عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - خضر دوملي

صفحات: [1]
1
الابادة الايزيدية للسنة السابعة ؛ سبع سنوات عجاف في سنجار
خضر دوملي
ها هي السنة السابعة تمضي والابادة التي تعرض لها الايزيدية على يد تنظيم داعش الارهابي تبقى مستمرة باستمرار فقدان مصير اكثر  من ثلاثة الاف انسان ايزيدي لايزال اغلبهم يعاني ابشع صنوف الاستغلال و القهر .
الذكرى السابعة تمضي بصمت و لايزال ولاتزال بقايا عظام  ضحايا مجازر القتل الجماعي تتقاذفها الرياح ومياه الامطار وبقايا الجثث  الممزقة التي تحمل اثار طلقات الغدر من قبل أعداء الانسانية تلتحف المقابر الجماعية بهدوء سماء سنجار وأبتهالات  الامهات ليرقد  أرواح ابنائهن في السماوات بهدوء وسكينة و سنجار تعيش سبع سنوات عجاف أكثر قسوة  من معاناة يوسف وأشد عنفا من صبر يونان  في بطن الحوت و أيوب مع معاناة المرض – معانات تحمل ألام الابادة المستمرة  منذ سبع سنوات و لا احد يعرف الى  متى ستستمر؟.
ها هي الذكرى السابعة للابادة تتسارع بخطاها ولايزال الالاف من النازحين يفترشون الحياة تحت خيم تمزقها رياح الامطار حينا وتحرقها الحرائق احيانا وتتمزق من شدة أهات الامهات وهي تدعو بالخير والنجاة من هذه المحنة وأن يعم السلام العالم  وهي تنتظر ابنتها التي ينهش الطغاة جسدها  منذ سنوات وتسمع بين حين و أخر صدى بعيد من صوتها ليقول لها أنتظريني يا أماه سنلتقي  – و تلتفت حواليها لتكرر  عليها القول :  لابد ان نلتقي لتصحو على صوت سجع الليل المهيب تحت خيمة ترفض ان يغادرها أهلها بعدما اصبحوا جسدا واحدا  مع الارض والورود التي زرعتها لتشم منها رائحة بناتها ..
ها هي  الذكرى السابعة للابادة تأتي ويزال  الألاف من الايزيدية  كما غيرهم من الاقليات من المسيحيين والتركمان الشيعة والشبك والكاكئية وغالبية ضحايا جرائم القتل الجماعي في عموم العراق  من الكورد  والعرب ينتظرون ان يعلو صوت العدالة،  ان تجري محاكمات عادلة شفافة علانية وفق معايير دولية ان يحضرها شهود العيان  من الناجين من مجازر القتل الجماعي او الناجيات من عهر السبي وقيود الجواري ... ويتسائلون كيف يرف جفن النوم للمسؤولين وهم يعرقلون كل جهد دولي او محلي لتشكيل محاكم  على معايير دولية  لأنصاف الضحايا وذويهم  ورد  الاعتبار لكرامة الايزيدية التي لاتزال تنتهك كل يوم .
الذكرى السابعة للابادة تمضي  بعنفوان ولاتزال سنجار مدمرة والسور الروماني فيها يستغيث من ينقذها واطلال المدينة القديمة تصرخ اين ومتى سيتم رفع انقاض الخيانة وبقايا قطرات دماء الرجال الذين رفضوا  الا ان يبقوا أيزيديين أنقياء  تنتحب تحت صخور يمتد عمرها لألاف السنين  -- صخور أحتملت غطرسة الاف السنين من الاباداة والقتل ولكنها لاتحتمل قطرات دماء زكية سيلت على أتربتها من قبل من خانوا الزاد والملح من الجيران قبل الغرباء .. .
السنة السابعة تمضي واثار  الدمار تصبح جزءا من حياة الناس والابرياء ينتظرون أن تنتهي صفقات المحاصصة لكي يحصلوا على التعويضات التي طالما انتظروها  والوعود  التي طالما فرحوا لها امام الشاشات والمسؤولين يعاهدون ان ينتقموا من قتلة الايزيدية واينالوا تعويضات عادلة التي لم يبقى لها سوى اوراق معاملات تتهرىء على الرفوف يوما بعد أخر.
الذكرى السابعة تأتي و لا أحد يعرف متى وكيف ستتم أنصاف الايزيدية – و أنصاف أمهات الناجيات و الناجين ...  كيف سيتم رد اعتبار كرامة الايزيدية و يقدم كل من ساهم بدعم القتل وساند القتلى و ساعد القتلى وشارك مع القتل ليقول للايزيدية نعتذر منكم على مابدر من ابنائنا وأخوتنا من جرائم ضدكم،  ونعاهد الرب و يزدان العظيم  ان نكون معكم في محنتكم  ونكون يدا واحدة لتحقيق العدالة وأنصاف الضحايا وذويهم وتعويض المتضررين وتأهيلهم وأن نعمل معا للعيش بسلام.

2

"تحت شعار  ما ساء يجب أن يتحسن" منظمة غصن الزيتون تنفذ  مشروع تمكين معامل  بعشيقة
ايوب حسن
ضمن مشروع دعم الصناعة المحلية في العراق اقدمت الوكالة الامريكية للتنمية الدولية
( USAID) و ضمن برامج تعافي  وبالتعاون مع منظمة غصن الزيتون للشباب لتنفيذ مشروع  دعم القطاع الصناعي في مدينة بعشيقة في سبيل نحسين الواقع المعاشي و توفير فرص العمل في سبيل تعزيز الاستقرار  .

يذكر انه بعد احتلال  بعشيقة في شهر اب عام 2014   تحت سيطرة تنظيم  داعش .... قاموا بتدمير وسرقة  كافة المعامل  في بعشيقة  حيث كان في المدينة اكثر من 200 مصنعا  ومعمل متنوع لإنتاج السلع الغذائية المختلفة كالراشي والطرشي والبرغل والزيتون وزيت الزيتون والحلويات والمعجنات ومعامل الصابون والخزانات البلاستيكية والاصباغ وغيرها  ..
تعمد التنظيم الى سرقة العديد من المكائن واجزاء رئيسية للمعامل تم نقلها الى مناطق اخرى وبعد تحرير المنطقة كان سكان بعشيقة من اوائل المناطق التي عادت و بدات ببناء مدينتهم ولكن بسبب الدمار الذي  لحق بقطاع الصناعة  ادى الى تراجع الصناعة في بعشيقة إلى حد كبير لم تشهده المدينة في تاريخها واضطر الكثير من اصحاب هذه المعامل لغلقها بسبب سلب ونهب ممتلكاته من قبل داعش ولم يتمكن من اعادة تشغيلها بعد تحرير المدينة بسبب فقدان كل الاموال التي وضعها في هذه المعامل ... كما يقول مدير منظمة غصن الزيتون غانم ألياس للشباب ..

اوضح السيد غانم ان :  تطوير الصناعة المحلية في بعشيقة له مردود اقتصادي كبير للمنطقة بالإضافة الى انتعاش الواقع الاقتصادي للبلاد بصورة عامة ولذلك حاولنا بذل كل الجهود الممكنة لتنفيذ مشروع يساعد على أعادة تأهيل المعامل و فق الامكانات التي جاءت ضمن مشروع تعافي الذي مولته الوكالة الامريكية للتنمية الدولية  (USAID).
 المشروع يتضمن أعادة التأهيل  وتشغيل المعامل المتوقفة  لتوفير فرص العمل و انتعاش الواقع الاقتصادي – يقول السيد غانم : أكدنا على اهمية المشروع لأنه يساعد على أعادة فتح المصانع والمعامل والعمل على استعادة القطاع الصناعي  عافيته من جديد في بعشيقة بعد تدميره..
واضاف السيد غانم ان منظمة غصن الزيتون تنفيذ هذا المشروع كجزء من مساهمتها في دعم تطوير البنى التحتية للمنطقة و دعم العودة لأن ذلك  سيمكن من تطور هذا القطاع الذي ينتج منتوجات تنافس مثيلاتها في الدول الصناعية المتقدمة وسوف تسهم اعادة هذه المعامل في تشغيل الكثير من الايدي العاملة التي يعول عليها سكان المنطقة والمناطق المجاورة لها في عملية البناء والتقدم والتطور...موضحا ان هذا العدد من المعامل سيوفر فرص العمل للعديد من الخريجين والعاطلين عن العمل لتأمين مصدر رزق لهم ولعوائلهم وبالتالي استثمار الايدي العاملة والاستفادة من الطاقات الشبابية وهذا سيؤدي الى الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمدينة .
واوضح  مدير  منظمة غصن الزيتون وهي منظمة  محلية   نفذت العديد من المشاريع عن تنمية المنطقة و مشاريع التماسك الاجتماعي ودعم ضحايا النزاع أنه بعد تحرير بعشيقة في نهاية 2016 قامت  الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ضمن برنامج تعافي بدعم هذه المعامل  وبدأت بمد يد العون لجميع القطاعات الصناعية في بعشيقة حيث قامت بدعم مجموعة معامل تعمل بطاقة انتاجية قليلة وايدي عاملة قليلة  بعد ان دمرت من قبل عصابات داعش وتم دعمهم بمكائن ومعدات صناعية مختلفة لإعادة المصانع لسابق عهدها والعودة للعمل بكافة طاقتها الانتاجية حيث تم تجهيز في المرحلة الاولى خمسة معامل مختلفة معملان لصناعة الراشي ومعمل لصناعة المربيات ومعمل لصناعة الحلاوة ومعمل للصب الجاهز والبلوك الصلد حيث كانت المعدات تشمل مولدات كهرباء كبيرة ومعاصر  للراشي ومقالي ومقاشر للسمسم  وطابعات اختام ليزرية حيث ساهم هذا الدعم في زيادة الانتاج وتشغيل عدد كبير من العمال العاطلين عن العمل وصل لأكثر من 100 شخص مما سبب في انتعاش الوضع الاقتصادي لأكثر من 100 عائلة في المنطقة ودعم المنتوج المحلي والحفاظ على الصناعة المحلية .
موضحا ان الوكالة الامريكية للتنمية تقدم هذا الدعم ضمن مشروع تعاونها مع منظمة غصن الزيتون و اهتمامها بدعم مشاريع الاستقرار  في المنطقة .
 

3
ورحل بابا  شيخ  الايزيدية رجل السلام  والتسامح
خضر دوملي
رحل رجل السلام و التسامح – رحل بابا شيخ الايزيدية الاب الروحي لأتباع الديانة الايزيدية في العالم وهو يترك مجتمعه مشتتا، مقسما، مهاجرا، نازحا، مختطفا،  مدمرا قراه،  مفقودين الالاف من أبناء شعبه،  منقسمين على كل شيء إلا في محبة بابا شيخ و الولاء له والاستماع إليه والدعوة له للبقاء في موقفه دوما، ذلك الداعي الحقيقي والفاعل والأمين للسلام والعدالة والمساواة .
رحل بابا شيخ وهو يترك شعبا ممزقا ومجتمعا مستمرا في مواجهة أقسى إبادة جماعية تعرض لها في الثالث من أغسطس 2014 ومساراتها مستمرة والالاف كانوا ينتظرون اليوم الذي يطل عليهم بابا شيخ بخبر تحرر آخر مخطوفة لاتزال تئن تحت قبضة تنظيم داعش الارهابي .
رحل بابا شيخ الايزيدية وهو يترك محبته في قلوب الايزيدية  كما المسيحيين في قلوب المسلمين كما الصابئة والبهائية -  رحل وهو يعرف مكانته في قلوب اتباع الزرادشتية واليهود والكاكائية وكل المكونات المجتمعية  وكل القيادات التي تسارعت في ارسال برقيات العزاء التي تعني الكثير  .
رحل بابا شيخ وهو الذي  لم يبقي جهدا إلا وقام به وطريقا إلا وسلكه، وبابا إلا وطرق عليه بشدة يدعو إلى حماية الايزيدية من الابادة، وضمان حقوقهم والدعوة الى إنصاف الايزيدية  ودعمهم وإعادة النازحين إلى ديارهم وتعزيز اللحمة الإنسانية والتواصل وبناء الثقة بينهم وبين بقية المكونات.
رحل بابا شيخ وهو إلى آخر أيامه كان داعيا لأنصاف الايزيدية وإحقاق الحق وتحقيق العدالة واللجوء الى القانون وعدم الانجرار وراء الفتن التي كانت ولاتزال تريد زج الايزيدية في خطاب الكراهية وأتون الانتقام دون وازع من ضمير .
بابا شيخ – الاب الروحي للايزيدية قضى عمره في خدمة مجتمعه – جلست معه كثيرا ألتقيت به مع  البرلمانيين والوزراء والسفراء و مبعوثي الامم المتحدة وقادة المنظمات العالمية والمحلية – مع النشطاء و الاكاديميين، لم أراه يوما إلا والبسمة على شفاه كل من إلتقاه .... كان صاحب النكتة الحكيمة مع الكل – والكلام الدقيق مع الكل  - صحيح لم يكن بليغا كثيرا في الكلام ولكنه كان بليغا في إفهام سامعيه ما يريد أن يوصل من رسالة -  يشرح المواقف ويقدم القصص والتجارب التي مرت به بطريقة لايمكن ان يتقنها غيره ..
 بابا  شيخ خرتو اسماعيل – 87 عاما  قضى اكثر من نصفها في خدمة ابناء شعبه وهو يحل أكثر المشاكل الاجتماعية تعقيدا ويحقق الصلح بين ابناء مجتمعه وكما الحال مع ابناء المجتمعات الاخرى .
حقق في تاريخه صفحة ناصعة البياض تحدث عنها قادة العالم والرؤساء  ومسؤولي الامم المتحدة بإجلال إلا وهي الدعوة الى أحتضان الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش الارهابي ودعمهن ومساندتهن – لأنهن لايتحملن ذنب ما تعرضوا أليه.
لم يكن بابا  شيخ شخصية أعتيادية سواء بسبب مكانته الدينية او المجتمعية او بسبب قطعه اشواطا في النضال والعمل المستمر من أجل أن يكون مساهما في تطوير الأسس والمفاهيم بخصوص الايزيدية لكي تتوافق مع العصر الحديث – لم يكن في أي يوم معترضا على  اي خطوة للاصلاح  والمسامحة والمصالحة ولم يكن في أي يوم من الايام يوافق على ان ينقسم الايزيدية على اي شيء .
التقيت مع وفد أجنبي ضم ممثلي عدد من المنظمات به في منتصف 2016  كان يضم ثلاثة نساء  كانوا مترددات هل يسمح لهن بمصافحتهن،،،،، أخبرته بالامر ضحك وقال اخبرهم بأننا لسنا مثل الاخرين -  وأصر ان يجلس بينهم وأن  لايخرجوا ألا ويتناولوا الغداء في دار ضيافته –  بعد مناقشة استمرت حوالي ساعة، التفتت  مبعوثة الامم المتحدة إلي لتقول –  أخبره بأن هذه فرصة كبيرة لنا وشرف لن نناله في كل مضيف بهذا الشكل أن نجلس بضيافته وقالت لي : كم محظوظين الايزيدية بأن لديهم أب روحي مثل هذا الرجل العظم والمستمع الحكيم – كانت سباقة في ارسال رسالة تعزية أليي حالما سمعت خبر وفاته .
ترك بابا شيخ  وراءه الكثير من الصور الايجابية  بين أبناء جلدته و مع الأخرين الذي مضى بهدوء  لنهاية العمر ولتنتقل روحه الى الاخدار السماوية -  الخلود لأسمه – الخلود لروحه ..

4

إبادة الايزديين مستمرة في بلد بلا كرامة
خضر دوملي
لنفترض ان الحكومة نددت بقتل الابرياء جراء القصف التركي على سنجار ومخمور وعمادية والحكومة وزعت بعض الرز والزيت واموال يخجل الناس من ذكر قيمتها لمواجهة كورونا ... أضحكوا.... ولكن تذكروا أن هناك من لايقدر على الضحكة - لنفترض انك وسط هذه الموجة من اليأس من سرقة المال العام وانتهاك السيادة وقتل الابرياء وقصف المدن لاتستطيع ان تعبر عن كل ما يحصل كما تشاء !!! فأنتهاك كرامة البلاد مستمرة وستستمر – أنه بلد بلا كرامة مع بقاء اكثر من الفين وخمسمائة أمرأة ايزيدية في غياهب السبي الداعشي .
لنفترض انك والد أو والدة فتاة ايزيدية او أم لثلاث او اربع بنات ايزيديات لايزلن في قبضة تنظيم داعش في سوريا والعراق تم خطفهم وسبيهم وباعوا في اسواق النخاسة مرة وثانية وثالثة ورابعة و وووويأتي من يقول ان داعش ليست عراقية وليست سوى مؤامرة وكل الذين ارتكبوا الجرائم هم  غرباء ووو غيرها من التوصيفات ؟؟؟؟ وهو يعلم علم اليقين ان هناك عراقيين تفاخروا  بخطف فتيات ايزيديات وتاجروا بهن واستغلوهن ابشع استغلال كجواري وتفاخروا بها امام زوجاتهم واطفالهم ..! أي قبح هذا ..
للأسف لايعرف أو لايريد ان يقرً ويعرف الكثيرين بأن تنظيم داعش خطف الايزيديات - وسبي الايزيديات وأجبر الالاف على أعتناق الديانة الداعشية ( طبعا مع أدانتنا  بما  ارتكبه هذا التنظيم من جرائم كثيرة بحق  العديد من مكونات الشعب العراقي ) ... لكن وضع ومكانة الايزيدية في صراع داعش يختلف تماما،  سيما ان الإبادة مستمرة  لأن قتلهم مستمر ومحو هويتهم الدينية من قبل التنظيم الارهابي مستمر ووفقا لعناصر الابادة من القتل الجماعي والسبي و تغيير الديانة و تشتيتت المجتمع بأن لايعود لم شمله مجددا ايضا مستمر،  اذ لايزال اكثر  من 70% من الايزيدية نازحين مشردين .
تحقيق العدالة وانصاف الايزيدية لن يتم لأن البلد بلا كرامة فلو كان له كرامة لأنصف الضحايا الناجيات من قبضة تنظيم داعش – لايعرف الكثيرين في أية ظروف يعيشون وماذا ينتظرون؟ .. انهم لايزالوا ينتظرون خبر يقول ان ابنهم لايزال حيا – بنتهم في  في مخيم الهول او مضارب داعش في أدلب والرقة و دير الزور والبادية والجزيرة لاتزال على قيد الحياة – هناك من يتاجر حتى بايصال هذا الخبر للامهات الايزيدات، او تتوفر فرصة لفتاة في ريعان الشباب أن تتذكر ذويها وتتصل بهم لتتحقق انهم أحياء – بصيص أمل من هذا النوع يعني تجدد الامل بالحياة  والعودة لذويها  الذين فقدت الاتصال بهم اكثر من ست سنوات تقشعر الابدان لها.
لنفترض هذه المأساة ونحن نتحدث عن سيادة وكرامة البلاد - لكن النور يبقى يشع وسيسطع على كل الظلامات –   يوم 19 حزيران هو اليوم العالمي لمواجهة العنف الجنسي اثناء النزاعات،  مضى هذا اليوم وكأن المختطفات الايزيديات ليسوا ابناء هذا الوطن / وطن بلا كرامة - القليل تذكرهم - القليل عمل تقريرا او مداخلة او مقابلة  او كتب مقتطفا رغم انها وفقا لسياقات الامم المتحدة القضية الاهم في هذا الخصوص..   رغم ذلك ترى الناجيات الايزيديات وذويهم  اقوياء،  رغم الظروف السيئة التي يعيشونها حياة التشرد والنزوح ..
ولأنه ووفقا لموقف الحكومة العراقية بجميع مؤسساتها من الجنوب والوسط واقليم كوردستان – مواقف مخجلة بهذا الخصوص مع مرور الزمن مخجلة بهذا الخصوص ومؤسفة،  لكن لايزال النازحين وذوي المختطفات اقوياء  بهؤلاء القلة  من الاصدقاء الذين تذكروه ويتذكرونهم دوما  لأنه تذكروا معنا  مأساة الالاف من الامهات الايزيديات وهن لايزلن ينتظرن عودة فلذات اكبادهن من جحيم الدولة السوداء ..
لا اريد الاشارة الى اسماء الشخصيات التي تذكرت هذه الذكرى الأليمة حتى لايستغلها كل طرف لمهاجة الاخر بحجة دفاعهم عن الايزيدية ..
لايزال أكثر من 2500 من الفتيات والنساء والاطفال الايزيديين في قبضة داعش  بحسب  احصاءات مكتب  انقاذ المختطفين الايزديين الذي ينفذ نشاطاته بدعم من مكتب رئيس اقليم كوردستان .. لكن يبدو ان البلد  يفقد كرامته كل يوم ولن يستعيدها  ألا بإنصاف الضحايا الايزيديات – وخاصة الناجيات وذوييهم .
أنقذوا الايزيديات - لتنقذوا كرامة وسيادة الوطن لتستيعدوا كرامة المفقودين  اثناء القتال على داعش او بعد تحرير المدن من سيطرة داعش - اذا لم تحرك - او لم يحرك هذا الملف ضمائر القادة وسياسي هذا البلد بكل أنتمائاتهم  وتوجهاتهم فلن تتحرك ضمائرهم على ضياع الوطن،  ويكذبون اذا قالوا انهم مستاؤون من القصف التركي او التدخل الايراني او التجاوز الامريكي او  بعبصة السعودي  وتلاعب القطري و و و غيرها من المؤامرات - ولله فرحانين ولاتهمهم لا السيادة ولا الكرامة - لأنهم سكتوا على جريمة سبايكر وجرائم القتل الجماعي لداعش ضد ابناء بلدهم من كل المكونات لهذا يحصل الذي يحصل ....
الذين يسكتون عن تحقيق العدالة لإنصاف الضحايا من جرائم الإبادة من الايزديين والمسيحيين والكاكائية والشبك والتركمان الشيعة والصابئة والبهائية  وجرائم التصفية والقتل لتنظيم داعش في أيامه الاولى في الموصل أو التمثيل  بجثث البيشمركة في شوارع حويجة  وإبادة الاقليات الذين بدت البلاد تفرغ منهم وسلسلة الجرائم طويلة من أمرلي الى الرمادي الى تلعفر ومرورا بسنجار وو و غيرها من المدن.
 فرحانين بالقصف التركي على شيلادزي  ودخول قوات تركية لأقليم كوردستان وسيفرحون اكثر لو تدخلت تركيا عسكريا حتى تصل مشارف بغداد،  سيهللون ويرقصون، فماذا تترجى من هؤلاء ؟  لانهم لم ينصفوا ضحايا الابادة التي وقعت على يد تنظيم داعش الارهابي  حتى يطمئن للعيش بأمان وتستعيد كرامتها  وتتلقى تعويضا على خراب دارها – مشاعر  كثيرة تراودني في هذا اليوم ولكنني لا استطيع ان أصف مشاعر أي أم أو أب ايزيدي لايزال ينتظر خلاص ابنته او زوجته او كنته او فتاة بعمر الورد لاتزال تعاني من جحيم وسطوة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام - #داعش  ويتحدثون ان كرامة وسيادة البلاد تم التجاوز عليها !! .. يا لخيبتنا عن أية كرامة وسيادة تتحدثون ؟


5
قتل الايزيدية في عفرين مستمر؛  لن ولا أحد يتحرك
خضر  دوملي
منذ أن بدأ مسلسل الصراع الدائر في سوريا يتصاعد منذ اندلاع أعمال العنف قبل تسع سنوات من الان ، بدأ مسلسل استهداف أتباع الاقليات الدينية الصغيرة يشهد بين فترة واخرى ارتفاعا وتصاعدا وتنوعا في الاساليب الوحشية، الى ما وصلت اليه أخيرا بعمليات  ممنهجة لأبادة الايزيدية هناك، تلك العمليات التي أترفعت وتيرتها في الاونة الاخيرة ولامجال لانقاذهم .
قتل الايزيدية وأجبارهم ترك المنطقة وأجبارهم لاعتناق الديانة الاسلامية وغيرها من الممارسات البشعة التي لم تقوم بها مختلف الجماعات المسلحة في عفرين ضد الكورد المعارضين للسياسات التركية لن تحرك أطراف دولية لوقفها وعلامات التعجب والاستفهام لازالت تكبر  بخصوص هذا الأمر  مع ارتفاع صيحات النساء والاطفال وهي تطلب النجدة تكرار الجرائم التي أرتكبها تنظيم داعش ضد الايزيدية في العراق عام 2014 !!.
عمليات أستهداف وقتل الايزيدية في عفرين كما ضد غيرها من المكونات منذ أجتياح العديد من الفصائل المسحلة بدعم ومساعدة وتعاون الجيش التركي للمدينة رافقتها مباشرة بعمليات التطهير العرقي، والتغيير الديموغرافي وعمليات النهب والقتل والخطف تتصاعد وسط سكوت سوري أولا وكأن هؤلاء ليسوا مواطنيها،  ودولي ثانيا وغياب الاعلام العربي الذي  يطبل ويزمر لتحرير سوريا من سطوة الاسد، ولكنه لايهتم بإبادة اقلية دينية مسالمة لا لشيء سوى أنها لاتفكر مثل تلك الجماعات ولاتؤمن كما يؤمنون .
تساؤلات عديدة تتصدر مشهد قتل الايزيدية في عفرين وقبلها خطف العديد من ابناء المدينة من مختلف مكوناتها – غياب تام لأرقام الضحايا التي يصعب في هذه الظروف جمعها، غياب لعمليات الرقابة والتوثيق من قبل المنظمات الدولية المعنية، فطبيعة الجرائم التي ترتكبها الفصائل المسلحة التي تعيث في المدينة فسادا ؟ غياب عمليات المساعدة والانقاذ بسبب طبيعة ووحشية الجرائم التي ترتكبها تلك الفصائل التي تعتبر استمرارا  لحلقات تنظيم القاعدة – النصرة -  داعش والان التسميات كثيرة ؟ غياب الدور الروسي و الامريكي بهذا الخصوص ، فالايزيدية ليسوا بئر نفط او ممر حدودي للتهريب ووووو ؟
غياب دور مؤسسات المجتمع المدني لأن طبيعة السلطة الحاكمة في عفرين الجريحة لاتسمح ان يكون هناك نشاط مدني ؟  لأنها لاتؤمن بالمدينة بل تريد فرض نظام حكم على طريقة بربرية وحشية ..... و و و .
يتم قتل الناس  دون محاكمات !  يتم أجبار الايزيدية والمسيحيين  وأهالي عفرين المدنيين الاصلاء على أرتداء الحجاب دون عقاب، !  يتم تدمير الارث الحضاري و نهب وسرقة الاثار  ولا أحد يتحرك ! يتم تدمير المزارات الايزيدية و حتى القبور  لم  تنجو من وحشيتها لأنهاء الوجود الايزيدي، هناك الذي يمتد لالاف السنين ولا أحد يأخذها حجة ليقول لـ اردوغان والفصائل المسحلة التي يدربها ويمولها ويرشدها توقف ! يتم خطف الاطفال والتهجير القسري لأبناء عفرين من مختلف المكونات التي ترفض سيطرة جماعات مسلحة لاتؤمن بالاخر المختلف  !!  والان وصلت العملية الى الصفحة الاخيرة لأنهاء الوجود الايزيدي في عفرين وضواحيها وقراها، حتى شجرة الزيتون رمز مدينة عفرين وأهلها باتت حزينة ولا أحد ينقذها!
هذه الجماعات المسلحة لاتريد ان ترى غيرها على الارض فهم من أشرف الامم الاقوام ووكلاء الله لفرض سياقاتها في العيش والايمان واللبس والمأكل والمشرب يريدون تطبيق أنظمة حكم لفرض الجزية والتعامل وفق مبدأ الملل والنحل والذمي – ولا أحد يتحرك،  ويبدو أنه لن يتحرك أحد ؟ فالكل متفق على قتل الضعفاء وابناء الاقليات في عفرين والايزيدية  بأعتباره المكون الاضعف ستكون أولى المكونات التي ستختفي  من خارطة المنطقة،  تصرخ النساء وتصدح آهاتهم عنان السماء وبكاء وعويل الاطفال لاحد له،  وسيحتفل  أعضاء  من مختلف الجماعات المسلحة التي تتبدل وتغير أسمائها بحسب فصول السنة ومصادر التمويل – قوات محمد الفاتح تقتل وتسرق – فيلق الشام الذي كان بأسم فيلق حمص يصول ويجول ويحرق الارض والمنازل – الجبهة الشامية لاترحم – لواء السلطان وأحرار الشام يتقاسمون المقسوم والممتلكات،  لواء سمرقند وفرقة الحمزة تفتك بالنساء،  وجيش النصرة وقوات نور الدين الزنكي  ولواء صقور الجبل كل هذه الجماعات أنشأت وتم تجهيزها وتدريبها وتمويلها في تركيا وفقا لتقرير بي بي سي،  وباتت مهمتها ليس غصن الزيتون كما أدعت في بداية الهجوم على عفرين في الـ 18 من اذار 2018 بل قتل الزيتون وأهل الزيتون في عفرين... ولا أحد يتحرك..
خضر  دوملي :  عضو مركز دراسات السلام وحل النزاعات في جامعة دهوك – كاتب وباحث ومدرب مختص في بناء السلام والأعلام وقضايا وشؤون الاقليات والمرأة .


6
قراءة في تقرير( حقوق الانسان في تطبيق العدالة في العراق ) لـ  يونامي
حقائق وأرقام صادمة ومحاكم وأعدامات بلا رقابة وتساؤلات مشروعة

خضر  دوملي
أوضحت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق – يونامي – UNAMI ان الاحكام التي تصدرها المحاكم العراقية على المتهمين بموجب قوانين مكافحة الارهاب:  تبين عدم كفاءة وهيكلية وانتظاما في تنفيذ الاجراءات القضائية في المرافعات التي تم حظورها والتي غالبيتها للمتهمين بالانتماء او كاعضاء من تنظيم داعش  وتفتقر الى الرقابة  وعد احترام  معايير المحاكم العادلة واستخدام التعذيب للحصول على الاعترافات.
وجاء في التقرير الصادر من مكتب مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان تحت عنوان ( حقوق الانسان في تطبيق العدالة في العراق: المحاكمات بموجب قوانين مكافحة الارهاب والأثار المترتبة على العدالة والمساءلة والتماسك الاجتماعي في أعقاب مرحلة " داعش " ) الصادر في كانون الثاني 2020 فيه أرقام وحقائق مهمة ومعلومات صادمة عن أجراءات المحاكم والاحكام التي تصدرها المحاكم العراقية بحق المتهمين بالعمل او الانتماء لتنظيم داعش .
 واشارت النتائج التي توصل أليها فريق البعثة : يشعر بالقلق الشديد لعدم احترام المعايير الاساسية واصفة الى أنه " اثارت النتائج  التي توصلت أليها البعثة القلق الشديد  إزاء عدم احترام معايير المحاكمة العادلة الاساسية في المحاكمات التي تتعلق بالارهاب، وكذلك حددت البعثة عددا من المشاكل المتأصلة ضمن نظام واطار قانوني اوسع للملاحقات القضائية في سياق مكافحة الارهاب والتي يعد نطاقها وحجمها خارج صلاحية سلطة المحاكم للبت فيها"

التقرير  الذي أعده مكتب (  UNAMI ) من خلال مكتب مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان ( CHCHR) يغطي " المدة  مابين - ا - أيار 2018 لغاية 31 تشرين الاول 2019 وتستند النتائج التي وردت في هذا التقرير الى رصد  (  794 ) جلسة محاكمة جنائية في محافظات الانبار وبغداد والبصرة وذي قار ودهوك واربيل وكركوك ونينوى وواسط وتم حضور ( 613 ) جلسة محاكمة تخص رجال ونساء وأطفال يواجهون تهما بموجب قوانين مكافحة الارهاب العراقية "
ويوضح التقرير انه لوحظ وجود نمط ثابت لأجراءات المحاكمة المنظمة بشكل جيد مع الاخذ بنظر الاعتبار العدد الهائل من القضايا المرتبطة بداعش ومع ذلك اظهرت نتائج التقرير قلقا شديدا من عدم احترام المعايير الاساسية للمحاكمة العادلة وذلك وفقا لما يوضح التقرير بأن الاجراءات المتبعة هي :  انتهاكات معايير المحاكمة العادلة فيما يتصل بالمساواة أمام المحاكم والحصول على أجراءات المحاكمة – وخاصة عدم فعالية التمثيل القانوني والافتقار للوقت الكافي للأعداد للقضية .
كما يوضح التقرير أنه تمت الاستناد المفرط  الى الاعترافات مع وجود مزاعم بالتعرض للتعذيب وسوء المعاملة لم تتعامل معها المحكمة  على نحو ملائم .
وعن ربط الموضوع بقضايا الارهاب يوضح التقرير بأن : ركزت المحاكمات بموجب الاطار القانوني لمكافحة الارهاب  بتعريفها الفضفاض  والواسع والمبهم  للأرهاب والجرائم المرتبطة به – على الارتباط او الانتماء لمنظمة أرهابية  بدون التميز على نحو بين من اشتركوا في أعمال العنف وبين من أنضموا لداعش طلبا للنجاة بأنفسهم .
ولأن الامر  الملفت للنظر وبأعتباره واحدا من مسارات تحقيق العدالة  هو حضور الضحايا وذويهم  لمتابعة اجراءات المحاكم ألا أن التقرير يشير  : " حثت القيود العملية على علنية الجلسات وغياب حضور الضحايا في اجراءات المحاكمة  والاستناد المفرط في تهمة الانتماء الى منظمة أرهابية  حدت من إمكانية الضحايا وأسرهم، كذلك بالنسبة لعامة الناس   لرؤية مرتكبي الجرائم  وهم يخضعون للمساءلة وأخفقت في الكشف الكامل عن مدى الجرائم المرتكبة".
المعلومات التي استند عليها التقرير جاءت من متابعة لـ  "  ( 619 ) جلسة المحاكمة ذات الصلة بالارهاب وبضمنها (23 ) قضية كانت فيها المتهمة أنثى ، و(44 ) قضية كان فيها المتهمون أطفالا وقت أرتكاب الجريمة  وواحدة من القضايا تتعلق بفتاة و( 28 ) قضية تتعلق بمتهمين أجانب من ( 11 ) بلدا مختلفا ، كما تابعت البعثة سير 25 جلسة تحقيقية في قضايا تتعلق بالارهاب من المجموع الكلي". وهنا لم يوضح التقرير  البلدان التي ينتمي اليها هؤلاء المتهمين.
ويشكو فريق البعثة من التعاون والتنسيق اذ يوضح انه " حضر موظفو حقوق الانسان في البعثة جلسات المحاكمة على نحو منتظم ، من خلال اختيار الحضور لأيام على نحو عشوائي ومن مجموع القضايا تم مراقبة (510) جلسة محاكمة تخص قضايا أرهاب تم خلالها أعلان الحكم ... وخلالها التقي موظفوا البعثة بالقضاء والمحامين وبما فيها نقابة المحامين العراقيين ومدعين العموميين وناشطي المجتمع المدني والضحايا واسر المهتمين وجمعوا وقاموا بتحليل التشريعات والمعلومات من وثائق وتقارير رسمية أخرى . بين أن ملفات المحاكم – بما في ذلك الاحكام التحريرية لم تكن متاحة لفرق موظفي مكتب حقوق الانسان"
ويوضح التقرير بأنه  بما أن العراق طرف في اتفاقيات جنيف لسنة 1949 وبروتوكولها الاضافي لسنة 1977،  والتي تؤكد  على نحو صريح " اصدار  الاحكام وتنفيذ عقوبات الاعدام دون إجراء محاكمة سابقة امام محكمة مشكلة تشكيلا قانونيا تكفل جميع الضمانات القضائية التي تعترف الشعوب المتحضرة بأنها ضمانات لاغني عنها " بشأن الاشخاص غير المشاركين مشاركة فعلية في الاعمال العدائية .. الى جانب أن الدستور العراقي يضمن استقلال القضاء والحق في المعاملة العادلة في الاجراءات القضائية والادارية  ألا أنه لم يكن هناك ألتزام بهذه المعايير الواردة أعلاه.
وعن القانون المحلي المطبق على الاشخاص المشتبه بهم أو المتهمين بأعمال ارهابية يصف قانوني مكافحة الارهاب الاتحادي واقليم كوردستان بأن " القانونين يتسمان بتعريف فضفاض للأرهاب " وخاصة ما يتعلق  بتهمة الانتماء والعضوية في منظمة أرهابية واحكام الاعدام . ويوضح التقرير بأن " لايسعى الكثير من القضاة بالضرورة  الى فرض عقوبات صارمة، فهم يريدون معالجة القضايا والظروف والملابسات التي أدت الى أرتكاب الجريمة ، لكن القانون لايعطي الكثير من الخيارات "
وعن ما يتعلق بجرائم الابادة الجماعية أو جرائم الحرب أو الجرائم ضد الأنسانية يوضح التقرير بأنه " لايقوم القانون المحلي العراقي بتقنين الجرائم الدولية ولاتمتلك المحاكم العراقية صلاحية فيما يتعلق بجرائم الإبادة أو جرائم الحرب أو الجرائم ضد الانسانية التي تم أرتكابها على ارض العراق، كما أن العراق ليس طرفا موقعا على نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية "  ولعل هذا الامر هو الاكثر تاثير في سير المحاكمات الخاصة بالاجانب وأيضا العراقيين وخاصة أولئك الذين ارتكبوا جرائم الاغتصاب والسبي أثناء النزاع حيث لاتوجد في التشريع العراقي ما يشير الى هذين الجريمتين وهو الامر الذي تنتظر بصورة واسعة أبناء الاقلية الايزيدية  خاصة بأعتبارهم الضحية الاكبر لأرتكاب هاتين الجريمتين وبقية ذوي الضحايا على مختلف الجرائم التي أرتكبها اعضاء تنظيم داعش .
وعن دور المحامين الذين تنتدبهم المحكمة يوضح التقرير بأن " بعض الجلسات جرت دون محامي الدفاع ومما يثير قلقا بالغا هو أن  يونامي  قد تلقت تقارير متواترة بعدم السماح للمحامين  بالحضور اثناء الاستجواب من قبل الشرطة أو القوات الامنية الأخرى" بالاضافة الى ذلك لوحظ باستمرار أن محامي الدفاع خاصة المحامين الذين تنتدبهم المحكمة، يلعبون دور غير فاعل في مراحل جلسات التحقيق والمحاكمة وأن دورهم لايتعدى – مطالبة المحكمة بإبداء الرأفة تجاه المتهم دون طرح اي أسئلة أو القيام بأية مداخلات أخرى ".
وما يثير القلق  في سير أجراءات المحاكم التي حضرها فريق يونامي هو الاستناد الى شهود مجهولين ومعلومات جاءت استنادا الى تقارير أمنية أو استخبارية ، ولم يكن هناك فرصة للطعن بها من قبل محامي الدفاع والتي شملت ( 428 ) من القضايا التي تمت متابعتها .. الى جانب التعرض للتعذيب واستخدام الادلة التي تنتزع بواسطة التعذيب أو سوء المعاملة وان ضمن (260 ) جلسة محاكمة  اثار 60% منهم أدعاءات حدوث حالات التعذيب، واخرين في مرحلة من مراحل التحقيق سحبوا اعترافاتهم لاحقا في مرحلة المحاكمة  ... وما يثير  التساؤال  هنا هو ما أشار اليه التقرير بأن " القضاة لم يقوموا بصورة عامة في جلسات المحاكمة التي جرى حضورها من قبل بعثة يونامي بالتشكيك في الأدلة التي حصل عليها من الاعترافات، بما في ذلك تلك التي أدعى المتهمون بأنها أنتزعت منهم من خلال التعذيب أو سوء المعاملة".

وعن دور المدعى العام في هذه المحاكم وصف بأنه " سلبي " اذ يشير التقرير بأن دور المدعي العام عموما كان سلبيا إذ اقتصر على اصدار التوصيات بشأن نتائج الدعوة في جلسات المحاكمة التي جرى مراقبتها ".
ومن الحقائق المهمة التي يثبتها التقرير بأن " محكمة التمييز كثيرا ماكانت تنقض الاحكام الصادرة مما أدى الى فرض عقوبات أشد شملت أحكاما بالاعدام – وحضرت البعثة ( 50 ) جلسة  إعادة محاكمة  لقضايا تتعلق بالارهاب والتي شملت النطق بحكم المحكمة (42 ) من أصل (50 ) حكم صادر تم رفع العقوبة الى أساس أن الحكم الأول الذي اصدرته المحكمة لم يكن مشددا بشكل كاف"
وفيما يتعلق  بأحكام الاعدام تؤكد بعثة الـ يونامي معارضتها لأستخدام عقوبة الأعدام في جميع الظروف كسياسة عامة ويتحرك المجتمع الدولي ككل نحو ألغاء عقوبة الأعدام ولكن التقرير يشير ايضا بأنه " فيما لايقل عن (19 ) جلسة محاكمة أشارت عمليات المراقبة الى أن المتهمين حكم عليهم بالإعدام رغم أن الأتهام الذي ذكر اقتصر فقط على الانتماء الى منظمة أرهابية دون الاشارة الى اي عمل من أعمال العنف- فيما الوضع في اقليم كوردستان يختلف اذ يوجد ايقاف فعلي لعقوبة الاعدام منذ عام 2018 وفي جلسات المحاكمة  البالغ عددها (186 )  جلسة جرى حضورها في محاكم كردستان، جرت محاكمة المتهمين من أفراد تنظيم داعش على وجه الحصر تقريبا وفق الاحكام التي تحظر الأنتماء الى جماعة أرهابية المادة 3 / سابعا من قانون مكافحة الارهاب في اقليم كردستان العراق، والتي تفرض عقوبة السجن مدى الحياة بدلا من عقوبة الاعدام"   ويورد التقرير بأنه من " اصل (317 ) جلسة من جلسات المحاكم في قضايا تتعلق بالارهاب في المحاكم الأتحادية التي جرى حضورها والتي شملت النطق بالحكم ، فرض القضاة عقوبة الاعدام في (100 ) قضية شملت (105 ) منهم – وراقبت البعثة ثلاث حالات فقط في جلسات المحاكمة الجنائية العامة جرى فيها تطبيق عقوبة الاعدام من اصل (105 ) حالة.
وطالبت البعثة كما ورد في التقرير " أن تكون جلسات المحاكمة علنية أمام الجمهور، بمن فيهم وسائل الاعلام، ويجب ان لاتكون محددة على فئة معينة من الاشخاص، وينبغي على المحاكم ان توفر المرافق الملائمة لتيسير حضور المهتمين من الجمهور "
ويؤكد التقرير بأن المحاكم العلنية توفر تحقيق العدالة والحقيقة للضحايا وأسرهم بأعتبار أن " الحق في المحاكمة العلنية ضمانة مهمة لمصلحة الفرد والمجتمع على حد سواء، ويعزز الحق في الحصول الى العدالة والحقيقة للضحايا وأسرهم،  ويجب  أن يكون من حق الضحايا وممثليهم الحصول عىل معلومات عن الأسباب التي أدت الى وقوعهم ضحايا وعن الاسباب والظروف المرتبكة بالانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الانسان ومعرفة الحقيقة فيما يتعلق بهذه الانتهاكات"
 الى جانب تأكيدها بأن " حاجة الضحايا لأن يكونوا جزءا من توجه شامل للعدالة والمساءلة هو أمر يلزم أخذه في نظر الاعتبار ايضا، فالضحايا بحاجة لمعرفة الحقيقة، بما في ذلك التعرف على ملابسات الجرائم المرتكبة على أختلافها "
وقدمت البعثة في التقرير مجموعة توصيات أكدن بانها ستساعد على تحقيق العدالة والمحاسبة  عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش بالعراق ورحبت بالخطوات التي تتخذها الحكومة العراقية وتدرك التحديات الماثلة أمام النظام القضائي .
وشددت على مراجعة قوانين مكافحة الارهاب لكي تتماشى مع القانون الدولي، ومراجعة أحكام قانون اصول المحاكمات الجزائية والتي تتيح الاعتماد بشكل مكثف على الافادات السرية والتقارير والاعترافات لتتوائم وفقا للمعايير الدولية.
كما  طالبت البعثة بضرورة " النظر في مراجعة وظيفة المدعى العام في نظام العدالة الجنائية العراقي – ووضع سياسات بشأن إعادة تأهيل مرتكبي الجرائم المتعلقة بالارهاب وإعادة إدماجهم وخصوصا الاطفال بهدف منع نشوب الصراعات ومشاركة الضحايا في الاجراءات القضائية بغية ضمان الحق في معرفة الحقيقة "
وأشار التقرير الى جملة الاحكام الصادرة لجلسات المحاكمة التي تم مراقبتها وتضمنت احكام بالسجن مدة تصل الى عشر سنوات لـ ( 132 ) رجل ونوع القضية ارهاب  و(41 ) حكم بالسجن مدة تتراوح بين 11- 19 سنة و (50 ) حالة السجن مدى الحياة و (104 ) حالة الحكم بالاعدام و (131 ) الحكم بالبراءة .
اما الاحكام على النساء  بـ تهمة الارهاب فكانت 3 منهن السجن الى عشر سنوات وواحدة بين 11 الى 19 سنة و خمسة منهن مدى الحياة وواحدة الحكم عليها بالاعدام و خمسة منهن بالبراءة أما بخصوص الاطفال فكان الحكم الى عشر سنوات ل (49 ) منهم وواحد بين 11 الى 19 سنة و( 20) السجن مدى الحياة و 3 الحكم بالاعدام و (61 ) منهم بالبراءة  ليصبح مجموعة الاحكام لـ 644 قضية  تمت متابعتها من قبل فريق البعثة.
ما يثير التساؤل هنا فيما اذا أستمرت  السلطات العراقية بالتعامل مع ملف المتهمين بالعمل لتنظيم داعش كقادة ومقاتلين ومساهمين مع التنظيم في ارتكاب العديد من جرائم القتل الجماعي وسبي النساء وخطف الاطفال وأجبار الايزيدية على أعتناق الديانة الاسلامية او قتل المسيحيين وتدمير التراث الحضاري للاقليات والتهجير الاجباري للاقليات او ما يسمى بالنزوح القسري، فأن مؤشرات تحقيق العدالة وضمان تحقيق العدالة والحق في المعلومات لذوي الضحايا سيكون من الصعب تحقيقه، ما يعني أن صفحة مهمة من صفحات ومسارات تحقيق العدالة  في العراق لمرحلة مابعد داعش لايمضي بالصورة الملائمة، وهو ما يتطلب تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لايجاد صيغة ملائمة توافق حجم ونوعية الجرائم المرتكبة، والتحقيق فيها بالاستناد الى اقوال العشرات  من الشهود من النساء اللواتي استعبدهن التنظيم كجواري وسبايا وحضورهم المحاكم أمرا مطلوبا وضروريا لتحقيق العدالة -  الى جانب تظافر الجهود لتشكيل فرق مراقبة مدنية وتخصصية  لجلسات  المحاكم يشارك فيها  أشخاص مدربون وعلى أن تتضمن بينها افراد من ذوي الضحايا  والناجيات الايزيديات خاصة  والناجين من مجازر القتل الجماعي للعمل وفق مبدأ ( معرفة الحق والحقيقة ) التي تساعد على الأنصاف وتحقيق العدالة.
خضر  دوملي :  عضو مركز دراسات السلام وحل النزاعات في جامعة دهوك – كاتب وباحث ومدرب مختص في بناء السلام والأعلام وقضايا وشؤون الاقليات والمرأة .








7

صفحات  من  مسلسل إبادة الاقليات المنسية تدمير القبور 
 
خضر دوملي *
نشرت وسائل التواصل الاجتماعي في فترات مختلفة مؤخرا عن قيام مجموعات مسلحة بتدمير مقابر الايزيدية وشواخص / شواهد القبور  في منطقة ( سرى كانى – راس العين ) في سوريا بأعتباره جزء من مسلسل مستمر  لما قامت بها الجماعات المسلحة  في استهداف الاقليات وخاصة الايزيدية  والمسيحيين هناك، منذ  اندلاع الصراع في سوريا قبل ثمان سنوات والى الان،  ثم لمرة اخرى تدمير قبور الكاكائية قرب كركوك كجزء من مسلسل مستمر لقيام التنظيمات الارهابية  وخاصة تنظيم داعش بتدمير قبور الايزيدية والمسيحيين  والصابئة والكاكائية والبهائية في العراق وغيرها من المناطق.

في الاعوام 1991 – 2003  وقفت لأول مرة على اساليب بعض الارهابيين والمتطرفين بقيامهم لتدمير شواخص / شواهد  قبور  مقبرة قريتنا في جبل خرشنة امام مزار  شيخ عنزلوت – جنوب دهوك 20 كم، وكان العمل قد قام به بعض ابناء العشائر العربية التي تم استقدامها  من قبل نظام  صدام في حملات التعريب  أنذاك ال المنطقة.
استمر مسلسل تدمير القبور في العراق وفي كل مرة اسمع بها تزداد  ثقتي بانها عملية منظمة ولها اهداف وغايات طويلة الامد   وتأتي بشكل ممنهج في كل مرة في منطقة معينة ليقلدها أرهابيون أخرون في منطقة أخرى، اذ تم توثيق العديد من هذه النوعية من التجاوزات وفقا للاخبار في السنوات 2004 – 2012  بقيام عناصر مجهولة بتدمير قبور العديد من الصابئة في الناصرية والبصرة كجزء من هذا المسلسل  المستمر .
 في عام 2013   كنت اقوم بتدريب مجموعة من الصحفيين لتطوير مهاراتهم في كيفية الكتابة عن قضايا الاقليات، أطلعت على قصة حزينة جدا كيف أن جماعات مجهولة قامت بتدمدير قبور الصابئة في البصرة والناصرية ، ثم مرة أخرى في تدريب اخر أكتشفنا من خلال نتاجات احد المشاركين كيف ان عائلة مندائية لم يسمح لها بدفن موتاها في مقبرة بالديوانية واخير شمال بغداد والمسلسل مستمر ولن يتوقف !! .
لم تتوقف التجاوزات على حرمة القبورفي العراق وخاصة تجاه قبور الاقليات الدينية ( المسيحيين – الايزيدية – الصابئة المندائية والكاكائية  والبهائية  منذ سنوات الاقتتال الطائفي 2004 و الزرادشتية مؤخرا ايضا، الى الان والمؤسسات الحكومية المعنية لم تتحرك ولا في واحدة من تلك القضايا بحسب علمي ) ، الجماعات التي قامت وتقوم بتلك الجرائم، تعرف قيمة ومكانة القبر في حياة اي مجتمع،  لذلك لم تتوانى في تدميره لقلع جذوره  وأصالته من المنطقة  التي يقطنها ، وهذا ما ذهبت اليه عناصر تنظيم داعش عندما تعمدت الى تدمير  شواخص/ شواهد  قبور الايزيدية والمسيحيين في سنجار  - بعشيقة وتلكيف وداخل الموصل ومن ثم حملة متواصلة لتدمير قبور الكاكائية خاصة في منطقة داقوق  جنوب كركوك وشرقي الموصل .
أستمر مسلسل  تدمير القبور  حتى بعد انتهاء  سيطرة تنظيم داعش – او بحسب كذبة  الحكومة أنذاك 2017 القضاء على التنظيم،  الذي  لم يكن سوى السيطرة واخراجه من المدن الرئيسية، حيث قامت عناصر  من التنظيم لاحقا والى الان ، بتدمير قبور الكاكائية في داقوق  مجددا  لأكثر من مرة. وايضا في خانقين وغيرها من المناطق ولن تتوقف  طبعا الى أن تنهي وجود هذا المكون في تلك المناطق ، بأعتبار أنه لايحق  لهؤلاء ان يكون لهم حتى قبور على تلك الاراضي  لأنها قريبة من الذين لايرحمون حتى الموتى المختلفين عنهم في قبورهم .
أن نفسية الذين يقومون بتلك الجرائم توضح بأنه لاترتاح روحه وهو يرى كل صباح شاخص  قبراَ   ليس لأتباع ديانته او مذهبه أمام أنظاره ؟ كيف سيرى شواخص قبور  عالية بهية كما هي قبور المسيحيين في تلكيف وترتفع مع الشمس  بينما هو يؤدي صلاته  ويطلب من الله أن يقضي عليهم فتهيم روحه الوحشية لينتقم من القبر .
أخبار تدمير القبور لا تأخذ تلك الاهمية  في الكثير من المناطق وهي تشمل اغلب المكونات الدينية في المنطقة اذ قامت عناصر مجهولة ( دائما مجهولة في هكذا أحوال ) بتدمير قبور البهائية في شرقي ايران – يبدو انه حيث يوجد المنتطرفين يوجد من يدمر شواهد/ شواخص القبور – يبدو انهم لايطيقون وجود حتى الموتى وعظامهم قريبين منهم فكيف  سيقبلون بالاحياء منهم .. اي عقلية قذرة هذه التي يحملونها !؟.
الامر نفسه حصل نهاية اذار 2020  في تدمير اخر  بقايا وجود الايزيدية في مدينة نصيبين التركية التي كانت معقل الايزيدية منذ مئات السنين،  وبنفس الطريقة اذ قامت جماعة غير معروفة بتدمير بقايا قبور الايزيدية ، لأنهاء وجودهم التاريخي هناك.
في متابعاتي للاعمال التي قام بها تننظيم داعش بهذا الخصوص ألتقيت بمجموعة من الشباب في تلكيف مستفسرا عنهم، في سبب قيام تنظيم داعش بهذا الامر- تدمير قبور المسيحيين / الصورة مرفقة -  فقال احد شهود العيان لايسعني ذكر أسمه بحسب طلبه  (( كانوا يأتون مجموعات ويطلبون منا المشاهدة وهم يرفعون صيحات الله اكبر ويضربون شواخص القبور المسيحية ))  في مقبرة تلكيف العريقة التي تعد جزءا  من تاريخ المسيحيين وتاريخ المدينة – واضاف (( حقيقة لم يكن يتجرأ أحد لمنعهم وكان الرافض منا لهذه  الاعمال  ليس له سوى أن يبقى صامتا )).  لقد دمروا أهم جزء من تاريخ المدينة الذي يشير الى أصالة المسيحيين في هذه البقعة من المنطقة التي تشهد اعمال عنف  ضد الاقليات الدينية بين فترة وأخرى ، وهو الأمر نفسه ما قاموا به في سنجار حيث سووا القبور بالارض في أكثر  من موقع – صحيح ان تنظيم داعش استهدف بعض قبور المسلمين المختلفين عنهم في المذهب في بعض مناطق الموصل المتفرقة ولكن ليس بالطريقة المنظمة التي قام بها في استهداف وتدمير قبور الايزيدية والمسيحيين والكاكائية .
في التشريع العراقي يشير  قانون العقوبات  رقم 111 لسنه 1969 المعدل وفي باب الجرائم الاجتماعية الفصل الثاني تحت عنوان (الجرائم التي تمس الشعور الديني) وخصصت لها المادة (372) من قانون العقوبات العراقي (( 3-    من خرب او أتلف أو شوه أو دنس بناء معبد لإقامة شعائر طائفة دينية أو رمز أو شيئا آخر له حرمة دينية ))  والقبور تعد واحدا من الرموز الشاهدة لكل ديانة – كما أنه في نفس المادة (( 5-    من أهان علنا رمزا أو شخصا هو موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية )) والقبور  لها أكثر من أي شيء اخر  مكانة مقدسة وتدميره يعني تدنيسه.
في المقررات الدولية وفي  مشروع الإعلان الخاص بحقوق السكان الأصليين 1994 توضح (( المادتان 12 و 13: يركزا على حق السكان الأصليين في أن ترد إليهم ممتلكاتهم الدينية والروحانية التي أخذت منهم عنوة، وحقهم في إظهار وممارسة وتطوير وتعليم تقاليدهم الروحانية والدينية، وضمان حفظ واحترام أماكنهم المقدسة ومقابرهم.))
لكن السؤال يراودنا هنا  هل تحركت يوما قوة رسمية او المدعي العام بحسب مسؤولياته في حفظ الامن والنظام او جهة للبحث والتحقيق في جرائم التجاوز على القبور أو ألقيت القبض عليهم او قدمتهم للمحاكمة أو أعلنت عن الاسباب التي دفعتهم لقيام بتلك الأعمال ؟؟  للأسف لاتوجد أجوبة واضحة لا هنا  في العراق ولا في  تركيا ولا ايران .
خضر دوملي : كاتب وباحث مختص في حل النزاعات وبناء السلام ومدرب ومستشار أعلامي  عن قضايا الاقليات وشؤون المرأة



8
في الذكرى الـ 105 لإبادة الارمن ؛ هل يعتذر الطغاة عن جرائم الإبادة ؟
خضر دوملي

في صبيحة مثل هذه الصباحات من عام 1915  لم يكن يعرف العشرات من القادة الارمن الذين تم أستدعائهم الى القسطنطينة / أسطنبول الان،  انهم سيكون ضحايا  الايذان ببدأ هجوم بربري  يهدف الى إبادة الارمن من قبل قادة الدولة العثمانية التي كانت على مشارف أنهيارها.
في مثل هذا اليوم  الـ 24 من نيسان سيق العشرات من الكتاب والقادة والسياسيين الارمن الى المشانق ليكون انذار  بدء عمليات  واسعة النطاق  في حدود الدولة العثمانية لإبادة الارمن ، التي راح ضحيتها اكثر من مليون ونصف المليون أنسان بحسب المتابعين والاحصاءات التي اجريت لاحقا  .
مع بدأ عمليات التصفية للقادة والمسؤولين الكبار بدأت عمليات الابادة على نطاق واسع التي رافقتها عمليات الترحيل القسري وعمليات القتل  الجماعي والتعليق على المشانق والتصفية  والنهب والسرقة والتي منعت فيها السلطات العثمانية التصوير والتوثيق وتركيا الحالية دائما تقلل من حجم الاحداث وضراوتها وتعتبرها ان جزء من العمليات التي رافقت احداث الحرب العالمية الاولى بسبب موقف الارمن للوقوف مع روسيا.
رغم ان الكثير من شهود العيان ذكروا  ووثقوا قصص الابادة  ألا أن بعض المبشرين واعضاء السلك الدبلوماسي استطاعوا  ايضا ان يوثوقوا العديد من الصور التي لاتزال تعلق في المتاحف في ارمنيا والعراق وسوريا ومن قبل كل المتضامنين مع الانسانية ومع الارمن في محنتهم .
عمليات القتل والتصفية التي وصفت أنذاك بأنها الاكثر وحشية وقسوة جعلت اكثر من مليون ونصف مليون أنسان فارين يتجهون الى صحراء الفرات في سوريا وغرق من غرق وقتل من قتل وضاع من ضاع لكن الارمن والهوية الارمنية بقت وأتليت قصص شهود العياة وهي تفضح الجناة وتهز الوجدان واركان تركيا أنذاك.  وقاوم الارمن  وهاهم يستردون  مجدهم ويتم أحياء  ذكرى الابادة في كل عام ومع كل مناسبة تعترف دولة او برلمان او أقليم او مؤسسة بالابادة وهو ما يشير بأن جرائم الابادة لاتمحو من ذاكرة البشرية ويجب أحيائها حتى لاتتكرر .
أبيد الارمن في تركيا ومعهم الالاف من الاشوريين والسريان والايزيديين حيث ، اذ حاولت ولاتزال تحاول تركيا الحالية الاشارة الى تلك المذابه الان كشف الوثائق في هذه الايام ووجود العشرات من شهود العيان أكدوا ان العثمانيين تعاملوا مع الايزيديية والعديد من المسيحيين الاشوريين والسريان والكلدان بنفس الوحشية والقساوة، أشتركت دمائهم لتكشف الصورة القبيحة لوجه القادة الاتراك أنذاك وهم يقومون بعمليات التصفية – حيث ذكر العديد من شهود العيان للاجيال اللاحقة تلك العمليات التي وصفت بالوحشية والبربرية التي لم تشهدها البشرية الى ان جاءت ابادة اليهود في عمليات الهولوكوست  من قبل النازيين وعمليات الابادة في راوندا  ومن ثم اخيرا عملية ابادة الايزيدية من قبل تنظيم داعش في العراق ام عمليات القتل الجماعي للروهينكا في بورما.
تشرد الالاف من الارمن ونشرت العديد من القصص ولايزال على سبيل المثال أهالي سنجار يتذكرون كيف ان القادة الايزيدية أمتنعوا من تسليم الارمن الذين لجوء للايزيدية وقتل الكثير منهم وهم يدافعون عن الابرياء -  فيما لاتزال عمليات ابادة الايزيدية ضمن تلك العملية غير مثبتة بالشكل الكافي وتحتاج الى جهد كبير  وجمع الوثائق والشهادات وقصص الناجين.
نشرت العديد من القصص البطولية عن عمليات عبور الصحراء واللجوء الى العشائر العربية وكيف ان المئات منهم أصبحوا  عبيد و سبايا واخرين نجوا بأعجوبة – وكيف ان العديد  من الارمن بسبب قساوة الاوضاع وتشتتهم في الاصقاع قاموا بوشم الاولاد من كلا الجنسين لكي يتعرفوا عليهم لاحقا ولكن حجم التراجيديا وقساوة الزمن وضراوة الاحداث جعلتهم يعيشون في الشتات – لجأ العديد منهم للعراق والى كوردستان ولايزالوا  يعيشون – ونزح وهاجر الالاف منهم من مدن وسط وجنوب العراق الى الخارج او اقليم كوردستان بعد عمليات الارهاب والقتل على الهوية التي بدأت ربيع 2006.
اليوم مع تلك الاحداث لازال الارمن يتذكرون ويعيشون تلك التراجيديا التي بينت الوجه الوحشي للطغاة الذين أمروا بإدة الارمن – تقول سيدة أرمنية في الخمسينات من العمر وهي تستذكر  هذه الذكرى الأليمة (( انا حفيدة أجدادي الناجين من المذابح التركية  ونحن اليوم وبعد 105 أعوام لانزال نستكر ونطالب باسترجاع اراضي أجدادي من الاتراك القتلة -نحن كنا وسنبقى ))  في أشارة الى استمرارهم بالعمل على أقرار الابادة وأعتراف  الدولة التركية الحالية بأعتبارها الوريث الشريع للدولة العثمانية لتحمل مسؤولياتها .. وتضيف (( ان هذه الماساة او الابادة تذكرني بدموع جدتي عندما كانت تقص لي كيف كان الألم يمزق قلوبهم بمقتل والديها أمام عيونهم وهم في طريق الهروب الى الشتات ))
رغم ان عمليات الابادة الارمنية لاتزال تشغل بال العديد من المؤسسات في العالم وخاصة المعنية بمنع عمليات الابادة يرى شاب ارمني اجداده من الذين هربوا ونزحوا واصبحوا في الشتات الى ان أستقروا في مشارف دهوك  وصف اليوم بالذكرى الاليمة (( مع مرور  كل عام في هذه الايام ينتباني شعور غريب وسؤال يحيرني  لماذا ياترى تم إبادة الارمن – مؤكدا  انه  وكل الشعوب التي تتعرض الى الابادة لم تشعر بالاستقرار الضميري والوجداني ألا بإقرار  الابادة  وأعتذار الطغاة وانصاف الضحايا )) 

10
تساؤلات وأستفهامات عاجلة عن فتح المقابرالجماعية للايزيدية في سنجار
خضر  دوملي*
 اخيرا وبعد الكثير من التضاربات والشد والتراخي والاهمال وقلة الحيلة في أدارة ملف المقابر الجماعية، أعلنت الحكومة العراقية انها ستباشر بـ مراسيم رسمية بفتح المقابر الجماعية للايزيدية في قرية كوجو بقضاء سنجار، التي كانت واحدة من صفحات إبادة الايزيدية من قبل تنظيم داعش في الـ 3 من آب اغسطس 2014 – لكن الموضوع والاعلان ترك الباب مفتوحا امام تساؤلات واستفهامات قد يتأخر الاجابة عليها كما تأخرت عملية فتح المقابر وتؤثر بشكل كبير على تحقيق العدالة وإقرار الابادة رسميا.
الطريقة التي سيتم بها فتح المقابر الجماعية  دون شروط ومقررات دولية – هل هي فتح المقابر فقط لتثبيت اعداد الضحايا مثلا؟ كيف سيتم التعامل مع رفاة  الضحايا ؟ هل سيتم التحقيق من طريقة تنفيذ الجريمة؟ ماذا سيكون موقع ومكانة الناجين من تلك المقابر – شهود العيان؟ هل سيكون هناك اجراءات لتثبيت طريقة والقصد من ارتكاب القتل الجماعي ؟؟ التي كانت واضحة بهدف إبادة الايزيدية !!!.
اسئلة كثيرة واستفهامات كبيرة اكبر من حجم اعلان يدعو للمشاركة في فتح المقابر ... ما العمل اذا ؟
هناك جملة مقررات يتطلب الوقوف عندها لمعرفة التأثير السلبي لعملية فتح المقابر على إقرار الابادة والتحقق من صدقية نية الجناة – أعضاء تنظيم داعش لأرتكاب جريمة القتل الجماعي بهدف إبادة الايزيدية، لذلك عليه أن نعرف بدقة ما هي مكانة ملف القتل الجماعي في التشريع العراقي ؟ أليس هذا سؤالا يستحق التوقف عنده،  لأن موضوعة القتل الجماعي في التشريع العراقي معدومة وضعيفة ولايوجد اي توصيف  سليم للتحقق من عمليات القتل الجماعي بهدف الابادة .. أنه ضعف تشريعي سيتسبب بتأثير كبير  على التحقيقات – رغم ان هناك شكوك لأجراء اية تحقيقات بخصوص القتل الجماعي طالما انه يتم محكامة المجرمين وفق المادة اربعة ارهاب التي لاتتلائم وطبيعة وجسامة الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الايزيدية بهدف إبادتهم .
السؤال والاستفهام الاخر الاكبر والاكثر أهمية هو كيف سيتم التعامل مع الرفاة بعد فتح المقابر ؟  كيف سيتم ربط موضوع فحوصات ( DNA )  التي اجريت على العديد من ذوي الضحايا والمفقودين – ما هي الطريقة التي سيتم العمل عليها لتثبيت الفحوصات .؟؟؟ اي جزء من عظام الضحايا سيتم الاستناد اليه ؟ ما هي التحضيرات التي تم الاخذ بها لكي تمضي هذه العملية وفق المعايير الدولية المعتمدة ؟؟؟ اسئلة بحجم التراجيديا المستمرة ضد الايزيدية، لأن أي خطأ كأنهم يزيدون الالام ألما والتراجيديا قيحا.
أن عملية فتح المقابر بهذه الطريقة تثير العديد من التساؤلات ولايستبعد ان تكون خلفها أجندة للتقليل من حجم المأساة التي جرت على الايزيدية!!،  ولا لأهمية تلك المقابر بأعتبارها واحدة من ابرز الشخوص والادلة الدامغة لإبادة الايزيدية، اذ انه لو جرت هذه العملية بهذا الشكل السطحي فان التأكيدات بتمويع هذه الادلة هي خطة مرسومة وممنهجة وهذا ما لانتمناهـ ،  هذا الامر هو ما يتطلب الوقوف عند هذه المسألة بأهتمام كبير من مراكز القرار الايزيدي والجهات المعنية بتحقيق العدالة في جرائم تنظيم داعش ضد الايزيدية – والجهات المحلية والدولية عليها ان لاتتوقف مكتوفة الايدي .
أن النقطة التي اشرناها اعلاه يتطلب التفكير من الان بتشكيل لجنة حقيقة تراقب عملية فتح المقابر والاجراءات التي تتبعها، والوقوف على أليات العمل وتثبيت الشهادات،  واسلوب عمل الجهات المشرفة وممارسات التحقق من الرفاة والتعامل مع التحقق من طريقة أرتكاب تلك الجرائم وفقا لشهادات الناجين او الطريقة التي تم بها القتل ( الرمي من الخلف – الايادي المكتوفة – الاعين المعصوبة )، فوجود لجنة للحقيقة أمر هام أن لم يكن مع بدء العملية موجودة فلا يضر ان تشكلت لاحقا ويكون الاعضاء فيها من المجتمع الايزيدي من ذوي الخبرة والاختصاص ومن المؤسسات المحلية والدولية المعنية .
هناك تساؤل كبير وخطير يراود المختصين الا وهو ، هل فعلا استسلم الفريق الدولي - UNITAD-  لتوجهات الحكومة العراقية؟ لماذا ؟ هل بسبب عدم تشكل محكمة  وطنية او دولية او مشتركة خاصة بجرائم تنظيم داعش ؟ اذا  ما هي الاجراءات التي سيستند عليها الفريق الدولي ؟ التي الى الان غير واضحة وغير معلنة للمجتمع الايزيدي وذوي الضحايا، اولا ولا للجهات ذات العلاقة ولا للعراقيين جميعا، !!! ألم يكن من الضروري أجراء حملة توعية وتوضيح لمسار عمل الفريق الدولي؟ وكيف سيقوم بالعمل؟ وعلى اية اسس سيستند؟ وما هي العلاقة بينه وبين فريق الحقوقية أمل كلوني ؟ ولجنة جمع الادلة – التي تسمى بلجنة االجينوسايد في اقليم كوردستان ؟ أليس هذا ايضا سؤال يتطلب منا معرفة لو جزء بسيط من الاجابة كنشطاء ومهتمين او اكثر اهمية بالنسبة لذوي الضحايا الذين سجلوا افادة عديدة في لجنة الجينوسايد ( الابادة ) في اقليم كوردستان مكتب دهوك !! ؟؟؟. 
يبقى هناك سؤال اكبر مما نتوقعه له الاهمية الاكبر،  ألا وهو مدى تأثير فتح المقابر على مسار التحقيق الدولي؟ فأذا لم تتم تنظيم اجراءات  فتح المقابر وفق المسار الدولي لنظام روما الاساس، أو اجراءات المحكمة الجنائية الدولية، او الاجراءات الاخرى الموازية له !!  هل تستطيع أية جهة ضمان عدم تأثر ملف التحقيق في جرائم تنظيم داعش بحق الايزيدية بهدف إبادتهم ؟ بالتأكيد ليس ممكنا ! لأنه في حال تم محاكمة المجرمين وفق المادة اربعة ارهاب لن يكون ممكنا محاكمتهم أمام اية محكمة دولية ألا بقرارات دولية خاصة تصدر لهذا الخصوص .. وهو أمر ليس سهلا من الان بعد الاعلان رسميا القضاء على تنظيم داعش عسكريا !!؟؟.
هناك الخطوة القادمة  وهي الاكثر أهمية المتعقلة بأنشاء متحف تذكاري للرفاة؟ الم يكن من المفروض الانتهاء من هذا الاجراء  قبل فتح المقابر والتحقيق فيها أم انه وفقا لما ذهبنا أليه انه جزء اخر من مخطط يستهدف التقليل من مجازر القتل الجماعي للايزيدية وموازاتها بجرائم القتل الجماعي الاخرى التي ارتكبها تنظيم داعش ضد مكونات مجتمعية أخرى، مع جل أحترامنا لارواح تلك الضحايا ألا أنها لم تكن بهدف الابادة ، فالخوف كل الخوف ان يتم تشجيع ذوي الضحايا بنقل رفاة ذويهم لمقابر  المنطقة كل وفق  لمنطقته وتوجههه ؟؟؟ فاذا لم تكن السلطات العراقية قد أخذت الاجراءات اللازمة بحفظ تلك الرفاة في أماكن مخصصة من الان ما فائدة فتح المقابر اذا ؟؟؟  نعم انها اسئلة واستفهامات كبيرة ولكن هذا لايعني أهمية بدء العمل بهذا الملف،  والاعلان عن أجراءات رسمية للعمل لانه بداية لتحريك هذا الملف الذي سيأخذ الكثير من الوقت والجهد والسنين، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية التحرك لأتخاذ  كل الاجراءات والاستفهامات أعلاه بنظر الاعتبار وجعلها ضمن مسؤولية الحكومة العراقية ومؤسساتها، بهدف إنصاف الضحايا وتحقيق العدالة ومعاقبة مرتكبي جرائم القتل الجماعي على وفق جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية وجريمة الابادة المنظمة التي بدأ بها ونفذها تنظيم داعش  ضد الايزيدية بدأ من خطف وسبي النساء، فرز وقتل الرجال – أجبار الاطفال على اعتناق ديانة اخرى، وعمليات تذويبهم في مجتمعات اخرى، نسوا على أثرها التحدث بلغتم الأم، وعمليات الفرز في القتل والتشريد الاجباري التي أودت بحياة الالاف وضحايا  لتراجيديا مستمرة هي استمرار خطف الاف النساء والاطفال ومصير مجهول لمئات الرجال.
خضر  دوملي*   باحث  ومدرب مختص في حل النزاعات وبناء السلام، عضو مركز دراسات السلام في جامعة دهوك.


11
في ذكرى تراجيديا الـ 3 من أب ؛ لازلتم أقوياء 
خضر  دوملي
ما كنت أريد الكتابة عن الذكرى الرابعة للتراجيديا الكبيرة لإبادة الايزيدية هذه السنة، لأن التراجيديا مستمرة والابادة مستمرة، لكن استوقفتني بعض المنشورات التي نشرها زملاء واصدقاء هنا وهناك كل واحد منهم ينقل صورة من صورة المأساة،  فقلت لأدلو بدلوي بطريقة مختلفة، لأقول : لاتزال الروح الانسانية للايزيدية هي الاقوى، ولايزال ذوي الضحايا والسبايا هم الاقوى بأنسانيتهم.
في الـ  3 من أب 2014 تصور مجرمي تنظيم داعش الارهابي، أنهم يعلنون نهاية وجود الايزيدية في سنجار  فخسئوا، أعلنوا أنهم سيقومون بإبادتهم ويتمون اطفالهم، فأصبح اليتامى يجوبون اصقاع العالم من استراليا الى كندا من ألمانيا الى امريكا ليخبروا العالم اي نوع  من البرابرة قد واجهوا، واي نوع من الجرائم نجوا منها... السبايا الناجيات اصبحوا سفراء السلام والمحبة وسفراء المطالبين بتحقيق العدالة نعم قالتها نادية مراد – تحقيق العدالة في الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش – لم تقل فقط للجرائم التي ارتكبها التنظيم ضد الايزيدية حصرا، السبايا الناجيات اصبحوا رموز مؤتمرات عالمية يلتقون وزراء الخارجية ويبنون الصداقات ويرسلون رسائل محبة للعالم ويقولون لهم، نحن باقون وسنبقى وسنعود اقوى، ينقلون لهم اي نوع من المجرمين والوحوش نجوا من قبضتهم، الذين لم يعرفوا الانسانية في منازلهم فأصبحوا عتاة يبعيون السبايا وهم يتصورون انها فرحتهم الازلية بالفوز بنعمة الجلوس مع الله في جنات النعيم، والله من براء.
لازال الناجين والنازحين هم الاقوى، أليسوا هم اكثر قوة وانسانية واكبر تنظيم ارهابي يخاف منهم، لقد كسروا شوكة الارهابيين واصبحوا فرجة للعالم، وهم الذين هزموا الجيوش و دمروا المدن، ولكن عندما جاؤا  لجبل سنجار تقهقروا وتراجعوا وذلوا ... ألستم اكثر قوة من يوم الابادة  ولازلتم.
تصور  المجرمين والمتهاونين الذين رموا بأنفسهم في مزبلة التطرف أنهم سيتقاسمون الغنائم وينعمون بالسبايا أبد الدهر وسيحيون ظواهر يندى لها جبين الانسانية – سبي الفتيات وقتل الرجال وأجبار الاطفال على تغيير ديانتهم، ونسيان لغتهم الأم -  تصوروا بانهم سيرقصون على اعتاب السيدة زينب* في سنجار ويدمرون قباب شرفدين** لأنهم مجردين من الروح الانسانية ولايقبلون ان يعيش غيرهم على هذه الارض ألا على طريقتهم ... !!.
ألستم اقوى؟؟  فقد اراد الدواعش ومن ساندهم ان يسكتوا صوت الايزيدية على مدى الدهر، ليصحوا ولعنة القتل الجماعي في حردان وكوجو وسبي الاطفال الصغار تهز مضجعهم، وتشوه خلقهم وخالقهم في المحافل الدولية، حتى وهم يهربون من جحر الى أخر،  ومن ليلة ظلماء لأخرى، هي أخر ليالي حياتهم .
تزدادون  قوة ويزدادون خذلانا وتشويها، ارادوا أن يدمروا الرموز الدينية فأصبحت اكثر شموخا في بعشيقة وبحزاني بهمة الغيارى بعد لن أعادوا بنائها بعرق جبينهم، الصورة التي أذهلت العالم، متسائلاً كيف ينتفض شعب غبار الابادة على وجنتيه ليبنى رموزه مجددا وهي أكثر زهور ؟؟ فلم يجدوا الاجابة ولن يجدوها !!!  ،  ، أظهروا وحشيتهم بمجازر القتل الجماعي في كوجو  فأصبحت كوجو تلاحقهم في مضاجعهم حيثما كانوا، واصبحت رمزا  لكشف وحشيتهم وعداوتهم للانسانية ...  ارداو ان يسبوا النساء والاطفال ويلقنوهم دروسا في الايمان الكاذب، فأصبح هؤلاء يكشفون عورتهم وخستهم كيف أنهم كانوا باسم الدين يغتصبونهم ويرتكبون الفواحش.
لازلتم الاقوى في سنجار كما في بحزاني في ديربون كما في مهت في شيخان كما سنونى وباعدرى*** نعم انتم الاقوى، فالعالم كله ينظر بعين كيف يقوم بأنصاف الايزيدية وبعين اخرى كيف ينصف بقية ضحايا داعش، دون ان ينسى ليقول لابد ان يتم دعم الايزيدية ومساندتهم..
في الـ 3 من آب اغسطس وبعد مرور  اربعة اعوام على غزوة داعش على الايزيدية بهدف إبادتهم،،،  ينتفض الايزيدية خطوة خطوة، يتقدموا المحافل الدولية يساندون الناجيات، يحيون الذكرى ورؤوسهم مرفوعة وهم يقولون لن نسكت الى ان تتم محاسبة أخر مجرم تلوثت أياديه بسبي النساء وخطف الاطفال وعودة أخر مخطوفة، وبعدها لازلنا الاقوى لاننا نمتهن فن التسامح والعفو لمن يستحق العفو، لازلتم الاقوى وانتم تقولون فليتقدم من يريد تحقيق العدالة ليقول لنا نحن معكم في محاسبة المجرمين والقصاص العادل والتعويض والانصاف المعتدل لكل من اصبح ضحية جرائم داعش، نعم لكل ضحايا أرهابيي داعش بعيدا عن أنتمائاتهم، هذه رسالة الايزيدية يطلبون الخير لغيرهم قبل ان يحددوه لأنفسهم، أليست هذه ابرز علامات القوة.
*مزار السيدة زينب واحدة من مزارات الشيعة في مدينة سنجار تم تدميره من قبل تنظيم داعش بعد غزوته لسنجار.
**مزار شرفدين واحد من المزارات المهمة للايزيدية في شمال جبل سنجار حاول تنظيم داعش مرارا وتكرارا مهاجمته والسيطرة عليه اثناء احتلاله سنجار  لكنه فشل للمقاومة الكبيرة التي ابداها الشجعان هناك في الدفاع عنها.
*** مجموعة مدن وبلدات ومجمعات سكنية ومناطق ومواطن الايزيدية في العراق .

12
ضمان حقوق الاقليات ليست بالشعارات
خضر  دوملي*

خمسة وعشرون عاما ولم يتعلموا !!؟؟؟  ويبدو للاسف الشديد انهم لن يتعلموا !!!   خمسة وعشرون عاما ولم يتعظ او يتعلم المسؤولين في اقليم كوردستان فنون ادارة التعددية، خمسة وعشرون عاما قالوها مئات المرات امام الوفود الرئاسية والاممية - العربية والاوربية - الامريكية والكندية انهم يعملون من اجل تعزيز التعايش في كوردستان وان اقليم كوردستان واحة التعايش وضمان حقوق المكونات المختلفة - الدينية والقومية والاثنية والمذهبية والثقافية واللغوية - لكن لم يطبقوا تلك الدروس والشعارات ألا وفقا لمصالحهم .

خمسة وعشرون عاما مضت وهم يتراوحون في دوامتهم الضيقة - لايتقدمون خطوة للامام في هذا المجال  ليعرفوا اثارها الايجابية   بل تراجعوا خطوات وخطوات حتى فقدوا ثقة الاقليات -  المكونات وليس من السهولة استعادتها .
خمسة وعشرون عاما مضت يقول المسؤولين الكبار انهم مع ضمانة حقوق الاقليات، ولم تترجم تلك التصريحات الى مشاريع وبرامج عمل بل يرددها المسؤولين الصغار ويتحججون بها ويقدمونها بلغتهم ولسانهم اللبق دون الايمان بها  - الكثيرين منهم وليس جميعهم طبعا !!! ..
خمسة وعشرون عاما مضت وأتت اكثر من فرصة لكي تعزز  أدارة  اقليم كوردستان نواياها وخاصة الاحزاب الحاكمة فيها من انها تستطيع الاثبات بأن اقليم كوردستان فعلا واحة التعايش وضمان وحماية حقوق الاقليات المختلفة، لكنهم تغاضوا عنها وقفزوا على الحقائق وشوهوا مشروع تحويل اقليم كوردستان ذات هوية تعددية تحترم مكانة وكرامة الانسان المختلف دينيا وفكريا وعقائديا بسبب صراعاتهم السياسية الضيقة التي لاتعرف قمية ومكانة وجود الاقليات هم العمق  الاستراتيجي بعيد المدى للمدنية والاستقرار  وأن وجودهم جزء رئيس من استراتيجية الحفاظ على التنوع والمدنية بأعتبار ان الاقليات جميعها مع الاسس المدنية للادارة لانها لاتتعارض ومعتقداتهم .
خمسة وعشرون عاما مضت – قدم اقليم كوردستان تجارب مهمة ورائعة وضعت اسس متينة لضمان حقوق الاقليات الثقافية والتربوية وفتحت المدارس للمكونات وضمنت المناهج الدينية مناهج خاصة للاديان و فتحت مديريات خاصة بالاديان في وزارة الاوقاف ولكن مشروع توسيع تلك الحقوق سياسا و على مستوى التمثيل البرلماني اصطدم بالصراعات السياسية والتخوف البعيد عن الواقع من الاحزاب  من ان تتحول  الاقليات الى ذراع بيد الاحزاب الكبيرة ----  التي فقدت فرصة واهمية الادارة السلمية للتعددية وأنابت نفسها بأنها الممثل الحقيقي  للمكونات فبات الحديث عن اية حقوق سياسية كأنما  أمر  تعجيزي وخطير و و و غيرها من التوصيفات .. وخير مثال الوعود و التصريحات من ان الاحزاب جميعها قالوا انهم مع منح حق الكوتا للايزيدية وبقية الاقليات في الانتخابات القادمة لم يتجرأ اي حزب لتقديم مشروع حتى ولو كان شكليا ... اي حزب كان قد تبنى ذلك المشروع كان سيفوز بثقة الاقليات ويكون مساندا لمشاريع الحزب في البرلمان على الاقل – حتى هذه المصلحة لم يفهموها.  حتى مسؤولي واعضاء الكوتا في الاقليات الاخرى لم يتجرؤا لدعم تلك الفكرة عمليا، الحقيقة مرًة ولكن يجب ان تقال ..
خمسة وعشرون عاما مضت طرحت الكثير من المشاريع لكي يتعلم اقليم كوردستان فنون ادارة التعددية والتنوع ويصبح أنموذجا يحتذى به لكن تراجع واهمل الامر – حتى فرصة تعزيز الحقوق وحمايتها وفقا للقانون رقم (5) لسنة 2015  ((قانون حماية حقوق المكونات في كوردستان- العراق)) كان فرصة مهمة وجاء في توقيت مهم ايضا وهو اساس جيد للعمل على حقوق الاقليات، لم تتحرك المؤسسات ذات العلاقة لتطويره و تنفيذه بالصورة التي تشجع على ان مسيرة المضي بأن ضمان حقوق الاقليات في اقليم كوردستان ليست فقط شعارات بل مبادرات ومشاريع تتطور بتطور الواقع .. وان يعرفوا انه لن يتعزز ذلك الواقع دون التمثيل الحقيقي والعادل لجميع المكونات في الادارة والمفاصل المهمة التشريعية والتنفيذية ..

خمسة وعشرون عاما مضت وعقدت العشرات من ورش العمل والمؤتمرات نحو تعزيز التعايش السلمي، لكننا لازلنا نرى ان الذين يقفون في طريق تعزيز ذلك التعايش هم الاقوى – سيبقون وسينتهي دورهم وسيبقى المختلفون – الاقليات  - المكونات  وسنستمر في مسيرتنا، لايهم اية تسمية او توصيف يطلق على الاقليات -  سيبقون محافظون على اصالتهم ومن أنهم لايفكرون بالطريقة التي يفكر بها الاغلبية – وخاصة المشرعين وواضعي القوانين او اصحاب النفوذ هنا وهناك من مختلف الاحزاب .... لانهم لم يتمرنوا على فهم التنوع والتعددية ولايريدون فهمها وتطبيقها - على الاقل في الوقت الراهن ..  وفي مقال واحد لايمكن تغطية كل جوانب المشروع ....

*خضر دوملي – باحث ومختص  في حل النزاعات وبناء السلام والاعلام وشؤون الاقليات – عضو مركز دراسات السلام في جامعة دهوك

13
عودة النازحين عامل استقرار  وتعزيز للتنمية  الاجتماعية وتحقيق السلام
ملامح عدم عودة النازحين في نينوى باتت اكثر تعقيدا
خضر دوملي
أنتشرت في الاونة الاخيرة العديد من الاراء والدعوات بخصوص عودة النازحين الى مناطق سكناهم في محافظة نينوى، ولان تلك الاطراف فقط تنظر الى الامر لتحقيق منافع ومكاسب سياسية فأنها لاتنظر الى الامور من زوايا مختلفة  بقدر أهتمامها بالدعاية للعودة والترويج والتشجيع وكأن الامور بمجملها عال العال ، خاصة اذ علمان ان العودة الامنة تشكل عامل مهم للاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز السلم المجتمعي.
بعد متابعة ميدانية ومعلوماتية  في العمل في تنفيذ عدد من المشاريع الخاصة ببناء السلام والمصالحة او حقوق الاقليات او مبادرات بناء السلام ذات العلاقة بشأن نينوى خلال الثلاث أشهر الاخيرة كانون الاول والثاني وشباط ، من خلال ورش عمل لعدد من المنظمات الدولية والمحلية او تقديم اوراق عمل في عدد من المحافل الدولية والمحلية، ضمن مشاريع دراسات شملت مقابلات مع العديد من الاشخاص يمثلون قادة المجتمع المحلي من مختلف المكونات ذات التوجهات المختلفة الدينية – القومية – الاثنية – السياسية – الادارية وقادة مجتمع واكاديميين،  أتضحت اسباب عديدة عن عدم عودة الاستقرار  وعودة النازحين الى مناطقهم وخاصة في غرب وشمال غرب الموصل او شرق وشمال شرقها او حتى لمركز المدينة. و تمثلت الاسباب بأنها توزعت الى عدة مجالات منها :
-   تأثير الجانب الامني
-   ضعف او عدم وجود مشاريع الاعمار
-   ضعف مشاريع المصالحة وتحقيق العدالة
-   عدم تفعيل التشريعات الخاصة بدعم العودة
-   تأثير المنظمات الدولية في مخميات النازحين
-   الصراع  وعدم استقرار العلاقات بين بغداد واربيل
-   استمرار  نشاط المنظمات او التنظميات المتطرفة
-   ارتباط عودة غالبية النازحين بموضوع الاقليات ومخاوفها
ويمكن ان نوضع لكل واحدة من هذه المسارات  بعض التوضيحات المهمة اذ لابد ان يكون هناك تفهم واسع وعميق لكل مجال من المجالات التالية حتى يتم وضع اليات محددة لكل جانب ..  ففيما يتعلق بالجانب الامني تغيرت الخارطة الامنية قبل وبعد تشرين الاول 2017 بعد ان تقدمت القوات العراقية الى المناطق المتنازع عليها في تلك المناطق وتغير خارطة النزاع على الارض وتبادل ادوار القوى الفاعلة في السيطرة على المناطق تلك  وتعدد الاطراف التي تتمسك بالملف الامني.  كما تغيرت طبيعة النزاع ايضا فبعدما كانت تلك القوى والاطراف السياسية والعسكرية في تحالف مع بعض لمحاربة تنظيم داعش ، اصبحت الان تقف بوجه بعضها البعض  او تتنافس في السيطرة على الارض ومسك الجانب الامني .. كما ان فصائل امنية مختلفة وعديدة اصبحت تعزز مكانتها في المنطقة : على سبيل المثال بعدما كان الصراع في سهل نينوى يتمثل في جانبين محددين وهما بغداد واربيل ، تغيرت خارطة الصراع الان فهناك صراع بين فصائل الحشد الشعبي نفسها وبين الحشد العشائري التابع لعشار العرب النسة، ومن ثم فصائل مسلحة للمسيحيين موالية لبغداد واخرى لاربيل . وهذا الامر نفسه في سنجار وشرقي الموصل ايضا.
اذ في فترة قبل سيطرة الحشد الشعبي على تلك المناطق  منذ تحررها العام الماضي وبعدها الان، لم يكن التنقل آمنا ولا التواصل بين السكان، وايضا انتشار جماعات القتل والخطف و الاستهداف في سبيل جعل المنطقة مستمرة بالانفلات الامني لكي تبقى تلك الجماعات متمركزة كما حصل الامر في ناحية سنونى – شمال سنجار من احداث مختلفة للقتل والخطف خلال الاشهر الماضية أو في تلعفر وحواليها وخاصة منطقة العياضية التي يصفها المتابعون القريبون منها بأنها القنبلة المعزولة . كما ان التنقل الان بين محافظة نيوة وبقية مدن اقليم كوردستان وخاصة دهوك تتاثر  بغلق الطرق اذ لاتزال عدة طرق رئيسية تربط الموصل بمحافظة دهوك مغلقة وكل طرف يلقي مسؤولية الغلق على الاخر – بغداد واربيل.اذ كيف يفكر النازحين بالعودة ولاتوجد  طرق امنة  وتنقل سهلدون تعقيدات، مثلا في حال  يصاب  شخص بمرض يصعب ايجاد الادوية في قضاء تلكيف  ولا مركز الموصل عليه ان يقطع مسافة ثلاث الى اربع ساعات ليصل الى اربيل بينما يبعد عن اقرب مستشفى في شيخان لنصف ساعة، او طبعا التخوف من التنقل الى مستشفيات الموصل من أطراف المدنية سواءا بسبب عدم توفر الخدمات او عدم الشعور بالامان من قبل البعض كل وفق مخاوفه .
فيما يتعلق بجانب الاعمار فأن غالبية التصورات  تشير بأنه لم تجري على الارض تنفيذ اية مشاريع خاصة بالاعمار والتعويضات على الارض بحيث تكون مؤثرة وتساعد على عودة النازحين ، على سبيل المثال تحررت ناحية سنونى منذ كانون الاول 2014 والى الان تفتقر الى مشاريع حقيقية على الارض للاعمار ، وهذا السبب يعود الى عدم وجود خطط منظمة للاعمار ولا تنفيذ مشاريع ولا تخصيص حقيقي للميزانية لا من قبل الحكومة المحلية ولا الحكومة الفدرالية اذ لاتزال المنطقة تعاني من عدم وجود مرافق صحية كافية ولا مدارس ولا اعمار الطرق المدمرة.اذ ان شعور المواطنين والدمار ماثل أمام اعينهم ليس بعامل مساعد، قبل ايام التقيت بعائلة من سنونى واستفسرت عن سبب عدم عوتهم ؟ استعجل الرجل ليقول كيف نعود ولاتزال أثار بيتنا المدمر  باقية ، ولاتزال المقابر دون حماية، ولايزال المجرمين هناك بعيدون عن المحاكمة ولا حديث عن التعويضات!!!.
ان عدم تنفيذ مشاريع خاصة بالاعمار في سهل نينوى وسنجار وربيعة  كما هو الحال في مركز المحافظة لايزال سببا مهما لأن النازحين لايريدون العودة لمناطق مدمرة تفتقر الى ابسط مقومات العيش مثلا الكهرباء – الانترنيت او سهولة الوصول الى الجامعات للتعليم.
اما بخصوص مشاريع المصالحة فهي الاخرى تتراوح في مكانها اذ لاتزال تنفذ على نطاق ضيق من قبل المنظمات، مع عدم وجود خطة وطنية واضحة لتحقيق المصالحة،  وهي تفتقر الى التركيز على جميع الاتجاهات، مثلا لايزال الجانب الاكبر – العرب السنة يتخوفون من المشاركة في تلك المشاريع وكثيرا ما تجد المنظمات صعوبة في اشراكها وان شاركت فانها لاتزال تركز  على مسارات محددة تريد من خلالها التخلص من مسؤوليتها بأعتبار ان المحاكمات ستطال الكثير من ابنائها ورموزها، في نفس الوقت تقف اطراف سياسية واعلامية تابعة لهؤلاء الى نشر الكراهية والعنف مجددا بصورة مختلفة لتصبح عائقا كبيرا  امام عودة النازحين،  بحيث بدأت صورة نمطية تتشكل  بخصوص العوائل التي بقيت تحت سيطرة تنظيم داعش واخرى كانت قد نزحت الى خارج نينوى، ايضا الى هذه اللحظة لم تنفذ أية مشاريع محددة بخصوص المضي في تحقيق اجراءات العدالة ومعاقبة  ومتابعة الجناة وتحديد أطراف و مسؤوليات تقوم بتلك الامور،  وهي الاخرى تشكل عائقا كبيرا امام عودة النازحين وعودة الاستقرار الى تلك المناطق ، مثلا بعد 17 تشرين الاول  عادت الالاف من العوائل التي كانت منضوية  او تعيش  تحت سيطرة  تنظيم داعش الى مناطق سكناها والان استقرت  ويشير المواطنين وعدد  من المسؤولين أنه لاتوجد أجراءات حقيقية وواضحة بخصوص التدقيق والتحقيق ولاتوجد  اية اجراءات للتدقيق الامني الى درجة في بعض المناطق باتوا يهددون ذوي الضحايا  في غرب دجلة وشمال الموصل بأنه سيتعرضون الى التصفية فيما اذا قدموا الشكاوى ضدهم – وفقا لشهادة سكان محليين في زمار وربيعة، ايضا الاجراءات الخاصة بلجان التحقيق والمحاكم التي اعلنت عن تشكيلها الحكومة العراقية غير فاعلة ولم تحصل على الثقة من قبل المتضررين ، سواءا بالتواصل معها او  رفدها بالمعلومات او الضغط عليها كي تقوم بتنفيذ مهامها، وهو ما شكل عائقا مهما لعودة النازحين من عودتهم هكذا دون ضمانات ستكون عاملا لضياع حقوقهم.
من المهم الاشارة ان عقد تحالفات مشبوهة لتخليص بقايا عناصر تنظيد داعش من تلك المناطق كانت سببا مهما لعدم عودة النازحين بعد تحرير  تلعفر و البعاج والحويجة . اذ فقد المواطنين الثقة بالمؤسسات الامنية  عندما اصبحت ضحية الارهابيين وتعرضت للابادة والتدمير والتشرد والقتل والان يستمر هذا الوضع بعد انتهاء تنظيم داعش العسكري من خلال تصورات للعديد  من المواطنين الذين يقولون ان قوات عديدة بدأت تحتضن  العديد من الشخصيات التي متورطة بالانضمام لتنظيم داعش والقتال معها والان هم اعضاء في تلك القوات التي تتبع رسميا للمنظومة العسكرية العراقية ويقصدون بتنظيم الحشد العشائري – الرأي للمواطنين الذين التقينا بهم!.
الامر نفسه يتعلق بالتشريعات الخاصة بالعودة الامنة التي تفترض انها تطبق بصورة واضحة او تتلقى الدعم من قبل الحكومة – تخصيص ميزانية خاصة لدعم العودة للنازحين ، اذ خلت الميزانية من هذا الامر مما يشكل عقدة كبيرة امام عودة النازحين لمناطقهم ، كما أنه لايزال الكثير  من النازحين يجهلون وجود قانون الرقم 20  وتعديلاته الخاص بعودة النازحين واليات تعوضيهم واسس تطبيق ذلك القانون ، الحكومة الفدرالية تتهرب من تطبيق فقرات القانون كي تتبرء من مسؤولياتها المالية بسبب تأثرها بالانتماءات،  وأرتباط موضوع النازحين بأنتمائاتهم الدينية والقومية والمذهبية او كما أوضح العديد من المواطنين أنه التفكير بتوظيفها في قضية الانتخابات والتنافس السياسي في الانتخابات البرلمانية وايضا انتخابات مجالس المحافظات القادم.   فيما يتعلق الامر بالتشريعات الخاصة المتعلقة بمرحلة ما بعد النزاعات الضرورية صياغتها ايضا هناك تقصير  وأعتد انه متعمد بالاساس، اذ تغيرت طبيعة النزاعات في بعض المناطق بين النازحين العائدين والذين بقوا في اماكنهم تحت سيطرة داعش ، مما يتطلب ان تكون هناك اجراءات حاسمة ومستمدة من التشريعات الوطنية بخصوص معاقبة المجرمين وتعويض المتضررين.
وفيما يتعلق بتاثير المنظمات الدولية في قضية العودة الامنة فأنها الى الان لم تنفذ مشاريع كافية بتوعية النازحين بالموضوع كما انها تخصص مشاريعها اكثر في المخيمات والمناطق الاهلة بالنازحين والسكان المحليين مع بعض، لتوفر عامل الامن  والاستقرار وايضا سهولة التنفيذ ، اذ تفتقر  تلك المنظمات الى مشاريع محددة وذات توجهات حاسمة لذلك تفضل ان تبقى في المخيمات بدلا من التوجه للمنطاق المحررة  التي ليس من السهولة العمل فيها مقارنة بالعمل في المخيمات والمجتمعات المجاورة.
ويمكن القول ان نقطة التاثير المرتبطة بالصراع بين بغداد  واربيل وتأثيرها على العودة مرتبطة بالنقاط اعلاه، اذ يحاول كل طرف توظيف هذه النقطة او تلك لصالحه، فبقاء النازحين في اقليم كوردستان يعني توارد الموارد المالية، وتعزيز مكانة التيارات السياسية بين النازحين وتوظيفها للمرحلة الحاسمة وهي الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات، فبالنسبة لبغداد  يسهل من عدم تكفلها بتأمين الاحتياجات الضرورية  مسألة حاسمة طالما تتكفل المنظمات الدولية بالامر، الى جانب فان تاثير الصراعات التنافسية  ذات الابعاد القومية والاثنية، وتوظيف كل طرف لجانب من هذا الصراع لصالحه يعد سببا كبيرا لعدم العودة، رغما ان تأثير هذا العامل تغيير مستمر  في الوقت الحالي، فالالاف من العناصر الذين كانوا ضمن صفوف البيشمركة الكوردية الان لم يعد لهم القدرة الى العودة ولا لعوائلهم  الى تلك المناطق وهذا عامل مؤثر وكبير..
فاذا كان عدم وجود خطط واضحة لمواجهة الاثار الناتجة عن سيطرة تنظيم داعش على المنطقة يعد عاملا مؤثرا على عدم عودة النازحين، يرى غالبية المواطنين والجهات المتضررة او الاطراف التي تريد العمل من اجل الاستقرار  أو تنتظر ان تعلن الحكومة خطة وطنية لمواجهة افكار تنظيم داعش ولكنها لم تحصل الى الان بسبب تخوف بغداد من تغير مسار الصراع فيما  اذا تم استهداف جماعات بتلك الخطط الخاصة بالحرب الفكرية او الثقافية لتنظيف العقول من الاثار الناتجة عن سيطرة تنظيم داعش لأنها تريد كسبها الان  لصالح المعركة الانتخابية.
أما بخصوص الامر المتعلق بتاثير نشاطات الجماعات الارهابية فأنها لاتزال مستمرة ولاتزال العمليات تنفيذ في العديد من المناطق المحررة ، قرب الحدود السورية – جنوب الموصل وعلى اطراف سنجار وايضا اعادة انتشار تلك الجماعات واتباعها في المناطق المحررة  المختلفة وفق لشهود عيان او وفقا للاخبار التي تنتشر  على الدوام،  هذا أمر يعد عائقا كبيرا امام  عدم العودة  الامنة للنازحين، مثلا الان رصد العديد من المراقبين عودة الالاف من العوائل الى مناطقها وأغلب او جمي تلك العوائل  كانت منضوية لتنظيم داعش بشكل مباشر او غير مباشر انتشرت او سكنت  في الابنية غير الاهلة بالسكان في حال كانت قراها مدمرة او لم تستطع العودة لمواقعا الاصلية،  ووصل الامر في بعض الاحيان ليسطرتهم على ممتلكات المواطنين . والتي بدأت بنشر خطاب الكراهية والتطرف على اساس الانتماءات باشكال مختلفة ايضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أنها معرضة للتهديد والملاحقة.
ان ارتباط موضوع عودة النازحين بمخاوف الاقليات له دوافع ومبررات عديدة ، اذ ينظر الايزيدية والمسيحيين والكاكائية والشبك الشيعة والتركمان الشيعة خاصة الى الامر  من زاوية الخوف من عودة التطرف الديني تجاههم، وايضا من عدم تحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم ضد الايزيدية ، وخاصة جرائم السبي والخطف وتدمير وسرقة ونهب الممتلكات للمسيحيين والايزيدية وبقية المكونات، فعدم الاخذ بنظر الاعتبار مخاوف الاقليات في موضوع العودة ، يشكل عاملا حاسما مرتبطا ارتباطا مباشرا بالعوامل التي تم ذكرها أعلاه جميعا، ولكن بالنسبة للمخاوف الامنية وتحقيق العدالة ومحاربة الفكر الارهابي هي الاساس بالنسبة للاقليات الى جانب الدمار الذي لحق بمناطقهم شأنهم شأن المناطق الاخرى من نينوى. وهو ما يستدعي ان تتم مراجعة ووضع الخطط المناسبة لمنح الاقليات الامان والتشارك في صياغة القرارات الخاصة بمستقبلهم حتى يتعزز الاستقرار في مناطقهم قبل التفكير بدعم مشاريع العودة الامنة للنازحين.
هذه المحاور جميعها تعد نقطة تحول كبيرة امام عدم عودة النازحين لمناطق سكناها، وتشكل عاملا مؤثرا على عودة الاستقرار، اذ تعد مسائل النازحين في كل الحروب الداخلية نقد تحول مهمة في مسارات الصراع بأعتبار ان الاوضاع تتعلق وتنهار العلاقات وفقدان الثقة تكون الاساس ومن ثم العامل الامني وتطبيق القانون وتحقيق العدالة تعد الاسس الرئيسة لدعم العودة الامنة للنازحين دون مشاكل او دون استغلال الموضوع لأغراض أنتخابية ومنافع شخصية.


14
وثيقة لتعزيز التعايش أم لتفتيت التعايش؟؟

خضر دوملي
شكلت وثيقة التعايش التي أعلنت قبل ايام في مراسيم رسمية في برطلة – شرق الموصل، صدمة للكثيرين سواءا من ردود الفعل التي ابداها العديد من النشطاء والشخصيات من عدم ورود اسم الايزيدية في الوثيقة او من خلال طريقة التعاطي مع موضوع التعايش، ثم الجانب الاخر الاكثر أهمية تمثلت بالامر أنه ليس سوى الهروب من مسألة وقضية التعايش وعدم التعامل مع المسألة وفق سياقات تعزز المبادرات المدنية !!!.
القائمين على اعداد الوثيقة التي تمت بمراسيم رسمية برعاية دولة رئيس الوزراء في الـ 14 من اذار 2018 وحضرها العديد من الشخصيات والنشطاء الذين كانوا يتصورون انهم سيناقشون مع رئيس الوزراء معاناة المنطقة، مشاكلهم، التحديات التي تواجههم ، مطالبهم، ليتفاجئوا أنها ليست سوى مراسيم ألقاء كلمات  يتحمل الذين اعدوا الوثيقة والمراسيم، وخاصة من المنظمة الدولية – UNDP   - بشكل كامل المسؤولية الاخلاقية على عدم تنظيمها بالشكل التي تضم اسماء جميع المكونات بشكل عام والايزيدية بشكل خاص، أعداد اي مشروع في العراق في الوقت الحاضر بخصوص التعايش والتسامح وتحقيق العدالة  بشكل عام وفي نينوى بشكل خاص، اذا لم يؤخذ بالطريقة الصحيحة وضع ومكانة الايزيدية سيكون مشروعا غير مجدي، ليس سوى ذر الرماد في العيون وهروب من مواجهة المسألة بالصورة الصحيحة ...
أن غياب اسم الايزيدية من اي مشروع للتعايش في نينوى والتعامل مع التبعات التي نتجت عن سيطرة وهجوم تنظيم داعش عليهم بهدف ابادتهم وسبي نسائهم يعني ان الذين يخططون لبرامج التعايش والمصالحة وبناء السلام والاستقرار  لايعرفون اي معنى للتعايش ولن يحققوا أي تقدم مهما كان الامر او الطريقة التي اتبعوها مثلما تصوروا ان حضور رئيس الوزراء واقامة مراسيم كلمات برعاية منظمة أممية سيصلهم الى بر الامان، خاصة  اذا ما عرفنا ان الخطوة الاولى تتمثل في المواجهة الحقيقية للمسألة والاقرار بالجرائم التي حصلت وكيفية دعم الايزيدية ومساندتهم وأتخاذ الاجراءات اللازمة للخروج من وقع المأسي الكبيرة التي تعرضوا لها .
الجانب الثاني أن التعامل مع قضية تعزيز التعايش  في البلاد بهذه الطريقة لمرحلة ما بعد النزاع العميق الذي حصل في المنطقة يدل على فقر وجهل المسؤولين بأسس ترسيخ التعايش وبناء السلم المجتمعي، أضفاء الطابع الرسمي على الدعوة لترسيخ التعايش بهذه الطريقة يؤشر أن هؤلاء يتصورون أن  تحقيق التعايش يمكن أن يتحقق بتصفيق لمسؤول قدم كلمة مؤثرة هو نفسه – المسؤول – لايعترف بأسس التعايش ولايطبقها في عائلته أو بين أفراد حاشيته ومؤسسته – طبعا لانحكي على مستوى البلد؟؟!! مع جل أحترامي للعديد من الشخصيات التي حضرت المراسيم، وسبق ان شاركت في مبادرات وفعاليات خاصة بالتعايش لأن جهودهم هي التي جاءت بالفكرة ولكن يجب ان لانقلل من جهدهم ومساهمتم ودعمهم لأية مشاريع خاصة بالتعايش باعتبار ان تحقيق التعايش مسيرة طويلة لن تتوقف وبحاجة الى أي جهد ..
الجانب الثالث، ورغم أن الموضوع يحتمل الكثير من التصورات ،  لابد من الاشارة ان التوقيع على الوثيقة  من قبل هذا العديد من الشخصيات – للاسف كان الاغلبية من ممثلي الاقليات ومكونات المنطقة في سهل نينوى، وليس الاغلبيات،  مسألة مهمة وهي جزء من تهيئة الارضية للبدء بمشاريع التعايش التي تتبناها مؤسسات الدولة رسميا، ولكن حتى يتم تصحيح مسار عملية التعايش في البلاد من أنها يجب ان لاتمر مرور الكرام كما حصل في برطلة، دون التأكيد ووضع الخطط الخاصة بمحاكمة الجناة وتحقيق العدالة وتعويض المتضررين، كيف يمكن تعويض أم ايزيدية فقدت جميع افراد عائلتها وبقايا عظام افراد عائلتها في مقابر جماعية لم تأخذ الاهتمام  بعد ؟..كيف يتصورون ان هذه الام او غيرها من الامهات  من مختلف المكونات، اللواتي فقدوا أعزاء لهم من جراء الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش يجب ان تتم  الاعلان ان المسالة انتهت بأعلان وثيقة تعايش لاتحمل هموم الناس، لاتتضمن اسماء المجتمعات الذين اصبحوا ضحايا تلك الجرائم ..
لا سيادة دولة رئيس الوزراء هذه الوثيقة ستكون مدعاة لتفتيت التعايش وليس لتعزيز التعايش. الخطوات يجب ان تكون دقيقة وموزونة وترافقها تحقيق العدالة والتعويض وأصلاح الضرر وتبرئة المكونات المجتمعية – العشائر والمناطق والاحزاب،  من الذين ارتكبوا الجرائم – دون تحقيق العدالة لايوجد شيء أسمه تحقيق التعايش بعد هول الكوارث التي حلت بالمنطقة من جراء جرائم تنظيم داعش ليس فقط ضد الايزيدية وحدها بل ضد الجميع ؟. ولكن لكون الهم الايزيدي أكبر وخسارته أكبر وما تعرض له يندى له جبين الانسانية يجب ان يكون الامر يخصهم قبل غيرهم وألا لن تتحقق أية نتائج من المبادرات، ولكن مهما قلنا فهي مبادرة ولابد أن نستفاد منها حتى لاتتكرر تلك الاخطاء وحتى لايتصور المسؤولين الذين يعملون برياء ان تحقيق التعايش يتحقق بتصفيق وبطاقة دعوة وألتقاط صور مع دولة رئيس الوزراء!!! .

15
(بيان صحفي من الجامعة البهائية العالمية)

بهائي يمني يحكم عليه بالإعدام "تعزيرا"
ضمن تصاعد موجة اضطهاد البهائيين في اليمن

نيويورك - 5 يناير 2018

 في الثاني من شهر يناير الجاري 2018، أصدرت محكمة الجنايات المتخصصة في صنعاء باليمن –  حكمًا جائرا يعتبر سابقة في عملية اضطهاد البهائيين باليمن. فقد صدر الحكم بالإعدام "تعزيرا" على السيد/ حامد بن حيدرة بسبب عقيدته الدينية، كما أمر القاضي إيقاف وحلّ كافة المحافل البهائية في البلاد. هذا الحكم من شأنه أن يضع سائر المعتقلين البهائيين بل والمجتمع البهائي في اليمن بأسره في خطر مباشر ووشيك.

فبعد محاكمة طويلة وقاسية امتدت لأربعة أعوام، عقدت الجلسة الأخيرة دون حضور المُدّعَى عليه حامد بن حيدرة، حيث منع من الحضور بصورة متعمدة. القاضي "عبده إسماعيل حسن راجح" حكم بإعدام بن حيدرة ومصادرة كافة أملاكه وذلك بذريعة أن حامد بن حيدرة كان على اتصال مع "بيت العدل الأعظم" أعلى مرجع إداري للبهائيين ومقره في حيفا بإسرائيل.  الحكم والذي لم يعرف تاريخ تنفيذه حتى الآن نص على أن تنفذ عقوبة الإعدام في مكان عام. الحكم تضمن أيضا حل المحافل والمؤسسات البهائية، فيما تعتبر صورة مطابقة للاضطهاد الذي يمارس ضد البهائيين في إيران منذ ثمانينات القرن الماضي. وقد قدم محامي الدفاع طلبا بالاستئناف فور صدور الحكم. 

وقد صرحت السيدة باني دوغال، الناطق الرسمي باسم الجامعة البهائية العالمية بالأمم المتحدة: "ان التدابير القمعية التي اتخذت ضد حامد بن حيدرة والبهائيين في اليمن غير مسبوقة ومقلقة للغاية، خاصة وأنه يمكن بوضوح مشاهدة بصمات وآثار ما يمارسه النظام الإيراني من اضطهاد ضد البهائيين.  إننا ندعو السلطات الحوثية أن تقيم العدل وتلغي هذا الحكم الجائر وتطلق فورا سراح حامد بن حيدرة وسائر المعتقلين البهائيين. كما نناشد المجتمع الدولي أن يعبر عن موقفه ضد هذا القرار ويمنع وقوع المزيد من الفظائع ضد سائر المعتقلين البهائيين والآلاف من البهائيين في اليمن".

ويذكر بأن حامد بن حيدرة قد اعتُقِلَ بشكل تعسفي من مقر عمله في 3 من ديسمبر 2013، حيث تم اخفائه في صنعاء لعدة أشهر، تعرضَ خلالها للتعذيب المتكرر، وأُجبِرَ على التوقيع على وثائق وهو معصوب العينين، كما منع عنه حق الزيارة تماما بما في ذلك زوجته وبناته.  بعد اعتقاله قام جهاز الأمن القومي بمداهمة منزله ومصادرة وثائقه وجهاز الحاسوب الخاص به.

وكانت قد عقدت أول جلسة استماع للمحكمة بتاريخ 18 يناير 2015، أي بعد أكثر من عام على اعتقاله، حيث منع في حينه من حضور جلسة المحكمة. ولم تكن قد وجهت له أي تهمة رسمية طوال الفترة بين اعتقاله والجلسة الأولى للمحكمة، علاوة على ذلك، فان جميع التُّهم التي وجهت له خلال المحاكمة كانت واهية ولا أساس لها من الصحة. ومنذ بداية المحاكمة تم الغاء ما يزيد عن نصف جلسات المحاكمة والتي بلغت قرابة 40 جلسة وذلك بذرائع مختلفة، بما في ذلك مرض القاضي وغيابه لأسباب غير معلومة. 

على مدى أربعة أعوام من السجن، حُرم حامد بن حيدرة وبصورة متكررة من حقه في تلقي العلاج للإصابات والأمراض التي نتجت عن تعرضه للتعذيب.  الجدير بالذكر بأنه طوال جلسات الاستماع لم تقدم أي أدلة موضوعية ضد حامد بن حيدرة؛ وهذه حقيقة أشار إليها القاضي بنفسه ونبه عضو النيابة إلى ذلك عدة مرات في الجلسات الأخيرة. إلا أن هذا الإقرار من القاضي بعدم وجود أدلة كافية تبعه تغيير غريب وغير متوقع حيث حكم بإعدام حامد بن حيدرة في 2 يناير 2018.

الجدير بالذكر ان الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان الأساسية ضد البهائيين في اليمن تمّ توثيقها من قِبَل كل من: "المفوضية العليا لحقوق الإنسان"، "مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد"، "مجلس حقوق الإنسان"، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية كمنظمة العفو الدولية.

https://www.bic.org/news/yemeni-bahai-receives-death-sentence-persecution-escalates

16
صرخة من جبل سنجار؛ لانريد ان نُقتل مرتين

خضر دوملي
اتصل بي رجل في الخمسينات من العمر  يوم أمس من جبل سنجار طالبا ان انقل صرخته للعالم والحكومات والمنظمات الدولية والامم المتحدة متسائلا أن  اوضح له سبب عدم فتح الطريق بين سنجار ودهوك  الى الان التي وصف الامر بأنها قتل هادىء  لجميع السكان - هنا يقصد سنجار .

 كان الرجل منزعجا وبدا عصيبا وحزينا في نفس الوقت قائلا : هل يعقل ان يصل الحال بنا الى هذا الواقع؟ - من الابادة الى سبي نسائنا - قتل رجالنا – الى العيش  في واقع مزري حسرة  الحصول على الدواء تبكينا ؟ مضيفا بنبرة تملؤها الحسرة والآهات:  تحررت سنجار ولكن لم تكن لنا فرحة لان الالاف من نسائنا واطفالنا لايزالوا في قبضة التنظيم !!!.. توقف برهة ليقول هل تسمعني بصوت تعلوه الشدة : لم تكتمل الفرحة لان اية اجراءات لتحقيق العدالة لم تتحقق  لم نرى مجرمين نعرفهم يقدموا للمحاكم ، لم نستلم تعويضات عما فقدناه،،، لكن لاشيء يقابل ما فقدناه من كرامة لاشيء يعوض ذلك،  وآلام الامهات على فراق بناتهن وضياع اطفالهن ، ومقتل رجالهن في مجازر القتل الجماعي لاتنتهي بأموال الدنيا كللها ...

الرجل قال بهدوء تشعر عبر هدوءه وهو يتحدث أنه يذرف الدموع، الحرب على داعش انتهت، والان تسرب الداعشيون صوب اصقاع الارض، وبدلا من انتظار اطفالنا ونسائنا لينعموا بالحرية ولقاء ذويهم تصلنا المكالمات بأن اطفالنا وفتياتنا صغيرات السن، الان في تركيا يسامون عليها ويطلبون الاموال ليتحرروا، اية عدالة هذه ؟؟؟؟.

اضاف الرجل الذي تعرض اثناء قتاله ومواجهته لهجمات داعش على سنجار الى جروح، بعصبية بينت تأثره بالوضع القائم قائلا: قبل ايام توفت سيدة حامل لأنها لم تحصل على العلاج في المركز الصحي، ولم يكن بأمكانها الوصول الى اقرب مستشفى ولايمكنها - او بالاحرى لايمكننا ان نثق بالعودة الى مستشفيات الموصل .
الرجل منذ الايام الاولى للابادة في صيف 2014  بقى من الرجال الصامدين في جبل سنجار واستعرض معاناة الناس الان في ظل الاوضاع الجديدة قائلا : اريد ان توصلوا صوتنا للعالم أجمع بأننا في وضع سيء جدا لاتوجد خدمات والامن منفلت والطرق مغلقة - اطلب منكم انتم تعرفون افضل مننا كيف تنقلون رسالتنا ومطالبنا، ان توصولوا صوتنا للعالم اجمع لا نريد ان نصبح ضحايا الصراع مجددا،  في وقت لازلنا ضحايا صراع طويل منذ خمسين عاما .. اوصلوا صوتنا للمنظمات الدولية بأن الابادة مستمرة على الايزيدية،  نحن هنا أناس بسطاء مساكين اذا لم تكن هناك حماية حقيقية لنا سيعود الاوباش مجددا لاستهدافنا ومهاجمتنا لأنه بفضل الوضع الحالي عادوا وكأن شيئا لم يكن !!! ؟؟؟ - الالاف منهم عادوا الى مناطق سكناهم - نحن لسنا ضد عودة اي شخص ولكن ان يعود الذين سبوا نسائنا وقتلوا رجالنا ولايزالوا يستبعدوا اطفالنا دون تحقيق او تدقيق امني، هذا  يشكل خطرا مستمرا  ولن يعود الالاف  من النازحين الى مناطقهم بسبب هذه النقطة... اوصلوا صوتنا للحكومة في اربيل وبغداد والامم المتحدة أننا ننتظر تحقيق العدالة وبعدها لانمتنع العيش مع أي شخص بريء او عانى مثلنا من جرائم داعش ... ولكن ان تسرب هؤلاء هكذا وعادوا دون  التدقيق الامني وتحقيق العدالة – شدد على هذه العبارة أكثر من مرة - فأن ذلك لن يعيد الثقة ومعناه لن يكون هناك استقرار .. ارجوكم اوصلوا صوتنا اننا لانريد ان نصبح ضحايا مجددا  ونقتل مرتين ..
- انقل هذا الكلام على لسان رجل قاتل داعش في سنجار  غرب الموصل 120 كم وفقد العديد من اقرباءه ولاتزال العديد من النساء والاطفال من اقربائه في قبضة تنظيم داعش سبايا وعبيد - فقط رتبت الافكار دون رتوش ولو وافق على تسجيل صوته وهو يتحدث لكنا شعرنا بمأساته أكثر ... بدون مجاملة بكيت كثيرا عندما انهيت المكالمة ..


17
دولة رئيس الوزراء  حيدر العبادي - ماهذا الذي يحصل ؟

خضر دوملي*
يبدو ان تصريحات دولة رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي بدأت تنتابها التشويش والتغيير مع كل اسبوع ... دولة رئيس الوزراء يوم امس القصف الذي قامت به القوات العراقية وكتائب بابليون للحشد الشعبي كانت على المدنيين ( المسيحيين ) الامنين في منازلهم .. ولاتوجد هناك ابار النفط – يجود الخط الفاصل الذي اعلنتم انه الذي سيفصل بين تواجد قوات البيشمركة التي قلت انها قوات عراقية والقوات الاتحادية – الجيش والشرطة  وتصريح حكومة الاقليم بتجميد نتائج الاستفاء والحوار تحت سقف الدستور كان يجب ان يقابل بالترحيب الحار من بغداد   - ألم يكن هذا مطلبكم من البداية.
دولة رئيس الوزراء التصريحات والمعلومات من مختلف الاطراف في بغداد - التي تبخلونها على الناس منذ بداية الازمة بين بغداد واربيل كانت تشير ان القوات العراقية - ( الاتحادية ) وليس الحشد  ( الذي للاسف كل كتيبة او لواء يتصرف حسب اهواء قائده ) سيتوجه للمناطق المتنازع عليها والتي حددت بالمناطق التي كانت تسيطر عليها قوات البيشمركة عند انطلاق معركة تحرير الموصل ( 17 - 10 - 2016 ) لكن يبدو ان الامور تتغير وفق تغيير التصريحات السياسية لبعض القادة الذين لايهمهم من أمر الناس شيئا سوى تسليط الاضواء الاعلامية عليهم.

سيادة رئيس الوزراء الخط الفاصل الان بين قوات البيشمركة والقوات العراقية والحشد الشعبي من كركوك الى سنجار تقطنه الاقليات وخاصة – الايزيديين – المسيحيين – الكاكائية – الشبك والتركمان الشيعة - يبدو أنهم يدفعون مجددا ثمن الصراع بين بغداد واربيل منذ 2003 والى الان .؟؟؟؟ هؤلاء المواطنين وجميع المواطنين بحاجة الى مراجعة للسياسات والتحركات التي تقوم بها قوات الحشد الشعبي حتى لايصبحوا مجددا ضحية و نازحين و يفقدون ما بقي لهم  من شخصية ونفسية منهارة .. الصراع والتصرفات والقرارات العشوائية في سهل نينوى وسنجار  وداقوق لبعض قادة الحشد، الذي يبدو انه غير مسيطر عليه   ابرز مثال على استهداف الاقليات لحساب مصالح شخصية ماض بسرعة غير متوقعة؟
سيادة رئيس الوزراء - الدعوات التي تطلق للحوار من مختلف الاطراف بدأت تأخذ منحا أخر - فكلما شددت اربيل الدعوة للحوار تبدأ المماطلة من بغداد - وفقا لدعوات سيادتكم والتصريحات في المؤتمرات الصحفية الاسبوعية،  اذا فعلا بغداد تريد الاستقرار لاتخسر كثيرا اذا ما بدأت ولو حوارات اولية لوضع مسار الحوار لحل جميع القضايا العالقة؟؟ ... قضية الحوار يجب ان تكون جدية وليس للاستهلاك الاعلامي فتأكيد حكومة الاقليم بتجميد نتائج الاستفتاء والحوار تحت سقف الدستور كان مطلبكم من البداية أليس مفروض ان ترحبوا به –  لاتنسوا بأن التمادي في المماطلة في الترحيب بمبادرة حكومة الاقليم ستفقدكم فرصة بناء الثقة ولن تكون النتائج كما تتوقعونها .
دولة رئيس الوزراء وفقا لتصريحات جنابكم قلتم من البداية انكم تقومون بفرض السلطة الاتحادية ومنع هدر دماء الابرياء، وفقا لما يحصل الان  من سقوط الضحايا من البيشمركة والحشد الشعبي والجيش والمدنيين الابرياء مسؤولية تتحملها حضرتك بأعتبارك القائد العام للقوات المسحلة - اذ ليس من المعقول بدلا من أن تكون مهمة القوات المسحلة حماية البلد أن تصبح أداة لقتال وقتل الشعب  وحسم الصراعات السياسية في الدولة الاتحادية، مادامت هناك مؤسسات اتحادية معنية ... خاصة اذا كانت هناك فرص اخرى لحل هذه الاشكالات - ليس بالقوة طبعا بل من قبل هذه المؤسسات على شرط ان لاتأخذ الامور بحسب الاهواءات الشخصية مثل القرار الخاص بسحب الثقة من البرلمانيين الذين صوتوا في الاستفتاء – هل يعقل ان يصادر البرلمان – مجلس النواب العراقي – وفقا لاهواء بعض اعضاءه حق التعبير عن الرأي وهو الذي يجب ان  يكون حامي حرية التعبير عن الرأي ؟؟؟ !!!!!.

اخيرا وليس أخرا فان الاوضاع التي تمضي متسارعة ليس كما خطط لها، وبدأت تظهر نوايا اخرى ليس كما كانت المسارات قبل الاستفتاء  في اقليم كوردستان والناس تنتظر ان تعرف بدلا من ان تصبح ضحية الحرب الاعلامية والتخويف والتهويل - هناك المئات من العوائل تترك منازلها في المناطق المحاذية للاشتباكات ليلا وبعضها لاتريد العودة  بسبب الحرب الاعلامية والتصريحات السياسية.. ولاتعرف متى تنهي هذه المسألة التي بدات تفقد الناس أعصابها ؟  اذا كنتم جادين للحوار لايضر ان تبدؤها في اربيل - او تدعوا القادة الكورد كما كنتم سابقون تفعلون الى بغداد  واعلنوا بيانا للتهدئة ووقف العمليات وان لاتتحرك اية قوات ألا بالتنسيق والتعاون بين الطرفين ؟؟  والعمل بسرعة لمناقشة وضع ألية للحوار الذي ينتظره الناس وخائفين ان تصبح هذه المسألة أستهلاكا أعلاميا الذي و هو الاخر يطنطن كثيرا في اذان الناس .. أقصد الحرب الاعلامية والملاسنات الكلامية من قبل بعض الساسة الذين هم خارج الحكومة  - حكومتكم الموقرة - ولكن يبدو أنهم يتحكمون بالحكومة وقراراتها ..!!!

*خضر دوملي – باحث ومختص في حل النزاعات وبناء السلام وشؤون الاقليات وعضو مركز دراسات السلام وحل النزاعات في جامعة دهوك  ...

18

وأنتهت موجة القذارة من حيث بدأت
خضر  دوملي
شاهدت خلال الايام  الماضية عدد من مقاطع الفيدو وصور  تسليم 350 عنصرا من داعش لقوات البيشمركة  والقاء القبض عليهم من قبل مختلف صنوف القوات العراقية وصور لهم شبه عراة في مقاطع اخرى عند تحرير تلعفر والعياضية، وقبلها في الموصل فأيقنت ان موجة القذارة انتهت وتخلصت البشرية من الالاف منهم ومن قذارتهم الفكرية الدينية البربرية.
الوجوه القذرة التي تنوعت في صورها وتشبيهات، ومشابهات  لاتشبه البشر بشيء حتى لاتتوفر في غابات لم تصلها الحضارة ولم نشاهدها في افلام تتحدث عن صور البشرية القديمة في الحضارات الجاهلية .
الوجوه القذرة التي تمعنت لاكثر من مرة فيها لم ارى فيها أية ملامح للانسانية المعاصرة، لم ارى فيها سوى بقايا صور لمجرمين قذرين والقذارة تفوح من صورهم ومن ملابسهم القذرة  وحتى  عندما ينطقون من اين أتوا او حتى وقوفهم ونظراتهم.
انتهت موجة الوجوه القذرة ولكن يجب علينا التوقف على الكثير من المشاهد  والتصريح  والاقرار بالدول التي تقدموا منها القذرين، سوريا، تركيا، ايران، شيشان، روسيا، وقبلها السعودية ، الصين، كازاخستان، واوزبكستان، وبلجيكا وفرنسا والمانيا وبريطانيا وامريكا، ومصر ولبنان والاردن ووووو الكثير غيرها.  او من مدن  وبلدات عديدة جنوب وغرب الموصل،،، فما الذي دعى رجل شاب في مقتبل العمر ان يلتحق بتنظيم داعش ويقطع الاف الكيلومترات ليقتل العراقيين في دارهم وهو مقتنع انه يؤدي واجب ألهي ،،، اي أله ذاك  الذي ينتظر ان يلاقيهم وهم في هذه القذارة؟؟ اي فكر هو الذي دفع برجال في نهاية العمر ليأتو ويكشفوا قذارتهم لنا في اخر  ايامهم في وقت كان الكثير يتصور ان  وجوهم مليئة بالنور  لأنهم سيلاقون نور الله  ويقاتلون بأسمه، يسبون النساء بأسمه ويرتبكون مجازر القتل الجماعي لأرضاءه !!!!؟؟
تساؤلات عديدة ترافق نشر صور الدواعش الذين سلموا أنفسهم لقوات البيشمركة او الذين القت القوات العراقية بمختلف صنوفهم القبض عليهم، وبسبب كثرة القذارة التي كانت تفوح من ملابسهم ووجوهم عبر شاشة الكومبيوتر والتلفاز أردت ان ابحث عن منظف لعيوني امسح بها قذارتهم من بصري..وكلماتهم حتى وهم يصرحون باسمائهم  ايقنت ان القذارة عنوانهم، كيف كانوا يتصورون انهم سيدخلون الجنة الموعودة وتنتظرهم الحوريات وهم في هذه الصورة القذرة.. ويبدو انهم نسوا - نكتة - ان الفوز بالحوريات يعقبها مشكلة كبيرة لم يفكروا بها الى الان وهي ماذا سيفعلون بوالدة كل حورية أي انهم سيكونون امام عقبة 70 حماة فيا لغبائهم ؟؟!!!؟؟؟
موجة القذارة التي شعرت بأن شاشة الكومبيوتر قد توسخت بهم انتهت  ولكن الاسئلة التي تقف خلف قدوم هؤلاء القذرين الى اراضينا وسبي نسائنا وارتكاب افظع الجرائم لم تنتهي،،،  لأنه لايوجد او لاتوجد الى الان اية خطة كيف يمكم مقاضاة تلك الدول التي قدم منها هؤلاء ، تلك الدول يجب ان تدفع التعويضات للايزيديين  والمسيحيين والشبك والكاكائية والتركمان الشيعة وكل الذين اصبحوا ضحايا داعش لمئات السنين.
موجة القذارة  كشفت الكثير في وجوهمم وملابسهم وتشوهات خلقهم ليس بامكان اي كان يصفهم بشيء مختلف سوى انهم قذارة البشرية ومصيرهم التهلكة لاغير ... موجة القذارة انتهت من حيث بدأت في تلعفر  واطرافها كانت البداية منذ اكثر من عشر سنوات وهاهي فلولهم تتشتت و ينتهي حلمهم باللقاء بالله والفوز بالحوريات.

19

محطات من وحي الذكرى الثالثة لإبادة الايزيدية في العراق
خضر دوملي
قرأت الكثير من البيانات وتابعت الكثير من التصريحات في الذكرى الثالثة للابادة  التي وقعت بحق الايزيدية في الثالث من أغسطس ىب 2014 من قبل تنظيم داعش في سنجار غرب الموصل 120 كم، كما في السنتين السابقتين، توقفت على العديد من العبارات والجمل لسياسيين وقادة حكوميين ومسؤولي احزاب من الايزيدين ومن معارضيهم، تمعنت في الكثير من المطالب، ولايزال البعض كما هو، والبعض الاخر لايعرف اين يوجه بوصلته ولكن تبقى هناك محطات مهمة تأخذ الاولوية بالنسبة للضحايا وذويهم وبالنسبة لكل من يرغب في بناء الثقة والمساهمة في تحقيق العدل .
المحطة الاولى : لاتزال الابادة مستمرة اذا لاتزال هناك اكثر من ثلاثة الاف أمرأة وطفل بقبضة التنظيم، لايزال مصير مئات الرجال مجهولا، ومصير الاطفال الذين قام التنظيم بغسل أدمغتهم ,أجبارهم على اعتناق الاسلام وتهيئتهم ليكونوا مشاريع تفجير وتدمير هو الشيء الاكثر بشاعة، لأنه في الاخير سيكتب البعض ها انظروا لقد قام الايزيدية بتفجير انفسهم وقتلنا ويقدوم أنفس ابرياء مساكين؟؟!!!

المحطة الثانية : تمضي سنوات ثلاث، ويمضي معها العمر مسرعا، الامهات بانتظار فلذات اكبادها، والاباء ينظرون خلسة للباب علً ان هواءا عليلا سيبث لهم خبر من المفقودين، وخبرا من الشرفاء بأعادة الاطفال الذين الان لايعرفون لغة الام وبين ظهراني عوائل لايستبعد الان انهم في مخيمات النازحين المتراصة حوالي الموصل، اخر الاخبار التي تشير الى انقاذ الفتيات والاطفال من بين المخيمات تشير بأن تلك العوائل كانت تأمل الاحتفاظ بهؤلاء الاطفال الى اخر رمق في حياتها وأن خبر حمايتهم لهم ليس صحيحا مع كل الحالات ( طبعا يبقى هناك أناس طيبون واخيار هم محل فخر وأعتزاز )؟؟!!
المحطة الثالثة : كثيرا ما قلنا وقالها الكثير من الزملاء ان اهم شيء يريده الايزيدية هو تحقيق العدالة والاقتصاص من المجرمين، ها هي الموصل تتحرر ، ومع جلً  احترامنا للشرفاء، وها هي البعاج تتحر  مع جلً احترامنا للذين حاموا شرف الايزيدية منهم،  ولكن الى الان لم تبادر ولو مؤسسة دينية او رجل دين من تلك المناطق او شيخ عشيرة بالاعتذار للايزيدية وطلب العفو والمسامحة واعلان تبرئتهم من ابنائهم الذين انضموا لفرق الموت والخطف والسبي الداعشية سوى قلة قليلة  منهم  قالوها بصدق وقوة للأسف غير مؤثرين ... ويتسائلون ويسئلوننا لماذا لايعود الايزيدية الى مناطقهم؟؟!!!

المحطة الرابعة : تحررت الموصل، وهذا أمر جيد ان يتم القضاء على تنظيم داعش فيها، رغم ان المعركة الاكبر لم تبدأ بعد ألا وهي المعركة الفكرية ، ألا ان الامر المخجل ان الموصل تحررت وانهالت الاموال من بغداد لاعمار وسرعة اعادة الحياة وأعمار المؤسسات الى العديد من المناطق في حمام العليل – القيارة و و  وهو أمر مفرح ، ولكن الامر السيء وغير المفرح أن ناحية سنونى والمجمعات التي تقع الى شرقها والاف العوائل في شمال جبل سنجار لاتزال تنتظر ان يتم التعامل معها بنفس الصورة  رغم مضي سنيتن ونصف على تحريرها، ويقولون لك لايوجد تمييز او تعمد في ابقاء مناطق الايزيدية مدمرة ؟؟!!

المحطة الخامسة : كما في الاوقات التي مضت قبل الابادة ومنذ الابادة دعوات الحماية الدولية مستمرة، دعوات ما حصل للايزيدية بأنه ابادة جماعية مستمرة، ولكن تنظيم الجهود  لايزال مبعثرا، اعلان السيد حسين قاسم حسون  - وهو عضو اللجنة العليا - ان جهود اللجنة العليا للجينوسايد في اقليم كوردستان قد فشلت خبر غير سار، شخصنة الجهود افقدتنا الكثير من الفرص، ولكن ما يؤسف عليه ان الكثير من المسؤولين في بغداد واربيل يتحسس من طلب الايزيدية للحماية واقرار ما حصل بأنه إبادة لأن المسؤوليات عليهم ستتضاعف ولابد  اخلاقيا وانسانيا ان يتحركوا ، مع جلً احترامنا للذين يعملون بجدية وهي ليست منية بل واجب الذين يقدمون انفسهم قادة؟؟!!
المحطة السادسة : لايزال بعض ضعاف النفوس يبث اشاعات ودعايات بأن الايزيدية يتجهون للثار والانتقام، وخلاصة الامر ان هؤلاء يعرفون حق المعرفة بأن الايزيدية لايتجهون لهذا المسار ابدا، وأن حصلت حالات فردية فهذا أمر طبيعي بسبب حجم البشاعة التي اقترفها اقرباء من يبثون الاشاعات حول هذا الامر ، فالامر بمجمله يتمثل بأن هؤلاء  يريدون التهرب من مسؤولية عدم كشفهم لاسماء ذويهم واقربائهم حيث يحتفظ الايزيدية باسماء المئات، يريدون نشر الاكاذيب حول هذا الامر حتى يتهربوا من مسؤولياتهم ويحافظوا على المجرمين كما حصل في معركة تسليم البعاج دون أطلاق الرصاص ، فقد ذهب ونجا المئات من عناصر التنظيم بأتفاق لايعرف الكثيرين مضمونه واين اختفى هؤلاء ومعهم المئات من السبايا ؟؟!!
المحطة السابعة :  اصرار البعض في نشر التشويه والتشهير عبر الصحافة الاجتماعية او الشحن العاطفي غير المبرر عبر تهيئة لقاءات مع اشخاص مهمتهم فقط الاساءة والتهجم على اطراف سياسية وقادة وطنيون، أنما يسيئون للايزيدية أكثر ، وضع حد للاستهتار الذي ينشره البعض أمر مهم فـالتسقيط والاساءة  للاخرين اسلوب بعيد  عن تراث وعادات وتقاليد الايزيدية  وفي النهاية المسألة لاتخدم واقع الايزيدية ولامستقبلهم لأن الاخرين يروننا من تلك النوافذ اكثر من الواقع الحقيقي – أنهم يستغلون بساطتنا لتمرير اهدافهم ؟؟!!

المحطة الثامنة : مع الذكرى الثالثة للابادة نشرت المديرية العامة لشؤون الايزيدية احصاءات مهمة، والخطير  في تلك الاحصاءات هي مسألة اسمرار الهجرة، سبق ان سئلت في اكثر من حوار تلفزيوني عن اسباب هجرة الايزيدية؟؟، اذا لم يشعروا ان العدالة ستتحقق؟ اذا لم يشعروا ان الانصاف معهم في التعامل موجود؟ اذا لم يشعروا ان مستقبلهم مضمون في مناطقهم؟ اذا لم تستطيع السلطة تأمين ولو مدارس كافية  ليجري الطلبة امتحاناتهم في مناطقهم التي تحررت من عامين ونيف ؟ اذا  لم تتخذ ولو اجراءات شكلية بحق الذين تسببوا في الماساة طبيعي ان يهاجر الايزيدية؟؟!!
المحطة التاسعة : مع الاسابيع الاولى للابادة سارع اتحاد علماء الدين الاسلامي في كوردستان الى أدانة الهجوم على الايزيدية وسبي النساء وموقف رجال الدين في كوردستان وشعب كوردستان بعده في استقبال النازحين كان امرا مكملا ومميزا سيسطره التاريخ بحروف من ذهب، وثم بعد ذلك  بعام ونصف جاء بيان من دار الافتاء العام في مصر ودائرة الافتاء  في الاردن حول تحريم السبي وعدم جوازه واعتبار ما حصل للايزيدية بأنه جريمة العصر، لم تتحرك ولو مؤسسة دينية اخرى في المناطق المجاورة للايزيدية  في العراق الى التجرء ليس بتكفير داعش فما يريده الايزيدية ليس تكفير أحد بل اقرار حق الايزيدية في الحياة كما اي مجتمع مختلف أخر، دون الاقرار  بحق المختلف بالحياة كما يريد، يعني الرغبة في انهاءه موجودة؟؟!!


20
فـى رحاب الامام الخوئي
اسماعيل طاهر – دهوك*
كنت يومها في بداية العشرينيات من عمري طالباً في جامعة الكوفة في النجف، عندما رأيت الامام الخؤئي لأول مرة ولم أكن اعرف البتة من يكون الخوئي الا بعد أيام حدثني كربلائي في سنيَ اسمه عليَ وكان هو ايضاً طالب جامعي حاله حالي لكنه تحدث عنه بقدسية لانظير لها، فزاد فضولي كي أعرف اكثر عن هذه الشخصية .
كطالب جامعي يدرس في ولاية بعيدة عن موطنه ومختلفة تراثا وفكرا وعادات وتقاليد فكرت بما يملأ العباءة وما تحت العمامة السوداء للخوئي أول شيء، بالتأكيد في وقته لم أكن أفرَق بين من يعلو هامته عمامة سوداء أو بيضاء، كل ما كنت اعرفه انها حلية رجل دين يقف امامنا ليصلي بنا الجماعة في احدى الحسينيات المنتشرة في النجف الاشرف وما حولها.
توالت الايام  وما ان رأيت الخوئي حتى حفظت اسمه في عقلييً الباطن والظاهر، فهو اسم لمدينة في اقصى الشمال الايراني كانت تحتضن مئات العوائل الكوردية التي تركت الوطن في مرحلة ما بعد نكسة الـ1975، كما حفظت تقاسيم وجهه فكان ذا انف مدور محودب ووجه ممتليء بالشعر الابيض الكث فيه شيء من الوقار يمتلك هيبةً قلما شاهدتها في نظير له.
أبو القاسم الخوئي  ( 1899 – 1992 ) كان يزور عتبة الامام عليَ في الولاية بين الفينة والاخرى، واكثر ما كان يحضر يكون ما قبل الغروب، الناس تقبل عليه من كلَ صوب والكل ما عدى قليلون وانا منهم يقبلون اكتافه ويديه تذرعاً للبركة وهذا المشهد شدَني اليه اكثر، يا له من سعيد الحظ أن يكون محباً لهذه الدرجة من قبل أناس اكثرهم من الفقراء والمعوزين والكسبة والبقالون والعاملون في السوق، ربما لم يكونوا كذلك لكن ملبسهم وهندامهم يوحي بأنهم من هذه الطبقات الفقيرة.
من مشاهداتي المستمرة للخوئي هو أن الرجل وعقب اذان المغرب يصلي بالناس في باحة العتبة عندما يكون الوقت صيفاً او ربيعاً حتى وأن كان خريفاً فالجو في هذه الفصول يكون صافياً لامطر ولابرد يقسو على الناس، بعدها يطوف بمرقد ابي الحسين ويغادر على حين غرِة بسيارته الروزرايز السوداء الطويلة ذات المقاعد الستة وهو يودع الواقفين على جانبي الطريق من نافذة السيارة الى ان تعلوا زجاجة النافذة وهو ينظر اليهم نظرة الوالد لأولاده.
كان من عادات ابو القاسم تقديم محاضرة شهرية لطلبة الكلية الاسلامية بفروعها الثلاث الفقه والاصول واللغة العربية مجمعين في قاعة كبيرة كانت تتغيير بتغير الشهور حيث كنت طالبا هناك، وفي أولى المحاضرات نكت السيد على الشعب الكوردي بعدما سمع احد الطلبة من السليمانية لا أتذكر سوى أن أسمه مهدي بلكنته الطاغية على عربيته المكسورة واستبدال حرف الذال بالزاء فقال: عندما تسمع الشخص تعرف من يكون، فأخوكم كوردي من الشمال، وبعد ضحكة بريئة قال: العرب يسمون الصلاة صلاة باللام المشددة والاكراد يلفظونها باللام الاعجمية الرخيمة المخففة ثم أردف: الاكراد نيتهم صافية وهم قريبون من الباري عزوجل، في ذلك اليوم سررت بما قاله السيد لكن بعد ان طالت اعمارنا وزادت تجاربنا كنت اود ان اقول للسيد: الكورد دوماً سذج ونياتهم لاتشوبها شائبة وهي ذاتها مصدر تعاستهم لكن الفرص لاتتكرر دوماً لاسيما حضور مجلس الخوئي.
في تلك الايام الخوالي كانت رؤية كبير المرجعية أمراً سهلاً ليس كما نسمع اليوم بتحجبه عن العامة، وانا الشاب العادي رأيته بمناسبة ودون مناسبة عشرين مرة او اكثر، سنحت لي الفرصة لسماعه وحضور جلساته لاكثر من مرة، رأيته في العتبة النجفية الشريفة غير ذي مرة وهو الشيخ الوقور المهيب المتواضع، شهدته داخل مرقد الامام علي وعلى بوابة العتبة وحتى في الشارع وأذكر انني صليت وراءه ذات مرِة، رحم الله تلك الايام التي لم تبرح مخيلتي رجعت معها زهاء الثلاثة العقود من الزمن.
في هذه الايام وحيث كثر ألائمة والمراجع والاولياء وما يدلون به، تذكرت تلك الحادثة وتذكرت بساطة الخوئي ووقاره وكأي انساناَ عادياَ ذي خبرة وعلم، وليس كما مراجع اليوم الذين كثروا بعدد ايام السنة، وتصور البسطاء أنهم ذو مراتب ألوهية وأحيانا أكثر من ذلك.
*كاتب وصحفي ومترجم باللغتين العربية والكوردية

21
العراق لايريد دعم ملف إقرار ابادة الايزيدية دوليا وهذه هي الاسباب !!
خضر دوملي
طالعت باهتمام في الاونة الاخيرة جملة من التقارير والتصريحات والتعليقات الخاصة بموقف ممثل العراق في الامم المتحدة وعدم رغبته بالتعاون في ملف اقرار الابادة الجماعية للايزيدية، وسبق ان تابعت الموضوع من عدة اتجاهات وتوصلت الى جملة من الافكار بأن حكومة العراق غير راغبة في دعم هذا المطلب الذي سيجعلها أمام مسؤوليات كبيرة وكثيرة، أي بما معناه أنه تهرب متعمد له اسباب ودوافع مصلحية واضحة.
فمتابعة سريعة لهذه القضية التي أشغلت المحافل الدولية نرى أن الحكومة العراقية متمثلة بالجهة الرسمية – مجلس الوزراء منذ اصدار بيانه الخاص بأن ما ارتكب بحق الاقليات والايزيدية من انه ابادة جماعية في نهاية 2014 ومن ثم اقرار  مجلس النواب بأن سنجار منطقة منكوبة في صيف 2016 لم تخرج أية مواقف ملموسة اخرى الى العلن بخصوص هذا الملف، لا بل بالعكس نشرت بعض المغالطات المهمة من قبل بعض المسؤولين حول تفاصيل الابادة، ونشرت مزايدات أعلامية من قبل المسؤولين العراقيين، على سبيل المثال انهم سلموا الامم المتحدة ( على ضوء الزيارة الاخيرة لمبعوثة الامين العام للامم المتحدة للعنف الجنسي زينب هاوا بنجورا ) انهم سلموها اسماء النساء المختطفين من قبل تنظيم داعش.
في جانب اخر اذا ما تابعنا تقصير الحكومة العراقية تجاه الملف وأعطاءه الاهمية القصوى بأعتبار ان الايزيدية هم المكون الذي دفع التضحية الاكبر من جراء هجوم وغزوة داعش على مناطقهم في سنجار بوعشيقة وبحزاني في الـ 3 من شهر آب اغسطس 2014 أسفرت عن وقوع الاف الضحايا وأن الايزيدية دفعوا الخسائر الاكثر رقميا ونفسيا واجتماعيا وجغرافيا واقتصاديا، لرأينا أنه مثلا واتمنى ان لايكون رأي صحيحا أنه  بمضي اعمال لجنة المصالحة العائدة لمكتب رئيس الوزراء او لمجلس الوزراء لاتهتم بالصورة الحقيقية بموضوع ملف إبادة الايزيدية، لابل انها وضعت خطط وبرامج ومشاريع للمضي بالمصالحة ولايوجد تمثيل حقيقي او رؤية حقيقية للجنة  عن كيفية التعامل مع ملف الابادة وأنصاف الضحايا، بأعتباره الملف الاهم  لأي مشروع مصالحة في العراق .. ويلحق بهذا الجانب غياب الحضور الايزيدي بموضوع ملف التسوية التي تجري مباحثاته على مستويات عليا ودنيا .
هناك جانب اخر مهم بالموضوع  ايضا يمكن اعتباره مرتبطا برؤية الحكومة العراقية مباشرة ألا وهو ان الخطة الاستراتيجية الخاصة بمستقبل نينوى لما بعد القضاء على تنظيم داعش التي وضعت من قبل مكتب محافظ نينوى وأطلعنا عليها، فأنها هي الاخرى لاتتضمن اية تفاصيل بملف الابادة الايزيدية، لا أعرف كيف سيتحقق الاستقرار  والتنمية لمحافظة نينوى دون ان يكون هناك تحقيق العدالة وانصاف ضحايا الابادة وخاصة الايزيدية وبقية الاقليات الدينية والاثنية والقومية في نينوى؟ دون ان يكون لهذا الملف  مكانة مهمة في أية خطة استراتيجية او غير استراتجية تخص مستقبل نينوى واستقرارها؟؟
لنأتي الى الاسباب الرئيسية لتهرب العراق في دفع ومساندة الجهود التي تبذلها المؤسسات الدولية وفتح الملف من قبل منظمة يزدا و المحامية أمل كلوني في اروقة الامم المتحدة ولماذا لايتعاون العراق وجهود العديد من النشطاء بهذا الخصوص في داخل العراق واوربا واروقة الامم المتحدة، اذ ان الاسباب داخلية قبلما تكون خارجية، واسباب مصلحية قبل ما تكون مبدئية، وخوف من سقوط اسماء عديدة في ذلك الملف الشائك أولهم قد يكون بعض القادة او وجهاء وشخصيات مجتمعية في المناطق التي شهدت سبي و خطف واعتصاب الاف النساء وقتل الاف الرجال والاطفال لاتريد الحكومة العراقية ان تتحمل عواقبه.
اضافة الى ذلك فأنه يتمثل في تهرب العراق بأنه يعني انه لايريد ان يتحمل التبعات القانونية والمسؤولية الاجتماعية لما سيسفر عنه قرار  اقرار  الابادة من قبل اية مؤسسة دولية، كما ان دعمه لفتح الملف والتحقيق من قبل مجلس الامن يعني ان مجمل خيوط القضية ستبقى ضمن الارادة الدولية وهو ما يعني عدم قدرته على التدخل لتغير مسار القضية.
 الامر الثاني وهو المهم ان العراق يخاف من نقل ملف الابادة رغما عن ارادته ليكون ضمن اختصاص جهة دولية هو تأثر العديد من القادة والشخصيات والمسؤولين وتعرض مصالحهم او تعرضهم شخصيا للمسائلة والتحقيق والتدقيق وهو ما يعني اساءة لسيادة الدولة العراقية وفقا لمفهوم وتوجهات الطبقة الحاكمة في بغداد.
يبقى الجانب الاخير وهو ايضا من العوامل المهمة التي تتهرب الحكومة في دعم فتح ملف التحقيق في جريمة ابادة الايزيدية دوليا وانصاف الايزيدية، هو لأتخاذه ذريعة للتهديد به للطرف السني من أنه اذا لم يتعاون في دعم توجهات الحكومة العراقية لمرحلة ما بعد القضاء عسكريا على داعش فأنه سيكون عرضة للمسائلة ودفع ضريبة ما تعرض له الايزيدية من مأساة لاتزال بعض فصوله مستمرة.
*في المقال القادم ما هي  جهود التي تبذل في حكومة الاقليم بخصوص هذا الملف؟

22
عقلنة السلام؛ من افكار نظرية الى تطبيقات واقعية

خضر دوملي
‎ وهو يقدم رؤية جديدة على ضوء الكتابات والاحاديث التي قدمت من قبل السيد بشار كيكي رئيس مجلس محافظة نينوى واغلبها في السنتين التي سيطر فيها تنظيم داعش على الموصل فكان له ان يتنقل من محفل لاخر، ومن اجتماع لثاني، يبسط عبد الكريم الكيلاني الافكار لتكون اكثر واقعية لسلام يعتبر النصر الاكبر .
‎الاعداد والتقديم والقراءة التي عملها عبد الكريم الكيلاني لكتاب ( قراءة موضوعية في رؤية بشار الكيكي عن عقلنة السلام ) ليست اية قراءة وليست اية متابعة لأن الكاتب ساير وتابع الاحاديث والكلمات والعبارات التي قدمها بشار كيكي، وايضا القراءة المطولة من قبل د. عبدالله مرقس رابي التي هي نتاج تحصيل حاصل لمجموعة افكار جديدة لو لم تكن هذه الطريقة لما رأت النور واصبحت بين ايدينا، لكانت قد ذهبت ادراج الرياح مثل الاف احاديث السياسيين، كنا سنتأسف عليها لانها لم تصبح متاحة يمكن ان نستفاد منها.... وهو الفرق في هذه القراءة الموضوعية لـ عبد الكريم الكيلاني الذي لم يشأ ان تذهب تلك الاحاديث والعبارات التي هناك حاجة ماسة اليها ان تزول مع زوال الاوضاع، او عندما نحتاج اليها نبحث عنها مشتتة مقطعة على صفحات الجرائد او المواقع الالكترونية.
‎عقلنة السلام، جاءت من تفكير عملي للكاتب عبد الكريم كيلاني ، الذي يريد ان يحول الافكار النظرية من بشار الكيكي الى اسس لمبادرات تساهم في فهم السلام من اطر وجوانب ومستويات مختلفة، المنطقة بأمس الحاجة أليها لتجاوز المحنة التي تعيشها الان، وسببها الرئيس انها ابتعدت او لم تكن الافكار الخاصة ببناء السلام جزءا من موروثها الحياتي.
‎الافكار والكلمات لابد من قولها في ان بشار الكيكي في موقعه الوظيفي يقدم رؤية مختلفة عن الكثير من السياسيين والقادة، قد يختلف الكثيرين حولها، لكن من خلال قراءة عبد الكريم نعرف انه يريد ان يقدم تلك الرؤية المهمة في تحويل مفردات لها اهمية كبيرة الى رؤى واقعية ترتبط ارتباطا مباشرا بتحقيق وترسيخ السلام في المنطقة، مع مواجهتها محنة اثار الماضي المرتبط ارتباطا مباشرا بعدم وجود مساحة كبيرة للثقافة الخاصة بفهم السلام ومجرياته.
‎ويزيد عبد الكريم في طروحاته لقرائته المعمقة لتلك الافكار التي قدمها بشار الكيكي بتبسيط من نوع اخر وهو زج الكثير من المفردات التي كثيرا ما نقدمها، نعلنها و نوضحها شفاهية ولكن لانقدم الطروحات التي من خلالها يمكن ان تصبح وقائع، بدءا من تجاوز الواقع الحالي في فقدان الثقة بين مكونات المنطقة وغياب السلام الروحي، الى فضاءات اوسع وصولا الى تغيير العقل الجمعي وطرق التغيير التي تتلائم وواقع المنطقة – محافظة نينوى وضواحيها وفقا لطبيعة المجتمعات هناك والعلاقات التي كانت قائمة وما حصل بقدوم تنظيم داعش وسيطرته على المنطقة وما طرأ من تغيرات على تلك العلاقات التي كانت مبنية على اسس هشة ومن خلال طروحات بشار كيكي يقدم عبد الكريم معه افكار اخرى اكثر اتساعا ومجسات نقدية عن تطبيقها ومايرافق تطبيقها.
‎الكلمة الاخيرة على الغلاف الاخير للكتاب لبشار الكيكي يوضح مسببات الصراع ونتائجه ولذلك يقول بانه هناك ضرورة للبحث عن الاخطاء والمسببات التي ادت الى هذه الفوضى في المنطقة، والتي تشير الى ضرورة ان يتم الاهتمام بالمجتمع وما لديه من طاقات ولدت من براثن الصراع وتستطيع ان تفعل الافضل لتجاوز تأثيراته كجزء من مقتطفات عدة رافقت صفحات الكتاب.
‎كتاب عقلنة السلام من تصميم واخرج هكار فندي وطبع في مطبعة خاني - دهوك من الحجم الكبير في مئة وعشرين صفحة، يحاول عبد الكريم ان يوضح من خلال قراءة افكار بشار الكيكي مع عبدلله مرقس تقديم الافكار والطروحات التي تساعد على بناء السلام من مفهوم سياسي تتطابق والواقع الحياتي للمجتمع، ويحذو الكيلاني او ينبه الى خلاف ذلك ايضا في عدم مقاطع ومحاور من الكتاب، الذي يعد مصدرا لافكار مهمة عن بناء السلام وخطاب السلام. لكن كما اشرنا الامر المهم في الكتاب هو انه ليس فقط رؤى سياسية بل مساحة للتفكير في كيفية تجاوز اثار الصراع العميق الذي شهدته المنطقة، ولملمة جراحات الماضي، وتشخيص الخلل وتحديد المعالجات.
‎مع هذا الكتاب ايضا يمكن ان نجد جملة من التصورات التي تتلائم وفهم التعددية والتنوع وكيفية التعامل معها، وايضا التي تتسابق لتصبح وقائع حياتية مستقبلا قد يتم تطبيقها بعد عشر سنوات، انه تسابق مع الآتي من مخرجات حياتية لابد ان نفهمها ونقبل بها وألا ستحدث الصراعات مجددا وسيواجه العاملين في بناء السلام تحديات اصعب وفقا للمتغيرات الحياتية، لذلك فأن اهمية القراءة العقلانية للافكار العقلانية تأتي من هذا المنطلق وهو الامر الذي لايتوفر في رؤى الكثير من السياسيين، اي نستطيع القول انه من خلال افكار وقراءة عبد الكريم الكيلاني لأفكار بشار الكيكي نستطيع القول انها افكار لسنوات عديدة قادمة وليست فقط لغد قريب .
 
               

23
النساء في الموصل ؛ تحديات تجاوز ممارسات داعش وأمل مفقود في التأقلم مع الواقع
خضر  دوملي*
Khidher.domle@gmail.com 
 من الصفحات المهمة التي ستشكل تحديا كبيرا لمرحلة ما بعد داعش في الموصل، هي تلك الصفحات المتعلقة بقضايا النساء في المدنية، التي كانت قبل سيطرة داعش عليها تعتبر صعبة في مجال تنفيذ اية مشاريع خاصة بالمرأة منذ 2003 بسبب طبيعة الظروف التي جاءت محملة بالكثير من التحديات التي ترسخت اكثر مع مرور ما يقرب من ثلاث سنوات من سيطرة تنظيم داعش عليها تتعلق بقضايا السبي – الجواري – زواج النكاح واطفال زواج النكاح تشريعات داعش بخصوص المرأة وحقوقها ومكانتها وما لها علاقة بهذه المواضيع من تبعات مستقبلية لن تتحرر منها النساء في المحافظة التي تتمتع بطابع محافظ ولايمكن أحداث التغيير المطلوب بسهولة وفقا للمقررات الدولية والاثار التي نجمت عن سيطرة تنظيم داعش لأكثر من سنتين.

رؤية لما قبل سيطرة داعش :
وفقا للمتابعات او للمشاريع التي نفذت من قبل المنظمات في مجال تطوير المرأة فأن مدينة الموصل كانت اقل المدن ومحافظة نينوى عامة، التي تنفذ او نفذت فيها مشاريع خاصة بالمرأة وتطوير قدراتها من قبل المنظمات المحلية من 2003 ولغاية سقوطها بقبضة تنظيم داعش في حزيران 2014، بسبب  الطابع المحافظ للمنطقة وسيطرة المجاميع المسحلة الراديكالية على المنطقة بشكل غير مباشر  في تلك الفترة، حيث انزوت المراة في القطاعات الخلفية للحياة واصبحت غائبة وفرضت عليها ممارسات كثيرة بدأت من صعوبة عملها خارج المنزل وصولا الى غيابها الفعلي في العديد من القطاعات الحياتية، واهمال ونسيان المرأة في الريف،  وفقا لطبيعة المنطقة العشائرية ونسبة ومساحة كبيرة من التشتت في التوزيع الجغرافي ووجود التيارات السلفية التي كانت تسيطر على مجمل محافظة نينوى  من 2005 ولغاية 2014 جعلت من المرأة في صورة اخرى وكأنها غائبة عن الحياة وعدم مواكبة التطور حيث لم تجري او تنفذ  او كانت قليلة بحيث لاتذكر اية مشاريع خاصة بتطوير المرأة في خارج المدن لمدة عشر سنوات بسبب رفض الجماعات المسحلة او خوف النساء من الخروج الى خارج المنزل نتيجة التخوف الذي كان يلاحق اية منظمة او شخصية تقوم بالعمل في هذا المجال.
ومن الامور المهمة التي تشكل او كانت تشكل تحديا على العمل في مجال المرأة في الموصل هو الرفض شبه التام لرجال الدين في ان تساهم المرأة في ذلك الاتجاه وخاصة في المناطق الغربية والجنوبية من مدينة الموصل التي كانت اشبه ما تكون منعزلة عما يشهده قطاع المرأة من تغيرات في المناطق القريبة منها شمالا في اقليم كوردستان او جنوبا بأتجاه بغداد، وكانت كما تكون غائبة عن العالم مما تركت وستترك اثارا كبيرة مستقبلا لن تتوقف مع مرور جيل اخر يتواصل بشكل فعال وايجابي مع العالم والمحيط.
داعش من زواج النكاح الى بيع وسبي النساء :
قبل دخول تنظيم داعش الى مدينة الموصل وسيطرتها على غالبية المناطق التابعة لها كان التنظيم قد طبق او اعلن تطبيق ممارسة زواج النكاح لمقاتليه في سوريا ، وبعدما سيطر التنظيم  على الموصل وبقية المناطق افرزت نوعية اخرى من المشاكل الصعبة التي ليس من السهولة تجاوز اثاره الاجتماعية والنفسية في فترة قصيرة هي تلك الممارسات التي جاءت مع سيطرة التنظيم على المدينة ومن ابرزها :
-   جلب القادة الاجانب لنساء من خارج المدينة ومن خارج المجتمع الموصلي معهم كجواري وما تركه الامر من اثار نفسية على المجتمع ومن ثم ما بعد تنقل او قتل هؤلاء اصبحت مئات النساء من هذا المجال لايعرف مصيرها او ماذا حل بها يعتبر تحديا ليس من السهل تجاوزه في فترة قصيرة، حيث توجد الان مئات النساء من ارامل الحرب لقادة داعش الذي قتلوا وكانت بمعيتهم نساء من خارج الموصل او خارج العراق تحديدا  .
-   توافد اغلب قادة التنظيم المحليين الذين سيطروا على مفاصل الحياة الى المدينة وجلبهم مئات النساء الايزيديات معهن كجواري وسبايا ومن ثم عمليات البيع والمشاكل التي نتجت عنها وما تزال مستمرة، تشكل عائقا جديا وصعبا العمل على الاثار التي نجمت عن هذه الممارسات او التي ستنجم  بأعتبارها انتهاكات فاضحة وتتنافى جميع مبادىء حقوق الانسان والاعراف السماوية والمجتمعية، خاصة انه في الفترة الاخيرة كشفت الكثير من الاجراءات التي نفذها التنظيم بهذا الخصوص وفق المحاكم الشرعية من عتق الرقبة او الاقرار ببيع السبايا باعتبارهن ملك الدولة الاسلامية وما الى ذلك من مجريات قائمتها طويلة تتطلب اعادة النظر في تلك التشريعات وكيفية رفعها من عقول الناس قبل رفعمها من صفحات سجلات المحاكم . اذ تشير الاحصاءات الخاصة بهذا الموضوع بأنه لايزال هناك حوالي 1800 أمرأة وطفل ايزيدي في الموصل لايعرف مصير غالبيتهن، والكثيرات منهن تعرضوا الى ابشع ممارسات والاعتداءات التي تتنافي والقيم الانسانية من ممارسات التعامل في منازل وبين عوائل داخل الموصل الى بيوت مقار تنظيم داعش ، وما ترك هذا الامر على مجمل النساء في المدينة بين من ساندت هذا القرار ومن رفضت ايضا، فكم صعب ان ترى المرأة قرينتها تتعرض للاعتداءات وهي تعرف بالامر ولاتستطيع ان تفعل شيئا، خاصة ان تبعات والاثار الناتجة عن هذا الموضوع مستمرة وستؤثر على العلاقات الاجتماعية بين المكونات المختلفة وداخل نفس المكون، فيما اذا لم تبادؤ المؤسسات النسوية مباشرة بمساندة الضحايا والدفاع عن حقوقهن ومجددا ستتراجع  مكانة المرأة في المجتمع لسنوات طوال وتباين الواقعي الحياتي بين النساء انفسهن فأذا لم تنبري المرأة الموصلية للعمل بهذا الاتجاه لن يكون التخلص من الاثار التي نجمت عن سبي نساء الايزيدية بسهولة .
-   موضوع النساء الروافض وما نتج وسينتج عنه من اثار نفسية واجتماعية ليس من السهل تجاوزها اذا هناك المئات من النساء التركمان الشيعة مصيرهن مجهول اصبحوا في قبضة التنظيم، واذا كانت المرأة الايزيدية قد تجرأت وتجاوزت بعد تحررها اصبحت تواجه القيود النفسية والاجتماعية  وساعد ذلك احتضان المجتمع الايزيدي لها فيما قريناتها لاتزال في المجتنمع الشيعي في الموصل غائبة من هذا المجال – نحن نتحدث عن مصير اكثر من اربعمائة امرأة مصيرهن مجهول ومئات اخريات تأثرن وسيتأثرن بالموضوع  الى جانب عدد غير قليل من النساء المسيحيات اللواتي اصبحوا جواري في قبضة التنظيم ومصير اغلبهن مجهول.
-   من المواضيع التي تشكل تحديا كبيرا بالنسبة للناس في المدينة  هي القرارات والتشريعات التي تم فرضها على النساء من قبل التنظيم والتي ارجعت بالمرأة الى سنوات وقرون مضت، وبعضها غريبة على المجتمع من خلال المحاكم الشرعية ليس من السهولة مواجهتها وتتطلب جهودا كبيرا للعمل عليها، فالتشريعات  والقرارات الخاصة بحكم السبي او الارث او معاملة النساء  وفرض اعراف اجتماعية لاتتنافي والواقع الحالي سيكون تحديا كبيرا مستقبلا فيما يخص كيفية مواجهة هذه التشريعات والتوعية بضرورة عدم اتباعها.
-   من المواضيع والمجالات المهمة التي تركت وسيترك داعش أثر كبير عليه هو فرض ممارسات خاصة بالمرأة في أحقيتها بالعمل في قطاعات دون اخرى – الفصل في التعليم  وعدم السماح لها بالدخول الى اقسام علمية بعينها – فرض نوعية معينة من العمل في الدوائر الحكومية – اجبارهن على ارتياد المساجد والجوامع وفرض الزاوج على الارامل، كل هذه الامور ستكون بمثابة تحدي كبير للمؤسسات العاملة في مجال المرأة مستقبلا، ولن يكون سهلا التخلص من هذه التركات.
ومن الامور المهمة التي تخص هذا المجال  ايضا هو منع دخول الفتيات لبعض الاقسام العلمية  في الجامعات والمعاهد او منعها من ممارسة بعض الاعمال او منعها بالكامل العمل خارج المنزل، هذا الى جانب الممارسات الخاصة بمنع الفن والموسيقى ، وهي رغم سخافتها ألا انها ستترك اثارا كبيرة على صعوبة عودة النساء بسهولة الى واقعها الطبيعي ومكانتها الحقيقية، فالمقررات التي فرضت بالقوة يجب ان يكون هناك تحرك كبير في تجاوزها وألا فان تحقيق الاستقرار لن يكون سهلا لانه دون ضمانة حقوق ومكانة المرأة في المجتمع فان الاستقرار لن يتحقق وهو ما يتطلب على المنظمات غير الحكومية من الامن وضع الخطط والسياسات الضرورية التي بأمكانها تجاوز هذه الوقائع التي فرضت من قبل تنظيم داعش على النساء وفقا للمقررات الدولية وخاصة 1325 القرار الذي يؤكد على دور المرأة في الامن والسلام .
= هذا المقال مخصص لمنظمة تمكين المرأة WEO – اربيل – ضمن مشروعها في رفع الوعي بحقوق المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع .
*خضر دوملي -  باحث في حل النزاعات وبناء السلام والاعلام ومختص في شؤون الاقليات وقضايا المرأة والنازحين واللاجئين.

24
مكانة المرأة الايزيدية في الصراع ضد تنظيم داعش في العراق
خضر دوملي*
مع سيطرة وغزو تنظيم داعش الارهابي لمنطقة سنجار – شنكال التي تعد ثاني اكبر مركز للايزيدية في العراق والعالم من حيث عدد السكان وحجم وموقع ومكانة المنطقة ، ظهرت الى السطح لاول مرة للعديد من القطاعات والمهتمين مكانة المرأة الايزيدية(1) ، التي اصبحت الضحية الاكبر  للصراع المستمر من صيف 2014، والى الان وباتت الارقام التي تخص خطف النساء والاغتصاب والاعتداءات التي تعرضت لها تشكل صدمة للعالم المتحضر،، لكن رغم هذه المأساة الكبيرة والتضحيات المستمرة اعطت المرأة الايزيدية صورة اخرى مهمة لتحدي المظالم التي تعرضت لها، اصبحت على ضوئها مصدرا للعشرات من الكتاب والباحثين للكتابة عنها وتوجت بتبوء نادية مراد الناجية الايزيدية الاشهر سفيرة للنوايا الحسنة من قبل الامم المتحدة (2) مع اظهار الايزيدية الاهتمام بالمرأة بشكل اثار اعجاب المؤسسات المعنية .

مكانة المرأة الايزيدية في المجتمع
تاريخيا واجتماعيا للمرأة الايزيدية مكانة مهمة من عدة اتجاهات، من أتجاه كون ادارتها للمنزل ولشؤون العائلة لها مقبولية، وتوافق عليها ومساندة لها كعرف اجتماعي، اقتصاديا ساهمت منذ الازل مع الرجل في ادراة شؤون المنزل وتوفير المورد المعيشي والعمل في الحقل والمزرعة، كما انها تبوأت مكانة دينية ايضا حيث ترى نساء وهن يمارسن دور الارشاد الديني في معبد لالش، المعبد الرئيسي للايزيدية الذي يقع الى شرق دهوك 45 كم، او ادارة شؤون المزارات والمعابد، وفق عدة مسميات .
 الجانب الاخر المهم هو قبول ونجاح المرأة الايزيدية في ادارة شؤون المجتمع وفي هذا الشأن تعتبر ميان خاتون الاميرة الايزيدية المحنكة التي قدمت نموذجا رائعا لادراة شؤون الايزيدية في فترة حرجة – بداية اربعينات القرن الماضي ولغاية منتصف الخمسينات منه، حيث لعبت دورا رئيسا مع العديد من الاطراف الرئيسية الحكومية والدينية في العراق، وذاع صيتها باعتبارها أمراة قوية اشارت اليها العديد من المصادر التاريخية ابرزها كتاب جون كيست عن الايزيدية (3) . وفي الوقت الراهن استمر مسلسل تبوء المرأة الايزيدية للمناصب السياسية وبدعم من المجتمع الايزيدي ومساندته حيث اصبح لها مكانة مهمة  في الدور النيابي، وشغلت امينة سعيد التي حصلت على جائزة مهمة من الخارجية الامريكية على دفاعها عن حقوق المرأة ومساندة النساء الايزيديات الناجيات من قبضة داعش، ثم النائبة فيان دخيل التي اصبحت شخصية مهمة على مستوى العالم ، نالت العديد على الجوائز باعتبارها نقلت معاناة شعبها الى المحافل الدولية، ولم يتوقف مسيرة التواصل في المسيرة السياسية فاصبحت المرأة الايزيدية عضو في مجلس المحافظة في نينوى ودهوك وبدعم واسناد مجتمعي، ثم مستشارة للمحافظ في نينوى السيدة عروبة بايزيد اسماعيل (4)، هذا جانب تولي المرأة للعديد من المناصب في شؤون الادارة لمختلف المستويات وكأستاذة جامعية ومديرة مدرسة ورئيسة قسم وغيرها من المراكز الادارية، هذا الامر في وقت كانت مكانة المرأة تتراجع لمجتمعات مجاورة للايزيدية وتفرض عليها ارادة غير ارادتها ورغبتها. حيث اعطت هذه الصورة رؤية واضحة للايزيدية في دعمها للمرأة وضرورة ان تكون لها مكانة ودور وصوت في مستويات عدة، هذا الى جانب انتشار صوت واسم المرأة الايزيدية ضمن تنظيمات وحركات سياسية في اوروبا وصلت الى البرلمان الاوربي من خلالها مثل فلك ناز في المانيا .

من ضحية للارهاب الى العالمية
 في صبيحة الثالث من آب اغسطس 2014  وقع الايزيدية ضحية لأكبر تنظيم ارهابي عندما هاجم تنظيم داعش الارهابي على الايزيدية واستطاع بمعاونة ومساندة جيران الايزيدية من قتل الالاف وخطف 6040 أمرأة وطفل ورجل كبير في السن بحسب احصاءات رسمية من المديرية العامة لشؤون الايزيدية في اقليم كوردستان، الذين كان نفوسهم قبل تلك الهجمات اكثر من ( 550000) الف نسمة وفقا للمديرية (5)، الضحايا الذين وقعوا في قبضة تنظيم داعش الارهابي مورست بحقهم ابشع صنوف الارهاب والاعتداءات ابتدأوا ببيعهن بابخس الاثمان وفتح الاسواق الخاصة لبيعهن وشرائهن وصولا الى فتح السوق الالكترونية الخاصة ببيع وشراء الفتيات، في وقت يجاهد العالم لانصاف المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع في قرن حقوق الانسان وضمانة حقوق المرأة، كانت الفتيات الايزيديات ولازلن سلع تعرض على صفحات الكترونية يتم الاشارة الى مزاياهن  وعرض صورهن لكي يتم المزايدة عليهن (6).
ان المآسي الكبيرة التي عانتها المرأة الايزيدية جراء خطفها من قبل تنظيم داعش الارهابي، وثقت من قبل العديد من المنظمات الدولية بأنها ابشع جرائم ترتكب بحق النساء بدءا من عملية الخطف والممارسات اللاحقة التي اندرجت تحت مختلف مستويات انتهاكات حقوق الانسان، من سجن انفرادي، وجماعي، والتعذيب وباساليب عديدة، تجويع، بيع، سبي، اذا ان جميع الفتيات البالغات تعرضن للسبي ولاكثر من مرة غالبيتهن، الى ان وصلن اعلى عدد حالات بيع النساء لأربعة عشرة مرة، تلاقفها سبع رجال سعوديون، اربعة اخرين تونسيين، وليبيي، وفلسطيني وثلاثة عراقيين، الى جانب البيع كسبايا تجددت ظاهرة العبودية ايضا، اذ اجبرت العديد من النساء المتزوجات ان يصبحن عبيد – إماء في منازل ومقار تنظيم داعش في الموصل والرقة وحلب والشدادي وتلعفر والفلوجة والحويجة والبعاج، يعملن في ظروف قاسية جدا، الى جانب ممارسات الاعتداءات الجنسية واجبارهن على ترك ديانتهن واعتناق الاسلام عنودة وفرض عقوبات في حال لم يلتزمن بالصلاة والصوم، وصلت اخرها الى عرض صورهن على مواقع خاصة تعمل تحت اشراف التنظيم كسلع تباع وتشترى في مواقع تسمى – سوق الخلافة- سوق السبي الالكتروني (7).
ان هذه الممارسات المجحفة والبربرية بحق المرأة الايزيدية لم تزل لدى البعض بأنها غير صحيحة ولايمكن ان تحدث، في وقت وصل عدد الذين استطاعوا النجاة لغاية منتصف شهر آب 2014 الى (953 ) ناجية الى جانب اكثر (1700 )من الاطفال والرجال ( 8).
هذه المآسي والعيش تحت رحمة النزوح وفي مخيمات لاتتوفر في العديد منها ظروف العيش البسيطة، لم تتوقف المرأة الايزيدية مكتوفة الايدي، بل سارعت الى مواكبة العالم، والتواصل في سبيل ان توصل رسالتها والعمل من اجل مساندة ومساعدة الجهات ذات العلاقة في دعم الناجيات الايزيدية، اذ انخرطت المئات منهن في صفوف قوات بيشمركة كوردستان ومع الذين يقاتلون في جبل سنجار ضد تنظيم داعش الارهابي، حيث اعطت هذه الصورة مكانة مهمة لها ثم توجه العشرات منهن للعمل مع المنظمات الدولية، وهو الامر الذي عزز مكانتها في المجتمع وبدأت تدريجيا تتواصل مع مراكز القرار، حيث برزت اسماء لامعة كناشطات نسويات اوصلن اسم المرأة الايزيدية للمحافل الدولية توجت بحصول الطبيبة نغم نوزت حسن على جائزة وزير الخارجية الامريكية للمرأة الشجاعة التي تساعد قريناتها من النساء، وصولا الى حصول الناجية الايزيدية الشهيرة ناديا مراد على لقب سفيرة للنوايا الحسنة من قبل منظمة الامم المتحدة وسط ترحيب دولي كبير باعتبارها ضحية وتحولت الى مدافعة وصوت للنساء لكل العالم، وهي خطوة مهمة ستصبح فيها المرأة الايزيدية ليست تدافع عن مأسيها فقط، بل النساء في بلدان اخرى، وستوصل ناديا مراد صوتهن الى مراكز القرار كما فعلت من اجل نساء بني جلدتها، الى جانب اسم ومكانة ناديا كانت اخريات كثيرات ولايزلن شاركوا مع المؤسسات الاعلامية في نقل معاناة ومآسي المرأة الايزيدية الى العالم ، وهي مستمرة بهذا التوجه على عدة مستويات مع قيام اخريات بتشكيل منظمات نسوية او مجاميع للعمل الطوعي.
ان هذا الوعي والاهتمام من قبل المرأة الايزيدية بمجتمعها، والنهوض رغم الماساة الكبيرة لهن  اذ قيام العديد من الفتيات الناجيات بالمساهمة في ايصال معاناتهن الى مراكز القرار الدولية ضمن فعاليات ومؤتمرات عديدة، بينت ان هؤلاء كسروا حاجزا مهما للصمت الذي كان يلف النساء في الشرق الاوسط عندما يتعرضن الى الاعتداءات، وبدءوا بنقل معانتهن بأنفسهن، وهي الصورة التي لم تتوضح بعد لدى المؤسسات المعنية كما انها لم توظف بشكل مهني من قبل المنظمات النسوية العالمية، فقيام العديد من النساء والفتيات الناجيات بالمشاركة في افلام وثائقية او مؤتمرات والحديث عما جرى لهن ونقل مطالب وصوت النساء المختطفات من قبل تنظيم داعش لعالم وصولا الى اكبر مراكز القرار العالمي ( الكونكريس الامريكي والامم المتحدة ) مثل بازى وسلوى وبهار ونوهات واخلاص وغيرهن، بينت قوة المرأة الايزيدية وتعزيز مكانتها في المجتمع، اذ كان الاستقبال المهم للمجتمع لها بعد النجاة، والبيان المهم من قبل المرجعية الدينية الايزيدية بضرورة ان يتم استقبالهن ومساعدتهن ومساندتهن لكي يعودوا للاندماج في المجتمع، وعدم السماح لاحد بأن يقرر مصيرهن ومستقبلهن، كان له وقع كبير ليس فقط على الشأن المحلي بل تم تقييم وتثمين هذا الموقف والبيان من قبل اعلى المؤسسات الدولية، بأعتباره خطوة مهمة لمساعدة النساء الناجيات من قبل تنظيم داعش (9).
ولكن رغم المأساة المستمرة ألا ان النساء الايزيديات يواصلن تقديم صورة مميزة عن تحديهن للعالم، اذ لم يكن معروفا عنها هذه القوة ، وصلت الى درجة زواج الناجيات والبدء بتشكيل الاسر او عودة المتزوجات الى حياتهن الطبيعية وممارسة الاعمال اليومية والانجاب ، هذا الامر الذي لم يأخذ صداه الواسع في وسائل الاعلام ولا في تقارير المنظمات المعنية (10).

رؤية مستقبلية لمكانة المرأة الايزيدية
 ان الاشارة الى المظالم التي تعرضت لها المرأة الايزيدية، وعرضها ضمن مسيرة المعاناة المستمرة لها، تبين صعوبة الموقف التي هي عليه الان، اذ لاتزال حوالي الفي أمرأة واكثر من الف وسبعمائة رجل وطفل في قبضة تنظيم داعش تبين مدى التحدي الكبير الذي تعيشه، فهؤلاء الذين في قبضة التنظيم ويعيشون ظروف لايمكن تصورها، أمهاتهن وشقيقاتهن ينتظرن لحظة تحررهن، وعودتهن للعيش معهن.
لكن وفقا لمكانتها الحالية في ميزان الصراع، وبعد تحرير عدد من المناطق الخاصة بالايزيدية الى الشمال من قضاء سنجار وشمال غرب محافظة نينوى، مثل ناحية سنونى والبلدات التابعة لها، ينتظر ان تكون لها مكانة مهمة في مرحلة مابد الصراع، وان يكون لها صوتها ومساهمتها في حل النزاع وتحقيق العدالة، ينتظر ان تنقل هي متطلبات واحتياجات الضحايا الناجيات، او ذوي الضحايا المفقودات.
 ان مساهمة المرأة في عملية تعزيز الامن والاستقرار وبناء السلام في مناطق النزاع قد اقرت وفقا المقررات الدولية ، فالقرار 1325 والقرارات اللاحقة بتنفيذ بنود ذلك القرار ، يوضح بصورة مهمة اهمية دور المرأة في بناء السلام، وفي نزاع مثل النزاع والصراع الذي اصبحت المرأة الايزيدية جزء تكتيكي وضمن استراتيجية النزاع التي بدأت به داعش في المنطقة، اذ لم يكن خطف النساء و بيعهن وسبيهن عملية اعتباطية بل جاءت ضمن خطة ممنهجة استعد لها قبل الثالث من شهر آب 2013  وتبين ذلك بوضوح من خلال افادات العديد من الناجيات وشهاداتهن التي وثقت من قبل العديد من النشطاء وخاصة في كتابنا ( الموت الاسود ) (11).
عليه فان تعزيز مكانة المرأة الايزيدية في مرحلة ما بعد الصراع تعد المهمة الاكبر لتعزيز مكانتها، وهو ما ينتظر على المؤسسات الدولية والمعنية العاملة في تلك المناطق القيام بدورها، في تأهيل وأعداد المزيد من النساء حتى يكون لهن دور في لجان تحقيق العدالة وبناء السلام، حتى تنقل هي معاناة قريناتها، وتؤشر لمطالبها والتعويضات المناسبة لواقعها، و اقرار المشاريع الخاصة بتأهيلها وتطوير مقدراتها الحياتية، على المجتمع الدولي والمؤسسات الحكومية المعنية ان تكون للمرأة الايزيدية بأعتبارها الضحية الاكبر  للصراع ضد تنظيم داعش الارهابي، مكانة مهمة في مؤتمرات وجلسات خاصة بتحقيق المصالحة او اقرار التعويضات، وصولا الى المساهمة والمشاركة في وضع خطط العودة واعادة البناء والاعمار لمناطقهم التي دمرت، والمؤسسات الادارية والمدنية وتوفير الامن . ولتحقيق هذا الامر لابد ان تكون هناك المزيد من دورات اعداد وتأهيل النساء القياديات التخصصية وخاصة تأهيل الناجيات من قبضة تنظيم داعش، وتزويدهن بمهارات الحوار والتفاوض، وما يقع عليها من المسؤوليات في مساهمتها في تحقيق العدالة والعودة لممارسة حياتها الطبيعية، كما على المؤسسات النسوية والجمعيات والاتحادات ان يساندوا المرأة الايزيدية في ان توصل هي صوتها لمراكز القرار، وتعمل معهن في صف واحد لأن التي تعرضت للاذى وعانت تلك المعانات القاسية في قبضة داعش، فقط هي تعرف الالم وكيف تتجاوزه وتعود لممارسة دورها الطبيعي في الحياة.
هوامش ومصادر الدراسة
1-   كارثة شنكال – مجموعة بحوث ودراسات اعداد لجنة البحوث والدراسات في الهيئة العليا لمركز لالش الاجتماعي والثقافي – دهوك آب اغسطس 2016.
2-   بيان منظمة يزدا في الرابع والعشرين من اب اغسطس 2016 حول الاعلان عن تعيين ناديا مراد سفيرة للنوايا الحسنة للامم المتحدة متوفر على موقع منظمة يزدا WWW.YAZDA.ORG .
3-   جون كيست، الحياة بين الكرد..تاريخ الايزديين، ترجمة: عماد جميل مزوري، (أربيل:2005)، ص394.
4-   تبوء أمرأة ايزيدية لمنصب مستشار محافظ نينوى – موقع بحزاني 2012 WWW.BAHZANI.NET 
5-   تقرير اخر احصائيات المديرية العامة لشؤون الايزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان في ذالذكرى الثانية لكارثة شنكال – سنجار 3 – 8 – 2016 .
6-   لقاء ومتابعة مع الناشط بهزاد فرحان وعبدالله شريم الذي يعمل في انقاذ الايزيديات من قبضة داعش حول احدث ممارسات داعش بحق النساء الايزيدية – دهوك تموز 2016 .
7-   لقاء ومتابعة مع بهزاد فرحان و عبدالله شريم – سبق الاشارة اليه.
8-   تقرير اخر احصاءات المديرية العامة لشؤون الايزيدية – سبق الاشارة اليه.
9-   بيان بابا شيخ الايزيدية بخصوص مساندة ومساعدة النساء الايزيديات من قبضة داعش – شباط 2015 نسخة مرفقة مع الدراسة وبيان فارنسيشكو موتا منسق بعثة الامم المتحدة في العراق حول بيان موقف المرجعية الدينية للايزيدية في مساندة الناجيات من قبة تنظيم داعش الارهابي اذار 2016.
10-   الناجيات الايزيديات – حفل جماعي للناجيات الايزيديات من قبضة داعش اقيم في المانيا نيسان 2016 – الخبر منقولا  من على صفحات التواصل الاجتماعي وموقع بحزاني الذي تم الاشارة اليه اعلاه.
11-   خضر دوملي ، الموت الاسود مآسي نساء الايزيدية في قبضة داعش، دهوك 2015 .
 
 *خضر دوملي – باحث ومدرب في حل النزاعات وبناء السلام والاعلام وشؤون الاقليات، عضو مركز دراسات السلام وحل النزاعات في جامعة دهوك

25
ضمانة حقوق المكونات في دستور اقليم كوردستان ضمانة لأستقرار دائم للأقليم
خضر دوملي *
 
من المهم الاشارة في البداية ان الوضع الحالي الذي يمر به اقليم كوردستان يعد وضعا شائكا وعصيبا، فالحرب على حدوده الجنوبية التي تمتد لأكثر من الف كم من قبل اكبر تنظيم ارهابي في العالم غيرت واقع الحياة فيه، الازمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الاقليم أثرت على كل مفاصل الحياة، واحتضان الاقليم لأكثر من مليون نازح وحوالي نصف مليون لاجىء أزدادت من أعباء الادارة واصبحت الحكومة اشبه ما تكون مشلولة ، وتأرجح العلاقة بين حكومتي بغداد الفدرالية واربيل الاقليمية وعدم استقرارها مسألة اخرى في غاية التعقيد ليس سهلا ان يتحرك الكورد لوضع قانون اساس  - دستور -  لأدارتهم والتوجبه على ضوئها نحو المستقبل .
 وسط هذه التحديات ينبري اقليم كوردستان لصياغة دستور  يوضح مستقبل وشكل السلطة ونوع نظام الحكم الذي ينظر اليه الكثير  من المراقبين بأنه لو تحقق الامر وفقا لما تخطط له الاحزاب الكوردية فأن نقلة نوعية وتغيرات جذرية ستحدث في الاقليم، ومع هذه الموجة الكبيرة من التحديات تنظر الاقليات – المكونات الدينية والقومية والاثنية في اقليم كوردستان الى مستقبلها بمنظار دستور يضمن هويتهم ويحقق الاستقرار ويضمن حقوقهم  وتصبح سندا نحو مستقبل افضل لهم، في ضوء موجة كبيرة من الهجرة تجتاحهم، الارهاب يستهدفهم، والتهميش يلاحقهم والتغيير الديموغرافي يترسخ في مناطقهم .
وبعدما تشكلت لجنة صياغة دستور الاقليم والتي بدأت عملها منذ اسابيع بات من الضروري الاشارة او تشخيص بعض المقررات الرئيسة التي تضمن مكانة الاقليات الدينية ( الايزيدية – المسيحية – الكاكائية – الزرادشتية – البهائية والصابئة المندائية ) والاثنية والقومية ( الشبك والتركمان والسريان، الكلدان، الاشوريين والارمن) وفقا للمسودة التي نشره برلمان كوردستان في عام 2009 حيث رأينا أنه من أجل تحقيق وضمانة حقوق هذه المكونات ان يتم اعادة صياغة وتعديل بعض البنود الرئيسة التي تؤدي في النهائية الى ضمانة مكانة ومستقبل وهوية هذه المكونات بعدالة، ووفقا للقوانين والمقررات الدولية التي تدعو الى ضمانة حماية حقوق الاقليات وبالتأكيد فأن ضمانة هذه الحقوق في دستور  كوردستان سيكون عاملا مهما لأستقرار اقليم كوردستان على المدى الطويل، كما ان التمثيل العادل للمكونات جميعها وخاصة الايزيدية في  المؤسسات المهمة سيكون عاملا مهما كي يتخلصوا من الانتهاكات المستمرة التي لحقت بهم على مدى عقود طويلة من الزمن بسبب انتمائهم القومي والديني.
في الجانب الاخر يجب الاشارة بأن الايزيدية والمسيحيين والكاكائية  والتركمان الذين يشكلون النسيج السكاني لغالبية المناطقة المحاذية  للحدود الجنوبية لأقليم كوردستان يعتبرون البعد والعمق الاستراتيجي لاستقرار اقليم كوردستان على المدى الطويل، وعليه لابد ان يكون الدستور تلك المظلة التي تعطيهم الشعور بالامان وبحضورهم ومساهمتهم في مختلف مؤسساته و وجودهم ومكانتهم نحو مستقبل افضل، وبما يؤدي الى وقف الهجرة المستمرة لهم، نتيجة ما تعرضوا له من هجمات وحملات ابادة اخرها التي حصلت بعد غزوة داعش واحتلالها الموصل واطرافها الشرقية والشمالية التي افرغت من المسيحيين  والكاكائية والشبك وغزو سنجار في الـ 3 من شهر آب 2014  التي غيرت الخارطة الجغرافية والديموغرافية للايزديين والمسيحيين، فدون وجود حقوق واضحة وعادلة لهم في دستور الاقليم ستؤثر كثيرا على موضوع مستقبل مناطقهم لأنها لاتزال خاضعة لتطبيق المادة 140 من دستور العراق لسنة 2005 التي لم تنتهي دستوريا، كما انهم سيفقدون فرصة الاعتماد على اقليم كوردستان الذي يعتبر تلك الواحة التي تشهد الان وجود هذه المكونات وأحتفاظها بنسبة جيدة من تلك االحقوق ووجود تشريعات مهمة لصالحهم وقوانين بدأت تصدر تدريجيا تعتبر من المؤشرات الايجابية للاقليم الذي يؤكد دوما في خطابه السياسي والرسمي خارجيا ان اقليم كوردستان نموذج للتعايش وضمانة حقوق المكونات المختلفة، والتي تتطلب من جانب المكونات ايضا ان يتعلموا ويتدارسوا كيفية رفع مشاريع القوانين والمطالب وفقا لما يضمن مستقبلهم وهويتهم، ولذلك فأن  البنود الدستورية التي لها علاقة بهذه المكونات في حال تعديلها لاتعترض على بنود اخرى بقدر انها تعزز من مكانة الاقليات الدينية والقومية والاثنية وتعطي الوجه المشرق لأقليم كوردستان الذي يتوجه نحو المستقبل برؤية مختلفة عما يدور حواليه في الدول المحيطة به، لأن الرؤية التي ينقلها دائما اقليم كوردستان بأنه واحة التعايش بين الاديان والمكونات لن تتعزز نحو الافضل دون بنود دستورية صريحة تضمن تلك الحقوق لمكوناته المختلفة دينيا وقوميا واثنيا ومذهبيا، فرغم ان الاقليم بادر بالعمل من اجل صياغة قانون حماية المكونات من قبل البرلمان قبل اسابيع وهي رغم انها المحاولة الاولى في هذا الخصوص فانها في جانب اخر تعتبر انجازا لاباس به .
ان ضمانة هذه الحقوق في الدستور ستكون عاملا مهما في بناء الثقة بين المكونات، كما انها ستعزز من مكانتهم وبيان رؤية مختلفة في أدارة التعددية والتنوع في اقليم كوردستان من الحكومة، التي لم تستطع ان تتجاوز بعض الصور الشكلية في هذا المجال بسبب عدم أخذ الامور بجدية وعدم وجود مشاريع وحملات بناءة تتجه نحو تعزيز حقوق المكونات، لأنه في العادة،  البلاد التي تتجه نحو الديمقراطية او التي تعلمت صياغة دساتيرها من دساتير تقليدية ان  يكون الاهتمام بحقوق المكونات – الاقليات ليس بتلك المستوى ، عليه فأن دستور كوردستان يعتبر فرصة تاريخية لتعزيز هذا الامر كما أنه سيكون عاملا مهما لبناء المؤسسات وفقا للنسيج السكاني وسيشعر الجميع انهم مساهمون في بناء البلاد ،  لهم  حقوق وعليهم واجبات ايضا ، وهنا قمنا بتحديد بعض  المود او البنود الرئيسة التي وردت في نص مسودة دستور اقليم كوردستان لعام 2009 التي تتخذها لجنة صياغة الدستور كاساس لصياغة الدستور الجديد ولو تم التأكيد على بعض البنود الرئيسة لتي تخص المكونات فأنها ستؤدي الى ضمانة هذه الحقوق لهم بشكل افضل من أي بلد من بلدان المنطقة ووفقا لما يشير اليه اعلان الامم المتحدة لحقوق المكونات الدينية، القومية، الاثنية، القومية واللغوية للامم المتحدة لعام 1992 كما في أدناه وقد تختلف من مادة الى اخرى بخصوص مكون لاخر ولكنها في النهاية التركيز على مكانة وحقوق الايزيدية كنموذج لضمانة تلك الحقوق :
في المادة (2) يرى الايزيدية بان يتم الاشارة الى ناحية ( كرعوزير – القحطانية جنوب سنجار 17 كم ) الى المناطق التي يشملها حدود اقليم كوردستان لأنها ألحقت بقضاء بعاج ضمن حملات التعريب والتغيير الديموغرافي لمنطقة سنجار خلال مراحل مختلفة  في تسعينات القرن الماضي.
في المادة 5 – النص يقول " يتكون شعب كوردستان من الكورد، التركمان، العرب، الكلدان، السريان، الاشوريين، الارمن وغيرهم ممن هم من مواطني اقليم كوردستان"  من المهم الاشارة الى اسماء جميع الاديان  وفقا لما ورد اسمهم في ( قانون رقم 5 لسنة 2015 – قانون حماية حقوق المكونات في اقليم كوردستان )، وهم الاشارة – الاقليات – المسيحية ، الايزيدية، الكاكائية، التركمان، الشبك، الزرادشتية، الفيلية، واضافة الصابئة والبهائية  لأن هذه المكونات الان موجودة في كوردستان ولها مكانتها ويجب التعامل معهم بأعتبارهم من المكونات الدينية  والقومية والمذهبية في اقليم كوردستان، اذ ان الاشارة الى اسماء جميع المكونات سيعزز من وجودها ومكانتها في التشريعات والقوانين  .
 في المادة 6  - " يقر ويحترم هذا الدستور الهوية الاسلامية لغالبية شعب كوردستان – العراق ويقر ويحترم كامل الحقوق للمسيحيين والايزديين وغيرهم ويضمن لكل فرد في الاقليم حرية العقيدة وممارسة الشعائر والطقوس الدينية وان مبادىء الشريعة الاسلامية مصدر اساس للتشريع ولايجوز :- اولا – سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام -  ثانيا :- سن قانون يتعارض مع مبادىء الديمقراطية – ثالثا :- سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور " تتطلب تعديلا فيما يخص موضوع : ان مبادىء الشريعة الاسلامية مصدر اساس للتشريع والبند اولا بأنه لايجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت الاسلام – فمن الضروي ان يتم ايجاد صيغة حتى لايطغى الطابع الاسلامي على هوية الدستور ولاعلى هوية الاقليم في ان تصبح دينية ويمكن ان تكون المادة بمجملها كما يلي (( ويتم سن القوانين بالاستناد الى مبادىء الديمقراطية والشريعة الاسلامية  وبقية الاديان الموجودة في كوردستان -  او – يتم سن القوانين بما لاتتعارض مع مبادىء الحقوق والحريات المدنية )) لان الحقوق المدنية لايوجد فيها ما يتعارض وشؤون الاديان .
للمادة 9  - اولا وثانيا في ان يتم  الاشارة الى ((مراعاة تمثيل كافة المكونات بشكل يتناسب ونسبهم السكانية في اناطة الوظائف)) .
في المادة 12 - نرى بأنه من الضروري ان تتم مراعاة تمثيل جميع مكونات شعب اقليم كوردستان في قوات البيشمركة استنادا لما جاء في قانون حماية المكونات الذي تمت الاشارة أليه فمن الضروري ان يكون للاقليات – مكونات اقليم كوردستان دور في قوات البيشمركة لانه بذلك سيعزز من مسؤوليتهم ايضا في حماية والدفاع عن سيادة الاقليم ووحدته ومساهمتهم في تطوير وتعزيز هذه القوات لكي تصبح سندا لتنمية  الانتماء للاقليم ومؤسساته.
وفيما يتعلق بالحقوق والحريات المدنية والسياسية تأتي في الباب الثاني الحقوق الاساسية ، الفصل الاول ، الحقوق المدنية والسياسية المادة 19 الكرامة والحياة والحرية – تاسعا " لا اكراه في الدين، ولكل شخص الحق في حرية الدين والفكر والعقيدة .... الخ " هي من المواد الاخرى التي تشير صراحة الى ان اقليم كوردستان في دستوره يؤكد على ضمانة  حرية الدين والعقيدة وانه لا أكراه في الدين . ولكن من الضروري الاشارة بوضوح في هذه المادة  بأنه (( يجوز لغير المسلم تغير ديانته وفق ارادته ))  لأنه حق اقر في مبادىء الاعلان العالمي لحقوق الانسان اذ كثيرا ما يصبح هذا البند الدستوري مشكلة لأنه وفقا للشريعة الاسلامية فأنه لايحق للمسلم تغيير ديانته فيتم شمول هذا الامر وما يلحق به لغير المسلمين ايضا.
كما تعتبر المادة 20 – التي تخص حظر كل شكال التميز  على اساس العرق واللون والدين . ايضا من المواد المهمة التي تتعلق بضمانة الحريات الدينية لمكونات اقليم كوردستان لابد من الاهتمام بها في ان تبقى في الدستور وتعزز  بتنظيم ذلك بقانون .
ومن  المهم الاشارة في المادة 23 البند اولا الى ضحايا كارثة سنجار لأن اعدادا غفيرة منهم ايضا اصبحوا ضحية مثل ضحايا عمليات الانفال والقصف الكيمياوي وهذا الامر سيحقق مبدأ المساواة  كما سيشجع ان الرعاية لجميع الضحايا موجودة دون تمييز  ومن المهم تنظيمها بقانون .
ومن الحقوق والحريات المهمة الاخرى التي وردت في مسودة الدستور بخصوص المكونات ماجاء في الفصل الثالث  الحقوق القومية والدينية  للمكونات المختلفة في اقليم كوردستان وتتمثل في المواد :-
المادة 29   "  للاشخاص المنتمين الى احدى المكونات القومية او الدينية في الاقليم الحق في الاعتراف القانوني باسمائهم ولهم الحق في استخدام اسماء الاماكن المحلية التقليدية بلغتهم مع الالتزام بأحكام قانون اللغات النافذ في اقليم كوردستان ، اذ تعتبر هذه المادة سندا قانونيا تعترف وتقر بوجود المكونات ولكن نرى بأنه الافضل الاشارة الى تلك المكونات في هذه المادة بمسمياتها .
المادة 30 – اولا -  "لايجوز فرض احكام الاحوال الشخصية   لأتباع ديانة على اتباع ديانة اخرى " في هذه المادة لاتزال الاشكاليات مستمرة اذ يتم تطبيق الشريعة الاسلامية في ما يخص مسألة ( اسلمة القاصرين ) مثلا و فيما يخص عقود الزواج والميراث حيث يشير البند ثانيا حق المكونات لانشاء المجالس الدينية وأتباع الاحكام الخاصة بالاحوال الشخصية  الخاصة بهم وتعيين قضاة من المكونات في المدن التي يشكلون فيها نسب سكانية كبيرة. ان تطبيق هذه المادة بسرعة ومساعدة المكونات الدينية خاصة (( الايزيدية، المسيحيين، الكاكائية، الصابئة، البهائية، والزرادشتية )) في تقديم مشاريع قوانين الاحوال الشخصية الخاصة بهم سيسهل من تنفيذ هذه المادة بعدالة وستكون انجازا كبيرا لأقليم كوردستان، خاصة ان مسودة قانون الاحوال الشخصية الايزيدية لاتزال تنتظر المصادقة منذ اربع سنوات ، لذلك فأن الاسراع بالمصادقة عليها في البرلمان سيعزز من قوة هذا البند الدستوري .
كما من الضروري ان تكون هناك اشارة واضحة في قضية الحفاظ على الهوية (( الدينية والقومية والاثنية )) في المادة 31  - لانها تستند الى واحدة من البنود المهمة في اعلان الامم المتحدة التي سبق الاشارة اليه بضرورة ان يتم الحفاظ وحماية وتنمية هوية المكونات .
المادة 32 -  اولا  - تجنب الاستبعاد القسري .وثانيا التغيير الديموغرافي. حيث عمليات التغيير الديموغرافي مستمرة سواءا عمدا او دون عمدا فأحيانا باتت العملية تجري من خلال تغييرات ادارية لصالح قضايا سياسة وخاصة الانتخابات واحيانا لاضعاف مكانة المكونات وما يجري وجرى في قضاء شيخان وبعض المناطق الاخرى التابعة للاقليم وخاصة المناطق التي تقع ضمن المناطق الكوردستانية خارج الاقليم والتي تشملها تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي النافذ ،خلال السنوات 2003 – 2014 يعتبر افضل دليل على ذلك عليه لابد من وضع حد لهذا التغيير لأنها تمس مكانة الايزيدية في الاقليم وكذلك المكونات الاخرى وفقا لانتشارها وتواجدها التي عانت من مسألة التغيير الديموغرافي .

تشكيل مجالس للمكونات سيعزز من مكانتها
تشكيل مجالس للمكونات سيعزز حضورها الرسمي في الاقليم ولذلك تعتبر المادة 34 الخاصة بتشكيل مجالس خاصة للاقليات انجازا مهما لابد من الحفاظ عليه وابقائها لأنها تعتبر من البنود المهمة في الدستور والتي من خلالها يكون تأسيس مؤسسة او هيئة لكل مكون او هيئة مشتركة تختص بمراقبة تطبيق الدستور والقرارات والقوانين المتعلقة ب بتنظيم شؤون المكونات وتطويرها من المسائل غاية في الاهمية وستكون حلقة وصل وجسرا للتواصل بشكل صحيح بين القيادة – السلطة والمكونات وهذه المجالس يمكن ان تكون مرتبطة بالبرلمان ولها ميزانية خاصة و بمجلس الوزراء مباشرة لأنه افضل لها ذلك باعتبارها ستكون جزءا من السلطة التنفيذية وتراقب ما يتعلق بالسلطة التنفيذية والاقليات.
الحقوق الادارية والثقافية :-
 من الضروري ادراج اسم الايزيدية  والكاكائية في المادة 35 بما يخص الحقوق الادارية والثقافية للايزيدية والكاكائية ايضا في ان تكون (( يضمن هذا الدستور الحقوق القومية والثقافية والادارية للتركمان، العرب، الكلدان السريان الاشوريين، الارمن ، الايزيدية، الفيلية، والكاكائية بما فيها الحكم الذاتي او الادارة الذاتية حيثما تكون لأي مكون منهم أكثرية سكانية وينظم ذلك بقانون)).
نظام الكوتا سيعزز الاستقرار والمشاركة السياسية :-
 المهم تعديل المادة 41 البند ثانيا "يؤخذ بعين الاعتبار في نظم انتخاب الاعضاء التمثيل العادل لمكونات شعب كوردستان – العراق وضمان نسبة لاتقل عن 30% من المقاعد لتمثيل المرأة في البرلمان" في يصبح او تصبح ، بدلا من يؤخذ ان يتم الاضافة بضمان او ضرورة  ان يكون هناك وفقا لنظام كوتا لتمثيل المكونات في برلمان كوردستان ووفق النسبة السكانية لكل مكون .
ونفس هذ الامر في موضوع المشاركة في السلطة التنفيذية   المادة 72  من الافضل ان تكون  ((يجب  مراعاة التمثيل العادل لمكونات شعب كوردستان في تشكيلة مجلس الوزراء والهيئات التابعة له)).
ومن اجل تعزيز تنمية حقوق الاقليات فيما يتعلق بمشاركتهم في السلطة التنفيذية لابد من الاشارة بوضوح في  المادة 74  (( ان تضمن حكومة الاقليم في اعداد مشاريع خطط التنمية بمراعاة مناطق المكونات )) وفق نظام التمييز الايجابي وكجزء او توافقا مع احد بنود اعلان الامم المتحدة لحقوق الاقليات الدينية والقومية والاثنية واللغوية لعام 1992 . الذي سبق الاشارة اليه لأن موضوع التنمية يعدا واحدا من المواضيع الرئيسية التي توضح مدى الاهتمام بالاقليات، وكذلك تعد عنصرا مهما من عناصر تعزيز الانتماء والغاء التهميش، سيما ان مناطق الاقليات قد عانت كثيرا من الاهمال والتهميش على مر العقود الطويلة من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية 1921  والى الان ، وامثلة الاهمال والتهميش لمناطق الايزيدية في سنجار والمسيحيين في الحمدانية والكاكائية والشبك تعد أدلة واضحة بهذا الخصوص.

التمثيل الخارجي حق ضروري :

 المادة 74 – رابع عشر " اقتراح تاسيس المكاتب الخاصة بالاقليم في السفارات والبعثات الدبلوماسية للشؤون الثقافية والاجتماعية والانمائية وادارتها ويكون ترشيح مدراء المكاتب المذكورة بموافقة البرلمان " ومن المهم ان  تضاف اليها مع مراعاة تمثيل المكونات في تلك المكاتب . لأن قضية التمثيل الخارجي للمكونات امر هام وتعطي الصورة الايجابية للاقليم في اهتمامه بالجميع بمساواة في جميع المؤسسات كما انهم سيكونوا جسرا للتواصل مع غيرهم من المكونات ومع اقرانهم في بلدان تواجدهم، مثلا اقامة الروابط الثقافية بين الايزيدية والارمن في ارمينا وجورجيا، او بين الكاكائية واليارسان  مع ايران، و التركمان مع تركيا وتركمانستان وهكذا بالنسبة للصابئة والبهائية والاشوريين والكلدان .
المشاركة في قوى، الامن الداخلي :
المادة 74 خامس عشر " تنظيم  وادارة قوات البيشمركة ( حرس الاقليم ) لحماية الاقليم والشرطة والاجهزة الامنية وغيرها من تشكيلات قوى الامن الداخلي " مراعاة تمثيل المكونات في تشكيلات ماذكر في هذه المادة – الشرطة والاجهزة الامنية وحرس الاقليم لأنها ضرورية في ان يكون لهم دور ايضا في قوات حفظ الامن والنظام وكجزء من مراعاة الحقوق وفق المعايير الدولية وكجزء من الحقوق التي يجب ان يتمتعوا بها ومن الواجبات التي يجب ان يتحملوها ايضا في ان تتعزز مكانتهم في قوى الامن الداخلي بوضوح والاشارة اليها دستوريا سيعزز تلك المكانة.
المشاركة والتمثيل في السلطات القضائية والمحاكم : -
 يعتبر هذا الموضوع من المواضيع المهمة لأنها ستسد الباب امام الكثير من المشاكل التي تنتج عن تطبيق بنود دستورية مستمدة من الشريعة الاسلامية ( مع جل أحترامنا لها )  على الايزيدية وبقية المكونات الدينية ويأتي هذا الامر بوضوح في المادة 77 – الخاصة بالسلطة القضائية  التي ستضمن وتحقق العدالة لابناء المكونات من خلال تمثيلهم في الهيئات المختلفة المنضوية تحت هذا البند ولذلك من المهم مراعاة وجود المكونات في المحكمة الدستورية ومحكمة التمييز وهيئة الاشراف القضائي والمحاكم بمختلف درجاتها وانواعها وهيئاتها وخاصة في المناطق التي يتواجد فيها المكونات  كأغلبية ان تتشكل محاكم خاصة بهم او يتم تعيين قضاة من اتباع الاديان المختلفة. ويضاف الى هذه المادة مشاركة او وجود المكونات في مجلس الشورى  لأنها مؤسسة مهمة ان يكون فيها ممثلين من جميع المكونات وذلك في  المادة 101  ففي هذه المادة يتطلب ان يكون هناك وجود للايزيدية وبقية المكونات لأهمية مجلس الشورى ومجلس القضاء ايضا حتى يكون لجميع المكونات رأي وتوجه في مسالة تشريع والمصادقة على القوانين واصدار التشريعات مع بعض.
مجالس بلدية للمجمعات-  البلدات  السكنية :
المادة 102  -  بعد تطور الواقع الخدمي في بعض المناطق وبعدما اصبحت المجمعات السكنية بلدات لديها مجالس بلدية  يتم فيها انتخاب  مجالس محلية لابد من الضروري الاشارة اليها في هذه المادة لأنها جزء من عمليات التنظيم والتنمية الادارية وستستد الباب امام الاهمال المتعمد لها احيانا وتضع حدا للتغيير الديموغرافي خاصة  ان غالبية المكونات الان تتواجد في مجمعات سكنية وهي فرصة لأنشاء وحدات ادارية يتمتعون فيها بالغالبية وستحقق وتضمن الكثير من الحقوق الخاصة بهم.
المشاركة في الادارة :
وبما ان الدستور هو المنبر الاعلى لكي يرى جميع المكونات اليات تنظيم امورهم وفق القوانين من المهم الاشارة بوضوح اكثر في المادة 106  اولا :" يراعى في تشكيل المجالس المحلية والبلدية التمثيل العادل للمكونات الموجودة ضمن تلك الوحدة الادارية والبلدية وينظم ذلك بقانون "  من المهم ان تتبدل كلمة يراعى الى يتم تشكيل المجالس وفقا للتمثيل العادل ... لأن هذا الامر سيعزز من موضوعة وقضية الادارة الذاتية  في هذه المادة لاسيما ان البند ثانيا ايضا مرتبط بهذا الامر  .
المشاركة في الهيئات المستقلة :
 فيما يتعلق بالمادة 107  ايضا من المهم الاشارة لتمثيل  الايزيدية وبقية المكونات بشكل عادل وليس مشاركة بعض منهم واهمال اخرين فيه وخاصة في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في كوردستان – العراق والمجلس الاستشاري للشؤون الاقتصادية والاجتماعية . وتأتي نفس الاهمية في مشاركة المكونات  في مجلس امن الاقليم  اذ هناك ضرورة ان يكون هناك تمثيل عادل للمكونات في  مجلس أمن  الاقليم وفقا للمادة 109 لأن هذا سيجعلهم مسؤولين كما غيرهم في صيانة امن الاقليم والمحافظة على استقراره ووجود مختلف المكونات في هذا المجلس سيعطي له القوة المعنوية والعملية الكبيرة.
في النهاية لابد من الاشارة ان هناك الكثير من البنود المهمة التي تؤكد بوضوح مكانة وحقوق المكونات موجودة في مشروع الدستور ولكن مراجعته مجددا وتضمينه للمواد والملاحظات التي تمت الاشارة اليه اعلاه ستزيده قوة وتأكيدا على انه دستور يضمن حقوق الجميع، والى جانب ذلك فأن هذه البنود الدستورية التي تشير بوضوح الى مكانة وحقوق الاقليات – المكونات الدينية لاتقلل من مكانة المشرع الكوردستاني في حال ضمنت الحقوق التي تمت الاشارة اليها لهم، لا بل بالعكس ستكون دافعا لمزيد من الاستقرار وتنمية الحقوق وضمانة حقوق الانسان وسير العملية الديمقراطية في الاقليم على نحو افضل ويصبح الاقليم اكثر مدعوما من الخارج والمؤسسات الدولية، خاصة ان هذه المكونات تشكل وفقا للنسبة السكانية نسبة لابأس بها ، ورغم عدم وجود احصاءات حقيقية عن اعدادهم فأنها لاتقل بمجموعها عن ما لايقل من 20% من سكان الاقليم في حال اصبحت المناطق الكوردستانية خارج الاقليم تابعة لاقليم كوردستان، كما انها ستكون دافعا لمزيد من عمليات التنمية والتطور الحضاري والثقافي الذي يشتهر به اقليم كوردستان الان ومستقبلا . خاصة ان الاهتمام بتراث وثقافة المكونات اصبحت وفقا المنظور الدولي جزءا من هوية البلدان التعددية، واشارة الى تمتع جميع مكوناتها بحقوقها ومسؤولية الحكومة في تنمية تلك الحقوق وحمايتها ايضا ولذلك فانها بحاجة الى تشريعات دستورية واصدار قوانين حتى تصبح تدريجيا اكثر مقبولية وواقعية على الصعيد الشعبي والمحلي المجتمعي نحو الغاء التمييز وتعزيز قبول الاخر المختلف.

ملاحظة 1: ملخص لهذه البنود بما يتعلق بالايزيدية تم تسليمه ضمن المطالب التي تمت مناقشتها من قبل مجموعة شخصيات ناقشت مطالب الايزيدية في دستور كوردستان لأكثر من مرة في دهوك ضمت قضاة وحقوقيين ومحامين ونشطاء وبرلمانيين سابقين .
ملاحظة 2 – تم تقديم ملخص لهذه الورقة في مؤتمر جامعة صلاح الدين الذي عقد في 19 – 20 ايار تحت عنوان ( نحو دستور لاقليم كوردستان ).
ملاحظة 3 – تم الاستناد في كتابة هذا  المقال على مشروع دستور اقليم كوردستان – العراق الذي صادق عليه برلمان كوردستان – العراق بتاريخ 24 – 6 – 2009 . واعلان الامم المتحدة لحقوق الاقليات الدينية، القومية، الاثنية واللغوية والثقافية لعام 1992 ودستور العراق لعام 2005 وقانون رقم 5 لحماية حقوق المكونات في اقليم كوردستان لسنة 2015 وبالتعاون والمشورة مع الحقوقي سعود مصطو ود. سعيد خديدا علو .
*خضر دوملي – مدرب اعلامي وباحث في حل النزاعات وبناء السلام ومختص وناشط في شؤون الاقليات في العراق- khidher.domle@gmail.com

26

تحالف الاقليات العراقية يدعو رئاسة اقليم كوردستان التريث في المصادقة على قانون حقوق المكونات
خضر دوملي
صرح تحالف الاقليات العراقية أن برلمان اقليم كوردستان قد مرر  قانون ( حماية حقوق المكونات  في  كوردستان - العراق ) بصورة مقلقة جدا ، ولدينا مخاوف حقيقية انه لم يتم التعامل بجدية مع القانون مطالبا رئاسة الاقليم التريث في المصادقة عليه .
وقال التحالف في تصريح صحفي  لـ( وكالة بيامنير الاخبارية ) ان برلمان كوردستان قد صادق في الجلسة التاسعة التي عقدت في ال 21 من نيسان 2015 ، ومن خلال متابعتنا والمعلومات التي رصدناها تفيد بأن القانون " يفتقر للعديد من المواد والمبادىء التي تتلائم والمعايير الدولية لحقوق الاقليات ولم يأخذ البرلمان بنظر الاعتبار التوصيات التي قدمها التحالف حول مسودة القانون والتي تمثل الحد الادنى من مطالب الاقليات والتي من شأنها حماية التعددية والتنوع "
واشار التصريح بأنه سبق وان عقد التحالف ورشة عمل موسعة في منتصف كانون الاول 2014 بمشاركة عدد من اعضاء برلمان كوردستان وناشطين يمثلون مكونات اقليم كوردستان القومية والدينية وبحضور ومشاركة خبراء دوليين وخرج فيها المشاركون بجملة توصيات تم تقديمها رسميا الى رئاسة البرلمان تتضمن العديد من المطالب التي تضمن حماية المكونات في اقليم كوردستان وتعزيز التعايش والتنوع "

وناشد التحالف رئاسة اقليم كوردستان التريث في المصادقة على القانون بشكله الحالي، مؤملين أن يكون تشريعه في الاقليم نموذجا لكل العراق والمنطقة، لا ان يأتي بصورة لا تتطابق ما يصبو ويدعو له الاقليم.
وذكر  بان التحالف ينتظر الحصول على النسخة النهائية للقانون التي تمت المصادقة عليها، لتقديم مقترحاته الى رئاسة الاقليم.



27

الاف النساء والاطفال الايزيدية في قبضة داعش لم يحركوا الضمير العالمي ولامراكز القرار
خضر دوملي *
قد لايكون معلوما للكثير من المؤسسات الدولية انه بعد احتلال عناصر ما يسمى بالدولة الاسلامية لسنجار في الثالث من اب المنصرم اصبح الايزيدية من جرائها في حالة يرثى لها، اصبح صوت وصرخات نسائهم الذين اخذوا سبايا للمجاهدين يهز جدران السجون والمنازل التي يؤخذون اليها كجاريات، ونواح الامهات في كل مكان يردد على اسماع كل متابع، والمجتمع الدولي يصمت جراء هذا المشهد الحزين.
احتلال داعش لسنجار ليس المدينة وحدها بل عموم منطقة سنجار الاستراتيجية الشاسعة على الحدود السورية العراقية فتح الكثير من الملفات على جرائم عناصر الدولة الاسلامية وملف خطف النساء والاطفال احداها لايزال قليل الاهتمام، لابل ان بعض المؤسسات أخذت موقفها من تصريحات امريكا بعدما فتح طريق آمن لنزوح عشرات الالاف من الاشخاص من جبل سنجار التي اشارت بأنه لم يعد هناك الكثير من الايزيدية في خطر كنهاية لاحتلا داعش لسنجار لأنهم لايعرفون سنجار ولاجغرافيتها ولا ما قامت به داعش هناك بالتفصيل، مما دعى البعض ان يغلقوا الابواب على ما بقي من ملفات واصبح ملف خطف النساء ليس بالاهمية كبيرة ، خاصة ان (داعش ) بخطفها للنساء الايزيديات دون غيرهن في المنطقة والتعامل السيء معهن يعطي صورة اخرى من صور جرائمهم البشعة للعالم.
الكثير من المتابعين المهتمين بأمور النزاع في سنجار من الذين التقوا بنا ولايزالوا،  لايمتلكون المعلومات الكافية التي تؤكد للعالم ان هناك اعداد كبيرة من نساء الايزيدية والاطفال موجودين في سجون داعش، ولم تصلهم المعلومات الكافية حول كيفية تحريرهم ايضا، ولا المعلومات الكافية حول التعامل معهم كسلع وكيف يأخذنوهم كجاريات وسبايا ينقلونهم من سجن الى الى اخر، من مدينة الى اخرى، يأخذونهم كزيجات او يعاملونهم كـ عبدة لا أرادة لها... ويتسأل الايزيدية هل يعقل ونحن في القرن الواحد والعشرين وتؤخذ النساء كسبايا وعبيدات والعالم المتحضر صامت ساكت؟
تقول احدى اللواتي تحررت " كانوا يأتون الينا ليلا ، وجوههم كوحوش خرجت من عالم اخر، ينتقون النساء الشابات الجميلات، الى منازل يقولون لنا انهم سيأخذونهم  لخدمة المجاهدين، ومن ترفض فأن حزمة من التعذيب النفسي والجسدي ينتظرها".
مشاهد مؤلمة ومشاهد ومواقف لايصدقها العقل ينقلها لنا النساء اللواتي تحررن من قبضة داعش، وتكمل واحدة اخرى ما أدلت به الاولى من معلومات بالقول : " كانوا في غاراتهم الليلية يركزون على الشابات، والصبايا، ويركزون على غير المتزوجات، سمعنا بأنهم ينقلونهم الى منازل وبعضهن عادوا الينا في ظروف سيئة جدا، شاهدت واحدة وقد انتحرت بعدما اخذوها لسبعة ايام في مدينة بعاج الى احدى المنازل، وكنت أعرف اثنتان اخريتان ايضا انتحرتا في الموصل لأن داعش اجبروهم على قضاء الليل معهم في احدى المنازل القريبة من السجن الذي يأوينا".
لم يسمح لها البكاء ان تكمل حديثها فرددت " هل سيقوم أحد بانقاذهم؟ انهم يعيشون ظروفا سيئة، وخاصة الاطفال والنساء كبيرات السن".
 بعدما تحررت هذه واخريات، وباتوا ينقلون للعالم قصص تعذيب وسبي النساء الايزيدية لايزال الموقف العالمي مخجلا، ولايزال الايزيدية ينتظرون ولاتزال الامهات وهن يرتلن الاهات والنواح، يقولون " فقط انقذوا نسائنا واطفالنا من ايدي الكفرة والمجرمين، انهم يعاملونهم كسبايا ويعتدون عليهم ويأخذونهم دون أرادتهم"... هذه كانت صرخة احدى الامهات التي خطفت (داعش) اثنتنان من بناتها وهن لم يبلغن الـ 16 من العمر.
حسب تقديرات قريبة على اثر قيام العديد من النشطاء والمتابعين لملف خطف النساء فأن هناك اكثر من ثلاثة الاف أمرأة وطفل ما عدا الرجال الذين لاتتوفر الكثير من المعلومات عن اوضاعهم واحوالهم من الايزيدية من سنجار اختطفتهم عناصرما يسمى بالدولة الاسلامية ( داعش ) منذ الثالث من اب ولم يتحرك احد لانقاذهم رغم وجود الكثير من الفرص خاصة اذا ما تم قصف تلك المواقع بالطيران العسكري التي يحددها الذين تحرروا،  لأنه بحسب شهاداتهم ووصفهم عندما يتم القصف في مواقع قريبة فأن عناصر داعش تهزم بسرعة وتختفي لفترة طويلة ... كما ان معلومات اخرى تشير بأن تنفيذ عمليات خاصة يمكن ان يساعد على تحرير المئات اللواتي في مناطق قريبة من جنوب سنجار، فهل من جهة تسمع صرخات نساء الايزيدية وهن ينتظرن فلذات اكبادهن؟، ماذا لو كان هؤلاء الالاف من النساء والاطفال من اوربا او امريكا ؟.
*اعلامي وباحث في مجال النزاعات والاقليات

28
داعش تسبب في خلافات عشائرية في البعاج وتأكيدات نازحين عن قيام تلك العشائر بقتل وخطف الايزيديات
خضر دوملي
قالت مصادر مطلعة ان خلافات كبيرة بدأت تتوسع بين بعض العشائر العربية المؤيدة والمعارضة لوجود داعش في قضاء البعاج بعد حدوث اشتباكات بينهم اسفرت عن قتلى وجرحى مع تأكيدات من نازحين عن مشاركة هذه العشائر المؤيدة لداعش بقيامها بخطف وقتل الايزيدية.
واشار مصدر مطلع من قضاء بعاج ان الاسبوع الماضي شهد عدة مناوشات وخلافات وقعت بين افراد من عشائر الشمر ( المعارضة لداعش ) وعشائر المتيوتا ( المؤيدة لداعش ) في شرق البعاج وتشهد هذه الخلافات توسعا بحدوث مناوشات بينهم لأكثر من مرة على ضوء خلافات على قيام عشيرة المتيوتا بمهاجمة عدد من القرى ونهب ممتلكات المواطنين والاستيلاء على المباني الحكومية .
وبين المصدر الموجود في البعاج الذي رفض الكشف عن هويته بأن "الخلافات باتت تتوسع كل يوم ويتوقع ان تصل الى القتال بعدما اطلقت عشائر المتويتا النار على مواطنين من عشيرة الشمر الذين اعترضوا على تصرفات عشائر الميتوتا وخاصة ابنائها الذين يقاتلون مع داعش الذين قاموا مطلع الاسبوع الماضي بمهجمة منازل ومبانى في مناطق تواجد الشمر.
 الى ذلك افاد مصدر في جبل سنجار بان "هذه الانباء صحيحة وشهد الاسبوع الماضي حدوث المناوشات لأكثر من مرة بينهم بعدما قامت عصابات داعش مدعومة من عشيرة المتيوتا بالاستيلاء على ممتلكات المواطنين الذين غادروا اطراف بعاج شرقا وشمالا "
 واضاف بأن " هذه الخلافات بدأت تتوسع  في جنوب سنجار والبعاج ولايستبعد ان تتوسع الخلافات الى حرب مستمرة بينهم لأن تصرفات داعش وعشيرة المتيويتا باتت تشكل استياءا كبيرا لدى عشائر الشمر الذين يعترضون على تصرفات داعش و قتلها للمواطنين العزل"
وبين المصدر بأن " داعش تريد استثمار الخلافات العشائرية لفرض سيطرتها، ولكن عشائر الشمر باتوا يرفضون علنا ممارساتها وخاصة بعدما قاموا بالاستيلاء ومهاجمة مواطنين من الشمر في اطراف بعاج الشرقية وشهدت المناوشات التي وقعت مطلع الاسبوع الماضي سقوط جرحى ايضا "
وتابع بأن " الخلافات بين داعش والعشائر العربية في بعاج بات يتوسع لأنهم اصبحوا على علم ان ما تقوم به لايستمر وانه لايتعدى ممارسات عصابات سرقة و نهب، اذ يوصلون ذلك الامر لنا ويؤكدون ان هناك الكثير من ابناء العشائر الموجودة في بعاج وخاصة الشمر من الذين يعترضون على افعال داعش الاجرامية بخطف وقتل الايزيدية ولكن بسبب وجود تأييد من قبل عشائر المتيويتا ومساعدة العديد من الافراد من عشائر موجودة في سنجار سنعلن عن موقفها ودورها السيء في قتل وخطف وسبي النساء الايزيديات قريبا  فأنهم مستمرين على ممارساتهم التي لاتتعدى السرقة والنهب والقتل".
وتعتبر منطقة جنوب شنكال – سنجار والبعاج مناطق تواجد هذه العشائر وبحسب مصادر تابعت احتلا لداعش للمنطقة فانها تلقت دعما كبيرا من عشيرة المتيوتا وبععض العشائر الاخرى الموجودة في المنطقة. ومنذ احتلال  داعش لسنجار في الـ 3 من اب 2014 تتوارد الاخبار عن مساندة العديد من افراد العشائر العربية و بعض الموالين لهم لداعش وقيامهم بقتل وخطف ابناء الايزيدية والاستيلاء على ممتلكاتهم وحرق منازلهم دون ان يأخذ هذا الموضوع الكثير من تسليط الاضوءا من قبل الجهات المعنية و وسائل الاعلام بحسب مصدرنا في جبل سنجار وعدة مصادر اخرى تتابع موضوع احتلال داعش لسنجار .
من جهة اخرى أكد العديد من النازحين من جنوب سنجار انهم  شاهدم افراد من الشعائر العربية  الموجودة بالمنطقة وخاصة عشائر المتيوتا يساندون داعش ويقدمون لهم الدعم وكانوا اول الذين قاموا بقتل الايزيدية وخطف بناتهم، اذ يقول خديدا خلف رشو من (كرعزير – القحطانية )  انه شاهد مع دخول داعش كيف قام افراد من عشائر المنطقة يعرفهم من وجوههم و من اسمائهم بقتل رجالنا و سبي نسائنا وخاصة المتويتا.
واضاف خديدا " شاهدت كيف قام هؤلاء المجرمين بمساندة داعش وقتلوا رجالنا حال دخولهم الى البلدة  وكيف قاموا بسرقة ونهب ممتلكاتنا وثم لاحقا بعدما تحدثنا مع بناتنا ونسائنا المخطوفات ان اكثر الذين قاموا بتلك الممارسات واهانة وسبي النساء كانوا افراد من عشائر المنطقة، واكدوا ايضا بانهم ساندوا داعش في خطف العديد من الفتيات الى خارج منطقة سنجار بأتجاه سوريا"
واوضح خديدا " للاسف خانوا الزاد والملح والعشرة الطويلة بيننا وخانوا مبادىء الجيرة والاعراف العشائرية عندما خطفوا نسائنا وقتلوا رجالنا لابل كانوا المساندين لخطف الاطفال ايضا "
 مبينا بأنه "لدينا الكثير من القصص والادلة التي تتحدث عن خيانة ومساندة هذه العشائر لداعش مع وجود افراد جيدن بينهم لم يقبلوا بما قامت به داعش يتصلون بنا ويطمئنون علينا ولكن اعتقد انه لا احد يستطيع ان يقف في وجه تلك الممارسات سوى عشائر شمر التي ترفض ممارسات داعش و ممارسات العشائر الموالية لها وخصا عشيرة الميتوتا التي كان دورها سيئا جدا تجاه الايزيدية بمساندتها لداعش وجرائمها في المنطقة عموما وضد الايزيدية بشكل خاص"
وقال " اذا كان بينهم صوت شريف ليخرج الى العالم ويستنكر تلك الممارسات,ان كانت عشائئر المتويتا ترفض ممارسات داعش لتقوم بتحرير فتياتنا،،، لكن للاسف لم يقوموا رغم انهم قادرين على ذلك".

29

وبحً صوت المسؤولين في بغداد تجاه كارثة سنجار وابادة الايزيدية
خضر دوملي

خلال الثمان سنوات الماضية كان ولايزال هناك اكثر من مسؤول ايزيدي في بغداد من نواب للبرلمان وشخصيات اخرى يتسابقون في الظهور بوسائل اعلام عراقية ويصدرون البيانات التي تحدث الفوضى في وسائل الاعلام ردا على تصريح او تفسيرا لبنود عدم توزيع قطع اراضي بان السبب عدم تطبيق المادة 140 من الدستور  او لمهاجمة هذا النائب او تلك النائبة لأنها قالت كذا وكذا.
 كان هناك ايضا ولا يزال العديد من البرلمانيين الكورد، بعضهم او اكثرهم  على الاغلب كانوا يدفعون فئة الـ ( مئة  او خمسون دولار ) لصحفيين مغمورين و هواة يقدمون صورهم في شاشات الفضائيات مع تقارير لا نفع فيها ولا معلومة ،،، بحً صوت اغلب هؤلاء مع اندلاع كارثة سنجار وابادة - جينوسايد الايزيدية، ، ، ، لا اعرف هل ابقى هؤلاء بعضا من نقودهم وعلاقاتهم لهكذا يوم ؟ ام ان الذين كانوا يقبضون منهم قد نسوا هؤلاء .
اكثر من شخصية كانت تظهر كل يوم احيانا وبين يوم واخر في اي موضوع كان في بغداد في نشرات الاخبار لمحطات التلفزيون التي تبث من بغداد الى درجة ان بعض الصحفيين من الاصدقاء كانوا قد سموا بعضا منهم ( معاميل كل يوم – كأنهم اصحاب محلات بيع الخضار ) بحً صوت هؤلاء واختفوا واذا ظهروا هنا وهناك فأنهم كالعادة لايقدمون المعلومة الصحيحة ولا الجملة المفيدة .
اعضاء مجلس النواب العراقي و بعض المسؤولين الاخرين الايزديين في بغداد اذا استثنيا ديوان اوقاف الايزيدية التي ترسل المساعدات مشكورة منذ بدء الكارثة والى الان باستمرار....  فيما المسؤولين السابقين المتقاعدين خاصة، دورهم ضعيف جدا جدا بما يرتبط الامر بابادة الايزيدية، كان المفروض عليهم يقيموا الدنيا ولايقعدوها في بغداد، كان عليهم ان يقدموا كل يوم تصريحا مثيرا للجدل يهاجمون الحكومة العراقية التي دورها السيء جدا، والفاشل المخزي جدا، فيما يتعلق بقضية ابادة الايزيدية.. كان على الاقل يضغطون على وزارة الهجرة والمهجرين في بغداد كي تقوم بالاسراع في توزيع منحة المليون دينار على جميع النازحين،،، أليس هذا جزءا من واجبهم،، أم ان لافائدة ولامنصب من الركض وراء هكذا موقف ولذلك لايتحركون؟؟!! .. كان عليهم ان يضغطوا ليزيدوا المنحة لأن مليون دينار لايعني شيئا مقارنة بما قدمه الايزيدية وبقية المكونات العراقية من قرابين نتيجة السياسة الفاشلة للحكومة العراقية تجاه الاقليات بشكل عام والايزيدية بشكل خاص.
 عشرات من المسؤولين الكورد من اعضاء البرلمان بحً صوتهم واختفوا في دهاليز بغداد كأن الذي  يحدث في سنجار لايعنيهم ، ، ، هل يوجد اكثر من اهانة شرف شعب بسبي نسائه وخطف اطفاله وكهوله و قتلهم وتفجير اجسادهم وانتم هناك تمثلونهم لاتتحركون صامتين؟؟ ، وان كانت لكم موقف وتصريحات فهي قليلة وقليلة جدا ولاترتقي لحجم وهول الكارثة،،،، كان المفورض عليكم ان تحتجوا في الشوارع وتوقفوا جلسات مجلس النواب وتعتصموا بداخله الى ان يتم عمل شيء يعيد للحكومة العراقية بعضا من كرامتها التي اهانتها داعش بخطف نساء الايزيدية وبيعهم و نقلهم من موقع لاخر كأننا في عصور الجاهلية وجواري الامراء .
اذا كان مسؤولي الحكومة في بغداد لايرون في كارثة سنجار قضيتهم،  كان عليكم ان تطرقوا كل الابواب، تخاطبوا كل الدول باسم الايزيدية وبقية الاقليات الذين انتخبوكم لكي تطالبوا بتدخل دولي فوري لأنقاذ ابناء هذا البلد الاصلاء من براثن داعش وتضغطوا على الامم المتحدة كي تتحرك  وتتدخل وترسل قوات حفظ السلام لوضع حد لابادة الاقليات العراقية و مكوناته الاصيلة.
لايزال الوقت امامكم لكي تفعلوا ما يتطلب الموقف منكم، لكي تقوموا بما يريح ضميركم تجاه النساء اللواتي فقدن بناتهن وهن الان بين ايدي المجرمين اذلين لاضمير لهم،،، والابناء الذين تركوا ابائهم بيد داعش يمتثلون بجثثهم،،، أي ضمير تحملون اذا لم تتحركوا بقوة تهز دوائر السياسة العالمية تجاه هكذا كارثة؟؟، أي ضمير  تحملون اذا بقيتم ساكتين ؟؟ – كل وزراء و برلمانات العالم تحركوا وتحرك وجدان البشرية بكارثة سنجار ... ألا  المسؤولين في الحكومة العراقية قالوا ولم يقروا، صرحوا ولم يدينوا ، يخفون رؤسهم في الوحل الذي تركه داعش في العراق يتصورون ان الناس سيغفرون لهم وقفتهم المخزية هذه.


30

قوة دولية لحماية الاقليات او فناء مستمر  !!
خضر دوملي*
عندما توقفت السيارة و رمى الاطفال انفسهم حال وصولهم  امام قاعة لالش 2 المركز الذي نستقبل النازحين فيه في بلدة شاريا بمحافظة دهوك التي تأوي اكثر من خمسة وعشرين الف نازح..  ونزل بعدها الرجال والنساء من سيارة صغيرة مليئة بالاشخاص 43 من اربعة عوائل - اسرعتن لأستقبالهم من الاصدقاء الاخرين الذين كانوا يتواجدون هناك - وعندما قالوا انهم قادمين من الجبل  تباطأت كثيرا في طرح الاسئلة  اردت ان يتنفسوا و يستنشقوا هواءا نقيا على الاقل كانت ملابسهم توجه خطابا للضمائر الحية في العالم وتقول أين انتم من ابادة الايزيدية المستمر ؟
.. وبعدما طرحت الاسئلة تبين ان الكارثة مستمرة  هناك كما اقول ويقول العديد من الاصدقاء  والمتابعين ... من وجوههم كان حجم المأساة واضحا وكانت ملامح النساء والاطفال تقول انقذوا البقية الباقية من الموت والابادة ؟.
هنا ليس علينا القول .. من يتحرك اكثر ؟؟  من يتحرك لكي تدخل القوات الدولية الى  شنكال - سنجار وتجعلها محمية  دولية أمنة ؟؟  أليس من مهمة الامم المتحدة الحفاظ على الشعوب الصغيرة وحمايتها. . أليس من حقنا ان ندعو العالم لكي يتدخل لأيقاف الكارثة وفقا لاعلانات الامم المتحدة واعلانات اليونسكو و الجمعيات والمنظمات المنظوية تحت  رايتها  التي تدعو الى ضرورة الحفاظ على الاقليات وهويتها و وجودها ؟؟؟ فدون وجود قوات دولية فان فنائم سيستمر لأن الذين قتلوهم وسرقوا اموالهم وممتلكاتهم لايزالوا هناك اقوياء ، لايزالوا يحتفظوا بنسائنا كسبايا ينقلونهم من منطقة الى اخرى ، لايزالوا يسرقون وينهبون  ممتلكاتنا ويدمرون مزارتنا و يعيثوا في الارض فسادا .
العالم مدعو لحماية الايزيدية وعلى دول العالم ان لاتتوقف وتتفرج على موت الايزيدية البطيء  لأنه عار عليهم اذا لم يوقفوا  هذا الموت والقتل و الابادة المستمرة ...   النزوح المستمر للعوائل من جبل سنجار دليل اكيد على صمودهم هناك ودليل اكيد انهم ينتظرون العالم لكي يتدخل لينقذهم ،،، وجود الايزيدية هناك وصمودهم وقتالهم لأكبر تنظيم ارهابي في العالم رسالة للضمائر الحية بالتدخل  ودعم مطالب الايزيدية بجعل سنجار - شنكال منطقة امنة ،،، ليس هذا فقط بل الاعلان عن حملة دولية واسعة النطاق لأعادة اعمارها بعد تحريرها بسرعة ، لأنها منكوبة ومهمشة ومنسية منذ عشرات السنين  والتأكيد على نشر قوات حفظ السلام في حدود الايزيدية والاقليات الاخرى من المسيحيين والشبك والكاكائية .
ليكن خطاب الجميع بالتوجه لتدخل دولي لحماية الايزيدية وفق مبادىء ومقررات الامم المتحدة وألا فان الجهود التي تبذل هنا وهناك  لن تسفر عن اي جهود عملية  لاسيما ان قتل وخطف الايزيدية مستمر...  وليكن خطاب جميع المكونات العراقية الصغيرة القابلة للذوبان في بحر الابادة الداعشية  يصب في العمل من اجل نشر قوات حفظ السلام  على طول انتشار مناطقهم من سنجار الى كركوك شاءت الحكومة العراقية او رفضت .
•   اعلامي وباحث في شؤون الاقليات والنزاعات وبناء السلام 

31
مقالة (رأي – منبر حر) بقلم رئيس الاتحاد السويسري السيد ديدييه بوركهالتر ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد بيتر ماورير


العنوان: سويسرا واللجنة الدولية تتحركان بمناسبة مرور 150 عاما على اتفاقية جنيف الأولى من أجل الارتقاء بمستوى احترام القانون الدولي الإنساني


أبرمت اتفاقية جنيف الأولى بشأن تحسين حال الجرحى بالقوات المسلحة في الميدان قبل 150 عاما بالضبط وكرست في القانون الدولي مبدأ ضرورة الحفاظ على حد أدنى من الإنسانية حتى في زمن الحرب. وقد ساهمت آنذاك كل من سويسرا واللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في تعزيز القانون الدولي الإنساني على الساحة الدولية وهما اليوم تسعيان للارتقاء بمستوى احترام هذا المبدأ في كل أنحاء العالم لأنه لم توضع بعد أي آليات فعالة تمكن من ضمان هذا الاحترام.

ومن الجلي أن الحروب المعاصرة لم تعد تمت بصلة لمذابح القرن التاسع عشر. وكانت عمليات القتال في ذلك الزمن تجري في ساحات مخصصة للمعارك، لكن شيئا فشيئا أصبحت تدور رحاها في قلب المناطق المأهولة بالسكان. وأصبحت الحرب التقليدية بين جيوش الدول المتحاربة استثناء، والقاعدة هي النزاعات غير الدولية. وصار المدنيون اليوم هم الضحايا الرئيسيون في النزاعات المسلحة.

وقد واكب القانون الدولي الإنساني هذا الواقع المتغير. ولما كانت الدول تدرك هول المعاناة والدمار المريع نتيجة الحرب العالمية الثانية، فقد اتفقت عام 1949 على أن تدرج في اتفاقيات جنيف الأربع حماية شاملة لجميع الأشخاص الذين لا يشاركون أو كفوا عن المشاركة في عمليات القتال، كالجنود الجرحى أو المرضى وأسرى الحرب والمدنيين. وتم التوقيع على ثلاثة بروتوكولات إضافية عام 1977 وعام 2005 مكملّة لهذه الاتفاقيات التي تشكل القاعدة الأساسية للقانون الدولي الإنساني . وقد عمت اليوم على نطاق واسع إدانة استخدام أسلحة معينة مثل الأسلحة البيولوجية والكيميائية والأسلحة العنقودية والألغام المضادة للأفراد. ويفرض القانون قيودا كافية لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر من وحشية الحروب. وأحرز أيضاً بعض التقدم في تنفيذ القانون مثل تدريب الجنود أو الملاحقة الجنائية فيما يخص جرائم الحرب الأكثر جسامة، ولا سيما بفضل إنشاء المحكمة الجنائية الدولية.

ورغم كل هذا تصلنا كل يوم من أرجاء العالم كله تقارير وصور فظيعة تشهد على معاناة لا توصف ناجمة عن النزاعات المسلحة. وتحدث هذه المعاناة في الغالب بسبب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني تعزى إلى إخفاقنا جميعاً. فلقد تعهدت الدول في المادة الأولى المشتركة بين اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 بأن تحترم أحكام الاتفاقيات و"تكفل احترامها في كل الأحوال"، لكنها لم تهتم حتى الآن بتوفير الإمكانيات اللازمة للوفاء بتعهداتها. وكان موطن الضعف في القانون الدولي الإنساني منذ أن أبصر النور هو افتقاره إلى آليات تتيح احترامه فعلا. وإن موطن الضعف هذا هو الذي يسبب غالبا الموت والأهوال للسكان الذين تعصف بهم الحروب.

وتتميز مبادئ القانون الدولي الإنساني بأنها ذات قيمة عالمية. غير أن وجودها ليس مضمونا للأبد، ولذلك ينبغي بذل جهود مستمرة. وربما سيفقد أي قانون صلاحيته تدريجيا إذا ظل يتعرض للانتهاك بانتظام دون أن يثير ردة فعل حقيقية. ويصعب أن يتصور المرء جميع عواقب هذا المنحى على ضحايا النزاعات المسلحة.

ولهذا السبب دأبت كل من سويسرا واللجنة الدولية منذ 2012 على عقد مشاورات مع جميع الدول بغية تحديد أفضل طريقة لتعزيز احترام القانون الدولي استنادا إلى تفويض أوكله إليهما المؤتمر الدولي الحادي والثلاثون للصليب الأحمر والهلال الأحمر. وهما على قناعة بأن الدول تحتاج إلى محفل يتسنى لها خلاله أن تتخذ معا التدابير اللازمة لتعزيز احترام القانون الدولي الإنساني. ويمكن أن يشكل هذا المحفل حافزاً للدول كي تبحث في سبل الوفاء بالتزاماتها، بشكل منتظم وممنهج. وقد يتيح مثل هذا البحث إمكانية التوصل تدريجياً إلى رسم صورة عامة للأوضاع تعكس تنفيذ الالتزامات وما يطرحه ذلك من صعوبات. ومن هذا المنطلق يمكن للدول أن تتخذ أخيرا التدابير اللازمة لتعزيز تطبيق القانون، مثلا عبر تبادل الدعم لتطوير المهارات والقدرات المطلوبة للوفاء بالالتزامات. ويمكنها أيضا أن تتبادل المعلومات وتشجع على اتخاذ التدابير الأكثر فعالية لتحقيق هذه المهمة الشائكة في غالب الأحيان.

وقد يتيح أيضاً إنشاء محفل للدول تهيئة الظروف المواتية لضمان أن تكون هذه الأشكال الجديدة من الحروب (في ما يتعلق مثلاً بتكنولوجيات التسليح) خاضعة للقانون وليس العكس. ولهذا الغرض، لا بد من إقامة حوار منتظم بشأن مستجدات القانون الدولي الإنساني. ومن المهم كذلك أن تتوفر للدول آلية مناسبة تسمح لها بالرد في حالات الانتهاك الجسيمة للقانون الدولي الإنساني بغية الحيلولة دون تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلا وبغية حماية المدنيين من أي معاناة أخرى. وسيكون مجديا بوجه خاص أن توضع آلية تتيح تقصي أسباب هذه الانتهاكات.

وستقدم سويسرا واللجنة الدولية، تماشيا مع المهمة الموكلة إليهما ، توصيات ملموسة بشأن إقامة هذا المحفل إلى المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي سيعقد في نهاية عام 2015 في جنيف. وستبت الدول عندئذ فيما ستفعله لاحقا في هذا الصدد.

لقد أصبح القانون الدولي الإنساني منذ اعتماد اتفاقية جنيف الأولى قبل 150 عاما أحد الأركان الأساسية في القانون الدولي. وترمي أحكامه قبل كل شيء إلى الحفاظ على ما يميّز البشر، أي الإنسانية. إنه قانون نهائي لا يمكن إلغاؤه ، وينبع عن قناعة ترسخت على مر القرون وعبر مختلف الثقافات بأن لا بد من سّن القواعد إن أردنا ألا تتحول الحروب إلى أعمال وحشية. ويتعين على جيلنا أن يعزز هذه المكتسبات عبر إنشاء إطار مؤسسي يعزز احترامها. كما يحتاج القانون إلى الآليات المناسبة لكي تبرز كل آثاره. ويبدو أن الحل لم يكن أبدا طوال تاريخ البشرية قريب المنال كما هو اليوم، وما يمليه علينا واجبنا هو أن نغتنم هذه الفرصة.

33

من يعيد بناء الثقة بين مكونات العراق؟
خضر دوملي
العراق يمر بمرحلة تاريخية هامة، قتل وتقتيل، سرقة ونهب، تفتيت و تشرد، نزوح وهروب، قتل على الهوية واللاهوية، قتل على التسمية والمناطقية،،،فيما يبدو ان الاوضاع التي تمر بالبلاد وتتسارع الاحداث فيه كأنها تحدث في عالم اخر بالنسبة للحكومة التي لاتعترف بأنها حكومة تصريف الاعمال وبالنسبة للساسة العميان في بغداد كأن الذي يحدث شيء بسيط يمكن ان ينسووه كما ينسسون وعودهم للشعب بين ليلة وضحاها... تذكروا جيدا ان الناس البسطاء ليسوا مثلكم.
البلد يتفتت، والارهاب يعشعش في كل زواياه، التخلف يستقر في النفوس والعقول وهو العائق الاخطر، المواطنون بدؤا يفقدون الثقة في الغد، ومئات الالاف من النازحين تتغير بهم الاماكن كأمواج البحر الهائج كل يوم، والالاف من ابناء البلاد يتركون البلد غير مأسوفين، يحدث كل هذا ولاتوجد اية بوادر بان هناك حلول سريعة ، عجيب امر ساسة بغداد وقادتها.!
كل هذا الذي يحدث لاحد يعترف بمخاطره على المستقبل، عشرات الصور والتقارير التي تتناول وقوع مجازر في البلد، ومصادرة الممتلكات والاستيلاء على البلدات، تنشر كل يوم والساسة منشغلون بنشر الاتهامات والعهر السياسي وعقد اللقاءات والظهور على الشاشات وكأن الذي يحدث في جرف الصخر او تكريت، او القصف على الفلوجة والموصل هو ما يحدث في قارة اخرى لا علاقة لها ببلاد الرافدين كأن تدمير جسر وقطع طريق بين مدينتين امر هين وقطع ارزاق الناس ومصادر معيشتهم امر ايضا جدا هين كما فعله دولة رئيس الوزراء بحق موظفي اقليم كوردستان ولم يخجل وزار احد ابرز قادته !!.
العلاقات الاجتماعية تتفتت واثارها اخطر بكثير من النهب والسرقة، المواطنين الذين كانوا جيرة، يعيشون مع بعض من مئات السنين يتناولون من مائدة واحدة، يتشاركون الاحزان والافراح، على غفلة من الزمن صاروا اعداء لبعضهم، يسرقون ممتلكات بعضهم، ينشرون الاكاذيب عن بعضهم، بحجة ما قاله هذا الراوي او ذلك المفسر او ذلك العالم الرابض في نعيم لايهمه من امر الامة شيء. ... فمن يعيد الثقة التي انهارت بالكامل بين كل المكونات العراقية؟، من يعطي للمسيحي الامان كي يعود الى مدينته الموصل بعد الذي جرى لهم وبعد ان سرق جاره ممتلكاته واثاث منزله وهو يفترشها الان، فيما صاحبها لايجد بما يقي نفسه من قيض الصيف؟، من يعطي الثقة للشبك في انهم سيستطيعون العودة الى الموصل بأمان؟، من سيقول للايزيدية عودوا الى الموصل بأمان؟ـ من يقول للذي هاجر البلاد بسبب العنف والارهاب والطائفية والتطرف الديني ارجع فقد ولت تلك الايام؟ من يرجع لأهالي تلعفر البسمة الى وجوههم لكي يعودوا ويستقروا في مدينتهم ويزوروا مزار النبي خدر الياس كل شباط ؟، من يستطيع زرع الثقة لدى الكورد في بلدروز وطوزخورماتو وجلولاء بأن لا احد سيمسهم بسوء من الان فصاعدا؟ ومن؟ وماذا؟ ومن؟ وماذا ؟ ومن يعمل كي يعود الالاف من ابناء الفلوجة والرمادي وتكريت الى منازلهم بعد موجة عاتية من العنف المستمر منذ حوالي سنة؟؟  من يرجع مئات الالاف من الطلبة الى مقاعد الدراسة؟، من يرجع الاف الموظفين الى العمل كما في السابق ؟ ... من سيعطي الثقة للموظف في اقليم كوردستان ان الحاكم القادم في بغداد سينظر اليه بنفس تلك النظرة التي ينظر اليها لأبنه واقرباءه ولايسرق قوت يومه ومصدر معيشته؟ . من الصعب جدا ان يرجع موظف الى مقر عمله واخر بقي بعدما حدوث موجة القتل على الهوية في الموصل مثلا ، والاثنان كل واحد ينظر  للاخر كأنه من عالم مجهول كيف سيثقون ببعضهم ؟.
هذه هي الاسئلة المهمة؟ هذه الاسئلة التي لايفكر بها قادة الحكومة التي تصرف اعمال البلاد وثروات البلاد  تنهب وهي ساكتة، وابناء البلاد يقتلون وهي ساكتة وصامتة، سجناء البلاد ينقلون من موقع لاخر كي يقتلوا في الشارع وهي لاهم لها.... هذه هي الاسئلة التي على ضوئها يتقرر مستقبل البلاد وليست تلك التي تتعلق بـ من يتولى تلك المسؤولية ومن لايتولى الاخرى، هذه هي الاسئلة التي تحكم على ضوئها بناء المستقبل، واعادة الثقة بين المكونات العراقية التي لم تعد موجودة، اسئلة من يقرر المستقبل وشكله، اسئلة من يعمل من اجل بناء الانسان ووضع الخطط للاستفادة من الخيرات الهائلة في البلاد، فلو احكم ساسة بغداد للعقل فان الخيرات الموجودة في العراق تكفي بناء دول ودول، لأكتفوا منها وسرقوا ما يشبع انف انفهم وعاش الناس بأمان واستقرار ايضا، فقط لو فكروا بأبناء البلد بكل مكوناته قبل التفكير  بـ كم سنة يبقون في كراسيهم ومناصبهم وتركوا الحقد والضغينة جانبا.


34
احاديث من سنجار احاديث عن سنجار
خضر دوملي
تتوارد الكثير من الاحاديث عن سنجار هذه الايام بعد سيطرة (داعش) على حواليها منذ 10 حزيران الماضي، و تمركز قوات البيشمركة الى الجنوب منها بشكل مكثف، فيما احاديث اخرى عن سنجار تنقل لنا توقعات بشأن مستقبلها وما ينتظرها وما لها وعليها .
الاحاديث التي ترد من سنجار هذه الايام بدأت بنزوح عشرات الالاف  من سكان تلعفر الشيعة التركمان اليها وما احدثوه من تغيرات على واقعها، وما اضافوه من صعوبات على سير المعيشة. ولكن رغم ذلك كانت لهم مواقف انسانية مشرفة في استضافتهم ومساعدتهم رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها.
احاديث سنجار تتحدث عن الخسارة الكبيرة لقاء فقدان العديد من ابنائها و استشهاد عدد من ابنائها والمبالغ  الطائلة ( حوالي مليون ونصف مليون دولار ) التي دفعوها لقاء اطلاق سراح 24 من ابنائها من افراد الحرس الوطني وحرس الحدود وفقدان المئات من ابنائها وظائفهم في حرس الحدود والشرطة الاتحادية،  ينتظرون من يقول لهم تعالوا وانظموا لقوات البيشمركة ويتم تنظيمهم لكي يكونوا حصنا منيعا يضاف لذلك الحصن الكبير الذي انشأؤه البيشمركة لحماية سنجار والدفاع عنها.
 احاديث سنجار لازالت تتوارد من اجل ايجاد حل لتوفير المشتقات – بنزين – نفط – غاز بما يساعد الناس هناك على الاستمرار في حياتهم الطبيعة لايكترثون لا لداعش و لماعش ولا لما يدور بالقرب من حدودهم من جرائم منذ اكثر من عشر سنوات .. ينتظرون الكهرباء لتنير شوارعهم وقلوبهم وتزيدهم صبرا و تفاؤلا بالمستقبل .
احاديث سنجار التي تصلنا تشير ان هناك الالاف مستعدين لمشاركة قوات البيشمركة في الدفاع عن قلعة الصمود وصد هجمات داعش وعصابات السرقة والنهب .. مما يشير الى تمسك ابنائها بارضهم وارض اجدادهم و الدفاع عنها افضل واكثر وبشكل اكبر مما فعلوه في الماضي القريب والبعيد .
احاديث سنجار تخبرنا ان الناس يريدون من الكثيرين ان يطمئنوها على ان ابنائهم سيكون لهم مستقبل، و طلاب الجامعات والمعاهد سيجدون الابواب مفتوحة امامهم في الاشهر القريبة القادمة في كوردستان الام ، احاديث تخبرنا ان الناس يريدون ان يعيشوا ببساطتهم، ولذلك يأملون مستقبل افضل لأبنائهم بدلا من الاستسلام للدعايات المغرضة القاتلة، مما يدفعهم لان يسلموا مصيرهم ومستقبلهم لتجار الهجرة خارج الوطن ،،، رغم ان الهجرة حق لكل من يبحث عن حياة افضل ولايستطيع احد ان يسلب ذلك الحق من احد .
الاحاديث عن سنجار كثيرة وكثيرة كثرة  المواقف المشرفة لابنائها منذ عصور سحيقة في عدم افساح المجال لأعدائها بالاعتداء عليها .. احاديث كثيرة عن رؤية المستقبل في ظل ابنائها البررة الذين اليوم يديرون كل الامور فيها من مهندسين ومعلمين ومدراء دوائر وبيشمركة وشرطة واسايش واطباء وفلاحين واعلاميين ينقلون واقع الحياة فيها ساعة بساعة بمواد اعلامية لو لم يكن الوضع كما هو الان في العراق لنالت اعجاب العالم ،، هؤلاء هم بناة الغد .. فلنمدهم بالاعتزاز ، ولنمدهم بالحق والحقيقة ولنسندهم بالافكار الجديرة بأن كل الزوبعة التي تجري حوالي سنجار لن تنال من ابنائها و قوتهم وعزيمتهم ، لنرسل لهم احاديث الامل ونقول لهم، التفكير قليلا بالغد والعمل من اجله يعني الامل ،،، عدم فسح المجال لاصحاب النيات السيئة من احداث التفرقة وشق الصفوف يعني اقوى جبهة ضد داعش ومن يقف ورائها ومن يروج لقوتها ،، داعش ليس لها قوة سنجار واهلها ، بل لابد ان نعرف كيف نتصرف من اجل ابقاء سنجار قوية رصينة صامدة، يجب ان تعرف الجهات المسؤولة جغرافيا الارض جيدا، وجغرافيا السكان جيدا، وجغرافيا نفوس اهلها جيدا وجيدا، يجب على الجهات والمسؤولين عنها وفيها ان يقتربوا من الناس ويجعلوهم شركاء في المسؤولية كي تتعزز جبهة الدفاع عن سنجار والابقاء على ما تحققت فيها من مكتسبات لانها الاساس لغد قريب افضل، فلو لاسامح الله حدثت اشتباكات هنا او هناك، قصف هنا او هناك فان التفكير العميق بان فلول الاعداء لامكان لهم لا على الارض ولا بين السكان يعني مزيد من الثقة بالغد وهي احاديث نريد ان يعرفها من يهمه امر سنجار ومستقبلها لكي يكون الجميع قريبين من بعضهم البعض ومساندين بعضهم البعض بعيدا عن اية توجهات واختلافات.

35
اخر خمسمائة عائلة مسيحية غادرت الموصل واستمرار استهداف مكونات اخرى من قبل داعش
خضر دوملي
تتواصل القصص والاحاديث التي تتحدث عن تعرض المسيحيين الى النهب والاستيلاء على ممتلكاتهم بعد يومين من اعلان ( داعش ) بيانا يدعو فيه المسيحيين اما الدخول في الاسلام او دفع الجزية او التعامل بحد السيف ، مع اخبار تشير ان اكثر من خمسمائة عائلة غادرت مدينة الموصل التي باتت غير آمنة مئة بالمئة لهم وسيأتي الدور على مكونات اخرى وفقا لمصادر رسمية اليوم.
منظمة هيومن رايتس ووتش اعتبرت بيان ( داعش ) ضد المسيحيين  بأنه يشير  بانها دليل على انها تقوم بقتل الاقليات العرقية والدينية "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تقوم بقتل أعضاء الأقليات العرقية والدينية، واختطافهم وتهديدهم، في مدينة الموصل بشمال العراق وما حولها"
وجاء تقرير هيومن رايتس بعد يوم من صدور بيان من داعش تهدد فيه المسيحيين في الموصل : اما بالدخول في الاسلام او دفع الجزية ومعاملتهم معاملة اهل الذمة  او التعامل معهم بحد السيف الامر الذي جعلت موصل خالية تماما من المسيحيين الذين يقطنوها منذ اكثر من الف وخمسمائة عام ويوجد فيها ثلاثين كنيسة  بحسب المطران لويس ساكو .
بيانات الادانة وتصريحات المناشدة من قبل المؤسسات المعنية او المواطنين الذين تركوا المدينة خالي الوفاض لم تقف ( داعش ) في ايقاف هذا الاعتداء الذي وصفه الناشط المدني غزوان سالم بأنه اعتداء ضد الانسانية وضد كل القيم .
واضاف غزوان الذي يعمل في لجنة لمساعدة النازحين شمال الموصل " العشرات من العوائل تركت المدينة في ظروف سيئة ومشاعر من الخوف والحزن لما تعرضوا له من ممارسات سيئة قبل خروجهم من الموصل ، اذ استولت عصابات داعش على كل ما يمتلكون "

تقول الناشطة الاعلامية سناء ماسيوس ان داعش اجبرت المسيحيين على ترك بيوتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم واموالهم ومقتنياتهم وبخلافه عليهم اعتناق الاسلام ،،، ما جعلت الموصل تخلو من مسيحييها واصفة هذا الامر بأنه مؤسف جدا ان يحصل .
واضافت سناء التي تتابع اوضاع اهلها القادمين او النازحين من الموصل بالقول :  لقد تركوا المدينة بحالة نفسية سيئة وامر خروجهم بهذا الشكل يعد بمثابة صدمة كبيرة  لأنهم لم يكونوا يتصورون انه سيتم طردهم من المدنية التي عاشوا فيها متأخين مع الاخرين منذ مئات السنين مع المسلمين وبقية الاديان والمكونات .
سناء اشارت ان " الاوضاع التي عليها تلك العائلات اوضاع مزرية، لاتوجد لديهم الكثير، فقدوا الكثير من الذين يملكونه وجاءوا الى مناطق هي بالاساس بحاجة الى المساعدات الضرورية من ماء وكهرباء وخدمات صحية ."
لذلك تقول سناء " هذا الامر يتطلب تدخل وحماية دولية  لأنه ليس من السهل حماية المسيحيين في المنطقة، وايضا المكونات الاخرى لانهم على مرمى نيران داعش و العصابات الاخرى ،،، هؤلاء لايرحمون وما فعلوه بالمسيحيين دليل تخلفهم، كيف يمكن ان تنتهي مئات السنوات من الجيرة والعشرة هكذا بسرعة، اين صوت رجال الدين المؤمنين الذين يرفضون ان تحدث هذه الممارسات باسم الاسلام "
تهديد ( داعش) للمسيحيين بالخروج من المدينة او دفع الجزية او الدخول في الاسلام جعلت اخر خمسمائة عائلة تغادر المدينة خلال 24 ساعة مما يعني ان المدينة فرغت منهم، الذين كانوا قد سكنوها منذ اكثر من الف وستمائة عام ... يقول دريد طوبيا مستشار محافظ نينوى لشؤون المكونات ان المسلحين قد نهبوا كل شيء من المسيحيين الذين خرجوا من المدينة .
مضيفا ان " مجموع العوائل يكون 210 عائلة من الكاثوليك توجهوا الى بخديدا، 77 عائلة من الارثذوكس ايضا و 56 عائلة توجهوا الى مار متي و 18 عائلة الى برطلة و 13 عائلة الى كرمليس وتلكيف و 36 عائلة الى القوش والشرفية و ثمانية عوائل الى دهوك مع بعض العوائل المتفرقة ليصبح العدد ما يزيد عن خمسمائة عائلة ".
وكانت ، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش  سارة ليا ويتسن قد قالت : "على داعش أن توقف فورا حملتها الشرسة ضد الأقليات في الموصل وحولها. إن مجرد كونك من التركمان أو الشبك أو الأيزيدية أو المسيحيين في أراضي داعش قد يكلفك رزقك أو حريتك أو حتى حياتك".

وقالت سارة ليا ويتسن: "تبدو داعش عازمة على محو أي أثر للأقليات في المناطق التي تسيطر عليها حالياً في العراق. لكن مهما حاول قادتها ومقاتلوها تبرير تلك الأفعال الشنيعة بصبغها بالوازع الديني إلا أنها لا تختلف في شيء عن حكم الإرهاب".
من جانبه قال سيدو جتو عضو مجلس محافظة نينوى انه لايستبعد ان تنشر داعش تهديدات ضد  مكونات اخرى في الايام القادمة لأنها لاتريد ان تشهد الاقليات الاستقرار والامان .
وتابع سيدو " الوضع في الموصل لجميع المكونات الاخرى غير المسلمة و المسلمة الشيعية بات خطرا جدا، ولذلك فان داعش تصدر البيانات و الاوار ضدهم، ويحدث هذا الامر مع الشبك الشيعة من خلال مصادرة املاكهم، كما هددت مؤخرا بعض المجمعات السكنية الايزيدية في سنجار واخافتهم بقصفها بين الحين والاخر ما يعني انها ماضية في رفض وجود اية مكونات اخرى  "

36
مقتطفات مالكية من كلمته الاسبوعية
خضر دوملي
على غير عادته جاءت كلمة دولة رئيس الوزراء نوري مالكي الاسبوعية في 16 تموز 2014 ، غير متزنة، الكلمات تخرج متدحرجة، الجمل رغم اتساقها نصا كانت ضعيفة المعنى ، جاءت كلمته هذه المرة لتؤكد عدم تطابقها  مع كل ما كان يعمل عليه في السنوات الثمان الماضية منذ توليه رئاسة مجلس الوزراء في بغداد، التي اراد المالكي في هذه الكلمة ان تبقى عصية على الارهابين والبعثيين،، الذين يعيثون فسادا فيها ليل نهار على مسمعه ومقربة منه.
يصف دولة رئيس الوزراء ولادة رئاسة مجلس الوزراء بالعسيرة، كما كانت تأتي الكلمات عسيرة من جعبته، وكما اراد ان يعزز توجهاته نحو الاغلبية السياسية كحجة من الحجج الكثيرة ليبرر فشل حكومته في توفير ابسط مقومات العيش في البلاد منذ ثمان سنوات عجاف .
يقول سيادته في واحدة من مقتطفاته الرنانة، انه يأمل ان لاتكون دورة مجلس النواب "تعطيلية" ،، على اساس انه  وحكومته كانا متعاونين جدا  مع المجلس في دورته السابقة .. وابرز دليل على تعاونه هو حضوره المستمر الى مجلس الوزراء ليدافع عن مشاريعه الخدمية العملاقة التي نفذتها اجهزتها الحكومية ورفعت من مستوى المعيشة وانهت الفوراق الطبقية الدينية والاجتماعية والسياسية والمناطقية .
يضيف في فقرة اخرى وصوته كان متحشرجا مرفوعا مخففا، ان على مجلس النواب الاستعجال في اصدار قوانين بعض الوزارات ،،، عجيب امر دولة رئيس الوزراء يبدو انه يتصور انه في بداية توليه منصب رئاسة الوزراء او لنقل في الاشهر الاولى ، ونسي انه مضت ثماني سنوات وسيادته يتولى امور اربع وزارت بالوكالة والنيابة والانابة ،،، ألم يكن حري بك ان تعمل لحل تلك المشكلة يوم نوبت نفسك وزيرا لعدة وزارات ومؤسسات؟ .
قد يبدو ان سيادة رئيس الحكومة يعيش في عالم اخر، وذلك كان واضحا وجليا في طلبه من مجلس النواب الجديد ان يكون متعاونا مع السلطات التنفيذية، ووقف التعاون مع السلطات الطائفية ،،، وهنا نذكر دولة رئيس الوزراء ان – عصائب اهل الحق والميليشات الاخرى التي تعمل تحت أمرتها تصول وتجول في بغداد كما تشاء ،،، يضيف ايضا ان لاتكون سفارات الدول مكانا للمؤامرات، ونسي ان سفارات بعض البلدان القريبة جدا من مقر اقامته توجه العشرات من عصابات النهب والسلب، تقرر وتنهي وتغير الاوامر وفق سياساتها ضاربة اوار حكومته عرض الحائط الكبير الذي يحيط بمجلس الوزراء والسفارات المدللة في بغداد .
كلمة دولة رئيس الوزراء في هذا الاربعاء جاءت غير مربعة، لأنها جاءت متضمنة الكثير من التأويلات، فهو اذ يقول ان من اولويات من يتولى رئاسة الجمهورية هو كحق "للمكون الكوردي" وفق ما قاله ، يجب ان يحافظ على وحدة العراق، بينما في ظل ارادته وسلطته العراق الان يتفتت وسلطته باتت حتى في بغداد مشلولة.
سيادته وهو يمتدح العشائر العربية وما قامت بتوجيه ضربات قوية لداعش، يعزز توجهه في حماية الدولة العشائرية ، لان السلطة التنفيذية لم يعد لها ذلك الدور،،، اكيد انها  نظرية جديدة في ادارة الدول سيتعلمها الكثير من الباحثين من هذه التجربة ويعممونها على البلدان المائلة للديمقراطية .
لكن الاغرب في كلمته هو ان يحتسب الحساب من اختراقات تحدث بين صفوف المتطوعين لقتال داعش ،،، يا سيادة دولة رئيس الوزراء هل من الممكن ان تفسر اذا تلك الاختراقات التي حدثت للقوات المسحلة وكانت سببا في تفتتها وفشلها في الحفاظ على جسور الموصل ،،، التي لو كانت حقا غير مخترقة كان يكفي سد الجسور الخمسة ان يتم حصر فلول داعش في جانب واحد من المدينة .. وكان كل شيء سيتغير ليس كما هو الان في العراق .
واخير تذكر النداء والتصريح الخطير لممثل الامين العامل للامم المتحدة، عفوا سيادة رئيس الوزراء ،،، هذه المؤسسة منذ سبع سنوات تحذر وتوجه النداءات لم تعلق ولم تعمل حكومتك يوما امرا جديا بخصوصها فما الداعي الان لكي تلتفت الى هكذا تصريح ؟
تذكرت كلامه ( كلكم على صفيح ساخن ) فلم عادل امام (رجب فوق صفيح ساخن ) ولاحاجة لمزيد من التعليق ... لان الامر الاكثر غرابة في كلمته هو ان بغداد عاصية على الارهابيين، ولا اعرف هل سمع دولة رئيس الوزراء بتلك المجزرة التي قامت بها عصابات تباركها الحكومة ما فعلته بأناس مدنيين عزل في منطقة الزيونة، التي تكفي كأجابة لكل الكلام المعسول المنمق الذي قدمه دولة رئيس الوزراء في كلمته الاسبوعية .


37
العراق قبل داعش؛ العراق بعد داعش
خضر دوملي
تستذكرنا الاوضاع التي يمر بها العراق في هذه الايام الى زمن البعثفاشي الصدامي اذ كان العراق على شفا الانهيار  فيما ابواق النظام كانت تتشدق بالانتصارات والهزائم التي تلحقها بالامبرالية،،، لذلك فأن قراءة الوضع العراقي قبل داعش وبعد داعش تعطي صورا اخرى ليست ببعيدة عن تلك، جاءت نتيجة السياسات الانفرادية التي تبغي تمشية مقاليد الامور بعيدا عن مصلحة الشعب والبلد بكل السبل الممكنة.
 
قبل داعش وقبل حوالي اربعة سنوات بدأت ماكينة صناعة الاتهامات ( مستشارو دولة رئيس الوزراء)  التي تخضع لسلطته مباشرة واشراف ايران بشكل غير مباشر الى صناعة الازمة تلو الاخرى من اجل ترسيخ نهج جديد للحياة في كل المجالات في العراق ابتداءا من اختيار نوع ولون الجوارب والحجاب للطفلة وصولا الى نهج اختيار مواضيع دراسات الماجستير والدكتوراه،،،،، الاوضع في العراق بدأت بالتأزم بعدما قوى عود المالكي اذ بدأت بأزمة الصراع مع قائمة اياد علاوي بعد  انتخابه بفضل اتفاقية اربيل التي تنكر لها، حول الهيئة الاستراتيجة وما نتج عنها وحولها كمدخل لسلطة تشاركية افشلت بأفضل الصور، ثم تلتها الازمات التي ما ان ينتهي العراق من ازمة حتى يصنعون ويهيئون اخرى، جاءت ازمة طارق الهاشمي، والعيساوي، ثم ازمة اقليم البصرة واقليم صلاح الدين واعتبر الحديث عن الاقاليم من المحرمات الدولية ومن الجرائم ضد الانسانية وفقا للرؤية العراقية التي يروج لها اصحاب الافكار المالكية،،،  ثم جاءت ازمة قوات دجلة قرب كركوك والنفط والغاز مع اربيل، وازمة الموازنة، وازمة الاتهام والعمالة لهذا الحزب او ذلك التحالف بعدما انتفضت الجماهير بوجه الممارسات الاقصائية والتهميش الذي كان ولايزال يمارس ضد المحافظات التي قامت بالتظاهرات،،، وكان قبلها قد تم قمع تظاهرات ساحة التحرير ببغداد، ثم ازمة البيشمركة وصناعة واستخراج وتصدير النفط في اقليم كوردستان، ولم تنتهي ألا بقرار غير انساني تنبعث منه رائحة فاشية تمثلت بقطع الميزانية الخاصة برواتب موظفي اقليم كوردستان ...  وقبل داعش ايضا جاءت ازمة قمع تظاهرات الفلوجة والرمادي بالاسحلة والقتل في خطوة استباقية لكي لايعزز وجودهم في العملية السياسية من خلال الانتخابات النيابية، وبعد داعش في التفكير  في كيفية ايجاد منافذ امنة بأتجاه الحدود الاردنية.
 ففي وقت كان الناس والسياسيين يفكرون بحل أزمة لم تمضي ايام واسابيع ليجدوا في الايام التالية وقد اندلعت ازمة اخرى، ينسون الاولى ليفكروا بالثانية، وهكذا الثالثة والرابعة والى التاسعة ولاتزال.
 
كان هذا شكل السلطة المالكية قبل داعش يتغير ويظهر شكلها الهرم، المتفتت من الداخل ، لتظهر الوجوه على حقيقتها كم كانت تمارس الكراهية ضد ابناء الشعب وتقف بالضد من مصالحه، وليس اقل دليل على ذلك هو ما صرحت به علانية النائب حنان فتلاوي المليئة حقدا،  من انها كانت لمدة اربعة سنوات تقف بالضد من ارادة الشعب العراقي ولم تسمح بأنهاء ازمة المناطق المتنازع عليها لأجراء الاستفتاء وحل المشكلة، التي تعد بمثابة العقدة  نحو بناء السلطة والحكومة العراقية بشكل قوي ، كواحدة من اكبرتحديات تواجه تعزيز الفدرالية في البلاد .
 
قبل داعش عشرات المرات كانت تصريحات دولة رئيس الوزراء بخصوص المادة 140 من الدستور تنبعث منها رائحة التملص والتبجج بالدستور من انها انتهت بعد نهاية 2007 ، ولم يصفه احد بالعمالة والخيانة، واليوم بعد داعش وبعدما انهار الوضع الامني في تلك المناطق وباتت قوات البيشمركة وقوى الامن الداخلي في اقليم كوردستان هي التي تسيطر عليها، يستنكرون  الامر اذا الساسة في اقليم كوردستان قالوا ان المادة 140 قد انتهت ،،، فشتان قبل الحالتين رغم ان دولة رئيس الوزراء قبل داعش بايام قد وافق على الية التعويضات الخاصة بالمرحلين من تلك المناطق وفقا لتصريح من شبكة الاعلام العراقي ..
 
قبل داعش كان سيادة دولة رئيس الوزراء المبجل، القائد الاعلى للقوات المسلحة، في مناسبة وبدون مناسبة يقول انهم يهيئون قوات مسلحة قادرة على حماية العراق،  ويتم تسليحها بافضل الاسلحة والمعدات، وبعد داعش تبين انهم كانوا يهيئون قوات مسلحة،،، عفوا (مشلحة)  من ملابسها ورتبها باسرع مما يمكن، ولم تكن هناك لا افضل الاسلحة ولا احدث المعدات فلم تظهر في الصور غير اسلحة وخردوات قديمة ومدرعات لاتستطيع ان تقف في وجه حاملي بنادق الية وسط الموصل وعلى مشارف بغداد وديالى.
 
قبل داعش كان اغلب الساسة العراقيون عند الحديث عن اقليم كوردستان والفدرالية تنهمر الاتهامات بالعمالة ومن ان الاقليم لايحترم العراقيين ،،، واليوم بعد ظهور داعش وشقيقاتها واخوانها وبعدما اثبتت سلطات اقليم كوردستان العكس، واستضافت مئات الالاف من النازحين من الموصل وتلعفر وتكريت والرمادي والفلوجة من الشيعة والسنة والمسيحيين والشبك والصابئة وغيرها من المكونات، اصيب افواه هؤلاء بالشلل، لايستيطعون حتى الاشادة ولو بكلمة ثناء لتلك السلطات التي كانت في مخيلتهم من انها غير عراقية ولايهمها شأن العراقيين.
 
قبل داعش كانت هناك تصريحات مستمرة من قبل دولة رئيس الوزراء وزير الامن الوطني والداخلية،  من ان الحدود العراقية مقدسة، ولن نتهاون في قطع يد من يمسها، واليوم بعد ظهور داعش من تحت الارض هناك اصبحت تلك الحدود وخاصة باتجاه سوريا  ساحة لمن لاهوية له، اصبحت مباحة من قبل داعش والثوار والمسلحين والارهابيين وقطاع الطرق والمجاهدين،،، واصبحت بعد داعش الحدود مع السعودية قصة اخرى، ومع ايران الدخول والخروج بدون رقيب وحسيب .
 
العراق قبل داعش كان في ازمة كهرباء خانقة اثبتت فشل حكومة المالكي، كانت في ازمة توفير امن عصيبة، واليوم بعد داعش لم يعد هناك حاجة للحديث عن بسط الامن لأن المواطنين يتجولون بأمان بين بغداد والسامراء وبيجي، وبين كركوك وطوزخورماتو وسليمان بيك وبالعكس،،،، وفقا للاوضاع بعد داعش التي تتطلب ان يحمل كل واحد معه الاف الدولات، ووفقا للرتب والمناصب و الانتماءات.
 
العراق قبل داعش كان الحديث عن المجهود الحربي والتطوع للقتال، والجهاد من الامور المضحكة لأنها من بدع حزب البعث، واليوم بعد داعش باتت هذه المجالات ساحات اخرى للفساد الاداري و نهب اموال السلطة، والعودة بالتفكير  الى ايام البعثفاشي عند عمل حملات المجهود الحربي والتطوعي ،،، اليوم تلك الحملات تختلف اذ لاتخرج من اطار الحاق الشلل بمؤسسات السلطة ،، فمؤسسة اعلنت انها تهيئ الاليات للمجهود الحربي، وهي لاتستطيع توفير تلك الاليات لرفع النفايات عن ابواب مؤسساتها.
العراق قبل داعش كان التستر على الجرائم التي ترتكبها المليشيات التي تتبع السلطة امرا مفروغ منه، واليوم بعد ظهور داعش باتت الجرائم تنكشف، وسيأتي يوم اجراء المحاكمات والتحقيقات عن تلك الجرائم البشعة التي يندى لها جبين الانسانية للطرفين لداعش وماعش،، ( ماعش ) حسبما شرحه لنا احد اعضاء مجلس النواب العراقي هي ( المليشيات الايرانية في العراق و الشام ).
وهناك الكثير في العراق بحاجة الى التوثيق يشير الى الادارة الحكيمة لدولة رئيس الوزراء قبل داعش وبعد داعش ماهي ألا تغيرات طارئة، لا يعرف احدى الى متى ستستمر.
 
 

38
اوضاع المناطق الكوردستانية خارج الاقليم  في رؤية تحليلة قصيرة
خضر دوملي *
خلال متابعاتي في الايام الاخيرة للوضع في المناطق الكوردستانية خارج الاقليم ، ظهرت الكثير من التصورات لدي تشير بأن هناك فراغا كبيرا بين الواقع على الارض، وبين رؤية القيادة الكوردية في رئاسة الاقليم وبرلمان وحكومة اقليم كوردستان، و بين الشارع والرأي الشعبي في الاقليم و في تلك المناطق، كما ان هناك جهل كبير لدى المؤسسات الحكومية في الاقليم حول ما يتطلب عليها من دور ان تقوم به تجاه الوضع الجديد.
هناك مرحلة جديدة في العراق بشكل عام وفي تلك المناطق بشكل خاص  التي كان يتوجب ان تحل وفق تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، ولذلك  يجب على كل جهة ان تتحمل مسؤوليتها تجاه التطورات الجديدة والواقع الحالي ، ويجب ان تفكر بالمستقبل اكثر من الواقع الحالي، يجب ان يتم  تعزيز الوجود الكوردي هناك بالعمل على الارض، بتنفيذ المشاريع السريعة، تلك  التي الناس هناك بحاجة ماسة اليها، - حفر ابار لتوفير مياه صالحة للشرب وضع الخزانات وتوفير مادة الكلور - مد شبكة الكهرباء من خلال وضع مولدات متنقلة - تزويد المراكز الصحية بالادوية - وضع لجان تنسيق ومتابعة تعرف كيف تتصرف مع الناس و تساعدهم كي يستقروا نفسيا  وليس ان تتعامل معهم كأن هؤلاء قادمون من عالم اخر!!!! - الناس هناك متعبين جدا، الالاف فقدوا بيوتهم ومنازلهم وليس هينا عليهم تحمل حر الصيف بدون توفر الثلج حتى !!!. تنفيذ المشاريع بسرعة وبسرعة وبسرعة وتقديما الخدمات ليل نهار ،،، انها من  اساليب الثورة والنضال الجديدة .
الجانب الاخر يتمثل في التشجيع على عدم اثارة واقع تلك المناطق في وسائل الاعلام لأنه لايمكن ان نواجه الحملة الاعلامية الشرسة التي تأتي ضد الكورد من العراق وخارجه ،، ولانه لانمتلك اعلاميين جيدين يكتبون بالعربية رؤية الناس والقيادة و حكومة الاقليم بخصوص مستقبل تلك المناطق واغلب الردود يجب ان لاتخرج من واقع العراق الحالي، وان الدستور العراقي وجد الحلول لكل المشاكل ويمكن على ضوءه ان يتم حل تلك المشاكل .
الجانب الثالث يتمثل في التأكيد على ان الوضع في تلك المناطق الان اضطراري ولابد للحكومة في اقليم كوردستان بجميع مؤسساتها ان تساهم في حشد الدعم لتلك المناطق، كل مؤسسة من جانبها – البلديات ترسل اليات رفع النفايات و فتح الطرق و سيارات حوضية توزع المياه النظيفة - الصحة  تقوم بتوفير الادوية و فرق طبية متنقلة- التربية وتوفير البنزين والغاز بسرعة وباستمرار وهكذا بقية المؤسسات - مؤسسة تتبنى توفير المواد الغذائية للذين فقدوا فرصة استلام حصصهم الغذائية - وهكذا لكل مؤسسة مسؤوليتها .
 الجانب الرابع يتمثل في التأكيد على اليات تعزز التنسيق بين المؤسسات الموجودة هناك ومؤسسات الاقليم  ثم الجانب الاهم يتمثل في دعم حكومة اقليم كوردستان لمؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في الاقليم لكي تساهم و تؤدي دورها الوطني والانساني بحشد الدعم و المساعدات و تنفيذ المشاريع العاجلة لتوفير الخدمات للمصابين بالامراض المزمنة و الاطفال وتوفير المأوى لهم  وما الى ذلك ..
الجانب الخامس يتمثل بالتطمينات المستمرة لجميع المكونات في هذه المناطق بأن حرياتهم وحقوقهم ستصان وفق الدستور العراقي الذي يعتبر المظلة الامنة للجميع وعلى ضوءه يجب ان تكون تصريحات و تحركات المسؤوليين السياسيين الى ان يتم ايجاد الاليات الدستورية للوصول الى الحلول .
هذه التحركات اكثر  فائدة ونفعا من استفزاز البعض في تصريحات لايعرفون تأثيراتها المستقبلية،،،،  اقول البعض من الساسة الجدد من الذين لايمتلكون خبرة التعامل مع وسائل الاعلام، لانه علينا التأكيد اننا لانزال في عراق فدرالي ويمكن تدريجيا ان تثمر هذه التحركات الى معرفة الجميع ان خطوات مجيء هذه المناطق الى حضن كوردستان سيكون اكثر سهولة فيما لو استمر التصعيد الاعلامي من قبل بغداد لكي يحثونا على الرد باستفزاز .... اتركوا التصريحات الرنانة والطنانة التي تأتي من بغداد  وتنبعث منها رائحة توجيه التهم  و و و الكاذبة واهتموا بواقع الناس على الارض  لانه الافضل في هذه المرحلة.
*باحث في حل النزاعات وبناء السلام بجامعة دهوك

39
مواقف وكتابات وتساؤلات من سهل نينوى
خضر دوملي
بعد الانهيار الكبير للسلطة في عدد من مدن العراق، ظهرت الكثير من المواقف التي يمكن اعتبارها بانها سيئة الى حد كبير،،، و انتشرت هنا وهناك كتابات كثيرة لاتعبر  ولاتصل الى مستوى المرحلة والتغيرات التي طرأت على الساحة العراقية،،،ما اسفرت عن جملة تساؤلات كثيرة وكبيرة بحجم المشكلة و الازمة تتطلب الوقوف عندها بحزم وخاصة من قبل الكتاب والاعلاميين لأنهم هم من يوثقون هذه اللحظات التاريخية الحاسمة .
كل الاشياء تغيرت في سهل نينوى ، الاسماء والتسميات ، المصطلحات والمواقع ،،، الوضع لم يعد كما كان قبل 10 حزيران ،،، الاجواء الامنية تغيرت كثيرا، الاوضاع الاقتصادية بدأت تنهار شيئا فشيئا، التطورات المتسارعة توضح ان المنطقة امام جملة تغيرات سريعة ومتفاجئة، ما يعني مواقف جريئة وصلبة تعزز من التمسك بهذه الارض وهويتها و تعزيز انتماء ابنائها بمختلف مكوناتهم .
على ضوء هذه التغيرات الكثيرة التي يصعب حتى على اكبر مراكز القرار التفكير بما ستؤول عليه والتكهن بما ستسفر عنه من تطورات جديدة على الارض على ضوء التطورات الحالية الواقعية ،،، لايزال البعض واقول هنا البعض وليس الجميع يدق و يرن ويلحن على اوتار قديمة قذرة ، يسيء الى هذا الشخص او ذاك المكون،  يفسر ذلك الموقف او يدافع عنه بكل العبارات والكلمات التي لاتمت بصلة الى الواقع الحالي ولا الى حضارة وتاريخ و ثقافة المنطقة واهلها الذن يحملون كل الصفات الطيبة و يتحملون قساوة الظروف الحالية ليأتي هؤلاء ويمارسوا دور المعلم و المرشد لهم ماذا يقولوا وماذا يفعلوا ،،، وهو قابع في احدى الغرف البعيدة كل البعد عما يشهده الواقع الحالي من تغيرات متسارعة .
اكثر ما يحتاجه اهلنا هنا في سنجار و سهل نينوى وتلكيف و برطلة وقرقوش وبخديدا  وبعشيقة القوش وشيخان من العشرات ، لا بل المئات من الكتاب الذين يحللون و يفسرون الاوضاع التي تمر بها المنطقة هو كتابات بناءة، تزيد من تمسكهم بارضهم وهويتهم، تكاتفهم و تضامنهم مع بعض، من اجل تفويت الفرصة على الاعداء لشق الصفوف ، هم بحاجة الى كتابات تزيد  تفائلهم بالمستقبل و تصرح بما يجول في خاطرهم من عبارات تعزز الاستقرار  وتعلن و تشير من كان له الفضل في الحفاظ على امن واستقرار المنطقة لقد اصبح واضحا من يريد حماية اهل المقطة وتقديم العون لها، ومن يريد الفتك بها .
مواقف كثيرة برزت للاسف لم يكن وقتها، لايزال الكثير منهم يدندن على الحان الماضي، ويحاول في كل لحظة ان يوجه التهم جزافا الى هذه الفئة او ذلك الشخص، لسنا بقولنا هذا نقف بالضد من النقد البناء و الموجه، ولسنا بالضد من الكتابات التي تؤشر مكامن الخلل وتقويه، بل ما يتطلبه المرحلة من مواقف هير غير التي تعلنون عنها الان، بحاجة الى تساؤلات ليست كتلك التي كانت موجود قبل الحدث الجلل الذي جاء مع العاشر من حزيران ،،، الناس تنتظر منكم مواقف تزيد من التماسك و التعاطف وتناشد المجتمع الدولي لكي يمارس دوره في دعم المنطقة و يشجع على بذل كل المساعدة الممكنة لهم لكي يستطيع الجميع في الوقوف بوجه الاعداء الذين لايرحمون ابدا كل المكونات الموجودة في هذه المناطق ،،، وان قالوا شيئا اليوم فهم سيتخلون عنه في القريب العاجل ، لأن هذا ديدنهم .... ليس كثيرا عليكم ان تؤشروا  بكلمات ايجابية من يدافع الان عن المنطقة، وليس قليلا علينا جميعا ان ندعو الى دعم البيشمركة وقوات الامن الكوردية في ما تقوم به للحافظ على امن واستقرار المنطقة وحياة ابنائها، اذ تسقط كل ضحايا جديدة منهم وكل يقع البيشمركة شهيدا ليأتي بعض ضعاف النفوس ويتهمهم بأنهم السبب فيما يحدث ،،،،، حقيقة هذا امر مؤسف ....
فأن كانت هناك نواقص كثيرة في الماء والكهرباء فلنقترح ونؤشر الخلل ونقدم الاليالت الكفيلة بايجاد الحلول .. المواقف الضرورية في هذه المرحلة افضل لها ان تكون نحو تشخيص المشاكل والحلول بما تتلائم والواقع الحالي،،، وليس نشر كتابات اقل ما يقال عنها بانها لاتوصف بانها تتلائم و المرحلة الحالية واحد الاصدقاء التي اخبرني بان اكتب حولها وصفها بـ الجوفاء ...
 نحن امام منعطف تاريخي مهم وعلى كل واحد منا ان يمارس دوره بشكل ايجابي ،،، والمواقف والتساؤلات كثيرة ،،، ولكن ما يهمنا في هذه المرحلة كيف نزرع الثقة في نفوس الناس ونجعلهم ونعلمهم كيف يميزون بين الدعاية القاتلة والاخبار الملفقة من جهة وبين المواقف الواقعية التي تعبر عن ما تشتهده التطورات على الارض في كل منطقة وكل قرية و كل مدينة او بلدة . امطرونا بكتابات طيبة مليئة بعبق التاريخ ومليئة بالارشادات نحو مستقبل افضل للجميع ..
الى اصحاب المواقع والصحف الالكترونية التي تهتم باخبار و احوال هذه المنطقة .... مارسوا بعضا من الرقابة على تلك الكتابات التي تقف بالضد من توجهات المنطقة واهلها، لاتفتحوا صفحاتكم لتمرير الدعاية لـ ( داعش ) ومن يفكر على طريقة (داعش) ، اوضعوا حدا لتلك الكتابات التي لاتغني ولاتسمن ولاتنفع شيئا سوى انها كتابات مليئة بالاخطاء ، مليئة بالتشهير، مليئة بالحقد،،، الى الكتاب الاصدقاء و الاساتذة والزملاء  انشروا لنا بعضا من المواقف الجيدة، المواقف الانسانية التي ابداها اهالي المنطقة تجاه النازحين  من الموصل وتلعفر،،، استمروا بنشرها كل يوم اكتبوا  تلك القصص الجميلة باختصار التي عبر من خلالها اهل سهل نينوى تجاه الذين فروا من ( داعش ) بدلا من تنشروا التي تعكس تلك الصورة ،،، الى البعض الاخر كفى كذبا .....لايمكن ان يصدقكم احد بان (داعش)  ستوفر الامن والامان لكم ولو كان الامر صحيحا لماذا ترك عشرات الالاف منكم مدينة الموصل ؟؟؟؟؟ .
 انشروا لنا كتابات تشعرنا ان العالم يفكر بنا و مستعد لمساعدتنا وليس تلك التي تجعل الناس بين ليلة وضحاها تبيع كل ما تملك من اجل ان تصبح خارج الحدود وبعدها ليحدث ما يحدث

40
نحو بناء الثقة بين الكورد والعرب اعلاميا

خضر دوملي *
يشهد الوضع في العراق والمنطقة الان تشتتا وتفتتا كبيرا في العلاقات بين مكوناتها وتراجع التواصل فيما بينهم، نتيجة الاوضاع غير الطبيعية والتردي في الاوضاع الامنية في العديد من دول المنطقة بشكل عام وفي الدولة الواحدة منها بشكل خاص.

وسط هذا الامر تشهد العلاقات بين شعوب العراق وسوريا مثلا تشتتا كبيرا، وتزداد التهم فيما يتعلق بالعلاقة بين الكورد والعرب، ورغم الانفتاح الكبير للكورد اعلاميا على المنطقة ، الا انه لاتزال هناك ضبابية في رؤية البعض لابل الكثير من الكتاب و الصحفيين تجاه الكورد وموقعهم في المنطقة وتأثيرهم ودورهم المستقبلي، الى درجة ان اي قرار يتخذه الكورد في العراق وسوريا او تركيا يصبح نافذة لأتخاذ الكثير من ردود الفعل السلبية تجاههم من قبل العديد من الكتاب ووسائل الاعلام المختلفة التي يديرها بعض الصحفيين الذين لايقدرون خطورة ما يقدمونه من تصورات بخصوص هذه الافاق.

هذا الامر يشهد تباينا في المواقف مما يؤثر  كثيرا على بناء الثقة بين شعوب المنطقة اولا وضعف المسيرة الخاصة ببناء المشتركات مستقبليا ثانيا... هذا الامر يتطلب وقفة اعلامية جريئة، ودقيقة، وقفة تراعى فيها التصورات المستقبلية للمنطقة ولما يحمله شعوبها بخصوص مستقبلهم، وماخلفته الدكتاتوريات من سياسات من جروح عميقة في الوجدان لايمكن التخلص منها بسهولة.

الاوضاع السياسية في المنطقة بشكل عام وفي العراق وسوريا بشكل خاص اسفر عن تباعد كبير بين ابناء المنطقة من مختلف الانتماءات، ويظهر هذا الامر بشكل اكثر جلي بين الكورد والعرب. هذا الامر يتمثل بشكل واضح ومؤثر فعلا في العلاقة بين الكورد والعرب في العراق، والتي تأتي على اثر السياسات الخاطئة او التصريحات السياسية غير المسؤولة من قبل العديد من السياسيين في العراق وخاصة في الفترة الاخيرة ، مما انعكس سلبا على مواقف الكثيرين من الكتاب و الصحفيين في اطلاق التصريحات و كتابة المقالات التي يوجهون التهم للكورد جزافا دون معرفة الواقع الحالي للكورد ومكانتهم في المنطقة.

صحيح ان وسائل الاعلام هي المسؤولة للترويج لتلك السياسات وهي التي تنقل هذه التصريحات والمواقف، وايضا بلا مسوؤلية، لكن لابد من التفكير  بالجانب الاخر للقضية، ولابد ان يتم العمل وفق ما ينتظر من وسائل الاعلام في الوقت الحاضر من انها من وسائل بناء العلاقات بين الشعوب، و التي تساهم في بناء جسور الثقة بينهم، وتعزز المشتركات الانسانية فيما بينهم، وتشكيل رؤى مستقبيلة يجتمع حولها الجميع بعيدا عن الانتماءات الضيقة والتعصبية.

 المواقف كثيرة والاراء عديدة ولكن دون الخوض فيها حتى لا نتهم في ابراز موقف دون اخر، ووفقا لما تشهده الساحة السياسية من اراء ومواقف متابينة على سبيل المثال بخصوص الفدرالية وسلطات الاقاليم والعلاقات بين الكورد في سوريا والعراق، نشهد الكثير من التخرصات الاعلامية هنا وهناك، ورغم انها من كتاب لايعرفون او لايقدرون خطورة ما يتناولونه من توجيه التهم للكورد فأن الامر يتطلب في الجانب الاخر رؤية اعلامية قوية ومقتدرة، جهودا اعلامية مؤثرة من اجل تعزيز الثقة بين الكورد والعرب اعلاميا وبناء الثقة فيما بينهم من قبل اصحاب الاقلام المهنية و التي لها باع طويل، و يتطلب ايضا ان يساهموا في افهم هؤلاء بأنهم يرتكبون الاخطاء بحق الشعوب ويؤثرون على الاجيال المستقبلية في زرع الاحقاد والضغينة فيهم.

 صحيح ان المواقف السياسية تتطلب في احيانا كثيرة تغطيتها اعلاميا وهو ما يعني بالجانب الاخر  نقل العديد من التصورات والاراء التي تحمل الانتقاص او التهجم على الاخر، لكن يتطلب ان يكون لاصحاب الاقلام المهنية  دورا في الكتابة بما تساعد على الدقة في اختيار ما يتناولونه وتوجيهها بما يساعد على بناء الثقة و التفاهمات، فالجهل بالاخر وعدم معرفته بالصورة الصحيحة في الوقت الحاضر اصبح عائقا كبيرا امام بناء العلاقات بالصورة السليمة، لذلك لابد للكتاب المهنيين من اصحاب المواقف الانسانية ان يساهموا في تصحيح الصورة وبيان المواقف وفق اسس مهنية في التعامل مع هكذا مواقف. السياسات تتغير، والمواقف تتبدل، ولكن الرؤى الاعلامية المهنية الانسانية الثابتة لابد ان تحمل في طياتها افكارا ومواقف تساعد على بناء على الثقة وفق افاق طويلة الامد من اجل تعزيز العيش المشترك بين جميع مكونات المنطقة بشكل عام، والكورد والعرب في العراق بشكل خاص . وذلك من خلال التخلص من افكار الماضي و تقديم الافكار الحديثة في الادارة وتوزيع السلطات واشكال ونظم الحكم الحديثة واحاطتها بالصورة الصحيحة من اجل استقرار دائم لعموم شعوب المنطقة وحقها في العيش وحقها في تقرير مصيرها وشكل الحكم الذي يلائمها وضمانة حقوقها .
*كاتب  اعلامي وباحث في مجال بناء السلام وحقوق الاقليات.

41
الاعلان عن مسودة لدستور اقليم غرب كوردستان في اربيل

اعتبر مسؤول الاعلام في المركز الكردي للدراسات والاستشارات القانونية – ياسا ان مسودة الدستور التي اطلقوها في اربيل تعتبر خطوة مهمة لسد الفراغ القانوني الذي يشهده اقليم رؤزئافا وليس له علاقة بموضوع الادارة الذاتية التي يقوم بها مجلس شعب كوردستان هناك الان .
وقال محمد ميرو  ان المسودة جاء التفكير  والعمل حولها منذ بداية الثورة السورية قبل حوالي ثلاث سنوات و العمل الفعلي بدأ منذ  اشهر  من العمل الدؤوب والمتواصل من قبل مركز ياسا في اوربا والمانيا  بالتشاور مع العديد من المختصين، حتى جاءت هذه المسودة لكي تساعد على سد الفراغ القانوني الذي يشهده اقليم كوردستان وكوثيقة مهمة للحركة الكوردية السياسية هناك على اقتراب موعد  مؤتمر جنيف 2  ولكي تصبح مشروعا قائما للمستقبل  ينظم واقع اقليم رؤز ئافا – اقليم الغرب -  في سوريا .
البيان الصحفي الذي خرج بعد الانتهاء من اعداد المسودة في اربيل الاسبوع الحالي بين انه جاء "بعد اشهر من العمل الدؤوب ضمن ورشات عمل ولقاءات متعددة، استطاعت لجنة صياغة الدستور في المركز الكوردي للدراسات والاستشارات القانوينة – ياسا المؤلفة من حقوقيين و اختصاصات قانونية مختلفة ، انجاز مسدوة دستور اقليم كردستان رؤزافا ".
يقول محمد ميرو ان " العمل لم يكن سهلا وجاء بموافقة والتباحث مع العديد من الاطراف السياسية الكوردية وخاصة مجلس شعب كوردستان و المجلس الوطني الكوردي لكي يكون ورقة عمل مهمة للاطراف السياسية عند بحث مستقبل اقليم كوردستان هناك ".
المسودة التي تتألف من ثمانية ابواب هي : المبادىء الاساسية والاحكام العامة، الحقوق والحريات، سلطات الاقليم، أمن الاقليم، الهيئات والمفوضيات المستقلة، الاحكام المالية، الاحكام الختامية و باب نفاذ وتعديل الدستور ،،، يوضح البيان الذي جاء بعد الاعلان عن المسودة انه " يؤسس لنظام سياسي في اقليم كوردستان، يقوم على اسس و مبادىء التعددية السياسية والديمقراطية وحقوق الانسان ، تتضمن العديد من البنود والمواد التي تنظم الواقع الاداري والمالي والقضائي و التنفيذي في الاقليم وفق اسس سياسية معاصرة متبعة في الدول التي لديها اقاليم ونظام فدرالي".
يوضح ميرو ان المسودة جاءت بجهد العديد من الاختصاصيين وبعد التواصل مع العديد من الحقوقيين الكورد داخل سوريا وخارجها وجرت اعمال اللجنة بعيدا عن اية تدخلات او املاءات من اي فرد او مجموعة ،،، كما جاء في البيان ايضا موضحا انه : تمت الاستفادة من تجارب ودستاري دولية عديدة مثل ، التجربة الكندية، بلجيكا، المانيا، وخاصة اقليم كوردستان العراق الذي يعد تجربته في الشرق الاوسط مهمة وفريدة الى جانب مشاركة د. محمد حسين الذي لديه دكتوراه عن تجربة ودستور اقليم كوردستان وكان احد اعضاء اللجنة.
ويوضح البيان الذي اصدر بعد الاعلان عن المسودة في اربيل ان اهميتها تتمثل في ان " الحاجة الى مثل هذا الدستور في الظروف الراهنة لملىء الفراغ القانوني والاداري في معظم مدن وبلدات وقرى اقليم كوردستان ، وليكون اساسا لتنظيم سلطة جديدة تقوم على اسس قانونية ودستورية عصرية تعتمد مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان "
على هذا الاساس قال ميرو ان " المسودة تعد حجة قوية بيد الحركة الكوردية وليكون جزءا من مشروع حل الازمة السورية ويمكن الاستناد عليه كأطار قانوني لاقليم كوردستان رؤزئافا ضمن الدولة السورية ، و ما نأمله ان يتم الاستفادة منه من قبل المؤسسات التي تعمل من اجل وضع خريطة الحل للازمة السورية وفق الاسس السلمية ايضا ".
الاعلان عن مسودة الدستور في اربيل جاء بعد مشاركة اكثر من خمسين شخصية من اعلاميين و نشطاء قانونيين و واعضاء لجنة الصياغة و سياسين ، موضحا انهم اعلنوا عن المسودة في اربيل كون اربيل يوم ال 21 كانون 2013 الان مركز قرار سياسي مهم لكوردستان وجزء مهم من الوطن .
بحسب بيان مركز ياسا تألف اعضاء لجنة الصياغة  من كل من السادة (   جلال محمد امين، جيان بدرخان ،شادي حاجي،عارف جابو ، عماد حسو، فوزي ديلبر، د.محمد حسن وهيثم خلف ) .
خضر دوملي – دهوك


42
اللجنة الدولية للصليب الاحمر تنشر احاطة اعلامية لمزيد من التنسيق

خضر دوملي

اصدرت اللجنة الدولة للصليب الاحمر بيانا خاص  بأنشطة اللجنة الدولية وفعالياتها،  من مختلف دول العالم تركزت على الفعاليات التي تقوم بها اللجنة واليات الاتصال بممثليها في الشرق الاوسط واسيا وافريقيا  مع الاشارة الى بعض الانجازات التي حققتها اللجنة .
وبينت اللجنة في الاحاطة الاعلامية  في الجزء المخصص للعراق بانه لاتزال مشاكل الارامل مستمرة مع النشاطات التي تخص زيارة المحتجزين والية متابعة احداث المستجدات في سوريا والقاء الضوء على عمليات اللجنة الدولية في اسرائيل والاراضي المحتلة وقطر واليمن، ومالي والنيجر  وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والفلبين .
الاحاطة الاعلامية وضعت اليات الاتصال بمنسقي اللجنة في هذه المواقع بغية توفير فرصة للصحفيين للاتصال بهم و الاستفادة من التقارير التي يعدونها للنشر واعداد بيانات صحفية و اخبار ومتابعات حولها توفر للمتابعين والاعلاميين اليات الاتصال بغية مزيد من التعاون والتنسيق لتعزيز دور الصحافة في الاهتمام بنشاطات اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
ففي  الشرق الأوسط -  سورية اوضحت انه : تتاح بانتظام آخر المستجدات بشأن الوضع الإنساني وأنشطة اللجنة الدولية على الموقع الإلكتروني: www.icrc.org/ara وحساب @icrc_ar على تويتر. للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال بالسيدة ديبة فخر، اللجنة الدولية، جنيف، على البريد الإلكتروني: dfakhr@icrc.org .


فيما يتعلق بالعراق يوضح بيان اللجنة الدولية بأنه: ما زالت الأرامل في العراق يكافحن يوميًا لتوفير الطعام لأسرهن. تقدم اللجنة الدولية المساعدة لهن من خلال المشاريع الصغيرة التي تتيح لهن فرصة الحصول على دخل يمكنهن من العيش بكرامة. وتعرض إحدى المواد السمعية والبصرية قصة اثنتين منهن نجحتا في إعادة بناء حياتهما وأصبحتا تعولان أسرتيهما. ويقدم أيضًا من العراق رئيس البعثة عرضًا لأنشطة اللجنة الدولية في مجال زيارة المحتجزين. وتوضح لقطات تليفزيونية تتاح قريبًا عمل مندوبي اللجنة الدولية في مراكز الاحتجاز بالعراق. للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاتصال بالسيد Pawel Krzysiek، اللجنة الدولية، بغداد، على البريد الإلكتروني: pkrzysiek@icrc.org .


اما فيما  يتعلق بإسرائيل والأراضي المحتلة: يلقي مدير عمليات اللجنة الدولية في الشرق الأوسط والشرق الأدنى خلال مقابلة معه تتاح على شبكة الإنترنت الضوء على عمليات هدم المنازل التي تمثل أحد الآثار المترتبة على سياسات الاحتلال في إسرائيل والأراضي المحتلة. وتشرح المقابلة أيضًا بعض القضايا التي طرحت مؤخرًا في مقال لرئيس اللجنة الدولية حدد فيه موقف المنظمة من هذه السياسات. للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاتصال بالسيدة مسعدة سيف، اللجنة الدولية، نابلس، على البريد الإلكتروني: msaif@icrc.org  .

ومن الاخبار الاخرى التي تخص الفعاليات التي تتعلق بالقانون الدولي الانساني في قطر: تعقد ندوة إقليمية حول القانون الدولي الإنساني للقوات المسلحة في دول مجلس التعاون الخليجي وذلك للمرة الأولى في قطر. سيصدر بيان صحفي بهذه المناسبة وسيتاح على الموقع التالي: www.icrc.org/ara.  للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاتصال بالسيد فؤاد بوابة، اللجنة الدولية، الكويت، على البريد الإلكتروني: fbawaba@icrc.org .

فيما يتعلق باليمن: تكشف لقطات تليفزيونية من اليمن أعدت بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين عن المحنة التي يعيشها المهاجرون في مراكز الترحيل في صنعاء قبل إعادتهم إلى وطنهم. وبالإضافة إلى ذلك، سوف يتاح عرض للأنشطة التي اضطلعت بها اللجنة الدولية مؤخرًا في البلاد على الموقع التالي: www.icrc.org/ara. للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاتصال بالسيدة " Marie-Claire Feghali"، اللجنة الدولية، صنعاء، على البريد الإلكتروني: mfeghali@icrc.org .


ووصولا الى أفريقيا و مالي هناك : نظرة عامة على أنشطة اللجنة الدولية في مجال إعادة الروابط بين أفراد الأسر التي انفصلت بسبب النزاع تتاح على الموقع الإلكتروني التالي: www.icrc.org/ara.  للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال بالسيدة ديبة فخر، اللجنة الدولية، جنيف، على البريد الإلكتروني: dfakhr@icrc.org .


اما فيما يخص النيجر: تُعرض لمحة عامة عن أنشطة اللجنة الدولية في منطقة "ديفا" في جنوب شرق البلاد بالقرب من الحدود النيجيرية على الموقع التالي: www.icrc.org/ara. للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال بالسيدة ديبة فخر، اللجنة الدولية، جنيف، على البريد الإلكتروني: dfakhr@icrc.org.
الاوضاع في جنوب السودان تظهر ببيانات اللجنة الدولية التي تشير الى انه: تواصلت الاشتباكات في الأشهر الأخيرة في ولاية "جونقلي" وألحقت الفيضانات أيضًا أضرارًا بالسكان في العديد من المناطق في جميع أنحاء البلاد. سيصدر عرض للأنشطة الرئيسية للجنة الدولية في جنوب السودان بحلول منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر. للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال بالسيدة ديبة فخر، اللجنة الدولية، جنيف، على البريد الإلكتروني: dfakhr@icrc.org
اوضاع النازحين في جمهورية الكونغو الديمقراطية: بدأ النازحون في العودة إلى ديارهم عقب توقف المعارك بين القوات المسلحة الكونغولية وجماعة "حركة 23 آذار/مارس" في " روتسورو". بيد أن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية لا تزال كبيرة في مناطق أخرى في شرق البلاد.
فيما تشير  بيانات المنظمة ان لديها تحرك وفعاليات في قارة آسيا  ايضا اذ هناك نظرة على الفلبين: سيُتاح عرض لأنشطة اللجنة الدولية ولقطات تليفزيونية وصور للوضع الإنساني والأنشطة التي أعقبت إعصار "هايان" على الموقع التالي: www.icrc.org/ara  وحساب @icrc_ar على تويتر.







43
المسيحيين في نينوى تحديات جمة تجاه زحف الشبك الذين استغربوا الاتهامات التي وجهت لهم




خضر دوملي
كشفت اوراق العمل التي قدمها المشاركين في المؤتمر الاول لاصدقاء برلطة ان هناك الكثير من المشاكل والتحديات التي تواجه المسيحيين في نينوى بشكل عام وناحية برطلة بشكل خاص، من تغيير ديموغرافي وتهجير و تهميش واهمال لمناطقهم تقف ورائها جهات عديدة من اطراف سياسية، وفشل حكومي في ادارة التعددية الدينية في العراق موجهين الاتهامات للشبك بأنهم ورائها الذين ابدوا استغرابهم لهذه الاتهامات .
مؤتمر اصدقاء برطلة الاول الذي عقد تحت شعار ( لا للتغيير الديموغرافي لمناطق تواجد المسيحيين في برطلة ) لليومين 23 و 24 تشرين الثاني في اربيل بحضور رسمي و دبلوماسي و اممي واسع وبمشاركة المئات من الشخصيات تبادل فيها المسيحيين والشبك الاتهامات بما يتعلق بأن – الشبك – يقفون وراء عمليات التغيير الديموغرافي التي تشهدها ناحية برطلة بشكل خاص .
وشهدت جلسات المؤتمر تقديم الكثير من المعلومات التي تشير الى حدوث تغيير ديموغرافي مبرمج في مناطق سهل نينوى التي يتواجد فيها المسيحيين اذ  وجهت الاتهامات للشبك بانهم يقفون وراء هذا الامر وبتسهيل حكومي والسلطة التنفيذية في بغداد و نينوى و بدعم من المال الخارجي ، رافقه اتهام من قبل عدة اطراف  للحكومة الفدرالية متمثلة بالسلطة التنفيذية في نينوى بانها تقف وراء هذا الامر لانها لاتنفذ القرارات التي تضع حدا لزحف الشبك في المنطقة بحسب وصفهم .
وبهذا الخصوص قال عضو مجلس النواب العراقي عن المكون المسيحي خالص ايشوع ان " التغيير الديموغرافي اصبح الشغل الشاغل للعراقيين جميعا وليس المسيحيين فقط لانه لايتم تطبيق القرارات التي تضع حدا لهذه المشكلة رغم ما يؤكد عليه الدستور العراقي صراحة بهذا الخصوص ".
وقال خالص " لايزال الارث التراكمي في العقلية السياسية موجودا لدى موظفي السلطات الادارية التنفيذية والتي تسبب تأثير كبيرا بهذا الخصوص ،،، ولذلك رغم ان قرار حظر التملك في مناطق تؤدي الى تغيير ديموغرافي موجود الا ان تطبيقه غير موجود بدوافع مغرضة احيانا وسياسية "
واشار خالص انه لو تم تطبيق تلك القرارات فانها ستساعد على حل الكثير من المشاكل التي تخص مناطق الايزيدية والشبك والمسيحيين في المنطقة.
من جانبه قال السياسي والناشط في مجال حقوق الانسان بختيار امين ان "  موضوع  احتضان التعددية في العراق اصبح امرا صعبا والذي ادى الى ان تتصارع الشعوب معه بعضها والتغيير مستمر بسبب النظام والحكومة الضعيفة في بغداد .
واضاف بختيار امين ان " هذا الامر جعل المستقبل سوادويا امام المكونات الصغيرة في البلاد وما يجعلنا متفائلين هي ارداتنا في العمل ،،، لان هذا الامر يحصل منذ زمن بعيد مع الفيليين وفي كركوك و الان بخصوص المكونات الاخرى ، المسيحيين الذين هاجر حوالي 70% منهم  والايزيدية الذين اصبح اكثر من 20% منهم اما مهاجرين او نازحين" .
الباحث الاكاديمي د.حيدر سعيد وصف الامر بأنه موضوع مصيري لأن هناك اشكاليات كبيرة بخصوص الهوية والارقام التي تخص هجرة المسيحيين مروعة ستحدث فراغا كبيرا للبلاد لأن الدولة تقوم بنسخ الممارسات السابقة بوجوه اخرى وفشلت في ان تستوعب التعددية".
القاضي زهير كاظم عبود وصف المشكلة بأنها ناجمة من عدم وجود دستور عادل فحسب تعبيره ان " الدستور اعور واعوج يعطي للدولة دين و من خلالها تخدع الدولة شعوبها ترتكز على هذا النص فتتأثر بقية المكونات ولأن هذا النص يتنافى مع الدستور اذ تشير  ان العراقيين جميعا متساوون في الحقوق والواجبات "
 لكن يقول القاضي زهير للاسف ان المكونات العراقية تفتقر الى قوانين تضمن حقها ولذلك المكونات بحاجة الى نصوص دستورية تساويها حقا وواجبات واذا لم نصلح الدستور ونطبقه بالشكل الصحيح فانه سيكون سببا في تعمق الخلافات .
هذه الشروحات التي جاءت لكونها السببا في حصول التغيير الديموغرافي بحسب المشاركين دافع السيد غزوان الداودي ممثل الشبك في مجلس محافظة نينوى عن الامر  بالقول " نحن ايضا ضحايا السياسات السابقة ولازلنا لأن الحكومة لم تستحدث وحدات ادارية في مناطق الشبك مما حصل زيادة في عددهم في السنوات الاخيرة لعدة اسباب منها امنية بسبب الاستهداف المستمر لهم في مدينة الموصل وعدم وجود وحدات ادارية خاصة بالشبك يسجلون فيها الولادات سوى في ناحيتي برطلة وبعشيقة ولان توزيع الاراضي بحسب القوانين الادارية حسب مسقط الرأس تزايد عدد الشبك مع استمرار الهجرة المسيحية الى جانب الوضع الاقتصادي الجيد للشبك الذي يساعدهم على شارء الاراضي في مناطق تواجدهم بدلا من مركز مدينة الموصل التي بات من الصعب عليهم العيش فيها.
 واضاف غزوان " نتأسف على الاتهامات التي وجهت لنا لانها لاتشير الى الحقيقة كلها وخاصة مسألة ان الشبك يستلمون اموالا لشراء الاراضي ، وما يثير الشك لدينا ايضا لماذا برطلة بالذات ، ألم يحدث هذا الامر في قضاء تلكيف ايضا و الم يختفي وجود المسيحيين منذ فترة في ناحية النمرود التي كانت بلدة سريانية والان اصبحت عربية ".
واشار غزوان : منذ مئات السنين نحن والايزيدية والمسيحيين والكاكائية نعيش معا بسلام وكلنا وقع عليه الظلم من قبل النظام السابق فلابد ان نعمل لحل هذه الاشكاليات بالطرق السلمية دون الاثارة والتضخيم ، لابد ان نضغط على الحكومة لاستحداث نواحي في مناطق الشبك لن المشكلة قائمة وتتطلب تعاون و دعم مجلس المحافظة في نينوى الذي حضر  رئيسها الى هنا وللاسف لم يرحب به احد رغم انهم يعرفون ان هذه التوصيات ستذهب اليه اول الناس ، لذلك نحن بحاجة الى التكاتف والتعاون وان نعمل سويا لاقامة مشاريع لتطوير الريف حتى تعود الاوضاع الى ما ما كانت عليه.
 

44
نشطاء : اعمال العنف والاهمال سببت بهجرة مئات الالاف من الاقليات من العراق
خضر دوملي
 الفقر والارهاب، اعمال العنف والهجرة، التهميش والتميز في التعامل ومنح الوظائف، القتل على الهوية، الفشل الحكومي في التعاطي مع حقوقهم، والتفكير بأن ما يفعلونه من اجل هذا البلد لايقابله الا الاهمال، هذه هي مخاوف الاقليات، ورغم ذلك متمسكون بوطنهم، و يصرون على اصلاح القوانين والتشريعات حتى تتلائم وتطلعات مستقبل افضل لجميع ابناءه.
هذه المحاور والنقاشات كانت جزءا من المداولات والنقاشات الجانبية التي يتبادلها ممثلي الاقليات في العراق في الاجتماع السنوي الثالث لتحالف الاقليات الذي عقد بدهوك 7 -8 تشرين الثاني 2013 تخللتها بعض المناقشات حول كيفية تفعيل دور مؤسسات الدولة للحفاظ على النسيج العراقي وألا فان العراق في الطريق لأن يفقد هويته التعددية.
يقول ميخائيل بنيامين عضو التحالف عن مركز نينوى للبحث والتطوير بأنه :لاتزال للتشريعات اثر كبير على واقع الاقليات وشعورهم بأن هناك تهميش بحقهم، وابرز الامثلة على ذلك هو موضوع اسلمة القاصرين فهذه تحتاج الى وقفة تشريعية جادة .
ويضيف ميخائيل "موضوع التشريعات موضوع مهم وهي واحدة من الامور المهمة التي تساعد على ضمانة حقوق الاقليات وفق التشريعات الدولية التي تخصهم والتي تشمل حماية ثقافتهم ولغتهم ووجودهم ، لذلك في الكثير من الاحيان عندما تكون هذه الاجراءات ضعيفة تكون سببا للهجرة والاهمال".
ويوصف ميخائيل هذه التشريعات اي تعديلها لصالح الاقليات بأنها تميز ايجابي خاصة ان الدستور العراقي ومسودة دستور اقليم كوردستان تقر بهذه القوانين التي تخص الحقوق الثقافية والادارية والسياسية وفقا للمادة 125 من الدستور العراقي و المادة 35 من مسودة دستور الاقليم.
واشار ميخائيل بان هذا الامر سيكون له تأثير ايجابي، اي اصدار تشريعات لصالح  ضمانة حقوق الاقليات ولن يكون هناك تهميش واهمال كما هو الان، ويجب ان يتعود الناس على هذه الاشكال من الحقوق لأنها ضمن اسس التعددية والتنوع.
يتفق غسان سالم وهو يمثل الايزيدية في تحالف الاقليات العراقية من قبل رابطة التضامن والتاخي الايزيدية بأن التشريعات هي نتاج سنوات متراكمة من عدم التعديل والتغير منذ تأسيس الدولة العراقية ولذلك فان واحدة من الجهود الكبيرة التي نشعر باهميتها هي تعديل التشريعات لصالح ضمان حقوق الاقليات .
موضحا " لابد ان يكون هناك حملات لقبول برلماني لهذه التعديلات واصدار التشريعات التي تعزز ثقافة قبول الاخر و تعزز شراكة جميع ابناء الوطن في اصدار التشريعات ".
مشيرا ان ابرز الامثلة على ضرورة تعديل التشريعات هي قانون الانتخابات الاخير الذي لاتوجد فيه اية عدالة لانه لم ينصف الاقليات في نسب الكوتا وخاصة الايزيدية  فالعدالة في هكذا قانون امر هام حتى يشعر الاقليات بان هناك عدالة في التعامل معهم ومن حقهم ان يكون عدد منتسبيهم متوافقا مع عدد نفوسهم.
ويتفق غسان وميخائيل بأنه ليست التشريعات فقط هي من المشاكل والتحديات التي تواجه الاقليات بل " بعض الممارسات غير المسؤولة وعدم التعامل بانصاف مع قضايا الاقليات فيما يتعلق بتخصيص الميزانية والتنمية في مناطقهم ايضا هي من المشاكل الرئيسية" .
ويوضح غسان الامر بالقول "باتت مناطق الاقليات تشهد الاهمال في مجال مشاريع التنمية وهناك بعض الممارسات المتعمدة بهذا الخصوص وهو ما جعلنا نفكر بكيفية تغير هذه الممارسات في تخصيص الاموال من الموازنة العامة من اجل تنفيذ المشاريع في مناطق الاقليات وخاصة في سنجار وسهل نينوى مثلا من ميزانية 2013 ونأمل ان تستمر هذه الحالة وتشمل مناطق اخرى ايضا".
الجانب الاخر الذي لايزال يشكل واحدة من المشاكل او الاسباب التي تدفع الاقليات للهجرة من البلاد هي اعمال العنف التي يرى غسان بأنها في الكثير من الاحيان والمناطق مخططة ومدروسة تدفع بالاقليات للهجرة والتهجير من الموصل مثلا، بالنسبة للمسيحيين والايزيدية والشبك ، كما حصلت مؤخرا حيث استهدفتهم الكثير من اعمال العنف.
ويضيف غسان بان اعمال العنف كانت سببا لهجرة مئات الالاف من ابناء الاقليات  وعشرات الالاف من الايزيدية تحديدا الى الخارج، بعد ان فقدوا فرص العمل واستهدفتهم الجماعات الارهابية واصبحوا ضحية الاستهداف حتى في مشاريعهم كما حصل في الموصل مؤخرا وبغداد قبل فترة بعدما هاجمت جماعات مسلحة مشاريعهم الاقتصادية.
في حين يرى ميخائيل بأن اعمال العنف ليست فقط سببا للهجرة بل للتفتت الاجتماعي الذي يحصل نتيجته، فعندما لايشعر الانسان بالامان فانه يتخذ قرارات سريعة توثر على واقعه بشكل كبير وتكون بذلك سببا لفقدان فرص العمل والاستقرار فبوجود التنمية واقامة المشاريع لن يكون تأثير اعمال العنف الى هذا الحد، بوجود العدالة الاجتماعية وضمانة الحقوق وتطبيق القانون دون تميز لن  يكون لاعمال العنف التأثير الذي تتركه الان على الاقليات.
ويوضح ميخائيل بأنه لايمكن التقليل من شأن الهجرة لأنها اولا دفعت باكثر من مليون مسيحي بالهجرة من العراق، الكثير منهم يعيشون ظروفا صعبة والان لم يبقى سوى ما يزيد على ستمائة الف منهم.
 ومن الاثار المهمة الاخرى التي تركتها الهجرة يقول ميخائيل : الاثار الاخرى ليست بأقل من اعمال العنف اذ ساهمت الهجرة في التشتت العائلي وترك العديد منهم الدراسة واصبحت العائلة مجزئة ونسب الزواج تراجعت وهذه تترك اثارا سلبية على الاطفال ، ويتبادل الشباب الاحاديث عن وصول فلان الى الدولة الفلانية وحصول الاخر على حق اللجوء اذ تؤدي الى فقدان الاستقرار النفسي للشخص والعائلة عموما.
هذه الامور هي التي يرى ميخائيل وغسان بانها مهمة ان تفكر بها الدولة ومؤسساتها من اجل وضع حد لمعاناة الاقليات في العراق وألا سيفقد العراق ابناءه الاصلاء ولن يصبح للعراق المكانة التي تتميز بها بتعدديته وتنوعه.

45
المسيحيون في العراق والشرق؛ واقع مؤلم ومستقبل يلفه الغموض

خضر دوملي *
 ليس من السهل ان تفهم الواقع الذي يعيشه الاقليات الدينية في الشرق بشكل خاص والعراق بشكل عام دون ان تكون قريبا منهم، تتحسس آلامهم وتفهم معاناتهم، ثم تدخل في التفاصيل التي تشغل بالهم كثيرا ،،،، لتكتشف انك كنت تجهل الكثير، وهذا حال المسيحيين في العراق كما هو في المشرق حيث المعاناة الكبيرة مشتركة والهموم الصعبة مختلفة في موطنهم الاول .
الواقع الذي قدمه ممثلي المسيحيين في ( لبنان، سوريا، الاردن، العراق، مصر ) في المؤتمر الاول لمسيحيي المشرق الذي عقد يومي 26 و 27 تشرين الاول 2013 في بيروت، كشفت انهم امام امتحان صعب وتحديات كبيرة ومستقبل يلفه الغموض، وهذا الامر بدا جليا في الدعوات التي كانت تأتي من على لسان المشاركين من خلال المداخلات او المحاضرات او تصريحاتهم لوسائل الاعلام، من ان الوضع اصبح يهدد وجودهم في ارض اجدادهم، الارض التي خرجت منها المسيحية وكانوا هم بناة الحضارة القريبة ، البعيدة فيها.
اكثر  الامور اهمية التي اشترك فيها غالبية المشاركين في المؤتمر سواءا ما تلمسناه شخصيا من خلال الحوارات المختلفة التي كانت تجرى بينهم او من خلال التساؤلات التي قدمتها لهم او الاستماع اليهم وهم يتبادلون اطراف الحديث لم تكن فقط مخيفة، بل مؤلمة ايضا، الكنائس تحرق وتنهب في مصر، الاراضي تصادر ويسيطر عليها في سوريا اخرون ، بحسب وصف احد القساوسة هناك ((على غفلة تغير أولئك الناس الذي عشنا معهم لزمن طويل ليصبحوا ينتظرون الفرصة للاستيلاء على اراضينا ومصادرتها ان لم نتركها والنظر الينا باشمئزاز  بعدما كنا نشاركهم الطعام والعمل والمصير المشترك منذ مئات السنين !!))، قلة الانجاب لدى المسيحيين وزيادته لدى الشيعة والسنة معا يشكل خوفا مستمرا في لبنان، الهجرة والتغير الديموغرافي يعتبر معركة مخيفة لهم في العراق، الحديث بهدوء عن العيش مسالمين في الاردن لم يكن يشير الى ان حالهم على احسن ما يرام، و تجرد الدين من السياسية كان المطلب الاكثر حضورا .
هذه التصورات لم تكن تغيب عنها الارقام والاحصائيات التي توضح حجم الماساة، ولذلك كان السؤال الاهم يرافقه او يتبع كل رقم او احصائية او تقرير يشير  الى حالهم في الشرق الذي يعتبرونه موطنهم قبل غيرهم، هل ان المسيحيين في الشرق الى زوال؟. هل ان الذي يجري مخطط له؟ ماذا يمكن ان يحدث  بعد انتشار التطرف الديني واستقراره في ذهنية الفرد والمواطن البسيط وانتشار فصائل التكفير واستقرارها بجوار مواطن المسيحيين في دول المنطقة؟.  ماذا يمكن ان يحدث بعد ان اصبح المسيحي يمشي خائفا من ظلله بعدما كان يمشي مزهوا بما يحمله من تاريخ هنا؟. ماذا يمكن ان يحدث بعد ان اصبح التطرف الديني جزءا من حياة اناس شاركوهم في الماضي القريب جدا، الفرح والطعام والمستقبل والثورة والمعارضة والنضال والبناء، واصبحوا الان مرفوضين في السلام عليهم؟.
التساؤلات كانت كثيرة والهموم كانت اكبر من ان يتمكن المشاركين الاجابة عنها.
 الا انها عبرت عن حجم المعاناة وعن مساحة الخوف التي تعتريهم، والمستقبل المجهول الذي ينتظرهم، في موطنهم الاول الذي ساهموا في عمرانه والارتقاء به و العمل من اجله في السراء والضراء، لينالوا هذا الاحسان بالتهجير والقتل ونهب اموالهم وتدمير كنائسهم، فلم يبقى لهم التشبث الا بحرية ممارسة الشعائر الدينية وتثبيت حقوقهم في الدساتير التي يخافون منها لصبغتها الدينية.... الحرية الدينية التي وصف احد النشطاء في المؤتمر من انها لايجب ان تكون منة، ولاهبة ، بل هي الاساس لبناء الاوطان ، الحرية الدينية ونحن في عام 2013 لايجب ان تكون عنصرا للمساومة لمزيد من الحقوق بل صفة مشروعة في سبيل تقوية الانتماء، ذلك الانتماء الذي اشار الاغلبية انه بدأ يتراجع مع موجة العنف التي تجتاح الشرق موطن المسيحيين الاوائل .
مؤتمر مسيحيي المشرق كان بمثابة انذار للدول ومراكز القرار المهتمة بالشأن المسيحي لواقع المسيحيين بمختلف طوائفهم، و الارقام التي قدمت عن تدمير الكنائس في مصر والاستيلاء على الاراضي في سوريا وتاثير زيادة الانجاب في لبنان ومقتل وهجرة المسيحيين في العراق كانت بداية لواقع مرير،  وسيستمر طويلا بلا شك لان الدول والحكومات التي تدير هذه البلدان لاتمتلك اية خطط علمية وعملية وواقعية للتعامل مع التعددية الدينية التي تتصور ان مجرد وجود وممارسة شعائرهم يكفي. ولذلك تعالت الاصوات التي دعت الى المشاركة الحقة، المشاركة والتشارك في رسم السياسات وتطبيقها وتعزيز قبول الاختلاف الديني وممارسة التعايش وليس الاقرار به فقط وفقا للنصوص الدينية، التي اصبحت تفسر وتغير على اهواء اصحاب الفتاوى، المشاركة التي تعتبر عنصرا لتعزيز الانتماء بعيدا عن الهوية الدينية لكل المكونات هي الحل الامثل برأيهم.
واذا لم يكن المؤتمر فقط لعرض الهموم والمعاناة فانه عرض الارقام التي تخص التوقعات المستقبلية لوجودهم ايضا، و الى نسبة مشاركتهم في السلطة التي لم يظهر منها الا القليل في لبنان والبداية الجيدة في اقليم كوردستان في الممارسة السياسة والحقوق الثقافية، ونظام الكوتا في العراق الفدرالي، الذي لايزال المسيحيين فيه معرضين للمخاطر والتهجير.....  لذلك تعالت الدعوات الى الاحتفاظ بالارض و البقاء في المشرق لانه رمز الهوية المسيحية، و تعال صوت العقل في الحفاظ على المسيحية بعيدا عن سطوة هذه الكنسية او تلك، ذلك الحزب السياسي او تلك القومية دون غيرها، تعال صوت الحفاظ على المسيحية من خلال هويتها السريانية، اللغة التي نطق بها المسيح وتحدث بها ودونت كتاباتهم واساطيرهم وملاحمهم ، تلك الهوية التي تجمعهم جميعا، مع التأكيد ان خلو الشرق من المسيحيين هو خطر لغيرهم ايضا، لأنه يفقد اصالة ذلك الشرق، وتضيع هويته العريقة بين موجات العنف السياسي و التطرف الديني الذي لايبدو ان نهايته قريبة .
*المقال جاء على اثر مشاركة شخصية للكاتب في مؤتمر مسيحيي المشرق الاول الذي عقد في بيروت 26 – 27 تشرين الاول برعاية الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان
** خضر دوملي باحث اعلامي ومختص في شؤون الاقليات وحل النزاعات وبناء السلام

46
ناشط سياسي : الفقر اصبح حاضنة للارهاب في سوريا ولا احد يساعد اصحاب الحلول السلمية كما يساعدون التكفيريين
خضر  دوملي
اعتبر ناشط سياسي معارض من سوريا ان الاوضاع التي تشهدها العديد من المناطق التي تحيط بمدينة حسكة منذرة بالخطر بسبب انتشار الجماعات التكفيرية والارهابية فيها على نطاق واسع مستفيدين من الاوضاع الاقتصادية السيئة، في وقت لايتوقع ان يستمر وجودهم هناك كون المجتمع السوري يرفض هذه النوعية من الافكار منبها ان اوضاع المسيحيين هناك تعيسة .
وقال نينوس كينا ايشو مسؤول المكتب السياسي للحزب الاشوري الديمقراطي في الحسكة ان : الوضع يزداد سوءا في منطقة الحسكة بسبب توسع قوات النظام بأتجاهها اذ بات الارهابيون يتوجهون شمالا واصبح وجود التكفيرين و اتباع داعش و جبهة النصرة يشكلون خطرا على المواطنين بسبب استعادة قوات النظام للسيطرة على على بعض المناطق المهمة بالقرب منها .
وقال نينوس ان الحسكة منطقة مترامية الاطراف تقدر مساحتها بحوالي مساحة لبنان وتشهد طرق المواصلات الهيا مشاكل عديدة واصبح وصول المواد الغذائية اليه امرا صعبا مما ساهم في ارتفاع اسعار المواد الغذائية..  وتصور ان حوالي ( مليون وثلاثمائة الف ) نسمة يعيشيون في فقر  لانه حتى قوافل مساعدات الصليب الاحمر الدولية تتعرض للسلب والمهاجمة ولذلك انهارت على ضوئه مؤسسات البنى التحتية وخاصة الزراعة التي تعد شريان الحياة وهذا شكل عاملا مساعد لانتشار اتباع داعش و التكفيريين لأن الفقر وفر بيئة حاضنة لهؤلاء الارهابيين، ولان منطقة الحسكة منطقة عشائرية اصبح الريف والقرى البعيدة عن الاضواء بيئة حاضنة مهمة لهؤلاء ، اذا يستغلون حاجة الناس للمساعدات ومستوى التعليم لديهم متدني مما يتم اقناعهم بسهولة للانضمام اليهم وتوفير الدعم والحماية لهم.
نينوس شرح الوضع بأنه سيء جدا ووصف بان هذا الامر مؤقت لان المجتمع سيرفضهم بعد فترة قصيرة لعدم ملائمة افكارهم لافكار اهالي المنطقة قائلا : اعتقد ان هذه مرحلة مؤقتة لو توفرت الحاجات الاساسية للمواطن لتم الاسراع في رفض هؤلاء و نحن نراقب الوضع ونعلم انه بعد فترة قصيرة سيكونوا مرفوضين لأن ذلك لايتلائم وواقع اهل المنطقة .
وحول رؤيته للوضع بعد مضي هذه الفترة وتغير الاوضاع اشار نينوس " هناك عدة اسباب لتغير الواقع في سوريا بهذا الاتجاه هي  التدخلات الدولية وتطور وتغير واقع الحياة ، ولان الانسان يميل الى التغير فان هذا جزء من الواقع الذي يتطلب الوقوف عنده وفهمه ولكن الامر المهم هو ان نعلم ان الاوضاع لن تعود الى ما قبل اذار 2011 .
امام هذا الواقع يبين نينوس بأنهم ومجموعة اخرى من الحركات والتنظيمات السياسية اخذوا الخط الثالث و هو ضرورة التغير السلمي دون تدمير البنية التحتية، ولان هذا الخط غير مدعوم مثلما يتم دعم خط التكفيريين ظل هذا الصوت ضعيفا ونحن على ثقة ان هذا صوت الاغلبية ولكن للاسف غير مسموع.
ولكن يرى نينوس ان الحلول المقترحة غير مشجعة لان الشعب بمختلف مكوناته في سوريا لايعلم بها ولذلك يخاف من ( عرقنة او لبننة ) سوريا : اننا على ثقة ان الحلول التي تشبه ما حصل في العراق او لبنان اي عرقنة او لبننة سوريا غير مجدية لان هذا لايساعد على بناء الوطن بالشكل الصحيح، كون الوضع في سوريا معقد وهناك الكثير من المكونات الاخرى التي اصبحت ضحية هذا الصراع الذي بات يأخذ اشكالا طائفية مريرة  لاتوجد في الامد القريب اية حلول مشجعة.
من جانب اخر وعلى ضوء تدهور الاوضاع هناك يقول نينوس كينا ايشو : لو ننظر الى اوضاع المسيحيين سنرى انها مزرية اذ ان غالبيتهم يتمركزون في المناطق التي تشهد انتشار التكفيريين الان، ومثلهم الايزيدية الذين نرتبط معهم بعلاقات جيدة ايضا واوضاعهم خطرة لانه لايوجد استقرار ولاتوجد توجهات دولية لضمانة بقائهم في مناطقهم ولذلك فان الهجرة واللجوء الى البلدان الاخرى بات عاملا مساعدا لحدوث التغيرات الديموغرافية ولذلك استطيع القول ان وضع المسيحيين تعيس هناك والخطر عليهم قائم.
وبحسب نينوى هناك اكثر من (450000) اربعمائة وخمسون الف نسمة من المسيحيين يتمركزون في الحسكة والقامشلي وحلب وحمص الخوف بات يلاحقهم رغم ما يبذلونه من جهود للتواصل مع مختلف المؤسسات و التيارات لتخفيف معاناتهم الى انه قال ان "الاوضاع فوق طاقتنا".


47
مخاوف المسيحيين من الهجرة والتغير الديموغرافي تبحث في مؤتمر مهم ببيروت



خضر دوملي -  بيروت
البعض اعتبرها اول بادرة من نوعها، واخرين وصفوها بانها الخطوة المتأخرة ، ثم اشار اليها اخر بان مجرد بحث هذه المواضيع يعني اننا نحس بخطورة شيء ما ، العالم يتغير حولنا ، الحريات الدينية تتراجع في المنطقة، والشرق الذي يعتبر الموطن الاول للمسيحيين يجعل ابناءه يهجرونه كل يوم .... هذه كانت بعض مواقف وردود فعل  المشاركين في المؤتمر العام الاول لمسيحيي المشرق الذي عقد ببيروت في تعليقاتهم على الافكار التي قدمت .
الكلمات الرسمية كالعادة لم تخرج من اطار المجاملات و المناشدات، والدعوات، ولم تتغير لغة التواصل في ان الجميع يجب ان يحترم بعضه البعض، في وقت ذلك البعض الاخر لم يكن موجودا،،،، " لا اعرف لما يتحدثون ، لا اعرف هذا النوع من الخطاب  لمن يوجونه، لايوجد بيننا سوى ثلاثة او اربعة مسلمين، فأي حديث هذا الذي يقدمونه قال هذا الكلام باحث من الاردن بعدما وجه نقدا للمشاركين بعدما قدم الاب رفعت بدر من الاردن محاضرته عن دور المسيحيين في المؤسسات العامة ومبادرات الملك عبدالله باقامة الفعاليات المختلفة عن الحوار الديني و التعايش .
ولأن المؤتمر كان ذا طابع ديني و اقيم في مقر البطرياركية بمنطقة المتن ببيروت وسط تحشدات من قبل الجيش قبل قدوم رئيس الجمهورية لافتتاحه لم تخرج حتى كلمته ايضا من اطار الرسميات والشكليات سوى تأكيده ان : لابد من الخروج من التقوقع على الذات، و العيش مع الاخر المختلف من خلال تقديم الهوية الوطنية على الهوية الدينية بعيدا عن ثقافة الاحقية للغالبية في تغليب توجهاتها على مؤسسات الدولة ، وهذا يعني انه في حال اصبح الشرق بلا مسيحيين ودون تعدد ديني لايتحقق الاستقرار ويجب تحقيق هذا الامر بالحوار وليس بالطرق العسكرية لأنه مشروع مستفز وايضا لايتحقق بتحالف الاقليات لانه منغص وسيكون امام مواجهة مفتوحة ومرفوضة ومدمرة.
مخاوف المشاركين من الهجرة كانت كبيرة، والارقام التي قدمت تشير ان اعدداهم تتراجع بشكل كبير  ومستمر وخاصة في العراق وسوريا ،،، المطران طعمة ايليا من سوريا اشار ان الهجرة بمثابة الكأس المرة لأن الاحصائيات مذهلة ففي وقت كان المسيحيون يشكلون خمس سكان الشرق الاوسط الان لايتعدون 6% من اجمالي سكانها ولم يعودوا الغالبية في لبنان وفي بيت لحم موطن ميلاد السيد المسيح لم يبقى من المسيحيين سوى 3% .
وقال طعمة " الوضع في سوريا يزداد سوءا ويزيد جرحا والما وتحدث الهجرة والتغير الديموغرافي تغيرا في خارطة المسيحيين هناك يترافق ذلك خسارة المسيحيين لمساحات واسعة وهامة من الاراضي وينحشرون في مساحات ضيقة.. اذا ما استمر الامر بهذا الشكل فأنهم مهددين بالاختفاء".
الوضع في مصر ليس بأفضل من لبنان و العراق وسوريا ، اذ يقول د. نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري  لحقوق الانسان لان المسيحيين اصبحوا هدفا للارهاب والتهميش ولم يعد باستطاعتنا السكوت .
 واضاف نجيب على سبيل المثال وليس الحصر تم حرق 102 كنيسة وسبعة عشرة صيديلية وهدم وتشريد اكثر من مئة وخمسين منزلا للمسيحيين في فترة رئاسة مرسي .
مضيفا ان " عدد السكان المسيحيين في مصر هو 17 مليون نسمة اي يشكلون نسبة 16% من سكان البلاد ولم تتعدى نسبة وجودهم في البرلمانات المصرية السابقة سوى واحد ونصف بالمئة ،،،، وهذا الامر اصبح دافعا قويا للمسيحيين الاقباط في مصر كي يطالبوا بالانصاف والعدالة و الكوتا في الانتخابات على الاقل لدورتين او ثلاث لانه هناك حوالي تسعة ملايين ناخب مسيحي في مصر"
ما يؤسف عليه حسب د. نجيب هو "انتشار ثقافة عدم قبول الاخر و الدعوات التي ظهرت مؤخرا بربط الدستور المصري بالمفهوم الديني الخالص".
نجيب قدم ارقام مساهمة المسيحيين في مؤسسات الدولة المصرية ووصفها بانها مخيفة و لاتمثل شئيا وذكر  امثلة عدة مثل " انه لايوجد مسيحي واحد محافظ  ولم يحصل ان تبؤا مسيحييا رئاسة جامعة من الجامعات ال 23 ولم يتولى احدهم رئاسة نقابة مهنية او مجلس ادارة بنوك، والامر المخجل هو عدم وجود طبيب مسيحي واحد من مصر مختص بامراض النساء وحتى اساتذة امراض النساء في الجامعات نفس الشيء وفقا لمبادىء الشريعة التي ترفض ان يتبوء غير مسلم شؤون المسلمين ".
المقترحات لحل هذه المعضلات كانت ترافق تقديم المحاضرات و اكثرها ما شدد عليه د. نجيب هو الدعوة لتشكيل اتحاد يشبه الاتحاد الاسلامي يسمى بأسم اتحاد مسيحيي الشرق يكون غير خاضعا لسلطة كنيسة بعينها تكون رئاستها دورية وتتبعه مؤسسات ولجان تراقب الانتهاكات التي تحدث بحق المسيحيين في الشرق ويقدم المقترحات والمشورات للسلطات.
في العراق لم يكن الوضع بأقل خفة على الحاضرين اذا قدم النائب خالص ايشوع عضو مجلس النواب العراقي مجموعة ارقام كبيرة عن تأثير التيغر الديموغرافي علي المسيحيين و ما تركته الهجرة من اثار موضحا ان السلطات لاتهتم بهذا الامر وكأن المشكلة في بلد اخر رافقه التطور نحو الاهتمام  الكبير بالمسيحيين الذي اشار اليه  رئيس هيئة حقوق الانسان في اقليم كوردستان لوضع المسيحيين هناك .
وفي الصعيد المتصل قال ( باسيليوس جرجس القس موسى ) المعاون البطرياركي " اخاف ان يكون الوضع في العراق اشبه ما يكون بهدنة مؤقتة بضمانة حقوقهم، لأننا نريد ان تكون حالة دائمة و تتركز الدعوات من اجل قبول الاخر المختلف دينيا على ارض الواقع وليس في الخطابات فقط، ان يفتحوا اذانهم لسماع معاناتنا وايجاد الحلول بالاشتراك مع المتضرر وليس ما يقرره الطرف الاخر فقط"
موضحا ان الذي يعاني ليس مثل الاخر و هذا ليس منة او صدقة بل شراكة وهذه الجهود يجب ان تكون ضمن مجهودات الطرفين المسيحيين والمسلمين .
الحفاظ على الهوية المسيحية في المشرق اخذ مجالا كبيرا من النقاشات وما تتركه الهجرة من اثار، و تخلفه السياسات التي يعيش فيها الدول من خسائر ، رغم وجود جهود كبيرة هنا وهناك ولكنها بحاجة الدعم والتوسيع / اذ قال الاعلامي نوزاد بولص رئيس تحرير جريدة سورايا التي تصدر في اربيل وتهتم بشؤون المسيحيين في اقليم كوردستان والعراق في تعليقه على احدى الحلقات النقاشية في المؤتمر : لابد ان تتجه الجهود من اجل الحفاظ على لغة السورث – السريانية كاساس يجمع الجميع، لتثبيت الهوية المسيحية لأنها اللغة التي تحدث بها السيد المسيح.
 واضاف نوزاد الان الجهود التي تبذل في هذا المجال في اقليم كوردستان كبيرة ونحن نعمل من اجل توسيع الدراسة بالسريانية من اجل الحفاظ على الهوية المسيحية وفق نهج يتفق عليه الجميع .
 هذا الامر هو ما دعى اليه الكاتب والقس نجيب افرام الذي قال " لابد ان تتكاتف الجهود من اجل الحفاظ على المسيحية ووجودهم في الشرق ليس من قبل طائفة او كنيسة دون اخرى، وليس ربطها بقومية معينة، او ضمها لتيار او حزب سياسي لأن المسيحية اكبرمن هذا الامر بكثير .
موضحا : ليس علينا الحديث عن الحريات الدينية فقط بل العمل من اجل الحفاظ عليها وضمانتها،،،،، متسائلا عن اية حريات دينية تتحدثون ونحن في 2013 وحوالي مليون مسيحي في السعودية لايحق لهم بناء كنيسة، عن اية حريات دينية تتحدثون وقتل المسيحيين مستمر في العراق و مصر وسوريا ، عن اية حريات دينية تتحدثون والان نفوس المسيحيين و التغيرات الديموغرفية تسلبهم هويتهم.
المؤتمر الذي عقد لليومين 26 و 27 تشرين الاول 2013 في بيروت كان ملتقى هو الاول من نوعه يضم هذا العدد من اتباع الكنائس المختلفة التي بلغت 14 كنيسة قدمت فيه عشرون محاضرة من باحثين ورجال دين ومختصين وسياسيين وحسب بيان الافتتاح الذي  اشير فيه ايضا ان : هذا اللقاء هو لطرح القضايا الاساسية التي تهم مسيحيي المشرق وابرز العناصر الايجابية التي تجمعهم وتوحدهم وتعزز وجودهم في مجتمعاتهم في بلاد المشرق وبلاد الانتشار الاخرى.... للخروج بمقررات عملية تضمن استدامته ويعلي صوتهم ويسهم في تثبيت حضورهم في المشرق.

48
المسيحيون في المشرق يبحثون التحديات التي تواجهمم في بيروت



خضر دوملي -  بيروت
بحث مئات من الشخصيات الدينية والسياسة والمدنية والاعلامية والكتاب الواقع الحالي للمسيحيين في منطقة الشرق الاوسط في مؤتمر هو الاول من نوعه تشارك فيه غالبية كنائس المنطقة برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان ببيروت داعين المسلمين الى تحمل مسؤلياتهم في وضع حدا لمعاناتهم و الاقليات الدينية الاخرى.
وانطلقت فعاليات المؤتمر بمشاركة العديد من الشخصيات والمطارنة ابتدأ بكلمة المؤتمر التي تناولت الخطوات التي اتخذت لانعقاده اشير خلالها "انه منذ البداية اراد مؤسسو اللقاء تأمين مشاركة كل الطوائف المسيحية فيه والحصول على بركة رؤساء الكنائس كافة ودعمهم المباشر لعمله وذلك لتأمين مشاركة مسيحية من اجل ايجاد مساحة لقاء وتواصل بين مسيحيي المشرق بكافة طوائفهم وتأمين منبر اعلامي لهم في هذا الظرف التاريخي الخطر الذي يمرون به"
و ناشد رئيس الجمهورية اللبنانية الذي اقيم المؤتمر برعايته بأنه " لم تعد الهجرة هي الحل، وليس المهجر هو الملاذ بل يجب ان تكون هناك خطوات فعلية لوضع حد لمعاناة المسيحيين".
واشار ميشال في كلمته ان الوقت قد حان ولابد منه للعمل بما يساعد على بناء الدولة المدنية و تقوية الهوية الوطنية للدولة بشكل محايد بين جميع الاديان لأن المشكلة لاتتثمل بالمعتقد الديني بل بالتطرف ولذلك لابد من العمل وفق الديمقراطية الحقة لتحقيق هذا الامر".
وقال سليمان ان الوقت الان هو معركة الدساتير ويجب ان تتركز وحدة المجتمعات الحرية وحقوق الانسان بعيدا عن التفرقة بين دين واخر ولو ومعتقد و ليكون نموذج لبنان في الشرق الاوسط نموذجا يحتذى به و يتم العمل لتطويره ليصبح ملائما للجميع من خلال مشاركة الجميع في صناعة القرار و السلطة وليكن نموذجا للعيش بين الاديان بالمساواة الكاملة"
المؤتمر الذي شارك فيه اكثر من 300 شخصية من لبنان والعراق و سوريا و الاردن و فلسطين وسودان ومصر قال المطران سمير مظلوم امين عام اللقاء المسيحي الاسلامي ان المخاطر التي تواجه المسيحيين في المنطقة تتطلب منها العمل لوضع الحلول واستمرار الحرب في سوريا و الاوضاع التي تمر بالمنطقة وتأثيرارتها على مسيحيي الشرق تتطلب بحث هذه الامور بجدية .
موضحا " نعلم كيف ولما تبدأ الحروب ولكن لانعرف كيف والى ماذا تنتهي ، فالانفلات الامني يحدث و يفقد الناس العقل وتقوم الخصومات بين الناس ، خاصة هذه الحروب التي تتخذ من العنصر الديني او الدين محركا ، يخلق التطرف يؤدي الى التطرف و التكفير ولايعترف هؤلاء بالاخرين ولايقبلون اي شخص اخر يفكر عكسهم او لايفكر مثلهم فيصبح الامر تهديدا لكل المجتمع"
واشاف مظلوم ان " التهديد الاكبر من هذه المجموعات لأنها توجه للمعتدلين ايضا وليس لنا وحدنا "
وقال سمير ان المسيحيين بناة هذا الشرك وهو الشريك الاساسي ومعهم المسلمين الذين يشكلون الاكثرية واية شراكة لابد ان تقوم وتدوم وتبقى وان يتحمل كل واحد مسؤوليته كاملة بانسجام لكي يحموا ارضهم المشترك"
  وبين مزلوم ان المسلمين ايضا يتحملون ما يعاني منه المسيحيين " المسلمين يتحملون مسؤولية كبرى كي يطمئن المسيحيين و لابد من تضمين المسؤولية للمسيحيين ايضا ولذلك من المهم ان لايؤخذ باي مشروع سياسي وفق نظام ديني والاخذ بجماعة المسيحيين و ليس فقط حقوقهم الدينية
بل جميع الحقوق و بنفس المسؤولية يتحمل الجميع الواجبات"
 ولكن اشار سمير لابد للمسيحيين ايضا ان يتخلصلوا من العقد التاريخية لكي يتحرروا ويتلاقوا مع الاخر بشكل سليم لأن هذه المنطقة هي ارثنا وموطن حضارتنا ولابد من العمل من اجل المحافظة عليه.
المؤتمر الذي  ينافش على مدى يومي 26 و 27 تشرين الاول يشمل عدة محاور ابرزها  الديموغرافيا والهجرة واقع الحريات الدينية وممارسة الشعائر ، محور مشاركة المسيحيين في مؤسسات الدولة ودورهم في الحياة العامة ومحور وضع المسيحيين ودورهم  على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
نائب المطران يوحنا الخوري جوزيف شابو وصف المؤتمر بأنه خطوة مهمة وخاصة لبحث واقع الهجرة وتأثيرات التغيير الديموغرافي كما يشهده العراق وسوريا ولاننا مجربرين على حفظ امانة الحفاظ على موطننا لابد من بحث هذا الواقع ولابد للاخر ان يتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية لأنها ستؤثر عليه ايضا.
واضاف شابو "الامر المؤسف انه لايزال ينظر الينا بشكل مختلف وكأنه لسنا المواطنون الاوائل لهذا الشرق ويتحرك التطرف ليزيد هذا الامرو سؤا ولانعرف خلفياتها وما ستؤول اليه مستبلا، لذلك المؤتمر مهم لبحث هذا الواقع والوقف على ابرز المحطات بجدية واهتمام".



49

كوتا المسيحيين مشهد انتخابي يتجاذب حوله التصريحات المختلفة في اقليم  كوردستان

خضر دوملي
كان هرمز واحد اصدقائه منشغلين بالاتصال باصدقائهم ومسئوليهم ليخبروهم بنسبة الاصوات التي حصل عليها منافسهم في الانتخابات باهمية كبيرة، وبعدما سئلتهم عن اخر التوقعات  و اوضاعهم  "شوف هي هاي حالة المجلس يجيب هالكد اصوات من التصويت الخاص ، هاي وين صايرة ( يقصد هل يعقل ان يحصل المجلس الشعبي الكلداني السرياني على هذه النسبة من الاصوات في التصويت الخاص )".
امر حصول منافس الحركة الديمقراطية الاشورية  - المجلس الشعبي الكلداني على اصوات التصويت الخاص في دهوك كان مثار تساؤلا في وقت اعتبره مراقب انها مسألة طبيعية.

لم يكن يتوقف  هرمز عن الاتصال وتدوين اخر الارقام بمساعدة احد  زملائه الذي كان هو الاخر اكثر قلقا على ماتفرز عنه نتائج التصويت الخاص التي كانت تجري بمرأى عن الاعلاميين ومراقبي الكيانات السياسية.
انتخابات برلمان اقليم كوردستان في الصورة الاخرى للتصويت العام هناك المشهد المتعلق بالمسيحيين الذين تنافسون على ستة مقاعد مخصصة لهم خمسة مفتوحة ومقعد للارمن .
رغم قلة عدد  المشاركين في التصويت لصالح كوتا الاحزاب المسيحية  بحسب المراقبين والتي خصصت لهم على اساس قومي مع كوتا التركمان ، تتجاذب التصريحات حول النتائج الاولية التي يعتبرها كل طرف انها لصالحه وخاصة المنافسة الشديدة بين مرشحي الحركة الديمقراطية الاشورية وبقية الاحزاب الاخرى وخاصة المجلس الشعبي الكلداني السرياني والحزب الوطني الاشوري وحزب بيت النهرين  والمجلس القومي الكلداني.
هرمز قال رغم اننا متأكدون ان جميع المسيحيين بكل طوائفهم لم يصوتوا  لقوائم الكوتا، ولم يشارك الجميع ، ألا ان الامر المهم هو اننا نعرف اذا لم يحدث هكذا امر فسنحصد ثلاثة مقاعد .
تجاذبات النتائج الاولية كل طرف يراه بوجهة نظره ولكن يقول ماجد حميد الذي كان موجودا لمراقبة التصويت الخاص وهو على قائمة الحزب الوطني الاشوري ان ائتلافهم الذي يضم المجلس الشعبي الكلداني والحزب الوطني الاشوري والمجلس القومي الكلداني وحزب بيت نهرين هو الذي سيحصد ثلاثة مقاعد من المقاعد الخمسة .
ويضيف ماجد " للاسف لم يشارك جميع ابناء شعبنا وألا لكانت النتائج ستكون اكثر لصالحنا ، تعرف ان الهجرة وعدم وجود اسماء العديدن أثر بشكل كبير على نسبة التصويت ".
التقديرات غير الرسمية تشير ان هناك اكثر من ثمانية الاف ناخب من المسيحيين في اقليم كوردستان وسيرشح هؤلاء خمسة اشخاص لخمسة مقاعد للكلدان والاشوريين و مقعد للارمن، اذ يوجد للقوائم الثلاثة المتنافسة على المقاعد الخمسة 15 مرشحا فيما المقعد المخصص للارمن يتنافس عليه اربعة مرشحين .
ورغم ان ماجد يرى الامر بأنه طبيعي لو يحصلوا على ثلاثة مقاعد لان النسبة او الجمهور الذي صوت لهم هو الاكبر يقول " تاسفنا لان اسماء العديد من الناخبين وصلت وفق تقديراتنا الى اكثر من خمسمائة اسم لم تظهر في سجلات الناخبين ، كما ان نسبة كبيرة من ابناء شعبنا قد سافروا وهاجروا الى الخارج وهذا ايضا له تأثير على نسبة التصويت".
ويضيف ايضا لانريد ان تؤخذ النتائج او حصولنا على اصوات في التصويت الخاص محل الشك لأنه لدينا الكثير من الافراد يعملون في سلك الشرطة و قوى الامن الداخلي والحراسات، ويبدو الامر طبيعيا لو ان احد من غير قوائمنا صوت لقوائم الكوتا.
الوجه الاخر للتصويت لقوائم الكوتا يصفه نينوس يوخنا مسؤول اعلام الحركة الديمقراطية الاشورية بأن " ما يهبونه لنا في النهار يسرقونه منا في الليل" وقال ننينوس بأمتعاض سبق ان قدمنا شكوى للمفوضية بعدما ما علمنا انه سيتم منح اصوات التصويت الخاص حسب توجيهات لجهات سياسية ( لم يحددها ) لصالح منافسيهم .
واضاف نينوس "رغم ايماننا بالعملية الديمقراطية ونجاح الانتخابات ووفقا للمؤشرات الموجودة لدينا فاننا في الصدارة في دهوك ولكن نتوقع ان لاتسفر النتائج النهائية عن هذا التوقع لان الحصول على اصوات الناخبين بطريقة التوجيه يغير من نسب التنافس "
 نينوس اشار بان تمثيل شعبنا هو الضمانة الحقيقة لوجوده وتمثيله في البرلمان والمؤسسات التشريعية والتنفيذية امر مهم ولكن نأمل ان يتحقق هذا بعدالة.... موضحا ان : توجيه الناخبين للحصول على مقعد موالي لهذا الطرف او ذاك بالفي صوت عملية سهلة ، عكس التصويت العام الذي يحتاج احيانا لاكثر من 15000 خمسة عشرة الف صوت فلذلك سعر مقعد الكوتا رخيص اي باقل عدد من الاصوات يمكن الحصول عليه باصوات مكون اخر، وهذا يخل بالتوازن وفقا لنسب شعبنا الموجود في اقليم كوردستان.
 الوجه الاخر للتصويت للكوتا والذي يمثله الناخبين ليس بتلك الحماسة الموجودة لدى السياسيين كما يقول نادر ميخائيل الذي قال : لو يتركونا بحالنا افضل ، انا صوتت للبارتي و اعتقد انه لايوجد فرق بين مرشحينا المسيحيين ومرشحي البارتي ( يقصد الحزب الديمقراطي الكوردستاني).
واضاف نادر " ما يهمنا ان يكون هناك ناس يخدموننا ويقوموا باعمال جيدة لنا ، حتى يساهم هذا الامر في وقف الهجرة وليس التنافس و التشهير ببعضهم يجب ان نقبل بعضنا البعض حتى نعيش بأمان مع بعض".
الامر الغريب لدى نادر هو عدم علمه بعدد المرشحين لقوائم الكتا للمسيحيين اذ يقول : لم اهتم بعددهم ولا اسمائهم ولكن اعرف ان هناك من ينافس لمقاعد تخصنا ، واعراف ان هناك مسيحيين في قوائم اخرى ايضا وهذا امر جميل ومشجع ان ارى اسم مسيحية في قائمة الحزب الشيوعي او قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في نفس الوقت .



50
بقاء العراق مرهون ببقاء المالكي

خضر دوملي

لا اتذكر هل كانت الجملة هكذا نصا ام اختلفت بعض الشيء، لكن ما هو مؤكد ان المعنى كان نفسه، وهو جزء من تصريح صحفي لا اعرف لمسؤول ، لأنهم كثر كثرة الاعمال الارهابية التي تتجنب الحكومة الاعتراف بزيادتها، او كان برلمانيا وهم الاخرين باتوا لايفرقون بين التصريح الصحفي الذي يتضمن المسؤولية تجاهه اوالتطبيل الذي رفع رأسه في المحافل السياسية العراقية مجددا.

في فوضى الحراك السياسي الذي مل العراقيون منه لابد للمسؤولين ان يتعلموا ان المواطنين ، أن لم يكن اغلبهم فنسبة كبيرة منهم قد ملًوا من التصريحات التي يطلقونها كل يوم، ومن المواعيد التي يحددونها كل يوم، ولابد ان يعرفوا ان ربط مصير العراق ببقاء اي شخص في منصب المسؤولية مسألة غير صحيحة، وألا ما الفائدة من وجود الدستور والانتخابات.
 لابد من القول ان هذه الفوضى الكبيرة التي تحدث في الساحة السياسية يجب التعاطي معها بمهنية سياسية وليست نرفزة شخصية، وعلى البرلمانيين تحديدا عدم الانجرار وراء حرب التصريحات بل البحث عن الاليات التي من خلالها يتم لملمة المشكلة وايجاد المنافذ المقبولة لحلها، بدلا من التصريح والتصريح والتصريح، دون معرفة احيانا لمن يوجهون التصريح، فالعنوان اعلاه وغيره الكثير من المانشيتات العريضة التي يتلقاه الفرد العراقي، الذي سمعناه اكثر من مرة خلال يوم واحد وفي اكثر من وسيلة اعلام يشير الى فشل السياسيين والبرلمانيين في اعطاء التصريحات التي تشير الى كل اوجه الحقيقة، لذلك لابد عليهم ان يتقنوا فن التصريح ومخاطبة الجمهور بدلا من القيام بكذا وكذا وقول هذا وذاك دون معرفة تبعاته.
بقاء العراق مرهون ببقاء المالكي، فهل يريدون بذلك تلقين الفرد العراقي انه في حال رحل المالكي او تم تغيره سينهار العراق، كما يصورون قيام او رغبة هذه المحافظة او تلك باعلان نفسه اقليما فدراليا، فأن كان الامر كذلك الغوا الدستور واعملوا حسب الاهواءات والامزجة وحسب الاجندات والمصالح غير المشتركة.
الحراك السياسي اثبت فشل المسؤولين و المعنيين جميعا في ايجاد منفذ، والحوارات التي تحدث هنا وهناك تشير بوضوح ان قواعد اللعبة السياسية ليست مفهومة لكل البرلمانيين الذين يخسرون انفسهم وجمهورهم كل يوم لأنهم لايتقنون كيفية التصريح ، وألا لما سمعنا تصريحا يربط مصير العراق بمصير السيد رئيس الوزراء في السلطة، فماذا سيقول صاحبنا في الايام القدمة في حال تغيرت الاحوال، وعلى ماذا سيستند الذين يطلقون التصريحات النارية وغير البناءة عندما تجتمع كل الاطراف السياسية و تتفق وتتصالح، أنها حقائق ايضا يجب ان لايجهلوها و يتعلموا فن التصريح ليكون بناءا بدلا من ان يطلقوه هداما، كما فعل صاحبنا عندما قال ان (بقاء العراق مرهون ببقاء المالكي)، اذا عليه ان يعرف ان من يريد بقاء العراق عليه ان يتنازل و يفتح افاق الحوار و يمد يده للتصالح و البحث عن ما هو كفيل بحل الازمة وليست تغير دعوة كل الاطراف بعقد مؤتمر بجعله لقاءا او اجتماعا، حتى لايكون ملزما بتنفيذ ما يخرج منه..... والمغزى واضح.

51
ادفعوا الفان وخمسمائة دينار لجريدة التيار الديمقراطي وليس مئتان وخمسون دينار

خضر دوملي

قد يكون من الصعب وصف صحيفة لاتزال في بداية مشوارها بأنها جيدة ومهمة ومؤثرة و مشجعة على قرائتها من اول حرف فيها الى اخر، قد يكون من الصعب وصف جريدة لم تصدر منها سوى اعداد قليلة جدا ، ليس فقط نشجع على قرائتها بل ندعو لقرائتها بكل قوة وان ندعمها بكل قوة ايضا.

التيار الديمقراطي ذلك المطبوع البسيط الصغير يعطيك دافعا للتفكير بشكل مختلف، يدعوك لقراءة همومك بعيدا عن التعصب، يفتح لك افاق المعرفة الانسانية، وكيف يتم بناء الدولة المدنية في بضع صفحات من الحجم الصغير، عكس ما تتبرج بها صفحات صحف اعتادت ان تقدم لنا النشوة الزائفة ، وتدفع شبابنا الى التفكير بترك الوطن و ترزع في نفوس البسطاء الكراهية والضغينة.

كل ما ذكر اعلاه موجود في التيار الديمقراطي، ولكن بطريق ديمقراطي، فبدلا من ان تدعو قرائها للتفكير بالعنف والكراهية والاستئثار وعقد الماضي، تقم لنا افكارا  كيف نتخلص من الماضي، وكيف نقدم افكارا جديدة لبناء الوطن بشكل افضل خال من الكراهية والتعصب.
التيار الديمقراطي بدلا من ان تقول ان الطرف الفلاني يقول كذا و الاخر يصرح بكذا بطرق خبيثة كما تفعل بعض الصحف، وتضيع الرؤى والافكار عن مخيلة الفرد العراقي، تقدم الطروحات التي تساعد على بناء البلاد والعباد، وتقدم نماذج لتجارب الشعوب كيف انها تخلصت من ارث الماضي الاليم، و تدعو الى عدم تكرار المآسي بالطريقة التي تصبح عقد يصعب التخلص منها.
جريدة رغم تواضعها تقول كلام كبير، وتقدم نقد بناء و اعمدة صحفية لكتاب مرموقين، يعرفون ماذا يكتبون، ويعرفون قيمة الصحافة التي تحمل تثقيف المواطن قبل تشتيت ذهنه كما تعمل بعض الصحف، صحيفة تضع المسؤولية الاجتماعية امام ناظريها، لتقدم على اساسه مادة صحفية لايمكن ان تصف سوى انها بناءة وفاعلة ومؤثرة .
الكتاب في التيار الديمقراطي، ومسؤوليها دون ذكر اي اسم، لابد من الان ان يفكروا باعداد شباب واعين يستمروا في النهج الذي هم عليه، حتى لاتتوقف مسيرتهم، وحتى تستمر مسيرة التيار الديمقراطي في البناء الديمقراطي للمجتمع والدولة، عكس ما تدعو اليها بعض الصحف من انها سند الديمقراطية وتنشر في صفحاتها بيانات و شعارات لاتمت بصلة للديمقراطية.
نعم اقرؤا جريدة التيار الديمقراطي حتى تعرفوا لمايصير الذي صار ويصير في البلاد، حتى تفقهوا بماذ يفكر ساستنا وكيف يفكرون، حتى تتعرفوا على المختلف و ما هو وكيف يتم التهميش، وكيف نستفاد من تجارب الشعوب التي مرت بالحروب و الصراعات.
 قد يقول قائل استعجلت بكتابة هذا الامر عن جريدة التيار الديمقراطي، لأنها لاتزال في بداية المشوار، ولكن التخطيط ظاهر فيها، والاعداد باين بين صفحاتها، وليس هناك ما يخاف عليها، لكن،،،،، هذا هو الامر المهم، يجب ان نقف معها ونساندها حتى لايتولد هذا الشعور في ذهن اي واحد منا، ولذلك لندفع الفان وخمسمائة دينار لكل عدد من اعداد التيار الديمقراطي بدلا من مئتان وخمسون حتى نقوم بسؤوليتنا تجاه بناء الدولة والمجتمع الديمقراطي.

52
استطلاع رأي : غالبية المجتمع الكوردستاني يعتبر الاغتصاب جريمة ويرفضون زواج البنت بالاكراه

خضر دوملي
 
اسفر استطلاع للرأي اجري في اقليم كوردستان وشمل الف شخص عن ان غالبية المجتمع الكوردي يؤيدون حذف القوانين التي تقول بعدم ملاحقة المغتصب معتقدين بان الدين الاسلامي كان مجحفا بحق المرأة بخصوص جريمة الاغتصاب وعدم تاييدهم لتزويج الفتاة المغتصبة بالقوة وبالأكراه وبدون ارادتها من الرجل الذي أغتصبها.
 واظهرت الأستطلاع الذي اجرته منظمة (بوينت لاستطلاعات الرأي والدراسات الاستراتيجية في اربيل في شهر مارس المنصرم2012 ) وتلقت بيامنير نسخة منه، بأن الغالبية العظمى من الشارع الكوردستاني يعتبر الأغتصاب جريمة كبرى، اذ أكد (75.7%) من المشاركين في هذا الأستطلاع بأن الأغتصاب هو جريمة كبرى في كل الأحوال، في اشارة واضحة الى نبذ الشارع الكوردستاني المعروف بألتزامة وتمسكه بالتقاليد المحافظة التي تمتاز بها معظم الشعوب الشرق أوسطية لهذا الفعل الذي يعد خروجا على المألوف الأجتماعي والديني بالنسبة لهذا المجتمع.

الاستطلاع الذي اجرته المنظمة  بعد ردود الفعل التي نتجت عن مقتل فتاة مغربية لنفسها بعد تزويجها من مغتصبها في شهر شباط الماضي، كان الدافع لاجراء هذا الاستطلاع بحسب ما اشار اليه التقرير الذي نشرته المنظمة على صفحتها الالكترونية حيث أظهرت نتائج هذا الأستطلاع بأن "الشارع الكوردستاني يؤيد بشدة تعديل قانون العقوبات الخاص بالأغتصاب، حيث أكد (77.6%) من المشاركين في هذا الأستطلاع تأييدهم حذف أية فقرة قانونية تقول بعدم ملاحقة المغتصب في حال زواجه من مغتصبته".

الحقوقي سعود مصطو علق على اهمية الموضوع بالقول انه " مهم لأعادة النظر في مجموعة بنود قانونية وتشريعية بهذا الخصوص وخاصة المادة 421  من قانون العقوبات العراقي البند رقم 111  لسنة 1969  التي تشير ان خطف الفتاة وبمجرد اقامة عقد الزواج سيكون الزواج صحيحا ويتم ايقاف جميع الاجراءات ولذلك من المهم ان يتم تغيير هذه البنود حتى لاتكون مجحفة بحق المرأة".  

 في حين أكد نسبة لايستهان بها  من المشاركين في الاستطلاع حسب تقرير المنظمة عدم تأييدهم لهذا الاقتراح اذ اكد (21.3%) منهم عدم تأييدهم لهذا الأقتراح؛ وربما كان السبب وراء عدم تأييدهم لحذف هكذا فقرات قانونية هو فسح المجال أمام الرجل القائم بفعل الأغتصاب بتصحيح خطأءه وأنهاء هذه الجريمة بطريقة من شأنها أيقاع أقل الأضرار".
هنا يضيف الحقوقي سعود انه وفقا للقانون فمن اغوى فتاة اكملت ( 18)  سنة ومارس معها الجنس ولم تعد باكرة ووعدها بالزواج في حال رفع الدعوى يكون عذر مخفف وهذا ايضا بحسب ما يذهب اليه يدخل في باب الاكراه لانه.

   الاستطلاع الذي اجرى على الف شخص من مختلف المكونات الدينية والقومية في مدن اربيل السليمانية ودهوك والموصل وكركوك بحسب تقرير المنظمة يؤكد انه رغم طغيان القيم الاسلامية على المجتمع  الكوردستاني ألا ان  معظمه يعتقد بأن الأسلام كان مجحفا بحق المرأة في سياق جريمة الأغتصاب، فقد أكد (81.2%) من المشاركين في هذا الاستطلاع بأن الاسلام قد أجحف بحق المرأة عندما ألزم المغتصب بدفع مهرها وتلقي مئة جلدة فقط عقابا له على جريمته تلك"! هنا يقول المحقق سعود انه لابد ان نعلم ان التشريعات التي تخص هذا الامر مستندة من التشريعات الاسلامية ولذلك فهي تتناقض والواقع الحالي في كثير من الاحيان، وهو ما يشير الى ضرورة تغير وتعديل القوانين.
  ويوضح تقرير المنظمة المرافق للاستطلاع ان هذا دليل على  "وجود استياء مدني مسكوت عنه من هذا الحكم الأسلامي الذي ينم عن ذكورية طاغية وتسخيفا لشخص المرأة وحقوقها الطبيعية".
وفيما يخص الزواج بالاكراه او زواج المحبين الذين تنتهي الامور بينهم الى الاغتصاب يشير الاستطلاع ان الشارع الكوردستاني لايوافق على اي صيغ من صيغ الزواج بالاكراه، لأن نتائج الاستطلاع أظهرت نفس النتائج وهي مقت الشارع الكوردستاني لكل أنواع الزواج بالأكراه حتى وأن كان ذلك الزواج غطاءا لفضيحة الأغتصاب، فقد أكد (79.3%) من المشاركين في هذا الاستطلاع عدم تاييدهم لتزويج الفتاة المغتصبة بالقوة وبالأكراه وبدون ارادتها من الرجل الذي أغتصبها وأنهاء هذه الجريمة بهذه الطريقة.
لكن  فيما يخص زواج الفتاة المغتصبة من الرجل الذي اغتصبها وكانوا يحبون بعضهم البعض  أكد (92.3%) من المشاركين في هذا الأستطلاع تأييدهم الشديد لتزويح الفتاة المغتصبة من الرجل الذي اغتصبها أذا كانا يحبان بعضهما وأنهاء هذه الجريمة بهذه الطريقة، في اشارة واضحة الى تأييد الشارع الكوردستاني لهذا الحل العشائري بشرط وجود الحب والرغبة بين الطرفين".
عقوبة الاغتصاب في الأسلام هي: "على المغتصب حد الزنا، وهو الرجم (القتل) إن كان محصناً (متزوجا) وجلد مائة وتغريب عام (سجن) إن كان غير محصن، كما ويوجب بعض العلماء على الرجل المحصن أن يدفع مهر المرأة أو الفتاة التي أغتصبها!! لكن الأسلام لا يذكر شيئا عن حقوق الفتاة المغتصبة سوى تلك الدنانير القليلة التي يرميها الرجل (غير المتزوج) في وجهها بعد أن يأخذ حده من الجلد!!!.

يشير تقرير المنظمة ان هذا الأستطلاع  أجري بحيادية تامة وبعلمية دقيقة؛ والذي شمل (1000) شخص من كافة الأعمار والطبقات والأديان والمذاهب والطوائف والقوميات (الكوردية، التركمانية، الكلدوآشورية، العربية وغيرها) ومن كلا الجنسين في (5) محافظات هي (أربيل، السليمانية، كركوك، دهوك، الموصل)  من اجل قراءة  رأي الشارع الكوردستاني أزاء جريمة الأغتصاب التي يقوم بها الشاب غير المحصن مع فتاة باكر والتي تنتهي عادة بأخفائها وحلها بعيدا عن المحاكم بتزويج تلك الفتاة من ذاك الشاب حسب العرف العشائري في كوردستان، في محاولة جادة منا لفهم طبيعة هذا الرأي والأسباب التي تقف وراءه، مساهمة منا في بلورة فهم واضح لهذه الجريمة التي يعتقد الكثيرون بأنها تنتهك حقوق المرأة بشراسة.
الامر المهم الذي اوضحه الحقوقي سعود مصطو فيما يتعلق بهذا الاستطلاع ونتائجه بأن الكثير من الامور تتنافى ومبادىء حقوق الانسان وحقوق المرأة ولابد من تغيير القوانين التي تتعلق بهذا الامر بما يتلائم والتشريعات الدولية التي تتفق مبادىء الاعلان العالمي لحقوق الانسان لسنة 1948 والتشريعات التي تخص حقوق المرأة في هذا المجال في ان يكون هناك عدالة في توجيه التهمة للطرفين وليس لطرف واحد.

53
الاعلان عن افتتاح موقع الكتروني خاص بنشر ثقافة السلام والتسامح في الموصل

خضر دوملي
اعلنت مجموعة من الصحفيين في محافظة نينوى عن افتتاحهم لموقع الكتروني خاص بنشر ثقافة السلام و التسامح في المنطقة سيقوم بنشر الدراسات التي تساهم في نشر ثقافة التعددية وقبول الاخر والمصالحة والتعايش السلمي.
 
وقال المدير الفني للموقع  ان "موقع معا لبناء السلام هو نتاج عمل لصحفيين من مختلف المكونات تلقوا تدريبات ضمن مشروع بناء الجسور الثقافية للمصالحة في العراق على اهمية تفعيل دور وسائل الاعلام في مناطق النزاع لترسيخ المصالحة وبناء السلام"
واوضح  هكار عبد الكريم فندي انه سيتم الاستفادة منهم من خلال كتاباتهم  التي يريدون نشر ثقافة السلام وحل النزاعات بالطرق السلمية في البلاد، وصفحاته مفتوحة امام الكتاب  من عموم العراق وخارجه لارسال مساهماتهم التي تتعلق بنشر ثقافة السلام في البلاد، والاسس التي تساهم في نشر هذه الثقافة من مواضيع تتعلق بحل النزاعات بالطرق السلمية، والمصالحة، والتعايش السلمي و التسامح وقبول الاخر باعتبار ان هذه المواضيع هي التي تهيء الارضية لبناء السلام في مناطق النزاع.
 الموقع الذي يحمل عنوان معا لبناء السلام (  www.tfpb.org  ) يعد خطوة مهمة لتشجع الكتاب والصحفيين الذين يكتبون مواضيعم بالشكل التي تحمل معها هذه الافكار في سبيل تأهيل جيل جديد يحمل معه اسس ثقافة التعددية والتنوع، وقبول الاخر، ويجعل من الاختلاف سمة حضارية لبناء مجتمع سليم".
اضافة الى ذلك قال فندي ان "الموقع سيكون متاحا لجميع الكتاب من عموم العراق وسيقوم بنشر الدراسات والبحوث التي تهيء الارضية لنشر المفاهيم اعلاه وخاصة التي تتعلق بمناطق النزاع في العراق  باللغتين العربية والكوردية ونأمل ان يكون اضافة مهمة للمكتبة الالكترونية في العراق حول هذه المفاهيم التي اصبحت تحتل مساحة  واسعة في اهتمامت الباحثين والاعلاميين عالميا.
 

54
من اعتدى على ئاسوس هردي يريد قتل الكلمة الحرة في كردستان

 
خضر دوملي
 
نعم من اعتدى وضرب ئاسوس هردي فهو يستهدف قتل وضرب الكلمة الحرة، من اعتدى على ئاسوس هردي فقد اعتدى على حرمة حرية الصحافة، والكلمة الحرة في اقليم كوردستان.
 
لقد جاء الاعتداء على ئاسوس هردي ليعطي المدافعين عن حرية الصحافة مزيد من الاصرار على المضي في طريقهم لبناء صحافة حرة ومسؤولة في اقليم كوردستان،  ومن حق العائلة الصحفية ان تسال ألنسا في طريق المضي لتحقيق الديمقراطية؟ فكيف اذا تتحقق الديمقراطية دون صحافة حرة.
ألسنا انموذج نطالب ان يحتذى به؟ فكيف اذا نسمح بالاعتداء على رموز الصحافة الحرة في اقليم كوردستان.!
اندهشت عندما سمعت الخبر حقيقة من احدى الصحفيات وهي تتصل بي لتخبرني ان هناك خبر يتحدث عن اعتداء تعرض له ئاسوس هردي، فتيقنت انه لايزال هناك الكثير من اعداء حرية الكلمة، التي ساهم ئاسوس في بناء صروحها في اقليم كوردستان سواءا عندما قام بتأسيس جريدة هاولاتي اول جريدة اهلية في الاقليم او بعدها مؤسسة ئاوينة التي تمارس عملها بمهنية عالية.
 
ليعرف كل من سمح باستهداف ئاسوس او دفع لكي يعتدى عليه هذا الشخص انه يعتدي على كل من يعمل في الصحافة بمسؤولية وحرفية، وانه يستهدف استقرار اقليم كوردستان، لأن الاستقرار لايمكن ان يتحقق دون عمل صحافي مسؤول كالذي مضى عليه ئاسوس منذ اكثر من عشر سنوات، وكان كفيلا لكي يفوز بجائزة (جبران تويني) للصحافة الحرة السنة الماضية في لبنان.
ان بيانات التنديد والمطالبة بفتح تحقيق ليست كافية في هذه القضية من قبل كل المؤسسات المعنية بالعمل الصحفي والحكومية، بل عليها الاسراع في فتح هذا الملف وكشف ملابساته للرأي العام، كما ان نقابة الصحفيين يجب ان لاتكتفي باصدار بيان تندد به هذا العمل، بل تمارس الضغط وتقوم بحملة كتابات ومدافعة في سبيل ترسيخ  عمل الصحافة الحرة والمسؤولة في اقليم كوردستان بأعتبارها سند لبناء مجتمع مدني وديمقراطي ليبرالي.
ليعرف ئاسوس ان استهدافه كان استهداف الكلمة الحرة، وكان استهداف لنهج ئاوينة الصحفي، الذي يبدو انه لايسر البعض، والا كيف يحدث الذي حدث، مسؤوليتنا جميعا صحفيين وكتاب ومثقفين ونشطاء المجتمع المدني  ان نقف وقفة واحدة من اجل ان يصبح اقليم كوردستان ساحة للحرية والصحافة البناءة والهادفة ونعمل جميعا للحفاظ وحماية هذا النهج الموجود ومن يعمل على ترسيخه ايضا.
مسؤولية الحكومة ان لاتتفرج وان تبحث عن من يقف في طريق الصحافة الحرة، وألا لماذا اصدر برلمان اقليم كوردستان قانون العمل الصحفي، أليس في سبيل تنظيم هذا العمل لكي يلعب دوره في بناء المجتمع؟، فمن يصغي اذا ؟؟ ومن يعمل في صالح الصحافة المسؤولة والحرة اذا لم يكن البرلمان نفسه ليمارس الضغط على المؤسسات المعنية كي يحترم الكل القانون الذي اصدره، الذي يشجع العمل الصحفي الحر والمسؤول والبناء وان يتم حماية من يمارس هذه المهنة بمسؤولية.
 

55
إذاعة ( نينوى المتآخية ) تبث برامجها في الموصل

خضر دوملي

تبث إذاعة نينوى المتآخية وهو اسم الإذاعة الجديدة التي يطلقها الحزب الديمقراطي الكوردستاني في محافظة نينوى برامجها من الموصل ضمن خطة لنشر ثقافة التعايش السلمي بين مختلف أبناء المنطقة حسب عضو من اللجنة المشرفة عليها .
وقال عبد الكريم الكيلاني إن " الإذاعة ستبث برامجها باللغات العربية بنسبة اكبر ومن ثم الكوردية والتركمانية والسريانية بهدف العمل على بث رسالة نبذ العنف والدعوة والعمل على تشجيع الحوار بين مختلف مكونات نينوى "
وأضاف الكيلاني " لذلك جاء اسم الإذاعة بالمتآخية لأن هدفنا نشر ثقافة التآخي والتعايش السلمي ونبذ التطرف "
مشيرا إن الإذاعة التي ستبث برامجها بعد أيام قليلة على موجة ألــ FM  وبتردد 101  ستغطي مساحة واسعة من الجهة الغربية للمحافظة وصولا إلى دهوك شمالا واربيل شرقا ..
كريم أشار إن " الخطاب الإعلامي الحقيقي هو احد أهداف الإذاعة لكي يعرف الآخرون وجهة نظرنا مباشرة ولكي يقفوا على الحقائق بسرعة ، خاصة إن الموصل تنتشر فيها العديد من المكونات وهي ليس ملك لفئة أو قومية دون أخرى "
 مشيرا "فكرة إنشاء هذه الإذاعة تعود لأكثر من سنة ونفذ الآن وينتظرها مهام كثيرة  وتم إنشاء أستوديو خاص بها في المدينة مزود بأحدث الأجهزة ".

صفحات: [1]