عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - philiphardo

صفحات: [1]
1
لا للاسلاموفوبيا، نعم للاسلاموفيليا

بدأت ظاهرة تخويف المجتمع من الاسلام -الاسلاموفوبيا- في الأعلام الغربي بعد حوادث الأرهاب في أمريكا وبعض العواصم الأوروبية والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء.  هدف هذه الدعاية الاعلامية هو لاشك زعزعة ثقة الناس بالاسلام كعقيدة وفكرا وسلوكاً.
إلا أن هذه النظرة المتحيزة تحسنت بشكل كبير خلال السنوات الثلاثة الأخيرة ولعدة عوامل منها: تململ المسلمين من استعمال هذا اللقب بشكل تعسفي، وأيضا رفض بعض السياسين الغربيين و المفكرين المعتدلين، وزعماء الكنيسة وخاصة في بريطانيا.  وحاليا، فقد صار الأعلام الغربي أكثر حذرا من الكتابة عن الاسلام بشكل سلبي وعنيف. وللمساعدة ايضا فقدت أدخلت مادة الاسلاموفوبيا، في المنهاج المدرسية في بريطانيا من أجل تثقيف الطلاب لقبول الآخر منذ الصغر وهي خطوة رائدة.
 
لذا فأنا أتمنى أن لا تصبح حوادث الأرهاب الأخيرة والغير مألوفة التي حدثت ضد المسيحيين في  الشرق كالكشح، ونجع حمادي...، وآخرها المجزرة المرعبة في كاتدرائية سيِّدة النجاة في بغداد ذريعة لبعض الأقلام والحناجر لنقل ظاهر الاسلاموفوبيا إلى مجتمعاتنا العريقة لترهيب المسيحيين فيها من أخواننا المسلمين الذين تعايشنا ونتعايش معهم بسلام ومودة عبر العصور.  كما أتمنى من الأعلام المسيحي وفي هذه الظروف وبكل أشكاله من عدم الأنزلاق في متاهات الاسلاموفوبيا وزرع القلق في نفوس الرعية لما ينجم عليه من بلبلة وقلق والتفكير في الهجرة.  وكما ذكرنا  نيافة الحبر الجليل مار ثاوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس مؤخرا على قناة نور سات مذكرا بأنسانية المسلمين في الشرق: يجب أن لا ننسى فضل العشائر العربية في منطقة الجزيرة السورية والفرات في أستقبالهم وحمايتهم للمسيحيين (ومن ضمنهم كانوا أهلي وأقاربي)  الفارين من المذبحة التي تعرضوا لها أيام الحكم العثماني في تركيا خلال الحرب العالمية الأولى.  وحديثا، وجدنا وبنفس الأندفاع كيف أحتضن الشعب السوري وتحملت أكثر من نصف مليون عراقي (نصفهم تقريبا مسيحيين) بسبب الغزو الأميركي للعراق.
فلنكن يقيظين، ولتكن رسالتنا هي لا للاسلاموفوبيا، ونعم لأستمرار الوحدة الوطنية، وإظهارمودتنا لكل المسلمين - الاسلاموفيليا- في العالم. أما بالنسبة الى معاناة شعب العراق فانني متأكد بأنه سيأتي اليوم الذي سيكره فيه الأرهابين أنفسهم الأرهاب الأعمى الذي توروا به وستنفتح أعيونهم فيستسلمون لرسالة السلام والتآخي لأن أغلبية المسلمين هم ضد قتل الأبرياء.
 
وأخيرا أقول، يجب أن نعمل معا جميعا مسيحيين ومسلمين وبصبر لصيانة مجتمعنا من التفكك لكي لا يتحقق حلم اسرائيل  بافراغ الشرق من المسيحيين كما نجحت في تهجيرهم من فلسطين.
 
 الكاتب
دكتور. فيليب حردو -  لندن

2


قام قداسة الحبر الأعظم العلامة مار اغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم بزيارة رسولية الى المملكة المتحدة من 30آذار ولغاية 7نيسان وتخللها عدة نقاط  ووقفات مهمة.

احتفل بالقداس الألهي يوم الأحد2 نيسان وقد حضر هذا الأحتفال الروحي رؤساء الطوائف الشقيقة يتقدمهم مطران الأرمن الأرثوذكس وكهنة الأقباط الأرثوذكس والخوري خوشابا للكنيسة الأثورية الشرقية القديمة كما حضرها سكرتير نيافة رئيس أساقفة كنتربري.
وغصت الكنيسة على رحبها بالمؤمنيين ورحببقداسته في خلال القداس المعتمد البطريركي الأب توما داؤد بكلمة رقيقة مشيرا الى مكانة قداسته الأبوية والثقافية والعلمية والرعوية والأجتماعية وتشجيعه لبناء الكنائس والمراكز السريانية في العالم ورد عليه قداسته بكلمة روحية قيمة شكر فيه الربان توما على كلمته واتعابه واهتمامه في لم شمل الطائفة كما وشكر المجلس الملي والرعية.  ثم تحدث قداسته على عمل المحبة المتمثله بالسامري الصالح وذلك بحسب طقس الكنيسة الذي صادف الأحد الخامس من الصوم المقدس ثم دعا قداسته المؤمنين وفتح باب التبرع لبناء أول كنيسة سريانية في لندن وتقدم المؤمنون بالتبرع السخي لهذا المشروع الحيوي لجاليتنا السريانية الغيورة في بريطانيا.

وبعد القداس الألهي خرج الجميع وبفرح عظيم توجهوا الى مطعم في وسط لندن وهناك تناول قداسته والوفد المرافق له والمؤمنون غداء المحبة وخلاله القى الدكتور باسل اسوفي نائب رئيس المجلس الملي كلمة ترحيبية. ويوم الأثنين المصادف  3نيسان زار قداسته رئيس اساقفة كنتربري في مقره في لامبث بالاس يرافقه نيافة المطران ايليا بهي المعاون البطريركي والمعتمد البطريركي الربان توما والربان ماتياس ناظر الكلية الأكليريكية في معرة صيدنايا دمشق واستقبله سيادة رئيس الأساقفة استقبالا حارا وتناول الحديث حول الكنيسة والعلاقات السريانية والأنكاليكانية .

وزار قداسته والوفد المرافق له 4نيسان دير الأقباط الأرثوذكس في منطقة استفنيج تلبية لدعوتهم الكريمة واستقبل قداسته باحتفال كنسي الخاص باستقبال البطاركة والقى كلمة عميقة متطرقا الى العلاقات المستركة بين السريان والأقباط وبعده تناول الغداء على مائدة الدير السخية كما قام قداسته بزيارة بعض الشخصيات المهمة واستقبل قداسته في محل اقامته عددة شخصيات كنسية وعلمية وتكللت زيارته بالنجاح الباهر.

حفظه الرب وابقاه فخرا للكنيسة
[/b]

3


List of Syriac Orthodox Patriarchs of Antioch
The Patriarch of Antioch is the head of the Syriac Orthodox Church.
For Patriarchs prior to AD 518, see List of Patriarchs of Antioch.

St. Severus the Great (512—538)
(Severus was deposed by the Greek Orthodox Church in 518; while in exile in Egypt, he was recognized by many Syriac Christians as the lawful Patriarch until his death in 538)
vacant 538—544
Sergius of Tella [([544]]—546) consecrated by Jacob Baradaeus
vacant 546—550
Paul II (550—575) (deposed in 575 for joining the Chalcedonians)
vacant 575—581
Peter III (581—591)
Julian I (591—595)
Athanasius I Gammolo (595—631)
John II (631—648)
Theodore (649—667)
Severius II bar Masqeh (667—681)
Athanasius II (683—686)
Julian II (686—708)
Elias I (709—723)
Athanasius III (724—740)
Iwanis I (740—754)
(After the death of Iwanis, two Patriarchs were appointed at the behest of the Caliph)
Euwanis I 754 - ?
Athanasius al-Sandali ? - 758
George I 758—790
Joseph 790—792
Quryaqos of Takrit 793—817
Dionysius I of Tellmahreh 817—845
John III 846—873
Ignatius II 878—883
Theodosius Romanos of Takrit 887—896
Dionysius II 897—909
John IV Qurzahli 910—922
Baselius I 923—935
John V 936—953
Iwanis II 954—957
Dionysius III 958—961
Abraham I 962—963
John VI Sarigta 965—985
Athanasius IV of Salah 986—1002
John VII bar Abdun 1004—1033
Dionysius IV Yahya 1034—1044
vacant 1044—1049
John VIII 1049—1057
Athanasius V 1058 —1063
John IX bar Shushan 1063—1073
Baselius II 1074—1075
(After the death of Baselius II, John Abdun got himself appointed Patriarch and caused trouble in the Church. He was deposed but continued causing trouble until 1091.)
John Abdun 1075 - 1077
Dionysius V Lazaros 1077—1078
Iwanis III 1080—1082
Dionysius VI 1088—1090
Athanasius VI bar Khamoro 1091—1129
John X bar Mawdyono 1129—1137
Athanasius VII bar Qutreh 1138—1166
Michael the Great 1166—1199
Athanasius VIII 1200—1207
John XI 1208—1220
Ignatius III David 1222—1252
John XII bar Madani 1252—1263
Ignatius IV Yeshu 1264—1282
Philoxenos I Nemrud 1283—1292
Michael II 1292—1312
Michael III Yeshu 1312—1349
Baselius III Gabriel 1349—1387
Philoxenos II 1387—1421
Baselius IV Shemun 1421—1444
Ignatius Behnam al-Hadli 1445—1454
Ignatius Khalaf 1455—1483
Ignatius John XIII 1483—1493
Ignatius Nuh of Lebanon 1493—1509
Ignatius Yeshu I 1509—1512
Ignatius Jacob I 1512—1517
Ignatius David I 1517—1520
Ignatius Abd-Allah I 1520—1557
Ignatius Nemet Allah I 1557—1576
Ignatius David II Shah 1576—1591
Ignatius Pilate I 1591—1597
Ignatius Hadayat Allah 1597—1639
Ignatius Simon I 1640—1659
Ignatius Yeshu II Qamsheh 1659—1662
Ignatius Abdul Masih I 1662—1686
Ignatius George II 1687—1708
Ignatius Isaac Azar 1709—1722
Ignatius Shukr Allah II 1722—1745
Ignatius George III 1745—1768
Ignatius George IV 1768—1781
Ignatius Matthew 1782—1817
Ignatius Yunan 1817—1818
Ignatius George V 1819—1837
Ignatius Elias II 1838—1847
Ignatius Jacob II 1847—1871
Ignatius Peter IV 1872—1894
Ignatius Abdul Masih II 1895 - 1905
(Ignatius Abdul Masih II was deposed in 1905.)
Ignatius Abd Allah II 1906—1915
Ignatius Elias III 1917—1932
Ignatius Afram I Barsoum 1933—1957
Ignatius Jacob III 1957—1980

Ignatius Zakka I Iwas 1980—present***

From answers.com

4
أخبار شعبنا / مبروك لسريان لندن
« في: 12:56 08/03/2006  »
بعد انتظار طويل ودعاء دائم وفقنا الله ببناء متواضع في لندن لنحويله الى كنيسة وقاعة.  جاليتنا المكونة من 250 عائلة هنا هي فتية وتحتاج الى المساعدة لأتمام هذا المشروع. لذا نمد يدنا الى الغيورين السريان في المهجر لدعم هذه الكنيسة الصغيرة وهي أول كنيسة لنا في بريطانيا.

للمزيد من المعلومات يرجىالأتصال مع الأب توما حازم دقمة في لندن أو معي على philiphardo@yahoo.com.

الرب معنا

5

السريانية ـ العربية .. جذور وامتداد
نقلاً عن صحيفة تشرين السورية 23/3/2004


من جبال طوروس شمالاً وحتى رفح والعقبة جنوباً ومن الجزيرة والفرات وبادية الشام شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً .. كل هذه الرقعة الجغرافية كانت تنطق بالآرامية – السريانية شقيقة اللغة العربية الفصحى من الرحم اللغوي السامي الذي يضم طيفاً من أعرق لغات وأبجديات العالم القديم : البابلية – الآكادية – الآشورية – الكنعانية – الفينيقية - النبطية – السبئية والحميرية – العبرية وسواها .كتاب الباحث سمير عبده يتقصى جذور السريانية – العربية وامتدادها التاريخي والجغرافي في كتابه هذا مبيناً إن الآرامية والسريانية لهجتان توأمان ، ففي القرن الخامس ق.م اندمج الآراميون في الآشوريين – الآثوريين ، وأصبحوا أمة واحدة وبسطوا سلطانهم على سورية الداخلية التي تشمل سورية الحالية وما بين النهرين وفلسطين ولبنان . عرف لفظ (( سوري )) بمعنى سورية منذ عهد نبوخذ نصر في القرن السادس ق.م ، وهو لفظ معدول عن (( آشور – آسور )) كما ان لفظ (( آرامي )) منسوب إلى آرام شقيق آثور .وقد ذكر المسعودي في مروج الذهب : ان أول الملوك ملوك السريانيين بعد الطوفان وقد تتوزع فيهم وفي النبط فمن الناس من رأى السريان هم النبط ومنهم من رأى إنهم أخوة لولد ماس بن نبيط . وإذا .. فإن السريانية هي من أقدم اللغات التي لا زالت متداولة فهي امتداد للآرامية التي عرفت في سورية منذ ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة وبها .. تكلم السيد المسيح وأقام السوريون حضارتهم في كنفها ولا زالت كلماتها متداولة في حياة السوريين اليومية كما في أسماء القرى والمدن ومن خلال اللغة العربية الفصحى وقد ظلت محكية في لبنان حتى أوائل القرن الثامن عشر ولا تزال ثلاث قرى في سورية تنطق بالآرامية الغربية الحديثة شمال شرق دمشق وهي : معلولا – بخعا – جبعدين .
تنتمي الآرامية السريانية إلى أسرة اللغات السامية التي سادت الهلال الخصيب والجزيرة العربية واقتبست الابجدية الفينيقية في القرن الحادي عشر ق.م وبدأت نقوشها تظهر متأثرة بالآكادية والكنعانية وصارت في القرن التاسع ق.م اللغة الرسمية وانتشرت كتاباتها في أصقاع الامبراطورية فبلغت اقاصي آسيا الصغرى واليونان وافغانستان وفي عهد السلوقيين منذ القرن الرابع ق.م صارت لغة سائدة كلياً في سورية وما بين النهرين وبلاد الكلدان والعراق وجزيرة العرب وكتب بها الأرمن قبل إنجاز أبجديتهم في القرن الرابع الميلادي وامتدت حتى الصين والهند ولم تجارها اليونانية في الاتساع .
تعلم الآراميون من الكنعانيين – الفينيقيين فن الكتابة الأبجدية ، والآرامية .. ثلاث لهجات هي :
- الغربية : لهجة سورية وفلسطين وما بين النهرين العليا وطور سيناء .
- الشرقية : لهجة العراق وفارس .
- الفلسطينية : التي تكلم بها السيد المسيح .
وتبنت الامبراطورية الفارسية اللغة الآرامية رسمياً ولم يستطع السلوقيون ورثة الاسكندر الاكبر اقصاءها وكتب أحبار اليهود وكذلك مؤرخهم يوسف الاشقر بالارامية الفلسطينية لغة جيله : السريانية ، بالخط البابلي المربع ، حتى ان اسماء يشقع اليهود : الفريسيين – الصدوقيين اسماء آرامية سريانية وكذلك اسماء : توما – برنابا – برثلمي – برابا – قيافا– مرتا – سالومي – شفيرة – طبيتا وغيرها كثيرة وقد استعملها المسيحيون الاوائل في فلسطين وكذلك مسيحيو مصر الناطقون بالآرامية .
ولا تزال السريانية تسمع وتقرأ في الكنائس بشقيها الارثوذكسي – الكاثوليكي ، كما .. عند السريان والموارنة والآشوريين والكلدان والنساطرة . حيث تم تقعيد السريانية وضبطها بقواعد وأصول ومعاجم على علماء وأدباء منهم : يوسف الاهوازي – يعقوب الرهاوي – انطون التكريتي – الحسن بن بهلول – يوحنا ابن زوعبي النحوي

تتألف الأبجدية السريانية من 22 حرفاً يزدوج لفظ ستة منها ويعرف باللفظ اللين والقاسي كمثل حرف الباء الذي يلفظ باء وفاء ( 7) كما تلفظ الدال : ذالا والتاء : تاء والكاف : خاء . وتبدأ السريانية بالتسكين – خلافاً للعربية الفصحى – لكنها تسكن نون الوقاية بين الفعل والضمير والنون المختصة بالنسبة دخلت العربية من السريانية كقولنا : روحاني – نصراني- رهباني – رباني ..الخ . اشتغل السريان بالعلوم : الرياضيات – الفلك وعلم الهيئة وترجموا كتباً كثيرة من الإغريقية واللاتينية والفارسية فكانوا ... في عهد الدولة العربية الإسلامية أول من ترجم هذه المعارف إلى العربية الفصحى وكانوا أول من أعانوا الجيش العربي المسلم بقيادة خالد بن الوليد لفتح دمشق وسائر الأرض السورية ولقب الخليفة عمر بن الخطاب : الفاروق يعني في السريانية المنقذ والمحرر من ظلم الروم البيزنطيين وبقيت مساهمة السريان ممتدة حتى العصر العباسي حيث يذكر الكندي في إحدى رسائله : ( كان السريان لنا سبيلا وآلات مؤدية إلى علم كثير فإنهم لو لم يكونوا لم يجتمع لنا هذه الأوائل الحقية ) .
ويقول الفارابي : السريان هم من علم المسلمين الفلسفة اولاً وهم الذين ترجموها ثانياً ويضيف الجاحظ : كان الأطباء السريان كالمحتكرين للطب ومنهم كتاب السلاطين وأطباء الأشراف والعطارين والصيارفة . ويذكر ابن جلجل في كتابه طبقات الأطباء والحكماء – إن هارون الرشيد قلد يوحنا بن ما سويه السرياني ترجمة الكتب القديمة مما وجد في أنقرة وعمورية وسائر الروم التي فتحها المسلمون فوضعه أمينا على الترجمة وجعل له كتاباً يكتبون عنه وقد خدم يوحنا السرياني هارون والأمين والمأمون وعاش إلى زمن المتوكل . يشير الباحث سمير عبده إلى أن الارومة المشتركة للعرب وللسريان ومخالطة عرب الحجاز ونجد للسريان من طور سيناء وحتى طوروس ...حيث لم تكن ثمة حدود بين القبائل ثم المعاملة الطيبة من قبل العرب المسلمين لسكان فلسطين وبلاد الشام من الآراميين – السريان هي التي جعلت السريانية – الآرامية تتنحى لأول مرة في تاريخها لمصلحة العربية الفصحى بعد أن تركت في العربية كثيراً من الألفاظ والكلمات التي دخلت المعاجم بوصفها كلمات معربة إضافة إلى مفردات كثيرة في لهجات ما بين النهرين وبلاد الشام كما اقتبس العرب الارقام الهندية من السريان وكذلك فن الكتابة والخط الكوفي المشتق من الخط السطر نجيلي أي : خط النساطرة المعروف عند العامة بالخط الكلداني – النبطي . أما ترتيب الحروف السريانية الاثنتين والعشرين فهي على النحو التالي : ( ابجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ) التي اتخذ العرب صورها وترتيبها هذا من السريان ويشار إلى أن ابا الاسود الدؤلي كان قد ذهب إلى الكوفة وتعلم فيها السريانية الفصحى واتصل بعلماء السريان واقتبس النقاط السريانية التي تميز الكلمات ثم حركات الفتح والضم والجر والسكون التي استنبطها العلامة يعقوب الرهاوي . يفرد المؤلف فصلا وجداول خاصة بالكلمات السريانية التي دخلت في العربية سواء أكانت اسماء قرى ومدن لا تزال تلفظ كما هي في السريانية أم مفردات كمثل : بركة – براني : خارجي – طاسة : وعاء – نكش : حفر – طرطش : رش الماء – ناطور : حارس البستان- شوب : الحر الشديد – لسه : الساعة - كراس : الجزء من الكتاب ...الخ.
ويطابق الفعل في السريانية فاعله في الإفراد والجمع : راحوا أخوتي ، بدلاً من : راح أخوتي- بالعربية وسمى نحات العرب من نطق بهذا من عرب الحيرة وشمالي الحجاز بلغة: اكلوني البراغيث من غير ان يشيروا إلى اصولها في قواعد النحو السرياني – الآرامي .
ومن الكلمات السريانية التي اندمجت في العربية وتعتبر مستعربة- معربة : المؤمن – النبي- قرية – دير آمن – صلى – فاروق – مقاليد – حج – قدوس – قيوم – مسيح – روح القدس – نصراني – جسماني – روحاني – ناسوت – ملكوت – جبروت – كهنوت- حانوت ، واسماء شجر ونبات من مثل : رمان – زيتون – زعرور – كمون – بطيخ ..الخ.
كما يفرد المؤلف فصلاً للموسيقى السريانية التي ورثت الموسيقى السومرية البابلية وكانت آلتها الاساسية : القيثارة السومرية ذات الاوتار السبعة حتى قدر الفارابي مجموع الالحان السريانية بثلاثة آلاف لحن ومقاماتها الاساسية باثني عشر لحناً ، ثم اختصرت إلى ثمانية مقامات هي : " Baya” البيات : وتعني في السريانية : عزى – سلى – سرور – فرج الهم ." Hawasono " الحسيني : والكلمة مشتقة من الرأفة والحنان والرحمة .
"ur-ak" عراق : وهو اسم مدينة مغمورة الآن في بلاد الرافدين وكانت عاصمة الدولة في العهدين السومري والآكادي .
"Razd " الرصد وحوره الأتراك إلى ( راست ) التي تعني في التركية : المستقيم لكن معناه في السريانية هو : مكن – اصلح – ثبت – قدر .
" ugo " اوج ومعناه : الزهور – الريحان – الميس – وهي نباتات عطرية .
" Agam " عجم وقد طغى معناه التركي : الغريب – الغشيم ، لكنه في السريانية : رجوع- هبوط وهو ما يمثل المحتوى الموسيقي لهذا المقام الذي يبدأ من الأعلى هبوطا إلى قراره .
" sba" الصبا : وتعني بالعربية : النسيم الشمالي الرقيق الذي يهب عادة على نجد والحجاز من بلاد الشام والكلمة في السريانية تعني : سرور – صفاء وكانوا ينشدونه في مراسيم موت الشهداء والكهنة لكونه لحنا ً حزيناً ذا خصوصية .
" حاجو Hajo " الحجاز وهو اسم بلاد السعودية القديم في السريانية "Haj " وأضيف حرف الزاي إليه في العهد العثماني .
يؤكد المؤلف سمير عبده في كل فصول كتابه على الروابط الحضارية – اللغوية بين السريان والعرب الذين يتحدرون من أرومة واحدة وارتبطوا طول تاريخهم الطويل بالمصير المشترك على أرض الأجداد الأوائل

6

[التاريخ 18/4/2005]
[الكاتب:  منير درويش] [المصدر:  كلنا شركاء في الوطن]
[المحور:  مجتمع]  [الموضوع:  شؤون سورية]
   
 
* محاضرة ألقيت في حلقة نقاشية ضمت عددا من المثقفين والمهتمين بتاريخ 23 / 3 / 2005



تشكل الهجرة الواسعة للمسيحيين العرب ومسيحيي البلدان المشرقية إحدى أهم المخاطر التي تواجهها المنطقة، وذلك بسبب الدور الثقافي الذي يلعبه هؤلاء المسيحيون، كحلقة وصل بين الحضارة العربية الإسلامية، والحضارة الغربية، واستيعابهم وتفهمهم لكلتا الثقافتين، وفتح إمكانية الحوار بينهما. ولا يمكن القول أن هذه الصلة ناتجة عن ارتباط ثقافة المسيحيين في المشرق بثقافة الغرب، بل لتأثير هذه الثقافة على رؤية الغرب لهذا الشرق الذي تتسم غالبا بالسلبية، والنظرة وحيدة الجانب المتمثلة بكونه مصدرا للإرهاب، ومصْدرا للمواد الخام والثروة. لقد مارست الثقافة المسيحية المشرقية على مدى تاريخها تأثيرا متبادلا بين الثقافتين الإسلامية، والمسيحية الغربية، ولعبت دورا في عقلنة التطرف لدى الثقافتين وتفاعلهما مع بعضهما البعض رغم الظروف القاسية التي تعرضت لها بسبب هذا الدور. ، إننا لسنا بصدد البحث في دور المسيحيين، وأهميته، إنما نحاول أن نلقي ضوءا على واقع الهجرة التي أخذت تقلق الأوساط الاجتماعية والسياسية والثقافية في البلدان العربية، الحريصة على استمرار هذا النموذج الحضاري من أجل مصلحة الأمة، من خلال هذه الورقة التي ليست نهائية، لا من حيث الأفكار ولا الأرقام الواردة فيها. وسنركز البحث على هجرة المسيحيين العرب أولا.
يتمركز وجود المسيحيون في الدول العربية بشكل أساسي، في مصر، لبنان، سورية، الأردن، العراق، فلسطين، وجنوب السودان أما بقية الدول العربية فإن وجود المسيحيين فيها يكاد يكون محدودا، بعضها جاء بقصد العمل، كما في دول الخليج والسعودية، والبعض الآخر من بقايا الاحتلال الفرنسي، كما في دول المغرب العربي، أما دخول المسيحية لجنوب السودان فقد جاء عن طريق البعثات التبشيرية.. ويتمركز عدد من المسيحيين في الدول المجاورة كتركيا وإيران حيث يوجد نحو ربع مليون منهم، وقد هاجر قسمهم الأعظم في السنوات الأخيرة إلى مختلف دول العالم.
ويقدر عدد المسيحيين العرب بنحو 10 ملايين نسمة من أصل حوالي 300 مليون نسمة سكان الوطن العربي، أي بنسبة 3.3 % تقريبا، ولكن هذه النسبة تزداد إذا ما أًَخذت على أساس القطر الواحد، فهي في لبنان حوالي 30 %، وفي سورية 8 – 10 %، وفي مصر 6 – 8 % وهكذا، في الوقت الذي كانت فيه هذه النسب أعلى من ذلك بكثير قبل منتصف القرن الماضي. وانخفضت إما بسبب الحد من النسل، أو الهجرة.
وتتقاسم هؤلاء المسيحيين حوالي 11 طائفة عدا الأقباط الذين ينقسمون إلى 3 طوائف. كما يتوزعون بين الأقليات القومية كالأشوريين، والكلدان، والأرمن، وبعض العائلات الكردية. وتدل المعلومات أن الهجرة الأولى للمسيحيينعند عام اشتعال الأحداث الدامية في لبنان عام 1854 ولكن هذه الهجرة اتجهت في أغلبها نحو مصر وفلسطين، إلا أننا نجد بعض الأسماء والأرقام لمهاجرين مسيحيين نزلوا في دول أمريكا اللاتينية خلال هذه الفترة و نزل أول مهاجرين في البرازيل عام 1880 من عائلة زخريا من بيت لحم، وغيرهم إلى بقية دول أمريكا ولكن هذه الأعداد أخذت بالتزايد منذ عام 1892، وبلغت حدا واسعا في الأعوام 1903 – 1930، ووصل عدد المهاجرين إلى البرازيل وحدها حتى عام 1970 إلى 1.8 مليون مهاجرا، وازداد هذا العدد حتى وصل عند عام 1986 إلى 5.8 مليون مهاجر غالبيتهم من المسيحيين.
وفق دراسة أعدها عبد الله باكثير أستاذ التاريخ في جامعة الرباط إلى المؤتمر القومي العربي. وبما أننا لا نسعى من وراء هذا البحث تقديم دراسة أكاديمية بل سياسية، فإن الهجرة الأساسية للمسيحيين بدأت تأخذ طابعا سياسيا منذ منصف القرن الماضي، وكان هدفها أو هكذا تبدو وكأنها محاولة لتفريغ المنطقة من مكوناتها الحضارية وتنوعها الثقافي، وفق ما تسعى إليه سياسة الولايات المتحدة، التي سعت وتسعى لتخريب ثقافات الشعوب عن طريق اقتلاعها من مواطنها الأصلية وبعثرتها في العالم. صحيح أن الهجرة كانت في البداية محدودة وفردية، ولكنها كانت البداية التي أسست لهجرات أوسع، إذ أصبح بامكان هؤلاء أن يسعوا لتهجير غيرهم بعد أن توفرت لهم فرص من العمل كانت بالنسبة للأعمال التي يمارسونها في بلدانهم فتحا هاما، وأخذت تغري لهجرة أقربائهم ومعارفهم أيضا. لقد تعددت أسباب الهجرة وتنوعت، ولم تقتصر على المسيحيين بل شملت كل من استطاع إليها، وكما يذكر الأستاذ عيسى سامي مهنا في دراسته القيمة عن هجرة العلماء والمهنيين العرب، التي أصدرها المركز العربي للدراسات الاستراتيجية أن هناك 50 سببا للهجرة سياسية، واقتصادية وثقافية ودينية، وغيرها.
ولكن المشاكل التي حصلت في بعض الأقطار العربية كانت تبرر لمزيد من هجرة المسيحيين، خاصة بعد أن حققت للمهاجرين الأوائل استقرارا ماديا ومعنويا أكثر منه. ثقافيا. ونظرا لقلة عددهم أخذت هذه الهجرة تظهر بشكلها الواضح . لكن هذهلأحوال فإن من الصعب معرفة الأسباب الحقيقية للهجرة نظرا لكونها تبدو وكأنها ظاهرة شخصية بحتة إلا أن جملة الأسباب التي ذكرها الأستاذ مهنا، اقتصادية كانت أم اجتماعية وثقافية أو دينية تدخل فيها كلها، وإن كانت الإحصائيات الرسمية تقسم هذه الهجرة وفق التالي: 44 % بسبب العمل، 30 % تكوين أسرة وزواج، 15 % دراسة وعدم عودة، 10% أسباب مختلفة أخرى. لكن هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة الأساسية لهجرة المسيحيين، ولا تبين أسبابها، ففي عام 1985 بلغت الهجرة من سورية أوجها واستطاع قسم من الراغبين أن يهاجروا عن طريق أقرباء لهم أو مقيمين في بلدان الهجرة، كندا، أمريكا، السويد، وكان قسما منهم ميسورا على الصعيد المادي، ولهم مشاريع حيوية في سورية ولبنان، وكان بينهم من يشغل مسؤوليات إدارية عالية ، وعدد من الكفاءات العلمية، أطباء مهندسين ومحامين.الخ.. لم يتمكنوا من ممارسة هذه المهن لأن قوانين الهجرة لا تسمح لهم بها، واكتفوا بما يحصلون عليه من معونات البطالة أو ( العمل بالأسود ) أي بدون ترخيص. أما القسم الآخر فقد هاجر تحت حجة اللجوء الإنساني حيث كان المهاجرون يحصلون على سمة دخول إلى إحدى الدول الاشتراكية، وخاصة ألمانيا الشرقية، ومن ثم يغادرون إلى ألمانيا الغربية بواسطة سماسرة ومهربين أو عن طريق أقرباء لهم هناك. بعد أن يتخلصوا من أوراقهم الرسمية، ويساقون بعدها إلى معسكرات ( كامبات ) يتجمع فيها مهاجرين من مختلف أنحاء العالم خاصة النامي منها. حتى أنه يقال إن أحد ( الكامبات ) كان فيه 15000 من المهاجرين بينهم 1300 من المسيحيين السوريين، و800 من لبنان بينهم 300 من الأطفال. وأمضى بعضهم حوالي 5 سنوات في هذه المعسكرات وفي ظروف معيشية قاسية قبل أن تسوى أوضاعهم، وبقي بعضهم أكثر من 15 عاما قبل أن يحصل على الجنسية، وبعضهم لم يحصل عليها حتى الآن. ، واعتبارا من عام 1990 لم تعد سورية ولبنان من الدول التي يمنح مواطنوها اللجوء الإنساني أو السياسي، إلا في حالات خاصة. وعلى الرغم من احتلال فرنسا لسورية ولبنان، وإنكلترا للعراق ومصر، والأردن وفلسطين، لم تسجل في تلك الفترة هجرة خاصة للمسيحيين مميزة، اللهم إلا قلة من الأفراد والعائلات التي عملت مع جيوش هاتين الدولتين، أو في خدمتهم. لكن موجة واسعة من المهاجرين المسيحيين نزحوا من سورية باتجاه لبنان كمحطة أولى في الأعوام 1958 – 1962.
وتقدر الإحصائيات عددهم بحوالي 50 ألف من أصل 200 ألف هاجروا في تلك الفترة واستقروا بداية في زحلة وبيروت، ثم هاجر قسم منهم إلى الخارج. ، وازدادت الهجرة بعد عام 1967، وبلغت ذروتها في فترة الأحداث التي اندلعت بين السلطة والأخوان المسلمين منذ عام 1980 وبعدها، ثم تعاظمت الهجرة حتى بدت واضحة تماما بعد أن انحسرت نسبة المسيحيين لدرجة ملحوظة. ففي عام 1980 كانت نسبة المسيحيين في سورية حوالي 16.5 %، انخفضت خلال ربع قرن إلى 8 – 10 %، ولم تكن النسبة هي التي انخفضت فقط بل العدد نفسه، إذ كان عدد المسيحيين في تلك الفترة 2 مليون، بينما الآن لا يتعدى هذا العدد 1.5 مليون، وهناك إحصائية تقدر عددهم بأقل من مليون، ولكن باعتقادي أنها غير دقيقة.
وتشير دراسة الأستاذ مهنا السابقة الذكر، أن عدد السريان والكلدان الذين هاجروا من الجزيرة السورية والعراق بلغ 500 ألف، وأن قرية تل فائق في شمال العراق وحدها هاجر منها 126 ألف من الكلدان، ولكي ندلل على هذه المسألة نأخذ هجرة الآشوريين الذين يعتبرون من أقدم حضارات التاريخ، واعتنقوا المسيحية منذ بدايتها. لقد قدم هؤلاء الآشوريين من شمال العراق بموجب اتفاق بين الفرنسيين والإنكليز في عام 1939 بعد محاولة انقلاب على الملك غازي، ووضعوا على ضفاف الخابور الأعلى بين رأس العين والحسكة، بنوا فيها بساتين أشبه بالجنان. لقد كان عددهم يقارب أل 50 ألف حتى عام 1980 لم يبقى منهم أكثر من 5000 – 8000 نسمة أغلبهم من الشيوخ بعد أن هاجر الشباب إلى أستراليا، ونيوزيلندا، وأمريكا.
وفي اعتقادي إن هجرتهم تمت بمخطط مرسوم، حيث كانوا يشكلون حلقة الوصل والتواصل بين المسيحيين في سورية والعراق. أما في فلسطين، فقد كان عدد المسيحيين عام 1948 حوالي 150 ألفا هاجر منهم 50 ألف إلى الخارج بعد النكبة. أما الآن فإن عدد المسيحيين المسجلين في فلسطين نحو 400 ألف منهم 51 ألف في الضفة، و114 ألف في فلسطين المحتلة، والباقي في الخارج. وتدل المعلومات أن نسبة المسيحيين في بيت لحم وحدها كانت عام 1947 حوالي 20 % من السكان أما الآن فلا تزيد نسبتهم عن 2 % بعد أن هاجر أغلبهم إلى الخارج. أما في لبنان فقد كانت نسبة المسيحيين حتى عام 1975 تصل إلى أكثر من 42 % من السكان، وانخفضت منذ عام 1994 إلى 30 %، وتفيد دراسة لوزارة المغتربين في لبنان أعدها أنيس أبو فراج أن هجرة المسيحيين بين الأعوام 1975 - 1999 بلغت 26 % للموارنة و25 % للأرثدوكس، و19 % من الكاثوليك، ويعزو بعض المفكرين المسيحيين التوسع في الهجرة من لبنان إلى عدة عوامل بينها حالة التهميش التي يشعر بها المسيحيون العرب، وعدم رغبة الآخرين ببقائهم، بينما يتعلق بعضها بربط العروبة بالإسلام لدى تيارات إسلامية، لإخراج المسيحيين العرب من القومية العربية مما زاد عندهم الشعور بأزمة الهوية.
وفي مصر يشكل الأقباط أكبر كتلة بين المسيحيين العرب تصل إلى ضعف العدد الموجود في بقية الأقطار العربية، فقد هاجر منهم خلال 80 عاما 1.5 مليون نسمة، ولا زال العدد الموجود في مصر موضع خلاف، وأخذ ورد بين إحصاءات الكنيسة والإحصائيات الرسمية، البعض يقدر عددهم بنحو 5 – 6 ملايين نسمة. إلا أن دراسة أعدها باحث فرنسي ووفرها لنا الأستاذ الياس بولاد، تعود لعام 1994 بين أن عدد المسيحيين المصريين هو 2.8 مليون أي نصف التقديرات ولا نعتقدها صحيحة . وتبدو هجرة المسيحيين من العراق أكثر كارثة. لقد قدر عدد المسيحيين في العراق بنحو 700 ألف. لكن أعدادا كثيرة هاجرت منهم منذ عام 1991، بعد العدوان الأمريكي عليه، حيث نزح في هذه الفترة من شمال العرق إلى سورية عدد من العائلات المسيحية التي كانت تسكن هناك وأقاموا في مخيمات قبل أن ينتقلوا إلى المدن السورية، ومن ثم إلى أمريكا وكندا، بعد أن حصلوا على اللجوء السياسي، وكان نصيب كندا وحدها منهم 250 عائلة سافرت دفعة واحدة على متن طائرات مخصصة لهذا الغرض، ولا زالوا يعيشون فيها. وازداد نزوح المسيحيين بعد العدوان الأمريكي الأخير، واحتلال العراق، حيث نزح حوالي 300 ألف من المسيحيين إلى سورية والأردن، والخارج بعد أن تعرضوا إلى عمليات اعتداء على محلاتهم خاصة المحلات التي تبيع الخمور والألبسة ودمر منها حوالي 200 محلا على مرأى من قوات الاحتلال، كما جرت عمليات اعتداء على الفتيات اللواتي لا يرتدين الحجاب، وعلى الكنائس في الفترة الأخيرة، وتعرض عدد منهم لعمليات القتل ونهب المنازل.
لقد فاق عدد المهاجرين المسيحيين في الخارج عددهم في الداخل، فهناك 5 ملايين من المهاجرين اللبنانيين بينهم 3.5 من المسيحيين بينما لم يبقى في لبنان إلا أقل من 1.5 مليون. وفي الولايات المتحدة كان عدد المهاجرين العرب 3 مليون بينهم 2 مليون من المسيحيين، وفق دراسة أعدها ميخائيل سليمان للمؤتمر القومي العربي عام 2000. أغلبهم من الكفاءات العلمية والمهنية. لقد أدرك المثقفون العرب خطر هجرة المسيحيين على ثقافة المنطقة وتنوعها الحضاري ودعوا للتصدي لهذه الهجرة، فالوليد ابن طلال في جريدة النهار يرى أن بقاء المسيحيين في المشرق هو ترسيخ لفكرة الدولة العصرية، والتنوع الثقافي، والتعددية، والديمقراطية.، ولمنع استنزاف الطاقات العلمية، والفكرية والثقافية في منطقتنا. أما حسنين هيكل فيرى أن المشهد العربي كله سيختلف حضاريا وإنسانيا مع هجرة المسيحيين، وسيصبح أكثر فقرا، وأقل ثراء لو أن هجرة المسيحيين ترك أمره للتجاهل والتغافل، وللمخاوف، أي خسارة لو أحس مسيحيو الشرق أن لا مستقبل لهم ولأولادهم فيه. ثم بقي الإسلام وحيدا في المشرق لا يؤنسه وحدته غير وجود اليهودية الصهيونية في إسرائيل. وإذا كان وجود المسيحيين من وجهة نظر المثقفين العرب ضروري لتفاعل الحضارة العربية الإسلامية لما لهم من دور فيها. فإن الدوائر المعادية تحاول أن تلعب على هذه الورقة بحجة الاضطهاد الذي يتعرضون له للتدخل في شؤون بلداننا. رغم تأكيد جميع ممثلي الكنائس أن مثل هذا الاضطهاد لا وجود له.
هناك حقيقة يجب التوقف عندها، وهي أن شعورا بالتفوق تولد لدى عامة المسيحيين، ويعود هذا الشعور إلى تفوق الغرب، يقابله رد فعل من قبل المسلمين بالتفوق التاريخي الذي يرجعونه لتقدم الحضارة العربية الإسلامية، وتفوقها على الغرب في تلك الفترة. إن كلا الطرفين على خطأ في هذا الشعور، ذلك إن الطرفين ساهما في بناء الحضارة العربية الإسلامية وجميعنا ننتمي لأمة واحدة ويتهددنا خطر واحد هو خطر الابتلاع، والنهب والاستغلال، تلك ليست مجرد لهجة خطابية، وعلينا أن نبحث عن الأرضية التي بواسطتها يمكن أن نبني مشروعنا العربي الذي يجعل الأمة تنهض من سباتها ويعزز مكانتها. وإذا كان من الصعب في الوقت الراهن وقف تيار الهجرة دون تأمين الآلية اللازمة لوقفها، فإن الضرورة تقتضي أن تكثف الجهود لطرح هذا الموضوع بشكل مباشر دون تردد أو توجس، ودعوة المثقفين العرب والفعاليات السياسية العربية لمواجهة هذه الظاهرة، والتأكيد المستمر على مخاطرها، وشن حملة ضدها عن طريق المؤتمرات والندوات، وجلسات الحوار. كما أن الضرورة تقتضي مساعدة المهاجرين لبقائهم على الارتباط بوطنهم، حيث تعاني مختلف انتماءاتهم ظروفا صعبة، وأنواع مختلفة من الاضطهاد. فهم يعانون من صعوبة الاندماج في المجتمعات الجديدة، ومن السلطات العربية الحاكمة التي لا زالت تعاملهم بنفس الطريقة التي تعامل بها المواطنين في الداخل، وبذلك فهي تعمل على قطع صلتهم بأوطانهم، وتمنع عنهم زيارتها أحيانا، إما مباشرة أو بإخضاعهم لإجراءات التحقيق، والأمن، وتبديل العملة، والتحويلات المالية والتجنيد. وليس هذا وحسب فبدلا من السعي لجمعهم في مؤسسات تؤسس لتضامنهم، تسعى لبث التفرقة وبذور الشك بينهم، واستخدام بعضهم ضد البعض الآخر، فانعدمت النوادي والجمعيات، والمؤسسات التي تجمعهم كما كانت في بداية الهجرات الأولى، وتدل جميع المعلومات أن عدد النوادي والصحف، والمؤسسات التي أسسها المهاجرون الأوائل على قلتهم، تعادل أضعاف ما هو موجود حاليا.
لذلك فإن الضرورة تقتضي العمل بكل الجهود لبقاء هؤلاء المهاجرين على صلة بوطنهم، وفسح المجال لطريق العودة لهم أو لأبنائهم، والضغط على الحكومات لوضع القوانين التي تتيح لهم هذا التواصل دون عقبات أو إزعاج، حتى لا يصبحوا عرضة للابتزاز والاستغلال من قبل الخارج. وعلينا أيضا أن نعمل لتفعيل حوار جاد بين فئاتهم المختلفة، وتأسيس النوادي والمؤسسات والصحف، وتبادل الزيارات بتنظيم رحلات للشباب بمختلف الأعمار منهم وإليهم من أجل هذا التواصل.
إنها مهمة صعبة علينا أن نعمل لها بكل ما نستطيع .



7
الصهيونية حركة سياسية يهودية تدعو الى تكوين أمّة يهوديةً وتنادي بحق هذه الامة بتكوين كيان لها على أرض إسرائيل التارخية أو كما ذكرت في التوراة. تأسست هذه الحركة في 1897 وتألفت من أفكار عديدة عند نشأتها في مكان بقعة الأرض لإقامة الدولة التي ستحتضن هذه الأمة. تركّزت الجهود إبتداءً من العام 1917 على فلسطين لإنشاء كيان يحتضن الأمة اليهودية ومن العام 1948 دأبت الصهيونية على إنشاء وتطوير دولة إسرائيل والدفاع عن هذا الوطن

وكلمة "صهيوني" مشتقة من الكلمة "صهيون" وهي أحد ألقاب مدينة القدس كما هو مذكور في الصحائف المقدسة المسيحية واليهودية وتعبّر كلمة "صهيون" عن أرض الميعاد وعودة اليهود الى تلك الأرض. للصهيونية جانب عقائدي نتيجة الديانة اليهودية التي يتبعها أنصار الحركة وجانب ثقافي مرتبط بالهوية اليهودية وكل ما هو يهودي. تجدر الإشارة ان الكثير من اليهود المتدينين عارضوا ومازالوا يعارضون الصهيونية بالإضافة الى عدم إنتماء بعض مؤسسي دولة إسرائيل الى أي دين والكفر باليهودية وغيرها من باقي الأديان.

بالرغم من إعتقاد المتدينين اليهود ان أرض الميعاد قد وهبها الله لبني إسرائيل فهذه الهبة أبدية ولا رجعة فيها إلا إنهم لم يتحمسوا كثيراً للصهيونية بإعتبار أن أرض الميعاد ودولة إسرائيل لا يجب أن تُقام من قبل بني البشر كما هو الحال بل يجب أن تقوم على يد المسيح المنتظر!

تعاقبت الأحداث سراعاً ما بين الأعوام 1890 - 1945 وكانت بداية الأحداث هو التوجه المعادي للسامية في روسيا ومروراً بمخيمات الأعمال الشاقة التي أقامها النازيون في اوروبا وانتهاءً بعمليات الحرق الجماعي لليهود وغيرهم على يد النازيين الألمان إبّان الحرب العالمية الثانية، تنامى الشعور لدى اليهود النّاجين من جميع ما ذُكر إلى إنشاء كيان يحتضن اليهود واقتنع السواد الأعظم من اليهود بإنشاء كيان لهم في فلسطين وساند أغلب اليهود الجهود لإقامة دولة لهم بين الأعوام 1945 - 1948 ولكن إختلف بعض اليهود في الممارسات القمعية التي إرتكبتها الجماعات الصهيونية في فلسطين بحق الشعب العربي الفلسطيني.

منذ العام 1948، أصبح كل يهودي صهيونيا في دعمه لدولة إسرائيل وحتى وإن لم يقطن البلد الجديد. أضاف الدعم العالمي لإسرائيل أهمية كبيرة من الجانبين الإقتصادي والسياسي وخاصة بعد العام 1967 بعد أن علا صوت الوطنيين العرب وبداية الكفاح المسلح العربي ضد التواجد اليهودي. في السنوات الأخيرة، بدأ ينتقد اليهود الإحتلال المستمر الى يومنا هذا من قبل إسرائيل للأراضي العربية بعد العام 1967.

المصدر: الصهيونية من الموسوعة الانجليزية

8
المنبر الحر / استفسار ديني
« في: 16:31 13/01/2006  »

كيف احصل علىعدد الكهنة السريان في العالم ومكان تجمعهم؟

وشكرا

9
الأمراض الواردة في العهد الجديد وأهميتها التاريخية

تأليف الدكتور فيليب جرجس حردوMRCP
Gastroenterologist
لندن


مقدمة:

يخلق المرض بأنواعه مشاكل كثيرة للبشر, فهو يدخل الخوف والقلق لدى المصاب وأهله وخاصة اذا كان المرض معدياً, اومزمناً, اوخطيراً, أومشوها".
ويتعلق فهم الناس وتحليلهم لمسببات المرض بطبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه والمفاهيم والتقاليد السائدة في ذلك الوقت. ففي العصور القديمة - ولايزال في بعض أنحاء العالم - هناك اعتقادات خاطئة بأن الأمراض أسبابها أرواح شريرة أو قوى خارجية مسيطرة . ولهذا السبب وللحصول على الشفاء لجأت الشعوب القديمة الى السحرة والكهنة الذين مارسوا طقوسًا وممارسات هدفها كسب رضى الآلهة وطرد الشياطين والأرواح الشريرة.
وإذا عدنا الى عهد الكتاب المقدس ودرسنا هذا الموضوع, لوجدنا بأن يسـوع المسـيح والرسل عملوا عجائب كثيرة وشفوا امراضاً مختلفة سواء بشكل إفرادي أو جماعي. فقد وردت في انجيل متى خاصة قصص كثيرة عن ذلك حيث يقول: ))وجاء إليه جموعاً كثيرة ً منهم عرج ومشلولون وعمي وخرس واخرون كثيرون...(( ( متى 15 :30-31). وأيضا قيل عن يسوع المسيح: ))...فذاع صيته في سورية كلها. فحمل اليه الناس مرضاهم المعانين من الأمراض والأوجاع على اختلافها, والمسكونين بالشياطين, والمصروعين, والمشلولين, فشفاهم جميعاً فتبعه جموع كبيرة من منطقة الجليل والمدن العشر واورشليم واليهودية وما وراء الأردن)). (متى: 4: 23 –25). واستمر الرسل من بعد يسوع بهذه المهمة الخلاصية وشفوا المرضى في كل مكان تواجدوا فيه.
لذلك يمكن القول بان العهد الجديد هو وثيقة تاريخية مهمة وفريدة من نوعها حيث نتعرف من خلالها عن طبيعة الأمراض الشائعة في ذلك الوقت, وهذا ما لفت انتباهي كطبيب فقررت استعراضها وتصنيفها مع التعليق عليها من الناحية الطبية بناءً على خبرتي في هذا المجال وحسب قناعتي, وآمل أن اكون قد وفقت في ذلك.

آ. نظرة يسوع إلى ألأمراض:

إن معجزات سيدنا يسـوع المسيح أظهرت للناس سر الملكوت السماوي الذي جاء من أجله, ومن اجل خلاص البشرية فهو بعمله العجائبي هذا أراد اثارة اهتمام الناس لمهمته الخلاصية فشفى الكثير من المرضى والعلل, وحتى أنه أقام الموتى (لوقا 7: 11-17). وهذا بدوره ادى الى شهرته السريعة والواسعة في البلاد المقدسة كما ورد في انجيل لوقا: ((انه في كل مكان زاره اندفعت اليه الجموع من كل صوب حاملين مرضاهم وذاع صيته في كل مكان من المنطقة المجاورة)) (لوقا4: 37). وايضاً ذُكر في انجيل متى(...فاجابهم يسوع قائلاً: اذهبوا واخبروا يوحنا (المعمدان) بما تسمعون وترون, العمى يبصرون, والعرج يمشون, والبرص يطهرون, والصم يسمعون, والموتى يقومون, والمساكين يبشرون)). (متى 11: 1 – 6)

- شفاء المرضى كان عمله اليومي: على الاغلب كان شفاء المرضى قسطاً من عمل يسوع اليومي, حيث أنه عالج الكثيرين, ومن مختلف الأعمار, رجالاً ونساءً, بشكل افرادي او جماعي. ومن الملفت للانتباه ان يسوع في اكثر من مرة طلب من المعافى ان لا يخبر احداً, وربما فعل هذا تجنباً لخلق البلبلة في القرية او البلدة التي كان يزورها.
وحسب تصوري لو ان الرسل كتبوا عن كل حوادث الشفاء التي عملها يسوع لتحول الأنجيل الى مجلد ضخم يعج بالمعجزات فطغت على طابعه الديني. لذلك فانهم كتبوا عن شفاء الأمراض الشائعة مثل الشلل والبرص والصرع بشكل "شفاء جماعي" Group Healing ولجؤا الى ذكر الحالات الأقل شيوعاً بشكل افرادي كما سنرى فيما بعد.
- اسباب المرض: قلما تطرق يسـوع إلى مسببات المرض بشكل مباشر, وأعتقد أنه تقصد ذلك لكي يبقى على علاقة طيبة مع الناس البسطاء في ذلك العصر. وفي احدى المرات سأله تلاميذه عن أسباب العمى عند أحدهم, فيما اذا كان هذا ناجماً عن الخطيْة, فأجابهم: ((...لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر اعمال الله فيه)) (يوحنا 9: 3). جواباً قصيراً ولكنه عميق المحتوى.

- تعامله مع المرضى: لقد كان تعامل يسوع مع المرضى نابعاً من مبدا التحنن على المصاب, ومتميزاً بالبساطة, والتواضع, والعفوية, وبعيداً عن التمثيل والطقسية. انه قدم العلاج الشافي والفوري للمصابين بدون شروط او مقابل, فاذهل الجميع حتى انهم قالوا عنه: ((ما شوهد مثل هذا قط في اسرائيل)) (متى 9: 32 – 34).
ماذا نفهم بكلمة "الشفاء" الواردة في الانجيل؟ وهذا سؤال جدير بالذكر, لأن الطبيب البشري بعلمه يمكن ان يقدم لمريضه شفاءً جسدياً أو نفسياً, اما يسوع المسيح فهو "الطبيب الأسمى" الذي يشعر بالشفقة والتحنن على المرضى (متى20: 34) فيقدم له او لها "شفاءً كاملاً " Total Healing باعطائهم الشفاءالروحي* اي الخلاص*. والإ ثبات على ذلك هو ما ورد في اللآيات المقدسة, وبشكل مختصر وموجز اورد ما يلي: قال يسوع للمريض: يا بني قد غفرت لك خطاياك*. وفي حوادث شفاء اخرى كما سنرى فيما بعد ان المعافى نفسه يتبع يسوع (..وتبع يسوع*, ...وانطلقا يتبعا يسوع*, ... فأبصر وتبع يسوع*...الخ). ونحن نعرف حق المعرفة ان من يتبع يسوع يخلص. ولذا فلم يعد الإنسان المريض اوالمعاق في النظرة المسيحية الشخص المنبوذ الذي يتجنبه الناس فيعيش معزولا,ً بل صار جزءاً منه.
وبالرغم من قدرة يسوع المسيح على شفاء المرضى عن بعد لكنه غالباً ما تقصد التقرب من المريض ولمسه " بوضع اليد " Laying of the hand او" مسحه " بالزيت او الخمر او الطينة المصنوعة من التراب والثفل (متى 4: 23- 2).
وكان المسح بالزيت قديماً يستخدم لشفاء المرضى او رمزاً للفرح (ولاسيما المعطر) الذي دعي احياناً " زيت الفرح "( امثال 27 : 9 , اشعيا 61: 3) اما بولس الرسول فيقول عن يسوع المسيح: (... والذي قد مسحنا إنما هو الله, وهو ايضاً قد وضع ختمه علينا ووهبنا الروح القدس عربوناً في قلوبنا)) (كورنثس 1: 21- 22).
ومن ناحية اخرى فلم يرد في العهد الجديد كما في العهد القديم ذكراً لأستمال الأدوية ( راجع اشعيا1: 6 , ارميا 8: 22, حكمة 7: 20) وهذا ليس غريباً, لأن يسوع المسيح والرسل من بعده ارادوا ان يقدموا للمرضى علاجاً " ناجعاً وفورياً " Immediate Healing بقوة الروح القدس ليؤمن به الناس فيخلصون.

- واجباتنا نحو المرضى: ومن الواجبات النبيلة التي فرضها علينا يسوع هي زيارة المرضى بمختلف علاتهم (متى 25: 36) وهي ظاهرة تتميز بها كنيستنا وتقاليدنا العريقة. وفي نظري ان يسوع المسيح كان رائعاً في طلبه هذا حيث تعتبر زيارة المريض واهله عاملاً مسرعاً للشفاء النفسي والجسدي.

ب. نظرة الرسـل إلى ألأمراض:
لاشك بأن الرسل قد تعلموا الكثير من يسـوع المسـيح بطريقة تعامله مع المرضى, فهو عندما فارقهم أعطاهم سلطاناً لشفاء كل مرض وعلة وأوصاهم قائلاً: ((... المرضى اشفوا, والموتى اقيموا, والبرص طهروا, والشياطين اطردوا. مجاناً اخذتم فمجاناً أعطوا)) (متى 10: 1–8). فاتشر صيتهم في البلاد التي بشروا فيها بسرعة فائقة, والسلطان الذي ُمنح لهم شمل ايضاً قيامة الموتى واذكر هنا باختصار ما قاله بطرس الرسول للتلميذة المتوفاة: ((...يا طابيثا قومي! ففتحت عينيها ولما رات بطرس جلست, فمد يده اليها وساعدها على النهوض...)) .( اعمال 9: 36 –43)
وبلا شك فإن هذا يدل على استمرارية دعم يسوع المسيح للكنيسة مظهراً أن الروح القدس يعمل فيها.

I. الأمراض الواردة في الاناجيل الاربعة:

وهي الامراض التي شفاها يسوع وكانت متنوعة جداً فشملت أمراضاً عصبية, وانتانية
(مثل الحمى والجذام), وامرض العيون, والصمم, ومرض الكبد, والدم, والنفسية, والعظمية..الخ.

داء الصرع :
وهو مرضٌ قديمٌ ومعروف وله الكثير من الأسباب, و العلم الحديث بين لنا حقائق كثيرة تتعلق بهذا المرض و بمجال المعالجة لتخفيف معاناة المصابين به . وقد تردد ذكره كثيراً. ويبدو من خلال هذه الحوادث الكثيرة أن الصرع كان منتشراً في ذلك الزمن و بأعتقادي أن السبب كان انتاني ناجم عن الخمج بعوامل جرثومية (مثل التهاب السحايا السلي المزمن) او طفيلية عدة منها تناول اللحوم غير المطبوخة بشكل جيد كلحم الخنزير والبقر او كبد الأغنام الذي ما زال شائعا في بعض مناطق الشرق. بينما نجد ان اغلب اسباب الصرع في الوقت الحاضر غير معروف. اذكر بعض الحوادث التي وردت في الانجيل:

 جاء في إنجيل مرقس وصف واضح لهجمة الصرع: ((...ولما وصلوا إلى باقي التلاميذ رأوا جمعا" عظيما" حولهم وبعض الكتبه يجادلونهم. وحالما رآه الجمع ذهلوا كلهم واسرعوا إليه يسلمون عليه. فسألهم فيم تجادلونهم فرد عليه واحد من الجمع قائلا" : يا معلم , أحضرت إليك ابني وبه روح أخرس , حيثما تملكه يصرعه, فيزبد ويصر باسنانه ويتيبس. وقد طلبت من تلاميذك أن يطردوه, فلم يقدروا. فأجابهم قائلا" :أيها الجيل غير المؤمن! إلى متى أبقى معكم ؟ إلى متى أحتملكم ؟ أحضروه إلي! فأحضروه إلى يسوع. فما إن رآه الروح, حتى صرع الصبي, فوقع على الأرض يتمرغ مزبدا". وسأل أباه: منذ متى يصيبه هذا ؟ فأجاب: منذ طفولته. وكثيرا" ما ألقاه في النار وفي الماء ليهلكه. ولكن إن كنت تقدر على شيء, فأشفق علينا وأعنا!. فقال له يسوع: بل إن كنت أنت تقدر أن تؤمن, فكل شيء مستطاع لدى المؤمنين!. فصرخ أبو الصبي في الحال: انا أومن, فأعن عدم إيماني. فلما رأى يسوع الجمع يركضون معا", زجر الروح النجس قائلا" له: أيها الروح الأخرس الأصم, إني آمرك, فأخرج منه ولاتعد تدخله بعد ! فصرخ الروح وصرع الصبي بشدة, ثم خرج. وصار الصبي كأنه ميت, حتى قال أكثر الجمع: ( إنه مات ! ) ولكن لمَا أمسكه يسوع بيده وأنهضه, نهض )). (مرقس 9 : 14 – 27). وقد تردد ذكر هذه المعجزة وربما لأهميتها في انجيلي متى (17: 14-18 ) ولوقا (9 : 37 - 343 )
وفي هذه القصة وصفاً رائعاً ومطابق تماماً لهجمة "الصرع الكبير" التي يعرفها الأطباء, فالمريض يصاب باختلاجات قد تكون عامة ويفيض الزبد من فمه ويطبق أسنانه بشدة, وقد يعض على اللسان ثم يصاب بنوبة من التشنج ( اليبس ) ثم يغيب عن الوعي لفترة قصيرة. كما ان هنالك ايضاً ملاحظة مثيرة في هذه القصة عن مخاطر الصرع حين روى الأب عن ابنه: انه وقع مراراً اثناء الهجمة في النار أو في الماء. وفي الحقيقة ان الأطباء ينصحون دوماً المصابين بالصرع بالابتعاد عن المناطق الخطيرة كالنار ومناطق المياه ليتجنبوا الاحتراق والغرق أثناء هجمة الصرع.
 يسوع يشفي المرضى بشكل جماعي: (( فأحضروا إليه جميع السقماء والمصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم)) (متى4 : 24–25). وورد ايضاً (( وعند حلول المساء احضر اليه الناس كثيرين من المسكونين بالشياطين. فكان يطرد الشياطين بكلمة منه. وشفى المرضى جميعاً, لكي يتم ما قيل بلسان النبي اشعياء القا ئل: هو اخذ اسقامنا وحمل امراضنا)) (متى 7: 16 – 17).

الفالج ( الشلل ) :
· لقد وردت حوادث كثيرة عن شفاء المشلولين سواء عند البالغين او الأطفال. وفي اعتقادي أن أغلبها كان ناجم عن مرض شلل الأطفال الذي قلَ انشاره بسبب توفر اللقاح او امراض عصبية نادرة مجهولة السبب. ومن الحالات المذكورة:
· شفاء المخلع في كفرناحوم: ((... و جاءه بعضهم بمشلول يحمله أربعة رجال و لكنهم لم يقدروا أن يقتربوا اليه بسبب الزحام فنقبوا السقف فوق المكان الذي كان يسوع فيه حتى كشفوه ثم دلوا الفراش الذي كان المشلول راقداً عليه فلما رأى يسوع ايمانهم قال للمشلول : يا بني قد غفرت لك خطاياك ... قم و احمل فراشك و امش)). (مرقس2 : 1- 12). وهي حادثة طريفة وملفته للنظر حيث تعكس لنا شدة المرض وتأزمه.
· شفاء ابن القائد في كفر ناحوم: (( وحالما دخل يسوع مدينة كفرناحوم جاءه قائد مئة يتوسل اليه قائلاً: يا سيد ان ابني مشلول طريح الفراش في البيت يعاني أشد الآلام فقال له يسوع: سأذهب وأشفيه فأجاب قائد المئة: يا سيد أنا لا استحق ان تدخل تحت سقف بيتي انما قل كلمة فيشفي غلامي... ألحق اقول لكم لم اجد في احد من اسرائيل إيماناً عظيماً كهذا... ثم قال يسوع لقائد المئة: اذهب, ليكن لك ماآمنت بأن يكون!)). (متى 8 : 5-8). وهذه هي من احدى القصص الرائعة في الانجيل التي تربط قوة الأيمان بالشفاء.
· شفاء اليد اليابسة في يوم السبت: (( ثم انتقل من هناك ودخل مجمعهم, واذا هناك رجل يده يابسة ...فقال له: مد يدك فمدها فعادت سليمة كاليد الأخرى )) ( متى 12 : 9-13 ). مفهومي للتيبس هنا انها حالة عصبية على الاغلب.
· شفاء مشلول بيت حسدا: (( وكان بالقرب من باب الغنم في اورشليم بركة اسمها بالعبرية بيت حسدا, حولها خمس قاعات يرقد فيها جمع كبير من المرضى من عميان وعرج ومشلولين ينتظرون ان تتحرك مياه البركة لأن ملاكاً كان يأتي من حين لآخر الى البركة فيحرك مائها, فكان الذي ينزل اولا ًيشفى مهما كان مرضه. وكان عند البركة مريض منذ ثمان وثلاثين سنة...فسأله يسوع: اتريد ان تشفى؟ فاجابه المريض: يا سيد, ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء... فقال له يسوع: قم احمل فراشك وامشي. وفي الحال شفي الرجل وحمل فراشه ومشى.)) (يوحنا 5: 1 – 9). وهذه القصة تؤكد مدى انتشار امراض العمى والشلل وترسم لنا صورة مفصلة عن ظاهرة عزل المعاقين وابعادهم عن المجتمع في ذلك الوقت كما سنرى فيم بعد.

الصمم :
و له الكثير من الأسباب أغلبها التهابي و يحدث أثناء الطفولة كالتهاب الأذن الوسطى المزمن الذي قل انتشارها بشكل كبير بعد توفر الصادات الحيوية. ومن هذه الحوادث اذكر :
· شفاء الأصم: ((فاحضروا اليه اصم معقود اللسان وتوسلوا اليه ان يضع يده عليه... ووضع اصبعه في اذني الرجل ولمس لسانه ورفع نظره الى السماء وتنهد وقال له بالسريانية "اففتاح" وفي الحال انفتحت اذناه وانحلت عقدة لسانه فتكلم)) (مرقس 7: 32-37).
· شفاء الأخرس الذي ادهش الفريسيين (متى 9: 31 – 34 )

العمى:
علمياً من الصعب تصنيف أسباب العمى في ذلك الزمن, ولكن أعتقد أن أغلبها كانت التهابية مثل مرض التراخوما الذي قل انتشاره الآن بسبب الصادات الحيوية الفعالة. واما السبب الاخرفيمكن ان يكون الساد ( المياه البيضاء ) وهي تكثف في العدسة التي تحدث مع تقدم العمر ومعالجتها هوالعمل الجراحي. أما السبب الولادي للعمى فهو غالباً انتان منتقل من الأم الحامل للجنين أو بسبب نقص الأكسجين للدماغ أثناء الولادة .
ورد في الإنجيل الكثير من حوادث إعادة البصر واذكر منها:
· شفاء الأعمى والاخرس: ((ثم احضر اليه رجل اعمى واخرس يسكنه شيطان, فشفاه حتى ابصر وتكلم. فدهش الجموع كلهم وقالوا: لعل هذا هو ابن داود!)). (متى 12: 22- 24)
· شفاء الأعميين: ((... واذا أعميان كانا جالسين على جانب الطريق وما أن سمعا أن يسوع يمر من هناك حتى صرخا: ارحمنا يا رب يا ابن داوود فتوقف يسوع ودعاهما اليه وسألهما: ماذا تريدان أن أفعل لكما؟ فأجاباه: أن تفتح لنا أعيننا يا رب فأخذته الشفقة عليهما ولمس أعينهما ففي الحال عادت أعينهما تبصر وانطلقا يتبعانه)) (متى 20 : 30-34).
· شفاء الأعمى منذ الولادة: ((... و فيما كان يسوع مارا رأى رجلاً أعمى منذ ولادته فسأله تلاميذه: يا معلم: من اخطىء هذا أم والداه حتى ولد أعمى ؟ فأجابهم يسوع : لا هو أخطىء ولا والداه لكن حتى تظهر فيه أعمال الله ... قال هذا وثفل في التراب وجبل من الثفل طيناً ثم وضعه على عيني الأعمى وقال له: اذهب اغتسل في بركة سلوام فذهب واغتسل فعاد بصيراًُ... ورفض اليهود ان يصدقوا أنه كان اعمى...الخ )) ( يوحنا 9 :1-7 ).
· شفاء الأعمى في بيت صيدا: ((... وجاءوا الى بلدة بيت صيدا فأحضر بعضهم اليه أعمى و توسلوا اليه أن يضع يده عليه فأمسك بيد الأعمى واقتاده الى خارج القرية وبعدها ثفل على عينيه ووضع يده عليه وسأله: هل ترى شيئاً ؟ فتطلع وقال أرى أناساً وكأنهم أشجار يمشون. فوضع يديه ثانيةً على عينيه فتطلع بانتباه وعاد صحيحاً ليرى كل شيء واضحاً)). (مرقس 8 : 22-26).
· شفاء برتيماوس الأعمى: ((... وساله يسوع: ماذا تريد ان افعل لك؟ فاجابه الأعمى: يا سيدي ان ابصر! فقال له يسوع: اذهب إيمانك قد شفاك فبالوقت أبصر وتبع يسوع في الطريق )) (مرقس10: 46-52).
· شفاء الأعمى في أريحا: (( ولما وصل الى جوار أريحا كان أحد العميان جالساً على جانب الطريق يستعطي فلما سمع مرور الجمع استخبر عما عسى أن يكون ذلك فقيل له: ان يسوع الناصري مارٌ من هناك فنادى قائلاً : يا يسوع ابن داوود : ارحمني ... فتوقف يسوع وأمر أن يؤتى به اليه فلما اقترب سأله : ماذا تريد أن أفعل لك ؟ فقال: يا رب أن ترد لي البصر . فقال له يسوع: ابصر ! ايمانك قد شفاك فللحال أبصر وتبعه وهو يمجد الله فلما رأى جميع الشعب ذلك سبحوا الله )). (لوقا 18 : 35 – 43) .

النزيف الدموي :
ورد ذكر المرأة التي أنفقت معيشتها على الأطباء و كان لديها نزيف مزمن: (( و كانت هناك امرأة مصابة بنزيف دموي منذ اثني عشر سنة و مع أنها كانت قد أنفقت كل ما تملكه اجراً لللأطباء فلم تتمكن من الشفاء على يد أحد فتقدمت الى يسوع من خلفه و لمست طرف ردائه ... فقال يسوع ان شخصا ما قد لمسني لأني شعرت أن قدرةً قد خرجت مني فلما رأت المرأة أن أمرها لم يكتم تقدمت مرتجفة معلنةً أمام جميع الناس لأي سبب لمسته و كيف نالت الشفاء في الحال فقال لها: يا ابنة ايمانك قد شفاك: اذهبي بسلام )) (لوقا 8 : 43-48). وفي اعتقادي أن هذه الحالة الفريدة هي على الأغلب عبارة عن وراثي نزيف مزمن ناجم عن نقص عوامل تخثر الدم أو اضطراب بعض الخلايا الدموية وربما كانت عبارة عن مرض ( فون ويلبراند ) و هو عبارة عن مرض وراثي يشبه الناعور ولكنه أخف وطأةً منه ويصيب الجنسين ( الناعور نادراً ما يصيب الإناث).

وهذه الحالة المصتعصية تذكرني بالامراض المزمنة والمجهولة السبب في وقتنا الحاضر والتي يصعب علاجها رغم التقدم العلمي الهائل. وليس من الغريب ان نرى بعض المرضى يتنقلون بين عيادات الأخصائين باحثين عن العلاج فيتكلفون مبالغ كثيرة. لكن يجب ان لا ننسى ان الأنسان يبقى معرضاً وفي أية وقت لبعض الأمراض التي ليس لها شفاء لا في عصرنا هذا او في المستقبل. وربما هناك حكمة الهية وسرعميق يصعب للعقل البشري المحدود ان يتفهمهما. فاذا تعمقنا في الكتاب المقدس فيمكن ان نجد فيه بعض التفسير لها كما ورد في (رومية 8: 17 -18) حيث يذكرنا بولص الرسول بان الآم الجسد لا تقاس بالمجد, واننا في تحملنا للمرض والألم الناجم عنه انما نشارك في الآم المسيح فنتحد معه, وكلما تقربنا من يسوع كلما كان تحملنا للآم الجسد اكبر. اذكر هنا حديث احد اقربائي – رحمه الله كان شماساً تقياً- الذي اصابه مرض السرطان العضال, قال لي في احدى المرات وبدون قلق او خوف: يا دكتور لا يكون لك فكر فإن ايماني قوي. وهذه حتماً ليست هي القصة الوحيدة التي صادفتها من خلال ممارستي الطبية الطويلة حيث وجدت ان الايمان هو عزاء كبير للمريض المتألم.

مرض الجذام (البرص) Leprosy
يشيع بين العامة الآن او أثناء قراءة الإنجيل استعمال كلمة البرص بمعنى البهق - وهو مرض يفقد فيه الإنسان الصباغ الجلدي فيبدو ناصع البياض وهو غير معدي- وهذا من أهم الأخطاء الشائعة لأن البرص في الحقيقة يعني مرض الجذام المخيف. واذكر حين ممارستي الطب في سوريا وخاصة في المناطق الريفية, كيف ان مرض البهق كان يخلق البلبلة والقلق لدى المريض واهله لأعتقادهم الخاطيء بأنه مرض البرص (الجذام) المعدي, وهذا غالباً ما يؤدي الى عزل المريض المصاب وتكتم اهله بالحديث عنه تحسباً للعواقب الأجتماعية. فقد قال لي مرة اهل المصاب: اذا عُرف ان احد افراد العائلة مصاب بالبهق فستعزل العائلة كلها ولن يتزاوجون منها! بينما الجذام (البرص) هو مرض انتاني سببه جرثومي (نادر الحدوث حالياً) وهو ايضاً يؤدي لتشكل بقع بيضاء فوق سطح الجلد في بداية المرض وقد يتطور ويشوه الأطراف والوجه. ولذا فقد عزل المصابين به قديماً في اماكن خاصة دعيت فيما بعد "بالمجذمة" لأنهم اعتبروا موبوئين. من هذه الحالات اذكر:
· شفاء رجل مصاب بالبرص: (( وجاءه رجل مصاب بالبرص يتوسل اليه فارتمى على ركبتيه أمامه وقال: ان أردت فأنت تقدر أن تطهرني! فتحنن يسوع ومد يده ولمسه قائلاً: اني أريد فاطهر. فلما تكلم زال البرص عنه وطهر)). (مرقس1 : 40-42) .

 الشفاء الجماعي للبرص: ((وفيما هو صاعد الى أورشليم مر في وسط منطقتي السامرة والجليل ولدى دخوله لاحدى القرى لاقاه عشرة رجال مصابين بالبرص فوقفوا من بعيد ورفعوا الصوت قائلين: يا يسوع يا سيد ارحمنا! فرآهم وقال لهم: اذهبوا واعرضوا أنفسكم على الكهنة! وفيما كانوا ذاهبين طهروا))( لوقا 17: 1-19) و في اعتقادي ان عزل هؤلاء الناس بشكل جماعي في أطراف القرية يدل على ان مرض الجذام كان منتشرا في ذلك العصر.


الحمى :
كانت الأمراض الحموية { الجرثومية} ولا تزال واسعة الانتشار في البلدان النامية.
وقد وردت قصة واحدة وهي شفاء حماة سمعان بطرس: (( و كانت حماة سمعان طريحة الفراش تعاني من الحمى ففي الحال كلموا يسوع بشأنها فاقترب اليها و أمسك بيدها و انهضها فذهبت عنها الحمى حالاً و قامت تخدمهم )) (مرقس 1 : 29-31 ).
وقد تكون تلك الحالة الحمى التيفية او الملاريا او السل. وقد خف انتشارهم اليوم في حوض بلدان البحر الأبيض المتوسط .

الأمراض العقلية و النفسية :
وهي أمراض متعبة للأطباء نظراً لصعوبة العلاج وقد وصفت هذه الأمراض بالجنون وأدت بالمصاب إلى العزل عن المجتمع لاعتقادهم بدور الأواح الشريرة... في صنعها. ولن اتعرض الى التعليق على هذا الموضوع الشائك لانه خارج عن نطاق المقالة, وكما انني غير متمكن منه من الناحية اللاهوتية. من هذه الأمثلة التي وردت في هذا السياق :
· يسوع يطرد روحاً نجساً: (( وكان في مجمعهم رجل يسكنه روح نجس فصرخ وقال ما شأنك بنا يا يسوع الناصري؟ اجئت تهلكنا؟... فزجره يسوع قائلاً: اخرس واخرجْ منه. فطرح الروح النجس الرجل وصرخ صرخة عالية وخرج منه. فدهش الجميع...)) (مرقس 1 :21 –28)
· طرد الشياطي وغرق الخنازير: وهذه الحادثة هي مشهورة في الأنجيل حيث يلاقي يسوع رجلان تسكنهما الشياطين كانا خارجين من القبور, وهما شرسان جداً, فاخرج الشياطين منهم وارسله الى قطيع من الخنازير فغرقت في البحيرة. ( راجع متى 8: 28 - 34 و مرقس 5: 1- 20)
و يبدو أن وضع هؤلاء المرضى كان مأساوياً حيث رفض المجتمع الاختلاط معهم فسكنوا حول القبور. لكن سيدنا يسوع المسيح برهن للناس أنه جاء من اجل مختلف طبقات المجتمع وكل الامراض والعاهات فبحث عنهم وشفاهم جسمياً وروحيا فتجددت حياتهم.

الاستسقاء :
وذكرت حالة واحدة فقط وهي في انجيل لوقا حيث كتب:
(( وإذا أمامه انسان مصاب بالاستسقاء ... فأخذه و شفاه و صرفه)) (لوقا 14: 2– 6) .
وهو مرض خطير وله مسببات كثيرة, وأغلب الظن أن هذه الحالة كانت ناجمة عن تشمع الكبد بسبب فيروسي (Hepatitis B/C) وهذا المرض لا زال شائعاً في بلاد الشرق. أما
السبب الشائع لتشمع الكبد والاستسقاء في الدول المتقدمة فهو الكحول.

الحدب :
وهو مرض غير شائع واسبابه متعددة. وقد ورد ذكر حالة واحدة وهي شفاء المرأة الحدباء: (( ... واذا هناك امرأة كان قد سكنها روح فأمرضها طيلة ثماني عشر سنة و كانت حدباء لا تقدر أن تنتصب ابداً فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: يا امرأة انت في حل من دائك! ووضع يديه عليها فعادت مستقيمة في الحال)) (لوقا 13: 10-13) .
و أعتقد أن السبب في هذه الحالة على الأغلب هو ترقق العظام الشيخي الذي يصيب الاناث بعد الدخول في سن اليأس ولكن من الممكن ايضاً أن يكون السبب داء بوت ( سل الفقرات ) الذي كان يعتبر من أهم أسباب الحدب في الماضي. وقد شاهدت حالات عديدة منها حين ممارستي القصيرة في الجزيرة في سوريا.

II. شفاء الامراض في اعمال الرسل:

حتماً كان الرسل فخورين بهذه "النعمة" التي سلمهم اياها معلمهم يسوع المسيح فعملوا العجائب التي اذهلت الجميع. والحق يقال ان هذه النعمة سلحتهم بالقوة والثقة والعزيمة والثبات في الايمان فنشروا المسيحية في كل المناطق. ومن العجائب التي قاموا بها :
 بطرس الرسول يشفي كسيحاً فيدهش الناس في الهيكل. ((... وعند باب الهيكل الذي يسمى الباب الجميل, كان يجلس رجل كسيح منذ ولادته...فنظر اليه ملياً وقال له بطرس: لا فضة عندي ولا ذهب ولكن اعطيك ما عندي: باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش! وامسكه بيده اليمنى واقامه... وصار يقفز فرحاً ويسبح الله )). (اعمال 3: 1 - 10 )
· بطرس الرسول يشفي مشلولا في لدة: ((... ووجد هناك مشلولا اسمه إينياس مضت عليه ثماني سنوات وهو طريح الفراش. فقال له: يا اينياس , شفاك يسوع المسيح, قم رتب سريرك بنفسك! فقام في الحال ورآه سكان لدة وشارون جميعاً فرجعوا الى الرب)) (اعمال 9: 32- 35 )

 بطرس الرسول يعمل العجائب: (( وكان الناس يحملون المرضى على فرشهم واسرتهم اى الشوارع لعل ظل بطرس يقع عل احد منهم فينال الشفاء. بل كانت الجموع من المدن والقرى المجاورة يأتون الى اورشليم حاملين المرضى والمعذبين بالارواح النجسة فكانوا جميعاً يبرأون)) (اعمال 5: 16- 17).
· بولس الرسول يجري معجزات خارقة ويبهر السحرة. (( وكان الله يجري معجزات خارقة على يد بولس, حتى صار الناس يأخذون المناديل او المآزر التي مست جسده ويضعوها على المرضى فتزول امراضهم وتخرج الأرواح الشريرة منهم... واخذ كثيرون من المشتغلين بالسحر يجمعون كتبهم ويحرقوها امام الجميع)) ( اعمال: 19 : 11-.2)
· فيليبس الرسول يشفي المرضى: ((...فذهب فيليبس الى مدينة في منطقة السامرة... وقد كان يأمر الأرواح النجسة فتصرخ بصوت عال وتخرج من المسكونين بها, كما شفى كثيرين من المشلولين والعرج فعمت الفرحة انحاء المدينة)). (اعمال:8: 4–8).
وقد استمر هذا العمل العجائبي في الكنيسة الاولى, وحيث نرى الرسول يعقوب يوصي المؤمنين بالاستمرار في ممارسة هذا السر - مسحة المرضى- حيث قال: (( ومن كان منكم مريضا فليستدع شيوخ الكنيسة, ليصلوا من أجله, ويدهنوه بزيت باسم الرب)). (يعقوب5: 14) . ولذا فقد استمر "سر مسح المرضى" في كنيستنا السريانية حيث يمسح الكاهن المريض بزيت مقدس لشفاء الآوجاع واعطاء المريض الصبر والاناة والقوة والثبات في الأيمان. وهنا أسرد جزئاً مما يردده الكاهن في هذا السياق حيث يقول: أيها الطبيب الحقيقي المملوءة كلمته كل شفاء والحاملة قوته كل عون لتوزعها على نفوس عبيده. أنت أيها الرب الاله اجعل في هذا الزيت شفاء" طافحا بالمنافع ليكون عوناً للموجعين, وسلواناً للمكتئبين, وراحة للمكروبين, وبلسماً للجروح...الخ.

واخيرً هناك ثلاث ملاحظات مميزة اود اعادة التذكير بهم لاهميتهم:
1. طريقة تعامل يسوع المسيح – الطبيب الاسمى- السمحاء مع المرضى حيث انه تحدث معهم وسمع الى شكاياتهم, ولمسهم, ومسحهم وشفاهم في الحال. وهذه هي بدون جدال الطريقة المثلى للتعامل مع المريض والتي يجب ان يتعلم منها كل طبيب في ممارسة عمله الأنساني.
2. حث يسوع المسيح المسيح للناس على زيارة المرضى (متى 25: 36) وتعزيتهم. وهذا هو واجب اجتماعي مقدس.
3. ان يسوع المسيح علمنا ان نتقبل المعاقين وذوي العاهات في المجتمع وان لا ننظر اليهم – كما في السابق - من باب الشفقة او الخوف بل بالمساوات والعدالة حيث ان امراضهم ليست هي ناجمةً عن الخطيْة (يوحنا 9: 3). كما انه حثنا حين مصادفتها بان نتأمل ونتذكر بأن حدوثها هو لكي نتذكر الله في اعماله (متى 25: 36) فنمجده على بركاته وخيراته وعطاياه.

**********************************************


انني تمتعت حقاً في كتابة هذا العرض السريع لللأمراض الواردة في العهد الجديد وآمل ان اكون قد توفقت في نظرتي وتحليلي للوقائع. كما انني اشكر زوجتي الدكتورة ماريا بحادي لأقتراحاتها وتشجيعها.
فيليب جرجس حردو

25.08.01

philiphardo@yahoo.com

10


الاعدام ممنوع في بريطانيا بسبب الأخطاء القضائية التي حصلت في الماضي ولكنه ممارس في كثير من دول العالم "وباختلاف واسع" مع بعض الأخطاء حيانا.
A minimum of 23 wrongly convicted people are reported to have been executed in the USA this century. Another study shows at least 349 people in the USA wrongly convicted of murder, but not executedمثلا في امريكا اعدم خطئا 23 انسان بريئ وحكم خطئا بالقتل على 349 هذا القرن.

فما رأيك انت؟

اريد ان اعلمك ان حوالي 68.56% من الانكليز يوافقون عليه!!!


تحياتي

د. فيليب حردو UK

11
المنبر الحر / الزواج المختلط
« في: 12:12 03/12/2005  »
اعزائي المغتربين

شو رأيكم بالزواج المختلط وكيف تنصحوني لحتى ابعد ألاودي عن هذه الفكرة؟

تحياتي

د. فيليب حردو

12
اقترح تشكيل "صندوق عينكاو الخيري لمساعدة العراق" وذلك لدعم اخواننا الاشوريين والكلدان والسريان في العراق.

وشكرا

13
أدب / رد: صلاة انسان اخرس
« في: 12:51 25/11/2005  »
That is very moving

God bless you

Philip hardo

14



عند استلامك ورقة الاسئلة:


1 بعد قرائتها بتركيز ابدأ بالاجابة عن الاسئلة السهلة. هذا سيؤدي الى استرخائك وزيادة ثقتك بنفسك
2. انس كل من حولك من الزملاء وماقد يحدث معهم وركز على اوراق الاسئلة والاجابة فقط.    Be focused and positive

3. رتب افكارك. لاتخف ولا تقلق اذا رأيت زملاءك يكتبون وانت لازلت تفكر. Do not panic

4. لاتنزعج اذا رأيت زملاءك قد قاموا وسلموا اوراق الاجابة وانت لازلت تكتب فمعظم من ينهي الامتحان مبكرا لا تكون درجاته عالية. Take your time

5. خذ معك علكة نعناع واستعملها ان احسست بالعطش

6. خذ معك ليمونة صغيرة لتشم رائحتها بين الحين والاخر فتنشط

7. خذ معك قنينة ماء باردة ان كان مسموحا

8. اذا انتابتك لحظات قلق خلال الامتحان - اغمض عينيك - وخذ نفسا عميقا الى الداخل واحبسه بقدر ما تستطيع ءءءءء - ثم اخرجه ببطء HHHHHH... كررهذا التمرين البسيط الذي سيساعدك على الاسترخاء والتركيز.

9.  ان كنت مؤمنا ردد صلاتك المفضلة

10. كن اخر من يترك القاعة

مع التوفيق 

د. فيليب حردو

15
أدب / رد: قصة من عيادتي
« في: 17:36 23/11/2005  »
Thank you all

لم اخبركم ان هذا المريض كان مؤمنا وهذا له دور في الموضوع.

تحياتي
     


Dr Philip Hardo

16
أدب / قصة من عيادتي
« في: 12:15 23/11/2005  »


جائني السيد MK يشكو من الأم معدية وفقد شهية.. وبعد الفحص وتنظير المعدة تبين انه مصاب بسرطان معدة منتشر. وتبين من ال CT انه انتقل الى الكبد وغير قابل للجراحة. حزن المريض لهذا الخبر ورفض العلاج Chemotherapy.
راجعي بعد شهرين وهو في حالة متقدمة من المرض. قال لي ممكن احكي معك في موضوع خاص قلت له حتما. قال انني سأموت عن قريب وانا لست خائفا. انني  اريد ان اكافئك والمشفى على عنايكم الفائقة لي. انني وفرت في البنك مبلغ 50،000 خمسين الف جنيه وليس هناك من يستحقه ااكثر منكم لمعالجة مرضى السرطان.  شكرته كثيرا على عواطفه الصادقة وثم طلبت منه ان يكتب الى مدير المشفى بهذا الخصوص. وبعد 3 اشهر علمت ن المشفى استلمت الوصية.
قصة تجمع بين الحزن والفرح بين الرجاء والعطاء...

اترك لك التعليق..

د. فيليب حردو

17
أدب / رد: صلاة الطبيب
« في: 17:48 15/11/2005  »
Dear all

many thanks for your positive comments

God bless

Dr Philip Hardo[/b]

18
أدب / صلاة الطبيب
« في: 15:09 15/11/2005  »
صلاة الطبيب

مهداة الى كل لأخوة لاطباء وبدون استثناء

* يارب اشكرك على هذا اليوم

* ارسلني لكي اعمل وأعظم مجدك

* ابعد عني الغرور بالنفس و حب المال

* ارفق بيدي وطهر فكري عندما المس مريضي

* ارشدني عندما اوصف الدواء

* نورني في غرفة العمليات

* عزز في حب تقديم المساعدة الى المحتاجين والعافية للمتوجعين

* علمني بأن اوضح للمريض وأهله بأن الشفاء ليس ممكنا في بعض الاحيان وإن الأيمان بالله هو الطريق الى العزاء والرجاء

* عليك اتوكل في كل حين

آمين

د. فيليب حردو 2005
   

صفحات: [1]