عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - مهند محمد الحسيني

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / رســالة عزاء
« في: 12:17 09/10/2011  »
رســالة عزاء
لروح المناضل السوري البارز المهندس مشعل تمو الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي و الذي طالته يد الغدر و العدوان أمس في محافظته  الحسكة مع نجله  مارسيل.
لروحه الطاهرة أقول:
•   تذكرت كلمات  يا أبا فارس حينما شاركتني الزنزانة الانفرادية في فرع التحقيق التابع لمخابرات أمن الدولة بدمشق " بأن هذا الربيع العربي هو المخاض الذي تمر به المنطقة و سوريا هي أمنا جميعاً عرباً و أكراد .....و هي تعيش اليوم آلام المخاض من خلال معاناتنا و عذاباتنا  ... فتعال لنحلم أنا الكردي و أنت العربي نحلم بمولود شرعي لأمنا سوريا .... مولود بار يكبر على أيدي أبناءها .... مولود لا يصفع أمه في كل مناسبة على وجهها و يقتل أطفالها و نساءها....
ثم يتهمهم بالتخلف و الهمجية.
•   تذكرتك يا أبا فارس حينما أجبت على المذيع في إحدى القنوات الفضائية عن سؤاله المتعلق بامتناعك عن الذهاب للحوار بالقول إن الأطفال يقتلون في درعا فقال لك المذيع : لكنهم ليسوا في الجزيرة .... فأجبته بالقول : و ما الفرق ما بين أطفال درعا  و أطفال الجزيرة ..... نحن أبناء سوريا الحرة عرباً و أكراد..... حينها علمت أنهم سيدّفعونك الثمن لا محالة.
•   تذكرتك رحمك الله حينما عبرت لك عن مخاوفي من اعتقالك مع زملاء لك إبان انعقاد مؤتمر الإنقاذ الذي كان من المزمع عقده في دمشق ...فأجبتني بالقول: الناس تموت في الشوارع في سبيل الحرية و نحن نتحسب من الاعتقال ألسنا  منهم و إليهم.... نعم ... صدقت ما عاهدت الله عليه با أبا فارس فكنت منهم و إليهم.
فيا رحمة الله تغمديه ....... يا أبواب السماء تقبليه
مكانه بين الأبرار و القديسين با الله
هنيأ لك بالشهادة .... و هنيأ لنا بأمثالك منارات و معالم على الطريق
أخوك الصغير مهند الحسني

2
المللا عبد الحكيم بلحاج .. وسر التحول من القاعدة للناتو !

بقلم : مهند الحسيني

مقدمة
منذ فترة ليست بالقصيرة وانا في صراع محتدم مع نفسي بان لا أكتب عن حالة الازدواجية وصفة الأنتقائية الواضحة في الشارع والاعلام العربي لاسيما بخصوص ما جرى في العراق بعد 9/4/2003 وبين ما يسمى اليوم بالـ ( ربيع التغيير العربي) ، وسبب إحجامي جاء  لسببين:
الاول : ان الكثير من الاقلام العراقية ( وحتى العربية ) الشريفة قد تناولت هذه الإزدواجية  وانتقدتها بشكل موضوعي رصين ، حتى غطت اقلامهم الشجاعة كل  زاوية في الموضوع  بعد ان أطرته بالإطار الصحيح .
والثاني : لم اكن انوي ان انغص فرحة الجماهير العربية التي انعتقت من ربقة الدكتاتوريات الحاكمة  طيلة عقود من الزمن ، لأني أعتقد ان تسليط الضوء على مجريات الثورات العربية وملابساتها ومقارنتها مع الحالة العراقية سيكشف بصورة أو باخرى صورة غير محبذة لهذه الشعوب وهي ان الثورات المزعومة  لم  تولد من رحم الداخل بقدر ما هي تطبيق حرفي لأجندات خارجية مبرمجة ( قد يكون تلاقي هذه الارادات يصب في مصلحة الشعوب كما حدث في العراق )، وهذا الاستنتاج لا يدخل ضمن اطار ( نظرية المؤامرة ) بقدر ما هو واقع ملموس ، فكل ثورة يفترض ان تمر بمراحل تمهد وقوعها أو أن تسبقها تداعيات تحتم وقوعها  وهذا الامر بطبيعة الحال لم نشهده  في الثورات التي حصلت ، ولا أعلم حقيقة هل يجوز ان الحالة العربية هي أشبه بحالة ( التسامي ) الفيزياوية التي تتحول فيها المادة من الحالة الصلبة للحالة الغازية مباشرة ودون المرور بالحالة السائلة ؟؟!!.
وهل يوجد من يخبرني اين كانت هذه الشعوب الثائرة منذ سنين طويلة ولماذا جاءت غضبتها في توقيت متزامن ومتشابه نسبيا في اغلب الدول العربية سيما تلك التي  لها بعد استراتيجي (مع ملاحظة اختلاف التركيبة الاجتماعية والسياسية والإقتصادية بين هذه البلدان ).
هل كانت الجماهير قبل الان  نائمة ومخدرة واستفاقت أخيرا بفضل مفعول سحر  الـ (facebook) كما حاولوا اقناعنا بطريقة الـ (Brainwashing) عبر التكرار والتركيز على ان هذه الشبكة الاجتماعية  هي من كانت السبب في نهوض الجماهير ضد الدكتاتوريات الحاكمة وكأن من يسمعهم يصدق ان الجماهير العربية قد وصلت لمرحلة الترف لدرجة انهم متفرغين للجلوس امام حواسيبهم وهم يتصفحون محيط الشبكة العنكبوتية ويتبادلون الوصلات الاجتماعية والصورالحميمية (!) .
ام ربما ان الشعوب العربية  الان فقط قد شعرت وأحست بأن ولاة الأمر هم ظلمة وطواغيت قاموا لسنين طويلة بإهدار كرامتهم وسلبوا من الرجال رجولتهم ومن النساء عفتهن ؟؟!!.
فاين كانوا ياترى قبل هذا الوقت ؟؟!!

تشابه السقوط .. وان تعددت الوسائل

نعم .. لم اود ان انغص فرحة هذه الشعوب بهذه الاسئلة المشروعة ، وبمصارحتهم بان ما حصل في دولهم لا يختلف كثيرا عن الذي حصل في العراق قبل ثمان سنوات، فكمواطن عراقي تلقى الطعنات تلو الطعنات من (اخوة العروبة) أصبحت مدركا تماما معنى ان يقلل الاخرين من شان سقوط الطغاة أو ان يستهينوا بمظلومية شعب بأكمله لصالح فرد او عائلة او طائفة ما ، فالفرد العراقي ظل سنين طوال يقف ما بين فريق يترحم على جلاديه وما بين فريق يتهمه بالعمالة للغرب والخ الخ من الصفات التي ما انزل الله بها من سلطان ، ولهذه الاسباب مجتمعة صارعت نفسي بأن لا اكتب في هذا الموضوع رغم كل الاستفزازات سواء من الإعلام أو من الشارع العربي ، الا انني وجدت نفسي مجبرا على ان اكتب وان اكشف زيف المزيفين وحسد الحاسدين ( الان فقط ادركت ان السهام العربية التي وجهت للعراقيين كانت بدافع حسدهم لسقوط دكتاتورهم وتمتعهم بالجو الديمقراطي ولو بحده الادنى في الوقت الذي يعيشون هم في اجواء الدكتاتورية المظلمة ) سيما بعد ان أصبح هذا الاستفزاز سليقة على كل لسان ناطق بالعربية ، فيكفي ان يخرج علينا مقدم برامج في محطة عربية مهووس بالارقام القياسية ( كعادة العرب في تكسير الارقام القياسية باكبر صحن حمص وكبسة او اطول سروال داخلي .. لا يهم عندهم  ) وهو يمجد بالثورات العربية التليدة  ويقول بكل ثقة بان:  " محاكمة مبارك سابقة عربية فريدة من نوعها لانها أول مرة يحاكم فيها شعب عربي رئيسه "، متناسين ان اول شعب عربي حاكم طاغيته هو الشعب العراقي مع اعترافنا بان هذا الامر تم بمساعدة خارجية ، الا ان في النهاية صدام لم يحاكمه المريخيين ولا غيرهم من سكان الفضاء، بل العراقيين انفسهم هم من أدانه وأدان جرائمه وبشكل علني وشفاف لا من خلف الكواليس كما هو الامر مع محاكمة مبارك (السريرية) .
واخر يلبس (T-Shirt) مرسوم عليه  العلم الامريكي يقول بنبرة انثوية : "الشعب العراقي لا يحق له ان يفرح باسقاط حاكمه لان اسقاطه جاء بتدخل اجنبي" !.
وبصراحة أجد ان مثل هذا المنطق هو اشبه بكاريكاتير مضحك او نكتة سمجة على اعتبار ان جميع الشعوب العربية هي في الهوا سوا ، فسقوط الانظمة الدكتاتورية العربية قد جاء بنسق واحد ومن قبل جهة واحدة شاء من شاء وأبى من أبى ، وان تفاوتت بعض التفاصيل إلا انها في النهاية  لا تغير المعنى الحقيقي لأصل الحدث ، فما الفرق بالنسبة لهؤلاء ان سقط الحاكم عن طريق اجتياح خارجي او عبر قصف جوي او من خلال ايعاز خارجي لقادة الجيش بان يتركوا الحاكم منفردا بمواجهة شعبه الذي اذاقه الذل والهوان والفقر في حالة عدم قبوله التنحي عن السلطة؟! .
ومن وجهة نظر شخصية أرى ان سقوط الانظمة أتى وفق الاستراتيجية الامريكية في محاولة منها لتغيير الخريطة السياسية في المنطقة من خلال إستبدال  وجوه قديمة بوجوه قد لا تختلف كثيرا عن الوجوه السابقة عدا اللحى والجلابيب ، واعتقد ان الوجوه الجديدة هي اشد وطاة وغلظة على الشعوب من الوجوه الحليقة السابقة ، فما حصل اليوم في المنطقة من تهاوي الانظمة هو مجرد إستبدال العسكرتاريا بالاسلاميين الاصوليين .. واسألوا العباد في تلك البلاد ليخبروكم بصحة قولي .

تناقضات بلحاج !

هناك الكثير من الغموض والضبابية تحوم حول المواقف العربية الرسمية منها وحتى الشعبية فهم يرحبون بالغرب في بلدانهم  بحجة الدعم والمساعدة ، وتراهم في الوقت نفسه  يحاربون وجوده في العراق  باسم الجهاد والمقاومة !! ، وهم انفسهم  يقبلون العلم الأمريكي في قلب عواصمهم وساحاتهم الخضراء والحمراء  (المفارقة في الموضوع انهم  لم ينسوا التكبير والتهليل قبل و بعد ... التقبيل )!!.
فهل هذا الموقف يتصف بالعقلانية ام انه بالفعل حالة مرضية مزمنة رافقت سايكلوجية الفرد العربي (ربما بسبب البيئة المناخية والجغرافية القاسية التي يعيش في وسطها) ؟!.
و ما ذكرناه في توصيف الازدواجية جاء  بشكل واضح في تصريح مضحك لجرذ من جرذان القاعدة وهو ياتي أيضا في  نفس سياق الاستفزازات لنا كعراقيين ، حيث صرح ( قائد ثوار الناتو السلفيين في ليبيا ) عبد الحكيم بلحاج وبكل وقاحة:
 " بان لا تشابه بين ليبيا والعراق وإنه ليس هناك أي وجه للمقارنة ، حيث لا توجد في ليبيا ولاءات لأطراف أجنبية وليس فيها أحزاب مذهبية أو قومية، كما قال إن ثوار ليبيا هم من أطاحوا بالنظام ولم تتدخل قوات أجنبية على الأرض كما حدث في العراق في عام 2003.
و قال أيضا إن على الغرب ألا يخاف من ثوار ليبيا ثم عبر عن شكره لقوات حلف شمالي الأطلسي ـــ الناتو لدعمها المقاتلين الليبيين " .
ومن يتمعن في تصريح بلحاج لا يخفى عليه التناقض فهو من جهة ذكر  بان ( ثوار ليبيا) هم من اطاح بنظام القذافي وبدون تدخل أي اطراف اجنبية ، ومن جهة اخرى نراه  يشكر الناتو على دعم هؤلاء الثوار ، فهل يوجد تناقض اكثر من هذا يا بلحاج ؟؟!!.
هل يحاول ( الشيخ) ان يخفي بطريقة مثيرة للشفقة وجود فعلي لقوات الناتو في داخل ليبيا ، او ربما يجهل حقيقة باتت معلومة للجميع وهي ان ثوار الناتو ليسوا اكثر من (كومبارس) وظيفتهم ملأ الشاشات العربية بوجوهمم الملتحية وبتكبيراتهم العالية ( يذكروننا كعراقيين  بذباحي القاعدة الذين اوغلوا بدمائنا) ،أما الذين يقاتلون على الارض فعليا في طرابلس هم الكوماندوز البريطاني والفرنسي.
فالناتو وان زعم قادته بأن تدخله في الحرب على ليبيا هو ليس اكثر من تدخل جوي فقط الا ان وسائل الاعلام الغربية وحتى البنتاغون بدأوا يكشفون النقاب عن وجود قوات للكوماندوز على الارض الليبية وهذه القوات هي من اسقطت واحتلت العاصمة  طرابلس وهي نفسها من يقود العمليات العسكرية في محاولة القبض على القذافي في حين ان القرار الاممي كان واضح جدا وهو ان التدخل العسكري جاء لحماية المدنيين فقط لا لاسقاط القذافي والقبض عليه (!).
حيث  كشف البنتاغون مؤخرا  النقاب عن وجود كوماندوز على الارض في طرابلس من بريطانيا وفرنسا وحتى من الاردن وقطر ، وذكرت جريدة الديلي ميل ان القوات البريطانية الخاصة موجودة فعلا في طرابلس وهي التي تقوم بالبحث عن القذافي وجماعته كما ذكرت نفس الصحيفة  بإن مصادر دفاعية بريطانية أكدت وللمرة الأولى أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية وتحديدا من الفوج 22 التابع للقوات الخاصة البريطانية أرسلوا إلى ليبيا قبل عدة أسابيع ويرتدون ملابس مدنية ويحملون أسلحة شبيهة بأسلحة الثوار.
أما مجاميع الشبان الملتحين الذين يتصدرون الفضائيات وهم يهتفون بـ (الله اكبر) ويطلقون نيرانهم في الهواء بشكل عشوائي ماهم الا (كومبارس) يتم استخدامهم فقط للتسويق الاعلامي ، فلم تغب عن ذاكرتنا بان هؤلاء وخلال 6 اشهر لم يفلحوا بتحرير ولو قرية صغيرة من قبضة قوات القذافي رغم الدعم اللوجيستي من دول الخليج ورغم الغطاء الجوي الذي وفره الناتو لهم ، فهم اكتفوا بالاعتصام في بنغازي (محميتهم ) يستقبلون برنارد ليفي ومكين  مع اظهار بطولاتهم العنترية الزائفة وخطاباتهم الجمعوية المحاطة بالاعلام الغربية الملونة والمعلقة في الساحات حتى اصبحت بنغازي وكأنها معرض دولي للإعلام (!) ، ولولا صدور القرار الأممي لاصبح رفاق بلحاج هباءً منثورا ولرأينا القذافي يخطب في وسط بنغازي محاطا بـ ( ثوار الامس) بالتهليل والتصفيق، مرددين : الله ومعمر وليبيا وبس !.
وهذه المفارقة حول تقاعس ما يسمون بالثوار واعتمادهم على القصف والدعم الغربي إشار اليها  مذيع امريكي  في محطة الـ CNN وهو يتهكم على ثوار ليبيا قائلا : " أنهم يطالبون الغرب بإرسال ثوار يقاتلون القذافي بدلا عنهم " ! .
 
حقيقة المشهد في ليبيا

من يعتقد ان إستقرار الوضع في ليبيا مرهون بموت القذافي او القاء القبض عليه هو واهم ، ورأيي هذا لم ياتي وفق القياس على التجربة العراقية (مع العلم بان الحالة العراقية رغم سقطاتها والسلبيات التي رافقتها الا انها بالنتجية افضل حالا من كل التجارب التي شهدتها المنطقة مؤخرأ وهي التجربة الرائدة في المنطقة ) بل هو استقراء للواقع ، فما من احد يستطيع انكار الغموض والضبابية في المشهد الليبي والذي لا يزال مستقبله مجهول والمفاجئات ليسيت ببعيدة عن هذا المشهد ، فالثورة وحتى وان كانت قياداتها منسجمة وتسير وفق منهجية واحدة مقدر لها عاجلا ام اجلا بأن تاكل ابناءها في ظل انعدام المركزية والصراع على السلطة ، فكيف الحال في مجلس انتقالي هزيل  يتألف من 40 عضواً مختلفين عقائديا وفكريا ، و لم يظهر منهم على وسائل الإعلام سوى 13 عضو جلهم من التيارات الاسلامية المتشددة ولا تحظى بقبول المجتمع الدولي علاوة على رفض الشارع الليبي لهذه الشخصيات التي لها سوابق ارهابية وإجرامية، بالاضافة الى ان  الثوار في مدينة مصراته والذين لديهم قيادة مركزية خاصة بهم ولا تخضع لسلطة مجلس مصطفى عبد الجليل .. وهو ما ينذر بتصادم قريب بين الطرفين مما يساهم بحدوث حرب أهلية وقبلية .
ويبدو ان دائرة الصراع على السلطة في داخل هذا المجلس وبدا واضحا للعيان بعد اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس في ظروف غامضة قبل ايام قليلة من سقوط  طرابلس والذي ربما جاء لإستبعاد اقوى شخصية في المجلس وتتسم بالإعتدال وتنافس بقوة على استلام السلطة في مرحلة ما  بعد القذافي ،وبعد مقتل اللواء يونس لم يتأخر التيار الأصولي في المجلس في تقديم ممثلهم عبد الحكيم بالحاج حيث سارعوا بتنصيبه  كقائد عسكري للعمليات للضغط على المجلس الإنتقالي  بتوسيع نفوذ عناصر تنظيم القاعدة بشكل رسمي ، و هذا ما أشار له عبد الجليل ( الذي وقع على اوراق اعدام بلحاج حين كان وزيرا للعدل في حقبة القذافي) ومحمود جبريل وبصورة غير مباشرة في التعبير عن خشيتهم و توجسهم من فقدان السيطرة على الاوضاع الامنية في ظل وجود مثل هذه العناصر سيما وهم من يتحكمون بالمناصب العسكرية وهم من يمتلك السلاح والذخيرة و ( قطيع الثوار)، بمعنى ان هذه الجماعات لها نية مسبقة في السيطرة على مقاليد الحكم في ليبيا لانشاء حلم امارتهم الموعودة في شمال افريقيا.
ولمن لا يعرف عبد الحكيم بالحاج فان أسمه الحقيقي هو ( ابو عبد الله  الصادق) وهو من العناصر القيادية والميدانية في ما  يسمى بالـ(  الجماعة الليبية المقاتلة ) وايضا كان عنصرا فاعلا في تنظيم القاعدة بافغانستان وهو شقيق الرجل الثاني في التنظيم "أبو يحيى الليبي"، وقد سلمته الحكومة الاميركية لليبيا بعد القاء القبض في أحد مطارات دولة شرق آسيوية ، واودع سجن ابو سليم ومن ثم  افرج عنه في عام 2010 بمبادرة اطلقها سيف ابيه القذافي بطلب من شيوخ الأرهاب (القرضاوي وعائض القرني وسلمان العودة)  .
وهذه التداعيات بمجملها لا تحمل مستقبلا مبشرا بالخير لليبيا ،اذ ان اميركا والغرب عموما استخدموا عناصر تنظيم القاعدة مطية (كعادتهم) في تنفيذ اجنداتهم ،وكما حصل في افغانستان حين استخدموا هؤلاء الجحوش البشرية في محاربة الوجود السوفيتي ، وسوف لن نستغرب حين نشاهد انقلابا امريكيا صاعقا على وجود هؤلاء بالسلطة وسوف يتم أما اقصائهم أوتصفيتهم ،وعلى رأس القائمة هو أسم حكيم بلحاج وهذا ما يجعل من ليبيا ساحة حرب وصراع أقليمي دموي ، فليس من المعقول ان تسلم اميركا ليبيا لعناصر القاعدة ولعدة اسباب اولها أن اسطولها الرابع في مالطا ليس بعيد عن الساحل الليبي ناهيك عن البترول الليبي الخفيف ، إضافة لضرورة تأمين  السواحل الاوربية من القادمين من افريقيا عبر السواحل الليبية  .
وفي الختام .. ابشرك يا بلحاج بان شهر العسل بينك وبين الغرب سينتهي قريبا وستعود لسابق عهدك في التنظيمات الارهابية السرية مختبئا في الجحور والكهوف والوديان ،وستكون من اول ( المجاهدين) الذين سيرفعون السلاح بوجه الحكومة الجديدة التي ستشكلها امريكا في طرابلس بعد ان تتم تصفيتك أنت وجماعتك الملتحين الارهابيين ، وسنشاهد صورتك وتحتها مكتوب ( WANTED) مع علامة $ حيث ستهرب  من حفرة لأخرى كالجرذ مثل ما اختبأ القذافي ومن قبله شهيد الامة المقبور , لكن قبل ذلك عليك ان تستشير كلاب البعث في العراق في كيفية تصنيع العبوات عالية الجودة وتفخيخ السيارات بالسي فور فهم اصبحوا اكثر منكم خبرة في هذا المجال ،وبوجود مثل هذه الحثالات البشرية سوف لن استغرب من سماع دوي الانفجارات في شوارع طرابلس وبقية المدن الليبية ، فمثلهم لا يعرف قيمة الوطن ولا الانسانية .
ورسالتي لليبيين الاحرار : بعد أن تم اسقاط نظام  المجنون القذافي وعائلته الفاسدة عليكم ان تنظفوا ليبيا من أدران هؤلاء الارهابيين قبل فوات الاوان ، واسعوا جاهدين لنبذ الحس القبلي الذي حاول ان يرسخه في ثقافتكم القذافي ، وإعملوا على اعادة  بناء بلدكم .. وكونوا على قدر المسؤولية فلن ينفعكم لا بلحاج ولا بن لادن .

مهند الحسيني
9/9/2011
muhannadalhusynni710@gmail.com
 




3
تحية للنائبة العراقية حنان الفتلاوي

بقلم : مهند الحسيني
 
ربما ان الكثير من العراقيين قد شاهد وتابع جلسة استجواب السيد فرج الحيدري رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بشأن الإستفسار عن قضايا فساد إداري ومالي، إضافة إلى إلاستغلال الوظيفي من قبل رئيس واعضاء المفوضية في تعيين عدد كبير من اقاربهم دون الاعتماد على معايير التعيين الوظيفي والنظر للكفاءة الذاتية (ومن ضمنهم ابناء الحيدري الثلاثة بالرغم من عدم وجودهم في العراق !) ، حيث قدمت النائبة حنان الفتلاوي صاحبة طلب الاستجواب عدة استفسارات مدعمة بوثائق تبين مدى الجهد الذي بذلته لجمعها وتبيان الحقيقة امام الشعب العراقي وبشكل واضح وموضوعي لا يقبل اللبس ، وكم أعجبتني هذه النائبة العراقية وهي تحرج من يقف امامها وبدون اي اسفافات وتسقيطات كما حصل في سابق الاستجوابات  والتي كانت تقف وراءها دوافع سياسية ، واذكر منها كيف ان عضو البرلمان السابق عن كتلة الفضيلة تقدم بالسؤال للسيد حسين الشهرستاني في جلسة استجوابه( حين كان وزيرا للنفط) قائلا له " سيادة الوزير .. - يقال - انكم فعلتم كذا وكذا " !! ، وهنا نجد الفرق كبير بين من يستجوب المسؤول وهو يملك الدليل الدامغ وبين من يعتمد على الـ ( قيل والقال) وما يقال من هنا ومن هناك لا لشيئ إلا للتسقيط الشخصي ، وإلا أين كتلة الفضيلة والشيخ صباح الساعدي من كل هذا الفساد ام انه بالنسبة لهم  فيه الوان ودرجات !!.

إمرأة بالف رجل !!


ومع هذا الموقف الشجاع والجريء للسيدة الفتلاوي إلا انني  لن اقول ما يقوله البعض حين يحاول مدح (إمراة) لموقف ما بانها بألف رجل وبإن موقفها خير من مواقف كثير من الرجال وألخ ألخ ، لأنه انتقاص صريح من شخصية وكيان ( المراة) ،على إعتبار ان مثل هذا الكلام يقر ضمنا بأن المواقف الايجابية والشجاعة هي محصورة في دائرة ( الرجولة) !، وحقيقة استغرب كيف ان الكثير - وحتى منهم من يدعي بحقوق المراة وشرعية وجودها في المجتمع كطرف فاعل ومؤثر-  يقع في مثل هذا الخطا الشائع والخطير في نفس الوقت لانه يعبر عن العقل الجمعي اللاواعي !.
نعم .. موقف السيدة الفتلاوي إثبت للجميع بان المراة فاعلة وتمارس واجباتها وبكل مهنية وكفاءة، وهي ليست فقط مجرد تابع للرجل ، كما هو الحال في بعض الكتل الأصولية المتشددة ( التي تريد ان تحكم البلد وفق الحلال والحرام!) ولا حتى في غيرها من الكتل التي  تدعي الوطنية والليبرالية والتي غالبا ما تكون فيها المراة مثل الذي اسمه في الحصاد ومنجله مكسور، فما يحكم بين الرجل والمراة هو مدى الكفاءة في تأدية الواجبات والمهام الملقاة على عاتقهم  وفي اي مجال من المجالات الحياتية .

مابين الطائفية الأديولوجية والمذهبية

في هذا الصدد أود ان أذكر بأني يوم امس وخلال مكالمة مع احد الاصدقاء إثنيت على ما فعلته النائبة حنان الفتلاوي وجراتها وشجاعتها وكيف انها وفقت في احراج رئيس المفوضية من خلال الوثائق التي قدمتها ومن خلال رصانتها وقوة حجتها ، المفارقة العجيبة هي  أن صاحبي قد تفاجأ من ثنائي عليها  كونها وبحسب وصفه (محجبة) ومحسوبة على تيار اسلامي وكوني ليبرالي يدعو للدولة المدنية وأرفض مبدأ تسييس الدين وتدين السياسة، لذا هو أعتبر موقفي نوعا من الإزدواجية (!) ، وحقيقة استغربت من هذا المنطق الممجوج والذي ينم عن عنصرية فكرية واديولوجية مثلها مثل العنصريات المذهبية والقومية ، وللاسف هذه العنصرية والطائفية الاديولوجية قد رأيتها بوجهها القبيح لدى البعض ممن يسمون انفسهم ( مثقفين) حين انتقدت موقف السيدة هناء إدور في مقال سابق، فالبعض حكم على الحدث وعلى شخصي من خلال خلفية ادور اليسارية وخلفية المالكي الاسلامية ، حيث انهم ومن مبدأ (الثنائية المطلقة) أفترضوا بأنني حين انتقدت السيدة هناء (اليسارية) فيقينا أنه جاء كدفاع عن المالكي ( الإسلامي) !، متناسين ان هناك مساحة كبيرة ما بين هذه الثنائية وهي الموضوعية ونقد من يستحق النقد بحسب موقفه لا بحسب خلفياته الإنتمائية.
وأقولها بصراحة : كمواطن عراقي لا تهمني توجهات ولا عقائد من يمثل الشعب ويسير شؤونه بقدر ما تهمني مواقفه الوطنية المخلصة والتي تصب في مصلحة المواطن ، فيفترض أن هذه التوجهات تندرج ضمن حرية الإعتقاد والتي للأسف يحاول البعض رفعها كمجرد شعار بائس لا يؤمن به بشكل فعلي، فالاجدر بنا ان نحكم على الاخرين بحسب مواقفهم وبحسب عطائهم ، مقدرين في الوقت نفسه حجم الضغوطات والعراقيل التي تقف بوجه الكثير من النجاحات التي ننتظرها كشعب عانى حروب وثقافة اقصائية دموية.
ومن يقود البلد بشكل صحيح ويبذل الجهود الحثيثة لإيصاله لبر الامان والإستقرار ولو بالحد الادنى (نتيجة الظروف والتركة الثقيلة التي خلفتها لنا الثقافة البعثية ) من واجبي الأخلاقي ان إثني على جهوده وإفعاله طالما انه لا يحاول ان يصبغ المجتمع صبغة طائفية او عنصرية ، وحين يحدث مثل هذا الامر بشكل ملحوظ وسافر سأكون اول من يهاجم وينتقد مثل هذه السلوكيات المرفوضة (كما انتقدنا سابقا قرارات وتصرفات مجلس محافظة بغداد التي ذكرتنا بقرارات مجلس قيادة الثورة الإرتجالية) وربما أن انتقادنا يصل حتى أكثر من القلم والقرطاس .

عودا على ذي بدء

وبما يخص إستجواب (مفوضية) السيد الحيدري ألذي ربما كان  يعتقد انه فوق القانون وخارج عن سلطة المساءلة وذلك من خلال تصريحاته العجيبة والغريبة والتي تبين مدى ثقته بعدم مساءلته في الكثير من قضايا الفساد ، حيث قال في احدى تصريحاته  :"لا توجد أسباب قانونية لحل المفوضية ما عدا في حال اتفقت الأطراف السياسية فيما بينها على حلها " !.
وفي تصريح أخر يقول :"إن رئيسَ الجمهورية لم ينتقد المفوضيةَ لكنه دعا إلى أن يكون عملُها مستقلاً و غيرَ منحازٍ لأي طرف" !.
نعم .. ما قاله السيد فرج الحيدري من الناحية الفنية هو امر صحيح ولا غبار عليه ، على إعتبار أن المفوضية هي مؤسسة عليا مستقلة عن المؤسسات التنفيذية الحكومية، ولكن حين تبرز قضايا فساد مالي وإداري على سطح هذه المؤسسة (مثلها مثل غيرها من المؤسسات) فعلى الجهات الرقابية ذات العلاقة مثل البرلمان وهيئة النزاهة ان ترسل دعاويها للقضاء العراقي المستقل وهو يبت ويحسم مثل هذه الدعاوي ، فالمحاصصة التي اتت به وبزملاءه الاخرين لم تعطهم الحصانة من المثول امام السياقات القانونية ومحاسبتهم وفقها ، و ماقاله السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني لا يعتبر صك غفران لكل حالات الفساد الواضحة بقدر ما هو تأكيد طبيعي لإستقلالية عملها وهذه لا تحتاج لفتوى او لتفسير.

ملخص الإستجواب

ساحاول أن أبين النقاط التي اوردتها النائبة حنان الفتلاوي  لكل من لم يتابع وقائع جلسة يوم امس الخميس 30/6/2011 .. وبشكل مختصر :
-   استفسارها عن السند القانوني لقيام عضو المفوضية اسامة العاني باستئجار منزل بمبلغ 33 مليون دينار خارج المنطقة الدولية ، مع وجود خروقات قانونية بخصوص عقد الايجار من بينها عدم تصديقه بالمحكمة هذا بالإضافة لتخصيص مبلغ مالي لتأثيث الدار (على الرغم من كونها مستأجرة مؤثثة) ، وأوضحت السيدة النائبة الفتلاوي بعدم وجود سند قانوني لتاثيث دور المفوضين اضافة لمدى قانونية شراء مولدات للمفوضين فضلا عن صرف اجور زيت الكاز لها وتفاوت اسعار صرف هذه المادة من عضو لاخر !!.
-   تساءلت النائب حنان الفتلاوي عن الاليات المعتمدة لمنح الاجازات في المفوضية خاصة ان السيد فرج الحيدري حصل على 206 ايام اجازة بينما حصل المفوض السيد سعد الراوي على213 يوم اجازة .
-   طالبت النائبة حنان الفتلاوي بمعرفة الاجراءات القانونية المتخذة بحق وكيل السيد قاسم العبودي الذي جمع مابين وظيفتين علاوة لإستفسارها عن معرفة كيفية التعامل مع الحريق الذي اندلع في بناية المفوضية وادى الى خسائر تقدر بمليوني دولار وما أفضت إليه نتائج التحقيق .
-   معرفة اسباب معاقبة رئيس قسم العقود من قبل لجنة تحقيقية مشكلة من قبل مجلس المفوضين والتي قررت تخفيض درجته بسبب تسليمه مناقصة في خارج دائرة المفوضية وبشكل مباشر دون مراعاة الاصول القانونية ،اضافة لقيامه بحظر التعامل مع مطبعة بعينها بشكل شخصي وبدون الرجوع للسياقات القانونية ، وسؤالها عن سبب  قبوله لعروض عالية الكلفة في الوقت الذي اهمل فيه عروض واطئة الكلفة تحمل نفس المواصفات ( بفرق يصل حوالي 80 مليون دينار ) .
-   واستفسرت عن السبب الذي تم فيه الغاء قرار اللجنة التي شكلتها المفوضية نفسها ، حيث تمت اعادته الى درجته الوظيفية وتسليمه مستحقاته المالية عن فترة العقوبة وبأثر رجعي  !.
وبالطبع ان النائبة الفتلاوي لم تقدم هذه الاستفسارات بشكل عشوائي ومبهم بل قامت بارفاق العديد من الوثائق الرسمية التي لا تقبل الشك وحتى التاويل وتثبت إلخروقات القانونية للأشخاص المومأ اليهم، مما جعلت رئيس المفوضية  السيد الحيدري في حيرة من إمره ولا يعرف بماذا يجيب ، وهذا كان واضحاً من خلال تلكؤه في الاجابة لدرجة انه بعد ان واجهته السيدة الفتلاوي بالوثائق الدامغة (بعد ان تصور بانه بإمكانه التملص ) قال بالحرف الواحد " لا يوجد لدي تعليق" ، وهو نفسه من طالب  النائبة المستجوبة حنان الفتلاوي في وقت سابق بأن تقدم ما لديها من وثائق تثبت فيها وجود الفساد في المفوضية، حيث قال الحيدري مصرحا لإحدى الوكالات الإخبارية وبكل ثقة  : "سنجيب على اسئلة المستوجبة حسب ما وصلت الينا قبل موعد جلسة الاستجواب" مقللا من اهمية ما ورد في الاستفسارات معتبرا إنها لا ترتقي الى الاتهام بالفساد مطالبا في الوقت نفسه بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في هذه الاتهامات! .
وأقول : ان السيدة الفتلاوي قد أوفت بما عليها من حيث تقديم الادلة التي طلبها السيد الحيدري والتي تثبت تقصيره في اداء واجبه ، ولكن السؤال هل قدم لنا الاخير اجابات مقنعة وبحجم الادلة المقدمة ؟!!.
وأذا كانت كل هذه النقاط لا ترقى لان تكون فسادا واهدارا للمال العام فكيف يكون شكل الفساد ياسادتي المفوضين الأكارم؟!!
وأذا طالب مجلس المفوضين ( عن طريق قاسم العبودي أحد مدراء المفوضية ) بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق فالسؤال الذي يطرح نفسه  :ترى ماهو دور البرلمان العراقي ولجنته القانونية واللجنة المختصة بالنزاهة  ،ولماذا انتخب الشعب ممثلين عنه اذا كانت ابسط تفصيلة متعلقة بالفساد تخضع للجان المجاملات و(تبويس اللحى) بزعم المحاصصات السياسية  ؟؟!!.

متاهات الدعاوى القضائية


قد يكون الكثير من العراقيين لا يعلمون  بان السيد فرج الحيدري مدير مفوضية الانتخابات قد قام باكثر من مناسبة برفع قضايا ضد كل من اتهم المفوضية بسوء الادارة والفساد المالي ، فلقد قام السيد الحيدري برفع دعوى قضائية ضد عميد كلية الإعلام هاشم حسن بصفته الصحافية على خلفية نشر الأخير مقالا تحت عنوان (كشف المستور) والذي أشاد فيه الدكتور حسن باستجواب النائبة حنان الفتلاوي لاعضاء مفوضية الانتخابات في مجلس النواب العراقي ، حيث أعتبرت المفوضية المقال هو "تشهيرا" بها مطالبا الدكتور حسن  هاشم بتعويض قدره مليار دينار عراقي (!).
 ولا اعرف حقيقة هل هؤلاء حقا لا يميزون بين إبراز الحقائق وأسماء المتورطين بالفساد وبين كشف للمستور (كما جاء في عنوان مقال الدكتور هاشم حسن) كواجب وطني ومهني .
حيث لم يكتف السيد فرج من دعوته ضد الدكتور هاشم حسن بل قام برفع دعوى أخرى ضد النائبة السيدة حنان الفتلاوي بمزاعم غير مبررة مطالبا اياها بتعويض قدره مئة مليون دينار ( لااعرف لماذا رأف الحيدري بحال النائبة ولم يرأف بحال الدكتور هاشم حسن من حيث مبلغ التعويض!)، ولعدم قانونية الدعوى وانتفاء مسوغها الشرعي تم الغائها (!) .
 وربما ان القصد من هذه الدعوى ضد الفتلاوي من قبل السيد فرج الحيدري هو  الضغط والتأثير عليها لسحب إستجواب رئيس المفوضية في البرلمان العراقي ، وشخصيا أعتبر ان مثل هذه القضايا بحد ذاتها هي إهدار للمال العام وتضييع وقت المحاكم العراقية بقضايا اقل ما أصفها بالسخيفة ( وعذرا للكلمة)، على إعتبار ان من حقه كطرف متضرر ان يلجأ بالرد الموضوعي الموثق بدلا من الدخول في دهاليز القضاء وإلجام الاصوات المنتقدة للفساد المستشري في هذه المفوضية ، ولا اعرف هل ساتعرض انا الاخر بتهمة التشهير بالمفوضية ام ان السيد الحيدري وعى الدرس بعد ان اصبحت الامور على صفيح ساخن وبعد ان انكشفت الكثير من الامور أمام الرأي العام العراقي؟! .

كلمة اخيرة

ختاما وبعد كل هذا الجهد والوثائق الدامغة في كشف هذه الامور الخطيرة  ..هل سيتم مقاضاة من اثبتت الوثائق والوقائع فساده واهداره للمال العام وفق السياقات القانونية وعبر القضاء المستقل، ام سيتم الإكتفاء فقط باقالته من منصبه مثله مثل  باقي السراق والحرامية الذين سرعان ما غادروا  العراق وعلى اسرع طائرة ولأقرب بلد ليتنعموا بعدها بأموال العراقيين (ضحايا الفساد والإرهاب) ، لأن مثل هذه المحاباة والمجاملات السياسية قد ولدت الإحباط بالنسبة للمواطن البسيط وهو يجد ان القطط السمان تُترك بدون محاسبة ، وفي نفس الوقت لا يوجد ردع حاسم بالنسبة للمفسدين يجعلهم يفكرون الف مرة قبل ان يرتكبوا سرقاتهم ، فكما قيل قديما "من أمن العقاب ساء الادب " .
واتمنى هذه المرة ان يخيب المسؤولين ظني بهم وان يجعلوا من هذه القضية بمثابة الخطوة الاولى للقضاء على آفة الفساد والمحسوبية وان ينزعوا عنهم رداء الطائفية السياسية المقيتة ، وان يشيروا للخطأ ايا كان مصدره ،ويتناسوا خلافاتهم السياسية ويدعوها جانبا بعد ان يضعوا المصلحة الوطنية فوق اي اعتبار .... وإنتماء .

مهند الحسيني
muhannadalhusynni710@gmail.com
1/7/2011

4
الشيخ باراك أوباما .. الواعظ  !!

بقلم : مهند الحسيني
 
أحمد الواحد الاحد على انضمام الرئيس الامريكي فضيلة الشيخ باراك حسين أوباما  لجوق الواعظين في بلاد العرب والمسلمين ، فحقيقةً لم ينقصنا سوى ان يتحول رئيس الولايات المتحدة لواعظ مفوه يسحر المسلمين بخطاباته الطويلة والمحشوة بكلام الأزمان الغابرة وعبرها المستهلكة ، فبعد ان تعودنا على خطابات الزعماء العرب ومواعظ أئمة الجمعة هاهي القائمة تطول بعد ان اضيف لها أمام جمعة البيت الأبيض الذي جمع ما بين الخطبة السياسية والموعظة السنية.
فبدلا من التنظير للقيم الانسانية والتبشير بعهد يسود فيه احترام الانسان وان تصبح قيمته وكرامته هي فوق كل المسميات راح شيخنا الجليل أوباما ينظر لنا في خطابه على اساس الاديان والاعراق وكانه يعود بنا للعصور المظلمة ، وان كان سيد البيت البيضاوي ملماَ وحافظا لآيات القران لماذا لم يتسحضر الاية القرانية الكريمة التي تقول: (أنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ..... سورة الرعد.
لان مداهنة أوباما لجماهير الشعوب العربية المنكسرة هي تشجيعا لاستمرار اخطائهم وزيادة في خنوعهم للحاكم ، نعم ..كان عليه مصارحتهم ومطالبتهم باصلاح انفسهم قبل ان يتصالحوا مع بلده وشعبه ، فأغلب العرب ((للأسف)) مشكلتهم بانهم تاخذهم العزة بالاثم وإستحالة اعترافهم باخطائهم (وان كانوا يعلموها في قرارة انفسهم) وبالتالي هم لا يؤمنون باصلاح الفاسد ، وهذا سببه نزعة الاستبداد والتسلط والغاء الاخر التي تتملك الكثير منهم  ، وهذه الثقافة ليست وليدة اليوم بل هي موروث قديم عمره قرون عديدة، وبالفعل ينطبق عليهم القول القائل(مع شيئا من التعديل) :
  " نعيب الغير والعيب فينا ".
 
وفقط اود ان انوه لمن صفق وهلل لخطاب واعظه الجديد أوباما بان خطبته العصماء لم تكن لا في الوقت ولا المكان المناسب، وقبل ان اتطرق لخطأ التوقيت لابد لي من ذكر ملاحظة عدم وجود أي مبرر للتهويل والتطبيل المسبق لكلمة الرئيس الامريكي والتي تم الاعلان عنها قبل شهور (!) اضافة لعدم وجود المناسبة اللازمة لها اذا ما لاحظنا مضمون الخطاب الوعظي الممل وبعده تماما عن أبجديات السياسة، كما اني كمراقب اراه خطابا موجه للاعلام اكثر ما كان موجها للمسلمين (( يبدو ان السيد اوباما لازال يعيش مرحلة الشعارات الانتخابية ونسى بانه اصبح رئيسا للبلاد ولكل العباد)).
 
وعودا على سوء توقيت كلمة اوباما:
 
فاعتقد غير موفق لان التزمت والعدوان الاسرائيلي لم يتوقفا لحد هذه اللحظة ،فعن أي سلام يتكلم فضيلة الشيخ اوباما والاسرائيليين يرفضون الاعتراف بدولة فلسطين والذي عبر عنه اغلب مسؤولي اسرائيل من خلال مواقفهم تصريحاتهم المتشددة ،وطبعا هذا الرفض هو ليس بمعزل عن رئيس الحكومة (نتنياهو) لانه نفسه قد اغفل عامدا ذكر الدولة الفلسطينة المستقلة خلال حديثه الصحفي مع الرئيس أوباما في البيت الابيض قبل ايام قليلة ، مع اصرار الكنيست الاسرائيلي بتحويل اسرائيل الى دولة يهودية خالصة .
وتجاه غطرسة حكومة نتنياهو تقف جهود السلام مشلولة امام عدم اعتراف الشريك المزعج للسلطة الفلسطينية (حركة حماس) بحق وجود اسرائيل ناكرة كل المعاهدات التي من خلالها فازت في الانتخابات وتربعت على السلطة قبل ان تقال، وضاربة  اتفاقيات اوسلو و مدريد عرض الحائط  ، فقط لان حكماء (حماس) لا يرضون الا برمي الاسرائيليين في البحر كما كان يحلو للكاذب الكبيرعبد الناصر ترديد هذه العبارة ومن بعده خلفه الدون كيشوتي الـ (دون نجادي).
وبات السلام مابين الطرفين شبه مستحيل ان لم يكن هو المستحيل بعينه وخاصةً من الجانب الاسرائيلي ، فالحكومة الاسرائيلية لا أظلمها حين اصفها بالراديكالية لاسيما وان اقطابها احزاب دينية يهودية متطرفة (يعتبر فيها الليكود حمامة سلام) وهي لا تختلف من حيث منهجيتها المتطرفة عن حكومة (هنية) التي تتحكم بقطاع غزة واجزاء من الضفة .
وبالاضافة لعدم اعتراف طرفي النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي ببعضهم البعض تبقى هناك ملفات عالقة وشائكة مثل ملف الصراع الاميركي ـ الايراني مضافا له ملف باكستان ـ طالبان، وهذه كلها محاور وملفات يفترض على الرئيس الامريكي حلها ومن بعدها فليتكلم عن السلام والاسلام سواءا من القاهرة او حتى من مقاديشو .
 
اما عن المكان الغير مناسب فسأفصله في محورين  :
 
المحور الاول
أوباما اراد ان يوجه خطاب للمسلمين عامة من مصر بغض النظر عن قومياتهم وأطيافهم ، وهنا يتبادر لذهني العديد من النقاط اود ان اتطرق لها بشكل اسئلة موجهة للسيد اوباما ، ومنها  :
1- هل ان مصر تمثل الاسلام او المسلمين باي شكل من الاشكال ؟؟!
2-هل أوباما كان يقصد ان يقول للعالم ان الاسلام الحقيقي هو اسلام مصر والسعودية ؟؟!!
3- اليس كان من الأفضل لأوباما (ان كان مصراً على القاء كلمته) توجيه كلمته من بلد إسلامي ديموقراطي  متقدم حضاريا وصناعيا واقتصاديا  مثل ماليزيا مع الاخذ بعين الاعتبار عدم تطرف مسلميها ( شيعة وسنة)؟!، الا يتفق معي الكثير او البعض بان هذه الاسباب مجتمعة كانت ستكون مثالا حياً  للمسلمين العرب بالاقتداء بماليزيا واعطاء كلمة اوباما  مصادقية أوسع واكبر؟؟!!
4- هل على اساس التوافقات والتحالفات والتبعية السياسية يتم تقييم المنبر المناسب لمخاطبة للمسلمين  ؟؟!!
عموما .. وباختصار شديد جمهورية مصر (شاءت أبواق مصر الاعلامية ام لم تشأ) فأنها لا تمثل العالم الاسلامي ووجود الازهر في قلبها لا يعني ذلك بانها الممثلة الشرعية للأسلام كما هو حال وجود الكعبة المقدسة في السعودية لا يكفي لان تكون زعيمة للعالم الاسلامي ، فكما هو معروف ان اسلام هاتين الدولتين هو اسلام متشدد ومتطرف ولايمثل كافة المسلمين كما حاول ان يصور أوباما في خطابه، فالاخوان المسلمين في مصر قد اباحوا لأنفسهم قتل المختلفين معهم دينيا ومذهبيا وحتى فكريا وحزبيا مثلهم مثل متطرفي السعودية من الوهابيين التكفيريين ، بمعنى ان مصر لم تكن الاختيار الموفق للسيد أوباما في عرض كلمته لعموم المسلمين لانها ان كانت كذلك فعلى الاسلام والمسلمين السلام .
المحور الثاني
 
ليس خافيا على الرئيس الاميركي ان النظام المصرى يعيش حاليا احلك ايامه وهو يتمسك بأي قشة تنقذه وتساعده بتلميع وجهه بعد ان سودته مواقف (مبارك) المشينة في المنطقة، فهذا النظام قد افلس داخليا واقليميا ناهيك عن إفتضاح دعمه للعمليات المسلحة لافشال المشروع الوطني الديمقراطي في العراق وتوضح بشكل لايقبل الشك بانه شريك مباشر لقوى الارهاب المخربة في العراق ، واعتقد جازما ان اختيار القاهرة منبرا لاوباما في خطابه للعالم الاسلامى هي خطوة مدروسة من الادارة الاميركية لدعم هذا النظام معنويا وسياسيا وهي ربما مكافئة له على مواقفه بشان القضايا المتعلقة بايران وغزة وحزب الله ، وامتنانا لاستجابة هذا النظام للضغوط الاميريكية بما يتعلق الافراج عن د. أيمن نور واسقاط التهم عن د. سعد الدين ابراهيم وهذه القراءة لا علاقة لها بنظرية المؤامرة لانها أمور واضحة لكل لبيب.
فان كانت المصالح هي من تسير السياسات فأين مبادىء السيد أوباما التي يدعيها وهو يخطب بالسلام والرفاهية من على منبر أعتى ديكتاتورية عربية في المنطقة  كانت ولازالات تمارس فيها أقسى واشد انتهاكات حقوق الانسان ويحكمها فرعون دكتاتور متحنط فاسد لا ضمير له يسعى جاهدا  لتوريث الحكم لابنه الخديوي مبارك الثاني .
وأين ادعاء اوباما بحقوق الانسان وفي مصر التي زارها يوم امس يوجد ثمانين الف سجين مصري مكمم الافواه يحكهم قانون الطوارئ منذ عام 1981 (!)
فبربك يا سيد الديمقراطية الاول هل سمعت في حياتك قانون (طوارئ) يستمر أكثر من ثمانية وعشرون عاما ؟؟!! .
كان الاجدر بك وبدلا من مواعظك الغير مجدية  يا سيد اوباما الإطلاع على فساد النظام الغير مبارك في مصر وان تفتح ملف المعتقلين والمعارضين السياسيين المصريين  وقراءة تقارير الإضطهاد الحكومي الرسمي الممنهج للأقليات الدينية من الأقباط  والبهائيين والشيعة ، فمن المخجل حقا يا اوباما وانت تبشر  بالتغيير وفي نفس الوقت نراك تهب الشرعية والحياة  لمومياء متحنطة اكل عليها الدهر وشرب حتى باتت  آفـة ضارة على الشعب المصري وسائر شعوب المنطقة.
محاولات اوباما الفاشلة
 
محاولات  الرئيس اوباما لإحلال السلام باعتقادنا أنها  ليست اكثر من محاولات فاشلة لا مستقبل لها ولن يكتب لها النجاح طالما ان اطراف المعادلة لا تؤمن  بالاخر ولا تقر بان الاعتراف بالاخطاء هو فضيلة تحسب لها لا عليها ، ومحاولات الرئيس الامريكي  هي ليست فقط غير مجدية لا بل انها تُستتثمر بأبشع الصور والمستفيد الاول من هذا الاستثمار هم  اعداء الانسانية من سكان  كهوف تورا بورا  وكل من  يرسخ لمفهوم احتقار الحياة وتحبيب الموت  في عقول اليافعين والشباب وعموم المسلمين مستغلين عاطفة الدين ومتاجرين بقضايا المنطقة مثل قضية فلسطين وغيرها وكأنهم قد احتكروا  قضايا الامة واصبحوا الناطق المخول من الجماهير ، وهؤلاء التجار هم ليسوا فقط منظمات او مؤسسات او مجاميع، فأغلب الحكام العرب هم من هذه الفئة المتاجرة بمصائر شعوبهم تارة بشعار القومية وتارة اخرى باسم الدين ليرسخوا  بكل هذه القضايا المصيرية للامة ( كما يحلو لهم توصيفها في بياناتهم وخطبهم ) عروشهم وعروش ابنائهم واحفادهم, وهؤلاء بطبيعة الحال لايمثلوا لا الاسلام ولا العرب لانهم انما يمثلون مصالحهم الشخصية والفئوية فقط.. ونظام مبارك في مصر مثال صريح لهذه المنظومة الفاسدة من الحكام العرب.
 
خاتمة القول
قلتها واعيدها ان الشعوب العربية لا تحتاج لكلمات او خطابات او محاولات أوباما فهم سئموا الكلام والاقوال فهم بحاجة للكرامة التي سلبت في اوطانهم وقرفوا من آلة  البطش والقمع والتعذيب والزج في غياهب السجون بدون ذنب أو جريرة ، فليس مهما لديهم  بأن أوباما خاطبهم كمسلمين من انقرة او القاهرة او حتى أسمره، بل أن ما يهمهم هو وجود ثمة تغيير حقيقي عبر ممارسة الضغوط على الحكام ، لان المواطن العربي ينتظر وقوف ممثل العالم الحر معه يدا بيد ضد المضايقات والإنتهاكات التي يتعرض لها من قبل جلاوزة وعصابات السلطة الحاكمة وان تعاد له حريته وكافة حقوقه الانسانية والوطنية  بما فيها حرية ممارسة العقائد  التي ينعم بها مواطنوا اوباما ومواطنوا الاتحاد الاوربي وغيرهم من البشر.
وصدقني يا سيد اوباما سوف لن تسمع مجددا عن اي مشاكل في العالم العربي والاسلامي بما فيها المشاكل الاقتصادية، وسوف تحمي مواطنيك ومواطني المعمورة من شر الارهاب .. وشر لجوء العرب السياسي والإنساني في الغرب .
 
مهند الحسيني
5/06/09
Muhannadalhusynni710@gmail.com

5
جيران العراق .. نعمة ام نقمة ؟؟!!

بقلم : مهند الحسيني
 
مقدمة
 
ربما ان اجمل هبة يهبها الخالق للانسان هي نعمة الجار الصالح الذي يواسيك في احزانك ويهنئك بافراحك ويساعدك في شدتك ويعينك في أزماتك ، فكم من البشر تمسكوا بخرائب اعتزازا بجار طيب من الصعب تعويضه ،وكم من البشر  تركوا دورهم ومنازلهم الجميلة الفارهة  لمجرد ان جار سوء جاور منازلهم ونغص عليهم حياتهم ،  ولكن حين يكون الامر متعلق بالأوطان وجيرانها فهل ياترى سوف ينطبق عليها الحال من ناحية  التنقل أوالتمسك ؟؟!!
عموما سوف احاول ان استعرض حال  جيران العراق الذين بلانا الله  بهم لاسيما بعد التصعيدات والتصريحات السياسية الاخيرة من هؤلاء الجيران والتي مست سيادة العراق واستقلاله وبشكل مباشر .
والسؤال المطروح هل اصبح العراق بهذه الدرجة من الضعف والخنوع لدرجة ان دولا صغيرة كانت حتى الوقت القريب غير معترف بها في الامم المتحدة هي من تحدد مصيره الدولي والسياسي ؟؟!!
هل اصبح العراق الحلقة الهشة ما بين الدول الاقليمية حتى أمست هذه الدول التي لا تاريخ لديها (ولازالت الى الان لاتعترف بكروية الارض) هي من  تقرر مصير سياسته وعلاقاته الخارجية ؟؟!!
وهل قدر العراق بان تكون دولا غير مجاورة له (جل مواطنيها من رواد المهن الحقيرة في شتى بقاع العالم) هي من تحدد له مع من يقيم علاقاته ديبلوماسية  او مع من يقطعها وهي التي تقيّم ولاء شعبه من عدمه ؟؟!!
والمضحك في الامر بأنني سمعت قبل ايام عن طريق الصدفة  في نشرة اخبار احدى الفضائيات العربية  تصريحا صحفيا للرئيس الصومالي المسمى الشيخ بشير او شيخ جرير حقيقة لا اعلم مااسمه بالضبط  وعموما اسمه كان شيئا من هذا القبيل ،وكان صاحبنا  في حديثه الصحفي يدعو الجميع بعدم التدخل في الشان الصومالي لانه شان خاص بالصوماليين واردف قائلا (لاحظوا بانني انقل كلاما عن الرئيـس الصومالـــــــــــــــي وليس عن  الرئيس الاوغندي او حتى الراوندي )   :
 
"نحن لا نريد ان يكون الصومال عراقا ثانيا " (!!!)... انتهى كلام الصومالي عفوا الرئيس الصومالي ،ووقتها عرفت وبادراك تام مغزى مقولة " شر البلية ما يضحك " .
 
 
 
من هم جيران العراق ؟!
 
وعودا على ما بدأناه فان من شر البلايا التي تضحك ان دويلة جارةعربية تطالب علانية وبكل صلف برفض خروج العراق من تحت طائلة البند السابع بحجة عدم تسليمهم رفات أسراهم الموتى ( وكأن نوري المالكي وحكومته هي من نحر اسراهم واخفاها ) ، وايضا بزعم ان العراق لازال بذمته لهم  شيئا من الدراهم (!) ، ومادرت هذه الدويـــــــــــلة العربية باننا نحن العراقيين من يجب ان يطالب العالم الحر بامتلاك  مواردها لمئاتٍ من السنين اللاحقة علها تعوض معشار ما عاناه الشعب العراقي من حقد وحسد وايذاء من هذه الدويلة ،والتي لازلنا نتذكر كيف حالفت ووضعت اياديها الملوثة بيد اعتى مجرم في التاريخ العراقي القديم منه والحديث ، ولم  ننسى كيف انها سخرت ابواق اعلامها ومصارفها ومخابراتها لخدمة نظام صدام المقبور حتى اصبحت هذه الدويلة  ابان الفترة الممتدة من 1980- 1989 وكانها محافظة تابعة لحكومة بغداد وبات اميرها المفدى (( الان هو تحت التراب وباعتقادي انه الان يتحاسب مع ابو خيمة الزركة)) خادم صغير يأتمر صاغرا لاوامر خليفة بغداد القروي .
 
أما تلك الدولة الجارة المسلمة  التي تريد في اخر الزمان ان تكون وصيا على العراق ( هزلت والله) وراحت تشترط  على العراق ان يعود (كما كان في سابق العصر والاوان ) حاميا للبوابة (الشرجية) نيابة عن بني يعرب  تحت شعار ( ياطويل العمر منا المال ومنك الرجال ) و بعدها  ربما ستتعطف علينا امبراطورية الرمال والبعران ودولة البدو في بلاد المفتي الوسيم  بن كلبان وتنزل من عليائها السرمدي وحينها ستقيم جسور الود والعلاقات الميكافيلية الطيبة مع الدولة العراقية ... متناسين باننا لاحاجة لجسور المودة مع من ذبحنا نهارا جهارا ولا حاجة لنا بعلاقات حسن جوار مشروطة ،وليعلم الجميع ملكا كان او اميرا ، شيخا او صاحب فخامة بان زمن حروب النيابة قد انتهت ولن يعود زمانها ، ومن كان له خلاف مع دولة اخرى فليحاربها بشبابه وشيبانه ، ولا علاقة للعراق باي قضية اخرى غير قضيته ومن احتلت جزره فليستردها بنفسه ومن يخاف من اخطبوط قابع في اوهامه فليقطع اياديه بسيفه هو لا بسيف غيره .
 
وبالنسبة لجارتنا الاخرى المؤمنة فهذه قصتها طويلة ربما حتى اطول من قصص الف ليلة وليلة وتحتاج لحكواتي ذو خيال خصب قضى جل عمره في الكهوف فهذا برأيي انسب انسان باستطاعته سرد قصصها المملة ، وبعيدا عن الاسهاب في الروايات أنصح هذه الدولة  ومن يواليها ان يدركوا جيدا بان ابتزاز العواطف بدعوى العقيدة المشتركة والمذهب المشترك لم تعد تؤتي اكلها ولم تعد تجدي نفعا لان الشعب العراقي اصبح واعيا لكل هذه الحيل الملتوية ، واعلموا ياجيران الشرق ان مجد سابور ذو الاكتاف لا يعاد على حساب مجد الامة العراقية العريقة .
 
اما الجارة الهاشمية فالكلام عنها ذو شجون ، فهذه جارة السوء امرها عجيب غريب لانها في جميع الازمان والظروف هي دائما المستفيدة من خيرات أرضنا  على عكس العراق الذي كان في كل الأوقات يعاني من هذا الكيان السايكس- بيكوي الممسوخ  ، فلقد بنى هذا الكيان بنائه بدماء العراقيين فكل بيت عراقي تهدم بنوا مقابله  عشرات البنايات وكل شارع عراقي قد سد فتحت لديهم عشرات الشوارع ، فهم بحق كانوا كالجار الذي اقتات من مصائب  جاره  .  
وكعراقي اقولها وانا متيقن بان اغلب العراقيين يشاطروني الراي وهو ان هذا الكيان المحاذي لغرب العراق كان  كالسكينة في خاصرة العراق وظهره  وهو سبب الحروب والكوارث التي عصفت بالشعب العراقي ، واعتقد ان مقبورهم القزم قد وفى بقسمه  حين قال عشية ثورة تموز 1958 كلمته الحاقدة" ساجعل في كل بيت عراقي نائحة" .
 
أما الجارة القومجية وتوأم النظام السابق المقبور في العراق حزبيا وقمعيا ودكتاتورية ً، فلا زال العراقيين  يتذكر أفضالها السنية ووقفاتها البهية ، وكيف انها لم تبخل علينا  بارسال سياراتها المجانية المفخخة وكيف تكرمت علينا بالكرم  البارودي ذو النكهة الدمشقية المميزة و سلال الرمان ( الدفاعي والهجومي) بمصاحبة اصابع الديناميت الحلبي المحلى بالمسامير الادلبية والمنقع بالفتاوي الديرزورية .
نعم ..الشعب العراقي  لم ينسى بعد  بركات مجاهدي وانتحاريي معسكرات اللاذقية ودير الزور الذين دخلوا بلدنا بطرق شرعية جدا جدا وعلى طريقة  شرع بن جبرين وبن كلبان  وباقي المفتين من العوران ، ولم ننسى جميل الاشقاء الجهاديين حين  قدموا لاخوتهم العراقيين يد العون والمدد وساعدوهم في التجاوز على محنتهم  ، نعم.. لم ننسى جميل ومعروف وصنيع الاشقاء في سوريا الضبع عفوا في سوريا الاسد لان العراقيين بطبيعتهم يحفظون الجميل ولابد من رده في الوقت المناسب ،وانشاء الله سنرده لجميع جيراننا يوما من الايام .
 فقط بقى ان اشكر هذه الجارة الخامسة على ايواء رؤوس الاموال العراقية الثقيلة  ولابد لي من ان اقدم الاعتذار  نيابة عن شعبي لتحريك اقتصادكم بعد ان كان راكدا لا حركة فيه.. لاننا نعلم بانكم اصبحتم هذه الايام تشكون لنا من ثقل رؤوس الاموال العراقية التي لم تشهده قاصات مصارفكم المركزية يوما .. فعذرا لكم مرة اخرى.
 
وبقت لنا جارة اوربية شمالية وحقيقة  لا اود ان اخوض كثيرا في سلبياتها  لان الواقع العملي يقول بان مواقف هذه الجارة الشمالية على علاتها وهناتها الا انها تبقى افضل بكثير من باقي جيران السوء في الشرق والغرب والجنوب ، فعلى الاقل لم تتدخل في شؤوننا ولم تصدر لنا هذه الجارة الموت المجاني ولم تتلاعب باقتصادنا كما يفعل جيراننا الجنوبيين الذين يسكنون البوادي ولم تصدر منها فتوى تجيز نحر رقاب العراقيين واستباحة دمائهم كما فعل صعاليك مملكة الفتاوى الدموية ... وبالفعل ان كانت جارة قليلة السوء علينا فتبقى هذه الجارة الاوربية هي من يستحق ذلك .
 
لمن سنصوت ؟؟!!
 
والان وبعد هذه الايضاحات التي عرضتها ويقينا انا لا ازعم باني صاحب الامتياز بكشفتها ولا ادعي (حاشا لله)  باني اول من يطرحها لاني على علم بان غالبية العراقيين ومن جميع الاطياف والنحل ملمين بكل حرف ذكرته عن جيراننا ، لذا فانا اتقدم باقتراع جماهيري وشعبي في العراق يكون مضمونه  :
 
هل تؤيد انتقال  العراق الى اي بقعة في العالم عدا مكانه الذي هو فيه الان؟؟
 
نعم ... ام كلا ؟؟!!
 
ولاكون اول المصوتين واقول نعم، وساصوت لصالح ترك جيران السوء غير اسفين ، وعن نفسي ارضى ان يكون بلدي العراق بين مجاهل افريقيا على ان يكون بين  مجاهل بادية النفاق ... فالمجاهل الاولى تتطور مع الزمن اما المجاهل الثانية فهي تعود بنا للوراء .
 
فماذا انتم قائلين ؟؟!!
 
 
مهند الحسيني
2/06/09
Muhannadalhusynni710@gmail.com
 

6
صدام حسين والبشير رموز للسيادة العربية!!

بقلم : مهند الحسيني
 
أثارت مذكرة اعتقال الرئيس السوداني التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية والتي يرأس ادعائها السيد ( لويس اوكامبو) ردودا واسعة فما بين مؤيد ومرحب وما بين رافض ومندد بها ، والمهم أن القرار قد حظى بترحيب غالبية الشعب السوداني واصفيه بالقرار الصائب ومتمنين بان يكون واقعا عمليا لا مجرد حبر على ورق ولكي يعرف كل مجرم ان هناك عدالة تطاله تسبق العدالة الالهية ، ومن  جهتهم أعتبر  المسؤولين الحكوميين السودانيين بان قرار المحكمة ما هو الا دليلا قاطعا على  الهجمة الاستعمارية الجديدة التي تستهدف سيادة الدول العربية والاسلامية  ( على حد وصفهم ) معتبرين ان البشير هو رمز لسيادة السودان !!! .
ورغم أن مذكرة الاعتقال هذه تعتبر سابقة دولية الا انها بالفعل إجراء  ضروروي ومهم ويجب المضي في تطبيقه على كل من يستغل سلطته كي يكون درسا وتهديدا لكل حاكم سادي تسول له نفسه المريضة بقتل وابادة وتشريد شعبه ، وكما حدث لصدام و ميلوسوفيتش وغيرهم من الطواغيت البشرية  ، وحينها ستشعر هذه الشعوب المقهورة بان هناك رقابة دولية توفر لهم الحماية ، وبالتالي ستقل (وربما تنعدم) ظاهرة انتهاك حقوق الانسان المنتشرة في العالم الثالث تحت مسميات فكرية و دينية او طائفية و عرقية والتي غالبا ما تكون هذه الحكومات الشمولية مسؤولة عن انتهاك حقوق الاقليات والمعارضين لانظمتها القمعية بشكل مباشر او بشكل غير مباشر .
 
مظاهرات التأييد .. امتياز عربي
 
وعودا على موضوع محكمة البشير فان المضحك في الامر ان الرئيس السوداني المتهم بقتل ابناء شعبه وفي نفس اليوم الذي اصدرت فيه المحكمة الجنائية الدولية قرارها القاضي بالقاء القبض عليه سارع باصدار الاوامر لاجهزته المختصة بتعبئة الجماهير اما بطريقة الترغيب او التهديد  ليخطب في هذه الحشود  وسط التصفيق والتهليل والهتاف بحياته من قبل بعض المندسين من اجهزة النظام الحاكم ليوهم المتابعين لشاشات التلفزة بان هذا الفرد محاط بحب الجماهير وبان الشعب ملتف خلف قيادته الحكيمة (!) .
وهذه الصور الكاريكيترية أصبحت رديفة للحكام المستبدين بشعوبهم  فهم يهتمون  كثيرا بتسليط  الضوء على حشود السذج والمنتفعين باعتباره  دليل لا غبار عليه على حب شعبهم لهم ،  فهم يحاولون إيهام أنفسهم بالدرجة الأولى بان هذه الصور المستهلكة والمهازل  ستجعلهم بمنأى عن العدالة ، متناسين سلوكهم الوحشي في قمع معارضيهم والذي اصبح واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار .
وما اشبه الليلة بالبارحة  وما اشبه الحكام العرب في تصرفاتهم الحمقاء ، فالجميع قد شاهد  الرئيس البشير يرقص وحوله الأعوان وبعض البسطاء من طالبي رضى الانظمة وهم يكبرون ويلعنون ( اوكامبو) ومن يقف خلفه (!) ، وهذا المنظر تحديدا ذكرني بالأستعراضات المسرحية التي قام بها صدام حسين نهاية حكمه حيث  كان المتظاهرون الهاتفون حوله أضعاف ممن كانوا  حول البشير ، فالصورة مشابهة حد التطابق  لصورة  طاغية العراق وقاتلهم  من حيث الحشود الهاتفة بحياته وهي تتوعد وتهدد الاميركان والامبرياليين ان غامروا بمس شعرة  من قائدهم المفدى الحبيب ، ومن كان يرى هذه الصور المتلفزة ( من غير العراقيين) يظن لوهلة ان خمسة وعشرين مليون عراقي يهيمون عشقا  بقائدهم الرمز صدام وبانهم سيحموه بفلذات اكبادهم فضلا عن حياتهم ، ولكن ما ان تم اسقاط صنمه في وسط بغداد رأى العالم اجمع الصورة الحقيقية للواقع العراقي الذي حاول ان يزيفه نظام بغداد وقتها ، وهذا هو ديدن جميع طغاة التاريخ الذين يتخفون بحب شعبهم وجماهيرهم  ، وشخصيا اجزم بان  نفس المظاهرات المؤيدة  للرئيس السوداني البشير  سوف تظهر راقصة فرحا ومتمايلة طربا برحيلة عن السلطة بعد تسليمة للعدالة.
فمن السخف او السذاجة ان يصدق الانسان  ان الشعوب العربية تخرج طوعا لمثل هكذا تظاهرات غوغائية ، واحمق كل من يصدق ان هناك حرية في التعبير في دولنا ولو بحدها الأدنى طالما ان الرئيس العربي تجدد له البيعة عن طريق المظاهرات الهوجاء  وينجح في الانتخابات بنسبة 99,999% (!) .
وهناك امر مهم وهو ان  سيادة اي بلد لا تتمثل بشخص الحاكم وزمرته ( مثلما تنعق بعض الغربان المدافعة عن مجرمي الحرب باعتبارهم يمثلون سيادة الاوطان)  بقدر ما تتمثل بكرامة المواطن واحترام انسانيته وتلبية احتياجاته الملحة ، فالمناصب الكبيرة في الدولة هي تكليف فقط وليست تشريف وتقديس لكل من اعتلى سدة الحكم
وكم اتمنى ان يعي هؤلاء الحكام المتخلفين بان السياسة لا تعنى فن التظاهرات الصاخبة والشعارات الكاذبة  ولا تعني حشود الغوغاء الصارخة بـ (( الله اكبر )) بل هي فن الممكن وتوفير متطلبات الجماهير الفعلية وادارة العلاقات الخارجية باحترام قرارات المجتمع الدولي .
 
الحاكم العربي والقداسة الالهية !!
 
من المهم ان يعلم ويدرك سكان العالم العربي  حجم رؤسائهم وزعمائهم وملوكهم ( وباقي المسميات الفضفاضة) الطبيعي والحقيقي وان يبعدوا عن حكامهم  كل هالات القداسة المزيفة فما هؤلاء الحكام  سوى موظفين  في الدولة يثابون في اجتهادهم برفاهية شعوبهم وتطبيق القانون على الجميع ، ويعاقبون باقسى العقوبات في حالة مخالفتهم القوانين واللوائح باعتبارهم قدوة لشعوبهم  في تطبيق القانون . فلا احد فوق القانون بغض النظر عن مكانته ودرجته الوظيفية ، ولكن للاسف ان تراث الحاكمين في مجتماعتنا قد ولد ثقافة ممسوخة ، وهي  ثقافة تجعل من الحاكمين في مرتبة الانبياء والاولياء ولهم  حصانة الهية لدرجة ان أي انسان لا يجرأ على محاسبة حاكمه على الكثير من الاخطاء التي يقترفها هذا الحاكم او ذاك حتى في قرارة نفسه  ،  فالحاكم العربي هو الرمز وهو عنوان السيادة وارواح شعبه من الملايين ماهي الا فداءا له ،لانه يمتلك هذه الاوراح بين راحتيه فان اراد وهبهم الحياة وان اراد غير ذلك ازهق ارواحهم بحركة صغيرة لا يجهد بها ، فالحاكم العربي هو ظل الله على ارضه فاذا مرض مرضت الدولة وتعطلت واذا مات ماتت الجموع بموته ، و لكن الحقيقه هي ان هؤلاء الزعماء ماهم سوى بشر مثلنا وهم لا يفوقونا الذكاء ولا الحكمة ولكن الانقلابات الدموية وسذاجة الجماهير هي من جعلتهم يعتلون سدة الحكم وجعلتهم يتحكمون بمصائرشعوبهم  لعقود طويلة .
 
ازدواجية المعايير
 
يتهم العالم العربي عموما الغرب بازدواجيته وكيله في التعامل مع القضايا العربية  باكثر من مكيال ، في حين ان هذه الازدواجية لا نراها بشكلها السافر الى في مجتمعاتنا نحن العرب وهذه الحقيقة لا تحتاج الى اثبات ولا تحتاج الى دلالات  ، فبعد صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية شاهدت ومن على القنوات الاعلامية المناهضة للقرار صور تظاهرات صاخبة في مدنية غزة الفلسطينية ضد قرار أعتقال البشير, وحقيقةً  مؤسفة هذه الصورة فكيف لمن يدعي المظلومية وهو في نفس الوقت يدافع ويناصر جلاد أظلم من ظالميه  ، ولا اعرف لماذا كل هذه الغيرةعلى شخص  أجرم في حق ابناء شعبه والتغاضي عن الدماء التي ازهقها والاعراض التي هتكها هذا المجرم بمعية زبانيته الاشرار ، وأين كان هؤلاء المتظاهرين المنددين باحالة المجرمين للقضاء حين تمت استباحة كرامة السودانيين ، فهل أن الشارع العربي اصبح عبدا مسيرا للطغاة  وينتفض فقط حين يحال المجرمين الى المحاكم الدولية بعد ان عجزت الشعوب عن محاكمة قتلتها ، ولكن هذا هو حال الشعوب العربية  الذين اصبحوا اسرى لنظرية المؤامرة وحبيسوا شعورهم الوهمي في ان الغرب يكن لهم الكره والعداء بسبب وبدونه ، فبالنسبة لهم ان اي شئ يدور في العالم ماهو الا نتيجة حتمية  لتسيير الغرب ، واستنكارهم لهذه القضية تحديدا ينبع من كون ان القاضي والادعاء العام  يمثله الغرب والمتهم يمثله قائد وزعيم عربي مسلم (!) وبالطبع فأن في عرفهم لا يجوز ان يُحاكم أي عربي مسلم على يد هؤلاء الامبرياليين ومهما أقترف من الجرائم المروعة ،وأغفلوا عن محاكمات نورمبرغ التي حاكمت النازيين والفاشيين وايضا تناسوا  الرئيس الأوغندى و ميلوسوفيتش وغيرهم من الذين طالتهم العدالة الدولية فهؤلاء جميعا لم يكونوا مسلمين او عرب ، أذن لماذا فقط حين يكون الجزار مسلما وعربيا تقوم قائمتهم ولا تقعد  ،فهم  للأسف يبررون للبشير قتله  لشعبه مثلما كان يبررون لصدام قتل العراقيين  ، وهذه العقلية الشاذة  تضع  في مقدمة اعتباراتها  دين القاتل وقوميته  والتي على اساسها تتم ادانته او تبرئته ، اما الضحية فلا وزن له عندهم ولا يقع من ضمن دائرة اعتباراتهم العوراء  ، فلو كان الغرب هم قتلة سكان دارفور لرأيناهم  يصرخون وينتحبون لمناصرة شعب دارفور المسلم ولأرسلت ملايين الرسائل البريدية التي تدعو لمناصرة ( اهلنا) في دارفور ، ولكن طالما ان الحاكم العربى هو القاتل فهم يصمتون صمت اهل القبور ، لا بل تراهم  يدافعون عن القاتل دفاع الصحابة عن رسولهم.
واود هنا ان ابعث رسالة لكل من يتحدثون عن ازدواجية المعايير الغربية  واسألهم : أي بلد عربي  لم يتعامل بازدواجية مع شعبه وهل يوجد هناك مواطن عربي باستطاعته  رفع دعوى قضائية ضد أي شخص مهما كان منصبه في الدولة ، واخيرا هل هناك سابقة تشير بادانة مسؤول عربي لايزال في السلطة ؟؟!! .
وأبسط مثال عن هذه الازدواجية هو  ( عمرو موسى)  رئيس ما يسمى بالجامعة العربية( ارى ان تغير اسمها الى جامعة الحكام العرب هو اصح وادق) ، فهذا الرجل بدلا من يكون مناصرا لقضايا الشعوب العربية اصبح نصيرا للطغاة العرب ، فموقفه المدافع عن قاتل شعبه في السودان لا يختلف كثيرا عن موقفه سابقا مع قاتل الشعب العراقي ، فهذا المنافق لم يندى جبينه لجرائم هؤلاء الحكام الذين يدافع عنهم ولم تهزه كل القيم و المشاعر الانسانية للابرياء الذين تم ابادتهم بدم بارد  ، بل انه صب كل همه للدفاع عن حقوقهم وكان الشعوب لا حقوق لهم بالنسبة له ولامثاله(!) .
وردا على الذين يحتجون بمحاكمة قادة اسرائيل ومحاولتهم ربط تحقيق العدالة بين ما جرى في غزة اوائل هذا العام  وما بين حصل في السودان 2003 فأرى انها مطالبة غير منطقية وغير مبررة ، فعدم  تحقق العدالة فى غزة ليس مبرراً كافيا لعدم تحقيقها فى دارفور او في أي مكان اخر ، والقائل بهذا المنطق كأن لسان حاله يقول طالما ان  الفلسطينيون يعانون في غزة فلاداعي لمحاولة رفع المعاناه عن أي شعب اخر لاقى الظلم والقهر (!) .
اضافة لكل ما ذكر  فان اهل درافور لم يقصفوا الخرطوم بصواريخ عبثية او يتوعدوا حكومتها   نهارا جهارا  بالويل والثبور وعظائم الامور ، وبمحاولة حسابية بسيطة سنرى أن حماقة وطيش وعنتريات حماس هي السبب بسقوط  1200 ضحية من غزة ،  بينما في اقليم دارفور لقى اكثر من ثلاثمائة الف ضحية مصرعه وهجر ما يقارب المليونين شخص جميعهم لا ذنب لهم سوى ان غضب السلطان قد صُب عليهم  ، فيا سادتي هل هناك مقارنة بين هذه الارقام وتلك  ؟؟!! .
 
كلمة اخيرة
 
ان موقف المجتمع الدولي من البشير  هو امر طبيعي وقد نقدره نحن العراقيين اكثر من غيرنا ذلك لاننا لمسنا المعاناة التي عاشها الشعب السوداني عامة والدارفوري خاصة ولاننا عشنا ذات الظروف وذات الاجرام  ، ونعلم جيدا معنى الحاكم الذي يترك شعبه يعيش في ادنى مستوى معيشي وبدون مشاريع تنموية ويجر بلاده لذيل الدول المتاخرة عن ركب الحضارة بالرغم من وجود الثروات ( الزراعية والنفطية ) .. واخر جرائم هذا المتهور حرمان شعبه من الخدمات التي تقدمها المنظمات الانسانية والتي ترعى شعبه بدلا عنه وتحت حجج سمجة منها كتابة التقارير التي تاتي في صلب عملهم ، ونعلم جيدا العواطف العربية المتشنجة والشعارات التي تحيي القاتل وتستهين بالضحية .

و محاكمة الرئيس البشير عن كل أخطائه وعبر أي  جهة تستطيع محاكمته هو مطلب كل انسان حر ولا يقتصر فقط على السوادنيين  ، فهو  واحد من عدة رؤساء عرب دمروا بلادهم وحكموا شعوبهم  بالنار والحديد، وشخصيا اتمنى ان  تطالهم يد العدالة وان يقدموا للمحاكم كمجرمين وكقتلة وكذلك لابد من ادانتهم بجريمة الاستيلاء على السلطة  بالسلاح وبالعنف والدم ، ولتنعم شعوبنا بالطمانينة والاستقرار الذي تفتقده منذ قرون ، وليكون هؤلاء السفاحين عبرة لكل الحكام الذين  يعتدون على شعوبهم بغير وجه حق ، ولنبدأ بما هو صحيح وليس بما هو مقبول .
 
مهند الحسيني
10/03/09
Muhannadalhusynni710@gmail.com

7
هل انتفى  دور الشاعر في المجتمع؟؟!!

بقلم : مهند الحسيني
 
"لا تخش أن تكون شاذاً في آرائك، فكل رأي مقبول اليوم، كان شاذاً يوما ما"
برتراند راسل
 
مقدمة

 
لا اعتقد إن هناك أناس يهوون الشعر أكثر من العرب فهم يتنفسون الشعر ويعتبروه غذائهم الروحي وعماد حياتهم لدرجة إن ما قبل رسالة الإسلام علقت  العرب أشعار فطاحل الشعراء على جدران الكعبة  و سميت بالمعلقات (!) فهذا يدل على تقديسهم للشعر ، و حب العرب للشعراء وشعرهم المبحر في الخيال أعزيه كونهم يقدسون القلب ويمتهنون العقل ويقدمون العاطفة على المنطق ولأنهم أيضا يتكلمون أكثر مما يفعلون وكما ذكر عبد الرحمن القصيبي في أحدى كتبه بأن العرب (ظاهرة صوتية).
وشخصيا لستُ من محبي قراءة الشعر،  ولا أنجذب إلا ما احتوى منه على الحكم والمآثر  و يستهويني الشعر الحر الذي يحاكي الواقع وبعيدا عن المبالغة في تزويق المفردة وتمييعها بحسب قوانين البحور الشعرية المتعددة والمعقدة بدون داع لهذا التعقيد، ولأنني أؤمن بالمقولة التي تقول " أعذب الشعر أكذبه" فاعتقد إن اغلب الشعر هو نتاج الخيال الذي هو بعيد عن الواقع ، ولا أبالغ حين اصف تذوق الشعر هو كمثل التعلق  في الفضاء ما بين السماء والأرض، أو كمن يضع قدماه على أرض رخوة غير ثابتة .
 
مابين الفعل والقول
 
ولا يخفى على الجميع الاهتمام المبالغ به بالشعر والذي توليه جميع القنوات الإعلامية العربية وبكافة إشكالها (( المطبوعة والمسموعة والمرئية )) وبضمنها اغلب المواقع الالكترونية العربية والتي حرصت على لم جموع الشعراء والمستشعرين حتى بات الشعراء أكثر من قراءهم وحتى اصبح الشعر اهم من واقعهم الحياتي(!)،ونشاهد هذه الأيام سباق محموم لنشر الثقافة الشعرية عبر مسابقات عقيمة وهزيلة مثل جائزة شاعر المليون وغيرها من المسابقات التي جل هدفها نشر الروح القبيلة في مجتمعاتنا وعلى حساب  الروح الوطنية وهؤلاء الشعراء تراهم وحتى في أحلك الظروف يلجأون إلى قرض الشعر بكافة أصنافه (( الفصيح والنبطي والشعبي )) والبعض الأخر يتهافت إلى  قراءته وكأن الشعراء  قد قدموا لنا حزمة من الحلول الواقعية لجميع المشاكل التي يعاني منها الفرد العربي (!)، ففي الوقت الذي يتطلب منا الموقف أفعالا تساهم في الرقي العلمي والاقتصادي والاجتماعي  نرى إن البديل غالبا ما يكون عبارة عن بضعة كليمات لا تشبع جوعانا ولا تكسي عريانا .
واسأل هنا ما هو دور الشاعر في المجتمع عدا الخطب الحماسية الرنانة التي لا تقتل ذبابة (( باعتراف احد الشعراء)) وغير  قيامهم في كل يوم إما لتمجيد النهار أو الاستمتاع بوصف الغروب الخلاب أو ربما قرض مرثياتهم المفجعة ومدحهم لهذا وذمهم لذاك ؟؟!! .
والمفارقة العجيبة في زمننا هذا إن كل من ينتقد دور الشعر يصبح كمن يوجه سهامه للتراث العربي بشكل خاص وللثقافة بشكل عام حتى لكأن الثقافة الشاملة اختزلت في قرض الشعر فقط (!) ، فلابد لمجتمعاتنا ألان إعادة النظر في خلق هالات القدسية للشعر والشعراء خاصة وان منهم الكثير لا يبرع في الشعر بدون أن يتسم بالنفاق ،فأغلب الشعراء الذين يكتبون  أعذب القصائد وأرقها هم في حقيقتهم غلاظ القلوب لا أخلاق لهم  ولا تعرف قلوبهم معنى الرقة والتسامح ، وبامكان المرء ان يعرف ما اعنيه من خلال متابعة لغتهم الهمجية  المسمومة التي يردون بها منتقديهم والمختلفين معهم  ، فهم يقولون مالا يفعلون ويظهرون ما لا يبطنون  ، إضافة إلى أن  أكثر الشعراء قد أمتهن الشعر في حين انه لغة إنسانية صرفة لايمكن بأي شكل من الإشكال الاسترزاق منها ، ناهيك عن دور الشاعر العربي في خلق الطغاة وفي صنع طواطم إضافية تضاف لمجموع الرموز الكارتونية التي تملأ صفحات تاريخنا المظلم (( لا اعرف لماذا يصر البعض بتسميته المشرق !!)) .
 أذن علام هذه القدسية لشخصوهم وجعل انتقادهم بمثابة خط  احمر لا يجوز على أي امرئ تجاوزه؟؟!! .
ولنتأمل بترو ٍ وبموضوعية جميع اطر الحياة التي لها مساهمة جادة في الرقي الإنساني ولها دور فعال في الإنجاز الحضاري المتمدن فسنرى أن الشعر والشعراء لم يسـُجل لهم أي إنجاز يذكر في بناء هذه الحضارة لان الأخيرة تحتاج إلى أيادٍ منتجة تبني ما يخدمها، وعقول تنجز ما يفيدها ، فالإغريق لم يترفوا بالشعر والأدب إلا بعد إن بنوا حضارتهم وقدموا للبشرية أفضل الإنجازات العلمية  وهو ما يوافق قول الدكتور طه حسين في نقده للشعر حين وصفه بأنه ليس أكثر من " ترفا ذهنيا" ، وهو بحق وصف دقيق جدا لعميد الأدب العربي  إذ لا يجوز منطقيا تقديم  الأساسيات على الكماليات .
لماذا انتفى دور الشاعر؟
وبرأيي الشخصي  أن الدور الريادي للشاعر قد انتهى في زمننا هذا  فبعد إن كان في ألازمان الغابرة للقصيدة الفاعلية المطلقة بإلهاب مشاعر الجماهير وبعد أن كان الشعر هو بمثابة الأعلام الموجه للرأي العام على اعتبار إن العرب تهوى الشعر وتحفظه وتتناقله ما بين قبلية وأخرى )) فألان وفي زمن الأقمار الصناعية (الستلايت) وبسبب انتشار المؤثرات المرئية والمسموعة أمسى عديم الفائدة وحتى المعنى ، فرب صورة فوتوغرافية بعدسة مصور ذكي لهي أكثر تعبيرا ونطقا  من ألف بيت شعر لأحد فرسان القوافي الملهمين أو رب رواية تنقل واقع (زمكان) معين بشكل دراماتيكي لهي خيرا من ديوان شعري مليء بالمترادفات  وبطريقة مزوقة ومملة  والخ الخ الخ .
وان كان سابقا يعتبر الشاعر المحرك الفاعل للجموع ومسيرها عبر قصائده الحماسية والمهيجة فألان قد انتفى هذا الدور وانحسر في زاوية التعبير عن المشاعر الإنسانية الشخصية والتي ربما لا تعبر إلا عن رؤية الشاعر الذاتية ، وإضافة لهذه النقطتين  هناك نقطة أخرى وهي أن الشاعر سابقا كان فارسا مقداما وسباقا لبقية قومه بما فيها الحروب الضروس وهذه الفروسية والشجاعة من جانب الشاعر ماهي إلا تعبيرا لمصداقيته في تطابق أشعاره مع أفعاله كما هي الحال مع شعراء الجاهلية والإسلام ، أما ألان فقد تجردت من الشاعر صفة الفروسية والإقدام وحتى مصداقية أشعاره أصبحت في خبر كان بعد فك الارتباط مابين القول والفعل وباتت كل الصفات الدونية (( النفاق – الوصولية – التملق – الجبن - الجشع )) هي ملاصقة لـ ((لكثير)) من الشعراء ، وفي أحسن حالات الشاعر في زمننا الحالي فان  واجبه يقتصر فقط بإلهاب حماس قومه وهو قابع في المواقع الخلفية (!) .
 
وقد يقول قائل بان الشعر والشعراء هم الممثل الحقيقي للأدب وللثقافة(!)  وحقيقة لا اعرف لماذا  التعمد والإصرار على اختزال الأدب والثقافة بالشعر منفردا حتى بات الشعر والنثر رديفا وحيدا للأدب بالنسبة للكثير من الأجيال السابقة واللاحقة (!) ، فكما هو معلوم إن الأدب (( الذي هو احد فروع الثقافة)) يحوي المسرحية و الرواية والقصة القصيرة وغيرها من الفنون الجميلة التجريدية والتي فيها من التعبير الواقعي ما يفوق تعبير الشعر الخيالي والمعوم ، ولكن وللأسف لم تأخذ هذه الفروع الأدبية حقها (( الرواية والمسرحية )) ، فالاهتمامات الأدبية   قد انحصرت نشاطاتها على الشعر والشاعر فقط  وربما أن السبب في علو كعب الشعر والشعراء يكمن في الزعامات الدكتاتورية التي تحكم المجتمعات العربية  على اعتبار ان للشعر أسلوب ناجع في التلاعب بالألفاظ والمعنى والذي نسميه في اللهجة العراقية ((الحسجة)) ، ومن جملة الأسباب أيضا هي سايكلوجية المتلقي العربي الذي لا يعترف بالهزيمة والفشل ويتمسك بأي كلمات ترسم له الانتصارات والإنجازات ((والحال ينطبق على الفشل العاطفي والاجتماعي أيضا)) وان كانت وهمية وخيالية.
كلمة أخيرة
وختاما ... بدلا من التركيز على الشعر لابد إن نعتني ونهتم  بالأدب وبكافة فروعه كما هو الحال في الدول التي أخذت قسطا كبيرا من التوجه الحضاري ، وان نعي الثقافة وبمفهومها الشامل والموسوعي والذي أراه الطريق الامثل لمواكبة العصر الصناعي و التكنولوجي والاقتصادي .
وفي مقالي هذا  لا أقف موقف المطالب  بإقصاء الشعر  ولا أحاول إن ابخس الحس الإنساني المرهف للشاعر والبعيد كل البعد عن كيل المديح والذم بحسب اتجاه بوصلة الشاعر العاطفية ، بل ما  اعنيه  هو فقط ترتيب للاولويات التي ينبغي إن نصنفها بحسب منفعة مجتمعاتنا ...أي بمعنى أن وجود الشاعر في حياتنا ومجتمعاتنا مهم ولكن وجود الطبيب والمهندس  والفيزيائي هو الأهم على اعتبار أن الكفاءات العلمية تقدم لنا واقعا ملموسا ، أما الشعراء فهم مجرد كيان كمالي في المجتمع ........ لايزيده ولا ينقصه .
واختم قولي بمثل ما ابتدأته :
هل انتفى  دور الشاعر في المجتمع؟؟!!
 
 
مهند الحسيني10/2/09
Muhannadalhusynni710@gmail.com

8
هل البعث انتماء .... ام ثقافة ؟؟!!

بقلم / مهند الحسيني
 
" من المؤكد ان للاوهام لذه مكلفة غير ان تقويض الاوهام اكثر كلفة "
                                                                             نيتشه
مقدمة
 
بعد مرور عاصفة حذاء الزيدي الصفراء ، وبعد ان عبر اغلب المثقفين العراقيين عن خطا المنهج الهابط الذي اتبعه مراسل البغدادية ، مستنكرة بمجملها هذا التصرف اللااخلاقي وواصفة تبعية هذا الصحفي للمنهجية البعثية الوضيعة، رأينا في ات الوقت صيحات وصرخات استهجان من قبل البعض وهي تستهزا بهذه التوصيفة لشخص الصحفي زاعمين ان البعث قد انتهى امره وولى زمانه وبان تصرف ((المراسل))  هو تصرف وطني مجرد من أي انتماء او ميول وبانه بريئ من البعث براءة الذئب من دم يعقوب زاعمين ان فعلته ماهي الا رد فعل آني غير مخطط له (!) .
ولا اعرف لماذا البعض من المحسوبين على الثقافة أصبحت تثيرهم هذه الايام تهمة البعثنة ، وتراهم يقللون من شانها واحيانا من شان القائل بها بزعم ان البعث قد مات (!) .
ونسوا او ربما تناسوا ((لغايات مبطنة)) ان البعث ليس انتماءا فقط بل هو ثقافة جثمت على العراقيين وعشعشت في عقولهم بعد ان دُرست كمنهج  سقيم في جميع المراحل الدراسية فضلا عن تدرسيها كمنهج اخلاقي في عموم المجتمع العراقي ، وهذه الثقافة كان لها اليد الطولى في اشاعة الخراب الفكري في مجتمعنا العراقي طيلة أكثر من 35 عام ، فكيف لفكر وثقافة دام كل هذه السنوات الطوال ان تموت بهذه السهولة وبدون أي تبعات وتداعيات ؟! ، وقد يجوزأن البعض من العراقيين قد حصن نفسه ضد هذه الثقافة الظلامية ولكن هل يعقل ان يكونوا جميعهم بهذا القدرمن التحصين ، اذا ما اخذنا بعين الاعتباران هناك الكثير من المنتفعين والانتهازيين والجهلة.
فالبعث ياسادتي هو ليس مجرد انتماء تنظيمي أو انتماء إجباري وانما هو ثقافة تربت عليه اجيال واجيال ، وهذه الثافة من اولوياتها الايمان بالعنف وتخوين الاخر ورميه بشتى اوصاف العمالة والخيانة والخ الخ من اوصافهم التافهة والتي تعبر عن تخلف صاحبها وثقافته البعثية الهابطة ، وهذا ما شاهدناه جليا في حدث (الحذاء) العروبي والذي اعاد الكرامة للعرب (!) ، وكيف تطايرت شتى انواع هذه المفردات من هنا ومن هناك ضد كل من اختلف مع ثقافة الحذاء البعثية .
ولكني اعزيه للتخلف الفكري والسياسي والأجتماعي والثقافي الذي ورثه شعبنا من نظام القتلة والمجرمين الجهلة  ؟؟!! .
 

ثقافة التسقيط البعثي

 
وبعيدا عن نشوة الشارع العربي المهووس وبعيدا عن رموزهم وطواطمهم المضحكة  وبعيدا أيضا عن ردود أفعالهم التي تخلو (( كعادتها )) من أي موضوعية ورؤية صائبة ،فمن غير الصعب على أي ملاحظ ومتتبع لمجمل الردود التي تؤيد فعلة الصحفي ليرى بان ردودهم او فلنقل سهامهم المسمومة التي رموها على كل من خالفهم وجهة نظرهم ماهي الا تعبير عن ثقافة البعث الشتائمية التي لا تؤمن بالراي الاخر وتعتقد اعتقادا مطلقا بمقولة (( من ليس معنا فهو عدونا )) مع كثرة استخدام معتنقي هذه الثقافة لمفردة العمالة والخيانة لمعارضيهم !! ، ذلك لان موروثهم البعثي علمهم الدوغمائية واحتكار الوطنية دونا عن سواهم ، فالتفكير خارج نطاق رؤيتهم المحدودة هو مفسدة كبرى فبتصورهم الساذج  هم وحدهم  المكلفين بحماية الأمة وتراثها الاصيل وهم وحدهم الناطقين  باسم الشعب و الأوصياء على غيرهم ممن ينتمي الى هذا الشعب (!) .
واتصور ان الجميع قد قرأ وعبر اكثر المواقع الالكترونية ما خطته اقلام  معارضي افعال ايتام ثقافة البعث ،وقابلها في الوقت نفسه  سيل الشتائم واصناف السباب البعثي لهؤلاء من أصحاب الردود اللامسؤولة وباسلوب شوارعي ضحل عكس بيئة اصحابها والمجتمع البائس التي تعيشه .
وقد قام بعض مثقفي البعث (( من المتتمين له والمتثقفين بثقافته)) وباسلوب رخيص من خلال توجيه اصناف من المفردات البعثية المستهلكة (( عميل - خائن - الخ الخ الخ )) لمجرد اني قد انتقدت ثقافة الحذاء الوضيعة في مقالي الموسوم (( أحذية الحمقى دليل انتصار الديمقراطية في العراق ) * ، فبعضهم قد عبرعن ثقافته السوقية (الممسوخـــــــــــــــة) وتربيته البعثية الهمجية من خلال ردوده الهابطة ،والبعض الاخر كتب مقالا بعثيا بامتياز نشر في حظيرة البعث الاولى (( البصرة نت))** .
 
ومقالي هذا هو فقط اشارة الى ان ثقافة البعث لازالت حية حتى في تفكير معارضي أيدلوجيا البعث ، أضافة الا انني شخصيا لا تضايقني انتقادات هؤلاء ولا اقف على كلامهم كثيرا ، فالمذمة حين تاتي من جاهل متخلف تكون وسام رفيع يستحق ان يفخر به المرء... لاسيما وانها قد صدرت من أيتام صدام ومن موقع بائس مثل (البصرة نت) ويقينا ان اغلب العراقيين يعلم جيدا حجم الكره الذي يكنه مرتزقة هذه الحضيرة لأغلبية الشعب العراقي المؤيدين للتغيير وبأشد النعوت وأقذع الأوصاف ، فالشيعة بالنسبة لهم صفويين مجوس  والسنة مرتدين خونة والكورد عملاء والخ الخ   .
وفوق كل هذا وذاك ان ثقافة (( الحضيض الحذائي )) قد دانها اغلب الاسوياء والمثقفين العراقيين وهذا هو عزائي الوحيد لكل سيول الشتائم والسباب البعثية السوقية التي ردت على مقالي  أو التي وصلتني عبربريدي الالكتروني  .
 
القلم والحذاء فوهة واحدة
 
في مجتمع يمجد وينعق لثقافة السلاح والحذاء ((بعد ان اصبحت هاتان المفردتان هي ركائز اللغة السائدة بفعل التركة الثقيلة للقائد الضرورة)) ، وفي ثقافة تجعل من الفرد يجمع متناقضين (( العنف القاسي والضعف حد الخنوع ))  ليس غريبا ان نرى تاييدا بحجم التاييد الذي حصل عليه حذاء الزيدي من قبل البعض، فالبعث الفاشي ورجالاته المأفونين لم يهدروا استغلال الحدث باعتباره فرصة قدمها لهم مراسل احدى قنواتهم السمجة  كي يرفعوا أصواتهم النشاز ويهبوا لنصرة ثقافتهم التي جبلوا عليها  ولكي يرفعوا شعاراتهم (( الحذائية)) ومادروا بذلك انما هم يعبروا عن نضح انائهم السقيم.
فطريقة تعبيرهم ماهي الا تاييد لثقافة الحذاء وليس تاييد لشخص الزيدي الذي يجهل  99% من مؤيديه من يكون وما ذا يكون وماهي أسباب فعلته الحقيقية فالمهم بالنسبة لهم انه احييى ثقافتهم(!) .
 
فبماذا نفسر تمجيد رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي لحذاء الزيدي واعتبار فعل الزيدي عملا بطوليا جريئا (!)، وهو الرجل القانوني المسؤول قبل غيره ببناء دولة القانون والمؤسسات ، وتطبيق القانون على الجميع ، فيا ترى بأي نص قانوني  ووفق اي اجتهاد فقهي ، فسر الأعتداء على رئيس وزراء الدولة والعلم العراقي في حين انه المعني قبل غيره بالدفاع عنهما ؟ (( كلام بهاء الاعرجي في جلسة مجلس النواب ليوم الثلاثاء 16/12/2008)) .
 
وكيف نصف فعل وكلام مدرب كروي وطني سابق وهو يعلن استعداده لدفع مائة الف دولار ثمنا لحذاء الصحفي الأحمق ؟! ، اما كان الأجدر بعدنان حمد  التبرع بهذا المبلغ لمعالجة الأبرياء  من ضحايا التفجير الأرهابي  في مطعم عبدالله في كركوك والذي سبق حادثة الزيدي بايام قليلة ؟؟!! .
ولكن بالفعل هذه الثقافة ليست غريبة على من كانوا يعيشون على حساب غيرهم من العراقيين ، وليست حالة شاذة من بعض المنتفعين  ، فهذه هي ثقافتهم  وهذه هي ثقافة البعث المنحطة .... ثقافة الحذاء الرديفة لثقافة البندقية .
وحقيقة لا استغرب موقف عدنان حمد ولاعتبارات كثيرة  ، ولكن ما استغربه حقيقة هو موقف من كان يدعي المظلومية ابان عهد صدام والبعث مثل بهاء الاعرجي  (!) ، ولكن ربما ان اثار ثقافة الخراب البعثية هي من كانت وراء موقف الاعرجي  .
 
ثقافة الخراب
 
منذ  تسلط البعث على أرض الرافدين وموطن الابداع في صيف 1968((وما سبقها من احداث دامية في شباط الاسود)) علا صوت القرية والقبيلة على صوت الشعب وأخذ الفاشلون زمام قيادة البلد ، واستبدلت دور العلوم بالخيمة البدوية والسرادق الخطابية،واستعاظ الجلاوزة بقصر النهاية بدلا من قصور المتاحف التاريخية ، وتم القضاء على جميع خصوم البعث وابادة كل ما يمكن ان يهدد سلطته الشمولية، و غـُيبت من وقتها  الثقافة الانسانية و الادبية والسياسية وحلت بدلها الثقافة البدوية التسطيحية والدموية ، فمن ثقافة ((الدينار مقابل الأشعار))  لثقافة  عسكرة المجتمع مرورا  الى ثقافة السراديب والغرف المغلقة والابادة لكل من خالف هذه المنهجية الدموية البائسة مضافا لها ثقافة الحروب العبثية .
ففي  هذه الحقبة المظلمة واجه المثقف العراقي ((الحقيقي))  بناءا ثقافيا مشوها وممسوخا  ، فهو عبارة عن خليط غير متجانس من عدة ثقافات ومدارس فكرية وايدلوجية تجمع ما بين الاشتراكية الوطنية والقومية البسماركية والفاشية والراديكالية المحافظة ، وعبرافكار هجينة تعتمد على قاعدة ثقافية قوامها التخلف الاجتماعي والروحي  والتي هي بحقيقتها متمثلة بحفنة من محدودي الافق والثقافة جمعوا ما بين السياسة والبلطجة، وسعت هذه الثقافة لمسخ كل القيم الانسانية والحضارية لعموم الشعب صغارا وكبارا رجالا ونساءا اطفالا وشيوخا ، وللأسف لم نر الى الان مسعى جاد يحاول ان يقيم هذا الفكر وان يجتثه ويقلعه من اعماق المجتمع العراقي او على الاقل مسعى عملي لتفكيك آلياته، فلا زالت الجماهير تغلب صوت التطرف على صوت العقل وتمجد القوة على الحكمة وتعبترها رجولة وبغض النظر عن اتجاه البوصلة ان كانت متجهة  للباطل او للحق ، فمصلحة الحزب والثورة هو الحق وترديد شعاراته هوالشجاعة وعنوان المفخرة والرد على اعداء الحزب هو قمة الخلق الرفيع (وان كان الحذاء هو الحاضر في ردهم!) .
واقولها وبصراحة ان الجرب الثقافي وتشويه الخلق الانساني قد  استشرى في أغلب اجزاء الجسد العراقي، وما زالت أصوات اصحاب ثقافة العنف البعثي الذين ساهموا بتكريس التشوه الثقافي والاجتماعي وهي تصرخ بصوت عال ولا تسمح لصوت يعلو فوق صوتها . وهذا الاسلوب الفج لا يختلف عن اسلوب النظام البعثي في العراق الذي لم يحرّم فقط على المثقفين حرية التعبيرعن ارائهم التي تتضاد مع افكار الحزب والثورة بل وصل الحال لان  يملي عليهم ما يجب ان يفكرون به ويفعلوه ، فارضا عليهم الآراء والطروحات التي تخدم  مسيرة الثورة  ((والتي يقينا لاعلاقة لها بمصلحة المواطن العراقي ))، والغريب ان حتى عواطف العراقيين ومشاعرهم واخلاقياتهم  قد صودرت وأصبحت رهينة (الريموت كونترول) البعثي بعد ان فرض النظام البعثي سلوكيات شاذة وعممها على العراقيين ومثال على ذلك الزامية حضور حفلات الاعدام الجماعي والتي يكون مكانها غالبا بين الازقة والاحياء الشعبية ، مع مطالبة الجماهير بترديد شعارات الموت لهؤلاء الخونة الفارين من أرض المعركة المقدسة ، فكل عراقي وان لم ينتمي للبعث لابد له من انياب(صدامية) تنهش كل يتعرض لاعداء الحزب والثورة  (!) والويل لمن يذرف دموع الحزن او حتى دموع التثائب لانه ايضا سيكون خائنا اخر يستحق الموت ، ولا انسى ومعي كل العراقيين الذين تحصنوا من لوثات البعث وأمراضه الخبيثة  كيف أصبح الزي الزيتوني وحمل السلاح هو الزي المحبب الذي لا يظاهيه زي اخر (!)  .
والامر الخطير في تطبيق ثقافة الخراب القسرية هي عزل الشعب عن الخارج من خلال  محاولات التضييق عليهم خلال منع السفر ومنع إقتناء  الصحون اللاقطة والجوالات وكل ما من شانه يجعلهم يتواصلون مع محيط العالم الخارجي ، لدرجة أصبح الاجنبي أقرب الى كائن غريب وينظر اليه وكانه جاسوس يريد بنا الشر (!) ، والشئ المؤسف حقا ان عدوى خراب الثقافة قد أصابت بعض أوساط مثقفي الخارج فضلا عن عراقيي الداخل ، وهذا هو السبب في خلق ثقافتين متضادتان في المجتمع ، الثقافة الاولى تنادي (( بدون وعي أو ادراك )) بثقافة البعث الشعاراتية والتي ورثتها وتريد ان تحافظ عليها حفاظ الابن البار لميراث ابيه ، لازالت تنتظر منقذا لها ولا يهمها ان كان جيفارا عبد الناصر او رجل دين معمم استغل مسخ افكارهم  او حتى ان كان بمستوى  (( حذاء منكر)) !! فكلها بالنسبة لهم رموز تستحق ان تعلق في صالونات الحلاقة  وربما حتى في غرف نومهم (!)  ، و الثقافة الثانية تطالب باجتثاث كل الافكار الظلامية القومية منها والراديكالية  .

أمثلة في خراب الثقافة
 
غاليا ما تعتمد الامم المتحضرة لإعلاء شان مثقفيها وعلماءها وادبائها  وفي عراق البعث يقتل أمثال هؤلاء ويشردوا ويصبحوا ملازمين دورهم في منافيهم  خوفا من كاتم صوت يطلقه أحد ربائب ثقافة البعث والعنف ، والكارثة ان العلماء والادباء  حل محلهم انصاف المتعلمين من الحزبيين المتمنطقين بالاسلحة و بالثقافة البعثية الهجينة ممن حملوا الشهادات ( ان وجدت) والدرجات المتميزة في الوقت الذي لم يدخل واحد منهم لأي محاضرة طيلة الموسم الدراسي حيث كانوا يقبعون في اوكار مايسمى باتحادات الطلبة التي وظيفتها الوحيدة مطالبة الطلاب لان يعتنقوا افكارهم الهدامة ، وحيث كانوا ملازمين منهجهم العفلقي وتحيتهم هي التحية الرفاقية  ونشاطهم البطولي هو الوشاية وكتابة التقارير الكيدية (!) .
 
وأسال هنا :
 
ترى ماذا يكون مستوى العلم في العراق البعثي اذا  كان عريف جاهل في الشرطة يتولى ستة أرفع  مناصب في الدولة ثلاث بضمنها مناصب علمية (( منها وزارة التعليم العالي ورئاسة هيئة المهنسين العراقيين و التصنيع العسكري)) ، فكيف كان يحاور هذا الامي الغير متعلم  عمداء الجامعات ؟؟ وكيف يقيم العمل الاكاديمي وهو الذي عمم كتاب رسمي في المؤسسات التي يتراسها بعدم استخدام أي مصطلج اجنبي امام أي مسؤول ، لانه وفي احد الاجتماعات مع المدراء العامين سال عن سبب توقف احدى المحطات عن العمل واجابه حينها احد المهندسين الجالسين وبالانكليزية (( استخدام اللغة الانكليزية في عرض المصطلحات العلمية هو امر  جدا طبيعي ولا علاقة له بالعمالة للاجنبي)) ))  بان السبب هو الـ( Steam) فما كان من هذا المسؤول الرفيع  الا ان طالب جميع الجالسين بان يلموا كل (البخار) من الاسواق المحلية (!!!)) ، وبتردد وبصوت خفيض أخبره احد المسشتارين  بان المقصود  من الـ ( Steam)  هو البخار (!) ، وماكان من هذا الامي الا ان وبخ المهندس المسكين وبعدها تم تعميم  امر يقضي بعدم التداول بالمصطلحات الانكليزية مع السادة المسؤولين (!) .
وأين الابداع الثقافي والاعلامي اذا كان عدي المعتوه نقيبا للصحفيين ونائباه احدهما لايمتلك شهادة متوسطة والاخر كان قوا............... ؟؟!! .
 ففي الوقت الذي كان غوبلز في المانيا النازية يتحسس مسدسه حينما يسمع كلمة ((ثقافة)) كان في العراق البعثي يتحسس نقيب الصحفيين حذائه (!) ، وحقيقة لا اعلم كيف لمثقف ان يتناقش او يختلف معه  معه وهو مهدد بفردتي حذاء نقيب الصحفيين الايطالية الصنع  ؟؟!! .
وأي ثقافة ترتجى في بلد اصبح فيه عبد الامير معله صاحب الايام الطويلة رئيسا لاتحاد الادباء العراقيين ، هؤلاء الادباء الذين اتحفوا القارئ العراقي بالاف الروايات من وحي والهام (( قادسية صدام وام المعارك )) والتي تمجد القتل والعنف وساهمت في تفجير النزعات السادية للفرد العراقي .
وأي مجتمع مثقف هذا الذي يرتضي ان تسود فيه الروح القبلية والعشائرية التي اعادت الدماء لمنهج الفصل العشائر على القيم المدنية والحضارية والمتمثلة بسيادة دولة القانون .
 فهل لزام علي (لكي اتحذر من تهم رمي العمالة  وشتائم مثقفي البعث) بان اعترف بثقافتهم تلك التي تعتبرعبد الرزاق عبد الواحد و فلاح عسكر وخضير هادي (( صاحب اختراع عليهم .. عليهم))  هم اعمدة الثقافة العراقية ورموزها  ؟؟!!.
 
 
كلا والف كلا  يا مثقفي البعث  ...وساقولها الى يوم يبعثون : لكم ثقافتكم ولنا ثقافتنا
 
وان كان خروجنا من العراق في اثناء حكم قائدكم هو ارتماء في احضان الامبريالية والغرب فأراه هو خير من إعتناق ثقافتكم الدموية والشتائمية المبتذلة ، ومبارك لكم كرامتكم التي اعادتها  فردتي حذاء .............يا مثقفي البعث .
 
مهند الحسيني
20/12/08
muhannadalhusynni710@gmail.com
 
 
 
 
هوامش:
 
* أحذية الحمقى ... دليل إنتصار الديمقراطية في العراق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=0&aid=156641
 
** ردا على مقالة العميل مهند الحسيني بموقع اضواء العراق
احذية الحمقى... دليل انتصار الديمقراطيه في العراق
http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/1208/qayath_171208.htm
 

9
أحذية  الحمقى ... دليل إنتصار الديمقراطية في العراق

بقلم : مهند الحسيني
 
 
مقدمة
 
يحكي أن أحد الصيادين فى الغابة كان إذا خرج للصيد حبس كلبه في بيته , و لكن الكلب كان يضيق بذلك فيصعد إلى سطح البيت و ينبح كما شاء ، و كانت متعته الكبرى أنه إذا رأى الأسد سائرًا امام باب المنزل  فيسارع بالصعود لسطح الدار ويشتم الأسد بأقذع الشتائم ويرميه بالاحجار, لعلمه باستحالة وصول الاسد اليه فباب البيت موصد باحكام  وشبابيكه مغلقة , وتكررت شتائم الكلب واحجاره للأسد, وفي يوم من الايام نظر إليه الأسد باحتقارو قال له : اسمع أيها الكلب , والله أنت ما شتمتني ولا ضربتني , ولكن من شتمنى  وضربني المكان الذى تقف فيه .
 
بعد الذي حصل  يوم امس في المؤتمر الصحفي الذي عقد في رئاسة مجلس الوزارء حين قام  صحفي أرعن بفعل يخلو من اي خلق انساني برميه الحذاء على الرئيس الامريكي بوش ظنا منه ان هكذا عمل يعتبر شجاعة ومفخرة تحسب له ، أرى ان هذه الحكمة القديمة تنطبق قولا وفعلا على مراسل البغداية (( منتظر الزيدي)) ، فلقد تناسى انه بفعلته هذه قد برهن للعالم اجمع بان بوش نجح فعلا بنشر الديمقراطية في دولة الستار الحديدي ولم يفشل كما يزعمون وينعقون غربان لاشر ،فهذه الديمقراطية هي المكان الذي اعتصم فيه الصحفي وجعلته يقوم بفعله المشين وبكل اريحية .
فربما نسى صحفي البعث المقبور سابقا والبغداية حاليا بان في عهد سيده السابق كان   سؤال الصحفي يقدم سلفا لحضرة المسؤول حيث لايجرؤ الصحفي على النظر في عين أي مسؤول في الدولة ومهما صغرت حجم مسؤولياته .
وان كان هذا المنتظر الزيدي شجاعا لماذا لم يفعلها مع الطغاة الذين ملئوا العراق من جنوبه لشماله بالمقابر الجماعية  والجثث المذابة  بالاسيد فاين كانت كرامته وغيرته وقتذاك ؟؟!! .
قد نعرف لماذا لم يفعلها الزيدي وامثاله .. لانهم لايجهلون قسوة جلاوزة وزبانية العهد الدكتاتور تجاه من يفعل معشار فعلته .
أذن اليس هذا اعترافا من هذا المستهتر بان هذا العهد هو عهد الحرية وعهد الديمقراطية ؟؟!! .
 
واود ان انوه بان مقالي هذا هو ليس الدفاع عن الرئيس الامريكي كما سيفهمها محدودي الفهم وبعض السعادين الكارتونية، وكلامي هذا ليس  دفاعا عن مساوئه التي ا ُقترفت في العراق بعد التغيير، بل هو مجرد ايضاح لمجمل ما حدث يوم امس وبعين موضوعية وبعيدا عن الشعارات والصراخ والزعيق وبعيدا عن سلب الوطنية من هذا والتمجيد لذاك  .
فما رايناه كان امرا غريبا ولكن الاغرب هو ردود الافعال لعموم الشارع العربي وحتى بعض الشارع العراقي ، فالبعض اخذ يـُمجد بفعلة هذا الارعن ويعتبرها عملا اسطوريا ، واخر اخذ يتغنى بحذاءه ويطالب بتغليفه،ولكأن هذا الحذاء قد حرر قدس اقداسهم  .... فيا لتعاستهم اذا كانت قدس اقادسهم تـُحرر باحذية الحمقى والموتورين (!) .
وحقيقة حفلة القردة والسعادين التي اقامها انصار الزيدي سواء من الاعراب أومن بعض العراقيين لم تفاجأني كثيرا لاني اعلم جيدا ان عقلية المواطن العربي لازالت ترزح بالمواريث البدوية الساذجة حد الفطرة ، فبعد تفكير هؤلاء البدو لا يتعدى بعد انوفهم ، ولانهم لا ينظروا لغير الجانب الظاهر اما باطن الامور فهم بعيدون عن ادراكها او بأقل تقدير تحليلها ودراسة جوانبها الاخرى .
فهم للأسف لم يضعوا نصب اعينهم كل القيم الاخلاقية العربية والاسلامية ((التي يتبجحون بها )) والتي تصرف مراسل البغدادية بعكسها تماما ، بل بالعكس اعتبروها رجولة وشجاعة ما بعدها شجاعة (!).
وكذلك اغفلوا عن انعدام المهنية لشخص يفترض به ان يطبق مهنيته بحذافيرها ، وراح يتصرف كما يتصرف القبضايات ورواد المقاهي الرخيصة  ، لانه عكس بهذا التصرف  بيئته الشوارعية.
والامر الاخر انهم لم يركزوا او ان يلمحوا (( ولو ايجازا)) بخيانة هذا الصحفي لامانته المهنية حين استغل الترخيص الممنوح له بالدخول الى المؤتمرات الصحفية والتي فيها مسؤولين ذو مناصب حساسة ورفيعة ، وكان من المفروض ان يحترم  ما أؤتمن عليه بحكم وظيفته ومهنته الصحفية .
واعتقد  بانه كان الاجدر بالزيدي  ان يحرج بوش بالكلمة وبعمق السؤال الدال بدلا من انتهاجه لهذه المنهجية البربرية والمتخلفة ، فاحراج الرئيس الامريكي بالسؤال عن الصحفيين الذين قضوا على يد جنوده هو خيرا من حذائه التي هوى بها عليه ،وتبيان حقيقة ما يحدث في العراق من خراب على يد بعض العفالقة والارهابيين هو أفضل من القفز على المسببات .
 ولكن هذه هي اخلاق من تتلمذ على يد الرفيق لقاء مكي والرفيقة حميدة سميسم ((يرجى البحث عن مواقف هذه الاسماء في محرك البحث   لكي يعلم القارئ جيدا بأي منهجية تتلمذ منتظر الزبيدي)) ، وهذا هو حال من تربى على ثقافة الـ (( قندرة)) البعثية ورضع من منهج (( اطرك اربع طرات )) .
رقص الاعلام العربي  وعهرمحامي الشيطان
 
لو نعرج على الاعلام العربي بعد أن شاهدنا رقصه العاهر وحفلة هز الارداف وهو يلوك بصور هذه الحادثة لوك البعير للشوك ، فبعد ان تخلصنا من فتنة الفضائيات العربية التي وقانا الله شرها ، وبعد ان اختفى الشأن العراقي الذي كان يتصدر نشرات اخبارها ، عادت الينا من جديد حليمة بعادتهاالقديمة ولكن بصورة اخرى حيث توقفت اخبار الدنيا كلها ولم يبقى لهم من الاخبار سوى اهانة  منتظرالزبيدي للرئيس بوش ، وجعل منها الاعلام العربي حادثة ينتقصون بها من الحكومة العراقية ، ولم يدرك هذا الاعلام الاعور بان الاهانة كانت موجهة لشخص الفاعل حصرا  قبل الاساءة للحكومة العراقية والرئيس بوش .
وقد تزامن الهيجان الاعلامي العربي  مع نخوة محامي الشيطان (( خليل الدليمي)) حين سارع  للاعلان عن دفاعه لرفيقه الصحفي وبمعيته مئة ((جحش عربي)) من اتحاد الصحفيين العرب من امثال عطوان والمصفر والبكري والخ الخ الخ ،من  الذين ينتظرون مثل هكذا حفلات كي ينهقوا بالشعارات القومجية المستهلكة  ويجعلوا من مراسل البغدادية شهيدا جديدا يضاف لجموع شهداءها النافقين ...... وما اكثرهم في عالمنا العربي .
تصرف شخصي ام امرا دبر بليل ؟؟!!
أن  ما حصل ان دل على شئ انما يدل على اخلاق صحفي البغدادية واخلاق هذه المحطة المشبوهة لاسيما اننا نعلم جيدا بان صاحبها هو المدعو ((عون حسين الخشلوك )) ولمن لايعرف هذا الاسم فهو بعثي للنخاع وشخص مخابراتي من الدرجة الاولى  وعلاقاته مع اجنحة ماتسمى بـ ((المقاومة الشريفة )) هي علاقات غير خافية .. وهنا يتبادر في ذهني مجموعة اسئلة  :
 
هل ان منتظر الزيدي قد غرر به من قبل بعض اساطين الاعلام العربي ومنهم صاحب البغدادية لقاء مبلغ من المال او وعود بالنجومية الصحفية  ؟؟!!.
 
أو هل ان هذا المخبول المنتظر لم يتحمل رؤية من حطم عرش الطغيان الصدامي في العراق الجديد بعد ان تراءت امامه صورة قائده الضرورة وهو يتدلى بحبل العدالة الالهية ؟؟!!
أم ياترى ان الديمقراطية قد أزعجته وجعلته يحن لايام دكتاتورية البعث ورجالاته المافونين؟؟!!
او قد يجوز انه واحد من تيار خالف تعرف (( واقصد به تيار كلا كلا اتفاقية )).
 
فما حدث امرا لابد من الوقوف عليه ولايمكن ان يمر مرور الكرام ، فهذه الفعلة لاتختلف كثيرا عن الارهاب الذي نعاني منه كعراقيين  ، فمن المحتمل ان رمي الاحذية هو اجتهاد سلفي حديث أو ربما هي اشارة ألمعية لتفخيخ الاحذية القذرة ورميها على الابرياء مستقبلا ، بعد ان أصبح رجال ونساء التفخيخ بخبر كان وانتهت حفلتهم الارهابية في العراق  ؟؟!!
بيان بعثي صادر من البغداية
في الوقت الذي استنكر فيه  مرصد الحريات الصحفية في العراق تصرف مراسل قناة البغدادية تجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش، واعتبره "غير مهني وبعيد عن الروح الصحفية"، مبينا أن سلوك الصحفي في حياته الخاصة لا ينبغي أن ينعكس على حياته المهنية وأن المراسل كان بإمكانه الاحتجاج على العديد من الاسئلة لإحراج الرئيس الأمريكي، دون أن يستخدم طريقة رمي الأحذية التي لا يمكن وصفها إلا بأنها معيبة ومشينة". ، اطل  علينا مذيع قناة البغدادية  وهو يتلو بيانها بنبرة لا تختلف عن نبرة مذيعي العهد البائد  في تلاوة البيانات العنترية (( ها خوتي ها..عليهم )) ، وظننت لوهلة انه سوف يعلن عن عدم مسؤولية قناة البغدادية من فعل مراسلها الهمجي ((كجانب مهني واخلاقي )) ولكن ما اثار استغرابي ان البيان قد طالب وبكل صلافة ووقاحة الحكومة العراقية  بالإفراج الفوري عن مراسلها  منتظر الزيدي ، مبررا فعل مراسلها بانه يندرج  ضمن حرية التعبير والديمقراطية (!) ، ولااعرف كيف فاتهم ان يطلبوا من بوش الاعتذار أو ان يجبروا الحكومة العراقية في بيانهم البعثي على تكريم الصحفي باقامة نصب تذكاري لحذاءه من الذهب الخالص (!) .
 وحقيقة استغرب لتبرير قناة البغدادية بحرية التعبير والديمقراطية ، فهو عذر اقبح من الفعل نفسه ، لان حرية التعبير لها حدودها والديمقراطية لا تبرر إهانة أي شخص بهكذا طريقة متخلفة لاسيما وان منطق الحرية السليم يقضي بانتهاءها عند التجاوز على الغير ، وهذا التبرير الساذج قد ذكرني بقصة طريفة وقعت احداثها في عشرينيات القرن المنصرم ، فبعد ان بشر الانكليز العراقيين بالديمقراطية وقامت الدولة العراقية الحديثة  ، أصدر قاضي في احدى المحاكم الجنائية العراقية حكما بالشنق على مجرم قتل ثلاثة اشخاص ، واخذ هذا المجرم القاتل بالصراخ والعويل  باعلى صوته وهو يعاتب القاضي ويقول له  " هي هاي الديمقراطية مالتكم ؟؟!! " .
واتصور ان بيان البغداية وتبريرها الاحمق لا يختلف عن تبرير المجرم سوى انها محطة اعلامية -  ثقافية -  سياسية يفترض ان تكون مواقفها محسوبة على اساس مهني حضاري .
كلمة اخيرة ..
كلمتي الاخيرة اوجهها لكل من اعتبر (( رمي الاحذية)) هو عمل بطولي حيث اقول لهم ان مافعله بطلكم الورقي المزعوم هو استبدال الكلمة بالحجر ، ولم تكن يوما الرصاصة هي دلالة الانتصار،  فالصحفي سلاحه القلم  ، ورايته هو إبراز الكلمة الصادقة والمعبرة ، ولا يمكن لصحفي شريف بأي شكل من الأشكال ان يستبدل سلاح القلم الجرئ والهادف برصاصة غادرة طائشة  لانه حينها يعبر عن افلاسه الثقافي وعجز قلمه عن قيامه بواجبه الصحيح ...و قالوها قديما :
 
" رب قول أنفذ من صول "
 
 
 
مهند الحسيني
15/12/08
muhannadalhusynni710@gmail.com

10
مثال  الآلوسي .. بين نزاهة القضاء و جهل الأعضاء

بقلم : مهند الحسيني
 
 
أقرت المحكمة الاتحادية يوم الاثنين المصادف 24/11/2008 وبشكل نهائي لايقبل الأستئناف  نقض قرار مجلس النواب القاضي برفع الحصانة عن السيد مثال  الآلوسي على خلفية حضوره مؤتمر لمكافحة الارهاب الدولي والذي عقد مؤخرا في اسرائيل  ،واعتبرت المحكمة الاتحادية العليا  ان قرار البرلمان يعد لاغيا وبأن قرارها الصادر  اصبح ملزما وواجب التنفيذ .
وقد  اكد الخبير القانوني ومحامي النائب مثال الآلوسي السيد  طارق حرب في حديث لوسائل الأعلام بإن جلسة المحكمة الاتحادية التي عقدت يوم الاثنين  كانت بمثابة إعلان لختام المرافعة وإصدار قرار الحكم من المحكمة الاتحادية العليا، والذي تضمن إلغاء قرار مجلس النواب بكل ما ورد فيه موضحا بأن الحصانة عادت رسميا إلى النائب مثال الآلوسي، بعد الغاء جميع القرارات المتعلقة برفع الحصانة، وبما يخص ايضا  منعه من  السفر وأمور أخرى قد اتخذت بحقه .
 
بين نزاهة القضاء و جهل الأعضاء
 
بهذا الحكم العادل للمحكمة الاتحادية العليا  أُثبت للجميع بان القضاء العراقي هو بالفعل قضاء مستقل ونزيه ولا يخضع للتأثيرات الحزبية المسيسة وبانه فوق الميول والانتماءات .
 
و بعد هذا الحكم الصادر من اعلى جهة قضائية عراقية من حق كل عراقي  بان يعيد حساباته بالثقة الممنوحة لممثلي الشعب ، فحجب الثقة عن مثال الآلوسي هو دلالة بان اعضاء البرلمان العراقي  الذين طالبوا باسقاط حصانة السيد مثال بانهم ليسوا سوى جهلة قاصرين في فهم وادراك دستورهم الذي سنوه بانفسهم وايضا هو دلالة على عجزهم في تدبُر النظام الداخلي لمجلسهم والا كيف انهم يقروا امرا وبعده تنقض قراراهم مؤسسة قضائية معتبرة مثل المحكمة الاتحادية ؟؟!!.
وبدلا من ان يغطي اصحاب هذه الفعلة الدنئية رؤوسهم خجلا  من فعلتهم خرج علينا احد فرسان السقيفة الجديدة النائب قيس العامري بعذر اقبح من فعل وهو يشكك في قرار المحكمة معتبرا بان هذه المحكمة هي محكمة لاغية وغير دستورية وبان البرلمان العراقي غير ملزم بقبول قرار المحكمة العيا  !!! .
وهنا فقط اقول لهذا النائب وغيره ممن اقضت مضاجعهم صراحة وشفافية السيد  مثال الآلوسي :
 
اذا كانت المحكمة الاتحادية العليا هي غير دستوية  من وجهة نظركم فهذا يعني بان جلوسكم على كرسي ممثلي الشعب هو جلوس  غير شرعي وغير دستوري .
والاولى بكم يا نواب الغفلة ان تحلوا مجلسكم الكارتوني هذا وان تتركوا المجال لحكومة دولة رئيس الوزراء لكي يعمل بما يراه صائبا لحين الانتخابات البرلمانية القادمة والتي موعدها بعد عام من الان ، وبذلك تريحونا كعراقيين من صخبكم ومن مراهقتكم السياسية وترحمونا من ما يحصل في برلمانكم الورقي ومن انعكاساته السلبية التي تنعكس على الشارع العراقي والذي من آثاره تصاعد وتيرة الارهاب والعنف وتدني الخدمات اضافة للعراقيل التي يضعها  بعض البرلمانيين امام عربة  الحكومة والتي هي ليست بدافع وطني بقدر ما هو انتصاف وانتصارا لتكتلاهم ولاحزابهم  .
فمجلس النواب العراقي لم تتوحد كلمته طيلة هذه السنوات الثلاث الا في امرين فقط  ، الاولى كانت  في  اقرار قانون رواتبكم ومخصصاتكم  والثانية عبر اجماعكم المهين على رفع الحصانة عن النائب مثال الآلوسي ، وللأسف ان هاذين الامرين هما خارج نطاق المصلحة الوطنية التي تدعوها علينا.
وهنا لابد لي من أن اسجل استغرابي بانه كيف لكم كـ ((برلمانيين)) تطالبون باحترام دولة القانون وانتم يا من تشرعون القوانين لا تحترمون قرار صادر من اعلى جهة قضائية عراقية ؟؟!! .
وهل ان المحاكم والقضاء وضعت فقط لكي تسن القرارات التي تناسبكم وبعكسها تصبح المحاكم غير شرعية تنقصها الدستورية ؟؟!! .
واود هنا ان اسجل معلومة بان اكذوبة ((عدم شرعية المحكمة الاتحادية العليا)) لم يقول بها سوى اعضاء التيار الصدري العبثي  قبل اسبوع وعلى لسان ((البلطجية المعدان )) نصار الربيعي وعقيل عبد حسين  ، وبالامس حينما  اتحفنا هذا النائب المدعو قيس العامري في معرض رده على سؤال وجه له من قبل مراسل قناة الحرة بخصوص رفع الحضر عن النائب مثال الآلوسي .
 
اسئلة مشروعة
 
من حقي كمواطن عراقي ان اوجه اسئلة مهمة لما يسمون بممثلي الشعب ولمن اخذته حميته ضد مثال الآلوسي محاولا ابعاده عن العملية السياسية أما حسدا او خوفا ممن لا يخاف في قولة الحق لومة لائم :
 
هل تورطت ايادي الآلوسي بدماء العراقيين الشريفة ؟؟!!
هل تقاعس عن حضور جلسات البرلمان ؟؟!!
هل ارتبط اسمه بالفساد الاداري والمالي ؟؟!!
 
أين هي حميتكم المزعومة ضد جميع قوى الارهاب والفساد ؟؟!!
ماذا فعلتم بحق القتلة الذين يجلسون بينكم من امثال المجرمين  مشعان الجبوري  وناصر الجنابي  واخرين ممن وجدت في منازلهم السيارات المعدة للتفجير ؟؟!!
وأين هو موقفكم من قاتل نجلي السيد مثال الآلوسي ( أسعد الهاشمي) والذي بفضل اياديكم المصوتة بـ (نعم ) قد جلس على كرسي وزارة الثقافة وأصبحت لديه الحصانة ليستغلها في قتل الابرياء من العراقيين ، وانتم تعلمون بانه ليس اكثر من مجرم أرهابي  ؟؟!!
وماذا فعلتم بحق من سرق اموال العراقيين من امثال الشعلان  وايهم السامرائي الذين يتمتعون الان باموال العراقيين ويبذخون بها ؟؟!!
وأين هي احتجاجاتكم على اعضاء برلمانيين جعلوا من انفسهم اداة وضيعة بيد دول الجوار اضافة لغيابهم المطلق عن حضور جلسات البرلمان  من امثال علاوي وفلاح النقيب وغيرهم الكثير ؟؟!! .
 
اليس من العار عليكم ان تكيلوا بمكيالين ؟؟!!
 
 
الى من طبل وهلل برفع الحصانة
 
وكلمة اخيرة اقولها لغير البرلمانيين ولمن وصفوا السيد مثال الآلوسي بصفات لا تليق الا بشخوصهم البائسة  :
 
هاهي المحكمة الاتحادية العليا هي من كذبت دعاواكم  وهي من فندت كلامكم وليس انا او غيري ، فهل عرفتم الان بانه كان صاحب حق وبان مافعله هو شجاعة وليس صلفا مثل ما ادعيتم  ؟؟!! .
 
واعلموا بان كل ضجيجكم هذا ومحاولة التشويش على سمعة  السيد مثال الآلوسي التي اعتمدتموها في مقالاتكم المحرضة ضده  قد اتت جميعها بنتائج عكسية وصبت  لصالح النائب الآلوسي  بعد ان زعمتم بانه قد مات سياسيا ووطنيا  ، فهاهي شعبيته اليوم قد اخذت بالازدياد ومكانته الوطنية قد ارتفعت بين العراقيين ومن كل الاطياف لانه لم يتخذ من الطائفية السياسية له منهجا بقدر ما كانت الوطنية هي منهجه وبعيدا عن الانتماءات الفئوية الضيقة ، وبالمناسبة شعبيته لم ترتفع فقط محليا  بل حتى  دوليا وذلك بعد ان رشحه برلمان الاتحاد الاوربي بوسام رفيع المستوى وهو وسام (زاخاروف) والذي قد ناله سابقا نيلسون مانديلا وغيره من الشخصيات السياسية الرفيعة والمرموقة .
 
سادتي الأفاضل .... ليس عيبا ان نعترف باخطائنا ولكن العيب في ان نستمر بهذه الاخطاء وتاخذنا العزة بالكذب على الاخرين .. لاسيما وانكم تعلمون جيدا وتدركون بانكم تكذبون على العراقيين باسم الوطنية وغيرها من الشعارات المستهلكة .
 
مهند الحسيني
muhannadalhusynni710@gmail.com

11
رحلة حوارية مع المفكر العراقي المبدع  د.عبد الخالق حسين



أجرى الحوار : مهند الحسيني


هكذا عرفت .. د. عبد الخالق حسين

هادئ ... متواضع ... صلب ... صريح ... لديه فكر من نوع متميز ، فكر من نوع أخر يميزه عن غيره من المثقفين والكتاب ، صاحب كلمة صادقة .. قوية شفافة وواضحة ، فهو مثال للمثقف الحقيقي الذي تنطبق عليه هذه الصفة وبكل ما تحمله هذه الصفة من معنى . 
إطروحاته جريئة وتحمل الواقعية وبعيدا عن منطق شد الهمة و (( ها خوتي ها.. عليهم )) ، يحمل  الفكر النير والثقافة الرصينة ولديه أسلوب سلس في توصيل فكرته للمتلقي ، ومن خلال أكثر مقالاته القيمة أعتمد على أسلوب المكاشفة ومبدأ النقد الذاتي البناء والذي طالما عبر عنه مبدعنا بالـ (( رجات الكهربائية)) ، وتميزه يكمن في انتقاءه الصائب للكلمات والهدف والمحاور التي يطرحها . . بذل الكثير من الجهد عبر نتاجاته الثرية والتي أخذت من وقته ومن صحته الشئ الكثير ، فلم يدع شانا عراقيا لم يتطرق إليه ولم نجد محورا مفصليا يخص الشأن العراقي دون أن نرى بصماته  ودوره في التحليل الرصين وعرض الحلول الواقعية ،  وقد يختلف معه البعض ... ولكن من غير الممكن أن يختلف معه الكثير ، ويكفي مبدعنا فخرا أن له أرضية جماهيرية واسعة ومؤيدة لمجمل إطروحاته في الشارع العراقي المثقف والتي  يحسده عليها الكثير من ساستنا.
ضيفي هذه المرة هو احد أعمدة الثقافة العراقية الحديثة والذي من خلاله سوف نغوص في أعماقه  لنستقي منه خلاصة سنوات جهده  وما يحمل من فكر وهموم  ... ضيفي هو الأستاذ الفاضل د.عبد الخالق حسين ، أهلا بك معنا أستاذ عبد الخالق حسين  :

- عبد الخالق حسين : في البدء، أتقدم لكم بالشكر الجزيل على دعوتكم الكريمة لي في إجراء هذه المقابلة،  وحسن ضيافتكم في توفير الفرصة لإيصال أفكاري إلى القراء الكرام، وأرجو أن أكون عند حسن ظنكم جميعاً .

- مهند الحسيني : دكتور حسين قبل أن ندخل لمحور السياسة هل لك أن تعرفنا بالبطاقة الشخصية لعبد الخالق حسين ؟؟!!
عبد الخالق حسين : من مواليد قضاء الفاو، محافظة البصرة، أكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة في الفاو، والإعدادية في ثانوية البصرة- عشار، تخرج من كلية الطب في الموصل عام 1968 ، ثم دبلوم جراحة من جامعة بغداد عام 1977.
غادر العراق إلى بريطانيا عام 1979 للتخصص والتدريب في الجراحة، حصل على شهادة الزمالة  FRCS من كلية الجراحين الملكية البريطانية في كلاسكو/سكوتلاندة عام  1980 ، مارس مهنة الجراحة في بريطانيا لمدة عشرين عاماً إضافة إلى عشر سنوات تدريب وخدمة في المستشفيات العراقية، تقاعد مبكراً لأسباب صحية عام 1999 وتفرغ للقضايا الفكرية والسياسية التي كان يهواها منذ التعليم المتوسط . نشر مئات المقالات والبحوث عن القضية العراقية والقضايا الفكرية والترويج للديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان، وثقافة التسامح والتعددية، في الصحف العراقية والعربية ومواقع الإنترنت. شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الفكرية  واللقاءات التلفزيونية والإذاعية، دفاعاً عن حقوق الأقليات والديمقراطية وحقوق الإنسان. يؤمن بالعلمانية والديمقراطية والليبرالية، مع احترام الدين وذلك بعدم زجه في وحول السياسة.
المحور العراقي :

- مهند الحسيني : ونحن في عراق جديد يدعي القيمون عليه شيوع  المناخ الديمقراطي الشفاف ، ما هو موقفك مما فعله أمراء الطوائف مع السيد مثال الآلوسي مؤخرا تحت شعارات قومجية صرفة ؟

عبد الخالق حسين :  فيما يخص السؤال حول ما فعله بعض أعضاء مجلس النواب مع النائب مثال الآلوسي بسبب زيارته إلى إسرائيل لحضور مؤتمر دولي ضد الإرهاب، والذي حضره مندوبون من 60 دولة، وكما تعلمون، فإني كتبت مقالاً بهذا الخصوص ونشرته في الصحف وعلى عدد من مواقع الشبكة، استهجنت فيه الموقف المنافق من قبل هؤلاء، وتعاطفت مع الأستاذ مثال الآلوسي، وثمنت عالياً موقفه الشجاع وتحديه في البرلمان لمنتقديه الذين صوتوا على رفع الحصانة البرلمانية عنه، لأنهم أرادوا بذلك  تصفيته سياسياً، كما هو معرض للتصفية جسدياً.
وبإجرائهم اللاقانوني هذا فقد أساء هؤلاء إلى سمعتهم وسمعة الديمقراطية العراقية الوليدة والبرلمان العراقي أكثر مما أساؤوا إلى النائب الآلوسي.
والجدير بالذكر أن عنوان مقالي بهذا الخصوص كان (رفع الحصانة عن الآلوسي انتصار لإيران) *، ذكرت فيه أن سبب غضب هؤلاء على السيد الآلوسي هو لأنه تعرض إلى إيران في ذلك اللقاء الدولي، لأنه قام بهذه الزيارة قبل ثلاث سنوات ولم يتعرض له هؤلاء بالنقد، كما وأعتقد أن قرار المجلس أدى إلى نتائج معكوسة لما أريد منه، حيث ساعد هذا القرار سيئ الصيت على رفع مكانة الآلوسي، وطنياً حيث ارتفعت شعبيته، ودولياً، حيث رشحه برلمان الاتحاد الأوربي لأعلى وسام يمنحه، وهو وسام زاخاروف الذي ناله نيلسون مانديلا وغيره من الشخصيات الدولية المرموقة.

- مهند الحسيني : ولكن لماذا ركز السيد الآلوسي على إيران وأغفل الدور الإرهابي السعودي في العراق، ألا تتفق معي أن التغاضي عن دور السعودية كان سببا في زيادة النقمة عليه حتى من قبل مؤيديه ومحبيه ؟؟!! ثم  أليس من المفترض أن ينتقد التدخل الإقليمي  لجميع دول الجوار لا أن يغمض عينا ويفتح الأخرى بحسب وصف البعض ، فكثير من المتتبعين  رأوا في تصريحات الآلوسي على أنها نوع من  الغزل أو المسايرة للسياسة الاميركية – الإسرائيلية – العربية  المعادية لإيران ... ماهو رأييك في هذا الطرح  والذي يعتقد به  الكثير من العراقيين ؟؟!!
- عبد الخالق حسين : هذا الطرح غير دقيق ويحتاج إلى توضيح. بدءً، لا أريد هنا أن أكون محامياً للسيد الآلوسي، ولكن من متابعتي لتصريحاته، أعرف أنه لم يستثني في هجومه السعودية وسوريا، ونحن لم ندري كل ما قاله في ذلك المؤتمر، على الأغلب أنه انتقد جميع الدول التي تعمل على تخريب العراق وإفشال العملية السياسية بما فيه السعودية وسوريا. فمن مشاهدتي لعدد من روابط  فيديو لمقابلات تلفزيونية معه، تؤكد صحة هذا القول. فقد صرح مراراً وتكراراً ضد السعودية وسوريا وحذر العراقيين من شرورهما، إضافة إلى إيران، مؤكداً أن هذه الدول تريد أن تلهي العراقيين بالصراع الطائفي فترسل لهم الإرهابيين لقتلهم وتدمير مؤسساتهم الاقتصادية، لكي يبقى العراق ضعياً، وعدم تمكن الشعب من استثمار طاقاته وثرواته في بناء دولة ديمقراطية مستقرة ومزدهرة.  ولكن دور إيران بات أكثر وضوحاً خاصة وأن هناك عدد من المتنفذين في السطلة العراقية وفي البرلمان يدافعون عن الدور الإيراني المخرب في العراق. وعلى سبيل المثال لا الحصر، أذكر بعض التصريحات من وزير التربية السيد خضير الخزاعي الذي يحرض ضد الوجود الأمريكي في العراق، ويمجد بالدور الإيراني، جاء في التقرير: [ واشاد وزیر التعلیم العراقی بدور ایران فی رقی النظام التعلیمی فی العراق، داعیا الى تعزیز وتنمیة التعاون مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی المجالات العلمیة والتعلیمیة. واکد خضیر الخزاعی "ان بعض القوى الکبرى ووسائل اعلامها تحاول بث التفرقة بین البلدین ایران والعراق"، مشددا" ان التعاون العلمی والثقافی بین البلدین سیترك أثره الایجابی على العلاقات الثنائیة، ویعزز من مواقف البلدین والشعبین تجاه محاولات بث التفرقة بینهما".] (الملف برس – وكالات، 27/10/2008). فأي عاقل ووطني مخلص للعراق يصدق هذا الهراء؟

مهند الحسيني : بعد الشد والجذب والحساسية الجماهيرية من التعايش السلمي مع  إسرائيل ، شخصيا ماهو  رأيك في إنشاء علاقات دبلوماسية  مع دولة إسرائيل ..؟ وهل هي نوع من الواقعية السياسية أم ربما مثل ما يراها البعض هي تجديف وهرطقة ؟
- عبد الخالق حسين :  أعتقد أن إنشاء علاقات مع إسرائيل في الوقت الحاضر  مسألة سابقة لأوانها، فلا هي واقعية سياسية، ولا تجديف وهرطقة.  فإنشاء علاقات مع إسرائيل ليس من أولويات العراق في الظروف الراهنة، إذ هناك أولويات كثيرة أمام الحكومة العراقية والمسؤولين العراقيين، مثل الأمن والاستقرار السياسي وبناء مؤسسات الدولة وإعادة إعمار العراق... الخ.  كذلك لا أوافق  ما يراه البعض أن هذه العلاقة هي تجديف وهرطقة، لأنه ليس المطلوب من العراقيين أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك، وفلسطينيين أكثر من قادة الشعب الفلسطيني. ولكن أرى من الحكمة أن لا ينجر السياسيون العراقيون إلى هذه اللعبة، فلديهم مشاكل كثيرة تستوجب الاهتمام بها وحلها قبل التفكير بإنشاء علاقة مع إسرائيل المثيرة للجدل. لأني أعتقد جازماً أن هذه العلاقة ستأتي في المستقبل وبدون مزايدات وخسائر، وذلك عندما تتأسس الدولة الفلسطينية وتتبادل مع إسرائيل بالتمثيل الدبلوماسي والمصالح الاقتصادية، عندئذ ليس من الحكمة أن يتزايد العراقيون على الفلسطينيين في العداء لإسرائيل .

- مهند الحسيني : لنغلق ملف إسرائيل و زيارة السيد الآلوسي لها  وبانتظار قرار المحكمة الاتحادية وقرارها الذي ستتخذه للفصل في هذه القضية المركبة ، وأود هنا أن أتحول لمفصل أخر : هل تعتقد أن للحكومة العراقية يد في سطوة النفوذ الديني الذي نرى انعكاساته على المستوى السياسي والاجتماعي  في العراق ؟؟!!

 - عبد الخالق حسين :  بدءً أود التأكيد أن الحكومة العراقية هي الحكومة الوحيدة في المنطقة ( إلى جانب حكومة لبنان)، المنتخبة من الشعب العراقي في انتخابات حرة ونزيهة. وصعود المد الديني هو نتيجة مباشرة للمظالم التي تعرض لها الشعب العراقي خلال 40 عاماً، فلم ير المواطن العراقي أمامه من حبل النجاة سوى الدين ، لذلك سادت الموجة الدينية.  والأحزاب الدينية هي نتاج لهذه الظروف الموضوعية القاهرة. فاستغل الإسلام السياسي المشاعر الدينية لدى الجماهير، فحقق له مكاسب سياسية. وعليه فنحن أمام حلقة مفرغة، المد الديني ساعد على مجيء التيار الإسلامي للسلطة، والتيار الإسلامي في السلطة ساعد بدوره على ترسيخ الموجة الدينية وتصعيدها وانعكاساتها وإدامتها. ولكن في نفس الوقت فإن القانون الطبيعي ضد هذا التيار على المديين، المتوسط والبعيد، لأنه في الظروف الحالية لم يفشل التيار الإسلامي في حل المشاكل التي يعاني منها الشعب فحسب، بل وفاقمها حتى صار التيار الإسلام السياسي هو جزء من المشكلة وليس حلاً لها. فبسبب هيمنة الإسلاميين على السلطة  وجهلهم بحل المشاكل المعقدة بصورة علمية، تفاقمت المشاكل المعيشية للشعب كما وتصاعد الإرهاب وتفشى الفساد والرشوة والمحسوبية، وبذلك يفقد هذا التيار مع الزمن سمعته ومكانته وبريقه، وسيستيقظ الشعب أكثر فأكثر، وبالتالي سيلفظهم وربما سيولد مد العلمانية والديمقراطية الليبرالية كرد فعل لأعمال الإسلاميين. وفعلاً بدأ هذا التوجه الآن بالبروز، إذ هناك نفور واسع لدى شريحة واسعة من الناس عن الدين بسبب سلوك الإسلاميين. ويتم ذلك وفق مبدأ البقاء للأصلح، أي لا يصح إلا الصحيح.

- مهند الحسيني : وبالحديث عن التناغم الديني مابين الاسلامويين ومابين الحكومة هل لك أن تخبرنا عن موقفك من قرار دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الأخير بمنع النوادي الليلية بزعم إنها منافية للأخلاق والأعراف؟

- عبد الخالق حسين :  هذا القرار هو الآخر نشرت عنه مقالاً، حللت فيه الموقف تحليلاً علمياً قدر الإمكان وانتقدته بشدة، معتمداً على ما عندي من إلمام ومعرفة في علم النفس وعلم الاجتماع ، أوضحت فيه أن المجتمع العراقي مصاب بداء الكآبة (Melancholia)، بسبب الكوارث المتواصلة التي مر بها عبر قرون، وما أصابه من نكبات متتالية خلال أربعة عقود من حكم البعث الجائر، حيث القهر والظلم والجور والاستلاب، وتعرضه إلى الحروب الداخلية والخارجية والحصار الاقتصادي الدولي ، كل ذلك أدى إلى تفتيت النسيج الاجتماعي، وإصابة المجتمع العراقي بداء الكآبة، مما يتطلب الأمر استخدام الوسائل العلمية لإيجاد الحلول العملية لها، وليس بإصدار قرارات فوقية اعتباطية تزيد الطين بلة. ومن أهم الإجراءات المطلوبة الآن هو تحقيق الأمن والاستقرار، وتوفير الخدمات الضرورية، وكذلك توفير وسائل الترفيه كوسائل علاجية للحالة النفسية المتأزمة.
والنوادي الليلية على قلتها، من حق المواطن العراقي أن يرتادها كما يرغب. أما غلقها بحجة الوصاية على الأخلاق والآداب العامة، فهي طريقة خاطئة ومجحفة، وبالتالي تكون نتائجها معكوسة. لذلك أعتقد إن الذين أشاروا على السيد المالكي، رئيس الوزراء، بإصدار هذا القرار باسم الأخلاق، خدعوه وأساءوا إلى شعبهم. إن الذهاب إلى أماكن الأنس والطرب والترفيه عن النفس من الأمور الشخصية التي يجب تركها للإنسان يقررها بنفسه. فمن حق الإنسان أن يتمتع بوقته بالشكل الذي يريد وليس بفرض قواعد أخلاقية طوباوية صارمة عليه. إن قرار الحكومة هذا هو تقليد لما هو جار في جمهورية إيران الإسلامية بتطبيق حكم (ولاية الفقيه). وكما هو معروف أن الحكم الإسلامي في إيران، فشل فشلاً ذريعاً في حماية الفضيلة وتحقيق المجتمع الفاضل، إذ هناك دراسات واعترافات من قبل المسؤولين الإيرانيين أنفسهم، تؤكد أن إيران فيها أعلى نسبة ضد الدين في الدول الإسلامية، وأعلى نسبة في العالم من المدمنين على المخدرات وممارسة البغاء. وهذا دليل قاطع على فشل الحكم الإسلامي في نشر الفضيلة وردع الرذيلة، بل أدى إلى تفشي الرذيلة. فكل ممنوع متبوع.

- مهند الحسيني : جوابك هذا يحيلني لسؤال أراه جداً مهم وهو ورود الكثير من  المتناقضات في الدستور العراقي مثال على ذلك التناقض الوارد في  المادة (2) حيث يشير البند (أ) من (أولا ) بان لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام وبعدها مباشرة يأتي البند (ب) بنص يقول : لا يجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديموقراطية !! ،  فأنت من وجهة نظرك كيف تفسر هذا التناقض السافر ، إذ لا يخفى عليكم بان ثوابت الأحكام الإسلامية فيها الشئ الكثير مما يتعارض  مع مبادئ الديموقراطية بما يخص حرية المعتقد والحرية الشخصية بشكل عام ؟؟!!


- عبد الخالق حسين : هذا التناقض يؤدي إلى شل الدستور، وتعدد الاجتهادات في تفسيره وتطبيقه. وفعلاً بدأت هذه الظاهرة في إصدار القوانين. ومن هنا نعرف أهمية عدم زج الدين في وحول السياسة. فالسياسة تهتم بالقضايا الدنيوية وحياة الناس اليومية المتغيرة، بينما الدين يختص بالمسائل الروحية في العلاقة بين الإنسان وربه، ويحاسب على أخطائه يوم الحساب، أي يوم القيامة من قبل الله وحده وليس من قبل غيره.  وأكد القرآن الكريم على ذلك في عدة آيات منها على سبيل المثال لا الحصر: "لا إكراه في الدين.." " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..."، "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.." إلى آخره من الآيات التي تؤكد على التعددية وعدم إرغام الناس على الدين. كما وهناك حديث نبوي يؤكد على العلمانية بقوله: "أنتم أعرف بشؤون دنياكم". ومن هنا نعرف أن زج الدين الثابت بالسياسة المتغيرة، أمر مضر بكليهما معاً. وكل من يدعي أن الإسلام السياسي يؤمن بالديمقراطية  فهو ادعاء مضلل، ويمكنك أن تقارن بين الهند والباكستان اللتين كانتا خاضعتين لنفس الاستعمار البريطاني لأربعة قرون، وينتميان إلى نفس الخلفية والجذور في القارة الهندية، وعاشتا ذات الظروف، نجحت الديمقراطية في الهند وفشلت في الباكستان، والسبب هو الفرق في الدين. كذلك لم نر انتعاش الديمقراطية في أية دولة إسلامية عدا تركيا التي هي الأخرى مرت الديمقراطية فيها بالكثير من الهزات. كذلك أشير إلى مقالكم القيم الموسوم (أكذوبة النظام الديموقراطي الإسلامي) والذي نشرتموه مؤخراً **.

 - مهند الحسيني : كأعلامي وكمثقف عراقي هل تعتقد  أن الفضائية العراقية  كانت على قدر المسؤولية الإعلامية المناطة بها ، أم أنها عجزت عن هذا الأمر وأصبحت فقط فضائية نائحة لاطمة طيلة أيام السنة ؟؟!!

- عبد الخالق حسين : يجب أن نعرف أن كل شيء بدأ في العراق من الصفر بعد سقوط الفاشية، لأن المعارضة العراقية في عهد حكم البعث كانت مطاردة، وتقيم في المهجر، ولم يسمح حكم البعث لغير أتباعه في تعلم فن الحكم وإدارة الإعلام وغيره. لذلك يجب أن لا نتوقع أن يكون كل شيء كاملاً وفاضلاً في المراحل الأولى بعد سقوط الفاشية ، ولكن مع ذلك هناك جهود مضنية وجادة يبذلها العراقيون على جميع الأصعدة في سد النواقص وتقبل النقد البناء لتحسين الوضع الإعلامي. كما ويجب أن لا ننسى أن العراق يواجه حملة إعلامية ضارية، منسقة ومنظمة من جميع الدول العربية، غرضها تشويه صورة العراق الجديد، وهؤلاء يمتلكون خبرة إعلامية واسعة وطويلة في التضليل، وفيهم الكثير ممن كانوا مجندين في الإمبراطورية الإعلامية البعثية، من الذين أسبغ عليهم صدام خسين بالمليارات من الدولارات من أموال الشعب العراقي.
ولكن على العموم، فإن الفضائيات العراقية الحريصة على تقدم العراق الجديد مثل، العراقية والفيحاء، خطت خطوات جادة وثابتة في تحسين الأداء ، وهذا لا يعني أن قناة العراقية لا تخلو من نواقص. كما ونطالب الأخوة المسؤولين في القناة العراقية أن تنأى بنفسها عن كل ما يدعو إلى تفرقة الصف الوطني، إذ يحاول البعض تحويلها إلى حسينية للطم وغيره من الطقوس المذهبية، لذا فنصيحتي لهم أنه طالما القناة يصرف عليها من المال العام، فهي للشعب العراقي كله وليس شريحة واحدة من الشعب العراقي، وعليه من الخطأ التحيز لطقوس طائفة على حساب طائفة أخرى. والأفضل تجنب الطقوس المذهبية المفرقة، والتركيز على ما يوحد الصف.

- مهند الحسيني : بهذه المناسبة دكتور حسين ماهو رأييك في الآذان الذي نراه ونسمعه  من على قناة العراقية، فهل هو كذلك يندرج تحت باب المحاصصة التي سُـنت في العراق الجديد ومن أعلى هرم السلطة نزولا لأصغر مؤسسة حكومية  ؟؟!! .

- عبد الخالق حسين :  بالنسبة للآذان أقترح إلغاءه تماما من محطات الإذاعة والتلفزيون بصورة عامة، لأنها رموز مفرقة وممزقة لوحدة الشعب الواحد،  وإلغاء  كل ما من شأنه تكريس الطائفية في العراق،  فهناك الأذان الشيعي، وهناك الأذان السني. وشخصيا لا أعتقد أن المواطن العراقي من كلا المذهبين بحاجة إلى الأذان من المحطات التلفزيوينة والإذاعية. وحتى استخدام مكبرات الصوت في الأذان خطأ لأنها مبعث الضجيج العالي لخمس مرات في اليوم مما يؤثر على سلامة الأعصاب. فالإسلاميون يمنعون الثلج والآيسكريم بدعوى أنهما لم يكونا موجودين في عهد الرسول، ولكنهم في نفس الوقت يستخدمون التكنولوجيا لأغراضهم رغم أنها لم تكن موجود في عهد الرسول. وهناك بحوث أثبتت أن الضجيج يؤثر سلباً على سلامة الأعصاب وقدرة الناس على التفكير السليم.

- مهند الحسيني : في ظل هذه الأجواء والمناخات التي يعاني منها الفرد العراقي بصورة عامة، هل ترى في العراق الجديد دور حقيقي وفاعل للمرأة العراقية (( وعلى كافة الأصعدة ))  ؟؟!! أم أن تواجد المرأة وحضورها هو مجرد ديكور مثله مثل الكثير من المسميات التي نسمع عنها ولا نراها على ارض الواقع ؟؟
- عبد الخالق حسين : أعتقد أن دور المرأة في العراق الجديد هو حقيقي وفاعل وعلى كافة الأصعدة. نعم أن هذا الدور هو أقل من المطلوب، ومازال أقل مما يلعبه الرجل بكثير، وهو امتداد للماضي، ولكن يجب أن لا ننسى أننا مازلنا في بداية الطريق. فالعراق هو البلد الوحيد في العالم الذي سن دستوراً وضع فيه للمرأة سقف (كوتا) بنسبة 25% في مجلس النواب، وكذلك ثبتتا هذه النسبة في قانون مجالس المحافظات والأقضية والنواحي، وهذا هو الحد الأدنى ودون أن يكون هناك حد أعلى، وحتى لو كان ديكوراً، فالمهم أن حصة المرأة صارت بنداً من بنود الدستور وقانون المجالس، وبالتالي يعتمد على نضال المرأة وأنصارها من الرجال في دعمها في نضالها العادل  لنيل جميع حقوقها في المساواة بالرجل وتحويل هذه المواد القانونية إلى عمل جدي.

مهند الحسيني : دكتور عبد الخالق هذه الـ (كوتا) التي تطرقت لها هي النقطة المهمة  في الموضوع ، فالبعض وخاصة من النساء يرونها على أنها  إضعاف لشأن المراة ودورها الحقيقي في المعترك السياسي ؟؟ فالكوتة النسائية هي دلالة على أن  وجود المراة في البرلمان  قد فـُـرض فرضا على مجتمع ذكوري يكاد يكون إجباريا ً أن لم يكن هو كذلك بالفعل ،  لذا فان وجود هذه الكوتة بالنتيجة سيكون فقط ((كمالة عدد .. كماً لا نوعاً )) ولا ينبع من ثقافة تؤمن بقدرات المراة ودورها الفاعل ، ومثال على ذلك وجود المراة في البرلمان وحتى في الوزارة والذي هو ليس أكثر من وجود سلبي ، حيث لا دور للمرأة ولا رأي لها في الكتلة التي تنتمي اليها  (( وبالمناسبة هذا رأي إحدى الزميلات الصحفيات)) فماهو رأييك في هذا الكلام ؟

- عبد الخالق حسين : هذا صحيح، ولكن البديل أسوأ. فالبديل معناه إلغاء حتى هذا الدور الذي سميته (ديكوري). يجب أن نعرف أن الحقوق الديمقراطية تبدأ بسيطة، ثم تنمو تدريجياً. هكذا بدأت في أوربا وغيرها من الدول الديمقراطية العريقة، سواء حقوق المجتمع ككل، أو حقوق النساء، أو حقوق الأقليات والعمال وغيرهم . يجب أن لا نجهض أية خطوة صحيحة وفي الإتجاه الصحيح، بل تشجيعها والعمل على دعمها، إنها مثل النبتة، تبدأ صغيرة قابلة للموت إذا لم تتم رعايتها. إذ لا يمكن أن يولد الشيء عظيماً منذ يوم الأول من ولادته، وحتى لوكانت مشاركة المرأة في البرلمان والوزارة شكلياً ودون الطموح والمستوى المطلوب، ولكن مع الزمن ستتدرب المرأة وتطور إمكانياتها، وتبرز تلك النساء اللواتي يتمتعن بقدرات كبيرة لا تقل عن قدرات الرجال النشيطين في إدارة المؤسسات والدولة. ثم وصف دور النساء بالهامشي مبالغ به، لأن هناك نساء نائبات في البرلمان أثبتن جدارتهن بامتياز. يجب أن لا نجهض العملية وهي في بدايتها، بل أن نرعاها ونطورها إلى الأفضل.

- كثر مؤخرا ً اللغط والكلام حول الاتفاقية الأمنية المزمع عقدها مع الولايات المتحدة الاميركية ، نود أن نعرف موقف عبد الخالق حسين  كمواطن عراقي من المعاهدة العراقية – الاميركية، ورأيك في بعض الأقلام التي تعارض هذه المعاهدة جملة وتفصيلا بدون أي حجة واقعية ؟؟

- عبد الخالق حسين:  أعتقد أن الاتفاقية (العراقية-الأمريكية) هي في صالح الطرفين وبالأخص للعراق، نعم أمريكا لم تسقط النظام البعثي الصدامي الجائر لسواد عيون العراقيين كما يردد معظم مناهضي تحرير العراق، ولكن يجب أن يعرف هؤلاء أن السياسة فن الممكن، وهي وراء المصالح ولا شيء غير المصالح، وإذا كانت أمريكا تسعى لخدمة مصالحها، فلماذا لا نسعى نحن العراقيين من أجل مصالحنا أيضاً. وإذا التقت مصلحة أمريكا مع مصلحة شعبنا لأول مرة في التاريخ، فلماذا لا نستغل هذه الفرصة ونجيرها لمصلحة شعبنا. لذلك أرى من الحكمة الاستفادة من التقاء مصلحة الدولة العظمى مع مصلحة شعبنا ودعمها للعراق. فالعراق رغم تحرره من حكم صدام حسين إلا إنه مازال يعاني من مشاكل كبيرة تهدد بتدميره، ولا يستطيع مواجهتها لوحده.

نعم، هناك الإرهاب ألبعثي القاعدي، وهناك الجهل والمليشيات الحزبية التي تدعمها دول أجنبية لا تريد للعراق أن ينهض، كما وهناك عصابات الجريمة المنظمة تنغص على  الشعب عيشه ، وتفشي الفساد الإداري الذي لا يقل خطره عن خطر الإرهاب، وهناك تقييد العراق في البند السابع للأمم المتحدة والذي يعني أن كل واردات العراق النفطية مازالت بيد الأمم المتحدة، وهناك أكثر من مائة مليار دولار من الديون التي ورط بها صدام شعبنا، ومئات المليارات من تعويضات حروبه العبثية، كذلك موضوعة إعادة إعمار العراق ... وغيرها من المشاكل الكبيرة والكثيرة التي لا يمكن للعراق التخلص منها لوحده في وضعه الحالي إلا بمساعدة أمريكا.
والذين يناهضون الاتفاقية يتعكزون على السيادة الوطنية ويزايدون علينا بها، وجوابي لهم أن أمريكا عقدت اتفاقيات مشابهة مع أكثر من 120 دولة في العالم، ولها قواعد عسكرية في أكثر من 80 دولة بما فيها دول كبرى مثل بريطانيا وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، وكل هذه الدول هي المستفيدة أكثر من هذه الاتفاقيات مع أمريكا، ولم يدعِ أحد أن هذه الاتفاقيات خدشت السيادة الوطنية لهذه الدول قيد شعرة. وعليه فمعظم الذين يقفون ضد الاتفاقية هم إما أناس بسطاء لا يفهمون ما يهدد العراق من مخاطر، أو هم من فلول النظام البائد ومن أتباع الدول التي لا تريد للعراق خيراً، وهم بالتأكيد بدون أية حجة واقعية معقولة، ولذلك فهم يتسربلون بلباس الحرص على السيادة الوطنية ويذرفون دموع التماسيح عليها.
نقول لهؤلاء، كفى كذباً ورياءً وضحكاً على الذقون، وعلى العراقيين أن ينتبهوا إلى هذه اللعبة القذرة ومخاطرها الجسيمة على بلادهم.

- مهند الحسيني : ولكن دكتور حسين  البعض من هؤلاء المناهضين قد رد عليك بشكل مباشر مع حشر اسمك  في عنوان مقاله وبشكل معلن ، ومن خلاله صوب  رأيه وخطأ اعتقادك الذي طرحته وعززه بحجج شتى... فمن وجهة نظرك هل هو نوع من المزايدات أو ربما أصبح بعض مثقفينا يحاولون جاهدين أن يعودوا بنا   لشعارات اليسار التي سادت  في منتصف القرن الماضي لاسيما أن الشارع العراقي يعاني الآن من الخمول الثقافي وتؤثر فيه مثل هكذا شعارات تدغدغ عواطفهم   ؟؟!!

- عبد الخالق حسين : في الحقيقة أنا لم أتابع كتابات هؤلاء، بل ينبهني عنها بعض الأصدقاء ويطلبون مني الرد عليهم، ولكني أرفض ذلك. لأن البعض من المناهضين للإتفاقية ولأفكاري وطروحاتي بصورة عامة، اتصلوا بي شخصياً عن طريق البريد الإلكتروني، متوسلين إليَّ أن أرد عليهم لأرفع من شأنهم، ومنهم من أساء لي بوقاحة وسوء أدب، يقصد الاستفزاز وعسى ولعل أن أرد عليهم، ولكني ترفعت عن ذلك، فلدي أشغال أهم وليس لدي الوقت والجهد الكافيين لأبددهما في مهاترات لا تفيد القارئ ولا تخدم قضيتنا الوطنية. ويكفي هنا أن أقول أن معظم الذين يناهضون الإتفاقية لم يقدموا أي بديل، فهم ينطلقون من موقف العداء لأمريكا، ومن مفاهيم مرحلة الحرب الباردة التي فاتها الزمن. أنا على استعداد أن أدخل في نقاش موضوعي مع أناس يعارضون الاتفاقية بنوايا وطنية حسنة وبموضوعية، خاصة وأني استمتع بالسجال الموضوعي مع أشخاص يتمتعون بثقافة واسعة وعن حسن نية. ولكن لحد الآن لم أجد هذا النوع من الأشخاص من بين  المناهضين للإتفاقية.

- مهند الحسيني : بنظرة سريعة لكل ما جرى ويجري : ماهي رؤيتك لمستقبل العراق السياسي ... وهل هناك أمل في نشوء ديموقراطية عراقية وليدة  أم أن العراقيين على موعد مع بيان رقم واحد ؟؟

- عبد الخالق حسين : نحن لسنا في انتظار ولادة الديمقراطية العراقية، بل الديمقراطية ولدت فعلاً، ولكنها مازالت ناشئة وتحتاج إلى رعاية وعناية لاجتياز مراحل طفولتها إلى أن تنضج بالتدريج وتبلغ سن الرشد ليعتاد عليها الشعب ويقبل بنتائجها وتصبح جزءً من ثقافته و أعرافه وتقاليده الوطنية، إذ هكذا بدأت في الدول الغربية. ولذلك أقولها بمنتهى الثقة، أن عصر البيان الأول قد ولى إلى غير رجعة.
والمتشائمون بمستقبل العراق، وأنا أقصد هنا ذوي النوايا الحسنة فقط ، إذ لا حديث لي مع الأشرار، ينقسمون إلى فريقين، الأول، عدم إطلاعهم على قوانين حركة التاريخ ومساره ، فهؤلاء يعتقدون أن بإمكان النخب الثقافية والسياسية تنفيذ ما يريدون بعصا سحرية، دون أي اعتبار للاستحقاقات التاريخية والظروف القاسية التي تعرض لها الشعب العراقي خلال عشرات السنين من الظلم والدمار والقهر والاستلاب، ومازال يمر بها بسبب الإرهاب.
والفريق  الثاني من المتشائمين، هم المستعجلون في تحقيق ديمقراطية ناضجة وبسرعة البرق ويريدون القفز من فوق المراحل التاريخية على غرار كن فيكون.
التاريخ لا يسير وفق الرغبات والأهواء والتمنيات الشخصية، بل يسير وفق شروطه الخاصة والظروف الموضوعية. المهم الآن أن العراق تخلص من أكبر عقبة أمام الديمقراطية وهي حكومة البعث الجائرة، وقد خرج العفريت من القمقم ولا يمكن إعادته إليه ثانية مطلقاً.

ولكن هذا لا يعني أن الديمقراطية ستتحقق بلا ثمن، إذ لم تتحقق في الدول الديمقراطية الناضجة بين يوم وضحاها، بل بعد ثورات وانتفاضات، ومرت في ظروف قاسية إلى أن صارت الديمقراطية تقليداً شعبياً اعتادت عليها تلك الشعوب وصارت جزءاً من ثقافتها القومية والوطنية. وهذا لا يعني أن على الشعب العراقي أن ينتظر لمئات السنين إلى أن تتحقق فيه الديمقراطية الناضجة، بل يمكن قطع الطريق بفترة زمنية قصيرة وذلك بسبب التطور المذهل في عصر العولمة، عصر وسائل الاتصال ونقل المعلومات والاختلاط بين الشعوب والاستفادة والتعلم من الغير، فالمرحلة هي مرحلة انتصار الديمقراطية، ويحصل التطور والتحولات الاجتماعية بوتيرة متسارعة أكثر مما كنا نتصوره.

- مهند الحسيني : دكتور عبد الخالق ما لذي يجعلك متفائلا لهذه الدرجة  وكما هو معلوم لديكم أن  تنامي الديمقراطيات في أي ((زمكان)) عادة تكون نتيجة انعكاس لواقع المجتمع المتكامل ، فهل ترى أن المجتمع العراقي  سيحافظ على نمو هذه الديموقراطية الوليدة وأنت تعلم أن هذا المجتمع لديه ثوابت دينية وأخلاقية راسخة لا يحيد عنها والتي بدورها تمنع من تنامي هذه الديموقراطية بزعم أنها بدعة مستوردة من الغرب الكافر  وبأنها كفر والحاد .. ألا يدعوك هذا الأمر لان تتشاءم ولو قليلا ؟؟!!

- عبد الخالق حسين :  أنا متفائل بمستقبل العراق لأني أؤمن إيماناً عميقاً بمسار التاريخ وقوانين حركة التاريخ كما بينت آنفاً. يجب أن نعرف أن العوامل التي تقرر حركة التاريخ واتجاهه في أي بلد، هي ليست العوامل المحلية فقط،، بل والعوامل الدولية أيضاً. ففي عهد العولمة وتكنولوجية الاتصالات  والمواصلات، حيث صارت مصالح الشعوب متشابكة غير قابلة للفصل بينها، ومصائرها مترابطة إلى حد أنه يمكن القول أن الشروط الدولية في تطور أي شعب تتغلب اليوم على الشروط المحلية. والعوامل الدينية والثقافية المحلية المعرقلة للديمقراطية والحداثة في الشرق عامة، والعراق بصورة خاصة، كانت على أشد ما يكون في أوربا في القرون الوسطى حيث كانت سلطة الكنيسة تحرق العلماء والفلاسفة وكتبهم بتهمة الهرطقة والخروج على تعاليم الدين، وكانت هناك محاكم التفتيش وحرق النساء بتهمة السحر وجلب الأمراض والكوارث عن طريق الأرواح الشريرة... الخ بينما في مجتمعاتنا لا توجد هذه الهرطقات. إن هذا العنف والإرهاب ضد الديمقراطية والحداثة والحضارة الغربية ناتج عن سرعة التحولات الاجتماعية بسبب التطور المذهل في التكنولوجيا والختلاط بين الشعوب.
يفسر العلامة الراحل علي الوردي التغيير الاجتماعي أنه  كان يحدث ببطء في الماضي، وسريع في الوقت الحاضر، وعن الفرق بين العهدين يقول: " وهناك فرق كبير جداً بين ذينك العهدين من حيث نتائجهما الاجتماعية. فمن خصائص التغير البطيء أن المجتمع يتكيف له ويتلاءم معه بمرور الأيام، فلا يظهر فيه صراع عنيف أو تناقض بين القديم والجديد على منوال ما يظهر إثناء التغير السريع. فمن طبيعة التغير السريع أنه لا يؤثر في جميع أجزاء الكيان الاجتماعي على درجة واحدة، فكثيراً ما يكون هناك جزءان مترابطان ثم يحدث التغير في أحدهما دون أن يحدث في الآخر، أو هو قد يحدث في أحدهما أسرع مما يحدث في الآخر، فيؤدي ذلك إلى صراع أو توتر أو تناقض بينهما، وهذا هو ما أسميته بـ (التناشز الاجتماعي). (د. علي الوردي، لمحات اجتماعية ج1، ص 288-289).
إن ما قاله الوردي كان قبل أكثر من خمسين عاماً، فماذا يقول عن وضعنا الحالي في عصر العولمة عندما تحول عالمنا إلى قرية كونية صغيرة. لذلك يجب أن لا نستغرب من هذه المعارضة الشرسة من قبل البعض من المتطرفين الإسلاميين ضد قيم الحضارة الغربية، ولكن هؤلاء أقلية، ومفلسين فكرياً وإخلاقياً يرفضون الانسجام مع متطلبات العصر وقبول قيمه الحضارية، لذلك يلجؤون إلى القوة معتقدين أنهم يمتلكون ناصية الحقيقة المطلقة، وهذا هراء في هراء. لذلك فالزمن ضدهم وفي صالح التقدم الحضاري.


- مهند الحسيني :  ماهي قراءتك لدور هذه الدول في الشأن العراقي بالنسبة لك كمتابع عراقي :

* إيران : استفادت إيران أكثر من أية دولة أخرى من قيام أمريكا في إسقاط ألد أعدائها في المنطقة، ألا وهو حكم البعث ألصدامي في العراق وحكم طالبان في أفغانستان، ولكن في نفس الوقت تنكرت إيران لهذه الحقيقة وصارت من أشد أعداء أمريكا والعراق الديمقراطي، فهي لا تريد نجاح العملية السياسية في العراق، ولذلك هي تستغل انتمائها المذهبي للعرب الشيعة العراقيين من أجل تسخيرهم لخدمة أغراضها السياسية، وذلك بدعم مليشيات دينية تستخدمها لشن حرب على أمريكا على الأرض العراقية وبدماء العراقيين، مستغلة تعقيدات الوضع العراقي وجهل وفقر قطاع واسع من الشعب لضمهم إلى تلك المليشيات تخدم بها أغراضها في زعزعة الأمن والاستقرار في عراق ما بعد صدام. والحكومة الإيرانية على خطأ كبير في هذه السياسة، لأن أمن العراق ضروري لأمنها وأمن جميع دول المنطقة.

*السعودية : هي الأخرى كانت تتمنى زوال حكم البعث، ولكن دون نظام ديمقراطي، إذ كانت ومازالت تريد أن تنفرد بحكم العراق نفس الفئة التي كانت تحكمه من قبل، أي نظام بعثي أو قومي وطائفي بدون صدام حسين ، أي أنها لا تريد عراقاً ديمقراطياً يساهم في حكمه جميع مكونات الشعب، ولذلك راحت السعودية تحرك رجال الدين الوهابيين بإصدار فتاوى "الجهاد" وتحريض شبابهم وتحويلهم إلى إرهابيين يرسلونهم إلى العراق لإفشال العملية السياسية وعرقلة تطوره وإعماره.

*سوريا: مثل إيران وغيرها من دول المنطقة المستفيدة من إسقاط حكم البعث، ولكنها هي الأخرى كانت تأمل أن يبقى حزب البعث يحكم العراق وبدون صدام، وتحويل هذا الحزب إلى جناح تابع لحزب البعث السوري. ولما خاب أملهم في تحقيق هذا الغرض الدنيء عقد حكام دمشق تحالفاً استراتيجياً مع حكام إيران لإفشال الديمقراطية في العراق. فسوريا هي البوابة الرئيسية لإرسال الإرهابيين العرب وغير العرب إلى العراق بعد استلامهم وتدريبهم على أراضيها، كذلك صارت سورياً ملاذاً آمناً لفلول البعث، فمعظم أعداء العراق الجديد ينظمون في دمشق مؤتمراتهم ومؤامراتهم ضد العراق.

* الكويت: لعل الكويت هي الدولة العربية الوحيدة التي رحبت بسقوط النظام الفاشي علناً وقدمت المساعدات للشعب العراقي، لأن الكويت هي الدولة العربية الوحيدة، بعد العراق، التي عانت من حكم البعث ألصدامي وتعرضت لمظالمه ولو لفترة قصيرة، سبعة أشهر فقط ، وعليه، فلو قام صدام حسين باحتلال جميع الدول العربية لعرفت الشعوب العربية ماذا يعني حكم البعث، ولوقفت جميعها إلى جانب الشعب العراقي ودعمه بعد إسقاط حكم البعث بدلاً من الدفاع عن حكم صدام المنهار.
ولكن مع ذلك ومن المؤسف القول، أن حتى الكويت هذه تريد العراق المحرر أن يكون ضعيفاً، فقد اعترضت حكومتها مؤخراً على أمريكا في تسليح الجيش العراقي ، كما ورفضت التخلي عن ديونها وتعويضات الاحتلال والحرب رغم أنها استلمت لحد الآن عشرات المليارات من أموال الشعب العراقي. ومن هنا ارتكبت الحكومة الكويتية ذات الغلطة مرتين، المرة الأولى عندما دعمت الجلاد صدام حسين في حربه على إيران وذلك بتمويله بعشرات المليارات الدولارات، دون أي اهتمام بما كان صدام يلحقه من اضطهاد للشعب العراقي.
 والغلطة الثانية، أنها ترفض الآن إقامة حكومة مركزية قوية وديمقراطية في العراق لتكون قوية مستقرة بعد سقوط حكم الجلاد، بل تريد أن تكون الحكومة العراقية بعد صدام حكومة ضعيفة. علماً بأن وجود جيش عراقي قوي، ضروري ليس لأمن العراق وحده فحسب، بل ولأمن واستقرار جميع دول المنطقة وبالأخص الكويت.

*الأردن : المملكة الأردنية استفادت من العراق في جميع العهود، من العهد الملكي والصدامي وإلى الآن. فكما تقول الحكمة، مصائب قوم عند قوم فوائد. والأردن حصد فوائد في جميع العهود.

* تركيا : رغم أنها لم ترحب بالتغيير ومنعت أمريكا من استخدام قواعدها وأراضها لضرب نظام صدام حسين، إلا إنها لم تساهم في تعقيد الوضع العراقي، ولم ترسل إرهابيين إلى العراق، بل وقعت إتفاقية مع العراق في التعاون بين البلدين لضرب الإرهاب.

- مهند الحسيني : ما رأيك في هذه الأسماء  وباختصار:

* نوري المالكي: وطني نظيف ومخلص، أثبت في فترة قصيرة قدرته على تعلم فن الحكم ولو مازال عنده بعض الهفوات، ولكن يجب أن لا ننسى أن الرجل  يترأس حكومة ائتلافية معقدة تضم ممثلين عن جميع مكونات الشعب العراقي، وهي غير متجانسة ولا منسجمة، بل متصارعة فيما بينها، وحتى فيها من هو مع الإرهاب ومع إيران ومع السعودية، وله رجل مع السلطة وأخرى مع المخربين ، ومع ذلك أثبت الرجل جدارة في الحكم وحقق نجاحاً كبيراً في دحر الإرهاب والمليشيات دون تمييز طائفي. ولكن في نفس الوقت فهو محاط ببعض المستشارين الذين يريدون أن يمرروا مخططاتهم تحت أسمه، مثل قرار غلق النوادي الليلية وغيره من القرارات الضارة. على أي حال، أرى أن السيد المالكي يستحق منا الدعم لكي لا نتركه لوحده في المعركة وينفرد به أعداء تقدم العراق. وهو غير مرغوب من قبل النظام الإيراني، لأنه مع الاتفاقية الأمنية مع أمريكا. وربما يحاول هذا النظام اغتياله، وعليه أدعوه إلى أخذ أقصى حدود الحذر لحماية نفسه .

* مسعود البرزاني: زعيم قومي مخلص لشعبه الكردي، ورغم ما يجري من ملابسات في الوضع العراقي المعقد والملتبس، فإن الرجل حريص على مصلحة العراق أيضاً، إدراكاً منه أن مصير الشعب الكردي وسلامته وتقدمه مرتبط بالضرورة بمصير الشعب العراقي.

* محمود المشهداني: رغم أنه طبيب وكانت له عيادة طبية في حي شعبي (مدينة الحرية) في بغداد في عهد صدام البائد، إلا إنه يمثل النموذج الواضح لخراب الإنسان العراقي على يد نظام البعث. فهو درويش من دراوشة التكايا، جاءت به الظروف ودون أي استعداد وخبرة سياسية مسبقة ووضعته في موقع كبير من المسؤولية كرئاسة مجلس البرلمان العراقي بعد الإطاحة بحكم صدام ، وقد حقق سابقة تاريخية في استخدام مصطلحات سوقية في البرلمان، كما وكشف عن وجهه في عدائه للمرأة. 

* علي الوردي:  مؤسس علم الاجتماع الحديث في العراق، ومؤسس الفكر الليبرالي الرصين فيه، ويعد أبرز عالم اجتماع في البلاد العربية على الإطلاق، فهو بحق ابن خلدون زماننا. وبالنسبة لي، فله الفضل الكبير في توجهي الثقافي والفكري، إذ كان من حسن حظي أني تعرفت على مؤلفاته في سن مبكرة عندما كنت تلميذاً في السنة الأولى من التعليم المتوسط بعد ثورة 14 تموز مباشرة، ومازلت أحتفظ بجميع مؤلفاته وأراجعها بين حين وآخر.   

* هادي العلوي: إنسان رائع، وزاهد في الدنيا، قلما له نظير في الزهد وحبه للفقراء، يكره المال، متبحر في التراث العربي الإسلامي، كتب الكثير من الكتب في التراث بعقلية متفتحة وناقدة، بارزاً فيها أهم الجوانب المشرقة منها، وناقداً الجوانب السيئة دون خوف أو مداهنة. وكان شيوعياً طوباوياً بالفطرة وعلى طريقته الخاصة ودون الانتماء إلى أي حزب سياسي. كان مثقفاً كبيراً بكل معنى الكلمة، يبحث عن مدينته الفاضلة، وقد خطفته يد الموت قبل الأوان وهو في أوج عطائه الفكري. وبالمناسبة، كان من أشد المعجبين بعلي الوردي وعبد الكريم قاسم. زرته في دمشق في التسعينات قبل وفاته بسنوات.

* سعدي يوسف: لو لم يكن سعدي يوسف منتمياً للحزب الشيوعي العراقي لما سمع به أحد، فالحزب الشيوعي هو الذي خلق لهذا الرجل هالة وشهرة لا يستحقهما، وهو من ألد أعداء العراق الديمقراطي، ومن أشد داعمي الإرهاب الذي يسميه مقاومة وطنية، وكان يلقب نفسه بـ"الشيوعي الأخير" مجازاً، ولكنه تخلى أخيراً عن هذا اللقب قبل أسابيع في مقال قصير له.

- مهند الحسيني : على ذكر الزعيم عبد الكريم قاسم ... كتابك عن ثورة 14 تموز والزعيم الراحل ، كان له ردود وأصداء ايجابية ، حتى أن الكثير قد وصفه بأنه أفضل كتاب تناول فيها حياة وشخصية الزعيم  وبكل حيادية من وجهة نظر خصومه ومن وجهة نظر مؤيديه ... أنت شخصيا أستاذ عبد الخالق حسين كيف تقييم هذا الكتاب ؟؟!!

- عبد الخالق حسين : أشكركم على إثارة موضوع كتابي عن (ثورة 14 تموز وقائدها الزعيم عبدا لكريم قاسم) وتقييمكم الإيجابي له والذي هو مبعث اعتزازي. كما وأشكر جميع الأخوة الذين قيموا الكتاب إيجابياً وهو دليل على حسن نواياهم وحرصهم على الحقيقة. فبعد أكثر من أربعين عاماً من حكم البعث الفاشي الذي حاول طمس الحقيقة وتشويه تاريخ العراق، وبالأخص فيما يتعلق بدور الزعيم عبد الكريم قاسم في الثورة وبعدها، أشرقت شمس الحقيقة لتفضح جميع الافتراءات والأقاويل التي صدرت من مزيفي التاريخ. فالتاريخ يهمل ولا يمهل. فعلى الرغم من محاولات التشويه لصورة الزعيم والتعتيم على نزاهته ووطنيته طيلة أربعة عقود، ما أن سقط تمثال الجلاد صدام حسين يوم 9 نيسان 2003 الأغر، حتى هبت الجماهير من أبناء شعبنا العراقي الوفي لإقامة تمثال الزعيم عبد الكريم قاسم في نفس المكان الذي أقام الفاشيون تمثالاً لأحد مجرميهم الذي شارك في محاولة اغتياله في ساحة رأس القرية في شارع الرشيد. وهذا هو حكم التاريخ العادل.
 
أما موقفي الشخصي من كتابي، فبالتأكيد أنا أعتز به، حيث بذلت فيه جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً للرد على أعداء الثورة وقائدها، في مرحلة تصاعد حملة التشويه ضد الزعيم، ودون أن أنجر إلى مهاترات وسفاسف، بل لجأت إلى المناظرة المنطقية والحقائق التاريخية الدامغة، مستشهداً بشهادات  خصومه الذين وقفوا ضده في حياته، وندموا فيما بعد على أفعالهم الشنيعة، فنشروا اعترافاتهم ومذكراتهم، يشيدون فيها بنزاهة ووطنية الزعيم عبد الكريم قاسم، وزهده بالمال، وإخلاصه للعراق وحبه للشعب وتعلقه بالفقراء وإنصافه لهم. ولهذا وصف معظم  النقاد الكتاب بالصدق والنزاهة، ونال تقييماً إيجابيا من قبل أعداء قاسم ومحبيه على حد سواء.
 
كما ويسعدني بهذه المناسبة أن أقول أن نفذت الطبعة الأولى من الكتاب بعد عام من نشره، ونظراً للطلب الواسع عليه في العراق وخارجه، قامت دار نشر (ميزو بوتاميا) في بغداد، وبجهود الصديق الأستاذ مازن لطيف علي، وإخراج الصديق الدكتور علي ثويني، مشكورين، بإعادة نشره بطبعة موسعة بنحو 40% عن الطبعة الأولى وبعنوان جديد وقصير (ثورة وزعيم) وعنوان ثانوي (ثورة 14 تموز العراقية وعبد الكريم قاسم)، وأعتقد أنه صدر إلى الأسواق حديثاً.
 
-  مهند الحسيني : هل في نيتك كتابة كتب أخرى  ؟؟ لاسيما انك تملك الاحترافية  بهذا  المجال والتي قد أثبتها في كتابك المميز عن الزعيم قاسم .

- عبد الخالق حسين :  في الحقيقة لدي لحد الآن كتابين جاهزين للنشر، كما في النية إعادة جمع وتنقيح مقالاتي التي بلغت لحد الآن نحو 700 ، و تبويبها على محاور، كل محور يصلح لكتاب مستقل. ولكن الشارع العربي لا يشجع على نشر الكتب في الوقت الحاضر، خاصة في عصر الإنترنت والفضائيات حيث يخصص القارئ العربي معظم وقت فراغه لهما.
وهنا استميح القراء العرب عذراً أن أقول بصراحة، أن العرب أقل الشعوب قراءةً واهتماماً بالكتاب. فحسب تقرير من الأمم المتحدة أن الشعوب العربية التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من 400 مليون نسمة من المحيط إلى الخليج، لا يصدر فيها أكثر من 300 عنوان جديد سنوياً، ومعظم الكتب هي دينية وتراث

12
أين الواقعية في رفض المعاهدة العراقية – الاميركية  ؟؟!!

بقلم : مهند الحسيني
 
من المفارقات الغريبة والعجيبة أن العراقيين لم يتفقوا لهذه اللحظة في تعريف مفهوم الوطنية ، كما لا توجد لحد ألان أي معايير تفصل بين من يتصف بالوطنية وبمن لا يتصف بها ، لدرجة أن البعض أحيانا يختزل المفهوم الوطني بشخصه وبمعتقداته الخاصة ، فكل من يتقاطع مع شخصه أو معتقده نراه لا يتورع عن سلب غريمه الوطنية وكل القيم الأخلاقية وحتى ثقافته ربما يسلبها منه لأنه وبزعمه لا يوجد أي مثقف يجوز أن يخرج عن الأيدلوجية إلي يعتنقها ومهما كانت هذه الأيدلوجية !! .
 
وفي هذا الوقت الذي كثر الحديث واللغط حول الاتفاقية المزمع عقدها بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية ، فبين مؤيد ومعارض لها كتبت المقالات وفتحت قريحة أقلام الكثير من المثقفين العراقيين حول هذا الموضوع تحديدا ، وحجة المؤيدين أن هذه الاتفاقية تعتبر صمام أمان للعراقيين   لأنها  سوف تقطع الطريق على كل من يفكر باعتلاء سدة الحكم في العراق عن طريق الدبابة + بيان رقم (1) ، وسيضمن العراقيين بأنهم لم يروا مجددا مشاهد السحل والقتل العشوائي والجثث المعلقة على وزارة الدفاع وغيرها من المناظر المقززة باعتبار أن العراق قد أصبح من الدول التي تقع تحت هيمنة المصالح والرساميل الأمريكية .
أما في الجانب المعارض للاتفاقية فنجد أن حلولهم لا تختلف شيئا عن حلول المقاومة الشريفة جدا جدا (( التحرير الناجز أو الموت الزئام لكل العراقيين وليست مشكلة كيفية الموت لانهم يمؤمنون بالمقولة التي تقول تعددت الأسباب والموت واحد !! )) ، وأسلوبهم الخطابي والشعاراتي  بإخراج المحتل يشبه إلى حد ما أسلوب الخطاب العربي الأهوج الذي يخلو من الواقعية .
وشخصيا  لا انكر على هذا الفريق رؤيتهم من حيث المبدا ، ولا أريد أن انتقص من وطنيتهم ولكن تعميم نظرتهم على إنها مثال الوطنية وما دون معتقدهم هو الخيانة والعمالة والارتماء بأحضان المحتل الأجنبي والارتزاق منه  هو ما أنكره عليهم  ، فكلامهم عن الكرامة والحرية هو أشبه بكلام المقبور الذي كان يعظنا به 25 ساعة يوميا ومن على جميع قنوات الإعلام العراقي (( المسموع والمرئي والمطبوع)) فأما أن تكون معي وتكون الوطني وأما أن تعارضني فستصبح العبد الذليل للأجنبي !!! .
 
فكما لا يخفى على هذا الطرف (( المعارض للاتفاقية)) أن الحرية والكرامة التي يتكلمون عنها لا تسلب فقط على يد الأجنبي بل أحيانا كثيرة تسلب هذه المسميات على يد أقرب الناس لنا من أبناء جلدتنا ولكم ماحصل للعراقيين على يد بلاشفة العصر الاسلاوميين المتطرفين شيعة وسنة  من إشاعة الحجاب ألقسري وتكميم أفواه المعتدلين ومن  تهجير وخطف وقتل وذبح وتفجير، وأيضا ما يحصل في الدول العربية (( المسلوبة الإرادة من قبل حاكمها والأجهزة القمعية الخاصة به)) خير مثال على أن الاحتلال واحد وان تعددت هويته فالأجدر بهم أن يغيروا من قاموسهم الذي يعرف المحتل عموما وبعيدا عن الهوس والعاطفة  وليخبرونا من هو  أهون الشرين على العراقيين هل هو المحتل الأجنبي ام المحتل القبلي - الايدلوجي - الراديكالي الفاشيستي ؟؟!! .
وهناك أمر أخر وهو أن أغلب المنظرين لهذه المعارضة هم أصلا يعيشون تحت ظلال حرية (( الأجنبي )) ويتنعمون بنعمته !!! ، واحدهم يطالب العراقيين وبكل وقاحة ((وكأنه جيفارا عصره)) بتقديم التضحيات لينال العراق حريته من المغتصب الاجنبي !!  فهل من المعقول أن شخص يتكلم عن الكرامة والحرية وهو يطالب الفرد العراقي من على أريكته الوثيرة في بلاد الفرنجة وهو يدعوهم ((بطريقة زعيم القبيلة )) بان يريقوا أخر قطرة من دماءهم لنيلهم الاستقلال الناجز  !!
وأخر يستشهد برفض المرجعيات الدينية لنص هذه الاتفاقية وكانما المرجعيات قد أصبحت الفيصل المطلق في البت بشؤون دنيانا ، ولا اعلم حقيقة هل يريد أن يجعل من العراق ولاية يحكمها فقهاء الخواتم والفتوى !!! .
أي منطق هذا ؟؟!!
وأي نكتة سمجة هذه التي تقصونها علينا ؟؟!!
وأي ثقافة تلك التي يدعيها أمثال هؤلاء الحالمون ؟؟!!
وحقيقة أجد نفسي كانسان براغماتي مجبرا على الوقوف بصف المؤيدين لهذه الاتفاقية  (( رغم  تحفظي  على بعض البنود التي حوتها مسودة الاتفاقية)) لما فيها من رؤية واقعية وبعيدا عن الدون – كيشوتية والخطب الرنانة العنترية المزايدة  والتي لم نل منها غير الكلام الإنشائي المنمق والذي من المحال  أن يطبق منه حرف على أرض الواقع.
 
يا أخوتي ويا سادتي قبل أن تشحذوا أقلامكم وقبل أن تنتفخ أوداجكم أود أن أخبركم بان صاحب هذه السطور هو عراقي مثله مثلكم ولم ولن ينسلخ عن واقعه مطلقا، وليس بإمكان أي شخص أن يزايد على وطنيتي ولسبب بسيط جدا أن هناك عراقيين كثر يشاطروني هذه الرؤية ، ولا اعتقد أن أي شخص عاقل يدعي الثقافة يجرؤ على تسقيط وطنية كل من يختلف مع أرائه  واطروحاته ... لأنها وبشديد البساطة ليست مقدسة فالشئ المقدس الوحيد في هذه الحياة هو الإنسان ولا غيره يستحق أن نضع على أساس مصلحته معاييرنا الأخلاقية  .
فاعتقد أن المواطن العراقي قد تعب وعانى  من هذه الازدواجية (( كثرة الاقوال تقابلها قلة الافعال)) وقد خسر كثيرا بسبب هذه المعايير الوطنية التي تضعونها أمامه على إنها هي مقياس الأخلاق والوطنية المطلق وبدونها يصبح الإنسان لا قيمة له !! ، فلنحاول أن نضع مصلحة هذا المواطن الكادح هو معيارنا الذي نتفق عليه جميعنا  .
فلقد سبق للجماهير المسيرة بفعل هذه العاطفة أن هبت وثارت ووثبت ضد بورت سمورث وغيرها من المعاهدات التي أعطت للعراق ثقل إقليمي حسدته عليه جميع الدول المجاورة   ولكن ماذا كانت النتيجة ؟؟!! .
وتم اخراج المحتل (( أبو ناجي )) ، وأيضا  تم للعراق تأميم موارده وثرواته من أيادي المستثمر الأجنبي .. ترى مالذي استفدنا منه كعراقيين من كل هذا الضجيج والصراخ  ؟؟!! .
فيكفي إعادة لأخطاء التاريخ .. ويكفي تقديس لمسميات لا تستحق أن تقدس ولنعيش الواقع بعيدا عن كاذب الخيال ، ولننظر من يميننا ومن شمالنا من الدول التي كانت لحد الأمس القريب بوادي مقفرة وكيف تحولت خلال سنوات معدودة  إلى قبلة للعمران وللاستثمارات الأجنبية بفضل معاهداتهم الدائمة مع حكومة الولايات المتحدة والتي لا تختلف كثيرا  عن المعاهدة التي تقفون بوجهها اليوم، فهل كتب على العراقيين أن يرزحوا تحت خط الفقر وتحت ظل الانعدام الخدماتي وهم يرون من هو دونهم بنظرة تملؤها الحسرة ؟؟!!
وأتمنى من كل قلبي أن يتركوا العراقيين عنهم هذه الشعارات وهذا الكلام الذي اثبت الواقع بعدم جدواه وبأنه ليس أكثر من شعارات قديمة ومستهلكة لا نفع لها ولا دفع ،  فيفترض بالعراقيين وفي هذه المرحلة بالذات أن يدركوا الطريق النافع في البحث عن مصالحهم  والتي تجعل من بلدهم  أنموذجا رائعا ولو على الأمد البعيد  .... فزرع بذرة اليوم  خير من التحسر على عدم زرعها يوم غد .
 
 
مهند الحسيني
16/10/08
Muhannadalhusynni710@gmail.com
 

13
الشعر  والعصبية القبلية  ... وجهان لعملة واحدة أسمها التخلف ؟؟!!

بقلم : مهند الحسيني
 
 
مقدمة لابد منها
 
اعلم جيدا بان كلامي هذا سوف لا ينال رضا الكثير من القراء لسبب بسيط وهو أنني انتقد به الشعراء والقبيلة في حين ان الكثير منهم يقدمون قبيلتهم وطائفتهم على أوطانهم ، واغلبهم يقدسون الشعر ويعتبروه امتداد لوجودهم على انه تراث عربي خالص وبامتياز !! ، ويقينا أن رواسب تفكيرهم  سوف لا تتقبل مثل هكذا طرح وربما سيخرج احد النكرات متهما اياي باني احد اقلام الفتن !! أوقد يجوز
ان البعض منهم قد يعتبره شكلا من أشكال  الشعوبية أو الهرطقة الفكرية والتجديف ، ولكني تعلمت أن أقول رأيي وبكل صراحة وبدون أي تحفظات وان كنت اقول الحقيقة فلا اهتم كثيرا حين اوصف او ان اكون واحدا من أقلام الفتنة .
 
ولكي لا يتقول المتقولون ويشكك المتشككون محاولة منهم (( كعادتهم )) في الاصطياد بالماء العكر والآسن فليعلم الجميع باني انتسب لنسب عربي يعتبر بمقياسهم هو من اشرف الأنساب والأحساب، إلا إني من المؤمنين بان الإنسان لا يشرفه النسب ولا يزيد من قدره الحسب ، بل أن عمله وفعله وإنجازاته هي المعيار الوحيد  للقياس في أن يكون المرء  حسنا أو أنه عكس ذلك .
 
صورة المجتمعات العربية
 
من ينظر إلى الحياة الاجتماعية والثقافية في المجتمع العربي عموما والعراقي خصوصا يلاحظ بروز طبقة من الشعراء أو لنسمهم (( توخيا للدقة )) المستشعرين ، وأيضا الروح القبلية العشائرية والتفاخر المبالغ به بالأنساب والاحساب((وللأسف هذه الظاهرة هي ليست حكرا على عامة الناس وجهالهم بل انتشرت حتى في الأوساط المثقفة)) ، فيلاحظ بروزهم (( وخاصة في وقتنا هذا )) على السطح و بشكل واضح لا يحتاج إلى عدسة مكبرة لاسيما بعد أن ضعف مؤسسات الدولة ، فالثقافة القبلية خلال حقبة السبعينات و الستينيات و حتى الخمسينيات من القرن الماضي  كانت اضعف على ماهي عليه ألان !! ، فمن المؤسف حقا ونحن نعيش هذا العصر بكل تطوراته وإبداعاته وتقلباته  ان نجد هذا الانتشار وهذا الحضور للروح البدوية ،والتعصب الأعمى للقبيلة في مجتمعاتنا المدنية ، لدرجة أصبحت ألعنصريه القبلية هي المقياس في الحكم على أي شخص وفي كل مكان بما فيها الجامعات والمؤسسات العلمية والسياسية !! .
واشد ما استغربه من البعض هو دفاعهم المستميت عن الشعر والبداوة وكأنها أرث أو تراث مقدس واجب عليهم أن يحموا بقاءه وبكل الأساليب والطرق ، ونسوا هؤلاء أن البداوة هي في أصلها نقيض التمدن والتحضر أي بمعنى أخر أنها مستوى أولي من مستويات التطور الإنساني وبعدها يتطور هذا المستوى  لتحل محله الحضارة بديلة عن البداوة، فالمنهج المتحضر يكون فيه جميع البشر على قدم المساواة .. تحكمهم سنن وضعية ملائمة للأفراد وللبيئة المدنية الحديثة ويرأس هذه المنظومة نخبة من المجتمع (( باستخدام آليات ديموقراطية )) بدل أن تكون المجتمعات محكومة من قبل زعيم فرداني النزعة أهوج التفكير  يأخذ قراراته بحسب ردات فعل آنية غير محسوبة العواقب ولنا في الحكام العرب خير مثال ((الذين يسيرون بلدانهم من خلال ردود افعال شخصية ونرجسية)) ، فهم يحكمون بلدانهم بعقلية القبيلة والعشيرة التي يعد فيها الباطل حقا والحق باطلا .. وأنصر أخاك ظالما أو مظلوما من الشيمة والمروءة وضربا من ضروب الفروسية !! .
 
دور الشعر في تكريس القبلية
 
ومن أسباب ازدياد ظاهرة العصبية القبلية وله الدور الكبير في بقائها  وبشكل بشع ومقيت ، هم طبقة الشعراء الشعبيين العوام والذين تراهم يتفاخرون بكل شئ بما فيه فخرهم الفارغ بأنفسهم إضافة بتبجحهم بأحسابهم وأنسابهم وبقبائلهم  وبدون أيما تركيز وتفكير في العواقب من زيادة حدة الاحتقان والكراهية والبغض فيما بين أفراد هذه القبائل ، فأصبح هؤلاء يمطرون علينا من كاذب شعرهم ومفاخرتهم ،  وهم ينهقون صباحا ومساءا بقصائد هوجاء يمدح بها هذا الشاعر أو ذاك عشيرته و يجعل منها كعبة عشقه ويرفعها فوق السماء السابعة فهو مثله مثل الذي  يتكلم بمنطق " أنا وبس .... والباقي خس !! " .
والمضحك في الأمر أصبحت المجاملات الشعرية فيما بينهم مثيرة للسخرية،  فترى هذا الشاعر يعظم ذاك الأخر وذاك بدوره لا يريد ان يصبح صاحبه اكرم منه فتراه يطنب لهعلى صاحبه بالقول لدرجة انه يجعل منه إماما على العالمين كل هذا يجري في حوار مضحك للطرشان ،  لاسيما أن البعض منهم يتصور انه في موقع النخبة وبان رأييه مسموع ومقبول من الجميع !! ... وهذا مؤشر يدل على أنهم بعيدين كل البعد عن الواقع وهمومه الآنية ولا يبالون بما يحصل فالمهم هو أنهم المدافعون الأشاوس عن كرامة ذاتهم  الدنيا والعشيرة ضد أي شخص يحاول المساس بها .
في حين ان اغلب هؤلاء هم من أنصاف المتعلمين وتراه لا يمتلك أي مقومات مؤهلة ، فالكثير منهم لا يمتلك شهادات ولا يمتلك حتى وضع اجتماعي رصين إذ أن كل ما يملكه هو زائف  الكلمات الهابطة المستوى والمخدشة أحيانا للذوق العام عبر اصطلاحاتها السوقية بزعم أنها اللغة السائدة والمفهومة وهم بهذا الزعم قد جعلوا من رجل السوق الذي يعلن عن بضاغته وبصوت جهوري رخيم مقفى النهايات على انه شاعر همام هو الاخر!!! .
 
وانقل كلاما لأحد ما يسمون اليوم بالشعراء وهو يقول بكل ثقة و بدون أيما خجل ووجل بأنه لا يجد فرقا بين الشاع الفيلسوف !!! ، لا بل أن صاحبنا الشاعر يفترض ابتدائا بان الكثير يشاطره رأييه هذا !!! ... وحقيقة لا اعرف من يقصدهم بـ ((الكثير)) فهل ربما هو يقصد زملاءه المستشعرين أم ربما يقصد أبناء عمومته الأقربين ؟؟!! .
 
و مستشعر شعبي أخر يقول وبكل جهل وصلف (( وساترك إستطالات الأحرف كما أوردها صاحبنا لأنها ربما من وجهة نظره تعطي تأثيرا ايجابيا لحجته الدامغة !! )) :
 
" الشعر العراقي ســــيــبقى هو  الكلـــمــة الأولــى في الأدب العربي ومن أراد أن يذم الشــعر العراقي فــلــيخــتار لــغــة غير العربيــة ليذمه بها " !! .
 
هنا تتوضح لدينا الروح القبلية المتعصبة لهؤلاء المستشعرين في الاعتزاز الكاذب بالنفس ،ف الأول يرى نفسه (( مع قطعه بان هذا هو رأي الكثير من الجمهور !!)) بأنه فيلسوف زمانه ويقف هو وابن رشد وابن خلدون وعلي الوردي وفولتير وجان جاك روسو في مكان واحد !! .
والثاني ترى عصبيته واضحة وهو يحاول يائسا في  ان يربط المفردة الشعبية الأعجمية الهجينة المستخدمة في الشعر الشعبي  باللغة العربية .. وفي نفس الوقت يحسب نفسه من المدافعين عن أصالة الشعر العربي ويتهم غيره بالانسلاخ عن العروبة فقط لأنه غيره ذم الشعر !! وأقول له وبغير العربية :  So What!!! 
فما معنى أن كنت أنا او غيري عربي أو من غير العرب ؟؟ وهل سينتقص هذا الأمر شيئا مني كانسان؟؟ وهل أن كنت من بني شمر سأكون خيرا من أي فرد من بني عنزة والخ الخ ؟؟!! وهل يريد ان يخبرنا هذا الفطحل بان أمة الشعر الراكدة هي خير من امة العلم والتكنلوجيا ؟؟!! .
وبعيدا عن من هو الأفضل ...  ألا يكفينا بان نعيش كبشر مجردين من أي انتماءات وهمية  ؟؟!! .
وللأسف هذا أو ذاك ((الشويعر)) قد تناسوا بان الشعر أن كان فصيحا وان كان شعبيا (( مع ان خطر الشعر الشعبي هو أشد فتكا)).... عراقيا أو أعجميا أو أن حتى ان نبطيا فهو جميعه يصب في سلة واحدة وهي سلة التخلف وتقديم الروح على المادة ، وتغافلوا حقيقة وهي أن الشعر بصورة عامة ينقل واقعا خياليا لا علاقة له بالواقع المعاش أي أن مثله مثل باقي الأمور الغيبية التي يرفضها المنطق العقلاني .
أما سعيهم الدؤوب ((عند كل انتقاد يوجه للشعر وللشعراء)) في الاختباء  وراء أسماء ((فكرية)) عملاقة مثل المعري و(( ثائرة)) مثل مظفر النواب واحمد مطر وغيرهم من كبار المفكرين والثائرين الذين كان كلامهم صرخة مدوية على فساد مجتمعاتهم ، فالدخول تحت جلباب الكبار ماهو الا دلالة على أفلاس هؤلاء عبر تبريرات ساذجة لا تجعل منهم عمالقة بقدر ما سيجعلهم أضحوكة في ثغر كل من يميز مابين الشاعر ومابين المفكر .... ومابين المنافق ومابين أصحاب المبادئ .
 
وقد يستغرب الكثير باني ربطت  بين الشعراء وبين التعصب القبلي ، ولكن بالفعل هما وجهان لعملة واحدة فكلاهما يقدم هويته القبلية على هويته الوطنية ، وكلاهما يكبر من شان الأخر بشتى الاوصاف الكاذبة وكلاهما يتكلم بمنطق التخلف والجهل ، فالجاهل في من يظن نفسه بأنه متميز بشاعريته عن باقي البشر والمتخلف هو من يظن أن الشرف يقاس على أساس الأنساب .
فالعلاقة مابين الشعراء والنزعة القبلية  السائدة هي علاقة طردية واضحة لا تحتاج إلى مُنجْم ((فتاح فال))  لكي يكشفها  ، والعلاقة بين (الشعراء والقبلية) من جهة ومابين التمدن والتحضر من جهة أخرى هي بأصلها علاقة عكسية .
 
خلاصة القول
 
القبلية التي يتفاخر بها العرب قد اندثرت في كل أصقاع العالم ، وحتى في مجاهل أفريقيا ترى أن  بريقها قد أصبح باهتا لا معنى له سوى انه دلالة من دلالات التخلف والهمجية ورفض النظام ، فلا يخفى على الجميع بان القبلية تنفر نفورا شديدا من مؤسسة الدولة ، كما ان الفرد القبلي يعتز أولا وأخيرا بانتمائه القبلي لانه لايعرف الانتماء الوطني فالدولة المتحضرة بالنسبة له نظام يسلب منه كرامته ويذله (( كما في نظام الضرائب والتجنيد الإلزامي)) ، أي بمعنى أخر أن العقل القبلي له دور بارز في تدمير وإسقاط الدولة الحديثة ومؤسساتها النظامية ، فلو نلاحظ في تاريخ العراق الحديث والقديم بان قوة النفوذ القبلي تقابلها في نفس الوقت حالة من ضعف الدولة ، فمن يرتضي لحكم القبلية أو مجرد التفاخر بانتسابه لها هو كمن يرضى بآفة السرطان التي تأكل جسد المجتمع ككل ويحيله إلى مجتمعات بدائية متخلفة لا تستطيع أن تواكب مسيرة الحضارة الإنسانية .
فنحن ألان كعراقيين بصدد بناء دولة عراقية متمدنة لا نحتاج لنشر الروح العشائرية والطائفية بقدر ما نحتاج لنشر الوعي الوطني في عموم بلادنا التي تضم  أطيافا متعددة من شعوب وأعراق مختلفة يفترض أن يصبح انتمائها  لهذه الأرض التي فيها تسكن وتعيش هذه المجاميع ، ويفترض ان نساهم بإذابة وإزالة كل المسميات وصهرها بمسمى واحد فقط وهو المواطنة ، وفيها تنجمع جميع المكونات (( القبلية والعرقية والدينية والمذهبية)) تحت إطار الوطن الواحد ... والقانون الواحد والهدف المشترك وهو رقي البلد وتحضره .
نعم ... إذا ما نادينا بالمواطنة وقوة الدولة يجب أن لا يبقى مكان للهوية العشائرية أو القومية أو الدينية والمذهبية ، فالوطنية أسمى وأرقى وأنبل من القبلية والعرقية والشعارات القومجية الفارغة التي لم تنل منها بلادنا سوى مزيدا من التخلف والتقهقر الفكري .
وكم كنت أتمنى من الحكومة العراقية التي جاءت على أنقاض أعتي دولة قبلية حكمت العراق طيلة أكثر من 35 عاما بان تلغي فقرة العشيرة والديانة من هوية العراقيين .. لكي تكون بداية مشرقة لدولة ألمواطنه والبعيدة كل البعد عن القبلية والمذهبية  ... لكن شاءت أقدار التخلف بما لا تشتهي سفن أمانينا .
 
وكلمة أخيرة لدهاقنة القبلية :
 
أذكركم بأنكم تحملون صفة الإنسان وهذه الصفة هي عامل مشترك مابين كل البشر ، وسواء كان من هذه القبيلة أو تلك العشيرة أي بمعنى لا أفضلية ولا تميز لأحد على احد  ، فالأفضلية لمن له دور متميز في خلق إبداعات فكرية تساهم برفع مظاهر التخلف عن مجتمعاتنا ، وصفة  المروءة والشهامة هي لمن له دور واضح في زرع نواة الثقافة في بلادنا وأوطاننا ...وحتى لو كان من ذرية فرعون أو من ذرية نمرود.
وأما إن بقيتم متمسكين بهذه النزعة القبلية فسوف لن تختلفون بشئ عن المجتمع القطيعي الحيواني ، وسوف تظلون تدورون في رحى التخلف والصراعات الدائمة مع غيركم ... بانتظار حسم النتيجة المصيرية في من هو .......... أشرفكم !!! .
 
مهند الحسيني
Muhannadalhusynni710@gmail.com
08/10/1
 

14

أتقوا الله في ميكي ماوس يا مشايخ السلف ... فانه مخلوق مثله مثلكم !!

   
بقلم : مهند الحسيني
 
 
أثارت فتوى لداعية سلفي  بقتل الفأر "ميكي ماوس" الشخصية الكرتونية المشهورة لغضب الكثير من وسائل الإعلام الغربية والأمريكية بعد أن تداولتها الكثير من المواقع الإعلامية ومنتديات الإنترنت، وجرى مناقشتها في العديد من البرامج الحوارية والإخبارية بعد ترجمتها للإنجليزية.
وكان الشيخ السلفي محمد المنجد قد طالب في برنامج تلفزيوني بث مؤخرا بقتل "ميكي ماوس" لأنه من فئة الفئران ويحل قتله في الحل والحرم !! ، وأوضح أن الفئران من جنود إبليس ويسيرها الشيطان، مشيرا إلى أن الإسلام سمى الفأر "فويسقة" ويجوز قتل الفئران في أي وقت لأنها نجسة وهي كائنات ممقوتة.
ونقلت جريدة "شمس" السعودية عن المنجد قوله إن الرسوم المتحركة التي يتابعها الأطفال غيرت نظرة الأطفال للفأر حيث أصبح الفأر من الأشياء المهمة العظيمة، ومن الشخصيات المحبوبة لدى الأطفال، رغم أن الشريعة ترفضها فهي كائنات ممقوتة ومفسدة، واختتم بأن الفأر "ميكي ماوس" شخصية عظيمة لدى الأطفال رغم أنه يقتل في الحل والحرم.
 
الغريب ان بعد كل هذا الكلام الساذج والذي لايحتاج الى فهيم كي يدرك حجم سخف المنطق الذي عرضه المفتي الهمام ، ياتي الينا بعض المحسوبين على البشر ظلما  وهو يستميت بالدفاع عن امثال المنجد ويطالبنا بان لا ننجر الى انتقاد هذه الفتوى والسخرية منها لانه ربما ومن وجهة نظره يتوجب علينا التصفيق  لهذا الأحمق الفاتي والتهليل للمفتى اليهم !!.
وكان الامر هو مجرد فتوى او حكم اسلامي قديم ، وليس على انه  ثقافة لا ترتضي بالاخر وما يصدر منه مهما كان بسيطا او بريئا ، فكل شئ بالنسبة لهم مؤامرة مدبرة بليل وكل شئ هو محرم يستحق القتل ، وكل شئ بالنسبة لهم يستنبط من بواطن الماضي بعيدا عن الواقع المعاش!! .
 
وعودا على ذي بدء ...
 
يبدو ان علماء ومفتي دولة الظلام السعودية أنهم  لم يكتفوا بتكفير وقتل وذبح وتفجير غيرهم من البشر من الذين لا يعتنقون فكرهم ألظلامي المتخلف (( من باقي الأديان وأيضا بعض طوائف المسلمين (( لم يبقى لهؤلاء الحمقى  سوى الرسوم المتحركة ليكفروها ويفتون بقتل ميكي ماوس وإعدامه  بحجة انه من الفئران وان الفأرة بأصلها هى من جند ابليس يجب قتلها!! .

يا سلام يا شيخنا المقدام  لا اعرف ما اذا اقول عن عقلك الذي تفتق بمثل هذه الفطنة والتي غابت علينا جميعا  ...  ما أفطنك يا فهيم زمانك وانت تعرفنا على عدونا المستتر " الخائن ميكي  " وأنت تفضحته ايما فضيحة ، فلقد رفعت رأسنا عاليا  بين الامم والحواضر ، وعرفتهم انت وشلتك الراقصة عفوا الفاتية بان ديننا هو عظيم ونحن وحدنا من نستحق ان يحكم هذا العالم  برمته ... فالكون لايحكمه  غير العظماء المفكرين والذين يفكرون بعقلية السلف الصالح مهما كان فكرهم ظلامي وطالح .
 
 
ويسرني ان اسئل الشيخ الفذ المنجد :
 
يا شيخ المنجد يا من فضح ميكي ماوس العميل)(  لا اعلم هل هو ايضا من اولاد القردة والخنازير ام ربما انه رافضي مشرك لايؤمن بخلافة الشيخين)):
 
 هل من خلال شخصية ((الفويسقة))  ميكي ماوس ذهبت كرامة العرب وولت وبدون رجعة ؟؟!!
هل ميكي ماوس الرافضي هو من ادخل جيوش المحتلين الى بلدان واوطان بني يعرب ؟؟!!
هل ميكي وجيري الضئيل هم من حاك لنا المؤامرات المزعومة وفككوا اوطاننا وفرقوا اخوة الدم والدين التي تربطنا كعرب ومسلمين ؟؟!!
هل شخصيات والت ديزني هي المسؤولة عن حجم خراب العقول الذي نعاني منه ؟؟!!
هل هم سبب كل الغدر والنفاق الحاصل في مجتمعاتنا ؟؟!!
وبدل ان تهتم بالفأر وشرعية قتله حاول ان تهتم بمجريات الحياة الانسانية وان تدخل في صلب الازمات التي يعاني منها افراد مجتمعك الخامل ومنهم فئة الشباب الحائر؟؟!! ، وبدل اجتهادك السفيه في قتل الفار ((حلا وحرما)) اليس الاولى ان تجتهد في قضية تربوية تخدم مجتمعك الذي يعاني من مشاكل اجتماعية خطيرة  .
 فما نفع قولك بأن ميكي ماوس محرم شرعا وأنه يستوجب قتله؟! ولماذا هذه التعصب والهوس في قتل البشر والحيوان على حد سواء؟! فاذا كان الدافع هو تنشأة الجيل الصغير على حب الله و عدم اشراك حبه بغيره (( حسب زعم الشيخ )) فهل هذا بمجمله لا يتم الا بإطلاق فتوى تحرم ميكي ماوس والدعوة الى ثقافة القتل والدماء المراقة؟؟!.
ثم هل فعلا الغرب قام و بخبث كما زعمت وتزعمون بانهم  استخدموا شخصية الفأر ميكي وجيري للتأثير على المسلمين كون الفأر هو احد جنود إبليس، ونحن نعلم ان ميكي ماوس شخصية كارتونية عمرها اكثر من 80 عام أي بمعنى ان وجوده هو  قبل ان تبدأ ثقافة المؤامرة  المترسخة في عقولكم يا جهلة .
فمعظم الحيوانات على وجه الأرض تم تشكيلها لتمثل شخصيات كارتونية  للأطفال كونها قريبة من نفوسهم ، وتلاقي قبولا منهم ، فهل هذا معناه ان الاطفال سيمرقون من دينهم حين يتعلقوا بشخصية كارتونية بريئة؟؟!!
أذن ماقولك في بعض الافلام الكارتونية التي عرضت شخصية كاردينال مسيحي  وحاخام يهودي وراهب بوذي  بصورة كلب ؟؟!! يا ترى هل ستدعو الى قتل الكلاب حينما يصورك الغرب بشكل كلب اعور أرقع ؟؟!! .
فعلى الاقل صورة الحيوانات هي مألوفة ومحببة  للطفل وهي اقل تأثيرا من بعض الكائنات الممسوخة التي لا تعلم مؤخرتها من وجهها مثل تلك الشخصيات التي اخترعها منتجوا قنواتكم الكارتونية المسلمة !! .
 
يا شيخ المنجد بعد ان سخر العالم المتحضر منك وشبع قهقهة على خواء عقلك ومنهجك .. أود أن أعلمك بان ميكي ماوس مجرد شخصية كارتونية بريئة.. و ليس من جنود إبليس كما تزعم أنت ويزعم ناقلوا دينك الكذبة  !!!
وأعلم بأن الفأر هو مخلوق مثله مثلكم يا مشايخ السلفية ولا اعتقد إن أي دين سوي يهبط  لمستوى ان يأمر جحوش المؤمنين من امثالكم بأن ينالوا شفاعة الرحمن ويتقربوا اليه زلفى  بقتل فار مسكين لا ذنب له سوى ان بعض الحمقى يتصوره على انه شيطان مريد .
 وان كان شخص يستحق القتل ((حلا وحرما))  فهو انتم يا من جعلتم دينكم  دين ذبح وقتل، وصيرتموه الى نكتة يتندر عليها كل من سكن هذه المعمورة ... وصدق من قال : يا امة ضحكت من جهلها الأمم !!
 
عموما ...بهذه الفتوى اثبت لنا عمليا  إن تجار الفتوى السلفية هم من يشوه الدين الإسلامي وهم من يُضحك البشر عليهم وبدون إن يفتري عليهم أو يظلمهم  أي مخلوق ومن خلال فتاواهم الغريبة والعجيبة ، فبعد فتوى ارضاع الكبير والتبرك ببول النبي محمد وتحريم البوفيه  أصدرت بالامس القريب فتاوى تدعو للقتل والأجرام كالفتوى التي صدرت من أعلى هيئة قضائية في وكر الإرهاب العالمي (( السعودية))  بقتل أصحاب الفضائيات ، وبعدها فتوى بجلد الصحفيين الذين ينتقدون مثل هكذا فتاوى وحشية ، وهاهم اليوم  يحقرون عقولنا  ويهبطون بالفكر الديني إلى مستوى الفئران الكارتونية وتحت ذرائع سمجة ومضحكة  والتي لا اعلم حقيقة كيف لأفلام كارتونية بريئة من أن تهدد أمة قائمة  ؟؟!! فأي امة هذه التي يهددها ميكي وجيري  سوى أنها امة من ورق!! .
 
وأسفي على امة انحدرت لهذا المستوى من الاستخفاف بالعقل و المنطق و فتحت أبوابها لمجموعة من العاطلين والجهلة ليعيثوا فيها الفساد والخراب في عقول المجتمعات العربية والإسلامية تحت مسيات ما انزل الله بها من سلطان  ، ويدعون نهارا جهارا إلى  تحجيم العقل و دحض المنطق و إخفاء الحجة و تغييب المشاكل الحقيقية و استبدالها بمجموعة من التفاهات المضخمة لتشغل بها المجتمع عن هدفه الأساسي في الاستمرار و التطور والتمدن  ، فنحن كمجتمعات تعيش على الهامش نحتاج الى وسائل وآليات ناجعة في بناء مجتمعات منتجة لثقافة منطقية حضارية منافسة و ليس كما يفعل هؤلاء من تجار الفتوى في  تحويل الدين الى كائن مدمر للعقول يرفض أي نوع من انواع الاقتباس من تجارب الاخرين والتي اثبتت فاعليتها على ارض الواقع .
وفي الختام  أتمنى ان نصل لثقافة يكون فيها الدين بين الخالق والمخلوق  فقط دون اقحامه في امور تقلل من شأنه واحترامه .
 
عاجل : ورد للتو  ان القط توم  (( الخصم اللدود للفأر جيري)) قد ازمع على تنظيم مظاهرة مليونية عارمة يقودها هو وزملاءه في عالم والت دزني يطالبون فيها  مشايخ السلفية بالكف عن فتاواهم التي تحرض البشر على قتلهم ، وقال السيد توم (( الذي لاتربطه اي رابطة بالفأر ميكي))  بانه سوف يرفع دعوى قضائية على المدعو محمد المنجد يتهمه فيها بالوحشية !!! .
 وبذلك اثبتت الفتاوى السلفية  ان الحيوانات هي ارحم على بعضها من بعض الذين يسمون بالبشر مننجوم الأفتاء الاسلامويين !! .
 
مهند الحسيني
25/9/08
Muhannadalhusynni710@gmail.com
 

15
شجاعة مثال الألو سي ... وصلف المزايدين

 بقلم : مهند الحسيني
 في مقالة هجومية عنيفة كتبها بعض المثقفين العراقيين والتي تحمل عنوانا " الصَـلـَفُ ليس شجاعة ً يا مثال الألوسي" ، أذ جاءت هذه المقالة الهجومية على خلفية زيارة مثال الألوسي تلبية منه لدعوة للمشاركة في المؤتمر العالمي الثامن لمكافحة الإرهاب، حيث وصف كاتب المقال السيد مثال الألوسي رئيس حزب الأمة العراقية بأنه احد الطحالب التي طفت على المستنقع السياسي العراقي وبأنه اخذ حيزا أكبر من حجمه !! .
ولا اعلم أن  كان مثال الألوسي هو طحلب من طحالب العملية السياسية كما يقول كاتبنا العزيز فما هي الصفة المناسبة للآخرين ممن يغلبون  مصالحهم الضيقة على مصالح أبناء شعبهم أو ممن يرفعون أياديهم وراء أيادي زعيمهم الأوحد من جماعة (( شيخ موافج )) ؟؟!! ، أليست صفة ((بثور عالقة  في وجه العملية السياسية العراقية)) هي اصح صفة تنطبق عليهم  ؟؟!! .
وأيضا ما أثار دهشتي هو محاولة كاتب المقال قلب الحقائق وأتباع وسائل مضللة منها : أن السيد مثال الألوسي هو احد ممن ساهم بتعذيب السيد ليث كبة (( الناطق الإعلامي باسم رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم  الجعفري)) و نقلا على لسان السيد كبة (( كما ادعى غير السيد كاتب المقال))  !! ناسيا أن هذه الإشاعة المغرضة حاول البعض أن ينشرها في الوسط السياسي والاجتماعي العراقي محاولة منهم لتسقيط شخص الألوسي لغاية في نفس يعقوب ، حيث أن هذه التهمة الوضيعة  قد نفاها وكذبها السيد ليث كبة وعن لسانه شخصيا وعلى أكثر من قناة فضائية قبل أعوام قليلة !!.
 فلماذا يريد السيد الكاتب ان يستهين بالذاكرة العراقية ولماذا نسى أو ربما  تناسى ذكر هذه المعلومة للأمانة النقلية والموضوعية  في انتقاده ولكي لا تكون محاولة رخيصة منه لتسقيط مثال الألوسي من أعين العراقيين الذين أحبوه أكثر من أي سياسي أخر وحتى أكثر من أي معمم يدعي الورع والتقى والزهد من الذين يتصدرون الشاشات الفضائيات من جماعة أحسنتم و من جماعة .. والله اعلم . ؟؟!! .
 
وحقيقة لا اعرف لماذا هذا التحامل ضد شخص مثال الألوسي من قبل بعض المثقفين العراقيين الذين يفترض بهم أن يكونوا على قدر الإدراك والتفهم لكل ماحدث ويحدث في المشهد العراقي ، فللأسف لازال بعضا منهم يتكلم ويكتب تبعا لعاطفته الانتمائية التي نشا عليها لا تبعا للمصلحة العامة التي يفترض إننا أدركنا معانيها.
فهل يدرك الجميع بان ماحصل بحق السيد مثال الألوسي هو انتكاسة حقيقية للديموقراطية التي يتشدقون وينادون بها ليل نهار  من لايعرف أبسط ابجدياتها  ؟؟!!
وهل يعلمون انها محاولة للعودة إلى زمن القهر والظلم وإلقاء التهم الجاهزة للخصوم السياسيين والفارغة من المضمون (( العدو – الأجنبي – العمالة )) ؟؟!! .
فلماذا راح البعض يتغنى بهذا النكوص وهذا الانقلاب ضد الديموقراطية التي ادعاها من جاء على أطلال الدكتاتورية البعثية – الصدامية ؟؟!!.
وأتمنى أن كاتب المقال الهجومي قد لا يكون هو الأخر أخذته الغيرة والحمية للجارة العتيدة إيران أو ربما ارتجفت أوصاله دفاعا عن الحق العربي المغصوب من قبل الكيان الصهيوني الإرهابي الغاشم ؟؟!! .
 
وبعيدا عن هذه المقالة الهجومية  قرأت ردا  لبعض ألامعات التي تنعق وراء كل ناعق ولا تعرف أين ترسى مراسي مواقفها المضطربة  وهي تتطاول على هذا الشخص العراقي الشجاع ، فواحد من هذه ألامعات يوجه سؤاله إلى السيد مثال ويسأله لماذا لم يذهب والى المؤتمرات التي هي ذات صلة بالإرهاب الدولي في غير إسرائيل (محاولة منه للتشكيك بالسيد مثال الألوسي) ؟؟!!.
وحقيقة استغرب لهذا السؤال الساذج فهل يريد صاحبنا من النائب مثال الألوسي ان يذهب إلى المؤتمرات التي تعقد جلساتها في ليبيا المتمدنة أو في باكستان المتحضرة أم ربما في الولايات السودانية المتحدة الديموقراطية ....... جدا ؟؟!!
المشكلة أن أمثال هؤلاء لازالوا يعتبروا أن إسرائيل هي دولة لقيطة آيلة للسقوط في البحر ، وهم بذلك يقفزون على الحقيقة التي تقول أنها دولة ديموقراطية متحضرة  وذات شان وثقل دولي ، وان الإرهاب العربي الذي طالنا كعراقيين  قد طالها من قبل حين أخذت بعض الأجساد العفنة تفجر نفسها هناك في الباصات المدنية وبعض مدارس الأطفال والنوادي العامة ، فمنطقيا أن  إسرائيل من الدول المعنية بإقامة هكذا مؤتمرات على اعتبار أنها أحدى ضحاياه مثلها مثل بريطانيا وأميركا وأسبانيا وأفغانستان والعراق ولبنان ، إذ أن من غير المعقول أن دول إرهابية مثل السعودية وليبيا أو إيران وسوريا تنظم مثل هكذا مؤتمرات  لأننا نعرف جيدا بان هذه الدول هي الراعي الأول وبامتياز للإرهاب الدولي وما قدمته لنا هذه الدول من ذبح وقتل ووتفجير وتهجير  خلال هذه السنين المنصرمة  لهي اكبر برهان ودليل  .
العودة الى الوراء ...
المهزلة البرلمانية التي حصلت يوم 14/9/2008 والتي رفعت فيها الحصانة البرلمانية عن النائب مثال الألوسي بأغلبية نادرة الحصول في برلمان ((الملل والنحل)) ....برلمان (( شيلني واشيلك)) ... برلمان العمامة والسدارة والعقال العشائري، اثبت وبجدارة بانه برلمان من ورق وأعضاءه لا يستحقون أن يكونوا ممثلين للشعب العراقي  , فالهزال السياسي الذي يتمتع به النواب وعلى رأسهم كبير الحمقى السيد المشهداني لا يحتاج إلى عدسة مكبرة لأنه أوضح من الشمس .
فهذا البرلمان العتيد نسى وتناسى المشاكل الرئيسية للمواطن العراقي من انعدام الخدمات (( الماء – الكهرباء – جميع أنواع المحروقات))  ومن تفشي الأوبئة الفتاكة في عموم العراق ... راح يعيد لنا أعضاءه الأشاوس المصطلحات البعثية المستهلكة (( عميل – دولة عدوة – الخ الخ )) ويتركوا كل مشاغلهم وهموم شعبهم في جيوبهم الخلفية ويجعلوا من جلستهم قاعة من قاعات محكمة الثورة الدموية ، ليحاكموا فيها من هو اشرف منهم وأنبل بتهمة غير واضحة المعالم ولا معنى لها البتة   !!! .
فلم نرى أي نائب في مجلس النيام قد أخذته غيرته وحميته للمواطن العراقي المسكين الذي يعاني من جميع الأهوال المادية والاقتصادية والخدماتية ، فهم غير معنيون بهذا المواطن لأنهم  في واد والمواطن في واد أخر ، حيث ترى جماعة منهم  تأخذهم الغيرة للجارة الإسلامية  إيران  وآخرين تأخذهم الحمية للقتلة والإرهابيين من جحوش العرب ... نعم لم نرى منهم يمتلك أي غيرة لوطنه ولأبناء شعبه فالأجندات الخارجية هي من تسيرهم وهي من تحكم مجلس النواب العراقي !! .
والعجيب في الأمر  أنهم وقفوا وقفة واحدة ونهقوا بصوت واحد حين عرض عليهم التصويت لحجب الحصانة عن النائب مثال الألوسي وكأن وقت الانتقام  من الشخوص والرموز العلمانية والليبرالية قد حان فسارعوا في غرز سكاكين حقدهم وغيرتهم من هذا النائب الأصيل الذي يعتبر من النواب القلائل في مجلس الملل والنحل  ممن قدم عراقيته على مذهبه وقوميته وغيرها من الانتماءات الفئوية الضيقة ، وربما ان هذا الأمر قد عراهم وفضح كذب دعاواهم  وهو من جعلهم يحاولون عزله ونفيه سياسيا مثله مثل اغلب الشرفاء الذين تعرضوا بمثل ماتعرض له السيد مثال الألوسي .
وبعد هذه المقدمة أود أن  أسئل أعضاء مجلس النواب :
بأي تهمة وبأي جناية تم نزع الحصانة عن النائب مثال الألوسي ؟؟
هل أياديه ملطخة بدماء العراقيين مثل أقرانه في المجلس الذين اغتالوا العراقيين الأبرياء  ومنهم نجليه  ؟؟
هل وجدوا في منزله سيارات معدة لتفجير أشلاء العراقيين كما هو حال بعض زعماء الكتل الصفراء المتورطين بتهديم الدور ومنها دار الألوسي نفسه ؟؟!!
هل تلبس في جريمة الفساد الإداري وسرقة أموال العراقيين مثل ايهم السامرائي والشعلان والنقيب وغيرهم من الذين سمح لهم بمغادرة العراق وفي جيوبهم أموال العراقيين  ؟؟!!
هل قام بفتح قنوات اتصالات مع جميع قوى الإرهاب والبعثيين  ؟؟!!
فهلا  أخبرتمونا يا سادة يا نواب  بجريمة الألوسي ؟؟!!
وان كنتم فعلا وطنيين وغياري مثل ما تدعون لماذا تم التسويف والمماطلة  برفع الحصانة عن المجرمين الذين يتربعون في مجلس النواب وفي مقاعده الأمامية ؟؟!!
ولماذا تتملوقهم وتحابوهم وإنكم تدركون بأنهم ليسوا أكثر من ثلة باعت العراق وشعبه  بحفنة من التومانات والريالات الملكية البترولية ... وبكثير من الحشيش الأفغاني ؟؟!! .
أليسوا هؤلاء المجرمين القتلة والفاسدين هم الأولى بتوحيد الصف والكلمة لكي يقدموا للمحاكم العراقية وبصفة مجرمين وقتلة ؟؟!!
فأعضاء المجلس وزعماء الكتل السياسية لطالما تستروا على المجرمين الحقيقيين بحسب مصالحهم الشخصية وعلى حساب المواطن العراقي المغلوب على أمره ، وأيضا هم من عطلوا سير مجرى العدالة بحق المفسدين الذين أما أن يكونوا من ذوي القربى او يجمعهم رابط التنظيم الحزبي .
والأغرب ما في الأمر أن جل الذي حصل تحت قبة البرلمان هو أمر غير دستوري ، فقد شكك اغلب القانونيين العراقيين المستقلين  في شرعية القرار الصادر  بحق النائي مثال الألوسي حيث ان البرلماني لا تنزع عنه الحصانة إلا في حالتين وهي أما أن يكون ارتكب جناية مخلة أو أن يكون قد ضبط بالجرم المتلبس وهاذين الأمرين لم يتوفرا في قضية الألوسي مما يجعل القضية برمتها  ناقصة الشرعية وهي ليست  في حقيقتها غير أمرا قد دبر بليل مظلم حيث يتم فيها  تصفية حسابات شخصية .
فكما هو معلوم بان الدستور لا توجد فيه فقرة تنص بتحريم السفر إلى أي دولة  وهذا متمثل في جواز السفر العراقي الذي لا توجد فيه عبارة تمنع السفر إلى إسرائيل أو جزر القمر أو حتى إلى جمهورية المريخ الشعبية الديموقراطية !! .
فهل المزايدات الوطنية والعروبية هي من حكمت على مثال الألو سي بالإعدام السياسي والوطني ؟؟!! .
ام انه بصحيح العبارة إصدار حكم الإعدام بحق الديموقراطية الوليدة في العراق الجديد على يد أعداءها  ؟؟!!
وان كان المنطق المزايد هو من يحكم فلماذا لم تتم محاسبة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني أو حتى على الأقل مسائلته  حين التقى بأيهود باراك في أثينا  ؟؟!!
ولا اعتقد أن الأمر مختلف لا من ناحية المزايدين ولا من ناحية المدافعين  لأنهم في قضية مثال الألو سي قالوا وصرخوا بأنه زار دولة عدوة مغتصبة والسيد رئيس الجمهورية هو أيضا قد التقى  وزير دفاع هذه الدولة العدوة ؟؟!! .. فما لفرق إذن بين الحالتين ؟؟!!
وانا هنا لا اقف موقف المعارض لما قام به السيد جلال الطالباني بل على العكس من ذلك لان اللقاء كان بادرة حسنة في السياسة العراقية الجديدة الغير متشنجة والمنفتحة على الأخر والتي لاتعادي اي دولة كانت وعلاقاتها تجري تبعا لمصلحة البلد .. ولكن اردت بهذا المثال ان اكشف الوجوه المنافقة التي تكيل بمكيالين .
هل إسرائيل دولة عدوة للعراق؟؟!!
بدون مزايدات وبدون شعارات أو حرج وتحفظ  أود أن أشير باني  شخصيا (( وهناك الكثير غيري من العراقيين))  من ضمن المؤيدين لإقامة علاقات مع دولة إسرائيل باعتبارها ليست  دولة عدوة للعراق (( أرضا وشعبا))  ولا توجد بين العراق وإسرائيل أي تنازعات حدودية وغيرها من النزاعات المسلحة ، فحتى أعداءها الحقيقيين الذين يتبجحون بالشعارات المتهرئة قد أقاموا معها علاقات وعلى ارفع المستويات (( اقتصادية – سياسية – عسكرية))  .
فمن يرى أن إسرائيل هي دولة عدوة للعراق أطالبه بان يراجع حساباته جيدا لأنه بذلك إنما يريد منا أن نكون مؤيدين لمن يذبحنا ولمن يصفنا بأشنع الصفات والنعوت .
فحالة العداء (العربية – الإسرائيلية) العراق فيها ليس طرفا مباشرا ، فالأنظمة القومية العروبية الحاكمة  هي من رسخت هذا المفهوم الخاطئ لكي يدعمون حكمهم ودكتاتوريتهم تحت شعار العدو المستتر و( شدوا الأحزمة على البطون) ونفاذ الأحكام العرفية طيلة سنوات حكمهم محاولة منهم لضرب كل الحركات الوطنية المناهضة لفساد حكمهم  .
 فيفترض بان العداء هو بين الإسرائيليين وبين  أصحاب القضية ( الفلسطينيين ) وبعض الدول المحاذية لإسرائيل فقط ولا شأن لنا ((كعراقيين))  بهذا العداء ... فمنطقيا لايوجد أي مسوغ يجعلنا كأعداء  لها لمجرد إنها عدوة في نظر بعض الدول التي أرسلت لنا أطنان المتفجرات ومئات الفتاوى التي تبيح قتلنا بدم بارد ؟؟!!
فلماذا نقف بجانب من يقيم سرادق العزاء لقاتلنا (جرذ العوجة)  ويترحم عليه وبنفس الوقت يكيلون لنا كيل الشتائم الوضيعة ؟؟!!
الم يصدر مكتب الرئاسة الفلس طيني بيان ينعى فيه المقبور اللقيط ألزرقاوي ذابح العراقيين ؟؟!!
الم يصفونا أجلاف البوادي نهارا جهارا بأننا صفويين وبأننا عملاء وخونة ؟؟!!
لماذا هذه السذاجة ولماذا هذه المزايدات بعد كل هذه الحقائق الدامغة  ؟؟!!
وأنا هنا كعراقي  أطالب  أن نطوي صفحة العداء المفتعلة والوهمية مع دولة إسرائيل فهي دولة قائمة ولها ثقلها في المنطقة والعالم شئنا ذلك أم أبينا ، والمنطق السياسي السليم  يقول لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم فلنحاول أن نغير من قائمة الأصدقاء والأعداء التي أورثتها لنا الأنظمة السابقة والتي لم تسجل أي نجاح سياسي أو اقتصادي أو عسكري ... نعم فلنجرب تغيير هذه القائمة ولنرى النتائج لأنها ستكون كبيرة ولصالح المجتمع العراقي ، فالدول العربية والدول التي تنادي بمسح إسرائيل من الخارطة لم تنفعنا بل على العكس هي كانت سبب كل نكباتنا وأحزاننا وهي جزء من هموم المواطن العراقي .... فيكفينا شعارات .... ويكفينا مزايدات .. ويكفينا كلام ........... فارغ .
 وفي الختام أود أن أقدم تحية حب واحترام للعراقي الأصيل و الشجاع السيد مثال الألوسي وأقول له :
يكفيك فخرا بأنك كنت أول من يوحد كلمة مجلس النيام العراقي ....والتي اجزم بأنها لم ولن تتوحد الا في عزل وأقصاء أمثالك من المخلصين.
ويا أحرار العراق .... انعوا الديموقراطية التي زهقت روحها مع سبق الإصرار والترصد على يد من يدعون تمثيلكم  في البرلمان العراقي  يوم 14/9/2008 ....
 إنا لله وإنا إليه راجعون .
مهند الحسيني
16/9/2008

Muhannadalhusynni710@gmail.com

16

خفافيش الافكار يلمعون في ظلام الهزيمة....
 محمد عمارة انموذجا (2)

بقلم : مهند الحسيني
 
مقدمة :
 
الملاحظ ان اللغة الهجومية والاستفزازية التي يعتمد عليها الدكتور محمد عمارة في جميع نتاجاته تفتقر الى ابسط المعايير الاخلاقية والمقومات العلمية التي يفترض ان يتصف بها كل مفكر يدعي الحيادية والمنهجية في ابحاثه ... فحين يدخل النفس العصبي  في طروحات المفكر تنتفي منه هذه الصفة الاخيرة وتحيله الى فرد  قبلي همه الفتك بالاخرين بالفعل قبل القول وهذا بالفعل ما استشفيته من طروحات عمارة الفاسدة والتي هو فيها  كمن يحمل معولا ليهدم به كل الوشائج الانسانية والقيم الاخلاقية التي تربطنا كبشر مجردين  من اي انتماء ، مع انه يحاول جاهدا ان يضفي لنفسه صفة العلمية والموضوعية ويوهم القارئ بانه مطلع على كل الحيثيات المنهجية التي يعتمدها  في حين انه ومن خلال اغلب كتاباته يتضح لنا وبشكل جلي انه يجهل لأبسط هذه الحيثيات ،وهذا ليس تجني على شخص عمارة أو تحامل ضده  وانما افكاره الهدامة ولهجته المثيرة للفتن وسذاجة طروحاته  هي من تخبرنا بكل هذه الوقائع والصفات .
فمثلا انه قد اتهم  وبكل صلف وحمق ((البابا شنودة)) بانه هو المحرض الوحيد للفتنة مابين اقباط مصر ومسلميهم  بعد الاحداث الطائفية التي حدثت في الاسكندرية!!! .
وهو بذلك قد برء ساحة رؤوس الفتنة ومثيري العنف الطائفي واللذين لايجهلهم عاقل (( وعمارة هو احد اقطاب هذه الفتنة))  وجعل من الظالم هو الضحية والعكس ، فأي موضوعية هذه التي يدعيها هذا المنافق الكاذب ؟؟!!.
  فهل ان الشارع العربي المسلم لم تبذر فيه بذور الشقاق والتناحر او ربما هذا الشارع يفتقر لمسوغات الفتنة التي يثيروها ارباب الفتن القابعين في كهوف المؤسسة الاسلامية كالازهر ودور الفتوى المنتشرة في عالمنا العربي من خليجه المشرقي  الى محيطه المغربي  ؟؟!! .
فمحمد عمارة لم يكتفي باثارة الفتن الدينية مابين شركاء  الوطن بل راح يحرض على الفتنة في عموم الشارع العربي (( المتباين المذاهب)) لدرجة انه حرض ومن على قناة الجزيرة الارهابية  وبشكل علني وصريح عندما قال مخاطبا للشارع المهووس بثقافة العنف  صارخا :
((اذبحوا...اجزروا  في العراق ... ان الساحة الان ليست لندن وانما في العراق)) !!
فأي فكر واي منطق يمتلكه هذا الجزار القاتل بالكلمة والفكرة ؟؟!!
 
ماذا بقي للشيعة بعد جهاد أهل السنة؟ !!
 
وساعود لمقال د.عمارة والذي عنوانه وحده يكفي لاثارة التناحر وتكريس الاختلافات والفرقة ، ناهيك عن ما يتضمنه من البغض والكراهية  لفرقة  لها وجود وانتشار في الشارع الاسلامي والعربي شاء عمارة ام أبى ذلك , فهو يقول في بداية مقاله " ماذا بقي للشيعة بعد جهاد أهل السنة؟ !!" :
 
((إن تاريخ الشيعة لم يعرف انخراطهم في الثورات ضد الحكام الظلمة وضد الاحتلال الأجنبي إلا في القرن العشرين)) .
 
هذه القناعة التي اوردها محمد عمارة لهي كافية لان تخبرنا انه لم يقرأ شيئا من التاريخ اذ انه لو كان قارئا متبحرا او حتى على الاقل ملما به بشكل سطحي  لادرك ان الكيان الشيعي كان ومازال رديفا لمعارضة كل انواع الفساد السياسي منه والاجتماعي  ،ولاتجد اي فترة تاريخية تخلو من ثوراتهم  التي جابهت كل الطغاة والظلمة في العالم الاسلامي .
 وما ثورة الحسين بن علي الا هي فاتحة لهذه الثوارات الاجتماعية والاصلاحية قبل ان تكون ثورة سياسية غايتها الكرسي  ، وعلى عكس باقي المذاهب الاخرى التي كانت تعتبر ان الخروج على ولي الامر (( وبغض النظر عن فداحة ودرجة ظلمه وفساده )) هو بدعة وضلالة !! ولا اعرف كيف يريد اقناعنا هذا المفكر الالمعي بما ساقه لنا من كلام  يفتقر للصدق وللامانة التاريخية؟؟!! .
 فأينه من ثورة التوابين والمختار الثقفي وثورة القراء وثورة  زيد بن علي وثورة يحيى بن زيد وثورة محمد ذو النفس الزكية واخيه ابراهيم وثورة ابن طباطبا العلوي وابي السرايا وثوره يحيى بن عبد الله بن الحسن المثنى و ثورة  الحسين الافطس ومحمد الديباجه وزيد النار وابراهيم المستجاب بن موسى  الكاظم ؟؟!!
 وماذا يسمي تلك الثورات الشيعية التي قضت  مضاجع الامويين  على  امتداد حكمهم  الظالم ، والتي مهدت فيما بعد لسقوط دولة بني امية الفاسدة قلبا وقالبا ، ومن ثم جيرت هذه الثورة لصالح اولاد عمومتهم من بني العباس بعد ان تم اقصاء لواء الثورة الحقيقي والمتمثل بمظلومية الشيعة والتهميش الذي لحق بهم  ((مثلما هي محاولة محمد عمارة البائسة في تجيير ثورة زيد بن علي لصالح موروث اهل السنة !! )) .
و لا يستطيع أي منصف ان ينكر ثورة العراق (( ذو الاغلبية الشيعية )) وبكل الوسائل المتحة لهم ضد الحكم العثماني المتخلف ، فالحملات الثورية التي قامت بها القبائل العربية العراقية ((الشيعية))  ضد ظلم العثمانيين وعلى امتداد ثلاث قرون  لا يستطيع اي شخص ان يطمسها او ان ينكرها .. فالعراق هو الولاية  المشاغبة الوحيدة (( واقصد بالمشاغبة هو عدم الخنوع للظلمة والطغاة)) من عموم الولايات التي وقعت تحت الاحتلال التركي بينما نرى  ان باقي الولايات خانعة ومستسلمة لارادة المحتل العثماني على اعتبار ان السلطان العثماني هو ولي نعمة لايجوز الخروج عليه بل يوجب تقبيل اياديه واقدامه الشريفة والمباركة كما نصت اغلب فتاوى مشايخ ووعاظ  اهل السنة!!.
 
فاينك يا مفكر ويا فيلسوف زمانك من كل هذه الحقائق التاريخية التي تريد ان تسترها بغربال بائس لا يكفي لان يستر عورتك حتى تريد ان تخفي بها الحقائق الدامغة .
ولكني اعزي هذه المغالطات والافتراءات التي جهد بها مفكر فقه الكراهية هو  اما لعمى بصيرته او لجهله بالتاريخ الذي يدعي انه احد الباحثين فيه  او لخرف قد اصابه في اخر حياته .... او ربما  لأجتماع  جملة هذه الاسباب بشخصيته المريضة .
 
 
ويقول عمارة ايضا :
 
((وكان أهل السنة والجماعة ـ طوال ذلك التاريخ ـ هم الذين يقودون الثورات))
 
حقيقة استغرب هذا المنطق وهذا التزييف في نقل التاريخ وبشكل جزافي ساذج فجميعنا يعلم ان هناك احاديث قد ملئت اصاحيح اهل السنة وهي تشجعهم على البقاء في قطيع الحاكم بامر الله وعدم الخروج على سلطانه وان كان اماما فاجرا !! وانقل هذا الحديث الذي اورده  أحمد ابن حنبل:

السنة لأبي بكر ابن الخلال-باب الانكار على من خرج على السلطان:
...ثم ذكر أبو عبد الله قال: قال النبي(ص) :
ان ضربك فاصبر...وان...وان فأصبر!...!!
 
وهذه اقوال اخرى اضعها امام عمارة عله يستفيد منها فربما هو لم يقرأ التاريخ ومروياته :
 
قال الحسن البصري:
 
تجب طاعه ملوك بني اميه وان جاروا وان ظلموا والله يصلح بهم اكثر مما يفسدون.


قال بن عمر لما بلغه استخلاف يزيد بن معاويه:
 
((ان كان خيرا فرضينا,وان كان شرا فصبرنا)) .
 
وروي عن الزبير بن عدي قال:
 
((اتينا انس بن مالك فشكونا اليه ما نلقى من الحجاج فقال اصبروا فانه لا ياتي عليكم زمان الا والذي بعده شر منه(( .... أنتهى
 
هذا هو الفرق ما بين المدرسه الشيعيه والمدرسه السنيه فالاولى هي من تثور على الظلم اما الثانية هي من تصبر على الظالم  تحت ذرائع سمجة مثل درء المفاسد !! وشتان ما بين الفكرين  ، والان هل يريد ان يخبرنا محمد عمارة بعد كل هذه الاحاديث المروية  بان اهل السنة عصاة لامر الرسول وصحابته المبشرين بالجنة والنعيم  حين المح الى انهم هم من قادوا كبريات الثورات ضد الحاكمين الطغاة ؟؟!!
 فان كان كذلك فانه  يتنافى مع ايمانهم بسنة النبي ((التي توصيهم بطاعة اولى الامر حد الانقياد الاعمى!!) وايضا مع حقائق التاريخ التي لم تذكر ان اهل السنة قد قاموا وثاروا ضد خليفة الله على الارض ... فهلا جاء لنا المفكر محمد عمارة ببيان اي ثورة اجتماعية ضد ظلم ما او فساد ما وبدون ان يكون الهدف منها كرسي الخلافة والطمع بالسلطان ؟؟!! ..
ولاننا نعلم جيدا ان  الموروث السني لا يعترف بشيء اسمه ثورة ضد اي  حاكم الا اللهم في الخروج ضده لاجل منافع شخصية تخص كرسي الحكم .. كما اخبرنا التاريخ عمن قتل ابيه وعمن قتل بنيه فقط من اجل كرسي التسلط لا غير .
 
وبعيدا عن مصادر التاريخ وغيرها هناك سؤال يطرح نفسه والجواب عليه هو من سيفند اكاذيب عمارة وغير عمارة .... السؤال هو :
 
باي الملل والنحل ملئت غياهب السجون ومن عصر الامويين لعصرنا هذا ؟؟!!
الم يكن ائمة الشيعة واصحابهم ومريديهم وحدهم دون غيرهم هم من يملئون هذه السجون ؟؟!!
ثم اليس ائمة  الشيعة هم  وجماهيرهم قد  قضوا نحبهم بين مذبوح  و مسموم وغيرهم مات حتف انفه على فراشه او على مائدته العامرة بصنوف الطعام ؟؟!!
اليس هذا دليلا على انهم وحدهم دون غيرهم من ثار ضد الظلم والطغيان ؟؟!!
ام ان لدكتور عمارة تحليلا اخرا ربما ؟؟!! .
 
ولكني سأستشهد بقول لجورج جرداق (( وهو مسيحي وليس بشيعي))  في كتابه علي والقوميه العربيه:
((كان شيعه علي يمثلون المعارضه للحكومات الامويه والعباسيه وهي حكومات ظالمه جائره توجب على معارضيها ان يمشوا في طريق تعادي الظلم والجور وبذلك اكتسب التشيع لعلي صفه الدفاع عن المضطهدين)) .
 
واعتقد ان جورج جرداق كان أبلغ كلاما واصدق في قراءته للتاريخ  من مفكرنا الالمعي محمد عمارة الذي يريد ان يلبس التاريخ باهواءه المنحرفة ... لان ماقاله المرحوم جرداق هو الحقيقة المسلم بها من خلال اكثر النصوص التاريخية المعتمدة .
 
 
ومن جملة الطروحات التي تعبر عن منطق عمارة المعوج هو قوله :
 
((وإذا كانت هذه هي حقائق التاريخ التي تعلن بالوقائع أن أهل السنة والجماعة هم الذين رفعوا رايات الجهاد في الفتوحات الإسلامية الأولى التي أزالت طاغوت استعمار الروم والفرس ..وحررت الأرض والضمير ..وفتحت الأبواب لانتشار الإسلام حتى في البقاع التي تشيع أهلها ...كما أنهم ـ أهل السنة ـ هم الذين أعادوا تحرير الشرق وإنقاذ الإسلام وحضارته وأمته من الحملات الصليبية { 489-690ه 1096-1291 م} ومن الغزوة التترية في تاريخنا الوسيط ...كما أنهم ـ أهل السنة ـ هم الذين تصدوا للغزوة الغربية الحديثة التي بدأت منذ إسقاط غرناطة { 1492 م} وحتى الآن ..))
محمد عمارة  يعتبر ان الغزوات الاسلامية وتسلطهم على بقية شعوب الارض هو نوع من العزة والمفخرة تضاف لاهل السنة وقد نسى او تناسى هذا الخرف ان هذه الفتوحات (( كما يحب ان يصفها البعض)) ماهي في حقيقتها  سوى احتلالات عنجهية غاشمة الاساس منها هو الاموال والفيئ والجواري والغلمان ... اذ ان هؤلاء من اجلاف البوادي  عجز  الاسلام من محو وازالة ثقافتهم البدوية التي تعتمد على الغزو والنهب والسلب وايضا على احتقار الانسانية والحياة بشكل عام .
فهذه الجزئية التي اوردها محمد عمارة هي في اصلها شهادة براءة للشيعة من الهمجية البدوية وبانهم قد استطاعوا ان يتحرروا فعلا منها تحت ضوابط منهج متحضر وبعيد  عن سطوة البداوة الهمجية التي تعتاش على الغزو والنهب والسلب .
ولا اعرف لماذا ياتينا الدكتور المفكر وهو ينفش ريشه ويفاخر بانهم ( اهل السنة) وحدهم هم من تصدوا للغزوة الغربية الحديثة التي بدأت منذ إسقاط غرناطة ؟؟!!
فهل يريد هذا المفكر من الشيعة ان يحموا عروش الظالمين والمحتلين والمتسلطين ؟؟!!
والمضحك في الامر ان شخص يصف بالمفكر والباحث وهو في قمة الغباء العقلي حين يصف اصحاب الارض الاصلية (( الغربيين)) بالغزاة لانهم فقط ارادوا استرجاع اراضيهم المحتلة من قبل عدو اجنبي غاشم !! .
فنحن نعرف ان الاندلس كانت محتلة من قبل الامويين الجدد الذين لم يستطيعوا ان يعيشوا بدون التسلط على الاخرين وبدون ان يظلموا احدا .. فقرروا عبور البحار لكي ينشروا مفاسدهم لاخر الدنيا (( متناسين نصيحة عمر بن الخطاب بان لايجعلوا بينهم وبين دار الخلافة بحرا )) .
اي بمعنى ان هؤلاء ليس غرضهم هو نشر كلمة الاسلام كما يزعمون بقدر ماكان التسلط هو غايتهم .
وبالنسبة للانتصار المزعوم لصلاح الدين الايوبي فما هو الا اكذوبة كبرى يضحك هؤلاء بها على انفسهم .. اذ ان اميرهم المستعرب قد سلم مفاتيح القدس بنفسه الى ملك الصليبيين ريكاردوس (( قلب الاسد)) وهو نفسه من عرض عليه الهدنة لكي يتفرغ لمناوئيه من المسلمين الذي يهددون عرش سلطانه .
فاقراوا التاريخ بعيون وبقلوب مفتوحة وبتجريد عن الاهواء  يا من تصفون انفسكم بالباحثين ، لان مهمة الباحث هو نقل الحقيقة التاريخية بما هي لا بما ان يشتهي ان تكون .
 
وفي قوله هذا يتضح جليا الطائفية التي تأثر على سير فكره:
 
((إذا كان مجد المقاومة والثورة والثورية ـ عبر هذا التاريخ ـ هو لأهل السنة والجماعة أولا وبالدرجة الأولى فما الذي عند الشيعة ليغري إنسانا بالتحول من السنة إلى الشيعة ؟! ))
 
لا اعرف لماذا اراد ان يصور لنا فضيلة الشيخ الدكتور عمارة المسالة الى غالب اومغلوب ؟؟!!
فهذا المنطق الذي تكلم فيه هو بمثابة دق اسفين الفرقة والتمايز مابين المسلمين وبان فريقا يعلو على الاخر وبان فريقا اصح من الاخر في حين ان المسلمين وعلى اختلاف مذاهبهم لديهم مشتركات اكثر من الاختلافات فهم يعبدون ذات الرب ويؤمنون بنفس النبي وحجهم وصيامهم واحد وايضا ان كتابهم واحد ... اذن لمصلحة من يتم نشر ثقافة الكراهية والتمييز مابين المسلمين انفسهم ؟؟!!
ولمصلحة من بناء هذه التخندقات الضيقة والجدارات العالية ؟؟!!
وهل هذه هي المهمة النبيلة للمفكرين ؟؟!!
 
وساختم اقتباساتي وردي على محمد عبارة بهذه السقطة التي يفترض انها لاتصدر من شخص يحمل شهادة اكاديمية في الفلسفة الاسلامية وشخص  يحمل صفة داعية اسلامي ،  اذ يقول فطحل الفكر الخبيث وبكل ثقة  وهو ينبهنا  !!:
 
((وهنا نريد أن ننبه الذين لا يعلمون أن مصطلح أهل البيت قد ورد في القرآن الكريم مرة واحدة مراد به نساء النبي)) .
لكن قد فات الدكتور محمد عمارة ان مصطلح اهل البيت قد تم ذكره في القران اكثر من مرة وليست مرة واحدة فقط :
 
 (قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) سورة هود آية 73
 
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
سورة الأحزاب آية 33
 
اضافة الى أن أهل البيت المعنيين بهذه الآية ليسوا أزواج النبي ونص الرواية كما زعم فطحلنا الهمام .. فعن ابن جرير الطبري عن ابي سعيد سعيد الخدري :
 
(( قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِي خَمْسَة فِيَّ وَفِي عَلِيّ وَحَسَن وَحُسَيْن وَفَاطِمَة "إِنَّمَا يُرِيد اللَّه لِيُذْهِب عَنْكُمْ الرِّجْس أَهْل الْبَيْت وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرًا((.
 
فبعد كل هذه المغالطات والاخطاء الساذجة  التي لايقع فيها هاوي فكر هل من الممكن ان  يكون هذا الكلام لرجل كثيرا ماتشدق علينا بانه  قرأ التاريخ الإسلامي واستوعب مافيه ؟؟!!
وهل من الممكن ان يأمن اي شخص لما يقوله هذا الخرف ؟؟!!
اعتقد ان الانسان العاقل ربما سيرفض ان يصف امثاله بالمفكرين ويرفض فكرة انه انسان سوي ، لكن اما بالنسبة لمتحجري العقول والذين تملأ عقولهم رواسب الكتب الصفراء التي الفها ووضعها امثال صاحبنا الدكتور عمارة  فاتصور انهم ستنتفخ اوداجهم غيرة لصاحبهم الجاهل وسيلعنون ويشتمون صاحب هذه السطور وربما يفتون بهدر دمه حفاظا على بيضة الاسلام وماشابهها من شعارات خاوية ،  فالغربان على اشكالها تنعق .
 
وختاما .. اود ان انوه ان مقالي هذا ليس دفاعا عن مذهب ضد اخر وليس الغرض منه المهاترات المذهبية او  بث الروح الطائفية التي ان بقى يروج لها امثال عمارة وغيره فانها ستنخر مجتمعاتنا المتعايشة وتحيلها ركاما   ، بل هي دعوة لقراءة التاريخ بتجريد وبعيدا عن الهوى والانتماءات ... والاهم بدون تزييف وتغيير للوقائع التاريخية  .
وكلامي هذا يشمل الجميع شيعة وسنة ... مسلمين ومسيحيين ... ويهود وغيرهم من باقي الملل والنحل .
 
مهند الحسيني
muhannadalhusynni710@gmail.com

17
خفافيش الافكار يلمعون في ظلام الهزيمة....
 محمد عمارة انموذجا (1)



بقلم : مهند الحسيني
 
قرات قبل اكثر من عام  مقال مغرض ومسموم وعلى غرار كل مقالات وأفكارمحمد عمارة التي تفوح منها رائحة الدماء ووضوح النفس العصبي الجاهلي في ترويج الكراهية مابين الاطياف المتعايشة في مجتمعاتنا العربية ، وعنوان مقاله هذه المرة هو  " ماذا بقي للشيعة بعد جهاد أهل السنة؟!" .
 
http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=16062
 
وقبل ان ارد على هذا الانسان ((الذي وصل لأرذل العمر واصابه الخرف و العمى الذهني والبصري)) اود ان انوه بان ردي  وسيكون على مقالين ، الاول هو مقدمة تعريفية بخلفيات محمد عمارة (( لمن لايعرفه)) اما الثانية فستكون ردا على مقاله والذي هو بالطبع ليس بدافع طائفي او مذهبي بقدر ماهو محاولة الرد على جملة الاكاذيب  التي حشرها في مقاله الهابط وأيضا الديماغوجية التي اعتمدها محمد عمارة في مقاله المليئ  بدفين الاحقاد ضد كل من لايسير وفق منهجه المؤمن به ،  وصفة " صانع الكراهية "  هي الصفة الملائمة لامثاله من المطبلين والمتشدقين بتطبيق نصوص الكتب القديمة على زماننا هذا !!! .
 
وربما ان الشئ الذي لايعلمه الكثير ان محمد عمارة قد  كان في بداية  حياته يساريا متحمسا لقضيته كما هو الان متحمس لأسلامه الأصولي المتشدد  الذي يبشر ويدعو له على انه الحل الامثل وهو لابسا للعباءة الريفية فوق البدلة الأفرنجية  !! .
 الا ان الشئ الذي الذي لم يتغير في هذا الرجل هو لغته الخطابية المثيرة للفتن  ونبرته العالية التي تفوح منها السموم والقطران والبقاء على تخصصه في تهييج الرعاع والجهلة والذين لا يحتاجون لاكثر من خطبة حماسية لكي يرقصون على وقع انغامها النشاز ، اضافة الى مبدأه الذي يقول " اما ان تكون معي او ضدي " ، فالملاحظ ان لغة التطرف في خطابه هي الحاضرة منذ ان كان يساريا وحتى حين تحوله بقدرة قادر لداعية اسلامي يحمل شهادة دكتوراه في الفلسفة الأسلامية  !!! .
وقد عرف عن هذا المتقلب كرهه لمواطنيه من الاقباط والتحريض ضدهم بمناسبة وباخرى تحت دعوى كفرهم وضلالهم.. وكثيرا ما افتى للشارع المتحمس والموتور بفتاوى تنمي الحقد والكراهية ضد هذه الأقلية التي تسكن مصر قبل ان يسكنها العرب والمسلمين بمئات السنين .
فقبل فترة طرح معرض الكتاب المصري كتابا لمحمد عمارة يحمل عنوان "فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية" ، وفي هذا الكتاب الاصفر  اعلن محمد عمارة وبصراحة وعلانية تكفير ليس فقط المسيحيين (( الذين اطلق عليهم تسمية النصارى)) واليهود وانما حتى على جزء كبير من  المسلمين " الشيعة " ووصفهم بالكفرة الملاحدة وبالتالي فأموالهم ودماؤهم مستباحة لأتباع  الفرقة الناجية التي ينتسب اليها محمد عمارة ومثلائه من خفافيش الظلام واصحاب دكاكين الفتاوى التكفيرية .
وقد اعتمد محمد عمارة في كتابه هذا الى كثير من نصوص اوردها أبو حامد الغزالي في كتابه الاصفر  "فيصل التفرقة بين الاسلام والزندقة" والذي بحق يعتبر من الكتب الهدامة لأواصر المجتمع المتعايش  تحت ذرائع شتى ، كما ان هذا الكتاب البالي مملوء بثقافة كراهية الاخر و استخفاف واستهانة كبيرة  بحياة الاخرين ... وبالحياة بصورة عامة وكأن المسلم ولد ليموت  في سبيل الدين والمذهب فقط .. لا ان يبني او يعمر الحضارات مثلنا مثل غيرنا من البشر الذين وصلوا لأروع الابداعات الخلاقة التي ساهمت في رقي الانسان وتحضره!! .
والمعروف  ان كتاب الغزالي قد وضع في وقت كانت الحروب الدينية و المذهبية تأخذ  حيزا واسعا وكبيرا من حياة الفرد المسلم ابان تلك الفترة المظلمة التي تم فيها  تجنيده لهذه الحروب الدينية والمذهبية حيث اصبح فيها الفرد قاتلا ماجورا يكون فيه اجره مدفوعا من قبل الضحايا الذين قطع رقابهم باسم الدين والمذهب (( امواله ونسائه ))  .
والسؤال هو :
 
لماذا يحاول محمد عمارة ومشايخ السلفية ارجاعنا الى مجاهل التاريخ والباس الحاضر بكل ماهو بالي وعتيق ؟؟!!
فهل ربما يحاول هذا الانسان المريض ان يعيد منظر اراقة الدماء والمأسي والتشرذم  التي حصلت في زمن ابو حامد  الغزالي على مجتمعاتنا التي تحاول ان تركب في ركب الحداثة والتمدن ونبذ  كل هذه التفاهات والعصبيات البدوية ؟؟!! .
 
والمصيبة ان مثل هذه الكتب المسمومة والمظلمة تواجه المثقفين المصريين والذي يشابه صمتهم صمت اهل القبور ... فبعد ان منعت واحرقت وزارة الثقافة المصرية هذا الكتاب ((على مضض)) لما فيه من افكار تذكي نار الفتنة وتشجع على اراقة المزيد من الدماء لم نرى بيانا قد صدر من اي جمعية ثقافية مصرية  يندد بجملة هذه الافكار المحرضة بل اكتفوا بالصعود على التل والتفرج لما ستؤول اليه القضية ((قام  نجيب جبرائيل محامي الكنيسة القبطية برفع قضية في محكمة امن الدولة يتهم فيها محمد عمارة بالتحريض على قتل الأقباط)) .
فهل هو خوف من الشارع المتحمس لقتل الاخر والغاءه  او ربما هو مسايرة له ؟؟!!
 
فللأسف ان هؤلاء الذين يسمون انفسهم دعاة لم نسمعهم يوما انهم يدعون الى ثقافة المواطنة والدولة التعددية التي تنصهر فيها كل الانتماءات العرقية والدينية والمذهبية تحت مسمى واحد وهو المواطن ..  و يكون فيها هؤلاء المواطنين سواسية امام  الدولة ، وبعيدا عن  تديين الدولة الاستفزازي لباقي اصحاب الاديان الاخرى كما هو موجود في اغلب الدساتير العربية (( الاسلام دين الدولة الرسمي !!!)  .
لكن انى لنا  ان نحظى بهذه الثقافة وجماهير هذه الامة مهزومة ومدحورة امام نفسها وامام حاكمها المتسلط  وحتى امام واعظها ومفتيها الارعن المتكرش  .. فتراها تتحرك بعواطفها واهواءها بعيدا عن اي تحرك عقلي رصين  .
ولكل هذه الاسباب مجتمعة نرى ان مفكري الهزيمة هم من يلمع نجمهم وسط هذه الهزيمة ..  وافكارهم التخريبية هي من تسود وسط هذه الجموع الجاهلة التي تعشش في عقولهم الثقافة القبلية التي تلغي الاخر وتدعو  إلى إقصاءه ما دام يختلف معهم بالافكار والمعتقد لدرجة الفتك به واعتبار كل املاكه غنائم حرب ((باركها الاسلام ومشايخه من امثال ابن تيمية وعمارة ومن لف لفهم )) ، وبالتالي قد فرض هذا المجتمع البدوي  الصورة التي يجب ان يكون عليها جميع افراده وبشكل قسري  .
 
وخاتمة مقالي هذا :
 
محمد عمارة والقرضاوي وغيرهم من فقهاء الدم ماهم الا افرازات طبيعية لحالة  الانهزام العربي المزمن التي فيها يحاولون العودة بنا  لزمن الخيمة والسيف والرمح والانتصارات المزيفة حيث يكون المجد والعز للغازي وللقاتل .... ويكون فيها النهب والسلب هو عنوان الرجولة والمفاخرة .
 
يتبع .....
 
 
مهند الحسيني
muhannadalhusynni710@gmail.com

18
في ذكرى رحيل عملاق الفكر العراقي ... الفيلسوف علي الوردي
 
بين السهو البريئ .....  و الحقد الكبير ؟؟!!!

 
بقلم : مهند الحسيني
 
ها قد مر اكثر من شهر  على الذكرى الـ 13 لرحيل العلامة الراحل فيلسوف علم الاجتماع العراقي د . علي الوردي والذي صادف تحديدا في يوم 13 / 7 / 1995..  هذا الرجل الذي وضع الاسس العلمية لدراسة الشخصية العراقية وهو احد مؤسسي الوعي الفكري والاجتماعي في الثقافة العراقية.
وتوقعت اني ساكون متاخرا بهذا الحدث لكن المفارقة العجيبة الغريبة ان اكثر من شهر قد مضى ولم يتم استذكار هذه الذكرى والاحتفاء بها رسميا او على مستوى ما يكتبه بعض المثقفين عن الرموز العراقية الخالدة ، الا اللهم في نطاق ضيق ومحدود من هنا ومن هناك فقط لتادية الواجب (( جفيان شر)) .
وكأن هذا المفكر العملاق هو نكرة (( وحاشاه ان يكون كذلك )) اوكأنه شخص لم يترك لنا ارثا فكريا عظيما وسلسلة من الافكار الرائدة التي  انارت لنا ظلمات طريقنا كمثقفين ..
واتسائل لماذا دائما نتناسى (( عمدا او سهوا))  رموزنا  وعمالقتنا سواءا عمالقة الفكر أو الادب او حتى الفن في حين ان غيرنا يعلون من شان نكراتهم ويوشحوهم بأوشحة العز والمجد التليد وتطلق عليهم  الالقاب من هنا ومن هناك فهذا امير الشعراء وتلك كوكب الشرق واخر ملك الفكر وذاك القيصر والخ الخ الخ ....
 
وانا هنا لا اتكلم فقط عن الجهات الرسمية التي هي من المفروض من تبادر بهكذا مبادرات على اعتبار ان هناك مؤسسات حكومية مختصة اعلامية وثقافية يكون دورها الرئيس أحياء مثل هكذا مناسبات وبشكل رسمي .. ولكن لندع هؤلاء جانبا فمن الممكن انهم قد نقموا منه ونكروا إطروحاته لانه عرى امثالهم  وكشفهم على حقيقتهم قبل ان يكشفهم شعبهم بعد ان تسنموا سدة الحكم وبان وجههم القبيح وتوضحت بشكل جلي متاجرتهم باسم الدين وبانهم فعلا ليسوا اكثر من ((روزخونية وملالي ))  يحفظون الكلام لكن بدون سبيل  لتطبيقه عمليا لانهم وبدون اقواس تجار كلام فقط .
وقد  كتب عنهم الوردي وعن نفاقهم وكذب ادعائهم وكيف انهم جعلوا من الدين وسيلة لتحقيق مأربهم والتي هي لا تحتاج لاكثرمن لسان معسول (( يسترزقوا منه)) وعمامة وعباءة ومسبحة طويلة ((ربما يحسبوا بها سرقاتهم)) .
نعم لنترك هؤلاء الحاقدين على علي الوردي (والذين نعلم جيدا بان لديهم احقاد شخصية ومواقف اتخذوها ضده)  ونبدا بمحاسبة انفسنا كمثقفين ونسال انفسنا :
  لماذا مرت علينا هذه الذكرى مرور الكرام ؟؟؟!!!
ألسنا نحن من يستشهد بفكره النير وبكلماته وبكل مقام ؟؟
فهل وفقنا برد الجميل لصاحب الفضل علينا كاشخاص تبنينا جل طروحاته واستلهمنا افكاره في اكثر نتاجاتنا المقالية  ؟؟؟
 
فالذي يحز بالنفس ان الكثير من المثقفين العرب وحتى علماء الاجتماع الغربيين  استذكروا هذه المناسبة واحتفوا بها دونا عنا فهل اصبح الوردي  مثل اثارنا التي تعرض في جميع المتاحف العالمية بدلا من عرضها في  متاحفنا والتي هي اولى من غيرها؟؟
وفي  ذكرى الوردي العاشرة عبرت صحيفة الشرق الاوسط  اللندنية بان علي الوردي مثالاً حياً للفعل الثقافي الايجابي والجرأة الفكرية وقدرة التصدي للمؤسسات الاجتماعية والفكرية التقليدية منها والمؤسسات الحداثية والتي شاءت القفز على واقع المجتمع العراقي فأخفقت طروحاتها وأفضت الى نتائج مغلوطة، ولقد خاض الدكتور الوردي معركته التنويرية الكبرى بدون استناد الى سلطة حاكمة او مرجعية سياسية او حزب او حركة، معتمداً على الجماهير التي انتمت لمدرسته الفكرية وضمت قراءً ومريدين ومعجبين ومجادلين ينتمون الى اطياف المجتمع العراقي المتنوعة، ارتبطوا به وان خالفوه، وتأثروا به وان انتقدوه، متخذين من جرأته انموذجاً فذاً في المجادلة وعدم الاستسلام او الانحناء امام حاكم او سلطة .
ولكن في الوقت نفسه ماذا عبرت صحيفة الصباح البغدادية بهذه الذكرى  ؟؟!!
 
فلو كان الوردي مصريا او من اي دولة اخرى عدا العراق   ... هل تتخيلون ماذا كان سيحصل في يوم 13 تموز ومن كل سنة ؟؟!!
بدون مبالغة ولا تهويل كنا سنجد الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية التي تمجد سيرته وتحمل اسمه ولكنا سنرى الحلقات النقاشية الواسعة على هامش نظرياته الاجتماعية  وهي تقام على مدار الشهر , ولكانت اقيمت مسابقات تحمل اسم الوردي  ( وحتى الرياضية منها ) .
 
أذن لماذا نحن  جاحدين لفطاحلة فكرنا ومنهم الوردي  ؟!!
ولكن للاسف هذا هو ديدننا ننكر رموزنا الخالدة  ونتشبث بخرافات السعالي العقيمة ... وننكر فلاسفتنا ونتمسك بجهلاء لا علم لهم غير في الطهارات والنجاسات وكيف كان يمشي الرسول وكيف كان يحني لحيته او كيف يذبح اعداءه وهو باسم الوجه !!
فهل ان امثال هؤلاء  من نحتفي بهم  ونعلي ذكراهم  والذين تركوا بصمة خالدة نهملهم ؟؟!!
أتصور ان الزمن كفيل بان يجيب عن سؤالي ... واتمنى ان لا يكون بعيدا ..
 
وهناك معلومة جد مهمة وهي ان الوردي الكاتب العربي الوحيد الذي هو صاحب اكثر الكتب مبيعا ؟؟ وهو الوحيد  منهم من يرفض طبع نسخ اضافية اذ هو يحدد عدد النسخ التي ستطبع  (( اي بمعنى هو غير مهتم بالمال بقدر مايهتم بايصال فكرته للقارئ )) .
فهو اعطى مالم يعطي غيره عطاءا غير محدود حتى انه تعرض لمضايقة جميع السلطات التي تعاقبت على حكم العراق من العهد الملكي الى العهد البعثي حتى ان الطاغية صدام اتهمه ومن على التلفزيون العراقي بانه ( اي الوردي) مصاب بالشيزيفرنيا  لمجرد انه  شخص العلة الحقيقية لمجتمعنا العراقي بصورة خاصة والمجتمع العربي بصورة عامة  وصارح نفسه اولا بهذه الحقيقة والتي يفترض ان ياتي بعدها العلاج من هذه العلل المستفحلة والمزمنة .
 
فاليس من المفترض ان  نظهر له وهو في قبره على الاقل الشكر والامتنان عن طريق الاحتفاء بذكراه ؟؟
وأين ذهب كلام السيد رئيس الجمهورية واقتراحه قبل اكثر من ثلاث سنين باعادة اصدار المؤلفات الكاملة للوردي وانشاء مركز علمي يحمل اسمه ؟؟!!
ام هو فقط كلام من ضمن الكلام الكثير والذي يبقى بدون تطبيق فعلي على ارض الواقع ؟؟!!
الا يستحق على الاقل  بان تحمل احدى جامعات العراق اسمه واقامة نصب تذكاري له في مدينة بغداد ،  فشخص الوردي  افضل من شخص  السعدون الذي يحتل مكانا اكبر من حجمه  وهو مجرد شخص ادعى الوطنية وهي منه براء (( ولا اريد ان اخوض في وطنية السعدون التي لاتخفى على كل من قرا تاريخ العراق الحديث )).
أو لماذا لا  ياخذ مكان عبد المحسن الكاظمي في الكاظمية (مدينة الوردي ) والذي حقيقة لا يعرف العراقيين وانا منهم  مالذي قدمه لنا هذا الكاظمي ذو العصى والعمامة  ,  وربما الذي قدمه ليس اكثر من بضعة كليمات خاوية كاذبه لا فائدة منها .. نعم ان د . علي الوردي  يستحق النصب التذكاري في هذا المكان تحديدا تعبيرا عن الامتنان ولكي يعرف الجميع من هو الوردي  هذا الذي نبذ وسخر من الأكاذيب والموروثات  والكتب الصفراء المتداولة والنهج العتيق البالي والذي فيه  تغيّب العقول وتجعلها تصاب بالخمول والضمور .
 
اقولها وانا مسؤول عن كلامي ... ذكرى الوردي هي خير من الجداريات التي تملا العراق من جنوبه الى شماله اذ هي تحمل صور نكرات لم يقدم اصحابها للعراق وللعراقيين غير اثارة الفتن وبسببهم اريقت دماء كثيرة  واستحلت حرمة الانسان بدعاوى سمجة يضحك لها ويسخر كل من عرف التمدن والحضارة .
متى نعرف بان الرجال يقاسون بمطابقة القول مع الفعل ومتى ندرك واقعنا بعيدا عن تأثيرات  الماضي ورواسبه  ومتى نتعلم قراءة التاريخ بدون قدسية الاسماء ؟؟ 
 
فلابد من نبذ الكلام الوعظي الذي اصبح بالفعل يثير الغثيان  والذي يعلم قائلوه انفسهم استحالة تطبيقه على  النفوس البشرية والتي هي مجبولة على الخير والشر ... اذ لا يمكن الغاء الشربالوعظ  مهما قالوا ومهما صرخوا  فالنفوس لا تتغير الا بتغير ظروفهم ((وهذه الحقيقة التي ركز الوردي عليها))  ... فهل حاول رجل دين ولومجرد محاولة ان يغير واقعه  فعليا قبل ان يطالب الجماهير بتغيير انفسهم بكلام طوباوي فضفاض ؟؟؟ !! .
وماهي فائدة رجل الدين في مجتمعاتنا التي فيها أصبح حتى الطفل الرضيع مفتيا وواعظا ؟؟!!
 
وفي الختام ..
 
اسال  اقطاب حكومتنا الرشيدة جدا جدا حول تقصيرهم في ذكرى وفاة الوردي  :
 
هل هذا سهو منكم ...  ام تصفية حسابات  وانتقام من شخص الوردي ؟؟!!
 
 
وبهذه الذكرى أرفع اسمى ايات الشكر والعرفان للعلامة البروفسور د. علي الوردي واقول له وهو في قبره :
 
انت مخلد في افكارك وكتاباتك القيمة التي انارت لنا الظلمات وفتحت لنا الافاق ، وستبقى محفورة في عقولنا ولاتزول الا بزوالها ولا عليك بهؤلاء الجهلة الذين يريدون طمر افكارك واسمك لان افكارك أكبر منهم ومن منابرهم ............. ومن خطبهم الفارغة .
 
ورحمك الله ياوردي
 
 
مهند الحسيني
muhannadalhusynni@gmail.com

19
القطن بين تكميم الأفواه  وسد الاذان ...

بقلم : مهند الحسيني
 
في ايام النظام  المقبور كان القطن هو دلالة على تكميم الافواه التي رفضت الظلم والجور , وحتى اصبح العراق اكبر مستورد ومستهلك  للقطن, وبعد التغيير الذي حصل في اسقاط اعتى الدكتاتوريات التي شهدها العالم  للأسف أيضا  بقى القطن  حاضرا ولكن هذه المرة ليس في فم المواطن الذي استطاع بفضل رياح التغيير العاصفة ان تجعله يصرخ باعلى صوته  ويقول ما يشتهي قوله بظل الديمقراطية  ( بغض النظر ان كانت هي تستحق ان توصف بهذا الوصف أو ربما هي مجرد انفلات فوضوي ان صح لي التعبير )  ، فالقطن  هذه المرة انتقل من الأفواه  الى اذان المسؤولين الجدد في الدولة العراقية .
نعم انتقل هذا القطن من فم المواطن العراقي الى اذن المسؤول الذي لا يحب ان يسمع اصوات العراقيين البائسين وفي كل الأوقات والمواضع وكانهم يطالبون بامور كمالية وليست اساسية يحتاجها ربما حتى ممن هو لايحسب على الجنس البشري  !!! .
 للاسف اصبح صوت العراقيين صوتا  مهدورا .... صوتا ضائعا  بين التكميم وبين عدم سماعه .. فكلما ازدادت مطالبة العراقيين لحقوقهم ازداد استيراد المزيد من  القطن .
 
فكما هو معلوم ان الدولة الحديثة قد حلت اشكالية مطالبة المواطنين الملحة واخذها بعين الجدية (( جميع   الدول المتقدمة تعتمد نجاح حكوماتها المتعاقبة على ايفاء هذه المطالب الجماهيرية في جدول برامجها المقدم في المرحلة الانتخابية )) وجعلت هناك فرزا مابين مشروعية مطالبهم  والمغالاة بها وعن طريق عقد اجتماعي يتمثل بالدستور الذي يفترض انه وجد لكي ياخذ كل ذي حق حقه وبدون اسفافات من الطرفين .
اما ان يبقى الدستور في رفوف مظلمة ورتيبة كانه ديكور نتفاخر به ( للأسف البعض لا يتذكر الدستور الا ليأخذ من خلاله هو ومجموعته شيئا من المكتسبات الشخصية والتي هي بعيدة عن الهم الوطني !! )  فهذا هو الخلل بعينه الذي ننتقده  ..ولانه خلل حقيقي في عدم فهم مبدأ الحقوق والواجبات، والا كيف تنتعش الديمقراطية وحرية التعبير والمطالبة المشروعة   وما هي فائدتها اصلا ((بالنسبة للمواطن ))  والمسؤول لا يسمع المواطن ولايسعى ولو بمحاولة ليلبي  لهذا المواطن  ابسط حتياجاته الملحة كواجب منوط به .
فاعتقد ان مثل ما هناك حق للدولة على المواطن في ايفاءه  بواجباته تجاه الدولة  فأيضا يفترض ان تعطي الدولة للمواطن حقه وبأكمل وجه وبدون منة ((مثل ما رايناه في زيادة سلم  الرواتب الذي  وبحسب ماسمعناه وقف العمل به قبل ان يذوق قسما كبيرا من الموظفين طعمه الجديد وتحت حجج شتى لا يصدقها اي عاقل  !!!))  .
فالايفاء بالواجبات من قبل الطرفين (( الحكومة – المواطن ))  هي السلسلة الطبيعية في دورة الدولة الحديثة التي تعتمد مبدا الديمقراطية الفعلية ، لان الديموقراطية هي ليست مجرد كلام وصراخ وكانها شعارقومي من تلك التي كانت ترفع قبل اكثر من 60 عاما ، وهي ليست خطاب اسلامي عالي الصوت واللهجة تلك  التي نسمعها ظهيرة كل جمعة   ... فالديموقراطية هي ثقافة وهي تطبيق الاقوال على ارض الواقع ومنصب المسؤول في الدولة الديموقراطية يتناسب طرديا مع واجباته ومسؤولياته تجاه الفرد والمجتمع اذ كلما كبر هذا المنصب كبرت معه واجباته ومسؤولياته..اي بمعنى ان المنصب هو تكليف للشخص وليس تشريفا ً له .
 
فعليه يجب ان يكون هناك  تبادل بالأراء بين السائل والمسؤول ويحقق المسؤول الطلبات " المشروعة " للسائل وبعيدا عن مبدأ (( المكرمة والمنحة ))  الموروث لان القانون قد جعل الحقوق والواجبات سجالا بين الطرفين وعلى اساس ثابت ولا وجود مكان للهوى او العاطفة في العطاء المقدم باعتبار انه حق مشروع  .
 
و لا يخفى على احد أننا الان في وضع لا يحسد عليه فالأسئلة كثيرة والمطالب اكثر والملحات اعم ويفترض ان نجد عند اصحاب الحل والعقد مفاتيح وحلول لجميع متطلباتنا (( كمواطنين )) أزهقتنا الاهوال والحروب والمعاناة  وهذه المتطلبات اهونها الخدمات الاساسية والتي هي متوفرة حتى عند من يعيشون في مجاهل افريقيا وصحراء اسيا الجليدية في منغوليا مثل الماء الصالح للشرب والكهرباء والمحروقات بانواعها اضافة للخدمات الطبية التي انعدمت تقريبا في معظم مشافي العاصمة التي بسببها راح كثير من الناس ضحايا لهذا الانعدام والذي سببه عدم اكتراث المسؤولين لما يحدث في مؤسسات الدولة من فساد اداري ومالي .
فاين هم اصحاب الكراسي من الشارع العراقي وهمه الازلي ؟؟!!
 واينهم من المعاناة اليومية لعموم العراقيين ؟؟!!


وبما ان المسؤولين قد سدوا اذانهم باطنان من القطن المستورد والمحلي فانا اطالب المواطنين بان لا يقنعوا  بالوعود والتسويفات  فهي اشبه بسحابة صيف او ربما سراب لا نهاية له , فيجب ان يعبروا عن استيائهم من هذه الاوضاع المزرية  وبأسلوب حضاري وبعيدا عن العنف والفوضوية (( كما فعلها بعض العبثيين والمزايدين الذين يعبأوون الجماهير لمصالح ضيقة وسمجة  )) .
فالاحتجاجات والتظاهرات السلمية هي خير وسيلة للتعبيرعن الرفض وفضح تقصير المقصرين عن واجباتهم  وكشف الفساد والمفسدين الذين اصبحوا مثل السرطانات تاكل وتنخر بالجسد العراقي ، لكي  نصل صوتنا لأبعد نقطة ونؤشر على الاخطاء المتعمدة والعفوية .
فلم يعد بوسع هذا الشعب الضامئ أن يحتمل مزيدا من التجاهل والانتظار .. وكفاه ما تحمله طيلة خمسة واربعين عاما من اقصاء ومن اضطهاد ومن قمع للحريات واخرها تجاهل ابسط متطلباته الحياتية .


ولاحاول ان اخاطب هذه المرة السؤولين علهم ينزعوا القطن عن اسماعهم بان كفاكم نفاقا وكفاكم كذبا واستيرادا للقطن ، لابد ان توفروا لشعبكم ولمن اوصلكم لسدة الحكم واجلسكم على وثير الارائك العيش الهانئ وبحده الادنى على اقل تقدير  , وياحبذا لو قمتم باستيراد مكيفات الهواء  للعراقيين  فهي وحدها من تستطيع ان تثلج صدورهم وهم تحت حر الصيف اللاهب الذي لايتحمله احد سوى العراقيين " هذا بعد ان تحلوا قضية الكهرباء المزمنة والتي امتدت معاناتها لاكثر من خمس سنوات وكانها معضلة مستعصية أو كانها علم من علوم السماء الغامضة " !! .


 فهل منكم ياسادة يا مسؤولين  من سينزع عن اذنيه القطن ولو لدقائق معدودات ليسمع نداء هذا الشعب المغلوب على امره  ؟؟!!أشــــــــك في ذلك

مهند الحسيني
muhannadalhusynni@gmail.com
 


20
إذا انت اكرمت الكريم ملكته..وإذا اكرمت اللئيم تمردا
بقلم : مهند الحسيني
 
بعد طول صيام عن الكتابة دام اشهر وبسبب ظروف خاصة ابعدتني عن الكتابة ..  ها انا اعود لكم سادتي الافاضل على امل ان تكون عودتي للكتابة موفقة وتحمل في طياتها ما ينفع المتلقي وبعيدا عن أي اسفاف  ، وفي موضوعي هذا  ساسلط الضوء على حالة او بالاحرى لنقل مرض اجتماعي اصبح متفشيا في هذه الايام للأسف ، الا وهو : نكران الجميل وجحود المعروف .
فكم صعبا على الانسان حين يجد ان اقرب شخص اليه وهو يطعنه بخنجر الجحود والاساءة  ... وكم مؤلما حين ترى ان من قدمت له  كل عون وكل ما  تستطيع تقديمه  من جهد ومن ود  وحتى من وقت وهو في نفس الوقت  يقابلك  بكل لؤم وصلف ناكرا عليك  كل جمائلك وافضالك التي قدمتها له عن طيب خاطر .
والاصعب هي الصورة الجميلة والبهية التي ترسمها لمثل هؤلاء  وهي في حقيقتها صورة  بالية كالحة تسقط  عنها الوانها المبهرجة عند اول قطرة مطر ... !!!
و الادهى ان هؤلاء الجاحدين اللئام انهم يتعمدون نسيان محاسنك ولا يتذكروا حسناتك  وحين يذكروك لا يتذكرون الا عيوبك التي يحاولون ان يغطوا على محاسنك ويظهروا مساوئك فقط  ... يكون  السؤال وقتها :
 
 لماذا لا يتذكرهؤلاء الناكرين للجميل سوى عيوب الاخرين ممن انكروا جمائلهم  ، وتناسوا عن عمد كل خصالهم الطيبة والحسنة   ؟؟!!
ومالغاية التي يريدوا تحقيقها من وراء كل تلك الافعال الوضيعة ؟؟!!
 
ولنحاول ان نسلط الضوء على شخصية ناكر الجميل وعديم الوفاء فنراه في حقيقته انه  اما  احمق جاهل  وحمقه هذا ناتج عن النقص  في الوعي يحاول ان يخفيه باخفاء محاسن الاخرين  ،  او ربما هو في أصله حسود  ناقم ويحمل حقدا دفينا في داخله نتيجة عقد نقص الطفولة او حتى الكبر ، ويحاول هذا الحاقد اللئيم  ان يكمله عبر انتقاصه ممن هم افضل منه .
فمن عدم الشكر الى إنكار الجميل الى الإساءة  وغيرها  من الصفات التي تعتبر خصال مذمومة لا يحملها البشر الاسوياء والاصحاء (( عقليا ونفسيا )) .
فيفترض بالانسان السوي  ان يكون رديفا للرقي  في التعامل مع اقرانه وزملائه في شتى محاور الحياة العلمية والمهنية  والاجتماعية وان يقابل المعروف بالمعروف والاحسان بمثله او على اقل تقدير بالعرفان  وبعكسه سيكون قريبا للحيوان المفترس الذي يتحفز للانقضاض على فريسته وبكل الطرق والاساليب المشينة والهمجية  .
 
الا ان  العزاء الوحيد هو ان هؤلاء الاشخاص لا يستطيعوا ان يحافظوا على الصورة البراقة التي يرسموها لانفسهم  فترة طويلة فسرعان ما تتضح امام الجميع وعندها سيكون امثالهم منعزلين في قواقع عقدهم  قابعين في كهوفهم المظلمة ، فكما هو معلوم ان  حبل الكذب قصير ولا يدوم طويلا ... فليس من الصعب ان تكذب ولكن ليس من السهل   ان تبقي الاخرين يصدقون كذبك .
نعم ... ان المصاب بمثل هكذا مرض اجتماعي سيبقى وحيدا فريدا منبوذا من مجتمعه ومن محيطه  ، ويقينا ان الذين من حوله سينفضوا عنه عاجلا ام اجلا بسبب خصاله السيئة وافعاله المعيبة  ، فنصيحتي لاصحاب هذه الخصلة السيئة ان يعالجوا انفسهم من مثل هذه الادران وان يعودا لانسانيتهم قبل فوات الاوان .
 
وللتنويه فقط هذا المقال لا امس به احدا بعينه بقدر ما ارى ان هذا المرض قد تفشى في واقعنا الحياتي  بشكل ملحوظ لا يخفى على الجميع ، اذ لايوجد انسان لم يعاني من اصحاب هذا المرض ، وهو ليس داء يصيب الافراد  فقط  وانما هو وباء يصيب حتى  المجتمعات الكبيرة والمؤسسات وحتى الحكومات ، وابسط مثال هو ما رأيناه كعراقيين من بعض دول الجوار والتي قدمنا لها الشئ الكبير من التضحيات البدنية والمادية والمعنوية ومع ذلك لم نرى منهم غير كل جحود ولؤم  مضافا لها طعنات خناجرهم  في ظهورنا وحن يذكرونا لا يذكرونا الا بكل سوء ونقيصة !! .
 اذن الحالة هي اكبر من مرض فردي يعاني منه شخص او اثنان او اكثر وانما مثل ما اسلفت انه مرض بات يصيب ماهو اكبر من الفرد  .
 
ولكل هذا الذي اوردناه يجب على المرء ان يكون اكثر حذرا في تعامله مع الاخرين وان لا نصدق صورة الحمل الوديع التي يظهرها الاخرون لنا فلقد يجوز ان في داخلها يكمن ذئبا متوحشا وهو متحفز للانقضاض على فريسته ... وهذه ليست نظرة تشاؤمية من أبتدعها خيالي وانما هي نظرة واقعية لظاهرة اصبحت متفشية  ،وبالفعل صدق  من قال " اتق شر من احسنت اليه " .
 
وأبعدنا الله وأياكم عن  شرور هؤلاء اللئام .... عديمي الوفاء ... اللهم امين رب العالمين
 
 
مهند الحسيني
1/8/2008
muhannadalhusynni@gmail.com
 
 
 
 

21
جيش المهدي


... بين الاسطورة و الحقيقة ؟؟!!





بقلم

: مهند الحسيني




مقدمة لابد منها
في البداية يجب ان انوه للقراء الكرام بان هذه المقالة قد تم كتابتها قبل اقل من عام وتحديدا شهر تموز من العام الفائت وقد تم نشرها فقط في موقعي البرلمان العراقي والحوار المفتوح تحت عنوان "

جيش المهدي بين جعجعة المثقفين وبين طحن الواقع !!" اي بمعنى تم كتابتها قبل حدوث التداعيات المؤلمة التي عصفت بالعراق مؤخرا, فهي بالتالي ليست من ضمن موجه المقالات الاخيرة والتي اصبحت تملأ جميع المواقع السياسية العراقية , اذ كانت بمثابة تحذير لأصحاب القرار من الذين كانوا حتى وقت قريب جدا يمالاؤون التيار الصدري وبمسميات مختلفة (( تيار المظلومين - تيار الاغلبية - التيار الوطني- الخ الخ الخ )) .
وقد كتبت في الوقت الذي كانت بعض القوى السياسية العراقية تتملق وتتزلف للتقرب من هذا التيار برغم افعال اغلبية اعضاءه التسلطية والقمعية كما في البصرة ولافتاتهم المقرفة على ابواب الجامعات وتدخلهم في شؤون المواطنين الامنين وبالصغيرة والكبيرة مثل فرضهم الحجاب عنوة على النساء العراقيات عموما والبصريات خصوصا, ومطالبتهم اصحاب المحال والدور برفع الرايات الخضراء والحمراء بالاضافة للعلم العراقي (( وكان الوطنية بمنظورهم المزايد هي برفع الاعلام !!)) , ناهيك عن تحكمهم المفضوح بانابيب النفط التي تدر المليارات عليهم , ويا ليتهم استغلوها لبناء محافظاتهم البائسة التي ترزح تحت خط الفقر المدقع والحرمان المطلق,فهم استخدموا اموال النفط العراقي لكل ماهو يدفع بالعراق للهاوية وللتخلف عن الركب الحضاري .
نعم .. الكثير قد لاحظ الخصوصية التي اعتمدتها الحكومة في معاملة هؤلاء المتجيشين والمتسلحين وسط دولة يفترض انها دولة قانون وليست دولة ميليشيات .

واتذكر ان كثير من الكتاب والمثقفين العراقيين قد حذر بما يجري في دهاليز الكوفة التحتية واحياء البصرة وازقتها وابارها النفطية , واخص بالذكر من هؤلاء المثقفين والكتاب الاستاذ "وداد فاخر" حين كتب مقال طويل عريض حول حقيقة مايجري في البصرة مبينا كل النقاط الجوهرية وكيفية معالجتها قبل استفحالهاوقبل الازمة بفترة طويلة .. ومع ذلك لم يؤخذ بكلام جميع من قالوا وحذروا , وهذا مثال من كثير في ما يجري في العراق , فتداعيات جيش المهدي الاخيرة هي ليست الاولى وليست الاخيرة التي تم الاشارة لها قبل وقوعها , ولكن للأسف بدون اصغاء لما يقال وبدون جدية في التعامل مع سخونة الحدث , فنرى التدابير التي تتخذ تتم بعد ان يستشري التوتر وبعد ان يدق ناقوس الخطر وبعد ان تكبر الأفعى وتصبح تنينا لا يقهر , ودائما معالجة الاحداث بعد وقوعها يتم بطريقة عنيفة غير محكمة الخيوط (( من حيث البداية والنهاية)) كما حصل مؤخرامن احداث مؤسفة ذهب بها الكثير من الضحايا الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يجري ((لازال البركان يغلي وهو لم يهدا بعد)) .
فهل يعقل ان دولة فيها مسشتارين وفيها خبراء عسكريين وسياسيين وغرف عمليات سرية ومعلنة لم تنتبه لهذا الخطر الا بعد استفحاله ؟؟!!
امر عجيب فعلا ان يحذر المواطن البسيط الحكومة قبل اكثر من عام لامر قد حدثت احداثه الان والحكومة غافلة عنه ؟؟!!
ولندع الحكوميين في غفوتهم وغفلتهم , اذ ان حقيقة ما يثير الدهشة في ماحصل هو اننا نرى (( بعض)) المثقفين والكتاب يحاول لحد هذا الوقت ان يبرر لمنهجية وآلية اعضاء جيش المهدي وقائده الملهم وباساليب وبحجج تصل حد الحمق والسذاجة في التبريرالمستميت لأفعال هؤلاء السراق , ولا نعرف ما هو المسوغ من منطلقهم هذا غير انهم اما ان يكونوا غافلين عما يجري في الارض العراقية باعتمادهم على صورة خاطئة تلك التي تنقل لهم من هنا ومن هناك , أوانهم مشتركين بعبثية هذا التيار الفوضوي او قد يجوز السبب يكمن في الانتماء الضيق هو من يحدد وجهتهم وقناعاتهم , فكما يوجد محاصصة ادت الى الفوضوية السياسية الطائفية والقومية(( وبعيدا عن البرنامج السياسي الوطني الموحد )) توجد ايضا فوضوية في التعامل مع الشان العراقي بالنسبة للكثير من الاقلام التي تكتب بما يرضي انتماءها المذهبي او القومي الضيق وبدون اي اعتبار للمصلحة الوطنية عامة ً .
وبالرغم من ان اغلبية الكتاب هم من الاكادميين والمثقفين الا ان الملاحظ ان بعضهم ترى ان انتمائاتهم هي من تسير وجهتهم ومنهجيتهم في كتابة نتاجاتهم, فطابع تغليب الفئوية ظاهر وواضح جليا في اكثرها, فللأسف ان هذا البعض ينظروا لقضاياهم الفئوية الضيقة بعد ان يضيفوا عليها هالة من القدسية وقصدهم هو خدع البسطاء ,فيفترض ان نكون على قدر المواطنه الحقيقية وان يكون العراق هو غايتنا الاولى والاخيرة كوطن كبير يجمعنا جميعا وبدون ما تمايز بين اي فئة دون اخرى .
وبعد هذه المقدمة الموجزة (( التي لابد منها )) ساترك المقال وبدون اي اضافات لما جرى من احداث .. وبمثل ما كتب اول مرة .




اسطورة جيش المهدي وهالات التقديس الزائفة ؟؟!!

جيش المهدي ... وما ادراك ماهذا الجيش العرمرم ... فلقد كثر الحديث عن هذا الجيش , وكثرت الاحاكي والأقاويل عن بركاته , حتى ان البعض صوره لنا على انه حامى حمى الامة والمدافع عن شرف العراقيات (( على حد وصف البعض )) !! , وأيضا ان هذا الجيش هو من حفظ للعراقيين هيبتهم وهو من ثار لاعداء المذهب!! .

وبعد كل هذا الكلام الكثير والحكايات الغريبة التي حيكت عن بطولات هذا الجيش الذي لم نرى منه مايشرفنا كعراقيين غير الخطف والسرقة والقتل العبثي والتسلط على رقاب الامنين البسطاء ..وبعد كل هذه الهالات القدسية والخرافات الفانتازية ... لناتي لحقيقة هذا الكيان الوليد من رحم الظروف الصعبة والانفلات الامني وكبت الحرمان والفاقه وايضا وليد النفاق والساد الاداري والمالي المستشري في البلد , والذي جعل من الكثير من المتلونين (( رفاق البعث ولصوص الامس)) يستبدلون جلودهم بجلود اخرى ولكنها تحمل نفس اللون الكالح , ونفس الرائحة العفنة ... وذات الاساليب الوضيعة.
وبالامكان الرجوع الى اوليات كبار هذا الجيش وقياديه الحاليين وحتى بعض السياسيين الذين يمثلوه في الحكومة لكي تتعرفوا على تاريخهم الاسود والذي اهونه هو انتسابهم للبعث النافق , فهؤلاء نزعوا عنهم لباسم الزيتوني وتلبسوا بلبوس الدين وتغيرت كلمة التخاطب بينهم من " رفيق " الى" سيدنة الجليل " !! .

سقوط الاقنعة ..

العراقيين بعد كل الظروف التي عاشوها وتعايشوها عرفوا حقيقة هذا التيار كمجموعات وكأفراد وأيضا كقيادات (( بما فيها زعامته الروحية ومن يمثلها )) .
فلقد عرف العراقيين بأن أفراد هذا التيار ماهم الا أبطال من ورق, وصفة (( الروبن هودية)) التي يدعوها قد ابتعدت عنهم وأيضا قد زالت عنهم الهالة الايمانية التي ادعوها ابتداءا ً ... وبعد هذا السقوط للأقنعة باتوا عراة - حفاة وكما كانوا سابقا.
فهم بالنسبة للعراقيين ليسوا اكثر مرتزقة ومجرمين مأجورين , فأصبح القتل هو غايتهم والجهل هو صفتهم , والاستبداد هي وسيلتهم .
فأي فائدة ترتجى منهم وهم اصبحوا مثل الثور الهائج لايعرف وجهته ولا يحدد عدوه , فمن اين او الى اين هي وجهة سيرهم ؟؟!! .
وللأسف هؤلاء انقلبوا من افعى الى تنين شرس يرمى بنيرانه عشوائيا ولا يؤمن جانبه حتى على من زعموا بأنهم مدافعين عن حماهم ومعتقداتهم !!
نعم .. أصبح الصدريون وبالا على أبناء جلدتهم قبل ان يكونوا على غيرهم , فهم قد أدمنوا قطع الطرق وسرقة المال العام نهارا جهارا وهم الذين قالوا :((اعطونا الوزارات الخدمية لنخدم هذا الشعب )) !!
وفقط انظروا الى وزارة الصحة والوزارات التي استلموا زمام امورها ... صحيح انهم تركوها بعد انسحابهم ولكن بعد ان لوثوها وزرعوا طفيلياتهم حتى اصبحت طافية تعوم في هذه المؤسسات وجعلوها مثل الهشيم .
حتى باتت وزارة الصحة من اسوء الوزارات على مدى تاريخ الوزارات العراقية من حيث الخدمات ومن حيث نزاهة موظفيها وأيضا من سوء الادراة بعد الاعتماد على مجموعة من الاميين ووضعهم في مواقع حساسة ومهمة في هذه الوزارة .

تزويق الوجوه الكالحة .. لمصلحة من ؟؟!!

يلحظ المتلقي والقارئ العراقي خصوصا هذه الايام ان هناك حملة محمومة (( وللأسف انها من قبل مثقفين عراقيين)) هدفها هي تلميع وتزويق صورة هذا التيار وجيشه الورقي, وهذه الحملة اتت بعد ان مل العراقيين((في الداخل والخارج)) من افعالهم ومن سواد اعمالهم , وبعد ان كشفت وجوه هذا التيار ... والسؤال هو :
لماذا هؤلاء المثقفين وبعض الكتاب راح يقدمهم لنا على انهم المخلصين والمنقذين وانهم امل العراقيين ؟؟!!
ولماذا لم نرى اسودهم البواسل وهم بالملايين (( حسب مايقولون)) يسندون الدولة بمهاجمة اوكار الشر والارهاب في مناطق في بغداد وديالى ومناطق اخرى ليست خافية على اي عراقي ؟؟!!
هل اكتفوا بأشاعة الفساد والفوضى في المحافظات الخالية من الارهاب والامنة نسبيا في الجنوب مثلا ؟؟!!
وهل مزايدتهم علينا بالوطنية الفارغة تعطيهم الحق في ضرب قوات الجيش العراقي ؟؟!!
هل ان ابو حفص المصري وابو ايوب الليبي وابو قتادة التونسي و ابو حنتمة الحجازي او ابو عمر البغدادي يقبعون في البصرة او في السماوة او ربما في الديوانية ؟؟!!
الم يروج عنهم البعض بان لولا جيش المهدي لانتهكت اعراض عذارى الشيعة ؟؟!!
اين هم مما نحن فيه ؟؟!!
اي نفاق واي كذب ودجل لا بل قل اي ديماغوجية تلك التي يتبعها بعض المثقفين ؟؟!!

كلا سادتي الافاضل .... كلا يا مثقفينا ... كلا ا استاذتنا .... ماهكذا تورد الابل

وان كنا نلوم بعض القيادات السنية لوقفتهم المستميتة للدفاع عن جحوش وبهائم الارهاب فيفترض بنا كمثقفين ان نقف وبنفس القوة والحزم ضد ارهاب الغربان السوداء من انصار الحائري والخامنئي ... فالارهاب هو عملة واحدة وان تغيرت صورته .
فكونوا احرار في دنياكم كما علمكم ابو الاحرار والشهداء (( الحسين عليه السلامالذي تدعون انكم تسيرون على نهجه وما انتم كذلك )) , وأجعلوا العراق وشعبه المجروح نصب اعينكم وكفانا عاطفة هوجاء تجعلنا نرى في المعمم الاحمق نبيا وفي الاخرق قائدا .. فيجب ان نشير على الخطا ايا اكان اتجاه بوصلته وهذه هي الميزة التي بها وصفتم بالمثقفين فلا تفقدوها لانكم انما تخسرون نفسكم وتفقدون ضميركم الانساني والمهني .
وان كانت هناك مصالح شخصية ومنفعية هي وراء وقفتكم الغير مشرفة في الدفاع عن قوى الارهاب ((بكافة اطيافها)) فتذكروا ان الشعب لن ولم يرحمكم ... وستبقى لعنته تصب على رؤوسكم الى الابد .

خاتمة قولي ...

انا هنا لا اقف ضد جماهير هذا التيار بالمطلق فهي ربما جماهير مخدوعة نتيجة الكبت المذهبي او ربما عن جهل او عن ثار يطلبه البعض من قتلة اولادهم واخوتهم او ربما لغايات لا يعلمها الا الله والراسخون في الجيش العرمرم .
اي ان كلا له غايته بما فيها الغاية الوطنية (( حتى لا اكون ظالما للجميع )) فيفترض ان تتم توعية هؤلاء الجماهير لا ان نسيرهم وراء شعارات مزايدة وكاذبة الغاية منها تحقيق منافع شخصية .
فاللوم هنا لايقع على هؤلاء وحدهم بل ان اللوم يقع ايضا على قيادات هذا التيار الروحية منها والسياسية .. وهم عرف عنهم بانهم ثلة من الاميين الجهلة والغير متعلمين وتحمل حقدا ضد الجميع وبدون استثناء ولديها طابع حب الذات ونكران المصلحة العامة وهذا ما تكشف لنا في المجلس النيابي العراقي اذ لم نسمعهم يوميا يطالبون بحقوق غيرهم .

وساخاطب جماهير شعبي من شرفاء التيار الصدري بأن انبذوا قادتكم الكارتونيين المزيفين من الذين لايفرقون مابين الناقة والبعير , واتركوا عنكم التعمد بأضعاف الحكومة الشرعية (( وان وجدت بعض السلبيات من هنا ومن هناك )) اذ لاتوجد دولة قوية تتوسطها دولة اخرى فهذا لا يصب الا لصالح اعداء العراق الذين يتحسروا للان على سقوط هبل بغداد ويحاولون ((كعادتهم)) ان يجعلوا منكم المطرقة التي تهشم عملية التغيير .. فارجعوا لعراقيتكم كما كنتم سابقا , فلا يوجد شخص يشك بوطنيتكم وغيرتكم الخالصة لابناء شعبكم ... وتذكروا اخوتي ان الاعتراف بالخطا فضيلة .. وليست رذيلة .

مهند الحسيني

muhannadalhusynni@gmail.com


صفحات: [1]