المطران ربان القس وردّه المتشنج وغير المقبول على منتقديه من ابناء شعبنا المنكوب
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد
لا شك ان المأساة التي حلت بشعبنا في العراق رهيبة غير مسبوقة وأظن اننا لن نبالغ القول إن ما تعرضنا له يمثل نكبة بكل تفاصيلها.
ولا شك ان ثقل الأزمة كبير وان القائمين على امور شعبنا في العراق من كنسيين ومدنيين تحت ضغط هائل وامام مسؤولية كبيرة تجاه شعبهم.
وشخصيا اقف إجلالا وأقبّل اقدام كل من يمد العون لهم كائن من كان وافهم ان الوضع صعب للغاية.
ولكن علينا ايضا ان نفهم وضع ابناء وبنات شعبنا من المهجرين الذين تركوا مدنهم وقراهم وقصباتهم حفاة حيث إغتصب المجرمون كل ما يمتلكونه ووصل الأمر إلى حرمانهم حتى من امور شخصية مثل المحْفظات والأوراق الثبوتية وغيرها.
واظن ان أي اديب ولغوي مهما بلغت مكانته ستخونه اللغة لأن ليس هناك كلمات لوصف الوضع المريع والمأساوي لشعبنا المغلوب على امره.
ومن هنا علينا كلنا الحذر الشديد في كل ما نكتبه وما نقوله لأن المرحلة تتطلب لم الشمل والعزاء.
هذا ليس زمن إلقاء اللوم على بعضنا البعض وليس زمن جلد الذات لأننا شعب صغير والعدو متوحش بربري تخشاه دول وجيوش جرارة وهو اوقع هزيمة نكراء بالجيش العراقي وفرقه وكذلك دحر الميليشيات الكردية (البيشمركة) ملحقا بها هزيمة أشنع من التي الحقها بالجيش العراقي.
ومن هنا فإن المطران ربان القس لم يكن موفقا في رده ابدا وهو غير مقبول في بعض فقراته (رابط 1).
بأي حق يطلب المطران من ابناء شعبنا المنكوب الإنضمام إلى صفوب الميليشيات الكردية للدفاع عن قرانا ومدننا وقصباتنا؟
وانا أسال المطران: هل حقا دافع البيشمركة عن قرانا وعن قراهم؟ الم ينهزموا شر هزيمة امام داعش في كل مناطقهم وليس فقط في مناطقنا وتركوا ليس فقط شعبنا بل شعبهم الكردي في العراء تفتك به داعش كما حصل للإيزيدية؟ هل تريد ان اذكر لك الأقضية والنواحي والقرى والمناطق الكردية الصرفة في محافظات نينوى وأربيل وكركوك وديالى والسليمانية التي هرب منها البيشمركة مثل الجرذان وتم تهجير اهلها من الأكراد؟
البيشمركة كانت فقاعة مثل الجيش العراقي رغم ان تجهيزها كان افضل. لولا تدخل الأمريكان لحماية أربيل لكانت هذه المدينة وبشهادة كل المحللين الغربيين قد سقطت بيد داعش. الطلب من شعبنا حماية قراه امام داعش قول حق يراد به باطل.
ومن ثم بأي حق يتهم المطران شعبنا المنكوب الذي هرب حافيا إلى دهوك بأنه السبب في إثارة الذعر والخوف بين السكان من اهالي دهوك؟
البيشمركة لم تستطيع حماية سنجار وسد الموصل وزمار وعين زالة وهربت وتركت كل معداتها وراءها والأخبار والصور والفيديو والتلفزيون تنقل وتوثق هذه الهزيمة الشنيعة للعلن.
هذا هو الذي ادخل الرعب في قلوب اهل دهوك، اي هزيمة الميليشيات الكردية هي سبب الذعر وليس شعبنا المسكين. بأي حق تتهم شعبنا بتهمة باطلة كهذه بدلا من ان تضع النقاط على الحروف؟ هل قول الحق بما وقع للميليشيات الكردية من هزيمة نكراء بحيث لم تعد قادرة على القتال لوحدها دون مساعدة الدول العظمى خط احمر وقول الباطل حول شعبنا مقبول؟؟
شعبنا متشبث بالمؤسسة الكنسية لأنه يرى فيها بيته ونفسه وكيانه ويرى في رجال دينها قادة ولهذا يلتف حول هذه المؤسسة في الشدة. شعبنا اليوم يسأل لماذا تطلق مؤسسته الكنسية تصريحات وتعقيبات في شتى الأمور ومنها ما هو باهت لا يستحق التعقيب ولكن لم نلحظ موقفا إيجابيا من دعوة وزير خارجية فرنسا للمسيحيين بالهجرة إلى فرنسا؟
زار وزير خارجية فرنسا العراق قبل ايام ؟ هل إتصلتم به؟ هل حاول أي واحد منكم مقابلته لتوضيح الموقف من هجرة شعبنا بينما لا يخلو يوم إلا وهناك تصريح من مسؤول كنسي؟ حاول الأكراد كل جهدهم كسبه لجانبهم وهذا امر حكيم وبدأت الأسلحة الفرنسية تتدفق عليهم. لماذا لم يحاول أي منكم – حسب علمي –مقابلته وطلب المساعدة وتوضيح موقفه من تصريحه حول هجرة شعبنا؟
واخيرا، لم أكن اعلم ان هناك "بدعة" في المسيحية وان الشخص الذي يغير مذهبه أي مذهب كان ينتمي إلى بدعة.
كلمة "البدعة" كلمة داعشية لا تقبل بها الكنيسة اليوم بأي شكل من الأشكال والفاتيكان ذاته لا ينظر إلى أي مذهب مسيحي اخر كبدعة ابدا وحتى لا ينظر هكذا نظرة إلى أي دين مختلف عن المسيحية.
وأقوال وممارسات الفاتيكان بقيادته الجديدة واضحة مثل الشمس حيث هناك نظرة جديدة إنسانية اخلاقية إنجيلية لكل شيء ومن ظمنه الموقف حتى من التبشير بمفهومه التقليدي (أنظر رابط 2 حول النصائح العشر الجديدة لبابا الفاتيكان). فعن أي بدعة تتحدث يا مطراننا؟.
رابط 1
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=749153.0
رابط 2
http://www.independent.co.uk/news/people/pope-francis-issues-top-10-tips-for-happiness-9639488.html