسلحتهم وتفرق الناس، بعدها جاءت وحدة عسكرية من الموصل وأخذوا يعتقلون الناس ويضربونهم، وفي المجوعة الأولى كان معهم أخي، وكان قائد الوحدة يشتم ويهدد ويقول أنتم شيوعيون وأكراد ومسيحيون، "حتى الطير اللي يمر هنا شيوعي"، وأعطاه أحد الشرطة قائمة بستة أسماء كوننا متهمين بالهجوم على الشرطة، وكان أسمي أول واحد وعندما نادوا إسمي لم أجيب وهكذا اتفقت مع رفيقي الذي كان موقوفا بجانبي، ومن ثم قال الآمر للشرطي أين هؤلاء قال له هذا واحد منهم، فقال لي لماذا لم تجب، فأمر بتعذيبي ونزفت كثيرا ولم يتركونني بل تكلمت مع مدير الناحية بالكردي وقلت له إذا كنت متهما فليحاكموني، فطلب من مدير الناحية ترجمة ما قلت له فقال له أنه يقول لم أشارك بالهجوم، ثم أخذتنا الشرطة للمركز وهناك جاء عريف المركز والمأمور ليعرفوننا واحدا واحدا، فكان يسأل "هذا وياهم لو لا" حتى يعطي إشارة للإجابة بالنفي، أو يسأل "هذا وياهم مو" مما يعني تأكيد جوابه بنعم، وبالنسبة لي قال لهم لا، ولكن أخي حكموه سنتين، بعدها اضطررت للانقطاع عن التنظيم في القرية.
في سنة 1969 جاء أحد الرفاق القدامى وقال أن الحزب يحتاجك للعودة للتنظيم وأنت تحملت الكثير، فعدت وأصبحت عضو لجنة القضاء، وكان لنا نشاطات مع المعلمين والطلبة وأهالي المنطقة وفي نقابة المعلمين وفي جمعية بناء المساكن التي أصبحت رئيسها والتي التف حولها البعثيون وضيقوا علينا حتى أخذوها عنوة، بعد الهجمة الشرسة على الحزب تعرضنا كما تعرض الرفاق في كل مكان إلى المضايقة، وكانوا يحققون معي ومع عائلتي كل 15 يوم مرة مع منظمتهم ومرة مع الأمن، ويطلبون الانضمام للحزب أو يسألون أين أبنك، ولماذا أسماء أبنائك كردية فقلت لهم أن سفين هو أسم جبل في الوطن ولأنني أحب وطني أسميته بأسمه، وشلير أسم وردة جميلة وهو الآن اسم متحف ثورة العشرين في النجف ولا يوجد عراقي لا يفتخر بثورة العشرين، واستمرت الملاحقات لحين انتفاضة الشعب سنة 1991م حيث كنت قد تعبت وكبرت وضعف سمعي، وعندما جاء الرفاق للمنطقة من جديد قدمنا لهم كل أنواع المساعدات الممكنة، بعدها سافرت للخارج سنة 1997.
وبمناسبة الذكرى المجيدة أقول نحن رفاق الحزب الشيوعي العراقي جميعا نتحمل جزءا من اللوّم إذا كان هنالك ثمة لوم، فقطار العمر مر والمسئولية اليوم تقع على الشباب، فلو كان الشباب قد ساهموا بالحركة الأنصارية وبالأهوار ضد النظام بأعداد كبيرة لما أستمر النظام الدكتاتوري كل تلك الفترة الطويلة.
كل التوفيق لكل الرفاق العاملين المخلصين وألف تحية لكل الرفاق بهذه المناسبة السعيدة.

 

444
مظاهرة جماهيرية في ستوكهولم للجالية العراقية


محمد الكحط – ستوكهولم-
تضامنا مع شعبنا العراقي ومن أجل الديمقراطية والحريات والحقوق المدنية للمواطن العراقي، دعت لجنة تنسيق قوى وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات من دعاة الديمقراطية والحريات والدولة المدنية  إلى مظاهرة جماهيرية يوم الأحد 10 / 04 / 2011 في وسط العاصمة ستوكهولم من الساعة الثانية حتى الرابعة عصرا.
بدأت المظاهرة التي رافقها الهتافات وترديد المقاطع الشعرية ذات المضامين الوطنية من قبل المجتمعين، بنشيد "موطني" الذي أنشده الفنان جلال جمال مع الجمهور، بعدها ألقيت كلمة لجنة تنسيق قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في ستوكهولم ألقاها الأستاذ فرات المحسن، أشار فيها الى احتجاجات الجماهير العراقية وخيبة أملها جراء سوء الخدمات وقلتها، وعدم وفاء القوائم الفائزة بوعودها  الانتخابية، كما شجبت الكلمة الاجراءات القمعية التي رافقت التظاهرات السلمية في المحافظات العراقية المختلفة، واكدت على ضرورة احترام الحريات التي كفلها الدستور والحرص على صيانة المال العام ومكافحة الفساد والتخلي عن مبدأ المحاصصة.
كما ألقيت في التجمع العديد من الكلمات منها كلمة لجنة مجلس السلم التي ألقتها السيدة بسعاد عيدان، وكلمة النائبة في البرلمان السويدي عبير السهلاني التي اكدت تضامنها مع مطالب المتظاهرين، وكلمة حزب البسار السويدي التي ألقاها جميل جمعة والتي أكدت على تضامنها مع مطالب المتظاهرين،  وألقى الدكتور محمد الحسوني قصيدة في المناسبة، وغنى الفنان جلال جمال العديد من الأغاني الوطنية، وكان من شعارات المظاهرة التي رفعها المجتمعون:                                       
    نعم للدولة المدنية الديمقراطية
    لا للفساد الإداري والمالي
    لا ديمقراطية دون عدالة اجتماعية
    لا للاحتلال
    نعم للمساواة بين الرجل والمرأة
    لا لسلطة المليشيات
هذا وقد غطت الفعالية إعلاميا العديد من وسائل الإعلام والفضائيات العراقية وأجرت العديد من اللقاءات مع المتظاهرين.
 


445
ستوكهولم: إحياء يوم الشهيد الكردي الفيلي
تهجير الكرد الفيليين جريمة ضد الإنسانية ومن جرائم الإبادة الجماعية


محمد الكحط       
يبدأ البرلمان العراقي بالإطلاع والتصويت على قرارات مهمة تخص شريحة أساسية من شرائح المجتمع العراقي التي طالما تعرضت إلى الظلم والقسر والتهجير واعتقال أبنائهم وتصفيتهم، وهم اليوم ينتظرون الأنصاف من العراق الجديد بعد انقضاء ثمان سنوات على زوال الدكتاتورية المقبورة، واستبشروا خيرا بعد وإدانة القتلة من قبل المحكمة الجنائية العليا، التي اعتبرت تهجير الكرد الفيليين جريمة ضد الإنسانية ومن جرائم الإبادة الجماعية. والأمل أن تكون قرارات ممثلي الشعب العراقي منصفة وملبية للطموح وتعيد الحقوق إلى أصحابها وبسرعة فقد طال الانتظار. وفي هذه الأجواء أقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم، حفل خاص لأحياء "يوم الشهيد الفيلي" يوم الأحد المصادف 3/4/2011م، حضره جمهور غفير من أبناء الجالية العراقية في السويد وضيوف من خارج العراق وممثلي القوى الوطنية العراقية وممثلي منظمات المجتمع المدني المتواجدة في السويد، وجمع كبير من عوائل الشهداء من ضحايا التطهير العرقي والقتل الجماعي.
هذا الحفل التأبيني دعت إليه لجنة التنسيق الكرد ألفيلي بالتعاون مع الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي وشبكة المرأة الكردية الفيلية، حيث وشحت القاعة بصور الشهداء والشموع والزهور، وبعد مراسيم الافتتاح والترحيب بجميع الحضور، قرأت كلمة لجنة التنسيق الكردي ألفيلي التي رحبت وشكرت الجميع لتلبيتهم الدعوة والحضور للتضامن مع عوائل الشهداء ومع الذين تم تهجيرهم وسلب حقوقهم قسرا، وأكدت الكلمة بان قضية الكرد الفيلية هي قضية سياسية تحتاج إلى قرار سياسي، وفي نهاية الكلمة تم استعراض ما تم انجازه خلال العام المنصرم، والآفاق التي توفرت بعد إدانة المجرمين من أركان النظام المقبور من المحكمة الجنائية العليا واعتبار جريمة تهجير وتصفية الكرد الفيليين جريمة ضد الإنسانية ومن جرائم الإبادة الجماعية، وفي نهاية الكلمة بحق الشهداء جاء فيها، ((ننحني إجلالا وإكبارا لجميع شهداء العراق وكردستان وشهداء الكرد الفيلية ولتضحياتهم الجسام. وننحني إكبارا للأمهات اللواتي انتظرن وعانين لأكثر من ربع قرن لسماع إخبار فلذات أكبادهن))، بعدها قدم ممثل السفارة العراقية في السويد القنصل فارس فتوحي كلمة السفارة العراقية، والتي أشار فيها إلى تاريخ معاناة الكرد الفيلية منذ تأسيس الدولة العراقية حتى سقوط نظام الطاغية، حيث لم يتم أنصافهم، لكنه وبعد ذلك الاستعراض وما تلاه من صدور قرار الحكمة الجنائية العليا، فأنه تفاءل بالمستقبل قائلا: (أن شمس العراق الجديد مشرقة وليله المعتم منجلٍ لا محالة). أما الدكتور الضيف كاظم حبيب، فقد تحدث عن وطنية الكرد الفيليين على طول تاريخ العراق المعاصر ووجودهم جنبا إلى جنب مع القوى الوطنية العراقية وفي كل المواقع فهم علماء ومهندسون وخبراء وشعراء وفنانون ومثقفون مساهمون مع أبناء الشعب العراقي بكل شيء، وقضيتهم هي قضية سياسية نتجت عن القرار السياسي رقم 666 وما تبعه من قرارات اتخذته السلطة الدكتاتورية وما يسمى (مجلس قيادة الثورة المنحل). أن هذه القضية لا يمكن وضع حل حقيقي ونهائي لها بالكلام بل بالعمل، فهذه ثمان سنوات على سقوط الدكتاتورية، لكن الكرد الفيلية ما زالوا يواجهون مصاعب جمة في مختلف المجالات، وقد تم رفع العديد من المطالب إلى مكتب رئاسة الجمهورية الخاص بمسؤولية متابعة إنجاز قضايا الكرد الفيلية المعلقة، منها الإسراع باستعادة جنسيتهم العراقية ومنحها للذين ولدوا في الخارج وتعويضهم عن الخسائر المادية والمعنوية وتعويض عوائل الشهداء وتسهيل عودة من يرغب منهم بالعودة، وإقامة متحف يعني بما تعرض له الكرد الفيلية من عذابات وإقامة نصب يمجد ضحاياهم، والأهم هو رفض أي شكل من أشكال التمييز بين المواطنين على أساس القومية أو الدين أو المذهب أو الاتجاه الفكري أو السياسي، أن قضية الكرد الفيلية هي قضية عراقية تتحملها كل الأحزاب السياسية العراقية الواعية لمسؤوليتها إزاء معالجة ما حصل في العراق، وأشار إلى ضرورة أن يتوحد الكرد الفيلية بمختلف فصائلهم واتجاهاتهم السياسية إزاء قضاياهم وأهمية التنسيق بين منظمات وقوى الكرد الفيلية.
كما ألقيت كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد، وكلمة اتحاد الجمعيات العراقية في السويد.
وقدم العديد من الشعراء قصائد تمجد الشهداء من الكرد الفيلية والعراق وتضحياتهم، منهم الشاعر عبد الستار نور علي، وإبراهيم جهانبخش، وآزا جراخوندي والسيدة أزهار إبراهيم والسيدة أمل عبد اللهي زاده، كما وصل الحفل العديد من الرسائل وبرقيات التضامن من قبل شخصيات عراقية وقوى سياسية وحكومية، كانت الاحتفالية تظاهرة تضامنية كبيرة مع المطالب المشروعة والعادلة للكرد الفيلية .
 
 

446
ستوكهولم: وسط الأفراح وأجواء التضامن تم أحياء الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي




ستوكهولم: خاص طريق الشعب..

في حفل جماهيري تضامني استهل بالزهور والشموع والأعلام الحمراء والفرح والزغاريد تم إحياء الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، الذي أقامته منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني/العراق في السويد،، يوم الأحد 27 آذار 2011م في ستوكهولم، حيث زينت القاعة بصور مؤسسي وقادة الحزب الأماجد والشعارات والبوسترات التي تمجد الذكرى العطرة، أفتتح الحفل بنشيد "موطني" والنشيد الأممي حيث وقف الجميع تحية وأعتزازا، ثم تقدمت مجموعة من الشابات والشباب بالأزياء العراقية المنوعة وهم يحملون الأعلام الحمراء تتقدمهم الشموع مع الموسيقى وأصوات الهلاهل والتبريكات ليشكلوا صورة للعراق المتآخي الواحد بعربه وكرده وتركمانه وسريانه وآشورييه وغيرهم ووسط الهتافات بحياة الحزب والأهازيج والزغاريد، بعدها رحب عريفو الحفل محسد المظفر وضفاف سرحان ولانا دلشاد وباللغتين العربية والكردية بالحضور جميعاً، وبسفير العراق في السويد الدكتور حسين العامري وبالرفيق صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وبالنائبة في البرلمان السويدي عبير السهلاني، وبممثلي كافة الأحزاب والقوى السياسية العراقية والأجنبية ومنظمات المجتمع المدني، ثم وقف الجميع حدادا على أرواح شهداء الحزب والوطن. ثم قدمت فرقة دار السلام باقة عذبه من الأغنيات العراقية، كانت على التوالي،"يا عراق الأبدي" وهي من كلمات حسن الخزاعي والحان الفنان عباس البصري، ثم أغنية، "العراق الأول" وهي من كلمات والحان الفنان طالب غالي، وأغنية "عمي يبو مركب يابو شراع العالي" من كلمات كريم العراقي والحان الفنان طالب غالي، وبالتصفيق والورود والهتافات والهلاهل ودع الحضور الفرقة.

 


وألقت النائبة عن حزب الوسط في البرلمان السويدي الأستاذة عبير السهلاني كلمة تناولت فيها معنى الاحتفال بهذه الذكرى بالنسبة لها شخصيا، واصفة الحزب بالمدرسة النضالية الوطنية الحقيقية، حيث تربت على قيمه وقدمت عائلتها التضحيات الجسام، مشيرة الى أحد شهداء هذه المسيرة النضالية، عمها الشهيد أبو رؤوف، كما اكدت اعتزازها بنضالات الحزب، وبما ينفرد به كونه الحزب الوحيد القادر على لم شمل العراقيين جميعا بعيدا عن الطائفية والنعرات العرقية، وهو الذي يعول على دوره في لم شمل قوى التيار الديمقراطي العراقي من اجل تحقيق الأهداف النبيلة للشعب العراقي و من أجل تصحيح العملية السياسية في العراق، واختتمت كلمتها بتوجيه التهنئة إلى جميع الشيوعيين العراقيين بهذه المناسبة السعيدة.
 
   

ثم جاءت كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد قرأها السيد يلدا مروكيل جاء فيها، ((في هذه الذكرى النضالية والعزيزة الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس حزبكم المناضل الحزب الشيوعي العراقي لا يسعنا نحن في هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد الا ان نتقدم إلى مناضلي ورفاق حزبكم في أرجاء الوطن وخارجه بالتبريكات والتهاني القلبية الصادقة مثمنين هذه السنوات من النضال المثابر والمفعم بالتضحيات والبطولات الفردية والجماعية لمقارعة الأنظمة الاستبدادية التي حكمت العراق ومارست سياسة البطش والإرهاب بحق كافة مكونات الشعب العراقي بدون استثناء. يا رفاق السلام والحرية الذين رفعتم شعار "وطن حر وشعب سعيد" اليوم نحيي نضالكم الصامد وصلابة إيمان مناضلي حزبكم ودفاعهم عن مبادئ قضية شعبهم ووطنهم في ساحات العمل السياسي وداخل قاعات السجون حيث مورس بحقهم أبشع وسائل التعذيب الوحشي. بدماء شهدائكم الأبرار نمت شجرة الحرية على تراب العراق المقدس، وما هذه المنجزات التي حققها الشعب العراقي وأجواء الحرية والديمقراطية الا استمرارية طبيعية للطريق التي شقها شهدائكم وشهداء الحرية الأبرار في ربوع العراق.))، أما كلمة لجنة تنسيق قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في ستوكهولم والتي قدمها السيد فرات المحسن فقد جاء فيها، ((منذ سقوط فاشية البعث عام 2003 ظهرت الحاجة وبإلحاح لحشد قوى التنوير والديمقراطية في تجمع يكون هدفه الأول بناء دولة عصرية ديمقراطية مدنية، ومن أجل هذا الهدف والمسعى ظهرت على الساحة العراقية ولمرات متعددة دعوات ونداءات تطالب بوجود تنظيم ينسق تلك الجهود، وأظهرت الانتخابات الأخيرة وما شابها من إشكالات حادة ومؤذية، الأهمية القصوى لمثل هذا التجمع بعيدا عن التخندقات والشخصنة.وعند هذا المنعطف وضعت قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات مستقلة عراقية مهام عمل وبرنامج لتجميع وحشد طيف واسع من هؤلاء لأجل تصحيح مسار العملية السياسية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وكان للحزب الشيوعي العراقي الدور الريادي في تأسيس ذلك التيار. فكرة تأسيس التيار الديمقراطي استوحتها قوى ومنظمات وشخصيات عراقية في المغترب السويدي ووفق ذلك أنعقد المؤتمر الأول للتيار الديمقراطي يوم 14 / 01 / 2011 الذي انبثقت عنه لجنة تنسيق لقيادة عمل التيار في العاصمة ستوكهولم، وطرحت اللجنة لها مهام عمل وبرنامج مهمته تنصب في مساندة المطالب الجماهيرية المشروعة لشعبنا العراقي من أجل تحسين ظروف المعيشة والخدمات والقضاء على الفساد الإداري والإرهاب بمختلف تلاوينه.)).

بعدها وفي فقرة خاصة تم تكريم عدد من الرفاق الرواد المتواجدين في القاعة، فبيننا في ساعات الاحتفاء بذكرى ميلاد الحزب، كوكبة خيرة، وكما هي حاضرة اليوم بيننا، حرصت ان تكون حاضرة أيضا في سوح التحدي أيا كان مكانها، نذرت عقودا من العمر وما أغلاها، ووهبت النفس مشاريع تضحية وفداء للشعب. لها الفضل فيما يتوارث الشيوعيون من المثل السامية، وعلى يديها تعلمت الأجيال وتتالت حاملة ذات الراية لتظل خفاقة طوال العقود الثمانية من سفر الحزب النضالي. ولهذا كان الحزب وسيبقى عصيا على أعدائه وما أكثرهم. من بين هؤلاء ما نحتفي بهم في هذه القاعة، فلهم من بناتهم وأبنائهم شهادات تقدير وتثمين مع عرفان الامتنان والوفاء لما قدموا ومازالوا يقدمون من جهد نضالي.
ووسط أجواء رفاقية حميمية وتصفيق الحضور قام الرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية بتقديم شهادات التكريم للرفاق الرواد، وهم الرفيقة نجية الشيخ حسين الساعدي (أم بشرى)، والرفيق احمد باني خيلاني (أبو سرباز) وتسلمتها نيابة عنه أبنته بهار، والرفيق عبد الأحد يوسف (أبو سلام)، والرفيق عزت عثمان صالح (أبو ستار)، والرفيق الدكتور كاظم المقدادي (أبو علاء).

     
 


ثم جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني / العراق في السويد قدمها الرفيق خوشناو شير، وتحدث عن تاريخ الحزب ومسيرته النضالية من أجل الديمقراطية في جميع أنحاء العراق، ونضال الحزب الآني من أجل الحفاظ على مكتسبات الشعب العراقي بعد سقوط الدكتاتورية، ومما جاء فيها ((ما نعتز نحن الشيوعيون أن حزبنا الحزب الشيوعي العراقي ومنذ لحظة تأسيسه قدم نفسه كحزب كل العراقيين بغض النظر عن الانتماءات القومية أو الدينية و كانعكاس طبيعي لمواقفه الفكرية التقدمية انتشرت تنظيمات الحزب في كل مناطق ومدن وقرى العراق المختلفة.لقد كان موقف الحزب مبدئياً وثابتاً من جميع القضايا الأساسية وخاصة في قضية حل المشكلة القومية في بلد متعدد القوميات كالعراق عبر حق تقرير المصير لشعب كردستان و ضمان حقوق جميع المكونات الأخرى. أن ما يعانيه العراق اليوم من تكريس للمحاصصة الطائفية والقومية والفساد المالي والإداري في مختلف مرافق الدولة يضع أعباء إضافية على الشعب وهذا ما أدى إلى خروج أعتصامات ومظاهرات جماهيرية واسعة تطالب بإصلاحات جذرية لصالح الجماهير الكادحة وتقديم الخدمات ومكافحة الفساد. أن دفاع الحزب عن مطالب المتظاهرين أدى إلى وضع عراقيل واستخدام أساليب غير ديمقراطية من جانب السلطات أمام نشاط الحزب حيث هددت مقراته بالإغلاق وتعرض رفاقه للمضايقة والسجن.)).
وأخيرا كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق الدكتور كريم حيدر وجاء فيها: (( يحل علينا عيد الحزب هذا العام في ظل احتدام الصراع حول البديل الذي يعاد على ضوئه بناء الدولة العراقية، وفي ظل مخاطر جسيمة تهدد مستقبل البلاد واستقلالها الناجز وتكاد تعصف بالعملية السياسية.. ويأتي في مقدمة تلك المخاطر، الاستقطاب الطائفي وانتشار الفساد المالي والإداري والغياب الشامل للخدمات والتوزيع الجائر للدخل القومي، إضافة إلى ضعف المؤسسات الديمقراطية وعجزها في ظل نظام المحاصصة على منع خرق الدستور، وعلى صيانة العملية السياسية.وكان بديهياً أن تؤدي تلكم المخاطر، وبعد أن نفذ صبر جماهيرنا، التي قدمت التضحيات الغوالي دفاعاً عن العراق الجديد، إلى تحرك شعبي واسع للاحتجاج والمطالبة بإصلاح النظام، وبمراجعة مسيرة العملية السياسية وتقييمها وتوسيعِ دائرة المشاركة الفعلية والمتكافئة فيها، والحدَ من الفساد الإداري وإنهاءَ النهبِ المنظم والعشوائي، وبرمجةَ العمل لتقليل البطالةِ ورفعِ المستوى المعاشي للكادحين، وتوفيرِ الخدمات الأساسية واستكمال مشاريع قوانينِ تنفيذ الدستور، وتوسيع نطاق الحريات والمشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي، وترسيخ مفاهيم الديمقراطية الحقيقية ومؤسساتها ومبدأ المواطنة، وتصفية آثار عهود الدكتاتورية والاستهتار بالشعب وحقوقه ومصالحه.))
وكان للمسرح حصة في هذا الاحتفال فقدمت فرقة مسرح الصداقة مسرحية قصيرة بعنوان "الشيوعي" من تأليف، عادل درويش وإخراج، الفنان بهجت هندي وتمثيل، فارس السليم وعاكف سرحان وهادي جمشير، نالت أعجاب الحضور وصفقوا للفنانين كثيرا، وكرموا بالورود.
هذا وقد وصل الحفل العديد من برقيات التهاني والتضامن مع نضال الحزب ومسيرته الرائدة، والتي أكدت جميعها على دور الحزب الريادي في الحركة الوطنية العراقية .

البرقيات: من الأحزاب:
1 ـ الحزب الشيوعي السويدي
2 ـ حزب توده ايران / السويد
3 ـ الحزب الشيوعي التشيلي / السويد
4 ـ الحزب الشيوعي البوليفي / السويد
5 ـ لجنة محلية الحزب الديمقراطي الكردستاني في السويد
6 ـ مركز تنظيمات السويد للاتحاد الوطني الكردستاني
7 ـ محلية السويد للحركة الديمقراطية الآشورية
8 ـ الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
9 ـ الحزب الديمقراطي الكلداني / فرع أوربا
10 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي / فرع أوربا.
11- الجبهة التركمانية العراقية في السويد.
12- المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري/ مكتب السويد
ثانيا: من الاتحادات
1 ـ اتحاد الجمعيات العراقية في السويد
2 ـ المجلس الصابئي المندائي في السويد
3 ـ البرلمان الكوردي الفيلي العراقي
4 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
5 ـ لجنة التنسيق الكوردي الفيلية / السويد
ثالثا: من منظمات المجتمع المدني
1 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
2 ـ جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد
3 ـ الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الأنسان / السويد
4 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
5 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
6 ـ فرقة نوارس دجلة
7 ـ نادي بابل الثقافي / ستوكهولم
8 ـ الحركة النقابية الديمقراطية في السويد
9 ـ لجنة اللاجئين العراقيين في السويد
10 ـ شبكة المرأة الكردية الفيلية / السويد
11 ـ نادي عشتار الكلداني / ستوكهولم
12 ـ جمعية المرأة المندائية في العالم / فرع ستوكهولم.
وبهذه الكلمات الواثقة، أنهي الحفل، ((إننا نعاهد على المضي قدما من اجل بناء عراق الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات، عراق ديمقراطي فيدرالي يضمن حقوق الشعب الكردي والقوميات المتآخية الأخرى، واستعادة السيادة الوطنية الكاملة وإنهاء الوجود الأجنبي العسكري، ومن أجل حملة وطنية لمحاربة الفساد الإداري والمالي، نعاهد على المضي قدما من اجل الوطن الحر والشعب السعيد.)).



ستوكهولم: وسط الأفراح وأجواء التضامن تم أحياء الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
 


ستوكهولم: خاص طريق الشعب.
في حفل جماهيري تضامني استهل بالزهور والشموع والأعلام الحمراء والفرح والزغاريد تم إحياء الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، الذي أقامته منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني/العراق في السويد،، يوم الأحد 27 آذار 2011م في ستوكهولم، حيث زينت القاعة بصور مؤسسي وقادة الحزب الأماجد والشعارات والبوسترات التي تمجد الذكرى العطرة، أفتتح الحفل بنشيد "موطني" والنشيد الأممي حيث وقف الجميع تحية وأعتزاز، ثم تقدمت مجموعة من الشابات والشباب بالأزياء العراقية المنوعة وهم يحملون الأعلام الحمراء تتقدمهم الشموع مع الموسيقى وأصوات الهلاهل والتبريكات ليشكلوا صورة للعراق المتآخي الواحد بعربه وكرده وتركمانه وسريانه وآشورييه وغيرهم ووسط الهتافات بحياة الحزب والأهازيج والزغاريد، بعدها رحب عريفو الحفل محسد المظفر وضفاف سرحان ولانا دلشاد وباللغتين العربية والكردية بالحضور جميعاً، وبسفير العراق في السويد الدكتور حسين العامري وبالرفيق صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وبالنائبة في البرلمان السويدي عبير السهلاني، وبممثلي كافة الأحزاب والقوى السياسية العراقية والأجنبية ومنظمات المجتمع المدني، ثم وقف الجميع حدادا على أرواح شهداء الحزب والوطن. وفي مبادرة جديدة، جرى كسر العرف السائد، وبدل الابتداء بكلمات منظمتي الحزب الشيوعي العراقي والكردستاني في السويد، كانت البداية  مع فرقة دار السلام التي اعتلت المنصة لتتحف الحضور بباقة عذبه من الأغنيات، كانت على التوالي،"يا عراق الأبدي" وهي من كلمات حسن الخزاعي والحان الفنان عباس البصري، ثم أغنية، "العراق الأول" وهي من كلمات والحان الفنان طالب غالي، وأغنية "عمي يبو مركب يابو شراع العالي" من كلمات كريم العراقي والحان الفنان طالب غالي، وبالتصفيق والورود والهتافات والهلاهل ودع الحضور الفرقة والتي هي بأشراف رابطة المرأة العراقية في السويد و نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم.


بعدها كلمة للنائبة عن حزب الوسط في البرلمان السويدي الأستاذة عبير السهلاني، التي تحدثت ارتجاليا وبالعامية العراقية، عن معنى الاحتفال بهذه الذكرى بالنسبة لها واصفة الحزب بالمدرسة النضالية الوطنية الحقيقية، حيث تربت على قيمه وقدمت عائلتها التضحيات الجسام وعمها أبو رؤوف هو أحد شهداء هذه المسيرة النضالية، وعبرت عن اعتزازها بنضالات الحزب، الذي يعتبر اليوم الوحيد القادر على لم شمل العراقيين جميعا بعيدا عن الطائفية والنعرات العرقية، وهو الذي يمكن ان يلم شمل قوى التيار الديمقراطي العراقي ليسير بها إلى الأمام من أجل تصحيح العملية السياسية في العراق، وهنئت الشيوعيين العراقيين جميعا  بذكرى تأسيس الحزب.
 
 
 

ثم جاءت كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد قرأها السيد يلدا مروكيل جاء فيها، ((في هذه الذكرى النضالية والعزيزة الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس حزبكم المناضل الحزب الشيوعي العراقي لا يسعنا نحن في هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد الا ان نتقدم إلى مناضلي ورفاق حزبكم في أرجاء الوطن وخارجه بالتبريكات والتهاني القلبية الصادقة مثمنين هذه السنوات من النضال المثابر والمفعم بالتضحيات والبطولات الفردية والجماعية لمقارعة الأنظمة الاستبدادية التي حكمت العراق ومارست سياسة البطش والإرهاب بحق كافة مكونات الشعب العراقي بدون استثناء. يا رفاق السلام والحرية الذين رفعتم شعار "وطن حر وشعب سعيد" اليوم نحيي نضالكم الصامد وصلابة إيمان مناضلي حزبكم ودفاعهم عن مبادئ قضية شعبهم ووطنهم في ساحات العمل السياسي وداخل قاعات السجون حيث مورس بحقهم أبشع وسائل التعذيب الوحشي. بدماء شهدائكم الأبرار نمت شجرة الحرية  على تراب العراق المقدس، وما هذه المنجزات التي حققها الشعب العراقي وأجواء الحرية والديمقراطية الا استمرارية طبيعية للطريق التي شقها شهدائكم وشهداء الحرية الأبرار في ربوع العراق.))، أما كلمة لجنة تنسيق قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في ستوكهولم والتي قدمها السيد فرات المحسن فقد جاء فيها، ((منذ سقوط فاشية البعث عام 2003 ظهرت الحاجة وبإلحاح لحشد قوى التنوير والديمقراطية في تجمع يكون هدفه الأول بناء دولة عصرية ديمقراطية مدنية، ومن أجل هذا الهدف والمسعى ظهرت على الساحة العراقية ولمرات متعددة دعوات ونداءات تطالب بوجود تنظيم ينسق تلك الجهود، وأظهرت الانتخابات الأخيرة وما شابها من إشكالات حادة ومؤذية، الأهمية القصوى لمثل هذا التجمع بعيدا عن التخندقات والشخصنة.وعند هذا المنعطف وضعت قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات مستقلة عراقية مهام عمل وبرنامج لتجميع وحشد طيف واسع من هؤلاء لأجل تصحيح مسار العملية السياسية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وكان للحزب الشيوعي العراقي  الدور الريادي في تأسيس ذلك التيار. فكرة تأسيس التيار الديمقراطي استوحتها قوى ومنظمات وشخصيات عراقية في المغترب السويدي ووفق ذلك أنعقد المؤتمر الأول للتيار الديمقراطي يوم 14 / 01 / 2011 الذي انبثقت عنه لجنة تنسيق لقيادة عمل التيار في العاصمة ستوكهولم، وطرحت اللجنة لها مهام عمل وبرنامج مهمته تنصب في مساندة المطالب الجماهيرية المشروعة لشعبنا العراقي من أجل تحسين ظروف المعيشة والخدمات والقضاء على الفساد الإداري والإرهاب بمختلف تلاوينه.))

بعدها وفي فقرة خاصة تم تكريم عدد من الرفاق الرواد المتواجدين في القاعة، فبيننا في ساعات الاحتفاء بذكرى ميلاد الحزب، كوكبة خيرة، وكما هي حاضرة اليوم بيننا، حرصت ان تكون حاضرة أيضا في سوح التحدي أيا كان مكانها، نذرت عقودا من العمر وما أغلاها، ووهبت النفس مشاريع تضحية وفداء للشعب. لها الفضل فيما يتوارث الشيوعيون من المثل السامية، وعلى يديها تعلمت الأجيال وتتالت حاملة ذات الراية لتظل خفاقة  طوال العقود الثمانية من  سفر الحزب النضالي. ولهذا كان الحزب وسيبقى عصيا على أعدائه وما أكثرهم. من بين هؤلاء ما نحتفي بهم في هذه القاعة، فلهم من بناتهم وأبنائهم شهادات تقدير وتثمين مع عرفان الامتنان والوفاء لما قدموا ومازالوا يقدمون من جهد نضالي.
ووسط أجواء رفاقية حميمية وتصفيق الحضور قام الرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية بتقديم شهادات التكريم للرفاق الرواد، وهم الرفيقة نجية الشيخ حسين الساعدي (أم بشرى)، والرفيق احمد باني خيلاني (أبو سرباز) وتسلمتها نيابة عنه أبنته بهار، والرفيق توما عبد الأحد (أبو سلام)، والرفيق عزت عثمان صالح (أبو ستار)، والرفيق الدكتور كاظم المقدادي (أبو علاء).
     
     
   
   
ثم جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني / العراق في السويد قدمها  الرفيق خوشناو شير، وتحدث عن تاريخ الحزب ومسيرته النضالية من أجل الديمقراطية في جميع أنحاء العراق، ونضال الحزب الآني من أجل الحفاظ على مكتسبات الشعب العراقي بعد سقوط الدكتاتورية، ومما جاء فيها ((ما نعتز نحن الشيوعيون أن حزبنا الحزب الشيوعي العراقي ومنذ لحظة تأسيسه قدم نفسه كحزب كل العراقيين بغض النظر عن الانتماءات القومية أو الدينية و كانعكاس طبيعي لمواقفه الفكرية التقدمية انتشرت تنظيمات الحزب في كل مناطق ومدن وقرى العراق المختلفة.لقد كان موقف الحزب مبدئياً وثابتاً من جميع القضايا الاساسية وخاصة في قضية حل المشكلة القومية في بلد متعدد القوميات كالعراق  عبر حق تقرير المصير لشعب كردستان و ضمان حقوق جميع المكونات الأخرى. أن ما يعانيه العراق اليوم من تكريس للمحاصصة الطائفية والقومية والفساد المالي والإداري في مختلف مرافق الدولة يضع أعباء إضافية على الشعب وهذا ما أدى إلى خروج أعتصامات ومظاهرات جماهيرية واسعة تطالب بإصلاحات جذرية لصالح الجماهير الكادحة وتقديم الخدمات ومكافحة الفساد. أن دفاع الحزب عن مطالب المتظاهرين أدى إلى وضع عراقيل واستخدام أساليب غير ديمقراطية من جانب السلطات أمام نشاط الحزب حيث هددت مقراته بالإغلاق وتعرض رفاقه للمضايقة والسجن.)).
وأخيرا كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق  الدكتور كريم حيدر وجاء فيها: (( يحل علينا عيد الحزب هذا العام في ظل احتدام الصراع حول البديل الذي يعاد على ضوئه بناء الدولة العراقية، وفي ظل مخاطر جسيمة تهدد مستقبل البلاد واستقلالها الناجز وتكاد تعصف بالعملية السياسية.. ويأتي في مقدمة تلك المخاطر، الاستقطاب الطائفي وانتشار الفساد المالي والإداري والغياب الشامل للخدمات والتوزيع الجائر للدخل القومي، إضافة إلى ضعف المؤسسات الديمقراطية وعجزها في ظل نظام المحاصصة على منع خرق الدستور، وعلى صيانة العملية السياسية.وكان بديهياً أن تؤدي تلكم المخاطر، وبعد أن نفذ صبر جماهيرنا، التي قدمت التضحيات الغوالي دفاعاً عن العراق الجديد، إلى تحرك شعبي واسع للاحتجاج والمطالبة بإصلاح النظام، وبمراجعة مسيرة العملية السياسية وتقييمها وتوسيعِ دائرة المشاركة الفعلية والمتكافئة فيها، والحدَ من الفساد الإداري وإنهاءَ النهبِ المنظم والعشوائي، وبرمجةَ العمل لتقليل البطالةِ ورفعِ المستوى المعاشي للكادحين، وتوفيرِ الخدمات الأساسية واستكمال مشاريع قوانينِ تنفيذ الدستور، وتوسيع نطاق الحريات والمشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي، وترسيخ مفاهيم الديمقراطية الحقيقية ومؤسساتها ومبدأ المواطنة، وتصفية آثار عهود الدكتاتورية والاستهتار بالشعب وحقوقه ومصالحه.)) 
وكان للمسرح حصة في هذا الاحتفال فقدمت فرقة مسرح الصداقة  مسرحية قصيرة بعنوان "الشيوعي" من تأليف، عادل درويش وإخراج، الفنان بهجت هندي وتمثيل، فارس السليم وعاكف سرحان وهادي جمشير، نالت أعجاب الحضور وصفقوا للفنانين كثيرا، وكرموا بالورود.
هذا وقد وصل الحفل العديد من برقيات التهاني والتضامن مع نضال الحزب ومسيرته الرائدة، والتي أكدت جميعها على دور الحزب الريادي في الحركة الوطنية العراقية وكونه مدرسة للوطنية وللنضال الوطني.

البرقيات: من الأحزاب:
1 ـ الحزب الشيوعي السويدي
2 ـ  حزب توده ايران /  السويد
3 ـ الحزب الشيوعي التشيلي / السويد
4 ـ الحزب الشيوعي البوليفي / السويد
5  ـ لجنة محلية الحزب الديمقراطي الكردستاني في السويد
6 ـ مركز تنظيمات السويد للاتحاد الوطني الكردستاني
7 ـ محلية السويد للحركة الديمقراطية الآشورية
8 ـ الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
 9 ـ الحزب الديمقراطي الكلداني / فرع أوربا
10 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي / فرع أوربا.
11- الجبهة التركمانية العراقية في السويد.
ثانيا: من الاتحادات
1 ـ اتحاد الجمعيات العراقية في السويد
2 ـ المجلس الصابئي المندائي في السويد
3 ـ البرلمان الكوردي الفيلي العراقي
4 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
5 ـ لجنة التنسيق الكوردي الفيلية / السويد
ثالثا: من منظمات المجتمع المدني
1 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
2 ـ جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد
3 ـ الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الأنسان / السويد
4 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
5 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
6 ـ فرقة نوارس دجلة
7 ـ نادي بابل الثقافي / ستوكهولم
8 ـ الحركة النقابية الديمقراطية في السويد
9 ـ لجنة اللاجئين العراقيين في السويد
10 ـ شبكة المرأة الكردية الفيلية / السويد
11 ـ نادي عشتار الكلداني / ستوكهولم
12 ـ جمعية المرأة المندائية في العالم / فرع ستوكهولم.
وبهذه الكلمات الواثقة، أنهي الحفل، ((إننا نعاهد على المضي قدما من اجل بناء عراق الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات، عراق ديمقراطي فيدرالي يضمن حقوق الشعب الكردي والقوميات المتآخية الأخرى، واستعادة السيادة الوطنية الكاملة وإنهاء الوجود الأجنبي العسكري، ومن أجل حملة وطنية لمحاربة الفساد الإداري والمالي، نعاهد على المضي قدما من اجل الوطن الحر والشعب السعيد.)).


 

447
ستوكهولم: احتفالية لأحياء اليوم العالمي للمرأة وأعياد آذار


   بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وأعياد آذار، أقام نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي وجمعية المرأة العراقية ورابطة المرأة العراقية والحركة النقابية الديمقراطية العراقية ولجنة اللاجئين العراقيين حفلا لأحياء هذه المناسبة. وذلك يوم 04/03/2011 وعلى قاعة النادي في منطقة ألفيك  Alvikفي العاصمة السويدية ستوكهولم.

 حيث تم الترحيب بالحضور الكرام وتهنئتهم بالمناسبة وكذلك بعيد نوروز الخالد وعيد البنجة للصائبة المندائيين من قبل منظمي هذه الأمسية، بعدها تم عرض فلم وثائقي حول (عراقيات على درب الوصول) وهو فلم يتحدث عن الحركة النسوية العراقية على مدى قرن من الزمن. والفلم من أنتاج تلفزيون الحرة، ومن إعداد وتنفيذ عقيل عباس، وقراءة منى عطاري، وبعد استراحة قصيرة تم عرض فلم آخر عن شهيدات رابطة المرأة العراقية.

وتم بعد ذلك تكريم مجموعة من النسوة الرائدات في الحركة النسوية العراقية من قبل رابطة المرأة العراقية وجمعية المرأة العراقية في ستوكهولم لعطائهن المتميز في العمل من أجل المرأة العراقية. وخلال الفعالية قدم نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم باقات من الزهور لجميع النساء المشاركات في الأمسية مع الحلوى العراقية التقليدية.


448
ديمقراطيتهم ونهجنا

مقدمة: عاتبني البعض عن عدم الكتابة طيلة تلك الفترة حول الوضع السياسي، وكان الظن لانشغالاتي، ولكن الحقيقة لم يقصر أحد من الكتابة بل العديد كتب ولا زال يكتب بأهداف نبيلة، لكن للأسف لم يقرأ المعنيون ما نكتبه، كونهم سدوا أذانهم، وأعينهم المتوقدة فقط لرؤية مصالحهم الضيقة، واليوم ومع انتعاش المد الثوري وارتفاع المعنويات لدي جميع الأحرار، نجد لزاما علينا أن نقف وقفتنا مع شعوبنا.
بقلم: محمد الكحط
لا أدري لماذا أتذكر دائما الفقيد الرفيق شمران الياسري "أبو كاطع" عندما يتم الحديث عن الديمقراطية في عراقنا الجديد، وكأن الحال يقول ما أشبه اليوم بالبارحة، كان الفقيد يتحدث عن طريق الشعب والخوف منها، وقال معاتبا ومتندرا في أجواء أيام الجبهة والتي كانت طريق الشعب حينها تصدر علنا، ما معناه:
 لماذا تذكر الإذاعات العراقية والتلفزيون أقوال الصحف المحلية ومقاطع من محتوياتها ولا تأتي على ذكر شيء من صحيفة طريق الشعب، على الأقل أذكروا أن طريق الشعب أوردت درجات الحرارة المتوقعة لهذا اليوم....!!
وهنا أسألكم جميعا، هل سمعتم يوما ضمن برامج الفضائية العراقية والفضائيات العراقية الحالية أن ذكرت ما جاء في طريق الشعب من مواد أو مقالات ضمن برامجها الخاصة بمطالعات الصحف، كما تتطرق إلى الصحف الأخرى...؟
الجواب لدي معروف، كونني أتابع جدا ذلك، والسؤال لماذا هذا السلوك...؟؟؟
والجواب يا فقيدنا أبو كاطع، أنهم يخشون مجرد ذكر أسم طريق الشعب ويخشون أكثر من ذلك نهجها، فهو نهج الناس المحرومين والمضطهدين، طريق العراقيين الشرفاء والوطنيين المخلصين، طريق المثقفين العراقيين والأحرار، رغم أنهم يعلنون كونهم مع مبادئ التحرر، لكنهم يتخبطون ويتصرفون عكس ذلك.
 لأن نهجنا يعبر عن مشاعر الشعب وتطلعاته، لا تطلعات الذين يتربعون على كراسي الحكم، لأننا نعبر عن وحدة الشعب العراقي الحقيقية بعربه وكرده وتركمانه وسريانه وآشورييه وكلدانه، بشيعته وسنته وبمسيحييه ويزيدييه، وصابئته وكاكائييه وغيرهم لا نفرق بين مواطن وآخر ولا نعرف غير الوطن والروح الوطنية، ولا نهادن في مبادئنا ولا ندنس قيمنا، ولا نرتضي الفساد بأنواعه، فتراهم فصلوا القوانين وقواعد الانتخابات على مقاسهم، كي يسدوا النوافذ التي قد تأتي منها رياح التغيير،  فليس سهلا أن نكون وسط الفرقة التي تعزف ألحانا ترتاح لها، ونحن نعزف ألحانا يريدها شعبنا فيكون اللحن المشترك نشازا، بالطبع ليس الجميع لا يرتضي ذلك ونعلم كم يود البعض أن يخرج من ذاك الكهف الذي يقبع فيه لعله يأتي ليعزف معنا لحن الجماهير الخالد لكنه متردد، والشعب الذي أطاح بالبعث المجرم في 14 محافظة في انتفاضة آذار المجيدة سنة 1991م، والذي لم يجد من يقف معه ويسانده آنذاك، وبقي معزولا وأصبح لقمة سائغة بيد قطعان البعث المجرمة والقاتلة، حيث لم تكن حينها هنالك فضائيات ولا موبيلات ولا مواقع الكترونية ولا رأي عام عالمي يقف معه، فهو اليوم يجد العون والدعم وكل شيء مكشوف أمام العالم، ولن تمر جريمة دون عقاب، ان الشعلة التي أطلق التونسي محمد البوعزيزي شرارتها والتي أوقدت حماس الشعوب لتنطلق من أجل المطالبة بالحرية وكسر القيود وليبنوا مستقبلهم الجديد بأيديهم، بعيدا عن التسلط والخوف والفساد، كان يفترض ان تنطلق من بلادنا، فنحن أول شعوب المنطقة التي تخلصت من براثن الدكتاتورية، وكان الأولى أن نكون النموذج الذي يحتذى به لا أن نكون النموذج الذي يُنتقد. فالعالم يتطور بسرعة عجيبة يجب اللحاق به، علما ان مطالب شعبنا بسيطة وإمكانيات وموارد بلادنا كبيرة ولكنها تحتاج إلى العقول النيرة التي تخطط وتبني بحرص ونزاهة بعيدا عن المحاصصة والطائفية والعرقية والحزبية الضيقة، والتفكير الإنساني المتحضر والديمقراطية الحقيقية، وإطلاق الحريات العامة والخاصة وعدم خنق الناس بسن قوانين عفا عليها الزمن والتعذر بواجهات معينة، ولا بد من سماع واحترام الرأي الآخر، والاستفادة من قدرات وطاقات أبناء العراق المخلصين، وطرد الحرامية ومن تلطخت أيديهم بدماء الشعب وسرقة أمواله،  فللأسف نشاهد صراع المتنفذين على منافع السلطة ويتقاسمون فتاتها ويتعاركون على اللاقطة (المايكرفون) ويتشاتمون بأقبح الألفاظ ضد بعضهم البعض أمام العالم، حكومة تفصل وزارات ومناصب لإرضاء أطراف النزاع ولا تعرف أن تقدم خدمات للشعب، وبرلمان تعطل سبعة أشهر ليقرر من يكون صاحب الموقع كذا والموقع كذا، فهل الناس أنتخبتكم لأجل المناصب أم كي تخدموها، فإذا كنتم غير مؤهلين لذلك، فالأولى بكم مغادرة مواقعكم والاعتذار للشعب. علينا جميعا قراءة التاريخ جيدا والاستفادة منه، والتقدم إلى الأمام لا العودة إلى الخلف، فتكون المعاناة أشد.

449
الحياة والفـــــن Life and art



معرض تتنسم عبر ثناياه عبق الحرية قبل أن تبهرك ألوانه الزاهية
فهو رحلة في معاناة الإنسان
فنانات عراقيات في الغربة يحولن المعاناة إلى أحلام جميلة
  
 

محمد الكحط – ستوكهولم-
مع إشراقة شمس الربيع وأعياد آذار البهيجة حيث عيد المرأة وعيد نوروز وغيره، ومشاعر الفرح برياح التغيير التي تلف العراق والمنطقة بالهبة الجماهيرية من أجل نيل المرأة حقوقها المشروعة وانتعاش الآمال بغدٍ جميل تتحقق فيه أحلام الناس البسطاء بالعيش في كرامة، وتحت عنوان "الحـياة والفـــــن Life and art" أفتتح في العاصمة السويدية ستوكهولم المعرض السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد يوم السبت 5 آذار 2011م، وهو المعرض الذي اعتادت الجمعية أن تعده كل عام لأعضائها، والذي تميز بحضور نوعي وواسع، وتم دعوة سفير العراق في السويد لافتتاحه، معرض ضم حوالي 58 عملا فنيا لـ 25 فنانة وفنان من معظم مدن وفسيفساء نسيج الشعب العراقي الزاهية الألوان وتوحدت هنا لتعطي صورة راقية  للقيم الإنسانية الحضارية، فهذا هو الفن يقرب الشعوب ويوحد البشر ويجدد في روحهم البهجة، هنا في المعرض كانت السطوة للإبداع حيث بهجة الأشكال الفنية والألوان المتناغمة والإبداعات المتنوعة، في معرض ضم مختلف الأشكال والمدارس والرؤى الفنية تناغمت معا لتعطي صورة مشرقة للمبدعين العراقيين أينما كانوا وتحت أية ظروف يمرون بها، فهم معطاؤون خلاقون، وهنا جولة في المعرض لعلها تعطي عرضا مكثفا عنه، حيث لا يمكن إجمال كل المعروضات بسهولة.

الفنان شاكر محمود- رئيس جمعية الفنانين التشكيليين
  


أبتدنا بالفنان شاكر محمود- رئيس جمعية الفنانين التشكيليين، والذي يساهم بلوحتين، هما البصرة مدينة موعودة بالخراب، والثانية ضحايا الحرب، وكأنه يريد تجسيد المثل القائل "بعد خراب البصرة" هذه المدينة الوادعة في جنوب العراق هي مسقط رأس الفنان شاكر لم تغادر ذاكرته فهو يقول: كانت البصرة عبر التاريخ ميدانا للحروب، كونها تطل على البحر مما يعطيها ميزة الأهتمام  بها من قبل الآخرين، وهي تحوي ثروات لكن كما يقال "الورد للغير والفصم بدينا"، فهي بلد النخيل الذي يموت اليوم واقفا، بعد حروب طاحنة وأبناء المدينة استبشروا بالخير بعد التغيير لكنهم صدموا بالوضع المتردي مما أنعكس على روحية ومزاج الناس والمدينة، فاليوم حريق جديد بشكل اكبر من ضعف الخدمات وقلة المياه الصالحة للشرب ومياه المبازل والسدود، وتتراكم فوهات جديدة للحرب لكنها ليست فوهات المدافع بل عقليات من يدير الأمور والعقليات  المتسلطة، فأرادت اللوحتان عكس ذلك، لكن الأمر لا يخلو من بريق أمل لعله يتحقق قريبا.
الفنانة أزدهار
 

 
الفنانة أزدهار تشارك بعمل واحد بعنوان "قضيتي" تقول عنه: وهي قضية كل النساء المحرومات اللواتي لا صوت لهن، بل قضية كل إنسان لا يمكنه إيصال صوته،  لكن هنالك أمل تتحدث عنه اللوحة.

الفنان الدكتور عماد زبير
 

 
عماد زبير وهو الفنان المتنوع الاهتمامات ساهم بأربعة أعمال مستوحيا من التراث الديني والخط العربي، وموظفا الحرف العربي مع الألوان والآيات القرآنية الكريمة وأسماء الآيات التي تبدأ بـ ح م والتي سماها "الحواميم السبعة"، فكانت لوحته "قرص شمس التي تقود إلى الجنة  التي تجري من تحتها الأنهار، وفي لوحة "أحب وطني" نراه متأملا بالعراق كيف كان وكيف غدا، ويحلم بعودة الخضرة وتدفق جريان دجلة والفرات من جديد في الوطن الذي أحبه وغادره عنوة، فالوطن هو جنة المواطن كما يقول الفنان.


الفنانة سمية ماضي
 

 
الفنانة سمية ماضي تساهم بلوحتين احدهما تكمل الأخرى أمرأة بلا فم وأخرى بلا عيون، بتوقيع فرشاة وأنامل الفنانة التي تقول: أن أعمالي تبوح عن أسرارها.
رغم أنها أدخلت الشعر إلى لوحتها من قصيدة لها ليتناغم اللون مع سحر الكلمات ناهيك عن أستخدام الخط العربي بشكل فني وتوظيفه جماليا مع العمل، فالكلمات تقول "قد طال صبر يؤنس نفسا موجعة، تبصر ورود فجر."، فنجد لوحتين تجسدان

 
موضوعا واحدا، المرأة بمعاناتها وبحبها الرقيق وإحساسها الرهيف، ودفئها وحنانها، وبحلمها بالغد السعيد الزاهي دون قيود لحريتها، فقد طال صبرها لكن الفجر آتٍ لا محالة.


الفنان محمد الـ عزيز  
 

 
الفنان محمد الـ عزيز يساهم  بعملين يكملان بعضهما، فالأول "وجه لا يرحل" جاثم على صدورنا قد يكون الاستعمار أو الاحتلال أو الحكام الظالمين أو الأيادي الخبيثة الخفية، والثاني هو "شمعة تحترق" مستلهما من أسطورة التونسي محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه لينير الطريق لشعبه وشعوب المنطقة، فقد كان الشعلة التي أججت نورا هائلا.

الفنانة ناهدة السليم
 
   
وكذلك الفنانة ناهدة السليم، فتساهم بعملين كذلك، هما فصول الحياة والحوار بين الحاضر والماضي، تقول أن الإنسان يمر بظروف كما فصول السنة التي تتجدد وتستمر رغم كل شيء، فالألوان هنا تعكس ذلك، أما الحوار فهو هنا بين أم وأبنتها تحكي لها وتتذكر أمها هي عندما كانت تحاورها وهي طفلة.
لربما تقصد الحوار بين الأجيال لكن الألوان هنا والعصفور يمثلان الحياة والحرية التي تنشدها الفنانة في عملها.


الفنان جبرائيل إبراهيم
 

الفنان جبرائيل إبراهيم، من سوريا والذي يحرص على المساهمة كل عام في المعرض السنوي للجمعية ويرى ضرورة مساهمة الجميع وحتى السويديين، فهو يرى ان الفن ليس له وطن بل هو ذو قيم إنسانية عامة، ساهم بعملين هما "شجرة الحياة" أكريل والثانية "أشعة الشمس تحتضن معلولة" وهي ألوان زيتية، يقول: أعمل على إظهار قيمة اللون في اللوحة، مما يعطي للمشاهد شعورا بالنشوة والمرح من خلال عناصر اللوحة، فصورة الإنسان تتجسد من خلال أعتماد الخطوط والألوان ليعطي مشاعر أنفعالية، لكن العمل بمجمله يمنح السعادة للمتلقي وهذا ما يصبو إليه الفنان.

الفنانة وفاء غالب
 

الفنانة وفاء غالب من المساهمات الدائمات في المعرض السنوى، لوحتها الأولى "تأمل" والثانية "إشراقة" كلاهما يحملان نفس الهمّ، فهي المرأة التي تنتظر حدثا ما لعله يأتي خيرا، فعينا المرأة مسبلتان وشبه مغمضتان تتأملان الآتي، فهي غير منفتحة على الحياة بسبب تلك القيود والظروف التي تحيط بها، أما لوحة إشراقة فنلاحظ تناغم ألوان أوراق الشجر، وهي المغرمة بحبها للورود وأوراق الشجر، حيث هوايتها جمع ما يتساقط منها على الأرض والتأمل فيها، اللوحتان تعبران عن نفسهما بل عن روح الفنانة التواقة إلى الحياة الكريمة الهانئة.

الفنان لؤي جليل
 

الفنان لؤي جليل، ساهم بعمل نحتي متميز على الخشب، سماه النجاح والفشل، كلاهما نتاج الإنسان، فالبعض يصنع النجاح وآخرون يختارون طريق آخر معين يسيرون به ولربما تدفعهم أسباب إلى ذلك. الشكل التركيبي الذي عمله يتحرك بكلا الاتجاهين ويعطي ملامح النجاح وكذلك الفشل عند تغييره ببساطة، وهكذا في الحياة فالفرق بين طريق الخير والشر خيط شعره.

الفنانة سليمة السليم
  

الفنانة سليمة السليم تقف أمام أعمالها وهي أربعة من  السيراميك، فالأول "شموخ" حيث نظرة أمرأة للحياة بروح التفاؤل ومن أجل الحياة الأفضل، والثاني هو ثورة لربما ثورة اجتماعية تحاول أن تحقق للناس المساواة ونيل الحقوق، فهي خلقت من الألوان حياة زاهية،  العمل الثالث هو "أما يوم في حياتي" حيث تقول الفنانة أحسست مرة أنني لا أستطيع عمل شيء وتملكني اليأس، لكنني وجدت بعدها العكس وعملت الكثير لعائلتي، العمل الأخير " أمومة وحنان" ونرى أم تحمل ابنها وهو جنين ومن ثم سيكبر ويترعرع في دفء أحضانها، لتستمر الحياة.  


الفنان منجد بدر
 

الفنان منجد بدر، هذا المولع بالواقعية والمتمسك بها منهجا وسلوكا، في هذا المعرض أختار رسم حركة للخيول، فالحصان هو رمز بحد ذاته بحركته وجموحه وبتعامله مع أبناء جنسه.
الفنانة فائزة دبش
 

الفنانة فائزة دبش تقول عن عمليها باختصار، أنها الثورة الثقافية والاجتماعية التي يحتاجها شعبنا، والتمرد على الحياة، ومن أجل حرية الرأي والتعبير وإطلاق الحريات الشخصية، ورغم ان الإنسان مكسور هنا، فهناك نظرة أمل، واللوحة الثانية تعكس الحب العذري ونقاءه.

الفنان المصور الصحفي سمير مزبان
  

الفنان الفوتوغرافي سمير مزبان، يساهم بثلاث صور فوتوغرافية، وهي شناشيل من البصرة القديمة، ويوم القيامة وهي توليفة فنية بعدسة الكاميرا، والثالث هو طقوس مندائية، والتي أغرت المصور بخصوصيتها وألوانها الخاصة وحركتها، حيث أزياء رجال الدين وشكلهم المتميز رغم ان الصورة للحظات حزينة.

الفنانة هناء الخطيب
 

تمتاز أعمال الفنانة هناء الخطيب باستخدامها المتكرر للمعادلات والطلاسم وكأنها تعمل تعويذة أو سحرا أضافيا للوحاتها لتبهر المتلقي ومما يزيد من سحر لوحاتها هو ألوانها ومهارتها في الرسم واستخدامها للخامات المختلفة، ورغم أن معرض هذه السنة حدد حجم اللوحات، مما جعلها مضطرة أن تسطر أفكارها بمساحة ضيقة وهي المولعة بالحجوم الكبيرة، فهي أبدعت وأجادت رغم ذلك وكأنها تحدت الظرف المستجد، لتبرز وتجسد فلسفتها الخاصة التي تؤمن بها برقة وعفوية، ونحس هذه المرة بهدوء أكبر في ألوان لوحاتها الضاجة بالرموز، واختارت الشكل الجديد للوحات وكأنها مهفتان عراقيتان متعاكستان، كما تعكس تأثرها بالنظرية الفيثاغورسية، أنها تبحث في المجهول وتحاول اكتشاف سر الوجود لنفسها على الأقل، فهي جسدته بآدم وحواء من خلال المادة الخشنة بشكل تجريدي، ورغم التنافر الموجود بينهما في اللوحة فهما يكملان أحدهما الآخر، مستخدمة اللون الأزرق للإيحاء بعالم الفلسفة الجدلية، وهو حالة الخلود والارتقاء، أما لونها الأبيض فهو يشير إلى النقاء وقوة مثل وقيم الخير، أما لوحتها الثانية فهي البلوغ والغاية فهي مرحلة انتقالية مستخدمة معادلة الزمن، وتستكمل رحلتها مع آدم وحواء وفلسفة الحياة بكل أشكالها.

الفنان عباس العباس
 
   
الفنان عباس العباس، ساهم بعملين هما "مهاجرون" و"الوحدة"، حيث تناول موضوعة الغربة والهجرة عن الأوطان والوحدة التي يعاني منها المغترب الساعي إلى المجهول، صعوبة معاناة الهجرة التي تتعمق بالوحدة هو اللون الغامق والأسود باللوحة، فلا شيء واضح بل الأمور مبهمة، والتجاعيد هنا هي الكوابيس والصعوبات التي يعيشها المغترب، فإنسان عباس في اللوحة دون ملامح محددة بل هو خيال مجرد خيال أو مومياء أو إنسان متعب ويعاني من الإعياء متهالك، كونه يعيش متاهة حقيقية وأحلامه الوردية تصاب بالواقع القاسي، لكن لابد أن تفرج يوما، الفنان عباس له رأيه الشخصي في معرض هذا العام، فهو يرى أنه اضعف من السنوات السابقة لغياب أسماء فنية وهنالك نتاجات مساهمة دون المستوى، وآخرون لهم أعمال متميزة فالمتلقي يشعر معها بالفرح، نطمح للأفضل دائما ونأمل أن يكون كل معرض أفضل من الذي قبله.

الفنان فلاح العاني
  

الفنان فلاح العاني ساهم بعمل أسمة "أنكل بليت" أي تذكرة ذهاب بلا رجعة، حاول فيها محاكاة معانات اللاجئين العراقيين الذين غادروا أوطانهم وأصبحوا في الغربة، فهل يا ترى سيحصلون على تذكرة العودة يوما ما؟؟؟

الفنان ياسين عزيز علي
   

الفنان ياسين عزيز علي من المساهمين النشطين ساهم بثلاثة أعمال يقول عنها، محاولة مني لننسى هموم الحياة ولو للحظة ونترك فسحة للتأمل، هذا كل ما أصبو إليه.
الفنان حسين العلوي
 

الفنان حسين العلوي، هذا المصور الصحفي قام بعمل صوره بل لوحاته، من حركة دخان أعواد البخور، هذه الحركات التي يتخيلها المشاهد وكأنها أجساد نساء يرقصن أو يتألمن أو يعشقن أو غير ذلك، أنه حاول إحياء شكل من أشكال الفن عمره ثمانون عاما، أشكال أثارت دهشة الجمهور من الحضور وفوجئ الجميع حين علموا أنها صورا لحركة دخان البخور لا غير.!!!.

كان طموحنا ان نلتقي مع جميع الفنانين لكن ذلك كان صعبا علينا فعذرا لمن لم نستطع أللقاء معهم ولعلنا نحقق ذلك مستقبلا، فسلمت أناملهم جميعا، على ما أبدعوا وكونوا من فن راقٍ، فهم يثبتون دوما وأينما كانوا أنهم أبناء بلاد ما بين النهرين بوحدتهم وإبداعهم وبعطائهم اللامحدود.  

450
ستوكهولم: حفل مهيب لإحياء يوم الشهيد الشيوعي


 
تقرير: محمد الكحط – ستوكهولم-
تصوير: سمير مزبان.

في حفلٍ مهيب أحيت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد ومنظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق في السويد  مساء الأحد 13 شباط 2011م، في آلفيك وسط مدينة ستوكهولم، حضره أبناء الجالية العراقية وممثلو الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني العراقية، لأحياء يوم الشهيد الشيوعي الذي يصادف 14 من شباط، الذكرى الثانية والستين لاستشهاد قادة حزبنا الأماجد فهد وحازم وصارم وتخليدا لقوافل الشهداء الخالدين من الشيوعيين والتقدميين والديمقراطيين وكل من افتدى راية النضال بروحه من أجل قيام وطن حر وشعب سعيد، لقد امتزجت الأمسية بمشاعر الفخر والاعتزاز بتضحيات الذين خضبوا ارض العراق بدمائهم الزكية الطاهرة، لتبقى هذه الأرض خصبة بحضارتها وتأريخها النضالي، وإحياءا لأولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الفقراء والعمال والفلاحين والكسبة وعموم أبناء الشعب العراقي.
ابتدأ الحفل بدخول حملة الزهور الحمراء والشموع، مع صوت قصيدة الجواهري "يوم الشهيد"، ومن ثم كلمة الترحيب بالجميع من الحضور ومنهم ممثل السفارة العراقية مستشار السفارة السيد فارس فتوحي والرفاق أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق الدكتور صالح ياسر والرفيق علي مهدي وممثلي القوى والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني العراقية، وتم دعوة الجميع للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الحزب.
 
   
 تحدث بعدها الرفيق الدكتور صالح ياسر عن يوم الشهيد، ومما جاء في حديثه المؤثر: ((في الرابع عشر من شباط من كل عام تحل ذكرى استشهاد قادة حزبنا، الرفاق الأماجد يوسف سلمان يوسف (فهد)، زكي بسيم (حازم) وحسين محمد الشبيبي (صارم). ويقف هذا اليوم، منارا هادياً نستمد منه الصلابة والعزم في تحدي الإرهاب والصعاب ومواصلة النضال. تخفقُ الرايةُ المقدسةُ.... وتحت ظلالِها الحمراء، يتوهجُ اسم مؤسسِ حزب الشيوعيين العراقيين (فهد) الذي أرَّخ باستشهادهِ زمنا بطوليا يليق بكل مناضل نذر نفسه للوطن واجتراح المأثرة.))، كما عرج في نهاية حديثه على  أحداث تونس ومصر قائلا: ((وانتهز هذه الفرصة لأعبر عن السعادة العميقة للشيوعيين العراقيين وكل الوطنيين والديمقراطيين في بلادنا لما تحقق في مصر يوم أمس الأول وقبله في تونس. لقد أجبرت الإرادة الشعبية مبارك وبن علي على الرحيل، وها هي تشق طريقها بعزيمة لا تـُفل وإيمان راسخ بمشروعية قضيتها الوطنية والإنسانية، نحو المستقبل الأفضل في ظل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.))
 
     
 ثم ألقيت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد ألقاها الرفيق الدكتور كريم حيدر والتي جاء فيها: ((ونحن نحتفل بيوم الشهيد الشيوعي العراقي، تلك المناسبة التي رغم كل ما تتركه في الذاكرة من مرارات، وما يحمله الوجد فيها للمآقي من دموع، تبقى أكبر من مأتم للندب، وأوسع من مناسبة للتعبئة، وأعمق من وقفة للتأمل، وأشمل من فرصة للتضامن والتعاضد.. شكراً لكم وأنتم تستعيدون معنا ذكرى كل من افتدى حرية العراق وسعادة شعبه بدمائه الزكية، لهؤلاء جميعاً ننحني في الرابع عشر من شباط من كل عام، إجلالاً للبطولة ووفاءً للقيم التي ضحوا من أجلها وعهداً بمواصلة حمل الراية مهما قست الظروف.)). بعدها جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/العراق في السويد والتي قدمتها الرفيقة نشتمان أحمد، ومما جاء فيها،)) يجب علينا جميعا أن لا ننسى شهداء الحزب وشهداء الحركة الوطنية، أننا نستلهم منهم الشجاعة والإقدام، ونعاهدهم على أن نسير على دربهم للوصول إلى هدفنا الذي ضحوا من أجله، وطن حر وشعب سعيد)) كما تطرقت الكلمة إلى الأوضاع في كردستان العراق، ((منوهة إلى ضرورة اللجوء إلى الحوار المشترك المسؤول وقبول الرأي الآخر وعدم اللجوء إلى القوة، من أجل الوصول إلى سلام دائم وشامل، وهو مطلب الجماهير، وطالبت حكومة الإقليم بفسح المجال لكل الأصوات الحرة.)). أما كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية والتي ألقاها السيد بنيامين باي، فقد جاء فيها، ((نقف اليوم إكراما وإجلالا  بذكرى استشهاد الأبطال الذين قدموا أرواحهم وهي أغلى ما يملكه الإنسان فداء من أجل الآخرين، نعم اختاروا الموت لأنهم رأوا في الموت في ساحة الوغى هي الحياة ورأوا في حياة المذلة والعبودية الموت، هذا هو مفهوم فلسفة الحياة عند هؤلاء الأبطال من أمثال فهد وحازم وصارم. أيها الأخوة والأخوات، لا يخفي على أحد الدور الوطني والنضالي لحزبكم في مقاومة استبداد الأنظمة السياسية التي حكمت العراق منذ تأسيسه ومواقفه المشهودة تاريخيا عبر مسيرته الكفاحية ضد الأنظمة الرجعية والديكتاتورية بدءاَ بالنظام الملكي)).
   
   
 بعدها ألقت السيدة بسعاد عيدان كلمة لجنة تنسيق قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في ستوكهولم، ونقتطف منها، ((نقف اليوم في هذا المنبر لنحي ذكرى الشهداء، شهداء الوطن العزيز، الأبطال الذين  ضحوا بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة وقدموها قربانا من اجل إعلاء كلمه الحق والوطن ومن اجل الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية ومن اجل ترسيخ حقوق الإنسان العراقي التي كانت ومازالت مهدده بطرق وأساليب متعددة رغم التغيير الديمقراطي المزعوم. فهناك قطاعات كبيرة لا بل الملايين من أبناء شعبنا هم اليوم تحت خط الفقر كذلك يعاني المواطن من شحة وسوء الخدمات والفوضى)).
   
   
 بعدها كلمة عوائل الشهداء التي ألقاها الرفيق نوري صالح، جاءت في ثناياها، ((إننا نستلهم من المعلم القائد الشهيد الخالد فهد عندما سار نحو حبل المجد بصلابة إيمانه حيث صاح بأعلى صوته إن الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق، ان استشهاد الرفاق صارم وحازم وسلام عادل وجمال الحيدري وكل الرفاق والرفيقات والنصيرات سواء استشهدوا تحت التعذيب أم في الأهوار وعلى سفوح جبال كردستان وضحايا الأنفال والمقابر الجماعية والقصف الكيماوي لخسارة عظيمة لهذا الشعب الذي رزح تحت نير الظلم والاستبداد والدكتاتورية... ان من واجب الرفاق القياديين والمسؤولين الحكوميين بالأخص ان يقدروا حق التقدير تضحيات كل هؤلاء الشهداء لهذا الوطن ولكن ويا للأسف الشديد لم تنل عوائلهم حتى حقوقهم المنصوص عليها  في القوانين كاملة، فالي متى هم لمنتظرون..؟))
كما قرأ عريفا الحفل الرفيقان محسد المظفر وعدنان إبراهيم خلال الفقرات العديد من القصائد الوطنية التي تمجد الشهداء، وتم قراءة بعض نصوص العشرات من الرسائل والبرقيات التي وصلت من الأحزاب الشيوعية الشقيقة والأحزاب العراقية ومنظمات المجتمع المدني العراقية.
 
       
وقدمت فرقة الصداقة المسرحية توليفة شعرية من إعداد وإخراج الفنان بهجت هندي، وفي الفقرة الأخيرة قدمت فرقة "دار السلام" بقيادة الفنان عباس البصري مجموعة من الأغاني الوطنية والنضالية.
هذا وقد وصل الحفل العديد من الرسائل والبرقيات منها:
1-   الحزب الشيوعي السويدي.
2-   حزب تودة الايراني.
3-   الحزب الديمقراطي الكردستاني، لجنة محلية السويد.
4-   الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي.
5-   المؤتمر الوطني العام للكرد الفيليين في السويد.
6-   المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري.
7-    المجلس الصابئي المندائي في السويد.
8-   رابطة المرأة العراقية في السويد.
9-   الهيئة الإدارية لفرقة نوارس دجلة.
10-   الهيئة الإدارية للجمعية المندائية.
11-   شبكة المرأة للأكراد الفيلية.
12-   جمعية المرأة العراقية.
13-   منظمة الأنصار الشيوعيين، فرع السويد.
14-   الحركة النقابية الديمقراطية في ستوكهولم.
15-   جمعية المرأة المندائية في العالم، فرع ستوكهولم.
16-   المجلس العام للكرد الفيليين.
17-   البرلمان الكردي الفيلي.
18-   نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم.
19-   لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم.
وقد أجمعت جميع الرسائل والبرقيات على عظمة عطاء الشهداء الشيوعيين، وقيمت عاليا تضحياتهم الجسام.
في الختام تم دعوة الجميع لتناول المأكولات.

         
         
     



451
انقلاب 8 شباط الأسود 1963م في حوارية مفتوحة
يقيم نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم حوار مفتوح بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لانقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 والنتائج التي ترتبت عليه وتداعياتها وأثارها في الوقت الراهن، وحول طبيعة الأحزاب السياسية الرافضة للرأي الآخر والساعية للسيطرة على السلطة والمجتمع باستخدام وسائل العنف.
الموعد : يوم الجمعة المصادف 11 / 02 / 2011 الساعة السابعة مساءا
المكان : قاعة نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في منطقة آلفيك
الدعوة عامة للجميع


452
ستوكهولم: جمعية الفنانين  التشكيليين العراقيين في السويد تعقد مؤتمرها السنوي


سمير مزبان – ستوكهولم-
عقدت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد مؤتمرها السنوي ((مؤتمر الفقيدة الفنانة غادة حبيب))  يوم السبت 29-1-2011 على قاعة هوسبي كورد بحضور عدد من الزملاء أعضاء الهيئة العامة للجمعية وضيوف وأصدقاء الجمعية.
في بداية المؤتمر وقف الحضور دقيقة حداد على أرواح شهداء العراق- بعدها ألقيت كلمة الهيئة الإدارية من قبل الفنان عباس العباسي رئيس الجمعية مرحب بأعضاء الجمعية والسادة الضيوف واستعرض عمل وأهداف الجمعية منذ بداية التأسيس  ودور الهيئات الإدارية ولجانها في العمل الطوعي لخدمة الفنانين أعضاء الجمعية والسبل  لنهوض بعمل الجمعية من خلال إقامة المعارض والورش الفنية والندوات والأمسيات العائلية وإيجاد اقصر الطرق للانسجام والمحبة لكي نستطيع ان نبدع، ثم ألقيت الكلمات والبرقيات المرسلة من قبل العديد من الجمعيات منها، نادي14 تموز الديمقراطي وجمعية المرأة العراقية وجمعية المرأة المندائية مهنئين الجمعية بانعقاد مؤتمرها متمنين لها النجاح في عملها- بعدها تم انتخاب هيئة لإدارة أعمال المؤتمر وقراءة التقارير الإدارية والمالية والمتابعة والتدقيق وتمت المصادقة عليها، وقدم  مقترح تعديل بعض من بنود وفقرات النظام الداخلي وحصلت الموافقة، بعدها حلت الهيئة الإدارية السابقة وفتح باب الترشيح للهيئة الإدارية الجديدة  ورشح عدد من أعضاء الهيئة العامة وبعد إجراء الاقتراع السري وفرز الأصوات فاز الفنان شاكر العطية لرئاسة الجمعية وياسين علي عزيز للسكرتارية ومنجد بدر الزهيري  الأمين المالي وأعضاء سمير مزبان وسمية ماضي كامل ولعضوية الاحتياط عباس العباسي ومحمد العزيز.
 

وفي ختام المؤتمر وجه المشاركون شكرهم وتقديرهم للجهود التي بذلت من الفنانين أعضاء الهيئة الإدارية السابقة عباس العباسي وفائزة عدنان ومنجد بدر وسمير مزبان ومحمد العزيز لما قدموه خلال لفترة المنصرمة من عملهم رغم بعض الصعوبات التي أعاقت نشاطهم.


453
ستوكهولم: اجتماع لأطراف التيار الديمقراطي


 
   
تقرير: محمد الكحط
تصوير: سمير مزبان

دعت اللجنة التحضيرية للتيار الديمقراطي في ستوكهولم ، أبناء الجالية العراقية من الذين تهمهم أوضاع العراق ومستقبل البناء الديمقراطي فيه، يوم الجمعة 14 / يناير/ 2011م إلى اجتماع عام لتأسيس التيار الديمقراطي من أجل بذل الجهود لأجل تعديل مسار العملية السياسية ودعوة قوى الشعب السياسية والسلطة للالتزام بالأسس والمبادئ الديمقراطية الصحيحة لتخليص عراقنا الحبيب من أزماته المستفحلة، بعيدا عن المحاصصات الطائفية والإثنية والعرقية ومحاولات تهميش القوى الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والحركات السياسية العراقية، والدفع من أجل السير إلى الأمام بالمنهج الديمقراطي وليس العودة إلى الوراء بعد التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا، وقد جاء في الدعوة الموجهة، ((تعيش بلادنا الحبيبة منذ غزوها وسقوط الدكتاتورية، ظروفاً غاية في الصعوبة والتعقيد، حيث حُطمت الدولة وأهدرت السيادة الوطنية وتحول الوطن إلى ساحة لجرائم الإرهاب ونهب المال العام وغابت الخدمات وتضاعفت البطالة وخيم الجوع والخوف والجهل والمرض على بيوت أهلنا. ورغم نجاح القوى السياسية العراقية في البدء بإعادة بناء الدولة، فإن معوقات كبيرة ما زالت تعترض تحقيق طموحات شعبنا في الخلاص من تبعات الاحتلال والهيمنة، وتوفير الخدمات الأساسية ومكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة الفساد وإعادة تأهيل الاقتصاد وامتصاص البطالة وتطوير التعليم وتحديثه وتوفير الضمان الاجتماعي والصحي للجميع، إضافة إلى قيام نظام ديمقراطي يصون الهوية الوطنية الجامعة لكل العراقيين وعبر انتخابات عامة نزيهة، يتم الالتزام بنتائجها وبما تشترطه من تداول سلمي للسلطة. أن استنهاض قوى التيار الديمقراطي  وتوطيده وتحقيق تنسيق وتضامن كامل بين أطرافه شرط أساسي لوضع بلاد الرافدين على طريق  تحقيق السيادة التامة و التقدم والديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، وإخراجها من الأزمة الشاملة التي تعيشها، وهذا ما دفعنا لتشكيل لجنة تحضيرية أخذت على عاتقها تنظيم اجتماع للتداول في أبعاد وآلية تحقيق هذه المهمة النبيلة.)).
حضر الاجتماع جمهور غفير من أبناء الجالية العراقية وممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات السياسية والديمقراطية والجمعيات والنوادي العراقية في ستوكهولم وضواحيها، وكان جدول الاجتماع المقترح يتضمن، كلمة اللجنة التحضيرية، ثم اختيار هيئة لرئاسة الاجتماع، ومناقشة البيان التأسيسي للتيار الديمقراطي في ستوكهولم وتعديله وإقراره، وفي النهاية انتخاب لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في مدينة ستوكهولم السويدية، علما أن اللجنة التحضيرية قد طرحت مقترحا مكتوبا على الحضور شمل البيان التأسيسي للتيار الديمقراطي وآليات عمله، قبل فترة من عقد هذا الاجتماع للنظر فيه وتعديله.
في بداية الاجتماع رحب السيد فرات المحسن باسم اللجنة التحضيرية بالحضور جميعا شاكرا لهم تلبيتهم الدعوة، ومن ثم ألقيت كلمة اللجنة من قبل الدكتور عقيل الناصري، والتي جاء فيها، ((تستعر في أجواء مجتمعنا العراقي منذ فترة جملة من الماهيات الكفاحية، التي تتمحور بعض جوانبها في تحدد المضامين الارأسية للتوجه المستقبلي لعراق اليوم في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والفكرية. وقد تزامن مع هذه الأوضاع المتحركة، حراكا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا بين العديد من القوى الاجتماعية/السياسية وتجاذبات فكرية انعكس الكثير منها في تضييق حدود حرية العقل، الإنسان وحقوقه الطبيعة والمكتسبة التي وفرها له القانون الأساسي والنضال الاجتماعي.
نحن كتيار ديمقراطي اجتماعي، نعتقد بأن هذه المعركة التي افتعلتها بعض قوى الأحزاب السياسية الحاكمة ليس أوانها كما أنها ليس في مصلحة البلد ولا في إشباع الحاجات الأساسية التي يتطلع إليها شعبنا بكل تلاوينه الاجتماعية والإثنية والدينية.. كما أنها لا تساهم في بناء منظومة المفاهيم للمجتمع المدني ودولة الرفاه المدنية التي نسعها إلى بناء أسسها المادية والقانونية والفكرية. كما ان إعطاءها الأولوية هو هروب من المشاكل الآنية التي يئن المواطن منها.
كما إن تيارنا يعي بصورة كاملة أن هنالك عوامل موضوعية وذاتية مر بها مجتمعنا العراقي والكثير من قوانا السياسية في العقود الخمسة الأخيرة ساهمت في إضعاف التيار الديمقراطي وماهياته الطبقية وبرنامجيته العملية.. وكان من نتائج ذلك هو التفتت والتشتت لعناصره الأساسية.. وهذا ما أفرزته المعركة الانتخابية وسيطرة الهامشيين والبرولتاريا الرثة ،الزراعية والمدينية ، في تحديد هوية وطبيعة مجلس النواب ومجالس المحافظات.. وكذلك مآل الصراع الحالي من أجل الحريات الفردية الجمعية الطبيعية والاجتماعية وما له علاقة بحقوق الإنسان عامة والمرآة والطفل بصورة خاصة وكذلك الحرية الفكرية وحرية التجمع والأحزاب وغيرها من الحقوق التي كفلتها الدساتير والمواثيق الدولية..
إن رجحان موازين القوى في مختلف المجالات في الوقت الراهن ليس في صالح قوى التحرر الاجتماعي  ولا التيار الديمقراطي الاجتماعي، ونحن نعي ذلك لذا قررت العديد من الأحزاب والتجمعات الثقافية والسياسية والمنظمات الجماهير والنقابات العمالية والمهنية ، لملمة ذاتها المعرفية وقواها الاجتماعية من اجل التكاتف وتنسيق سبل الكفاح ضمن الآليات الديمقراطية، والعمل على مركزة النشاط الديمقراطي  بصيغته الاجتماعية بغية تعديل موازين الضغط للمساهمة في رسم لوحة العراق القادم وضمان الخروج من دائرة التخلف بكل أبعادها وتجلياتها وتحقيق برنامج ديمقراطي.. وقد تحولت هذه الأمنية النبيلة إلى واقع ملموس فعقد المؤتمر الأول في نهاية عام 2009.. ويعمل التيار في داخل العراق الآن من اجل عقد المؤتمر الثاني لقوى وشخصيات التيار الديمقراطي الاجتماعي.. حيث جرت تحشدات لقوى اجتماعية متعددة قاسمها المشترك هو التغيير للمجتمع العراقي وتحديد سبل تطوره اللاحق.. وعبر هذا التكوين عن الماهيات الحقيقة لبنية المجتمع العراقي بكل تلاوينه الاثنية والدينية والاجتماعية ليكون عراقا مصغرا تحمل برنامجيته هموم المواطن العراقي الآنية والمستقبلية وضمن آلية عمل فيها الكثير من الجدة والبساطة لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من أنصار المستقبل ضمن رؤيتها الديمقراطية الاجتماعية بصيغتها اللبرالية.
ضمن هذا الظرف علينا نحن أنصار هذا التيار ان ندعم هذه الحراك الاجتماعي السياسي، فالمنطق والعقل والطبيعة تدفعنا، من منطلق الفهم الصائب والتنويري لمحاربة الفكر المتخلف، مثلما باقي تجارب الشعوب في الكثير من بقاع العالم المتطور عند بدأ انطلاقها الحضاري. كما أن حرصنا على أجيالنا القادمة تحتم علينا العمل لدعم هذا التيار في صراعه في الداخل..... هذه المبررات قد تساهم في تطوير عمليات الدعم لهم .. وممكن أن نعمل على تعضيد هذا الدعم ، ماديا ومعنويا، وكذلك من خلال تجميع هؤلاء الأنصار في عموم أوربا  بغية تكثيف عملنا وإعطاءه زخما معنوياً من جهة ولكي نساهم جميعا في بناء الجسور مع هؤلاء الرواد  الذين يناضلون بجد وعزم إذ أنهم يزرعون الورد في الصخر.....!؟))،
أعقب الكلمة انتخاب لجنة إدارة الاجتماع من قبل الحضور والتي تشكلت من السيد فرات المحسن والسيدة بشرى الطائي والسيدة بسعاد عيدان، بعدها فتح باب النقاش والملاحظات على البرنامج والآليات، وقد ساهم العديد من الحضور بطرح ملاحظات قيمة على الوثائق المطروحة، حيث جرت مناقشة للموضوعات البرنامجية وآلية العمل واغنائهما، وقد تحدث 23 شخصا جميعهم اثنوا على العمل وقدموا مقترحات مهمة منها على سبيل المثال: الضغط من أجل إعادة تكوين المفوضية العليا للانتخابات لتكون مستقلة ونزيهة فعلاً، وضرورة تأكيد البرنامج على نقاط مركزية مهمة وآنية مثل، موضوع السلطة والبديل عن المحاصصة والطائفية، ثروات العراق والتمايز الطبقي الحاد الحاصل نتيجة الخلل في توزيع الثروات والفساد والسرقة المال العام.. الطفولة والمرأة: التربية ونشأة الأجيال القادمة التي ستبني العراق الجديد، معالجة الأمية لدى ملايين الأطفال وتسربهم من المدارس، الدستور وضرورة تعديله، ومنع العراق من إن ينزلق نحو دولة إسلامية، إلغاء أي تسمية للقوميات والأديان لتسمو الوطنية بديلاً عنها، الاهتمام بالثقافة والمثقفين وإخراج وزارة الثقافة من المحاصصة الطائفية وزيادة مخصصاتها المالية وإعادة تنظيم المنظومة التربوية، إبراز موقف التيار الديمقراطي من إنهاء الاحتلال بشكل واضح، والتأكيد على عزل الدين عن الدولة وبناء الدولة المدنية، والعمل على تحشيد الشباب من خلال حوارات الفيسبوك، وإنشاء موقع خاص للتيار على الانترنيت، الانفتاح على كل التيارات الليبرالية وعدم اختصار التيار على اليسار العراقي فقط، وان يرتكز البرنامج على النضال من أجل الحريات المدنية وكيفية ضمانها وسلطة القانون والحوار  الحضاري والقبول بالأخر ونبذ العنف والتداول السلمي للسلطة.
وبعد المناقشات جرى انتخاب اللجنة التنسيقية على مستوى ستوكهولم وضواحيها، والتي تألفت من د. سعدي السعدي، بهجت ناجي، بيان هاشم، دانا جلال، د. جميل جمعة، فرات المحسن،  نديم فزع، بسعاد عيدان، جابر ربح. واتفق على إن يجري الأعداد لاجتماع أخر يناقش بشكل موسع برنامج التيار على مستوى العمل في السويد والكيفية التي يتم فيها إسناد أعمال التيار الديمقراطي في داخل العراق. هذا وسيصدر البرنامج المعدل لقوى التيار الديمقراطي في ستوكهولم لاحقا.




454
تأبين الرفيق سلام إبراهيم (ملازم فائز)


أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد،  ورابطة الأنصار الشيوعيين، وعائلة الرفيق الراحل ملازم فائز (سلام جليل إبراهيم)، مجلساً لتأبين الفقيد يوم الأربعاء 22 كانون أول/ديسمبر 2010م،  في إستوكهولم. حضره عدد كبير من الرفاق والأصدقاء وعائلة الفقيد. أفتتح المجلس بكلمات معبرة ناجت الفقيد الغالي.. (سلام ألف ألف سلام لروحك المرحة، سلام ألف ألف تحية إجلال لروحك الشفافة النقية، سلام سنفتقدك كثيرا سنفتقد مزاحك الجميل ومفاجأاتك الرقيقة، حتى وأنت تغادرنا بسرعة الرحيل ودون وداع، ليتك كنت تمزح هذه المرة أيضا، ماذا نقول نحن جميعا المفجوعين برحيلك السريع المباغت، قلوبنا مجروحة وأرواحنا منكسرة.. عائلتك، زوجتك أم نزار وأبنائك نزار وعادل، أهلك في العراق، أخوتك الذين زرتهم قبل أيام في الوطن وكأنك تودعهم وتودع العراق الذي أنجبك، طالباتك وطلابك وزميلاتك وزملاءك في العمل الذين أحببتهم وأحبوك وأحبوا خصالك، هاهم يبكون حرقة على رحيلك سيفقتدوك كثيرا، رفاق دربك الذين عايشوك عن قرب وقطعت معهم مشوارك النضالي .. حزانى على رحيلك قبل الأوان، كانوا يأملون أن تكمل المشوار معهم، المشوار الذي بدأته منذ صباك إلى  أن غادرتنا من أجل وطن حر وشعب سعيد. تباً للموت الذي أختطفك منا غفلةً وغدرا، وأنت الذي كنت وسط الموت وتجاوزت الصعاب وكم مرة تعرضت حياتك للخطر وواجهته ببسالة ونكران ذات. فكيف هكذا تودعنا بهدوء وبسرعة أننا نتألم ونبكيك بحرقة ، نم قرير العين.. ألف ألف قبلة على جبينك ووجهك الجميل، رفاقك يودعوك ويعاهدوك على  السير بدربك ومشوارك الذي أخترته حتى النهاية، سلام ألف وألف سلام لروحك المرحة الشفافة أن ذكراك العطرة ستظل في قلوبنا أبدا).
وكانت مراسيم دفن الفقيد قد تمت في مدينة أقامته في أوبلاندس فسبي في إحدى ضواحي  ستوكهولم، يوم الاثنين 20 ديسمبر2010م، شارك فيها عدد غفير من رفاق دربه وأصدقائه وطالباته وطلابه وزملائه وهم يحملون الورود ويذرفون الدموع تعبيراً عن حبهم ووفائهم له، رغم كثافة الثلوج ودرجات الحرارة المنخفضة جدا عن معدلاتها الطبيعية، كما أقام له طلابه وزملاؤه مراسيم في غرفته الخاصة في المدرسة، صوره معهم تحيط بها الشموع والزهور وأجروا عدة جلسات أستذكار له وتم تعطيل الدوام الرسمي في المدرسة خلالها.

طلابه يودعوه بالزهور والدموع
 

 
مسيرة طويلة خلف نعشه


هذا وألقى الرفيق فاضل كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد والتي جاء فيها ((كما تأتي الفواجع بغتة، غادرنا الرفيق ملازم فائز فيما كنا نحن رفاقه وأصدقاءه ننتظر منه المزيد من العطاء الذي عرفناه به منذ انتمى لصفوف حزبنا الشيوعي العراقي وصار أحد كوادره الطلابية منتصف السبعينات، ثم وهو يجبر على ترك الوطن إثر الهجمة الشرسة ضد حزبنا، حاملاً معه العراق والحزب في عتمة المقلتين، ثم وهو يلتحق بصفوف أنصار حزبنا في كردستان، أو يعاود الكفاح في مختلف الساحات إثر جرائم الأنفال أواخر الثمانينات، رحل سلام فجأة ليترك في القلب لوعة وفي الذاكرة صوراً لمواقف لا تنسى، جّسد فيها معاني البطولة والعزيمة والصدق، تلك التي صارت هوية لشيوعيي العراق، وداعــاً رفيقنا الغالي .. ستحملك الأكف والقلوب عالياً في سماء أحببت .. وسيضمك العراق أحد أخلص أبنائه البررة  وستغطيك راية الحزب التي ما فارقت يديك.. وسنبقى جميعاً أوفياء لك وللقيم التي نذرت نفسك لها، كل العزاء لزوجتك (فالا) ولولديك نزار وعادل، ولكل رفاقك ومحبيك وأهلك، لك الذكر الطيب .. وليبقى الزهر والعشب الأخضر على قبرك شارة الإقامة في دوحة الخلود.)). كما ألقى الرفيق النصير عباس كلمة  رابطة الأنصار الشيوعيين في إستوكهولم جاء فيها (بمزيد من الأسى والألم تنعي رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في ستوكهولم النصير الشجاع سلام جليل إبراهيم – ملازم فائز والملازم فائز من مواليد الكوت 1957م, حيث التحق بصفوف الحزب الشيوعي وهو في سن الـ 17 . كما والتحق بقوات الأنصار في بهدينان وأصبح أمرا للفوج الثالث ولاحقا امراً للسرية الخامسة ( العمادية ). لقد ترك فراقه المبكر غصة وألم في نفوس أهله ورفاقه وأصدقائه ونتمنى لهم الصبر وتجاوز الألم. عرفناه شيوعيا صلبا, ونصيرا مقداما وهب حياته لأفكار العدالة والمساواة ومن اجل الخلاص من أي حكم استبدادي بغيض. ستبقى بيننا أيها العزيز, لن تغادر قلوبنا أبدا. أبكيتنا من القلب, كما ضحكتك ومزاحك من القلب وداعا وسترافقنا دائما.
تعازينا الحارة لزوجته وولديه نزار وعادل ولأهله ورفاقه ومحبيه والذكر الطيب لفقيدنا الغالي ملازم فائز). وألقى سلام صادق كلمة العائلة فشكر جميع الحضور ووقوفهم مع العائلة بهذا المصاب الجلل، ((ماذا نقول فيه ونحن أهله، وانتم مثلنا تعرفونه تماما كما معرفتنا به خصالا وسجايا، فانتم ناسه ورفاق دربه ومحبيه ماذا سنقول أكثر من ان فائز ذهب عميقا في الذاكرة، لأنه أوغل بعيدا في وطنيته وحبه للناس فأثقل بذلك الحب الكبير كاهل الأيام، فنفضته عن نفسها وأفردت له مكانا بهيا يعز على النسيان، قلب كبير وأحلام شاسعة ضاق بها الشغاف الشفاف فنزف مضرجا بالحب أبا عادل ونزار، كذؤابة الشمعة حين تأزف بعد ان تهب نفسها للنور، هكذا أضاء فينا فائز حلكة أيامنا  وبفقدان فائز يكون جرحنا بفقدان الراحلة زينب قد فغر فاه من جديد وبحاجة لزخة من بلسم يشفيه هو محبتكم، غادرنا فائز على عجل دون ان يمهله الموت ليقول لنا وداعا .. ودون ان يمهلنا لنقول له أننا نحبك أيها الإنسان الكبير.  فأمام البسالة يكون الموت وهم أكثر تحققا من الشغف بالحياة، قارع الدكتاتورية منذ نعومة اضفاره وكرس نفسه وحياته للقيم والمبادئ السامية التي تربى عليها وآمن بها ودافع عنها وأحب من اجلها الناس كل الناس، رحل فائز تاركا وراءه تاريخا ناصعا لم تلوثه العاديات ولا النوائب أو المطامع .. نزيها حرا ذهب كما جاء، عاش حرا ومات حرا كما النسيم يمر خفيفا على الحقول فينعش فيها الرغبة للنماء، أينع وذوى كما زهرة الشهداء الناضجة في غزارة النار، وارتحل في جليد لا يرحم عري اللحظات المحتاجة للحظة دفء في زمن أعجف يقتات منا دوما، فنحن من ملانا خوائه بالمجد والتضحيات، وكما الومضة الخاطفة لم تعمر طويلا، لكنها تشق سجف الظلام لتضيء ما حولها بعمرها القصير، ماذا نقول أكثر من ان تحقق المصادفات المرة البعيدة يلد بداهات تتمايل في وجوم الهواء حولنا وأولها ، بديهة الموت الذي لا مرد له، بالترافق مع أشياء أخرى أثيرة لم ندخر ما يكفي من الوقت لتأبيدها وعلى رأسها الحياة، ماذا نقول أكثر من ان فائز ارتحل مفعما بحبه الكبير لكم يا ناسه ورفاق دربه ومحبيه، لكم المجد والبقاء.))


في الأمسية ذاتها جرى إستذكار الرفاق الذين فقدناهم مؤخرا، وهم الرفيق أبو صباح أحمد كريم عبد الغفور، والرفيق النصير رمضان حميد ( أبو عدنان )، والرفيق النصير "أبو سطيف" حامد عبود احمد الجنابي،  والرفيق "أبو شاكر" مالك يوسف نايف المحسن والذي شاركت عائلته في المجلس أيضا.
هذا وقد تم قراءة بعض النصوص من الرسائل والبرقيات التي وصلت من العديد من المنظمات والجمعيات الأنصارية. في ختام المجلس تم الوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواحهم الطاهرة جميعا.
 







455
بيان تضامن ومؤازرة
إتحاد الجمعيات العراقية في السويد
يساند الحملة من أجل سيادة الثقافة الحرة ويرفض خنق الحريات

 
تضامنا مع المثقفين العراقيين والثقافة العراقية ومن اجل " الديمقراطية وحرية الإبداع والثقافة " يقف إتحاد الجمعيات العراقية في السويد بكامل الجمعيات العراقية الثقافية الاجتماعية المكونة له والبالغة 62 جمعية في عموم السويد، ومعه المؤسسات والشخصيات الثقافية العراقية، نقف جميعا شاجبين الإجراءات والقوانين والأفعال الخانقة والمصادرة للحريات، ونطالب وبكامل القناعة  بإخراج وزارة الثقافة من المحاصصة السياسية واعتبار الثقافة حق معرفي لجميع أبناء الشعب العراقي وليس امتيازا سياسيا مقصورا على مجموعة بعينها، ولهذا فأننا نعلن تضامننا مع أبناء شعبنا من الرافضين لسياسة خنق الحريات.  وفي الوقت ذاته نطالب بإنشاء مجلس أعلى للثقافة، ذا صلاحيات فاعلة تصون حقوق المثقفين والمبدعين، وأن يكون فاعلا في وضع أسس رصينة لثقافة وطنية مستقلة ويسعى نحو الانفتاح والتواصل مع جميع الحضارات الإنسانية دون موانع وكوابح.
 
الجمعيات الموقعة
 
 
 
 
الجمعيات الموقعة
 
جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
لجنة الدفاع عن اللاجئين العراقيين في ستوكهولم
رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم
جمعية الشباب العراقي في ستوكهولم
جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين
رابطة المرأة العراقية في ستوكهولم
جمعية أصدقاء الكتاب في ستوكهولم
جمعية مسرح التمرين في ستوكهولم
صندوق الوفاء للتنمية الاجتماعية في ستوكهولم
نادي 14تموز الديمقراطي العراقي. ستوكهولم
نادي الصداقة في بيتيو
تجمع الشباب العراقي شمال السويد
رابطة الديمقراطيين العراقيين ش س
الجمعية العراقية في شلفتيو
الجمعية العراقية السويدية في أوميو
جمعية الصداقة في أورصو
النادي العراقي في فالون
الجمعية العراقية في إسكلستونه
جمعية الصداقة العراقية في أوبسالا
جمعية عصفور الشرق في يرفللا
الجمعية المندائية في ستوكهولم
جمعية زيوا المندائية في سودرتليه
البيت العراقي في فستيروس
نادي الصداقة العراقي في كارلستاد
الجمعية العراقية في أوربرو
الجمعية العراقية في إنشوبينغ
نادي الرافدين العراقي في يونشوبينغ
جمعية سومر الكلدانية في يونشوبينغ
النادي العراقي في كاترينه هولم
جمعية الرافدين في ترولهيتان
البيت الثقافي العراقي في يوتيبوري
مركز الحرف العربي في يوتيبوري
جمعية المرأة العراقية في يوتيبوري
جمعية تموز الانمائية في يوتيبوري
جمعية حماية الامومة والطفولة في يوتيبوري
لجنة الشباب العراقي في يوتيبوري
النادي الثقافي الاجتماعي العراقي في يوتيبوري
النادي العراقي في بوروس
نادي الاتحاد لكرة القدم في يوتيبوري
النادي العراقي في فكشو
جمعية أصدقاء الجزيرة
النادي العراقي في فسترفيكان
الجمعية الثقافية المندائية في لوند
رابطة الديمقراطيين العراقيين في لوند
الجمعية المندائية في سكونه
رابطة المرأة العراقية جنوب السويد
الجمعية الثقافية العراقية في مالمو
جمعية حقوق الانسان جنوب السويد
جمعية المرأة العراقية جنوبي السويد
اتحاد الشبيبة الديمقراطي في مالمو
شبكة العراق الجديد في مالمو
جمعية المجال للتصوير في مالمو
جمعية المسرح الرافديني في مالمو
جمعية الوفاء الخيرية في مالمو
لجنة ناشطي منظمات المجتمع المدني
 

456
العنف المنزلي ...
تأثيره على العلاقات العائلية/محاضرة للأستاذ الدكتور رياض البلداوي


 
 

مع الإستاذ الدكتور رياض البلداوي كان لجمعية المرأة العراقية متعاونة مع نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، وضمن البرنامج السنوي لنشاطاتها، في مساء يوم الجمعة المصادف 26 تشرين الثاني 2010، كان اللقاء في قاعة النادي في آلفيك، والذي تم في أوله تقديم الشكر والثناء والإشادة بالدورالفاعل الذي يؤديه إختصاصي وإستشاري الصحة النفسية  للجالية العراقية من قبل السيد حكمت حسين سكرتير نادي 14 تموز الديموقراطي وجمعية المرأة وقبل بدء المحاضرة القيمة التي كان مقرراً تقديمها تم الترحيب بالحضور أيضاً، وقد اعتدنا سنوياً اللقاء مع الدكتور البلداوي والإستفادة من محاضراته التي تتناول مواضيع الإندماج ومشاكل الهجرة وما يلاحقها من تبعات الإختلافات الإجتماعية والمعرفية التي ترافق تعاقب الأجيال وتوالدها في بلدان المهجر واللجوء، وكانت المحاضرة التي ألقاها تتكون من محورين تم تناول المحور الأول الذي أخذ عنوان العنف المنزلي وتأثيره على العلاقات العائلية، وقد شاركته مشكورة الباحثة الإجتماعية حياة ججو التي تعمل في مشاريع وبرامج تناهض العنصرية وجرائم الشرف وتسعى إلى تفعيل دور المرأة اللاجئة والمهاجرة ومساواتها  في المجتمع السويدي.                                                                                      

لقد بدأ الدكتور البلداوي محاضرته بتعريف العنف المنزلي وتقسيمه إلى نوعين المباشر واللامباشر معتمداً بشرحه على وسائل إيضاح مرئية لتسهيل إيصال الفكرة إلى الحاضرين، وبين الفرق بين كليهما حيث العنف المباشر المسلط على الضحية مباشرة متمثلاً بالعنف الإقتصادي (الحرمان) والجسدي الذي يترك آثاراً واضحة والجسدي الذي لا يترك أثراً والجنسي والنفسي، أما العنف اللامباشر فتكون فيه الضحية ليست هي المستهدفة والمثال على ذلك ممارسة العنف ضد الأطفال من أجل تعذيب الأم، هذا النوع من العنف الذي يحمل تبعاته النفسية الأطفال ومن دون ذنب وقد تتبدل الصورة فتعذب الأم الأطفال نكاية بالأب، وأشار الدكتور البلداوي إلى أن العنف ليس من الضرورة بمكان أن يكون موجهاً من الرجل إلى المرأة بل هناك العنف الموجه إلى الرجل من قبل المرأة، وكان لعنف من نوع جديد حضوره في كلام المحاضر وهو عنف الأطفال ضد الآباء والذي بدأ يتطور بشكل ملحوظ وبدأت البحوث بتناوله.  وإن العنف بأشكاله وأنواعه يشكل سلسلة حلقات مترابطة تؤثر كل منها على الأخرى، ونبّه الدكتور المحاضر من إمكانية تحول العنف المباشر إلى غير مباشر والعكس صحيح، وأعطى أمثلة وقرائن عديدة على ذلك من ضمنها الإقلال من الشأن، والضغط الجنسي والإقتصادي وصولاً إلى الإجبار الجنسي والذي تم تبوبيه عنفاً في القانون السويدي.  


                                                           
وقد تم تناول العنف الجنسي الأسري كموضوع محوري في المحاضرة ومن خلاله تم عرض جزء من فلم يحمل عنوان (صرخة صامتة) من إخراج علي طالب وقد كانت مادة الفلم وثائقية حقيقية بصوت واضح وصورة ضبابية من أجل الحصانة، لفتاة مهاجرة طلبت هي بنفسها أن تنقل حالتها للعلن وكانت تتعرض للإغتصاب الجنسي و لسنوات منذ أن  كانت طفلة من قبل اخوتها الأكبر سناً منها، وهي في البلد الأم وبعد إنتقال العائلة إلى السويد استمرت هذه الحالة معها يضاف لذلك ما تتعرض له من ضرب مبرح متواصل أرقدها المستشفى في بعض الأحيان، وقد حاولت مرات ومرات عبر ما جاء به حديثها  من إخبار الأم بما يدور ولكن الأم كانت تقمعها وتكذبها وتتكتم على هذا الفعل الشنيع ،وبدأت تكبر أوجاعها مع كبر سنين عمرها حتى قررت الهرب  طالبة المساعدة من الجهات السويدية لحمايتها من هذه الإنتهاكات السافرة، والتي أحالتها بدورها إلى حجرات الطب النفسي حيث جلسات العلاج من أجل أن تستعيد الفتاة صحتها النفسية وتوازنها، وقد تفاعل الحاضرون مع مشاهد الفلم وكان للدكتور رياض البلداوي وللسيدة حياة ججو حضورهما في الفلم أيضاً.                                                            

لقد تخللت الأمسية وقفة إستراحة لدقائق مع الشاي والقهوة والمعجنات والجزء الثاني شمل مداخلات وحوارات مفتوحة ما بين الحضور والدكتور البلداوي وكذلك السيدة حياة ججو وقد إنتهى زمن المحاضرة  بتقديم باقات زهر ملونة عرفاناً وامتناناً، ولا يسع لجمعية المرأة ونادي 14 تموز إلا أن يقدموا: جزيل الشكر للأخ الكبير الدكتور رياض البلداوي، وموصول الشكر للأخت حياة ججو التي ساهمت في إثراء المحاضرة، وكلنا إنتظار لزمن الجزء الثاني من المحاضرة والذي سيكون يوم 17 كانون الأول  2010 وبذات السياق ولكن مع عنوان آخر، ونتمنى أن يتم تفعيل خوض غمار هكذا مواضيع شائكة وحساسة من أجل بناء إنسان سوي خالي من الإضطرابات والمشاكل النفسية.            

تحيات المكتب الإعلامي /
جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم .


457
ستوكهولم: أمسية ثقافية احتفاءا بصدور المجموعة القصصية
"فيما تبقى" للكاتب والصحفي فرات المحسن

أستضاف نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم واتحاد الكتاب العراقيين في السويد وجمعية المرأة العراقية في ستوكهولم الكاتب والصحفي الاستاذ فرات المحسن بمناسبة صدور مجموعته القصصية الأولى (فيما تبقى) يوم الجمعة 12 تشرين الثاني 2010م، في مقر النادي في آلفيك/ستوكهولم. في البدأ رحب السيد حكمت حسين سكرتير النادي بالحضور الكريم، وهنأ في الوقت نفسه الكاتب المبدع الاستاذ فرات المحسن بأسم منظمي الفعالية. وقد أدار الأمسية الدكتور عقيل الناصري الذي أستهل الأمسية مرحبا بالحضور وبالكاتب الاستاذ فرات المحسن ومعرفا بسيرته الذاتية والثقافية. كما قدم التهاني بأسم الجميع  للزميل جاسم سيف الدين الولائي بفوز كتابه المترجم من اللغة السويدية إلى العربية، وهو "سر النار" في المعرض الدولي للكتاب في الشارقة في دورته التاسعة والعشرين لسنة 2010م. أما الكاتب فرات المحسن، فقد شكر الحضور جميعا والجمعيات التي أقامت له هذه الدعوة، وتحدث عن هذه التجربة وصعوباتها، كونه أراد أن يعالج نتائج الحروب وما تتركه في الإنسان من آثار نفسية واجتماعية كبيرة، وتحط من إنسانيته، ففيما تبقى هو ما تبقى من تلك المعانات في ذوات ونفوس الذين عايشوها، وشكر كل من أعانه على أن تجد هذه القصص طريقها للنشر.

ثم قدم الكاتب قراءة مكثفة عن مجموعته القصصية قائلا، للحقيقة أنا لم أدون وقائع الحروب المدمرة التي أكلت الحرث والضرع، ولم أكن أسعى لتسجيل تواريخها ولحظاتها  ووقائعها. بل جهدت لأسرد وأفضح ما فعلته تلك الحروب فينا جميعا وما عافته من آلام وعذابات وعاهات ولوثات في أرواح البشر، ربما أننا جميعا نعرف بالأسماء شخصيات قادتها وتواريخ وقائعها وأماكنها وخسائرها. ولكني أسرد في مجموعتي القصصية ما عافته من خزين أوجاع وعاهات في أرواح الناس وهو عندي أكبر وأشد أثرا من الحرب ذاتها لأنه يطال الجميع وليس فقط الجنود الضحايا. ولذا بدأت مجموعتي بسؤال عصي، من يسمل عين الحرب؟

 أعتقد بل أجزم بأن ما نشاهده اليوم من استرخاص للحياة في الشارع العراقي لهو نتاج تلك الحروب ببشاعتها وقسوتها وقذارتها. فاستسهال قتل الناس وإباحة دمهم وقدرة البعض على جز الرؤوس وتقطيع الأجساد لهو نتاج  وتكرار لصور ومشاهد ووقائع دارت رحاها في تلك الحروب حيث يسهل على الجندي أن يلملم جسد صديقه وزميله بعد أن قتل، ثم يذهب مجبرا ليؤدي واجبه أو يتناول وجبة الطعام ويتسامر مع أصدقائه. كل شي طبيعي وينساب بميكانيكية تتقبل الموت كقدر مفروض لا بل محتم، وهناك كذلك من مارس مهنة القتل والتعذيب في أقبية السجون لا بل في الشوارع وفي وضح النهار. وعند تلك السواتر والمعتقلات وفي حضن مؤسسات تنزع لقتل خصومها ومخالفيها بالرأي بدم بارد ...ولدت وتربت  نفوس غير سوية، مريضة متصدعة وعدائية. وفي مواجهة هؤلاء وجدت أجيال خائفة موجوعة تتلبسها الكوابيس ويسيطر عليها الخوف. هؤلاء المساكين هم أبطال القصص الذين أستعرض سيرهم في مجموعتي القصصية وأبحث في سيرهم الشخصية وأقدارهم التي فرضت عليهم عنوة.
 
وحول اختلاف القراءات قال: تركيبة الناس واختلاف رؤاهم في أية تشكيلة أو مبحث أو واقعة ليس بمشكلة. هذا الاختلاف طبيعي ويرحل إلى جميع مناحي وصور الحياة وتعابيرها ولكن عند قراءة أي منجز أدبي تأخذ الصورة أبعاد كثيرة متنوعة وحيوية يختلف حولها القراء مع الكاتب حول معالمها وربما تعابيرها وطبيعتها. ما أردت قوله في المجموعة هو، إن أردنا إدانة الحرب أو أي جريمة أخرى علينا أن نبحث فيما خلفته فينا، أيضا أن لا يهمل الناس و يغفروا للمجرمين جريمتهم، أن يرفع الناس أصواتهم ليذكروا بعضهم البعض ببشاعة الجريمة وما أوقعته من أهوال.

كما قدم كل من الأساتذة  الشاعر جاسم الولائي و الإعلامي طالب عبد الأمير والشاعر محمود بدر قراءاتهم ورؤيتهم عن المجموعة القصصية، وكان الشاعر جاسم الولائي أول المتحدثين عن المجموعة القصصية (فيما تبقى)، حيث قال:
هذه المرة أريد أن أعبر عن وجهة نظر اجتماعية سياسية، بدت واضحة على ملامح قصص المجموعة. وما كتبته لصحيفة طريق الشعب كان قراءة تنطلق من وجهة نظر فنية، رغم أن القراءة اقتربت من السياسة. مجموعة (فيما تبقى) القصصية، يمكن للمرء أن يضعها في خانة الدعاية المضادة للحرب، بمعنى الدعاية المواجِهة للدعاية الرسمية للحرب التي تسفّه وتفضح كلّ ما جرى ترويجه رسميًا من خطابات وبيانات وأخبار وقصائد وقصص ونصوص خدمت الحرب ومشعليها. بعد ذلك فصّل الشاعر الولائي في الأدوار التي تلعبها مجموعة (فيما تبقى) ومثيلاتها من أجناس الإبداع الأدبي في مواجهة الدعاية الصاخبة المنفلتة للحرب. من هذه الأدوار:
-   دور الرافع لأقنعة الحرب ومشعليها ومروجيها.
-   دور المُزيل للماكياج الثقيل الذي زُوقت به تفاصيل الحرب.
-   دور الكاشف لكذبة الحرب الكبرى على أنها حرب وطنية وقومية تحررية، والكاشف لدور جيش الأكاذيب الجرار الذي كانت تجرّه وراءها.
-   دور الكاشف للوجه القبيح للحرب.
-   دور المُطلق والمُعظّم لدواخل الناس وما يمور حقيقة فيها، وما في تلك الدواخل من كلام وأسرار.
-   دور الساخر من عقلية النظام القاصرة وغباء دعايته العسكرية الرسمية.
-   دور إعادة كل لاعب إلى مكانه ودوره الحقيقيين، وكشف كل مدعٍ بالصدق والشرف والشجاعة والوطنية.

وعرج في حديثة على ما كان يُشاع من قصص تدخل ضمن خطط الديماغوجية في زمن الحرب. قائلاً، كلنا كان يستمع إلى الإعلام الذي خدم الحرب التي تناولتها مجموعة المحسن، وإلى القصص والحكايات الشاذة والغريبة التي كان الإعلام يرددها يوميًا مثل مطارق على أسماع الناس. ما الذي رسخته هذه المجموعة القصصية؟ يجيب الشاعر الولائي، ما كنت أعرفه من قبل وقد ازددت معرفة به، وترسّخ في يقيني عند قراءتي للمجموعة القصصية هو: أنْ لا حرب مقدسةً على الإطلاق ... مرة أخرى على الإطلاق، هذا ما قالته الحرب صراحة. فقد رفع فرات المحسن بقصصه غلالة القدسية الزائفة عن وجه الحرب وكشف عن قبحها.

أما الإعلامي طالب عبد الأمير فقد أشار إلى عدة نقاط مهمة في المجموعة، كون بعضها يصلح أن يؤسس لرواية كاملة وهذا ما ذهب إليه معظم المتداخلين الذين تعرضوا للمجموعة القصصية بمن فيهم الدكتور عقيل الناصري أثناء
 
 

تقديمه للكاتب المحسن للجمهور، ومما جاء في مداخلة الإعلامي طالب، ((يستقبل القاص قارئ مجموعته الأولى "فيما تبقى" بسؤال ليس بديهي  هو"من يسمل عين الحرب" متخيلاً الحرب، أي حرب كانت غولاً بعين واحدة، عين حاقدة لا ترى غير الدمار. لكنه لا ينتظر الجواب، فهو مدرك بأن ليس بمقدور احد فعل هذا، رغم بشاعة الحرب ودمارها للنفس البشرية. وهو واع لصعوبة ان يخرج المرء منها، لو استطاع ذلك، دون ان يصاب بعاهة جسدية أو نفسية. إذاً هو يخبر القارئ بأن قصصه تتحدث عن الحرب لكي يكون مستعداً لما سيلاقيه بين دفات الكتاب من أدوات ومظاهر وسياقات ثقيلة قاتمة تصنعها الحرب. وما تخلفه من دمار للبشر والمباني والمدن وغيرها. لكن القارئ لم يلتق بالحرب بمفهومها المادي الفيزياوي، بل بمعايشات لأناس لوثتهم الحرب وتركتهم منزوعي الإرادة، وهم الذين لديهم ذكريات وأحلام لم يبق منها سوى صور من ماضي لا يختلف، في كثير من الأحيان، عن بشاعة الحرب نفسها.

في معظم قصص المجموعة تنتقل شخصيات المحسن من وصف لحالة معينة محددة بزمن ومكان، إلى إعادة شريط ذكريات عاشتها الشخصية في الماضي، فتشعر بتداخل الأزمنة والأماكن، وتداخل الأحداث أيضا في سياق السرد القصصي. أحيانا يكون هذا الانتقال سلساً، وأحيانا يحس فيه القاري بالتيه، فيعود إلى بداية القصة أو إلى فقرة سابقة فيها ليمسك بالخيط ويتابع مسار الحدث. في بعض السياقات قد يفعل الكاتب هذا بتعمد، ربما ليتيح للقارئ إمكانية التأمل في أمور ليست غريبة عنه، فيتعرف على لبها من خلال السياقات. قصص المحسن طويلة وفيها سرد مطول يتجاوز حدود القصة القصيرة نحو الرواية، لطولها وكثرة الأحداث فيها، ولمديات الوصف التي يسهب الكاتب فيه. كما أنها في بعض الأحايين تخرج عن البناء القصصي المتعارف عليه، المألوف، وقد لا يشكل هذا عقبة أمام القارئ إذ ان التعددية في أشكال بناء النص الأدبي والتنوع في المفاهيم والتجديد الذي يطال الشعر والرسم وغيرها ولج عالم القصة والرواية أيضا)).

 كما قدم الشاعر محمود بدر عطية مداخلة جميلة عن محاكاته لنصوص القصص وكيف أستطاع الكاتب المحسن من توليف صور إبداعية تعكس بشاعات الحروب، ومما جاء في مداخلته، ((في إهداءه مشكوراً... كتب صديقي المحسن "لا أدون أحداثَ الحرب بل أسرد ما خلفته فداحتها في أرواح البشر"، وهذا ما لمسته حقاً من خلال قراءتي للمجموعة. فما بين العبارة التي أطلقتها الأم في القصة الأولى (يوم آخر في حفر الباطن) بقولها "رمضان الأسود عليكم"، والعبارة التي كانت عنواناً للقصة الأخيرة في المجموعة : "لا مكان للنازية في شوارعنا"، العبارة التي نفذها صّبيان وفتاة على إحدى بلاطات شارع الملكة في العاصمة السويدية " ستوكهولم ". أدركت بعد قراءتي لإحدى عشرة قصة ً، والتي تحويها المجموعة بصفحاتها المئتين وسبعة وثلاثين صفحة، من أنها قصص متكاملة تنظمها وحدة السياق والحياة والحركة حيث جسد الكاتب حيوات شخصياته من خلال صوره الحية والناطقة لما لقاه وما يلقاه الإنسان العراقي من أنواع العسف الاعتباطي البشع على أيدي ممثلي النظام السياسي والإداري والقضائي والعسكري، أرادها الكاتب أن تكون صوتاً لمعارضة النظام من كونها صورا متواترة مشحونة بعناصر المأساة من جانب ومن جانب آخر فموقف الكاتب (بإجابيته حيال شخوصه وسلبيته حيال مضطهديه وناهبيه على اختلاف مصادرهم الطبقية)، فهو (الباحث عن أمل بين ركام الخراب والتدمير الروحي والجسدي الذي يلف العالم وحظيرتنا الصغيرة ويبتلعها عنوةً دون مقدمات.).

 فالأسلوب الوصفي في تكديس الصور وبطريقة تراكمية لا أرى من خلالها إلا طبيعة واحدة تتداخل فيها خصائص القص كله، قصص المقيمين والمغتربين، الشخوص الطيبون، العاملون البسطاء داخل الوطن، المهربون، المهجرون، الهاجعون في أقفاص الأسر، النساء المكلومات، فئات اجتماعية نالت منهم الحروب بالمسخ والتشويه، لقد كان الكاتب صادقاً في تجربته دون انفعال وبسيطاً أستمد حقائقه من ينبوع الحياة والواقع لا من جهد الخيال. امتدت الأحداث ونمت في المجموعة فكانت جميع النهايات قتيلا ً أو مشروع َ قتل. إذن الدلالة التعبيرية لتلك النهايات تنم عن موقف الكاتب نفسه حيال الوضع المأساوي الذي عاشه ويعيشه مجتمعه والذي عانى وما يزال يعاني ويلات الحرب و"لم يخرج منها دون لوثة". لقد شمل قصه العراق تضاريساً وبشراً وتخطى دول الجوار إلى المنافي البعيدة، شخوصه مدموغة بالهم العراقي والذي يتكاثر كالفطر السام .. يملأ الزوايا .. يتخطى الحدود .. يحاصر الغرباء والمعطوبين في الشتات، كل هذا وغيره دفع الكاتب إلى أن يتقدم الصفوف ويصرخ على لسان أحد شخوصه قائلاً: (أهناك في الكون مَنْ لا يعرف الكثيرعن هؤلاء القتلة الطغاة الفاشست، إنهم قتلوا وشردوا الملايين من البشر دون جريرة، كانت جرائمهم تلبية ً لجنون قائدهم وأفكاره القذرة، كانت كل أفكارهم تدعو لقتل الآخر ممن يخالفهم الرأي). لقد مر الكثير على جسد العراق، منهم من بنى وشيد ومنهم من هدم وعاث فسادا ً، وتبقى "فيما تبقى" شاهدا ً على عصرٍ تشابكت فيه الفوضى مع خطوات المصلحين وأحلام البسطاء على تلك الدروب الميسمية التي بشر بها الكاتب.)).

ومثله قدم الفنان التشكيلي عباس الدليمي مداخلة أعتبر فيها أن هذه القصص هي بمثابة بوسترات إدانة للحرب، وعكس معاناتها، متناولا القصص وشخصياتها بتسليط الضوء إلى ما ذهب إليه مستنتجا أن المحسن أستطاع أن يرسم صور جلية عن بشاعة الحرب، وكم حرقت رغبات إنسانية ومزقت أحلام كبيرة ورغبات وطموحات جميلة، وكانت الصور واضحة وبسيطة، فهي الحرب بكل مجرياتها، لكنه يشير إلى غموض في رسم النهايات ولمعرفة المصير لشخوص القصص، علما أن الكاتب أراد التركيز على فضائع الحرب وما لها من دور في تخريب كل شيء، أولها الحب كونه ركن أساسي من أركان الإنسانية.

 

كما طرح بعض الحضور بعض الأسئلة والمداخلات الأخرى، وقد أجاب عنها الكاتب مشكورا، وفي ختام الأمسية تم تكريمه بباقات من الزهور من قبل نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم وجمعية المرأة العراقية في ستوكهولم واتحاد الكتاب العراقيين في السويد ومن عدة جمعيات أخرى وشخصيات من أبناء الجالية العراقية، وتمنى له الجميع النجاح وتقديم عطاءات إبداعية جديدة. فـ "فيما تبقى" تحكي لنا ما تبقى من القيم الإنسانية ومن ذكريات مرة ومن آثار مدمرة، ومن مآسي كبيرة خلفتها الحروب ورائها وما زالت تعاني منها شعوبنا.

اعداد: اللجنة الثقافية لنادي 14 تموز الديمقراطي العراقي
تصوير: سمير مزبان

صور من الأمسية:
   
 

458
ستوكهولم: احتفال مهيب بذكرى رحيـل القـائد الوطـني تومـا تومـاس(أبو جوزيف)



محمد الكحط – ستوكهولم-
بدعوة من الهيئة الإدارية لنـادي بابل الثقافي وجمعية أشور الثقافية أقيم حفـل خطـابي استذكاري مهيب على شرف الذكرى السنوية الرابعة عشر لرحيـل القـائد الوطـني المناضل تومـا تومـاس (أبو جوزيف)، عصر يوم الأحـد 24 / أكتوبـر- تشرين الأول 2010م على قـاعة جمعية أشور الثقـافية في منطقة فـيـتـيـا في العاصمة السويدية ستوكهولم، وتزامنا مع نقل رفاته ورفات زوجته ورفيقة دربه الماس زلفا من دهوك إلى بلدتهم القوش، يوم الجمعة 22 تشرين الأول الجاري، بعد حوالي 14 عاما من وفاته، بحضور رسمي وشعبي كبير حاشد في مسيرة ضخمة ضمت الآلاف من أبناء القوش.
حضر الحفل في ستوكهولم جمهور غفير من رفاق درب الفقيد ومعارفه ومن أبناء الجالية العراقية في السويد على اختلاف أطيافهم، كما حضرت بعض من الفضائيات ووسائل الإعلام العراقية التي سجلت الحفل الجماهيري، توسطت صور الفقيد الرفيق توما توماس القاعة، تحيط بها الشموع التي استمدت نورها من سطوع نضاله، بدأت الفعالية بالوقوف دقيقة صمن لروح الفقيد وجميع شهداء الحركة الوطنية العراقية، أعقب ذلك أغنية بعنوان "أبن القوش" للفنان ماجد ككا،  ثم ألقى الفنان نبيل تومي كلمة باسم اللجنة المنظمة للفعالية، جاء فيها، ((توما توماس بشجاعة وزهو ولج التاريخ وأبوابه الواسعة ووقف بكل شموخ المحاربين مع شعبهِ في الشدائد والأهوال والصعاب متحدياً أنواع الإرهاب والأنظمة الدكتاتورية، أقول سلاماً منكم وتحية لرفاق دربه وأهله الطيبين، وسلاما مني لكم أيها الحاضرين يا أصدقاء أبو جوزيف المخلصين لنستذكر سوية هذا الغائب الحاضر في ثنايا قلوبنا والجامع وصلنا في ذكراه الرابعة عشرة من فراقنا له، ونحن التواقين لرؤية واستكمال المهام والأحلام والآمال التي من أجلها ضحى، نحن تواقون جميعا لرؤية نصبه واقفاً بهيبةٍ وشموخٍ في مدخل مدينة القوش المناضلة، وتكبر فرحتنا بتوسع المشروع ليكون صرحاٍ ثقافيا فيه المتحف وفيه المكتبة وفيه قاعة للعروض الفنية وبساتين ورد عبقة تفوح منها روائح حب الوطن والتفاني من أجل النهوض به كما أراد الشهداء الوطنيين جميعا...))، كما تمت قراءة العديد من المقاطع مما قيل عن الفقيد توما توماس من قبل عريف الحفل، بعدها ألقيت كلمة مؤثرة بأسم أقارب الفقيد، ومن ثم كلمة رفاق دربه، رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في السويد ، والتي ألقاها النصير عباس الدليمي حيث جاء فيها، ((كان فقيدنا مثالا للشجاعة التي ليس لها حدود عنده، فهي صفة جديرة به وهو جدير بها، والشجاعة هي أم المكارم، فقد تعددت عند مكارم عديدة، كان يمتاز بالتواضع والبساطة وحب الآخرين وهذه الصفة الجياشة، التي لا يعرفها إلا من عاشره عن قرب، فالقادة العسكريون في مجمل حياتهم أقوياء وصارمون، لكننا عرفناه سهلا مثل ينبوع ماء، وقويا كالجبل، كنا كمقاتلين نحس بالأمان التام وأننا بأيدٍ أمينة، فحكمته العسكرية وحفظه حياة الرفاق وحبه لهم كان معيارا للعمل، في كل الأزمان عندما تتعثر لغة الحوار مع الآخرين كان الحزب مضطرا لرفع السلاح، تجد الرفيق توما توماس في الصف الأمامي...))، كما تم خلال الأمسية إلقاء العديد من القصائد التي تمجد سيرة هذا القائد الشيوعي، منها قصيدة للشاعر جلال يلدكو ولرعد دكالي وعباس الدليمي واسكندر بيقاشا وسمير اسطيفو شبلا وغيرهم، بعدها جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق كفاح، ومما جاء فيها، ((سلاماً أيها المقيم بيننا أبدا، سلاماً أبا جوزيف، الرجال الحقيقيون لا يدفنون في قبور  بل يصعدون نجوم هداة في السماء، نرنو لها صامتين، حالمين كلما حدقنا في صفائها الجميل، نعم فرجل مثل القائد الشيوعي توما توماس لا يموت كي يدفن .. ولا يغيب كي نحزن عليه .. و لا يرحل كي نندب فقدانه .. ولذا فوقفتنا اليوم أوسع من مناسبة للإستذكار والتعبئة .. وأعمق من وقفة للتفكر والتأمل.. وأشمل من فرصة للتضامن والتعاضد.. إنها تشبه في جذوتها الرجل ـ القائد الذي نحتفي به .. فضاء محسوس لا يدركه البصر .. مزيج من الصدق والحب والوفاء والعشق.. عذوبة كالشعر وعطر كصلاة التطهر.. أحلام ألزمتنا نحن ـ رفاقه الشيوعيين ـ ان نبقى متفردين بين تلك الحشود.. شجاعة كخلاصة العذوبة، كأفراح الصبايا، كوطن النخل والويل، كوطن البكاء واناشيد الدماء .. وحنان يتحسس مرارة الواقع فيزيلها عن أرواحنا ويسكب فيها حلاوة الرؤيا بعد رحلة في الظلمات.))، وتحدث خلال الأمسية العديد ممن عايشوه ورفاق الدرب في كردستان منهم النصير سامي المالح والنصير أبو ليلى والنصير أبو حسنة والنصير أبو صمود، والذين عكسوا بحميمية عالية وبمشاعر جياشة، بما ذكروه مصداقية وشجاعة وعطاء وحب الفقيد لوطنه وشعبه ولرفاقه ولمبادئه، وفي كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني /العراق في السويد والتي ألقاها الرفيق أبو سركوت، التي قال فيها، (( ان المبادرة الرائعة لرفاق منظمة الحزب الشيوعي العراقي في القوش بإقامة تمثال للقائد الشيوعي وابن البلدة توما توماس،في وسط حديقة باسمة في المدينة، جاءت معبرة عن التقدير الكبير لهذا المناضل الصلد، وتخليدا لنضاله الصعب المتفاني والبطولي الذي خاضه الشيوعيون في سبيل حرية الوطن وسعادة الشعب، لقد كان أبو جوزيف ذا شخصية قوية بارزة ومحبوبا بين جماهير بلدته والقصبات الأخرى في المنطقة، فلا غرابة في ذلك، فهو أبن ذلك البلد ذي الطبيعة الجبلية القاسية، والرجال الأشداء على الأعداء والذين لم يقبلوا الذل والخنوع لهم، وقد خاض معترك الحياة وأكتسب خبرا ثمينة وتجارب كثيرة غزيرة، سواء في أيام شبابه بين عمال النفط في كركوك تحت سيطرة شركة النفط الاستعمارية ممثلا لهم مع آخرين في نقابة عمال النفط...))، وكان للحركة الآشورية الديمقراطية كلمة ألقاها السيد يلدا مروكيل،  وألقت السيدة خولة مريوش كلمة بأسم جمعية المرأة المندائية، وألقى السيد مرتضى كلمة بأسم الحركة النقابية الديمقراطية في السويد، وتم عرض أغنية "لأن أنت الجبل" وهي من كلمات الشاعر فالح حسون الدراجي ولحن وغناء رعد بركات، وتم عرض فلم عن نقل جثمان الراحل من دهوك إلى مسقط رأسه في القوش، هذا وقد وصلت الحفل العديد من البرقيات من الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني العراقية المتواجدة في السويد، وكلها أشادت كلماتها بالراحل وبوطنيته وبعطائه الكبير، وكونه رمزا للوفاء، الوفاء الأممي الجميل، كما تم تشكيل لجنة لاستكمال جمع التبرعات من أجل دعم مشروع إقامة نصب تذكاري وحديقة بأسم الفقيد. في الختام شكر القائمون على الفعالية ومنهم نبيل تومي من نادي بابل الثقافي، وأدور كانون من جمعية أشور الثقافية جميع الحضور على مساهمتهم بهذا الحفل التضامني الكريم، ان لهذه الفعالية الكثير من المعاني والدلالات، أولها كم ضربت عميقا سيرة هذا المناضل في نفوس أبناء شعبنا وكم كان نموذجا رائعا للعطاء، مما جعل الجميع يقف اليوم ليستذكره بكل هذا الحب الجميل، وثانيا كم هو رائع شعبنا وأبناؤه الذين كانوا أوفياء لمن قدم لهم وضحى من أجلهم فغدا الرمز والقدوة، المجد كل المجد للرفيق الفقيد توما توماس ولكل رفاق المسيرة من أجل وطن حر وشعب سعيد.                                                 
صور من الفعالية:
   
 

   
   
   
   
 
 

459

ستوكهولم:اعتصام أمام السفارة العراقية في ستوكهولم
الاعتصام الاحتجاجي: أين وعودكم الانتخابية

 



محمد الكحط – ستوكهولم-                                                                  
  بدعوة من لجنة دعم التيار الديمقراطي في السويد، تجمع ظهر يوم الخميس 21/10/2010م، العديد من أبناء وبنات الجالية العراقية في السويد أمام السفارة العراقية في ستوكهولم في اعتصام احتجاجي على التأخير في تشكيل الحكومة العراقية، كما حضرت الاعتصام بعض وسائل الإعلام العراقية، التي أجرت لقاءات مع المعتصمين الذين رفعوا لافتات تطالب مجلس النواب بالانعقاد وانتخاب رئاسة للبرلمان وللجمهورية ولمجلس الوزراء بأسرع وقت، والكف عن خرق وانتهاك الدستور العراقي، فقد انقضت ثمانية أشهر على الانتخابات العراقية، والتي تحمل العراقيون جراءها المصاعب وشاركوا فيها بحماس قاصدين المجئ بحكومة تنقذ البلد من أزماته، وتضع الحلول للمعضلات الكبيرة وحدا للمعاناة في الحياة المعيشية التي يواجهونها طيلة السنوات الماضية، ولكن طال الأمد دون أن تلوح في الأفق أي بارقة أمل، والصراعات بين الكتل السياسية المتنفذة مستمرة والكل يبحث عن مصالحه دون أي اكتراث بمصلحة الوطن والشعب، لذا فهذه الوقفة وغيرها من الأعتصامات داخل وخارج الوطن ما هي إلا الردود السلمية لإنهاء هذه الحالة، أو إعادة الانتخابات البرلمانية من أجل انتخاب نواب جدد يضعون مصلحة الوطن والشعب في مقدمة اهتماماتهم.                                                                 

وفي نهاية وقفة الاعتصام، تم تسليم السفارة العراقية، مذكرة بأسم لجنة دعم التيار الديمقراطي في السويد، والتي وقعت عليها 37 منظمة من منظمات المجتمع المدني العراقية على الساحة السويدية، وكذلك بأسم المساهمين بالاعتصام، حيث رحب السيد القنصل العراقي بوفد المعتصمين شاكرا لهم وقفتهم، ومؤكدا مطالبهم العادلة، والتي هي نابعة  من حرص العراقيين أينما كانوا على مصلحة الوطن والشعب.             

وفيما يلي، نص المذكرة:                                                                       

مذكرة
السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق المحترم
السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء المحترم
السيد فؤاد معصوم رئيس السن للجلسة المفتوحة لمجلس النواب العراقي المحترم
السادة رؤساء الكتل والأحزاب ( ائتلاف العراقية , دولة القانون , الائتلاف الوطني العراقي , التحالف الكردستاني  )  المحترمين

تحيات طيبة
 نحن أعضاء لجنة دعم التيار الديمقراطي في العراق من أحزاب وجمعيات وأندية اجتماعية وثقافية وإنسانية عراقية عاملة وناشطة على الساحة السويدية ,المعتصمين أمام سفارة جمهورية العراق في مملكة السويد, اليوم الخميس المصادف 21/10/2010م،  نتوجه لكم بضرورة السعي الجدي لتغليب مصالح الشعب والوطن على أية مصالح حزبية وفئوية ضيقة أو أملاءات خارجية، للعمل على التئام عقد جلسات مجلس النواب والاتفاق السريع لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الحقيقية بعيدة عن منطق المحاصصة الطائفية والقومية و القادرة على تحقيق الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية ومستلزمات الحياة الإنسانية الطبيعية للشعب العراقي، حكومة تتشكل على أساس المسؤولية المشتركة في صنع القرار، ووفق معايير الوطنية والكفاءة والنزاهة.
كما نطالبكم بما يلي :-
 1- تحقيق استكمال السيادة والاستقلال الوطني وتوفير الأمن والخدمات للناس وإعادة الكرامة المسلوبة للعراقيين وحماية وضمان حقوقهم وحرياتهم.
2- تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية العليا بإعادة حساب مقاعد مجلس النواب التي صودرت دون أساس قانوني, لأصحابها الشرعيين.
3- احترام الوعود والبرامج الانتخابية والالتفات إلى معانات الشعب العراقي.
الظفر لقضية شعبنا العراقي في الحرية والديمقراطية وتأسيس الدولة المدنية، السلام عليكم
الموقعون:
1.   منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
2.   لجنة التنسيق الكردي الفيلي
3.   المجلس الصابئي المندائي لعموم السويد
4.   نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
5.   رابطة الأنصار الشيوعيين- ستوكهولم
6.   رابطة المرأة العراقية في السويد
7.   الجمعية المندائية في ستوكهولم
8.   جمعية المرأة العراقية – ستوكهولم
9.   نادي بابل الثقافي – ستوكهولم
10.    رابطة الديمقراطيين العراقيين – ستوكهولم
11.   الحركة النقابية الديمقراطية - ستوكهولم
12.   لجنة اللاجئين العراقيين – ستوكهولم
13.   جمعية الفنانين التشكيليين – ستوكهولم
14.   جمعية المرأة المندائية في السويد 
15.   اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
16.   حركة المجتمع المدني في السويد
17.   الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان في السويد
18.   البيت الثقافي العراقي في يوتوبوري
19.   جمعية المرأة العراقية في يوتوبوري
20.   منظمة الأنصار الشيوعيين ـ يوتوبوري
21.   جمعية تموز
22.   رابطة المرأة العراقية في يوتوبوري
23.   النادي الثقافي الاجتماعي في يتوبوري
24.   النادي العراقي في بوروس
25.   الجمعية الثقافية المندائية في لوند
26.   رابطة الديمقراطيين العراقيين في جنوب السويد
27.   رابطة المرأة العراقية في جنوب السويد
28.   الجمعية الثقافية العراقية في مالمو
29.   جمعية المرأة العراقية في مالمو
30.   رابطة الأنصار الشيوعيين في جنوب السويد
31.   جمعية انكيدو فيلم
32.   البيت الايزيدي العراقي في هلسنبوري
33.   البرلمان  الكوردي الفيلي
34.   منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في السويد
35.   منظمة المجلس الكلداني السرياني الأشوري
36.   البيت الثقافي الاجتماعي في فستروس
37.   البيت الثقافي الاجتماعي في كارلستاد

ستوكهولم في 21/10/2010

نسخة من المذكرة إلى: مكتب هيئة الأمم المتحدة في العراق


صور من الفعالية:
بعدسة: سمير مزبان

 

 

460
القوانين السويدية الخاصة بالهجرة وحقوق المرأة في ندوة حوارية
 
 



محمد الكحط – ستوكهولم-
استضافت جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم ونادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم الأستاذة القانونية نادية لطفي حاتم، مساء الجمعة المصادف 15 تشرين الأول على قاعة النادي في منطقة آلفيك، للحديث عن القوانين السويدية.
 بداية الندوة تم الترحيب بالحضور وبالأستاذة نادية من قبل السيدة وئام ملا سلمان التي قدمت نبذة مختصرة عن هدف الندوة وسيرة الأستاذة نادية لطفي، بعدها تحدثت المحاضرة عن موضوعها بإسهاب شارحة القوانين السويدية الخاصة بالهجرة واللجوء والإقامة، وحل النزاعات العائلية وحقوق المرأة وقوانين العمل والضمان الاجتماعي، وشروط وكيفية إنشاء الشركات في السويد وغيرها من القوانين المتعلقة بحياة المقيمين والمواطنين، وعرضت على الحضور تفاصيل كل موضوعة برفقة وسائل إيضاح.
حضر الأمسية العديد من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم، الذين ساهموا في طرح بعض الاستفسارات ومناقشة بعض القوانين والمواضيع التي طرحتها الأستاذة نادية حاتم.
في نهاية الندوة تم شكر وتكريم القانونية الأستاذة نادية لطفي من قبل جمعية المرأة العراقية ونادي 14 تموز الديمقراطي العراقي وقدمت لها باقة من الزهور.

   


461
ستوكهولم:  ندوة حول الحروب والاحتلال وتأثيرها على واقع حقوق الإنسان في العراق"



محمد الكحط – ستوكهولم-
في ندوة مشتركة أقام نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم وجمعية المرأة العراقية في ستوكهولم، ندوة حول "الحروب والاحتلال وتأثيرها على واقع حقوق الإنسان في العراق"، للأستاذ عدنان حاتم السعدي، سكرتير الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان/ السويد، يوم الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2010م على قاعة النادي في آلفيك، حضرها جمهور من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم، كما حضرها سفير جمهورية العراق في السويد الدكتور حسين العامري، وعدد من الشخصيات الوطنية، في بداية الندوة رحبت السيدة وئام ملا سلمان سكرتيرة جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم بأسم القائمين على الفعالية، بالحضور وبالسيد السفير شاكرة له تلبية الدعوة، كما رحبت بالأستاذ المحاضر عدنان السعدي ومقدمه الأستاذ فرات المحسن، واللذان رحبا بدورهما بالحضور وبالسيد السفير، وقدم المحسن تمهيدا للمحاضرة أجملَ فيها أهمية تناول موضوعة حقوق الإنسان، كما رحب بالمحاضر وقدم تعريفا موجزا عنه.
 أستهل الأستاذ السعدي محاضرته بمقدمة تاريخية عن تطور مفهوم حقوق الإنسان عالميا، وعبر التطور البشري والمواثيق الدولية التي صاغته بشكله الأخير، ووقعت عليه معظم دول العالم في وثيقة البيان العالمي لحقوق الإنسان.حيث يرجع الاهتمام المتزايد بحقوق الإنسان والحريات الأساسية إلى اعتبارات كثيرة, أهمها تنامي الأفكار والقيم الديمقراطية سواء على الصعيد الداخلي للدول أو على مستوى العلاقات الدولية، مشيرا إلى ان التطور الذي نشهده الآن في ما يتعلق بتعزيز حقوق الإنسان هو نتاج الأفكار التي تمثل خلاصة  اجتهاد  الباحثين والمفكرين والفلاسفة على امتداد التأريخ الإنساني، كما تحدث بشيء من التفصيل عن ميثاق الأمم المتحدة في مجال بلورة القيم القانونية الإلزامية لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والذي تمثل في الدعوة إلى إصدار عدد من الإعلانات والمواثيق الدولية ذات طابع عالمي عام ومستوى ثاني تمثل بحرص المنظمة على إقرار جوانب معينة من حقوق الإنسان، فكان صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10/ديسمبر /1948م, وتلت هذه الخطوة خطوات أخرى كان من أهمها إصدار العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية عام 1966 والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العام نفسه والخطوة الأخيرة في هذا الخصوص انعقاد مؤتمر فيينا لحقوق الإنسان في حزيران عام 1993م.
كما استعرض أهم الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق  الإنسان كـ، الاتفاقية الخاصة بمكافحة جريمة إبادة الجنس البشري والمعاقبة عليها ( 12/1/1951 )، الاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله  ( 21/12/1965 )، الاتفاقية الأوربية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية ( 5/11/1950 ) .
ثم تحدث عن الاحتلال الأمريكي للعراق وما تبعه من انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، والآن بعد سبع سنوات على التغيير، كيف هي وضعية حقوق الإنسان في العراق.وتوقف عند التغيير وواقع ظروف الدولة العراقية بعد سقوط النظام الديكتاتوري في عام 2003م، بواسطة الحرب والغزو والاحتلال، حيث لم تتوفر للمواطن العراقي بعدها حقوقه وحرياته الأساسية، لا بالعكس ترتب على وفق ذلك السقوط  انهيار ما تبقى من الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية, وفوضى أشاعها الاحتلال سهلت له أن يفرض رؤيته ومشروعه وشروطه لإعادة تأسيس دولة جديدة على وفق هذه الشروط. لكن مع التغيير اتسعت دائرة الاهتمام بماهية حقوق الإنسان في العراق، وحاولت وتحاول بعض الجمعيات والمنظمات ومراكز الدراسات الحقوقية والمهنية وحتى بعض الأحزاب السياسية تسليط الضوء على واقع وحال حقوق الإنسان ومناقشة القوانين المقترحة واقتراح السبل من اجل تنمية وتطوير هذا الحقوق ونشر الوعي بها.
كما واجهت الدولة العراقية الجديدة، تحديات وإشكالات معقدة وصعبة أفقدتها دورها وشكل وماهية الدولة ذاتها, ومن هذه الإشكاليات والعوامل المباشرة التي تحد من حقوق وحريات المواطنين العراقيين،إن الدولة العراقية ما زالت في حالة حرب وسيادتها منقوصة. فمنذ غزو النظام العراقي المباد للكويت في 2/8/1990 و الدولة العراقية خضعت لقرارات ملزمة لمجلس الأمن الدولي، قراري(  687- 660) التي أعتبر وفقه العراق بلدا يمثل خطرا على المنطقة مع عدم استقراره وعدم إيفاءه بالالتزامات التي حددتها قرارات مجلس الأمن.
 احتلت الدولة العراقية و فرض المحتل  شروطه وجدولة انسحابه وإنهاء حربه على وفق مشيئته ، بالإضافة لإبرامه لاتفاقية شراكة  طويلة الأمد لضمان مصالحه في العراق والمنطقة بالضد من رغبة المواطنين العراقيين بالحرية والاستقلال والسيادة الوطنية، كما ان الدولة العراقية الجديدة, كيان ناشئ ضعيف لم تتوضح معالمه, تتجاذبه أطراف داخلية وإقليمية ودولية ومحكوم بعوامل اللا استقرار نتيجة هذا التجاذب، وحتى دستور هذه الدولة الجديدة يوحي ويوضح وبشكل جلي هذا التنازع والارتباك. كذلك لازالت انتهاكات وجرائم النظام العراقي السابق ماثلة و حاضرة  بآثار لا يمكن تجاوزها لفظاعتها وبشاعتها ولما تركته من واقع إنساني مأساوي يتمثل بمئات الآلاف من القتلى والمفقودين والأسرى ضحايا حروبه الداخلية والخارجية ومن ضحايا القمع السياسي وعمليات التهجير وغيرها من الجرائم. واليوم وفي ظل الاحتلال الأمريكي وما سببه من تباطأ وتوقف العمل في الكثير مؤسسات الدولة الرسمية الخدمية والصحية والتربوية مما شكل وضعا مأساويا على حياة المواطنين العراقيين وأعباءً جديدة تضاف لما خلفه النظام الفاشي، فالاحتلال لم يوفر فرصة للأمن وتواصل الخدمات بل ساهمت قوات الاحتلال بإشاعة الفوضى والتحريض على التخريب وسرقة ممتلكات الدولة، كما فرض الاحتلال رؤيته بتقسيم الشعب العراقي وفصم وحدته الوطنية وتهميش الإرادة العامة من خلال مبدأ المحاصصة وتقاسم السلطات بين مكوناته الدينية طائفيا ومذهبيا، كما لم يف الاحتلال بالتزاماته كسلطة احتلال بحماية المدنيين وقت الحرب وكما نصت عليه اتفاقية جنيف الصادرة في 12/8/1949  بل العكس ساهمت  قوات الاحتلال الأمريكي - البريطاني بهدر دماء العراقيين وآخر إحصائية حسب تقارير بريطانية لعدد القتلى المدنيين يتجاوز 655 ألف مواطن عراقي مدني. والعامل المباشر والاهم الذي يؤثر على حقوق المواطنين واستقرار أوضاعهم الحياتية هو الوضع السياسي والتجاذب بين مختلف الكتل والكيانات 
لكن في نفس الوقت نرصد جملة من الايجابيات بعد سقوط النظام، منها، القبول بتداول السلطة سلمياً ونبذ الانقلابات العسكرية، انتشار حرية الرأي والتعبير, حرية تكوين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني, حرية التجمع والتظاهر, حرية الإعلام وتطبيق النظام الانتخابي والضمان النسبي لحرية المشاركة بالانتخابات والتصويت والترشيح. وكذلك التحسن النسبي في مداخيل الإفراد.
وفي الختام أستنتج ان الدولة العراقية وبهذا المأزق والظروف والإشكاليات المتعددة والمريرة, ستكون اضعف من ان تضمن حقوق وحريات مواطنيها, واضعف من ان تستطيع معالجة وإصلاح مواقع الخلل بسبب أن اغلب المشاكل هي بواقع كارثي وبالأخص ان السلطة والأحزاب السياسية تحاول التمويه وتعويم التجربة السياسية كحل أخير وطرحها كأنها الديمقراطية بعينها, وبنفس الوقت تتغاضى عن مقومات الدولة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لأنها عاجزة وغير مؤهلة لصياغة مشروع الدولة المدنية, فحقوق الإنسان وحرياته لا تنمو ولا تتطور إلا في بيئة سياسية سليمة ومؤسسات تشريعية وتنفيذية مسؤولة.
 في نهاية الندوة وبعد استراحة قصيرة تحدث العديد من الحضور وطرحوا بعض الأسئلة على المحاضر التي أجاب عليها مؤكدا على أهمية الموضوعة وحيويتها.



 
بعدها تحدث السيد السفير العراقي شاكرا لنادي 14 تموز الديمقراطي وجمعية المرأة دعوتهما ومن ثم عبر عن وجهة نظره في واقع الحال في العراق وأهمية موضوعة حقوق الإنسان بعدها تطرق لنوع العلاقة بين السفارة والجالية العراقية موضحا بأنه سفير لجمهورية العراق ويقف بمسافة واحدة من جميع مكونات الشعب العراقي وشرائحه، وهو ساع لتقديم ما يمكنه لمصلحة الجالية والعراق كوطن، في الختام تم تقديم الشكر للمحاضر والحضور وكرم من قبل النادي وجمعية المرأة بباقات من الزهور.





462
إلى مظفر النواب، عاشق البنفسج وليله
 أبن الرافدين البار
الإنسان والشاعر والمناضل

محمد الكحط – ستوكهولم-
انتابتني العبرات وأنا أشاهد برنامجا خاصا عن الشعر الشعبي في قناة الفيحاء الفضائية، والتي خصصت حلقتها للشاعر النواب هذا البرنامج قدمته شهد الشمري، حيث هزتني كلمات ومشاعر المتصلين وأكثرهم من الشعراء الشعبيين، وهم يتحدثون عنه، وكيف لا وهو الذي ظَفـَرَ بحبِ وعشق الناس الأحرار، الذين وجدوا فيه وفي شعرهِ أنفسهم، وما أجملَ وما أبهى أن يحظى إنسان بمثل هذا الحب، وكذا في اللقاءات الجماهيرية في الغربة مع مظفر النواب شاهدنا كيف تترقرق دموع الشيوخ والعجائز دون استئذان، وذلك أصدق تعبير عن العشق والحب للنواب الذي يعيدهم لأيام شبابهم ولتلك الذكريات ولذلك العراق المفتقد، مظفر الذي تغنى بأشعاره الفلاحون البسطاء والكادحون والفنانون، منذ قصائده الأولى وحتى اليوم، فلا يخلو بيت عراقي أو حتى عربي ثوري من قصائده...أناشيده...بل بياناته التي غدت راية للأحرار.
 مظفر إنسان وشاعر ومناضل وطني وقومي وأممي، فهو الذي شتم ولعن الحكام والأشرار، ولم يركع لسلطة أحد غير سلطة الكادحين وقضاياهم العادلة، حتى غدا المعبّر عن همومهم وتطلعاتهم، ومدافعا أمينا عن حقوقهم.
مظفر ومهما أبتعد عن أرضه العراق، ظل يحن ويتشوق وكما يقول هو (نهنهني الشوق إلى بستان اللوزِ...)، ذلك البستان الجميل الكبير والذي للأسف غدا مسرحا للثعالب والذئاب الكاسرة والمتوحشة.
مظفر الذي عشق البنفسج وليله وأحب الناس الذين كانوا مصدر إلهامه وقوته الإبداعية، بل والهواء الذي يتنفس، ولهذا تجد قصائده طريقها سهلا  إليهم، كونها تتحسس معاناتهم التي تلمسها هو بمجاسته الدقيقة وروحه الرهيفة، والتي نادرا ما تخطئ، هذه روحه التي هيَّ (كما الأسفنجة تمتصُ الحانات ولا تسكر...)، روحه المتعلقة هناك بذلك الوادي، بتلك الأرض، بذلك النخيل الشامخ، ذلك النخيل وحده القادر ((أن يسند ظهره...))، هناك تجد روح مظفر هذا الإنسان الوديع الراحة والطمأنينة.
وهو مظفر أينما حلَّ يلتم حوله وحول قصائده العراقيون المشتتون في كل بقاع الأرض، فأنهم يجدون الدفء فيه وفي كلماته التي تلهبهم، فيتجمعون حوله كما يجتمع أطفال بلادي الفقراء حول موقدٍ في شتاءٍ  قارس.
مظفر وكلماته كانت توحدنا وتدفئنا، وما أحوجنا اليوم أن نتوحد وأن ندفأ الروح التي تكاد تزهق كل يوم  في متاهات الغربة أو في أزقة العراق.
الكلام كثير وذو شجون والكلمات تقف خرساء أمام صاحب الكلمات، هذا الذي تمتد قصائده من أقصى شمال بلادي حيث جبال كردستان ووديانها حتى جنوبها حيث الأهوار وشعابها، إلى بلاد فارس والسند والهند وأفريقيا، من المحيط إلى الخليج، إلى العالم كله.
نتمنى لك السلامة والشفاء من مرضك، والعودة لنشاطك الدؤوب، ونهديك الزهور الحمراء القانية، على أمل أن نسمع صوتك هادرا في ساحات العراق وسط أهلنا، فالعراق بحاجة إليك رغم مرضك، فأنت يا أيها الشيخ الجليل أبن الرافدين البار.

463
ستوكهولم: مناصرو التيار الديمقراطي يطالبون الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.



محمد الكحط –ستوكهولم-

نظم مناصرو التيار الديمقراطي العراقي، من أحزاب وجمعيات ونوادي ثقافية واجتماعية عراقية من المتواجدين في ستوكهولم فعالية في يوم السبت 14/8 وعلى قاعة آلفيك، اجتماعا جماهيريا دعت إليه اللجنة التحضيرية للفعالية، من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية بعيدا عن المحاصصة الطائفية والقومية، ومن أجل العمل يدا بيد من اجل تحقيق آمال وطموحات شعبنا العراقي ومن اجل إقامة دولة ديمقراطية اتحادية يحكمها القانون تضمن لأبنائها الأمن والعدالة الاجتماعية والحياة الحرة الكريمة.

فقد تجاوزت القوائم الفائزة في الانتخابات والقوى المتنفذة مهامها وخرقت الدستور، وأصبح الصراع على السلطة هو هاجسهم وليس خدمة مصالح الشعب والوطن، فها هي خمس أشهر أنتهت دون أن تلوح في الأفق أية علامة على قرب انعقاد البرلمان وانتخاب الرئاسات الثلاث بشكل سلمي وديمقراطي وهادئ، وتزداد معاناة المواطنين من ضعف الخدمات في كافة مجالات الحياة.
هذا الحال يتطلب اليوم تضافر الجهود المخلصة والتي يهمها مصلحة الشعب والوطن، والحريصة على مسار العملية الديمقراطية، من اجل الضغط على أعضاء البرلمان والمحكمة الدستورية العليا باستخدام صلاحياتها لتنفيذ المهام بأسرع وقت من أجل إنقاذ البلاد من محنتها المتفاقمة.
وكانت هذه الفعالية بهذا الاتجاه، حيث رحب الرفيق كفاح محمد بالحضور،  بعدها
وقف الجميع دقيقة  حداد على أرواح شهداء العراق، ثم عزف نشيد موطني، بعدها جاءت كلمات الوفود المشاركة في الفعالية، حيث ألقى الرفيق جاسم هداد كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، ومما جاء فيها، ((...فرغم مرور خمسة أشهر على إجراء الانتخابات النيابية التي أعتبرها حزبنا، رغم كل ما شابها من اختراقات وخلل، تجربة تعني الكثير لحاضر ومستقبل العراق وخاصة في تأكيد طريق التداول السلمي للسلطة، لا زالت البلاد بلا حكومة شرعية وما زالت مؤسساتها الدستورية معطلة وما زالت القوى المهيمنة على العملية السياسية في صراع على تقاسم النفوذ ونهب الثروات، فيما تعيش جماهيرنا والكادحة منها بشكل خاص، ظروفاً غاية في القسوة في ظل البطالة وتردي أو غياب الخدمات وتدهور الأمن والارتفاع المريع في الأسعار، وما زال شبح تواصل الاحتلال أو تفاقم الاستقطاب الطائفي حد الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد يقلق كل الحريصين على هذا البلد الجريح، إن حزبنا الذي حذر دوما من مخاطر المحاصصة الطائفية والإثنية ومن هذه الأزمة وأثارها المدمرة على مستقبل العراق، يدعو اليوم أيضاً إلى التمسك بالهوية الوطنية الجامعة، وتغليب مصلحة الشعب والوطن على أية مصالح أخرى))، بعدها جاءت كلمة المجلس الصابئي المندائي لعموم السويد والتي ألقاها السيد فوزي صبار، ومما جاء فيها، ((الآن أنتم يا قوى الشعب ويا شرائحه الصغيرة والكبيرة تجلسون ونجلس معكم نحن الصابئة المندائيون وعيوننا ترقب تلك الساعة وذاك الانفراج بحاجة إلى الجديد في الخبر، لا تبتئسوا ولا يصيبكم الوهن والضعف والقنوط، فهناك برلمان سوف تجلس تحت قبته أذهان متفتحة وضمائر حية وحرص لا متناهي، نحن مطمئنون ان القادة هناك في الداخل أحرص منا هنا في الخارج، كيف ولا وهم يكتوون بلظى المتناقضات ووهج القيظ وخوف المجهول...))، أما كلمة الحركة النقابية الديمقراطية في السويد والتي ألقتها السيدة خولة مريوش فقد أشارت إلى أننا ((نجتمع  اليوم من أجل أن نبعث برسالة إلى البرلمان والأحزاب والقوى الوطنية والخيرة ونطالبهم بالإسراع في انجاز الخدمات وتوفير الماء والكهرباء وإيجاد فرص عمل للعاطلين..))، ثم ألقيت كلمة الجمعية المندائية والتي ألقاها السيد سعدي السعدي، ومما حوته،((بعد سبع سنوات من سقوط النظام السابق والعراقيون بدون ماء صالح للشرب ولا كهرباء ولا أنظمة للصرف الصحي وخطوط هاتف، مدارسنا تنتمي لمرحلة القرون الوسطى، ونحن في القرن الحادي والعشرين، وادي الرافدين المزدهر أصبح متصحرا والتصحر يزحف بسرعة فائقة، أن لا سبيل للتطور الحضاري للعراق على جميع المستويات الا من خلال الانتهاء من النزاعات الطائفية والقومية والعشائرية وإعادة الهيبة للمواطنة والانتماء لوطن لازال أسمه العراق))، وكان لرابطة المرأة العراقية في السويد كلمتها التي قدمتها السيدة ماجدة شلتاغ  حيث أشارت إلى ((أن رابطة المرأة العراقية في السويد، إذ تشارك كل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وكل القوى الديمقراطية والحريصة على مصلحة الشعب والوطن، أنما تضم صوتها إلى كل الأصوات التي تطالب بوضع حد لهذا الوضع، بأن تعي هذه الكتل مسؤوليتها كاملة، وتسعى إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على أسس متينة، تكفل سلامة العراق وسيادته واستقلاله وتحرره من الاحتلال ...))، كما ساهمت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، بكلمة القاها الفنان عباس الدليمي، أكدت على وقوف الفنانين ((وضم صوتهم إلى الأصوات المطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة وعلى أسس ديمقراطية تضمن للجميع حق العيش بكرامة))، كما وصل التجمع عدة رسائل منها  رسالة من جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم، ومما جاء فيها ((نعلن تضامننا مع شعبنا العراقي في محنته الناجمة عن استمرار المأزق السياسي الحالي الخطير والاسراع بتشكيل حكومة ذات برنامج يستجيب لحاجات الشعب وحقوقهم ومصالحهم الاساسية وعلى اساس نبذ نظام المحاصصة الطائفية والحسابات الضيقة))،  وتخلل التجمع تقديم قصائد شعرية ألقاها الشاعر جاسم الولائي، منها قصيدته "لبيك ياعراق"، وتم التداول مع الحضور حول صيغة العمل المقبلة  من أجل تفعيل جمع القوى الديمقراطية لتكون في مقدمة القوى المدافعة عن مصالح الشعب والوطن، وضرورة أستمرار الفعاليات مستقبلا وتم أصدار النداء التالي من قبل الجميع.                                                 
         

نداء
الأخوات الفاضلات والأخوة الأفاضل

اسمحوا لنا باسم مناصري التيار الديمقراطي من أحزاب وجمعيات وأندية اجتماعية ثقافية عراقية منظمة لهذه الفعالية، أن نتقدم إليكم بأجمل التحيات وخالص التقدير على شعوركم الوطني وحرصكم على مستقبل عراقنا الحبيب وعلى طموح شعبه بإقامة دولة ديمقراطية إتحادية، يحكمها القانون وتضمن لأبنائها السلام والعدالة الاجتماعية.
أيها الأحبة
تعيش بلادنا أوضاعا عصيبة، فرغم مرور أكثر من خمسة أشهر على انتخابات شابتها وعلق بقانونها الكثير من الريبة، ما زالت القوى المتنفذة، منهمكة في عراك مقيت على السلطة والثروة، أدخلت البلاد في حالة استعصاء، مليئة بالمعاناة اليومية، ومشحونة ًبالمخاطر، ومنذرةَ بمحن إضافية للعراقيين، في ظل تدهور أمني وغياب للخدمات وتفاقم للأزمات وتدخل فظ وتخريبي للعاملين الدولي والإقليمي، فيما لا تبدو في الأفق أية بوادر لتفاهم من حملتهم للبرلمان انتخابات آذار الماضي، على إقامة حكومة شراكة وطنية، تنهي المحاصصة المقيتة، وتستكمل تحرير البلاد من المحتلين، وتقود سفينتها نحو بر الأمان.
   وبديهي أن تُحملنا هذه الأوضاع المأساوية مسؤولية العمل لإدانة واستنكار التعامل غير المسؤول من جانب هذه الكتل السياسية مع أوضاع البلاد المتردية، وتجاهلها الواقع القاسي الذي يئن تحت وطأته شعبنا، وما لقائنا هذا الا أحد أشكال هذا الشعور بالمسؤولية.
لنرفع صوتنا عالياً إذن، داعين إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية، بعيدة عن منطق المحاصصة الطائفية والقومية، ومشكـّلة على أساس المشاركة الفعلية في صنع القرار، ووفق معايير الوطنية والكفاءة والنزاهة.
لتتحرك جماهيرنا في الوطن وجاليتنا في الخارج لأسماع صوتها للقوى المتصارعة على السلطة،  من اجل تغليب مصلحة الشعب والوطن على المصالح الحزبية والفئوية الضيقة، والعمل الجدي والسريع لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية القادرة على تحقيق الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية ومستلزمات الحياة الإنسانية لهذا الشعب المظلوم.
لنتمسك بالهوية الوطنية الجامعة، ولنغلب مصلحة الشعب والوطن على أية مصالح أخرى.
معاً يمكننا أن نحقق ما نريد .. وفي مقدمة ذلك:
1.   الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والقومية.
2.   تحقيق استقلال البلد، وتوفير الأمن والخدمات للناس وإعادة الكرامة المسلوبة للعراقيين.
3.   تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية العليا بإعادة مقاعد مجلس النواب، التي صودرت دون أساس قانوني، لأصحابها  الشرعيين.
4.   احترام الوعود الانتخابية والالتفات إلى معانات الشعب
فلتكن إرادتنا واحدة، فمصالح شعبنا واهدافه لن تتحقق بدون وحدتنا وتحركنا المنظم والواعي.
الظفر لقضية شعبنا في الحرية والديمقراطية.
 والسلام عليكم
الموقعون:
-   منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
-   لجنة التنسيق الكردي الفيلي
-   المجلس الصابئي المندائي لعموم السويد
-   نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
-   رابطة الأنصار الشيوعيين- ستوكهولم
-   رابطة المرأة العراقية في السويد
-   الجمعية المندائية في ستوكهولم
-   جمعية المرأة العراقية – ستوكهولم
-   نادي بابل الثقافي – ستوكهولم
-    رابطة الديمقراطيين العراقيين – ستوكهولم
-   الحركة النقابية الديمقراطية - ستوكهولم
-   لجنة اللاجئين العراقيين – ستوكهولم
-   جمعية الفنانين التشكيليين – ستوكهولم
-   جمعية المرأة المندائية في السويد 




464
ستوكهولم: أحياء الذكرى الـ 52 لثـورة 14 تمـوز 1958 وعيد تأسيس الجمهوريـة العراقيـة، وانطلاق فعاليات أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم  من 9 – 14 تموز 2010
  

محمد الكحط- ستوكهولم-
idkse@yahoo.se        
أحيا نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم حفلا فنيا غنائيا ساهرا بمناسبة الذكرى الـثانية والخمسين لثـورة 14 تمـوز 1958 المجيدة وعيد تأسيس الجمهوريـة العراقيـة، وعلى قاعة هوسبي تريف، في يوم الجمعة المصادف 9 تموز 2010، وهو اليوم الأول لانطلاق فعاليات أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم، التي يحييها سنويا نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي. حضر الحفل جمهور كبير من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم، كما حضرها ضيوفنا الأعزاء: سفير جمهورية العراق في السويد الدكتور حسين العامري والسيد وكيل وزارة الثقافة العراقية الأستاذ فوزي الاتروشي والسيد مستشار السفارة الاستاذ فارس شاكر فتوحي والسلك الدبلوماسي للسفارة، والسيد رئيس اتحاد الجمعيات العراقية في السويد الاستاذ عبد الواحد الموسوي.
 
بدأ الحفل بالنشيد الوطني العراقي الذي أنشده الفنان جـلال جمـال، بعدها تم الترحيب بالحضور والضيوف الكرام، ثم قدمت كلمة بالمناسبة ألقاها السيد سكرتير النادي الاستاذ حكمت حسين، جاء فيها:

"الحضور الكريم .. مساء الخير، اسمحوا لي بأسم نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي أن احيي حضوركم الكريم، وحضور الضيوف الاعزاء، ومشاركتكم الجميلة في حفلنا الفني الساهر بهذه المناسبة الخالدة والعزيزة على قلوبنا.

اعزائي الحضور، في هذه الأيام من كل عام يحتفي نادينا كما العادة بهذه المناسبة المجيدة. وبمرور الزمن قدم ومازال يقدم نادينا ما يستطيعه وفاءا وتخليدا لهذه الثورة العظيمة بمنجزاتها ومكتسباتها المهمة. وقد حرص نادينا ان يستلهم من وحيها وأهدافها ما يجعل  أهدافه ومهماته الأساسية مرتبطة دائما يالمهمات الثقافية والاجتماعية والسياسية المبنية على روح المشاركة والشفافية وأسس الديمقراطية، والمناداة بالمساواة والحريات واحترام حثوق الانسان، بعيداً عن الضغائن والنعرات الطائفية البغيضة. ومن اجل لغة حوار حضاري بين أبناء جاليتنا العراقية في السويد بكافة مكوناتها وأطيافها الجميلة. لنبني وطنا جميلا بأهله، تصان فيه كرامة وحقوق الإنسان.
مرة أخرى أحييكم واشكر حضوركم الكريم متمنين للجميع قضاء وقتاً ممتعاً وسهرة سعيدة. وشكراً  ... الهيئة الادارية لنادي 14 تموز الديمقراطي العراقي."

بعدها تعاقب الفنان جلال جمال والفنانة نورا والفنان عباس البصري والفرقة الموسيقية، على تقديم فقرات غنائية عراقية منوعة أسعدت الحضور الذي أمضى أمسية عائلية متمتعا بحفل فني ساهر وأجواء عراقية جميلة، وكانت أمنيات الجميع هي اندحار الإرهاب وأن يعم السلام والأمن ربوع العراق، ويعيش أبنائه منعمين مرفهين سعداء وتعزز روابط الألفة بينهم وتزداد عرى العلاقات الطيبة بين أبناء جاليتنا وأهلهم وشعبهم في داخل العراق.
وكما أشاد الاستاذ فوزي الأتروشي بمهرجان أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم الذي يقيمه نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي وبرعاية اتحاد الجمعيات العراقية في السويد، قائلا "ان هذه الأيام الثقافية هي رسالة سلام ومحبة إلى المثقفين من العراقيين والسويديين وهي حلقة تواصل مابين المثقفين في الداخل والخارج."


صور من الفعالية:
 


465
المجد للأول من أيار
الظفر للطبقة العاملة
احتفالات السويد بعيد العمال العالمي


محمد الكحط – ستوكهولم-
كل عام وهذا العام أيضا، رغم رداءة الجو، ازدانت شوارع العاصمة السويدية ستوكهولم بالأعلام الحمراء، راية الشغيلة الخفاقة، ورفرفت اللافتات التي تحمل شعارات الطبقة العاملة وأهدافها النبيلة بإقامة عالم السلام والاستقرار الخالي من العسف والاضطهاد والحروب، عالم المساواة الحقيقية وانتصار القيم الإنسانية على قيم الشر التي تقودها الرأسمالية المتوحشة اليوم، مواطنون من أنحاء العالم، شغيلة يد و شغيلة فكر وطلبة وشباب، ومناضلون تقدميون، يسيرون يدا بيد يرددون شعارات تنادي بالسلام والعدالة والمساواة ووقف الحروب، شوارع العاصمة السويدية مكتظة بالحشود المؤمنة بغدٍ وضاء للبشرية، يسيرون وهم فرحون يتعانقون يغنون يرددون نشيد الأممية بفرح غامر.


شارك في المسيرة أبناء الجالية العراقية تتقدمهم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، والحركة النقابية الديمقراطية في السويد، وهم يرفعون شعارات الطبقة العاملة العراقية، ويغنون الأغاني الوطنية، ويرددون الشعارات والأهازيج الشعبية التي ترمز إلى نضالات الأول من أيار، عيد العمال العالمي.
 
انطلقت التجمعات من ساحة ميدبوريربلاتسن إلى الحديقة الملكية وسط العاصمة ، ومن ساحة الهيتوريت إلى وسط المدينة، مسيرات طويلة حاشدة، الموسيقى تعزف للحشود النشيد الأممي، وفي الساحة الملكية، حيث التجمع الكبير توالت كلمات قادة الأحزاب والنقابات في السويد، مع فقرات من الغناء، لتنتهي المسيرة مع الأمل بتحقيق المزيد من المنجزات للشغيلة.
فمنذ الأول من أيار، 1886، حيث قام عمال شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية بإضراب عام شارك فيه عموم العمال والحرفيين والتجار والمهاجرين، وفتحت الشرطة النار على المضربين فقتلتهم، لكن حياتهم لم تذهب هدرا بل كانت الشعلة التي يتقد منها عيد العمال العالمي كل عام لتستمر المسيرة في سبيل غدٍ أفضل للبشرية.
 لقد كان وسيظل الأول من أيار، عيد العمال العالمي، رمزا للتحدي والنضال والتحرر من العبودية والاستغلال والاضطهاد، وعيدا لشغيلة اليد والفكر والفلاحين والمثقفين وكل القوى التقدمية المحبة للسلام والتحرر والديمقراطية.
 
صور ولقطات فيديو يوتوب من المسيرة الجماهيرية بعيد العمال العالمي:

 
 

 
 
 
 
 

رابط لقطات الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=Or8PpGsZcaM
http://www.youtube.com/watch?v=sXOIprqiO9w
http://www.youtube.com/watch?v=7-FznH5qPx8
http://www.youtube.com/watch?v=rb3oGQCnh7o
http://www.youtube.com/watch?v=U0ERSLt2JXk
http://www.youtube.com/watch?v=P3v1UUlqHO0


466
الفنان فؤاد الطائي يستذكر

 
أجرى الحوار: محمد الكحط
وأنا في طريقي إلى "شرفة فؤاد الطائي" كنت أردد قصيدة سعدي يوسف هذه وأتساءل مع نفسي، أية شرفة تلك التي كتب عنها أبن يوسف هذه القصيدة، هل هي في العراق أم هنا في المنفى، الثلجي، فهو يقول ((...حتى وإن هطل الثلج...))، فها هو الثلج على طول الطريق إليه، وتلك هي البحيرة، وها هو "الشمال السويدي"، وها هي لوحات ومنحوتات فؤاد تتفتح "أنجمأ وأيائل"، كنت أخشى لقاء هذا الفنان المنزوي بعيداً عن الأضواء، له عالمه الخاص، بل عوالمه الخاصة، كنت أظن أنه سيكون صعب المراس، فهو المتمرد على السياسة والسياسيين، كلهم أصدقاؤه، لكنه يعشق فنه الذي أصبح زاده الروحي دون أي منافس.
شقة وفيها شرفة وقفت عندها، كل ما فيها فن في فن، بل أرشيف للفن، وأرشيف للسياسة والمجتمع، محطات كثيرة وأثيرة بكل ما فيها، من حلاوة ووجع السنين، لكن سنين الغربة كانت الأطول والأكثر إيلاما.
كان الحديث معه طويلا، لكنني سأستل منه ما يخص الذكرى وأنتظر استكمال بعد ذلك بمادة خاصة بفنه وبحياته، فحينما كلمته عن ذكرى تأسيس الحزب، تفتحت أساريره، وتوقدت ذاكرته، وإذا به يكشف عن أسرار جديدة لم يعرف بها الا القليلون.
يقول بدأ حسي السياسي مبكرا، منذ المرحلة الابتدائية في المدرسة، حيث حب الوطن واحترام العلم والأناشيد الوطنية، وحتى صورة الملك كونه يمثل رمزا للوطن، لكن في مرحلة الدراسة المتوسطة تطور الوعي السياسي، بفعل الأحداث السياسية العربية والعالمية، ففي العراق كانت الأحداث سريعة، وأتذكر سنة 1957م، حيث كان عمري 14 سنة، ساهمت للتمويه في تهريب سكرتير الحزب الشيوعي العراقي سلام عادل من بغداد إلى الديوانية، حيث كان أخي الضابط الطبيب الشيوعي مكلفا بالمهمة، كونه ضابط يمكنه بسهوله من اجتياز نقاط التفتيش، فأخذني معه بسيارته، كي لا يثار انتباه أحد، فوصلنا إلى منطقة في بغداد، فخرج شخص بلباس عربي "قروي"، يرتدي اليشماغ والعقال، وصعد معنا وتجاوزنا نقاط التفتيش من بغداد إلى الحلة، فسيارة يقودها عسكري ومعه صبي وقروي لم تثير انتباه أحد، ولم يطلبوا من عندنا إبراز هوية مثلا. وصلنا إلى أحد البيوت وتناولنا الطعام، ونقلوا سلام عادل إلى مكان آخر، هذه الحادثة ظلت في بالي، وغيرها من الأمور حيث بدأ اهتمامي المبكر بالصحف والمطالعة وقراءة الكراريس والكتب السياسية المبسطة، ورغم ان والدنا كان إقطاعيا فكانت مواضيع مثل الملكيين والرجعيين وعامة الناس تثير اهتمامي، كما بدأ اهتمامي بالشعر والقصة والرواية واطلعت على الأدب العراقي والعربي والعالمي قرأت أنيس منصور وسلامة موسى وتوفيق الحكيم ونزار قباني ونهرو وفيكتور هيكو وهمنغواي والبير كامي وسيمون دي بوفوار وغيرهم، قرأت الصحف كالزمان والأخبار والبلاد، ومجلات كالمصور وآخر ساعة وروز اليوسف وصباح الخير.

     
   
 وهنا يستذكر موقفا طريفا له مع أحد أصدقائه الذي كان أبوه صاحب مكتبة، فجرى الاتفاق أن يأخذوا كتبا منها و يقرؤونها بدون أن يفتحوا الورق المتلاصق كي تبقى وتبدو كأنها جديدة ولم تستعمل، مما يوفر لهم المال، كون الكتب كانت مكلفة آنذاك، ولكن  كان عليه أن يقرأ بصعوبة الكتب ولكنه كان يتحمل ذلك الألم بسبب شغفه بالمعرفة.

من أرشيفة الصحفي

عمل مع اتحاد الطلبة والشبيبة، وعمل مع منظمة أنصار السلام، ومن ثم بعد ثورة 14 تموز بفترة أنضم إلى الحزب، بدأت اهتماماته الفنية بالبروز، ورسم صورة للزعيم عبد الكريم قاسم بعد تعرضه للاغتيال وسلامته، نشرت في جريدة البلاد وأرسلها إلى الزعيم، وكان جواب الزعيم له هو إهداءه صورته وعليها توقيعه الخاص، (الرسم وصورة الزعيم مرفقة مع التقرير)، نشط جماهيريا وفنيا وأخذ يرسم في الصحافة العراقية، وأخذت قراءاته تتسع فشملت أعلام الأدب الروسي دستوفسكي، تشيخوف، مكسيم غوركي، تولستوي، غوغول...، يتذكر مساهماته في النشاطات الجماهيرية منها المسيرة المليونية بعيد العمال العالمي وهي أول وآخر مرة خرجت فيها الجماهير بتلك الصورة والعنفوان.
بعد الانقلاب الفاشي 1963م، تعرض للاعتقال ثلاث مرات، وتعرض للأذى الشديد، وبدأ منذ ذلك الحين تشاؤمه من العمل السياسي. ويستذكر كيف أضطر لأخفاء كتبه ووثائقه، كان حس الفنان المرهف في دواخله الذي يحلم بعالم نزيه وعمل سلمي دون عنف، ويؤمن بلغة الحوار لا لغة القوة، فأبتعد عن السياسة متألما لكن ذلك لا يعني أنه تخلى عن مشروعه الإنساني الراقي، فبقيت أعماله تتحدث عن القيم العليا، وفي أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، كان له حضور من نوع آخر تميز بالنشاط الفني والاجتماعي المميز وكان ضمن الهيئة الإدارية في جمعية الفنانين العراقيين، وبسبب من إلحاح البعض، عاد إلى التنظيم لكنه ظل متمردا على التقييد فعنده الالتزام هو تقييد له، وعند إعلان الجبهة الوطنية وقف ضدها وعانى الكثير من ذلك. ويستذكر عندما يقول في الاجتماع أنهم بعثيون يقولون له قل "الحلفاء"، لذا بقي متمردا، لا ينفذ الا ما يقتنع به، وسبب ذلك حصلت مشاكل كثيرة بسبب عدم ادراك مكنونات الفنان كما هي والتزام الجانب الجامد من المعادلة الصعبة.
 
 لوحة الذكرى ال 47 لميلاد الحزب                        لوحة الذكرى ال50 لميلاد الحزب
                                                                        
في سنة 1978، وعند بدء الحملة الشوفينية ضد الشيوعيين، التقى مع الرفيق مهدي عبد الكريم والذي طلب منه مغادرة العراق خلال أيام، كونه وجها مكشوفا وهنالك حملة نشطة لتصفية المعروفين والنشطين، فغادر إلى فرنسا ومن هناك إلى موسكو وبعد فترة التحق بمعهد السينما العالي في موسكو من سنة 1980حتى 1987، ليكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في موضوعة "البناء التشكيلي"في الفلم الروائي" ويمارس خلال تلك السنوات نشاطه الفني والاجتماعي المتنوع بهمة وكفاءة وبحرفية أكبر، فبعد معارضه الشخصية والمشتركة في العراق، أقام في موسكو عدة معارض فنية وشهادات تقديرية لنشاطه في مجال الرسم والتصميم.
صمم بوسترات احتفالات الحزب بعيد تأسسيه بأحجام كبيرة (م7*5م)، "هنا نماذج منها" ، وحتى الجهات السوفيتية كانت تنتظر ماذا سيعمل الطائي من بوستر جديد هذا العام، بعدما شاهدوا أعماله.

 
لوحة الذكرى ال 48 لميلاد الحزب
بعد التخرج، غادر إلى السويد، وهنا أقام عدة معارض ولازال يعمل بجد ونشاط، لم يترك أسلوبا أو عملا لم يجربه، فهو يحمل قطعة الخشب المرمية في الشارع ليعمل منها عملا نحتيا، أو يجمع الأغلفة الداخلية لعلب السكائر أو أغلفة الحلويات اللماعة والملونة، ليعمل منها لوحاته، ومن الأكلات الشعبية يعمل لوحات فوتوغرافية خلابة، مستعينا بأرهاصات الطفولة ومجسدا لها.
و هكذا هو اليوم يقدم فنا جديدا وإبداعا جماليا مدفوعا برغبة حقيقية نابعة من دواخله لأحياء تلك الطاقة الكامنة في روحه وتعبيرا عن روح التحدي الذي في داخله.
يقول فؤاد الطائي، رغم أن لي موقفا الآن، من عالم السياسة وتداعياتها، فلا أنكر الدور الكبير الذي لعبه "الحزب الشيوعي العراقي" في حياتي وحياة جميع الفنانين والمثقفين العرقيين، بل كان المدرسة الكبيرة لهم جميعا.
يملك فؤاد الطائي أرشيفا كبيرا من الذكريات والنصوص والصحف والتصاميم و النتاجات التي لا تحصى، بل هنالك العديد من المشاريع الكبيرة التي ستكون عونا للأجيال القادمة من فنانين ومثقفين، عن كل تلك الأمور ستكون لنا معها وقفة خاصة بعيدا عن أجواء السياسة.


467
لقاء مع الرفيق أبو سركوت
شذرات  من سيرة كفاحية ثرة


حاوره محمد الكحط
الرفيق جبار حسن محمد (أبو سركوت)، من مواليد السليمانية 1934م، فعمره عمر الحزب، وعطائه ليس له حدود، أحب هذا الحزب ومبادئه وأفكاره، ولد وسط عائلة بسيطة، والده من عشيرة زنكنه من ريف كركوك، كان متطوعا في الجيش العراقي الحديث التكوين، وتعلم القراءة والكتابة بدون مدرسة، وتوفي سنة 1962م، أما أمه فهي من سادة برزنجه، كانت مناضلة لعدة عقود في صفوف رابطة المرأة العراقية، رغم أنها أمية، بل وكانت مراسلة جيدة لنقل البريد الحزبي السري، وقد توفيت سنة 2002م في أربيل عن عمر يناهز الـ 86 سنة، انتقلت العائلة بعد ولادة جبار بسنة من السليمانية إلى بغداد ومن ثم إلى كركوك فالموصل بسبب تحركات الوحدة العسكرية لوالده، دخل المدرسة الابتدائية في ناحية زيبار مبكرا، ومن ثم في زاخو وبعدها في كركوك وأربيل، ومنذ سن مبكرة وجد نفسه وسط زحمة النضال الوطني، ففي مرحلة الصف الثاني المتوسط  سنة 1949 أعتقل في كانون الثاني بسبب اشتراكه في مظاهرة ضد حكومة نوري السعيد، وحكم عليه بسنتين سجن وفصل من المدرسة، وليعود إليها سنة 1958م ضمن الدوام المسائي.
 يستذكر الرفيق بدايات نشاطه السياسي في كركوك ومشاركته الاحتفالات بالنصر على الفاشية، وكيف كانوا يسيرون مع الطبل والزرنا في العربات في شوارع كركوك، وفي المظاهرات لمساندة العوائل البارزانية التي هجرت من قراها قسرا، ومساهمته في احتفالات عيد نوروز، منها الحفل الذي أقيم في قرية "سيدان" في العراء، حول لهيب النار، وكان الرفيق الشهيد جمال الحيدري هو من يدير الحفل، ومجموعة من الشباب تنشد نشيد لوروز، كان معه "عمر دزه يي" المغني المعروف، وجمال خزندار(أخ الدكتور معروف خزندار).
ومن النشاطات التي لها أثر في حياته آنذاك، قيامه مع الفقيد عمر خزندار بمساعدة عمال السكك الحديدية التي بدأت بمد سكة حديد خط أربيل- كركوك- ، حيث أضربوا مطالبين بتحسين الأجور وظروف العمل، وساعدوهم في توقيع عريضة تتضمن مطالب العمال وذهبوا معهم نحو المتصرفية وهم يهتفون بموت مستر كويل الذي يمثل الشركات الانكليزية للمشروع،  كانت هذه النشاطات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
بعدها أبلغه الطالب أحمد عثمان أبو بكر وهو شقيق حميد عثمان بأنه نال شرف العضوية في حزب التحرر الوطني، وكان عمره آنذاك 14 عاما فقط. فشعر بفرح وزهو كبيرين، وانتظم في حلقة صغيرة يديرها محسن محمد أمين دزهئي، وكان يتم تثقيفهم بكراس فهد "مستلزمات كفاحنا الوطني"، ويستطرد قائلا  ((وفي مقهى "مجكو" المشهور في أربيل تعرفت على الشهيد عادل سليم وأسعد خضر (أبو نجاح)، وغيرهم وكانوا يطالعون جريدة الأساس أو يتناقشون في أمور سياسية، لم أكن أفهم منها شيئا، وفي تلك الفترة جرت محاكمة الرفيق فهد فخرجت تظاهرة صبيحة يوم 21 كانون الثاني/يناير 1949م في الشارع الرئيسي في أربيل المواجه للقلعة، شارك فيها الطلبة والعمال والكسبة وهم يهتفون بسقوط حكومة نوري السعيد، وتستنكر إعادة محاكمة قادة الحزب الشيوعي العراقي، وكنت في المقدمة، فحضرت قوة كبيرة من الشرطة مزودين بالهراوات، فتبادل الشرطة والجمهور الضرب واللكمات وأصبت في مؤخرة رأسي ووقعت على الأرض والدم يسيل من رأسي، واقتادوني إلى مركز الشرطة ومن ثم إلى المستوصف، وبعد التداوي البسيط أعادوني للمركز والناس تنظر إليّ بإعجاب ويهمسون (أنه صغير السن فكيف يضربوه ويوقفوه)، فكنت فرحا جدا بمقاومتي للشرطة،  خصوصا عندما علمت ان الانتفاضة اندلعت في عدة مدن عراقية، جرى تسفيرنا إلى معسكر الوشاش في بغداد، وقدموننا إلى محكمة عسكرية برئاسة النعماني، وحكم علينا وكانت حصتي بسنتين، فأنتقلنا إلى السجن المركزي قسم الفرن، حيث كان مليئا بالمساجين منهم إسماعيل رسول، خليل عزيز الخياط، سمكو خياط، رشاد علي، محمود كانبي، جمال ديبكه، نافع خوشناو، توما شابا، بابكه حنا وحسين علي غالب،  وكنت مع مجموعة في القسم العلوي من الفرن، أذكر منهم، د. معروف خزندار، ئازاد محمود شوقي الرسام، موريس يعقوب المحامي،نافع خوشناو، حمه ى بكر المغني الكردي، وعمر حباو، وكان هناك الشهيد سلام عادل وسليم الجلبي، وفي الأسفل التقيت مع آراخاجادور الذي طلب مني عمل تمثال رأسي من عجين لب الصمون، لرأس تشبه هيئة الرفيق فهد، وعندما أحس مسؤولي السجن بذلك، أجروا تحقيق أنكر آرارا  الأمر.
 كما تم في السجن تعليم اللغة الفرنسية لمن يرغب من قبل الرفيق كريكور الساعاتي، وكان هناك عبد الجبار البيروتي من بعقوبة، وكان ذو صوت جميل، وكان هنالك شاعر شاب أشقر أسمه عبد الحسين يعلمنا نشيد "الشعب ما مات يوما"كنا ننشده بحماس وقوة، أتذكر طعامنا شوربة اللوبية الحمراء مع الصمون، وكيف كنا نتصيد حبات اللوبيا، وأتذكر مجئ مجموعة من طلاب الكلية العسكرية من ضمنهم الرفيق عبد الوهاب طاهر، وأتذكر ليلة إعدام ساسون دلال، الذي كان محبوسا في الغرفة الانفرادية، وعلمنا أنه كان ينشد بصوت عال الأناشيد الحزبية قبل إعدامه.))
بعد الخروج من السجن والفصل من المدرسة عمل بعدة مهن، وبسبب اعترافات بعض العناصر الحزبية، (مثل، بلال عزيز، هادي سعيد، جان بولص)،  أضطر مرارا الانقطاع عن العمل الحزبي، وتعرض بسبب تلك الاعترافات إلى الاعتقال منها أثناء أنتفاضة فلاحي دزه ئي سنة 1953م، ومرة أخرى بعد اعتقال بهاء الدين نوري، وأضرب مع السجناء عن الطعام لمدة ستة أيام في التحقيقات الجنائية، فأخلوا سبيلهم، وكذلك أوقف أيام العدوان الثلاثي على مصر، بعد ثورة 14 تموز المجيدة، عمل ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي الطلابية ومن ثم مع المثقفين مع المهندس هاشم عبد الله والفنان سليمان شاكر.
وبتكليف من الحزب الشيوعي العراقي عمل مع تنظيم الصائغ، وواجه مشاكل عديدة ومؤذية، خصوصا من الرفاق الذين لا يعلمون بذلك ويتهمونه بالانتهازية أو الخيانة.
وبعد الانقلاب الفاشي عام 1963م ، التحق بحركة الأنصار ، وكانت المطاردة من قوات السلطة البعثية والمضايقات من حدك في كردستان آنذاك، لأنهم كانوا في فترة هدنة مع السلطة الجديدة، حتى أنهم طاردوه كثيرا، مما أضطره ورفاقه الصعود إلى قمة جبل"آوه كرد" وقاموا ببناء عدة قاعات من الحجر والطين لإيواء الرفاق الملتحقين بعيدا عن أعين السلطات، وكان رفاق كويسنجق يخاطرون بحياتهم من أجل إيصال بعض المواد الغذائية والأغطية، لأن البرد والثلج الكثيف بعلو المتر، جعل الأمر عسيرا جدا، ويستذكر الرفاق الأبطال الرفيق حسن كاكه والشهيد مام نادر، حيث كانوا يعملون الخبز على الصاج لحين تسنى لهم بناء تنور حجري، ويأكلون شوربة العدس والتمر اليابس "المدود" والماش والبلوط فقط، بعدها نزلت مجموعة منهم إلى سهول وقرى أربيل بقيادة الرفيق أسعد خضر "أبو نجاح"، وكان هو معهم، من أجل معاودة تنشيط العمل بعد مجيء حكومة عبد السلام عارف، وتمكن من الالتقاء بالأهل والذين تعرضوا للاعتقالات والمضايقات وصعوبة الوضع المعاشي.
كان العمل الحزبي بين السرية والعلنية في تلك الفترة، عند قيام إضراب 1965م في كردستان، كان هنالك  تعاون بين الحزب الشيوعي العراقي و حدك، وكان هو والرفيق قادر رشيد "أبو شوان" من المنسقين مع حدك ونجح الإضراب في أربيل.
بعد عودة البعث سنة 1968، وعقد اتفاقية 11 آذار سنة 1970م، ومفاوضات الجبهة الوطنية، بدأت آفاق العمل الحزبي تتوسع ونشط العمل الجماهيري رغم مضايقات البعض في حدك الذين كانوا يفكرون في احتكار العمل لصالحهم هناك، وبعد إعلان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، أفتتح مقر لها في أربيل وكان الشهيد عادل سليم ودلزار ممثلي الحزب الشيوعي العراقي فيها، بعدها تم سحب الرفيق دلزار لمهام أخرى تم تكليف الرفيق أبو سركوت لعضوية الجبهة.
 وأثناء تأزم العلاقات بين البعث والبارتي سنة 1974م، حاول البعث إشعال الخلافات بيننا وبين البارتي، وحصلت بعض المشادات التي تمت تهدئتها، لحين توقيع اتفاقية الجزائر بين المجرم صدام وشاه ايران، وتراجع الحركة المسلحة الكردية وقام رفاقنا بمساعدة بعض أعضاء البارتي مما جعل مسؤولي البعث يتهمون رفاقنا بالتستر على أعضاء البارتي.
بعدها بدأ العد العكسي للجبهة بازدياد المضايقات على عمل الحزب الشيوعي العراقي خصوصا بعد منع المنظمات الجماهيرية كإتحاد الطلبة والشبيبة ورابطة المرأة، وحاولوا إغراء العديد من الرفاق منهم رفيقنا جبار بعرض منصب قائمقام ، وعن رفضه جرت المضايقات له ولرفاقه وكانوا يطرحون ذلك باجتماعات الجبهة، لكن دون جدوى.
بعدها لجـأ الحزب الشيوعي العراقي إلى الكفاح المسلح، وقاموا بمساعدة العديد من الرفاق بالوصول إلى كردستان، بعدها سنحت له الفرصة للخروج من أربيل والوصول إلى إحدى قواعد الأنصار، يوم 30 نيسان 1979م، وأحتفل معهم بعيد الأول من آيار، عيد العمال العالمي، بعدها التحق بقاعدة "ناوزنك" على الحدود مع إيران، وكلف مع بعض الرفاق (عبد الرحمن قصاب وعادل سفر) بالإدارة، وكان يسافر إلى سرده شت لشراء المواد التموينية والاحتياجات الأخرى بواسطة الحيوانات، وبسبب صعوبة العمل تعرض للإصابة بالجلطة القلبية ونقل للعلاج في إيران، عاد بعد العلاج إلى تنظيم أربيل للعمل مع الرفيق ملا حسن "فتاح توفيق" وكان يتابع معه تنظيم المناطق، في "خوشناوتي" و "باله كايه تي" وغيرها، لحين تدهور صحته فتقرر إرساله للعلاج عن طريق إيران، حيث كان بضيافة رفاق توده في مهاباد، وحصل اشتباك بين حراس الثورة وبيشمركة حدكا، وأخذت طائرات السلطة تقصف المدينة، ومن ثم دخلت قوات حراس الثورة المدينة وجرت حرب شوارع، وعند هدوء القتال خرجوا من المدينة واختفوا فترة لحين الوصول إلى طهران، ومن ثم السفر إلى الخارج.
في موسكو وبعد خضوعه للعلاج، أكمل المدرسة الحزبية، وعاد إلى دمشق ليساعد الرفاق في العمل الأنصاري، بعدها سافر إلى المانيا الديمقراطية ومنها إلى السويد عام 1988م. وهو منذ ذلك الوقت يواصل نشاطه الحزبي بين صفوف الحزب الشيوعي العراقي الذي تربى فيه وأخلص لمبادئه.
يستذكر من طرائف الأمور، بعد الانقلاب الفاشي 8 شباط 1963م، خرج في مفرزة إلى قرى دشت أربيل، بقيادة الرفيق محمود عدو عضو محلية أربيل، فتشاور بعض الرفاق في المفرزة فيما بينهم من أجل قتله كونه كان عضوا في حزب الصائغ الذي خان الحزب الشيوعي العراقي، وفاتحوا الرفيق محمود عدو الذي نهرهم وأوضح لهم الأمر، كونه كان مكلفا من الحزب بذلك.
رفاق وأصدقاء في عيون الرفيق أبو سركوت كان لهم أثر في حياته:
الشهيد جمال الحيدري: كان ينصحني وأخوانه بالقراءة والمطالعة والتعلم، هادئا رزينا، يجعل من يلقاه مندهشا من قوة شخصيته.
الشهيد عادل سليم: كان ثوريا في عقله وقلبه، هادئ مؤدب، يستمع إلى محدثه بهدوء، لم أراه يوما عصبيا مع إنسان.
مهيب الحيدري: كان يقود الطلبة في بداية ثورة 14 تموز، كان يشجعني على الصمود أمام تطاولات بعض الرفاق عليّ بالكلام بسبب انضمامي مع الصائغ.
كريم أحمد: شخصية تتصف بالتواضع، يستمع وينصح المقابل، يحب المعاشرة والمجاملة مع الرفاق، يرجم الآخرين بمسبات محببة.
شيخ محمد محمد: شيخه شه ل، كان مدافعا جريئا عن الحزب الشيوعي العراقي، تأثرت به في بداية احتكاكي مع الطلبة.
شيخ علي البرزنجي: وهو عضو ل م، أتذكر كان يقوم بمهمة حزبية في مخمور وعند عودتنا معا، صادفتنا نقطة للتفتيش، فدققوا طويلا في هوياتنا لأنهم شكوا بنا، ولكن مظهرنا كان يوحي بأننا أولاد أغوات فتركونا نمر.
عزيز محمد: سياسي لبق، شعبي الطبع، معتز بقوميته وأمميته، التقيته في مناسبات عديدة، خلال حياتي.
في الختام لا يسعنا إلا أن نحيي هذه المسيرة النضالية ونقول للرفيق مع إطلالة الذكرى ال 76  لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، كل عام وأنت وحزبك لألف خير.

468
لغة الألوان
معرض للفنان التشكيلي .. فراس البصري


محمد المنصور –ستوكهولم-

تتملكنا الفكرة, نستسلم لإنفعالتنا, منا من يطلقها صرخة, ويخطها بعضنا حرفاً, وأبلغنا من يجسدها صمتاً.. فتنحني ريشته على مساحات اللون .. وتوقف الزمن.

هذا الهاجس تملك الفنان التشكيلي فراس البصري, فاختار اللون لغة ويدعونا للاستماع إليه, في معرضه الشخصي الثاني في مدينة ستوكهولم (لغة الألوان), الذي أفتتح ظهر السبت الماضي 13/3/2010 على قاعة كاليري (Atelje Ciresia), ويستمر معرض الفنان البصري لغاية (18 آذار 2010).
           

كان المعرض الأول للبصري في ستوكهولم صيف العام الماضي بدعوة من نادي 14 / تموز الديمقراطي العراقي, ضمن مهرجان الأيام الثقافية التي يقيمها النادي سنوياً, وكان بعنوان (نون - النسوة), وقد سبق للفنان فراس أن أقام هذا المعرض في ربيع العام نفسه في مدينة مالمو, بدعوة من الجمعية الثقافية العراقية وجمعيات أخرى.

 
   

يتكون معرض هذا العام (لغة الألوان) من (23) لوحة من الحجم المتوسط, تتحدث في مواضيع مختلفة, يغلب عليها الحديث عن المرأة والحب .. وقد تميزت جميع أعمال المعرض بالتمازج اللوني, وإعطاء اللون المحور الأساسي في ألوان هذا المعرض.

 

من الملاحظ في معرض الفنان فراس البصري هذه المرة, أنه قد ابتعد عن الموضوع الشرقي, على عكس ما كانت عليه معارضه السابقة الغارقة في الشرقية, إلا أن هناك لوحة فريدة وكبيرة نسبياً تصدرت قاعة المعرض, قد خرجت عن طوعه وتمسكت بشرقيتها بقوة, وهي تتحدث عن ملحمة (عشتار/ تموز) وتعتبر اللوحة الأساسية في المعرض.
   
لقد تميزت بعض الأعمال في هذا المعرض بطابعها التجريدي البحت, "بالرغم من تغافل الطابع الشرقي, إلا أن الطابع العربي في أعمالي ظل يطاردني", كما يقول البصري, وقد احتوى المعرض على لوحات تضمنت قصائد لشعراء عراقيين تجسدت في الشعر الشعبي وأخرى في الفصحى, وأظهرت براعة الفنان في توظيف القصيدة الشعرية في اللوحة الفنية.

مزيداً من التقدم والنجاحات نتمناها من القلب للفنان التشكيلي فراس البصري القادم من كندا ضيفاً على مدينة ستوكهولم .. مدينة الثقافة والحب والجمال.




469
من يتحمل المسؤولية....؟
في استبعاد أصوات هؤلاء،   في السويد وفي الدول الأخرى


محمد الكحط – ستوكهولم-
استبشر العراقيون بالانتخابات وتدافعوا متحملين الصعاب ليدلوا بأصواتهم من أجل أن تتغير الصورة نحو الأفضل ولو قليلا، ومن بعيش في الخارج يعرف جيدا صعوبة الوصول إلى أماكن الانتخابات القليلة والمتباعدة الأطراف، فعبروا الدول وجاءوا بالطائرات والبواخر، وهنا في السويد لم تمنع تلال الثلج المتراكمة تلك الصفوف المتزاحمة من الانتظار لساعات طويلة من أجل ان يساهموا في تقرير مصير العراق ومستقبله، وكل مرة يصابون بالإحباط، فتلك معاناتهم ووقفتهم سوف تذهب سدى، فلا أصواتهم ستحسب، ولا مساهمتهم ستقرر مصير العراق الذي تتقاسمه الحيتان المتصارعة على الكعكة القادمة لأربع سنوات جديدة من الجلوس على عرش البرلمان الجديد.
عندما جاء ممثلو المفوضية الثلاث من العراق إلى السويد، لقوا خير ترحيب واستقبال وتقديم تسهيلات وعون من كافة الأحزاب الوطنية العراقية ومنظمات المجتمع المدني المتواجدة في السويد، وأظنهم لا يستطيعون إنكار ذلك، وهمّ الجميع هو خدمة العراق وبالذات ترسيخ العملية الديمقراطية فيه، وواجب وطني علينا جميعا المساهمة  به قدر الإمكان، ومنذ اليوم الأول من بدأ الانتخابات يوم 5 آذار 2010م، حصلت مشاكل مع الناخبين، حيث حصل مجيء مجموعة من العراقيين من النرويج إلى المركز الانتخابي الأول في ستوكهولم ولم يسمحوا لهم التصويت، كونهم لا يحملون سوى وثيقة واحدة، وعادوا بخفي حنين، رغم أنه لا ذنب لهم، فوضع العراقيين أستثنائي والجميع يعرف ذلك وهذه بفضل النظام المقبور ومن حكم بعده طيلة السنوات السبع الماضية، دون أن يجد حلا لضحايا الفترة الماضية كالأخوة الأكراد الفيلية أو الهاربين من جحيم النظام بأرواحهم، أو من فقد وثائقه دون أن يتمكن من الوصول إلى السفارات العراقية التي كانت تديرها المخابرات العراقية، أو الذين لم تسمح لهم الظروف الأمنية من العودة للعراق لأستحصال الوثائق الجديدة المعتمدة، وكلها أمور لا يتحمل مسؤوليتها المواطن المسكين، العابر للحدود، بل السلطات العراقية من برلمان وحكومة التي تقاعست عن الشروع بعملية الإحصاء السكاني لتدون فيها كافة المعلومات لتكون قاعدة بيانات جديدة صحيحة يمكن الركون إليها وعلى أساسها أن تجري الانتخابات بعد إصدار وثيقة موحدة للمواطنة وعلى أساسها تصدر البطاقة الانتخابية المركزية لكل مواطن دون مشاكل ولا يمكن التكرار في التصويت ولا يمكن الشك فيها ولا الجدل حولها، ولا كنا احتجنا إلى الحبر البنفسجي حتى، كما يمكن التصويت عن بعد من خلال الرمز الخاص بكل مواطن، والذي لا يمكن تكراره من خلال الحاسوب، ولا احتجنا إلى السفر أو المراكز الانتخابية حتى، ولكنا وفرنا الملايين من الأموال التي هدرت وبدون نتيجة صحيحة لإرادة العراقيين، لا نريد أن نحلم كثيرا، المهم أن ما حصل من وقفة عراقية مع العملية الديمقراطية تحتاج إلى أكثر من وقفة جادة من الجميع، إذا كانت تهمهم العملية الديمقراطية أو مصير العراق، لقد حصلت مشاكل عدة خلال سير العملية الانتخابية وأشرنا لها وتم تجاوزها بالتفاهم والاتصال مع المركز في أربيل وبغداد، أكبر المشاكل التي واجهتها معظم المراكز الانتخابية، هي الوثائق التي تسمح بالتصويت وتضارب التعليمات وتغييرها بين فترة وأخرى، وهذه المشكلة لا يتحملها المواطن فهذا الذي جاء قاطعا كل تلك الصعاب، كان الأولى بالدولة أن توفر له ما مطلوب منها، وهذه المشكلة لها عدة أبعاد منها عدم إجراء التعداد السكاني وتوحيد الوثائق، و توثيق المستندات الشخصية، وعدم إعادة الوثائق المستلبة وحق المواطنة من الآلاف من العراقيين الأصلاء من قبل النظام البائد، وكلها أمور تتعلق بواجبات الدولة وليس بالمواطن.
أما المراكز الانتخابية فلم يكن اختيارها موفقا بسبب صغر حجمها مما أضطر الآلاف من الانتظار في الخارج لساعات طويلة وتحت درجة حرارة ناقص عشرة مئوية، أو أدنى، وقسم منهم مع أطفالهم وبعضهم مرضى. ناهيك عن أن العديد من الموظفين لم يتدرب بالشكل الكافي بسبب قصر فترة التدريب، وحتى عدم معرفة بعضهم بالوثائق العراقية أو الأجنبية، مما أخر الإجراءات كثيرا وسبب التزاحم.
بالإضافة إلى العديد من النواقص الأخرى،  التي يجب تجاوزها في المستقبل، ليتمكن كل عراقي من المساهمة في مثل هذا الاستحقاق الوطني دون معوقات.
وجاء يوم الفرز الذي تأخر كثيرا بسبب عدم وصول الأوامر من مركز المفوضية ببدأ الفرز وهذا غير منطقي حيث انه كان المفروض أن تجري عملية فرز الأصوات منذ اليوم الثاني، المهم وصلنا المراكز الانتخابية وهي نفسها التي جرت فيها عملية الانتخابات، وفوجئنا بمسؤول المفوضية بأنه تقرر أستبعاد حوالي 7000 صوت من المركز في أربيل بسبب وجود شكوك مختلفة حولها، مما تسبب في إثارة مشاعر المراقبين وممثلي منظمات المجتمع المدني الذين حضروا فجر صباح يوم السبت 13 آذار 2010م، لمراقبة عملية الفرز، وبعد المداولات والاتصالات مع مسؤول فرع المفوضية في السويد أوضح أن عدد القوائم المستبعدة هي 6400 فقط،  فما ذنب أكثر من 6400 صوت من الذين جاءوا يدفعهم حبهم للعراق وتوقهم إلى الديمقراطية، كي تركن أصواتهم وهم نسبة كبيرة ويمثلون حوالي 20% من المصوتين، ومن الأسباب التي أوضحوها لنا هو التكرار وهذا غير صحيح فما فائدة الحبر اذن وما فائدة المراقبين، وكيف تم التدقيق من التكرار وكلها أمور مبهمة، ومن الأسباب الأخرى هي عدم معرفة بعض الوثائق، مثلا من صوت برخصة السوق وهي هنا أهم من هوية الأحوال المدنية أو بطاقة التعريف بالمواطنة كونها معتمدة في كل العالم، ومن يحملها يعني انه ليس فقط مواطن بل أنه يحمل رخصة قيادة سيارة، ولكن في العراق يبدو أنها غير معترف بها كوثيقة أصولية، كما أن المراقبين والمدققين هنا هم من شاهد وتأكد من الوثائق ومنهم من رفض العديد من الوثائق المقدمة، فما هي المقدرة العجيبة عند المركز في أربيل أن يرفض وثائق هو لم يشاهدها أصلا...؟
كما حصل عند الفرز ان وجدنا قوائم لم تؤشر عليها المحافظة وهذا ذنب الموظفين المشرفين وليس المواطن، فهل ستغلى هذه القوائم ويذهب جهد المواطن بلا فائدة، ومن يتحمل مسؤولية ذلك...؟؟
كل الأسباب والمبررات التي قدمت واهية ولا تستحق حتى ان تناقش أمام هذه الصور التي أتركها للجميع ليقرروا بدون انفعال هل يحق لهم رفض أصوات هؤلاء العراقيين الاصلاء....!!!
 

هذه الشابة جاءت بعكازتين تجتاز بهما الثلوج، لتساهم في الانتخابات


 
هذا السيد المعاق خرج ليشارك وليدلي بصوته رغم البرد


  
كبار في السن جاءوا من مسافات بعيدة، ليشاركوا بهذه الفرحة التي يريد البعض تنغيصها عليهم.



هذه السيدة ملتفة ببطانية يدفعها ابنها على كرسي نقال لتصل إلى صندوق الاقتراع،


  
هذه السيدة جاءت بالباخرة من فنلندا مجتازة الثلوج الكثيفة مع زملائها ليشاركوا في الانتخابات
 هذه الصور وعشرات غيرها نحتفظ بها للناخبين العراقيين في السويد نأمل أنتكون واضحة ومعبرة
وهنا نشاهد ما جرى يوم الفرز


 
ممثل المفوضية يعلن قرار استبعاد آلاف الأصوات من قبل مركز المفوضية في أربيل.
 

 
لقاء ممثلي القوائم الانتخابية والمراقبين وممثلي منظمات المجتمع المدني
 


عملية فرز القوائم المستبعدة على ضوء  الأرقام والقوائم التي جاءت من أربيل قبل عملية فرز وعد الأصوات


 
تدقيق الصناديق قبل فتحها
 

 
عملية الفرز والعد لما تبقى من قوائم
في الختام نود أن نقول أننا لا ندافع عن قائمة معينة أوجهة معينة بل ما ندافع عنه هو عملية اغتصاب حق الناخبين الذين قدموا أجمل صورة وأروع مثل، علينا جميعا احترام تلك الإرادة لا اللعب بها وتسويفها.
نأمل أن نسمع خبرا من المفوضية يريحنا ويريح الجميع ويرفض قرار استبعاد أي صوت بدون سبب واضح ومعقول.

470
إحياء عيد المرأة العالمي في ستوكهولم



محمد الكحط – ستوكهولم-

ليومين متتاليين أقامت جمعية مانوئيل السويدية لدعم الأجانب وتحت إطار وبرنامج شبكة المرأة العصرية في الشرق الأوسط، وبالتنسيق مع عدة جمعيات نسوية عراقية في ستوكهولم، وبدعم من إدارة الثقافة في ستوكهولم يومين ثقافيين للاحتفال بيوم المرأة العالمي خلال 6 -7 مارس/ آذار. تضمن برنامج السبت، 6 آذار  افتتاح معرض الفنون التشكيلية ولوحات للفنان العراقي  فؤاد الطائي والفنانة فائزة دبش، وبعد التطواف في المعرض تحدث الفنان فؤاد الطائي عن حياته وعن الغربة والعيش خارج وطنه العراق الذي غادره منذ أكثر من 30 عاما. بعدها كان أللقاء مع الكاتب جاسم محمد الذي يعيش في السويد، الذي قرأ مجموعة قصائد خاصة بالمرأة باللغتين السويدية والعربية.

 
ثم كان اللقاء مع الفنانة فائزة دبش التي تحدثت عن نشأتها الفنية وعن هموم الفنانة في المنفى.
 


أما برنامج الأحد السابع من آذار فضم حديث أحد أعضاء شبكة مانويل عن يوم المرأة العالمي طالب فيه أن تأخذ النساء  حقوقهن في كل مكان، بعدها جاء دور الدكتور ناجي نور الدين حيث تحدث عن المرأة في الشرق الأوسط وقرأ مجموعة من القصائد، تلاه عرض أزياء عراقية من شبكة نساء الكرد الفيليات، وعرض للأزياء من منطقة الشرق الأوسط من قبل رابطة المرأة العراقية في السويد، ثم قدمت  السيدتان أفراح أسد ونادية السليم حديثا عن الديمقراطية والمرأة.

 

وكان للشعر مكانه في هذه المناسبة حيث قدم السيد عبد الستار نوري قراءة لمجموعة من قصائده نالت إعجاب الجميع. ولم تبخل النساء في عيدهن حيث قدمت السيدة  الكاتبة هيفاء عبد الكريم مجموعة من القصائد الشعرية تلتها السيدة أمل عبد الله زادة التي قدمت مجموعة من النصوص بالعربية والكردية.
وكانت المفاجئة مع فقرة للرقص الشرقي التي قدمتها كل من الفنانتين السويديتين ياسمينة، وصوفيا من مدرسة الرقص الشرقي، حيث قدمتا عرضا راقصا جميلا صفق لهن الجمهور كثيرا.
 
أما الغناء فقد صدحت حناجر فرقة دار السلام التي تشرف عليها رابطة المرأة العراقية في السويد، بقيادة الفنان عباس البصري والموسيقي تحسين البصري، حيث قدمت الفقرة العديد من الأغاني العراقية الأصيلة، أطربت الجمهور بل ورقصت العديد من النساء مع الأغاني والأداء الجميل.
أما مسك الختام فكان الرقص مع الدبكة الكردية، حيث ساهم الجميع متكاتفين في الرقص، لتنتهي تلك الأمسية على أمل أن تتحقق للنساء أمانيهن في كل مكان وخاصة المرأة العراقية لتنال حريتها ومساواتها الحقيقية في الحياة مع الرجل.
 





471
أيام الحناء البنفسجية في ستوكهولم


محمد الكحط – ستوكهولم-
ها هم وقد خرجوا من جديد لم يمنعهم التهديد والوعيد، خرجوا رغم الصقيع والبرد والإرهاب، وهنا في السويد لم تمنع تلال الثلج المتراكمة تلك الصفوف المتزاحمة من الانتظار لساعات طويلة وسط الفرح العراقي البهي، في انتظار أن يصوتوا لتتلون أصابعهم باللون البنفسجي، لم يصلوا بسهولة فالجميع يريد أن يصوت، ليؤكد انتماءه العراقي، وليقرر مصير مستقبله، مستقبل العراق الفائز الأكبر.


عراقيات بالحناء البنفسجية


هذه الشابة جاءت بعكازتين تجتاز بهما الثلوج، سألتها، هل جئت للانتخابات وأنت مصابة، أجابت عمو أنها المرة الأولى التي سأساهم فيها كون عمري الآن أصبح أكثر من 18 سنة، فقلت لم أسمح لهذه الفرصة أن تفوت مهما كلفني ذلك.
 


فرحة الاقتراع

هذا السيد جاء على كرسي نقال يساعده أبناؤه


هذا العراقي الأصيل (أبو عزام) موفق غضبان الرومي، لم يخرج من المنزل منذ شهرين بسبب ما ألم به من كسور، لكنه خرج اليوم لأول مرة ليشارك وليدلي بصوته، وهو يشعر بفرح عميق.



 
كبار في السن بأزيائهم الجميلة جاءوا من مسافات بعيدة، ليشاركوا بهذا العرس العراقي الجميل.


 هذه السيدة ملتفة ببطانية يدفعها ابنها على كرسي نقال لتصل إلى صندوق الاقتراع، وأخرى جاءت تتكأ على أيدي أبنائها
 

السيدة العراقية الأصيلة أم نبيل، جاءت رغم مرضها لتنتخب العراق

 
السيدة شادمان جاءت بالباخرة من فنلندا مجتازة الثلوج الكثيفة مع زملائها ليشاركوا في هذه الملحمة بل هذه السيمفونية الجميلة



عراقيتان فرحتان بوصولهن لمركز الاقتراع


كاكه دارا وابتسامة عريضة تعبير عن فرح المساهمة


وكيل قائمة اتحاد الشعب الرفيق جاسم هداد مع المراقب من منظمات المجتمع المدني السيد عدنان السعدي في المركز الانتخابي رقم 1


 
موظفون فرحون بعملهم
واذا كان لنا أن نذكر بعض المشاكل والنواقص فهي كثيرة
أكبر المشاكل التي واجهتها معظم المراكز الانتخابية، هي الوثائق التي تسمح بالتصويت وتضارب التعليمات وتغييرها بين فترة وأخرى، وهذه المشكلة لا يتحملها المواطن فهذا الذي جاء قاطعا كل تلك الصعاب، كان الأولى بالدولة أن توفر له ما مطلوب منها، وهذه المشكلة لها عدة أبعاد منها عدم إجراء التعداد السكاني وتوحيد الوثائق، و توثيق المستندات الشخصية، وعدم إعادة الوثائق المستلبة وحق المواطنة من الآلاف من العراقيين الأصلاء من قبل النظام البائد، وكلها أمور تتعلق بواجبات الدولة وليس بالمواطن.
أما المراكز الانتخابية فلم يكن اختيارها موفقا بسبب صغر حجمها مما أضطر الآلاف من الانتظار في الخارج لساعات طويلة وتحت درجة حرارة ناقص عشرة مئوية، أو أدنى، وقسم منهم مع أطفالهم وبعضهم مرضى. ناهيك عن أن العديد من الموظفين لم يتدرب بالشكل الكافي بسبب قصر فترة التدريب، وحتى عدم معرفة بعضهم بالوثائق العراقية أو الأجنبية، مما أخر الإجراءات كثيرا وسبب التزاحم.
بالإضافة إلى العديد من النواقص الأخرى،  التي نأمل تجاوزها في المستقبل، ليتمكن كل عراقي من المساهمة في مثل هذا الاستحقاق الوطني دون معوقات.
 المهم أن العراقيين قد فازوا بحبهم للديمقراطية.


472
الخروج من العزلة
معرض شخصي للتصوير الفوتوغرافي
صوت الإبداع يعلو على صوت الإرهاب

 


 

محمد الكحط – بغداد-

الخروج من العزلة هو العنوان الذي اختاره المصور الفوتوغرافي سمير مزبان لمعرضه الشخصي الجديد وهو الأول له بعد عودته من السويد مؤخرا، والذي حاول فيه جاهدا أن يخرج من غربته والعزلة المفروضة ليكون وسط الحياة محاولا الربط  بين وطنه العراق ومشاهداته الأولية في بلد المنفى، كان يوم الثلاثاء 8  كانون الأول 2009م، يوما داميا في بغداد حيث تعالت أصوات الانفجارات التي أشرفت أيادي الإرهابيين الملطخة بدماء الأبرياء على تنفيذها في أماكن متفرقة هنا وهناك، لكن للمبدعين العراقيين رأيا آخر، حيث كانت النشاطات الفنية والإبداعية تقام لتعطي الصوت الآخر والموقف المشرق الآخر، في تحدٍ لمن يريد أن يوقف عجلة الحياة، وهذا ما أكده مستشار وزير الداخلية الذي حضر أفتتاح هذا المعرض، الذي أحتضنته صالة الجمعية العراقية للتصوير الفوتوغرافي.
احتوى المعرض على أكثر من 40 صورة شملت مواضيع عدة، تمثل مختلف جوانب الحياة في السويد منها المواضيع التراثية والفولكلورية، والطبيعة، والجوانب الثقافية والفنية وغيرها. من اللقطات التي حاول فيها ايجاد أوجه التشابه بين بغداد وستوكهولم، سوق الكتب الذي يذكرنا بشارع المتنبي وسوق الكتب فيه، وتذكرنا المدينة القديمة هناك وأبراج الكنائس فيها بقبب الجوامع في بغداد، كذلك فللطبيعة تشابه من نوع آخر حاول عكسه بعدسته،  أردنا معرفة الأهداف التي سعى سمير مزبان لعكسها من خلال عدسته وهو الذي يقيم هذا المعرض الجديد بكل شيء، فكان سابقا يعكس في معارضه الحياة ومصاعبها في العراقو معاناة الشعب العراقي من الحصار والدكتاتورية ومن ثم معاناة الحروب والإرهاب، وغير ذلك، أما هذا المعرض فهو نتاج عدسته في المنفى الجديد. يقول سميته "الخروج من العزلة"، فهناك المهاجر يعيش العزلة، وهنا الفنان يعاني بشكل أو بآخر من العزلة، لذا حاولت هناك أن أخرج للحياة وأواكبها لعلي أستكشف ما هو جديد، وزملائي هنا وجدتهم لازالوا يعملون بنفس المحاور التي أجدها قد أستهلكت، وجوه العجائز الحيرى وغيرها، أجد تصوير الطبيعة شيء مفقود في نتاجاتهم، صورهم خالية من مسحة الأمل، فجئت بهذه الصور، البعض يعتقد أن من يغادر الى الخارج يضيع ويفقد بوصلته، أردت أثبات العكس فأنا مستمر في العمل والتصوير، والحكم لهم ان كنت قد تطورت أم اخفقت، كذلك أردت أن لا يظل المغترب أسير العزلة ومنطوي على نفسه، بل عليه الاندماج في الحياة الجديدة، حيث هناك مجال وحرية واسعان، حيث تنعدم القيود ووسيلتي هي الكاميرا.
سألناه، ما أضافته له الغربة من خبرة فنية وكيف انعكست على محاور معرضه هذا، حيث كل شيء مختلف من نمط الحياة وشكل المعاناة، يقول، حاولت أن أنفض الغبار عن نفسي وعن عدسة كامرتي، فبعد كل حرب لابد أن يعم السلام، علي أن أنسى الدمار والانفجارات والآلام التي عشتها، وأن أفتح كامرتي على عوالم جديدة، وكان هذا المعرض جزء بسيطا مما عملت من أجله، سألناه أننا شاهدنا له صورا كثيرة منوعة لم نشاهدها في المعرض، أوضح ، أن هناك لجنة هي التي أختارت هذه النماذج، وحجبت العديد منها.
وسمير مزبان، مصور صحفي محترف فاز بعدة جوائز منها جائزة بوليترز سنة 2005، يعمل مع وكالة الاسوشييتيد بريس، أقام العديد من المعارض الخاصة والعامة في عدة دول. يقيم الآن في السويد.


473
حرية الصحافة بين أخلاقية المهنة والنصوص القانونية 2-3
إعداد محمد الكحط

ان الحديث عن الحقوق الصحفية  ذو شجون ويتطلب بحوث معمقة لهذا الموضوع الشيق، فله تشعباته الكثيرة.
(لقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1993 عن اعتبار يوم الثالث من أيار يوما عالميا لحرية الصحافة، وذلك عقب تبني توصية في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو سنة 1991 ويهدف هذا اليوم إلى تذكير الحكومات بالحاجة إلى احترام التزاماتها تجاه حرية الصحافة، كما انه يوم يعكس لدى الإعلاميين القضايا المتعلقة بحرية الصحافة وأخلاقيات المهنة) ...
أما في العراق فقد تناولت المادة 36 من الدستور العراق حرية العمل الإعلامي في فقرتين، دون الإشارة إلى حق امتلاك المعلومة، وفقرة عن الحريات العامة، فتنص المادة على.
أولا- حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.
ثانياً - حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.
ثالثاً - حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون.
لكن المادة 36 من الدستور لم تقر بشكل ضامن لحق امتلاك المعلومة، على الرغم من إتاحتها حرية التعبير.
فالأمل في مجلس النواب والحكومة العراقية للالتفات إلى ضرورة تشريع ذلك ضمن القانون الجديد الخاص، كي يضمن إيصال ونقل المعلومات للمواطنين، وتأمين الغطاء الشرعي والقانوني للصحفيين ليساهموا في البناء بشكل فاعل ليكونوا فاعلين في إرساء التنمية السياسية والاقتصادية ومكافحة الفساد ونشر ثقافة حرية التعبير وحقوق الإنسان.

فحرية الإعلام هي حق للمجتمع الذي نريده ديمقراطيا، حيث لا يمكن بناء مجتمع ديمقراطي دون حرية كاملة للصحافة ووجود قوانين تحمي الإعلاميين، كي يتمكن الإعلاميون مع العمل بحرية في زيادة معرفة المواطنين وتشكيل وعيهم وتحمي حقه في الديمقراطية ليتمكنوا من المساهمة الفعالة في صياغة مستقبلهم بإرادة حرة، نحن اليوم أكثر ما نكون بحاجة إلى قوانين جديدة تقوم على أساس التوازن بين الحرية والمسؤولية، حيث تحمي حرية التعبير وحرية الصحافة من جهة وتكفل أن تكون الصحافة والإعلاميين القيام بمسؤولية تجاه المجتمع وأن يتم احترام قيمه وحقوقه، وأن يلتزم بالمعايير المهنية. مع التأكيد على أن حرية الإعلام هي الأساس الذي يمكن للإعلاميين أن يقدموا للشعوب مضامين وطنية ويوصلوا لهم الحقيقة بشكلها الصادق دون خداع.                                                               

فهناك حاجة لوثيقة شرف إعلامية يلتزم بها الإعلام بالدفاع عن الحقوق وسط منظومة العولمة الإعلامية. ففي ظل التطور الكبير والسريع لتكنولوجيا الاتصال والتطور الحاصل في انتشار مفاهيم الحرية والديمقراطية من جانب، وفي ظل هيمنة نظام العولمة في كل شيء والتي هي نتيجة طبيعية للتطور التكنولوجي، نجد أنفسنا في حاجة أكبر إلى إيجاد وسائل تكفل للعالم ولنا لنحافظ على حقوقنا، فمن جانب كفلت العولمة فرص وإمكانيات أوسع لبلدان العالم الثالث للوصول إلى المعرفة والمعلومات من خلال القنوات الفضائية والانترنيت وغيرها، والتي مكنت الجميع من الحصول على المعرفة بدون تكلفة كبيرة، ولكن أصبح أمن المجتمعات مرهونا أكثر للمصالح الدولية وسيادة القوة العظمى الوحيدة والهيمنة الأمريكية، فمن جانب أصبح العالم منفتحا وشفافا لنقل وإيصال المعلومات والذي يفترض فيها سيادة القيم الديمقراطية والحق في الحصول على الأخبار والمعلومات، ولكن من جهة أخرى تحول العالم إلى مجتمع تسوده المخاطر بسبب عدم التكافؤ بين الدول، منها التي تملك كل شيء وتقرر كل شيء، ومنها من تعاني من التخلف أو الفقر والعوز وترتهن بإرادة مجتمعاتها لتلك البلدان الغنية أو القوية بجانب انتشار مخاطر الحروب والإرهاب والأمراض وتلوث البيئة بسبب الإنتاج والاستخدام المفرط للطاقة الذرية وغيرها من المخاطر الأخرى.
اليوم تحتاج الدول النامية ومنها الدول العربية إلى السعي للتضامن والضغط من أجل تقدمها وتنوير مجتمعاتها، وتقع مهمة ذلك على المثقفين ورواد الفكر، فنحن بحاجة إلى تفعيل حرية التعبير وإعطاء دور أكبر للمؤسسات الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني بأن تمارس دورها الصحيح دون قيود، وفتح حوار حر ووضع ضوابط لتغيير الواقع المر استنادا إلى التغيرات التي شهدها المجتمع العالمي وعلى أسس علمية وموضوعية.
إن أخلاقيات الإعلام: يعرفها أندرسون بأنها "المعايير التي توجّه عمل المشاركين في النشاط الاتصالي والتي يستخدمها الناقد في الحكم على أخلاقيات العمل."  أما كوهين، إليوت فيرى أن "أخلاقيات الأعلام أخلاق مهنية تتناول المشكلات المتصلة بسلوك الصحفيين والمحررين والمصورين وجميع من يعملون في إنتاج الأخبار وتوزيعها". في حين يعرفّها ريتش بأنها "الاختيارات التي تواجه الصحفيين حول الطرق التي يتصرفون بها."  بينما يرى السيد أحمد مصطفى عمر أن أخلاقيات الإعلام هي "منظومة من المبادئ والمعايير التي تستهدف ترشيد سلوك الصحفيين خلال قيامهم بأعمالهم، واتخاذ قراراتهم بما يتناسب مع وظيفة المؤسسات الإعلامية ويضمن الوفاء  بحقوق الجمهور" .
أما التشريعات الإعلامية أو الإطار القانوني أو البعد التشريعي، فهي القواعد التي لها صفة الإلزام والمتصلة بالنشاط الإعلامي والاتصالي، والتي تتولى تنظيم ممارساته ووضع المعايير التي تحكم أنشطته المختلفة. وتنقسم التشريعات الإعلامية بشكل عام إلى تشريعات تتصل بالمضمون، وأخرى تتصل بالمؤسسات الإعلامية من حيث تنظيماتها وإداراتها وتحديد حقوقها وواجباتها، وتشريعات تتصل بالمهنة، ثم هناك تشريعات الإعلام الدولية، ولهذه التشريعات مصادر متعددة تتمثل فــي الدستور والقانــون الجنائــي (قانون العقوبات، والقانون المدني، والقانون الدولي والعام، وقوانين الصحافة أو المطبوعات)، كما يدخل تحت ذلك أيضاً المواثيق المهنية.
لاشك أن مجتمع المعلومات اليوم وفي ظل البث الفضائي من خلال الأقمار الصناعية واستخداماتها الواسعة، قد تجاوز الحدود الجغرافية للدول ذات الثقافات والتوجهات المختلفة، ومن خلال الرسائل الإعلامية يمكن التأثير على القيم والاتجاهات والعادات والمفاهيم والسياسات، وهذا يتطلب أن نملك كفاءات معرفية عالية.
هذا يتطلب قبل كل شيء إشاعة الديمقراطية وتوسيع دائرة المشاركة السياسية، والابتعاد عن تقديس الحكام  والمسؤولين.
ومهنة الأعلام يجب أن تقوم على مبادئ أخلاقية وان تنبني على المعرفة والحرية وتقبل النقد واحترام آراء الآخرين.
فقد اتجه الصحافيون إلى إقامة أساليب ذات طابع أخلاقي، للحفاظ على حريتهم، فمهنة الصحافة تختلف عن غيرها من المهن، وكانت أول محاولة فرنسية سنة 1918 حيث عملت فرنسا على وضع ميثاق لأخلاقيات المهنة الصحفية بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت هناك محاولات أخرى في مختلف أنحاء العالم، ففي سنة 1926 وضع " قانون الآداب"  الذي وضع تعديلات عديدة إلى نقابة الصحفيين في الولايات المتحدة الأمريكية، وتضمن ثلاث فصول هي: الآداب، الدقة الموضوعية، وقواعد التسيير، وفي سنة 1936 في المؤتمر العالمي لإتحاد الصحافة في مدينة براغ التشيكوسلوفاكية تم التطرق إلى ما يجب على الصحافة فعله، وجرى الاهتمام على تحقيق السلم والأمن العالميين بسبب توتر العلاقات الدولية بعد الحرب، وتم وضع قانون من قبل النقابة الوطنية للصحافيين ببريطانيا عام 1938م، تضمنت القواعد المهنية التي يجب على الصحف تبنيها وهنالك محاولات أخرى كانت لها أهمية ففي سنة 1939 ببوردو وفي المؤتمر السابع للاتحاد العالمي للصحفيين انبثق ما يسمى ب "عهد شرف الصحفي"  الذي ركز على ضرورة تحلى الصحفيين بالموضوعية كما حدد مسؤولياته إزاء المجتمع المتمثل في القراء واتجاه الحكومة وأيضا اتجاه زملاءه في المهنة وعلى غراره في سنة 1942 بمدينة المكسيك، في المؤتمر الأول للصحافة القومية للأمريكيين حدد أن الصحافة تتطلب الموضوعية والصدق واحترام السرية المهنية، كما تطرق إلى العقاب والمسؤولية التي تلقى على الصحيفة وكذا مسؤولية اتحاد الصحفيين وعلى الصحفية أن تعتذر للأشخاص الذين أساءت إليهم في القذف والسب وأن تبتعد عن نشر الانحرافات والعنف وتحمي الحياة الخاصة للأشخاص".
ولقد أعقب هذه المحاولات الفعالة التي أحدثت تغييرا في ميدان الممارسة الإعلامية وتثير بالغ الأهمية في موضوع الرسالة الإعلامية، محاولات أخرى ففي الهند مثلا سنة 1958، مصر1958-1960، دستور الاتحاد العام للصحفيين العرب إزاء المجتمع العربي 1964، وأيضا أستراليا، انجلترا، الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1975.
 أن أخلاقيات المهنة السلوكية والأخلاقية لأعضائها جاء تعريفها في قاموس الصحافة والإعلام على أن " أخلاقيات المهنة هي مجموعة القواعد المتعلقة بالسلوك المهني والتي وضعتها مهنة منظمة لكافة أعضائها، حيث تحدد هذه القواعد وتراقب تطبيقها وتسهر على احترامها، وهي أخلاق وآداب جماعية وواجبات مكملة أو معوضة للتشريع وتطبيقاته من قبل القضاة " .
وهذه الأخلاق المهنية تنبع أساسا من الأهداف النبيلة للمهنة وشرف للكلمة وتحقيق المصلحة العامة.
كما إن الأخلاق المهنية للصحافي وردت في الصحافة الاشتراكية "لبروخوف" (lberkhove )على أنها "تلك المبادئ والمعايير الأخلاقية لم تثبت قانونيا بعد ولكنها مقبولة في الوسائل الصحافية ومدعومة من قبل الرأي العام و المنظمات الشعبية والحزبية "
ويمكن القول أن أخلاقيات المهنة الإعلامية هي تلك الأخلاقيات المتعلقة بمهنة الإعلام "وهي مجموعة من القيم المتعلقة بالممارسة اليومية للصحفيين وجملة الحقوق والوجبات المترابطتين للصحفي "   
فأخلاقيات المهنة الإعلامية هي مجموعة القواعد والواجبات المسيرة لمهنة الصحافة أو هي مختلف المبادئ التي يجب أن يلتزم بها الصحافي أثناء أداءه لمهامه أو بعبارة أخرى هي تلك المعايير التي تقود الصحفي إلى القيام بعمل جديد يجد استحسانا عند الجمهور، كما أنها أيضا جملة المبادئ الأخلاقية الواجب على الصحافي الالتزام بها بشكل إرادي في أداءه لمهامه كمعايير سلوكية تقوده إلى إنتاج عمل ينال به استحسان الرأي العام.
وتختلف قواعد السلوك المهني من بلد إلى آخر بدرجات متفاوتة لكن معظم قواعد السلوك المهني تؤكد مفاهيم هامة توضح للصحفي مهامه وواجباته وحقوقه،  فقد استعرضنا تلك الحقوق ومنها،  ضمان حرية الإعلام وحرية الوصول إلى مصادر المعلومات والحق في المعرفة وغيرها من الأمور، لكن على الإعلامي أن يتقيد بالموضوعية وعدم الانحياز وإيصاله المعلومات إلى الجمهور من دون التأثر بالأمور الذاتية أو بالعواطف والتصورات الشخصية، فعلى الصحافي أن يتجرد من أهواءه الحزبية والفكرية، الاجتماعية والسياسية حين يصوغ الخبر أو عندما يحلل موضوعا ما.
إن الاستقلالية معيار أخلاقي مهني يتعلق بالسلوك الفردي واستقلالية المهنة ونزاهة العامل في جمع ونشر الأنباء و المعلومات يجب أن تشمل أيضا كل العاملين في وسائل الإعلام، وضرورة الامتناع عن التشهير والقذف وانتهاك الحياة الخاصة والامتناع عن نشر أي معلومات تسيء إلى كرامة وسمعة الناس. واحترام السرية المهنية كونها هي حماية للصحفيين وحرية الإعلام، فالإعلامي مطالب بعدم نشر المعلومات الغير المؤكدة، والحفاظ على الآداب و الأخلاق العامة.

أنتهى الجزء الثاني يتبعه الجزء الثالث والأخير.



474
حرية الصحافة بين أخلاقية المهنة والنصوص القانونية 1-3
إعداد: محمد الكحط
أن حرية  التعبير ومنها حرية الصحافة والتي تندرج ضمن الحقوق الصحفية التي منحتها المواثيق الدولية  للعاملين في مجال الإعلام والاتصال، تدرجت ضمن ظروف تاريخية صعبة ومعقدة إلى أن أصبحت واقع حقيقي في العديد من البلدان، رغم أن ذلك لا يعني أن كل شيء على مايرام، فالعديد من الدول في العالم الثالث لازالت لا تحترم قوانينها ولا تلتزم بالمواثيق الدولية، واليوم في العراق بذلت جهود كبيرة من أجل إقرار قوانين تحترم حرية التعبير وتصون حياة وكرامة الإعلاميين، حيث قدم مشروع قانون حماية الصحفيين إلى مجلس النواب لمناقشته، وأكد رئيس مجلس النواب أياد السامرائي، "أن هذا القانون سيكون مفخرة للعراقيين للحفاظ على الحريات"، ولحين مناقشة هذا القانون وإقراره ليكون نافذ المفعول، يحتاج إلى التثقيف والتعريف بهذه الموضوعة ليكون واضحا للجميع ماهيّة حرية الصحافة وكيف تدرج هذا المفهوم عبر فترة تاريخية طويلة إلى أن تحقق بشكله الأخير.
نحاول هنا وعبر هذه الدراسة ألقاء الضوء على ذلك.

تنطلق معظم ان لم نقل جميع الحقوق الصحفية في المواثيق الدولية للعاملين في مجال الإعلام والاتصال، من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فقد ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ذلك في المادة (19) التي جاء فيها، "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية."
ويشرع الإعلان العالمي بشكل واضح كل الوسائل الممكنة لامتلاك المعلومة والحصول على المعرفة والإطلاع على تجارب الآخرين، فقد ربط هذا الحق بالحق في الحصول على المعلومات وتداولها ونقلها وتحليلها وهذا ما تقوم به وسائل الإعلام ويقوم به كل العاملين فيها، وهذا يتطلب تهيئة أساليب فعالة ليتمكن الجمهور من الحصول على المعلومات ومعرفة ما تعمله الحكومات بالنيابة عنه، وإيصال الحقائق له ليتمكن من المساهمة في بناء بلده بحرص.                                 
 لقد وقعت معظم دول العالم على تلك المبادئ لكن نرى أنه مازال هنالك بعض الدول التي تعمل ضد مبادئ الإعلان الدولي لحقوق الإنسان، بل وقامت بسن قوانين خاصة تتعارض وتلك الحقوق، وتحت تبريرات عدة.                                 
بالتأكيد إن العمل الإعلامي يتمتع اليوم بهامش من حرية التعبير في معظم دول العالم وبدرجات متفاوتة، حتى في العراق نجد اليوم حرية غير مسبوقة خصوصا بعد عام 2003م، عكس ما كان سائدا قبل ذلك من قمع واضطهاد وتغييب للرأي الآخر، رغم الفوضى التي تعم الوضع السياسي حاليا، إلا أن هناك حرية واعدة للصحافة والإعلام.                                                                       
لقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عام 1996، على عدة حقوق، في مادتها التاسعة، حيث تضمنت التالي:
1. لكل فرد الحق في حرية الرأي.
2. لكل فرد الحق في حرية التعبير، وهذا الحق يشمل، حرية البحث عن المعلومات، أو الأفكار، من أي نوع، وتلقيها، بغض النظر عن الحدود، إما شفاهة، أو كتابة أو طباعة، وسواء كان ذلك، في قالب فني، أو بأية وسيلة أخرى يختارها.
3. ترتبط ممارسة الحقوق المنصوص عليها، في الفقرة الثانية، من هذه المادة، بواجبات ومسؤوليات خاصة، فإنها تخضع لقيود معينة، ولكن ـ فقط ـ بالاستناد إلى نصوص القانون، وشرط أن تكون ضرورية وهي:
أ. من أجل احترام حقوق الآخرين أو سمعتهم.
ب. ومن أجل حماية الأمن الوطني، أو النظام العام، أو الصحة العامة، أو الأخلاق.
هذا وقد أنشأت الأمم المتحدة عدة مراكز للإعلام و(تعد مراكز الأمم المتحدة للإعلام المصادر الرئيسية للمعلومات عن منظومة الأمم المتحدة بالبلدان التي تتواجد بها. وهى مسؤولة عن تعزيز فهم أهداف وأنشطة الأمم المتحدة بنشر المعلومات عن عمل المنظمة للناس في كل مكان وخاصة في البلدان النامية.) 
وتعتبر شبكة مراكز الأمم المتحدة للإعلام إحدى القنوات الرئيسية التي تعكس صورة الأمم المتحدة للعالم عبر ترجمة المواد الإعلامية للغات المحلية وإشراك قادة الرأي ونشر مقالات الرأي لكبار مسئولي الأمم المتحدة في وسائل الأعلام الوطنية، وكذلك عبر تنظيم الفعاليات والأحداث لإحياء المناسبات أو لتسليط الضوء مما يساعد على تقريب الأمم المتحدة من الشعوب.
وهنالك العديد من مراكز الأمم المتحدة للأعلام حيث تم إنشاء أول مركزين في عام 1946. ويوجد حاليا 63 مركزا إعلاميا ومصلحة ومكتبا للإعلام لها في جميع أنحاء العالم. فلا يمكن للأمم المتحدة أن تحقق الأهداف التي قامت من أجلها إلا إذا كانت شعوب العالم على إطلاع تام بأهدافها وأنشطتها.
وتعمل هذه المراكز على ربط المقر الرئيسي للأمم المتحدة مع شعوب العالم وهي كمكاتب ميدانية لإدارة الإعلام، ومن مهامه المساعدة في الحصول على المعلومات حول المنظمة واستراتيجياتها، وسياساتها، وأولوياتها، وأنشطتها المختلفة، بهدف تبليغ رسالة الأمم المتحدة بشكل واضح وآني، ويتم ذلك من خلال أنشطة مشتركة مع الإعلام و الاتصال مع السلطات المحلية ووسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية، كما تقدم هذه المراكز الدعم اللوجيستي وترتيب اللقاءات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية.
أن حقوق البحث والاستقصاء عن المعلومات وامتلاكها هي من بديهيات الأنظمة الديمقراطية، وهو حق من حقوق المواطنة، لو كانت هنالك ديمقراطية حقيقية، التي تتطلب مقدارا من الشفافية في أداء مؤسسات الدولة وسير العمل الحكومي والخاص، وبالتأكيد تعتبر الصحافة والإعلام الناقل الطبيعي للمعلومة بين المؤسسات الحكومية والمجتمع، وهذا يتطلب  حرية إصدار الصحف والمطبوعات والبث الإذاعي والتليفزيوني وغير ذلك، وتكون الحرية متاحة للجميع وبدون تمييز، مع وجود ضمانات دستورية وقانونية تكفل حرية الوصول للمعلومة من قبل الإعلاميين لإيصالها بأمانة للجمهور المتلقي.                                           
أن حرية التعبير هي ممارسات واقعية تحكمها العديد العوامل السياسية والمصالح الاقتصادية وهذه تختلف باختلاف المجتمعات والدول والحقبة التاريخية، كما أن حرية التعبير التي يتمتع بها أصحاب المؤسسات الصحفية والمسؤولين عن إدارة المؤسسات الإعلامية الأخرى تختلف عن تلك الحرية التي يتمتع بها الجمهور المتلقي.
فأثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها وخصوصا عندما عانى العالم من الانتهاكات التي ارتكبتها النازية ضد حقوق الإنسان في ألمانيا ومن ثم ضد الشعوب الأوروبية، هذه الانتهاكات التي شكلت اعتداءا كبيرا، وسخرت كل وسائل الإعلام للدعاية النازية وبث الروح العنصرية والحرب النفسية ضد الشعوب الأخرى، أمام تلك الظروف تنادت العديد من الدول الأوروبية وغيرها من الدول من أجل سن قوانين لضمان حرية التعبير ورفض كافة أشكال الدعاية العنصرية، (فقد تحالفت أجهزة الإعلام الخاصة بدول الحلفاء "الإذاعة البريطانية وراديو موسكو وصوت أمريكا" في مواجهة الدعاية النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، كما أصبحت مسألة الإعلام "حرياته ومسؤولياته" من أبرز القضايا التي شملتها مفاوضات سان فرنسيسكو أثناء إعداد مسودة ميثاق الأمم المتحدة. وحددت المادتان 1، 55 من ميثاق الأمم المتحدة المفهوم العام للحق في حرية التعبير كجزء من الحقوق الأساسية للإنسان) ، لابد من التأكيد أن قوانين حرية الصحافة أخذت حيزا كبيرا من الاهتمام منذ نشوء الصحافة، وقد عالجت القوانين البريطانية والأمريكية ذلك وهنالك عدة قوانين يمكن الرجوع إليها لكن من المفيد جدا الإطلاع على القانون الأمريكي ففيه من التفاصيل المهمة التي اعتمدت في الكثير من المؤسسات الدولية.
لنعود إلى تثبيت الحقوق للإعلاميين، ومنها حق الصحفي في إصدار الصحف.
حق الصحفي في إصدار الصحف
أن هذا الحق هو جزء مهم من حرية الصحافة، ولابد من تثبيته دستوريا في جميع دول العالم، فهو الضمان لتحقيق التعددية والتنوع الإعلامي، فالتعددية ضرورية للعملية الديمقراطية، والتنوع يعني أن تكون الصحف الصادرة  متنوعة الاتجاهات السياسية والفكرية.
ان حق إصدار الصحف ظل بعيدا عن المنال حتى منتصف العشرينات من القرن الماضي، حيث تطورت صناعة الصحافة ووسائل الإعلام وتشكلت الإمبراطوريات الإعلامية الكبيرة التي سيطرت على الكثير من الصحف ووسائل الإعلام، والتي كان مبتغاها هو الربح بالدرجة الأولى، وكان من الجانب الآخر وبعد تأسيس "الإتحاد السوفيتي" السابق، تشكلت مؤسسات إعلامية مؤدلجة تتكلم بأسم السلطة الحاكمة مما أدى إلى اختفاء التعددية والتنوع، وكانت الدول النامية تعاني من ضعف المؤسسات والتوجهات الديمقراطية ومعظمها تعاني من السيطرة السلطوية على وسائل الإعلام، فكذلك اختفت فيها التعددية والتنوع، وخضع الإعلاميون فيها لإرادة السلطة.
هذه الظروف التي كانت سائدة جعلت العديد من الرواد والمفكرين والمثقفين في العديد من دول العالم من السعي لإصدار قوانين لمقاومة الاحتكار في مجال الإعلام، ولكن تلك الأفكار جابهت مشاكل كثيرة، واتجهت الأفكار إلى قيام الصحفيين أنفسهم بإصدار الصحف وإدارتها، كون الصحفيين هم أصحاب المصلحة الحقيقية لتحقيق التعددية في مجال الصحافة، وبرزت فكرة الشركات الصحفية التي سرعان ما انتشرت خصوصا في فرنسا، وفكرتها (قيام الصحفيين بتأسيس شركة فيما بينهم وفقا لأحكام القانون، ثم تساهم هذه الشركة في رأس مال الشركة المالكة للصحيفة، وذلك بنسبة تمكنهم من المشاركة بإيجابية في إدارة الصحيفة والدفاع عن حقوقهم الأدبية والمشاركة في اختيار رئيس التحرير، وأخذ رأيهم في القرارات المصيرية المتعلقة بالصحيفة مثل حل أو تصفية أو إدماج الشركة المالكة لها أو تعديل نظامها الأساسي) ، وكان المشرع الفرنسي على وعي بأهمية الدور الذي تقوم به هذه الشركات في تحقيق الإدارة الديمقراطية للمؤسسات الصحفية وتحقيق التعددية والحماية من الاحتكار، وهنالك شروط وضعت يجب أن تتوفر للمساهمين في هذه الشركات، أما في الدول العربية ولو أخذنا مصر كنموذج كونها من الدول العربية الرائدة في مجال الصحافة العربية، والتي لازالت قوانينها وتشريعاتها تكشف عن تحكم السلطة في إصدار الصحف مما يعيق التعددية والتنوع الذي نتحدث عنه، ففي دستور 1971م، كفلت المادة 47 حرية الرأي، والمادة 48 كفلت حرية الصحافة والنشر بدون تحديد أو تقييد، (وكان من الضروري عقب إصدار دستور 1971 أن يتم إلغاء جميع النصوص القانونية التي تقيد حق إصدار الصحف حيث أنها أصبحت متناقضة مع نص المادتين 47و48 من الدستور، لكن السلطة لم تفعل ذلك، ثم قامت في عام 1980 بإضافة فصل إلى الدستور بعنوان سلطة الصحافة والذي تضمن المادة 209 التي نصت على أن حرية الصحف وملكيتها للأشخاص الاعتبارية العامة والخاصة وللأحزاب السياسية مكفولة طبقاً للدستور)  ، ونرى التحديد الواضح للفقرة وهذا يتناقض مع الفقرتين المشار إليهما، ثم جاء القانون  رقم 96 لسنة 1996م ليضع قيودا جديدة على حرية إصدار الصحف ويحدد الصلاحيات، ولمناقشة ذلك الأمر نحتاج إلى عدة دراسات مستقلة لكن ما أردناه هو التنويه إلى واقع حرية الصحافة في أهم بلد عربي كمثال يمكننا من خلاله أخذ صورة تقريبية عن الموضوع.
حق الصحفي في الحصول على المعلومات:
من البديهي أنه كلما تمكن الإنسان من الحصول على المعلومات والمعرفة كلما أصبح أكثر قدرة على تطوير حياته وأصبحت قراراته أكثر دقة وأصبحت مساهمته في بناء المجتمع أكثر كفاءة، (فلا قيمة لحرية الصحافة إذا أوصدت في وجهها أبواب الأخبار) ، ومن خلال المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص على حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا النص حريته في اعتناق الآراء  والحصول على المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، أي يحق لكل شخص أن يتلقى الأخبار والمعلومات وكذلك له حق إرسالها إلى الآخرين، كما أكدت المادة ان الحدود الجغرافية لا يجب أن تعيق حق الأشخاص في تلقي المعلومات أو إرسالها،  لكن ذلك الحق دائما ما يصطدم بالواقع المغاير عند التطبيق العملي، وفي معظم الدول حتى الأكثر ديمقراطية، وهذا ما أكدته لجنة "ماكبرايد"  في تقاريرها الذي جاء فيه، (إن استقراء التجارب المختلفة يؤكد على أن السلطات بكل أنواعها تميل دائما إلى منع وصول أنواع معينة من المعلومات إلى الجماهير، ولذلك من الصعب مقاومة الرأي القائل بأنه لا توجد حكومة مهما تكن حكيمة ينبغي أن تكون القاضي الوحيد الذي يقرر ما يحتاجه الناس من معرفة)
هذا التقرير ونتائجه وتوصياته ذات أهمية كونه يعكس أمور لازالت مهمة حتى اليوم، وهذه التوصيات حددت مفهوم الحق في الاتصال ومكوّناته الأساسية كونه ينطوي على مجموعة من الحقوق ونبّهت إلى مسألة احتكار المعلومات والتكنولوجيا الاتصالية والعقبات أمام امتلاكها كما كشفت الفارق الكبير بين البلدان وحاولت رفع الحيف والهيمنة السائدة بين من يمتلك تكنولوجيا الإعلام وبين من لا يمتلكها، وطبعا الدول العربية من الدول النامية التي لا تملك التكنولوجيا، ولهذا دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم خبراء الإعلام العربي ‏لوضع تصور لموضوعة الحق في الاتصال سنة 1982، وكان خلاصة ما تم تحديده من مشكلات في الدول العربية (ما يأتي:
1ـ تركيز وسائل الاتصال في كل قطر على الشؤون المحلية وعلى إبراز الشخصية الذاتية للدولة العربية الواحدة في الغالب.
2ـ عدم التوزيع المتساوي للترددات المقررة لكل دولة بما يكفل عدم التداخل فيما بينها وبين دول العالم الثالث وعدم تكامل المحطات الأرضية.
3ـ نقص بنوك المعلومات ومراكز البحوث الإعلامية ومعاهد التدريب.
4ـ عدم كفالة حرية العاملين في ميدان الاتصال وبالتحديد في المجال الصحفي والثقافي.
5ـ قلة التبادل البرامجي إذ أنه بالرغم من أننا نعيش في عصر التكتلات الدولية في المجال السياسي والاقتصادي والإعلامي فإنّ هنالك نقصاً في حجم التبادل البرامجي).
وهذا ما يميز دول العالم النامي كافة.
لقد دافعت اليونسكو طويلاً عن حق البلدان النامية في الاتصال ونبهت إلى المخاطر المترتبة على سياسة الهيمنة وعدم التكافؤ والتدفّق الاتصالي من جانب واحد، فالمعطيات تؤكد ‏وجود وكالات أنباء قليلة تعود ملكيتها إلى بلدان غربية متقدمة صناعياً ‏وتكنولوجياً ومعلوماتياً ‏وتؤكد كذلك تبلور شبكات فضائية عملاقة تحتفظ بأسرار وتقنيات الفضاء، وهذا الواقع يتطلب الانتباه له والعمل على تجاوزه من أجل أعطاء مصداقية لحرية التعبير.
يمكن اعتبار القانون السويدي والفرنسي نموذجا لحرية الحصول على المعلومات، (إذ لم يجد المشرع الفرنسي ضرورة لإفراد نص خاص يقرر هذا الحق للصحفيين باعتباره من حقوق المواطنين كافة) ، وقد ثبت القانون الفرنسي الصادر في 17 تموز 1978م، حق جميع المواطنين في الإطلاع على الوثائق التي عرفها بأنها كل الدراسات والتقارير والبيانات والمحاضر والإحصائيات والأوامر والتحقيقات والنشرات والمذكرات والاستجوابات الوزارية التي تتضمن تفسيرا للقانون الوضعي أو تحديدا للإجراءات الإدارية، (كما نصت المادة الثانية من هذا القانون على أمكانية الإطلاع على الوثائق الصادرة من وحدات الجهاز الإداري للدولة أو الهيئات المحلية أو الهيئات ذات النفع العام) .
أما في السويد فهنالك نظام يعتبر أفضل نموذج ساطع لدعم حرية الصحافة، بل ونموذج رائع للحرية والديمقراطية للمجتمع ككل، فالقانون يسمح ويحمي حق كل المواطنين في الإطلاع على الوثائق العامة المحفوظة لدى المؤسسات الحكومية، ويحمي حرية الصحفي في التعبير عما يقتنع به دون أي محاسبة قانونية، وجاء في المادة ال 19  من قانون حرية الصحافة وهو وثيقة دستورية تثبيت حق (كل المواطنين في الإطلاع على الوثائق)، رغم أن هنالك قانون للسرية صدر سنة 1980م، والذي يسمح للسلطات حجب بعض الأسرار التي تتعلق بالأمن القومي والسياسة الخارجية للدولة والتحقيقات الجنائية والمصالح الشخصية والمالية للأفراد، والمعلومات المتعلقة بالحياة الخاصة للمواطنين .
 ورغم ذلك يحق للمواطنين رفع قضية أمام المحاكم في حالة عدم قناعته بحجب شيء ما، وفي حالة أن تجد المحكمة لا ضرورة للحجب فتقوم بإلزام الحكومة برفع الحجب.
ومن هنا يمكن تفسير ومعرفة موقف الحكومة السويدية الرائع خلال الأزمة الدبلوماسية بينها وبين أسرائيل على أثر نشر صحفي سويدي تقرير يتهم فيه إسرائيل بانتهاكات صارخة ضد الفلسطينيين، وبعيدا عن تفاصيل الموضوع هذا، لاحظنا كيف تحترم السويد قوانينها، وتلتزم بالدستور، فلم تعتذر ولم تحاسب الصحفي، فالدستور قد ضمن له أن يكتب ما يقتنع به دون أدنى محاسبة.
خلاصة القول علينا أن ندرك إن الفساد الإداري والمالي بمختلف أشكاله كان دائما ما ينمو في أجواء النظم السياسية التي تحجب حق امتلاك ونقل المعلومة، ونجد إن المفسدين هم من يعارض سن قوانين خاصة لحرية الحصول على المعلومات من الدولة.
حق الصحفي في حماية أسرار مصادر معلوماته:
أن الإعلام لا ينشر الأخبار فقط بل أيضا معلومات مستقاة من مصادر ربما تكون سرية، مما يعرض الصحفي لخطر البوح عن مصادر المعلومات عندما تكون هنالك قضايا حساسة وعنده أسرار متعلقة بها،
 ان حق الصحفي في حماية أسرار مصادر معلوماته هو ضمانة لتحقيق حق المواطنين في الحصول على المعلومات والمعرفة، وقد مر هذا الحق في مرحلة طويلة إلى أن تم إقراره في العديد من دول العالم، كون هناك مصلحة أساسية للمجتمع في هذا الحق، وهو من جانب آخر هو أمر يتطلبه الالتزام الأخلاقي من قبل الصحفي، خصوصا أنه طالما يتعهد الصحفي للمصدر بالحفاظ على سرية مصادره ومعلوماته وبالتالي فالنكوص بالتعهد يفقد الصحفي ثقة الآخرين به.
لكن في النهاية فأن مصلحة العدالة تتطلب أن تبان الحقائق دون مواربة ويمكن الموازنة بين الموضوعين كأن تحتفظ المحكمة بالمعلومات دون بثها، ففي فرنسا ينص قانون إصلاح الإجراءات الجنائية في 4 يناير 1993 في المادة 109/2 على ما يلي، (أي صحفي يستدعى للشهادة أمام المحكمة فأن من حقه عدم الكشف عن مصادره)، وتنص المادة 56/2 على، (لا يجوز تفتيش مقرات الصحف وشركات الإذاعة إلا بواسطة القاضي أو المدعي العام والذي يجب أن يتأكد من أن عملية التفتيش لا تعرض حرية الصحافة للخطر، ولا تعوق تدفق الأنباء) .
أما في مصر، فقبل سنة 1980م لم تكن هنالك حماية لذلك، ولكن قانون سلطة الصحافة رقم 148 الصادر سنة 1980م، نص في الفقرة 5 منه على، (لا يجوز إجبار الصحفي على إفشاء مصادر معلوماته) ،  وفي السويد لا يسمح القانون السويدي الخاص بالصحفيين معاقبة الصحفيين على المواد التي ينشرنها، ولا يعاقب أي موظف يكشف للصحفيين عن معلومات ما، مما يتيح أكبر قدر من الحرية أما تدفق المعلومات.
حق الصحفي في التنظيم النقابي والتدريب:
أن حق الصحفيين في التنظيم النقابي مسألة أساسية للدفاع عن حقوقهم وحمايتهم ضد ممارسات ومضايقات السلطات، وكذلك لها عدة وظائف أخرى، ويعتبر التنظيم النقابي اليوم سلاحا مهما بيد الإعلاميين يدافع عن حقوقهم ويعزز وحدتهم، وقد ضمنت معظم دساتير العالم الحق في التنظيم، فانضمام الصحفي إلى النقابة هو حق ولا يجوز فرض أية قيود عليه.
وقد تشكلت عدة نقابات صحفية عالمية وهنالك  في كل دولة نقابة للإعلاميين، ومن المهام التي تتولاها النقابات هو تعليم وتدريب الصحفيين، فكلما زادت كفاءة الصحفي كلما زادت مهارته وقدرته ليقدم خدمة أفضل للمجتمع، ان التطور الكبير في وسائل الاتصال يفرض الإعداد العلمي لمن يقوم بالاتصال، فاليوم الإعلام صناعة عصرية تحتاج إلى التدريب المستمر، وأصبح الإعلام علما له فلسفته ونظرياته التي تتطور وتتجدد باستمرار، وهنالك طرق وأساليب عديدة اليوم لإقناع المتلقين، والتعليم والتدريب والتخصص يعتبر مهما وأساسيا لاكتساب المهارات الضرورية، وفي هذا الصدد يقول راسم محمد الجمال (إن التأهيل للعمل الإعلامي يتطلب قدرا كبيرا ومكثفا من التطبيق العملي الذي يتعين أن يتم جزء منه في المؤسسات التعليمية ذاتها وتحت أشراف أساتذة الإعلام أنفسهم سواء تم ذلك التدريب في هذه المؤسسات أو في المؤسسات الإعلامية القائمة في المجتمع) ، فالتدريب للإعلاميين هو حق يجب أن تضمنه قوانين الدول.







475
أيام الثقافة العراقية في السويد
كرنفال عراقي وسط العاصمة السويدية ستوكهولم

 

 

تقرير: محمد الكحط ـ ستوكهولم-
تصوير: بهجت هندي/ سمير مزبان


للسنة الثالثة على التوالي نظمت سفارة جمهورية العراق في السويد وبالتعاون مع الهيئة الاستشارية للأحزاب والقوى السياسية العراقية مهرجانا لأيام الثقافة العراقية، وكان هذا العام مميزا بسعة النشاطات، التي شهدتها مدينتا مالمو وغوتنبرغ بالإضافة إلى ستوكهولم، بدأت الفعاليات في مالمو وغوتنبرغ بشكل مبكر، حيث تم يوم 25/6/ 2009 تنظيم معرض للفنون التشكيلية في مدينة مالمو، افتتح من قبل سفير جمهورية العراق في السويد  الدكتور أحمد بامرني، أستمر ثلاثة أيام وشارك فيه تسعة فنانين بينهم ثلاث فنانات وأشتمل على أعمال السيراميك والنحت والطرق على النحاس بالإضافة إلى الرسم .                                                    
أما في مدينة غوتنبرغ فتم تنظيم حفل فني يوم السبت 27/6/2009، تم افتتاحه من قبل الأستاذ مازن الحناوي مستشار سفارة جمهورية العراق في السويد، أشتمل الحفل على الغناء العربي والكردي والآشوري وكذلك الدبكة الكردية والآشورية.                      


 

وكانت ستوكهولم محطة الختام لأيام الثقافة العراقية، حيث أقيم المهرجان وسط العاصمة السويدية في الحديقة الملكية يوم السبت 4 تموز 2009، والتي شهدت فعاليات منوعة ونوعية، كما أكسبها الحضور الجماهيري الواسع رونقا وبهاء، خصوصا وأن أبناء شعبنا العراقي هنا في الغربة أرادوا أن يشاركوا أهلهم داخل الوطن أفراحهم بخروج القوات الأجنبية إلى خارج المدن لحين خروجهم النهائي من أرض الوطن، تم الترحيب من قبل عريفي المهرجان محسد المظفر و ---- باللغتين العربية والكردية بالحضور وبممثلي السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي الذين حضروا المهرجان،  ومن ثم انشد الفنان  جلال جمال "نشيد موطني"، بعدها تم دعوة السيد سفير العراق في السويد لقص الشريط إيذانا ببدء الفعاليات، حيث بدأ الدخول إلى الخيمة العراقية وتم استقبال الضيوف بالتمر واللبن، ثم بدأ التطواف في الخيمة التي ضمت معرضا للكتاب العراقي  لمؤلفات كتبها عراقيون، أو مؤلفات كتبت عن العراق، شارك فيه، مكتبة بغداد، اتحاد الكتاب العراقيين في السويد، مركز الزهراء الإسلامي، جمعية شعب كردستان، المركز الثقافي الكردي في ألمانيا. وكانت هناك قهوة عزاوي، التي أدارتها جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم حيث أعادتنا لأجواء الأربعينات من القرن الماضي، وفي المقهى تم تقديم الشاي المهيل "بالأستكانات"، وتوسط المقهى زبائن يزاولون لعبة "الطاولي" كما كانت هناك جلسة عربية شعبية شاركت فيها نساء عراقيات بملابسهن الشعبية، مع عرض العديد من القطع الفولكلورية الشعبية العراقية، التي أعدتها رابطة المرأة العراقية في السويد، وجلسة كردية شعبية تضمنت العديد من التقاليد الشعبية أثناء الغزل وعرض المنسوجات الفولكلورية وكانت من إعداد جمعية تطوير المرأة الكردية، بالإضافة إلى عروض من التراث والفلكلور الشعبي الكردي تم تقديمها بشكل عملي أمام الجمهور تضمنت، "الشچوة"، والرحى، و"الشجوة"، التي يتم بواسطتها خض الحليب واستخراج الزبدة منه، أما الرحى فهي الوسيلة القديمة لطحن الحبوب، وكانت هذه الفقرة من إعداد  جمعية " مكس كلتور". وكان هناك معرض الخبز العراقي حيث عملت وعرضت أنواع الخبز التي تعمل في كافة مناطق العراق، وهو من مساهمة  عدد من العراقيين والعراقيات، أما معرض الأزياء العراقية، فكان لها نصيب أيضا هذا العام فقد عرضت الأزياء العراقية لمختلف المكونات الاجتماعية، العربية، الكردية، الآشورية، التركمانية، الأرمينية ، الإيزيدية، وكان المعرض من إعداد نيان قادر، كما كان هناك مطعم يعد المأكولات العراقية المنوعة خارج الخيمة.                          

وبعد انتهاء الجولة في الخيمة، بدأت فعاليات  المسرح، وكانت البداية مع  الطبلة والزرنا من الفلكلور الكردي، قدمتها فرقة شيرو التي أبدعت في عرضها، ثم كان الحضور على موعد مع أوبريت "طيور المحبة" وهو من تقديم فرقة "دار السلام"، شارك فيه العديد من الشابات والشباب يمثلون ألوان الطيف العراقي، وهو عبارة عن لوحات فنية، تشمل أغاني فلكلورية مع الرقصات من الشمال والوسط والجنوب، والفرقة أسستها رابطة المرأة العراقية في السويد. الأوبريت تضمن لوحات غنائية وراقصة تعبيرية من الفلكلور العراقي الأصيل، بأشراف الفنان عبد النور، قدمت الفرقة هذا العمل لأول مرة أمام الجمهور الذي صفق كثيرا لها معبرا عن إعجابه، رغم أن المطر الغزير حاول إعاقة الفعاليات إلا أن الجمهور والفنانين واصلوا المشاهدة والأداء، وكانت الفرقة الأخرى وهي فرقة الفنون الجميلة الكردية التي  قدمت أجمل اللوحات الراقصة وهي من إعداد الفنان دلشاد، هذه الفرقة الكبيرة امتازت بقوة ودقة الحركة والأداء الرائع عودتنا دائما لتقديم ما هو جديد وجميل، فنالت إعجاب الجميع الذين طالبوا أن تقدم عرضها مرة ثانية وكان لهم ذلك قرب نهاية المهرجان، ثم جاء دور الزفة الكردية وهي من إعداد  وتقديم فرقة نيان قادر، وهي عبارة عن سيناريو، بدأ بالتعارف بين شاب وشابة، ويرافق العروس سبع بنات مع الموسيقى والزفة بمصاحبة الطبلة والزرنا، وعزف على الناي، كان عرضا ممتعا، ثم صدحت من جديد الطبلة والزرنا من تقديم فرقة شيرو والدبكة الكردية التي شارك معها الجمهور خارج المسرح، وكان مسك الختام مع فرقة نوارس دجلة في أغان من الفلكلور العراقي الأصيل، هذه الفرقة تضم العديد من السيدات العراقيات اللواتي أحببن العراق وتراثه وغنائه، وقدمت خلال الفترة الماضية العديد من الفعاليات تحت قيادة المايسترو علاء مجيد وكان لها صدى واسع بين أبناء الجالية العراقية.                                                                                            

تفاعل الجمهور طيلة النهار مع هذه الفعاليات التي جسدت حب العراقيين لبلدهم العراق وعطائهم الجميل من أجل وحدته وتكاتف أبنائه، وإبراز الصور الجميلة والجوانب المشرقة في الثقافة العراقية، وحبهم للعطاء، فلم يمنعهم المطر المدرار من التواصل حتى الساعة التاسعة ليلا في الهواء الطلق، حضر جمهور من العرب السويديين والأجانب، بالإضافة إلى كافة ألوان الطيف العراقي الزاهي. وكان أجمل ختام هو بعزف "نشيد موطني"، حيث وقف الجميع ينشدونه وأياديهم على قلوبهم، مرددين موطني موطني...                      


صور من الفعاليات:




476
أمسية موسيقية للبيانو والعود

في أمسية موسيقية هادئة في كنيسة الاتحاد(اليانس شيركان) في مدينة يونشوبينك السويدية جمعت بين آلتين موسيقيتين مختلفتين واحدة من الشرق والأخرى من الغرب ليلتقيا في عزف مقطوعات من القوالب الشرقية المعروفة كالسماعي واللونكا والقوالب الحرة وغيرها فأطلق الفنان سرمد نؤيل العنان لآلته المحببة لتصدح بأنغامها العذبة بمرافقة الفنان فائز ميناس على آلة البيانو بتناغم وانسجام .

أقيمت الأمسية في يوم الجمعة الموافق 26 حزيران 2009 بحضور عددا من أبناء الجالية العراقية والعريبة إضافة إلى عددا من الأصدقاء السويديين وقد شارك في هذه الأمسية جوقة الكنيسة الكلدانية في يونشوبينك في فقرة قصيرة تضمنت ترتيلتان من الطقس الكلداني كما قدم الأستاذ الدكتور ليون برخو أستاذ اللغات والإعلام في جامعة يونشوبينك تقاسيم حرة على آلة الكمان. تضمن البرنامج مجموعة مختارة من المقطوعات لأشهر الفنانين العراقيين والأتراك أمثال منير بشير, روحي الخماش, ادهم أفندي, الشريف محي الدين وغيرهم.
كما شارك أيضا في هذه الأمسية كل من الفنانين نينوس شليمون /عود و ريمون شليمون/كمان في عزف بعضا من فقرات لبرنامج.

قدمت هذه المقطوعات بأسلوب جديد أكاديمي معبر نال رضا وإعجاب الحاضرين.

ويأتي هذا العرض الموسيقي كمحاولة لتعريف المستمع والمتذوق السويدي والعربي لهذه النماذج الشرقية الكلاسيكية. ومن الجدير بالذكر ان كل من الفنانين سرمد نؤيل وفائز ميناس هما من خريجي كلية الفنون الجميلة- جامعة بغداد.


بعض الصور للأمسية



477
الدكتور عقيل الناصري وكتابه الجديد" 14 تموز الثورة الثرية" في أمسية ثقافية


 

 

تقرير: محمد الكحط / ستوكهولم
تصوير: سمير مزبان ومرتضى حسن


استذكارا لثورة 14 تموز الخالدة واحتفاءً بصدور كتاب الدكتور عقيل الناصري الموسوم ((14 تموز الثورة الثرية))، أستضاف نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم واتحاد الكتاب العراقيين في السويد الدكتور عقيل الناصري في أمسية ثقافية، يوم الجمعة المصادف 26/06/2009 وعلى قاعة النادي في ستوكهولم /آلفيك، حضر الأمسية جمهور من المهتمين بشأن الثورة المغدورة وسيرة حياة قائدها الشهيد عبد الكريم قاسم.

في البداية رحب السيد حكمت حسين سكرتير النادي بأسم نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم واتحاد الكتاب العراقيين في السويد بالحضور الكريم لهذه الامسية الثقافية. وبعد ذلك أستهل الأستاذ فرات المحسن الأمسية مرحباً  باسم النادي والاتحاد بالحضور وبالضيف الكريم، مباركا للناصري صدور مؤلفه الجديد كونه يمثل إضافة جديدة بعد مؤلفيه السابقين عبد الكريم قاسم، الانقلاب التاسع والثلاثون، وماهيات السيرة الذاتية للشهيد عبد الكريم قاسم" الصادرين عامي 2002 و2006م، معرجاً على نشاط الضيف واهتماماته خصوصا في مجال البحث الأكاديمي المكرس لثورة 14 تموز المجيدة وشخصية قائدها. حيث أوضح المحسن أن الناصري وضع في كتابه الجديد منهجية بحث استوعبت جوانب عديدة من الواقع السياسي الاقتصادي الاجتماعي للمسيرة التاريخية المعاصرة لحياة الشعب العراقي، كما أنه يسلط الضوء ويكشف الكثير من الحقائق المتعلقة بشؤون الحياة السياسية العراقية.
 
كما تناول في دراسته ظروف تأسيس الدولة العراقية ودور العامل الخارجي في تلك الحقبة، وتطرق إلى دور الطبقات الوسطى في القيام بالثورة وفي بناء الدولة العراقية، وقدم الناصري وجهة نظره عن العنف ومسبباته، وقدم دراسة قيمة في العلاقات السلعية النقدية والسوق الوطنية الموحدة وفي النهاية أشار المحسن إلى أن كتاب الدكتور الناصري الجديد يطرح الكثير من المسائل الخلافية التي تثير بدورها الأسئلة الحيوية عن سيرة الزعيم قاسم ومسيرة الثورة ذاتها وما شابها من عثرات وأخطاء أدت الى نهايتها المحزنة وأثرت سلبا في مستقبل العراق السياسي.

 بعدها تحدث الدكتور عقيل الناصري مقدما شكره لنادي 14 تموز الديمقراطي العراقي ولاتحاد الكتاب العراقيين في السويد والحضور، وتحدث بشيء من التفصيل عن أهم ما جاء في الكتاب، محاولا الرد على ما جاء في تقديم الأستاذ المحسن حول عثرات الثورة، مؤكدا أنه أوضح العديد من الأمور في كتابه السابق، الذي أشار فيه للأخطاء الكبيرة التي أقترفها الزعيم قاسم. وقد أفاض الدكتور في حديثه حول محاور كتابه الجديد مؤكدا على مفاصل حيوية كانت دائما تراود ذهن القراء والمتابعين، من مثل مقتل العائلة المالكة والثورة بين القيادة والتنفيذ، كما تحدث عن العنف وخلفياته، ودور العامل الخارجي في الثورة ومواقف الدول العظمى ودول الجوار من التغيير، وموقف الاتحاد السوفيتي السابق الداعم للثورة وتطلعاتها.

   

وبعد استراحة قصيرة تم فتح باب النقاش مع الجمهور الذي طرح بدوره آرائه وأفكاره ورؤيته عن الثورة والكتاب الجديد عنها، فقد فتحت المحاضرة بابا واسعا للمطارحة والنقاش للوصول إلى ما يقارب ويلامس ضخامة وأهمية ثورة 14 تموز وشخصية قائدها الشهيد عبد الكريم قاسم، ومناقشة مدى مشروعيتها وشرعيتها كظاهرة غيرت في تركيبة المجتمع العراقي بمختلف وتعدد أوجهه وسلوكياته. وأثناء الحديث قدم الجميع شكرهم وبينوا ثنائهم على المعلومات الوفيرة التي قدمها المحاضر وعلى مثابرته وجهده في التتبع والبحث وأرشفة موضوعة ثورة 14 تموز وقائدها. في نهاية المحاضرة قدمت الزهور للدكتور الناصري تكريما ومباركةً لعطائه.

 بقيّ أن نشير إلى أن محاور الكتاب، التي فصلها وفق صيغ استقراء حدث ثورة 14 تموز والتي عدها الكاتب حركة تاريخية غيرت واقع العراق الاجتماعي الاقتصادي السياسي والثقافي ونقلته نحو فضاءات الارتقاء والتطور.
قُسم الكتاب إلى خمسة فصول: أشتمل الفصل الأول مقاربات ومقارنات بين مرحلتي نظامي الحكم الملكي والجمهوري وما يمثله كل منهما في حركة التأريخ العراقي المعاصر. وفي هذا الفصل استعراض تأريخي لممهدات الثورة أو مسبباتها وفق قراءة الدكتور الناصري.

في الفصل الثاني يتحدث عن مفاصل التغييرات بعيد الثورة، وقاعدتها الاجتماعية ونوع التحديات التي واجهتها.وعلاقتها بالقوى الخارجية.

ويصب الفصل الثالث في البحث عن الصيرورة التاريخية لثورة 14 من خلال البحث في خلفيات صراع كتل الضباط الأحرار وسبب انفراد كتلة قاسم بالثورة، وكيفية تحرك القوى العسكرية وسيطرتها على المواقع المهمة لمؤسسات الدولة.

ويحوي الفصل الرابع قراءة لواقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة المالكة. حيث يحلل الكاتب الروايات المتعددة التي وصفت الواقعة ومدى قربها وبعدها عن الحقيقة، طارحا فرضياته وقناعاته في البحث وتفكيك الحدث. كما سلط الضوء على محاور أخرى منها اختيار الأمير فيصل بن الحسين كملك على العراق، وأيضا الجريمة ذاتها بين العفوية والتخطيط.

أما الفصل الخامس فيبحث في ردود الفعل الدولية ويحلل مواقف دول العالم من ثورة 14 تموز وانقسام العالم بين معسكرين، مع وضد الثورة. وهذا الانقسام حسب قول المؤلف جاء على وفق مقدار الضرر الذي ألحقته ثورة 14 تموز بمراكز وقوى الرأسمالية العالمية وتوابعها.

وضم الكتاب ملحقين، الأول يتعلق ببعض الرسائل التي أرسلها عبد السلام عارف عندما كان في السجن، الى عبد الكريم قاسم. والملحق الثاني يتعلق بالمراسيم الخاصة بتشكيلات السلطة الجديدة ومؤسسات الدولة.

وبحسب قول المؤلف الدكتور عقيل الناصري ((بأنه لا يدعي مطلقا أن الكتاب خال من النواقص والثغرات والهنات والسقطات، أو أنه في حكم المنتهي، فأن حدث مثل ثورة 14 تموز وشخصية الشهيد قاسم سيخضعان لمدة طويلة للنقاش والسجال والتحليل. وستبقى جميع القراءات والرؤى صفحة مفتوحة للنقاش والقراءة الواعية والتحليل العلمي)).

 

478
نوارس دجلة تحلق في سماء ستوكهولم


 


تقرير: محمد الكحط - ستوكهولم -
تصوير: سمير مزبان


كان أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم وضواحيها على موعد يوم الأحد03-أيار-2009م،  مع  فرقة نوارس دجلة الغنائية في قاعة شيستا تريف وسط العاصمة السويدية ستوكهولم. وتحت شعار، لنغني معا للحب والسلام والمساواة ومناهضة العنف والتمييز، أزدحم  الجمهور أمام القاعة لحين افتتاح بوابة الصالة التي سرعان ما امتلأت ومدرجاتها وممراتها بجمهور غير متوقع، نوارس دجلة فرقة تشكلت من نخبة من النساء العراقيات في الغربة من المؤمنات بنضال المرأة من اجل حقوقها، إختارن إحياء الأغاني العراقية التراثية الأصيلة، متحملات المصاعب المختلفة بإرادة صلبة وخطوات راسخة عملن كعائلة واحدة، وهذه باكورة نشاطهن الجديد الذي أعلن عنه الشاعر جاسم الولائي بترحيبه أولا بالحضور والضيوف وبمفاجئة الأمسية بحضور سيدة المقام العراقي الفنانة فريدة والفنان محمد حسين كمر من هولندا ليكونا مع فرقة نوارس دجلة في عرضها النوعي الجديد، فتعالت صيحات الترحيب والتقدير، ومن ثم تم التعريف بالفرقة ونشاطها الجديد بقيادة المايسترو علاء مجيد لتدخل نوارس الفرقة في صفين متوازيين من جانبي المسرح ليعتلين المنصة.                 

 السيدة بسعاد عيدان مسؤولة الفرقة ألقت كلمة الفرقة مرحبة و متمنية للجميع قضاء لحظات سعيدة، ورحبت باللغة السويدية كذلك بالضيوف السويديين، كانت هنالك على الشاشة أمام الجمهور صور وأفلام طيلة الأمسية عن العراق وعاصمته مدينة السلام بتاريخها ورموزها وفولكلورها المتعدد الجذور وفسيفسائها الزاهي الجميل، مما جعلنا نحلق بآفاق العراق و دجلته الخالدة مع أصوات النوارس العراقية،  ليتقدم المايسترو علاء مجيد وتبدأ الفرقة بإنشاد نشيد "نوارس دجلة" من كلمات وألحان علاء مجيد، وتعالت الهلاهل والتغاريد، بعدها فاصل وكلمة للأستاذ فرات المحسن معلقا على نشاط الفرقة معبرا عن سعادته ودهشته وليعلن عن الفعالية التالية وهي أغنية "على شواطئ دجلة مر..." ومع صور دجلة ونوارسها وكلمات الشجن في الأغنية كانت الدموع المحتبسة في حدقات العيون تنطلق دون استئذان، ليتحدث السيد "لارش يوران ليرنه" من السويد معبرا عن إعجابه بهذه الفرقة التي تثير الحب والعشق فينا رغم أنه لا يعرف العربية وليقول بلكنة سويدية أن الأغنية القادمة هي "مرو عليّ الحلوين..." ونستمع للحلوات وأصواتهن الحلوة، ثم يتقدم الدكتور ثائر عبد الكريم ليتحدث عن هذا العمل الفني الذي نقلنا إلى أجواء العراق أو نقل العراق إلى هنا أو مازج بين المكانين فوحدنا وهذه أجمل رسالة للفن، ليعلن عن أغنية "داده حسن"، التي قدمتها الفرقة ويتحدث بعدها السيد "هانس لندبلوم" ويعلن الأغنية القادمة "لو قلت لك حبيبي فدوه"، ومع التفاعل الجميل من الجمهور تتحدث السيدة وداد عن الفرقة التي وحدت أطياف الشعب العراقي فهذا هو العراق بالفن والثقافة يتوحد، بعيدا عن الجهل والتفرقة، لتعلن عن الأغنية القادمة "جيت أسألك عن رده"، بعدها كانت المفاجئة حيث أعتلى الفنان محمد كمر ليعبر عن سعادته بهذا العرض الشجي وإعجابه بالجهود الكبيرة وليعلن عن التالي وهي أغنية "مالي شغل بالسوك مريت أشوفك"، أما الدكتور رياض البلداوي فأكد أن هكذا نشاطات تبعث فينا الروح والحيوية وتعيدنا إلى جذورنا هناك حيث العراق، ليعرف بالأغنية القادمة "خلينا نشوفك خلينا" ، لتطل بعد ذلك الفنانة فريدة لتقف مع الفرقة محيية لها ومعبرة عن إعجابها ورغبتها بالوقوف معهن على المسرح، وتعلن عن مجموعة أغاني "كوكتيل بغداديات" ووسط التصفيق والتشجيع يتحدث المايسترو علاء مجيد شاكرا كل من وقف مع الفرقة مساندا ومساعدا من فنانين وأصدقاء في المجالات المختلفة. ولتختتم الفرقة آخر فاصل لها مع نشيد "نوارس دجلة" ومع باقات الزهور والزغاريد وكلمات الحب والإعجاب أنتهت هذه الأمسية التي حلقت فيها روحنا ولو لسويعات في سماءات العراق إلى طفولتنا إلى تراثنا وبيئتنا وعراقنا الذي يسكن في أعماق الروح، كل ذلك بفضل نسائنا العراقيات الرائعات في نوارس دجلة.                                                                                               

صور من الأمسية:                                                                                         

   

479
المنبر الحر / آن للدم أن يتكلم
« في: 16:41 22/04/2009  »
آن للدم أن يتكلم
خشبة المسرح تحاكم الجلادين





تقرير: محمد الكحط - ستوكهولم -
تصوير: سمير مزبان


((سولف يا ليل سوالفنا// غنوا يا ناس غنانيا// سولف للعالم يالتسمع..... // مكتوب تاريخ الدنيا// خير وحب// خبز وحنيه// ويرفرف السلم على بلادي تحضنها أنسام الحرية// وترش وردات عالماتو// ما ننسى الضحو يا شعبي// ما ننسى الضحو من أجلك// ما ننساهم..ما ننساهم...ماننساهم.))...
 بهذه الأغنية انتهى عرض مسرحية "آن للدم أن يتكلم" التي قدمتها فرقة مسرح الصداقة بمناسبة الذكرى الماسية لميلاد الحزب الشيوعي العراقي وهي مقتبسة عن رواية (طوارق الظلام) للمؤلفين توفيق الناشئ وابتسام الرومي، أعد النص المسرحي الشاعر جاسم الولائي، ومن إخراج الفنان بهجت ناجي هندي. ساهم في التمثيل كل من:

 


بشرى الطائي  بدور الراوي، ومنال الطائي  بدور الجدة، سوسن خضير بدور الزوجة، هادي الجيزاني بدور مدحت، عاكف سرحان بدور طاهر، بشار ألربيعي  بدور أبو طالب صديق طاهر، زاهرة عاكف بدور ألحفيدة الأولى أما دور الحفيدة الثانية  فقامت به أحلام الدهيسي. كما قام باختيار الموسيقى المرافقة كل من منال الطائي وقاسم حسن (هولندا) وبهجت هندي من  أعمال الفنان  احمد مختار  وأعمال الفنان أنور أبو دراغ، أعمال  الديكور وتنفيذ الموسيقى والإنارة كل من سالم داود وبهجت ناجي هندي، أما مسؤول الإنتاج هادي الجيزاني. أغنية (سولف يا ليل سوالفنة) من أوبريت ألمطرقة تأليف الشاعر علي العضب والشاعر كزار سالم ذياب. قدمت المسرحية على مسرح هوسبي في العاصمة السويدية ستوكهولم مساء يوم السبت 18 نيسان/أبريل 2009م.
حضر العرض جمهور غفير من أبناء الجالية العراقية، وأستمر تدفق الحضور أثناء العرض وحتى بعد انتهائه، بعد انتهاء العرض وقف الجمهور مصفقاً متفاعلاً مع العمل الذي أدته مجموعة من الهواة، يقف بعضهم لأول مرة على خشبة المسرح، حيا الحضور بإكبار العمل والقائمين عليه، وثمنوا الجهد المبذول والواضح من قبل المؤلف والمخرج والممثلين، الذين تجاوزوا جميع المشاكل والنواقص لتقديم هذا العمل الذي يمكن الوقوف على موضوعه من كلمة المؤلف والمخرج في مقدمة المسرحية  حيث نقتطف  منه، "إن الهدف الرئيسي لإنجاز هذا العمل المتواضع هو مساهمة من المسرحيين في البدء بمحاكمة جلادي الشعب العراقي والذين لم يحاكموا بقضية مهمة وهي قتلهم وتعذيبهم لمناضلي الحركة اليسارية والشيوعية بشكل خاص. إن ما حوكموا عليه هو فقط قضايا أنصار من يمتلك قيادة السلطة في العراق الجديد، وكنا نأمل أن ينصف الشهداء ويعاقب الجلاد على كل القضايا والجرائم التي قاموا بها وأن لا يكون هناك فرق بين شهيد وآخر من أجل الوطن والنضال ضد الدكتاتورية البغيضة. وإنصافا لهؤلاء الشهداء واحتراما لأهلهم وللقضية التي استشهدوا من أجلها نقدم نحن في فرقة الصداقة هذه المحاكمة على أن تتبعها محاكمات أخرى يقوم بها فنانون سينمائيون وموسيقيون وتشكيليون وأدباء من شعراء وكتاب قصة ورواية... الخ ولهذا ندعو الجميع إلى إجراء المحاكمة لكل جلاد تلطخت يده بدم أبناء الشعب العراقي."
بهذه الكلمات أتضحت الرؤيا لدى الجمهور الذي حضر متعطشا لرؤية عمل فني جديد يعكس معاناته، معانات الآلاف من أبناء شعبنا الذي تحملوا أبشع أنواع التعذيب.
بعد العرض كانت لنا جولة مع الجمهور والممثلين الذين أدوا الأدوار المختلفة،
وفي معرض لقائنا مع مخرج المسرحية الفنان بهجت هندي، تحدث عن الفرقة وتأسيسها وأختيار هذا العمل قائلا"تأسست فرقة الصداقة قبل حوالي ثلاثة أشهر وكان الهدف من التأسيس هو إيجاد شكل لاكتشاف إبداعات بعض الزملاء والزميلات وان نساهم بالاحتفاء بالذكرى الماسية لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، حيث قام الرفيق جاسم الولائي بكتابة نص مسرحي مستوحى من رواية "طوارق الظلام" لتوفيق جاني وابتسام الرومي، وسمي العمل " آن للدم أن يتكلم". وبعد إطلاعي على النص  قمت باختيار الممثلين والممثلات الذين سبق وان قمت بعمل سابق مع مجموعة منهم عن الطائفية في العراق. وعن المشاكل والصعوبات يقول "واجهتنا في البداية مسالة مكان التدريب، حيث كان التدريب مرة واحدة بالأسبوع وهو وقت قليل لإنجاز عمل مسرحي، والسبب هو أن الجميع غير متفرغين بالكامل للتمرينات. وعن العمل مع ممثلين جدد لم يمارسوا التمثيل من قبل يقول، "ان العمل مع ممثل هاو ليس سهلا ومع ذلك استطعنا ان نذلل كثيرا من الصعاب. كنت أجد صعوبة في كثير من الأحيان على أن أغير ما يقوم به الممثل أو تقوم به الممثلة لان التغيير يربك الممثل الهاوي وخاصة في الأيام الأخيرة عندما نضج العمل, والصعوبة الأخيرة عندما انتقلنا إلى صالة العرض الرئيسية حيث اختلف مكان التدريب على الجميع، ولم نجد صعوبة في إنجاز الديكور، ولكن الصعوبة الأكبر هو أنجاز الإنارة. ومن الصعوبات الأخرى أننا قمنا بإنجاز كل ما يحتاجه المسرح من ديكور وإكسسوار وإنارة وموسيقى وغيرها من متطلبات العمل المسرحي بينما من المفروض ان يكون هناك تخصص بذلك ومع ذلك قدمنا العمل بهذه الصعوبات وانا اشكر الزملاء والزميلات الذين تحملوا هذا العناء بإنجاز هذا العمل والذي قدمناه هدية للحزب بالذكرى الماسية لتأسيسه واشكر منظمة الحزب الشيوعي في ستوكهولم لدعمها ومتابعتها لنا على طول فترة التدريب، طلبنا منه كلمة أخيرة قال، "في هذا العمل أنا افتخر أيضا بأنني اكتشفت بعض الممثلين من الممكن تطويرهم في المستقبل"

 
   


عن شعورها وهي تقف على خشبة المسرح الممثلة سوسن خضير تقول: شعور جميل هو الوقوف على المسرح، يشعر الإنسان انه  طائر في الأجواء، وتشعر انك تريد ان تعطي شيئا، ان تقول شيئا مفيدا للناس، وهي تنتظر وتترقب ما  تريد قوله، مسرحية " آن للدم أن يتكلم" ، سلطت الضوء على شهداء الحزب الشيوعي العراقي عام 1963 ، وعلى الجلادين، هؤلاء الشهداء الذين لم ينالوا حقوقهم وتناستهم الحكومات المتعاقبة، ولكنهم أحياء في ضمائر الشرفاء.
ومن خلال هذا العمل أردنا إيصال رسالة، إننا لن ننسى شهداء حزبنا، وان " الدم وراءه طلابه"، وانه لابد وان يأتي يوم يقدم فيه الجلادون للقضاء لينالوا جزاءهم العادل، وبعضهم يتمتع بحريته الكاملة، وبعض منهم قد يشغل مناصب حكومية حاليا.
وتقر الممثلة سوسن:
جميع من شارك في هذا العمل  هم من الهواة، لم يدرس احدنا التمثيل دراسة أكاديمية، ولكن الجهود التي بذلها معنا مخرج المسرحية الفنان بهجت ناجي هندي، كانت كبيرة حقا وساعدتنا على أداء أدوارنا.
وكيف وجدت استقبال الجمهور للعرض: أفرحنا  التجاوب الايجابي الذي حظينا به من قبل الجمهور. 
وهذا سوف يشجعنا على تقديم أعمال أخرى نستذكر فيها نضال حزبنا.
هادي الجيزاني كان مسؤول الإنتاج، ومثل دور مدحت يتساءل، "هل تمكنا من إرسال رسالة إلى الحكومة العراقية لإنصاف شهداء حزبنا وأن لا يفرقوا بين شهيد وشهيد، كلهم شهداء كونهم قدموا حياتهم في النضال ضد الدكتاتورية، هذا ما أردناه، كما تمكنا أن نوصل صوتنا إلى الجمهور بأننا لم ننس شهداءنا أبداَ ومهما قدمنا لشهداء حزبنا ومناضليه فهو قليل بحقهم"، وعن تقبل الجمهور للعمل يقول "كان تفاعل الجمهور معنا شيئا لن أنساه طول العمر، نحن مدينون للجمهور كثيرا، وتشجيعهم يدفعنا لعمل المزيد" .

 
 

الممثلة منال التي قامت بدور الجدة تتحدث عن تجربتها، "ان اهتمامي بالمسرح هو اهتمام قديم أي منذ كنت طالبة، وعندما قرأت السيناريو, وجدتُ نفسي ومنذ الوهلة الأولى أمام أسئلة دفعتني إلى ترجمة اهتمامي بالمسرح على المنصة وعلى ارض الواقع, فالرسالة التي حملها النص هو نداء التاريخ للضمير الإنساني في إنصاف شهداء الحزب الشيوعي العراقي, وتضحياتهم من اجل الخير للعراق وشعبه,,, الدور الذي منحه لي هو شرف اعتز به, وهذه خطوتي الأولى  في المسرح أتمنى أن تكون فاتحه لخطوات أخرى"
   
 

أخيراً كان لقاؤنا مع كاتب النص الشاعر جاسم ولائي ليتحدث بشيء من التفصيل عن فكرة المسرحية وما سبقها من أفكار قال، "لم يسبق لي أن كتبت نصًا مسرحيًا، لكنني نشرت ضمن ما نشرت مواضيع تناولت المسرح، أو سجلت رؤى ما عن أعمال مسرحية عرضها بعض الأصدقاء من المخرجين والفنانين المسرحيين في دمشق وستوكهولم وبعض لقاءات مع مخرجين مسرحيين، وهؤلاء الأصدقاء حاولوا مرارًا أن يعقدوا لي شراكة مع المسرح وإن يجروني إلى هذا الفن الذي أعشقه وأحترمه وأحترم أهله ومبدعيه وأعتبرهم أساتذة في تشكيل الجمال ورسمه وتقديمه للمتلقي وفي صناعة البهجة والمتعة الفنية وكذلك المعرفة وجعلها إضافة جديدة إلى حياتنا اليومية التي ينقصها الكثير من الاكتشاف.
 لا يمكنني الحكم على العمل ككل لأنني جزء من هذا العمل، لكن يمكن أن أقول: إن جميع الفريق كان محبًا بدرجة ما للنص ومستعدًا بكل مسؤولية وحماس لأن يتفرغ له تمامًا ويبذل كل جهده من أجل إتمامه وتقديمه للناس.
لابد هنا أن أشير إلى أن مرحلة قراءة الفنانين للنص والتدريب عليه التي استغرقت بضعة شهور طورت النص كثيرًا وأضافت إليه خصوصًا تلك اللمسات الرومانسية الخاصة بالمجتمع العراقي، البيت وتقليد تناول الشاي والتفاؤل باكتمال البدر وقصص الجدات، كان النص ينمو وتظهر ملامحه أكثر باقتراحات من فريق العمل وبالأخص منال الطائي ومخرج العمل وكنا نناقش هذه الإضافات ونطورها ونثبتها في النص الأصلي حتى قبل أيام من العرض. باعتقادي أن مخرج العمل والفنانين الذين مثلوا على المسرح لأول مرة نجحوا جميعًا، وامتلكوا الشجاعة لمواجهة جمهور ذكي ومتميز جاء ليشاهد المسرحية. وهذه بداية أكثر من ناجحة تحفز الجميع للاستمرار وتقديم أعمال أخرى في المستقبل."





480
البرلمان الكردي الفيلي العراقي يستضيف السيد عيسى فيلي

   

محمد الكحط –ستوكهولم-
 بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لجريمة النظام الدكتاتوري البائد بحق أبناء شعبنا من الكرد الفيلية، من تهجير قسري وتغييب الآلاف من أبنائهم الأبرار ومصادرة حقوقهم المشروعة كمواطنين عراقيين، أستضاف البرلمان الكردي الفيلي العراقي يوم الجمعة الموافق 10 نيسان 2009 في ستوكهولم، السيد عيسى فيلي منسق ممثلية حكومة اقليم كردستان لشؤون الكرد الفيليين في شمال أوربا، في ندوة عامة تحدث خلالها عن  شهادته أمام المحكمة الجنائية العراقية ومجريات محاكمة زمرة النظام الصدامي المباد في قضية التهجير القسري والابادة الجماعية بحق الكرد الفيليين، وكذلك وضع الكرد الفيليين في العراق. حضر الندوة العديد من المواطنين ومن ممثلي القوى السياسية العراقية في ستوكهولم ومن عوائل الشهداء من أبناء شعبنا من الكرد الفيلية، في بداية الندوة رحب السيد حكمت حسين بالحضور وبالسيد عيسى فيلي، ودعا الجميع إلى وقفة حداد على أرواح الشهداء، ومن ثم تحدث الضيف بالتفصيل عن مجريات المحاكمة وملابساتها كاشفا العديد من الأمور التي أحاطت بها ومجريات المحكمة لرموز النظام وما رافق المحكمة من مشاكل موضحا أن رموز النظام كانوا مطأطئي الرؤوس خجلا وهم يسمعون ما عمله نظامهم بعراقيين أصلاء دون ذنبٍ ارتكبوه.                       
بعد الاستراحة فسح المجال للأسئلة والمداخلات التي أنصبت كلها على ضرورة توحيد الجهود والتضامن من أجل الاستمرار لحين استكمال أعادة الحقوق لهذه الشريحة التي ظلمت كثيراً، وأن ينال المجرمين العقاب الذي يستحقونه.                                                         


481
وقفة تضامنية للكشف عن مصير الرفيق شاكر الدجيلي



في الذكرى الرابعة لاختفاء الشخصية الوطنية الرفيق شاكر الدجيلي، دعت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد ورابطة الديمقراطيين العراقيين إلى وقفة تضامنية يوم الثلاثاء 31 آذار 2009م في ساحة مينتوري (Myuttorg ) عند البرلمان السويدي، حيث حضر رفاق وأصدقاء الرفيق شاكر الدجيلي والعديد من الشخصيات السياسية كما حضر التجمع الرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
بدأت الكلمات للتعريف بالشخصية الوطنية وظروف اختفاءه القسري من قبل عريف التجمع محسد المظفر، ثم ألقى السيد هنريك بولين رئيس مجلس السلم السويدي كلمة في التجمع ثم تحدثت السيدة أيفا بيوركلوتك من حزب اليسار السويدي، ثم ألقى السيد بهجت ناجي هندي كلمة بأسم رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم، وطالبت الكلمات الحكومة السويدية بمتابعة الموضوع من أجل معرفة مصير شاكر الدجيلي الذي اختفى أثره قبل أربع سنوات خلال سفره من السويد متوجها إلى بغداد عبر سوريا ولم تعرف أخباره حتى الآن.



 
وفي نهاية التجمع تم تسليم مذكرة إلى وزارة الخارجية السويدية موقعة من قبل 34 جمعية ومنظمة من منظمات المجتمع المدني العراقي تتضمن المطالب التي قام من أجلها التجمع.

 

 


482
على شرف الذكرى الماسية لميلاد الحزب
مناضلون حتى الرمق الأخير، عمره عمر الحزب
الرفيق أبو ستار رجل المهام الصعبة
وذاكرة حية لمناضل كبير


 
محمد الكحط – ستوكهولم-
الرفيق عزت الحاج عثمان صالح (أبو ستار) أو (أبو علي)، أحد الرفاق الكوادر من المناضلين القلائل الذين تمتعوا بالحس الثوري والأمني اليقض، تدهشك بساطته رغم عطائه الكبير وصموده وتحمله لأصعب المهام وحمله لأخطر الأسرار، سنوات طويلة عاشها في ظروف ٍ صعبة للغاية كان بينه وبين الموت خيط شعره، لكنه كان يقضا بحس ثوري ملفت.
 ولد الرفيق أبو ستار في كركوك سنة 1938م، في مدينة التآخي العراقية التي تجمع كافة ألوان الطيف العراقي، حيث أنهى فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، ومن ثم أنهى الدورة التربوية ليصبح معلما في قرى كردستان التي تعاني آنذاك من الأمية، ويتذكر أول تعيين له في بامرني سنة 1959م.
البدايات
عاش وسط عائلة الحاج عثمان الذي كان يدير مطعما للكباب وكان يشجع أبناءه على العمل وترك الدراسة، وكان ولده عزت من الذين أجبرهم على ترك المدرسة والعمل معه، كانت العائلة مؤلفة من أحد عشر فرداً ومع ذلك كانت الحالة المادية ميسورة، ترك الوالد مهنة أدارة المطعم بعد عودته من الحج سنة 1952م، وليتبرع بالمحل إلى أقدم عامل لديه. ليتحول إلى مهنة أخرى وهي بيع الأقمشة، حينها عاد عزت إلى مقاعد الدراسة ليواجه صعوبات جديدة لكنه اجتازها بمهارة، في هذه البيئة البسيطة الطيبة ترعرع الرفيق أبو ستار، وليتعرف على أفكار الحزب الشيوعي في المرحلة المتوسطة عن طريق الرفيق فتح الله عزت وأخيه محمد عزت المعروفين لدى الجميع ولدى التحقيقات الجنائية كونهما شيوعيين، حيث كانا يعتقلان كلما زار الملك فيصل الثاني المدينة أو حتى عند عبوره من كركوك لزيارة السليمانية مثلاً، ثم يطلق سراحهما بعد رجوع الملك إلى بغداد، كما يتعرض بيتهما للتفتيش بين فترة وأخرى، أحتك الرفيق أبو علي مع فتح الله وأصبح صديقا مرتبطاً بالحزب منذ سنة 1953م، ولصغر سنه لم يرشح  للحزب حينها حتى أصبح عمره 18 عاماً، لكنه كان خلالها نشطا وكسب العديد من الأصدقاء والمتبرعين، والغريب في الأمر عندما أخبره الرفيق فتح الله بقبول ترشيحه وعليه ملأ بطاقة الترشيح للحزب، تردد وطلب مهلة للتفكير ليسأل نفسه، (هل باستطاعتي أن أكون شيوعياً وأواصل الطريق مع حزبي)، وطلب إمهاله للرد إلى الغد ليفكر جيداً، يتذكر الرفيق أبو ستار تلك اللحظات ومكانها حيث كان اللقاء في مقبرة كركوك الكبرى، (وهذا الرفيق أنشق عن الحزب ثم أستشهد تحت التعذيب في أقبية نظام البعث العفلقي)، ووسط استغراب وذهول الرفيق الذي أحمر وجهه من الرد أتخذ أبو ستار قراره بأن طلب من الرفيق ملء الاستمارة فوراً، وهكذا بدأت الخطوات الأولى من المسيرة التي امتدت لخمسة وخمسين عاماً ولا زالت مستمرة.
بعد أشهر من ترشيحه نال شرف العضوية منتصف عام 1956، ليبدأ مشواره ككادر حزبي في كركوك، قبل العمل في الحزب نشط في العمل الطلابي وتحمل العديد من المهام وبعد دمج اتحاد طلبة كردستان مع اتحاد الطلبة العام، قاد اتحاد الطلبة العام عندما كان في الإعدادية.
في يوم 13 تموز 1958 كان مع والده  عائدامن بغداد إلى كركوك، وفي اليوم التالي كان في طريقه ليفتح المحل وإذا به يسمع من المذياع خطابات وكلمات حماسية عن ثورة الضباط الأحرار الذين أطاحوا بالحكم الملكي العميل، فرجع مسرعا إلى البيت ليرمي المفاتيح للوالد بشكل لاشعوري صائحا "صارت ثورة وسقط النظام الملكي، أفتحوا الراديو" ثم خرج راكضاً إلى وسط المدينة وإذا بمظاهرة صغيرة تنطلق من بين المحال التجارية خلف شارع الأطلس، لكن المظاهرة بقيت محدودة.
ومن ثم دخل الدورة التربوية في ثانوية كركوك وتخرج معلماً عام 1959م، حيث عين بعدها في الموصل وأول تعيين له في قرية بامرني التابعة آنذاك لسرسنك، تلك القرية التي تميزت بشدة صراعها الطبقي بين الفلاحين من جهة وعائلة النقشبندي من جهة أخرى، هذه التجربة أكسبته الكثير من الخبرة في العمل بين الفلاحين.
فترة النشاط الصعب
كانت المشاوير طويلة وظروف العمل السياسي صعبة، تنقل خلالها للعمل بين عدة مدن مواصلا نشاطه الحزبي، وعندما حصل انقلاب 1963م، كان مديراً لمدرسة ابتدائية في احدى قرى الناصرية، التابعة لناحية العكيكة ضمن قضاء سوق الشيوخ، كان رفاق الحزب في حالة إنذار إلا أن الرفاق المسؤولين أصروا عليه للسفر إلى أهله عبر بغداد  بسبب عطلة نصف السنة، فسافر إلى بغداد حيث التقى عائلته في منطقة باب الشيخ، في يوم الانقلاب الأسود بدأت المقاومة في المنطقة حال شيوع خبر الانقلاب، تقدمت دبابات الانقلابيين باتجاه وزارة الدفاع، فساوره القلق، وكان همه العودة إلى الناصرية ليكون بين رفاقه، وحال رفع حظر التجوال سافر إلى هناك ليعرف أن العديد من رفاقه قد شتتوا بين معتقل وهارب.
بقي هناك إلى أن عاد بعض الزملاء، أحدهم عاد مع أمه التي قالت لهم أتركوا أبني لا يريد أن يكون شيوعيا، تبين بعدها أنه قد أعتقل وأعترف على الرفيق أبو ستار وأنه هو من رشحه للحزب، علماً أن الرفيق أبو ستار يقول بأنني لم أرشحه بل تم ترشيحه من قبل رفيق آخر قبل أن أتعرف عليه، كما طلب هذه الرفيق منه أن يغادر المكان كي لا يعتقلوه، وبعد التداول من الزملاء الآخرين تقرر مغادرة المنزل إلى آخر قريب، ويخبر أهل المنزل أنه شقيق المعلم "ع" كونه منقولا من طوزخورماتو، رحبت العائلة به أجمل ترحيب وقدموا له الخدمات، ولعدم الإحراج أنتقل إلى بيت أحد الأخوة المندائيين في القسم الثاني من مدينة سوق الشيوخ عبر نهر الفرات، سكنة المنطقة كلهم عوائل إخواننا المندائيين، وإذا بالعوائل تزوره بعد أن عرفوا بتواجده هناك، كونه شيوعيا وأخذ عدد الزوار يزداد، ويردد الرفيق أبو ستار:"يا لهم من أناس طيبون"، وبسبب خطورة الوضع لم ينصاع للدعوات بالزيارة والاستضافة ودبر الاتصال مع الرفاق في منطقة الجبايش وكرمة بني سعيد، حيث كان للحزب نفوذ قوي. بعدها نزل إلى الناصرية للقاء الرفاق الذين أعتقل معظمهم وكان الظرف صعبا، التقى صدفة الرفيق حسن علي غالب في الشارع، حيث أخذه إلى منزل فيه رفيقان من أهالي السليمانية، ففكر مع بعض الرفاق بكسر السجن والانتقال بالرفاق المعتقلين إلى الأهوار، لكن ذلك لم يكن عملا سهلا، فطلب منه الرفاق العودة إلى كردستان ليحافظ على حياته ومن أجل خدمة الحزب، فسافر إلى بغداد ومن ثم إلى السليمانية ليلتحق مع أخيه الذي سبقه إلى هناك، وكذلك عائلته تركت كركوك ولجأت إلى السليمانية ليبدأ عمله السياسي في ظروف جديدة، أما أخوه نوري فقد طلب منه الرفاق العودة إلى بغداد ليعود لعمله في جهاز مراسلة "لجنة التنظيم المركزية" ولكن تبين أن الرفاق هناك قد اعتقلوا وجاء الدور عليه حيث جاءه أحد الرفاق مع مجموعة من الحرس القومي يرأسهم ناظم كزار، فحاول الهرب منهم لكنهم أعادوا اعتقاله في الشورجة، وبعد أن أخبروا المجرم ناظم كزار بمحاولة هروبه قام برميه في ساقه بمسدسه، فأخذوه مجروحا إلى قصر النهاية.
بقي الرفيق ابو ستار يقود الخط الطلابي والعمالية وعضو في اللجنة المحلية في السليمانية حتى 1965، بعدها أنتقل إلى بغداد ليحترف العمل الحزبي بطلب من الرفاق وعمل في عدة أماكن حزبية، والبيوت السرية للحزب منها مع الرفاق عزيز محمد وزكي خيري وبهاء الدين نوري، كما عمل في منطقة بغداد السرية التي كانت تجتمع ليلا وتتألف من الرفاق أبو فاروق، بهاء الدين نوري، عادل حبه، حسين سلطان، وأبو ستار، وعمل في "لجنة التنظيم والرقابة المركزية" من العام 1969-1971، اي قبل وبعد المؤتمر الثاني للحزب، وكانت تتألف من الرفاق كريم أحمد سكرتيرا، بهاء الدين نوري، حازم سلّو، وأبو ستار، أما بعد المؤتمر فأصبحت تتألف من الرفاق، باقر إبراهيم سكرتيرا، عبد الوهاب طاهر، يوسف حنا القس(أبو حكمت)، حازم سلّو، وأبو ستار، ثم عمل باللجنة العمالية في بغداد الموازية لمنطقة بغداد ومرتبطة مع قيادة الحزب وكانت تتألف من الرفيق الشهيد شاكر محمود والرفيق (ح- ج) الذي كان مسئوله الحزبي في العهد الملكي وتسلم الرفيق أبو ستار المسؤولية بعد استشهاد الرفيق شاكر محمود،  ثم تم  ضم العمالية إلى لجنة منطقة بغداد، بعدها سافر إلى الخارج للدراسة الحزبية عام 1968-1969.
العمل السري
عندما عاد عمل في لجنة منطقة بغداد ومكتبها حتى انعقاد المؤتمر الوطني الثالث للحزب، بعدها تحول للعمل في المقر العام والعمل في "لجنة التنظيم المركزية" حتى اختفائه الأخير في شباط 1978م، ليتحول إلى العمل السري، فبعد إعدام عدد من الرفاق  عام 1978، كان الحزب في وضع حرج يتطلب التحول إلى العمل السري وحماية كادره وقيادته، فشخص الحزب مجموعة رفاق ذوي إمكانيات تنظيمية بعد انسحاب رفاق اللجنة المركزية خارج العراق، فتشكلت لجنة الداخل القيادية من عدة رفاق، أنيطت المسؤولية بالرفيق (أبو فاروق) من المكتب السياسي، ومن الرفيقة عائدة ياسين والرفيق أبو عامل(سليمان يوسف) والرفيق أبو ستار، لقيادة خطوط سرية للغاية، مع تحديد أسماء رفاق المناطق العلنية التي عملت أثناء الجبهة، ثم أنسحب الرفيق السكرتير (أبو فاروق)  بقرار من الحزب، واتخذت العديد من التدابير وحتى ذلك الوقت كان مقر الحزب العام مفتوحاً وبقي في المقر باقر إبراهيم  وجاسم حلوائي إلى وقت متأخر. ويتذكر الرفيق أنه من بين الأمور التي تم الاتفاق عليها في الجلسة الثنائية قبل مغادرة الرفيق (أبو فاروق)، هو الاستمرار على لقاءات بينه وبين الرفيقة عائدة ياسين وكذلك الرفيق (ن ع)، كي يوحدوا التوجهات التي يرونها ضرورية، والتي ترسل إلى المنظمات.
يقول أن بعض الرفاق العلنيين للأسف وجهوا القاعدة باستمرار لزيارة مقرات حزب البعث والضغط على البعثيين، كونهم كانوا يتأملون وجود أمكانية لردم الثغرة وإعادة العلاقات الجبهوية وكشفوا بذلك العديد من الرفاق الجدد للقوة البوليسية.
كما اتفقوا على بقاء الصلة الحزبية مع أبو فاروق على شكل رسائل مشفرة وفعلا تم استلام رسالة منه بعد خروجه من بغداد.
شجاعة الرفيقة عائدة ياسين
ظلت اللقاءات مستمرة مع الرفيق عائدة ياسين في بغداد ومحافظات أخرى، كما استمرت العلاقات المباشرة مع الرفيق (ن ع) في مدينته، وكانت هذه اللقاءات مفيدة ومهمة للجميع، وكانت التنظيمات التي يقودها والرفيق أبو عامل سرية للغاية، أما المنظمات التي كانت تقودها عائدة ياسين، فكانت سرية لكن بسبب تداخل باقي تنظيمات بغداد العلنية فيها، وكان ذلك خطأ من الرفيقة عائدة بسبب قبولها توجيهات الرفاق القياديين المتواجدين في بغداد، ولم تمر فترة طويلة حتى عرف الرفيق باعتقالها حيث أنها لم تحضر مواعيد متفق عليها مسبقاً، علما أن مواعيدها كانت في غاية الدقة، فأخبر الرفيق (ن ع) الذي هو الآخر كان لديه موعد معها ولم تحضر، يتذكر الرفيق آخر لقاء معها، حيث كانت على عجلة من أمرها وكان لديها موعد آخر قريب من المكان رغم أن الرفيق هو الذي يحدد المكان للقاء بالاتفاق معها، في هذا اللقاء الأخير يقول أنها كانت متألمة جداً حيث قالت له، (رفاق تنظيمي كلهم اعتقلوا والباقي– قالتها بتحدي وثقة مع النفس- الباقي أذهب إلى المركز وأقول لهم ها أنذا)، أي تتحداهم ولن يستطع العدو الاستفادة منها، وهذا ما حدث حقاً، كما يتوقع أبو ستار، فالرفيقة عائدة كانت لا تخاف شيئاً وفي كل لقاء معها في بغداد كانت تسمو وتثبت بأنها قامة شامخة، كانت متواضعة وعلاقتها مع رفاقها علاقة محبة من نوع خاص، ويربط الرفيق بين سلوكها وسلوك الأم في قصة مكسيم غوركي.
أستمر ابوستار في العمل السري المعقد في الداخل حتى عام 1991م وهو الخط الوحيد الذي أستمر بسرية، كان التنظيم على شكل خيطي غطى العراق كله رغم قلة عدد الرفاق العاملين، وكان يتواصل مع قيادة الحزب عن طريق الرفيق المتابع الذي أستمر الاتصال المباشر به إلى ما بعد المؤتمر الرابع للحزب، ثم مع الرفيق (أ د) حتى نزول الرفاق إلى الداخل بعد الانتفاضة وتشكيل هيئة قيادية في الداخل، ورغم أن الرسائل المرفوعة للحزب كانت معظمها إخبارية لكنها كانت مهمة وسرية للغاية من بعض الصلات الحزبية.
بعد الانتفاضة سنة 1991م، عقد الرفيق أبو فاروق اجتماع في بغداد وطلب الرفيق أبو ستار السفر إلى كردستان للإطلاع على الملفات الأمنية التي وقعت بيد الرفاق ولكنه لم يستطع دراستها كلها، علما (أن أحدى المحطات التلفزيونية البريطانية طلبت اللقاء بشأن الملفات)، ثم طلب من الرفيق أن يحضر اجتماع الإقليم وكان حضوره كأحد أعضاء الهيئة، وكانت هناك هيئة السكرتارية وهنالك غياب للرفاق أبو عامل وأبو جوزيف وأبو سيروان حيث كانوا في زيارة إلى سوريا، اجتمعت السكرتارية المؤلفة من الرفيق أبو ستار والرفيق مام قادر وملا حسن ثلاثة اجتماعات ، وبعد مداولات وتغييرات حصلت، ألغيت السكرتارية باقتراح منه وبقي يعمل في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وفي لجنة الإقليم ويشرف على عمل ثلاث محافظات هي الموصل وكركوك ودهوك، ويعمل في الإقليم كعضو لجنة إقليم في المقر العام في شقلاوة من الصباح حتى المساء ويساعده أحياناً الرفيق أبو سيروان، حتى المؤتمر الثاني للإقليم حيث أنتخب إلى لجنة الرقابة المركزية وأصبح سكرتير تلك اللجنة.
وصل عام 1994م إلى السويد. وفي المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الكردستاني، لم يرشح نفسه، مما دعى العديد من الرفاق لأن يستغربوا ذلك، طالبين منه الترشيح ومعرفة سبب امتناعه، فجاءهم جوابه، (أنني مستعد أن أمزق جواز سفري أمام المؤتمر ولا أعود للسويد، لكنكم عليكم أن تعلموا بأنني لم أرى أطفالي وعائلتي منذ أربعة عشر عاماً ونصف العام، حينها انطلقت عاصفة من التصفيق تحية له على موقفه الإنساني الرائع.
هذه اللقطات البسيطة لمسيرة طويلة لا تمثل إلا جزءاً يسيرا من المهام والصعوبات الجمة التي عاشها الرفيق أبو ستار، هذا الإنسان الشيوعي الطيب المعطاء، وها هو يواصل عطاءه في صفوف حزبه لا يثنيه عن ذلك قدم العمر أو المرض أو المشاكل العديدة الأخرى التي نواجهها كل يوم. نقول له عمراً مديدا وعطاءا مستمراً في صفوف حزبك.

483
ستوكهولم: في حفل جماهيري بهيج تم أحياء الذكرى الماسية لتأسيس
الحزب الشيوعي العراقي



في حفل جماهيري بهيج استهل بالزهور والشموع والأعلام الحمراء والفرح تم إحياء الذكرى الماسية الخامسة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، الذي أقامته منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني/العراق في السويد،، يوم الأحد 29 آذار 2009، في ستوكهولم، حيث زينت القاعة بصور مؤسسي وقادة الحزب الأماجد والبوسترات التي تمجد الذكرى العطرة، أطفأت الأضواء ثم تقدمت مجموعة من الشابات والشباب بالأزياء العراقية المنوعة وهم يحملون الأعلام الحمراء تتقدمهم الشموع مع الموسيقى وأصوات الهلاهل والتبريكات ومن ثم اعتلوا المنصة ليشكلوا صورة للعراق المتآخي الواحد بعربه وكرده وتركمانه وسريانه وغيرهم، حينها رحب عريفا الحفل الرفيقان رشاد وعدنان باللغتين العربية والكردية بالحضور جميعاً، وبسفير العراق في السويد الدكتور أحمد بامرني وبالرفيق صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وبممثلي كافة الأحزاب والقوى السياسية العراقية والأجنبية ومنظمات المجتمع المدني، ثم وقف الجميع حدادا على أرواح شهداء الحزب والوطن مع عزف نشيد الأممية.

 
السفير احمد بامرني والرفيق صالح ياسر والرفيق بسام محي

بعد ذلك قدمت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق بسام محي وجاء فيها:(( فمنذ سبعة عقود ونصف خاض حزبنا الشيوعي ولا يزال نضالا عنيدا لتخليص بلادنا من الهيمنة الأجنبية وتحقيق التحرر، وضمانِ الاستقلال الناجز وإطلاقِ الحريات الديمقراطية والحقوق الأساسية للشعب، والحفاظِ على الثروات الوطنية، وتنميةِ الاقتصاد الوطني، والتخلصِ من التبعية والتخلف، ومكافحةِ البطالة والفقر والحرمان، وضمانِ العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة، ومحاربةِ الاستغلالِ الذي يتعرض له العمالُ والفلاحون وبقية ُالكادحين، وتحريرِ المرأة من قيودها الاجتماعية والاقتصادية ومساواتها بالرجل، وضمانِ التعليم المجاني ومحاربة الأمية والجهل ونشر الثقافة الديمقراطية وتنويرِ المجتمع.
فلجباه أولئك الرفاق الأبطال، للتضحيات الغوالي التي رصعوا بها جبين الوطن، ننحني اليوم إجلالا ونقول أن الدماء التي أرخصتموها في سبيل الوطن والحزب وقضيته النبيلة لم ولن تذهب هدرا، انها خلاصة المحبة، والوعي، والإرادة الصادقة، والشجاعة وروح الاقتحام!)).

 

بعدها كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني / العراق في السويد قدمها  الرفيق توما شمعون، التي رحب فيها بالضيوف وتحدث عن تاريخ الحزب ومسيرته النضالية من أجل الديمقراطية في جميع أنحاء العراق، ونضال الحزب الآني من أجل الحفاظ على مكتسبات الشعب العراقي بعد سقوط الدكتاتورية، والفيدرالية ومحاربة الإرهاب والفساد الإداري. بعدها قدم السيد يوسف أيشو كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد  التي أشاد فيها بنضالات الحزب على مختلف الأصعدة ومما جاء فيها ((انه ليوم مجيد أن نستذكر معكم الذكرى الخامسة والسبعين لميلاد حزبكم الحليف الحزب الشيوعي العراقي، في احتفالكم هذا إذ نجتمع معكم في هذا المكان لنشهد معكم مسيرة نضالية من احد الأحزاب الوطنية العراقية العريقة والتي كان له بصماته على مسيرة العراق عبر عقود من الزمن من تاريخ العراق من العهد الملكي البائد والى اليوم وما تخلل هذه المسيرة من تغيرات نوعية وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق والتي رسمت وبشكل مؤلم المستقبل والذي جميعا نعيشه ألان حيث الإرهاب والأمن المفقود والحالة الاقتصادية السيئة وما تتعرض له فئات وشرائح وطبقات مجتمعنا العراقي من هزات عنيفة خاصة بعد الاحتلال الأمريكي له.)).


 
ثم جاءت كلمة الحزب الشيوعي السويدي ألقتها الرفيقة "باربارا برايدفورس" والتي تضامنت فيها مع حزبنا وشعبنا وكل القوى الديمقراطية في العراق من أجل إنهاء الاحتلال وإعادة بناء عراق حر ديمقراطي.
 

وكان الشعر حاضرا حيث قدم الشاعر جاسم الولائي قصيدة تمجد الحزب ومن ثم قدم أبو ميثم قصيدة للحزب بالشعر الشعبي، وبعدها كان الحضور على موعد مع الدبكة الكردية دلالة على الفرح وتعبير عن وحدة العراق والشعب العراقي.

هذا وقد وصل الحفل العديد من برقيات التهاني والتضامن مع نضال الحزب ومسيرته الرائدة، تم قراءة بعض النصوص منها، والتي أكدت جميعها على دور الحزب الريادي في الحركة الوطنية العراقية وكونه مدرسة للوطنية وللنضال الوطني.

من هذه البرقيات:
1 ـ هيئة الأحزاب الكردية والكردستانية.
 2- الحزب الديمقراطي الكردستاني /اللجنة المحلية.
3- محلية الاتحاد الوطني الكردستاني.
4- التيار الصدري.
5- الحركة الديمقراطية الآشورية، محلية السويد.
6- المجلس الصابئي المندائي في السويد.
7- المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري.
8 ـ البرلمان الكردي الفيلي العراقي –السويد.
9 ـ الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي
10- الحزب الأشتراكي الكردستاني، السويد.
11- رابطة الأنصار الشيوعيين، ستوكهولم.
12- رابطة المرأة العراقية في السويد.
13- جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم.
14- نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم.
15- الحركة النقابية الديمقراطية في ستوكهولم.
16- الجمعية المندائية في ستوكهولم.
17- نادي بابل الثقافي في ستوكهولم.
18- جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد.
19- لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم.



نص كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقيت في الحفل
((الرفيقات العزيزات..الرفاق الأعزاء
السيد سفير جمهورية العراق
السادة ممثلو الأحزاب والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني
الأخوات..الإخوة الافاضل
إسمحوا لي بأسم منظمةََ حزبنا الشيوعي العراقي في السويد أن أرحبَ بكم وأشكركم على تضامنكم في حضور هذه الأمسية التي نحتفي فيها بالعيدِ الماسي الخامس والسبعين لميلاد حزبِ الطبقةِ العاملة وكلِ شغيلةِ اليد والفكر في بلادنا الحبيبة. فمنذ سبعة عقود ونصف خاض حزبنا الشيوعي ولا يزال نضالا عنيدا لتخليص بلادنا من الهيمنة الأجنبية وتحقيق التحرر، وضمانِ الاستقلال الناجز وإطلاقِ الحريات الديمقراطية والحقوق الأساسية للشعب، والحفاظِ على الثروات الوطنية، وتنميةِ الاقتصاد الوطني، والتخلصِ من التبعية والتخلف، ومكافحةِ البطالة والفقر والحرمان، وضمانِ العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة، ومحاربةِ الاستغلالِ الذي يتعرض له العمالُ والفلاحون وبقية ُالكادحين، وتحريرِ المرأة من قيودها الاجتماعية والاقتصادية ومساواتها بالرجل، وضمانِ التعليم المجاني ومحاربة الأمية والجهل ونشر الثقافة الديمقراطية وتنويرِ المجتمع.
فلجباه أولئك الرفاق الأبطال، للتضحيات الغوالي التي رصعوا بها جبين الوطن، ننحني اليوم إجلالا ونقول ان الدماء التي أرخصتموها في سبيل الوطن والحزب وقضيته النبيلة لم ولن تذهب هدرا، أنها خلاصة المحبة، والوعي، والإرادة الصادقة، والشجاعة وروح الاقتحام!
نعم أيها الأحبة، في العيد نحمل راية الشهداء وبمشاعلهم نضيء قلوبنا ودربنا. وفي العيد، أيضا، نوقد شعلة رفاق وجماهير الحزب، من العمال والفلاحين والكادحين والأنصار البواسل وكل شغيلة اليد والفكر، أولئك، الذين بذروا في المعامل والأرياف، على تخوم الصحراء وبين بساتين النخيل، وفي الوديان وفي أعالي قمم جبال كردستان، من زاخو حتى البصرة، ومن خانقين حتى الرمادي ألق حزبهم وكلماته وتعاليمه، لتؤسس مسارا عذبا ٍ وقاسٍيا، مسارا مضت فيه أجيالٌ وأجيال وهي تروي بالدماء الزكية الأرضَ العطشى، تأخذ بأيدي الثكالى والأراملِ وتوشي بلون البرقِ حلمَ القرى الجائعة، تـناغي أطفالاً سرقَ الشقاة بسماتِهم وترسمُ للأمهات وجوهاً مزهرةً ينهض لها الوطنُ من تحت الرماد كزهرة أزلية.
لأول من خط على أرض العراق شعارات الخير والمحبة، شعارات الكرامة والخبز والحرية، شعارات حزبنا المجيد ..
للصوت الذي بقى شامخاً يردد في سماء العراق أن الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق ..
لقوافل الشهداء البررة ولجمهرة الرفاق والرفيقات البواسل ممن واصلوا النضال رغم العسف والإرهاب ..ولأخر صبية وفتى التحقوا بركب النضال المشرف،
نقول: سلمت أياديكم وعيدكم في كل عام مبارك.
أيها الحضورُ الكريم، يحل علينا عيد الحزب هذا العام وما زال الصراع محتدما في عراقنا الحبيب وبمختلف السبل على مستقبل البلاد والبديل الذي يعاد على ضوئه بناء الدولة العراقية، وما زالت المخاطر الجسيمة تهدد مستقبل العملية السياسية ووحدة البلاد وجميع الطموحات العادلة لأبنائها والتي ضحى من أجلها شعبنا بالكثير. إن حزبنا الذي رفض الحرب والاحتلال يواصل ويصعد دوره النضالي من اجل انهاء الاحتلال واستعادة السيادة الكاملة وبناء المجتمع الديمقراطي الفيدرالي، مؤكدا على أن المهام الوطنية يجب ان تـنطلق من مبادئَ معلنة،عراقيةٍ خالصة، وبرضى الشعبِ كلهِ، وتقتضي رفض كل إشكال العنفَ والمحاصصةِ المقيتة، كسبيلٍ لحل الخلافات، ونبذ أي مسعى لأحتكار السلطة أو أقصاءِ الأخر أو إنتهاكِ حقوقِ الإنسان السياسية والمدنية، أو إختزالِ الوطن بحزبٍ أو طائفةٍ أو قومية.
لقد شهدت الفترة الماضية خلافات بين الحكومة الاتحادية وسلطة اقليم كردستان خلقت اجواءا غير صحية في علاقات المكونات والكتل السياسية وتأجيج صراعها على مواقع السلطة والنفوذ، وقد دعا حزبنا جميع الاطراف للارتقاء الى مستوى المسؤولية لحل النزاعات على أساس قاعدة الحوار الوطني.
وحذر حزبنا مرارا من الخدر والاسترخاء الذي اصاب المؤسسات الامنية مما ادى إلى خروقات أمنية راح ضحيتها العشرات من أبناء شعبنا، وهذا يدعونا الى التأكيد على ان معالجة الملف الأمني لا يمكن ان تكون دون حزمة من الإجراءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ووقف المهاترات الإعلامية خاصة وان التدهور الأمني ليس بمعزل عن حالة التوتر والصراعات في علاقات مختلف القوى السياسية مما يؤكد صحة موقفنا من ان بناء المؤسسات الأمنية ينبغي ان تكون بمعزل عن سياسة المحاصصة وان تستند الى الكفاءة والنزاهة والولاء للوطن، وان يكون القانون فوق الجميع.
وعلى الرغم من ان انتخابات مجلس المحافظات باعتبارها حدثا سياسيا هاما على خلفية الصراع المتنوع على السلطة وصنع القرار السياسي فانها اشرت الى تغيير في مواقع القوى السياسية والاجتماعية، ولابد ان ننبه ان لا تكون نتائج الانتخابات مدعاة للتسييد او التفرد من قائمة ما او شخصية سياسية او حكومية في الحياة السياسية او محاولة  الى عزل القوى الوطنية الخيرة من المشاركة في خيارات ابناء شعبنا، وقد اشرت نتائج الانتخابات ،أيضاً، الى الضعف الذي اصاب صوت التعصب الطائفي لمصلحة بناء الدولة الديمقراطية المدنية، فان هناك جملة من الخروقات رافقت العملية الانتخابية في ضعف التهيئة الفنية واللوجستية من قبل الحكومة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وانعدام قانون الاحزاب الذي يضع ضوابط لتنظيم عملية الانفاق والدعاية والصلاحيات في الحملات الانتخابية ويحد من استخدام المال السياسي والاجهزة الحكومية لصالح قائمة بعينها، ،ودللت نتائج الانتخابات على عدم عدالة توزيع المقاعد وخللا كبيرا في قانون انتخابات مجالس المحافظات مما شكل انتهاكا سافرا في مصادرة الصوت الانتخابي وتوظيفه بمعزل عن ارادته الحرة، مما ألحق الغبن بالقوائم الصغيرة ومنها حزبنا ومثل إخلالا في التمثيل في مجالس المحافظات، وهذا ما دعا الحزب الى اطلاق حملة وطنية شاملة لتغيير القانون ليكون اكثر عدالة وانصافا مع جميع القوائم المشاركة في العملية الانتخابية. وعلى صعيد مشاركة حزبنا فنحن ندرك ان تراجعنا في الانتخابات انما يعود الى جملة من الاسباب الموضوعية والذاتية وقصور في ادائنا والتي نحن بصدد تقيم مجمل العملية الانتخابية لاستخلاص الدروس والعبر، وهذا لايدعونا باي حال من الاحوال الى اليأس او الاحباط، وبمعزل عن النتائج فاننا مقتنعون بانها تجربة قد راكمت من الخبرة السياسية ورصيدنا الجماهيري وعلينا الاستفادة القصوى منها. اتسمت الحياة السياسية في الفترة الاخيرة بحالة من الركود  خاصة وان مجلس النواب لم يتمكن من اختيار رئيس له وعدم قدرة الكتل النيابية من التوصل الى حلول بسبب اعتمادها نهج المحاصصة الذي جلب المزيد من التعقيدات والذي يتناقض مع بناء دولة المواطنة الحقة. وفي الوقت الذي تتوجه فيه الحكومة في اعلانها للمصالحة الوطنية ومع البعثيين عاد النقاش بعيدا عن الوثائق والقوانين، وقد عبرنا عن موقفا باننا في الحزب الشيوعي ميزنا بين ازلام نظام صدام والجمهرة الواسعة من الناس الذين اجبروا على الانضمام الى حزب البعث، مؤكدين على تقديم مجرمي النظام المقبور ممن تلطخت اياديهم بدماء ابناء شعبنا وممن مارس الارهاب والقتل بعد سقوط النظام الى القضاء، وان تقترن المصالحة بادانتهم للنظام المقبور وسياسته وممارساته واعلان تأيدهم واستعدادهم لاعادة اعمار البلاد وبناء النظام الديمقراطي وبالتداول السلمي للسلطة.
اكد حزبنا في مناسبات عديدة أن مستقبل الديمقراطية أنما يرتبط بتوسيعِ دائرة المشاركة الفعلية والمتكافئة في العملية السياسية، والحدَ من الفساد الأداري وإنهاءَ النهبِ المنظم والعشوائي، وبرمجةَ َالعمل لتقليل البطالةِ ورفعِ المستوى المعاشي للكادحين، وتوفيرِ الخدمات الأساسية وإستكمالِ مشاريع قوانينِ تنفيذ الدستور وتعديل الفقرات التي قيدت ضمانَه التام للديمقراطية والعدالة وتلك المنظمةِ لطريقة إدارةِ الناس لشؤونهم في النظام الأتحادي المتفق على تبنيه.
كما يدعو حزبنا الجميع لقراءة دروس الماضي معربا عن استعداده للتعاون والتنسيق مع القوى والاطراف الوطنية على اختلاف منابعها الفكرية ومناهجها السياسية ، لتحقيق المصالح العليا للشعب والوطن، في تنفيذ اتفاقية إنسحاب القوات الأجنبية والسير قدما نحو بناء بلدنا واعماره، وبناء مؤسساته الديمقراطية، وتنفيذ برنامج الحكومة على اساس مشاركة جميع اطرافها في صنع القرار، والاسهام الملموس في تحقيق مشروع المصالحة الوطنية، وفتح الطريق نحو استعادة الامن والاستقرار، وبما يجسد الوحدة الوطنية ، ويعلي شأن المواطنة ، ويرسم الطريق لبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.
وأخيراً ونحن نستقبل هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا، تملأ الروح غصة غياب رفيقنا العزيز شاكر حسون الدجيلي الذي فقدنا الاتصال به منذ ان غادرنا يوم 31 آذار من عام 2005 متوجها الى الوطن عبر دمشق، وسنبذل اقصى الجهود للكشف عن مصير رفيقنا العزيز ابو منير، وإعادته الى أهله وحزبه وشعبه.

أيها الأحبة
تحية للحزب في عيده الماسي المجيد.
تحية لكل رفيق ورفيقة أسكن العراق عقله وضميره.
عاش الحزب الشيوعي العراقي ، حزب الناس الطيبين، حزب العراقيين الوطنيين الأحرار، حزب الشعب كله !))

484
تحية للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي اللبناني
محمد الكحط
عقد الحزب الشيوعي اللبناني مؤتمره العاشر خلال الفترة من 25 - 28 شباط/2009 ، تحت شعار (نحو حكم وطني ديمقراطي علماني مقاوم)،
وما يلفت النظر أن الحزب الشيوعي اللبناني لم يترك قضية ما إلا وتناولها بجدية وبأبعادها التي تستحقها لعراقة هذا الحزب ولخبرته الطويلة.
وبعيدا عن القضايا السياسية والتنظيمية المباشرة وضع يديه على أمور حيوية قد تبدو للبعض ثانوية، فقد قرر التقرير "تحويل ذكرى استشهاد الرفيق مهدي عامل وكذلك استشهاد الرفيق حسين مروة إلى مناسبة لعقد ندوات تحت شعار تجديد الفكر الماركسي العربي بمشاركة مجموعة متنوعة من مفكرين ومثقفين لبنانيين وعرب، تشكل منطلقاً جديداً لعمل فكري متواصل في الفترة القادمة." وما أحوج الحركة اليسارية العربية لمثل هكذا نشاطات تعيد حيوية وجذوة الفكر التقدمي في الساحة العربية التي تعاني من الفراغ وشيوع الأفكار الظلامية، وهي خطوة جادة في سبيل تكريم هؤلاء الشهداء شهداء الكلمة والفكر النير.
وكانت هناك وقفة جادة وذكية وحريصة في مجال الإعلام فقد شدد التقرير "على عدم قياس الإبداع الإعلامي وفقا للقدرة المالية. ودعا إلى خطة عصرية حديثة عبر الاستفادة من قدرات الحزب وأصدقائه الإعلاميين والمثقفين، بشكل كبير من أجل تطوير الإطلالة الإعلامية." وهنا قد وضع المبضع على مكان الألم حيث لا زال البعض يعتبر الإعلام شيئاً جماليا وليس حيويا في حياة الأحزاب الشيوعية واليسارية. وذهب إلى أبعد من ذلك ليتحدث عن الفضائية اليسارية، حيث يقول التقرير، (قد يقول البعض إننا حالمون... ان الحلم "بفضائية يسارية عربية"، لن يكون، ويجب أن لا يكون مستحيلاً... علينا المحاولة وتوفير الإمكانيات اللازمة، وبذل أقصى الجهود لتوفير مثل هذه الفضائية الضرورية والمطلوبة لكل قوى اليسار والديمقراطية في العالم العربي.)، ما أروع هذه الوقفة فهي بحد ذاتها تستحق التقدير والاعتزاز والاحترام. فها نحن نشاهد الفضاء الإعلامي معبأ بقنوات فضائية تحاول جاهدةً ليل نهار، من أجل أفراغ العقول من أية مسحة ثقافية أو تقدمية، ناثرةً التخلف واللامبالاة، تعمل من اجل إلهاء الناس عن معرفة مصائرهم ومستقبلهم، وشدهم إلى الوراء إلى عجلة التخلف. فضائيات معظمها مسمومة ورائحتها تزكم الأنوف والعقول.
 أن هذا الحلم بفضائية يسارية عربية يحتاج إلى وقفة جادة من كل التقدميين العرب، من أجل تحويله إلى حقيقة ملموسة لعلها تكون زهرة وسط كل تلك الأشواك المدببة التي تلسعنا جميعاً كل يوم ونئنُ من آلامها.
تحية حارة إلى رفاقنا الشيوعيين اللبنانيين. ونشد على أياديهم من أجل أنجاز المهام الملقاة على عاتقهم.

485
تحية لعيد المرأة العالمي ألف

 
تنتهز الحركة النقابية الديمقراطية الفرصة في عيد المرأة العالمي لتوجه تحية للمرأة العراقية وللنساء في كل مكان، كما تهنئ رابطة المرأة العراقية                       
التي أعطت أمثلة رائعة لنضال المرأة العراقية، ومرتبطة بتأريخها الطويل، في النضال والتفاني من أجل قضايا النساء العراقيات العادلة في المساواة والتكافؤ في كافة مجالات الحياة والعمل ضد العنف والتمييز الذي يعانين منه. كما أننا في الحركة النقابية الديمقراطية نؤكد تواصل نضالنا سوية مفعمين بالأمل والعزيمة، من أجل تحقيق الحياة الحرة الكريمة، للمرأة العراقية ولشعبنا العراقي بكافة مكوناته المتآخية. ألف ألف تحية ليوم الثامن من آذار عيد المرأة العالمي المجيد.                                       
 
الحركة النقابية الديمقراطية في السويد
ستوكهولم 7 آذار 2009

486
ستوكهولم: في حفل مهيب وبحضور حاشد  تم أحياء الذكرى الستين ليوم الشهيد الشيوعي


 

بالزهور والشموع والغناء أستهل حفل إحياء الذكرى الستين ليوم الشهيد الشيوعي، واستذكارا لجميع المناضلين الذين افتدوا أرواحهم من أجل (وطن حر وشعب سعيد). وإجلالاً للمآثر البطولية للشيوعيين وأصدقائهم، أقامت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني/العراق في السويد، حفلا مهيباً، مساء يوم الأحد15 شباط 2009، في ستوكهولم، زينت القاعة بصور الشهداء الأبرار والشموع والزهور، واللافتات التي تمجد الشهداء البررة، أطفئت الأضواء وتقدمت مجموعة من الشابات والشباب يحملون الشموع ومن ثم اعتلوا المنصة ليشكلوا الفرقة الفنية، حينها رحب عريفا الحفل الرفيقان جاسم الولائي وعدنان بالحضور جميعاً، وأولهم عوائل وذوي الشهداء وبالرفيقين أبو سعد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والرفيق أبو حياة وبممثل سفارة جمهورية العراق في السويد، وبممثلي كافة الأحزاب والقوى السياسية العراقية والأجنبية ومنظمات المجتمع المدني، ثم وقف الجميع حدادا على أرواح شهداء الحزب والوطن مع عزف نشيد الأممية. بعدها قدمت الفرقة الفنية أغنية "مرني مرني".


 
بعد ذلك قدمت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق بسام محي وجاء فيها:
(ان حزبنا يدعو اليوم ويناضل من أجل توحيد كل الجهود ورصها وشحذ كل الطاقات وبلا أي إقصاء أو تمييز من أجل إنهاء ما تبقى من أوضاع استثنائية وإستعادة السيادة الوطنية والعمل على تمتين الوحدة الوطنية وتوفير الخدمات الأساسية للناس وتعزيز الأمن والسلم في البلاد على أساس مصالحة وطنية وعدالة إجتماعية وتطوير التجربة الديمقراطية الوليدة نحو مجتمع مدني أتحادي يقطع الطريق أمام أية مساعي لأستعادة الدكتاتورية بأشكالها السابقة أو المستحدثة.
وفي الذكرى الستين لاستشهاد قادة حزبنا الأماجد، في العام الستين ليوم الشهيد الشيوعي العراقي، يعاهد حزبنا شهدائه وشهداء حركتنا الوطنية وجماهير شعبنا على مواصلة الكفاح لتحقيق كل أهداف شعبنا في تفويت الفرصة على أي مساعي لتأبيد الأحتلال أو إعادة أيتام الدكتاتورية البائدة الى السلطة بشكل ما أو إقامة نظام شمولي جديد مهما كانت الأسماء واليافطات، وإستكمال المصالحة الوطنية وتمكين شعبنا الكردي من حقوقه العادلة وضمان حقوق جميع مكونات عراقنا الحبيب، وتصحيح مسار العملية السياسية وتنقيتها من أجواء المحاصصة الطائفية وإعادة الأعتبار للهوية الوطنية وتنقية المسار الديمقراطي من دنس التزييف والتزوير، وثقتنا بالنصر رغم الصعاب لا تتزعزع.)
بعدها كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني / العراق في السويد قدمها  الرفيق طارق، التي رحب فيها بالضيوف وتحدث عن تاريخ الحزب ومسيرته النضالية من أجل الديمقراطية في جميع أنحاء العراق، ونضال الحزب الآني من أجل الحفاظ على مكتسبات الشعب العراقي بعد سقوط الدكتاتورية، والفيدرالية ومحاربة الإرهاب والفساد الإداري والدفاع عن قضية المرأة، وتعهد للشهداء بالمضي قدما على نفس الطريق الذي استشهدوا من أجله، والنضال من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
بعدها كلمة حزب اليسار السويدي ارتجلتها الرفيقة  "آن ماركريت ليف" والتي تضامنت فيها مع حزبنا وشعبنا وكل القوى الديمقراطية في العراق من أجل إعادة بناء عراق حر ديمقراطي.
وكان الشعر حاضرا حيث قدم الشاعر الشعبي كامل الركابي أجمل قصائده ليستذكر ويمجد رفاقه الأنصار وشهداء الحزب بكلمات جميلة وإلقاء دافء، بعدها قدم السيد طالب نمني كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد ومما جاء فيها:
أن القضية التي نذر هؤلاء الأبطال الأماجد أنفسهم من اجلها ما تزال وستظل  حية متجددة . وما نلمسه اليوم من تصاعد نضال الأحزاب والقوى السياسية العراقية  من اجل استعادة السيادة والاستقلال التي فرط بهما  النظام المقبور, ومواصلة النضال من اجل إزالة آثاره, وما خلفه وراءه من تركة ثقيلة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها. سوى شواهد على مواصلة العطاء والنضال دون كلل)


 

 
أما كلمة هيئة التضامن للقوى الكردية والكردستانية " هاوكاري التي ألقاها السيد سعيد شابو، فقد أشاد فيها بدور الشيوعيين ونضالهم جنبا إلى جنب مع إخوانهم في كردستان من أجل عراقٍ حر ديمقراطي ومما جاء في كلمته:
(تمر اليوم ذكرى مرور ستين عاما على استشهاد كوكبة خيرة ولامعة من الطراز الأول. ناذرين أنفسهم للحزب والشعب والوطن، كوكبة خيرة لا تهاب الموت والجلادين مضحية بالغالي والنفيس من اجل قضية الشعب ومصالحه العليا ومدافعة حتى الاستشهاد عن قضايا الشعب العادلة في الحرية والعدالة والمساواة ومن اجل تحرير العراق من الهيمنة والتبعية البريطانية والقضاء على الإقطاع ورموزه والمطالبة بإعادة الثروة الوطنية إلى أصحابها الحقيقيين والخلاص من الحكومة العميلة والرجعية التي كانت متسلطة على رقاب الشعب العراقي المسالم والمتعطش للحرية والتغيير,
فهد، حازم، صارم، قادة ومؤسسي الحزب الشيوعي العراقي، هم أبطال الشهادة والصمود والتحدي للجلاوزة وناكري الذات، معلنين الأستشهاد في سبيل الحرية والوطن والحزب سيزيدهم عزما، ولم يبخلوا ولم يتنازلوا مرددين الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق.
 بعدا ألقيت كلمة بأسم عوائل الشهداء ألقاها الرفيق سعدي السعدي جاء فيها:
(سلامٌ على كلِ الشهداءِ في هذا اليوم، يوم الرابع عشر من شباط، اليوم الذي اعتلى فيهِ قادةُ الحزب الشيوعي العراقي الأماجد يوسف سلمان يوسف (فهد) وزكي بسيم (حازم) وحسين محمد الشبيبي (صارم)، وبكلِ صلابةٍ، أعوادَ المشانقِ.
فلأيِ هدفٍ قدّمَ هؤلاء القادةِ الأماجد أرواحَهُم ودماءَهُم فداءاً وقرباناً؟ .. إنه وبكلِ بساطةٍ لقضيةٍ ساميةٍ آمنوا بها وكانوا مستعدينَ لتقديمِ الغاليَ والنفيس من أجلِ تحقيقها، إنها قضيةُ (وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيد).
فيا ترى هل هناك قضيةٌ أسمى وأشرف من قضيةِ الوطن والشعب، يضحي الإنسان من أجلِها. أن تضحي لكي تفوز بوطنٍ حرٍ معافى يَدخُلَ الفرحُ في كل بيتٍ فيهِ، وشعبٌ سعيدٌ بلا قيودٍ ولا حروبٍ أو مآسي، شعبٌ ترتسم على شفاهِ أطفاله الابتسامة.
وأيُ رهبةٍ وعظمةٍ يمتلكها هذا الحزب الذي ينفرد عن باقي الأحزاب في العراق والعالم في أنه قدم قادته ومؤسسيه كأول شهداء ليكونوا مناراً يضئُ عُتمَةَ الليلِ وهدايةً يهتدي بها الأبطال القادمون .. ولذلك تصبح ذكرى استشهاد هؤلاء القادة لحظةً للخشوعِ والصمتِ والإجلال لأرواحهم الطاهرة وأرواح رفاقهم الذين استشعروا روعة الصمود والتحدي وقدسيةَ الشهادة والتضحية في سبيل حرية الشعب والوطن.)
وبعد استراحة قصيرة عادت الفرقة الفنية لتغني أغنية "ما نسينا" ومن ثم أغنية "نحبكم" وجاءت فقرة تقديم التذكاريات والورود لعوائل الشهداء حيث تناوب الرفاق كامل كرم وأبو سعد وبسام محي وتوما شمعون لتقديمها وسط تصفيق الحضور.
كما وصل الحفل عدد كبير من البرقيات التي تشيد بنضالات الحزب وتمجد شهدائه الأبرار.
   
   
   

 


من هذه البرقيات من :
1 ـ الحزب الشيوعي السويدي
2 ـ حزب تودة الأيراني
3 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني
4 ـ حزب الدعوة الإسلامية
5 ـ المجلس الأعلى الأسلامي العراقي
6 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي / فرع السويد
7 ـ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي
8 ـ المجلس الصابئي المندائي في السويد
9 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
10 ـ البرلمان الكردي الفيلي
11 ـ لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الشعبي الملداني السرياني الآشوري في الدانمارك
12 ـ اتحاد الجمعيات العراقية في السويد
13 ـ الأتحاد الكردستاني للأعلام الألكتروني
14 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
15 ـ الجمعية السويدية العراقية
16 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
17 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
18 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
19 ـ الحركة النقابية الديمقراطية في ستوكهولم
20 ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم
21 ـ الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان / السويد
22 ـ رابطة شعب كردستان في ستوكهولم
23 ـ نادي بابل الثقافي في ستوكهولم
24 ـ جمعية نوارس دجلة
25 ـ جمعية مساعدة عينكاوه
26 ـ لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم
27 ـ جمعية أصدقاء الكتاب في ستوكهولم
28 ـ الجمعية المندائية في فنلندا / توركو


نص كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد في يوم الشهيد التي ألقيت في الحفل
(الرفاق الأعزاء عوائل شهداء حزبنا الأماجد
الأخوات والأخوة الأعزاء
الرفيقات والرفاق الأعزاء
الحضور الكرام
في الرابع عشر من شباط هذا العام، تمر ستون عاماً على ذاك اليوم الذي اعتلى فيه قادة حزبنا الأماجد فهد، السكرتير العام ومؤسس حزبنا، ورفيقاه صارم وحازم، عضوا المكتب السياسي للحزب، أعواد المشانق، دفاعاً عن المثل والمباديء التي أمنوا بها، ممهدين الأرض للمطر القادم، ومفتتحين طريق البطولة الذي سارت عليه قوافل متواصلة، لتخترق حلكة الظلام كي يولد فجر الحرية لوطن عشقته وأسكننته المقلتين، ولتغرس في الروح مثل العدالة والمساواة لناس أتعبتهم سنين القهر والاضطهاد والاستغلال، ولتؤسس لقيم التضحية دفاعاً عن حرية الوطن وسعادة الشعب.
ورغم كل تلك السنين المثقلة، ورغم كل العذابات والآلام، رغم ما في القلب من غصة وفي الروح من حزن وحسرة، بقيت تلك القوافل معلما ومعلماً لكل العراقيين، الوطنيين والديمقراطيين، و نبراساً ملهماً لأجيال الشيوعيين، ومثالاً عن معاني التحدي والصمود والشجاعة والأقدام والأيمان بقضية الوطن والشعب .. وبقي الشيوعيون قادرين على أن يزهروا رغم كل الجراحات، لأن شجرتهم التي تستمد النسغ من صدق إيمانهم بالحرية والعدالة، قد رسخت جذورها في تراب العراق العظيم، وزهت أغصانها تحت شمسه البهية .. تتنفس هواء الديمقراطية والقدرة على التطور والتجديد واستشراف المستقبل والأسترشاد بثقافة شعبنا وفكره وحضارته وتراثه وبالفكر الإنساني الخلاق كله..
أيها الأحبة
تمر بلادنا الحبيبة ومنذ سنوات بظروف غاية في الصعوبة وتعيش جماهير شعبنا أوضاعاً شديدة القسوة .. فمذ تجمدت على الشفاه الفرحة التي عمت العراق كله بسقوط الطاغية وذبلت الأحلام التي خلفتها أجواء الإنفتاح والحرية التي أعقبت هذا السقوط، جراء استمرار الإحتلال  وإشتداد الإرهاب ومخاطر تقسيم البلاد وتصارع مكوناتها، وجراء افتقاد الأمن والخدمات الأساسية وإنتشار معدلات قياسية للفساد الأداري والمالي وإنطلاق عملية سياسية على أساس محاصصة طائفية.. لكن إرادة شعبنا وقواه الخيًرة كانت دوما أقوى من الصعاب، حيث جرى إقرار دستور دائم وانتخاب مؤسسات دستورية ووضع لبنات أولية مهمة لقيام نظام ديمقراطي فيدرالي، وغيرها من خطوات كان أخرها انتخاب مجالس المحافظات والحكومات المحلية. وكما دعا حزبنا دوما فهو يدعو اليوم ويناضل من أجل توحيد كل الجهود ورصها وشحذ كل الطاقات وبلا أي إقصاء أو تمييز من أجل إنهاء ما تبقى من أوضاع استثنائية وإستعادة السيادة الوطنية والعمل على تمتين الوحدة الوطنية وتوفير الخدمات الأساسية للناس وتعزيز الأمن والسلم في البلاد على أساس مصالحة وطنية وعدالة إجتماعية وتطوير التجربة الديمقراطية الوليدة نحو مجتمع مدني أتحادي يقطع الطريق أمام أية مساعي لأستعادة الدكتاتورية بأشكالها السابقة أو المستحدثة.
أيها الأحبة
وفي الذكرى الستين لأستشهاد قادة حزبنا الأماجد، في العام الستين ليوم الشهيد الشيوعي العراقي، يعاهد حزبنا شهدائه وشهداء حركتنا الوطنية وجماهير شعبنا على مواصلة الكفاح لتحقيق كل أهداف شعبنا في تفويت الفرصة على أي مساعي لتأبيد الأحتلال أو إعادة أيتام الدكتاتورية البائدة الى السلطة بشكل ما أو إقامة نظام شمولي جديد مهما كانت الأسماء واليافطات، وإستكمال المصالحة الوطنية وتمكين شعبنا الكردي من حقوقه العادلة وضمان حقوق جميع مكونات عراقنا الحبيب، وتصحيح مسار العملية السياسية وتنقيتها من أجواء المحاصصة الطائفية وإعادة الأعتبار للهوية الوطنية وتنقية المسار الديمقراطي من دنس التزييف والتزوير، وثقتنا بالنصر رغم الصعاب لا تتزعزع.
في يوم الشهيد الشيوعي ، نتصفح سجل الواهبين الخالدين ، ونمجد ذكراهم المضيئة واسماءهم التي يتردد صداها في رحاب الوطن وفضاءاته. فسلام على:
فهد ، حازم ، صارم ، سلام عادل ، جمال الحيدري ، نافع يونس ، محمد حسين أبو العيس ، محمد صالح العبلي ، رحيم شريف ، جورج تلو،  حمزة سلمان ، ماجد محمد امين ، حسن عوينه ، ابو سعيد ، جلال الاوقاتي ، وصفي طاهر ، طه الشيخ احمد ، حسن سريع ، ستار خضير، صفاء الحافظ ، صباح الدرة ، عائدة ياسين ، رجاء مجيد ، زهور اللامي ، خضر كاكيل ، أبو إيفان ، أبو كريـّم ، عميدة عذيبي ، حامد الخطيب ، مام كاويس ، أبو نصير ، عطا الدباس ، عبدالمجيد الخياط... وغيرهم وغيرهم.
وسلام على من واصلوا الكفاح المجيد من بعدهم ، متحدين عصابات الارهاب والعنف  من كل صنف ولون ، حاملين ارواحهم على راحاتهم ، ومضحين بها من اجل الوطن والناس ..
سلام على سعدون ، نوزاد ، حسيب ، ابو جمال ،شاكر جاسم  ، ابو حازم ، ابو وسام ، زهير ، عبد العزيز جاسم ، ياس خضير ، صباح جبار ، ابو نرمين ، الشيخ ضاري ، ابو ولاء ، ابراهيم خليل مصطفى ، فاضل عزيز ، هادي صالح "أبو فرات"  ، محمد ثجيل ، نجم عبد خضر ، سعيد مهدي محمد ، قاسم لطيف  ، فاضل الصراف ... ورفاقهم الآخرين الكثيرين. سلاما أيها الشهداء ، وعهدا متجددا الا نحيد عن درب الوفاء للشعب والوطن ، وان نبقى نرفع راية الوطنية والديمقراطية، والتقدم والعدالة الاجتماعية ، والسيادة الكاملة لعراقنا الحبيب ، خفاقة ترفرف فوق ربوع الوطن، من قمم كردستان الى بطاح البصرة.
أيها الأحبة مضت ستون عاماً ونحن ننتظر بكل ما في الروح من حرائق وما في الفؤاد من حنين، عراقاً ينام فيه أطفالنا نوماً هانئاً .. لا تفزعهم فيه طرقات زوار الليل.. و لا تذبح فيه أحلام طفولتهم .. عراق يكتب له الشعراء قصائدهم بلا رقيب .. وحيث تسبح في فضاءاته راضية مطمئنة أرواح شهدائنا الأجملين ..ستون عاما ودموعنا جذوة فخر لا غمامة حزن
فمجدا لرواد البطولة والفداء ..
والظفر لقضيتهم العادلة
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي الأبرار!
مجدا خالدا لشهداء الشعب والوطن!
وشكرا لتضامنكم معنا ولحضوركم والسلام عليكم.))



487
ستوكهولم: الشاعرة بلقيس في أمسية ثقافية

محمد الكحط – ستوكهولم-

أستضاف اتحاد الكتاب العراقيين في السويد، ضمن برنامجه الثقافي لعام 2009، الكاتبة والشاعرة بلقيس حميد حسن، للحديث عن تجربتها الإبداعية، وقراءات شعرية من نتاجها، وذلك يوم السبت 7 شباط 2009، على قاعة تينستا  في ستوكهولم. في بداية الأمسية رحبت الشاعرة ثناء السام باسم اتحاد الكتاب العراقيين في السويد بالحضور والضيفة، كما قامت بتقديم الشاعرة بلقيس والتعريف بنتاجها الشعري والثقافي ونشاطها في مجال حقوق الإنسان، بعدها فسح المجال للشاعرة بلقيس لتتحدث عن تجربتها الإبداعية مستهلةً التعريف ببيئتها الأولى التي نهلت منها، هنالك في سوق الشيوخ وأزقتها ومكتبتها ومن ذلك البيت العامر بأهلة ومحيطه، من والدها وثقافته ومن الناس الطيبين البسطاء هناك.

 تحدثت عن النخيل وأزهار البنفسج، ألقت على مسامع الحضور شعراً وصوراً ومشاعر مليئة بالدفء والحنين، أنشدت للحب والعشق، للرجل وللمرأة وللإنسانية، تذكرت حلبجة وغزة، كانت تتحدث والآهات تتدفق منها لتعطي صورة معبرة عميقة عما يدور ببالها.

قدمت العديد من المواضيع والقصائد التي أوقدت الدفء بين الحضور في شتاء السويد القارس، فتحت الشهية للحضور المتذوق للشعر وللجمال وصور الحب، مما أوحى لبعض الحضور إلى إلقاء قصائد مدح للضيفة التي استحقت ذلك بجدارة.
 طافت مدناً وبحار، استذكرت مقتل الشابة دعاء ومن خلالها مقتل واضطهاد آلاف النساء. عكست تجربتها الثرة ومواقفها المبدئية من القضايا الإنسانية.

في قصيدة "قتلت دعاء" تقول الشاعرة بلقيس:

(قـُتلت دعاء*
وطافت الأحجار في أيديكم بغضاً وحقدا
قـُتلت دعاء اليوم فابتهجوا
فقد حررتم ُ كل المعابد ِ
والكنائس والجوامع
قـُتلت دعاء ..
عيونكم تجتاحها مثل الذبيحة
الشهوة الغضبى تطاير َ نارها
كل ّ ٌ يقول بقلبه
لابد ّ َ لي أنا دون غيري يا رجال
وكيف تعشق دون غيري؟
كلّ ٌ أراد َ له ُ دعاء
بعيونكم خزي الجريمة
وكل مَن ْ حمل َ الحجارة فهو للشهوات جائع
صوبتم ُ الحجرَ الجبان لصدرها البضّ الصقيل
لشعرها كالليل والقمر الوحيد
يزقزق الفجر البهي بوجهها
وشبابها قض ّ المضاجع
فأثار َ أسرار الأسرة والملايات المبللة ِ الكئيبة
أواه من كذب الرجال على النساء
حين َ المراد يكون صعبا ً
ويكون جهدهم ُ هباءً
لا لقاء ولا منال
كل ّ ٌ أراد َ له ُ دعاء
ودعاء ترفضكم جميعا ..
أحجاركم قالت عصارة خوفكم
أحجاركم فضحت لكم كل النوازع
أشباه أشباه الرجال
قتلتم ُ حبا بريئا
رجمتمُ في قتلها كل الفراشات الجميلة
في قتلها أرّختم ُ موت َ الحمائم ِ في العراق
في قتلها
أشعلتم نار الحرائق والجحيم
عبـّدتم الزمن العسير لما تبقى من فواجع
أواه من كبت الغريزة في الرجال
أواه من سلطانهم
نزعاتهم
غضباتهم
أحقادهم
أ نسيتم كيف الحضارات القديمة دُمرت ؟
بيد ِ الرجال
حين الغرائز تحتبس
فهناك ثورات ٌ وتدميرٌ وقتل ُ
أحفاد ُ هولاكو وهتلر
أسمعتم ُ في كل تاريخ ِ الحضاراتِ القديمةِ والحديثة
أن أنثى ترجم ُ العشّاق حتى الموت في فرح ٍ وبهجة ؟
ماذا أردتم من دعاء ؟
ماذا أردتم للعراق؟
هل تعلنون الحرب ضد الحب رجما ؟
أم توقفون الكون في أحجاركم ؟
الكون حي ّ يا رعاع
الكون تحرسه نجاوى الحب
كي تسري مياه الأنهر الزرقاء
تحميه رسائل كل عشاق الحياة
والأرض تثمر في قلوب أحبة ٍ للحب تسهر
الأرض رغم الرعب تمضي
وتظل أغنية دعاء
وتظل ُ في صوت ِ الطيور ِ كما الحنين
كما الغناء
وتظل رقصات السويعات الأصيلة
سوف تدخل في نواميس الطبيعة
سوف تبقى حلم عشاق الغد الآتي
وناي الشوق والحلم الكبير
ها وجهها كالصبح طلّ على الجرائد والمواقع
ها وجهها قد أعلن التحرير للعشق السجين
واللعنة الكبرى لكم تبقى على مر السنين
اللعنة الكبرى لكم تبقى على مر السنين

*دعاء الشابة العراقية شهيدة الحب التي قتلت رجما بالحجارة والتي أعلنت بموتها أن الحب بين البشر لا يعرف الفوارق مهما كانت..)

في نهاية الأمسية ثمن اتحاد الكتاب الشاعرة بلقيس بباقة زهور وسط ابتهاج الجميع، كانت أمسية ممتعة تسامى فيها الشعر والعشق، فهي بلقيس تنثر الفرح والحب أينما حلت.

488
الأدب النسوي في أمسية ثقافية

 

محمد الكحط – ستوكهولم-

أفتتح اتحاد الكتاب العراقيين في السويد، برنامجه الثقافي لعام 2009م،  بأمسية للأدب النسوي، يوم الأحد 25 كانون الثاني على قاعة تينستا في ستوكهولم، حيث أستضاف فيها الكاتبة بلقيس الربيعي والشاعرة ثناء إبراهيم السام، تضمنت الأمسية الحديث عن تجربتيهما الإبداعية وقراءات قصصية وشعرية.

   


رحب الدكتور ثائر كريم بالحاضرين باسم اتحاد الكتاب العراقيين في السويد كما رحب بالكاتبتين مذكراً بنشاط الإتحاد، بعدها قدمت الشاعرة ثناء السام الكاتبة بلقيس الربيعي مرحبةً بها ضمن نشاط الإتحاد معرفة بنشاطها المتنوع من الفن التشكيلي إلى كتابة القصة والصحافة والترجمة، بعدها تحدثت السيدة بلقيس الربيعي عن تجربتها التي استمرت ضمن معاناة طويلة مستلهمةً الأفكار والحكم من استشهاد زوجها البطولي – أبو ظفر- وهو يقارع الدكتاتورية، مستذكرة مغادرة الوطن القسري ونشاطهما الثقافي المشترك حيث كان يحثها على المطالعة، تحدثت عن تجربتها الفنية والصحفية في اليمن والسويد، عكست في نتاجاتها وطروحاتها وفاءها للشهيد ولذكراه العطرة، ثم قرأت قصتين قصيرتين هما، "هدية الوداع" و" وعد"،: ((عندما دخلنا، كان خالد يرقد على السرير وقناع الأوكسجين على أنفه ، وما أن رأى الطفلة ، نسى الألم الذي أرهقه وأشاع الذبول في عينيه في الآونة الأخيرة . لمعت عيناه ببريق حاد ، وطلب من الممرضة أن ترفع قناع الأوكسجين . إحتضن الطفلة وقبّلها والدموع تسيل من عينيه وقال " إنها جميلة " ، ثم احتضنني وغرقنا نحن الاثنين في البكاء بينما الطفلة بين يديه. " أريد أن اسميها وعد . " ، قال لي.
وفجأة لم يستطع خالد التنفس، فطلب من الممرضة أن تأخذ الطفلة وتعيد قناع الأوكسجين ووعدته بأني سأحضرها في اليوم التالي ليراها. فهزّ رأسه ، 
تبقى أمل محدقة في وجه سعاد، شعرت ببعض الضيق قبل أن تسألها :
ــ " وماذا بعد ؟

ــ "في اليوم الثاني ارتديت أحلى ملابسي وحملت " وعد " لزيارته، لكني وجدته قد فارق الحياة ")).
بعدها قامت بتقديم الشاعرة ثناء السام المولودة في بغداد حيث أكملت معهد أعداد المعلمين في بغداد ومن ثم درست اللغة الروسية في الاتحاد السوفيتي السابق، بدأت كتابة الشعر منذ وقت مبكر، صدرت لها مجموعة شعرية بعنوان "بين أشجار البتولا وأشجار النخيل"عام 2004م، ولها العديد من الكتابات والمساهمات في الأماسي واللقاءات الشعرية في السويد، قدمت عدة قصائد منها بين أشجار البتولا وأشجار النخيل،  حيث تستذكر الوطن ونخيله، وتحن إلى صور الطفولة وحنين الوالدين وتقول، ((من المنفى أعود/ أبحثُ في شكل التراب/ عن وطني المفقود/ وعن ذكرى الصمود/ سأسيرُ نائمةً طول حياتي/ وصورتي الملقاة من أيام طفولتي/ تعود كل يوم من ليالي الشتاء/ وتحفرُ بأظافرها/ روحي المشنوقة في وطني/ أغادر كل يوم في ذات المساء/ بعيداً بعيداً في ذكرى الرحيل/ أعود كل يوم وأمضي/ بين أشجار البتولا ...وأشجار النخيل.))

أثار عنوان الأمسية * الأدب النسوي * بعض الجدل بين الحضور رغم تناول هذه الموضوعة بالنقاش مرارا وتكرار، من مؤيدٍ للتسمية ومن رافضٍ لها كون الأدب إنساني بطبيعته، سواء كتبته امرأة أم كتبه رجل، رغم أن بعض النتاجات تنحى لتناول قضية المرأة بشكل مميز، كما جرى نقاش مع الجمهور لتقييم ما قدمته الزميلتان. في نهاية الأمسية تم تكريم الكاتبتين بباقات من الزهور.
 



489
نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم ومحاضرة عن الطبيعة الاستبدادية للدولة العراقية وآفاق تطور العملية الديمقراطية

   
 

محمد الكحط – ستوكهولم- 
تصوير: سمير مزبان
                                               
                                       
الطبيعة الاستبدادية للدولة العراقية وآفاق تطور العملية الديمقراطية"، عنوان محاضرة قدمها الأستاذ لطفي حاتم في ستوكهولم على قاعة نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم يوم الجمعة 5 كانون الأول 2008 وأدارها الأستاذ فرات المحسن، بعد الترحيب بالحضور الكرام والأستاذ المحاضر وتقديم اطيب التهاني واسمى التبريكات بمناسبة عيد الاضحى المبارك، تطرق الاستاذ لطفي حاتم الى المحاور ألرئيسيه التالية للمحاضرة:

1.   مدخل يتضمن قراءة مكثفة  للتغيرات الدولية.
2.   السمات التاريخية لنشوء وتطور الدولة العراقية.
3.   الجمهورية الثالثة وآفاق تطور بنائها الديمقراطي.

كانت تلك المحاور وغيرها مثيرة للجدل حيث جرى عليها نقاش وحوار تضمن تشخيصات للمستقبل السياسي في العراق وآفاقه، قدم الأستاذ لطفي حاتم في البداية لمحة عامة عن تطور العلاقات الدولية وتعرض إلى ملامح المرحلة الجديدة من التوسع الرأسمالي وإشكالاتها الفكرية السياسية، فالطور الجديد من التوسع الرأسمالي أفضى إلى وحدة العالم الرأسمالي انطلاقاً من ترابط مستوياته، الدولية / الإقليمية / الوطنية المرتكزة على وحدانية أسلوب الإنتاج الرأسمالي وما يشترطه ذلك من تداخل وتشابك مصالح دوله المتطورة منها والنامية. كذلك  أفرز تشابك وتداخل مصالح التشكيلة الرأسمالية العالمية واقعاً جديداً تمثل في تنامي فعالية ودور الشريك الخارجي في صناعة القرارات الاقتصادية السياسية الوطنية. وتبعاً لتلك المشاركة فإن النزاعات الاجتماعية الداخلية تتشابك فيها مصالح خارجية وتتخذ امتدادات دولية. ويتجلى الطور الجديد من التوسع الرأسمالي برغم وحدة مراكزه القيادية بظهور مراكز رأسمالية ناهضة منها الصين / الهند / روسيا الاتحادية / البرازيل وما يفرضه ذلك من تجدد روح المنافسة.                                     
تحدث بعدها عن السمات التاريخية لنشوء وتطور الدولة العراقية، مستعرضا خلالها الاحتلال البريطاني ودوره في بناء الدولة العراقية ومن ثم ظروف تشكيل الجمهورية الأولى وسماتها التاريخية، ومن ثم الجمهورية الثانية وسياستها البوليسية، مشيرا إلى أنه لغرض إعطاء مقاربة تاريخية للفكر السياسي العراقي الفاعل في سير تلك الأحداث يتعين الاحتكام إلى طبيعة النزاعات الاجتماعية وتجلياتها السياسية، كما لم يعد مفيدا معالجة النزاعات الاجتماعية بمقاسات معاصرة ولهذا فان المراجعة التاريخية تشترط فحص الماضي بحيادية فكرية محددة بزمانها ومكانها.
               
وأشار الاستاذ المحاضر إلى الأسباب التي جعلت المؤسسة العسكرية الناهضة القوة الوحيدة القادرة على حراسة السلطة السياسية وبسط سيطرتها الوطنية. وتحدث عن موضوعة العنف مشيرا إلى أن العنف المستخدم كان رداً تاريخياً اشترطته طبيعة النزاعات الاجتماعية والسياسية الدولية المتمثلة بالاحتلال و استخدام القوة العسكرية، ولغياب الدور الفاعل لمرجعية وطنية عراقية قادرة على فرض هيمنتها السياسية بطريقة سلمية، كما ترافق استخدام العنف في حل التناقض مع السيطرة الأجنبية مع طموح الأحزاب السياسية لاستلام السلطة السياسية انطلاقاً من منظومات فكرية راديكالية أكسبت الحياة السياسية جملة من السمات الجديدة التي حدد أسبابها، بهشاشة التشكيلة العراقية وغياب مرجعيتها الوطنية، حيث تصدرت أحزاب الطبقة الوسطى قيادة الكفاح الوطني وفق رؤى فكرية مثالية متباينة الأهداف، و تميزت الأفكار الراديكالية لدى أحزاب الطبقة الوسطى بسيادة الروح الانقلابية وأبنية حزبية عسكرية الأمر الذي أفضى إلى غياب العقل السياسي الاستراتيجي القادر على بناء الوحدة الوطنية والدولة الديمقراطية، بالإضافة إلى أن السياسية الدولية السائدة في حقبة المعسكرين أثرت على تطور الحياة السياسية في التشكيلة العراقية حيث انحازت أحزاب الطبقة الوسطى إلى المثال الاشتراكي ورؤيته السياسية لحل المسألة الاجتماعية / القومية.                                                               
وأشار ايضا إلى أن الجمهورية الأولى عززت الروح الانقلابية لدى الجيش العراقي وما نتج عنه من هيمنة المؤسسة العسكرية وروحها المناهضة للديمقراطية على الدولة ومؤسساتها الاجتماعية، وكانت محصلتها ولادة الجمهورية الثانية ونزعتها البوليسية من سنة 1963حتى 2003، هذه الجمهورية التي رسخت حكم الأقلية المتجسدة أنذلك في ما سماه (بالمدن الحاكمة)، رغم سيطرة الشعارات القومية وسيادة الحزب الواحد في المرحلة التالية من سيطرة حزب البعث العربي الاشتراكي، حيث تميز النظام السياسي بسيادة النزعة البوليسية لسلطة الدولة العراقية، مستخدمة العنف الاقتصادي / السياسي الهادف إلى تغيير التركيبة الاجتماعية،  أن استخدام العنف في الحياة السياسية العراقية وتجذره في التشكيلة العراقية أدى إلى نتائج خطيرة على تطور العراق ومنظومته السياسية وأدت إلى تغيرات جدية في علاقات العراق الدولية فاتحة الطريق أمام التداخلات الخارجية.                                                             
بعدها تطرق إلى مجيء الجمهورية الثالثة وآفاق تطور بنائها الديمقراطي، حيث أدى الغزو الأمريكي للعراق إلى قيام سلطة مزدوجة تتقاسمها قوى الاحتلال العسكرية وما أسماه "أحزاب الشرعية الانتخابية". وبعد دراسة تشخيصية مكثفة توقف عند الوقائع السياسية التالية، أنه  يدور في بلادنا سجال فكري / سياسي حول ثلاثة مشاريع لتطور الدولة العراقية، المشروع الأول،  يتلخص في بناء دولة طائفية / أقاليمية وليس فدرالية قومية بديمقراطية شكلية، وأن القوى الأساسية لهذه المشروع تمثله أحزاب الشرعية الانتخابية وقاعدتها العشائرية، أما المشروع الثاني فهو بناء دولة عراقية مركزية / استبدادية لضبط تشظي التشكيلة العراقية، ويعتبر التيار القومي العربي بأغلب فصائله حاملاً لهذا المشروع، المشروع الثالث، هو بناء دولة فدرالية بنظام ديمقراطي مرتكز على الشرعية الوطنية، ويشخص أن هذا المشروع وبسبب ضعف قاعدته الاجتماعية وتناثر رؤيته الفكرية وغياب أنشطته السياسية تتعثر حظوظه السياسية.
                                                                         
تحدث بعدها عن بعض المحددات التي يمكنها أن تؤثر على مسار العملية السياسية في العراق، وبعد استراحة قصيرة فسح المجال للمداخلات والأسئلة التي أجاب عنها الأستاذ المحاضر. وفي نهاية الأمسية كرم النادي الأستاذ المحاضر ومقدمه بباقات من الزهور.



490
(صوت العراق) - 30-11-2008 | www.sotaliraq.com

د. اكرم الحمداني

رغم مرور قرابة النصف قرن على استشهاد رئيس جامعة بغداد الشهيدالعالم تلميذ العبقري اينستاين البروفيسور الدكتور عبدالجبار عبد الله هذا العالم المغدور الاثم والقتل الهمجي ايام شباطالاسود 1963 هذا العالم الذي كان يحمل معه (الشمسية ) وسطذهول اصدقائه وطلابه وزملاء التدريس معه ايام الشتاء المشمس ليخبرهمان اليوم ستمطر ويضحك منه الجهلاء ولتمر ساعات ويهطل المطر بتوقعات الانواء المذهلة للعالم الشهيد عبدالجبار عبد الله رغم مروركل هذه السنين وتاكد الجميع انه ظلم وعذب وقتل ببشاعة ولحدالان لم يكرم العراق وشعب العراق وحكومات العراق المتعاقبة لم يكرم هذا العالم وتجاهله الاعلام العراقي الضائع اصلا والباحث عن الاخبار التافهة والبرامج السقيمة لميذكره احد وهوالعالمالذي تتلمذ على يد مفكرالعلم اينشتاين والذي اهداه قلما جميلا سرقه القتله وعبثوا به قلما لم يكن يوقع به الا شهادات الدكتوراةفي جامعةبغداد !!!!

ادعوجمعية السجناء السياسيين ان تكرم هذا العالم وتمجد ذكره ويشيدله تمثال ينورمدخل جامعة بغداد وتمثال اخر عن الشهادة في النادي الاوليمبي بالاعظمية وان يستعيد حقوقه هو وعائلته ويردالاعتبار لاسمه وحياته وادعوهملقراءة هذا المقال الاضافي الذي يزخزبالمعلومات المؤلمة عنهذا العالم الشهيد ,,,لقد ناضل العراقيون جميعا ضدانظمة الغدر ولم يكن النضال فقط لاحزاب بعينها وعلى جمعية السجناء السياسيين انتنصف الجميع وعلى الاعلام العراقي النائم ان يكرم هذا العالم ويعيد ذكراه ان استطاعوا تقديم حلقةجميلة عنه ؟؟؟؟

واليكم المقال التالي

لم .. وَ عالِـمَـين .. في الذاكرة

داود الرحماني

بينما كنت أتصفح أحد مواقع اخواننا المندائيين الكرام على الانترنيت استوقفتني مقالة مؤثرة جداً بقلم المهندس صباح عبدالستار الجنابي يقول فيها :-

حدثني أستاذي في الرياضيات د.طالب محمود علي (خريج جامعة لندن) والذي كان احد الذين اعتقلوا اثناء انقلاب 8 شباط 1963 الدموي وكان قد حُشر في احدى الزنزانات الصغيرة المعتمة التي غصّت بالمعتقلين من شتى المستويات...حدثني قائلاً :- عرفت الدكتور عبد الجبار عبد الله كأحد المعتقلين في الزنزانة التي حُشِرتُُ فيها و كان كل منا بجانب الاخر وظهورنا يسندها الحائط وبهذة الوضعية كنا ننام يوميا ولا مجال للحركة فيها...كنت لا استطيع ان اركـّـز نظري على عيني الدكتورعبد الجبار لما له من مهابة ومكانة علمية و شهرة عالمية بالرغم من تباسطه المعهود..كنت اختلس النظراليه واشاهده أحياناً يغوص في تفكيرٍعميقٍ وتنهمر الدموع من عينية...! وفي احد الايام انتهزت فرصة اخراجنا لدورة المياه..جلست الى جانبة بعد ان القيت عليه التحية وعرّفتة بنفسي..وبعد ان توطدت العلاقة بيننا سألته يوما عن سبب انهمار الدموع من عينيه كلما غاص في التفكير والتأمل فأجاب:- كان في قسم الفيزياء (الذي أحاضر فيه) طالبا فاشلا...حاولت طويلاً مساعدته كي يرفع من مستواه فلم أفلح ومع ذلك لم انقطع عن تقديم العون له.

وفي يوم 14رمضان 1963 جاءت مجموعة من الحرس القومي لاعتقالي من بيتي...ميّزت من بينهم تلميذي الفاشل هذا بسهولة...طلبت منهم مهلة دقائق لأغيّر ملابسي ثم اذهب معهم وأنا واثق من اني لم اركتب ذنباً أحاسَب عليه..غيّرت ملابسي وخرجت إليهم جاهزاً وفجـأةًً صفعني هذا التلميذ الفاشل نفسه ( راشدي ) قوي افقدني توازني و كدت اسقط على الارض ونهرني قائلاً "لا تعطـّـلنه دماغ سِـز!" و لم يكتفي تلميذي الحارس القومي بهذا فقط وإنما دسّ يده في جيب سترتي و انتزع منه قلم الحبر الذي كنت اعتز به أيّما اعتزاز والذي لم يفارقني ابداً..ذلك القلم المرصّع بالياقوت الدقيق الاحمر كان هدية من العالم المشهور( آينشتاين) وكنت استعمله في التوقيع على شهادات الدكتوراه فقط..وكلما أتذكر وأستعيد تلك اللحظات أحزن كثيراً الى درجة انهمار الدموع !.انتهى حديث د.طالب بقلم المهندس صباح.

بعد أن انتهيت من قراءة تلك المقالة المرعبة فوجئت بذاكرتي المتخمة وهي تعتقـلني عائدة بي الى قرابة نصف قرن..مهرولة الى ما وراء الوراء لأرى ما جبلت عليه رُؤى الورى ..وسافلة السالف مِن (سوالف ) السَلف والخلف...وما انتهت اليه نهايات أهل النهى ولأجتر ما جرى مِن وعلى مَن جرى على ضفاف الرافدين و روافدهما..عادت بي الذاكرة الى ذلك اليوم الحزين الذي لا..لا ولم ولن أنساه ما حييت ألا وهو(يوم الأثنين 11شباط 1963) حيث اضطررت لزيارة أحد أقاربي المسؤول في الحرس القومي كي يسعى بالافراج عن قريب لي وله..وهو تلميذ في كلية ضباط الاحتياط كان قد اعتقل لاتّهامه بالتهمة الوحيدة (شيــــــوعي !) حيث لم تكن هنالك غيرها من التهم في تلكم الحقبة (حقبة الجاهلية الثانية) وحيث ان الاسلام بَعْـدُ لم يظهر! فلا وجود إذن لتهمةٍ إسلامية؟ ولا لأخرى قومية لأن البعث حينذاك كان يتكأ على هاتين الدعامتين في مناهضة التـيّاراليساري والعلماني والديمقراطي.

خرجت من عرين قريبي المسؤول بعد أن وعدني خيراً (وقد وفى حقـاً بوعده مشكوراً خلال يومين). وقبل وصولي الى البوابة الرئيسة استوقفني صوت جهوَري لشاب من الحرس القومي وهو ( يُـبَشِّـرْ) رفاقه بتهكم و سخرية ناطقاً بجملة لن أنساها ما حييت :- هذا جبار عبدالله رئيس الجامعه شيّـلناه تــنـكـة البــول...إنتو مَـتِـدْرون هذا شلون شيوعي!!

صُعِـقت وأنا أتخيَّـل منظرالعالِم الجليل وهو يحمل!.. كنت على علم مسبق ان الدكتور عبدالجبار قد اعتقل في النادي الأولمبي (مركزشباب الأعظمية لاحقـاً- ساحة عنتر) وموقعه قريب جداً من المكان الذي سمعت فيه تلك المعلومة الرهيبه..المعيبه ..العجيبه (المو..غريبه) ويشغله الآن مجلس الأعظمية البلدي. اجتزت بوابة المقرالموقر(باب النظام) ..جرجرت بدني الخالي من الذهن واتجهت يساراً صوب ساحة عنتر فلي صديق قديم له محل هناك ..جلست على الناصية..متـّـكأ ًمتهالكاً..على كرسيٍّ ساعدني على التدخين (الثخيــــن)..شخصت عيناي على جدران النادي الشاهقة الضخمة متسائلاً بصمت رهيب..هل ان العالم الجليل النحيل لا يزال خلفها أم تحتها ؟ وماذا جرى أو يجري لـه؟ أولغيــــره؟...الآن!

تلك هي حكايتين من آلاف (الحكاوي) المحكاة التي تتحدث عن مدى الانحطاط الاجتماعي والسياسي و عمّـا حدث أو ما يحدث أو ما سوف يحدث في أو لهذا البلد المبتلى بالكثير من أهله الغير نجباء..فمن المقاومة الشعبية التي لم تقاوم إلاّ الشعب..الى الحرس القومي الذي حرس السلطة بدلاً من حراسته للقـــوم..الى الجيش الشعبي الذي حُـشرالشعب فيه حشراً وعنوة..الى جيوش اليوم التي جعلت من الله والدين والاسلام ورموزه قاسماً مشتركاً لعناوينها. ألا تـبّتْ يدا كل سياسيّ أنانيّ متَسلفنٍ بوطنيةٍ زائفـه أو متستّربـدينٍ وطائفه.أومتمترسٍ بقوميةٍ متطرّفه.أو متشرنقٍ بمبادئٍ بائدةٍ سالفه..وَ أقول :- ألا ثــَــبُـتـَـتْ يدا كل سياسيّ نزيهٍ حكيمٍ حصيفْ...وكل موظفٍ عفيفْ..و كل عاملٍ نظيفْ .. وكل إنســــانٍ شريفْ.


491
محاضرة عن فرضية طه حسين حول الشعر الجاهلي للدكتور خالد يونس خالد
 
 

محمد الكحط – ستوكهولم-
أستضاف نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي الدكتور خالد يونس خالد في محاضرة حول موضوعة "فرضية طه حسين حول الشعر الجاهلي/ الأدب الجاهلي
والتحقق من منهجه النقدي وتطبيقاته في صحة الشعر الجاهلي" يوم الجمعة 21- تشرين الثاني/نوفمبر2008، على قاعة النادي في منطقة آلفيك – ستوكهولم.
قدم الشاعر جاسم الولائي الأستاذ المحاضر مرحباً به وبالحضور شاكرا له تلبية الدعوة، حضر الأمسية جمهور النادي وضيوفه من المهتمين بالشعر الجاهلي.
تناول الدكتور خالد يونس خالد عدة محاور، مبتدأ محاضرته عن دراسة طه حسين في الشعر الجاهلي، ولا سيما ما جاء في كتابيه "في الشعر الجاهلي" و "في الأدب الجاهلي"، وأوضح أن الدراسة لم تنحصر في كونها نظرة أدبية في الشعر الجاهلي، إنما دراسة عن الحياة السياسية والدينية والعقلية والاجتماعية والاقتصادية العربية في الجاهلية وبعد ظهور الإسلام، وما لها صلة بالشعر واللغة.  يقول طه حسين: نحن بين إثنين، أما أن نقبل في الأدب وتاريخه ما قال القدماء، لا نتناول ذلك من النقد إلاّ بهذا المقدار اليسير الذي لا يخلو منه كل بحث والذي يتيح لنا أن نقول: أخطأ الأصمعي أو أصاب. وإما أن نضع علم المتقدمين  كله موضع البحث بل أريد أن أقول الشك. أريد ألاّ نقبل شيئا مما قاله القدماء في الأدب وتاريخه إلاّ بعد بحث وتثبت إن لم ينتهيا إلى اليقين فقد ينتهيان إلى الرجحان. الفرق بين هذين المذهبين في البحث عظيم، فهو الفرق بين الإيمان الذي يبعث على الاطمئنان والرضا، والشك الذي يبعث على القلق والاضطراب وينتهي في كثير من الأحيان إلى الإنكار والجحود.
ويقول: أفاجؤك أني شككت في قيمة الشعر الجاهلي وألححتُ في الشك حتى انتهى بي هذا كله إلى شيء إلاّ يكون يقينا فهو قريب من اليقين. ذلك أن الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في شئ، وإنما هي منتحلة مختلفة بعد ظهور الإسلام، فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر مما تمثل حياة الجاهليين. إن ما تقرؤه على أنه شعر أمرئ القيس أو طرفة أو ابن كلثوم أو عنترة ليس من هؤلاء الناس في شئ، وإنما هو انتحال الرواة أو اختلاق الأعراب أو صنعة النحاة أو تكلف القصاص أو اختراع المفسدين والمحدثين والمتكلمين.
   إن هذا الشعر الذي ينسب إلى امرئ القيس أو إلى الأعشى أو إلى غيرهما من الشعراء الجاهليين لا يمكن من الوجهة اللغوية والفنية أن يكون لهؤلاء الشعراء، ولا أن يكون قد قيل وأذيع قبل أن يظهر القرآن. إذا أردتُ أن أدرس الحياة الجاهلية فلست أسلك إليها طريق امرئ القيس والنابغة والأعشى وزهير، لأني لا أثق بما ينسب إليهم، وإنما أسلك إليها طريقا أخرى، وأدرسها في نص لا سبيل إلى الشك في صحته، أدرسها في القرآن، فالقرآن أصدق مرآة للعصر الجاهلي. ونص القرآن ثابت لا سبيل إلى الشك فيه.
من الصعب فهم نظرة طه حسين، أو نظريته أو فرضيته كما يسميها البعض، دون الرجوع إلى دراساته الأخرى. وهو يقول: "فكما أنك لا تستطيع أن تزعم أنك تستخلص من هذا الكتاب، (يعني كتابه مع المتنبي) صورة صادقة لي تطابق الأصل وتوافقه، بل لا تستطيع أن تزعم أنك قادر على أن تستخرج من كتبي كلها صورة صادقة لي تطابق الأصل وتوافقه". والمعروف عنه أيضا تردده بين الأفكار بفعل ثنائيته الفكرية بين الشرق والغرب، والإسلام والعلمانية، فيقول: "أنحن عبيد اللحظات لا نملكها ولا نستطيع تصديها ولا دعاءها ولا ردّها عنّا حين تقبل علينا".
إذاً من أجل أن نفهم نظرة طه حسين في الشعر الجاهلي علينا أن نقف عند بعض النقاط الأساسية والتحقق منها: 
إن الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في بشئ، وإنما هي منتحلة بعد ظهور الإسلام. ويورد طه حسين خمسة أسباب تثبت، من وجهة نظره، صنع كثرة الشعر الجاهلي بعد الإسلام. وهي:
السياسة والدين والشعوبية والقصص والرواة.
ويقصد بالسياسة: العصبية القبلية. بسبب الصراع القبلي أرادت قبائل كثيرة من بين هذه القبائل بعد الإسلام أن تجعل لنفسها مجدا قديما فلجأت إلى وضع أشعار نسبتها إلى الشعراء الجاهليين.
أما السبب الديني، فهو أن أتباع بعض الديانات الأخرى مثل اليهودية والنصارى وضعوا في عصر الإسلام شعرا نسبوه إلى الشعراء الجاهليين.
أما السبب الشعوبي فهو أن بعض الشعراء أو الرواة في العصور اللاحقة لعصر الإسلام وضع شعرا يمجد الماضي الفارسي، ونسب هذا الشعر إلى شعراء جاهليين للتقرب من بعض الوزراء الفرس كالبرامكة في عصر العباسيين. 
أما القصاص فقد وضعوا شعرا يمجد الأمجاد القديمة لبعض القبائل، وأحيانا لقبائل كانت بائدة.
أما الرواة، فيعتبر أحد الأسباب الرئيسة في انتحال الشعر الجاهلي، وهذا السبب يعود إلى فساد الرواة. وخص طه حسين حمادا من الكوفة وخلف الأحمر من البصرة بكثير من الشك والاتهام في الوضع والانتحال، لجعل هؤلاء الرواة  الشعر وسيلة للكسب. ومن هنا يمكن القول أن الشك بالشعر الجاهلي إزداد لأن الراوي ينقل الشعر شفاهة وليس كتابة، لأن أغلب الشعر الجاهلي آنذاك كان يُنقلَ شفاهة عن طريق الرواة، مما حدى ببعض المستشرقين أمثال دافيد مارجوليوث وفلهلم ألفرت إنكار كثير من هذا الشعر، في حين دافع آخرون عن الشعر الجاهلي أمثال جارلس جيمس ليال، أرش بروينلش وجورجيودلا فيدا، معللين أنه ليس كل الرواة مثل خلف الأحمر وحماد الراوية، إنما كان هناك رواة موثوقين مثل المفضل الضبي في المفضليات والأصمعي في الأصمعيات.
وأشار المحاضر إلى تأكيد طه حسين في حكمه على الشعر الجاهلي بسند من تاريخ اللغة العربية، لأن غاية الأدب في اللغة عند طه حسين. فأوضح، أن لغة العرب العاربة ولا سيما عرب الجنوب الحميرية كانت تختلف عن لغة العرب المستعربة أو لغة الشمال، وهي اللغة الفصحى، في ألفاظها وقواعد صرفها ونحوها. ولهذا فهو يشك فيما نسب شعراء الجنوب الجاهليون من شعر كُتِب بلغة الشمال أو العربية الفصحى، في حين أن لغة عرب الشمال لم تكن منتشرة بدرجة كبيرة بين عرب الشمال أنفسهم. 
وذكر المحاضر أن طه حسين بدأ بالشك سبيلا إلى الإنكار أولا ثم إلى اليقين لاحقا. حيث يقول طه حسين أنه يريد أن يصطنع في درسه للشعر الجاهلي منهجا علميا هو منهج الشك سبيلا إلى اليقين. واعتبر طه حسين الشك منهجا، وسمي بمنهج الشك الديكارتي عند بعض الباحثين العرب لاحقا. 
    وهنا أشار المحاضر إلى الشك الديكارتي كما أشار إلى منهجه في البحث، معتبرا المنهج، طبقا لمفهوم ديكارت، عبارة عن القواعد التي تكفل لمن يراعيها بلوغ الحقيقة في العلوم، واعتبر ديكارت الشك هو التأمل الأول في الفلسفة، والشك يجعلنا أن نحلل ونتحقق لكي نصل إلى اليقين أو لا نقع في الخطأ. أما الشك عند طه حسين فكان أحيانا مرادفا للإنكار. ويقول طه حسين بهذا الصدد: "سأنكر طائفة من الشعراء، أو سأنكر شخصيتهم، وأنا أعلم أن فريقا غير قليل من الذين يعنون بالأدب لا يحبون هذا البحث الذي ينتهي إلى الإنكار أو إلى الشك". 
وقال المحاضر أنّ الشك قديم، ويصعب أحيانا أن نجعل الشك منهجا، ولا سيما في الدراسات الأدبية. فالشك قديم، حيث سبق لإبن هشام صاحب السيرة النبوية في القرن الهجري الثاني أن شك بالشعر الجاهلي، لكنه لم يرفض بعض روايات ابن إسحاق لأشعار منسوبة إلى الأوائل. كما نبه ابن سلام الجمحي في القرن الثالث الهجري في كتابه "طبقات فحول الشعراء" إلى فساد بعض الرواة وانتهى إلى الحكم أن الشعر الجاهلي ثلاثة أقسام: شعر صحيح النسبة، وشعر موضوع مصنوع، وشعر يشك في نسبته. وقال المحاضر أن طه حسين تأثر بالشك عند كل من أبي عثمان الجاحظ وأبي حامد الغزالي وديكارت، ونجح في التفاعل بينهم في موضوع الشك على الأقل.
  وأوضح المحاضر أن طه حسين أكد على الحرية الأدبية وحرية الأديب وأن لا يكون الأديب ترسا في آله، كما أبدع في مقياس سماه  "المقياس الأدبي"، ذلك أن المقياس العلمي لا يصلح لدراسة الأدب. كما جاء بمقياس جديد سماه "المقياس المركب". ويتضمن هذا المقياس مجموعة من الصفات الأدبية منها "الجمال الفني، العاطفة والشعور، اللغة العربية الفصحى، معرفة جوانب الخطأ والصواب في الشعر من النواحي اللغوية والتاريخية والنفسية والفكرية والاجتماعية إلى جانب شخصية الأديب أو الشاعر أو البيئة، والتراكيب والنظم والقواعد، واللفظ والمعنى، والانتحال وأسبابها، وخاصة الرواية".
وأشار المحاضر إلى وجهة نظر الأستاذ عبد المنعم تليمة في الشعر الجاهلي كرد لنظرة طه حسين، من أنه لا يمكننا أن نرسم حدودا فاصلة بين القبائل اليمنية (القحطانية – الحميري) وتلك الشمالية (العدنانية – المعدية). لقد بقي الشعور برابطة مشتركة تجمع كل القبائل العربية المتحاربة، مهما تكن تلك الرابطة مفككة.  فقد كانت هناك مشاعر أولية غامضة بالوحدة والتوحيد. وأن التنظيم الاجتماعي لعرب ما قبل الإسلام صار في آخر تطوره مجتمعا قبليا ينهكه التناحر لا يجد سبيلا غير السلام والوحدة. قاعدة البناء الثقافي في ذلك المجتمع كانت الوثنية، وصارت قبيل الإسلام في آخر تطورها متبددة لا تجمع جمهرة العرب على عقيدة واحدة. فظهرت "الحنيفية" مقابلة للوثنية، فالحنيفية تعني خلوص العبادة لله والرجوع إلى دين الفطرة الأولى، الدين الخالص، وارتبط هذا خاصة بدين إبراهيم.
وفي الختام شرح المحاضر أن منهج طه حسين النقدي يختلف عن منهجه في البحث، وأن ذلك المنهج النقدي إنتقاه طه حسين بشكل يلائم مواقفه المترددة، وثنائيته الفكرية العربية الإسلامية من جهة، والفرنسية الأوربية من جهة ثانية. ورفض المحاضر مصطلح "منهج هجيني" إنما قال بأن منهج طه حسين كان "منهجا انتقائيا توفيقيا" في النقد الأدبي. وقال أن الهدف من كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي" أن يؤسس نظرة علمية في البحث لدراسة الأدب العربي القديم، وتجريد هذا الأدب من القدسية، وضرورة إخضاعها لمناهج البحث العلمي. ومن هنا نقول أن دراسة طه للشعر الجاهلي محاولة لإخراج النقد الأدبي من جموده إلى الحيوية والدعوة إلى الأسس المنهجية والعلمية دون أن يقص جذور التفكير الإسلامي، وهو بهذا نجح في إيقاظ العقل العربي من كسله فيما يتعلق بالأدب والفكر ولا سيما في الشعر العربي القديم.
  ولخص المحاضر في الكلمة الأخيرة أن طه حسين رجع إلى أحضان الأدب العربي القديم، واعترف بأغلبية الشعر الجاهلي في الطبعة الثانية من كتابه، "في الأدب الجاهلي" بما فيه شعر زهير بن أبي سلمى من مضر، وتراجع عن شكه بإبراهيم واسماعيل عليهما السلام. ولا ننسى أنه تعرض للمحاكمة وفصل من وظيفته أستاذا للأدب العربي في الجامعة.
   إذن النتيجة النهائية كانت لصالح الشعر الجاهلي والإسلام، بعد أن حقق طه حسين ما كان يصبو إليه في إحياء الأدب العربي القديم وتحقيق الشهرة لشخصه ناقدا، وعميدا للأدب العربي ومؤرخا مبدعا وجريئا. ويمكن في النهاية الإشارة إلى تأكيده على الأدب العربي القديم حين قال في مقالة رائعة من مقالاته التي نشرها بعنوان "أثناء قراءة الشعر القديم" ما يلي: "ومع ذلك نحب لأدبنا القديم أن يظل في هذا العصر الحديث كما كان من قبل، ضرورة من ضرورات الحياة العقلية، وأساسا من أسس الثقافة، وغذاء للعقول والقلوب ... لأنه أساس الثقافة العربية، فهو مقوم لشخصيتنا، محقق لقوميتنا عاصم لنا من الفناء الأجنبي، معين لنا على أن نعرف أنفسنا. فكل هذا الخصال أمور لا تقبل الشك ... لأنه صالح ليكون أساسا من أسس الثقافة الحديثة".
وبعد ذلك طرحت مجموعة من الأسئلة من الحضور، أجاب عليها الأستاذ  المحاضر بشئ من التفصيل، وجرت حوارات مفيدة وقيمة بروح علمية، حيث ساهم البعض بمداخلات وشروحات جيدة ومهمة كان للمحاضر وللحاضرين منها إفادة ومتعة. في نهاية الأمسية كرم النادي الأستاذ المحاضر ومقدمه بباقات من الزهور.

المصادر التي اعتمد عليها المحاضر في محاضرته:
طه حسين، في الشعر الجاهلي
طه حسين، في الأدب الجاهلي
طه حسين، مع المتنبي، ج2
طه حسين، الأيام، ج3
طه حسين، خصام ونقد
طه حسين، على هامش السيرة، ج1
طه حسين، (ديكارت) في: من بعيد
طه حسين، "أثناء قراءة الشعر القديم" في حديث الأربعاء، ج1
عبد المنعم تليمة، مدخل لقراءة "في الشعر الجاهلي".
محمد مندور: معارك أدبية
أنور الجندي: طه حسين، حياته وفكره في ميزان الإسلام
ناصر الدين الأسد، (حول كتاب في الشعر الجاهلي)، في ذكرى طه حسين
Descartes, Avhandling om metoden, in Paul Valéry, Descartes.
خالد يونس خالد، الخطاب الفكري والمنهج النقدي في أدب طه حسين
خالد يونس خالد، اللغة العربية في الفكر النقدي
Khalid Younis-Khalid, The Literary Criticism of fi shi-shi’r/fil adab: Plagialism.
 



492
الفنان أحمد مختار ...خطوات رصينة نحو الإبداع
الحرية هنا منحتني حرية التفكير والتعبير

 
محمد الكحط – لندن -يحق لي البوح بأنني تابعت المختار خطواته الأولى نحو الإبداع، كانت بداياته تنبئ  بمستقبل واعد، حيث حبه وولعه بالعود وأنامله التي تتحسسه وتداعبه كالأم التي تداعب طفلها ليغفو، كان شابا آنذاك حين عرفته لأول مرة بعد أن غادر الوطن قبل عشرين عاما، تحدثنا عن الموسيقى وهموم الوطن، واليوم نلتقي لنتحدث عن نفس المواضيع ولكن بصيغة أخرى، فها هو يعد لأسطوانته الرابعة والتي أسمعني بعض المقاطع منها، كما لم تكن هموم الوطن بعيدة عنا بل أنها تحوم حولنا نعيش الغربة والمعاناة ذاتها، عشرون عاما حطت به وبنا الرحال في مدن عدة وتجولنا في محطات عدة مكرهين في أكثر الأحيان، أنه الموسيقي وعازف العود أحمد المختار، تقرأ بطاقته أنه من مواليد بغداد عام 1969م، درس في معهد الفنون الجميلة، قسم الموسيقى- آلة العود، وبعد رحلة طويلة غادر إلى إيران ومنها إلى سوريا، حيث حالفه الحظ ليكمل دراسة الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى في دمشق، ومن ثم حصل على دبلوم عالي في تقنيات الموسيقى العالمية من جامعة لندن للموسيقى. ثم حصل على شهادة الماجستير في مركز الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن عن آلة العود والموسيقى الشرق أوسطية، والآن يُدَرس هو آلة العود والإيقاع ونظريات الموسيقى العربية.
 قدم العديد من ألأمسيات على آلة العود المنفرد في عدد كبير من العواصم العربية والأوربية، ساهم ويساهم في العديد من المهرجانات والفعاليات والنشاطات الموسيقية المختلفة في العديد من الدول، كما وضع موسيقى تصويرية لبعض الأفلام الوثائقية والبرامج الثقافية، حصل من اتحاد الموسيقيين البريطانيين على جائزة أفضل عازف وأفضل عمل موسيقي غير غربي عام 1999م، كما اختير ضمن ستة عشر موسيقيا من كل أنحاء العالم لإصدار أسطوانة موسيقية لحساب الأمم المتحدة عام 2001م. كما أنه يعد ويقدم برنامجا تلفزيونياً بعنوان (حديث العود)، يتناول فيه الموسيقى وتاريخها ونظرياتها، صدرت له حتى الآن مجموعة "تجوال" وتضم عشر مقطوعات سنة 1997م، و"كلمات" تضم سبع مقطوعات سنة 1999م، "إيقاعات بغداد" تضم ثلاث عشرة مقطوعة سنة 2003م، وها هو يستعد لإصداره الرابع على أمل أن يصدره العام المقبل.
 
المختار من تلامذة الموسيقار الراحل منير بشير ومن أبناء المدرسة العراقية الحديثة في العزف، غادر العراق بعد أن نشأ فيه وتشبع من ثقافته هناك حيث استهواه  العود وبدأ خطواته الأولى معه، متنقلا بين عدة أساتذة يستذكر منهم، "يونس كلو" وهو خريج معهد معلمين، الأستاذ غانم حداد وهو من أفضل الأساتذة. ساهم خلال وجوده في المعهد في بغداد في عدة فعاليات موسيقية تميز فيها، فسافر إلى بولونيا سنة 1987 مع فرقة الموشحات للمساهمة في مهرجان الموسيقى التقليدية حيث كان جميل جرجيس رئيس وقائد الفرقة، بعدها وللظروف غير الطبيعية اضطرته إلى الانقطاع الإجباري عن مواصلة تطوره حتى سنحت له الظروف لمواصلة إبداعه حيث كان لقبوله في المعهد العالي للموسيقى في دمشق فرصة كبيرة استفاد منها كثيراً إذ أطلع على المدارس الموسيقية الأخرى، فكان للأساتذة الأذربيجانيين دور مهم في إطلاعه على موضوع الانسجام والتآلف الصوتي بين عدة آلات موسيقية والتوزيع الموسيقي الأوركسترالي، لما تمتاز به هذه المدرسة من غنى وتطور في هذا المجال، فكان من أساتذته، عارف عبد الله، سليمان علي عسكر، وكان صلحي الوادي عميد المعهد آنذاك، ساهم خلال وجوده هناك في تقديم العديد من الأمسيات، سافر خلالها إلى القاهرة وأوكرانيا لتقديم عروض هناك، يعترف أحمد أن هذه المحطة كانت مرحلة مهمة في إعداده وتطوره. إلى أن حط به المدار في لندن عاصمة الضباب، هنا حيث يقيم الآن والتي وصلها عام 1996م، وسرعان ما أتقن اللغة الإنكليزية حتى شرع يتخصص أكثر في دراسة الموسيقى، ليطلع هنا على التقنيات الغربية في الموسيقى وينال شهادة الماجستير سنة 2004م.
- حدثنا عن التجربة هنا واختلافها عن محطاتك السابقة:
 " هنا في أوربا اختلفت البيئة واختلفت التجربة وحتى النظرة إلى الحياة أصبحت بشكل أكثر عمقا وأكثر وعيا، النضج أكثر، حتى التمرين أصبح أقل جهداً من السابق، كما أن الحرية هنا منحتني حرية التفكير والتعبير، فعملي أصبح أكثر غنى، يمكنني أن أختار حتى أخطائي، فأنت هنا مسؤول عن الخطأ وعن الصحيح، هذه الحرية المتاحة ساهمت في تكويني الحقيقي، فلا رقيب خارجي أو داخلي،  البيئة الجديدة سمحت لي بإضافات عملية جديدة وإطلاع أكبر على ثقافات وتجارب أخرى من أمريكا اللاتينية وايرلندا، مثلا مقطوعة أفق لا أتمكن من كتابتها في مكان آخر، أصبحت عمليا أكثر ومتأنياً أكثر، لقد أثرت فيّ هذه المرحلة روحيا وذهنياً."
- ما السر في تميزك عن الآخرين رغم وجود العديد من العازفين على العود:
 يجيب، "أنا أنظر الأشياء من الداخل، لا أنتهج المنهج التقليدي للموسيقى، بل أتبع نهجا خاصا مميزا جديدا، أضيف للمنهج، فمن خلال الاحتكاك والتعرف على التجارب والانفتاح على الثقافات الأخرى، حيث كانت لي فرصة الإطلاع على التجارب الموسيقية الإيرانية والتركية المصرية السورية ومن ثم الأوربية، هذه الفرصة كونت لدي إضافات تميزت فيها عن الآخرين، فأنا أتمسك بأسس المدرسة الموسيقية لكنني أعزف بشكل آخر ولا أقلد".
 
- أين أحمد بين المجموعة الأولى و الخامسة؟                                          
مشواري بدأ  من صوت داخل حسن وعود جميل بشير و نغمات مقام الاوك في جبال كردستان، ومر بأصوات  شجريان في إيران والقدود الحلبية و شاميات سوريا و لبنان و امتد مشواري  إلى القارة الأوربية ليطوف بعدها في أربع قارات و ليشمل أهم مدنها، مشوار بدأت نغماته من مدينة الثورة ليصل إلى المسرح الوطني البريطاني ودار الأوبرا في روما ومعهد باريس ومسرح اليونسكو، ومهرجان ومياد العالمي في نيويورك. لذا كلما نظرت إلى الوراء أرى أن العمر لم يذهب، و قد حدث فيه الكثير، لكن ما لدي أكثر من ذلك بكثير.
-أخيرا ماذا أو كيف تقيم تجربتك ومشوارك الموسيقي بكلمات قصيرة؟
 إذا كان لابد من ذلك، فسأقول أنا مختلف ولم أأت بديلاً لأحد، موسيقاي تبحث عن الأمان والسلام، وأدعو لهما في أعمالي، شعب العراق بكل أطيافه ثروتي الثقافية والموسيقية  والعالم أيضا، اعمل على صورته الجميلة الحضارية الراقية، عودي عزف مع أهم الموسيقيين العالمين، و حاكى أهم  الشعراء، وعزف مع الاوركسترا السورية والبريطانية و الفرنسية مرتين، مازلت أقدم موسيقى إنسانية عميقة.
 لأحيلك إلى رأي مايكل جورج واحد من النقاد المتخصصين حيث كتب في صحيفة الاندبندنت البريطانية يقول:
"لا يزال مختار يحافظ على تلك التصانيف والقوانين الموسيقية. قد يكون العود من أصعب الآلات الموسيقية عزفاً، لكن مختار العازف البارع يستخرج منه سحراً ويجعله يحلم ويعدو كفرس، أو يهدر كالرعد، حتى لحظات الصمت الفاصلة ضمن المقطوعة تصبح مؤثرة على يديه وكأنها تقول لنا شيئاً ما، يمتلك  رشاقة بالأصابع ومرونة بالريشة عالية، والأهم،  لم يحول العود إلى آلة جيتار".
الفنان أحمد يمتلك مخزونا كبيرا يحتاج إلى التأمل ليقدمه بأفضل صورة، فهو يستلهم أعماله من التراث الموسيقي العراقي الغني، أعماله تحاول تجسيد تراث العراق من شماله إلى جنوبه.
يحاول دائما أن يطور قدراته وينمي إبداعه، وبخطوات رصينة، نأمل أن تكلل بالنجاح دائماً.

493
وزيرة حقوق الإنسان في السويد: نعمل من أجل إزالة ثقافة العنف وإشاعة ثقافة السلم



محمد الكحط – ستوكهولم-
بمبادرة من سفارة جمهورية العراق في السويد، نظمت دعوة يوم الأربعاء 12/11/2005 لممثلي القوى السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية والاجتماعية العراقية في ستوكهولم  للمشاركة في ندوة حوارية مع السيدة وزيرة حقوق الإنسان السيدة وجدان ميخائيل سالم والوفد المرافق لها، تحدثت الوزيرة في الندوة عن عمل وزارتها معرفة بشخصها وعن الوزارة والمهام المناطة بها ونشاطاتها المختلفة والصعوبات التي تواجه عملها، فالوزارة حديثة العهد تأسست سنة 2003م بقرار من الحاكم المدني بول بريمر، وتسلمت الوزيرة مهام عملها الحالي في 22 مايس 2006م بكادر بسيط (400شخصا)، وأضافت بالقول "تعمل الوزارة على عدة ملفات تتعلق بحقوق الإنسان، منها ملف المفقودين سواء منذ زمن النظام الدكتاتوري والمقابر الجماعية ومن جراء الحروب التي شنها النظام السابق مع إيران والكويت، ومن العمليات الإرهابية بعد سقوط النظام، فهنالك حوالي 53 ألف مفقود في الحرب مع إيران وحوالي 2600 أسير مجهولي المصير، تابعنا الموضوع وبقي 400 أسير ما زالوا مجهولي المصير، ومع الكويت هنالك 1156 مفقودا أعدنا رفات 64 شخصا من حفر الباطن، وهنالك 660 كويتيا مفقود أعدنا  رفات 264  منهم للكويت، ولا زلنا نتابع هذا الملف. وهنالك ملف الألغام على الحدود العراقية الإيرانية بعمق 1كم، وملف السجون والمعتقلات لدى الجانب الأمريكي والعراقي ونتابع هذا الموضوع مع وزارة العدل ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فهناك 18 ألف معتقل بينهم 68 حدثا و11 امرأة مع الجانب الأمريكي، وهنالك 1200 حدث و495 امرأة بينهم أطفال مع أمهاتهم في المعتقلات العراقية، نقوم بإعادة بناء المكتبات وجذب الأطفال للمدرسة، نحاول أن نغرس ثقافة التسامح ونحاول وضع برامج تثقيفية في المدارس ووجدنا تجاوب، فالمجرم يحاسب بسيادة القانون، نبني سياسة للعدالة الجنائية في العراق، نتعاون للتثقيف مع معهد حقوق الإنسان وحول الاتفاقات الدولية، نعمل دورات لموظفي وزارات الداخلية والدفاع والعدل والعمل ومنظمات المجتمع المدني، والآن مع وزارة التربية من أجل إزالة ثقافة العنف وإشاعة ثقافة السلم، هناك برنامج طموح، عن المصالحة الوطنية ودراسة تجارب الدول الأخرى. النظام السابق والإرهاب الآن دمرا البلد والتغيير يجب أن يبدأ من الطفل لذلك عملنا لجان أصدقاء حقوق الإنسان في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية، التي تحاول تربية الأطفال وتوعيتهم بحقوق الإنسان، نحتاج إلى مفوضية لحقوق الإنسان لتكون جهة مستقلة، عندنا الآن لجنتان لحماية الصحفيين، لجنة لتشريع قانون خاص للصحفيين والثانية للانضمام إلى الاتفاقية العالمية الخاصة بحماية الصحفيين، كما نتابع مدى تطابق القرارات والقوانين الصادرة من الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان. تواجه الوزارة مشاكل كبيرة في متابعة هذه الملفات حيث هنالك قلة وعي وإدراك لحقوق الإنسان حتى عند بعض المسؤولين، هنالك تربية قديمة نحتاج إلى وقت للتخلص منها، فالسنوات الطويلة من الدكتاتورية ربت أجيالا على العنف والقسوة ليس من السهولة أن تنتهي." 
 


بعدها فسح المجال للحضور بتوجيه الأسئلة للوزيرة وتنوعت الأسئلة عن ما يتعرض له أبناء شعبنا من عمليات إرهابية وخصوصا التي طالت أبناء شعبنا من المسيحيين والمندائيين والكرد الفيلية والأيزيدية.
عن هذا الملف تحدثت طويلا و أشارت إلى أن أحداث الموصل بدأت بجرائم ثم تحولت إلى خطة مبرمجة للتهجير، وهناك من قام بوضح النهار في وسط المدينة بالقتل ( من خلال مندسين بالأجهزة الأمنية)، وتدخل الجيش العراقي وسيطر على المدينة وعادت بعض العوائل التي هجرت، ولكن الإرهاب لا زال يتواصل، نأمل أن يعود الجميع إلى ديارهم، وأشارت إلى أن مدن كالبصرة والعمارة أصبحت شبه خالية من شريحة أساسية وهم المندائيون حيث هاجروا بسبب الإرهاب، هذه مشكلة كبيرة وبقيت أعداد قليلة منهم في العراق، والعراق يمتاز بتنوع جميل أخذ يفقد هذه الخاصية، الآن المشكلة لا يجد لهم تمثيل في كل المحافظات وهذه مشكلة جديدة بعد إلغاء المادة 50 ولم يوضع بديل يحل هذه المشكلة ولا زالت قائمة.
ووجه ممثل الحزب الشيوعي العراقي في السويد بعض الأسئلة منها: اقتراح لدرج مادة حقوق الإنسان في المناهج الدراسية، كما سأل عن ملف اغتيال المثقف العراقي كامل شياع وضرورة الكشف عن القتلة، كما طرح مشكلة الأكراد الفيلية وسبب عدم إعادة حقوقهم التي انتزعت منهم من قبل النظام السابق، وطرح معاناة المندائيين وما يعانوه في العراق من مضايقات تساهم في هجرتهم إلى خارج وطنهم والإجراءات التي تقوم بها الحكومة حول ذلك وتساءل عن الوزارة هذه الملفات.
كما تساءل العديد من الحضور عن مصير قضية المغيبين من الكرد الفيلية وحقوقهم التي لم ينالوها حتى الآن وأبسطها وثائقهم كمواطنين عراقيين، ومصير رفات المغيبين منهم والمقابر الجماعية، كما طرح ممثل البرلمان الكردي الفيلي العراقي استفسارا عن سبب عدم إلغاء القوانين التي أصدرها النظام الدكتاتوري ضد الكرد الفيلية وبالذات المادة 66 المشئومة، وعن مصير العراقيين في معسكر المهجرين في إيران، وعن محاكمة أزلام النظام عن الجرائم التي أرتكبها بحقهم التي طال أمدها.   
كما طالب ممثل جمعية حقوق الإنسان العراقية في السويد بمتابعة ملف عضو الجمعية المفقود شاكر الدجيلي الذي فقد أثره أثناء سفره من السويد إلى العراق عبر دمشق.                                                                                               
وتحدث رئيس اتحاد الجمعيات العراقية في السويد عن ضرورة أن تكون هنالك مراصد لحقوق الإنسان وتساءل عن علاقة الوزارة مع منظمات المجتمع المدني..؟ 
وطرحت ممثلة جمعية المرأة العراقية عدة قضايا تتعلق بوضع المرأة العراقية وضمان حقوقها، وإمكانية الاستفادة من البرامج السويدية المعدة لهذا الغرض.       
أجابت السيدة الوزيرة بشكل عام عن مجمل القضايا، مفصحة عن المعاناة التي تواجهها مع السلطات عند متابعتها الملفات وأكدت الحاجة إلى تثقيف المجتمع بكامله، وأشارت إلى "أن الوزارة تشاجرت عدة مرات وهي تتابع عملها مع المسؤولين هناك، نتابع ملفات الانتهاكات التي يقوم بها جنود قوات متعددة الجنسيات، والاعتقالات بدون أوامر قضائية. وكذلك نزور المعتقلات الأمريكية والعراقية باستمرار ونتابع الأوضاع وقد تحسن الأداء في الفترة الأخيرة وهناك عدة خطط لحل قضية المعتقلين بدون محاكمة لفترة طويلة، ونكتب تقارير دورية لمدى تنفيذ العراق للاتفاقيات الدولية، ونعمل دورات مستمرة ونشرك فيها ممثلين من عدة وزارات لها علاقة بعملنا، وكذلك من منظمات المجتمع المدني. الجدير بالذكر أن وزيرة حقوق الإنسان السيدة وجدان ميخائيل سالم، السويد تزور السويد مع وفد رسمي من الوزارة لحضور اجتماع دولي حول حماية الأطفال في البلدان المبتلية بالأزمات الذي دعت إليه وزارة الخارجية السويدية ومنظمة سيدا السويدية ومنظمة إنقاذ الأطفال وجامعة كولومبيا، في الفترة 12-14 نوفمبر 2008م




494
المرصد الثقافي في ستوكهولم

 

محمد الكحط – ستوكهولم-
في أجواء حوار ودي مفتوح ضم مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي من الشخصيات وممثلي بعض حركات المجتمع المدني السويدية ذات الأصول العراقية. عقد في العاصمة السويدية ستوكهولم، لقاء تشاوري كان الغرض منه تبني مشروع لحوارات ثقافية مستديمة تسمى بـ (المرصد الثقافي) يهتم بالشأن الثقافي وشؤون الجالية العراقية في السويد وكذلك الثقافة وباقي الشأن العراقي داخل الوطن وخارجه، حيث عقدت الجلسة الأولى يوم الجمعة 31 تشرين الاول 2008، وتم التداول حول النموذج المرتجى للمرصد وطابعه العام وخصوصيته الثقافية. وخلال نقاش واستئناس بأفكار الحضور في حوار صريح، كانت أغلب الطروحات تصب في محاولة للإجابة عن السؤال الأهم: ما الذي نريده وما الذي سوف نفعله ؟.
المبادرة أعدها بعض الأساتذة من المهتمين بالشأن الثقافي العراقي، على ضوء اغتيال الشخصية الوطنية، فقيد الثقافة العراقية الشهيد – كامل شياع-، وجاء في الدعوة:
"أنتجت التحولات السياسية في وطننا العراق منذ عهد الدكتاتورية وبعد الاحتلال الأمريكي في 09 / 04 / 2003 وضعا نوعيا تميز بالكثير من المتغيرات التي طرأت على حياة الناس السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية. وكانت تلك التغيرات في مجملها تنحو منحا سلبيا خلق الارتباك والعسر والفهم السلبي عن وفي تلك المنظومات والقيم الفكرية والعملية.
ضمن هذا الوضع القسري المتجني، وجه للثقافة التنويرية سيل من الضغوط، كانت من أولى مهامها اختزال مساحة الثقافة وتراجع تأثيرها. ومن جراء ذلك أصاب الثقافة الكثير من الهزال والتردي. هذا الوضع خلق لدى الكثيرين التباس في الفهم حول دور ومهام المثقف والثقافة التنويرية.
واليوم نؤكد بكل وضوح على أن نتائج كثيرة برزت على الساحة العراقية تشير دون لبس لوجود هجمة شرسة مخطط لها توجه بالذات نحو المفكر التنويري ومهماته الثقافية التي تنحو أساسا للدفاع عن الحريات والديمقراطية والمساواة الاجتماعية والتحرر الوطني وبناء سلطة القانون.
وأن كان المثقف التنويري حاملا لأمنية حياة أمنة ومستقرة وكريمة لشعبه ورافعا مشروعه المستقبلي لنهضة العراق الحديث، فأن المشهد العراقي بمختلف أوجهه، تعتريه جملة من أزمات واضطرابات، وهذا بحد ذاته يجعلنا نضع نصب أعيننا العديد من الأسئلة في مقدمتها السؤال المهم والكبير:
ـ ما الذي على المثقف فعله، وما المطلوب منه في مثل هذا العسر والبؤس المعرفي الذي يغطي المشهد العراقي؟"
في بداية اللقاء قدم الأستاذ فرات المحسن صورة مختصرة عن فكرة المرصد الثقافي والجهود التي بذلت لعقد هذا اللقاء، وبعد مداولات ومداخلات من قبل الحضور الذين ثمنوا المبادرة. تقرر تشكيل لجنة من سبعة أعضاء لمتابعة الدعوة وعقد اللقاءات وتهيئة الأماسي التي تتناول جوانب في مختلف الشؤون العراقية وأزماتها وبالذات منها الثقافية وكيفية رفع شأنها والارتقاء به نحو الأمام في ظل الظروف المعقدة التي يعيشها العراق.
وأكد الحضور على أهمية الحوار وتبادل الآراء بين مختلف المثقفين العراقيين أينما كانوا ولأية وجهة ينتمون.
وكما أكدته الورقة المقدمة في الاجتماع: "كل ذلك يتطلب أن نبحث معكم وبينكم عن الرغبة الصادقة والقبول بالمشاركة ومشاطرة المجموع مساعيهم لخلق تلك الحوارات الهادفة من أجل رفع شأن المشهد الثقافي الاجتماعي والسياسي العراقي والارتقاء به معنويا وجماليا وقيميا وعقلانية.
أن جميع من له مصلحة ليس فقط في تعميم ممكنات التنوير والتحديث الثقافي وإنما يجد مثلنا رغبة في تطوير عدته وأدواته المعرفية مدعوا لمثل هذه الحوارات التي نرجو لها أن تؤسس لقاعدة وإطار نجمع على أهميتها لتكون مقدمة لـ.
1 ـ تبادل المعارف.
2 ـ تنمية وتطوير الحوارات الحضارية عبر خطاب عقلاني نمارسه مع بعضنا ونتوجه به إلى داخل الوطن.
3 ـ التداول في شأن الوطن ومجريات الواقع الذي يعيشه.
4 ـ تنمية وتطوير معارفنا وقدراتنا الذاتية.
5 ـ بناء علاقات جيدة ووطيدة مع جاليتنا العراقية وعبرها وعبر مرصدنا الثقافي نتواصل مع شعبنا في الداخل ونحاول إيصال نتائج حواراتنا أليه.
6 ـ جعل المرصد الثقافي بؤرة ثقافية معرفية بعيدة كل البعد عن طابع التحزب والتخندق وإنكار الأخر أو إقصائه.
7 ـ التأكيد على قيم السلم والعدالة الاجتماعية ودولة القانون وضمانة حقوق الإنسان عبر نبذ لغة السلاح وتغليب اللغة العقلانية الحضارية وإشاعة المفاهيم الديمقراطية  في العراق."



495

في الثامن من نوفمبر 1993م غادرنا مبكرا دون وداع
الرفيق عادل طه سالم
   
في ذكرى غيابه الخامسة عشرة

محمد الكحط
كان شتاءاً حزينا، لحظات مؤلمة وقاسية، بل أقسى ما واجهت في حياتي، أن أسير في جنازة أعز أصدقائي، صديق الطفولة والصبا ورفيق الدرب وزميل الدراسة، لم نكن فقط رفاقا وزملاءا وأصدقاءا، كنا أكثر من أخوين، كان ظلي وكنت ظله، يفهمني وأفهمه، رحلتنا المشتركة استمرت طويلا، فرقتنا المسافات ولم تبعدنا عن بعض، كنا نلتقي، فكلانا يبحث عن صاحبه، كم من مرة التقينا دون موعد مسبق، كانت الصدفة أو كما يقول هو، "أننا قطبان متجاذبان سرعان ما نلتقي"، منذ سنة 1969 تعارفنا، كنا في الصف الأول المتوسط، أذكر اليوم والساعة والمكان، هناك حيث مدينة الثورة مدينة الكادحين والمثقفين والمبدعين وليس كما يتجنى البعض عليها اليوم، منذ اليوم الأول أصبحنا أصدقاء وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ سنين، كان بيتهم ملتقى للمبدعين والمثقفين، مكتبتهم عامرة كما كانت مائدتهم عامرة دوماً، كنا ندرس مع بعض ونتقاسم اللقمة، وما أطيب قلب أم عادل وما ألذ طعامها، أكملنا المتوسطة والثانوية معا، وكانت خطواتنا النضالية معاً، أسسنا فرع اتحاد الطلبة العام في إعدادية طارق بن زياد في مدينة الضباط، التي كانت خالية من أي تنظيم سابق للإتحاد فيها، مما أثار عملنا سخط البعثيين وزمرة الاتحاد الوطني للطلاب، واجهنا المصاعب بروح حماسية عالية، كان هو يتحرك بهدوء بين الطلبة وكسب البعض منهم، كون المهمة صعبة فهناك أبناء الضباط لهم وضع نفسي خاص، ليس من السهولة أن ينجذبوا لهكذا نشاط قد يتعرضون من خلاله إلى مصاعب هم بعيدين عنها، كان نشاطنا الثقافي والسياسي في مدينة الثورة معروفا للعديد من أهالي المدينة، كان محبوبا ومرحبا بالضيوف والأصدقاء، يحس بالجميع ويحب الجميع، ولكون العائلة مهتمة بالشأن الفني، فكانت محط أنظار واهتمام الآخرين، لم يخلو بيتهم يوما من ضيوف أو أصدقاء، وكان هو الابن الأكبر في العائلة وعليه مجاملة الجميع، كان يحس بسعادة كبيرة وهو يلتقي مع الآخرين.
 ذهب هو إلى كلية الإدارة والاقتصاد وأنا إلى كلية الزراعة، لكننا تواصلنا في علاقتنا التي كانت تضم رعد مشتت وماهر جيجان وغيرهم، عندما سافرت لأول مرة إلى الخارج سنة 1976م كان هو رفيق السفر، صاحبنا الطائرة بالصدفة العزيز ياسين النصير الذي تعرفنا عليه من خلال الحاج أبو عادل"طه سالم" في المطار وكنا متوجهين إلى برلين، من برلين توجهنا إلى وارشو ومنها إلى عدة دول اشتراكية، أختار هو زيارة دول معينة وسافر قبلنا، بعدها وصلت إلى تركيا، كنت في شوارع اسطنبول أفكر به، وإذا به أمامي تعانقنا وضحكنا كأطفال.
 بعد الهجمة الدكتاتورية على الحزب غادر هو العراق مرغما، بسرية دون أن يودعني، لكن أهله أوصلوني عنوانه وسلامه، بعدها غادرت أنا الوطن وتنقلت بين عدة دول وكنت دائم السؤال عنه وهو كذلك، وصلت سوريا سنة 1982م، كنت في دمشق أبحث عنه وإذا به أمامي في الشارع وجها لوجه، سرنا معاً كالأطفال نلهو بفرح، افترقنا من جديد وطال البعد ولكننا اجتمعنا من جديد سنة 1992م في بلغاريا، قضينا سنوات فيها الحلو وفيها المر، توطدت صداقتنا، لم تعكرها الظروف الصعبة.
يفرح لفرحي ويحزن لحزني، تحمل الكثير من معاناة الغربة لكنه لم يتغير سلوكه ولا طيبته ولا أفكاره.
كان الوقت ليلاً، رن الهاتف أعتصر قلبي، لم يكن الخبر قاسيا فقط، لقد شل جسدي، كان بيني وبينه 600كم، أخذت القطار الليلي وصلتهم صباحا، لم يكن عادل هذه المرة في انتظاري كالعادة مرحبا ومعانقا، كان هناك يجثو في المستشفى راقداً رقدته الأبدية، لم أصدق، أهكذا تتركنا دون مقدمات، ما أقسى اللحظة.
سنوات طويلة صعبة مرت، لا زال الألم يعتصر قلبي...!!!
مجدا لك أيها الرفيق والصديق والأخ الحبيب، في ذكراك، وأعلم أنك في القلب وأن أهلك وأصدقاءك لن ينسوك أبداً.

496
مسرحية "بغداد تحترق"
تجربة جديرة بالتأمل



محمد الكحط – ستوكهولم-
شهدت صالة مسرح "سوديرتياتر" في وسط ستوكهولم  يوم الثامن من تشرين الأول 2008، عرض مسرحية "بغداد تحترق"، للمخرج كوستاف دينوف، وتمثيل كل من الفنانة أمينة الفقير بيرمان وهي من أصل فلسطيني والمسؤولة عن موسيقى المسرحية كذلك، والفنان العراقي المقيم في السويد نضال فارس، والفنانة تونه إسحاق وهي من أصل عراقي أيضاً، النص المسرحي من أعداد ماريا بيرشون هيدنسون، والصور المسرحية من إعداد الصحفي اوربان حميد وهو من اصل عراقي.
نالت المسرحية قبل عرضها الرئيسي الأول رسميا العديد من النقاشات بين القائمين عليها والجمهور المهتم بالشأن العراقي، وقد كان لتلك النقاشات تأثير في التغيير الذي طرأ على طبيعة الطرح، ولكون المسرحية تتناول مسألة سياسية حساسة بالدرجة الأولى فكان لابد أن تثير النقاش وحتى الاختلاف في وجهات النظر. في العرض الرسمي الأول اكتظت صالة المسرح، وبعد انتهاء العرض وقف الجمهور ليصفق كثيرا للممثلين وللقائمين على هذه المسرحية، مما يعكس اهتمام الجمهور السويدي بالشأن العراقي وكذلك كون المسرحية قدمت لهم ما يطمحون إليه، رغم وجود ملاحظات جدية عن المسرحية، بتقديمها رؤيا توثيقية وخطاب سياسي مباشر، وحوار طويل تحملت معظم أعبائه الفنانة المبدعة أمينة بيرمان والتي أجادت كثيرا، بل وأُرهقت كثيرا حتى كادت أن تتقطع أنفاسها.
تداخل الحوار المباشر والشاشات التي استخدمت في عرض المواد الوثائقية، والقراءة من على الورق والأصوات المسجلة لاستكمال العرض، في أسلوب مسرحي جديد. علينا أن نقر بأن المسرحية مجازفة بحد ذاتها، رغم أنها أكدت على كونها توثيقا للأحداث، لكن ذلك لا يعفيها من ابتعادها عن كونها عملا فنيا أسمه "مسرح" عليها أن تلتزم به، فالمسرحية ليست ندوة سياسية ولا مجلسا خطابيا أو برنامجا تلفزيونيا يقدم وثائق لموضوعة معينة.
المسرحية عرضت المشكلة العراقية وتداعياتها، حملت أطرافاً عديدة مسؤوليتها، أول تلك الأطراف سياسات النظام الدكتاتوري السابق وحروبه المدمرة، ومن ثم الاحتلال الذي جاء بعده وما رافق ذلك من مشاكل كبيرة لا زال الشعب العراقي يواجهها. والسؤال الكبير المطروح، هل هنالك أمل بعودة العراق صاحب الحضارات والتاريخ الزاهي إلى وضعه الطبيعي ويتعافى من كل ذلك، هذا السؤال الذي لم تجب عنه المسرحية و لربما أرادت من الجمهور الإجابة عليه..!!
تحية للمخرج وللممثلين وجميع الذين ساهموا بهذا العمل، آملين مزيدا من الأعمال التي تتناول قضايانا بروح فنية معاصرة.



497
المنبر الحر / مبدعون في الغربة
« في: 11:47 09/10/2008  »
مبدعون في الغربة
الفنان فاضل جواد المسافري
محمد الكحط - من هولندا -
     في قرية هادئة من قرى هولندا الجميلة يقيم الفنان التشكيلي العراقي فاضل جواد المسافري، بعيدا عن مدينته التي غادرها قبل أكثر من عقد، فاضل من مواليد بغداد 1961م، أكمل دراسته الجامعية في أكاديمية الفنون الجميلة قسم الفنون التشكيلية عام 1987، وقبل ذلك بسنين كانت هوايته تتفتح وبرز بين أقرانه، أبدع في تصوير الأجواء البغدادية، مازجاً الألوان بحكمة ومهارة، كان قريبا من الفنون الأخرى كالمسرح والموسيقى، تراه أينما حط به الرحال يحمل معه أدواته وألوانه وهمومه وآماله وتطلعاته، يتفتح ذهنه لتخرج الأفكار لوحدها ويفتح أزميله لتسطر ما دار في المخيلة من أفكار سرعان ما تتحول إلى لوحة أو عمل فني آخر، الحياة والموت أي فلسفة الحياة بكل ما فيها هي مواضيعه الأساسية التي منها تنطلق الأفكار الأخرى، مازجا بين أنواع مختلفة من النتاج التشكيلي، يُحمل الألوان أغراض كثيرة منها تعبيرية وجمالية، فهو لا يدع الخطوط وحيدة في لوحاته، ترى الأسماك – الرمز- تتكرر في أعماله لكل منها موضوعا جديداً آخر يختلف عن سابقه، المرأة والرجل عناوين نجدها في لوحاته ولكل منها تعبيراتها ومعاناتها. الأمل بالحياة وفي مستقبل أفضل، لا بد أن يكون هنالك ضوء في نهاية النفق هو دائما ما يسعى إلى تأكيده.
 منذُ طفولته وهو مولع بالألوان الصارخة والقوية، وكأي شرقي يستهويه الضوء، ورغم أنه يجد في رسم الطبيعة شيئاً من الترف لكنه كان يسعى إلى الريف هناك حيث الضوء له نكهة أخرى والهواء الطلق في الحقول والطبيعة حيث الشمس والسماء وفي ملابس النسوة وأشياء الفلاحين وحياتهم البسيطة.

فاضل كغيره من المبدعين عانى طويلا من الاغتراب في وطنه، لم يجد هناك غير اللوعات والحرمانات والكبوات، أضطر بعدها إلى ترك منبع أفكاره وموطن سحره وإلهامه، غادر العراق ضاغطا على جروحه ومآسي أخرى لم يود البوح بها، وبعد رحلة طويلة أستقر بهِ المقام هنا في هولندا ، وتلاحقه الأحزان وما أصعبها سماع خبر فقدان أخوانه.

هنا في هولندا حيث الطبيعة الخلابة وسحر الأزهار، حمل همومه الخاصة والعامة هموم الوطن ومعاناته وهموم الفنان وإرهاصاته، وهموم الغربة الجديدة لتتحول عنده إلى أعمالٍ تحمل بصمات المعاناة الجديدة، لم تغادره الهموم فأخبار الوطن والأهل لم تكن أفضل من السابق، شغلته واستمرت معاناته.
أعمال الفنان متعددة وأهم الخامات المستخدمة في لوحاته هي الباستيل والأكريليك، وكذلك لديه العديد من الأعمال من شرائح الرصاص، حيث يجد ضالته في هذه الخامات وتزداد فيها إمكانياته وقدراته التعبيرية، حيث السرعة في تنفيذ العمل الفني ومن ثم سهولة إيصال الفكرة الفنية.
في هولندا أطلع أكثر على المدارس الفنية والأساليب الحديثة في التعبير والفن التشكيلي، وازدادت خبرته في الحياة وهكذا نجد تعابير جديدة أكثر إنسانية وهموم جديدة، هموم المجتمع المعاصر.

أقام الفنان فاضل جواد عدة معارض فنية مشتركة وشخصية في الوطن وخارجه. وهو عضو جمعية الفنانين التشكيلين العراقيين، وعضو نقابة الفنانين العراقيين. وفي هولندا أقام معـارض شخصية وكذلك نشاطات ثقافـة متنوعـة.
بعض من نتاجاته:
بعض الأعمال الفنية المنفذة بمادة الباستيل والتي نفذت عام 1990 -1993

 
 
   
أعمال فنية نفذت بين عام 1993-1995
 
بعض من الأعمال المنفذة من مادة شرائح الرصاص القديم
   
أعمال أخرى لفترات مختلفة:


498
ستوكهولم تشهد أفتتاح
 معرض صالون الخريف





محمد الكحط – ستوكهولم-

في أمسية ثقافية جميلة وهادئة تم أفتتاح  معرض "صالون الخريف" في كاليري "كاتتو" في العاصمة السويدية ستوكهولم (سوديرتاليا) في الثالث من أكتوبر 2008م، هذا المعرض أقامته شبكة الفنانين المهاجرين بالتعاون مع الفنان الفوتوغرافي السوري إبراهيم كاتتو، ساهم في هذا المعرض مجموعة من الفنانين المغتربين، من مختلف دول الاتحاد الأوربي، من بين هؤلاء الفنانين، فنانون عرب  من العراق وسوريا، ويستمر حتى الثالث من نوفمبر القادم.                               
                                                                                           
لم تكن الأمسية مخصصة للفن التشكيلي فحسب، بل فوجئنا ببرنامج ثقافي رائع، أفتتح المعرض بأجواء جميلة وبحضور نوعي راقٍ، فبعد كلمات الترحيب بالضيوف وبالفنانين المساهمين في المعرض التي قدمها الشاعر صبري يوسف، أرتجل الفنان إبراهيم كاتتو كلمة عبر فيها عن سروره بأن تستضيف قاعته هذا النشاط الفني لفنانين من دول مختلفة أجبرتهم الظروف على مغادرة بلدانهم لأسباب عدة.           

بعدها بدأت فقرة تكريمية وكان أول الذين كرموا هو أبونا الشاعر "يوسف سعيد" هذا المبدع الذي وقف ليتحدث بعمق عن ذكرياته وحبه لأصدقائه ووفائه لهم وهو الشيخ المسن والمرهق، هذا الإنسان كما قدمه عريف الحفل هو أغنى إنسان بما يملكه من عطاء ثقافي فهو الشاعر والمثقف ورجل الدين والإنسان الكبير ذو التاريخ المعروف، بعدها تم تكريم الأستاذ الباحث والناقد الفلسطيني موسى الصرداوي الذي بدوره قدم كلمة تطرق فيها إلى مدارس الفن التشكيلي والحداثة، كما تم تكريم الفنانين الحاضرين من المساهمين في المعرض منهم، الفنان أمير الخطيب رئيس شبكة الفنانين المهاجرين والفنان مصطفى الياسين والفنان علي النجار والفنان أفتارجيت دانيال والفنان محمد سامي، وبكلمات رقيقة عبر الجميع عن سرورهم للفعالية، وشكروا القائمين عليها وثمنوا هذه المبادرة اللطيفة.                                         

 ضم المعرض حوالي ثلاثين عملا، منوعا من أعمال رسم ونحت وأعمال تركيبية “انستليشن” وأعمال فنية مختلفة أخرى في أسلوبها وأفكارها.                           
ساهم فيه من سوريا كل من الفنان والشاعر مصطفى الياسين، الذي يسكن فنلندا بعدة أعمال زيتية واكريلك تراوحت فترة إنتاجها بين 2001- 2008م، ومن العراق، ساهم الفنان على النجار، المقيم في السويد بعمل تركيبي، والفنان ستار الفرطوسي،   المقيم في هلسنكي بفنلندا بعدة أعمال. أما الفنان العراقي أمير الخطيب رئيس شبكة الفنانين المهاجرين والتي مقرها هلسنكي، فقد ساهم بعملين فنيين يعبران عن حالة الاغتراب أيضا وهما كرسي و شباك، كما أشترك الفنان العراقي محسن العزاوي و المقيم في فنلندا أيضا بجانب الفنان العراقي محمد سامي الذي يشارك بألوانه المبهجة وبمواضيع مؤثرة بثلاثة أعمال زيتية هي من آخر أعماله بعد أن استقر في  السويد. 

هذه الكوكبة من الفنانين العرب شاركت جنبا إلى جنب مع فنانين آخرين، من الهند الفنان افتارجيت داجال المقيم في المملكة المتحدة والذي استطاع بزمن قصير أن ينفذ ثلاثة أعمال نحتية له في قلب العاصمة لندن، ومن النمسا  الفنانة النمساوية أندريا باوير المعروفة بأسلوبها النسوي في تناول التفاصيل الدقيقة والتي شاركت بأعمال أكريلك، ومن شيلي شارك فنانان هما الفنانة صوليداد جوكي والفنان ادولفو فيرا، ومن تركيا شاركت الفنانة سيمرا تركمين وزوجها الفنان كنان توركمين اللذان يعملان في معالجة موضوع الاغتراب بالأسلوب السريالي، ومن ايرلندا شارك الفنان الايرلندي ميشيل كيسي الحاصل على شهادة دكتورا في تاريخ الفن من جامعة هلسنكي والذي ساهم بثلاثة أعمال اكريلك.                                                   
                                                 
التقينا الفنان أمير الخطيب رئيس شبكة الفنانين المهاجرين، الذي أوضح "أن فكرة الشبكة والمعرض بدأت منذ سنة 1996 وتبلورت عام 1997م، من قبلي ومن الفنانين صباح الحكيم من الدنمارك والفنان حامد الصراف من هولندا، وشرعنا بالعمل لدعوة الفنانين المغتربين والمهاجرين، واليوم تضم الشبكة أكثر من مائتين وأربعين فناناً مغتربا يعيشون في أوربا وهم من دول عديدة،  أن تأسيسنا لهذه الشبكة هو من أجل وحدتنا وتميزنا، فلا زلنا ملتصقين في جذورنا، لقد أضافت لنا الغربة الكثير ...نعم، ولكن لا زالت لنا خصوصيتنا التي علينا الحفاظ عليها ونعبر عنها كلٌ حسب ثقافته وأسلوبه.                                                                           
 هذا المعرض يقام سنوياً وكل خريف في دولة أوربية مختلفة وأسمه مستعار من المعرض الذي كان يقيمه الفنانون الفرنسيون والأوربيون الكبار مثل سيزان ورينوار بنفس الاسم، هذا التقليد مستمر مع شبكة الفنانين المهاجرين منذ تأسيسها عام 1997م."                                                                                           
                                                                                                       كما التقينا مع الفنان علي النجار، الذي ساهم بعمل خاص يقول أنه يعكس معاناة آلاف العراقيين اليوم، رغم أنه جسد فيه معاناته الشخصية مع المرض، وعن المعرض عموماً يقول، "أنه تجربة جديدة للعمل الجماعي حيث يمتاز بثقله ونوعيته وتنوعه، فأننا نشاهد تجارب مختلفة من حداثة وما بعد الحداثة وأعمالا معاصرة وأخرى متخصصة، فهو يجمع عدة أساليب. المعرض يعطي فرصة للفنانين المهاجرين لعرض نتاجاتهم للمجتمعات الجديدة التي يعيشون وسطها، لأنه ليس من السهولة أن يقدم الفنان نفسه لوحده، وهنا مع المجموعة يعكس مقدرته على التميز من خلال المقارنة مع الأعمال الأخرى المعروضة، كذلك يعكس مدى استفادته من بيئة البلد الذي يعيش وسطه اليوم وبنفس الوقت خلفيته الثقافية السابقة، فعملنا ضمن هذا المحيط الذي نخاطبه."                                                                       



تجولنا في المعرض وأحسسنا بطعم التلاقح بين المدارس الفنية المختلفة وبين ما هو أوربي ومزيج بين عدة ثقافات، هنا يُشكل المغتربون مدرسة جديدة ثالثة، لابد أن تكون امتدادا طبيعيا بين البيئة الأولى والبيئة الجديدة، وخير وأفضل ما يعكس ذلك هو هذا الكرسي المعلق في الهواء، ذو الجذور الذهبية، هذا العمل من إبداع الفنان أمير الخطيب، وكأنه أراد أن يقول أننا معلقون في الهواء أو أننا هنا في هذا المكان، لكنه يستوحي عطاءه من تلك الثقافة وتلك الحضارة، من تلك الجذور الذهبية من تلك البيئة الأولى "بلاد الرافدين"، التي تشع بالنور وقدمت ولا زالت تقدم للبشرية العلماء والفنانين والمبدعين، وها هم يجوبون الأرض وينثرون عطاءهم جنب زملائهم المبدعين من مختلف بقاع الأرض.                                                             

صور من حفل افتتاح المعرض


تكريم أبونا الشاعر "يوسف سعيد"



تكريم الأستاذ موسى الصرداوي مع مجموعة من الحضور



تكريم الفنانين المشاركين في المعرض



الفنان علي النجار بجانب عمله






من أعمال الفنان الشيلي الأصل أدولفو فيرا





من أعمال الفنان العراقي ستار فرطوسي






من أعمال الفنان التركي كنان تركمين






من أعمال الفنانة التركية سيمرا تركمين





من أعمال الفنان الايرلندي ميشيل كاسي





من أعمال الفنان السوري مصطفى الياسين

 
من أعمال الفنان العراقي محسن العزاوي




 
من أعمال الفنان العراقي أمير الخطيب


من أعمال الفنان العراقي محمد سامي





من أعمال الفنانة النمساوية أندريا باوير

499

نشاطات سياسية وتضامنية مكثفة على هامش مهرجان اللومانيتيه



على هامش المهرجان السنوي في عيد جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي" اللومانيتيه" الذي شهدته العاصمة الفرنسية أيام وليالي 12- 14 أيلول العام 2009، جرت عدة نشاطات سياسية للوفد القيادي للحزب من بينها، لقاء الرفيق محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بالرفيق نافيد شومالي، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب توده الإيراني حيث قدم الرفيق اللبان عرضا مكثفاً لأبرز تطورات الوضع السياسي وآفاقه المستقبلية في الصراع المحتدم حول شكل ومضمون الدولة وبناء النظام السياسي – الاجتماعي في العراق، مؤكداً على المشروع الوطني الديمقراطي لحزبنا الذي يعبر عن طموحات شعبنا العراقي في استعادة السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال وبناء دولة القانون والمساواة، وتعميق التحولات الديمقراطية للخروج من الأزمة التي تعاني منها البلاد. من جهته عبر الرفيق نافيد شومالي عن اتفاقه مع تحليلات حزبنا، وتضامن حزب توده مع نضال شعبنا وحزبنا في تحقيق أهدافه النبيلة.                                                           
لقاء مع الحزب الشيوعي الفرنسي

وعقد وفد حزبنا لقاءا مع الرفيق جاك باف مسؤول العلاقات الدولية في  الحزب الشيوعي الفرنسي،قدم خلاله الرفيق محمد جاسم اللبان عرضا مكثفا عن ابرز مستجدات الوضع السياسي، ومجيبا أيضا على أسئلة واستفسارات الرفاق الفرنسيين الذين عبروا عن كامل تضامنهم مع نضال الحزب الشيوعي العراقي في الظروف المعقدة التي تشهدها البلاد في ظل الاحتلال الأمريكي والصراع الدائر حول شكل ومحتوى الدولة العراقية.
و زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي مؤلف من الرفيقين بسام محي وأنيس أمير عباس ،سفير جمهورية فنزويلا في فرنسا السيد شوسيس ارلاندو بيريز، الذي رحب بزيارة الوفد في خيمة فنزويلا، حيث تبادل الطرفان آخر مستجدات الوضع السياسي والتحديات التي تواجه الشعبين العراقي والفنزويلي، وقد عبر سفير فنزويلا عن تفهم بلده للظروف المعقدة التي يعيشها الشعب العراقي ونضاله من أجل إنهاء الاحتلال الأمريكي واستعادة السيادة الوطنية  والاستمرار في التحولات الديمقراطية، وأكد تضامن فنزويلا وشعبها مع نضال الحزب الشيوعي العراقي الذي يواجه تحديات كبيرة وظروف صعبة في نضاله اليومي من أجل تحسين أوضاع الجماهير وترسيخ الديمقراطية، كما عبر الرفيق بسام محي في لقائه مع السفير عن تضامن حزبنا مع نضال شعب فنزويلا في مواجهة السياسة الامبريالية الأمريكية التي تسعى إلى إجهاض التجربة الفنزويلية ضمن توجهاتها المعادية لمصالح الشعوب في العالم.                                                                                                         
كما جرت عدة لقاءات أخرى مع وفود الأحزاب الشيوعية في تشيلي، و كولومبيا و البيرو، إضافة إلى لقاءات مع الحركة الاجتماعية الديمقراطية في الجزائر، والحزب الشيوعي اللبناني، والحزب الشيوعي السوري، والمنظمات الاجتماعية في المغرب العربي.             هذا وقد زار خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانتيه، الرفيقان خالد حداده سكرتير الحزب الشيوعي اللبناني، ومفيد القطيف مسؤول العلاقات في الحزب، كما زار الخيمة السيد محي الدين الخطيب، ممثل العراق في منظمة اليونسكو، الذي ألقى كلمة معبرة في الحضور أشاد فيها بالجهود المبذولة وعبر عن ألمه بالخسارة التي مني بها المثقفون العراقيون باغتيال الشهيد كامل شياع الذي وصفه بأنه كان يمثل الثقافة في وزارة الثقافة، وقال "أشعر أن روحه ترفرف على هذا المكان، وكأنني واقف وهو يربت على كتفي، كنا أكثر من أخوين".




صفحات: [1] 2