7
كل إنسان له عالمه الخاص ، ويكون حريصاً كل الحرص أن يبقي الناس خارج عالمه هذا ، لأنه يمثل ذاته وكيانه أي بمعنى آخر أن يتحاشى الكشف عن هذه الذات للآخرين مهما كان الثمن لأجل تحقيق كل هذا نرى الأنسان عادةً ما يظهر بمظهر مغاير لذاته وكأنه أرتدى قناعاً يخفي خلفه الكثير من اسرار ذاته وشخصيته معتبراً ذلك نوعاً من الذكاء وقوة عظيمة وسحرية لا يمكن أيجادها في غيره وهذا القناع يختلف من أنسان الى آخر فمثلاً نرى أحدهم قد أرتدى قناع القوة ليخفى خلفه ضعفه وعدم قدرته على مواجهة مصاعب الحياة وآخر يرتدي قناع التقوى خافياً ورائه صراعه مع الخطيئة والأعمال المشينة وثالثاً يلبس قناع المعرفة وأمكانية عمل كل شيء ليخفى خلفه قلة المعرفة وعجزه عن القيام بأي شيء سوى التفنن في أرتداء القناع ..
عزيزي القارىء... هل هذه حياة.. ؟ أم لعبة..؟
نعم لعبة..! لعبة الاقنعة بل وأكثر من ذلك فهي لعبة الضحك على الذقون.. لأنها لو كانت حياة فأي حياة نعيش نحن ..؟ فما هي ألاّ حياة الزيف والمخادعة... حياة الفردية والتمركز حول الذات والأبتعاد عن الآخرين ، نعم عزيزي القاريء أنها ليست أقنعة القوة أو المعرفة والنزاهة بل هي أقنعة العزلة والكذب والخداع. فلماذا هذا التخوف والحساسية المفرطة تجاه الآخرين ، لماذا لا نعمل سويةً للقضاء على هذه الأقنعة وأسقاطها من حياتنا وندخل المجتمع بكل ثقة وبدون رتوش ونعيش حياة الشراكة مع الآخرين بمصداقية عالية لنكسب التأييد الذي نحتاجه لكي ننهض ونقف على أقدامنا بعد أي فشل أو هزيمة أليس هذا العمل أقوى سلاح للتغلب على المصاعب ؟ أليست مشاركة الأراء والافكار ووجهات النظر والاعتراف بالآخر أسلم طريق للوصول إلى الحياة الآمنة والصادقة ؟
أليس العيش مع بعضنا البعض دون أقنعة أسلم طريقة لمواجهة تجارب الحياة وتحملها مهما كانت قاسية ؟ فأن كنت جاداً عزيزي القاريء أن تحيا حياة هانئة وسليمة فما عليك ألاً القيام بأسقاط هذه الأقنعة والمباشرة بتكوين علاقات صحيحة مع الآخرين وبهذا تكون قد وضعت قدمك في بداية طريق النضوج الروحي الذي يريد الله منا أن نسلكه أثناء وجودنا على هذه الأرض لنعيش عليها بسلام مثلما ظهر الله لنا متجسداً دون قناع..
حنا يونان
ميونخ / المانيا