عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - Leila Gorguis

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / هنا نينـــوى
« في: 08:31 01/03/2010  »
هنا نينـوى
  

ليلى كوركيس

هو يوم غير عادي، عِلماً انني قد بدأتهُ بالذهاب الى عملي كالمعتاد. ما ان وصلتُ حضَّرتُ قهوتي (الكندية) الصباحية، وبشغفٍ وشوقٍ باشرتُ بالاطلاع على الأخبار الدولية التي أحشو بها دماغي وملفات أبحاثي عن الأوضاع والصراعات السياسية في الدول المضطربة، وما أكثرها.
رحتُ أقرأ:
-   " لقاء ثلاثي بين الرئيسين السوري بشار الأسد والايراني أحمدي نجاد بالسيد حسن نصر الله رئيس حزب الله"
   .. يبدو أن ربيعَنا القادم سيكون مُلهِماً لصيفٍ ملتهبٍ.

-   " تعاون أمني واتفاقات بروتوكولية بين السعودية واليمن – الحوثيون يلتزمون بوقف اطلاق النار وينهون تمردهم"
   .. ماذا عن المهجرين والفقراء ؟ وهل ستعود جريمة "زواج الفتيات" عناويناً لمنصات القضايا الإنسانية في الغرب باسم المرأة في الشرق؟

-    " اعتقال ضباط عسكريين في تركيا بتهمة التآمر على الحكم والتخطيط لانقلاب عسكري "
   .. الى متى ستتمكن تركيا من التأرجح بين العلمنة والأسْلَمَة؟ وما هو دور فتح الله غولِن بتمويل مؤسسات اجتماعية وثقافية وتعليمية تنشر فكره الداعي حسب ما يقول الى "إسلام معتدل وحوار بين الديانات" في تركيا وفي بعض الدول الآسيوية؟

-    لبنان .. وما أدراكم ما يحوي لبنان! "عناوين كبيرة ومتضاربة في مهب ريح وعواصف الانتخابات البلدية – اعتراضات أولية على تعيين ممثلين لهيئة الحوار الوطني التي ستبدأ نقاشاتها بالبت بسلاح حزب الله"
   الله يستر، مثلما نقول باللبناني. وتابعت قراءتي لأخبار لبنان، فلم أجد سوى حلول آتية ربما من خلف الشمس. زعماءٌ يشترطون التفاهم فيما بينهم باتفاق الدول العربية مع بعضها البعض، بسلام أبدي بين شمال وجنوب "اليمن السعيد"، بتفصيل عباءة "مودرن" مطرزة بحرير مصنَّع في بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية، بتحرير القدس ورمي "الصهاينة" في البحر، الخ ... بالعربي الفصيح، هي أغنية مملة ومستحيلة، فـ "هَشَلَ" الحلم من رؤوسنا ورؤانا ودفاترنا واستقر فقط في أغنياتنا "المهزوزة" والتي ما عادت أغنياتنا بعد أن تعدَّت عليها وشوَّهتها بعض الأصوات، إضافة الى اجتياح المصري والخليجي والتركي واليوناني وربما الصيني أيضاً لموسيقانا اللبنانية التي حملت لأجيال بصمات لأكبر وأهم الفنانين في الشرق الأوسط والمنطقة العربية على الإطلاق.. طبعا لن أعدد أسماء لأن القارئ المثقف يدرك جيداً عمن أتكلم ولغير المثقف، لو هَمَّهُ الأمر فليبحث كي يتعلم.

-   العراق .. " أرضُ سوادٍ " لتاريخ يعيد نفسَه كلما أَلْهَبَ الحرُ زعماءها وسياساتهم أو كلما أمَّـتْها انتدابات محمَّلة بوعودٍ كاذبة. تاريخٌ يتجددُ كلما غضبت أمواجُ دجلة أو ترقرقت بحنينٍ على ربيعَيْ نيـنوى الحزينة الموجوعة المريضة. صورُ المرشحين للإنتخابات تملأ الشوارع. المفوضية العراقية للإنتخابات تصدر البيانات ملتمسةً تعاون الكتل والكيانات السياسية. أما الكائنات الحية، الإنسان العراقي، المسيحي العراقي وتحديداً المسيحي الموصلي، فمن يسأل عنه؟ اطلعتُ على آخر التقارير التي تشرح وتفصِّل وتحلل وتعدد فلم أجد سوى أرقام تتنافس على مركز أول أو ثانٍ من حيث الأكثرية والأقلية. المسيحي العراقي مُهَمَّش حتى حين يكون عنواناً لاي مقالٍ أو تقريرٍ أو تحقيقٍ. المفردات التي تستخدم في أي موضوع يُكتَب عن اضطهاده وتهديده وتشريده وقتله تتكرر متنقلةً من مصدر الى مصدر. يحلو للجميع أن يكتب " سكان أصليين، أقلية، حضارات قديمة، بلاد ما بين النهرين، حقوق الإنسان ..." جميعها مفردات وتعابير تُستّخدم إما في أبحاثٍ تاريخية_أركيولوجية (غالباً ما تكون غربية) أو في مواضيع ومقالات إعلامية تصِفُ أوضاعاً مُعَيَّنَة مَرَضِـيّة ميؤوساً منها في الحاضر وفي المستقبل. بمعنى آخر لا تتعدى المُجاملات ومسح ماء الوجه كي لا يُقال أن أحداً لا يبالي بما يجري. المسيحي الموصلي هو أولاً إنسان عراقي له حق العيش بكرامة، فلا تكتبوا عنه وكأنه تمثالٌ من التاريخ أو من الشعوب المنقرضة أو كعبء لا تدري حكومته أو حكوماته كيف تتخلص من قضية وجوده في منطقة واقعة على حد السيف. عنفٌ مكثف ومدروس يُمارس ضده تحت أعين الجهات المسؤولة والرسمية. جميع السلطات المحلية والوطنية والدولية تستخف بوضعه المأساوي مدعيةً تدابير أمنية لحمايته .. وهنا المأساة حين يضطر مواطن أن يطلب الحماية على أرضه وأرض أجداده. المجتمع العراقي وغير العراقي غير مبالٍ بحزنه وألمه بالرغم من كل الإداعاءات في تلاوة تعابير لا تحمل بين سطورها الا الشفقة ومجاملات "رفع عتب" فقط. المسيحي الموصلي لا يريد أن يكون رقماً في سجلات مخيمات اللجوء في الدول المجاورة والبعيدة. هو إنسان مشرد يعاني أينما التجأ حتى في الدول "المتطورة" مثل السويد واستراليا وكندا. رأيتُ وجوههم المهمومة في مونتريال. منهم من وصل منذ سنة أو سنتين وآخرون وصلوا منذ عدة شهور فقط، لكنهم اتفقوا على حلم العودة الى بيوتهم. تعجبتُ، تساءلتُ وسألتُ عدة شابات تهجَّرنَ من بغداد-الى الموصل-الى سوريا- وصولاً الى مونتريال .. بالرغم من الرعب الساكن في عيونكن، تفضلن بغداد والموصل على مونتريال وتورنتو؟! وكان الجواب واحداً موحداً: لم نقرر الرحيل إنما رُحِّـلنا. لم يتركوا لنا الخَيار بعد أن هُدِّدنا وهُجِّرنا. نشعر وكأننا عاريات أمام المجهول.
وتذكرتُ يوم فُرِضَ علي الرحيل من لبنان منذ أكثر من عشرين سنة .. سلخوا جسدي سلخاً وظلت روحي تنتفض مثل عصفور محتضر، تنتحبُ لأعوام كثيرة .. مرضتُ ولم أُشْفَ، بكيتُ ولم أغرق، واليوم لا أزال أحِنُّ ولا أتعب، أكتب ولا أشبع .. أيقنتُ وتأكدتُ أن التاريخ، الذاكرة والكلمة هم ثلاث أرواح إلتقت في جسدٍ واحدٍ يدعى "إنسان" مولود في حقل اختبارات و"ماكينة" كبيرة تدعى الحياة.
..
يدٌ تحطُّ على كتفي، تهزّني وتقتلعني من جذور أفكاري وقراءاتي. " ما بالكِ لا تجيبين؟" تقول لي زميلتي.
أنتفضُ ملتفتةً اليها مذعورة "كنت في العراق، على ضفاف دجلة وما تبقى من أسوارٍ في نينـوى".
تردُّ علي بتعجبٍ مرتبكٍ "لا تطيلي الغياب ولا ترتعبي .. هنا مونريال".


مونريال - كيبيك
28 شباط 2010

  

2


لقراءة الجزء الثاني من الموضوع، يُرجى النقر على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,389778.msg4468605.html

3
الجزء الثاني

النائب د. طوني أبو خاطر
يرسم مدينته نموذجاً مصغراً عن لبنان


في مطعم أبو زيد (من الشمال: د. أبو خاطر، السيدة ربيعة أبو خاطر، الأستاذ قاصوف، ليلى كوركيس)

انتهت جولتنا في الساعة الثانية بعد الظهر تقريباً وتوجهنا الى لقاء النائب أبو خاطر. كان ينتظرنا في مطعم "أبو زيد" المجاور لمنزله. اختيرَ لنا طاولة في قسم شبه خالٍ من شرفة المطعم المطلة على زحلة وكوكبة من قرى سهل البقاع.
ما إن جلسنا حتى همست السيدة ربيعة لأخيها (النائب أبو خاطر) "دعني أجلس مكانك"، أي على الكرسي المتاخم لحافة الشرفة المكشوفة على الطريق. أجابها بابتسامته الهادئة المعهودة "ما تخافي العامود بيخبيني"، وهو مدرك بأن خوفها عليه يختصر قلق عائلته وكل من يحبه.
صعب علي مشهدُ الخوف في عينيها بقدر ما أثّرَت بي إبتسامته الهادئة كوسيلة لِطَمْأَنة أختهِ. مرت أمامي سلسلة من وجوه غيَّبتها الاغتيالات فكسرت قلوبنا .. غالباً ما يتكلم اللبناني عن السياسيين وكأنهم دمى "محرَّكة" أو قطع صغيرة في آلة حكومية كبيرة. قد تكون تلك النظرية صحيحة في بعض الظروف والمواقف، لكنها لا تحجب  واقعنا المُحْبِط حين نلتفتُ الى معظم سياسيي لبنان فنراهم يحملون دمهم على كفهم كيفما تحركوا في وطن حتّمت عليه جغرافيتُه أن يقعَ على فوهة "بركان"، مثلما وصفه د. أبو خاطر.
..
تمددت ظلالُ أحاديثنا الى الجزء المقابل من شرفة المطعم لتلتقي بسيدة تحمل طفلةً بين ذراعيها، تتقدم منا ببعضٍ من التردد. لمحها د. أبو خاطر فأومى لها كي تقترب. أَمْسَكَ بيَدِ الطفلة بِحذرٍ وراحَ يتفحصُ أثارَ حرقٍ على كفها الصغير .. فهوت جميع همومنا المعيشية والسياسية أمام تلك اليد الصغيرة، مثلما سقطت كل الألقاب عن كتفَي د. أبوخاطر الإنسان، ليبقى حرفٌ واحد قبل اسمه مختصراً دوره كطبيب أولاً. هو "الحكيم"، مثلما ينادونه، قبل أي شيء و في بداية ونهاية أي مشوار تخطهُ له الحياة.

دارت أحاديثنا حول جولتنا في المدينة وعن "جو البلد" فكانت المواضيع، بصورة عامة، مقدمة مفيدة لحواري معه في منزله.

 
 

كان لا بد لي أن أبدأ بنتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة وإن كان قد مضى عليها عدة أشهر. كيف تُرجِمَ هذا الفوز على الأرض أمام كل التحديات والمواجهات التي كانت ولا تزال تكدر المواطن اللبناني كلما ابتسم لشمس أو هتف لانتصار. وما كان تأثيرالنتائج على زحلة وخطها السياسي. كان جوابه واضحاً مثل خط زحلة الذي لم يتغير عبر الزمن القديم وغير البعيد: "سيادة حرية وإستقلال".
فعلاً، كانت الانتخابات مصيرية ونتائجها مفاجأة للداخل وللخارج، بعد أن حددت الأكثرية والأقلية. حددت أيضاً خط لبنان السياسي. إما أن يكون وطناً مقاوماً، تحكمه ظروف مجتمع المقاومة دون اي اعتبار للبناني الآخر، أو أن يكون لبنان وطناً يحلو لشعبه العيش تحت سقف حرية مميزة، ثقافة مميزة، انفتاح، الخ... نحن ندرك أن المقاومة أمرٌ مقدس وأن من واجبنا الدفاع عن الوطن وحمايته، بشرط الا يكون ذلك محصوراً بطائفة معينة تملك عقيدة وأفكاراً لا تتفق أو لا تلتقي بباقي اللبنانيين. لهذا السبب نفضل أن نكون جميعنا تحت سقف الدولة. يعني المقاومة والدفاع عن الوطن يكونا عبر الدولة. هي أمور تحتاج الى الحوار بتجرد وروح وطنية عالية. يجب أن نتوصل الى صيغة تحفظ الكيان اللبناني وتدعم ركائزه.
بالنسبة لزحلة، حسب الإستطلاعات والإعلام والتوقعات، كانوا يراهنون أن تفوز "8 آذار". كانت زحلة دائماً في كل الحسابات مضمونة لـ 8 آذار، أو مثلما نقول باللبناني "بالسَيْلة". في الماضي وعبر كل الأزمان اعتمدت سياسة زحلة مبدأ "السيادة، الحرية والإستقلال"، مبادئ تلتقي مع 14 آذار. كانت انتخابات 2005 مبنية أيضاً على "سيادة، حرية واستقلال"، لكنها كانت خدعة اقتصرت على العناوين فقط، أي أنهم لم يسيروا فعلاً بهذا الاتجاه، فعاقبتهم المدينة في الإنتخابات الأخيرة في حزيران 2009.
من المعروف عن زحلة انها توارثت حكماً أفقياً مبنياً على الإجماع. والدليل على ذلك، حاول البعض التفرد بحكم المدينة بشكل عامودي، فانتفضت لأنهم أرادوا أخذها الى مكان لا تريده، أي الى مواقف وخيارات سياسية تصب في مصالح معينة، فرفضت أن تسير في هذا الخط وعبرت عن ذلك في نتائج الإنتخابات الماضية.

لكل حملة انتخابية عناوين كبيرة أساسية وأخرى صغيرة وفرعية. تشكل تلك العناوين نواة البرامج الإنتخابية التي من خلالها يحاكي كل مرشح منتخبيه. غالباً ما نسمع تعليقات الناس عن البرامج الإنتخابية بـ "الوعود المؤجلة" حتى إشعار آخر، ربما الى جولة إنتخابية جديدة!؟ في الحقيقة، واقعنا اللبناني مختلف.. نظامنا ديمقراطي ولكنه مقيد باعتبارات جمة محلية وطنية وخارجية. فكيف ستتحرر تلك الديمقراطية المسجونة خلف قضبان صراعاتنا الداخلية والضغوطات الإقليمية؟
بدون شك، ترشحنا على أساس مشروع أو برنامج انتخابي فيه شق سياسي وآخر إنمائي. لا يمكننا فصل المشروع السياسي عن الإنمائي، لكن في الوقت الحاضر الشق السياسي هو الأهم لأننا لو لم نتمكن من تخطي العقبات السياسية لا نستطيع أن نحقق مشاريعنا الإنمائية. يهمنا أولاً أن نثبِّت دعائم الوطن وأن نحافظ على وجهه الحضاري المنفتح. يكمن لبنان في رسالة العيش المشترك بالإضافة الى دعم الدولة، بمعنى الا توجد شرعية سلاح فوق السلاح الشرعي للدولة. همنا أيضاً أن نحافظ على التعددية الثقافية والحضارية التي يتمتع بها لبنان.
طبعاً، لسنا مكتوفي الأيدي أمام أحلامنا وتطلعاتنا الإنمائية للمنطقة. اننا نؤمن بالمشاركة ولدينا مرجعيات في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والثقافية، نستشيرها ونأخذ بآرائها لايجاد الحلول المناسبة. كذلك على الصعيد التربوي، سنتعاون مع مرجعيات متخصصة في هذا المجال. أجرينا عدة لقاءات مع المسؤولين عن مجلس الإنماء والإعمار، وزارة الطاقة والكهرباء ... نحاول معالجة الأمور التي يعاني منها المواطن مثل الكهرباء، الماء، الصرف الصحي، وغيرها...
يجب الا ننسى اننا فوق بركان من الصراعات الداخلية والخارجية. على المستوى الداخلي، السعي حثيث لحل العقد أما على المستوى الخارجي فالصراع العربي-الإسرائيلي قد كلفنا ثمناً باهظاً ولا يزال في لبنان عدد كبير من الأخوة اللاجئين الفلسطينيين.

هنا قاطعتهُ مضطرةً لأنه تطرّق الى موضوع كنتُ أود السؤال عنه بشكل محدد وصريح. توطين الفلسطينيين في لبنان، عنوان كبير لاتهام في غاية الأهمية وُجِّهَ ضد 14 آذار، والطائفة السنية تحديداً، بأنهم يخططون ويسعون الى توطينهم في لبنان، لأسباب "ديموغرافية" مذهبية طبعاً.
إن 14 آذار مع الدستور ومع الوثيقة الوطنية (الطائف) التي تؤكد على رفض التوطين لأنه يقتل القضية الفلسطينية وحق العودة الى أرضهم. لا 14 ولا 8 آذار مع التوطين الذي يستخدم كسلعة للمزايدة ومثل "فزَّيْعة". أما بالنسبة للطائفة السنية فهي واعية وتدرك أن لبنان لم يعد يتحمل كثافة سكانية أكثر من ذلك. تتواجد المخيمات في مدن تكتظ بالسكان و بالكاد تتسع لأهلها،  مثل صور،  صيدا، بيروت، طرابلس.
باختصار شديد، التوطين هو خيانة للقضية الفلسطينية بالمطلق، وهذا ما ترجوه اسرائيل. تأكدي أن ما من طرف سياسي لبناني يحمل في برنامجه (على الأقل المعلن) مسألة التوطين أو إمكانية حصوله في لبنان.

لزحلة خصوصية ميَّزتها عن بقية المدن اللبنانية لكنها لم تسلخها عن محيطها ولا من قلب لبنان. هي ليست فقط "جارة الوادي" مثلما وصفها الشاعر أحمد شوقي وأنشدها الموسيقار محمد عبد الوهاب، بل هي قنديل مُلْهِم لخصوصية سياسية وإدارية ناجحة. كيف شرح د. أبوخاطر هذه الخصوصية؟
- أولاً، تمتاز زحلة عن بقية المدن اللبنانية بموقعها كملجأ للعائلات المسيحية المضطهدة في الشرق. تتكون من عائلات كاثوليكية نزحت من منطقة حوران وضواحي حمص وحلب، الى جانب الهجرة الداخلية طبعاً، أي العائلات القادمة من الجبل أيام العثمانيين كالعائلات المارونية، طلباً للعيش بكرامة و"بوفرة". أما سبب اختيار تلك العائلات لزحلة فيعود حتماً الى موقعها الجغرافي المطل على السهل الذي جعل منها مركزاً تجارياً بامتياز ومرفأ برياً استراتيجياً. كانت السلع، الحبوب والمنتوجات الحرفية المصنّعَة في زحلة (الزجاجيات-الفخاريات والمشروبات الروحية) تمر عبرها وتصدَّر الى العمق العربي. لهذا السبب أيضاً، كان القطار يمر بزحلة في مرحلة من المراحل.
- ثانياً، برعت بإيجاد نظام سياسي خاص بها. كان لزحلة مجلس أعيان يمثل عائلاتها السبع الأساسية التي استوطنتها وهم عائلة البريدي، المعلوف، أبو خاطر، جحا، مسلِّم، الحاج شاهين، غرة. كان اذن نظاماً سياسياً مبنياً على الشورى و لهذا السبب سُمِّيَت بأول جمهورية في الشرق. كل عائلة يمثلها شيخ يملك جزءاً من ختم للمدينة مقسم الى سبعة أقسام. يلتقي الشيوخ السبعة للتشاور. لولم يتفقوا، لا يصدر أي قرار. ولو اتفقوا على قرار إجماعي، يصدَّق كل شيخ على القرار بختمه كي تلتحم الأجزاء السبعة ويكتمل الختم. بمعنى آخر، يؤخَذ القرار بالإجماع.
أما كيف تمكنت زحلة من خلق نظام خاص بها، فلأنها لم تشهد نظاماً إقطاعياً مثل بقية المدن. استقرت عائلاتها في المدينة في نفس الفترة الزمنية تقريباً. في بداية تاريخها، شهدت نوعاً من أنواع الهيمنة من قبل العائلات الدرزية. كان اللمعيون يملكون جزءاً كبيراً من أراضي زحلة. هم من الأخوة الدروز ولكنهم اعتنقوا المسيحية وتحديداً أصبحوا موارنة. أعطوا فيما بعد للرهبنة الباسيلية الشويرية أراضٍ كثيرة قسم منها على "البولفار"، مروراً بوادي العرايش، مار الياس الطوق وصولاً الى الجبل أي "ضهور زحلة". ساعدت "الرهبنة الشويرية" الوافدين الى زحلة بتأمين السكن لهم.
- ثالثاً، بسبب نظامها السياسي الذي ذكرته، تمتعت زحلة بإكتفاء ذاتي ساهم في تميزها. هي مسألة طبيعية لأن نظامها لم يكن إقطاعياً. فكل عائلة زحلية تملك منزلها وأراضيها على التلال وفي الكروم . هكذا حقق الزحليون اكتفاءً ذاتياً ساهم باستقلالية المدينة. بالتالي نجحت تلك العائلات في المحافظة على تقاليدها وعاداتها بحرية.
لا ننسى أيضاً بأنها تميزت أيضاً بمستوى عالٍ من الثقافة. فيها أسماء كثيرة ولامعة تعاطت الشعر والأدب والصحافة. وصل رجالاتها الى أعلى المراتب منها رئاسة الجمهورية وبعض المراكز الدبلوماسية والمناصب المميزة. باختصار شديد، زحلة هي أكثر من مدينة. هي نموذج مصغر عن لبنان بتعدديته وطوائفه الموجودة في زحلة وقضائها.

تمكنت زحلة أن تكون مثل حد السيف في الحرب وفي السلام. لو عدنا الى زمن الحرب، كانت زحلة حصناً ورمزاً لأقلية مسيحية في منطقة بأغلبيتها غير مسيحية. من أين استمدت تلك المدينة العنيدة كل هذه الثقة وهذا الكَم من القوة في تحدياتها واتخاذ قراراتها؟
حين تداهم الأخطار لبنان، تتعرض زحلة أيضاً الى الخطر. هي، مثلما ذكرت، نموذج مصغر عن لبنان بكل جغرافيته وطوائفه، لكنها غير مستقلة عنه. هي أكثر من مدينة انها القاعدة والمثال للوطن, جزء كبير من قوتها يكمن في انفتاحها على محيطها ودون هذا الانفتاح تفقد قيمتها كجسر في المنطقة. علمتنا زحلة عبر التاريخ أنها تكبو مع الزمن وحين نحتاج الى انتفاضة تنهض وتصحح مسار التاريخ.
أما فيما يخص الخطر على المسيحيين فهو خطر يحلق فوق كل لبنان الذي لم يشهد الاستقرار بعد ولم يحصل على الضمانات المطلوبة لأي استقرار الى أمدٍ طويلٍ.

ما سر هذا الوطن الصغير، لماذا تختلف لأجله وعلى أرضه كل الدول؟ كيف سيتمكن اللبناني من التمسك بما يراه انتصاراً والتخلص من المواعيد الخائبة مع سلام مفقود أو مغيَّب؟ الى متى سيظل المهاجر يحلم بالعودة؟ بكل بساطة، ماذا نفعل الى أن يتفقوا؟
إن موقع لبنان الجغرافي في منطقة غير مستقرة يحتم علينا كلبنانيين ان نصبر و ان نتمسك به , حتى ولو دفعنا الثمن باهظاً. ان لبنان جوهرة ثمينة يجب المحافظة عليها. انه، كما وصفه الحبر الأعظم الباب يوحنا بولس الثاني، "ليس مجرد وطن عادي، هو رسالة". مر لبنان عبر التاريخ بمطبات كثيرة لكنه عاد وقام مثل "طائر الفنيق". اذن علينا أن نؤمن به وأن نتمسك بعيشنا المشترك وبتعدديتنا.

بعد تكراره لكلمة تعددية، قاطعتهُ للمرة الثانية. التعددية كلمة تحمل مفهوماً اعتدنا عليه في الغرب ونادراً ما سمعنا شرقنا المضطرب يحدثنا عنه، وإن حدث ذلك، يظل في ملعب النظريات بعيداً كل البعد عن التطبيق. علماً اننا لو آمنا بالتعددية، مثلما تطبق في معظم الدول الغربية، ولو احترمنا معانيها لكانت كل عقدنا قد حلّت منذ زمن. هنا سألته إن كان يؤمن فعلاً بالتعددية وهل يصدقها؟

طبعاً أؤمن بها وأصدقها. هي مصدر ثروة للبنان. تميّز بها لبنان في الخارج. ان المسيحي اللبناني يعرف اكثر بكثير عن الاسلام من مسيحيي الغرب، واللبناني المسلم يعرف عن المسيحية أكثر مما يعرفه المسلم غير اللبناني. هذا الانفتاح أعطى للبنان ثروة فكرية أهلته للتميزعن سواه. في لبنان 18 طائفة. و كل هذه الطوائف مجتمعة تلعب دورا هاما في التوازن و العيش المشترك. ان هذه التركيبة التعددية تتطلب وعياً كبيراً. لهذا السبب نعوّل على اللبنانيين الذين وهبهم الرب طاقات فكرية و ثقافية تراكمت عبر التاريخ ، اهلتهم ليكونوا خميرة صالحة في هذا المجتمع ولكي يجعلوا من وطنهم مثالا للحوار بين الاديان و الحضارات و ينشروا هذه الثقافة  في العالم اجمع.

بدأتُ لقائي بسؤال عن نتائج الإنتخات وفوز "زحلة بالقلب" فيها. وانتهى الحوار بدور زحلة ورسالتها في مخاض لبنان الى أن يولد في كل مرة مثل "طائر الفنيق".
في زحلة العديد من الشخصيات المؤهلة للقيادة. هنا أود أن ألفت نظرك الى مسألة مهمة. بعد الإنتخابات، اعتبر البعض أن زحلة فقدت المرجعية المسيحية والكاثوليكية الخ... هذا ليس صحيحاً لأن زحلة هي "أكبر من شخص". زحلة هي حالة، هي ثقافة، هي تراث. ما من أحد يستطيع أن "يستكبر" على زحلة. ما من أحد يستطيع أن يمتلك زحلة ويعتبرها له وحده. ما من أحد يستطيع أن يقول "سلبوا قراري في زحلة". القرار يصنعه الشعب الذي يعبر عن اختياراته ونحن نحترم رأيه. نحن نمثل هذه الشريحة. نحن لسنا ضيوفاً بل ننتمي الى عائلة لديها جذور عميقة جداً جداً في هذه المدينة. نعرف خصوصية زحلة ونحترمها وعلينا المحافظة عليها. المطلوب هو الوعي وأن نعرف كيف نتعامل مع محيطنا فنمد يدَنا له ونكون جسرَ عبورعلى جميع الأصعدة السياسية والثقافية. لا نستطيع أن نعيش في جزيرة. تكمن قوة زحلة بانفتاحها. حدودها لا تنتهي عند مدخلها أو مساحتها فقط بل تخطى ذلك لتكون رسالة في قلب لبنان وفكره.
--------------------------------
تصوير: ميليسا نعيمة
المصادر:
- معلومات شفهية من الاستاذ جورج قاصوف وبعض المعلومات عن المكتبة العامة من السيدة كاتيا مشعلاني
- موقع بلدية زحلة-معلقة
- دليل "لبنان للأبد"، د. شوقي جورج ريّا وأخويه ومن اعداد د. حياة جورج القرى


لقراءة الجزء الأول من "الريبوتاج"، يُرجى النقر على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,390220.0.html


4
الجزء الأول



زحلة .. ثلاثة أقانيم في قلب لبنان وفكره

 
منظر عام لمدينة زحلة
تحقيق: ليلى كوركيس

هي عروس البقاع حين تتألق بمفكريها، بشعرائها وبكَرْمَتِها.
هي أم البقاع عندما تعبث بترابه جحافلُ الشر، فترفع زحلة عينيها الى السماء وتلف ذراعيها زناراً من نار بوجه الغرباء.
هي عاصمة " الكَتْلَكَة" إذ تضم أكبرَ تجمُّع كاثوليكي في الشرق من حيث العدد السكاني.
ثلاثةُ أقانيم توحدوا بـ "زحلة" لتصبح معبداً للدين وللدنيا، ونموذجاً مصغّراً عن لبنان.

في الواقع، انني ممن يسمونهم بـ"جيل الحرب". عشتُها وتآخيتُ معها الى أن هاجرتُ قسراً في بداية 1990. مضت عشرون سنة على رحيلي، لكن صوت الراديو بـ "فلاشاته" الإخبارية المرعبة وأغنياته الوطنية الحماسية، لا يزال يبث أحياناً، ولو بنبرة عميقة وبعيدة، في زاوية ما من دماغي. حتماً، هذا ما يُسمىَّ بـ "الذاكرة الجَماعية" التي تحفرُ الأحداثَ في ذاكرةِ الإنسان، وحتماً أن اختياري لمدينة زحلة لم يكن صدفة إنما رغبة جارفة فجَّرتها صورٌ لماضٍ ليس ببعيد، مستقر في ذاكرتي .. ذاكرة حرب 1975-1990.
لا، لستُ من زحلة ولكني زحلية الرؤيا، من أمٍ وأبٍ بقاعيين تمتد بعضٌ من جذورهما الى زحلة.
نعم، اني اؤمن بأن جميع المدن "تَتَقَوْلَب" في مساحات محددة، الا زحلة. تعلمنا من آفاقها الثقافية ومن معاركها أنها مدينة تجاوزت حدودَها ومساحتها لتكون رؤيا نستشرف منها لبنان الخالد في ايمانه بتاريخه وبإنسانه. كانت هي الرمز الذي علَّق عليه مسيحيو لبنان آمالهم في منطقة حُرِّمت على الكثيرين منهم لسنوات طويلة. ومثلما كانت هي الحلم والرمز والمستقبل أثناء الحرب هكذا غدت أيضاً في إنتخابات 2009.
* * *

أطلَّ صباحٌ مبتسمٌ حملتني إشراقتُهُ الى "جارة الوادي" فطربتُ بالمشوار. تراءى لي أن السيارة تحلِّق، تصعد بنا نحو الشمس ! هو يومٌ واحدٌ أمضيته فيها برفقة قريبتي (المصورة الهاوية) ميليسا نعيمة، وَعَدْتُ نفسي فيه أن  أكتب نصي بأمانة لينقل تراتبية جدول زيارتي مثلما تمت في الواقع، بدءاً بتجوالي في أهم مرافق المدينة وصولاً الى مسك ختامها ولقائي بنائب زحلة د. طوني أبو خاطر.
إستقبلنا تمثال "الخمر والشعر" على مدخل المدينة. وكان في انتظارنا الأستاذ جورج قاصوف إبن زحلة (مشكوراً) ليرشدنا الى أهم معالم المدينة ويزوّدنا ببعض المعلومات عنها، لا سيما وأنه أحد المشاركين في عدة لجان منظمة لنشاطات زحلة الثقافية والفنية.

زحلة .. عروس البقاع

متألقةٌ هي دائماً، مثل عروس في يوم زفافها. تسندُ ظهرَها الى جبل صنين، وتتمدد كحسناء رامقةً سهل البقاع حالمةً بمواعيد كثيرة مع الفرح. هي مدينةٌ منفتحة على التطور مع دورة الحياة. تكبر ولا تشيخ. جيلٌ بعد جيلٍ يَهِبون لزحلة نبضاً جديداً ومخزوناً أكبر من الإبداعات الأدبية. تغنّى بها أهم الشعراء اللبنانيين والعرب. برع أبناؤها في شتى الميادين الفكرية، الثقافية والسياسية وساهموا في نشر صورة لبنان الحضارية في الوطن والمهجر.

البارك البلدي
بدأت جولتي مع الأستاذ قاصوف بزيارة "البارك البلدي" الذي صُمِّمَ بالتعاون مع مهندسين من مقاطعة كيبيك الكندية. لدى سؤالي عن ظروف هذا التعاون، شرح لي بأن عضوية بلدية زحلة في "التجمع الدولي للبلديات الفرنكوفونية" هي التي ساهمت في تحقيق هذا التعاون مع كيبيك.

  

ماكيت زحلة المعروضة في البارك

يقع البارك في نقطة مهمة تطل على زحلة والمنطقة. وُضِعت فيه "ماكيت" كبيرة لأهم معالم وبيوت المدينة، فأعطَت حياةً للبارك المزروع بأشجاره فتية. بدا بتصميمه مثل حدائق كيبيك تماماً. يزور البارك 5000 شخص تقريباً في اليوم الواحد. تُقام فيه المهرجانات السنوية والموسمية. يتوسطه مدرجٌ مسرحي يتسع لـ 2400 مقعد.

 
منحوتات فنية

فيه صالة كبيرة  للمعارض الفنية والنشاطات الثقافية مثل مهرجانات صيف 2009 الذي تميز بتنظيم أسبوع للنحت، كان الناس على موعد يومي مع الفنانين، يشاهدونهم وهم يخلقون منحوتاتهم الفنية التشكيلية أمامهم.

بلدية زحلة-المعلقة


الباحة الداخلية لمبنى بلدية زحلة – المعلقة

بعد البارك توجهنا الى مركز "البلدية"، مبنى السراي قديماً. هو بناء هندسي فريد. لم يتمكن الحجر فيه من إخفاء السماء التي ترنو الى رحمه عبر سقف زجاجي مثبَّت على قناطر متماسكة كسلسلة تحتضن جدار المبنى من الداخل.

 
المركز الثقافي

يدير شؤون البلدية 250 موظف تقريباً، إضافة الى عدد كبير من عمال الصيانة. إنضمت مدينة "المعلقة" الى زحلة، جغرافياً وإدارياً، بعد إعلان دولة لبنان الكبير في عام 1920. لبلدية زحلة – المعلقة أدوار عديدة، منها الإداري، الإنمائي، الإجتماعي والثقافي. المشاريع كثيرة ومن أهم ما سيُنَفَّذ في المستقبل القريب، هو المركز الثقافي الشامل الذي سيحمل إسم الشاعر والمفكر الزحلي سعيد عقل.

 
المكتبة العامة

  
 
المكتبة العامة


قسم للأطفال

يصطف ما يقارب 30000 كتاب على الرفوف، تحت سقف مدعمٍ بخشبٍ معتَّق بعبق التاريخ. هي كتب ومجلدات منوعة بالعربية والفرنسية والانكليزية، مبوَّبة في أقسام مخصصة للكبار والصغار. يوجد فيها أيضاً قسم للأفلام والسي  دي لجميع الأعمار. تعتمد المكتبة على تبرعات بعض المؤسسات الثقافية، التربوية والسفارات الأجنبية. على سبيل المثال، ذكرت لنا السيدة كاتيا مشعلاني السفارتين الأميركية والفرنسية ومكتبة "السبيل" التي تنظم سنوياً أسبوعاً ثقافياً في المكتبة، حسبما شرحت لنا.

  
"زحلة الفتاة"

ما لفتني هو أرشيف الصحافة المحلية الموضوع في غرفة كبيرة من المكتبة. أشهر تلك الصحف هي "زحلة الفتاة" التي لا تزال تصدر حتى اليوم منذ أن أطلقها شكري بخاش عام 1910 . وأنا أتصفحها، تراءى لي للوهلة الأولى اني أعيش في زمن ماضٍ يدور حول بداية القرن الفائت .. ملمسُ تلك الصفحات الصفراء أيقظت في داخلي حنيناً غافياً لـ"خربشات" أوراقي وتمزيقها أحياناً وإعادة كتابة نصوصي من جديد، وذلك قبل أن يحتل "الكمبيوتر" مكاتبنا في كل المجالات.

من المعروف جداً، أن الصحافة الزحلية قد لمعت في لبنان والاغتراب. من أهم الصحف المحلية: "المهذب"، "البردوني"، "الصحافي التائه"، "الخواطر"، "الوادي"، "البلاد" وغيرها. أما الصحف الإغترابية فقد واكبت القرن الفائت في أميركا الجنوبية ومصر. من أهم الأسماء التي برزت، قيصرالمعلوف الذي اعتُبِر رائداً للصحافة العربية في أميركا الجنوبية بعد أن أسس جريدة "البرازيل" في سان باولو، وكذلك جميل وابراهيم المعلوف. سليم بالش الذي أصدر جريدة "صوت الفيحاء" في الأرجنتين. يوسف نعمان المعلوف وجريدة "الإصلاح" في نيويورك. نقولا شحادة في مصر حيث أسس جريدة "الرائد المصري" عام 1896.

حديقة الممشية





حديقة الممشية

باحة مسوَّرة تظللها أشجارٌ خضراء وتزينها مختلف أنواع الزهور الملونة. في وسطها مسرح دائري صغير (روماني الطابع) تقام فيه حفلات موسيقية وسهرات ثقافية محلية.
كان حر الظهيرة قد اشتدَّ فدعانا مراقب الحديقة السيد جان مطلي الى شرب القهوة والإستراحة في المكان الأحب الى قلبه، تحت ظلال أجمل شجرة في أفضل موقع في الحديقة.
 
 
الأديب والمفكر راجي الراعي
                         

 أحد أبرز شعراء المهجر: شفيق عيسى المعلوف
بعد استراحتنا القصيرة، تجولنا في أرجاء "الممشية" المزروعة بنصب تذكارية لكبار أدباء ومثقفي زحلة الذين أبدعوا في شتى المجالات الثقافية وكانوا رواداً في ميادينهم أينما حلوا.

  
دردشة مع مراقب الحديقة السيد جان مطلي

في نهاية زيارتي "للممشية"، كانت لي دردشة مع الأخ مطلي، حدثني فيها عن عمله في الحديقة وعن لجوء السريان الى زحلة، كونه سرياني الأصل، فقال :
اختار السريان زحلة لأنهم في الأساس مزارعون وللمدينة تربة خصبة. مثلما استقبلت في الماضي عائلات نازحة من عدة مناطق ودول، كذلك لجأ اليها السريان الذين تهجروا في الأساس من تركيا، بعد المجازر التي ارتُكِبَت بحقهم. يدخل الحديقة يومياً بين 10 و15 زائراً من مختلف الأعمار، أما زوارها الدائمين فهم مجموعة من متوسطي وكبار السن الباحثين عن الهدوء، يلتقون ويسترجعون ذكريات الماضي في فيء أشجارها. أكثر ما يعجبني في الحديقة هو "الخَضار" والأشجار ولو خُيِّرْتُ بينها وبين البارك الكبير لاخترتها هي خاصة وان بيتي قريب جداً من هنا. أود أن انتهز الفرصة كي ألفت نظر المسؤولين حول أمرين مهمين. أولاً، مشكلة إهمال المصاريف الصحية (المجارير) واحتياجها الى صيانة جديدة. ثانياً، في الحديقة نبع، يا ليتهم يبنون خزاناً لمياهه التي تجري هدراً، بذلك نستخدمها في ري الحديقة والجوار.



فندق القادري الكبير

 

 

فندق القادري الكبير

مختصر ما قرأته عن الفندق يروي أنه حين دخل جمال باشا مدينة زحلة في عام 1914، اختاره مقراً له وحوَّله الى مستشفى للجيش التركي. منه أيضاً أعلن الجنرال غورو في عام 1920 ضم الأقضية الأربعة، البقاع بعلبك حاصبيا وراشيا لدولة لبنان الكبير.
أما اليوم فهو من أفخم فنادق زحلة والمنطقة. ما ان دخلنا اليه حتى راحت جدرانه الداخلية "تُوَشْوِشُني"، تهمس في أذني ما لم تطبعه الكتب عن اختصار الزمان والمكان في روح هذا المبنى العريق وأهميته في حقبة من حقبات لبنان التاريخية المصيرية. مع الأسف، كانت زيارتنا له خاطفة وسريعة، فلم أتمكن من مقابلة أي من المسؤولين أو الحصول على المزيد من المعلومات عن تاريخه.

البردوني

 
 

مدخل البردوني
                                   

تمثال أحمد شوق ومحمد عبد الوهاب

بعد القادري، وصلنا الى الوادي.. على مدخله، حيث يجري نهر البردوني، تمثالان يستقبلان الزائرين، واحدٌ للشاعر أحمد شوقي صاحب قصيدة "يا جارة الوادي"، وآخر للموسيقار محمد عبد الوهاب الذي لحَّنَ وغنى القصيدة، فخُلِّدَت ذكرى زحلة في المكتبة الفنية الطربية في مصر وجميع الدول العربية.

* * * * *

في الحقيقة، أكثر ما استوقفني هي تلك التماثيل التذكارية المنتشرة أينما ذهبنا. معظمها، تحمل ملامح شخصيات أدبية رحلت عنا، لكنها لم تَغبْ. وفاءً لعطاءاتهم الكثيرة وحبهم الكبير لزحلة وللبنان، كرَّسَ الزحليون ذكرى هؤلاء الكبار بتشييد النصب التذكارية لهم كي لا ننسى أولئك الذين أسَّسوا مكاناً وخلقوا روحاً ثقافية، تاريخية ووجدانية في جسد مدينة تدعى "زحلة"
كتب أهم الشعراء عن زحلة. أذكر منهم الأخطل الصغير، خليل مطران، الياس أبو شبكة، الجواهري، باسمة بطولي، جوزف حرب، جورج زكي الحاج، أحمد رامي، هنري زغيب  وغيرهم...
أما الشعراء الزحليين فلو عددنا أسماءهم لتدفقت مياه البردوني مثل أيام زمان ولارتوى الوادي بعد عطش دام طويلاً. أبدأ بـ"المعالفة" قيصر وشفيق وفوزي ونجيب وجورج وموسى ورياض معلوف، سعيد عقل، حليم دموس، موسى نمور، ميشال طراد، جان زلاقط، خليل فرحات، أنيس خوري، جوزف أبي طعان، جوزف جحا، جوزف صايغ، نقولا يواكيم، خليل سخط، جوزف غصين، ريمون قسيس، الياس حبشي، جورج كفوري ... الأهمية لا تكمن فقط بلائحة تلك الأسماء إنما بتوارثها لهوية زحلة الثقافية.

تعددت في زحلة المدارس، الجامعات، الجمعيات الخيرية والأندية الرياضية. بالإضافة طبعاً الى الكونسرفاتوار الوطني الوحيد في البقاع. تتنوع النشاطات في زحلة لتشكل باقة ثقافية فنية تتعانق أوراقها وتداعب سماء المدينة وأزقتها. مثل سائر المدن اللبنانية، تقيم زحلة مهرجانات سنوية تلون فصول لبنان ومواسمه السياحية. تفردَّت زحلة على مدى السنين بحدثين مميزين:
- مهرجانات الكرمة: يقام هذا المهرجان منذ عام 1920. تدوم الاحتفالات اسبوعاً كاملاً، تتخللها نشاطات منوعة أدبية، فنية ورياضية، بالإضافة الى معرض للكتاب ومعرض حرفي وآخر تراثي. خلال المهرجان تُنتَخب "فتاة الكرمة" وتُختَتَم الإحتفالات بـ "مهرجان الزهور" حيث يطوف موكبٌ من عربات مزينة بالزهور ناثرةً الجمال والفرح في شوارع المدينة.
- خميس الجسد الإلهي: تعود تقاليد هذا العيد الزحلي الى عام 1825 حين تفشى مرض الطاعون في المدينة، فقرر مطران زحلة اغناطيوس عجوزي التجوال في شوارع المدينة حاملاً "القربان المقدس" داعياً الى الله ومصلياً لشفاء وخلاص المدينة من المرض. منذ ذلك الوقت، يحافظ الزحليون وكنيستهم على هذا التقليد السنوي حتى أصبح عيداً مسيحياً زحلي الايمان وعيد أعياد المدينة.


زحلة .. أم البقاع

لم تُذكَر زحلة في أي مصدر قبل سنة 1711 التي تؤرخ حرب القيسيين واليمنيين. أُحرِقَت المدينة ثلاث مرات في عام 1777، 1791 و1860. شهدت عمراناً إدارياً، سياسياً وإقتصادياً بعد أن تم إنشاء المجلس البلدي في عام 1858 وأنجِزَ في عام 1885 خط سكة الحديد رابطاً زحلة ببيروت وحوران. نشطت التجارة فيها لتصبح مرفأً برياً ومركزاً سياحياً مهماً في البقاع. وَهَبَها هذا النشاط نزعة إستقلالية، سيما وأن اكتفاءها الذاتي و"بورجوازية" أهلها كانا يؤهلانها لأن تمنح نفسها فرصة حكم ذاتي متاخم لشكلٍ من أشكال الإستقلالية. قد تختلف الآراء والمراجع والكتب، الا ان ما تؤكده الأحداث هو سِجِل زحلة السياسي الذي يزامن مراحل مصيرية من تاريخ لبنان القديم والحديث.
كلما تذكرت سنوات الحرب وأحداثها الصعبة والمهمة التي حددت ملامح لبنان السياسية المضطربة، تذكرتُ "نيسان 1981".. تاريخٌ منقوش في ذهني .. هو وثيقة خلَّدت صمود زحلة حينذاك، ليس فقط بوجه النزاعات الوطنية إنما أيضاً بوجه الصراعات الإقليمية السورية-الإسرائيلية والدولية. إجتاح الخوف قلوبنا واحتل كل الطرقات والكواليس السياسية ومسارحها. حلَّق غراب "السقوط" طويلاً في السماء وتحت الأرض حيث كان الناس يختبئون من جنون القصف، غير أن مكانة زحلة الدفاعية بجغرافيتها السياسية وموقعها الاستراتيجي، حولت المدينة الى رقم صعب في الحسابات الإقليمية. كانت هي الأقوى وكلمتها مثل حَد السيف في المواقف الحاسمة. أما لبنان، صاحب أغرب ميزان سياسي في المنطقة (مثلما كتب تيودور هانف عن "توازن الضعف" الذي فُرِضَ عليه) فكان وما يزال يواجه أغرب التحالفات وأصعب الاختلافات بين الطوائف والأحزاب، إضافة الى القضية الفلسطينية والدور السوري والإسرائيلي في إشعال النيران على أرضه كلما اقتضت مصالحهم ذلك.

وسط "عجقة" التحضيرات والتغطيات للحملات الإنتخابية في شهر حزيران 2009، أعاد التاريخ نفسه فكانت زحلة في واجهة التحديات والحسابات الإقليمية من جديد. مثلما كانت أماً حنونة قوية وصلبة في الماضي، ظلت  أماً أيضاً في الإنتخابات الأخيرة متحمِّلةً مسؤولية كلمتها كقبلة للحياة أو للإنتحار. إما أن يكون لبنان وطناً للبنانيين أو لا يكون الا حلبة لمعارك الغرباء على أرضه. .. وأتت نتائج الإنتخابات لتؤكد على أن زحلة قادرة أن تُسَيِّر القافلة، لا أن تسير وراءها.


زحلة .. عاصمة الكَتْْلَكَة في الشرق

مباركةٌ هي .. بكرمَتِها ونواقيسها التي لم تتكاسل ولم تصمت لا في الحرب ولا في السلم.
مرتفعةٌ هي .. مثل غيمة على كفَّي سيدتها .. حارسة التل، السهل والوادي.
منارةٌ هي .. تضيء اليابسة وتنير الجَـلَدَ كلما اشتد السواد. تصيح "ليكن نورٌ"، فتعلو الصلوات وتتضرع لـ "خالق السموات والأرض".
توزعت الكنائس في أرجائها حتى بلغ عددها 50 كنيسة تقريباً. فيها أربع أسقفيات للروم الكاثوليك، للروم الأرثوذكي، للسريان الأرثوذكس وللموارنة. على مدى السنين ومنذ عام 1720، بدأت الأديرة والكنائس تنبت في أحياء زحلة مثل الأشجار. فكانت كنيسة مار الياس المخلصية في حي مار الياس هي الأولى ، من ثم تلتها كنائس عديدة لمختلف الطوائف المسيحية إضافةً الى الأديرة والمدارس والكليات. لم تقتصر دور العبادة على الطوائف المسيحية فقط إنما بُنِيَ في المدينة ثلاثة جوامع في حوش الأمراء، في الكرك وقرب مستشفى المعلقة.

 
 
سيدة زحلة

آمن الزحليون (بتعدديتهم الدينية وأكثريتهم الكاثوليكية) بأن "سيدة زحلة" هي التي حرست المدينة طوال سنوات الحرب. نفذ النحات الايطالي "بياروتي" تمثال العذراء البرونزي الذي يعلو المقام. ارتفع برج "العذراء" 54 متراً لتشرف "سيدة زحلة" على المدينة وسهلها، فتطال بذلك السحاب ناثرةً في الفضاء أدعية وأمنيات زوارها المؤمنين.. هكذا أصبحت كل ليلة من ليالي زحلة "ليلة قدر" تفتح فيها السماء أبوابها ولا تغلقها.

نسبة كبيرة من العائلات التي التجأت الى زحلة هرباً من الإضطهاد، كانت من الطائفة الكاثوليكية مما جعل من المدينة أكبر تجمع كاثوليكي، لا بل عاصمة الكتلكة في الشرق. كعادتها، في الإنتخابات الأخيرة، حملت المدينة مسؤولية تمثيل الزحليين، إضافة طبعاً الى الحفاظ على الطائفة الكاثوليكية وتأمين حقوقها في التشكيل الوزاري والإداري، فغدت "زحلة في القلب" وفي العقل. كان فرح الفوز كبيراً بحجم حكمة زعمائها الفائزين وغير الفائزين، إذ مهما تفاوتت وتجاذبت واختلفت وجهات النظر، تظل زحلة هي الأهم وهي الأحب وهي الفائزة الحقيقية. وكل ما يُحَقق ويُنَفَّذ من إنماء في المدينة هو لجميع الزحليين. في النهاية،  يجب الا ننسى بأن زحلة مدينة تمسك مصيرها بيدها وتسير الى الأمام، نقطة.




 


 



5
   
بيت الشباب والثقافة- زوق مكايل يطلق حملة
"وقفة مع صحتك: خلينا نحكي عن التدخين"
برعاية معالي وزير الشؤون الإجتماعيّة الدكتور سليم الصايغ
  



الجمهورية اللبنانية
وزارة الشؤون الإجتماعية
مكتب الإعلام
                                                                         بيروت في 3 شباط 2010
 
برعاية معالي وزير الشؤون الإجتماعيّة الدكتور سليم الصايغ، نظم الصندوق التعاضدي العلماني عند السابعة من مساء امس الثلاثاء في بيت الشباب والثقافة- زوق مكايل، وهو مركز ثقافي فريد من نوعه في لبنان يستضيف نشاطات ثقافية، محاضرة بعنوان "وقفة مع صحتك: خلينا نحكي عن التدخين".  موّل هذ المحاضرة فرست ناسيونال بنك" كما لعبت دعم هذا اللقاء جمعيّة حياة حرة بلا تدخين وجمعيّة روتارأكت وإتحاد لبنان للتنمية. حضر عددا من الشخصيات البارزة والفاعلة  كوزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ، ممثل دولة الرئيس العماد ميشال عون العميد ميشال عواد ومدير "البرنامج الوطني للحد من التدخين" الدّكتور جورج سعاده.
  

وكانت كلمة الترحيب الأستاذة إيليان فرسان، المسؤولة عن البرامج والعلاقات العامة في "بيت الشباب والثقافة- زوق مكايل ، بمعالي وزير الشؤون الإجتماعيَّة الدكتور سليم الصايغ، ممثل دولة الرئيس العماد ميشال عون العميد ميشال عواد، ممثلة الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الآنسة كريستل الشايب، وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير . واعتبرت "فرسان" بان آفة التدخين هي "أكثر من مرض" يفتك بشبابنا وشاباتنا. هي أفيون مرخَّص يقتل ببطئ. هي مسكِّن ودواء أعصابٍ يجعل من الإنسان مسلوب الإرادة، مستسلم، يفتعل بنفسه السموم فتجعل منه ضحية مرتين: مرة لأنها تحرمه القدرة على مواجهة التحديات اليوميّة المضنية التي لا تتناسب مع العيش الكريم ومقاييس الرفاهة في القرن الواحد والعشرين، ومرَّة لأنه يصبح مستسلماً ومتقبلاً للمآسي اليوميّة التي يتعرض لها بدل من أن يواجه صعوبات الحياة متحدياً الواقع بنَفَسٍ نظيف.
بعيداً عن المواعظ، اجتمعنا اليوم لنستمع لرأي الخبراء في هذه المسألة، ولعرض خطوات واجراءات عمليّة باشرت بها بلدية زوق مكايل لتكون شريكاً، بل أول شريك، رسميًا يطبق معايير الصحة العامة في مبنى رسمي.
بدأت الحملة ضد التدخين في زوق مكايل، باتخاذ المجلس البلدي قراراً بتطبيق قانون منع التدخين، حتى قبل ان يقرّه البرلمان اللبناني، في المباني الرسميَّة التابعة للبلديَّة-زوق مكايل: كالقصر البلدي، بيت الشباب والثقافة، متحف أبو شبكة.
هذه الخطوة هي بداية الطريق لمحاربة التدخين والحفاظ على حق غير المدخنين، بتنشق هواء نظيف، ولاتخاذ خطوات أكثر جرأة فيما بعد، على عادة بلديتنا، ومؤازرة التوجه العالمي من حيث منع التدخين في كافة الأماكن العامة بما فيها المطاعم ودور السينما والمحال التجاريَّة، على أن تُتَّخَذ هذه الخطوة بشكل تدريجي وعلى مراحل لتأمين دمج المواطن مع قوانين واتفاقيات عالمية ودولية  لا بد من وضعها قيد التنفيذ في لبنان.
على امل ان تستتبع هذه المبادرة بخطوات مشابهة على الصعيد الوطني وتحصل على الدعم من الوزارات المعنيّة كافة بما فيها وزارات الصحة العامة والشؤون الإجتماعيَّة ووزارة الداخليَّة.

ومن ثم كانت كلمة رئيس مجلس إدارة "الصندوق التعاضدي العلماني" (CML)  الأستاذ جوزيف عقيقي ،تأسّس "الصندوق التعاضدي العلماني"  (CML)عام 1996 ومن أهدافه ترسيخ العمل التعاضدي الإستشفائي من خلال مروحة من البرامج الإستشفائية المتنوّعة المبنيّة على ركائز التعاضد العائلي. هوعضو في «ICMIF*»   و «AIM**».  يهتم في طبّ العائلة، طبّ الأسنان والطب الوقائي. إنتشر خلال هذه السنين فشملت خدماته أكثر من عشرين ألف منتسب، محددا سبب إختيار معالي وزير الشؤون الإجتماعية لرعاية هذا الحدث "هو لإيماننا بأن العمل التعاضدي هو فكر وعمل إجتماعي وتنموي أولاً ومن ثم إقتصادي يصبو إليه التعاضديون لكونهم من حركات المجتمع المدني لذلك كانت التعاضديات في العالم تحت كنَف وزارة الشؤون الإجتماعية"
ولم يكن اختيار الـCML بلدة ذوق مكايل من باب الصدفة لتكون مركزاً رئيسياً لعمله ورسالته التعاضدية، إنما اختارها أيضاً لأن العمل البيئي والفكر التعاضدي يتجسّد في صفوق أبناء هذه البلدة الكريمة ومجلسها البلدي الرائد الذي يقوده الأستاذ نهاد نوفل بطموح لا حدود له. ولا نبالغ إذا قلنا فيه أنه نموذج لرئيس البلديّة الناجح الساهر على وطنه ليحيا أهله في بيئة نظيفة تضمَن حياة أفضل للأجيال المقبلة.
ثمة من يردّد ويا للأسف أن "لبنان جنّة للمدخنين" ويكاد يكون البلد الوحيد في العالم الذي لا يوجد فيه حسيب ورقيب على السماح بالتدخين في شتّى الأماكن.
ولم تَسلًم حتى الوزارات والمؤسسات الرسمية من دخان السجائر في مشاهد مقزّزة يحاسب عليها القانون في أكثر بلدان العالم المتقدّم، وتمارَس على المدخنين في البلدان العربية دفع غرامات على الفئة التي لا تحترم قواعد الصحة العامة ومراعاة الآخرين في هذا الخصوص حتى لا يقعوا في فخ "التدخين السلبي".
أين نحن في لبنان من كل هذه القوانين التي تحرص على حفظ حياة المواطنين.
نحن في الصندوق التعاضدي العلماني "CML" نعي جيداً ضرر التدخين وخطره على صحّة المنتسبين، وسأترك للدكتورة هلا قاعي تناول هذا الموضوع.
إن الصندوق التعاضدي العلماني يتوخى من خلال هذه اللقاءات وتركيزه على هذه المواضيع هو لإيمانه أولاً بالطب الوقائي الذي أدخله على جميع برامجه الإستشفائية منذ تأسيسه عام 1996 عندما أدخل مفهوم طبيب العائلة الإلزامي في برامجه مجاناً دون سقف تعدّد الزيارات وذلك توخياً لإدخال ثقافة الوقاية عند المنتسبين وامتدّت هذه البرامج لتشمل العمر الطويل فأدخلنا في مفهومنا للوقاية برامج مختصّة للأعمار الذهبية ودائماً من منطلق المبدأ التعاضدي المبني على أول خليّة تعاضدية والتي هي العائلة.
إن مفهومنا للتعاضد هو دين الغني للفقير ودين الشاب للكهل ودين أصحاب الصحة الجيّدة لفاقديها. هذه هي أسس العمل التعاضدي الذي آمنّا به منذ البداية في الـCML واستهوانا فوجدنا به مشروعاً إقتصادياً إجتماعياً يوصلنا إلى ما نصبو إليه ألا وهو المجتمع التعاضدي القادر على مواجهة مشاكل الإستشفاء والسكن والتعليم والشيخوخة. هذه هي ثوابتنا وهذه هي رؤيتنا لبلدنا ومواطنينا الذين نرى بألم بأن تلك هي أسباب هجرتهم ومن تبقّى سوف يهاجر وللأسف لأسباب بيئية ونحن من الذوق نطلق صرخة ليس بالحدّ من التدخين فحسب بل بالحَدّ من أخطار معمل الذوق الحراري الذي تؤدّي آثاره المضرّة على إجبار الجميع بالتدخين ومن دون سجائر وبالإكراه.
--
كلمة المدير التنفيذي ل"جمعيَّة حياة حرّة بلا تدخين" الأستاذ جو سُعيد الذي قدم نبذة عن جمعية "حياة حرّة بلا تدخين"  TFIهي الجمعية الوحيدة في لبنان المتخصّصة فقط بالوقاية من التدخين. تأسّست في أيّار عام 2000 اثر وفاة المحامي أنطوان كيروز لاصابته بسرطان الرئة من جراء التدخين. فما كان من عائلته الا ّخيار مواجهة الموت بالحياة والادمان بالحريّة.
وقد منحت منظّمة الصحّة العالمية جمعية "حياة حرّة بلا تدخين" الجائزة الاولى في الشرق الاوسط لعام 2008 عن عملها المستمر في مجال الوقاية وللحد من التدخين.
وهي عضوا في اللجنة الوطنية لوضع خطة استراتيجية لمكافحة التدخين في لبنان تعمل على اقرار وتطبيق  قانون فعال ومتكامل اللحد من التدخين.
اهدافها: هدفت جمعيّة "حياة حرّة بلا تدخين" منذ تأسيسها:
-الى توعية الشباب على الاضرار الصحية للتدخين، فكانت الوقاية من السيجارة الاولى كونها أساس المشكلة ومن النرجيلة التي تظهر احصاءات الجمعية انّها في تزايد خطير و مستمّر لدى المراهقين والشباب.
- حماية الغير المدخنين من أضرار سيجارة المدخنين.
-مساعدة المدخن على وقف التدخين

حدد جو سُعيد  طرق عمل الجمعية: "وقد طالت الجمعية حتى الآن أكثر من 15000  مراهقة و مراهق في أكثر من 70 مدرسة خاصّة و رسمية ضمن حملات التوعية والوقاية من التدخين التي تقوم بها.اذ هذه الحملات لاتشمل فقط التوعية من المخاطر الصحية للتدخين بل تتعدّاها الى ادخال المراهقين في مفهوم لعبة الاعلانات وتأثيرها على العقل الباطن والربح المادّي المتأتي من جرّائها لشركات التبغ. فتكون الوقاية شاملة ذهنية فكرية اقتصاديّة و صحيّة. ويشارك في حملات التوعية هذه فريق متخصّص يعمل في الطب و الطب النفسي والاعلان والاعلام و الاقتصاد و الحقوق. اضافة الى نجوم من عالم التلفيزيون(رانيا بارود، زياد نجيم، سرج زرقا، ريتا خوري، ماجد بو هدير،تانيا مهنّا) الرياضة (روني فهد، صباح خوري، جهاد المرّ) المسرح (جورج خبّاز) الغناء(برونو طبّال من ستار أكاديمي) الجمال (ماري جوزي حنين، أنّا بلاّ هلال) لما لتأثير هؤلاء عند الشباب والمراهقين.  كما اطلقت الجمعية عام 2008، مشروعا جديدا وهو خلق أندية للحد من التدخين في المدارس. يهدف الى دفع الشباب للانخراط أكثر في هذه القضية فينظمون بأنفسهم حملات التوعية للأهل والاساتذة والرفاق....... وقد تمكنت جمعيتناحتى الأنالى خلق 30 ناد ضد التدخين.وتعمل جمعيتنا هذه السنة وبالتعاون مع وزارة التربية والامانة العامة للمدارس الكاثولثكية لتحويل كافة المدارس اللبنانية مدارس خالية كليا من التدخين.
--
وفي كلمة مدير "البرنامج الوطني للحد من التدخين" الدّكتور جورج سعاده الذي اكد بان التدخين عبئ على الفاتورة الصحية للمواطن اللبناني. بالرغم من ان لبنان وقع منذ العام 2002 على اتفاقية الحد من التدخين مع الامم المتحدة الا انه لم يطبق بعد اي من التعهدات الموقع عليها. ففي عام 2009 كان يفترض ايقاف التدخين في الاماكن العامة ولم يحصل ذلك بعد،  لا بل ووفق فحوصات اجريت على الهواء في المطاعم تم اكتشاف انه 40 % من الهواء في المطاعم ملوث بالدخان   ومعدله يساوي عشرة اضعاف من المعدل المسموح به قانونيا وفق هذه المعاهدة. كما اكد انه في الخمسة عشرة عام، هناك احتمال زيادة اصابة امراض القلب. اما بالنسبة لمشروع القانون للحد من التدخين يعمل البرنامج الوطني للحد من التدخين التابع لوزارة الصحة العامة على المناقشة قانون الحد من التدخين عبر إقرار قانون منع الترويج والدعاية لمنتجات التبغ والتدخين ووضع التحذيرات الصوريّة على علب التبغ. فور إقرار القانون يطرح للتصويت على المجلس النيابي. وقد نشطت وزارة الصحة العامة عملها على هذا المشروع منذ استلام الأستاذ جورج سعادة مهامه في البرنامج في نيسان.
--
وكانت كلمة معالي وزير الشؤون الإجتماعيَّة الدكتور سليم الصايغ  الذي وضع هذا اللقاء تحت عنوان اجتماعي وانساني وصحي بكل المقاييس. متوجها بالتحية الى كل من فكر وعمل لهذا اللقاء "فانا من انصاركم، انا من انصار مكافحة التدخين ليس لأسباب صحية او اجتماعية فحسب بل لأسباب حضارية". فالعالم المتمدن يكافح من اجل تجاوز هذه الآفة وقد خصصت الدول المتقدمة موازنات بالغة الأهمية لمواجهة اخطارها وحصر نتائجها قدر الإمكان.
وقال " مما لا شك فيه بان ظاهرة التدخين كما يرغب البعض بتسميتها، وخصوصا اولئك الذين يدخنون هي من مظاهر حياتنا اليومية حيث ما حللنا. فإنهم لا يتقبلون اعتبارها آفة من آفات المجتمع كما نتطلع اليها نحن دعاة الإقلاع عن هذه العادة  ومواجهة مغرياتها النفسية والإجتماعية رغم معرفتنا بصعوبة هذا المطلب والعقبات التي تحول احيانا دونه.
ان وزارتنا تتطلع الى هذه المعضلة كما بدأ العالم يتطلع اليها بمنظار جديد يتجاوز كونها من الآفات التي لا يمكن تجاوزها من دون طرح البدائل، فالتصرفات البديلة هي المطلوبة علميا واجتماعيا ونفسيا، فالعلاج المباشر يمكن استبداله بالتوعية الصحية او ما بات يعرف بالسلوك البديل.
فما المانع عند المدخن إن اراد التجاوب مع العلاج من ان يمارس الرياضة مثلا؟. وان يعيش كفاءآته وقدراته الصحية عبر نمط صحي سليم وصحيح كما تقول به كل الدراسات الجديدة التي تتناول اصول التغذية ونمطها فتوفر كل البدائل التي تحتويها هذه السيجارة الساحرة كما يرغب باعتبارها البعض؟.
 اليست بنظرهم برهة من العلاج للحظة تجاوزا لحالة نفسية عابرة؟.
ما الذي يمنع من ان تتكون قناعة علمية راسخة لدى الأب او الأم او اي انسان آخر بان دخان هذه السيجارة يضر بالأبناء والمحيطين به كما بنفسه؟ الا يعتبر المدخن ان من حولنا من يتنشق سموم سيجارته  على قاعدة "مجبر أخاك لا بطل".

وعليه، لن اطيل الكلام في توصيف هذه الحالة، ولا يمكنني ان اتجاوز جانبا مهما من هذا الملف يتصل بتحديد المسؤوليات وخصوصا ان خلافات كبيرة تحكمت بهذا الجانب والعالم يشهد على الكثير منها. فقد اجتهدت المحاكم في الغرب بحثا عن المسؤول او سعيا وراء تحديد أدق لهذا المسؤول.لقد قيل الكثير في هذا الشأن، وكل يغني على ليلاه، محملا المسؤولية الى هذه الجهة او تلك. منهم من يحملها الى المزارع  ولم ارى مزارعا إلا وهو على لائحة المدخنين. ومنهم من يحمل المسؤولية الى التجار والمصنعين باعتبارها إحدى الوسائل لجني الأرباح من دون النظر الى حجم الأضرار التي تصيب الإنسان والمجتمع والبيئة.
وهناك من يحمل المسؤولية الى المدخن شخصيا فهو المتمم لهذه الحلقة المقفلة من المزارع الى التاجر الى المصنع، ويمكنه فك هذه الحلقة وتعطيلها. وهناك من قال في احكام ابرمت من على اقواس المحاكم في اوروبا واميركا قالت: لولا الإستمرار في التدخين وادمانه لأنتهت هذه الشركات وافلست وانتهى معها التدخين.
وهناك من يحمل الدولة ومؤسساتها المسؤولية وهنا تقع الإشكالية الكبرى، واقول صراحة، فالدولة هي القادرة على منع زراعة التبغ ، أو السماح بصناعته، أو تجارته، سواء باستيراده أو تصديره، وهي القادرة أيضاً على إصدار التشريعات والقوانين التي تحد من استخدام التبغ وتحمي غير المدخنين من أضراره.
ولكن دون ذلك عقبات كبيرة، فهي وان وقعت عليها مسؤولية التوعية والإرشاد. فهي ليست من يتحكم بالتجارة الحرة وبوسائل الأعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية. وهي غير  القادرة على منع إعلانات التبغ في وسائل الأعلام لئلا يقال عن مصادرة الرأي العام والحد من الحريات العامة. لن اتوسع كثيرا في الحديث عن توزيع المسؤوليات،  واختصر لأحمل المسؤولية الى المدخن مباشرة. نستطيع احيانا ان نمنع المدخن من التدخين في مؤسساتنا في الأماكن العامة، في دوائر البلدية ومؤسساتها كما فعل رئيس بلدية ذوق مصبح الأستاذ نهاد نوفل، وله خطوة يشكر عليها. ويبدو انه سيكون لها خطوات أخرى تلي لاحقا. ولكن المشكلة تقف عند فهمنا لهذه القضية وتقدير حجم نتائجها السلبية.  وكأن وجود التبغ وتوفره بمختلف أشكاله وأنواعه في المجتمع، يحتم علينا استعماله، وكأننا ملزمون باتباع كل الدعايات في وسائل الأعلام، وهذا خطأ كبير يجب ألا نقع فيه. ومع التأكيد على دور الدولة وكافة مؤسساتها في مكافحة التدخين إلا أننا جميعا مسؤولون ومحاسبون على ذلك أمام  الله ومجتمعنا وابنائنا.
 وختاما لا بد من كلمة وجدانية، نادرا ما نجد من يحمل نفسه المسؤولية، فقد قال أحد الآباء على قدر كبير من العلم والخلق والتدين، ولم يكن في يوم ما من المدخنين بل ولا يسمح بالتدخين في بيته مطلقا، قالها وهو نادم: إنني أتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية تجاه ابني الذي بدأ مدخنا وأصبح الآن  مدمنا.. فقد كنت في واد وهو في واد آخر.. وقد أدركت ذلك ولكن بعد فوات الأوان.
واخيرا، قد يكون من السهل علينا أن نلقي بالمسؤولية على غيرنا، ونتخذ من المبررات ما يساعدنا على خفض التوتر والوصول إلى توازن نفسي داخلي، وهو أسلوب سهل للهروب من المسؤولية، ولكن ربما أدى ذلك إلى استمرار المشكلة بل وإلى تفاقمها. ولذلك فانني اراهن على مبادرتكم هذه الليلة آملا في تعميمها وتوسيعها على مدى الوطن."
---
وختمت الدكتورة هلا القاعي المحاضرة فعرضت نتائج وضرر التدخين على الصحة العامة
 " آفة التدخين  
تعاطي التبغ- اي التدخين- هو احد من أكبر التهديدات  العالمية التي تواجه الصحة العامة:
 يقتل 5.4 مليون سنويا
 وفاة كل 6 ثوان
 100 مليون نسمة توفيت في القرن 20
  وفات نحو مليار شخص في القرن 21
 8o ٪ من المدخنين في البلدان النامية

تقرير منظمة الصحة العالمية عن وباء التبغ العالمي ، 2008
 المدخين يموتون قبل غير المدخنين ب 13 – 14 عاما

مخاطر التدخين  
أمراض القلب
أمراض الرئة مرض الانسداد الرئوي المزمن ، والربو
السرطان : سرطان الرئة والفم والشفاه والحنجرة والبنكرياس والمعدة والمثانة وعنق الرحم والجلد
أمراض الأوعية الدموية : تقرحات القدم ، والعجز
إجهاض.....................
  
آثار التدخين
 التجاعيد ، وأسنانه الصفراء ، وأمراض اللثة ، رائحة كريهة ، أظافر ملونة
دخان التبغ الناتج عن احتراق التبغ لديه تاثير "غير المباشر" على من يحيط بالمدخن. هو لا يقل خطورة عن التدخين نفسه. دخان التبغ غير المباشر كان مسؤولا عن حوالي 3000 حالة وفاة من جراء سرطان الرئة والقلب ما لا يقل عن 35،000 حالة وفاة بالمرض كل عام. (جمعية الرئة الأمريكية ، 2006
النساء الحوامل يمكن ان تمرر الكيماويات الضارة إلى أطفالهن
خطر الإصابة بمرض الربو يضاعف خاصة عند للأطفال
مشاكل في التنفس ويعرض الاطفال لخطر أكبر من  متلازمة الموت المفاجئ
  
النيكوتين
 الادمان على المخدرات
النيكوتين يصل إلى الدماغ بمعدل أسرع من المخدرات
النيكوتين التي تدخل الجسم عن طريق الوريد
هناك صلة بين التدخين والعديد من الأنشطة الاجتماعية ، مما جعل التدخين عادة من الصعب التخلص منها
الارجيلة
  
ثمة تصور خاطئ شائع بأن تدخين الشيشة أقل خطورة من تدخين السجائر
في الارجيلة  مستويات عالية من المركبات السامة : أول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية المسببة للسرطان ، وكذلك مستويات كبيرة من النيكوتين
 الارجيلة تؤدي إلى استنشاق 100-200 أضعاف حجم استنشاق الدخان في سيجارة واحدة  ،اي ما يعادل تدخين حزمة كاملة من السجائر في جلسة واحدة
  
ترك عادة التدخين
  
عندما تترك التدخين ، الجسم يتخلص من اثاره تدريجيا
20 دقيقة : انخفاض معدل ضغط الدم وعودته الى طبيعته وضعها الطبيعي
8 ساعات : عودة مستوى أول أكسيد الكربون في قطرات الدم الى مستواها الطبيعي، مما يزيد من مستوى الاوكسجين في الدم
48 ساعة : نمو الاعصاب ، القدرة على الشم والذوق تتعزز
أسابيع قليلة : تحسن الدورة الدموية
رائحة أفضل للانفاس ، والحصول على ملطخة أسنان ناصعة
الملابس والشعر لم يعد مثل رائحة الدخان
ستكون  صحتك افضل، سيكون لديك المزيد من المال للإنفاق على أشياء غير السجائر"



7
أدب / نقل: ليس َ الزمن ُ بكفيل..
« في: 03:20 27/06/2009  »

8
أدب / نقل: ريخا كبابي
« في: 02:54 27/06/2009  »

9
أدب / نقل: في وليمة الحياة
« في: 00:40 20/06/2009  »

11
أدب / نقل: دونما حب*
« في: 21:07 15/06/2009  »

12
أدب / نقل: واقع وردي
« في: 03:13 14/06/2009  »

13
حملوا الزهورَ إليهم
(إنتخابات عابرة للقارات ...)
  

ليلى كوركيس
الأحد 07 حزيران 2009. يومٌ مشرق ودافئ في مونتريال البعيدة عن مسرح الانتخابات النيابية في لبنان. مونتريال بعيدة .. لكن لبنان قريبٌ جداً ومنطلق بامتياز مثل صاروخ عابر للقارات، عبر كل الوسائل الإعلامية التي تتناول انتخاباتِه عناويناً لها.
لأول مرة، أتمنى أن أُدْخِلَ ورقةً مطويةًً في شقِّ صندوقٍ، فتهبطَ الأسماء دون أن تسقط.
لأول مرة، أتمنى أن يعود بي الزمن إلى الوراء كي أقرأ كل قوانين لبنان الانتخابية وغير الانتخابية، المعدَّلة والمنسية، وأمارس دوري كمواطنة مثلما أفعل هنا في كيبيك.
لأول مرة، تغلبني الشاشة بأرقامها المتصاعدة تارةً والهابطة تارةً أخرى .. إني في كل ليلة " أكبس زر كمبيوتري الصغير " فيغفوَ في ليلٍ داكنٍ .. لن أجرؤ هذا المساء على مسَّ ذلك الزر المبتسم مثل تلك الدوائر الصفراء الصغيرة التي تتنطط أمامنا في محادثات الماسنجر، قبل أن أعلم من الفائز وفي أي اتجاه ستحمل الرياح لبناني الصغير.
لأول مرة، يرتابني قلقٌ مخيف من أن تتدلى أسماؤنا وأسماء من نحبهم كمشانق لأحلامٍ أقحوانية المصير في وطن مظلوم.
لأول مرة، ينهرني اليقين فأخنقَ شكي وحزني وخوفي وأسرق ورقةً من دفتري، أكتب عليها رقمين وأضعها بين صفحاتِ كتاب، وأنا طفلة كانت تقول لي الراهبة في المدرسة وأمي في البيت، بأنه مقدسٌ.
لأول مرة، لا أقرأ في كتاب إنما أغمضُ عيني بخشوعٍ أمامَه وأصلي كي أنجح.
لأول مرة، أربح دون أن أدرس أو أن أقرأ أو أن أكتب .. يبدو أن الصابرين يفوزون وإن طال انتظارهم لتحقيق أمنيات متهمة بالهذيان؟
لا لم نكن "نُهَلْوِس" مثلما قال لي أحد معارفي .. لقد ربحنا فدخلت "ثورة الأرز" التاريخ أيضاً وأيضاً وانتصر لبنان على الانهيار، وإن لإشعارٍ آخر!

 
*  *  *  *
  
الاثنين 08 حزيران 2009. هو يوم أول لعهدٍ جديد.
هنا، ما يُسمى بالشمال الأميركي، يصحو النهار ولا يتثاءب .. يهبُّ وكأن الليلَ قد استغفله وأسكره كي ينام. هنا، حيث الرياحُ تعصفُ دون أن تعوي، تتراكمُ على الطرقات اعتراضات كثيرة وكبيرة مثل الجبال ولكنها كالثلوج تذوب وتختفي في زحمة الانتصارات الصغيرة.
هنا، لم أنسَ روحي بعد. لم أقص شعري، لم أخلع جسدي ولم أُحْسِن سلخَ بشرتي .. إن نصفي ملتحمٌ بنصفي ووطني الثاني مغتبطٌ بوطني الأول. أتكون الأوطان أدياناً؟
هنا، لم أنسَ روحي. لا أزال أبدأ نهاري بقراءة الأخبار، فاليوم يحتل لبنان الصفحات الأولى في كل المواقع والجرائد العربية والأجنبية.. احتفالات، انتصارات، انكسارات، خطابات، تأويلات، اعتراضات، تحليلات ... كلها تمر ونتصفحُها مثل وريقات " رزنامة "، غير الكترونية طبعاً، تنزلق بسرعة دون أن ننتبه أن لزمنِ كلٍ منا بدايةً واحدةً تُدْمَغ مع ولادة كل إنسان يُخْلَق في مدارِ حياتنا، أما النهايات فهي عديدة تكتتبُ على جباه المُغَيـَبين اغتيالا قسراً. مع كل اغتيال ارتُكِبَ، سقطَت صخرةٌ وشعَّ كوكبٌ في سماء ازدحمت فيها أرواح الشهداء.
الرهان كان على مربعٍ واحدٍ تحت لواء دولة نأتمنُها على أرضنا وعلى حقوقنا في داخل لبنان وفي المغتربات، ففاز المربع الواحد وسقط رهان المربعات. سقط من لم تهزه حرقتنا وحسرتنا وحزننا على من اغتيلوا كي يخرسوا وترحل معهم الحقيقة .. هم لا يدركون بأن حقيقتنا هي على الأقل بوسع 10452 كلم 2، هي بيروت ساحرة الشرق والغرب، هي قَسَمٌ بحجم عّظّمة لبنان، هي اعتدال حكيم في المحن وكلمة جريئة لا تُطـَوَّع... الحقيقة هي أن بشير ورفيق وجبران وبيار ووو اللائحة طويلة ... لم تتخلَ عنهم الحياة إنما خلَّدهم الموت في استشهادهم لأجل لبنان.  ونحن لم ننسّ .. قد نسامح ولكننا لا ننسى.
ثمة أخطار كثيرة تهدِّدُ لبنان وسلامه المتردد. الطريق طويل ومثلما الجميع يعلم، الصراعات ليست محلية-وطنية فقط إنما هي إقليمية ممتدة من عمق أعماق تاريخنا المتأرجح دائماً على كف عفريت.  هي صراعات تخطت حدود المنطقة لتعبر قارات عديدة...
حتماً، الجبال لا تقع في لبنان، فبالرغم من كل الهموم المتراصة على الدروب، أرى نديم، سعد، نايلة وسامي يحملون الزهور إلى تربةٍ تحتضن من هم الأحب إلى قلوبهم وقلوبنا. أراهم في الصباح الباكر، قبل أن يصيح الديك وتطل الشمس مبتسمة رغم الحنين، يصلون، يدعون ويقسمون الا ينسوا أن كرامة الشعوب هي من كرامة أوطانها .. ونحن شعب لا نملك البترول ولا رؤوساً نووية، نحن لبنانيون واللبناني لا يجيد إلا الحياة قبل وبعد الموت.


مونريال - كيبيك
10 حزيران 2009

  

14
أدب / نقل: الجحيم
« في: 01:29 12/06/2009  »

21
أدب / نقل: المجبول بحب العراق
« في: 19:08 31/05/2009  »

22
أدب / نقل: أرَقٌ وغَرَق ! (*)
« في: 00:23 21/05/2009  »

26
أدب / نقل: (انا)
« في: 00:34 08/05/2009  »

27
أدب / نقل: ذاك النهار
« في: 00:33 08/05/2009  »

28
أدب / نقل: مفتتح أول لكتاب البحر
« في: 00:33 08/05/2009  »

30
أدب / نقل: البوم وطن
« في: 15:36 27/04/2009  »
هذا الموضوع تم نقله إلى مؤقت ليلى.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=291605.0

31
أدب / نقل: شى من وجع الموسيقى
« في: 04:42 26/04/2009  »

32
أدب / نقل: كومبارس و لكن..
« في: 23:52 22/04/2009  »

36
أدب / نقل: (( روائح الليل ))
« في: 02:49 03/04/2009  »

38
أدب / نقل: ألإهداء ..إلى أنثى
« في: 01:23 28/03/2009  »

39
أدب / نقل: فن تشكيلي
« في: 01:22 28/03/2009  »

40
أدب / نقل: ربما
« في: 02:54 23/03/2009  »

41
   
" تَمَسَّك .. ها هنا شَعْري "
   


   
من المعروف جداً أن الراحل نزار قباني كان من أهم الشعراء الذين اتقنوا وبذكاء كيفية التعبير عن رغبة المرأة في أن تُحَب، بالتالي كان الأكثر حرفة في رسم ألمِها حين ترمي بشَعرِها حبلَ نجاةٍ لطفلها، لأبيها، لأخيها وحتما لحبيبها حين " تجلدهُ الأمطار .. وتعوي الريح خلف نافذتِهِ ".
وكان الفنان كاظم الساهر قد عودَنا على اختياراته الحاذقة لكتابة موسيقاه كتوأمٍ لشعر القباني، فكانت ولم تزل أغنياته " النزارية " هي الأجمل لوصف المرأة في أكرم ما خلقه الله لها من أحاسيس إنسانية، ألا وهو الحب. "حبيبتي والمطر" هي محطة دامغة في محطات الساهر الفنية مثلما هي عنقود تتدلى منه صورٌ تُبْهِرُ من يراها  بعمق معانيها المسكوبة مطراً وريحاً وعواصفَ عشقٍ أنقذته جدائل امرأة. "تمسك .. ها هنا شعري"، صورة رائعة وصاعقة بوجعها .. لامرأة غالباً ما تكون روحُها معلَّقَةً بشَعْرِها.

لماذا اخترتُ هذا العنوان لموضوعي ولماذا أكتبُهُ الآن وقد مضى أسبوعان على الثامن من آذار " اليوم العالمي للمرأة " ؟ أيكون "عيد الأم"  هو الذي تشبَّثَ في صنارةٍ علَّقـَتها الشمسُ اليوم في خيوطِها ورَمَتْها في سماء مونتريال، كي تصطادني؟ ربما.
كانت قد وفَّرَت وسائل الإعلام مساحات واسعة لاحتفالات " 8 آذار "، مساحات حَدَّدَت خطوطَها تقاريرٌ، دراسات، توجيهات وتضرعات تناولت الغبنَ والعنفَ والإجحافَ الذي يخنق المرأة من مهدها الى لحدها, في شرق وغرب وفي شمال وجنوب الكرة الأرضية. ما من بقعةٍ على الأرض قد رَحَمَتْها، لا العالم المتحضر ولا المتخلف. جميعهم استغلوا ضعفها أو قوتها وحريتها .. كلهم أخطؤوا بحقها وهي لا تزال ترقص من الألم بحبٍ كبيرٍ، على نغمات لا تملك سواها ولم تُخلَق إلا لترددها : " تمسَّك .. ها هنا شعري ".
في كل ثامن من آذار نتهافت إلى الكتابة والنشر وتتسابق المنظمات العالمية مع الوقت لتصدر تقاريرها الملغَّمة بالأرقام و"المُتَهَيْكِـلَة بعناوين عريضة لأوضاع مأساوية وبائسة يخجل منها حتى الحجر في عصرنا.
باختصار مفيد، بالرغم من تحسن ظروف المرأة في العالم، بالأخص المتحضر منه، لا نزال  نقرأ الكثير عن الإغتصابات، الإتجار بالرقيق الجنسي، الختان، العنف ضمن الروابط الأسرية، تفضيل الذكور على الإناث ووأدهن، جرائم الشرف وغيرها...
فكيف نحتفل وهناك في كل دقيقة امرأة واحدة تموت وهي تلد جنينها؟
كيف نحتفل وهناك ثلث نساء الأرض يعنَّفنَ كل يوم؟
كيف نحتفل وهناك على الأقل 5000 امرأة تقتلهن "جرائمُ الشرف" ؟
كيف نحتفل وهناك 130000000 بين فتاة وامرأة مسجونات في تقليد متخلف وإجرامي يُدعى "الختان"؟
كيف نحتفل وهناك 60000000 امرأة يمتن كل عام في عمليات إجهاض أو عندما يرون النور؟
كيف نحتفل وهناك 2000000 فتاة بعمر الزهور (بين 5 و15 سنة) مرميات في أسواق الدعارة؟
كيف نحتفل وفي 22 دولة أفريقية و9 دول آسيوية، مستوى الدراسي للإناث هو أقل بـ80% من مستوى الذكور؟
كيف نحتفل وهناك أطفال يُسلبون من أحضان أمهاتهم ويساقون إلى الحرب عنوةً؟ أسمعتم بالطفل-الجندي؟
كيف نحتفل وفي عيني الطفولة في أوطاننا، القلق ينافس الحزن، وكلٌ منهما يريد أن يكون أعمق من الآخر؟
كيف نحتفل ومنازلنا في هبوب الريح تصبح من ورق فتمزقها الأعاصير وتغيب الطفولة في درب هوىً ليس في استنشاق هوائه من طهرٍ ولا من شرف لبقائه المذل؟
كيف نحتفل ومسلسل الصفقات قد زادت حلقاتهِ عن عمر الزمن؟
ما تريده المرأة ليس "8 آذار" و"عيد أمٍ" منكوب .. ما تحتاجه هو كل أيام السنة كي تهبَ شعرَها أرجوحةً لكل من يستحقُ حبَها الكبير ودون أي مقابل...
   


ليلى كوركيس
مونريال - كيبيك
21 آذار 2009

   

42
أدب / نقل: هذرمات
« في: 05:36 21/03/2009  »

43
أدب / نقل: وقفة على الدانوب
« في: 16:51 20/03/2009  »

44
أدب / نقل: خربشات آخر دهشة
« في: 01:25 19/03/2009  »

46
أدب / نقل: عناقيد الذات...
« في: 06:37 15/03/2009  »

47
أدب / نقل: تاملات
« في: 06:36 15/03/2009  »

50
أدب / نقل: عالقٌ .. في عنق البقاء
« في: 20:04 07/03/2009  »

51
أدب / نقل: أوسمة ٌ من طِين
« في: 20:02 07/03/2009  »

52
أدب / نقل: الأنشودة
« في: 06:28 06/03/2009  »

53
أدب / نقل: اوراق مبعثره
« في: 06:27 06/03/2009  »

54
أدب / نقل: جرمانا
« في: 01:13 03/03/2009  »

55
أدب / نقل: حفل تكريم /قصة قصيرة
« في: 01:05 03/03/2009  »

56
أدب / نقل: الحظ ُمومياء
« في: 03:08 27/02/2009  »

57
أدب / نقل: رقص علـــــى الملح
« في: 01:36 22/02/2009  »

58
أدب / نقل: حين أحبك ...
« في: 06:20 18/02/2009  »

59
أدب / نقل: اغلق الباب
« في: 02:03 18/02/2009  »

60

61

62
أدب / نقل: من وحي فالنتاين
« في: 01:40 13/02/2009  »

63
أدب / نقل: وجع الورده
« في: 19:49 08/02/2009  »

64
أدب / نقل: طقس مجوسي ّ....
« في: 19:52 31/01/2009  »

65
أدب / نقل: نبأ وفاة...!! / قصة قصيرة
« في: 01:55 27/01/2009  »

66
أدب / نقل: كوِّنـيـني
« في: 04:02 20/01/2009  »

67
أدب / نقل: حكايا
« في: 03:50 20/01/2009  »

68
أدب / نقل: السمكة
« في: 01:47 17/01/2009  »
هذا الموضوع تم نقله إلى مؤقت ليلى.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=257179.0

69
أدب / نقل: حجرٌ من غزّه
« في: 08:40 11/01/2009  »

70
أدب / نقل: وتضحك ألف الخلدونية
« في: 20:44 08/01/2009  »

71
أدب / نقل: وصية لن تُقرأ ..
« في: 02:54 08/01/2009  »

73
أدب / نقل: رفقاً بغزة
« في: 01:28 07/01/2009  »

74
أدب / نقل: سنة أخرى ثكلى
« في: 01:25 07/01/2009  »

75
أدب / نقل: يوميات عراقية "انتحار"
« في: 07:54 31/12/2008  »

76
أدب / نقل: قصص قصيرة جدا
« في: 07:53 31/12/2008  »

77
أدب / نقل: بهذه الترِكة سندخُل
« في: 03:51 30/12/2008  »

78
أدب / نقل: ريشة في مهب الريح...!!
« في: 02:09 25/12/2008  »

79
أدب / نقل: أربعينيتي
« في: 06:31 22/12/2008  »

82
أدب / نقل: نداء في يوم العيد
« في: 18:24 07/12/2008  »

84
أدب / نقل: فصل
« في: 05:27 07/12/2008  »

85
أدب / نقل: رائحة العُشبِِ
« في: 07:43 03/12/2008  »

86
أدب / نقل: أنتِ أنا ..
« في: 07:41 03/12/2008  »

87
أدب / نقل: سِكّير في نفق ...
« في: 18:53 23/11/2008  »

88
أدب / نقل: هذا البحر يصدمني
« في: 01:09 23/11/2008  »

91
أدب / نقل: حنين ... و بقايا صور
« في: 02:46 18/11/2008  »

93
أدب / نقل: غفوة لا تُباح
« في: 07:35 15/11/2008  »

96
   
حين تكون "ملحمة كلكامش" هي العنوان !
د. خاتشادور بيليكيان يحدثنا عن كلكامش في لغة ورسومات الكاتبة الأرمنية زابيل بوياجيان
   
 


   
كلكامش بريشة زابيل بوياجيان
   

ليلى كوركيس - مونتريال
أن تغوص في الميتولوجيا القديمة يعني أن تحملَ على كف يدك كرةً صغيرةً تتجاذب وتتفاعل وتتشعّب وتتقاطع على تضاريسها قرون وحقبات من حضارات وأديان ومعتقدات وشعوب، كلها مدفونة حية تحت غبار الزمن. يكفي أن تجرؤ على نفخ التراب عنها كي تدرك بأن كل الأجوبة تختبئ تحت تلك طبقات التاريخية العتيقة العتيقة .. وهي كلها لنا نحن .. دَرَسَ محتوياتها الغرب وعرض عدداً لا يستهان به من رموزها ومعالمها في متاحفه، لكنها منا ولنا.. فهل نفلح باستعادة ملكية نصوصها وتاريخها على الأقل؟!
حين تكون ملحمة كلكامش هي العنوان، لا اسأل نفسي إن كنت سأتفرغ للمحاضرة أم لا. ألغي كل شيء، نقطة.
كانت صديقتي تدرك حماسي واهتمامي بتلك المواضيع، فدعتني إلى الأمسية قائلةً : خاتشادور بيليكيان يحاضر عن زابيل بوياجيان مع نصوصها ولوحاتها "الكلكامشية" والميتولوجية الأرمنية ! وأضافت  "ولكن ستكون المحاضرة باللغة الأرمنية ".
حتى ولو كانت باللغة الصينية "سأحضر"! في الموضوع مزيجٌ ثقافي غريبٌ ومغرٍ، تماماً مثل المُحاضر د. بيليكيان. هو أرمني الأصل مولود في الموصل حيث أمضى طفولته. إنتقل مع أهله إلى لبنان سنة 1952. سافر إلى ايطاليا للدراسة سنة 1958 ثم عاد إلى لبنان سنة 1977. هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية سنة 1978 حيث تابع دراسته ونال شهادة الدكتوراه بأطروحة عن ليوناردو دى فنتشي من جامعة إنديانا بوليس. منذ سنة 1980 هو مقيم ومستقر في لندن.
أُقيمت الأمسية بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الجمعية النسائية الأرمنية في كندا. تخلل البرنامج نشاطات عديدة أهمها محاضرة د. بيليكيان، الذي له تاريخ مع الثقافات والفنون. هو أستاذ جامعي في علم الموسيقى (مجال تخصصه) والرسم، مغن أوبرا، باحث وكاتب وشاعر. له مطبوعات عديدة بالأرمنية والانكليزية وهو ناشط أيضا في عدة منظمات تعنى بحقوق الإنسان.
 بعد استماعي للمحاضرة (وإن بالأرمنية التي لا أفقه فيها الا أغنية "ساريري" للمطربة لينا شامات) ومشاهدتي للرسومات الرائعة التي عُرِضت، قررتُ أن أحاور د. بيليكيان الآتي من ضباب لندن إلى خريفنا المونتريالي الساكن بعض الشيء. بالرغم من اتقانه للغة العربية الا انه فضل ان يتحدث بالانكليزية ممازحني "سأوفر عليك فك رموز لهجتي العراقية-اللبنانية إضافة الى الفصحى أيضاً".
هو معترض على الحروب التي تحرق العالم ولكنه يؤمن بأن الوعي الثقافي والفني لدى المثقفين وأكبر عدد ممكن من الناس، سيكون هو الأقوى وفي النهاية هو الذي سينتصر على الجهل والتخلف ولو بعد حين أو ربما بعد أجيال وأجيال .. هو متمسك بالضوء الذي يراه في نهاية النفق، فكان اللقاء معه مشحوناً بأحلام جديدة متفائلة.
من المعروف أن علاقة وطيدة كانت تربط بين الحضارة الأرمنية وحضارات بلاد ما بين النهرين وذلك استناداً على عدد وفير من المخطوطات القديمة الشاهدة على عدة محطات ميثولوجية وتاريخية. فهل تكون هي السبب الذي دفع بزابيل بوياجيان وخاتشادور بيليكيان الى البحث في "كلكامش" ملك الحياة والموت؟


   
"ملحمة كلكامش" عرفتني على الكاتبة الأرمنية زابيل بوياجيان
   


   
أثناء اللقاء
   

كيف ارتبط اسم الكاتبة والفنانة التشكيلية الأرمنية زابيل بوياجيان (1872-1957) بملحمة كلكامش؟
ولدت زابيل سنة 1872 في دياربكر من أم بريطانية وأب أرمني. كان والدها قنصل بريطانيا آنذاك، غير أن مركزه الدبلوماسي لم يشفع به، فقُتِلَ في المذابح الأرمنية الأولى سنة 1892. عادت زابيل مع والدتها إلى بريطانيا حيث عاشت بقية حياتها وماتت في لندن سنة 1957. أما ارتباطها بالملحمة فجاء من خلال إطلاعها على النصوص الميتولوجية وقصائد الكاتب والمؤرخ الأرمني آرام رافي. في كتبه الصادرة  سنة 1916، يذكر الكاتب "همبابا" حارس غابة الأرز المذكورة في ملحمة كلكامش وأحداثاً أخرى مثل اقتلاع كلكامش لأشجار الأرز. يكشف رافي عن خطين متوازيين تتشابه وتتقاطع على ضفافهما أحداث ومحطات وشخصيات موجودة في كلكامش وفي الميتولوجيا الأرمنية كملحمة ديفيد ساسون. من أهم عناصر التشابه مخاطبة كلكامش وانكيدو للجبال طالبين منها أن تهبهما الحلم. نحن ندرك أن سومر هي منطقة غير جبلية. هذه الصور والمشاهد موجودة في الملحمة الأرمنية أيضاً. أعتقد ان تلك المقارنة أثارت حشرية زابيل بوياجيان ورغبتها في الغوص بملحمة كلكامش. إن معرفتها بمثقفي لندن وإطلاعها على المصادر التاريخية المخزنة في المكتبات العامة هي التي شحنت لغتها الإبداعية وخيالها وتحليلاتها ورسوماتها. من المعروف ايضاً أن علاقة قوية كانت تربطها  بأخ الكاتب وزوجته الذين هاجرا من جورجيا سنة 1855 ليستقرا في لندن. قصة حب قوية جمعت بين زابيل وآرام رافي ولكنها لم تتكلل بالزواج بسبب وفاته عام 1919 وهو في الـ 43 من عمره. لم ترتبط من بعده وانكبت على ترجمة معظم نصوصه وقصائده التي تركها وراءه ثروةً أدبيةً مهمةً خصّ بها  الحضارة الأرمنية وتواصلها مع الشعوب الأخرى، أهمها حضارات بلاد ما بين النهرين. إذن نصوص آرام رافي هي التي فتحت أمام زابيل بوياجيان أبواب عالم "ملحمة كلكامش" التي قرأت عنها للمرة الأولى في نصوصه فغاصت فيها وقارنت رموزها مع الميتولوجيا الأرمنية ورسمت لوحات رائعة تعكس التوارث والتقاطع الحضاري للشعوب. من الجدير ذكره أن آرام رافي كتب عن كلكامش قبل أن تُتَرجَم كل الألواح بين 1929-1930. في ذلك الوقت كان جورج سميث قد أتمَّ ترجمة نص الطوفان فقط الذي فُكَّت رموزه سنة 1872. من المعروف أيضا، وهذا أمر مهم جدا، ان تاريخ ملحمة كلكامش يسبق الأوديسا اليونانية بحوالي 1500 سنة.

بصورة عامة، تنطلق الملحمة الأدبية بنصوص شفهية تتناقلها الشعوب من جيل الى جيل، من حقبة الى حقبة، الى أن يكتبها مؤرخ، كاتب أو أديب. فما هو الرابط الأدبي والتاريخي لملحمتي كلكامش  النهرينية ودايفد ساسون الأرمنية؟
مثلما ذكرت طبعاً هما ملحمتان ترويان أسطورة بطل في كل منهما، كلكامش في اوروك السومرية ودايفد في ساسون الأرمنية. هذا البطل يعبِّر عن قوة آلهة السماء وسحر جمال الأرض وطبيعتها. هو الإله-الإنسان الذي يجمع الخير والشر، هو البحث في أسرار الحياة والموت، هو يروي ويسلسل تاريخ شعبه وأصله مثل دافيد ساسون مثلاً... هذا ونجد رموزاً كثيرة مأخوذة من النصوص الميتولوجية ومذكورة في كتب تسمى "دينية"، مثل نص الطوفان المنقول من كلكامش الى التوراة (العهد القديم). لو بحثنا في هذا الأمر لطال الحديث. أما عناصر التلاقي بين الملحمتين فهي كثيرة، منها تشابه الأمكنة وذكرها في النصوص، أذكر على سبيل المثال ما قلته سابقاً عن ذكر كلكامش وانكيدو للجبال والذي في ملحمة ساسون هو جبل آرارات حيث وجدت آثار لسفينة نوح أي حادثة الطوفان المذكورة في كلكامش. التقاطعات كثيرة تظهر بوضوح في اللوحات والرسومات ايضاً.
   
د. خاتشادور بيليكيان محاضراً في مونتريال
   

لماذا اخترت زابيل بوياجيان وكلكامش عنواناً للمحاضرة؟
أولاً، وُجِهَت لي الدعوة للمشاركة بهذه الأمسية من "الجمعية النسائية الأرمنية في كندا" فكان من الطبيعي أن أحاضر عن امرأة تركت أثراً مهماً في الثقافة والأدب الأرمني. واخترت زابيل بوياجيان لأنها كانت امرأة نادرة وتركت لنا أعمالاً نادرة وقيمة جداً. مع الأسف هي لم تأخذ حقها كما يجب في حياتها، فأرى من واجبنا كأرمن أن نحافظ على تراثها الأدبي والفني وأن نتكلم ونكتب عنها. وأحب أن أضيف بأني اكتشفتُ أعمال زابيل الأدبية والفنية من خلال بحثي وقراءاتي عن ملحمة كلكامش. إذ إن زابيل هي من كتاب وفنانين عصرها النادرين الذين كتبوا في ذلك الزمن عن كلكامش، بالإضافة الى المقارنات التحليلية-الفرضية التي تجرأت أن تعبر عنها في نصوصها ولوحاتها. اخترتُ زابيل فكان اللقاء جميلاً بين كلكامش ودافيد ساسون وآرام رافي أيضاً الذي كتب الكثير عن الملحمتين. وفي عام 1957 كنت قد قرات في مجلة نسائية أرمنية مقالاً عن زابيل بوياجيان ولكني لم أتوقع حينذاك أن تكون بهذا المستوى فلم أتوقف عند نصوصها بعمق. شاءت الظروف أن أعود الى رسوماتها وقصائدها ونصوصها الأدبية وأعمالها المسرحية أيضاً كالتي تروي عن لقاء كلكامش بنوح في جبل آرارات مثلاً، وغيرها... غصتُ في أعمالها وقررت ان أكتب وأتكلم عنها لأنها أثرت التراث الأدبي والفني الأرمني وغير الأرمني، مثل الأدب الانكليزي مثلاً. هي لم تترجم فقط أفضل وأهم النصوص الأدبية والتاريخية الأرمنية إنما اهتمت بالحضارات ومررت بواسطة أعمالها رسائل شتى تنقل التراجيديا الإنسانية من زمن الى زمن. ليس غريباً أن نتكلم عنها اليوم فالطبقة المثقفة في بريطانيا كانت تحترمها وتقدر أعمالها كثيرا بحيث انها دُعِيت لإلقاء كلمة في إحتفالية ذكرى شكسبير الـ 300 ، فكتبت قصيدة مطولة للمناسبة.
   
مدينة الموصل هي مسقط رأسي
   



ما رأيك بالأحداث الأخيرة التي وقعت في الموصل مسقط رأسك؟
مع الأسف ما حصل في الموصل كان متوقعاً لا بل أتوقع الأسوأ في المنطقة. الجرائم التي تُرتكب بإسم الدين والأديان لا تُغتفر ولا تواجه الا بوعي شعبي ونهضة ثقافية وفنية تتصدى لما يسمى بالعولمة والتي ليست سوى "أمركة" للعالم. إن الرأسمالية التي تدير العالم اليوم أدت الى أزمة إقتصادية مدمرة للدول الفقيرة والغنية معاً. تصوري ان 44000 طفل يموتون كل عام بسبب الجوع. فهل هذا معقول ومقبول؟ لا طبعا، ليس في الأمر اي عدل. أضيف الى ذلك كل ما نشهده من انفلات عقائدي وديني مرعب. أحزنني جداً ما حصل في لبنان وما يحصل في العراق وأدعو هؤلاء المتطرفين الذين يدَّعون التحرك بإسم الدين الى أن يطلعوا على نصوصهم كما يجب. أحب أن أذكرهم بآية وردت في الحديث الشريف : ۸۳ - يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء. (نهج الفصاحة، ص ۶۴۸ ، ح ۳۲۲۲) . الحل هو في العلم والفكر وتوسيع الآفاق، وليس في الجهل والتخلف الذين يؤديا إلى التطرف. هناك مؤامرات متتالية تتنقل من منطقة الى أخرى. فلسطين، لبنان، يوغسلافيا، أفغانستان، العراق، والآن نضيف الترقب الذي يخيم على جورجيا واوسيتيا واللائحة طويلة. لكن مهما طال الزمن سيأتي يوم ويُحاكم فيه كل من ارتكب جريمة ضد الإنسانية، ولو بعد حين.

في السنوات الخمس الأخيرة، نلحظ التفاتة خاصة و"صحوة" إذا صح التعبير في ما يخص الحضارات القديمة، من قبل بعض المثقفين والمجلات المتخصصة بالتاريخ والأديان. هل تعتقد بأنها ردة فعل على التطرف الديني الذي يمزق العالم؟
طبعاً قد تكون ردة فعل. وهذا شيء جيد ويدعو إلى الأمل. إني متفائل بالرغم من كل ما يدور من تجاوزات وانتهاكات ومصائب. ما يميِّز الإنسان عن المخلوقات الأخرى هي ذاكرته. لو نسينا تاريخنا القديم والجديد وثقافاتنا لما تبقى أي ذكرى لأي إنسان على الأرض. الحفاظ على تاريخ حضاراتنا يعني الحفاظ على ذاكراتنا الإنسانية  وإلا أصبحنا كالنبات وكالحيوانات، نأكل نشرب وننام إلى أن نموت ونضمحل ولا يبقى لنا أي أثر. إن دماغ الإنسان وتكوينه الفيزيولوجي يرفض هذا النمط لهذا السبب ذاكرتنا تعمل دائماً وتسجل. مهم جداً أن نبحث عن الجذور والأصل كي نفهم الأحداث التاريخية ومتغيراتها فنتمكن بعد ذلك  من قراءة المستقبل. الكتابة أو البحث في الحضارات القديمة هو دليل جيد وايجابي. البحث في الجذور يجمع الشعوب بسبب تقاطع وتشابه حضاراتها وتاريخها. هناك دائماً من سيتفوقون على زمنهم فيعودون إلى الماضي ويستخلصون منه الأفضل كي يتركوا للمستقبل أعمالاً تخلدهم، مثل زابيل بوياجان وغيرها... وهذا ما يدعوني إلى التفاؤل بالرغم من كل شيء.

كان الحديث مع د. بيليكيان مطولاً وشيقاً، تناولنا مواضيع كثيرة ومتعددة عن السياسة والأنظمة الإقتصادية وبالأخص الرأسمالية التي تستأثر بالعالم والتي حسب رأيه لا تدمر فقط الإقتصاد العالمي وإنما الآداب وفنونها بواسطة إغراءاتها لبعض المثقفين. إستخلصتُ من حوارنا قناعات كثيرة، أهمها أن الحروب لا تستخدم الأسلحة الحربية فقط وإنما تغتال الشعوب أيضاً بتشويهها واسترخاصها لآدابها وفنونها. علينا أن نحذر من السياسات التي تهدف الى تعطيل وتفريغ ذاكرتنا فنموت ونحن أحياء.


ملاحظة :بإمكانكم مراسلة د. خاتشادور بيليكيان على العنوان الألكتروني التالي
pilikian886@btinternet.com



99
أدب / نقل: جِرار العمر
« في: 16:56 01/11/2008  »

100
أدب / نقل: وا ..اسفاً أنت بيني
« في: 01:37 01/11/2008  »

103
المنبر السياسي / " صفعتُ وجهي "
« في: 09:50 26/10/2008  »
 
" صفعتُ وجهي "
 


ليلى كوركيس
كيف يمكن لإنسانٍ أن يصفعَ وَجهَهُ إلا إذا كانت صدمتُهُ صاعقة وفجيعَتُهُ تجتاز حدودَ الصمتِ والصراخ.
مبدعٌ هو كريم العراقي، الشاعر الذي تمكـَّنَ من أن يحفر هذه الصفعة-الكارثة على جدار القصيدة.
ماهرٌ هو كاظم الساهر، الفنان الذي استطاع بحنكته الإبداعية أن يزوِّجَ الكلمة للحن "ويُقَولِبَ" بصوتـِهِ موسيقى " مُأبْجَدَة " رَسَمَت حُدودَ نغماتها في مساحاتٍ ذهنية تصويرية لمدينةٍ ممزقة وحب متشرد.
كم هزتني تلك الصورة-الصفعة في الأغنية وكم استعنتُ بِها وأنا أتنقَّلُ من منطقة إلى أخرى، من بحرٍ إلى سهلٍ إلى جبلٍ في وطني الحبيب لبنان. مِن المؤلم جداً أن أستنجدَ بصفعة كي أعبـِّرَ عن حزني وخيبتي. أن أصفعَ وجهي يعني أن يغلبَني الواقعُ فأصبح طريحةَ بساطٍ لم يعد يقوى على الطيران، أهمَلَتهُ الريحُ فَسَقـَطَ في بئرٍ من الهزائم. أن أصفعَ وجهي يعني أن يتخلى عني الحلم، أن يخدعني القدر، فأكفر بالاثنين معاً.

كنتُ قد قررتُ أن أمضي عطلة صيف 2008 في لبنان وأنا أضع نظارات مواطنة مقيمة أي غير سائحة أو مصطافة-مغتربة. وكنتُ أيضاً قد وعدتُ نفسي أن أكون صادقة وأكتب ما يمليه علي ضمري في ظل واقعٍ ليس ببعيد عن أجواءِ هدنة مفروضة بخط أحمر يحرِّمُ انتكاسات أمنية جديدة. بمعنى آخر، الحرب والسلام يتفيآن تحت ظل شجرةٍ واحدة، تَشَعـَّبَت في أغصانها الاتجاهات وظل الجذع واحد.. فالجاني والمجنى عليه في وطني واحد وشعب بأكمله يصرخ من "خلف القضبان.. كفى ملاماً فجلد الذات أدماني".
صفعتُ وجهي مراراً وأنا أقرأ جرائد الصباح. كلها خائبة.  طروحات وتحاليل واتهامات وتصريحات موبوءة ..كلها موبوءة، تحمل كل شيء إلا الحلول. كلٌ يغني على ليلاه وكلٌ يدَّعي العمل لمصلحة لبنان وشعبه المهرول في مكانه.
صفعتُ وجهي وأنا أشاهِدُ نشرات المساء. كلها مشؤومة. إدعاءات، مناقشات، تعديلات، واقتراحات فاشلة أو " مُفَشَّلة " بامتياز.
صفعتُ وجهي وأنا أستمعُ إلى تأففِ الموج وهو يتقلب من الأرق.  يكررُ صيحاتهِ هادراً غاضباً هائجاً حتى الجنون. لو تمكنَ من السير لهاجرَ هو الآخر حاملاً طياته على ظهره تاركاً وراءه أفُقاً حزيناً مصلوباً أمام نِبال الظالمين.
صفعتُ وجهي وأنا أسير على الطرقات وفي الساحات " المهرجانية الساحرة والمسحورة " .. أليست تلك الساحات هي نفسها التي حملت أيضاً أسماء الشهداء على ألواح رخامية؟ أين سقطت كل تلك الأسماء؟ لأي سبب وبأي ثمنٍ رحل أصحابها ولم يرجعوا؟ أَلِكي نرسم مربعات أمنية داخل مربعات كالدمى الروسية ؟
صفعتُ وجهي أمام مرآة الشك وكأني أمتلك اليقين في أن ديمومة الألم هي السائدة وهي الأقوى وهي الحقيقة المرة لواقع أردناه للبنانٍ متجددٍ بأوجاعه. لم يعد لبنان هو لبنان. فلا صاحب الدار هو كلكامش كي يحصَّنَ أرضَه بسورٍ منيعٍ تربطهُ الأسطورة بتاريخه،  ولا الزائر بـ "غيور" كي يرتدي ثوب انكيدو ويدافع عن صديقه بوجه الطغاة. كل الساحات والطرقات والفنادق والمطاعم وحتى الأشجار وأعمدة الكهرباء إمتلأت بالبشر،  فرحلت الطيور وحل مكانها قاطنون، سياح وغرباء. رأيتهم جميعهم عراة، يركضون حفاة نحو مستقبل دون غدٍ، مظلمٌ هو، أُطفِئت فيه كل الأنوار.
وفكرتُ، من قال ان السياحة هي من علامات الإستقرار في لبنان؟ سياحة إجبارية قد بدت، غَسَلَ بها بعض " الزعماء" وجوهَهُم  للتكفير عن أخطائهم الفادحة التي دفع ثمنها اللبناني لسنوات طويلة مديدة .. أطول من عنق الزمن.
لا! لستُ ضد السياحة ولا ضد الأصدقاء، ولكني أرفض أن يحولني ذاك الصديق الى غريبة أستجدي في داري غرفة، فأهاجر في هجرتي الى هجرة جديدة !!
صفعتُ وجهي وأنا أهذي " أهذا يا زمن" لبنان المميز عن سواه؟  وتساءلتُ، كم يلزمهم من الوقت بعد كي يبدلوا وجهَه ليصبحَ مثل الدول الأخرى فتسقطَ خصوصيتُه كأوراق الخريف ورقة تلو الأخرى.
صفعتُ وجهي وأنا أغادر، كأنه الوداع .. في حقيبتي ألف رجاء ورجاء أن تتفتح العقول فيعود لبنان الى لبنان.
هناك .. حيث اليأس لا يجوز، علَّقتُ أمنياتي للمرة الألف على شجرة أرزٍ ولَمْـلَمْتُ أوصالي كي أرحل بجسدٍ يتيمٍ يبحثُ عن روح تسكنه ووطنٍ تشعلهُ الحروب دون أن تحرق ذكراه الخالدة في الكتبِ وفي ذهني.

106
أدب / نقل: للكفرِ ِ أجراسٌ تُقرع
« في: 00:40 26/10/2008  »

107
أدب / نقل: زمن العدم
« في: 20:37 18/10/2008  »

110

111
   
لوموند الفرنسية (Le Monde) و لابريس (La Presse) الكيبيكية
تغطيان أعمال العنف المرتكبة ضد المسيحيين في الموصل
   



ليلى كوركيس - مونتريال
نقلاً عن وكالة فرانس بريس وتحت عنوان "نزوح ألف عائلة مسيحية من جراء العنف المرتكب ضدهم في الشمال"، نشرت جريدة لو موند الفرنسية في 11 اوكتوبر تغطية للإنتهاكات الأخيرة التي أدت الى تهجير عدد كبير من مسيحيي مدينة الموصل في شمال العراق.
ننشر للقراء موجزاً لما نُشِرَ في الخبر:
صرَّح محافظ المنطقة دريد كشمولا لوكالة الأنباء الفرنسية بأن 1000 عائلة مسيحية قد غادرت مدينة الموصل خلال ال24 ساعة الأخيرة، هرباً من أعمال العنف المتجددة ضدهم. هذا وربط نزوح المسيحيين بالإشاعات المحرضة ضدهم واصفاً هذه الحملة بالأعنف ضد المسيحيين منذ عام 2003، متهماً بها "مجرمي تنظيم القاعدة".
وتجدر الإشارة بأنه منذ 28 سبتمبر فقد تم اغتيال 11 مسيحي في الموصل وأحرقت 3 منازل يملكها أيضاً مسيحيون في شمال الموصل.
لقراءة الخبر بالفرنسية، يرجى النقر على الرابط التالي:
http://www.lemonde.fr/web/depeches/0,14-0,39-37259654@7-60,0.html


أما جريدة لابريس الكيبيكية وبتاريخ 11 أوكتوبر، فنشرت الخبر الوارد عن وكالة فرانس بريس مضيفة تحت نفس العنوان ما أدلى به مطران الكلدان في كركوك لويس ساكو عن "حملات الإبادة التي يتعرض لها مسيحيو العراق وبالأخص في الموصل"، واصفاً أهداف تلك الإعتداءات بالسياسية ومحذراً من إستمرار تلك الهجمات. واكد قائلا بأنه حوالي 250.000 مسيحي من أصل 800.000 قد هجروا العراق منذ 2003.
ونشرت لابريس شريطاً مختصراً عن الإعتدات ضد المسيحيين في العراق فذكـَّرت بمقتل المطران فرج رحو بعد اختطافه واستنكار المجتمع الدولي للجريمة إضافة الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي تكفل حينها بحماية المسيحيين. وذكـَّرَت لابريس أيضاً بالإغتيالات وأعمال الخطف والتفجيرات التي طالت الكنائس، وذلك من قِبَل "متمردين من السنة والشيعة معاً".
قراءة الخبر بالفرنسية، يرجى النقر على الرابط التالي:
http://www.cyberpresse.ca/international/moyen-orient/200810/11/01-28726-irak-un-millier-de-familles-fuient-la-violence-anti-chretienne.php

وفي 12 أوكتوبر، نشرت لابريس متابعة مفصلة عن أحداث الإعتداءات فأضافت خبراً جديداً تحت عنوان "الحكومة العراقية تحض الشرطة لمساعدة المسيحيين". ننشر خلاصة لما ورد :
أعادت لابريس نشر ما كتبته في 11 اوكتوبر مضيفة بأنه قد قامت الحكومة العراقية بإرسال 900 شرطي خصيصاً لحماية الأحياء المسيحية في الموصل، وأمرت بمساعدة العائلات المهجَّرة للعودة الى منازلها. هذا وأمر المالكي بفتح " تحقيق طارئ " بهدف التوصل الى كشف الجناة وتحديد الجهات المسؤولة عن أعمال العنف والإعتداءات التي ارتُكـِبَت بحق المسيحيين.
هذا وصرح المتكلم باسم وزارة الداخلية العراقية عبد الكريم خلف بأن الحكومة قد نشرت فصيلتين تضم كل منهما 440 شرطياً للقيام بحماية ومراقبة مشددة للكنائس وللأحياء المسيحية، تحديداً في 4 أحياء تسكنها أكثرياتٌ مسيحية في الموصل.
أضافت لابريس بأن عدد النازحين قد بلغ ال 5000 مسيحياً حتى الآن، لجؤوا الى القرى المسيحية المجاورة والتي تقع في شمال مدينة الموصل.
لقراءة الخبر بالتفصيل، يُرجى النقر على الرابط التالي :
http://www.cyberpresse.ca/international/moyen-orient/200810/12/01-28893-irak-le-gouvernement-exhorte-la-police-daider-les-chretiens.php



   

113
أدب / نقل: الكتابة على سطح نبتون!
« في: 18:53 12/10/2008  »

114
أدب / نقل: رقـــصُّ أزلـــي
« في: 06:07 23/09/2008  »

115
أدب / نقل: أول القلب ..
« في: 17:48 13/09/2008  »

118
أدب / نقل: شذاها الحار كالتنّور !
« في: 15:18 28/08/2008  »

121
أدب / نقل: الحرية الهاربة
« في: 19:51 31/07/2008  »

122
أدب / نقل: دمعة في عذب الفُرات
« في: 19:47 31/07/2008  »

123
أدب / نقل: عذب رضابك
« في: 19:40 31/07/2008  »

124

127
أدب / نقل: المجتمع وبكاء الرجل
« في: 00:12 28/06/2008  »

128
أدب / نقل: التكييف مع الواقع
« في: 00:11 28/06/2008  »

130
أدب / نقل: نشيد الطفل العراقي...
« في: 04:51 23/06/2008  »

133
أدب / نقل: وانكسرت رقبة الزمان
« في: 17:00 17/05/2008  »

134
أدب / نقل: مُنحنية
« في: 16:55 17/05/2008  »

135
أدب / نقل: إينخدوانا
« في: 00:24 16/05/2008  »

136
أدب / نقل: تأوه على ذاكرة الزمن
« في: 00:23 16/05/2008  »

137
أدب / نقل: اليوم ُ السائب ُ
« في: 00:19 16/05/2008  »

138
أدب / نقل: قصص قصيرة جدا
« في: 05:13 11/05/2008  »

139
أدب / نقل: للفقر طعم ُ البنوّة ..
« في: 05:46 30/04/2008  »

140
أدب / نقل: تعويذة النحس
« في: 05:44 30/04/2008  »

141
أدب / نقل: مرثية قد يس
« في: 23:55 25/04/2008  »

144

146
أدب / نقل: لا ترقص على ... جرحي
« في: 04:12 17/04/2008  »

147
أدب / نقل: الذبيحة أدناه
« في: 19:27 06/04/2008  »

148

150
أدب / نقل: محكمة بيني .....وبيني
« في: 23:57 03/04/2008  »

151
أدب / نقل: رحلة الى جسدك
« في: 23:50 03/04/2008  »

152
أدب / نقل: إِرثٌ لي
« في: 02:08 01/04/2008  »

153

154
أدب / نقل: على سطور الماء
« في: 02:39 29/03/2008  »

155
أدب / نقل: عودة النبي
« في: 00:04 28/03/2008  »

156
أدب / نقل: عودة النبي
« في: 00:02 28/03/2008  »

163
أدب / نقل: ذكريات رجل يمشي
« في: 23:53 18/03/2008  »

172
أدب / نقل: بقايا إمرأة
« في: 18:24 16/03/2008  »

176
أدب / نقل: (غثيان الصمت)
« في: 02:40 02/03/2008  »

178
أدب / نقل: أنت مشبه به
« في: 03:09 26/02/2008  »

180
أدب / نقل: اناشيد الخراب
« في: 02:29 25/02/2008  »

181
أدب / نقل: You are only in Iraq
« في: 01:12 10/02/2008  »
هذا الموضوع تم نقله إلى English Forum.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=166676.0

182
أدب / نقل: لا تَجْفل
« في: 07:15 05/02/2008  »

183
أدب / نقل: حدّ ُ عينيك
« في: 07:13 05/02/2008  »

186
أدب / نقل: سيرة ملطخة بالبريق
« في: 11:20 03/02/2008  »

189
أدب / نقل: ألليلة
« في: 22:54 12/01/2008  »

190
أدب / نقل: اعجاب
« في: 08:47 11/01/2008  »

191
أدب / نقل: دافئة ..... كالمحبة
« في: 23:17 05/01/2008  »

192
أدب / نقل: لا تشد ّ الوتر
« في: 22:58 05/01/2008  »

193
أدب / نقل: محاولة لرسم سنة أخرى
« في: 22:56 05/01/2008  »

194
أدب / نقل: شعر / زدا يا
« في: 02:38 02/01/2008  »

195
أدب / نقل: شعر زدايا
« في: 02:37 02/01/2008  »

197
أدب / نقل: وثيقة للفاتيكان
« في: 19:56 29/12/2007  »

199
أدب / نقل: ميلاد المسيح
« في: 21:23 26/12/2007  »

200
أدب / نقل: رسالة من الجانب الآخر..
« في: 20:38 25/12/2007  »

201
أدب / نقل: رغيفٌ وحيــاة...
« في: 07:06 22/12/2007  »

202
أدب / نقل: غضارية أني
« في: 03:49 22/12/2007  »

206
أدب / نقل: خارطة الألم
« في: 04:30 05/11/2007  »

207
أدب / نقل: جان دمو
« في: 20:21 03/11/2007  »

208
أدب / نقل: انحناءة في خط الافق
« في: 20:19 03/11/2007  »

210
أدب / نقل: كلانا يسقط في الآخر
« في: 03:49 28/10/2007  »

211
أدب / نقل: اللصوص
« في: 18:47 27/10/2007  »

212
أدب / نقل: أجمل ما قراته لك
« في: 17:44 26/10/2007  »

213
أدب / نقل: كل الأحترام للأم
« في: 17:44 26/10/2007  »

214
أدب / نقل: ماهو الحب
« في: 17:43 26/10/2007  »

215
أدب / نقل: أعذب ما قرأت لك
« في: 17:43 26/10/2007  »

216
أدب / نقل: مسيحيو العراق
« في: 17:42 26/10/2007  »

217
أدب / نقل: حياتي
« في: 17:42 26/10/2007  »

218
أدب / نقل: ألأم القوية
« في: 17:41 26/10/2007  »

219
أدب / نقل: قيل في الأم
« في: 17:41 26/10/2007  »

220
أدب / نقل: أجمل ما قرات لك رقم (3)
« في: 17:41 26/10/2007  »

221
أدب / نقل: جمال ألأم
« في: 17:40 26/10/2007  »

222
أدب / نقل: خطَّ امرأةً ومحى
« في: 17:38 26/10/2007  »

229
أدب / نقل: القطار
« في: 23:23 13/10/2007  »

230
أدب / نقل: عشقك ِ يا أمرأة أضناني
« في: 23:10 13/10/2007  »

234
أدب / نقل: الزوجة الصالحة
« في: 19:11 07/10/2007  »

239
أدب / نقل: دعوني احلم بالصراخ
« في: 20:14 23/09/2007  »

240
أدب / نقل: احبك ياعراق
« في: 03:27 21/09/2007  »

244
أدب / نقل: ما هو الزواج
« في: 03:22 21/09/2007  »

246
أدب / نقل: سامي ونيللي
« في: 01:55 17/09/2007  »

247
أدب / نقل: أيها الغافل...
« في: 01:52 17/09/2007  »

248
أدب / نقل: هـنا أحـفاد العـراق
« في: 05:13 16/09/2007  »

249
أدب / نقل: أين نحن من المستقبل؟
« في: 18:13 09/09/2007  »

252
أدب / نقل: عاشقة الألف مستحيل
« في: 21:58 03/09/2007  »

254
أدب / نقل: (( العنف المدرسي ))
« في: 10:24 03/09/2007  »

255
أدب / نقل: صَلفاً منك
« في: 05:05 01/09/2007  »

257
أدب / نقل: الميت من العمر
« في: 19:23 25/08/2007  »

261
أدب / نقل: ذكريات محطمة
« في: 19:08 21/07/2007  »

262
أدب / نقل: مقبرة القيامة
« في: 01:49 21/07/2007  »

264
أدب / نقل: رحيل الملائكة
« في: 00:41 18/07/2007  »

266
أدب / نقل: وحق جبينك يا سخين الحب
« في: 23:51 17/07/2007  »

267
أدب / نقل: صِدام المشاعر
« في: 02:49 15/07/2007  »

270
أدب / نقل: أربع قصص قصيرة جداً
« في: 01:05 05/07/2007  »

272
أدب / نقل: لآجلك اشكر
« في: 19:47 02/07/2007  »

273
أدب / نقل: كربّت كلاثا
« في: 03:56 26/06/2007  »

274
أدب / نقل: قاب نهرين يا ليلى
« في: 03:28 25/06/2007  »

275
أدب / نقل: ***اغفر لي***
« في: 05:34 17/06/2007  »

278
أدب / نقل: اوقفوا الهجرة
« في: 08:55 20/05/2007  »

280
أدب / نقل: صرخة إنسانية
« في: 04:15 12/05/2007  »

284
أدب / نقل: دقات قلبي
« في: 20:17 05/05/2007  »

285
أدب / نقل: قصيدة النثر
« في: 06:47 26/04/2007  »

289
أدب / نقل: بعنف النبض
« في: 00:38 15/04/2007  »

293
شارل رزق: نذكّر فاقدي الذاكرة أن تاريخ البطريركية المارونية يعود إلى ما قبل 1400 سنة


   
LBC Group    
لفت وزير العدل شارل رزق، الى أن ما صدر عن بكركي هو مستند ميثاقي علينا أن نتمسّك به ونتّعظ منه، ونذكّر الذين فقدوا الذاكرة أن تاريخ البطريركية المارونية يعود إلى ما قبل 1400 سنة من اليوم.

وأضاف تعليقاً على بيان مجلس المطارنة الموارنة يوم الأربعاء 4 نيسان 2007، أن هذه البطريركية قد مرّت بتجارب ومآس أكثر بكثير من التي تجابهنا الآن وانتصرت عليها جميعاً،  وما زادتها هذه التجارب إلا قوّة ومناعة.

وأشار رزق الى أن البطاركة الموارنة واجهوا في التاريخ الاضطهاد، ولجأوا إلى أعالي الجبال ولا سيما إلى وادي قنوبين ليحافظوا على استقلالية الكنيسة المارونية، وها هم اليوم يستمرون في رسالتهم من أجل لبنان الحرية والاستقلال.

ورأى أن أهمّية الكنيسة المارونية في لبنان أنها كنيسة وطنيّة، وبالتالي عندما تدافع عن لبنان تدافع عن كيانها لأن كيان لبنان والموارنة واحد.

وأوضح أنه عندما تنبري البطريركية المارونية للدفاع عن لبنان وعن الثوابت اللبنانية، تعمل طبعاً لصالح الموارنة كما تعمل لصالح جميع اللبنانيين، وتقوم بدور يتجاوز الطائفة المارونية إلى السنّة والشيعة والدروز وسواهم.

وأكد الوزير رزق أنه عندما نعي ذلك، عندئذ لا نهتم كثيراً بما قد يوجه لها من انتقادات، مشيراً أن بيان المطارنة دق ناقوس الخطر، فإن تكبل النظام السياسي اللبناني وتكبلت المؤسسات السياسية اللبنانية وخرجت البلاد عن النظام الدستوري، دخل لبنان واللبنانيون معه دائرة الخطر، سواء كانوا موارنة أم سنة أم شيعة أم دروز.


http://www.lbcgroup.tv/LBC/En/MainMenu/News/Local+News/Charles+Rizk+6+April+2007.htm



294
أدب / نقل: آخر الدرب
« في: 02:17 06/04/2007  »

298
أدب / نقل: يارب ( دعاء )
« في: 05:47 26/03/2007  »

299
أدب / نقل: ارتعاشة جسد
« في: 03:23 19/03/2007  »

303
أدب / نقل: مخلص العراق
« في: 03:18 12/03/2007  »

304
أدب / نقل: مناوبة
« في: 03:16 12/03/2007  »

305

من تكون تلك المرأة ؟

من تكون تلك المتوجة بإكليل نصفه من الغار والنصف الآخر من رماد ؟!
من تكون تلك الشجرة المدفون نصفها تحت الأرض والنصف الثاني يتنشَّق الفضاء وتتدلى منه أطفالٌ رجالٌ ونساء ؟!
من تكون تلك الإلهة المحتجب نصفها خلف الشمس والنصف الآخر تحت مطرقة من سمـّوا أنفسهم "غير كفار" ؟!
من تكون تلك الهالة الممتلئ نصفها المقدس بالنـِعَم والنصف المُرتَعِش يغتسلُ بخطايا العالم ؟!
من تكون تلك الأم الممزق نصف ثوبها ظلما ً والنصف الثاني يقطر عرقا ً ودموعا ً ؟!
من تكون تلك التي رُجـِمَت وجُلـِدت وصُلـِبَت ودُفـِنَت في حجابها وفي ما يُسمى "سفورها" ؟!

من تكون .. من تكون تلك النفس الطريدة الغريقة في بحور فردوس تستحم فيه الأكاذيب؟!
أتكون جسدَ صخرة ٍ هزمتها المشاعر ام موجا ً عاشقا ً حالما ً يتوسد الرمل ويتطهـَّر بقيح الشمس عاريا ً ؟!

هي الزنبق حين يخدش صوت التجربة المؤلمة جناح الصمت.
هي معصية اللغز حين يحارُ "هو" بجبروتها وعنادها في عشقها.
هي الطوفان حين يجف طين المشاعر وتتشظى الأرض بالأحقاد.
هي كل المساحات حين تنعدم الأمكنة أمام اختناق الحسرة في الأفواه.
هي عباءة بيضاء لغابات من الأحزان، لبست الحداد طويلا ً على ثورات ٍ وأقوال ٍ وأبطال ٍ.
هي ما عُلـِّقَ بين الأرض وسطح السماء فكانت فضاءً تتمرغ على صدره أماني الساعات الأولى والأخيرة.
هي ايقاع الحياة في نبضها .. هي ما تـمَّ وما سوف يتـم.

من تكون .. من تكون تلك المرأة ؟ حواء الصاعدة كالدخان من فانوس عجائب العصور ..أنثى ماردة أهلكتها الأقدار ولم تهزمها كل ما سمي بالمقدسات .. فكانت هي نبية ً قبل الأنبياء والهة يولد منها الوجود كي لا يُعدم.
كوني يا امرأة ً، اليوم وكل يوم، كي نكون!!



ليلى كوركيس
مونتريال – كندا
08 آذار 2007




306
أدب / نقل: زمن بلا وطن
« في: 03:57 03/03/2007  »

307
أدب / نقل: طاولةُ نساءٍ
« في: 03:46 03/03/2007  »

309
أدب / نقل: عودة البطريق
« في: 05:48 24/02/2007  »

310

حَملَت مفتاحَها ورَحَلـَت
(من أوراق حرب تموز 2006 – لبنان)
   
[/b]


كيف لهذا العالم أن يهدأ، أن يصمت ليستمع الى نبض الطبيعة والحياة؟!
كيف لأوطاننا أن تُلَملِمَ أطرافَها المرتجفة وأشلاءنا المبعثرة، لتحتضن قلوبنا وتوصد أبواب السماء والأرض بوجه جحيم الحروب؟!
كيف لنا أن نجدَ مرساة  لترحالنا ما بين عودةٍ مترددة وغربة تعتصر في طياتها ألام جرح مفتوح ؟!
كيف لي أن أعلِنَ هدنتي مع الماضي وهو لا يزال يستدرج قدري الى محافل القصف والصراعات الصارخة ؟!

إكفهرَّ وجه السماء حزناً وغضباً مثلما اجتاح الألم والقلق يوميَ الرابعِ الملتهب بحمى "حرب تموز 2006" في لبنان.
كانت عيناي تلتهمان شاشة التلفاز وأذناي تلتقطان ذبذبات كل حرف يُقال في تحاليل التطورات وفي أدق التفاصيل السياسية والعسكرية التي كانت تُبَث عبر كل المحطات الأرضية والفضائية.
كم بحثتُ عن أمل بوقف إطلاق للنار، تماماً كالتي تفتش عن "إبرة" في كومة من القش.
جنوب لبنان يحترق. بُتِرت أوصال كل الجسور .. ونحن مسجونون ما بين البحر والجبل، ما بين الأرض والسماء، ما بين الخوف والأرق، ما بين البقاء والهرب، ما بين الجنون واللا جنون...
 كيف نتسلق الحلم كي لا نحتضر في أوهام سلام صدقنا انه موجود؟!
من خلف ستار الحسرة والإرتياب أطلَّ وجهُها عبر الشاشة. وجه امرأةٍ مسنة هاربة من جحيم القصف الى معركة اللجوء والغربة. أطلت بسماتها الكئيبة لتنتزعني من تحاليلي السياسية البائدة ولترمني على ضفاف رؤية لماض ٍ ليس ببعيد. تسمرت مقلتاي على مفتاح متدل ٍ على صدرها.
كانت تهتف بصوت مبحوح، مجروح ومرتجف "هو مفتاح بيتي ... أعيدوني اليه أرجوكم".
بالرغم من ارتعاشات يديها المضطربتين كانت اليمنى تقبض بشدة على المفتاح وكأنها تتلمس جدران منزلها البعيد واليد اليسرى تمسح الدمع المحتبس على هاوية رموشها المرتجفة.
بدت التفاتاتها قلقة وهي تسأل "متى سأتمكن من العودة الى بيتي؟"
تنظر من حولها بحدقتين فارغتين رافضتين تأقلماً جديداً في عالم ٍ جديد.
في بيتها الجنوبي المعلق على جدار جفنيها، أطلق ابنها البكر صرخته الأولى معلناً رغبته بالحياة، ولفظ رفيق دربها آخر نفس من حياته الطويلة معها.
هي مؤمنة بأن بيتها لن يُدمر ولن يحترق، هو مثل ظهرها أقوى من الحرب، فلن ينكسر ولن يُهدم.
ازدحمت الصور خلف زجاج عينيها المرتبكتين الهائمتين الحزينتين وراحت تستحضر الأمكنة، كل الأمكنة، من طفولتها حتى عجزها أمام مشيئة الهرب والرحيل مصطحبةً سنواتها الثمانين معها.
خرست كلمات الصحافي أمام إحباط العجوز وغربتها فهبط صمتٌ ثقيل على مجرى حواره معها.
سقط مشهد "المرأة العجوز" في بئرٍ من صور قديمة أرجعتني الى أحداث وتغطيات فترة الحرب العراقية-الايرانية.
تذكرتُ صورة "مفاتيح الجنة" المعلقة حول رقاب الشباب والمراهقين المسلحين الذين كانوا "مؤمنين" بضرورة المشاركة بتلك الحرب ولو ماتوا "استحقوا الجنة التي يحملون مفاتيحها أمانةً في أعناقهم".
رجع بي الزمن ايضاً الى قلق والديَّ وحسرتهما كلما اضطررنا الى مغادرة منزلنا "البيروتي" واللجوء في  مناطق أكثر أمناً خلال المعارك.
كان أبي يحرص على أن يقفل الأبواب والنوافذ جيداً ويعطي المفاتيح لأمي كي تحتفظ بهم في مكان آمن.
لا زلتُ اذكر تنهدات والدتي وهي تلملم ملابسنا وأغراضنا الضرورية قبل الرحيل...
هل كان يظن والدي بأن حفظ المفتاح في مكان آمن قد يجنب منزلنا من الدمار للمرة الثانية؟ أم أنه كان يؤمن بأن الاحتفاظ بالمفتاح يرمز الى احتضان ما تبقى وما تراكم من ذكريات منذ الدمار الأول؟

اليوم وبعد مرور 17 عاماً على هجرتي أتساءل، أيكون الإيمان وسادة تغفو عليها الضمائر في دوامتها؟
كم يلزمني من الوقت كي أنتزع من رقبتي مفتاح ذلك الباب، باب المشاهد القديمة والأليمة التي تزوبع في مداري كلما عصفت الأحداث وصعقت بكوارث وانكسارات جديدة؟
إن مفتاح تلك المرأة العجوز هو ميثاق الوفاء الذي بصمت عليه إبهامات كثيرة وجباه مرفوعة للبنانيين رفضوا الرحيل.
قد يكون تغريدي اليوم عكس السرب ولكني قد حفرتُ في ذاكرتي ذلك المفتاح، فعساني أفلح يوماً ما في أن أمتلك مفتاحاً مثله يغذي انتمائي "للبناني" فيخبرني من أكون ويروي لي عن أسرار ذلك الحنين الذي يسكنني كلما ابتعدت بي المسافات واختفت مراكبي في مجاهل الغياب.



ليلى كوركيس
أيلول 2006
مونتريال – كندا





     [/font]

311
أدب / نقل: اتواتا دسَورا
« في: 18:50 17/02/2007  »

312
أدب / نقل: مذكرات عمود
« في: 07:32 17/02/2007  »

313
أدب / نقل: صوت بخديدا*
« في: 07:25 17/02/2007  »

314
أدب / نقل: نساء بلا انوثة
« في: 07:20 17/02/2007  »
هذا الموضوع تم نقله إلى مؤقت ليلى.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=77103.0

315
أدب / نقل: الآن يغيب القمل
« في: 07:19 17/02/2007  »
هذا الموضوع تم نقله إلى مؤقت ليلى.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=77116.0

316
أدب / نقل: ألتفتُ خلفي
« في: 04:32 11/02/2007  »

317
أدب / نقل: صدیقتي
« في: 03:41 11/02/2007  »

318
أدب / نقل: db2ele len n5raya
« في: 23:38 10/02/2007  »

319
أدب / نقل: الجوقة
« في: 04:50 08/02/2007  »

321
أدب / نقل: واحدة لا تكفي
« في: 04:01 17/01/2007  »

322
أدب / نقل: ليل المشاعر
« في: 04:26 12/01/2007  »

323
أدب / نقل: ساحـة
« في: 04:19 12/01/2007  »

325

328
أدب / نقل: يوميات بغداد
« في: 02:43 14/12/2006  »

329
أدب / نقل: كلمات بين الذات
« في: 01:55 14/12/2006  »

330

لبنان "الصغير" يكبر بثوابت بكركي
[/color]



من إلغاء الى إلغاء "لبنان رح يطير" ..
في الماضي وليس بالبعيد، أطل علينا الجنرال ميشال عون بمشروعه الوطني القاضي بإلغاء القوات اللبنانية ووجودها المسلح. كان خطابه يهدف الى ضم جميع الأحزاب المسلحة تحت لواء الشرعية وجيشها، فقلنا هذا شيئ قد يكون جيداً اذ انه يلتقي مع مطالب خط القوات اللبنانية التي أوجِدَت  في الأساس بسبب فراغ عسكري مسلح في المناطق المسيحية (خلال الحرب) لمواجهة الإعتداءات الفلسطينية المسلحة وللدفاع عن وجودنا كمسيحيين تحت أجنحة "بكركي" والطوائف المسيحية الأخرى في وطننا وعلى الأقل في قرانا ومناطقنا.
تذكرنا يومها مواقف الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل حين أراد تحقيق هذا الأمر بعد انتخابه رئيساً للبنان. يومها، طلب من الموظف أن يذهب الى مكتبه ويحترم دوام عمله مثلما أوعز الى الطلاب في العودة الى مقاعدهم الدراسية، فهناك من سيحمي الوطن بحدوده تحت ظلال الشرعية والدستور.
حصل الذي حصل وقصف النظام السوري بعبدا ناسفاً عون وأحلامه بالرئاسة فكان مصيره النفي الى فرنسا.
تطاولت بعد ذلك أطماع النظام السوري على وجود أي زعيم مسيحي قوي له قاعدته الشعبية وبدأت المؤامرات تُفَبرَك فَهَجَرَ الرئيس السابق الشيخ أمين الجميل وعائلته لبنان وهُندِسَت قضية سجن قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وفرغ الشارع المسيحي ممن كانوا يشكلون خطراً على امتداد اخطبوط الإحتلال السوري للبنان.
منذ ذلك الوقت كانت رموز الدولة اللبنانية (من رئيسها الى نوابها) تتعامل  مع  النظام السوري برهبة ورعب و"بتحتية" مُذِلّة  أنزلت كرامة اللبناني ومقومات الوطن تحت الأرض الى ان رفع الرئيس الشهيد الراحل رفيق الحريري رأسه وصوته وبصق الدم بوجه الأسد ورعيته فكان مصير الحريري الإغتيال مثل كل الذين نادوا بولائهم للبنان وبايمانهم بدوره الحضاري والمشع في المنطقة بالرغم من صغر مساحته وافتقاره للبترول "نجم العصر".
قصتنا مع الموت طويلة ..اليوم نستذكر إغتيال جبران التويني صاحب الكلمة "الموحدة" التي أدت الى قتله والتخلص من دعوته الوطنية الحرة والصادقة.
لن أكرر قصة مسيرتنا مع الأوجاع والآلام بل سأختصر المسافة الى حين عودة عون من منفاه (والله يعلم كيف تم ذلك) وخروج جعجع من سجنه السياسي بعد 11 عاماً من فراغ سياسي قاتل في الشارع المسيحي.
تأملنا خيراً بالرغم من مسلسل الإغتيالات الذي طال المسيحي والمسلم، المؤمن وغير المؤمن، فاغتيلوا فقط لأنهم لبنانيون مؤمنون بلبنان، بتعدديته  وبسيادته.
رحنا نحلم بعَلَم ٍ كبير وِسع مساحة لبنان نتفيأ تحته وننصبه خيمة ً من الشمال الى أقصى الجنوب ومن الغرب وشطه الى قمم الجبال في أقصى الشرق ..
وصدقنا ان جبهتنا المسيحية ستكون موحدة كي تعيد للمسيحي كرامة وجوده على أرضه، تحد من هجرته وتتكلم باسمه في تحالفات وطنية جديدة تضم اللبنانيين على اختلاف أطيافهم الدينية والسياسية باسم الوطن وعشق لبنان.
صحونا من نومنا وأدركنا اننا فعلاً كنا نحلم .. فقلنا "معليش" نريد للبنان كل الديمقراطية، فلتعبِّر المعارضة عن آرائها وأفكارها وبرامجها الوطنية .. ألسنا من عشاق الحرية؟
وعبرت المعارضة "بحرب تموز" التي هجَّرت مليون لبناني وكلفتنا 15 ملياراً أي ما يساوي 15 عاماً من الإعمار.. قلنا "معليش غلطة وصارت .. بكرا منرجع منعمر" وسامحنا الخاطئين والمخطئين بالحسابات وأدرنا خدنا الأيسر لصفعة جديدة، فكانت الصفعة إلغاءً جديداً وضعه عون وقائد حرب تموز نصر الله تحت المجهر. إلغاء للحكومة ولرموز الدولة بجيشها الذي أطلق عليه عون بالحرف الواحد "زعران أحمد فتفت" دون أي خجل أو أي اعتبار للشعب اللبناني، لهؤلاء الشباب ولأهاليهم الذين دفعوا الكثير الكثير (حتماً أكثر منه) ليسلم لبنان.. هم لم تحملهم الطائرات بحماية خاصة للعيش في القصور خارج لبنان .. هم لم يقرروا حرباً ولم يعقدوا صفقات سياسية لخروجهم ودخولهم من والى لبنان .. هم مواطنون لبنانيون مخلصون فقط ولا يطمعون بأكثر من ذلك.
إن الحروب "الإلغائية " التي تدمر لبنان بين كل فترة وفترة لا يمكنها الإستمرار الا في رؤوس بعض الموهومين بالمجد كالطواويس.. وتجييش الشارع ضد حكومة رافضة للإحتلالات لا يمكن ان يكون دافعاً وطنياً بل ضربة للوطن ولسيادته.
ولأن بكركي ليست "أيوب" وإنما "حكيمة" أصدرت ثوابتها في بيان يتوقع له أن يكون حد السيف في هذه المعضلة التي افتُعِلت بهدف المماطلة وكسب الوقت كي لا تتم المحكمة والتحقيقات في جريمة إغتيال الحريري. تضمن البيان الماروني 11 نقطة سميت بالثوابت وهي فعلاً ثوابت وطنية "كيانية" تصب في مصلحة لبنان  الغارق في محيط من الصراعات الإقليمية المذهبية والتي لا نريد أن نرث منها شيئاً. هذا ما عودتنا عليه "بكركي" في كل مواقفها السياسية والوطنية وهذا ما سينقذ لبنان وشعبه من أزمته الداخلية، لو لاقت تلك الثوابت آذاناً صاغية.
إعتبرت تلك الثوابت : أن الحرية هي "كنز الكنوز" عند الموارنة الذين مع أخوان لهم أسسوا كياناً واحداً يؤلف نسيجاً وطنياً قائماً على وحدة المصير والتكامل تحت ظل السلطة الشرعية والديمقراطية المكرسة في الدستور اللبناني. أكدت النقاط ايضاً على سيادة لبنان والتمسك "بقرارات الشرعية الدولية" لحماية الوطن من "أطماع جيرانه" وببناء دولة على "أسس الحق والعدالة والمساواة". طالب البيان بتطبيق الطائف، إقرار المحكمة الدولية، عدم الإنجرار الى المحاور الإقليمية وتأليف حكومة وفاق تؤمن مشاركة واسعة على المستوى الوطني.

لم يذكر البيان أي اسم أو جهة بل شدد على المصلحة الوطنية الشاملة وأنصف كيان الوطن وشرعية مؤسساته. حمل البيان ثوابت عادلة ولخَّص مطالب لبنانية مبنية على أسس "وطنية" وإنتمائية للبنان الصغير على خارطة العالم والكبير بالضجة التي يحدثها كلما اهتزت شجرة في غاباته.
فهل يكون ذلك كثيراً علينا وعلى أرواح كل الذين سقطوا ؟

إن أسماء ووجوه ومواقف زعمائنا لم تعد تهمنا .. دموعهم وحرقتهم علينا هي التي تعني لنا الكثير. حصل في ما مضى اني قد قرأتُ الكثير من النقد والإنتقادات عن دموع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة اثناء إلقاء كلمته في مؤتمر وزراء الخارجية العرب. لم أتعجب يومها من هذا النقد لأنه كان من الواضح جداً أن شعوبنا في المنطقة لم تعتد على قائد او زعيم سياسي-إنسان يبكي ويذرف الدموع على آلآم شعبه وتدمير وطنه مثلما لم أتعجب من رده الأخير والرصين جداً والمنطقي بإمتياز على نصرالله .. إعتادت شعوبنا على التصفق لزيف الخطابات ولخواء مجد الزعماء وجنونهم بمرض العظمة.. تأقلمت مع فكرة القائد الذي يأتي ليأكل وليطعم حاشيته قبل أن تنتهي مدة ولايته.. شعوبنا مسكينة لم تعد تجرؤ النظر على قائد بسيط  وعفوي بطبيعة تعامله  وكبير جداً بمواقفه الوطنية والإنسانية.
اليوم وانا أقرأ الأخبار، فكرتُ ماذا لو جمعنا ثوابت بكركي بالكلمة التي استقبل بها الرئيس السنيورة الوفد النسائي البيروتي في السراي الحكومي والتي  استوقفتني من تلك الكلمة عبارتان:
- "عُمر" لبنان: وهي كلمة لم نتعود ان نسمعها من مسؤول سياسي اذ ان العمر غالباً ما نربطه  بالإنسان لهذا معظم الزعماء يستخدمون كلمة "تاريخ" وليس "عمر" الوطن.
- "موقف "حاضن" : لم أسمع قبل اليوم زعيماً يتكلم عن موقفٍ "حاضن ٍ" والحضن للإنسان أيضاً وليس للموقف.
 
فهل كثير علينا أن يتسلم مسؤولية حياتنا ومستقبل وطننا سياسي-إنسان تحضن مواقفه عمر الوطن وتضم الجميع تحت ولاء حكومة قوية وجيش يمارس دوره الطبيعي والحقيقي؟
هل يحق لنا بعد أن نحلم بثوابت يكبر معها لبنان الصغير ويغرق عمره في دموع من الفرح؟



ليلى كوركيس
مونتريال – كندا
   



[/font]

331
أدب / نقل: ايعقل
« في: 02:39 10/12/2006  »

333

أبدوا خشيتهم من صدامات مع إقرارهم بحق التظاهر
المطارنة الموارنة ناشدوا المسؤولين وعي خطورة الوضع
وحضّوا بري على دعوة المجلس إلى الاجتماع وإيجاد مخرج
[/b][/size]

النهار - الخميس 7  كانون الأول 2006  - السنة 74 - العدد 22856
ابدى مجلس المطارنة الموارنة خشيته من أن تؤدي التظاهرات والاضرابات الى "صدامات وسفك دماء"، مع تأكيد حق التظاهر الذي ينص عليه الدستور. وناشد المسؤولين "ان يعوا خطورة الوضع ويبادروا الى ايجاد الحلول لإنقاذ البلد من ورطته"، وكذلك ناشدوا رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة المجلس الى الاجتماع "لعله يجد مخرجا للأزمة".
عقد المجلس اجتماعه الشهري في الصرح البطريركي في بكركي أمس، برئاسة البطريرك الكاردينال نصر الله بطرس صفير، وعرض التطورات في لبنان. واصدر بياناً تلاه امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، وهنا نصه:

"1 - ان الوضع المربك الذي يعيشه اللبنانيون في هذه الايام يدعو الى الاسف الشديد، وكأن الحياة قد تعطلت. فالشلل أدرك المؤسسات الدستورية، رئاسة الجمهورية والحكومة باتتا موضوع جدل، ولا يبقى الا مجلس النواب لكنه لا يجتمع. ولذلك نناشد رئيسه دولة الرئيس نبيه بري ان يدعوه الى الاجتماع لعله يجد مخرجا للأزمة التي يتخبط فيها البلد.

2 - ان هذا الشلل في المؤسسات العامة والبلد له أسوأ العواقب على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان. فالعاصمة في اضراب شبه شامل والمحال التجارية مغلقة وحركة السوق جامدة، والشعب اللبناني في حال انشطار تتجاذبه تيارات متناقضة. فبات من الواجب الحفاظ، مع حرية الرأي، على الثوابت الوطنية والسعي الى توحيد الكلمة والجهود لمصلحة لبنان وشعبه وانسانه فوق جميع المصالح الشخصية والفئوية.

3 - لا شك في ان التظاهر والاضراب حق مشروع ومعترف به دستوريا، غير اننا نرى ان الاضرابات والاعتصامات المفتوحة التي تجري الآن في وسط بيروت وسواه وما يرافقها من خطب نارية لن يحل المشكلة اللبنانية، ويخشى ان يؤدي الى صدامات وسفك دماء على ما حدث أمس، وهذا ما يؤزم الوضع ويزيد صعوبة الحل المنشود. ولعل العودة الى المجلس النيابي والحوار أجدى وأفعل.

4 - ان الشعب اللبناني لا يمكنه ان يحتمل أكثر مما احتمل، ويكاد يدركه اليأس من هذا الوضع الزري الذي يتخبط فيه، وقد أقفلت ابواب الرزق لديه، وبات ينتظر المجهول ويده على قلبه خوفا من ان يكون أسوأ مما هو فيه الآن. لذلك نناشد جميع المسؤولين عن مصير البلد ان يعوا خطورة الوضع ويبادروا الى ايجاد الحلول الملائمة لانقاذه من ورطته.

5 - ان عيد ميلاد الرب يسوع المسيح بالجسد قد قرب. لذلك ندعو جميع ابنائنا ليرفعوا قلوبهم وعقولهم الى الله، ويسألوه ان ينير عقول جميع المسؤولين عن مصير لبنان وشعبه، ليهتدوا الى خير السبل لاخراج البلد من محنته واعادة الأمل بغد مشرق الى جميع أبنائه. ومتى طابت النيات سهل ايجاد الحلول المرتجاة، وعلى الله الاتكال".


نواب "القوات"
[/u]
وبعد الظهر استقبل البطريرك صفير وفدا من كتلة نواب "القوات اللبنانية" ضم ستريدا جعجع وفريد حبيب وانطوان زهرا وايلي كيروز. وعلى الاثر وزع الوفد البيان الآتي: "تشرفنا بالاجتماع الى صاحب الغبطة وبحثنا في التطورات الراهنة، واكدنا وقوفنا الدائم بجانب بكركي، وفي هذه المناسبة يهم الكتلة ان تؤكد النقاط الآتية:

اولا، ان البطريرك الماروني هو صخرة لبنان وابواب الجحيم لن تقوى عليها، وقد اثبت ذلك في اصعب الظروف وفي عز زمن الوصاية، فكم بالحري في هذه المرحلة المفصلية والانتقالية، بعدما كان له الدور الاساسي في قيادة المسيرة الاستقلالية توصلا الى كسب معركة الاستقلال، ولذا فإن الرد على حملات التجني على سيد الصرح، يكون بعدم التوقف عندها لان من اعطى مجد لبنان لا تؤثر فيه اصداء باهتة لاصوات خارجية لا تفقه شيئا من تاريخ بكركي.

ثانيا، النضال الرائد للمسيحيين من اجل تحرير لبنان منذ بداية التسعينات، ما كان ليتوج بثورة الارز لولا التضحيات الكبيرة التي كللت هذا النضال، وبالتالي فإن محاولة البعض تجيير هذا النضال واستغلاله لمصلحته ومصلحة المجرمين الذين لا يزالون يستهدفون رموز الاستقلال الثاني، انما تشكل اكبر اعتداء على المبادىء التي تمسك بها المسيحيون وعمدوها بالدم والعرق على مدى خمس عشرة سنة، واخطر افتئات على كرامتهم وكرامة جميع اللبنانيين الاحرار.

ثالثا، ان كتلة القوات مصممة، مع قوى 14 آذار على مواجهة التهويل والتخويف واحباط مشروع الانقلاب الذي ينفذه حلفاء سوريا على الساحة اللبنانية ضد حكومة لبنان الدستورية برئاسة دولة الرئيس فؤاد السنيورة، والذي يشكل تلاعبا فاضحا بالوحدة اللبنانية وبمشروع الدولة من جهة، ويناقض تاريخ لبنان وطبيعة الكيان السياسي اللبناني من جهة اخرى. وتأسف الكتلة اشد الاسف لان يتنكر لبكركي ودورها السيادي من ينبغي ان يكونوا في طليعة الحرصاء على استقلال لبنان وموقع المسيحيين فيه، خدمة لحسابات محلية ضيقة ولمصالح خارجية لا تقيم اي اعتبار للحقوق والمصالح اللبنانية".[/size]

[/font]

http://www.annaharonline.com/HTD/SEYA061207-8.HTM



334

قد تكون الأخبار السياسية والأمنية هي الرائدة في صحفنا ووسائل إعلامنا، ومن الطبيعي جداً أن نتلهف للإطلاع عليها بحثاً عن أمل ٍ ولو ضئيل ٍ في آخر مطاف رحلتنا مع الحرب والسلام في أوطاننا...
الى أن تسطع الشمس من جديد ، هناك من يسعى الى إحياء ما كان قد صُبِّرَ في مفكرات التاريخ و وعلى رفوف المتاحف .. هناك من يؤمن بأن للفن وللموسيقى لغة لا يحدها زمان ولا مكان مهما شاخت العصور في مكتباتنا.
"قيثارة أور الذهبية" تقوم من بين أنقاض بلاد ما بين النهرين لتعزف من جديد في هياكل آلهة الحرب والسلام وعلى مسارح العالم.

ننشر للقراء نبذة عن قيامة هذا المشروع :




مشروع إعادة تصنيع قيثارة أور
[/b][/color][/size]


تم العثور على قيثارة أور الذهبية في عام 1929 وهي موجودة في متحف بغداد, لكنها لا تصلح للعزف عليها. عمرقيثارة أور على وجه التقريب هو 4750 سنة ويرجع تاريخ صناعتها إلى 500 سنة قبل بناء الهرم الكبير في مصر . وبهذا تكون هذه القيثارة هي اقدم تراث حضاري إنساني. القيثارة ذات رأس الثور موجودة في متحف بغداد ,وقد برزت للجمهور من جديد بسبب الأحداث التي جرت في العراق.

مقدمة حول المشروع:
في شهر نيسان (أبريل) 2003 شكل السيد اندي لوينغز فريق لإعادة تصنيع قيثاره حقيقيه على غرار قيثارة أور الشهيره بحيث يتمكن العزف عليها. نشاة الفكره لهذا العمل من منحوتات حجرية آان قد شاهدها السيد اندي في متحف شيكاغو على غلاف إحدى المجلات.
عمل كهذا لم يتم من قبل بهذا الشكل فنحن نستخدم المواد اللاصقة الأصلية و صدف الخليج وخشب منطقة السومرية الموجودة في العراق في صنع هذه القيثاره. ولقد لاقينا الكثير من الاهتمام للاستماع للآلة معاد تصنيعها وبالإضافة إلى أمكانية العزف عليها.
مشروعنا هذا هو مشروع موضوعي نود أن نقدمه لكم وأن نروي قصته في كل انحاء العالم.
المهارات التي نحتاجها لإعادة تصنيع قيثارة أور لا تزال موجودة في عالمنا هذا ولدينا فريق من أفضل الحرفيين والذين هبوا لمساعدتنا.
هذا اضافة للعديد من المرشدين والصناع المهرة المتحمسين لنيل قسط من هذا العمل. و لابد من الذكر أن هذا المشروع يتضمن ايضا العديد من الموسيقيين العراقيين. اضافة لهذا قامت الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية بالاتصال بنا للاطلاع على هذا المشروع وتقدم العمل به.
هذا وقد تم دعوتنا للعزف في مقاطعة كمبريدج في المملكة المتحدة, وفي نيو مكسيكو وواشنطن العاصمة في الولايات المتحدة الأمريكية اضافة الى فيينا بالنمسا ولندن وكذلك في دبي في الإمارات العربية المتحدة.

مشروع إعادة تصنيع قيثارة أور هو مشروع خيرى بدون أي عائد مادي مباشر و ليس له ابعاد سياسيه.
آلة أور المعاد تصنيعها سوف توهب بعد سنة من العزف عليها لمعهد أو مؤسسة نقتنع بقدرتها على الاعتناء بهذه الآلة والحفاظ عليها.
ونود ان نذكر أن هذه الآلة ليست ملك لشخص معين بل هي تابعة للجنة خيرية.
لقد لاقت فكرتنا هذه الكثير من الاستحسان وبشكل ملحوظ وذلك لاهميتها واصالتها. ومن الجدير بالذكر انه من اجل تحقيق فكرتنا هذه التقينا في لندن مع مدير المركز الثقافي البريطاني بالعراق, وكذلك تلقينا التشجيع والدعم من الجمعية الوطنية للبريطانيين العرب (نابا).
ولقد حصلنا على الخشب والحجر والقار من العراق بواسطة أصدقاء لنا ومتطوعين ساعدونا على ذلك, وهذا كله نقل إلينا عبر أوروبا. لقد استفدنا من مساعدة المتحف البريطاني لنا ومن مساعدة استشاريين في علم الآثار من متحف بغداد في العراق, انه حقا فريق عمل عالمي.

أما الآن فنحن نبحث عن أفضل العازفين كي يساهموا معنا في تقديم هذه الآلة كعمل فني وأيضا ليرووا قصة وتاريخ هذه الآلة لقيثارة أور تتضمن ايضا عزفا على آلة CD ويذكرون الملأ بتاريخ حضارة وادي الرافدين. لقد قمنا بتسجيل أسطوانة ليزرية التشيلو وعلى آلة الهارب الكلاسيكي .

خاتمة:
نحن نود ان ندعوكم للانضمام لفريق عملنا هذا ضمن مشروعنا المتميز لكي تقدموا لنا مهاراتكم و مساعدتكم في الدفع بمشروعنا هذا للامام إلى ما هو أفضل , فكل شخص في هذا العالم له علاقة مع هذا المشروع، مشروع أقدم الأصوات الموسيقية في العالم ..

Andy Lowings اندي لوينغز

للمزيد من المعلومات والتفاصيل يُرجى النقر على الرابط:
www.lyre-of-ur.com

* * * * *

يمكنكم تقديم المساعات والهبات لمشروع قيثارة أور عن طريق الحساب المصرفي التالي:
Lloyds Bank “Harp of Ur”
For donations (Code LOYDDGB2L)
15 Church Street, Northborough,
Peterborough
PE6 9BN
UK
Website: www.lyre-of-ur.com
Email: andy_lowings@hotmail.com
   

     [/size] [/font]

335

مسيحيون .. في نعوش الديمقراطية


لا تعجبوا من إختياري لهذا العنوان ولا تخافوا على الديمقراطية من نعوشنا.. فإني أرى وبكل اعتزاز انه بات من واجبنا أن نتقبّل اغتيالاتنا كمسيحيين كون من يقتلنا يثبت لنا وللعالم بأن قياداتنا وحركاتنا السياسية والإنسانية تخيفهم وتشكل خطراً كبيراً على امتداد تطرفهم الأعمى الذي يغرقهم في بحر من الجهل والظلام والإجرام الإرهابي.

لم أتحمس يوماً للكتابة باسم ديني المسيحي أو طائفتي المارونية ولكن تزامُن إغتيال وزير الصناعة اللبناني الشيخ بيار أمين الجميل مع إغتيال رئيس تجمع السريان المستقل الأستاذ يشوع مجيد هدايه، دفعني الى التوقف عند مسلسل الإنتهاكات الذي يبثُ سمومه ويرتكب أبشع الجرائم بحق المسيحيين ومؤسساتهم، تارة في لبنان وتارةً أخرى في العراق.

من الواضح جداً ان النقاط المشتركة في مشكلة البلدين لم تعد تُخفى على أحد وبات جلياً أمر الصراعات الإقليمية الملتهمة للإثنين. ولو أعدنا قراءة ما كان ينادي به الشهيدان يشوع مجيد هدايه السرياني وبيار الجميل الماروني (والأصل واحد .. سرياني) لفهمنا انهما ببرامجهما وطروحاتهما قد شيعا لقناعة ثابتة وهي حرية الأرض وحقوق الشعوب.
إخترتُ من مقال الأستاذ سامي المالح المنشور في موقع عنكاوا دوت كوم مقطعاً يصف به الشهيد هدايه ويختصر أهدافه وفكره، فيقول:
"ان تأسيس حركة تجمع السريان المستقل، بمبادرة وقيادة الشهيد ايشوع، أضاف رافداً قوياً وأساسياً جماهيرياً الى مجرى نضال شعبنا النامي. كانت تلك المبادرة الحكيمة والجريئة، ضرورة واستجابة واعية، لتطور الوعي القومي، وتطلع أبناء شعبنا في المنطقة الى الحرية والحياة الكريمة ...
لقد تميزت الحركة بقيادة الشهيد ببرنامجها الوطني بربط النضال القومي المشروع لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري بالقضية الديمقراطية في العراق وبجرأتها في بلورة مطالب شعبنا في المرحلة الراهنة ومطالبتها بالحكم الذاتي في مناطقنا التاريخية ... وأوضح بجلاء أهمية ذلك في تطوير العراق والأقليم وبناء النظام الديمقراطي الحقيقي الذي لا بد أن يضمن حقوق الجميع دون استثناء...
حلل الشهيد الأوضاع السائدة في الوطن وكذلك في إقليم كردستان وشدد بمسؤولية وصدق على أهمية تعزيز العلاقات الكفاحية بين كل أبناء العراق من كل القوميات والطوائف وبين كل القوى الوطنية والديمقراطية الخيرة لما فيه المصلحة المشتركة وبناء الوطن الواحد..."

هذا وكانت زوجة الشهيد يشوع هداية قد أعلنت :" انه كان لا يخشى ولا يهاب لأنه كان يعمل في النور ليس للسريان فحسب بل لكل الخيرين".

أما في ما يتعلق بمواقف الشهيد بيار الجميل البارزة والتي أزعجت "الجبناء"، يستوقفنا منها إصراره على سيادة لبنان المدعومة بكل شعبه ويفاجئنا ببرامجه الإقتصادية المستقبلية للبنان والتي لا تصب في مصلحة البعض.
هو أول من "وضع خطة عمل للصناعة في لبنان أسماها "صناعة لبنان 2010"، فقال في احد خطاباته:
" ليس للصناعة اي انتماء حزبي او طائفي او مناطقي او مذهبي، هي تحمل اسم لبنان، وهي القاسم المشترك بين جميع اللبنانيين... ان حزب الصناعة هو الحزب اللبناني الذي تسقط فيه الشعارات السلبية والمزايدات ويبقى العلم اللبناني ولبنان اولا في الصناعة ... هذه الصورة التي يجب ان نطل من خلالها على العالم الخارجي، وهي التي توحد اللبنانيين تجاه الخارج وهي التي تلغي الفروقات الصغيرة والضيقة بين اللبنانيين..."
في مواقف أخرى وطنية وسياسية، قال:
" أن الوضع في هذه المرحلة، والتهديد بالشارع يشير الى أن هناك محاولة وضع يد كاملة على الوضع اللبناني ... ان لغة التهديد والوعيد لن ترهبنا او تدفعنا الى التراجع عن مسيرة بناء الدولة العادلة والحاضنة للجميع مهما كانت العقبات والعراقيل ... ومهما حاول البعض اختزال التمثيل المسيحي بفريق معين او بفريقين او التنكر لوجود الكتائب ولدورها الوطني والتمثيلي ولتضحيات شهدائها فهو لن ينجح ...  كنا وما زلنا في قلب الحدث وسنبقى... ان المطلوب منا اليوم كلبنانيين ان نثور من اجل الحقيقة ونعرف اننا اقوياء بوحدتنا وان لا احد اقوى من لبنان والدولة اللبنانية ... نحن كلبنانيين نتحمل وندفع الثمن ليحيا لبنان ... نحن كنا ولا نزال اوفى الاوفياء في زمن التخلي، لم نترك لبنان في زمن الصعاب ولم نتركه اليوم في مرحلة التعافي واعادة البناء. حملنا في اصعب الاوقات صليب لبنان وقدرنا ان نزرع دائما ارزة على جباله لإيماننا بهذا الوطن ورسالته ومسيرة الشهداء الذين سقطوا دفاعا عنه ... علينا نحن أن نريهم أن الدولة حقا قائمة وهذا المجتمع عمره ستة آلاف سنة من الحضارة وهذا البلد لم يقم صدفة, انه رسالة. وهذا ما تكلمت به الكتائب في ال43 وتكلم به الارشاد الرسولي بعد خمسين سنة، نحن مؤمنون بصيغة لبنان وبالعيش المشترك الفعلي في لبنان، مجتمع كامل متكامل مع بعضه في لبنان..."
وفي مواجهته ضد التمييز الحاصل في ما يتعلق بقضية عودة المهجرين ودفع التعويضات لهم، دعا الى :
" التلازم في الدفع بين مهجري الجبل والشوف وعاليه من جهة (وهم مسيحيون)، والضاحية الجنوبية من جهة أخرى(وهم من الشيعة)، فلا «نفضّل» من يطلق الكاتيوشا ساعة يشاء ويتظاهر بالفـــؤوس والبلطات ويطلق الآينرغا على من يخاف الدولة ويحترم قوانينها ... أتمنى ان يصار الى معالجة الموضوع برمته لانه من غير الوارد لدينا القبول بهذا التمييز الفاضح الذي يجعل المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية، وقد اضطررنا الى الحديث بهذا المنطق، بعدما وصلت الامور الى حد غير مقبول ... "
وأضاف " ما ذنب المسيحيين في كل ما جرى، وقد ذاقوا الويلات من الحروب والتهجير ولا من يهتم لأمرهم، لافتاً الى نتائج جولاته على القرى المهجرة ومعاناة الناس هناك ..."

أجد في الخطابين إصراراً عنيداً على تفعيل دور المسيحيين في البلدين ضمن إطار التمسك بكرامتنا كمسيحيين ويرمي الخطابان الى تذكير "منسي" بأهمية دور المسيحيين وبتضحياتهم الكثيرة أيام الحرب والسلم، كطيف أساسي ورئيسي في كيان ووجود البلدين. هم "لن يكونوا مواطنين من الدرحة الثانية" في لبنان حسب ما قال بيار الجميل، ولهم كل الحق في " مطالبتها بالحكم الذاتي في مناطقهم التاريخية في العراق ...وعلى أساس ديمقراطي وعصري" حسب ما ورد في حديث يشوع مجيد هدايه.
في الخطابين أيضا،ً تمسكٌ واضحٌ بالأرض وبوحدة الوطن تحت ظلال الشرعية الدستورية التي يجب أن تدافع عن كل الأطياف الوطنية على أساس ديمقراطي دون أي تمييز.
قد بدا واضحاً للجميع أن المسيحيين في لبنان وفي العراق قد انتهجوا استراتيجية مغايرة لما سلف من خلال التحالفات الجديدة المنفتحة على الآخرين والتي قد تؤمن لهم حق البقاء على أرضهم والحد من هجرتهم وتشتتهم خارج أوطانهم.
مما لا شك فيه ان رحيلهم سيؤدي الى انقراضهم في المنطقة العربية، وفي ذلك جريمة إنسانية وتاريخية لن يرضى بها أي قائد وطني مسؤول وواع ٍ للمخططات التي تحاك ضدهم وضد اعتدالهم الموجه نحو قبول واحترام مجتمعاتهم التعددية على أرض الوطن وفي نصوص دستوره الشرعي.
إن الهدف الرئيسي للجرائم التي تُرتكب بحق المسيحيين هو ضرب الطبقة المثقفة والمعتدلة المؤمنة بحقوق كل الشعوب والمنادية بالحرية وبالديمقراطية التي يحلمون بها ويسعون لتطبيقها في أوطانهم. يغتالوننا ويقتلون كل إنسان حر لأنهم يريدون أن يسيطر التطرف على كل العقول والأمكنة ويعملون جاهدين لزرع الدكتاتورية في الأرض التي ناضلت وبصقت جذور الظلم والأنظمة الاستخباراتية المريضة والظالمة.
ولو عدنا الى الوراء اسبوعين وتذكرنا زيارة الرئيس الأسبق الشيخ أمين الجميل لشمال العراق وللقاءاته مع رئيس الأقليم مسعود البرزاني وغيره من المسؤولين هناك، لظهرت أمامنا لوحة التحالفات المسيحية الجديدة والساعية الى تعديل الوجه الديني من نظرة كنسية وكهنوتية ضيقة الى كيان إنتمائي وثقافي وتربوي مشكلاً جزئية مهمة من هويتهم الوطنية والمسيحية الشاملة مما أعاد الكثيرين من المؤمنين وغير المؤمنين الى انتمائهم للكيان المسيحي. وقد يجوز ان بعض أهداف زيارة الجميل للبرزاني كانت تصب في اتفاقيات إقتصادية ولكن تصريحات الجميل الداعمة لحكومة البرزاني قد أعطت لهذه الزيارة طابعاً سياسياً، يبدو انه قد أزعج الكثيرين بقدر ما كانت ولا تزال التعددية الثقافية والدينية التي يطالب بها مسيحيو لبنان والعراق تزعج المنادين بأحكام إسلامية أو عقائدية حزبية "توتاليتارية" في المنطقة.

فهل نرضى بما كان شائعاً حول خسارة المسيحيين للحرب في لبنان، وكان ذلك زوراً مثلما كان اغتيال الرئيسين بشير الجميل ورينيه معوض وغيرهم من الزعماء الوطنيين الذين حلموا بلبنان حر ومستقل عن نفوذ "الأشقاء"؟
هل نرضى بالدجل السياسي الذي حكم زوراً بالسجن على الدكتور سمير جعجع بعد أن فشلوا في إلحاقه بأبواق من قبلوا بالتبعية والذل؟
وهل نصمت أمام اتهام المسيحيين بالإنفراد بالتفاوض مع اسرائيل على غرار ما قام به الرئيس الراحل "المغتال" ايضاً بشير الجميل، في والوقت الذي كانت بعض الدول العربية تزحف بشكل سري وخبيث على حساب اللبنانيين، لحل أزماتها مع إسرائيل، والمسيحيون يُنعتون بالتعامل ويُقتلون ويُسجنون ويُرحّلون تحت اسم العمالة والتخوين؟
وهل كان من العدل أن يدفع لبنان ثمن القضية الفلسطينية وحده مثلما تحول العراق اليوم الى ساحة تُحل فيها كل الصراعات الإقليمية والسورية-الايرانية، فيدفع العراقي ثمن الإنشقاقات الطائفية السنية-الشيعية التي اوجِدت وتأججت بشراسة لمنعه من النهوض ولضرب الديمقراطية التي كان يحلم العراقي بتطبيقها بعد سقوط النظام البعثي المستبد؟

اكتظت عقولنا بالأسئلة مثلما اجتاحت المصالح والصفقات السياسية "الفاسقة" أوطاننا على حساب شعوبنا المقهورة التي لا تطلب سوى العيش بكرامتها على أرضها، فهل نرضى بالواقع ونصمت؟!

إغتالوا منا أكثر وابطشوا بتهديداتكم أكثر ولكن جبنكم قد فاق قوتكم المؤقتة والآنية لأنكم أضعف من أن تواجهوا صوت الحق والحرية، دون أقنعتكم الفاسدة والجبانة.
طالما خوفكم منا يكبر، نحن منتصرون.. بالموت وبالحياة الباقية، نحن منتصرون .. لأن كلمتنا أشرف من أن تدنسها عمالتكم واستشهادنا هو شرف نعلقه على صدورنا وعلى قبور شهدائنا الأحياء.
ومن آمن بالله وبالوطن لا يمكن أن يموت...




ليلى كوركيس
مونتريال-كندا
27 تشرين الثاني 2006
   



[/font]

336
أدب / نقل: تأمل في ملكوت الأطفال
« في: 19:04 24/11/2006  »
هذا الموضوع تم نقله إلى [منتدى الحر].

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=65544.0

337

مأتم رسمي وشعبي حاشد للشهيد بيار الجميل

ال بي سي نيوز -   11/23/2006 
-------------------------------------------------------------------------------------------------



 
في مأتم شعبي ورسمي حاشد، لم يغب عنه من أركان الدولة سوى رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وأي ممثل عنه، جرت مراسم التشييع للوزير الشهيد بيار الجميل في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط العاصمة بيروت.

وكان مئات الالاف من اللبنانيين قد تدفقوا ابتداء" من الصباح الباكر من مختلف مناطق لبنان الى قلب بيروت، للمشاركة في اليوم الذي أطلقت عليه قوى 14 آذار الداعية الى المناسبة يوم الوفاء لبيار الجميل والدفاع عن المحكمة الدولية.

وترأس مراسم الصلاة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يعاونه لفيف من مطارنة الطائفة المارونية، في حضور كبار المسؤولين الرسميين يتقدمهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وسُجل حضور حزبي واسع على صعيد قيادي رفيع، من أبرز وجوهه رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط.












 
 [/font]

http://www.lbcgroup.tv/LBC/En/MainMenu/News/Local+News/Pierre+Gemayel+Funeral+1+23+November+2006.htm


338

وليد جنبلاط: كل اغتيال هو مسمار في نعش النظام السوري
[/size][/color]


ال بي سي نيوز _  11/23/2006  
---------------------------------------------------------------------------------------------------

وجه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط كلمة الى الرئيس السوري بشار الاسد قال فيها: "ليعلم حاكم دمشق, انه مهما استفحل في القتل والاغتيال, كل اغتيال او محاولة اغتيال, هو مسمار في نعش النظام السوري."

هذا وامل جنبلاط من رئيس مجلس النواب نبيه ان يدعو المجلس الى جلسة نيابية للموافقة على اتفاقية المحكمة الدولية.

وحذر جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده في دارته في المختارة, حذر من التحريض, معتبرا انه لا ينفع داعيا  امين عام حزب الله الى الانتباه من هذا الموضوع.

وتوقع رئيس اللقاء الديمقراطي المزيد من الاغتيالات, واعتبر هناك هدفين من وراء اغتيال الوزير الجميل.

ودعا الى مواكبة نعش الشهيد الوزير دون اي شعارات.



 [/font]
http://www.lbcgroup.tv/NR/exeres/9128996E-7915-475E-9B58-23AE42351270.htm

339

من بشير الى بيار .. حكاية وطن موجوع


وجع مؤلم جداً لكنه غير قاتل مهما فاضت دماء الشهادة على ضفاف بحرك وسبحت فيها كل الأمهات وتدفقت شلالاتها من جبالك الشامخة وسالت أنهرها في وديانك وسهولك ...
لا .. ما أكتبه "مش حكي عواطف"، ما أكتبه هو نابع من الحقيقة التي أوصانا بها بشير الجميل عم الشهيد الجديد (ولنا في كل يوم مجدٌ جديدٌ بالشهادة) "لازم نقول الحقيقة مهما كانت صعبة"، فيوم رفض بشير العمليات العسكرية الفلسطينة في لبنان رفضها بصوت عالٍ ويوم عارض الإحتلال السوري للبنان عارضه بصوت عالٍ ويوم استوعب دور إسرائيل في أن تقضي على الوجود الفلسطيني المسلح القاتل والمدمر للبنان دون أن يخشى اللوم ولا العداء، إستوعبه بصوت عالٍ وكان صوته يصدح عن أصوات كثيرة لجبهات عديدة كانت معارضة له في العلن، وضمنياً مؤيدة لهذا الحل لكنها لم تكن تجرؤ يومها على إعلانها ذلك.
إن كل ما نادى به بشير الجميل فيما مضى، بالرغم من كل الأخطاء التي أُقترِفت، نادى به كل الذين اغتيلوا من بعده من مسيحيين وغير مسيحيين فكل من اغتيل كان بشكل أو بآخر، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مؤيداً لما طالبَ به بشير سابقاً والذي يُختصر بتحرير لبنان من أي وجود عسكري غريب على أرضه وبفرض رموز سلطة الدولة على مداخله وحدوده.
حتى كمال جنبلاط الذي اغتيل قبل بشير كان معارضاً لدخول الجيش السوري الى لبنان بالرغم من تأييده "للجهاد الفلسطيني المسلح" ولمواجهة إسرائيل من لبنان. أُزيحَ جنبلاط لأنه أدرك أن أطماع النظام السوري لن تحدها حدودٌ وان سرطان أجهزتها الإستخباراتية أخبث مما كان يتصوره البعض آنذاك ولن يوقِفَ إنتشاره في جسد لبنان أي علاج.
كل الذين اغتيلوا منذ إستشهاد رفيق الحريري الى اليوم أرادوا تحقيق ما قاله بشير سابقاً "نحن ما بدنا مزرعة بدنا وطن"، فكان ايمانهم كبيراً بالوطن وأحلامهم أوسع من حدود مساحته الصغيرة والكبيرة جداً بدوره وبوجوده كمرتع ٍ للمسيحيين في كل المنطقة العربية.
في الواقع أن كل اللبنانيين على إختلاف إنتماءاتهم السياسية والدينية قد دفعوا ثمن حروب الغرباء على أرضهم. حتى الفئات التي عارضت "الجبهة اللبنانية" المسيحية في الماضي وحملت السلاح في مواجهة عسكرية ضدها وضد مطالبتها بسيادة لبنان وإستقلاله هي اليوم مع تلك المطالب التي لم تتغير ولم تتقنَّع على مر السنوات بالرغم من كل الضغوطات والمغريات.
لهذا أقول أن من راهن على إنقسام المسيحيين في لبنان وخاصة الموارنة قد فشل إذ بالرغم من إنشقاق الزعماء الموارنة اليوم لجبهتين متضادتين فقد فازت الجبهة الوطنية المنادية بحرية لبنان بأصوات جهات عديدة كانت عدوة لها في الماضي، والجبهة المسيحية الوطنية غير الموالية لأي نظام غريب أصبحت جبهة لبنانية شاملة تضم كل المؤمنين بلبنان الوطن وبعمق جذوره وتاريخه الذي لا نستطيع الا أن ننحني أمام صلابته بعذباته وأوجاعه وبانتمائه الى أسماء شهدائه الخالدين.
كان ولا يزال لبنان رمزاً للبقاء المسيحي في الشرق. كان ولا يزال الموارنة وبقية الطوائف المسيحية يمثلون تحديات ذلك الوجود بعد أن عُلقت كل الآمال على بقائهم وصمودهم أمام مراهنات البعض على انكسار"شوكتهم" وتخويفهم وترحيلهم وانقراضهم في لبنان.

يوم اغتيال بشير الجميل إنحدرت أحلام المسيحيين الى الحضيض وغاص الموارنة في بحر من التشتت لكنهم لم ييأسوا. تقاذفت الأمواج مراكبهم وراهن الكثيرون على فشل خلاصها لكن اعتياد مسيحيي الشرق ومنهم الموارنة "بالتمسك بالقشة" قد أنقذ موارنة لبنان من الطوفان وقد تنقذهم تلك القشة-الإرادة اليوم من الغرق في بحر الأحزان والإنجراف في تيار الحقد بعد الإصطياد الجبان الذي طال بيار الجميل أحد رموزهم القيادية في عمق منطقته مثلما أغتيل عمه بشير في عقر داره.
كل عمليات الإجرام نُفِذت في مناطق الشهداء أنفسهم عن قصد وتحدياً لعنادهم، والجريمة التي قتلت رفيق الحريري نُفِذت في المدينة-الحلم "بيروت" التي طالما عشق جمالها وآمن بدورها الرائد فمات على صدرها لتضمه بأحضانها.
تراكمت رسائل الموت على صفحات أيامنا بحجم خيبات وأحقاد المخططين والمنفذين لتلك الجرائم. هم لم يروا بعد أنه مع كل سقوط ضحية ولادة جديدة وصرخة وعد جديد للبنان أكبر من المستحيل، أطول من قصر نظرهم وأعمق من كل جرح يفتحونه في خاصرتنا من جديد.
إن عداءهم لسيادة لبنان على حدوده ال 10452 كلم سيواجه مع كل طلقة مصوبة الى صدرنا بإنضمام أصوات جديدة لأصوات الحق والحقيقة التي نصرخها دون خوف ومهما كان الثمن غالياً. إن عملية تفريغ لبنان من المنادين بحريته تخطيطٌ فاشل لأن شعار جبران التوني لم يرحل معه بل كُرِّس باستشهاده .. فليصمت من يُبشر بحرب أهلية جديدة وليحل مشاكله في داره وليرحل "من عنا" من لا يعجبه العيش تحت مظلة الحرية وليبحث عن وطن آخر غير لبنان الذي لا يصلح أن يكون "تبعية" فنسيجه وتكوينه يختلفان عن كل جيرانه و"أصدقائه" القريبين والبعيدين.
هنا تخطر على بالي مقولة لبنانية "من يحشر نفسه بين المرأة وزوجها كالذي يدخل بين البصلة وقشرتها" .. فنصيحة مجانية للذين لا زالوا يسعون الى الشقاق بين الأخوة، أن يرموا مخططاتهم في سلة المهملات وليكرسوا "ذكاءهم" لحل مشاكلهم الداخلية وصراعاتهم الإقليمية والدولية لأن الآتي إليهم أعظم مما يتصورونه سهلاً ...
إن من آمن بلبنان لم يمت .. من آمن "بالله وبالوطن وبالعائلة  لم يمت أيضاً.. ومن آمن بأن "المجتمع المسيحي هو فوق كل إعتبار" في الأيام الصعبة وفي المواجهات القاتلة لوجودهم كمسيحيين وكأحرار في تقرير مصير وطنهم، لا يمكن أن يموت فلا بد لعدالة السماء أن تصدر أحكامها على الباطل وأن تنصر الحق.

من هذا المنبر أنحني لوجعك يا وطني ولا يجوز إنحنائي الا لدموعك .. اني قد تألمتُ لتمزيق جسدك أيام القصف والحروب الشرسة التي ضربت كل أراضيك دون أي استثناء .. وأتألم في كل يوم مع كل جريمة تهز كيانك وتطعنك بالغدر.
يومَ هَجَرتُكَ (عام 1990) في آخر مطاف حربٍ فُرِضت على شعبكَ لتكون "أهلية" أيقنتُ ان ضعفي قد فاق تمسكي بالبقاء ولكني هاجرتُ وأنا مؤمنة بك وببقائك أنتَ وبصمود كل الذين لم يرحلوا كي "يكملوا المسيرة" .. اني أعترفُ لكَ بأني يومها شعرتُ بالخجل بسبب ضعفي ولكني أقنعتُ نفسي بمشيئة الرحيل قبل الإنهيار .. فعسى إعترافي هذا ووجودي في الغربة اليوم يعطيني بعض الحق في أن أنادي وأن أكتب بإسمك التي ترتجف لمجرد همسه الدول الصغرى والكبرى،  تارةً لجمالكَ ولسعة صدركَ الرحوم وتارةً أخرى لوجعكَ وللنار التي تحرق أحلامك وترمدها لتحقيق ولتسطير ملاحم خلودك على درب الشهادة والقيامة.
من بشير الى بيار .. خضت يا وطني أبشع المعارك وعاش شعبكَ مسلسلاً من فواجع مكتوبة بحبر أحمر ومختومة بأسماء شهداء أحياء وأموات.
من بشير الى بيار .. نَقَشَت أحداثُ تلك الفواجع حكايةَ وطن ٍ ستبقى عبر كل العصور في ذاكرة المجتمع اللبناني في الداخل وفي مغترباتنا.
"حكاية وطن" نُرويها لأطفالنا في كل مساء ونكررها كل يوم "كالمسحبة" ونرسم إشارة الصليب "بالثلاثة وبالخمسة" مؤمنين كنا أو ملحدين ونردد باسم الآب والإبن والروح القدس مصرين على ما تعلمناه في الصغر وفاءً منا لإنتماء مكمِّلٍ لوجودك ولهويتنا مهما بعدنا وتغربنا.
من هذا المنبر .. أيضاً أقول "ما تخاف يا بيار"، إن أباك وأمك وعائلتك الصغيرة والكبيرة المنتشرة في أرجاء لبنان وخارجه يفخرون بك وبشجاعتك في قول الحقيقة "مهما كانت صعبة" حتى الموت.




ليلى كوركيس
مونترال – كندا
22 تشرين الثاني 2006
   



[/font]

340
أدب / نقل: غريبة أنا على كفي
« في: 23:30 12/11/2006  »

341


مؤتمر بطاركة الشرق الكاثوليك الذي عُقِدَ في دير سيدة بزمار في لبنان يناقش هجرة وقلق مسيحيي الشرق شاملاً بذلك مسيحيي العراق.
لأهمية الموضوع، ننشر للقراء بيان البطاركة الصادر عن المؤتمر والمنقول عن جريدة "النهار" اللبنانية في عددها الصادر يوم الأحد الماضي 05 تشرين الثاني 2006.

-----------------------------------------------------------------------------------------------

بيان بطاركة الشرق الكاثوليك
صـرخـة مسـيحيّـي الشـــرق: أنقذونا من الغربة


لم يكن المؤتمر السنوي الذي عقده بطاركة الشرق الكاثوليك في دير سيدة بزمار مؤتمرا مسيحيا فقط. فالقضايا او القضية الاساس، التي شغلت المؤتمر طوال اربعة ايام تعني المسلمين في الشرق وفي العالم كله، بقدر ما تعني المسيحيين وهذه القضية هي الهجرة.
صحيح ان الهجرة تشمل مسيحيين ومسلمين. وصحيح ايضا ان للهجرة اسبابا اقتصادية واجتماعية وسياسية. ولكن الصحيح ايضا ان الهجرة المسيحية وصلت الى درجة الاستنزاف. وان لهذه الهجرة اسبابا اخرى منها ما يتعلق بالقلق من تصاعد موجات التطرف الديني والتي توصف خطأ بـ"الاصولية الاسلامية". ومنها ما يتعلق بتعثر محاولات تنفيذ ما تنص عليه بعض الانظمة والدساتير العربية وتصحيح بعضها الآخر بحيث تحترم حقوق المواطنة من دون تمييز ديني، ايمانا وممارسة للشعائر.
ان الانتقاص من الحق الكامل للمواطنة يولد مشاعر تراوح بين الغربة في الوطن ومن ثم الغربة عنه، وهو وطن الآباء والاجداد... منذ ظهور المسيحية، وبين الطعن في الولاء الوطني والانتقاص من الانتماء وبالتالي الايحاء الخطير بالدونية.
ومن الطبيعي انه عندما تقع اضطرابات سياسية او حوادث امنية تستهدف كهنة ورجال دين مسيحيين، او كنائس واديرة في هذه الدولة العربية او تلك، يربط المسيحيون بين هذه الحوادث الطارئة وبين ما يعانيه المواطن المسيحي العربي من قلق يومي ومن انتقاص لحقوقه... الامر الذي يدفعه الى اليأس والى الهجرة.
فالهجرة المسيحية لم تعد كما كانت منذ القرن التاسع عشر هربا من القلة او المجاعة وتعبيرا عن الطموح بحياة افضل، ولكنها اصبحت – ولو في جزء كبير منها – هروبا من القلق والاحباط، وتعبيرا عن عدم الثقة بالمستقبل وعن عدم الاطمئنان الى النفس والعقيدة والى احترام التعدد الديني الذي تميز به الشرق على مدى اجيال طويلة.
تتراكم هذه المشاعر المقلقة حادثا بعد حادث، من صعيد مصر الى شمال العراق، الا انها بعد سلسلة الاحداث التي عصفت بالعراق تحديدا، وهو البلد المثخن بالجراح (اكثر من 655 الف ضحية منذ الاجتياح الاميركي حتى الآن) وصلت هذه المشاعر الى درجة بات معها المسيحي والعربي مخيرا بين امرين احلاهما مر: - اما الهجرة واما العزلة.
فالهجرة تستنزف الوجود، وتسد آفاق المستقبل، وتقضي على الأسس التي تقوم عليها الحياة المشتركة مع المسلمين، وفي ذلك خسارة للمسلمين وللمسيحيين معا، كما سنبين ذلك في ما بعد. اما العزلة او الانضواء على الذات كما وصفها البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر بطريرك الارمن الكاثوليك الذي استضاف مؤتمر البطاركة، فانها تؤدي الى الاختناق الذاتي، ولعلها تؤدي الى ما هو اخطر من ذلك، وهو الانسحاب من الحياة المشتركة.
وفي ذلك خسارة للمسلمين وللمسيحيين معا ايضا.

ان الهجرة المسيحية من فلسطين هي الاشد استنزافاً، كما اشار الى ذلك بيان مجلس البطاركة، فلم يبق فيها سوى 160 الف مسيحي فقط، اي اقل من اثنين بالمئة من السكان، منهم 50 الفا في غزة والضفة الغربية، و110 آلاف في اسرائيل. اما عدد الذين هاجروا الى مناطق مختلفة من العالم فقد بلغ 260 الفا.
ويوجد في مدينة القدس 39 كنيسة مختلفة و14 مجموعة مسيحية، يشكل كل من الارثوذكس والكاثوليك 40 في المئة منهم، كما يشكل كل من الانجيليين (البروتستانت) والارثوذكس الشرقيين 10 في المئة.
ولم يعد يوجد في المخيمات الفلسطينية في غزة والضفة اي مسيحي ولا حتى في القرى وجود لمسيحيي فلسطين فهم متجمعون في المدن فقط: غزة – بيت لحم – رام الله – القدس – الطيبة.
ويمثلهم في السلطة الفلسطينية وزير واحد – كاثوليكي عن بيت لحم – وسبعة اعضاء في البرلمان، خمسة منهم انتخبوا على لوائح حركة "فتح"، وواحد على لائحة حركة "حماس". اما حنان عشراوي فقد فازت على كل الوطن الفلسطيني.
ولكن رغم تضاؤل عدد المسيحيين، فان مؤسساتهم تقدم 30 في المئة من الخدمات الصحية. وهم يديرون 64 مدرسة وجامعتين وكليتين.
على ان ثمة امرا ثالثا غير الهجرة او العزلة او الانطوائية يحتاج اعتماده الى موقف مسيحي مشرقي يعبر عن التجذر في الارض، وعن التمسك بالحق في الشهادة لله على عقيدة المسيحية التي يشكل الايمان بها رسالة سماوية من عند الله ركنا اساسيا من العقيدة الاسلامية ذاتها. كما يحتاج اعتماده الى مبادرة اسلامية تعكس تفهما للمشاعر المسيحية وتحترم هذه المشاعر وتعمل على معالجتها بما تقتضيه من احترام حقوق المواطنة، والمحافظة على العلاقات الاسلامية – المسيحية في المشرق من التراجع والتدهور، وتقديم هذه العلاقات كشهادة حية للعالم، من دون العمل على تحقيق هذا الامر الثالث.


ان البيان الذي صدر عن مجلس البطاركة يضع الاصبع على الجراح التي تنزف من جسد الحضور المسيحي – المشرقي، وهذه الجراح هي:

-1 القلق من تنامي ظاهرة التطرف الديني في بعض المجتمعات الاسلامية. وهي ظاهرة مرضية تعيد احياء ذكرى الذمية على النحو الذي عرفه المسيحيون في عهود الانحطاط والتأخر، وليس في عهود الازدهار والسماحة والانفتاح الاسلامي. صحيح ان الذمية كنظام قد تجاوزها الزمن واصبحت جزءا من التاريخ، وان المواطنة حلت محلها اساسا للعلاقات بين الناس مسلمين ومسيحيين في الوطن الواحد، الا ان ذكراها لا تزال تشكل كابوسا مرادفا وملازما للتطرف المتنامي، بحيث ينمو الشعور بالخوف من الذمية – بما هي تسامحية فوقية – مع نمو التطرف.

-2 القلق من الانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الانسان وفي مقدمتها الحرية الدينية، سواء لجهة بناء الكنائس، أو التعليم، أو إحياء المناسبات الدينية المختلفة. وهناك شعور مسيحي عام، بأن أي ممارسة لهذه الحقوق تبدو لدى المتطرفين الاسلاميين وكأنها تحدٍ للاسلام، رغم انها أبعد ما تكون عن ذلك.

-3 القلق من الانتكاسات المتواصلة التي تعاني منها ثقافة التعدد والتنوع الديني والمذهبي والعنصري في العديد من الدول العربية والمشرقية. ان تفكك – أو تفكيك – المجتمعات العربية على أسس دينية (اسلامي – مسيحي)، أو مذهبية (سني – شيعي – علوي – درزي)، أو عنصرية (عربي – كردي أو عربي – امازيغي)، قطعت اشواطاً بعيدة من خلال ما جرى ويجري في السودان والعراق بصورة اساسية.

-4 القلق من الاتهامات الموجهة الى الجماعات المسيحية بالتعاون مع قوى خارجية معادية والتي يطلقها متطرفون اسلاميون اثناء الازمات السياسية المحلية، على النحو الذي جرى بشكل محدود في مصر، وبشكل واسع في العراق.

-5 القلق من استضعاف الجماعات المسيحية لدى نشوب أي مشكلة بين العالم الاسلامي والغرب (مثل نشر الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (ص) في احدى الصحف الدانماركية، او الاعتراض على بعض ما ورد في محاضرة البابا بينيديكتوس السادس عشر حول الاسلام... الخ) الى هدف يسهل الوصول اليه والانتقام منه، كالاعتداء الذي حدث على كنائس في فلسطين، واغتيال راهبة ممرضة ايطالية في الصومال... ونشر رسوم كاريكاتورية بذيئة عن البابا نفسه. وهذا أمر يعبّر عن مشاعر عدم الثقة بهذه الجماعات المسيحية وعن ربطها جهلاً وظلماً بالغرب المسيحي، أو بالغرب اللامسيحي.

وقد عبّر بطاركة الشرق عن هذا الامر في البند السابع عشر من البيان الختامي بتوجيه نداء "الى المراجع الاسلامية والهيئات العليا ان تدين وبقوة الاعمال الارهابية التي تمارَس أحياناً بتسميات دينية اسلامية، ونحن نعلم ان الاسلام الحقيقي والقرآن الكريم براء منها، ان هذه الممارسات القمعية لا تسيء الى الاسلام فحسب، بل تزعزع ايضاً العيش المشترك القائم منذ أجيال وأجيال بين فئات المجتمع العراقي على اختلاف اديانهم ومذاهبهم".
ان مظاهر القلق هذه لها اسبابها الواقعية. ولأنها لا تنطلق من وهم أو من سوء فهم، فإن على المسلمين تحمّل مسؤولياتهم بجرأة لمواجهتها ومعالجتها. ذلك ان المحافظة على الحضور المسيحي المشرقي هو في مصلحة مسلمي الشرق ومسلمي العالم أجمع. ولتوضيح ذلك لا بد من الاشارة الى ان مقولات صراع الحضارات تحولت – أو كادت – من خلال شعار الحرب على الارهاب الى صراع بين الاسلام... والعالم.

وبموجب هذه الشعارات والتقولات، فان الاسلام ليس متهماً فقط بأنه يدعو الى العنف والقتل، ولكنه متهم ايضاً بأنه يرفض الآخر ولا يحترم الاختلاف ولا يقبل بالتنوع والتعدد. وغني عن القول ان كل هذه الاتهامات باطلة من الاساس. والعقيدة الاسلامية، والتاريخ الاسلامي يشهدان على ذلك. ولكن على طريقة أكذب أكذب فلا بد ان يعلق شيئاً، فان الكذب المتواصل والذي اصبح ثقافة في حد ذاته أدى الى تكريس صورة مشوهة قبيحة عن الاسلام في العديد من المجتمعات الدولية. من هنا فان من شأن هجرة المسيحيين الشرقيين اذا ما صورت على انها تخلٍ عن الشرق المسلم بأكثريته وانها هروب بالعقيدة المسيحية جراء ممارسات قمعية يتعرضون لها، أو جراء حرمانهم من حقوق المواطنة الكاملة والتي يطالب بمثلها المسلمون في الدول الغربية التي هاجروا اليها، ان من شأن هذه الهجرة ان تستخدم كدليل سلبي على ان الاسلام لا يقبل الآخر ولا يحترمه ولا يتعايش معه خلافاً، مرة اخرى، لما تقول به العقيدة الاسلامية، ولما يشهد به التاريخ الاسلامي. واذا كانت الهجرة المسيحية من الشرق تسيء الى صورة الاسلام في الغرب وفي العالم، فان هذه الهجرة تستنزف من المجتمع الشرقي قيماً روحية واخلاقية وثقافية، وقدرات فكرية وانتاجية هو بأمسّ الحاجة اليها. ثم ان انتزاع أي خيط من النسيج القومي في الشرق يؤدي حتماً الى تشوّه هذا النسيج والى انحلاله وانهياره.

ولقد ادرك بطاركة الشرق أهمية رسالة الوجود المسيحي المشرقي عندما أكدوا (البند السادس) على "ان الرسالة تبدأ في مضمونها بالمحافظة على العيش المشترك في وجه تعاظم صراع الثقافات والاديان. بل هي الشهادة الحية للقدرة على العيش معاً في سلام وتكامل خلاق بين المختلفين. فالاديان في جوهرها يجب ان تكون عوامل جمع لا تفريق، لأن الجوهر في كل دين هو عبادة الله وتكريم جميع خلائقه، فالمسيحيون في الشرق شرقيّو الانتماء والمواطنة وملتزمون قضايا بلدانهم".

يقول الأب خليل علوان، أمين عام مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك:
"ان ما يمّيز كنائس الشرق هو انها رسولية أي اسسها الرسل. مرقس في مصر، وبطرس في لبنان وسوريا. نحن نفخر بأننا شرقيون مسيحيون ولسنا مسيحيين في الشرق. نحن من صميم هذه البلاد وجزء من تكوينها وتاريخها. نحن بناة الحضارة العربية وساهمنا في نهضة اللغة والثقافة... المسيحية في هذا الشرق غنى لها وله".
ان هذا الشعور بالانتماء الاصيل والمتأصل لا يستمر ولا يعيش اذا ما تألّبت عليه قوى التعصب والجهل من حيث انها قوى الغائية لكل من لا يشاركها ايمانها أو نظرتها الى شؤون الدين والدنيا.
فالله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين. ولو شاء لجعلهم أمة واحدة. هو أراد هذا الاختلاف. ولذلك سيبقون مختلفين. ولذلك دعاهم الى التعارف. والطريق الوحيد الى التعارف والى التعايش هو الحوار. ليس بالحسن فقط، بل بما هو أحسن.
لا بد ان يدرك كل مسلم مشرقي – أو في أي مكان آخر في هذه الدنيا – ان الكنيسة هي بيت من بيوت الله. وان الاعتداء على أي كنيسة هو بمثابة اعتداء على المسجد. وان الله يقول عن كل من الانجيل والتوراة "فيه هدى ونور". وانه يدعو اهل الانجيل كما يدعو اهل التوراة ليحكموا بما أنزل الله فيه.
وان الله يصف المسيحيين بأنهم أقرب مودّة للذين آمنوا، ويفسر ذلك، فان منهم قسّيسين ورهباناً وانهم لا يستكبرون.
ولا بد لكل مسلم ان يدرك ايضاً انه فيما يتعدى هذه الأسس الدينية للعلاقات بين المسلمين والمسيحيين (وهذا غيض من فيض) فان المواطنة والتاريخ الواحد، والمصير المشترك، ترسي اسساً ثابتة ودائمة لعلاقات أخوية في الله وفي الوطن. "فبلداننا – كما ورد في البند السادس عشر من البيان الختامي لمجلس البطاركة – تعيش مرحلة شديدة الخطورة والتوتر، فلا بد من ان نتضامن كلنا في مواجهتها، وهذا عنصر جوهري من حضورنا ورسالتنا".


http://www.annaharonline.com/htd/ADIAN061105-1.HTM

[/font]

344
أدب / نقل: أعلى صمتي
« في: 21:35 28/10/2006  »

345
أدب / نقل: كان الموضوع
« في: 21:30 28/10/2006  »

346
أدب / نقل: الف عام في الرماد
« في: 02:37 26/10/2006  »

347
أدب / نقل: مشاعر للبيع !
« في: 00:17 25/10/2006  »

349
أدب / نقل: صور في براويز النسيان
« في: 03:06 22/10/2006  »

351
أدب / نقل: أسئلة معلقة
« في: 01:27 20/10/2006  »

352
أدب / نقل: قصص قصيرة قصيرة
« في: 01:13 18/10/2006  »

358
أدب / نقل: هلموا نصلي
« في: 03:35 07/10/2006  »

359
أدب / نقل: ( قصيدة) بقلم Simar.
« في: 04:38 02/10/2006  »
هذا الموضوع تم نقله إلى مؤقت ليلى.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=58377.0

360
أدب / نقل: نصيحة قبل ان تجب
« في: 04:34 02/10/2006  »

362
أدب / نقل: مدفع يدعو الى الصلاة !!
« في: 03:09 30/09/2006  »

363
أدب / نقل: قصص برقية جدا ( 1- 8)
« في: 06:17 23/09/2006  »

366
أدب / نقل: الصليب
« في: 00:49 15/09/2006  »

367
أدب / نقل: شميران (قصة قصيرة)
« في: 03:11 13/09/2006  »

369

11 سبتمبر.. آهٌ لم توجع العالم كثيراً!
[/size][/color][/b]




يبدو ان السلام قد أعلن الحرب على العالم!
هي معادلة صعبة.. ولكن السلام قد أعلن الحرب فعلاً بعد أن كفر بتفوق الغباء والبطش على التحرر والديموقراطية الحقة في منطقتنا؟!
مثَّلت الحرب العالمية الأولى والثانية محطتين مهمتين في تاريخ البشرية والعالم الى أن وقعت تفجيرات 11 سبتمبر 2001 لتختم مرحلة من تاريخنا المعاصر وتفجِّر حقبة جديدة متنكِّرة بزي سلام مزعوم وديموقراطية محبطة حتى الإنتحار.
بالرغم من فصل الدين عن القانون المدني في عدد كبير من دول الغرب الا اننا نرى اليوم أن الصبغة المسيحية "الصليبية" قد فُرِضت على حلة الغرب لتقسيم العالم الى جبهتين واحدة إسلامية وأخرى مسيحية، فحلت الطائفية مكان الايديولوجيات الفكرية-السياسية وغرق العالم في دوامة سلام وهمي تائه كإبرة في "كومة من القش".
باسم الله والإسلام أعلنت جماعات وتنظيمات إسلامية، أبرزها "القاعدة"، عن جهادها ضد الغرب "الصليبي الكافر" ودَعَت أنصارها المصفوفين كالنمل على لائحة الإنتظار الى الموت لأجل الله والآخرة.
وفي عام 2002 أعلن بوش عن حربه على "محور الشر" المتمثّل بإيران، العراق وكوريا الشمالية، مع العلم أن تلك الدول لا علاقة لها بتفجيرات 11 سبتمبر. من ثم صاغ عناوين كبيرة لإحلال الديموقراطية في الشرق الأوسط متناسياً حملاته في إقتفاء أثر "بن لادن" المسؤول الرئيسي عن التفجيرات التي طالت أميركا وبعض الدول الحليفة لها في حربها ضد أفغانستان والعراق.

أين وصل العالم بسلامه وديموقراطيته بعد مرور 5 أعوام على 11 سبتمبر 2001؟
الحرب لا زالت تنتعش في شبابها وتجددها الدائم في أفغانستان.
تحول العراق الى بلد منكوب إجتماعياً وفكرياً بعد أن إستشرست على أرضه الطائفية العمياء والفوضى في فلتان إجرامي مدمي حتى الجنون.
في سوريا، لا زال النظام مرتدياً ثوب البعث وبحلة أبهى في منطقة الشرق الأوسط بعد تحالفه مع ايران في ملف مواجهاتها العديدة.
عادت نيران الحرب لتشتعل في لبنان وتدمره من جديد.
الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا زال بشراسته يزعزع المنطقة.
لا زالت ايران متمسكة وبتحدٍ بتخصيبها لليورانيوم مما يضع الشيعة في موقع مواجهة كبيرة للسنة في السعودية والخليج ويخيف أميركا والمجتمع الدولي بأسره.
في وقت تعلو فيه المباني لتنطح السحاب في أميركا، يعلو صوت الفقر في مجتمعات العالم الثالث.. والكل يعلم أن الفقر يولد الجهل.. والجهل يولد التخلف.. والتخلف يولد التعصب.. والتعصب يولد الحقد الذي بدوره يشعل الحروب.
والحرب التي قادها بوش  حتى اليوم لم تنتصر على سلاح التطرف لأنه مختبئ في الأدمغة التي تغسلها بعض المدارس الإسلامية في باكستان حيث يتخرج منها أجيال من المتطرفين الذين بدورهم يكملون مسيرة "الجهاد" بعد عبورهم الى أفغانستان للتدريب على الأعمال التطبيقية في علم "التفجيرات الإرهابية" وكل ذلك تحت أنظار الأميركان وحلفائهم.

الا تكون اذن ديموقراطية يوش وهمية، والسلام الذي يريده للمنطقة ليس الا حرباً بمفهوم أميركي "نفطي" الأبعاد ؟
إن القائد الذي يريد السلام لقومه وللعالم يخلقه من لا شيئ، مثلما فعلت السويد. في الوقت الذي كانت أميركا وحلفاؤها يخططون للسيطرة على آبار النفط في دول الخليج والعالم، كانت السويد ومنذ عام 1970 تدرس وتبحث عن كيفية إستغنائها عن النفط في عام 2020 وذلك عن طريق تحويل النفايات فيها وبقايا غير مفيدة ومهملة من الغابات والأشجار الى مصادر للطاقة تستخدم في الإستهلاك اليومي وفي وسائل النقل. إضافة الى ذلك تبحث ستوكهولم في إمكانية إستبدال دروس الجغرافيا في مدارسها بمادة جديدة للطلاب تحثهم على السعي الى "التطور" في كل قراراتهم تماشياً مع عجلة دوران الزمن في تقدمه.
 
اليوم وبعد مرور خمس أعوام على فاجعة 11 سبتمبر التي أدت الى إنقسام العالم لجبهتين أتساءل : لو تألم العالم فعلاً من هذه الضربة أما كان اليوم السلام بمفهومه الحقيقي أقوى من الحرب؟ ولو كانت تلك "الآه" فعلاً موجعة أما كانت انتفضت شعوب وهبت ثورات ضد الباطل؟
فالسلام الحقيقي لا يرويه النفط ولا موارد الدول الصغرى الممضوغة في أفواه الدول الكبرى .. وهو ليس نظرية تُفرَض بقوة السلاح بل بالتربية الوطنية والفكرية لأجيال تعدو بأوطانها وتتفوق على نفسها معانقة شمس الحرية حتى الموت.


ليلى كوركيس
مونتريال – كندا


[/font]

371

أريدُ حلاً "بلا حدود"
[/b][/color]



باسم الشمس والأرض والكواكب الأخرى..
باسم الماء والهواء والتراب..
أعلنُ خيبتي وحسرتي على رموز تاريخي المغدور به والمأسوف على خلوده المزمن المدمي...

أوجدني الخالق ووهبني كل النِعَم:
خدّ تلثمهُ الأمواج وآخر متكئ على سلسلة جبال شاهقة تدر الماء والعسل لسهول خضراء تلتحف فضاءً معطاءً من شمس دائمة "الصبا والجمال" وغيوم كريمة تطل وتسقيني كلما شحّت ينابيعي وذبلت حقولي وغاباتي.
أحبني الخالق كثيراً فحرمني من النفط كي يحميني من لعنته. لكن مصافي الآخرين لم توفرني فأحرقت بلعناتها صفائي وسلامي ومزقت شعبي كي تصبح أرواح شهدائي "قطعة من السماء".

لا تتساءلوا من أكون. أنا لبنان "الأخضر الحلو" أفتح لكم قلبي التَعِب كي تصغوا الى ضرباته قبل أن تفر الى العالم الآخر.

كلكم تناحرتم على حبي وكلكم إدعيتم أن "المؤامرة" هي وراء كل المصائب التي حلّت بي وبكم متناسين أنكم أبطالها وأنكم قد شاركتم، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بنسج خيوطها ورميها في سمائي  كشماعة تعلقون عليها أخطاءكم وتغسلون أيديكم قبل المبيت.
خلقتم من تلك "المؤامرة" قرارات، إتفاقات، مؤتمرات، حروب ومقاومات عديدة ومديدة، فكانت المقاومة الفلسطينية التي إستباحت حرمة الضيافة حين قررت أن تشق درب العودة "الى القدس من جونية وبكفيا" فاشتعلت نيران الولاءات الطائفية على أرضي وتطايرت النظريات والايديولوجيات القومية في سمائي ليختلط "الحابل بالنابل" ويحترق "الأخضر واليابس"، فالتهمت إسرائيل قسماً من جنوبي ومياهه بحجة الدفاع عن أمنها الشمالي وطارت "القضية" ولم يبقَ منها سوى حجارة تتألم في فلسطين.
أتت بعدها مقاومات "وطنية" كثيرة ومتلونة بإنتماءاتها وحلفائها حتى وصلت مقاومة "حزب الله" بعد الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 لتعلنَ عن بدء وإستمرار عملياتها حتى إسترداد آخر شبر من أراضي "مزارع شبعا" فطار الجنوب بليطانه وروابيه، فنام من نام في آخر ليلنا الطويل مرتاح الضمير لأنه ذرف الدمع وطبل وزمر بأهم الخطب مندداً بالظلم والطغيان دون أن ينسى أن ينوهَ بالنضال والدفاع عن قضايانا الكبرى والصغرى اللامتناهية.
لستُ في وارد المعاتبة بل اني أحاسبكم بعد أن تسلق الموت هضابي كلها وارتجفت رقاب الأرز على الجبال.
كلٌ قاوم على طريقته وبلغته ولكن أحداً منكم لم يرحمني!
إنكم يا أبنائي أبطال.  لعبتم أدواراً مهمة في مسرحية الحروب الباردة والساخنة لتلك "المؤامرة" التي جمعتكم بالفلسطينيين والعرب والأميركان والسوفيات ووو...فإنكم قد سمحتم بأن تنطلق "الثورة" من أرضي بعد أن أقصيت عن الأردن وسوريا وعن كل بلد عربي آخر مجاوراً كان ام غير مجاور لإسرائيل.
كل الإحتلالات إستعارت أرضي لتصفية حساباتها ولتمرير مصالحها الكبرى في مساحتي الصغرى وأنتم تتقلَّبون تارةً على اليمين تارةً على اليسار في ليلٍ فَقَدَ خيوطه الأولى والأخيرة.

آه لو تعلمون كم تندبني الآلهة في معابدها وقبورها وكم أتألم كلما هطلت الصلوات والأدعية كاللعنات على رأسي ولطمت ضربات الحداء أجساد أمهاتي المتورمات حزناً على الأبناء!
صمتَ الصمتُ أمام خطاياكم وأخطائكم وأنتم لا زلتم تتهافتون على شحوب قرار وبئس إتفاق وخبث تعاون في وعود ناسفة ومساعدات نائحة مثل قصيدة حزينة غائمة...
هلكت القرارات وكفرت بتطبيقات بنودها وأنتم لم تتعبوا .. أراكم تجرعون المسكنات لحلول آنية مؤقتة ريثما تغفو ضمائركم قليلاً.
فَتَحتم داري لكل من ادعى الأخوة وسهلتم الطريق لكل من أراد تفكيك أي رمز من رموز الدولة على أرضي وراهن على إسقاطي في هوة المصير الفلسطيني والمسار السوري والمحراب النووي الايراني-العالمي.
الكل إتهم الكل بالعمالة حتى صرتُ مسلخاً للجلاد وللضحية.

هل تعلمون اني أُصبتُ بعدوى قراءة الصحف اليومية فيصيبني الغثيان كلما نقرتُ كالعصفور خبراً أو تصريحاً وقلبتُ بتنهيدتي صفحة لأقرأ هماً جديداً لحل جديد؟!
وأية حلول تلك التي تراصت علة تلو علة على خنجر ضالٍ همجي التصويب يحفر في خاصرتي.

نعم أريد حلاً يتخطى المعقول وغير المعقول، أريد حلاً بلا حدود آتياً من خفايا العجائب وهلوسات الكتب والتاريخ القديم والجديد .. أدويتكم قد نخرت عظامي ولم تشفني .. أريد حلاً ينقذني من كل المتخمين ظلماً وغدراً وشذوذاً سياسياً فاسداً.
أريد أن ترحموني وأن يعتبرني العالم أجمعه محميةً إنسانية صغيرة.. فأقفزوا من فوقي واستحموا في آبار النفط الكبيرة ما شئتم .. أنا لا أملك سوى كفين صغيرين واحد ترسو عليه سفني وتستحم فيه الشمس وآخر تنام على سفوحه الغيوم ويغفو على جبينه القمر.


ليلى كوركيس
مونتريال - كندا
[/font]

373
أدب / نقل: رثاء أكرم و عزيز
« في: 20:52 20/08/2006  »

375
أدب / نقل: بعيداً حيث أنا
« في: 18:33 16/08/2006  »

376
أدب / نقل: خمس نجوم
« في: 17:52 16/08/2006  »

381
أدب / نقل: " لــــو "
« في: 22:24 10/08/2006  »

383

خذوا فَكلوا هذا هو جسد "لبنان"
[/color][/size]



إنهَشوا .. مزقوا .. إلتهموا أحشاءه فإن أوجاع لبنان قد فاقت كل الآلام!
لو عاد المسيح على الأرض لسُميَ "لبنان". ولو ردد "كلامه الجوهري" من جديد لَقالَ "خذوا فكلوا هذا هو جسد لبنان" ولأضفنا "خذوا واشربوا هذا هو دم أطفالنا" لتسلم فلسطين وسوريا وايران والأردن ومصر وووو.. والصين أيضاً، ومن يدري قد يصبح إستقلال "تيبيت" وحرية المعتقدات فيها من مسؤولية جسد لبنان ودماء شعبه أيضاً.
لو نُعِتت كلماتي بالكفر فأهلاً بهكذا كفر وكم يشرفني أن أكفرَ في زحمة المعتقدات الدينية المتطرفة التي أحرقت وطني في جهلها وتخلفها!
كفري يضع وطني وأطفاله الأبرياء فوق الله والأنبياء والملائكة والشياطين وكل الأحزاب وسلاطينها الصغار والكبار.
كفري يقدس "الإنسان" بأوجاعه وحزنه وإنكساره أمام مشيئة الأغبياء، ليصير الإنسان-الإله.
إن أوصال وطني تُقطّع إرباً إرباً لله ولعباده، هل تسمعون؟!
إن لبنان يُمزق ويحرق قرباناً للرؤساء وسياساتها النتنة، للجوار"الصديق" وللبعيد، لأرباب العالم المتغطرسين وشعوبهم السذج..
ولم يعد لأصحاب الأقلام أي كلام يقال أو يكتب في وسائلهم الإعلامية، كل أبجدياتهم قد استهلكت حتى آخر قطرة من دمائهم ودموعهم .. وعاد السكوت ليَسترِدَ قيمته الذهبية في زمن إنحطت فيه كل القيم الإنسانية وسقطت الى الحضيض.

سجِّل أيها التاريخ سجِّل ..
أطفالنا يرضعون "وقف إطلاق النار" من نهد بُتِرَ قبل أن يدر الحليب.
إنساننا يُغتصب قبل أن يبلغ والليل شاق وطويل طويل.
والمتفرجون كُثرٌ .. يتلون الدعوة تلو الدعوة، الإستنكار تلو الإستنكار، يتباهون بالهزائم وبالإنهيارات ، يجمعون الأموال والإعانات للنازحين والمنكوبين "المعلبين" من جديد في خانة المهجرين.
المتفرجون كثر .. ونحن نرقب في هلعنا المفاوضات والرحلات المكوكية، التسويات الاستراتيجية لحل أزمتنا، المعادلات التوازنية في المنطقة والعالم، المساعي والطبخات الدبلوماسية، الإفتراضات والتحليلات العسكرية، التعزيزات الدولية والمراهنات السياسية ووو ...
كل الترقبات وعباراتها الرنانة ما عادت تنفعنا وكل ما يقال هراء، نحن شعب عرف البحار والسماوات والأرض مرتعاً لأحلامه ولترحاله فما يُهدم سيبنى ولكن من سيعيد بناء النفوس؟!
من سيستأصل الخوف من عيوننا؟
من سيفرغ دموع الحزن من كؤوسنا؟
من سيرفع الحجر عن قبور موتانا؟
من سيمسح الدماء عن جباهنا؟
من سيعزينا يوم تهدأ المدافع وتُحصى خسائرنا؟
من سيعيد المهاجر والراحلين من سفرهم العقيم؟
من سينسينا ما حفظته ذاكرتنا ونقشته في رؤوسنا ونخاعنا وقلوبنا وأعصابنا حتى الجنون؟
من ومن سيعيد لأطفالنا طفولتهم؟
ومتى سنسترجع لبنان لنا.. لم نعد نريد أصدقاء ولا أعداء .. لا نريد الشرق ولا الغرب..
ولا نريد أن تُساق جثث أطفالنا الى مجلس الأمن وجلساته الخجولة والمخجلة.
لم نعد نريد أدياناً فطوائفنا قد تعددت "وقلَّ فيها الدين" حتى العقم..
لم نعد نريد الجنة ولا مفاتيحها .. المطهر يرضينا إن تجَنَبنا النار ..
لم نعد نريد "لبنان" موطناً حاملاً خطايا العالم..

لبنان ليس المسيح فارحموه ..احبلوا وانجبوا في دياركم، أرضنا قد كفرت بأبنائها فكيف بصغائركم؟!
لم نعد نريد ان نقول ونكتب ما نريده بل ما لا نريده فعسى العالم يفهمنا بهذه الإرادة التي لا زلنا نملك المقولة فيها بعد أن فقدنا الأمل بالحلول الموعودة ولم نعد نملك سوى الدموع نذرفها على الأموات والأحياء حتى إشعارٍ آخر، هل تفهمون؟

إن كان العالم قد فَرَش الموتَ أو الموتَ على موائدنا فسنلتهمه لأن شعب لبنان يحيا في الموت ويبعث مع "فينيقه" كلما غابت شمس وأطل فجر من خلف الرماد...


ليلى كوركيس
مونتريال - كندا



[/font][/b]

386
أدب / نقل: موسم الفطام
« في: 02:25 03/08/2006  »

387
أدب / نقل: الآب
« في: 18:05 02/08/2006  »

388
أدب / نقل: هكذا نحن !!!!
« في: 19:01 26/07/2006  »

389
أدب / نقل: الله معي
« في: 19:00 26/07/2006  »

390
أدب / نقل: may be
« في: 18:26 26/07/2006  »
هذا الموضوع تم نقله إلى English Forum.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=49051.0

391
أدب / نقل: كربّت كلاثا
« في: 18:16 26/07/2006  »

392
أدب / نقل: كربّت كلاثا
« في: 07:01 08/07/2006  »

394
أدب / نقل: Missing ya
« في: 01:18 28/06/2006  »
هذا الموضوع تم نقله إلى English Forum.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=45823.0

395
أدب / نقل: مكتوب لنا
« في: 01:13 14/06/2006  »

397

20 عاما للبطريرك الماروني: دور سياسي بارز
[/size] [/color]




ندى عبد الصمد / بي بي سي - بيروت


احتفلت البطريركية المارونية بمرور عشرين عاما على تبوؤ البطريرك الماروني نصر الله صفير منصبه كبطريرك للطائفة المارونية في لبنان.
ويعتبر البطريرك صفير واحدا من اكثر البطاركة الموارنة الذين لعبوا دورا في الحياة العامة في لبنان بضوء الظروف التي مر بها لبنان .
كما يعتبر صفير من ابرز الشخصيات اللبنانية التي رفعت الصوت ضد سوريا وادائها في لبنان، وصولا الى تحذيره من زوال لبنان بسبب هذه الوصاية.
واحدث نداؤه في خريف عام 2001 ، وهو الثاني خلال عامين الذي تناول فيه الوجود السوري بانتقاد شديد، هزة داخلية افرزت معها تكتلا لشخصيات مسيحية رعا البطريرك اجتماعاتها عن طريق تكليف مطران رئاستها، وهو التجمع الذي عرف بلقاء قرنة شهوان نسبة الى المنطقة التي كان يجتمع فيها.
ومن ابرز ما قاله صفير في نداءه الشهير في ايلول / سبتمبر عام 2001 "ان الذين يدعون المحافظة على لبنان بابقاء الوصاية السورية عليه يكونون هم من تسبب بزواله".
الدور السياسي الابرز للبطريرك صفير بدء عام 1988 عندما جرى تعطيل الانتخابات الرئاسية من قبل الفريق المعارض لسوريا للحؤول دون وصول سليمان فرنجية المرشح الموالي لها.
تحرك النواب المسيحيون باتجاه بكركي واتى الموفد الاميركي ريتشارد مورفي الى لبنان في مهمة وساطة.
طلب الامركيون يومها من البطريرك صفير تسمية خمسة موارنة كمرشحين لرئاسة الجمهورية .
عرضت الاسماء على الرئيس السوري حافظ الاسد وعاد مورفي من دمشق باسم النائب مخايل الضاهر لرئاسة الجمهورية معلنا جملته الشهيرة: "الضاهر او الفوضى."
قوبل الاسم باعتراضات مسيحية وسقطت الوساطة الاميركية ودخل لبنان الفوضى بعد ان كلف رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك امين الجميل قائد الجيش في تلك الفترة ميشال عون تأليف حكومة انتقالية مهمتها اجراء انتخابات رئاسية.
انقسم البلد عمليا بعد هذا التكليف واصبح لبنان بحكومتين، حكومة عون العسكرية وحكومة سليم الحص الذي رفض الاستقالة.
ويعتبر البطريرك صفير انه اخطأ عندما قبل تسمية مرشحين وهو بضوء ذلك رفض الخوض في الاسماء البديلة للرئيس الحالي للجمهورية بضوء الازمة الحالية في لبنان .
كما رفض الدعوة العلنية لاستقالة رئيس الجمهورية واعترض بحدة على دعوات الاكثرية الحالية باسقاط الرئيس في الشارع وان كان صفير قد وجه انتقادا حادا للحود بقوله انه ربط مصيره بسوريا. بين 1990 و2001
مع بدء تطبيق اتفاق الطائف عام 1990 تحول البطريرك صفير الى المرجعية المسيحية الأبرز والشخصية الوحيدة القادرة على النطق بالاعتراض بعد ان تحول لبنان الى دائرة النفوذ السوري الاوحد .
فالزعامات المسيحية تعرضت اما للسجن كحال سمير جعجع واما الى النفي كما حصل للعماد ميشال عون . وجاءت زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان عام 1997 لتتوج البطريرك صفير المرجعية المسيحية.
كان البطريرك صفير قد استبق زيارة البابا بتصريحات عالية النبرة رسمت سقفا سياسيا لزيارة البابا الى جانب سقفها الرعوي .
كان صوت الاعتراض عاليا لدى البطريرك على ما كان يسميه الانتقائية في تطبيق اتفاق الطائف لكنه ومع انسحاب اسرائيل عام 2000 اطلق الدعوة الواضحة والصريحة لانسحاب سوريا من لبنان.
وكانت دعواته هذه تقابل من قبل الموالين لسوريا في لبنان بالاعلان ان تطبيق اتفاق الطائف يعني ايضا تطبيق نص اخر يتصل بالغاء الطائفية السياسية .
وكان هذا التلويح يشير الى ان رئاسة الجمهورية لن تعود للموارنة.
وتخطى موقع صفير الساحة الداخلية ليحظى بعد ذلك بدعم خارجي بحيث جرت دعوته لواشنطن للقاء الرئيس الاميركي وكذلك لفرنسا للقاء الرئيس جاك شيراك .
وتحول الصرح البطريركي الى صرح سياسي بامتياز تؤمه الشخصيات السياسية اللبنانية وتلك التي تزور لبنان .
ليس غريبا على لبنان حيث الطائفية تسيطر على كل مرافق الحياة ان يلعب رجال الدين دورا سياسيا لكن البطريرك الماروني تميز بدوره المحوري في الازمة اللبنانية .
ويعتبر البعض ان البطريرك الماروني في لبنان لعب دورا رئيسيا في تثبيت حجم الاعتراض لدور سوريا في لبنان وتحصيل دعم خارجي لمطلب خروجها منه.
كما يقول اصحاب هذا الرأي ان البطريرك الماروني لعب الدور الابرز في خلق جبهة داخلية على الاقل عند المسيحيين عندما جمع النواب المسيحيين واحزابهم في لقاء قرنة شهوان ورعا استمراره تحت سقف استرجاع السيادة.
وكانت ابرز خطوة اتخذها صفير في السنوات الماضية الزيارة التى قام بها لقرى الشوف حيث كرس مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ما عرف فيما بعد بـ"مصالحة الجبل" بين الدروز والموارنة، الطرفان اللذان خاضا فيما بينهما أشرس معارك الحرب الأهلية.



موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_4923000/4923422.stm



400


الصعود الى الشمس
[/size][/b]


"الصعود الى الشمس" هو حلم طفولي رسخته في ذهني أغنية "الحرية" لفيروز التي كانت تعصف صوتاً وصورة في مذياع وتلفاز الملجأ حيث كنا نختبئ كالغبار في جوفه كلما إشتد القصف على رؤوسنا وإغتالت القذائف أرواحنا قتلاً وفزعاً. حينها كنت أرى "الشمس" تخرج كالمارد من قمقم الظلام لتسطع في عتمة الخوف متراقصةً على أنغام صوت فيروز وهو يصدح :
طلعنا على الضو / طلعنا على الريح / طلعنا على الشمس /  طلعنا على الحرية
يا حرية / يا زهرة نارية / يا طفلة وحشية / يا حرية ...
فيروز تفتح الأبواب للحرية وآخرون يقطعون الطرقات بالحواجز، يقسمون المدن ويرسمون خطوطاً جديدة في مساحات الوطن الواحد وفي القلوب...

لشدة يأسي وغضبي، تصَوَّرَ في ذهني لسنوات عديدة بأن تحرري من الملجأ لن يتحقق الا اذا تمكنتُ من الصعود الى الشمس بفستاني الأبيض الطويل، تماماً مثل الصور التي كان ينقلها لنا التلفاز.
ورحتُ أحلم بتسلق خيوط الشمس للوصول إليها كي أصطدم يوماً بواقع مرير وهو ان الحرية وشمسها المصورة في الكتب لم تعد مجدية منذ أن تحرر الزنوج من العبودية.
بتُ أراها وهماً إخترعه عباقرة الفكر والفلسفة والمصلحون الإجتماعيون وكل أصحاب التيارات الفكرية والأدبية في تاريخنا المعاصر وما قبله بقليل كي يحلم العالم بمفهوم "علماني" جديد واستراتيجية من المفترض ان تكون ذكية كي تواجه المذابح والإبادات الدينية والقبلية مع "تطهيراتها الإثنية" التي أعادت عصرنا الى زمن البربرية.

ان مقاييس الحرية كثيرة بالنسبة لي ولكنها كلها نسبية.
في زمن الحروب، هي السلام.
في ظل الدكتاتورية و "التوتاليتارية"، هي في حرية التعبير والنقد والمعارضة والرفض ...
في الدول التي تنعم بالسلام وبالديموقراطية، هي في إحترام التعددية الدينية والإثنية والثقافية.
كل هذه المقاييس، تَكَلَّمَ عنها وحَددها بشكل أو بآخر مفكرون كثر سُجِّلَت أسماؤهم على صفحات تاريخ الإنسانية بالحروف العريضة. اذا ما بحثنا فيما كتبه هؤلاء العظماء لوجدنا أن نظرياتهم كانت في الأساس نتيجة لتحرر فكرهم من اية ضوابط وممنوعات دينية، سياسية أو إجتماعية.
نظريات، لا زمان لها ولا مكان. عنوانها الأرض وزمانها ماضي الإنسان حاضره ومستقبله.
هكذا أيقنتُ أن كل الحركات والأنظمة السياسية في العالم وفي منطقتنا، والتي ترضى في أن تُساق شعوبها كالنعاج، هي من أعداء الحرية. وتوقعتُ بأن الصراعات التي حلت في منطقتنا منذ دهور هي باقية لأن الحروب التي "فُبرِكَت" لها لن تصنع الحريات وليس صحيحاً بان الدول الكبرى هي التي تحقق الديموقراطية في الدول الصغرى.
في الواقع ايضا، لسنا فقط ضحية لمؤامرات ايديولوجية ولأنظمة إقتصادية إحتكارية وللعولمة ووو... ولكننا ايضاً ضحية لصراع متجدد دائماً نواجهه كلما نوينا أن نتقدم خطوة الى الأمام وهو إصطدام الدين بالسياسة وبالقضاء وبقوانينه المدنية والإجتماعية.
إن مشكلة الحريات في دولنا لا تكمن في مسألة تحرير المرأة والعمال والعدالة الإجتماعية فقط .. بمعنى آخر ليست بالعناوين العريضة التي تبنتها الثورات السابقة، إنما هي "معشعشة" في الذهنية العربية الأممية التي تلصق الدين بالدولة وصراعاتها المذهبية التي تشابه ببطشها "المسيحية" في "قرونها الوسطى" والتي تحررت منها.
إن هذه الذهنية التي تغرق فيها أنظمتنا قد جعلت الغرب يسبقنا بعصور، وهي لا تزال متجهة وبقوة  نحو الإستبداد بنا جميعاً وبكل الشعوب الثقافية والإثنيات والأديان الأخرى التي أصبحت كلها "أقليات" إثر إستفحال التطرف على أنواعه في مجتمعاتنا الواسعة بمساحاتها والضيقة جداً بتقدمها وتطورها.
وخير مثال على تلك الممارسات العنصرية والترهيبية هي الإعتداءات الأخيرة التي طالت المصلين الأقباط في كنائسهم في مصر وكذلك الصراعات الدامية بين السنة والشيعة في العراق بالإضافة طبعاً الى التفجيرات العديدة التي طالت الكنائس والإعتداءات المتنوعة التي ارتكبت ضد المسيحيين هناك .. فأين نحن من الحرية وشمسها !!.
قُدِّرَ للبعض منا أن يرحل سعياً وراء الحرية والحياة الكريمة ولكننا ندرك جميعاً بأن الحل ليس في هجرتنا بل في عودتنا بأفكار جديدة نطعِّم بها مجتماتنا بمفاهيم جديدة قد تنقذنا من عبودية الحلول السهلة أي القنوع والصمت والقبول بما هو آني.
طبعاً الكلام سهل جداً وما أصعب التطبيق ! خاصة حين يسدون أمامنا طريق العودة وتسرق سنوات الغربة من عمرنا كل الآمال حتى نشعر بالعجز .. نمتعض ونكفر بكل الايديولوجيات ونظرياتها الفاشلة فتتلاشى صورة الحرية وأخواتها من أذهاننا مثلما تسقط الشمس في البحار أو تختفي وراء الجبال.
واليوم، كلما دنا مني الإحباط، أغمض عيني وأعود الى زمن الحرب فأصعد الى الشمس وأرسم على الحائط المعلق في ذاكرتي ذلك البحار الذي إختفى مع الأساطير خلف آفاق المدى ولم يعد.

أين أنتِ يا فيروز من شمسٍ جديدة ترسمينها بصوتك كي نحلم بالحرية من جديدة ونغني معكِ :
"غيرو أساميكن اذا فيكن / لونو عيونكم اذا فيكن / خبو حريتكم بجيابكم واهربو ..."




ليلى كوركيس
مونتريال – كندا



[/font]

401
المنبر الحر / اني متخلفة !
« في: 21:38 29/04/2006  »

اني متخلفة !
[/size][/b]


نعم .. عرفت اليوم أني متخلفة ! فأنا لا أقدِّر المواهب الغنائية (غير الطربية) الجديدة ولا زلت أستمع لقديمي أو لجديد قدمائي.
لم تكن الصدمة معتبَرَة بالنسبة لي ولكنها كانت قوية على صديقتي الكيبيكية-الكندية، فَغَدَت مثل لكمة تعدو بسرعة 150 كلم على الأقل كي تسخط وجهها البرونزي الجميل وتُجفل التجاعيد الأفقية الرفيعة المتراصة بفن على جبينها.
نبرات صوتها الهامس رجت في "طبلة" أذني وهي تتساءل "ليلى متخلفة ؟! هل أنتَ طبيعي؟"
مددتُ رأسي فوق الحاجز الذي يفصل مكتبي عن مكتبها، والذي من المفترض ان يكون أيضاً عازلاً للصوت، أستفسرُ عن سبب همسها لإسمي بهذا التعجب المقرون "بالتخلف".
نَظَرَت إلي والدهشة تغتال صفاء عينيها مرددةً بأن زميلنا (العربي) يقول بأني متخلفة كوني لا أستمع بما يكفي للأغنيات الجديدة التي تصدح في وسائلنا الإعلامية "الأرضية والفضائية" والتي تلهب الراقصين أو المستسلمين لرقص الأضواء على أجسادهم في زحمة المطاعم والبارات في دولنا وفي مغترباتنا...
بالانكليزي الفصيح اني "اولد فاشين" ولا أجاري الموضة التي لا تكتسح فقط أجسادنا حيناً وتتعدى عليها في أحيان أخرى وإنما تلتهم أيضاً أذواقنا الفنية والطربية بشكل خاص.

طبعاً لستُ ضد الموضة لا بل اني من متذوقاتها ومن المؤيدات للتجدد والعصرنة مع إقتناعي الشديد بأن الجمال أو الذوق هي مسألة نسبية ...
لستُ ضد التيارات الفنية الجديدة ولا ضد الإبتكار والخلق والإبداع لا بل أبحث عن كل ما هو جديد وفريد "وغير شِكل" مثلما نقول باللبناني.

دعوتُ زميلتي الى مكتبي وكي أخفف عنها الصدمة رحتُ أشرح لها عن وجهة نظري في المسائل الفنية- الغنائية ذاكرةً فيروز صباح وديع الصافي أم كلثوم عبد الحليم حافظ ... مقارنةً هؤلاء الكبار بمطربين فرنسيين كبار أيضاً كي تفهم صديقتي عن أي مستوى فني أتكلم، مضيفةً َ بعض المسائل الإجتماعية والوطنية وكيف يمكن للأغنية أن توظَّف كوسيلة "ترويجية" وإعلانية لأية قضية حين يكون الشارع هو الهدف والقاعدة الشعبية هي المستهدفة.  الأغنية هي أولاً وأخيراً زواج الكلمة للحنها أو العكس وهي أيضاً المرآة التي تعكس أدب العصر وموسيقاه أي انها تساهم الى جانب الفنون الأخرى في تحديد المستوى الفكري لكل عصر ومن هنا تأتي أهمية الإبداع والعمق في مستوى كلمات الأغنية ولحنها...
إنطلق كلامي بحماس وكأنه نهر متدفق فلم أنتبه في البداية الى ملامح الشرود الذهني الذي غرقت به زميلتي وكأن دماغها توقف في محطة ما ولم تعد أذناها تنصتان الى ما أقوله، فسألتها :
- هل أنتِ معي؟
- نعم .. عندي سؤال صغير فقط، ذكرتِ شارل أزنافور، فمن يكون ؟
هنا قفز الذهول من عينيها الى عيني ليخترقهما كالإبرِ وإلتهمت تجعيدات التعجب التي كانت تحتل جبينها جبيني لتصطف كالموج على جبهتي وتهدر في رأسي كل شبوهات التخلف التي ألصِقت بي... كيف أكون أنا المتخلفة وهي لم تسمع بشارل أزنافور سابقاً ؟!
- الا تعرفينه؟ هو فنان فرنسي كبير ومشهور جداً ومن أصل أرمني !!
- أرمني! أعتقد اني سمعت عن الأرمن .. أليسوا من الشعوب الروسية ؟
- لا!.. الأرمن شعب أرتُكبت بحقه المذابح وسُلبت أرضه وهي تركيا حالياً، فانحصر بمنطقة جغرافية محددة هي اليوم بلداً مستقلاً يُدعى "أرمينيا" علماً انه كان ضمن دول الإتحاد السوفياتي سابقاً. وبفضل أغنية "أرميني"  التي غناها شارل أزنافور وأهداها لضحايا الزلزال الذي ضرب أرمينيا في عام 1988 وحصد 30000 ضحية، جالت قضية الأرمن العالم.
إن أغنية "أرميني" أوصلت أرمينيا وقضية شعبها الى من كان يستمع الى أزنافور وهو غير مبالٍ بأصله ولا بفصله... هل فهمت الآن لماذا لا أستمع الى معظم الأغنيات الجديدة فهي بالنسبة لي مثل "زمامير السيارات" ولا تقول شيئاً سوى "أنا هنا لإزعجكم ولأفرِغ رؤوسكم..."

ذهلت زميلتي من شدة إنفعالي وقالت بحنق : "ريلاكس ! ولكن أعتقد انك تخلطين الأمور ، ألم تخبريني من مدة عن شعب آخر "يتكلم لغة المسيح" قد ذُبح وهجِّر من أرضه أيضاً ! هل كل الشعوب هناك تذبح وتُهجَّر ووو... إن دولكم معقدة وكأن الناس هناك ترتوي من الدم .. هذا مخيف !!"

- نعم بعض الشعوب في دولنا تذبح والبعض الآخرمنها يغني. ومن يعيش منهم بين الذبح والغناء هو  المولِّد الذي يغذي الوطن بالطاقة أي كالحصى حين تسند الصخر ... هم "المأسوف على فكرهم" في زمن هو بأَمَس الحاجة الى ثورة "تنويرية" جديدة كالتي فكت عقد الغرب في القرن الثامن عشر
أما دولنا فهي ليست معقدة وإنما قد عُقِّدت كي تُسلب .. والشعوب لا ترتوي بالدم وإنما ينزف دمها دون أي علاج بسبب ما وُرِّدَ لنا من حبوب "مهلوسة" فغدونا نهذي تارةً بالطائفية وتارةً أخرى بالسياسات المعوجة والمتزعمة لكل المصالح الا لمصالح شعوبها فرحنا نحلم "بديموقراطية" بائسة لكثرة ما استهلَكت في الكلام والنظريات الخطابية فرغت "بطارياتها" وانتهت مدة صلاحيتها ...
وهنا ضاعت زميلتي في تشعبات الأمثال والشعوب والمذابح والتاريخ والموسيقى والفن وووو... بمعنى آخر رَمَت سلاحها وأيدت تخلفي وإن كان على طريقتي الخاصة غير المفهومة والمعقدة بالنسبة لها مثل تعقيدات دول منطقتنا ... فعادت الى مكتبها محبطةً وغرقتُ أنا في هول ما نعيش من ضياع وتشتت.
أيكون زمننا هو فعلاً "زمن الإنحطاط" مثلما نردد حين يكفهر وجه السماء بالمحن وتجري أنهر الدم تحت أقدامنا ؟ أأكون فعلاً متخلفة لو إكتفيتُ بسماع القدماء والمخضرمين وأرحتُ رأسي من هدير ما عدت أفهم لغته ؟!
نعم .. اني أقر وأعترف باني اخترت ان أكون "متخلفة" وأدعو كتاب وملحني أغنيات عصري  الى أن يتخلفوا معي وينظروا الى الوراء على أمل أن يلهم القديم جديدهم !




ليلى كوركيس
مونتريال – كندا



[/font]

402

الإتحاد الاوروبي يطالب السلطات العراقية بحماية المسيحيين
وبإحترام الأعراف الدولية في معاملة المسجونين
[/size][/color]


ليلى كوركيس / مونتريال

عسى، ليت ولعل .. ثالوث التمني في رجاء الذين لا حول لهم ولا قوة.
ثلاثة أقانيم معلقة على "دولاب الهوا" يلف بنا كلما عصفت الرياح بمصائرنا وإلتوَت أعناقنا أمام المِحَن كي لا تنكسر.
نعم .. مفردات نبدأ وننهي بها مقالاتنا متأملين ألا ينسى الأقرباء والأغراب بأنا لا زلنا موجودين.
نصفق كلما كتبت عنا صحيفة عربية ونحتفي بالترجمة كلما ذكرتنا "ورقية أو الكترونية" أجنبية، حالمين أن تدعمنا جهات قريبة وبعيدة.
نفرح وبِحقٍ حين يتذكرنا العالم ونحلل كل التفاصيل والتصريحات والأحداث كي نصل الى حيث بدأنا، بعَسى، ليت ولعل...

لمقدمتي هذه مناسبة. هي نشرة الجلسة الأخيرة للإتحاد الاوروبي التي إنعقدت في السابع من نيسان 2006 والتي خصصت قسماً من نقاشاتها وتقاريرها لأوضاع شعبنا الكلداني الآشوري السرياني والأقليات المسيحية الأخرى في العراق.
حين قرأتُ النص، لفَّ بي "دولاب الهوا" الى الوراء .. لا أدري إن كان هذا الوراء شمالي الإتجاه، جنوبي، شرقي أو غربي.. لكنه كان حتماً لبناني العينين والمخاوف.
في ماضي لبنان، كان الجميع يندد، يستنكر، يطالب وفي النهاية يتمنى.. ها هم اليوم نفس "الخطباء" والمجالس يرددون الإسطوانة نفسها وإن بنسخة "متعصرنة" بعض الشيئ ... فلا اللآجئ قد عاد الى دياره ولا المهاجر قد فلِح بفتح طرقات العودة أمام حقائبه.

ذكَّرني مضمون النشرة ببيانات المجالس الوطنية، العربية والدولية التي كانت تتناول أحداث الحرب الأهلية "الزلزالية" التي ضربت لبنان ولم ترحمه حتى اليوم.
وتذكرتُ أيضاً كيف أجمع معظم المحللين على المخاوف العراقية والدولية من "لبننة" الأحداث ومصير التغييرات المخطط لها في العراق، فجزعتُ لأن رياح تلك المخاوف لا زالت تصفر، كونَ الخطاب السياسي المحلي، العربي والدولي لم يتغير.
قد تكون المهدئات كثيرة في هذا البيان والحلول معقولة والمطالب مشروعة، لكن العلاج الجذري لم بوصف والتمهيد لحلول مؤقتة هو "العصفور الذي وُضِعَ في اليد" .. فما العمل؟

البيان يندد بكل الإعتداءات التي تعرض لها الكلدان السريان والآشوريون ويطالب بحمايتهم، بإحترام هويتهم وبأهمية مشاركتهم في إعمار العراق عامةً وفي إدارة قراهم بصورة خاصة.. وهذا جيد!

يطالب البيان أيضاً الحكومة العراقية بإحترام الأعراف الدولية في معاملة المسجونين.. وهذا جيد أيضاً ويصب في خانة "الديموقراطية الحقة وإحترام حقوق الإنسان"!
ولكن من تقتله التفخيخات والإنفجارات في الشوارع، من يخطف ويذبح، من يهدد ويغتصب وينكل به .. من يطالب بإحترام حقوقه؟ ولماذا البيان لم يذكره ويدافع عنه حسب "الأعراف الدولية" مثلما يدافع عن المسجونين؟ لماذا أيضاً لم يُطالب بفتح "التحقيقات السريعة والعميقة والمستقلة" لمعرفة الجهات التي تخطط لتلك العمليات الإرهابية وتمولها؟ الا تكون هذه الجرائم تجاوزات أيضاً؟

والحدود العراقية "المشرعة" أمام الأقرباء والأغراب، من سيطالب بإقفالها أمام "المتسللين والإرهابيين والمرتزقة"، ألا  تكون حدود الدول من "المحرمات" الدولية وعلى الجميع إحترامها؟

الصراعات الطائفية والاثنية التي تصفها اللجان بالمسببة في إدخال العراق في دائرة العنف، من يشجعها ويغذيها أيضاً؟
لماذا اللجان التي إعتمد البيان على تقاريرها لم تدخل في أعماق المشكلة ولو نظرياًَ كي تغسل هي "ماء الوجه" ونتظاهر نحن بالرضا؟

كيف تُطَبق الديموقراطية في وطن تأكله النيران ويراهَن على حريته بينما لا تزال المجتمعات الدولية "المتحضرة والحرة" تصف سكانه الأصليين بأقلية أثنية؟ وهل قاعدة الأقلية والأكثرية تلتقي مع الديموقراطية ؟!

العراقي .. هو وحده الطبيب الذي يجب أن يضع إصبعه على الجرح كي يُعالَج فيطيب!
يا ليتكم لا ترضوا "بلبننة" وطنكم فلا ينسى إبن الشمال وجه بغداد وخطوط يديها فيختفي الحزن خلف رقرقة دموعه في ليل حنينه الطويل..
ولا يتحسر إبن الجنوب على مصايف الشمال فتنبسط الطرقات أمام مشيئة "ابن البصرة" وتنزل  آلهة الجبال لترقص مع القصب على وجه المياه  في أور..
ولا نبدأ مقالاتنا بحماس أهوج ونختمها بعسى، ليت ولعل ...

كي لا أضطر الى ختام مقدمتي "الطويلة" ب "يا ريت" سأصمت هنا وأدعكم تطلعون على خلاصة ما قرأته في النسخة الفرنسية من بيان جلسة الإتحاد التي تناولت أوضاع الآشوريين الكلدان السريان في العراق :


أعرب نواب الإتحاد الاوروبي في جلستهم المنعقدة في السابع من نيسان 2006، عن قلقهم من إنتشار دائرة العنف في العراق وإستشرائها بسبب الصراعات التي غرقت فيها المجموعات الدينية والاثنية الى أن طالت الآشوريين الكلدان والسريان و"الأقليات المسيحية الأخرى"، فضُيِّق عليهم وتعرضوا للخطف، للتهديد وللنهب بالإضافة الى تفجير العديد من الكنائس ودور العبادة .
إستناداً الى التقارير والأبحاث التي قامت بها لجان عديدة بالتنسيق مع الإتحاد الأوروبي، ندد المجلس بكل "أعمال العنف وطالب السلطات العراقية "بإعتقال مرتكبي هذه الجرائم الفظيعة وإحالتهم الى القضاء والمحاكمة في أسرع وقت ممكن".

أوصى المجلس الحكومة العراقية بضرورة توفير الأمن للآشوريين للكلدان وللسريان، بحمايتهم  من التمييز العنصري "إلتزاماً بالقوانين الدولية" وبتسهيل عودة اللآجئين العراقيين الى وطنهم وإستقرارهم في محيط آمن يحترم تقاليدهم وعاداتهم.

هذا وتمنى نواب المجلس على ان يتمكن المسيحيون "من المشاركة في إعادة إعمار العراق وفي إدارة وطنهم وقراهم في شمال العراق وفي المناطق الأخرى وذلك في سبيل الحفاظ على هويتهم الثقافية، الدينية والأثنية في وطن غير منقسم".

أما عن السجون العراقية فدعا المجلس الحكومة والقوات الوطنية العراقية الى إحترام الأعراف الدولية المعمول بها في معاملة المسجونين وإعطاء الحق لأي سجين بالإعتراض قانونياً على توقيفه والإستفسار عن أسباب سجنه وأن يُحاكم حسب "قانون الجزاء" المعرّف به دولياً أو أن يطلق سراحه.
كما وطالب المجلس القوات الدولية والسلطة العراقية بفسح المجال "للجنة الصليب الأحمرالدولية" بدخول المراكز البريطانية والأميركية للتعرف على هويات جميع الموقوفين وتوفير الخدمات الإستشارية القضائية بالإضافة الى تسهيل الإتصالات بأهاليهم وعائلاتهم وإعلامهم عن سبب توقيفهم.

كما وندد النواب بوسائل التعذيب التي تُمارس في السجون العراقية معربين عن أملهم في ان" تُفتَح  تحقيقات سريعة، عميقة ومستقلة بحق كل التجاوزات الحاصلة" وان يُحوّل الى التحقيق والمحاكمة كل من أمر باية وسيلة تعذيب أو مارسها بحق أي سجين.


http://www.europarl.eu.int/news/expert/briefing_page/6952-096-04-14-20060331BRI06893-06-04-2006-2006/default_p001c022_fr.htm[/font][/b]




403

مطرانية بيروت للموارنة
تدعو الى 'وأد الفتنة': على المقصرين تحمل مسؤولية تقصيرهم
[/size]


استنكرت امانة سر مطرانية بيروت للموارنة "الاعتداء على كنيسة مار مارون للموارنة في الجميزة"، معتبرة ان "هذا الاعتداء ليس مقبولا وليس مبررا اطلاقا". ودعت الى "وأد الفتنة وصون الوحدة بين اللبنانيين والتفافهم حول وطنهم ودولتهم".

أصدرت أمانة سر المطرانية البيان الآتي:

خلال تظاهرة هذا الصباح في بيروت استنكارا لمس مشاعر اخواننا المسلمين في بلد اوروبي بعيد، وقع اعتداء مستهجن ومستنكر على كنيسة مار مارون الجميزة. وكان الكرسي الرسولي في الفاتيكان ندد امس (اول من امس) بسوء استعمال الحرية والمس بمشاعر الاديان واهلها، معبرا بذلك عن مواقف جميع المسيحيين في العالم وبخاصة في لبنان. لذلك كان هذا الاعتداء غير مقبول وغير مبرر اطلاقا "وبخاصة لان ما قام به بعض الأوروبيين لم يكن ليمثل ارادة المسيحيين، ولا رأيهم، ولا مواقفهم، مما يثبت القاعدة الذهبية القائلة: "لا تزر وازرة وزر اخرى".

كنا نأمل من المسؤولين عن امن الناس ومواكبة التظاهرة ان يتحوطوا للأمر اكثر، لان الناس في جوار الكنيسة واحياء كثيرة من الاشرفية وجدوا انفسهم من دون مأمن في حين انهم أوكلوا امرهم الى الدولة في هذا المجال في صورة تامة ونهائية.

وكنا نأمل ايضا في ان تكون الكنيسة، لا في حماية الدولة فحسب، انما ايضا في حماية المتظاهرين انفسهم، لان بيوت الله واحدة ترفع كلها باسمه، ولا يجوز التعرض لها اطلاقا. وفي المناسبة، ندعو الى وأد الفتنة، وصون الوحدة بين اللبنانيين والتفافهم حول وطنهم ودولتهم، على ان يتحمل المقصرون مسؤولية تقصيرهم والفاعلون مسؤولية فعلهم ليعود الى الوطن اطمئنانه وسلامته وتنفتح امامه كل ابواب المستقبل.

واننا اذ نشكر رئيس الجمهورية اميل لحود لاتصاله بدار المطرانية ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة لحضوره وتأكيده ان مجلس الوزراء سيجتمع استثنائيا هذا المساء، نأمل في نجاح مساعيهم في هذا المجال، شاكرين جميع الذين زاروا دار المطرانية والذين اتصلوا بها، راجين ان تمر المحنة بسلام".


[/font][/b]

http://www.annahar.com
الإثنين 6  شباط  2006 - السنة 72 - العدد 22567




404

هل تؤدي التفجيرات الأخيرة للكنائس الى توفير منطقة حكم ذاتي للمسيحيين في العراق؟
[/size]


ليلى كوركيس / مونتريال

رافق التفجيرات الأخيرة للكنائس في بغداد وكركوك سلسلة من المقالات المستنكرة والمعارضة لهذه الأعمال الإرهابية ضد المسيحيين في العراق.
في ظل هذه الظروف المحزنة والمقلقة لشعبنا هناك ولجالياتنا في دول إنتشارها، كان لا بد لموقعنا ان يتابع ردود الفعل، التحليلات والمقترحات السياسية والأمنية المتعلقة بالإنتهاكات التي طالت كنائسنا وألهبت من جديد جمر القلق الراكد تحت الرماد.
تلمِّح بعض التحليلات والتوقعات الى حل سياسي-دستوري-إداري قد يحمي المسيحيين من التطاولات الإرهابية ويحفظ حقوقهم كسكان أصليين للعراق مما قد يجنبهم مرارة التشتت والهجرة القصرية في دول العالم.

من الردود الفعل إخترنا للقراء مقالاً لكين جوزف جينيور الذي يعرض فيه أهم النقاط المتعلقة بواقع المسيحيين في العراق الذين يعانون تارة من الترهيب وتارة أخرى يعيشون إستقراراً متأرجحاً بين صراع الهجرة والتمسك بالبقاء على أرضهم في ظل أمن مهدد وقلِق.

ننشر للقراء موجزاً لأهم ما ورد في المقال من نقاط مرتبطة بالتفجيرات الأخيرة وبواقع المسيحيين الحالي في العراق وما ينتظرهم في المستقبل:


يعرض كين جوزف في بداية مقاله حصيلة التفجيرات الأخيرة التي طالت ست كنائس في بغداد وكركوك والتي إستوجبت طلب العون والمساعدة للمسيحيين في العراق معقباً على مقال سابق نُشِر تحت عنوان "الكناري في حقل من الألغام" حيث اعتُبر فيه وضع المسيحيين مقياساً للتقدم في العراق ومستقبله المرهون بهم والا قد هلك كل العراقيين.
ما يراه كين مؤسفاً في واقع المسيحيين هناك هو أن الأميركان رفضوا مساعدتهم كي لا يتهموا بالتمييز بين الطوائف بالإضافة الى ان الدول العربية لم تساعدهم أيضاً كونهم غير مسلمين.
بذلك تدل الإنفجارات الأخيرة ان المجتمع الدولي وقوات التحالف لم يتمكنوا من تحقيق اي توازن بين المسلمين الأصوليين والطوائف الأخرى وغير المسلمة.

يعتبر كين انه في الواقع العراقي ثلاث منطق هي "شيعستان"، "سنيستان" وكردستان" أما منطقة  تواجد الآشوريين فهي "كالسندويتش" بين تلك المناطق.

ينتقل بعدها الى إقتراح تحديد "منطقة إدارية" للمسيحيين، خاصة وان الإدارة الكردية كانت قد أيدت هذه الفكرة في دستور حكومتها المركزية في شمال العراق.
هذا وكان رئيس الوزراء الجعفري ووزير الدفاع العراقي قد أعربا عن دعمهما لهذا التدبير من خلال تصريح لوزير الدفاع قائلا :"لدى الأكراد كردستان فيجب ان يكون للآشوريين المسيحيين نفس الحقوق وفي الواقع مقاطعة خاصة بهم."
أما الجعفري فقال : "انهم السكان الأصليون في العراق وسنوفر لهم كل ما يؤمن بقاءهم على أرضهم."

يضيف كين ان تغييراً واضحاً قد ظهر مؤخراً عبر تصريح لأحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي وهو جوزف بيدن قائلا: "اني مؤيد لهذه الفكرة وداعم لها. فما هو المطلوب منا كي تتحقق؟"

ويذكر أيضا كين ان اليابان والإتحاد الاوروبي قد وضعا مسألة "المنطقة الإدارية" على جدول الحلول الى جانب المساعدات والمشاريع الإعمارية، إذ يُعتبر هذا المقترح حلاً للمسيحيين للبقاء على أراضيهم وبالتالي الحد من "هجرة الأدمغة" من العراق الى الولايات المتحدة، اوروبا، اوروبا ودول أخرى.

ويشير كين في مقاله الى التقرير الذي عرضته محطة "السي ان ان" واذي تقارن فيه بين الواقع في العراق ومناطق الحكم الذاتي في المملكة المتحدة مثل اسكتلندا، ويلز، انكلترا وشمال ايرلندا.
هذا ويستشهد بتجربة هونغ كونغ التي ضغطت على الصين كي تتحرر فإن مستقبل العراق هو المحور لمعرفة اذا كان المجتمع الدولي يصر فعلاً على دعم فكرة تأمين منطقة إدارية ذاتية لسكان العراق الأصليين الذين يمثلون، حسب كين، 10 بالمئة من العراقيين.

ويتكهن في نهاية مقاله بأن التفجيرات التي حصلت مؤخراً للكنائس قد تكون رسالة من الرسائل الأخيرة التي ستساعد السكان الأصليين العراقيين في الحصول على منطقة خاصة بهم.


[/font][/b]

المثلث المسيحي (الآشوري حسب كاتب المقال) في شمال العراق
[/color][/size][/b][/font]





405
أدب / عطلة الميلاد وراس السنة
« في: 18:49 24/12/2005  »

الى الاعضاء الاعزاء،

اتمنى لكم اعيادا سعيدة ومباركة على الجميع، مع الامل بان تلفح رياح التغيير سنة 2006 كي تنعم اوطاننا بالسلام.

في هذه المناسبة، اود ان اذكر الاعضاء والقراء بانه سيتعذر علي نشر كل المواد التي استلمها طيلة هذه الفترة بسب عطلة الاعياد.

اعتذر من الجميع واعدكم بان المواد جميعها ستنشر في الاسبوع الثاني من العام الجديد 2006

مع تحياتي وتمنياتي لكم باوقات سعيدة ملؤها الفرح مع عائلاتكم !!!

ليلى كوركيس
عنكاوا كوم


406

قل "لا" للوطن، تسلم


كيف لي ان أدعوَ العالم الى مائدتكَ وانت في كل الأسرار نقطةَ دم تقطر على هياكل الفجيعة والموت.
كيف لهذا العالم أن يدور في حلقاته المقفلة دون أن تكون هدفاً وحريةَ كلمةٍ تُسكِرُ الحقيقةَ في خوفها الرجيم.
مع كل إغتيال، تتزاحم أصابع الإتهامات "لِتقشِّر" طبقةً عن وجه ما تُسمى بالحقيقة .. والموت مسلسل طويل مديد، يخلق المؤامرات ليقتلَ الأبطال في زحمة القرارات والتحقيقات والأهواء الماجنة للدول الكبرى والصغرى.

في الأمس البعيد من القرن الماضي كان إئتلاف أبنائكَ درعاً مقاوماً للإحتلالات ولأطماع الإنتدابات الملونة والمتسلسلة على أرضك.
في الأمس القريب من هذا العصر وبعد مسيرة أعوام من الصراعات الطائفية، النزاعات الحزبية، التدخلات العربية والأجنبية، أطماع الغرباء والأشقاء بأرضك كحلبة "مصارعات" تافهة وصغيرة جداً في كلية ما تحضره لنا الطبيعة من معارك كبرى، وقف أبناؤك من جديد في آخر الدهليز متحدين متراصين صارخين "نعم" للوطن وللأرض، طالبين الغفران من كل من رحلوا عنا وفي قلوبهم "غصة الفراق"، رافعين "قَسَم الوحدة والزود عنك" شعاراً للمرحلة المقبلة.

المنافسة على الحرية هي الموضوع الرئيسي في كل ما نقرأه عنك. "الحرية" عدوى العصر الجديد في لبنان الجديد منذ أن طوى صفحة الهيمنة السياسية والعسكرية السورية على أراضيه. الأمر بسيط وواضح جداً، لا يتطلب أية حنكة سياسية ولا نظرية فلسفية جديدة في كتاب حرية الشعوب. كل ما يُطلب من اللبنانيين اليوم هو كلمة "لا" للوطن كي يسلموا.
إن كل التعليقات والبيانات التي صدرت حتى الساعة والتي ستصدر في المستقبل تعليقاً على إغتيال النائب والصحفي "الحر" جبران تويني قد تعبر عن إستمرار مقاومة الإستسلام للضعف والإنكسار أمام جبروت الموت والإغتيالات، لكنها لن توقف سرطان الإنتقام من إنتشاره في جسد لبنان الصغير-القوي الذي لطالما حمل مضادات مقاوِمة لجنون الأنظمة المريضة بفساد الدكتاتورية المستبدة بشعوبها وشعوب الدول التي تحيطها.
إن عدوى "الموت من أجل الحرية" ستنتشر من لبنان، تلك النقطة الصغيرة على خارطة العالم، لتفتك بمن يخطط لقتله. كل إتهاماتنا ستنصب على سوريا وهذا أمر بديهي لانها المتضررة الوحيدة من حرية الكلمة والفكر في لبنان ولطالما كبتت على أنفاس معارضيها ومؤيديها الذين إنتفضوا بعد أن "طفح الكيل" عليهم.
إن الحملات الإعلامية اللبنانية الرافضة لأحلام وأطماع سوريا بلبنان حتى بعد إنسحابها من أراضيه قد هيجت الشعب السوري بقدر ما حررت الشعب اللبناني من الكبت. كان لا بد للعامل والفرد السوري في لبنان أن يدفع ثمن سياسة دولته الشنعاء في داخل سوريا وفي لبنان. إن لائحة أعمالها السوداء طويلة جداً ولا بد أن ينقلب السحر على الساحر فيطالبَ أبناؤها بالتحرر من نظام معاكس لتيار الديموقراطية الذي يصفُر في المنطقة، إنطلاقاً من لبنان، مروراً بالعراق ومن يدري وصولاً الى أية دولة في منطقتنا الدامية، في المستقبل القريب.
قد يهزأ البعض من "تيار الديموقراطية" الذي أتكلم عنه كون أنهر الدم جارية في لبنان وفي العراق... لهؤلاء أردد قولاً صادراً عن قناعات شخصية ووطنية مطعمة بنظريات قرأتها مثل غيري في كتب تاريخ الشعوب، أن الحرية والديموقراطية لا تُهدى وإنما تؤخذ بثمن باهظ ولكنه لا يُغلى على الأوطان وحرية "الإنسان".
كان لبنان ولا يزال يدفع ثمن الحرية التي لا يملك غيرها كياناً لوجوده على الخريطة العربية والعالمية. هي بتروله ومياهه وهواؤه والدم الذي يجري في جذوره وعروق أبنائه. هو لبنان "القَسَم" الذي رفعه كل الذين إستشهدوا من أجل ترابه، هو "القسم" الذي رفعه جبران تويني قبل أن يغمضَ جفنيه على حلم كان كالعصفور على كف يده يتأمله ولم تسمح له غفلة القدر أن يغلفه بحرارة حبه لحرية لبنان وغوص "النعم" في عمق تربة أراضيه.

قد أشعر بالخيبة أحياناً .. وأحيان أخرى أشعر بالفخر بكل من رفض كلمة "لا" للوطن ولو كان الثمن باهظاً،  نهراً من الدم يجري .. ويجري .. ويجري لا يتوقف ...
اني "لا شيئ" سوى بضعة كلمات منتفضة أحياناً تشتري الصرخة وتصفع الصمت كي يستفيق من كبوته البلهاء.

صغير انت في عيون الدول الكبرى "والجيران" ...
كبير أنت في أحلامنا وفي عنق كل روح حملت إسمك على الهوية وفي الدم.

لو سافرتَ تبقى متشبثاً بالتراب وبأردان بيروت، ذلك الخنجر في خاصرة كل حاسد وطامع حتى الموت ... وما الموت بالنسبة لك ولنا سوى عملية "تنفس" مع كل شهيق وزفير تزعق روح وأخرى تلد من أعماق الشهادة ...

مساحتك الصغيرة كلفتنا كل ما كُتبَ في بطولات الشعوب.. ولاء شهيد، حماس مقاتل، عناد رافض، قلم حر، ألآم مهاجر، حسرة المنتظرين...
إختر ما شئتَ.. كل الأسماء والأوصاف لك ..  ولنا كل الأوجاع، كي نبقى .. لم نشبع .. وأرضك لن تكتفي ما دام الموج يرجم شاطئك وشجر الأرز يعاند السماء يلاحقها يغتصب مساحاتها ليطالها وتصير له  إمرأة  وثدي أم ترضع الأرواح  ...


ليلى كوركيس
مونتريال - كندا


[/font][/b]


407
على هامش معرض الاعلام المسيحي الرابع
المقترحات التي تضمنتها الوثيقة المجمعية لتفعيل الاعلام الماروني
[/size]


النهار - السبت 3  كانون الأول  2005 - السنة 72 - العدد 22508

[...]

تبقى الاشارة الى أن المقترحات التي تضمنتها الوثيقة المجمعية لتفعيل الاعلام الماروني تتضمن 5 جوانب وتشمل:

-1ـ دراسة الوضع القائم بما يشمل اجراء مسح منهجي وعلمي لوسائل الاعلام والاتصال الاجتماعية المارونية واحياء "المجلة البطريركية" على غرار مجلة "أعمال الكرسي الرسولي" في الفاتيكان. واجراء مسح للاعلاميين والاعلاميات الموارنة في لبنان وعالم الانتشار، واقامة شبكة اتصال بينهم واجراء مسح لمعاهد وكليات الاعلام في لبنان ووضع دليل خاص بالاعلام الماروني.

-2ـ التنظيم البنيوي، ويشمل تفعيل عمل اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام وتعزيزه، انشاء مراكز للتوثيق والأبحاث المارونية، انشاء مرصد بطريركي للحريات الأساسية وحقوق الانسان، انشاء دائرة اعلامية تكون صلة الوصل بين الموارنة في العالم، تعزيز أو تأسيس وسائل اعلامية في أبرشيات ورعايا الانتشار، وانشاء فريق عمل من مجموعة مثقفين لانتاج رؤية اعلامية وثقافية مارونية.

-3ـ مواكبة مجتمع الاعلام بما يشمل تشجيع تشكيل هيئات وجمعيات تعنى بوسائل الاعلام والاتصال ، ايلاء الاهتمام اللازم بحضور الاعلام الماروني داخل المؤسسات الاعلامية كلها ومؤسسات التعليم العالي والنقابات والمجلس الوطني للاعلام،  ودعم دور الاعلام العام في لبنان.

-4ـ مقترحات مهنية تتضمن تعزيز أو انشاء وسيلة اعلامية مارونية ترعاها البطريركية المارونية، انشاء دورية متخصصة في الحوار بين الأديان وأخرى متخصصة بالحوار المسكوني، تفعيل وتكثيف وتشجيع انشاء المواقع المارونية على الانترنت، تقديم دعم معنوي ومادي لكل من "تيلي لوميار" و"صوت المحبة" واعادة تحديد المهام الاعلامية المنوطة بهما، مواكبة المجلات والدوريات الكنسية وتحديد دورها وتفعيلها.

-5ـ التربية الاعلامية عبر دفع الاكليريكيين الى التخصص في الاعلام والتدريب الاعلامي المستديم ليشمل كل الفئات، عدم حصر ادارة المؤسسات الاعلامية ورئاسة التحرير فيها بيد الاكليريكيين، تشجيع الانتاج النوعي في كليات الاعلام وتنظيم حلقات تدريبية وتشجيع التبادل مع الخارج.

* * *
[/color]

يبقى أن هذه المقترحات تبقى حبرا على ورق وذكرى للتاريخ في حال لم يبادر المعنيون الى وضع آليات تطبيقية تكفل تنفيذ ما تم التوافق عليه بعد تعديل الوثيقة أكثر من مرة. فهل ننتقل الى مرحلة التنفيذ قريباا؟



408
معرض الاعلام المسيحي الرابع في انطلياس

خضره: رسالتنا حرية في القول والفكر والتعبير

تجعلنا أبناء قضية ننطلق منها نحو الآخر


 
النهار - السبت 26 تشرين الثاني 2005
لا اعلم اذا كان في وسع معرض الاعلام المسيحي الرابع ان يجتذب مسلما ولو باحثا دارسا في العلوم المسيحية فيدل ذلك على حوار الثقافات الذي يمكن ان يشكل لبنان مركزا له وهو البلد الرسالة كما وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. المعرض في سنته الرابعة يتوسع، وينمو عدد المشاركين فيه، وتشع الرقعة التي يحضرون منها، بحسب رئيس الجهة المنظمة، الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – فرع لبنان الاب طوني خضره.

ويشكل المعرض مساحة مهمة لعرض كتب وادوات زينة ووسائل اعلامية مختلفة، واهميته في كونه يحوي اغراضا لجميع الطوائف المسيحية، ويلقي الضوء على حضارة سريانية او ارمنية، وحتى القبطية التي دخلت لبنان حديثا مع اعتراف الحكومة بها طائفة جديدة تنظم الى الموزاييك اللبناني المتعدد والغني.

امس كان افتتاح غير تقليدي رغم ان مدته طالت بعض الشيء لتشكل عامل ملل لأناس اتوا مسرعين من اعمالهم ليحضروا الحدث من بدايته. لكن البرنامج كان غنيا، فاضافة الى الكلمات المعهودة في اي افتتاح مماثل، صدحت الموسيقى المتنوعة في ارجاء كنيسة مار الياس – انطلياس (حيث الافتتاح) فكانت ترانيم شرقية للميلاد ادتها فرقة الجامعة الانطونية للترنيم الكنسي المشرقي، ثم ترنيم منفرد وجماعي من سعادة ابو جودة، دالين النقور، طوني بجاني، نادين حسن، ماريلين عكاوي، ميراي شعيا، مع كمان نداء ابو مراد وقانون غسان سحاب وعود زياد سحاب، الى ترانيم بيزنطية ادتها الجوقة اللبنانية البيزنطية بقيادة مايك حوراني.

اما المميز اكثر فهو الشريط الوثائقي عن عمل الاتحاد ودفاعه عن الصحافة اللبنانية "خط الدفاع الاول عن الحركات في لبنان، وعرض لمجريات الاحداث خلال سنة 2005، وخصوصا عملية اغتيال الزميل الشهيد سمير قصير ومحاولة اغتيال الزميلة مي شدياق.

بداية الكلمات للآب طوني خضره، ومما فيها: "نريد معرض الاعلام المسيحي مساحة حوار نكتشف فيها هوياتنا المتعددة والمتنوعة، لنكتشف غناها وجذورها واصالتها حتى لا تحول هويات قاتلة تلغي الذات والاخر. كل ذلك يجعلنا ابناء قضية ورسالة، نتعرف الى ذواتنا وهوياتنا، لا لننغلق عليها، بل لننطلق منها نحو الاخر. وهكذا نصبح ابناء قضية تستحق ان نعيش لها. لذلك يقدم المعرض هذه السنة، على سبيل المثال، سلسلة ندوات تحت عنوان: "المسيحيون: اي رؤية، اي مستقبل؟" من اجل معرفة الذات وعمق رسالتنا ولنسمع كيف يعرفنا الاخر واي رسالة يريد منا؟

معرض الاعلام المسيحي دعوة لاكتشاف الثروة الناجمة عن ثورة التطور التكنولوجي واغنائها بالقيم وحضور الآخر الحقيقي معه، حتى تبقى اضوا رسالتنا ساطعة وأبعاد انسانيتنا وقيمها تشع على الكون كله".

وتابع "رسالتنا هي رسالة حرية في القول والفكر والتعبير بجميع اشكاله، ورسالة وحدة وحرية اجتماع فوق كل ساحة من ساحات الوطن، وساحات التلاقي، دفاعا عن القيم وصونا لكرامة وتراث اصيل.

انها رسالة لبنان، بلد الانسان والنموذج الحضاري بتعددية وحرياته حيث الاعلام ركنا اساسيا. وقد اظهرت تجارب ومحن الاشهر  الماضية وكذلك انتفاضة الاستقلال الجديد كيف تخوض وسائل الاعلام اللبنانية معارك شرسة للدفاع عن لبنان وقيمه، وقد دفعت في ذلك الثمن الكبير.

معرض الاعلام المسيحي هو باختصار شهادة لرسالتنا الانسانية والثقافية، شهادة للاعلام اللبناني الغني والمتعدد، وشهادة للبنان الرائد".

وتلاه ممثل البطريرك الماروني راعي المعرض المطران رولان ابو جودة بكلمة، جاء فيها: "ان المعرض يتخطى ما هو معروض من اعمال وانجازات يسلط الاضواء عليها ليكون رؤية مستقبلية على صعيد المجتمع والوطن. فلا يكتفي بأن يعرض ما هو ملموس ومادي وحتى ما هو ادبي وفني وروحي فيطرح مشكلات "التعددية وتحديات التعايش في لبنان" ويطلق تساؤلات منها: "المسيحيون: اي رؤية، اي مستقبل؟"، او يعالج بعض المسائل مثل: "تاريخ الطوائف بين الصراع والتعايش" و"الطوائف اللبنانية بين الالتقاء والافتراق". فلا بد لدراسات كهذه من اضواء قوية ومشعة توضح صورة الحاضر وتساعد على تكوين رؤية المستقبل بكل ابعاده".

واضاف: "امر كهذا ليس بالامر السهل، بل هنالك ما يجعله عندنا معقدا، ولكن الاعلام الذكي باحترافه، والحاذق في عمله، والمستمد انواره من عل يسفر عن أبعاد تنجلي في آفاق رحبة تجعلك تقشع ببصيرة نيرة، ولا تكتفي بأن تبصر بعينين قد تكتنفهما غشاوة تخفي الواقع وتعتم على المستقبل".

وخلص الى انه "حسب فرع لبنان للاتحاد العالمي للصحافة الكاثوليكية ان يضيء المواد المعروضة، المرئية والمسموعة والمقروءة، ليتخطاها متساميا الى ما ترمز اليه تلك المواد بأبعادها الحاضرة والمستقبلية، الاعلامية منها، والوطنية، والاجتماعية، والروحية، فيتحقق بمعرضه للاعلام المسيحي الرابع 2005، رسالته التي هي اضواء وابعاد".

ثم كان قص الشريط وجولة في المعرض المستمر يوميا بنشاطاته المتعددة حتى الاحد 4 كانون الاول المقبل. وفيه ندوات ومحاضرات وورش عمل ورسم ونحت وعروض للافلام الدينية، ومسرحيات، ومسابقات للاولاد.



409

تكريم ارمني حاشد لكارمن لبكي ونضال ايوب
[/b][/size]


المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC)
اقامت لجنة الدفاع عن القضية الارمنية لحزب الطاشناق في لبنان حفل تكريم, في كنيسة سان نيشان للارمن الارثوذكس، لمناسبة نيل المخرجة كارمن لبكي الجائزة الاولى في المهرجان العالمي للفيلم الوثائقي في هوليوود عن الارمن في لبنان, وذلك برعاية مطران الارمن الارثوذكس كيغام خاتشريان.

حضر الحفل الى المطران خاتشريان وكهنة الرعية, النائب آغوب بقرادونيان, نواب سابقون وحشد كبير من ارمن لبنان ومهتمون.

كما حضرت الآنسة لبكي ونضال ايوب التي شاركت في كتابة نص الفيلم, رئيس بلدية برج حمود انترانيك مسيرليان, ورئيس لجنة تجار برج حمود بول ايانيان.

والقت رئيسة اللجنة اليس بوغوصيان كلمة شكرت فيها كارمن لبكي ونضال ايوب و"المؤسسة اللبنانية للارسال" على هذا الفيلم, واملت الا "تبقى هذه المبادرة وحيدة يتيمة, وان يحمل الاعلام والاعلاميين هذه القضية في قلوبهم وعبر اقلامهم".

من جهتها، شكرت ايوب "كل شخص ارمني مات تعلمت منه كيف يجب على المرء ان يموت حتى يبقى حيا".


وتساءلت:" ما الذي يجعل شعبا تعرض لكل انواع العذاب والموت والتهجير في كل انحاء الدنيا يبقى موحدا, فخورا بهويته وانتمائه, يشكل امة انتصرت على الموت والابادة, بينما شعوب اخرى مجتمعة على ارض تحضنها وتتمتع بظروف عيش لائقة لم تتمكن من تشكيل امة متحدة ووطن".


والقت المخرجة كارمن لبكي كلمة قالت فيها:

"ان تاريخ الشعب الارمني فصل شبه غائب عن معرفة اللبنانيين .ووجوده في لبنان ضارب في التاريخ ابعد مما يتصوره البعض".

واشارت لبكي الى "ان كل العاملين على اعداد الفيلم وانتاجه, تصويرا واخراجا وكتابة, لا يمتون بصلة الى الشعب الارمني, عدا صلة القلب".

وتلت لبكي فصول المغامرة التي خاضتها لانجاز الفيلم في تركيا, سوريا, لبنان وارمينيا حيث صادفتها مواقف واكتشافات منها الصعب ومنها المثير".

وقالت:"في تركيا كانت المشقات كثيرة بسبب استحالة التحضير المسبق للرحلة الى هناك. فالبحث عن ماضي الارمن موضوع شائك تعترضه انواع الممنوعات كافة.

في سوريا, عثرنا على رفات ضحايا المجازر في الصحراء, والحكايات المعبرة التي يرويها البدو عن آبائهم الارمن. فشهادتهم قد تكون آخر ما سيبقى في الذاكرة من مأساة شعب".

وختاما, القى المطران خاتشريان كلمة اكد فيها "ان الارمن هم جزء لا يتجزأ من لبنان, فهم متأصلون ومتجذرون فيه ووجودهم ليس موقتا او عابرا وهم جزء اساسي في المجتمع اللبناني".

وأوضح خاتشريان:"ان هذا الفيلم الوثائقي الذي اجتاز حدود لبنان ووصل الى المحافل الدولية ونافس اعمال كبيرة لمخرجين كبار من دول عدة في العالم وحظي بالجائزة الاولى, لهو دليل قاطع على قيمة العمل الذي انجزته الآنسة كارمن لبكي وبمساعدة كبيرة من السيدة نضال ايوب بالاضافة الى جميع العاملين في الفيلم وهو انجاز يعتبر غنى للقضية الارمنية ".

وشكر الآنسة لبكي وجميع القيمين على هذا العمل "مقدرين غاليا الانسان والروح الانسانية العالية التي تقف وراء هذا الانجاز العظيم ".

 
http://www.lbcgroup.tv/lbc/en/News/NewsDetails.asp?CNewsID=3873




410
التراث السرياني في الكنيسة الأرثوذكسية
[/size]


النهار - الأحد 6  تشرين الثاني  2005 - السنة 72 - العدد 22483
تعيّد الكنيسة المقدسة في الحادي عشر من شهر تشرين الاول للقديس اسحق السرياني، المعروف ايضاً بإسحق نينوى، لا لانه سيم اسقفاً على هذه المدينة فحسب، بل تمييزاً له عن عدد من المعلمين الكنسيين الآخرين الذين يحملون ايضاً اسم "اسحق"، مثل اسحق الانطاكي واسحق الذي من الرها، وكلّهم من الاباء او الكتّاب الكنسيين الناطقين بالسريانية.

وجود جمهرة كبيرة من الآباء والمعلمين الكنسيين الانطاكيين المنتمين الى المدى اللغوي السرياني يفضي بنا حتماً الى طرح السؤال عن موقع الثقافة السريانية في تاريخ الكنيسة الانطاكية، ولا سيما ان الاباء الذين غالباً ما نذكرهم في اوساطنا او نسمع اسماءهم في الليتورجيا، مثل الاقمار الثلاثة واثناسيوس الكبير وكيرلس الاسكندري ويوحنا الدمشقي، ينتسبون، على اختلاف البقع التي ولدوا وعملوا فيها، الى الثقافة الكنسية اليونانية التي كانت سائدة في الامبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) التي ترتبط الكنيسة الارثوذكسية بها ارتباطاً حميماً.

الحق ان الكنيسة الارثوذكسية لا تقيم فصلاً بين آبائها ومعلميها، سواء كانوا ناطقين باليونانية او اللاتينية او السريانية او العربية او الارمنية او الكرجية او اي لغة اخرى من اللغات التي تكلم بها المسيحيون في العالم القديم. فالانتماء الى المسيح ابعد واعمق من حدود اللغة المحلية، اياً تكن، رغم ان التبشير بالانجيل يجب ان يأتي دوماً في لغة محلية وثقافة محلية تؤثر ايضاً بدورها في الطريقة التي يتم فيها تقبل الانجيل في كل مكان من الامكنة.

ماذا عن التراث السرياني في كنيستنا؟ رغم ان التلاقي بين المسيحية والفلسفة في القرون الاولى كان موقعه الاساس الفكر المسيحي الناطق باللغة اليونانية، الا ان الكنيسة الانطاكية تميزت عن الكنائس القديمة الاخرى بالحضور القوي للثقافة السريانية. فانطاكية كانت موضع انصهار بين عناصر ثقافية مختلفة، ابرزها الى جانب اليوناني العنصر الآرامي المتمثل خصوصاً باللغة السريانية، وهي اهم فروع العائلة اللغوية الآرامية. والاكيد ان السريانية، شهدت انتشاراً واسعاً في مدينة انطاكية ذاتها عبر القرون الاولى رغم الطابع الهلّيني الذي كان يغلب على اوساط المثقفين في المدينة. ولنا مثال على ذلك القديس يوحنا الذهبي الفم الذي يدعو، في احدى عظاته، ابناء رعيته الناطقين باليونانية الى عدم احتقار المسيحيين السريان الآتين من الريف. اما خارج مدينة انطاكية فنجد، مثلاً، ثيودوريطس اسقف قورش، اهم لاهوتيي انطاكية في القرن الخامس، يشير الى ان المحليين من سكان ابرشيته ما كانوا ينطقون الا بالسريانية.

انتجت انطاكية السريانية تراثاً مسيحياً مميزاً بقي الى حد بعيد مخلصاً لاصوله المشرقية. ولقد راح هذا الانتاج اللاهوتي يفرض ذاته في القرن الرابع عبر مدرسة الرها (اورفا الحالية في تركيا) التي ارتبطت باسم القديس افرام السرياني (306 373). قصد افرام، المولود في نصيبين في بلاد ما بين النهرين، مدينة الرها في اواخر حياته والارجح انه مارس التدريس فيها، حتى ان التقليد نسب اليه تأسيسها. لئن كان افرام في خطّ المدرسة الانطاكية اليونانية من حيث تفاسيره للكتاب المقدّس التي تمتاز بالابتعاد عن الرمزية، الا ان فكره بعيد كل البعد عن مشاكل القرن الرابع اللاهوتية التي عرفها العالم اليوناني. ويرتبط هذا الفكر مباشرة بمعلمين مثل كليمنضس الاسكندري وثيوفيلوس الانطاكي. ويظهر هذا الاتجاه في ما نظمه افرام من اناشيد باللغة  السريانية جعلته اهم الآباء السريان واحد ابرز شعراء الكنيسة. ولقد عرفت مدرسة الرها نشاطاً كثيفاً تتوّج بترجمة اعمال المعلّم الانطاكي ثيودوروس اسقف زينون مصيصة الى السريانية. الا ان المدرسة اقفلت بأمر من الامبراطور عام 489.

بعد اقفال مدرسة الرها، انتقل مديرها الشاعر السرياني نرساي الى بلاد فارس ليصبح هناك مدير مدرسة نصيبين اللاهوتية. ازدهرت مدرسة نصيبين في القرن السادس مخرّجة اساقفة وكتّاباً كنسيين لا يزال ذكرهم حياً في "كنيسة المشرق" المعروفة في اوساطنا اليوم باسم "الكنيسة الآشورية". بيد ان مدرسة نصيبين لم تكن الوحيدة في الامبراطورية الفارسية. اذ تذكر المصادر ايضاً مدرسة جنديسابور التي اسسها الملك الفارسي كسرى العام 530 ومدرسة بيت قطرايا (قطر) التي خرج منها في آخر القرن السابع المتصوّف الكبير اسحق نينوى او اسحق السرياني. وقد انتشرت اعمال هذا القديس في الكنائس الناطقة بالسريانية واليونانية على السواء، حتى ان بعض العارفين يرجحون ان اثرها امتد الى بعض المتصوّفة المسلمين.

يمتاز الارث المسيحي السرياني باستخدام الشعر، ما ادى الى تركيز الاناشيد السريانية على الرمز والمجاز والابتعاد عن التحديدات الفلسفية. واستمد هذا الشعر افكاره وموضوعاته من الكتاب المقدس خصوصاً.

بعد ظهور الاسلام في القرن السابع وامتداده الى سوريا وبلاد فارس، لم ينحصر استعمال اللغة السريانية بالآشوريين والموارنة ورافضي مجمع خلقيدونية (451)، فلقد كان كثر من المسيحيين "الروم" في بلادنا ينطقون بالسريانية لذا، نجد معلمين كباراً على الايمان الخلقيدوني يتقنون السريانية ويؤلفون كتباً فيها ويشتركون في حركة الترجمة التي ازدهرت في العصر العباسي من اليونانية والسريانية الى العربية. كما بقوا يستعملون العربية حتى قرون متأخرة.

( ) عن "النشرة" التي تصدرها مطرانية بيروتالارثوذكسية بإشراف المتروبوليت الياس عودة.




411
تنبيه ! تنبيه ! تنبيه ! تنبيه

الى أعضاء "كتابات وخواطر" الأعزاء،

يرجى من الجميع الإلتزام بجدية، بنوعية وبمستوى أية خاطرة تنشرونها في هذه الزاوية لأنني سأضطر الى حذف كل ما هو دون المستوى المعقول وذلك إحتراماً للقراء ولمجهود القيمين على الموقع الذين يتابعون جاهدين ما يُنشر في المنتديات.

كما وأتمنى على الذين ينشرون أكثر من موضوع في آن واحد أن يمتنعوا عن ذلك لأني سأضطر أيضاً الى حذف المواد وإبقاء مادة واحدة فقط وذلك لإتاحة الفرصة والوقت الكافي لإطلاع القراء عليها.
هذا وانكم تدركون جيداً ان نجاح من يكتب يكمن في مضمون ما يكتبه وليس في كمية النصوص التي يكتبها أو ينشرها.

إننا في الوقت الذي نفتح فيه صفحة "كتابات وخواطر" بحرية للجميع سنغلقها أيضاً أمام من لا يحترم قيمة الكلمة ووقعها على القراء والذوق العام في مواضيع من المفترض ان تكون "أدبية".

أشكركم على تفهمكم وعلى تعاونكم للحفاظ على مستوى الكلمة في موقعنا المفضل "عنكاوا كوم".

مع تحياتي للجميع،

ليلى كوركيس
عنكاوا كوم
[/font]



412
"تيباين"  مجلة إلكترونية جديدة
باللغات العربية والإنكليزية والسريانية
[/size][/color][/b]


ستكون الصدى لصوت الأقليات المسيحية ودليلاً للمؤسسات السريانية ونشاطاتها الإجتماعية والسياسية اليومية.
"تيباين دوت كوم" الصادرة بإسم اللجنة الإعلامية في الرابطة السريانية في لبنان، تدعو الجميع الى زيارة موقعها والمساهمة في إنجاح هذا الإنجاز عن طريق المشاركة في كتابة المواضيع أو بواسطة الإعلانات والتبرعات المالية

للمزيد من المعلومات بإمكانكم زيارة موقع المجلة على العنوان التالي : www.Tebayn.com
.
.








413
أدب / رسالة الى أصدقاء المنتدى
« في: 04:13 08/07/2005  »

الى أعضاء وقراء منتدى الثقافة الأعزاء،

بعد إجازة دامت ستة أسابيع أعود إليكم لمزاولة عملي في متابعة المواضيع التي تنشرونها مباشرة على الموقع أو التي ترسلونها بواسطة البريد الاكتروني.

أود هنا أن أنوه اني سأراجع في الأسابيع المقبلة  كل المواضيع التي أرسلت والتي لم يتسن لإدارة الموقع أن تُنشرها حتى الآن بسبب ضيق الوقت .

مع تحياتي وتمنياتي للجميع بعطلة صيفية ممتعة

ليلى كوركيس
عنكاوا كوم

414
هذا الموضوع تم نقله إلى من الاداري

صفحات: [1]