عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - فادي كمال يوسف

صفحات: [1]
1
القوش مدينة تاريخية تحت الحصار

فادي كمال يوسف
 
القوش تلك البلدة التي تحمل رمزية تاريخيةوحضارية لدى مسيحي العراق ابناءشعبناالكلداني السرياني الاشوري، بكل ارثهاالذييضرب في عمق التاريخ، وتوجت تلكالرمزيةمؤخرا في عدم سقوطها بيد داعشواستعدادأهلها العسكري للوقوف بوجهالتنظيمالإرهابي بإمكانياتهم المتواضعة، ماجعلهاتختزل قيمة القدرة لابناء شعبنا، وكانتنقطةالانطلاق لشرارة تلك المقاومة.
 
كسر رمزية المقاومة ومطامع التوسع
يبدو أن هذه الحالة أزعجت القادة الأكرادالذيطالما ادعو أنهم الوحيدين القادرين علىحماية ابناءشعبنا، وبدون تلك الحمايةسيتكالب الأخرينلابتلاعهم وخاصة قوىالتكفير، ولكن الذي حصلالعكس فالقوشالتي كانت تقاوم سيطرتهم شعبياورسمياالوحيدة التي لم تسقط بيد الدواعش،فيوقت سقطت كل القرى التي مثلت ثقلحضورهمالعسكري.
فعمدوا على اسقاط كل الرموز التي مثلتمعارضةلحضورهم السياسي وسيطرتهمعلى عموم منطقةشمال سهل نينوى، تمهيدالأسقاط تلك الرمزية فيالمقام الأول وتوسيعمناطق سيطرتهم المباشرةبتنصيبمسؤولين خاضعين لسلطتهم المباشرة.
وبعد الأزمة الأخيرة بين بغداد واربيل،وخسارةأربيل لمساحات جغرافية شاسعةوانسحابها لمناطقالسيطرة ما قبل 2003، منالغريب انها لم تتمسكسوى ببلدة القوشوتللسقف، المسؤول المحلي فيالحركةالديمقراطة الأشورية، ومسؤولالمركزالإعلامي لوحدات سهل نينوى اتراكادوتخوف من هذه الحركة التي قد تجعلالبلدةالصغيرة منطقة صراع بين القوتين وأشارالىأن "أعضاء الحزب الديمقراطيالكردستاني لمينفكوا من التصعيدالسياسي في المنطقة، بنشرالدعاياتوالاشاعات بين الأهالي بسوء معاملةقواتالحشد للمدنيين بغية ارهابهم، وبأنهم لنيسلمواالقوش بلا قتال، كما حصل فيجارتهم الأخرى تلاسقف، وهذا ما ينشرالقلق في انتظار المعركةالتي ستحرق منطقةصغيرة لم تكن ساحة للصراعمن قبل".
وأعتبر كادو أن "حالة الحصار التي وضعالقادةالاكراد فيها أهالي البلدة تؤثر سلباعلى مفاصلالحياة الشبه متوقفة، فيما كانيستبشر الأهاليمن الخلاص من داعش فيالقرى المحيطة بهمليفيقوا على ازمة أخرىتهدد وجودهم في اكثرمعاقل المسيحيةتجذرا بالأرض وتمسكا بها"، ورأىكادوا أن"هناك محاولة جدية لمعاقبة جماعيةبحقأبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشورينتيجةموقفهم الرافض لشمول مناطقهمبالاستفتاء علىاستقلال الإقليم، وخروجابناء البلدة في مظاهراتداعمة لوحدةالعراق ضد الاستقلال كان له اثر بالغفينقمة القيادة الاكراد على الناحية، ورفضتسليمهاالى السلطات الحكوميةوالانسحاب منها، وجعلهدف تدميرها اوعلى الأقل قصفها من قبل القواتالحكوميةغاية أساسية لتأليب الأهالي ضدهاكماحصل في مناطق عديدة من مناطق شعبنا".
 
عقاب جماعي
يبدو ان العقاب الذي قررت القيادة الكردية انتشنهضد ابناء شعبنا لن يتوقف عندالحصار الذيستفرضه على القوش، نتيجةما تعتبره موقفا سلبيامن القيادات المؤثرةوالجماهرية، وليست القياداتالكارتونيةصنيعتها التي لا تمتلك أي قاعدةعلىالارض، فجاء الهجوم هذه المرة من احدنوابالحزب الديمقراطي الكردستاني الذيوباتفاقمع المكتب السياسي في الحزبأعلن عن انشقاقهعن الحزب وتشكيل الكتلةالقومية داخل البرلمان،
وقال النائب اري هرسين في مؤتمر صحفيله عقدهفي اربيل، "تركت صفوفالديمقراطي الكردستاني،بعد اجتماع وديمع المكتب السياسي، لاتفرغللدفاع عنالقضايا القومية الكردية"، مبينا أنهغير"مستعدا لان اكون مدافعا لمكوناتاقليمكردستان المتنوعة، والاقربون أولىبالمعروف،لذا فضلت ترك صفوف الديمقراطي،الذييستحي هو وباقي الأحزاب أن يدافعواعنالمصالح الخاصة للكرد".
ويبدو أن النائب ينقل رسالة واضحة الىالمكوناتوالتي من بينها شعبنا في الإقليم،بأن بعض ماكان يمنح لهم من حقوقهمالشرعية في الإقليم، أتىالوقت الذي يجبأن يتذكروا فيه انه "منة" وأنالحزب الكرديهو السبب في ذلك، وفي الوقت ذاتهفأنالتصريح هو تهديد صريح بأن تلك "المنة" يمكنمصادرتها في أي وقت تشاء القياداتالكردية،خاصة عندما تتعلق القضية بمواقفحكومة الإقليمالاستراتيجية والمصيريةكالاستقلال وهنا لا يحقلأي مكون أن يسجلاعتراضاته وأن كانت حقوقهمسلوبة ولميمنح أي من مميزات مواطني الدرجةالأولى.
ويبدو أن الرد على موقف الحزب جاء كردياأيضا،فصرح النائب عن كتلة الاتحادالوطنيالكردستاني سالار محمود بأن"القيادة الكرديةغدرت بمكونات الأقليم،وقسمتهم لأجل مصالحهاالسياسيةالضيقة"،  فأختصر النائب تجربة عقدينمنالتجاذبات بين القوى السياسية التي تمثلشعبنابالاقليم والقيادة الكردية، والتي عبرعنها بـ"الغدر"،فالقيادة صادرت بمواقفهاوطبيعة تعاطيها معشعبنا حقوقهم القوميةوالسياسية، فيما سوقتاعلامياً بأنها المدافعالأول والأخير عن حقوقهم،وما انسحابها منقرى ومناطق شعبنا عند اجتياحداعشوتركهم لقمة سائغة للتنظيم الإرهابي،سوىتجربة واقعية عن طبيعة تعاملها فياغلبالمواقف السياسية الأخرى.
 
المسيحيات لولا البشمركة لكانوا سبايا
المستشار الإعلامي في مكتب رئاسة الإقليمكفاحمحمود أعتبر خلال لقاء تلفزيوني أن"لولا قواتالبيشمركة الكردية ومواقفهالكانت نساءكم سبايالدى داعش"، يبدو انتناسي الوقائع القريبةومحاولة تكبيل ابناءشعبنا الكلداني السريانيالاشوريواستكمال مسلسل حصارهم معنويا،منخلال اطلاق تصريحات تثبت أنهم عاجزونعنحماية حتى نساءهم بعد ان تنازلوا عنأراضيهم،في إشارة وقحة الى ضعفهم وقلةحيلتهم، وتسويقهذه الكذبة إعلاميا ومنخلال متحدثين رسميينيمثلون الحزبالحاكم تمثل سابقة خطيرة فيالعلاقة بينالطرفين، تقود الى انحدارواستضعافخطير لأبناء شعبنا.
وهنا نتساءل وان سلمنا جدلا بصدق ما ذهباليهالمستشار محمود من تصريحات، فأينكانتالبيشمركة من سبي النساء الايزيديات،والذيناعتمدوا على حماية البيشمركة، وهلكانت نسائناسيكون هكذا مصيرهم لو كانتمواقع قراناالجغرافية مختلفة ولم نستطعالهرب في الوقتالمناسب واعتمدنا علىالبيشمركة كما فعلالايزيديين.
 
حصار القوش أم حصار لابناء شعبنا
حصار القوش وابنائها بهذه الصورة والذياستمراشهر، ووضعهم في حالة ترقبلمستقبل مجهولتحاول القيادة الكرديةرسمها لهم لحين بيان ولائهملها، فمحاولةتشكيل ضغط على قياداتهم منعدةاتجاهات وتذكيرهم  بما تقدمها لهم منشبهحقوق، فما تجبرهم على تقديمالتنازلاتوتروضيهم لجعلهم بيدق تستعمله منىماشاءت في صراعها السياسي سواء فيتلميعصورتها الدولية كحامية للأقليات، منجانب اخرالسيطرة على مناطقهم، التيتمثل شريط يفصلبينهم وبين مناطقسيطرة الحكومة المركزية، لجعلهاارضمحروقة عند اندلاع أي صراع كما يحدثاليوم. السياسة التي اتبعتها القيادة الكرديةمع أبناءشعبنا خلال العقود الأخيرة منذالعام 1990،والتي تمارسها اليوم بحقشعبنا في سهل نينوىوداخل الإقليم أدىالى نفور شعبي رغم محاولاتبعض القوىالسياسية والدينية المرتبطة بالقيادةالكرديةارتباطا تاما، لدفع أبناء شعبنا دفعانحوالمشروع الكردي الا أن الهوة اتسعت الىمرحلةأصبح شعبنا يضع تلك القيادات  فيخانةمرجعيتها، ويحملها مسؤولية ماوصلت الأمور منمعاناتها وازمتها الحالية.
 
الموقف الموحد طريق فك الحصار
مرة أخرى نجد ان إعادة توحيد المواقفسواء منالحكومة المركزية او من حكومةالإقليم، نحو مطالبتضغط جميع القوىوالمؤسسات لتحقيقها واهمهااعادة احياءمشروع محافظة سهل نينوى، وربطالمحافظةبحكومة بغداد، إضافة الى دعمالجهدالعسكري لابناء شعبنا الكلدانيالسريانيالاشوري وتوحيد الفصائل ذاتالقرارالمستقل، والحاقها بقوى الامنالداخليالحكومية، نحو تثبيت استقرارالسهللتمهيدا لأعاده المهجرين الى مناطقهم.

2
مشهدية حضور الخزعلي في جنوب لبنان: رؤية عراقية
فادي كمال يوسف12/12/2017
يختلف الحشد الشعبي في العراق بمفهومه عن حزب الله في لبنان، وهذا الاختلاف يختلط في اغلب الاحيان على كثير من السياسيين والاعلاميين والمحللين خارج العراق، ودائما ما يحاولوا سواء كانوا مؤيدين للحشد أو يقفون ضده بربط الاثنين معا وكأنهما حالة واحدة ويعزى السبب في ذلك الى انهما نتجا عن بيئة حاضنة وفكر عقائدي متطابق.
اضعاف الدولة نحو الشعبوية
نجحت ايران بنقل تجربة الحرس الثوري الى لبنان بإنشاء حزب الله وتسليحه ودعمه اللامحدود، وفرضه امراً واقعاً مهيمناً متحكماً بمفاصل القرار السياسي بشكل اقرب الى المطلق.
في موازاة ذلك، ان زيارة قائد عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي الى جنوب لبنان، وتصريحاته المثيرة للجدل لا تحمل فقط رسائل الى الداخل اللبناني بل هي بالأساس رسالة شديدة اللهجة الى الحكومة العراقية التي تسعى من جانبها الى انهاء الحشد الشعبي ومحاولة دمجه في القوات المسلحة العراقية تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة، وهذا ما ترفضه عدد من تلك الفصائل وخاصة المرتبطة بولائها المباشر العقائدي واللوجستي بإيران.
الحكومة العراقية تلقفت الرسالة بكثير من الحذر والانزعاج فهي لا ترغب بنقل تجربة حزب الله الى العراق. والقوى الشيعية وخاصة المنضوية تحت مرجعية السيد علي السيستاني، والتي لا تؤمن أساسا بولاية الفقيه، والتي تسعى لبناء دولة ضمن الأطر السياسية على أسس الشراكة مع المكونات الأخرى ولو شكلياً، ترفض بشكل قاطع نقل سلطة الدولة او حتى جزء منها الى قوى شعبوية مسلحة غير منضبطة، وجعل قرارات خطيرة كقرار السلم والحرب أو المسار الاقتصادي والتشريعي في البلاد تحت رحمتها.
رد الحكومة برفض اللبننة
إن تزامن نشر فيديو الخزعلي مع اعلان الحكومة النصر التام على داعش، جاء ليحمل كل تلك الرسائل انفة الذكر، ويبدو ان الحكومة فهمت الرسالة وجاء الرد بشكل غير مباشر ومن قنوات عدة ومن قلب الحشد الشعبي لتؤكد انها مع بناء الدولة القوية، فيما ترفض لبننة العراق ونقل التجربة الإيرانية اليه.
فجاء إعلان قوات أبي الفضل العباس إحدى فصائل الحشد الشعبي عن حل نفسها بعد إعلان النصر مباشرة كخطوة أولى ورسالة رد واضحة بأن الدور العسكري يحب ان تلعبه القوات الأمنية الرسمية وحدها. فقال أمينها العام أوس الخفاجي في بيان إنه "بعد أن تحقق النصر المؤزر والنهائي على زمر داعش الإرهابية، نضع كامل هذه القوات سواء المنخرطة بهيئة الحشد الشعبي أو حشد الدفاع وكل فرد من قواتنا أينما كان بإمرة القائد العام للقوات المسلحة وتصرفه بشكل كامل"، مضيفا أنه سيبقى في قيادة القوات بشكل مؤقت لحين تنسيب العبادي قائدا جديدا لها، "لنكون أول المبادرين إلى حصر السلاح بيد الدولة".
وأتت كلمة السيد مقتدى الصدر والذي وجه عناصر سرايا السلام بتسليم السلاح إلى الدولة وغلق مقراتهم باستثناء المدنية منها، وتسليم المواقع المحررة عدا سامراء إلى القوات الأمنية في الإطار نفسه. وأشار الصدر الصدر إلى أن "خروج العراق من البند السابع يقتضي تجميد عمل المجاميع المسلحة التابعة لنا"، فيما أكد في كلمته أن "الجيش والقوات الأمنية عادت إلى هيبتها وقوتها بعد أن أراد بها البعض سوءاً".
إيران ترفض حل "الحشد"
أما ايران فجاء رد فعلها واضح وصريح برفض حل الحشد حيث اعتبرت أن "مؤامرة" غربية تحاك لإعادة الفوضى بالعراق. وقال أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن الدعوات التي تطالب بحل الحشد "مؤامرة جديدة لإعادة انعدام الأمن والإرهاب الی المنطقة"، وهنا يبرز الدور الإيراني في محاولته لإضعاف وإفشال أي خطوة نحو بناء عراق قوي موحد، قادر على النهوض مرة أخرى. وبعكس ما يقوله الشمخاني فإن وجود هذا العدد الكبير من المليشيات الغير منضبطة والمدججة بالسلاح، والتي لا تخضع لقيادة واحدة وصريحة وواضحة سيسهم في استمرار الفوضى في العراق.
ويبدو أن الصورة التي ترسمها إيران لواقع المنطقة قد وضح تماماً: حرس ثوري منضبط ويخضع لقيادة مباشرة من الولي الفقيه خارج صيغة الدولة المألوفة لمنع أي تهديد يمكن ان يحدث لسلطة الولي الفقيه، كما حصل قبل سنوات في الانتخابات الإيرانية، وعراق بمثابة حديقة خلفية مفكك وتتصارع فيه المليشيات والتي يمكن أن تتحد في أي وقت يشاء الولي الفقيه لدرء أي خطر قد يهدد أمن الجار الإيراني، الذي سيحافظ دوماً على تشتت وتناحر هذه المليشيات واستمرار تغذيتها بالسلاح، ولبنان تحت قبضة حزب الله والذي سيهمن بشكل كامل على مفاصل الدولة تمهيدا لاعلان دولة صاحب الزمان التي بشر بها الشيخ الخزعلي!
مرجعية السيستاني والخيار الحاسم
يشدد نواب وسياسيون عراقيون على أن القرار الحاسم اصبح بيد المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، والذي يترقب الكثيرون منه فتوى في الأيام القليلة القادمة بحل الحشد الشعبي، كونه هو من أوجده بفتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها والتي انقذت العراق من داعش.
ويبدو ان الصراع بين مرجعيتي النجف وقم وبين نظريتي ولاية الفقيه وولاية الشعب، بات واضحاً للعيان وهو في مرحلة مفصلية، خاصة بعد انحياز أغلب فصائل الحشد لناحية مرجعية النجف واعلانه مديرية إعلام الحشد الشعبي امس الأحد، عن عزم قيادات الحشد تفويض أمرها للمرجع الديني علي السيستاني، في المرحلة القادمة بعد أن قاموا بواجبهم في قتال تنظيم داعش فيما تحدثت تقارير إعلامية عن أنه من المقرر وصول قيادات فصائل الحشد الشعبي إلى مكتب المرجعية؛ لإعلان تفويض أمر الحشد للمرجع علي السيستاني في المرحلة القادمة.
إن الموقف الذي سيلعبه المرجع الأعلى في الأيام القادمة سيكون حاسماً نحو بناء دولة مؤسسات قوية، وكما اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي فإن استقرار البلاد سيتيح الفرصة لبدء الخطوة الثانية في محاربة الفساد الذي يسيطر على مفاصل الدولة. وهنا يتضح مشهد اخر فاستمرار ضعف الدولة وتخبطها سيعرقل كل جهودها في محاربة الفساد وبالتالي إدخال البلاد في متاهات جديدة، وهنا سنميز بين من يحاول بناء العراق ومن يحاول زرع الفوضى، نحو تثبيت التجربة اللبنانية التي يحاول الخزعلي استحضارها من مشهدية ظهوره الأخير بالجنوب اللبناني.


3
قانون الأحوال الشخصية العراقي المعدل: تثبيت داعشية الدولة
فادي كمال يوسف11/14/2017
الفكر المتطرّف ومحاولة تثبيته بالقوة حالة تجمع التيارات الدينية على اختلاف ألوانها ومذاهبها، ورغم استهجان بعضها لممارسات الأخرى الا أنها في الجوهر تنطلق من ذات العقلية الاقصائية والتي لا تؤمن بالرأي والرأي الآخر، فيما ترفض مناقشة أيٍ من الأسس الفقهية التي تعتبرها ثوابت إلهية.
التعديلات ضرورة مجتمعية
عادة في البلدان التي تحكمها المؤسسات الرصينة، أن تعديل أي قانون وخاصة فيما يتعلق بالأحوال الشخصية ليس بالأمر السهل أو البسيط، بل يفرضه خلل حاصل في المجتمع أو ظاهرة سلبية طرأت، ليس بمقدور مؤسسات الدولة الحكومية التعامل معها وفق القانون الساري. فتبدأ مراكز الدراسات المتخصصة بتحليل المشكلة على واقع الأرض، وبعد سنوات من العمل من خلال استبيانات وندوات ومؤتمرات اشبعت القضية دراسة عملية وعلمية وقانونية، يتم رفع اقتراحات بقوانين الى الجهات التشريعية المختصة للبت بالأمر والذي يتطلب ذلك منها سنوات هي الأخرى لحين إقرار القانون.
في العراق، حاولت الأحزاب الدينية الشيعية والسنية متحالفةً إجراء تغييرات في قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1958، والذي كان في حينه نقلة نوعية في أرساء أسس الدولة المدنية ومنح حقوق استثنائية عدت ولا تزال ثورة في مجال الأحوال الشخصية ومن أهمها:
"تحريم الزواج الحاصل بالإكراه وعد عقد الزواج الواقع باكراه باطلاً اذا لم يتم الدخول؛ تجريم النهوة العشائرية، تحريم الزواج خارج المحكمة واجازة طلب التفريق اذا جري الزواج خارج المحكمة وتم الدخول، جواز التفريق لارتكاب أي من الزوجين الخيانة الزوجية، جواز التفريق اذا كان عقد الزواج قد تم قبل اكمال أحد الزوجين الثامنة عشرة دون موافقة القاضي، اجازة للزوجة بطلب التفريق اذا تزوج الزوج بزوجة ثانية دون اذن من المحكمة، عد هجر الزوج لزوجته وعدم مراجعتها مدة سنتين سبباً من أسباب التفريق، اعتبار عدم طلب الزوج لزوجته للزفاف خلال سنتين من العقد سبباً من أسباب التفريق، اعتبار امتناع الزوج عن تسديد النفقات المتراكمة سبباً في طلب التفريق، مساواة البنت بالابن في حجبها ما يحجبه الأبن من ارث أبيها أو أمها، تحديد سن الزواج للجنسين بـ 18 سنة".
مسار التعديلات الحالية وأسلمة الأحوال الشخصية
شرع رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبد العزيز الحكيم، فور تسلمه منصب رئيس مجلس الحكم باصدار القرار137 القاضي بإلغاء قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1985 وإحالة شؤون المرأة والأسرة بكل تفاصيلها الحياتية من المحاكم المدنية إلى رجال الدين، كل حسب مذهبه، كخطوة أولى نحو تطبيق أسس الشريعة في الحكم، واسقاط القوانين التي يجد الإسلام السياسي انها لا تتفق مع الشريعة حسب تفسيراته الفقهية.
ونَصَ القرار على "تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية فيما يخص الزواج والخطبة وعقد الزواج والأهلية وإثبات الزواج والمحرمات وزواج الكتابيات والحقوق الزوجية من مهر ونفقة وطلاق وتفريق شرعي أو خلع والعدة والنسب والرضاعة والحضانة ونفقة الفروع والأصول والأقارب والوصية والإيصاء والوقف والميراث وكافة المحاكم الشرعية (الأحوال الشخصية) وطبقا لفرائض مذهبه"، سقط القرار بعد احتجاجات من منظمات نسوية ومدنية وأحزاب ليبرالية، بقرار من الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر، والذي ألغى القانون 137.
المتابع يجد أن القرار 137 جاء على عجل وبتسرع شديد، وفي مرحلة لم تكن مؤسسات الدولة قد عادت الى وضعها الطبيعي، وبلا أي دراسة معمقة لواقع المجتمع، ما يؤشر على ان الأحزاب الدينية لم يهمها سوى تنفيذ اجندتها الفقهية التي تؤمن بها، سواء كان ذلك يناسب او بعيد كل البعد عن أسس تكوين المجتمع العراقي.
المرة الثانية جاءت حين طرح حزب الفضيلة الإسلامي، ممثلاً بوزير العدل في حينه حسن الشمري، مشروع القانون الجعفري إلى مجلس الوزراء في 27 تشرين الأول/اكتوبر 2013، ووافق المجلس على المسودة.
وفشل تمرير القانون بسبب المعارضة القوية له، إذ نصت المسودة على مواد من بينها ان يكون سن الزواج للفتاة هو التاسعة وللفتى 15 أو اقل، بموافقة الوصي، كما شرّع تعدد الزوجات، كما جاء فيه بعدم الحق للمسلم الزواج الدائم من غير المسلمة، مما يعني ان للرجل الحق في الزواج المؤقت او «زواج المتعة» والذي يتم عادة بحضور رجل دين، يصادق على مدته التي تتراوح ما بين بضع دقائق إلى سنوات، ويتم دفع مبلغ معين إلى المرأة بينما ينال رجل الدين العمولة وكل ذلك وفقاً لأحكام القانون الجعفري.
تيار "الحكمة" ورئيس مجلس النواب
تقدم تيار "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم من خلال كتلة المواطن في مجلس النواب، وبدعم من رئيس مجلس النواب سليم الجبوري عن الحزب الإسلامي، مشروع تعديلات لقانون الأحوال الشخصية 188 للعام 1985، وربما جاءت التعديلات هذه المرة اكثر ذكاء وبشكل غير مباشر. وتم ذلك من خلال المادة الثالثة "أ" والتي تنص على أن "يجوز للمسلمين الخاضعين لأحكام هذا القانون تقديم طلب إلى محكمة الأحوال الشخصية المختصة، لتطبيق الأحكام الشرعية للأحوال الشخصية وفق المذهب الذي يتبعونه. وفي الفقرة "ب" والتي نصت على أن "تلتزم المحكمة المختصة بالنسبة للأشخاص الوارد ذكرهم في الفقرة (أ) من هذا البند عند إصدار قراراتها في جميع المسائل التي تناولتها نصوص قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل وغيرها من المسائل المتعلقة بالأحوال الشخصية، باتباع ما يصدر عن المجمع العلمي في ديوان الوقف الشيعي، والمجلس العلمي والإفتائي في ديوان الوقف السني، وتبعاً لمذهب الزوج، ويصح أن يكون سبباً للحكم".
 وفي الفقرة ج "يلتزم المجلس العلمي في ديوان الوقف الشيعي بإجابة المحكمة عن استيضاحاتها، وفقاً للمشهور من الفقه الشيعي وفتاوى الفقهاء الإعلام، وعند عدم الشهرة يؤخذ برأي (المرجع الديني الأعلى) الذي يرجع إليه في التقليد أكثر الشيعة في العراق من فقهاء النجف الأشرف".
 وفي الفقرة د نص على أن يلتزم المجلس العلمي والإفتائي في ديوان الوقف السني بإجابة المحكمة عن استيضاحاتها، وفقاً للمشهور من الفقه السني".
قضاء الفقهاء والتراجع عن الدولة المدنية
قد يجد المتابعين أنَّ رجوع كل مواطن الى أحكام مذهبه ودينه قد يكون حلاً جيداً يفصلُ بذلك بين التداخل الحاصل في بعض الأحيان، وخاصة عن اختلاف الأديان في القضايا الاجتماعية والاحوال الشخصية، ولكن بالتأكيد الأمر ليس كذلك، بل هو يمثل الدفع باتجاه نقل السلطات القضائية والقانونية من سلطة القضاء الى سلطة رجال الدين والفقهاء، والذين أتاح لهم القانون حيزاً كبيراً ليس فقط بتطبيق نصوص الشريعة بل الإفتاء حسب اهوائهم ومزاجهم وتفسيرهم الشخصي لأحكام الدين. وهنا حررهم القانون من الالتزام بنص مكتوب يكونون من خلاله حكاماً بين خصمين، وهذا تراجع كبير في مفهوم الدولة المدنية نحو انشاء قضاء رديف يكون له سلطة أوسع من سلطة القضاء ولا سيكون متحكما بها الى حد كبير.
هذا إضافة الى أنه عند الرجوع الى تطبيق احكام المذاهب وفروعها، نجد انتهاكات خطيرة لحقوق المراة والطفل والاسرة لا بل المجتمع وكامل نظام الدولة، بالإضافة الى وجود تباين شاسع بين احكام المذاهب وفروعها في معالجة الكثر من الإشكالات والقضايا المصيرية، والتي تم تنظيمها بالقانون النافذ وبقواعد محددة مستندة الى الاحكام الفقهية والمذهبية الأكثر تحقيقا للعدالة وتوفيرا للحقوق، وتحت سقف القانون والقضاء.
ومن أهم القضايا التي يستهدفها القانون ويعالجها بشكل متشدد هي امتداد الولاية على البنت البالغة الراشد البكر، أي ان الفتاة ومهما علا شأنها في المجتمع والعلم ستستمر تحت سلطة ابيها او جدها في التحكم بقرار زواجها فيحرمها من اختيار شريكها، حرمان المرأة من وراثة زوجها من الأراضي، تهديد حضانة الام لأولادها، وبحكم القانون فإنه يحول عقد الزواج لمجرد عقد استمتاع، الغاء التريق القضائي بين الزوجين.
تحويل المسيحيين لجوارٍ وعبيد
حسب الفقه الجعفري لا يجوز زواج المسيحية من مسلم، ولكنه يجيز للمسلم الزواج منها زواجاً مؤقتاً، لفترة زمنية محددة ولقاء مبلغ مالي متفق عليه بين الطرفين. إن تشريع مثل هكذا نص وتطبيقه قانونياً، بالأساس مخالف للدستور العراقي الذي نص على أن "العراقيين متساوين امام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العراق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الإجتماعي"، كما انه تعاملَ مع شريحةٍ منهم وكأنهم جوارٍ أو عبيد، فضربَ أسس الزواج بينهم وسمح باعتبار الفتاة المسيحية مجرد سلعة للاستمتاع الوقتي والجنسي، حيث يحرم تأسيس اسرة معها.
كما منع القانون غير المسلمين من إرث المسلمين والسماح للمسلمين بأن يرثوا غير المسلمين، وأعاد التعديل إحياء قانون اسلام القاصر، حيث يعد الطفل مسلماً بمجرد إسلام أحد أبويه، كما يرفض التعديل لغير المسلم حضانة ابنه المسلم، ويمنع من وصية لغير المسلم، فلا يصحّ للمسلم أن يوصي وصية عهدية لغير المسلم، إضافةً الى عدم قبول شهادة غير المسلم الا في حالات استثنائية عند عدم وجود شاهد مسلم.
إن ما افرزه التلويح بإقرار القانون، يثبت ان الداعشية ليست فقط على جبهات القتال، لا بل هي في فكر الكثير من الاحزاب التي قاتلت داعش. كما يؤكد أن المعركة لم تكن بين فكرين احدهما ظلامي والاخر متنور، بل بين مجموعتين تنتميان لنفس الفكر المتعصب، فها هي أحزاب الاسلام السياسي تحاول استحضار قوانين من القرون الغابرة لتفرضها على واقع العراق الذي شهد سنوات طويلة من عهد الدولة المدنية، كما تكرس فصل المجتمع طائفياً اولاً وجينياً ثانياً، فتجعل من الدين اساس المواطنة وليس الانتماء للوطن.
إن تقديم مشروع التعديل من تيار "الحكمة"، والذي ينادي حسب أدبياته وخطابات زعيمه عمار الحكيم بالوسطية والاعتدال، ويدعو الى المساواة بين المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم، ليس سوى نفاقٍ سياسي يسمى بالتقية تمارسها جميع التيارات الاسلامية، وعندما تأتي ساعة الحقيقة فإن القوانين والانظمة ستجيَّر نحو مسارها المتطرف والمتعصب.
استكمال مسلسل التهجير
نعود الى النقطة التي طالما ندور في فلكها. فالدعوات التي تتطلق دائماً من المؤسسات السياسية والدينية المسيحية بالخصوص، للحفاظ على مسيحي الشرق لا معنى لها، امام هكذا داعشية سياسية ستجبر المسيحيين على البحث عن دول اخرى تحترم خصوصياتهم وتنظر اليهم كمواطنين من درجة اولى على رغم انهم مهاجرين، فالمضحك ان دول الشرق تحاول نزع الحقوق من مواطنيه، فيما الغرب يضفي حقوق المواطنة على مهاجرين لا يتعدى وجودهم بضع سنوات.
الإختبار هذه المرة أمام قانون سيعيد تصنيف الشعب العراقي، لا ينبغي السكوت عنه. ويجب على الكنيسة بالمقام الأول أن تكون في قلب المواجهة أمام هذا الخطر، والذي يهدد وجودها ووجود شعبها، وعليها اليوم ألا تقف مكتوفة الايدي، بالمشاركة مع جميع المؤسسات والاحزاب المدنية التي تقف بكل شجاعة امام هذا القانون، فما تبقى من مسيحيي العراق لا يجب ان ينهي وجودهم هذا القانون الداعشي.
•   صحافي وكاتب عراقي في موقع "اليوم الثالث".



4
مستقبل سهل نينوى بعد عودة السيطرة الحكومية
فادي كمال يوسف10/31/2017
استعادت القوات العراقية الحكومية وحلفاؤها من الحشد الشعبي، السيطرة على أجزاء كبيرة من منطقة سهل نينوى ذات الأغلبية المسيحية، واستطاعت تلك القوات استعادة مدينة الحمدانية "بغديدا" الاستراتيجية وأكبر مدن السهل، فيما يشتد الصراع حول قرية تلسقف وتعقبها ناحية القوش التي شهدت استقراراً امنياً خلال السنوات الماضية خاصة أنَّها لم تسقط بيد داعش.
الحرب وتهجير العائدين
جرت أول مواجهة بين القوات الحكومية والبيشمركة الكردية على تخوم قرية تلسقف المسيحية، ما حمل شظايا هذا الاقتتال الى داخل القرية، فأفرز نزوح ثاني لمهجرين اقنعوا بالعودة الى قريتهم، السؤال الجدي المطروح، هل يمكن إعادة مرة أخرى لهذا النازح؟، وكيف يمكن إعادة الثقة بعودة غيره من النازحين؟ ومن غادر الحدود هل يتأكد يوما بعد يوم ان قراره اصبح اكثر صوابا من أي مرحلة؟.
أكثر القضايا خطورة في المواجهة والتي انعكست على الوجود المسيحي بالبلاد، هو سقوط مفهوم الإستقرار لدى أبناء شعبنا، والذي لم يعد مرتبطاً بحالة شاذة وقتية كاحتلال داعش، فما تبين أن القوى الأخرى تعمل على المحافظة على وجودها والحفاظ عليه من خلال نقل الصراع الى مناطق ليس لها وجود شعبي فيها، وهذا ما جعل مناطقنا ساحات قتال للقوى المتحاربة، فأصبحت محاولة  إقناع النازحين بالعودة أمراً صعباً في كثير من الحالات خاصة في القرى والمدن التي شهدت أرضُها صراعاً عسكرياً.
 
حفظ الأمن بين الجيش و"الحشد"
مع انسحاب البيشمركة والاجهزة الأمنية الأخرى من أغلب مناطق شعبنا، فإن هاجس الحفاظ  على الأمن، ربما سيكون الاختبار الصعب الذي سيواجه السلطة الجديدة في المنطقة.
ومن العوامل التي ستفتقدها القوات الجديدة وخاصة "الحشد الشعبي"، أنَّها تعتبر الى حد كبير غريبة عن المنطقة كما انها لا تمتلك بعداً ديمغرافياً قريباً يساعدها على مسك الأرض بالقوة التي كانت الأجهزة الكردية تبسطها. ومن جانب اخر فإن بيئة المنطقة الثقافية والدينية أيضا هي الأخرى تعتبر غريبة عن تلك القوات، إضافةً إلى أن شعبنا لا يحبذ ان يستمر انتشار "الحشد الشعبي" في سهل نينوى، ربما للطابع الديني الذي يحمله والذي يخشى أن يفرض عليهم ويقيد الكثير من الحريات المكتسبة من الفترة السابقة.
 من جانب اخر يتوجس ابناء المنطقة من احتكاك آخر قد يقع بين "الحشد" والقرى العربية المحيطة والتي تختلف مذهبياً مع تلك القوات، وأيُ اقتتال قد يحصل أو محاولات لزعزعة الأمن من خلال استهداف "الحشد" بهجمات إرهابية، تكون مدنٌ مثل بغديدا أو برطلة مسرحا لها، فتؤدي الى استمرار عدم الاستقرار.
سحب "الحشد" وتسليم الأمن لأبناء المنطقة
أولى خطوات الإيجابية التي يجب على الحكومة تنفيذها هي سحب "الحشد الشعبي" نهائياً من المنطقة، وإطلاق مشروع جدي لتمكينِ القوات المسيحية، وبشكل خاص تلك التي شاركت في عملية التحرير ولها توجهات تدعم استقرار المنطقة وغير مرتبطة بجهات لها اجندات كردية أو مدعومة من قوى غريبة عن المنطقة. وربما كانت قوات حماية سهل نينوى (NPU)، والتي بأغلب منتسبيها من أبناء تلك المناطق، الأجدر بتسلم الملف الأمني بعد دمجها بالشرطة المحلية وتشكيل منها قوات امنية خاصة، بعد أن يتم تأهيل قيادتها وتوفير المستلزمات الخاصة لنجاح مهمتها، فيما تتم إعادة انتشار قوات الجيش العراقي خارج المدن لضمان حدود السلطة الاتحادية. وبهذا نكون قد أعدنا الثقة الكاملة لأبناء المنطقة للعودة مرة أخرى وضمنّا بالوقت ذاته وجود قوى أمنية عارفة بالمنطقة ولها القدرة على التعامل الصائب مع أبنائها.
 
إعادة احياء مشروع المحافظة
إن سقوط حلم الدولة الكردية، وتراجع نفوذ الإقليم وخاصة على مناطق التواجد المسيحي في سهل نينوى، سيعيد وبقوة طرح مشروع انشاء محافظة سهل نينوى. وربما هذا التوقيت سيكون الفرصة الأخيرة والذهبية لإعادة إحياء المشروع، ولسبب مهم جدا كون الخصمين المؤثرين والجارين للسهل الكرد من جانب وسلطة محافظة نينوى من جانب اخر هما في أضعف مرحلة سياسية لهما، فيما الجانب الذي تبنى المشروع في حينه وهو الحكومة العراقية هي الأقوى سياسياً وعسكرياً. لذا يجب على القوى المسيحية المختلفة استغلال هذه اللحظة التاريخية وتثبيت دعائمه على الأرض سياسياً وقانونياً.
إن إحياء المشروع مرة أخرى، والنجاح في تنفيذه، سيمثل نقلة نوعية للوجود المسيحي. فهو سيوفر العديد من العوامل التي تدفع بالكثير من اللاجئين والمهجرين وحتى بعض المغتربين إلى التفكير جديا بالعودة الى مناطقه. فمع الاستقرار الاقتصادي الذي يشهده العراق والتعافي التدريجي من الازمة المالية التي شهدها والتي تزامنت مع احتلال داعش ومع نهاية الأزمتين، فإن استقلال المنطقة مالياً عن سلطة محافظة نينوى وارتباطها مباشرة بالمركز سيمنحها مخصصات مالية  هائلة كغيرها من المحافظات، والتي ستنفق من قبل إدارة تمثل أبناء المنطقة ما يوفر فرص جدية لإطلاق مشاريع إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية المنهارة أصلاً، ما يوفر مئات فرص العمل والتي ستدفع بكل تأكيد لعودة العديد من اللاجئين سواء من دول الجوار أو من المناطق القريبة في الإقليم.
تبنى المشروع كخطة موحدة
رؤية البطريركية الكلدانية التي جاءت في بيانها الأخير، والتي تمحورت في ثلاث نقاط رغم أهميتها الا انها لم تُشِر الى موضوع المحافظة. وربما كان ذلك يعبر عن نقص في فهم المشروع، فيما سقطت الحماية الدولية التي كانت تطالب بها القوى المسيحية مع الكنيسة، نظرا للتطورات الأخيرة والتي أفرغت الساحة كما اشرنا من قوتين رئيسيتين هما الكرد وسلطة المحافظة، وابعدت في الوقت ذاته الكرد الى حد بعيد عن السه، وهو ما لم يكن متوقعاً لفترة قريبة من السيطرة على كركوك.
وقد لخص البيان مطالبه في اخراج السهل من الصراعات، ودمج القوات المسيحية في الجيش والشرطة، وحفظ الاستقرار، كما دعا بيان البطريركية القوى المسيحية لتبنى خطاب موحد. قالنقاط غاية في الأهمية رغم استبعاد البيان المطالبة بمحافظة سهل نينوى والتي ربما تكون الأكثر أهمية للأسباب التي سبق أن أشرنا لها.
ولكي لا يتحول البيان الى مجرد حبر على ورق، فعلى البطريركية ان تعمل للأهداف التي أعلنت عنها وبالتنسيق مع الأحزاب والمؤسسات السياسية. فهو خطوة مشجعة الى الامام على الأحزاب تلقفها وخاصة التي لها تمثيل وازن برلمانياً وحكومياً، لتشكيل جبهة سياسية متراصة والبدء بطرح رؤيا يتبناها الجميع على مراكز صنع القرار، لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه على واقع الأرض. وعلى الجميع وضع مستقبل المسيحيين المقترن هذه المرة بفرصة تاريخية، إذا أضعناها ستمثل بالتأكيد نكسة أخرى تضاف الى مسلسل انتكاسات مسيحيي العراق.
•   صحافي وكاتب سياسي عراقي

5
قراءة عراقية مسيحية في تجربة مسيحيي لبنان: لا تُسقِطوا "تفاهم معراب" وهيمنة حزب الله نهائية!
فادي كمال يوسف10/19/2017
منذ نهاية الحرب اللبنانية، ورسم الخارطة السياسية التي ارتكزت على صيغَة الغالب والمغلوب، بعكس ما أعلن ألا غالباً ولا مغلوباً، كان المسيحيون هم الخاسرين وتم التعامل معهم وفق هذا الأساس، فأبعدوا وابتعدوا عن مراكز صنع القرار، وأصبح حضورهم كديكور لاستكمال الصورة الطائفية التي يقوم على أساسها البلد. ولكن بعد اغتيال الرئيس الحريري تغيرت المعادلة فأنتجت غالباً ومغلوباً جديدين ضمن المحيط الإسلامي نفسه، ففسح هذا الواقع الجديد حيزاً ليشغله الحضور المسيحي من جديد، فتعود القوى السياسية الممثلة لنبض الشارع المسيحي.
الرئيس القوي
اختتمت مرحلة الصراع لتثبيت الحقوق المسيحية التي بدأت في العام 2005، بانتخاب الجنرال ميشال عون، رئيساً للجمهورية كأول رئيس بعد الحرب يملك ثقلاً شعبياً وتمثيلاً برلمانياً، توازياً مع مصالحة تاريخية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، لتبدأ مرحلة جديدة لإعادة هذا الحضور داخل مؤسسات الدولة، ولكن للأسف اصطدمت هذه المرحلة بعائقين الأول داخلياً ضمن التركيبة السياسية المسيحية، والأخر مع عموم الطبقة السياسية الرافضة لعودة المسيحيين القوي، وربما كانت صعوبة تمرير انتخاب الرئيس من قبل يعض حلفاءه خير مثال على ذلك.
خطر الإستئثار بالسلطة
الصراع على تقاسم كعكة المناصب الحكومية هو ما نشهده اليوم بين القوتين المسيحيتين الأكبر، والذي نخشى ان يؤدي في النهاية الى العودة الى نقطة الصفر، فعدوى الاحتقان المتصاعد من القاعدة من المناسب ألّا تصيب مراكز صنع القرار فنعلن انتهاء شهر العسل بين الغريمين. وهنا نشخِّص حالة مسيحية طالما تكرَّرت على مر التاريخ اللبناني، والأفضل للطرفين دراسة تجربة حزب الله مع حركة أمل، والذين أقرا المناصفة على رغم أن الحزب يعلم أن الحركة لا تملك الحضور الجماهيري والذي يمنحها هذه المناصفة، إلا أنه يفعل ذلك ايماناً منه بضرورة الحفاظ على البيت الشيعي من جانب، ومن جانب آخر يبقي مظلة الحركة بما تملكه من حضور سياسي تعطي شرعية للطائفة طالما هو غير قادر على اختصارها به، فعلى الرغم من أنَّ الثمن كبير إلا أنه يدفعه حفاظاً على هذه الثوابت، ورغم أننا لا نستطيع إسقاط التجربة كاملة على الواقع المسيحي، لأسباب عدة لا يمكن حصرها بالاختلاف الاستراتيجي في التعاطي مع قضايا لبنان والمنطقة بين الغريمين المسيحيين.
ارتباط العقلية المسيحية بالسلطة
إن الشرق المسيحي في هذه اللحظة التاريخية هو بحاجة ماسة الى استمرار "تفاهم معراب"، وبدل الانشغال بهدمه بمعول الأنانية والمصالح الآنية، كان يجب العمل على ان يتمدد تأثيره الى عموم هذا الشرق، هذا طبعاً قبل ان يتمدد الى عموم مسيحي لبنان والذي بالتأكيد لم يحصل، لا بل تصدعت اغلب التحالفات التي كانت قائمة وتحولت الى خلافات وصراعات حادة، تضعنا في تساؤل لماذا يحصل هذا مع المسيحيين، ولماذا يتكرر دائما في كل حقبة تاريخية؟.
مشكلة تركيبة المسيحيين اللبنانيين أنها تحمل إرث تكوين الدولة والسلطة يضاف إليها سنوات من السيطرة الإقتصادية. ومن جانبٍ آخر فإن مفهوم الزعامة والقيادة يكمن في الشعور الداخلي لكل مسيحي، فمفهوم أنَّ الدولة هي ملكٌ صرف لهم وهم من وضعوا أسسها وأعطوها هويتها الحالية، إضافة الى ما كان لهم من سيطرة اقتصادية على عموم البلاد، لا يزال مترسخاً ضمن الفكر الشخصي والمجتمعي. وعلى رغم فقدانهم للسيطرة على الدولة التي أنشأوها ولعصب الاقتصاد أو على أقل تقدير أنهم لم يعودوا كما كانوا سابقاً ولم تعد مقدرات الدولة بيدهم، إلا أن ما يحملوه من فكر السلطة لا يزال ضمن العقلية التي تحركُ انفعالاتهم وقراراتهم وسياستهم الاستراتيجية.
 وهذه السلوكيات التي اكتسبها المجتمع ككل، نراها واضحة ضمن تعاطي أي قائد أو زعيم سياسي حتى لو كانت نشأته وخلفيته من عائلة خارج الزعامات التقليدية أو صاحبة النفوذ الاقتصادي. لذلك يحتدم الصراع دوماً بين كل تلك الزعامات، ولا تستطيع أي زعامة فرض إرادتها ومهما كانت تملك من حضور شعبي أو قوة على الزعامات الأخرى، وفي الوقت ذاته لا يمكن لتلك الزعامات السياسية أن تلتقي ضمن مشروع سياسي مشترك، فكلٌ منها ستخشى ان يبتلعها الآخر، فيما تسعى هي الى ابتلاع الاخرين واسقاطهم، ما يولد عدم ثقة مستمراً بين الأطراف المسيحية، وكما قلنا لأن لكلٍ منها إرث الهيمنة على السلطة بكاملها، ما جعلها في حال صراع مستمر منذ تأسيس الجمهورية.
ضرورة استمرار "تفاهم معراب"
إن صعوبة استمرار "تفاهم معراب" يأتي من هذه النقطة بالأساس، سواء كان التأثير داخلياً من طرفي التفاهم، أو خارجياً من الأطراف غير المشاركة بالتفاهم. فالطرفان كما أسلفنا كان هاجس ابتلاع أحدهم الآخر أو توسع احدهما على حساب الآخر واضحاً للعيان، فيما مخاوف احدهم من الآخر أيضاً لم تكن خافية. وفي الوقت ذاته كان الشعور لدى الاخرين بأن التحالف يستهدفهم ينطلق من الهواجس نفسها، وهذا للأسف داء الزعامات المسيحية والذي سمح لشركائهم بالوطن دوما من التمدد سياسياً على حساب الحيز الذي يتركه هذا الصراع فارغاً لينفذوا من خلاله.
النموذج "البشيري" في أحادية القيادة
ربما كانت الفرصة الوحيدة التاريخية التي كانت يمكن أن تكسر شوكة هذه الزعامات، وتؤسس لحضور مسيحي قوي على عموم الساحة اللبنانية، تمثَّلت عند انتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميل. فبشير أخضعَ بقوة السلاح جميع الزعامات وأجبرها في حينه على الرضوخ مرغمة لمشروع سياسي واحد، وبعيداً عن طبيعة هذا المشروع إن كنا نتفق ام نختلف معه، لم يعد هناك انقسام واضح ومؤثر ضمن الفريق المسيحي، فظهر متماسكاً قوياً فيما كُسر داخل الشارع المسيحي مفهوم تعدد الزعامات والقيادات، نحو مشروع واحد لقائدٍ واحد يدور في فلكه الآخرون، ما اجبر الشركاء في الوطن لقبول الامر الواقع. وكان يمكن أن يؤسس هذا المشروع لشراكة جديدة في بناء الدولة ربما كانت كسرت مفهوم الغالب والمغلوب والذي أسس فيما بعد لجمهورية ما بعد الطائف، ويناضل المسيحيين الى اليوم للخروج منه واستعادة حقوقهم التي اضاعوها بصراعاتهم التي عادت بعد نهاية تجربة "البشير".

تجربة حزب الله: الهيمنة الكاملة والنهائية؟

في الواقع الحالي هناك تجربة أخرى تشابه الى حد كبير تجربة بشير الجميل التي خرجت من الرحم المسيحي. وهنا لا نعرض التجربة من ناحية انتقادها فمن حق كل طرف ان ينفذ مشروعه السياسي إذا وجد ان الساحة متهيئة لتقبل هذا المشروع، أم ان يفرضه على الاخرين بحكم ما يملكه من قوة يمكن له استخدامها.
ينتقل لبنان اليوم من التفرد السني الذي أعقب اتفاق الطائف والذي سيطر في حينه رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري بقوته الاقتصادية وتحالفاته السياسية، على البلاد بصورة مطلقة وشاملة. فكان لا يمكن ان يحكم لبنان أو أن يمر قرار من دون موافقة الحريري فأصبح هو أباً وأماً ليس لاتفاق الطائف فحسب بل لكل الجمهورية. إلا أن ما عاب تجربته والتي لم تسمح له بالسيطرة المطلقة، أنه وتياره لم يكن يملك القوة العسكرية التي يحكم بها للسيطرة على البلد في شكلٍ كامل ونهائي. فكان سقوط التجربة سريعاً، أولاً بظهور نظام امني ينافسه ويحاول سحب البساط من تحت أقدامه تمثل بفريق الرئيس السابق اميل لحود، ثم باغتياله فانتهت التجربة ومهدت لظهور تجربة حزب الله والتي تعتبر الى حد بعيد متكاملة الأطراف والتي ربما ستمثل الحل النهائي والأخير!
فالحزب يملك أدوات السيطرة الكاملة، في البعد الديمغرافي والبشري والقوة المالية اللامحدودة، إضافة الى القوة العسكرية التي تنافس ما حوله من جيوش دول، يضاف اليها خبرة تراكمت من خوضه معارك سواء ضد إسرائيل او في سوريا، وهنا يطرح الحزب نفسه ليس كحاكم للبنان فقط بل كشريكٍ إقليمي في تحديد سياسات المنطقة.
المشكلة الوحيدة والتي لن تستطيع القوى المسيحية تجاوزها مع الحزب ولو بعد حين، أن الحزب يمثل مشروعاً للإسلام السياسي والذي لا يستطيع الحزب الخروج منه ويمثل امتداداً لعقيدة الجمهورية الإسلامية في ايران. فهو عاجلاً أم آجلاً سيتوجب عليه تنفيذ مشروع الدولة الإسلامية، وهي عموماً تختلف عن ثقافة المجتمع المسيحي، والذي لن يستطيع تقبلها أو العيش ضمن حدودها وقوانينها، والتي في أحسن تقدير ستعتبر المسيحيين مواطنين من درجة أخرى.
وعندها لن تتمكن القوى المسيحية المشغولة اليوم بصراعها الداخلي من الوقوف في وجه هذا المشروع، ونخشى أن يتحتم عندها على المسيحيين البحث عن وطن جديد في بلاد الاغتراب كما حصل معهم في ايران بعد سقوط نظام الشاه...
•   صحافي عراقي


6
المسيحيون وخطيئة استفتاء كردستان: خيارات محدودة
*فادي كمال يوسف
انتهى الإقليم من إجراء استفتاء شعبي حول استقلاله، وتؤكد النتائج المعروفة سلفاً أن غالبية مواطني كردستان صوتوا للاستقلال وهي نتائج منطقية وواقعية تعكس توق الكرد التاريخي.
ولكن كما أسلفنا سابقاً أن الاستفتاء لم يأتي ضمن هذا الظرف لغرض تحقيق هذا الحلم التاريخي، بل ليمثل غطاء سياسياً شعبياً لينقذ رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني، وهنا كان قرار البارزاني في الدخول بمغامرة لا بل مقامرة تشبه الى حد كبير مقامرة صدام حسين بغزو الجارة الكويت للخروج من أزمة اقتصادية خانقة، فكانت تلك المقامرة غير المدروسة وبالاً على العراق لا زال يعاني منه لليوم.
 
مسيحيو الإقليم وخيار الهجرة
إذا ما نُفذت التهديدات التي توعدت بها الدول المحيطة بالإقليم، فإن الوضع الاقتصادي السيئ الذي كانت تعيشه كردستان سيزداد سوءاً، فيما ستنهار البنى التحتية القائمة على أسس ضعيفة بالأساس. وتكون الحكومة عاجزة عن توفير الرواتب الخاصة بموظفيها المتعطلة أصلاً، ولن تستطيع الإيفاء بالتزاماتها مع المتعاقدين معها، وهذا يعني انقطاع السيولة النقدية الى السوق الداخلي، فيما سيتوقف التبادل التجاري مع أهم أسواق محيطة وهي العراق وتركيا وإيران.
يشكل مسيحيو الاقليم ما يقارب أكثر من نصف مسيحيي العراق، والغالبية الساحقة منهم هي من المهاجرين أو المهجرين من بغداد، وجلهم ممن يرفض الهجرة وقد استقر بالإقليم بحثا ًعن الأمان رغم كل الصعوبات التي عانوا منها، سواء كانت اقتصادية أو بسبب القيود التي يفرضها الإقليم على القاطنين فيه من خارج حدوده.
عندما عصفت الأزمة الاقتصادية الأخيرة بكردستان والتي اعقبتها ازمة داعش، كان خيار الهجرة
الحل الأمثل للعديد من مسيحيي الإقليم. واليوم واضح أن الأزمة ستكون على أشده، وإضافة الى ذلك سيكون شبح الحرب وانهيار الاستقرار الأمني خطراً آخر يهدد الإقليم أو الدولة المستقبلية، لذلك فالخشية كبيرة من هجرة من تبقى من مسيحيين في الإقليم هم بالأساس في غالبيتهم مهاجرون باحثون عن الأمان. لذلك لن يجدوا الأمر مختلفاً في الرحيل عن كردستان والتي لم يعتبروا فيها حتى اللحظة مواطنون من الدرجة الأولى، وفقدان الزخم الذي يمثله مسيحيو كردستان سيمثل ضربة مؤلمة لحضورهم في عموم البلاد.
 
مسيحيو سهل نينوى: نهاية البعد الديموغرافي
إنَّ إصرار حكومة كردستان غير المستند إلى أيّ حق دستوري، بشمول منطقة سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية في الإستفتاءما يمهد مستقبلاً لضمها الى الإقلي، شكل ضربة أخرى موجعة تهدد هي الأخرى ما تبقى من حضور لأبناء شعبنا في مناطقهم.
فجاء الاستفتاء ليحول المنطقة الى بقعة صراع سياسي بين الكرد من جهة والعرب من جهة ثانية، ما يجعلها غير مستقرة سياسياً وامنياً واقتصاديا وسيجعلها مهملة انمائياً كما كانت سابقاً، فيما ستستنزف جهود أبنائها في هذا الصراع. كما سيسهم هذا الوضع في عزوف مهجريها عن العودة الى أراضيهم، حيث سيخسر السهل أكثر من نصف سكانه.
 
الصراع الكردي العربي سيقسم السهل
إنَّ ضياع جهود الأحزاب والقوى السياسية التي كانت تدعو الى تشكيل محافظة سهل نينوى، كملاذ أخير آمن ينعم باستقرار امني وضمن أجواء وبيئة حاضنة للوجود المسيحي ثقافياً واجتماعياً، إن إسقاط هذا المشروع والذي تتحمله حكومة كردستان من خلال إصرارها على الإستفتاء في السهل، أضاع على شعبنا فرصة تاريخية تدعم حضورهم وتساهم في عودة المهجرين من أبناء السهل.
من جانب آخر، فإن واقع الأرض يشير الى تواجد قوتين تتقاسم النفوذ على المنطقة، البيشمركة والتي تفرض حضورها العسكري في سهل نينوى الشمالي، فيما يتواجد الحشد الشعبي في اقسام من سهل نينوى الجنوبي، ما ينذر بحرق المنطقة وتحويلها الى ساحة صراع عسكري اذا قرر الطرفان خوض أي نزاع مسلح، وسيطيح بالمنطقة ويعرض من تبقى أو من قرر العودة من سكانها الى حملة تهجير أخرى. وهذا الأمر يتحمله الكرد وحدهم كما كانوا سبباً في عملية التهجير الأولى عند انسحابهم المخزي امام داعش بعد ان وعدوا السكان بالحماية.
 
في أفضل الحالات، وإذا فشل الكرد في ضم السهل بكامله الى دولتهم او اقليمهم فسيتم تقسيمه إلى جزئين، شمالي تحت سيطرتهم وجنوبي للحكومة المركزية. وإذا نُفِّذَ هذا الخيار فإنه يمثل كارثة أخرى على أبناء المنطقة الذين سيجدون أنفسهم منقسمين بين دولتين أو حكومتين، ما سيعمق مأساتهم شعبياً من جهة، ومن الجانب الآخر سيجعل المسيحيين سياسياً في أضعف موقف.
 
الإنهيار الاقتصادي
إنَّ المؤشرات الإقتصادية تشير الى أن أزمةَ خانقة ستعصف بكردستان، وستكون مناطقنا الضحية الأكبر فمع إهمالها المتعمد سابقًا من قبل حكومتي الإقليم وبغداد انمائياً، ستشهد اليوم أزمةً أخرى اذ أصرَّ الإقليم على ضمها له. وسيحرم المئات من الموظفين الحكوميين فيها من رواتبهم اسوة بأقرانهم في عموم كردستان ما سيدخلهم في ازمة خانقة تهدد سبل عيشهم الوحيد، وهذا بالتأكيد سينعكس سلباً على الأسواق التجارية والتي سيضربها الركود، فيما لن يتمكن الإقليم من انجاز إعادة الاعمار أو تعويض الأهالي عن خسائرهم نتيجة الحرب مع داعش، والتي كانت الحكومة المركزية قد تكفلت بها.
كل ذلك سيجبر السكان بالتأكيد على الهجرة ومغادرة أراضيهم. فسهل نينوى الذي كان الفرصة الأخيرة لمسيحي العراق لتثبيتهم في أراضيهم، وبناء ركائز صلبة لمستقبل هذا الوجود، اضاعته الرغبة الكردية التوسعية الجامحة لابتلاع أكثر ما أمكن من أراضي الدولة العراقية. ومن جانب اخر خلق منطقة حدودية عازلة لا يسكنها الكرد تعتبر ارض محروقة عند تعرضها لأي هجمات من الجار الجديد العراق، وبذلك يكون شعبنا قد وُضعَ كبش فداء لمغامرة حكومة كردستان الحالية ولدولتها المستقبلية، فتعيد التجربة المرة التي عاشها المسيحيين عندما تركهم الكرد لمصيرهم المحتوم امام داعش رغم الوعود ذاتها التي يكررها القادة الكرد اليوم.
 
محدودية الخيارات
المتابع للحدث يجد محدودية في الخيارات أمام المؤسسات المسيحية السياسية والدينية وغيرها للمحافظة على الوجود المتبقي. فاللعبة تجاوزت قدراتهم، ولكننا نشير إلى مواقف بعض القوى والتي انساق قسم منها بانتهازية مفرطة تحت العباءة الكردية ضارباً عرض الحائط مصالح ومقدرات شعبه، والقسم الآخر رفض هذا الواقع ويعمل للوقوف بوجهه بالإمكانات المتاحة التي رغم محدوديتها الا أنها تمثل موقفاً مبدئياً من قضية وجود شعب ضد واقع حال، ولم تنتهج هذا الخط سوى ثلاث أحزاب هي الحركة الديمقراطية الاشورية وأبناء النهرين والحزب الوطني الاشوري.
إن الحل لقضيتنا يكمن فقط في الحوار بين حكومتي المركز والاقليم، فأي صدام بين الطرفين ومن أي نوع كان سياسياً، اقتصادياً، عسكرياً، سيكون المسيحيون فيه الضحية والخاسر الأكبر. لذلك فإن دفع الطرفين بهذا الاتجاه يمثِّل طوق النجاة الأخير، والمؤسف أن الكثير من القوى السياسية والدينية أوصلت الحال من خلال تهاونها وانتهازيتها واتكالها على قوى خذلتها الى هذه المرحلة، والتي أُخرج شعبنا فيها من المعادلة السياسية نهائياً فبات منتظراً للحلول من الآخرين.

7
نقاش في التدخل الدولي والأقليات: الحماية الدولية لمناطق مسيحيي العراق
فادي كمال يوسف
ينقسم المهتمون بالشأن السياسي والكتاب والمثقفون، حول جدوى التدخلات الخارجية في حل أي قضية داخلية مستعصية، ففيما تجدها مجموعة منهم أنها كفر وخطيئة، تذهب أخرى الى اعتبارها ضرورة حتمية لتنفيذ أي تغيير داخلي. وكل من الطرفين يسوق مجموعة من الحجج والبراهين التي تتثبت صحة موقفة السياسي.
 
دوافع التدخلات الدولية
في أي تدخل خارجي حصل في دول المنطقة وآخر هذه التدخلات كانت في سوريا، لم يكن للوجود المسيحي أهمية في المعادلة السياسية لهذا التدخل، فروسيا لم يكن تدخلها لإنقاذ الوجود المسيحي والذي هددته القوى المتطرفة، ولكن وجودها أنقذهم نسبياً كتحصيل حاصل يمكن قراءته من عموم المشهد.
 وكذلك في العراق فالمسيحيون لم يكونوا جزءاً من المعادلة التي وضعها الاميركون عند تدخلهم، لذلك لم يستفيدوا فعلياً من هذا التدخل، كون الظروف والتغيرات لم تأتِ في صالحهم. وفي أي بلد بالعالم الأقليات الضعيفة والتي تفتقد العمق الديمغرافي أي المنتشرة، تكون أول الخاسرين في أي انهيار امني يحصل.
افتقد مسيحيو العراق لمشروع سياسي حقيقي، كما افتقدوا الأدوات التي يتمكنون بها من أيصال هذا المشروع الى مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة أو أيٍ من الدول العظمى التي كان لها تأثير في التدخل عام 2003. استطاع الأكراد عام 1991 بعد فشل انتفاضتهم ضد نظام صدام حسين، أن يصلوا بمشروع مناطق حظر الطيران الى مجلس الأمن من خلال تدخل الولايات المتحدة لصالحهم، وأفادهم حينها هذا التدخل في حمايتهم من مشروع إبادة جماعية كان مخططاً أن ينفذ ضدهم.
في الوقت ذاته فإن الدول ليست منظمات خيرية، ولا يمكن لها أن تتدخل الا اذا كانت لديها مصالح مشتركة مع الأطراف التي تقف لجانبها، وربما تكون تلك المصالح شراكة سياسية أو مواقف من قضايا دولية أو مصالح اقتصادية. فعلى سبيل المثال، التدخل الروسي لإنقاذ النظام السوري لم يكن من جهة الايمان بقضية هذا النظام أو خوفا من انهيار الدولة، بل هناك مصالح استراتيجية تجمع الطرفين.
 
سعي الأكراد للسيطرة على نينوى
يتساءل البعض، لماذا تطالب بعض القوى السياسية المسيحية العراقية بالحماية والدعم الدولي لمناطقها وخاصة في سهل نينوى بعد تحريره. والجواب بسيط في مجموعة الاحداث الخطيرة والمؤثرة على مستقبل الوجود المسيحي، والتي تزامن حدوثها مع مطالبة إقليم كردستان بالاستفتاء لإعلان استقلاله. فكات أولى تلك الاحداث إصرار حكومة الاقليم لتمدد الإستفتاء ليشمل منطقة سهل نينوى والمتنازع عليها بين حكومتي بغداد واربيل، رغم معارضة أغلب القوى المسيحية السياسية لذلك، وبهذا الظرف الدقيق حيث لم تكتمل عودة المهجرين الى قراهم ومدنهم في السهل.
 
إفشال مؤتمر بروكسل
أولى محاولات حكومة الاقليم لتنفيذ مخططها بابتلاع منطقة السهل، كانت إفشال مؤتمر بروكسل والذي كان خطوة أولى لدعم الاتحاد الأوروبي لمشروع الأحزاب المسيحية في خصوص سهل نينوى، تمهيداً لتبنيه والعمل على تحقيقه على الأرض.
فمن خلال علاقات الإقليم الواسعة وتأثيراته الدولية على القائمين على المؤتمر، شرع بالضغط لتحقيق تغييرات تخدم مصالحه وفي مقدمتها ادراج قضية اجراء الاستفتاء في مناطق السهل رغم إرادة أغلب أبنائه، والذين لا يحبذون ضم مناطقهم الى اقليم كردستان، حيث لا زالت مشاهد هروب عناصر البيشمركة أمام داعش وتسليم مناطقهم للعدو أمام أول اشتباك حاضرة في أذهانهم. وامتدت هذه التغييرات الى إصرار الإقليم على عدم الإشارة في بيانات المؤتمر ومقرراته إلى قرار حكومة العراق في 21 يناير 2014 باستحداث محافظة سهل نينوى، وعمل على اشراك منظمات سياسية تابعة مباشرة له، لضمان السيطرة على المؤتمر وتوجيه بوصلته نحو اجندة محددة. وهذا التلاعب والاستهتار أدى الى  تحويل المؤتمر الى مظاهرة سياسية لا معنى لها، بعد ان قررت أغلب الجهات السياسية المسيحية الوازنة الانسحاب منه اضافة الى انسحاب الكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق الأشورية للأسباب ذاتها. 
 
إقصاء مدير ناحية القوش
بعد إفشال المؤتمر، بدأت القيادات السياسية الكردية تعبّد الطريق لتحقيق مشروعها، فأخذت تعمل لإبعاد المسؤولين المحليين المعارضين لسياساتها، وكانت ناحية القوش أولى ضحايا هذه السياسية، وهي المدينة المسيحية الوحيدة في السهل التي بقيت عصية على داعش ولم يتمكن من اسقاطها، كما تعتبر من اهم المناطق المسيحية حضوراً وتأثيراً وتاريخاً.
ويشهد لمدير ناحيتها رفضه لسياسات السيطرة التي تنتهجها القيادات الكردية بالمنطقة، متناغماً مع بيئته الشعبية الرافضة لتلك السيطرة، فكان نصيبه استجواباً ملفقاً ثم اقالة رغماً عن التظاهرات والإحتجاجات الشعبية والسياسية الرافضة للقرار، ثم تعيين عضوة في الحزب الكردي الحاكم في أربيل بديلا عنه.
 
ضعف الحكومة المركزية وتخبطها بين الأكراد وقوى شيعية
ما يجبر القوى السياسية المسيحية على اللجوء الى خيار استقدام الحماية الدولية للمنطقة، هو الضعف الذي تبديه الحكومة المركزية في التعاطي مع كل تلك الممارسات التي تتعرض لها المنطقة. كما يأتي تخبطها وعجزها عن السيطرة على بعض فصائل الحشد الشعبي بالمنطقة، وتغطيتها لممارسات بعض القوى الشيعية والتي تحاول إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة لاستكمال حصارها الديموغرافي لمدينة الموصل ذات الغالبية السنية، والتي كانت نتيجتها الاحتكاك العسكري الذي حدث مؤخراً بين ميليشيا مقربة من قوى سياسية شيعية نافذة، وقوات حماية سهل نينوى المكونة من أبناء المنطقة. وهذا ما وضع العديد من علامات الاستفهام  عن دور الحكومة والجيش في ضبط ميليشيات غريبة عن المنطقة ولا تمثل أبنائها، وطبيعة انتشارها والأجندة التي تنفذها في تلك المناطق.
 
انعدام الثقة بالجيران
إن تجربة احتلال المنطقة من داعش، وموقف أبناء المناطق المحيطة بالسهل المؤيد للتنظيم الإرهابي والداعم له ومشاركته في عمليات التهجير والقتل والسلب والنهب للمدن والقرى المسيحية، أحدث صدمة للأهالي، أفقدتهم سبل التواصل مع جيرانهم ولا يمكن لهم العودة الى الثقة بهذا الجار.
المسيحيون في المنطقة أصبحوا محاصرين من قوى كردية تحاول سلبهم مناطقهم بقوة الأمر الواقع، وقوى عربية سنية لا ثقة لهم بها بعد موقفهاً منهم ابان احتلال المنطقة من داعش، وقوى شيعية تحاول إيجاد موطئ قدم لها بالمنطقة على حسابهم، وحكومة مركزية تتعامل بلامبالاة كون المنطقة متنازع عليها.
لذلك يجد المسيحيون ألا فرصة لهم سوى بتبني مشروعهم السياسي من قبل جهة دولية نافذة، وتميل القوى السياسية الى جعل المنطقة تحت حماية دولية، تقف في وجه تدخلات جميع القوى التي تحاول السيطرة على المنطقة ومصادرة قرار أبنائها، وزجها في صراعات تثقل من معاناة أبنائها وتزعزع استقرارها.
 
الفرصة الأخيرة!
إن القوى السياسية التي تتبنى مشروع الحماية الدولية تجد أنه الفرصة الأخيرة، والذي يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو استكمال النقاط الأخرى بإنشاء محافظة سهل نينوى، وتمكين أبناء المنطقة من الدفاع عن انفسهم، واعادة إعمار المناطق تمهيداً لتحقيق عودة أهالي المنطقة، والا فإننا سنفقد الفرصة الأخيرة للمحافظة على الوجود المسيحي في العراق، وربما هذا ما تحاول تنفيذه بعض القوى المحلية من طرفي الصراع على المنطقة.   
* صحافي عراقي
- نشر المقال في موقع اليوم الثالث الخاص بالدراسات الشرقية المسيحية ضمن مسيحي العراق
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه

8
إغلاق ثمان كنائس في بغداد: هل ستستغني عاصمة العراق عن الوجود المسيحي؟

فادي كمال يوسف

أعلنتْ الكنيسة الكلدانية في بيانٍ رسمي عن إغلاق ثمان كنائس في بغداد، وعزت السبب بحسب البيان لعدم وجود مؤمنين بسبب الهجرة والاوضاع الأمنية غير المستقرة.

الإعلان يمثل سابقة غير معهودة في السياسة الإعلامية للكنيسة، فهي المرة الأولى التي تفصح فيها البطريركية رسمياً عن خطورة تراجع أعداد المسيحيين في العاصمة والذي اجبرها على اغلاق هذه الكنائس، ما يؤشر على خلو تلك المناطق الثمانية من المؤمنين تماماً، والملفت أن الإغلاق لم يطل كنائس أخرى في مناطق ساخنة من العاصمة والتي تشهد نزوحاً اكبر ما يجعلها مهددة هي الأخرى بالأغلاق.

 

معنى توقيت الإعلان

المتابع للأحداث يجد أن إعلان البطريركية جاء متأخراً. فمنذ سنوات خلت وهناك كنائس خاوية ولا مؤمنين في المناطق التي تخدمها، لهجرة الكثير من العوائل إما الى خارج البلاد أو إلى مناطق أكثر أمناً في اقليم كردستان، والتأخير أضر بالقضية فأفقدها زخماً لمواجهة نزيف الهجرة الذي أخذ يقلِّص بسرعة جنونية الوجود المسيحي. وأضحى إعلان البطريركية بلا رسالة واضحة المعالم، بل مُجرد فقاعة قد تتناولها الصحف ليوم او يومين في أحسن الأحوال ثم تضمحل بلا أيّ تأثير، ولن يتبقى منها سوى تأثيرها السلبي على عموم المسيحيين في الداخل، والذين سينتابهم الشعور بأن أهم رموز وجودهم أخذت تتلاشى وبالتالي فإن مغادرتهم اسوار العاصمة اصبح مسألة وقت لا أكثر.

 

خطورة إقفال الكنائس

تبرز خطورة إقفال الكنائس في بغداد كونه يؤشر الى بداية تحول نحو افراغ العاصمة نهائياً من وجودها المسيحي، فيما يطغي الهاجس الأمني لتعليل الهجرة التي تصاعدت وتيرتها بعد سقوط النظام عام 2003. ولكن هواجس أخرى كانت سبباً لتلك الهجرة، ومن أهمها التغيير في وجهة العاصمة وتحولها من صبغة اجتماعية الى ثانية تختلف عنها تدريجياً، ما أشعر البغداديين بالعموم والمسيحيين خاصة بأنهم أصبحوا غرباء في عاصمتهم، إضافة الى عامل أخر سرع من وتيرة الهجرة وهو العامل الاقتصادي. فالتحدي الذي يعانوه من انعدام فرص العمل الحكومية من جهة، وصعوبة الانخراط في الأعمال التجارية أو الخاصة بسبب التحديات الأمنية والتي تهددهم بشكل خاص.

 

خيارات خاطئة

أن اعلان الكنيسة اليوم أثبت فشل مشروع وخيار التمسك بالوجود المسيحي في العاصمة فقط وبعض المناطق الأخرى التي كانوا يفقدون فيها الحضور الديمغرافي الوازن والمؤثر في المعادلة السياسية، والإيحاء بأن الهجرة الى مناطق آمنة من البلاد خطيئة واعتبارها نوعاً من الهجرة. فقد أظهرت الوقائع أنَّ هذه الإستراتيجية فشلت أولاً في الحفاظ على الوجود المسيحي في البلاد، وفي الحفاظ على أمنهم بالعاصمة، إذ استمرت الهجرة وباتت قناعة اغلب المسيحيين أن بقاءهم في العراق مسألة وقت لا أكثر، فلا أمل لهم بأي مستقبل يرتجوه وخاصة في العاصمة.

وإذ عدنا بالذاكرة الى سنوات قليلة للوراء، نجد أن أغلب المسيحيين هم مهاجرون ومهجرون بالأساس من قراهم وقصباتهم وأراضيهم في شمال العراق، فيما كانت الأسباب لذلك ذاتها التي تجبرهم اليوم على عدم العودة الى تلك المناطق، بسبب الحروب والأوضاع الاقتصادية السيئة والمضايقات السياسية يضاف اليها انعدام الإنماء وعدم تطوير تلك المناطق قصداً بغرض تشتيتهم، لذلك فإن عودتهم من بغداد الى ديارهم الأصلية لا يمثل هجرة فهم لا يزالوا ضمن العراق.

 

الإستراتيجية المطلوبة والإستفادة من تجارب مسيحيي المنطقة

لقد بدا الاعلان وكأنه يفتقد استراتيجية محددة في مواجهة الآفة التي تضرب الوجود المسيحي الديمغرافي، لا بل زاد بأنه ظهر كنداء استغاثة موجهة نحو المجهول. وهذا الأمر يدعو لكثير من الاستغراب حول طريقة التعاطي مع قضية بمثل هذه الخطورة، فهي أمست أكبر من نداء استغاثة أو محاولة يائسة لاستجلاب العطف من هنا أو هناك.

نحن لسنا بحاجة الى استغاثة، بل الى مشروع حقيقي تتبناه جميع الأطراف السياسية والدينية، ينقذ ما تبقى من وجود، يسبقه دراسة من خبراء للواقع على الأرض، وعلى الأطراف الانفتاح على كل الأفكار والعقول في الشرق المسيحي، والاستفادة من تجارب مسيحيي المنطقة وقدراتهم في المساهمة بالخروج بالمشروع النهائي.

 

إنشاء محافظة سهل نينوى

والفرصة الآن مهيأة بعد تحرير سهل نينوى، ولا ضير من تشجيع المسيحيين للعودة الى قراهم ما دام ذلك سيوفر فرصة لهم لبقائهم في وطنهم. فالرهان اليوم تعدى المحافظة على المسيحيين مشتتين في العراق ليتسنى لنا رفع شعار انهم منتشرون على مساحة الوطن، فأمنهم وسلامتهم والحفاظ على وجودهم المهدد أصبحت هي الأهداف التي يجب أن نعمل من أجلها.

ومن غير تخطيط ورؤية واضحة ومشروع سياسي، لن نتمكن من لملمة ما تبقى من مسيحيين للحفاظ على وجودهم على هذه الأرض. كما من المهم أن نستغل الظرف الحالي والتعاطف المحلي والدولي مع قضية مسيحيي سهل نينوى، واعتبار السهل الخيار الأهم في الحفاظ على هذا الوجود، وعلى جميع القوى الضغط على الحكومة لتطبيق قرارها بإنشاء محافظة سهل نينوى، لأنها تمثل خطوة رئيسية في أي مشروع قادم للنهوض بواقع سهل نينوى والمحافظة على الوجود المسيحي في عموم العراق.

 

الوقت الذي يمر في المناكفات والجدلات هو خسارة لما تبقى من وجودنا، والمرحلة بإعلان اغلاق الكنائس الثمانية أصبحت أخطر من أي مرحلة أخرى. وعلى جميع القوى وفي مقدمتها الكنيسة أن تعي ذلك وأن تكون بحجم المسؤولية، وأن تعمل للوصول الى قواسم مشتركة تمكنها من وضع الحلول، والا فإن اعلانات إغلاق الكنائس ستستمر على قدم وساق، وهذا ما يجب أن ترفض حصوله أي من الاطراف المسيحية المتصارعة على ما تبقى من وجود مسيحي.

    صحافي عراقي


9
الجذور الثقافية والسياسية للإرهاب
فادي كمال يوسف

لا زلنا نعاني في دولنا بالمنطقة من جحيم التطرف والإرهاب، وتتواصل العمليات التي تستهدفُ الأبرياء.
ولو تأملنا في عملية المنيا التي استهدفت أقباط مصر وحاولنا استنتاج بعض الرسائل، نرى أن هناك تحولاً نوعياً من ناحية طريقة التنفيذ وأسلوبها وعدد الضحايا وخاصة من الأطفال الذين قتلوا بدم بارد، والتي تنم على أن التنظيم الإرهابي قرر نقلنا الى مواجهة جديدة أكثر دموية وعنفاً.
 
البيئة الحاضنة

المحزن أن هناك بيئة حاضنة محلية ساهمت في تقديم دعم لوجستي للمهاجمين وتسهيل مهمتهم. كما تفاعلت في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مرعب مع رسائل و"هاشتاغات" وتعليقات ومشاركات لاقت رواجاً واسعاً من أهل المنطقة، عبرت عن مشاعر الفرحة والانتصار والغبطة، مثلت احتضاناً ليس للمجموعات الإرهابية فقط بل لفكرهم وعقيدتهم.
يؤشر ذلك الى شرخ ثقافي خطير في مجتمع ريفي بسيط، كان والى وقت قريب يحمل عادات وتقاليد أقرب الى التعايش والتسامح وقبول الآخر ببساطته المعهودة، تمتزج بالنخوة وحب المساعدة كائناً من كان بغض النظر عن الدين والعرق، وحتى أسلوب مجابهة العدو المفترض كانت مختلفة يطغى عليها الكثير من الاحترام، في غياب مظاهر كالتشفي بأحزانه والامه ومصائبه. يا ترى أين ذهبت كل تلك المفاهيم؟ ومن المسؤول عن انقراضها؟ ولماذا تغيرت اسس تم بناء المجتمع وفقها؟
 
ثقافة الحقد
قد يتساءل البعض كيف يتمكن التنظيم الإرهابي من تجنيد عناصره بكل تلك السهولة؟
في مقدمة الأسباب نشر ثقافة الحقد والاستهداف، وتخيّل وجود استهداف مستمر لطرف ديني أو قومي معين من مختلف دول العالم، وتصوير جميع الاحداث والتحركات والمواقف الدولية، وكأنها بالأساس موجهة لخدمة هذه المؤامرة الكبرى التي تحاك لمحاربة هذه الامة بدينها وثقافتها وتاريخها وحضارتها، املاً في منعها من النهوض وإعادة امجادها الغابرة. وهذا بلا شك سيولد ردة فعل منطلقة من محاولة الدفاع عن الأسس التي تتعرض لاستهداف مخطط ومنظم، وهذا ما سيخلق حقداً دفيناً ضد العدو المفترض والذي سيبدأ بالغرب الكافر ولن ينتهي عند تكفير وشيطنة المجتمع برمته واعتباره مشتركاً بتلك المؤامرة الكبرى.
 
المجتمع ساهم في انتشار إيديولوجية التطرف
 والمؤسف أننا نجد أن الدولة والمجتمع بمؤسساته، ساهما في نشر هذا الفكر وتغذيتهـ تشاركهما منذ سنوات عديدة خلت مدارس فكرية قد تتناقض مع فكر التنظيم الارهابي سواء مذهبيا أو حتى إيديولوجياً كالأحزاب اليسارية والقومية مثلاً، وكل ذلك الفكر كان يبث من خلال قنوات كان اجدر بها نشر ثقافة التسامح وقبول الاخر، كالمناهج التربوية، ووسائل الإعلام، والأعمال الفنية من مسلسلات وأفلام ومسرح، وكلها سُخِّرت للأسف لإنتاج نموذج فكري مريض بداء الاستهداف وحامل لفكر الحقد والكراهية.
فماذا يتوقع من يزرع يومياً هكذا ثقافة بين المجتمع وتغذيتها أن يحصد. هل سيبني جيلاً محِبّاً للآخر متسامحاً مع ذاته؟ بالطبع كلا، وهل يعتقد كذلك أنَّ فوضى زرع الأحقاد يمكن السيطرة عليها إذا انفجرت، وعندما نهيئ أرضاً خصبة تتقبل أيَّ فكر متطرف وخاصة الديني منه لما للدين من احترام وتبجيل في محيطنا الشرقي، ألا يأتي من يزرع أفكاره وسمومه ويأتي ليحصد الآلاف من الشباب المؤمنين بعقيدة راسخة من الانتقام، أمَلاً في استرجاع حلم الدولة العظيمة الغابر ورداً للهجمة الموجهة ضد الأمة وثوابتها؟؟
 
ثقافة تخوين الآخر
بموازاة ما سبق فإن سياسةً أخرى لا تقل شأناً في تخرب المجتمع ودفعه نحو الهاوية كانت تمارس هي الأخرى بفوضوية ولا مبالاة بعواقبها. فشيطنة جميع من يخالف اراء السلطة، والقاء تهم العمالة والخيانة للدول التي هي بالأساس متآمرة على الحلم العربي الكبير، والذي يحاول هؤلاء الساسة الفاسدون أو الديكتاتوريون تحقيقه لشعوبهم وامتهم، وتحشيد الجماهير ضدهم، والحكم عليهم بالإعدام شعبياً تمهيداً لتصفيتهم نهائياً، تلك السياسة التي انتهجتها الحكومات الدكتاتورية الشرق أوسطية بالعموم ضد معارضيها على مدى سنوات طويلة، أصبحت للأسف تقليداً مترسخاً في اذهان عموم تلك الشعوب.
والمحزن انها انتقلت وأضحت ممارسة يومية انتهجها المجتمع. فأخذت مجموعاته السياسية والثقافية والفكرية تخون احداها الأخرى وتلقي تهم العمالة هنا وهناك،  كما تلقفت وسائل الإعلام هذه السياسة لسهولتها في قمع أي صوت مختلف فكرياً مع ثوابت ابتدعتها لتسويق منتجها، وجذب العدد الأكبر من المشاهدين المتعطشين لمثل هكذا طروحات، تحت مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
ولكن أغفل الجميع النتائج السلبية لسياسات غيرت وجهة المجتمع، وشرعت لكائنٍ من كان فرصة القاء التهم على الاخرين ومحاكمتهم، تحت عناوين مختلفة اختصرت اخيراً بالدين الذي أصبح سيفا بيد العارف والجاهل، فجعل المجتمع أما مولدة للإرهاب أو حاضنة خصبة له.
 
حلول؟
بلا تشخيص المرض لن نتمكن من تحقيق علاج لوباء شامل لم يتوقف عند "داعش"، بل انتشر ضمن بيئة مجتمعية كبيرة تحتضن التنظيم وتمثل منبعاً مستمراً لا ينضب، والغريب أننا نعود دائما الى نقطة الصفر الأولى، في صراع ثقافتين تخون احداهما الأخرى وتحاكمها على أساس انه صنيعة للغرب وعميلة له، وتنشر الحقد في اتجاه الجمايع.
إن الحل يبدأ بالاعتراف أن ثقافة المجتمع على مدى سنوات طويلة، واختيارات الشعوب وحكامها لسنوات لم يكونا في الاتجاه الصحيح، وساهما بشكل مباشر أو غير مباشر في خلق الحالة التي نعيشها اليوم.
إن محاولة الإصلاح تبدأ من مثقفي الأمة والذين عليهم نشر ثقافة جديدة تساهم في بناء المجتمع لا خرابه وتحطيمه، وعندها لن تتمكن أي قوة خارجية من التأمر على حضارة السنوات والأمجاد الخالدة، رغم أن تلك القوى المتآمرة لا وجود لها الا في عقول وأحلام البعض.


10
المنسق السياسي لوحدات حماية سهل نينوى في الولايات المتحدة: الإدارة الذاتية للسهل ضمان الوجود المسيحي

"اليوم الثالث" / حوار فادي كمال يوسف

اعتبر المنسق السياسي لوحدات حماية سهل نينوى (NPU) النائب يعقوب كيوركيس أنَّ الحفاظ على مناطق سهل نينوى حيث التمركز الديمغرافي المسيحي بالعراق، وتحت حماية وإدارة ابناءها سيمثل الضمان للوجود المسيحي بالبلاد، مبيناً في الوقت ذاته أن انتشار قوات (NPU) سيستكمل في جميع مناطق السهل الشمالية تطبيقاً لاتفاقات بغداد أربيل، فيما الأمريكان مهتمين بدعمنا سياسياً وعسكرياً.
"اليوم الثالث" التقى كيوركيس على هامش زيارته للولايات المتحدة وكان هذا الحوار:
 
نرفض تقسيم سهل نينوى أو ضمّه لإقليم كوردستان
لم يخف كيوركيس والذي يرأس كتلة الرافدين النيابية في برلمان كردستان، مخاوفه التي برزت بعد أن شارفت المعركة على نهايتها متمثلة في "تحويل الخط العسكري الى خط سياسي واعتباره حدود سياسية لإقليم كردستان، في خرق صريح للاتفاق بين بغداد واربيل والذي تحقق برعاية أمريكية، وضرباً للوجود السياسي للمسيحيين الكلدان والسريان والاشوريين". وكشف عن "تحديات كبيرة ستواجه سكان سهل نينوى بعد انتهاء معركة التحرير والقضاء على داعش، وفِي المقدمة اعادة توحيد مناطق السهل بعد ان قسمتها المعارك بين القوات الكردية (البيشمركة) والجيش العراقي".
وقال إن "قواتنا تسلمت إدارة الملف الامني في القسم الجنوبي الى جانب الشرطة المحلية من الجيش، وفي القسم الشمالي سيتم سحب قوات البيشمركة منه الى مواقعها السابقة بعد انتهاء عمليات تحرير نينوى وحينها ستقوم القوات المحلية المكونة من ابناء المنطقة ومنها وحداتنا بالانتشار هناك ومسك الارض والملف الأمني".
نسعى للإنتشار العسكري على كامل سهل نينوى
وأشار كيوركيس إلى أن "الهدف الذي نسعى لتحقيقه خلال المرحلة القادمة، هو ضمان انتشار قواتنا في سهل نينوى الجنوبي والشمالي، ولكن ما حال دون ذلك الى الان هو تقسيم المنطقة عسكريا قبل الشروع بعملية تحرير محافظة نينوى، فأصبح الجزء الشمالي ضمن قاطع عمليات البيشمركة والجنوبي ضمن قاطع عمليات الجيش العراقي والقوات المحلية، ومن ضمنها وحداتنا".
ورفض كيوركيس سياسة الأمر الواقع والتي تنتهجها بعض القوى المسيطرة على المنطقة، مشيراً الى "أننا نسعى منذ الآن إلى منع وقوع تلك السياسات وكذلك نحاول إبعاد مناطق سهل نينوى عن الصراعات السياسية بين أربيل وبغداد، وعندما حانت ساعة الحقيقة لا أربيل حمت ولا بغداد أدارت المعركة".
 
المستقبل المسيحي مرهون بإنشاء محافظة سهل نينوى
وشدد كيوركيس على أن "المستقبل المسيحي في سهل نينوى مرهون بعودة السهل موحداً وادارته أمنياً وادارياً من قبل سكانه كمرحلة أولى، ومن ثم تنفيذ مشروع محافظة سهل نينوى لجميع مكوناته المسيحية والمسلمة والايزيدية، وبغير ذلك يبقى الوجود المسيحي مهددا".
كيوركيس الذي يرفض اليأس رغم الظروف المأساوية التي عاشها المسيحيين في مركز ثقلهم الديمغرافي بالعراق، يثق بأن المشروع السياسي في السهل قابل للتحقيق، ولكنه بحاجة ترتيب الأوراق بين القوى المتنفذة للتفاهم ومن ثم صياغة الغطاء القانوني له. واستدرك بأن "مجلس الوزراء العراقي في جلسته يوم ٢١ كانون الثاني ٢٠١٤ اقر استحداث محافظات جديدة، ومنها محافظة سهل نينوى وهذا المشروع ما زال قائما ونحن بحاجة الى استتباب الامور الأمنية وعودة المهجرين عندها سنقوم بتفعيل القرار والسعي لتطبيقه على ارض الواقع".
 
لا دور حقيقياً للقوات المسيحية المرتبطة بالبيشمركة
وعن القوات المسيحية الأخرى المنتشرة في مناطق السهل وخاصة الشمالية منها، نفى كيوركيس "وجود قوات بالمفهوم العسكري، انما هي مجموعات مسلحة صغيرة مرتبطة بالبيشمركة او قوات حماية حدود الإقليم، وليس لديها دور في الواقع كمسك الارض او إدارة الملف الامني في مناطق وبلدات سهل نينوى الشمالية"، فيما ليس "هناك تنسيق أي معها لان ذلك يكون عندما تتواجد قوات تدير الملف الامني وتمسك الارض وهذا ما تفتقد اليه هذه المجموعات".
 
ما نريده من واشنطن دعم إنشاء المناطق الآمنة
وعن زيارة الوفد المسيحي العراقي إلى الولايات المحدة، أكد كيوركيس أنها تمحورت حول دعم وتفعيل دور قوات الـ (NPU)، لافتاً إلى أن أن "الجانب الامريكي حسب ما أوضح لنا مهتم باستقرار المنطقة ودعم بقاء الأقليات وتمكينها من إدارة شؤونها ضمن القوانين الوطنية"،.
وشدد على أن "قواتنا ساهمت في تهيئة هذه الارضيّة من خلال مساهمتها في تحرير أراضيها، لذا فان كانت امريكا جادة في دعم الأقليات وتمكينها، فالطريق الى ذلك هو مساعدتها في حماية نفسها واعتبار مناطقها آمنة بقرار دولي، وهذا لا يعني جلب قوات اجنبية للحماية، فقط نحتاج الى اعتبار مناطق الأقليات في سهل نينوى وتلعفر وسنجار مناطق آمنة بقرار دولي".

فعاليتنا في قتال "داعش"

واعتبر كيوركيس أن "دعوتنا جاءت بعد تحقيقنا فعالية على الأرض، ذهبنا ونحن شركاء في محاربة تنظيم داعش الارهابي ونمسك الارض في جزء مهم وكبير من سهل نينوى، وطلبنا من الجهات الرسمية دعم هذه القوة للاستمرار والتواصل وتأمين عودة آمنة للمهجرين وبالإضافة الى أمور أخرى. وأضاف: "الجانب الاميركي تفهم كل المطالَب ونحن بانتظار ان تفي هذه الادارة الجديدة بوعود اطلقتها في بداية عهدها بكونها ستقف الى جانب المظلومين وضحايا الارهاب الاسلامي الراديكالي".
وأشار إلى أن رحلة واشنطن كانت "لجلب المزيد من الدعم والمساعدة في زيادة عدة وعديد القوة في مرحلة ما بعد داعش وتأهيلها بشكل افضل لإدارة الشؤون الأمنية في مناطق الكلدان السريان الاشوريين المسيحيين، انطلاقا من مفهوم الامن المحلي المرتبط بالمؤسسة الأمنية الوطنية العراقية وهذا المفهوم أمسى ضرورة ملحة لفقدان ابناء المنطقة وخصوصا الأقليات الثقة بقوات أمنية من خارج مناطقهم".
 
تدخل رجال الدين في السياسة غير مبرر
أما عن دور الكنيسة في الازمة التي يمر بها مسيحيو العراق، والذي يجب أن يكون داعما للطروحات التي تهدف الى اقرار حقوق المسيحيين وتسليمهم الملف الاداري والامني في مناطقهم وتمكينهم من المشاركة في بناء مستقبلهم، فوجد كيوركيس أن "ما يحدث الان هو تدخل غير مبرر في السياسة والقيام  بأدوار لا تنسجم ودور الكنيسة ورسالتها، ورجال الكنيسة عليهم ان يعوا دورهم، ولكن جل ما يقومون به هو خلط للأوراق والتشويش على الراي العام".
 وانتقد كيوركيس "الجولات التي يقوم بها رجال الكنيسة بين مصادر صناعة القرار السياسي الدولي بدون تنسيق مسبق وتقديمهم رسائل تتناقض في بعض الأحيان مع مطالب الساسة هو بحد ذاته مساهمة بتعميق معاناة المهجرين ولا يحقق مطالبهم".
 
ما زلنا نصلب على مذابح حريتنا
ويتألم كيوركيس عندما يصف المشهد الحالي فعلى حد قوله إنه "ومنذ الفي سنة وما نزال نتراجع وكل مرحلة نخسر المزيد من النفوس والأراضي ولكن رغم ذلك ما نزال صامدين"، مضيفاً أننا "صلبنا على مذبح حريتنا وعقيدتنا مئات المرات، كل مرة كنا نقوم ونلملم جراحاتنا".
 وبكثير من الأمل أعتبر أنه "قد حان الوقت للجراحات ان تندمل ويرتاح هذا الشعب في وطنه وارضه، وعلى الجميع ان يعي ويعرف ان هذا لن يتحقق دون ان ندير شؤونا الإدارية والأمنية، اما بقية الطروحات لا تعدو ان تكون احلام العصافير ستطير مع عنوان اخر بنفس مضامين داعش".

http://www.youm3.com/options/2017/5/22/217/-اليوم-الثالث-حاور-المنسق-السياسي-لوحدات-حماية-سهل-نينوى-في-الولايات-المتحدة-الإدارة-الذاتية-للسهل-ضمان-الوجود-المسيحي


11
مسيحيو العراق وتحديات استقلال إقليم كردستان
فادي كمال يوسف

تتزايد الدعوات من القيادات في إقليم كردستان العراق، لتنظيم استفتاء يسبق اعلان الدولة الكردية على مناطق نفوذ تلك الادارة، مع الإشارة إلى أن العديد من المتابعين والخبراء في الشأن الكردي يعزون تصاعد نبرة تلك المطالبات إلى تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعيشها الإقليم.
 
الحسابات الكردية
فهذه الأزمات حشرت القيادات الكردية في زاويةٍ ضيقة أمام مواطنها الذي أصبح ناقماً من انحدار المستوى المعيشي الذي لم يشهده منذ سنوات خلت، فيما يحملها المسؤولية المباشرة في تفشي الفساد الإداري وهدر المكاسب الاقتصادية والمالية الضخمة التي جناها الإقليم في السنوات السابقة.
وهذا ما جعل الحل الوحيد امام القيادات الكردية للخروج من أزماتها، إعادة طرح قضية استقلال كردستان، ولكن بجدية أكبر هذه المرة في محاولة لإلهاء جماهيرها الغاضبة، وتوجيه البوصلة نحو قضية مصيرية طالما كانوا يحلمون بها وناضلوا من أجلها من جانب، ومن جانب آخر كسب بعض الوقت في محاولة يائسة لترتيب البيت الداخلي الكردي سياسياً والذي يشهد هو الآخر أزماتٍ معقدة تعصِف بتجربةِ الإقليم وتهدد بانهيارها.
 
الهيئات المسيحية والتحديات المصيرية
بعيدا عن كل تلك التداخلات والصراعات والأزمات السياسة الكردية الكردية والكردية العربية بشأن الاستفتاء وخطوة استقلال الإقليم التي ستليه حتماً، تطرح تساؤلات مشروعة حول مستقبل المسيحيين "الكلدان والسريان الاشوريين" من أبناء الإقليم وموقفهم من استقلاله، وكيف ستتفاعل مؤسساتهم السياسية والدينية مع هذا التحول السياسي الخطير، وفي مقدمتها الأحزاب والكنيسة والتي تقع على عاتقها مسؤولية دقيقة. وربما ستكون الأكثر أهمية منذ انشاء الدولة العراقية الحديثة إلى اليوم، لذا عليهما أن يعيا تلك التحديات وخطورتها وأن يكونا بحجم المسؤولية التاريخية، لا كما تعودنا منهم دائماً بتبني مواقف ضبابية بعيدة كل البعد عن تحقيق مكاسب ملموسة لشعبنا.
 
المطلوب شراكة حقيقية
إن ما يطمح إليه الكلدان والسريان والأشوريون فيما لو أعلن استقلال كردستان، دولة يكونون مشاركين فيها بفعالية تتناسب مع عمق وجودهم التاريخي على هذه الأرض. شراكة لا تكن مجرد حبر على ورق ولا قيمة لها على أرض الواقع. إذ لم تكن التجربة خلال السنوات الماضية من عمر الحكم الذاتي، ومنذ انطلاقتها عام 1991 مع شعبنا مشجعة.
فرغم أنهم كانوا من أوائل من شارك في تأسيس الجبهة الكردستانية والتي كانت النواة التي انطلق منها البرلمان والحكومة وباقي المؤسسات السياسية، إلا أن السلطة والتي روجت للتعدد الديني وشراكة المكونات في إدارة الإقليم، كان تطبيقها لتلك الشعارات مختلفاً تماماً. فهمش شعبنا واستمرت التجاوزات على حقوقه، واقصي وأستبعد من أي مركز فعال في إدارة الإقليم، كما تم استبعاد أبناء شعبنا عن مختلف المؤسسات العسكرية، البيشمركة "الجيش"، والأسايش "الامن العام"، قوى الأمن الداخلي والشرطة، وأصبحت تلك المؤسسات التي هيمنت عليها الأحزاب الحاكمة والتي من المفترض بها أن تحمي أمن المواطن، محل تخوف وريبة من أبناء شعبنا والذين استبعدوا عنها وأخذت تتعاطى معهم ضمن مفهوم حزبي ضيق.
 
دولة المواطنة والمساواة
ما يطمح إليه شعبنا هو تأسيس دولة علمانية مدنية، وعدم إجباره على الاختيار بين دولة علمانية قومية عنصرية وأخرى دينية متطرفة، كما يحصل في العديد من البلدان التي تشهد اضطرابات في محيطنا المشرقي. فالعلمانية وحدها لا تكفي ليعيش فيها شعبنا ضمن بيئة تساعدهم على الثبات ضمن أراضي أباءهم واجدادهم، فيما يتمّ التعامل معهم بتمييز على أساس قومي هذه المرة وليس ديني، فالسعي لبناء دولة مدنية تقوم على أساس تساوي المواطنين في حقوقهم وواجباتهم أمام القانون ومن خلفه قضاء نزيه ودولة تطبق قراراته هو ما نسعى اليه في شكل الدولة القادمة.
 
مسؤولية القوى الحاكمة في كردستان
إن إدارة الإقليم وخلال سنواتها الماضية اتبعت سياسة تسويفية وغير جدية في حل قضايا شعبنا والتي تهدد وجوده وكيانه، وخاصة قضية استيلاء بعض المتنفذين على مساحات شاسعة من أراضي القرى والبلدات المسيحية، فيما كانت تقف عاجزة عن تنفيذ قرارات قضائية صدرت بحق المخالفين والمتجاوزين.
ومن جانب آخر غضت الادارة بصرها عن عمليات قتل استهدفت سياسيين وقادة بارزين كثيراً ما كانت تسجل ضد مجهول، فيما القتلة أحرار طلقاء يصولون ويجولون، وكثيراً ما تكررت تلك المشاهدات لتضفي طابع الانتقائية وعدم المساواة بين المواطنين فطغت على الدولة صفة العشائرية والحزبية الضيقة.
 
الإستقلال المفقود لقرارنا السياسي
احترام استقلالية القرار السياسي لشعبنا، من أهم ما يدعم الشراكة، كما يعزز المواطنة ويجعلها أكثر فعالية وواقعية. ولكن الأحزاب الكردية طالما عملت لمصادرة هذه الاستقلالية، لمصالح هذا الطرف او ذاك.
وعمدت إلى خلق أحزاب مسيحية تابعة لها تعمل وفق أجندتها، وتجيرها للسيطرة على المناطق التي يشكِّل فيها شعبنا أغلبية كناحية عنكاوا ونواحي وقرى عديدة في محافظة دهوك، وبالتالي فرض قيادات لا تمثِّل شعبنا للسيطرة على تلك المناطق. أما الأحزاب التي كانت تتصدى لمشاريعها وتفضح ممارستها فكانت تحَارب وتُمارس معها مختلف الضغوط لمحاولة إجبارها على السير وفق سياساتها ومشاريعها.
 
فدرالية في داخل "دولة كردستان"
من هذه المنطلقات، لن يتغير في واقع شعبنا شيئاً مع إعلان دولة كردستان، إذا استمرت مؤسساتنا المختلفة بهذا الأداء الضعيف وغير المدروس، وكما أسلفنا إن المرحلة التي سيمر بها الإقليم ستكون من أخطر وادق المراحل والتي ستحدد مصير شعبنا لعشرات السنوات القادمة.
إن طرح وثيقة سياسية تضمن كل حقوق شعبنا القومية والدينية والسياسية في الدولة المزمع إعلانها، ستمنح أملاً جديداً لشعبنا لبناء مستقبل على ارضه بعيداً عن مشاريع الهجرة والتهجير. ومن أهم القضايا التي يجب أن تتضمنها الوثيقة، هو ضمان دولة فيدرالية تقر في دستورها حق المكونات القومية الاخرى التمتع بحكم ذاتي او أي صيغة قانونية اخرى تمنح لهم حق الادارة الذاتية، وإقرار الشراكة في السلطة على الاساس القومي كمكون أساس في البلاد ويشمل ذلك جميع سلطات والهيئات والادارات الأمنية والمدنية، إقرار دستور دائم يضمن الحقوق المتساوية لجميع مكونات الاقليم.
من جانبها على قوى شعبنا إدراك أن الخطوة القادمة لن تكون سهلة وعليها أن تواصل الجهود لانتزاع حقوق شعبها، وأن تهيء نفسها لمرحلة مواجهة مع الجانب الكردي للتفاوض على تلك الحقوق والتي ستمثل نواة لبنود أساسية يتضمنها دستور الدولة الجديدة، وكذلك تهيئة الأرضية الصالحة لتطبيقها، إذا أرادت العيش بكرامة ومواطنة حقيقية...
*كاتب عراقي


12
النقاط السبعة: الفرصة الأخيرة لمسيحيي العراق؟

فادي كمال يوسف

 
مع إتمام تحرير مناطق سهل نينوى، تقدمت القوى السياسية المسيحية بمجموعة مطالب بشكل رسالة وجهت الى الرئاسات الثلاثة (رئاسة الجمهورية، مجلس الوزراء، مجلس النواب)، تمثل خارطة طريق لضمان عودة المهجرين الى مناطقهم. فوجدت تلك القوى العديد من الصعوبات والعقبات تقف أمام تحقيق هذه العودة، لذلك كان عليها طرح مشروع يغير الوضع القائم، في اتجاه خلق واقع جديد ينصف سكان المنطقة ويعيد اليهم جزءاً من حقوقهم المسلوبة.
 
ورقة النقاط السبعة
لخصت ورقة المطالب المسيحية بسبع نقاط، طالما كانت تأخذ حيزاً من نقاشات وتفاعلات مختلف القوى السياسية والأجتماعية والثقافية المسيحية، وكانت غالبية تلك القوى مجمعة على اهميتها لإنقاذ ما تبقى من وجود مسيحي، والحد من نزيف الهجرة والذي اصبح كابوساً يهدد بجدية هذا الحضور.
 
محافظة سهل نينوى
أولى النقاط كانت تفعيل قرار مجلس الوزراء باستحداث محافظة سهل نينوى وفك ارتباطها مع محافظة نينوى. ربما يمثل هذا المطلب العصب الرئيسي والأهم للنقاط السبعة. ففك الإرتباط سيوفر للمسيحيين قدراً كبيراً من الحرية أولاً في إعادة اعمار البنية التحتية لمناطقهم، والتي أُهملت ودُمرت عن قصد وغاية طيلة سنوات طويلة ومنذ عهد النظام السابق بغرض توفير مناخ ضاغط يساهم في اقتلاعهم من جذورهم، وبالتالي تشتيتهم في عموم البلاد أو خارجها وضمان عدم تجمعهم ضمن منطقة ادارية بذاتها.
 
هذا من جانب، ومن جانب آخر يتم وبشكل ممنهج إجبارهم على مراجعة مركز المحافظة في كل قضية صغيرة وكبيرة كانت، ما يتيح للسلطات ممارسة مختلف الضغوط لإرهابهم وإهانتهم. وفيما شكلت هذا المراجعات بعد سقوط النظام تهديداً على حياتهم وحياة اولادهم من الطلبة الجامعيين الذين كانت تمارس القوى النافذة في الموصل شتى انواع الاضطهاد بحقهم، بالإضافة الى انهم غدوا أهدافاً سهلة طالما تعرضت للإستهداف، وراح ضحيتها العشرات منهم.
لذلك فإن تشكيل المحافظة بدوائرها المختلفة الإدارية والتعليمية والخدماتية وغيرها، وإعادة ربطها مباشرة بالحكومة المركزية، سيخدم ابنائها في نواحٍ عديدة خدماتية وإنمائية، إضافة الى توفير فرصة لأبنائها لممارسة دورهم في ادارة منطاقهم بأنفسهم وبالشكل الذي يجدونه مناسبا لإعادة الإعمار بعد الخراب الذي حل بها.
الحماية الأممية والابتعاد عن صراع المركز والإقليم
على الرغم من تحفظ الكثرين على توفير حماية أممية للمنطقة، إلا أن ضمان عودة أهالي المنطقة وإعادة ثقتهم بجيرانهم أولاً، وبمختلف القوى التي تعهدت حمايتهم وادارت لهم وجهها في الوقت العصيب ثانياً، لن يتم الا بوجود طرف ثالث يكون محل ثقتهم ولا مصلحة له ضمن اللعبة السياسية الداخلية، وهذا اهم ما سيوفره الوجود الاممي كضامن لعدم تكرار ما حصل،.فعلى الأقل لن يجدوا انفسهم لوحدهم في الميدان مرة أخرى، أما من يتحدث عن وجود اجنبي أو تدخلات خارجية في المنطقة فهي مزايدات لا قيمة لها، لأن الوجود الأجنبي في البلاد هو واقع حتما.
من جهة أخرى، فإن إبعاد المنطقة عن الصراع بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان، والذي سيوفر الغطاء الدولي ضمانة له، يسهم في تجنيب تحويل المنطقة لساحة صراع للطرفين، كما كانت منذ 2003 ما أهدر العديد من الفرص والأموال التي خصصت لتطوير البنية التحتية والخدماتية المتهالكة. فيما ستستغل جهود ابنائها ايجابياً، بدل جعلهم وقوداً رخيصاً في صراع الطرفين كما حدث طيلة السنوات العشرة الماضية.
الخطوة الثانية
إن تجاوز الأحزاب السياسية لتناقضاتها وخلافاتها، وصياغتها ورقة النقاط السبعة كانت خطوة إيجابية فاعلة على الطريق الصحيح. والآن من الضروري استكمالها بالعمل سوياً لتحقيق تلك النقاط، واطلاق خطة عمل توزَّع فيها الأدوار على الجميع من اجل الوصول الى الهدف المرجو، وعدم ترك المبادرة في وسط الطريق وكأنها جاءت فقط لرفع العتب والمزيادات إحداها على الآخرى، وعليها إدراك أن الأجواء الحالية لم تعد في مصلحة الجميع ان لم يكونوا جديين صادقين في طروحهم.
التحرك الإقليمي في اتجاه مراكز القوى السياسية المسيحية المشرقية، اصبح ضرورة لتوحيد الجهود في زمن غدت القواسم المشتركة من مخاطر وتهديدات تطال الجميع أكثر من أي وقت آخر. لذلك على الأحزاب المسيحية العراقية التفكير جدياً في بناء علاقات متينة مع مثيلاتها اقليمياً، فينهض احدهما بالآخر وكل حسب تأثيره، فمصير المسيحية في الشرق اصبح على المحك، والتضافر خطوة لا بد منها.
كما عليها التحرك في الوقت ذاته دولياً في اتجاه مراكز صنع القرار العالمية، كأقلية مستهدفة مورست على ابنائها عملية تطهير عرقي، خاصة مع وجود تعاطف عالمي وقناعة بحجم الإستهداف الذي تعرضت له، فمن المهم اذن استغلال ذلك بشكل فعال لتحقيق ضغط على الحكومة العراقية يؤدي الى تنفيذها ما طرحته القوى على الأرض من مطالب.
ضعف استغلال الإعلام
 وعلى رغم أهمية النقاط السبع المطروحة وخطورتها في تحديد المستقبل المسيحي في ارض الرافدين، الا أن ما يلاحظ ان هناك ضعفاً إعلاميا تتحمله تلك القوى في التعاطي مع ورقة المطالب، وكأنها طويت بعد اعلانها ووضعت في ادراج الرئاسات الثلاثة مذيلة بعبارة "للحفظ"، والتي اعتادت القوى السياسية الكبرى على التعامل بها مع المكونات الاخرى بالبلد.
من هنا على القوى المسيحية متضامنة إكمال الطرق وتكثيف الجهود، ووضع برنامج فاعل للضغط اعلامياً، وفي الوقت ذاته عليها ان تفضح علناً أسلوب تعامل القوى السياسية الكبرى مع مطالبها، ولا تجعل تحركاتها محكومة بحسابات سياسية من هنا أو هناك طالما أضعفت مواقفها وأظهرتها بمظهر التابع لتلك القوى.
 
دور الكنيسة
إن المطلوب من الكنيسة بمختلف طوائفها اليوم ألا تقف حجر عثرة في وجه هذا المشروع، وأن تكون داعمة بكل نفوذها وتأثيرها في مراكز القرار داخلياً وخارجياً، وان تعي أن الجميع على مركب واحد وغرق المركب يعني تشتت وفقدان الشعب، والذي يمثل عصب الحياة لكل المؤسسات ومنها الكنيسة. فعليها أن تحسم خياراتها وتحدد وتوحد موقفها، وكذلك الأحزاب عليها أن تنفتح بشكل أكبر على الكنيسة، وتضعها في محور تحركاتها.
ومن هنا فعلى جميع القوى والمؤسسات العمل جدياً لتوحيد الرؤية السياسية التي تقود الى الحل النهائي، والذي يضمن وجوداً مسيحياً مستمراً ومستقراً غير مهدد بتهجير أو اقصاء، من خلال مشروع يمثل الفرصة الأخيرة، ربما خطت الأحزاب خطوتها الأولى نحوها فوحدت خطابها وأطلقت مبادرتها لتمنح بارقة أمل على المؤسسات الأخرى تلقفها ومساندتها لجعلها واقع ينقذ ما تبقى من وجود مسيحي على أرض الرافدين.



13
وثيقة التسوية، حل وطني يقصي الأقليات


تعود الى واجهة النقاش بين القوى العراقية وثيقة "التسوية السياسية" التي اطلقها زعيم المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم قبل عام، وذلك مع اقتراب تحرير مدينة الموصل والذي سيهيئ لاستكمال طرد تنظيم داعش من مجمل الاراضي المسيطر عليها وبشكل نهائي، وبالتالي ستطفو على السطح مرة اخرى الخلافات بين القوى السياسية وتعود التجاذبات لتعطل مسيرة بناء الدولة التي لم تنطلق اساساً، لذلك تحاول تلك القوى قطع الطريق أمام خلافاتها بإيجاد تسوية نهائية لجميع مشاكلها العالقة.
من جهة اخرى تجد القوى السياسية الممثلة للأقليات (المسيحيين، التركمان، الأيزيدين، الشبك) أن هناك استبعاداً متعمداً لهم من الحوار الجاري حاليا حول تلك الوثيقة، وأن ذلك الإستعباد هو نتيجة استئثار القوى الكبيرة بالسلطة وتهميشها جميع الأصوات والمكونات الصغيرة، وحصر صنع القرار السياسي بمجموعة كتل وأحزاب سياسية محددة تمثل السلطة الحاكمة في البلاد.
 
القوى المسيحية والحفاظ على الوجود
القوى المسيحية تعتبر أن استبعاد المكونات الصغيرة من الحوار السياسي الجاري حاليا حول وثيقة التسوية واقتصارها على الثلاثة الكبار (الشيعة والسنة والكرد)، يطرح علامات استفهام عديدة، حيث يتفق الكبار دوماً على تمرير مصالحهم السياسية بينما تمنع باقي المكونات حتى من طرح افكارها للإستماع اليها، ما يؤدي إلى الغاء مبدأ المشاركة في صناعة القرار والذي تم وفقه بناء العملية السياسية الحالية.
ويجد المسيحيون أن مجموعة من القضايا والمشاكل والأزمات والتي عانوا منها طوال السنوات العشر الأخيرة من حقهم طرحها لإيجاد حلول واقعية لها، فالتهجير والإقتلاع من مناطقهم التاريخية في سهل نينوى، وعملية السرقة المنظمة لأملاكهم وعقاراتهم في بغداد وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية، فيما يعانوا من مشاكل أخرى في مناطق اقليم كردستان متعلقة ايضاً بالتغيير الديمغرافي لمناطقهم والإستيلاء على مساحات شاسعة من أراضيهم بغير وجه حق، كلها قضايا لمْ يتم حسمها وتنتظر حواراً فعالاً للبت فيها.
القوى المسيحية ترى أن تشريع قانون للحفاظ على الشعوب الأصلية والتي ساهمت في انشاء حضارة البلاد ولها بصمة واضحة في تطويرها (كالاشوريين والكلدان والسريان)، والتي تعاني اليوم من أخطار تهدد وجودها وخطر انقراضها، يسهم الى حد كبير في إيقاف ما يتعرضون له من انتهاكات. من جانب آخر فإن استبعادهم عن الحوارات حول وثيقة بهذه الخطورة، ستفوت عليهم فرصة تاريخية لطرح وجهة نظرهم ومطالبيهم والتي ستمكنهم من الإستمرار في التعايش ضمن الدولة التي تحاول الوثيقة التأسيس لها.
 
دعوة البطريرك الكلداني
من جانبه وبالتوازي مع طرح مشروع وثيقة التسوية السياسية، دعا البطريرك الكلداني (اكبر كنيسة عراقية) مار روفائيل ساكو الى تسوية شاملة بين جميع القوى السياسية الممثلة بالبرلمان والغير ممثلة لضمان اوسع حضور لمكونات وأطياف البلاد، على أن تجري برعاية الامم المتحدة كونها تشكل حكماً محايداً، بدل أن ترعاها احدى القوى التي تعتبر أحدى اطراف النزاع كما يحصل الان في الوثيقة التي يطرحها التحالف الوطني فتظهر كأنها مشروع شيعي لادارة البلاد، كما اقترح إطلاق حوار شامل لمجمل القضايا الخلافية ينتج عنها وثيقة تسوية يشترك في كتابة نصها الجميع، وليس كما الآن احيث تطرح عليهم وثيقة تم اعدادها كذلك من القوى الشيعية والتي تعتبر طرفاً في النزاع.
تشكل مبادرة البطريرك والتي طرحت بجدية عبر العديد من القنوات السياسية منها والاعلامية الأقرب الى ايجاد حل واقعي للأزمة. ولكن كيف تعاملت القوى مع مبادرة البطريرك؟ واي حجم يمثله البطريرك ضمن المعادلة العراقية ومن خلفه المسيحيين بكل قواهم المتنوعة في البلاد، ليطرح خارطة طريق لحل أزمة العراق يُنظر لها بعين الجدية؟
 
إخراج المسيحييين من المعادلة
لم تأخذ القوى السياسية الكبرى مبادرة البطريرك بالجدية اللازمة، وتعاملت معها بكثير من اللامبالاة وربما بعض من الأستخفاف، والتساؤول الذي يطرح لماذا هذا الأستخفاف؟ فهل تم اتخاذ القرار باستبعاد المسيحيين من المعادلة السياسية الوطنية برمتها؟ وبدأت القوى الكبرى ممارسة سياسية التهميش بحقهم؟ أم ان هذا التهميش والإستبعاد لم يكن متعمداً وجاء نتيجة طبيعة للسياسات الخاطئة التي تشترك فيها مختلف قوى المجتمع المسيحي، والتي أسهمت باستبعادهم من الإشتراك في صناعة القرار كشركاء في الوطن؟.
للإجابة عن هذه التساؤلات، نحن بحاجة الى مقالات ودراسات جمة، فيما تأخذ مفاعيل سياسات التهميش تظهر على ارض الواقع، والحضور المسيحي غائب ليس فقط عن مراكز صناعة القرار، لا بل تعداه الى القضايا التي تلامس مستقبل وجوده على ارض الوطن، وربما كان غياب استراتيجية واضحة منذ التغيير في 2003، تتبناها جميع المؤسسات المسيحية السبب الرئيس فيما آلت اليه أوضاع المسيحيين اليوم، ما سهل عملية تهميشهم واقصائهم من القوى السياسية التي تمثل الأغلبية.
 
عودة مهجري نينوى الأمل الأخير
يجب إدراج قضية إعادة مهجري سهل نينوى ضمن وثيقة التسوية السياسية، واطلاق خارطة طريق ممنهجة تهيء لتلك العودة، تتفق على بنودها جميع القوى والمؤسسات الدينية، والتركيز عليها كقضية مركزية للمسيحيين وجعلها محور الخطاب في المحافل الدولية والوطنية وخاصة من الكنيسة التي يمكن لها استعادة دورا فعال بين ابنائها، بدل اطلاق مبادرات وطنية هي اكبر من حجم الحضور المسيحي الحالي، ولن تتجاوز بتأثيراتها المقر البطريركي.
إن الوجود المسيحي في العراق اليوم اصبح متعلقا بمنطقة سهل نينوى والتعامل مع قضية عودة ابنائه بكثير من عدم الاكتراث من جانب، وطرح التصريحات والشعارات المستفزة للمهجرين والمهاجرين والتي تأمرهم فيها بالعودة بدون وضع خطط حقيقية من الجهة الأخرى، سيؤدي بالنهاية الى ضياع السهل، من خلال عزوف ابناءه الذين يشكلون الثقل المسيحي الحقيقي في العراق عن العودة، وسيمثل النهاية الفعلية للوجود المسيحي بالعراق، والذي ستتحمله جميع المؤسسات الممثلة لهذا الشعب.

14
مسيحيو سهل نينوى: خارطة طريق لعودتهم وتثبيتهم

فادي كمال يوسف

فيما القوات العراقية وحلفاءها تقترب من اسدال الستار عن مشهد تحرير منطقة سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية، وتطبق من الجهة الأخرى حصارها على مدينة الموصل، اخر معاقل داعش الرئيسية بالعراق، فإن خارطة الطريق لضمان عودة المسيحيين الى قراهم ومدنهم المحررة يبدو أن فصولها لم تستكمل إلى الان من جميع الاطراف الممسكة بالقرار المسيحي.
إعادة الثقة العنوان الابرز لإعادة المهجرين
ان انهيار الثقة بثوابت عديدة كانت تشكل الركيزة الاساسية لاستمرار تواجد المسيحيين على اراضيهم في تلك المناطق وعودتهم لها معتمدة بشكل اساس في هذه المرحلة على اعادة تلك الثقة المفقودة، واعادتها ليست بالأمر الهين او السهل، فهو يتطلب تضافر الجهود لوضع خطة واضحة المعالم.
 فتلاشي الثقة بقدرة الدولة ومؤسساتها العسكرية على الحفاظ على الأمن، وانهيار البشمركة السريع والذي كان للعديد من ابناء تلك المناطق على يقين بان الامن والامان هو نتيجة حتمية طالما تواجدت تلك القوات على أرض السهل، وانقلاب الجار العربي السريع جدا واستثمارهم السيء للحدث وما تلاه من عمليات سلب ونهب لكافة المدن والقرى المسيحية واصطفافهم مع داعش، كل تلك الصدمات تجعل صورة التهجير والهروب وما تلاها من سلب ونهب وحرق ماثلة امام أي مسيحي يفكر بالعودة مرة اخرى الى اراضيه، والشروع في بناء اسس جديدة لمستقبل يضمن عدم تكرار الحدث المؤلم مرة اخرى.
 
البحث عن التنمية والاستقلالية الإدارية
لا يبحث المسيحيين في العراق عن "كانتون" يجمعهم، ولا عن منطقة ادارية خاصة طمعاً في تكوين نواة لوحدات ادارية مستقلة عن الدولة، أن من أهم مرتكزات اعادة الثقة لضمان عودة امنة هي اعادة التنمية واعمار المناطق التي اصبحت منكوبة وغير صالحة للسكن، تعود الذاكرة بالمسيحيين من سكنة السهل الى ما قبل داعش بسنوات عدة، وكيف كانت مناطقهم مهملة وبنيتها التحتية كانت تتآكل سنة بعد اخرى، فيما الحكومة المحلية في محافظة نينوى لا تبالي بما يحدث لهم، فيما شهدوا بأم اعينهم كيف كانت الحكومة المركزية في بغداد تخصص ملايين الدولارات للمحافظة لا يكاد يصلهم منها حتى الفتات.
إنَّ الدعوة لأنشاء محافظة سهل نينوى هي خطوة اولى في طريق العودة، فهي ستفتح الأبواب لإعادة الإعمار الجدي، خاصة بعد أن طال الدمار الجزء الأكبر من مساكن المواطنين والذين عادوا ليجدوها ركاماً محترقاً، فقد عمد التنظيم الى اعتماد سياسة الأرض المحروقة بعد نهب ما تيسر له منها، وهذا ما يجعل من الاستحالة بمكان عودة اسرة واحدة خلال السنة الأولى من التحرير.
 
الحوار وقيادة حملة جادة تتبناها جميع الأطراف
علينا اطلاق حملة واسعة النطاق، تقودها جميع القوى السياسية والدينية والنخبوية المسيحية العراقية، بالتعاون مع مثيلاتها في مشرقنا المسيحي، للمطالبة بإنشاء محافظة سهل نينوى، خاصة بعد ان صوَّت البرلمان العراقي وبضغط من نواب نينوى المتطرفين الى جانب قانون وحدة المحافظة والذي جاء ليمثل نكسة لجهود القوى المسيحية مجتمعة والتي لم تكن على درجة المسؤولية الحقيقية من الحدث في حينه.
لذا عليهم اليوم أن يوحدوا موقفهم خلف خارطة طريق متكاملة الجوانب، من اسهم دعائمها انشاء محافظة سهل نينوى، وتخصيص موازنة مالية خاصة لها، لكي تتمكن من النهوض بالمنطقة واعادة الإعمار، وفي الجانب الأخر تفعيل دور الوحدات العسكرية المسيحية المقاتلة، فتجربة التشكيلات العسكرية اثبتت انها ناجحة جدا وعملية، فهذه الوحدات استطاعت وبنجاح مسك الارض في معظم المناطق المحررة، بشكل اعاد جزء كبير من ثقة اهالي سهل نينوى، بأن ابنائهم هم من يوفرون الحماية لهم.
إن على القوى السياسية اليوم واجبات لديمومة استمرار هذه الوحدات بتوحيدها ضمن قيادة مركزية مشتركة، ثم على المؤسسات الأخرى الممثلة للمسيحيين وخاصة الكنيسة ورجالها توفير الغطاء الشرعي لها واحتضانها ودعمها بوجه كل المشككين بعدم جدوى التجربة، تمهيداً لضمها ضمن تشكيل عسكري حكومي يتبع وزارة الداخلية العراقية، وتحت اشراف مباشر من قبل المحافظة المستحدثة مستقبلاً.
لذا على مؤسسات شعبنا مجتمعة، قيادة حملة سياسية منظمة وموحدة لطرح المشروع اولا ضمن الاطار الوطني ومحاولة اقناع الأطراف السياسية لتبنيه، وإقرار بنوده ضمن مجلس النواب العراقي، وبشكل جدي وفعال وبتجرد، ومن غير أسلوب المزايدات الذي طالما تعودنا على سماعه من الجميع، ثم الانتقال بالمشروع الى المحيط الاقليمي والدولي، اذا ما فشل الخيار الوطني والضغط على الجهات التي تحاول عرقلته.
على تلك المؤسسات ان تؤمن أن خيارها في الحفاظ على ما تبقى من مسيحيين وضمان عودتهم الى اراضيهم، هو بتبني مشروع مدروس ومعد بعناية، واطلاق حملة شاملة لتثبيت دعائمه ودفع القوى السياسية العراقية الفاعلة لتبنيه، سيمثل طوق النجاة الاخير للوجود المسيحي في العراق.




15
أهوار واثار الجنوب في عهدة المؤسسات الرسمية والخاصة، فهل ستُستثمر الفرصة التاريخية؟
فادي كمال يوسف
بعد النجاح في ادراج الاهوار واثار "اور، اريدو، والوركاء"، على لائحة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو، ترتفع عدد المواقع العراقية ضمن هذه اللائحة الى ثمانية مواقع اثرية، اشور وسامراء والحضر وقلعة اربيل، واور واريدو والوركاء، وأخر طبيعي وهو الاهوار.
وكما نعلم ان هناك عدد من الميزات التي ستوفر حماية دولية لتلك المواقع، للمحافظة على وجودها الطبيعي، كما ستساهم تلك الميزات في رفع المستوى الاقتصادي لسكان المنطقة وتحقق الاستقرار الاجتماعي لهم، في ظل الاحلام بمشاريع ستنفذ بتلك المناطق، من المنظمة العالمية او من الدولة العراقية.
تجربة شهدتُها لسنوات، خلال سكني في اربيل لنصف عقد من الزمان، فكنا عادة ما نزور قلعة اربيل التاريخية، وخاصة عند استضافتنا لضيوف من خارج البلاد، وعادة ما يستغرب الضيف من الاهمال وعدم استغلال هذا المعلم التاريخي والتسويق له عربيا وعالميا، والعمل على جلب السياح والذين تجذبهم هكذا معالم، بما تحمله القلعة من مزايا، سواء في حجمها أو في إطلالتها الرائعة على عموم المدينة، كما تشعبها في رسم صورة تفصيلية لحياة الانسان اليومية في السنوات الغابرة.
المضحك، في الامر ان احد الأصدقاء الاعلامين اللبنانيين، تساءل كيف يمكن لأثر انساني بهذا الحجم وهو تحت الرعاية الأممية ولم يسمع به احداً؟، ويسترسل ساخرا نحن في لبنان اقمنا الدنيا ولم نقعدها على انجاز كـ"أكبر طبق حمص"، أو بضعة احجار تاريخية هنا او هناك.
ما ينقصنا في العراق، هو القدرة على رسم سياسية التسويق التجاري والإعلامي، لما نملكه من ثروات تضاهي صناعتنا النفطية، والتي اتكأنا على ايراداتها، فغدرت بنا وصاداتنا بشباك مضارباتها، وحولتنا لعبيد كسالى للذهب الأسود، وها هي تضحك على سذاجتنا ونحن نهرول لاهثين خلف مكاسب سريعة ضناً منا انها لن تزول.
واليوم، ونحن نمر بهذه الضائقة المالية، نتيجة تدهور اسعار النفط، هل سنبدأ بالتفكير بالاتجاه الصحيح، وهل ستدفع الحكومة بالقطاعات العامة والخاصة للاستثمار في مناطق الاهوار واثارها، وتبدا بحملة جادة للتسويق تجاريا لها، واستغلال مواردها الهائلة، والتي كما يتوقع الكثير من المراقبين ان تعمل على خلق مصدر لثروة جديدة في البلاد، تساهم في انماء المنطقة وتطوير الحالة الاقتصادية السيئة لسكانها.
المدير العام لدائرة العلاقات والاعلام بوزارة الثقافة، يعتبر أن الحكومة لم تعد مخيرة، وهذا الحدث يأتي بمثابة امتحان لقدراتها وجديتها في المنافسة الدولية، والتهيئة الاعلامية والاستعداد لاستقبال جموع السياح خاصة وان المجتمع الدولي مهتم بهذه الآثار المنسية تقريبا، مبينا ان هذه المواقع كانت مهملة منذ منتصف التسعينات، وهي بحاجة للعمل الكثير وحملات مختلفة للترويج، حيث يبرز خلوها من أي وسائل دعائية.
خطوات عملية، على الحكومة ان تبدأ بإطلاقها من خلال حملة توظف فيها كل جهودها باتجاه المستثمرين العراقيين، واطلاعهم من خلال لجان مختصة تحمل فكرا غير بيروقراطي على الفوائد الاقتصادية لاستثمارهم بتلك المناطق، وفي الوقت ذاته تطمأنهم بإطلاق خطط جادة لجذب السواح العرب والاجانب من البلدان المجاورة، ثم الانطلاق نحو خطة عالمية، اضافة الى تشجيع الباحثين والمهتمين بدراسة المنطقة، وكذا تشجيع مختلف انواع السائحين من خلال برامج جدية، خاصة وان المنطقة تنعم باستقرار امني على الدولة استغلاله.
اما المؤسسات الاعلامية، فعليها يقع دوراً مهماً، في تسليط الضوء على الانجاز وإبراز اهميته، والمساهمة بتوسيع دائرة انتشاره على اقل تقدير بالمحيط العربي والاقليمي، ثم الانتقال تدريجيا الى محيطها العالمي، باستخدام وسائل الاعلام العربية والاجنبية، من خلال اطلاق حملة تُسخر لها كل الامكانيات وتتوافق فيها جميع المؤسسات باختلاف توجهاتها للعمل ضمن برنامج محكم الدراسة، يصل بالخبر الى مدياته المرجوة.
ان المتابع للأخبار في وسائل الاعلام العربية "المكتوبة، المرئية، والمسموعة"، لن يجد شيئاً يذكر عن الحدث، وهذا بالطبع مؤشر لضعف المؤسسات الاعلامية المحلية وغياب التواصل مع مثيلاتها العربية، والفشل في نقل صوتها الى محيطها العربي على اقل تقدير، من جهة اخرى وهو الامر الاكثر غرابة، نؤشر ضعف التغطية قبل وبعد الحدث، فالمتتبع لوسائل الاعلام المحلية لن يجد ما يشفي الغليل في التعاطي مع طبيعة خبر بهذا الحجم، فلا تقارير او متابعات او تحقيقات تتشعب به، وتغطيه من مختلف الجوانب.
وفي السياق ذاته، كان واجبا على الاعلام، تهيئة جمهور محلي متفاعل ومتحمس، ومتهيء لقطف الثمار، وخاصة في المناطق المعنية، والتنسيق مع الحكومات المحلية وتسليط الضوء على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بتلك الاثار وكذلك بالنسبة للأهوار، خاصة وانها تعرضت الى اهمال متعمد من النظام السابق، فيما كانت الأهوار مسرحا لعمليات التجفيف التي كانت كارثة بيئية للمنطقة، وفي هذا الشأن كانت كذلك اقلام الصحفيين قد جفت منذ زمن بعيد في التعاطي مع القضية.
مرة اخرى، تعود الكرة الى ملعب مؤسسات الدولة العراقية، الحكومية منها والخاصة، التي لها ارتباط بالشأن المذكور، وعليها ان تعمل بجهد اكبر، للحاق بما فاتها، وتحديدا المؤسسات الاعلامية، اذ ما رغبت بتحقيق شيء يذكر للبلاد وتحقيق نقلة نوعية في دعم الاقتصاد والانفتاح على العالم من ابواب "التراث، الاثار، والسياحة" وهي من اكثر القطاعات رُقيا، كما تضفي رونقا حضاريا غاب عن المشهد العراقي منذ زمن بعيد.
لقد وفر المجتمع الدولي من خلال اليونسكو، فرصة ذهبية تُظهر رغبته في للتعاون مع العراق ومساعدته والوقوف الى جانبه في الظرف الصعب الذي يعيشه منذ سنوات خلت، فالإرث الحضاري والانساني لا يكفيه فقط الحفاظ عليه والاهتمام بديمومته، بل علينا نشره وعرضه للعالم أجمع، واستقطاب المهتمين والدارسين والسياح الى منطقة تعتبر الى حد كبير منسية، وهي في الوقت ذاته تحمل غنىً تاريخيا وطبيعيا منقطع النظير، وهذا دورنا ليس كحكومة فقط بل كمجتمع بأسره.


16
الاحداث الامنية بلبنان تلقي بظلالها على الحياة اليومية للاجئين المسيحيين العراقيين
فادي كمال يوسف/ بيروت

خلال الشهرين الماضيين تعرض لبنان لهجمتين ارهابيتين، هزت استقرارا امنيا استمر لفترة طويلة، كانت الاولى في منطقة الحمرا ببيروت واستهدفت احدى البنوك التجارية، والاخرى كانت بانتحاريين هاجموا منطقة القاع المسيحية  والقريبة من الحدود السورية، وكانت الاخيرة هي الأعنف والاخطر في تاريخ البلاد من جانب عدد الانتحارين ومهاجمتهم منطقة واحدة بعمليات متسلسلة خلال 24 ساعة، العمليات وضعت السلطة الأمنية اللبنانية في حالة استنفار لم تشهده منذ اخر اغتيال تعرضت له شخصية لبنانية في سلسلة الاغتيالات التي استمرت لسنوات.
 هذه الأحداث القت بضلالها السلبية على واقع وجود اللاجئين العراقيين المسيحيين على الاراضي اللبنانية، وخلال شهر منذ وقوع تلك الحوادث، كنا نطرح اسئلة على المجتمع العراقي واللبناني في مناطق تمركز اللاجئين بالبلاد، هل تغيرت طبيعة العلاقة بين الطرفين؟، هل هناك تأثيرات سلبية لهذه العمليات؟، هل اختلفت طبيعة تقبل اللبناني للوجود الاجنبي وخاصة المسيحي على ارضه؟.


مجموعة تساؤلات وضعناها امام المسؤول الاداري في مطرانية الكلدان ببيروت، الشماس روفائيل كوبلي والذي قال إن "المطرانية خلال الفترة الماضية وخاصة بعد وقوع التفجيرات، نشرت ومن خلال صفحتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، تنبيه الى جميع المسيحيين العراقيين بضرورة عدم التجوال في ساعات متأخرة من الليل، وتجنب التجمعات في الشوارع والطرقات والساحات وخاصة بمناطق البوشرية، الجديدة، السبتية، الدكوانة، الروضة، ولكن العديد من الشباب لم يلتزم بتلك التوجيهات، ما حدا بإحدى الدوريات الخاصة ببلدية الدكوانة الى توقيف عدد من الشباب وسحب البطاقات الكنسية الخاصة بهم، ما احدث ارباك في صفوف اللاجئين ودخلت الكنيسة ومؤسساتها الادارية في حالة طوارئ لمحاولة استرجاع تلك الهويات واقفال الموضوع وبالفعل تمكنا من ذلك".
وتسأل كوبلي، "لماذا حدث كل ذلك؟"،  ويعود فيجب "بالأساس كان هناك شكاوى قدمت للبلدية من المواطنين اللبنانيين في تلك المناطق المذكورة قبل تفجيرات القاع، ومجملها تتمحور في تجمعات شبابية في مناطق محددة، معاكسات، ازعاج للجيران، كما انه ولوجود هذا الكم الهائل من الشباب تحدث فيما بينهم مشاكل في وسط الشارع، من جهة اخرى  هناك بعض الشباب اللبنانيين ناقمين على الوجود الاجنبي المتنامي في مناطقهم ما يسبب احتكاك بين الطرفين ويصل في كثير من الاحيان الى تلاسن يتطور الى ما هو اسوء".
ويستدرك كوبلي أن "المنطقة من برج حمود والنبعة والى البوشرية مرورا بالدكوانة والسبتية والجديدة تعتبر حزام الفقر لبنانيا، فالمنطقة تعاني من ظواهر كالبطالة وتفشي المخدرات وتجارتها، وغيرها من المشاكل، فالشاب الفقير والعاطل عن العمل اللبناني عندما يواجه تصرفات يعتبرها استفزازية من الاجنبي أي كان عراقي، سوري، سيجابها بكثير من العنف، كما ان موقف اللاجئ حتما هو الاضعف كونه لا يملك اوراق ثبوتية وتواجده بلبنان من الاساس قير قانوني".
ودعا كوبلي "الشباب المسحيين العراقيين في تلك المناطق الى ان يكونوا اكثر التزاما بما تنصحهم به الابرشية تجنبا للمشاكل، والتي ستكون نتائجها سلبية عليهم وحدهم للسبب القانوني الذي تحدثنا عليه"، منوها الى ان "اغلب الشباب ملتزمين لكن البعض منهم فقط من يعطي هذه الصورة المشوهة، والتي تنحصر فقط في هذه المنطقة أما في مناطق اخرى يتواجد فيها المسيحيين العراقيين كسن الفيل، ضبية، جل الديب، انطلياس فالأمر مختلف تماما ونظرة اهالي المنطقة واسلوب تعاملهم مع المسيحي العراقي مختلف تماما، لانعدام الاسباب السابقة".

يتفق الشاب مهند سمير 28عاما، مع الشماس كوبلي في ما ذهب الية، ورأى أن "البلد يمر بوضع متوتر وعلى الشباب التعاون مع السلطات، ويجب تقليل التجمعات في الشوارع وبين الازقة وبشكل خاص الليلة، والتي تستمر الى ما بعد منتصف الليل"، مبينا أنه "يمكن لهم تقضية اوقاتهم في المقاهي والكافتيرات القريبة من محل سكناهم".
وأوضح سمير أن "الكثير من الشباب التزم بتوجيهات الكنيسة، ولكن ليس بالمستوى المطلوب"، وهو يعزو سبب ما يحدث من اشكالات، الى "نقطة في غاية الاهمية وهي غافلة عن الجميع، الا وهي اختلاف العادات والتقاليد بين اللبنانيين والعراقيين، ما ينتج سوء فهم، فعلى سبيل المثال   ما ياتي العصر، حتى تجوب المئات من العوائل والشباب في المنطقة، ثم يتم التجمع قرب ساحة الساعة وسط البوشرية او قرب كنيسة مارت تقلا"، معتبرا ان "هذه الظاهرة الطبيعة تماما في قرانا ومدننا في العراق، غير مالوفة هنا لا بل مستفزة، وعلينا ان نتفهم هذا الامر ونتعامل معه وفق عادات وتقاليد هذا البلد".

مختارة سد البوشرية السيدة ليلى لطي وجدت ان "هناك احتقان في البلاد نتيجة ما يتعرض له من هجمات متكررة، وبشكل طبيعي أن اول خطوة تتجه لها السلطات هي ملاحقة الاجانب وخاصة من هم بلا اوراق ثبوتية ورسمية".
بينت لطي أن "لبنان بلد صغير جدا، وما يحصل من احتكاك بين اللبنانيين والاجانب من عراقيين وسورين امر طبيعي، فالبلد لا يتحمل هذا الكم الهائل جدا من اللاجئين، فعند التجوال في المنطقة تجد ان الساحات الرئيسية كساحة مارت تقلا او ساحة الجديدة ممتلئة بالمسيحيين العراقيين، ربما بعض اللبنانيين يجدون ان هؤلاء استولوا على مناطقهم، وحرمتهم من التجول والاستمتاع بها، وربما تكون هذه السلبية نتيجة لذلك، وهذه الظواهر بالتأكيد ستزيد القلق والتحفظ تجاه اللاجئين من جانب، ومن الجانب الأخر قد تفرز بعض الاحتكاكات البسيطة".
كما طالبت لطي "الدولة بتنظيم وجود العراقيين بشكل رسمي لكي تفرز المتجاوز على القانون من الذي يحترم القانون"، مضيفة أن "ما يحصل الأن هو عملية حصر لمساكن العراقيين من قبل البلديات، وعليهم جميعا التوجه نحو المخاتير وملأ استمارة افادة السكن والتي تسجل بشكل رسمي في البلدية، وهذا الاجراء هو لحمايتهم".
اما عن الحلول المطروحة لعدم تطور الأمر، أجابت لطي "نحن ننصح المسيحيين العراقيين والذين يهمنا امرهم، اولا ان لا يقلقوا من أي اجراءات تتخذ سواء من البلدية او غيرها من مؤسسات دولة، ومن جهة أخرى فأننا كمؤسسات سياسية سواء في حزب الاتحاد السرياني بلبنان، نحاول بشتى الوسائل أن نعمل باتجاه الامن العام للتخفيف من الضغوط على المسيحيين العراقيين وايجاد حل لشرعنة وجودهم، اما من جانب الشباب والعائلات فنطالبهم بالالتزام والتقيد باي تعليمات تصدر عن المؤسسات الدينية والسياسية فتلك التعليمات والوصايا هي لخدمتهم وحمايتهم، كما ندعوهم الى مراجعتنا سواء كحزب او كمختارة اذا ما تعرضوا لأي تجاوزات او مضايقات". 
من الناحية الاخرى وجد (م، ك/ 33عاما) أن "القضية تتخطى التفجيرات الاخيرة، وهناك عدم قبول من اللبنانيين لنا كمهاجرين، اما عن التجاوزات فهناك تجاوزات كثيرة من اللبنانيين على العراقيين وفي قضايا عديدة، ومشاكل تفتعل منهم تجاهنا في اغلب الاحيان"، مشيرا إلى أن "الشباب لا يمكن ان نسجنهم في شقق صغيرة، تنعدم فيها ابسط وسائل الراحة خاصة في فصل الصيف واغلبنا لا يمتلك وسائل تبريد مناسبة، اضف الى ذلك فأن اغلبية الشباب عاطل عن العمل، والسؤال المطروح كيف ستقضي عوائلنا اوقاتها؟، وكيف تخفف من الضغوط النفسية التي تعانيها بسبب التهجير والمضايقات؟، الا بالتجول في الطرقات وبين المحال التجارية، خاصة وان الكثير منها امكانياتها محدودة جدا وليس لها القدرة على ارتياد المنتجعات السياحية".
اما عن توجيهات الكنيسة المستمرة، وسبب عدم الالتزام بها،  يتابع (م،ك) "نحن نحترم الكنيسة، اما عن توجيهاتها التي تصدرها عادة من صفحة التواصل الاجتماعي، (رعية مار يوسف الكلدانية) فالمشكلة أنها لا تأخذ الطابع الأبوي، بل تأتي بشكل اوامر عسكرية، وايضا بطريقة متعالية  تنظر الى العراقيين المسيحيين وكأنهم في مرتبة أقل من اللبناني"، معتبرا ان "هذه النظرة هي السائدة بين عموم اللبنانيين".


الشاب زيد سعد (26  عاما) والذي يسكن منطقة الدورة ببيروت، فأقترح أن "يتم تنظيم دورات تثقيفية للشباب وخاصة المرهقين منهم، وعلى الكنيسة مسؤولية التنظيم والأشراف"، معتبرا أن "ما يحدث من تجاوزات هي شخصية وفردية ونتيجة اندفاع المراهقين وتهورهم وعدم فهمهم لطبيعة المجتمع اللبناني".
وبين سعد أن "اغلب اللاجئين قادمين من ثقافات متنوعة ومختلفة وهذا ما ظهر وبشكل جلي في طريقة تعاطيهم مع واقعهم الحالي"، مضيفا أن "التجمعات التي تحصل بشكل ملفت للنظر في مناطق الساعة بجديدة هي نقل لعادات وتقاليد منتشرة في كل انحاء العراق، ولكن يجب ان نعلم ان الوضع هنا مختلف تماما".
وأضاف سعد أن "هناك توتر الأن من المجتمع ومؤسساته نتيجة الضغوط الامنية، ولا يجب علينا ونحن ضيوف في هذا البلد ان نقدم على تصرفات استفزازية وصبيانية، قد تدفع الطرف الأخر للتجاوز بحقنا"، منوها الى ان "اعداد المسيحيين العراقيين اصبحت كبيرة جدا وهذا ايضا سبب في ما يحصل من احتقان، وتكدس اللاجئين بلبنان هو نتيجة لعدم الاهتمام الامم المتحدة بتسريع معاملاتهم والاهتمام بمعاملات السوريين فقط".



17
العاصمة، ودبابات الدفاع
فادي كمال يوسف
المواطن خارج الحسابات، وفق هكذا معاير يتعامل المسؤولون في العراق مع مشاعر ومتاعب وهموم المواطنين، لذلك فأننا نشهد اخطاء بالجملة عند أي مشروع حكومي، عادة ما يقع المواطن البسيط ضحية غير مؤسف عليها، نتيجة عدم اكتراث المسؤول به.
قررت وزارة الدفاع أن تنظم استعراضا عسكريا مهيبا، في وسط بغداد، لمناسبة ذكرى ثورة 14تموز، يحضره المسؤولين الحكوميين، فينتشوا بمنظر الاليات العسكرية وهي تمر من امام منصة الشرف وهم يقفون يحيون تلك الارتال، في منظر سينمائي يعيد الى الأذهان مناظر لم نعد نشهدها سوى بدول القائد الضرورة.
وخلال التحضيرات لليوم الموعود، فأن خطا ارتكبه المسؤول عن نقل تلك الاليات العسكرية الى منطقة الاحتفال، شل الحركة في بغداد ليوم كامل، وجعل المواطنين سجناء في سيارتهم لساعات طوال، والتي تحولت إلى علب حديدية تغلي من درجات حرارة المرتفعة، في ذلك اليوم التموزي الحارق، واضافة لإرهاق المواطن وتعذيبه بلا رحمة، فقد عُطلت الاعمال والاشغال والمصالح، وقًتل الوقت بلا مبالاة او اهتمام من أي مسؤول في دولة الفوضى، وكل ذلك لأجل ماذا؟ لاستعراض لن يغني ولن يشبع.
المحاسبة، حسنا فعل بعض النواب واعضاء مجلس محافظة بغداد، بمطالبتهم مسائلة وزير الدفاع برلمانيا عن ما حدث، من استهتار وعدم احترام للوطن والمواطن، كما نأمل ان لا يكون الاستجواب، فقط لمجرد التقسيط السياسي كما عودونا دائما.
 قد يبدو الأمر غير ذا اهمية لدى البعض، عند مقارنته بحجم الفساد الذي ينخر جسد الدولة من جهة والتفجيرات الدموية من جهة اخرى، اضافة الى انعدام الخدمات المختلفة والتي حولت الحياة الاعتيادية الى جحيم لا يطاق.
فيسأل سائل، ما قيمة ساعات في شمس تموز اللاهبة؟، أو ماذا يعني تعطل لإعمال واشغال مواطنين قتلهم الروتين قبل هذا التعطيل؟، ولكننا نقول ان التفكير بهذا الاتجاه السلبي كان المسؤول الرئيسي عن اسقاط البلد في هذا الوضع المتردي.
 أن تقديم مسؤولين قصروا في وضع خطط بسيطة جدا لتفادي ما حصل للمواطنين، للمحاكمة الإدارية ومحاسبتهم وظيفيا، سيجعل كل مسؤول سيفكر الف مرة قبل ان يتعدى على حق من حقوق المواطن مهما كان صغيرا او كبيرا، وسيبدأ التفكير جديا اولا بكفية تحاشي التجاوز على حقوق المواطنين عند وضعه أي خطة لتنفيذ مشروع او عمل ما، وهذا سيعمم لكل مرافق الدولة، عندها قد نعيد جزءً من احترام المسؤول لمن منحة المسؤولية، كما نمنح قليلا من الاحترام، ونعيد الاعتبار لحقوق المواطن المهدورة.

18
المشوار الدراسي، عبء يثقل كاهل العوائل العراقية المسيحية بلبنان

فادي كمال يوسف/ عنكاوا كوم/ بيروت
حيرة وقلق، تنتاب (غ ،ي) وهو يبحث عن مدرسة مناسبة، ليستطيع فيها طفلية الذين بلغا عامهما السادس استكمال تحصيلهم الدراسي الأولي، عبء يشترك فيه معظم المسيحيين العراقيين اللاجئين في لبنان، مع ارتفاع رسوم المدارس الأهلية بمختلف مراحلها، فيما تعاني مدارسه الحكومية من مشاكل جمة، وفي مقدمتها اكتظاظها بالطلاب من المواطنين واللاجئين الى مستويات اكبر من استيعابها، وضعف تجهيزاتها الدراسية والخدمية أضافة الى تدني مستوى التعليم في اغلبها، تستمر حيرة اللاجئين في تأمين مستقبل اطفالهم التربوي.
 (غ، ي) 41 سنة، بكالوريوس هندسة ميكانيكية، وضع ابناءه العام الماضي وهم بالمرحلة "التمهيدية"، في مدرسة ملائكة السلام التابعة لإرسالية للسريان الكاثوليك، ولكنه هذا العام يحاول البحث عن مدرسة اخرى، وعند سؤالنا عن الأسباب قال إنه و" رٌغم مجانية المدرسة، وتوفيرها العديد من الخدمات للطلبة  كالنقل والكتب وغيرها، الا انها تعاني من نواقص كثيرة، والتي هي خارج ارادة القائمين عليها، كونهم يقدمون كل شيء مجانا، ما يمثل ضغطا كبيرا في المصاريف"، مضيفا الى أن اهم تلك النواقص "عدم اعتراف وزارة التربية اللبنانية بها، ومستوى تعليمها الضعيف مقارنة بمدارس العراق ولبنان، ما يجعلنا قلقين على مستقبل اولادنا، خاصة وهم في مراحلهم الأولية أي ما نسميه (حجر الأساس)، ما يتطلب اهتمام من نوع أخر".
وبين (غ، ي)  أنه بحث عن مدرسة اخرى، رسمية كانت أو أهلية ليضع اولاده فيها، إلا انه وجد أن اغلب المدارس الرسمية فرنسية، أي اللغة الفرنسية هي لغتها الاساس، خاصة في المناطق ذات الغالبية المسيحية  والتي يتمركز فيها ابناء شعبنا، وتلك اللغة  "بعيدة جدا عن ثقافتنا لذلك لن نستطيع التواصل مع المدرسة بالشكل الملائم، أو تقديم أي مساعدة دراسية لأولادنا، أضافة الى ان اغلب المدارس الرسمية مكتظة بالطلاب الى حد يفوق استيعابها".
وعن أي دعم يقدم من المؤسسات الأممية او الدينية أو غيرها في هذا المجال، نفى (غ، ي) "وجود أي دعم يذكر يقدم من أي مؤسسة وخاصة الامم المتحدة، باستثناء دعم ارسالية السريان الكاثوليك من خلال مدرسة ملائكة السلام المجانية، اما المؤسسات الأخرى فهي غير مبالية تماما، وجل اهتمامها هو باللاجئ السوري وهذا ما نلمسه بكل وضوح"، منوها إلى أن  "هناك بعض المدارس تقدم المساعدة في تخفيض اجورها، ولكن اغلبها تأتي من مبادرات شخصية بالاتفاق مع ادارة المدارس وليست بشكل عام ولكل اللاجئين".
  هبة سعد 32 عاما، بكالوريوس علوم احياء، لديها طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات، تستعد العائلة قريبا للرحيل الى كندا، بعد سنتين عاشتها في لبنان، تصف تجربتها بالتعليم في المدارس الاهلية بالمكلفة، فاستنزاف العائلة ماديا يبدأ من لحظات التسجيل الأولى، وقائمة المتطلبات طويلة وتطول مع استمرار العام الدراسي.
 مدرسة الناصرة الانجيلية في سن الفيل، هناك اكملت ابنتها تعليمها، وتصف المدرسة  بالقول أنها "جيدة جدا، من نواحي عديدة كونها اهلية، وهذا حال اغلب المدارس الاهلية في لبنان، ولكن المشكلة الاساسية تكمن في اقساطها المرتفعة، ولكننا تحملنا ذلك كوننا بحاجة الى مستوى تعلمي مناسب لأبنتنا، في البداية كنت أدفع شهريا حوالي  300، بعد ذلك تم تخفيض المبلغ الى 100$، بسبب منحة دراسية من احدى المنظمات خاصة بتعليم الطلبة اللاجئين من العراقيين والسوريين قدمت الى ادارة المدرسة، ورغم المنحة الا أن المبلغ يبقى مرتفعاً"، مبينة  ان "الدراسة في لبنان تستمر لعشرة اشهر للموسم الدراسي، ما يعني 1000$ سنويا وهو رقم باهض بالنسبة الينا كلاجئين، اضف الى ذلك رسوم التسجيل والكتب والمصروفات الأخرى فيصل القسط السنوي الى 1500$ تقريبا، وهذا الرقم يمثل لكثير من اللاجئين تحدي خطير خاصة لمن لديه أكثر من طفل واحد".
نقلنا هموم اللاجئين وتساؤلاتهم الى احد مدراء المدارس الأهلية في لبنان، والتي بمجملها تتبع الكنائس بمختلف طوائفها، الأب جوزيف مدير مدرسة الاباء المختاريست للأرمن الكاثوليك بالحازمية، والذي أوضح أن "المدرسة تحاول استقبال الطلبة من العراقيين والسوريين بأقساط هي اقل من الأقساط المحددة، قد تصل الى 25% من القيمة الأصلية، وفي بعض الاحيان اكثر من ذلك، كما نخفض اسعار النقل دعما لهم، نحن سياستنا أن نعالج كل حالة بحالتها، وحسب حاجة العائلة".
كما نوه الاب جوزيف في حديثة لـ (عنكاوا كوم) إلى ان المدرسة لها طاقة أستعاب محددة لا نستطيع تجاوزها، من ناحية أخرى نحاول بكل امكانياتنا مساعدة أي عائلة تطرق ابوابنا طالبة تعليم أولادها، نافيا في الوقت ذاته "وجود أي جهة أو منظمة دولية او انسانية تقدم الدعم للمدرسة".
جوزيف اشار الى أن "انسجام الطلبة العراقيين سريع جدا مع اجواء التعليم اللبناني، رغم اختلاف لغة التعليم الاساسية من العربية الى الإنكليزية أو الفرنسية، ولدينا طلاب متفوقين حتى على اقرانهم اللبنانيين"، ومن الملاحظات التي استوقفته، كانت "التفاعل الممتاز لأولياء الامور مع المدرسة وبشكل يلفت النظر، واهتمامهم الملحوظ بكل كبيرة وصغيرة ومتابعتهم المستمرة شبه اليومية لمستويات اولادهم، ومحاولاتهم توفير كل مستلزمات نجاح المسيرة الدراسية، رغم ما يعانوه من ظروف مادية ومعنوية صعبة، وهذا مؤشر جيد جدا يدفعنا الى تقديم مزيد من المساعدة لهم".
فاضل رمو (42عاما)، بكالوريوس جيولوجي، أعلامي وناشط قومي، لديه طفل واحد يواصل تعليمة في مدرسة الاباء المختاريست، بين لموقعنا أن "المدرسة من حيث المستوى العلمي والتربوي ممتاز، كما المستلزمات الاخرى هي بمستوى منظم ورائع، وخلال السنة الدراسية السابقة كان طفلي ملتحق بالدراسة منذ بداية العام الدراسي والذي أختتم قبل اقل من شهر، لاحظنا ان المدرسة لها اثر بالغ ليس في المستوى العلمي لولدي فحسب، بل في النشاطات الاخرى ايضا الرياضية والفنية والتفاعل مع الأخرين، كما ان عدد الطلاب في الصف الدراسي لا يتجاوز الـ 15 طالبا، ما يزيد من اهتمام المدرسة بالطلبة".
رمو أعتبر أن "الادارة ساعدتنا في تخفيض القسط السنوي، ومع ذلك فهو ليس بمتناول الجميع"، مستدركا أن "العدد الأكبر من عوائلنا المهجرة لم يضع ضمن حسابته في كثير من الاحيان عدم مجانية التعليم وتكاليفه الباهظة مقارنة بمجانيته بالعراق، أضافة الى ان اغلب العوائل اللاجئة لا تملك دخل شهري يغطي الاعباء الأساسية للحياة، لكي يضيف أليها عبء أخر وهو التعليم، والامر أكثر صعوبة لمن لديه اكثر من طفل واحد، خاصة وان المدارس التي تقدم مثل هذا الدعم هي قليلة جدا وبعيدة عن مراكز تجمع ابناء شعبنا".
وسط سدة البوشرية حيث الكثافة الأكبر للاجئين العراقيين المسيحيين، تتمركز مدرسة مار جيورجس التابعة لكنيسة المشرق الأشورية، مدير المدرسة ماروكل ماروكل قال لـ(عنكاوا كوم)  إن "المدرسة ومنذ بداية تهجير المسيحين في العراق وبعد ذلك في سوريا، فتحت ابوابها للطلبة اللاجئين مجانا، ودون أي رسوم ولجميع طوائف شعبنا بلا تمييز، العام الماضي كان لدينا 102 طالب وطالبة من اللاجئين، من مجوع 200 طالب الحد الأقصى لاستيعاب المدرسة، أي اكثر من النصف، هذا العام انخفض العدد الى 76 طالب وطالبة، ونحن نقدم لهم جميع الخدمات الاخرى من كتب ومتطلبات دراسية مجانا وبلا مقابل"، مضيفا أن "هذا يحملنا ضغطا كبيرا، فللمدرسة مصاريف عديدة من أجور مدرسيين وصيانة دورية، ونشاطات وغيرها التي تجعلنا في موقف صعب سنويا".
وجوابا على سؤال حول المساعدات التي تُقدم للمدرسة من منظمات وجهات كنسية او رسمية، أجاب مروكل أن "هناك بعض المؤسسات التي قدمت لنا بعض الدعم في العام الماضي، فيما يقدم سنويا راعي الابرشية مار ميليس زيا  مبلغا مالياً مخصصاً لدعم النازحين".
 قسط المدرسة السنوي يبلغ 1400$ تخسره المدرسة لكل طالب لاجئ، ولكن الخسارة الأكبر والحديث لمروكل هي الجهود التي تبذل مع الطلبة، خاصة وأن لغة المدرسة الاساسية هي الفرنسية، ما يجعل كادرها التدريسي يستهلك الجهد والوقت في تأهيل الطلاب وهم في مراحل مختلفة ما يزيد الامر صعوبة، المشكلة ترك الطالب لمقاعد الدراسة حالما تجهز اوراق سفرة، فتذهب كل تلك الجهود هباءً، والمحزن أن الكثير من الطلبة متفوقين، ولدينا طالبة من اللاجئين احرزت المركز الاول علميا على جميع الطلبة في المدرسة هي المتفوقة بابي لازار.
اما بخصوص التعاون بين الكنائس التي من بين ابنائها ملتحقين بالمدرسة، فنفى مروكل "وجود أي تعاون وتنسيق يذكر بينها"، على سبيل المثال يذكر مروكل أنه "في احدى السنوات كان في المدرسة 30 طالبا كلدانيا، فاتحنا رئاسة الطائفة بكتاب رسمي، لتقديم المساعدة لتغطية جزء من اقساطهم، ولكن الطائفة لم تستجيب لنا للأن".
 الكثير من العوائل ارتأت تسجيل لأطفالها في المدراس المجانية، وكانت مدرسة "ملائكة السلام" خيارهم الوحيد، رغم ان المدرسة غير معترف بها رسميا في لبنان، الا ان جميل زيا وهو والد الطالبة اونيتا، يجزم أنها خياره الوحيد، فما تقدمه يفي الحاجة في مواصلة ابنته تحصيلها العلمي.
زيا الذي يسكن الدكوانة قال لنا إننا "لا نستطيع تسجيل ابنتنا في المدارس الاهلية، لارتفاع اسعار اقساطها، والمدرسة الرسمية بعيدة، ولغتها الاساسية الفرنسية، لذلك كان خيارنا مدرسة رعية السريان الكاثوليك، والتي توفر جميع المستلزمات مجانا وبلا أي مقابل، رغم ان مستواها التعليمي وخدماتها الأخرى لا تضاهي المدارس الاهلية اللبنانية، ولكنها افضل من عدم التحاق الطالب بالمدرسة، واضاعة الوقت في قضايا غير نافعة، خاصة لمن هم في مرحلة المتوسطة سواء الطلاب الذي سيتسكعون في الشوارع، والطالبات اللاتي لن يستفدن شيء من وجودهم بالمنزل".
اما عن سبب عدم تسجيل طفلته في مدرسة مار جيورجس الاشورية، فأجاب زيا أن "المدرسة مكلفة جدا، ومع التخفيض فان قسط المدرسة بلغ (500  الف ليرة لبنانية، ما يقارب 320$) أضف اليها النقل والكتب والزي تصل الى اكثر من 700$ تقريبا وهي مرتفعة جدا بالنسبة لنا ولا نستطيع تحملها".
يتفق ستيفن اسطيفان الذي لدية طفلان، مع زيا حيث اخبرنا ان "امكانياتنا لا تسمح بتسجيلهم باي مدرسة اهلية، حتى مدرسة مار جيورجس التابعة لطائفتنا، فهي رغم تخفيض قيمة القسط يبقى مرتفعا بالنسبة لنا، ما يكلفنا اكثر من  1000$ سنويا للطفلين، وفي الوقت ذاته المدرسة بعيدة عن منزلنا ما يكلفنا اجور اخرى للنقل".
فيما اشار اسطيفان إلى أن "اختيارنا كان مدرسة ملائكة السلام لمجانيتها وعدم تحميلها الاهل أي مبلغ يذكر، رغم عدم اهتمامها بالكثير من التفاصيل والمستلزمات"، منوها الى ان "دوام المدرسة مسائيا، ما يمثل مشكلة جدية في تأخر الطفل الى الساعة السادسة مساءا، وهذا صعب خاصة للطالبات وفي فصل الشتاء".
لتغطية القضية من كل جوانبها، كنا نود اللقاء بعوائل لم ينتظم ابنائها بمقاعد الدراسة، ورغم علمنا بوجود الكثير من هكذا عوائل، الا ان من تواصلنا معهم رفضوا الحديث الينا لحساسية ظرفهم، فعند تجولك في سدة البوشرية خلال اوقات الدراسة المعتادة، ستجد الكثير من الاطفال في الشوارع، لا تحتضنهم أي مؤسسة تعليمية، فمن يتحمل مسؤوليتهم، وي مستقبل سيرسم لهم.
الجميع مشترك في تحمل مسؤولية توفير فرصة تعليمية للأطفال اللاجئين، خاصة وهم بظروفهم الصعبة التي يعيشوها، ابتداءً من العائلة التي ينتمى اليها الطفل، مرورا بالمؤسسات الدينية والتي تحاول بعضها تحمل جزء من الأعباء ولكنها تعاني من ضغوط مالية صعبة، اضم الى ضعف التنسيق بينه، أما المؤسسات الاممية فوجدناها غائبة عن الحدث بشكل يدعو للاستغراب، لا بل غير مبالية بما يحدث وبشكل خاص مع اللاجئ العراقي الذي أصبح خارج اهتماماتها، وانتهاءً بالمؤسسات الانسانية التي تدعي حماية حقوق الطفل والطفولة والتي هي الأخرى حذت حذو الأمم المتحدة في معالجتها لقضايا العراقيين.


19
راعي ارسالية السريان الكاثوليك ببيروت: الامم المتحدة غير مبالية باللاجئين المسيحيين العراقيين، والكنيسة وحدها تتحمل كل الاعباء
فادي كمال يوسف/ عنكاوا كوم/ بيروت
انتقد راعي ارسالية العائلة المقدسة للسريان الكاثوليك ببيروت الاب يوسف سقط، عمل وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين بلبنان، معتبرا ان خدماتها للمسيحيين العراقيين لا تتخطى "العمل الدعائي" على حد وصفه، فيما تتكفل الكنسية لوحدها تغطية احتياجات ابنائها.
 الاب سقط الذي ترعرع في سهل نينوى، ولم يغادرها الا مرغما بعدما احتجز مع مجموعة من الرهبان في دير مار بهنام حين احتل تنظيم داعش المتطرف المنطقة، قبل أن يفرج عنه بعد اربعين يوما من الاعتقال، اوضح في حديث مفصل لموقع عنكاوا كوم أن "الانسحاب الغريب للمنظمات الإنسانية الداعمة من تقديم يد المساعدة لأبنائنا اللاجئين ترك الكنيسة وحدها في الميدان"، مبينا أن "متطلبات اللاجئ لا حدود لها ومتشعبة، والكنيسة مهما فعلت وقدمت فان امكانياتها محدودة"، سقط الذي يخدم في ارسالية العائلة المقدسة التي تعمل لخدمة اللاجئين العراقيين المسيحيين روحيا وماديا بشكل عام والسريان الكاثوليك بشكل خاص، اعتبر عمل وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين بلبنان "دعائي" فقط، منتقدا في الوقت ذاته "أسلوب تعاملها مع المسيحي العراقي وتوقف اغلب برامجها سواء الخاصة بتقديم المساعدات الانسانية من السلة الغذائية والصحية، وكذلك الخاصة بتطوير وتنمية القدرات".
وكشف سقط ان "الوكالة عادة ما تتنصل عن التزاماتها الصحية والاستشفائية تجاه العراقيين بالخصوص، فعند طلب المساعدة لغرض تسديد فواتير المستشفيات المرتفعة جدا طالما تتحجج بان الحالة غير مدرجة ضمن برامجها، ما يجبر المرضى باللجوء الى الكنيسة التي تحاول تغطية تلك النفقات"، من جهة أخرى نوه سقط الى ان "هناك تباطؤ غريب في معاملات توطين العراقيين وتسفيرهم الخاصة بوكالة الغوث، فبحسب احصائيات دقيقة من الارسالية التي حصرت ما يقارب 1250 عائلة سريانية كاثوليكية عراقية لاجئة الى لبنان لا يوطن خلال الشهر الواحد سوى عائلة او عائلتين، والاخطر من ذلك ان هناك انتقائية غريبة لا تمت بصلة الى الانسانية التي تعلن عنها الوكالة دوما"،  مبينا ان "الاختيار في التوطين دائما ما يقع على العوائل الشابة وذات التحصيل العلمي الجيد كالأطباء والمهندسين واصحاب الشهادات العليا، فيما تترك معاملات كبار السن والمرضى وغيرهم من المحتاجين للعناية في الدول المتقدمة طي النسيان، والاغرب من ذلك ان هذا يطال في بعض الاحيان العائلة الواحدة كأن يتم تسفير الابناء فيما يترك الاب والام كبار السن ما يساهم في تفكيك العائلة وتشرذمها".
كما انتقد سقط في الوقت ذاته "ضعف التنسيق بين وكالة غوث اللاجئين في لبنان والمؤسسات اللبنانية وخاصة الامن العام، في ملف بالغ الاهمية والخطورة وهو شرعية تواجد اللاجئين على الاراضي اللبنانية ، وعندما نتكلم عن اللاجئين نخص العراقيين بالذات لان الاخرين كالسوريين وغيرهم يختلف وضعهم، كما ان هناك قوانين اخرى تسري عليهم قد عالجت قضاياهم، فعادة وجود العراقيين يعتبر مخالف للقانون ورغم تزويد اللاجئ بأوراق خاصة من الوكالة تثبت انه لاجئ الا ان تلك الاوراق لا يعترف بها من قبل عناصر الامن اللبناني او أي قوى امنية اخرى عند المسائلة عن الاوراق ويتم احتجازهم، والانكى من ذلك انه عند الاتصال بالوكالة والتي تعتبر مسؤولة لحل القضية فهي تتنصل من كل التزاماتها، وعندها تضطر الكنيسة للتدخل وتحاول انقاذ هذا اللاجئ واخراجه من السجن"، معتبرا ان "الوكالة اما تكون غير مبالية باللاجئ وهذه مصيبة واما انها لا تنسق مع الامن العام والدوائر الامنية الاخرى في لبنان وهنا المصيبة اكبر لآنها تورط اللاجئين بأوراق ومستندات لا قيمة لها".
وعند سؤالنا عن دور الكنيسة وما فعلته بهذا الشأن اجاب سقط ان "رؤساء الطوائف المسيحية في لبنان التقوا مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم، قبل مدة قصيرة وتم التباحث بهذا الملف، ووعد ابراهيم بإيجاد حل سريع، ما يؤمن شرعنة تواجدهم على الاراضي اللبنانية، ولكن القضية بحاجة الى وقت لوضع الية مناسبة وحصر الاعداد الكبيرة من اللاجئين ولكننا نعد ابنائنا بان الملف في طريقه الى الحل قريبا".
اما بخصوص اهم الخدمات التي يقدمها مركز ارسالية العائلة المقدسة للاجئين فبين سقط أن "المركز تم تأسيسه في منتصف العام الماضي، وبالتحديد في شهر اب بتوجيه من غبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، هدفها تقديم الخدمات الروحية والمساعدات الانسانية للاجئن" مضيفا أنه "بداية الامر أنشئ مركزاً رعويا بإدارة الاب فراس دردر، وبعد تسلمنا المهام تم افتتاح المركز الحالي للإرسالية في منطقة سدة البوشرية، والذي يضم كنيسة العائلة المقدسة، ومركز الخدمة، كما ندير من مقرنا الحالي جميع النشاطات الشبابية والاجتماعية أضف الى ذلك مدرسة ملائكة السلام الابتدائية والمتوسطة، ورياض اطفال ملائكة السلام".
تؤمن الارسالية ان استمرار الاطفال في تلقي تعليمهم من اولوياتها الأساسية، ورغم تشعب خدماتها الروحية والانسانية الا انها تولي هذا الملف اهتماما خاصا لتأثيره على بناء جيل كامل وانقاذه من الضياع، سقط أشار الى أن "مدرسة ملائكة السلام تحتضن 680 طالب وطالبة من عمر ستة سنوات ولغاية اربعة عشر عاما، ينتمى الطلبة إلى مختلف الطوائف المسيحية، نعتمد المنهج العراقي للاستمرار على النسق التعليمي ذاته لللاجئ"، تعاني المدرسة من عدم اعتراف وزارة التربية والتعليم اللبنانية بها كمؤسسة تعليمية، مبينا أن "هناك عدد من الشروط صعبة المنال حاليا لمنحنا هذا الاعتراف، رغم اننا نمنح الطلبة شهادات للتخرج ونسعى جاهدين من بإمكانياتنا المتواضعة لتحقيق هذه الشروط والحصول على الاعتراف".
وزاد الاب ان "استمرار الطلبة على مقاعد الدراسة من اولوياتنا، ونحن الوحيدون الذين ندير مؤسسة تربوية متكاملة للاجئي، من جهة اخرى فأن المدرسة توفر عدد من الخدمات المجانية لطلبتها النقل من محل سكناهم الى المدرسة، كما توزع الملابس على دفعتين شتوية وصيفية، وتقدم تغذية خاصة ثلاث ايام في الاسبوع"، موضحا أن "الدراسة وكامل مستلزماتها مجانية، فنحن نعتبر التعليم رسالة مقدسة، ويجب علينا استكمالها على افضل وجه للأطفال اللاجئين الذين لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس اللبنانية، والتي بمعظمها خاصة وتستوفي اجور مرتفعة جدا".
ومن جانب اخر يرى الاب سقط أن "مساهمة اخرى تقدمها المدرسة وهي توفير فرص عمل للأساتذة من اللاجئين، فمدرسي مدرستنا وادريها ومختلف العاملين فيها هم حصرا من هؤلاء، وخاصة للمدرسين الذين تطالبهم وزارة التربة العراقية بإثبات انهم مازالوا مستمرين في الخدمة من مناطق سهل نينوى لصرف رواتبهم واستحقاقاتهم المالية، نحن نمنحهم كتب خاصة من المدرسة بهذا الشأن، واضافة لذلك نحن نمنحهم رواتب ربما هي رمزية ولكنها تساهم في توفير مدخول اضافي لهم".
بالإضافة الى المدرسة فان الارسالية تدير روضة للأطفال، يحدثنا عنها سقط قائلا إن "روضة ملائكة السلام تحتضن 142 طفلا، كذلك فأن الكنيسة تتحمل كافة نفقات الروضة من النقل والاجور وكذلك نحتمل رواتب المدرسين والعاملين الاخرين، واستئجار بناية الروضة، نحن نستحصل فقط رسوم تسجيل سنوية من الطلاب وقدرها 37 دولار امريكي فقط".
اما النشاطات الاخرى التي على عاتق الارسالية فيوضح سقط أن "الإرسالية تقدم سلة غذائية متكاملة لـ 1250عائلة سريانية كاثوليكية شهريا وبشكل متواصل ودون توقف، كما نقدم سلة دوائية تتضمن مجموعة من العلاجات وخاصة للأمراض المزمنة، الحصة تقدم شهريا ولأي مستفيد يقدم لنا وصفة طبية"، وعن مصادر تمويل كل تلك هذا المشاريع، يبين سقط أنه "لا وجود لمصادر تمويل ثابتة، سوى دعم البطريركية السريانية الكاثوليكي، كما نحاول الاتصال بمنظمات وجمعيات خيرية وهي تتكفل ببعض المشاريع ولكن بنسب معينة وفي بعض الاحيان لا تقدم لنا أي دعم فنضطر الى تغطية كل تلك العجوزات من قبل البطريركية من اجل استمرار الخدمات دون توقف"، مستغربا في الوقت ذاته "غياب أي دور للحكومة العراقية عن تقديم الدعم للاجئين والذين هم بالدرجة الاساس مواطنين عراقيين، وابتعاد السفارة العراقية ببيروت عن تقديم أي جهد يذكر في كل تلك الملفات".
واضاف سقط أن "هناك مجموعة اخرى من النشاطات التي نقدمها، واهمها احتضان الشباب والشابات من خلال حزمة فعاليات  منها انشاء اخوية شبابية تنتظم مرة كل اسبوع في لقاءات دورية تثقيفية، كما نظمت الاخوية الشبابية بطولة بكرة القدم لعدد كبير من الفرق شارفت على مراحلها النهائية، كما نرعى الجوق الموحد الذي سيجمع كل الطوائف، وهم بصدد التحضير لأمسية تراتيل هي الاولى من نوعها في لبنان، تختص فقط باللاجئين العراقيين المسيحيين، نبعث من خلالها رسالة مفادها انتصار ارادة الامل والحياة على الموت".
بين الامل بمستقبل جديد، ومحاولة للانتصار على واقع صعب ومرير، تحاول الكنيسة تقديم علاج عله يداوي بعضا من جراح رعيتها، ارسالية العائلة المقدسة قد تكون في بعض الاحيان ضوء في نهاية نفق مظلم يضيء تارة ويختفي تارة اخرى، اما البحث عن الحل الجذري لعقبات تواجه شعب تشتت وهجر في انحاء المعمورة، فهي لن تكون في متناول اليد في المستقبل القريب.




20
المسيحيون العراقيون في لبنان ومعركة الصيف، اعداء كثر واسلحة متواضعة


فادي كمال يوسف/ بيروت

ونحن على اعتاب الصيف، والذي يعتبر في لبنان موسم للاستجمام والاسترخاء، فيثير طقسه السياح من مختلف انحاء العالم، فيتوافدوا للتمتع بالميزات التي يزخر بها هذا البلد، أما للمسيحيين العراقيين  فالأمر مختلف تماما، الصيف بالنسبة لهم بداية لسلسلة من المعارك الشرسة يتكالب فيها العديد من الاعداء للانقضاض عليهم، وطالما يخسروا حربهم عند نهاية الموسم لضعف امكانياتهم وتواضعها، فيستسلموا لأزماتهم، حين يستنفذوا اسلحتهم المتواضعة.

الحر الشديد صديق قديم، اما الرطوبة فهي المفاجأة القاسية
رغم ان ارتفاع درجات الحرارة ليس بغريب على العراقيين، وهو اشبه ما يكون بالصديق الصدوق لهم خلال اشهر الصيف اللهاب في العراق، الا ان الضيف الجديد والثقيل هو الرطوبة العالية التي تضرب لبنان خلال الموسم بسب اطلالته البحرية، في هذا الشأن يجد هيثم توما في حديثه لعنكاوا كوم أن "الرطوبة العالية خلال اشهر الصيف لا تحتمل بتاتا، وأغلب العراقيين هنا لا يملكون اجهزة تكييف، وهي الحل الوحيد في مواجهة الرطوبة العالية، والسبب ليس اسعارها الباهظة ولكن ارتفاع فواتير الكهرباء  حين استخدامها، والتي لا يملك اللاجئ تسديدها بإمكانياته الضعيفة"، مشيرا الى أن "الاطفال بالأساس لا يمكن لهم تحمل الرطوبة فهي خانقة جدا، وغالبا ما يصابون بأمراض جلدية وحساسيات نتيجة هذه الحالة، ومن هنا سندخل في مشاكل اخرى صحية هي الاخرى تثقل كاهل اللاجيء الذي لا يستطيع تغطية النفقات الطبية ذات الاسعار الجنونية هي الاخرى".

شحة المياه مشكلة خطيرة تطل برأسها صيفا
في بيان يتكرر بشكل دوري خلال فصل الصيف فأن مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان اعلنت عن  تأخر هطول الأمطار وتساقط الثلوج هذا العام أدى الى ازدياد ساعات التقنين في توزيع المياه في كافة مناطق بيروت وجبل لبنان، فيما تشير التقارير الصحفية الى ان لبنان يعتبر من بلدان الشرق الأوسط الفقيرة بالمياه، ووفق الأرقام المسجّلة في تقارير مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي، فأن النقص سجل نسبة 55 في المئة من الحاجة الفعلية للبلاد.

من جانبه أعتبر توما أن "ازمة المياه تتعاظم مع فصل الصيف وتزداد قطع المياه التي تزودنا بها الدولة، ورغم اننا نشتري المياه للشرب بشكل مستمر طوال السنة لعدم صلاحيتها للشرب، ولكن انقطاع هذه المياه والتي تتعدد استخداماتها المنزلية في الغسيل والجلي والتنظيف والاستحمام، ستدخلنا في ازمة حقيقة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والتي تجعل المياه حاجة اساسية، فيما تلجأ العوائل الى شراء الماء وهذا استنزاف اخر لميزانية هي اصلا تعاني الكثير من العجز"، منوها الى أن "خزانات المياه في بنايتنا صغيرة وقديمة، بالإضافة الى الأساليب البدائية والغير صحية لخزن المياه ونقلها داخل تلك البنايات ما يعرضها للتلوث المستمر".

وطالب توما "الدولة لإيجاد حل ناجع لهذه المشكلة، والتي تستمر في بعض ايام الصيف الى اكثر من اسبوع، تجبرنا على شراء المياه والذي يكلف تقريبا بين 10 و15 دولار لكل 1000 لتر والتي لا تكفي سوى ليومين فقط".

الكثافة السكانية تسبب العديد من المشاكل صيفا
من جهة اخرى يعاني لبنان وكما هو معروف من صغر مساحته في مقابل كثافة سكانية لا تتناسب مع هذه المساحة، فكان البناء العمودي هو التعويض الأنسب لهذه المشكلة، ولكن مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان أضف اليها ارقام ضخمة جدا من اللاجئين السوريين والعراقيين، ادى الى  تفاقم الأزمة وزاد من تعقيدها، نايف غانم 52 عاما أوضح لعنكاوا كوم أن "لبنان بلد صغير بمساحته وفي نفس الوقت فأن عدد سكانه كبير، ما اجبره على اللجوء للبناء العمودي لتوفير محلات للسكن، ولكن مع الارتفاع المضطرد والسريع  في النسبة السكانية جعل كثافة البشر كبيرة جدا في رقعة صغيرة نسبيا، وهذا ما تعاني منه منطقة مثل سدة البوشرية حيث تتجمع اغلب العوائل المسيحية العراقية، اضف الى ذلك ارتفاع بدلات الايجار والتي تجبر العوائل على السكن سويا في شقق صغيرة مقارنة بحجم تلك العوائل وهذه مشكلة كبيرة وخاصة في الصيف حيث تنتشر الامراض ويزيد الضغط على الخدمات كالماء والكهرباء والتصريف الصحي والتي تعاني هي اصلا من ضعف" في الوقت ذاته والكلام مازال لغانم أن "البنايات بالمجمل قديمة جدا وتعاني من مشاكل، خاصة في ما يتعلق بأنابيب المياه والتي أغلبها مهترئة، وبسبب قدم تصاميم البناء فإنها تكون مخفية وغير ظاهرة كما هو المعتاد في البناء الحديث في العراق، ما يجعل اصلاحها وصيانتها مكلف ومتعب".

وأستغرب غانم من اجبار أغلب أصحاب العقارات المؤجر على تحمل تكاليف الصيانة وإصلاح الاعطال لبنيات هي بالأساس متهالكة، مبينا أن "اغلب اصحاب العقارات يتركون مصاريف الصيانة من تصليح الانابيب وطلاء الجدران وغيرها على المستأجر وهذا غير منطقي بتاتا"، منوها الى ان "المياه بالأساس ضعيفة ولا تكفي العائلة المكونة من سبعة او ثمانية افراد لتوفير المستلزمات اليومية وهذا ما يسبب انتشار الأمراض والأوبئة".

وأشار غانم الى نقطة اخرى مهمة وهي "انتشار العديد من المراكز التي تهتم بالأطفال وتجذبهم من خلال برامج خاصة بهم، وأغلبها مجانية اذ تعتمد على منح تقدم من جمعيات اجنبية، وتتوجه بشكل خاص للعراقيين المسيحيين، ولكن المشكلة الكبيرة ان اغلب تلك المراكز هدفها ربحي فقط فهي لا تهتم بالنظافة ولا ترعى الاطفال بشكل جيد، نحن لا نقول جميعها ولكن اغلبها، وكثيرا ما اصيب اطفالنا بأمراض عند ارتيادهم لتلك الاماكن"، مستدركا عند سؤالنا عن سبب ارسال اطفالهم لمثل تلك الاماكن، أن "عدم وجود ساحات او ملاعب للترفيه، يجبرنا على ارسالهم رغم معرفتنا مسبقا بعدم صلاحية اغلب تلك المراكز".

الشاب داني هراير 30 عاما، يرى ان "قدوم الصيف بالمجمل يزيد من المشاكل المتراكمة على كاهل اللاجئ في لبنان والصعوبات منوعة قلة المياه وانقطاعه، ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وعدم وجود السبل الكفيلة لدى اللاجئ لمواجهتها"، في الوقت ذاته يعتبر هراير أن "وسائل الترفيه في مثل تلك الظروف ليست في متناول اليد، فالأسعار مرتفعة جدا، وما يزيد تلك الاسعار ويضاعفها كون الموسم سياحيا، فالعائلة بحاجة ماسة الى الترفيه للخروج من الحالة السيئة التي نمر به، فأين تذهب العائلة في مثل هذة الظروف، الى اين تهرب من حرارة الجو والرطوبة العالية"، من جهة اخرى فأن "الاطفال كذلك بحاجة الى بعض الترفيه خلال هذا الفصل ولا يمكن حبسهم في شقق صغيرة، ملاعب الاطفال المعدومة تماما في كثير من الاحياء السكنية، فيما التجارية مرتفعة الاسعار".

الحشرات عدو لا يجابه
من جانب أخر تطرق سالم شمعون 62 عاما، الى عدو اخر لا يجابه بسهولة، والانتصار علية قصة لها العديد من الفصول على حد وصفه الا وهو الحشرات فيقول إن "قدوم الصيف مرتبط بظهور الحشرات التي تكون في سبات عميق شتاءً، وظهورها يكون بأعداد كبيرة جدا وخاصة البعوض والذي يتطلب معالجة ممنهجه من قبل الدولة عند مواسم التكاثر برش المبيدات، فمع الحر الشديد والرطوبة ليس لديك وسيلة للدفاع سوى بفتح الشبابيك ليلا ما يساعد على دخول اعداد هائلة من البعوض واذ كنا نحن نتحمل ذلك فأن الأطفال لا يستطيعون التحمل".

وزاد شمعون أن "البنايات التي نسكنها قديمة، وقد اصبحت مرتعا وبيئة مناسبة لمختلف انواع الحشرات، اما بالنسبة للمكافحة والعلاج فنحن نستعمل الكثير من المبيدات المكلفة ماديا، ولكن اغلبها غير مفيد فيبدو انها قد تأقلمت مع انواع المضادات المختلفة"، منوها الى أن "انتشار النفايات ولفترة زمنية طويلة في الشوارع، قبل ازالتها مؤخرا، ساهم بشكل كبير في نموها وتكاثرها وتوفير بيئة مناسبة لظهور انواع غير معروفة وخطيرة منها".

وكان المكتب الاعلامي لوزير الصحة العامة في الحكومة اللبنانية اعتبر في بيان له بداية الشهر الحالي ان البيئة الحاضنة للحشرات التي شهدها لبنان مؤخرا وارتفاع درجات الحرارة أديا إلى ازياد نسبة البعوض والذباب بشكل أعلى من المعتاد في بعض المناطق.
ودعا البيان لإزالة أي مياه راكدة وباستعمال الأدوية المنفرة للبعوض على الجلد”، ولفت الى انه تم التواصل مع بعض البلديات التي تشهد ازديادا ملحوظا للبعوض، وأكدت أنها ستقوم بما هو مطلوب من رش المبيدات بالطريقة العلمية المطلوبة في الساعات القليلة المقبلة.
وطالب شمعون "الدولة والمنظمات الانسانية مساعدة اللاجئين من خلال توفير مضادات  ذات فعالية عالية، فكما نعلم ان الكثير منها تنقل الامراض والاوبئة، كما نطالب بتوفير كراسات تحوي إرشادات وتعليمات لطرق معالجتها والقضاء عليها".

مجموعة من المشاكل والعقبات يحاول المسيحيون العراقيون في لبنان تجاوزها بإمكانياتهم المتواضعة علهم ينجحون في حربهم الصيفية، كما انهم يضعوها امام كل من يهمه الامر من منظمات دولية وحكومية، علها تقدم لهم يد العون، والا فلم يتبقى لهم سوى انتظار ساعة الخلاص، بانتهاء موسم استجمامهم الطويل.


21
التشكيلية صبا البنا تنثر احلامها بين بغداد واربيل وبيروت

عنكاوا كوم / بيروت/ فادي كمال يوسف

التشكيلية صبا البنا، فنانة من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري، تنقلت في رحلة طويلة بين بغداد واربيل واخيرا استقرت في بيروت في انتظار انتقال اخر نحو بلاد الاغتراب، رافقتها رحلة اخرى من الابداع الفني انطلقت منذ نعومة اضفارها، مستوقفة في محطات نجاحات نحو مستقبل تطلق العنان لفرشاتها كي ترسم معالمه بلوحة تكعيبية من الفن الحديث تترك للزمن فك رموزها وشفراتها.

لم تشأ صبا تطوير موهبتها بلا نفحة اكاديمية فأكملت دراستها في معهد الفنون الجميلة قسم الرسم، ولم تكتف بهذا القدر بل واصلت تحصيلها العلمي في أكاديمية الفنون الجميلة لتنال شهادة البكالوريوس في الفن التشكيلي، كانت سنوات دراستها مرحلة مهمة من تطوير قدراتها الفنية فتتلمذت على يد ابرز الفنانين العراقيين، وهي تؤمن ان مزاوجة الموهبة بالدراسة سينجب مولودا يجسد ما تطمح اليه من رغبة جامحة  نحو الارتقاء بمهاراتها وتقنياتها الفنية.

صبا البنا التي التقيناها في مدينة الفن والابداع بيروت، ورغم وضوح وشفافية شخصيتها، الا أن لوحاتها تخفي قصص واحجيات تختزل حكاية وطن جريح، شخوصها وابطالها رموز من واقعنا يلامسون خيالات الحلم الضائع، فيما كان الأمل بغد مشرق توقيعها الذي يذيل اعمالها، وبين الواقعية التكعيبية لفائق حسن والانطباعية لفان كوخ، تلاعب ريشتها والوانها بحثا عن مدرسة تخط بها ابداعها لتقدم فنها الممزوج بمسيحيتها المشرقية.

وفي حديث لـ"عنكاوا كوم" تجد البنا أن "الفنان يجب أن يخلق الامل لدى المتلقي وهو الذي يمنح بصيص النور في نهاية النفق المظلم"، هذا ما جسدته في كثير من اللوحات التي كانت تنفذها في فترة صعبة عاشها الوطن وعاشتها هي كذلك في بغداد ما بعد 2003، في أحدى "لوحاتي" والكلام للبنا "رأيت العراق كمرأة ورجل يجمعهما قارب واحد في بحر هائج تضربهم امواج متلاطمة، وفي وسط اللوحة وضعت الشمس رمزاً للأمل بإشراقة يوم جديد رغم كل هذه الفوضى التي تحيط بهما".

تركها للعاصمة بغداد وتوجهها نحو اربيل لم يثن عزيمتها نحو التواصل كما لم يقتل بصيص الامل في داخلها، البنا تشير الى أن "الانتقال الى اربيل كان حكما قاسيا من الواقع المؤلم نتيجة للوضع الامني السيء في بغداد والذي يكبل الفنان ويحيد الكثير من ابداعه"، مبينة انه "ليس من السهل على الفنان ترك مسقط رأسه، بما يحمله من ارهاصات، تدفعه بالعادة نحو تنفيذ العديد من افكاره، كان انتقالي الى اربيل اضافة مهمة  لهارموني اللون في لوحاتي، فكانت لوحاتي البغدادية متأثرة بالوان البادية والصحراء والالوان الترابية وهذا ما كنت اسمعه دوما من الفنانين في اربيل، ولكن بعد مكوثي فترة بالمدينة اخذت الواني تمزج بين تلك الألوان الترابية والوان الحقول الخضراء وانبلاج الافق الازرق، وظهر كذلك تأثير الجبال وجمال الطبيعة، وهذا ما بدا واضحا في لوحاتي الاخيرة".

البنا تزيد أن "هناك اختلاف كذلك بالنمط الفني بين فناني بغداد واربيل لا يقتصر على الألوان فقط فرسامي العاصمة يحبذون نمط الحداثة في الرسم، بينما يميل الكثير من فناني كردستان الى النمط الواقعي وتجسيد الطبيعة وجمالها"، مبينة أن "وجود الفنانين البغداديين في اربيل كان له تأثير واضح على النمط الفني لكثير من الفنانين في كردستان، كما خلق حوار فنيا بين مدرستين مختلفتين استفادت احداهما من الاخرى، ما دفع الحركة الفنية بالعموم الى مزيد من التقدم، بالمحصلة وجود فناني العاصمة اغنى الحركة التشكيلية، كما خلق متلقي يتذوق العديد من الأنماط الفنية بعد ان كان الى حد بعيد ضمن اطار واحد".

لم تتخذ صبا البنا لها مدرسة فنية محددة، لتنسج به ابداعها بل تنوعت اساليبها الفنية، كما تعددت في الوقت ذاته ادواتها، فأوضحت إن "الفنان يجب ان يطور باستمرار اساليبه الفنية بالنسبة لي تنقلت بين المدارس الفنية فلي اعمال واقعية وبورتريهات، ولكن الاقرب الي كانت السريالية والتكعيبية، اما بالنسبة لأدواتي فاستعملت القماش باستخدام الالوان الزيتية والذي كان اختصاصي الدراسي واستخدمت كذلك خامات اخرى، تعاملت مع الزجاج ولدي الكثير من الاعمال الزجاجية واستعملت الاصباغ الزيتية في تلوينها، كذلك كان لي تجربة مع الموزائيك في تنفيذ العديد من الأعمال، واستخدمت السيراميك في بعض اللوحات، وصممت العديد من الاعمال والنصب من مواد مختلفة".

واشارت البنا ألى أن "الدراسة الأكاديمية مهمة جدا لتطوير الفنان واغناء تجربته", مبينة انها اتجهت نحو اكمال دراستها لصقل موهبتها،  وتعتبر أن "استخدام اللون والخط والتلاعب بالكتلة كل تلك المكونات لها اسس للتعامل معها، هناك فنانين غير اكاديميين نرى في كثير من الاحيان معناتهم مع مزج اللون والتلاعب بمكونات اللوحة، واضافة الى التعلم الاكاديمي شاركت في العديد من الدورات الفنية، وكذلك الدورات الفوتوغرافية، والتي اجتزتها بنجاح للوصول لمراحل التعامل الصحيح مع مكونات اللوحة لإظهارها بتفصيلاتها المرجوة".

تعتبر البنا أن البيئة هي التي تؤثر على طبيعة لوحاتها، فكما اسلفت أن "التغيرات التي احدثها انتقالي من بغداد الى اربيل، كذلك انتقالي الاخير الى بيروت اثر كثيرا في لوحاتي، فخليط بين البنايات التي تحاصرنا من كل ناحية وحجبها للشمس في كثير من الاحيان، والبحر والجبل طبيعة تكوين المدينة الذي يختلف عن مدننا، كل ذلك بدأ يتسرب الى لوحاتي الاخيرة فيعطيها تنوعا خاصة، كل حالة يعيشها الفرد سلبية كانت ام ايجابية ستعطي تنوعا جديدا لا عماله الفنية وهذا ما ابحث عنه في كل بيئة انتقل اليها".

من جهة اخرى ترى البنا أن "ما يؤثر على الفنان ايضا الاحداث التي تهز الوطن، فتهجير ابناء شعبنا من سهل نينوى واحتلال داعش لأراضينا كان له وقع جم على نفسي، فحاولت ان انقله الى لوحاتي، ونفذت عدد من الاعمال تعالج الحدث من جوانب عدة، ولا اخفيكم سرا ان لي عمل مازال قيد التنفيذ يظهر بشاعة داعش في تحطيمه للأثار في نينوى، يحمل الكثير من الرموز والمعالجات بأسلوب حديث، اتمنى ان يجسد حجم المأساة".

وعن معارضها الفنية، فان البنا تجولت حاملة لوحاتها فلذات اكبادها في الكثير من العروض الفنية، فكانت دوما محل الاعجاب والانبهار من متذوقي الفن التشكيلي، وبهذا الشأن تحدثنا قائلة إن "مشاركتي في المعارض الفنية كان منذ بدياتي الأولى، فأول معرض اشتركت فيه كان في معهد الفنون الجميلة وقدمت فيه لوحات زيتية ولوحات جدارية على السراميك ورسم على الزجاج "الفرسكو"، وكذلك اشتركت بعدة معارض في كلية الفنون الجميلة، عام 2003شاركت بمعرضين الاول بتنظيم المؤتمر الكلداني العام والثاني بتنظيم اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوأشوري، اما معرضي الشخصي الاول فاقمته في اربيل عام 2007 على قاعة جمعية الثقافة الكلدانية وتضمن كذلك لوحات زيتية ورسم على الزجاج وعرضت فيه  30لوحة لمواضيع متنوعة، المعرض الشخصي الثاني ايضا كان عام 2007 وبدعم من جمعية الثقافة الكلدانية، المعرض الثالث كان بعنوان "اطياف" اقمته عام 2008 على جمعية الثقافة الكلدانية قدمت خلاله 24 لوحة متنوعة المواضيع، كما شاركت في كثير من المعارض الاخرى المشتركة التابعة للبيت الثقافي ومديرية الثقافة السريانية ووزارة الثقافة في اقليم كردستان، معرضي الرابع والاخير اقمته في اربيل "بارك شاندر" عام 2011 وحمل عنوان رؤى الحياة، اخر مشاركاتي فكانت في بيروت ضمن امسية فنية جمعت عدد من الفنانين نظمته اخوية الراعي الصالح اواخر عام 2015".

أما عن رؤيتها للمستقبل وطموحاتها واحلامها أضافت البنا أن "الفنان مستمر في التعلم طيلة حياته لتطوير فنه لمستويات عالية، كما أنا لدي الأمل بالانتشار اكثر عربيا وعالميا، كما ان وصولنا الى بلاد الاغتراب سيمنحني فضائات اخرى من خلال بيئة واجواء جديدة ستضيف كذلك للوحاتي".
بأسلوبها الفني المميز والذي يخلط الواقعية الرمزية مع بعض الملامح السوريالية هكذا يعرف عنها احد الفنانين العراقيين، نجدها نحن مبدعة "كلدانية سريانية اشورية"، تنثر احلامها بألوانها التي استقتها من اطياف بغداد واربيل وبيروت.

22
قراءة لما بعد معركة طوزخورماتو
فادي كمال يوسف
ما ان وصلت القوى العسكرية الى خطوط التماس بينها حتى اشتعلت الحرب، ففصائل الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية التي يجمعها هدف مشترك وهو محاربة داعش، ما ان تلاقت في قضاء "طوزخورماتو"، حتى اشتعلت المعارك الضارية، ليسقط عشرات الضحايا من مقاتلي الطرفين الابرياء بين قتيل وجريح.
لا يمكن لأي عاقل ان يغفل دور الحشد الشعبي والبيشمركة في محاربة داعش، ولكن ثمن هذه الحرب ستدفعه الدولة ومن خلفها المواطن اذ لم يتم معالجة تبعاتها، فتجربة اقليم كردستان الماثلة أمامنا والتي اثبتت السنوات الأخيرة تعثرها في توحيد قوى البيشمركة تحت سقف سلطة الاقليم، فيما ولاء كل طرف من طرفي تلك القوات مايزال للحزبين الرئيسين، وهذا يؤكد فشل تحويلها من مليشيات تخوض حرب تحررية الى قوات نظامية، والمؤسف ان هذا انعكس سلبا على جميع مفاصل الدولة في الإقليم وكان سببا رئيسا في تعثر بناء النظام وفق أسس حديثة عصرية، كما ادى ومن ناحية اخرى الى افشال جميع الخطوات لتوحيد إدارتي الإقليم.
اما في الجزء الاخر من الوطن  فان القضية اكثر تعقيدا، فمع وجود طرفين واضحيين في الاقليم متمركزين ضمن حدود جغرافية معلومة الى حد بعيد بينما نجد الحال في مناطق المركز اكثر ضبابية، فالمكونات المنضوية ضمن الحشد الشعبي عددها بالعشرات ورغم ان اغلبها من صبغة واحدة وهو ما يجمعها، الا أن ما يفرقها ويجعل احتمالات الاقتتال بينها اكثر بكثير،  فما ان تضع الحرب مع داعش اوزارها، فان اطلاق الشرارة الاولى للحرب بين جميع الأطراف لن يكون بالأمر الصعب.
الواقع الحتمي يفرض وجود الحشد الشعبي بمكوناته الحالية، والسبب في ذلك هو فقدان الجيش لعقيدة واضحة  تمنحه دوافع الاستمرار في حربه التي يخوضها دفاعا عن كينونة الوطن ووجوده، ان الحشد الشعبي ككتلة واحدة متماسكة متراصة تخضع لقيادة مركزية صارمة لن يصنف في خانة المليشيات، ولكن ما نتحدث عنه هو معالجة وجود الحشد بعد ان تضع الحرب أوزارها، والقلق من انفراط عقد تلك المكونات وتحولها الى مليشيات مدججة بالسلاح.
ملامح الخطر تبرز في تلك النقطة من التحول والتي ستدفع باتجاه اضعاف اكثر لسلطة الدولة وهيمنتها على انحاء البلاد، فيما سيخلق "كانتونات" متناثرة  تحت سيطرة امراء الحرب، ولا نستبعد في حينه اندلاع الحرب بين هذه الكانتونات في صراعها لتحديد خريطتها على الارض اولا، وطمعا في الموارد والثروات المادية والبشرية أحداها للأخرى، أضف الى ذلك صراع بعضها مع المليشيات الكردية والذي انكشف بشكل واضح في ما حصل بالطوز.
ان الدخول في هذا النفق، سيكون كارثيا على البلاد والتي ستستنزف بشريا واقتصاديا اضف الى ذلك تدمير ما تبقى من بنىً تحتية، اما في حالة عدم تقاتل تلك المليشات وهذا مستبعد فأن مجرد خلقها كانتوناتها الجغرافية بقوة السلاح، سيمثل ضياعا لمفهوم الدولة وايقافا لعجلة نموها، وخسارة كبيرة للمواطن الذي يمني النفس بدولة القانون.
هنا تقع على الدولة مسؤولية كبيرة في التفكير جديا ووضع الخطط المدروسة والعملية بعيدا عن المزايدات الرخيصة، لتحويل الحشد الشعبي الى حالة ايجابية ضمن سلطتها وسيطرتها التامة، كما يجب ان يبدأ ذلك قبل نهاية الحرب، لان العمل لان يكون بالأمر اليسير وهو بحاجة الى الكثير من الجهد ومن خلفه تخطيط يعتمد دراسات دقيقة، والا فان الخطر في تخريب ما تبقى من العراق اقرب مما نتصوره.
ومن جهة اخرى فعلى القوى الحاضرة على الارض تطويق ما حدث في "طوزخورماتو"وامتصاص الاحتقان الشعبي بين طرفي الصراع، وتفويت الفرصة لمن راهن على خلط الاوراق لجني مكاسب سياسية ينقذ بها ما تبقى له من مراكز قوى اثبت الواقع الحالي انها بناءها جاء على دماء العراقيين، فالسقوط في هذا الفخ يشير الى بداية حرب المليشيات، والتي ان اندلعت فلن تنطفئ نيرانها الا بتحطيم البلاد على رؤوس العباد

23
مؤسسات الكنيسة الاشورية اللبنانية، خطوات كبيرة بإمكانيات متواضعة
فادي كمال يوسف، بيروت
الطائفة الاشورية من طوائف الاقليات بلبنان، لا تملك تلك الإمكانيات الضخمة التي تمتلكها المكونات الكبيرة في هذا البلد، ولكنها تمتلك غيرة ابنائها وحبهم لخدمة الطائفة، من هنا جاء تأسيسهم لمجموعة مؤسسات اجتماعية ثقافية خدماتية، من اهم امثلة تلك المؤسسات هيئة الدعم الأشوري، والتي أسست لتنفيذ مشاريع سكنية وانمائية وربط أشوري لبنان بأخوتهم في انحاء العالم، تغيرت استراتيجية عملها بعد نزوح مئات العوائل المسيحية من سوريا والعراق باتجاه لبنان.


 الخور أسقف  يترون كوليانا، قال لموقع عنكاوا كوم "إننا وبحكم موقع كنيسة مار جيورجيس الاشورية في قلب منطقة سدة البوشرية، ومع بداية الازمة استقبلنا مئات اللاجئين المسيحين العراقيين من مختلف الطوائف المسيحية كلدان وسريان كاثوليك وارثوذكس وقلة من الاشوريين، وقدمنا لهم ما نستطيع من خدمات غذائية وطبية وتعليمية وخدمات اجتماعية"، مبينا أنه "بعد ذلك تم توزيع اللاجئين على كنائسهم المختلفة وبحسب اتفاق بين رؤساء الطوائف".
وأوضح الخور اسقف أن "غالبية لاجئنا الأشوريين هم من سوريا، ووصل عددهم الان الى اكثر من 1500 عائلة، ما مثل ضغط كبير على الطائفة ومؤسساتها بإمكانياتها المتواضعة، رغم الدعم الذي يقدمه راعي الابرشية المتروبوليت مار ميلس زيا، وعدد من الجمعيات الخيرية الا أنها غير كافية".
وعن التنسيق والدعم مع الكنائس والطوائف الأخرى وخاصة الكبيرة منها، يجد الخوراسقف كولينا  أن "التنسيق موجود بين جميع الأطراف، ولكن فيما يخص الدعم الحقيقي لمساعدة الالف اللاجئين فهو محدود جدا"، منوها الى ان "هناك صعوبات جمة تواجهنا وخاصة في ما يتعلق بقانونية تواجد النازحين على الارض اللبنانية، والذين اغلبهم  متواجدين بصفة غير رسمية خاصة العراقيين منهم، ورغم محاولاتنا العديدة لإيجاد مخرج قانوني، ولقائتنا بالعديد من المسؤولين المختصين بهذا الملف، الا ان كل محاولاتنا بائت بالفشل فيما يتعلق بالعراقيين".
من جانبه يعتبر الاب سرجون زومايا إن "بداية عام 2012 شهد التغيير الحاسم في نشاطات الكنيسة ومؤسساتها بشكل عام، فعند استهداف القرى الاشورية في الخابور بهذا التاريخ، شهد لبنان تدفق المئات من النازحين السوريين الأشوريين، فتحولت الكنيسة بمؤسساتها الى ما يمكن ان نسميه هيئة اغاثة، فسخرت كل طاقتها وامكانيتها المعنوية من جهد شباب الكنيسة وعملهم وعينية مادية في خدمة النازحين"، مضيفا أن "مشكلة اخرى عانينا منها الا وهي قرار الدولة اللبنانية بمنع دخول اللاجئين السورين، وايقاف اصدار اوراق الحماية من الامم المتحدة، وهذا ما جعل الكثير من ابناء الخابور عالقين في قراهم المحاصرة، ومثل لنا تحدي كبير".

الأب سرجون زومايا  يجد ان "ما ساعد الاشوريين مواقفهم المشرفة منذ تأسيس الدولة اللبنانية، والجهد الذي بذلته المطرانية في هذا الشأن، وخرجنا باتفاق مع الحكومة يسمح لأبناء الخابور حصرا الدخول الى لبنان مع تزكية من الكنيسة، كما تم في الوقت ذاته تسهيل موضوع الاقامات بالنسبة للسوريين".
الاشوريين اللبنانيون والذي يقدر تعدادهم بـ 10 الى 12 الف نسمة  والذين يتمركزون في المتن الشمالي والحدث، ومنطقة كسارا في زحلة، وحي السريان في الاشرفية، والذين قدموا بغالبيتهم من روسيا بعد ثورة اكتوبر الشيوعية ونهاية الحرب العالمية الاولى عام 1916، سالكين طريق صعبة انتقلوا فيها بين تركيا وسوريا ليستقروا في لبنان، حتى اعترف بها كطائفة رسمية عام 1968، بعد قدوم المتروبوليت نرسي دي باز.

أما عن تأسيس هيئة الدعم الأشوري والتي تعنى بأغلب نشاطات الطائفة الاشورية، فقال لعنكاوا كوم عضو المجلس الإداري للهيئة نينوس عودة إن "تأسيس الهيئة لم يكن كردة فعل عن موجات النزوح واللجوء والتي تعرض لها شعبنا خلال السنوات الاخيرة"، مبينا ان "التأسيس كان بعد التجديد الذي شهدته مؤسسات الكنيسة عقب تولي غبطة مار ميلس زيا مهامه كرئيس للطائفة، فانطلقت فكرة التأسيس لإيجاد حلول ومعالجات لمشاكل استراتيجية يعاني منها الاشوريين اللبنانيين وليس لحل مشاكل انية".
وبين عودة أن "العمل الرئيسي للهيئة كان محاولة خلق مشاريع استثمارية، وتهيئة الظروف والتسهيلات لجلب المستثمر الاشوري من الخارج، وبالتالي ايجاد فرص عمل للشباب، اضف الى ذلك توجيه المستثمرين نحو تنفيذ مشاريع سكنية لحل ازمة خانقة نعاني منها منذ سنوات، ولكن تدهور الاوضاع السياسية في العراق وسوريا وبدء تدفق المئات من اللاجئين الى لبنان اوقف المشروع، وغير مسار عمل الهيئة لجهة تقديم المساعدات الانسانية"، مستدركا أن "هناك مؤسسات اخرى تستند احداها الاخرى في اتمام نشاطات الرعية، الكنسية والاجتماعية  وأهم تلك المؤسسات، معهد نوهرا، الشباب الأشوري، مجلة ملتا/ الكلمة، قناة قالا د أتور الالكترونية".
واشار عودة الى أن "الهيئة عملت بكل طاقاتها لخدمة اللاجئين ومحاولة توفير متطلباتهم المختلفة، ومن اهم الملفات التي تبنتها الهيئة، هو مساعدة الطلاب في مجال التعليم وقبولهم في  مدرسة مار جيورجيس التابعة للكنيسة مجانا وبدون تحميلهم أي اعباء مادية ولدينا للان اكثر من 120 طالب من اللاجئين، كما تعاونا مع منظمة اليونسف لتهيئة برنامج تربوي لمن هم غير مسجلين في المدرسة ممن فاتهم العام وهو كذلك مجاني، وكذلك في مجال التعليم لدينا برنامج دروس تقوية بعد الظهر سيفتتح قريبا".
ولكي تستمر الكنيسة في متابعة اولادها تثقيفيا، فأن نشاطاتها تشمل فترة العطلة الصيفية ايضا، فيشرح عودة أن "لدينا برنامج صيفي لفترة شهرين، يتضمن دورات تقوية في اللغة السريانية والفرنسية، وتحضير العاب تنشيطية ومحاضرات ثقافية، كما في نهاية البرنامج ننظم مخيم ترفيهي".
وفي ملف اخر يحمل ذات اهمية الملف التعليمي، الا وهو الاهتمام بالجانب الصحي والاستشفائي، فيقول عودة أن "الهيئة اولت اهتمام كبير بهذا الجانب، وذلك لعدة اسباب يأتي في مقدمتها إنسانية هذا الملف وغلاء الاستشفاء، لذلك قررت الهيئة تحمل جزء من تكاليف حالات محددة يتم اختيارها وفق أطر معاينة، خطورتها وتكلفتها والحالة المادية لصاحبها، ويتم ذلك بالتنسيق مع الامم المتحدة والمنظمات الأخرى".
وزاد عودة أن "هناك مشروع اخر في مراحله النهائية، وهو يمثل شراكة بين جمعية ادراك الطبية الخاصة بالعلاج النفسي والسفارة الفرنسية وهيئة الدعم الأشوري، حيث ينقسم البرنامج الى عدة مراحل، الاولى مع الأطفال في المدارس بمتابعتهم من خلال العاب وتمارين معينة ومن ثم تحديد الحالات السلبية لمعالجتها، المرحلة الثانية من المشروع يكون من الامهات بتنظيم حلقات توعية صحية ونفسية، والمرحلة الثالثة لكبار السن ودراسة حالاتهم وتوفير العلاجات النفسية لهم مجانية من خلال مركز صحي مختص، والمرحلة الأخيرة هي للشباب، والامر الاخر وهو ان أي نازح او لاجئ او مشترك بالبرنامج يمكن له شراء بطاقة بمبلغ رمزي، يوفر له عدة خدمات صحية بمستشفى الروم بالأشرفية، وبأسعار زهيدة جدا".
مشاريع وملفات عديدة تهتم بها رعية مار جيورجيس الاشورية في لبنان، وبإمكانياتها المتواضعة، ولكن ركيزتها شبابها وروح التضحية والعمل التي يتحلون بها، لخدمة ابناء كنيستهم وشعبهم.

24
مركز سيدة الرحمة الكلداني... جهود لتغطية حاجة اللاجئين بلبنان

فادي كمال يوسف، بيروت

بإحدى البنايات وسط سدة البوشرية، الحي الاكثر اكتظاظا باللاجئين المسيحين العراقيين، اختارت ابرشية بيروت الكلدانية افتتاح مركز سيدة الرحمة المختص بالتواصل مع اللاجئين الكلدان، خلال ساعات العمل اليومي لا تنفك العوائل الكلدانية على مراجعة المركز، لأسباب متنوعة اغلبها ما يكون تلقي المساعدة الطبية والغذائية، او غيرها من الاستشارات القانونية والخدمات الكنسية المختلفة.

قبل عام ونيف تم نقل مركز مساعدة اللاجئين الكلدان من مقر المطرانية في الحازمية، الى هذا الموقع الجديد، والسبب بسيط يقول رئيس المركز جورج خوري، هو "تمركز العراقيين الكلدان في هذه المنطقة، ورغبة من راعي الابرشية المطران ميشيل قصارجي عدم تحميلهم عناء القدوم الى الحازمية البعيدة عن تمركزهم"، مضيفا أن "رغبة المطران بان يكون المركز وسط اللاجئين ليكون على تماس مباشر ويومي مع مشاكلهم واحتياجاتهم".

  واوضح خوري ان "هذا دفع المطرانية لتأسيس مركز منظم تحت تسمية سيدة الرحمة"، مبينا أن "مهمة المركز الأولى والأساسية هي استقبال اللاجئين الجدد، حيث يتم تسجيلهم، وتزويدهم بهوية خاصة بالمطرانية الكلدانية تساعدهم عند نفاذ اقاماتهم الرسمية في لبنان، بعد تقديمهم نسخة مصورة من جميع مستمسكاهم القانونية، تحفظ في المركز، لغرض الاحصاء ولتنظيم ملف رسمي لكل عائلة"، مشيرا إلى ان "العوائل في اغلب الأحيان عند مغادرتها لبنان تعلمنا بذلك، ما يجعلنا نظم العديد من الإحصائيات حول العدد الحقيقي للمستفيدين من براجنا".

ونوه خوري الى زيادة مضطردة في عدد اللاجئين، فبعد دخول داعش ارتفع عدد اللاجئين في لبنان من ما يقارب الالف عائلة من الكلدان فقط الى اكثر من ثلاثة الاف عائلة مسجلة لدينا، وفي الوقت ذاته أستغرب خوري من "بطيء معاملات توطين العراقيين من قبل الأمم المتحدة، وحسب إحصاءاتنا ايضا فمن يسافر من قليل جدا مقارنة بالوافدين، وهناك عوائل قدمت الى لبنان منذ 2008 ولازالت معاملاتها لا تشهد أي تقدم يذكر".

وأشار خوري إلى أن "الخدمات التي يقدمها المركز هي مساعدات في تحمل اعباء المعيشة من مواد غذائية وخدمات صحية، وبعض الارشادات فيما يخص التعليم والمدارس، كما لدينا تنسيق مع بعض من المؤسسات التجارية والصناعية فيما يخص المساعدة بتوفير فرص عمل للاجئين".

كما بين خوري الذي يدير المركز بالتعاون مع مجموعة من عشرة اشخاص بين متطوعين وموظفين أن "المركز يصدر بالإضافة الى الهوية التعريفة، قسيمة اخرى لاستلام الحصص الغذائية الدورية، والتي لا يمكن لنا توفيرها شهريا، للعدد الهائل من العائلات والتي تصل الى ثلاثة الاف وخمسمائة عائلة كلدانية مسجلة ولها ملفات"، مؤكدا ان المركز يقدم "ما بين خمسة الى ستة حصص سنويا لكل عائلة، بالتنسيق مع هيئات دولية ومحلية".

اما فيما يخص الخدمات الصحية فأوضح خوري ان "هناك تنسيق مع مركز، سان ميشيل الطبي، حيث يوفر كل الفحوصات والعلاجات والتي يتحمل المركز كلفتها، اما في حالة العمليات الكبيرة ودخول المستشفيات لحالات مستعصية، فعملنا يقتصر بتكميل المصاريف  التي لا يغطيها تأمين الامم المتحدة حسب امكانياته المتوفرة ، والامم تؤمن اغلب المصاريف ولكن ليس 100%"، مستدركا أن "الامم المتحدة لا تغطي جميع الحالات، لدينا بالسنة ما يقارب 1500 حالة كل حالة تكلف تقريبا 2500$  الى 3000$، وهذا ينهك المركز، نحاول ان نعالج كل حالة بحالتها، ونساعد الاكثر احتياجا".

وأضاف خوري أن "المركز يقدم كافة الخدمات الرعوية للكلدان، من عماذات وزواجات والاوراق الكنسية من مطلق حال واروق عماذ وغيرها، بالتعاون مع المطران قصارجي والآباء الكهنة".

أما المسؤولة الادارية في المركز سميرة حدشيتي فتشرح لموقعنا عن اسلوب العمل داخل المركز فتقول إن "المركز يفتح ابوابه لاستقبال المراجعين من الاثنين الى الجمعة من الساعة 9.30 صباحاً ولغاية الساعة 1.30 بعد الظهر، كما خصصنا رقم هاتف لاستقبال أي استفسارات او طلب معلومات، فيما نحن  لا نسجل الا العوائل التي يكون فيها الاب كلداني، أما ابناء باقي الكنائس يتسجلون كل في الكنيسة التي يتبع لها الوالد".

كما بينت حدشيتي أن "لدى المركز لجنة استقبال طلبات المساعدات الأجتماعية يومي الثلاثاء والخميس، المسجلين لدى المطرانية والصحية وتحويل الملف الى الجهة المختصة في مجلس الجمعية الخيرية"،  كما يستقبل والكلام ما زال لحدشيتي "المونسيور رافائيل طرابلسي الحالات العائلية التي تحتاج الى معالجة رعوية او قانونية في المركز يوم الاربعاء من كل اسبوع".

واضافت حدشيتي أن "الاهتمام بالأطفال وتوفير الخدمات الصحية من اكثر ما يواجهنا من صعوبات"، معتبرة ان "وجود العديد من أطفال اللاجئين خارج المنظومة التعليمية غير مقبول لدى المطرانية، وفي نفس الوقت توفير مقاعد دراسية في المدارس بلبنان هو ليس بالأمر السهل، حيث اغلب المدارس اهلية واقساطها عالية جدا، فيما المدارس الرسمية تشهد ضغط كبير بسبب الأعداد الهائلة من اللاجئين"، مضيفة أن "المركز من جانبه يحاول أن يقدم برامج دورية للأطفال لمساعدتهم على تجاوز الازمة التي يمرون بها، كما ينظم بعض الحفلات في المناسبات والأعياد".

25
هل تقايض السعودية لبنان بإقليم كردستان؟
فادي كمال يوسف
تمر العلاقات السعودية اللبنانية بأزمة حادة، بعد عدد من المواقف الخارجية اللبنانية والتي اعتبرتها السعودية سلبية تجاهها، كانت خاتمتها بموقف بيروت في الجامعة العربية ومؤتمر القمة الاسلامي في قضية الاعتداء على سفارة المملكة في ايران، من جانبها قررت الرياض تطبيق حزمة من الإجراءات العقابية، ابتدأتها بإيقاف المنحة العسكرية والتي تقدر قيمتها بـخمسة مليارات دولار امريكي، فيما تهدد بطرد آلاف العاملين اللبنانيين وعوائلهم.
يبدو ان زمن التفهم السعودي للتناقضات اللبنانية ومراوغات سياسيها قد انتهى، فالصراع الاقليمي والذي بدأ ينحو منحا حاسما، يتطلب منها اختيار حلفاء يتبنون سياستها الخارجية بدون نقاش او تفكير، وهذا ما لا تجده في لبنان المنقسم الى فريقين متصارعين، وكل منهما يميل الى طرف في هذه الحرب.
أن ما يدفع السعودية لخيار الحسم تجاه حلفاءها، ليس سياسيا فحسب بل اقتصاديا ايضا، فالمال الذي تغدقه في لبنان لم يعد جنيه سهلا وفي متناول اليد كما كان في الماضي، فأسعار النفط المتهاوية تجعل منها تفكر الف مرة قبل انفاق أي دولار هنا وهناك، فما بالك بمال يهدر في صراع داخلي لن يجديها نفعا في حربها الحالية، وهي ترى أن كفة الجبهة الداخلية تميل باتجاه حزب الله وحلفاءه، وهو يفرض اجنداته السياسية الخارجية والداخلية، وبات عودة فريقها للمنافسة يتطلب جهدا سياسيا وماليا كبيرا.       
هذا ما يجعل المملكة تبحث عن شركاء اقليمين جدد، تضمن ولائهم المطلق ويمكن لها أن تجني مكاسب اكبر وبخسائر اقل الى حد كبير، والواضح انها تتجه نحو اقليم كردستان ليحل محل لبنان في هذه المعادلة، وهذا ما توحي به بعض المؤشرات التي اخذت تطفو على السطح.
 ومن ابرز تلك المؤشرات افتتاح المملكة مؤخرا قنصلية لها في اربيل، ما يعد تغييرا جوهريا في العلاقات بين الطرفين، والذي سيضمن تواجدا رسميا سعوديا دائما، ومن جهة اخرى فأن اختيارها هذا التوقيت، وكردستان  تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، يشير بما لا يقبل الشك إلى أن تواجدها لن يكون دبلوماسيا فقط، وهذا ما عززه قنصلها عبد المنعم عبد الرحمن وخلال لقاء جمعة بمحافظ اربيل بتصريحه بأن "المملكة لن تتخلى عن اقليم كردستان بأي شكل من الاشكال"، فهل بدأت خطوات التغلغل السعودي بالإقليم لتحويله الى حليف استراتيجي؟.
أن الاقليم بما يمتلكه من مقومات تجعله من الحلفاء الذين تبحث عنهم السعودية في صراعها الإقليمي لمقومات عديدة، في مقدمتها التجانس الديني والطائفي بين الطرفين، والذي يمثل جانبا خطيرا في ظل ما نشهده من إصطفافات وصراعات دينية طائفية، ومن جهة أخرى فأن المشروع السعودي التركي في خلق اقليم سني بالعراق، لن يكون في متناول اليد على الامد القريب أو المتوسط، خاصتا وان اغلب مناطق العرب السنية محتلة من قبل داعش، وفي حال تحريرها ستكون شبة مدمرة من اثر العمليات العسكرية.
 فيما تعتبر كردستان اقليما مهيأً تنظيميا واداريا وحكوميا، واقرب ما يكون الى الدولة، وهذا ما يوفر على المملكة عناءً في مختلف الاتجاهات السياسية والمادية، وما سيمنحها موطئ قدم في حيز جغرافي استراتيجي، فهو ملاصق لحليفتها تركيا من جهة، ومطل على غريمتها ايران ومن بوابة العراق. 
فيما تجبر الضائقة المالية الخانقة التي تعاني منها كردستان على تقديم أي تنازلات كانت لضمان إنقاذها من ازمتها العصيبة، وسط تفاقم الخلافات مع حكومة بغداد القريبة بشكل او باخر من سياسات ايران، وفشل اغلب الجولات التفاوضية بينهما ووصولها الى طرق مسدودة، ومن جهة اخرى فتور العلاقات السياسية التاريخية بين الكرد عموما والاطراف السياسية الشيعية بمختلف توجهاتها، ما يجعل الاجواء مهيأة لفتح ابواب الإقليم على مصراعيها أمام المنقذ السعودي، والذي سيمنح الإقليم دفعا في طريق استقلاليته الاقتصادية عن المركز.
فيما سيوفر الغطاء السعودي للحزب الحاكم في للإقليم للحسم السياسي الداخلي، أذ اسهم في ايجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والتي ستحسب له "الحزب الحاكم"، ما سيجعله يهمين على مراكز صنع القرار، وسيضعف قوى المعارضة التي ترتكز على الازمة الاقتصادية لإظهار فشل الحكومة في ادارة هذا الملف.
فهل نشهد تغييرا في الاستراتيجية السعودية، وتترك لبنان لإيران في مقابل حليفا جديدا؟، أم انها ستفتح جبهة اخرى لصراعها الاقليمي في قلب العراق يضاف الى لبنان واليمن وسوريا؟، وفي الوقت ذاته ماذا عن حلفاء السعودية بلبنان والتي اخذت تسحب تدريجيا من دعمها لبلادهم، فهل سيتركون أيران تنفرد بالقرار السياسي، وسط خلافات وتجاذبات اخذت تضرب معسكرهم؟، ومن جهة اخرى فهل ينظم اقليم كردستان الى المعسكر السعودي على امل الخروج من عنق الزجاجة وانقاذا لاقتصاده المتهاوي؟، أم ستناور حكومته كالمعتاد وتمسك العصى من الوسط في هذا الصراع الإقليمي؟.
 
 
 

26
فخامة الرئيس، "عرب وين والبعثات الدبلوماسية وين"
فادي كمال يوسف
اطلق رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، دعوة لعدم تحويل السفارات الى "مقار للأحزاب والتجمعات السياسية والدينية والمذهبية"، كما شدد على ضرورة تمثيل هذه البعثات للعراق وتوطيد علاقاته مع الدول المتواجدة فيها، وتأمين الخدمات والحماية للعراقيين المتواجدين في تلك البلدان، أو ليس هذا ما تفعله السفارات بالعادة؟، وهل على رئيس البلد ان يذكر السفراء بعملهم الاعتيادي؟، ام ان دعوته وتحذيره تعتبر اعترافا مضمونا بأن السفارات قد تحولت بالفعل الى مقرات تمثل أحزاب ومذاهب وقوميات وتيارات سياسية على حسب انتماءات العاملين فيها.
خلال السنوات الماضية دأبت الحكومات المتوالية، على اعتماد المحاصصة الحزبية والسياسية في التعينات بالسلك الدبلوماسي، فمواقع السفراء والقناصل ورؤساء البعثات، اصبح يشغلها اقارب المسؤولين والصف الثاني من قيادات الاحزاب السياسية، وبعض حملة الشهادات العليا والاكاديميين المقربين من صانعي القرار كمكافأة نهاية خدمة، وكل هؤلاء بعيدين كل البعد عن المهنية الذي يتطلبها شاغلوا هكذا مراكز،  فماذا كنت تنتظر أن تتحول البعثات يا فخامة الرئيس؟.
اختيار الدبلوماسي يجب ان يخضع  لشروط ومعاير مهنية دقيقة، او على اقل تقدير ينتقى هؤلاء من الموظفين المتدرجين داخل الوزارة، من ذوي الخبرة في العمل الدبلوماسي، لنضمن المهنية في اداء واجباتهم، والاستقلالية عن التأثيرات الحزبية والدينية والقومية.   
وما يدعونا للتساؤل، لماذا يطلق الرئيس هكذا تصريح في هذا التوقيت؟، هل هي صحوة متأخرة باتجاه التغيير والشروع بإطلاق ثورة من الإصلاحات الشاملة، وهل حسم الرئيس امره وسيبدأ بخوض معركة شرسة ضد الاحزاب والكتل الطائفية والسياسية ومراكز القوى، وهل سنشهد عملية تغيير شاملة تطال كبار موظفي الخارجية الغير مؤهلين لشغل مناصبهم، أم أن هذا التصريح لم يكن سوى محاولة سيئة الاخراج، لركوب موجة التغيير، والقفز الى وسط صورة الاصلاح السياسي الضبابية.
تحذيرات الرئيس جاءت خلال لقاءه بالسفيرين حازم اليوسفي وحسين العامري والذين نقلا كسفراء الى الفلبين واستراليا، فالأول قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي ينتمي له معصوم،  ونائب في برلمان اقليم كردستان، تم تعينه ضمن حصة الكرد والاتحاد الوطني بشكل خاص، فهي محاصصة قومية حزبية، والاخر طبيب بيطري يحمل درجة الدكتوراه في علم المناعة والتي لا نعلم مدى علاقتها بالعمل الدبلوماسي، حيث تم ترشيحه من التيار الصدري، والذي هو الأخر وجها من أوجه المحاصصة.
 فليشرح لنا سيادته كيف لن تتحول البعثات الدبلوماسية الى مقرات للأحزاب، وممثلي الاحزاب يتحكمون بها وبتوجيهات من قيادتهم السياسية، وها هو معصوم يجدد الثقة بسفيريه القادمين من قلب المحاصصة، أذن فالأحلام شيء والواقع المقيت شيئا اخر، وهنا ينطبق المثل الشعبي على العلاقة بين الدبلوماسية وتحذير الرئيس فنقول:  "عرب وين وطنبورة وين".

27
قصارجي ينتقد "اهمال" الحكومة العراقية للاجئين في لبنان ويطالبها بتحمل مسؤولياتها

فادي كمال يوسف/ بيروت

طالب رئيس ابرشية لبنان الكلدانية المطران ميشال قصارجي، الحكومة العراقية بتحمل مسؤوليتها المعنوية والمادية تجاه عشرات الاف اللاجئين العراقيين، منتقدا اللامبالاة التي تنتهجها الحكومة تجاه هذا الملف.

وقال قصارجي في حديث خص به موقع عنكاوا كوم إن "ملف اللاجئين العراقيين غير وارد في اجندة الحكومة وكأنه لا يخصها"، مطالبها بـ "تحمل مسؤوليتها المعنوية والمادية تجاه مواطنيها، خاصة وان برامج الامم المتحدة للعراقيين محدودة جدا مقارنة ببرامجها تجاه السوريين والفلسطينيين".

وأضاف قصارجي أن "الحكومة العراقية لو رغبت بالمساعدة لفعلت منذ زمن بعيد، وان لقاءات كثيرة جمعتنا بعدد من المسؤولين بالسفارة بمختلف المستويات من السفير الى القناصل الى مدراء البعثات، واوضحنا لهم حجم المأساة التي يتعرض لها شعبهم، واقترحنا مشروع تحملهم الجانب الصحي والعلاجي، باتفاق بين وزارتي الصحة العراقية واللبنانية، بمنحة تقدمها الحكومة بالتقاعد مع احدى المستشفيات، لتأمين المساعدة الصحية لهم، وخاصة وانها حالة انسانية ملحة".   

واوضح قصارجي أن "ضغط اللاجئين العراقيين وخاصة المسيحيين منهم لا تتحمله سوى الكنيسة، وسط غياب اغلب الأطراف الامم المتحدة، الكريتاس والذي يمر بظروف مادية صعبة، والحكومة"، مشيرا في الوقت ذاته الى ان "امكانيات الكنيسة محدودة جدا، بالمقارنة بأعداد اللاجئين والتي تفوق قدرتنا على التحمل".
وبين قصارجي أن "هناك تنسيق مستمر بين ابرشيات البطريركية الكلدانية وبيننا، وخاصة ابرشيتي اربيل وأستراليا وامريكا والابرشية البطريركية، في تقديم مساعدات دورية احيانا ومتقطعة احيانا اخرى، ولكن كل تلك المساعدات مهما كانت كبيرة، ستظل محدودة اما حجم اللاجئين"، مبينا أن "القضية بحاجة الى حل جذري ونهائي".

وفيما يخص قضية التواجد الغير شرعي للاجئين العراقيين، بنفاذ اقاماتهم بعد شهر من مكوثهم على الاراضي اللبنانية قال قصارجي إنه التقى "بمسؤولين لبنانين مختصين بهذا الملف من وزير العدل، ومدير عام الامن العام، ومدير المخابرات، ومدير قوى الامن الداخلي، ومدعي التمييز، وطالبنا بإيجاد حل لهذه الحالة الشاذة، كتمديد الإقامة او منحهم اقامات طويلة، وعرضنا البطاقة التعريفية التي تصدرها المطرانية لحمايتهم"، مبينا أننا "تلقينا فقط وعود من المسؤولين بعدم الملاحقة اما على الصعيد تشريع الإقامة فهذا غير ممكن في الوقت الحاضر على الأقل".

اما عن الاستفادة من خبرات اللاجئين وشهاداتهم العلمية، في ايجاد فرص عمل لهم بدل اعتمادهم الكلي على المساعدات والمعونات، ودور الكنيسة في مساعدتهم لتوفير فرص عمل، اجاب قصارجي ان "وجود العراقيين في لبنان غير شرعي، وعملهم سيكون خارج القوانين اللبنانية، فلهذا سيكونون ملاحقين من قبل السلطات اللبنانية، رغم ان اغلبهم يعملون في لبنان"، مشيرا الى أن "لدى الابرشية مشروع ضخم لاستثمار قطعة ارض اذ تم تنفيذه سيدر على الكنيسة وارد شهري ثابت، وبهذا المبلغ الشهري نستطيع تامين جزء كبير من متطلبات اللاجئين وخاصة ما يتعلق بالمساعدات الصحية والعلاجية المكلفة جدا في لبنان"، مستدركا ان "هذا المشروع هو الأخر يتطلب ملايين الدولارات والتي لا تمتلكها الأبرشية في الوقت الحالي، ونتأمل ان يساعدنا المتيسرين الكلدان في هذا المشروع".

فيما زاد قصارجي أن التنسيق مستمر هو الاخر مع الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في اوربا وامريكا، ولكنه اعتبر ان كل ما تقدمه تلك المؤسسات هو محدود جدا، وتسال قصارجي "لماذا نطالب المساعدات دائما من الغرب، الا يوجد لدى شعبنا الكلداني ممولين من رجال اعمال وشركات كبرى سواء في العراق او في امريكا واستراليا وغيرها من بلاد الاغتراب"، واشار قصارجي الى أنه اقترح على" الابرشيات الغنية بأن تتكفل كل عائلة كلدانية عائلة اخرى بمبلغ 150$ شهريا"، رغم بساطة المبلغ ال انه والكلام لقصارجي سيحل ازمة كبيرة للاجئ.

واعرب قصارجي عن أسفه بأن مطرانية الكلدان وحدها "المتحمسة والمبادرة لتحمل هذه المسؤولية"، رغم عدم انكاره لدور الجميع من كنائس ومؤسسات سياسية واحزاب وجمعيات وروابط وغيرها من المسميات، معتبرا أن "تشكيل الكلدان ما يقارب 90% من مسيحي العراق اللاجئين، القى هذه المسؤولية على عاتقنا بالمقام الاول قبل غيرنا"، داعيا في ذات الوقت الى تكاتف الجميع وزيادة الجهد في هذه الأزمة الحادة على حد تعبيره.

وعلى الصعيد اللبناني الداخلي وحول موقف المطرانية من قانون الانتخابات وضمان تمثيل الكلدان في مجلس النواب قال قصارجي إن "طوائف الاقليات الستة وحسب القانون اللبناني لها ممثل واحد في مجلس النواب وحاليا النائب اللاتيني الوزير نبيل دو فريج، ولكن رغم خدمة الرجل لكل الطوائف ومتابعته لمشاكلهم ومتطلباتهم، الا ان هذا غير كافي لنا"، مبينا ان "طوائف الأقليات عدا السريان الكاثوليك اجتمعت وزارات اغلب الفعاليات وقدمت مشروع ان يكون لهذه الطوائف ثلاث نواب تمثلها في مجلس النواب، أي زيادة نائبين على النائب الحالي، وتكون من أي الطوائف الستة أي مفتوح للجميع، ولكن فوجئنا ان السريان الكاثوليك والأرثوذكس اتفقوا سويا على مشروع اخر وهذا حقهم بان يكون لهم نائبان فقط احدهم كاثوليكي والأخر ارثوذكسي بعيدا عن باقي الطوائف الاربعة، نحن مستمرين بمشروعنا وعسى ان نستطيع اقراره، أما أذ اقر مقترحهم بنائبين من السريان فهذا سيعتبر اقصاء للأربعة طوائف الاخرى"، أما على الصعيد العام فالكلدان وحسب قصارجي يؤيدون القانون "النسبي" الذي يجده قصارجي يضمن التمثيل الحقيقي لجميع الطوائف على مستوى الوطن منوها أن "أي قانون اخر يضمن حقوقنا ككلدان فنحن مع هذا القانون".

28
قانون العمل، خطوة نحو الاصلاح بعيدا عن الترقيع
فادي كمال يوسف
نمر بمرحلة اقتصادية صعبة جدا، بعد ان انخفضت اسعار النفط الى معدلات قياسية، ما وضع الدولة بمؤسساتها في مأزق وهي تقف عاجزة عن سداد رواتب جيوش من الموظفين فيما جمدت مشاريع البناء وانخفضت معدلات النمو، في وقت لم تُستثمر ثروة هائلة من اموال النفط خلال عشر سنوات مضت بشكل يخرجنا من ازمتنا الحالية واُهدرت بمشاريع وهمية وفساد مخيف نخر اسس الدولة وأستنزف مقومات بقائها.
هذا ما اجبر رئيس الوزراء حيدر العبادي للبحث عن حلول جدية لإصلاح اقتصادي شامل يُخرج البلاد من مأزقها، وحسب المعطيات المطروحة فأنه يتجه نحو خيار ترشيق حكومته واستبدال الوزراء السياسيين بأخرين تكنوقراط، رغم ان الفكرة طرحت في زمن حكومة المالكي، ولم تنفذ كونها حملت تعقيدات جمة متعلقة بالحصص السياسية والتوزيعات الطائفية والمصالح الشخصية الضيقة، ومازالت ذات العقبات في زمن العبادي كون أسس بناء الحكومة لم تتغير بين العهدين، فيما ظهر الطرح وكأنه محاولة للانقضاض على السلطة و التفرد بها، اضف الى ذلك فأن هذه الخطوة على الأغلب تعتبر ترقيعيه، وليست حلا جذريا للأزمة.
تأخر تشريع قانون العمل لأكثر من عشر سنوات، اما تفعليه على ارض الواقع، فلا زلنا نجهل كيف؟ ومتى؟ وما الاليات التي سيطبق بها هذا القانون؟، لماذا نتحدث عن هذا القانون؟، وكيف يعتبر البدء بتطبيقه، الخطوة الحقيقة الثانية لإنقاذ البلاد اقتصاديا، وانطلاقه حقيقة للإصلاح نحو محاربة الفساد ودفع عجلة التنمية والنهوض، فيما الاولى ستكون اصلاح القضاء والذي تحدثنا عنه في مقال سابق.
العراق، ما يزال دولة نصف اشتراكية، حيث يعتمد غالبية المواطنين في عملهم على التوظيف في القطاعات الحكومية المختلفة، ومن لا يعمل في تلك القطاعات يعتبر حسب مفهوم العراقي، عاطل عن العمل، فالموظف الحكومي يُوفر له الضمان الاجتماعي، وكفالة التقاعد بعد انهاء الخدمة، والعطل المنتظمة، وساعات العمل المحددة، والاجور الثابتة والعادلة، اضف الى ذلك طبيعة العمل والتي تقترب من البطالة المقنعة في اغلب الاحيان، فيما القطاع الخاص يفتقد كل هذه الثوابت الوظيفية، فيما المستقبل ضبابيا لدى العاملين فيه، كما يمكن لرب العمل الاستغناء عن مستخدميه متى شاء وكيفما شاء دون أي تعويض او حقوق تذكر.
ان تفعيل قانون العمل والضمان الاجتماعي، وتطبيق نصوصه بصرامه وبضمان حقيقي من الدولة، سيقضي على الركود وهدر الطاقات بين جدران الوظائف الحكومية، وسيحول بوصلة العمل من الاعتماد الكلي على تلك الوظائف الى التوجه نحو القطاع الخاص، والذي على الحكومة تشجيعه من خلال خلق اجواء استثمارية في مختلف المجالات الانتاجية، وتقديم تسهيلات حقيقية للمستثمرين، الذين يقع على عاتقهم بالمقابل توفير فرص عمل ما سيخفف عن كاهل الدولة جيوش الموظفين غير المنتجين، وبالتالي استغلال للجهود والطاقات البشرية والمادية، والشروع بالقضاء على البطالة المقنعة التي تعيشها أغلب دوائرنا الحكومية.
ان ترميم الثقة بين المواطن والقطاع الخاص سيطور هذا القطاع، الذي سيطرح للسوق المحلي كم هائل من المنتجات الغذائية والاستهلاكية ما سيحمي العملة الصعبة حيث سيدورها الى الداخل بدل استنزافها في الاستيراد.
ربما لن تكون الخطوة بالسهولة في محل، ولكنها ليست مستحيلة، اذا تظافرت الجهود الجادة لنقلنا من اقتصاد استهلاكي عاجز، متكئ على ثروة نفطية وتحت رحمة تقلبات اسواقها ومضاربيها، الى اقتصاد قوي منتج ومنظم يعتمد على مقومات صلبة تؤمن نموه الثابت وعدم تأثره بتقلبات السوق.




29
حوارات زمن الشسمة ... "ام دانيال المسيحية"

فادي كمال يوسف

ايليشوا العجوزة، ام دانيال المسيحية،  هكذا يناديها جيرانها، فصعب عليهم بلكنتهم البغدادية نطق اسمها الأول، البتاويين حيث لم يعد يمثل المسيحيون اغلبية وباتو جزرا متناثرة هنا وهناك في ذلك الحي القديم، والذي كان مستقرهم الأول حين هجروا من مناطقم قبل مئة عام.
"هذي مرية بيها البركة"، هكذا يعرف أهالي الجوار هذة المرأة الآثورية التي تجاوزت عقدها الثامن، وبين كنيسة مار عوديشو في الصناعة و"القشب" مع النسوة رفيقات الزمن الجميل، وصلوات ترميها بين الحين والآخر وهي جاثية أمام صورة قديسها الشهيد مار كيوركيس، تطلب شفاعته ليحقق لها حلمها في عودة بكرها وفلذة كبدها "دنو" دانيال، الذي غيبته حرب الثمان سنوات، تتلخص حياة تلك العجوز.
أمل مفقود، ما تبحث عنه ام دانيال، بعد ان تركها الأحبة وفلذات الكبد، تيادروس زوجها رقد منذ سنوات بجانب قبر دانيال الفارغ، بناتها اللواتي هاجرن الى بلاد الغربة، أقاربها واحبابها ...
"بس دانيال عايش وراح يرجع فد يوم، واني لازم انتظره" هكذا تردد دائماً وهذا ما صرخت به بوجه القس يوشيا راعي الكنيسة، وهو يحاول ان يخبرها بالحاح بناتها لارغامها على الهجرة، رغم عدم اقتناعه بالأمر.
 يقدم احمد السعداوي بروايته، فرانكشتاين في بغداد، حال مسيحي العاصمة، وكم جانبه الصواب برسم صورة من عمق الواقع تلامس ما تعانيه هذة المجموعة الاصيلة من تحديات جمه في هذة الفوضى، بعد ان تركوا ليواجهوا مصيرهم المجهول بمفردهم.
لا امل لمن تبقى منهم سوى أحلام بماض جميل في "سنوات الخير"، ينتظرون بلهفة عودتها يوميا كما يفعل اغلب العراقيين، لكنهم غير مدركين ان تلك السنوات ماتت ودفنت منذ زمن بعيد، وأحلامهم هي محض جنون وخيال، فالميت لا يعود الى الحياة.
رغم مكابرتهم وتمسكهم بأرضهم، وإطلاقهم شعارات البقاء والصمود، الا ان الضغوط تتعاظم هي الأخرى يوما بعد يوم، مستنزفة طاقتهم في مقاومة مغريات الهجرة.
ورغم ان الكنيسة التي يظهرها السعداوي بشخص الأب يوشيا، ترفض هذة الهجرة وتدعو الى التمسك بالبقاء، الا ان رفضها لم يكن هو الآخر حازما، وهي تترك الأمور معلقة، ولا تقدم الحلول الناجعة، وتزيد من حيرة رعاياها في معالجة الكثير من الأزمات التي يتعرضون لها.
التهديدات، قانون الغابة، الفوضى، عوامل لم تدع للمسيحي فرصة في التفكير بمجموعة المقتنيات والتحف التراثية التي ما يزال محتفظ بها، حفنة من القيم الممزوجة بكثير من الثقافة والتعليم المتميز حينا وليس غالبا، هذا ما احتفظ بها مسيحيو بغداد، وهذا ما يميزهم طوال سنوات عن الآخرين فعبارة "هذا مسيحي ميجذب"، غدت لا تساوي شيئا في عالم اليوم.
هذة الجماعة استسلمت في نهاية المطاف الى كل تلك الضغوط، فيما فقدت قدرة المطاولة عندما وجدت نفسها وحيدة تتقاذفها أمواج خرائب بغداد، فقرر السعداوي، ان ينقذها من كل ذلك ويدفع بها الى حياة ملؤها امل جديد، ولكن في مكان آخر، فهو يدرك انها قادرة على بناء مستقبل واعد في اي بقعة من هذا العالم.

30
من يحاسب السلطة القضائية ؟

فادي كمال يوسف

تتوالى خلال الأيام القليلة الماضية وعلى وقع التظاهرات الصاخبة، محاولات تنظيف أجهزة الدولة ومؤسساتها من رموز الفساد والمفسدين، وان بدت إعلاميا جبارة، ألا أنها للمتابعيين لا تزال خجولة، لا تتعدى سن بعض القوانين والمصادقة عليها، فيما ينتظر الشعب المنتفض خطوات جريئة تحاسب وتدين من سرق أموال الشعب طيلة السنوات الماضية.
  وبالطبع الذي سيقوم بهذه المهمة بعد توفر الإرادة الصلبة من مراكز صنع القرار السياسي، هي السلطة القضائية، وكما نعلم فمنذ تسعينات القرن الماضي، انحرفت تلك السلطة عن مسارها، وأخذت كفة ميزان العدالة تميل بتأثير قوتي المال من جهة، والخوف من الحاكم من الجهة الاخرى، فكانت القوتان  تتحكمان بمصير الأبرياء والجناة، فيما ترك القانون كتابا مغبرا على رفوف المحاكم.
وفي بلد اختزلت السلطات الثلاث " القضائية، والتشريعية، والتنفيذية" في شخص واحد، كان لابد ان تسقط السلطة القضائية وهي الأكثر حساسية في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها من الفوضى الانهيار، فكان سقوطها في مستنقع الرشوة والخوف ايذانا بنهاية الدولة وتفكك عقدها الذي يربط المواطن بوطنه وحكومته .
بعد سقوط النظام في 2003، وفي ظل غياب مطلق لمظاهر الدولة، وفشل ذريع لمؤسساتها وقياديها الجدد في بناء ما تم تدميره سابقا، وعدم وجود خطط ومناهج دقيقة للإصلاح، وتفشي المحسوبية والطائفية والشللية، كل ذلك شجع على انتشار الفساد بشكل أبشع وأوسع من ذي قبل، وانتشر في جسم القضاء كما المؤسسات الأخرى.
اظافة لذلك فكان استمرار خنوع القضاء وبشكل ملفت للحكومة ورؤسائها، واتجاه قراراتها الى جانب السلطة ومراكز القوى، فكان رؤساء الوزراء حين يحاولون الالتفاف على الدستور أو الديمقراطية، أو عندما يحاولون تسقيط خصومهم السياسيين، فهم عادة ما يلجئون الى تلك السلطة التي دأبت على توفير مختلف الأغطية لتلاعباتهم تلك، من اتهامات جنائية جاهزة، وتفسيرات دستورية ملائمة لاهوائم وقراراتهم،  فيبرأ المفسدون بصفقات وتنازلات سياسة تصب جميعها في مصلحة السلطة الأقوى، وعندما كان المال والخوف من ألي الأمر، هو شيمة القضاء كما أسلفنا، فان الانحرافات والفساد هيمن مرة اخرى على الدولة وإسقط مؤسساتها، فحلت محلها الفوضى العارمة.
واليوم بعد ان علا صوت الإصلاح وانتفضت الجماهير ضد الفساد والمفسدين، وتبنى رئيس الوزراء تلك الدعوات، حملت السلطة القضائية هي الأخرى معولها للمشاركة في الحرب القادمة، وجني غنائم انتصار الكفة الأقوى، فهي كما اعتادت ذيل الحكومة تتجه دائماً الى جهتها.
  ان الاصلاح الحقيقي لن يتم باعفاء وزير هنا ومحاسبة اخر وسجنه هناك، لا بل وحتى بتديل الطاقم الحكومي بأجمعه واستيراد آخر "كامل مواصفات"، وسيعود الفساد ينخر بعظام التشكيل الجديد مرة اخرى.
ان الإصلاح لن يكتمل بهكذا ترقيعات، إذ كان من يحاسب ويقاضي بين المتخاصمين، الدولة من جهة والفاسدون الحكوميون من الجهة الأخرى، هو نفسة غير نزيهة ومنحاز، لذلك ان إصلاح القضاء وإعادة الهيبة له ولمؤسساته هو الخطوة الأولى لانطلاق التغيير المنشود.
ان  الشروع بأعداد دراسة شاملة وبمساعدة اطراف خارجية، كمحكمة العدل الدولية، وشركات عالمية متخصصة، لتنظيم خطة عمل متكاملة لإعادة تأهيل القضاء وبناء مؤسسة قادرة على المحاسبة لا تخشى الحق ولا تغرى بالمال.
وان كان هذا الحل صعبا، ولا يمكن تحقيقه، فوضع تلك السلطة تحت مراقبة مؤسسة دولية أو شركة متخصصة، تتفحص كل أعمالها وقرارتها، وفي الوقت ذاته تعمل وبشكل مكثف على تطوير كوادرها بشكل يجعلها قادرة على العمل مستقبلا.
ان بدون إصلاح القضاء، لن نتخلص من مشاكل الانحطاط الأخلاقي الحاصل في مؤسسات البلاد كافة، ولن نستطيع الشروع في إعادة البناء مرة اخرى، فالقضاء هو العمود الرئيسي الذي تستند اليه مفاصل الدولة، ونزاهته هي المؤشر الذي سيحدد كفائه عملية التغيير في البلاد، وإلا فالفشل هو حليف اي محاولة إصلاحية.

31
فخامة الرئيس، "احد منكم شافه"
فادي كمال يوسف
فيما تستعر المظاهرات في بغداد، وتملأ الحشود ساحة التحرير، وتشتعل صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال والاعلام بالحوارات والنقاشات، في ازمة حادة تعيشها البلاد، وحيث لايزال الصد والرد تتقاذفة الجهات السياسية والشعبية، بشكل يمتد على اتساع الوطن، وينتقل هشيمه بين مختلف مستويات صناعة القرار من أعلى الهرم والى قاعدته.
وبينما يتخذ رئيس الوزراء وبكل حزم وجرأة غير معهودة قرارات مصيرية، بحق رموز سياسة وشخصيات لها ثقلها، فيستبعد مجموعة ويجردها امتيازات نهبت من خلالها مال الشعب وحقوقه، ويعزل آخرى من مناصبها، ويحول ثالثة الى المدعي العام للتحقيق في قضايا فساد وافساد، وهو  يستعد بكل شجاعة لحزمة اخرى من القرارات التي قد تكون اشد وطئة من سابقتها، يعيد فيها للدولة دولتها، ويسترجع مؤسساتها المنهوبة، والتي غدت بقرة حلوب لشلة من المنتفعين.   
وفي خضم كل تلك الأزمة والأجواء المشحونة حتى النخاع، نتابع وباستغراب الموقف المثير للجدل لفخامة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وهذة الغرابة تكمن في تأخر التزامه بموقف المتفرج، فلا تصريح، ولا خطاب، ولا رأي بما يجري، ولا حتى موقف بالسلب أو الإيجاب من ما يتخذه رئيس الوزراء من قرارات تهز البلاد، ومن انتفاضة عارمة للشعب، مسرحها لا يبعد سوى كيلومترات معدودة من مقره العامر، فيا ترى لما هذا الصمت والانكفاء، واين انت من كل هذا؟
مجموعة من التساؤلات التي لا بد ان نطرحها في قرائتنا لموقف الرئيس، وعلامات استفهام كثيرة  نثيرها حول صمته الغريب؟
فهل الرئيس يا ترى قد اخرج نفسه من هذة اللعبة؟ ام هل يخشى شيئا من اعلان موقف جدي وحازم؟ ولكن يا ترى مما يخشى، اذ كان هو الرجل الاول في البلاد؟، ام هو يتعرض لضغوطات وتهديدات من هنا أو هناك، جعلته أسيرا في منطقته الخضراء؟ ام هو غارق في توازنات وحسابات لمعادلات سياسية، لن ولم يفهمها شعب غاضب؟.
 ربما كان الرئيس لا يزال "جديد عل الشغلة" فلا يعلم ما يمثل موقعه ومنصبه، وقد قيل له عند ترشيحه للرئاسة "لا تشيل هم تره منصبك فخري"، وأفهمه البعض انه عمله سينحصر في تمتعه بمرتبا فلكيا كثير الاصفار، وتؤدى لك التحية في كل اصقاع العالم التي ستزورها، ويعزف بحضورك النشيد الوطني، فيما تستعرض أمامك ثلة من حرس الشرف بأثواب الجيش الرسمية المنمقة، ويحميك فوج من الحراسات المدججين بانواع الاسلحة، وتسير خلفك عشرات العربات ذات الدفع الرباعي، ومن جهة اخرى فلن تحرك ساكنا، وستبتعد عن غمار المعارك السياسية بين المتصارعين النهمين على كعكة الحكم .... اي نهاية خدمة رائعة هذة بعد سنوات طويلة من عناء العمل السياسي، وأي استجمام هذا.
نحن نفهم ان منصب رئيس الجمهورية في العراق، وفقا للدستور الذي سن بعد 2003، لم يغدو كما كان، أو بصورة أكثر دقة فهو لم يعد يجمع تلك الصلاحيات المطلقة التي كانت للرئيس في العهود الماضية، الا  ان الدستور لم يجرد الرئيس من جميع صلاحياته، إنما منحه مهاما وواجبات جعلت من المنصب أكثر دقة وحساسية، فهو المحافظ على الدستور والساهر على سلامة تطبيقه، وفي الوقت ذاته هو صوت الشعب، والمؤتمن على مصالحه وحقوقه.
كما يمثل بموقعه حلقة الوصل التي تجمع السلطات الثلاث، مانحا إياه اخطر الصلاحيات واهما، فله مثلا كشخص منفردا الحق بالطلب من البرلمان "سحب الثقة من رئيس الوزراء وانهاء عمل الحكومة طبقا للفقرة ثامنا/1 /المادة 61 من الدستور"، كما بمقدوره "حل البرلمان وانهاء الدورة الانتخابية قبل موعدها والدعوة الى انتخابات جديدة طبقا للمادة 64 من الدستور"، وفي جعبته عددا من القوانين التي وضعت لتمنحة قدرا اكبر من الصلاحيات المهمة، إذن فالموقع ليس تشريفيا أو استعراضيا، كما هو ليس مكافأة نهاية الخدمة.
ان استمرار الرئيس بصمته السلبي، سيسيء لموقعه أولا، فيما سيفرغ ذاته كشخصية ديناميكية بإمكانها ان تلعب أدوارا مهمة في اللحظات الصعبة، تظهر في أحلك الظروف لتقود دفة السفينة الى بر الأمان.
اليوم ننتظر من الرئيس دورا في خلق الحلول والتي تتناسب مع موقعه ومكانته، فتوجهه نحو الشارع الغاضب واحتضانه المتظاهرين بموقف حازم وواضح اصبح ضرورة مرحلية، والعمل بجدية لفتح قنوات الاتصال مع الشعب وتفهم مطالبهم، لبلورة أجواء حوار بين الشباب المنتفض وأركان الدولة، وتدوير زوايا الخلاف لإيجاد مخرج  للازمة الراهنة، هو صلب واجباته.
 كما عليه في الوقت ذاته ان يكون السند الأول وبكل شجاعة وجرأة لخطوات رئيس الوزراء في محاربة الفساد والفاسدين، والإعلان بصراحة عن موقفه الداعم لها، لا بل حمل لواء الإصلاح كصاحب مبادرة لا ضيفا عليها، ومجابهة كل التحديات السياسية الصعبة لإعادة بناء أركان الدولة، مهما كانت تلك التحديات خطرة وجسيمة.
ان انحيازكم فخامة الرئيس في هذة اللحظة التاريخية الى جانب الشعب وبيان موقفكم الصريح مما يجري، لا يحتمل حسابات التوازنات السياسية في الربح والخسارة، فكلكم خاسرون ان وقفتم ضد شعبكم بجانب مصالح انية ضيقة، وربحكم  بلا شك بموقفكم المشرف مع انتفاضة هذا الشعب.

32
حوارات زمن الشسمه ...
فادي كمال يوسف
"الشسمة" ... 
فرانكشتاين في بغداد، رواية للكاتب العراقي احمد سعداوي، حازت على المرتبة الأولى في جائزة البوكر العربية علم 2014، بطلها كائن خرافي خلقه المؤلف واطلق علية اسم  "الشسمة"، قد يكون استنساخ لفرانكشتاين شكليا، ولكن اختلافه كان تميزه عراقيا روحيا وعاطفيا.
"الشسمة"يصوره الكاتب حاملا الم وجروح شعبه، في زمن غريب كغرابة هذا الكائن، فالمساكين الذين عانوا من الم حرب الثمان سنوات، وبعدها أعوام الحصار العجاف، لم يتخيلوا ان تكون مأساتهم في زمن ما بعد سقوط الطاغية، بهذا الشكل المرعب والدامي.
سعداوي، استطاع بروايته ان يلمس هذا الجرح، فيجسده كائن لا بشري، يذهب ويأتي، يتكلم ويتألم، يبحث عن العدالة في زمن الفوضى.
"الشسمة"، الذي جمعت أجزائه من ضحايا التفجيرات الإرهابية التي ضربت بغداد الحزينة، ينتفظ، بعد ان لبسته روح لضحية اخرى فقدت جسدها في إحدى مجازر العاصمة اليومية، يقرر بذاته ان يحقق العدالة، ولكن على طريقته وتصوره، فتدب الحياة من جديد في تلك الروح الضائعة وذلك الجسد المتلاشي، الذي تجمعهما خيوط اللامنطقية، ليبدأ "الشسمة" خطته الجدية لتحقيق ما يصبوا له.
ان حالة اليأس التي يعاني منها المجتمع في توافر اي بادرة أمل لإيقاف نزيف الدم العشوائي والغير مبرر والمستمر يوميا، أضف إلى ذلك الكم الهائل من خليط مشاكل الفشل المتراكمة، وحالة الإحباط التي تحولت الى زي موحد ارتداه الجميع، تجعل المجتمع يتشبث بأي وهم يخرجه من  النفق الطويل حالك الظلام، ويحقق لهم العدالة المرجوه.
فلا نستغرب ان كان العراقيين يمنون النفس بان تكون الرواية حقيقية، يستيقظون صباحا، ويجدون انفسهم في زمن "الشسمة"، فيسكب ماءا باردا على صدور الثكالى نساءا ورجالا، ويحقق الحلم بالانتقام من مجرمي العصر، دون انتظار مرافعات ومحاكمات وقضاء، فحجم المأساة تفوق نظريات العدالة المؤجلة أو الملغية من صفحات ادبيات "الشسمة".
تنبه وإشارة وتحذير، بأننا بتنا اقرب من كل وقت الى هذا الزمن، والذي نعيش صراعه في أعماق أعماقنا، فنحن نبحث عنه وننتظره، ولكن في الوقت ذاته لن نرحب به.
 فنحن نخشى ان ينقلب هذا الثائر على الفاسدين والمجرمين والمنتفعين والقتلة الإرهابيين، الى صنم أخر، فيبدأ بخط قانونه ودستوره المرعب، القائم على القتل والانتقام، وحب الذات والأنانية، والسلطة المطلقة، وحب المال وعبادة الفرد، ونعود الى زمن ولى، فنفرح ونهلل بانتصارات "الشسمة" في ثورته المجيدة، فثقتنا بالمجهول قد تحمل قصصا مرعبة، رغم ان المجهول قد يكون اكثر رحمة من هذة اللحظات.
فرانكشتاين في بغداد، تطرح، بعيدا عن إسقاطات الواقع، حلا لا منطقيا لازمة  نعيش احداثها يوميا، نجسد نحن أبطالها وشخوصها، فتعاضم الجروح وقسوتها تعبر بنا الى ضفة اخرى من اللاواقعية في البحث عن حلول حقيقية لهذة الدرامة اللامتناهية.
 الأزمات التي خرجت من اجلها التظاهرات الصاخبة خلال الايام الفائتة، قد لا تنتج حلا فوريا للمعاناة، والتركيبة المعقدة التي خلقتها الأخطاء المتراكمة لطبقة سياسية أفسدت بجشعها الكعكة العراقية، فحولتها الى سفينة غارقة يحاول المتخمون القفز منها بأسرع وقت، أما البحث عن الحلول الحقيقة، فقد غدت حلقة مفرغة يدور في فلكها الجميع.
ان إفساد الأمة خلال عقود من الزمان، واستمرار هذا الافساد الى اليوم، سيجعل عملية الإصلاح صعبة لن تتم بتغيير الشخوص والقيادات، بل بمراجعة فكرية شاملة لاساليب كانت خاطئة في بناء المجتمع والدولة، ومحاولة تغيرها بقراءة واقعية لازمتنا الحالية وتحديد مكامن الفشل، ثم الشروع في مصالحة تامة مع الذات، تعقبها انطلاقة حقيقية جادة وصادقة.
اليوم، نحن لسنا بحاجة الى "الشسمة" الذي يحمل عصا سحرية لإعادة الحق بقوته وجبروته، بل الى مؤسسة نقية غير ملوثة بالفساد والطائفية والأنانية والتسلط، تقود المجتمع الى الطريق القويم وتطلق عجلة الإصلاح.
 
 

33
خويادا ينظم حفلا فنيا بمناسبة بدا العطلة الصيفية في كركوك

لمناسبة بدء العطلة الصيفية نظم اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوأشوري /فرع كركوك، الجمعة الماضية، حفلا فنيا ترفيهيا عائليا، على قاعة النادي الآشوري الرياضي.
ابتدأ الحفل بكلمة ترحيبة لمسؤلة فرع كركوك للاتحاد نورا نرسي ، شكرت فيها الحضور على دعمهم للاتحاد ومشاركاتهم المتواصلة في نشاطاته المتنوعة، وأشارت الى ان الاتحاد سيواصل عمله بعد توقف دام لاكثر من عام وسيطلق مجموعة فعاليات متنوعة لن تقتصر على التجمعات الاحتفالية، بل ستشمل نشاطات ثقافية ومحاظرات وندوات أدبية، وسيهيء برنامج عمل متكامل لمرحلة انطلاق العام الدراسي الجديد.
أعقبتها كلمة لرئيس النادي الآشوري حيث أوضح ان النادي سيستمر في دعمه لنشاطات الاتحاد، مضيفا ان أبواب النادي مفتوحة في اي وقت لجميع الفعاليات والنشاطات، معتبرا ان عودة الاتحاد للعمل في الشارع الشبابي بعد فترة من التوقف سيمثل خدمة كبيرة لهذة الشريحة المهمة من أبناء شعبنا الكلدواشوري بالمحافظة.
 حضر الحفل بالإضافة الى مسؤلة فرع كركوك للاتحاد واعضاء الفرع ، رئيس الهيئة الادارية في النادي الاشوري الرياضي يوبرت يوئيل، ووفد من فرع كركوك للحركة الديمقراطية الاشورية، وممثلي اتحاد النساء الآشوري، وبعض مدراء المدارس السريانية وعدد كبير من طلبة كليات ومعاهد كركوك وسهل نينوى.

34
دولة الملاهي وأمراء الحرب

فادي كمال يوسف
شنت مجموعة من القوات العسكرية التابعة لوزارة الداخلية قبل عدة أيام هجوما على عدد من النوادي الليلة والملاهي وفنادق الدرجة الاولى في بغداد، بدعوى مخالفتها لقوانين الحملة الإيمانية التي أطلقها النظام السابق عام 1994.
فجرت عملية الاقتحام حسب ما عرضته كاميرات المراقبة ونقلته وسائل الإعلام، بأسلوب أفلام الاكشن العربية القديمة، حيث تدخل قوات الأمن والشرطة فجأة ولا تتكلم مع اي احد وتبدأ بتحطيم كل شيء أمامها الأثاث والمحتويات فتسمع أصوات تكسر النوافذ والقناني الزجاجية وصحون الطعام، في الوقت نفسه تعتدي على العاملين بالضرب وتعتقل بشكل عشوائي اغلب الموجودين فنانيين ورواد وعاملين بسطاء اي كان، هذا ما حدث لان المقتحمين مشبعين بمشاهد درامية من تلك الأفلام،  في حين ان رغبة التحطيم والتكسير عند كل إنسان حالة طبيعية، لولا القانون الذي يحكم البشر.
  ان هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه فقد سبقته اعتدائات أخرى كانت الأولى في كانون الأول 2009، والثاني في تشرين الثاني 2010، واعتداء آخر في العام 2012، بعد انتهاء الاعتداء الأخير  اجتمع رئيس الحكومة مع القادة الامنيين، فيما عقد اجتماع آخر لقيادات وزارة الداخلية واصدر الجميع بيانات استنكار وتنديد، وجرى اعتقال المنفذين، فيما توعد المسؤولين بإنزال العقاب العادل بحق المجرمين.
السؤال الذي يجب طرحه ونحن نقرأ هذه الأحداث، يا ترى لما تتكرر هذه الاعتدائات؟ ومن المذنب؟ ولماذا تنفذ في كل مرة بهذا النفس الانتقامي؟ وأين دور المؤسسات الحكومية صاحبة الشأن في كل ذلك؟ ...
 للحدث وجهان ولكنهما لذات العملة، فاما العملة فهي غياب القانون، وضعف من يحميه ويسهر على تطبيقه، فالقانون كما هو معروف للجميع يمثل " العقد" الذي يربط الشعب بالدولة، ويحدد واجبات وحقوق المتعاقدين، فيما الحكومة بأجهزتها هي العين الساهرة على تطبيق هذا القانون، وعند غياب او تقاعص اي طرف بواجباته فيسقط هذا العقد ويصبح كانه لم يكن، وهذا ما جرى في قضيتنا.
 اما الوجهين، فلمن يريد فهم ما حدث بحيادية، فمن الافضل ان ينظر ويتعرف عليهما، فوجهها الأول هو دولة الملاهي، فمنذ التغيير عام 2003 اي منذ اثنا عشر عاما لا يوجد قانون واضح وصريح ينظم عمل المرافق السياحية، كما هو متعارف في كل دول العالم المتقدمة منها والنامية، حيث يوضح القانون لصاحب المرفق السياحي حقوقه وواجباته، فيعلم ما له وما عليه.
فيما يراقب وبشدة تطبيق هذا القانون من خلال جهاز امني متخصص، وهو ما يعرف بالشرطة السياحة، ويدرب هذا الجهاز على كيفية التعامل مع التجاوزات القانونية التي تحصل في تلك المرافق.
اما الواقع اليوم في اغلب تلك المرافق، فهو فوضى من العبث والفساد والدعارة المنظمة، وانتشار للرذيلة بكل ما للكلمة من معنى، وسط حماية من دولة الملاهي، والتي تعرف عن نفسها بانها خليط من بعض المتنفذين في مراكز صنع القرار وعدد من اصحاب رؤوس الأموال، وسط غياب لدولة القانون والتي اختفت  بخجل غير مبرر.
فيما أمست هذه الأماكن أوكار للجريمة المنظمة، وسوقا للنخاسة يتاجر فيها الأقوياء وأصحاب النفوذ بالضعفاء الذين اضطرهم ضنك العيش وصعوبة الحياة لاختيار العمل تحت رحمة مثل هؤلاء وقواننهم الجائرة، بلا حول ولا قوة.
اما قوانينها فيحددها رجال العصابات والمافيات السياسية، الذين يديرون النشاطات ويجنون الأرباح، وينظمون الاعمال التي يزاولها كل مرفق، فيسمحون لذاك ويمنعون على آخر، فيما ترمى عائدات النفط وثمن قوت الشعب المسكين تحت أقدام ارذل الخلق وادنسهم، وخلف الستار تقف مجموعات مسلحة توفر الحماية والدعم اللوجستي لهذة الأماكن وفق اتاوات شهرية.
 على الدولة والحكومة ان تحدد موقفها وبحزم، لمنع هكذا استهتار بالتراث البغدادي، فعاصمتنا ليست مرتع للدعارة والفجور تتحكم فيها مافيات الجريمة المنظمة، وفي الوقت ذاته هي ليست قندهار كما يحاول البعض يجبرها ان تكون.
اما الوجه الثاني لهذة الجريمة فهم أمراء الحرب وتجارها، وهنا تبرز مشكلة أخرى فأما الدولة أو الفوضى، فهذا الاعتداء وكما هو واضح قد تكرر في أزمنة مختلفة، وفي ظل ثلاث كابينات حكومية، وفي كل مرة تنتفض الحكومة بعد الحدث وتحاول لملمت ما يمكن لملمته، فتحاسب ذاك وتعتقل الآخر، وتفتح تحقيقا لاحتواء الجريمة، ولكن السؤال المحير لماذا لم يأتي تحرك الحكومة قبل الواقعة؟، ولماذا لا تعالج الداء وتنتصر عليه؟، بدل أستعمالها في كل مرة العلاجات المسكنة، والتي لا تغني ولا تسكت جوعا.
فرغم ان وضع الحكومة اليوم ليس في افضل حالاته، فالحرب المفروضة داخل البلاد تستنفذ طاقاتها ومواردها المادية والعسكرية، ولكنها مطالبة بتشريع القوانين وفرضها على الأطراف كافة، وهذا لا يتطلب قوات عسكرية، فمعركتها ستحسمها بإرادة سياسية تتعامل بقوة مع الخارجين على القانون، فتفرض احترامها وهيبتها على الجميع.
كما نتسأل اين دور وزارة السياحة، وهذة المرافق تدار وفق تعليمات تصدر منها، وتحت رقابتها، على الوزارة ان تكون أكثر فعالية في التعاطي مع هذا الحدث وهو قد تكرر لأكثر من مرة، فإذ كانت القوانين مشرعة في زمن النظام البائد وفق أهوائه ومزاجيته، فالواجب عليها قراءة القوانين مرة اخرى ودراستها وتعديلها، وطرحها في مجلس الوزراء لإقرارها والعمل بها، وبهذا نسحب البساط من تحت الخارجين عن القانون من كل الأطراف، ونقطع الطريق أمام المزايدين على الدين والأخلاق.
 لا نريد ان تكون هذه الحادثة مؤشر سلبي على تنامي سلطة أمراء الحرب ونفوذهم، فبعد ان تحط الحرب أوزارها ويحرز النصر المبين، لن نسعد بان يتحول بلدنا الى دولة أمراء الحرب، لكل منهم مقاطعته أو "دوقيته" التي يفرض فيها قانونه وسلطته، فيما تغدو الدولة إرثا من اطلال  الماضي، أو حكما عادلا يفض نزاعات معشر الأمراء .
ان الكرة في ملعب الحكومة وعليها ان تحزم أمرها، وتبدأ بتشريع قوانين تحدد اطر العمل في المرافق السياحية كافة، وفق مراقبة من قوات أمنية مهيئة للتعامل مع هكذا مرافق، وبطرق حضارية كما في جميع دول العالم المتحضر، والتي لا تسمح ان يفرض القانون ويطبق بمزاجية كل من "هب ودب"، هذا إذا كنا ما زلنا نحلم ببناء دولة ديمقراطية تحترم القانون وتطبقه، وإلا فالمعركة ستحسمها دولة الملاهي وليشرع أمراء الحرب قوانينهم. 

35
المنبر الحر / جمهورية الملك
« في: 18:07 19/07/2015  »
جمهورية الملك
 

فادي كمال يوسف
قبل نصف قرن ونيف، اعتلت ثلة من الضباط الشباب المصريين  دبابة، واطاحوا بالنظام الملكي، فسقط النظام بسلبياته وايجابياته، واعلنت الجمهورية، وحذا حذوهم ضباط آخرون في العراق وليبيا والسودان وسوريا وبلدان عربية اخرى، فبدأت صفحة جديدة من تاريخ المنطقة، لا تزال تآثراتها الأيديولوجية عميقة في حاضرنا ومستقبلنا.
بعد نصف قرن وفي رؤية بعيدة عن العواطف والمشاعر الجياشة، يا ترى كيف نقرأ هذا الحدث ؟ وقد انقلب كل شيء واختلطت الأوراق، كيف تنظر الشعوب لتلك الجمهورية التي أسسها ما عرف  في حينه بالضباط الأحرار؟ لا بل كيف تفهم الجمهورية ؟.
الجمهورية وفق التعريف الأكاديمي "  كلمة لاتينية الأصل ذات مقطعين Re وتعني  «شيء» وpublic وتعني «عام»، فيصبح معناها «الشيء العام»، أي إنها أسلوب الحكم الذي يقوم على مشاركة مجموع المواطنين، والجمهورية نظام من أنظمة الحكم الأقرب للديمقراطية يقوم على مبدأ سيادة الشعب وحريته في اختيار حكامه وقياداته ومشاركته الواسعة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية" انتهى الاقتباس، انه ابسط تعريف للجمهورية يوضح المعنى الذي لم نمارسه أو نختبره طوال عقود الجمهورية في وطننا العراق أو في منطقتنا الشرق أوسطية.
إذن ما الذي مارسناه خلال تلك العقود من الحكم الجمهوري، والذي أسهم  في بلورة شخصية لمواطن فشل في إدارة وبناء دولة مؤسساتية حقيقية، تستطيع الحياة والاستمرار لتحقيق النجاح والازدهار في هذه الأوطان.
 نوع آخر من الجمهورية خارج التعريف الذي اقتبسناه، هو ما أسسته مجموعات الضباط المنتفضين على ظلم واستبداد وتخلف الحقبة الملكية، وسارت خلفهم جماهير الشعب أملا في غداً افضل تصنعه لهم هذه الجمهورية، بشعاراتها البراقة في الديمقراطية والعدل والمساواة والقضاء على الإمبريالية العالمية، وتحقيق الاشتراكية الحقيقة.
ولكن هل نجحت جمهورية العسكر؟... لقد بشر العسكر  لجمهوريتهم بصورة فريدة من نوعها، رسمت في خطاباتها وشعاراتها جمهورية الحلم للمواطن البسيط والذي لا تتعدى أحلامه عمل لائق يضمن قوت يومه وعائلته، وجمهورية المؤسسات ودولة القانون للمواطن المثقف الباحث عن قوته الفكري في نظريات الحرية والليبرالية.
ولكنها فشلت في تحقيق كل ذلك، واسست لنوع جديد من الجمهورية نستطيع ان نطلق عليها "جمهورية الملك"، صنعت بادواتها الرمز الإله، القائد الملهم، المفكر العظيم، الخالد أبد الدهر، فيما كانت تبني شخصية المواطن على أساس الانبهار بعظمة الرجل الأوحد، وتوحي ان الوطن يرتكز على الرمز وسقوطه نهاية الوطن وزواله، فيما تخلق المعارك والصراعات وتحذر دوما من المؤامرات التي تستهدف الوطن من خلال استهدافها للقائد الملهم.
فنشأت أجيال المؤامرة، وتربت الأمة على ان الخلاص لن يتم إلا بوجود القائد، فكانت الدولة حطب استمرار سلطة الزعيم، فسقطت الدولة ومؤسساتها واختلطت السلطات وتداخلت فاستبدلت السلطات التقليدية : التشريعية والقضائية والتنفيذية، بالعائلة والعشيرية والمنافقين والمقربين والمتملقين لتجتمع بعد ذلك كل السلطات في قبضة رجل واحد وفكر واحد.
في جمهورية الملك، لا معنى للدولة بمفهومها المعاصر، فالقائد الرمز ابتلع الدولة وأصبحت جزء منه، لذلك عند انهيار الرمز أو سقوطه ستسقط الدولة معه ولن يعد لها وجود، فسنوات طويلة من خلق التبريرات لاستمرار الحاكم، ومنها ضرورة المرحلة وعدم وجود البديل، ستخلق الفراغ والذي سيحل بالتوريث أو الفوضى كما حصل في العراق عندما سقط الرمز فكانت سنوات الفوضى والتخبط، لعدم قدرة الشعب على فهم السلطة ودولة القانون، وسقوط مفاهيم الجمهورية منذ سنوات طويلة، أو ما حدث في سوريا عندما جرى التوريث من الأب الى الابن، وهنا استمر النظام وكان شيئا لم يكن، ولكن عند اول أختبار انهارت الدولة.
مجموعة الضباط الشباب والذين حملوا أحلام شعبا كبيرا لأحداث التغيير، ضنوا انه يمكن للتغيير العسكري ان يؤتي النتائج المرجوه، لم يكن خيارا صائبا، في الوقت ذاته لا نستطيع ان نحملهم اي مسؤولية، لأنهم  كانوا يحملون نيات صادقة لتغيير واقعا وجدوه في حينه امبرياليا متخلفا لا يضمن للشعب ابسط حقوقه، فخاضوا المغامرة وخاضها الشعب معهم. 
ولكننا تعلمنا من هذة السنوات وما تلاها من صراعات واحداث ان أفق العسكر محدود ومحكوم بنظم انضباط عسكري صارم، وسياقاتهم لا تقبل المراوغة السياسية وخلق الافكار والابداع في فهم القوانين، ليس هذا نقصا بل لكل وظيفته وعمله، ونادرا ما ينجح العسكر وخاصة في بلدان العالم الثالث في قيادة شعب أو أمة، يضاف إليها انجذابهم لاغواء السلطة ومغرياتها، والانغماس السريع في وحل مفاسدها، وعدم القدرة على الخروج من كل ذلك.
رغم ان مخاض الأمة كان طويلا، واستمر لخمسين عاما، والولادة كانت طفلا ميتا، وعدنا الى نقطة ما قبل الصفر، فاليوم علينا ان نقرأ التجربة ونحللها، ونحدد سلبياتها وإيجابياتها، ونحاول ان نبدأ في مخاض آخر، لنخرج بحلول لواقعنا لننطلق ببناء الجمهورية الجديدة، والتي تحقق أحلام المجتمع بفئاته المتنوعة، ولنستفد من تجارب الامم المتقدمة لنتجنب خوض مخاضهم الطويل والغرق في بحور الدماء التي غرقوا فيها.


36
زرق ورق الشرقية ... عبث بالكوميديا واستغفال للجمهور 

فادي كمال يوسف  
تتبارى الفضائيات العربية ومن خلفها المنتجين خلال شهر رمضان المبارك لتقديم نتاجات فنية درامية وكوميدية واجتماعية منوعة،  في محاولة لاستقطاب اكبر مساحة من الجمهور نحوها، لكن تلك الأعمال تتفاوت بين المبدع والجيد والمتوسط والردىء.
قناة الشرقية الفضائية انتجت هذا الموسم عملان كوميديان الأول مسلسل "زرق ورق"٢، والآخر برنامج بعنوان "شي بي شي"، فيما غابت المسلسلات الدرامية، واكتفت بشراء عدد من المسلسلات العربية.
أحببت ان أتحدث عن مسلسل زرق ورق ٢، حيث لم يتسني لي متابعة جزءه الأول رمضان الماضي، وما شدني الى العمل كونه جمع عدد من نجوم الكوميديا العراقية المتميزين وفي مقدمتهم المبدع أياد راضي  والنجمين إحسان دعدوش وعلي جابر والفنانة المبدعة آلاء حسين في تجربتها الكوميدية للسنة الثانية.
ما يميز زرق ورق والذي يزخر كما اسلفنا بأسماء ونجوم مبدعة ومتمزة، هو محاولته البائسة لاستغفال الجمهور العراقي وتقديم ضحكة مسروقة، قتلت الإبداع واظهرت نجومنا الكبار كمقلدين صغار ثانويين، لفنانين اخرين جعل منهم  العمل النجوم الرئيسين.
العمل من نوع البرامج أو المسلسلات التي تقدم مجموعة من المشاهد القصيرة "سكيتج"، والتي تحمل فكرة اجتماعية مركزة تطرح بشكل كوميدي ساخر، تنقل المشاهد من سكيتج الى آخر بشكل غير ممل وسريع وممتع، وهذا النوع من المسلسلات أو البرامج الكوميدية تزخر به جميع القنوات الفضائية اللبنانية ويتميز بها اللبنانيين عن غيرهم.
لسنوات طويلة وأنا أتابع العديد من هذه البرامج على القنوات اللبنانية، وفي السنوات الأخيرة تميز برنامج "ما في مثلو" الذي يبث على قناة "ام تي في" الفضائية عن البرامج الأخرى، وللأسف ان زرق ورق العراقي، ظهر في أغلب مشاهده يستنسخ برنامج "ما في مثلو"، ويقدمه بصورة التقليد الأعمى المفرغ من الإبداع والابتكار، فتكرر الشخوص ذاتها كشخصية البخيل وزوجته، وشخصية الرجل "انكلوزو" والذي يحاول الحديث بالإنكليزية ويخطأ دائماً فيما هناك من يصحح له، كما يكرر مشهد "الحشاشان" المسروق هو الآخر من البرنامج ذاته، وكذا مشهد "سوالف نسوان" و "الطبيب"حيث تم نقل عدد كبير من أفكار الشخوص فيهما، فيما تم في عدد كبير من المشاهد الحرة الأخرى نقل المشهد بالحوار ذاته وبدون اي لمسة فنية تحاول على الاقل نثر الغبار على عيون المشاهدين.
زرق ورق قدم إهانة للإبداع والفن الكوميدي العراقي، وهو يراهن  وبشكل مفضوح على عدم متابعة مشاهديه المحليين للقنوات اللبنانية، فيما هو متأكد ان الجمهور اللبناني والقائمين على برامجهم لن يتابعوا زرق ورق الشرقية.
لقد وجهة زرق ورق ضربة مؤلمة أخرى فهو صادر ارث الكوميديا العراقية، كما استهتر بتاريخها المبدع، وأهان نجومها السابقين والحاليين، فهل عجز كتابنا الكوميديين الذين أبدعوا في مئات من  المسلسلات والبرامج عن كتابة نص لعمل من ثلاثين حلقة، وهل أصبحنا خاويين بلا مضمون لنستورد مسلسل بكل قفشاته وحركاته وشخوصه ومشاهده، وندبلجه من لهجته اللبنانية الى لهجتنا العراقية.
لقد مثل زرق ورق نقله سلبيه في الكوميديا العراقية، والتي لا نتمنى ان يسير احد على خطاها فهي نكسة فكرية، وقصور إبداعي، واستغفال وخداع لجمهور احب الضحك، فحاول بعض باعئي الفن جعله أضحوكة، فيبيعوه بضاعة قديمة ومستعملة اهترأت مشاهدها.
دعوة الى جمهورنا الذكي لمتابعة حلقات مسلسل "مافي مثلو" اللبناني لنقف على حجم الكارثة الفنية والإهانة الفكرية التي وجهها لنا زرق ورق الشرقية، كما نتمنى ان نرتقي بانتاجنا الفني ونحترم مشاهدينا، فيصبح الفن محطة لنقل رسالة قيمة نعالج فيها سلبيات مجتمعنا وافاته، فيفخر مشاهدينا بنتاجهم الفني ولا يستحو منه.

37
هل يكون العبادي حلقة الوصل بين ضفتي الخليج ...
فادي كمال يوسف
يجري رئيس الوزراء حيدر العبادي زيارة رسمية الى الجمهورية الأسلامية في ايران، هي الأولى له الى الجمهورية بعد تسنمة مهام منصبه، وفي جعبته مجموعة من القضايا الثنائية والأقليمية، سيناقشها مع المسؤولين الأيرانيين، يعقبها بزيارات الى جميع دول الجوار.
بعيدا عن ما سيناقشه العبادي من مسائل تجارية وأقتصادية بين البلدين، وهو الروتين الذي اعدتنا على متابعته عقب كل زيارات المسؤولين العراقيين الى مختلف البلدان الصديقة والشقيقة، فأن امام العبادي اليوم فرصة سياسية تاريخية ونادرة، لتغيير الصورة التي رسمت للسياسة العراقية خلال سنوات حكم سلفيه، وتصويرها وكأنها الحديقة الخلفية لأيران، وفي الوقت ذاته لعب دور سياسي أقليمي أكثر فعالية، لربط وتقريب وجهات النظر بين ضفتي الخليج العربي، في ظل الأزمة الأمنية التي تعاني منها المنطقة والأخطار التي تهددها.
فالعراق يمتاز بكونه يشترك بقواسم تجمعه مع طرفي الخليج، ايران من جهة ودول الخليج العربي من جهة اخرى، فهو جزء من الأمة العربية بغالبية مواطنيه، ويشترك معها بعروبته قوميا، وفي الوقت ذاته يشترك مع أيران مذهبيا كون الأغلبية من الشعب العراقي على المذهب الشيعي.
أن العراق وسياسيه كان يجب أن يستثمروا هذة الميزة أيجابيا، وأن لا يجعلوا منها عامل سلبيا يؤثر على العراق، ويدخله في دوامه من النزاعات والمشاكل والحروب الطائفية، ما جعل كل قوة سياسية في البلاد تتمترس مذهبيا مع نظيراتها على ضفتي الخليج، ما يمنح الفرصة لهذة البلدان للتلاعب وبشكل سافر بشؤوننا الداخلية، والتسلل الى الساحة العراقية ومن خلال هذة القوى والتي تحولت الى بيادق تحركها كيفما شاءت.
اليوم على رئيس الوزراء وحكومته، استغلال الفرصة واستثمار التعاون في محاربة الأرهاب لتنسيق جميع الجهود لكسر الجمود في العلاقات الأقليمة، وعلى العبادي أن يقدم نفسه وبكل جرأء كهمزة وصل قادرة على ربط طرفي الخليج المتناقضين، ومحاولة تقريب وجاهات النظر وحل المشاكل بين الأضداد، ولعب دور ايجابي لخلق تفاهمات ومساحات لقاء بين السعودية من جهة كونها الدولة الأكثر تأثيرا من الجانب العربي للخليج، وأيران من الجهة الأخرى، وتقديم العراق على أساس دولة متصالحة مع الطرفين، ولها علاقات مميزة معهما، ويمكن لها التنسيق بين الرؤى لهدف مشترك هو محاربة الأرهاب.
 رغم ان المهمة صعبة والخلافات عميقة بين الأطراف، الا أن ريادة الخطوة لدولة الرئيس  والأصرار على تحقيق نتائج ملموسة، سيكسبه ووزير خارجيته، والتي ستكون وزارته الـ "داينمو" المحرك للعملية، شرف المحاولة، كما يمكن لانتهاج سياسة متوازنة، أن تحول العراق الى قطب فعال في المنطقة.
 مثل هذة الأفكار نأمل أن تكون من أولويات عمل الحكومة الحالية، والتي بدأت عهدها بتبني سياسات جديدة لخلق نقلة نوعية في مجالات عديدة نتمتى ان تكون السياسة الخارجية احداها، كما نرى أن عليها أن تفكر واقعيا بشخوصها الحالين أن السياسية الخاطئة التي انتهجتها الحكومات السابقة، من التبعية العمياء لدول الجوار قد أوصلت العراق الى المستنقع الحالي.



38
على انقاض كبة البغدادي

غالبا ما كنا نحذر من الذهاب الى مطعم كبة البغدادي الشهير وسط الكرادة، لتناول وجبة لذيذة من تلك الاكلة الشعبية ذات طريقة الإعداد التي تتميز بها بغداد، وكان التحذير يأتي من كونها تحمل نسبة عالية من الدهون والشحوم، ولكن مذاقها الرائع والأجواء البغدادية الخاصة لذلك المطعم الشعبي الشهير كانت تجبرنا على ارتياده لأكثر من مرة في الأسبوع.
فطور الجمعة كان مميزا، حيث يتجمع الأصدقاء والأحبة من الصباح الباكر، ونخرج سويا لنلتهم وجبتنا الدسمة مع عدد لا يحصى من قطع "الصمون" الحار، وغالبا ما كانت تنتهي جلستنا ب"أستكان جاي" مميز معطر بالهيل نحتسيه وقوفا امام المطعم.
لم يكن يجول في خاطري يوما ان تتحول هذة المتعة لأغلب اهل بغداد الى جحيم مروع، فيخطف انتحاري لم يتذوق يوما نكهة هذة اللحظات التي تحمل ارث البغداديين، وواحدة من متنفساتهم القليلة في العاصمة.
فكانت لحظة واحدة حولت كل تلك البسمة الى رماد اسود قاتم، في تلك اللحظة اختلطت الضحكات والسوالف البغدادية بأصوات أنين لأناس تحولو الى ضحايا، كانت تلك اللحظة المشؤمة كافية لكي تنثر كل شيء، أجساد ممزقة وصحون وكراسي وطاولات، وقطع من وجبات الطعام بعظها التهم، والاخر كان  ينتظر زبون نهم اخر.
 فيما لم نزل نبحث عن بائعة الشاي العراقي المهيل والتي لم يعد لجسدها وجود، ربما أبى ان يفارق تراب الكرادة البغدادي، فامتزج بما تبقى من ذلك الشاي ليستقر على ارض أحبت أبنائها فاحتضنتهم بقوة.
هكذا تصنع المأساة، وينحر البشر البسطاء، وتتحول سعادتهم الى حزن وألم، وها هي قسوة الإنسان تتجسد في أبشع صورها لتقتل بدماء باردة.
فبعد هدم روح الإنسان وقتله ودفنه، ها هو التراث والموروث وما تبقى من ارث وثقافة المدينة يذبح وبدم بارد.

39
مدرستي الحلوة مدرستي

في الطفولة والى اليوم، أحببت أنشودة "مدرستي الحلوة مدرستي"، أنشودة قديمة كانت تبث عبر برنامج الاطفال " افتح يا سمسم"، تعيدني هذة الأنشودة الى ذكريات جميلة جدا عن مرحلة الدراسة بكل ما تحمل من لحظات مفرحة وأخرى حزينة.
عادة ما يركض الاطفال باتجاه المدرسة دخولا وخروجا، لا اعلم لماذا ولكنهم يركضون قد يكون ذلك فرحا، فالطفل يرتب بكل براءة مجموعة أولوياته ألعابه، أصدقائه، دروسه، مجموعة من الحكايات والقصص البطولية، طعامه إذ شعر بالجوع.
أفكار بسيطة مبعثرة هنا وهناك، طالما نحب ان نراقبها لفترات طويله، ونحن مستمعين بوقت لا نشعر بة مهما طال، فكل ما يبدعه الاطفال صفحة بيضاء ناصعه ملؤها الحب والبراءة، بعيدا عن اجواء واقعنا الأليم .
ولكن
يبدو أننا قررنا هدم كل شيء، لم اكن أتصور ان الإنسان يمكن بقسوته ان يصل الى تلك الحدود، ولم أتحمل ان اجد في يوم الصراع يصل الاطفال بعد ان تجاوزنا المدنيين الأبرياء.
هاهية الأحلام تتناثر، والأوراق تتطاير، والأفكار تمزق إربا إربا، وتتحول الضحكات البريئة الى أشلاء، والأغاني والألعاب الى آهات وصيحات استغاثة.
هذا اليوم عار في جبين الإنسانية، وقد وصل فيه الانسان الى مرحلة ضحلة واصبح وحشا يلتهم اي شيء، حتى براءة طفل لم يكبر ليعلم لماذا يتقاتل الكبار.
في حمص قرر البعض ان تقلب المدرسة الى مقبرة، فسقط الاطفال وهم يدفعون ثمنا لحرب الكبار.
قتلوا وهم لم يفهموا بعد معنى الموت، قتلوا وجل صراعاتهم كانت حول ألعاب، وبعض الفروض المدرسية، قتلوا وهم يركضون فرحا باتجاه مستقبل مشرق، تحول الى عاصفة سوداء.
المؤلم ان الاعلام مر على الحدث مرور الكرام، ففي وطننا العربي ووفق سياسة البعض غير مهم من هية الضحية بل المهم من هو القاتل، وعندما يكون القاتل ليس من الاعداء المفترضين فيجب ان تدفن الضحية بهدؤ، وننسى الجريمة مهما كانت بشعة.
اربعون طفلا ذبحوا بكل قسوة وبتعمد، وبهمجية لا توصف في أقدس مكان في الكون، وهم يخطون خطوات نحو مستقبل تمنعوه مشرقا، فتحول الى جحيم اسود.
قبل سنوات بعيدة كان شبابنا يفكرون في خلق أناشيد تفرح الاطفال، اما اليوم فشبابنا تفكر في صناعة قنابل تقتل الاطفال، فشتان بين زمنين يا أمة العرب.


40
التعاطي مع احداث مصر، صفعة مؤلمة لحيادية الأعلام 
فادي كمال يوسف
مرة أخرى يفشل الأعلام العربي في التعامل مع حدث سياسي من الطراز الثقيل، فالملاحظ غياب مصطلحات سمعناها كثيرا، كالمصداقية، والحقيقة، والحيادية وأخيرا المهنية، فظهر الانحياز المفرط الى طرفي النزاع في الازمة المصرية بشكل واضح لا يقبل اللبس، وتعمدت وسائل الاعلام  الاستهزاء بالقيمة الفكرية والعقلية للمشاهد، وجعلته يبدو كمتلقي جامد لا يتفاعل مع الحدث الا بالأتجاه الذي ترسمه هذة الوسيلة الاعلامية أو تلك.
وما يثير الأنتباه في الأزمة المصرية الأخيرة، التعاطي الإعلامي الغريب لما يعتبران أهم وسيلتي أعلام في منطقتنا العربية الا وهما مؤسستي "الجزيرة والعربية"، فالمتابع لهما ولموقعيهما الألكتروني يجد حجم الانحياز المخيف في النقل الاخباري للحدث، بشكل يجعلنا نتصور أننا أمام حدثين تختلف معطياتهما ووقائعهما، وطريقة معالجة طرفي النزاع فيهما، ربما لا يجمعهما سوى الزمان والمكان، فكل من المؤسستين كانتا حريصتين على نقل الحدث ذاته بشكل مغاير عن الاخرى، فيما المُشاهد أختلطت امامه الحقيقة فضاعت المصداقية. 
تميزت عناوين أخبار الجزيرة بالأنحياز المفرط لجماعة للأخوان المسلمين، فيما كانت العربية لسان حال الحكومة المصرية الحالية، وتحولت الأخبار إلى حوارت تكشف الصراع  بينهما، فمراسلي الجزيرة ينقلون في خبر عنوانه أن "أنصار مرسي يحشدون انصارهم ويستعدون لانتفاضة بالمحافظات"، وردت العربية بـ "مغادرة جماعية لمعتصمي رابعة بعد تأمين خروج آمن لهم"، من جهتها كانت "كاميرا الجزيرة توثق مقتل اثنين برابعة العدوية"، في الجانب المقابل كانت العربية تبث "فيديو يظهر مجزرة ارتكبها الإخوان بقسم شرطة كرداسة"، وتتابع العربية هجومها بفيديو أخر يظهر "الإخوان يلقون مدرعة من أعلى جسر.. ويمثلون بجثث جنود"، هنا تبدأ الجزيرة بأستعمال ضغوط خارجية حيث تنقل عنوان "أميركا تدرس إلغاء مناورات مع مصر" في الأشارة للعزلة الدولية التي بدأت تفرض على الحكومة المصرية، فيما تعاطت العربية مع الخبر ذاته ولكن حاولت تخفيفة بأدراج تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، والذي لم يذكر "ما يشير إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لقطع المساعدات العسكرية لمصر على الفور"، وتستمر حمى حرب العناوين بين الطرفين، وفيما اوردت العربية خبر تحت عنوان "الأقباط في مرمى الإخوان.. والحصيلة اعتداء على 52 كنيسة"، لم تذكر الجزيرة في أي من عناوينها اشارة لهذة الحادثة وكأنها لم تحدث اصلا، كل من المؤسستين يتعمد صياغة الخبر بما يتلائم وسياسته وأنجدته، وللانصاف لم تسقط الجزيرة والعربية فقط في خطأ الانحياز المكشوف، لابل أغلب المؤسسات الاعلامية في منطقتنا العربية حذت حذوها، فالصحف الرئيسية وأغلب القنوات الفضائية المصرية تواصلت في مهاجمة الاخوان المسلمين وتحميلهم وزر ما حدث، فيما وسائل الاعلام الاسلامية هاجمت الطرف الاخر وحرضت بشدة على استمرار العنف وسوقت بكراهية لأجندتها.
وهنا تبرز عدد من القضايا والتساؤولات، يا ترى اين المهنية من كل ذلك؟، واين الحيادية في نقل الخبر؟، أين القواعد الأحترافية في العمل الصحفي؟، وهل من المفروض بث الأخبار بكل هذا الكم من التحريض، ما يجعل الخصوم أكثر وحشية احدهما في مواجهة الاخر؟.
أن المشكلة تكمن في صياغة الخبر وطريقة تقديمه للمتلقي، فمراعاة المهنية وتقصي الحقائق وعدم تشويهها أو محاولة الالتفاف عليها، والتلاعب بالكلمات بما يخدم اجندة سياسية معينة،  تلك اساسيات لا جدال فيها، وبالوقت نفسه يمكن لأي وسيلة اعلامية تحليل الخبر والتعليق عليه وفق قرائتها للحدث، وطريقة رؤيتها له. 
ولكن في ضل غياب الأعلام المستقل، والذي من اسس وجوده الأعتماد على مصادر ذاتيه في التمويل، تعمل وفق مبدأ الربح والخسارة، بعيدا عن اموال الممولين والتي تُقدم من اشخاص، وأحزاب، وشركات تجارية، وبعض الدول والحكومات، التي لكل منها اجنداته الخاصة في التلاعب بتوجيه بوصلة الكلمة، والتي اصبحت سلاحا فتاكا في عالم اليوم، بما يخدم مصالح هذة الجهات السياسية.
 مؤسساتنا الإعلامية العربية لاتزال مرهونة لهذا الطرف أو ذاك، فتغيب الحقيقة وتسقط  المصداقية صريعة هذة الجهات، ومع سقوط الحقيقة تراق دماء الابرياء على منبر الحرية المزيف، حينها تتلقى حيادية ومصداقية الأعلام الصفعة تلو الأخرى.


41
"سنعود بعد قليل" ... دراما بطعم الواقع

 "سنعود بعد قليل" عنوان لدراما سورية أطلت علينا في شهر رمضان المبارك، ضمن مجموعة هائلة من الأعمال الدرامية التي تزاحمت لتحتل مكانتها على الشاشة الصغيرة، تحاكي هذة الدراما الأزمة السورية الراهنة، ولكن من زاوية مغايرة لما هو مألوف، فأبتعدت عن المعالجات الدرامية التقليدية، وحاولت ملامسة نبض الشارع المتألم، ففاضت بكم من المشاعر الإنسانية، لتعرض ارهاصات الانسان وتقلباته في زمن الحرب.
 قصة المسلسل مستوحاة من الفلم الإيطالي الشهير "الجميع بخير"، إلا أن الكاتب رافي وهبي نجح وبأحترافية مميزة في إسقاط القصة على واقع بلده ومعاناة شعبه، وفي موازاة لذلك ابدع الأبطال السوريون واللبنانيون في رسم معالم شخوصهم بحيوية وعفوية متميزة، فيما تمكن مخرج العمل الليث حجو من تقديم بانوراما سياسية اجتماعية في طابع اسري، اعتمد فيها الحوار الهادئ، محافظا على عنصر التشويق.
ورغم أن الدراما تتحدث عن حالة الحرب السورية، إلا أن المخرج تعمد الابتعاد عن مشاهد العنف، وهو يحاول نقل الحدث عن طريق الحوار بين الأبطال، وعرض بانورامي لمشاكلهم وتعاطيهم اليومي مع ضغوطات الحياة في واقع جديد غريب عن ما اعتادوا علية سواء في بلدهم أم في ملجأهم الاختياري بعيدا عن ارض الوطن، فيما كانت أصوات دوي الانفجارات تصاحب المشاهد التي تشير الى أننا ندخل اجواءً دمشقية، ويؤخذ على مخرج العمل المبالغة في تلك الأصوات، والتي تستمر على طول المشهد بشكل غير مبرر.
من جهة أخرى نجح بطل المسلسل الفنان دريد لحام "نجيب" في تقديم دور الاب المحب لاولاده والمربي المثالي، ليمزجها بحرفنة شديدة بصورة الوطن الحاضن لأبنائه، والمفتخر بانهاء مهمته على اكمل وجهة، والتي نجح فيها في خلق مواطنين صالحين، فيما يرفض وبشدة فكرة خروجهم عن طريق الصواب الذي رسمه لهم، وهم يمثلون الحصيلة النهائية لسنوات طويلة.
يتفاجيء "نجيب" لا بل يصدم، بعد اكتشافه وعن طريق الصدفة وهو يختم جولته على اولاده والتي بدأها بعد علمه بأصابته بمرض خطير، بحقيقة حياة ابنته الصغيرة ميرا "غيدا نوري"، بما تحمله من خطايا واخطاء، فيما نجح جميع أولاده الأخرين في أخفاء ما وصلت اليه حياتهم في ارض المنفى، بعيدا عن ما رسمته لهم مثالية الوالد الحنون.
وفي مشهد من اروع ما قدمه لحام في المسلسل، يرفض بطلنا الاعلان بتصديق كل ذلك، ويرسم ابتسامته الابوية في وجهة ابنته "ميرا"، ويحتضنها فيستسلم لسقوط جسده في اعلان لنهاية مؤقته لرحلة حياة طويلة وشاقة، في طرح  يمثل فانتازيا من المثالية المفرطة البعيدة عن الواقع والتي أغرقت نجيب وابنته ميرا. ولكنها كما يبدو مثلت محاولة اخرى للاسقاط على علاقة العشق بين الوطن لابنائه، والتي قد تكون هي الاخرى بعيدة عن الواقع الملموس في منطقتنا العربية.
وما يلفت الانتباه في هذا العمل نجاح الكاتب والمخرج في المحافظة قدر الامكان على مسك عصا الازمة السورية من الوسط، وعدم الانحياز نحو المعارضة أو النظام، فقدم الواقع بانقسامه الحاد بين الطرفين، والذي قد يصل الى حدود الأسرة الواحدة فينتزع الابن من أبيه، ويفرق الأخ عن أخيه.
ولكن رغم تفوق العمل على اغلب الاعمال التي تابعتها رمضانيا، إلا أنه لم يخلو من بعض الهفوات، ومنها الكم الهائل من المثالية التي تبرز من خلال عدد من شخصياته كالإب "دريد لحام"، وابنه الرسام راجي "رافي وهبي"، كما برزت الحوارات المتضمنة الإرشادات والنصائح المملة في بعض الاحيان، ما جعل بعض المشاهد تبدو طويلة وذات رتم بطيء، من جهة أخرى كان الأجدر بالمخرج أن يكشف للآب "نجيب" حقيقة حياة جميع أولاده وأن لايقتصر هذا الاكتشاف على حقيقة ابنين فقط هم الاكبر السياسي سامي "عابد فهد" والصغرى ميرا "غيدا نوري".
ومع تلك الهفوات كانت دراما "سنعود بعد قليل"، علامة مميزة في شهر رمضان تمكنت من تقديم الأزمة السورية ضمن معطيات مغايرة لما هو مألوف، كما نجحت أسرة العمل في شد المشاهد، وجعله يتفاعل مع الأحداث، وأخذت تنقله بين مشاهدها بواقعية وبلا ملل، وبالفعل كانت دراما بطعم الواقع.
فادي كمال يوسف

42
دخان بلا نار تصاعد في رمضان

لرمضان طعم خاص في بلادنا العربية حيث يكسر روتين الحياة اليومية، ويتحول الشهر الى فترة للتغيير، يغور فيه الأنسان لذاته ويبحث في داخلها عن ما أضاعه خلال عام من الزمن، وفي رمضان نغرق بكم هائل من الاعمال التلفزيونية الدرامية، يجتهد أغلب النجوم في الظهور متميزين في محاولة لأثبات حضورهم الفني.
ويبدو اننا خلال السنتين الأخيرتين، غدونا نعاني من تخمة في كم هذة الأعمال، الاتية من كل حدب وصوب، فنجد فيها الغث السمين الممتليء بالافكار والذي يحاول معالجة قضايا لها قدر كبير من الأهمية تمس مجتمعنا وحياتنا، والقسم الاخر تجاري يبحث عن الربح السريع في محاولة لأصطياد الجمهور، والذي بدوره يبحث عن ما يلهية ليقتل به أوقات الصوم المتعبة.
لست بصدد مناقشة الأفكار الفنية للأعمال التي قدمت هذة السنة، ولكني رغبت أن اشير الى ظاهرة سلبية لفتت انتباهي في عدد غير قليل من الأعمال التي تابعتها، لا اعلم أن كان استخدامها بهذا الشكل التي ظهرت به مقصودا يخفي بين طياته أغراض تجارية، أم جاءت بشكل عفوي فني تطلبة سير الأحداث الدرامية.
أن ما أحببت لفت النظر الية هو ظاهرة انتشار التدخين وبشكل مفرط في اغلب الاعمال الدرامية التي تابعتها، فأنتشارها وبهذا الشكل وبمبرر أو حتى بدونه شكل علامة استفهام كبيرة بالنسبة لي كمشاهد، وتسائلت مرارا ما المغزى من تقديم أغلب الأبطال على انهم مدخنين نهمين، وتكرار الحالة في أغلب المشاهد، في بعض الاحيان نجد أن "السيكارة" تقحم أقحاما على بعض المشاهد، كمشهد أحد الابطال يزور مريض في مستشفى وهو يدخن داخل غرفة العناية المركزة، لا اعلم ماذا يفعل البطل و"سيكارته" هناك، فهل يمكن لنا تصديق هكذا مشهد، وأين المغزى الفني منه، فهو لن يفهم الا كدعاية مدفوعة الثمن، لكنها متنكرة بثياب الدراما البريئة.
من جهة أخرى وكما هو معلوم فأن مجتمعنا بأجياله المختلفة يشاهد هذة الأعمال، وتأثيرها يمتد الى ارض الواقع، خاصة بين المراهقين الذين ينظرون الى الأبطال كرموز تجسد واقعا نعيشه يوميا، فيقتدون به ويحاولون تقليدة في محاولة للبحث عن الذات، وهنا فقد نجح من سوق للفكرة في استهداف شريحة مستهلكة مهمة لسلعته، لا بل لا نبالغ اذ قلنا أنها تمثل سوق تجاري لا ينضب.
 هذا من جانب، ومن جانب أخر فأن لجوء البطل الى "السيكارة"، وكأنه يفرغ حالة عصبية أو للخروج من موقف تحاصره فيه ضغوط نفسية، سيوحي للمشاهد بأن هذة "السيكارة" أصبحت هي المتنفس والحل لتلك الأزمة، وهذة رسالة خطيرة تنشر بكل لئم في مجتمعنا، وهي نقطة أخرى تسجل للسيد المسوق الخفي.
 تكررت هذة الحالة في أكثر من مشهد، وضمن أكثر من عمل، في حالة غريبة تثير الريبة، وتجعل الشك يتغلل للنفوس ويطرح العديد من التساؤولات، ونحن في زمن تقدمنا كثيرا حكوميا ومجتمعيا في محاربة التدخين، فهل طردنا هذة الأفة من الباب، ووضعنا لها القيود لمنعها من أقتحام حياتنا، فكانت هي أكثر ذكاءا فقفزت من شباك الدراما الرمضانية، وهل عانق بعض صانعي التبغ والدراما بعضهم البعض ليوقعوا معا صفقة مشبوه، تملأ أجوائنا الرمضاية بدخان كثيف يقتلنا بصمت، دون ضجة النيران وصخبها، وفي النهاية يدفع مجتمعنا ثمنها صحيا وماديا ومعنويا.
فادي كمال يوسف


43
المنبر الحر / ثورة الأصلاح
« في: 13:53 04/08/2011  »
ثورة الأصلاح

بقلم فادي كمال يوسف

تحت زاوية خلي نشرب استكان جاي وفي مجلة ميزلتا التي يصدرها اتحاد الطلبة و الشبيبة الكلدوأشوري كتب رئيس التحرير (فادي كمال يوسف) مقالة بعنوان ثورة الاصلاح جاء فيها :
نتساءل اليوم هل سنشرب "استكان الجاي" مع أعزائنا على اديم حديقة الأمة في ميدان التحرير وسط بغداد ؟

 فالشباب العراقيون يأملون في التغيير للأنطلاق نحو غد مشرق مفعم بالأمان والمواطنة والنزاهة، وهم يأملون الى زمن نغمس فيه الـ "بقصم" بـ "الجاي" وقت المغيب ونحن نتأمل غروب الشمس في دجلة الاحلام.

من هناك حيث ارهاصات الاحلام الوردية والتي رغم بساطتها قد يصعب تحقيقها وهي تنتصب لتمثل تحدياً حقيقياً وجسيما للامة العراقية، ان شعبنا يعيش تحديات تختلف عن ما يجاوره من شعوب ، لا شك اننا قد خطونا بعد 2003 خطوات على  الطريق الصحيح في بناء اسس الديمقراطية التي يناظل من اجلها جيراننا ، وان تجربتنا الحديثة في بناء الدولة العصرية على اسس المواطنه الحقيقية تجابهها الكثير من التحديات المخيفة والخطيرة التي لا بد من مواجهتها للخروج من عنق الزجاجة .

نعم يجب علينا ان نفهم ما نريد، وان لا نضيع ما بني خلال سنوات الديمقراطية الفتية في العراق ، اليوم نحن بحاجة الى ثورة الأصلاح.. اليوم نحن أحوج ما نكون الى شباب الاصلاح ...

في عراقنا  الجريح غابت المواطنة وغاب مفهوم المواطن عندما اضعنا مفهوم الأنسانية, مفاهيم اصبحنا اليوم نقرأها في الصحف ونشاهدها في الندوات التلفزيونية ونصغي اليها في البرامج الاذاعية, والكل يبشر بان الحل لأزمات العراق يكمن فيها, نعم ان حلولنا هناك حيثما يتعلم مواطننا احترام المواطنة الحقيقة، وتفهم الدوله انها يجب ان تعامل المواطن كانسان، وليس مجرد رقم في معادلة تعادل قيمته اصفارا على الشمال.

ان ألاجيال التي نشأت في فترة الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي بكل ما حملته من تقلبات اجتماعية خطيرة انعكست على بناء المواطن العراقي , فكانت نشاته ترتكز على مفاهيم خاطئه صقلتها حرب الثمان سنوات والحصار الأقتصادي, ومن هنا بدانا نفقد الكثير من علامات المواطن و الوطن و المواطنه , فغابت لدينا فعاليات كثيرة مهمة في تنمية الشراكة  بين المجموعة، وغاب الشعور بالمسؤولية الجماعية, فأصبحت بعض التصرفات الشاذة وغير المقبولة هي المقبولة وهي السياق العام , بينما اصبحت السياقات الصحيحة والمنطقية هي الشواذ , والأمثله كثيرة: فالحفاظ على
 الممتلكات العامة هو التصرف الشاذ وعدم الاكتراث هو العام, والحفاظ على النظافة هي فعل شاذ! بينما عكسها هو الفعل الاعم, والرشوة في دوائر الدولة هي الغالبة والنزاهة هي من الشواذ, ثم نجد ان محاولة تطوير العمل وتقديم الافضل للانتاج عمل شاذ بينما التملق للمسؤليين ومحاولة الصعود فوق اكتاف الاخرين وحب الظهور على حساب العمل هي الممارسات الاكثر شعبية .

من هنا نجد ان محاولات بناء الدولة اليوم تكاد تغرق في التخلف والفساد وضعف البنى التحتية, كما نجد ان المحاولات التي يقوم بها الكثريين للتقدم والتطوير باءت بالفشل الذريع لان الأدوات غالبا ما تكون فاسدة متأثرة بأنهيار القيم الذي تحدثنا عنه .

من هنا نتسال كيف يمكن ان ننتقل بالعراق الى مرحلة جديدة متقدمة, وهل هناك رغبة بالانتقال الى مرحلة المواطنة ؟

 لا بد ان تكون أجابتنا نعم، ولابد للدولة ان تتحرك لبناء المواطن, وبناء المواطن هي عملية طويله ومعقدة, وعلى الجميع تحمل المسؤولية الشعب , الدولة , الحكومة, أما اهمال الموضوع وتركه للأقدار، فأنه يعني المجازفة وقد تكون النتائج كارثية، فالتغيير ضروري وحتمي، ويمكن ان يبدا بخلق جيل جديد قادر على النهوض, ومجتمعنا بحاجة الي تلك النهضة والتي لا بد لها من دفع عجلة الاصلاح، لذلك نقف اليوم في حديقة الأمة العراقية سويا لنعلن اننا في ثورة الاصلاح اصلاح ذواتنا لكي نصلح مجتمعنا و نصلح به دولتنا و ننقذها من الأنهيار .. و لنشرب بعدها احلى أستكان
 جاي بغدادي مهيل  ...

المراسلة على البريد الألكتروني :
f.kamal@khoyada.com



--

44
المخيم الكشفي السادس لخويادا في يوميه الثاني و الثالث

ضمن منهاج اليوم الثاني للمخيم الكشفي السادس لكشافة حمورابي ، السبت 16 تموز، والمقام في دير نقورتايا في بخديدا ،عند منتصف الظهر زار المخيم الكشفي النقيب دفاع مدني وليد عبد القادر عبد الرحمن، حيث قدم محاضرة للكشافين عن آلية إطفاء الحرائق مع التدريب العملي على ذلك.
كما زار المخيم  مستشار محافظ نينوى لشؤون الأقليات الدكتور دريد حكمت زوما ومسؤول فرع كالح لإتحادنا الزميل غيث توما وعدد من أعضاء فرع بخديدا للحركة الديمقراطية الآشورية، حيثُ تفقد الزوار الخيم الكشفية وأطلعوا عن كثب على أحوال الكشافة في المخيم.
 وبعد إستراحة الغداء قام عدد من كشافي المخيم بعمل خيري في دير نقورتايا قرب المخيم الكشفي.
 في المساء  زارهم مرة أخرى إلى المخيم النقيب دفاع مدني وليد عبد القادر وذلك لإعطاء بعض الدروس العملية للكشافين والذين لم يثنهم الجو المترب عن أداء علمهم الكشفي.
 بعد ذلك حضر إلى المخيم وفد من فرع بخديدا للحركة الديمقراطية الآشورية وذلك للإطمئنان على كشافي المخيم وأبدوا إستعدادهم لتقديم كافة التسهيلات التي يحتاجها المخيم، وضم وفد الحركة وكيل مسؤول الفرع عماد دديزا وعدد من أعضاء الفرع.
 في المساء قدم الكشافون عدد من الفعاليات وجرت بينهم عدد من المسابقات الكشفية .
ضمن منهاج اليوم الثالث للمخيم الكشفي السادس لكشافة حمورابي ، الأحد 17 تموز، والمقام في دير نقورتايا في بخديدا، في الصباح توجه الكشافون للعمل الخيري في الأرض الواقعة قرب دير نقورتايا والتابعة للكنيسة.

عصراً أقام الأب يعقوب باباوي راعي دير نقورتايا للسريان الأرثوذكس في بخديدا محاضرة عن واقع الشباب في المهجر، حيث أكد فيها أن مهما حصل فعلى المسيحي ألا يهجر أرضه،وفي ختام محاضرته أجاب الأب باباوي على أستفسارات عدد من أعضاء كشافتنا حول الهجرة وواقع شعبنا في الوطن والمهجر.

بعدها عاد الكشافون إلى المخيم حيث كان هناك عدد من المسابقات والفعاليات التي جرت بين الكشافين.

مساءً زار المخيم وفد من فرع بخديدا للحركة الديمقراطية الآشورية وأبدوا إستعدادهم لتقديم كافة التسهيلات التي يحتاجها المخيم، وضم وفد الحركة مسؤول الفرع جيفارا زيا وعدد من أعضاء الفرع.

 كما وزار المخيم مسؤول فرع كالح لإتحادنا الزميل غيث توما وعضو اللجنة التنفيذية الزميل آرام بطرس، وأطلعوا على واقع الحياة الكشفية للكشافين في المخيم.



وبعد إستراحة العشاء أختتم الكشافون منهاج اليوم الثالث بعدد من المسابقات من أسئلة وأجوبة وعدد من الفعاليات والمسابقات المتنوعة وذلك بعد تقسيم الكشافون على ثلاث فرق.


45
فرع بغداد لإتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري يشارك في أربعينية شهداء سيدة النجاة


خويادا - بغداد

شارك وفد من فرع بغداد لإتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري في مراسيم الصلاة الأربعينية على راحة أرواح شهداء مذبحة سيدة النجاة يوم الجمعة المصادف 10/12/2010 حيث ضم الوفد كل من السيد أثرا منصور مسؤول فرع بغداد للإتحاد والسيد فادي سمير عضو فرع بغداد للإتحاد، وقد كان لكشافة حمورابي/ بغداد مشاركة فعالة في هذه المراسيم حيث بدأت بالطبول الحزينة للكشافة من بناية مطرانية السريان الكاثوليك إلى كنيسة سيدة النجاة ومن ثم بدأ القداس على روح أنفس الشهداء وبعد الصلاة استقبلت كشافة حمورابي الحضور في المطرانية بالتقديم لهم الضيافة، وقد التقى فرع بغداد وأعضاء كشافة حمورابي/ بغداد بغبطة البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك كنيسة السريان الكاثوليك في العالم، وانتهت المراسيم بصلاة جماعية على ضريحا الشهيدان الأب وسيم صبيح يوسف والأب ثائر سعد الله أبلحد داخل بناية الكنيسة.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه شارك وفد من اتحادنا في مراسيم عزاء أربعينية شهداء كنيسة سيدة النجاة ضم كل من السيد فادي غانم مسؤول مكتب العلاقات العامة للاتحاد والسيد أثرا منصور مسؤول فرع بغداد للاتحاد وكالة والسيد تومي كيوركيس عضو اللجنة التنفيذية السابق.


46
لجنة الشبيبة الجامعي تقيم لقاء شبابي في بغداد



عنكاوا كوم – بغداد - فادي كمال يوسف


اقامت لجنة الشبيبة الجامعي في بغداد، يوم الجمعة 23 تشرين الاول الماضي بكاتدرائية مار يوسف " السنتر " لقاء موسع لطلبة الكليات والمعاهد البغدادية، حضره سيادة المطران مار جان سليمان، وعدد من الأباء الكهنة فيما تجاوز عدد الطلبة المشاركين الـ 500 طالبة وطالب. 

بدء اللقاء بصلاة مشتركة، اعقبتها كلمة ترحيبية القاها الاب سعد سيروب، ومن ثم محاضرة للاب فيليب الدومنيكي تحدث فيها عن واقع الهجرة في مجتمعنا المسيحي.
قُسم بعدها الحاضرون الى مجاميع " كروبات " لمناقشة محاور المحاضرة  بشكل أوسع و اشمل، تلى ذلك غداء مشترك شمل جميع الحاضرين، لينتهي اللقاء بالصلاة الختامية.
يذكر اللقاء يقام بشكل دوري من قبل لجنة الشبيبة الجامعي في بغداد .



ا10وجين بثيو خريج بكلوريوس بحوث عمليات


 
ابونة وسيم القس بطرس . راعي خورنة     كنيسة سيدة النجاة


 
حسام جلال يونس  . طالب هندسة ميكانيك


 
سرغد نبيل ونجلاء ادور خريجين علوم حاسبات



 
ميري خيري يوسف طالبة كلية الجامعة المستنصرية لغات



 

47
قلب عراق و متطوعي الكاريتاس
يقدمون
 مسرحية "تعلولة بغدادية"

عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف
قدمت ورشة " قلب عراق " بالتعاون مع متطوعي اخوية المحبة مسرحية " تعلولة بغدادية " يوم السبت المصادف 27 \ 6 \ 2009 و على قاعة المركز الرعوي في  كنيسة مار بهنام للسريا ن الكاثوليك \ بغداد , بدأ العرض في تمام  الساعة الخامسة و النصف مساءً , و حضرها جمهور غفير غصت بهم قاعة المركز الرعوي .
المسرحية من تاليف و اخرج الفنان بسمان مخلص . 



48
" لجنة الشبيبة الجامعي \ بغداد "
شباب يطمح لمستقبل واعد ويعمل لغد افضل



عنكاوا كوم – بغداد – فادي

يخطيء من يضن أن الظروف الصعبة التي عصفت ببغداد  اثنت من عزيمة شبابنا " الكلداني السرياني الاشوري " في الاستمرار بنشاطاتهم و تجمعاتهم الثقافية، الاجتماعية و الدينية ، فمازلت العديد من التجمعات و اللجان، والهيئات الطلابية، والشبابية تعمل و بنشاط ملحوظ , سواء كان ذلك في  الظروف الصعبة التي مرت بها العاصمة او اليوم , فهي لم تتوقف بل استمرت بتقديم خدماتها المتميزة .
 لجنة الشبيبة الجامعي، أحدى النشاطات التي كان لها حضورها الفعال، والمتميز في الساحة الشبابية البغدادية منذ تأسيسها والى اليوم، أسسها الاب سعد سيروب   راعي كنيسة مار يوسف الكلدانية يعاونه في العمل اليوم الاب وسيم، الكاهن في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك.
عن نشاة الفكرة و تبلورها يحدثنا الاب سيروب فيقول :



لجنة الشباب المسيحي الجامعي فكرة ولدت وطبقت منذ 2003

الفكرة بدأت بعد عودتي من ايطاليا عام 2003 فحاولت اللقاء بعدد من الشباب الجامعي في جامعتي بغداد، والمستنصرية من الذين كانت تربطهم علاقات بالكنيسة  داخل الاخويات او في التعليم المسيحي.
 بداية الامر تبلورت الفكرة لتحقيق لقاء للشباب الجامعي فقط أي طلبة الجامعات و الكليات و المعاهد العراقية , فشكلت لجنة من مجموعة من الشباب لمساعدتي بالموضوع، وقمنا بطباعة عدد من الدعوات للقاء شبابي للطلبة الجامعيين حصراً , و وزعت الدعوات في جامعة بغداد \ التكنولوجيا \ المستنصرية \ معهد تكنولوجيا \ كلية الزراعة و غيرها من الكليات و الجامعات , و بالفعل حققنا اللقاء الاول في " كاتدرائية القديس يوسف \ للاتين " ,  كان اللقاء ناجح بكل المقاييس فلبى العديد من الطلاب الدعوة ووصل العدد  مابين 800 الى 1000 شاب و شابة , كان هدفنا الاساس هو تفعيل وتثقيف الشباب المسيحي لمواجه تحديات العصر الجديد وبشكل اكثر دقه لمواجهة تحديات العراق الجديد، وخلق شاب مسيحي واعي، ومدرك لحجم التغيرات التي يمر بها العراق، وقادر على استيعاب، ومواكبة، وتقييم ما يحصل من تغيرات اجتماعية، وسياسية، وثقافية بشكل ايجابي كما نحاول بناء القدرة لدى الشباب للتعامل مع هذه التغيرات بشكل يستطيع تميز الأيجابي منها لتطويره في خدمة وطنهم العراق، وتشخيص و رفض السلبي منها .

نحاول ان نسجل حضور متميز وسط التنظيمات الشبابية  لنقدم ثقافة مسيحية
تختلف عما يحمله الاخرون
 و عن ما يميز لجنة الشباب عن الاخويات الجامعية الموجودة في اغلب كنائس بغداد يضيف سيروب :

نحن نختلف عن اخويات الكنائس و ليس لنا اي علاقة بها , نحن نتوجه بشكل اساس الى فئة معينة من الشباب كما اسلفت , و بشكل خاص استطعنا جذب من لا يذهب للكنيسة منهم " للاخويات بشكل ادق " و لنستطيع من خلال لجنتنا بناء علاقة بينهم و بين زملائهم العاملين في الكنائس , و بالتالي أستطعنا رفد الاخويات بالعديد من الشباب الذين لم تستطيع الوصول الهم لفترات طويلة , و هذا بالتاكيد يمثل نجاح لنا و غاية مظافة الى غايات اللقاء الاخرى و التي وضحتها سابقاً .
نحن نحاول ان نسجل حضور متميز في الوسط الجامعي الذي اهمل لسنوات عديدة , و كذلك تسجيل حضور فاعل وسط التنظيمات الشبابية الاخرى العاملة وسط ابنائنا من الطلبة في الكليات و المعاهد , حضورنا نريده متميز عن ما يملأ البلد من تنظيمات سياسية و اجتماعية و ثقافية  , تحاول أن تعمل وسط شبيبتنا المسيحية و هي قد  تخالف ايماننا و مبادئنا المسيحية , فنحاول تقديم ثقافة مسيحية تختلف ما يحمله الاخرون فتحافظ على قيم المحبة و التسامح و الغفران و التي ابتعد عنها الشارع العراقي في السنوات الخمس الاخيرة بشكل ملفت للنظر .
لليوم استطعنا تحقيق اكثر من 20 الى 30  لقاء , تخلله فترة توقف بسبب سفري الى خارج القطر لأكمال دراستي و استمرت من نهاية عام 2006 و الى بداية العام الحالي حيث كان لنا لقاء في شهر كانون الثاني الماضي.


"واجهتنا العديد من الصعوبات و ضعفنا الاعلامي احداها"
وعنها يقول سيروب: كانت من اهم ما وجهتنا من صعوبات هي صعوبة الوصول و الأتصال بالشبيبة، فكثير من الشباب بداية الامر كانوا مترددين و متشككين من اللقاء لما حصل في البلد من تداخل لكثير من الافكار، والتيارات الدينية الغريبة، والسياسية ولدت لدى الشباب صعوبة في التمييز بين فكرة واخرى.
ايضا الدعاية للقاء كانت تشكل صعوبة لنا، فوسائل اعلامنا محدودة جدا و هناك صعوبة للدخول الى الجامعات، فكان الكثير من الطلاب المتطوعين يساهمون في توزيع الدعوات و الاعلانات الخاصة باللقاء .
كذلك واجهتنا صعوبة ايجاد المكان المناسب، والذي يسع لهذا العدد الهائل من الشباب , فكنا دائما ننقل من مكان الى اخر بحثاً عن الافضل، كذلك كنا نواجه صعوبات مادية في تهيئة مستلزمات اللقاء لكن الحمد لله كنا نتجاوز هذه الصعوبة بمساعدة الكثير من الخيرين الذين يساهموا دائما في دعم اللقاء، وبالنسبة الى تمويل اللقاء فلم يكن هناك تمويل خاص، كل العمل يبنى بمجهودات الشباب الفردية .
كذلك كانت تواجهنا مشكلة ارتباط الكثير من الشباب بالتعليم المسيحي في كنائسهم او الاخويات التي تقام اسبوعياً، ولقائنا كان مرة بالشهر فكنا نحاول التنسيق مع الكنائس خدمة لشبابهم لكي لا يخسروا حضور اللقاء.
 كنا ايضاً نواجه العديد من الصعوبات في عدم تسهيل الامر في العديد من الكنائس , فبعض الكهنة كانوا يسيئون فهم الموضوع مما ادى الى حصول بعض الاشكالات هنا وهناك سرعان ما حلت و الحمد لله .
اما عن موقف الكنيسة من هذا اللقاء، وهل شكلت عقبة امامهم فيقول:  بالبداية كانت هناك بعض الصعوبات من بعض الكهنة , و كان عدد منهم غير متفهم للموضوع الا ان الموقف تغيير و بدأ هناك تشجيع من عديد منهم لعمل اللجنة و بدأ الكثير من الكنائس تبعث طلابها رسمياً الى اللقاء , اخر لقاء بعثت كنيسة تهنئة العذراء مريم اخويتها بالكامل للمشاركة في اللقاء .
أما في ما يخص الحضور في الكليات فيجد سيروب ان الوقت ما زال مبكر لتفعيل العمل داخل الكليات , فاللجنة لا تمتلك الهيلكلية التنظيمية لحد الأن لذلك فالعمل فيها فردي يعتمد على الرغبة التي يمتلكها الشاب او الشابه لحضور اللقاء , و ليس من خلال انتساب او عضوية , نأمل ان نحقق نشاطات في الكليات مثل ان نحقق نقله في اجراء اللقاء في احدى الكليات او الجامعات بدلا من الكنيسة و لكن هذا بحاجة الى جهد كبير و استحصال موافقات من الجامعات و نأمل بتحقيقه بالسنوات القادمة .


الشباب البغدادي واعي ومثقف ويحاول السمو على ظروفه الصعبة

مجموعة من اللقاءات لكم هائل من الشباب كيف يقرأ الأب سعد واقع الشباب المسيحي في بغداد ؟
قرائتي لشبابنا المسيحي العراقي جدا ايجابية, فهو شباب واعي و مثقف  يحاول ان يعيش القيم الحقيقية. في احيان كثيرة يحاول ان يسمو على ظروفه الصعبة من اجل عيش الواقع القريب من المثالية لكن الظروف الصعبة التي تحيط بهم تضغط من اجل تغيير الكثير من طبيعتهم، لكني لازلت اقرا في عيونهم ذلك العطش الكبير نحو القيم الانسانية و المثل , كما يملكون عطش كبير للقاء بالاخر هذا بحد ذاته يعتبر قيمة كبيرة.
أما نقاط ضعف الشباب فهي عدم صحية علاقتهم باسرهم و بالكنيسة التقليدية , فهم عادةً يفشلون في بناء علاقات سليمة سواء بالاهل ام بالكنيسة التقليدية لكنهم يحملون مفاهيم خاطئة عن هذه الوحدات لا بل عن  الذات بحد ذاتها , بالتاكيد هناك ضعف في الانسجام مع الذات، مع المجتمع ايضاً عدم وضوح اهداف محددة للحياة , لكن هناك رغبة بتجاوز هذه النقاط .
أما مستقبلاً فلنا الكثير من الأمال للمستقبل نأمل تحقيقها، منها أننا نحاول ان نجعل منه تجمع رسمي، ويدرك الشباب بالفعل اهميته في حياتهم، ونحاول تطويره ليشمل العديد من النشاطات " الفنية , الثقافية , الادبية و غيرها " , اما اليوم فنحن لا نزال في مرحلة البحث عن الذات هدفنا الاساسي الوصول الى كل شباب الجامعات و دعوتهم للقاء و من ثم تحقيق لقاء كبير و شامل في احدى  الجامعات او الكليات العراقية . 


ناقشنا العديد من المواضيع الدينية , السياسية , الأجتماعية

اما عن فقرات اللقاء و مراحل الاعداد فيحدثنا الأخ " رأفت رعد القس بطرس \ طالب كلية تقنية" احد اعضاء اللجنة المنظمة للقاء فيقول :
بالنسبة لفقرات اللقاء فاللقاء يبدا عادةً بصلاة ثم محاضرات  تعقبها تقسيم المشاركون الى مجموعات " كروبات " للنقاش و ابداء الأراء , حيث تخرج كل مجموعة بحصيلة نقاشها تقدمها امام الجميع ، ويتخلل اللقاء عدد من الفقرات الترفيهية , الروحية , الثقافية التي يجري اعداها بالتنسيق مع اللجنة حسب المناسبة  وحسب اليوم .
من خلال العدد الكبير من اللقاءات والاحصاءات التي تجريها اللجنة في نهاية كل لقاء نجد ان الشباب تواقيين للمواضيع المطروحة و خاصة التي تشمل علاقة الدين بالمجتمع و المواضيع السياسية حيث نجد ان التساؤلات تكون غزيرة، و يشبع الموضوع من النقاش. اخر لقاء كان يوم الجمعة الفائت و كان تحت عنوان " المسيحية و العلمنة " , كان موضوع شيق و وجدنا تفاعل كبير من الحاظرين . 
أما عن المواضيع المطروحة فقد ناقشنا العديد من المواضيع و منها عقائدية تخص الايمان , المسيح , اعماله , الخلاص في المسيحيه , ناقشنا  مواضيع اجتماعية تخص و الحب , العلاقة بالاخر , الذات , الامل و الطموح , الزواج  ناقشنا مواضيع  سياسية " الكنيسة و السياسة , الكنيسة و الديانات , التعايش في مجتمع متعدد . و غيرها كثير من المواضيع و في محاور متعددة .
كما كان لنا العديد من النشاطات الاخرى، فقد اقمنا بداية عام 2009 سهرة تراتيل بمشاركة عدد كبير من الشباب , ثم كانت لنا  مسرحية تعلولة بغدادية " الجزء الاول " و نحن بصدد اكمال الجزء الثاني و التي تتحدث عن الأنتماء الوطني  وضرورة التمسك بالهوية العراقية  , كما نشرف على الفقرات الترفيهية " مسابقات , العاب , سكيجات مسرحية " خلال اللقائات .




اللقاء ينشر الكثير من الرسائل الثقافية و الروحية
لميسن ير جورج  " بكالورويس أعلام \ من المشاركات الدائميات في اللقاء " ترى ان هناك كثير من الايجابيات بهذه اللقاءات , فهو  خاص للطلبة الجامعيين المسيحيين بجامعات بغداد، وهذا  يساعد على التعارف بعضنا على البعض , فيكسر حاله  التشتت والتناثر بين طلبتنا فهم موزعين على عدد كبير من الجامعات , اللقاء يجعل الشبيبة قريبون اكثر من الوسط الكنسي خاصة البعيدين منهم ، فكثير من الرسائل الثقافية - الروحية  يمكن ان تصل اليهم من خلاله ,أن اللقاء يساعدنا اكثر ان نندمج مع بعضنا كشعب  له خصوصية بالمجتمع ، ويساعد  بنمو خصال الثقافة الروحية و بنشوء وعي عميق في مفاهيم روحية قد تكون مجهولة عند البعض .
 و ترى لميس أن  الشباب بحاجة لكلمة واعية يسمعوها اولاً , وبانفتاح اكبر بطرح مواضيع مجهولة أو مسسترة .
 الأب سعد سيروب من خلال اللقاءات يساعد كثير من الشباب ان يتفهموا العديد من الحقائق من خلال المواضيع التي تتناولها المحاضرات ، وكذلك تبادل الخبرات في فقرة المجاميع يساعد كثير من شبابنا على النمو بفكرة قبول وجهة نظر الاخر  بكل ما يحمل من اختلافات .
اما عن السلبيات فتضيف  هناك بعض السلبيات و المعوقات الي تؤخر تطور اللقاء, فاللقاء بحاجة لدعم من الكنيسة ومن كل المهتمين بمثل هذه النشاطات، كذلك مشكلة النقل تعيق الكثير من الطلبة عن المشاركة , ولذلك شهدنا خلال اللقاءات الاخيرة بعض التراجع بعدد الطلبة الحاضرين والمشاركين.
توفير نقل ثابت للطلاب مثلا بعد التجمع في كنائسهم والانطلاق منها الى مكان اللقاء سوف يساعد كثير من الطلبة وخصوصا من البنات لان حركة النقل كثير صعبة بالنسبة الهم ، وبالتالي  سيكون هناك فرصة لعدد اكبر من طلبتنا الجامعيين لحضور اللقاء والاستفادة من المحاضرات والافكار المطروحة .

 
 

49
حفل تخرج طلبة معهد التثقيف المسيحي في بغداد

عنكاوا كوم – بغداد - فادي كمال يوسف



أقيم يوم الثلاثاء 24 حزيران الجاري، وعلى قاعة قصر الصنوبر في بغداد،  حفلاً لمناسبة تخرج دورة من طلبة معهد التثقيف المسيحي للعام الدراسي الحالي  2008 –
2009 .

ابتدء الحفل بكلمة ترحيبية بالحاضرين، اعقبتها كلمة عميد كلية بابل للفلسفة واللاهوت المطران جاك اسحق، اثنى فيها على المعهد ودوره في بناء جيل مسيحي مثقف، يحمل افكار منفتحة كما اكد ان هناك مشروع لأفتتاح فرع اخر للمعهد في عنكاوا لحاجة المدينة الى مثل هذا النوع من الخدمات.

وزع بعدها سعادة السفير البابوي في العراق الشهادات على الطلبة الخريجين، ثم القى سامر موفق النقار كلمة الطلبة الخريجين، شكر فيها ادارة المعهد، واساتذته على ما بذلوه من جهد خلال السنوات الدراسية الثلاث.

استمتع بعدها الحضور، بالمسابقات الترفيهية على انغام " دي جي رافل "، وزع بعدها الاب سالم ساكا " معاون عميد كلية بابل الحبرية " هدايا على الطلبة الخريجين، وانتهى الحفل بتوزيع نتائج طلبة المراحل " الاولى , الثانية , الثالثة " .

يذكر ان عدد الطلبة الخرجين هذا العام هو سبعة طلاب وهم حسب تسلسل النتائج" ريم كمال طوبيا , نسمة خالد رزوقي , اسامة يوسف متي , سامر موفق النقار , روني يوسف اوراها , لميس منير جورج , نصرت سنجري "

حضر الحفل سيادة المطران جاك اسحق عميد كلية بابل الحبرية، سعادة السفير البابوي في العراق، سيادة المطران اندراوس ابونا المعاون البطريركي الكلداني، عبد الله هرمز النوفلي رئيس ديوان اوقاف المسيحيين، والديانات الاخرى، وعدد من الاباء الكهنة، وضيوف الخريجيين بالاضافة الى طلبة المرحلتين الاولى، والثانية من المعهد.

وبهذه المناسبة اجرت "عنكاوا كوم" عدد من اللقاءات مع طلبة واساتذة الكلية، اذ قال الطالب المتخرج سامر موفق النقار- بكالوريوس هندسة كهرباء، ودبلوم عالي برامجيات الحاسوب " دخلت المعهد في العام الدراسي " 2000 – 2001 " الذي كان حينها في مقر كلية بابل في الدورة، وتوقفنا عن الدراسة عام 2003 بسبب الاحداث التي المت بالبلد، ولم يعاد الا في5 200 – 2006 في كنيسة مار ايليا الحيري، ليتوقف بعدها مجددا الى ان اعيد افتتاحه مرة اخرى هذا العام في كنيسة القلب الأقدس، والحقيقة اليوم استطيع ان اخدم كنيسة المسيح بشكل افضل و بسلاح من الثقافة المسيحية .

اما القس اوكن هرمز - كنيسة المشرق الأشورية استاذ مادة المسكونية، للمرحتلين الثانية و الثالثة، فيحدثنا عن مادته، واصفا اياها بانها "حجر الأساس في بناء الاسس الحقيقية بالحركة التي ستعمل على توحيد الكنيسة باسم الرب يسوع المسيح"، وشكر طلاب المعهد على تفاعلهم الخلاق اثناء المحاضرات .

ويقول بستم صبري نكارا استاذ " الفن المقدس " للمرحلة الأولى ان "مادة الفن المقدس هي لتعريف الطالب بالايقونات، وتاريخها، ومعانيها الرمزية، وعن تفاعل الطلاب مع المادة يذكر انهم وجودا صعوبة في البداية لكونها غريبة عنهم بعض الشيء ثم تفاعلوا معها بشكل جيد، لكنه يذكر ان الوقت كان محدد، وقليل لا يتناسب مع هكذا مادة ضخمة .

الطالب انس حكت يوسفاني، مرحلة ثانية ماجستير هندسة بناء وانشاءات يذكر ان "المعهد فتح امامه افاق جديدة لم يكن مطلع عليها سابقا كما استفاد كثيرا من الدروس المختلفة، والمنوعة".

 ويؤكد وهو مدرس تعليم مسيحي مرحلة متوسطة أن هناك الكثير من المفاهيم، والافكار التي سيعمل على نشرها، وتعليمها لطلابه غير ان الوقت كان قليلا، والمحاضرات متداخلة، ويأمل ان ينظر في هذا الموضوع السنة القادمة .

ويتوجه الطالب جان زكي ابراهيم، مرحلة ثانية بالتهاني والتبريكات الى جميع الطلاب في المراحل كافة وبشكل خاص الى طلبة المرحلة الثالثة لمناسبة تخرجهم.

اما عن المعهد فيذكر ان هذا العام كان من اكثر السنوات طبيعية، ولم يشهد انقطاعات، والدوام كان يسير بشكل طبيعي، واشار الى ان علاقات المعهد المتميزة خطوة مهمة، ورئيسية في تطوير الواقع الشبابي في بغداد، نشكر كل من يعمل على ديمومته، وتطويره .


50
جمعية اشور بانيبال الثقافية تقيم محاضرة حول الهجرة وتداعياتها


عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

اقامت جمعية اشور بانيبال الثقافية بالتعاون مع شبكة المستقبل الديمقراطية، الجمعة 22 ايار (مايو) الجاري، محاضرة بعنوان "الهجرة وتداعياتها واسبابها". القى المحاضرة عضو الجنة المركزية لحزب بيت نهرين الديمقراطي، وعضو مجلس محافظة بغداد كوركيس البرواري.
تاتي المحاضرة استكمالاً لورش العمل التي تقيمها الجمعية والمخصصة لمعالجة الهجرة وتاثيرها على الاقليات العراقية.
تطرق البروراي في محاضرته حول اسباب الهجرة وظهورها في العراق، وانتشارها بين ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، والسبل الكفيلة بمعالجتها، ودور مؤسسات شعبنا الدينية والثقافية والسياسية في التقليل من حجمها.
حضر الندوة عدد من ممثلي مؤسسات شعبنا الثقافية والاجتماعية والسياسية.


     

51
عنكاوا كوم تلتقي سيادة مار عمانوئيل دباغيان
رئيس اساقفة العراق للأرمن الكاثوليك


عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

وسط  بغداد وفي منطقة الكرادة العريقة، ترتفع شاهقة الى السماء قبة كنيسة مريم العذراء سيدة الزهور " ناريك ". هذه القبة يميزها طرازها الارمني الشهير، تعكس احتضان بغداد لابناءها من الأرمن الكاثوليك.
 " عنكاوا كوم " التقت في داخل هذا الصرح الكبير، سيادة مار عمانوئيل دباغيان رئيس اساقفة العراق للارمن الكاثوليك، للحديث معه عن شؤون رعيته وهمومهم.

 فشيخنا الجليل ذي الـ " 76 " عاماً و الذي ما زال ينبض بقلب شاب ,  ولد بتاريخ 24 \ 12 \ 1933 في حلب \ بسوريا , لعائلة ارمنية , انقذ جده باعجوبة من المذابح التركية عام 1915 , اكمل دراستة الثانوية و خدمتة الالزامية في الجيش السوري و عمل كمحاسب في شركة تجارية, الى ان دعاه الرب و هو في سن الرابعة و العشرين, فالتحق بدير الارمن الكاثوليك " بزمار " بلبنان عام 1961 . ارسل بعدها الى روما لاكمال دراساته اللاهوتية في جامعة الكريكوريانا , و رسم كاهناً بتاريخ 25 \ 12 \ 1967 .
عاد بعدها الى لبنان ليؤسس ميتم للصبيان بأسم الكاردينال أغاجانيان و خدم فيه 11 سنة , انتخب عام 1978 كمدير للاكليركية الصغرى بدير بزمار بلبنان و عمل فيها لـ 6 سنوات , خدم بعدها لسنتين في رعية برج حمود للأرمن الكاثوليك , انتقل بعدها الى حلب لتاسيس فرع للاكليريكية الصغرى بسبب الحرب الاهلية اللبنانية عام 1984, نقل بعدها الى جورجيا " القوقازية " عام 1994  بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي السابق، حيث خدم خمسة قرى لمدة تسعة سنوات  و منها ً الى تبليسي " العاصمة الجورجية " ليعيد تاسيس مركز الرعية هناك . و أخيراً انتخب في العام 2006 مطراناً للعراق ورسم بتاريخ 4 \ 8 \ 2007 بدير بزمار حط رحاله في بغداد في 22 \ 1 \ 2008 .


 عن الكنيسة الارمنية العريقة و التي تضرب جذورها في عمق التاريخ الأنساني يقول :

" الكنيسة الارمنية منذ نشأتها كانت كنيسة جامعة ,و الشعب الارمني باجمعه اعتنق المسيحية على يد القديس غورغوريوس المنور عام 301  فأصبحت ارمينيا اول دولة في العالم تعلن المسيحية ديناً رسمياً لها .   
ودافعت ارمينيا عن ايمانها المسيحي في خوضها لحرب غير متكافئه  ضد الفرس سنة 451 الذين حاولوا فرض الديانة الزردشتية على الارمن , و رغم انها خسرت الحرب الا انها لم تخسر ايمانها المسيحي , و نتيجة لهذه الحرب  لم يستطيع الاساقفة الأرمن الاشتراك بمجمع خلقدونية.  وبعد الحرب و لألتباس في فهم قررات المجمع جيداً بخصوص أقنوم المسيح و الطبيعتين الألهية و الأنسانية في شخص واحد لذلك حدث الانشقاق الكبير لنبذ الأرمن قررات المجمع و انحازوا الى جانب ذوي الطبيعة الواحدة فدعوا بالـ Les Monophysites   فانقسم الاساقفة بين خلقدونيين و غير خلقدونيين , الا ان الشعب بقي متوحدا لغاية  بداية القرن الثامن عشر حيث بدات حركة الاصلاح الروحية مع الراهب مخيتار ( 1676 – 1749 ) في المنطقة الغربية من ارمنيا الخاضعة للحكم العثماني حيث انشأ في اسطنبول عام ( 1700 ) جماعة صغيرة ما لبثت أن اضطهدت من قبل الدولة العثمانية  فانتقلوا الى مدينة البندقية  فاعطتهم الحكومة الأيطالية ديرا مهجورا , فاسسوا  بموافقة البابا رهبانية جديدة ,  بدأت بعدها فكرة انشاء بطريركية مستقلة للارمن الكاثوليك خاصة بعد المعارضات التي تعرض لها الاساقفة المواليين للوحدة كأسقف ماردين " ملكون طاسباز " و اسقف حلب " ابراهام اردزيفيان" .
 و في 16 \ 11 \  1740 اجتمع ثلاثة اساقفة و بعض الكهنة و المؤمنين الموالون لهم في مدينة حلب و انتخبوا اسقفها " ابراهام اردزيفيان " بطريكاً و اعلنوا شركتهم التامة مع كرسي روما .
سافر بعدها البطريرك الجديد الى روما لينال التثبيت من البابا بندكتس الرابع عشر و الذي قبل اعترافه الكاثوليكي و ثبته بطريركاً كاثوليكوساً على الأرمن في كيليكيا و منحة الباليوم و ذلك بتاريخ 8 \ 12 \ 1742  , لكنة لم يستطيع العودة الى حلب لعدم اعتراف الحكومة العثمانية و بطريرك اسطنبول به فلجأ الى دير الرهبان الانطونيين في جبل كسروان بلبنان فأستقبلوه و جعل من ديرهم مقراً لكرسيه البطريركي  , و تمكن بعد ذلك من شراء ارض كبيرة ليؤسس ديرا و بطريريكية و اكليريكية لتحضير الكهنة في هضبة بزمار , و بعد وفاتة سنة 1749  توالى البطاركة الى اليوم و في نفس الدير , و البطريرك الحالي هو صاحب الغبطة مار نرسيس بدروس التاسع عشر بطريرك كاثوليكوس كيليكيا للارمن الكاثوليك . و اساقفته و كهنتة يعملون في الشرق الاوسط  " لبنان – سوريا – العراق – الأردن – الاراضي المقدسة – مصر – تركيا – ايران "   , بفرنسا – ايطاليا – اليونان – السويد – ارمينيا - روسيا جورجيا – و الامركيتين .



أما عن رعية العراق فيضيف :

أن اتصال الشعب الأرمني التجاري و الصناعي بسكان الرافدين هو قديم و ليس وليد اليوم , ففي العصر الحديث نجد ان الرحالة الاسباني بيتو تيكسيسو يتكلم عن وجود بيوت ارمنية في بغداد عام 1604 , و يقال انه في عام 1753 كان يوجد ستة و ثمانون بيتا مسيحيا " 15 " منها ارمن و ما يزال باق لحد اليوم عائلتين منهم و هم عائلة تون و بيت مريم جان .
جاء بعدها العديد من الكهنة الارمن الكاثوليك من الرهبنة الانطونية و من رهبنة سيدة بزمار ليخدموا ابنائهم المؤمنيين , و كانت أعداد العائلات الارمنية تزداد و لم يكن لديهم كنيسة خاصة بهم ,  فاما كانوا يقدسون في البيوت او بأتفاق مع الاباء الكرمليين في كنائسهم , و في عام 1805 تم شراء دار كبيرة و اخرى ملاصقة لها صغيرة ( في سوق الغزل ) و حولهما الى منزل واحد , فتحول الى مصلى و دار للكهنة لمدة 36 سنة   , كما كان كثير من اغنياء الارمن يهبون بيوتهم الى الكنيسة عند وفاتهم كوقف لها .
في سنة 1833 اعطيت الحرية الدينية للأرمن الكاثوليك في بغداد فبدأوا يمارسون طقوسهم و احتفالاتهم بكل حرية " العماذ , الأكليل , الدفن .... الخ " ,  و من ذاك الوقت اصبحت لدينا سجلات تخص الرعية  الأرمنية الكاثوليكية , و بذلك اصبح معروفا لنا اسماء العائلات الأرمنيه .
و بفرمان من الدولة العثمانية بتاريخ 2 \ 6 \ 1840 و ضع الحجر الأول لبناية  كنيسة أنتقال العذراء " الكاتدرائية " محل البيوت المشتراه سابقا , و كان اول كاهن ارمني هو الأب توما باخماجيان و هو من اصل بغدادي و قد اكمل بناء الكنيسة سنة 1844 و تكفل بمصاريفها ارمن بغداد .
و  في سنة 1878 تم افتتاح مدرسة الاتفاق الكاثوليكي للكنائس الثلاثة : " الكلدان , السريان و الارمن " الكاثوليك , و في سينودس عام 1911 بعد وصول الاف الارمن من ايران و مرعش نتيجة الأضطهادات معهم الكاهن  ملكون طاسبازيان و الكاهن  نرسيس صائغيان الى العراق  , قرر الحاق نيابة بغداد بابرشية ماردين و نفذ القرار في 3 \ 2 \ 1915, و عين الشهيد المطران اغناطيوس مالويان على كرسي ماردين و لكنة استشهد و 14 كاهن و417  مؤمن من رعيتة في 22 \ 10 \1915 و لذلك بقيت بغداد على حالها السابقة , و قد خلفه المطران يعقوب نسيميان المارديني في 28 \ تموز \ 1928 و قرر ان يكون مركزه  في  بغداد مؤقتاً . 

وصل المطران يعقوب نسميان و كان يرافقة الأب لويس بطانيان المارديني الذي اتخذه المطران الجديد مساعدا له , فقام المطران الجديد بأصلاحات كثيرة في دار الكنيسة و انعش العبادات بين المؤمنين , كما بنى كنيسة و مسكناً في سنجار و هو الذي احضر راهبات الحبل بلا دنس الأرمنيات لبغداد , فافتتحن بها مدرسة فيها للبنات و قد ساعده فيها الاب الفرنسي  Le Chanion Magnard . و بسبب وفاة مطران الأسكندرية تم نقل المطران نسيمان الى هناك و خلفه على كرسي ماردين و توابعها مساعده الأب لويس بطانيان الذي سيم اسقفا بتاريخ 29 \ 10 \ 1933 , فقام المطران الجديد بتجديد الكنيسة و تكبيرها و جدد معظم اقسام الوقف , كما أضاف طابقا ثالثا الى دير الراهبات , واسس اخوية الرأفة لمساعدة الفقراء , و بنى كنيسة في محلة ارخيتة بالكرادة الشرقية و كرست بأسم قلب يسوع الاقدس في 3 \ 4 \ 1938 , دعا البطريرك غريغورس اغاجانيان المطران بطانيان الى بيروت و عين نائباً للبطريرك , وارسل محلة الكاهن نرسيس طبرويان و الذي انتخب مطران لماردين و رسم في 5 \ 5 \ 1940 و رسم في 27 \ 10 \ 1940 و اصبح المطران الثالث الذي اقام مؤقتا في بغداد , و كان عدد الارمن انذاك 2000 نسمة " 1100 في بغداد , 252 في سنجار , 220 في الموصل , 200 في البصرة , 90 في كركوك " و لا نعلم كم العدد في ماردين و توابعها و كانت لهم وضائف عالية في الدولة العراقية انذاك .
و في الفترة الاخيرة تعاقب على كرسي بغداد أصحاب السيادة الاسقفة :
- المطران هوفهانيس " جان " كاسبريان و الذي ارتفع الى كرسي البطريركية , خلفة كنائب بطريريكي الخوراسقف جورج طبرويان .
- المطران بولس كوسا المعروف و المحبوب من الجميع و قد خدم الأبرشية 18 سنة , و بعد استقالته لتقدمه بالعمر عين نائبا بطريركيا الأب انطوان اطاميان . و الأسقف الجديد هو المطران عمانؤيل دباغيان




وعن انطباعة الاول لدى تسلمة مسؤلياته في ابرشية العراق  يحدثنا المطران دباغيان :

اول انطباع لي كان اني عينت في محل فية حرب اهلية , و أن هناك أضطهاد  ضد  المسيحيين , خاصة بعد الحوادث الاخيرة التي رايناها على شاشات التلفاز " القتل , التهجير , العنف المتواصل , استهداف الكنائس "  , و لكن كنت اعلم  أن هناك تعايش في العراق لسنوات طويلة بين كل مكوناته  وهذه الحالة غريبة , و ان ظهور هذا العداء هو جديد و مسييس , لذلك قررت ان اقبل بالمجيء رغم كل شيء خاصة نحن  المطارنة و الكهنه لدينا أيمان قوي وعلاقة حميمه مع الرب .
و انا واثق أن الرب الذي عينني هنا سوف يحفظني و يجعلني اكمل رسالتي  كمشيئته و ليس كمشيئتي  , كما اننا  لا نستطيع  أهمال هذه الأبريشيات التي تعاني الصعوبات والتحديات .
 لكن وصولي لبغداد اخذ وقتا طويلا لصعوبة اعطائي " الفيزا " سمة الدخول , خاصة و انا لدي الجنسية السورية , و لكن و بعد فترة من الزمن استطعنا حل الموضوع في 16 \ كانون الثاني \ 2007 , و في 22 \ كانون الثاني كنت هنا .
عندما قدمت هالني ما رأيته من الخوف و الهلع الكبير الموجودين في الرعية , الكل يرغبون بالابتعاد عن بغداد و العراق بكل الاشكال,  و طوال النهار كان هناك اشخاص يزوروننا لاخذ شهادات العماد و مطلق الحال و الزواج و غيرها لغرض الهجرة , كان انطباعي جدا سيء فأنا لدي رعية تتفتت .
 نحن الذين كان لدينا سابقا كما قالوا لي  في العراق 2400 عائلة و انه بعد الحرب على ايران وصل العدد الى 400 عائلة  , الآن  كثير من هذه العائلات كانت غائبة و لا نعرف أماكن تواجدها بالضبط منهم بسوريا , الاردن , لبنان , ارمينيا , او ينتظرون السفر الى اوربا او امريكا .
 و هذا اثر كثيراً على نظام الكنيسة و فاعيلتها , فالذين كانوا يقومون بالخدمة غائبون " التعليم المسيحي , الكورال , خدام المذبح " , طبعا كراعي كنت احاول ان اثبت عزيمة ابناء رعيتي على البقاء , فالغرب بمغرياته هو عالم صعب و شاق , و المهاجرين لن يجدوا الراحة بسهولة و لا جو الألفة الذي تعودوا عليه في العراق  , فعالم الغرب لا يملك علاقاتنا الاخوية الموجودة هنا , اضافة الى اشكالية اللغة , و بنفس الوقت كنت اطلب منهم  على الأقل عدم بيع املاكهم  , لان هذة الحالة بالتأكيد سوف لا تدوم  .
 هناك من تجاوب لطلبي و لكن و للاسف الاغلبية كانوا مصميين على الرحيل , و هذا ما حز كثيرا في قلبي , و لم يكن بامكاني فرض البقاء على احد فلا ضمان للامن هنا .




أما حول تصوراته لإبرشية بغداد الارمنية فيقول :
 
 قبل الحرب هنا كان لدي افكار اجابية عن ابرشية العراق فهي فعالة و مزدهرة و من الابرشيات المنظمة بدقة , و هذا ما دفع المطارنة السابقين لتشييد كنيسة اكبر , فبنوا  الكنيسة الموجودة حاليا " كنيسة مريم العذراء سيدة الزهور \ ناريك " و هي من اكبر و اجمل كنائس بغداد و تحتها  قاعة بنفس الحجم .
 كان هناك اندفاع لازدهار الابرشية كما كان لدينا راهبات الارمن الكاثوليك و لديهم مدرسة أبتدائية و اعدادية للبنات و فيها 400 طالبة منذ عام 1946 , فكانت الامور تسير من نجاح الى نجاح .
و لكن عند وصولي الى بغداد كانت الراهبات قد غادرن العراق و كانت المدرسة قد أممت  , و الروضة مغلقة و قد حدث تفجير كبير امام المطرانية , و أحدث خسائر هائلة , و الصورة وجدتها مغايرة تماما لما كانت عليه .



 وبخصوص خطة العمل التي انتهجها سيادة المطران دباغيان لانقاذ ما يمكن انقاذه من أبرشيته، يقول:


 خطة عملي بالحقيقة كانت اعادة تاهيل المطرانية , فهي كانت بحالة يرثى لها من ناحية البناء و الحدائق , والروضة المحطمة و المنهوبة ,أما السيارات فهي قديمة و ليست لدينا سيارات كبيرة , و كان لدينا سرداب  يستخدم كصالة صغيرة و جدناه محطم و مدمر ,و سور المطرانية  ليس بالارتفاع المطلوب   .
 فبدأنا بتجديد كل هذة الاشياء , و نشكر الحكومة العراقية التي بواسطة ديوان اوقاف المسيحيين و الديانات الاخرى , قد ساهمت باعمال الترميم . و لحد الان يعملون لأعادة تاهيلها .
الحقيقة مازال  هناك خوف لدى المؤمنين  من المجيء الى الكنيسة , لذلك ترى ان الحضور في القداديس و الاحتفالات الاخرى  قليل , حتى الاحادات و ايام الجمعة و هو يوم الراحة نجد الحضور دائماً ضعيف , كما انتقلت كثيرا من  الأحتفالات الكنسية الى خارج العراق " كالعماذ و الزواج و غيرها" .
 و نحن الأن  نحاول ان نوفر سيارات لنقل المؤمنين من مناطق بغداد المختلفة  البعيدة عن الكنيسة , من الذين ليس لديهم الامكانية المادية للحضور الى الكنيسة , و هذا ايضا سبب في تراجع الحضور فمؤمني كنيستنا مشتتين في مناطق بعيدة في بغداد و حضورهم يكلفهم مبالغ عالية جدا لذلك نحاول ان نجد حل لهذا الاشكال . 
و ما أن يكتمل تأهيل المطرانية  فسنعاود استعادة نشاطاتتنا المختلفة , و ليس فقط على مستوى ابناء الرعية بل على مستوى جميع الكنائس المسيحية , من مساعدة في احياء النشاطات الثقافية و الترفيهية و غيرها , و تسهيل الامور للنشاطات الاجتماعية من ( زفاف , عماذ , تعازي ) بأفتتاح القاعة الكبيرة امامهم  واعادة نشاطات التعليم المسيحي و روضة الأطفال و نشاطات الشبيبة الخ  , نامل ان نحول المطرانية الى مركز رعوي مميز في بغداد  , وقد تحقق الكثير من خطة العمل  رغم انها تسير ببطيء و لكننا لم تتوقف , و لدينا امل بأن تستمر الأجواء الامنية بسلام لنحقق ما نصبوا اليه. .


و عن نظرته الى مستقبل الكنيسة في العراق يقول :

اني متفائل جدا و اعتقد انه اذا استتب الامن , هناك الكثير من الأشخاص في المهجر سيعودون حتماً الى ارض الوطن , لان مسقط رأس الانسان لا يمكن ان يعوض , و الذي تعود على حياة ذات طابع معين لا يمكن ان يجد تلك الحياة في مكان اخر , اضافة الى ذلك تطمينات الحكومة بمستقبل قريب زاهرخلال  عدة اجتماعات حضرناها مع اخواننا رؤساء الطوائف والتقينا فيها بالمسؤلين العراقيين " فخامة رئيس الجمهورية و دولة رئيس الوزراء " الذين  اكدوا لنا انهم  يعملون بجد للوصول بالعراق الى بر الامان و انهم يدعمون دائما التعايش المسيحي الاسلامي و الذي كان سائداً في العراق على مدى العصور ,  فالمسيحي هو مواطن فعال و مهم في هذه البلاد , نامل ان تتحقق هذه الوعود و الكلمات و ان لا تأخذها رياح العنف , و ان يعم الامن في بلاد الرافدين .




و في نهاية اللقاء اعرب المطران دباغيان عن فرحه الكبير بالروح الأخوية التي تسود بين رؤساء الكنائس في بغداد، فقال:

 كان فرحي كبيراً عندما اكتشفت بأن كل الكنائس المسيحية  في بغداد على اختلافها  متماسكه , و لدينا مجلس للطوائف  في بغداد , بحيث و من  خلاله نستطيع معالجة المشاكل بطريقة مجتمعة و شفافة , و نأخذ القرارات المناسبة للكل بدون تحزبات او خصوصيات طائفية , و هذا جعلنا نكون اقوياء متضامنين و منفتحين  , فالمسيحية التي اساسها المحبة هي تعكس بتأكيد اشعتها  اولا على الرؤساء  ,أما بخصوص العلاقة بين الطائفتين الارمنيتين المتواجدتين بالعراق  فلا توجد مشاكل فنحن متعاضدين نعمل لهدف واحد  كل الصلوات و القداديس و الاسرار التي نقوم بها متشابه تماماً , و هناك حوار اخوي دائم .



52
جمعية اشور بانيبال الثقافية في بغداد تقيم ورشة عمل حول هجرة ابناء شعبنا



عنكاوا كوم – بغداد - فادي كمال يوسف

اقامت جمعية اشور بانيبال الثقافية في بغداد، السبت 9 ايار (مايو) الجاري، ورشة عمل للتوعية باسباب الهجرة و تداعياتها و دوافع البقاء للأقليات العراقية.
ابتدأت الورشة بمحاضرة القاها خوشابا سولاقا بعنوان ( الهجرة الاسباب و النتائج)،  تطرق خلالها المحاضر الى تاريخ هجرة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري خارج العراق، واسبابها.
وأشار الى النتائج السلبية التي تفرزها الهجرة على الوطن، وما تخلفه من نقص واضح في امكانياته وموارده البشرية، واستزاف لطاقاته كما تطرق الى الصعوبات التي يتعرض لها المهاجرون في بلاد الاغتراب.
وتحدث سولاقا عن "الدور الضعيف" الذي تلعبه مؤسسات شعبنا، الدينية , السياسية , الاعلامية , والاجتماعية في ايقاف نزيف الهجرة، داعياً الكنائس بجميع مسمياتها الى عقد مؤتمر يبحث الطرق الناجعة لايقاف هذا النزيف.
يذكر ان المحاضرة التي حضرها جمع من مثقفي وسياسي شعبنا، هي الاولى في سلسلة محاضرت، ستقدمها  جمعية اشوربانيبال، بالتعاون مع شبكة المستقبل الديمقراطية العراقية، وفي جميع مناطق تواجد شعبنا في محاولة للتوعية بخطر الهجرة على مستقبل امتنا .


53
اراء عدد من رجال الدين المسيحيين في بغداد بموقع "عنكاوا كوم"


عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

لمناسبة الذكرى العاشرة على تأسيس موقع " عنكاوا كوم "، واستكمالاً  لمجموعة الاستطلاعات التي يجريها الموقع بين شرائح شعبنا " الكلداني السرياني الاشوري " كان لنا مجموعة لقاءات مع عدد من رجال الدين في بغداد ...

موضوعية المقالات المنشورة في الموقع جعلتنا نثق ان الموقع هو موقعنا



لقائنا الأول كان مع الأب سعد سيروب  " راعي كنيسة مار يوسف الكلدانية " الذي تحدث عن الموقع قائلاً: انه " استطاع مواكبة التغيرات في البلد رغم البعد الجغرافي لادارته ، وقد نجح في  ربط ابنائنا من الشمال و الجنوب، واشعرهم بقضيتهم الواحدة، وهدفهم  المشترك، وهو العيش بسلام، والمحافظة على الهوية الدينية و القومية".
واضاف " الموضوعية في الكثير من المقالات المنشورة على الموقع اعطته نوع من المصداقية التي جعلتنا نثق بان الموقع، موقعنا".
وعن سلبيات الموقع، قال الاب سيروب "هناك الكثير من السلبيات، فالموقع يبرز قضايا اكثر من الاخرى في زمن نحتاج فيه الى معالجة القضايا اكثر من ابرازها" و "كتاب الموقع ليسوا بالمستوى العلمي والموضوعي بل هم مدفوعون بعاطفة، وحمية اكثر من الموضوعية، لذلك نجد الكثير من التجاوزات" و " مسألة الرد على المواضيع، والرد الاخر، بدل من مناقشتها، بعقلانية، ورصانة علمية , و هذا لن يدفع بالتقدم بل سيجعل الطروحات شخصية لذلك يتعرض الموقع الى خروقات، وبالتاكيد الحل ليس مهمة الموقع  بل هو يساعد القارىء على اتخاذ قرار سليم" .
واستشهد بموضوع الحكم الذاتي الذي يثار "كأنه قضية شخصية مدفوعة بدوافع سياسية و قومية كما ان هناك استرسال في بعض المواضيع" .
وعن الحالة التقنية للموقع، قال "هو جيد نوعاً ما رغم وجود بعض الملاحظات منها، العدد الكبير من الصور و تشابك المواضيع و ازدحامها بشكل كبير" .

الموقع لا يمكن اليوم ان يكون جدار حر , بقدر ما يكون جدار موجه

أما الأب وسيم القس بطرس، كنيسة سيدة النجاة، فأتفق في كثير من النقاط التي ذهب اليها الأب سيروب وأضاف "من وجه نظر رجل دين ينظر الى عنكاوا كوم كناقل لأخبار  الكنيسة و ابنائها، اعتقد ان لكل موقع ايجابيات، وسلبيات، خصوصاً ان الموقع، جمع الكل بمختلف اطيافهم، واتجاهاتهم" بالاضافة الى سرعة نقل الخبر و انتشار رقعة التغطية في كل انحاء العالم، جماهيرية الموقع ,نقله اخبار الكنائس , و ابنائنا المسيحيين في العالم، كل ذلك اعطى للموقع صفة التميز.
اما سلبيات الموقع , فالكثير يفهمون ان "عنكاوا كوم" ناطق بأسم الكنيسة أو لسان حالها, وهذا الامر ايجابي بالنسبة للموقع و لكن سلبي بالنسبة للكنيسة (حسب رائي الشخصي) لماذا ؟
لان عنكاوا كوم موقع علماني و ليس موقع كنسي , سعي عنكاوا كوم للانفتاح و التطور، واخذ مكانه في ساحة شعبنا الأعلامية , جعلها تفقد الكثير من هويتها الخصوصية , نتمنى ابراز اكثر لهوية الموقع هل هو موقع (علماني , كنسي , سياسي , الخ ) , أن التشتت سؤثر سلباً على تطور الموقع .
وركز الاب بطرس على نقطة اعتبرها أساسية وهي  أنه  "لا يمكن للموقع اليوم ان يكون جدار حر , بقدر ما يكون جدار موجه .أن كلامي لكم بالتاكيد هو بدافع النقد البناء و الايجابي خدمة لتطوير الموقع . يجب ان يكون هناك فلترة و انتقاء للموضوعات المطروحة من اجل هدف معلوم مثل، توحيد الخطاب , بناء المجتمع وفق اسس تخدم الأنسانية , الأهتمام بقيمة الانسان في عالم يفقد فية الانسان معناه او قيمته".

أتمنى فسح مجال أكبر لحرية الرأي

وقال الاكليريركي كرم كمال ان "السياسة الإعلامية التي يتبعها الموقع جيدة قياساً بسرعة نشر الاخبار والأحداث التي تخص شعبنا المسيحي، ولكن ما أتمناه هو فسح مجال أكبر لحرية الرأي، وعدم حذف المقالات التي تبدي آراءاً جريئة وإتاحة فرصة أكبر لنشر الآراء ونقدها على مختلف الأصعدة".

عنكاوا كوم نجحت في نقل معاناة شعبنا و جعلها قضية رأي عام دولية




وهنأ الاب ثائر عبدال ( كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك ) جميع ابناء شعبنا الكلدني السرياني الاشوري بمناسبة الذكرى العاشرة لميلاد موقع " عنكاوا كوم"، واعتبر الموقع  صرح اعلامي كبير , فهو ينقل و بشكل دقيق واقع حال المسيحيين في العراق و خارج القطر, وتمكن من ربط ابناء شعبنا بعضهم بالبعض كما نجد التجدد الدائم في صفحاته، وهذا ما يزيد من عدد زواره، ويحاول نقل الاحداث اول باول , خاصة بالاونة الاخيرة  حيث تابعت عنكاوا كوم أخبار المسيحيين و نقلت معاناتهم سواء في قضايا التهجير , او العنف ضدهم أو الاقصاء و التهميش من خلال بعض القوانين , و جعلها قضايا راي عام دولية لا عراقية فقط .
 نحن نتابع عنكاوا كوم اول باول لانها تفرض علينا متابعتها كي لا نكون خارج الحدث المسيحي العراقي  , في نفس الوقت فان الموقع، ثقافي يهتم بكافة الثقافات الانسانية و الحضارية الفلسفية العقائدية و السياسية .
 نتمنى لكم عمل مثمر دائما في ايصال الحقيقة بدون اي ترويج لتكون امينة تجاه ابناء شعبها و في نفس الوقت تجاة نفسها لانها تحمل مبديء الكشف عن الحقيقة , من كل قلبي اتمنى لها الموفقية و النجاح . 


أخيراً ألتقينا بالقس اوكن راعي كنيسة مار ماري ( كنيسة المشرق الاشورية ) و الذي هنأ الموقع " بالذكرى العاشرة للتأسيس و تمنى استمراره، بتقديم الخدمات الاعلامية، والثقافية لجميع ابناء شعبنا، و أكد ان كل عمل ناجح و مستمر و فعال لا بد من وجود سلبيات و ايجابيات فيه , فـ "عنكاوا كوم" استطاعت ان تجمع ابناء شعبنا حيثما تواجدوا في ارض الوطن ام في الشتات و هذا امر متميز .
 و يجد القس أوكن أن الموقع، استطاع ان يحقق جماهيرية كبيرة من خلال نقله لاخبار شعبنا بالسرعة الممكنة كذلك التصنيف،  فالموقع يحوي تصنيف متميز و ترتيب جيد، وهناك سهولة بالوصول الى ما تبحث عنه حيادية الموقع و عدم انحيازة الى جهة دينية كانت او سياسية علامة فخر تميز عنكاوا كوم .
  أما السلبيات و من وجه نظري و نحن نقولها لتطوير الموقع و تقدمهن بداية "المواضيع و كتابها ليسوا دائما بالمستوى المطلوب و في بعض الاحيان يتحول الموضوع رد و رد على , و قد تشخص بعض القضايا مما يؤدي الى ضياع الفائدة مع الفكرة على القراء هناك كم هائل من المواضيع و الاخبار و التي نجد ان بعضها مجرد حشو ليس لها اي فائدة. اليوم الموقع حقق جماهيرية كبيرة، وهي مؤشر نجاح للموقع، وفي الوقت ذاته تفرض عليه التزامات عديدة امام قرائه، ويجب ان يكون الموقع اليوم اكثر التزاماً بمعايير الصحافة وحقوق النشر فهو لم يعد موقع هواة".
وتابع "نجد الموقع في بعض الاحيان يتعامل بأسلوب الهواة لا المحترفين , في المحصلة نرى ان موقع عنكاوا هو موقع متميز و نامل ان يتطور لما يقدمة من خدمات كبيرة لابناء شعبنا".
وبعث رجال الدين الذين التقاهم مراسل الموقع في بغداد، تهنئتهم للموقع وشبكة العاملين فيه، متمنين له دوام الموفقية والنجاح.

54
مجلس رؤساء الطوائف المسيحية يتابع بقلق عمليات القتل على الهوية في كركوك

عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

قال مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في بغداد ان "رؤساء الطوائف المسيحية في بغداد يتابعون بقلق بالغ ما جرى في كركوك من قتل على الهوية المسيحية، والاعتداءات التي لا تزال تطال العائلات المسيحية".
وعبر المجلس في "بيان" صدر عنه في 29 نيسان (ابريل) الجاري، واستلم الموقع نسخة منه عن "رفضه منطق الصدام الدموي الدائر، وندين القتل والعنف بشدة بصرف النظر عن الاسباب، فلا الدفاع عن الارض او عن الذات او عن اي حق، يسوغ التدمير والقتل والتهجير الذي يصيب المدنيين الابرياء".
وتابع "البيان" الذي وجه الى المطران لويس ساكو رئيس اساقفة كركوك على الكلدان بان "رؤساء الطوائف المسيحية في بغداد يدعون الى اللجوء إلى لغة الحوار، والتفاهم السلمي في إطار الشرائع والتعاليم السماوية أولاً، ومن ثم القانون الدولي والقرارات الأممية، حفاظاً على أرواح الناس وكرامتهم وحقهم في العيش".
وختم "البيان" بـ "الدعوات الى الباري عز وجل أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة، متمنين للجرحى الشفاء العاجل. آملين من جميع أصحاب الضمائر الحية أفراداً ومؤسسات المساهمة في إطفاء نار الفتنة، وليحل السلام والاستقرار في ربوع عراقنا المعطاء وعموم العالم".


55
القسم السرياني في جامعة بغداد

يحتفل بتخرج الدورة الثانية " دورة اوجين منا "



عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

احتفل طلاب واساتذة قسم اللغة السريانية  في كلية اللغات بجامعة بغداد، بتخرج الدفعة الثانية " دورة اوجين منا " للعام الدراسي 2008 \ 2009 ، وذلك يوم الثلاثاء المصادف 21 \ 4 \ 2009 .

 و كما هو معتاد في جامعات و معاهد العراق، فقد بدأ الأحتفال بالتقاط الصور التذكارية الرسمية للمتخرجين واساتذتهم ، ثم اقيم حفل بسيط في رئاسة القسم لعوائل المتخرجين وضيوفهم .

 يذكر ان المتخرجين هذه السنة كانوا ستة، وهن طالبات.

الاستاذ في القسم السرياني الدكتور بشير متي الطوري عبر في حديث لموقعنا عن فرحه الغامر لحضوره تخرج الوجبة الثانية، دورة اللغوي الكبير مثلث الرحمات الملفان مار اوجين منا .

وتمنى الدكتور بشير الطوري ان يحضى القسم الفتي بالرعاية من لدن المسؤولين لما كان للغة السريانية من دور كبير في حفظ التراث العراقي من الضياع خلال اكثر من عشرة قرون، منذ سقوط نينوى و بابل. حيث كانت اللغة السريانية الوسيلة الوحدية لنقل هذا التراث و تسليمه الى اللغة العربية من خلال الترجمة من اليونانية .

وشدد على اهمية اللغة السريانية بوصفها رافدا  للثقافة الشرقية بالعلوم الطبيعية و الانسانية، "  بل و كانت المشعل الوضاء لبناء الثقافة العربية خاصة في العصر العباسي من خلال بيت الحكمة" .

وأضاف : " يجب ان تاخذ هذه اللغة العراقية العريقة دورها اليوم في رفد الثقافة العراقية الحديثة الى جانب شقيقاتها الكردية والتركمانية".  ودعا ايضا المسؤولين الى وضع هذا القسم في محله اللائق و توفير الدرجات الوظيفية لخريجيه.

 أما الدكتور حيدر حسن عبيد، استاذ فقه اللغة السريانية المقارن، تحدث عن القسم قائلاً : "يعد قسم اللغة السريانية من الأقسام حديثة الولادة على مستوى العراق و الشرق الأوسط أطلاقاً، حيث تأسس عام 2004 وضم في طياتة نخبة من الطلبة الاعزاء الذين تميزوا بمستوى عالي من العلم و المعرفة و الانضباط.  ان هذا القسم عانى ما عاناه من هموم مختلفة تتلخص بافتقاره للمصادر والكتب الخاصة بتدريس اللغة السريانية، و لكن بالجهود الجبارة لاساتذته استطاع تجاوز الكثير من الأزمات، وان هؤلاء الاساتذة كان لهم الدور البارز في ترجمة و تاليف الكثير من الكتب الخاصة باللغة السريانية و اللغات السامية الاخرى الشقيقة للغة السريانية . فضلاً عن سعى القسم و بجهد متواصل للحصول على حقوقه المشروعة و التي تتمتع بها باقي الأقسام ، لغرض الرقي بمستوى التعليم السرياني و الحفاظ على هذا الارث اللغوي التاريخي الغني فهي لغة الاباء و الاجداد" .

ان معاناة القسم اليوم تتلخص بافتقارة المصادر كما اشرت و كذلك الدعم المعنوي من الجهات المختصة و المسؤلة على مستوى الجامعة و الكلية و الجهات الاخرى , البكاد استطعنا الحصول على قاعتين دراسيتين لسد النقص الحاصل في القاعات الدراسية , كما يسعى القسم لاستكمال المناهج الدراسيةلكافة المراحل , يجب على كل المسؤلين وضع القسم في مرتبتة الطبيعية و كون اللغة السريانية من اللغات السامية الأصيلة للعراق و تمثل تراث و تاريخ هذا البلد , اليوم الطالب السرياني يتسال ماذا سيعمل بعد التخرج فهم لا يجدون مستقبل واضح المعالم لهم , يب الالتفات الى هذا القسم و رفدة بما يستحق من الاهتمام و الدعم . و أهنيء اليوم خريجينا هذة السنة و اتمنى لهم الموفقية و النجاح في حياتهم القادمة




56
اتحاد الطلبة و الشبيبة الكلدواشوري يحتفل بالطلبة خريجي الجامعات والمعاهد في بغداد

عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

اقام اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدواشوري – فرع بغداد، حفلاً كبيراً، السبت 18 نيسان (ابريل) الجاري في قاعة كاتدرائية القديس يوسف (السنتر)، احتفاءً بالطلبة خريجي الجامعات والمعاهد.
أبتدء الحفل بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهدائنا الابرار، ثم كلمة الأتحاد التي القاها وكيل مسؤول فرع بغداد فادي كمال، مهنأً فيها المحتفلين بنيلهم الدرجة الاكاديمية المتميزة رغم الضروف الصعبة التي يمرون بها، وتمنى لهم دوام الموفقية والنجاح خدمة للعراق.
وأشار كمال الى دور الاتحاد منذ انطلاقتة الاولى عام 91  في دعم الطلبة والشبيبة، وتذليل العقبات التي تواجههم رغم امكانياته المتواضعة، مؤكداً على رسالته القومية، المتجلية بالمساهمة الفعالة في دعم التعليم السرياني كما تطرق الى دور الاتحاد في بغداد و نشاطاتة المتنوعة.
واختتم كلمتة  بتهنئة المحتفلين و تمنى للمتخرجين دوام الموفقية و النجاح خدمة لأمتهم و لوطنهم العراق .
بعدها شارك الخريجون في تقطيع الكعكة مع عوائلهم، بدأت بعدها الرقصات الفلكورية الشعبية على انغام الموسيقى والاغاني التي صدح بها الفنان اليك شانت بالأضافة الى المسابقات المتنوعة.
ووزعت الشهادات التقديرية على الخريجين، البالغ عددهم 53 شابة وشاب.
حضر الأحتفالية بالأضافة الى الطلبة وعوائلهم، اعضاء اللجنة التنفيذية، سنحاريب اويتر، داود زيا، فادي غانم بالاضافة الى اعضاء قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية روميل موشي، ويوسف خوبيار، وممثل اتحاد الاندية الاشورية في امريكا سركون ليوي، والفنان اشور بيت سركيس، وعدد من ممثلي مؤسسات شعبنا القومية والثقافية العاملة في بغداد بالأضافة ا



 
 
 

57
وفد من قيادة عمليات بغداد يزورعدد من الكنائس، مهنئاً ومتفقداً وضعها الأمني

عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

زار وفد من قيادة عمليات بغداد – خطة فرض القانون عدد من الكنائس، قدموا خلالها التهاني لأبناء شعبنا بمناسبة عيد القيامة المجيد كما تفقدوا الحالة الأمنية للكنائس وطبيعة سير الأحتفالات فيها.
وضم الوفد الزائر، المتحدث الرسمي لخطة فرض القانون اللواء قاسم عطا، وقائد عمليات الرصافة اللواء الركن عبدالكريم عبدالرحمن، وعدد من الضباط والمراتب.
وقدم عطا في حديثه لـ "عنكاوا كوم" اثناء زيارته كنيسة مريم العذراء – سيدتنا للقلب الأقدس "التهاني والتبريكات الى الاخوة المسيحيين بمناسبة عيد الفصح"، متمنياً ان "ينعم الامن والاستقرار كافة ربوع وطننا الغالي".
وعن الوضع الأمني، أوضح "اتخذنا سلسلة من الاجراءات الأمنية لتهيئة الأجواء المناسبة للأحتفالات، وشهدنا ارتاح كبير من الاخوة المحتفلين بالأجراءات المتخذة من قبل قيادة عمليات بغداد".
وتابع " اتمنى ان يكون هذا العيد، عيد وحدة وطنية، وتاخي بين كل العراقيين، ونبذ لكل المشاريع الطائفية التي تحاول تمزيق وحدة الشعب العراقي كما نتمنى تحقيق التقدم، والأزدهار في عراق ديمقراطي فيدرالي موحد" .


58
الحركة الديمقراطية الأشورية تحتفل وسط بغداد بالذكرى الثلاثين على تأسيسها




عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

اقامت الحركة الديمقراطية الاشورية في منطقة "الزيونة" بالعاصمة العراقية بغداد، وبمناسبة الذكرى الثلاثين على تأسيسها، الأحد 12 نيسان (ابريل) الجاري، احتفال رسمي، بحضور السكرتير العام للحركة، وعضو مجلس النواب العراقي يونادم يوسف كنا.
وقال كنا في حديث خص به الموقع "نحتفل اليوم في وسط بغداد وسط حشد جماهيري كبير، بالذكرى الثلاثين لتأسيس الحركة الديمقراطية الاشورية، المتزامنة مع عيد القيامة المجيد".
وأضاف " واجب علينا اليوم ان نستذكر ايام التأسيس الأولى، ونستذكر شهدائنا الأبرار الذين سقطوا مدافعين عن قضية شعبهم العادلة، ونعبر من خلال الاحتفال عن خصوصيتنا القومية كما نؤكد على وحدة شعبنا بمختلف أطيافه، كلدان سريان اشوريين".
وتابع كنا حديثه " نوجه رسالة الى كل مكونات الشعب العراقي من عرب، اكراد، تركمان ،ايزيدين، باننا بداية جزء من هذا الشعب و قدرنا ان نعيش سويا في عراق واحد جنب الى جنب"، وناشد الحكومة العراقية "مراجعة سياساتها" التي اقصت من خلالها عدد من المكونات العراقية الاصيلة وهمشت دورا، وبصورة خاصة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، واصفاً اياه بـ " مكون قومي ديني اصيل تعرض الى اقصاء مجحف اكثر مما تعرض له سابق".
وقال " لا أتهم الحكومة بأنها تنتهج سياسة مبرمجة ومنهجية ولكن سياسة تحزيب كل مرافق الدولة، اضرت بجميع العراقيين، وخاصة ابناء شعبنا".
وقيمّ كنا الدور الكبير لقوى الامن والجيش في اعادة الامن الى بغداد، ولكنه اشار الى ان هذا الدورمنقوص، ففرض الامن بالمظاهر المسلحة غير كافي، وهو لا يأتي بقوة السلاح، ولكن من خلال تحقيق العدالة، والتوازن، والمصالحة الوطنية، وشدد على ان الحل في العراق هو سياسي بالدرجة الاولى، وان عدم الوصول الى هذا الحل يمكن ان ينسف العملية السياسية برمتها، وهذا ما نخشاه و لا نتمنى وقوعه .
وناشد كنا ابناء شعبنا على البقاء متكاتفين بغض النظر عن تسمياتنا المناطقية، او تسمياتنا الأخرى " كلدان سريان اشوريين " فنحن شعب واحد , يحتاج الى اللحمة و التوحد، زهو بطبيعة الحال شعب موزع بين خمس بلدان هي بلدان الأم , اضف الى ذلك بلدان الاغتراب ,لذلك يجب ان نلتقي اليوم تحت خيمة الوحدة، وملتصقين بمصالح شعبنا لا ان نستغل بمشاريع لا تخدم مصالح امتنا و شعبنا.
وذكرّ بأن الحركة نهجت منذ ثلاثين عاماً، انتهجت نهجاً قوميا اصبح اليوم الخط العام للحركة القومية لشعبنا، فهي انفتحت على جميع اطياف هذا الشعب " كلدان سريان اشوريين" داخلياً،  لذا جماهيرها اليوم من كل هذا الطيف، وفي خارج العراق كانت من الأوائل من نسج علاقات اخوية بين مكونات شعبنا.
واشار الى ما مرت به الحركة  من مراحل كثيرة من العمل السري، والسجون الى مرحلة الكفاح المسلح مع المعارضة العراقية ثم تاسيس حكومة اقليم كوردستان، والى العمل بعد 9 \ 4 \ 2003 ومرحلة تثبيت حقوقنا القومية دستوريا، وعلى الارض و حتى اليوم.
وقال "هذه مسيرة حركتنا التي نفخر بكل حقبة فيها، ونعمل مع الجميع لبناء عراق ديقراطي حر يعيش الجميع فية بكرامة، وفي النهاية اهنيء أبناء شعبنا بهذة المناسبة كما اتوجه بالتهنئة الى كل المسيحيين في العالم و أبناء شعبنا العراقي لمناسبة اعياد القيامة المجيدة اعادها الله علينا بالخير و البركة في ظل عراق امن و مستقر".


بُدء الحفل بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء شعبنا الأبرار، اعقبه كلمة السكرتير العام، تلا ذلك كلمة للرئيس السابق للفدريشن (اتحاد الاندية الاشورية في امريكا) سركون ليوي، قدمت بعدها فعالية بعنوان "اوبريت الحرية"، قدمها مجموعة من شباب اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدواشوري.
بدأت بعدها الفقرات الغنائية التي شارك في احيائها عدد من مطربي شعبنا، تقدمهم الفنان اشور بيت سركيس، والفنانين داود ميرزا، همي لازار، سالم سيفو، والفنانة ليلان ساوا.
حضر الأحتفال السكرتير السابق للحركة نينوس بثيو، ورئيس ديوان المسيحيين والديانات الاخرى عبدالله هرمز النوفلي، ورئيس اساقفة بغداد للسريان الكاثوليك مار متي شابا متوكا، وجمع من الأباء الكهنة، وعدد من قيادي الحركة،  وكوادرها، واعضائها بالاضافة الى ممثليها في المهجر،  وحشد كبير من ابناء شعبنا " الكلداني السرياني الأشوري " .





59
الحركة الديمقراطية الاشورية تقيم حفل في بغداد بمناسبة احتفالات اكيتو

عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

اقيم في مقر الحركة الديمقراطية الأشورية – فرع بغداد، ظهيرة الأربعاء 1 نيسان
(ابريل) الجاري،ً حفلاً فنيا بمناسبة احتفالات (أكيتو).

ابتدء الحفل بمسيرة جماهيرية، جابت المقر، متوجهة الى ساحة "الأحتفالات"، أعقب ذلك، رقصات فلكورية، ادتها فرقة اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدواشوري، ومن ثم فقرة غنائية للفنان ئالك، ليختتم الحفل على انغام دي جي ستيف.

حضر الحفل الذي استمر حتى الخامسة مساءً عدد من قيادي الحركة، سركون لازار، روميل موشي، يوسف خوبيار بالأضافة الى الاعضاء والمؤازرين وعدد من ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني.





60
عشر سنوات من النجاحات  واالاخفاقات
قراء الموقع من السياسيين يطلقون احكامهم على عنكاوا كوم


يحتفل موقع "عنكاوا كوم" بذكرى تأسيسه العاشرة، وخلال السنوات الماضية، وقد حاول الموقع انتهاج "الحيادية" و"الموضوعية" في رسالته الأعلامية ومن خلال تطبيقها عمليا اعطاء المصداقية لاعلامه و كسب ثقة قرائه ولصانعي الاخبار ايضا. لكم
ان تطبيق الافكار ليس بسهولة قولها خاصة ووضعنا القومي والوطني مر بفترات حرجة واحداث من الصعوبة كبح جماح المشاعر وعزل ايمان العاملين من الدخول على الخط والتأثير على كمية ونوعية المواد المنشورة. ان خير طريقة لمعرفة مقدار نجاح او فشل الموقع في الايفاء بما وعد به  واكتشاف مواقع القوة والضعف هو الاطلاع على آراء القراء والمشاركين في الموقع .
لذا اجرى مراسل "عنكاوا كوم" في بغداد مجموعة من اللقاءات، للأطلاع على اراء قرائه وزواره من السياسيين على ان تتضمن تكملة التحقيق في جزئه الثاني اراء شرائح اخرى من الشارع البغدادي.


عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف


حيادي وانتقائي

اولى الوقفات كانت مع نائب الامين العام للحزب الوطني الاشوري عمانوئيل خوشابا الذي أستهل حديثه بتهنئة الموقع بالذكرى العاشرة لميلاده، واصفاً الموقع بأنه "الأول والرائد" بين مواقع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
ويقول "يغطي الموقع مساحة كبيرة و جزء من حياة اي انسان في المهجر و الوطن , انا اتابع الموقع و اقرء كتاباته , واخصص حيز من وقتي لمتابعته , الجانب المشرق كثير و تطوير العمل بحاجة الى تظافر الجهود , و بحياديته استطاع الموقع ان يكسب الجميع , تنظيمات , مؤسسات , فعاليات , و اكتسب جماهيرية جعلته الأول بين مواقع شعبنا .
وعن ملاحظاته حول الموقع قال "هناك بعض الأمور التي تحتاج المعالجة، فالأساءات الشخصية التي توجه الى اشخاص من خلال كتابات غير معروفة بشكل اضح، واساءات عن طريق بريد الموقع بحاجة الى معالجة" .
ويضيف "الموقع يحمل شفافية كبيرة تستغل بشكل سلبي في كثير من الاوقات , و تستعمل لنخر في عظام امتنا , نحن نحترم النقد البناء و الصريح , و لكن هناك اساليب نقد غير حضارية من جميع الاطراف، "عنكاوا كوم" تحتاج الى الحرفيه و المهنية الأكبر في بناء عملة الأعلامي .
ويتابع أجد في "عنكاوا كوم " بعض الانتقائية في اختيار المواضيع، هناك عدد من القضايا والقوانين الهامة لم يسلط الضوء عليها على بعض القوانين , كقانون " انتخابات البرلمان الكردستاني " و الذي خصص 5 مقاعد لشعبنا بتسميته القومية، على عكس قانون مجالس المحافظات الذي كنا محرومين فيه من تمثيلنا الحقيقي، والمواضيع التي تمس شارعنا القومي بقوة يجب اعطائها حجمها من التغطية.

الأفتقار الى الدقة

ويعتقد عضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية سركون لازار ان بدايات الموقع كانت افضل بكثير مما هو الان، ويقول "شخصيا الان لست من متابعي الموقع المستمرين , الا اذا اجبرت على متابعة بعض الاخبار و القضايا كوني مسئول الأعلام المركزي في الحركة الديمقراطية الاشورية , و لكن لكي لا اكون مجحفا بحق عنكاوا كوم , فرأي ان كل المواقع التي تتحدث باسم شعبنا  كلداني السرياني الأشوري  اصبحت مع الاسف منابر للملاطشة و تحدث البعض على الاخر, و فضح او خلق اسرار من هنا و هناك".
ويضيف "لكي تتابع مقال او خبر يجب ان تبحث و تجتهد و لن تسطيع ايجاد ضالتك، وأولها موقع "عنكاوا كوم" الذي كان من أوئل مواقعنا القومية، هذا بالنسبة للكتابات و المقالات أما بالنسبة للتغطيات الأخبارية فالموقع ينشر الكثير من الاخبار تفتقر الى الدقة او التاكد من مصادرها قبل نشرها و هذا ما يخلق تشويشات تضر بقضيتنا القومية، وموقع بالجماهيرية التي يتمتع بها "عنكاوا كوم" يتحتم عليه ان يكون اكثر دقة والتزاما بالمعايير الصحفية والشفافية.
ويتابع "بالنسبة للحيادية نحن لا نرى الموقع منحاز الى جهة معينة، ولكن هناك بعض الكتاب الذين لا عمل لهم سوى الكتابة على الأنترنيت فيستغلوا الموقع  لمصالحهم الشخصية وابراز ارائهم على حساب اراء اخرى تتواجد في الشارع لا تجد من يوصلها الى عنكاوا كوم , بالنتيجة الاعلام يعبر عن الراي العام، والموقع لم يستطع ان يعبر عن اراء سوى من هم على الانترنيت".

موقع متميز
يصف مسؤول مكتب بغداد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري جونسن اغاجان "عنكاوا كوم" بالموقع "المتميز والناجح، اذا لم نقل انه افضل المواقع الألكترونية الخاصة بابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري".
ويضيف "خدماته كبيرة و مفيدة جدا و خاصة في مجال نقل الأخبار عن نشاطات و وفعاليات مؤسسات و منظمات شعبنا اضافة الى انه فتح المجال واسعاً امام كتابنا، للتحدث بكل حرية و طرح جميع ارائهم و افكارهم حول القضايا القومية و الوطنية، وانا شخصيا متابع للموقع و مسرور بوجوده ونشاطه".
لكنه أوضح ان ما يحتاجه الموقع هو ان يكون أكثر "دقة" في نقل الخبر او في نشر المقالات. يجب التاكد من صحة كل ما يرد اليه من انه لا يشكل اساءة او استفزاز الى اي طرف او شخص، وقال " اعلم ان الموقع حريص على حياديته ونزاهته".
وتمنى المزيد من النجاحات و تقديم اكبر الخدمات المفيدة و على جميع المستويات الثقافية و السياسية و الأجتماعية ,و حتى الرياضية التي تبدو ضعيفة لحد الان .

شفافية مستغلة في المهاترات الكلامية
يقول المهندس نامق ناظم جرجيس ان الموقع تميز خلال العشرة اعوام الماضية بـ "أهتمامه بقضايا شعبنا العادلة، وكان ديمقراطياً وشفافاً يعرض كل وجهات النظر بلا انحياز , لكن البعض استغل الشفافية و الديمقراطية للمهاترات الجانبية، وتجريح الاخركما استغله طرف اخر لتحوير الحقائق و تحريفها، ولكن تبقى "عنكاوا كوم" الموقع الذي يحتل الرقم واحد بين مواقعنا الكلدانية السريانية الأشورية و في الختمام الف الف الف مبروك و لنجاحات دائمة .

مقترح للبحث عن افكار

يجد مدير البرامج في قناة اشور الفضائية بهاء البير ان الموقع، احتل حيز كبير من المتابعة بين ابناء شعبنا، لتنوع الأفكار والايدولوجيات التي يطرحها، محققاً من خلالها شعبية كبيرة، لكنه يرى ان الموقع معتمد على من "يرسل له لينشر افكاره"، ومقترحه حول ذلك "البحث عن من لديه افكار" الذي قد يحمل الكثير مما هو جديد ومتميز.
ويتابع "تمنع الكاتب مشاغل الحياة و التقاعس عن وصول افكاره الى قراء عنكاوا كوم , مثل حال كاتب الأسطر و كتاب كثر اخرين , أملي ان يتحول الموقع الى باحث اكثر من مجرد ناشر، فشتان بين من يكتب للكتابة فقط، وبين من يحاول ايصال فكرة لاجل تقدم الأنسانية , فما اكثر الحروف، والكلمات، والجمل، وما اقل الاستفادة منها.
ويختم "عشر مضت و عشرات قادمة تتوارى فيها الاسماء المستعارة و الافكار الهدامة، والفكر القويم هو الباقي، والاخر يزول و يذوب في بحر النسيان , و شكرا لكم عنكاوا كوم" .

61
الفنان اشور سركيس يصل بغداد للمشاركة في احتفالات أكيتو

عنكاوا كوم / بغداد / فادي كمال يوسف

وصل العاصمة العراقية بغداد، الأربعاء 25 اذار (مايس) الجاري، قادماً من الولايات المتحدة، الفنان أشور بيت سركيس، للمشاركة في أحتفالات راس السنة البابلية – الاشورية (أكيتو) التي ستقيمها الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا) في الأول من نيسان (ابريل) القادم.
وتوجه الفنان الى مقر الحركة الديمقراطية الاشورية بعد استقباله من قبل عدد من قياديها والمعجبين بأغاني سركيس.
ويحضر ا بناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري للأحتفال بأعياد راس السنة (أكيتو)، اذ ستقام عدد من الحفلات بالمناسبة داخل العراق وخارجه.
     

62
الاعلام المركزي للحركة الاشورية يقيم دورة اعلامية لكوادره


عنكاول كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

أقام الاعلام المركزي للحركة الديمقراطية الأشورية، للفترة من 6 – 8 اذار (مارس) الجاري، دورة أعلامية، شارك فيها عدد كبير من الأعلاميين الشباب العاملين ضمن مؤسسات واعلام الحركة المرئية والمسموعة والمكتوبة. حاضر في الدورة عدد من الاساتذة الاكاديميين في مجال الصحافة والأعلام.
أقيمت الدورة التي حملت اسم الشهيد (وردا صليوا) في مبنى فضائية أشور في العاصمة العراقية بغداد تحت عنوان " نحو التجدد و الأبداع في اعلامنا القومي و الوطني من خلال بناء جيل اعلامي مواكب للتطور المعلوماتي و التقني".
وقال المشرف على الدورة، ورئيس تحرير جريدة بهرا عامر بولص في حديثه لـ "عنكاوا كوم" ان الدورة هي الأولى من نوعها على مستوى مؤسساتنا الأعلامية الكلدانية السريانية الاشورية، وتهدف بشكل أساسي الى تطوير الكوادر الاعلامية ومواكبة التطور المعلوماتي والتقني.
واشار بولص الى مشاركة عدد كبير من الكوادر الاعلامية للحركة من محافظات (اربيل، كركوك، دهوك، الموصل) بمختلف اشكال الاعلام (المسموع، المرئي والمكتوب)).
وتنوعت المحاضرات التي القيت على المشاركين خلال ايام الدورة بين الخبر الصحفي و صياغتة , التقارير الصحفية , التصوير التلفزيوني , التصوير الفوتوغرافي , التطبيقات على الربوتاجات , صحافة دبلوماسية , المراسل الصحفي  ) ومواضيع اعلامية اخرى



63
توزيع الوجبة الثانية من المنح المالية للعوائل المسيحية العائدة الى منطقة الدورة

عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف
 

سلمت امانة مجلس الوزراء في بغداد، الاربعاء 11 اذار (مايس) الجاري، مقر الحركة الديمقراطية الاشورية في منطقة الزيونة، الوجبة الثانية من منحة الحكومة العراقية للعوائل المسيحية العائدة الى سكناها في منطقة الدورة والتي كانت تركتها في السابق بسبب عمليات التهجير والتهديد التي مورست بحقها من قبل الجماعات المسلحة.
واستلمت الحركة الاشورية المنح المالية لـ 194 عائلة مسيحية، وبقيمة مليوني دينار عراقي للعائلة الواحدة، لترتفع عدد العوائل المستفيدة من منحة الحكومة العراقية الى 482 عائلة بعد ان كانت 288 عائلة قد تسلمت حصتها خلال الوجبة الاولى من التوزيع والتي جرت قبل ايام قلائل.
وتتحضر جمعية بابئيلو الخيرية لتسجيل المزيد من اسماء العوائل العائدة لغرض حصولهم على المنح المالية في وجبات قادمة.




64
أتحاد النساء الأشوري يحيى مناسبة عيد المرأة بأحتفالية في بغداد

عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

أحيى اتحاد النساء الاشوري مناسبة عيد المرأة العالمي، بأقامته احتفالية، السبت 7 اذار (مايس) الجاري بمقر الأتحاد في بغداد.
بدأ الأحتفال بكلمة لسكرتيرة الأتحاد بان كتولا، اكدت فيها على اهمية ان يكون دور فعال للمراة الكلدانية الاشورية السريانية في بناء العراق الجديد، الذي يضمن ويصان فيه حقوق عامة الشعب والمراة على وجه الخصوص.
وبينت ضرورة ان يتم تفعيل النصوص الدستورية التي تصون حقوق المرأة، والتي لا زالت حبر على ورق.
تضمن الأحتفال الذي شارك فيه عدد من اعضاء الاتحاد، ومؤازريه عدد من الفعاليات بمشاركة الفرقة الموسيقية، تناول بعدها المشاركون الغداء، واختتم الحفل بتوزيع الحلويات على الحاضرين



65
الدكتور جعجع , هكذا قرأت الحكيم
 
فادي كمال يوسف
الدكتور سمير جعجع او كما يحلو للكثير من اللبنانين ان يلقبوه بالحكيم ,  تباينت  وجهات النظر في تفسير مسيرته التاريخية خلال اكثر من ربع قرن من تاريخ لبنان الحديث , فاختلفت الاراء في تقييم الادوار التي لعبها أبان الحرب الاهلية اللبنانية و ما تلاها بعد اتفاق الطائف , فكثير من اللبنانين يعتبروة بطل من ابطال الحرب و مدافعاً مخلصاًً عن لبنان حر  مستقل , بعيداً عن  التبعية لاي جهة او منظمة او دولة اجنبية كانت ام عربية, بريء من ما  الصق به من تهم ظالمة , زج به بالسجن لاثني عشر عاماً في محاكمة سياسية بأمتياز , في حملة مكشوفة لأقصاء القيادات المسيحية عن الساحة السياسية اللبنانية , في وقت تمتع قادة الميلشيات الاخرى بالحرية و نعموا في حماية  العهد الجديد , بعيدا عن حكم العدالة قريباً من النظام السوري  .
 بينما يراه الكثيرون في الجانب الاخر يمينياً متطرفاً يستحق كل العقوبات التي نالها  لا بل كان يجب ان يحاكم على كل ما وقع في لبنان من جرائم منذ اعلان الاستقلال  و الى اليوم و يدان بسببها .
هكذا يصف الشارع اللبناني  الحكيم و كل يفسر على هواه , شائت الاحداث و الظروف أن التحق بدورة ( تطوير الأعلاميين الشباب) في معهد الدراسات الستراتيجية ( دراسات عراقية ) في بيروت لمدة شهرين , و خلال تواجدي هناك حاولت اللقاء باحد السياسيين المسيحيين و بعد عدد من المحاولات و طرح عدد من الأسماء لم يكن الحكيم احداها , لمعرفتنا بحجم الشخصية و صعوبة الوصول اليها ,  استطعنا و من خلال عدد كبير من الاتصلات ( من خلال جريدة النهار )  الوصول الى الاعلامية انطوانيت جعجع ( مديرة مكتب الدكتور جعجع ) و التي امنت لنا هذا اللقاء و بوقت قصير لاقتراب موعد سفرنا  رغم قراره رفض أجراء  اللقائات مع المواقع الأكترونية .  كلمات الحكيم مؤثرة حين قال : " ساجري اللقاء لا مع اعلاميين بل مع مناضلين مسيحيين من العراق " . 
فكانت الرحلة الى معراب حيث مقر الدكتور سمير جعجع , و هي احدى المناطق التابعة لقضاء كسروان في قمة من قمم جبل لبنان  , معراب احدى اكثر البقع جمالاً فهي تجمع الجبل و البحر و السماء في ثلاثية من اروع ما يكون ,  فالطبيعة الساحرة  التي تاخذك بعيداً حيث التأمل و السكون  هارباً من المدينة و صخبها .
 حسناً فعل الحكيم عندما اختار معراب مقراً فأجواء الصمت  تعود بك للبحث في اعماق الذات البشرية لتستخرج منها كنوزاً لا يعلم بها الا الله .
هناك التقينا الدكتور جعجع, و ما يلفت انتباهك في شخصية الرجل عدم التكلف الذي يحاول ان يجعلة يسود اجواء المكان , فلا تشعر بانك تلتقي بشخص بمكانتة و حجمه , يحمل هدؤ غريب  لا ينفعل باي ظرف و تحت مختلف الضغوط , بينما لا يجيب عن الأسئلة بتسرع بل ينصت طويلاً , و لا يطلق الكلمات بلا وزن و لا معنى , يفكر كثيرا قبل ان يتحدث باي حرف قد يفهم بشكل مغاير لمعنى كان يبتغيه , يختار اقل الجمل  لايصال ما يريد من افكار , تشعر بان كتفيه يحملان قضية لا بل عدة قضايا  , فلبنان الذي يراه الحكيم ليس كما يراه الاخرون .
 يرى في لبنان دولة القانون لا دولة المليشيات , مستقل حر و ليس تابع لهذة الدولة او تلك , و يرى شعبه سيد على ارضة  وليس عبداً لاسياد جائوا من بعيدٍ او من قريب .
 لا يخفي الحكيم انتمائة المسيحي , كما لا يخفي نظالة لاعادة ما فقدة المسيحييون من حقوق خلال السنوات الماضية , و ليس سراً ان يجاهر بأن المسيحيين همشوا و سلبت ارادتهم عنوة و استبعد قادتهم الحقيقيون,   فزج بظلم في السجن من زج  و تم نفي أخرون بعيداً عن البلاد فيما تمت تصفية  من تبقى , فهكذا يحمل الدكتور جعجع قضية مكون رئيسي من مكونات لبنان في صراعة لاعادة التوازن لهذا الوطن , فمع كل ما يمتلكة الرجل من هدؤٍ و حلمٍ و سلاسة معشر , الا انك تقف باعجاب امام جبل لا يلين و ضخرة لا تتفتت , فهو ذابت في موقفة و مؤمن بعدالة قضيتة حتى لو تسبب ذلك في دخولة السجن ظلما .ً 
 وكما ينظر المسيحييون الى لبنان كقبلة لهم هكذا ينظر لهم الحكيم أمتداداً لا يمكن فصله عن مسيحي لبنان , فهم استمراراً لنضال مسيحي يبتدأ في لبنان و لن ينتهي هناك .
 و نحن هنا في العراق مع اختلاف التجربة اللبنانية عن تجربتنا , ألا انها تلتقي معها في الكثير من النقاط, و التي يجب على القياديين في شعبنا الاستفادة منها لبلورة خارطة طريق حقيقية تجبنا  الأخطاء المميتة , فنحن اليوم نجد انفسنا ننقاد بجهل اعمى خلف اجندات غريبة و مختلفة , فلا نرسم لنا استراتيجية حقيقية تجمع شملنا في قرار مستقل موحد بعيداً عن الهيمنة والوصايا, من جانب اخر نجح الكثريين في تدريب ابناء شعبنا على ان يكونوا لاهثين وراء لقمة  هنا أو هناك ترمى لهم من هذا او ذاك , دون قرأة حقيقية للغرض من هذة اللقمة و بماذا غُمست , كما غُسلت الكثير من العقول فأمست خاوية من اي فكر او ايدولوجيا أو مبدأ سوى ايدولوجية المال .
 نسير اليوم الى المجهول بلا تخطيط ولا منهجية دقيقة , نحلم أحلام خيالية و نزعم اننا سنحققها قريبا على ارض الواقع , كما نوهم شعبنا بان تحقيقها بات في متناول اليد و لم يعد الموضوع سوى مسالة وقت , اتمنى على بعض قادتنا ان ينزلوا الى الأرض حيث نعيش , وان لا يستمروا في أيهام شعبنا المسكين بقرب الخلاص الموعود , و الأعتماد على وعود الليل التي سيتزول عند بزوغ الصباح  , كم كنت أمل بان يلتف شعبنا حول قضيته المصيرية لا حول بضعة دولارات لا يعُرف مصدرها , و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يجدة , فتحية  الى القيادات المسيحية في لبنان و هي تدرك الى اين تقود ابنائها , و  تسير بخطى واثقة  في هدف معلوم رغم اختلافاتها و تباين نظرتها لقضايا شعبها .
 


66
جمعية الفنانين الكلدواشوريين في بغداد تعيد  نشاطاتها من جديد

عنكاوا كوم - بغداد


اجتمع مجموعة من فناني جمعية الكلدواشوريين ومقرها بغداد، الخميس 5 شباط (فبراير) الجاري، للتداول في امور الجمعية الثقافية، واعادة تفعيل دورها ودور الفنان التشيكلي من جديد، بهدف رفد وتطوير الحركة الثقافية في العراق ورفع المستوى الثقافي والوعي الفني بين ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
ضم الأجتماع كلاً من سكرتير الجمعية مازن ايليا ومسؤول اللجنة التشيكلية وسام مرقس بالأضافة الى الاعضاء امير اوراها، بسام صبري، وبسام ريجارد.
كما يهدف اعضاء الجمعية من اجتماعهم الى التواصل لأقامة المزيد من النشاطات الجديدة، والتي تشمل المعارض الجماعية والشخصية واحياء الامسيات الثقافية، واكد المجتمعون في لقائهم على التواصل مع جميع فناني ابناء شعبنا في العراق وجميع انحاء العالم وابراز دور الفن في تنمية الوعي القومي.
وكانت الجمعية أقامت في العاصمة العراقية بغداد معرضها المعنون بـ "الباب الضيق" الذي كان خطوة ايجابية الى فضاء اوسع واشمل بعد فترة الانقطاع.


67

معرض للفنون التشكيلية لجمعية الفنانين الكلدوآشوريين السريان في بغداد

عنكاوا كوم - بغداد

تقيم جمعية الفنانين الكلدوآشوريين السريان في بغداد، في الساعة الحادية عشر من صباح يوم غد، الأثنين الـ 15 من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، معرضها السنوي للفنون التشكيلية على قاعة المركز الكائنة في الوزيرية، شارع ابي طالب، مجاور جمعية المصورين العراقيين، وبالقرب من السفارة التركية.
وتستضيف الجمعية في معرضها مركز البيارق للدراسات الثقافية والانسانية، والدعوة عامة للجميع.



68
مار متي شابا متوكه رئيس اساقفة بغداد للسريان الكاثوليك لموقعنا :



فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد
خاص بعنكاوا كوم


في تصريح خص به موقعنا حول صدور التعديل الخاص بقانون مجالس المحافظات و منحنا مقاعد اقل مما كان مقررا في المادة 50 قال سيادة مار متي شابا متوكه رئيس أساقفة بغداد للسريان الكاثوليك :
جاء تصويت البرلمان على المادة 50 يوم الاثنين المصادف 3/11/ 2008 مخيباً للآمال , حيث أعطى مقعد واحد للمسيحيين في كل من بغداد و الموصل و البصرة , و بذلك يحرموا من ان يكون لهم تمثيل مناسب في مجالس المحافظات حيث كانت المادة 50 تمنح لهم 3 مقاعد في كل من الموصل و بغداد و البصرة ...
أن ما حدث من تعديل في البرلمان للمادة 50 أنما يدل على مخطط لتهميش المسيحيين و عدم الاعتراف بحقوقهم المشروعة و هم السكان الأصليون لهذا البلد و لهم المؤهلات العلمية و الأكاديمية للمساهمة في إدارة شؤون البلد و العمل على تقدمة و بناءة ..
نجن نطالب دوماً بأن يعامل المسيحيون و سائر الأقليات وفق أسس العدالة الاجتماعية و مبادئ حقوق الإنسان , كمواطنين متساويين في الحقوق و الواجبان , لا  كمواطنين من الدرجة الثانية ..
و ننتهز الفرصة لنجدد استنكارنا لما حدث لأبناء شعبنا في الموصل من اعتداء و تهجير , و ندعو السلطات الحكومية لتوفير الحماية و الأمن لهم و نأمل أن يستتب هناك و في جميع إنحاء العراق , الاستقرار و السلام و المحبة

69
السيد يونادم كنا لعنكاوا كوم:
سنعلن موقفنا قريبا و سيكون بالأغلب بأتجاه مقاطعة الأنتخابات لكي لا نصبح قميصاً لتجميل صور الأخرين
 



فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد


في تصريح خص به موقعنا عنكاوا كوم حول التعديل الأخير لقانون انتخابات مجالس المحافظات و الغبن الواقع على أبناء شعبنا أكد النائب يونادم كنا ( السكرتير العام للحركة الديمقراطية الأشورية )  :
في الحقيقة تجمع 22 تموز الكتلة القومية العربية و الوطنية العرقية و الكتل العربية الأسلامية سواء شيعية كانت ام سنية تراجعت عن مقترح ديمستورا( يونامي ) و الذي كان قد انصف الى حد ما ابناء شعبنا ( الكلداني الاشوري السرياني ) و انصف باقي المكونات من صابئة و أيزيدين و شبك , كان قد منح لنا 3 مقاعد في مجلس يغداد و 3 في  نينوى و 1 للبصرة بينما منح 3 للأيزيدين في نينوى و 1 للشبك في نينوى و 1 للصابئة في بغداد , اما ما جرى في الحقيقة كان التفاف او تراجع من الأخوان زملائنا في مجلس النواب على خلفية صراع قومي و ديني على هوية محافظة نينوى انعكس على شعبنا حتى في بغداد , فالأخوة في مجلس النواب يخشون على تغيير هوية محافظة نينوى من هيمنة التحالف الكوردستاني و سعوا الى تقليص حجم مشاركتنا للحد الأدنى,  بحجة ان هذة المكونات القومية و الدينية اقرب أو متحالفة  الى التحالف الكوردستني و بالتالي يكون لها حقان فيرتفع عدد اعضاء مجلس محافظة نينوى  من التحالف الكوردستني فيكون لهم الحق في المطالبة بألحاق مناطق من محافظة نينوى بأقليم كوردستان و برروا ذلك بأن قبل عدة ايام  في مؤتمر صحفي من بعض نواب الحزب الأسلامي العراقي أشاورا الى ان ما يستفزهم هو اعلان الحكم الذاتي و الحاق مناطق بأقليم كوردستان و غير ذلك , لكن انا اقول بهذة النظرة الضيقة وهذا الأتجاه المتعصب دينيا و النتشدد قوميا لا يخدم مصلحة احد, و ان ما جرى بأقرار مقعد واحد هو اجحاف بحق هذة المكونات القومية و الدينية و ليس انصاف  و أسف ان اقول لا يرتقي الى ابسط المعاير الدولية , و هو خنق للمكونات و منعوا قانونياً أن لا يكون لهذة المكونات اكثر من مقعد واحد فمثلاً بغداد 69 عضو مجلس لن يكون لنا سوى ممثل و احد و كذا  نينوى 39 عضو لن يكون لنا سوى ممثل واحد فلا يحق لنا ان يكون لنا اكثر من واحد و هو مصادرة لابسط حقوقنا من حقوق المواطنة, ثم سمينا اقليات و على اساس ديني ثم اعطينا عضو واحد فقط , و هذا المقعد الواحد لا يمثل ضمان حق للتمثيل بل هو لتجميل الصورة و تكحيلها ليس الا , و نحن لا يمكن ان نقبل ان نكون جسراً أو اداة لتحسن صورة البعض و نحن لا نقبل بهذا ابدا ووجهنا كتاب الى رئاسة الجمهورية برفضنا هذا التعديل و نحن مصرون على موقفنا سواء قبلت رئاسة الجمهورية النقض ام لم تقبلة, و سيكون لنا قرار مشتركاً انشاء الله تجاه هذا الأستصغار و التهميش و الأجحاف لهذة المكونات الأصيلة في العراق فنحن بناة الحضارة العراقية من بابل و اشور فهكذا يستخف بنا و بمصيرنا و حقوقنا و هذا امر مرفوض و ثقافة غير مقبول...
 و سنناظل من مراجعة هذة المواقف و حل الأشكالت و الصراعات القومية المشاكل  بطرق دستورية و قانونية و ان لا نكون نحن ضحايا ً للصراع القومي العربي الكردي , و سنكون موحدين لمواجهة هكذا اعتداء و عدم احترام للمكونات الاصيلة في المجتمع العراق ...

# و ماهي خطوتكم التالية ؟؟؟
الحقيقة هي الخطوة الأولى و ليس التالية , وجهنا مذكرة  بالأمس  الى رئاسة الجمهورية العراقية ( رئيس الجمهورية و نائبية ) وقعت انا و الأخ ابلحد افرام و اعلنا مواقفنا صراحة امام وسائل الأعلام العالمية و ستكون لنا أجتماعات مشتركة خلال الأيام القليلة القادمة في بغداد  مع كافة شرائحنا , و سنعلن موقفنا و ستكون بالأغلب بأتجاه مقاطعة الأنتخابات لكي لا نصبح قميصاً لتجميل صور الأخرين و الواقع على الارض سيء فسياسه التهميش و الأقصاء بدأت منذ فترة طويلة منذ أعلان تشكيل المفوضية العليا للأنتخابات و اقصينا منها خرقاً لقانون المفوضية و انا  لدي دعوى قضائية ضد رئاسة البرلمان رفعتها  للمحكمة الأتحادية منذ ذلك التاريخ و لحد الأن ولكن للأسف  حتى القضاء في العراق اصبح مسيساً تحت التأثيرات و الضغوطات الكتل  السياسية المختلفة., و سأواصل جهودي داخل العراق بكل جهدي و اذا لم أفلح سأتجه نحو الهيئات الدولية لنضع الأمور في نصابها و يتوقف الاجحاف بحقنا , نحن ناظلنا لبناء العراق الجديد و العراق الجديد لا نريدة ان يكون هكذا نريدة عراقاً دستورياً عادلاً فالدستور ضمن حقوقنا و لكن التيارات السياسية تخرق المباديء الدستورية  , لذلك سنعمل بكل بجد و مثابرة و بصوت لأيقاف هكذا خروقات .

# كما علمنا ان هناك قوى سياسية كانت معكم الى اخر يوم , و انقلبت فجأة عليكم لما كان هذا الانقلاب المفاجيء ؟

نعم هذا ما حصل و قلتة و اقولة دوما أننا  اصبحنا ضحية الصراع القومي على الأرض  ,   فقوى 22 تموز و التي صادقت على الكوتا يوم 22 تموز و على قانون الأنتخابات السابق  نتيجة تحول موقف التحالف الكوردستاني الى الأيجاب من القانون فتوقعت ان هناك صفقة أو لعبة سياسية فيرتفع عدد أعضاء التحالف الكوردستاني الى 13 مقعد في مجلس محافظة نينوى ليصبح ثلث مقاعد المحافظة و من ثم يكون لها حق قانوني بالمطالبة بظم هذا الجزء او ذاك الى اقليم كوردستان هذة كانت الهواجس و هذا كان ليس له اساس من الصحة و غير مقبول اساساً و نحن ابناء بابل و اشور سنبقى ملح العراق الساعين الى بناء عراق جديد دستوري و لن نقبل ان ندفع الى ان نكون جزء من هكذا صراعات قومية ...

70
في تصريح للسيد عبد الله هرمز النوفلي رئيس ديوان أوقاف المسيحيين و الديانات الأخرى  لموقعنا

فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد

بعد أن اصدر مجلس النواب العراقي تعديل  قانون انتخابات مجالس المحافظات ورد موقعنا هذا التعقيب من السيد عبد الله هرمز النوفلي رئيس ديوان أوقاف المسيحيين و الديانات الأخرى الخاص بمقعنا جاء فية :

ان ما حصل لمصنوع الكوتا الخاصة بالمكونات الصغيرة وما آلت اليه مناقشات وتصويت مجلس النواب قد الحق غبناً فادحاً بنا كمسيحيين، ونحن في الوقت الذي نثمن جهود من وقف معنا، نطالب الآخرين ان تكون افعالهم كأقوالهم لاننا كديوان وكمرجعية دينية مسيحية في العراق لم نترك باباً الا و طرقناه وابواب جميع المذاهب والاطياف العراقية اولاً ومن ثم الجامعة العربية وصولاً لممثل الامين العام للامم المتحدة، وكانت جميع مواقف اخوتنا العراقيين جيدة جداً ومطمئنة لنا بأن المسيحيين سينالون حقوقهم في آخر المطاف، لكننا فوجئنا بالامس 3/11 بنتائج التصويت ونحن كنا للتو قد خرجنا من مؤتمر الحوار الاسلامي المسيحي الذي اكد فيه جميع المتحدثين بضرورة ان ياخذ كل ذي حق حقه، وهذا يجعلنا ان نطالب كل الاطراف ان تعمل مثلما تقول وكفانا مزايدات كلامية لان العراق اليوم بحاجة للعمل والعمل وحده سيخرج العراق من ازمته اذا كان هذا العمل مقروناً بالاخلاص والامانة. نسأل الله ان يوفق الجميع لما فيه خير العراق والعراقيين جميعاً فنحن هنا كمسيحيين منذ قرون كثيرة ولنا حق مع الآخرين.


71
الباحثة بيداء خضر بهنام تنال شهادة الماجستير
في التربية الرياضية 


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد
ناقشت الباحثة بيداء خضر رسالة الماجستير الموسومة (تأثير توقيتات التغذية و جدول تكرارها بالتناقص التدريجي عن الأداء و ناتجة في التعلم و الأحتفاظ ببعض مهارات كرة الطائرة ) المقدمة  لكلية التربية الرياضية / جامعة بغداد بتاريخ 20 / 10 / 2008 , و قد نالت الباحثة درجة جيد جداً عن بحثها المذكور أنفاً , تتقدم أدارة موقع عنكاوا كوم بالتهاني و التبريكات للانسة بيداء بهذا الأنجاز العلمي المتميز ..

72
عنكاوا كوم تلتقي سيادة مار شليمون وردوني المعاون البطريريكي الكلداني
بعد لقائه سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني و دولة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي



اجرى اللقاء / فادي كمال يوسف  عنكاوا كوم / مكتب بغداد


عنكاوا كوم تستضيف سيادة مار شليمون وردوني المعاون البطريريكي الكلداني بعد لقائة سماحة اية الله العظمي السيد علي السيستاني و دولة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي حول أهداف الزيارتين و النتائج المتمخضه عنهما

سيدنا اهلا بك في عنكاوا كوم ...

وأهلا بكم ...

سيدنا، ما الهدف من الزيارتين الأخريتين و ما هي النتائج التي تمخضت عنها ؟؟؟
الكل يعلم أن الراعي الصالح هو الذي يسهر لخدمة رعيتة و الراعي الصالح هو الذي يبذل نفسة من أجل تلك الرعية, و الحالة هذه رأي الجميع ... ما حل بأبنائنا في الموصل و قبل هذا تعرضنا الى تهميش حقوقنا بألغاء المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات و بعدها حلت الكارثة بقتل المسيحيين و تهجيرهم و تدمير بيوتهم و تشريدهم في الموصل و أخيرا محاولة تفجير كنيسة مسكنتة، التي وصفها فخامة رئيس الجمهورية مام جلال الطلباني بأنها أرث و كنز للعراق و العراقيين, ففي هذة الحالة لا نستطيع ان نقف مكتوفي الأيدي و ان لا ننبس بكلمة ... فلهذا تحركنا مع أخوتنا الأساقفة, فطرقنا كل الأبواب من الهيئات الدولية و منظمة الأمم المتحدة ... جمعيات حقوق الأنسان .. مؤسسات دينية و رجال دين، و في مقدمتهم ديوان اوقاف السنة، الذي تحرك بكل سرعة من خلال رئيس الديوان الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي، الذي أعلن استنكاره من خلال بيان رسمي, وأيضا تحركنا قبل عدة ايام نحو أية الله العظمى، سماحة السيد على السيستاني، لكي نعرض امامه هذة الفاجعة التي حلت بأبناء هذا الوطن من المسيحيين في الموصل، لكي يشاركونا في تحملها كعراقيين، كما شاركناهم نحن في تحمل صعوباتهم الكثيرة و المؤلمة...
و في لقائنا مع سماحتة عرضنا له هذه الهموم بالأضافة الى الأجحاف الذي تعرض له شعبنا بألغاء المادة 50 من قانون مجالس المحافظات , و ما تعرض أبنائنا من تهجير و قتل و تهديم بيوت في الموصل... و قد أصغى سماحته لنا بكل رحابة صدر، لأنه رجل محبوب و هاديء يخشى الله... كما قلت له بأننا في هذا الوقت بحاجة الى رجال يخشون الله, و من له قوة روحية و أدبية في هذا البلد و هو بالتأكيد أحد هؤلاء الرجال... ووعدنا خيرا بأنه لن يستنكر و يتألم على هذه الأحداث فقط بل سيوصل صوتنا و همومنا الى من كل يأتي اليه و يستشيره...وقال مع أنه ليس سياسياً و لكنه سيدافع عن حقوق الأقليات و المظلومين، كما استنكر و بشدة تفجير الكنائس سابقا يستنكر اليوم ما تعرض له شعبنا المسيحي في الموصل، و يأمل ان يعود الأمر الى نصابه الطبيعي ...

و من نفس المنطلق و كما يقول ربنا يسوع المسيح (أقرعوا يفتح لكم / أطلبوا تجدوا ) توجهنا نحو المسؤولين في الدولة العراقية , بداية مع السيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ طارق الهاشمي و الذي تحرك سريعاً، فأرسلت في اليوم نفسه قوات من الشرطة الوطنية الى الموصل...
ثم التقينا فخامة رئيس الجمهورية و الذي أستقبلنا بقلب ملئه المحبة ووعدنا بأعادة المادة 50 و ان عدلت قليلاً بالنسبة للأقليات الأخرى و اكد على اهمية دور المسيحيين في العراق و حزن كثيراً على ما يتعرض له أبنائنا في الموصل من تهجير و قتل و كان حاضرأ في اللقاء السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان العراق...
و تلا ذلك لقاء دولة السيد رئيس الوزراء و قد كلمناه كالسابقين بصراحة و ثقة بالذين يحكمون هذا البلد , كما حملنا الحكومة مسؤولية حماية كل فرد عراقي اينما وجد دون النظر الى دينة و معتقدة و بالخصوص المسيحيين الذين تعرضوا الى حملة مؤلمة في الأسابيع الأخيرة و الذين هم شركاء في هذا البلد و هم السكان الأصليين للعراق و هم مسالمون و كان لهم دور كبير في بناء العراق الحديث, ووعدنا خيراً بأن الحكومة ستأخذ دورها في حماية المسيحيين في الموصل...
كما اكد وزير الهجرة و المهجرين بأنه يعمل كل ما في وسعه لإعادة المسيحيين الى منازلهم و يهتم بهم و بكل ما هم بحاجة اليه...

 خلال لقائكم بالسيد رئيس الوزراء صرحتم ( بأنكم ضد حصر المسيحيين في منطقة واحدة صغيرة و ان كل العراق لهم ) هل يعني هذا انكم ضد مشروع الحكم الذاتي لشعبنا ؟؟
الكل يتسألون عن قضية الحكم الذاتي للمسيحيين، و أنا قلت مراراً و تكراراً وأقول الآن ايضاً - الأن هناك طرحان للحكم الذاتي, الأول قائم على أن يحكمنا ابنائنا و يحمينا ابنائنا في قرانا المسيحية في الشمال، و لكن هذا  الحكم  الذاتي يكون متعلقاً بالحكومة المركزية و هذا ما اتفق عليه اغلب المسيحيين.

أما القضية الثانية فنسمع من هنا و هناك ان البعض يطرح فكرة حكم مستقل في سهل نينوى،و هذا بالنسبة لنا غير مقبول فلا نستطيع وضع أنفسنا في منطقة واحدة، فالمسيحيين في كل العراق و يسكنون العراق كله من شماله الى جنوبه، فلا نستطيع مثلاً اجبار مسيحي البصرة الى الأنتقال الى منطقة اخرى و ترك اعمالهم و مساكنهم , تاريخيهم و كنائسهم، فالعراق كله لنا و نحن لكل العراق , هناك حرية طبيعية ان يعيش الأنسان حيث ما يريد فيجب فهم الامور كما هي و لا نسيء الظن في اي واحد كان خاصة و ان هناك حرية بيان الرأي و التعبير عن الرأي ...

ما رأيكم بموقف قداسة مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الأشورية بطرح حكم ذاتي يرتبط بالحكومة المركزية ؟

أذا كان هذا طرحه فنحن مع هذا الطرح و نؤيده حيث يجب ان تكون لنا علاقة بحكومة المركز لكي نحصل على حقوقنا و نكون مشاركين مع الجميع في بناء العراق الجديد ...

شكرا لك سيادة المطران شليمون وردوني المعاون البطريريكي الكلداني ..
و شكرا لكم عنكاوا كوم ...



73
دعا الى السلام في الموصل..السيستاني التقى وفدا مسيحيـا طالـب بحفظ حقوق الاقليات

فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد
متابعات / جريدة المدى

بحث المرجع الشيعي الابرز آية الله علي السيستاني في النجف الاثنين مطالب الاقليات في العراق مع وفد يمثل الطائفتين المسيحية والصابئة المندائيين.
وقال بطريارك الكلدان المطران شليمون وردوني للصحافيين "طالبنا خلال الزيارة بارجاع المادة خمسين من قانون انتخابات مجالس المحافظات بعد ان الغاها البرلمان". واضاف وردوني "كما طالبنا بعودة السلام الى مدينة الموصل التي تعرض مسيحيوها للتهجير القسري". ونزحت اكثر من 1400 عائلة من منازلها في الموصل، المعقل التاريخي الابرز للمسيحيين في بلاد ما بين النهرين، اثر مقتل 12 منهم وتدمير ثلاثة منازل وتلقيهم تهديدات. وضم الوفد رئيس الصابئة المندائيين ستار جبار الحلو ومدير الاوقاف المسيحية في العراق عبد الله النوفلي

وتابع وردوني "جئنا الى المرجعية الدينية للتاثير من اجل احقاق حقوقنا رغم اننا نعلم بان ليس لها سلطة على احد لكننا نعلم ان الجميع يحترم سماحة السيد السيستاني الذي استمعنا الى نصائحه وتوصياته".
وقال ان المرجع الابرز للشيعة في العالم "دائما يوصي بمحبة الله والسلام والتعايش السلمي (...) وان الامور في العراق لو سارت على هذه التوصيات لما شهدنا صراعات واختلافات ولاخذ كل ذي حق حقه".
من جهته، قال النوفلي ان السيستاني "خيمة لجميع العراقيين وهو الاخ الاكبر وقد طرحنا عليه همومنا  نشكر تقديمه الملاحظات ونطلب من السياسيين ان ياخذوا بملاحظاته حتى يبعدوا الاذى عن العراق والعراقيين".
يذكر ان مجلس الوزراء نوري المالكي قد تعهد على اعقاب الاعتداءات التي تعرض لها المسيحيون في الموصل، ان يعزز الاجراءات الامنية بما يحقق الاستقرار المطلوب لاعادة العوائل المسيحية المهجرة الى اماكن سكناها.
وفي السياق ذاته دعا قائد عمليات محافظة نينوى، الاثنين، العوائل المسيحية التي نزحت من مدينة الموصل للعودة إلى مناطق سكناهم، مبينا أن جميع هذه المناطق قد تم تأمينها.
وأوضح الفريق الركن رياض جلال خلال استعراضه الوضع الامني في مدينة الموصل، في المؤتمر الذي عقده امس مع نائب رئيس الوزراء د.رافع العيساوي، أن "35 عائلة مسيحية عادت إلى مناطق سكناها في مدينة الموصل"، مضيفا أن "جميع المناطق التي يتواجد فيها المسيحيون مؤمنة، بما في ذلك الكنائس، من خلال انتشار القطعات الامنية في مناطقهم وعموم الموصل

74
عنكاوا كوم تلتقي السيد يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الأشورية
عضو مجلس النواب العراقي
بعد زيارتة و الوفد الحكومي الى مدينة الموصل

فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد




عنكاوا كوم التقيت السيد يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الأشورية عضو مجلس النواب العراقي بعد زيارتة و الوفد الحكومي الى مدينة الموصل و التي تحدث عنها قائلاً :
الحقيقة بقرار مجلس الوزارء تم تشكيل وفد حكومي بعد لقائنا بدولة السيد رئيس الوزارء يوم 12 /10 والمناشدات العديدة حيث دعى مجلس الأمن الوطني الى الأجتماع  و الذي أوصى بأجتماع طاريء لمجلس الوزارء لمناقشة ازمة الموصل ,  و بعد الأجتماع تقرر تشكيل هذا الوفد ليقوم بجولة ميدانية على الأرض  حيث توجة على اثرة  السيد وزير الدفاع الى المنطقة في وقت سابق و كان ذلك التحرك للوزير بعد حوار ثنائي لي معة أشعرناه بخطورة الموقف , و تقرر ان نلتقي القادة الميدانيين في المنطقة و ابناء شعبنا من المهجرين و النازحين  فكانت الزيارة ضمن وفد تشكل من ( السيد وزير الدفاع , و وزير الهجرة و المهجرين , و وزير الصناعة , و وزير التخطيط ) و ثلاثة من أعضاء مجلس النواب أظافة الي النائب هاشم الطائي و النائب نور الدين الحيالي الممثلين لمحافظة نينوى , علمنا بعد لقائنا بالقادة الميدانيين الذين ترأسهم الفريق قائد القوات البرية و الفريق قائد عمليات نينوى بأن اكثر من 90% من الجرائم و التهديدات حصلت بالساحل الأيسر ضمن مسؤلية احد الأفواج التابعة للفرقة الثانية في الجيش العراقي و تم القاء القبض على ( 4 ) مشبوهين اعترف احدهم بأرتكابة جرائم قتل و تهديد , كما اكدت قيادة العمليات بأنها مازالت تحتجزهم  لكشف الحقيقة و ملاحقة بقية افراد الشبكة الأرهابية التي تقوم بالقتل و تفجير الدور و التهديد وزرع الرعب بين الناس , و تم في هذا الأجتماع الأتفاق على الخطوط الرئيسية لتواصل عملية ام الربيعيين لفرض القانون في المدينة و تطهير المناطق من الجماعات الخارجة و فرض سلطة الدولة و توفير الأمن و الأطمئنان , وتوفير أجواء مناسبة لأعادة النازحيين و المهجرين الى بيوتهم و أعمالهم و مدارسهم , و من ثم تحرك الوفد للألتقاء بـمجموعة من المهجرين و العوائل من ضحايا القتل و استمعنا لشهاداتهم و ثم تجولنا  في الساحل الأيسر لمدينة الموصل  و تأكد لدينا بأن نسبة كبيرة من النازحين تركوا المدينة مرعوبين بعد تهديدات تلفونية وكأجراء احترازي دون ان يحملوا معهم اي امتعة تاركين كل ما يمتلكون خلفهم , و حصول عملية تفجير دور امام اعين الناس في حي سكر بأخراج عائلة من افرادها و تفجيرها من قبل المجرمين أظافة الى دارين اخريين و عدم قيام الشرطة المحلية بأي اجراء رغم تبليغها و حضورها الى موقع التفجير قبل وقت زمني من حصوله, و استنتجنا من الشهادات للمهجرين و للقيادات الأمنية ان هناك  تقصير كبير من اجهزة الأمن المحلية أو وجود اختراقات امنية بينها وربما تواطؤ بعض من عناصرها مما ادى الى وقوع هذة الجريمة الكبيرة و التي تبدو و كأن السلطة غائبية في المدينة , و هو دليل واضح و مؤشر لفشل الأجهزة الأمنية و  الأستخبارية الحكومية في المدينة مما يستوجب اجرائات فورية رادعة  و تقصي الحقائق و كشفها و انزال العقاب الشديد بالمقصرين او المتورطين و من هنا أسجل تقديري للقيادة العامة للقوات المسلحة حيث تم اتخاذ اجرائات فورية منذ الساعات الأولى للحدث . لتعزيز المدينة بلوائين من الشرطة الوطنية اضافة الى هيئة تقصي الحقائق عالية المستوى و التي تشرف الأن على العمليات و التحقيق اذ بلغ عدد الملقى القبض عليهم 10 من المشبوهين و المتهمين بالتورط في هذة الجرائم أظافة الى تقديرنا الى الحكومة لتكليفها وزارة الهجرة و المهجرين و تخصيص المبالغ اللازمة للأغاثة و التعويض الفوري و كما نقدر عاليا الدعم و المساندة من كافة مؤسسات شعبنا و الجهات الصديقة التي انجدت و احتظنت النازحين و المهجرين و بصورة خاصة عوائل مدن و قصبات القوش و كنائسها , و نؤكد مناشداتنا للحكومة لتحمل كافة مسؤلياتها للأسرع في انجاز مهامها و تهيئة الأوضاع لعودة العوائل النازحة بعد فرض سلطة القانون و توفير الأمن ثم تعويضها عما لحق بها من خسائر و اعادة بناء الدور المهدمة و المتضررة من التفجيرات عاجلاً .


75
الدباغ يعلن تشكيل لجنة متابعة لأحداث الموصل

متابعات / عنكاوا كوم / مكتب بغداد
فادي كمال يوسف

جريدة البينة



اعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان مجلس الامن الوطني بحث ما يتعرض له المسيحيون من عمليات تهديد وتهجير، مشيرا الى ان

المجلس قررتشكيل لجنة تحقيقية من وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني وجهاز المخابرات لإجراء تحقيق بالظروف التي أدت الى ذلك.وقال الدباغ في بيان له إن "مجلس الأمن الوطني تدارس في إجتماعه مساء اليوم الاحد الوضع الأمني في مدينة الموصل والحوادث المقلقة لما يتعرض له المواطنون المسيحيون من عمليات تهديد وتهجير"، متهما في ذلك جماعات وصفها بـ"المجرمة"، واشار الى انها "تحاول الإساءة لقيم التعايش والتسامح بين العراقيين وإعطاء صورة سلبية عن الواقع العراقي".وذكرالدباغ أن مجلس الأمن الوطني "قرر تشكيل لجنة ميدانية تحقيقية من وزارة الداخلية والدفاع ووزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني وجهاز المخابرات الوطني تكون من مهامها تقديم الدعم لعمليات الموصل وإسناد الجهد الأمني وإجراء تحقيق شامل للظروف التي أدت الى هذا الوضع ومعالجة الحالات الانسانية التي نتجت عن هذه الحوادث المؤسفةواضاف الدباغ ان "مجموعات متطرفة تكفيرية تتعاون مع رموز مجرمة من بقايا النظام السابق تحاول إستهداف كل العراقيين، وهذه المرة يستهدفون مكونا أساسياً من العراقيين وهم المسيحيون الذين نعتز في العراق بتاريخ طويل من التعايش والتآخي معهم". بين الدباغ ان ذلك "يتزامن مع تحرك لواء من قوات وزارة الدفاع والشرطة الوطنية وتعزيز الدوريات الثابتة والمتحركة للمناطق المستهدفة في مدينة الموصل من أجل طمئنة الجميع وخصوصا المواطنين المسيحيين بحرص الحكومة العراقية على أمنهم وسلامتهم".وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي شددا، عصر الأحد، على ضرورة اتخاذ الإجراءات الرادعة التي تضمن حماية العائلات المسيحية في الموصل.وكانت وتيرة استهداف المسيحيين في الموصل تصاعدت خلال الايام القليلة الماضية الامر الذي دفع بعدد منهم الى الفرار نحو اطراف المدينة، فيما قالت مصادر مختلفة إن عددا من العائلات المسيحية فرت بالفعل من الموصل بينما تعرض اخرين منهم الى عمليات قتل على يد جماعات ارهابية مسلحة.

76
أعتبر ان المسيحيين في العراق هم جزء اساسي من النسيج الوطني..السنيورة يعرب لطالباني عن تضامن لبنان مع العراق

متابعات الصحف / جريدة المدى / بغداد

فادي كمال يوسف

اعرب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة امس للرئيس العراقي جلال طالباني عن تضامن لبنان مع العراق والجهود التي تبذلها الدولة العراقية لحماية المجموعات المسيحية. وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي في رئاسة الحكومة ان السنيورة اجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس العراقي ابدى فيه تضامن لبنان والشعب اللبناني مع الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية للحفاظ على تماسك الشعب العراقي بجميع اطيافه. واكد السنيورة في اتصاله الهاتفي على التضامن مع الجهود التي «تبذلها الدولة العراقية للحفاظ على امن المجموعات المسيحية وتأمين عودتها الى منازلها وضمان امنها».

وقال السنيورة في تصريح له علق فيه اعمال العنف والتهجير التي تطول العائلات المسيحية في بعض مناطق العراق ان هذه الامور «تسيء الى الجهود الكبيرة والصادقة التي تبذلها الحكومة العراقية من اجل الحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعبا».
واعتبر السنيورة ان «المسيحيين في العراق كما في كل بلد عربي هم جزء مكون واساسي من النسيج الوطني ينبغي حمايته والمحافظة عليه لان هذا التنوع
الديني والثقافي في مجتمعاتنا العربية الذي يستند الى مفاهيم وقيم كل من المسيحية والاسلام هو مصدر غني لشعوبنا».

77
الصابئة المندائيون يدعون الى عدم تغييب اي مكون عراقي

متابعات الصحف / عنكاوا كوم / بغداد
فادي كمال يوسف

   
دعا رئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ ستار جبار حلو نائب رئيس مجلس النواب خالد العطية الى ذكر اسم الصابئة الصريح في نص قانون انتخابات مجالس المحافظات الى جانب المكونات الأخرى وعدم تغييب اي مكون عراقي. جاء ذلك خلال لقاء جمعهما في بغداد السبت بحضور عدد من أعضاء مجلس شؤون الطائفة العام، كما ذكر بيان صدر عن مكتبه تلقت (أصوات العراق) نسخة منه. وأوضح البيان أن الشيخ حلو دعا إلى «ضرورة ذكر اسم الصابئة المندائيين


الصريح في نص قانون انتخابات مجالس المحافظات الى جانب باقي المكونات العراقية وعدم تغييب اي مكون عراقي اصيل».

وأضاف البيان ان رئيس طائفة الصابئة المندائيين قدم التعازي الى رئاسة مجلس النواب واعضائه بأستشهاد د. صالح العكيلي عضو مجلس النواب كونه يمثل نموذجاً حقيقياً للانتماء الوطني الاصيل.
ونقل البيان عن العطية قوله ان «مجلس النواب استجاب لمطاليب المكونات العراقية وسيتم ذكر الاسم الصريح للصابئة المندائيين في نص المادة المقترحة، وسيتم تمثيلهم في مجلس محافظة بغداد وذلك استجابة لمطاليب وفد رئاسة الطائفة في اللقاء الذي زار رئاسة مجلس النواب.
وبين العطية أنه «ستتم دراسة مقترح تمثيلهم في مراكز قضاء بعض المحافظات بحسب أماكن تواجدهم»، معربا عن «اعتزاز مجلس النواب بالصابئة المندائيين» و»الدور الايجابي الذي لعبه ابناؤها في العراق قديماً وحديثا».
وأشار البيان إلى ان الجانبين ناقشا «عددا من القضايا الاخرى ومنها تعديل قانون الأحوال الشخصية وبما يتناسب والعقيدة المندائية وبعض القضايا المطروحة على الساحة السياسية العراقية

78
المطران شليمون وردوني المعاون البطريريكي الكلداني في تصريح خص به  موقعنا :
خلال أكثر من اسبوعين  واجهنا صعوبتين كبيرتين تدل على تهميشنا و الأجحاف بحقنا و محاولة لأنكار حقوقنا


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد


بعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها مدينة الموصل و التي راح ضحيتها عدد كبير من ابناء شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري )  صرح لموقعنا سيادة المعاون البطريركي الكلداني المطران مار شليمون وردوني قائلاً :
أننا متألمون كثيراً كمسيحيين و كسكان أصليين في هذا البلد العزيز الذي دافعنا عنه في كل الأوقات و ضحينا بدمائنا دفاعا عن أرضة في كل الأوقات و الأزمنة , و كانت علاقاتنا متميزة دائما مع أخوتنا في هذا البلد من مختلف مكونات الشعب العراقي  مسلمين و صابئة و ازيدين و كل النسيج المكون لسكان هذا البلد العريق , و كانت أبوابنا و ابواب كنائسنا مفتوحة للجميع في فترات الصعوبات و الحرب , و لهذا فأن ما حصل سبب ألمنا الشديد و حزننا العميق لاننا لا ندري لماذا نعامل بهذة الطريقة الوحشية و البربرية و الاانسانية من قبل الذين قتلوا أخوتنا في الموصل و هجروا غيرهم قسراً و فجروا بيوت الذين تركوها في أمل العودة اليها و لكن أملهم خاب أذ يرون بيوتهم مدمرة فهولاء كيف ينجون من غضب الرب ... فالحياة هي من الله وحده له الحق في استردادها ...
خلال أكثر من اسبوعين  واجهنا صعوبتين كبيرتين و تدل على تهميشنا و الأجحاف بحقنا و محاولة لأنكار حقوقنا , الأولى كانت بألغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات و هذا يعني تهميشنا من التمثيل في هذة المجالس و بعدما عملنا ما في وسعنا لأسترداد حقوقنا من خلال هذة المادة و هو أمر طبيعي و هو من أبسط حقوقنا أن يكون لنا من يمثلونا في كل دوائر الدولة لكي يطالبوا بحقوقنا و نحن نأمل من المسؤلين الساسيين في مجلسي الرئاسة و البرلمان العراقيين ان يكونوا قد سمعوا صوتنا و يعملوا لأزالة هذا الأجحاف عنا ...
و أذ بنا نفاجيء بالكارثة الأخرى و هي قتل و تهجير مؤمنينا الأبرياء في الموصل بشكل عشوائي و العمل على تهجير الباقيين قسراً من منازلهم الأمنة و كانت الأصولت تتعالي في شوارع المدينة لأجبارهم على ترك منازلهم , كما قاموا تفجير العديد من البيوت و التي لن يجد أصحابها مكان يأتوا فيه بعد عودتهم الى المدينة ...

من هذا المنطلق نحن نشجب و ندين هذة التصرفات اللاانسانية و نطلب من ذوي الأرادة الصالحة من أخوتنا المسلمين و من الساسيين و قادة الحكومة أن يعملوا بكل ما وسعهم  لكي تعود الماه الى مجاريها ويعود العيش المشترك الأسلامي المسيحي كما كان سابقاً ... و ننشاند بصورة خاصة قادة الدولة ليدرسوا القضية بأهمية بالغة و بالسرعة الممكنة لجدوا حل لأيقاف هذة الجرائم ...
ربنا يتقبل الشهداء في فسيح جناتة و يلهم التعزية و السلون لذويهم ... و يقوي المهجرين ليتحملوا هذة الحالة الغير طبيعية و لكي يعودوا الى منازلهم سالمين بعونة تعالى و بحماية امنا العذراء مريم ...

و بخصوص لقائنا مع السيد الهاشمي كان اللقاء بناءً و مثمراً أذ استمع السيد النائب بكل محبة و تفاهم الى ما نقله الية السادة الأساقفة ووعد خيراً بأنه سوف يتصل بفخامة رئيس الجمهورية و بدولة رئيس الوزراء لكي يدرسوا القضية بجدية و بالسرعة الممكنة لأيجاد حل لحماية المسيحيين الذين هم من مكونات العراق الأساسسية و تأثر سيادتة كثيرا من الأخبار السيئة و ما يحصل هناك ...
و كلنا أمل و ثقة بالله و بقادتنا لكي يجدوا الحل الأمثل و لكي يعود المهاجرون و المهجرين الى ديارهم و يعشوا بأمن و امان ..


79
تصريح من الأستاذ يونادم كنا عضو مجلس النواب العراقي
حول الأحداث التي تعرض لها ابناء شعبنا في مدينة الموصل



فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد
حول الأحداث المؤلمة التي يتعرض لها ابناء شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) في مدينة الموصل ورد مكتب موقعنا في بغداد من عضو مجلس النواب العراقي / سكرتير الحركة الديمقراطية الأشورية الاستاذ يونادم كنا هذا التصريح :
الذي يجري على الأرض في الموصل عبارة عن أجندات خارجية تنفذ على الأرض في ظل غياب سلطه القانون و تقصير واضح من قبل السلطات الأمنية في المدينة و لم يشهد تاريخ الموصل أبداً هكذا جرائم إرهابية على أساس الهوية الدينية انما عاش أبناء المدينة دائما شركاء و ما يجري الآن كما أسلفنا هو تنفيذ لاجندات و سياسات خارجية تستهدف لحمة ووحدة المجتمع و الوطن ...
و قد التقينا صباح هذا اليوم أنا ووفد من المكتب السياسي للحركة و معنا النائب ابلحد أفرام دولة رئيس الوزارء العراقي نوري المالكي و ناشدناه الإسراع في اتخاذ إجراءات رادعة لاحتواء الموقف ووقف هذه العمليات الأرهابية بحق الآمنين من أهلنا في مدينة الموصل و فرض سلطة القانون , و الإسراع بأغاثة و إسعاف ما يقرب من الف عائلة تشردت خلال الأيام القليلة الماضية و توفير الأمن و الأطمئنان تمهيداً للعودة العاجلة للعوائل المشردة ... ووعد دولة رئيس الوزارء بأجراء اللازم عاجلاً و فعلا تحركت اليوم قوات من الشرطة الوطنية الى المدينة.
أما فيما يتعلق بالمادة 50 و ما تحقق لتثبتها في قانون الانتخابات فقد أضاف النائب كنا قائلاً : 
بالنسبة للمادة 50 فالمواقف بالعموم أيجابية و تم الأتفاق على المحافظات التي ستشملها و كذلك المكونات و هي : شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) كمكون قومي ديني مسيحي , و الصابئة المندائيين و الأيزيدية و الشبك و ما تبقى هو الأتفاق على حجم التمثيل و الية الأنتخابات و التي لازلنا في حوار حولها ... بعض الكتل تذهب الى طريقة معقدة ضمن القوائم العامة لتحصل على الحد الأدنى و دون تحديد مسبق للمقاعد المحجوزة , و بالمقابل فنحن نؤكد على ما طالبنا به في المادة 50 أي تثبيت عدد المقاعد المحددة في المادة المذكورة انفاً و أجراء الأنتخابات في دوائر خاصة بالمكونات القومية و الدينية ... نحن نخشى أن تملى على شعبنا و غيرنا من المكونات أرادة الكتل الكبيرة و بالتالي مصادرة الأرادة الحرة للقوميات الصغيرة في انتخاب ممثليها لمجالس المحافظات و الأيام القليلة القادمة ستشهد اتضاح الصورة و استكمال هذا الملف ..

80

لقاء مجلس أساقفة بغداد بالسيد طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي ...


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد

وردنا من مصادرنا الخاصة ان وفداً من مجلس مطارنة بغداد ضم سيادة مار شليمون وردوني المعاون البطريريكي الكلداني و سيادة مار اندراوس ابونا المعاون البطريريكي الثاني و الأب نضير دكو , بالسيد نائب رئيس الجمهورية عضو مجلس لرئاسة الأستاذ طارق الهاشمي و قد قدم الوفد بيان الى سيادتة هذا نصة ...

     

81
تظاهرة لأبناء شعبنا في بغداد تطالب بأعادة
المادة 50 من قانون مجالس المحافظات


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد


شهدت العاصمة العراقية بغداد تظاهرة دعى اليها مجلس اساقفة بغداد بالتعاون مع مجلس أعيان و شيوخ ووجهاء الكرادة , وأنطلقت التظاهرة من كاتدرائية القديس يوسف ( خربندة ) في الساعة الرابعة من مساء يوم الأثنين المصادف ( 6 /10 / 2008 ) و أبتدأت بالصلاة الربية و حمل مجموعة من الشموع , و قد توجة الحشد الى الجمعية الخيرية الكلدانية و قد شارك في المظاهرة :
# سيادة مار شليمون وردوني المعاون البطريركي الكلداني ...
# سيادة مار كيوركيس صليوا رئيس اساقفة العراق و روسيا لكنيسة المشرق الأشورية ..
# الخورأسقف بيوس قاشا ممثل كنيسة السريان الكاثوليك ..
# القس يونان الفريد راعي كنيسة الروم الأرثوذكس ..
# السيد عبد الله هرمز النوفلي رئيس ديوان اوقاف المسيحيين و الديانات الأخرى ...
# السيد قائد شرطة الكرادة ...
# السيد رعد القبانجي (أمين عام نجمع مجلس اعيان و شيوخ ووجهاء الكرادة ) ...
# ممثل السيد وائل عبد اللطيف ( عضو مجلس النواب العراقي ) ...
# هناء ادور ( رئيسة جمعية الأمل ) ..
و عدد من الكهنة من مختلف كنائس العاصمة بغداد ... كما شارك عدد من ممثلي أحزابنا و مؤسساتنا القومية :
# الحركة الديمقراطية الأشورية ...
# الحزب الوطني الأشوري
# المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ...
# اتحاد بيت نهرين الوطني ...
# اتحاد الطلبة و الشبيبة الكلدوأشورية ..
# اتحاد النساء الأشوري ...
# الجمعية الخيرية الكلدانية ...
# جمعية اشور بانيبال الثقافية ...

و تجمع الحشد الجماهيري على حدائق الجمعية الخيرية الكلدانية حيث توالت الكلمات التي أكدت على ضرورة أعادة المادة 50 من قانون مجالس المحافظات و التي تضمن حق شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) :
# كلمة الخورأسقف بيوس قاشا ( ممثل كنيسة السريان الكاثوليك ) ...
# كلمة السيد جونسن اغاجان ( المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ) .
# كلمة السيد رعد القبانجي ( امين عام تجمع مجلس أعيان و شيوخ الكرادة ) ...
# كلمة ديوان الوقف المسيحي القتها الأنسة أن ...
# كلمة سيادة مار كيوركيس صليوا ( كنيسة المشرق الأشورية )
# كلمة الكردينال مار عمانوئيل الثالث دلي القاها سيادة مار شليمون وردوني المعاون البطريرطي الكلداني ...

و قد أعرب السيد رعد القبانجي ( امين عام تجمع مجلس أعيان و شيوخ الكرادة )لموقعنا بأن اهالي الكرادة اليوم بهذة التظاهرة يعبرون عن وحدة صفهم كمسلمين و مسيحيين و يقفون مع أخوتهم المسيحيين الذين يجدون ان حيفاً كبيرا قد وقع عليهم بألغاء المادة 50 من قانون مجلس المحافظات , و يطالون مجلس النواب العراقي و مجلس الرئاسة الى أعادة النظر في هذة المادة و التي تضمن لهم حقوقهم المشروعة في تمثيل ابنائهم في مجالس المحافظات , واضاف بان فكرة المظاهرة هي فكرة للتجمع حصلت على مباركة الكردينال مار عمانوئيل دلي و بجهود سيادة المطران شليمون وردوني المعاون البطريرطي الكلداني لتوحيد الصف الأسلامي المسيحي و الدعوة الى اعادة الحق الى اصحابة ...

و قد تحدث لنا السيد عبد الله هرمز النوفلي ( رئيس ديوان اوقاف المسيحيين و الديانات الأخرى ) عن التظاهرة قائلاً : اننا اليوم في هذة التظاهرة نعبر عن رأينا في بغداد حول الغاء المادة 50 من قانون مجالس المحافظات و نأمل ان نساهم مع اخوتنا الذين تظاهروا في بغديدا . القوش , دهوك , تل أسقف , لكي نوصل الرسالة الى أعضاء مجلسي النواب والرئاسة العراقيين بأن كل العراقيين هم متساوون في الحقوق و عليهم نفس الواجبات .. و المسيحيون هم كانوا و مازالوا الطليعة في الأخلاص و التضحية و نأمل ان تصل هذة الرسالة بوضوح لكي لا يتم تهميش اي عراقي في هذا البلد ...

بينما تحدث السيد عبد الهادي الحسيني امين عام نقابة السادة الأشراف في العراق قائلاً: جئنا مشاركين التزاماً بالمساعي الأنسانية الحقيقية و التزاماً بالروح الوطنية و التي يجب أن تكون النبراس الذي يعمل على اساسة كل العراقيين في سبيل توحيد ابناء شعبنا العراقي و لم شملهم , ان عملية تهميش الطوائف العراقية لها تاريخ عميق في هذا البلد و نحن اليوم في ظل بناء العراق الديمقراطي الجديد نرفض اي عملية تهميش لأي مكون عراقي أصيل لانها تودي الى افشال العملية السياسية في العراق و عرقلة مسيرة بناء الدولة العراقية الحديثة , لذلك نطالب اليوم بأعادة المادة 50 من قانون مجالس المحافظات و عدم تهميش اي طائفة عراقية اصيلة لذلك جئنا اليوم لنضم صوتنا الى صوت اخوتنا المسيحين في هذة التظاهرة الأخوية ...

كما اكد لنا المحامي ازاد ( المفتش العام في ديوان اوقاف المسيحيين ) : أن الواجب يقع اليوم على الأمم المتحدة و التي تلعب اليوم الدور الأساسي في اعادة هذا الحق الى ابناء شعبنا و نحن اليوم نمر في حالة غريبة و غير صحية فبينما يصر الجميع على تطبيق الديمقراطية و التشبت بحقوق الأنسان نرى هناك خرق واضح لحقوق الأنسان من خلال تهميش عدد كبير من الأقليات في الغاء هذة المادة , و نحن نطالب اليوم بأن تعاد هذة المادة لكي نضمن حقوقنا الدستورية في عراق ديمقراطي حر ...
 



82
الحزب الشيوعي العراقي يقيم اربعينية
 الشهيد كامل شياع


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد

أقام الحزب الشيوعي العراقي يوم السبت المصادف 4/ 10 / 2008 حفلاً تأبينياً جماهيريا على قاعة تموز ( فندق عشتار شيراتون ) بغداد , في ذكرى أربعينية الشهيد الراحل كامل شياع ( المستشار في وزارة الثقافة / عضو المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي ) حضرة السيد حميد مجيد موسى ( عضو مجلس النواب العراقي / سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ) و السيد مفيد الجزائري ( عضو مجلس النواب العراقي / وزير الثقافة العراقي الأسبق ) و عدد من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي و مجموعة كبيرة من الشخصيات السياسية و الأدارية العراقية و حشد  من الجماهير الذين غصت بهم قاعة تموز و أروقة فندق عشتار شيراتون , و قد تضمن الحفل التأبيني عدد من الكلمات التي ذكرت بالفقيد و دورة الكبير في بناء ثقافة عراقية حديثة كما شهد الحفل تقديم عدد من القصائد التي رثت الفقيد و القاها عدد كبير من الشعراء من مختلف محافظات العراق  , و يذكر أن  الشهيد اغتالتة يد الأرهاب و الجريمة قبل اربعين يوماً مسدله الستار عن مسلسل بناء نموذج لثقافة عراقية حضارية وطنيية موحدة , فسقط الراحل شهيداً يدافع عن عراق تسودة ثقافة الحب و التسامح يبحر بعيداً عن شواطيء الطائفية المقيتة و العنف الأهوج ... فتحية جب و اجلال لروح فقيد العراق الكبير ...




83
لقاء مع الاستاذ ابلحد افرام بعد صدور قانون مجالس المحافظات



خاص/

فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد /



س1 ـ ما هو برأيكم السبب الاساسي لعدم تثبيت الكوتا للمسيحيين؟ وهل هو حقا عدم وجود تعداد حقيقي ام هناك اسباب اخرى؟.
ج ـ لقد وافق مجلس النواب على الكوتا التي ثبتناها في القانون وهي حسب قناعتنا اقل ما نستحقه في بعض المحافظات ومنها بغداد والموصل وصوت عليها المجلس في يوم 22/7/2008 لكنها نقضت من قبل مجلس الرئاسة المتمثل بالسيد رئيس الجمهورية ونائبه السيد عادل عبد المهدي بحجة عدم وجود معيار للكوتة المثبتة، وبعد اعادة القانون الى المجلس قمنا بتقديم المعيار المطلوب وذكرنا امثلة حية ومقنعة فتبناها المجلس فعلا، غير اننا وبعد العودة من عطلة المجلس وقبل التصويت على القانون شعرنا بوجود تحرك من قبل بعض الكتل وفي مقدمتها الائتلاف الشيعي لالغاء المادة المتعلقة بالمكونات المسيحية والاقليات الاخرى فتحركنا على الاطراف المعنية واللجنة المختصة وافلحنا في اقناعها للابقاء على المادة ولكننا تفاجانا يوم 24/9/2008 اولا بمحاولة المجلس القفز على المادة وعدم قراءتها للتصويت الى ان قمنا بالتنويه على ذلك فقرأت المادة وقام السيد محما الايزيدي السنجاري بالاعتراض على الكوتة المخصصة لهم في نينوى وهي مقعد واحد، فكانت اثارته للامر بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ويبدو ان البعض كان ينتظر حجة كهذه لالغاء المادة بكاملها وهذا ما حصل فعلا. واما موضوع التعداد فهذا امر لا مبرر له لانه لا يوجد تعداد حاليا لا للسنة ولا للشيعة ولا للكرد والاسباب التي دعت الى هذا الالغاء هي التطرف الديني والعرقي الشوفيني وحب الذات الانانية واستصغار الاخرين والاستحواذ على كل شيء.

س ـ ماذا تقصد بان المسيحيين اصبحوا ضحية الشبك والايزيدية في تصريحكم للسيد نوزاد الحكيم ؟
ج ـ المقصود بذلك هو انه عندما تمت قراءة المادة اعتبر الشبك مكون مستقل وهذا ما كان يؤيده ممثلوا المجلس الاسلامي الاعلى وبعض الاطراف الاخرى في الائتلاف الشيعي بينما كان موقف التحالف الكوردستاني مخالفا لذلك، وعندما اعترض السيد محما سنجاري على الكوتة المخصصة للايزيدية طرح خيار الابقاء على المادة او حذفها نهائيا وفعلا تم التصويت لصالح الغاء المادة فانا على قناعة تامة لو لم يكن هنالك ذكر للكوتة الخاصة بالشبك والايزيدية لكانت الفقرة الخاصة بالمسيحيين قد مررت.

س ـ لماذا لم يصوت التحالف الكوردستاني لصالح الكوتة ؟ ولماذا وقف ضد مصالح شعبنا كما ذكر المسؤول الاعلامي لحزبكم؟.
ج ـ نصف اجابة هذا السؤال موجودة في الاجابة على السؤال السابق كاحد الاسباب الذي دعا التحالف الكوردستاني لاتخاذ هذا الموقف والامر الاخر لكل كتلة اجندتها وكل واحد كما يقال يبكي على ليلاه فيبدو ان الاصرار على عدم اعتبار الشبك مكون مستقل من ناحية وعدم القبول بالعدد المخصص للايزدية الموصل من ناحية ثانية رغم وجود ما لايقل عن خمسة اعضاء من التحالف في اللجنة التي اقرت الكوتة، لذا ما ثبت لي ان الكرد في المقدمة فضلوا عدم فصل الشبك عنهم على المسيحيين عامة وحقوقهم لذا صوتوا على الغاء المادة بكاملها وهذا الموقف من التحالف الكوردستاني كان بالنسبة لنا موضع استغراب وخيب امال المسيحيين منهم لاسيما انهم  كانوا قد وعدوني بالوقوف الى جانبي في هذا المجال ولكن هذا لم يحدث بل حدث العكس.

س ـ ما هو برأيكم مستقبل المسيحيين في العراق بعد هذه التهميشات؟
ج ـ منذ اكثر من 1400عام والمسيحيون يعانون من شتى انواع الاضطهادات والمظالم في هذا البلد ومع ذلك تمكنوا من الصمود وبقوا حتى اليوم وما يحدث الان لا يوازي اي شيء قياسا بالماضي فعلينا كمسيحيين ان نصمد ونناضل ونقف بكل شجاعة بوجه من يحاول تهميشنا واقصائنا وعلى اخوتنا وابناء شعبنا ان لايتذمروا من امور كهذه وخير رد على مثل هذه الاجراءات القسرية الظالمة النابعة من فكر ديني متطرف وتجاهل للنهج الديمقراطي وحقوق الانسان هو ان نوحد صفوفنا ونعمل سوية وترك نقاط الخلاف للمراحل المقبلة والعمل معا لحماية حقوق شعبنا وهويته وكما هو معلوم الحقوق تؤخذ ولا تعطى.


س ـ ما العمل برأيكم وما هي الخطوة القادم؟.
ج ـ نحن لا زلنا على تواصل حثيث لدى الجهات المعنية لايجاد مخرج لهذه المشكلة التي اعتبرها سابقة خطيرة في العراق والتي افتعلتها بعض الكتل دون وجه حق ونعبر عن استنكارنا وشجبنا لهذه المواقف اللاوطنية وسوف نستمر ولم نتنازل وفي حالة عدم التوصل الى حل سنضطر الى رفع دعوى الى المحكمة الاتحادية العليا بالعراق لكي تنظر في الامر وفي الوقت ذاته نتصدى لمحاولات اندادنا في الكتل المتطرفة دينيا او عرقيا باسلوب سلمي لاجهاض مخططاتها التي ترسمها لاقصاء شعبنا ومن ثم علينا وكما ذكرت توحيد صفوفنا وكلمتنا وخطابنا السياسي وترك الخلاف على التسمية في هذه المرحلة للاننا سوف لن نتوصل الى حل بشأنها بالقريب العاجل ونتفق على توحيد مواقفنا الاخرى خدمة لمصالح شعبنا والدفاع عن حقوقه وبذلك يمكننا الوقوف بوجه من يحاول تهميشنا
شكرا لكم استاذ ابلحد افرام
و شكرا لكم عنكاوا كوم .

84
لقاء مع السيد يونادم كنا
بعد صدور قانون مجالس المحافظات





خاص/

فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد /


  1. ماهو برايكم السبب الاساسي لعدم تثبيت الكووتا للمسيحيين؟ هل هو حقا بسبب  عدم وجود تعداد حقيقي كما ذكر؟ ام هناك اسباب اخرى ؟
في الحقيقة بذلت جهود كبيرة لتضمين قانون مجالس المحافظات و الأقاليم حقوق شعبنا في التمثيل عندها وعد السيد رئيس لجنة الأقاليم و السادةة اعضاء اللجنة القانونية و السيد رئيس البرلمان ايضا بتضمين هذا الحق لشعبنا في قانون مجالس المحافظات و تقصد اخذ تواقيعهم على هذا الوعد و فعلا وقعوا على ذلك في ورقة تضمن هذا الحق في قانون أنتخابات مجالس المحافظات و قبل خمسة اشهر عندما بدأنا هذة الحوارات طلب مني رسميا اعداد ورقة للتعريف بالأقليات ذات الخصوصية الدينة و القومية في العراق حجمها ,  اماكن تواجدها , و كم ثقلها في العراق , قدمت الورقة ووضحت ان المكونات الدينية و القومية في العراقي و في مقدمتها شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) و التركمان و الأيزيدية و الأرمن و الشبك و الصابئة المندائيين و الكرد الفيلية , الا ان بعض الكتل السياسية اعترضت على بعض من هذة المكونات , فالتركمان اعترضوا على اعتبارهم ضمن الأقليات و شطب اسمهم من تلك الورقة و هكذا كذلك طلب شطب اسم الكرد الفيلية ايضاً كخصوصية وطنية  ... و بقيت المكونات الأخرى و هكذا قدمت الورقة الثانية فيما يخص شعبنا و المكونات الباقية اكدت اننا نعيش في كل ارض العراق الا انني طالبت بحق التمثيل اي وجوب التمثيل في ستة محافظات و التي لنا فيها تواصل للوجود كمجتمعات تاريخية اصيلة و المحافظات الستة هي : ( نينوى / بغداد / كركوك / اربيل / دهوك / البصرة ) و طالبت بالحد الأدنى للتمثيل و كالتالي : 3 مقاعد  لكل من محافظتي ( بغداد / نينوى ) مقعدان لكل من محافظات ( كركوك / اربيل / دهوك ) و مقعد للبصرة ... و مقاعد للأرمن و الصابئة المندائيين في بغداد و البصرة و كركوك أيضاً ...
و هكذا للشبك و اليزيدية ثلاثة مقاعد لكل منهم في محافظة نينوى , و الذي جرى ان تم المصادقة على مطلبنا فيما يخص شعبنا و مقعد واحد للشبك و الأيزيدية في نينوى و رفض مطلبي فيما يخص الأرمن و الصابئة المندائيين من لدن اللجان المختصة ,,,, الا ان نقض رئاسة الجمهورية كان مخيب للأمال و الحجج التي استند عليها لم تكن دقيقة و تم نقض الرئاسة في اللجنة المختصة من مجلس النواب . و ان هذة اللجنة المختصة تداولت و عالجت النقض بالكامل عدا الأختلاف في قضية كركوك و كما تعلمون تشكلت عدة لجان لمعالجتها و في المرة الأخيرة تم تكليف لجنتي الأقاليم و المحافظات و اللجنة القانونية للتوصل الى توافق حول كركوك الا ان اللجنتين الأخريتين على ما يبدو خرجت على السياق و النظام الداخلي للمجلس و لجأت الى تنبيش كل المواد المنقوظة و هنا على ما يبدو حصل تنصل و تراجع على ما تم الأتفاق علية سابقا بحجة عدم وجود معاير و احصاء رغم انة لا توجد اي معاير اليوم في البلد و لا اي احصاء لكافة المحافظات و الأقاليم ...
اما سبب التنصل فالظاهر منه كان بحجة معلرضة التحالف الكردستاني على تمثيل الشبك من جانب و عدم رضا المكون الأيزيدي على حصتة في محافظة نينوى و نتيجة هذا التوجة أصر الأتلاف الشيعي على وجوب تمثيل الشبك ... و من ثم اصر كل طرف على موقفة ما دفع اللجنة المختصة لطرح الأحتمال الثاني لنقض رئاسة الجمهورية الا وهو الغاء المادة كلياً , اما السبب الحقيقي حسب وجه نظرنا للالغاء فهو ليس ذلك و انما لازالت الثقافة الشمولية متعشعشة و لازال هناك نفس لا ينسجم مع مفاهيم التعديدية و مباديء الديمقراطية و لا نتمنى ان يكون ذلك توجة قوميا عنصرياً او تعصباً دينياً على طريق مصادرة الأرادة الحرة للمكونات الصغيرة و فرض هيمنة الكبار عليها من اجل مصالح الأكثرية ايً كانت الأكثرية مما دفع بنا الى شجب و رفض هذا القرار المجحف الذي يؤدي الى اقصاء الممثلين الشرعيين للمكونات و مصادرة ارادتهم كما حصل في أقصائنا في المفوظية العليا للأنتخابات و التي دفعت بي الى مقاضاة رئاسة مجلس النواب في المحكة الأتحادية و التي مازالت مستمرة لحد الأن ..

2. يرى البعض ان هناك أضطهاد مزدوج للمسيحيين في العراق والحكومة تقوم بتهميشهم و اهمالهم و بشكل متعمد؟؟؟ هل يدخل ذلك فيما ذكرتة البارحة حيث هناك توجهات الى أقصائنا من كافة المؤسسات ؟؟؟
ما نلمسة على الأرض هو كذلك عملياً , لكنني لا اتهم الحكومة كونها تمارس سياسة اقصاء و اجتثاث المكون القومي الديني ( كلداني سرياني اشوري ) من مرافق الدولة و المناصب العليا الا ان ما حصل اليوم بعد التغيير فتواصل للسياسات الأجحاف و الأقصاء التي مورست في زمن النظام البيائد , فبعد التغير تعرض شعبنا لأكثر من ذلك حيث تشرد و شرد شعبنا الى المهاجر في دول الجوار و في سهل نينوى و في اقليم كردستان العراق و منها الى دول الأغتراب و أظافة الى تعرض العديد من المسؤلين المرموقين و الخبراء في مرافق الدولة من ابناء شعبنا الى عمليات عنف و الأختطاف من اجل المال أو الى الأزاحة من مواقعهم في الدولة من اجل تطبيق سياسات المحاصصة السيئة الصيت على حساب الكفاءة و الولاء الوطني مما ادى الى ازاحة اغلب الموظفين و الخبراء من مواقعهم في الحكومة الحاليه اظافة الى غياب حضورنا في قوى الشرطة و الجيش  , و قد ناشدنا ونناشد بأستمرار الحكومة على مراجعة هذة السياسات بما يضمن تحقيق العدالة و وضع حد لسياسات التميز على اساس الدين و العرق و على سبيل المثال قوى و افراد الشرطة المحلية في قصبات سهل نينوى حيث علقت ملفات الراغبين بالتطوع في سلك الشرطة المحلية لأشهر لتعرض وزارة الداخلية لضغوطات سياسية منعتهم من تنفيذ ذلك حيث ان نسبة مشاركة ابناء شعبنا في سلك الشرطة و الأمن اما شحيحة جدا او معدومة احياناً و هذا بنظري تواصل لسياسات التميز بحق ابناء شعبنا و اجحاف بحقوقة التي ضمنها الدستور .. هذا ناهيك عن عدم احترام ارادة شعبنا و اشراك ممثلية المنتخبين في الحكومة سواء على مستوى السلطات الأتحادية او حكومة الأقليم و بالتأكيد هذا ينعكس سلبا على مشاعر و مواقف ابناء شعبنا و فقدان الثقة و الشعور عدم المصداقيه تجاة قظايانا و مطالبنا المشروعة مما يولد لديهم الشعور بالأحباط و بالتالي يشجع على التشرد و الهجرة ,  أضافة الى العوامل الأخرى السياسية و الأمنية و الأقتصادية و الخدمية  التي تفعل فعلها بكل العراقيين ...

3. ماهو برايكم مستقبل المسيحيين في العراق بعد هذه التهميشات ....؟
شعبنا من المكونات الأصيلة بالعراق نحن احفاد حضارات بابل و اشور و نتعايش منذ الالاف السنين مع الأشقاء في الوطن من العرب و الكرد و التركمان و غيرهم و هذا هو قدرنا و المفروض ان نسعى للمعالجة بما يضمن حقوق و مصالح الجميع و بالتأكيد اليوم نمر بظروف صعبة جدا و مستقبلنا على علاقة بالواقع و بمستقبل الوطن و التوجه السياسي فية , فأذا كانت العملية السايسية تسير بأتجاه صحيح لبناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن فيها الحريات و مباديء العدالة و المساوة و التأخي و الشراكة فهذا هو وطننا فبرغم من نزيف الهجرة الا اننا سنبقى و سنصمد و سيعود من هاجر رغم انف العنصريين او المتطرفيين و مستقبلنا في وطننا و ارضنا و ان المادة 18 من الدستور  هي بمثابة ضمانة للمحافظة على انتمائنا و حقوقنا رغم التشتت في المهاجر , و هذا الذي يحصل هنا حصل سابقا في مناطق عديدة من العالم و منها بيروت التي خلت من اكثر من نصف سكانها الا انة عندما سكت دوي المدافع و اطلاق النار عاد اهلها ثانية ً  و شاركوا في اعادة اعمارها و التنعم بخيراتها و هكذا انشاء الله سيعود شعبنا عندما يتخلص العراق و المنطقة من التعصب و التطرف اي كانت هويتة و يحل السلم الأهلي و الأستقرار و الأستقرار و الرفاه في البلاد ...

4. عمليا ما الخطواة التالية ,,, و ما العمل ؟؟؟
بالأمس بعد اقرار بهذة الطريقة العراجاء , وصفها السيد ديمستورا بالغمامة القاتمة , وعدت رئاسة مجلس النواب و السيد ديمستورا و رؤساء اللجان المختصة في المؤتمر الصحفي المشترك امام التلفزة من كل انحاء العالم , وعدوا بالمعالجة العاجلة و فعلا صباح اليوم و بعد لقاء قصير مع رئيس مجلس النواب و جه دولتة خطاباً تحريرياً الى السيد ديمستورا طالباً منه الاسراع في رفد المجلس بمشروع حل لتمثيل الاقليات القومية الدينية لأقراره و المصادقة علية و ذلك على طريق ازالةهذا الغبن و الأجحاف الحاصل , اظافة الى ذلك تم الأتفاق ليلة امس مع العديد من رؤساء الكتل السياسية الرئيسة في مجلس النواب على الألتقاء بعد عطلة العيد مباشرة للتوصل الى صيغة حل مقبولة لمعالجة هذا الخطأ الحاصل , و كلنا امل بأن تؤيدنا الكتل البرلمانية في مقترح القانون الملحق الذي سيكتب قريباً مستقبلاً ...

5. ما قضية المشادة الكلامية بينك و بين رئيس مجلس النواب ؟؟
في الحقيقة المشادة لم تكن بيني و بين رئيس مجلس النواب و انما أعترضت على توجة رئاسة مجلس النواب و الذي كان يلقية السيد رئيس المجلس و مضمونة بأن المفوظيبة العليا للأنتخابات ستعالج الأمر و انا بقناعتي بأن المفوظية تنفذ ما نشرعة في مجلس النواب و ليس لها حق التشريع , مما دفعني للصعود الى المنصة و التدث الى كل اعضاء مجلس النواب و لأقول بأن هذا مرفوض و كلمة حق يراد بها باطل و وجهت امتعاضي و احتجاجي على كل اعضاء مجلس النواب و ليس على السيد رئيس مجلس النواب , و للعلم ان موقف السيد رئيس مجلس النواب ايجابياً بهذا الخصوص و ايدتنا بعض الكتل البرلماني ككتلة الفضيلة و الحزب الأسلامي العراقي و العديد من الأعضاء من كتل اخرى , أظافى الى ذلك و ما حصل اليوم تعاطف معظم اعضاء البرلمان و الكتل مع مطالبنا المشروعة و اقرارها بأن هذا كان خطأ و يجب معالجتة ...

شكرا لك أستاذ يونادم
و شكرا لكم عنكاوا كوم


85
أختتام الدورة التدريبة للعاملين في ديوان الوقف المسيحي و الديانات الأخرى


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد


أختتم اليوم الخميس 11/9/2008 الدورة التدريبية التي عقدتها وزارة حقوق الأنسان في ديوان اوقاف المسيحيين و الديانات الأخرى للفترة من 7 - 11 / 9 / 2008 , حيث تضمنت الدرو عدد من المواضيع التي تختص بالتعامل مع مباديء و مفاهيم حقوق الأنسان و تفاصيل الشرعة الدولية و التعرف على الأليات الدولية و الوطنية لحماية حقوق الأنسان ...

و قد تضمن البرنامج الأتي :
الأحد    7 / 9 / 2008     الشرعة الدولية لحقوق الأنسان
                               مجاميع عمل و دراسة حالة
الأثنين  8/9/ 2008        أتفاقية التمييز العنصري
                              اتفاقية حقوق المرأة
الثلاثاء  9 / 9 / 2008    اتفاقية حقوق الطفل
                             حقوق الاقليات
الأربعاء                     اليات حماية حقوق الأنسان
                             مجاميع عمل و دراسة حالة
الخميس 11 / 9 / 2008  عرض فلم عن المصالحة

                           و استبيان حول الموضوع 



86
عنكاوا كوم تلتقي شميران مروكل / عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
عضو مختصة كلدواشور



اجرى اللقاء / فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد

مجموعة من الأسئلة طرحناها على الأنسة شميران مروكل ( عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ) حول قانون انتخابات مجالس المحافظات و موقف مختصة كلدواشور من القانون و هو القضايا التي لها علاقة بهذا الموضوع الهام لشعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) و كان لنا هذا االحديث :
# ما موقفكم من قاون الأنتخابات الخاص بمجالس المحافظات ؟؟

اننا في الحزب الشيوعي العراقي مع الأنتخابات , و اي عملية انتخابات هي بمثابة خطوة في الأتجاة الصحيح لبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية  , و لكن قانون الأنتخابات الأخير قد جرى التصويت علية في غياب عدد كبير من النواب , و الذين انسحبوا بسبب الأصرار على التصويت بصورة سرية للمادة الخاصة للأنتخابات في كركوك فيما جرى التصويت بصورة علينة على باقي المواد و اعتبر المنسحبون هذا الأستثناء مخالف للسياق القانوني .
بتقديرنا ان التصويت جاء خيار لا يناسب اوضاع كركوك و التي اقحم موضوعها في النقاش , كما ان القانون لا يحمي حصة المرأة في مجالس المحافظات و انما ضمن حق النساء في الترشيح فقط و هذا يشكل تراجعاً عما كفلة الدستور للمرأة من حق التمثيل بنسبة ( 25% ) , كما ان الحزب تحفظ على توزيع المقاعد المتبقةو التي حصرها القانون بالقوائم الكبيرة و هو يشكل مصادرة لأصوات الناخبيين و تعدياً على حقوق الأحزاب الصغيرة و الكيانات الفردية ..
كما ان القانون ضمن حق التمثيل ( الكوتا ) لشعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) و هي مسألة جيدة , و لكن لم يحدد اليه تطبيق الكوتا ,

# هل ستشارك المختصة في الانتخابات ؟ كما يقال ان هناك قائمة ستمثل الحزب الشيوعي العراقي خاصة للكوتا المعطاة لشعبنا ؟ و ما دور المختصة في هكذا قائمة ؟؟
الحزب سيشارك بالأنتخابات كما ذكرت سابقاً , و المختصة هي هيئة تعنى بالشأن القومي لشعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) .. لذلك فأن الحزب سيشارك بقوة في الأنتخابات القادمة , و سيكون لأبناء شعبنا حضور في قائمة الحزب في المحافظات التي تمثل تواجد شعبنا فيها كبغداد , نينوى , ديالى , و ربما كركوك ان جرت فيها انتخابات , و لايوجد الى الأن اي قرار عن قائمة خاصة بالكوتا المعطاة لشعبنا ...

# كيف تقيمون الكوتا التي حصب عليها شعبنا في الأنتخابات ؟؟
بتقدرينا أن المقاعد التي خصصت لأبناء شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) في المحافظات ( بغداد / نينوى / كركوك / البصرة / دهوك / اربيل ) مقبولة في هذة الظروف التي يعاني بها شعبنا نزيف الهجرة المستمرة و خاصة في السنوات الأخيرة .. لذلك هي مناسبة حالياً .

# ما برنامجكم الأنتخابي ؟؟
لا يخوض الحزب الانتخابات بدون برنامج انتخابي يعبر عن اماني و طموحات ابناء الشعب العراقي و يتلمس احتياجاتة و يعبر عنها خير تعبير .. ان الحزب الشيوعي طيلة تاريخية النضالي و في السنوات الخمس الأخيرة كان حريصاً على تبني المطاليب المشروعة للمواطنين في تلبية احتياجاتهم الخدمية و الاقتصادية و المعشية و توفير بيئة سليمة للعيش الهانيء السعيد ..
و بخصوص ابناء شعبنا ( الكلداني الأشوري السرياني ) استطيع ان اعطي الملامح الأولية لمطاليبهم في برنامج الحزب التي تمثل بتقديري توفير الأمن و العودة الى اماكن تواجدهم في بغداد و الموصل و ايقاف نزيف الهجرة و االتهجير ..

# هل ستدخلون في تحالف مع باقي احزابنا ان عرض عليكم الموضوع ام لكم موقف اخر ؟؟
ان خيارات الحزب في خوض الانتخابات عديدة وتخضع للظروف الملموسة لكل محافظة وتوازن القوى السياسية فيها " ويسعى في اغلب الحالات للتحالف او الائتلاف مع الاحزاب والقوى التي تقترب من برنامجه الانتخابي " وبخصوص احزاب وقوى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فأن لنا علاقات ايجابية وجيدة معها " ولكن الى الان لم يعرض على الحزب موضوع التحالفات مع هذه الاحزاب " ونحن على استعداد للخوض في مثل هذه التحالفات لخدمة ابناء شعبنا .



87
مواقف و اراء حول قانون انتخابات مجالس المحافظات
جولة في ديوان اوقاف المسيحيين و الأيزيدين و الصابئة





فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد


بعد سلسلة من اللقائات و التي أستطلعنا فيها أراء احزابنا و تنظيماتنا السياسية بخصوص قاون انتخابات مجالس المحافظات و التي أختتمناها بلقائنا بالسيد عزمي البير ( ممثل قائمة عشتار الوطنية في بغداد ) , كان لابد لنا لأستكمال رسم صورة واضحة عن مواقف قوى شعبنا ان نتجة صوب مؤسساتنا الأخرى , و كان ديوان اوقاف المسيحيين و الديانات الأخرى هو المحطة التالية التي وقفنا عندها لكي نطلع على دور الديوان و موقفة من هذا القانون , فكان لنا اللقاء مع السيد عبد الله هرمز النوفلي رئيس الديوان و جرى بيننا الحديث التالي :

# كيف تقيمون قانون انتخابات مجالس المحافظات الأخير ؟؟
سؤلنا سابقا عن هذا القانون قبل تشريعة و بالخصوص حول موقفنا كمسيحيين بكل طوائفهم و بسبب هجرة اعداد كبيرة من ابناء شعبنا و الوضع السيء ال>ي نمر به و الذي لا يمثل الحالة الطبيعية طالبنا ان تكالذي ينص على تمثيل ون هناك كوتا لنا في مجالس المحافظات و التي يتمركز فيها شعبنا ( بغداد , كركوك , البصرة , الموصل , اقليم كردستان ) تحدد وجودنا في تلك المجالس , حتى لا يحرم ابناء شعبنا من التمثيل اذا عوملنا كعراقيين عاديين لان نسبة ابناء شعبنا من خلال التصويت قد لا تؤهل وصول ممثلين لنا في مجالس المحافظات , و تمكنا من خلال الأخوة الذين يمثلون ابناء شعبنا من احزاب و منظمات مجتمع مدني و بمحادثات طويلة مع الجهات المسؤلة عن صياغة هذا القانون و من حسن الصدف ان جميع قوانا السياسية توافقت حول المطالبة بالكوتا فأستطعنا ان نحقق هذا الأنجاز المتميز ,  و نأمل ان نعكس هذا في قانون انتخابات مجلس النواب القادم ...

# هل تعتقدون ان الكوتا مناسبة و حجمنا في هذا البلد ؟؟
في هذا الموضوع نرجو ان ينتبة المسؤلين ان من يتحالف من ابناء شعبنا من احزاب سياسية  و تنظيمات من خارج شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) سواء ( كردية او عربية ) و يفوز من خلالها بمقاعد في مجالس المحافظات أن لا تعتبر هذة ضمن مقاعد الكوتا لان هؤلاء لم يمثلوا شعبنا في مجالس اامحافظات بل سيمثلون قوائمهم و تحالفاتهم , اما النسبة التي اعطيت لنا فأنا اعتبرها جيدة و لكنها لا تلبي الطموح ...

# ما طبيعة مشاركة الديوان في هذة العملية الأنتخابية ؟؟
 نحن نحاول ان نوضح العملية الأنتخابية لمنتسبينا لذلك عقدنا ندوات لشرح الأسلوب الأنتخابي , كما قمنا بلقائات مع رعاة  الكنائس المختلفة و طلبنا منهم حث المسحيين للمشاركة في الأنتخابات فالصوت المسيحي يجب ان يظهر بقوة في صناديق الأقتراع ,و المسيحيين الذين يصلون الى مجالس المحافظات يجب ان يفخروا بعدد الاصوات التي حققوها من خلال صناديق الأقتراع و ان لا يكون اعتماده فقط على الكوتا في سبيل الوصول , فهذا يلزمنا كعراقيين ان نؤدي المهمة على اكمل وجه , لذلك طلبنا من رعاة الكنائس ان يحثوا أبنائنا على المشاركة في هذة الانتخابات ...

# هل لديكم النية في المطالبة لضمان هكذا كوتا في انتخابات مجلس النواب القادمة ؟؟
هذة المسأله يحددها الدستور العراقي , و قبل الأستفتاء على الدستور طالبنا في احداث بعض التغيرات على بعض الفقرات التي تهظم حقنا كمسيحيين و منها ( لا يجوز سن قانون يتخالف مع مباديء الشريعة الأسلامية ) فمثل هكذا نصوص تكون غير ملائمة و حقوق الأخرين في هذا البلد , فأنا كمسيحي قد احتاج لقوانين قد لا تكون ملائمة للشرع الاسلامي , و اذ كان الدستور قد اقر بحقوقي الكاملة علية ان يلبي ما اطمح الية كعراقي في هذا البلد و من ضمنها ان يكون لي ممثلين في مجلس النواب لان المسيحيين في العراق و هم سكان العراق الأصليين و الذي يستوجب على الحكومة ان توفر رعاية خاصة لهم و ضمان كامل لحقوقهم القومية و الدينية و لكن للأسف صدر الدستور بالشكل الذي وجتموه و السبب في ذلك هو ضعف صوتنا السياسي ...

شكرنا الأستاذ عبد الله هرمز لننتقل الى الأستاذ ازاد هرمز العمادي / المفتش العام في الديوان و الذي كان لنا حديث معهة حول الموضوع ذاتة جاء فيه  :
حقيقتأ موقفنا من القانون و الذي لم تتم المصادقة علية لحد الأن و هو كما نقول شبة معطل بدايتاً تحن نبارك الكوتا التي جائت لأبناء شعبنا و هي تعتبر خطوة جيدة , و لكن القانون لم ينص على اليه عمل واضحة للعمل بنظام الكوتا ,فنحن للأن لا نعلم كيف سيتم الأنتخاب وفق هذة الكوتا .. كذلك موضوع المرأة و هذة اشكالية اساسية بسبب اختيارة القائمة المفتوحة , فالخيارات ستكون مفتوحة و قد يضيع من خلالها صوت المرأة و قد يهمش تمثيلها و لم نشهد لحد الأن قائمة خاصة بالمرأة و هذا موضوع اساسي و مهم يجب ان يعاد النظر فيه فحجم المرأة في المجتمع العراقي كبير كماً و نوعاً و نحن لا نريد تواجد شكلي لها ... الموضوع الثاني المهجرين فما موقف القانون من المجرين و كيف سيحل قضيتهم فلحد الأن لم تصدر المفوضية العليا للانتخابات هوية خاصة للمهجرين فنحن بلد ديمقراطي يعمل بنظام الأنتخابات كان اولى بالمفوضية اصدار باج خاص للمهجرين يستطيعون من خلالة الأنتخاب بدل عملية التسجيل كل مرة و هكذا يضمنون صوتهم و حقهم ..
الشرائع الدولية تكدت منح الأقليات حقوق خاصة و هذة الحقوق هي ليست امتيازات و انما هي تمنح لها للمحافظة على هويتها و خصائصها و لضمان المساواة و العدالة و للحفاظ على النسيج الاجتماعي للمكون , و لازال الكثير يجهل و يتجاهل هذة الحقوق ..
اما عن دور الديوان فالديوان اقام ندوة بالتعاون مع منظمة الامل حول الية الأنتخابات و تحفيز المواطنين على الاشتراك في الأنتخابات و ركزت الندوة على دور المرأة في هذة العملية كما نبهت على ظرورة المشاركة .. و الديوان يشارك بشكل غير مباشر من خلال الحث على المشاركة في الأنتخابات و الأستمرار بالمطالبة بحقوقنا القومية و الدينية و مطالبة الحكومة العراقية كوننا نمثل جزء من كيان هذة الدولة ...
و بالنسبة للكوتا المعطاة لنا فهي موضوع جديد و حديث على الأنتخابات العراقية ,و هذة الكوتا لا تتناسب و حجم ابناء شعبنا و هي لا تمثل الثقل الحقيقي للمسيحيين في العراق,  و نحن نطالب بزيادة هذة النسبة و لكن كبداية استطيع ان اقول هي الخطوة الأولى في الأتجاة الصحيح ..

كما التقينا الأستاذ شيروان ال اسماعيل ( مدير عام اوقاف الأيزيدين ) في الديوان و الذي حدثنا عن رأية بالموضوع قائلاً :



أطلعت على مسودة القانون و هو يعطي دور مهم لمجالس المحافظات و صلاحيات و اسعة و هذا شيء مهم و اساسي في بناء الدولة الديمقراطية و الفيدرالية , و نحن نطالب بدور شعبي و رقابي نزيه أثناء الأدلاء بالأصوات , اما حول موضع الكوتا فهي مهمة بالنسبة للأقليات كي يحصلوا على بعض المقاعد و المشاركة مع بقية الكتل المهمة و الكبيرة للفاع عن حقوقهم ...
اا الاستاذ توما ( مدير عام اوقاف الصابئة المندائيين ) فأكد لنا : اننا كصابئة لم نطلع على القانون كي نبدي رأينا حوله حيث انه لم يصدر بشكل قانوني و رسي لحد الأن , و ان الصابئة المندائيين لم يحصلوا على اي كوتا في انتخابات مجالس المحافظات لان مجلس النواب العراقي و للاسف الشديد اخذ بنظر الأعتبار القيمة العديدية للمكون دون النظر الى عمقة التاريخي و الحضاري و هذة مخالفة للدستور العراقي الذي ينص على تمثيل جميع مكونات المجتمع العراقي ...


88
أراء و مواقف أحزابنا من انتخابات مجالس المحافظات
عنكاوا كوم تلتقي السيد عزمي البير مسئول مكتب العلاقات في اتحاد بيت نهرين الوطني
ممثل قائمة عشتار الوطنية في بغداد




فادي كمال يوسف / عنكاوا كوكم / بغداد

نلتقي اليوم بالسيد عزمي البير (مسئول مكتب العلاقات في اتحاد بيت نهرين الوطني / ممثل قائمة عشتار الوطنية في بغداد ) حول موضوع انتخابات مجالس المحافظات فكان لنا هذا الحديث :
 
# ما هو موقف اتحاد بيت نهرين الوطني من قانون انتخابات مجالس المحافظات ؟؟؟
قانون انتخابات مجالس المحافظات لم يصدر لحد الآن بشكل رسمي و عاد من مجلس الرئاسة بدون المصادقة لذلك نحن لم نطلع لحد الآن على المضمون النهائي للقانون , و بالنسبة لما اقر لشعبنا هو جيد لكونه ضمن لنا  مبدأ الكوتا ..

# و كيف تقيمون الكوتا المعطاة لشعبنا ؟؟
نحن كنا نأمل أن تكون الكوتا اكبر و لكن في الوقت الحاضر و بهذه الظروف هي ملبية للطموحات , و قد جاءت هذه الكوتا وفق دراسات و احصائات و في النهاية توصلوا إلى هذه النتيجة و هي لم تأتي بسهولة كونها جاءت بعد مطالبات عديدة من ممثلينا في البرلمان ومن مختلف الأطراف و بضمنها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري .

# كيف كان الأعداد لقائمة عشتار الوطنية ؟؟ و من تمثل هذه القائمة ؟؟
في البداية طرح علينا أن ندخل في تحالفات مع عدد من الأحزاب والتحالفات المختلفة , و لكن قيادة الحزب ارتأت الدخول في قائمة عشتار الوطنية إيمانا منا بأهداف ومبادئ المجلس الشعبي (الكلداني السرياني الآشوري) والتي تمثل كل مكونات شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) , و نحن كحزب منذ البداية نبحث عن وحدة شعبنا و تحقيق مطالبة المشروعة من خلال هذه القائمة و لم نبحث عن المناصب أو الكراسي فتشاهد أننا لم نرشح أي من أعضاء حزبنا في أي قائمة لأي محافظة و اغلب مرشحينا من المستقلين , أما مشاركة القائمة في المحافظات فهي لم تحسم لحد الآن بسبب عدم استكمال القانون أو إصدارة , أما الأحزاب و الكيانات المنضوية تحت هذه القائمة فهي :
1. اتحاد بيت نهرين الوطني .
2. حزب بيت نهرين الديمقراطي .
3. المجلس القومي الكلداني .
4. جمعية الثقافة الكلدانية .
5. مجلس اعيان قرقوش.
6. حركة تجمع السريان المستقل ,
و لازالت قائمة عشتار مفتوحة لكل التنظيمات التي ترغب في المساهمة بخدمة شعبنا ( كلداني السرياني الآشوري ) ...

# هل وجهتم الدعوة إلى كل الأحزاب للمشاركة في القائمة ؟؟؟
قائمة عشتار الوطنية  تمثل الأحزاب و الكيانات المنضوية في المجلس الشعبي ( الكلداني السرياني الأشوري ) و طموح المجلس هو مشاركة الجميع ( جميع المشاركين بالمجلس ) إضافة إلى جميع الأحزاب و الكيانات الممثلة لشعبنا التي تؤمن بالأهداف التي أقرت من قبل المجلس الشعبي وهي التسمية الموحدة ومشروع الحكم الذاتي , و قائمتنا تمثل الهوية ( الكلدانية السريانية الأشورية ) لهذا الشعب ومفتوحة لكل من يؤمن بهذه الأهداف و الأحزاب التي لم تأتلف معنا نحن نحترم وجهات نظرها الخاصة ...

# ما البرنامج الألنتخابي للقائمة ؟؟؟ و من ممثليكم في القائمة ؟؟؟
لم يحن الوقت بعد للإعلان عن البرنامج و لكن الأساسيات هي :
1. وحدة التسمية لشعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) ..
2. الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية ..
و من السابق لأوانه تحديد ممثلي القائمة إلى أن ينتهي القانون و يصادق على المرشحين من قبل المفوضية المستقلة للانتخابات ...
و إننا في القائمة نعمل لوحدة قرار شعبنا و نعمل لخدمة أبناء شعبنا و تحقيق مطالبهم المشروعة في عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد يحترم المكونات و يعتبر كل العراقيين مواطنين متساويين بالحقوق والواجبات ونعمل ألان على حث شعبنا للمشاركة في العملية الديمقراطية وهي الانتخابات لكي لايضيع حقنا في هذه الممارسة الديمقراطية.

شكرا لك سيد عزمي البير ...
و شكرا لكم عنكاوا كوم ..


89
عنكاوا كوم تلتقي الأستاذ بشير الطوري
الاستاذ في قسم اللغة السريانية / كلية اللغات / جامعة بغداد

فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد



 
نبذة عن حياة الاستاذ بشير الطوري ؟
انا من مواليد بحزاني 7 نيسان 1949 والدي كان معلماً اسمه متي توما شعيا والدتي ربة بيت اسمها بتول شمعون حنا القس من عائلة القس المعروفة في بحزاني ، اكملت دراستي الابتدائية والمتوسطة في بحزاني والاعدادية في الموصل ، قبلت في كلية الصيدلة / جامعة الموصل ولكني  انتقلت الى بغداد واكملت دراستي في المعهد الطبي الفني في بغداد وتخرجت وكنت الاول على دورتي عام 1969 تعينت بعدها في مصرف الدم ، ارسلت الى انكلترا للتخصص في تحليلات الدم المرضية عدت بعد ثلاثة اشهر نتيجة للتأميم ، اتحقت بعدها بالجامعة الامريكية في بيروت اكملت سنة دراسية تدريبية على التحليلات المرضية واعمال مصرف الدم ، بعد عودتي التحقت بالخدمة العسكرية في معسكر الرشيد لمدة سنة كما عدت الى مصرف الدم لغاية 1978 انتقلت بعدها الى كلية طب المستنصرية قسم الباثولوجي سنة 1986 التحقت بكلية الصيدلة جامعة بغداد وتخرجت عام 1991 بدرجة متوسط وتسلسل 27 على الدفعة المكونة من 240 طالب وطالبة والتسلسل الاول على فرع التحليلات المرضية حينذاك عدت بعدها للعمل في كلية الطب لغاية 1994 حيث احلت بعدها الى التقاعد ، عملت في القطاع الخاص في مجال الصيدلة ، متزوج ولي ثلاثة ابناء ابنتان وولد واحد .
اما في الجانب اللغوي والادبي فقد بدأت تعلم اللغة السريانية عام 1972 على يد الشماس المرحوم حنا مرقس المرهكي وبعد ستة دروس فقط اهداني كتاب قواعد اللغة السريانية الاصول        للمثلث الرحمات المطران يعقوب اوجين منا وقال لي بالحرف الواحد اقرأبذاتك لانك قد سلكت الطريق الصحيح وعندما تلاقيك صعوبة اسألني ، في سنة 1991 اخترت خبيراً في اللغة السريانية في المجمع العلمي العراقي وفي سنة 1996 اصبحت عضواً في هيئة اللغة السريانية ..
في المجمع العلمي العراقي ما كان دوركم وما كانت طبيعة عملكم ؟
كانت اعمالنا تقتصر على جمع المصطلحات الحديثة ، قرأة الكتب المعدة للنشر وتقومها من الناحية الفكرية واللغوية ، نشرنا بعض كتب التراث حيث تم نشر اجزء الاول من قاموس الاصول والذي يشمل مفتاحاً سريانياً مع اللغات الاكدية والآرمية الآثيوبية والعربية و العبرية  لوجود اصول مشتركة بين السريانية وهذه اللغات ، ولكن في تلك الفترة وفي ظل النظام البائد واجهتنا العديد من الصعوبات ومنها عدم وجود مطبعة خاصة بنا ، وجود رقابة على النشر فكرياً مما ادى الى عدم تطور الفكر السرياني في تلك الفترة ، كما فشلنا في اقامة مؤتمر عالمي للغة السريانية وذلك لرفض ديوان الرئاسة الموافقة على رصد التخصيصات المالية لاقامة مثل هكذا مهرجان ثقافي سرياني عالمي .


ماهي اهم كتاباتك السريانية ؟
لي عدد من الكتب المنشورة اهمها :
-   المجموعة الشعرية السريانية ( امواج  السحر   ) وهي مجموعة قصائد واشعار تتضمن سبعة عشر قصيدة تهتم بمواضيع مثل (الحب، اللغة السريانية، الطبيعة، الوطن)
-   عقد الجمان في ادب السريان وهو عبارة عن مجموعة من البحوث والتي نشرت مدى عقد من الزمان مع تقديم من قبل الاستاذ الدكتور يوسف قوزي ( رئيس قسم اللغة السريانية جامعة بغداد سابقاً ونائب رئيس الهيئة السريانية في مجمع العلم العراقي )
-   فنون الشعر لدى اربعة من اكبر شعرائنا وهم  مار نرسي / مار يعقوب السروجي في القرنين الخامس والسادس ، ومار يوحنا ابن المعدني / ومار يوحنا ابن العبري في القرن الثالث عشر .
-   القافية في الشعر السرياني
-   نظرة الى تطور اللغة السريانية ومواكبتها لمتطلبات العصر .

كيف تقرأالشعر والشعراء ( الكلدان الآشوريين  السريان ) اليوم وكيف تقيم اشعارهم ؟
ان الشعر والشعراء اليوم للاسف الشديد لا يكتبون اللغة السريانية الفصحى وانما يكتب الشعر السرياني باللغة الدارجة ولكن بلهجة اقرب ما تكون الى الفصيح وهذا يمثل خلل كبير فعلى شعراءنا الاتجاه نحو الكتابة بلغتنا الفصحى حفاظاً عليها من كل ما هو دخيل عليها . و العمل على تنثيتها من الدخيل كما اتمنى الأنفتاح على الأداب العالمية و ذلك بالترجمة اليها من الشعر و الأدب العالمي ..
اما تقييمي للشعر في مواضيعه وصوره كأننا نشهد اليوم خطوة الى الامام في هذين المجالين فالصور الشعرية متألقة والمواضيع زاخرة وغنية ونحن نملك عدد جيد ونوعية متميزة من الشعراء الشباب والمخضرمين .
ولكني اعود فأشدد ان حلاوة الصور الشعرية لا تتناسب والضعف في جمال المفردة اللغوية فكما ذكرت بأن الشعراء اليوم تنقصهم المفردة الاصيلة والجميلة واعزو ذلك الى ان الشعراء لا يتعبون انفسهم في البحث عن المفردة الفصيحة والاصيلة لذلك نجدهم يتجهون الى استعمال بعض المفردات الدارجة والتي الكثير منها دخيل على لغتنا السريانية العزيزة .

كيف تقيم اللغة السريانية وتطورها وتقدمها اليوم ؟
الحقيقة هناك تطور ولكن التطور ضعيف ولو سألتني عن السبب اجيبك فأقول ان لغتنا السريانية وعلى مر العصور والازمنة لم تكن لغة السلطة السياسية ، لذلك لم تستطع هذه اللغة ان تصمد امام غزوات اللغات التي تمثل لغة السلطة ( كالفارسية ، العربية ، الكردية ، التركية ) في الوطن الام والانكليزية وغيرها من اللغات الاخرى في المهجر، فلغات السلطة تتداخل بشكل كبير فهي تدخل في العمل وفي معاملات مع الدولة وفي المدارس فيجبر ابنائنا على تعلمهم لكي يستطيعوا مزاولة حياتهم الطبيعية ، كذلك الاختلاط مع الاقوام والشعوب المجاورة لشعبنا ادى الى تغلغل العديد من المصطلحات والكلمات الدخيلة على اللغة السريانية فنجدها تحوي الكثير من الكلمات الفارسية في مناطق تواجد شعبنا في ايران والكلمات في مناطق كردستان والعربية في مناطق العربية وكذا الحال في بلاد المهجر حيث طعمت اللغة بلكثير من المصطلحات الانكليزية والفارسية والالمانية وغيرها حسب البلد الذي تتواجد فيه شعبنا .
 
قسم اللغة السريانية في جامعة بغداد يعتبر صرح ثقافياً واكاديمياً مميزاً ويعتبر انجازاً للادب والثقافة السريانية كيف كانت البدايات وكيف تقيمون هذا الانجاز اليوم ؟
الحقيقة البدايات وكانت بمقترح من قبل هيأة اللغة السريانية في المجمع العلمي العراقي ابان حقبة حكم النظام السابق وقدمت ذلك دراسة مفصلة ورفعت الى جامعة بغداد ولكن لم تحصل الموافقة ؟
وبعد سقوط النظام البائد وصدور قرار من مجلس الحكم بالتدريس وتعليم لغات المكونات الشعر العراقي القومية بمختلف قومياته واعراقهم وعملنا في الهيئة بهمة الاستاذ الدكتور ( يوسف قوزي ) بخبرته وجهوده كما ساعدنا في ذلك الاستاذ ( يونادم يوسف كنا ) عضو مجلس الحكم في حينه الذي سهل لنا ايصال طلبات تأسيس القسم الى الجهات الرسمية ، اسس القسم وبدأت الدراسة في الشهر الحادي عشر من عام 2004 كانت الدراسة في بدابتها مسائية القبول خاص اي التقديم يكون مباشرة الى رئاسة القسم وليس عن طريق القبول المركزي وهذا في اعتقادي سبب عدم التعريف بالقسم بشكل جيد في وزارة التعليم العالي مما سبب انخفاض في الاقبال على القسم من قبل الطلبة .
بدأنا بالتدريس برئاسة الدكتور ( يوسف قوزي ) ومعاونه الاستاذ (روبن بيت شموئيل ) والاستاذة (جنان عازار ) انقضت السنة الاولى وفي العام التالي التحق الاستاذ روبن لبعثة فتقلص عدد الاساتذة وكان يعوننا عدد من الاساتذة المتخصصين باللغات السامية وفي السنة الثالثة اي من العام الماضي وفي ظل الظروف الامنية السيئة التي عانى منها الوطن فقدنا كذلك الدكتور يوسف قوزي حيث رحل الى عينكاوه فعانينا من نقص شديد في الاساتذة واستعنا بمحاضري اخرين من بينهم الاستاذ ( نيسان مروكي) وحيث ان الجامعة لم تكن بالمستوى المطلوب في دعمها المادي فكانت اجور المحاضرات قليلة فبعد انقضاء السنة الدراسية للاستاذ نيسان رفض تجديد العقد فتحملت انا المسؤولية مع الاخوان الباقين اجتهد الاساتذة العرب المتخصصين بالدراسات السامية على تعلم اللغة السريانية وتدريسها ، وقد كان يأتون الى بيتي واعطيهم ما يحتاجون من معلومات لكي يقوموا بتدريسها للطلاب في اليوم التالي ونحن بأسم قسم اللغة السريانية نقدم لهم الشكر والتقدير والامتنان لجهودهم العظيمة والخلاقة لايمانهم لانجاح هذه التجربة في الوقت الذي تخلى ابناء امتنا عن هذا الواجب والذين لا نسمع منهم سوى التبجح بحب اللغة والدفاع عن وجودها ولكن نراهم يتخلون في وقت الحاجة عن هذه اللغة لتقديم ابسط خدمة لها وهي تدريسها لضمان استمراريتها وعطائهاا .
اما اليوم ونحن نحتفل بتخرج اول دفعة من طلبة قسم  اللغة السريانية والحاصلين على درجة البكالوريوس لذلك للمرة الاولى يتعدى العراق بتاريخ العراق والشرق الاوسط الخريجين اليوم هم ثلاث طلاب وست طالبات نشكر كل من ساهم في دعم هذا المشروع القومي العظيم وفي مقدمتهم الحركة الديمقراطية الآشورية و دار المشرق الثقافية  وبعض الجمعيات الخيرية الاخرى .



ماهي اهم الدروس التي تقدمونها لطلابكم في مراحل الدراسة؟
ان اهم تلك المواد هي في المرحلة الاولى القرأة ،المحادثة ، الانصات ، اللفظ , القواعد , اللغة العربية ، اللغة الانكليزية . اما في المرحلة الثانية فالمواد هي القرأة ، المحادثة ، الترجمة ، اللغة الانكليزية . وفي المرحلة الثالثة تدرس قواعد اللغة السريانية / المحادثة ، تاريخ الادب السرياني ، الترجمة ، الآ رمية ، الاكدية ، تحليل النصوص . اما في المرحلة الرابعة وهي الاخيرة يكون منهاجها كالتالي تاريخ الادب السرياني عن فقه اللغة المقارن الترجمة ، النصوص ، تاريخ الادب السرياني ، العبرية ، المندائية .
ويمنح الخريج بكالوريوس باللغة السريانية وادبها ودبلوم اللغة الانكليزية .

ماهي طموحاتكم ورؤيتكم المستقبلية لهذه التجربة الفنية ؟
اذا ما استقرت الامور سياسياً فأنا أمن بتوسع القبول في القسم ونأمل ان يرسل الطلبة الاوائل في الدراسة في الجامعات العالمية الرصينة للحصول على شهادات عليا في مختلف فروع اللغة السريانية ( ادب / نحو / تاريخ / شعر / نثر ) لكي يعودوا ويقدموا انتاجهم لخدمة هذا القسم و التراث العراقي .
انا متفائل لأننا ما دمنا في هذه الظروف الصعبة استطعنا ان نحقق هذا الانجاز فكيف ان كانت الظروف افضل واكثر امناً فبالتأكيد سيكون الفعل اكبر وافضل،  فلا المسيرة تستمر ونحن نأمل من كل الذين يدعون بحبهم وانتمائهم بهذه اللغة العريقة من ابناء شعبنا ( الكلدان ، السريان ، الآشوري ) ان يضعوا نصب عينهم خير الامة وان يبتعدوا عن ما يفرقهم ويقتربوا مما يوحدهم وانا لااجد مقوماً من مقومات وجودنا يعبر عن وحدتنا التاريخية اكثر من لغتنا الام. و التي يجب ان نعمل جاهدين على تطويرها و أنمائها  خدمة للتراث و التاريخ و المستقبل , أما بخصوص القسم فكلي امل ان تتعاون معنا مؤسساتنا الثقافية لارسال الطلبة الأوائل لأكمال دراستعم من اجل تطوير العملية التعليمية و كذلك ارسال حملة الماجستير من اساتذة القسم للدراسة في الخارج و الحصور على الدكتورا , لكي يصبح القسم مصدرا للاشعاع الثقافي و الادبي , كما اتمنى دعمة بالمصادر و الكتب و المجلات المتخصصة و كذلك لا ننسى الدعم الاأعلامي للقسم بنشر اخبارة  و فتح افاق التعاون مع المؤسسات البحثية في الخارج و الداخل ..
 وشكراً لكم على هذا اللقاء الشيق           

90
التباس في نشر خبر عن تُساعية أم المعونة في بغداد

 فادي كمال يسوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد

تعرض إدارة مكتب بغداد /  موقع عنكاوا كوم، إيضاحًا للصيغة  التي نشر بها خبر إقامة قداس، لاختتام تُساعية أم المعونة. والصحيح هو إن نيافة الكادرينال مار عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبى، أقام القداس لاختتام صلوات تُساعية أم المعونة، وليس لاختتام السوق الخيري، كما ورد في الخبر المنشور على صفحاتنا. ويبدو ان نفس الخبر قد سبب احراجا لجمعية مار منصور ايضا وهو غير مقصود من مكتب عنكاوا كوم.

 

91
ديوان أوقاف المسيحيين و الديانات الأخرى يقيم ندوة لمناقشة مسودة قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد


أقام ديوان أوقاف المسيحيين و الديانات الأخرى  ندوة لمناقشة مسودة قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين , و ذلك على قاعة الديوان يوم اللخميس المصادف 3 / 7 / 2008 برعاية السيد عبد الله هرمز النوفلي رئيس الديوان , و شارك في الندوة اللجنة المختصة بوضع القانون و المتمثلة بعدد من المحاميين الأختصاص بقانون الأحوال الشخصية و التي استضافت السادة ممثلي الكنائس في بغداد لغرض عرض ارائهم و التباحث حولها ,و قد شارك في الندوة من ممثلي الكنائس :
سيادة مار شليمون وردوني المعاون البطريركي الكلداني .
سيادة مار عمانوئيل دابغيان رئيس ابريية الأرمن الكاثوليك .
الأب الدكتور سالم ساكا ( المختص بالقانون الكنسي )
الأب يونان ممثل كنيسة الروم الأرذوثكس
الأب ازريا ممثل الكنيسة الشرقية القديمة .
و ععد من الكهنة مثلو كنيسة الأرمن الأرثوذكس و كنيسة المشرق الأشورية ...
كما شارك ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني ...
و قد ابتدأت الندوم بكلمة السيد رئيس الديوان شرح فيها اسلوب وضع المسودة و اكد على قبول اللجنة لكل المقترحات كما اثنى على دور الأعلام في ايصال المسودة الى المهتمين من ابناء شعبنا و اثنى بشكل خاص على موقع عنكاوا كوم لعرضة و لفترة طويلة لنصوص المسودة على المهتمين من ابناء شعبنا كما اكد على الأستفادة الكبيرة من الردود التي حضيت بها المسودة ...
ثم اعقبتها كلمة من السيد رئيس اللجنة السيد فريد وليم , ثم تليت نصوص مسودة القانون من قبل نائب رئيس اللجنة الأستاذ سلام ججو .
فتح بعدها باب النقاش و قد تمحور النقاش حول بعض النقاط و التي وضحت من قبل رجال الدين فيما يخص التعارض بين المسودة و بعض القوانين الكنسية للخروج بأفضل صيغة للتوافيق بين المنهجين ... حيث قدم الأب سالم ساكا عدد من التوصيات الى اللجنة ممثلة عن الكنيسة الكلدانية و كما قدم باقي الأباء كذلك بعض الملاحظات حول المسودة ... اكدت اللجنة انها ستأخذ بعين الأعتبار كل تلك الملاحظات خدمة لأبناء شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) ...


92
السيد ابلحد افرام الأمين العام لحزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني
 عضو و مقرر مجلس النواب  في تصريح خاص لعنكاوا كوم حول تقرير لجنة دمستورا



فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد


رأينا في تقرير ممثل الأمم المتحدة بشأن الحمدانية


لقد تفاجئنا بتقرير ممثل الأمم المتحدة حول موضوع الحمدانية لامور عديدة لاسيما و أننا كنا قد ألتقينا به قبل صدور التقرير بما لا يقل عن اسبوع واحد و تطرقنا الى لقاء ممثله في الموصل بقائمقام قضاء تلكيف و عدد من سكنة القضاء حسب اختيار القائمقام على حد ما جاء في تصريحه , و قمنا بشرح ما يعاني منه المسيحييون في أطراف نينوى و الغبن الذي لحق بقصباتهم و قراهم و منها ( الحمدانية , كرمليس , برطله , تلكيف , بطنايا , وقرية بدرية و غيرها ) من جراء تبعات قرار مجلس قيادة الثورة المنحل رقم ( 117 ) لسنة 2000 الذي بموجبة تم الأستلاء على الاف الدونمات من الأراضي الزراعية لهذة القصبات و أطفائها و توزيعها على الوافدين و الغرباء و السكان المحطيين بهذة القصبات أضافة لما تعرضت له تلكيف ذاتها من تعريب بعد عام 1975 حتى سقوط نظام البعث حيث عندما كنا نسكن تلكيف لغاية عام 1971 لم يكن في تلكيف سوى عدد من العوائل العربية لا يتجاوز الـ ( 15 ) عائلة اما الأن فأرتفع العدد الى الاف العوائل العربية جاء النظام بالمئات منها من المناطق شرقاط و القيارة و ربيعة و من مناطق أخرى بدافع التعريب و التغيير الديموغرافي و مسح خصوصية القضاء عكس ما جاء في تصريحات السيد قائمقام تلكيف لوفد اللجنة ( 140 ) لدى زيارتة للقضاء حيث نفى وجود وافدين عرب في تلكيف مدعياً بأن العرب الذين يسكنون تلكيف جاءوا اصلا من القرى التابعة لها ادارياً خلافاً للحقيقة حيث هناك ما لا يقل عن ( 370 ) عائلة عربية جاءت و سكنت تلكيف فقط من قيارة جنوب الموصل حسب المعلومات المتيسرة لدينا هذا عدا الوافدين من القرى و القصبات الأخرى في جنوب الموصل و غربها و لدينا عددا من قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل المتعلقة بتعريب المنطقة أضافة للأستيلاء على أراضي شاسعة عائدة لابناء شعبنا في الحمدانية و كرمليس و تلكيف و برطله و غيرها كما نوهنا أعلاه استناداً الى المذكرة التي رفعها سكان هذة المناطق و التي وقعها عدد من الوجهاء من ابناء هذة القصبات و السادة المطارنة طالبين أيقاف العمل بالقرار ( 117 ) أعلاه .

هذا أضافة الى ان ابناء شعبنا في المنطقة يعانون من مشكله اخرى الا و هي اعتبار الوحدة الأدارية مسقط رأس لجميع العائدين الى هذة الوحدة الأدارية بدلا من قراهم الأصلية و لذا شملوا بتوزيع الأراضي السكنية في مركز الوحدة الأدارية التي كان ابناء شعبنا يمثلون فيها الأكثرية الساحقة فأصبح الغرباء و الوافدين اليها اكثر من عدد سكانها الأصليين و بذلك تغيرت أو فقدت هذة القصبات خصوصيتها من خلال خطط نفذها النظام البائد , ان الجهود التي نبذلها من اجل أستعادة حقوق شعبنا في هذة المنطقة و رفع الغبن و الحيف الذي الحق بأبنائه سوف لن تجدي نفعاً طالما كانت هذة افكار و طروحات ممثلي الأمم المتحدة و طالما استند ممثلوا الأمم المتحدة على اراء بعض اشخاص أو حزب واحد حسب أختيارها علية اننا نتحفظ على تقرير ممثل الأمم المتحدة السيد دمستورا للأسباب التالية :

1. كان على ممثليه الأمم المتحدة أن تأخذ أراء جميع الاطراف السياسية و الدينية و الاجتماعية لا بل اجراء استفتاء شعبي عام في الحمدانية و من ثم أصدار تقريرها و من المفروض أن يطبق ذلك على تلكيف أيضا و ان يشمل الأستفتاء سكان هذة القصبات استنادا الى احصاء عام 1957 .   

2. ليس من المنطق أن تعتمد الأمم المتحدة على رأي حزب واحد او بضعة افراد ليقرروا مصير الاف من سكنة هذة القصبات .

3. دراسة الغبن و الحيف الذي لحق بأبناء بشعبنا في هذة القصبات و القرى و كيفية رفعه لا ابقائة على حاله لا بل ترسيخة من خلال تقريرها و هذا ما حدث و للاسف الشديد ..

4. لم يكن من المنطق والحق ان تجعل الحمدانية جزءا من صفقة مع قضاء عقرة الذي لا يوجد بينة و بين قضاء الحمدانية اي وجه تشابة من جميع الجوانب سيما و ان قضاء عقرة حسم امره بموجب القوانين المرعية و اقر به رسميا ضمن حدود اقليم كردستان أعتبارا من عام 1991 و نخاف ان تجعل تلكيف و القصبات الأخرى لشعبنا ضمن صفقة ثانية .

5. نحن نؤيد و نحترم رأي ابناء شعبنا و نحن مع اي قرار يتخذونة بالأجماع أو بالأغلبية في استفتاء عام و ليس من خلال الأعتماد على رأي طرف سياسي واحد أو مسؤول في القضاء شغل منصبة من خلال تصويت الغرباء له كصفقة سياسية أو من خلال أمور اخرى لم يكشف النقاب عنها بسبب الظروف التي يمر بها ابناء شعبنا هناك .

و من المفروض أن يكون رأي عامة الشعب ووفق تعداد عام 1957 هو المعتمد و المعول عليه و عندئذ لكنا مع شعبنا أي كان قراره سواء فضل بقاء قصباتة عائدة اداريا لمحافظة نينوى ام ارتبطت بمحافظات اخرى فالذي يهمنا نحن هو مصلحة شعبنا  و سبل رفع الغبن و الحيف الذي لحق به و استعادة حقوقه اي كانت هذة السبل و الوسائل و ليس عائدية القضاء و الناحية لهذة المحافظة أو تلك و لو كانت مصلحة شعبنا تتطلب البقاء كما هو الوضع علية الأن لايدنا ذلك دون تردد و لكننا في الوقت ذاتة و بعد دراسة الأمر لو كانت مصلحتة تتطلب الأرتباط اداريا بمحافظة اخرى لما توانينا عن تأييد ذلك و لو لحظة واحدة لذا كان من المفروض ان نجتمع جميعا ساسة و رجال دين ووجهاء و ندرس بعمق هذا الأمر المصيري ثم نصدر قرارنا و نبلغ الأمم المتحدة برأينا و ليس بقرار بضعة اشخاص و بقرار ارتجالي لا سيما و ان أبناء شعبنا فقدوا أعزاء كثيرين لهم من طلبة و رجال دين و من العامة من الأبرياء على يد الأرهابيين و المتطرفين  و التطرف في المنطقة له جذورة كما هو معلوم , لقد ان الأوان ان نفكر بمصالح شعبنا كما يفكر الأخرون بمصالحهم الخاصة و علينا ان نعرف اين تكمن مصلحتنا و بأية وسيلة نحميها و نحمي حقوقنا و بعكسة سيتحمل العابث بمصير أبناء أمتنا تبعات قراراته الارتجاليه غير المدروسة و كان الأجدر بالجميع أن يضعوا نصب اعينهم مصالح و حقوق شعبنا حتى لو تقاطعت مع مصالح الأخرين و لو كان تقرير الأمم المتحدة لصالحنا و ازال الحيف و الغبن و الظلم عن كاهل شعبنا لأيدناه دون مناقشة ...


أبلحد افرام ساوا
الأمين العام لحزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني
عضو و مقرر مجلس النواب العراقي

93
عنكاوا كوم تلتقي الأعلامية لونا بولص


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد



  لونا بولص أعلامية شابة في مقتبل العمر , تحاول ان تشق طريقها في حقل يصنف بأنة من أكثر حقول الحياة صعوبة و يتطلب الكثير من المواصفات الخاصة التي تميز الأعلام و الأعلامي عن باقي التخصصات , لونا الأعلامية المثابرة وجدت ظالتها في قناة العراقية فتألقت و أظفت على( صباح الخير يا عراق) الكثير من الرونق , فكانت بصوتها العذب و حضورها المميز  وجه مشرق للشابة ( الكلدانية الأشورية السريانية ) , لونا اليوم تحاول الأنتقال من نجاح الى أخر لتكتب بحروف من ذهب عنوان لقصة مميزة لاعلامية مثابرة ...
أهلا بك لونا بولص في موقعنا عنكاوا كوم ...
و اهلا بكم عنكاوا كوم ....

لونا لو تحدثنا عن حياتك قليلاً , و سبب اتجاهك للأعلام و هو كما نعرف حقلا صعب و يتطلب الكثير من المواصفات الخاصة ؟؟؟ و ماهي رسالتك الأعلامية ؟؟
 لونا بولص شليطا الأشوري من مواليد 12/ 11/ 1979 في منطقة النعيرية في بغداد حيث اسكن لحد اليوم , اكملت دراستي الأبتدائية و المتوسطة و الثانوية فيها و بعد أكمالي للدارسة الأعدادية أنظممت الى فرقة ( اشور ) للرقص الفلكلوي الشعبي التابعة لجمعية اشوربانيبال و اشتركنا في عدد كبير من المهرجانات الفنية و منها مهرجان بابل الدولي و قدمنا عدد من الفعاليات التي تمثل تراثنا و تاريخنا و حضارتنا الأشورية و بملابسنا التقلدية ( جولة د خومالي ) , كما كانت لي تجربة في الغناء مع المطرب فريد الألقوشي و كانت اغنية ثنائية ناجحة , كما عملت مع فرقة مسرح شيرا و اشتركت في مسرحية ( ماركو ) و كان لي دور مهم و اساسي ,كما كانت لي مشاركات اخرى أذكر منها مسرحية ( مومو ) و عرضت على مسرح جمعية اشوربانيبال و نادي بابل الكلداني كما قمنا بعرضها في مدن شمالنا الحبيب ( تلكيف / القوش / الموصل )  , و شاركت بعدها مع فرقة شيرا بالعديد من المسرحيات ..
 عملت بعدها في مجال التجميل و الماكيير حيث عملت في قناة العراقية بداية الأمر كماكيرا رغم ان هذا لم يكن طموحي , و لكن لخبرتي الكبيرة في مجال تصفيف الشعر و فن المكياج اتجهت لهذا العمل عندما أعلنت قناة العراقية عن وجود فرص للعمل في هذا المجال, و لكن كان حلمي منذ البداية متوجه نحو العمل الأعلامي و عند اول فرصة اتيحت للعمل كمذيعة و مقدمة برامج اتجهت نحوها و بدون أي تردد , خظعت للعديد من الأختبارات في الصوت و طريقة الألقاء و مخارج الحروف و طريقة التعامل مع الكاميرا و استطعت ان اجتازها جميعها و بنجاح ,كما  أشتركت  في عدة دورات أعلامية  لغرض تطوير مهاراتي و صقل الموهبة بطرق علمية و اكاديمية و كذلك أستطعت ان اجتازها و بنجاح ...
 ان سبب اتجاهي لحقل الأعلام الصعب هو حبي للعمل الأعلامي فكان يجذبني منذ صغري ,  و حبي لأيصال المعلومة الحقيقة الى المجتمع و تقديم كل ما هو مفيد و ينقل مجتمعنا العراقي الى مستوى مميز فالأعلام هو رسالة كما تعلم ,  و ظهورنا في قناة مميزة كالعراقية لها من الرصيد الجماهيري العراقي أولا و العربي ثانياً يمثل لنا الكثير في ايصال رسالتنا الى جماهير القناة ,
 فأنا لدي في الحقيقة هدفان الأول موجه نحو مجتمعنا العراقي فمن خلال الأعلام و العراقية بالذات نحاول ان نقدم كل ما من شأنة الأرتقاء بالمجتمع العراقي ,   و المجتمع العراقي خارج من  فترة طويلة من الظلمة الأعلامية و الثقافية التي عاشها في ظل النظام البائد,  لذلك  فنحن كأعلاميين اليوم لدينا دور مهم في أيصال كل ما هو من شأنة بناء شخصية عراقية تؤمن بالعراق أولا  مثقفة متطلعة قادرة على بناء عراق جديد حر و ديمقراطي و مزدهر ثانيا ,
 كذلك لدينا رسالة اخرى موجه الى المجتمع العربي و العالمي  خاصة و العراق يتعرض الى هجمة أعلامية  شرسة تحاول تشوية الكثير من الحقائق عن ما يجري في العراق لصالح قوى لا تريد الخير للعراق لذلك فدورنا اليوم كأعلاميين عراقيين يتمحور في أظهار الصورة الحقيقة للعراق  ,و هذا بالتأكيد واجب صعب  يتحتم على كل عراقي و من مجال عملة و أختصاصة  المشاركة في بناء العراق الجديد .
 أن الأعلام حقل صعب و هذا صحيح و لكن الأعلامي الذي يمتلك رسالة يؤمن بأن تحقيقها سيقدم نتائج عظيمة للمجتمع و للوطن يجب علية ان يتحدى كل الظروف الصعبة التي تواجه من اجل تحقيق تلك الرسالة و هذا ما أؤمن بة و أعمل لاجله فرغم المخاطر التي تواجهننا من عملنا ألا اننا مصرين على تقديم الحقيقة الى جمهورنا و تلك رسالة مقدسة و سامية ...
أما رسالتي الأعلامي فأتوقع اني اجبتك عنها من ضمن حديثي السابق ...

كأعلامية كيف تنظرين الى مستقبل العراق اليوم ؟؟؟
كعراقية و رغم ما يحدث اليوم من عمليات ارهابية و فقدان الأمن و الأمان و لكني متفائلة و انظر بعين الأمل الى مستقبل  مزدهر لعراق الغد , و خاصة و نحن نعيش في ظل دستور يؤمن بالديمقراطية و التعديدة, فيجب علينا ان نبني مجتمع ديمقراطياً تعددياً يؤمن بالأخر و حقوق الأخر و هذا ما نحاول ان نصل الية اليوم تحت خيمة المؤسسات الدستورية التي تترجم بتوطيد التأخي الوطني و القومي بين أبناء الشعب العراقي , و رغم صعوبة العملية و تعقيداتها السياسية الا انني على يقين من اننا في النهاية سنخرج من هذا النفق المظلم و نقطة الضؤ في نهاية النفق باتت اقرب مما نتصور ...و خاصة بعد الأنفراج الأمني الذي نعيشة اليوم ...
 
كأمرأة هل تجدين أن المرأة العراقية نالت حقوقها في العراق الجديد ؟؟؟
الحقيقة ان أمام المرأة العراقية صعوبات جمة و كثيرة في مجتمعنا العراقي , فمجتمعنا ما زال يحمل الكثير من التقاليد و الأفكار البالية التي تظع الكثير من الحواجز بين المرأة و الرجل و التي تنتقص من المرأة و تجعلها في مكانة اقل من الرجل , و لكني أقول ان المجتمع لا يمكن لة ان يتقدم الا بالتعاون بين الجنسين ( الرجل و المرأة ") و ان ضمان حقوق المرأة هو انتصار للمجتمع أولا و للرجل ثانيا و للمراة بالتاأكيد , فنهضة المجتمع لا تتم الا بتحرر المرأة و نيلها كامل حقوقها و لابد لنا من ذلك لننقل مجتمعنا من تخلف الموروث البالي الذي نحملة من العصور المظلمة لقرون طويلة غابرة الى ثقافة القرن العشرين , و انا متأكدة ان المرأة العراقية ستبدع و ستنجب نساء ظيمات كـــ ( جاندارك , و سميراميس , و الخنساء و شميران ) اللواتي قدن مجتمعاتهن نحو التطور و الرقي الحضاري و الفكري ...

كأعلامية ( كلدانية اشورية سريانية ) كيف تقرأين مستقبل هذا الشعب في العراق ؟؟
انا كعراقية (كلدانية سريانيةاشورية)  أرى مستقبل شعبنا مرتبط بتثبيت اركان السلطة الديمقراطية التعددية الفيدرالية , و كلما سار العراق على هذا الطريق سوف يؤتي ثمار يانعة لكل أبناء شعبنا العراقي بكل مكوناتة من عرب و اكراد و(كلدان سريان اشوريين) و تركمان و غيرهم , و بضمان حوققنا المشتركة و مصيرنا المشترك تحت خيمة العراق عراق الحرية و السلام ..

هل تجدين ان هناك مظايقات تتعرضين لها كونك أعلامية منتمة الى هذا الشعب ( الكداني السرياني الأشوري  )؟؟؟
حقيقتاً لا وجود لمثل هكذا مفاهيم فهي قد ولت مع التغيير الذي حصل في العراق , لان التحول الديمقراطي الذي يعيشة العراق اليوم أثبت بأن كل مواطن عراقي لة حريتة غي الابداع و العمل و الشراكة مع تحقيق أماني شعبنا في الحرية و الديمقراطية و العيش المشترك ..

لونا بولص أين انت من العائلة ؟؟ لو تحدثينا قليلا عن عائلتك ؟؟
انا ابنة الشاعر بولص شليطا الأشوري و الذي اقدر له دورة الكبير في أسنادي و تقدمي , كما اعتبرة مسوعتي الكبيرة الذي انقل منه ما شئت من المعلومات و خبرات الحياة المميزة . كذلك لا انسى فضل والدتي الحنون و التي لا استطيع ان اصفها بكلمات لان الكلام يعجز فعلا عن وصف ما قدمتة و تقدمة لي , فالأم هي عطاء دائم ... انا الثانية بين اخواتي الكبيرة لينا في المانيا و التي اوجه لها من خلالكم عنكاوا كوم اجمل تحية حب معطرة , و الثانية انا لونا و الثالثة  لمى ايضا و تحياتي لها و لزوجها و لطفلتهم الصغيرة فنيسا العزيزة على قلبي كثيرا , و الصغيرة سونيا في تركيا تحياتي ايضا لها و لأسرتها و ابنتها صبوحة و زوجها سيف .. و ايضا انا ام أطفالي الأعزاء ( اديرا / مارسلينوا) الذين يشجعوني دائما و هم من المتابعين لبرنامجي ( صباح الخير يا عراق ) و لهم حس اعلامي و اتمنى لهم ولوج هذا الحقل المميز ...

الأعلامية لونا بولص ماذا تمثل لك هذة الكلمات :
الوالدين

بر الأمان و الراحة و السلام ..
الأصدقاء
أجمل ما في الوجود و لكن بشرط ان تكون صداقة حقيقة فأنا اؤمن بالمقولة ( الف صديق و لا عدو واحد ) , و انا نقل بدوري تحياتي الى العزيزة و الزميلة الأعلامية ( رسالة ) مقدمة برنامج بالعراقية التي اعتز بها كونها من اعز صديقاتي و اقربهم الى نفسي .الصداقة شيء جميل و مقدس اذا استطعت ان تصل الى الصديق الحقيقي ...
الكذب
صفة مذمومة في المجتمع و انا اكره الكذب .
المرأة
الحب و الحنان و الأمان ,,, الرقة و الرومانسية ...
الخيانة
بشعة
صباح الخير يا عراق ..صباح الورد و الياسمين لكل العراقيين الطيبين داخل العراق و خارجة ...
كيف تجدين الأعلام الألكتروني اليوم ؟؟؟
الحقيقة الأعلام الألكتروني في تطور شديد مع تطور الأنترنيت و طرق الأتصال التي جعلت العالم قرية صغيرة , اما بالنسبة لموقع عنكاوا كوم فأنا من اشد المتابعيين لهذا الموقع لانة بالفعل حلقة الوصل بين ابناء شعبنا ( الكلدان السريان الأشوريين ) في العالم خاصة و نحن نشهد اليوم تشتت هذا الشعب بين اقطار العالم ,و ما يميز عنكاوا كوم الدقة و السرعة في الوصول الى الخبر و محاولة تقديم الخبر بدون انحياز الى جهة معينة في معادلتنا القومية المعقدة , شكرا لكم كل العاملين في عنكاوا كوم على ما تقدموه من خدمة لهذة الأمة العريقة ..
شكرا لك انسة لونا على هذا اللقاء الشيق
و شكرا لكم عنكاوا كوم ... و شكرا لك اخ فادي على هذا اللقاء و تحياتي لكم من اعماق قلبي ..



 

 
 
 

94
 بس ضيف فادي كمال / عنكاوا كوم / متابعات
 و جريدة التضامن تلتقي بالنائب ابلحد افرام مقرر هيئة الرئاسة في مجلس النواب العراقي

هل تعتقدون بأن شريحة الكلدان اخذت فرصتها من العملية السياسية في العراق
مما يؤسفنا ان الكلدان الذين كانوا يمثلون القومية الثالثة في العراق بعد العرب والكرد مطلع الستينات من القرن الماضي تراجعوا الى المرتبة الرابعة بين القوميات العراقية وانهم وللأسف الشديد لم يأخذوا فرصتهم في العملية السياسية والادارية كما يجب لا بل هناك الكثير من الساسة العراقيين لايعرفون عن الكلدان شيئاً وهذا يدل على عدم الدراية بتركيبة الشعب العراقي في الكلدان اكبر القوميات المسيحية وهم يمثلون اكثر من 70 % من مسيحي العراق .
تترأسون حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الذي يميز حزبكم عن الاحزاب الاخرى
من حيث الاهداف والتطلعات الوطنية لا اظن ان هناك فرقاً بين حزبنا والعديد من الاحزاب الوطنية  وبضمنها المسيحية الا ماندر وفيما يتعلق ببعض الاحزاب الآشورية فحزبنا يعد حزباً قومياً كلدانياً غير منغلق .
ماهو دور وحجم الثقافة الكلدانية في الاوساط الادبية في العراق
ادى الكلدان في المجال العلمي والثقافي دوراً في بلاد الرافدين منذ الآف السنين فهم اصحاب حضارة بابل وسموا بالبابليين لكونهم ولاعتقادهم بأن بابل اقدس واعظم مدينة في العالم القديم وهم اول من اكتشف البطارية التي سميت بالبطارية البابلية وهم اصحاب علم الفلك والهندسة والرياضيات وهم ايضاً من قسم الزمن الى سنوات ثم اشهر وايام وساعات ثم دقائق وثواني ، وفي العراق وبعد الميلاد ولا سيما في الخلافات الاسلامية ومارسوا دوراً علمياً وثقافياً كبيراً ابان العصر العباسي اما في الدولة العراقية الحديثة فكان لهم دور متميز في المجال العلمي والثقافي وحتى الاداري ولدينا حالياً العشرات من الادباء الذين اغنوا الادب الكلداني (السرياني ) والعربي لا بل حتى الكردي ونحن نأمل في القريب العاجل تشكيل اتحاد ادباء الكلدان الذي سيكون فرعاً من اتحاد ادباء العراق .
هل انتم راضون عن تمثيلكم في البرلمان والحكومة
نحن نشعر بغبن في تمثيلنا البرلماني ولكن العتب على ابناء شعبنا الكلداني المنقسم على نفسه ولتشتت اصواته نتيجة اختلاف الفكر والاراء ولو كان الكلدان قد توحدوا في الانتخابات لكان لدينا الان اكثر من (5) اعضاء في مجلس النواب .
ماهو تأثير الحزب الكلداني في الساحة السياسية
للحزب الكلداني تأثير على الساحة السياسية المسيحية اما الساحة السياسية العراقية فيعتبره البعض من الاحزاب الصغيرة قياساً بالاحزاب الكبيرة التي استحوذت على كل شئ ولا تعطي الفرصة للاحزاب القومية الاصغر منها فأصبحت صي صاحبة الكلمة وهذا يخالف النهج الديمقراطي والتعددي .
كيف تنظرون الى الارهاب وما هو نصبيكم من الاحداث الارهابية والتهجير
لقد نال الكلدان حصة مضاعفة على يد الارهابيين الذين عاثوا في الارض فساداً حيث قتل العشرات لا بل المئات وخطف عدد مماثل منهم وهجروا من دورهم ولا سيما في بغداد وفي العديد من احيائها وكذلك الموصل التي خلت من الكلدان الاما ندر بعد ان كانوا في مركزها الللاف من العوائل الكلدانية وحدث ذلك في البصرة ايضاً وهذا هو سبب هجرة الكلدان الى الخارج بأعداد كبيرة حيث تصاعد عدد الكلدان العراقيين الى الالاف في البلدان الاخرى وضعف عددهم في العراق حالياً ونحن نشجب الارهاب والاعمال الارهابية جملة وتفصيلاً ونعتبره العدو اللدود للعراق وشعبه والحجر العاثر في طريق تقدمه واستقرار اوضاعه الامنية والسياسية .
ماذا قدمت الشريحة الكلدانية للمجتمع العراقي بصورة عامة ؟
كانت الرشيحة الكلدانية تمثل الطبقة الوسطى من المجتمع العراقي في كل المجالات ومن الطبيعي ان اي تخلخل في الطبقة الوسطى سيتخلخل الوضع العام لا سيما في الجوانب الاقتصادية والمالية وكذلذ العلمية وحتى الثقافية وكما ذكرنا قدم الكلدان العراقييون الاصلاء الكثير لبلدهم العراق وللشعب العراقي فكان منهم الاطباء واالمهندسون والاداريون لانهم كانوا اول من اسس المدارس واهتموا بالعلوم والاداب حتى في العصور المظلمة .
هل تطمحون الى تشكيل اقليم على غرار اقليم كردستان
كلا فهذا ضرب من الخيال غير اننا مع الحصول على حقوق اكثر في بلدنا في المجال الاداري والسياسي وفي جميع المجالات الاخرى ونصبو الى اعادة جميع الوافدين الغرباء الى قرانا وقصباتنا الخاصة الذين جاء بهم النظام السابق بهدف التغيير الالديمغرافي ولا سيما في اطراف نينوى ونحن في الوقت نفسه نعمل ونؤيد اي حق شرعي يمكننا الحصول عليه لشعبنا اسوة بالمكونات العراقية الاخرى وتحت اي عنوان تكون هذه الحقوق
ما هو دور الكلدان في العملية السياسية ؟ وهل هناك معارض ؟
الكلدان العراقييون اصلاء وهم يساهمون في العمل السياسي منذ تأسيس الدولة العراقية وانتموا الى الاحزاب الوطنية العراقية منذ تأسيسها وسوف يتضاعف الدور الكلداني في العملية السياسية بعد توحيد صفوفهم من ناحية واعطاءهم الفرصة اللازمة والمناسبة وعدم احتكار العمل السياسي من قبل البعض من ناحية اخرى
بصفتكم مقرراً في مجلس النواب ماهي معوقات عملكم ؟
معوقات عمل المقرر في مجلس النواب كثيرة ولم يتم الالتفات اليها منذ تشكيل الجمعية الوطنية المؤقتة كما وجدوا له عملاً محدوداً جداً ولا يكاد يكون له اي دور في الادارة نهائياً ولا يزال المقرر نفسه لا يعرف ما الذي يفعله وقمنا اخيراً اضافة بعض الصلاحيات البسيطة جداً للمقررين في النظام الداخلي لمجلس النواب وهي من وجهة نظري ساذجة وبسيطة جداً وكان من المفروض ان يكون له دور اكبر لمساعدة هيئة الرئاسة ولكن لا تعطى اي فرصة للمقرر لاداء عمل فعال وامكانيات جيدة لدى المقرر لان عمل المقرر لا يقتصر على كتابة اسماء من يريدون المداخلة في الجلسات او قرأة اسماء الغياب فهذا يكون لاي موظف في المجلس تأديته
   

95
تحت عنوان ( الفكر الماركسي بين القومية و الدين ) محاظرة
للأستاذ خوشابا سولاقا في جمعية اشوربانيبال  الثقافية


فادي كمال / عنكاوا كوم / مكتب بغداد
أستمراراً لمنهاجها الثقافي عقد يوم السبت الموافق 23/2/2008 في جمعية اشوربانيبال محاظرة للأستاذ خوشابا سولاقا تحت عنوان ( الفكر الماركسي و القومية و الدين ) , و قد تطرق المحاظر الى العلاقة بين الفكر الماركسي و بين القومية و الدين على مر التاريخ و قد سلط الضؤ على التجربة العراقية كمثال لتلك العلاقة ... كما اكد ان الفكر الماركسي كان و ما يزال المدافع الحقيقي عن القضايا القومية و يقف دائما لنصرة القوميات الصغيرة الباحثة عن حقوقها , كما اكد في محاظرتة ان الفكر الماركسي لم يكن معاديلاي فكر ديني , الا انة معادي لشوفينة القومية و الدين  .... و قد حضر المحاظرة عدد من المثقفين و السياسين من مختلف الأنتمائات , و في نهاية المحاظرة فتح المجال للحضور للأستفسار و التعقيب و قد اجاب المحاظر عن الأستفسارات و عقب على ملاحظات الحضور ..








96
عوائل مسيحية في بغداد
عنكاوا كوم تلتقي بعائلة السيد عصام مسكوني


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد
رغم كل ما  يواجه العائلة ( الكلدانية الأشورية السريانية ) من مصاعب و تحديات في العاصمة بغداد ,و رغم الظروف السيئة و الظغوطات الهائلة التي تتعرض لها تلك العائلة في أكثر بقعة من بقاع العالم خطورة , الأ ان الأصرار على تحقيق النجاح و تحدي كل تلك الظروف و تقديم صورة مشرقة للمواطن المسيحي ( الكلداني السرياني الأشوري ) كعنصر فاعل و مواطن حقيقي لبناء بلد جريح و المساهمة في دعم المسيرة الصعبة لهذا الوطن كانت علامة مسجلة لأبناء شعبنا  , اليوم كان لنا الشرف ان نكون ضيوفاً على عائلة السيد عصام مسكوني و التي استطيع ان اصفها بأنها عائلة توقد شمعة في وسط الظلمة ,  فتحوا ابواب قلوبهم قبل دارهم لنا فكان هذا الحوار :

السيد عصام مسكوني , هل ممكن اعطائنا لمحة عائلتكم  ؟؟؟
ج/ السيد عصام مسكوني من مواليد بغداد 1960 وعقيلته السيدة أحلام دانيال من مواليد بغداد 1961 ، إقترن إسميهما بتعارفهما خلال فترة الدراسة الجامعية فكلاهما خريج قسم دبلومات / كلية الإدارة والإقتصاد / الجامعة المستنصرية للاعوام 1980 -1981 ، وتكللت هذه العلاقة بالزواج عام 1984 وكان باكورة هذا الإرتباط مولدتهم البكر براء ، ومن ثم وليدهم الثاني فداء (طالب مرحلة ثالثة كلية الهندسة/هندسة إتصالات الحاسبات) ومن ثم وليدتهم الثالثة دعاء .
السيد عصام مسكوني يعمل في مجال الأعمال الحرة وهو مؤسس جماعة نداء الرب للصم 1999 والسيدة أحلام مديرة لمشروع للتأهيل الاسري لذوي الإحتياجات الخاصة وعضوة في جماعة المحبة والفرح.

كيف تقرأ الواقع الأجتماعي في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم ؟؟؟
يعد شعبنا ( الكلداني الأشوري السرياني ) مكون أساسي من مكونلت المجتمع العراقي , و رغم تفاوت نسبة تعدادة السكاني عن سواه الأ أنة يمثل رقماُ و رمزاً مهماً ضمن المعادلة الأنسانية الأجتماعية للمجتمع العراقي بمجملة . و تكمن هذة الأهمية بالحضور الواضح و المتميز و المؤثر لابناء شعبنا و عبر مسيرتهم التاريخية من خلال مساهمتهم المهمة و الواضحة في ترسيخ مفاهيم المواطنة الصالحة أو من خلال عكس أخلاقية الألتزام المكبدئي الذي نشأوا علية من تعاليم و مفاهيم أيمانهم المسيحي و ترجمتة الى واقع حياتهم المعاش أو من خلال ترك بصماتهم الواضحة و المؤثرة على صفحات الأنجازات العراقية العلمية و الثقافية و الأجتماعية و سواها و أنعكاساتها أقليمياً و عاملمياً أو من خلال الأرث الحضاري الذي توارثتة أجيال شعبنا من الألفة الأجتماعية  الذي حاكها شعبنا ضمن نسيج المجتمع العراقي الواحد كأفراد فاعلين و متفاعلين لا يمكن تجاهلهم  أو انكار دورهم .
 بكل ما تقدم  يمكن الجزم بأن ما تعرض له العراق و ما يزال من ضروف صعبة و قاسية قد أتت بوجة العموم على مجمل مكونات المجتمع العراقي على حد سواء دون تمييز ( مع التفظ ما قد أصاب طرف في هذا الجانب على حساب الجانب الأخر ) . نتيجة التطرف او تداخل السياسات و صراع المصالح و هي بمجملها تمثل مشكلة على الصعيد العالمي و ليس حكرا على مجتمع ما , لذل يتضح للمتابع الحيادي و المنصف ان المعانات العراقية معانات مشتركة و هذا بحد ذاتة يمثل اختبارا تمر به الأمم و المجتمعات لبيان حقيقية وجودها و ثباتها , و يبقى لاأبناء شعبنا ( الكلداني الأشوري السرياني ) الريادة من خلال الثبات على المباديء و القيم التي امتاز بها و عرف من خلالها .

هل تعتقد ان هذة الحالة ستؤثر على عطائنا العلمي و الثقافي ؟؟
أن قرأة المستقبل و المراهنة علية ليست علمية مجردة أو بمعزل عن قرأة الواقع و الحال الملموس و لقرأة مستقبل العراق تستوقفنا الكثير من علامات الأستفهام حتى باتت الرؤية لمستقبل العراق تشوبها الضبابية و عدم الأتضاح نتيجة لتداخل العناوين و تشابك الأيدولجيات ( الداخلية و الخارجية ) المتصارعة على الساحة العراقية .
و لكن كشعب ( كلداني اشوري سرياني ) احد اركان ايمانة المسيحي هو الرجاء يبقى باب الأمل مشرعا امامة و في نفس الوقت هو ملتزم بدوة التاريخي كباني للحياة و داعي للسلام .
ان ما يشهدة العالم اليوم بصورة عامة و العراق بشكل خاص ماهو الا امتداد للصراع الازلي بين أرادتي الخير و الشر بكل ما ينطوي تحت لواء كل منهاما من عناوين , و ما استمرار العطاء الفكري و الثقافي الا رداً منطقياً لدعوات الجهل و الأنغلاق و تأكيداً لريادة العراقيين لحضارات عبر التاريخ ...

لو حدثتنا عن مجال عملك , فأنا علم انك تعمل في مجال انساني ؟؟
عملي المهني هو في مجال الأعمال الحرة , أما نشاطي الأنسني و الأجتماعي فأنا ناشط في مجالات ( ذوي الأحتياجات الخاصة ) و مؤسس و مسئول عن جماعة نداء الرب للصم و البكم منذ عام ( 1999 ) و هي جماعة علمانية انسانية و هي الأولى من نوعها عراقيا حيث تتوجه في تخصصها نحو خدمة الصم و البكم .

تحدثنا بعد ذلك الى السيد احلام دانيال ( ام براء ) ...
سيدتي العزيزة لوكنك احدى الناشطات في مجال الأخويات و التعليم المسيحي , كيف تقراين واقع الشباب المسيحي اليوم ؟؟؟
الشباب المسيحي اليوم متخبط ... حائر .. متعطش للأمن و السلام و مهموم بمتطلبات اليوم الراهن , يحلم بغداً افضل , البعض داخل العراق و الأخر خارجة .. و هو ايضا باحث عن اجابات منطقية تبرر كل ما يحدث لمجتمعة و لوطنة ..
وهو بحاجة ماسة الى علامات رجاء على مفارق طريقة تساعدة على الثبات و التقدم و خدمة الانسانية ..

و كيف تنظرين الى مرض الهجرة المتفشي اليوم في مجتمعنا ( الكلداني الأشوري السرياني ) ؟؟
سافرت قبل ايام الى سوريا بالطريق البري  و في الحافة سمعت الكثير من القصص لعوائل اضطرت الى اتخاذ قرار الهجرة حالمة بالخلاص خارج العراق .. و بعد اسبوعين عدت الى العراق بذات الطريق و في الحافلة كذلك سمعت قصصا كثيرة لعوائل هاجرت قبل سنة او سنتين و اكثر .. و اختاروا العودة الى الوطن بعد ما عاشوة من ذل و هوان و حرمان و ضياع , الهجرة ليست الحل الأمثل للتحديات التي تواجهنا ..

تحدثنا كذلك مع الأخ الأصغر في العائلة فداء  و هو طالب جامعي في المرحلة الثالثة ,و قد طلبنا منه التحدث عن الواقع الجامعي العراقي اليوم , فحدثنا قائلا :
من خلال ما شهدة المجتمع العراقي في السنوات الأخيرة و خاصة في الاونة الاخيرة من اضطرابات و معاناة و جهل لم يستثني الحال في الجامعات العراقية على الرغم من تجميل منظرها الخارجي , الا ان الاهم و هو المستوى العلمي حيث انها باتت كاي دائرة حكومية حيث تجد فيها الفساد الاداري و المالي و انتشار الواسطة في القبولات , و صعوبة اكمال الدراسة فيها بسبب الوضع الامني مما اثر على المستوى العلمي الطلبة , و من ناحية ثانية الصعوبات اللوجستية في النقل و خطورة الشارع و غيرها من الامور , نحن نشهد اليوم خلو الجامعات من الطلاب اوقات الدوام و اقتصار حظورهم في ايام الامتحانات , و لا ننسى كثير من الطلبة الذين اقصوا من جامعاتهم بسبب الوضع المادي السيء , او بسبب الهجرة الى داخل او خارج العراق ,
اخيرا تحدثنا مع براء مسكوني الباحثة التي حصلت على شهادة الماجستير في هندسة الحاسبات , فكان لنا هذا الحوار ؛
لنتحدث قليلا عن براء عصام مسكوني , هل لكي ان تعطينا نبذة مختصرة عن حياتك  ؟؟
ج / براء عصام مسكوني من مواليد بغداد 1984 وهي الإبنة البكر لعائلة متكونة من اربعة أفراد الوالدين والأخ الأصغر الذي هو طالب في المرحلة الثالثة لهندسة اتصالات الحاسبات ، إرتسمت خطواتها الدراسية الاولى على أعتاب مدرسة المكاسب الإبتدائية/بغداد ومن ثم في ثانوية المتميزات / الرصافة الثانية وقد حصلت على معدل 94.9 في الإمتحانات العامة (البكالوريا) منما أهلها ذلك للقبول في جامعة النهرين ومن ضمن 25 طالب فقط الذين تم قبولهم بكلية الهندسة /قسم هندسة الحاسوب بموجب النظام المعمول به في هذه الجامعة وبعد إجتيازها إختبارات الذكاء واللغة المنصوص عليها بموجب نظام القبول المعمول به في هذه الجامعة، وفي سنة 2005 نالت شهادة البكالريوس في هندسة الحاسوب وكان ترتيبها السادس بين أقرانها منكا أهلها للتقديم لدراسة الماجستير فيما بعد ، وقد اجتازت السنة الاولى لكورسات الماجستير بامتياز وبترتيب الرابعة على المرحلة وفي 17-1-2008 نالت شهادة الماجستير وبتقدير جيد جداً عن رسالتها الموسومة:
"To study VOIP protocols and to suggest improvement to H.323 protocol"
 
عند تقديمك الى لللدراسة العليا هل واجهتك معوقات بسبب الدين أوالقومية ؟
ج/ كلا وللحقيقة لم ألمس عبر مجمل مسيرتي الدراسية أي معوقات من هذه الناحية.
 
ماهي خططك المستقبلية؟ هل تتجهين نحو العمل خارج الجامعة ام تفضلين العمل داخل ميدان الجامعة؟
ج/ خلال الأشهر القليلة الماضية بدت العمل في ميدان عمل إنساني وأجد نفسي ضمن هذا العمل أحمل رسالة حقيقية تلمس حاجة وطني العراق الجريح المتألم، لأمنح العراق قليلاً من الكثير الذي منحني إياه .
 
هل هناك مشاكل تواجه الخرجين والكفاءات العلمية في العمل الحكومي ؟
بالتأكيد نتيجة الوضع العام الذي يعاني منه البلد تجد صعوبة في منح فرص تناسب الشهادات العلمية العالية للحاصلين عليها.
 
كفتاة حاصلة على شهادة علمية عالية.... كيف تقرأين مستقبل الفتاة المتعلمة في العراق؟
ج/ أجد ضبابية في تحديد او القراءة لمستقبل الفتاة المتعلمة او مستقبل اي عراقي على السواء نتيجة لعدم وضوح الرؤية لمستقبل العراق.
 
ككلدانية اشورية سريانية كيف تقرايين مستقبل الكفاءات بين أبناء شعبنا؟
ج/ إن هذه الكفاءات تمثل إمتداد طبيعي للإرث الحضاري  والحضور الانساني المتميز الفعال للكلدواشوري السرياني على الإنسانية جمعاء وتاكيداً للدور الطبيعي الذي لعبه مفكرونا وعلماءنا عبر مسيرة الإنجازات الإنسانية وخاصةً في تاريخ وطننا العزيز العراق .
هل تفكرين بالهجرة الى خارج العراق؟
ج/ حالياً أجد نفسي أمام مفترق طريق في تحديد مستقبل الأيام القادمة ..... لهذا دعني اكون صريحة معك واخبرك اني لا اعلم الى حد الان طبيعة الفرص التي ستتاح أمامي وطبيعة قراراتي وفق هذه الفرص.
 
كيف تقرايين المستوى العلمي للجامعات العراقية.. وهل هنالك انخفاض في المستوى ولماذا؟
ج/ قد أشترك مع رأي الأغلبية القائلة إن هنالك تدهور ملحوظ في المستوى العلمي للجامعات نتيجة الضغوط والصعوبات والمعوقات التي يعاني منها عراقنا.
 
هل هنالك صعوبات واجهتك في دراستك... ومن وقف بجانبك لتجاوز هذه الصعوبات؟
خلال السنتين الدراسية للماجستير وجت صعوبة كبيرة خاصة خلال السنة الاولى التي كنت خلالها التزم بالدوام داخل الجامعة يومياً تقريباً والتي تحمل أعباءها معي والدي العزيز عصام مسكوني الذي إلتزم بنقلي يومياً وسط صعوبات ومخاطر الطريق وكنت أتشارك حلم الماجستير معه، لأني كثيراً ماكنت أشعر ان حلم والدي في ان انال الماجستير يسبق دوماً حلمي.
اما عن صعوباتي النفسية اثناء فترة الامتحانات والتحضير للرسالة فكنت محظوظة جدا جدا جدا لاني كنت محتضنة من قبل والدة كانت حكيمة وذكية جدا في إمتصاص قلقي وخوفي ومساعدتي على تجاوز المرحلة بنجاح..
ولن أنسى موقف كل المقربين وأصدقائي وصديقاتي الذين وقفوا معي مساندين خطواتي .
و اضيف أن الحصول والوصول الى أي نجاح بالتأكيد يصطدم بمعوقات وخاصةً في ظل ظروف كالظروف التي يعاني منها شعبي العراق ، صعوباتي كانت تتشارك مع صعوبات اخواني الطلبة الاخرين في صعوبة التنقل والوصول للجامعة وصعوبة الحصول على المصادر الخارجية من اطاريح وكتب وكافة المستلزمات الأساسية الواجب توفرها للباحث خلال فترة الماجستير.....
امنياتي الصادقة بأن تزال كل هذه الصعوبات في الأيام القادمة لينعم طلابنا بفرص لإتمام دراساتهم بأمان وسلام.
 
كلمة أخيرة؟
ج/ الى كل ابناء شعبي المتألم والذين يستحقون الحياة الأفضل ، عسى أن تكون محاولاتي بإنجاز هذا البحث باعثاً للرجاء بغد يفيض بالأمن والسلام على وطني العراق.
شكراً لك فادي وشكراً لموقع عنكاوة .
و شكرا لكم على هذا اللقاء ,و شكرا على استقبالكم لنا في منزلكم المليء بالحب و العمل و الحياة ..











97
انفجارات تستهدف كنستين و دير في بغداد


فادي كمال / عنكاوا كوم / مكتب بغداد
استهندفت ثلاث انفجارت كنسيتين و دير في بغداد اليوم
6/1/2008 الساعة الحادية عشر صباحا , حيث استهدف الأول و كان بعبوة صوتية كنيسة مار كوركيس ( الغدير ) و أحدث اضرار في الباب الخلفي للكنيسة , بينما كان الثاني بقذيفة هاون سقطت في الشارع المقابل لكنيسة الروم الأرثوذكس ( منطقة كمب سارة ) و احدثت اضرار مادية بزجاج الكنيسة و اصابت شخصين بجروح طفيفة , اما الثالث فكان في الدير الواقع في الزعفرانية و لم نستطيع الوصول الية لكون المنطقة خطرة نوعا ما , و عند وصولنا الكنائس كانت الكنسيتين تشهد قداس بمناسبة عيد الدنح و بوجود عدد كبير من المؤمنين ..









98
فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد

أستشهد الشاب زيد ( طالب جامعي / في العشرينات من العمر/ من ابناء شعبنا الكلداني الأشوري السرياني ) في الأنفجار الذي استهدف يوم امس 1/1/ 2007 مجلس العزاء في منطقة زيونة / شارع الربيعي حيث كان يؤدي واجب العزاء عندما اقدم انتحاري على تفجير نفسة داخل المجلس و يذكر ان عدد ضحايا التفجير 30 ضحية و 38 جريح نقلوا الى مستشفى ابن النفيس في بغداد , و سنوافيكم بمعلومات اكثر عن الشهيد زيد حال توفرها لدينا .

99
جمعية مار منصور الخيرية في العراق
تقيم دورة بكرة القدم

فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد

نظمت ( جمعية مار منصور الخيرية في العراق ) دورة لكرة القدم و ذلك بمناسة اعياد الميلاد المجيدة و دعما للحركة الشبابية في بغداد  , و قد تم حفل الافتتاح يوم الجمعة المصادف 7/12/2007 بمشاركة ست منظمات و كنائس هي :
1.   جمعية مار منصور الكلدانية .
2.   كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك .
3.   دير مريم العذراء سيدة الكرمل .
4.   كنيسة مار يوسف الكلدانية .
5.   كنيسة مار كوركيس الكلدانية .
6.   كاتدرائية مار يوسف للاتين .

و قد قسمت الفرق الى مجموعتين تلعبان على اساس الدوري و يترشح فريقان للنف نهائي يلعب الفائزان على النهائي يوم 20/12/2007 ... و يذكر ان جمعية مار منصور قد وجهت دعوة رسمية الى مكتب بغداد / عنكاوا كوم للتغطية الإعلامية الكاملة للبطولة ...











100
جمعية اشور بانيبال تبدأ نشاطاتها الثقافية بعد قترة انقطاع طويلة

فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد

بعد فترة انقطاع طويلة شهتدتها نشاطات جمعية اشوربانيبال الثقافية نتيجة للوضع الأمني السيء في العاصمة بغداد , عادت الجمعية لنشاطاتها الثقافية بمحاظرة لسماحة السيد اياد جمال الدين عضو مجلس النواب العراقي / القائمة العراقية تحت عنوان ( مفهوم التعصب ) يوم السبت الموافق 17/ 11/ 2007 , و قد شارك عدد كبير من مثقفي شعبنا ( الكلداني الأشوري السرياني ) و عدد من الشخيات السياسية و الأجتماعية , و قد تضمنت المحاظرة عدد من المداخلات و الأسئلة التي وجهها الحاظرون حول عدد من القضايا التي تهم ابناء شعبنا العراقي عامة و ( الكلداني الأشوري السرياني ) خاصة و قد اجاب السيد النائب عنها موضحاً لعدد من افكاره و روئاه حول قضايا الساعة المطروحة في الساحة العراقية و الوطنية ...












101
البطريرك الكردنال يصرح للزمان : سأوظف موقعي لخدمة أبناء بلدي من جميع الطوائف
متابعة : فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / بغداد

أكد البطريرك عمانوئيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكدانية انه سيتوجه يوم 24 من الشهر المقبل الي روما لأجراء مراسيم أخذ الرتب مع 23 كاردينالاً رفعهم قداسة الحبر الاعظم مؤخراً. وأوضح دلي في مقابلة مع (الزمان) أمس ان (الحكومة العراقية قررت ارسال وفد رسمي بهذه المناسبة وسوف يحضر المراسيم ابناء الجالية العراقية الموجودون في المهجر من امريكا وأوربا واستراليا بالاضافة الي الدول العربية). مضيفا (وبعد اتمام المراسيم سأرجع الي وطني لأواصل خدمة أبناء بلدي كقديس ومسؤول وابن مخلص لابناء الكنيسة ولاخوتي العراقيين جميعا) موضحا ان (قداسة البابا انتخب هذه المجموعة من الكاردينالات في ضوء مايقدمون من خدمات أمينة للكنيسة ويكونون في وطنهم مخلصين ولابناء بلدهم محبين وعاملين لما يريده الله ومطبقين القوانين الكنيسة ودستور بلدهم) مشيرا الي ان هذا المنصب منح له بوصفه الرئيس الاعلي للطائفة الكلدانية في العراق والعالم واني فرح بهذه الرتبة من اجل خدمة ابناء العائلة العراقية من المسلمين والمسيحيين وجميع الطوائف الاخري. شاكرا الرب بانه (أحد ابناء العراق وقد وصل الي هذه الرتبة ليمثل العراق خصوصاً في ظل الظروف الراهنة) كاشفا بانه (ولد في محافظة الموصل واكمل الدروس الاولية والثانوية والاعدادية فيها وبعدها أرسل من قبل رؤسائه لاكمال دراسته في روما سنة 1946 وبعد اتمام الفلسفة والفقه الديني والقانون في تلك المدينة وجامعاتها وحصوله علي الماجستير في الفلسفة وشهادة الدكتوراه في الفقه والقانون عاد الي العراق عام 1960 ومنذ ذلك اليوم وهو يعمل مع العراقيين مسلمين ومسيحيين علي حد سواء من اجل ازدهار وتقدم العراق في جميع المجالات مؤكدا انه (وبعد انتخابه الي الرتبة الجديدة سيواصل عمله من أجل عراق افضل بالتقوي والفضيلة والثقافة وبكل ايمان واخلاص).
لافتاً الي ان (المسيحيين في العراق ليسوا جالية كما يقول البعض وانما هم أبناء العراق منذ قديم الزمان وهم ليسوا اقلية برغم ان عددهم قليل فهم أخوة مع اخوانهم الاعزاء في عائلة واحدة) وطالب دلي (المسلمين والمسيحيين وجميع الطوائف الموجودة داخل العراق ان يواصلوا مسيرتهم من أجل ترسيخ أسس المحبة بين الناس
. يذكر ان رئيس الوزراء نوري المالكي كان قد هنأ البطريرك عمانوئيل خلال استقباله له أول أمس وأكد المالكي ان هذا التكريم هو تكريم لكل العراقيين. وكانت الامانة العامة لمجلس الوزراء قد اصدرت اعماما صححت فيه عبارة (الجالية المسيحية ) كانت قد وردت بأحد الكتب الصادرة عنها (سهوا) واكدت الامانة العامة ان الصحيح هو (الطوائف المسيحية).

102
 
المسيح بعد الصلب في ثقافة البينة




متابعة و تعليق / فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد
المسيح بعد الصلب .. قصيدة (بدر شاكر السياب(
نشرت جريدة (البينة الجديدة) في صفحة ثقافية دراسة نقدية لقصيدة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب ( المسيح بعد الصلب ) للناقد عدنان الظاهر جاء فيها :
الحلقة الأولى
عدنان الظاهر
بعدما أنزلوني، سَمِعتُ الرياحْ
في نواحٍ طويلٍ تسفُّ النخيلْ
والخطى وهي تنأى. إذن فالجراحْ
والصليبُ الذي سمّروني عليهِ طوالَ الأصيلْ
لم تَمُتني. وأنصَّتُ : كان العويلْ
يعبرُ السهلَ بيني وبينَ المدينةْ
مثلَ حبلٍ يشدُّ السفينةْ
وهي تهوي إلى القاعِ.كان النواحْ
مثلَ خيطٍ من النورِ بين الصباحْ
والدجى، في سماءِ الشتاءِ الحزينةْ.
يمثل هذا المقطع، الذي إستغرق الصفحة الأولى من صفحات القصيدة التي تنوف على الخمس، الدائرة الأولى من بضع دوائر تتوالى متداخلةً حيناً، متباينة المساحة والمحيط لكنها تشترك في بؤرة واحدة أو مركز واحد. أو متماسةً أو متباعدةً أحياناً أُخَرَ… من حيث الموضوعات والصور والرؤى والأغراض. يبدو هذا المقطع للوهلة الأولى مقطعاً مَهيباً مفعماً بالجلال وحرارة الإحساس بمأساة السيد المسيح ودقة وصدق التعبير عن هذا الإحساس. الأمر الذي ربما يدل على قدرة السياب على تقمّص أو إستنساخ المسيح شخصاً وفكراً وموقفاً ثم مصيراً. أي أنه نجح في الدخول في جسد المسيح والإستقرار في روحه حتى إنه لم يعدْ يميّز بين ما له وما للمسيح. آية ذلك، أو إحدى تلك الآيات، أن الشاعر يتكلم بلسان المسيح ( بعدما أنزلوني )… ( والصليب الذي سمّروني عليه ). هل مرَّ السياب بمحنة تعادل محنة المسيح مع كُهّان الهيكل وكَتَبَته في أُورشليم في فلسطين و جند القائد الروماني بيلاطس وهيرودُس؟ بالتأكيد كلاّ. هل سُجن أو عُذّب ؟ كلاّ. لقد طورد إبّان العهد الملكي في العراق فغادره للعمل في الكويت. ثم حورب وفّصل من وظيفته بعد ثورة تموز 1958 في العراق فبالغ في جنوحه نحو اليمين ونشر ما نشر في بعض صحف بغداد الصادرة يومذاك متبرئاً من ماضيه وعقيدته وإلتزامه السياسي السابق. لا شيء إذن يجمعه ومحنة المسيح، فلماذا أنطق نفسه بضمير المتكلّم نيابةً عن المسيح ؟ لم تحمل القصيدة تأريخ كتابتها. سأركّزُ على هذا المقطع لأنه البداية والواجهة ولأنه يحمل ثقل القصيدة الأكبر من بين بقية المقاطع. تحليل وتفكيك هذا المقطع يكشف عيوباً جديّةً في نسيجه وبنائه وتسلسل أفكاره بل وحتى في لغته : 1 - لامنطقية بعض الصور الشعرية وإهتزازها : الصور الشعرية في الأسطر الثمانية الأولى في هذا المقطع صورٌ محكمة السبك وناجحة. غير أنَّ الصورة الأخيرة تخيّب ظن القاريء. الصورة التي تقول (( كان النواحْ… مثلَ خيطٍ من النورِ بين الصباحْ… والدجى في سماء الشتاءِ الحزينةْ )). حسناً، من حقنا أن نسأل الشاعر : كيف جمع النواح والنور ؟ كيف يكون النواح وهو حزن وصراخٌ وألم… كيف يكون نوراً والنورهو الأمل والضياء والتفاؤل والحياة؟
لقد ورّطت مجموعةُ صور مركّبةٍ سابقةٍ الشاعرَ فجرّته من يديه جرّاً وأسقطته في فخ الصورة الأخيرة. أعني لوحة الصور الثلاث المركّبة التي صاغها في الأسطر التي سبقت الصورة الأخيرة في الصفحة الأولى. ((كان العويلْ… يعبرُ السهلَ بيني وبين المدينةْ… مثلَ حبلٍ يشدُّ السفينةْ … وهي تهوي إلى القاعِ )). وللمقارنة السريعة سأُعيدُ كتابة بعض ما جاء في التشكيلتين من الصور:
كان العويلُ… مثلَ حبلٍ يشدُّ السفينةْ
كان النواحُ… مثلَ خيطٍ من النور…في سماءِ الشتاءِ الحزينةْ.
لست بحاجةٍ للتذكير أنَّ الحبل هو مجموعة خيوطٍ وأنَّ الخيط هو بدوره حبل أو جزء من حبل.لم يتورط الشاعر بشكلية التعبير عن الصور حسبُ :
كان العويلُ مثلَ حبلٍ …
كان النواحُ مثلَ خيط…
بل وأسلس قياده لضغط تأثير وإغراء التصويت السجعي بالقوافي ( المدينة… السفينة… الحزينة…). إذا كان قصد السياب في هذه الصورة الأخيرة، التي تضع أمامنا أكثر من علامة إستفهام، أن يقولَ إنَّ النواح قد إستمر طوال الليل حتى الصباح. عندئذٍ سنسأله : وعلام كل هذا النواح ما دام المسيح قد أُنزلَ من صليبه وقام حيّاً يسمع كباقي البشر ويُنصت كبقية العباد؟ ثم إنه يُقرر بشكل لا لَبسَ فيه إنه لم تمته الجراح ولا الصليب الذي سمّروه عليه:
بعدما أنزلوني، سَمِعتُ الرياحْ
إذنْ فالجراحْ
والصليبُ الذي سمّروني عليهِ طوال الأصيلْ
لم تُمتني …
متناقضات سببها على ما يبدو الوهن وضعف قدرة الشاعر على التركيز والسيطرة على عاصفة توهج موهبته الشعرية التي تفرض عليه إتجاهاتها العشوائية ومساراتها المنفلتة وتتركه عاجزاً مشلولاً لا حولَ له ولا قوّة. أم، تُرى، هنالك قوة سحرية غامضة تمارسها سرّاً هذه الإتجاهات والمسارات على فكر وإحساس وشاعرية بدر شاكر السياب فتدمغه بطابعها وتحركه أنّى شاءت وكيف شاءت هي لا كيفما يشاء هو. ثم لماذا إختار فصل الشتاء في البيت الأخير (( في سماء الشتاء الحزينة )) وهل له علاقة بتأريخ أو زمن الصلب ؟ سألت بعض الأصدقاء المسيحيين عن اليوم والشهر الذي صُلب فيه المسيح فقالوا إنه الرابع عشر من شهر نيسان أو ربما يكون قد وقع في شهر آذار. أما إذا لم يكن الشاعر قد قصد زمناً أوفصلاً معيناً بعينه كتأريخ لصلب عيسى فسيكون حشر " الشتاء " في هذا السطر مجرد حشو فراغٍ لا أكثر. وتلك طامّة كبيرة لا يتمناها أحدٌ للشاعر. 2- الركوع أمام سلطان السجع والتقفية :
هذه ظاهرة عامة ومشتركة يتقاسم عيوبها جميع شعراء الشعرالحر، شعر التفعيلة. علماً أنَّ السياب هو الشاعرالوحيد بينهم الذي أعطى نفسه حرية التنقل في القصيدة الواحدة من بحر إلى آخر ( في القصيدة موضوعة البحث، ينتقل من فاعلن فاعلن فاعلن إلى فعْلن فعْلن فعْلن، أي من بحر المتدارك إلى بحر الخبب ). نرصد على هذه الصفحة ( 457 ) ترادف القوافي : الرياح، الجراح، النواح، الصباح.ثم
النخيل، الأصيل، العويل. ثم المدينة، الحزينة. ثم التسجيع بالألف المقصورة : الخُطى وتنأى. ثم التسجيع بالألف الممدودة والهمزة : سماء الشتاء. جاء كل هذا الحشد الزاخر من المحسّنات البديعية في عشرة أسطر لا غير!! مع ذلك، ورغم الإستطراد غير الموفّق الذي رأينا آنفاً، فإنَّ في المقطع تكثيفاً بالصور لافتاً للنظر. وفيه آلية حركية أضفت عليه سمة متميزة من سمات الجمالية والتفرد. في تحليل وتفكيك المقطع نرى أن الشاعر قد وظّفَ عشرة أفعالٍ جاء نصفها في الزمن الماضي
(أنزلوني، سمعتُ، سمّروني، لم تمتني، وأنصتُّ ) وجاء النصف الآخر بصيغة الزمن الحاضر(تسفُّ، تنأى، يعبرُ، يشدُّ، تهوي ). لقد نجح الشاعر، ربما بدون وعي كامل منه، في أن يقيم معادلة التوازن ما بين عالمي الماضي والحاضر من خلال مقابلة و مزج صيغتي زمني الفعلين الماضي والمضارع. الزمن واحد من أخطر أركان بناء القصيدة. ففيه ومنه تأتي الحركة داخل دروب ومنعطفات القصيدة. ثم إنه المقياس الفيزيائي للحركة. وإنه هو الهواء الذي تتنفس والضوء الذي ينير ظلمات الشاعر فكراً وروحاً. والصور في الشعر لا تكون على أبلغ ما تكون إلاّ بالأفعال. ففي الفعل حركة وإتجاه في الفضاء ( المكان ). وفي الحركة أو نتيجة لها تتولد صورة أو مجموعة صور تتفاوت في درجة وضوحها وأصالة ألوانها وشدة تأثيرها في النفوس. ثم إنَّ الزمن الحاضر ما هو إلاّ الإمتداد الكوني الطبيعي لحركة الزمن الماضي، أي أنه إبنه ووليده. إذنْ جمع السياب الإبن والأب معاً. وذلك أمر ينسجم مع العقيدة المسيحية ( الأب والإبن وروح القدس ) ومع السياق العام للقصيدة، عنواناً ومحتوى.
هل جاء ذكر " النخيل " في هذا المقطع سهواً وعفوَ خاطرٍ ؟ كلا. الشاعر إبن البصرة، حاضنة وأم النخيل. لقد جاء ذكر النخلة ثانيةً في مقطع آخر من القصيدة. ثم لنتذكر النخلة التي وُلِد المسيح عيسى تحتها (( فآجاءها المخاضُ إلى جذعِ النخلةِ قالت يا ليتني مِتُ قبلَ هذا وكنتُ نسياً منسيا / سورة مريم، الآية 23 … وهُزّي إليكِ بجذعِ النخلةِ تُساقطْ عليكِ رُطَباً جنيا / سورة مريم، الآية 25 )). لذلك أطلق أبو العلاء المعري على النخيل صفة " أشرف الشجر" كما جاء في بيته الشعري :
شرِبنا ماءَ دجلةَ خيرَ ماءٍ
وزُرنا أشرفَ الشجرِ النخيلا.
نقطة ضعف أخرى في هذا المقطع : جاء خلواً من أي بشر خلا المسيح نفسه بعد نزوله حيّاً من الصليب. ألغى الشاعرُ المسيحَ إذ أعطى نفسَه حقَ الكلام نيابةً عنه. لقد طغى صوتُ الشاعر وغطّى كلَّ صوتٍ عداه. ورغم الكثافة الظاهرة وسبك وبهرجة الصور التي يفتقر بعضها للمنطق وقوانين المعقول، يبدو المقطع بعد القراءة المحايدة، المتأنية والتفكير الطويل، شاحباً كأنه أرض خلاء. الإصحاح الرابع والعشرون من إنجيل لوقا يخبرنا بما قام به المسيح بعد مغادرته قبره من حوارات مع بعض الناس وحركة هنا وهناك وطلبِ طعامٍ ونصحٍ بقراءة الكتب وتتبع أخباره في الصحف الأخرى. فالمسيح الحقيقي بعد صلبه غير مسيح السياب.
في الصفحة التالية يدور الشاعر على عقبيه دورة كاملة فينأى عن كافة موضوعات وأطروحات المقطع الأول. يضعنا السياب في هذا المقطع في أجواء مدينته جيكور الريفية الغارقة بنور الشمس والماء وخضرة الحقول والتوت والبرتقال والزهور والسنابل. إنتقل نقلة فجائية من عالم الظلام والتشاؤم والألم إلى عالم البهجة والتفاؤل. فما تفسير ذلك، وما الذي أراد أن يقول ؟ إذا كان المقطع الأول يعني موت المسيح فهل يعني المقطع الثاني عودة أو قيامة المسيح ؟ جائز. مقابلة الموت .   

103
وزيرة حقوق الانسان تبحث مع الجانب البريطاني العلاقات الثنائية بين الجانبين


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد

توجهت وزيرة حقوق الانسان المهندسة وجدان سالم  الى المملكة المتحدة  بدعوة من وزارة الخارجية البريطانية .وجرى خلال الزيارة لقاءات عديدة من المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان والمؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية . وتناولت تلك اللقاءات وضع حقوق الانسان في العراق . كذلك متابعة عدد من التقارير التي قامت تلك المنظمات باصدارها حول العراق .وعلى صعيد متصل التقت السيدة الوزيرة بوزير الدولة لشؤون العلاقات الخارجية البريطاني وتناول اللقاء مناقشة موضوع اللاجئين والمهاجرين العراقيين، كذلك وضع المعتقلين لدى القوات العراقية ولدى القوات المتعددة الجنسيات. اضافة الى وضع الاقليات في العراق واجراءات حماية دور العبادة الخاصة بهم.

104
وزير الصناعة يؤكد استثمار ملف المعامل في المحافظات


متابعة فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد
بالشكل الذي يجعلها تنافس مثيلاتها في المنطقة..بغداد/العدالة: اكد وزير الصناعة والمعادن فوزي حريري ان الوزارة تركز على استثمار ملفات معامل البصرة وميسان بالشكل الذي يجعلها تنافس مثيلاتها في المنطقة. وقال في تصريح له ان ان القيمة الاستثماري للشركة العامة للحديد والصلب تتراوح بين 180 الى 220 مليون دولار ومعمل البتروكيمياويات العام بقيمة استثمارية تتراوح بين 100 الى 200 مليون دولار". وتابع:"ان معمل ورق ميسان هو بحاجة الى استثمار بين 75 الى 100 مليون دولار"مشيرا الى"التنسيق مع مجلسي المحافظتين لتوفير الاجواء المطلوبة لانجاح عملية الاستثمار في هذه المعامل". واضاف حريري:"ان هذه المعامل تضم اكثر من 11 الف منتسب يشكلون ركيزة أساسية لخطة الاستثمار.

105
لقاء البطريرك الكاردينال عمانؤيل دلي و رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
في الصحافة العراقية

متابعة و تعليق / فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد

تابعت و بأهتمام شديد الصحف العراقية المختلفة نبأ استقبال السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لغبطة البطريريك الكاردينال عمانؤيل دلي , جريدة الصباح كانت السباقة في نقل الخبر حيث نقرأ تحت عنوان ( المالكي يشيد بدور المواطنين المسيحيين و يؤكد دعمه الكامل لهم ) : شدد رئيس الوزراء نوري المالكي على دعم الحكومة للمواطنين المسيحيين،مشيدا بتضحيات هذه الشريحة المهمة في زمن النظام السابق وفي مرحلة بناء العراق الجديد.جاء ذلك خلال استقبال رئيس الوزراء امس،غبطة البطريرك عمانؤيل الثالث دلي رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم . وقال بيان تلقت"الصباح"نسخة منه امس :ان السيد المالكي قدم تهانيه لغبطة البطريرك لحصوله على درجة كاردينال ، وهو اعلى منصب يناله عراقي مسيحي من قبل حاضرة الفاتيكان في تاريخ العراق. ونقل البيان عن المالكي قوله للبطريرك:ان تكريمكم بهذا المنصب هو تكريم للعراقيين ونصر للعراق وتعزيز لمكانته في العالم،خصوصا في ظل مواجهة الارهاب والتطرف والطائفية,وان الحكومة ستقدم كل ما تستطيع في سبيل انجاح مهمتكم. واكد رئيس الوزراء ان الحكومة تدعم المسيحيين في العراق وتدافع عن حقوقهم وتعمل على تحقيق مطالبهم لتمكينهم من البقاء في الوطن وعدم اللجوء الى الهجرة، الى جانب الاستعداد لتقديم شتى انواع الدعم من اجل عودة المهاجرين منهم وتوفير ظروف الحياة الحرة الكريمة لجميع العراقيين،مشيدا بالمواطنين المسيحيين وتضحياتهم في زمن النظام البائد وفي مرحلة بناء العراق الجديد من جانبه قال غبطة البطريرك عمانؤيل الثالث :انه يبارك جهود الحكومة في بسط الامن وفرض سلطة القانون،مشيرا الى انه سيتوجه الى روما قريبا لتسلم هذا المنصب رسميا من قبل بابا الفاتيكان وسيعمل على وضع هذا المنصب في خدمة جميع العراقيين....
كذلك نقلت جريدة العدالة ( الصادرة عن المجلس الأعلى الأسلامي في العراق ) الخبر في صفحتها الأولى تحت عنوان :( رئيس الوزراء : نحن ندعم المسيحيين وندافع عن حقوقهم ومطالبهم) , قال رئيس الوزراء نوري المالكي خلال استقباله، امس البطريرك عمانؤيل الثالث دلي، رئيس الكنسية الكلدانية في العرق والعالم، اننا ندعم المسيحيين في العراق وندافع عن حقوقهم ونعمل على تحقيق مطالبهم لتمكينهم من البقاءفي الوطن وعدم اللجوء الى الهجرة. أضاف المالكى إن الحكومة مستعدة " لتقديم شتى انواع الدعم من أجل عودة المهاجرين من المسيحيين وتوفير ظروف الحياة الحرة الكريمة لجميع العراقيين" . وافاد بيان صدر عن مجلس الوزراء ان المالكي هنأ دلي لحصوله على درجة كاردينال، وهو اعلى منصب يناله عراقي مسيحي من قبل حاضرة الفاتيكان في تاريخ العراق. وقال المالكى إن "تكريمكم بهذا المنصب هو تكريم للعراقيين، ونصر للعراق وتعزيز لمكانته في العالم، خصوصا في ظل مواجهة الارهاب والتطرف والطائفية , وان الحكومة ستقدم كل ما تستطيع في سبيل انجاح مهمتكم ". من جهته، قال البطريرك عمانؤيل الثالث انه "يبارك جهود الحكومة العراقية في بسط الامن وفرض سلطة القانون" مشددا على انه" سيعمل على وضع هذا المنصب في خدمة جميع العراقيين. ....

106
صدى وفاة الشاعر سرجون بولص في الصحافة العراقية
( 2 )
متابعة و تعليق / فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد

ما زالت الصحافة العراقية لم تنتهي من تأدية واجب العزاء لروح الفقيد الكبير الشاعر ( الكلداني الأشوري السرياني ) سرجون بولص ...
فها هي اليوم الصباح الجديد تغني المكتبة الصحفية العراقية بعدد من المواضيع ننقل أجزاء منها لقارئنا العزيز .. فتحت عنوان ( حركةشعراء العالم تنعى أحد أعضائها البارزين واحد 'الثوار' في الشعر الحديث ) يسترسل يوسف رزوقة في نعي الأديب قائلا :
بعد كمال سبتي ورعد مطشّر وآخرين، يغادرنا صباح الإثنين 22 أكتوبر/تشرين الاول 2007، في برلين وبعد صراع مرّ مع المرض، سركون بولص، شاعرنا العراقيّ الكبير الّذي تناوبته الأراضي البعيدة والغربة الكاسرة حتّى استقر به التطواف في ألمانيا ليلفظ بها أنفاسه الأخيرة وهو في الثالثة والستّين.
ولد سركون بولص عام 1944 بالقرب من بحيرة الحبّانية في محاظة الانبار العراقية. وكان بولص مقيما منذ عام 1969 في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، وقد أمضى السنوات الأخيرة متنقلاً بين أوروبا وأميركا، وخصوصاً في ألمانيا حيث حصل على عدّة مُنَح للتفرّغ الأدبي وحيث صدرت له ثلاثة كتب بالألمانية: غرفة مهجورة، قصص 1996؛ شهود على الضفاف، قصائد مختارة 1997، وأساطير وتراب ، سيرة 2002. وقد أصدر بولص: الوصول إلى مدينة أين، الحياة قرب الأكروبول، الأوّل والتالي، حامل الفانوس في ليل الذئاب، إذا كنتَ نائماً في مركب نوح، والعقرب في البُستان.
كما أصدر ترجمته لكتاب إيتيل عدنان هناك في ضياء وظلمة النفس والآخر، وسيصدر له هذا العام النبي لجبران، ورقائم لروح الكون/ترجمات مختارة.
حسب إفادات صلاح عواد ، فإن سركون بولص كان ينتمي في الستينات وقبل أن يهاجر، إلى جماعة كركوك الادبية، حيث برزت وقتها أسماء عدة من العراقيين الناطقين بالسريانية، مثل الشاعر وراعي الأدباء الأب يوسف سعيد والشاعر العبثي الراحل جان دمو، وكذلك الشاعر العراقي الأصيل والمتميز سركون بولص. هذا الشاعر المنحدر من مدينة كركوك حاول مع أقرانه حين وصلوا إلى بغداد في الستينات تغيير خارطة الشعر العراقي، وفي إحداث ثورة بأساليبه وتقنياته ضمن مشروع يريد تجاوز ما أنتجه جيل الرواد الشعري، جيل قصيدة التفعيلة. ومن بغداد حمل سركون بولص مشروعه الشعري، حيث توقف في بيروت وتعرف على تجربة مجلة شعر اللبنانية وساهم في تحريرها وترجم العديد من النصوص الشعرية من اللغة الانجليزية، خصوصا لشعراء القارة الأميركية. ثمّ منذ فترة تزيد على عشرين عاما هاجر بولص ليقيم في مدينة سان فرانسيسكو. وخلال الأعوام التي قضاها هناك، بقي سركون مخلصا للشعر ولترجمة الشعر، وأثناء تلك الإقامة الطويلة التي قرر أن ينهيها بالذهاب الى أوروبا خصوصا الى لندن وباريس وألمانيا حيث حصل على عدّة مُنَح للتفرّغ الأدبي، طور بولص تقنياته الشعرية، وصارت اللغة لديه أكثر حسية. فهو بالرغم من إقامته الطويلة في الولايات المتحدة لم يتخلص من لهجته البغدادية وبقي نفس القروي ذلك القادم من كركوك.
ثم ننتقل الى موضوع اخر ايضا في الصباح الجديد للكاتب بن عبد القدوس تحت عنوان (سركون بولص: الأشوري النائم في سفينة نوح/خرجنا من الدنيا ونحن من أهله ) في مقالة اكثر من رائعة ننقلها لقرائنا الأعزاء كما وردت في الصباح الجديد :
ما الذي يمكن لتلك الكلمات البلهاء أن تفعله حيال موتك؟ الواقع لا شيء .. فالكلمات، في بعض الأحيان، غير قادرة على نقل الشعور أو أن تصور كل هذا التعقيد الهائل لفلسفة الموت العراقي وصخبه ووحشيته، فإني يا سركون أشعر بحزن عميق لرحيلك وأحس بغربة كبيرة لا يقدر على انتزاعها ضجيج الحياة وهديرها، لماذا تموت/نموت هكذا دائماً بعيداً عن العراق، هل لأنك شاعر ولأن الذين حولك يرتبطون بك ذلك الارتباط الشعري/الإنساني الذي نتعصب له؟ في ذلك الطوفان العراقي أما زال سركون نائماً في سفينة نوح، أما زال (حامل الفانوس في ليل الذئاب) يضع الكلمات فوق ذلك البياض، وهل ما زالت (الحياة قرب الاكروبول) ممكنة لنستطيع أن نكذب الواقع لتبقى على قيد الشعر، الموت حيلة، ولكن ثمة ملايين أخرى من الحيل، إذن .. الموت لا علاقة له بالآخرين، إنه موت الشاعر وحده .. وهو لا يريد أن يطمس هذه الحقيقة عبر محاولاتنا المرهقة لالتزام جانب الرثاء في السرد اللفظي، ولذا أيضاً فإن الجزء الوحيد الخاص بالشاعر في هذه الكلمات يصل هنا أو هناك، فلحظة الموت مثقلة بالحزن وبالمحاولة الشعرية الأخيرة التي سيكتبها سركون بجرأة متناهية تليق بقامته وإنسانيته وبموهبته كشاعر . ليس ثمة طريقاً آخراً يا سركون، فأنت تعيش في عالم عجيب تمت صناعته في أقسى الظروف ولقد فصلك ذلك عن الناس جميعاً مثلما أبعدك عن البلاد وما عاد بوسعك أبداً أن تمرّ خلاله لتصل إلى مدينة(أين) حيث الآخرين وحيث الومضة الأولى، فدع ذلك كله وأغمض عينيك فأضواء الشوارع والحرائق والمدن وآلاف الوداعات المشحونة بالتوتر والترقب مربكة إلى أبعد الحدود فأين يريدنا الله أن نذهب؟ من حقنا أن نعرف . ماذا يعني الجمال أو القبح بالنسبة للموت؟ الإجابة المثيرة للدهشة أن الموت ليس عنصراً مستقلاً عنا، إنه مجرد شخص ثقيل الظل ولزج يستمد طغيانه في الدرجة الأولى من القبح الذي يغلف طموحاته المحفوظة بداخله وذلك بالضبط هو ما نعنيه عندما نصفه باللزج، فليس ثمة أحداً بيننا لا يموت، لكن ما نفعله في الواقع هو إصدار الموجات الشعرية طبقاً لصور نادرة تمنح الحياة شكلها الشعري . أيها القارئ: ضع الشاعر بجانب القصيدة، وأقرأ ذلك بأكثر الطرق اختصاراً وتذكر أن الشاعر كلمة واحدة، وليست صفة وحسب، تصارع الحياة في تعقيدها ثم تجنب منطقة المعنى، وهذا في الشعر كلام يصعب تفسيره، فتكرار الموت، بالنسبة للشعراء، يحدث تنبيهاً مفاجئاً أو فرقعات ذهنية مليئة بالصور والألوان النادرة والأخيلة ومن هنا تنشأ ضوضاء الكلمة وتبدأ القصيدة تأخذ طريقها . دع الشاعر أيها الموت ووجه اهتمامك إلى الطرف الآخر ذلك الذي يمارس القبح وسفك الدماء فهناك تكمن فعلاً كل مراكز القبح ولتكن جريئاً في تصور الجمال ذاته لأنه يرتبط بكلمات الشاعر ولأنه يعطي للجمال لونه الحقيقي، فالشاعر الذي تراه في القصيدة لا يكون إلا جميلاً على عكس الآخر الذي تراه في كل الأمكنة . ما زلت أحمل معي مجموعتك الشعرية (إذا كنت نائماً في سفينة نوح) لكنك مضيت حاملاً معك فانوسك الخاص وتاركاً لنا أن نتتبع (الأول والتالي) وهذه الحياة المعلقة في الفضاء، يبدو أن الموت يتوعد الشاعر العراقي، فما أصعب أن يكون الشاعر عراقياً، إنها لعبة الموت وهي أكثر لعبة مدعاة لليأس وإذا كانت ثمة ملامح واضحة لهذه الحقيقة فإننا نستطيع أن نقول: إن الله قد أطلق سراح الموت على الشعراء العراقيين وكلمة (سراح) نفسها إشارة كاملة إلى حقيقة لعبة الموت، كما أن هذا القول لا يبدو مجرد رمز لغوي لأن اللعبة كلها مجرد محاولة متعمدة وعبثية لتغطية فضيلة الشعر أو فضائل الشاعر الذي يصدع رؤوس العالم في المقاهي والشوارع والمدن والحانات بضرورة القصيدة، فالصفة الوحيدة الممكنة للشاعر هي المنقذ، وإذا استمرت القيامة بهذه الطريقة فإن الشاعر، وهو يكتب، سينال صفة المنقذ عن جدارة، حتى وإن كان ميتاً، وأنا أعني بذلك أن الشاعر لا بد أن يصبح مبشراً/نبياً للجمال لكي يمكن وصفه، أيضاً، بالجميل . لقد اكتمل المشهد الأخير ولهذا السبب لم أتمكن بعد من الكتابة عن سركون بولص في الصياغة التي تتطلبها المراثي .. كم أكره المراثي؟ لا مفر إذن، فإننا نموت ونستجدي كلمات الرثاء كعزاءً ما عن غربة الشاعر وغربتنا، فهل كان سركون قادراً على دفع مراكب الحنين إلى مدينة الحبانية، حيث ولد سنة 1944، من على هذه البقعة اليابسة اللعينة المجردة الباردة التي تسمى بالمنفى .
اما المقالة الثالثة و الأخيرة فكانت للمحرر الصباح الجديد تحت عنوان (سركون بولص شاعر امتهن الشعر والمهاجر ) جاء فيها :
يبدو أن الشعراء العراقيين ،يعيشون أكثر من محنة وجودية ، فهم فضلا عن اغتراباتهم الروحية والفكرية داخل الوطن ، عاشوا اغترابات أعمق في المهاجر والمنافي القصية ،اذا لم نقل المناسي .
المتتبع للشعرية العراقية الحديثة المميزة ، يكتشف أن أكثر روادها وفرسانها قضوا خارج الوطن ، فالسياب كان موته في أحد مشفيات الكويت ، وبلند الحيدري رحل عن عالمنا في لندن ، والشاعران الجواهري والبياتي رحلا في دمشق ، وجان دمو سقط وحيدا في غرفته في منفاه الاسترالي ، وها هو سركون بولص يكتب رحيله في برلين ، وهناك شعراء آخرون قضوا في المغتربات ، ومنهم من ينتظر !.
الراحل سركون بولص يعد واحد من أبرز «جماعة كركوك» الادبية التي انبثقت نحو التجريب والتجديد والمغايرة في مطلع ستينيات القرن الماضي ،و ضمت هذه الجماعة أكثر تجارب الشعر العراقي الستيني طليعيةً وموهبة: سركون بولص وفاضل العزاوي ومؤيد الراوي وجان دمو وصلاح فائق... كذلك فإن اجتماع هذه الكوكبة من الأسماء الشعرية الموهوبة في مدينة صغيرة وبعيدة عن بغداد، منح الجماعة خصوصيةً وفرادةً إضافية. معظم هؤلاء كان يتقن اللغة الإنكليزية، وهذا ما أفسح لهم المجال للذهاب مباشرة إلى المصادر والتجارب التي كانت الحداثة العربية بالكاد بدأت بترجمتها وتبنّيها، بوصفها مؤثراً ضرورياً وفاعلاً في صنع النسخة العربية من الحداثة وقصيدة النثر.
والرافد الأجنبي كان له حضور شبه دائم في القصيدة العراقية. في هذا السياق، يمكن الاستشهاد بتجارب بدر شاكر السياب وجبرا ابراهيم جبرا وسعدي يوسف من الرعيل الأسبق. إذ يمكن تتبّع أثر الشعر الانكليزي والأميركي في أعمال هؤلاء وكذلك في أعمال اللاحقين. ولعل الاطلاع المبكر على الشعر الأميركي والتأثر به تدخّلا في تكوين نبرة سركون بولص التي بوسعها أن تُري القارئ صياغتها العربية وحساسيتها المختلطة والمهجّنة في آن واحد. لهذا رأى سركون بولص في إحدى مقابلاته «أن الترجمة تجعل جميع اللغات والكتابات تتداخل وتتلاحم لتخلق شيئاً جديداً»، ناصحاً «كل شاعر أن يعرف لغة أخرى وأن يحاول الترجمة حتى لو كان ذلك من أجل لذته الخاصة نصفته تمريناً».
"الصباح الجديد"تقدم هذه الصفحة الخاصة برحيل هذا الشاعر المبدع والممييز بين اقران جيله من الشعراء الستينيين الذين أسسوا خطابهم الشعري بفرادة واضحة ، فقد كان سركون بولص احد مؤسسي ذلك الخطاب ، بثقة وثقافة متنوعة، انتزع من خلالها مكانته الاباعية الشعرية المعروف ..
.   اما جريدة البينة التي تصدر عن حركة حزب الله في العراق و في عددها الأخير و تحت عنوان ( مراسلات بين صائغ و سرجون ) جاء هذا المقال :
إنه يوم بلا سركون. شيء لم يطرأ لحظة على ذهني، فهو حاضر حتى لو لم أره لسنوات. هناك عشرات النقاط التي تستحق ان يكتب عنها، لا أعرف من أين أبدأ وأين انتهي. وبسبب تراكم الندب عندما يموت شاعر، فكرت وفاة سركون بولص شهادات في سركون بولص هذا هو درس سركون من الإفضل ان لا اتكلم الآن، وأن لا استخرج من الصندوق الذي يتضمن كل ما يتعلق بعلاقتي بسركون، سوى هذه الرسائل الأربع المستلة من فترة كان يعتبرها سركون أجمل فترات بحثه الشعري، الماضي الذي أضبح سحيقا، ولم تعد له حتة صورة جميلة بسبب مذكرات البعض. كما ان الكتابة عن سركون بولص لاتكتمل إلا بتناول موضوع الشاعر عراقيا: مجيئه إلى هذا العالم، نفيه أساسا في اللغة، قبل أن يكون على صعيد المكان... صراعه مع نفسه الموجه صراعا مع العالم. الكتابة عن سركون هي الكتابة عن الفلقة والحلم، عن الجرح الغائر في ديوان المصير العراقي. في مطلع فترة اسميها "غياب السلطة" (1964 - 1968)، أي بعد انقلاب عارف عبد الرحمن على البعثيين، وانفتاح ليببرالي نسبي، طفق عدد من الشعراء العراقيين الشباب آنذاك يبحثون عن مجالات يعبرون من خلالها عن أحاسيسهم الشعرية الطليعية آنذاك، أولا في الصحف العراقية اليومية، وثانيا في مجلات لبنانية. ولم يكن هناك مجلات تقبل جديدهم الشعري المختلف عما كان ينشر في "الآداب"، سوى "حوار" توفيق صايغ و"شعر" يوسف الخال. ومن بين هؤلاء الشعراء سركون بولص، فأخذ يرسل قصائده الى "شعر" والى "حوار" وقصصه أحيانا الى "حوار" و"الآداب". لدي مجموعة من رسائل متبادلة بين سركون بولص وتوفيق صايغ، انشر منها، هنا، أربع: رسالتان من سركون بولص وجوابان من توفيق صايغ.. على أمل أن تنشر "إيلاف" كل الرسائل حتى تلك التي كان يتبادلها القاص عبدالرحمن الربيعي مع توفيق صايغ. 8/ 4/ 1964 حضرة الشاعر توفيق صايغ المحترم تحية مخلصة كانت طفرة جارفة، "حوار". اندلعت بثقة وبشيء من المرح الذي لا يصدّق بين أشباح من ثلج. وبالطبع، كان هذا ضبطا تطويريا لساعة أدبنا المتراخية العقارب. إن الوجوه الكئيبة تراقب الراقصين المهرة حول النار المصيرية بكثير من الحسد المزعج. ولكن، يا لحوار من عصفور فينيقي شجاع؛ لقد الهبتهم رماد ألف سنة. انتم تقودون حصان الأدب الجيد عندنا (هذا الصاهل المتضور) نحو مرعى مثير للاهتمام: عصري، ولكن غير مقيد؛ طليق، حقيقي. حوار بوتقة الجديد. لذا، فهي الملجأ. المخلص سركون بولص 5 ايار 1964 عزيزي الأستاذ سركون بولص تحية وإكراما، وشكرا على رسالتك بتاريخ 8 نيسان الفائت وما جاء فيها من كلمات طيبة بخصوص مجلة "حوار"، التي آمل أن تظل تحظى برضاك ورضى امثالك من قرائها الواعين. وأشكرك أيضا على تكرمك بإرسال قصيدتك "شقاء خاص" ليجري نشرها في المجلة. وقد قرأتها بكثير من العناية والاهتمام ووجدت فيها عناصر عديدة جيدة وواعدة، وأرجو ألا يسؤك اعتذاري عن نشرها في "حوار". وتقبل تحياتي وتقديري. توفيق صايغ ...

و هكذا نقول نحن في عنكاوا كوم , وداعاً لجسد لشاعرنا المبدع سرجون بولص الذي ودع عالمنا سريعا بجسدة فقط , فأشعارة و كتابتة ستبقى خالدة في كل زمن و مكان عاشت فية القصيدة الشعرية ... و داعا شاعرنا الكبير , و داعا يا مفخرة شعبنا ( الكلداني الأشوري السرياني ) ..

107
وفاة الشاعر ( الكلداني الأشوري السرياني ) الكبير سرجون بولص في الصحافة العراقية

متابعة و تعليق / فادي كمال / عنكاوا كوم / مكتب بغداد

شكل الحدث الجلل يوم 23 / تشرين الأول / 2007  بوفاة الشاعر( الكلداني الأشوري السرياني) الكبير سرجون بولص حديث وسائل الأعلام العراقية و العربية , كيف نقلت صحفنا العراقية الصادرة في بغداد هذا الخبر الاليم الى القاريء و المثقف العراقي  و كيف استطاعت احتواء هول الصدمة الثقافية هي تنقل خبر و فاة نجم من نجوم الشعر العراقي المعاصر . كانت لنا هذة الجولة في عدد من صحفنا  و التي استعرضنا من خلالها بعض من المقالات و التحقيقات التي حاولت ان تسلط الاضواء على هذا الحدث الكبير , بدأناها بجريدة الزمان التي كان قطعتان في التذكير بشاعرنا العزيز الأولى مقالة للكاتب فاروق سلوم :

سركون بولص.. مغادرة البلاد لايعني انفصاماً عن الوطن
شاعر ذهب الي الخيار الأخير قبل الآوان .


في الفجر الكابي الذي يطوّق برلين ، ذهب الشاعر خالد المعالي لزيارته في المستشفي القديم ، وهنا كانت الفاجعة، فبألأمس كان سركون يعد حقيبته للعودة الي سان فرانسيسكو نهاية الأسبوع الأخير من اوكتوبر / تشرين الثاني 2007.. لكن وعكة مفاجأة المت به ليلة اول من امس جعلته يعود الي سرير العلاج في المستشفي البرليني الذي منحه الأمل منذ بدأ علاجه في الصيف الماضي في ان يعود يوما،.
لكن سركون بولص لم يكن شاعرا متشبثا بالحياة، حيث يري ان جدلية الموت ، موت الشاعر هي فكرة الحياة التي اجترحها العالم البسيط ليمضي علي اجداث الناس صنّاع المعني والجمال كما دأب سركون خلال سني حياته الضاجّة بالتفاصبل والمتغير..
ولااخطيء ان اقول ان قصيدة النثر العربية وجدت في شغل سركون، الجالس علي اطراف جيلين من الرواد والشباب، صورة الباحث المكرّس اللجوج بعناية منذ ان انكب علي التلويح بخواص النثر،
ثمة من يظن ان سركون هو ابن الترجمة التي مارسها بدقة وعمق، قدر اختياره النادرمن الترجمات لرواد الحداثة والكلاسيكية، من اللورد بايرون الي تي اس اليوت الي نيرودا في تجلّياته للأختيار الحر من القصائد الفريدة من الشعر العالمي،
ولاشك ان حرفة الشاعر وهو يترجم ستشكل انزياحا للأشكال الفنيّة في نمط من الحلول الفني المحتمل،. ولكن ذلك لايعني ان سركون بولص هو وليد احتكاكه بثقافات عالمية معروفه فقط،. لأنه لاينفك في قصائده يعبر عن انتما ء صحيح وغير اعلاني عن علاقته بشرقه القديم،. لكنه استطاع كما كونديكتور يقود سمفونية لخلاصه الشعري، يكرس صوته الذي يعرّف بشاعر مقبل ونادر،. وانطوائي الي درجة العزلة....

و يتدرج الكاتب في رثائة للفقيد الى ان يصل الى النهاية فيختمها بقولة :
بألامس ذهب سركون بولص الي خياره الأخير، ولست هنا اعيد بكائياتنا علي موتانا قبل ان نعز حضورهم وهم احياء، لكني اعترف ان سركون استاذا اخلاقيا من الطراز الأول لم ينجرف في أنوية الشاعر الي ادعاء ريادة كما لم يؤلف في اللغو التنارعي عن موجة هنا،. او بحر هناك مؤثرا ان يبقي في فردوس خصوصيته دون صراع مع الشرق الذي لايحب القوّالين والأدعياء،. الشرق الأجرد الجحود،. الذي لاينصف الصامتين والمتعففين،. والنادرين من امثال سركون بولص،.
اما وقد غادرنا سركون فأن مجاميعه الشعرية وسيرته وكتبه النادره تمنحنا الفكرة الممكنة عن حضور المبدع وموته المختصر دون جلبة،. تاركا فضاء ابداعه لنا دون وصاية،. وهكذا هم المبدعون غير الأدعياء من القليل القليل من اشباه سركون بولص،. الشاعر الحداثي العميق الشاعر الكتوم المنعزل بحب سركون بولص الذي نقول له،. وداعا سركون !!

و الثانية هي التفاتة مميزة من الزمان تورد فيها اخر ما كتب سركون بولص من شعر , ننقلة نحن ايضا لكي نغني انفسنا و قراء موقعنا العزيز عنكاوا كوم :

سقط الرجلفي وسط الساحة
سقط الرجلُ علي ركبتيه.

ــ هل كان متعَباً إلي حدّ
أن فقدَ القُدرة علي الوقوف؟

ــ هل وصلَ إلي ذلك السَـدّ
حيثُ تتكسّر موجةُ العمر النافقة؟
ــ هل قضي عليه الحزن بمطرقةٍ يا تـُري ؟
هل كان إعصارُ الألم؟

ــ ربّما كانت فاجعة ً لا يطيقُ علي تحمّلها أحد.

ــ ربّما كانَ ملاكُ الرحمة
جاء ببلطته الريشيّة عندما حانَ له أن يجيْ.
ــ ربّما كان اللّـه أو الشيطان.

في وسط الساحة
سقطَ الرجل فجأةً مثلَ حصان
حصدوا ركبتيه بمنْجَـل.

نبي
أُجمّعُ نفسي
عارضاً وجهي للبرق
وأنا أهذي بانتظار أن تتركني
الموجة
علي شاطيْ مجهول، مقيَّداً
إلي حجَر.

كتاب
إفتَحْ كتابَ الزمن
بأصابعَ مرتجفة، واقرأ:
ها هي حياتك مشدودةٌ من شعرها
إلي وَتـَد الأيام، كأنها امرأة
تريد أن تبوح لك
بأوّل الأسرار
وآخِرها.

الله
شاءَ اللـّه
للعالم السفليّ أن يتجلّي:
أزقّة مظلمة، حزينة
كُتبَ علي البشرأن يتيهوا فيها
الي الأبد.

عُود
ثمّ كانت الأيام
ودسّ أحدهم بين يديّ
هذا العود، وعلـّمني كيفَ أغنّي
بهذا الصوت الجريح.
في المنفي
"دخانُ الحرب أزرق
بيضاء عظامُ البشر".

قرية يصلُ إليها تو فو
دَسْكرة فيها نار تكاد تنطفيْ
يصلُ اليها عارفاً أنّ الكلمة
مثلَ حصانه النافق، دون حَفنة من البَرسيم
قد لا تبقي مزهرةً بعد كلّ هذه النـَكبات!
 ( نقلا عن الزمان )

ننتقل الى الصفحة الثقافية من جريدة الدعوة ( جريدة سياسية تصدر عن حزب الدعوة الاسلامية / تنظيم العراق ) في عددها المرقم 525 في 23 / تشرين الأول / 2007 , تخصص الصحيفة نصف الصفحة الثقافية للحديث عن الشاعر الكبير ( سرجون بولص ) ففي مقال مطول للكاتب نصر جميل شعث تحت عنوان ( الشاعر سرجون بولص : المعنى المختلف بين التبني و البنوة )

الشاعر ما ان حل به الخراب او حل هو في العمران : يظل يحمل فانوساً , يبحث عن شيء ما في الخرابة , او عن معنى , او عن عن حماية للمعنى و للنافذة من المناخات الزائلة التي لم يعد صالحاً الأنجراف معها ( لقد خربوا الأوزون , تقول الجرائد من اجل هذة السيارات اللعينة ) .. ربما كان هو المعنى : ان تترك المحطات خالية و رائك ربما كان هو المعنى : ان تتعلم كيف تحيا ...
هكذا يبدأ كاتب المقال المطول و الذي لا يسعنا ان ننقلة و لا يمكن لنا اقتطاع  اجزاء منة لترابط البناء الأدبي , لذلك حاولت ان اشير للمقدمة فقط و اذكر انة عبارة عن قطعة ادبية غنية اتمنى ان تصل الى كل قرائنا , نحاول ايصالها في وقفة ادبية اخرى .
اما جريدة الصباح و في عددها ( 1236 ) المؤرخ في 24 / تشرين الأول / 2007 فقد نشرت و على صفحتها الأخيرة ( الملحق الثقافي ) و تحت عنوان ( وداعا سرجون بولص صياد الكلمة الشاردة ) فهي تورد الخبر المشؤوم و بعدها تتكلم عن شاعرنا المبدع قائلة :
و لد سرجون بولص في الحبانية عام 1944 , و هو الذي سكنة الهاجس الشعري منذ بواكير حياتة , فقد ارسل و هو في عمر السابعة عشر 16 قصيدة الى مجلة شعر و التي يترأس تحريرها يوسف الخال لتبدا من هناك رحلته الشعرية الخالدة , و كان لأنتقالة عام 1956 الى كركوك و انتمائة الى ( جماعة كركوك ) التي مهدت للحداثة في الشعر و الثقافة العراقية, و شكل حضور جماعة كركوكو بفضل مرجعتها تحمل لواء الحداثة الشعرية , غادر العراق عام 1968 الى بيروت قم امريكا و بدأ مركبة الشعري رحلتة الأوزربية للبحث عن الجواهر الشعرية . سرجون بولص اصدر خمس مجاميع شعرية و مجموعة قصصية بالعربية و الالمانية بعنوان ( غرفة مهجورة ), اشهر دواوينة الأول و الذي نشر متأخرا بعنوان ( الوصول الى مدينة اين ) عام 1985 و ديوانة الأخير ( حامل الفانوس في ليل الذئاب ) ....( لقد غرق سرجون بولص في حياة تشبة الشعر و شعر يشبة الحياة ) ,, مات سرجون بولص الجميل في برلين بعيدا عن بغداد و سحرها العجيب و عن كركوك مدينة الصحبة التي لا تمل . سركون بولص ترى هل همس ولت وتمان في اذني غربتك :    ايها الغريب    قف قليلا لأحدثك ...

بهذة الكلمات الرائعة و المعبرة المملؤة من احاسيس دجلة و نخيل بغداد و همسات ليل شهريار نودعك سرجون بولص بعيدا عن ارض الرافدين و انت الذي حملت امنيات شعبا يبحث عن حياة في زمن الا حياة .

اما طريق الشعب و في عددها الصادر اليوم  و تحت عنوان (في رحيل سركون بولص - أحسن التمرد في الحياة وفي القصيدة( يكتب الشاعر المغربي محمد بنيس في رثاء سرجون بولص :

يموت الشاعر سركون بولص على غرار أبناء عائلات عراقية في المنافي. يشعر بوحدة تهجم عليها الجثث والدماء من كل الجهات. وليست في فمه صلاة واضحة الحروف. لا يحتاج لمن يدله على القتلى طيلة اليوم واليوم الذي يليه. هو في مشاهد القتل يتفحص عقودً من الدم والعذاب والرعب والتشرد. حتى هدوؤه كان يصعد من أسافل الحياة التي كان مشدوداً إليها. كل ذلك كان مضاعفاً، في حياة شاعر، أحسن التمرد في الحياة وفي القصيدة.
يموت في برلين، سركون، حيث كان يفضل في سنواته الأخيرة قضاء حياة المنفى، كما أخبرني صمويل وهو يكاد يبكي. أخوه الأكبر صديقي وصديق شعراء في جميع البلاد العربية. سركون، الوديع، الذي لا ينسى الذين يحبهم. هناك، في برلين، توفي هذا الصباح. حينما أفكر فيه أستحضر قصيدة قائمة الذات. نحتها عبر سنوات طويلة من الصبر والاستزادة من المعرفة الشعرية، حتى أصبحت علامة عليه، وطريقة مخصوصة يستهدي بها جيل من الشعراء. قصيدته التي كانت تفضل معجمها اليومي فيما هي تقترب من المتاهات ومن العذاب الأبدي. كذلك هي قصيدته منذ تعرفي عليه أول مرة، في الستينيات، من خلال مجلة "شعر"، شاعراً وكاتباً عما لم يكن معهوداً، أو في اللاحق مترجماً لشعراء أمريكيين لم تكن أسماؤهم متداولة بين الشعراء والنقاد العرب. أنذاك، أحسست أن تجربة الحياة لديه أصفى وآلامها أعمق. بذلك انحفرت في ذاكرتي صورة شاعر عربي بودليري، مختلف عن اليودلريين المعروفين، واصل من بغداد إلى بيروت. ثم بعد سنوات كانت لنا اللقاءات في القصيدة وفي فضاءات، تبدأ من المغرب ثم تمتد إلى بلاد في العالم.

في لقائنا الأخير، هذا الصيف، أثناء مهرجان لوديف، كانت الكلمات بيننا تنساب. بأقل الحروف نتخاطب، أو بأقل حركات اليدين. جلوسه في مقهى مفتوح على الشمس والهواء والنباتات والعابرين، محاطا بأصدقاء محاورين ومنصتين، يعيد لي جلسة حكيم يبادل الآخرين كلمات تمتزج بالعالم. لا شيء يبعده عنها. غضبه على إسكانه في إقامة نائية عن المدينة جعلني أتضامن معه من أجل أن يكون قريباً من كلمات الآخرين كما من الحياة في المدينة. سيدة فرنسية حضرت قراءته الشعرية قالت لي: سركون، هو التراجيديا نفسها. لا مبالغة في حكم هذه القارئة الغربية التي أنصتت إليه مرة واحدة. في كلماته القليلة أعثر دائما لديه على ما يشد الناس إلى بعضهم بعضاً. وسركون بها كان يحس بألفة مع من يقرؤونه، ومعهم كان يدرك حقا أنه يكتب قصيدة له، فيها يعود من جديد بالكلمات إلى ميلادها.
هكذا كانت ردود افعال الصحف العراقية الصادرة اليوم و هكذا نقلت خبر  وفاة الشاعر الكبير و النجم العظيم سرجون بولص . ذلك الشاعر ( الكلداني الأشوري السرياني ) العظيم , فألف تحية الى روح الخالد على الدوام سرجون بولص .

108
ظاهرة تهجير المواطنيين المسيحيين .. الأهداف و الأبعاد ...!

متابعة / فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد

نشرت جريدة الصباح البغدادية موضوع تحت عنوان ( ظاهرة تهجير المسيحيين .. الاهداف و الابعاد ؟؟) ... يحاول الموضوع  تسليط الضؤ على مشكلة عانى منها ابناء شعبنا طيلة الشهور الاخيرة الماضية و التي لاقت تجاهل اعلامي واضح سواء من الاعلام الداخلي او الخارجي , و ياتي هذة الموضوع الخجول و الذي انفدرت بة جريدة الصباح ليسلط بعض من الاضواء على معاناة شعبنا و لكن بعد فوات الاوان على ما اظن ...

الضغوط التي يتعرض لها أخواننا المسيحيون تمثل دالة خطيرة يتوجب الألتفات اليها و التصدي لتفاعلاتها و هذة مسؤولية على عاتق المسلمين بأعتبارهم يشكلون أغلبية مطلقة في البلاد .
و لان مثل هذة الظاهرة أخذت في الأونة الأخيرة منحى أخر تتمثل بالشائعة و ترويج التهديدات الى غير ذلك من الأمور التي تتدخل في أطار الحرب النفسية فأن المطلوب من الغالبيةو استثمار التقدم الواظح
في العملية الأمنية و التكاتف من اجل توفير الحماية اللازمة و تهيئة الاجواء المطمئنة لاسيما و ان الأرضية تهيات لعودة البعض من المهجرين متيحة عودة صورة التلاحم و التقارب و المودة المعروفة بين ابناء الشعب العراقي الواحد
السؤال الذي يطرح نفسة بقوة هو لماذا كل هذا التصعيد ضد اخواننا المسيحيين و ماهي الأهداف وراء الأصرار على ارعابهم و استفزازهم و استخدام العديد من الطرق لملهم على مغادرة اماكن سكناهم تحت طائلة التهديد ؟؟
للجواب على هذا السؤال لابد من الأشارة اولا الى احالة حالة التعايش السلمي التي طبعت العلاقة بين مكونات الشعب و بين المسيحييون الذين قاسموا اخوانهم في المجمتع السراء و الضراء و الشدة و الأنفراج و تشاطروا في بينهم عوامل
الضرف و الواقع الأمر الذي قدم للعالم صورة بيضاء عن حالة التاخي ووعي التعايش السائد بين مكونات الشعب العراقي و من هنا فأن القوى الأرهابية الشريرة و جدت في غياب الامن الفرصة المناسبة لتشوية هذة الصورة
و اضهار العراق بالمظهر السوادي الذي يثير النفور و الأشمئزاز في اوساط المجتمع الدولي و الغاية من ذلك هب تأليب هذا المجمتع على المواطن العراقي و دفعة بطريقة او باخرى للتواطيء مع جهات اقليمية و دولية معروفة
دأبت على انشاء حمامات الدم و تحويل المواطن العراقي الى هدف تتنفس من خلالة عن حقدها و ساديتها و تترجم لحسابات سياسية و امنية معرفة .
السيد عبد الله العراق يشير الى وجود شائعات تفيد ان بعض الجهات تبيت نية للقيام يتهجير العوائل المسيحية من بيوتها في احياء الكرادة و العرصات و الغدير و الصناعة فيما نوهت شائعات اخرى
بتهجير احدى العوائل المسيحية بالفعل من مسكنها الواقع في عرصات الهندية موضحاً ان مجاميع الارهاب تعتمد شتى الطرق العنيفة و النفسية من اجل بث الرعب و البلبلة بين صفوف الأمنين
و الخلاصة اذا كانت هذة الشائعات مجرد شائعات فأن الأمر يتطلب تطويقها و الصتدي لها اما اذا كانت تمثل مقدمة تهدف الى تهيئة الأجواء لحدوث ما يحدث فان ذلك سوف يعني تحدي واضح لارادة الدولة و الشعب العراقي الذي يرفض مثل هذة الممارسات
و يضيف :لقد عاش المسيحييون بيننا لمئات السنين بسلام و امان مؤكدين على حسن مواطنتهم و اخلاصهم لأرض التي ولدوا فيها و نشأوا عليها مما يتطلب منا حكومة و شعبأ الوقوف الى جانبهبهم
تعبير عن وعينا لمسؤلية الموا و ضرورة الدفاع عن المواطنيين .

109
ديوان الوقف السنـي يدين استهداف المسيحيين

فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد


أدان ديوان الوقف السني ظاهرة تزايد عمليات استهداف العائلات المسيحية ورجال الدين منهم في العراق مطالباً بالكف عن هذه الأعمال.وقال الديوان في بيان امس: برزت في الأيام الأخيرة ظاهرة مقلقة ومحزنة هي تهجـير العوائل المسيحية والاعتداء عليها وعلى الطوائف الأخرى والإساءة إلى رجال الدين منها خاصة دون وازع من دين أو ضمير أو خلق."وأضاف البيان أن ما يجري هو "خلاف ما تدعو اليه الشرائع السماوية ومنها الدين الاسلامي الحنيف الذي يحترم الاديان وأهلها ويدعو الى الحفاظ على أرواحهم وأعراضهم و حرياتهم.”واعلن الديوان شجبه لهذه الأعمال الاجرامية واستنكاره لأنها تسيء الى الاسلام أولا وإلى العراقيين الذين ضمهم العراق بين جناحيه في تعايش سلمي على مدى قرون.

110
السيد ابلحد افرام ساوا عضو مجلس النواب
 يعقب على تصريح السيد سركيس اغاجان



فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد / خاص لعنكاوا

 
بعد التصريحات التي ادلى بها السيد سركيس اغاجان لموقعنا "عنكاوا كوم"  ونشرت في 27 ايار الحالي حيث ذكر فيها بان  لجنة تعديل الدستور لم تستلم اية اقتراحات تتعلق بالمواد المتعلقة بشعبنا من اية جهة. اي بمعنى أخر لم تطلب اية جهة او قائمة توحيد شعبنا الكلداني الاشوري وابقائه مقسما الى قوميتين كلدانية وآشورية.

 كما اضاف السيد سركيس اغاجان بان المادة 125 الجديدة المعدلة لا تعترف بشعبنا كقومية بل تذكر ذلك على شكل "
مكونات"  وابدى قلقه من ان ذلك قد يؤدي الى  تنكر حقنا في الوجود القومي في العراق. بالاضافة لذلك فقد طالب سركيس اغاجان باجراء تعديل يتضمن اضافة فقرة خاصة في الدستور العراقي تقر حق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الحكم الذاتي في مناطقه التاريخية.

ولكون كل هذه الامور من مهمة ممثلينا في البرلمان العراقي خاصة , فقد اجرى مكتبنا في بغداد المقابلة التالية مع السيد ابلحد افرام ساوا  العضو المراقب في لجنة تعديل الدستور العراقي و عضو مجلس النواب العراقي لتوضيح الصورة لشعبنا ومعرفة الحقائق المتعلقة بهذا الملف الهام على مستقبل شعبنا في العراق
 
عنكاوا كوم : تصريح السيد سركيس أغاجان وزير المالية / في حكومة اقليم كردستان لعنكاوا كوم يذكر أن ممثلونا في لجنة تعديل الدستور لم يقدموا أي طلب لضمان حقوقنا القومية و أزالة الأجحاف الذي وقع على شعبنا , ما تعليقكم حول هذا الموضوع ؟؟
 
السيد ابلحد : قبل أن ابدأ حديثي أحب ان اوضح ان لجنة أعادة النظر في الدستور العراقي تتكون من 29 عضو من أعضاء مجلس النواب اضافة الى ممثل عن الصابئة كمراقب , منذ تشكيل اللجنة في أواخر 2006 بدأت أعمالها و عقدت عدة اجتماعات ,وحدد سقف زمني معين لتقديم الأقتراحات و قدم كل طرف ما لديه من ملاحظات الى اللجنة , و استمرت الأقتراحات و الملاحظات تقدم حتى بعد انتهاء السقف الزمني المحدد , اما فيما ما يتعلق بأبناء شعبنا ( المسيحي ) بصورة عامة وردت الى اللجنة عدة مقتراحات من جهات خارج و داخل العراق , و من ضمن هذة المقتراحات حسب ما أتذكر من الأتحاد الأشوري و رسالة من غبطة بطريرك السريان الأرثوذكس و الذي طلب أضافة اسم السريان على المادة 125 , و انا شخصياً قدمت مقترح من صفحتين الى اللجنة الدستورية في مطلع العام الحالي و كانت مقترحاتي تتضمن تعديل الديباجة و ذكر حضارة شعبنا في بابل و أشور أضافة الى تعديل بعض البنود التي تتعلق بالدين حيث طالبت بأضافة فقرة تتضمن ( عدم فرض احكام دين على اتباع دين اخر ) هذا اضافة الى طلب درج اسم السريان و الأرمن الى المادة 125 في حقل القوميات , و بالذات الأرمن فقد ذكرت اللغة الأرمنية في حقل اللغات بينما لم يذكر الأرمن في حقل القوميات ...
و قد قدم السيد يونادم كنا  مقترح اخر الى لجنة مراجعة الدستور العراقي  يتضمن أضافة الى تعديل الديباجة تعديل المادة 125 بتبديل تسميتنا القومية من ما هو عليه الى تسمية شعبية و التي يروج لها البعض و هذا خلاف لكل الأعراف و القوانين اذ لا يجوز ادراج تسمية يطلق عليها تسمية شعبية في حقل القوميات حيث كان قد طالب بدرج تسمية ( الكلدان الأشوريين السريان ) و مثل هكذا طرح انا أرفضه بشدة و لا اوافق على تمريره , لان التسمية المركبة من وجهت نظرنا لا تحقق الوحدة لابناء شعبنا فهي تكرس التسميات الثلاثة و بالتالي تبعدنا أكثر عن طريق الوحدة الذي نعمل لتحقيقه, فتسميتنا القومية يجب ان تكون تسمية و احدة مجردة و ليست مركبة من عدة تسميات فتقديم التسمية المركبة يعني ترسيخ التسميات الثلاث , فالوحدة التي ينادي بها البعض  تأتي من خلال عقد مؤتمرات و أجتماعات و مناقشات لغرض الخروج بتسمية و احدة مجردة  تكون هي التسمية القومية لابناء شعبنا . و أحب ان انوه انه لا يوجد في كل العالم و على مر التاريخ تسمية لشعب ناتجة من لصق ثلاث تسميات و هذا كان سبب رفضنا المذكرة الذي قدمها السيد يونادم كنا للجنة مراجعة الدستور العراقي  . و نحن نجد ان درج تسمية شعبية تتضمن لصق كل التسميات مع بعضها مناورة مكشوفة من مقترحيها لخلط النسب الحقيقة لابناء شعبنا مع بعضها ، فلا يعرف السريان نسبتهم الحقيقية و كذا الكلدان و الأشوريين في الأحصاء المقبل , و نحن نؤكد لا نؤمن بالتسمية المركبة بل كما ذكرت نحن نؤمن بتسمية واحدة و لا يجب ان نستعجل الأمور فيمكن لنا الأتفاق بعد سنة او سنتين بعد دراسة الموضوع دراسة تاريخية  و منطقية لتوحيد تسميتنا تحت تسمية واحدة , و عندها نستطيع تعديلها دستورياً .
 
عنكاوا كوم : كذلك نجد  السيد اغاجان يذكر في تصريحه الى عنكاوا كوم ان هناك تراجع في حقوق شعبنا في المادة 125 من الدستور , حيث نجد ان تسمية شعبنا تدرج ضمن لفظة ( المكونات ) بعد ان كانت تندرج ضمن فقرة ( القوميات ) , ما هو تعليقكم حول الموضوع ؟؟ الحقيقة نحن في لجنة مراجعة الدستور لم نغير موقفنا و لن نتراجع و لم يحصل اي تغيير  للمادة 125  حسب ما ذهب اليه السيد اغاجان , فالمادة 125 مازالت تعتبر من المواد التي عليها خلاف , و لهذا لم تبحث لجنة مراجعة الدستور المواد التي عليها خلاف والتي هي تسع مواد أضافة الى المادة 125 و قد ترفع الى ما يسمى المطبخ السياسي الأعلى ,اما بخصوص التراجع لا يوجد اي تراجع و سوف نصر على درج تسميتنا القومية و انا سابقا و حاليا اصر على ادراج التسميات القومية ،حتى لو لم يدل احداها على مدلول عرقي ما دمنا لم نتوصل لحد هذة اللحظة الى تسمية واحدة تجمع ابناء شعبنا ...


111
جمعية بابل الخيرية للمساعدات و التنمية, توزع مساعدات لــ 500 عائلة مهجرة
من مناطق الدورة


فادي كمال يوسف / عنكاوا كوم / مكتب بغداد
قامت جمعية بابل الخيرية و بالأشتراك مع جمعية الهلال الأحمر العراقية بتوزيع وجبة من المساعدات الأنسانية , لعوائلنا ( الكلدانية الأشورية السريانية ) المهجرة من مناطق الدورة في بغداد , و في حوار سريع مع السيد باول شمشون باول أحد المشرفين على التوزيع ذكر لنا ان الوجبة تتضمن 6 فقرات هي مواد غذائية , بطانيات ,  مساحيق غسيل , أدوات مطبغ , جلكانات , طباخ نفطي ( جولة ) , و اكد ان التوزيع استمر لثلاث ايام متتالية صباحاً و مساءً  و قد استطعنا من خلاله ايصال الحصة  لاكثر من 500 عائلة مهجرة من أبناء شعبنا , و اكد ان هذه العملية وفرت لنا الأتصال بعوائلنا المهجرة و اخذ المعلومات الخاصة بهم و التي من خلالها نستطيع الأتصال بهم مرة اخرى في حال استطعنا القيام بأي نشاط اخر , و نحن نأمل كما اكد السيد باول ان نوفر مساعدات و خدمات اكبر لأبناء شعبنا المهجرين في الوجبات المقبلة انشاء الله  ...









112
                شمران مروكل ( سكرتيرة رابطة المرأة العراقية ) تفتح مقر الرابطة الجديد في علاوي الحلة

أفتتحت الأنسة شمران مروكل ( سكرتيرية رابطة المرأة العراقية ) يوم السبت الماضي 17/3/2007 المقر الجديد للرابطة بعد أعمارة و أجراء الترميمات اللازمة فية , و تزامن هذا الأفتتاح مع أحتفلات الرابطة بيوم المرأة العراقية و الذكرى الخامسة و الخمسين لميلاد الرابطة , و قد حظر الأحتفال عدد من المناظلات العراقيات و كانت في مقدمتهن المناظلة ( سافرة جميل حافظ ) سكرتيرة الرابطة السابقة , و قد أبتدأ الحفل بأنشودة موطني قدمتها فرقة ( الطريق ) الغنائية , أعقبها كلمة لسكرترية الرابطة , تلتها قصائد شعبية قدمها عدد من الشعراء الشباب كما أنشدت فرقة ( الطريق) الغنائية عدد من الأغاني الوطنية و التراثية العراقية ...
و في كلمة لسكرتيرة الرابطة اأنسة لمروكل لعنكاوا كوم عن الرابطة قالت : ان الرابطة تأسست عام 1959 بعد عقد المؤتمر الأول لها , كما شاركت في النضال لأقرار قانون الأحوال الشخصية عام 1959 , و تعرضت الرابطة لموجة من العنف بعد انقلاب 1963 و قد بلغت اوجها عام 1975 عام المرأة العراقية  , و عام 1979 تعرضت عضوات الجمعية الى الأعتقال و التنكيل . و قد أعادت الرابطة عملها في الخارج بعد ان هاجر معظم عضواتها و اليوم تناظل من اجل حقوق المرأة العراقية دستوريا و شعبيا ً ...


113
سبع كيانات سياسية لشعبنا تدخل في قائمة انتخابية موحدة بعد انسحاب ثلاث منها
ممثلو أحزاب شعبنا يتحدثون لعنكاوا كوم عن نتائج اجتماعاتهم الأخيرة
عنكاوا كوم / فادي كمال يوسف
/ بغداد
 
بعد الاجتماعات التي عقدتها مجموعة من أحزابنا العاملة في ساحتنا القومية و بعد ان كثر الحديث حول هذه الاجتماعات و كثرت الإشاعات و الأقاويل ... حاولت عنكاوا كوم و انطلاقا من نهجها الذي يعتمد على دقة الخبر و الاستناد إلى المصادر الموثقة في نقل الخبر ، توجهت عنكاوا كوم نحو أحزابنا السياسية المشاركة في هذه الاجتماعات للاستبيان عن طبيعة هذه الاجتماعات و النتائج التي توصلت لها أحزابنا القومية ...
 
فكان لنا اللقاء الأول مع السيد كوركيس خوشابا ( الأمين العام لإتحاد بيث نهرين الوطني ) بصفته الجهة التي دعت إلى أقامة هذا المؤتمر بالاشتراك مع المجلس القومي الكلداني و تجمع السريان المستقل و الذي وجهنا له سؤال عن طبيعة هذه اللقاءات و الجهات الراعية و المؤيدة و الداعية لها حيث تحدث قائلا : - 
بتكليف من سيادة البطريرك عمانؤيل الثالث دلي و بعد وصول كتاب مجلس الأساقفة في الموصل و عرضة على سيادة البطريرك و الذي أكد أنها أفكاره التي يؤمن بضرورة تحقيقها على ارض الواقع وجهنا الدعوات إلى كل القوى السياسية ( الكيانات السياسية ) العاملة في ساحتنا القومية للاجتماع والاتفاق على بعض الأسس لتوحيد وتفعيل عملنا القومي .... حيث كان لنا ثلاث أهداف رئيسيه و أساسية في هذه الدعوة:-

 الأولى :  إقامة مجلس أعلى و مرجعية عليا لأبناء شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري)
 الثانية: قائمة انتخابية واحدة
الثالثة : ميثاق شرف يجمع كل الأحزاب

نحن ومن خلال إقامة المجلس الأعلى لنا عدة أهداف أساسية ومنها توحيد الخطاب السياسي لأبناء شعبنا و أقامة ما يشبه التجمع السياسي الديني الاجتماعي  لكل الأحزاب و القوى الدينية و منظمات المجتمع المدني العاملة في ساحتنا القومية  و أقامة  مرجعية عليا لأبناء شعبنا, و لكن كان على فقرة المرجعية تحفظ من عدد من الأحزاب هي (الحزب الوطني الأشوري ( اترنايي ) , الحركة الديمقراطية الأشورية ( زوعا ) المؤتمر الأشوري العام، حزب بيث نهرين الديمقراطي ) حيث كانت تحفظاتهم بحجج مختلفة ... وبهذا التجمع نصل إلى تفعيل وحدة أبناء شعبنا .... أن هذه الفكرة هي فكرة إقامة ما يشبه البرلمان الصغير لهذا الشعب الذي يحوي كل فعاليات أبناء شعبنا من أحزاب و مؤسسات مجتمع مدني و مؤسسات دينية و اجتماعية...
و قررنا كذلك تشكيل قائمة موحدة لأبناء شعبنا نجمع فيها كل قوى أبناء الشعب وتكون القائمة الممثلة لهذا الشعب و مباركة ومؤيدة من قبل فعاليات الشعب و من ضمنها كنائس شعبنا حيث توجهنا بمنظورنا و طرحنا الفكري الى كل رؤساء الكنائس المسيحية و في مقدمتهم البطريرك عمانوئيل دلي و البطريك مار أدي و المطران متى متوكا و المطران سيوريوس حاوا ولم يتسنى لنا الالتقاء بالمطران كيوركيس صليوا بسبب السفر و قد أيد الجميع هذه المبادرة و باركوها...
ومع هذا نحن جعلنا الباب مفتوحاً للأحزاب المشتركة معنا في الرؤيا والتي تفضل الانضمام إلى تحالفات وطنية بعد إطلاعنا على طبيعة التحالف و هذا ما حصل مع الحزب الديمقراطي المسيحي و انضمامه إلى القائمة السنية و كذلك الإتحاد الديمقراطي الكلداني وانضمامه إلى قائمة التحالف الكردستاني ...

أما من سيدخل القائمة الموحدة فهي الأحزاب:-
1- إتحاد بيث نهرين الوطني
2- المجلس القومي الكلداني
3- الحزب الوطني الأشوري
   تجمع السريان المستقل 4-
5- المنبر الديمقراطي الكلداني 
6- حزب الأخوة المسيحي
7- حكمت حكيم - ككيان سياسي مستقل
و سندخل معا في المحافظات التالية -  بغداد , البصرة , الحلة , ديالى , الموصل , دهوك , اربيل , كركوك ...

شكرت السيد كوركيس خوشابا و توجهت نحو الحزب الوطني الأشوري الحليف الأخر ضمن هذا التجمع و طرحت عليه ذات التساؤلات وأجاب السيد عمانؤيل خوشابا عضو المكتب السياسي للحزب :
- نحن متقاربون حول مجمل الأمور ومتفقون ووضعنا قائمة واحدة، لكن النتائج غير ملموسة و لم نوقع على شيء لحد هذه اللحظة... الأهداف العامة واحدة ومتفق عليها، لكن مازالت هناك أشياء عالقة حول توزيع الأسماء و اسم القائمة و هي في طور الحل و سيعلن كل شيء في حينه...
أن الدخول في قائمة واحدة هو أمل لنا و خيارنا الأول و الدعوة كانت بمباركة غبطة البطريرك دلي و بقية رؤساء الكنائس...
بالنسبة للمرجعية نحن تحفظنا على المرجعية لاعتقادنا أن الوقت لم يكن مناسب لهذا الطرح ولأن الشعب غير مهيأ لمثل هكذا طرح ...
أما فيما يخص الحركة الديمقراطية الأشورية (زوعا) وسبب انسحابها من الاجتماع الثاني وعدم حضورها الاجتماع أصلا فهي لا ترى أي احد يعمل بالساحة سوى الحركة ونحن نتمنى اشتراكها حيث يعطي هذا زخم اكبر للعملية و للقائمة الموحدة ...

 [/b][/size][/font]

صفحات: [1]